الأشفية النبوية للعصر

Page 1

‫)‪(78‬‬ ‫المجلد الثانى للخطب‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الجزء اللول‬

‫الفشفية النبوية للعصر‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الكتاب‬ ‫المؤلف‬

‫الخطب اللهامية العصرية‪ :‬الفشفية النبوية‬ ‫للعصر‬ ‫الشيخ فوزي محمد أبوزيد‬

‫الطبعة اللولى‬

‫‪ 24‬رجب ‪1434‬هــ الموافق للثالث من يونيو‬ ‫‪2013‬م‬ ‫الثامن لوالسبعون من الكتب المطبوعة‬

‫سلسلة‬

‫اليمان لوالحياة‬

‫الداخلى‬

‫‪ 160‬صفحة *‪80‬جم * ‪ 17‬سم * ‪ 24‬سم* ‪1‬‬ ‫لون‪ 4‬لون‪ ،‬سلوفان مط‬ ‫كوفشيه مط ‪ 300‬جم ‪،‬‬

‫رقم الكتاب‬

‫لورق غل ف‬ ‫إفشرا ف‬ ‫رقم اليداع‬

‫بصمة‬ ‫دار اليمان ‪،‬‬ ‫فى ‪ ، 105‬حدائق‬ ‫يو ش‬ ‫‪114‬‬ ‫لوالحياة‪،‬‬ ‫المعادى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج م ع ‪ ،‬تليفون ‪:‬‬ ‫‪،0020-2-25252140‬‬ ‫فاكس‪0020-2-25261618 :‬‬

‫الترقيم الدلولى‬

‫‪2013/‬‬ ‫‪0-977-978 -0 0-‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المقدمــــــــــــــة‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫}‪{2‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫طباعة‬

‫مطابع النوبار بالعبور‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المقدمــــــــــــــة‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫}‪{3‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪‬‬

‫‪   ‬‬ ‫الحمد ل على هداه ‪...‬‬ ‫والشكر له ‪ ‬على جميع مننه وعطاياه ‪...‬‬ ‫والصل ة والسل م على فاتح أبواب فضسله‪ ،‬وقاسسم خزائسن جسوده وعطايساه‪ ،‬سسيدنا‬ ‫محمد وآله وصحبه ومن واله‪ .... .‬وبعد ‪....‬‬ ‫نرى في هذه اليا م صحو ة فكرية تطالب بتحديث الخطاب الديني‪ ،‬وخاصسسة فسسي‬ ‫ُخ ط سسب الجمعسسة‪ ،‬والسسدروس والنسسدوات الدينيسسة‪ ،‬بحيسسث تلئسسم أفكارهسا مسسا ج سّد فسسي هسسذا‬ ‫العصر من علو م مستحدثة‪ ،‬ومعلومات جديد ة مستنبطة‪ ،‬على أن تكون متوائمة مع دين‬ ‫ال‪ ،‬وتتطابق مع شرع ال‪ ،‬ول تتناقض مع آيات كتاب ال‪ ،‬ول حديث رسول ال ‪.‬‬ ‫وتكون أيضاً بأسلوب سلس عذب يفهمه السامع مهما كسسان مسسستواه الثقسسافي‪ ،‬ل‬ ‫يتنسسازل عسسن العربيسسة الفصسسحى‪ ،‬ول ينسسزل إلسسى العاميسسة‪ ،‬بسسل هسسو بالسسسهل الممتنسسع أحسسرى‪،‬‬ ‫وتكون المثلة المستخدمة عصرية وتراعي الواقع الذي يقال فيه الخطسساب‪ ،‬وقريبسسة ممسسن‬ ‫نتوجه إليهم بهذا الخطاب‪.‬‬ ‫وينبغسي أن يعالسج هسذا الخطساب المسور الستي تهسم الجمسوع السذين نتحسدث إليهسم‪،‬‬ ‫تطبيقاً لقول ال ‪:‬‬ ‫‪         (63‬النساء(‬

‫وهذا ما حاولنا أن نطبقه كنموذج واقعي عملي في خطابنا الدعوي‪.‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المقدمــــــــــــــة‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫}‪{4‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وقد رأينا بالاضافة إلى ذلك أن ننتقي من الحاديث الموّثقة للنسسبي ‪ ‬مسسا رأينسسا أنسسه‬ ‫ب المواضوعات السستي‬ ‫يسسوّج هس خطسسابه فيهسسا لهسسل هسسذا العصسسر السسذي نعيسسش فيسسه‪ ،‬ونجعلهسسا لُس ّ‬ ‫يدور حولها حديثنا‪ ،‬وخاصة أننا رأينا النبي ‪ ‬بما وهبه ال من بصير ة نبوية قال عنها ال س‬ ‫فى محكم التنزيل فى )‪108‬يوسف(‪:‬‬ ‫‪             ‬‬ ‫يصف الواقع الذي تحت فيه الن وصفاً واقعياً ُمعاشسًا‪ُ ،‬يحلسل فيسه أسسباب العلسل‬ ‫والدواء‪ ،‬ثس سسم يضس سسع باقس سسة مس سسن الدوي سسة القرآنيس سسة‪ ،‬والشس سسفية النبوي سسة السس سسهلة والميس س سر ة‬ ‫لستئصال الداء وتحقيق الرجاء‪.‬‬ ‫فجمعن سسا ف سسي ه سسذا الكت سساب نم سساذج م سسن ه سسذه الُخ طس سسب ال سستي تعال سسج مش سسكلت‬ ‫المسسسلمين المعاصسرين فسسي أحسساديث النسسبي‪ ،‬وشرحناها شسسرحاً مبسسسطاً يتلئسسم مسسع جمهسسور‬ ‫المسسستمعين‪ ،‬وركزنا كسسذلك علسسى الحلسسول الناجعسسة السستي ذكرها إمسسا م النبيسساء والمرسلين‪،‬‬ ‫عسى ال ان ينفع بهسسا إخواننسسا المسسسلمين المعاصسرين فينتبهسسون مسسن نسسومتهم‪ ،‬ويسسستيقظون‬ ‫مسسن غفسسوتهم‪ ،‬وينهضسسون مسسن كبسسوتهم‪ ،‬ليتحقسسق فينسسا ولنسسا قسسول الس ‪:    ‬‬ ‫‪            ‬‬

‫‪(28‬الفتح(‪.‬‬

‫وقد رأينا إتمامساً للمنفعسة أن نطبعهسا فسي كتساب ليعسم بهسا النفسع‪ ،‬بعسد أن نسسخناها‬ ‫علسسى اسسسطوانة مدمجسسة بالصسسوت والصسسور ة سسسى دى )‪ ،(CD‬وال س أسسسأل أن يجعسسل هسسذا‬ ‫العمل خالصاً لوجهه الكريم‪ ،‬ومؤازر ة لنبيه الرءوف الرحيم‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المقدمــــــــــــــة‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫}‪{5‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫البريد ‪ :‬الجميز ة س محافظة الغربية ‪،‬جمهورية مصر العربية‬

‫تليفون ‪0020-40-5340519 :‬‬ ‫موقع النترنت ‪WWW.Fawzyabuzeid.com : :‬‬ ‫البريد الليكترونى ‪fawzy@Fawzyabuzeid.com :‬‬ ‫‪fawzyabuzeid@hotmail.com, ، fawzyabuzeid@yahoo.com‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المقدمــــــــــــــة‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫}‪{6‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪‬‬

‫‪1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫الحمسسد ل س السسذي أفردنسسا لحض سرته‪ ،‬وجّم س لس قلوبنسسا بسسأنوار اليمسسان بش سريعته‪ ،‬ومل‬ ‫أفئسسدتنا بسسالحب الخسسالص لمسسا م أهسسل مسسودته‪ ،‬وجعلنسسا فسسي السسدنيا لطسساعته مسسوفقين‪ ،‬وللعمسسل‬ ‫بشسسرعه علسسى قسسدر اسسستطاعتنا ُمس سّد دسين‪ ،‬ونسسسأله ‪ ‬أن ُيكمسسل لنسسا المنسسة‪ ،‬وأن ُيعظسسم علينسسا‬ ‫النعمسسة‪ ،‬فيرزقنسسا كمسسا وعسدنا بسسالتمكين فسسي الرض‪ ،‬والعلسسو فسسي السسدرجات‪ ،‬ويجعلنسسا فسسي‬ ‫السسدنيا فسسي عسسز ة السس ورسسسوله‪ ،‬وفسسي الخ سر ة فسسي جسسوار حسسبيب ال س ومصسسطفاه‪ ،‬والصسسل ة‬ ‫والسسسل م علسسى حسسبيب القلسسوب السسذي رزق ه مسسوله ‪ ‬القسسدر ة البسساهر ة علسسى تطهيسسر القلسسوب‪،‬‬ ‫وتزكيسسة النفسسوس‪ ،‬سسسيدنا محمسسد وآلسسه وصسحبه‪ ،‬والنسساهجين علسسى طريقسسه‪ ،‬والسسسائرين علسسى‬ ‫دربه إلى يو م الدين‪ ،‬وعلينا معهم أجمعين ‪ ...‬آمين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫إخواني وأحبابي بارك ال ‪ ‬فيكم أجمعين‪:‬‬ ‫قَ سَد ُرسنا أن هسسذا العصسسر مليسسء بالجسسدال‪ ،‬ومليسسء بالفكسسار‪ ،‬منهسسا الراشسسد ة‪ ،‬ومنهسسا‬ ‫صس نس نفسسسه‪ ،‬وُيعطسي المناعسسة لمسسن حسوله اضسد‬ ‫الشارد ة‪ ،‬ولذا ينبغي على كسسل مسسلم أن ُيح ّ‬ ‫التيسسارات الشسسارد ة‪ ،‬والفكسسار السسوارد ة السستي تحسساول أن تهسسد م هسسذا السسدين‪ ،‬أو تُشسكك فسسي‬ ‫أصوله في كتاب ال‪ ،‬وفي أقوال رسول ال صلوات ربي وتسليماته عليه‪.‬‬ ‫وسستجدون إذا نظرت م بسسأعين قلسسوبكم إلسسى كتسساب ال س أن ال س ‪ ‬جّه زسن ا بكسسل عُسّد ةس‬ ‫نحتاجهسسا فسسي كسسل مواقفنسسا فسسي هسسذه الحيسسا ة‪ ،‬إن كسسان مسسع الكسسافرين‪ ،‬أو المكسسابرين‪ ،‬أو‬ ‫المجسسادلين‪ ،‬أو المشسسركين‪ ... ،‬أو أى طائفسسة تخطسسر علسسى بالسسك مسسن طوائسسف الخلسسق الستي‬ ‫نراها‪ ،‬ونسمع حواراتها‪ ،‬ونرى على النت وعلى غيره أفكارها وسؤالتها‪.‬‬ ‫‪ 1‬المعادي – الخميس ‪ 18‬من ربيع الخر ‪1434‬هس ‪ 28/2/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 7‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ومن جملسسة هسسذه المسسور أنهسسم يقولون‪ :‬إن كسسل نسسبي بعثسسه الس ‪ - ‬كمسسا تقولون ‪-‬‬ ‫بمعجز ة تتناسب مع قومه الذين ُبعث فيهم‪ ،‬أو إن شئت قلست‪ :‬علسى شساكلة الفسن السذي‬ ‫برعوا فيه‪ ،‬فموسى بسرع قسومه فسي السسحر‪ ،‬فأيّسده الس ‪ ‬بالعصسا الستي إذا ألقاهسا تلقسف مسا‬ ‫كسسانوا يسسأفكون مسسن السسسحر‪ ،‬وعيسسسى بسسرع قسسومه فسسي الطسسب‪ ،‬فأعطسساه ال س ‪ ‬إمكانسسات لسسم‬ ‫تصسسل إليهسسا قسسدراتهم المحسسدود ة فسسي الشسسفاء بالدوية السستي اسسستنبطوها فسسي مجسسال الطسسب‪،‬‬ ‫فكان ُيبرئ الكمه والبرص وُيحيسي المسوتى بسسإذن الس‪ ،‬وذلسك أمسر عجسز عنسسه كسل أطبساء‬ ‫زمانه‪ ،‬بل ومن بعدهم إلى يو م الدين‪.‬‬

‫معجزة القرآن‬ ‫ويقولسون‪ :‬إنكسسم تقولسون أن النسسبي الكريسم سسسيدنا محمسسد ‪ ‬ظهسسر فسسي العسسرب وقسد‬ ‫اشتهروا بالفصاحة والبلغة في النطق والخطابسسة والكل م‪ ،‬فسسأعجزهم بسسالقرآن السسذي تنسّزل‬ ‫عليسسه مسسن مسسوله‪ ،‬ولسذلك كسسان يبلغهسسم ويختسسبرهم‪ ،‬فم سر ة يقسسول لهسسم‪ :‬اءئتسسوا بسسسور ة مثلسسه‪،‬‬ ‫ومر ة يقول لهم‪ :‬اءئتوا بعشر آيات من مثله‪ ،‬ومر ة يقول لهم‪ :‬اءئتوا بآية واحد ة من مثلسسه‬ ‫ إلحظ معي ما يأتي ‪ -‬لكنكم تقولون‪ :‬إنه نسبي لخسسر الزمان وليسسس بعسسده نسبي إلسى يسو م‬‫القيامسة‪ ،‬وهذا يقتضسي أن يكسون لسه فسسي كسل زمان معجسزات تؤيده وتدل علسى نبسوته إلسى‬ ‫يسو م القيامسة‪ ،‬فمسا هسذه المعجسزات؟ ويظنسون أنهسم أتسوا فسسي هسسذا السسؤال بقاسسسمة الظهسسر!!‬ ‫مسسع أن الجابسسة يسسسنطيع أ م يجيبهسسا أصسسغر مسسسلم مسسن المسسسلمين‪ ،‬قسسد يكسسون رجلً أميساً ل‬ ‫يعلم إل قدر قليل من آيات كتاب رب العالمين ‪.‬‬ ‫فسسالقرآن الكريم معجسز ة خالسد ة إلسى يسو م القيامسسة‪ ،‬وفي كسل يسو م يظهسسر فسسي إعجسسازه‬ ‫باب جديد‪ ،‬وفتسح جديسد يسدل علسى أنسه وحده مسن بيسن مسا ُينسسب إل النسبيين والمرسلين‬ ‫من الُك تسب التي نزلت عليهم هو الكتاب الذي حفظه الحميد المجيد ‪.‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 8‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫والفضل ما يشهد به العداء‪ ،‬عسسالم فرنسسسي كسسان جّراحسًا‪ ،‬وعنسسدما بسدأ التآكسسل أو‬ ‫شيء من التحلل البسيط في جثة رمسيس الثاني المحنطة في المتحف المصري‪ ،‬أشسسار‬ ‫الخسسبراء الفرنسسسيون ‪ -‬وهسسم السسذي يهيمنسسون علسسى الثسسار فسسي بلسسدنا فسسي كسسل ربوعهسسا –‬ ‫بض سسرور ة نق سسل ه سسذا الجثم سسان إل سسى ب سساريس لمع سسالجته‪ ،‬وك ان ك سسبير الجراحي سسن الفرنس سسيين‬ ‫المشرف علسى ذلسك إسسمه مسوريس بوكاى‪ ،‬عنسدما نظسر إلسى جثسة فرعون‪ ،‬وفرعون قسد ل‬ ‫يكون هو رمسيس الثاني‪ ،‬لن ما قسسد كتبسه المؤرخون بحسسب مسا وصلوا إليسسه أن فرعون‬ ‫موسى هو رمسيس الثاني‪ ،‬وقد يكون غيره‪ ،‬المهم أنه فرعون موسى‪.‬‬ ‫عندما رآه وكشف عليه قسال‪ :‬إن هسذه الجثسة غرقت فسي بحسر مالسح‪ ،‬قسالوا‪ :‬ولَِم ؟س‬ ‫قال‪ :‬لن الملح يتخلل كل أجزائهسا‪ ،‬وملسح بحسري‪ ،‬فأخسذوه وحلّلسوه‪ ،‬فوجوده مسن عينسة‬

‫المل ح الموجس ود ة ف سسي البحسسر الحمسسر‪ ،‬فتعج سسب مسسن ذلسسك‪ ،‬فق سسال لسسه أحسسد المرافقيسسن‬ ‫المصريين‪ :‬إن هذه الجثة حفظها ال‪ ،‬ونطسسق بسسذلك كتسساب السس‪ ،‬قسسال‪ :‬وماذا قسسال؟ قسسال‪:‬‬ ‫قسسال ال س تعسسالى‪         (92 :‬يسسونس(‬ ‫فُد هسش الرجل وقال‪ :‬أقرآنكم بهذه الدقة؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأكثر منها‪.‬‬

‫وبعسسد أن انتهسسى مسسن مهمتسسه‪ ،‬ورجع فرعون موسى إلسسى مقسسره بسسالمتحف المصسسري‪،‬‬ ‫تفّرا غ الرجل لدراسة الكتسسب السسسماوية‪ ،‬مسسن بساب اليسسات العلميسسة وما يطابقهسسا مسسن العلسو م‬ ‫العصسسرية والمسسستحدثات فسسي العلسسو م العص سرية‪ ،‬وبعسسد دراسسسة طويلسسة درس فيهسسا التسسورا ة‪،‬‬ ‫ودرس فيها النجيل‪ ،‬ودرس فيها القرآن كتسب خلصسة بحثسه فسي كتساب سسّم اسه‪) :‬التسورا ة‬ ‫والنجيل والقرآن والعلم الحديث( وقرر بعد أن ذكر اليسسات السستي ذكرتهسسا التسسورا ة وعد م‬ ‫مطابقتها للعلم‪ ،‬واليات العلميسسة السستي ذكرها النجيسسل ومخالفتهسسا لنتائسج العلسسم‪ ،‬ثسسم جسساء‬ ‫إلسسى القسسرآن وقسسال‪ :‬القسسرآن هسسو الكتسساب الوحيسسد السسذي ل توجسد فيسسه آيسسة أو بعسسض آيسسة‬ ‫تخسسالف مسسا وصل إليسسه العلسسم الحسسديث فسسي أى بسساب مسسن أبسسواب المعرفة‪ ،‬وقد أسسسلم هسسذا‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 9‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الرجل‪.‬‬

‫بَِم ُتسمون ذلك؟ إعجاز‪ ،‬حجة من ال أن هذا الكتاب ُمنزل مسسن عنسسد السس‪ ،‬وأنسسه‬ ‫وحسسده المخص سسوص بق سسول ال سس‪         :‬‬ ‫‪(9‬الحجر( فلو كان ما ُذكر في كتب الولين حقاً مسسن عنسد الس لمسا خسسالف قواعسد العلسسم‪،‬‬ ‫لكن هذا يدل على أنهم حّرفوه وغّيروه وبّد لسوه وكتبوه من عند أنفسسسهم‪ ،‬لكسسن حجسسة الس‬ ‫‪ ‬على العالمين هي كتاب ال ‪ ،‬ابحث في أى علم جّد أو سيسسستجد بالمنهسسج القرآنسسي‬ ‫الذي يقولون عليه علمياً إنسسه المنهسسج العلمسسي‪ ،‬تجسسد أن كسسل آيسات القسسرآن تطسسابق كسل مسسا‬ ‫ُألهم به النسان في أى شأن من الشئون ليكون بذلك المعجز ة الخالد ة الباقيسسة إلسسى يسو م‬ ‫القيامة‪.‬‬

‫العجاز العصري للقرآن‬ ‫ولسذلك ينبغسسي علسسى إخواننسسا المسسؤمنين‪ ،‬أن يقيمسسوا الحجسسج علسسى أهسسل العصسسر مسسن‬ ‫كتاب رب العالمين‪ ،‬فلو راجعت قصص الداخلين في السل م في عصسرنا وفي مسا قبلسسه‬ ‫تجسد معظمهسم مسن العلمساء‪ ،‬وتجسد أن معظمهسم سسبب دخسوله إعجساز بسدا لسه فسي آيسة مسن‬ ‫كتاب ال‪ ،‬فهداه ذلك إلى دين ال جل في عله‪.‬‬ ‫لمسساذا ل يتوحسد المسسسلمون لظهسسار هسسذا الجمسسال لهسسل الكفسسر والضسسلل حسستى‬ ‫يدخلوا في دين ال ‪ ‬أفواجًا؟!! نشغل البال بالخلفات السسسطحية‪ ،‬والمشسساكل الفرعيسسة‪،‬‬ ‫والخلفات بين الفرق السلمية‪ ،‬ول يوجد العصبة التي يقول فيها خير البرية‪:‬‬

‫م ًة ِب َأ ْم ِر ال ّل ِه‪ ،‬ل‬ ‫ن أ ُ ّم ِتي َقا ِئ َ‬ ‫طا ِئ َف ٌة ِم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫}ل َت َزا ُ‬ ‫ح ّتى َي ْأ ِت َ‬ ‫ي‬ ‫م َ‬ ‫خا َل َف ُه ْ‬ ‫م أ َ ْلو َ‬ ‫خ َذ َل ُه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َم ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ّر ُ‬ ‫َي ُ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 10‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫س{‬ ‫ع َلى ال ّنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ُرلو َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫أ َ ْم ُر ال ّل ِه َلو ُ‬

‫‪2‬‬

‫إذن ينبغي أن يكون حديثنا أجمعين في أى نادي‪ ،‬في أى وادي‪ ،‬في أى منتدى‬ ‫‪ ....‬إلسسى إب سراز جمسسال ال س فسسي كتسساب السس‪ ،‬بحسسسب مسسا نتحسسدث بسسه‪ ،‬وهسسو شسسامل لكسسل‬ ‫المور‪ ،‬فإن تحدثت مع أهل القرى ُأحّد ثسهم عن إعجاز القرآن في عالم الزراعة‪ ،‬أو فسسي‬ ‫عالم الطير‪ ،‬أو في عالم الحيوانات‪.‬‬ ‫وإن تحدثت مع من يتعجبون من التصالت الحديثة‪ ،‬وقوتها وعظمتهسا أُحس ّد ثسهم‬ ‫عن التصالت الروحانية وإعجازها في اليات القرآنية‪ ،‬والتي من جملتها‪:‬‬ ‫‪          (40‬النمل(‬

‫وغيرها من اليات المبثوثة في كتاب ال جل في عله‪.‬‬ ‫وإذا تحدثت مع الطباء‪ ،‬وما أكسثر إعجساز الطسب فسي كتساب الس‪ ،‬يكفيهسسم اليسة‬ ‫التي أدخلت أكبر عالم في علم الجنسسة فسسي عصسرنا الحااضسسر إسسمه كنيسسث مسسور فسي ديسن‬ ‫ال‪ ،‬وهو مسسن كنسدا‪ ،‬وله أكسبر مرجع فسسي علسسم الجنسسة يتكسون مسن سسبعة مجلسدات‪ ،‬وفي‬ ‫إحدى المؤتمرات قسسال لسسه عسالم عربي‪ :‬لقسد لّخس صس الس ‪ ‬كسل مسسا ذكرته فسي علسسم الجنسسة‬ ‫في آيات من كتاب ال‪ ،‬قال‪ :‬ما هذه اليات؟ قال‪      :‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪          ‬‬

‫‪)        ‬المؤمنون( فقال الرجل مندهشًا‪ :‬ل تستطيع‬ ‫أى كلمسسات أخسسرى فسسي أى لغسسة مسسن اللغسسات أن تُصسسور دقسسة تصسسوير الجنيسسن فسسي بطسسون‬ ‫المهات كما صورته هذه الكلمات!‪.‬‬

‫‪ 2‬صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن معاوية بن أبي سفيان ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 11‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ل‪ :‬كلمسسة )مضسسغة( يكسسون الجنيسسن فسسي بطسسن ال م كقطعسسة اللحسسم السستي تمضسسغها‬ ‫مث ً‬ ‫وفيه سسا علم سسات أسسسنانك‪ ،‬فه سسدى الس س ‪ ‬الرجس ل وأس سسلم‪ ،‬واقس سرأوا إن ش سسئتم ُك ت سسب ال سسذين‬ ‫هداهم ال للسل م في هذا العصر أو ما قبله‪.‬‬ ‫هسسذا بسساب مفت سو ح لِ سَم أهملنسساه؟! ولِس َم أغلقنسساه؟! ولِس َم تركنسساه؟! شسسغلً بالسسدنيا عسسن‬ ‫كتاب ال؟! شغلً بما نطلبه من الهواء الزائلة الفانية عن المهمة التي كّلفنا بها ال؟!‬ ‫‪                                    (110‬‬

‫‪‬آل‬

‫عمران(‬

‫للنسساس وليسسس لنفسسسكم‪ ،‬النسساس ُخ ِلسُقسسوا لنفسسسهم وأنتسسم ُخ لسقتسسم للخسسذ بيسسد النسساس‬ ‫إلى رب الناس‪ ،‬وهنا كل م كثير‪ ،‬وأكتفي بهذا النذر اليسير لنتقل إلى مقا م آخر‪.‬‬

‫بصيرة النبوة‬ ‫المسسر الخسسر السسذي يتعلسسق بحض سر ة النسسبي ‪ :‬فسسإن ال س ‪ ‬أعطسسى هسسذا النسسبي بصسسير ة‬ ‫صس سهس به سسا دون النبي سساء والمرسسسلين أجمعي سسن‪ ،‬ق سسال فيه سسا‪    :‬‬ ‫نوراني سسة خ ّ‬ ‫‪          (108‬يوسف( كاشسسفه الس ‪ ‬بهسذه‬ ‫البصير ة النورانية اللهية بكل ما كان‪ ،‬وكل ما يكون في زمانه‪ ،‬وكل ما سيكون إلى آخر‬ ‫الزمان‪.‬‬ ‫كاشفه ال بغيوبه‪ ،‬والغيوب إذا قال بعسض المتحجرين‪ :‬ل ينبغسي لحسد أن يطلسع‬ ‫على الغيوب‪ ،‬فنقول‪ :‬قسسال الس‪          :‬‬ ‫‪)   ‬الجن( إذا كان ال ‪ ‬هو الذي يكشف غيبه‪ ،‬فماذا في ذلك؟! لن ال ‪‬‬ ‫ل ُيسأل عما يفعل وهم ُيسألون‪.‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 12‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ال ‪ ‬عل م الغيوب‪ ،‬وال ‪ ‬يكاشف أحبابه بما يقتضيه أمره وشرعه وتكليفسسه لهسسم‬ ‫مسسن الغيسسوب‪ ،‬فاقتسسدى التكليسسف اللهسسي أن يكسسون هسسذا النسسبي ‪ ‬نبي ساً إلسسى آخسسر الزمسان‪،‬‬ ‫فكاشسسفه ال س ‪ ‬بغيسسوب السسسابقين فتحسسدث عنهسسم لنتعسسظ بهسسم‪ ،‬ولنعتسسبر بمسسا حسسدث لهسسم‪،‬‬ ‫وندخل في قول ال‪:‬‬ ‫‪         (111‬يوسف(‪.‬‬

‫مصارع أهل بدر‬ ‫وكاشفه ال ‪ ‬في زمانه بغيوب جلية في أهل زمانه‪...‬‬ ‫على سبيل المثال‪:‬‬ ‫نسسزل ‪ ‬ومن معسسه مسسن ثلسسة المسسؤمنين القليليسسن فسسي أرض بسسدر‪ ،‬فطسساف بسسالرض وهسم‬ ‫يعجبسسون‪ ،‬ويضسسع يسسده علسسى مواضسع ويقسسول‪ :‬هنسسا مقتسسل فلن‪ ،‬ثسسم ينتقسسل إلسسى مواضسع آخسسر‬ ‫ويقول‪ :‬هنا سُيقتل فلن‪ ،‬يروي ذلك سيدنا عمر بن الخطاب ‪ ‬فيقول‪:‬‬

‫ه لِ‬ ‫ع أَ ْ‬ ‫صا رِ َ‬ ‫ن ُي ِري َنا َم َ‬ ‫ل ال ّل ِه ‪َ ‬كا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫غ ًدا‬ ‫ن َ‬ ‫ع ُف َل ٍ‬ ‫ص َر ُ‬ ‫ه َذا َم ْ‬ ‫ل ‪َ:‬‬ ‫س‪َ ،‬ي ُقو ُ‬ ‫َب ْد ٍر ِبا ل َْم ِ‬ ‫ع ثَ ُه‬ ‫م ُر ‪َ:‬ف َوا ّل ِذي َب َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل ‪َ:‬ف َقا َ‬ ‫ء ال ّل ُه‪َ ،‬قا َ‬ ‫فشا َ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‬ ‫ح ّد َر ُ‬ ‫ح ُدلو َد ا ّل ِتي َ‬ ‫ط ُئوا ا ْل ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ق َما أ َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ِبا ْل َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ال ّل ِه ‪{ ‬‬ ‫حّد دس أماكن قتل الكافرين قبل الواقعة‪َ ،‬منس الذي أعلمه؟ ال الذي قال له ولنا‪:‬‬

‫‪ 3‬صحيح مسلم وسنن النسائي ومسند الما م أحمد‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 13‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪             (113‬النساء(‪.‬‬ ‫ليس العجب ممسسن علّمسه مسسوله‪ ،‬لكسن العجسب إذا اّدعسسى النسسان أنسه يعلسم ذلسسك‬ ‫بغير تعليم موله‪ ،‬لكن مسا دا م نسسب العلسم إلسى ربه وقال‪ :‬عّلمنسي ربي‪ ،‬مساذا فسي ذلسك؟‬ ‫ليس في ذلك حرج‪ ،‬لنه ل حرج في فضل ال جل في عله‪.‬‬ ‫وبعد الواقعة مات سبعين رجلً من الكفار‪ ،‬وما أخطأ واحد منهسسم المواضع السذي‬ ‫حّد دسه له الحبيب ‪ ،‬لماذا ذلك؟ تأييداً من ال‪.‬‬ ‫معجزات النبياء كسسأن الس ‪ ‬يقسسول‪ :‬هسسذا رسولي وعبسسدي فصسّد قسوه واتبعسسوه‪ ،‬دليسسل‬ ‫علسسى نبسسوته‪ ،‬وإظهسساراً لصسسدق رسالته‪ ،‬حسستى يّتبعسسه الحااضسرين‪ ،‬وخاصسسة أن الحااضسرين فسسي‬ ‫زمانه كسسانوا مغرميسسن بالسسسحر ة والُك هسسان وغيرهم مسسن السسذين يسّد عسون معرفة الغيسسب‪ ،‬وإتيسسان‬ ‫الخب سسار م سسن الس سسماء‪ ،‬لكنه سسم ل يس سستطيعون أن يتح سسدثوا عم سسا سسسيكون‪ ،‬يتح سسدثون عم سسا‬ ‫حدث أو كان لن الجن ترى ذلك‪ ،‬لكنهم ل يستطيعون أن يتحسدثوا عمسا سسيكون لنسه‬ ‫من علم ال ‪ ‬المضنون‪.‬‬

‫مكافشفة العباس بما دار بينه لوبين‬ ‫زلوجه‬ ‫وكان ُيظهر ذلك أحياناً لفراد علم أن في قلوبهم شد ة وقسسو ة ليهتسسدوا إلسسى ديسسن‬ ‫ال‪ ،‬وذلك كثير‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬عندما أُِس ر س عمه العباس‪ ،‬فقال ‪ ‬لعمه‪:‬‬

‫ل ْب نَ‬ ‫ع ِقي َ‬ ‫ك َ‬ ‫خي َ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ك‪َ ،‬لوا ْب َ‬ ‫س‪ ،‬ا ْف ِد َن ْف سَ َ‬ ‫ع ّبا ُ‬ ‫} َيا َ‬ ‫ح ِلي َف َ‬ ‫ك‬ ‫ث‪َ ،‬لو َ‬ ‫حا ِر ِ‬ ‫ل ْب نَ ا ْل َ‬ ‫ب‪َ ،‬لو َن ْو َف َ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫أ َ ِبي َ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 14‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫حا ِر ثِ‬ ‫خا َب ِني ا ْل َ‬ ‫م أَ َ‬ ‫ح َد ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِرلو ْب ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْت َب َة ْب َ‬ ‫ُ‬ ‫ل ال ّل ِه‪،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫ك ُذلو َما ٍ‬ ‫ن ِف ْه ٍر‪َ ،‬ف ِإ ّن َ‬ ‫ْب ِ‬ ‫هو ِني‪،‬‬ ‫ك َر ُ‬ ‫س َت ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن ا ْل َق ْو َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ما َلو َل ِ‬ ‫س ِل ً‬ ‫ت ُم ْ‬ ‫إ ِ ّني ُك ْن ُ‬ ‫ك َما تَ ْذ ُك ُر‬ ‫ن َي ُ‬ ‫ك‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫سل ِم َ‬ ‫م ِب ِإ ْ‬ ‫ع َل ُ‬ ‫ل‪ :‬ال ّل ُه أ َ ْ‬ ‫َقا َ‬ ‫ك َف َق دْ‬ ‫ه ُر أ َ ْم ِر َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ك ِب ِه‪َ ،‬ف َأ ّما َ‬ ‫ج ِزي َ‬ ‫ح ّقا َفال ّل ُه ُي ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ّل ِه ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ك‪َ ،‬لو َكا َ‬ ‫ع َل ْي َنا‪َ ،‬فا ْف ِد َن ْف سَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َكا َ‬ ‫ب‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ل‬ ‫ه ٍ‬ ‫ن َذ َ‬ ‫ن ُألو ِق يّ ًة ِم ْ‬ ‫ش ِري َ‬ ‫ع ْ‬ ‫خ َذ ِم ْن ُه ِ‬ ‫َق ْد أ َ َ‬ ‫س بْ َها ِلي ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ال لّ ِه‪ ،‬ا ْ‬ ‫سو َ‬ ‫س ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ع ّبا ُ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫ه ال ّل ُه‬ ‫طا َنا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ء أَ ْ‬ ‫ي ٌ‬ ‫فش ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل‪ :‬ل‪َ ،‬ذا ُ‬ ‫ي‪َ ،‬قا َ‬ ‫ِف َدا َ‬ ‫ل ‪َ:‬ف َأ ْي َ‬ ‫ن‬ ‫ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل ‪َ:‬ف ِإ ّن ُه َل ْي سَ ِلي َما ٌ‬ ‫ك‪َ ،‬قا َ‬ ‫ِم ْن َ‬ ‫ع ْن َد‬ ‫ت ِ‬ ‫ج َ‬ ‫خ َر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ك َة ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ل ا ّل ِذي َلو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫م‬ ‫ح ٌد‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ع ُ‬ ‫س َم َ‬ ‫ث َل يْ َ‬ ‫حا رِ ِ‬ ‫ت ا ْل َ‬ ‫ل ِب ْن ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫م ا ْل َف ْ‬ ‫أُ ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل‬ ‫ه َذا َف ِل ْل َف ْ‬ ‫س َف ِري َ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ص ْب ُ‬ ‫ن أُ ِ‬ ‫ت َل َها ‪ :‬إ ِ ْ‬ ‫ُق ْل َ‬ ‫ل ‪َ:‬لوا ّل ِذي‬ ‫ع ْب ِد ال ّل ِه َك َذا َلو َك َذا‪َ ،‬قا َ‬ ‫َك َذا َلو َك َذا‪َ ،‬لو ِل َ‬ ‫غ يْ ِري‬ ‫ح ٌد َ‬ ‫م ِب َه َذا أ َ َ‬ ‫ع ِل َ‬ ‫ق َما َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ك ِبا ْل َ‬ ‫ع َث َ‬ ‫َب َ‬ ‫ل ال ّل ِه‪َ ،‬ف َف َدى‬ ‫سو ُ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫م أ َ ّن َ‬ ‫ع َل ُ‬ ‫ها‪َ ،‬لو إ ِ ّني ل َ ْ‬ ‫غ ْي ُر َ‬ ‫َلو َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ح ِلي َف ُه {‬ ‫خي ِه‪َ ،‬لو َ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫س ُه‪َ ،‬لوا ْب َ‬ ‫س َن ْف َ‬ ‫ع ّبا ُ‬ ‫ا ْل َ‬

‫إظهاره لمكانة الحسن بن علي‬ ‫‪ 4‬مسند الما م أحمد والطبقات الكبرى لبن سعد عن عبد ال بن العباس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 15‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وذكر ‪ ‬أشياء لمسن بعسسد زمانه‪ ،‬وص ّد قستها الخبسسار‪ ،‬ورآهسسا النسساس رأى العيسسن‪ ،‬ففسسي‬ ‫الزمن القريب بعد حضرته ‪ -‬على سبيل المثال – يقسول حضسرته عنسدما كسان علسى منسبره‬ ‫الشريف‪ ،‬وجاء الحسن بن علي وهو طفل صغير يجري في المسجد ويقسسول عسسن رسول‬ ‫السس‪ :‬أبسسي أبسسي‪ ،‬فنسسزل رس ول ال س ‪ ‬مسسن علسسى منسسبره الش سريف واحتضسسنه‪ ،‬وصسعد بسسه المنسسبر‬ ‫وأكمل خطابه‪ ،‬وكان مما قاله‪:‬‬

‫ع َلى َي َد ْي هِ‬ ‫ح ال ّل ُه َ‬ ‫ص ِل ُ‬ ‫س ّي ٌد ُي ْ‬ ‫ه َذا َ‬ ‫ن ا ْب ِني َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪5‬‬ ‫ن{‬ ‫م تَ ْي ِ‬ ‫ظي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ِف َئ َت ْي ِ‬ ‫وقد كسسان‪ ،‬فقسسد أصسسلح الس بسسه بيسسن شسسيعة المسسا م علسسي وبيسسن معاوية تطبيقساً لسسدعو ة‬ ‫النبي ‪ ،‬وقال ‪:‬‬

‫كا‬ ‫ن ُم ْل ً‬ ‫كو ُ‬ ‫م َت ُ‬ ‫س نَ ًة‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ِدي َثل ُثو َ‬ ‫خل َف ُة َب ْ‬ ‫} ا ْل ِ‬ ‫‪6‬‬ ‫{‬ ‫وإذا حسبنا سنتين لل ِ‬ ‫ص ّدسيسق‪ ،‬وعشراً للفاروق‪ ،‬إثنا عشر لعثمان‪ ،‬وخمساً ونصسسف‬ ‫للم سسا م عل سسي‪ ،‬وسسستة أش سسهر للم سسا م الحس سسن‪ ،‬فكمل سست الثلث سسون كم سسا أنب سسأ س سسيد الولي سسن‬ ‫والخرين ‪ ،‬ثم انتقلت وصارت ملكاً عضودًا‪.‬‬

‫لوصايا النبي لعلي‬ ‫حفسسظ أصسسحابه ‪ ‬ذلسسك‪ ،‬وصاروا علسسى ذلسسك‪ ،‬وكانوا يمشسسون علسسى هسْد ىس أحسساديثه‬ ‫التي كتبها ال ‪ ‬بمداد قدرته في صدورهم‪ ،‬فكان الما م علسسي ‪ ‬فسسي حروبه يمشسسي علسسى‬ ‫هذا المنسسوال‪ ،‬صسارت شسائعة ذات يسو م – وهسو فسي وسط جيشسه – أن معاوية قسسد مسسات‪،‬‬ ‫‪ 5‬صحيح البخاري وسنن الترمذي وأبي داود‬ ‫‪ 6‬سنن الترمذي وأبي داود ومسند الما م أحمد عن سفينة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 16‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫قال‪ :‬وال مسسا قسد مسات‪ ،‬ولن يمست حستى يبلسسغ مواضع قسسدمى هساتين‪ ،‬بسسذلك أنبسأني رسول‬ ‫ال ‪.،‬وعندما خرج عليه الخوارج وقاتلوه قسال لصسحابه‪ :‬سستقاتلونهم‪ ،‬ول ينجسوا منهسم‬ ‫إل تسسسعة‪ ،‬ول يهلسسك منكسسم إل رج ل واحسسد‪ ،‬وبسدأ القتسسال‪ ،‬وك انوا أربعسسة آلف‪ ،‬وانتهسست‬ ‫المعركة‪ ،‬ولم ينجسسوا مسسن الخسسوارج إل تسسسعة‪ ،‬ولم ُيقتسسل مسسن ُج نسسد المسسا م علسسي إل واحسسد‪،‬‬ ‫فقال الما م علي لمن معه‪ :‬ابحثوا عن ذو الثسسديين‪ ،‬قسسالوا‪ :‬وما ذو الثسسديين؟ قسسال‪ :‬أنبسسأني‬ ‫رسول ال أنسي فسي قتسال الخسوارج ُيقتسل بينهسم رجل لسه ثسديين كثسديى المسرأ ة‪ ،‬فبحثسوا فسي‬ ‫القتلى فوجدوه صريعًا‪َ ،‬منس الذي أعلم الما م علي بذلك؟ النبي ‪.‬‬

‫أحاديث العصر الحديث‬ ‫والذي أريد أن أقوله‪ :‬كما أعلم النبي أصحابه‪ ،‬ترك لنا علسم مسا سسيكون فسي كسل‬ ‫عصر بعده إلى يو م القيامة‪ ،‬كل ما في المر أنسسه بعسد عصسسور الزدهسار السسسلمية انشسغل‬ ‫المسلمون بأحاديث العبادات‪ ،‬وأحاديث التشريعات‪ ،‬كالزواج والطلق والميسراث والسسبيع‬ ‫والش سراء وغيرهسا‪ ،‬وترك وا الحسساديث المخصوصسة بسسالزمن‪ ،‬فسسإن سسسيدنا رسسول ال س ‪ ‬مسسن‬ ‫إعسزاز الس لسسه تكلّسسم عسسن الزمان السستي سسستليه إلسسى يسو م القيامسسة‪ ،‬وح ّد دس لكسسل زمن أحسسداثه‪،‬‬ ‫وأمرااضه‪ ،‬وما ينبغي على أهل هذا الزمن أن يراعونه حتى ينجوا من هذه الفتن‪ ،‬فتسسذهب‬ ‫عنهم هذه المحن فيكونون من الرجال الذين نجساهم الس ‪ ‬مسن فتسن السدنيا وفتسن أهوالهسا‬ ‫وأهوائها وأحداثها‪.‬‬ ‫ولسذلك مطلسسوب أن يراجسسع المحسسدثون وغيرهم هسسذه الحسساديث مسر ة أخسسرى بهسسذا‬ ‫الترتيب الزمني الذي واضعه حضر ة النبي ‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬عندما يقول ‪:‬‬

‫ه مْ‬ ‫م أ َ َر ُ‬ ‫ل ال ّنا ِر َل ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ن أ ُ ّم ِتي ِم ْ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫ص ْن َفا ِ‬ ‫}ِ‬ ‫ميل تٌ‬ ‫ت ُم ِ‬ ‫ت َما ِئل ٌ‬ ‫عا ِر َيا ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫س َيا ٌ‬ ‫ء َكا ِ‬ ‫سا ٌ‬ ‫ع ُد ‪ِ :‬ن َ‬ ‫َب ْ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 17‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫خ ْل نَ‬ ‫ل َل َي ْد ُ‬ ‫م ِة ا لِ ِب ِ‬ ‫س نِ َ‬ ‫ن أ َ ْم َثا لُ أ َ ْ‬ ‫س ِه ّ‬ ‫ءلو ِ‬ ‫ع َلى ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫س َيا طٌ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ع ُه ْ‬ ‫ل َم َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ح َها‪َ ،‬لو ِر َ‬ ‫ن ِري َ‬ ‫ج ْد َ‬ ‫ج ّن َة َلول َي ِ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ن ِب َها ال ّنا سَ {‬ ‫ض ِر ُبو َ‬ ‫ب ا ْل َب َق ِر َي ْ‬ ‫َك َأ ْذ َنا ِ‬ ‫متى ظهر ذلك؟ ظهر ذلك نهاية القرن الثالث عشر الهجري‪ ،‬وعندما يقول ‪:‬‬

‫ح ٌد‬ ‫م أَ َ‬ ‫ن ل َي ْب َقى ِم ْن ُه ْ‬ ‫س َز َما ٌ‬ ‫ع َلى ال ّنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫} َل َي ْأ ِت َي ّ‬ ‫غ َبا ِر ِ‬ ‫ه‬ ‫ن ُ‬ ‫صا َب ُه ِم ْ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫م َي ْأ ُك ْ‬ ‫ن َل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ّر َبا َف َ‬ ‫ِإل آ ِك ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫{‬ ‫عسسن أى عصسسر يتحسسدث النسسبي ‪‬؟ عسسن العصسسر السسذي نحسسن فيسسه الن‪ ،‬كيسسف النجسسا ة‬ ‫من الربا‪ ،‬ونحن كلنا نتعامل مع البنوك؟! ونصرف من البنوك؟! وعندما يقول ‪:‬‬

‫ب ا ْل َب َق ِر‪،‬‬ ‫م أ َ ْذ َنا َ‬ ‫خ ْذ ُت ْ‬ ‫عي َن ِة‪َ ،‬لو أ َ َ‬ ‫م ِبا ْل ِ‬ ‫ع ُت ْ‬ ‫} إ ِ َذا َت َبا َي ْ‬ ‫ط ال ّل ُه‬ ‫س ّل َ‬ ‫ج َها َد‪َ ،‬‬ ‫م ا ْل ِ‬ ‫ع‪َ ،‬لو َت َر ْك تُ ُ‬ ‫م ِبال ّز ْر ِ‬ ‫ضي ُت ْ‬ ‫َلو َر ِ‬ ‫عوا إ ِ َلى ِدي ِن كُ مْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ح ّتى َت ْر ِ‬ ‫ع ُه َ‬ ‫م ُذل ل َي ْن ِز ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪9‬‬ ‫{‬

‫الِعيَنة احتار العلماء القدماء في تفسيرها‪ ،‬ولكسن تفسسيرها ل ينطبسق إل فسي أيامنسا‬ ‫هسسذه‪ ،‬والِعينَسسة هسسي أن يشسستري الرجل شسسيئاً بالقسسسط‪ ،‬كتليفزيون أو ثلجسسة أو غيسسر ذلسسك‪،‬‬ ‫فيكون ثمنه على سبيل المثال ألفين جنيسسه بالسدفع الفسوري‪ ،‬وأربعسسة آلف جنيسه بالقسسط‪،‬‬ ‫فيسَُو قّسسع علسسى الضسسمانات‪ ،‬وبعسسد أن يسَُو قّسسع علسسى الضسسمانات يقسسول لنفسسس التسساجر‪ :‬اعطنسسي‬ ‫‪ 7‬صحيح مسلم واين حبان ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 8‬سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 9‬سنن أبي داود والبيهقي ومسند الما م أحمد عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 18‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫اللفي جنيه ول حاجة لي بالسلعة‪ ،‬وهكذا المر! متى ظهرت هذه الِعينة؟ هذه اليا م‪.‬‬

‫ولكسسثر ة الحسسداث فسسي عص سرنا فسسستجد جم ساً كسسثيراً مسسن أحسساديث نبينسسا فسسي هسسذه‬ ‫البواب‪ ،‬ولذلك تجد في حديث المصطفى ‪ ‬وما ورد عن حضرته وصفاً دقيقاً تفصيلياً‬ ‫لكل ما يحدث في عصرنا‪.‬‬ ‫مسسا السسواجب علينسسا وعلسسى علمسساء الزمسان؟ تواضسسيح مسسا قسساله النسسبي العسسدنان لهسسل‬ ‫الزمان‪ ،‬حتى يعلموا دائهم‪ ،‬ويحصلوا على شسسفائهم‪ ،‬ويمشسسوا علسسى المنهسسج القسسويم السذي‬ ‫رتّبسه لنسسا النسسبي الكريم ‪ ،‬فسسذكر كسسل شسسيء‪ ،‬حسستى أحسسداث القيامسسة‪ ،‬حسستى أشسراط السسساعة‬ ‫الصسسغرى والكسسبرى‪ ،‬حسستى القيامسسة وكيفيسسة قيامهسسا‪ ،‬لسسم يسسترك صسسغير ة ول كسسبير ة‪ ،‬شسسارد ة ول‬ ‫وارد ة إل وبّينها بأجلى بيان‪.‬‬ ‫الواجب على علماء العصسر أن يسبينوا لحضسر ة النسبي هسذا العجساز النبسوي‪ ،‬كيسف‬ ‫عرف ذلك؟ ‪     (3‬التحريم( ولَِم قال ذلك؟‬ ‫لن ال جعله نبياً لنا كما هو نبي لمن قبلنا ولمسن بعسدنا‪ ،‬فجساء لنسا بالتفسسير مسن‬ ‫كتاب ال للحداث التي ستصحبنا وتدور بيننا‪ ،‬حتى ل نشتط ول نضل السبيل‪.‬‬

‫وبيّسسن ‪ ‬حسستى ُمسسسببات كسسل مسسا نسراه حولنسسا مسسن جوائسسح وأحسسداث يحتسسار النسساس فسسي‬ ‫ل‪:‬‬ ‫تفسيرها‪ ،‬يقول الناس مث ً‬ ‫لَِم ظهر في هذا الزمان المراض والوجاع التي لم تكن في من قبلنا؟‬ ‫النبي ‪ ‬قال لنا ذلك‪:‬‬

‫}‬ ‫ا ْب ُت ِلي ُت ْ‬ ‫م‬

‫س إ ِ َذا‬ ‫م ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫ج ِري َ‬ ‫م َها ِ‬ ‫ش َر ا ْل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫َيا َم ْ‬ ‫ن –‬ ‫ه ّ‬ ‫ن ُت ْد ِر ُكو ُ‬ ‫عو ُذ ِبال لّ ِه أ َ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬لو أ َ ُ‬ ‫ِب ِه ّ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 19‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫م َق طّ‬ ‫ش ُة ِفي َق ْو ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ظ َه ِر ا ْل َفا ِ‬ ‫م َت ْ‬ ‫لوذكر منها ‪َ -‬ل ْ‬ ‫عو ُ‬ ‫ن‬ ‫طا ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫شا ِفي ِه ُ‬ ‫ع ِل ُنوا ِب َها ِإل َف َ‬ ‫ح ّتى ُي ْ‬ ‫َ‬ ‫سل ِف ِه مُ‬ ‫ت ِفي أ َ ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن َم َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َت ُ‬ ‫ع ا ّل ِتي َل ْ‬ ‫جا ُ‬ ‫َلوا ل َْلو َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ض ْوا {‬ ‫ن َم َ‬ ‫ا ّل ِذي َ‬ ‫هل صدقنا النصح؟! هل أّدى المانة؟! هل بّلغ الرسالة؟!!‪.‬نعم‪.‬‬

‫الدول العربية السلمية تواضع الن فسسي البلد الستي فسسي مسسؤخر ة الفقسسر المسسائي فسسي‬ ‫الك سر ة الراض ية‪ ،‬وكلهسسا معراضسة للجفسساف‪ ،‬النسسبي ‪ ‬ذك ر لنسسا ذلسسك‪ ،‬وبيّسسن لنسسا السسسبب فسسي‬ ‫ذلك‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫عوا‬ ‫م ِإل ُم ِن ُ‬ ‫ة أ َ ْم َوا ِل ِه ْ‬ ‫م َز َكا َ‬ ‫ع َق ْو ٌ‬ ‫م َن ْ‬ ‫م َي ْ‬ ‫} َل ْ‬ ‫ط ُرلوا‬ ‫م َ‬ ‫م ُي ْ‬ ‫م َل ْ‬ ‫ء‪ ،‬لوَ َل ْول ا ْل َب َها ِئ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ط َر ِم َ‬ ‫ا ْل َق ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫{‬ ‫نحن الن موشكون على قحط‪ ،‬ما السبب في ذلك؟ قال ‪:‬‬

‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ع َل َ‬ ‫ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن‬ ‫س لِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ا ْل ُ‬ ‫غ َ‬ ‫} إ ِ َذا أ َ ْب َ‬ ‫ع َل ىٰ‬ ‫م‪َ ،‬لو َت َأ ّل ُبوا َ‬ ‫س َوا ِق ِه ْ‬ ‫ة أَ ْ‬ ‫ما َر َ‬ ‫ع َ‬ ‫ظ َه ُرلوا ِ‬ ‫َلو أ َ ْ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ال ّل ُه ِب َأ ْر َب ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫م‪َ ،‬ر َما ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ال ّد َرا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫طا ِ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ج ْو ِر ِم َ‬ ‫ن‪َ ،‬لوا ْل َ‬ ‫ن ال ّز َما ِ‬ ‫ط ِم َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِبا ْل َق ْ‬ ‫ص ْو َل ِة ِم نَ‬ ‫م‪َ ،‬لوال ّ‬ ‫كا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة ا ْل ُ‬ ‫ن ُلو ل َ ِ‬ ‫خ َيا َن ِة ِم ْ‬ ‫َلوا ْل ِ‬ ‫‪ 10‬سنن ابن ماجة والطبراني والحاكم في المستدرك عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫‪ 11‬الطبراني عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 20‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪12‬‬

‫ع ُدلو« {‬ ‫ا ْل َ‬

‫كما ورد بالثر‪:‬‬

‫} ما ترك حكامكم العمل بشرع ا ‪ ‬إل‬ ‫نزل عليكم القحط {‬ ‫والقحط أى المجاعات في كل زمان ومكان‪ ،‬وما علجها؟ قال ‪:‬‬

‫ط رِ‬ ‫ن َم َ‬ ‫خ ْي ٌر ِم ْ‬ ‫ح ُدلو ِد ال ّل ِه َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ّد ِم ْ‬ ‫} إ ِ َقا َم ُة َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ن َل ْي َل ًة ِفي ِبل ِد ال ّل ِه {‬ ‫عي َ‬ ‫أ َ ْر َب ِ‬ ‫قال ‪:‬‬

‫فمسسا تسسرك ‪ ‬شسسيء سسسيحدث فسسي زماننسسا إل وواضسحه وبيّنسسه بسسأجلى واضس و ح‪ ،‬ولسذلك‬

‫ها‪ ،‬ل‬ ‫ء‪َ ،‬ل ْي ُل َها َك َن َها ِر َ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ع َلى ا لْ َب ْي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫}َق ْد َت َر ْك ُت ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ك{‬ ‫ها ِل ٌ‬ ‫ع ِدي ِإل َ‬ ‫ع ْن َها َب ْ‬ ‫غ َ‬ ‫َي ِزي ُ‬ ‫طُّل ب س سالش سسهر ة يتح سسدثون ع سسن الغي سسوب المس سستقبلية‪ ،‬وُيخمن سسوا لحله سسا‪ ،‬م سسا لك سسم‬ ‫وشأنها؟! النسسبي ‪ ‬أنبسسأ أننسسا سسسنقاتل اليهسسود‪ ،‬فتجسسد مسسن يقسو م بعمسسل حسسساب معيسسن ويقسسول‪:‬‬ ‫سسسنقاتل اليهسسود فسسي عسسا م كسسذا!‪ ،‬وتجسسد مسسن يقسو م بحسسساب آخسسر ويقسسول‪ :‬أن هسسذه الحسسرب‬ ‫ستكون هيئتها كذا!‪ ،‬ما لنسا ومال هسسذه المسسور؟! لمسساذا نسستبق الحسسداث؟! نريد أولً أن‬ ‫نحل المشاكل التي نحن فيها الن‪.‬‬ ‫‪ 12‬الفتح الكبير عن َعِلّي راضَي اللّهُ عنُه‪ ،‬جامع المسانيد والمراسيل‬ ‫‪13‬‬

‫سنن ابن ماجة عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫‪ 14‬سنن ابن ماجة والحاكم في المستدرك عن العرياض بن سارية ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 21‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الغيوب الملكوتية‬

‫كثير من إخواننا المنسوبين للصوفية يشغلون أنفسهم بالغيوب الملكوتية‪ ،‬وهسذه‬ ‫غيسسوب ذاتيسسة خاصسسة بالحضسر ة المحمديسسة‪ ،‬إن كسسان غيسسب السسذات‪ ،‬أو غيسسب السسسماء‪ ،‬أو‬ ‫غيسسب الصسسفات‪ ،‬أو غيسسب الملكسسوت ‪ ....‬وك ل هسسذه الغيسسوب الحسسديث فيهسسا وعنهسسا مسساذا‬ ‫يفيد السامع؟! إل أن المتحدث يريد أن ُيظهر براعته‪ ،‬ويريد أن ُيظهر قو ة حجته‪ ،‬ويريد‬ ‫أن ُيظهسسر علسسو كعبسسه وأنسسه مسسن ُك ّمس سلس الصسسالحين‪ ،‬وأنسسه مسسن أهسسل التنسسزلت الغيبيسسة‪ ،‬لكسسن‬ ‫الرجال الفقهاء الحكماء الذين قال لهم ال في القرآن‪:‬‬ ‫‪         (63‬النساء(‪.‬‬ ‫العسسالم كالحسساكم فسسي هسسذا المسسر ‪ ،.....‬إن نظسسر العسسالم إلسسى مسسا ينفسسع النسساس ‪....‬‬ ‫ومسا ُيعّك س رس صسسفوهم ‪ ...‬وُيتعسسب حيسساتهم !!!! وأتسسى لهسسم بسسدوائهم ‪ ...‬مسسن كتسساب ال س‬ ‫ومن ُس نّسة رسول ال فقد أفادهم‪ ،‬وهذا منهج النبو ة‪.‬‬

‫وك ذلك الحسساكم إذا أراد أن ُيطبسسق نظام سًا‪ ،‬وإن كسسان مثالي سًا‪ ،‬لكسسن ل ترغسب فيسسه‬ ‫رعيته‪ ،‬فإنه يزيد بذلك حد ة الخلف بينه وبينهم‪ ،‬لكن الحاكم الحكيم السسذي ينظسسر إلسى‬ ‫حاجة رعيته‪ ،‬ويحاول أن يقضيها لهم‪.‬‬

‫فالع سسالم ال سسذي يص سسعد المنسسبر ف سسي مق سسا م حضس سر ة الن سسبي ينظ سسر إل سسى مش سسكلة ه سسؤلء‬ ‫الحااضرين حوله في مسجده‪ ،‬ويتحسس أحوالهم‪ ،‬وُيبين لهم مسسا يجمسع شسسملهم‪ ،‬وما بسه‬ ‫تنتهي فرقتهم‪ ،‬وما به ُيحققسون آمسالهم‪ ،‬وما بسه يتسم التواصسل والستراحم والتعساطف بينهسم‪،‬‬ ‫فيق سو م بسسذلك بالوراثسسة الكاملسسة عسسن الحسسبيب ‪ ،‬لكسسن أصسسعد علسسى المنسسبر وأتحسسدث عسسن‬ ‫الحسسرب العالميسسة الثالثسسة‪ ،‬وسسيحدث فيهسسا كسسذا‪ ،‬وفلن يتنبسسأ فيهسسا بكسسذا وك ذا!! مسسا شسسأن‬ ‫الناس وشأن الحرب العالمية الثالثة؟!!‪.‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 22‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أو أتحدث عن أزمة إخواننا فسي سسوريا وما يريدون‪ ،‬هسذا أمسسر يصسلح فسسي الخطبسسة‬ ‫الثانيسسة‪ ،‬فأوصيهم بالعمسسل السسذي ينبغسسي عليهسسم نحسسو إخسسوانهم المهسساجرين لهسسم‪ ،‬وإخسسوانهم‬ ‫ال سسذين ف سسي بلده سسم‪ ،‬لك سسن الخطب سسة ل ب سسد أن يك سسون ص سسلبها ف سسي ح سسال م سسن ح سسوله‪ ،‬م سساذا‬ ‫يحتسساجون؟ ومسا المشسساكل السستي بينهسسم؟ ومسا المسسور السستي تُسسؤرق بسسالهم؟ وما الوجاع السستي‬ ‫تنتاب شبابهم؟ كل ذلك هو مهمة الرجل الحكيم الذي يقول فيه النبي الكريم ‪:‬‬

‫ما‬ ‫ه َ‬ ‫ث ِد ْر َ‬ ‫فش ُر ال َن بِ َياء‪ ،‬ل ُن َو ّر ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َم َ‬ ‫ح ُ‬ ‫} َن ْ‬ ‫‪15‬‬ ‫ما َلو ُن َورا {‬ ‫ع لْ َ‬ ‫ث ِ‬ ‫ما ُن َو ّر ُ‬ ‫َلو ل ِدي َنارا ‪ ،‬لوإن َ‬ ‫أنا أريد منك أن تأتيني بعلم يخصني‪ ،‬فل تأتيني بعلم أبي أو إبني‪ ،‬ولكسسن أحتسساج‬ ‫إلسسى علمسسي فسسي حسسديث رسول الس ‪ ،‬وهسذا موجود ولكسسن يحتسساج إلسسى البحسسث‪ ،‬والبحسسث‬ ‫ليسسس فسسي جوج ل‪ ،‬وإنمسسا بنسسور الس سرير ة‪ ،‬وبصسسفاء البصسسير ة فسسي الحسساديث المنيسر ة لسسسيدنا‬ ‫رسول ال ‪ ،‬ليدخل في هذه اللليء المنظومة في قول ال)‪108‬يوسف(‪:.‬‬ ‫‪             ‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫‪ 15‬سنن أبي داود عن أبي الدرداء ‪.‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫التمهيـــــــــــــــد } ‪{ 23‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة اللولى‬

‫بشريات النبوة للهل لهذا الزمان‬

‫‪16‬‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمسسد لس رب العسسالمين‪ ،‬الحمسسد لسسه السسذي تولنسسا بعنسسايته‪ ،‬ونظسسر لنسسا أمسسة الحسسبيب‬ ‫برع ايته‪ ،‬وجعلنسسا فسسي السسدنيا مواضسع قربسه ومسودته‪ ،‬وجعلنسسا فسسي الخ سر ة كمسسا وعسدنا أسسسبق‬ ‫النسساس إلسسى جنتسسه‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل ال س وح ده ل ش سريك لسسه‪ ،‬يُسسدبر فُيحكسسم التسسدبير‪،‬‬ ‫وُيقدر فُيحكم التقدير‪ ،‬ول ُيطلسع علسى تسدبيره ول تقسديره أحسدًا‪ ،‬لكنسه أعلمنسا بسأن تسدبيره‬ ‫وتقسسديره لنسسا لطسسف وخيسسر دائسسم‪ ،‬فهسسو بسسالمؤمنين لطيسسف وخبير‪ ،‬وأشسسهد أن سسسيدنا محمسسداً‬ ‫عبسسد ال س ورس وله‪ ،‬النسسبي الصسسفي التقسسي النقسسي‪ ،‬السسذي أخبرن ا ال س أنسسه أولسى بنسسا مسسن آبائنسسا‬ ‫وأمهاتنسسا وأنفسسسنا‪ ،‬وأشسسفق علينسسا وأحنسسى علينسسا وأرحم بنسسا مسسن كسسل شسسيء فسسي هسسذه الحيسسا ة‬ ‫الدنيا‪ ،‬لنه كما قال فيه ربه‪     (128 :‬التوبة(‪.‬‬ ‫اللهسسم ص سّل وسسسلم وبسسارك علسسى سسسيدنا محمسسد واثبتنسسا جميع ساً فسسي أهسسل شسسفاعته‪،‬‬ ‫اضمنا جميعاً في كشسسوف المصساحبين لسسه فسسي جنتسك‪ ،‬واجعلنسسا أجمعيسسن مسن المشسمولين‬ ‫وُ‬ ‫بدعوته لمته في آخر الزمان‪ ،‬حسستى نعيسسش أيامنسا فسي السسدنيا فسسي خيسر واطمئنسان‪ ،‬ونخسسرج‬ ‫إليك في أبهسى الشسسوق يسسا رحمسن‪ ،‬صسّل الس وسلم وبارك علسى هسسذا النسسبي سسيدنا محمسسد‪،‬‬ ‫وآلسسه وصسحبه‪ ،‬وك ل مسسن التسسف حسسوله ومشسسى علسسى هسسديه إلسسى ي سو م السسدين‪ ،‬وعلينسسا معهسسم‬ ‫أجمعين‪.‬‬ ‫آمين آمين يارب العالمين ‪ ....‬إخواني جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫‪ 16‬خطبة الجمعة – المعادي ‪19‬من ربيع الخر ‪1434‬هس ‪ 1/3/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 24‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كلنس سسا يتس سسابع الفضس سسائيات والذاعس سسات والص سسحف بمختلس سسف أنواعهس سسا والمجلت‪،‬‬ ‫وبعضسسنا يتسسابع النسست‪ ،‬ومن شسسد ة شسسغفه بمعرفة الخبسسار يشسسترك يتليفسسونه المحمسسول لتصسسل‬ ‫إليسسه الرسائل ليسل نهسسار‪ ،‬حستى صسرنا جميعسا فسي حيسر ة‪ ،‬وكثير مسسن ا ُ‬ ‫لمة أصسابها الحبساط‪،‬‬ ‫والبعض أصابه الكتئاب‪ ،‬والكل يقول‪ :‬بعد أيا م لن نجد رغيف عيش نأكله‪ ،‬وبعد حين‬ ‫من الدهر لن نجد في السواق شسيئاً نشسستريه! لِمسا تحملسسه لنسسا الخبسسار بتعقيسسدها وتهويلهسسا‬ ‫من أخبار‪.‬‬ ‫وأنسسا ألسو م إخسسواني جميعسًا‪ ،‬هل طسسالعتم أخبسسار هسسذا الزمان فسسي أحسساديث سسسيد ولد‬ ‫عدنان‪ ،‬لقد جرى نهج المسسلمين فسسي كسسل زمان ومكسان‪ ،‬إذا حيرتهسم أفكسسار المتحسسدثين‬ ‫والكسساتبين والمشسسنعين والمهسسولين أن يرجعسسوا إلسسى أحسساديث سسسيد الوليسسن والخريسن السستي‬ ‫تتحدث عن هذه الفتر ة من الزمان‪ ،‬ليعلموا قدر هذه المة عنسسد حضسر ة الرحمسسن‪ ،‬وعنايسسة‬ ‫ال لها في كل وقت وآن‪.‬‬ ‫أبشروا أمة الحبيب‪ ،‬فإن ال جعل لنا نبي – صلوا عليه وسلموا تسسسليما – كسسان‬ ‫حريسص علسسى المسسة حسسرص بسسالغ فسسي دنياهسسا إلسسى ي سو م السسدين‪ ،‬وفسي أخراهسسا فسسي الموقسف‬ ‫العظيم والحساب حتى يطمئن عليهم في جنة النعيم‪.‬‬

‫فأمسا الخسر ة فكسان ل يكسف عسن السدعاء‪ ،‬ويطيسل فسي الصسل ة ويقسول‪ :‬يسارب أمستي‬ ‫أم سستي‪ ،‬وق س رأ ق سسول الس س ‪ ‬ع سسن ن سسبي الس س إبراهي سسم لمت سسه‪ ،‬والنبي سساء جميع سسا حريص سسون عل سسى‬ ‫أمممهسسم‪              :‬‬ ‫‪     (36‬إبراهيم( يطلب من ال أن يغفر لهسم‪ ،‬وقول الس فسي شسأن‬ ‫عيسى بن مريم مع أمته‪           :‬‬ ‫‪   (118‬المائد ة( فأخذ يضرع إلى ال وَرفَ​َع يَ​َد يْسه َِوقَساَل ‪ :‬س‬

‫ل ال ّل ُه ‪:‬‬ ‫كى‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫م‪ ،‬أ ُ ّم ِتي‪ ،‬أ ُ ّم ِتي‪َ ،‬لو َب َ‬ ‫} ال ّل ُه ّ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 25‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫م‪،‬‬ ‫ع َل ُ‬ ‫ك أَ ْ‬ ‫م ٍد َلو َر ّب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب إ ِ َلى ُم َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل‪ ،‬ا ْذ َ‬ ‫ج ْب ِري ُ‬ ‫َيا ِ‬ ‫م‪،‬‬ ‫س َل ُ‬ ‫ع لَ يْ ِه ال ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ج بْ ِري ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك؟ َف َأ َتا ُ‬ ‫كي َ‬ ‫س ْل ُه َما ُي ْب ِ‬ ‫َف َ‬ ‫ه وَ‬ ‫ل‪َ ،‬لو ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ل ال لّ ِه ‪ِ ‬ب َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫خ َب َر ُ‬ ‫س َأ َل ُه‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫َف َ‬ ‫ه بْ إ ِ َلى‬ ‫ل‪ ،‬ا ْذ َ‬ ‫ج بْ ِري ُ‬ ‫ل ال ّل ُه ‪َ :‬يا ِ‬ ‫م‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ع َل ُ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ك َلول‬ ‫ك ِفي أ ُ ّم تِ َ‬ ‫ضي َ‬ ‫س نُ ْر ِ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِ ّنا َ‬ ‫م ٍد‪َ ،‬ف ُق ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُم َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ك{‬ ‫سو ُؤ َ‬ ‫َن ُ‬

‫ولكنه لم ينته عن اضراعته‪ ،‬ولم يكسف عسن دعسساءه لمسسوله‪ ،‬حستى أراحسسه السسه فسأنزل‬ ‫له في شأننا في كتاب ال‪      (5 :‬الضحى( وبعد نزول هذه‬ ‫اليسسة اجتمسسع أصسسحاب حض سر ة النسسبي فسسي مسسسجده المبسسارك‪ ،‬وعملسسوا حفلً فسساخراً فرح اً‬ ‫بفضسسل الس وبمنسسة الس السستي أنزلهسسا لهسسم علسسى حسسبيبه ومصسسطفاه‪ ،‬منهسسم مسسن خطسسب مواضحاً‬ ‫قدر هذه المنة‪ ،‬ومنهسسم وهسو حسسان بسن ثسسابت ا مسن عبّسر عسن رأيسسه فسي هسذه المنسة بكل م‬ ‫حكيم من الشعر فقال‪:‬‬

‫سمعنا في الضحى‬ ‫لوكيف يا رســـول ا‬

‫فســر قلوبنــا ذاك‬ ‫لوفينا من ُيعــذب ألو‬

‫لن يراضى وواحد من أمته في النار‪ ،‬حستى يشسفع لسه إلسى الس‪ ،‬ويسستنقذه بعفسو مسن‬ ‫ال‪ ،‬وُيخرجه وُيدخله الجنة‪ ،‬ويطمئن على أمته أجمعين‪.‬‬

‫أمسسا فسسي السسدنيا فقسسد كسسان ‪ُ ‬يصلي تسسار ة بالليسسل‪ ،‬وتار ة بالنهسسار‪ ،‬وتار ة فسسي الضسسحى‪،‬‬ ‫وتسار ة فسسي المسسساء‪ ،‬وتسار ة فسسي جسسوف الليسسل‪ ،‬ويطيسسل الصسسل ة‪ ،‬ويسدعو ال س جسسل فسسي عله‪،‬‬ ‫صحسبه‪ :‬ما هذا يا رسول ال؟ وما هذه الصل ة؟ فيقول‪:‬‬ ‫فيسأله َ‬ ‫‪ 17‬صحيحي مسلم وابن حبان عن عبد ال بن عمرو ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 26‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ه بَ ٍة {‬ ‫غ بَ ٍة َلو َر ْ‬ ‫ة َر ْ‬ ‫صل َ‬ ‫ت َ‬ ‫ص ّل ْي ُ‬ ‫} إ ِ ّني َ‬

‫‪18‬‬

‫ويدعو لهل هذه المة في الصل ة‪ ،‬بماذا دعا؟ قال ‪:‬‬

‫ض‪َ ،‬ف َر أ َ ْي تُ‬ ‫ن ال ّل َه َز َلوى ِلي ا ل َْر َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ك َها‬ ‫غ ُم ْل ُ‬ ‫س ي َ ب ْ لُ ُ‬ ‫ن أ ُ ّم ِتي َ‬ ‫غا ِر َب َها‪َ ،‬لو إ ِ ّ‬ ‫شا ِر َق َها َلو َم َ‬ ‫َم َ‬ ‫م َر‬ ‫ح َ‬ ‫ن الَ ْ‬ ‫ك نْ َز ْي ِ‬ ‫ت ا ْل َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي ِلي ِم ْن َها‪َ ،‬لو أ ُ ْ‬ ‫َما ُز ِلو َ‬ ‫س َأ ْل ُ‬ ‫ت‬ ‫ض ‪ -‬أى الذهب لوالفضة ‪َ-‬لو إ ِ ّني َ‬ ‫َلوا ل َْب َي َ‬ ‫ن ل‬ ‫عا ّم ٍة‪َ ،‬لو أ َ ْ‬ ‫س َن ٍة َ‬ ‫ك َها ِب َ‬ ‫ن ل ُي ْه ِل َ‬ ‫َر ّبي ل ُّم ِتي أ َ ْ‬ ‫م‬ ‫س ِه ْ‬ ‫س َوى أ َ ْن ُف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ُد ّلوا ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع َل ْي ِه ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫س ّل َ‬ ‫ط‬ ‫ُي َ‬ ‫ن َر ّبي‬ ‫م‪ ،‬أى جماعتهم‪َ ،‬لو إ ِ ّ‬ ‫ض َت ُه ْ‬ ‫ح َب ْي َ‬ ‫س َت ِبي َ‬ ‫َف َي ْ‬ ‫ء َف ِإ ّن ُه ل‬ ‫ضا ً‬ ‫ت َق َ‬ ‫ض يْ ُ‬ ‫م ُد ‪ :‬إ ِ ّني إ ِ َذا َق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َيا ُم َ‬ ‫َقا َ‬ ‫ك ُه ْ‬ ‫م‬ ‫ه ِل َ‬ ‫ن ل أُ ْ‬ ‫ك أَ ْ‬ ‫ك ل ُّم ِت َ‬ ‫ط ْي ُت َ‬ ‫ع َ‬ ‫ُي َر ّد‪َ ،‬لو إ ِ ّني أ َ ْ‬ ‫م عَ ُد ّلوا ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ع لَ ْي ِه ْ‬ ‫ط َ‬ ‫س ّل َ‬ ‫ن ل أُ َ‬ ‫عا ّم ٍة‪َ ،‬لو أ َ ْ‬ ‫س َن ٍة َ‬ ‫ِب َ‬ ‫م َ‬ ‫ع‬ ‫ج َت َ‬ ‫م‪َ ،‬لو َل ِو ا ْ‬ ‫ض تَ ُه ْ‬ ‫ح َب يْ َ‬ ‫س َت ِبي ُ‬ ‫م َي ْ‬ ‫س ِه ْ‬ ‫س َوى أ َ ْن ُف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن َب ْي َ‬ ‫ن‬ ‫ل ‪َ :‬م ْ‬ ‫ها‪ ،‬أ َ َلو َقا َ‬ ‫طا ِر َ‬ ‫ن ِب َأ ْق َ‬ ‫م َم ْ‬ ‫ع َل ْي ِه ْ‬ ‫َ‬ ‫ضا‬ ‫ع ً‬ ‫ك َب ْ‬ ‫م ُي ْه ِل ُ‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َب ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ح ّتى َي ُ‬ ‫ها َ‬ ‫طا ِر َ‬ ‫أ َ ْق َ‬ ‫‪19‬‬ ‫ضا {‬ ‫ع ً‬ ‫م َب ْ‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫س ِبي َب ْ‬ ‫َلو َي ْ‬ ‫أبش سسروا فلي سسس هن سساك مجاع سسة ول قح سسط مهم سسا اش سستد الغلء‪ ،‬ومهم سسا زاد الوبسساء‬ ‫ببشرى السسماء لسسيد الرسل والنبيساء ‪ ،‬ولن يسسلط الس علينسا عسدواً مسن سسوى أنفسسنا‪،‬‬ ‫‪ 18‬صحيح مسلم ومسند الما م أحمد عن سعد بن أبي وقاص ‪‬‬ ‫‪ 19‬صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي عن ثوبان بن يجدد ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 27‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫مهما كثر أعدائنا‪ ،‬ولكنه منع عنه واحد ة وهي أن يكون بأسنا بيننا شديد‪.‬‬ ‫وتعددت الدعوات بعد ذلك‪ ،‬يقول ‪:‬‬

‫ن‪،‬‬ ‫طا ِني ا ْث َن َت ْي ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ت ال ّل َه َثل ًثا‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫س َأ ْل ُ‬ ‫} َ‬ ‫ع َلى‬ ‫ث َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ل َي ْب َ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ ْ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫ح َد ً‬ ‫ع ّني َلوا ِ‬ ‫َلو َز َلوى َ‬ ‫م‪،‬‬ ‫ح ُه ْ‬ ‫ج َتا َ‬ ‫َف َي ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م‬ ‫غ يْ ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ع ُد ّلوا‬ ‫َ‬ ‫أ ُ ّم ِتي‬ ‫س َن ًة‬ ‫م َ‬ ‫ع لَ ْي ِه ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ل َي بْ َ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ ْ‬ ‫طا ِني ِه‪َ ،‬لو َ‬ ‫ع َ‬ ‫َف َأ ْ‬ ‫ن ل‬ ‫س َأ ْل ُت هُ أ َ ْ‬ ‫طا ِني ِه‪َ ،‬لو َ‬ ‫ع َ‬ ‫عا‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫جو ً‬ ‫م ُ‬ ‫َت ْق ُت ُل ُه ْ‬ ‫‪20‬‬ ‫ي{‬ ‫ع لَ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫م‪َ ،‬ف َر ّد َ‬ ‫م َب ْي َن ُه ْ‬ ‫س ُه ْ‬ ‫ل َب ْأ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫َي ْ‬ ‫يسأل ال ثلثًا‪ ،‬فيستجيب ال اثنتين ويبقى واحد ة‪ ،‬يسأل الس أربعسًا‪ ،‬فيسسستجيب‬ ‫ال ثلثاً وتبقى واحد ة‪ ،‬والواحد ة في كل الحاديث هي الواحسسد ة‪ :‬أل يجعسسل الس بأسسسهم‬ ‫بينهم‪ ،‬فقد كفانا ال ‪ ‬كل هم نحمله في هذا الزمان‪ ،‬وكل معضسسلة نشسسك فسسي حصسسولها‬ ‫أو نتوقسسع وقوعه سسا ف سسي ه سسذا ال سسوقت والن‪ ،‬فل سسن يس سستطيع أه سسل الكف سسر وإن اجتمع سسوا أن‬ ‫يتغلبوا علينسا‪ ،‬لن هسذا وعد الس ‪ ،‬ولن يسستطيع أهسل الشسرك مهمسا حاصسرونا أن يقضسوا‬ ‫علينسسا بسسالجوع‪ ،‬ومهمسسا حاصسسرونا بسسالحروب المائيسسة أن يمنعسسوا عنسسا قطسسر السسسماء‪ ،‬بسسل كسسل‬ ‫مسسسلم معسسه مفتسسا ح يسسأتي بالمسساء‪ ،‬إذا صسسلى ركعسستين ل س ُس س نّسة الستسسسقاء‪ ،‬فسسإن ال س ‪ُ ‬يغيثسسه‬ ‫بالماء في أى مواضع من أرض ال‪ ،‬وتلك ُس نّسة ال ‪ ‬التي ل تتخلف‪.‬‬ ‫لكن المشكلة التي حددها لنا النبي في هذا الزمان هي الفرقة‪ ،‬وأن يكسسون بأسسسنا‬ ‫شسسديد‪ ،‬الخلفسسات بيسسن الخسو ة المسسؤمنين‪ ،‬والتنسسافس فسسي الحطسسا م السسداني‪ ،‬والتنسسافس فسسي‬ ‫الرئاسسسات‪ ،‬والتنسسافس فسسي النتخابسسات‪ ،‬والتنسسافس فسسي المسسساك بسسرؤس المسسوال للسسسيطر ة‬

‫‪ 20‬مسند الما م أحمد وصحيحي ابن خزيمة عن معاذ بم جبل ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 28‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫علسسى الحيسسا ة القتصسسادية‪ ،‬والرغبسسة فسسي الحتكسسار‪ ،‬والحتكسسار منهسسي عنسسه فسسي شسسرع النسسبي‬ ‫المختار‪ ،‬وقال فيه ‪:‬‬

‫ئ{‬ ‫ط ٌ‬ ‫خا ِ‬ ‫ك َر‪َ ،‬ف ُه َو َ‬ ‫ح َت َ‬ ‫نا ْ‬ ‫}َم ِ‬

‫‪21‬‬

‫أى أنه أخطأ طريق الجنة!!‬ ‫فمسسن معهسسم مسسال ويشسسترون السسدولرات مسسن السسسوق ليحتكروهسا وُيغلسسون علسسى خلسسق‬ ‫الس فقسسد أخطسسأوا طريق جنسسة السس‪ ،‬ومن يخسسبئون القسسوات ليعلسسوا سسسعرها‪ ،‬وليسسسيطروا علسسى‬ ‫سسسوقها ويكسسسبون أاضسسعافاً مضسساعفة مسسن ثمنهسسا فقسسد أخطسسأوا طريق الجنسسة‪ ،‬ومن يريدوا أن‬ ‫ينفسسردوا بالسسستيراد حستى يتحكمسسوا فسسي السسسوق وُيغلسسوا السسسعار كمسسا يريدون فقسسد أخطسسأوا‬ ‫طريق الجنسة‪ ،‬وهذا ليسس نهسج المسؤمنين‪ ،‬ول سسبيل المسسلمين‪ ،‬بسل هسو بساب حّرمسه الس‪،‬‬ ‫ونّو هس عنه بأحاديثه الصريحة سيد الولين والخرين ‪.‬‬ ‫فالُفرسقة هي الداء الوحيد الذي حذرنا منه فسسي هسذا الزمان‪ ،‬ولذا ينبغسي علسى كسل‬ ‫مسسسلم حريص علسسى دينسسه‪ ،‬حريص علسسى وطنسسه‪ ،‬حريص علسسى بلسسده‪ ،‬حريص علسسى إخسسوانه‬ ‫المؤمنين‪ ،‬أن يمد يده لخوانه المؤمنين لنجتمع جميعاً على كلمة سسواء‪ ،‬ونجتمسسع علسسى‬ ‫الصسسول السستي أنزلهسسا لنسسا السس‪ ،‬ثسسم بعسسد ذلسسك نسسترك الخلفسسات إلسسى حيسسن‪ ،‬حسستى ُيصلح الس‬ ‫شأننا‪ ،‬وُيذهب ال المشكلت من مجتمعنا‪ ،‬ثم بعد ذلك نجلس سوياً لنصل إلى كلمة‬ ‫سواء‪ ،‬توحد صفوفنا في الراء التي نفترق فيها‪ ،‬وفي الخلفات التي يشسستد السرأى فيهسسا‪،‬‬ ‫لنهسسا كلهسسا خلفسسات علسسى أشسسخاص‪ ،‬وليسسست خلفسسات علسسى كتسساب السس‪ ،‬ول علسسى ُسس نّسة‬ ‫رسول ال ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ع ّز‬ ‫ء أَ َ‬ ‫ي ٌ‬ ‫فش ْ‬ ‫ن ِفي ِه َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن ل َي ُ‬ ‫م َز َما ٌ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫‪َ ‬ي ْأ ِتي َ‬ ‫}َ‬

‫‪ 21‬صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن معمر بن أبي معمر ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 29‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫س ِب ِه‪ ،‬أ َ ْلو‬ ‫س تَ ْأ َن ُ‬ ‫خ ُي ْ‬ ‫ل‪ ،‬أ َ ْلو أ َ ٌ‬ ‫حل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ٌ‬ ‫ث ‪ِ:‬د ْر َ‬ ‫ن َثل ٍ‬ ‫ِم ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫ل ِب َها {‬ ‫م ُ‬ ‫س َن ٌة ُي عْ َ‬ ‫َ‬ ‫أو كما قال‪} :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة {‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الذي والنا بفضله‪ ،‬وأكرمنا بوسعة دينه‪ ،‬وجعلنا جميعاً‬ ‫من أهل شسرعه ودينسه‪ ،‬وأشسهد أن ل إلسه إل الس وحده ل شسريك لسه‪ ،‬عليسه وحده صسل ح‬ ‫الحوال‪ ،‬وجمع القلوب‪ ،‬وتفريق المنافقين والمشتتين والمفرقيسسن‪ ،‬لنسسه وحده علسسى كسل‬ ‫شيء قدير‪ ،‬وأشسهد أن سسيدنا محمسداً عبسد الس ورسوله‪ ،‬وصفيه مسن خلقسه وخليلسه‪ ،‬إمسا م‬ ‫الهدى‪ ،‬وكاشف الَرَدىس‪ ،‬وشمس السُد جسى السستي تسسسطع فسسي القلسسوب‪ ،‬فسسترفع عنهسسا كسسل غسسم‬ ‫وكل رين وكل أذى‪ ،‬اللهم صّل وسلم وبارك علسى هسذا النسبي‪ ،‬واعطنسا الخيسر‪ ،‬وادفسع عنسا‬ ‫الشر‪ ،‬ونجنا واشفنا وانصرنا على أنفسنا وعلى أعدائنا يارب العالمين‪.‬‬ ‫إخسسواني جماعسسة المسسؤمنين ‪ ....‬واضع الس ‪ ‬فسسي قرآنسسه الكريم قاعسسد ة قرآنيسسة لمسسة‬ ‫النسسبي إذا مشسسوا عليهسسا لسسن يعسسذبهم الس فسسي السسدنيا بسسزلزل‪ ،‬ول بخسسسف‪ ،‬ول بمسسسخ‪ ،‬ول‬ ‫بقسسسذف‪ ،‬ول بجسسسوع‪ ،‬ول بقحسسسط‪ ،‬ول بعسسسدو م سسن س سسوى أنفس سسهم إذا س سساروا عل سسى ه سسذه‬ ‫القاعد ة‪ ،‬ما هذه القاعد ة؟‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪(33‬النفال(‬

‫علينسسا فسي هسذه النسسات أمرين اثنيسسن‪ ،‬دروع واقيسة أنزلهسا لنسا الس ُتحصسننا مسن فتسن‬ ‫هذا الزمان‪ ،‬وتجعلنا وإخواننا وأهل بلدنا جميعاً في أمان‪.‬‬ ‫‪ 22‬سنن الطبراني عن حذيفة بن اليمان ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 30‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الدرع اللول‪ :‬أن نعمل بشريعة النبي‬ ‫بشريعتك وسنتك وسيرتك وأوصافك الكريمة‪ ،‬فإذا عملنا بشرع ال وحّك مسناه فزنا‬ ‫جميعاً بتوفيق ال ورعاية ال ‪.‬‬ ‫العدنان‪    :‬‬

‫الدرع الثاني‪ :‬لزو م الستغفار‪ ،‬أن نداو م على الستغفار ل ‪،‬‬ ‫والسسستغفار يقسسول ال س فسسي روشستته فسسي كتسساب ال س مبين ساً فوائسسده لعبسساد ال س ‪  :‬‬ ‫‪     (10‬نو ح( يضمن النجا ة في الخر ة لنه يغفر للمستغفرين‪ ،‬وفي‬ ‫الدنيا حاجات النسان‪ ،‬إما لمال‪ ،‬وإما لولد‪ ،‬وإمسا لمطسسر مسسن السسماء‪ ،‬وإمسسا لعيشسسة طيبسسة‬ ‫تتوق إليها نفوسنا جميعاً نكون فيهسا فسي خيسر حسال‪ ،‬وذلسك كلسه بسابه وكنسزه السستغفار‪ :‬‬ ‫‪          ‬‬

‫‪)     ‬نو ح( وماذا وراء ذلك من الدنيا؟!‪.‬‬

‫بالاضافة إلى أنه إذا نظرت إلى قول ال‪      :‬إذا جاء‬ ‫المسسدد مسسع المسال كسسان فيسه البركة‪ ،‬فالقليسل ُيغنسسي عسن الكسسثير‪ ،‬وإذا جساء المسدد مسع الولد‬ ‫كان بسساراً بسأبيه‪ ،‬مطيعساً لسسه فسي كسل الحسسوال‪ ،‬ل يغيظسه‪ ،‬ول يشسق عصسا الطاعسة عليسه‪ ،‬ول‬ ‫يهجره‪ ،‬ول يتركه‪ ،‬ول يجفوه لنه جاء مسدداً مسن الس ‪ ‬لهسذا العبسد المسؤمن‪ ،‬ولذا أوصانا‬ ‫النبي ‪ ‬وقال‪:‬‬

‫ن ُك لّ‬ ‫ل ال ّل ُه َل ُه ِم ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫غ َفا َر‪َ ،‬‬ ‫س ِت ْ‬ ‫م ال ْ‬ ‫ن َل ِز َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫جا‪َ ،‬لو َر َز َق ُه‬ ‫م َف َر ً‬ ‫ه ّ‬ ‫ل َ‬ ‫جا‪َ ،‬لو ِم نْ ُك ّ‬ ‫خ َر ً‬ ‫ق َم ْ‬ ‫ضي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪23‬‬ ‫ب{‬ ‫س ُ‬ ‫ح َت ِ‬ ‫ث ل َي ْ‬ ‫ح ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ولس ز م أى داو م علسسى السسستغفار‪ ،‬ألسسسنا جميع ساً فسسي ه سٍم الن؟! ألسسسنا جميع ساً فسسي‬ ‫اضسسيٍق الن؟! لِسَم ل نلجسسأ إلسسى ال س ونسسستغفر السس؟! وقسد كسسان الحسسبيب المجسساب السسدعاء‬

‫‪ 23‬سنن أبي داود وابن ماجة ومسند الما م أحمد عن عبد ال بن عباس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 31‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫يقول‪:‬‬

‫ه‪،‬‬ ‫غ ِف ُرلو ُ‬ ‫س َت ْ‬ ‫س ُتو ُبوا إ ِ َلى ال ّل ِه َلوا ْ‬ ‫} َيا أ َ ّي َها ال ّنا ُ‬ ‫م‬ ‫ل َي ْو ٍ‬ ‫ه ِفي ُك ّ‬ ‫غ ِف ُر ُ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫ب إ ِ َلى ال ّل ِه َلو أ َ ْ‬ ‫َف ِإ ّني أ َ ُتو ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِما َئ َة َم ّرة {‬

‫النبي يستغفر إلى ال في اليو م مائة مر ة‪ ،‬ونحن ل ُنحرك اللسسسان بالسسستغفار ولو‬ ‫مر ة!! والسستغفار ل يحتساج اضسرور ة إلسى واضوء‪ ،‬ول إلسى التواجسد فسي المسسجد‪ ،‬ول إلسى‬ ‫التجاه للقبلة‪ ،‬فيجوز أن أستغفر وأنا أسير في الطريق‪ ،‬أو وأنا في المواصلت‪ ،‬أو وأنا‬ ‫مضطجع أستعد للنو م‪ ،‬بل إن النبي ‪ ‬قال فيمن يستغفر عند النو م‪:‬‬

‫غ ِف رُ‬ ‫س َت ْ‬ ‫فش ِه ‪ :‬أ َ ْ‬ ‫ن َي ْأ ِلوي إ ِ َلى ِف َرا ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫م‬ ‫ح يّ ا ْل َق ّيو َ‬ ‫ه َو ا ْل َ‬ ‫م ا ّل ِذي ل إ ِ َل َه ِإل ُ‬ ‫ظي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ال ّل َه ا ْل َ‬ ‫غ َف َر ال ّل ُه َل هُ ُذ ُنو َب ُه‪،‬‬ ‫ت َ‬ ‫ث َم ّرا ٍ‬ ‫ب إ ِ َل ْي ِه َثل َ‬ ‫َلو أ َ ُتو ُ‬ ‫ع َد َد‬ ‫ن َكا َن تْ َ‬ ‫ح ِر‪َ ،‬لو إ ِ ْ‬ ‫ل َز َب ِد ا ْل َب ْ‬ ‫ت ِم ْث َ‬ ‫ن َكا َن ْ‬ ‫َلو إ ِ ْ‬ ‫ج َلو إ ِ نْ‬ ‫عا ِل ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َد َد َر ْم ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ن َكا َن ْ‬ ‫ج ِر‪َ ،‬لو إ ِ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫َلو َر ِ‬ ‫‪25‬‬ ‫م ال ّد ْن َيا {‬ ‫ع َد َد أ َ ّيا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫َكا َن ْ‬

‫لماذا ل تختم صسحيفة يومك بالسستغفار للعزيز الغفسار ‪‬؟! نحسن يسا أمسة الحسبيب‬ ‫نحتاج في هذ الوقت العصيب إلى الستغفار‪.‬‬ ‫وكان النبي ‪ ‬إذا شحت السسماء بالمسساء‪ ،‬وأخسبروه أن السزرع والضسسرع أوشك علسى‬ ‫الهلك والجفسساف‪ ،‬وخرج بهسسم لصسسل ة الستسسسقاء‪ ،‬كسسان يبسسدأ معهسسم أولً بالتوبة إلسسى الس‬ ‫‪ 24‬صحيح مسلم وسنن أبي داود ومسند الما م أحمد عن الغر المزني ‪‬‬ ‫‪ 25‬سنن الترمذي ومسند الما م احمد عن أبي سعيد الخدري ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 32‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫والستغفار‪ ،‬ثم بعد ذلك ُيصلي بهم صل ة الستسقاء‪ ،‬ويقول ‪ ‬كمسسا روى عسسن عمسسر بسن‬ ‫العزيز ا‪:‬‬

‫{‬

‫‪26‬‬

‫} ما نزل بلء إل بذنب‪ ،‬لول رفع إل بتوبة‬ ‫فتوبوا إلى ال ‪ ...‬وأديموا الستغفار ل ‪.....‬‬

‫وبعد ذلك تخيروا الوقات التي يسسستجيب الس فيهسسا السسدعاء‪ ،‬وادعسسوا الس بصسسل ح‬ ‫الحسسال لبلسسدنا‪ ،‬وبصسسل ح الحسسال لرجالنسسا‪ ،‬وبصسسل ح الحسسال لكسسل أهلينسسا وأولدنسسا وبناتنسسا‪،‬‬ ‫وعد م تمكن العادي جميعاً منا‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫‪ 26‬مجموع فتاوى بن تيمية‪.‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة اللولى ‪ :‬بشريات النبوة لهل هذا الزمان }‬ ‫‪{ 33‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية‬

‫الشكر ل على النعم الظالهرة لوالباطنة‬

‫‪27‬‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمسسد ل س رب العسسالمين‪ ،‬نحمسسدك ال س ونشسسكرك علسسى نعمسسك السسوافر ة‪ ،‬وآلئسسك‬ ‫الباهر ة‪ ،‬حمداً يوافى نعمك ويكافئ مزيدك‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده له ل ش سريك‬ ‫لسسه‪ ،‬نعمسسه لنسسا وفينسسا وعلينسسا ل تُعسد ول تُحسد‪ ،‬وآلؤه السستي بسسسطها إلينسسا ظسساهر ة وباطنسسة ل‬ ‫يحيط ببعضها أحد‪        (34 :‬إبراهيم( وأشهد أن سيدنا‬ ‫محم سسداً عب سسد الس س ورسسسوله‪ ،‬النعم سسة التامسسة السستي أس سسبغها ال س ‪ ‬علينسسا أجمعيسسن‪ ،‬والهدايسسة‬ ‫ص سنسا ال س بهسسا نحسسن عبسساده المسسؤمنين‪ ،‬والرحمسسة الُعظمسسى الكاملسسة للوليسسن‬ ‫الخاصسسة السستي خ ّ‬ ‫والخرين وللخلسق أجمعيسسن فسسي السدنيا وي و م السسدين‪ ،‬اللهسسم صسّل وسلم وبارك علسى سسسيدنا‬ ‫محمد الذي جعلته لنا في الدنيا أسو ة طيبة وقدو ة حسنة‪ ،‬وجعلته في الخسر ة شسسفيعاً لنسسا‬ ‫وللخلق أجمعيسن‪ ،‬صسّل اللهسم وبارك عليسه ووفقنسا للهسدى القسويم السذي جساء بسه‪ ،‬واسسلك‬ ‫بنسسا علسسى الصسراط المسسستقيم السسذي بعثتسسه مسسن أجلسسه‪ ،‬واحشسرنا يسو م القيامسسة أجمعيسسن تحسست‬ ‫لواء شفاعته‪ ،‬واجعلنا في الجنة من أهل جواره أجمعين آمين ‪ ..‬آمين يا رب العالمين‪.‬‬ ‫أما بعد فيا أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫عّلمنس سسا ديننس سسا الحنيس سسف وش سسرعنا الكري سسم ونبينس سسا الس سسرءوف الرحيس سسم صس سسلوات رب سسى‬ ‫ل‪ ،‬أو آتانسا بهديسة ل بسد وأن‬ ‫وتسليماته عليه أن مسن أسسدى إلينسا معروفا أو قسّد مس لنسا جمي ً‬ ‫نشكره على هذا العطاء ولو بالدعاء‪ ،‬قال ‪ ‬في ذلك‪:‬‬ ‫‪ 27‬خطبة الجمعة ‪ -‬بنها ‪ -‬مسجد عبدالمنعم رياض ‪ 6‬من ربيع الول ‪ 1434‬هس ‪ 18/1/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 34‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ن َل مْ‬ ‫ه‪ ،‬فَ ِإ ْ‬ ‫كا ِف ُئو ُ‬ ‫ع ُرلو ًفا َف َ‬ ‫م َم ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع إ ِ َل ْي ُ‬ ‫ص َن َ‬ ‫ن َ‬ ‫} َم ْ‬ ‫‪28‬‬ ‫عوا َل ُه {‬ ‫كا فِ ُئو َن ُه َفا ْد ُ‬ ‫ج ُدلوا َما ُت َ‬ ‫َت ِ‬

‫وقال رب العّز ة ‪ ‬مبيناً عد م راضاءه عن الجاحدين الذين ل يشكرون الخلق على‬ ‫ما قدموه من أجلهم من نعٍم أوخدمات أو بٍر أو معروف‪:‬‬

‫ت َذ ِل كَ‬ ‫ج َر يْ ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ك ْر َم ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫ك ْر ِني إ ِ ْذ َل مْ َت ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫م َت ْ‬ ‫} َل ْ‬ ‫‪29‬‬ ‫ع َلى َي َد ْي ِه {‬ ‫َ‬

‫‪        (14‬لقمسسان( فالخسسالق هسسو السس‪ ،‬لكسسن‬ ‫السبب في اليجاد هما الوالدين‪ ،‬ولذا أمرنا ال أن نشكر ل‪ ،‬ونشكر للسبب الذي بسسه‬ ‫أوجسدنا فسسي هسسذه الحيسسا ة‪ ،‬فنشسسكر ال س لنسسه ُمسسسبب السسسباب‪ ،‬ونشسسكر السسسباب لنهسسا‬ ‫السبب المباشر الذي على يديه أكرمنا الكريم الوهاب ‪.‬‬ ‫وإذا كسان الس ‪ ‬قسّد مس لنسا نعمساً ل ُتعد ولُتحد‪ ،‬نعمساً ل نسستطيع حصسرها‪ ،‬السسمع‬ ‫والبصر والنطسسق والحيسسا ة والقسو ة والعلسسم والراد ة ‪ ....‬ونعسسم ل ُتعد فسسي النسسسان يقسسول لنسسا‬ ‫فيها الرحمن‪       (21 :‬السسذاريات( وجعل لنسا نعمساً حولنسا فسي‬ ‫الكسسوان‪ ،‬وفي السسسماوات وما فيهسسا مسسن نجسو م وكواكب سسسيارات‪ ،‬وملئكسسة يجعلهسسم الس‬ ‫في خدمتنا في كل الوقات‪ ،‬والرض وما عليها من أصسناف النبسات وأنسواع الحيوانسسات‪،‬‬ ‫والبحار وما فيها من خيرات‪ ،‬وباطن الرض وما فيه مسسن معسسادن ل يعلمهسسا إل الخسسالق ‪،‬‬ ‫غيسسر الشسسمس والهسسواء وغيرها مسن النعسم الستي يعجسسز النسسسان عسن عسسدها وحصسسرها‪ ،‬وفيهسا‬ ‫يقول ال ‪ (53‬فصلت(‪:.‬‬ ‫‪ 28‬سنن أبي داود والنسائي ومسند الما م أحمد عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫‪ 29‬الطبراني عن عائشة راضي ال عنها‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 35‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪            ‬‬

‫النعسسم السستي فينسسا‪ ،‬والنعسسم الستي لنسسا‪ ،‬والنعسسم الستي حولنسسا كلهسسا نعسٌم ظسساهر ة يتمتسسع بهسسا‬ ‫المؤمن وغير المسؤمن‪ ،‬والكسافر والمشسسرك والجاحسسد يتمتسسع بكسل هسذه الخيسرات‪ ،‬ويحظسى‬ ‫بكل هذه المبرات‪ ،‬لكن أهل اليمان جعل ال لهم نعٌم باطنة أعلى وأعظم في المقسسدار‬ ‫مسسن كسسل مسسا أشسسار إليسسه الواحسسد القهسسار وهسي نعمسسة اليمسسان‪ ،‬ونعمسسة الهدايسسة‪ ،‬ونعمسسة العنايسسة‬ ‫اللهية بإختيارنا مسلمين‪ ،‬ونعمة التوفيق لنا بطاعته فسسي كسل وقت وحيسسن‪ ،‬ونعمسة حفظنسا‬ ‫من المعاصي والفتن‪ ،‬ونعمة رعايتنا في هذه الحيا ة‪ ،‬ونعمة القرآن وهى أعلى النعسسم عنسسد‬ ‫حضر ة الرحمن‪.‬‬ ‫وسسبب كسسل هسسذه النعسسم الباطنسسة كلهسسا هسسو النسسبي الكري م والسسرءوف الرحيسسم السسذي‬ ‫على يديه فزنا وحظينا بهذا التكريم‪،‬ولذا يقسول المسسا م الشسسافعى ‪) :‬أصسبحنا وما بنسا مسسن‬ ‫نعمة ظاهر ة أو باطنة‪ ،‬إل ورسول ال ‪ ‬سسببها وهسو السسذي أوصلها إلينسسا( وهو السسذي قسال‬ ‫لنسسا فيسسه الس‪        (34 :‬إبراهيسسم( لسسم يقسل‪ :‬وإن تعسسدوا نعسسم‬ ‫السس‪ ،‬ولكنسسه قسسال‪     :‬نعمسسة واحسسد ة وهسى نعمسسة مسسن حضسر ة اللوهيسسة‪ ،‬أمسسا النعسسم‬ ‫الظاهر ة فهي من حضر ة الربوبية التي تغمر الخلق أجمعين‪.‬‬ ‫بّين ال هذه النعمة فقال‪:‬‬

‫‪                                             ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪ (103‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪             ‬آل عمران(‬

‫النعمة التي أّلفت بين القلوب‪ ،‬والتي طّه رس ال بها القلوب‪ ،‬والتي ملت القلسسوب‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 36‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫باليمسسان والحيساء والسسستحياء والخسوف ومراقبسسة عل م الغيسوب‪ ،‬والستي أنزلت علسسى قلوبنسا‬ ‫كل م ال ‪ ‬وتلته على أسماعنا فآمنا به وزدنا إيماناً بسُم نسَّزله ‪.‬‬

‫وهسسو السسذي عّرفنسسا بسسال‪ ،‬وعّرفنسسا بسسالغيوب‪ ،‬عّرفنسسا بالجنسسة‪ ،‬وعّرفنسسا بالنسسار‪ ،‬وعّرفنسسا‬ ‫بملكسسوت السسسماوات والرض‪ ،‬وعّرفنسسا بمسسا ينبغسسى لنسسا معرفتسسه ليتحقسسق فينسسا ومنسسا ص سريح‬ ‫اليمان ‪ ...‬هذه النعمة هي النبي الكريم ‪.‬‬ ‫كيسف نشسكر الس ‪ ‬علسى نعمسه؟ أمسا النعسم الستي فينسا فشسكره عليهسا هسي الصسلوات‬ ‫الخمسسس‪ ،‬فنشسسكر ال س علسسى مسسا فينسسا مسسن سسسمع وبصسسر وقلسسب وأعضسساء بسسأن نُسس ّخ رس هسسذه‬ ‫العضسساء لسستركع وتسسسجد بيسسن يسسدى الخسسالق فسسي اليسو م خمسسس مسرات شسسكراً لس علسسى هسسذه‬ ‫النعمة‪ ،‬وهي نعمة الحيا ة ونعمة هذه العضاء‪.‬‬

‫وأما النعم التي في الكوان فشسكرها بأننسا ُنعطسي للمسستحقين إذا وّس عس الس علينسا‬ ‫فسسي الخيسرات‪ ،‬فننفسسق ممسسا آتانسسا السس‪ ،‬ونعطسسي الفقسراء السسذين جعلهسسم الس ‪ ‬اختبسساراً لنسسا فسسي‬ ‫هذه الحيا ة‪ ،‬اختبرنا بالغنى واختبرهم بسسالفقر‪ ،‬لينظسسر إلسسى الغنسسي مسساذا يصسنع تجسساه الفقيسسر‪،‬‬ ‫وينظر للفقير كيف حاله عند قضاء ال لسسه بسالرزاق‪ ،‬هسل يراضى بمسا قضسسى الس ويشسسكره‬ ‫ويستزيده من عنده؟ أ م يلجأ إلى الحيل الشسسيطانية والوهسا م النفسسسانية ويخسسالف الشسريعة‬ ‫اللهية فيسستحق العسسذاب مسن الس ‪‬؟ لكسسن كيسف نشسكر الس علسسى أهسسم وأجسسل نعمسة وهي‬ ‫نعمة رسول ال ‪ ،‬وقد قال صلوات ربى وتسليماته عليه‪:‬‬

‫ع ُثوا‪ ،‬لوَ أ َ َنا‬ ‫جا إ ِ َذا ُب ِ‬ ‫خ ُرلو ً‬ ‫ل ال ّنا سِ ُ‬ ‫} أ َ َنا أ َ ّلو ُ‬ ‫سوا‪،‬‬ ‫م إ ِ َذا أ َ ِي ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ش ُر ُ‬ ‫م إ ِ َذا َلو َف ُدلوا‪َ ،‬لو أ َ َنا ُم َب ّ‬ ‫طي ُب ُه ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬ ‫م لوَ َل ِد آ َد َ‬ ‫م‬ ‫م ِد َي ْو َم ِئ ٍذ ِب َي ِدي‪َ ،‬لو أ َ َنا أ َ ْك َر ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ء ا ْل َ‬ ‫ِل َوا ُ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 37‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الفشفية النبوية‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫‪30‬‬ ‫{‬

‫خر {‬ ‫ع َلى َر ّبي َلول َف ْ‬ ‫َ‬

‫أو كما قال‪ } :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة {‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمد ل رب العالمين الذي أكرمنا وكّرمنا وجعلنا من عباده المكرميسسن‪ ،‬وأشسسهد‬ ‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬شهاد ة يهتز بها وجدان القلب‪ ،‬ويلهسج بهسا اللسسان‬ ‫في كل وقت وحين‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمسداً عبسد الس ورسوله الصسادق الوعد الميسن‪،‬‬ ‫اللهسسم صسّل وسلم وبارك علسسى سسسيدنا محمسسد وُح ّفسنسسا برحمتسسه‪ ،‬واجعلنسسا دائمساً سسسالكين فسسي‬ ‫طريسق هسسدايته‪ ،‬واحش سرنا ي سو م القيامسسة فسسي زمرتسه‪ ،‬واجعلنسسا ممسسن يحظسسى بش سربة هنيئسسة مسسن‬ ‫حواضه‪ ،‬ويفوز بالشفاعة منه عند ربه‪ ،‬ويحظى بالسكون فسي جسواره‪ ،‬والسسكن فسي جسواره‬ ‫في جنة الخلد عند ربه آمين ‪ ..‬آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫أيهسسا الخ سو ة جماعسسة المسسؤمنين‪ ... :‬ينبغسسي لكسسل عبسسد مسسؤمن فسسي هسسذه اليسسا م أن‬ ‫يشسسكر الس علسسى بعثسسة نسسبي الختسسا م‪ ،‬وهسذا المسسر ل نسسستطيع سسسرده ول عسّد بنسسوده‪ ،‬ولكسسن‬ ‫يكفينا على قدرنا روشتة سهلة لجميعنسسا‪ ،‬إمسسا أن نشسسكره كمسسا شسسكر هسسو الس ‪ ‬علسسى بعثتسسه‬ ‫ورسالته‪ ،‬فكسسان يشسسكر الس كسسل أسسسبوع علسسى بعثتسسه‪ ،‬فكسسان ‪ ‬يصسو م يسو م الثنيسسن مسسن كسسل‬ ‫أسبوع‪ ،‬ولما ُس ئسل في ذلك‪ ،‬فقال صوات ربى وتسليمه عليه‪:‬‬

‫ت ِفي ِه {‬ ‫م ُلو ِل ْد ُ‬ ‫ك َي ْو ٌ‬ ‫}َذا َ‬

‫‪31‬‬

‫يشسسكر ال س ‪ ‬علسسى إيجسساده فسسي الكسسوان‪ ،‬وعلسسى إختيسساره نبي ساً لخيسسر أمسسة فسسي آخسسر‬ ‫الزمان بصيا م يو م الثنين من كل أسبوٍع ل ‪ ،‬فمن فعل ذلك وصا م يوماً بنية الشكر ل‬ ‫ل فسسي ُعله‪     :‬‬ ‫علسسى بعثسسة رسسول ال س دخسسل فسسي قسسول ال س ج س ّ‬ ‫‪ 30‬سنن الترمذي والدارمي ومسند الما م أحمد عن أنس ‪‬‬ ‫‪ 31‬رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي قتاد ة‪.‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 38‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪(7‬إبراهيم( فيكون من الشاكرين الذين لهسسم مزي ٌد مسسن الهدايسسة‪ ،‬ومزي ٌد مسسن النسور ومزي ٌد مسسن‬ ‫التوفي سسق‪ ،‬ومزيس ٌد م سسن الرعاي سسة م سسن رب الع سسالمين ف سسي ال سسدنيا‪ ،‬ومزيس ٌد م سسن الف سسوز والنج سسا ح‬ ‫والفل ح في الدار الخر ة‪.‬‬ ‫أو يشكر ال ‪ ‬على بعثة رسول ال كما أمرنا الس‪ ،‬فسسإن الس أمرنا فسسي كتساب الس‬ ‫أن نشكره على بعثسة هسذا النسبي‪ ،‬وبيّسن لنسا بسأبلغ بيسان فسي القسرآن أن النسبي ل يحتساج إلسى‬ ‫هذا الشكر منا‪ ،‬لن ال أغناه بما يفيئه عليسه وبمسا وظ ّ‬ ‫ف الملئكسة فسي العمسل النسافع لسه‬ ‫لديه‪ ،‬فقال عز شأنه‪        (56 :‬الحزاب( ومادا م‬ ‫ال يصلي عليه فهل يحتاج إلى صل ة الخلق؟ لكن ال والملئكة يصلون عليه‪ ،‬ثم قسسال‬ ‫الحسسق آمسسراً لنسسا ‪ ‬حرصس اً علينسسا ولنفعنسسا ورفعنسسا ‪      :‬‬ ‫‪   (56‬الحزاب( أمرنا أن نصلي عليه صلوات رّبى وتسليماته عليه‪ ،‬وإذا‬ ‫كان أى إنسان مهما كانت تقواه وقربه من ال لن يدخل الجنة بعمله‪ ،‬لن يسسدخل الجنسسة‬ ‫إل بعفو ال‪ ،‬وبرحمة ال‪ ،‬وبشفاعة رسول ال لقوله ‪:‬‬

‫م لِ ِه‪َ ،‬قا ُلوا ‪َ:‬لول‬ ‫ع َ‬ ‫ج ّن َة ِب َ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ح ُد ُك ْ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫} ل َي ْد ُ‬ ‫ل ‪َ:‬لول أ َ َنا‪ِ ،‬إل أ َ ْ‬ ‫ن‬ ‫ل ال ّل ِه؟ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫أ َ ْن َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ل{‬ ‫ض ٍ‬ ‫م ٍة‪َ ،‬لو َف ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م َد ِني ال ّل ُه ِم ْن ُه ِب َر ْ‬ ‫غ ّ‬ ‫َي َت َ‬

‫لن العمل يحتاج إلى القبول‪ ،‬وكلنا يجهل عاقبة العمال‪ ،‬هل تقبلها الس منسسا أو‬ ‫رّدها‪ ،‬مع أننا ُنحسن الظسن بسال ‪ ،‬لكسسن السسذي نحتساج إليسه علسى اليقيسسن هسسو شسفاعة سسسيد‬ ‫الوليسسن والخرين‪ ،‬لن الس قسسال لسسه وأعلمنسسا بسسذلك فسسي كتسسابه المسسبين‪   :‬‬ ‫‪   (5‬الضحى( سُيعطيه ال ما يتمناه وما يطلبه وما يريده مسسن الس حستى يلقساه‪،‬‬ ‫حتى قال سيدنا جعفر الصادق ‪ ) :‬ولن يراضى صلوات رّبى وتسليماته عليه وواحد مسسن‬ ‫‪ 32‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن ابن ماجة عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 39‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أمته في النسسار( يظسّل يشسفع لسه حستى ينقسسذه مسن النسار‪ ،‬فنحتسساج إلسى الشسسفاعة‪ ،‬وما العربون‬ ‫السسذي نسسدفعه لهسسذه الشسسفاعة لكسسى نحظسسى بهسسذه الدرج ة الكريمسسة ونكسسون مسسن أهسسل هسسذه‬ ‫الطاعة؟ قال ‪:‬‬

‫حي نَ‬ ‫شر اً َلو ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ِب ُ‬ ‫ن ُي ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ع َل ّ‬ ‫ص ّلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫م ا ْل ِق َيا َم ةِ‬ ‫ع ِتي َي ْو َ‬ ‫فش َفا َ‬ ‫ش ًرا أ َ ْد َر َك ْت ُه َ‬ ‫ع ْ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ُي ْ‬ ‫‪33‬‬ ‫{‬ ‫أمسٌر سسسهٌل ويسسسير ‪....‬وهسو أن يصسسلى النسسسان علسسى سسسيد الخلسسق عشسسراً صسسباحاً‬ ‫وعشسسراً مسساءًا‪ ،‬ول تحتسساج إلسى مسسجد‪ ،‬ول تحتساج إلسى واضوء‪ ،‬ول تحتسساج إلسى التجسساه‬ ‫إلى القبلة‪ ،‬يسستطيع النسسان أن يصسسليها فسسي أى زمان ومكسان‪ ،‬المهسسم أن يسوفقه الرحمسسن‬ ‫لُيديم على ذلك حتى يلقى ال‪ ،‬لقوله ‪‬‬

‫ن‬ ‫عا َلى أ َ ْد َلو ُم َها َلو إ ِ ْ‬ ‫ل إ ِ َلى ال لّ ِه َت َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ب الَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫} أَ َ‬ ‫‪34‬‬ ‫ل{‬ ‫قَ ّ‬ ‫فالسعيد من وّفقه ال بالصل ة على حبيب ال ومصطفاه‪:‬‬

‫ص سسباحاً ومس سساءاً ح سستى يلق سسى الس س ‪ ،....‬فيحظ سسى بالش سسفاعة الُعظم سسى يس سو م الجم سسع‬ ‫العظم ‪ ،...‬ويكون داخلً الجنة بشفاعة رسول ال‪.‬‬ ‫أما من يريد أن يكون بجواره في الدار الخسر ة‪ ،‬وأن يكسون بجسواره فسسي مقسسامه فسسي‬ ‫جنسسة النعيسسم‪ ،‬فهسسذا عليسسه فسسي هسسذه اليسسا م وغيرهسا أن يقتسسدي بهسسديه‪ ،‬وأن يقتفسسي أثسسره فسسي‬ ‫أخلقه‪ ،‬وأن يتشبه به في كل أوصافه حسستى يكسسون صسور ة ُمصسسغر ة مسسن الحسسبيب فسسي هسسديه‬ ‫‪ 33‬رواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء ‪.‬‬ ‫‪ 34‬صحيح مسلم وسنن أبي داود عن عائشة راضي ال عنها‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 40‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وسمته‪ ،‬فقد قال ‪:‬‬

‫سا َي ْو مَ‬ ‫ج لِ ً‬ ‫م ِم ّني َم ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ي َلو أ َ قْ َر َب ُ‬ ‫م إ ِ َل ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫ح ّب ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ن أ َ ْك َنا ًفا‪،‬‬ ‫ط ُئو َ‬ ‫م َو ّ‬ ‫خل ًقا‪ ،‬ا ْل ُ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُن ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ا ْل ِق َيا َم ِة أ َ َ‬ ‫‪35‬‬ ‫ن{‬ ‫ن َلو ُي ْؤ َل ُفو َ‬ ‫ن َي ْأ َل ُفو َ‬ ‫ا ّل ِذي َ‬

‫فيراجع المرء نفسه في هذه اليسسا م علسسى أخلق الحسبيب المصسطفى عليسه أفضسل‬ ‫الصل ة وأتسّم السسل م‪ ،‬ولو كسل يسوٍ م يراجسسع ُخ لسقساً مسن أخلق حضسرته ويُراجسسع بصسسدٍق مسع‬ ‫نفسه هذا الُخ لسق الكريم‪ ،‬فإذا كان فظاً غليظاً فسسي التعامسل مسسع غيسسره‪ ،‬نظسر إلسى قسسول الس‬ ‫في حبيبه‪:‬‬ ‫‪             ‬‬ ‫‪   (159‬آل عمران(‬

‫فيجاهد نفسه لمحو الفظاظة والغلظة من عنده‪ ،‬ويجاهد نفسه ليتشّبه بالحبيب‬ ‫فسسي شسسفقته ورقتسسه ورحمتسسه بسسالخلق أجمعيسسن‪ ،‬وإذا كسسان شسسديداً فسسي معسساملته لهلسسه وذويسه‬ ‫يقيس نفسه بأخلق الحبيب‪:‬‬

‫ه ِلي‬ ‫م لَ ْ‬ ‫خ يْ ُر ُك ْ‬ ‫ه لِ ِه‪َ ،‬لو أ َ َنا َ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫خ ْي ُر ُك ْ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْي ُر ُك ْ‬ ‫} َ‬ ‫‪36‬‬ ‫{‬

‫فُيغيسسر هسسذا الُخ لُسسق‪ ،‬وُيغيسسر هسسذا الطبسسع‪ ،‬ويجاهسسد نفسسسه للتطبسسع والتخلسسق بسسأخلق‬ ‫حسسبيب ال س ومصسسطفاه‪ ،‬ليحظسسى بالشسسرف العظيسسم‪ ،‬وأن يكسسون ي سو م القيامسسة فسسي الموقسسف‬ ‫‪ 35‬سنن الطبراني والبيهقي عن جابر بن عبد ال ‪‬‬ ‫‪ 36‬صحيح ابن حبان وسنن الترمذي عن عائشة راضي ال عنها‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 41‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫العظيم في جواره‪ ،‬وفى الجنة من الخيار الطهار الذين ُيسكنهم ال ‪ ‬في جسسواره‪ ،‬هسسذا‬ ‫نذٌر يسير في كيفية شكر ال ‪ ‬على البشير النذير والسراج المنير‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسل ّ‬ ‫م‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثانية ‪ :‬الشكر لله على النعم الظاهرة لوالباطنة }‬ ‫‪{ 42‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة‬

‫النبي الوسوة الحسنة‬

‫‪37‬‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمد ل رب العالمين اصطفانا واجتبانا وجعلنا مسلمين‪ ،‬وتفضل علينا فأعطانا‬ ‫وسسا م الخيري ة فجعلنسسا خيسسر أمسسة أخرج ت للنسساس أجمعيسسن‪ ،‬ووعسدنا فسسي السسدنيا إن تقلسسدنا‬ ‫هسسديه وتابعنسسا رسسوله بسسالخير والُه س دسى والتمكيسسن‪ ،‬وفسى الخ سر ة بسسأن نكسسون مسسن السسسعداء‬ ‫الفائزين‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الس وحده ل شسريك لسه‪ ،‬جعسل العسز فسي السدنيا فسي طساعته‪،‬‬ ‫والسعاد ة في الخر ة في اتباع خير أحبته‪ ،‬وجعل الذل والنكسار في الدنيا فسسي البتعسساد‬ ‫عسسن طريق هسسدايته‪ ،‬وفى المخالفسسة لصسساحب النسسوار وُملتقسسى السسرار إمسسا م أهسسل حضسرته‪،‬‬ ‫وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الس ورسوله‪ ،‬جعلسه الس ‪ ‬مسسك الختسسا م‪ ،‬ومصسسبا ح الظل م‪،‬‬ ‫والفاتح دروب الخير‪ ،‬والحامل ألوية النصسسر علسسى السسدوا م إلسى يسو م الزحا م‪ ،‬سسيدنا محمسسد‬ ‫وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫اللهسسم ص سّل وسس ّلم وبسسارك علسسى هسسذا النسسبي التقسسي النقسسي‪ ،‬واجعلنسسا لسسه مسسن خيسسار‬ ‫المتبعين‪ ،‬وارزقنا في السدنيا العمسل بسسنته‪ ،‬واجعلنسا فسي الخسر ة مسن أهسل شسفاعته‪ ،‬وارزقنسا‬ ‫في الجنة أجمعين مجاور ة حضرته‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫ضلسها وف ّ‬ ‫أعلى ال ‪ ‬هذه المة‪ ،‬أمة السل م‪ ،‬وف ّ‬ ‫ضسلس أهلهسسا علسسى سسسائر النسسا م مسسن‬ ‫ب س ْد ءس البسسدء إلسسى ي سو م الزح ا م‪ ،‬ووعسدنا فسسي نسسص كتسساب ال س أن نكسسون سسساد ة السسدنيا وقساد ة‬ ‫المسسم‪ ،‬وأن يكسسون الخيسسر معنسسا ولنسسا علسسى السسدوا م‪ ،‬ل يُْح ِوسسجنسسا ل لكسسافرين ول لمشسسركين‪،‬‬

‫‪ 37‬خطبة الجمعة ‪ -‬عزبة عمر – بنها ‪ 27‬ربيع أول ‪ 1434‬هس ‪ 8/2/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 43‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وينص سرنا دائم ساً علسسى كسسل مسسن يعادينسسا‪ ،‬ول ينصسسر علينسسا أح سٌد مسسن أعسسدئنا ول أعسسداء رب‬ ‫العسسالمين‪ ،‬ولكسسن جعسسل ذلسسك بشسسرٍط واحسسد‪ ،‬وهسسو أن ُننّف سذس التعليمسسات السستي جسساءت فسسي‬ ‫كتسسابه الكريم‪ ،‬وأن نعمسسل بهسسا كمسسا رأينسسا وعرفنسسا وعلمنسسا مسسن التنفيسسذ السسذي كسسان يقسو م بسسه‬ ‫النبي الكريم ‪.‬‬

‫لقد أنزل ال علينا من القرآن الكريم تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين‪:‬‬ ‫‪        (49‬الكهف( وواضع فيه القوانين اللهية لكل‬ ‫مسسا تحتسساجه البشسرية فسسي أطوارها الدنيوية منسسذ نزوله علسى الحسبيب المختسسار إلسسى أن يسرث‬ ‫ال س ‪ ‬الرض ومسن عليهسسا‪ ،‬أمرنسا أن نق سرأه ثسسم نتسسدّبره ونعمسسل بمسسا فيسسه‪   :‬‬ ‫‪     (29‬ص( ل يتلذذون بالنغا م‪ ،‬ول يسمعونه كسائر‬ ‫الكل م‪ ،‬ول يجعلسسون القسسارئ يق سرأ وهسم مشسسغولون بسسالكل م‪ ،‬وإنمسسا يستنصسستون ويسسسمعون‬ ‫بقل سسوبهم لم سسا يق سسوله عل سسى ألس سسنة الق سسارئ منه سسم لن سسه كل م الس س ‪ ،‬ويت سسدبروا ه سسذا الكل م‬ ‫ويعلمسسوا علسسم اليقيسسن أن الس أنزله حبسسل النجسسا ة لنسسا فسسي السسدنيا مسسن المشسساكل ومن الهمسو م‬ ‫ومن الغمو م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فلس سسو تمسس سسكنا بس سسه وعملنس سسا بس سسه بعس سسد تس سسدُبره‪ ،‬فس سسإن ال س س ‪ ‬بس سسذاته سس سسيحّل لنس سسا كس سسل‬ ‫المعضسسلت‪ ،‬وسس ُينهي بيننسسا كسسل المشسسكلت‪ ،‬وسسيجعلنا فسسي سسسعاد ة وارفسة فسسي السسدنيا‪،‬‬ ‫وسيجعلنا إن شساء الس مسن الفسائزين يسو م الميقسات‪ ،‬لنسه كل م الس السذي يعلسوا علسى سسائر‬ ‫الكل م‪ ،‬وهو الذي فيه تشخيص إلهي لكل مشاكل النا م‪ ،‬وهو السذي فيسه حسٌل لكسل مسا‬ ‫يعترينسسا مسسن هم سو م وغم سو م ومشسسكلت إلسسى ي سو م الزح ا م‪ ،‬جعلهسسا ال س ‪ ‬جسساهز ة لنسسا جماعسسة‬ ‫المؤمنين‪        (44 :‬فصلت( جعل ال فيه هداية‪ ،‬وفيه‬ ‫شفاء لكل المشكلت‪.‬‬ ‫كيف نعمل به؟ وكيف ننفذ تعلميساته؟ وكيسف نقسو م بوصاياه وتوجيهساته؟ ننظسر إلسى‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 44‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الس سو ة الطيبسسة والقسسدو ة الكريمسسة السسذي أوج ده مسسوله‪ ،‬وحفظسسه مسسن الهسسوى‪ ،‬وعصسسمه مسسن‬ ‫السسوء‪ ،‬وجلسسه قسسدو ة كسل المسسؤمنين منسسذ بعثتسسه إلسسى يسو م السسدين‪ ،‬ليقتسسدوا بهسسديه ويستضسسيئوا‬ ‫بسنته‪ ،‬ويمشوا على سيرته‪ ،‬ويتحلوا بأخلقه وشمائله بيسسن البرية أجمعيسسن‪ ،‬فيكونوا كمسسا‬ ‫كان ‪ ‬منصورين وأعز ة ومتمكنين بتمكين رب العالمين ‪.‬‬

‫فما بالنسسا أمسسة السسسل م الن ومعنسسا القسسرآن؟! وما أكسسثر تلو ة القسسرآن وحفظسسه بيننسسا‪،‬‬ ‫وم سسا أجمس سسل الصس سسوات الس سستي تق س سرأه علس سسى أسس سسماعنا‪ ،‬وم سسا أكس سسثر الوس سسائل مس سسن إذاعس سسات‬ ‫ومسسسجلت وغيرها السستي ُترّتل القسسرآن فسسي بيوتنسسا وفى شسسوارعنا وفى مسسساجدنا وفى كسسل‬ ‫أراضسسنا‪ ،‬ولكنن سسا ن سسرى المس سسلمين الن ح سسالهم غي سسر الح سسال ال سسذي وعسسدنا ب سسه ال سس‪ ،‬نج سسد‬ ‫المس سسلمين مستض سسعفين‪ ،‬فكثُسسرت المش سساكل وك ثرت المس سراض والعل سسل‪ ،‬وانتش سسر الفق سسر‪،‬‬ ‫وأصسسبحنا نُم س دس أيسسدينا إلسسى الكسسافرين والمشسسركين نسسسألهم اضسسرورات الحيسسا ة‪ ،‬مسسع أن هسسذا‬ ‫يخالف ما وعدنا به ال جّل في ُعله‪ ،‬لماذا يا إخواني ذلك؟‪.‬‬ ‫أكتفسسى بسسسر واحسسد إذا عرفنسساه وانتبهنسسا وحققنسسا مسسا يريسده منسسا ال س فس ستَُح لس كسسل‬ ‫مشكلتنا إن شاء ال‪ ،‬يقول ال ‪ ‬لنا أجمعين‪:‬‬ ‫‪               ‬‬ ‫‪(21‬الحزاب(‬

‫قسسدوتنا فسسي كسسل شسسئوننا وفى كسسل أحوالنسسا هسسو سسسيدنا رسول السس‪ ،‬السسذي أمرنا بسسأن‬ ‫نقتدى به ال جّل في ُعله‪ ،‬نحن نحاول أن نتابعه في ظاهر الصل ة‪ ،‬ونحسساول أن نتسسابعه‬ ‫فسسي ظسساهر الصسسيا م‪ ،‬ونحسساول أن نتسسابعه فسسي أعمسسال الحسسج والزك ا ة الظسساهر ة‪ ،‬لكسسن معظمنسسا‬ ‫أسقط الجانب النساني الذي كان عليه حضر ة النبي ولم يتابعه في ذلك‪.‬‬ ‫الجانب النسانى هو السسساس فسسي إصسسل ح المجتمعسسات‪ ،‬وهسو السسذي يقسسول الس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 45‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫له ولنا في شأنه‪              :‬‬

‫‪   (159‬آل عمسران( كيف كان حاله مسسع الخلسسق‪ ،‬ومع أهلسسه‪ ،‬ومع أزواجسه‪ ،‬ومع‬ ‫ل؟ كيسسف كسسان‬ ‫أولده‪ ،‬ومسع جيرانسسه‪ ،‬ومسع المسسسلمين أجمعيسسن صسسغيراً كسسبيراً نسسساًء ورج ا ً‬ ‫يتعامل مع هؤلء؟ تقول السيد ة عائشة راضى ال عنها وأراضاها في ذلك‪:‬‬

‫خا ًبا‬ ‫ص ّ‬ ‫شا‪َ ،‬لول َ‬ ‫ح ً‬ ‫شا َلول ُم َت َف ّ‬ ‫ح ً‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َي ُ‬ ‫} َل ْ‬ ‫س ّي َئ َة‪،‬‬ ‫س يّ ئَ ِة ال ّ‬ ‫ج ِزي ِبال ّ‬ ‫ق‪َ ،‬لول َي ْ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ِفي ا ل َ ْ‬ ‫‪38‬‬ ‫ح{‬ ‫ص َف ُ‬ ‫ع ُفو َلو َي ْ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫َلو َل ِ‬ ‫ويقول أنس بن مالك ‪:‬‬

‫عا ًنا‬ ‫فشا َلول َل ّ‬ ‫حا ً‬ ‫سبابا َلول َف ّ‬ ‫ي‪َ ‬‬ ‫ن ال ّن ِب ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫م َي ُ‬ ‫} َل ْ‬ ‫‪39‬‬ ‫{‬ ‫لم يكن يعامل أحداً قط بالشّد ةس‪ ،‬وإنما بالرحمة وباللين وبالمود ة‪ ،‬فأين نحسن مسن‬ ‫ب ولشسستٌم ول لعسٌن‬ ‫ذلك‪ ،‬ولم يكن لسانه يتحسّد ثس إل بسسالكلم الطيسسب‪ ،‬ل يخسسرج منسسه سس ٌ‬ ‫ش ول غيب سةٌ ول نميم سةٌ ول وقيع سةٌ ول كلمسسة سسسيئة لح سٍد مسسن المسسسلمين ‪ ..‬بمسسن‬ ‫ول فُحس ٌ‬ ‫نقتسسدي جماعسسة المسسسلمين فسسي حياتنسسا؟! بمسسن نتأسسسى فسسي كلمنسسا ومعاملتنسسا مسسع أهلينسسا‬ ‫وأزواجنا وجيرننا وإخواننا؟! هل نحن نعمل بقول ال‪:‬‬ ‫‪                                      ‬‬ ‫‪                                          ‬‬ ‫‪         (21‬الحزاب(؟!‬ ‫‪ 38‬سنن الترمذي ومسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان‬ ‫‪ 39‬صحيح البخاري ومسند الما م أحمد والبيهقي‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 46‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أ م نسينا ذلك وتناسينا عن ذلك! وكٌل يمشي على هواه! وأصبحت اللسن التي‬ ‫تقول )ل إله إل ال( والتي تقرأ كتاب ال‪ ،‬والتي تصّلي بين يدى الس بمجسسرد أن يخسسرج‬ ‫من الصل ة يُس بس هذا ويشتم هذا ويلعسسن هسسذا ويكسسذب علسسى هسسذا ويغتسساب هسسذا!! مسسع أن‬ ‫هسسذا ليسسس هسسدى النسسبي ول أصسسحابه الكرمساء‪ ،‬ول أتبسساعه الحكمسساء السسذين أسسسعدهم ال س‬ ‫بالسسدنيا فسسي إتبسساعهم فسسي الجسسانب النسسساني لخيسسر النسسبيين وإمسسا م المرس لين ص سّلوات رب ى‬ ‫وتسليماته عليه‪.‬‬

‫نحسسن نحتسساج أجمعيسسن إلسسى أن ننظسسر إلسسى قسسول رب العسسالمين السسذي أمسسر النسسبي أن‬ ‫يخاطبنسسا بسسه فسسي كتسسابه المسسبين‪       (110 :‬الكهسسف( يعنسسي‬ ‫اتبعوني في البشرية‪ ،‬اتبعونى في المشي‪ ،‬اتبعوني في طريقة الكل م‪ ،‬اتبعوني فسسي التعامسسل‬ ‫مع النا م‪ ،‬اتبعوني في كل المور البشرية حتى في الكسسل والشسرب والمنسسا م‪ ،‬فسإّن اتبسساعه‬ ‫‪ ‬يستوجب محبة الملك العل م ‪:          ‬‬ ‫‪(31‬آل عمران(‪.‬‬ ‫الذي يتبع حبيب ال في كل ما ذكرناه يحبه الس ‪ ،‬والسذى يحبسه مسوله يسسا هنساه‪،‬‬ ‫يستجيب له الدعاء‪ ،‬ويحقق له الرجاء‪ ،‬ويكشف عنه كل بلء‪ ،‬ويجعلسه دوم اً فسسي السدنيا‬ ‫فسسي خيسسر ورخاء‪ ،‬ويجعلسسه فسسي الخسر ة مسسع السسسعداء يسو م العسسرض والجسزاء بمصسساحبة سسسيد‬ ‫ض لس عليه بعد ذلك بأن يكون جاره في جنسسة النعيسسم لنسسه تسسابع النسسبي‬ ‫الرسل والنبياء‪ ،‬ويتف ّ‬ ‫الرءوف الرحيم ‪.‬‬ ‫ولسذلك قسسال ال س لنسسا‪     (54 :‬النسسور( إذا أطعنسساه فسسي ذلسسك‬ ‫صحس السباب التي ُتفتح بها كل‬ ‫اهتدينا لصلح الطرق للعيش في الدنيا‪ ،‬واهتدينا إلى أ ّ‬ ‫صسحس المسسور السستي نعيسسش بهسسا فسسي‬ ‫كنسسوز الخيسسر مسسن حضسر ة الكريم الوهساب ‪ ،‬واهتسسدينا ل ّ‬ ‫الدنيا في سرور وحبور‪ ،‬وإذا خالفنا هذا الهدى النبوى الكريم ‪ -‬مع أننسسا نصسسلي ونصسو م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 47‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫صس وسُ م النسَّه اسَر ‪،‬س َو تسَُقسوُ م اللّْيس َل‪،‬‬ ‫ونق سو م ل س بالطاعسسات ‪ -‬فقسسد قيسسل‪ :‬يسسا رس ول ال س إِّن ُفلنَسةَ تَ ُ‬ ‫َو تسُْؤ ِذسيس ِج يسَرانسَه اس بِلَِس اسنَِه اس‪َ ،‬قاَل ‪ :‬س‬ ‫{‪40‬‬

‫ي ِفي ال ّنا ِر {‬ ‫ه َ‬ ‫خ ْي َر ِفي َها‪ِ ،‬‬ ‫}ل َ‬

‫وحس ّذ رسنا الس س ‪ ‬م سسن مخالف سسة ه سسذا الن سسبي فل يخ سسالفه إل ش سسقي‪ ،‬فق سسال الس س تع سسالى‪:‬‬ ‫‪             ‬‬

‫‪(63‬النسسور( كسل الفتسن الستي نحسسن فيهسا الن‪ ،‬وكل العسسذابات مسن عسذاب المسراض وعذاب‬ ‫الغلء وعسذاب البلء وعسذاب الشسسقاق وعسذاب النفسساق وعسذاب الخلفسسات بيسسن النسساس‬ ‫سسسببها الساسسسي هسسو مخالفسسة حض سر ة النسسبي‪.،‬وعسد م التبسساع لحض سر ة النسسبي وعسد م العمسسل‬ ‫بكتسساب ال س العلسسي علسسى نهسسج حض سر ة النسسبي‪ ،‬تح سّد ثس النسسبي ‪ ‬عمسسا نحسسن فيسسه الن فقسسال‬ ‫صلوات ربى وتسليماته عليه‪:‬‬

‫خ َر جُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ‪َ:‬ما ا ْل َ‬ ‫ن فِ تْ نَ ٌة‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫س َت ُ‬ ‫} َأل إ ِ ّن َها َ‬ ‫ب ال ّل هِ ِفي ِه َن َب ُأ‬ ‫ل ‪ِ:‬ك َتا ُ‬ ‫ل ال ّل ِه؟ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ِم ْن َها َيا َر ُ‬ ‫م َما‬ ‫ح كْ ُ‬ ‫م‪َ ،‬لو ُ‬ ‫ع َد ُك ْ‬ ‫خ بَ ُر َما َب ْ‬ ‫م‪َ ،‬لو َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ن َق ْب َل ُ‬ ‫َما َكا َ‬ ‫ن َت َر َك ُه‬ ‫ل‪َ ،‬م ْ‬ ‫ل َل يْ سَ ِبا ْل َه ْز ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ه َو ا ْل َف ْ‬ ‫م‪َ ،‬لو ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫َب ْي َن ُ‬ ‫غى ا ْل ُه َدى ِفي‬ ‫ن ا ْب َت َ‬ ‫م ُه ال ّل ُه‪َ ،‬لو َم ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ج ّبا ٍر َق َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ه َو‬ ‫ن‪َ ،‬لو ُ‬ ‫م ِتي ُ‬ ‫ل ال لّ ِه ا ْل َ‬ ‫ح ْب ُ‬ ‫ه َو َ‬ ‫ض ّل ُه ال ّل ُه‪َ ،‬لو ُ‬ ‫ه أَ َ‬ ‫غ ْي ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫ه َو‬ ‫م‪ُ ،‬‬ ‫س َت ِقي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ا ْل ُ‬ ‫ص َرا ُ‬ ‫ه َو ال ّ‬ ‫م‪َ ،‬لو ُ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ّذ ْك ُر ا ْل َ‬ ‫س ِب ِه‬ ‫ء َلول َت لْ تَ ِب ُ‬ ‫ه َوا ُ‬ ‫غ ِب ِه ا ل َ ْ‬ ‫ا ّل ِذي ل َت ِزي ُ‬ ‫خ َل قُ‬ ‫ء‪َ ،‬لول َي ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ع َل َ‬ ‫ع ِم ْن ُه ا ْل ُ‬ ‫ش َب ُ‬ ‫س َن ُة‪َ ،‬لول َي ْ‬ ‫ا ل َْل ِ‬

‫‪ 40‬مسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 48‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ه وَ‬ ‫جا ِئ بُ ُه‪ُ ،‬‬ ‫ع َ‬ ‫ضي َ‬ ‫ة ال ّر ّد‪َ ،‬لول َت ْن َق ِ‬ ‫ع َلى َك ْث َر ِ‬ ‫َ‬ ‫ح ّتى َقا ُلوا‪ :‬‬ ‫ع تْ ُه َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن إ ِ ْذ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫م َت ْن َت ِه ا ْل ِ‬ ‫ا ّل ِذي َل ْ‬ ‫فش ِد ‪، ‬‬ ‫ع جَ ًبا َي ْه ِدي إ ِ َلى ال ّر ْ‬ ‫ءا ًنا َ‬ ‫ع َنا ُق ْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫إ ِ ّنا َ‬ ‫ل ِب ِه أ ُ جِ َر‪َ ،‬لو َم ْ‬ ‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ق‪ ،‬لوَ َم ْ‬ ‫ص َد َ‬ ‫ل ِب ِه َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫َم ْ‬ ‫ه َدى إ ِ َلى‬ ‫عا إ ِ َل يْ ِه َ‬ ‫ن َد َ‬ ‫ل‪َ ،‬لو َم ْ‬ ‫ع َد َ‬ ‫م ِب ِه َ‬ ‫ك َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫‪41‬‬ ‫م{‬ ‫س تَ ِقي ٍ‬ ‫ط ُم ْ‬ ‫ص َرا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أو كما قال‪ } :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة {‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمسسد لس رب العسسالمين السذي مل قلوبنسسا باليمسان‪ ،‬وجعلنسا فسي السدنيا مسن عبساده‬ ‫المسلمين‪ ،‬ونسأله ‪ ‬أن يلحقنا بتوفيقه وعنسسايته حستى نخسرج مسن السسدنيا مسسؤمنين وُيلحقنسا‬ ‫بالص سسالحين‪ ،‬وأش سسهد أن ل إل سسه إل الس س وحسسده ل شس سريك ل سسه‪ ،‬إل سسه ق سسوي الفع سسال‪ ،‬ش سسديد‬ ‫المحال‪ ،‬له الملك وله الحكسم وله المسر وهو علسى كسل شسيٍء قسدير‪ ،‬وأشسهد أن سسيدنا‬ ‫محم سسداً عب سسد الس س ورسسسوله‪ ،‬وصسسفيه م سسن خلق سسه وخليل سسه‪ ،‬جعل سسه الس س ‪ ‬ف سسي ال سسدنيا رحم سسة‬ ‫للعسسالمين‪ ،‬وفى الخسر ة شسسفيعاً للخلسسق أجمعيسسن‪ ،‬وفى الجنسسة إمامساً للمقربيسسن والصسسالحين‪،‬‬ ‫اللهم ص ّل وسلم وبارك على سيدنا محمد‪ ،‬وآله الطيبين‪ ،‬وصحابته المبساركين‪ ،‬وكل مسن‬ ‫اهتدى بهديه إلى يو م الدين‪ ،‬وعلينا معهم أجمعين ‪ ..‬آمين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫أما بعد أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫ألوصافه العلية‬ ‫‪ 41‬سنن الترمذي والدارمي ومسند الما م أحمد عن علي بن أبي طالب ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 49‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫جع سسل الس س ‪ ‬للن سسبي ‪ ‬جانبس ساً بشس سريًا‪ ،‬ك سسان ب سسه ‪ ‬يج سسالس الم سسؤمنين ويأك سسل معه سسم‬ ‫ويتح سّد ثس معهسسم ويعيسسش بسسه بينهسسم ليهتسسدوا بهسسديه ويتمسسسكوا بشسسرعه ويمشسسوا علسسى دربسه‬ ‫فُيسعدهم ال ‪ ،‬مع أن النسبي ‪ ‬كّرمسه مسوله وأعلسى شسأنه كمسا ذكر فسي كتساب الس وبيّسن‬ ‫أنه ‪ ‬رحمة ُعظمى للخلق أجمعين‪ ،‬وأنه إما م النبيين وزعيسسم المرسلين وصاحب السسسياد ة‬ ‫على الخلق أجمعين‪.‬‬

‫ومع أنه ‪ ‬كان في بشسريته الظساهر ة عنسدما يسراه أحسٌد مسن الخلسق يسراه كأحسدنا‪ ،‬إل‬ ‫أنسسه كسسان لسسه خصوصيات نبوية ُتميّسسزه عسسن بسساقى الخلسسق‪ ،‬فكسسان ‪ ‬إذا مشسسى فسسي الشسسمس‪،‬‬ ‫لُيرى له ظل‪ ،‬والذي ل ُيرى لسه ظسٌل هسسو النسور‪ ،‬وكان ‪ ‬إذا مشسى مسع قسوٍ م يرونه أطسسولهم‬ ‫مهما كانت أطسوالهم‪ ،‬وكان ‪ ‬إذا قعسسد مسع قسسوٍ م يكسسون أعلهسم كتفساً مسسع ُعلسوهم‪ ،‬وكان ‪‬‬ ‫إذا تكلم خرج النور من بين ثناياه‪.‬‬ ‫وكان ‪ ‬ريقه الشريف يشفي به ال ‪ ‬من المراض‪ ،‬ويحّو لس المسساء المالسسح إلسسى مسساءٍ‬ ‫شس فسيت فسسي الحسسال‪ ،‬وقطعسست‬ ‫عسسذب‪ ،‬واضعه فسسي عيسسن المسسا م علسسي ‪ -‬وكان بهسسا رم ٌد ‪ -‬ف ُ‬ ‫ذراع أحسسد أصسسحابه فسسي إحسسدى الغسسزوات النبويسة فأخسسذ مسسن ريقسسه وألصسسق السسذراع بالجسسسم‬ ‫فلصقت في الحال‪ ،‬وكان إذا جعل ريقه على جلد إنسسان ُيشم مسن هسذا النسسان رائحسة‬ ‫طيبة مدى الحيا ة‪ ،‬لن ال كّرمه وعّظمه وبّج لسه‪.‬‬ ‫وكان ‪ ‬ل يقف عليه الذباب‪ ،‬وإذا أراد أن يقضي حاجته ل يُسسرى لهسسا أثسسر‪ ،‬تقسسول‬ ‫السيد ة عائشة راضي الس عنهسا‪ :‬يَسا َرُسس وسَل اللّسِه إِنّسي أَ​َراَك تَسْد ُخسُلس الَْخ َلس َء سس‪ ،‬ثسُّم يَِج يسسُء الّسِذ يس‬ ‫ك َأثسًَرا؟ فسَق اسَ‪‬ل‪:‬‬ ‫يَْد ُخسُلس بسَْع َدسَكس فسَلَْم يسَر لَِم اس َخ َرسَجس ِم ْنس َ‬

‫ض أ َ نْ‬ ‫ن ال ّل َه أ َ َم َر ا ل َْر َ‬ ‫ت أَ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ع ِل ْ‬ ‫ش ُة‪ ،‬أ َ َما َ‬ ‫عا ِئ َ‬ ‫} َيا َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ء{‬ ‫ن ا ل َْن ِب َيا ِ‬ ‫خ َر جَ ِم َ‬ ‫ع َما َ‬ ‫َت ْب َت ِل َ‬

‫‪ 42‬ابن الجوزي‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 50‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وكان َعَرُقه ‪ ‬أطيب من ريح المسك‪ ،‬بل كانوا يأخذون هذا الَعسَرق ويضسسعونه فسسي‬ ‫زجاجسسات ويضسسيفون قسسدراً اضسسئيلً منسسه إلسسى الُعطسسور لتُصسبح عطسسوراً طيبسسة الرائحسسة ليسسس لهسسا‬ ‫مثيل‪ ،‬وكان إذا مشسى فسي مكسان ُيعرف هسذا المكسان السذي مشسى فيسه برائحسة عسرق النسبي‬ ‫التي فاحت فيه صلوات ربى وتسليمه عليه‪.‬‬ ‫ص سهس بمواصسسفا ٍ‬ ‫ت إلهيسسة جعلتسسه ‪ ‬كسسأنه نسسوٌر‬ ‫فسسالنبى ‪ ‬مسسع أنسسه بش سٌر إل أن ال س ‪ ‬خ ّ‬ ‫يمشسى فسي السدنيا فسي صسور ة بشسرية‪ ،‬بالخصسائص اللهيسة والوصاف الربانيسة الستي جعلهسا‬ ‫فيه رب البرية‪ ،‬ولذا قال فيه ال جّل في ُعله‪:‬‬ ‫‪         (15‬المائد ة(‬

‫أقول هذا حتى ل يتجرأ واحٌد من المسلمين فيتحّد ثس عسن النسبي ‪ -‬السذي رفعسه‬ ‫ربه ‪ -‬على أنه مثلنا‪ ،‬وعلى أنه كأحدنا‪ ،‬هو مثلنسسا فسسي البشسرية‪ ،‬وإن كسسانت بشسريته عليسسة‬ ‫بما فيها من أنوار ربانية جعلها فيه رب البرية ‪.‬‬ ‫ولذلك ورد عنه ‪ ‬أنه عندما كان عند السيد ة حليمة يراضع عندها‪ ،‬قال‪:‬‬

‫ن َلوا ٍد َم عَ‬ ‫ط ِ‬ ‫م ِفي َب ْ‬ ‫ما أ َ َنا َذا تَ َي ْو ٍ‬ ‫}َف َب ْي َن َ‬ ‫ث‪،‬‬ ‫ه طٍ َثل ٍ‬ ‫ن‪ ،‬إ ِ َذا أ َ َنا ِب َر ْ‬ ‫ص ْب َيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ب ِلي ِم َ‬ ‫أ َ ْت َرا ٍ‬ ‫ج‪،‬‬ ‫ن ُنو رٍ َلو َث ْل ٍ‬ ‫ب َمل ُ‬ ‫ه ٍ‬ ‫ن َذ َ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫ش ٌ‬ ‫ط ْ‬ ‫م َ‬ ‫ع ُه ْ‬ ‫َم َ‬ ‫ط َل َ‬ ‫ق‬ ‫حا ِبي‪َ ،‬لوا ْن َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن َب ْي نِ أ َ ْ‬ ‫خ ُذلو ِني ِم ْ‬ ‫َف َأ َ‬ ‫فش ِفي ِر‬ ‫َ‬ ‫ح ّتى ا ْن تَ َه ْوا إ ِ َلى‬ ‫ه َرا ًبا‪َ ،‬‬ ‫حا ِبي ِ‬ ‫ص َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ط‪َ ،‬لو َقا ُلوا ‪َ :‬ما‬ ‫ه ِ‬ ‫ع َلى ال ّر ْ‬ ‫ا ْل َوا ِدي‪َ ،‬ف َأ ْق َب ُلوا َ‬ ‫ه َو‬ ‫س ِم ّنا َلو ُ‬ ‫م َل يْ َ‬ ‫غ َل ٌ‬ ‫م؟ أ َ ّن ُه ُ‬ ‫غل ِ‬ ‫م َلو ِل َه َذا ا ْل ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫َل ُ‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 51‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ع ِفي َنا‬ ‫ض ٌ‬ ‫س َت ْر َ‬ ‫ه َو ُم ْ‬ ‫ش‪َ ،‬لو ُ‬ ‫س ّي ِد ُق َر ْي ٍ‬ ‫ن َب ِني َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ما َذا َي ُر دّ‬ ‫ب َف َ‬ ‫م‪َ ،‬ل ْي سَ َل ُه أ َ ٌ‬ ‫م َي ِتي ٍ‬ ‫غ َل ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ع ِلي َ‬ ‫م ل ُب ّد َفا ِ‬ ‫ن ُك نْ تُ ْ‬ ‫ك نْ إ ِ ْ‬ ‫م َق ْت ُل ُه؟ َلو َل ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫م َفا ْق َب ُلو َنا‬ ‫ك ْ‬ ‫م‪َ ،‬ف لْ نَ ْأ ِت ُ‬ ‫فش ئْ تُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫خ َتا ُرلوا ِم ّنا أ َ ْي َن َ‬ ‫َفا ْ‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه ْ‬ ‫جي ُبو ُ‬ ‫م ُي ِ‬ ‫م‪َ ،‬ف لَ ْ‬ ‫غ َل َ‬ ‫ه َذا ا ْل ُ‬ ‫عوا َ‬ ‫كا َن ُه‪َ ،‬لو َد ُ‬ ‫َم َ‬ ‫م‪،‬‬ ‫جي ُبو َن ُه ْ‬ ‫م ل ُي ِ‬ ‫ن ا ْل َق ْو َ‬ ‫ن أَ ّ‬ ‫ص ْب َيا ُ‬ ‫ما َر َأى ال ّ‬ ‫َف َل ّ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ن إ ِ َلى ا ْل َ‬ ‫عي َ‬ ‫س ِر ِ‬ ‫ُم ْ‬ ‫ه َرا ًبا‬ ‫ِ‬ ‫ط َل ُقوا‬ ‫ا ْن َ‬ ‫م‪،‬‬ ‫ع َلى ا ْل َق ْو ِ‬ ‫َ‬ ‫خو َن ُه ْ‬ ‫م‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫س َت ْ‬ ‫م َلو َي ْ‬ ‫مو َن ُه ْ‬ ‫ع ّل ُ‬ ‫ُي َ‬ ‫ع ِني إ ِ َلى ا ل َْر ضِ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َ‬ ‫م‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ح ُد ُ‬ ‫ي أَ َ‬ ‫م َد إ ِ َل ّ‬ ‫ع َ‬ ‫َف َ‬ ‫ص ْد ِري إ ِ َلى‬ ‫ن َ‬ ‫ق َما َب يْ َ‬ ‫فش ّ‬ ‫م َ‬ ‫طي ًفا‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫عا َل ِ‬ ‫جا ً‬ ‫ض َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫ج ْد ِل َذ ِل كَ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫ظ ُر‪َ ،‬ف َل ْ‬ ‫عا َن ِتي‪َ ،‬لو أ َ َنا أ َ ْن ُ‬ ‫ُم ْن َت َهى َ‬ ‫س َل ُه ِب َذ ِل َ‬ ‫ك‬ ‫غ َ‬ ‫ط ِني‪َ ،‬ف َ‬ ‫ء َب ْ‬ ‫شا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ج أَ ْ‬ ‫خ َر َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫فش ْي ًئا‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫َ‬ ‫ها ِفي‬ ‫عا َد َ‬ ‫م أَ َ‬ ‫س لَ ُه‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫غ ْ‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫م‬ ‫ج‪َ ،‬ف َأ ْن َ‬ ‫ال ّث ْل ِ‬ ‫ح ِب ِه‪:‬‬ ‫صا ِ‬ ‫ل ِل َ‬ ‫م ال ّثا ِني‪ ،‬لو َقا َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫كا ِن َها‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫َم َ‬ ‫ج‬ ‫خ َر َ‬ ‫ج ْو ِفي‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫ل َي َد ُ‬ ‫خ َ‬ ‫م أ َ ْد َ‬ ‫ح‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫َت َن ّ‬ ‫ج ِم ْن ُه‬ ‫خ َر َ‬ ‫ع ُه‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫ص َد َ‬ ‫ظ ُر َف َ‬ ‫َق ْل ِبي‪َ ،‬لو أ َ َنا أ َ ْن ُ‬ ‫م َن ًة‬ ‫ه َي ْ‬ ‫ل ِب يَ ِد ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ء َر َمى ِب َها‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫س ْو َدا َ‬ ‫غ ًة َ‬ ‫ض َ‬ ‫ُم ْ‬ ‫م ِفي‬ ‫خا َت ِ‬ ‫م أ َ َتى ِبا ْل َ‬ ‫فش يْ ًئا‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ِم ْن ُه‪َ ،‬ك َأ ّن ُه َي َت َنا َلو ُ‬ ‫صا َر‬ ‫ف أ َ ْب َ‬ ‫ط ُ‬ ‫خ َ‬ ‫م ِة‪َ ،‬ي ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ة َلوا ْل ِ‬ ‫ن ُنو ِر ال ّن ُب ّو ِ‬ ‫ه ِم ْ‬ ‫َي ِد ِ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 52‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫م َق لْ ِبي‪َ ،‬فا ْم َت ل َ ُنو ًرا‬ ‫ن ُدلو َن ُه‪َ ،‬ف خَ َت َ‬ ‫ظ ِري َ‬ ‫ال ّنا ِ‬ ‫ت بَ ْر َد َذ ِل كَ‬ ‫ج ْد ُ‬ ‫كا َن ُه‪َ ،‬ف َو َ‬ ‫ه َم َ‬ ‫عا َد ُ‬ ‫م أَ َ‬ ‫م ًة‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫حك َ‬ ‫َلو ِ‬ ‫ث‪،‬‬ ‫م ال ّثا ِل ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه ًرا‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫م ِفي َق ْل ِبي َد ْ‬ ‫خا َت ِ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫ي َلو ُم ْن َت َهى‬ ‫ن َث ْد َي ّ‬ ‫ه َب يْ َ‬ ‫ح َب ُه‪َ ،‬ف َأ َم ّر َي َد ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫حى َ‬ ‫َف َن ّ‬ ‫ن ال ّل ِه‬ ‫ق ِب ِإ ْذ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫م َذ ِل َ‬ ‫عا َن ِتي‪َ ،‬فا ْل َت َأ َ‬ ‫َ‬ ‫كا ِني‬ ‫ن َم َ‬ ‫ض ِني ِم ْ‬ ‫ه‪َ ،‬ف َأ ْن َه َ‬ ‫خ َذ ِب َي ِد ِ‬ ‫م أَ َ‬ ‫عا َلى‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫َت َ‬ ‫فش ّ‬ ‫ق‬ ‫ل ا ّل ِذي َ‬ ‫ل ا ل َّلو ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫طي ًفا‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ضا َل ِ‬ ‫إ ِ ْن َها ً‬ ‫ن أ ُ ّم تِ ِه‪َ ،‬ف َو َز ُنو ِني‪،‬‬ ‫ة ِم ْ‬ ‫ش َر ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫ه ِب َ‬ ‫ط ِني ‪ِ :‬ز ُنو ُ‬ ‫َب ْ‬ ‫ن أ ُ ّم ِت ِه‪،‬‬ ‫ما َئ ٍة ِم ْ‬ ‫ه ِب ِ‬ ‫ل ‪ِ :‬ز ُنو ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫م‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ح ُت ُه ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫َف َر َ‬ ‫ه ِب َأ ْل ٍ‬ ‫ف‬ ‫ل ‪ِ :‬ز ُنو ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫م‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ح ُت ُه ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫َف َو َز ُنو ِني‪َ ،‬ف َر َ‬ ‫ه‬ ‫عو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬د ُ‬ ‫م‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح ُت ُه ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن أ ُ ّم ِت ِه‪َ ،‬ف َو َز ُنو ِني َف َر َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫‪43‬‬ ‫م{‬ ‫ح ِب ِه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫عا َل َر َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ه ِب ُأ ّم ِت ِه َ‬ ‫مو ُ‬ ‫َف َل ْو َلو َز ْن ُت ُ‬ ‫اللهم اكرمنا بهذا النبي في الدنيا والخر ة ‪...‬‬

‫وارزقنسسا فسسي السسدنيا التأسسسي بحض سرته‪ ،‬والعمسسل بسسسنته‪ ،‬وتنفيسسذ ش سريعته‪ ،‬والهتسسداء‬ ‫بهديه في أخلقه وشمائله وكل سيرته ‪...‬‬ ‫وارزقنا في الخر ة شفاعته‪ ،‬وارزقنا في الجنة جوار حضرته‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله لوصحبه‬ ‫لوسلم‬ ‫‪ 43‬المطالب العالية لبن حجر والطبري عن شداد بن أوس ‪ ،‬ودلئل النبو ة للبيهقي عن عبد ال بن العباس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة ‪ :‬النبى السوة الحسنة }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 53‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة‬ ‫‪44‬‬ ‫الحسد لوالبغضاء لوعلهجهما‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمد ل رب العالمين أكرمنا وأكر م عباده المؤمنين أجمعيسن بسأن منحنسا الُهس دسى‬ ‫واليمان وكتبه في قلوبنا وجعلنا مسلمين‪ ،‬سبحانه سسسبحانه ل يمنسسح اليمسسان بسسه إل لمسسن‬ ‫أحبسه وهداه‪ ،‬ول ُيحيسط بعنسايته أحسداً مسن خلقسه إل وّج هسسه إلسى حسبيبه وُمجتبساه‪ ،‬وأمسره أن‬ ‫يكون طوع أمره‪ ،‬وأن يفعل ما أمره به وينتهى عما عنه نهاه‪:‬‬ ‫‪          (7‬الحشر(‬

‫وأشسسهد أن ل إلسسه إل الس وحده لشسريك لسسه‪ ،‬هسسو وحده الفّعسسال لمسسا يُريد‪ُ ،‬يفّكس رس‬ ‫العبيسد وُيقدر العبساد‪ ،‬ويظنسسون أنهسسم بتفكيرهم وتقسسديرهم اهتسدوا إلسى طريق الرشاد‪ ،‬لكسن‬ ‫ال ‪ ‬ل يوّفق إلسى طريق الرشاد إل مسن سسّد دسه وأيسّد هس وأخسذ بيسده وكتسب فسي قلبسه الُهس دسى‬ ‫واليقين‪ ،‬وجعله في الدنيا على مائسسد ة سسيد المرسلين والنسبيين‪ ،‬وكتبسسه عنسسده مسسن خيسسر أمسسة‬ ‫أخرجت للناس أجمعين‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬جعل ال ‪ ‬ذاتسسه فسسي‬ ‫حيسساته وش ريعته وُس نسته بعسسد ارتفسساعه إلسسى مسسوله هسسي الوسيلة الوحيسسد ة للجمسسع بعسسد الُفرسقة‪،‬‬ ‫وللعّز بعد الذله‪ ،‬وللغنى بعد الفاقة‪.‬‬

‫اللهسسم صسسّل وسس ّلم وبسسارك علسسى سسسيدنا محم سسد عب سسدك الُم س سسدد المؤيسسد‪ ،‬وارزقن سسا‬ ‫أجمعين التوفيق لتباع سنته‪ ،‬وخذ بأيدينا دوماً للعمل على رفع شأن شسريعته‪ ،‬وأزْل بيننسسا‬ ‫وبينه كل حجاب حتى نتمّتع في السدنيا بجمسسال حضسرته‪ ،‬ونكسسون فسسي الخسر ة تحست لسواء‬

‫‪ 44‬خطبة الجمعة ‪ -‬السكندرية س مسجد عمرو بن العاص ‪ 5‬من ربيع الخر ‪1434‬هس ‪ 15/2/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 54‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫شفاعته‪ ،‬ونحظى أجمعين في الجنة بجوار حضرته‬ ‫إخوانى جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫لعلكسسم أجمعيسسن تسسدركون وتعلمسسون مسسا يحسسدث فسسي بلسسدنا وفسى مجتمعنسسا الن مسسن‬ ‫فرقة وشتات‪ ،‬ومن أمسسوٍر جعلسست أعقسسل النسساس فسسي هسسذا الزمان حيسران‪ ،‬يقسسول فسسي نفسسسه‬ ‫ولمسسن حسسوله‪ :‬أيسسن المسسان؟ ومسا العيشسسة المراضية السستي وعسدنا بهسسا الرحمسسن؟ ومستى وقتهسسا؟‬ ‫وكيسسف تتحقسسق فسسي هسسذا الزمان؟ والكسل يمشسسى أو يجلسس أو يسبيت مشسسغول البسسال بنفسسسه‬ ‫وبأهله وبطلباته وبحاجاته وبإخوانه المسسلمين أجمعيسن‪ ،‬والبعسض يظسسن أنسسه ل مخسسرج مسسن‬ ‫ذلك إل بالتظاهرات‪ ،‬وإل بمسسا نسراه مسسن فواضى سسسائر ة ومتحركة فسي كسل الجهسسات‪ ،‬حستى‬ ‫أصبح دولب العمل على وشك الوقوع‪.‬‬ ‫مسسا المخسسرج مسسن ذلسسك؟‪.‬المخسسرج فسسي قسسول السس‪:‬‬

‫‪      ‬‬

‫‪            (21‬الحزاب( أنتم‬ ‫تعلمسسون أن هسسذا النسسبي اختسساره الس ‪ ‬نبيّساً للختسسا م‪ ،‬وجعلسسه خسساتم النسسبيين وخاتم المرسلين‪،‬‬ ‫ولذلك أعطاه ال ‪ ‬بصير ة نورانية‪ ،‬وشاشة شفافة إلهيسسة قلبيسسة‪ ،‬جعلتسسه يتطلسسع علسسى جميسسع‬ ‫الحوال التي ستحدث لمته إلى يو م الدين‪ ،‬لنه الطبيب الوحد السذي عيّنسه الس لعلج‬ ‫المسلمين منذ زمنه إلى أن يرث ال الرض ومن عليها‪.‬‬ ‫فرأى ببصيرته النورانية كل الدواء والسقا م والل م والوجاع التي ستحدث‬ ‫لهذه المة وبيّنها بياناً شافيًا‪ ،‬بيان حااضٍر يراه بعينى رأسه‪ ،‬ثم ذكر بعد ذلك لكل عّلة‬ ‫دواءها‪ ،‬ولكل معضلة شفاءها‪ ،‬ولكل هٍم ما به ُيفرجه مفّرجس الكروب ‪ ،‬وفى ذلك‬

‫يقول لنا ال ُمذّك رسًا‪:‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪     (82‬السراء( بيان القرآن فيه الشفاء لكل ما حدث أو‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 55‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫يحدث لنا أو بيننا ولمن قبلنا ولمن بعدنا‪ ،‬والذى ُيبينه هو الذي ل ينطق عن الهوى‬

‫وهو إما م الرسل والنبياء ‪.‬‬

‫جمع العلماء ُس نّسة النبي ‪ ‬وأحاديثه‪ ،‬ولكنهم خلطوا هذه النبساء علسى بعضسها فسي‬ ‫با ٍ‬ ‫ب سموه باب الملحم‪ ،‬وكان أولى بهم أن ُيصنفوه بحسب الزمنة‪ ،‬لنه ‪ ‬جعل لكل‬ ‫زمان أحساديثه الستي تكشسف عسن الدواء والسسقا م الستي تحسدث فيسه‪ ،‬والستى تسبين الروشتة‬ ‫النبوية القرآنيسسة اللهيسة الستي إذا عمسسل أهسسل الزمن بهسا تسّم لهسسم الشسسفاء‪ ،‬واسُتئصسسل السداء‪،‬‬ ‫وعاشوا إخو ة أوّداء أحباء‪ ،‬يطبقون قول ال ‪ ‬في هذه المة‪    :‬‬ ‫‪ (10‬الحجرات(‪.‬‬ ‫وأمرنا ال ‪ ‬بأن نطيعه في ذلك‪ ،‬وحّذ رسنا من مخالفته في أى أمٍر من هذه المسسور‬ ‫أوغيرهسسا مم سسا وجّه نس سسا الس س إلي سسه‪ ،‬ووعسسدنا إن أطعن سساه بالُهس س دسى واليقي سسن فق سسال عس سّز ش سسأنه‪:‬‬ ‫‪     (54‬النور( حّذ رس من المخالفة بمسا نسراه أو ظهسسر بيننسسا الن فقسال‬ ‫ع سّز شسسأنه‪           :‬‬ ‫‪   (63‬النور(‪.‬‬ ‫بسسم وصف النسسبي ‪ ‬زماننسسا؟ وبسم شسّخ صس السسداء السسذي فسّرق جمعنسسا وشس ّتت شسسملنا‪،‬‬ ‫وجع سسل المش سساكل الجّمس س ةس ال سستي تح سسث وزادت ع سسن الح سسد ف سسي مجتمعن سسا؟ اس سسمعوا إل سسى‬ ‫تشسسخيص الحسسبيب‪ ،‬واسسسمعوا إلسسى الروشستة النورانيسسة السستي كتبهسسا لشسسفائنا مسسن كسسل مسسانراه‬ ‫سيدنا وإمامنا رسول ال ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫س دُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫م َق بْ َل ُ‬ ‫ء ا ل َُم ِ‬ ‫م َدا ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب إ ِ َل ْي ُ‬ ‫}َد ّ‬ ‫حا ِل َق ُة‪ ،‬ل‬ ‫ي ا ْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫غ َ‬ ‫ن ا ْل بَ ْ‬ ‫ء‪َ ،‬أل إ ِ ّ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫َلوا ْل َب ْ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ق ال ّدي َ‬ ‫ح ِل ُ‬ ‫ن َت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َر‪َ ،‬لو َل ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ح ِل ُ‬ ‫ل َت ْ‬ ‫أ َ ُقو ُ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 56‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ج ّن ةَ‬ ‫خ ُلوا ا ْل َ‬ ‫ه ل َت ْد ُ‬ ‫م ٍد ِب َي ِد ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ُم َ‬ ‫َلوا ّل ِذي َن ْف ُ‬ ‫حا ّبوا‪َ ،‬أل‬ ‫ح ّتى َت َ‬ ‫ح ّتى ُت ْؤ ِم ُنوا‪َ ،‬لول ُت ْؤ ِم ُنوا َ‬ ‫َ‬ ‫م‪،‬‬ ‫حا َب ْب ُت ْ‬ ‫ه َت َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ع لْ تُ ُ‬ ‫ء إ ِ َذا َف َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫فش ْ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫أ َ ُد ّل ُ‬ ‫‪45‬‬ ‫م{‬ ‫ك ْ‬ ‫م َب يْ َن ُ‬ ‫سل َ‬ ‫شوا ال ّ‬ ‫أ َ ْف ُ‬

‫هسسذا تشسسخيص سسسيد الوليسسن والخريسن لمسسا نحسسن فيسسه الن‪ :‬الحسسسد والبغضسساء‪،‬‬ ‫والحسد هو تمّني زوال نعمسة الغيسسر‪ ،‬وهسذا ل ينبغسي أن يكسون عنسد مسسسلم‪ ،‬ول ينبغسسي أن‬ ‫يُم رس حستى خساطراً فسي قلسب مسؤمن‪ ،‬فسالمؤمن لكسى يتسم إيمسانه ينبغسي أن يكسون كمسا قسال ‪‬‬ ‫في ميزان من موازين اليمان‪:‬‬

‫ح بّ‬ ‫خي ِه َما ُي ِ‬ ‫ب لَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ّتى ُي ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح ُد ُك ْ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫}ل ُي ْؤ ِم ُ‬ ‫‪46‬‬ ‫س ِه {‬ ‫ِل َن فْ ِ‬ ‫إذا اختل هذ الميزان فيحتاج صاحبه إلى مراجعة إيمانه‪.‬‬

‫لن مقتضى سلمة اليمان والُتقى في قلبه برهان‪ ،‬هسسذا البرهان أن ُيحب الخيسسر‬ ‫لخوانه المؤمنين أجمعين‪ ،‬في أى مجال وفى أى نعمة وفى أى زمان وفى أى مكان‪.‬‬ ‫فإذا مرض القلب وأصيب بداء الحقد‪ ،‬أو أصيب بميكروب الحسد‪ ،‬وبدأ يتغّير‬ ‫إذا أتى لخيه خيرًا‪ ،‬ويتمنى من نفسه أن يزول هذا الخير‪ ،‬فليعلم علم اليقين أنه مريض‬ ‫والمرض في قلبه‪ ،‬ويحتاج إلى علج ناجع من طبيب رباني‪ ،‬من رج ٍل قرآنسسي ترّبى علسسى‬ ‫نهج الحبيب‪ ،‬يعالجه من هذ الداء‪.‬‬ ‫وهسذا السسداء ليسسس لسسه علج فسسي المستشسسفيات الحكوميسسة أو الخاصسسة‪ ،‬وليسسس لسسه‬ ‫‪ 45‬سنن الترمذي والبيهقي ومسند الما م أحمد عن الزبير بن العوا م ‪‬‬ ‫‪ 46‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 57‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أدوية في الصيدليات الستي نطرأهسسا‪ ،‬ولكسن علجسسه فسسي كتسساب الس‪ ،‬وفى ُسس نّسة رسول الس‪،‬‬ ‫والذى يقو م به هم أطباء القلوب الذين يقول فيهم ال )‪108‬يوسف(‪:‬‬ ‫‪             ‬‬ ‫المؤمن ل يحسد كما حّد دس الطبيب العظم ‪ ‬وفى أمرين‪ ،‬قال فيهما ‪:‬‬

‫ه ال ّل هُ‬ ‫ل آ َتا ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن ‪َ:‬ر ُ‬ ‫ع َلى ا ْث نَ تَ يْ ِ‬ ‫س َد ِإل َ‬ ‫ح َ‬ ‫} ل َ‬ ‫طا هُ‬ ‫ع َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل‪َ ،‬لو َر ُ‬ ‫ء ال لّ ْي ِ‬ ‫م ِب ِه آ َنا َ‬ ‫ب َلو َقا َ‬ ‫ك َتا َ‬ ‫ا ْل ِ‬ ‫‪47‬‬ ‫ل َلوال ّن َها ِر {‬ ‫ء ال لّ ْي ِ‬ ‫ق ِب ِه آ َنا َ‬ ‫ص ّد ُ‬ ‫ال ّل ُه َمال َف ُه َو َي َت َ‬ ‫والحسد هنا يعني الغبطة أى يتمنى أن يكون مثله‪ ،‬لكن ليتمنسسى زوال نعمتسسه ول‬ ‫إذهسساب حسسالته‪ ،‬أمسسا السسذي ينظسسر إلسسى مسسا فسسي يسسد أخيسسه مسسن مسساٍل أو نعمسسة الزوج ة أو نعمسسة‬ ‫الولد أو نعمة الثاث أو نعمة المسسكن أو نعمسة الوظيفسة أو أى نعمسسة مسسن النعسسم الدنيوية‬ ‫ويتمنى زوالها !! هذا ل يوجد فسي مجتمسع المسؤمنين‪ ،‬وإنمسسا فسي مجتمسع المنسسافقين‪ ،‬وإذا‬ ‫ُوجد هذ الداء فأنتم ترون نتيجته في كل النحاء جماعة المؤمنين‪.‬‬ ‫من يرى في أخيه خيراً يسارع فيشتكيه ليزول عنه هسسذا الخيسسر‪ ،‬أو يسسسارع ليؤجج‬ ‫من حوله حتى يحاربوه علسى هسذا الخيسر‪ ،‬يحساول بكسل كيفيسة وبكسسل وسيلة أن يمنسسع هسذ‬ ‫الخيسسر مسسن السسدوا م معسسه والسسستمرار عنسسده‪ ،‬هسسذا ليسسس مسسن أحسسوال المسسؤمنين ول حسستى مسسن‬ ‫أحوال عوا م المسلمين‪ ،‬فإن المؤمنين قال ال فيهم في الولين والمعاصرين والخرين‪:‬‬

‫‪            ‬‬ ‫‪       (9‬الحشر(‪.‬‬

‫‪ 47‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 58‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وكذلك البغضسساء ‪ ..‬لمسساذا يبغسسض المسسؤمن أخسساه؟ إن المسسؤمن ل يبغسسض أخسساه أبسسداً‬ ‫لن أخاه مؤمنًا‪ ،‬وهو يحب له الخير كل الخير‪ ،‬والبغضاء والشسسحناء والكراهيسسة ل تسسأتي‬ ‫إل إذا أصيب القلب بداء الثر ة والنانية‪ ،‬فيتمنى الخير لنفسه فقط ول يتمناه لغيره‪.‬‬

‫حتى وصل بنا المر في هذا الزمان ‪ -‬وذاك من أعاجيب هذا العصر ‪:‬‬ ‫أن أصسسبح ال خ الشسسقيق ‪-‬مسسن أ ٍ‬ ‫ب واح سٍد وأٍ م واحسسد ة ل يتمنسسى الخيسسر لخيسسه‪،‬‬

‫ب مسن أبسواب السبر!!‪ ،‬ويسسسعى بكسل مسا‬ ‫ويحسسزن إذا سسمع أن أخساه أتسساه خيسسر أو فُتسح لسسه بسا ٌ‬ ‫في وسعه لتشويه صورته‪ ،‬أو للقضاء على نعمتسه‪ ،‬أو لمحساربته إذا أحبسه الخلسق‪ ،‬فيفتنهسم‬ ‫به‪ ،‬ويتحّد ثس بسوء عن سيرته‪ ،‬مع أنه أخيه الشقيق وهو أعلم به وأعرف به‪.‬‬ ‫وهسذا ليسسس مسسن أحسسوال المسسؤمنين‪ ،‬وإنمسسا مسسن أحسسوال المنسسافقين السستي ح سّذ رسنا منهسسا‬ ‫نبينا الكريم ‪ ،‬ما أحوال المؤمنين التي ُتحبها يا ال؟ اقرأوا معي كتاب ال )‪47‬الحجر(‪:‬‬ ‫‪           ‬‬

‫إذا ُنزعست شسسجر ة الغسسل‪ ،‬ومسا يتبعهسسا مسسن حق سٍد وُك رسٍه وبُغس ٍ‬ ‫ض مسسن الصسسدر أصسسبح‬ ‫النسان مؤمناً حقًا‪.‬‬ ‫اضسسر‪،‬‬ ‫فسسإذا نزعت هسسذه الشسسجر ة مسسن قلسسوب المسسؤمنين فلسسن تجسسد أحسسداً يسسسعى فسسي ُ‬ ‫ولن تجد أحداً يحاول أن يصنع شرًا‪ ،‬ولن تجد واحداً منهم يظن ظن السوء بأخيه‪ ،‬ولن‬ ‫ضّرس يجلبه لقاربه أو لهلسه وذويه‪ ،‬بسل الُكس لس سسيكون كمسا قسال‬ ‫تجد رجلً منهم يسارع ل ُ‬ ‫‪ ‬في شأنهم عند هذا الجمال‪:‬‬

‫ه مْ‬ ‫م َلو َت َوا ّد ِ‬ ‫م ِه ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي َت َرا ُ‬ ‫م ْؤ ِم ِني َ‬ ‫} َت َرى ا ْل ُ‬ ‫ض ًوا‬ ‫ع ْ‬ ‫كى ُ‬ ‫فش َت َ‬ ‫س ِد‪ ،‬إ ِ َذا ا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫م َث ِ‬ ‫م َك َ‬ ‫ط ِف ِه ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫َلو َت َ‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 59‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫مى {‬ ‫ح ّ‬ ‫س َه ِر َلوا ْل ُ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫ج سَ ِد ِ‬ ‫سا ِئ ُر َ‬ ‫عى َل ُه َ‬ ‫َت َدا َ‬

‫‪48‬‬

‫أو كما قال‪ } :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة {‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمسسد ل س رب العسسالمين السسذي مل صسسدورنا بالُه س دسى والنسسور واليقيسسن وجعلنسسا مسسن‬ ‫عبسساده المسسلمين‪ ،‬وأشسهد أن ل إلسسه إل الس وحده ل شسريك لسه ُيقلسب القلسوب بأصسبعين‬ ‫من أصابع حضرته‪ ،‬اللهم يسا مقلّسسب القلسوب والبصسسار ثبّسست قلوبنسا أجمعيسسن علسسى دينسسك‪،‬‬ ‫واهدنا أجمعين إلسى المنهسج السذي أقمست عليسه دينسك ووفقسست لتبساعه رسولك‪ ،‬واجعلنسا‬ ‫بك مؤيدين‪ ،‬ولشرعك ُمسّد دسين‪ ،‬وبحبيبك ‪ ‬متبعين ومتأسين أجمعين‪.‬‬ ‫وأشهد أن سيدنا محمسداً عبسد الس ورسوله أاضساء الس ‪ ‬قلبسسه بنسسوره‪ ،‬وأاضساء ظساهره‬ ‫بالعمسسل بشسسرعه وبكتسسابه‪ ،‬فأصسسبح ظسساهره نسسور وبساطنه نسسور‪ ،‬فهسسدى الس بنسسور حسسبيبه قلسسوب‬ ‫أصفياءه وأحبابه في كل زمان ومكان بما ُيحبه حضر ة الرحمن‪.‬‬

‫اللهسسم ص سّل وسس ّلم وبسارك علسسى سسسيدنا محمسسد الرحمسسة الُم هسسدا ة والنعمسسة الُم سسسدا ة‬ ‫وآله وصحبه ومن واله وعلينا معهم أجمعين آمين يا رب العالمين‪.‬‬ ‫ذكرنا الداء‪:‬‬

‫س دُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫م َق بْ َل ُ‬ ‫ء ا ل َُم ِ‬ ‫م َدا ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب إ ِ َل ْي ُ‬ ‫}َد ّ‬ ‫حا ِل َق ُة‪ ،‬ل‬ ‫ي ا ْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫غ َ‬ ‫ن ا ْل بَ ْ‬ ‫ء‪َ ،‬أل إ ِ ّ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫َلوا ْل َب ْ‬ ‫‪49‬‬ ‫ن{‬ ‫ق ال ّدي َ‬ ‫ح لِ ُ‬ ‫ن َت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َر‪َ ،‬لو َل ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ح ِل ُ‬ ‫ل َت ْ‬ ‫أ َ ُقو ُ‬ ‫ونريد روشتة الشفاء‪ :‬فما العلج؟ وما الروشتة النبوية للشفاء؟ يقول ‪:‬‬ ‫‪ 48‬الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الما م أحمد عن النعمان بن البشير ‪‬‬ ‫‪ 49‬سنن الترمذي والبيهقي ومسند الما م أحمد عن الزبير بن العوا م ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 60‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ح ّتى ُت ْؤ ِم ُنوا‪َ ،‬لول ُت ْؤ ِم ُنوا‬ ‫ج ّن َة َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫خ ُلو َ‬ ‫}ل َت ْد ُ‬ ‫ء إ ِ َذا‬ ‫فش يْ ٍ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫حا ّبوا أ َ َلول‪ ،‬أ َ ُد ّل ُ‬ ‫ح ّتى َت َ‬ ‫َ‬ ‫‪50‬‬ ‫م{‬ ‫ك ْ‬ ‫م َب يْ َن ُ‬ ‫سل َ‬ ‫شوا ال ّ‬ ‫م‪ ،‬أ َ ْف ُ‬ ‫حا َب ْب ُت ْ‬ ‫ه َت َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ع ْل ُت ُ‬ ‫َف َ‬ ‫لم يقل ‪ ‬ألقوا السل م‪ ،‬لكنه قال‪) :‬أفشوا(‪:‬‬ ‫ أى انشروا الوئا م والموّد ةس بينكم يا جميع النا م‪.‬‬‫‪ -‬اجعلوا بينكم موّد ةس موصولة‪.‬‬

‫ب ورحمة‪.‬‬ ‫ اجعلوا بينكم ح ٌ‬‫ اذهبسسوا إلسسى قسساموس التعامسسل فيمسسا بينكسسم‪ ،‬وانظسسروا إلسسى مسسا فيسسه مسسن كلمسسات‬‫فتجسسدون الحقسسد والحسسسد والُك س رسه والبُغسسض والمكسسر والسسدهاء والشسسحناء ‪...‬‬ ‫بضاعة إبليس اللعين‪ ،‬فل ينبغي أن يحملها أو يعامل بها إخوانه المؤمنين‪.‬‬ ‫ أمسسا البضسساعة السستي أتانسسا بهسسا نبينسسا الكريسم‪ :‬الرحمسسة والشسسفقة والمسسوّد ةس والليسسن‬‫وُح س سسن الص سسلة وُح س سسن ال سسبّر ودوا م المحب سسة والس سسل م والوئسسا م ‪ ...‬فه سسذا ه سسو‬ ‫الذي نحتاجه لتنتهي مشاكلنا في هذا الزمان‪.‬‬ ‫نحتاج جماعسة المسؤمنين إلسى أن نتعامسل بقواعسد التعامسل النبسوي‪ ،‬وبالمنهسج السذي‬ ‫كان عليه خير البرية‪ ،‬والذي يقول فيه ال‪:‬‬ ‫‪                ‬‬ ‫‪(159‬آل عمران(‬ ‫‪ 50‬صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 61‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ك سسان رحم سسة تام سسة لجمي سسع الخل سسق‪ ،‬وصسسلت رحمت سسه ح سستى إل سسى الحيوان سسات وإل سسى‬ ‫الجمادات وإلى كل الكائنات لن ال قال فيه‪:‬‬ ‫‪       (107‬النبياء(‪.‬‬ ‫وكان على هذه الهيئة الكريمة صحابته الكرا م حتى في الحروب"‬

‫عمرو بن العاص ‪ ‬القائد الفاتح‪ ،‬نصب فسطاطه أى خيمته في مدينسسة الفسسسطاط‬ ‫‪51‬‬ ‫في القاهر ة ‪ -‬وُس مسيت بإسم فسسسطاطة ‪ -‬وأراد أن يسأتي إلسى السسكندرية فاتحسًا‪ ،‬فسأمر‬ ‫ش اًس وبااضت فيسسه‬ ‫الُج نسد أن يفّك وسا خيامهم‪ ،‬فنظر فوجد على فسطاطه يمامة صنعت لها عُ ّ‬ ‫بيضسستين‪ ،‬فأصسسدر المسسر بسسأن يظسسل فسسسطاطه علسسى حسسالته حسستى ل يسسرّوع هسسذه اليمامسسة عسسن‬ ‫بيضها‪ ،‬رحمة بهذا الحيوان‪ ،‬وجاء إلى السكندرية فاتحاً ورجع‪ ،‬فكان بيضسسها قسسد فقسسس‬ ‫وخرج منه طيره!! ممن تعّلم ذلك؟ من ُمعّلم البشرية ورسول النسانية سيدنا محمد ‪.‬‬ ‫المة كلها تحتاج إلى مراجعة لقاموس التعاملت فيما بيننا إن كان في مجتمعنا‬ ‫أو ف سسي بيوتن سسا أو ف سسي دواويسسن أعمالن سسا أو ف سسي محلتن سسا وأس سسواقنا لنرجس ع إل سسى التع سساملت‬ ‫السلمية التي كسسان عليهسا النسبي ‪ ‬وأحبسسابه الكسرا م‪ ،‬إذا فعلنسسا ذلسك نظسسر الس ‪ ‬إلينسسا فغيّسر‬ ‫أحوالنا إلى أحسن حال‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله لوصحبه‬ ‫لوسلم‬

‫‪ 51‬معلومة تاريخية‪ :‬سميت منطقة الفسطاط بالقاهر ة نسبة إلى هذا الفسطاط الذى تركه المسلمون وعليسسه الحمامتسسان‬ ‫عندما غادروا إلى السكندرية‪.‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الرابعة ‪ :‬الحسد لوالبغضاء لوعلجهما }‬

‫‪{ 62‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة‬ ‫‪52‬‬ ‫برنامج التربية النبوية‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الذي مّن علينا بخيسسر النسسبيين وإمسسا م النبيسساء والمرسلين‪،‬‬ ‫وجعله رحمة عظمى لنا في الدنيا وشفيعاً لنا يسو م السسدين‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل الس وحده‬ ‫ل شريك له‪ ،‬جعل هذا النبي الكريم سيداً في الدنيا وإماماً في الخسر ة للخلسسق أجمعيسسن‪،‬‬ ‫صسهس‬ ‫للنسسبيين والمرسلين والملئكسسة المقربيسسن والجسسن والنسسس وك ل خلسسق الس أجمعيسسن‪ ،‬خ ّ‬ ‫بسسذلك لفضسسله عنسسده‪ ،‬ومسا تميسسز بسسه علسسى مسسا عسسداه مسسن رس ل السس‪ ،‬مسسن جمسسال الدب مسسع‬ ‫حضسر ة السس‪ ،‬ومسن كمسسال الخلص فسسي السسدعو ة إلسسى السس‪ ،‬ومسن النهسسج القسسويم السسذي ربى‬ ‫عليه رجاله البرار وأصحابه الطهار‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬رباه ال‬ ‫‪ ‬على عينيه‪ ،‬وأدبه بخير كل م أنزله على قلبه إلينا وإليه‪ ،‬وجعله كما قسسال فسسي شسسأنه فسسي‬ ‫كتس س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س س سسابه‪:‬‬ ‫‪      (4‬القلم( ‪.‬‬ ‫الله سسم ص سسل وسسسلم وبسسارك عل سسى س سسيدنا محم سسد‪ ،‬أش سسرف الخل سسق عن سسد الس س ق سسدرًا‪،‬‬ ‫وأعظمهسسم فسسي الوليسسن والخريسسن ذكسرًا‪ ،‬وأعلهسسم فسسي الموقسسف العظيسسم شسسأنًا‪ ،‬الشسسفيع‬ ‫الكر م عند ال‪ ،‬صاحب الحوض والكسسوثر‪ ،‬والمقسسا م الفخسسم النسسور‪ ،‬سسسيدنا محمسسد وآلسسه‬ ‫وأصحابه وكل من سار على دربه إلسى يسو م السدين‪ ،‬وعلينسا معهسم أجمعيسن ‪ ...‬آميسن يسارب‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫‪ 52‬خطبة الجمعة – مسجد النور – المعادي ‪13‬من ربيع الول ‪1434‬هس ‪ 25/1/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪63‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫ونحسسن فسسي ذك رى ميلد سسسيد الوليسسن والخري ن ‪ ،‬ل يسزال العسسالم كلسسه‪ ،‬العلمسساء‬ ‫والفلس سسفة والمفك سسرون والحكمسساء والمؤرخس ون يتعجبسسون عن سسدما ينظ سسروا فسسي سسسر نج سسا ح‬ ‫دعوته‪ ،‬وكيف بلغ دينه هذه الجملة من الرض في سنين معدودات‪ ،‬ولم يكسسن يتبعسسه إل‬ ‫رجال فقراء‪ ،‬ليس معهم من الدنيا شيء‪ ،‬لم يتثقفوا بثقافسة عصسرهم‪ ،‬ولم يهتسدوا بتفكيسر‬ ‫الفلسفة السابقين لنبيهم‪ ،‬وإنما جاءوا من الباديسسة لُيقيمسسوا هسسذه السسدعو ة الكاملسسة العاليسسة‪،‬‬ ‫ويقضسسوا علسسى المسسم المتجسسبر ة‪ ،‬يقضسسوا علسسى الكاس سر ة والقياص سر ة وغيره م‪ ،‬ويبلسسغ ملسسك‬ ‫دعوته من الصين شرقاً إلى فرنسا غرباً في سسنين معسسدودات‪ ،‬مسسا السسسر فسسي ذلسسك؟ وكيسسف‬ ‫تم لهم ذلك؟‪.‬‬ ‫نحن جميعاً وخاصة أهل مصر نحتساج إلسى معرفة بعسض ذلسك لعسل الس يكتسب لنسا‬ ‫النجا ح كما كتبه لهم‪ ،‬وُيسخر لنسا الرض والخيسرات كمسسا سسخرها لهسسم‪ ،‬ويجمسسع شسملنا‬ ‫كما جمع شملهم‪ ،‬وُيعلي شأننا كما أعلى ال ‪ ‬شأنهم‪.‬‬

‫إن النسسبي الكريم ‪ ‬واضع الس ‪ ‬لسسه منهجساً إلهيساً فسسي تربيسسة أتبسساعه‪ ،‬إذا صسساروا علسسى‬ ‫هسسذا النهسسج مّكس نس الس لهسسم نواصسسي العبسساد والبلد‪ ،‬وجعسسل النجسسا ح حليفهسسم فسسي كسسل واد‪،‬‬ ‫جعسسل لهسسذا النهسسج الكريسم فسسي القسسرآن الكريسم أمسسور يقسسول فيهسسا ال س عسسز شسسأنه‪  :‬‬ ‫‪         ‬‬

‫‪       (151‬البقر ة(‪.‬‬

‫تللوة اليات‬ ‫مدرسسة النسسبي ‪ ‬مسسن دخلهسسا كسسان يبسسدأ معسسه حض سر ة النسسبي بتلو ة اليسسات‪ ،‬آيسسات‬ ‫كتاب ال التي أنزلها عليه الرحمن‪ ،‬وتفصيلها فسسي الكسسوان‪ ،‬فكسسان يقسرأ عليهسسم علمسسات‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪64‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫قسسدر ة الس فسسي السسبر والبحسسر والجسسو‪ ،‬وُيواضح لهسسم آثسسار قسسدر ة الس فسسي أنفسسسهم‪:‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪           (53‬فصلت( يقول في‬ ‫ذلك سيدنا أبو ذر ‪:‬‬

‫ب ِفي‬ ‫ل ال ّله ِ‪َ ‬لو َما َي تَ َق لّ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫} َل َق ْد َت َر َك َنا َر ُ‬ ‫‪53‬‬ ‫ما {‬ ‫ع ْل ً‬ ‫طا ِئ ٌر ِإل َذ ّك َر َنا ِم ْن ُه ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬

‫أمرهسسم ب سسالنظر ‪    (17‬الغاشس سسية( وك ان يراعيه سسم ‪ ‬ف سسي ك سسل مجالس سسه‬ ‫باستيعاب ومعاود ة هذا النظر‪          :‬‬ ‫‪             ‬‬

‫‪)     ‬الغاشية(‪.‬‬

‫فكان ُيذّك رسهم بهذه الحقائق حتى قَِوي اليقين فسسي السس‪ ،‬واطمئنسست القلسسوب بقسسدر ة‬ ‫السس‪ ،‬فَو لّسسد اليمسسان فسسي القلسسوب الرهبسسة مسسن الس‪ ،‬والخشسسية لجلل الس‪ ،‬والخسسوف مسسن الس‬ ‫جسسل فسسي عله‪ ،‬فسسدخلوا فسسي قسسول ال س ‪:        ‬‬ ‫‪(28‬فاطر( فكانوا أهل خشية ل ‪.‬‬

‫تزكية النفوس‬ ‫وبعد ذلك يتطور بهسسم وينقلسب بهسم إلسى طهسسار ة النفسسوس‪ ،‬وهي التزكيسة‪ ،‬ل بسسد مسن‬ ‫تزكيسسة النفسسوس‪ ،‬وتزكيتهسسا طهرتهسسا مسسن الحقسساد والحسسساد والغسسل والكسسره والشسسح والجهسسل‬ ‫وك ل الصسسفات السستي ن سّو هس عنهسسا كتسساب السس‪ ،‬وبّينهسسا فسسي مجالسسسه رسسول السس‪ ،‬وبعسسد ذلسسك‬ ‫يدعوهم للوقوف بين يدى الس لداء العبسادات لس جسل فسي عله‪ ،‬ولذا قسال لنسا الس جسل‬ ‫‪ 53‬مسند الما م احمد‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪65‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وعل‪)             :‬العلسسى( إذا زك ت‬ ‫النفسسس ذاقسست حلو ة اليمسسان‪ ،‬وحضسسرها الخشسسوع والحضسسور بيسسن يسسدى ال س عنسسد طاعسسة‬ ‫الرحمن‪ ،‬فتجد للعباد ة لسذ ة وأنسسًا‪ ،‬وتجسسد لتلو ة كتساب الس طعمساً ل يسستطيع إنسسان أن‬ ‫يصفه أو ُيكيفه لنه طعم إلهي يحتاج إلى نور رباني لُيدرك النسان به مأدبة القرآن التي‬ ‫يقول فيها النبي العدنان‪:‬‬

‫موا ِم نْ‬ ‫ع ّل ُ‬ ‫ن َم ْأ ُد َب ُة ال ّل ِه‪َ ،‬ف َت َ‬ ‫ه َذا ا ْل ُق ْرآ َ‬ ‫ن َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪54‬‬ ‫م{‬ ‫ع تُ ْ‬ ‫ط ْ‬ ‫س تَ َ‬ ‫َم ْأ ُد َب ِت ِه َما ا ْ‬

‫خ ُلق الكريم‬ ‫ال ُ‬ ‫فإذا طهرت النفوس وصفت القلسوب‪ ،‬وأصسسبحوا إخسو ة‪ ... :‬كسسان صسلى الس عليسسه‬ ‫وآله وسلم يبدأ في البرنامج الثالث من التربية النبوية‪ :‬وهو تغيير الطباع والخلق‪.‬‬ ‫فإن المسؤمنين لهسسم سسيما فسسي أخلقهسسم‪ ،‬ليسسوا كبسساقي البشسسر‪ ،‬ولهسم طبسساع اهتسدوا‬ ‫فيهسسا بنسسبيهم‪ ،‬ل يتسسساون بهسسا مسسع سسسائر النسساس‪ ،‬ل يجهلسسون مسسع الجهلء‪ ،‬ول يسسسبون أو‬ ‫يشسستمون مسسع الشسسقياء‪ ،‬بسل المؤمنسسون علسى َهس ْدسىس النسسبي الكريم فسسي أخلقسسه‪ ،‬وفي ُخ لُسقسه‪،‬‬ ‫لنهسسم يري دوا أن يكونسوا مسسن الفسسائزين ي سو م القيامسسة‪ ،‬ومسن أراد ذلسسك يري د أن ُيثقسسل مي سزان‬ ‫حسناته عند ال‪ ،‬وما الذي ُيثقل الميزان؟ يقول في ذلك النبي ‪:‬‬

‫ن َي ْو مَ‬ ‫م ْؤ ِم ِ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫ل ِفي ِمي َزا ِ‬ ‫ء أ َ ْث َق ُ‬ ‫ي ٌ‬ ‫فش ْ‬ ‫}َما َ‬ ‫‪55‬‬ ‫ن{‬ ‫س ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ق َ‬ ‫خ لُ ٍ‬ ‫ا ْل ِق َيا َم ِة ِم نْ ُ‬

‫إذا كان الُخ لُسق طيباً مع خلق ال‪ ،‬إن كان فسسي بيتسسه‪ ،‬أو كسسان فسسي عملسسه‪ ،‬أو كسسان‬

‫‪ 54‬الحاكم في المستدرك وسنن البيهقي عن عبد ال بن مسعود ‪‬‬ ‫‪ 55‬سنن الترمذي وأبي داود ومسند الما م أحمد عن عويمر بن مالك ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪66‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫في المسجد‪ ،‬أو كان في الشارع‪ ،‬أو كان في أى مواضع من أرض ال‪.‬‬

‫ُيعرف المؤمن دائماً بالَه ْدسىس الكريم والُخ لُسسق القسسويم السسذي جسساء بسسه النسسبي السسرءوف‬ ‫الرحيم‪ ،‬والذي قال فيه‪:‬‬

‫ق{‬ ‫خل ِ‬ ‫م الَ ْ‬ ‫كا ِر َ‬ ‫م َم َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ل َُت ّ‬ ‫ع ْث ُ‬ ‫ما ُب ِ‬ ‫} إ ِ ّن َ‬

‫‪56‬‬

‫فكسسان ‪ ‬يراقسسب ذلسسك مراقبسسة شسسديد ة‪ ،‬للنسسساء والصسسبيان والرج ال‪ ،‬فهسسذه زوجتسسه‬ ‫السسسيد ة عائشسسة راضسي ال س عنهسسا‪ ،‬تجلسسس بسسالقرب منسسه‪ ،‬وقسد جسساء نفسسر مسسن اليهسسود‪ ،‬ومسن‬ ‫ت ‪ :‬س َو َعسلَْيُكس س ُمس‬ ‫لسسؤمهم وغسسدرهم قسسالوا لسسه‪ :‬ال ّ‬ ‫ت َعائِ َ‬ ‫س س اسُ م َعلَْيُكس س ْمس‪،‬س فَق س اسلَ ْ‬ ‫ش س ةُس‪ :‬فسَف ِهسْمستسَُهس اس فسَُقْلس س ُ‬ ‫ت ‪ :‬س فسَق اسَل َرُس وسُل اللِّ‪‬ه‪:‬‬ ‫ال ّ‬ ‫س اسُ م َواسللّْع نَسُة‪َ ،‬قالَ ْ‬

‫ب ال ّر ْف قَ ِفي‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ّل َه ُي ِ‬ ‫ش ُة‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫عا ِئ َ‬ ‫}َم ْهل َيا َ‬ ‫م عْ‬ ‫س َ‬ ‫م َت ْ‬ ‫ل ال ّل ِه‪ ،‬أ َ َلو َل ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا رَ ُ‬ ‫ا ل َْم ِر ُك ّل ِه َف ُق ْل ُ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ل ال ّل ِه ‪َ ‬ق ْد ُق ْل ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َما َقا ُلوا !َقا َ‬ ‫‪57‬‬ ‫م{‬ ‫ك ْ‬ ‫ع لَ يْ ُ‬ ‫َلو َ‬

‫فنهاهسسا عسسن فحسسش الكل م لن ال س ‪ ‬يبغسسض الفاحشسسين والمتفحشسسين‪ ،‬حسستى ولسو‬ ‫كانوا هم البادئين لن ال ‪ ‬قال له‪     (199 :‬العراف(‪.‬‬ ‫وهذا أبو بكر الصديق أباها ‪ ‬يخرج مع النسسبي متجهيسسن إلسسى مكسسة عسسا م الحديبيسسة‪،‬‬ ‫ويجعل طعامه وطعا م النبي على ظهر جمل‪ ،‬ويأمر غلماً من غلمانه أن يمسسسك بالجمسسل‬ ‫ويصسسحبه‪ ،‬وليسسس لسسه شسسأن إل أمسسر هسسذا الجمسسل‪،‬وبعسسد هنيهسسة سسسأل عسسن الغل م فسسأخبره أن‬ ‫الجمل قد اضاع منه‪ ،‬فلعنه‪ ،‬وإذا به يرى أمامه حضر ة النبي ‪ ‬يقول له‪:‬‬ ‫‪ 56‬الحاكم في المستدرك وسنن البيهقي ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 57‬الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الما م أحمد‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪67‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ب‬ ‫ن؟ !َكل َلو َر ّ‬ ‫عا ِني َ‬ ‫ن‪َ ،‬لو َل ّ‬ ‫ص ّدي ِقي َ‬ ‫ك ٍر‪ ،‬أ َ ِ‬ ‫} َيا أ َ َبا َب ْ‬ ‫‪58‬‬ ‫ع َب ِة {‬ ‫ك ْ‬ ‫ا ْل َ‬

‫من أراد أن يكون من الصديقين فل يلعن أى شيء فسسي عسسالم رب العسسالمين‪ ،‬لنسسه‬ ‫ُمجّم لس بأخلق سيد الولين والخرين ‪.‬‬ ‫وهذه امرأ ة من نساءه تركب جملً فيتشامس ويمشي مسرعًا‪ ،‬وتحسساول أن ُتهدئه‬ ‫تس بَِعي سًرا فسَلَ​َعْنتُ سُه‪ ،‬فسَقس اسَل‬ ‫فل يهسسدأ‪ ،‬فلعنتسسه‪ ،‬تقسسول السسسيد ة عائشسسة راضسي ال س عنهسسا‪ :‬ابْستسَْعس ُ‬ ‫َرُس وسُل اللِّه ‪:‬‬

‫فشا‪َ ،‬لول‬ ‫حا ً‬ ‫عا ًنا‪َ ،‬لول َف ّ‬ ‫ن َل ّ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن ل َي ُ‬ ‫م ْؤ ِم َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪59‬‬ ‫َك ّذا ًبا {‬

‫وُينبه أصحابه على الخلق العظيمة‪ ،‬تقول السيد ة عائشسة ذات يسو م وهو يمسد ح‬ ‫السيد ة صفية‪ ،‬ويقول‪ :‬إنها من ذرية موسى وهارون عليهما السل م‪ ،‬فتقول‪:‬‬

‫ص ِف يّ َة َك َذا َلو َك َذا‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫س ُب َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ي‪َ : ‬‬ ‫ت ِلل ّن ِب ّ‬ ‫}ُق ْل ُ‬ ‫م ًة َل ْو‬ ‫ت َك لِ َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َق ْد ُق لْ ِ‬ ‫ة‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫صي َر ً‬ ‫ع ِني َق ِ‬ ‫َت ْ‬ ‫‪60‬‬ ‫ج ْت ُه {‬ ‫م َز َ‬ ‫ح ِر َل َ‬ ‫ء ا ْل بَ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ُم ِز َ‬ ‫مسسع أنهسسا كسسانت قصسسير ة!! لكسسن النسسبي ‪ ‬أصسسلح ألسسسنتهم وقسَسّو مس أخلقهسسم بعسسد أن‬ ‫كانوا أهسل جفسساء وأهسسل جاهليسسة‪ ،‬وصاروا القسسدو ة والمثسل العظسم بيسن جميسسع البشسرية فسي‬ ‫الخلق الطيبة والنقية‪ ،‬وعّلى هممهم‪ ،‬فمن أراد أن يكون رفيقساً للمصسطفى يسو م السدين‪،‬‬ ‫‪ 58‬شعب اليمان للبيهقي والدعاء للطبراني عن عائشة راضي ال عنها‬ ‫‪ 59‬معجم أسامي شيو خ أبي بكر‬ ‫‪ 60‬سنن الترمذي وأبي داود ومسند الما م أحمد‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪68‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وأن يكسسون بجسسواره فسسي الموقف العظيسسم‪ ،‬وأن يكسسون سسساكناً بجسسواره فسسي جنسسة النعيسسم‪ ،‬مسساذا‬ ‫يصنع لينال ذلك؟ قال صلوات ربي وتسليماته عليه‪:‬‬

‫سا َي ْو مَ‬ ‫ج لِ ً‬ ‫م ِم ّني َم ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ي َلو أ َ قْ َر َب ُ‬ ‫م إ ِ َل ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫ح ّب ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ن أ َ ْك َنا ًفا‪،‬‬ ‫ط ُئو َ‬ ‫م َو ّ‬ ‫خل ًقا‪ ،‬ا ْل ُ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُن ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ا ْل ِق َيا َم ِة أ َ َ‬ ‫‪61‬‬ ‫ن{‬ ‫ن َلو ُي ْؤ َل ُفو َ‬ ‫ن َي ْأ َل ُفو َ‬ ‫ا ّل ِذي َ‬

‫تصحيح‬ ‫ما أحوجنا الن إلى ثور ة أخلقية في مجتمعنا‪:‬‬ ‫لنصحح أخلقنا على أخلق حضر ة النبي‪ ،‬أو على قدرنا على أخلق أصسحاب‬ ‫النبي راضى ال عنهم أجمعين ‪....‬‬ ‫ نمنع من بيننا قول الزور‪.‬‬‫ ونمنع اللفاظ التي تشير إلى الخنا والفجور‪.‬‬‫ ونمنع الكذب والغيبة والنميمة‪.‬‬‫ ونمنع شهاد ة الزور‪.‬‬‫ ونمنع السب والشتم واللعن بين المؤمنين‪.‬‬‫ ونكون جميعاً من المعنيين بقول رب العالمين )‪24‬الحج(‪:.‬‬‫‪          ‬‬ ‫‪ 61‬سنن الطبراني والبيهقي عن جابر بن عبد ال ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪69‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫قال ‪:‬‬

‫ن ال ّل هِ‬ ‫ض َوا ِ‬ ‫ن ُر ْ‬ ‫م ِة ِم ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫م ِبا ْل َ‬ ‫ك ّل ُ‬ ‫ع ْب َد َل َي َت َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫جا ٍ‬ ‫ع ُه ال ّل ُه ِب َها َد َر َ‬ ‫‪ ‬ل ُي ْل ِقي َل َها َبال يَ ْر َف ُ‬ ‫ط ال ّل ِه ل‬ ‫خ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِة ِم ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫م ِبا ْل َ‬ ‫ك ّل ُ‬ ‫ع ْب َد َل َي َت َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫َلو إ ِ ّ‬ ‫‪62‬‬ ‫م{‬ ‫ج َه ّن َ‬ ‫ُي ْل ِقي َل َها َبال َي ْه ِوي ِب َها ِفي َ‬ ‫وقال ‪:‬‬

‫س كَ تَ‬ ‫م أ َ لوْ َ‬ ‫غ نِ َ‬ ‫خ ْي ًرا َف َ‬ ‫ل ‪َ:‬‬ ‫ع ْبدا َقا َ‬ ‫م ال ّل ُه َ‬ ‫ح َ‬ ‫}َر ِ‬ ‫‪63‬‬ ‫م{‬ ‫س لِ َ‬ ‫َف َ‬ ‫أو كما قال‪ } :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة {‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحم سسد لس س رب الع سسالمين‪ ،‬ال سسذي أحي سسا قلوبن سسا باليم سسان‪ ،‬ووفقن سسا لط سساعته وذكسسره‬ ‫وشكره في كل وقت وآن‪.‬‬ ‫وأشسسهد أن ل إلسسه إل ال س وحسده ل ش سريك لسسه‪ ،‬يُحسب مسسن خلقسسه مسسن كسسان علسسى‬ ‫ُخ لُسقسسه‪ ،‬وأش سسهد أن س سسيدنا محم سسداً عب سسد الس س ورسسسوله‪ ،‬وصسسفيه م سسن خلق سسه وخليل سسه‪ ،‬إم سسا م‬ ‫الهدى‪ ،‬والداعي إلى الرشاد‪ ،‬والمانع لنا عن كل طريق يؤدي للهلك وللردى‪.‬‬ ‫اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد‪...‬‬ ‫ووفقنا جميعاً للسير على سنته‪ ،‬وللعمل بشريعته ‪...‬‬ ‫‪ 62‬صحيح البخاري ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 63‬سنن البيهقي عن الحسن بن يسار ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪70‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وارزقنا أجمعين يو م القيامة شفاعته ‪...‬‬

‫واجعلنا من أهل الحظو ة والجوار لحضرته في جنتك ‪...‬‬ ‫آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫آفة المسكرات لوالمخدرات‬ ‫ينبغسسي أن نتنبسسه جميع ساً لمسسر خطيسسر يحسسدث فسسي مجتمعنسسا الن‪ ،‬أنتسسم تعرفسون أن‬ ‫اليهسسود والكسسافرين والمشسسركين أجمعيسسن تحسسالفوا علسسى الكيسسد لبلسسدنا ووطننسسا‪ ،‬والكيسسد ليسسس‬ ‫بطسسائرات أو صسسواريخ أو دبابسسات‪ ،‬بسسل بأسسسلحة تقضسسي علسسى أخلقنسسا وعلسسى عقولنسسا‪ ،‬ولذا‬ ‫ركز أعداء السدين علسى مجتمعنسسا الن فسي نشسسر المسسسكرات‪ ،‬والمخسسدرات‪ ،‬يلقيهسسا اليهسود‬ ‫فسسي سسسيناء ليسسأتي بهسسا البسسدو ويعطونهسسا للشسسباب‪ ،‬وتسأتي إلينسسا مسسن ليبيسسا‪ ،‬ونراهسسا تبسساع فسسي‬ ‫الطرقسسات وفسسي ك سسل مك سسان‪ ،‬ح سستى أص سسبح معظ سسم ش سسبابنا م سسدمن للمخ سسدرات‪ ،‬إن ك سسان‬ ‫حشيشًا‪ ،‬أو كان بسسانجو‪ ،‬أو كسسان هيروييسسن‪ ،‬أو كسسانت خمسسراً يسسسمونها بغيسسر إسسسمها‪ ،‬وقد‬ ‫عرفنا النبي بذلك فقال‪:‬‬

‫مو َن َها‬ ‫س ّ‬ ‫م َر ُي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫س ِم نْ أ ُ ّم ِتي ا ْل َ‬ ‫ن َنا ٌ‬ ‫ش َر َب ّ‬ ‫} َل َي ْ‬ ‫‪64‬‬ ‫م َها {‬ ‫س ِ‬ ‫غ ْي ِر ا ْ‬ ‫ِب َ‬

‫حسستى يسسستحلونها ويقولسون هسسي ليسسست الخمسسر السستي حّرمهسسا رسول الس ‪ ،‬فكلمسسة‬ ‫الخمسسر أي الستي تخسسامر العقسسل‪ ،‬أى تسستره‪ ،‬أى تجعسسل النسسسان مغيسب العقسل‪ ،‬وأى شسيء‬ ‫ُيغيب عقل النسان فهو خمر‪ ،‬قال النبي ‪:‬‬ ‫‪ 64‬سنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان عن أبي مالك الشعري ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪71‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الفشفية النبوية‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫م{‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫ك ٍر َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫م ٌر‪َ ،‬لو ُك ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫ك ٍر َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫}ُك ّ‬

‫‪65‬‬

‫وقال ‪:‬‬

‫م{‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫ه َف َق ِلي لُ ُه َ‬ ‫ك َر َك ِثي ُر ُ‬ ‫س َ‬ ‫}َما أ َ ْ‬

‫‪66‬‬

‫إذا كسسان ل يَسسسكر إل إذا شسسرب كسسثيرًا‪ ،‬فالقليسسل أصسسبح ح سرا م‪ ،‬والخمسسر وصسفها‬ ‫النبي فقال في شأنها‪ ،‬وهذا ما نشاهده الن‪:‬‬

‫ث{‬ ‫خ َبا ِئ ِ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫م ُر أ ُ ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫} ا ْل َ‬

‫‪67‬‬

‫نسسرى الخمسسر الن تجعسسل الرجل يغيسسب عسسن وعيسسه كمسسا نقسرأ ونسسسمع‪ ،‬فيقتسسل زوجه‬ ‫وولده وهو ل يشعر‪ ،‬والولد يشرب الخمر فيراود أختسه فتمتنسسع منسسه‪ ،‬وتسسارع إلسى البساب‬ ‫وتغلقه دونه‪ ،‬فيأتي بسكين من المطبخ ويفتح عليها الباب ويقتلها‪ ،‬ول يدري أنها أختسسه‬ ‫إل بعد الفاقة من الشيء الذي شربه!!‪.‬‬ ‫نجسسد معظسسم الحسسوادث علسسى الطرقسات مسسن السسذي يقسسود سسسيارته وهسسو ُمغيسسب عسسن‬ ‫السسوعى‪ ،‬حسستى ولسو كسسان ببرش ا م يأخسسذه مسسن الصسسيدليات‪ ،‬إذا أخسسذ منسسه جرع ة كسسبير ة فسسإنه‬ ‫ُيغيب عقله‪ ،‬أو كان حقنة من الُح قسن التي جهزها الطباء لتخفيسف اللسم وتسسكينه علسى‬ ‫المراضى بعد العمليات الجراحية‪ ،‬حتى أن بعضهم يأخذ أدوية الكحسسة لن فيهسسا ُمخسسدر‪،‬‬ ‫ويأخذها جرعة واحد ة‪ ،‬يريد أن ُيغيب عقله!! هسسذا السسداء السسذي وقع فيسسه شسسبابنا الن هسسو‬ ‫سر كل المصائب التي في مصرنا يا جماعة المؤمنين‪.‬‬ ‫أحصسى الجهساز المركزي للحصساء قبسل ثسور ة ‪ 25‬ينساير ‪ ،2011‬أن مسا ُينفسق فسي‬ ‫مصر على المخدرات والمسكرات ‪ 22‬مليار جنيه في السنة‪ ،‬فما بالنا الن؟!!‬ ‫‪ 65‬صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي عن ابن عمر ‪‬‬ ‫‪ 66‬سنن الترمذي وأبي داود والنسائي عن جابر بن عبد ال ‪‬‬ ‫‪ 67‬سنن الدار قطني ومسند الشهاب عن عبد ال بن عمرو ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪72‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أظن أنها أصبحت أاضعافاً مضاعفات‪ ،‬ناهيك عن الحوادث الجمة الستي ل حسّد‬ ‫لهسسا ول عس ّد لهسسا‪ ،‬حسستى أن معظمنسسا أصسسبح عنسسدما يسسسير فسسي الطريق يلتفسست لكسسل مسسن يسراه‬ ‫لعله مغيب العقل ويحمل آلة حاد ة أو يحمل مسدساً أو يحمل أى وسيلة من الوسائل‪،‬‬ ‫ول يدري ما يفعل!! أهكذا يكون مجتمع المسلمين؟!!‪.‬‬ ‫علينا أجمعين جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫أن نهب هبة واحد ة في وجه هذا السداء‪ ،‬المسسكرات‪ ،‬المخسدرات‪ ،‬الخمسسر أو مسسا‬ ‫شسسابهها‪ ،‬السسبير ة ومسا يتبعهسسا ‪ ....‬ونحسسارب هسسذه الدواء بشسسد ة شسسديد ة حسستى يُصسلح الس ‪‬‬ ‫حالنا‪ ،‬وُيصحح أجسادنا‪ ،‬ويجعل مجتمعنا مجتمعاً صالحًا‪.‬‬ ‫نسسبيكم الكريسسم ‪ ‬عنسسدما أراد بسسدء الجه سساد بالصسسحابة الكرمسساء ‪ -‬وك انت الخمسسر‬ ‫مباحسسة عنسسدهم فسسي الجاهليسسة ‪ -‬قسسال لهسسل المدينسسة‪ :‬اجمعسسوا كسسل مسسا عنسسدكم مسسن خمسسر‪،‬‬ ‫واجعلوه في مواضع كذا‪ ،‬وهو مواضع بالقرب من البقيع الن‪ ،‬فجسساءوا بكسسل مسسا عنسسدهم‪،‬‬ ‫يحكي أنس بن مالك ‪ ‬فيقول‪:‬‬

‫ح َة‪،‬‬ ‫ط ْل َ‬ ‫ل أ َ ِبي َ‬ ‫م ِفي َم ْن ِز ِ‬ ‫ي ا ْل َق ْو ِ‬ ‫سا ِق َ‬ ‫ت َ‬ ‫}ُك ْن ُ‬ ‫ل ال ّل هِ‬ ‫سو ُ‬ ‫خ‪َ ،‬ف َأ َم َر َر ُ‬ ‫ضي َ‬ ‫م َي ْو َم ِئ ٍذ ا ْل َف ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫َلو َكا َ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ت‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح ّر َم ْ‬ ‫م َر َق ْد ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫‪ُ ‬م َنا ِد ًيا ُي َنا ِدي‪َ ،‬أل إ ِ ّ‬ ‫ج تُ‬ ‫خ َر ْ‬ ‫ه ِر ْق َها‪َ ،‬ف َ‬ ‫ج َف َأ ْ‬ ‫خ ُر ْ‬ ‫ح َة‪ :‬ا ْ‬ ‫ط ْل َ‬ ‫ل ِلي أ َ ُبو َ‬ ‫َف َقا َ‬ ‫‪68‬‬ ‫م ِدي َن ةِ {‬ ‫ك ا ْل َ‬ ‫ك ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت ِفي ِ‬ ‫ج َر ْ‬ ‫َف َه َر ْق ُت َها َف َ‬ ‫قال أنس ‪:‬‬

‫ش َر ةً‬ ‫م ِر عَ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل ال ّل ِه ‪ِ ‬في ا ْل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ع َ‬ ‫} َل َ‬ ‫‪ 68‬صحيح البخاري وسنن أبي داود والدارمي‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪73‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫حا ِم َل َها‪،‬‬ ‫فشا ِر َب َها‪َ ،‬لو َ‬ ‫ها‪َ ،‬لو َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ع َت ِ‬ ‫ها‪َ ،‬لو ُم ْ‬ ‫ص َر َ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬ ‫ع َها‪َ ،‬لوآ ِك َ‬ ‫ل‬ ‫سا ِق َي َها‪َ ،‬لو َبا ِئ َ‬ ‫مو َل ُة إ ِ َل ْي ِه‪َ ،‬لو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َلوا ْل َ‬ ‫‪69‬‬ ‫ة َل ُه {‬ ‫ش َت َرا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ش َت ِري َل َها‪َ ،‬لوا ْل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِن َها‪َ ،‬لوا ْل ُ‬ ‫َث َ‬ ‫هؤلء كلهم ملعونون لتناولهم الخمر‪ ،‬أو جلوسهم‪ ،‬حتى قال ‪:‬‬

‫م ال خِ ِر َفل‬ ‫ن ِبال لّ ِه َلوا ْل َي ْو ِ‬ ‫ن ُي ْؤ ِم ُ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫‪70‬‬ ‫م ِر {‬ ‫خ ْ‬ ‫ع لَ ْي َها ِبا ْل َ‬ ‫ة ُي َدا ُر َ‬ ‫ع َلى َما ِئ َد ٍ‬ ‫س َ‬ ‫ج ِل ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫حتى ولو كان ل يشرب‪ ،‬لن ال حّرمها‪ ،‬وقال فيها ‪:‬‬

‫ن{‬ ‫عا ِب ِد َلو َث ٍ‬ ‫م ِر َك َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ا ْل َ‬ ‫فشا ِر ُ‬ ‫}َ‬ ‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬ ‫‪71‬‬

‫‪ 69‬سنن الترمذي وابن ماجة‬ ‫‪ 70‬سنن الترمذي عن جابر ‪ ،‬ومسند الما م أحمد عن عمر بن الخطاب ‪‬‬ ‫‪ 71‬مسند البزار‪ ،‬والمطالب العالية لبن حجر عن ابن عمرو ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الخامسة ‪ :‬برنامج التربية النبوية } ‪74‬‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة السادوسة‬ ‫‪72‬‬ ‫مشكلنتنا العصرية لوحلولها‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمد ل رب العالمين غّذ اسنا بنعمائه‪ ،‬ورّبانا على آلءه‪ ،‬وحشسسى قلوبنسسا باليمسسان‬ ‫بحضرته‪ ،‬ووفقنسسا لمتابعسة سسيد رسله وأنبيساءه‪ ،‬وأشسهد أن أل إلسه إل الس وحده ل شسريك‬ ‫لسسه‪ُ ،‬يغيّسسر ول يتغيّسسر‪ ،‬ويُحس ّو لس ول يتح سّو لس‪ ،‬ويُصس ّرف ول يتص سّرف‪ُ ،‬يقلسسب الليسسل والنهسسار‪،‬‬ ‫وُيقلسسب النسساس فسسي الكسسون أطسسوار‪ ،‬هسسذا يمسوت وهسذا يحيسسا‪ ،‬وهسذا يفنسسى وهسذا يبقسسى‪ ،‬وكل‬ ‫شيٍء خلقه إلى الفناء‪ ،‬ول يدو م ول يبقى إل وجه ال‪       :‬‬ ‫‪)       ‬الرحمسسن( وأشسسهد أن سسسيدنا محمسسداً عبسسد ال س‬ ‫ورسوله‪ ،‬النبي الذي أرسله ال ‪ ‬لنا سفينة ُه دسى‪ ،‬وكنز رحمسسة‪ ،‬ومصسسبا ح لكسسل الظلمسسات‪،‬‬ ‫الله سسم صس سّل وس س ّلم وبسسارك عل سسى س سسيدنا محم سسد‪ ،‬وادخلن سسا ف سسي س سسفينة شس سريعته‪ ،‬واجعلن سسا‬ ‫نستضيء دوماً بشمس نوره وحقيقته‪ ،‬واجمعنسا فسي الخسر ة أجمعيسن تحست لسواء شسفاعته‪،‬‬ ‫وارزقنا كلنا أن نكون في جواره في الجنة أجمعين ‪ ..‬آمين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫إخوانى جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫إن مسسا نحسسن فيسسه الن ومسا يشسسكوا النسساس فسسي كسسل مكسسان ح سّد ثس عنسسه‪ ،‬وأنبسسأ عنسسه‪،‬‬ ‫وخّبر عنه النبي العدنان ‪ ،‬وتحّد ثس عن أحوالنسا وكأنه بيننسسا‪ ،‬يعلسم كسل مسا يسدور بيننسا فسسي‬ ‫بيوتنسا وفى بلدنسا وفى شسوارعنا وفى أسسسواقنا وفى ُمسسدننا‪ ،‬وذلسك بالبصسير ة النورانيسة الستي‬ ‫تف ّ‬ ‫ضلس بها عليه موله‪ ،‬والتى أمره أن ُيعرفنسسا بهسسا فيقسول لنسسا أجمعيسسن كمسا نسزل فسي كتسساب‬ ‫ال سس‪              :‬‬

‫‪ 72‬خطبة الجمعة ‪ -‬بتمد ة ‪ -‬بنها ‪ -‬مسجد الفردوس ‪ 8/3/2013‬موافق ‪ 26‬ربيع ثانى ‪ 1434‬هس‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 75‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الفشفية النبوية‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪(108‬يوسف(‪.‬‬

‫ويتساءل الناس في هذا الزمان‪:‬‬ ‫لمسساذا زادت المعاصسسي عسسن الحسسد؟ ولمسساذا أصسسبح النسساس ينفقسسون المسسوال فيمسسا‬ ‫ُيغضب ال؟ ولماذا عد م البر من البنساء للبساء؟ وخفتست القيسم مسن الصسغار إلسى الكبسار‪،‬‬ ‫والشسفقة والحنسان مسن الكبسار علسى الصسغار‪ ،‬ولمساذا ظهسرت هسذه المسراض الستي لسم نكسن‬ ‫نسمع عنها؟ وغيرها من المور التي حدثت في عصرنا‪.‬‬ ‫والنسسبى ‪ ‬نظسسر إلسسى هسسذا الزمسان ‪ ،...‬ونظسسر إلسسى مشسسكلت هسسذا العصسسر والوان‬ ‫وحس ّد دس داءه ‪ ،...‬وعنسسده كمسسا أنسسزل عليسسه مسسوله فسسي كتسساب ال س وفسسى سسسنته شسسفاءه ‪...‬‬ ‫فق س سسال ‪ ‬فس سسي أس س سسباب أمس س سراض هس سسذا الزم سسان المعنوي سسة ومش س سسكلته الفرديس سسة والجماعيس سسة‬ ‫والقتصادية والسياسية وكلها‪:‬‬

‫ع ّز‬ ‫ء أَ َ‬ ‫ي ٌ‬ ‫فش ْ‬ ‫ن ِفي ِه َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن ل َي ُ‬ ‫م َز َما ٌ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫‪َ ‬ي ْأ ِتي َ‬ ‫}َ‬ ‫س ِب ِه‪ ،‬أ َ ْلو‬ ‫س تَ ْأ َن ُ‬ ‫خ ُي ْ‬ ‫ل‪ ،‬أ َ ْلو أ َ ٌ‬ ‫حل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ٌ‬ ‫ث ‪ِ:‬د ْر َ‬ ‫ن َثل ٍ‬ ‫ِم ْ‬ ‫‪73‬‬ ‫ل ِب َها {‬ ‫م ُ‬ ‫س َن ٌة ُي عْ َ‬ ‫َ‬

‫فقد رأينسا رأى العيسن جميعساً فسي هسذا الزمان كيسف اسستحّل المصسلون والصسائمون‬ ‫والتالون لكتاب ال والذاكرين ل جّل في ُعله الحسرا م‪ ،‬ويجنسون أرزاقهسم مسن حسرا م‪ ،‬مسن‬ ‫ُيطّف فس في الكيل‪ ،‬ومن يسسرق فسي الميسزان‪ ،‬ومن يغُسش فسي أى أمسر مسن أمسور المسسلمين‬ ‫في أى زمان ومكان‪:‬‬

‫س ِم ّنا {‬ ‫ش َنا َف لَ يْ َ‬ ‫غ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫} َم ْ‬

‫‪74‬‬

‫ومسن يخسسدع إخسسوانه المسسؤمنين ليأخسسذ منهسسم دراهسسم قليلسسة‪ ،‬وهسى أرزاق حسرا م لنهسسا‬ ‫‪ 73‬سنن الطبراني عن حذيفة بن اليمان ‪‬‬ ‫‪ 74‬سنن ابن ماجة والطبراني عن هانيء بن الحارث ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 76‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫خ سسداعٌ ومكس سٌر وده سساء‪ ،‬ومسسن يض سسحك عل سسى البُسسسطاء ويسسبيعهم الس سسلعة بأاض سسعاف ثمنه سسا‬ ‫إستغللً بجهلهم وعد م معرفتهم بهذه السلعة‪ ،‬ومن ُيبيسح الرش و ة ويقسول إنهسسا لبسد منهسسا‬ ‫للوصول إلسسى مصسسلحتي‪ ،‬ومن يتسساجر فيمسسا ُيغضسسب السس!! يتسساجر فسسي البسسانجو ويتسساجر فسسي‬ ‫الحشسسيش ويتسساجر فسسي الخمسسر‪ ،‬وهسسي تجسسار ة نهسسى عنهسسا ال س ولعسسن رسسول ال س ‪ ‬كسسل مسسن‬ ‫س هسا‪:‬‬ ‫مّ‬

‫سا ِق َي َها‪،‬‬ ‫فشا ِر َب َها‪َ ،‬لو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َر‪ ،‬لوَ َل َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ال ّل ُه ا ْل َ‬ ‫ع َ‬ ‫} َل َ‬ ‫ع َها‪،‬‬ ‫ع َها‪َ ،‬لو ُم ْب َتا َ‬ ‫ها‪َ ،‬لو َبا ِئ َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ع َت ِ‬ ‫ها‪َ ،‬لو ُم ْ‬ ‫ص َر َ‬ ‫عا ِ‬ ‫َلو َ‬ ‫‪75‬‬ ‫م ِن َها {‬ ‫ل َث َ‬ ‫مو َل َة إ ِ َل يْ ِه‪َ ،‬لوآ ِك َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حا ِم َل َها‪َ ،‬لوا ْل َ‬ ‫َلو َ‬ ‫وحتى الجالس على مائد ة ُتدار عليها الخمر‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫خ رِ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ِبال لّ ِه َلوا ْل َي ْو َ‬ ‫ن ُي ْؤ ِم ُ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫خ مْ ُر‬ ‫ع لَ ْي َها ا ْل َ‬ ‫ة ُت َدا ُر َ‬ ‫ع َلى َما ِئ َد ٍ‬ ‫ع ُد َ‬ ‫َف َل َي ْق ُ‬ ‫‪76‬‬ ‫{‬ ‫وغيرها من أمور الرزق الحرا م التي تفّش تس في هذا الزمان‪ ،‬والنسساس يأخسذونها ول‬ ‫ينتبهسسون إلسسى أنهسسا ُتغضسسب الس !! ‪ ،....‬لنهسسم يتناولونهسسا ثسسم يسسذهبون للمسسساجد للصسسل ة‪،‬‬ ‫ويصسسومون اليسا م الفااضسلة تقرب اً إلسى الس!! ‪ ،....‬بسل بعضسسهم يأخسسذها ويذهب إلسى الحسج‬ ‫والعمر ة في بيت ال!!‪... !!!... .‬‬ ‫وتناول اللقمة الحرا م والرزاق الحرا م فيسسه مسا فيسه‪ ،‬نسذكر منهسا بعسض مسسا فيسسه لنسسرى‬ ‫ما نحن فيه الن‪ :‬إذا أكل النسان لقمة حراماً واحد ة ل يقبل ال ‪ ‬منه عملً ول دعسساًء‬ ‫أربعين يومًا‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫‪ 75‬سنن أبي داود وابن ماجة ومسند الما م أحمد عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫‪ 76‬مسند الما م أحمد وسنن البيهقي عن عمر بن الخطاب ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 77‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫م ِفي‬ ‫ح َرا َ‬ ‫م َة ا ْل َ‬ ‫ ف ال ّل ْق َ‬ ‫ع ْب َد َل َي ْق ِذ ُ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ن َي ْو ًما‬ ‫عي َ‬ ‫ل أ َ ْر َب ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ِم ْن ُه َ‬ ‫ج ْو ِف ِه َما ُي َت َق ّب ُ‬ ‫َ‬ ‫‪77‬‬ ‫{‬ ‫وقال ‪:‬‬

‫م ّد َي َد ْي ِه‬ ‫غ بَ َر‪َ ،‬ي ُ‬ ‫ث أَ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫فش َ‬ ‫س فَ َر أ َ ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫طي ُ‬ ‫ل ُي ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫} ال ّر ُ‬ ‫م‪،‬‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫م هُ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ب‪َ ،‬لو َم ْ‬ ‫ب َيا َر ّ‬ ‫ء َيا َر ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫إ ِ َلى ال ّ‬ ‫ع ّد َ‬ ‫ي‬ ‫م‪َ ،‬لو َق ْد ُ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫س ُه َ‬ ‫م‪َ ،‬لو َم لْ َب ُ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫ش َر ُب ُه َ‬ ‫َلو َم ْ‬ ‫‪78‬‬ ‫ب َل ُه {‬ ‫جا ُ‬ ‫س تَ َ‬ ‫م‪َ ،‬ف َأ ّنى ُي ْ‬ ‫ح َرا ِ‬ ‫ِبا ْل َ‬ ‫إذا أك سسل النس سسان لقم سسة حس سرا م جعل سست جس سسمه وأعض سساءه تس سسارع إل سسى ال سسذنوب‬ ‫والثا م‪ ،‬وتجمد وتتوقف عن الستجابة للطاعة التي أمر بها الملك العل م ‪.‬‬ ‫ولسسذلك يشسسكوا إخواننسسا الُعلمسساء مسسن أن النسساس ليريسدون سسسماع العلسسم فسسي هسسذا‬ ‫الزمان‪ ،‬وإذا سمعوا كأنهم ل يعون‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬كيف يسمعون إلسى العلسم وقد تشسّبعت‬ ‫الجسسسا م بسسالمطعم الحسرا م؟!! إن المطعسسم الحسرا م يجعسسل النسسسان ل يسسستمع إل بسسالذن‪،‬‬ ‫ول يصل الكل م إلى القلب‪.‬‬ ‫ل يصسل الكل م إلسى القلسب إل إذا حسرص النسسان علسى الغسذاء الحلل‪ ،‬فينفعسل‬ ‫القلب ويأمره بطاعة ال‪ ،‬وينهى العضاء جميعها عن معصية ال جّل في ُعله‪.‬‬ ‫وإذا تغّذ ىس الولد من المطعم الحرا م كانوا غير برر ة لبائهم وأمهاتهم!!‬

‫رأى رجلً من الصالحين شاباً يضرب أباه‪ ،‬فقال من حوله‪ :‬إنه ولد حرا م‪ ،‬أى أن‬ ‫‪ 77‬الطبراني عن عبد ال بن العباس ‪‬‬ ‫‪ 78‬صحيح مسلم وسنن الترمذي والدارمي عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 78‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أمه زانيسة‪ ،‬فقسسال الرجل الصسسالح‪ :‬مهلً ل تخواضوا فسسي أمسسه ول تقسسذفوها‪ ،‬لعلسسه تكسّو نس فسسي‬ ‫ظهسسر أمسسه لقمسسة حسرا م‪ ،‬لعلسسه تغسّذ ىس بعسسد ظهسسوره فسسي السسدنيا مسسن مطعسسم حسرا م‪ ،‬فيجعلسسه غيسسر‬ ‫حري سسص علس سسى ب س سّر البس سسوين ول طاعتهمس سسا ول العمس سسل علس سسى إراض سسائهما‪ ،‬لن أعضس سساءه ل‬ ‫تستجيب عند المطعم إل لمعاصي ال ‪.‬‬

‫يتساءل الناس لماذا زاد النفاق في هذا الزمان على الحرا م؟! ُجس ّلس أمسوال النساس‬ ‫يشسسترون بهسسا المسسسكرات والمخسسدرات‪ ،‬وهسسل هنسساك مسساُل حلُل يشسسترى بسسه صسساحبه أى‬ ‫صنٍف من المخدرات أو من المسكرات؟ ل وال ‪ ..‬لقد قال الحكماء‪ ) :‬من‬

‫جمع ما ل ً من حرام س ّلطه ا على إنفاقه في‬ ‫الذنوب لوالثام(‪.‬‬

‫ولذلك وّلى هارون الرشيد أخاه محتسسسباً علسى السسسوق ‪ -‬والمحتسسسب يسواكب مسا‬ ‫ُيسّم ىس مفتش التموين الن ‪ -‬وتركه سنة‪ ،‬ثسم اسستدعاه وسأله‪ :‬كسم محضسراً حررته؟ وكم‬ ‫قضية قدمتها؟ وكم تساجراً عّنفتسسه؟ قسسال‪ :‬ل أحسسد‪ ،‬قسال‪ :‬ولَِم؟س وكان أخسسوه مسن الصسسالحين‪،‬‬ ‫قال‪ :‬يا أمير المؤمنين رأيت ال ‪ ‬يقّتص من الظسالمين أولً بسأول‪ ،‬فكسل مسساٍل جمعسوه مسن‬ ‫حرا م سّلطهم ال على إنفاقه في الذنوب والثا م‪.‬‬ ‫ُينفقسسه فسسي المخسسدرات‪ ،‬ينفقسسه فسسي الخمسسر والمسسسكرات‪ ،‬ينفقسسه علسسى المومسسسات‬ ‫والغانيات‪ ،‬ينفقه على ما ل يعود عليه ول على أهله بفائد ة في الدنيا‪ ،‬ويعود عليه بأوزاٍر‬ ‫ثقاٍل يو م يلقى ال ‪.‬‬ ‫أما المال الحلل فإنه ُينّو رس القلب‪ ،‬فيجعله يستجيب ل‪ ،‬ولكتاب السس‪ ،‬ولرسول‬ ‫السس‪ ،‬وللعلمسساء السسذين يُسسذّك رسون بسسال‪ ،‬وتسسستجيب العضسساء لسسه إذا حثّهسم علسسى طاعسسة السس‪،‬‬ ‫وتجمسسد وتتجّمس دس ول تسستجيب إذا أمرتهسم النفسس بمعصسسية الس‪ ،‬وتجعلسسه يتحسّرى النفساق‬ ‫فل ُينفسسق قرشس اً إل فيمسسا ُيراضسي السس‪ ،‬ول يضسسع المسسال إل فسسي مواضس ٍع أبسساحه شسسرع السس‪،‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 79‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ويكسسون الولد بسسرر ة وكرامساً بوالسسديهم‪ ،‬فل يسسستطيع أحسسدهم أن يرفع وجهسسه ول عينسسه فسسي‬ ‫وجسه أبيسسه حيسساءًا‪ ،‬ول يسسستطيع أن يسسؤخر لسسه أمسسراً أو يرفسض لسسه طلب سًا‪ ،‬لن المسسال الحلل‬ ‫يجعله هّيناً لّيناً في بّر أبويه‪ ،‬أعز شيءٍ في هذا العصر الدرهم الحلل‪:‬‬

‫ع ّز‬ ‫ء أَ َ‬ ‫ي ٌ‬ ‫فش ْ‬ ‫ن ِفي ِه َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن ل َي ُ‬ ‫م َز َما ٌ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫‪َ ‬ي ْأ ِتي َ‬ ‫}َ‬ ‫س ِب ِه‪ ،‬أ َ ْلو‬ ‫س تَ ْأ َن ُ‬ ‫خ ُي ْ‬ ‫ل‪ ،‬أ َ ْلو أ َ ٌ‬ ‫حل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ٌ‬ ‫ث ‪ِ:‬د ْر َ‬ ‫ن َثل ٍ‬ ‫ِم ْ‬ ‫‪79‬‬ ‫ل ِب َها {‬ ‫م ُ‬ ‫س َن ٌة ُي عْ َ‬ ‫َ‬

‫ خ صالٌح يخاللني ل‪ ،‬وُيصادقني ل‪ ،‬ل لحاجسسة ول لمنفعسسة ول‬ ‫درهم حلل‪ ،‬أو أ ٌ‬ ‫لدنيا زائلة ول لرغبة فانية‪ ،‬وإنما كما قال ال في كتاب ال‪    :‬‬ ‫‪     (67‬الزخ رف( مسسن هسسو ال خ السسذي أمرني السسدين والشسسرع أن‬ ‫أأنسسس إليسسه؟ قسسال فيسسه مولنسسا ‪ ‬فسسي كتسسابه الكريم‪      :‬‬ ‫‪    (119‬التوبة(‪.‬‬ ‫ل تص سساحب الك سسذاب أب سسداً فق سسد قي سسل‪) :‬إن الك سسذاب كالسس سراب( أى كالسس سراب‬ ‫الذي يظهر في اضوء الشمس وتراه ماءاً فسإذا ذهبست إليسه لسم تجسد فيسسه شسيئًا‪ ،‬ول عنسده‪،‬‬ ‫شسسيئًا‪ ،‬وقسد قسسال المسسا م عل سٌي لبنيسسه‪) :‬يسسا بنسسى ل تصسساحب الكسسذاب فسسإنه كالس سراب وإنسسه‬ ‫ُيق ّرب إليسسك البعيسسد وُيبعسسد عنسسك القريب( وقال المسسا م عمسسر ‪ ‬وأراضاه‪) :‬ل تصسساحب إل‬ ‫المين‪ ،‬ول أمين إل من يخشى ال ‪ (‬لن السذي يخشسى الس الس ‪ ‬لسن يغشسك فسي أمسر‪،‬‬ ‫أو يخونك في قضية‪ ،‬أو يستغلك لمور دنيوية‪ ،‬أو يجعلك وسيلة للحصول على الدنيا‬ ‫الدنية‪ ،‬وإنما يكون لك أخاً في الدنيا‪ ،‬ويكون لك صديقاً وفيساً فسسي السسدار الخسر ة‪ ،‬يأخسسذ‬ ‫بيدك وتأخذ بيده وتدخل معاً جنة ال ‪.‬‬ ‫إن ه سسذه الُخس س و ة ال سستي كسسسان عليه سسا الولسسون م سسن س سسلفنا الص سسالح م سسن النص سسار‬ ‫‪ 79‬سنن الطبراني عن حذيفة بن اليمان ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 80‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫والمهاجرين‪ ،‬وهي التي يقول فيها نبيكم الكريم ‪:‬‬

‫ء‪،‬‬ ‫م ِب َأ ْن ِب َيا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سا َما ُ‬ ‫ع َبا ِد ال ّل ِه ل َُنا ً‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ء َي ْو مَ‬ ‫ش َه َدا ُ‬ ‫ء‪َ ،‬لوال ّ‬ ‫م ا ل َْن بِ َيا ُ‬ ‫ط ُه ُ‬ ‫غ ِب ُ‬ ‫ء َي ْ‬ ‫فش َه َدا َ‬ ‫َلول ُ‬ ‫عا َلى‪َ ،‬قا ُلوا ‪َ :‬يا‬ ‫م ِم نَ ال لّ ِه َت َ‬ ‫كا ِن ِه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ا ْل ِق َيا َم ِة ِب َ‬ ‫م َق ْو ٌ‬ ‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ل ‪ُ:‬‬ ‫م؟‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫خ ِب ُر َنا َم ْ‬ ‫ل ال ّل ِه‪ُ ،‬ت ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫م‪َ ،‬لول‬ ‫م َب ْي َن ُه ْ‬ ‫حا ٍ‬ ‫غ ْي ِر أ َ ْر َ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫ح ال ّل ِه َ‬ ‫حا ّبوا ِب ُرلو ِ‬ ‫َت َ‬ ‫م َل ُنو ٌر‪،‬‬ ‫ه ُه ْ‬ ‫جو َ‬ ‫ن ُلو ُ‬ ‫ط ْو َن َها‪َ ،‬ف َوال لّ ِه إ ِ ّ‬ ‫عا َ‬ ‫ل َي َت َ‬ ‫أ َ ْم َوا ٍ‬ ‫ ف ال ّنا ُ‬ ‫س‬ ‫خا َ‬ ‫ن إ ِ َذا َ‬ ‫خا ُفو َ‬ ‫ع َلى ُنو ٍر‪ ،‬ل َي َ‬ ‫م َ‬ ‫َلو إ ِ ّن ُه ْ‬ ‫ه ِذ ِ‬ ‫ه‬ ‫س‪َ ،‬لو َق َر أ َ َ‬ ‫ن ال ّنا ُ‬ ‫ح ِز َ‬ ‫ن إ ِ َذا َ‬ ‫ح َز ُنو َ‬ ‫َلول َي ْ‬ ‫ا ْل َي َة‪:‬‬ ‫ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َلول ُ‬ ‫ع لَ ْي ِه ْ‬ ‫ ف َ‬ ‫خ ْو ٌ‬ ‫ء ال ّل ِه ل َ‬ ‫ن أ َ ْلو ِل َيا َ‬ ‫‪َ ‬أل إ ِ ّ‬ ‫‪80‬‬ ‫ن‪{‬‬ ‫ح َز ُنو َ‬ ‫َي ْ‬

‫ق س سسال ‪ ) :‬الت س سسائب ح س سسبيب الرحم س سسن والت س سسائب م س سسن ال س سسذنب كم س سسن ذن س سسب ل س سسه (‬ ‫ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمسسد ل س رب العسسالمين السسذي أكرمنسسا بواسسسع إكرامسسه‪ ،‬وعّم ن سسا بسسأنوار بسسدر تمسسامه‬ ‫ومصسسبا ح ظلمسسه‪ ،‬سسسيدنا محمسسد عليسسه أفضسسل الصسسل ة وأتسسم السسسل م‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل‬ ‫ال س وحسده ل ش سريك لسسه‪ ،‬نسسسأله وحسده أن يتسسولى إصسسل ح أحوالنسسا‪ ،‬وأحسسوال أهسسل بلسسدنا‪،‬‬ ‫‪ 80‬سنن أبي داود والبيهقي عن عمر بن الخطاب ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 81‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وأحسسوال إخواننسسا المسسسلمين أجمعيسسن‪ ،‬وأشسسهد أن سسسيدنا محمسسداً عبسسد الس ورسوله وصفيه‬ ‫من خلقه وخليله‪ ،‬الذي كشف لنا الظلمات‪ ،‬ودلنا على كيفية إنارتهسسا بسسالنوار البينسسات‪،‬‬ ‫حتى نكون في الدنيا في راضا ال‪ ،‬وفى الخر ة نفوز بجنة ال جّل في ُعله‪ ،‬اللهم صسّل‬ ‫وسّلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا ُه دساه‪ ،‬ووفقنا للعمل بسنته أجمعين يا ال‪.‬‬ ‫إخواني جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫بيّسسن النسسبي ‪ ‬أن كسسل أسسسباب الُفرسقسسة والنقس سسا م والتش سُتت والخلفسسات ف سسي ك سسل‬ ‫الجهسسات سسسببها الطمسسع فسسي السسدنيا‪ ،‬وسسببها الصسسداقة لغيسسر ال س ‪ ،‬فلسسو راعينسسا قسسول السس‪:‬‬ ‫‪     (10‬الحجرات( لن تكون هناك مشكلة بين إثنين في أى بلسٍد‬ ‫من بلد ال ‪ ،‬لن ال خ له حقوق على أخيه وله واجبات يقو م بها لخيه‪ ،‬فإذا قا م كل‬ ‫واحد منا بحقوقه التي ينبغي القيا م بهسسا لخيسه المسسلم‪ ،‬فمسسن أيسن تسأتى المشساكل؟! ومن‬ ‫أيسسن تظهسسر الخلفسسات؟! وبيّسسن النسسبي ‪ ‬أن هسسذا الزمسان سسسيكون فيسسه الغُربسة والغرابسسة لمسسن‬ ‫س كس بُس نسة النبي وهدى النبي‪ ،‬وقال فيه ‪:‬‬ ‫يتم ّ‬

‫ما‬ ‫عو ُد َك َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫غ ِري ًبا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ن َب َد أ َ َ‬ ‫ن ال ّدي َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫ء‪َ ،‬ف ِقي َ‬ ‫غ َر َبا ِ‬ ‫طو َبى ِل لْ ُ‬ ‫غ ِري ًبا‪َ ،‬ف ُ‬ ‫َب َد أ َ َ‬ ‫ل‪ :‬ا ّل ِذي نَ‬ ‫ء؟ َقا َ‬ ‫غ َر َبا ُ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫ل ال ّل ِه َلو َم ِ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫ع َبا َد ال لّ ِه {‬ ‫مو َن َها ِ‬ ‫ع ّل ُ‬ ‫س ّن ِتي َلو ُي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُيو َ‬ ‫ُي ْ‬

‫مّناهم النسسبي بسأنهم سيعيشسون فسسي السدنيا فسي أرغد عيسسش وأسسسعد حسال وأهنسسأ بسال‪،‬‬ ‫وإن اشسستكى الُكس لس مسسن هسسذه الفتسسن وهسذا الوبال‪ ،‬وفي الخسر ة حيسسث سسسيكونون فسسي مقسساٍ م‬ ‫عاٍل مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪.‬‬ ‫‪ 81‬مسند الشهاب والبيهقي عن عمرو بن عوف ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 82‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫سس س كس بش سسرع ال سس‪،‬‬ ‫فل سسم يس سستطيع أن ينج سسوا م سسن فت سسن ه سسذا العص سسر إل ال سسذي يتم ّ‬ ‫ل في ُعله‪    :‬‬ ‫ويعمل بسنة حبيب ال ومصطفاه‪ ،‬وهذا يقول له موله ج ّ‬ ‫‪           ‬‬

‫‪     (97‬النحل( والحيا ة الطيبة ل فيها هسٌم ول غسٌم ول نكسٌد ول‬ ‫ب ول شدٌ ة لن ال يتوله‪ ،‬وبعنايته أوله‪ ،‬ويجعسل لسه عنسسد كسل هسٍم فرج ًا‪ ،‬وعنسسد كسل‬ ‫كر ٌ‬ ‫شد ة مخرجًا‪:‬‬ ‫‪)              ‬الطلق(‬

‫سسسيقول مسسا بسسالي فسسي وسط هسسؤلء؟ يكفيسسك فخسسراً وشرفا وتيهسسا قسسول أميسسر النبيسساء‬ ‫والمرسلين‪:‬‬

‫ج ُر‬ ‫سا ِد أ ُ ّم ِتي َف َل ُه أ َ ْ‬ ‫ع ْن َد َف َ‬ ‫س ّن ِتي ِ‬ ‫ك ِب ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َت َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫‪82‬‬ ‫فش ِهي ٍد {‬ ‫ِما َئ ِة َ‬

‫الذي ُيحي سنة في هذا العصر وهذا الزمان من سنن الدين وسنن النسسبي العسسدنان‬ ‫ص الحديث الصحيح لسيدنا رسول ال ‪.‬‬ ‫له أجر مائة شهيد عند ال ‪ ،‬وهذا ن ّ‬

‫فتمسسسكوا يسسا إخسسواني بهسسذا المسسر‪ ،‬واعلمسسوا علسسم اليقيسسن أن هنسساك طائفسسة ح سّد ثس‬ ‫عنه سسم الن سسبي ب سسأنهم س سسيكونوا عل سسى ه سسذا الم سسر إل سسى أن ي سسرث الس س الرض ومسسن عليه سسا‪،‬‬ ‫يتمسكون بالحق ويقومون بالحق ويحيون سنة سيد الخلق‪ ،‬ل يضسسرهم مسسن خسسالفهم‪ ،‬ول‬ ‫يعيبهسسم مسسن يعيبهسسم‪ ،‬ول يبسسالون بمسسن يعّيرهم أو يسسستهزئ بهسسم‪ ،‬فهسسم علسسى الحسسق مااضسسون‪،‬‬ ‫وبمنهج ال مستمسكون‪ ،‬وبُسس نّسة الحسبيب آخسسذون‪ ،‬وهسؤلء وعدهم الس بسأن يكونوا فسسي‬ ‫الدنيا في أرغد عيش وأسعد حال وأهنسسأ بسال‪ ،‬مسسع كسثر ة هسذه الظلمسسات والهمسو م والغمسو م‬ ‫‪ 82‬الزهد الكبير للبيهقي عن عبد ال بن العباس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 83‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫والنكاد التي نراها جميعا في كل واد وفى كل العباد والبلد‪ ،‬قال فيهم ‪:‬‬

‫م ًة ِب َأ ْم ِر ال ّل ِه‪ ،‬ل‬ ‫ن أ ُ ّم ِتي َقا ِئ َ‬ ‫طا ِئ َف ٌة ِم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫}ل َت َزا ُ‬ ‫ح ّتى َي ْأ ِت َ‬ ‫ي‬ ‫م َ‬ ‫خا َل َف ُه ْ‬ ‫م أ َ ْلو َ‬ ‫خ َذ َل ُه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َم ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ّر ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪83‬‬ ‫س{‬ ‫ع َلى ال ّنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ُرلو َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫أ َ ْم ُر ال ّل ِه َلو ُ‬ ‫هؤلء لهم الهناء في الدنيا ولهم السعاد ة في الخر ة‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسل ّ‬ ‫م‬

‫‪ 83‬صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن معاوية بن أبي سفيان ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السادسة ‪ :‬مشكلتنا العصرية لوحلولها }‬ ‫‪{ 84‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة السابعة‬ ‫‪84‬‬ ‫ب الدنيا‬ ‫رلوشتة الشففاء من ح ّ‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمسسد لس رب العسسالمين‪ ،‬أكرمنسسا بالنتسسساب لخيسسر ديسسن أرسله للعسسالمين‪ ،‬وجعلنسسا‬ ‫من أمة ختا م سيد النبياء والمرسلين‪ ،‬وأنزل لنا دستوراً سماوياً وكلمساً ربانيساً فيسسه الشسسفاء‬ ‫لنسسا أجمعيسسن‪ ،‬فيسسه الشسسفاء مسسن أمسراض النفسسوس‪ ،‬وفيسسه الشسسفاء مسسن أمسراض الجسسساد‪ ،‬وفيسسه‬ ‫الشفاء من أمراض المجتمعات‪ ،‬وفيه الشفاء مما يعانيه المؤمنين في كل وقت وحين‪ :‬‬ ‫‪         (82‬السراء( وأشهد أن ل إله‬ ‫إل الس وحده لشسريك لسسه جعسسل السسداء والسسدواء‪ ،‬وبيّسسن لنسسا علسسى يسسد سسسيد الرسل والنبيسساء‬ ‫الداء‪ ،‬وذكر لسسه الشسفاء مسسن خيسسر كل م أنزله مسسن السسسماء‪ ،‬حستى تكسون أمسة الحسبيب علسسى‬ ‫الدوا م في الدنيا في سعاد ة وهنسساء‪ ،‬وفى الخسر ة يكونوا مسسن أهسل الجنسسة وُيكرمون بعظيسسم‬ ‫الجزاء‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬النسسبي التقسي النقسي السذي علّمسه مسوله‬ ‫كسسل مسسا سسسيحدث لهسسذه المسسة إلسسى ي سو م السسدين‪ ،‬وأعطسساه بصسسير ة نافسسذ ة ليصسسف السسدواء لنسسا‬ ‫أجمعين إلى أن يرث ال الرض ومن عليها ‪....‬‬ ‫الله سسم صس سّل وس س ّلم وبسسارك عل سسى س سسيدنا محم سسد ط سسب القل سسوب ودواءه سسا‪ ،‬وعافي سسة‬ ‫الب سسدان وشسسفاءها‪ ،‬وجلء القل سسوب وهمومهسسا‪ ،‬ص سّل عليسسه يسسا السس‪ ،‬وعل سسى آل سسه الطيسسبين‪،‬‬ ‫وصحابته المباركين‪ ،‬وكل من اهتدى بهديسسة إلسى يسو م السسدين‪ ،‬وعلينسا معهسسم أجمعيسن آميسسن‬ ‫آمين يا رب العالمين‪.‬‬ ‫‪ 84‬خطبة الجمعة ‪ -‬زفتى س غربية س مسجد كشك ‪ 3‬من جمادي الولى ‪1434‬هس ‪ 15/3/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 85‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫ونحسسن نُمس رس فسسي مجتمعنسسا بحسالت فريد ة لسم نجسسد نمسساذج منهسا فسي السسسابقين‪ ،‬ول‬ ‫مثي سسل له سسا ف سسي المعاصس سرين‪ ،‬ش سسغلتنا أجمعي سسن فانش سسغلنا بالفض سسائيات‪ ،‬وُش س غسلنا بالص سسحف‬ ‫والمجلت‪ ،‬والكل يّد عسي أنه من أهسسل التحليسل فسي هسذه المسور البيّنسات‪ ،‬وك ٌل لسسه وجهسة‬ ‫نظره‪ ،‬وكٌل له اجتهاده في فكره‪.‬‬

‫أما آن لنا أن ننظر إلى شيٍء مما وصف به نبينا هذا الزمان‪ ،‬أمسسا نرجع إلسى سسسنته‬ ‫العطسر ة فننظسسر إلسسى أّدق الخبسسار وأصسسدق الحسساديث السستي وصف فيهسسا هسسذا الزمان وكأنه‬ ‫يعيش بيننا الن‪ ،‬لن ال ‪ ‬قال له وقال لنا فسي شسانه‪      :‬‬ ‫‪        (108‬يوسف( نظسسر النسسبي ‪ ‬مسسن سسسقف الحجسساب‬ ‫إلى هذا الزمان فقال‪:‬‬

‫م{‬ ‫ظ ِل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ا ْل ُ‬ ‫ع ال لّ ْي ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ع ِدي ِف َت نٌ َك ِق َ‬ ‫ن َب ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫س َت ُ‬ ‫}َ‬

‫‪85‬‬

‫وهو مسا نسراه الن‪ ،‬مسا سسببها وما علجهسا؟ ل تجسد ذلسك إل عنسد السذي ل ينطسق‬ ‫الهوى‪       (4 :‬النجم( ل تجد ذلك عند كل م المحللين السياسيين‬ ‫ول غيرهسسم ول عن سسد مراكسسز البح سسوث العصس سرية ومسسا تجريسسه م سسن بح سسوث ومسسا تص سسنعه م سسن‬ ‫اسسستطلع رأى وغيسسره ‪ ..‬لكسسن الحسسبيب هسسو السسذي ألهمسسه ال س ‪ ‬الصسسواب فسسي هسسذه الفتسسن‬ ‫التي نحن فيها الن ‪ ..‬مسا علجهسا وما أسسبابها؟ جعسل النسبي ‪ ‬سسبب مسا نحسن فيسه أمرين‬ ‫إثنين ل ثالث لهما‪ ،‬المر الول يقول فيه‪:‬‬

‫س ُد‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َق بْ لَ ُ‬ ‫ء ا ل َُم ِ‬ ‫م َدا ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب إ ِ َل ْي ُ‬ ‫}َد ّ‬ ‫حا ِل َق ُة‪ ،‬ل أ َ ُقو لُ‬ ‫ي ا ْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫ء‪َ ،‬لوا ْل َب ْ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫َلوا ْل َب ْ‬

‫‪ 85‬المطالب العالية عن جندب بن عبد ال ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 86‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ن{‬ ‫ق ال ّدي َ‬ ‫ح لِ ُ‬ ‫ن َت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َر‪َ ،‬لو َل ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ح ِل ُ‬ ‫َت ْ‬

‫‪86‬‬

‫مسسا أصسسيبت بسسه القلسسوب‪ ،‬وقلسسوب أهسسل اليمسسان ينبغسسي عنسسدما يسسدخلون فسسي ديسسن‬ ‫الرحم سسن أن يطب سسق عليه سسم ف سسوراً م سسا ق سساله الس س ف سسي أوصسساف أه سسل اليم سسان ف سسي الق سسرآن )‬ ‫‪47‬الحجر(‪:‬‬ ‫‪           ‬‬ ‫ب طهسسرت مسسن الغسسل والحقسسد‬ ‫أهسسل اليمسسان وصسسفهم كمسسا قسسال فيهسسم ربّهسسم قلسسو ٌ‬ ‫ش س حس وحسب السسذات والرغبسسة فسسي إثسسار ة الفتسسن والمنازعسات‬ ‫والحسسسد والث سر ة والنانيسسة وال ُ‬ ‫والرغبسسة فسسي الُعلسسو فسسي الرض بغيسسر الحسسق‪ ،‬والرغبسسة فسسي التميسسز علسسى النسساس فسسي السسدنيا‪،‬‬ ‫وغيرهسا مسسن الم سراض الظاهريسة السستي هسسي لُسسب مشسسكلتنا الجتماعيسسة السستي نراهسسا الن‪،‬‬ ‫وسسبب هسسذه المشسسكلة غيسسر المباشسسر‪ ،‬والسسذى يسسؤدي إلسسى هسسذه المعضسسلة بيّنسسه الحسسبيب ‪‬‬ ‫فقال‪:‬‬

‫عى‬ ‫ما َت َدا َ‬ ‫م َك َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع لَ ْي ُ‬ ‫عى َ‬ ‫ن َت َدا َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ك ا ل َُم ُ‬ ‫فش ُ‬ ‫} ُيو ِ‬ ‫ن ِق ّل ٍة‬ ‫ل ‪َ:‬لو ِم ْ‬ ‫ل َقا ِئ ٌ‬ ‫ع ِت َها‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ل َ​َك َل ُة إ ِ َلى َق ْ‬ ‫م َي ْو َم ِئ ٍذ َك ِثي ٌر‬ ‫ل أ َ ْن تُ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬ب ْ‬ ‫ن َي ْو َم ِئ ٍذ؟ َقا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫َن ْ‬ ‫ن ال ّل ُه ِم نْ‬ ‫ع ّ‬ ‫ل َلو َل يَ ْن َز َ‬ ‫س ْي ِ‬ ‫ء ال ّ‬ ‫غ َثا ِ‬ ‫ء َك ُ‬ ‫غ َثا ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ّن ُ‬ ‫َلو َل ِ‬ ‫ن ال ّل ُه‬ ‫م َلو َل َي ْق ِذ َف ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َها َب َة ِم ْن ُ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ع ُد ّلو ُك ُ‬ ‫ص ُدلو ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل َقا ِئ ٌ‬ ‫ن‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ا ْل َو ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ِفي ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ه َي ُة‬ ‫ب ال ّد ْن َيا َلو َك َرا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ‪ُ:‬‬ ‫ن؟ َقا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ال ّل ِه َلو َما ا ْل َو ْ‬

‫‪ 86‬سنن الترمذي والبيهقي ومسند الما م أحمد عن الزبير بن العوا م ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 87‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الفشفية النبوية‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ت{‬ ‫م ْو ِ‬ ‫ا ْل َ‬

‫‪87‬‬

‫الصل في كل فساد في القلوب‪ ..... :‬هو حب الدنيا !!!‬ ‫صس لسها‬ ‫لن النسسسان إذا امتل قلبسسه بحسسب السسدنيا حسسرص عليهسسا فلسسم يسسستطع أن ُيح ّ‬ ‫من حلل‪ ،‬فيلجأ إلى الساليب الحسرا م فسسي سسبيل تحصسسيلها‪ ،‬انظسسر إلسى مسسا فسسي السسسواق‬ ‫من فساد‪ ،‬وما في الرزاق مسن خبسث‪ ،‬تجسد لسه سسبباً واحسداً هسو حسب السدنيا‪ ،‬وهو السذي‬ ‫يجعسسل الرجل يغسسش فسسي كيلسسه ول يسسوفي ميزانسسه‪ ،‬يغسسش فسسي سسسلعته ول يراعسسي المسسؤمن عنسسد‬ ‫بيعه وشراءه‪ ،‬وهو الذي يجعسسل السزارع يضسسع فسسي محصسسوله السذي يسسأكله إخسسوانه المؤمنسسون‬ ‫مسسا نهسسى عنسسه السس‪ ،‬ومسا حّرمسسه شسسرع السس‪ ،‬ومسا منسسع منسسه العلسسم الحسسديث فسسي هسسذه الحيسسا ة‪،‬‬ ‫فيضع في محصوله هرمونات لينضجه في وقت يسسسير ليكسسون المكسسسب كسسبير‪ ،‬أو يضسسع‬ ‫ُمبيس سسدات‪ ،‬أو يعس سسالجه بكيماويسسات ويعلس سسم علس سسم اليقي سسن أن هس سسذا يهلس سسك أجسس سساد إخ سسوانه‬ ‫المسسؤمنين‪ ،‬ولكنسسه يسسستبيح ذلسسك فسسي سسسبيل الحصسسول علسسى مكس س ٍ‬ ‫ب قليسسل‪ ،‬ونسذٍر يسسسير‬ ‫ونسى أنه خرج من المة بنص حديث البشير النذير‪:‬‬

‫س ِم ّنا {‬ ‫ش َنا َف لَ يْ َ‬ ‫غ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬

‫‪88‬‬

‫ل يهمه أن يخرج مسسن صسسفوف المسسة ولكسسن يهمسسه أن يمل جيبسسه بالمسسال الحسرا م!!‬ ‫ب وآثا م !!!‬ ‫أو يقيم ثروته على هذه التجار ة الحرا م والتى كلها ذنو ٌ‬

‫ت أو مشسساحنا ٍ‬ ‫وهكسسذا إذا نظرنسا إلسسى أى خلفسسا ٍ‬ ‫ت ‪،‬س س وإلسسى شسسكايات فسسي الهيئسسات‬ ‫المدنية أو الرسمية أو المحاكم‪ ،‬نجد وراء ذلك كله هو حب الدنيا‪.‬‬

‫وحب الدنيا إذا تركه النسان في قلبه‪ ،‬ولم يعالجه بسالورع السذي تعلّمسه مسن نسبيه‪،‬‬ ‫وبالمراقبة ل ‪ ‬الذي يؤمن به‪:‬‬ ‫‪ 87‬سنن أبي داود ومسند الما م أحمد عن ثوبان ‪‬‬ ‫‪ 88‬سنن ابن ماجة والطبراني عن هانيء بن الحارث ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 88‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫تجعلسسه يخسسرج مسسن دنيسسا النسساس وقسد خسسسر الخ سر ة وهسسو ل يشسسعر‪ ،‬وقسد بسساء عسسن‬ ‫المسلمين وأصبح بعيداً عن صفوف المؤمنين وهو ل يشعر‪ ،‬وتلك الطامة الُكس بسرى الستي‬ ‫انتشرت في زماننا يا عباد ال‪ ،‬وما العلج لذلك؟ العلج يقول فيه ‪:‬‬

‫ح ّتى ُت ْؤ ِم ُنوا‪َ ،‬لول ُت ْؤ ِم ُنوا‬ ‫ج ّن َة َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫خ ُلو َ‬ ‫}ل َت ْد ُ‬ ‫ء إ ِ َذا‬ ‫فش يْ ٍ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫حا ّبوا أ َ َلول‪ ،‬أ َ ُد ّل ُ‬ ‫ح ّتى َت َ‬ ‫َ‬ ‫‪89‬‬ ‫م{‬ ‫ك ْ‬ ‫م َب يْ َن ُ‬ ‫سل َ‬ ‫شوا ال ّ‬ ‫م‪ ،‬أ َ ْف ُ‬ ‫حا َب ْب ُت ْ‬ ‫ه َت َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ع ْل ُت ُ‬ ‫َف َ‬ ‫ل يكمس سسل اليمس سسان إل إذا أحس سسب النسس سسان لخس سسوانه المس سسؤمنين جميعهس سسم قريسسبين‬ ‫وبعيدين محيطين أو في أقصى بقاع الرض‪:‬‬

‫ح بّ‬ ‫خي ِه َما ُي ِ‬ ‫ب لَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ّتى ُي ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح ُد ُك ْ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫}ل ُي ْؤ ِم ُ‬ ‫‪90‬‬ ‫س ِه {‬ ‫ِل َن فْ ِ‬

‫وال لو عملنسا بهسذا الحسديث لزالست كسل مشسكلتنا‪ ،‬ولنزاحست عنسا كسل همومنسا‬ ‫وغمومن سسا‪ ،‬نحت سساج إل سسى جرعسسة ح سسب ف سسي الس س ولسس‪ ،‬ونحت سساج بع سسدها إذا امتلت القل سسوب‬ ‫بسسالحب إلسسى زي اد ة المسسود ة‪ ،‬وإلسسى توثيسسق ُعسسرى الُ​ُخس وس ة‪ ،‬وإلسسى حسسرص المسسؤمنين علسسى نفسسع‬ ‫بعضسهم‪ ،‬وعلسى أن يكسون مسا بينهسم مسن تعساملت علسى شسرع الس‪ ،‬وعلسى ُسس نّسة حسبيب الس‬ ‫ومصسسطفاه‪ ،‬يكسسون كسسل مسسؤمن أحسسرص علسسى إخسسوانه المسسؤمنين مسسن نفسسسه السستي بيسسن جنسسبيه‪،‬‬ ‫يكون المؤمنون حالهم ما قال فيهم النبي الكريم‪:‬‬

‫ه مْ‬ ‫م َلو َت َوا ّد ِ‬ ‫م ِه ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي َت َرا ُ‬ ‫م ْؤ ِم ِني َ‬ ‫} َت َرى ا ْل ُ‬ ‫ض ًوا‬ ‫ع ْ‬ ‫كى ُ‬ ‫فش َت َ‬ ‫س ِد‪ ،‬إ ِ َذا ا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫م َث ِ‬ ‫م َك َ‬ ‫ط ِف ِه ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫َلو َت َ‬ ‫‪ 89‬صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 90‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 89‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫مى {‬ ‫ح ّ‬ ‫س َه ِر َلوا ْل ُ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫ج سَ ِد ِ‬ ‫سا ِئ ُر َ‬ ‫عى َل ُه َ‬ ‫َت َدا َ‬

‫‪91‬‬

‫وتوبوا إلى ال جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬

‫الحمسسد ل س رب العسسالمين السسذي مل قلوبنسسا بالُه س دسى والنسسور واليقيسسن‪ ،‬وجعلنسسا مسسن‬ ‫عباده المسسلمين‪ ،‬وأشسهد أن ل إلسه إل الس وحده ل شسريك لسه شسهاد ةً ُتسعد قائلهسا فسي‬ ‫الدنيا‪ ،‬وتجعله من الفائزين النساجين يسو م السدين‪ ،‬وُتلحقسه بالجنسة بجسوار الحسبيب فسي جنسة‬ ‫الُخ لسد بجوار رب العالمين‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الس ورسوله‪ ،‬السذي وصفه ربه‬ ‫ف رحيسسم‪ ،‬اللهسسم صسّل وس ّلم‬ ‫ص علسسى المسسؤمنين‪ ،‬وبأنه بسسالمؤمنين رءو ٌ‬ ‫فسسي قرآنسسه بسسأنه حري ٌ‬ ‫وبارك على سسيدنا محمسسد وارزقنسسا ُهس دساه‪ ،‬ووفقنسسا بالعمسل بشسرعه يسسا الس‪ ،‬واجمعنسا معسسه فسسي‬ ‫مسسستقر رحمتسسك يسو م السسدين‪ ،‬واجعلنسسا تحسست لسسواء شسسفاعته أجمعيسسن ‪ ..‬آميسسن آميسسن يسسا رب‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫سبيل النجاة‬ ‫وصف النبي ‪ ‬داء المسة وعلجهسا‪ ،‬وواضع لنسا روشتة الشسفاء الستي ذكرناهسا‪ ،‬ولم‬ ‫ينسسس ‪ ‬أن يجعسسل روشستة خاصسسة لكسسل فسسرٍد مسسن المسسؤمنين فسسي هسسذا الزمسان‪ ،‬فإننسسا جميعسسا‬ ‫عن سسدما ن سسرى الفت سسن نتس سساءل ف سسي ص سسدورنا‪ ،‬ونتح سسادث فيم سسا بينن سسا كي سسف النج سسا ة؟ وكي سسف‬ ‫للنسان أن ينجو من فتن الدنيا ويخرج على اليمان إلى حضر ة ال‪ ،‬ويفوز بالجنة التي‬ ‫وعدنا بهسسا الس ‪ ،‬واضع النسسبي ‪ ‬روشتة النجسسا ة لكسسل فسسرٍد مسسسلٍم ‪ ،‬س اعملسسوا بهسسا تسسسعدوا إن‬ ‫‪ 91‬الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الما م أحمد عن النعمان بن البشير ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 90‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫شاء ال‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫س نّ ٍة‪َ ،‬لو أ َ ِم نَ‬ ‫ل ِفي ُ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ط ّي ًبا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َ َك َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ج نّ َة‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫خ َ‬ ‫س َب َوا ِئ َق ُه َد َ‬ ‫ال ّنا ُ‬ ‫ك ِثي ٌر‪،‬‬ ‫س َل َ‬ ‫م ِفي ال ّنا ِ‬ ‫ه َذا ا ْل َي ْو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ال ّل ِه‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫‪92‬‬ ‫ع ِدي {‬ ‫ن َب ْ‬ ‫ن ِفي ُق ُرلو ٍ‬ ‫كو ُ‬ ‫س َي ُ‬ ‫ل ‪َ:‬لو َ‬ ‫َقا َ‬

‫المر الول من روشتة النجا ة أكل الحلل وتحّرى المطعسم الحلل‪ ،‬ل نأكسل مسا‬ ‫حّرمه ال‪ ،‬ول نأكل بطريقة تخالف شرع الس‪ ،‬وللسسف الن أصسبح البسانجو والحشسيش‬ ‫والمخدرات موجود ة بين ربوع المسلمين أجمعين‪ ،‬مع أنها منهٌي عنها‪ ،‬حّذ رس ‪ ‬من أكسسل‬ ‫الحرا م فقال‪:‬‬

‫م ِفي‬ ‫ح َرا َ‬ ‫م َة ا ْل َ‬ ‫ ف ال ّل ْق َ‬ ‫ع ْب َد َل َي ْق ِذ ُ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪93‬‬ ‫ن َي ْو ًما {‬ ‫عي َ‬ ‫ل أ َ ْر َب ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ِم ْن ُه َ‬ ‫ج ْو ِف ِه َما ُي َت َق ّب ُ‬ ‫َ‬ ‫إن صس سّلى وإن ص سسا م ل ُيقب سسل من سسه‪ ،‬وإن حس سّج وقسسال‪ :‬لبي سسك الله سسم لبي سسك‪ ،‬ق سسالت‬ ‫الملئكة‪ :‬ل لبيك ول سعديك وحّج كس هذا مردوٌد عليك‪ ،‬وإن دعا يقول النبي ‪:‬‬

‫م ّد َي َد ْي هِ‬ ‫غ َب َر َي ُ‬ ‫ث أَ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫فش َ‬ ‫ه أَ ْ‬ ‫س َف َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ج لَ ُي ِ‬ ‫} ال ّر ُ‬ ‫ش َر ُب هُ‬ ‫م‪ ،‬لوَ َم ْ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫م ُه َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ب‪َ ،‬م ْ‬ ‫ء َيا َر ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫إ ِ َلى ال ّ‬ ‫م فَ َأ ّنى‬ ‫ح َرا ِ‬ ‫ي ِبا ْل َ‬ ‫غ ّذ َ‬ ‫م‪َ ،‬لو ُ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫س ُه َ‬ ‫م‪َ ،‬لو َم ْل َب ُ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪94‬‬ ‫ب َل ُه {‬ ‫جا ُ‬ ‫س َت َ‬ ‫ُي ْ‬

‫‪ 92‬سنن الترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري ‪‬‬ ‫‪ 93‬سنن الطبراني عن عبد ال بن عباس ‪‬‬ ‫‪ 94‬صحيح مسلم وسنن الترمذي والدارمي عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 91‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ومسن السسذي سيسسستجيب لسسه وقسد أكسسل مسسن الح سرا م؟!! والكسسل الح سرا م هسسو السسذي‬ ‫يساعد العضساء والنفسسس علسى فعسسل السذنوب والثسا م ويجمسدها عنسسد طاعسة الملسسك العل م‬ ‫‪ ،‬فأساس الدين المطعم الحلل يتحراه المرء في كل أحيانه‪.‬‬

‫الصسسديق ‪ ‬كسسان لسسه خادمسًا‪ ،‬وكان هسسذا الخسساد م قسسد مسسارس الكهانسسة فسسي الجاهليسسة‪،‬‬ ‫وكان الصسديق يسسأله عسن كسل لقمسة ُيحضسرها لسه‪ ،‬وم ّر ة مسن شسّد ةس الجسوع أكسل اللقمسة ثسم‬ ‫سسسأله بعسسدها‪ :‬مسسن أيسسن جئسست بهسسا؟ فقسسال‪ :‬الق سو م السسذين كنسست أتكهسسن لهسسم فسسي الجاهليسسة‬ ‫ذهبت إليهم فأعطوني هذا الطعا م ‪ -‬وهو يعلم من النبي ‪ ‬أن الكل عسن طريق ممارسة‬ ‫الكهانة والعرافة والسحر والكتابة حسرا م ‪ -‬فأخسذ يحساول أن ُينزل الطعسا م مسن جسوفه فلسم‬ ‫يستطع‪ ،‬فأخذ يشرب الماء حتى عل الطعا م في بطنه ونزل‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهسم ل تؤاخسذني‬ ‫بما خالط العضاء‪ ،‬قالوا له‪ :‬يا خليفة رسول لقد شققت على نفسك‪ ،‬قال‪ :‬وال لو لم‬ ‫ص علسسى أن يأكسسل الحلل لينسسال‬ ‫تخرج إل مع آخر قطر ة من دمي لخرجتها!! لنسسه حري ٌ‬ ‫راضا ال‪ ،‬وينال القبول في طاعاته وعباداته لموله جّل في ُعله‪.‬‬

‫ ح للنجسسا ة فسسي هسسذه الحيسسا ة‪ ،‬قسسد يقسسول البعسسض‪ :‬إن‬ ‫المطعسسم الحلل هسسو أول مفتسسا ٌ‬ ‫الرزاق قليلسسة ل تكفسسي‪ ،‬لكسسن اعلسسم علسسم اليقيسسن أن الحلل إذا بسسارك فيسسه الس ُيغنسسي عسسن‬ ‫الكثير‪ ،‬والكثير لو نزع ال منه البركة ل يقو م مقسا م القليسل‪ ،‬ولذلك يقسول الس لنسا ولهسل‬ ‫الُقرى أجمعين )‪96‬العراف(‪:‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫لسسم يُقسسلس السس‪ :‬فتحنسسا لهسسم خيسسرات‪ ،‬لن الخي سرات موجسود ة‪ ،‬ولكسسن يجعسسل هسسذه‬ ‫الخيرات وإن كانت قلبلة مباركة‪ ،‬فإذا بارك في الطعا م فإن طعا م الواحد يكفي الثنيسسن‪،‬‬ ‫وطعا م الثنين يكفي الثلثة‪ ،‬وطعا م الثلثة يكفي الجماعة‪.‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 92‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫والبركة قد تجعل النسان يعيش في عافية من المراض إذا بارك ال في جسده‪،‬‬ ‫فل يحت سساج إل سسى دواء ول إل سسى أطب سساء‪ ،‬وقسسد يجع سسل الس س أولده أذكي سساء ل يحت سساجون إل سسى‬ ‫دروٍس خصوصية ويتفوقون فسسي دراسسساتهم وعلمهسسم ‪ ...‬يجعسسل الس البركة تحسسف بسسه وكل‬ ‫شسسيءٍ حسسوله إن شسساء الس مسسادا م تحسّرى المطعسسم الحلل السسذي أمسسر بسسه السس‪ ،‬وبيّسسن أوصافه‬ ‫رسوله ‪.‬‬ ‫المر الثانى‪ :‬أن يعمل في ُس نّسة ويترك البدع‪ ،‬لن البدع نهى عنها النبي فقال‪:‬‬

‫ضل َل ٌة َلو ُك لّ‬ ‫ع ٍة َ‬ ‫ل ِب ْد َ‬ ‫ع ٌة َلو ُك ّ‬ ‫ح َد َث ٍة ِب ْد َ‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫}ُك ّ‬ ‫‪95‬‬ ‫ضل َل ٍة ِفي ال ّنا ِر {‬ ‫َ‬

‫يتعلسسم ذلسسك مسسن العلمسساء العسساملين ومسن أهسسل الوسسطية فسسي ديسسن رب العسسالمين‪ ،‬ل‬ ‫يأخذ هذا من المغالين ول من المتساهلين‪ ،‬بسل يأخسذه مسن علمساء الزهر السذين يمشسون‬ ‫على الوسطية الستي امتسدحها الس فقسال‪      (143 :‬البقسر ة(‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬وعمسسل فسسي ُسس نّسة‪ ،‬وأمسسن النسساس بسسوائقه‪ ،‬أى شسسروره وآثسسامه‪ ،‬وأمسسن النسساس‬ ‫فسسإذا أكسسل حل ً‬ ‫سس س بس ول يش سستم ول يلع سسن ول يفس سّرق بي سسن أح سسد م سسن الم سسؤمنين‪ ،‬لن‬ ‫فلت سسات لس سسانه فل ي ُ‬ ‫المؤمن وصفه النبي فقال‪:‬‬

‫ن‪َ ،‬لول‬ ‫عا ِ‬ ‫ط ّ‬ ‫ن َلول ال ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫س ِبال لّ ّ‬ ‫ن َل ْي َ‬ ‫م ْؤ ِم َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪96‬‬ ‫ء{‬ ‫ش َلول ا ْل بَ ِذي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ا ْل َفا ِ‬ ‫ما بالكم مما نراه الن في الشوارع والسواق من المسسسلمين؟! تركوا هسسدى سسسيد‬ ‫الولين والخرين‪ ،‬ومشوا على أهوائهم ووساوس نفوسهم‪ ،‬ودسائس شياطينهم‪ ،‬وحسادوا‬ ‫عن طريق رب العالمين‪ ،‬لن المؤمن‪:‬‬ ‫‪ 95‬سنن النسائي والدارمي ومسند الما م أحمد عن جابر بن عبد ال ‪‬‬ ‫‪ 96‬سنن الترمذي ومسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن عبد ال بن مسعود ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 93‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪ -‬ل يقول إل خيرًا‪.‬‬

‫ ‪ ،‬ول يعمل بجوارحه إل برًا‪.‬‬‫ ول ينظر بعينه إلى خلق ال إل شفقة وموّد ةس ورحمة‪.‬‬‫ ول تمتد يده إل بمعروف‪.‬‬‫ ول يسس سسير برجلس سسه إلس سسى أمس سساكن الشس سسبهات‪ ،‬وإنمس سسا يمشس سسى إلس سسى أمس سساكن الس سسبر‬‫والخيرات والقربات‪.‬‬ ‫إذا مشى المؤمن على هذه الروشتة اليمانية كان من أهل الجنة‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة السابعة ‪ :‬رلوفشتة الشفاء من حب الدنيا }‬ ‫‪{ 94‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‬ ‫‪97‬‬ ‫نعم ال على المؤمنين‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمد ل رب العسالمين‪ ،‬أكرمنسا بنعمساه‪ ،‬ووسعنا بفضسله وجوده وعطايساه‪ ،‬ووهبنسا‬ ‫أعظسم نعمسة وأّجس لس منسة يهبهسا لنسسان فسي هسذه الحيسا ة‪ ،‬وهي نعمسة اليمسان بسال جسّل فسي‬ ‫ُعله‪ ،‬وأشهد أن ل إله ال ال وحده لشريك له‪ُ ،‬يحب من خلقه مسسن كسسان علسسى ُخ لسقسسه‪،‬‬ ‫وُيحب من عباده التوابين والمتطهرين‪ ،‬ويأمرنا بما فيه نفعنا ونفع إخواننا في السسدنيا‪ ،‬وما‬ ‫به رفعنا ورفعة شأننا يو م الدين‪ ،‬وأشهد أن سسسيدنا محمسداً عبسد الس ورسوله‪ ،‬أرسله الس ‪‬‬ ‫رحمة ُمهدا ة ونعمة ُمسدا ة فأّلف به بيننا بعد ُفرقة‪ ،‬وأعسّز شسسأننا بعسسد ذلّسة‪ ،‬وأغنانسا بإتباعسة‬ ‫بعد فاقة وجعلنا إن اتبعناه وس رنا علسى ُهس دساه فلنسا السسعاد ة العاليسة فسي السدنيا والعسّز ة علسى‬ ‫جميع خلق ال‪ ،‬ولنا الجنة العالية في جوار الذين أنعم ال عليهم يو م لقاء ال‪.‬‬ ‫اللهم صّل وسّلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنسا ُهس دساه ‪ ،....‬ووفقنسا للعمسل بمسا‬ ‫جسساء بسسه مسسن شسسرعك يسسا الس ‪ ....‬وزدنسسا توفيقساً فاجعلنسسا آخسسذين بسسسنته فسسي كسسل أحوالنسسا‬ ‫يا أحكم الحاكمين‪.‬‬ ‫إخوانى جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫لو جلس المؤمن لحظة واحدً ة ملياً ُمفكراً في نعسم الس ‪ ‬علينسا مسا اسستطاع حصسر‬ ‫نعمة واحد ة من نعم ال أنعم بها علينا ال ‪ ‬في هذه الحيا ة‪      :‬‬ ‫‪  (34‬إبراهيم( لم يقل ال‪ :‬وإن تعدوا نعم ال‪ ،‬لنه يعلم أننا أجمعيسسن نعجسز عسن‬ ‫‪ 97‬خطبة الجمعة ساقلتا ‪ -‬سوهاج ‪ -‬مسجد التوحيد ‪ 22/3/2013‬موافق ‪ 10‬جمادى الول ‪ 1434‬هس‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 95‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫عّد نعم ال علينا في لحظة واحد ة في ليٍل أو في نهسار‪ ،‬بسل إننسا نعجسز أجمعسون عسن عسّد‬ ‫المنسسافع والمزايسسا والفوائسسد السستي يسسسوقها إلينسسا الس فسسي نعمسسة واحسسد ة مسسن النعسسم السستي ل ُتعد‬ ‫ولُتحد التي ساقها إلينا ال ‪ !!‬نعٌم ظاهر ة فينا وفى أجسادنا وفى نفوسنا ولنسا فسي هسذه‬ ‫الكسسوان مسسن حولنسسا‪          :‬‬ ‫‪   (53‬فصلت( والنعم الظاهر ة والخيرات الوافر ة واللء التي نراها حولنا باهر ة‬ ‫ل يحيسسط بهسسا أحسسد وإن طسسال بسسه البسسد‪ ،‬وإن مكسسث يفّك س رس طسسويلً ول ينشسسغل عسسن هسسذا‬ ‫التفكير لحظة في نعم الواحد الحد ‪.!!‬‬ ‫النعسسم الظسساهر ة لنسسا وللخلسسق أجمعيسسن كسسافرين وُمشسسركين‪ ،‬بسسل وللحيوانسسات والنعسسا م‬ ‫وكل الكائنات لنهسسا نعسٌم تقتضسي ُح سسسن المعيشسسة فسسي الحيسسا ة السدنيا‪ ،‬وحتى السذي يعسسرض‬ ‫عن ال اضمن ال ‪ ‬له وهو الحليسم الكريم المعيشسة‪ ،‬صسحيح أنهسا سسيكون فيهسا اضسنك‪،‬‬ ‫ولكن سيكون له معيشة‪           :‬‬ ‫‪   (124‬طه(‪.‬‬ ‫ص سنسا جماعسسة المسسؤمنين بسسالنعم الباطنسسة‪ ،‬ولسذلك قسسال لنسسا وفينسسا فقسسط‪:‬‬ ‫لكسسن ال س خ ّ‬ ‫‪       (20‬لقمان( وأغلها وأعلها وأسناها وأزهاها‬ ‫وأبهاها هي نعمسسة اليمسسان بسال ‪ ،‬ونعمسسة الهدايسسة‪ ،‬ونعمسة السسسل م‪ ،‬ونعمسسة القسسرآن‪ ،‬ونعمسة‬ ‫إتبسساع النسسبي العسسدنان‪ ،‬ونعمسسة التوفيسسق لطاعسسة السس‪ ،‬وعبسسادته وذك ره وشسكره فسسي كسسل وقس ٍ‬ ‫ت‬ ‫وآن ‪ ...‬نعٌم أيضاً ل ُتعد ولُتحد‪.‬‬

‫نعمة اليمان بال إذا انشغل النسسسان بسالتفكير فيهسسا ينبغسي عليسسه ثلثسسة أمسسور‪ :‬أمسٌر‬ ‫نحسو نفسسه‪ ،‬وأمسٌر نحسو إخسوانه المسؤمنين‪ ،‬وأمسٌر نحسو ربه تبسارك وتعسالى ودينسه السذي أنزله‬ ‫على حبيبه ‪.‬‬ ‫فأما المر الذي عليه لموله‪ :‬أن يشكره على نعمه‪ ،‬وأن يتوّج هس إليسه بعبسسادته علسسى‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 96‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وفق ما طلب منا فسي قرآنسه وش ريعته‪ ،‬وأن ُيحّكس مس شسسرع الس ‪ ‬فسسي كسل حركاته وسكناته‪،‬‬ ‫وأن يكون ظاهره من المعاملت والخلق يدل على النتساب لهذا السدين‪ ،‬وباطنه فيسه‬ ‫الُتقى والخشية والخوف من رب العالمين ‪.‬‬

‫سس دسنا ودامسست لنسسا‬ ‫ووالس يسسا إخسسواني لسسو طبقنسسا معشسسر المسسسلمين هسسذا الحسسق فقسسط ل ُ‬ ‫الدنيا بأجمعها‪ ،‬لن الخلق جميعاً ينظرون إلينا علسى أننسسا رجالت الس‪ ،‬وعلسى أننسا حملسسة‬ ‫ش س سريعة الس سس‪ ،‬وعلس سسى أننس سسا ُنبلّس سسغ بأخلقنس سسا وأفعالنس سسا ديس سسن الس سس‪ ،‬ليس سسس البلا غ بس سسالكل م ول‬ ‫بالذاعات ول بالفضائيات وإنما بالفعال كما بّين خير النبياء وصحبه الكرا م البرر ة‪.‬‬ ‫انظ سسر إل سسى وصسسف الس س ‪ ‬له سسم ف سسي مش سسيهم وفسسى جلوسسسهم وفسسى حرك اتهم وفسسى‬ ‫سكناتهم )‪29‬الفتح(‪:‬‬ ‫‪             ‬‬

‫‪       ‬‬

‫أشسسداء علسسى الكفسسار فسسي ميسسدان القتسسال‪ ،‬الرج ٌل منهسسم بمائسسة‪ ،‬وأقلهسسم شسسأناً الرجل‬ ‫منهم بعشر ة‪:‬‬ ‫‪         (65‬النفال(‪.‬‬ ‫وكان البريد يأتي لمير المؤمنين عمر ‪ ‬من قاد ة ُج نسسده فسسي ميسسادين القتسسال يطلسسب‬ ‫المسسدد‪ ،‬فُيرسل لرج ٍل منهسسم فسسي معركة حاسسسمة مسسع الُفسرسس‪ ،‬رجلً واحسسداً ويقسسول لصسساحبه‬ ‫سعد بن أبي وّقاص في رسالته‪:‬‬

‫) أرسلت إليك المقداد بن عمرلو لول ُيهزم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 97‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫جيش فيه المقداد بن عمرلو(‬

‫المدد جندي واحد وليس معه إل عتاد رجٍل واحد‪ ،‬وسل ح فرٍد واحد‪.‬‬ ‫عمرو بن العاص عندما دخسسل مصسسر فاتحساً وأحسساط بحصسسن بسسابليون وحاصسسره ودا م‬ ‫الحصار سستة أشسهر ولم يسأت الفتسح‪ ،‬وكان أمسراً غيسر عسادي فسي جيسوش المسسلمين‪ ،‬لن‬ ‫ال كان يفتح عليهم فوراً وفى السوقت والحيسسن‪ ،‬فأرسل إلسى عمسر بسن الخطسساب ‪ ‬يطلسب‬ ‫المدد‪ ،‬وكان مع عمسرو أربعسة آلف فأرسل إليسه أربعسة آلف جنسدى وأربعسسة رجال‪ ،‬وقال‬ ‫له فى رسالته‪:‬‬

‫) أرسلت لك أربعة آل ف رج ل ً لوأربعة رجال‬ ‫الواحد منهم بألف‪ ،‬فأصبح جيشك إثنى‬ ‫عشر ألفا لولن ُيهزم جي شٌ ع ّدته إثنى عشر‬ ‫ألفا من المسلمين(‬ ‫ال‪:‬‬

‫مع أن جيش العداء كان يزيد عسن الربع مائسسة ألسف لكنهسم كسانوا كمسا وصفهم‬ ‫‪                           (29‬الفتح(‪.‬‬

‫ورحمسساء بينهسسم‪ ،‬مسسع إخسسوانه ومسع ذويسه‪ ،‬ومسع أهسسل اليمسسان‪ ،‬ومسع أهسسل السسسل م‪،‬‬ ‫الرحمسسة والشسسفقة والعطسسف والمحبسسة والحنسسان والمسسوّد ة والعمسسل علسسى دوا م اللفسسة والعمسسل‬ ‫على جمع الشمل والمحاربة بقدر الطاقة على نبذ الُفرسقة‪.‬‬ ‫ك سسان مجتم سسع المس سسلمين م سسع ك سسثر ة ع سسددهم ي سسأبون أن ي سسبيت بينه سسم شخص سسين‬ ‫متخاصمين وليس عائلتين!‪ ،‬لن العائلت ذابت في نسب السل م‪ ،‬كلهسسم انتسسسبوا إلسسى‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 98‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ُعله‪     (10 :‬الحجس سرات(‬

‫ديسسن السس‪ ،‬وطبّقسسوا قسسول ال س ج سّل فسسي‬ ‫اض حس وبيّسن فسي بيسانه القسولي والفعلسي بعسد الهجسر ة سسيدنا‬ ‫وطّبقوها كما طلسب الس‪ ،‬وكمسا و ّ‬ ‫رسول ال ‪.‬‬

‫فأصسسبح النسساس جميع ساً عائلسسة واحسسد ة هسسي عائلسسة المسسؤمنين‪ ،‬وأهلهسسا جميع ساً إخ سو ة‬ ‫متآلفين متحابين‪ ،‬عالجوا كل المراض التي ُتفرق بينهم‪ ،‬والتى ُتسير البغضاء والشحناء‬ ‫فيمسا بينهسم‪ ،‬فأصسبحت القلسوب ليسس فيهسا إل المحبسة والمسود ة لكسل إخسوانهم المسؤمنين‪،‬‬ ‫كان أول بند طّبقوه في أخوتهم‪47) :‬الحجر(‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪.                                   ‬‬ ‫أنتم جميعاً علمتم وسمعتم عن قدر هسسذه الخسو ة‪ ،‬وأن ال خ كسان يسستقبل أخساه‬ ‫التسسى مسسن بلسٍد بعيسسد ويقتسسسم معسسه مسساله وداره وتجسسارته وزراعتسسه‪ ،‬كسسل ذلسسك بسسسما ح نفس ٍ‬ ‫س‬ ‫ب مجتمسٌع كسسبيٌر كهسذا‬ ‫وبراضا وبمحبسسة‪ ،‬وليسسس بينهسسم خصسسومات البتّسسة‪ ،‬وإن تعجسسب فعجس ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ى شسسهادات‬ ‫المجتمسسع وأهلسسه حسسديثي عه سد بالجاهليسسة وأهسسل بسسداو ة ولسم يحصسسلوا علسسى أ ّ‬ ‫تربويسسة ل إبتدائي سسة ول إعدادي سسة ول ثانويسسة‪ ،‬ول يح سسدث ف سسي المجتم سسع خص سسومة واح سسد ة‬ ‫أبدًا!!‪.‬‬ ‫حسستى أن القااضسسي يرفسض أن يتقااضسسى عسسن قضسساءه راتب سًا‪ ،‬ومسن مقتضسسيات الدولسة‬ ‫العصسرية أن يكسسون فيهسسا قضسساء‪ ،‬فعيّسسن خليفسسة رسول الس أبسسو بكسسر الصسسديق ‪ ‬قااضسسياً لكسسل‬ ‫المؤمنين‪ ،‬وكان الراتب يتقااضاه كل عا م مر ة‪ ،‬وجاءوا بالقااضى عمر بسسن الخطسساب ليأخسسذ‬ ‫الراتب فرفضه‪ ،‬فاستدعاه الخليفة وسأله‪ :‬لَِم لم تأخذ راتبك؟ قال‪ :‬يا خليفسسة رسول الس‬ ‫ل سسم يُعسسرض علس سّى ف سسي ه سسذا الع سسا م خص سسومة واح سسد ة!!‪ ..‬ل خص سسومات ول منازعسسات ول‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 99‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫خلفسسات لنهسسم تعسسالوا عسسن ذلسسك وطبقسسوا قسسول السس‪      :‬فسسإذا‬ ‫ح س س س س س س س س س س س سسدث أى أم س س س س س س س س س س س سسر ‪         ‬‬

‫‪(10‬الحجرات(‪.‬‬

‫كان أمرهم ‪ -‬كما وجدنا آبائنا وأجدادنا ‪ -‬إذا حدثت منازعة فسي القرية أو فسي‬ ‫الشسسارع أو فسسي البلسسد‪ ،‬ل يسسبيت أهسسل المكسسان إل إذا جمعسسوا الطرفيسسن وأصسسلحوا بينهمسسا‬ ‫صلحاً باتاً نهائيًا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لكن الن نجد ‪:‬‬

‫ل‪ ،‬وم سسن يس سسدفعه إلس سسى المحس سساكم‪ ،‬وم سسن يهس سسديه إلس سسى‬ ‫ مس سسن يزي سسد النس سسار اشس سستعا ً‬‫المحسساكمين‪ ،‬ومسن يحّراضسسه علسسى عسسد م التنسسازل مهمسسا عراضسوا عليسسه مسسن كسسذا‬ ‫وك ذا‪ ،‬حسستى أصسسبحت كسسل منازعسة ولسسو قليلسسة كأنهسسا الخصسسومة الباديسسة بيسسن‬ ‫اليهود وبين العرب في فلسطين!!‬ ‫ما هذا الذي نحن فيه يا إخو ة السل م؟!!‬ ‫أبهسسذا الحسسال نرج وا ال س ‪ ‬أن يتسسداركنا بُنعمسساه؟! وأن ُيمطرنسا بواسسسع رحمتسسه‪ ،‬وأن‬ ‫يرفع عنا من بلء ووباء وشقاء وغيره؟! مع أن النبي ‪ ‬قال لنا‪:‬‬

‫موا َم نْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن‪ ،‬ا ْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال ّر ْ‬ ‫م ُه ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن َي ْر َ‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫} ال ّرا ِ‬ ‫‪98‬‬ ‫ء{‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م َم ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ض َي ْر َ‬ ‫ِفي ا ل َْر ِ‬ ‫أصسسبحت الشسسد ة علسسى المسسسلمين مسسن المسسسلمين‪ ،‬مسسن السسذي يقطسسع الطريق علسسى‬ ‫المسلمين في الطرقات وُيصّو بس إليهم الليات؟! يا ليته صّو بسه علسسى اليهسسود أو الكسسافرين‬ ‫وإنما ُيصّو بسه على إخوانه المسلمين! ولم يرتكبسسوا ُج نسحساً ولم يفعلسسوا ذنبسًا‪ ،‬يريد أن يأخسسذ‬ ‫‪ 98‬سنن الترمذي وأبي داود ومسند الما م أحمد عن عبد ال بن عمرو ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 100‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ت‬ ‫ما معهم‪ ،‬ويستلب ما معهم إن كان هاتفاً أو مسالً أو خلفسه‪ ،‬وهو يعلسم أن هسذا ُسس حس ٌ‬ ‫وهذا حرا م‪ ،‬والذى يأخذ ذلسك يقسول فيسه الواحسد الحسد‪      :‬‬ ‫‪   (10‬النسسساء( ولذلك نظر إلينسسا النسبي ‪ ‬وكأنه يعيسسش بيننسسا الن ووصف‬ ‫حالنا الذي نحن فيه فقال ‪:‬‬

‫س ُد‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َق بْ لَ ُ‬ ‫ء ا ل َُم ِ‬ ‫م َدا ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب إ ِ َل ْي ُ‬ ‫}َد ّ‬ ‫حا ِل َق ُة‪ ،‬ل أ َ ُقو لُ‬ ‫ي ا ْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫ء‪َ ،‬لوا ْل َب ْ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫َلوا ْل َب ْ‬ ‫‪99‬‬ ‫ن{‬ ‫ق ال ّدي َ‬ ‫ح لِ ُ‬ ‫ن َت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َر‪َ ،‬لو َل ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ح ِل ُ‬ ‫َت ْ‬ ‫وقال ‪:‬‬

‫ح ّتى ُت ْؤ ِم ُنوا‪َ ،‬لول ُت ْؤ ِم ُنوا‬ ‫ج ّن َة َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫خ ُلو َ‬ ‫}ل َت ْد ُ‬ ‫ء إ ِ َذا‬ ‫فش يْ ٍ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫حا ّبوا أ َ َلول‪ ،‬أ َ ُد ّل ُ‬ ‫ح ّتى َت َ‬ ‫َ‬ ‫‪100‬‬ ‫م{‬ ‫م َب يْ َن كُ ْ‬ ‫سل َ‬ ‫شوا ال ّ‬ ‫م‪ ،‬أ َ ْف ُ‬ ‫حا َب ْب ُت ْ‬ ‫ه َت َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ع ْل ُت ُ‬ ‫َف َ‬ ‫أو كما قال‪} :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة{‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الذي أكرمنا بُه دساه‪ ،‬ومل قلوبنا بتقواه‪ ،‬ووفقنسسا فسسي هسسذه‬ ‫الحيسسا ة السسدنيا بالعمسسل الصسسالح السسذي يحبسسه ويراضساه‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل ال س وحسده ل‬ ‫شسريك لسسه‪ ،‬يعلسسم السسسر والنجسسوى‪ ،‬ويعلسسم خائنسسة العيسسن ومسا تخفسسي الصسسدور‪ ،‬وأشسسهد أن‬ ‫سيدنا محمداً عبد الس ورسوله‪ ،‬الناصسسح الميسسن السسذي أّدى المانسسة وبلّسسغ الرسالة ونصسسح‬ ‫المسسة وتركنسسا علسسى المحجسسة البيضسساء ليلهسسا كنهارها ل يزيغ عنهسسا بعسسده إل هالسسك‪ ،‬اللهسسم‬ ‫‪ 99‬سنن الترمذي والبيهقي ومسند الما م أحمد عن الزبير بن العوا م ‪‬‬ ‫‪ 100‬صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 101‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫صس سّل وسسسلم وبسسارك عل سسى س سسيدنا محم سسد‪ ،‬وألّسسف بي سسن عب سسادك الم سسؤمنين‪ ،‬وأزل الش سسحناء‬ ‫والبغضاء من قلوب عبادك المسلمين‪ ،‬واجعلنا في بلدنا وقرانا أخو ة متآلفين متكسساتفين‬ ‫متعاونين يا أكر م الكرمين‪.‬‬ ‫إخوانى جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫لسسو عمسسل النسسسان مسسا عليسسه ل س فسسإنه ينبغسسي أن يظهسسر عليسسه السسدين السسذي آمسسن بسسه‬ ‫وارتضاه‪ ،‬فيجب أن يكون لسانه كما قال الحبيب ‪:‬‬

‫ن‪َ ،‬لول‬ ‫عا ِ‬ ‫ط ّ‬ ‫ن َلول ال ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫س ِبال لّ ّ‬ ‫ن َل ْي َ‬ ‫م ْؤ ِم َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪101‬‬ ‫ء{‬ ‫ش َلول ا ْل بَ ِذي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ا ْل َفا ِ‬ ‫إذا تكلم فإنه يكون كما قال ال‪     (83 :‬البقر ة( ويجب أن‬ ‫يكون كله على نهج كتاب ال في آيات ال‪ ،‬إما أن يتصف بأوصاف عباد الرحمسسن فسسي‬ ‫سور ة الفرقان‪ ،‬وإما أن يتصف بأوصاف أهل اليمان في سسسور ة النفسسال‪ ،‬وإمسسا أن يتصسسف‬ ‫بأوصاف الرجال في أوسط سور ة الحسزاب‪ ،‬يتصسسف بالصسسفات العظيمسسة الستي وصف الس‬ ‫أهلها وأثنى عليهم في محكم الكتاب‪ ،‬لنه يرجوا في سعيه في كل أحواله في دنياه أن‬ ‫يخرج من الدنيا وقد فاز براضا ال جّل في ُعله‪.‬‬

‫وينبغي أن يكون واجهسة طيبسسة يسسرى فيهسا النساظر إليهسسا أوصاف هسسذا السسدين وتعسساليم‬ ‫رب العالمين‪ ،‬والصسفات الطيبسة الستي كسان عليهسا سسيد الوليسن والخرين ‪ ،‬ولذلك فسإن‬ ‫صدس عن اليمان بال في زماننا هذا ما يقوله البسساحثون السسذين يرجون‬ ‫من أكبر موجبات ال ّ‬ ‫النجا ة‪ ،‬فإنهم يشاهدون أحوال المسلمين إن كان في أحاديثهم أو في أسسسواقهم أو فسسي‬ ‫بيعهم وشرائهم أو في أى ناد أو مجتمسع لهسسم ويقسررون ذلسسك بمسا قسرأوه عسسن هسذا السدين‪،‬‬ ‫‪ 101‬سنن الترمذي ومسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن عبد ال بن مسعود ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 102‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وعن أوصاف القرآن الكريم للمؤمنين‪ ،‬وعما كان عليه النسسبي وأصسسحابه الكسرا م فيجسسدون‬ ‫بوناً بعيداً وفروقاً شاسعة‪.‬‬

‫فيجسسدون مسسسلمون بالسسسم‪ ،‬محمسسد وعلسسي وإبراهيسسم‪ ،‬لكسسن الفعسسل يخسسالف هسسذه‬ ‫السماء‪ ،‬الفعل يخسسالف تعسساليم السسماء‪ ،‬والخلق تخسسالف هسدى سسيد الُرسسل والنبيسساء‪،‬‬ ‫ويظن هؤلء أنهم ُبرءاء لنهم يدخلون المساجد ويصلون ل مع قول الحبيب ‪:‬‬

‫صا‪َ ،‬لو َم نْ‬ ‫خا ِل ً‬ ‫ن ُم َنا ِف ًقا َ‬ ‫ن ِفي ِه َكا َ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫ع َم ْ‬ ‫} أ َ ْر َب ٌ‬ ‫ص َل ٌة ِم َ‬ ‫ن‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ِفي ِه َ‬ ‫ن َكا َن ْ‬ ‫ص َل ٌة ِم ْن هُ ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ِفي ِه َ‬ ‫َكا َن ْ‬ ‫ن‪َ ،‬لو إ ِ َذا‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َها إ ِ َذا ا ْؤ ُت ِ‬ ‫ح ّتى َي َد َ‬ ‫ق َ‬ ‫ال ّن َفا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫م‬ ‫خا َ‬ ‫غ َد َر‪َ ،‬لو إ ِ َذا َ‬ ‫ه َد َ‬ ‫عا َ‬ ‫ب‪َ ،‬لو إ ِ َذا َ‬ ‫ث َك َذ َ‬ ‫ح ّد َ‬ ‫َ‬ ‫‪102‬‬ ‫َف جَ َر {‬

‫يظن أنه من أهل اليمان لنه دخل المسجد وأّدى فيه مسسا ُيشبه الصسسل ة لحضسر ة‬ ‫الرحمن ‪ ‬في حين أنه خسسالف مسا عاهسد عليسه الس‪ ،‬المسؤمن لبسد أن يصسُد قس مسع الس حستى‬ ‫يدخل في قول ال‪          (23 :‬الحزاب(‬ ‫وأول العهود التي عاهدنا عليها ال بعسسد اليمسسان بسسال هسسو الصسسدق ‪   ‬‬ ‫‪   (119‬التوبة( المة هي أمسة الصسادقين ل يبسا ح فيهسا الكسذب حستى ولو فسي‬ ‫اللهو واللعب‪ ،‬وكان نبينا ‪ ‬يقول‪:‬‬

‫ح ّقا {‬ ‫ل ِإل َ‬ ‫ح َلول أ َ ُقو ُ‬ ‫} إ ِ ّني ل َْم َز ُ‬

‫‪103‬‬

‫وقيل له‪:‬‬ ‫‪ 102‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عبد ال بن عمرو ‪‬‬ ‫‪ 103‬الطبراني عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 103‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ك‪ ،‬قيل‪:‬‬ ‫ن َذ ِل َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد َي ُ‬ ‫ن َي ْز ِني؟ َقا َ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫} ا ْل ُ‬ ‫ك‪ ،‬قيل‪:‬‬ ‫ن َذ ِل َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد َي ُ‬ ‫ق؟ َقا َ‬ ‫س ِر ُ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫ما‬ ‫ل ال لّ ُه‪  :‬إ ِ ّن َ‬ ‫ل‪ :‬ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫ب؟ َقا َ‬ ‫ك ِذ ُ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫ت ال ّل ِه ‪‬‬ ‫ن ِبآ َيا ِ‬ ‫ن ل ُي ْؤ ِم ُنو َ‬ ‫ب ا ّل ِذي َ‬ ‫ك ِذ َ‬ ‫َي ْف َت ِري ا ْل َ‬ ‫‪104‬‬ ‫{‬

‫فمسسا بسسالكم ببقيسسة الوصاف السستي نهسسى عنهسسا السس‪ ،‬والسستى بيسسن خطورتهسسا علسسى المسسة‬ ‫س سسيدنا رسسسول الس س ‪ ،‬فك سسل مش سساكل الم سسة ل سسن تُح س ّل إل إذا تبرأن سسا جميعس ساً م سسن أوصسساف‬ ‫المنافقين‪ ،‬وتخلقنا بأخلق السس‪ ،‬وأخلق كتسساب السس‪ ،‬وأخلق سسسيدنا رسول الس ‪ ،‬فقسسد‬ ‫صوسُ م النسَّه اسَر ‪،‬س َو تسَُقوسُ م اللّْيَل‪َ ،‬و تسُْؤ ِذسيس ِج يسَرانسَه اس بِلَِس اسنَِه اس‪َ ،‬قاَل ‪ :‬س‬ ‫قيل‪ :‬إِّن ُفلنَةَ تَ ُ‬

‫ي ِفي ال ّنا ِر {‬ ‫ه َ‬ ‫خ ْي َر ِفي َها‪ِ ،‬‬ ‫}ل َ‬

‫‪105‬‬

‫وهسذا مسسا ن سراه الن‪ :‬صسسلتك لنفسسسك عنسسد ربسك‪ ،‬صسسيامك لنفسسسك تجسسده عملً‬ ‫صسالحاً لسك عنسد ربك‪ ،‬بسرك وصدقاتك لنفسسك تجسدها عنسد ربك‪ ،‬تلوتك لكتساب الس‬ ‫ينبغي أن تكون تدبراً لتعمل بما فيه‪ ،‬ويرى الناس عليك هدى هذا الكتاب‪ ،‬لكن النسساس‬ ‫يرج ون منسسك الصسسدق فسسي القسسول‪ ،‬والمانسسة فسسي المجسسالس‪ ،‬والمانسسة فسسي السسبيع والش سراء‪،‬‬ ‫والوفاء بالوعد‪.‬‬ ‫الخلق السلمية هي البضاعة التي جّم لَسنا بها ال‪ ،‬وأمرنا أن نكون عليها دوم اً‬ ‫رسول ال‪ ،‬ليرى الخلق جمال هذه الخلق فيدخلون في دين ال أفواجًا‪.‬‬ ‫إن الك سسافرين والمش سسركين ال سسذين أمرنسسا أن نبلغه سسم ونسسدعوهم إل سسى ه سسذا ال سسدين ل‬ ‫‪ 104‬تهذيب الثار للطبري‬ ‫‪ 105‬مسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 104‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫حاجسسة لهسسم ليسسدخلوا المسسساجد ليسسروا الراكعيسسن والسسساجدين‪ ،‬إن كسسانوا يطيلسسون الركوع أو‬ ‫السسسجود أو التلو ة فهسسذا لنفسسسهم‪ ،‬وإنمسسا يريدون أن يسسروا المسسسلمين فسسي صسسفقة السسبيع‪،‬‬ ‫فسسي الكلمسسة السستي يلسستز م بهسسا إذا خرج ت مسسن اللسسسان‪ ،‬فسسي الوعسد السسذي يعسسده ولسو لطف سٍل‬ ‫صغير‪ ،‬في المعاملت النادر ة التي فتحوا وهّزوا بها عروش القياصر ة والكاسر ة‪ ،‬أدخلسسوا‬ ‫الن سساس ف سسي دي سسن الس س أفواجس ساً م سسن جم سسال س سسمتهم وحس سسن أخلقه سسم‪ ،‬ومسسودتهم وحبه سسم‬ ‫لبعضسهم‪ ،‬وما كسسانوا عليسسه مسسن شسسيم كريمسة وأخلق فااضسلة أمرهم بهسسا الس‪ ،‬وجّم لسهسسم بهسسا‬ ‫سيدنا رسول ال ‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسل ّ‬ ‫م‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثامنة‪ :‬نعم ا علي‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫المؤمنين } ‪{ 105‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة التاوسعة‬ ‫‪106‬‬ ‫آففانتنا الهجتماعية لوعلهجها‬

‫الخطبة اللولى‬

‫الحمد ل رب العالمين السسذي أكرمنسسا وكّرمنسسا بالنتسسساب إلسى هسسذا السدين‪ ،‬وجعلنسسا‬ ‫من أمة سيد الولين والخرين سيدنا محمد ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شسريك‬ ‫له‪ُ ،‬يحق الحق وُيبطل الباطل ولو كره المجرمون‪ ،‬سبحانه سبحانه هو الذي في السماء‬ ‫إلهٌ وفى الرض إلٌه وهو العزيز الحكيم‪ ،‬بيده مقاليد السماوات والرض‪ ،‬وبيده تصريف‬ ‫المور‪ُ ،‬يقلب الليل على النهار‪ ،‬وُيقلب النهار على الليل ويعلم خائنة العين وما ُتخفي‬ ‫الصدور‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬اصطفاه الس ‪ ‬علسسى خليقتسسه‪ ،‬وجعلسسه‬ ‫سيد النبياء والمرسلين في بريته‪ ،‬وأصلح على يده أهل أمته‪ ،‬فجعلهسسم بعسسد الذلسسة أعسّز ة‪،‬‬ ‫وبعسسد الفاقسسة أغنيسساء‪ ،‬وبعسسد الضسسعف أقوياء‪ ،‬ومّلكهسسم الس ‪ ‬ببركة إتبسساع هسسديه معظسسم هسسذه‬ ‫البسيطة لينشروا فيها هذا الُه دسى وهذا النور‪.‬‬

‫الله سسم صس سّل وس س ّلم وبسسارك عل سسى س سسيدنا محم سسد ال سسذي جعلت سسه ف سسي الب سسدء رحم سسة‬ ‫للعسسالمين‪ ،‬وفسى الختسسم شسسفيعاً للمسسذنبين‪ ،‬وفيمسسا بينهمسسا هدايسسة ونسوراً للخلسسق أجمعيسسن ‪..‬‬ ‫ص سّلى ال س عليسسه وعلسسى آلسسه وصسحبه وك ل مسسن إتبسسع ُه س دساه إلسسى ي سو م االسسدين‪ ،‬وعلينسسا معهسسم‬ ‫أجمعين ‪ ..‬آمين آمين يا رب العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫جعل ال ‪ ‬لنا في كل جمعسة وقفسسة مسع أنفسسنا نقسسف فيهسسا معساً نتسّد بسر فسي أحوالنسا‪،‬‬ ‫‪ 106‬خطبة الجمعة ‪ -‬الزمالك س مسجد الفتح ‪ 29/3/2013‬موافق ‪ 17‬جمادى الول ‪ 1434‬هس‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪106‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وننظسسر فسسي أمورنسا‪ ،‬ونقيسسس أحوالنسسا مسسع نبينسسا ومسع مسسن معسسه مسسن الصسسحابة السسبرر ة الك سرا م‬ ‫الجلء‪ ،‬ثسسم ننظسسر بعسسد ذلسسك فسسي كتسساب الس ‪ ‬نتلّمس سس منسسه الُهس دسى والشسسفاء‪ ،‬فسسإن الس ‪‬‬ ‫جعلس سسه صس سسيدلية كاملس سسة لكس سسل أمرااضس سسنا النفسس سسية والجتماعيس سسة والسياسس سسية والقتصس سسادية‬ ‫والمحليسسة والعالميسسة ‪ ...‬كسسل الدواء ذكرهسا ال س ‪ ،‬وشس ّخ صس كسسل داء‪ ،‬وذكسر لكسسل داء‬ ‫شسسفاء فسي كتسساب الس ‪:          ‬‬ ‫‪(82‬السسراء( فلسسم يقسسل السس‪ :‬وننسسزل مسسن القسسرآن مسساهو دواء‪ ،‬لن السسدواء قسسد يسسأتي بالشسسفاء‪،‬‬ ‫وقسسد يزيسد السسداء‪ ،‬لكسسن القسسرآن هسسو شسسفاٌء ُمحق سٌق ل يعقبسسه داء لنسسه كل م خسسالق الرض‬ ‫والسماء وهو كل م ال ‪.‬‬ ‫لبسسد للمسسؤمن ولجماعسسة المسسؤمنين فسسي كسسل زمان ومكسسان مسسن وقفسسة مسسع النفسسس فسسي‬ ‫يس سو م الجمع سسة‪ ،‬ننظ سسر فيه سسا إل سسى حالن سسا‪ ،‬ننغم سسس ف سسي ال سسدنيا ط سسوال الس سسبوع ونقب سسل عل سسى‬ ‫الشهوات‪ ،‬نعّج فيها طوال سبع ليال وسبعة أيا م‪ ،‬أما يحق لنا حرصاً على أنفسسسنا ونجسسا ة‬ ‫لنا وحرصاً على مجتمعنا الذي نحن منه ونعيش فيه فننظر إلى حالنا مر ة كل أسبوع‪.‬‬ ‫ننظر إلى الحسال السذي نحسن فيسه‪ ،‬وحالنسا الن كمسا تسرون وكمسا تسسمعون إن كسان‬ ‫ص س سسحف أو ف س سسي المجلت أو ف س سسي الح س سساديث الفردي س سسة أو‬ ‫ف س سسي الفض س سسائيات أو ف س سسي ال ُ‬ ‫الجانبيسسة ‪ ..‬أصسسبح حالنسسا ل ُيراضسي ال س ‪ ..‬لمسساذا؟ مسسع أن أعسسداءنا السسذين يتربصسسون بنسسا‬ ‫وبديننا ينسبون كل هذا القصور إلى دين ال وحاشا ل‪ ،‬وينسبون مسسا نحسسن فيسسه الن مسسن‬ ‫فرقة وخلفات وإختلفات وعصسسبيات إلسى السسسل م‪ ،‬والسسسل م هسسو السسذي محسسا العصسسبية‪،‬‬ ‫وهو الذي أّلف بين الفرقاء‪ ،‬وهو الذي جمع الغرباء وجعلهم أشقاء بل خيٌر من أشقاء‪.‬‬ ‫كان المسلم في المدينة يحرص كل الحرص أن ينال أخاً لسه داخلً إلسى المدينسة‬ ‫من خارجها‪ ،‬حتى كان النبي يجرى القسمة بينهم لنهسسم جميعساً ينتظسسروا أن ينسسالوا شسسرف‬ ‫اضيافة هذا المؤمن‪ ،‬لسسم يكونوا ينتظسسروا الضسسيافة ول يرتضسونها‪ ،‬بسل كسسان كسل رجل منهسم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪107‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫يحرص على أن‪ ،‬يؤاخيه ويقتسم معه كل النعم التي تفضل بها عليه خالقه وباريه ‪.‬‬

‫لمساذا ذاك وما السذي نحسسن فيسه الن؟! لسو نظرنا إلسى هسسذا المسسر لهتسسدينا السسبيل‬ ‫واهتدينا أثر الدليل النبيل الذي أرسله لنا حضسر ة الجليسل‪ ،‬وص رنا علسى السسبيل السسذي بسسه‬ ‫السعاد ة في الدنيا وفيه الفوز والفل ح في يو م الدين‪.‬‬ ‫هؤلء يحبون بعضا حباً ل يستطيعه أحٌد من الولين والخرين والسسسابقين‪ ،‬وأنتسسم‬ ‫جميع اً سمعتم وقرأتم كثيرا مما كانوا فيسه مسسن اليثسار والمحبسة والمسود ة والتعساون والبسذل‬ ‫والكسر م وغيرها مسسن الصسسفات التقيسسة النقيسسة السستي رّباهم عليهسسا رسول الس ‪ ،‬ول ّو ح وحض‬ ‫عليها كتاب ال جّل في ُعله‪.‬‬

‫ونحن أتباعهم‪ ،‬فهم مسلمون ونحن مسلمون ونبيهم ونبيناواحسسد‪ ،‬وإلههسسم وإلهنسسا‬ ‫واحد‪ ،‬وكتابنا وكتابهم واحد‪ ،‬وللسف أصبح بيننا شحناء وبغضاء وُفرقة وخصسسا م وقطسٌع‬ ‫للطريق وبلطجة ‪ ...‬قل ما شئت‪ :‬تزوير وتضليل وخداع ‪ ...‬كسل مسا فسي قساموس البغسسض‬ ‫والُك رسه صار في مجتمع المؤمنين!! هل كان هذا في مجتمع الولين؟! كل‪.‬‬ ‫لَِم ذلك؟ وما العلج؟ مع أن مانحن فيه ‪ -‬وللسسف وأكسرره ‪ُ -‬ينسسب إلسى هسذا‬ ‫السسدين‪ ،‬ويقسسول العسسداء‪ :‬انظسسروا إلسسى المسسسلمين‪ ،‬ومسسا بينهسسم مسسن بُغسسض وخصسسا م وُفرقسة‬ ‫وشحناء ‪ ..‬أنظروا إلى أحوالهم وما هم عليه من فقر‪.‬‬

‫ينسسسبون ذاك إلسسى السسدين والسسدين بريسء منهسسم ب سراء ة السسذئب مسسن د م إبسسن يعقسسوب‬ ‫سيدنا يوسف عليهما وعلى نبينا أفضل الصل ة وأتسم السسل م‪ ،‬ولو أنّسا وصلنا جميعساً إلسى‬ ‫مسسا تحسّد ثس بسسه نبينسا عسسن هسذا الزمان‪ ،‬لهتسسدينا إلسى حقيقسسة الواقسع السسذي نحسن عليسسه الن‪،‬‬ ‫ماذا عليك يا أخي المؤمن لو طالعت في ُس نّسة رسول ال الذي وصفه موله وقال فيه‪:‬‬ ‫‪)             ‬النجم( ما عليك أن تنظر‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪108‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫في سنته ملياً وتقرأ ما تحّد ثس به عن هذا الزمان‪ ،‬فسإنه لنسه نسبي الختسسا م مسسا تسرك زمانساً إل‬ ‫ووصسفه ووصسف مسسا يحسسدث فيسسه‪ ،‬ووصسف أدواءه وأمرااضسسه‪ ،‬ووصسف العلج لهسسل هسسذا‬ ‫الزمان والحااضرين فيه‪ ،‬وكل ذلك موجود فسي سسنة النسبي‪ ،‬لكسن أمسة النسبي تسسّلت بالسدنيا‬ ‫والهواء والحظوظ والشهوات عن هذه الحاديث الكريمة التي قالها سسيد السسادات ‪،‬‬ ‫نظر إلينا الن وإلى المسلمين أجمعين وقال صلوات رّبى وتسليماته عليه‪:‬‬

‫عى‬ ‫ما َت َدا َ‬ ‫م َك َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع لَ ْي ُ‬ ‫عى َ‬ ‫ن َت َدا َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ك ا ل َُم ُ‬ ‫فش ُ‬ ‫} ُيو ِ‬ ‫ن ِق ّل ٍة‬ ‫ل ‪َ:‬لو ِم ْ‬ ‫ل َقا ِئ ٌ‬ ‫ع ِت َها‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ل َ​َك َل ُة إ ِ َلى َق ْ‬ ‫م َي ْو َم ِئ ٍذ َك ِثي ٌر‬ ‫ل أ َ ْن تُ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬ب ْ‬ ‫ن َي ْو َم ِئ ٍذ؟ َقا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫َن ْ‬ ‫ن ال ّل ُه ِم نْ‬ ‫ع ّ‬ ‫ل َلو َل يَ ْن َز َ‬ ‫س ْي ِ‬ ‫ء ال ّ‬ ‫غ َثا ِ‬ ‫ء َك ُ‬ ‫غ َثا ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ّن ُ‬ ‫َلو َل ِ‬ ‫ن ال ّل ُه‬ ‫م َلو َل َي ْق ِذ َف ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َها َب َة ِم ْن ُ‬ ‫م ا ْل َ‬ ‫ع ُد ّلو ُك ُ‬ ‫ص ُدلو ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل َقا ِئ ٌ‬ ‫ن‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ا ْل َو ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ِفي ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ه َي ُة‬ ‫ب ال ّد ْن َيا َلو َك َرا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ‪ُ:‬‬ ‫ن؟ َقا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ال ّل ِه َلو َما ا ْل َو ْ‬ ‫‪107‬‬ ‫ت{‬ ‫م ْو ِ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫هذا هو الداء‪ ،‬وفي كتاب ال وحده الشفاء‪:‬‬

‫طي َئ ٍة {‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ال ّد ْن َيا َر ْأ سُ ُك ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫}ُ‬

‫‪108‬‬

‫وإذا كنسسا كلنسسا فسسي السسدنيا مسسسافرون‪ ،‬ول بسسد إلسسى الس ‪ ‬راحلسسون‪ ،‬وك ل مسسا يحضسسر‬ ‫النسسسان مسسن السدنيا مسسن النعسسم فسسسيتركها أو تسستركه‪ ،‬وُيسأل بعسسد ذلسسك فسسي يسو م معلسو م أمسسا م‬ ‫الحى القيو م ‪.‬‬ ‫‪ 107‬سنن أبي داود ومسند الما م أحمد عن ثوبان ‪‬‬ ‫‪ 108‬شعب اليمان للبيهقي والزهد لبن أبي الدنيا‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪109‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫لو تذّك رس الناس هذا المر‪ ،‬مسسع أنهسم يوّدعسسون كسل يسو م أنساس إلسى مثسسواهم الخيسر‪،‬‬ ‫ولكسسن يسسا خيبسسة الرجاء يودعسسون المسسسافرين إلسسى السس‪ ،‬ويشسسغلون أنفسسسهم بأحسساديث تباعسسد‬ ‫بينهم وبين حضر ة ال‪ ،‬بل ُتلطخ صحائف سيئاتهم بما تحدثوا به في هذه الجنائز‪.‬‬

‫ل‪:‬‬ ‫كسسان أصسسحاب النسسبي يش سّيعون الجنسساز ة فيقسسال لحسسدهم وقسد ُرؤي صسسامتاً ذاه ً‬ ‫هل ُتحّد ثس نفسك بشيء؟ قال‪ :‬ل أحّد ثس نفسي إل بما يقسسول وما يقسسال لسسه عنسسد سسسؤال‬ ‫الملكين!! وهذا ما يشغله أثناء تشييع الجناز ة‪.‬‬ ‫وعندما رأوا نفراً من المسسلمين الُجس دسد حااضسرين لحسسدى الجنسازات‪ ،‬وكانوا علسى‬ ‫غير سمت أصحاب رسول ال‪ ،‬ومشوا يتحّد ثسون‪ ،‬فقال قائلهم‪ :‬مارأيت كاليو م‪ ،‬موعظسسة‬ ‫بليغة وغفلةٌ سريعة‪ ،‬فالموت موعظة لكل ُمتعظ ولكن هؤلء كأنهم المعنيسون بقسول الس‪:‬‬ ‫‪      (19‬الحشر(‪.‬‬ ‫رأينسا حسال السسابقين وأيسن هسم الن؟! لِسَم ل نتعسظ؟! أيسن الحكسا م والمحكسومين؟!‬ ‫أيسسن الرؤساء والمرؤوسين؟! مسسن تسسربلوا بسسالعّز أيسسن هسسم الن؟! فلمسساذا نبكسسى علسسى السسدنيا‬ ‫ونتخاصم ونتناحر عليها ونحن كلنا مسافرون إلى حضر ة الرحمن ‪‬؟!!‪.‬‬ ‫السسسل م ل يسسأمر المسسسلم بسسترك السسدنيا ولكسسن يسسأمره بسسأن يتلمسسسها علسسى منهسسج السس‪،‬‬ ‫ويأخذها من الطريق الذي أحّله ال‪ ،‬ول يستبيح أمراً يخالف ديسن الس‪ ،‬أو شسرع الس فسي‬ ‫سسسعيه فسسي تحصسسيل السسدنيا حسستى فسسي ي سو م الحسسساب ي سو م لقسساء السس‪ ،‬ويتع سّرضس للّه س مس والغّسسم‬ ‫والنكد والمشاكل في هذه الحيا ة‪.‬‬ ‫فإن ال ‪ ‬وهو العزيز الحكيم بّين للمسلمين المنهاج القسسويم‪:‬‬ ‫ص لس منه‬ ‫‪       (172‬البقر ة( تبحث عن طريق حلل ُتح ّ‬ ‫الرزاق‪ ،‬وعن مصسرف حلل ُتنفسق فيسه هسذه الرزاق لنسك ُتسأل عسن كسل قسر ٍ‬ ‫ش مرتيسن‪:‬‬ ‫من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقته؟‪.‬‬ ‫‪  ‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪110‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫لسسو عمسسل المسسسلمون فسسي زماننسسا وفسسى أوقاتنسسا هسسذه بهسسذه الحقيقسسة هسسل سسسيقبلون‬ ‫الرش س و ة؟! ه سسل س سسيعملون البلطج سسة؟! ه سسل سيغش سسون ف سسي كيس سٍل أو ميس سزاٍن أو ص سسن ٍ‬ ‫ف أو‬ ‫غيسسره؟! هسسل يسسستحلون السسسرقة والسسسطو؟! هسسل يسسستغلون الخديعسسة لعبسساد السس؟! كسسل هسسذه‬ ‫المور هي التي ُتسيء إلى مجتمعنا الن‪ ،‬وُتشّو هس صورته أمسا م الخرين‪ ،‬بينمسا هسم عنسدما‬ ‫يقرأون هذا الدين يجدون مجتمع المسلمين ُيبنى على المانسسة والصسسدق والوفاء وحسسسن‬ ‫العمسسل وإتقسسان العمسسل والحسسرص علسسى المطعسسم الحلل والحسسرص علسسى السسسبيل الحلل‬ ‫والزهد في الدنيا والموّد ة والمحبة والكلمسة الطيبسسة والنظسر ة الرحيمسسة الشسفيقة وغيرها مسن‬ ‫س رس عليها ونرجوا ال أن ُيعيسدها لنسا ليُصسلح الس ‪ ‬بهسا أحوالنسا‬ ‫أوصاف المؤمنين التي نتح ّ‬ ‫أجمعين‪.‬‬ ‫انظسسر إلسسى النسسبي فسسي وصف أى محلسسة تسسسكن فيهسسا أمسسة النسسبي أى شسسارع أى حسسار ة‬ ‫يقول فيهم‪:‬‬

‫ه مْ‬ ‫م َلو َت َوا ّد ِ‬ ‫م ِه ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي َت َرا ُ‬ ‫م ْؤ ِم ِني َ‬ ‫} َت َرى ا ْل ُ‬ ‫ض ًوا‬ ‫ع ْ‬ ‫كى ُ‬ ‫فش َت َ‬ ‫س ِد‪ ،‬إ ِ َذا ا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫م َث ِ‬ ‫م َك َ‬ ‫ط ِف ِه ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫َلو َت َ‬ ‫‪109‬‬ ‫مى {‬ ‫ح ّ‬ ‫س َه ِر َلوا ْل ُ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫ج سَ ِد ِ‬ ‫سا ِئ ُر َ‬ ‫عى َل ُه َ‬ ‫َت َدا َ‬ ‫أو كما قال‪} :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة{‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمسسد لس رب العسسالمين السسذي مل قلوبنسسا بنسسور تقسسواه‪ ،‬وأفسساء علسسى أفئسسدتنا خسسالص‬ ‫اليمان بال‪ ،‬وجعلنا نراقبه ‪ ‬مراقبة من يعلم أنسسه يطلسسع عليسسه وي راه‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل‬ ‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬بيده صل ح الحوال‪ ،‬وعليه ‪ ‬وحده تحقيسق المسال‪ ،‬وأشسهد أن‬ ‫‪ 109‬الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الما م أحمد عن النعمان بن البشير ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪111‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫سيدنا محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬النبي الفّعال الذي فعل في دعوته وبأسوته في العرب ما‬ ‫لم يستطع أن يفعله أكابر الرجال‪ ،‬اللهسم صسّل وس ّلم وبارك علسى سسيدنا محمسسد‪ ،‬وارزقنسسا‬ ‫ُه س دساه‪ ،‬ووفقنسسا للعمسسل بُح سسسن شسسرعه يسسا السس‪ ،‬وارزقنسسا ُح سسسن متسسابعته فسسي السسدنيا وشسفاعته‬ ‫وجواره يو م الدين أجمعين ‪ ..‬آمين آمين يا رب العالمين‪.‬‬ ‫إخوانى جماعة المؤمنين‪:‬‬

‫انظروا إلى المسلم وقيسوا عليه كل من ينتسب إلى السل م الن‪ ،‬المسسسلم أول‬ ‫أمٍر كان يصنعه رسول ال مع المسلم هو قول ال ‪:       ‬‬ ‫‪     (47‬الحجر( كان يخلع من صدورهم الشحناء والبغضاء‬ ‫ش حس واالبُخسل والثسر ة والنانيسسة وكل هسسذه الصسسفات‪ ،‬ويملهسسا بسسالحب لس‬ ‫والغّل والُك رسه وال ُ‬ ‫والحسسب لرسسسول السس والحسسب لكتسساب ال س والحسسب لخلسسق ال س والمسسوّد ة وصسسلة الرحس ا م‬ ‫والعطسسف علسسى الفق سراء والمسسساكين ورعايسسة اليتسسا م وغيره ا مسسن الصسسفات الطيبسسة‪ ،‬ثسسم بعسسد‬ ‫ذلك ُيطهّره من كل خصال النفاق‪.‬‬ ‫لكسى يكسون مؤمنساً ل بسد أولً أن يخسسرج بالكليسسة مسسن أوصاف المنسافقين‪ ،‬حستى لسو‬ ‫ضسسمه إلسسى صسسفوف المسسؤمنين‪ ،‬وأوصاف المنسسافقين قسسال فيهسسا ‪‬‬ ‫بقسسى ُخ ل سٌق واحسٍد منهسسا ل ي ُ‬ ‫فيما رواه الما م مسلم ‪: ‬‬

‫صا‪َ ،‬لو َم نْ‬ ‫خا ِل ً‬ ‫ن ُم َنا ِف ًقا َ‬ ‫ن ِفي ِه َكا َ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫ع َم ْ‬ ‫} أ َ ْر َب ٌ‬ ‫ص َل ٌة ِم َ‬ ‫ن‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ِفي ِه َ‬ ‫ن َكا َن ْ‬ ‫ص َل ٌة ِم ْن هُ ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ِفي ِه َ‬ ‫َكا َن ْ‬ ‫ن‪َ ،‬لو إ ِ َذا‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َها إ ِ َذا ا ْؤ ُت ِ‬ ‫ح ّتى َي َد َ‬ ‫ق َ‬ ‫ال ّن َفا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫م‬ ‫خا َ‬ ‫غ َد َر‪َ ،‬لو إ ِ َذا َ‬ ‫ه َد َ‬ ‫عا َ‬ ‫ب‪َ ،‬لو إ ِ َذا َ‬ ‫ث َك َذ َ‬ ‫ح ّد َ‬ ‫َ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪112‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫َف جَ َر {‬

‫‪110‬‬

‫المسسؤمن ل يكسسذب هسسذه صسسفته السستي وصسسفه بهسسا ل س يقسسول ال س فسسي‬

‫المسسؤمنين‪) :‬‬

‫‪119‬التوبة(‬

‫‪                                          ‬‬ ‫‪                         ‬‬ ‫هذه هي أمة الصادقين‪ ،‬ويقول فيهم حضر ة النبي‬

‫ن ا ْل ِب ّر َي ْه ِدي‬ ‫ق َي ْه ِدي إ ِ َلى ا ْل بِ ّر‪َ ،‬لو إ ِ ّ‬ ‫ص ْد َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ح ّرى‬ ‫ق َلو َي َت َ‬ ‫ص ُد ُ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ج ّن ِة‪َ ،‬لو َما َي َزا لُ ال ّر ُ‬ ‫إ ِ َلى ا ْل َ‬ ‫‪111‬‬ ‫ص ّدي ًقا {‬ ‫ع ْن َد ال ّل ِه ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ك َت َ‬ ‫ح ّتى ُي ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ص ْد َ‬ ‫ال ّ‬ ‫وُس ئسل النبي ‪:‬‬

‫ك‪ ،‬قيل‪:‬‬ ‫ن َذ ِل َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد َي ُ‬ ‫ن َي ْز ِني؟ َقا َ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫} ا ْل ُ‬ ‫ك‪ ،‬قيل‪:‬‬ ‫ن َذ ِل َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد َي ُ‬ ‫ق؟ َقا َ‬ ‫س ِر ُ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫ما‬ ‫ل ال لّ ُه‪  :‬إ ِ ّن َ‬ ‫ل‪ :‬ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫ب؟ َقا َ‬ ‫ك ِذ ُ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫ت ال ّل ِه ‪‬‬ ‫ن ِبآ َيا ِ‬ ‫ن ل ُي ْؤ ِم ُنو َ‬ ‫ب ا ّل ِذي َ‬ ‫ك ِذ َ‬ ‫َي ْف َت ِري ا ْل َ‬ ‫‪112‬‬ ‫{‬ ‫أين المؤمن الن الذي يصدق مع ال ومع خلسق الس؟! المسؤمن يصسدق حستى فسي‬ ‫‪ 110‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عبد ال بن عمرو ‪‬‬ ‫‪ 111‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عبد ال بم مسعود ‪‬‬ ‫‪ 112‬تهذيب الثار للطبري‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪113‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫اللهو واللعب لن النبي ‪ ‬كان يقول‪:‬‬

‫ح ّقا {‬ ‫ل ِإل َ‬ ‫ح َلول أ َ ُقو ُ‬ ‫} إ ِ ّني ل َْم َز ُ‬

‫‪113‬‬

‫لو ُوجد لنتهت كل مشكلتنا‪ ،‬والمؤمن أمين‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ن ل أ َ َما َن َة َل ُه {‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِل َ‬ ‫ما َ‬ ‫}ل ِإي َ‬

‫‪114‬‬

‫من اّدعى أنه مؤمن‪ ،‬وإن تكّلم بإسم السل م‪ ،‬لكن ليس لسسه أمانسسة فسسي الكلمسسة أو‬ ‫في المجلس أو في الحديث أو في المال أو في أى أمر فل إيمان له‪.‬‬ ‫لو أجرينا إستطلعاً على هذا المعنى على مجتمع المسلمين الن بكم نفسسوز مسسن‬ ‫المسلمين؟! ولذلك انتشر ما نراه الن في مجتمعنا‪.‬‬ ‫هذه أوصاف النفاق وليست بأوصاف المسلمين‪ ،‬فل خروج لنا من هذه المحسسن‬ ‫ول إنتهسساء لهسسذه المسسور إل إذا نّحس ىس مجتمسع المسسسلمين صسفات النفساق‪ ،‬وتحلسسوا بمكسسار م‬ ‫الخلق التي كان عليها الرفاق الذين هم مع حضر ة النبي ‪.‬‬ ‫قد يكون هذا المر عسيٌر علسسى بعسسض الكبسسار‪ ،‬لكسسن أيسسن تربيتنسسا علسسى هسسذا النمسسط‬ ‫للصغار؟ قد نتعشم فسسي النجسسا ح والفل ح لسو ربينسسا صسسغارنا علسسى هسسذه التعسساليم‪ ،‬وأنشسسأناهم‬ ‫على هذه الخلق الكريمة والصفات العظيمة التي كان عليها أصحاب النبي‪ ،‬حسستى أن‬ ‫سيدنا عبد ال بسن مسسسعود ‪ ‬قسال‪) :‬كنسا نعسسرف الكسذاب بعلمسسة فسي وجهسه( تظهسر علمسسة‬ ‫يعرفونها بقلوبهم‪:‬‬

‫ظ ُر ِب ُنو ِر ال ّل هِ‬ ‫ن َف ِإ ّن ُه َي ْن ُ‬ ‫م ؤْ ِم ِ‬ ‫س َة ا ْل ُ‬ ‫} ا ّت ُقوا ِف َرا َ‬ ‫‪ 113‬الطبراني عن عبد ال بن عمر ‪‬‬ ‫‪ 114‬مسند الما م أحمد وصحيح ابن خزيمة عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪114‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫{‬

‫‪115‬‬

‫بال عليكسم لسو ُوجسد مجتمسع بهسذه الصسفات‪ ،‬بسم تنعتسونه؟ إنهسا‬ ‫‪)        ‬الغاشية(‪.‬‬

‫الجنسة‪   :‬‬

‫مجتمسسع القسسرآن هسسو النجسسا ة لنسسا‪ ،‬وهسسو المسسان لنسسا‪ ،‬وهسسو المخسسرج لنسسا‪ ،‬ومجتمسسع‬ ‫القرآن ل يكون إل بتخلي أهل القرآن عن أوصاف النفاق‪ ،‬والتحّلي بأوصاف المسسؤمنين‬ ‫التي ذكرها الكريم الخلق في ُمحكم آيات القرآن‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك كان حضر ة النسسبي ‪ ‬يحشسسو القلسسوب بخشسسية السس‪ ،‬وخوف مقسسا م السس‪،‬‬ ‫والرغبسسة فسسي جنسساب السس‪ ،‬ويجعسسل العبسسد فسسي قلبسسه راداراً نوراني ساً يراقسسب مسسوله ‪ ..‬ل ينظسسر‬ ‫بعين‪ ،‬وليقد م يدًا‪ ،‬ول يبدأ خطوً ة إل ويعلم علم اليقين أن ال يطلع عليه ويراه‪:‬‬ ‫‪             ‬‬ ‫‪            ‬‬

‫‪(7‬المجادلة(‪.‬‬ ‫لو وصل العبد إلى هذه المراقبة اليمانية‪:‬‬ ‫أصبح ملكاً وأعلى‪ ،‬فيصير في هذه الدنيا الدنية ل يؤذي أحدًا‪ ،‬ول ينظسسر حسستى‬ ‫بحقد وحسد إلى أحٍد ‪،‬س بل يسعى إلى منفعة كل أحسد‪ ،‬لنسه يراقسب الواحسد الحسد الفسرد‬ ‫الصمد ‪ ،‬ل يراقب الحكا م‪ ،‬ول يراقب المخابرات‪ ،‬ول يراقب الشرطة التي حلّسست فسسي‬ ‫كل الماكن‪ ،‬ولكن يراقب من يقول للشيء كن فيكون‪.‬‬ ‫ما أحوجنا إلى ذلك الن‪:‬‬ ‫‪ 115‬سنن الترمذي والطبراني عن أبي سعيد الخدري ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪115‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ نريد شرطة داخلية تجعل المرء يراقب رب البرية‪ ،‬تطمئسسن إليسسه إذا قسسال لسسك‬‫كلمة‪ ،‬فل تحتاج إلى توثيق في شهر عقارى‪.‬‬ ‫ وتطمئن إليه إذا استودعته شسيئاً لنسه أأمسن مسن كسل خزائسن البنسوك فسي السدنيا‬‫وهكذا‪.‬‬

‫ويكفيكم أن تعلموا أن نبيكم قبل نسسزول رسالته كسسان ُيس ّم ىس الصسسادق الميسسن‪ ،‬يسسا‬ ‫ليتنا نتخلق بأخلقه قبل رسالته‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسل ّ‬ ‫م‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة التاسعة‪ :‬آفاتنا الجتماعية لوعلجها } ‪116‬‬ ‫{‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العاشرة‬ ‫‪116‬‬ ‫المخرج من الفتن‬

‫الخطبة اللولى‬

‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬حمداً يوافي نعمسسه ويكسسافيء مزيده‪ ،‬سسسبحانه سسسبحانه لسسه‬ ‫الحمسسد فسسي الولسى وفسي الخ سر ة‪ ،‬ولسه الحكسسم وإليسسه ترجعسسون‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل ال س‬ ‫وحسده ل ش سريك لسسه‪ ،‬خلسسق الخلسسق بقسسدرته‪ ،‬وسس ّيرهم فسسي الكسسون بحكمتسسه‪ ،‬وجعلهسسم فسسي‬ ‫الدنيا في موطن في بلء إن ابتعدوا عن شريعته‪ ،‬وفي الخسر ة إن اسسستقاموا علسسى المنهسساج‬ ‫صسساروا مسسن أهسسل جنتسسه‪ ،‬وإن حسسادوا عسسن سسسبيله صسسارو مسسن أهسسل شسسقوته‪ ،‬وأشسسهد أن سسسيدنا‬ ‫محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬الطبيب الذي أقامه مسسوله‪ُ ،‬يطبسسب بسسه مراضى النفسسوس والقلسسوب‬ ‫من عباد ال‪ ،‬ويضع لهم روشتات الشفاء العاجل الناجع من كتاب ال‪ ،‬ويواضح لهم ما‬ ‫خفي عنهم من المور التي تغرقهم في ظلمات هذه الحيا ة‪.‬‬ ‫اللهسسم صسسل وسسلم وبسارك علسسى سسسيدنا محمسسد‪ ،‬وارزقنسسا التعلسسق بهسسداه‪ ،‬وواضسح لنسسا‬ ‫المنهاج القويم الذي صسار عليسسه‪ ،‬وأعيننسا علسى السسسير عليسه يسا الس‪ ،‬واحفظنسسا والحااضسرين‬ ‫والسسسامعين مسسن فتسسن هسسذه الحيسسا ة‪ ،‬حسستى نخسسرج مسسن السسدنيا نسُسَز ّ‬ ‫ف إلسسى جسسوار حسسبيب ال س‬ ‫ومصسسطفاه‪ ،‬صسسل اللهسسم وسسلم وبسارك علسسى هسسذا النسسبي التقسسي‪ ،‬وانظمنسسا جميع ساً فسسي حبسسل‬ ‫التقياء الوفياء مع محمد رسول ال والذين معه‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫كثرت المراض في مجتمسسع المسسسلمين‪ ،‬أمسراض ليسسست حسسسية فقسسط وجسسسمانية‪،‬‬ ‫‪ 116‬خطبة الجمعة المعادي ‪ 24‬من جمادي الول ‪1434‬هس ‪ 5/4/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 117‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ولكن أمراض معنوية‪ ،‬انتشرت الحقاد‪ ،‬وزادت الحساد‪ ،‬وزادت النانية‪ ،‬ووّلى اليثسسار‬ ‫الدبسسار‪ ،‬ولم يجسسد لسسه ناسساً يصسسحبونه ويعملسسون بسسه فسسي هسسذه السسدار‪ ،‬قسّل الوفاء‪ ،‬بسسل ربمسسا‬ ‫صس بسين أنفسسسهم‬ ‫نقول كاد ينعد م الوفاء حتى ممن يقومون بأمر هسسذا السسدين!!‪ ،‬ويقومون ُمنَ ّ‬ ‫أنهم مسئولين عن شرع رب العالمين!!‪.‬‬

‫نبحسسث عسسن الخلص فسسي صسسدور الخسسواص‪ ،‬فنجسسده انسسزوى فسسي رك ن بعيسسد فسسي‬ ‫القلسسوب‪ ،‬وأوشسكت شمسسسه علسسى الغسسروب‪ ،‬لن المصسسالح الدنيويسة علَسست عليسسه‪ ،‬وأصسسبح‬ ‫أغلسسب النسساس ل يعيشسسون إل لسسدنياهم‪ ،‬ول يبحثسسون إل عمسسا ُيراض ي هسسواهم‪ ،‬وك ل همهسسم‬ ‫التكسسالب فسسي الحصسسول علسسى المسسوال‪ ،‬ول يهسسم إن كسسانت مسسن حسرا م أو مسسن حلل‪ ،‬وإذا‬ ‫تحدثت مع أحسدهم ربمسا رّد عليسك بسرد قبيسح‪ ،‬وإن كسان السرد المليسح‪) :‬احيينسي النهسارده‬ ‫وموتني بكسر ة( ويسسسوقون أمثسسال ل تطسسابق ديسسن السس‪ ،‬ول أقسسوال حسسبيبه ‪ ،‬ول العلمسساء‪ ،‬ول‬ ‫الل‪ ،‬ونسوا المآل!! كل يو م نودع ناساً إلى مثواهم الخيسسر‪ ،‬ول يعتسسبر الخلسسق بمسسا يسسرون‬ ‫من هذا المصير‪ ،‬وكأنهم تناسوا أنهم إلى ال راجعون‪ ،‬وأنهم في الدنيا دائمساً مسسسافرون‪،‬‬ ‫وأن محطة السفر الخير‪      (8 :‬العلق(‪.‬‬ ‫ويتسسسائل الصسسادقون‪ :‬مسسا المخسسرج مسسن فتسسن هسسذا الزمسان؟ نريسد أن تمضسسي أيامنسسا‬ ‫الدنيا ونحن فسي طاعسة الرحمسسن‪ ،‬ونخسرج منهسا وقد اضسمّنا الجنسسة الستي وعدنا الس بهسا فسي‬ ‫القرآن‪ ،‬نريد روشتة صغير ة نمشي عليهسسا تبلغنسا هسذا المسراد‪ ،‬تعسسالوا بنسا سسوياً نعسسرض أمرنا‬ ‫علسسى الحسسبيب الهسسادي صسسلوات ربسسي وتسسسليماته عليسسه‪ ،‬ونطلسسب منسسه أن يضسسع لنسسا دواء‬ ‫نستطيع جميعاً عمله فسسي السدنيا بل استعصساء‪ ،‬ويبلغنسسا هسذه المنزلة الكريمسة‪ ،‬فسإذا جاءنسا‬ ‫الموت قال ال ‪ ‬لنا‪:‬‬ ‫‪                                             ‬‬ ‫‪                                   ‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 118‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪                                 (32‬النحل(‪.‬‬ ‫أنسسا أعلسسم علسسم اليقيسسن أن الجميسسع يسسود أن يسسسمع عنسسد خروجسه مسسن السسدنيا قسسول‬ ‫الملئكسسة المقربيسسن‪         :‬‬ ‫‪)          ‬الفجر(‪.‬‬

‫مسسا روشستة الحسسبيب للوصسول إلسسى هسسذا المقسسا م العظيسسم الكريسم؟ اسسسمعوها وعوهسسا‬ ‫وسلوا الس ‪ ‬أن يعيننسسا أجمعيسسن علسسى العمسسل بهسسا‪ ،‬وأن يتقبسسل العمسسل السسذي نعملسسه بسسسببها‪،‬‬ ‫قال ‪:‬‬

‫س ّن ٍة‪َ ،‬لو أ َ ِم نَ‬ ‫ل ِفي ُ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ط ّي ًبا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َ َك َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ج ّن َة ‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫س َب َوا ِئ َق ُه َد خَ َ‬ ‫ال ّنا ُ‬ ‫م ِفي ال ّنا سِ‬ ‫ه َذا ا ْل يَ ْو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ال ّل ِه‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬ ‫ع ِدي‬ ‫ن َب ْ‬ ‫ن ِفي ُق ُرلو ٍ‬ ‫كو ُ‬ ‫س َي ُ‬ ‫ل ‪َ :‬لو َ‬ ‫ك ِثي ٌر‪َ ،‬قا َ‬ ‫َل َ‬ ‫‪117‬‬ ‫{‬

‫روشتة دخول الجنة‪ :‬المر الول‪ :‬الكل الطيسسب الحلل السسذي أحلّسسه السس‪ ،‬وجاء‬ ‫موافقاً لشرع ال جل في عله‪ ،‬الذي ليس فيه تزوير‪ ،‬ول تزويغ من العمل‪ ،‬ول ربسا‪ ،‬ول‬ ‫هضسسسم للحقسسسوق‪ ،‬ول إنقسسساص للكي سسل وال سسوزن‪ ،‬ول خ سسداع للم سسؤمنين‪ ،‬ول ته سسويش عل سسى‬ ‫المسسسالمين‪ ،‬ول عسسدوان علسسى المنيسسن‪ ،‬وإنمسسا جسساء مسسن عمسسل يوافسسق شسسرع السس‪ ،‬بطريقسسة‬ ‫مراضية على المنهج الذي قّد رسه لنا ال فسسي كتساب الس‪     :‬‬ ‫‪           (172‬البقر ة(‪.‬‬

‫إذا كسسانت اللقمسسة الواحسسد ة مسسن ح سرا م تسسدفع المسسرء دفع ساً للوقسسوع فسسي المعاصسسي‬ ‫‪ 117‬سنن الترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 119‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫والسسذنوب والثسسا م‪ ،‬وُتبطسسل كسسل عبسساد ة يتعبسسد بهسسا للملسسك العل م مسسن صسسل ة وصسيا م وزك ا ة‬ ‫وحج وغيرها‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫م ِفي‬ ‫ح َرا َ‬ ‫م َة ا ْل َ‬ ‫ ف ال ّل ْق َ‬ ‫ع ْب َد َل َي ْق ِذ ُ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ن َي ْو ًما‬ ‫عي َ‬ ‫ل أ َ ْر َب ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ِم ْن ُه َ‬ ‫ج ْو ِف ِه َما ُي َت َق ّب ُ‬ ‫َ‬ ‫‪118‬‬ ‫{‬ ‫لِسَم العنسساء؟! إذا أكسسل النسسسان حرامساً لِسَم يتعنّسسى ليقسو م فسسي سسساعة الفجسسر ويُصسلي‪،‬‬ ‫وصلته غيسسر مقبولة؟! لسسم يتعسسب ويذهب لداء مناسسسك الحسسج وكلمسسا قسسال‪ :‬لبيسسك اللهسسم‬ ‫لبيك‪ ،‬قالت الملئكة‪ ،‬ل لبيك ول سعديك وحجك هذا مردود عليك!! لَِم ُيعّني نفسه‬ ‫بالعبادات وقد علم أنها غير مقبولة عند رفيع السدرجات ‪‬؟!! أسسساس هسسذا السسدين المطعسسم‬ ‫الحلل‪.‬‬ ‫المسسر الثسساني‪ :‬يعمسسل ُمصسسيباً الُسس نّسة فسسي كسسل عمسسل‪ ،‬ل يعمسسل مسسن هسسواه‪ ،‬ول يعمسسل‬ ‫متابع ساً للفسسرق الضسسالة البعيسسد ة عسسن جماعسسة المسسسلمين‪ ،‬وإنمسسا يتسسابع النسسبي علسسى المنهسسج‬ ‫الوسطي الذي أنزله الس ‪ ‬واختساره لنسسا‪ ،‬واختارنا لسه‪ ،‬وقال لنسسا فيسسه‪   :‬‬ ‫‪   (143‬البقسر ة( الوسطية فسسي كسسل أمسسر هسسي الركن الركيسسن فسسي هسسذا السسدين السسذي‬ ‫جاءنا به ال‪ ،‬وكان عليه سيدنا ومولنا رسول ال ‪.‬‬ ‫ل يمشسسي كم سسن تفشسست فيهسسم فاش سسية ه سسذه اليسسا م‪ ،‬يسسستكبرون أو يسسستحيون أن‬ ‫يسسسألوا العلمسساء‪ ،‬ويعملسسون العمسسل وهسسم جهلء‪ ،‬ويظنسسون أن ال س ‪ ‬ل يؤاخسسذهم بسسذلك‪،‬‬ ‫ونسوا أن النبي ‪ ‬جعل أول فريضة للمسلم طلب العلم الذي يتعبد به إلى موله‪:‬‬

‫م{‬ ‫ل ُم سْ ِل ٍ‬ ‫ع َلى ُك ّ‬ ‫ض ٌة َ‬ ‫م َف ِري َ‬ ‫ع ْل ِ‬ ‫ب ا ْل ِ‬ ‫ط َل ُ‬ ‫}َ‬

‫‪119‬‬

‫‪ 118‬سنن الطبراني عن عبد ال بن عباس ‪‬‬ ‫‪ 119‬سنن ابن ماجة والطبراني عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 120‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫فسسإذا كسسان شسسيء ل ُيحسسسنه‪:‬‬ ‫‪(43‬النحسسل( وأهسسل السسذكر هسسم العلمسساء العسساملون‪ ،‬السسذين يخشسسون الس ويراقبسسونه فسسي الغيسسب‬ ‫وفي الشهاد ة‪ ،‬ويعملون بعلمهم بما ُيراضي الس جسل فسي عله‪ ،‬فيسسأل العسالم لنسه إن لسم‬ ‫يسسسأل فهسسو المسسسئول‪ ،‬ول ينفعسسه العتسسذار بالجهسسل ي سو م لقسساء رب العسسالمين‪ ،‬لنسسه مسسا دا م‬ ‫انتسب إلى دين ال‪ ،‬ل بد له أن يتعلم ما ل بسد لسه منسه للعمسل بمسا ُيراضي الس مسن شسرع‬ ‫الس س ج سسل ف سسي عله‪ ،‬فيتعل سسم ال سسدين‪ ،‬ويعل سسم حقيق سسة الوسسسطية ال سستي نس سّو هس به سسا كت سساب رب‬ ‫العالمين‪ ،‬ول يعمل عملً صغيراً أو كبيراً إل مقتدياً برسول ال ‪.‬‬ ‫‪        ‬‬

‫واعلمسسوا علسسم اليقيسسن جماعسسة المسسؤمنين أنسسه مسسا مسسن أمسسر صسسغير أو كسسبير فسسي حيسسا ة‬ ‫المسلم‪ ،‬إن كان مع زوجه‪ ،‬أو مسسع أولده‪ ،‬أو مسسع جيرانسه‪ ،‬أو مسع رفقسساءه فسسي العمسل‪ ،‬أو‬ ‫مع والديه‪ ،‬أو مع أهله وذوي رحمه‪ ،‬أو مع أى إنسان إل وف ّ‬ ‫صلسه النبي العسسدنان تفصسسيلً‬ ‫واسسسعاً ل يحتسساج بعسسده إلسسى بيسسان‪ ،‬فسسإذا حسسدث قصسسور فسسأنت المسسسئول يسسا أيهسسا النسسسان‪،‬‬ ‫ظلمت نفسك ولم ُتطبق ما أمرك به الرحمن ‪.‬‬ ‫ه { وبوائقه اى‬ ‫س َب َوا ِئ َق ُ‬ ‫ن ال ّنا ُ‬ ‫المر الثالث والها م‪َ} :‬لو أَ ِم َ‬ ‫شروره وآثامه‪ ،‬فالمؤمن ليسس لسسه شسسرور ول آثسا م‪ ،‬ل سسسب‪ ،‬ول شسستم‪ ،‬ول لعسسن‪ ،‬ول كيسد‪،‬‬ ‫ول شكاوي كيدية‪ ،‬ول تعدي باليد‪ ،‬ول تعدي بآلة ‪ ...‬أو بأى أمر مسسن المسسور علسسى أ خ‬ ‫من إخوانه المسلمين‪ ،‬أو نفر من إخوانه المؤمنين‪ ،‬لقول نبينا ‪:‬‬

‫سا ِن هِ‬ ‫ن ِل َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫مو َ‬ ‫س لِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ا ْل ُ‬ ‫س ِل َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َم ْ‬ ‫س ِل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫} ا ْل ُ‬ ‫‪120‬‬ ‫ه{‬ ‫َلو َي ِد ِ‬ ‫وأمسسر المسسؤمنين أكسسبر لقسسول النسسبي ‪ ‬فسسي بعسسض النفسسر‪ ،‬وأكسسثرهم فسسي هسسذا العصسسر‬ ‫والوان‪:‬‬ ‫‪ 120‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن عبد ال بن عمرو ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 121‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫س ِفي َنا‬ ‫م ْف ِل ُ‬ ‫م ْف ِل سُ ؟ َقا ُلوا‪ :‬ا ْل ُ‬ ‫ن َما ا ْل ُ‬ ‫} أ َ َت ْد ُرلو َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫ن‬ ‫ع‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫م َل ُه َلول َم َتا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ل ِد ْر َ‬ ‫َم ْ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫صل ٍ‬ ‫م ا ْل ِق َيا َم ةِ ِب َ‬ ‫ن أ ُ ّم ِتي َي ْأ ِتي َي ْو َ‬ ‫س ِم ْ‬ ‫م ْف ِل َ‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫ ف‬ ‫ه َذا‪َ ،‬لو َق َذ َ‬ ‫م َ‬ ‫فش تَ َ‬ ‫ة‪َ ،‬لو َي ْأ ِتي َق ْد َ‬ ‫م‪َ ،‬لو َز َكا ٍ‬ ‫ص َيا ٍ‬ ‫َلو ِ‬ ‫ه َذا‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ك َد َ‬ ‫س َف َ‬ ‫ه َذا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َما َ‬ ‫ه َذا‪َ ،‬لو أ َ َك َ‬ ‫َ‬ ‫ه َذا‬ ‫س َنا ِت ِه‪َ ،‬لو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه َذا ِم ْ‬ ‫طى َ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َذا‪َ ،‬ف ُي ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َلو َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫ن‬ ‫س َنا ُت ُه َق ْب َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن َف نِ َي ْ‬ ‫س َنا ِت ِه‪َ ،‬ف ِإ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ح تْ‬ ‫ط ِر َ‬ ‫م‪َ ،‬ف ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫طا َيا ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خ َذ ِم ْ‬ ‫ع َل ْي ِه أ ُ ِ‬ ‫ضى َما َ‬ ‫ُي ْق َ‬ ‫‪121‬‬ ‫ح ِفي ال ّنا ِر {‬ ‫ط ِر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ع َل ْي ِه ُث ّ‬ ‫َ‬

‫العاقل في هذا الزمان الذي ُيبرئ ذمته من بني النسسان‪ ،‬ل يظلم‪ ،‬ول يغتسساب‪،‬‬ ‫ول ينم‪ ،‬ول يسعى للوقيعة والفرقة بيسن المسسسلمين‪ ،‬ول يسسعى للكيسسد عنسد الرؤساء علسى‬ ‫إخسسوانه وزملءه السسذين يعايشسسونه فسسي المكتسسب أو السسديوان‪ ،‬وإنمسسا ل يسسرى النسساس منسسه إل‬ ‫خير‪ ،‬ول يصيبهم منه إل معسسروف‪ ،‬ول يصسسدر منسسه أذى لحسد مسن عبسساد الس‪ ،‬لنسه يسسعى‬ ‫ف سسي ال سسدنيا لراضسساء م سسوله‪ ،‬مث سسل ه سسذا النس سسان إذا خ سسرج م سسن ال سسدنيا فأق سسل الحس سسنات‬ ‫والطاعات التي عملها تجعله سعيداً وغنياً وثرياً عند موله جل في عله‪.‬‬ ‫أما الذي مل رصيده من الطاعات والحسنات والقربات‪ ،‬ول يستطيع أن يسسسيطر‬ ‫على أعصابه‪ ،‬ول على أعضاءه‪ ،‬ول على نفسه من الزلت مع إخوانه مسن المسسلمين أو‬ ‫المسلمات‪ ،‬فيقول فيه ‪ ‬وأشباهه وأمثاله‪:‬‬

‫م ا ْل ِق َيا َم ةِ‬ ‫ن أ ُ ّم ِتي َي ْأ ِتي َي ْو َ‬ ‫س ِم ْ‬ ‫م ْف ِل َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫} إِ ّ‬

‫‪ 121‬صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 122‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ه َذا‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ة‪َ ،‬لو َي ْأ ِتي َق ْد فشَ َت َ‬ ‫م‪َ ،‬لو َز َكا ٍ‬ ‫ص َيا ٍ‬ ‫ة‪َ ،‬لو ِ‬ ‫صل ٍ‬ ‫ِب َ‬ ‫ه َذا‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ك َد َ‬ ‫س َف َ‬ ‫ه َذا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َما َ‬ ‫ه َذا‪َ ،‬لو أ َ َك َ‬ ‫ ف َ‬ ‫َلو َق َذ َ‬ ‫ه َذا‬ ‫س َنا ِت ِه‪َ ،‬لو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه َذا ِم ْ‬ ‫طى َ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َذا‪َ ،‬ف ُي ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َلو َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫ن‬ ‫س َنا ُت ُه َق ْب َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن َف نِ َي ْ‬ ‫س َنا ِت ِه‪َ ،‬ف ِإ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ح تْ‬ ‫ط ِر َ‬ ‫م‪َ ،‬ف ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫طا َيا ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خ َذ ِم ْ‬ ‫ع َل ْي ِه أ ُ ِ‬ ‫ضى َما َ‬ ‫ُي ْق َ‬ ‫‪122‬‬ ‫ح ِفي ال ّنا ِر {‬ ‫ط ِر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ع َل ْي ِه ُث ّ‬ ‫َ‬

‫قد أغتاب شخص ل يعرفني ول أعرفه‪ ،‬لكنه سيعرفني وأعرفه يو م القيامسسة‪ ،‬وربمسسا‬ ‫الذي ظلمته ل يعرفني ول أعرفه‪ ،‬لكسن الحكسم العسدل سيحضسره ويعرفه ويعرفنسي بسه يسو م‬ ‫القيامة‪:‬‬ ‫‪      (46‬فصلت(‬

‫هسسذا ي سو م عصسسيب لمسسن مشسسي فسسي السسدنيا علسسى هسسواه‪ ،‬ونسسسي أنسسه مقبسسل علسسى ي سو م‬ ‫سيحاسب فيه ال على اليسير والكثير والنقير والقطمير‪:‬‬ ‫‪              (49‬الكهف(‬

‫مجسسسم موجسود بهيئتسسه كمسسا فعلتسسه‪ ،‬والسسذي يشسسهد علسسى النسسسان الجسسوار ح السستي‬ ‫سسّخ رسها لسسه الرحمسسن ‪ ،‬فالمسسلم السسذي يريد أن يخسرج مسن السسدنيا علسسى خيسسر‪ ،‬ويكسون مسن‬ ‫أهل الجنة العالية في جوار الحبيب ‪......‬‬ ‫عليه أن يأخذ بهذه الروشتة الغالية‪ ،‬وينفذها‪ ،‬وفيها يقول ‪:‬‬

‫س نّ ٍة‪َ ،‬لو أ َ ِم نَ‬ ‫ل ِفي ُ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ط ّي ًبا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َ َك َ‬ ‫}َم ْ‬

‫‪ 122‬صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 123‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ج نّ َة ‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫خ َ‬ ‫س َب َوا ِئ َق ُه َد َ‬ ‫ال ّنا ُ‬ ‫ك ِثي ٌر‪،‬‬ ‫س َل َ‬ ‫م ِفي ال ّنا ِ‬ ‫ه َذا ا ْل َي ْو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ال ّل ِه‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫‪123‬‬ ‫ع ِدي {‬ ‫ن َب ْ‬ ‫ن ِفي ُق ُرلو ٍ‬ ‫كو ُ‬ ‫س َي ُ‬ ‫ل ‪َ:‬لو َ‬ ‫َقا َ‬ ‫أو كما قال‪ } :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة {‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمسسد ل س رب العسسالمين‪ ،‬السسذي أوجسدنا منسسه فض سلً ورحمسسة‪ ،‬وتولنسسا فسسي السسدنيا‬ ‫بوليته‪ ،‬ويوافينا دوماً بنعمه وخيره وبركتسه‪ ،‬وأشسهد أن ل إلسه إل الس وحده ل شسريك لسه‪،‬‬ ‫ل ح سّد لخيراتسسه‪ ،‬ول نهايسسة لبرك اته‪ ،‬كمسسا ل علسسم لحسسد فسسي السسدنيا بمس سراته السستي أعسسدها‬ ‫للمسسؤمنين والمؤمنسسات‪ ،‬وأشسسهد أن سسسيدنا محمسسداً عبسسد ال س ورسسوله‪ ،‬النسسبي السسذي وصسفه‬ ‫موله‪ ،‬وقال لنا فيه في كتاب الس‪         :‬‬ ‫‪       (128‬التوبة( اللهم صّل وسلم وبارك على‬ ‫س سسيدنا محم سسد ص سسل ة تمح سسوا به سسا عن سسا ال سسذنوب والس سسيئات‪ ،‬وتعينن سسا به سسا عل سسى القربسسات‬ ‫والطاعات‪ ،‬وتبلغنا بها أعلى المنازل في الجنات ‪ ...‬آمين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫يقول ‪:‬‬

‫طا ِئي نَ‬ ‫خ ّ‬ ‫خ ْي ُر ا ْل َ‬ ‫ء َلو َ‬ ‫طا ٌ‬ ‫خ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن آ َد َ‬ ‫ل ا ْب ِ‬ ‫}ُك ّ‬ ‫‪124‬‬ ‫ن{‬ ‫ال ّت ّوا ُبو َ‬ ‫مسسن ذا السسذي ل يخطسسئ قسسط فسسي هسسذه السسدنيا؟!! كسسل إنسسسان معسسرض فسسي السسدنيا‬ ‫‪ 123‬سنن الترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري ‪‬‬ ‫‪ 124‬سنن الترمذي وابن ماجة والدارمي عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 124‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫للسهو والنسسيان‪ ،‬وللغفلسسة عسن حضسر ة الرحمسن‪ ،‬وللوقوع حستى فسي الغفلسة عسن ذكر الس‪،‬‬ ‫إن لسسم يقسسع فسسي معاصسسي ال س جسسل فسسي عله‪ ،‬ولسذلك ل بسسد للمسسسلم مسسن دوا م التوبسة إلسسى‬ ‫حضر ة ال‪ ،‬وكان النبي ‪ ‬يحض على ذلك ويقول‪:‬‬

‫ب‬ ‫م‪َ ،‬ف ِإ ّني أ َ ُتو ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُتو ُبوا إ ِ َلى َر ّب ُ‬ ‫} َيا أ َ ّي َها ال ّنا ُ‬ ‫‪125‬‬ ‫ة{‬ ‫م ِما َئ َة َم ّر ٍ‬ ‫ل َي ْو ٍ‬ ‫إ ِ َلى ال ّله ِ‪ُ ‬ك ّ‬

‫ومسسن أراد أن يتحقسسق مسسن صسسدق تسسوبته‪ ،‬وأن يسسسارع ال س ‪ ‬بإقسسالته‪ ،‬كسسان النسسبي ‪‬‬ ‫ُيرش ده مسسع تسسوبته إلسسى التصسسدق علسسى الفق سراء والمسسساكين‪ ،‬لن الصسسدقة هسسي السستي ُتطفسسئ‬ ‫الخطيئسة كمسا ُيطفسئ المساء النسار‪ ،‬أسسرع أمسر إلسى إطفساء الخطايسا‪ ،‬وإلسى إذهساب السذنوب‪،‬‬ ‫وإل سسى التوبسسة عن سسد حضس سر ة عل م الغي سسوب أن يص سسحب النس سسان م سسع ت سسوبته النصس سو ح لس س ‪‬‬ ‫صسسدقات لخسسوانه مسسن الفقسراء والمسسساكين والبائسسسين‪ ،‬وهسذا كسسان حسسال أصسسحاب حضسر ة‬ ‫النبي ومن تبعهم بإحسان إلى يو م الدين‪ ،‬كان يقول أحدهم‪) :‬تصدق كل يو م لو بدينار‬ ‫ُتكتب في ديوان المتصدقين‪ ،‬فإذا مت اضمنت قبول التوبة عند رب العالمين ‪.(‬‬ ‫وما أكسثر إنفاقنسا فسي هسذا الزمان‪ ،‬زادت النفقسات عسن الحسد‪ ،‬فلِسَم ل نجعسل منهسا‬ ‫ركناً ركيناً صغيراً للفقراء والمساكين‪ ،‬حبذا ولو كان دائمًا‪ ،‬فقد جربنا وجّرب معنسسا كسسثير‬ ‫من المؤمنين قول البشير النذير‪:‬‬

‫ص َد َق ِة {‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ضا ُك ْ‬ ‫}َدا ُلولوا َم ْر َ‬

‫‪126‬‬

‫فجعلن سسا ف سسي ك سسل ش سسهر أج سسر ط سسبيب ُنخرجس ه براضسسا نف سسس بني سسة ش سسفاءنا وأولدن سسا‬ ‫وأحبابنا‪ ،‬نعطيه لرجل فقير‪ ،‬أو أسر ة بائسة من أسر المسلمين ‪...‬‬ ‫‪ 125‬صحيح مسلم ومسند الما م أحمد عن الغر المزني ‪‬‬ ‫‪ 126‬سنن البيهقي عن عبد ال بن مسعود ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 125‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أج سسر ط سسبيب‪ ،‬ول أق سسول مع سسه ثم سسن روشسستة العلج!! ولي سسس ط سسبيب م سسن الطب سساء‬ ‫الكبار ‪ !!!..‬لكن دعنا في وسطيتنا ‪...‬‬

‫طسسبيب وسطي مسسن البيئسسة الشسسعبية السستي نراهسسا حولنسسا‪ ،‬مسساذا علسسى المسسؤمن لسو جسّرب‬ ‫هذا؟ مع أن التجربة ل تجوز مع ال ‪ ،‬لكن الحبيب ‪ ‬قال‪:‬‬

‫ص َد َق ِة {‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ضا ُك ْ‬ ‫}َدا ُلولوا َم ْر َ‬ ‫لوقال ‪:‬‬ ‫ء{‬ ‫عا ُ‬ ‫ء ِإل ال ّد َ‬ ‫ضا َ‬ ‫}ل َي ُر ّد ا ْل َق َ‬

‫‪127‬‬

‫ربمسسا قُسّد رس للنسسسان بلء نسسازل بسسه‪ ،‬فتُسسسرع يسسده فسسي إنفسساق شسسيء فسسي سسسبيل السس‪،‬‬ ‫فيدفع ال ‪ ‬عنه هذا البلء قبل نزوله‪ ،‬ويكفيه شره واضره‪ ،‬إن كسسان نسسازلً عليسسه‪ ،‬أو علسسى‬ ‫زوجه‪ ،‬أو على أولده‪ ،‬أو في عملسسه‪ ،‬أو فسسي أى شسسيء لسسه أو حسسوله‪ ،‬لن الس ‪ ‬يسسدفع عسسن‬ ‫النسان بالصدقات التي يتوجه بها دوماً إلى فقراء حضر ة الرحمن ‪.‬‬ ‫عله‪:‬‬

‫أما من كان معه الخير والمال ول يجود على عبسساد السس‪ ،‬ففيسسه يقسسول الس جسل فسسي‬

‫} الغنياء لوكلئي لوالفقراء عيالي فإذا بخل‬ ‫لوكلئي على عيالي أذقتهم نكالي لول أبالي‬ ‫‪128‬‬ ‫{‬ ‫فعلينا جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫‪ 127‬رواه الترمذي عن سلمان ‪.‬‬ ‫‪ 128‬ورد في الثر ورواه أبو يعلى والبزار عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬الخلسسق عيسسال الس فسأحبهم‬ ‫إلى ال أنفعهم لعياله"‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 126‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫العمسسل بهسسذا الهسسدى الكريسم‪ ،‬وخاصسسة مسسع زيساد ة أم سراض هسسذا العصسسر‪ ،‬فسسإن مسسن‬ ‫علمسات النبسو ة أن النسبي ‪ ‬تنبسأ بسأن فسي هسذا العصسر سستظهر المسراض والوجاع الستي لسم‬ ‫تكن فيمن سبقنا‪ ،‬وخير علج لها أن تجعل لك كسل شسسهر كشسسف طسبيب تتسوجه بسسه إلسى‬ ‫الفقراء والمساكين‪ ،‬أو إحدى الجهسات الخيرية لتقسو م بالنيابسة عنسسك لعطسساءه للمسسساكين‬ ‫إن لم تكن تعرفهم‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة العافشرة‪ :‬المخرج من‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الفتن } ‪{ 127‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الحادية عشرة‬ ‫‪129‬‬ ‫بشريات النبي للمؤمنين المعاصرين‬

‫الخطبة اللولى‬

‫ل‪،‬‬ ‫الحمسسد لس رب العسسالمين‪ ،‬السسذي جعلنسسا مسسؤمنين بسال رب ًا‪ ،‬وبمحمسد ‪ ‬نبيساً ورسو ً‬ ‫وبالقرآن كتاباً ودستورًا‪ ،‬وبالكعبة قبلسسة‪ ،‬وجعلنسسا مشسسمولين بقسسوله عسّز شسسأنه‪   :‬‬ ‫‪    (110‬آل عمسران( وأشهد أن ل إلسه إل الس وحده ل شسريك لسه‪ ،‬إلسهٌ‬ ‫انفسسرد بالعظمسسة والجسسبروت‪ ،‬وتّوحسسد بجميسسل الصسسفات وكريم النعسسوت ‪ ..‬سسسبحانه سسسبحانه‬ ‫كل ما سواه يفنى ويموت‪ ،‬وهسو وحده البسساقي بعسسد الكائنسسات لنسسه وحده الحسسى السسذي ل‬ ‫يموت‪ ،‬وأشهد أن سسيدنا محمسداً عبسد الس ورسوله‪ ،‬اختساره الس ‪ ‬مسن بيسن النسا م‪ ،‬فجعلسه‬ ‫حبيباً له في الدنيا وللناس إما م‪ ،‬وجعله وحده هو الشفيع في جميع المم يو م الزحا م ‪..‬‬ ‫اللهسسم صسّل وس ّلم وبارك علسسى سسسيدنا محمسسد‪ ،‬واجعسسل فسسي قلوبنسسا خسسالص محبتسسه‪،‬‬ ‫ووفقنسسا فسسي السسدنيا للمشسسى علسسى نهجسسه وسسنته‪ ،‬واجعلنسسا فسسي الخ سر ة أجمعيسسن تحسست لسسواء‬ ‫شفاعته‪ ،‬وارزقنا المقا م الكريم بجواره في الجنة أجمعين ‪ ..‬آمين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫نس سسمع ف سسي ك سسل ص سسبا ح ومسسسساء إن ك سسان ف سسي الذاع سسات والفض سسائيات‪ ،‬أو ف سسي‬ ‫المجسسالس والمنتسسديات‪ ،‬مسسن ينعسسي علسسى المسسسلمين فسسي هسسذا الزمان حسسالهم‪ ،‬ويشسسكو مسسن‬ ‫الجمود والخمود الذي أصابهم‪ ،‬وهذا ُيوّبخهم‪ ،‬وهذا يسئُسَّيسهم‪ ،‬وهذا يجعلهم يتراجعون‬ ‫إلى الخلف !!!‬ ‫‪ 129‬خطبة الجمعة ‪ -‬بنها ‪ -‬مسجد خالد بن الوليد ‪ 2‬من جماد الخر ‪ 1434‬هس ‪ 4/2013/ 12‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 128‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫حتى ظّن المسلمون من كثر ة ما يسمعون أنهم صاروا في مؤخر ة المسسم‪ ،‬أو أنهسسم‬ ‫حاشا ل حثالة في هذا الزمان‪.‬‬

‫تعال معي يا أخا السل م‪ ،‬تعال معي إلى الحبيب المصطفى عليه أفضل الصسسل ة‬ ‫وأتم السل م الذي قال لسه ربه فسي مهسا م النبسو ة‪       :‬‬ ‫‪   (47‬الحزاب(‪.‬‬ ‫أمر ال رسوله أن ُيبّش رس المؤمنين‪ ،‬ولم ُيحدد زماناً ول مكانًا‪ُ ،‬يبّش رس المؤمنين أين‬ ‫كانوا وكيف كانوا منذ عصره إلى يو م الدين بما ل ُيعد ول ُيحد من فضسسل رب العسسالمين‬ ‫‪ ،‬إذا ح سسدثت أزمسسات أو إنتكاس سسات فه سسى إل سسى لحظ سسات‪ ،‬لك سسن الس س ‪ ‬وعسسد ووعسسده ل‬ ‫يتخّلف‪            (21 :‬المجادلة(‪.‬‬ ‫إن نص سسر الس س ‪ ‬م سسع الم سسؤمنين ف سسي ك سسل زمسسان ومك سسان‪ ،‬ق سسد يُشسسكك البع سسض ف سسي‬ ‫المسسؤمنين المعاص سرين وهسسذه هسسي الطامسسة الُك س بسرى لتس سريب اليسسأس فسسي نفسسوس المسسؤمنين‬ ‫المعاصس سرين‪ ،‬وي س ّد عسوا أنه سسم ليس سسوا عل سسى النه سسج الق سسويم‪ ،‬ول عل سسى اله سسدْى الكريسسم‪ ،‬ول‬ ‫يماثلون أو يضاهئون أصحاب النبي الرءوف الرحيم ‪.‬‬ ‫تعالوا معى نأخذ حديثاً واحداً لنسا قساله النسبي لنسا وفينسا ونكتفسي بسه فسي هسذا اللقساء‬ ‫لنعرف عظيم فضل الس ‪ ‬علينسا‪ ،‬وكرمه السسذي أمسسر أن ُيبشسرنا بسه سسسيد الرسل والنبيسساء ‪،‬‬ ‫اسمع يا أخي إلى الحبيب وهو يقول‪:‬‬

‫ع ِدي‬ ‫ن َب ْ‬ ‫كو ُنو َ‬ ‫س َي ُ‬ ‫ح ّبا َنا ٌ‬ ‫فش ّد أ ُ ّم ِتي ِلي ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫}ِم ْ‬ ‫‪130‬‬ ‫ه ِل ِه َلو َما ِل ِه {‬ ‫م َل ْو َرآ ِني ِب َأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ح ُد ُ‬ ‫َي َو ّد أ َ َ‬

‫يُسسبّين النسسبي ‪ ‬أن أشسّد النسساس لسسه حبساً هسسؤلء القسو م‪ ،‬وهسؤلء ل شسسك بعسسد أبسسى بكسسر‬ ‫‪ 130‬صحيح مسلم ومسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 129‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وعمر وعثمان وعلي وجلة أصحاب النبي‪ ،‬لنهم الثلة المباركة الذين قال فيهم ال‪:‬‬ ‫‪        (29‬الفتح(‬

‫وإن كان ال لم يحرمنا من هذه المعية ونحن من الذين معه ‪ ..‬معه علسى السدين‪،‬‬ ‫ومعسسه علسسى الُهس دسى‪ ،‬ومعسسه علسسى كتسساب السس‪ ،‬فلسسم يُقسسل الس فسسي اليسسة معسسه فسسي مكسسة أو فسسي‬ ‫المدينة أوفى زمانه‪ ،‬بل معه علسى الهسدى والتشسريع الرّباني‪ ،‬كسل مسن جساء معسه علسسى هسذا‬ ‫الهدى فهو في معية النبي يو م الدين‪ ،‬وفى صحبته في جنة النعيم إن شاء ال‪.‬‬ ‫هؤلء القو م الذين كانوا ُيفدون النسبي بآبسسائهم وأّمهسساتهم‪ ،‬ويتمنسسى الرجل منهسسم أن‬ ‫ُيقتسسل دونسه‪ ،‬ويجاهسسدون فسسي سسسبيل ال س بكسسل مسسا يملكسسون ‪،‬والسسوقت ل يُسسعفنا إلسسى ذك ر‬ ‫النماذج المباركة من هديهم ومن حياتهم‪ ،‬يكفينا في ذلك نمسسوذج الصسسديق ‪ ‬حيسسن وجد‬ ‫القو م في بيت ال الحرا م من أهل الشسسرك ُيحيطسسون بحضسر ة النسسبي بعضسسهم يشسسده بعنسسف‪،‬‬ ‫وبعضهم يحاول أن يضربه‪ ،‬وبعضهم يحاول أن يسسدفعه‪ ،‬فسسدخل ووقاه بنفسسسه وقال لهسسم‪:‬‬ ‫أتقتلون رجلً أن يقول ربي ال؟! فتركوا حضر ة النبي وأخذوا يضسربونه حستى سسقط ُمغمسى‬ ‫عليه من شد ة الضرب‪ ،‬وجاءت قبيلته وحملوه‪ ،‬وكان كما قيل ل يتبين أنفسسه وعيسسونه مسسن‬ ‫وجهه من شد ة الور م ومن كثر ة الضرب‪ ،‬وحملوه إلى بيته ورقد فيه وجلست بجواره أمه‬ ‫وجلسسسوا حسسوله س س وك انوا مسسازالوا علسسى الشسسرك س س وإن كسسانوا قسسد ثسساروا وغضسسبوا وإنمسسا هسسي‬ ‫للعصبية القبلية‪.‬‬ ‫فلما أفاق واضع فمه على أذن أمه وقال لها‪ :‬ماذا فعل رسول الس ‪‬؟ قسسالت‪ :‬هسسو‬ ‫بخير قال‪ :‬وال ل أذوق طعاماً ول شراباً حسستى أراه وأطمئسسن عليسسه‪ ،‬فلمسسا رأى قسسومه ذلسسك‬ ‫انصسسرفوا وترك وه‪ ،‬فلمسسا انصسسرفوا وهسسدأت الحرك ة بعسسد منتصسسف الليسسل‪ ،‬قسسال لمسسه ادعسسي‬ ‫فاطمة بنت الخطاب أخت عمر ‪ ،‬فأرسلت من يناديها فحضرت‪ ،‬فقال لهسا‪ :‬مساذا فعسل‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 130‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫رسول ال ‪‬؟ قالت‪ :‬إن أمك تسمعنا‪ ،‬قال‪ :‬ليهمك فإنها مسلمة وإن لم ُتعلسسن‪ ،‬قسسالت‪:‬‬ ‫هسسو بخيسسر‪ ،‬قسسال‪ :‬أيسسن هسسو؟ قسسالت‪ :‬فسسي دار الرق م بسسن أبسسي الرق م‪ ،‬قسسال‪ :‬فخسسذاني إليسسه‪،‬‬ ‫قسسالت‪ :‬ل تسسستطيع‪ ،‬قسسال‪ :‬ل بسسد لسسي مسسن ذلسسك‪ ،‬فمشسسى يتهسسادى يضسسع يسداً علسسى أمسسه ويداً‬ ‫على فاطمة ويمشى رويداً ويستريح رويدًا‪ ،‬حتى وصل إلى رسول ال ‪ ‬ليطمئن عليه‪.‬‬ ‫هذا موقف من جملة المواقف التي ل ُتحصى للصديق‪ ،‬كان في الهجسر ة يمشسسي‬ ‫تار ة أما م النبي ‪ ‬وتارً ة خلفه‪ ،‬وتار ة عن يمينه وتار ة عن شماله‪ ،‬فيقول الحبيب ‪:‬‬

‫ك؟‬ ‫ع ِل َ‬ ‫ن ِف ْ‬ ‫ه َذا ِم ْ‬ ‫ ف َ‬ ‫ع ِر ُ‬ ‫ك ٍر َما أ َ ْ‬ ‫ه َذا َيا أ َ َبا َب ْ‬ ‫}َما َ‬ ‫ن‬ ‫ص َد‪َ ،‬ف َأ ُكو ُ‬ ‫ل ال ّل ِه أ َ ْذ ُك ُر ال ّر َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫َقا َ‬ ‫ك َلو َم ّر ً‬ ‫ة‬ ‫خ لْ َف َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب َف َأ ُكو ُ‬ ‫ط لَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬لو أ َ ْذ ُك ُر ال ّ‬ ‫أ َ َما َم َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ع َل ْي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ل آ َم ُ‬ ‫سا ِر َ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ك‪َ ،‬لو َم ّر ً‬ ‫مي ِن َ‬ ‫ن َي ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬ ‫ط َرا ِ‬ ‫ ف‬ ‫ع َلى أ َ ْ‬ ‫ل ال ّل ِه ‪َ ‬ل يْ لَ تَ ُه َ‬ ‫سو ُ‬ ‫شى َر ُ‬ ‫م َ‬ ‫َف َ‬ ‫ها أ َ ُبو‬ ‫ما َرآ َ‬ ‫ه‪َ ،‬ف لَ ّ‬ ‫جل ُ‬ ‫ت ِر ْ‬ ‫ح ِف َي ْ‬ ‫ح ّتى َ‬ ‫ع ِه َ‬ ‫صا ِب ِ‬ ‫أَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫عا ِت ِق ِه‪َ ،‬لو َ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫م لَ ُه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ح ِف َي ْ‬ ‫ك ٍر أ َ ّن َها َ‬ ‫َب ْ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫غا َر َف َأ ْن َز َل ُه‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ح ّتى أ َ َتى ِب ِه ا ْل َ‬ ‫س ِن ُد ِب ِه َ‬ ‫ُي ْ‬ ‫ن‬ ‫ل َف ِإ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ح ّتى أ َ ْد ُ‬ ‫ل َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ق ل َت ْد ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ك ِبا ْل َ‬ ‫ع َث َ‬ ‫َلوا ّل ِذي َب َ‬ ‫م َي َر‬ ‫ل َف َل ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ك‪َ ،‬ف َد َ‬ ‫ل ِبي َق بْ لَ َ‬ ‫ء َن َز َ‬ ‫ي ٌ‬ ‫فش ْ‬ ‫ن ِفي ِه َ‬ ‫َكا َ‬ ‫‪131‬‬ ‫فش يْ ًئا {‬ ‫َ‬ ‫مواقف لُتعد ول ُتحد حتى قال النبي ‪:‬‬

‫‪ 131‬رواه البيهقي في دلئل النبو ة عن عمر بن الخطاب ‪.‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 131‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫خل‬ ‫ه َما َ‬ ‫ع ْن َد َنا َي ٌد إل‪َ ،‬لو َق ْد َكا َفي َنا ُ‬ ‫ح ٍد ِ‬ ‫}َما ل َ َ‬ ‫كا ِف ئُ ُه ال ّل ُه ِب َها‬ ‫ع نْ َد َنا َي ًدا ُي َ‬ ‫ك ٍر‪َ ،‬ف ِإ ّن ُه َل ُه ِ‬ ‫أ َ َبا َب ْ‬ ‫‪132‬‬ ‫م ا ْل ِق َيا َم ِة {‬ ‫َي ْو َ‬

‫هسسذا الحسسب كسسان هسسو سسسر نجسسا ح النسسبي وأصسسحاب النسسبي‪ ،‬فقسسد تسسآلفوا فيمسسا بينهسسم‪،‬‬ ‫ونزعوا الحقاد والحساد مسن قلسوبهم‪ ،‬وانُتزعت الشسسرور كلهسا مسن نفوسهم وصدورهم‪،‬‬ ‫وكانوا كما قال فيهم النبي‪:‬‬

‫ح بّ‬ ‫خي ِه َما ُي ِ‬ ‫ب لَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ّتى ُي ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح ُد ُك ْ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫}ل ُي ْؤ ِم ُ‬ ‫‪133‬‬ ‫س ِه {‬ ‫ِل َن فْ ِ‬

‫فكانوا يحبون الخير لبعضهم‪ ،‬ويسعون في قضاء مصالح إخوانهم‪ ،‬الكسسل يسسسعى‬ ‫لصالح الجماعة‪ ،‬والكل يسسعى لنصسر ة السسسل م‪ ،‬والكسل يعمسل منتظسسراً الجسر مسن الملسك‬ ‫العل م ‪.‬‬ ‫ل يرجون من أحسٍد مسسن الخلسسق أجسراً ول شسسكراً ول ثوابسًا‪ ،‬ل يرجون الجسسر إل مسن‬

‫صسساحب الجسسر وهسو الس ‪ ،‬وهسو السسذي وعدهم ووعدنا‬ ‫‪   (30‬الكهف(‪.‬‬

‫فقسسال‪      :‬‬

‫ش س مس أن نكسسون‬ ‫ومسع ذلسسك يقسسول النسسبي فسسي أمسسة النسسبي المعاص سرين لنسسا‪ ،‬والسسذين نتع ّ‬ ‫منهم أجمعين‪ ،‬أن بيننا أناساً بلغوا في حب النبي مبلغساً يقسول فيهسم النسبي أنهسم مسن أِشسد‬ ‫المسسة حبساً لحضسر ة النسسبي ‪ ،‬قسسد يقسسول قائسسل فمسسا بالنسسا ل نراهسسم!! وهسل يظهسسر علسسى أمسسواج‬ ‫البحسسر إل الغُثسساء السسذي ل ينفسسع ول يغنسسي ول يُسسسمن مسسن جسسوع‪ ،‬فل يظهسسر علسسى سسسطح‬ ‫‪ 132‬سنن الترمذي عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 133‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 132‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المجتم س سسع ‪ -‬كم س سسا عودتن س سسا وسس سسائل العل م وأص س سسحابها ه س سسداهم الس س س ‪ -‬إل الح س سسوادث‬ ‫والمشاكل والفتن التي يعراضونها بطريقة ُتثير العصاب‪.‬‬

‫ليتهم كما يجعلون صفحة للحوادث يجعلون صفحة للفضسائل ُينّو هسسون فيهسسا عسسن‬ ‫أصسحاب الفضسائل فيعرفهسسم النساس فيقتسدون بهسسم‪ ،‬وإن كسان أصسحاب الفضسائل مسسن هسسذه‬ ‫المة ل يريدون رياءاً ول ُس مسعةً ول ُش هسرً ة ول ظهورًا‪ ،‬وإنما يعملون لسسوجه الس ول يرجون‬ ‫أن يطلع على عملهم إل حضر ة ال جّل في ُعله‪ ،‬ولذلك ل يراهم إل أقل القليل حتى‬ ‫من المحيطين بهم‪.‬‬ ‫قد يقو م الرجل منهسم بالصسالحات آنساء الليسل وأطسراف النهسار‪ ،‬وربمسا ل تسدري بسه‬ ‫زوجتسسه ول أولده‪ ،‬لن النسسبي علّسسم المسسسلمين الصسسادقين أن يعملسسوا بقسسول رب العسسالمين‪:‬‬ ‫‪        (28‬الكهف(‪.‬‬

‫مسسات المسسا م علسي زين العابسدين بسن المسا م الحسسسين ‪ ،‬وكان مسسن أشسراف المدينسسة‬ ‫وأثريائهسسا وأغنيائهسسا‪ ،‬فلمسسا ُواضسسع علسسى دّك ةس الغُسسل وجدوا فسسي ظهسسره علمسسة كسسبير ة‪ ،‬كسسأنه‬ ‫ل‪ ،‬فتعّج بس المغسلون‪ ،‬وبعد فتر ة من موته وجدوا أن ثلثين عائلسسة وقيسسل‬ ‫كان يعمل حّم اس ً‬ ‫س س دس‬ ‫سسسبعين عائلسسة مسسن عسسائلت المدينسسة انكشسسفوا وأصسسبحوا ل يجسسدون مسسا يكفيهسسم ول ي ُ‬ ‫رمقهم من الجسوع‪ ،‬فسسألوهم‪ :‬كيسف كنتسم تعيشسون؟ فقسالوا جميعسًا‪ :‬كنسا إذا رأينسا الهلل‬ ‫صسّر ة فيهسسا‬ ‫جاءنا رجٌل في ُج نسح الليسسل يحمسل علسسى ظهسره جسوال دقيسسق‪ ،‬وفى إحسسدى يسديه ُ‬ ‫مال‪ ،‬وفى الخسسرى قسسدٌر فيسسه سسمٌن ‪،‬س وي ُد قس البساب فسسإذا قلنسسا‪ :‬مسن بالبساب؟ وسمع صسوتنا‪،‬‬ ‫واضع ما معه وذهب حتى ل نراه!!‪.‬‬ ‫ومات ولم يعلمسسوا مسسن السسذي كسسان يتكّفس لس بهسسم‪ ،‬ول يسسسعى فسسي قضسساء حاجسساتهم‪،‬‬ ‫لنه يعمل ل‪ ،‬ول يرجو الجر إل من ال‪ ،‬ول يطلسب مسن الخلسق شسيئًا‪ ،‬لن السذي ينظسر‬ ‫سس مسعة وُيفسسد عليسه العمسل وُيحبطسه ويجعلسه ليسس‬ ‫للخلق يدخل عملسه فسي بساب الرياء وال ُ‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 133‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أجراً عند موله جّل في ُعله‪.‬‬

‫ما أكثر هذا الصنف في عصرنا الن ‪ -‬والحمد ل ‪.. -‬‬

‫ولكنهسسم ل يعلنسسون عسسن أنفسسسهم فسسي وسائل العل م‪ ،‬ول يتحسسدثون عسسن أعمسسالهم‬ ‫بيسسن النسسا م‪ ،‬لنهسسم يرج ون السس‪ ،‬وإليكسسم شسساهٌد واح سٌد ‪:‬س يتق سّد مس النسساس لداء فريضسسة الحسسج‬ ‫فيما يسسسمونه حسسج الُقرعة‪ ،‬والعسسدد السذي يتقسّد مس يزيد أاضسعافاً أاضسسعافاً مضساعفة عسن الحسّد‬ ‫المطلوب‪ ،‬والكل يبحث هنا وهناك عن فرصة للحج ‪ ..‬لماذا؟‬ ‫هل يريدون الحصسول علسى عقسد عمسل؟! هسل يريدون الحصسول علسى نزهة؟! هسل‬ ‫يريدون السسذهاب لحاجسسة دنيويسة؟! أبسسداً والسس‪ ،‬يريدون السسذهاب لداء فريضسسة السس‪ ،‬وزيار ة‬ ‫حبيب ال ومصطفاه ‪.‬‬ ‫تجسسدهم مسسن البسسسطاء ويتمنسسى الرُجس لس منهسسم أن يسسدفع أى شسسيئ علسسى أن يسسذهب‬ ‫لداء الفريضة‪ ،‬لتعلم علم اليقيسن أن حسسب هسذا السدين‪ ،‬وأن اليمسان بسرب العسالمين‪ ،‬وأن‬ ‫حسسب سسسيد الوليسسن والخرين كسسامٌن فسسي معظسسم قلسسوب المعاصسرين السسذين ل يظهسسرون ول‬ ‫يتظاهرون‪ ،‬وإنما يجعلون بينهسم وبيسن الس خطساً عسامراً مملسوءاً بسالنور والُهس دسى فسي السدنيا‪،‬‬ ‫ويرجون ُح سسن الختا م يو م لقاء ال جّل في ُعله‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫كو ُنو نَ‬ ‫ح ّبا َنا سٌ َي ُ‬ ‫فش ّد أ ُ ّم ِتي ِلي ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫}ِم ْ‬ ‫ه ِل ِه‬ ‫م َل ْو َرآ ِني ِب َأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ح ُد ُ‬ ‫ع ِدي َي َو ّد أ َ َ‬ ‫َب ْ‬ ‫‪134‬‬ ‫َلو َما ِل ِه {‬

‫أو كما قال‪ } :‬ادعوا ال وأنتم موقنون با لجابة{‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫‪ 134‬صحيح مسلم ومسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 134‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الحمد ل رب العالمين الذي أكرمنا بُه دساه‪ ،‬ومل قلوبنا بتقواه ووسعنا فسسي السسدنيا‬ ‫بعطاياهن ونسأله ‪ ‬أن يزيد في إكرامنا وُيثبتنا يسو م لقيساه‪ ،‬ويجعلنسا مسسن أهسل النجسسا ة السذين‬ ‫صحبة رسول ال ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده‬ ‫يدخلون الجنة بغير حساب وُيرزقون ُ‬ ‫ل شسريك لسسه ُيحق الحسسق وُيبطسسل الباطسسل ولو كسسره المجرمون‪ ،‬وأشسسهد أن سسسيدنا محمسسداً‬ ‫عبسسد ال س ورس وله الصسسادق الوعسد الميسسن‪ ،‬اللهسسم ص سّل وسس ّلم وبسارك علسسى سسسيدنا محم سٍد‬ ‫وارزقنسسا ُه س دساه‪ ،‬ووفقنسسا جميع ساً للعمسسل بشسسرعك يسسا السس‪ ،‬وارزقنسسا فسسي كسسل أنفاسسسنا القتفسساء‬ ‫والقتداء بالحبيب المصطفى يا أكر م الكرمين‪.‬‬

‫يا أحباب ال ورسوله‪ ،‬يا من لكم المنزلة الُعليا عند ال في السسدنيا وي و م لقيسساه‪ ،‬يسسا‬ ‫مسسن هنسسأكم ال س ‪ ‬فسسي قلسسوبكم باليمسسان وقسواكم وأعسسانكم علسسى خسسدمته وطساعته فسسي كسسل‬ ‫وق ٍ‬ ‫ت وآن‪ ،‬نحتسساج إلسسى لمسسسة حنسسان نتبّسسع بهسسا هسسدى النسسبي العسسدنان‪ ،‬ليكسسون حبنسسا صسسادقاً‬ ‫عند ال‪ ،‬ويمل ال ‪ ‬حياتنا الدنيا بتحقيسق المسال‪ ،‬ويجعلنسا فيهسا أعسز ة علسى جميسع خلسق‬ ‫ال‪.‬‬ ‫جعل ال ‪ ‬لنا برهاناً واحداً في القرآن على صدق الحب‪:‬‬ ‫‪        (31‬آل عمران(‬

‫والفة التي ظهرت في هذا الزمان ‪ -‬ونرجوا تصحيحها لجماعة المؤمنين ‪ -‬هسي‬ ‫أنهم أخذوا جانباً من متابعة النبي ‪ ،‬تابعوه في العبادات‪ ،‬وقد يكونوا تابعوه في الصسسور ة‬ ‫الظسساهر ة‪ ،‬لكسسن ينبغسسي أن نتبعسه فسسي كسل مسا جاءنسا بسسه مسسن عنسد الس‪ ،‬وخاصسة فسسي الجسانب‬ ‫السسذي مسسدحه عليسسه الس فسسي كتسساب السس‪ ،‬فسسإنه ‪ ‬كسسان يقسو م الليسسل حسستى تتسسور م منسسه القسسدا م‪،‬‬ ‫وكان ل يقو م إل على ذك ٍر لس‪ ،‬ول يجلسس إل علسى ذك ٍر لس‪ ،‬ول يتحسرك ول يسسكن بسل‬ ‫حتى كان ل ينا م إل ذاكراً لموله‪:‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 135‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫م َق لْ ِبي {‬ ‫ن َلول َي َنا ُ‬ ‫ي َت َنا َما ِ‬ ‫ع ْي َن ّ‬ ‫ن َ‬ ‫} إِ ّ‬

‫‪135‬‬

‫ومع ذلسسك عنسسدما مسسدحه الس قسسال‪      (4 :‬القلسسم( تحتسساج‬ ‫أمتن سسا ف سسي ه سسذا الزمسسن إل سسى القت سسداء ب سسه ف سسي أخلق سسه الكريم سسة‪ ،‬وفسسى مع سساملته الحس سسنة‬ ‫العظيمسسة ‪ ..‬هسسذه هسسي الجسسوانب السستي جعلسست مجتمعنسسا الن فسسي قل سٍق واضسسجٍر مسسستمر‪،‬‬ ‫المسلمون في بيوت ال ُك ثسٌر ‪،‬س وحريصون على متابعة حضر ة النسسبي فسسي الركوع والسسسجود‬ ‫وتلو ة الق س سسرآن والص س سسيا م وذك سسر الس س س والح س سسج والُعمس س سر ة‪ ،‬لك س سسن أي س سسن متابع س سسة الن س سسبي ف س سسي‬ ‫الخلق؟!‪.‬أين ُخ لُسق الرجل مع أهله والنبي ‪ ‬قال‪:‬‬

‫ه ِلي‬ ‫م لَ ْ‬ ‫خ يْ ُر ُك ْ‬ ‫ه لِ ِه‪َ ،‬لو أ َ َنا َ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫خ ْي ُر ُك ْ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْي ُر ُك ْ‬ ‫}َ‬ ‫‪136‬‬ ‫{‬

‫أيسسن خلسسق المسسسلم مسسع جيرانسسه؟! أيسسن خلسسق المسسسلم مسسع زملءه فسسي العمسسل؟! أيسسن‬ ‫خلسسق المسسسلم فسسي أى مكسسان يسسذهب إليسسه؟! وهسو العنسسوان السسذي يسسدل علسسى جمسسال إتبسساعه‬ ‫للنبي‪ ،‬وُح سسن عمله بكتاب ال ‪ ‬البهي‪.‬‬

‫ف سسإن الن سسبي ‪ ‬عن سسدما عس سّرف المس سسلم لنعرفسسه عرفسسه ب سسذلك‪ ،‬ل أحت سساج إل سسى معرفسسة‬ ‫المسلم في الشارع بأن أدخل المسجد وأطلع عليه وهو يعبد الس ‪ ..‬لكنسى أعرفه بقسول‬ ‫رسول ال ومصطفاه‪:‬‬

‫سا ِن هِ‬ ‫ن ِل َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫مو َ‬ ‫س لِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ا ْل ُ‬ ‫س ِل َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َم ْ‬ ‫س ِل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫} ا ْل ُ‬ ‫‪137‬‬ ‫ه{‬ ‫َلو َي ِد ِ‬ ‫وعّرف المؤمن فقال‪:‬‬ ‫‪ 135‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عائشة راضي ال عنها‬ ‫‪ 136‬صحيح ابن حبان وسنن الترمذي عن عائشة راضي ال عنها‬ ‫‪ 137‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن عبد ال بن عمرو ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 136‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ن‪َ ،‬لول‬ ‫عا ِ‬ ‫ط ّ‬ ‫ن َلول ال ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫س ِبال لّ ّ‬ ‫ن َل ْي َ‬ ‫م ْؤ ِم َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪138‬‬ ‫ء{‬ ‫ش َلول ا ْل بَ ِذي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ا ْل َفا ِ‬

‫هسسذه بطاقسسة التعسسارف السستي أعسسرف بهسسا المسسسلم والمسسؤمن فسسي المجتمسسع‪ ،‬أمسسا فسسي‬ ‫المسجد فلنفسه‪:‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪(15‬الجاثية(‬

‫ستصلي الليل كله فهو لنفسك‪ ،‬ستصسو م السسدهر كلسسه فهسسو لنفسسسك‪ ،‬سستُح جس كسل‬ ‫عاٍ م وتعتمر كل عاٍ م خمس مرات أو أكثر فهو لنفسك ‪ ...‬لكسسن مسسا ينبغسسي أن أراه منسسك‬ ‫ويراه المجتمع منك هي أخلق السل م‪ ،‬وأوصاف اليمان التي ذكرها الس فسسي القسسرآن‪،‬‬ ‫وبّينها في سنته النبي العدنان ‪.‬‬ ‫وهل ينبغسي لمسسلم يسؤمن بسال رب اً وبالسسل م دينساً وبالقرآن كتابساً وبمحمسٍد ‪ ‬نبيساً‬ ‫ورسولً أن يتعامل في بيعه وشرائه على غيسسر شسريعة السس؟! أو يظسسن أنسه مسسسلم لنسسه يسدخل‬ ‫المسسسجد ويؤدي مسسا عليسسه لسس‪ ،‬ثسسم بعسسد ذلسسك يتعامسسل بالربا ويغُسسش فسسي الكيسسل ويغُسسش فسسي‬ ‫ال سسوزن!! ويغ سسش ف سسي الس سسلعة! ويك سسذب ول يب سسالي! ويظ سسن أن ه سسذه فهلس سو ة‪ ،‬وأن سسه ب سسذلك‬ ‫ل فسسي قسسول رب العسسالمين‪    :‬‬ ‫يضسسحك علسسى الخرين‪ ،‬مسسع أنسسه داخس ٌ‬

‫‪        (9‬البقر ة(‪.‬‬

‫نحتاج يا أمة النبي إلسى القتسداء بسأخلق النسبي‪ ،‬والقتسداء بهسدى النسبي فسي السبيع‬ ‫والشس سراء وال سسزواج والطلق والميس سراث وك ل المع سساملت ال سستي بينن سسا‪ُ ،‬نحّكس س مس ش سسرع ال سس‪،‬‬ ‫ونمشي على منهج حبيب الس مصسسطفاه ‪ ...‬إذا فعلنسا ذلسك فسإن الس ‪ ‬سسسينظر إلينسا بعيسسن‬ ‫‪ 138‬سنن الترمذي ومسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن عبد ال بن مسعود ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 137‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫الراضا نظر ةً ُتغير حالنا إلى أحسن حال‪ ،‬وسُيطبق علينا قوله ‪:     ‬‬

‫‪         (96‬العس سراف( وهسذا‬ ‫الذي نحتاجه الن‪ .‬وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الحادية عشرة‪ :‬بشريات النبى للمؤمنين المعاصرين }‬ ‫‪{ 138‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‬ ‫‪139‬‬ ‫الداء لوالدلواء‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمد ل رب العسالمين‪ ،‬أحمسدك ربي سسبحانك وأسستعين بسك وأتوكل عليسك‪ ،‬ل‬ ‫إلسسه إل أنسست‪ ،‬ل شسريك لسسك فسسي ملكسسك‪ ،‬ول سسسلطان لحسسد فسسوق قسسدرتك‪ ،‬أنسست وحدك‬ ‫السلطان فوق كل سلطان‪ ،‬والقادر فوق كل قادر‪ ،‬والعزيز السذي اسستمد منسسه العسز ة كسل‬ ‫عزيز‪ ،‬لنك إلسه السدنيا والخسر ة‪ ،‬وخالق كسل شسيء‪ ،‬والعسالم بسأمر كسل شسيء‪ ،‬وبيسدك كسل‬ ‫شسسيء‪ ،‬وأنسست علسسى كسسل شسسيء قسسدير‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل ال س وحسده ل ش سريك لسسه‪ ،‬ل‬ ‫يحسسدث فسسي كسسونه إل مسسا يريد‪ ،‬ينسسوي العبيسسد ويتحركون لتحقيسسق كسسل عبسسد منهسسم مسسا يريد‪،‬‬ ‫وفي النهاية ل يحدث إل مسسا يريده الحميسد المجيسسد‪ ،‬وأشسسهد أن سسسيدنا محمسداً عبسد الس‬ ‫ورسوله‪ ،‬جعله ال ‪ ‬قسدو ة للنسبيين‪ ،‬وأسسو ة لنسسا وللمسسؤمنين أجمعيسن‪ ،‬منسذ زمن رسالته إلسى‬ ‫يو م الدين‪ ،‬اللهسم صسّل وسلم وبارك علسسى سسيدنا محمسسد‪ ،‬واهسدنا بهسداه‪ ،‬ووفقنسسا أجمعيسسن‬ ‫للعمل بسنته والقتداء بهسديه يسسا الس‪ ،‬وانظسر إلينسا نظسر عطسف وحنسسان تبسسدل بسه حالنسا إلسى‬ ‫أحسن حال‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫قال ‪:‬‬

‫م{‬ ‫س ِم ْن ُه ْ‬ ‫ن َف لَ يْ َ‬ ‫مي َ‬ ‫س لِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِب َأ ْم ِر ا ْل ُ‬ ‫ن ل َي ْه َت ّ‬ ‫}َم ْ‬

‫‪140‬‬

‫‪ 139‬خطبة الجمعة – مسجد البركة ‪ -‬فنار ة فايد – السماعيلية ‪9‬من جماد الخر ‪1434‬هس ‪ 19/4/2013‬م‬ ‫‪ 140‬الطبراني عن حذيفة بن اليمان ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 139‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ونحسسن جميعسسا مهمومسون بسسأمر بلسسدنا‪ ،‬وأحسسوال شسسعبنا‪ ،‬وأخبسسار اقتصسسادنا‪ ،‬ووسسائل‬ ‫العل م هداهم ال منهم من يغرر بنا‪ ،‬ومنهم من يورثنسا الخسوف والفسزع والجسزع‪ ،‬ومنهسسم‬ ‫مسسن يجعلنسسا نمشسسي دائمساً وأبسسداً فسسي هلسسع‪ ،‬منهسسم مسسن يقسسول عسسن قريب لسسن تجسسدوا رغيسسف‬ ‫الخبز‪ ،‬وفي الصيف لن تجدوا لمبة مضاء ة بالكهرباء‪ ،‬وغيرها من أمور التخويفسسات السستي‬ ‫جعلت الناس جميعساً فسي هسذا البلسد الكريم المطمئسن يمشسون دائمساً وأبسداً مشسغولون بمسا‬ ‫سيكون وما سيحدث لنا ولولدنا ولهلينا ولخواننا‪.‬‬

‫أما م ذلك كله ماذا نفعسل؟ نسسينا أو تناسسى كبارنا وعلماؤنا ووسائل إعلمنسا‪ ،‬مسا‬ ‫تحسّد ثس بسسه نبينسسا ‪ ‬وهسو المعصسو م‪ ،‬عسن هسسذا السسذي نحسسن فيسسه الن‪ ،‬ورسول الس ‪ ‬تحسّد ثس‬ ‫عسن كسل شسيء سسيحدث فسي أمتسه إلسى يسو م السدين‪ ،‬وعنسدما تقسرأ أو تسسمع أحساديثه تجسده‬ ‫كأنه يعيش بيننا الن‪ ،‬يصف الحال وصفاً سديدًا‪ ،‬ولكنه ل يكتفسسي بالوصف وبالمقسسال‪،‬‬ ‫وإنما يعرض روشتة لصل ح الحوال فيها النجا ة فسي السدنيا‪ ،‬والفسوز بالحسسنى فسي المسآل‬ ‫لمن سعد بذلك وعمل بالذي قاله النبي صلوات ربي وتسليماته عليه‪.‬‬ ‫عندما نتدبر ما قاله النبي في هذا الزمان وفي هذا الوان‪ ،‬تطمئن قلوبنسسا‪ ،‬وترتا ح‬ ‫نفوسنا‪ ،‬وتنشسر ح صسدورنا‪ ،‬لنسه ‪ ‬وهو السذي قسال فيسه ربه‪      :‬‬ ‫‪)      .‬النجم( كلمه فصل‪ ،‬وجد وليس هزل‪ ،‬ليس بعد كل م النبي‬ ‫‪ ‬كل م‪ ،‬لنه وحي من ال ‪ ،‬يطمئننا فيقول ‪:‬‬

‫ن‪ ،‬لوَ َل مْ‬ ‫طا ِني ا ْث َن ْي ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ت َر ّبي َثل ًثا‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫س َأ ْل ُ‬ ‫}َ‬ ‫س نَ ِة‬ ‫ل أ ُ ّم ِتي ِب َ‬ ‫ن ل َي ْق ُت َ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َد ً‬ ‫ط ِني َلوا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ُي ْ‬ ‫س ّل طَ‬ ‫ن ل ُي َ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ ْ‬ ‫طا ِني‪َ ،‬لو َ‬ ‫ع َ‬ ‫كوا َف َأ ْ‬ ‫ع َف َي ْه َل ُ‬ ‫جو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ نْ‬ ‫طا ِني‪َ ،‬لو َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َف َأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫غ ْي ِر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ُد ّلوا ِم ْ‬ ‫م َ‬ ‫ع َل ْي ِه ْ‬ ‫َ‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 140‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫‪141‬‬

‫ع ِني {‬ ‫م َن َ‬ ‫م َف َ‬ ‫م َب ْي َن ُه ْ‬ ‫س ُه ْ‬ ‫ع لَ َب ْأ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل َي ْ‬

‫طمأننسسا الحسسبيب ‪ ‬أن هسسذه المسسة كلهسسا فسسي رعايسسة الس وعنايسسة السس‪ ،‬لسسن تمسسوت مسسن‬ ‫الجوع ول من ندر ة المساء والعطسش‪ ،‬ول غيرها مسن الهمسو م الستي نحملهسا جميعسا فسي هسذا‬ ‫الزمان‪ ،‬ل سسسيما وإنهسسا أمسسور تكفسسل بهسسا واضمنها لنسسا الرحمسسن‪ ،‬لسسم يجعسسل هسسذه المسسور فسسي‬ ‫وزار ة التموين‪ ،‬ول في دواوين رئيس الوزراء ول غيره‪ ،‬وإنمسسا قسسال لنسسا لنطمئسسن أجمعيسسن‪ :‬‬ ‫‪      (22‬السسذاريات( فسسالرزق محسسدد فسسي السسسماء عنسسد مسسن‬ ‫يقول للشيء كن فيكون‪.‬‬ ‫وال ‪ ‬قد جهز كل مسلم بسل ح إلهي يسستطيع أن يفسسك بسسه كسل المضسسايق‪ ،‬وأن‬ ‫يفرج به كل الشدات‪ ،‬وأن يخرج به ويحل به كل المشكلت‪ ،‬ما هذا السل ح؟‬ ‫‪     (60‬غافر( لم يقل ال ‪ ‬ادعوني فأنظر في أموركم‪ ،‬ثم‬ ‫أقرر ماذا يصلح لحوالكم‪ ،‬أو انتظروا حتى أعرض هذا المر على مجلسسس الشسسورى ول‬ ‫حتى انتخابات الشعب أو غيره‪ ،‬ولكن يستجيب فورا للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬وخاصة في‬ ‫المور الضروريات التي ل غنى عنها لي إنسان أو حيوان‪.‬‬ ‫لسسو ذهسسب أي مسسسلم إلسسى أي صسسحراء جسسرداء ل فيهسسا زرع ول مسساء‪ ،‬وأخسسذ العسسد ة‬ ‫السستي أمسسر أن يتجهسسز بهسسا المسسؤمن سسسيد الرسل والنبيسساء‪ ،‬وهسي عسسد ة إجابسسة السسدعاء‪ ،‬يقسسول‬ ‫فيها خير النبياء‪:‬‬

‫جا بَ‬ ‫س َت َ‬ ‫ن ُم ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك َت ُ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ط َ‬ ‫ب َم ْ‬ ‫ط ْ‬ ‫ع ُد أ َ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫} َيا َ‬ ‫‪142‬‬ ‫ة{‬ ‫ع َو ِ‬ ‫ال ّد ْ‬

‫‪ 141‬مسند الما م أحمد عن معاذ بن جبل ‪‬‬ ‫‪ 142‬الطبراني عن عبد ال بن العباس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 141‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الفشفية النبوية‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أن يأكل حللً أبساحه الس‪ ،‬ول يتحايسل فسسي الحصسسول علسى السرزق بكيفيسة تخسالف‬ ‫شسسرع الس‪ ،‬وتنسسافي مسسا ورد عسسن رسول الس ‪ ،‬وهسذه هسسي الطامسسة الكسسبرى الستي حسسدثت فسسي‬ ‫زمانن سسا‪ ،‬المؤمن سسون ي سستركون منه سسج الن سسبي واله سسدي الله سسي‪ ،‬ويح سساولون أن يدلس سسوا عل سسى‬ ‫إخسسوانهم‪ ،‬ويغشسسوا إخسسوانهم المسسؤمنين فسسي بيعهسسم وشس رائهم وأمسسور معايشسسهم‪ ،‬ليكدسسسوا‬ ‫المسسوال كمسسا يظنسسون‪ ،‬وإن كسسانوا يخرج ون بهسسذا المسسر مسسن أمسسة الحسسبيب المختسسار‪ ،‬لنسسه‬ ‫يقول‪:‬‬

‫ش َف لَ يْ سَ ِم ّنا {‬ ‫غ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬

‫‪143‬‬

‫ثم يلحون في الدعاء‪ ،‬ول يستجيب ال لقوله ‪:‬‬

‫م ّد َي َد ْي ِه‬ ‫غ بَ َر‪َ ،‬ي ُ‬ ‫ث أَ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫فش َ‬ ‫س فَ َر أ َ ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫طي ُ‬ ‫ل ُي ِ‬ ‫ج َ‬ ‫} ال ّر ُ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫م‬ ‫م ُه َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ب‪َ ،‬لو َم ْ‬ ‫ب َيا َر ّ‬ ‫ء َيا َر ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫إ ِ َلى ال ّ‬ ‫م‬ ‫ح َرا ِ‬ ‫ي ِبا ْل َ‬ ‫غ ِذ َ‬ ‫م َلو ُ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫م َلو َم ْل َب سُ ُه َ‬ ‫ح َرا ٌ‬ ‫ش َر ُب ُه َ‬ ‫َلو َم ْ‬ ‫‪144‬‬ ‫ك{‬ ‫ب ِل َذ ِل َ‬ ‫جا ُ‬ ‫س َت َ‬ ‫َف َأ ّنى ُي ْ‬ ‫كيف يستجاب له وهو قد غذى جسمه‪ ،‬وألبس جسده مسن الحسرا م السذي حّرمسه‬ ‫الس سس؟! ل يطلس سسب ال س س ‪ ‬لجابس سسة السسسدعاء ك سسثر ة عب سسادات‪ ،‬ول إحي سساء اللي سسل فس سسي ركعس سسات‬ ‫وسجدات‪ ،‬ول قطسسع النهسسار فسسي تلو ة اليسسات الكريمسسات المباركات‪ ،‬أبسسداً والسس‪ ،‬كسل مسا‬ ‫يطلبه ‪ -‬وهو سهل على كل عبد ‪ -‬أن يراقب ال فيما يحصسل عليسسه مسسن القسوات‪ ،‬فل‬ ‫يحصل إل الرزاق الحلل وبالطريقة الشسسرعية الستي واضحها الس وبينهسسا فسي هسديه سسيدنا‬ ‫رسول ال‪.‬‬ ‫‪ 143‬صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 144‬صحيح مسلم وسنن الترمذي والدارمي عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 142‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫إذا فعل ذلك كان كل دعاء لسه مجساب‪ ،‬لسو ذهسب إلسى أي أرض صسحراء جسرداء‬ ‫وليس فيها زرع ول ماء‪ ،‬وصلى ركعتين ودعا ال‪ ،‬فإن ال ‪ ‬يرسل له السحاب أين كسسان‬ ‫وكيسسف كسسان‪ ،‬يغيثسسه بالمسساء‪ ،‬وكان علسسى هسسذا الهسسدي الكريم رسولنا وأصسسحابه المبسساركين‪،‬‬ ‫ومن بعدهم من السلف الصالح أجمعين‪.‬‬

‫كسسان سسسيدنا أنسسس ابسسن مالسسك ‪ ‬لسسه حديقسسة بالبص سر ة فسسي بلد الع سراق الن‪ ،‬تسسؤتي‬ ‫ثمره ا فسسي العسسا م مرتيسسن بسسدون مبيسسدات ول محسسسنات ول كيماويسات ول هندسسسة وراثيسسة‪،‬‬ ‫وإنمسسا إجابسسة ربانيسسة مسسن رب البري ة ‪ ،‬ذهسسب يزروهسا يومس ًا‪ ،‬فوج د القسسائم بأمره ا يسسأتي إليسسه‬ ‫مسرعا ويقول‪ :‬يا سيدي أوشك الزرع على الهلك لسم يعسد عنسدنا قطسر ة مساء‪ ،‬فقسال‪ :‬ولَِم‬ ‫لَْم تخبرني قبسل ذلسك؟! انتظسر حستى أسسسأل ربي ‪ ،‬فصسسلى ركعستين‪ ،‬والسسماء صسافية ليسس‬ ‫فيها قطعة سحاب‪ ،‬وإذا بسحابة سوداء تظهر في السسسماء‪ ،‬وتقسسف قبالسسة حسسديقته‪ ،‬وتنسسزل‬ ‫المسساء‪ ،‬فلمسسا انتهسست مسسن إن سزال مسسا فيهسسا مسسن المسساء‪ ،‬قسسال أنسسس ‪ :‬يسسا غل م انظسسر أيسسن بلسسغ‬ ‫المسساء؟ فمشسسى حسسول أراضسه وقسال‪ :‬يسسا سسسيدي كسسأن معسسه خريطسسة بأراضسنا‪ ،‬لسسم تنسسزل قط سر ة‬ ‫واحد ة على أرض جيراننا!!‪.‬‬ ‫جاء بأمر ال تلبية لعبد دعا موله‪ ،‬فاستجاب له موله وأوله‪ ،‬وأعطاه ما يتمناه‪،‬‬ ‫وهكذا الحال مع كل عبد مؤمن إلى يسو م السسدين‪ ،‬اسسمعوا الس وهسو يقسسول لنسسا أجمعيسسن‪ :‬‬ ‫‪                ‬‬

‫‪)   ‬الطلق(‪.‬‬

‫مسسن يتوك ل علسسى ال س فهسسو كسسافيه فسسي كسسل أمسسوره‪ ،‬فنحسسن والحمسسد ل س لسسو أصسسلحنا‬ ‫أحوالنا في تعاملتنا الدنيوية‪ ،‬وجعلناها كلها على وفق الشريعة السلمية‪ ،‬أي رج ل منسسا‬ ‫سسسيدعوا ال س فسسإن السس سسسيلبيه فسسي السسوقت والحيسسن‪ ،‬ويجعسسل ال س ‪ ‬بلدنسسا كلهسسا مروجس اً‬ ‫وخي سرات‪ ،‬والخيسرات مباركات‪ ،‬ويجعلنسسا نتصسسدق بهسسا علسسى جميسسع مسسن فسسي الوج ود‪ ،‬لن‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 143‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المؤمن جعله ال بالعتماد عليه عزيزاً على كل من بسالوجود‪ ،‬قسال تعسالى‪:‬‬ ‫‪   (8‬المنافقون(‪.‬‬

‫‪  ‬‬

‫فالحمد ل اضمن لنا الحبيب من ال أل يهلك ال المة ل بسسالجوع ول بسسالعطش‬ ‫ول بنقسسص المؤونسات ول بقلسسة النفقسسات أبسسدًا‪ ،‬وأنتسسم لسسو نظرتسم فسسي أحسسوال شسسعبنا الي سو م‬ ‫تجدوا عجبًا‪ ،‬جاء خبير ألماني لينظر فسي أحوالنسسا بعسسد أن سسسمع عسن تضعضسسع اقتصسادنا‪،‬‬ ‫فسسذهب زائسسراً زيسار ة عسسابر ة إلسسى بعسسض السسسواق التجاريسة الكسسبير ة‪ ،‬فوج د ازدحام ساً شسسديداً‬ ‫وكثيفاً مسن المصسريين علسى شسراء كسل المشستريات‪ ،‬فقسال‪ :‬أنتسم تسدعون أن عنسدكم كسساد‬ ‫وفقر‪ ،‬من أين جاء هؤلء بالموال التي يشترون بها كل شيء ول يتركون شيء؟!‪.‬‬ ‫الخيسرات كسثير ة لكسن التبسذير أكسثر‪ ،‬والسسفه أكسثر وهو السذي اضسيع أموالنسا‪ ،‬وهو‬ ‫السسذي أنفسسذ رصيد اقتصسسادنا وجعلنسسا نسسدعي الفقسسر‪ ،‬مسسع أننسسا جميعساً والحمسسد لس نعلسسم علسسم‬ ‫اليقيسسن أن آباءنسسا السسسابقين الوليسسن لسسو نظسسروا إلسسى مسسا نحسسن فيسسه الن لظنسسوا أننسسا فسسي جنسسة‬ ‫النعيسسم‪ ،‬للعيشسسة السستي حض سرناها ونحسسن صسسغار والعيشسسة السستي نحسسن فيهسسا الن وهسي كلهسسا‬ ‫خي سرات مسسن ال س ‪ ‬لنسسا أجمعيسسن‪ ،‬كسسل السسذي افتقسسدناه المسسود ة لبعضسسنا‪ ،‬الحسسب لخواننسسا‪،‬‬ ‫الرغبسسة فسسي مسسد أيسسدينا إلسسى بعضسسنا‪ ،‬تفشسست أمسراض النانيسسة‪ ،‬زادت الحقسساد فسسي النفسسوس‪،‬‬ ‫زادت الحسسن فسسي الصسسدور‪ ،‬زاد البغسسض والكسسره حسستى بيسسن القربيسسن‪ ،‬وهسذه أمسسور ل ينبغسسي‬ ‫أن تكسسون بيسسن المسؤمنين‪ ،‬إنمسسا ينبغسسي أن يكسسون بيسسن المسسؤمنين المحبسسة‪ ،‬والمسسود ة‪ ،‬واللفسسة‪،‬‬ ‫والتعاطف‪ ،‬والتراحم‪ ،‬والتواد‪ ،‬اسمع إلى النبي وهو يصف مجتمع المؤمنين فيقول‪:‬‬

‫ه مْ‬ ‫م َلو َت َوا ّد ِ‬ ‫م ِه ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي َت َرا ُ‬ ‫م ْؤ ِم ِني َ‬ ‫} َت َرى ا ْل ُ‬ ‫ض ًوا‬ ‫ع ْ‬ ‫كى ُ‬ ‫فش َت َ‬ ‫س ِد‪ ،‬إ ِ َذا ا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫م َث ِ‬ ‫م َك َ‬ ‫ط ِف ِه ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫َلو َت َ‬ ‫‪145‬‬ ‫مى {‬ ‫ح ّ‬ ‫س َه ِر َلوا ْل ُ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫ج سَ ِد ِ‬ ‫سا ِئ ُر َ‬ ‫عى َل ُه َ‬ ‫َت َدا َ‬

‫‪ 145‬الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الما م أحمد عن النعمان بن البشير ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 144‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫نحتسساج إلسسى مراجعسسة أخلقنسسا‪ ،‬وإلسسى مراجعسسة سسسلوكياتنا مسسع إخواننسسا‪ ،‬والرج وع إلسسى‬ ‫نهسسج النصسسار والمهسساجرين حسستى ينظسسر الس إلينسسا نظسر ة بحنسسان ولطسسف وعطسسف فيغيسسر حالنسسا‬ ‫إلى أحسن حال‪ ،‬يا ليتنا ننظسسر إلسسى وصف الس للنصسسار حيسسث يقسسول‪   :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪          (9‬الحشر(‪.‬‬

‫إخواننسسا السسذين يسسدعوننا إلسسى الشسسكليات‪ ،‬وإلسسى إطالسسة الرك وع والسسسجود والعمسسل‬ ‫والطاعات‪ ،‬يا ليتهم يركزون معنا أولً علسسى السسسلوكيات‪ ،‬نحتسساج إلسسى تجديسسد الصسسدق بيسسن‬ ‫أهسسل اليم سسان‪ ،‬والقض سساء قضسساء مبرمس اً علسسى داء الكسسذب ال سسذي ل ينبغسسي أن يكسسون فسسي‬ ‫جماعسسة المسسسلمين أبسسدًا‪ ،‬صسسغاراً أو كبسسارًا‪ ،‬نحتسساج إلسسى رجوع المانسسة السستي تجهسسز نفسسسها‬ ‫لترحل من هذه الديار‪ ،‬مع أنها ديار المؤمنين الذين وصفهم ال ‪ ‬بالمانة في كل وقت‬ ‫وحيسسن‪ ،‬نحتسساج إلسسى خلسسق الوفاء‪ ،‬نحتسساج إلسسى صسسلة الرحا م‪ ،‬نحتسساج إلسسى الحسسب لخواننسسا‬ ‫أجمعين‪ ،‬والذي هو الركن الركين في اليمان كما قال سيد الولين والخرين‪:‬‬

‫ح بّ‬ ‫خي ِه َما ُي ِ‬ ‫ب لَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ّتى ُي ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح ُد ُك ْ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫} ل ُي ْؤ ِم ُ‬ ‫‪146‬‬ ‫س ِه {‬ ‫ِل َن فْ ِ‬

‫إذا رجعسست هسسذه الخلق الكريمسسة‪ ،‬وهسذه السسسلوكيات العظيمسسة‪ ،‬وأكلنسسا الحلل‪،‬‬ ‫أبشسسروا ثسسم أبشسسروا‪ ،‬فسسإن ال س ‪ ‬سسسيجعل بلسسدنا بلسسدا رخ اءاً سسسخاءًا‪ ،‬وعيشسسنا سسسرمداً هنسساء‬ ‫وسرور علسسى السسدوا م‪ ،‬كمسسا قسسال ‪:        ‬‬ ‫‪      (96‬العراف(‪.‬‬ ‫واضمن لنسسا الرسول مسسن الس ‪ ‬أل يسسستبيح العسسداء ديارنا‪ ،‬قسسد يهزموننسسا فسسي غسسزو ة‬ ‫لننسا لسسنا علسى الصسواب فسي سسلوكياتنا‪ ،‬لكسن ل يتمكنسون مسن أهسل السسل م‪ ،‬لنهسم فسي‬ ‫‪ 146‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 145‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫حصانة ال ‪.‬‬

‫أما المر الذي منعه موله وهو الذي عليه المدار في هذه الحيسا ة فسسنتكلم عنسسه‬ ‫في الخطبة الثانية إن شاء ال‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫)التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن ل ذنب له(‬ ‫ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمسسد ل س رب العسسالمين‪،‬السسذي أكرمنسسا وكّرمنسسا بالنتسسساب لهسسذا السسدين‪ ،‬وشسسرفنا‬ ‫ورفع قسدرنا وجعلنسا مسن عبساده المسسلمين‪ ،‬وأشسهد أن ل إلسه إل الس وحده ل شسريك لسه‪،‬‬ ‫تعلسي شسأن قائلهسا فسي السدنيا‪ ،‬وترفعسسه وتجعلسه مسن السسعداء يسو م السدين‪ ،‬وأشسهد أن سسيدنا‬ ‫محمسسداً عبسسد ال س ورسسوله‪ ،‬الصسسالح المصسسلح للوليسسن والخريسن‪ ،‬بهسسديه وسسلوكه وخلقسسه‬ ‫العظيسسم‪ ،‬اللهسسم صس ّل وسلم وبارك علسسى سسسيدنا محمسسد وآلسسه الطيسسبين وصحابته المبسساركين‬ ‫وكل من تبعهم على هذا الهدى إلى يو م الدين وعلينسسا معهسسم أجمعيسسن آميسسن آميسسن يسسا رب‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫أكرر على أسماعكم بشرى الحبيب ‪ ،‬قال رسول ال ‪:‬‬

‫ن‪ ،‬لوَ َل مْ‬ ‫طا ِني ا ْث َن ْي ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ت َر ّبي َثل ًثا‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫س َأ ْل ُ‬ ‫}َ‬ ‫س نَ ِة‬ ‫ل أ ُ ّم ِتي ِب َ‬ ‫ن ل َي ْق ُت َ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َد ً‬ ‫ط ِني َلوا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ُي ْ‬ ‫س ّل طَ‬ ‫ن ل ُي َ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ ْ‬ ‫طا ِني‪َ ،‬لو َ‬ ‫ع َ‬ ‫كوا َف َأ ْ‬ ‫ع َف َي ْه َل ُ‬ ‫جو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫س َأ ْل ُت ُه أ َ نْ‬ ‫طا ِني‪َ ،‬لو َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َف َأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫غ ْي ِر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ُد ّلوا ِم ْ‬ ‫م َ‬ ‫ع َل ْي ِه ْ‬ ‫َ‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 146‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫‪147‬‬

‫ع ِني {‬ ‫م َن َ‬ ‫م َف َ‬ ‫م َب ْي َن ُه ْ‬ ‫س ُه ْ‬ ‫ل َب ْأ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل َي ْ‬

‫وهذا ما نراه حادثا الن‪ ،‬كل المشاكل التي في ديارنا وبلدنا ما سسببها؟ إخواننسا‬ ‫مع إخواننا‪ ،‬المسلمين مع المسلمين‪ ،‬المصريين مع المصريين‪ ،‬هذا ينتسسسب إلسسى حسسزب‬ ‫وهذا ينتسسسب إلسى حسزب آخسسر‪ ،‬وهذا ينتسسب إلسسى جبهسسة وهذا ينتسسب إلسسى فئسة‪ ،‬لكنهسم‬ ‫في النهاية أهل وطن واحد وبلد واحد ومعظمهم أهل دين واحد وهو دين السل م‪.‬‬ ‫لَِم الخلف؟ للوصول إلى المناصب‪ ،‬للحصول على المكاسب‪ ،‬والذين يري دون‬ ‫الحصول على المناصب والوصول إلى المكاسب ل يهتمون بأمر الرعية‪ ،‬إن جسساعوا فل‬ ‫يهمهم شأنهم‪ ،‬أو تعسسروا فل ينشسسغلوا بتغطيتهسسم‪ ،‬أو سسساءت الحسسوال فل يهتمسسوا بسسأمرهم‪،‬‬ ‫كل ما يهتمون بسه تحقيسق مصسالحهم الذاتيسة ومآربهم الشخصسية‪ ،‬وهذا هسو البلء السذي‬ ‫وقعنا فيه الن‪ ،‬وليس لهذا البلء من كاشسسفة إل أن يجتمعسسوا علسسى رأي واحسسد‪ ،‬ويتحسسدوا‬ ‫على فكر واحد‪ ،‬ويختاروا فئة منهم أو واحداً منهم‪ ،‬ويختار جماعة منهم‪ ،‬يتفقسسون علسسى‬ ‫العمسسل ل س لصسسالح هسسذا البلسسد‪ ،‬ولخدمسسة الفق سراء والمسسساكين‪ ،‬وينحسسون أمسسر الجماعسسات‬ ‫والحزاب جانبًا‪ ،‬قاتل ال الحزاب‪ ،‬وليستمعوا إلى قول ال ‪ (159‬النعا م(‪:‬‬ ‫‪           ‬‬ ‫ليتهسسم ينتهجسسون نهسسج أصسسحاب رسول الس ‪ ،‬عنسسدما انتقسسل الرسول ‪ ‬إلسسى الرفيسسق‬ ‫العلسسى‪ ،‬واجتمسسع النصسسار فسسي سسسقيفة بنسسي سسساعد ة ليختسساروا واحسسداً منهسسم يخلسسف رسول‬ ‫ال‪ ،‬وسمع بذلك المهاجرين‪ ،‬سار أبو بكر وعمر وأبو عبيسسد ة ‪ ‬إلسسى السسسقيفة‪ ،‬ورأى أبسسو‬ ‫بكر بما معه من نور ال مسسا يسسدور فسسي نفسوس النصسار‪ ،‬فأطفسأ هسسذه النسار وقال‪ :‬يسسا معشسر‬ ‫النصسسار‪ ،‬أنتسسم السسوزراء ونحسسن الم سراء‪ ،‬قسسالوا‪ :‬راض ينا يسسا أبسسا بكسسر‪ ،‬يري دون أن يكسسون لهسسم‬ ‫‪ 147‬مسند الما م أحمد عن معاذ بن جبل ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 147‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫شسسيء فأعطسساهم )أنتسسم السسوزراء ونحسسن المسراء(‪ ،‬ثسسم قسسال فسسي فنسساء عسسن نفسسسه وعسن مجسسده‬ ‫الشخصي‪ :‬يا قو م‪ ،‬بايعوا أبو عبيد ة فإني سمعت رسول ال ‪ ‬يقول‪:‬‬

‫ه ا ل ُّم ِة أ َ ُبو‬ ‫ه ِذ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن‪َ ،‬لو أ َ ِمي ُ‬ ‫ل أ ُ ّم ٍة أ َ ِمي ٌ‬ ‫ك ّ‬ ‫} ِل ُ‬ ‫‪148‬‬ ‫ح{‬ ‫ج ّرا ِ‬ ‫ة ْب نُ ا ْل َ‬ ‫ع َب ْي َد َ‬ ‫ُ‬

‫وقال أبو عبيد ة‪ :‬كيف أتولى وأنت فينا‪ ،‬وأنت الذي أمرك الرسول أن تخلفه في‬ ‫الصل ة عند مراضه‪ ،‬وأنت صاحبه في الغار‪ ،‬وأنت صديقه في كل م السسماء؟! فقسال أبسو‬ ‫بكر‪ :‬بايعوا عمر بن الخطاب‪ ،‬فإني سمعت النبي ‪ ‬يقول‪:‬‬

‫ن‬ ‫ن ‪َ ،‬ف ِإ ْ‬ ‫ح ّد ُثو َ‬ ‫م ُم َ‬ ‫ك ْ‬ ‫خل َق بْ لَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫}َق ْد َكا َ‬ ‫ع مَ ُر ْب ُ‬ ‫ن‬ ‫م َف ُه َو ُ‬ ‫ن ِفي أ ُ ّم ِتي أ َ حَ ٌد ِم ْن ُه ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪149‬‬ ‫ب{‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫ويقول‪:‬‬

‫طا نُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ك ُه ال ّ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ط َف َ‬ ‫م ُر َلوا ِد ًيا َق ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ك ُ‬ ‫س َل َ‬ ‫}َما َ‬ ‫‪150‬‬ ‫{‬ ‫فقسسال عمسسر ‪ :‬ويسسل لعمسسر وأ م عمسسر إن تسسولى الخلفسسة علسسى أبسسي بكسسر‪ - ،‬كسسانوا‬ ‫يتسسدافعونها ‪ -‬واتفقسسوا علسسى أبسسي بكسسر‪ ،‬وخرجوا وأمرهم جميسسع‪ ،‬لسسم يهسساجموا بعسسض‪ ،‬ولسم‬ ‫يشسسنعوا علسسى بعسسض فسسي الفضسسائيات‪ ،‬أو يتهمسسوا بعض ساً بالمخسسازي والفضسسائح‪ ،‬ويرفعسسون‬ ‫الجنسسح والجرائسسم الكسسبرى علسسى بعضسسهم فسسي المحسساكم والجنايسسات‪ ،‬لن هسسذا ليسسس مسسن‬ ‫‪ 148‬الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الما م أحمد عن أنس ‪‬‬ ‫‪ 149‬رواه الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪.‬‬ ‫‪ 150‬الشريعة للجري وتاريخ دمشق لبن عساكر عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 148‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫أخلق السل م ول من تعاليم المسلمين‪.‬‬

‫نحتاج في هذه الونة يسا أحبساب الس ورسوله إلسى أن نقضسي علسى هسذه الفتنسة ول‬ ‫نزكيها‪ ،‬فل تجلس مع أ خ لك أو قريب لك أو صسسديق لسسك وتجسسادل عسسن حسسزب وتدخل‬ ‫معسسه فسسي خصسسومة‪ ،‬أو تسسدخل معسسه فسسي جسسدال‪ ،‬لن الجسسدال دائم ساً وأبسسداً يسسوغر الصسسدور‪،‬‬ ‫ويورث السخائم في النفوس‪ ،‬ولمساذا نجسادل عسسن هسذا وذاك؟! نحسسن جميعسا إخسو ة جعلنسسا‬ ‫ال في كتاب ال إخو ة‪:‬‬ ‫‪     (10‬الحجرات(‪.‬‬ ‫وكل ما نبغيسه‪ ،‬نريد فئسة تسؤمن بسال‪ ،‬وتخسش الس وتتقيسه‪ ،‬تمسسك أمسور هسذا البلسد‪،‬‬ ‫وترعس ى مص سسالح الفقسسراء والمسسساكين‪ ،‬إن ك سسانوا مسسن هسسذا الح سسزب أو ذاك‪ ،‬المهسسم أنه سسم‬ ‫يسسسعون لمصسسالح العبسساد‪ ،‬ولمنسسافع البلد‪ ،‬فلسسم نكبسسد أنفسسسنا المشسسقة البالغسسة ونتقاتسسل فسسي‬ ‫القرى؟! ونتحزب في المدن‪ ،‬ونتنافس في كل مكان‪ ،‬ونصارع أنفسنا ونجالد بشد ة مع‬ ‫أن هذا أمر ل ينبغي أن يكون بين أهل اليمان؟ نريد أن نعمل جميعا بقول ال‪:‬‬ ‫‪        (103‬آل عمران(‪.‬‬ ‫أنسسا أقسسول ذلسسك لنسسي رأيسست إخسسواني المسسسلمين فسسي كسسل البلد مشسسغولين بهسسذه‬ ‫السفاسف ‪ ....‬ل حديث لهم إل في هذا الكل م !!!‬ ‫ول يقطعون الليل في قراء ة القرآن أو ذكر ال أو الصل ة ل !!!‬ ‫ولكن في مشاهد ة البرامسج الستي نعلمهسسا جميعساً والستي تمتلسئ بالسسب علسى فلن‪،‬‬ ‫والتنقيص من قدر فلن‪ ،‬والختصا م لفلن‪ ،‬والنتصار لفلن ‪!!! ..‬‬ ‫أمور تشتت الذهان‪ ،‬وتشتت البال وتجعل المسلمين أجمعين في نكال ووبال‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 149‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫على الدوا م !!!!!‬

‫ نريد أن نقضي على هذه الحن‪ ،‬وعلى هذه الفتن !!‬‫ وندعو الجميع إلى اللفة‪ ،‬والمود ة‪ ،‬والمحبة‪.‬‬‫ ونتفسسق علسسى رأي جميسسع قبسسل أن يضسسيع هسسذا البلسسد مسسن بيننسسا‪ ،‬ونحسسن حضسسور‬‫فيه !!‬ ‫‪ -‬كيف يكون حالنا إذا سقط هذا البلد؟!‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثانية عشرة‪ :‬الداء لوالدلواء }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 150‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‬ ‫‪151‬‬ ‫الغرباء‪ :‬ألوصافهم لوأهجرلهم‬

‫الخطبة اللولى‬

‫الحمسسد لسس رب العسسالمين‪ ،‬حمسسداً يسسوافي نعمسسه ويكسسافئ مزيسده‪ ،‬سسسبحانك اللهسسم‬ ‫وبحمسسدك‪ ،‬ل إلسسه إل أنسست‪ ،‬ل ملجسسأ ول منجسسى منسسك إل إليسسك‪ ،‬ل نلجسسأ إل إليسسك‪ ،‬ول‬ ‫نرف ع أكسسف الض سراعة إل إليسسك‪ ،‬ول نتسسوجه فسسي الليسسل أو فسسي النهسسار إل إليسسك‪ ،‬سسسبحانك‬ ‫تنزه ت وتعسساليت‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل ال س وح ده ل ش سريك لسسه‪ ،‬يمل القلسسب باليمسسان‪،‬‬ ‫ويجعسسل فيسسه قبسسسا مسسن نسسور حضسر ة الرحمسسن‪ ،‬إذا كسسان يحبسسه ويريد أن يجعلسسه مسسع الحسسبيب‬ ‫المصطفى في الجنان‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬أقسسامه الس ‪ ‬ليحيسسي بسسه‬ ‫الملسسة السسسمحاء‪ ،‬ويجعلسسه إمامسسا وقسسدو ة لجميسسع الحنفسساء‪ ،‬مسسن عصسسره إلسسى ي سو م العسسرض‬ ‫والجزاء‪ ،‬اللهم صّل وسلم وبارك على سيدنا محمد‪ ،‬وبسره عنسسدك ارزقنسسا هسسديه وسيرته‪،‬‬ ‫ووفقن سسا أجمعي سسن لحس سسن اتب سساعه ف سسي ال سسدنيا‪ ،‬واجعلن سسا أجمعي سسن ف سسي الخس سر ة تح سست ل سسواء‬ ‫شفاعته‪ ،‬واحشرنا جميعا في زمرته في جنتك يا أكر م الكرمين‪.‬‬ ‫أما بعد فيا إخواني ويا أحبابي جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫فسسي وسسط هسسذه الظسسروف المدلهمسسة السستي تمسسر بنسسا جميعسسا الن‪ ،‬وتجعسسل المسسسلم‬ ‫التقي النقي في هذه الدنيا حيران‪ ،‬تعالوا بنا نستمع جميعساً إلسى البشسرى العظيمسة لنسا مسن‬ ‫النسسبي العسسدنان ‪ ،‬نظسسر النسسبي ‪ ‬بعيسسن بصسسيرته الربانيسسة‪ ،‬وبسالنوار السستي تمل قلبسسه اللهيسسة‪،‬‬ ‫والتي يقول لنا فيها ال )‪108‬يوسف(‪:‬‬ ‫‪ 151‬خطبة الجمعة – مسجد فتح ال – الزقازيق ‪ 16‬من جماد الخر ‪1434‬هس ‪ 26/4/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 151‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الفشفية النبوية‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪             ‬‬ ‫نظسر إلسى المتمسسكين بسسنته‪ ،‬والمحسافظين علسى أحكسا م شسريعته فسي هسذا الزمان‪،‬‬ ‫الذي ظهر فيه الفجور‪ ،‬وانكسرت فيسه الحسدود‪ ،‬وأصسبح النساس إل القليسل يمشسون علسى‬ ‫حس سسب أه سسوائهم‪ ،‬ول يحتكم سسون إل سسى ش سسرع ربه سسم‪ ،‬ول يس سستنون به سسدي ن سسبيهم‪ ،‬وك أنهم‬ ‫يقولسسون إن هسسي إل حياتنسسا السسدنيا نمسسوت ونحيسسا ومسسا يهلكنسسا إل السسدهر‪ ،‬أصسسبح الغلسسب‬ ‫يستحل الموال ول يبالي من حلل أو حرا م‪ ،‬يغسسش إخسسوانه المسسسلمين مسسع تحسسذير النسبي‬ ‫القوي في قوله‪:‬‬

‫ش َف لَ يْ سَ ِم ّنا {‬ ‫غ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬

‫‪152‬‬

‫يخ سسدع الم سسؤمنين المس سسالمين ابتغ سساء ع سسرض ف سسان ف سسي الحي سسا ة ال سسدنيا‪ ،‬نس سسوا الس س‬ ‫فأنسسساهم أنفسسسهم‪ ،‬ل يتورعسون عسسن الكسسذب‪ ،‬ول يعسسدون الخيانسسة خصسسلة سسسيئة‪ ،‬بسسل إن‬ ‫خصال النفاق طلت في جميع الفاق‪ ،‬وأصبح حديث النبي‪:‬‬

‫ع دَ‬ ‫ب‪ ،‬لوَ إ ِ َذا لوَ َ‬ ‫ث َك َذ َ‬ ‫ح ّد َ‬ ‫ث‪ ،‬إ ِ َذا َ‬ ‫ق َثل ٌ‬ ‫م َنا ِف ِ‬ ‫} آ َي ُة ا ْل ُ‬ ‫‪153‬‬ ‫ن{‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ف‪َ ،‬لو إ ِ َذا ا ْؤ ُت ِ‬ ‫خ َل َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫والسستي أوصسلها العلمسساء فسسي الروايسسات إلسسى خمسسس‪ ،‬تجسسدها مشسسهود ة أينمسسا سسسرت‬ ‫وحيثما حللت‪ ،‬لكن مع ذلسك هنساك أنساس نرجو أن نكسون منهسم أجمعيسن‪ ،‬يمشسون علسى‬ ‫الصراط المستقيم‪ ،‬ل يميلون إذا مال الناس‪ ،‬ول يعتسسدون ويتجسساوزون الحسسدود إذا جسساوز‬ ‫الجهلء‪ ،‬يسسسعون فسسي السسدنيا ويعلمسسون علسسم اليقيسسن أنهسسم فسسي الخ سر ة إن شسساء ال س وإليهسسا‬ ‫راجعون‪ ،‬ومن الدنيا مسافرون‪ ،‬فيعملون للغد من الباقيات الصالحات !!‬ ‫‪ 152‬صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 153‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 152‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫هؤلء بشرهم النبي عندما نظر إليهم في هذا الزمان‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ما‬ ‫غ ِري ًبا َك َ‬ ‫عو ُد َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫غ ِري ًبا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ن َب َد أ َ َ‬ ‫ن ال ّدي َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪154‬‬ ‫ء{‬ ‫غ َر َبا ِ‬ ‫طو َبى ِل ْل ُ‬ ‫َب َد َأ‪َ ،‬ف ُ‬ ‫إعجاز نبوي‪ ،‬بدأ الدين غريباً أي كان أهله كسسالغريب فسسي وسط قسسومه عنسسد بدايسسة‬ ‫دعو ة النبي‪ ،‬كانوا غريبين في أخلقهم‪ ،‬غرباء بالنسبة لمن حولهم في سسسلوكياتهم‪ ،‬وفسي‬ ‫قربهم وطاعتهم لربهم واقتدائهم بنبيهم صلوات ربي وتسليماته عليه‪.‬‬ ‫لكن النبي ‪ ‬عاش حتى رأى عسز ة السدين وامتسداد السسل م شسسرقاً وغرب ًا‪ ،‬وعلسسم بمسا‬ ‫عّلمه موله أن هذا المر سيكون في هذه النات‪ ،‬ستعود غربة السدين مسر ة أخسرى‪ ،‬غربة‬ ‫الدين كيف عادت الن؟ أصبح المتمسك والملتز م بشرع الس الن أقسسل مسسن القليسسل‪ ،‬ل‬ ‫تنظر إلى المسسساجد فمسسا أكسثر الراكعيسسن والسساجدين‪ ،‬لكسن انظسسر إلسى أسسسواق المسسلمين‪،‬‬ ‫ماذا ترى فيها من أخلق التجار المسسسلمين؟ وانظسسر إلسى الشسسوارع‪ ،‬وانظسسر إلسسى العمسسال‪،‬‬ ‫صىس بهم النبي وقال‪:‬‬ ‫وانظر إلى صلة الرحا م‪ ،‬وانظر إلى الجيران الذين و ّ‬

‫ظ َن ْن تُ‬ ‫ح ّتى َ‬ ‫جا ِر َ‬ ‫ل ِبا ْل َ‬ ‫ج بْ ِري ُ‬ ‫صي ِني ِ‬ ‫ل ُيو ِ‬ ‫}َما َزا َ‬ ‫‪155‬‬ ‫س ُي َو ّر ُث ُه {‬ ‫أ َ ّن ُه َ‬ ‫أصبح المتمسكون الن بدين ال كما قال ال‪:‬‬

‫‪          (24‬ص( ‪  ‬‬ ‫‪       (13‬سبأ(‪.‬‬

‫‪ 154‬صحيح مسلم وسنن ابن ماجة ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 155‬الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عائشة راضي ال عنها‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 153‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المسلم الملتز م بكل ما ورد عن النبي المين‪ ،‬رأى عامة المسلمين أن ما عليهسسم‬ ‫الن المحافظة على مسا ورد عسسن رسول الس وعن الس فسي الصسسل ة والصسسيا م والحسج وربمسا‬ ‫الزكا ة‪ ،‬لكن ل يحاولون التشبه بالحبيب في أخلقه‪ ،‬مع أن ال عندما مدحه لم يمدحه‬ ‫إل على حسن أخلقه‪      (4 :‬القلم(‪..‬‬ ‫هل هناك مسلم أو مؤمن يسب أو يشتم أو يلعن؟ نسأل النبي فيقول‪:‬‬

‫ن‪َ ،‬لول‬ ‫عا ِ‬ ‫ن‪َ ،‬لول ال لّ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫ط ّ‬ ‫ن ِبال ّ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫س ا ْل ُ‬ ‫} َل ْي َ‬ ‫‪156‬‬ ‫ء{‬ ‫ش‪َ ،‬لول ا ْل َب ِذي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ا ْل َفا ِ‬ ‫هل المؤمن يكذب؟‬ ‫سأل عبد ال بن جراد النبي ‪ ‬فقال‪:‬‬

‫ن ِم نْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد َي ُ‬ ‫ن؟ َقا َ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫ل َي ْز ِني ا ْل ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫}َ‬ ‫س ِر ُ‬ ‫ق‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل ال ّل ِه‪َ ،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ك‪َ ،‬قا َ‬ ‫َذ ِل َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫ك‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن َذ ِل َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد َي ُ‬ ‫ن؟ َقا َ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫ل‪ :‬ل‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫م‬ ‫ن؟ َقا َ‬ ‫م ْؤ ِم ُ‬ ‫ب ا ْل ُ‬ ‫ك ِذ ُ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ي ال ّل ِه‪َ ،‬‬ ‫َن ِب ّ‬ ‫م َة‪ :‬‬ ‫ه ا ْل كَ ِل َ‬ ‫ه ِذ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ال ّل ِه ‪َ ‬ف َقا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ع َها َر ُ‬ ‫أَ ْت َب َ‬ ‫‪157‬‬ ‫ن‪{‬‬ ‫ن ل ُي ْؤ ِم ُنو َ‬ ‫ب ا ّل ِذي َ‬ ‫ك ِذ َ‬ ‫ما َي ْف َت ِري ا ْل َ‬ ‫إِ ّن َ‬ ‫أيسسن هسسذا المسسؤمن الن؟! المسسسلمون كمسسا قسسال النسسبي كسسثير ولكنهسسم غثسساء كغثسساء‬ ‫السيل‪ ،‬نريد الملتزمين بأخلق القرآن وأخلق النبي العدنان والتعامل على شرع حضر ة‬ ‫‪ 156‬سنن الترمذي ومسند الما م أحمد‬ ‫‪ 157‬تهذيب الثار للطبري‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 154‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الرحمن ‪ ،‬في البيع والشراء والزواج وكل أمور النسان السستي يحتاجهسسا فسسي دنيسساه‪ ،‬هسسؤلء‬ ‫اليو م قليلون‪.‬‬

‫وهسسؤلء القليسسل ربمسسا يعسستريهم فتسسور فسسي النفسسس‪ ،‬ربمسسا يحسسدث لهسسم هسسم وغسم فسسي‬ ‫القلسسب‪ ،‬لنسسه يجسسد مسسن إخسسوانه المسسؤمنين فسسي التعامسسل معهسسم مسسا ل ينبغسسي أن يحسسدث مسسن‬ ‫مسلم حتى ولو كان اضعيف اليمان‪ ،‬ماذا يصنع؟ أوصانا النبي فقال‪:‬‬

‫ن ال ّنا سُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ن ‪ :‬إِ ْ‬ ‫ع ًة‪َ ،‬ت ُقو ُلو َ‬ ‫كو ُنوا إ ِ ّم َ‬ ‫}ل َت ُ‬ ‫ط ُنوا‬ ‫ن لوَ ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ْأ َنا‪َ ،‬لو َل ِ‬ ‫ءلوا أ َ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫س ّنا‪َ ،‬لو إ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ءلوا‬ ‫سا ُ‬ ‫س ُنوا‪َ ،‬لو إ ِ نْ أ َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ُت ْ‬ ‫س ُنوا أ َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُ‬ ‫أ َ ْن ُف َ‬ ‫‪158‬‬ ‫موا {‬ ‫ظ ِل ُ‬ ‫َأل َت ْ‬

‫إيسساك أن تتنسسازل ذر ة عسسن العمسسل بشسسرع الس جسل فسسي عله مسسن أجسسل الخلسسق وتقسسول‬ ‫فلن يصنع كذا وفلن يعمل كسسذا‪ ،‬ولو كسسان فلن فسسي نظسرك مسسن العلمساء أو الحكمساء‪،‬‬ ‫فسسإن العسسالم أو الحكيسسم السسذي يخشسسى الس ‪ ‬ويتقسسه‪       :‬‬ ‫‪     (52‬النور(‪.‬‬

‫أدرك النبي ‪ ‬أن هؤلء في هذا الزمان قلسة مسع أنهسم فسي مجتمسع المسسلمين وفي‬ ‫أوساط المؤمنين‪ ،‬لكن أين التاجر الصدوق الذي أتعامل معه؟! الذي يقول فيه النبي‪:‬‬

‫ن‪،‬‬ ‫ع ال نّ ِب ّيي َ‬ ‫ن َم َ‬ ‫ق ا ل َِمي ُ‬ ‫ص ُدلو ُ‬ ‫ج ُر ال ّ‬ ‫} ال ّتا ِ‬ ‫‪159‬‬ ‫م ا ْل ِق َيا َم ِة {‬ ‫ء َي ْو َ‬ ‫ن‪َ ،‬لوال شّ َه َدا ِ‬ ‫ص ّدي ِقي َ‬ ‫َلوال ّ‬

‫أيسسن مسسن يحفسسظ المانسسة فسسي القسسول والمانسسة فسسي الفعسسل والمانسسة فسسي أي عمسسل مسسن‬ ‫‪ 158‬سنن الترمذي عن حذيفة بن اليمان ‪‬‬ ‫‪ 159‬سنن الترمذي والدارمي والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 155‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫العمال؟! مع قول النبي ‪:‬‬

‫ن ل أ َ َما َن َة َل ُه {‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِل َ‬ ‫ما َ‬ ‫}ل ِإي َ‬

‫‪160‬‬

‫هؤلء القليل بّش رسهم النبي ‪ ‬وأخبر أنهم سيكونون في هذا الزمان‪:‬‬

‫غ َر َبا ءِ‬ ‫طو َبى ِل ْل ُ‬ ‫ما َب َد َأ‪َ ،‬ف ُ‬ ‫غ ِري ًبا َك َ‬ ‫عو ُد َ‬ ‫س َي ُ‬ ‫}َلو َ‬ ‫‪161‬‬ ‫{‬ ‫وطوبى يعني قر ة عين للغرباء‪ ،‬ولهم منزلة عظيمة يسو م العسسرض والجسزاء‪ ،‬قسسال فيهسسا‬ ‫‪ ‬فى الحديث الشريف المنيف‪:‬‬

‫س َن ٍة‪،‬‬ ‫ة ِما َئ ٍة َ‬ ‫سي َر ُ‬ ‫ج ّن ِة َم ِ‬ ‫ة ِفي ا ْل َ‬ ‫ج َر ٌ‬ ‫فش َ‬ ‫طو َبى َ‬ ‫}ُ‬ ‫‪162‬‬ ‫ما ِم َها {‬ ‫ن أ َ ْك َ‬ ‫ج ِم ْ‬ ‫خ ُر ُ‬ ‫ج ّن ِة َت ْ‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب أَ ْ‬ ‫ِث َيا ُ‬ ‫منزلة عظيمسة يهنسأ بهسسا النسسان إذا ذهسسب إلسى لقسساء حضسر ة الرحمسن ‪ ،‬وقال لهسم‬ ‫النبي مبشرا‪:‬‬

‫ج ُر‬ ‫سا ِد أ ُ ّم ِتي َف َل ُه أ َ ْ‬ ‫ع ْن َد َف َ‬ ‫س ّن ِتي ِ‬ ‫ك ِب ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َت َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫‪163‬‬ ‫فش ِهي ٍد {‬ ‫ِما َئ ِة َ‬

‫من يتمسك بالسنة في هذا الزمان له عند ال ‪ ‬أجر مائة شهيد‪ ،‬لنه ل يسستزحز ح‬ ‫عن شرع ال ول يرغب عن ُس نّسة رسول ال ولو عراضت عليه الدنيا بأسسرها‪ ،‬لسو عراضت‬ ‫عليسسه أموالهسسا مسسن حسرا م يأباهسسا‪ ،‬ولسو عراضت عليسسه الوظائف علسسى حسسساب إخسسوانه السسذين‬ ‫‪ 160‬مسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن أنس ‪‬‬ ‫‪ 161‬صحيح مسلم وسنن ابن ماجة ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 162‬مسند الما م أحمد وصحيح ابن حبان عن أبي سعيد الخدري ‪‬‬ ‫‪ 163‬الزهد الكبير للبيهقي عن عبد ال بن العباس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 156‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫يسسستحقونها ل يراضاها‪ ،‬ل يراضى إل موافقسسة شسسرع الس والتأسسسي بسسسنة رسول السس‪ ،‬فهسسذا‬ ‫طوبى له يو م لقاء ال ‪ ،‬مع أن ال ‪ ‬وعده في الدنيا مهمسسا زاد الغلء ومهمسسا كسسثر الوباء‬ ‫ومهما انتشر الشر فإنه في حفظ ال ورعايته‪ ،‬وفي خير الس وهنسسائه ومودته‪ ،‬بشسسرهم الس‬ ‫فقسسال‪              :‬‬ ‫‪(97‬النحل(‪.‬‬

‫والحي سسا ة الطيب سسة ال سستي فيه سسا راح سسة الب سسال‪ ،‬وفيه سسا رعاي سسة الواح سسد المتع سسال‪ ،‬إذا ن سسا م‬ ‫النسان في آخر اليو م قرير العين‪ ،‬لنه راجع صسسفحته ويوميته فيجسسد أنسسه لسسم يكسسذب فسسي‬ ‫يومه‪ ،‬ولم يظلم أحداً مسن خلسق الس‪ ،‬ولم يتعسسد بلسسسانه أو بيسده علسى واحسسد مسن المسؤمنين‬ ‫بال‪ ،‬وأّدىس ما عليه لموله‪ ،‬ينا م هانئ البال قرير العين في حضن حبيب الس ومصسسطفاه‪،‬‬ ‫وفي رعاية ال جل في عله‪ ،‬وهذه هسي الحيسا ة الطيبسة الستي قسال فيهسا ‪ ‬لنسس بسن مالسك‬ ‫‪:‬‬

‫س ِفي َق ْل ِب كَ‬ ‫ي َل يْ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َلو ُت ْ‬ ‫ص ِب َ‬ ‫ن ُت ْ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ن َق َد ْر َ‬ ‫} إِ ْ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ي َلو َذ ِل َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا ُب نَ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ح ٍد َفا ْف َ‬ ‫ش لَ َ‬ ‫غ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ح بّ ِني‪َ ،‬لو َم ْ‬ ‫ن‬ ‫س نّ ِتي َف َق ْد أ َ َ‬ ‫ح َيا ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫س ّن ِتي‪َ ،‬لو َم ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪164‬‬ ‫ج ّن ِة {‬ ‫عي ِفي ا ْل َ‬ ‫ن َم ِ‬ ‫ح ّب ِني َكا َ‬ ‫أَ َ‬ ‫أو كما قال‪ } :‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة {‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‬ ‫الحمسسد لس رب العسسالمين‪ ،‬السسذي هسسدانا لهسسذا وما كنسسا لنهتسسدي لسول أن هسسدانا الس‪،‬‬ ‫وأش سسهد أن ل إل سسه إل الس س وحسسده ل شس سريك ل سسه‪ ،‬يح سسق الح سسق ويبط سسل الباط سسل ولسسو ك سسره‬ ‫‪ 164‬سنن الترمذي والطبراني عن أنس ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 157‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫المجرم ون‪ ،‬وأشسسهد أن سسسيدنا محمسسداً عبسسد الس ورسوله‪ ،‬الصسسادق الوعسد الميسسن‪ ،‬اللهسسم‬ ‫ص ّل وسلم وبارك على سيدنا محمد‪ ،‬وأحسسي بنسا سسسنته فسي هسذا الزمان‪ ،‬واجعلنسسا وإخواننسسا‬ ‫الحااضرين أجمعين موفقين لذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا حنان يا منان‪.‬‬ ‫أما بعد فيا أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫فسسسر الحسسبيب كل م الحسسبيب‪ ،‬لسسم يسسترك المسسر لنسسا لننسسا إذا فكرنا فيسسه بعقولنسسا قسسد‬ ‫نخطئ وقد نصيب‪ ،‬فقال في روايات أخرى لهذا الحديث الكريم‪:‬‬

‫ل ال ّل ِه‪،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ء ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫غ َر َبا ِ‬ ‫طو َبى ِل ْل ُ‬ ‫}َف ُ‬ ‫ن إ ِ َذا‬ ‫حو َ‬ ‫ص ُل ُ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫ء؟ َقا لَ‪ :‬ا ّل ِذي َ‬ ‫غ َر َبا ُ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫َلو َم ْ‬ ‫‪165‬‬ ‫س َد ال ّنا سُ {‬ ‫َف َ‬ ‫اضم كل المؤمنين المستمسسسكين بطاعسسة الس‪ ،‬يصسسلحون ويصسسلحون فسسي أنفسسسهم‪،‬‬ ‫ول شأن لهم بمن حولهم‪ ،‬ل يتغيرون ول يتحولون لغراءات الدنيا ول زهرتها ول فتنهسسا‬ ‫وإن كان بهسسم خصاصسسة‪ ،‬وإن كسان بهسسم فاقسسة‪ ،‬وإن كسان بهسسم حاجسسة‪ ،‬ثقسة فسي موعود الس‬ ‫جل في عله‪        (3 :‬الطلق( يكفيهم ال ‪ ‬كل هسسم‪،‬‬ ‫ويرفع عنهم كل غم‪ ،‬ويبارك لهم في القليل ليقو م مقا م الكثير‪.‬‬ ‫فإن النسان لو تخلت عنه البركة من ال‪ ،‬وملك كل كنوز الدنيا ل يسسستطيع أن‬ ‫يغطي نفقاته في هذه الحيا ة‪ ،‬ولو بسسارك الس فسسي القليسل يكفسسي ويفيسسض‪ ،‬لن الس إذا بسسارك‬ ‫في الرزق القليل صحح الجسا م فحماها من المراض‪ ،‬وصحح عقسسول الولد فجعلهسسا‬ ‫في غير احتياج إلى دروس ومدرسين‪ ،‬وجعلهم برر ة وأتقياء بوالديهم في الدنيا ويلحقسسون‬ ‫بهسسم فسسي ي سو م السسدين‪ ،‬يبسسارك ال س فسسي كسسل مسسا يقتنيسسه المسسرء إن كسسان ملبسسس أو أدوات أو‬ ‫‪ 165‬مسند الما م أحمد عن عبد الرحمن بن سنة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 158‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫مقتنيسسات‪ ،‬فسسالتي لهسسا عمسسر افترااضسسي فسسي سسسنوات معسسدود ة تعيسسش آمسسادا غيسسر محسسدود ة إذا‬ ‫باركتها بركة السماء‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫‪           ‬‬ ‫‪  (96‬العراف(‪.‬‬

‫لم يقل ال فتحنا عليهم خيرات‪ ،‬الخيرات كمسا هسي‪ ،‬لكسن تزيد بالبركة مسن عنسد‬ ‫ال ‪ ،‬وهذا كسان جسل اعتمساد أصسحاب ر سسول الس ‪ ‬وراضوان الس تبسارك وتعسالى عليهسم‬ ‫أجمعيسسن‪ ،‬وكان هسسذا أيضساً اعتمسساد آبائنسسا وأجسسدادنا السسذين لحقنسساهم‪ ،‬فكسسان الرج ل منهسسم‬ ‫يدخر الحب فسي الصسسومعة ويوصي الزوجة أن تأخسذ مسن الفتحسة الستي بالسسفل ول تفتسسح‬ ‫الصومعة من العلى‪ ،‬فتأخذ منها ما شسساء الس ول تعلسم حسدود مسا أخسسذته‪ ،‬تسسستفتح ببسسسم‬ ‫ال س فسسي كسسل أمسسر‪ ،‬وتنسسزل البرك ة مسسن السس‪ ،‬لنسسه أخسسرج الزك ا ة ي سو م حصسساده وجعلسسه رص داً‬ ‫لنفسه وأولده وللفقراء من عباد ال جل في عله‪.‬‬ ‫نحسسن ل نحتسساج إلسسى معونات وإنمسسا نحتسساج إلسسى البركة مسسن المقيسست ‪ ،‬فلسسو نزلت‬ ‫البركة من ال على أراضنا ستنتج ما يكفينا ويزيد ويرفع شأن اقتصسسادنا‪ ،‬ولو نزلت البركة‬ ‫في أولدنا لكانوا مخترعين ومكتشفين وأغنونا عن استيراد السلع والمعدات مسسن غيرنا‪،‬‬ ‫هذا هو المر الذي يتعامل به ال مع المؤمنين وفيه يقول‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪)  ‬الطلق(‪.‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 159‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كيسسف؟ بالبركة‪ ،‬جهسز هسذا الطعسسا م ليسسا م‪ ،‬يكفيسسه هسذا الطعسسا م إذا حلسست فيسسه البركة‬ ‫أعسسوا م‪ ،‬كسسان النسسبي ‪ ‬حسستى فسسي الجيسسوش الحربيسسة‪ ،‬أرسسل س سرية وفيهسسا أبسسو هريس ر ة وأعطسساه‬ ‫جرابسسا مملسسوء تمسرا وقال‪) :‬هسسذا غسسذاء الجيسسش(‪ ،‬مشسسى أبسسو هري ر ة يطعسسم الجيسسش خمسسسة‬ ‫عشر يومًا‪ ،‬يعطي كل جندي في الصبا ح تمر ة‪ ،‬وفي الظهر تمر ة‪ ،‬وفي العشاء تم سر ة‪ ،‬ول‬ ‫يحتاج إلى غيرها‪ ،‬وكأنها أقوى من كل الكبسولت التي صسنعتها أمريكسا وألمانيسا للغسذاء‬ ‫في هذا الزمان‪ ،‬ولما أوشك ما في الجراب على النفاد وهم يمشون علسى سسساحل البحسسر‬ ‫إذا بمسسوج البحسسر يقسسذف لهسم بحسسوت اضسخم‪ ،‬أخسذوا يسأكلون منسه شسسهرًا‪ ،‬وحملسوا منسسه إلسى‬ ‫رسول ال ‪ ،‬وذكرت الروايات أن السلسلة منه كان يمر من تحتها الجمل‬ ‫رزقهسسم الس هسسذا مسسن غيسسر حسسساب لنهسسم توكلسسوا علسسى الس واعتمسسدوا علسسى الس ولم‬ ‫يلجسسأوا إلسسى قطسسع الطري ق‪ ،‬ولسم يلجسسأوا للعتسسداء علسسى المنيسسن لخسسذ طعسسامهم وميرتهسسم‪،‬‬ ‫وإنما وجهوا القلوب إلى حضر ة عل م الغيوب‪ ،‬وهو ‪ ‬يقول‪:‬‬ ‫‪        (3‬‬

‫الطلق(‪.‬‬

‫الطائفة الولى من الغرباء هم الذين يتمسكون بهدي النسسبي‪ ،‬السسذين يصسسلحون إذا‬ ‫فسد الناس‪ ،‬والطائفة العلى والغلى والرقى يقول فيهم ‪ ‬في رواية أخرى‪:‬‬

‫ما‬ ‫عو ُد َك َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫غ ِري ًبا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ن َب َد أ َ َ‬ ‫ن ال ّدي َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫ء‪َ ،‬ف ِقي َ‬ ‫غ َر َبا ِ‬ ‫طو َبى ِل لْ ُ‬ ‫غ ِري ًبا‪َ ،‬ف ُ‬ ‫َب َد أ َ َ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ء؟ َقا َ‬ ‫غ َر َبا ُ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫ل ال ّل ِه َلو َم ِ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫ع َبا َد‬ ‫مو َن َها ِ‬ ‫ع لّ ُ‬ ‫س نّ ِتي َلو ُي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُيو َ‬ ‫ن ُي ْ‬ ‫ا ّل ِذي َ‬ ‫‪166‬‬ ‫ال لّ ِه {‬

‫‪ 166‬مسند الشهاب والبيهقي عن عمرو بن عوف ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 160‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫يعلمسسون النسساس بالحكمسسة والموعظسسة الحسسسنة العسسود ة إلسسى السسسنن الحميسسد ة وإلسسى‬ ‫الشريعة الرشيد ة‪ ،‬ل بالقهر ول بالشد ة ‪...‬‬ ‫وإنما يعلمونهم ويشرحون لهم أن فسي اتبساع الشسرع خيسر لهسم فسي السدنيا‪ ،‬وحصسن‬ ‫أمن لهم من النار في الخر ة‪ ،‬وسعاد ة وارفة لهم في الجنان ‪...‬‬ ‫ينشرون هدي النبي العدنان ‪...‬‬ ‫ويحاولون أن يحيون سنته في أنفسهم وفي غيرهم !!‬ ‫فلنكن جميعاً من هؤلء‪ ،‬لقوله ‪:‬‬

‫س َن ًة َف َل هُ‬ ‫ح َ‬ ‫س نّ ًة َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ِفي ا لِ سْ َل ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫ه ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ع َد ُ‬ ‫ل ِب َها َب ْ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ج ُر َم ْ‬ ‫ها َلو أ َ ْ‬ ‫ج ُر َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫‪167‬‬ ‫ي ءٌ {‬ ‫فش ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جو ِر ِ‬ ‫ن أُ ُ‬ ‫ص ِم ْ‬ ‫ن َي ْن ُق َ‬ ‫غ ْي ِر أ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫‪ 167‬صحيح مسلم وسنن الترمذي وابن ماجة عن جرير بن عبد ال ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخطبة الثالثة عشرة‪ :‬الغرباء ألوصافهم لوأجرهم }‬ ‫‪{ 161‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‬ ‫‪168‬‬ ‫القفائمون بالحق‬

‫الخطبة اللولى‪:‬‬

‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬أغنانا بفضله وكرمه وجوده عسسن العسسالمين‪ ،‬وجعلنسا ببركة‬ ‫اتباع شرعه والعمل بكتسسابه أعسز ة فسسي السدنيا وسعداء يسو م السدين‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسه إل الس‬ ‫وحده ل شريك له‪ُ ،‬يعز من اتبع هداه وعمل بشرعه في دنياه‪ ،‬ويرفع قدره عنده وُيشرفه‬ ‫فسسي أخسراه‪ ،‬ويجعلسسه فسسي السسدرجات العلسسى فسسي الجنسسة بجسسوار حسسبيبه ومصسسطفاه‪ ،‬وأشسسهد أن‬ ‫سسسيدنا محمسسداً عبسسد الس ورس وله‪ ،‬بعثسسه الس ‪ ‬علسسى حيسسن فسستر ة مسسن الرسل‪ ،‬فنسساوئه أعسسداءه‬ ‫وحسسسده أقربساءه‪ ،‬وتجمعسسوا وتسسآلفوا للقضسساء عليسسه‪ ،‬لكسسن العزيسز أعسسزه‪ ،‬والنصسسير نصسسره‪،‬‬ ‫والقوي قواه‪ ،‬حتى أصبح دينسه ينتشسر فسي كسل فجساج الرض‪ ،‬تطبيقساً لقسول الس جسسل فسي‬ ‫عله‪             :‬‬ ‫‪(33‬التوبة( اللهم صّ​ّل وسلم وبارك على سيدنا محمد إما م المجاهسسدين‪ ،‬والقسسدو ة العظمسسى‬ ‫لكسسل المسترشدين‪ ،‬والسسو ة الطيبسسة فسسي السسدنيا لجميسسع المسسؤمنين‪ ،‬وحامسسل لسسواء السسسعاد ة‬ ‫الكبرى للخلق أجمعين يو م الدين ‪..‬‬ ‫صلى ال عليه وعلى آله وصحبه‪ ،‬وكل من مشى على دربه وعمل بهديه إلى يو م‬ ‫الدين‪ ،‬وعلينا معهم أجمعين ‪ ...‬آمين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫كأنمسا رسول الس ‪ ‬فسي بدايسة دعسوته‪ ،‬ينظسر بعيسن بصسيرته إلسى مسا نحسن فيسه‪ ،‬ويقسرأ‬ ‫‪ 168‬خطبة الجمعة – مسجد النور – المعادي ‪23‬من جماد الخر ‪1434‬هس ‪ 3/5/2013‬م‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 162‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫كل م المشسسككين‪ ،‬ويسسسمع كل م الفسساكين السسذين ينعسسون علسسى المتمسسسكين بهسسذا السسدين‪،‬‬ ‫فتسسار ة يلمزونهسسم‪ ،‬وأخسسرى يسسسخرون منهسسم‪ ،‬ومس ر ة ثالثسسة يعيرونهسسم بسسأنهم لسسم يسسستطيعوا أن‬ ‫يحققسسوا أمسسراً ذي بسسال فسسي هسسذه الحيسسا ة‪ ،‬حسستى أننسسي أسسسمع نغمسسة حزينسسة مسسن المتمسسسكين‬ ‫بَه ْدسىس ال في هذا الزمان‪ ،‬وكأنهم فسسي غسم مسا بعسده غسسم‪ ،‬وكأنهم فسسي كسسرب شسسديد‪ ،‬وأمسسر‬ ‫جهيسسد‪ ،‬بسسل ويصسسل المسسر ببعضسسهم أن يقسسول‪ :‬لِسَم تخلّسست عنسسا عنايسسة السس؟! لِسَم لسسم ينص سرنا‬ ‫ال؟! وهذا أمر قال فيه ال لحبيبه ومصطفاه )‪214‬البقر ة(‪:.‬‬ ‫‪           ‬‬

‫إخسسواني المتمسسسكين بَه س ْدسىس ال س فسسي وسسسط ظلمسسات هسسذه الحيسسا ة علسسى المنهسسج‬ ‫الوسطي الذي اختاره لنا ال‪ ،‬والذي كان عليه حبيب ال ومصطفاه‪ ،‬تعسسالوا معسسي نسسسمع‬ ‫إلى ما قال فينا جميعاً سيدنا رسول ال‪ ،‬ويكفيك فخراً وشرفاً وتيهاً هسسذا الوسا م‪ ،‬تضسسعه‬ ‫على صدرك على مدى اليا م‪ ،‬ثم ُتمنح به وسا م السعاد ة العظمى يو م الزحا م‪ ،‬يقول فينسسا‬ ‫رسول ال ‪ ‬مبشراً وحافزًا‪:‬‬

‫م ًة ِب َأ ْم ِر ال ّل ِه‪ ،‬ل‬ ‫ن أ ُ ّم ِتي َقا ِئ َ‬ ‫طا ِئ َف ٌة ِم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫}ل َت َزا ُ‬ ‫ح ّتى َي ْأ ِت َ‬ ‫ي‬ ‫م َ‬ ‫خا َل َف ُه ْ‬ ‫م أ َ ْلو َ‬ ‫خ َذ َل ُه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َم ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ّر ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪169‬‬ ‫س{‬ ‫ع َلى ال ّنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ُرلو َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫أ َ ْم ُر ال ّل ِه َلو ُ‬ ‫وفي رواية أخرى يقول ‪:‬‬

‫ن‬ ‫ن ُي َقا ِت ُلو َ‬ ‫مي َ‬ ‫س لِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫صا َب ٌة ِم َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ِ‬ ‫}ل َت َزا ُ‬ ‫م إ ِ َلى‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َنا َلو أ َ ُ‬ ‫ع َلى َم ْ‬ ‫ه ِري نَ َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ع َلى ا ْل َ‬ ‫َ‬ ‫‪ 169‬صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن معاوية بن أبي سفيان ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 163‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫م ا ْل ِق َيا َم ِة {‬ ‫َي ْو ِ‬

‫‪170‬‬

‫طائفة من المة‪ ،‬وليس كل المة‪ ،‬لن ال قال في المؤمنين)‪23‬الحزاب(‪:‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫مسسن جملسسة المسسؤمنين رجال هسسم أهسسل هسسذا الحسسديث‪ ،‬وأهسسل هسسذه البشسسرى‪ ،‬هسسؤلء‬ ‫الرجس ال بِ سَم بّش س رسهم النسسبي ‪ ‬فسسي هسسذا الحسسديث؟ أنهسسم علسسى الحسسق‪ ،‬هسسم المستمسسسكون‬ ‫ب سسالحق‪ ،‬وهسسم المؤيسسدون ب سسالحق‪ ،‬وهسسم ال سسذين تلحظه سسم عل سسى ال سسدوا م عناي سسة الح سسق‪ ،‬فل‬ ‫يهتمون بآراء وأفكار وكلمات الخلق مسا دامسوا مسسنودين بجسانب الحسق ‪ ،‬ل ُيلقسون بسالً‬ ‫إلسسى شسسائعات المرجفيسسن‪ ،‬ول كلمسسات المتهميسسن لسسدين الس ‪ ‬بسسالزور والبهتسسان‪ ،‬بسسل يكونوا‬ ‫كأصحاب النبي العدنان ‪ ‬وراضي ال عنهم)‪173‬آل عمران(‪:‬‬ ‫‪            ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫والنتيجة‪:‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫)‪174‬آل عمران(‪.‬‬ ‫كلما أرادوا أن يسَُف تّسوا في عزيمتهم زادت قو ة إرادتهم‪ ،‬كلما أرادوا أن يَُخس ّذسلسونهم‬ ‫زدا الص سرار علسسى العمسسل بشسسرع ال س ‪ ‬فسسي قلسسوبهم‪ ،‬أقويسساء اليقيسسن‪ ،‬قسسائمين بسسالحق‪ ،‬ل‬ ‫يضرهم من خذلهم من إخوانهم الذين يشاركونهم فسسي السدين‪ ،‬ولكسسن انقلبسسوا علسى ُمسسو ح‬ ‫‪ 170‬تهذيب الثار للطبري عن معاوية بن أبي سفيان ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 164‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫العلماني سسة‪ ،‬أو انقلب سسوا إل سسى الفك سسار المتش سسدد ة الظلماني سسة‪ ،‬وأخ سسذوا ينع سسون عليه سسم ف سسي‬ ‫الوسطية التي اختارها الس فسي القسرآن‪ ،‬وكان عليهسا المصسطفى عليسه أفضسل الصسل ة وأتسم‬ ‫السل م‪:‬‬ ‫‪      (143‬البقر ة(‪.‬‬

‫ل يضسسرهم المتسسساهلين فسسي العمسسل بهسسذا السسدين‪ ،‬ول المتشسسددين السسذين يتهمسسون‬ ‫بالتخاذل والتضعضع والضعف الخرين‪ ،‬يريدون أن يأخذوا الناس بالشد ة في كل وقت‬ ‫وحين‪ ،‬وهذا ليس في مستطاع الخلق في هذا الوقت والحين‪.‬‬ ‫ول يضرهم من ناوأهم مسسن العسسداء المتربصسسين‪ ،‬إن كسسان المشسسركين أو اليهسسود أو‬ ‫الجاحسسدين أو الشسسيوعيين أو غيره م‪ ،‬ل يضسسرهم ذلسسك طرفسة عيسسن ول أقسسل لن إيمسسانهم‬ ‫راسسسخ فسسي القلسسوب‪ ،‬ل تهسسزه هسسذه العاصسسير‪ ،‬وأصسسبح كلمسسة )ل إلسسه إل السس( فسسي قلسسوبهم‬ ‫كشسسجر ة طيبسسة‪ ،‬أصسسلها ثسسابت وفرعهسسا فسسي السسسماء‪ ،‬تهسسب عليهسسا ريا ح العواصسسف المرديسسة‬ ‫اللحادية والشراكية فل تؤثر فيها ول تزعزعها‪ ،‬لن ال ثسَّبهم على الحق‪   :‬‬ ‫‪          (27‬إبراهيم(‪.‬‬ ‫وبشسسرهم الس بالنصسسر‪ ،‬بسسأنهم سسسيمكثون علسسى ذلسسك إلسسى يسو م القيامسسة‪ ،‬لسسن يسسستطيع‬ ‫أح سسد أن يهزمه سسم‪ ،‬ول أن يف سسل عض سسدهم‪ ،‬ول أن يكس سسر ش سسوكتهم‪ ،‬لنه سسم يستمس سسكون‬ ‫بهدى ال‪ ،‬وعاملون بشرع ال‪.‬‬ ‫مسسن هسسم هسسؤلء؟ المتمسسسكون بسسدينهم فسسي هسسذا العصسسر‪ ،‬والمتمسسسك بسسدينه ليسسس‬ ‫المح سسافظ علسسى العب سسادات فق سسط لكن سسه المتمس سسك بالعب سسادات‪ ،‬والق سسائم لس س ف سسي الخلق‬ ‫والسسسلوكيات‪ ،‬ويعاشسسر الخلسسق فسسي التعسساملت علسسى منهسسج سسسيد السسسادات‪ ،‬يتعامسسل بشسسرع‬ ‫السس‪ ،‬ويتخلسسق فسسي أخلقسسه مسسع الخلسسق علسسى ُخ لُسسق حسسبيب ال س ومصسسطفاه‪ ،‬وبعسسد ذلسسك هسسو‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 165‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫مستمسك بفرائض ال يؤديها ل‪.‬‬

‫يؤدي ل فرائضه بإخلص وصدق وخشسوع وحضسسور‪ ،‬ومع الخلسق يتعامسل بسأخلق‬ ‫النب سو ة فسسي الحسسديث والجلسسوس والزيسارات والمسسودات‪ ،‬ويتعامسسل معهسسم بأحكسسا م الش سريعة‬ ‫الغراء في البيع والشراء والمعاملت‪ ،‬وهذا هو الصنف القليل في هذا الزمان‪.‬‬ ‫فإن المساجد عامر ة بالمصلين‪ ،‬لكن المصلي المستمسك بسسدينه وُخ لُسقسه وتعسسامله‬ ‫مع الخرين قليل في هذا الزمان‪ ،‬فيه يقول ‪:‬‬

‫ما‬ ‫غ ِري ًبا َك َ‬ ‫عو ُد َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫غ ِري ًبا‪َ ،‬لو َ‬ ‫ن َب َد أ َ َ‬ ‫ن ال ّدي َ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫‪171‬‬ ‫ء{‬ ‫غ َر َبا ِ‬ ‫طو َبى ِل ْل ُ‬ ‫َب َد َأ‪َ ،‬ف ُ‬ ‫من هم الغرباء؟‬ ‫هذا ما سنتحدث عنه بعد الدعاء‪ ،‬ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬ ‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الذي اختارنا مسسن بيسن خلقسسه لهسسذا السسدين‪ ،‬واختسار قلوبنسسا‬ ‫مسسن بيسسن قلسسوب خلقسسه ليملهسسا بالهسسدى والنسسور واليقيسسن‪ ،‬واختصسسنا بمعسسونته وتسوفيقه علسسى‬ ‫طسساعته وعبسسادته وذكره وشكره فسسي كسسل وقت وحيسسن‪ ،‬وأشسسهد أن ل إلسسه إل الس وحده ل‬ ‫شريك له‪ ،‬يتولى بوليته عباده الصالحين‪ ،‬الذين قال في شأنهم في كتسابه المسبين‪  :‬‬ ‫‪          (196‬العس سراف( وأشسسهد أن‬ ‫سيدنا محمداً عبد ال ورسوله‪ ،‬القائل لصحابه في كل وقت وحين‪:‬‬

‫ع ِني ال لّ هُ أ َ َب ًدا {‬ ‫ض ّي َ‬ ‫ن ُي َ‬ ‫ل ال ّل ِه َلو َل ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫} إ ِ ّني َر ُ‬

‫‪172‬‬

‫‪ 171‬صحيح مسلم وسنن ابن ماجة ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫‪ 172‬الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الما م أحمد عن سهل بن حنيف ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 166‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫اللهسسم صسّل وسلم وبارك علسسى سسسيدنا محمسسد‪ ،‬سسسيد مسسن استمسسسك بهسسداك‪ ،‬وخيسسر‬ ‫من بّلغ شسسرعك إلسى سسواك‪ ،‬سسيدنا محمسسد المسا م الواب‪ ،‬والنسبي السذي أثنيست عليسه فسي‬ ‫الكتسساب‪ ،‬وآلسسه وأحبسسابه والصسسحاب‪ ،‬وك ل مسسن تسسابعهم علسسى هسسذا الَه س ْدسىس القسسويم المسستين‬ ‫وأنسساب‪ ،‬وعلينسسا معهسسم أجمعيسسن‪ ،‬واجمعنسسا علسسى منهجهسسم فسسي السسدنيا‪ ،‬واجعلنسسا معهسسم ي سو م‬ ‫العرض والحساب يارب العالمين‪.‬‬ ‫أيها الخو ة جماعة المؤمنين‪:‬‬ ‫وصسف النسسبي القلسسة المتمسسسكة فسسي كسسل أحوالهسسا بهسسذا السسدين‪ ،‬بسسأنهم غربساء‪ ،‬لن‬ ‫أحوالهم غريبة بالنسبة للمتساهلين‪ ،‬وبالنسبة لهل الرد ة والمرتدين‪ ،‬وبالنسسسبة للكسسافرين‬ ‫والجاحسسدين والمشسسركين‪ ،‬فينظسسرون إلسسى أحسسوال هسسؤلء علسسى أنهسسا غريبسسة‪ ،‬مسسع أنهسسا أحسسوال‬ ‫سيد الولين والخرين ‪ ،‬وقال فيهم‪:‬‬

‫ل ال ّل ِه‪،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ء ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫غ َر َبا ِ‬ ‫طو َبى ِل ْل ُ‬ ‫}َف ُ‬ ‫ن إ ِ َذا‬ ‫حو َ‬ ‫ص لُ ُ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫ل‪ :‬ا ّل ِذي َ‬ ‫ء؟ َقا َ‬ ‫غ َر َبا ُ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫َلو َم ْ‬ ‫‪173‬‬ ‫س َد ال ّنا سُ {‬ ‫َف َ‬ ‫ليس لهم شأن بفساد غيرهم‪ ،‬ول يلتفتون إلسى اضسلل وغي غيرهم‪ ،‬ليسسوا إّمعسسه‪،‬‬ ‫لن النبي قال لهم‪:‬‬

‫ن ال ّنا سُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ن ‪ :‬إِ ْ‬ ‫ع ًة‪َ ،‬ت ُقو ُلو َ‬ ‫كو ُنوا إ ِ ّم َ‬ ‫}ل َت ُ‬ ‫ط ُنوا‬ ‫ن لوَ ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ْأ َنا‪َ ،‬لو َل ِ‬ ‫ءلوا أ َ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫س ّنا‪َ ،‬لو إ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ءلوا‬ ‫سا ُ‬ ‫س ُنوا‪َ ،‬لو إ ِ نْ أ َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ُت ْ‬ ‫س ُنوا أ َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُ‬ ‫أ َ ْن ُف َ‬

‫‪ 173‬مسند الما م أحمد عن عبد الرحمن بن سنة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 167‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫موا {‬ ‫ظ ِل ُ‬ ‫َأل َت ْ‬

‫‪174‬‬

‫ل يتعسساملون بالربسا فسسي وقست انتشسسر فيسسه الربسا‪ ،‬ول يغشسسون فسسي وقست انتشسسر فيسسه‬ ‫الغسسش‪ ،‬ول ينقصسسون الكيسسل والميسزان فسسي وقت اختسسل فيسسه الكيسسل والميسزان‪ ،‬ول يخونون‬ ‫المانة في وقت ظهسرت فيسه وشاعت فيسه الخيانسة‪ ،‬لنهسم متمسسكون بهسدى رسول الس‪،‬‬ ‫فهؤلء هم الذين يصلحون إذا فسد الناس‪.‬‬ ‫الغرباء؟‬

‫وطائفة أعلى من هؤلء قدرًا‪ ،‬يقول فيهسسم ‪ ‬فسي الروايسسة الخسسرى عنسدما ُسس ئسل‪ :‬مسسن‬

‫ع َبا َد ال ّل هِ‬ ‫مو َن َها ِ‬ ‫ع لّ ُ‬ ‫س ّن ِتي َلو ُي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُيو َ‬ ‫ن ُي ْ‬ ‫} ا ّل ِذي َ‬ ‫‪175‬‬ ‫{‬ ‫ُيحيون السنن الستي أفسسدها الخلسق‪ ،‬وأكسسثر السسسنن الستي أفسسسدها الخلسسق فسسي هسسذا‬ ‫الزمان في الخلق وفي المعاملت‪ ،‬لكن العبادات – والحمد لس – نحسسن فيهسسا جميعساً‬ ‫مجتمعي سسن‪ ،‬والخلف سسات ف سسي اله سسوامش وليس سست ف سسي الص سسول‪ ،‬لك سسن تب سسدلت الخلق‬ ‫وساءت المعاملت‪ ،‬لن الناس انقلبوا ظهراً لبطن على ما جاء به ال‪ ،‬وكأن تشسريع الس‬ ‫في الخلق والمعاملت لغيرنا‪ ،‬كأن الخلق الكريمة التي جاء بها نبينا لهل اليابسسان‪،‬‬ ‫وأهل الدنمارك‪ ،‬وأهل ألمانيا وغيرها‪ ،‬فهم المتخلقون بأخلق النبي العدنان!!‪.‬‬ ‫والتعسساملت كسسذلك‪ ،‬وهسذا مسسا اضسربنا فسسي الصسسميم فسسي هسسذا الزمن‪ ،‬وجعسسل العسسالم‬ ‫كله يتوقف حذرًا‪ ،‬ويتوجس خيفة من السل م‪ِ ،‬لما يرى عليه أحوال المسلمين الن‪.‬‬ ‫وقد رأيت على النت شاباً من مصر‪ ،‬كان في أميركا أحسسب فتسسا ة أمريكيسة وأحبتسسه‪،‬‬ ‫‪ 174‬سنن الترمذي عن حذيفة بن اليمان ‪‬‬ ‫‪ 175‬مسند الشهاب والبيهقي عن عمرو بن عوف ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 168‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫وفاتح أباه في أنه يريد أن يتزوجهسسا‪ ،‬فقسال‪ :‬إنهسا ليسست بمسسلمة‪ ،‬فأخبرها‪ ،‬فقسالت‪ :‬وما‬ ‫السسسل م؟ ائتنسسي بشسسيء أقسرأه عسسن السسسل م‪ ،‬فجسساء إلسسى مصسسر وأخسسذ بعسسض الكتسسب باللغسسة‬ ‫النجليزية تتحسسدث عسسن الشسريعة السسسلمية وأعطاهسسا لهسسا‪ ،‬قسسالت‪ :‬اتركنسسي شسسهرين‪ ،‬وبعسسد‬ ‫الشسسهرين قسسالت‪ :‬أريد أن ُأعلسسن إسسسلمي‪ ،‬فأخسسذها إلسسى مركز إسسسلمي وأعلنسست إسسسلمها‪،‬‬ ‫قال‪ :‬نريد أن ُنتم السزواج‪ ،‬قسسالت‪ :‬علسى مسسن؟ قسال‪ :‬علسّى ‪،‬س قسالت‪ :‬أراك كمسسا قسرأت لسست‬ ‫مسلمًا!!‪.‬‬ ‫انظسسر إلسسى مسسا نحسسن فيسسه الن‪ ،‬كسسأن أخلق النب سو ة وتعسساملت الش سريعة السسسلمية‬ ‫جاءت لهل الغرب‪ ،‬وهم يتعاملون بها‪ ،‬ونحن نتعامل بغيرها‪ ،‬ونقول إننسسا مسسسلمون لننسسا‬ ‫نصلي ل ‪.!!‬‬ ‫فالغريب في هذا الزمان الذي يستمسك بأخلق القسسرآن‪ ،‬ويتأسسسى بسسأخلق النسبي‬ ‫العسسدنان‪ ،‬ويحتفسسظ فسسي بيعسسه وش راءه ومعسساملته بمسسا جسساء فسسي شسسرع حضسر ة الرحمسسن ‪ ،‬أو‬ ‫يعمل علسى إحيساء ذلسك وينشسره للخرين حستى يتمسسكوا بهسسدى الس‪ ،‬ويستشسعروا بفضسل‬ ‫ال علينا أجمعين‪ ،‬هؤلء السعداء‪ ،‬مالهم عند ال؟ اسمعوا البشريات وافرحوا‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ج ُر‬ ‫سا ِد أ ُ ّم ِتي َف َل ُه أ َ ْ‬ ‫ع ْن َد َف َ‬ ‫س ّن ِتي ِ‬ ‫ك ِب ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َت َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫‪176‬‬ ‫فش ِهي ٍد {‬ ‫ِما َئ ِة َ‬ ‫ليس شهيداً واحداً ولكن أجر مائة شهيد!! مع قوله ‪:‬‬

‫ء{‬ ‫غ َر َبا ِ‬ ‫طو َبى ِل لْ ُ‬ ‫}ُ‬

‫‪177‬‬

‫وطوبى يعنسي قسر ة عيسسن لهسسم فسسي السسدار الخسر ة‪ ،‬فسسإن الس ‪ ‬يقسسر أعينهسسم بسسالنظر إلسى‬ ‫‪ 176‬الزهد الكبير للبيهقي عن عبد ال بن العباس ‪‬‬ ‫‪ 177‬صحيح مسلم وسنن ابن ماجة ومسند الما م أحمد عن أبي هرير ة ‪‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 169‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫جمسسال وجهسسه ي سو م السسدين‪ ،‬ومجسساور ة الحسسبيب فسسي جنسسة النعيسسم‪ ،‬وتمسسر عليهسسم أهسسوال ي سو م‬ ‫القيامة ل يشعرون بها‪ ،‬ول يحسون بشدتها وسوء أهوالهسا لنهسم فسي رعايسة وكنسف الس ‪‬‬ ‫على الدوا م‪ ،‬ناهيك عن أن ال في الدنيا ُيهيئ لهم السباب ليكونوا في الدنيا في أرغد‬ ‫عيسسش‪ ،‬وأسسسعد حسسال‪ ،‬وأهنسسأ بسسال فسسي وسط هسسذه الزمات والنكبسسات السستي نراهسسا فسسي كسسل‬ ‫الجهات‪:‬‬ ‫‪             ‬‬ ‫‪(97‬النحل(‬

‫ل بد أن يعيش في الدنيا في حيا ة طيبة‪:‬‬ ‫ يكون بينه وبين زوجه وفاق واتفاق‪.‬‬‫ يكون أبناءه برر ة‪.‬‬‫ تكون أرزاقه مباركة‪.‬‬‫ يكون له في كسل وقت ثمسر ة مسن الصسسالحات ُيقدمها إلسى الس يسستثمرها لسه‪،‬‬‫ويجد خيرها وبرها يو م الميقات‪.‬‬ ‫إذا عسساش فسسي السسدنيا سسسنيين معسسدودات يراهسسا الخلئسسق فسسي الخ سر ة كأنهسسا آلف‬ ‫السنوات من كثر ة ما فيها مسن صسالحات ومبرات وخيسرات لن الس تسوله بسوليته‪ ،‬ورعاه‬ ‫بعين رعايته‪ ،‬وجعله ُمجّم لًس بجمال أهل وليته في الدنيا ويو م الدين‪ ،‬فطوبى للغرباء‪.‬‬

‫فاستمسكوا بهدى ال‪ ،‬ول تفرطوا قليلً ول كسسثيراً فسسي شسسرع السس‪ ،‬ل ُتحقسسرن مسسن‬ ‫أمسسر الس ‪ ‬شسسيئاً ولو قليلً ربمسسا يكسسون غضسسب الس ‪ ‬فيسسه‪ ،‬ول تستصسسغرن أمسسراً مسسن الس فسسي‬ ‫عمسسل صسسالح ربمسسا يكسسون راضسا ال س ‪ ‬فيسسه‪ ،‬احسسرص علسسى وقتسسك‪ ،‬واجعسسل وقتسسك كلسسه فسسي‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 170‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫متابعة الحبيب‪ ،‬فقد قال الما م علّي ‪ ‬وكّر م ال وجهه‪) :‬الدنيا ساعة فاجعلها طاعة(‪.‬‬

‫لوصلى ا على سيدنا محمد لوعلى آله‬ ‫لوصحبه لوسلم‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫الخطبة الرابعة عشرة‪ :‬القائمون بالحق }‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪{ 171‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫ترجمة المؤلف فضيلة الشيخ فوزي محمد‬ ‫أبوزيد‬ ‫‪ ‬نب ف ففذة‪ :‬ول ففد فض ف ففيلته ف ف ف ‪ 18‬أكت ف ففوبر ‪1948‬م‪ ،‬الوافف ففق ‪ 15‬مف ففن ذى الةجف ففة‬ ‫‪1367‬ه ف بففاليميزة‪ ،‬مركز السففنطة‪ ،‬غربيففة‪ ،‬ج م ع‪ ،‬وحصففل علففى ليسففانس كليفةف دار العلففوم‬ ‫مففن جامعففة القففاهرة ‪1970‬م‪ ،‬ث ف عيمففل بالتبيففة والتعليففم حففت وصفل إل ف منصففب مففدير عففام‬ ‫بديرية طنطا التعلييمية‪ ،‬وتقاعد سنة ‪2009‬م‪.‬‬ ‫‪‬النهشففاط‪ :‬يعيمففل رئيسففا للةجيمعي فةف العامففة للففدعوة إل ف ال ف بصففر‪ ،‬والهشففهرة برق م‬ ‫‪ 224‬ومقرهف ا الرئيس ففى ‪ 114‬ش ففارع ‪ 105‬الع ففادى بالق ففاهرة‪ ،‬ولففا ف ففروع فف ف جي ففع أن ففاء‬ ‫اليمهورية‪ ،.‬كيمففا يتةجففول بصففر والففدول العربيففة والسففلمية لنهشففر الففدعوة السففلمية‪ ،‬وإحيففاء‬ ‫اُل لث ففل واللخل ق المياني ففة؛ بالكيم ففة والوعظ فةف الس ففنة‪ .‬ه ففذا بالاضففافة إل ف الكتابففات الادفففة‬ ‫لعففادة مففد السفلم‪ ،‬مفن التسففةجيلت الصففوتية الكف لثية والوسائط التعفددة لليمحااضفرات والفدروس واللقفاءات علفى الهشفرائط‬ ‫والقف ف ف ف ف ف ف ف ف ف فراص الدم ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففة‪،‬ف وأيض ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففا م ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففن لخلل م ف ف ف ف ف ف ف ف ففوقعه عل ف ف ف ف ف ف ففى ش ف ف ف ف ف ف ففبكة العلومف ف ف ف ف ف ففات الدولي ف ف ف ف ف ف ففة النف ف ف ف ف ف ف فتنت‬ ‫‪ WWW.Fawzyabuzeid.com‬وه و أصففبح أحففد أكففب الواقففع السففلمية ف ف بففابه وج ارى إاضففافة ت فراث الهشففيخ‬ ‫العليمى الكامل على مدى خسة ويثليثي عام مضت‪ ،‬وإاضافة اللغة الجنليزيةف ‪.‬‬ ‫‪‬دع ففوته‪ -1 :‬يففدعو إل ف نبففذ التعصففب واللفففات‪ ،‬والعيمففل علففى جففع الصففف السففلمى‪ ،‬وإحيففاء روح اللخففوة السففلمية‪،‬‬ ‫والتخلففص مفن الحقففاد والحسففاد واليثففرة والنانيففة وغيه اف مففن أمفراض النفففس‪ -2 ،‬يففرص علففى تربيففة أحبفابه بالتبيفةف الروحيفةف‬ ‫الصافية بعفد تفذيب نفوسهمف وتصففية قلفوبم‪ -3 ،.‬يعيمفل علفى تنقيفة التصفوف مفا شفابه مفن مظفاهر بعيفدة عفن روح الفدين‪،‬‬ ‫وإحيف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففاء التصف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففوف السف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففلوكى البن ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف عل ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففى الق ف ف ف ف ف ف ف ففرآن والس ف ف ف ف ف ف ف ففنة وعيمف ف ف ف ف ف ف ف فلف الص ف ف ف ف ف ف ف ففحابة الكف ف ف ف ف ف ف ف فرام‪.‬‬ ‫‪ ‬هدفه ‪ :‬إعادة الد السلمى ببعث الروح الميانية‪ ،‬ونهشر اللخل ق السلمية‪ ،‬وبتسيخ البادئ القرآنية‪.‬‬

‫‪ ‬قائمة مؤلفات الشيخ ‪ :‬ثمانية لوسبعون كتابا في‬ ‫ست سلسل‬ ‫ألول ‪ :‬سلسلة من أعلم الصوفية ‪ :‬عدد ‪ 5‬كتب‪:‬‬

‫‪ -1‬المففام أبففو العزائففم الففدد الصففوف‪)2‬ف‪2‬ط( ‪ -2‬الهشففيخ ميم فدف علففى سففلمه سففية وسف ريرة‪،.‬ف ‪ -3‬الرب الرب ان السففيد أحففد‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخاتمـــــــــــــة } ‪{ 172‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫البدوى ‪ -4‬شيخ السلم السيد إبراهيم الدسوقى ‪ -5‬الهشيخ الكامل السيد أبو السن الهشاذل‬

‫ثانيا ‪ :‬سلسلة الدين لوالحياة ‪:‬عدد ‪ 20‬كتاب‪:‬‬

‫‪6‬و ‪ -7‬نفحففات مففن نففور القففرآن ج ‪1‬و ‪ -8 .2‬مائففدة السففلم بي ف الففدين و العلففم‪ -9 .‬نففور ال فواب علففى أسففئلة الهشففباب‬ ‫‪ -10‬فتففاوى جامعففة للهشففباب‪ -11.‬مفاتففح الفففرج ‪7)2‬ط( ‪)2‬ترجم للندونسففية(‪-12‬تربيففة القففرآن ليففل الميففان ‪2)2‬ط( ‪)2‬ترجم‬ ‫للجنليزي ف ف ة(ف ‪ -13‬إصف ف ففلح الف ف ف فراد و التيمعف ف ففات ف ف ف ف الس ف ففلم ‪2)2‬ط(‪ -14.‬كي ف ففف يبّ ف ففا ك ال ف ف ‪)2‬ي ف ففتجم للندونيس ف ففية(‪.‬ف‬ ‫‪-15‬كون ف ف وا قرآنف ف ففا ميهشف ف ففى بي ف ف ف النف ف ففاس ‪)2‬يف ف ففتجم للندونيس ف ففيةف ( ‪ -16‬المؤمن ف ففات القانت ف ففات ‪-17‬فت ف ففاوى جامع ف ففة للنس ف ففاء‬ ‫‪ -18‬قض ففايا الهش ففباب العاص ففر‪-19.‬زاد ال ففاج والعتيم ففر ‪2)2‬ط(‪ (67)2،‬بن ففو إس فرائيل ووعف دف اللخ ففرة‪ (71)2 ،.‬الص ففيام ش فريعة‬ ‫وحقيق ف ف ف ففة‪ (72)2 ،.‬إك ف ف ف فرام ال ف ف ف ف للم ف ف ف فوات‪ (73)2 ،.‬ج ف ف ف ففامع الذكف ف ف ار والوراد‪ (74)2 ،.‬الف ف ففب والنف ف ففس ف ف ف ف السف ف ففلم‪،.‬‬ ‫‪ (75)2‬أمراض المة وبصية النبوة‪ (76)2 ،‬فتاوى فوريةف ج ‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬سلسلة الخطب اللهامية‪ :‬عدد ‪ 7‬كتب‪:‬‬ ‫مج ‪ :1‬المناسبات الدينية ‪2:‬ط طبعة مجزأة لو‬ ‫طبعة مجلدلواحد‪:‬‬

‫‪ -20‬ج ‪ :1‬الولد النبففوى‪ -21 .‬ج ‪ :2‬السفراء و العفراج‪ -22 .‬ج ‪ : 3‬شففهر شففعبان و ليلففة الغففران‪-23 ،‬ج ‪ :4‬شففهر‬ ‫رمضففان و عيففد الفطففر‪ -24 .‬ج ‪ : 5‬الفف ج و عيففد الاضففحى البففارك‪ -25 .‬ج ‪ : 6‬الةجففرة و يففوم عاشففوراء‪ -26 .‬الطففب‬ ‫اللامية ‪:‬م ج ‪:1‬الناسبات الدينيةف ‪ 3)2‬ط( ملد‪.‬‬

‫مج ‪ :2‬الخطب اللهامية العصرية ‪:‬عدد ‪ 1‬كتاب‬

‫‪ (78)2‬الشفية النبوية للعصر‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬سلسلة الحقيقة المحمدية‪ :‬عدد ‪ 8‬كتب‪:‬‬

‫‪ -27‬حديث القائق عن قفدر سفيد اللئفق ‪3)2‬ط(‪ -28 .‬الرحة الهفداة‪ 30-29 .‬إشفراقات السفراء‪:‬ج ‪2)21‬ط(‪،‬ج ‪،2‬‬ ‫‪ -(22)2‬الكيمف ف ف ففالت اليمديف ف ف ففة‪،‬ف ‪ -32‬واجف ف ف ففب السف ف ف ففليمي العاص ف ف فرين نف ف ففو رس ف ف ول ال ف ف ف ‪ (2‬ط( ‪)2‬ترج ف ف م للجنليزي ف ف ة(‪.‬‬ ‫‪-33‬السراج الني‪ (70)2 ،‬يثان ايثني‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬سلسلة الطريق إلى ا‪ :‬عدد ‪ 12‬كتاب‪:‬‬

‫‪ -34‬أذكار الب فرار‪ -35 .‬الاهففدة للصفففاء و الهشففاهدة ‪ -36‬علمففات التوفيففق لهففل التحقيففق‪ -37 .‬رسالة الصففالي‪.‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخاتمـــــــــــــة } ‪{ 173‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫‪ -38‬مراقففى الصففالي‪ -39 .‬طريق البففوبي و أذواقهففم‪ -40.‬كيففف تكففون داعي فاً علففى بصففية‪ -41 .‬نيففل التهففان بففالورد‬ ‫القرآنف ف ف ف ف فف‪ -42.‬تفف ف ف ف ف ففة الف ف ف ف ف ففبي ومنحف ف ف ف ف ففة الستشف ف ف ف ففدينف فييم ف ف ف ففا يطل ف ف ف ففب ف ف ف ف ف ي ف ف ف ففوم عاش ف ف ف ففوراء للق ف ف ف ففاوقةجى ‪)2‬تقي ف ف ف ففق(‪،.‬‬ ‫‪ -43‬طريق الصديقي إل راضوان رب العالي‪ )2‬ترجم للندونسية(‪ -44 .‬نوافل القربي‪)2.‬ف‪(64‬أحسن القول‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬سلسلة دراسات صوفية معاصرة‪ :‬عدد ‪14‬‬ ‫كتاب‪:‬‬

‫‪ -45‬الصوفية و الياة العاصرة‪ -46 .‬الصفاء والصفياء‪ -47.‬أبواب القرب و منازل التقريب‪ -48،.‬الصففوفية فف القففرآن‬ ‫والسففنة ‪2)2‬ط( ‪)2‬ترجم للجنليزية(‪ -49 .‬النهفف ج الصففوف واليففاة العصفرية‪.‬ف ‪ -50‬الوليفةف والوليففاء‪ -51 .‬مفوازين الصففادقي‪.‬‬ ‫‪ -52‬الفتح العرفان‪ -53.‬النفس وصفها وتزكيتهفا‪ -54.‬سفياحة العفارفي‪-55.‬منهفاج الواصفلي‪)2.‬ف‪ (65‬نسفيمات القفرب‪)2 .‬‬ ‫‪ (68‬العطايا الصيمدانية للصفياء‪ (69)2.‬الجوبة الربانية ف السئلة الصوفية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬سلسلة فشـفاء الصدلور‪ :‬عدد ‪ 9‬كتب‪:‬‬

‫‪ -55‬متصف ف ف ف ففر مفاتف ف ف ف ففح الفف ف ف ف ففرج ‪4)2‬ط(‪ -56 .‬أذك ف ف ف ف ار البف ف ف فرار ‪3)2‬ط(‪ -57.‬أوراد اللخيف ف ف ففار ‪)2‬تري ف ف ف ج وش ف ف ففرح(‪)2.‬ف‪2‬ط(‪،‬‬ ‫‪ -58‬علج ال ففرزا ق لعل ففل الرزا ق ‪2)2‬ط(‪ -59.‬بهش ففائر ال ففمؤمن عن ففد ال ففوت ‪3)2‬ط( ‪ - 60‬أس فرار العب ففد الص ففال وموسففى(‪‬‬ ‫‪2‬ط(‪ -61 ،‬متصر زاد الاج والعتيمر‪ (63)2 .‬بهشريات المؤمن ف اللخرة‪ (66)2 .‬بهشائر الفضل الل‪.‬ي‪.‬‬

‫أين تجد مؤلفات فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد‬ ‫إسم الكتبة‬

‫رقم الاتف‬

‫القاه ف ففرة‬

‫مكتبة اللد العرب‬ ‫‪25912524‬‬ ‫مكتبة الندي‬ ‫‪25901518‬‬ ‫دار القطم‬ ‫‪27958215‬‬ ‫الكلم‬ ‫مكتبة جوامع‬ ‫‪25898029‬‬ ‫مكتبة التوفيقية‬ ‫‪25904175‬‬ ‫بازار أنوار السي‬ ‫‪01227475931‬‬ ‫مكتبة العزيزيةف‬ ‫‪25915224‬‬ ‫الفنون اليميلة‬ ‫‪25900786‬‬ ‫مكتبة السينية‬ ‫‪25902541‬‬ ‫مكتبة القلعة‬ ‫‪25108109‬‬ ‫مكتبة نفيسة العلم‬ ‫‪25104441‬‬ ‫الكتب الصري الديث‬ ‫‪23934127‬‬ ‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪ 116‬شارع جوهر القائد الزهر‬ ‫سو ق أم الغلم ميدان السي‬ ‫‪ 52‬شارع الهشيخ ريان‪،‬عابدين‬ ‫‪ 17‬الهشيخ صال العفرى الدراسة‬ ‫‪ 1‬عيمارة الوقاف بالسي‬ ‫‪ 2‬زقا ق السويلم لخلف مسةجد السي‬ ‫‪ 11‬ميدان حسن العدوى بالسي‬ ‫‪ 130‬شارع جوهر القائد بالدراسة‬ ‫‪ 22‬شارع الهشهد السين بالسي‬ ‫‪ 1‬شارع ميمد عبه لخلف الزهر‬ ‫‪ 9‬ميدان السيدة نفيسة ‪.‬‬ ‫عيمارة اللواء ‪ 2‬شارع شريف‬

‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخاتمـــــــــــــة } ‪{ 174‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫الديب كامل كيلن‬ ‫‪ 28‬شارع البستان بباب اللو ق‬ ‫‪23961459‬‬ ‫مكتبة دار النسان‬ ‫‪ 109‬شارع التحرير‪ ،‬ميدان الدق‪.‬ي‬ ‫‪33350033‬‬ ‫مكتبة مدبول‬ ‫‪ 6‬ميدان طلعت حرب‬ ‫‪25756421‬‬ ‫مدبول مدينة نصر‬ ‫طيبة ‪ ،2000‬شارع النصر مدينة نصر‬ ‫‪24015602‬‬ ‫النهضة الصرية‬ ‫‪ 9‬شارع عدل جوار السنتال‬ ‫‪23910994‬‬ ‫هل للنهشر والتوزيعف‬ ‫‪ 6‬شارع د‪ .‬حةجازي‪ ،‬لخلف نادي التسانة‬ ‫‪33449139‬‬ ‫الكتبة الزهريةف للتاث‬ ‫درب التراك‪ ،‬لخلف الامع الزهر‬ ‫‪01005042797‬‬ ‫مكتبة أم القرى‬ ‫‪ 128‬شارع جوهر القائد الزهر‬ ‫‪25898253‬‬ ‫الكتبة الدبية الدي لثة‬ ‫‪ 9‬شارع الصنادقية بالزهر‬ ‫‪25934882‬‬ ‫مكتبة الرواضة الهشريفة‬ ‫‪21‬شارع د‪.‬أحد أمي‪ ،‬مصر الديدة‬ ‫‪26444699‬‬ ‫كهشا ك سونا‬ ‫معرض الكتاب السلمى ال لثقاف‬

‫كهشا ك ميمدف سعيد موسى‬ ‫مكتبة الصياد‬ ‫مكتبة سيبويهف‬ ‫الكهشا ك البيض‬

‫‪01224609082‬‬ ‫‪01001232698‬‬ ‫‪01114114300‬‬ ‫‪3928549-03‬‬ ‫‪5462539-03‬‬ ‫‪01288343555‬‬

‫كهشا ك عبد الافظ ميمد ‪-------‬‬ ‫مكتبة عبادة‬ ‫‪2326020-055‬‬ ‫مكتبة تاج‬ ‫‪3334651-040‬‬ ‫مكتبة قربة‬ ‫‪3323495-040‬‬ ‫كهشا ك التحرير‬

‫‪01008935182‬‬

‫مكتبة صحافة الامعة‬

‫‪01002285253‬‬

‫مكتبة الرحة الهداة‬

‫‪01001421469‬‬

‫مكتبة صحافة ال لثانوية‬

‫‪01005731550‬‬

‫السف ففكندرية‬ ‫مطة الرمل‪ ،‬أمام مطعم جاد‬ ‫مطة الرمل‪ ،‬صفية زغلول‬ ‫‪ 66‬شارع النب دانيال‪ ،‬مطفة مصر‬ ‫‪ 4‬ش النب دانيال‪ ،‬مطة مصر‬ ‫‪ 23‬الهشيأحد إساعيل‪ ،‬سيدى جابر‬ ‫مطة الرمل‪ -‬أ‪ /‬أحد البيض‬ ‫الق ف ف ففاليم‬ ‫الزقازيق‪ -‬بوار مدرسة عبد العزيز على‬ ‫الزقازيق – شارع نور الدين‬ ‫طنطا‪ -‬أمام مسةجد السيد البدوى‬ ‫طنطا‪9 -‬شارع سعيد والعتصم أمام كلية التةجارة‬ ‫كفر الهشيخ ‪ -‬شارع السودان أمام السنتال‪،‬‬ ‫أ‪/‬سامى أحد عبد السلم‬ ‫النصورة ‪ -‬شارع جيهان بوار مستهشفى‬ ‫الطوارىء أ‪/‬عيماد سلييمان‬ ‫النصورة‪ ،‬عزبة عقل‪ ،‬ش الادى‪ ،‬أ‪/‬عاطف‬ ‫وفدى‬ ‫النصورة‪ -‬شارع ال لثانوية بوار مدرسة ابن لقيمان‪،‬‬ ‫الاج كيمال الدين أحد‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخاتمـــــــــــــة } ‪{ 175‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫‪ 01224917744‬طلخا – النصورة‪ -‬بوار مدرسة صلح سال‬ ‫صحافة ألخبار اليوم‬ ‫للحاج ميمدف الترب‬ ‫التةجارية‪ ،‬أمام كوبرى طلخا‬ ‫مكتبة الميان‬ ‫فايد‪ -‬أ حاده غزال بربرى‬ ‫‪01226468090‬‬ ‫كهشا ك الصحافة‬ ‫‪ 01227960409‬السويس‪ -‬ش الهشهداء‪ ،‬حاج حسن ميمد لخيى‬ ‫سوهاج‪ -‬شارع احد عراب أمام التكوين الهن‬ ‫أولد عبدالفتاح السيمان ‪2327599-093‬‬ ‫كهشا ك أبو السن‬ ‫قنا‪ -‬أمام مسةجد سيدي عبد الرحيم القناوى‬ ‫‪01069518616‬‬ ‫كهشا ك بالقرايا‪ -‬إسنا‬

‫‪01008698664‬‬

‫كهشا ك حسن بإسنا‬

‫‪01111491823‬‬

‫القرايا‪ -‬إسنا ‪ -‬ش السيدة زينب‪ -‬الاج ميمد‬ ‫الريس والستاذ ميمد رمضان ميمد النوب‬ ‫أ‪.‬حسن ميمد عبد العاطى النسى‬ ‫الكهشا ك أمام مستهشفى الرمد بإسنا ‪ -‬القصر‬

‫أيضاً بدور الهرام واليمهورية واللخبار للتوزيع و دار الهشعب والقومية للتوزيع والنهشر ومن الكتبات‬ ‫الكبى اللخرى بالقاهرة واليزة والسكندرية والافظات‪ .‬وميكن أيضاً الطلع إليكتونيا على نبذة متصرة‬ ‫عن المؤلفات على أكب موقع عليمى للكتاب العرب على النت ‪ ، www.askzad.com‬وميكن تيميل‬ ‫الكتب بهشروط الوقع‪.‬‬ ‫دار اليمان لوالحياة‪ 114 ،‬ش ‪ 105‬المعادي بالقاهرة‪ ،‬ت‪-25252140 :‬‬ ‫‪ ، 00202‬ف‪00202-25261618 :‬‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخاتمـــــــــــــة } ‪{ 176‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪140‬‬

‫‪k‬‬

‫مقدمـــة‬ ‫تمهيـــد‬ ‫معجزة القرآن‬ ‫العجاز العصري للقرآن‬ ‫بصيرة النبوة‬ ‫أحاديث العصر الحديث‬ ‫الغيوب الملكوتية‬ ‫) بشريات النبوة لهل هذا‬ ‫الخطبة اللولى‬ ‫) الشكر لله على النعم‬ ‫الزمان( الثانية‬ ‫الخطبة‬ ‫لوالباطنة(‬ ‫الظاهرة‬ ‫) النبي السوة الحسنة(‬ ‫الخطبة الثالثة‬ ‫) الحسد لوالبغضاء‬ ‫الخطبة الرابعة‬ ‫لوعلجهما(‬ ‫) برنامج التربية النبوية(‬ ‫الخامسة‬ ‫الخطبة‬ ‫الخطبة السادسة ) مشكلتنا العصرية‬ ‫) رلوفشتة الشفاء من حب‬ ‫لوحلولها(السابعة‬ ‫الخطبة‬ ‫الدنيا(‬ ‫) نعم ا على المؤمنين(‬ ‫الخطبة الثامنة‬ ‫) آفاتنا الجتماعية‬ ‫الخطبة التاسعة‬ ‫) المخرج من الفتن(‬ ‫لوعلجها(العافشرة‬ ‫الخطبة‬ ‫الخطبة الحادية عشرة ) بشريات النبي‬ ‫المعاصرين() الداء لوالدلواء(‬ ‫للمؤمنينالثانية عشرة‬ ‫الخطبة‬ ‫الخطبة الثالثة عشرة ) الغرباء‪ :‬ألوصافهم‬ ‫لوأجرهم(‬ ‫الرابعة عشرة ) القائمون بالحق(‬ ‫الخطبة‬ ‫ترجمة المؤلف فضيلة الشيخ فوزي محمد‬ ‫أبوزيد‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخاتمـــــــــــــة } ‪{ 177‬‬


‫الشيخ فوزى محمد أبو زيد‬ ‫للعصر‬

‫الخطب اللهامية العصرية‬

‫الفشفية النبوية‬

‫===============================================‬ ‫==============‬

‫‪ 140‬قائمة مؤلفات الشيخ‬ ‫‪ 142‬أين تجد مؤلفات الشيخ؟‬

‫***‬

‫م بحمد ا لوببركة الصلة على حبيبه لومصطفاه صلى ا‬ ‫ت ّ‬ ‫عليه لوعلى آله لوصحبه لوسلم ***‬

‫===============================================‬ ‫==============‬ ‫كتاب )‪ (78‬من المؤلفات المطبوعة‬

‫الخاتمـــــــــــــة } ‪{ 178‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.