1
2
3
المحتوي تهنئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 5 سياسة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 6 مترجمات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مغتربين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إجتماعية و ثقافية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لألبحاث و المشروعات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أطفال و تربية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اراء و خواطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4
تهنئة تهنىء إدارة مجلة من أوروبا البلد الكاتب :كمال سعيد محمد بحصوله علي المركز األول علي كلية األلسن في القصة الصغيرة و منحه لقب "قاض الكلية" لهاذا العام و جدير بالذكر أن كمال انضم ل ُكتاب من أوروبا البلد منذ نحو ثالثة أشهر مبروك يا كمال
5
سياسة
6
متفــــائل احمد كمال ال يكاد يمر يوم إال ويسألني أحدهم :لسه متفائل؟! أو يقول آخر: إيه سر التفاؤل ده؟ كل حاجة ضلمة! وإجابتي دائما أنني أزداد تفاؤال وثقة ،وأرى الطريق يتضح شيئا فشيئا ،والحقيقة أن السؤال هو لماذا يتفائل البعض ،بينما يتشائم البعض اآلخر؟ وأول وأوضح سبب هو أن هناك من يبحث عن كل خطأ ومشكلة ونقيصة ،ويتخيل الوضع على أساسها ،بينما هناك من يبحث عن اإلنجاز والتطور والنجاح ،ويستبشر بها ،ولكنني أزعم أنني لست من الفريق الثاني ،فأنا أتابع األخبار كلها على تنوعها. ولكن ثاني سبب لإلكتئاب والتشاؤم هو تصديق كل كذبة ،والجري وراء كل إشاعة ،واالستماع للمرجفين ،وأقول بكل وضوح أنني على سبيل المثال تخليت عن برامج التوك شوز منذ زمن، خاصة وأن معظم أصحابها أثبتوا أنهم كاذبون ،ومغرضون ،يعمدون لتشويه الحقائق ،ويمزجون أكاذيبهم بمشاعر القلق والخوف ،وأحد أوضح أهدافهم تشتيت الناس وتضليلهم وإصابتهم باالكتئاب ،فلماذا يسمح أحدنا لهؤالء المهرجين بهذا؟ ثالثا هناك من أصيب باإلحباط بسبب هزيمة سياسية ،ثم عاش في إطار هذه الهزيمة ،ولم يتخطاها ،بل هناك من يعيش وهم االنتقام من خصومه السياسيين ،ويحلم بفشلهم أو يخطط له، وبالتالي هو يتمنى ويتوقع تأزم األحوال ال انفراجها. رابعا األمر من وجهة نظري يعتمد على تحليل المخاطر ،وربما جعلتني الخبرة العملية في إدارة المشاريع أكثر وعيا بمعنى "إدارة المخاطر" ،أي أن دوري هو البحث عن المخاطر ،ومحاولة تجنبها ،أو إيجاد البدائل في حال حدوثها ،أو أخذ االحتياطات لمواجهتها ،وفي كل الحاالت فنجاحي يعتمد على اكتشاف هذه المخاطر والتعامل معها ،وهنا ال مجال للتفاؤل والتشاؤم ،بل للتخطيط والعمل ،أو على أقل تقدير التحليل والفهم. 7
والحقيقة أن المخاطر قد ال تكون مخيفة بقدر ما يكون الخوف منها خطيرا! أي أن الخوف المبالغ فيه من المخاطر يكون في كثير من األحيان هو سبب العجز والفشل واالكتئاب. إذا نظرنا إلى الوضع في مصر بطريقة إجمالية ،فسنجد أن هللا سبحانه وتعالى منّ علينا بنعم كبيرة جدا بدءا من التخلص من مبارك ،وابنه وحكومته ودستوره ،وحازت أكبر قوة معارضة الحكم، وبدأت تخوض تجارب إصالح الوضع المزري الذي وصلنا له ،وأن ثقافة المنافسة السياسية وازدياد الوعي واالستعداد للتضحية بالنفس في سبيل الوطن كلها تقينا من السقوط في ديكتاتورية جديدة ،أو االنزالق للحكم العسكري مرة أخرى ،وأن التدافع الحادث بين قوى علمنة مصر لعشرات السنين ،وقوى المرجعية اإلسالمية ،هذا التدافع صحي ،وسيمضي بنا إلى طريق االستقالل ،بعد تبعية واستعمار واستحمار. بال شك القادم أفضل ،رغم الواقع المر ،ورغم مكائد المتربصين ،ورغم البطء الظاهري لإلصالح ،والفائز هو من شمّر واجتهد ،وال عزاء للمرجفين في المدينة.
8
محرقة المبادئ أحمد عبد الحميد أزمة األمس ال تكمن فقط فيمن "حرق" اشخاصا آخرين ،ألن شخصا واحدا محروقا كان كفيال بثورة كاملة تأكل رؤوس كل من وقف و شاهد و أمن على الفعل ولو بالصمت .وال تكمن أيضا في إحراق مقرات أو "شخابيط" عديمة األدب ،وال تكمن في صمت آخرين أو تبريرهم ...ألنه أصبح مشهدا متكررا .صح؟ تكمن ربما ،في هذا الكم من "الغل" في التنكيل و التمثيل ،أيضا في كل تلك "الهوجة" ألن ذلك حدث لل "إخوان" .و األولى أن المبدأ نفسه ثابت: دماء الناس حرام ،بيوتهم حرام ،أماكن عملهم حرام .ال تحرق البيوت و المقرات ،وال يعذب الناس ،و ال يقتلون ...مبادئ بسيطة صح؟ ال يهم إن كان إخوانيا ،أو شرطيا ،أو فلوليا أو بلطجيا أو سلفيا أو حازميا أو برادعاويا أو حمداويا ...في األخير كلهم دم ...و دماؤهم حرام. دائرة العنف لم تصل للثورة ،إال بالسماح للبلطجية و الفلول بالوقوف فيها ،من سمح بذلك؟ ال تتوقع أن من قتلوا بضعة وسبعين رجال بينهم اطفال في استاد كرة ،سيتورعون عن قتل المزيد للحفاظ على مكتسبات نظام بائد .وال تعيب فعلهم ،ماذا تنتظر من الخسيس غير طبعه؟ على من نعيب؟ ولكن يعيب المرء على :معارضة وضعت يدها في يد خسيس ،و توقعت أن تبقى الثورة على طهرها ،ثم انجرت بنفسها ألعمال أكثر دناءة ،و انجر المدافعين في نفس الدائرة .يعيب المرء عليهم ،و يعيب على حكم يتنصل من مسئوليته و يحيل األمر لمؤامرات ال يثبت منها شيء ،و إلى جرائم و تراخي و تساهل ال يعاقب عليهم أحد .يعيب المرء باألساس على كل أولئك الشباب الذين يستمعون لكبراءنا الذين ،ال يغنون عن الحق شيئا .دمائكم حرام .من كان فيه سوء في قلبه فاليتطهر ...تذكر: ب َو ْال َع ْن ُه ْم لَعْ ًنا ْن م َِن ْال َع َذا ِ َو َقالُوا َر َّب َنا إِ َّنا أَ َطعْ َنا َسا َد َت َنا َو ُك َب َرا َء َنا َفأ َ َ ضلُّو َنا الس َِّبيال َ ،ر َّب َنا آت ِِه ْم ضِ عْ َفي ِ َك ِبيرً األحزاب 76-76 الحق أحق أن يتبع. 9
على فكرة ،محاضرة مدينة االنتاج اإلعالمي دي عمل غجري ،خرفاني من شوية حيوانات همجية. إنما محاصرة مقر رئيس منتخب ،و ضرب مقره ،و تلطيخ حوائط بيته بأفظع األلفاظ ،و حرق مقرات أحزاب ،و حرق ناس و قتلهم و سحلهم ...كل دي حاجات عادية بتحصل كل يوم. اإلعالم مثل الساحر ،فقط لضعفاء العقول. احمدوا هللا على نعمة العقل! الوقت اللي ملياردير مدان بتهرب ضريبي ،أو آخر يتم تتبعه من النظام ،وواقع في مشكلة مع الحكومة ،هو الوقت اللي ما ينفعش تاخد أي حرف يخرج من أي وسيلة إعالمية تابعة ليه إال بعين الحذر .فتوقع كالم أسوأ من كل اللي فات ...عادي.
10
تركيا بين الشيطنة و التمجيد سها همام منذ فترة دار حوار بيني و بين صديق عن النموذج التركي باعتباره صار المثل األعلى الذي تطمح له األمة العربية بأسرها .فمن منا ال يحلم بالنمو االقتصادي السريع و االستقالل السياسي؟ من منا ال يطمح في مشروع حضاري قوي يستمد طاقة دفعه من موروثات مجتمعنا الثري بتاريخه و بشعوبه ؟ في ذهني كان األمر محسوما ،لقد صارت تركيا بالفعل المثل األعلى الذي نطمح له جميعا .لكن الصديق أثار انتباهي يومها ألمر ظل عالقا في ذهني لفترة .قال :ما الذي تعرفينه عن تركيا خارج دائرة التمجيد العربية المعتادة؟ هل تعلمين أن تركيا اليوم -و تحت قيادة أردوجان -تحتل مركزا متقدما في انتهاكات حقوق االنسان؟ هل سمعت عن حبس الصحفيين هناك في تهم تتعلق بحرية الرأي؟ هل تعلمين أن شعبية أردوجان انما استمدها من سياساته االقتصادية الناجحة ،و أن هذا ال يعني أن الرجل نموذج الحاكم المثالي كما نتخيله؟ لم أبحث في حينها عن اجابات لتلك األسئلة و ظلت معلقة ،حتى تعثرت في االجابة أثناء قراءتي لكتاب نعوم شومسكي الجديد "أنظمة القوى" الذي حلل -ضمن ما حلل -الحالة التركية بشكل أظنه ألقى الضوء على كثير مما التبس علي. يعرض شومسكي أوال تقريرا نشرته النيويورك تايمز عن سجن قرابة المائة صحفي و ناشر و اعالمي بتركيا ،و هو العدد الذي تقول الجماعات الحقوقية أنه يتعدى نظيره في الصين المعروفة بقمعها لحقوق االنسان .يقول التقرير أيضا أن أحد هؤالء المحبوسين و هو صحفي حائز على جوائز تم حبسه بسبب تقرير كتبه عن مقتل صحفي تركي-أرميني في اسطنبول عام .7006 يقر شومسكي أن وضع الحريات في تركيا سئ بالفعل ،لكنه يلمح الى أنه من المثير للسخرية أن 11
نفس الصحيفة (النيويورك تايمز) لم تجد ما يستحق النشر فيما يتعلق بانتهاك حقوق عشرات االالف من األكراد في تركيا في التسعينات من القرن الماضي و الذي تم بدعم و تسليح أمريكي. يتحدث شومسكي عن تشابك الموقف ،و كيف يجب علينا أن نضع ردود الفعل الغربية النتهاك حقوق الصحفيين األتراك في سياق حسابات القوى .حسابات القوى التي أربكها تصاعد شعبية أردوجان في الوطن العربي في مقابل تدني شعبية أوباما .أربكها أيضا استقالل القرار السياسي لتركيا عن الواليات المتحدة ،حتى وصلت لمعارضة قرار حلف الناتو بالتدخل العسكري في ليبيا مما أثار غضب الواليات المتحدة .كما أربك موازين القوى التقارب التركي مع ايران في حين فترت عالقاتها مع حليفها االسرائيلي السابق .لذا يرى شومسكي أن كل تلك التغيرات في حسابات القوى تجعل التوقيت اآلن مناسبا لكي تقوم الصحافة الغربية بالهجوم على انتهاكات حقوق الرأي في تركيا. لكن هذا ال يعني أن الصحفيين هناك ال يتعرضون بالفعل النتهاكات .فأحد الكتاب األتراك المرموقين مثال تم تغريمه ،و هو الحائز على جائزة نوبل ،بسبب تصريحه ألحدى الصحف السويسرية أن تركيا قتلت ثالثين ألف كردي و قرابة المليون من األرمن. قضية حرية الرأي في تركيا تحتل اهتماما كبيرا في أوساط المثقفين هناك بالفعل ،و تقام لها المؤتمرات و األنشطة التي تعرض المشاركين فيها لخطر السجن و المالحقة .لكن شومسكي يرى أن رفض االتحاد األوروبي النضمام تركيا بدعاوى انتهاكات حقوق االنسان هو مجرد تمويه عن السبب الحقيقي و هو عنصري بحت. اجابة شومسكي كانت شافية بالنسبة لي .تركيا ليست اذن الشيطان المعادي لحرية الرأي و حقوق االنسان ،و فقط ،كما يحاول االعالم الغربي تصويرها .و هي كذلك ليست جنة هللا في أرضه و الحلم األسمى كما يصورها لنا المتحمسون للنموذج األردوجاني من العرب .تركيا نموذج لدولة طموح تسعى لحلم القيادة ،لكنها في خضم سعيها تدوس على قيمة انسانية هامة هي حرية الرأي و التعبير. في أحدى نقاشاتنا مع أستاذة الفلسفة السياسية سألتناُ :ترى ماذا يحدث لو تحول المجتمع بأكمله لدراسة العلوم الطبيعية فقط كالرياضة و الفيزياء و لم يهتم أحد بدراسة االنسانيات؟ كانت االجابة التي اتفق عليها الجميع أن الحس النقدي و القدرة على التمييز بين الصواب و الخطأ سينضبان ،و أن زرع القيم في النشأ هو صمام األمان الذي يحفظ المجتمعات. على نفس هذا النسق أتساءلُ :ترى ماذا يحدث لو تجاهلنا قيم حرية الرأي و حقوق التعبير في سبيل أحالم النمو االقتصادي و الزعامة؟ أي صمام أمام اذن يحمي المجتمع من حكامه؟ 12
المصدرhttp://bit.ly/Zks80A : تقرير شبكة "الجزيرة" عن أوضاع الصحافة في تركيا: http://aje.me/12Ghy7s
تعقيب هيثم قطب محمد -1لو تكلمنا عن المقال ( فى العموم ) فأنا متفق مع الفكرة الكلية ..نعم تركيا ( إحصائيا ً ) تخطت الصين الخبيرة فى تقييد الحريات حتى األليف منها وتخطت إيران على مستوى األعداد المحبوسة أو المرفوع عليها قضايا ..كالم جميل.. لكن لماذا ؟! ..هل كل قضية ال تستحق أما أنها رفعت ظلما ً أم هى إستغالل لعورات قانون العقوبات التركى ( المادة 101مثار الجدل القديم ) ؟! "ده محتاج حد متابع تفصيالت القضايا كاملة ..أى كالم تانى بالنسبة ليا من أى وجهة نظر هيكون بال أى قاعدة معلوماتية صادقة ( أقرب للتخمين واألهواء بمعنى أدق) -7الكاتب الذى دفع غرامة _ ( أورهان باموك ) بالمناسبة _ هنا تم ذكر جزء من الحقيقة فى سبيل تأكيد وجهة نظر ..أعتذر بشدة لكن ده خطأ فى إحترافية الكتابة.. رفع عليه قضايا بتهمة إهانة الهوية التركية وشخصية مصطفى أتاتورك المقدسة والهراء ده كله اللى فى المادة .. 101لكن القضية األولى أسقطت للعلم ورفضت وزارة العدل التركية اإللتفات إليها " فى 7007وده كان فى تقرير للبى بى سى البريطانية " ..هذه نقطة ..األخرى أنه بعد مالحقات قضائية على مدار 5أعوام لم تثبت عليه تهمة واحدة بل كل ما دفعه هو 7000ليرة تركية على سبيل التعويض ل 7أشخاص ( بنتكلم فى حاجة شبيهة بتعويض ال 1001المصرى الشهير ) ..يعنى غرامة صورية ال أكثر ..لو هنتكلم على رمزية الغرامة فأنا شايف إنه لو فيه تضييق للحريات كان بمنتهى البساطة حُبس بموجب نفس المادة اللى هو إنتقدها بنفسه حين إغتيال هرانت دينك ..بإعتبار أن المادة جائرة ال تفرق بين منتقد وآخر. -1مفهوم حرية التعبير عاوز إعادة هيكلة _ very muchالحقيقة ككل شئ فى حيواتنا _ .. حرية التعبير ببساطة قد تنقذ دولة ..وقد تهدم أمة ..الحرية لها حدود ..والصحفيون مثلهم مثل أى بشر فى أى وظيفة أخرى لهم حقوق وعليهم أن يحاسبوا ويسجنوا إن تخطوا الحدود القيمية المسموح بها ..وده موضوع آخر
13
" -4تركيا تحتل مركزاً متقدما ً فى إنتهاكات حقوق اإلنسان " ده كالم غير صحيح ..إنتهاكات حقوق اإلنسان ال تقاس بحبس الصحفيين فقط ..الكالم العام يخصص بنقاط أكثر من نقطة واحدة ..باإلضافة إلى أن ( قضية حرية الرأى تقام لها مؤتمرات وأنشطة تعرض المشاركين فيها لخطر السجن والمالحقة ) كالم غير صحيح أيضا ً ..لو فيه أمثلة لناس شاركت فى مؤتمرات لمناقشة قضية حرية الرأى ولوحقت وسجنت هبقى شاكر جداً إن حضرتك تعرفينا. بالنسبة لى أفضل ما فى المقال هو الطرق _ ولو بتخصيص نقطة حرية التعبير _ على فكرة " تركيا ليست يوتوبيا نهضة العرب وال هى شيطان اإلتحاد األوروبى ".
14
هل الجماعة يجب أن ُتحل؟! عماد الدين السيد يعني هل فعالً انتهى دورها بوصول رئيس إسالمي للحكم ...أم مازال بقاؤها ضروريا لتحطيم الدولة العميقة وإقامة المشروع اإلسالمي وأستاذية العالم؟! رحم هللا حسن البنا ... لي أصدقاء إخوان كثر في الجماعة ،منهم من تسري الجماعة في دمه ،اجتماعات األسرة والفضفضة ...ذكريات المعسكرات ...الحب الذي يتولد بين اإلخوان ...سندك وظهرك ... زمالء المعتقل ورفقاء الميدان ...الحلم البعيد بإعادة مجد األمة ...حلم تحرير األقصى ... الخالفة اإلسالمية ...أستاذية العالم ...رسائل البنا كيف تطلب من شخص يعيش في كل هذا أن ينفض عنه بسهولة؟!! عندما تخرجت من الجامعة ،اكتشفت الحقيقة المذهلة ...أني اآلن ال انتمي لشيء ...كنت أنتمي للمدرسة فالجامعة ...ملفي هناك وهناك أستاذ مسئول عني وكتب تخصني وعمل محدد أقوم به وزمالء يفرضهم كشف األسماء بترتيبه األبجدي ،ولو سألني أحد عن هويتي أقول :طالب بالصف الثالث في مدرسة نجيب محفوظ ،أو بفرقة الثانية في كلية الصيدلة أما بعد التخرج صرت بال مكان انتمي إليه ...وحدي أشق طريقي وأدور على الصيدليات أبحث عن مكان انتمي له ...وللصيدليات سمعة ...فاالنتماء لصيدلية العزبي يختلف عن االنتماء لصيدلية مغمورة ...وعندما عملت بالعزبي صرت أقول هذا بفخر ...أنا أعمل بصيدلية العزبي ...ثم تركتها ودخلت الجزيرة وصارت مكاني الجديد ...وصاروا يقولون عني :مش ده عماد بتاع الجزيرة؟ عندما تقرر أن تحل الجماعة فجأة بقرار قضائي ...فمع احترامنا لكل أحكام القضاء ومع اعترافنا بأن الجماعة تتحدى القانون أو تريد تفصيله بما يناسب بقاءها من خالل السلطة التشريعية ... ولكن قراراً كهذا يقصم ظهر عشرات اآلالف ممن ينتمون ...يسحب منهم هويتهم ويجردهم من انتمائهم ...فتصير فجأة بال اجتماع أسرة وال معسكر وال إخوان يحبونك وال عمل تطوعي يجمعك بهم تصير وكأنك تخرجت فجأة ...على الرغم من أنك كنت فقط في الصف الثاني ولهذا فالجماعة وأفرادها لن ينظروا لهذا القرار إال كقرار ساذج يستحيل تنفيذه أما بخصوص السؤال الذي سألته في المقدمة ...هل بقاء الجماعة ضروري اآلن بعد وصول رئيس منها للحكم؟! ...فأنا بعد كل ما كتبت اآلن اكتشفت أني ال أعرف فعال اإلجابة الصحيحة ):
15
صاحب المتناقضين عماد الدين السيد قُتل صاحب أعذب تفسير للحكم العطائية ،وصاحب حافظ وبشار قُتل صاحب المتناقضيْن ***** العالقة بين مصر وسوريا ! البوطي رحمه هللا كان صوفياً ،والسلفيون يكرهون الصوفية لخالفات في العقيدة ،ففرحوا بمقتل البوطي بحجة أنه حرم الخروج على الحاكم !! ( الحظ أن األغلبية من مشايخ السلفيين في مصر قبل الثورة حرموا الخروج على الحاكم) ! بينما العلمانيون يحبون الصوفيون ،ألنهم يمثلون الوجه الذي يريدونه للدين مبتعداً عن السياسة، فأخذوا يترحمون على البوطي ويذكرون فضله ويغضون الطرف عن مساندته لبشار !! (الحظ أن العلمانيين هم أنفسهم من ظلوا يخرجون لسانهم للسلفيين يعايرونهم بفتوى تحريم الخروج على الحاكم) الطريف في األمر ،أن قليل من السلفيين قرأوا للبوطي ،وقليل من العلمانيين كذلك ...أما الباقي فقد سمعوا عنه ،سماع ذم أو سماع مدح وب ِه ْم َم َرض ...وهو وحده ال نعلم نهاية القوم ،ال نعلم دوافعهم ،هللا وحده من حقه أن يقول :فِي قُل ُ ِ ين إِ َذا ُذك َِر َّ هللاُ َو ِجلَ ْ ت قُلُو ُب ُه ْم له الحق في أن يقول :الَّ ِذ َ القلوب هلل ،والتوبة ُتقبل قبل خروج الروح من الحلقوم ...وللبوطي علم أصيل ال يُنكر ... والبوطي ساند الطواغيت ضد المساكين ...وأمره هلل ...ما أدراكم وأنتم لم تؤتوا من العلم إال قليالً يوم القيامة سنعرف أما اآلن ...فسنفكر ونعتبر !
16
مترجمات
17
واشنطن بوست || مصر تنزلق نحو اإلنهيار || ديفيد ايجنيشوس ترجمة سها همام ما هي السياسة الصحيحة التي يجب أن تتبناها الواليات المتحدة تجاه مصر في الوقت الذي تنزلق فيه حكومة اإلخوان المسلمين نحو هاوية إقتصادية؟ أصبح هذا السؤال اآلن ملحا بتقلص اإلحتياطي النقدي المصري و إقتراب البالد من نقطة اإلنكسار. إن الحقائق اإلقتصادية حاسمة :بلغ إحتياطي العملة األجنبية في مصر في شهر فبراير 11و نصف مليار دوالر ،و هو ما يكفي بالكاد لتغطية ثالثة شهور من الواردات .لكن المسئولين األمريكيين يقولون أن السيولة النقدية من اإلحتياطي تبلغ واقعيا من 7ل 6مليار دوالر فقط .لقد أصبح بالفعل من الصعب العثور على واردات ،بما فيها المواد الخام التي يحتاجها المصنعون المصريون .و لذا فقد انخفض مؤشر البورصة المصرية بنسبة %5هذا اإلسبوع إستشعارا للخطر القادم. ما الذي تفعله حكومة الرئيس محمد مرسي إذن لوقف التدهور اإلقتصادي؟ ليس بالكثير .فعلى مدار العام كان مرسي مترددا في التفاوض مع البنك الدولي لإلتفاق على حزمة إنقاذ لمصر هي في حاجة ماسة لها تبلغ قرابة الخمسة مليار دوالر .يماطل مرسي ألنه قلق من الغضب الشعبي تجاه اإلصالحات التي يشترطها البنك الدولي ،و التي تشتمل على خفض الدعم الذي يستهلك وحده ربع الميزانية المصرية( .تشكل الديون و العمالة بالقطاع العام نصفا آخر من الميزانية). إن الخطر على مبعدة شهرين أو ثالثة من الباب المصري ،طبقا لتقدير مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى .و في غضون هذه األثناء ،فإن البالد تواجه إضطرابات سياسية مستمرة ،كشغب يوم الثالثاء في بورسعيد و الذي تسبب في إصابة خمسين شخصا .لقد أرسلت حكومة مرسي مقترحا جديدا للبنك الدولي األسبوع الماضي ،لكنه ربما يعجز عن تحقيق األهداف اإلصالحية للبنك الدولي ،مما سيزيد من التأخير في التعامل مع الموقف. مرحبا بك في الطور التاني من الربيع العربي و الذي يمكننا أن نطلق عليه "النزول ألرض الواقع ".كانت الواليات المتحدة و حلفاؤها قد راهنوا منذ عامين على أنه إذا وصل اإلخوان المسلمون للسلطة في مصر ،سيتوجب عليهم التعامل مع مسئوليات الحكم كالتفاوض حول قروض البنك الدولي و تبني إصالحات إقتصادية إلجتذاب المستثمرين .و اآلن أصبح مرسي جزءا من هذا الواقع اإلقتصادي ،لكنه لم يظهر القدرة على القيادة التي كانت تأملها الواليات المتحدة. 18
إذن ما هي الخيارات التي أمام الواليات المتحدة بينما تقترب مصر من الحافة؟ يجادل بعض معارضي مرسي أن الواليات المتحدة يجب عليها أن تدعه يفشل .هذا بالتأكيد موقف المعارضة العلمانية المصرية ،و هو كذلك موقف أنظمة الحكم المحافظة بدول الخليج العربي .فهم يأملون أن يلفظ المصريون مرسي و حزبه في اإلنتخابات البرلمانية القادمة التي ستقام في نهاية إبريل و التي قد يتم تأجيلها لصعوبات قانونية. إن سياسة الواليات المتحدة أكثر دعما للنظام المصري من أن تتركه يغرق إن لم يستطع السباحة. لقد شجع البيت األبيض مرسي و البنك الدولي على الوصول إلتفاق قبل أن يفوت األوان و يصبح التدهور اإلقتصادي أسوأ .إحدى المساعي اإليجابية تكمن في صندوق التمويل األمريكي للمشاريع المصرية الصغيرة و متوسطة الحجم و الذي سيبدأ في توزيع أول 70مليون دوالر له هذا الشهر. حين التقى وزير الخارجية جون كيري الرئيس مرسي في زيارة خاصة بالقاهرة األسبوع الماضي ،قيل أنه حذر من أن مصر البد و أن تأخذ قرارات سريعة و أال تتوقع أن تقوم واشنطن بمد يد اإلنقاذ لها في آخر لحظة .لكن الواضح أن واشنطن ترغب في نجاح مرسي ،مخافة أن يكون البديل إما الفوضى أو اإلنقالب العسكري. إن الجيش المصري ينتظر بالفعل على مقربة ،و بعض الجنراالت متلهفين بشدة على التدخل .لكن الواليات المتحدة تعارض بحكمة أي إستيالء عسكري كهذا على الحكم .و بدعمها لمرسي فإن الواليات المتحدة اتخذت بشكل واضح موقفا معارضا لكل من المحافظين السعوديين و النشطاء الليبراليين المصريين على حد سواء. لقد إستطاع مرسي تجنب القرارات الصعبة حتى اآلن بشكل جزئي بسبب معونة الطوارئ القطرية ،و التي ضخت قرابة السبعة مليار دوالر في إحتياطي النقد األجنبي المصري .يجب أن تكون رسالة الواليات المتحدة لقطر إذن أن تتوقف عن مساعدة مرسي في الهروب من الواقع اإلقتصادي. إن رهان إدارة أوباما المستمر على الديمقراطية في العالم اإلسالمي كان واضحا في تركيا كما هو في مصر .فقد زار كيري أنقرة أيضا كجزء من أولى جوالته الدبلوماسية بالخارج ،و انتقد بعنف رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان بسبب هجومه "المرفوض" على الصهيونية .و كان من الالفت لإلنتباه أن أردوجان الذي يصعب توقع ردود أفعاله لم يبادل كيري هجوما بهجوم ،في الواقع لقد قيل أن مباحثاتهما في أنقرة اشتملت مسارا محتمال لتسوية الخالفات بين تركيا و إسرائيل .إن المسئولين األمريكيين يأملون أن تضع تركيا في إعتبارها القالقل المتزايدة على حدودها -من جهة إيران و العراق و سوريا -فربما تبدو حينها فكرة إحياء عالقاتها مع إسرائيل أكثر جاذبية. يمضي الربيع العربي ،و يستمر معه التبني الحذر من الرئيس أوباما .و لعل أكبر المفاجآت هي أن 19
عالقة حكومة اإلخوان المسلمين في مصر مع إسرائيل اليوم أفضل من عالقة تركيا مع إسرائيل، و هي التي اعتادت أن تكون حليفا تقليديا للقدس .ربما يكون هذا أفضل كارت لمرسي مع واشنطن أنه مهما كان فشله كقائد لمصر ،فهو ال يشكل قلقا إلسرائيل.رابط المقالhttp://wapo.st/13HEALN : تعقيب :المعلومات التي وردت في هذا المقال تكررت بشكل يكاد يكون متطابقا في مقال آخر نشرته مجلة تايم. http://ti.me/Y128E3 يمكنك اإلتفاق أو اإلختالف مع التحليل السياسي للكاتب و الذي جاء به بناء على ما لديه من معطيات .لكن الذي ال خالف عليه هو خطورة الوضع اإلقتصادي المصري ،و إفتقار الحكومة المصرية للشفافية فيما يتعلق بشروط بنك النقد الدولي و خططها للتعامل مع العجز الحاد في إحتياطي النقد األجنبي.
20
إجتماعية و ثقافية
21
عامان على الثورة السورية: ريهام نجيب وجدت كل الصفحات والقنوات تتحدث عن أنه مر عامان على الثورة السورية..وجدت أنه ربما الكتابة عنها ابتذال..فالثورة السورية أصبحت أكثر اسى و ألم من أن يكتب عنها..ولكن لم تطاوعنى نفسي لذلك.. لو لم يكن للثورة السورية دور حتى اآلن إال أنها أعادت معنى الجهاد الحقيقي المجرد إلى األذهان وإلى الشباب لكفّت وو ّفت أن فعلت ما لم تستطع عقود من الجهاد "النظرى" أن تفعله.. عاد بها الجهاد لمعناه الحقيقي األكبر"..رجل خرج بنفسه وماله" في سبيل الحق..ال نية تخالط تلك النية حين يكون الثمن "الموت"..ذلك الموت الذى ام ُتهن بكثرة صور المصابين و الشهداء..والقتلى من األطفال..عاد بها الجهاد إلى معناه الذى غاب عن أجيال..معنى أن الجهاد هو بذل "النفس" في معناه األكبر..و األنقى..عاد بثورة سوريا..ربما لم تكن األولى..فقد سبقت الشيشان وافغانستان والبوسنة وغيرهم و سبقت فلسطين على رأس الجميع..و لكن غلبت علينا فكرة أن بُعد المسافات يُنسى..وأن ما هو بعيد عنا بعيد عن قلبنا..أما أن ُتضرب الشام فى عقر دار اإلسالم فقد كان ذلك سهما لكل قلب... أن ترى وتتابع يوما بيوم ما يحدث فى سوريا وكيف ُنسجت الخدع واألكاذيب و كيف بدأت المقاومة و كيف خرج زمرة يدافعون عن الحق و كيف اختلط بهم آخرون ال تعلم نواياهم..هللا يعلمها.. وفي كل ذلك ام ُتهن الموت واب ُتذلت المشاعر اإلنسانية..ام ّتهن الموت وفُقدت هيبته والخوف منه وأصبح لفظة تلوكها األلسن وصور الشهداء منتهكة و أجسامهم مشاع لمحبى "صور" الجهاد! اللهم ال تجعل هذا نصيبنا من موتهم .. وفي كل ذلك ان ُتهكت المشاعر فمن تراه يشر اليوم مثلما شعر يوم انطلقت شرارة الثورة في سوريا ويوم رأى أول عمل وحشى للظالم وجنده؟! اسأل نفسك ماذا تغير..هل تحولت فكرة الجهاد عند للفكرة التى مات من أجلها من مات وتي ّتم من تيتم..وترمل من ترمل؟؟ بعد سنتين إن لم يكن هذا قد حدث فماذا تنتظر؟؟هل تنتظر صاعقة كصاعقة عاد وثمود لتعلم أن 22
الحق عزيز و أنه ال محالة طريق العزة وطريقة العزة وعر و مُبتلى ولكن السائرون فيه مؤيدين بنصر من هللا وثبات يُنزله عليهم... سألت نفسي كثيرا هل كنا نحن المصريون سنصمد مثلما صمدت سوريا؟؟؟هل كانت مدننا و أهلنا قادرة على تحمل ما تحملوه؟؟و اإلجابة لم تكن فى صالحنا..هللا أعلم بذلك بالطبع... ولكن هل فكرت فى السوريين أنفسهم..في ضياع حياتهم التى يعرفونها؟؟ البعض اصبح الجئا غريب فى بلد غريبة (وغير مرحب به) يُنظر إليه نظرة الذليل بعد عزة..ال يعلم متى سيعود... صعب أن تهلل له وتدعوه بأعلى صوتك أن يتمسك باألمل وأنت لم تكن مكانه وال تعلم حقا ماذا يعني أن تتحول البلد غير البلد والحال غير الحال وال تعلم شىئا واحدا قد استقر لك في الدنيا..فال وطن تعرفه وال وطن تذهب إليه وقد تنام فى مدينة سورية آمنة لتفيق على هدد وتفجيرات... الموت ال يوجع الموتى..نحسبهم الشهداء عند هللا ولكنه يوجع األحياء يوجع أهل الموتى..يوجع من رأى وفهم واهتز قلبه إلحياء فكرة الجهاد فيه..يوجع من رأى ولم يفهم واصبح كل موت حجّة عليه.. \أعادت لى الثورة السورية اإلنسانية التى تخليتعنها أحيانا..أعادت لى صور الالجئين واصحاب الخيم..أعادت لى ذلك صور الصمود..و الثبات.. اليوم ثانى ذكرى للثورة السورية..اليوم دع جزء من نفسك غير منتهك..عد بمشاعرك إلى صورتها النقية فى منأى عن االبتذال..أعد قراءة التاريخ وما مر به المسلمون في البوسنة والشيشان وما يمرون به فى كل مكان.. الثورة السورية أعادت كتابة التاريخ وأعادت إلينا فهم التاريخ..فلم يكن التاريخ أبدا حقائق مجردة وتحليالت جامدة وإنما كان حياة اناس وموت أناس و معاناة آخرون...ولنا العبرة.. اللهم نصرك الذى وعدت لعبادك الذين خرجوا بأنفسهم مدافعين عن الحق...اللهم اغفر لنا تقصيرنا فى الفهم والعمل.. فلم تكن الثورة السورية إال مرآة يرى كل فيها نفسه مجردا من بهرج الدنيا و التجمّل الذى يحرص عليه..نرى انفسنا وقد انكشفت سوءاتنا و ال عمل لنا فى ركب الجهاد لنستتر به...لم يعد هناك مجال للكذب على االنفس..فإذ تحرك ركب الجهاد فمن لم يلحق ولو بقلبه فقط فقد كان ممن يولون ادبارهم! ولم أجد سوى ياسمين الشام الذى لم أزرها يوما ولكن عطره يمأل صدري... **(سوف استثنى من ذلك فلسطين ألن مما علموه لنا وزرعوه فى األدمغة أن الجهاد الفسلطيني 23
جهاد اشبه باالساطير وتلك محاولة يائسة بائسة ألن يجعلونا نصدق أنه جهاد ال جدوى منه وأن القدس ضاعت ال محالة فحديث القدس حديث آخر جعل المغرضون يضعوا فيه ما وضعوا و يحرفون تاريخه كما يشاؤون)
24
من أنا احمد كمال ظل مستيقظا من بعد الفجر ،ظل محدقا بثبات نحو الفراغ حتى الحظ عيوب الطالء في سقف غرفة نومه التي يأوي إليها يوميا منذ سنين! لم يكن الفراغ هو ما يحدق فيه فقط ،ولم يكن هو الوقت الذي ينساب بال فعل أو قول ،كان الفراغ في األساس هو ما يطحن تروس العقل داخل جمجمته! كان يتساءل بال عالمات استفهام ،وتتراوح إجاباته ما بين الحيرة ،وعدم الفهم ،وعدم التصديق! مضى الوقت بطيئا بينما يمارس طقوس يومه المعتادة ،تنقل ما بين واجباته وزمالءه وأصدقاءه وأهله ،بينما ذلك الشعور المزعج يخنقه :الفراغ! شعر بأنه يؤدي واجباته حتى ال ُيسأل عنها ،ال ألنه يريد أن يؤديها ،وشعر بأنه ال يجلس مع أصدقائه في مكانهم المعتاد ألن ذلك يسعده، بل ألنه فقط يسليه ،وشعر بأن مواقع اإلنترنت ومحطات التلفزيون ثقيلة مملة مكررة ،ال تضيف شيئا ،وال تخصم شيئا أيضا ،وشعر بأنه ال يتعامل مع أهله أو غيرهم إال في نطاق ال يتعدى الخدمات المتبادلة ،ليس أكثر.. إن ما يشعر به ليس الفراغ ،فوقته مشغول ،ولكنه الخواء! إنه يشعر أنه ماكينة تدور ،ولكنها ال تنتج شيئا ،يشعر أنه سيارة تقف في طابور شارع طويل ال يتحرك ،يهدر محركها ،فال تمضي إلى األمام ،وال تملك أن تتوقف.. انتهى اليوم ومازال ذلك الشعور يخنقه ،فخرج يمشي في الشوارع ،وقد عادت إليه الحيرة ،وعدم الفهم ،وعدم التصديق ،فأسئلته مبتورة ناقصة ،بال عالمات استفهام.. راح ينظر في وجوه المارة من حوله ،ولكنه شعر بالسخف! عالم يضحك هؤالء ،وعالم يتشاجر أولئك؟ إلى أين يذهبون؟ ولماذا هم هنا أصال؟ هل يفهم أي منهم ما ال يفهمه هو؟
25
لفت نظره شابا يتحرك بسرعة ،يمسك بالهاتف المحمول ،ويجري اتصاال ،رآه يتحدث وهو يحرك يده بقوة ،ورأى تعبيرا غريبا في وجهه ،فاقترب منه ،واستمع لما يقول: "سالم عليكم ،أيوه يا محمد ،من فضلك قل لهم إسالم مش حيسكت! ومش حتنازل عن حقي! أنا مش ورقة حتطير مع الهواء في أي اتجاه! أنا إنسان له كرامة ،وعارف حقوقه كويس ،وعارف الصح والغلط ،أنا عندي هدف لحياتي ،حاعيش عشان أحققه ،أو أموت وأنا بحاول أحققه ،ومش حاسمح لحد يختار لي.. اسمعني يا محمد ،أنا مش بالوم عليك ،وال على أي حد ،كل واحد حر ،يحدد لنفسه اتجاه واضح ويسعى فيه ،أو مايحددش! لكن أنا شخصيا مش حاعيش على الهامش ،وحيفضل اختياري ملكي، ومش حاسمح لنفسي أكون واحد من الماليين اللي عايشين ومش عايشين ،مش حاكون مجرد اسم في كشف ،أنا عندي حلم لنفسي ،وألهلي ،وألوالدي من بعدي".. كان صاحبنا يستمع وقلبه يخفق بقوة ،وعال صوت خفقات قلبه حتى صار كالطبل في أذنيه! هذه كلمات غير موجودة في قاموسه ،وال تنتمي لعالمه! عاد إلى بيته وهو يتلمس حرارة أذنيه ،ويتلمس خفقات قلبه! فإذا به يالحظ في بيته ما هو أكثر من عيوب الطالء في سقف غرفته ،وإذا به يرى في قسمات وجهه ما هو أكثر من تلك السيارة التي تهدر وال تتحرك! هذا هو ما يبحث عنه! أخرج ورقة وقلم ،وسهر الليل يخط فيها إجابات واضحة ألسئلة محددة: من أنا؟ ما هي إمكانياتي؟ ماذا أحب ،وماذا أكره؟ ما هي واجباتي؟ ماذا سأفعل فيما تبقى من حياتي؟ ما هو هدفي في الحياة الذي لن أتخلى عنه ،وعلى استعداد ألن أموت في سبيله؟ 26
ما الذي "تطور" في عقلك خالل "السنة" األخيرة؟ أحمد عبد الحميد .1أصبحت أؤمن بأن 100بيكو ثانية(التي أنا حبيسها في عملي)، ليست األثر الذي أود أن أدركه في عمري. وعليه ،قررت أن أترك عملي، في شكله الحالي .7أصبحت أؤمن أن أجمل أيام عمري و أكثرها ثمرا الثالثينيات التي أعيشها، وعليه ،البد أن تكون أرضا صلبة لما بعدها ،وعليه ال بد أن أترك مرحلة "الكالم" لمرحلة الفعل. أن أترك أثرا واضحا. .1تشبعت من حياة أوروبا بشكل كاف ،ومن حياتها االجتماعية وعليه ،قررت أن أترك أوروبا .إن شاء هللا. .4أصبحت ،أشعر بعمق بألم من يقتل أوالدهم في أفريقيا ،و في نفس الوقت بالمباالة فرنسا و أخواتها، وعليه ،ودعت باريس ،و فرنسا بغير رجعة إن شاء هللا ...تركت عملي في ذات اليوم الذي كتبت فيه مقال قاذفة النابالم ،و قذفت فيه فرنسا مالي ،و المقال أخوه "رصاصة" ،كان في الهجرة من باريس .وقررت أني إما عائد بشكل نهائي لمصر ،أو بشكل مؤقت لمنطقة وسط... .5أصبحت ال أطيق فكرة "الرئيس" في العمل، وعليه قررت أال أعمل عند أحدهم ،ربما "مع" البعض .ال أطيق العمل تحت أي رئيس.
27
.7أصبحت أكثر اقتناعا بأمر األثر الذي تركته في األعوام الماضية ،و بأنه بمجهود أكبر و بإخالص قليل فإني قادر على تغيير الواقع السيء في بالدي بإذن هللا (مجنون عارف ،سامحني). و رأيت من هللا ما يكفي من عالمات الخير في الطريق ،و عليه ،قررت أن أسير لقدري الذي اختاره هللا ،ال القدر الذي خطه آخرون لي في الدينا .أصبح لدي إدراكا عميقا بمعاني الحرية و التغيير و أهمية األثر في الدنيا. .6أصبحت أكثر وعيا "بعائد الزمن" أو "عائد المجهود" .تماما ك "عائد رأس المال" في التجارة، و خالصته ،في وجود رأس مال محدود ،يجب أن تنفقه ابتداءا في أفضل مشاريع استثمارية تعيد عليك مالك في أسرع وقت . ...و عليه فإن 5أعوام أو 70عاما كنت قد قررت أن أمضيها في تطوير أحد المهارات ...اصبحت اقارن بينها و بين مهارات أخرى ،بناءا على "العمر و المجهود" و المحصلة في "األثر" بعد عمري .و عليه تغيرت األولويات بشكل سافر. .6ابتعدت قليال بسبب العمل بين فرنسا و بلجيكا عن أهلي ،و رأيت أن العمر واحد و أن القرب من أسرتي أولوية ،وال قيمة لعمل يبعدني عنهم ،و أني رجل يركض على كل حال ،و ال يستقر و ال يسعد باالستقرار ،و ال يهنأ بالراحة ،و ال يطمأن بالسكون ...و أنه يجب أن يكون هناك "حل" يجمع بين طلبات نفسي التي ال تنتهي ،و يحفظ قربي من أهلي ،و يحقق لهم ما يتمنوه في حياتهم أيضا ...كل شيء يجب أن يتغير ،عملي الحالي ،البلد ،دائرة العالقات ...كل شيء .أريد صفرا جديدا. .9قابلت عددا من الشخصيات في آخر 7أشهر ،قلبوا رأسي و روحي رأسا على عقب ،تعلمت منهم معنى الطموح ،و التغيير ،و التخطيط ،و األمل و الرؤية ...و كل تلك المعاني التي ال تفهمها إال بالممارسة .و أني تأخرت حتى الثالثين ألن عقلي كان يفكر بشكل خاطئ ،أنه البد لي من سنين "خبرة" ،و أني البد أن أبني شيئا معقدا كطائرة ،و أني أخطط كأي طالب دكتوراه لمشاريع في بضعة أعوام ،و أصنع مكوكا كبداية ...و البداية من الصفر حبيبي أبسط من ذلك ،و البناء يأخذ أعواما ،و أن البسيط يصل للتعقيد في سنين ،و أن المرء قد يقلد ثم يبدع ...المهم ،أن يعرف المسافر وجهته من البداية ،و يبدو أني كنت قد ضللت الطريق.... الخالصة، أن رحلة الصومال ،اصابتني ببعض الجنون ،و بأني رأيت فيما يرى اليقظ أن كل شيء يتغير في سنين فقط لو يبدأ أحدهم بالتغيير .و أن أحدهم مثال ،اتصل بي لحل مشكلة قومية ،و أخبرته أن الحل معروف و أن العديد من المصورين قاموا بعمل أفالم عن الحل ...و ذهبت بنفسي ألجد أني أول من أخذ خطوة فعلية في اتجاه الحل .لحظتها يا رفيق ،شعرت أن الجميع ظاهرة "صوتية" .و قابلت مثال أتراكا يفكرون طول الوقت في المقدمة ،و في التنافس ،و في الحركة ،بينما قومي دائما نائمون ،محبطون ،مكتئبون ...وال يحرك أي منهم يده ألمر ...إال من رحم هللا .فيمن العيب إن لم يكن في أنا!! فتتطورت .لألحسن؟ لألسوأ ؟ ال أحد يعرف ...ربما المتعة كما أخبرتك في الرحلة ،في أنها ليست كسابقها ...في أنك أنت من يكتب سطورها ...في ذلك اإليمان العميق بأنه بإمكانك أنت ...أن تغير كل شيء ...فإن لم تستطع، 28
فإنه هناك على األقل أمر واحد في الدنيا تصلحه و تموت بعدها ...و أنه إن قابلك جبل في الطريق ،فإنه ال يعجزك صعوده ...ألنك ستكسره برأسك لو لزم األمر ...و ستمر ...تعرف ذلك العزم على أن تدرك غايتك و تموت ....أنا هناك بالضبط ...الفرق ،ربما ،أني حددت "الغاية" بشكل واضح من عمري. صحيح ،ثالثيني ،صحيح أحزن على ما فات ،ولكن تعرف نبتة األمل بأن كل ما سبق كان قدرا من هللا ألمر أعده لك؟ ألنك لست "صدفة" و ألنك تطلب بإخالص أال تكون مجرد "آخر" ...أنا هناك بالضبط ...عند ذلك الشاطئ .تتطورت؟ استيقظت؟ تهت؟ جن جنوني؟ ...هللا أعلم! إلى أولئك الذين يأتون بعد عمري ،اكتبوا آخر سطر في هذه الرسالة: هذه اللحظة التي ( :عرف فيها نفسه -ضاعت منه نفسه -أدرك الغاية و كفى). تعرف ...ال أحد يعرف !
29
و يقطعون ما أمر هللا به أن يوصل كمال سليم يقول هللا تعالى فى كتابه الكريم "إِنَّ هللا الَ َيس َت ِ َ ض ًة َف َما َفو َق َها ب َم َثالً مَّا َبعُو َ ضر َ حيي أن َي ِ الح ُّق مِن رَّ ب ِِّهم َوأَمَّا ُون أَ َّن ُه َ ِين آ َم ُنوا َف َيعلَم َ َفأَمَّا الَّذ َ ون َما َذا أَ َرا َد َّ هللا ُ ِب َه َذا َم َثالً يُضِ ُّل ِين َك َفرُوا َف َيقُول ُ َ الَّذ َ ِب ِه َكثِيراً َو َيهدِي ِب ِه َكثِيراً َو َما يُضِ ُّل ِب ِه إِالَّ هللا مِن َبع ِد مِي َثا ِق ِه ُون َعه َد َّ ِ ِين َينقُض َ ِين * الَّذ َ ال َفاسِ ق َ ُون َما أَ َم َر َّ ون فِي ُوص َل َويُفسِ ُد َ هللا ُ ِب ِه أَن ي َ َو َيق َطع َ ك ُه ُم َ ُون" "البقرة."76-77: الخاسِ ر َ رض أُولَ ِئ َ األَ ِ تلك اآلية لها دالالت ال تحصى؛ هذه هى معجزة القرآن الخالدة ،كل يذهب إليه ليشرب على قدر سعة وعائه و ال ينقص ذلك من عطاء القرآن شيئا. تسائلت كثيرا ما هى األشياء التى يقطعها اإلنسان و قد أمره هللا تعالى أن يوصلها ؟ بالتأكيد اإلجابات ال يمكن حصرها ،قد يقول قائل هللا أمر بعدم قطع صلة الرحم و قد يقول آخر هللا أمر بعدم قطع أواصر الود و بين الناس .إذا أجريت تجربة وهى أن تطرح هذا السؤال على مجموعة من األصدقاء أو الطلبة أو أى مجموعة كانت قلما ستجد إجابة مثل اآلخرى. ولكنى آثرت أن أوضح تلك اإلجابة التى طرأت على ذهنى و التى دار فيها فكرى كثيرا ،فمن سياق اآلية و ربطها بما قبلها و ما بعدها يمكن القول أن هللا ينوه عن مسألة قطع الحقيقة المكنونة دائما من طرفين .الحقيقة التى جعلها هللا محور حياة اإلنسان ومحور اإليمان بل إن تجزئتها أو قطعها هو الكفر و الضالل بعينه .ولكى يفهم ما أقول ال بد من التوضيح. إن كل طرح ألى قضية –حتى ما يبدومنها بسيطا -ستجد له طرفان .فمثال إذا قلنا أيهما أفضل األبيض أم األسود ،ستجد فى الغالب المناقشة انقسمت إلى فريقين ،فريق يدافع عن اللون األبيض باعتباره رمز النقاء و التفاؤل ،و فى المقابل سيكون الفريق اآلخر متشبسا بأفضلية اللون األسود ألنه رمزا للغموض و الذكاء و ما شابه .فمن أبسط المناقشات اليومية إلى أعقد القضايا الفلسفية تجد أن هذا النموذج قائما .على سبيل المثال إذا أردنا القول أيهما أفضل فى اإلنسان الجانب المادى 30
أم الروحى أو أيهما أجدى نفعا النظام الرأسمالى أم النظام الشيوعى ،سيحدث نفس اللغط -الذى يحدث مثال بين صديقين فى اإلعدادية فى قضية األبيض و األسود -فى وسط النخبة المثقفة ،ستجد من يقول قصيدة عصماء فى النظام الشيوعى و فى الجانب اآلخر يهجوه الخصم بقصيدة آخرى مادحا فيها النظام الرأسمالى. و الحقيقة أن هللا قد أقر فى أكثر من موضع أن الحقيقة تتوافق فيما يبدو ظاهريا متنافرا مثل قوله ض َو َج َع َل ُّ ِين َك َفرُوا ِب َرب ِِّه ْم الظل ُ َما ِ هلل الَّذِي َخ َل َق ال َّس َم َاوا ِ تعالى" ْال َح ْم ُد ِ َّ ِ ور ُث َّم الَّذ َ ت َوال ُّن َ ت َواألَرْ َ ون" (األنعام). 1:فاهلل يجب حمده ألنه خلق الظالم و النور ،تلك األضداد فى الحقيقة متفقة بل َيعْ ِدل ُ َ و منسجمة انسجاما تاما .فمن أحلك نقطة فى الظالم ينبزغ النور فال تكاد تشعر أن ثمة صراعا حدث كى تسطع الشمس من الظالم الدامس .و اإلنسان مؤلف من الروح و المادة و حتى فى أكثر األمور التى تبدو أنك تفعلها بالجسد فحسب -كممارسة الرياضة-تكون الروح حاضرة ،لتجد نفسك فى أيام أفضل من آخرى فى التدريب ؛ ألنك فى هذا اليوم استطعت أن توائم بين طرفى الحقيقة الروح و الجسد حتى و إن لم تع تلك الحقيقة .و بالتالى كل طرف بمفرده ال يشكل الحقيقة بل هو جزء منها. و قد قيل أنه لوال وجود الليل لما عرفنا النهار ،و هذا يثبت مثال أن األبيض و األسود و الروح و الجسد و ما شابه من تقسيمات تبدو متنافرة هى فى الحقيقة متجانسة لتمثل الحقيقة المطلقة كما أرادها هللا أن تكون. و من هنا يمكن القول أن هللا فى اآلية السابقة أوضح أن الفاسقين هم ما يقطعون ما أمر هللا به أن يوصل ،و من ضمن ما يبترونه الحقيقة .فماذا كانت معصية إبليس؟ أنه قطع ما أمر هللا به أن يوصل .كيف؟ .تجاهل إبليس الجانب الروحى -نفخة هللا اإللهية -الذى أودعه هللا فى آدم و" َقا َل أَ َنا ين (.األعراف )17:ألن النار ظاهريا أفضل من الطين ،فإذا ار َو َخلَ ْق َت ُه مِنْ طِ ٍ َخيْر ِم ْن ُه َخلَ ْق َتنِي مِنْ َن ٍ فرضنا أن الحقيقة تقع فى جانب دون اآلخر لكان كالمه منطقيا فى أن النار أفضل من الطين و لكن الحقيقة تتمثل فى القدرة اإللهية التى ألفت بين النقائض لتصنع منهم حقيقة األشياء. و سيرا على ضرب إبليس تجد أن الفاسقين دائما يجزئون الحقيقة التى أمر هللا بوصلها حتى ال يضل الناس و يتنازعوا و يتفرقوا شيعا متناحرة .فتجد من ينكر المادة فى اإلنسان باعتباره كائنا روحيا فحسب و تجد اآلخر يختزل اإلنسان فى كونه مادة أو جسد فحسب يفنى و ينتهى وال رجعة له .كال الفريقان على باطل و ضالل كضالل إبليس .و لكن لماذا يصدقون و يروج ألفكارهم؟ اإلجابة على هذا تتضح فى أنهم يجزئوا الحقيقة كبائع اللبن الغشاش الذى يخلط اللبن بالماء ،فما إن تراه تجزم أن هذا لبنا و لكن الحقيقة أنه يشبهه فقط ،فهذا البائع كالفاسق الذى نهت عنه اآلية الكريمة ،فالفاسق – وإن تخفى فى رداء فلسفى أو علمى -يقتطع جزاءا من الحقيقة حتى إذا ما جادلك تجد بعض الحقائق فى كالمه ،و ألنك ال تمتلك المعلومات الكافية و ألسباب آخرى -كالتى نوهت عنها فى مقال ( نظرة ) -تصدقه ليضم إلى حزبه نفرا جديدا من التابعين و كلما زاد عدد أتباعه توهم الناس أن ما يقوله أنصار هذا المبدأ كالرأسمالية أو الشيوعية أو من يروجون للفكر المادى أو الروحى أنهم على صواب بدليل كثرة المريدين. 31
و لهذا حاول دائما أن تعلم أن هللا أمر بوصل طرفى الحقيقة حتى ال يعم الضالل و ليس الحديث هنا عن آثار فصل طرفى الحقيقة عن بعضها البعض ،يكفى القول أنها السبب فى التمزق و التشيع ولعل الحديث الشريف الذى قال فيه الرسول صلى هللا عليه و سلم يؤكد على هذا المعنى " تنقسم أمتى على إحدى و سبعين فرقة كلهم فى النار إال واحدة " لعلها الفرقة التى ال تقطع الحقائق فتفهم مراد هللا فى كونه على الوجه الذى يريده هللا عز و جل. وهللا أعلم
32
ال تيأس ريهام نجيب
ال تـيــــأس
في تلك اللحظات التي يختلط فيها الحق بالباطل و ال تدري يقينا ما الحق وأين هو..أهم شئ هو أن تحافظ علي قبلتك ..قبلة الحق ومعناه المجرد ومبادئه الواضحة...وتعرف يقينا وخاصة في السياسة ماذا تريد ومإذا تتوقع ...حتى ال يصيبك الخذالن..واعلم أنها "قذرة" لتشابك المصالح فيها وتضاربها هدفا ومضمونا..وهدا طبيعي في كل الدنيا وعلى مر الزمن... ال تعول كثيرا على "الكمال" في السياسة والحكم فنحن ال نعرفه و ال نستحقه..وغير مؤهلين بجيل يحمل راية الحق كقبلة.. ان نتخاذل نحن عن دورنا اآلن وهو تحري الحق وان انهكنا الخذالن و نضع الحلم قبالة أعيننا ونعمل من أجله ؤال نيأس من المشاركة في التغيير ألن هللا منحنا فرصة لم تمنح ألجيال قبلنا.. هذا الجيل من الساسة الذين عفا عليهم الزمن من حيث قدرتهم على تغيير دفة التفكير حقيقة لم يكن في الماضى إال نوعين :نوع كانت السياسة له أمل بعيد المنال جدا فبقى في طور األحالم والنظرية غير التطبيق..ونوع كانت السياسة لعبته و طال به األمل فظن انه لن يحتاج إلي تطوير اللعبة ورضى بواقعها الحالي... لو تحملنا قليالً (والقليل في عمر األمم كثير) ووضعنا القبلة أمامنا لخرج جيل له قدرة حقيقية على صيغ نظريات وتعديلها وفقا لطبيعة الموقف فضمن بذلك التغيير والتغيير هو الضامن الوحيد لالستمرارية... في مرحلة الزرع و الحرث من السفاهة تعجل الثمار.. هب أن مصر أرض زرع واليوم تهييها فقط بزرعة ال فائدة منها إال أنها تحفظ تحتها التربة وتعيد لها صحتها..و بعيدن إبقى أزرع فراولة بعدها يا أخي! ان نتصور مرحلة انتقالية (وسنتان في عمر قرون من الظلم ال تعد زمنا طويال) خالية من االضطرابات المفجعة..واإلخطاء المتكررة ...أو ساسة مالئكة واخرون شياطين (باعتبار انهم بني آدمين زينا بالضبط)..فأنت واهم..و أنا واهمة.. إنما يعطي هللا بالصبر والعمل واخالص النية...وتغيير المنكر بقلبك ولسانك ويديك وان استطعت األكثر ففي األقل تقصير منك.. يعني :في أمل علي فكرة علي سوء األحوال والفقر أحنا بس كنا نسينا أننا كنا فقراء ومكتومي الصوت والنفس ... يا رب أخلص لنا نوايانا واحفظ بلدنا و اجعلنا من الزمرة التي تصبر و تتحمل وتغير...يا رب العزم العزم... *ليس الغرض الدفاع و ال الهجوم وانما الغرض أال نيأس ! 33
شئ ما تغير نهال سيف احساس ما يسيطر عليها انهما سيفترقا هي اقرب الناس لها احب اصدقائها إليها صداقتهم مضرب األمثال معها تكون علي سجيتها من دون تكلف من دون تعقيدات..تتحدث بكل ما تشعر تضحك من قلبها تبكي من قلبها لم تتخيل اطالقا ان يراودها هذا االحساس ابداً لكن شئ ما تغير ال تعرف ما هو ..فقط شئ ما كلما همت ان تحدثها عن احساسها هذا تراجعت ال تعرف ماهية هذا االحساس لكنه طاغي في البداية قالت مجرد وسوسة لعل االنسان اذا احب شئ بقوة خاف من فقدانه بقوة فيتوهم ما لم يحدث لكنها ال تستطيع لهذا االحساس دفعا ً كل شئ كما هو احاديثهم الهاتفية طويال لقاءاتهم خروجهم معا ً ليالي الجمعة من كل اسبوع المتبادلة في بيتيهما كل شئ علي حاله 34
فلم ال تستطيع لهذا االحساس دفعا ً أتذكر أول مرة شعرت بهذا االحساس يومها كانت ليلة المبيت في بيتي تحدثنا طويالً و ضحكنا كثيرا و كلما دخلت امي تنادينا :ألن تناموا...توقفوا عن الكالم و ناموا..للنهار عيون في كل مرة تردد امي نفس الجملة نضحك من قلوبنا شئ ما اودعه هللا فيهما ..حبا ً فيه ال تستطيع وصفه كان اول معرفتنا في الجامعة و رغم ذلك كنت اشعر و كأننا اصدقاء منذ الطفولة كل واحدة منا تعلم عن اختها كل شئ لم يكن لي اخوات و لم يكن لها اخوات فكانت اخوتنا تكفي ليلتها قالت يوما ً ما سأسافر و اترك كل هذا و سأري دنيا جديدة كلماتها آلمتني ..اعرف انها ال تقصد سوءا لكنها فقط استقرت في نفسي وددت لو اني ناقشتك فيها لكني جبنت حينها شعرت ان مشاعر المودة و االخوة التي احملها ال تكفي كالنا و ان احالمك لنفسك تحوي واقعا ً مختلفا ً ليتك قلتي يوما ً ما سنسافر .. عجيب قدرة الكلمات علي التأثير لعلي ابالغ ..ارددها داخل نفسي كثيرا ال تفسدي نعمة انعمها هللا عليكي لكن ..فقط شئ ما تغير 35
و كأنني فجأة ادركت الواقع حتي االخوة يفترقون .. تباعدهم المسافات و االماكن و االحالم "أحبب من شئت فإنك مفارقه" هذا االحساس الدائم بالفرقة المنتظرة علي أن أكيف نفسي عليه أن استزيد ممن احب ان اعطي فيضا ً من المشاعر اختزنها كذكريات تدفئني حين تحين لحظات الفراق يوما ً ما ستغادرني امي فلتكن تلك اللحظات مخزون من المشاعر لغد منتظر يوما ً ما ستغادرني صديقة عمري فلتكن لكل لحظة قيمة اسجلها في حنايا النفس لغد آت يوما ً ما سيغادر الزوج و االبناء و االهل ..كل سيفارق نعم الفراق هو مآل كل شئ فلتكن كل لحظة فيض من مشاعر نتدثر بها غداً وحده هو فقط من ال يغادر وحده هو فقط الملجأ و المنتهي ليكن كل شئ له و به يصفوا اليوم و غدا حينها تهدأ النفس و يصبح الفقد جزء من الحياة نتقبله برضا يا حبيبي يا رسول هللا كلماتك إن العين تدمع و القلب يحزن و ال نقول إال ما يرضي ربنا هذا التسليم رغم وجع الفرقة إنما اعانك عليه هذا القرب من رب العباد فيصبح كل شئ منه علي قدر ألمه هو عين الرضا هذا اليقين بأن كل شئ لصالحك و إن لم تفهم حكمته يهون األمر و يجعل الحزن جزء من كل نقبله عن طيب نفس و إن آلمنا و أوجعنا 36
الكنــز دينا سعيد “السالم عليكم…..كنت أود أن أخبرك أنى عفوت عنك وعن أى إساءة لك فى حقى وأتمنى أن تعفو عنى إن كنت أسأت إليك يومًا” سطرت هذه العبارت وأرسلتها عبر الفيس بوك لهذا الذى كان لها حبيبًا يومًا ما….بعثت بالكلمات وشريط قصتهما م ًعا يمر أمام عينها ... كنت تخطو خطواتها األولى نحو العالم الجامعى فى حين يستعد هو للرحيل منه…انبهرت به وبشخصيته وبتدينه وبثقافته الواسعة كما انبهر هو بها وبعقلها الراجح رغم سنوات عمرها القليلة….تذكرت حمرة الخجل التى كانت تعلو وجهيهما كلما تقابال…كان من السهل على كل ا لمحيطين بهما أن يعرفا أنهما عاشقان حتى من قبل حتى أن يعترفا ألنفسهما بحبهما…كان تكفى نظرة واحدة لهما وهو يتحدثان لترى أنهما منسجمان ً كلية تذكرت جلساتهما البريئة فى فناء الجامعة وهما يخططان مستقبلهما سويًا…تذكرت عندما حاول ذات مرة أن يقول لها كلمة حب فلم تستجب وصدته فى حزم وقالت له ال أريد أن نلوث أنفسنا بكالم لم يحن وقته بعد…كانت تتخيل كل المعوقات التى قد تنهى قصة حبهما…اعتراض أهلها أو أهله…ضيق ذات اليد…كم قضت الليالى الطوال وهى ترتب مواجهتها مع والدها وحربها من أجله…حسبت حساب كل شىء ..أال شىء واحد فقط ..أن تأتيها الضربة منه هو وأن يكون من يهدم قصر األحالم هو الشخص الذى شاركها بناءه لم تتخيل أنه سينساها هكذا وكأنها لم تكن شي ًئا فى حياته….نعم نسيها….تخرج من الجامعة ونسيها بمنتهى البساطة…كانت تموت يوميًا مع كل دقة تليفون فال تجده المتصل…مع كل مرة تفتح فيها اإليميل وال تجد رسالة منه…أصابها الجنون…خافت أن يكون قد حدث له مكروه…بعثت إيميل لتسأل عنه فأخبرها بسطر واحد أنه مشغول….عذرته وانتظرت سؤاله عنها…ولكنه نسى ثانية…مضت األيام والشهور ولم يسأل عنها وهى تموت يومًا بعد يوم….قاومت جرح كرامتها وسألت عليه للمرة الثانية فجاءها الرد أنه مشغول أي ً ضا….لم تفهم ولم تجد تفسيرً ا مقن ًعا أال أنه ال يحبها…فمن يحب شخ ً صا ح ًقا سيتذكره ولو كانت وراءه مشاغل الدنيا كلها وكان البد أن تتخذ القرار وأن تأثر لكرامتها الجريحة …قابلته أخيرً ا وعاتبته ..فلم تجد منه ندمًا وال أس ًفا…لم يعتذر حتى…وبقلب ينزف دمًا انهت كل ما بينهما وقامت لترحل..فما استوفقها ..رجعت بيتها وانتظرت مكالمته ليعتذر ..ليقول لها أنه تغير…ليخبرها أنه ما كان له أن 37
ينساها..ولكن كل هذا لم يحدث……تذكرت قوله لها أنها برجاحة عقلها ونقاء نفسها تعتبر ً كنزا ساقه هللا له ،تساءلت فى مرارة أهكذا يتعامل الناس مع كنوزهم يلقون بها فى غيابات النسيان حتى إذا سُلبت منهم تركوها غير مكترثين…لماذا لم يتشبث بها ويحارب من أجلها كما يحارب أى إنسان من أجل كنزه؟ مرت أيام وشهور وسنوات وهى تعانى من كرامتها المدبوحة…ولكن فى أعماقها كانت تنتظره…عاتبها كل من حولها..قالوا لها كيف تنتظرين من أهانك؟ وهل توجد إهانة أكبر من النسيان؟ ولكنها لم تستطع أن تنساه…لقد أحبته ح ًقا بكل مشاعرها ولألسف ال يوجد فى اإلنسان زرار يكبسه لينسى من يحب مهما فعل فيه هذا الحبيب تعلقت بوهم أن يفيق يومًا ما ويتذكرها ويعود إليها ولكن مرت السنون دون أن يعود..ودت لو استطاعت يومًا أن تخرج قلبها من أضالعها لتدوسه بأقدامها….كانت فى لحظات ضعفها تفكر فى االتصال به لتقول له لنبدأ من جديد ولكن كرامتها كانت تأبى أن تجرى وراء من لفظها…..لم تعرف الراحة أال عندما عرفت أنه تزوج…شعرت أنها اآلن تحررت منه ومن أسره…على األقل هى ال تنتظره وال تفكر فى االتصال به…وإن كان ما زال يؤلمها الجرح من آن آلخر واآلن بعد أكثر من عشر سنوات وجدته على الفيس بوك بالصدفة معل ًقا على صديق مشترك…ارتجفت وهى تشاهد صوره وصور أوالده …تساءلت إن كان ح ًقا سعي ًدا…هل يا ترى الحياة كانت كريمة معه مرة آخرى فأعطته ً كنزا آخر بعد أن فرط فى كنزه األول أم تراه يجد عاقبة ظلمه لها ولن يشعر بالسعادة مطل ًقا حتى تعفو عنه ثم أفاقت أنها هى التعيسة ح ًقا…تعيسة بجرحها الذى ال تريد له أن يدمل…أن احساسها بظلمه لها يبدو كالسم الذى يستشرى فى بدنها…فلماذا ال تتخلص من هذا اإلحساس؟ وفجأة تذكرت اآلية الكريمة “ولتعفوا ولتصفحوا أال تحبون أن يغفر هللا لكم” لماذا إذن ال تعفو عنه وتتخلص من أسره نهائيًا؟ لماذا ال تطيب جرحها وتكون من الكرم بأن تعفو عنه عسى أن يكون هذا بابًا لعفو رب العالمين عنها؟ لم تكن تنقصها الجرأة وال الشجاعة لتأخذ القرار وترسل له رسالة العفو..لم تتوقع ر ًدا منه…كانت فقط تريد أن تشفى جراحها ولكنه رد عليها بأغرب مما تخيلت فقد شكرها على عفوها وقال لها أنه من المحزن أن يتسبب فى جرح شخص فى مثل روعتها وأنه طوال هذه السنوات كان ضميره يعذبه كلما تذكر هذا األمر تسمرت أمام الرسالة ولم تفهم..طالما أنك تعلم أنك قد ظلمتنى وجرحتنى ..فلماذا إذن لم تبادر باالعتذار؟ لماذا لم تطلب منى العفو عنك كل هذه السنوات؟ حمدت هللا وقتها أن أعطى لها نف ًسا ال تستكبر أن تعفو عن من ظلمها فى حين أعطى آخرين نفوسً ا كنزا كما كان يقول لها…ً . أصغر من ان تعتذر لمن ظلموهم…شعرت وقتها أنها ح ًقا ً كنزا ال يجب أن يمتلكه أال من يستحقه…وهو بالتأكيد ال يستحقها
38
اإلختيار ..ابحث عن العيوب.. أحمد كمال شاب ناجح في عمله ،دخله مرتفع ،من أسرة كريمة، ملتزم أخالقيا ودينيا ،مرح ،شكله مقبول ،صحته طيبة، وال يجد زوجة! قال :بحثت كثيرا ،وال أجد الزوجة المناسبة! قلت :لعلك لم تجتهد في البحث ،أو لم تطلب من معارفك البحث لك؟ قال :بالعكس! بحثت كثيرا ،ودائرة معارفي واسعة، أتاحت لي فرص كثيرة ،ولكني ال أجد الزوجة المناسبة! فهمت جانبا هاما من المشكلة ،نفس المشكلة التي تتكرر مع كثير من المتميزين ،من الرجال ،ومن النساء! قلت :أنت تبحث عن زوجة متميزة ،تبحث عن تلك الجوهرة المكنونة التي تحبك ،وتحفظك، وتربي أبنائك ،وتعينك في الحياة حتى تدخالن معا الجنة ،تبحث في كل عروسة محتملة عن الصفات التي تؤهلها لهذا ،أليس كذلك؟ قال :نعم ،بالضبط. قلت :لن تجد هذه الزوجة أبدا! قال :ماذا تعني أنني لن أجدها؟! إذن ماذا علي أن أفعل؟! قلت :حسنا ال تبحث عن هذه المزايا يا صديقي ،ولكن ابحث عن العيوب.. قال :العيوب؟؟؟
39
قلت :نعم ،حدد تلك العيوب التي تستطيع أن تتعايش معها ،والعيوب التي ال يمكن أن تتهاون فيها، تلك التي ال يمكن أن تبتلعها اآلن أو غدا. قال :وماذا بعد؟ قلت :تقبّل الزوجة التي ال تجد فيها أي من العيوب القاتلة من وجهة نظرك ،وتوقع أن أي زوجة بها قائمة من العيوب ،ولكنك في هذه الحالة ستختار من بها العيوب المناسبة لك ،ولعيوبك أنت أيضا! قال :أنا لم أفكر بهذه الطريقة من قبل أبدا! ألنني ببساطة أبحث عن نموذج محدد ،النموذج الذي أريد الحياة معه. قلت :يجب عليك إذن أن تتوقف عن البحث عن "المنتج النهائي".. قال :ماذا تعني؟ قلت :هل أنت نفس الشخص الذي كنته منذ عشر سنوات؟ هل تظن أن من قد تقبل بالزواج منك اليوم ،كانت لتقبلك منذ عشر سنوات؟ قال :ال ،على اإلطالق! لقد اختلفت تماما خالل هذه السنوات ،بل إنني أتطور من سنة إلى أخرى.. قلت :بالضبط! وهي كذلك تتطور مع مرور الزمن ،ال تتوقع وجود الزوجة التي تناسبك كمنتج نهائي خرج لتوه من المصنع ،ويقف بانتظارك! ولكن ابحث عن الخامة التي تستطيع بالحياة معها أن تتطورا معا ،لتصبح زوجتك المثالية ،ولتصبح أنت زوجها المثالي. قال :ولكن كيف أبحث عن "خامة"؟ قلت :هي تلك التي تمتلك الجوهر الذي تبحث عنه ،هي من لديها نفس البوصلة التي ترشدها في الحياة ،لديها أمل ورؤية للتحرك في نفس االتجاه الذي تسير أنت فيه ،هذا يكفي جدا ،والزمن والتجارب والمحاوالت كفيلة بالسير بنجاح في هذا الطريق ،لن أقول والوصول.. قال :وهل ترى أن تعارف ما قبل الزواج يكفي لكشف هذه األشياء؟! أنا بالكاد أستطيع التعرف على األمور السطحية ،ولكن العالقة مع إنسانة غريبة عني قد ال تسمح بالتعرف على المزيد! قلت :ولهذا شرع هللا فرصة اللقاء ،والتعرف ،والحوار بالضوابط الشرعية للمقبلين على الزواج. كيف تستغل هذه اللقاءات إذن؟ قال :يعني ،نتحدث..
40
قلت :ال تضيع وقتا في الكالم عن مهارات الطهي ،وحب المسلسالت التركية! ولكن ادخل في صلب الموضوع ،ابحث عن العيوب القاتلة ،وابحث عن الخامة المناسبة ،تعرف على الشخصية ذاتها ،ال عن العيوب المعتادة أو المهارات التي يمكن اكتسابها خالل الرحلة. قال :وهل يكفي الوقت المحدود لهذا؟ قلت :عادة ما تكفي مقابلة شخصية واحدة مع المتقدم لوظيفة الجديدة للحكم عليه! ولكن هذه الوظيفة تحتاج إلى عدة لقاءات ،وإلى عدة حوارات ،وسيكون عليك اتخاذ قرار على أية حال ،فال يمكن أن يبقى المنصب شاغرا لألبد! قال :ولكنني أخاف من عدم التوفيق! قلت :ومن قال أن ما قلته لك يضمن التوفيق؟! قال :نعم؟؟؟ قلت :التوفيق من عند هللا وحده ،والزوجة رزق ،وما توكلك على هللا إال باتخاذ األسباب ،وطلب التوفيق من هللا ،ولكن النتائج تتعلق بنصيبك ،فما عليك إال السعي ،وما توفيقك إال باهلل .هل تدعو هللا أن يوفقك في هذا األمر؟ قال :كثيرا! قلت :أنصحك بصالة ركعتين قضاء الحاجة بشكل يومي حتى يتحقق ما ترجو.. في نهاية حديثنا قال :أريد منك أن تكتب هذا الحوار وتنشره! قلت :لماذا؟! قال :أنت تعرف أنني أقرأ كثيرا ،ومعظم ما وجدته حول موضوع اختيار الزوجة كان كالما نظريا مثاليا ،اآلن أفكر جديا في الموضوع بشكل آخر ،وأظن أن هذا الحوار قد يفيد كثيرين غيري أيضا! قلت :أفعل إن شاء هللا ):
41
عودة مهند وأصدقائه! ريهام نجيب ال تستطيع أن تغفل فكرة أن المسلسالت التركية اصبحت ظاهرة بالمعنى الحرفى للكلمة..هى ليست فقط ظاهرة ولكنها ظاهرة واسعة االنتشار لدرجة تكاد تجد بيتا واحدا خاليا منها.. لست هنا بصدد الحديث عن جودتها أو سوءها..فنحن فى االصل ال نملك القدرة الفنية المتاحة الكافية لمنافستها أو حتى للوصول إلى مستواها... أحاول فقط التفكير فى أسباب انتشارها ذلك االنشتار الذى ال يدع مجاال لمقاومتها وال يترك إال التكير فى تأثيرها.. مبدئيا ومنذ الثورة وربنا قبلها بقليل كان المصريون على استعداد تام لتلقى كل ما هو "تركى" النباهارهم الغير عادي بالتجربة التركية فى صورتها الحالية (وهى صورة نتيجة وليست صورة التجربة نفسها..بمعنى أن التجربة التركية لم تولد على تلك الصورة)..وذلك كان كفيال بفتح المجال لتلقى الصورة المصدرة للمجتمع التركي من خالل المسلسالت.. المشاهد للمسلسالت التركية يجدها ال تصل للفكرة الغريبة جدا للمجتمع الغربي فى مسلسالته المصدرة لنا..مما يجعل هناك دائما فجوة بين المشاهد وبين الشخصيات الممثلة للمسلسل..في حين أن المسلسالت التركية تشبه كثيرا بنية المجتمع المصري وإن اختلفت فهى ال تحيد تماما للحياة األجنبية فيجد المشاهد رابط ما بنيه وبين أشخاص المسلسل.. ثانيا :األفالم والمسلسالت المصرية مؤخرا ولنقل فى العشر سنوات األأخيرة مجازا أصبحت فجّ ة مدعية أنها تظهر الحقائق فى صورتها المجردة في حين أنها تختار أكثر الصور فجرا و غلظة إلظهارها،..دون طرح حلول (ولنتفق أن دور الفن هو إظهار ما هو جميل وتعزيز فكرة الجمال..أو إظهار المشاكل وطرحها و محاولة إيجاد حلول لها)..لكن الفن المصري إن صح تسميته فنا لم يعد يظهر سوى عُري و عنف و فقر وذل..في صورة مبالغة اشد المبالغة..وجدت كثيرا من يشجعها بالتلقى ف"ساقوا فيها)! مما جعل الناس بعدها ينصرفون تماما عنه..ألنهم ال يجدوا سوى صور مسلسالت الساكنين فيها ساكنين فى قصور و فيالت (أنا حتى اآلن ال أعرف يقينا أين تقع كل تلك الفيالت فى مصر)..غنى فاحش...حتى أنك ال تجد أى رابط يربطك بهؤالء.. ولنذكر هنا واقعة:خالل الحرب العالمية الثانية كانت باريس تقصف من قبل القوات األلمانية..وللباريسيين حب موروث للفنون والغناء..فكان مما فعلته الحكومة أن تركت المسارح واألوبرا مفتوحة ختى ايام الحرب ألن ذلك كان من شأنه أن يرى الباريسيّ هذا بعض األمل... ولكن أن يطلع المصري على التلفزيون فيجد أفالم تتحدث عن العنف والبلطجة في أفج صورة و 42
الفقر والدعارة و الخ..من المشاكل التى اصبحت "سبوبة" اكثر منها مشاكل مطروحة..ثم يجد أغنياء الغنى الفاحش مما ال يجعل بينه وبينهم صلة...ثم يجد بين كل ذلك مسلسل تركى..ملىء بالرومانسية الحالمة والعالقات اإلنسانية التى يفتقدها هو...كان البد له من االنجذاب إليه! والمسلسالت التركية ال ميزة فنية فعال لها..فالمتابع يجدها اشبه باألفالم األبيض واألسود فى تكوينها..وفي حبكتها..وحتى فى تأثيرها.. طيب بعد كل ذلك..ما هي المشكلة؟؟!!!!!!!! المشكلة كامنة فى أن الناس ارتبطوا تماما بالمسلسالت التركية برومانسيتها "السينمائية" المفرطة...في بعدها تماما عن الواقع..فاصبح الجميع ينشد النموذج "العاطفى" الذى يمأل المسلسالت طوال وعرضا..ألجد الكثير يأتون شاكين بأن أزواجهم أو آباءهم ال يرقون لمستوى الرومانسية التركية... الفكرة :أن األفالم والمسلسالت وما تصدره ليست أبدا هى الواقع..فاألفالم االمريكية تصدر المجتمع األمريكي متسامح جميل بسيط سعيد..وهو ليس كذلك!!!والمجتمع اإليطالي سعيد فنان منتشى بالفرحة،..هو بالطبع ليس كذلك...والمسلسالت المصرية تصدر المجتمع المصري كله أغنياء غنى فاحش أو فقراء فقر مدقع وهو ليس كذلك!!! كذلك هو ما تصدره المسلسالت التركية..رومانسية خيالية مصطنعة..ال تلبث أن تختفى على أرض الواقع إذا استمرت أكثر من مدة المشهد!!!! الفكرة أن "الرومانسية" المتخيلة هذه ال يمكن أن تكون واقعية..وليس ذلك ألن الواقع سىء..على العكس ولكن ألن كل ما هو حقيقي وواقعى ومستقر يستمد كثيرا من سحره من كونه "حقيقي" و هو كذلك... يعني ال يمكن أن يطلب أحد من زوجه أو زوجته أن يكون "رومانسى" على الطريقة التركية السينمائية وما يسببه ذلك من مشاكل حقيقية (سوف تسمعها كثيرا من اصدقائك وغيرهم)...و يجعله يسخط على حياته!!! فالزواج عالقة مستقرة فيها "كل" فعل يظهر االهتمام (وتلك هى روح الرومانيسة :اظهار االهتمام)...فالعالقات المستقرة ال تملك وال تتحمل تلك الفورة الملتهبة من المشاهر التى إن استمرت فتكت بصاحبها وأنهكت قواه... ت اهتمامه فى أنه يعني :المسلسل مسلسل...والواقع أجمل بكثير إذا نظرت إليه كواقع...إذا فهم ِ يبذل قصارى جهده ليوفر لكِ حياة مريحة...و أنها تبذل قصارى جهدها لتحافظ عليك..و لكن أن يطلب كل منكما من اآلخر قالب "سينمائى" ليمشى عليه فهو عين العيب!وهو يقينا ما يفت فى عالقتكما في حين أن كل منكما يمكنه أن يصارح اآلخر بحاجاته ومطالبه هو دون قالب يحاول قولبته عليه! 43
على الهامش ولكن مهم: ناهيك عما تصدره المسلسالت التركية من قيم غير مقبولة مجتعيا فى بلد مثل بلدنا...فالن يحب زوجة عمه،..فالنة تحب زوج أمها،..غيرها من الرسائل التى إن تكررت على المشاهد أو السامع قبلها و لم يعد ينفر منها...
44
العميــــــاء كمال سليم يُرفع الستار تدريجيًا ،ال للجمهور ليرى ولكنه فى هذا المشهد للمشاهد ليرى العالم ألول مرة .تنزاح الشاشة المبطنة بالقطن ببطئ عن عينيها المعصوبتين ،يأخذ الشاش الطبى فى االنحصار مع كل لفة ،تقل عدد الطبقات و تزاداد معها عدد النبضات القلبية المرتقبة. مضت عليها أعوام حياتها كلها فى هذه الحالة الظالمية ،ال تستطيع حسابها بمقاييس دقيقة ،فالوقت بالنسبة لها وحدة واحدة ،ال تنفصل بتعاقب الليل و النهار و ال تتشتت بكثرة األلوان و األشخاص. ارتفعت دقات قلبها ،كادت أن ترج أرجاء العيادة والسؤال الذى يتردد فى خلدها ماذا بعد؟ رددت نبضات قلبها تلك العبارة مع كل خفقة بال صوت ،و مع إزاحة الطبقة األخيرة من الشاش ،أخذت فى غلق و فتح عينيها كالطائر الصغير حينما يحاول الرفرفة بجناحيه الصغيرين ألول مرة ،ظلت تلك العملية من غلق و فتح تتم فى حركة سريعة ال إرادية .رأت تلك الصورة المهتزة التى تفصل بين عالمين .أخذت الرعشة فى الثبات روي ًدا روي ًدا ،و فى نفس الوقت استنفدت طاقة التوتر فسكنت أمواج النفس المضطربة. ها إيه األخبار شايفانا آه يا دكتور (و كأنها تأوهت من قلبها ال من شفتيها) بس حاسة إنى مصدعة شوية و شايفة الدنيا مزغللة.
(لولولولولييييييى) دوت زغرودة األم دويًا قويًا لتزيح مشاعر القلق العالقة كخيوط العنكبوت و التى قد نسجتها االبنة قبل قليل. تعالى يا حبيبتى فى حضنى الحمد هلل ربنا استجاب دعواتى . ارتمت االبنة فى حضن أمها بجسدها فحسب أما نفسها فظلت فى حالة اندهاشها كالوليد الذى قذفه رحم أمه لتوه.
45
استقبلت الموقف بعينين وليدتين و نفس حائرة ،تلك النفس قد نهلت من الحياة الكثير من الخبرات و المآسى و األمل و الحنق فى بعض األوقات .أبهذه السهولة ُ طمست معالم سنوات عمرى! أهذا هو اللون األبيض ،هذا اللون الشاحب ،كم كان جميالً فى خيالى .أهذه هى مالمحك يا أمى! ما كل هذه التجاعيد المتشربة بهذا اللون األسمر شديد السواد ،أهذا هو الوجه الذى كنت أجوب فيه بأناملى! أهذا هو العالم اال محدود بتعريجاته البديعة! كم من الرحالت سبحت بخيالى فى وجهك. شعرت بالتالشى أمام هذا الواقع الغريب ،أيجب علىّ اآلن أن أطوى ذكرياتى فى حقيبة النسيان و آتى بذكريات أخرى ترصدها لى تلك الكاميرا المسماة بالعين .ال تعلم كيف ذهبت إلى المنزل و كيف عانقت كل المهنئين المنتظرين عودتها من األهل و األقارب و األصدقاء .تقبلت القبالت و هى شاردة الذهن و على شفتيها ابتسامة مرسومة لتناسب الموقف .كانت القبالت فيما مضى تسرى فى وجدانها بهمسة من الوئام النفسى. احتمت بحجرتها و لكنها ضاقت بها برؤية الجدران تحاوط أرجائها .طافت بعينيها فى كل األرجاء ليست كالطفل الذى يكتشف العالم بل هى كالثور الذى فُكت عن عينيه ليرى أنه كان يدور فى فلك مفرغ من الوهم المنسوج فى عشش خيالها البكر ،فما تراه ليس باإلنسان الذى رسمته فى خيالها وال ما تراه يبدو واقعيًا .أعاشت فى زيف كل هذا الوقت! أم ما كان فى وجدانها هو الواقع و ما تراه اليوم هو الزيف .تطحانتها األفكار حتى ثبت بصرها على تلك األوراق المثقوبة ،شعرت كأنهم أعين تتطلع إليها ،انحرف بصرها قليالً لتجد اللوحة المعدنية المفرغة ،تلك اللوحة كانت قد اعتادت على احتضان أوراقها فتخلق األعين المثقوبة فيها .كانت فعالً بمثابة أعينها و نافذتها على العالم ،فمنها رأت و تعلمت و قرأت و تأثرت .اقتربت من المكتب لتحتضن أوراقها فى حين رأت شكل قطرات الدموع و هم ينهمرون فى خطين وصوالً إلى نحرها. أعلم أن ال مكان لكم اآلن فى هذه الدنيا الجديدة ،ستدفنوا بعد قليل فى حقيبة مهملة حتى يتسنى ألعينى الجديدة القيام بعملها فى رصد الواقع الجديد .أعلم أنكم طالما أدخلتم إلى روحى تيارً ا من النسيم العليل من ثقوبكم و لكن يا أصدقائى ما باليد حيلة يجب على تشييع جنازتكم فى صمت. مسحت ما تبقى من قطرات الدمع من على خديها و شرعت فى البحث عن حقيبة ،ال تعلم شكلها و لكن بالتأكيد ستهتدى إليها بفطرتها .من المؤكد أنها ستكون كالقبر ،كالفناء ،كالعتمة التى عاشت فيها حياتها السابقة .فتشت عن هذا المعنى المجرد فى ذهنها إلى أن وجدته حسيًا فى الدوالب. فتحت دفتى الحقيبة و أمسكت بالورق األبيض المثقوب .ال أحد سيشعر باختفائكم فال أحد كان يستطيع ترجمة أصواتكم سواى .دفنت األوراق فى الحقيبة و أغلقتها .و ضعتها جانبًا فى الركن السفلى من الدوالب و أغلقته. حاولت سماع أصواتهم المختنقة و استحضار خيالها فى محاكاة معانتهم و لكنها لم تستطع ،انقشغ الظالم فلم تعد تثار الحواس ،فقد رقدت كاألوراق فى سبات أبدى حينما فُتحت منافذ أخرى واقية إلى نفسها ،فأغلقت بدورها منفذ الخيال.
46
الحريـــة عماد الدين السيد هل ستتعجب إذا سمعت خبر التحرش بفتاة " ترتدي مالبس قصيرة وضيقة " في الزمالك؟! ...المعادي؟!! ...شرم الشيخ؟!! ...ميدان التحرير وقت الثورة؟!! طيب: هل ستتعجب إذا سمعت خبر التحرش بفتاة " ترتدي مالبس قصيرة وضيقة " في إمبابة؟! ...السيدة زينب؟! ...الدويقة؟! ...ميدان التحرير اآلن؟! في الغالب ،ترتدي الفتيات المالبس القصيرة بحرية في األحياء التي يقال عنها "أحياء راقية" دون مشاكل أو مضايقات ،وإن حدثت فهي تتم في أضيق الحدود. بينما في األحياء التي يقال عنها " أحياء شعبية " فإن الدخول بمالبس قصيرة وضيقة هناك يعد مغامرة غير مأمونة العواقب ،وقد يكون التحرش هو أقل الضرر. السؤال هنا: هل يعني هذا أن الناس الذين يعيشون في "األحياء الراقية" أكثر رقيا ً من هؤالء الذين يعيشون في "األحياء الشعبية"؟! أم نسأل السؤال بصيغة أخرى: هل سكان األحياء الشعبية لديهم عادات وتقاليد مختلفة عن سكان األحياء الراقية ،وكل مكان يجب احترام عاداته وتقاليده؟! بالتالي يكون السؤال الجديد: هل اعتدى سكان األحياء الشعبية على حق الفتاة في أن ترتدي ما تشاء ،أم اعتدت الفتاة على حق سكان األحياء الشعبية في ممارسة عاداتهم وتقاليدهم كما يشاؤون؟! أم أن االعتداء وقع من الطرفين؟! وبما أننا متفقون جميعا ً أن التحرش فعل حيواني ال يصدر إال من أراذل القوم ،فالسؤال: هل التحرش هنا فعل ،أم رد فعل؟!
47
يعني هل المعتدي هي الفتاة التي انتهكت حق سكان األحياء الشعبية ،أم المعتدي هو المجتمع الذي لم يحترم حرية الفتاة في أن ترتدي ما تشاء في أي وقت ومكان؟ هل من حق اإلنسان أن يرتدي أي شيء في أي وقت وأي مكان؟! أخيراً: قبل أن أسمع االسطوانات المكررة إياها ،أحب أن أقول أنا ضد التحرش ...المتحرش يتم بالمنتقبات كمان ...التحرش في كل مكان ...اإلعالم بيساهم في زيادة نسبة التحرش ...المتحرش حيوان ...مالوش عذر ...اللي بيبرر له يبقى حيوان زيه ...وأنا مرضاش ده ألختي وال ألي حد من عيلتي؟ حلو؟ اللبيب بقى يفهم إن غرض البوست ده ليس النقاش حول التحرش ...إنما النقاش حول معنى الحرية؟
48
مارس 3991 دينا سعيد تجلس على األرض تتابع برنامج اليوم المفتوح فى ذكرى عبد الحيلم حافظ، تسمع ألول مرة رسالة من تحت الماء. تأخذها الكلمات بعي ًدا “الموج األزرق فى عينيك ينادينى نحو األعمق وأنا ال عندى تجربة فى الحب وال عندى زورق” تسمع من ورائها زوج خالتها يتكلم مع أمها ويقول أنه متعجب أن الجيل الجديد يسمع لعبد الحليم ويتأثر به رغم مرور كل هذه السنوات على وفاته .تبتسم فى خجل فربما كانت الوحيدة من بين صديقاتها التى تسمع لعبد الحليم وتنفر من مطربى جيلها (عمرو دياب ومصطفى قمر)…يقوم زوجها خالتها ليرحل ويضع يديه على الخضار والفواكه واللحوم التى أحضرها معه ويقول عبارة لم تنساها أب ًدا “وهللا أنا أحضر لكم ما أحضره لبيتى بالظبط…لو احتجتم أى شىء كلمونى” والدها مسافر معظم الوقت وزوج خالتها كان يحاول أن يقوم مقامه..كان هو ووالدها صديقان وفى كل مرة يعود والدها من السفر يذهبان لزياة خالتها وزوجها ،كان من النوع الذى يسخر من كل ً خجال من بعض تعليقاته شىء حتى من نفسه .كان يضحكها كثيرً ا وأحيا ًنا آخرى تتورد وجنتاها الخارجة نو ًعا مارس 3995 ال تتذكر كيف حدث األمر ولكنها تتذكر أمها وهى تلبس ثوبها األسود فى عجالة وهى تبكى..تقول لها أريد أن أتى معك فترد فى حزم ال عزاء للصغار .لماذا تعتبرها والدتها صغيرة هى فى الصف الثالث اإلعدادى .سمعت فى اليوم الذى قبله والدتها تتكلم مع خالتها فى التليفون وهى تخبرها أن زوجها يتقيأ دمًا..تفاصيل كثيرة حدثت فى الشهور الماضية معظمها ال تفهمها..ربما كانت أول مرة تسمع فيها كلمة “سرطان” سافر زوج خالتها للعالج فى القاهرة ومكث فترة طويلة فى مستشفى بشارع مصدق..لحسن الحظ كانوا هم أي ً ضا وقتها فى القاهرة ويقيمون بالقرب منه ولذلك كان يزورنه كثيرً ا .لم تفكر يومًا أن ينتهى كل هذا بالموت..بعدها سنوات كثيرة ستعمل فى مكان قريب من المستشفى وستعبر من شارع مصدق كثيرً ا وفى كل مرة تتحاشى النظر إليها وكأنها وباء. لم تدر ماذا تفعل عندما خرجت والدتها للعزاء .ذهبت لحجرة صالون منزلهم ووضعت بعض الموسيقى الصاخبة وظلت ترقص وترقص حتى انهارت .لسنوات عدة سيرادوها شعور باألثم 49
ألنها رقصت يوم وفاة زوج خالتها ثم فى مارس 7011ستقع فى يديها رواية اسمها “النبطى” وتقرأ فيها عن بنت فى مثل عمرها وقتها اطلقت ساقيها للرياح عندما سمعت بمقتل عمها وظلت تجرى وتجرى حتى وصلت آلخر العالم فى ظنها وفقدت وعيها من شدة التعب .أيكون هذا دائمًا هو رد فعل الصغار تجاه الموت؟ هل يتحركون حتى ال يفكرون بشىء تعجز أذهانهم عن استيعابه؟ كيف يمكن لطفل أن يفهم أن شخ ً صا يحبه قد اختفى هكذا؟ فبراير 3991 هل تكفى سنتان لينضج اإلنسان؟ ليصبح أكثر ً تقبال لفكرة الموت؟ وهل تقبل الموت نضوج ح ًقا؟ ما الذى جعلها تتعامل مع وفاة جدها بشكل مختلف؟ هل ألنه أصيب أي ً ضا بالسرطان فكان عقلها مهي ًئا لفكرة رحيله؟ هل ألنها استيقظت يومها من النوم تبكى وتهتف باسمه وتخبر والدتها أنها تشعر أن مكروهًا حدث له؟ هل تكون األحالم فى بعض األحيان رحمة لإلنسان حتى ال يفاجأ بأمر غير مستعد له. عندما وصلت لبيت جدتها ،انشغلت بخاالتها وأمها وتهدئة كل واحدة فيهن وقضت الوقت ما بين قراءة القرآن وذكر هللا ولكنها ال تتذكر أنها بكت تتذكر فقط أن يومها لم تذهب لدرس الرياضيات وكان موضوع درس هو التباديل والتوافيق ذكرتها بمفردها ولم تفهمها جي ًدا واستحت أن تطلب من المدرس أن يشرحها لها مرة آخرى ولكن لسبب ما ظلت طوال عمرها تشعر بالضيق كلما رأت مسألة تباديل أو توافيق وودت لو تركت كل شىء وقتها وانطلقت لتجري حتى تسقط من التعب
يونيو 2132 تجلس مع صديقاتها فى شقة بالساحل الشمالي ،يحمل الموبايل خبرً ا آخر من تلك األخبار التى تود عند سماعها لو لم يخترعوا الموبايل والتليفونات وكل وسائل االتصاالت الحديثة قديمًا عندما كان يموت أحدهم ،كان يذهبون ألقرباه ليخبروهم..ربما وقتها خفف حض ًنا أو لمسة من وقع الخبر ولكن هذه التليفونات تجعل كل شىء بار ًدا وسخي ًفا 50
أخبرنى كيف تواسى شخ ً صا يبكى على الهاتف؟ كيف ستشعر بدموعه أو تتنيحه وتخزن هذا فى ذكراتكما المشتركة والتى تكون منب ًعا مستمرً ا لعالقتكما؟ كيف تتصرف إذا مات شخص لم تره منذ سنتين وكنت تخطط لزيارته األسبوع القادم؟ وهل تكفى الدموع؟ وهل يكفى الندم على عدم تبكير الزيارة؟ على عدم السؤال بالتليفون حتى يحين موعد اللقاء؟ على كل هذه األشياء التى كنت تريد أن تخبره بها وفى لحظة اكتشفت أنك ال تستطيع ذلك؟ لذلك لم تبك ولم تنفعل..استيقظت فى الثالثة فجرً ا أو ربما هى لم تنم أخذت تغسل كل األطباق المتراكمة ،تنظف كل شىء وتعيد ترتيبه وعندما انتهت تساقطت من التعب بعدها ربما بشهور أو أيام كانت تدعي فشعرت بالذنب ألنها من فترة لم تدع لزوج خالتها وجدها وعندما انتهت من دعائها ،انتبهت أنها البد أن تضيف عمها للقائمة ألنه مات وعندها بكت كما لم تبك من قبل فمن يدريها من الذى ستضمه القائمة العام أو الشهر المقبل؟
51
سيارة تعمل بالبطيخ هاني أبوالعال كل بضعة أسابيع يخرج علينا موقع ما أو قناة تليفزيونية بخبر مثل" :إختراع مصري يبهر العالم" أو "مصري يخترع سيارة تعمل بالبطيخ" أهم أركان الخبر: .1التهويل :ال بد أن يكون اإلختراع منقطع النظير و طبعا ً بدون أي شرح مبسط للفكرة .7العائد المادي :المشروع جدواه اإلقتصادية تؤكد أننا سنسدد ديون مصر في خالل عدة أشهر .1غياب الرعاية الرسمية و الشكوى :ال بد من الشكوى من عدم رعاية المسؤولين للطفل أو الشاب أو الشابة .4الوطنية و حب مصر :ال مانع من إضافة أنه تم عرض المبالغ الطائلة على العبقري الصغير من بلد عربي أو أجنبي و لكنه رفض تماما ً حتى تستفيد مصر باختراعه (أو باألحرى حتى يدفن فيها) ليس المقصود بهذا الكالم تثبيط همة أي شخص ..و ال معناه أنه ليس بإمكان مصري القيام باختراع فذ ..بتاتا ً ..و لكني فعالً سأمت الشكل التقليدي لمثل تلك األخبار ..و سهولة تصديقنا لها و ٍ اإلقبال عليها كما األفيون.. المشكلة في اآلتي: .1غالبا ً عدم صحة الخبر ،أو على األقل ،أنه مليء بالتهويل و التجميل .7يستخدم الخبر لجذب اإلنتباه و يعمل كمخدر لنا و لتأكيد الفكرة المتأصلة لدينا" :إحنا ناس جامدة جداً لكن حظنا وحش" ثم نركن ثانية بجانب الحائط طيب نعمل إيه؟ بالنسبة لك كمتلقي ،المفروض تفكر في اآلتي: ال يعني نشر الخبر في جريدة أو موقع أو حتى قناة تليفزيونية أي شيء ،لألسف علميا ً إذا لم تكن من أهل التخصص ،فاسأل نفسك ،هل قام أحد بتقييم ذلك اإلختراع أم أن الخبريحتوى على خيال علمي؟ ما فائدة الخبر في النهاية؟ هل هو تأكيد الفكرة لدينا ثم وضعها جانبا ً بحجة "الحظ السيء" أو"عدم رعاية و اهتمام المسؤولين"؟ أما بالنسبة لصاحب اإلختراع فأقول له: 52
قم بالبحث عن أعمال مشابهة في هذا المجال و بإمكانك النظر على اإلنترنت أو في مكاتببراءات اإلختراع األمريكية مثالً استخدم و طبق مبادئ ثابتة متعارف عليها ،مثالً في العلوم :الطاقة ال تفنى و ال تستحدث منالعدم .ربما تصل لسبق تكسر به نظريات علمية ،و لكن نسبة حدوث ذلك نادرة بالطبع. ثانياً ،إذهب لمن تثق به من ذوي الخبرة في هذا المجال أو التخصص ليقيم لك عملك و أنا متأكدأن المهندسين من أقاربك و معارفك يستطيعون إيصالك لذوي الخبرة إذا كانت النتيجة إيجابية ،فقم بتقديم براءة إختراع لكل األماكن التي تستطيعها خارج و داخلالبالد حتى تحفظ حقوقك ال تنتظر أشياء مثل موضوع رعاية و اهتمام المسؤولين أو تبني الحكومة لمشروعك فتلك أمورعاف عليه الزمن ..و ما هي إال صورة من نفس صور التفكير القديم بتاع الوظيفة الميري ..لوكان الختراعك أو مشروعك جدوى إقتصادية حقيقية ،فبإمكانك أن تطورها بنفسك كشركة خاصة أو تقدم بالفكرة لواحدة من شركات "الحضانات" أو ال incubators و التي ستقدم لك المساعدة في إنشاء شركة تطور الفكرة مقابل نسبة بسيطة ..و في النهاية سيعود ذلك عليك بالنفع و كذلك على مصر في النهاية ألنك ستساهم في التطور اإلقتصادي و الصناعي و التجاري ،لو نظرنا ألمريكا مثالً ،فالنسبة األكبر لالقتصاد و الصناعة األمريكيين تقوم على الشركات الخاصة و ليس المشاريع الحكومية أما بالنسبة لإلعالميين الذين يخرجون علينا بهذا الكالم بين الحين و اآلخر فأحب أقولهم كلمتين: لقد هرمنا! رابط الخبر األخير: Egyption.car-/scitech/12/31/7017/http://arabic.cnn.com index.html/invintion
53
أبحاث و مشروعات
54
الحفرة :اعرف متى تنسحب ومتى تستمر فى المحاولة دينا سعيد الكثير مننا سمع المقولة الشهيرة Quitters never win, Winners never quit وترجمتها “المنسحبون ال يفوزون أب ًدا والفائزون ال ينسحبون أب ًدا” والواقع أن هذه المقولة خاطئة ألن الفائزين فى كل أنحاء العالم ينسحبون طوال الوقت ،ولكنهم ينحسبون فى الوقت الصحيح من الشىء الذى ال يجب ان يستمروا فيه .ولكن المشكلة التى تواجه كثير من الناس فى اعمالهم أو مشاريعهم أو تدربيهم الرياضى أو الفنى أو حتى عالقتهم العاطفية هى عندما تسوء األمور بشدة ويبدو أن المجهود الذى تبذله ال عائد منه فى المدى القصير ،هى هل انسحب أم أقاتل واستمر فى المحاولة؟ هناك أناس بطبيعتها مقاتلة ،تعتبر االنسحاب هزيمة وال تقبل به مهما ساءت األمور وتظل تقاتل وتقاتل وهناك أناس بطبيعتها منسحبة ،ما أن يبدأوا شىء حتى يتركوه لغيره ،واالثنان يعانون من مشكلة عدم تحديد ما الذى يستحق القتال وما الذى يجب أن تنسحب منه؟ األشياء التى تستحق القتال من أجلها نقدر ان نعبر عنها بمنحنى نسميه منحنى الحفرة
55
كما هو موضح فى هذا المنحنى ،فى بداية األمر يكون هناك عائد جيد لمجهودك وهو ما يُعرف بحظ المبتدئين Beginner’s luck بعد هذا تحدث الحفرة ،تبذل الكثير من المجهود بال أى نتيجة بل أن األمور تسوء فى أغلب االحيان ولكن إذا استمرت فى مزيد من الجهد ستصل للتميز وتحقيق نتائج غير مسبوقة المشكلة الكبيرة فى هذه الحفرة أن الكثير من الناس يشعرون فيها باأللم والتعب والملل وعندها قد يفضلون االنسحاب ألنهم ال يحتملون كل هذا األلم بدون مقابل امام أعينهم إذا فهل معنى هذا أن نظل نقاتل فى كل شىء حتى نصل للتميز؟ ال ،ألن هناك منحنى آخر نسميه منحنى االستقرار
هذا المنحنى خاص باألشياء التى تبدو مثل الوظائف الحكومية ،االمور فيها ال تتحسن وال تسوء. بل هى مستقرة .تبذل الوقت والمجهود ولكن ال شىء يتغير وهذا النوع من األشياء البد أن تنسحب منه وفورً ا ألنه لن يوصلك للتميز فى يوم من األيام هنا يبرز سؤال ،بفرض أننى ال أجد عائد مناسب لمجهودى فكيف أعرف إذا كنت فى منحنى الحفرة فاستمر أو منحنى االستقرار فانسحب؟ 56
بسيطة أسأل نفسك لماذا تفكر فى االنسحاب ثم أسال نفسك لماذا تريد االستمرار؟ إذا كانت اإلجابة أنت تريد االستمرار ألن هذا هو المضمون وألن هذا ما وجدنا عليه آبائنا وهناخد نصيبنا ونصيب غيرنا وارض بالمقسوم غير رزقك يا بن آدم لن تحوش او كرامتى ال تسمح لى أن انسحب من شىء بدأته إذا فغالبًا أنت فى منحنى االستقرار أم إذا كانت اإلجابة أنك تريد االنسحاب ألنك ال تتحمل األلم والتعب والمعاناة رغم أنك ترى أنك فى النهاية ستصل لشىء متميز فغالبًا أنت فى منحنى الحفرة. وبالطبع عليك هنا وانت تفكر أن تركز على العائد طويل المدى أكثر من العائد قصير المدى مثال :رياضة التزحلق على الجليد من أمتع الرياضيات ولكن قلة من الناس من يجيدونها ألن الناس ينقسمون حيالها ل 1أقسام: 1النوع الشجاع :وهو النوع الذى ذهب للتدربيات واستمر فيها واحتمل المعاناة واأللم فى الحفرةالعميقة حتى وصل للتميز لذلك تجد بعض الكنديين عمرهم 70سنة ويتزحلقون على الجليد بسهولة ويتفوقون على الشباب 2النوع الذكى :وهو النوع الذى قرر أن هذه الرياضة ال تستهويه وغير مناسبة له فاكتفى بالفرجةولم يبذل فيها وق ًتا أو جه ًدا 3النوع الغبى :وهو النوع الذى استهوته الرياضة فذهب للتدربيات وبذل مجهود ووقت ولكنهتعب أو مل من طول الحفرة فقرر االنسحاب وخسر وقته ونقوده ال توجد مشكلة فى النوع الشجاع والنوع الذكى فكالهما قرر ما يريد واستمر فيه .ما المشكلة أن يقرر إنسان أنه ال يريد أن يتعلم التزحلق على الجليد؟ وهل يجب أن يتعلم كل الناس كل شىء؟ وهنا نرجع للمقولة الخاطئة ” المنسحبون ال يفزون أب ًدا والفائزون ال ينسحبون أب ًدا ونعدلها إلى أن الفائزون ينسحبون من منحنى االستقرار وال ينسحبون من منحنى الحفرة. بمعنى آخر أنك لكى تكون بطل فى السباحة وتذهب للتدربيات كل يوم 4ساعات فعليك أن تستمر فى منحنى الحفرة الخاص بالسباحة وتتحمل آالم التدربيات فى الشتاء فى الصباح الباكر والشد العضلى والعصبى وكل أنواع المعاناة اآلخرى وكذلك عليك أن تنسحب من كثير من المنحنيات الخاصة بأشياء آخرى غير مناسبة لك أو أنت غير موهوب فيها بما يكفى أو هى منحيات ألشياء مستفرة ستظل فيها محلك سر مهما فعلت 57
حتى تستطيع أن تركز فى السباحة إذن فلماذا توجد هذه الحفرة أصال؟ لماذا المعاناة؟ ألنه لو لم توجد الحفرة ألصبح كل الناس أبطال .البد أن يكون هناك شىء يفرق بين المبتدئين وبين األبطال .فال تنظر لهذه الحفرة على أنها شىء سيىء بل هى طريق يوصلك من خطوة البداية إلى االحتراف والتميز .ولو فكرت ً قليال ستجد أن هناك من يصنع هذه الحفر متعم ًدا طوال الوقت مثال أستاذة الجامعات فى كلية هندسة الكثير من المشاريع واالمتحانات الصعبة التى من الممكن اعتبارها حفر ولكن ما أن تعبر هذه الحفر حتى تصل للتميز ومن يقع فى الحفرة يترك الكلية أو يرسب إذن الملخص: ابحث عن األشياء التى عندك فيها موهبة وتستهويكالعالم يحتاج لكل الوظائف ولكل الرياضيات ولكل الفنون المهم أنت تعرف أين هى موهبتك حتى تستطيع أن تتميز فيها وتكون ً بطال ال يغرك حظ المبتدئين فى البداية واعرف أنه البد أن تمر بحفرة بل بعدة حفر لتتميزثابر وادفع حتى تصل للتميزبعد وصولك للتميز البد أن تستمر فى إعطاء مجهود لتستمر فى التميزواألهم أن تنسحب من كل األشياء التى تعرف أنها لن تتحسن ولن تصل بك للتميزحتى تستطيع أن تركز فى الشىء الذى تتميز به كلما انسحبت مبكرً ا من شىء مستقر أو غير مناسب لك كلما كان أفضل بكثيرملحوظة لمن يفكرون فى البدء فى الدكتوراة ومن هم فى بداية الطريق برجاء إعادة قراءة مثال التزحلق على الجليد عدة مرات ألن حفر الدكتوراة طويلة وعميقة فإذا لم يكن الشىء المناسب لك وإذا لم تكن ستتميز به فخليك ذكى وركز فى حاجة تانية أحسن ملحوظة :لطلبة الدكتوراة إذا قررت أن تستمر فى منحنى حفر الدكتوراة فعليك أن تتميز بها وأن تخرج من الحفرة بأفضل أداء ممكن لذا فأرجو أن تعد قراءة مثال السباحة عدة مرات نعم عليك أن تنسحب من الكثير من األشياء اآلخرى 58
وهللا الموفق والمستعان References: The Dip: A Little Book That Teaches You When to Quit and When to Stick
59
ُـتــب ك
60
النبـــــطي دينا سعيد تحكي أحداث الرواية فتاة مصرية قبطية اسمها "مارية" وتدور أحداثها فى زمن هزيمة الروم للفرس وظهور النبى صلى هللا عليه وسلم بالجزيرة العربية..مارية فتاة ريفية من كفر صغير بدلتا مصر وتتزوج من أحد العرب الذين يتاجرون ما بين الشام والجزيرة ومصر .تسافر "مارية" مع زوجها عبر الصحراء من بلدتها الصغيرة وحتى بلدته التى تقع فى الصحراء بين الشام والجزيرة. الزوج من قبيلة يقال لها األنباط وله أخ اعتنق اليهودية وأخ آخر يقول أنه يأتيه الوحى يسمى النبطى. تسرد مارية األحداث التى تدور من حولها ومشاهد مختلفة من لقاءات زوجها مع حاطب بن أبى بلتعة وعمرو بن العاص وإسالم زوجها وأحد اخوته وانضمامهما للحرب مع المسلمين ضد الروم .الرواية مزدحمة بالتفاصيل التى يختلط فيها الواقع مع الخيال بحيث أحيا ًنا يصعب التفريق بينهما وهو ما يعيبه البعض على روايات يوسف زيدان. بصفة عامة الرواية جيدة ولكن كعادة يوسف زيدان يسرف فى وصف األماكن وتفاصيلها ويشرح دالالت لغوية كثيرة مما يدل على عمق معارفه ولكنه فى الوقت نفسه يخرج القارىء من جو الرواية ويشعره أنه فى محاضرة تاريخ او جغرافيا أو لغة عربية .وعلى قدر ما كانت األحداث فى بداية الرواية مشوقة فإنها فى الجزء األخير تبدو أقرب منها للسرد الملل .فالن عمل ،عالن سوى، حدث كذا وكذا ولكن تغيب الكثير من المشاعر والحبكة الدرامية . هناك بعض جمل فى الرواية ربما ستسبب إزعاجً ا للقارىء المسلم مثل تعليق "النبطى" على القرآن عندما قرا صفحة منه بقوله "أيأتى بمثل هذا ويسفك الدماء؟" أو قوله ألخوته "جثث قتاللكم فى الشام ستجلب الطاعون"..إلى آخره .الديانة التى يدعو إليها النبطى تؤمن بتناسخ األرواح وتبدو أقرب للسيخ أو البوذية وهناك نوع من االستضافة فى شرح النبطى لتصوره عن نشأة األرض بكل ما فيها من أحداث أقرب لألساطير .األفالم العربية كانت دائمًا ما تصور ديانة العرب قبل اإلسالم بكثير من السطحية .التفاصيل الموجودة فى الرواية تشعرك أنها بها الكثير من العمق كديانة اإلغريق. 61
شخصيًا أعجبت بطريقة تناول الكاتب إلسالم "مارية" ففى معظم الروايات التى تدور حول هذا الزمان يبدو الناس أما مسلمون أنار اإلسالم قلوبهم وعقولهم أو كفار أو منافقين .ولكن "مارية" تبدو أنها مجرد مسلمة وفقط .قال لها زوجها أسلمى فأسلمت .قالت فيما بعد أنها كانت تتأثر بالقرآن التى تسمعه من القارىء اليمنى وأنه كان يحيرها كما يحيرها كالم النبطى ولكن ال يبدو لإلسالم أى أثر فى حياتها أو تغيير طريقة تفكيرها وكأنه شىء من آالف األشياء التى مرت بحياتها .وهذا فى رأيى خروج من النمطية وتقسيمة الناس المعتادة إلى أبيض وأسود. من جهة آخرى تبدو سذاجة "مارية" خيالية وغير مفهومة..فكيف لفتاة أال تعرف أنها فقدت عذريتها بسبب دخول الرجل الغريب بها؟ وال تعرف لماذا لم ينزل منها الدم ليلة العرس؟ كذلك ال تبدو أنها تشعر بأى إثم مما حدث بينها وبين الرجل الغريب وال تشعر بإثم بسبب مشاعرها نحو "ليلى" أخت زوجها .ورغم أنها تبدو ذكية وقادرة على التعلم والفهم إال أنها تبدو كذلك سطحية ج ًدا .فما أن قال لها زوجها أسلمى حتى أسلمت رغم أنها كانت متمسكة بديانتها المسيحية وكذلك كانت مقتنعة بكالم النبطى .وكما الحال فى "مارية" تبدو بعض الشخصيات وتصرفاتها غير مفهومة وتشعر أن هناك الكثير من الخطوط المقطوعة التى ال يوجد تفسير لها.
62
واحة الغروب دينا سعيد تتحدث رواية “واحة الغروب” لبهاء طاهر والتى ُنشرت فى عام …7007هذه الرواية تتحدث عن ضابط شرطة مصري اسمه “محمود” متزوج من إيرليندية “كاثرين” يتم إرساله لي واحة سيوة كمأمور للقسم وذلك فى أواخر القرن التاسع عشر بعد انتهاء ثورة عرابي مباشرة.. من أجمل ما فى الرواية اإلبداع فى تصوير الواحة لدرجة تدفعك أن تحزم حقائبك وتذهب هناك أو على أن تضعها على جدول األماكن التى تود زيارتها…هناك إبداع أي ً ضا فى رسم الشخصيات وحالتها النفسية واالنفعالية لدرجة تشعرك باإلدماج فيهم ..عنصر التشويق فى الرواية حاضر وبحرفية شديدة..فهناك أحداث ال تفهمهما ثم يحدث شىء فيما بعد يجعلك تفهمها إلى حد ما…هناك ما يجعلك تربط بين األمور وهناك أمور تظل متروكة لخيالك. أعجب كثيرً ا بالروايات التى فيها شىء من التاريخ ..ففى الرواية أحاديث كثيرة عن عرابى وعن االسكندر األكبر والماسونية واالحتالل االنجليزى لمصر وإيرلندا..وهو حديث غير ممل بل على العكس مشوق وفى نفس الوقت ال يعطى لك المعلومة كاملة مما يجعلك تبحث عنها لتعرف المزيد. ربما أضعف ما فى الرواية نهايتها..لم أفهم على وجه الدقة لماذا قرر “محمود” نسف المعبد الرومانى واالنتحار بين أنقاضه..هل ألنه رمز لالحتالل فليفعل به ما لم يستطع أن يفعله مع االنجليز؟ هل هى لوثة جنون؟ أم لحظة يأس؟ ام محاولة للتكفير عن خطاياه؟ األمر ليس واضح واعتقد أنه ينقصه شىء من البناء الدرامى.. على أية حال هى من أفضل الروايات التى قرأتها وأرشحها لك
63
رحلتي مع غاندي دينا سعيد قرأت الجزء الثانى من الكتاب “رحلتى إلى الهند” بعد ترشيح صديقة له…الفكرة جميلة..البعد عن التليفون والالب توب وعن العائلة واالستجمام لفترة..أحمد الشقيرى اختار الذهاب لمنتجع فى الهند..ربما ألنه شخصية معروفة فى العالم العربى فكان من الصعب عليه االعكتاف فى جامع أو الذهاب ألى مكان سياحى دون أن يتعرف عليه أحد..فى النهاية فكرة االنقطاع عن العالم ولو أسبوع فكرة أشجعها بقوة ألنها تساعد اإلنسان على تجديد طاقته وتقييم حياته. على الرغم من وجاهة الفكرة ،لكن التجربة فى حد ذاتها مكتوبة بكثير من السطحية والركاكة اللغوية…لست بصدد تقييم ما فعله الشقيري هناك ولكنى بصدد تقييم كيف عبر عن التجربة فى كتابه وكيف من الممكن أن يستفيد شخص بهذا الكتاب..بصراحة الكتاب مخيب لآلمال بشدة..ربما يكون أحمد الشقيرى من النوع العملى ولذلك لم تؤثر فيه روحانيًا كثيرً ا هذه الخلوة..هناك كذلك أفكار صاغها تعتبر كارثية مثل رؤيته للعالقة بين الرجل والمرأة أن كل طرف يجب أن يعطى كل ما عنده للطرف اآلخر بال انتظار أى مقابل…فإذا اكتشف طرف بعد كثير من الوقت والعطاء أن اآلخر يستغله يكون الحل الطالق..هذه الفكرة والتى لألسف يرددها الكثيرون ترسخ لفشل العالقة الزوجية من أول يوم…بل على العكس تمامًا مفتاح النجاح يأتى عندما يعبر كل طرف عن توقعاته من اآلخر وما يسعده وما يتعسه ويظل الحوار قائمًا باستمرار لكى يفهم كل منهما اآلخر..ولكن الفشل يحدث عندما يتخيل أحد الطرفين أن اآلخر سيفهم بمفرده ما يرضيه ويظل يعطى ويعطى حتى تنهار قدرته على العطاء ويفوت االوان أن يحاول اآلخر فعل أى شىء…هناك أفكار آخرى جيدة مثل كيف شعر الكاتب بتغيره فى التعامل برحمة مع النملة…ولكن بشكل عام األفكار سطحية كما قلت. االستفادة الوحيدة من هذا الكتاب فى رأيى هى فكرة العزلة لبعض الوقت…ربما كان عن طريق االعتكاف أو العمرة أو الذهاب ألحد الشواطىء..ولكن قبل كل ذلك يجب أن تترك هاتفك والكمبيوتر المحمول لتعيش حرً ا لبعض الوقت بعي ًدا عن التكنولوجيا.
64
أطفال و تربية
65
أبناؤنا في الغرب :مجتمع رواء مصطفي
تعيش كأقلية في مجتمع غريب عنك ،غريب في عاداته ،و تقاليده ،و مفاهيمه ،غريب في دينه و لغته، غريب في أهدافه و تطلعاته ،تحاول أن تتأقلم قدر استطاعتك ،تأخذ منه ما يفيدك ،و تنبذ ما ال يمكن أن يتفق معك. هذا ما تحاول أن تفعله أنت ،فماذا عن أبنائك ،و كيف يتعاملون مع هذا المجتمع ،و ماذا تفعل أنت معهم ؟
مع من يتعامل طفلك؟
ربما ينحصر تعاملك مع المجتمع في محيط عملك ،زمالؤك في العمل ،مديرك ،يمتد األمر إلى طبيبك الذي قد تراه مرة في العام ،و جارك الذي تلقي عليه التحية من آن آلخر ،بعض الزيارات المتخطفة لمدرسة ابنائك ،و ال تمتلك من الوقت ما يكفيك حقا لتتعامل مع فئات أكثر ،فينحصر غالبا تعاملك مع فئة واحدة تقريبا من المجتمع ،و هي مما يمليه عليه عملك. بعض األعمال يحتك فيها اإلنسان مع فئات مختلفة من البشر ،ليعطيك انطباعا أكبر لشرائح مختلفة لهذا المجتمع الذي تعيش فيه ،و البعض ال يعلم من المجتمع إال تلك الشريحة الضيقة ،التي يتعامل معها يوميا ،خاصة إذا كان ممن يخشون اإلندماج بشكل أكبر في المجتمع الذي يعيش فيه. بينما تكون هذه هي دائرة تعامالتك ،تجد أن األمر يختلف كليا بالنسبة ألبنائك ،إن كنت تعطيهم مساحة كبيرة من الحرية ،فتختلف الشرائح التي يتعامل معها بشكل كبير. هو يتعامل مع مشرفاته في الحضانة ،و مدرساته في المدرسة ،مع زمالئه ،و مع آبائهم الذين تختلف وظائفهم و طباعهم و أخالقهم ،مع األطباء سواء في زياراتهم للمدرسة ،أو متابعته المستمرة عند طبيبه الخاص ،يتعامل مع جيرانك بشكل أكبر ،و يحاورهم و يحاورونه ،و يمتد األمر حتى لما هو أبعد من جيرانك القريبين. 66
يشترك في أنشطة ،و يتعامل مع مدربين ،و زمالء جدد ،و أهالي آخرين ،أناس ربما ال تعرفهم أنت سوى من شكل الوجه ،أو االسم. يشترك في مخيم ،و تختلف مرة أخرى طبيعة المتعامل معهم،قد يتعامل مع عمدة المدينة في بعض األوقات ،مع عمال البلدية في الشارع ،مع الشرطة اثناء تدريباتهم في المدرسة و الحضانة. لتجد في النهاية أن أبناؤك يتعاملون مع دائرة كبيرة تحتوي على شرائح متنوعة من المجتمع ،تمثل ربما الجزء األكبر منه.
حيرة !! في الوقت الذي تحاول أنت فيه االندماج في المجتمع الجديد ،و تبحث عن الكيفية المناسبة لهذا االندماج ،هل سيكون ذوبانا كامال فيه ،أم اندماج جزئي ،فتندمج فيه محافظا على عاداتك و تقاليدك و قيمك ،أم أن تعيش مجاورا له منفصال عنه ،ال تتعامل مع من فيه إال بقدر الحاجة و كفى. في نفس هذا الوقت ،يندمج ابنك بشكل تلقائي في مجتمعه ،هو ال يهمه حساباتك ،و تفكيرك و تع هذه الحقيقة مبكرا ،فسوف ترددك ،هو اندمج بالفعل بتعامله اليومي،بفطرته و تلقائيته ،و ان لم ِ تستيقظ ذات يوم على واقع ذوبان ابنك بالكامل في مجتمع ،ربما ما ترفضه فيه من قيم و مبادئ أكثر مما تتقبله. ال تجاهد كثيرا في منع ابنك من االندماج ،فذلك لن يجدي نفعا ،و ربما تلجؤه يوما لتحيُّن فرصة االنفصال عنك نهائيا إن أنت عاندته و منعته ،اصرف طاقتك في توجيه اندماجه ،حاول الوصول لتلك الصيغة التي يحافظ فيها على دينه و قيمه و مبادئه ،مع اندماجه الكامل في مجتمع زرعته أنت فيه من البداية. تلك المعادلة الصعبة في تحقيق التوازن بين ما تحرص عليه ،و بين ما يحرص هو عليه ،تلك المعادلة التي عليك أن تعلم أن الوصول إليها ليس باألمر الهين ،و ال البسيط ،تلك المعادلة التي إن نجحت في تحقيقها ،تكون قد ساهمت بها في بناء جيل جديد مختلف في هذه البالد ،جيل ينتمي إلى هنا ،و يحمل هم دينه معه ،جيل قد يكون هو القادر على تحقيق ما ال تستطيعه أنت ،جيل يعلم خفايا المجتمع ،و كيفية التواصل معه ،في نقطة يتفوق عليك بها
ما هو دورك اذن
67
كخطوة أولى عليك أن توسع دائرة مجتمعك قليال ،تعرف على جيرانك ،و تحدث معهم ،تعرف على زمالء أبنائك ،و آبائهم ،رافق ابنك في أنشطته ،و تعرف على من حولك ،اعمل على اندماجك أنت أوال في المجتمع الجديد الذي تعيش فيه. اللغة ...احرص على أن يتقن أبناؤك لغة البالد التي يعيشون فيها ،فهي أساس التواصل ،علمهم لغتك األم و احرص على اتقانهم اياها ،مع نفس الحرص على اتقان اللغة األخرى ،فال غنى عن ايهما. ساعد أبناءك على تخطي الصعاب ،ساعدهم على معرفة حقوقهم ،مالهم و ما عليهم ،اجمع ما بين معرفته أنه مختلف ،و لكنه رغم اختالفه لديه نفس الحقوق ،و عليه نفس الواجبات اتجاه هذا المجتمع. هو مختلف؟؟ بالطبع مختلف ،و عليه في وقت ما أن يعلم بأنه قد يعاني بسبب اختالفه ،و لكن ازرع فيه المثابرة ،و التمسك بحقوقه ،و محاولته المرة تلو االخرى ليصل الى ما يريد. ليس األمر سهال ،و لكنه أيضا ليس مستحيال ،و هو حق أبنائك عليك طالما ارتضيت لهم أن يشبوا في بالد غير بالدك. نحن نتناسى أحيانا أن مجتمعات أبنائنا قد أصبحت ها هنا ،و ليست هناك ،نتناسى أنه يحمل حب وطنين ال وطن واحد ،قد ال يخطر على بالنا مدى ارتباطه ببالد اعتقدنا أنها التمثل إال الغربة بالنسبة إلينا ،و بالتبعية لهم كذلك ،اندماج ابنائك في هذه المجتمعات الجديدة هو حق من حقوقهم
68
أبناؤنا أمانة ريهام نجيب مشكلة مالحظة فعال وهى أن الكثير من األباء يقومون بتربية أبنائهم و تعليمهم تعليم جدي جدا فقط ليكملوا صورة معينة فى اذهان الغير..بمعنى أنهم ال يؤصلوا أى موروث حقيقي فى االبناء فقط ما يفرضه عليهم النموذج المجتمعى المثالي( وده النموذج اللى بتصدره وسائل اإلعالم..إن ابني يكون مثقف وبيتكلم كذا لغة ومش بيلبس كويس وعنده ذوق بيلعب رياضة....الخ) مشكلة اآلباء من هذا النوع أنهم إنهم يغذون بتربيتهم ألبنائهم صورة فى عقولهم فقط ..صورة يريدون أن يظهروا بها و يصدروها لغيرهم..بمعنى أن تلك التربية تحمل كثير من األنانية.. أوال ألنها تربية غير اصيلة ال تقوم على زرع قيمة حقيقية فى النفوس ألن الغرض منها هو الظهور بالمظهر المثالي مجتمعيا.. ثانيا ألن هؤالء اآلباء ال يقبلون من أبنائهم نقاط ضعف طبيعية فيهم..أن يكون الطفل متأخر فى الدراسة لسبب ما أو يكون متأخر رياضيا..مثال..أو اجتماعيا..لذلك ال يحاولون إصالح تلك المشكلة بالطريقة الطبيعية أو الصحيحة بالتعامل معها وإنما يعتقدون أن الطفل بذلك يؤثر على "مظهرهم" االجتماعى لذلك فى األغلب يع ّنفونه و يهاجمونه..وهو ما يأتي بنتيجة عكسية..وتلك العالقة غير سوية بين أهل يعتقدون أن ابنهم أو بنتهم سبب نقص نظرة المجتمع لهم! ثالثا أن هؤالء اآلباء ألنهم يهتمون بنظرة المجتمع أكثر من التربية والعالقة الحقيقية فقد يتغافلون عن مشاكل فى بدياتها ألنها غير ظاهرة للمجتمع..فتتفاقهم..التديخين مثال..أو اإلدمان..بعض اآلباء يعلمون من أبنائهم ذلك ولكنهم ال ينتبهون إليها إال حين تصبح "سبّة أو فضيحة" مجتمعية.. المعنى ..أبناؤنا أمانة لدينا وهو وسيلة ومنحة من هللا ألن تزرع فيهم كل ما تؤمن به ويزداد به إيمانك..انظر إليهم كذلك وال تنظر لما يريده المجتمع أبنائك لديك فوق نظرة المجتمع كله...اجعلهم صالحين ألنك تريد لهم ذلك..بقيم مجردة..ومبادىء صادقة العهد..
69
المؤامرة المملة الشريرة حبيبة حسن طرت فرحا عندما نجحنا في ترتيب إجازتنا لمصر بالتزامن مع فترة إقامة معرض الكتاب فمنذ سنة وأنا أريد أن أجمع بعض المواد السمعية والبصرية البنتي تلقنها لغة عربية فصحى وبعض المفاهيم الدينية عن طريق األناشيد والقصص والرسوم المتحركة .أخيرا استطعت الذهاب للمعرض ،خصصت يوما كامال لهذه المهمة ،نلف وندور ونشاهد مقاطع عند هذه الشركة وتلك ،لم أمني نفسي بالكثير ،لم أفكر حتى أن ترقى هذه المواد لربع مستوى ما تقدمه البرامج األجنبية ،لكن قلت األطفال "عبط" أي شئ ملون يلفت انتباههم ،كنت مستسلمة لفكرة الرضى بالمتاح تماما ،كما أن زوجي تطوع أيضا بتعريفي الحقيقة المرة فقال لي" :انتي عارفة شركة سفير دي اللي هي من أشهر شركات انتاج البرامج الدينية لألطفال في مصر انتجت البرامج بتاعتها سنة كام؟ سنة !!1966يعني قبل ما تتولدي سيادتك تقريبا" بصراحة أنا اتصعقت ): المهم ذهبنا في مهمتنا المقدسة وقضينا يوما كامال في المعرض من أجلها لكنني بعد عناء خرجت ببعض قصص األطفال واسطوانة لتعليم اللغة العربية اسمها "مرحبا" من شركة اسمها الشرق األوسط للبرمجيات ،وبعض االسطوانات من شركة "سفير" ،عندما كنت في سفير قلت أشتري قصص األنبياء فقال لي الشاب الذي يتولى عرض االسطوانات على الكمبيوتر مبتسما ابتسامة عريضة ساخرة" :هو حضرتك عندك ويندوز إيه؟" قلت له 7006 :ليه؟ فقال" :يبقى لألسف مش هتشتغل عليه ،األسطوانات دي متستحملش أقصى حاجة ممكن تشتغل عليها ويندوز إكس بي!!" فقلت له :يعني متنفعش على الدي في دي كمان؟ وكانت اإلجابة طبعا نعم ،ثم أعطاني اسطوانة مكتوب عليها "منهاج المسلم الصغير ( ")1وقال ساخرا أيضا أن هذه اسطوانة حديثة "وعشان كده بتالتين جنيه مش بخمستاشر" وبامكانها العمل على الدي في دي فاشتريتها. إليكم نتيجة التجربة :شغلنا اسطوانة تعليم اللغة العربية فوجئنا أن اختراع المؤثرات الصوتية والرسوم المتحركة لم يصل إلى الشركة بعد ،يعرضون الحرف والكلمة المصاحبة ال يوجد موسيقى ال يوجد أي حركة في الشاشة ،صورة ثابتة وصوت ينطق الحرف ،ال يوجد صوت حتى يعلن عن سحب الصورة أو مجيئ واحدة أخرى ،ثم يشتتون الطفل بتهجئة كل حروف الكلمة فأصبحت ابنتي تقول "الم جمل" ألن الالم هو آخر حرف ينطق مع صورة الجمل، صرفت نظر عن هذه االسطوانة. شغلنا اسطوانة المسلم الصغير فقدمت لنا مفاجأة من نوع آخر ،لن أحكي كثيرا عن رداءة الصوت 70
الذي يصاحبه "زنة" وكأنه مسجل في البيت وليس االستوديو وال عدم تناسق مستوى الصوت بين األغاني والكالم ولن أتحدث عن رداءة الصور المتحركة التي إن وضعت بجانب فيديو كليب أغنية "ذهب الليل وطلع الفجر" لن تساوي شيئا ،لكننا رضينا بها على األقل بها صورا تتحرك وموسيقى وإيقاع ثم انتقلت من األغاني ألحاديث للرسول صلى هللا عليه وسلم يسردونها سردا وكل حديث مصاحب له صورة غير متحركة إلى أن وصلوا لحديثه صلى هللا عليه وسلم" :ال غول" وهو يعني أنه ال مخلوق اسمه الغول وال يجوز أن نخيف به أطفالنا ،صدقت يا رسول هللا لكن تخيلوا معي الصورة المصاحبة لهذا الحديث ،فعال أريدكم أن تتوقفوا برهة وتتخيلوا صورة مناسبة لهذا الحديث .......بالطبع ال يمكن أن تأتي بصورة غول متوحش شكله مريع ومخيف وأمامه بنت ترقد في سريرها مرتاعة والغول يخيفها بوجهه ويديه ،لكنهم أتوا بهذه الصورة فعال للتأكيد على أنه "ال غول" ،حمدت هللا حمدا كثيرا أن أبوها لفت انتباهها سريعا بعيدا عن التلفزيون في نفس اللحظة التي قفزت ألقف حائال بينها وبينه ..استسلمنا بعدها تماما وشغلنا لها اسطوانة باللغة االنجليزية عن الفواكه تنتجها شركة يهودية لكنها تعرف كيف تقدم برنامجا لألطفال!! في هذه الليلة نمت وحلمت بالغول الذي شاهدته في اسطوانة ابنتي الصغيرة. ال أتصور أي عقل هذا الذي يضع هذا ال ....لألطفال ،فيم يفكرون وهم يصنعون هذه المواد؟ هل يشاهدها أطفالهم؟ من هو المختص التربوي الذي يشرف على المادة؟ هل يشاهدونها كاملة قبل بيعها في األسواق؟ هل من المفترض أن من يريدون تعليم أطفالهم مبادئ االسالم وقصص األنبياء وقصص القرآن متخلفين ال يفهمون شيئا في المواد المخصصة لألطفال؟ أم أن المقصود هو أن المتدينيين دائما هم ناس متأخرين متخلفين عن المجتمع وتطوره وكذلك يجب أن ينشأ أطفالهم؟ ال أريد أن أسمع أحدا يلوم األجيال الحديثة أنهم ال يحترمون لغتهم األم ،لغة القرآن ،لغة دينهم، أرقى لغات العالم ،وكل هذا الرص الذي يرصونه عن اللغة العربية ،،الأريد أن أسمع أحدا يعطي محاضرات في تربية النشئ في اإلسالم وكيف أولى الرسول اهتمامه لألطفال ويرص لي كالما نظريا ال يتبعه أي عمل ،أي عمل ولو ضئيل ..ده لو نص الفلوس اللي بتتصرف على قنوات الناس والحافظ والحكمة وكل التي تسمى بالدينية دي على برامج دينية نضيفة مخصصة لألطفال مكناش هنحتاج نقعد نقول في دروس ليل نهار محدش بيعبرها أصال ،،دلوقتي بس صدقت بإن في مؤامرة فعال بس احنا اللي عاملينها مش القوى الغربية االستعمارية األمريكية المتوحشة ):
71
حوار مع ابنتي إنجي فوده حوار دائر علي مدي أيام مع ابنتي و ما زال الحوار دائرا: ما هو القمر؟ هل القمر كوكب؟القمر ليس كوكبمامي متأكدة من المعلومة ديدي المعلومة اللي أعرفها انما ممكن نتأكد تانياه يا ريت يا مامي ،تتأكدي و تقولوليحاضررحت أتأكد وجدت أنها علي حق و أنا أعطيها دش بعد حصة السباحة بدأت أناقشها (ألعلمها أن تفكر في كل وقت) تعريف الكوكب: .1أن يكون له طبقات جيولوجية مختلفة .7أن يدور حول الشمس القمر بالفعل عنده طبقات جيولوجية و لكنه يدور حول األرض و لكن اآلن بدأت حركته تقل جدا و لهذا ربما بعد عدة سنوات سيصبح مندرجا تحت الكواكب فسألتني- :أها لهذا السبب كوكب بلوتو لم يعد كوكب فقلت- :نعم و مازال الحوار مستمرا.. يا ريت بالش اليقين الشديد و دايما شك في معلوماتك و اتأكد ...و اللي يسمع حد بيقول :هو أنت هتفهم أكتر من الميس أكيد الميس عارفة ،نصيحة :يسحب الولد من تحت ايد هذا الشخص علي الفور!! من أطلق اسم curiosityعلي اخر روبوت طلع المريخ لرحلة استكشافية كانت فتاة صغيرة في الصف السادس االبتدائي ال تقيدوا أبنائكم مرجع الكالم المذكور أعاله: /is-the-moon-a-planet/65649/www.universetoday.com//:http موقع ناسا لألطفال: flash/index.html/audience/forkids/kidsclub/http://www.nasa.gov خرائط النجوم: /http://star-maps.com :.Mars Science Lab index.html/mission_pages/msl/http://www.nasa.gov مرجع الصورة :Nasa JPL Education 72
education/marsrover.cfm#2/http://www.jpl.nasa.gov علي فكرة يا ريت تتأكدوا بنفسكوا ،ممكن المعلومات دي كلها تطلع غلط!! ):
73
آراء و خواطر
74
خليهم يتسلوا ! عماد الدين السيد إحنا بنتكلم في السياسة لما يكون فيه قضية تستحق إننا نتكلم في السياسة ...انتخابات رئاسية ممكن ترجع شفيق ...محاولة انقالب عسكري ...محاولة انقالب مدني عند االتحادية ...قضايا كبيرة ممكن تزلزل البلد وتغير مسارها لكن اللي بيحصل اليومين دول هو شوية خناقات على كراسي البرلمان ...ناس عاوزة حكومة علشان ممكن متكسبش في البرلمان ...ناس مش عاوزة حكومة علشان ضامنة إن ليها نسبة كويسة في البرلمان ... تشويه بقى وكالم عن مؤامرات ودفاع عن الرئيس وهجوم عليه ... والحبايب يتخانقوا واألعداء يتصالحوا ...كل ده علشان االنتخابات اللي جاية ...مين يكسب كراسي أكتر في الحالة دي بافضل أسكت خالص ...وابعد وأطنش وأتجاهل ...خليهم يتخانقوا ...إحم ... خليهم يتسلوا فيه حاجات أهم ممكن نتكلم عنها اليومين دول ): ****** وجود وزراء إخوان بكفاءة باسم عودة ،وبسذاجة صالح عبد المقصود وبجمود محمد علي بشر يثبت أن القضية لم تكن يوما ً أخونة أو غير ذلك القصة فقط في الكفاءات المدفونة تحت التراب وتحتاج حمالت تنقيب الكتشافها ****** هو ليه الناس اللي بتتكلم عن الحرب األهلية هم هم الناس اللي بتمارس العنف في الشارع ...أو حتى بتشجعه؟! هو بالعافية عاوزك تحس إن فيه حرب أهلية ...زي ما كان بالعافية بيجبرك على العصيان المدني عارف لما واحد يحرق المحكمة وبعدين يولول :هتضيعي حقوق الناس يا حكومة ...البلد هتولع يا ناس حرام عليكم !! حاجة زي كدة
75
Suicide First Aidاالسعافات األولية للتفكير االنتحاري دينا سعيد هل تعتقد أن جاهز للتعامل مع صديق أو قريب يفكر فى االنتحار؟ هل تعتقد أنه يمكنك اكتشاف ذلك أصال؟ وهل تعرف أن كثير من حوالى االنتحار غير موثقة ألن المنتحر يحاول أن يجعلها كحادثة. فى هذا المقال حاولت أن ألخص ورشة عمل حضرتها فى االسعافات األولية للتعامل مع الفكر االنتحارى. وقد أتممت هذه الورشة فى أول مارس 7011 وحصلت على شهادة صالحة لفبراير .7017 حضور ورشة العمل هذه مطلوب من الكثير من االخضائين االجتماعيين والنفسيين فى أماكن عملهم وأحيا ًنا تكون شرط للترقية ولكنى حضرتها على سبيل المعرفة وهذا معلومات عنها http://www.livingworks.net/page/applied%20suicide%20intervention%20 )skills%20training%20(asist وملخصها كاآلتى تنويه :فى كندا قرار االنتحار للبالغين قرار شخصى بمعنى أنها حريتهم الشخصية أن ينهوا حياتهم ولكن هذا ال يمنع وجود الكثير من المراكز والمعاونين الذى يحاولون مساعدة الشخص الذى يفكر فى االنتحار وذلك عن طريق الخطوات التالية: الدعوات:الراغب فى االنتحار تظهر عليه عالمات معينة تدل على هذه الرغبة ،يمكن النظر لهذه العالمات على أنها دعوات لك للتدخل التقاذه من هذه العالمات :االنعزال عن الحياة أو العمل او العائلة ،فقدان الرغبة فى القيام بالهوايات، شرب المخدارت أو الكحوليات بكثرة ،االكتئاب ،الغضب ،الحزن الشديد ،فقدان األمل ،التصرف غير الحذر أثناء عبور الشارع مثال ،تغيير السلوك المعتاد ككثرة النوم أو قلته أو كثرة األكل أو
76
قلته أو كثرة المرح أو عدم وجوده .عدم االهتمام بالمظهر ،الشكوى الصحية المستمرة وخاصة آالم العضالت والظهر ومن العالمات األفكار مثل :أتمنى لو كنت ميت ،من األفضل للجميع أن أرحل من هنا أول مهامك هى اكتشاف هذه العالمات ومحادثة الشخص بشأنهامثال :أراك مؤخرً ا حزي ًنا أو مكتئبًا أو أالحظ أنك فقدت الكثير من وزنك وهكذا إذا شكيت أن الشخص ربما يفكر فى االنتحار ،عليك أن تسأل بأسلوب مباشرال تتردد فإنه من األفضل أن تسأل على أن يكون الشخص يفكر باالنتحار وتفاجأ بموته البد أن تسأل حتى وإن غضب منك ال تقفز إلى النصائح المعتادة ومحاولة جعل الشخص يرى الدنيا مشرقة وفيها أملالبد أن تتكلم معه واحدة واحدة عن أسباب تفكيره فى الموت وتحاول أن تجعله يتجه إلى أسباب تفكيره فى الحياة البد أن ينبع سبب تفكيره فى الحياة منه ال منكوعندما يقوله تستطيع أن تؤكد عليه تذكر أنك مرآة الشخص وكأنك حائط يعيد عليه ما يقوله هو بأسلوب مختلفتذكر أنه ال يوجد شىء من الممكن أن تقوله ويدفع شخص لالنتحارولكن هناك الكثير من الممكن أن تفعله لتنقذ حياة شخص. هناك عدة أسئلة البد أن تسألها لتعرف إذا ما كانت درجة الخطورة عاليةمنها :محاوالت االنتحار السابقة ،هل هناك خطة معينة لالنتحار؟ ،هل فكر الشخص فى يوم معين وطريقة معينة؟ ،هل يشعر الشخص بآالم نفسية أو جسمانية غير محتملة؟ ،هل يعانى الشخص من أى أمراض نفسية؟ هل تكلم مع أى شخص فى الموضوع؟ كل سؤال من هذه األسئلة إذا كانت اجابته بنعم يزيد معدل الخطر وفى كل األحوال البد أن تأخذ األمر بجدية حتى وإن لم تكن هناك اى خطورة سوى فكرة االنتحار فقط حاول أن تلخص للشخص األسباب الذى تدفعه للموت واألسباب التى تدفعه للحياةوأن تعمل معه من أجل وضع خطة لحماية نفسه من نفسه تذكر أنه لو لم يكن هناك جزء فى الشخص يريد الحياة لما تكلم معك77
خطة االنقاذ البد أن تشجع فيها الشخص ليتكلم مع شخص آخر يثق فيه ليكون لديه 7أو 1أشخاص يلجأ إليهم حاول فى الخطة أن تبعد الشخص عن الشىء الذى يفكر فى استخدامه لالنتحار والشىء الذى استخدمه من قبل لالنتحار إذا كان حاول ذلك فى الخطة شجع الشخص على الكالم مع طبيب أو معالج نفسىوأعطيه رقم الطوارىء لالتصال به فى كندا 403.266.HELP (4357) Distress Center isوهى خدمة 74ساعة راجع الخطة مع الشخص ويمنكك ان تطلب منه وعد بأن يحافظ على حياتهحتى تالقاه مرة آخرى فى الميعاد التالى البد أن تكون موجو ًدا من قبل الميعادوإذا تأخر الشخص تتصل به وبكل من يعيش معه وبالنجدة ألنه قد يكون
يحاول االنتحار
أهميتك في الحياه خالد األشموني "أثناء حفل التخرج في الجامعه التي حصلت منها على الدكتوراة كان هناك تكريم للطالب المثالي .في الحقيقه كانت طالبة و كانت قد انهت المرحله الجامعيه و كان مجموعها حوالي .%90في هذا الحفل كان هناك طلبة دكتوراه حاصلين على %100و بعض رسائلهم كانت مرشحه كأحسن رسالة دكتوراة في الواليات المتحده و على الرغم من ذلك لم يفز احدهم بلقب الطالب المثالي! هذا الموقف كان له اثرا كبير و طرح تساؤل عميق في حينها! لماذا هذه الطالبة؟! وكانت االجابه في أثناء الحفل! إنه مجهودها في الجامعة و مدي تأثيرها في حياة الطلبه بشكل ايجابي و كبير! هذا الموقف جعلني أصل إلى اهم حقيقه في حياتي ...أهميتك في الحياه هي أهميتك لآلخرين و مدي مساهمتك في حياتهم و القدره على ترك اثر طيب تتوارثه االجيال ...ال عجبا و ال خيالء و لكن اخالصا و حبا لهم طمعا في رضي رب الناس! تذكرت حديث رسولنا الكريم عن السبعه الذين يظلهم هللا في ظله يوم ال ظل إال ظله و الحديث االخر عن اثر صلة الرحم و ادركت ان حب رب الناس و حب الناس انما يأتي بقدر ما تفعله لهم و ليس ماتفعله لنفسك"... 78
النفس اللوامة.. هاني أبو العال هل تذكر اليوم الذي صليت فيه بال ضجر؟ أو تذكر األيام تلك و ليلها حتى السحر؟ ليل طويل حالك تدعو و تنظر للقمر هل غصت طوعا ً في النعيم و هل ركِنت إلى السمر؟ هل كنت مختار ًا أم اللهو قضاء و قدر؟ هل دامت الدنيا لغيرك كي تدوم لمن غدر؟ أم ضنت الدنيا بخيرعندما عم البطر ٍ يوم هنا ،و غداً سفر ماذا ستترك من أثر؟
ولد يخاطب أباه.. هاني أبو العال دعني أحارب و أناضل في طواحين الهواء دعني أجرب أن أكون و أن أعيش بال احتواء 79
أتريد أن أمشي على الدرب السوي بال عناء؟ أم تحتمل عني البالء و ترتضيني للخواء؟ الدرب دربي ،قف ،فلن أفني حياتي في هباء الدرب دربي ،لن أعيش و لن أموت بال رجاء سأخوضه حتى النهاية و الثمالة و الفناء زرع و ماء قد أنتصر أو قد أصِ ل ،يوما ً بال ٍ لكنني حتما ً سأعرف كيف أنظر للسماء
تحرر الحلم هاني أبو العال
استيقظ الحلم من نوم عميق ..أحس بحمل ثقيل فوقه.. يكتم أنفاسه.. ما هو يا ترى؟ تحسس حوله ليعرف كنهه ..إنه الواقع.. الحلم خفيف ،لين ،ضعيف البنيان ..أما الواقع فسمج سخيف ..ثقيل بطيء الحركة.. إستجمع الحلم قواه ليدفع بالواقع و يزيحه عنه.. لم يستطع ..إنه ال يتزحزح ..و الحلم منهك ..أنهكه رقاده الطويل ..كم لبث في نومه؟ ال يذكر ..ربما سنوات و سنوات.. تلفت الحلم حوله ليبحث عن شيء يدفع به الواقع ..أي شيء يساعده ..لم يجد شيئا ً ..أغمض عينيه و راح يفكر كيف ينجو من مازقه.. فجأة ،سمع صوت خطوات بعيدة ..فتح عينيه سريعا ً و نظر نحوها.. اإلرادة تبدو على مرمى البصر ..نظر إليها طالبا ً العون ..انتبهت اإلرادة إلى ما يحدث أمامها.. الواقع يجثم على أنفاس الحلم ....سارعت بخطواتها نحوهما ..إستجمعت قواها ،و دفعت الواقع بعيداً ..سقط أخيراً.. و تحرر الحلم.. نهض الحلم من على األرض ..نفض يديه من التراب ،و شد قامته ..نظر إلى اإلرادة ممتنا ً ..و إلى الواقع الذي بدأ يزحف نحوه ثانية ببطء ..ثم قفز قفزة صغيرة في الهواء فإذا به يحلق عاليأ ً ..الحلم كائن يعيش في بعد مختلف ..ال يتأثر بالجاذبية األرضية.. 80
نظر الحلم أمامه فرأى هدفه نصب عينيه ..تذكر هدفه رغم مرور كل تلك السنوات ..أغمض عينيه ثانية و انطلق نحوه ..ماداً يديه أمامه ليمسك به..
81
ذكريات خيالية .. نهال سيف يجب أن أكتب ..لم اعد احتمل انتقت افضل ما تملكه من اقالم قلم حبر أحمر خفيف ..يسير علي الورق بسالسة و كأن جودة القلم تسهل جريان االفكار علي الورق عن اي شئ تكتب ؟ إن كتبت عن الحزن زادت نفسها ألما ً إن كتبت عن الفرح أتراه يغير حالها من حال إلي حال ؟ تكتب عن الصبر ؟ أم تكتب عن األمل ؟ بل أكتب عن أبي مألت البسمة وجهها هذه هي الذكري التي تجلب لها قدراً بريئا ً من السعادة لم تعرفه مجرد صورة معلقة في برواز و قصص متناثرة عن طيبته و كرمه رحل و هي صغيرة فلم تملك أي ذكريات له اطالقا لوال هذه الصورة المعلقة لظلت مالمحه مجهولة لها لكنها بعين الخيال نسجت قصص كثيره عنه هذا االحساس الخفي باليتم ال يغادرها لعله هو السبب في مشاعر الحزن التي تهاجمها من آن آلخر و كأن بالقلب شق عميق ال يلتئم فقط تخفيه و تغطيه بكثير من البسمات و الضحكات فإذا ضغطت عليها الدنيا انكشف الشق علي حالة و عادت لنفسها لتنسج قليل من الذكريات الوهمية معه في طفولتها كانت من احب القصص لقلبها قصة النبي محمد صلي هللا عليه وسلم كيف عاش يتيما ً مصطفي من هللا عز وجل تذكرها فتعزي نفسها انها كما الحبيب المصطفي لعل هذا ما أكسبها رقة في القلب و دموع غزيرة سريعة كلما رأت إنسان يتألم لألسف ما لم نمر بالتجربة نعجز عن ادراك قدر األلم مهما أسفت لحاله سيظل ما يعانيه اكبر ما لم تمر بتجربته لتدرك 82
كلما رأت إنسان يتألم تشعر باأللم يعتصرها لحاله ..اللهم هون الدموع هو ما يظهر من جبل الجليد الطافي فكيف بما يشعره هو تعزيه بقليل من الكلمات عن الصبر علي البالء و الرضا لكن أي الكالم يعزي و عن أي رضا. رضا من يعجزه األمر فيستسلم معزيا نفسه بالرضا لكن ان واجه نفسه وجدها ساخطة عاجزة أم رضا المطمئن باهلل ما أقسي الرضا إن خالطه األلم فإذا ما خلت بنفسها كتبت ألبيها و معه تكتب عن افكار و مواقف و ذكريات خيالية فاذا ما أنتهت شعرت بالسعادة تغمرها فتبتسم ثم تكتب عن نعم هللا عليها تستجلب بها الرضا و الطمأنينة تكثر من الدعاء ألبيها بالمغفرة و تختم دعائها بجملتها األثيرة الحمد هلل ..بالتأكيد اختيار هللا هو األفضل حاولت أن تتخلي عن عادتها كثيراً للعقل سطوة تسفه أحالم القلب و خياله تباعدت فترات الكتابة و تباعدت الذكريات و اكتشفت أنه مر وقت طويل من آخر مرة كتبت عن خيالها مع أبيها بحسابات العقل أن تدعو له خير من كلمات موهومة لكن تشعر أن ذكراه تبهت و بتباعدها تفقد الكثير كثير من البهجة البريئة ..و الدعوات الصادقة تفقد كثير من نفسها عادت لتمسك القلم األحمر المحبب لتخط أبي الحبيب أفتقدك ...
83
الجـــولـة هاني أبو العال نظر الهوى متلف ًتا حوله ليتأكد من خلو المكان.. الهوى عجوز ..يولد و ينمو معنا و نحن أطفال ..و يترعرع و يكبر بسرعة.. لكنه عجوز متصابي.. بدأ عمله في صمت.. استيقظ الضمير ..الضمير شاب يافع ،يولد متأخراً و يحتاج للكثير من الغذاء و إال أصبح هزيالً أما الهوى فيشبه الكائنات الطفيلية ..يأكل ما يصادفه و يقتات على اللمم ..و يحتاج لقوة لمنعه ..قوة الضمير.. يتصارعان ..يتدخل الغضب ليقف بجانب الهوى ..يأتي اإليمان ليساند الضمير يحتد الصراع ..و يصبح على أشده و ينتهي المشهد هنا ..ترى ،من فاز بهذه الجولة؟ بغض النظر عن أيهما يفوز ،فأمامهما جوالت كثيرة.. يجرجر الهوى أذيال الخيبة في صمت ،و يخطط للمرة القادمة
84
حتي ال يطير الدخان دينا سعيد قالت لي: أتعلمين فى رواية “حتى ال يطير الدخان” مشهد مؤثر ج ًدا حيث يكتشف بطل الفيلم أصابته بالكبد بمجرد أن أصبح غنيًا .ويأمره األطباء أن يأكل يبتعد أن أكل اللحوم وهى التى لم يكن يأكلها طوال عمره ألنه كان فقيرً ا معدمًا .فاآلن بعد أن أصبح غنيًا أصبحت محرمة عليه أي ً ضا. فى المشهد يأتي البطل بشخص معدم من قريته ويضع امامه أصناف اللحوم ويظل يراقبه وهو يأكل ويقول له كل من هذه ،كل من هذه وهو يتأوه متعة وكأنه هو الذى يأكل، ثم يقول له فى النهاية “كفاية ألنى شبعت” قلت لها: نعم أتذكر هذا المشهد ولكن ما عالقته ذلك بهربك من الحب؟ قالت: هى نفس الفكرة ،يأتي لك الشىء الذى تمنيته طوال عمرك بعدما أصابك المرض وأصبحت غير قادرة على االستمتاع به . أصبحت مليئة بالجراح وتعلمين أن تعريض نفسك ألى جرعة من الحب هو بمثابة تناول مريض الكبد لقطعة لحمة قد يستمتع قليالً أثناء تناولها ثم يظل يئن ويتوجع وينزف دمًا. قلت لها: فما هو العمل؟ قالت: هو ما أفعله اآلن وهو ما فعله بطل الفيلم عندما أتى بصديقه المعدم ليأكل ً بدال منه ،اشجع اآلخرين على الحب والزواج ،استمتع بقصص عشقهم وأكتب عنها ،أعيش كل شىء معهم وأفرح وكأنى أنا التى أحب واتزوج ،استمتع بضحكات أطفالهم وكأنها ضحكات أوالدي .صدقنى أنا ال أحقد على أى أحد ،أنا فقط استمتع بسعادتهم التى ال استطيع أن أنالها. قلت لها: أليس من الممكن أن يكون تشخيصك لمرضك خاطىء وتكونين أنتى أيضً ا قادرة على االستمتاع بما تظنين فيه هالكك؟ 85
قالت: أحيا ًنا أقول لنفسي هذا فاقترب خطوة أو بضع خطوات ثم ما ألبث أن أتذكر أن فى األمر نهايتى فأجدني أركض وأركض وأركض .وهكذا أعيش أيامي فى عذاب متواصل ما بين االقتراب والهرب. قلت لها: الحل أن تحسمى هذا الصراع بداخلك :أما أن تقررى أن تخاطري مهما كانت العواقب أو أن تبتعدي لألبد كما قال “نزار قباني” ال توجد منطقة وسطي ما بين الجنة والنار. قالت وهى تضحك فى ألم: يوجد األعراف وهو ما أنا عليه اآلن ولكن مشكلتى أنى ال أعرف تحدي ًدا أين هى الجنة وأين هى النار.
زوجــها! ريهام نجيب كنت أظن أن األمر سوف ينتهى عند تلك الفتاة الواضح عليها أنها من عائلة ميسورة األحوال...حين جاءت لى مع أبيها تشكو من ألم فى رأسها ال يبارحها ويمنعها عن أن تقوم بما يجب عليها وقد اقتربت االمتحانات.. كانت فى العشرين من عمرها تقريبا..و كانت هادئة ومتحفظة فى الكالم..قلت لها أن ذلك األلم المستمر ناتج عن ضغط نفسي و سألتها إن حدث شىء قالت بهدوء..منذ فترة قصيرة عاود أمى مرض السرطان و عدنا بها إلى المستشفى... وللحق لم أتاثر كثيرا أكثر من التأثر المعتاد لمثل هذه المواقف أن ترى فتاة صغيرة السن على حافة من أن تفقد أمها.. أنت كطبيب مهما قالوا لك أن تنحى مشاعرك الشخصية وأهوائك فلن تقدر...سوف يبقى هناك 86
مر يض يدخل القلب وتحبه حقا ومريض آخر تشعر ببعد عنه وتعامله من منطلق واجبك اإلنساني فقط... كان هو أحد هؤالء..إن كنت طبيبا فستعرف كم يرهق الطبيب و يثير أعصابه المريض اللحوح..الذى يسأل السؤال مئة مرة و يجد نفس اإلجابة والذى يتدخل فى مواعيد الدواء وتنفيذه ومواعيد الفحوص وتنفيذها..كان هو كذلك..وبجدارة..حتى أننا جميعا كنا نحاول قدر اإلمكان تحاشى التعامل معه حتي ال يثير أعصاب أحدنا فينفعل! الواقع أنى ال أعرف اسمه إلى اآلن..فقد كنت أطلق عليه "جوز فالنة" ألنه كان مع زوجته المصابة بمرحلة متأخرة من سرطان الثدى جعلته ينتشر في أنحاء جسدها ليصبح جسد ضعيف مهترىء... مهما اعتقدت أنك تشعر بمعاناة مريض يعلم أن حياته أوشكت على االنتهاء واستسلم لذلك لن تستطيع إال إذا كنت-عافاك هللا_ مكانه...الغريب أنى كلما رأيت أحدهم فكرت ترى فيم يفكر من علم بقرب األجل... في أحد االيام..قررت القيام بعملية انتحارية و الذهاب إلى غرفة تلك المريضة ألن زوجها استمر فى إلحاحه على ما يلح عليه دائما..نفس الطلب..نفس األسئلة..ونفس اإلجابات..فبدال من أن يتحول األمر إلى "خناقة" ذهبت ألحاول تهدئته.. كان يبكي وينظر إليها و قد ارتبك صوته و يقول لها "أنا آسف" "وهللا ما قصدي أنا آسف" و يلح..وهى تقول له بصوتها المبحوح جدا من اإلنهاك الذى اصابها و تحطمت رئتاها يفغل انتشار المرض فيهما فلم تعد تقوى على كالم مثير..تقول له "يا بابا أنا عارفة إنه مش قصدك حصل خير هيحصل ايه يعني"... لن أنكر أنى أتردد دائما فى تلك المواقف...ال أعرف يقينا ما يجب فعله..شعورك وأنت طبيب ال يجعل مجرد طمئنة المريض أو اهله كافى..كأنه "واجب" عليك أن تفعل شيئا..واجب أن تذهب فتأتى بجديد..أن تمتلك العصاة السحرية وتغير أى شىء... سألتهم باندهاش وخوف ماذا حدث...أجابني وهو مازال يبكي"..كنت بساعدها تدخل الحمام وغصب عني اتفكت األنبوبة (كانت المريضة تضع أنبوبة في الصدر لتفريغ االرتشاح الدموي الذى يطبق على رئتيها)...و أنا أعرف أنها يصعب عليها التنفس بدونها..و أنها كانت مثبتة ببضعة 87
غز فى جلدها فآلمها أن انفكت"... كان هو يحكي ويبكى متوترا وخائفا وهى تحاول طمئنته "أنت تعبان معايا طول اليوم مش مهم هستحمل كفاية إنك انت اللى بتشلني وتجيبني وتوديني وسايب كل حاجة عشاني"... لوهلة تذكرت الموقف..ابنتها رأيتها فكانت تلك الفتاة التى جاءت تشكو من صداع مزمن..كانت جالسة نظرة باردة..على وجهها..فسألتها هل انتهت من االمتحانات..فردت أمها بصوت مبحوح ":دي تعبت معايا أوي..مذاكرة ومستشفى"... أحيانا تسأل نفسك..هل إن وضعت -عافى هللا أهلى ومن أحب -فى مثل هذا الموقف هل سأكون قادرة على تلك المسئولية..على هذا التنازل؟؟ على أن أهب حياتي ألحد أحبه في حاجة وأنا راضية.. كانا فى الخميسن من العمر...األمر أنه حين تعيش مع شريك لك فترة طويلة..عشرين عام مثال..يصبح االمر بينكما أكبر من أى حب..و اكبر من أى محبة..يصبح األمر عادة وتعود..يصبح هذا الشخص شاهدا على حياتك..بكل ما فيها...يصبح ذاكرة حية لحياتك التى تذكرها..حتى أنك يصعب عليك أن تتذكر حياتك بدونه..مهما جعلك تعانى..مهما جعلك تبكي..مهما اختلفتما..ولكن يبقى خوفك من فقدانه أو البعد عنه هو خوفك من فقدان نفسك..أنت مهما كنت ال تعلم لنفسك تعريفا بدونه...أن تعرف أن العمر لن يسمح بأن تعرف غيره وتعتاد غيره وتشارك غيره...تصبح حياتك بدونه انتظار للحظة األجل..مهما كان لديك من أمور لتعوضك عنه...ال تفكر حينها هل أحببته حقا منذ عشرين عام أم ال..تصبح كل أفكارك هل أنا قادر على الحياة بدون هذا الذى شاركنيها كلها؟؟؟ مهما اصابتك من ضغوط مهما بذلت ألجله من جهد..يبقى ما تفعله تفعله حقا لنفسك..هذا الذى شاركك حياة كاملة وشهد عليها..و اصبح يكمل حديثك ويعرف كل ما تحب وتكره..و تركك األقربون..واالصحاب واألهل وبقيتما أنتما فقط...هذا الذى كان كلما رأى ما تحبه أنت اشتراه لعشرين عام..تلك التى لم تذق "الكوسة" عشرين عام ألنك ال تحب رائحتها! تصبح حياتك وحياته متشابكة..ال تعلم هل أحدكما حقا قادر على أن يصمد دون اآلخر.. لذلك يبدو كل جهد من أجله هيّن..كل يوم يبقى فى الدنيا هو يوم اضيف لعمرك أنت.... 88
لماذ اذكر ذلك اليوم؟ ألنه كان يوم "واقفة" عيد من األعياد..وفي تلك االيام يصعب جدا الوصول لالستشاريين وأردنا واحدا ليعيد تركيب االنبوبة التى لم تكن سوى أمل ضعيف يساعدها فقط على التنفس.. كان كل همها أن تطمئنه...وتبكي..كان كل همه أن يطمئنها ويبكي...كان األمر اشبه بأم تبكي وطفلها يبكي ألجلها فتدعي عدم البكاء حتي ال يبكي هو... حاولت تهدئتها و مداعبتها وحاولت تهدئته..و أخرجته من الغرفة وقلت له هوّ ن عليك فهى تحتاجك و لكن كل هذا الضغط سوف يصيبك أنت بالمرض...فقال لى :اصلها ملهاش غيري والوالد مش فاضيين..وأنا خايف حتى أطلع العمرة أرجع مالقاهاش..مش عايز أى حاجة ممكن تتعمل أكون اصرت فيها".. تخيل ان تسمع هذا الكالم من شخص كنت "شخصيا" تمل منه..فيذوب الحاجز و تشعر أنك شهدت الحب فعال..الحب الحق القائم على مودة وعطف... العمل فى مستشفى يجعلك تعرف العائلة بأكملها فى اسوأ ظروفها...تعلم أنه أحيانا من طول المرض يتمنى أهل المريض له الموت لينتهى ألمه وآالمهم...وهو يتمنى الموت ليريحهم..ويبقى شعور بالذنب متبادل..فكرت كم مرة مر بخاطره أن يتركها...كم مرة قال في نفسه هى ستموت فلماذا ابذل الجهد..كم مرة منعه عن ذلك أنه يعلم "إنه ملهوش غيرها" فكرت هل كانا يحبان بعضهما منذ عشرين عام؟؟ هل ما منعه أنه تذكر أنها أم اوالده وهم يحتاجونها..هل منعه حين تذكر كل ما أفضى به إليها..وكل مرة ساعدته..هل منعه أن تذكر يوما تحملت منه ما ال يحتمل؟؟ في ذلك اليوم تخيلت أن ما تفكر فيه هى وهى على مقربة من الموت هو كيف ستترك هؤالء؟؟كيف ستساعدهم أن يعتادوا غيابها؟..كيف سيعرف هو أنه لم يقصّر.. تذكرت أنى شهدت ذلك لسبب ما...وحتى اليوم حين أراه ال أعرف اسمه واذكر فقط أنه "زوجها" في الخلفية كان هاتفى يضرب جرسه أغنية جون لينون grow old along with me...the best is yet to be WHEN OUR TIME WILL COME..WE WILL BE AS ONE.. 89
http://www.youtube.com/watch?v=q2gfiet4PtI
90
القلب الغاضب دينا سعيد حلقات القلب الغاضب منفصلة متصلة يجمع بينها الطبيب النفسى د .ياسر: لمراجعة الحلقات السابقة برجاء الذهاب للرابط التالى http://dinasaid.com/category/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8 -%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B6%D8%A8/ تنويه :7هذه قصة ال يشترط أن تعبر عن وجهة نظر الكاتب أو رؤيته ولكنها قد تعبر عن شخص آخر يعرفه الكاتب أو من وحى خياله –————————————— ضياع الحلم ——————————————على باب االسانيسر قابل د .ياسر جاره الناشط السياسى الشاب “عصام” فحياه تحية الصباح ولكنه الحظ وجومه وشروده فحاول يتجاذب معه أطراف الحديث. د .ياسر :ما أخبار االعتصامات والمظاهرات يا عصام؟ عصام :زى ما هى .كل حاجة زى ما هى د .ياسر :منذ فترة لم أرك فى أى برنامج تليفزيونى ولست أرى لك نشاط كعادتك على الفيس بوك وتويتر عصام :لكن الكالم لم يعد يفيد بشىء .كل شىء ضاع د .ياسر :ما الذى ضاع بالتحديد؟ عصام وهو ينظر لألرض :كل شىء .نحن جيل سُرق منه الحلم .كل شىء انهار وسط تجار الدم والسياسة 91
د .ياسر وقد بدأ يشعر أن “عصام” يعانى من مشكلة حقيقية :أريد أن أسمع المزيد منك ،عندى متسع من الوقت .أتمانع أن نذهب للقهوة التى فى أول الشارع؟ عصام وقد بدا عليه التردد :أظن أنى يجب أن أذهب لمالقاة صديقى د .ياسر :تستطيع أن تؤجل ميعادك معه نصف ساعة حتى نتهى من حوارنا عصام :كما تريد جلس عصام ود .ياسر إلى أحدى موائد المقهى وحرص د .ياسر أن يجلس أمام عصام حتى يرى تعبيرات وجهه وكان من المالحظ أن عصام لم يتكلم مع صديقه المزعوم ليؤجل الميعاد. د .ياسر :كنت تقول لى أن حلم جيلك قد ضاع أو سُرق .ما الحلم الذى تقصده؟ عصام :الحلم أن تكون مصر حرة قوية مستقلة .أن تكون دولة متقدمة عادلة الحلم الذى كنت أنزل من أجله المظاهرات مع “كفاية” والذى قضيت من أجله 16يومًا فى التحرير الحلم الذى أعرف 10شباب فقدوا أرواحهم وعيونهم من أجله .وهناك الكثيرون الذين ال أعرفهم ولكن أعرف أساميهم ووجوههم وهم يطارودنى دائمًا. د .ياسر :يطارودنك؟ أتعنى فى الحلم؟ عصام :فى الحلم وفى اليقظة .أرى وجهوهم ودمائهم طوال الوقت تلعنى وتلعن جيلى كله الذى أضاع دماءهم هباء فى دهاليز السياسة. أتعلم ما هو أصعب شىء على نفسى؟ د .ياسر :ما هو؟ عصام :أن هناك المزيد كل يوم يموتون .ولم أعد أعرف هل من الواجب أن يموت هوالء من أجل تحقيق حلم من مات أو أن دماءهم أي ً ضا ستضيع هباء فلنوقف كل حمامات الدم هذه ونقنع بأن حلمنا ضاع بال رجعة .وأننا كنا فى منتهى السذاجة والعبط عندما حلمنا هذا الحلم د .ياسر :أوافقك أنه شعور مريع أال تعرف ماذا تفعل وأن تصل لدرجة أنك تشعر أن أى كلمة منك قد يضيع بسببها أرواح آخرى بريئة .ألهذا توقفت عن الكالم فى السياسة؟
92
عصام :بالظبط .فقد بدأت أفهم أن األمر فى نهايته مجرد مصالح اقتصادية متصارعة تستخدمنا نحن كوقود للحرب أشعر فى كل وقت بكلمة “أمل دنقل”: ال تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد كلهم قيصر ،سواء كان يرتدى بدلة عسكرية أو مدنية أو بلحية أو بدونها ال توجد فائدة .كلهم يتحولون لقيصر أول ما يمسكون السلطة فى أيديهم أو ربما كان قيصر متخفى داخلهم منذ البداية. د .ياسر :إنى أسمعك تقول أنه ال فائدة من الثورة على الظلم ألن من سيأتى سيكون على أية حال ظالمًا أي ً ضا لذا فقد قررت عدم الكالم فى السياسة أو العمل بها ،أهذا صحيح؟ عصام :إلى حد كبير .قررت أن أتوقف عن العمل السياسي ثم شرد ببصره لحظة واستطرد فى الواقع لقد قررت أن أتوقف عن كل شىء د .ياسر :ما الذى تعنيه بكل شىء؟ هل قررت االنتحار مثال؟ عصام وقد زاغ بصره: شىء قريب بهذا ،ال استطيع أن أتناول سمًا أو حبوبًا ألن أهلى سيعرفون أننى مت منتحرً ا وسيكون األمر صعبًا ً جدا عليهم .أحاول أن أجعل األمر يبدو كحادثة وبغير تخطيط منى .كأن أعبر الطريق بال اكتراث أو أقود السيارة بتهور أو ربما أنزع فرامل السيارة يومًا وأقودها. أخذ د .ياسر يستعيد ما يعرفه ما يعرفه عن الكالم مع شخص يخطط لالنتحار .من الجيد أنه لم يتردد وسأل السؤال مباشرة عندما الحظ فى كلمات عصام وتصرفاته ما قد يدل على تفكيره فى االنتحار .واآلن هو يريد أن يستخرج من داخل عصام سببًا قد يجعله يرغب فى العيش .لو لم يكن جزء فى عصام يريد الحياة لما تكلم معه .عصام منهار نفسيًا ومن داخله يريد من يمد له يد المساعدة لينشله من الجزء الذى داخله الذى يجعله يريد الموت. د .ياسر :تعرف يا عصام أنى أحبك كثيرً ا وأنه من المحزن أن أشاهد شابًا ياف ًعا مثلك يريد إنهاء حياته ألن حلمه ضاع .ولكنى أراك تخاف على أهلك كثيرً ا وكيف سيحزنون إذا عرفوا بانتحارك. أليس كذلك؟
93
عصام :طب ًعا .لن تتحمل أمي الشعور بالذنب أنى كان بداخلى كل هذا الحزن وهى لم تتنبه له. األفضل أن أموت بال تخطيط وإن كان هذا سيقتلها أي ً ضا .لقد رأيت أمامى عشرات األمهات للشهداء وأعرف ما الذى يعنيه حزن أم على ابنها. د .ياسر :إذن فأنت ال تريد أن تسبب ألمك الحزن بموتك عصام :أكيد ولكنى قد أموت أي ً ضا فى أى لحظة وتحزن هى فما الفارق؟ الفارق أنى هنا اختار الموعد وأهرب بنفسى من كل العذاب الذى أنا فيه. د .ياسر وهو يفكر فيما يقوله لعصام .يعرف أنه ال يجب أن يذكره بعقاب هللا للمنتحر ما لم يذكر عصام هذا بنفسه ،فإذا لم يكن بداخله فهو ليس بدافع جيد للحياة بالنسبة له .اآلن هى فقط أمه التى يريد أن يحيا حتى ال تحزن د .ياسر :ما أسمعك تقوله أنك ال تريد ألمك أن تحزن بسببك بان تكون أنت من حددت موعد إنهاء حياتك بنفسك .قل لى يا عصام أنت من فترة على هذه الحالة فلماذا لم تحاول االنتحار من قبل؟ عصام :أقدمت على الخطوة كثيرً ا ولكن فى اللحظة األخيرة أتردد .ربما كان جبن منى وربما خوف مما بعد الموت مما يقوله الشيوخ عن عقوبة المنتحر د .ياسر :فأنت تقول أن ما يجعلك تتردد هو خوفك من هللا؟ عصام :أحيا ًنا ولكنى أفكر أن من األولى أن يعاقب هللا كل هوالء الظلمة وسفاكين الدماء ً بدال من أن يعاقب بائس مثلى فر من جحيم الدنيا .أنا فى عذاب حقيقى يا د .ياسر .إذا تكلمت شعرت بالذنب وإذا صمتت شعرت بالذنب ألنى البد أن أتكلم وصور الموتى ودمائهم تتطاردنى .أريد أن أخلص من كل هذا وال يوجد طريق غير الموت. د .ياسر :أنا أشعر بعذابك واستطيع أن اتخيل كيف ما تعيشه صعبًا .فقد كنت فى الجيش أثناء حرب 61وشاهدت أصدقائى يمتون أمام عينى وعشت فرحة النصر وكان عند جيلى حلم لمصر أي ً ضا ولكن كل هذا انهار مع معاهدة السالم ودخول الرأسمالية وتوحشها فى مصر .أعرف ما تعانيه ،فقد مررت به من قبل ورأيت الكثيرين مما عاشوا فيه. عصام :بالظبط .دائمًا ما أفكر أن ما يحدث لجيلنا شبيه بما حدث لجيلكم .فى الحالتين نحن حققنا ً مستحيال لم يكن يتصوره أحد وفى الحالتين الحلم الكبير انهار بل وقد قيل لجيلكم أي ً ضا أن شي ًئا حرب أكتوبر كانت خدعة وبترتيب بين أمريكا وإسرائيل والسادات كما يقولون لجيلنا اآلن أن الثورة كانت خدعة تم استخدامنا فيها ،وكذلك كان منكم من ركب الموجة ومن انعزل وآثار أن يعمل فى صمت ومن هاجر وترك الدنيا بما فيها ومن انتحر
94
د .ياسر :بالظبط كان هناك كل هوالء .ولكن دعنا نتخيل ماذا كان سيحدث لو لم تقوم حرب 61 وظلنا فى شعور الهزيمة واالنكسار حتى يومنا هذا؟ عصام :ال أعرف يا دكتور ما هو األفضل .هل األحسن أن تعيش تسعى لحلم صعب التحقيق؟ أم أن تحققه ثم تكتشف أنه كان وهمًا كبيرً ا؟ د .ياسر وقد الحظ أنه تأخر على ميعاد عيادته فوجب عليه أن ينهى المناقشة ولكنه فى نفس الوقت ال يريد أن يترك عصام حتى تسيطر فكرة االنتحار عليه ويفعلها. د .ياسر :انظر يا عصام .ما سمعته منك اليوم أن هناك جزء فيك يريد الموت ألنك ترى ضياع حلم جيلك وتريد أن تتخلص من شعورك بالذنب سواء شاركت فى الحياة السياسية أم لم تشارك بها وجزء ثانى فيك يريد الحياة ألنك تخاف على حزن أمك ومن عقوبة هللا للمنتحر. هل ما أقوله صحيحً ا؟ عصام :إلى حد كبير د .ياسر :إذن فلنعقد اتفا ًقا أال تحاول االنتحار حتى نتكلم غ ًدا ونحاول أن نفكر م ًعا كيف نحمى نصفك الذى يريد الحياة من نصفك الذى يريد الموت هل يناسبك الساعة 10صباحً ا؟ عصام :نعم. د .ياسر :وهذا هاتفى المحمول تستطيع أن تتصل بى فى أى وقت ،إذا احتجت لى .واآلن ما الشىء الذى توعدينى وتوعد نفسك به؟ عصام :أن احافظ على حياتى حتى نتقابل غ ًدا. د .ياسر :وأن تكلمنى إذا احتجت لى .إلى اللقاء غ ّدا ——————خطوات التحدث مع الراغب فى االنتحار مستوحاة من ورشة عمل فى Sucide First Aid, Calgary, Canada وقد قمت بتلخيصها هنا
95
لماذا ال أستطيع تحقيق ما أتمناه دينا سعيد الكثير مننا لديهم أمانى يريدون تحقيقها ولكنهم طوال الوقت يفشلون فى ذلك ،ال اتكلم هنا عن األشياء ليس فى يديك تحقيقها اآلن مثل أن تكون غنيًا أو مشهورً ا ،ولكن أتكلم عن األشياء التى تعرف أنك تستطيع تحقيقها ولكنك تعتقد أن كل ما ينقصك هو اإلرادة لتحقيقها مثل :اإلقالع عن التدخين أو انقاص وزنك أو التقليل من استخدام الفيس بوك والشبكات االجتماعية أو غيرها من األشياء التى ال يبدو أن هناك أى شىء ظاهرى يعوقك عن تنفيذها. فما السبب فى اخفاق معظم الناس فى تحقيق هذه األشياء؟ ما السبب أن كل من على الفيس بوك يشكون من أنهم طوال الوقت عليه ولكنهم فى نفس الوقت ال يقدرون على تركه؟ ما السبب أن من يعانى من زيادة الوزن يظل يحاول أن يلتزم بالريجيم تلو اآلخر ويقوم بالرياضة تلو اآلخرى ولكن ال يبدو أى شىء ينجح ،وفى كل مرة ينقص وزنه يرجع لوزنه السابق وربما أكثر؟ ما السبب أن من يدخن ال يستطيع أن يقلع عن التدخين رغم أنه يعرف آثره المدمر على صحته وقد يكون محتاجً ا للنقود التى يصرفها على السجائر؟ ما السبب فى أن هذه األشياء تظل كالجبال على كاهل اإلنسان فهو يشعر طوال الوقت بالذنب لعدم استطاعته التحكم فيها ورغم هذا هو ال يقدر على ذلك؟ ربما كان السبب هو أن اإلنسان فى داخله فى الوعيه ال يريد ح ًقا أن يحقق هذه األمانى .كيف هذا؟ فلنأخذ مثال التدخين: فى وعى اإلنسان هو يعرف أضرار التدخين على صحته وامواله وربما يكون قد رأى أمامه من مات بسرطان الررئة بسبب التدخين لذا فالفكرة التى فى الوعى قد تكون أريد أن أترك التدخين ولكن فى الوعيه :هو ال يريد أن يترك التدخين ألنه ولسنوات كان الشىء الذى يريحه نفسيًا عند الغضب أو التوتر .فهى قد أصبحت بمثابة األمان بالنسبة له 96
وهنا ينشأ صراع بين الوعى والالوعى بسبب التضارب بين ما يريده كل منهما ويكون الحل الذى يجد طريقه هو الحل المعروف فى علم النفس بال Compromise Solution فالذى يكسب فى مثل هذا الصراع هو الشىء األكثر راحة لنفس اإلنسان وهو فى معظم األحيان عدم ترك التدخين ألنه أصبح النطاق اآلمن Comfortable Zone األمر ليس بهذه البساطة التى يتصورها الكثير من الناس ،تقول المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى عن مكافحتها إلنقاص وزنها أنها كانت تشعر برغبتها فى صفع كل من يقول لها أنها البد أن تتحلى باإلرادة وتغلق فمها عن أكل الطعام. .ألن األمر ليس بالبساطة التى يتصورها الكثير من الناس األكل مرتبط فى الالوعى عند بعض الناس بالمتعة والراحة النفسية والتخلص من التوتر .كل المناسبات االجتماعية السارة واألعياد فيها طعام شهى .لقد تعلم منذ طفولته أن السعادة فى أن يأكل وكانت مكافات نجاحه شكوالتة وتورتة وكان كلما تعب أو مرض يحضر له أبواه الحلويات واآليس كريم حتى ينسى ألمه وقد يكون شاهد أمامه أهله وهم يفعلون المثل عندما يفرحون يأكلون وعندما يحزنون ياكلون وعندما يتوترون ياكلون. هناك فى الالوعى آالف الخبرات النفسية على مدار سنوات التى تجعله ال يريد أن يترك هذا المالذ اآلمن بالنسبة له .ال يريد أن يواجه آالمه وجروحه وتوتره بدون الشىء الذى يسبب له الراحة حتى لو كان كل وعيه يقول أن األفضل له أن يفعل ذلك. أتعرف ما الذى يفعله معظم من يعانون من هذا الصراع بين الوعى والالوعى؟ الكذب .نعم الكذب ليس على من حولهم فقط بل على أنفسهم أي ً ضا .فمن الصعب أن يعيش اإلنسان طوال الوقت وهو يشعر أنه يقوم بشىء غير منطقى وضد ما يريده عقله الواعى .لذلك فهو يكذب ويقنع نفسه بأى سبب كاف ألن يظل فى ال comfortable zone بدون أن يشعر بالذنب .وبدون أن يواجه نفسه دائمًا بمشكلته
97
مثال معظم من يعانون من زيادة الوزن يتحاشون النظر فى المرآة الكاملة ويتجنبون وزن أنفسهم ومعظم من يدخنون يحبون أن يخرجوا مع مدخنين مثلهم ثم تجد الكثير من التبريرات التى يريد أن يقنع الشخص نفسه ومن حوله بها ،لماذا هذا األمر صعب او مستحيل؟ أو تجد الكثير من الخطط لإلقالع عن األمر وبذلك يتوقف اآلخرون عن لومه ألنه يبدو أنه يحاول، بل أن نفسه ذاتها تتوقف عن اللوم ألنه يحاول ويضع خطط ولكن الحقيقة أن كل هذه الخطط تكون فى األغلب غير جدية ولكنها وسيلة للتحايل على النفس قبل الغير لينفذ اإلنسان فى النهاية الشىء األكثر راحة نفسيًا وهو إرادة الالوعى فى أن يظل كما هو ملحوظة: قد ينطبق نفس المفهوم على العالقات العاطفية غير السوية بشخص يستغل اإلنسان ويسبب له األلم ومع ذلك ال يقوى على تركه أو قد ينطبق على أشياء آخرى فى العمل والدراسة والحياة بشكل عام.
98
– Life of Piحياة “باي دينا سعيد يعتبر فيلم حياة “باي” من أكثر األفالم امتا ًعا للبصر من حيث مشاهد الطبيعة الخالبة التى تسحرك من فرط روعتها كما أن الحبكة الدرامية ً مأخوذا بأحداثه إلى درجة قد تذرف للفيلم تجعلك فيها دمو ًعا تعاط ًفا مع “باي”. ولكن بعي ًدا عن امتاع البصر والدراما فهناك قضية فلسفية يقوم عليها الفيلم تشخذ عقلك للتفكير .هذه القضية هى قضية اإليمان باهلل وقد كان صانعو الفيلم من الذكاء بحيث جعلوا إثارة هذه القضية فى الفيلم تعجب كل من الملحدين والمؤمنين باهلل فكالهما اعتقد أن الفيلم يخدم قضيته وهنا تكمن المهارة. تبدأ أحداث الفيلم عندما ذهب كاتب الرواية إلى “باي” صاحب القصة ألن والدته أخبرته أن “باي” لديه قصة قد تجعله يؤمن باهلل وهنا يبدأ “باي” فى سرد أحداث قصته للكاتب ولكنه يقول له العبارة التى يكررها فى نهاية الفيلم مرة آخرى: You Believe in what you want أنت تؤمن بما تريد أن تؤمن به. “باي” هو فتى من أسرة هندية ،تعلم الهندوسية من والدته ثم دخل الكنيسة صدفة فآمن بالمسيحية أي ً ضا ،ثم شاهد المسلمين يصلون فقرر أن يكون مسلمًا ويصلى مثلهم .بمعنى آخر أنه آمن بثالث ديانات فى وقت واحد مما جعل والده يسخر منه مرة ويقول أتريد أن تقضى عمرك كله فى األجازات لذلك تؤمن بثالث ديانات؟ والد “باي” يمتلك حديقة حيوانات فيها نمر اسمه يعجب به “باي” ويحاول االقتراب منه فيعلمه والده در ًسا ال ينساه عندما يحضر معزة بجوار النمر ويتركه يراقب النمر وهو يلتهمه حتى يتم أن النمر مفترس وال يجوز اتخاذه صدي ًقا ،ولكن يقرر الوالد بيع كل شىء فى الهند والهجرة إلى كندا على سفينة ويأخذ معه حيوانات الحديقة ليبيعها هناك ولكن السفينة تغرق وينجو “باي” على احد قوارب النجاة ويفقد كل عائلته ،ولكنه لم يكن وحي ًدا على القارب فقد كان معه حمارً ا وحشيًا ثم انضم إليهما قردة شمبانزى ،وضبع. 99
تبدأ الدرما عندما يتشاجر الضبع مع الحمار ثم يجرحه ويقتله ثم يفعل المثل مع القردة فيصرخ “باي” وهنا فجأة يظهر النمر الذى يتخلص من الضبع ليكون هو و”باي” فقط على سطح السفينة. ولمدة تقترب من 775يومًا يمكثان سويًا .فى البداية يحاول “باي” الهرب من النمر باستمرار إلى عوامة صنعها ثم يأخذ قرارً ا بترويضه وينجح فى ذلك. فى نهاية األمر يصل “باي” إلى شواطىء المكسيك منه ًكا من التعب ويسقط على األرض فى حين يجرى النمر نحو الغابة دون أن يلتفت له مما يجعل “باي” يشعر بالحزن الشديد ألنه كان يظن أنه صديقه. هذه هى القصة التى دارت أحداث الفيلم حولها ولكنها ال تقنع المحققين الذين يريدون معرفة سبب غرق السفينة وبعد كثير من الضغط يخترع “باي” لهما قصة آخرى وهى أنه كان معه على القارب بحار يابانى جريح وأمه والطباخ ولكن بسبب قلة الموارد يقتل الطباخ البحار ثم يقتل أمه فيقتله “باي” ويمضى بقية أيامه على السفينة وحي ًدا حتى يصل إلى المكيسك. كاتب الرواية يحاول أن يفك الرموز فيقول له إذن البحار هو الحمار والقردة هى أمك والضبع هو الطباخ وأنت هو النمر .فيسأله باي :لقد رويت لك روياتان فى كالهما غرقت السفينة وفقدت أسرتى كلها فأى الروياتان تفضل؟ فيرد :الرواية التى فيها النمر فيقول “باي” :وكذلك األمر مع هللا. You believe in what you want فما هى الرواية الحقيقية وما الذى حدث بالظبط؟ قد تكون الرواية األولى بوجود األربع حيوانات قد حدثت وقد تكون رواية األشخاص هى الصحيحة وقد تكون كال الروايتان خاطئة و”باي” كان يتوهم كل شىء حتى يخفف عن نفسه آالم الوحدة والخوف فى المحيط وقد تكون هناك رواية رابعة فيها الثالث حيوانات :الحمار والقردة والضبع ولكن “باي” هو الذى تخلص من الضبع وتوهم وجود النمر ليتخلص من شعوره بالذنب والوحدة. ولكن أيا كان األمر تبقى الحقائق :السفينة غرقت وأهله ماتوا ،فما عالقة هذا بوجود هللا أم عدم وجوده؟ هذا ما يقولوه الملحدون للمؤمنين :أنتم تتوهمون وجود اإلله ألنه يجعل حقائق الحياة أجمل وأقدر على االحتمال .فكيف يحتمل اإلنسان وفاة أمه دون أن يعتقد فى حياة آخرى يالقها فيها؟ وكيف يتحمل موت الظالم دون أن ينال عقوبة بدون أن يعتقد أن هناك من سيحاسبه فى حياة آخرى على ذلك؟ وكيف يتحمل مرضه الجسدى بدون أن يعتقد فى ثواب الصابرين؟ وكيف يتحمل وجود ولده فى مخاطر دون أن يعتقد أن ينفعه بدعائه؟ فى كل االحوال :األم ماتت والظالم مات والمرض حدث والولد فى مخاطر ولكن وجود اإلله 100
ً محتمال على عقل اإلنسان ونفسه .ولذلك يقول الملحدون أن اإلنسان والحياة اآلخرى يجعل األمر اخترع األديان منذ قديم األزل وعاش فى هذا الوهم ألنه أجمل أن يتخيل وجود قوى أكبر منه فى الكون ترعاه وتحميه وبدون وجودها قد يفقد عقله. ولكن من جهة آخرى قد يستخدم المؤمنون مع الملحدين نفس األسلوب :ولماذا ال يكون أنكم أنتم من اخترعتم عدم وجود اإلله ألنها القصة التى تريدون تصديقها فعندها تتخلصون من أعباء الفروض والطاعات ،عندها ال تشعرون بذنب الخطيئة ألنه ال يوجد تعريف للخطئية ،عندها تشعرون أنكم أرقى فكريًا ألنكم تخلصتم من أوهام اإلله وهو شعور جيد .لماذا ال يكون العكس؟ لماذا ال يكون هذا هو الوهم الذى تريدون تصديقه؟ وهذه هى الفكرة التى يقوم عليها الفيلم You believe in what you want
101
الحب احتواء ! عماد الدين السيد كانت تقف على يمينه ،ويقف بجوارها بينما السيارات تقطع الطريق من ناحيته .يحاوالن عبور الطريق ... كانت زميلته في العمل ،ال يشعر ناحيتها بأية مشاعر ،فقط خرج معها اليوم ألن لديهما موعد عمل ... عبرا أول طريق ووصال لجزيرة المنتصف ...صارت السيارات تأتي من ناحيتها هذه المرة... بصورة تلقائية وسريعة نقلت نفسها من يمينه إلى يساره حتى تأتي السيارات من ناحيته هو ... للحظة لم يفهم ما يحدث ثم دق قلبه بشدة ..... شعر فجأة برجولته عندما وجد امرأة تحتمي به ...نظر لها بامتنان ...قال لها وال يعرف كيف قالها :لوال أنك مخطوبة لتزوجتك فوراً ابتسمت في حياء فدق قلبه من جديد ،كان صادقا ً في حديثه بالفعل لم تتزوجه طبعا ً ألنها تحب خطبيها ...وهو أيضا ً كان يدرك مدى سذاجة عبارته ومدى انفعاله وقتها ...لكن القضية الحقيقية أنه فهم معنى ذكاء امرأة تستطيع أن تأسر قلوب الرجال. تستطيع المرأة أن تأسر قلب رجل إن طلبت منه األمان ،ويستطيع هو أن يأسر قلبها إن جعلها تنعم بهذا األمان ..الحب احتواء !
رقعة العالقات أحمد عبد الحميد أخبرني صديق ،أنه "،لنا جارة في مصر ،تعرف بالضبط مواعيد دروس الفيزياء ألختي الصغرى، و نوع الطعام الذي تم طبخه بشكل يومي ،كان بإمكانها أن تطرق بابنا لتسأل لماذا لم تذهب فالنة للدرس اليوم؟ كان بإمكانها أيضا ،أن تطرق الباب لتخبر الجيران بأن طعام اليوم كان جيدا بشكل 102
زائد ،و أن رائحته وصلت بيتهم ،و أنه أضرها في عالقتها مع زوجها"! الحاصل ،أنه كلما ضاقت دنيا المرء ،كلما زاد اهتمامه بتفاصيل حياة غيره .أتصور أن حياة صاحبتنا ال تتجاوز 4جيران ،و أوالدهم .تماما كصديق لك على فيس-بوك كل ديناه محصورة في عدد محدود جدا من االصدقاء ،يصبح بالتبعية أكثر اهتماما بأدق تفاصيل حياتهم ،تماما كبعض األقرباء ...الذين تتعلق عيونهم بالمشاكل األسرية أو حتى اليومية ألقاربهم بشكل سافر . األصل ،في أي شخص سوي ،عدم االهتمام إال بالحالة النفسية لمن يحب .ال يهم ماذا" فعل "المهم أنه "يشعر "أن ذلك الصواب ،أو أنه" مرتاح "الختياراته ،فيما عدا ذلك من تفاصيل ليس بذات األهمية . األصل ،أن اهتمامك بمن حولك ،ال يتجاوز شعور الطمأنينة بأن حالهم على مايرام ،و أنهم بأفضل حال ،و بأنه ال يعكر صفو حياتهم غير ...بعدك أنت عنهم .أو عدم اكتراثك بما يجري لهم .مجرد شعورك بأنهم في أزمة ،و تجاوبك بغير حديث ،يعني بالتبعية منتهى القرب ،وبدون تدخل في شؤونهم الخاصة. كل ما أردت قوله باختصار :كلما اتسعت بك رقعة" العالقات" ،اتسعت" دنياك "و ربما أيضا اتسعت على من حولك ،طالما" تهتم".
المرض النفسي ريهام نجيب المرض النفسي مثله مثل أى مرض مزمن(..الضغط السكر......الخ) ال يد للمريض فيه وال يعبر عن قلة غيمانه وال عن ضعف شخصيته وال حيلة له فى ر ّده ما دام هللا قد ابتاله هذا االبتالء...فإن كنت تص ّنف الناس وتضع عالمات مثل (هذا مريض سكر_هذا مريض ضغط..هذا مريض نفسي) فقد اصابك أنت المرض وإنما هو مرض لك فيه حيلة ألنه مرض "قلبي "بأن تعيّر الناس بما ابتالهم به هللا... الفكرة أن الكثير (والتعميم هنا مقصود جدا) يرون المرض النفسي (وهو مرض يمكن السيطرة عليه ويحيا المريض حياة شبه طبيعية متمتعا بكافة حقوقه مثله مثلك وربما أفضل) يرونه ُسبّة أو 103
شىء يشين صاحبه..مما يجعل أهل المريض الذين أوجب عليهم هللا أن يرعوه و يساعدوه يخافون من فكرة أنه كريض نفسي ومن فكرة االعتراف بها...ومن فكرة أنه من الممكن فى حاالت أن يتم حجزه فى مصحة نفسية إلتمام عالجه... المشكلة أن البعض يفضل "اإلدمان" مثال على ما فيه من ُسبّة فعلية على أن يكون مرض نفسي مزمن!!!... نسبة المرض النفسي مجتمعيا ليست قليلة بأى صورة من الصور..والوعى بأنه مرض يمكن السيطرة عليه بالعالج وباالهتمام بالمريض يكاد يكون منعدم فى كل الطبقات على حد السواء... إن كنت تضمن لى ولك أال نصاب بأى مرض ففكر هكذا!!!ولكن ألن المرض من عند هللا ابتالء يؤجر به المُبتلَى فال يصح لك إال أن تعى وتدرك أنه مرض كأى مرض وأن صاحبه يكفيه من المعاناة ما يالقيه فى المرض لتزيد عليه معاناة النفور االجتماعى منه مما يضيع عليه فرص كثيرة فى العالج وفى كونه شخص منتج و مفيد للمجتمع..
104
شرائط الذكريات عماد الدين السيد أراقبني ،وكنت قد غفلت عن هذا طويالً .بعدما انتهيت وصرفت وجهي عن المرآة هالني أني نسيت مالمحي ولم أتبينها في خيالي .عدت مسرعا ً إلى المرآة ألتذكرها ،فلما أغمضت عينيّ نسيتها مجدداً، واستمر األمر كثيراً على هذا المنوال .فزعت يومها بشدة يا صديقتي ،ال يمكنك أن تتصوري مدى فزعي .أين مالمحي التي ظللت أرسمها طوال السنين الماضية .هرعت إلى صندوق الذكريات ونثرت الصور القديمة على الفراش وأخذت أتأملها وأنا أتذوق طعم الدموع المالحة .كم كانت الدنيا تختلف .كم كانت مالمحي تختلف. وتوقفت لدقائق كثيرة أمام صورة بعينها .كنت صغيراً فيها ووجهي يضحك مع ضحكات معلمتي القديمة .كنا في حجرة األساتذة في مدرسة الطفولة العذبة .ورأيت لحظتها في عقلي شرائط الذكريات وهي تتمايل برقة وقد نثرها النسيم العطر .وتذكرت أ ُناسا ً كانوا يشغلون حياتي كلها في حقبة زمنية فائتة قبل أن يغيبوا طويالً .تذكرت طعما ً ورائحة قديمة فأخذ قلبي يمتأل بالحنين حتى انسكب ،فخفق القلب بحق فسرت في الجسد كله ألوان قوس القزح .ومن فيض الحنين أردت أن أرتوى فلم استطع .عندها حزنت ،وفي الحزن شعرت وكأني تحت شالل مياة دافئة في قلب صحراء الجليد
بعد السما ! أحمد عبد الحميد ملخص حديثي مع الوالدين ،سؤال من الوالدة ،و تعقيب من الوالد: الوالدة :إنت إخوان يا ولد؟ أحمد :و هللا طالما إنتي سألتي ،يبقى أي حد تاني يقول كدة مش ح ازعل منه ! الوالد :أنا مش فاهم انت كدة ازاي ...أنا مشفق على دماغك (من حمل التفكير و االرتباطات) أحمد :عشان تعذرني لما أقول مش عايز اتكلم.
105
أبي ألمي :عايز يلمس السما أنا :مين هو؟ أبي :واحد صاحبنا... أنا :السما حاجة انت شايفها ،صاحبنا عايز اللي انت مش شايفه بعد السما!
الدائرة الخبيثة ريهام نجيب المشهد األول: مجموعة من الجناة (أو هكذا حكم عليهم ال أعلم يقينا) مُعلّقون من أرجلهم مثل حيوان مذبوح والجمع يشاهدون فى حشد صاخب و الفيديو تتناقله القنوات الفضائية وتعلق عليه بالسلب واإليجاب ويراه كل من يراه.. أنا :ماما ماتحكيليش على الحاجات دي وال بحب أشوفها ألنها تهتك ستر األرواح.. المشهد الثاني: فتاة معلقة من قدميها فى "مدبح"...وحولها حيوانات مذبوحة و مشقوقة نصفين ودماء تمأل االرض و سكاكين وسواطير المشهد األول من البرامج الحوارية المصرية المعروضة في كل بيت وعلى كل سن ومهما حاولت من رقابة فسوف تمر من وراءك بعض المشاهد ألطفالك أو ألبنائك المراهقين! المشهد الثاني :من لعبة Criminal Caseالمنتشرة انتشار غير عا ِد على الفيس بوك لدرجة إني قررت ألعبها من باب الفراغ..ألجد ذلك المشهد المؤذى جدا لبصرى و روحي وأنا فى ال 76من عمري متاح بسهولة جدا كلعبة مرتبطة بالتسلية على االنترنت.. هى دائرة خبيثة تؤدى بعضها إلى بعض...مشاهد عنيفة تمرر إعالميا ببطء مرة وفجأة مرة أخرى...حتى أن مشهد كمشهد الجناة معلقين من أرجلهم اصبح ما يثيره فى نفسك هو "هل هذا دل أم ال؟" ولم يعد يثير فيها السؤال المنطقى "أى إنسانية تقبل هذا ألى سبب كان؟" فتم ربط العمل الوحشي ورؤيته بفكرة إنه ضرورى من أجل العدالة! دائرة خبيثة أن تربط المشاعد العنيفة بلعبة..للتسلية..فيصبح العنف لديك وسيلة للتسلية وأنت ال 106
تعلم ما يعتمل فى روحك ويُنتهك من تلك المشاهد المتكررة حتى يأتي يوم تراها أمامك رأى العين وال تستنكرها... لو لم تعتاد روحك و نفسك وال تعاف تلك المشاهد لما صنفت منها أدوات تسلية (والمتابع لأللعاب سوف يجد أنها في خالل عشرين عاما ازداد العنف فيها بطريقة غير متوقعة صاحبه عنف زائد فى األفالم ( SAWمثال) و عنف مجتمعى زائد..حتى أنك لم تعد تعرف أيهما أدى إلى اآلخر.. جدير بالذكر أن قضية ريا وسكينة و عنفهما وجرمهما قتال 16امرأة (وسوف أضيف فقط) وهو عدد ربما تسمعه اليوم فى "خناقة" بين بعض البلطجية فى شارع واحد! المهم :ترفقوا بأطفالكم و راقبوا ما يشاهدون وما يلعبون... ترفقوا بأنفسكم من مشاهد الدماء التى تعتادون عليها وإن استنكرتوها في البداية.. اللهم احفظ أرواحنا غير منتهكة...
عبد العزيز دينا سعيد استيقظت على طرقات على بابها ،تطلعت إلى المنبه الرقمي بجوارها فوجدته يشير إلى 5:15فجرً ا .من هذا الذى يطرق الباب فى كندا فى وقت كهذا؟ هذا شىء شبه مستحيل. كان منبه هاتفها يرن فى إصرار تذكرت أنها قد ضبطته على الخامسة والنصف مما يعنى أنه يدق منذ خمس دقائق كاملة ،تأففت وقالت لنفسها الدرس الذى تكرره كل يوم “البد أن أنام مبكرً ا إذا كنت أريد االستيقاظ مبكرً ا”. ما زالت الطرقات تتوالى على الباب ،قامت شبه نائمة ونظرت من العين السحرية لتجد شخ ً صا يرتدى مالبس سوداء سألته من هو .فقال لها أنه جارها فى الشقة المقابلة وطلب منها أن تغلق رنين المنبه ألنه ال يستطيع أن ينام منه ،استغربت كثيرً ا ألنه كان يتحدث بالعربية، اعتقدت أنها ما زالت نائمة وأن عقلها يترجم الكلمات للعربية .ففر ً ضا أن هذا الشخص عربيًا كيف عرف أنها عربية ليتحدث إليها من وراء الباب بالعربية؟ اعتذرت له باالنجليزية وأغلقت الموبايل وعادت للنوم. 107
ولكنها عندما استيقظت فى العاشرة تذكرت الحادثة ،لم تعرف إذا كانت حلمًا أو حقيقة .وكلما أخبرت أحد بها ضحك وقال لها اتغطى كويس قبل ما تنامي .غالبًا هو حلم وقد بعث هللا مل ًكا لها فى المنام ليوقظها لصالة القيام ولكنها أهدرت الفرصة ونامت مرة آخرى .ولكن لماذا يرتدى مل ًكا مالبس سوداء؟! عادت للمنزل ومرت أمام الشقة المقابلة لها فلم تستطع المقاومة قررت أن تطرق الباب ولتخترع لصاحبها أى حجة تبرر طرقها للباب .لدهشتها خرج شاب فقد كانت تظن أن من تسكن هناك فتاة. حاولت أن تعصر مخها لتعرف إذا كانت هذه هى المالمح التى رأتها باألمس ولكن ذاكرتها خانتها .قالت له أنها جارته فى الشقة المقابلة فنظر إليها بدون أى تعبير على وجهه ينبا بأنه تكلم معها باألمس. احتارت ماذا تقول ،ثم حسمت األمر وسألته هل طرقت بابي عند الفجر؟ قال نعم المنبه أزعجنى وأردت أن أطلب منك أن توفقيه ألنى ال استطيع النوم .حس ًنا ال يبدو األمر حلمًا إذن .فلتتأكد من شىء آخر ،سألته هل تتحدث العربية؟ قال لها نعم فأنا من السعودية وقد عرفت أنك عربية ألنه مكتوب على بابك أنك من مصر فتحدثت معك بالعربية باألمس. كادت أن تصرخ من الفرحة ،إذن فأنا لست مجنونة .لم يكن حلمًا إذن .كل شىء كان حقيقى .وبعد األسئلة المعتادة عن الدراسة والحياة وخالفه سألته قبل أن ترحل عن اسمه ،فقال فى بساطة :عبد العزيز! تطلعت إليه غير مصدقة واستأذنت لترجع إلى شقتها وتمسك بالرواية التى بجانب سريرها والتى كانت تقرأها قبل أن تنام“ :أحببتك أكثر مما ينبغى” عن قصة حب بين فتاة سعودية اسمها جومانا ورجل سعودي اسمه “عبد العزيز!” مرت بخيالها جميع االحتماالت :هو إذن حلم مركب داخل حلم وأنا أحلم اآلن أي ً ضا أو هو حلم باألمس وحلم آخر باليوم أو قد أصبت بهالوس سمعية وبصرية بسبب الغربة واخترعت شخصية جار لي اسمه “عبد العزيز” تأثرً ا بالرواية كما اخترع “أحمد حلمى” شخصية “منة شلبى” فى “آسف على االزعاج” ،فى كل األحوال من المستحيل أن يتواجد شخص سعودي أمامي واسمه “عبد العزيز” أي ً ضا.فى اليوم التالى قابلت “عبد العزيز” فى الطرقة فتتطلعت إليه كما تتطلع لشبح قألقى عليها السالم فردته .ربما كان حلم ثالث أو هى استمرار للهالوس ،على العموم من الممتع رد السالم على شخص غير موجود. ولكن هذه المتعة انقلبت حيرة عندما قابلت “عبد العزيز” فى غرفة الغسيل الخاصة بالمبنى وكان يتواجد بالغرفة جار آخر كندي تعرفه جي ًدا .تطلع إليها “عبد العزيز” وقال فى براءة “هاي”. نظرت إليه فى حيرة وإلى جارها الكندي .اآلن ماذا تفعل؟ لو “عبد العزيز” وهم ُ فعال كما تعتقد وردت عليه السالم لقال جارها الكندي أنها مجنونة .أما لو “عبد العزيز” حقيقة فلو تجاهلته لكانت وقاحة شديدة منها .تسمرت فى مكانها لتفكر ماذا تفعل .وفجأة هداها ذكائها لحيلة. آه ،بطنى! ما كل هذا األلم؟! تحرك جارها الكندي وهذا الذى من المفروض أنه “عبد العزيز” نحوها .قالت وقد حرصت أن تكون نظراتها غير موجهة ل”عبد العزيز” حتى ال يشك اآلخر :أنه الم فظيع ،سأذهب لشقتى الستريح ،أراك فيما بعد. ابتسمت وهى تصعد السلم وحمدت هللا أن االنجليزية لغة ال تفرق بين المخاطب المفرد والمخاطب الجمع فجملة See you soon 108
قد تقولها لشخص أو أكثر ،لو كان الحوار بالعربية لكانت أزمة حقيقية .تمددت فى فراشها وأخذت الرواية بين يديها فى شغف لترى ما فعلته “جومانا” انتقامًا من “عبد العزيز” الذى عرفت أن تزوج فتاة لبنانية ولذلك كان يسافر لمونتلاير كثيرً ا ليالقها هناك ،نعم “عبد العزيز” و “جومانا” كانا أيضً ا يدرسان فى كندا!
القصص عماد الدين السيد ألن هناك سنة في الحياة فهناك عبرة في القصص. علمت أن جوهر الحياة ليس يختلف في أي حقبة من حقب الزمن .ونحن أيضا ً –البشر -ال نختلف .وقد كان قلبي يضطرب كلما عثرت على كتاب البن حزم ،أو البغدادي ،أو ابن الجوزي أو الغزالي أو الكواكبي .وكلما سمعت قصة عن اإلمام عليّ أو أبو حنيفة أو بيت شعر للشافعي .يضطرب شوقا ً لماض بعيد أكاد أقسم أني كنت أحياه ومازلت أحتفظ ببقايا عطره في مالبسي يزينها. والقلم وحده يحكي عبرة القصص وسنن الحياة .وأنا أخاف أن أكتب عن سنن الخالق في أرضه ورعيته .أخاف أن أكتب قصة تسير في عكس اتجاه الفطرة. بحثت في العناوين فوجدت ألوف األلوف .ارتبكت ،وقلت أني لو اهتممت بأسماء القصاصين َ للمختزل ولكن ال مفر .بقيت العناوين كثيرة فقررت أن الُختزلت العناوين إلى أقل .والظلم وارد أنتخب الصفوة .تجمعت لدي قصص ال يكفي لها عمري .هنا ،في أخبارهم ،توجد سنن الكون بأسره .سنن العدل والظلم والصبر والشجاعة والفخر والقوة والضعف والخوف والكرم والعجز. صفات البشر وفطرتهم التي ال تتغير. انكببت بنهم ،ودخلت من باب حارة الحرافيش .وشاهدت ما آلت إليه مصائر الملوك .وسافرت إلى صحراء العرب غريبا ً يرشدني ساحرها .واستزدت من قصص الروس واألفارقة ،واستمعت لكل أخبار العرب .وعبرت إلى الغرب فحكى لي المحيط كل ما جرى ،من النار يشعلها الحجر حتى البارود صوته ورائحته .تشابهت سنن الحياة جميعها .تشابه البشرفي فطرتهم ،لم يختلفوا، وإن باعدت بينهم األزمان والمياة والملح والصحراء والتعصب. ألن هناك سنة في الحياة فهناك عبرة في القصص .ومازال الشباب يستهل ويستعد .وتبدو لي السنن غامضة مبهمة أسمعها وال أرى تجسدها .وال أرغب في أن أكتب عبرة قديمة .إنما أبحث متلهفا ً عن سنة أخرى نحياها و لم ُتكتشف بعد ،ألحكى بقلب مطمئن قصتي ،خاصتي
109
الوحدة عماد الدين السيد اتعلمت كل اللي أنا عاوزة ومفيش داعي إني استمر ...إني اتحول لموظف روتيني ... بس الجزيرة تجربة عميقة ...لسة مش قادر أقول لها كفاية ...لسة شوية ...بس وقت ما أشعر إني بدأت أتحول لموظف روتيني ...هامشي ...وابدأ رحلة جديدة في مكان جديد ! اللي باعمله ده صح وال غلط ...مش عارف ...ومش عاوز أعرف ...كل اللي أنا متأكد منه ... إني مبسوط ): وده كفاية عليا بس المتعب في الحكاية كلها هو الوحدة ...الوحدة إنك متالقيش حد يتجنن معاك ...كل قراراتك هتاخدها لوحدك -مهما استشرت -إلنك بتتحمل مسئوليتك وحدك ومحدش بيشاركك في ده ... مفيش حد كتفه في كتفك ...تسنده ويسندك ... القصة كلها ...هل تحافظ على وحدتك علشان تفضل طول عمرك مجنون ...تشيل فكرة في قلبك وتفضل تحارب علشانها الدنيا كلها ...وال تهزم وحدتك بس تمشي على جنب الطريق ...خايف على اللي معاك ...تعيش حياة هادية ولطيفة ...وتحلم أحالم على قدك سرحت بخيالي مرة ولقيت نفسي متزوج واحدة مجنونة ...بتصور وبتكتب ...نلف كل بالد الدنيا أنا وهي بس نعمل أفالم مجنونة ...ونكتب حكايات مجنونة ...إحنا كل الفريق ...نكبر مع بعض ...ونحلم مع بعض ...نفضل ماشيين وسط الطريق ...مش على جنب ...ولما الشعر يشيب ... منفتكرش كام بلد شفنا ...بس هيبقي لينا في كل مكان ذكريات ):
أحمد عبد الحميد 110
فهو يركض ويركض ويركض ،وال يعيه إال الراحة ...تعرف الرحلة أمتع من الوصول ،ما المتعة أن تبقى في مكانك ؟ الحركة بركة ،صح ؟؟
درس وفاة أحمد عبد الحميد س :1كم شخصا سيتحدث عن أثر أيا من مات ..بعد 10أيام؟ بعد 10 أسابيع؟ بعد 10شهور؟ بعد 10أعوام؟ بعد 10قرون؟! ج :1أخبرك ،له أو لغيره: اس َف َي ْم ُك ُ َفأَمَّا َّ ض الز َب ُد َف َي ْذ َهبُ ُج َفا ًء َوأَمَّا َما َي ْن َف ُع ال َّن َ ث فِي ْاألَرْ ِ
111