المربي الرباني السيد أحمد البدوي

Page 1

‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫مً أعالو التصًّوف (‪)3‬‬

‫الْصَّيِّدُ أحِنَدُ الْبَدَوي‬ ‫أول دراشة عصريَّة بامليهج العلنى احلديث‬

‫دار اإليمان والحياة‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫‪‬‬ ‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطبعة األوىل‬

‫‪ 9‬صفر ‪ 8241‬هـ‬

‫املوافق ‪ 42‬فرباير ‪ 4002‬و‬

‫الرتقيه الدولـي‬

‫‪922-82-2244-9 :‬‬

‫رقه اإليـــــداع‬

‫‪4002-4048 :‬‬

‫‪‬‬ ‫دار ىوبــار للطبـــاعة‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫قال اإلماو أبو العسائه ‪‬‬

‫في طنطدا (ٔ) أحمد البدوي قد يُنبِػى‬

‫عن حالو مغرـ عن صػولة الجذب‬

‫أفناؾ يا أحمد البػدوي عنػك و عن‬ ‫كل السوى خطفة تُجلى من الرب‬

‫غُيِّبت يا أحمد البػػدوي من بػرؽ‬

‫قد الح المعو في الجانب الغػربي‬

‫ُحيِّرت من رشفة في الجانب الشػرقي‬

‫مػن روح عيسػى بال أـ وال أب‬

‫أزور روضتك الفيحػاء مقتبسػػا‬ ‫حيث المثوؿ أراني حالة صػوبى‬ ‫رآؾ من جهػلوا المجنوف ويحهمػو‬ ‫فررت منهم إلى الرضواف والشرب‬

‫ُس ِقيت خمرة عيسػى أحمد البدوي‬

‫من البػػداية في جمع بال شػوب‬

‫ٔ‬ ‫تحور إسمها بعد ذلك إلى طنطا‬ ‫طنطدا ‪ :‬كانت مدينة طنطا تعرؼ قديما بػ طنطدا ‪ ،‬ثم َّ‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫صحوت بعد تلقي اآلي متص ػالُ‬ ‫بن ػػور قرآنو صحواً بال جػذب‬ ‫بلغت حق يقين ًّ‬ ‫حقػر الدني ػػا‬ ‫حتى ش ػػهدت المعاني في ضيا الغيب‬ ‫أماـ روضتك الفيحاء أسػأؿ من‬ ‫أوالؾ إحسػػانو بالفضل ال الكسب‬ ‫يا رب أنت كريم محسػن ىب لي‬ ‫حب‬ ‫خير المواى ػػب من جود ومن ِّ‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الحمد هلل الذي أنعم على أوليائو بنعيم مناجاتو‪ ،‬وكاشفهم بسنا‬

‫أنوار حضرة ذاتو‪ ،‬وأغدؽ عليهم من كنوز كرمو وجوده ىاطل فضلو‬

‫وأسرار آياتو ‪ ...‬والصالة والسالـ على سيدنا محمد مجتبي القلوب‬

‫ومناولها من طهوره صافي المشروب‪ ،‬وآلو وصحبو وكل من تمسك‬ ‫بهديو إلى يوـ الدين آمين ‪ .....‬وبعد‬ ‫أمرنا اهلل ‪ ‬أف نستلهم العبرة ونستمد القدوة من سير األنبياء‬

‫والمرسلين‪ ،‬ومن مشى على ىديهم من الصحابة والتابعين والعلماء‬ ‫العاملين واالولياء والصالحين وذلك في قولو سبحانو ( ٔ​ٔ​ٔيوسف)‪:‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫وقد اتخذنا ىذا المنهج القرآني دستوراً لنا عند حديثنا عن ىؤالء‬ ‫القوـ‪ ،‬الذين ذكر اهلل أنو أنعم عليهم في قولو ( ‪ ٜٙ‬النساء) ‪:‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫والعبرة التي نأخذىا من حياة الصالحين ‪-‬رضى اهلل عنهم أجمعين‪،‬‬ ‫ومن أعالىم شأناً وأرفعهم مقاماً سيدي أحمد البدوي ‪: ‬‬ ‫ىى جهادىم ألنفسهم حتى تستقيم على الكماالت المحمدية‬

‫واألخالؽ القرآنية‪ ،‬وفطمها عن الحظوظ النفسية والشهوات الدنية‪،‬‬ ‫واألىواء المردية ‪ .....‬ولهذا ‪....‬‬ ‫فقد ركزنا في حديثنا ىنا عن سيدي أحمد البدوي ‪ ‬على إعداده‬ ‫لنفسو قبل الجهاد في ذات اهلل ‪:‬‬ ‫ وذلك بحفظ القرآف الكريم وتجويده‪.‬‬‫ واتقانو لقراءاتو السبع‪.‬‬‫ واإلحاطة بعلم الفقو‪.‬‬‫ ثم بدء اإلستعداد للجهاد بالزىد في متع الدنيا وشهواتها‪.‬‬‫ليروض نفسو على الصفاء والنقاء ومداومة‬ ‫‪ -‬وأخيراً دخل خلوتو ِّ‬

‫ذكر اهلل والتفكر في آالء اهلل وقطع الليل كلو بين قياـ ودعاء‬ ‫وتالوة لكتاب اهلل‪.‬‬

‫ حتى جاءه الفتح‪ ،‬وكلَّفو الرسوؿ ‪ ‬مناماً بالدعوة إلى اهلل‬‫قائالً لو ‪ " :‬ياأحمد ‪ ،‬إذىب إلى طنطدا وستربى بها رجاالً "‪.‬‬ ‫ثم سلطنا الضوء بعد ذلك على ىذه الغاية النبيلة‬ ‫ ومن ًّ‬‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫أال وىى تربية الرجاؿ على منهج كتاب اهلل وسنة رسولو إقتداءاً‬ ‫بفعلو عليو الصالة والسالـ مع صحبو الكراـ؛ فقاـ بذلك ‪ ‬خير‬ ‫قياـ فكاف من المعنيين بقوؿ اهلل سبحانو وتعالى‪:‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪           ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬األحزاب‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫وبذلك جاء محور دراستنا المنهجية فى ىذا الكتاب مبنيا على ‪:‬‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫منهج سيدى أحمد البدوى ‪ ‬فى تصفيَّة نفسو وتكميلها‪.‬‬

‫ٕ‪-‬‬

‫ومنهجو ‪ ‬فى تربية الرجاؿ ‪.‬‬

‫ٖ‪-‬‬

‫كما أغفلنا كثيراً مما رَّكز عليو السابقوف من الكرامات‬ ‫الحسػيَّة واآليات التى ربما التكوف مناسبة لهذا المجاؿ‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫ٗ‪-‬‬

‫وإجماالً ‪ ..‬فقد َّ‬ ‫توخينا في حديثنا السهولة في العرض‬ ‫والسالسة في األلفاظ وصغر حجم الكتاب ‪ ...‬تيسيراً‬ ‫للقارئ؛ لعلمنا بمدى حاجة شبابنا اليوـ إلى ىذه النماذج‬ ‫الطيبة لإلقتداء بهديها‪ ،‬وفى صورة مرَّكزة وسريعة‪.‬‬

‫وبذلك أيها األخ الكريم واألخت الكريمة ‪....‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫أتت ىذه الدراسة فريدة فى بابها‪ ،‬كبيرة فى نفعها إنشاء اهلل‪،‬‬

‫وعلى اهلل قصد السبيل ومنو العوف وبو التوفيق‪ ،‬أسألو سبحانو أف يصلح‬

‫بفضلو أحوالنا‪ ،‬ورضي اهلل تبارؾ وتعالى عن سيدى أحمد البدوى‬ ‫وأرضاه‪ ،‬وجزاه عن جهاده في اهلل خير الجزاء ‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آلو وصحبو وسلم‪.‬‬ ‫الجميزة ‪ -‬غربية‬ ‫صباح السبت غرة محرـ ‪ ٕٔٗٛ‬ىػ‬ ‫الموافق للعشرين من يناير ‪ ٕٓ​ٓٚ‬ـ‬

‫بريد ‪ :‬الجميزة ػ محافظة الغربية – حمهورية مصر العربية‬ ‫‪ٓ​ٕٓٓ-ٗٓ-ٖ٘ٗ​ٗ​ٗٙٓ :  ٓ​ٕٓٓ-ٗٓ-ٖٜ٘ٗٓ٘ٔ : ‬‬ ‫‪ : ‬الموقع على ش ػبكة اإلنترنت‬ ‫‪WWW.Fawzyabuzeid.com‬‬ ‫البريد اإلليكتروني ‪:E-mail‬‬ ‫‪fawzy@Fawzyabuzeid.com‬‬ ‫‪fawzyabuzeid@hotmail.com‬‬ ‫‪fawzyabuzeid@yahoo.com‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ث الكِتاب‬ ‫مَباحِ ُ‬ ‫َ‬

‫‪‬‬

‫الصػالِ ِحين ‪‬‬ ‫ات َّ‬ ‫‪َ ‬ك َر َامػ ُ‬

‫والْ َم ْنػ َه ُج الْ ِع ْل ِمي ‪.‬‬ ‫السالِك ِم ْن ِسػيَ ِر‬ ‫اجةُ َّ‬ ‫‪َ ‬ح َ‬ ‫الصالِ ِحين ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫اؿ اإلقْتِ َد ِاء بِر ُس ِ‬ ‫وؿ اهلل‪.‬‬ ‫‪َ ‬ك َم ُ‬ ‫َ‬ ‫السيِّد أَ ْح َم َد الْبَ َدوى‬ ‫‪َ ‬م ْنػ َه ُج َّ‬ ‫‪ ‬في ِجهػ ػ ِ‬ ‫اد الْنَّػ ْفس‬ ‫َ‬ ‫‪َ ‬و َسائِػ ُل الْ َف ْت ِح الْ َّربػَّانِي‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬السػ ػِّياحػةُ الْر ِ‬ ‫وحيَّةُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ ‬اإل ْذ ُف بِالْ َّد ْع َوِة إلَى اهلل‬ ‫‪ ‬الْ َف ْتػ ُح اإللَ ِه ُي‬ ‫سػطْ ِح‬ ‫‪َ ‬ج ِام َعةُ الْ َّ‬ ‫‪َ ‬شػ ػ ْي ٌخ َوطَ ِري َقػ ػةٌ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫السيِّد أَ ْح َم َد الْبَ َدوى‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫ب َّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫سوبَةُ إِلَْي ِو‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫والصالةُ الْ َم ْن ُ‬ ‫‪َ ‬خػ ػاتِ َمة‬ ‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫بصه اهلل الرمحً الرحيه‬

‫(ٕ)‬

‫الحمد هلل واسع الفضل والجود ‪ ....‬عطاؤه وكرمو بغير حدود ‪....‬‬ ‫وظل تجلياتو وكوثر امداداتو دائماً وأبداً ممدود ‪.‬‬ ‫والصالة والسالـ على سيدنا محمد بن عبداهلل ‪ ...‬سر العناية‬

‫المكرمين في الدنيا واآلخرة عند‬ ‫الربانية‪ ،‬ومفتاح الوالية اإللهية‪ ،‬وتاج‬ ‫َّ‬ ‫رب البرية‪....‬صلى اهلل عليو‪ ،‬وعلى آلو أىل الخصوصية‪ ،‬وأصحابو‬ ‫الذين فازوا بكل مزية‪ ،‬ومن تابعوىم في ىذه العطاءات اإللهية ‪...‬‬

‫راغبين في تحقيق أعظم أمنية؛ وىي العرفاف بالذات الربانية وعلينا معهم‬ ‫أجمعين‪...‬‬ ‫آمين ‪ ...‬آمين يا رب العالمين‬

‫‪‬‬ ‫ٕ‬ ‫بحى المعادي‬ ‫كانت ىذه المحاضرة بقاعة اإلجتماعات بالجمعية العامة للدعوة إلى اهلل ِّ‬ ‫بالقاىرة‪ ،‬مساء الخميس ‪ ٔٚ‬من شواؿ ‪ٕٔٗٚ‬ىػ الموافق ‪ ٜ‬من نوفمبر ‪ٕٓ​ٓٙ‬ـ ‪ ،‬عقب‬ ‫صالة العشاء بمناسبة ذكرى مولد سيدي أحمد البدوي ‪.‬‬ ‫وسيدى أحمد البدوى ‪ :‬ىو أحمد بن على بن إبراىيم‪ ،‬وينتهى نسبو إلى اإلماـ الحسين‬ ‫‪ ،‬ولد بمدينة فاس بالمغرب سنة ‪ٜ٘ٙ‬ىػ وتوفى سنة ٘‪ٙٚ‬ىػ أى عاش ‪ٜٚ‬عاما على أعم‬ ‫الروايات‪ ،‬ولما بلغ سبع سنوات أخذه أبوه إلى مكة المشرفة‪ ،‬حيث نشأ بها وترعرع‪ ،‬وفى سنة‬ ‫‪ٖٙٚ‬ىػ سافر السيد أحمد البدوى إلى مصر‪ ،‬ونزؿ بطنطػا ( طنطدا وقتئذ وكانت قرية صغيرة ) ‪،‬‬ ‫وعاش فيها حتى توفى ودفن بمسجده المعروؼ‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الصالِ ِحين وال َْم ْنػ َه ُج ال ِْعل ِْمي‬ ‫ات َّ‬ ‫‪َ ‬ك َر َام ُ‬

‫إخواني وأحبابي بارؾ اهلل ‪ ‬فيكم أجمعين ‪ ...‬كاف سيدنا اإلماـ‬ ‫الجنيد ‪ ‬يقوؿ ‪:‬‬ ‫"حؽاؼاتماظصاحلنيمجـدمعنمجـدماهللمتؼوىمغػوسم‬

‫ادلرؼدؼنموتمػؾفممظؾصػاءماظؼددىميفمعؾؽوتمربِّماظعادلني"‪.‬م‬

‫ولم يقل ‪" : ‬كرامات الصالحين" وإنما قاؿ "حكايات‬ ‫الصالحين"‪.‬‬ ‫أي الحديث عن الصالحين وأحوالهم وأعمالهم وأفعالهم‬

‫وأخالقهم‪ ،‬وذلك ألف الناس ‪ ..‬تهوى نفوسها الحديث عن الكرامات‪،‬‬

‫وىنا تلزـ مقدمة ال بد منها‪ ،‬وأكررىا دائماً‪ ،‬وأنبو إخواني عليها بالنسبة‬

‫لكرامات الصالحين ‪ .....‬فكرامات الصالحين كما وضحها وبينها أئمة‬ ‫المرشدين نوعاف ‪ ... :‬كرامات معنوية وأخرى حسية‪.‬‬ ‫والكرامات المعنوية‪ :‬أعالىا وأعظمها االستقامة‪ ،‬وقد قالوا رضي‬ ‫اهلل عنهم ‪" :‬االستقامة خير من ألف كرامة" ‪.‬‬ ‫فكوف اإلنساف يوفقو اهلل لالستقامو على شرع اهلل‪ ،‬وعلى منهج‬ ‫حبيب اهلل ومصطفاه‪ ،‬ويوفقو آلداء الطاعات والقربات التي يحبها اهلل‪:‬‬ ‫فهذه أكبر كرامة يكرـ بها اهلل العبد في ىذه الحياة‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫فإف الكرامات المعنوية‪:‬‬ ‫ ىي السكينة التي تنزؿ على القلوب‪.‬‬‫ والرضا الذي يصحب العبد عند تنزؿ الكروب‪ ،‬فال يسخط‬‫وال يضجر وال ييأس من رحمة اهلل‪.‬‬ ‫ وإلهاـ العبد بذكر مواله في كل أنفاسو‪.‬‬‫ وحفظو من المعاصي والمخالفات ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬‫ وحفظو حفظاً خاصاً من الفتن التي تعم البالد والعباد في كل‬‫زمن وفي كل عصر‪.‬‬ ‫ىذه الكرامات المعنوية ىي أعظم الكرامات التي يكرـ اهلل بها‬ ‫عباده الصالحين‪.‬‬ ‫أـ الكرامات الحسية التي تظهر على الجوارح‪ ،‬وتراىا العين‪:‬‬ ‫ قد تكوف كرامة ألىل االستقامة‪.‬‬‫ وقد تكوف طمأنينة ألىل اإلقباؿ على اهلل‪.‬‬‫ وقد تكوف تفريجاً لكرب أو زواالً لهم‪.‬‬‫‪ -‬وقد تكوف استدراجاً والعياذ باهلل إذا ظهرت على عبد وىو في‬

‫معصية اهلل‪ ،‬وظن أف لو منزلة عند اهلل ‪!!..‬؟؟‪..‬ربما يتمادى في‬ ‫عصيانو‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وىذه الكرامات الحسية ىي التي يركز عليها إخواننا من الصوفية‬

‫سواء كانوا متحدثين أو علماء أو مريدين‪ ،‬وتجد في كتب القوـ أو على‬

‫ألسنة المريدين تزيداً في ىذه الكرامات‪ ،‬وأحياناً بعضهم قد يتخيلها مع‬ ‫أنها ليس لها أصل وال حقيقة‪ ،‬وأحياناً بعضهم يتوىمها أي يعيش في‬

‫عالم الوىم ويتخيل كرامات‪ ،‬وليس لها في حقيقة الواقع عند اهلل ‪‬‬ ‫إكرامات‪ ...!!!!!....‬ولذلك فإف نصيحتي دائماً إلخواني‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬أال يكثروا من ذكر الكرامات الحسية ‪ ،‬وقد قاؿ اإلماـ أبو‬ ‫العزائم ‪" :‬معنمملمؼمعنمإالمبكؼةم(ؼعينماظؽراعة)مصؼلمظه م‪:‬م‬

‫ظلتمعنمأػلماظعـاؼة"م‪،‬ملماذا؟ ‪ ،..‬ألف من يكوف قربو بالكرامة !‪،‬‬ ‫قد تبعده أيضاً كرامة ! ‪ ،‬وأقصد ىنا الكرامات الحسية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أال نحكي منها أو نتحدث عنها ‪ ...‬إال ما تستسيغو العقوؿ‬

‫التي نتحدث إليها‪ ،‬فالكرامة حتى لو كنت أوقن بها‪ ،‬وشاىدتها‪ ،‬وىي‬

‫صحيحة في ذاتها‪ ،‬ولكن من أحدثهم ‪ ...‬قوـ علمانيوف ! ‪ ،‬أو ال‬ ‫يؤمنوف إال بالمادة ‪ ...‬وقد قاؿ ‪:‬‬ ‫(ٖ)‬ ‫م‬ ‫بماظـٖاسَم َس َؾىمضَدِ ٔرم ُسؼُوظِ ٔفمِم}‬ ‫خارِ َ‬ ‫تمأنِمأُ َ‬ ‫{مأُ ِعرِ ُ‬

‫‪ 3‬رواه الديلمي بسند ضعيف عن ابن عباس مرفوعا‪ ،‬ونحوه ما في مقدمة صحيح مسلم عن ابن‬

‫مسعود قاؿ ما أنت بمحدث قوما حديثا ال تبلغو عقولهم إال كاف لبعضهم فتنة‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وليس على قدر قلوبهم ‪ ...‬لماذا؟ ‪،‬قاؿ ‪ ‬في معنى الحديث‬ ‫اآلخر‪:‬‬ ‫ل ماظْ َؾَقانم‪،‬مأَ ُتـ ٔرؼدُونَ م َأنِم‬ ‫ؽ َر ُه مَظؽُمِ م َأنِ م ُتـ َؾقـِّـ ُـــوامطُ ٖ‬ ‫{ مإنٖ ماهللَ مَؼ ْ‬

‫دـــوظُه=!م}م‪،...‬مكما قاؿ ‪ ‬أيضػاً‪:‬‬ ‫ُؼؽَذٖبَماهللُم َوم َر ُ‬

‫ب‬ ‫ذ َ‬ ‫ؽــ ٖٓ‬ ‫قـؾٗــونَ َأنِ ُؼ َ‬ ‫س ِب َؿا َؼعِ ٔرصُــونَم‪َ ،‬أ ُتـ ِ‬ ‫حدِّ ُثــــوا اظـاَّ َ‬ ‫{م َ‬ ‫(ٗ)‬ ‫دـــــوظُهم} ‪ .‬م‬ ‫اهللُ َوم َر ُ‬ ‫فمثل ىؤالء ‪ -‬من أىل الجفاء ‪ ... -‬ىم الذين يشنوف الحرب‬

‫على الصالحين واألولياء عندما نبيح لهم ما ال يستطيعوف تحملو أو‬ ‫تعقلو من أحواؿ الصالحين وأعماؿ المتقين‪ ،‬ولذلك علينا أف نحكي‬ ‫لهم على قدرىم وىذه وصية غالية وعالية ‪ ،‬وكاف يقوؿ فيها اإلماـ أبو‬ ‫العزائم ‪:‬‬ ‫اخفوا علومكم صوناً لها عمن‬

‫مالوا إلى الحظ من زور وبهتاف‬

‫فالناس الذين انشغلوا بالدنيا والمالىي والشهوات أحكي لهم على‬ ‫قدر ما تتحمل نفوسهم‪ ،‬ألف الناس أذواؽ ومشارب‪.‬‬

‫‪ 4‬صحيح البخاري عن علي موقوفا‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ُعجبت بفتاة ورأيت أف جمالها لم يخلق اهلل مثيلو‬ ‫مثالً ‪ ... :‬أنت أ ْ‬

‫ وصدقت ! ‪ ،‬ألف اهلل خلق لكل فتاة جماالً خاصاً ‪ -‬بها لكن ىل‬‫يجوز أف تتحدث عن جمالها لترغب الخلق جميعاً فيهاً ؟ !!‬ ‫ال يجوز ذلك ‪ ،‬ألف ذلك خصوصية لك ‪ ، ،‬لكن إف أرت ‪..‬‬ ‫فيمكنك أف تتحدث عن أخالقها‪ ،‬أو عن جميل معامالتها ‪ ،‬وليس ىناؾ‬ ‫غضاضة في ذلك ‪ ،‬أما أف تتحدث عن جمالها ؟ !!! ‪ ،‬فال يجوز ألنو‬ ‫خاص بك أنت ‪ ........‬وىذا قياس مع الفارؽ ‪.‬‬ ‫فعلينا إذف أال نتحدث عن كرامات الصالحين إال بما تتحملو‬

‫العقوؿ‪ ،‬أما ما ورد في النقوؿ عن الصالحين السابقين ‪ ...‬واألولياء‬ ‫نمحصو بالمنهج العلمي الذي َّ‬ ‫يدرس في‬ ‫والعارفين ‪ ، ....‬فعلينا أف ِّ‬ ‫الجامعات اآلف ‪:‬‬ ‫فكل من لم نجد لو مصداقية ‪ ...‬فعلينا أف نستبعده بالكلية‪ ،‬حتى‬

‫وإف كانت كانت خصوصية لو ! ‪ ...‬وقد آمن بها أىل عصره ‪ ،‬وآمن بها‬ ‫بعض أىل عصرنا‪.‬‬ ‫نطهر جوىر التصوؼ من ىذه األشكاؿ‬ ‫وذلك ألننا نريد أف ِّ‬

‫والمظاىر التي يمسك فيها المتأففوف ‪ ، ....‬ثم يحاربوف بها الصوفية‬ ‫بما ال يروف وال يعلموف !‪ ،‬ألنهم لم يروا إال ىذه الشكليات التي وقف‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫عندىا المريدوف والمتحدثوف ‪ ،‬وكذلك وقف عندىا العلماء الذين ىم‬ ‫في ميداف الصوفية سالكوف أو مريدوف أو أئمة ومرشدوف ‪...‬‬ ‫إذف علينا أف نتحدث بما ىو على قدر العقوؿ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫الصالِ ِحين‬ ‫السالِك ِم ْن ِسيَ ِر َّ‬ ‫اجةُ َّ‬ ‫‪َ ‬ح َ‬ ‫وبدالً من قضاء الوقت كلو في الحديث عن كرامات رجل من‬ ‫الصالحين ‪ ،‬ماذا علينا لو أخذنا في الحديث عن ‪:‬‬ ‫ جهاده في اهلل الذي جاىد فيو نفسو وىواه‪.‬‬‫‪-‬‬

‫وكيف تغلب على نفسو؟‬

‫‪-‬‬

‫وكيف وصل إلى مرضاة ربو؟‬

‫‪-‬‬

‫وكيف وصل إلى محبَّة حبيبو ومصطفاه؟‬

‫‪-‬‬

‫والفيوضات‪ ،‬والتجليات‪ ،‬واإلكرامات المعنوية‪ ،‬التي أكرمو‬

‫بها اهلل سبحانو وتعالى‪ ،‬وىذا ىو ما يحتاجو السالك في طريق اهلل ‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫فيحتاج من ىؤالء جهادىم وأخالقهم وأفعالهم وأحوالهم التي وصلوا بها‬ ‫إلى اهلل ‪. ‬‬ ‫ىذه المقدمة كاف ال بد منها ‪...‬وخاصة أننا سنتحدث في ىذه‬

‫الليلة عن رجل من رجاالت اهلل الصالحين الذين مألت شهرتهم‬

‫المشارؽ والمغارب ‪ ....‬وىو سيدي أحمد البدوي ‪ ‬وأرضاه بمناسبة‬ ‫مولده‪.‬‬ ‫ونحن والحمد هلل الذين نحيي مولده كما يحب اهلل‪ ،‬وكما يرضي‬

‫رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فقد حكى الناس عنو كرامات سواءاً كاف في حيػاتو‪ ،‬أو‬

‫بعد انتقالو‪ ،‬وأفاضوا فيها ولكن اهلل قد أمرنا في كتابو أف نهتدي بقولو‬ ‫سبحانو ( ٔ​ٔ​ٔ يوسف ) ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫أي نأخذ العبرة التي تعيننا على التذكر‪ ،‬والحضور‪ ،‬واالستحضار‪،‬‬ ‫وحسن اإلقباؿ على اهلل ‪ .... ‬في كل وقت وحاؿ‪.‬‬

‫اؿ اإلقْتِ َد ِاء بِر ُس ِ‬ ‫وؿ اهلل‬ ‫‪َ ‬ك َم ُ‬ ‫َ‬ ‫ىذا الرجل ‪ ‬أراد أف يصل إلى مرضاة اهلل ‪:‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫فجعل وقتو ونفسو كلو هلل ‪ ،‬ولم يدع شيئاً في الدنيا يشغلو عن‬ ‫مواله إال وتجاوزه ‪ ،‬ليعلن عن صدؽ رغبتو في طلبو لمواله جل في عاله‬

‫‪ ،‬وسار في ذلك على نهج الحبيب المختار ‪ ‬ولم يبتدع منهجاً وال‬ ‫مشرباً وإنما سار على نهج حبيب اهلل ومصطفاه في كل أحوالو‪.‬‬

‫فقد رأى أف كل ما يبعد السالك عن اهلل ويشغلو عن مواله؛ ىي‬

‫المناظر التي تراىا العين والكالـ الذي تسمعو األذف‪ ... :.‬فوضع على‬

‫وجهو لثامين ‪ ،‬ليكوف بعيداً عن الخلق ‪ ،‬حتى ولو كاف بينهم‪ ،‬فال يشغل‬ ‫نفسو برؤيتهم‪ ،‬وال يشغل أذنو بحديثهم ‪....‬‬ ‫ألنو يتحدث مع اهلل ‪ ‬في كل وقت وحين‪.‬‬ ‫المصطفى ‪ ‬كما‬ ‫رأى – أى السيد أحمد البدوى ‪ -‬الحبيب‬ ‫(٘)‬ ‫أف أوؿ ما‬ ‫قالت في شأنو السيدة عائشة رضي اهلل عنها وأرضاىا‬

‫بدء بو ‪ ‬الرؤية الصادقة ‪ -‬فقد كاف ال يرى رؤيا إال وجاءت مثل فلق‬ ‫الصبح ‪ -‬ثم حببت إليو الخلوة فذىب إلى غار حراء ‪ ،‬وكاف يجهز‬

‫لنفسو ما يحتاج إليو في الغار ابتعاداً عن الخلق وانشغاالً بالحق ‪ ،‬حتى‬

‫٘ روى البخارى عن عائشة ‪: ‬أوؿ ما بدىء بو رسوؿ اهلل ‪ ‬من الوحي الرؤيا الصالحة في‬ ‫النوـ ‪ ،‬فكاف ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح ‪ ،‬ثم حبب إليو الخالء ‪ ،‬وكاف يخلو بغار‬ ‫حراء ‪ ،‬فيتحنث فيو ( يتعبد) الليالي ذوات العدد قبل أف ينزع إلى أىلو‪ ،‬ويتزود لذلك ثم يرجع‬ ‫إلى خديجة فيتزود لمثلها‪ ،‬حتى جاءه الحق وىو في غار حراء ‪ ..‬والحديث طويل ومشهور‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫قاؿ أىل مكة في شأنو‪" :‬لقد عشق محم ٌد ربو"‪ .....،‬فسار سيدي‬ ‫أحمد البدوي ‪ ‬على ىذا النهج ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وقدر اهلل ‪ ‬لو أف يسكن في مكة مع أنو ولد في "فاس" ببالد‬

‫المغرب وذلك ألف والده أخذ أسرتو ورجع بها إلى مكة ألنها موطنهم‬

‫األصلي ‪ ،‬وقد كاف عمره في ذلك الوقت سبع سنوات فاشتغل أوالً‬ ‫وجوده وأتقنو على القراءات السبع ‪،‬‬ ‫بحفظ القرآف الكريم حتى حفظو َّ‬ ‫ثم بدأ تحصيل الفقو على مذىب اإلماـ الشافعي ‪ - ‬وكاف مذىب‬

‫حصلو ‪ ،‬وعلم من‬ ‫أىل الحجاز وأىل مصر في ذلك الوقت ‪ -‬حتى ّ‬ ‫الفقو ما يصحح بو عباداتو وطاعاتو لربو سبحانو وتعالى ‪ ،‬وذلك ألف‬ ‫العبادة ال تجوز مع الجهل‪.‬‬ ‫ثم بدأ السير فى الطريق ‪ ... :‬وكاف أوؿ ما بدأ بو الزىد في الدنيا ‪:‬‬ ‫فأخرج الدنيا من قلبو ‪ ،‬وأخذ يجاىد نفسو حتى لم يصبح لها‬

‫عنده مقدار ‪ ،‬واشتغل بالكلية بعد ذلك بالعزيز الغفار ‪ ، ‬ألف‬

‫الطاعات والعبادات ‪ ...‬ال يتذوؽ اإلنساف لذة المناجاة وحالوة الطاعة‬ ‫فيها ‪ ...‬وحب الدنيا ساكن في قلبو !‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫فليخل قلبو لربو ‪،‬‬ ‫فمن أراد أف يتذوؽ لذة الطاعة وحالوة العبادة‬ ‫كما قاؿ الصادؽ المصدوؽ ‪: ‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ديم‬ ‫ػدِ م ِصقؿَا مصِي مأؼِ ِ‬ ‫ك ماهللُ‪ ،‬موَ مازِ َ‬ ‫قؾٗ َ‬ ‫ػدِ م ِصي ماظْدٗغَِقا مؼُ ِ‬ ‫{ مازِ َ‬ ‫(‪)ٙ‬‬ ‫م‬ ‫كماظْ ٖـاسُم}م‬ ‫قؾٗ َ‬ ‫اظْ ٖـاسٔم ُؼ ِ‬ ‫حتى أف أىل مكة لقبوه بأحمد الزاىد في بدايتو ‪.‬‬ ‫ثم أخذ العهد على شيخ ليعبد اهلل ‪ ‬تحت مراقبة شيخو ‪ ،‬فيطهره‬ ‫من الدسائس النفسية والعالئق القلبية واألدراف الروحانية‪.‬‬ ‫وكاف شيخو الشيخ ِّبرى‪ ،‬الذي تلقى الطريق عن الشيخ أبي نعيم ‪،‬‬

‫وتلقى الشيخ أبو نعيم من سيدي أحمد الرفاعي ‪ ، ‬وإف كاف البعض‬ ‫يعتقد أنو كاف يتلقى من رسوؿ اهلل مباشرة‪ ،‬فهذا صحيح‪ ،‬ولكن ىذا ال‬ ‫يكوف إال في النهاية‪ ،‬أما البدايات ال بد فيها من شيخ مربي‪.‬‬

‫‪ ‬م ْنػهج الْب َدوى في ِجه ِ‬ ‫اد الْنَّػ ْفس‬ ‫َ‬ ‫َ​َُ َ‬ ‫ إذف فقد حفظ القرآف‪.‬‬‫‪-‬‬

‫ثم درس الفقو‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ثم زىد في الدنيا‪.‬‬

‫‪ ٙ‬رواه ‪:‬أبو نعيم فى حلية األولياء‪ ،‬عن سهل بن سعد الساعدي‪ ،‬وأولو ‪ { :‬قاؿ رجل‪:‬‬ ‫يارسوؿ اهلل ! دلني على عمل إذا عملتو أحبني اهلل وأحبني الناس ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬الحديث ‪}..‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ ثم أخذ الطريق عن شيخ مربي‪ ،‬والشيخ عن شيخ لو سند في‬‫طريق اهلل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولما اجتمعت لو ىذه األدوات بدأ في المجاىدات‪.‬‬

‫يسر اهلل لو أمر المجاىدات‪ ،‬فخرج إلى غار حراء الذي كاف‬ ‫وقد َّ‬ ‫يتعبد فيو رسوؿ اهلل ‪ ‬وانفرد فيو يتعبد هلل تأسياً بحبيب اهلل ومصطفاه ‪.‬‬ ‫وقبلها عرض عليو أخوه األكبر أف يتزوج لكنو كاف مشغوالً بالكلية‬

‫برسالتو الربانية فلم يجد لديو وقتاً للزواج وقاؿ يا أخي أنا ال أتزوج إال‬ ‫من الحور العين‪.‬‬ ‫وأخذ يذكر اهلل ‪ ، ...‬وقد كاف منهجو في عبادة اهلل ‪: ‬‬ ‫أنو إذا انتصف الليل يظل يقرأ القرآف حتى الفجر ‪ ،‬ولذلك فإف‬

‫تلميذه الذي رباه تربية برزخية ألنو لم يلتق بو في حياتو الدنيوية سيدي‬

‫أحمد حجاب ‪ ‬قاؿ‪ :‬تحيرت آناً ‪ ..‬كيف أصل إلى اهلل ؟‪ ،‬بالذكر ؟ ‪،‬‬

‫أـ بتالوة القرآف؟ ‪....‬وإذا بسيدي أحمد البدوي يقوؿ لي‪ :‬القرآف ‪..‬‬ ‫القرآف ‪ ..‬القرآف‪..‬‬ ‫وظل يجاىد نفسو حتى وصل إلى حاؿ تقلَّل فيو من الطعاـ‬

‫بالمجاىدات الفادحة‪ ،‬و تقلل أيضاً من المناـ‪ ....‬فكاف أحياناً يقف‬ ‫أماـ باب الغار يتفكر في خلق اهلل وال يأكل إال كل أربعين يوماً مرة ‪..‬‬ ‫وىذه ىي المجاىدات الفادحة التي ناؿ بها الدرجات الراقية ‪....‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ .....‬جاىد تشاىد ‪......‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪ ٜٙ‬العنكبوت‬

‫فمن يجاىد‪...‬‬ ‫ال بد أف اهلل يهديو إلى السبيل الذي يوصلو إلى خالقو وباريو ‪.‬‬ ‫المبشرين َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أف كلنا أولياء هلل‪ ،‬وىذه بشرى طيبة‬ ‫وقد نسمع من بعض‬ ‫ال بد منها ألىل البدايات ‪ ...‬وىذا صحيح ألف اآلية ذكرت‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫يونس‬

‫فأوؿ صفة من صفاتهم‪     :‬وكلنا يندرج‬

‫تحت ىذه الصفة‪ ،‬إذف كلنا أولياء هلل ‪ ،‬أما أىل المقامات الرفيعة وأىل‬

‫الدرجات العالية البديعة ‪ ...‬فيندرجوف تحت قوؿ اهلل ‪  :‬‬ ‫‪   ‬يونس‬

‫فلم يكتفوا بالجزء األوؿ من اآلية وحسب‪ ،‬وإنما دخلوا تحت‬

‫الجزء الثاني فجدوا واجتهدوا في طاعة اهلل طلباً لرضاه ‪ ‬فقد كاف‬ ‫بابهم ‪     :‬أي باستمرار ال يتوقفوا ‪...‬‬ ‫ولذلك يقوؿ خادمو الذاتي سيدي عبدالمتعاؿ ‪ ‬وأرضاه‪:‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫"خدعتمدقديمأمحدماظؾدويمأربعنيمساعاًمصؾممأرهمشػلم‬

‫سنمذطرمعوالهمم‪‬ممغػلاً"‪.‬م‬

‫وىذا من تماـ اقتداءه برسوؿ اهلل ‪ ، ‬فقد ذكرت السيدة عائشة‬ ‫رضي اهلل عنها ‪:‬‬ ‫(‪)ٚ‬‬ ‫م‬ ‫ذطُرُماظؾَّهَمسَؾَىمطُلِّمأَحِقَاغِهِ‪.‬م}م‬ ‫{مأَنٖمرَدُولَماظؾَّهِمطَانَمؼَ ِ‬ ‫أي ال يدخل إال على ذكر‪ ،‬وال يقوـ إال على ذكر‪ ،‬وال يجلس إال‬ ‫على ذكر‪ ،‬وال يناـ إال على ذكر‪ ،‬وال يفعل أي أمر إال على ذكر‪....‬‬ ‫تجملوا بقولو سبحانو‪:‬‬ ‫وىذه ىي أحواؿ الصالحين ‪ .....‬ألنهم َّ‬

‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ٖ٘األحزاب‬

‫ومن وصل إلى ىذا المقاـ ‪ ...‬يندرج في مقاـ الصالحين‪.‬‬ ‫وجوده‬ ‫إذف خطوات الطريق بالنسبة إليو ‪ :‬أوالً حفظ القرآف َّ‬ ‫بالقراءات السبع‪ ،‬ثم بعد ذلك درس الفقو على مذىب اإلماـ الشافعي‪،‬‬ ‫ثم بعد ذلك جاىد نفسو في الزىد في الدنيا‪.‬‬ ‫وىذا ىو المنهج الذي رسمو رسوؿ اهلل ‪ ‬للصحابي الجليل‬ ‫صا ِري ‪ ‬الذي يقوؿ لو رسوؿ اهلل ‪:.‬‬ ‫ْحارث بن مالك األَنْ َ‬ ‫ال َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫شةَ رضى اهلل عنها ‪ ،‬سنن ابن ماجة ‪.‬‬ ‫َع ْن َعائِ َ‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫قتُمعُ ِم ِعَـاًمحَؼًّا‪،‬م‬ ‫صؾَ ِ‬ ‫قتَمؼَامحَارٔثُم=مضُ ْؾتُ‪:‬مأَ ِ‬ ‫صؾَ ِ‬ ‫{م َط ِقفَمأَ ِ‬

‫حؼِق َؼةُم‬ ‫حؼِقؼَةً‪ ،‬مصَؿَا م َ‬ ‫َصؼَالَ‪ :‬م ُاغِظُرِ معَا مَتؼُولُ م َصنٔنٖ مِظؽُل مذَيِءٍ م َ‬

‫إٔميا ِغكَم= م}‪ ..‬فكاف أوؿ شرط ‪ :‬م{ مضال‪:‬مضَدِمسَ َز ْصتُمَغػْلِيمسَنٔم‬

‫يصح السهر‬ ‫اظ ٗ‬ ‫د ِغقَا م– موذلك ألنو بدوف العزوؼ عن الدنيا والزىد لن َّ‬

‫تتم العبادة كما يحبها اهلل ‪ – ‬م{ مضَدِ مسَ َز ْصتُ مَغػْلِي مسَنٔم‬ ‫ولن َّ‬

‫دفَرِتُ مظِذِٰظكَ مظَ ِقؾِي‪ ،‬م َوأَزْ َؿلْتُ مغَفَارٔي م} م– ماذا‬ ‫د ِغقَا م َوأَ ِ‬ ‫اظ ٗ‬

‫ظرُم‬ ‫كانت النتيجة بعد ذلك؟ كانت النتيجة خلع الرضا‪ :‬م{ م َوطَلَغيم َأغِ ُ‬

‫إٔىل مسَرِشٔ مرَبي مبَارٔ َزاً‪ ،‬موَ َطلَغي م َأغِظُرُ مإٔىل مأَػِلٔ ماظْفَـٖةِم‬

‫َؼؿَزَاوَرُونَمصِقفَا‪،‬موَ َطلَغيم َأغِظُرُمإٔىل مأَػِلٔماظـٖارٔمؼَؿَضَاشَوِنَمصِق َفام‬ ‫(‪)ٛ‬‬ ‫م‬ ‫ّ}‬ ‫أما نحن فنريد أف نصل إلى النهاية بدوف البداية !‪،‬كيف يكوف ذلك؟‬ ‫فهذه مصيبة المريدين في ىذا الزماف ‪....‬‬ ‫إذ يريد في لحظة أف يكوف من أىل اإلشراقات‪ ،‬ويرى غيوب‬

‫السموات !! ‪ ،‬ويرى الجنات !! ‪ ،‬ويرى الملكوت !!! ‪ ،‬بدوف أف‬ ‫يجاىد مثل ىؤالء !!!!! وىذا ال يجوز ‪ !!!...‬ألف اهلل ‪ ‬يقوؿ‪:‬‬ ‫اؿ ‪:‬‬ ‫‪ ٛ‬رواه الطبراني‪ ،‬وأَبو نعيم عن حارث بن مالك األنصارى ‪ ،‬وتماـ الحديث للفائدة { فَػ َق َ‬ ‫ْت فَال َْزْـ ػ قَال َ​َها ثَالَثَاً }‪.‬‬ ‫يَا َحا ِر ُ‬ ‫ث َع َرف َ‬ ‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫وكما قلنا فقد أخذ العهد‬

‫( ‪)ٜ‬‬

‫فصلت‬

‫على يد شيخ في طريق اهلل ‪ ،‬وىو‬

‫الشيخ ِّبرى الذى أخذ العهد على الشيخ أبي نعيم تلميذ الشيخ أحمد‬ ‫الرفاعي ‪ ،‬وبعد أف أخذ العهد‪َّ ،‬‬ ‫وتلقن من شيخو بدء الممارسة‬

‫العملية‪ ،‬ذىب إلى غار حراء وأخذ يتعبَّد هلل ويذكر اهلل على المنهج‬ ‫الذي وضعو لو شيخو ليتقرب إلى مواله ‪. ‬‬ ‫وقد نضجت ثمرتو بسرعة‪ ،‬ألنو عندما ذىب إلى الغار لم يكن‬

‫مشغوالً بصور األكواف‪ ،‬فلم يكن مشغوالً بزوجة‪ ،‬وال بأوالد‪ ،‬وال‬ ‫فرغ نفسو لمواله فأسرعت فتوحات‬ ‫بمنصب‪ ،‬وال بعمل وال بجاه‪ ،‬فقد َّ‬ ‫اهلل ‪ ‬لو ‪ ...‬وذلك ألنو ليس في قلبو نصيب من الدنيا أو شيء من‬ ‫مشتهيات ىذه الحياة ‪.‬‬ ‫وإف كاف ال ينبغي ألحد منا أف يتابعو في ذلك بالكليَّة‪ ، ..‬أي يترؾ‬ ‫الزواج والعمل !!‪ ،‬ألنو ‪ ‬كاف مغلوباً على أمره في ىذا المقاـ ‪...‬‬ ‫لشدة الجذبة اإللهية‪.‬‬ ‫تزوج وقاـ بمسئولية‬ ‫و ألف المقاـ األكمل أف يُػ ْفتح على العبد وقد َّ‬ ‫العياؿ‪ ،‬واضطلع بالوظائف واألعماؿ ‪ ...‬كما كاف أصحاب النبي ‪. ‬‬ ‫‪ ٜ‬أخذ العهد ‪ :‬إصطالح فى طريق القوـ يعنى أف أحدىم يعاىد اهلل تعالى على يد شيخو؛ على‬ ‫دواـ طاعتة سبحانو وتعالى ‪ ،‬و اإلمتناع عن الغفلة والمعاصى ‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ولذلك فقد اتفق جميع الصالحين على أف سيدي أحمد البدوي‬

‫علو قدره ومكانتو‪ ،‬كاف في بدايتو على قدـ سيدنا عيسى بن‬ ‫‪ ‬مع ِّ‬ ‫مريم عليو السالـ ‪ ،‬وىو ما يطلق عليو‪ :‬على القدـ العيسوي‪ ،‬لكنو‬ ‫بالطبع رسخ بعد ذلك على القدـ المحمدي األكمل واألعلى‪.‬‬ ‫وال بد لإلنساف لكي يصل للمقاـ المحمدي أف يقطع المقاـ‬

‫العيسوي‪ ،‬لكن كيف يقطع أحدنا ىذا المقاـ العيسوي مع ممارستو‬ ‫للحياة العامة العملية ‪ ...‬من حيث زواجو وأوالده وعملو ؟‬ ‫ىذا ىو العجب العجاب !!! ‪....‬‬ ‫الذي كاف عليو شأف األصحاب وعليو شأف األقطاب من بدء الدنيا‬ ‫إلى يوـ الدين ‪:‬‬

‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫إبراىيم‬

‫فكل شيء ميسر إف شاء اهلل ‪ ...‬لمن وفقو اهلل‪ ،‬وىداه واجتباه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬وسػائِ‬ ‫ػل الْ َف ْت ِح الْ َّربػَّانِي‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫وظل ىذا الرجل يتعبَّد في غار حراء‪ ،‬وكاف يجاىد نفسو في التقليل‬

‫سمي‬ ‫من الطعاـ ‪ ،‬والتقليل من المناـ ‪ ،‬والتقليل من الكالـ ‪ ....،‬حتى ِّ‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الصامت ! ‪ ...‬فكاف ال ينطق إال باإلشارة في أياـ المجاىدات‬ ‫ىذه‪.‬فكل من كاف يسألو أو يحدثو ؟ ‪ ،‬يجيبو بإشارة ‪.‬‬ ‫وكذلك كاف ذاكراً هلل على الدواـ ‪.‬‬ ‫وىذا ىو منهج الصالحين‪ ،‬وعدة من يريد أف يكوف من الصالحين‪،‬‬

‫ويحظى بالفتح واإلكراـ من اهلل ‪ ، ‬ومن المصطفى عليو أفضل‬ ‫الصالة وأتم السالـ‪.‬‬ ‫ما لنا إذف نرى الصالحين ‪ ...‬يأكلوف !! ‪ ...‬ويشربوف؟‬ ‫ىذا الموضوع يا إخواني ال يكوف إال بعد الوصوؿ‪ ،‬ومصيبتنا أننا‬

‫نريد أف نقلد الفحوؿ بعد الوصوؿ !!!! ‪ ...‬لكن يجب اف نقلدىم أوالً‬ ‫في الكيفية التي نالوا بها الوصوؿ ‪ ،‬وذلك لكي نكوف من الفحوؿ ‪...‬‬ ‫إذف ‪ ....‬فإف سيدي أحمد البدوي ‪ ‬كاف يمشي على المنهج‬ ‫‪ ...‬النبوي الشرعي ‪ ...‬الصوفي ‪ ...‬تماما بتماـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬السػِّػياحػةُ الْر ِ‬ ‫وحيَّةُ‬ ‫َ َ‬ ‫وفي تلك اآلونة أُمر بالسياحة‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وكما نعلم فإف السياحة من أساسيات المنهج الصوفي ‪ ،‬فال بد من‬

‫السياحة الملكية األرضية‪ ،‬حتى يكرـ اهلل العبد بالسياحة القلبية‬ ‫الملكوتية‪ ،‬والسياحة األرضية باألجساـ‪.‬‬ ‫أما السياحة القلبية فهي عندما يكوف اإلنساف ساكناً !‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫يتنقل قلبو في عوالم الملكوت وفي عوالم الحي الذي ال يموت ويكرـ‬

‫باللطف واإلكرامات والمقامات وفي ذلك يقوؿ ‪ ‬واصفاً اإلماـ علي‬ ‫علي وإف كاف جسمو على الثرى – يعني التراب‪ -‬إال أف‬ ‫‪ ‬ما معناه ‪ٌ :‬‬ ‫قلبو بالمأل األعلى ‪ ...‬وقد كاف سيدنا علي نائماً في ذلك الوقت‪، !!..‬‬ ‫وعن ىؤالء الرجاؿ يقوؿ اإلماـ أبو العزائم ‪:‬‬ ‫إف الرجاؿ كنوز ليس يدريهػ ػػا‬ ‫إال م ػ ػراد تحلَّى من مع ػانيها‬ ‫في األرض أجسامهم والعرش مقعدىم‬ ‫قلػ ػػوبهم صػفت واهلل ىاديها‬ ‫ىم الشموس لشرع المصطفى وىمو‬ ‫س ػػفينة الوصل بسم اهلل مجريها‬ ‫فرأى (البدوى ‪ )‬ىاتفاً في المناـ ‪ -‬وىذا بداية السياحة في‬ ‫الملكوت وتكوف برؤية الهواتف المنامية ‪ -‬يأمره بالسياحة إلى بالد‬

‫العراؽ‪ ،‬ثم رأى في المناـ صالحى أىل العراؽ المنتقلين يدعونو‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫لزيارتهم‪ ،‬فانتقل إلى العراؽ سائحاً في اهلل ‪ ‬ليزور مشاىد الصالحين‬ ‫(ٕٔ​ٔ التوبة)‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫وجهو سيدي أحمد الرفاعي ‪ ‬مناماً ‪ -‬وكاف الأس‬ ‫‪ ...‬وىناؾ َّ‬ ‫مشايخو في الطريق أف يذىب إلى إحدى تلميذاتو بنت ِّبرى وىي ابنة‬ ‫"برى" ‪..‬أى ابنتو في الطريق‪.‬‬ ‫شيخو ِّ‬ ‫وكانت سالكة وقد وصلت إلى حاؿ ولكنها أساءت استخداـ ىذا‬

‫الحاؿ فأمره أف يذىب إليها ليصلح شأنها ويردىا إلى مقامات الكماؿ‬ ‫فى الصالح والتقوى‪ ،‬وقد وفقو اهلل للقياـ بذلك ‪.‬‬ ‫وما يساؽ في ىذه القصة من خرافات وأعاجيب !! ‪ ،‬ال شأف لنا‬ ‫بها وإنما كما قلت ‪ ...‬فإف العبرة فيما ذكرناه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬اإل ْذ ُف بِالْ َّد ْع َوِة إلَى اهلل‬

‫ثم بعد ذلك رجع إلى مكة‪.‬‬

‫وكاف قد تأىل رضى اهلل عنو للدعوة إلى اهلل ‪ ،‬وقد عُ َّد سيدى‬ ‫أحمد البدوى من القالئل الذين يكلفهم رسوؿ اهلل ‪ ‬بارشاد الخلق ‪،‬‬ ‫وداللتهم على اهلل‪.‬‬ ‫فجاءه النبي ‪ ‬في المناـ‪ ،‬وقاؿ‪:‬‬ ‫يا أحمد اذىب إلى طنطدا في بالد مصر فإف لك بها شأناً‪،‬‬ ‫وستربي بها رجاالً ‪ ..‬فالف وفالف ‪ ...‬وكاف منهم عبدالعاؿ‪،‬‬ ‫وعبدالرحمن‪ ،‬وعبدالمحسن‪ ،‬وغيرىم ‪ ..‬وأعطاه أسماءىم‪...‬‬ ‫وذلك لنعلم أف ىؤالء الرجاؿ ال يقوموف بالدعوة إلى اهلل إال بإذف‬ ‫صريح من الحبيب األعظم ‪ ، ‬ألنو كما قيل ‪:‬‬ ‫"إذامأضاعكمأساغك‪،‬موإذامأضؿتمغػلكمأػاغكم"م‬

‫وىذا أمر مشاىد ‪ .....‬فكل من يقم نفسو ‪ ...‬يُها ْف‪.‬‬

‫وكاف ىذا األمر في شهر ذي الحجة في أياـ الحج األعظم‪ ،‬وكما‬

‫قلت إذا أقامك أعانك ‪ ،..‬فكاف ‪ ‬جالساً في البيت الحراـ‪ ،‬وإذا بو‬

‫يأتي لو رجل ليتعرؼ عليو‪ ،‬فعلم أنو من طنطدا‪ ،‬وأنو شيخ ىذه البلدة ‪،‬‬ ‫فلما تعارفا دعاه للمجئ إلى طنطدا ليقيم عنده وينشر دعوة اهلل ‪. ‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وىذه ىي اإلعانة ‪....‬‬ ‫وجاء ‪ ‬إلى طنطدا ‪ ،‬وكانوا قد خرجوا من البلد الحراـ في أواخر‬

‫ذي الحجة ‪ ...‬تقريباً في ثالثة وعشرين منها‪ ،‬ووصلوا في شهر ربيع‬ ‫األوؿ وكاف سفراً طويالً ‪..‬‬ ‫وال شأف لنا بالروايات التي قد رويت في ىذا الموضوع (السفر) ‪،‬‬

‫ألف الصوفية يتغالوف في حب مشايخهم؛ فينسبوف لهم كرامات ‪ ...‬فال‬ ‫شأف لنا بذلك‪ ... ،‬بل علينا أف نتمسك باألمور الصحيحة الشرعية‪.‬‬ ‫ولما جاء إلى طنطدا‪ ،‬وكانت بلدة صغيرة تكاد تكوف غير ظاىرة‬

‫على الخريطة‪ ،‬وكانت قرية تابعة لمديرية الغربية ‪ -‬وكانت عاصمة الغربية‬ ‫في ذلك الوقت ىي المحلة الكبرى ‪ -‬بل كانت طنطدا (كما كانت‬

‫تسمى آنذاؾ) تابعة إدارياً لبلدة بجوارىا تسمى "سبرباي" اآلف وبها اآلف‬

‫الجامعة األزىرية‪ ،‬إذف فقد كانت بلدة عادية ‪ ...‬لكن ىكذا أمر اهلل‬ ‫لمن اختاره واجتباه واصطفاه‪.‬‬ ‫مجم ٌل باألدب النبوي‬ ‫فجاء ‪ ،‬ودعاه الرجل ليقيم في بيتو‪ ،‬وألنو َّ‬

‫والرباني ‪ ،‬قاؿ لو ‪ :‬اصنع لنا سلماً من خارج المنزؿ ليوصلنا إلى سطح‬

‫المنزؿ فأنا ال أحب الجلوس إال على السطح فذلك راحة لنا وراحة‬ ‫ألىل بيتك ‪.‬‬ ‫وىذا ىو جماؿ األدب الرباني‪:،‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫لكي ال يسبب حرجاً ألىل بيت الرجل من نساء ‪ ،‬وفتيات ‪...‬‬ ‫فكانت بدايتو على ىذا السطح‪ ،‬ولذلك سمي بالسطوحي؛ ألف‬ ‫مدرستو كانت على ىذا السطح‪.‬‬ ‫وبدأ يذىب إلى البالد المجاورة لطنطا ‪:‬‬ ‫يدعو إلى اهلل‪ ،‬ثم يعود ثانية إليها‪ ،‬بعد أف يكرمو اهلل بأفراد أو عباد‬ ‫أنسوا فيو معرفة اهلل والصفاء والنقاء‪ ،‬وجاءوا ليشاركوه في ىذا األمر‪.‬‬ ‫ولما كثر عددىم‪ ،‬أعطاه ُمضيفو بيتاً ليقيم فيو وإخوانو ومريدوه فقد‬ ‫كاف ىذا الرجل يملك أكثر من بيت‪.‬‬ ‫وكاف منهجو ‪ ، ‬المنهج الذي سار فيو إلى اهلل فكاف يأمر مريديو‪:‬‬ ‫ بحفظ كتاب اهلل‪ ،‬وتعلم شرع اهلل‪.‬‬‫ ‪ ،‬ثم يأمرىم بالمداومة على ذكر اهلل‪ ،‬وينهاىم عن مخالفة اهلل‪،‬‬‫جل في عاله‪.‬‬ ‫وعن معاصي اهلل َّ‬ ‫وكاف إمامهم في ذلك ‪ ....‬ألنو كاف يدعوا إلى اهلل بحالو قبل أف‬ ‫يدعوا إلى اهلل ‪ ‬بقالو‪...‬‬ ‫ألنو بالحاؿ تزكية النفوس ‪ .....‬ال بالفلوس ‪ ....‬وال بالدروس‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ػح اإللَ ِه ُي‬ ‫الْ َف ْت ُ‬

‫بعد توجهو ‪ ‬وأرضاه إلى طنطا ‪....‬‬

‫جاء الفتح من اهلل ‪ ‬لو ولمن حولو ‪ ....‬وعالمة الفتح ألىل‬ ‫الفتح‪ ،‬ىو توفيق اهلل تعالى لهم وتأييده ‪ ‬لهم في كل أحوالهم‪.‬‬ ‫فالكرامات التي تظهر على أيدي الصالحين في ىذه اآلنات تكوف‬

‫بمثابة‪" :‬صدقمسؾديمصقؿامضالموػذامتلؼقديمظه" ‪ ،‬فيؤيده اهلل لكي‬ ‫تطمئن القلوب وتسارع إلى حضرة عالـ الغيوب ‪. ‬‬ ‫وحاؿ الرجل يظهر على قدر صفائو وصدقو مع اهلل ‪ ، ‬فإذا كاف‬

‫الرجل يدعو لنفسو‪ ،‬فإف اهلل يجعل الخلق ينفضوف عنو‪ ،‬أما إذا كاف‬

‫الرجل يدعو لربو‪ ،‬فإف أنواره في إزدياد ‪ ...‬ومن حولو يكوف في مدد‬ ‫متصل ال ينقطع من اهلل ومن رسولو ‪. ‬‬ ‫وقد بدأ سيدي أحمد البدوي ‪ ‬أوالً يدعو بنفسو إلى اهلل ‪ -‬ومن‬

‫عالمة صدؽ الداعي إلى اهلل أف يقيض اهلل لو إخواف صدؽ يعينونو على‬ ‫آداء رسالتو حتى في المهن العادية‪.‬‬ ‫فحينما بدأ يدعو إلى اهلل وكثرت الوفود ‪:‬‬ ‫تواترت عليو الخيرات لهؤالء القوـ‪ ،‬فإنو ‪ ‬عندما انتقل إلى جوار‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫(ٓٔ)‬

‫ربو عن تسعة وسبعين عاماً ‪ -‬وىي تساوي في علم "الْ ُج َّمل"‬ ‫كلمة ‪ ..‬مدد‪ ،..‬أي أف حياتو كلها مدد ‪ -‬لم يترؾ شيئاً خلفو من الدنيا‬ ‫غير سجادتو التي كاف يجلس عليها‪ ،‬ومسبحتو التي كاف يسبح بها‪،‬‬ ‫وثيابو التي كاف يلبسها‪.‬‬ ‫فقد كاف من خصوصياتو ‪ ‬أنو لم يكن لو للثياب بديل‪ ،‬فكاف‬

‫يلبس الثوب وال يخلعو أبداً‪ ،‬ومن فضل اهلل عليو أف ىذه الثياب كانت‬ ‫ال تتسخ‪ ،‬وىذه كرامة من كرامات تأييد اهلل ‪ ‬لو ‪ ...‬فكاف ثوب واحد‬

‫يلبسو‪ ،‬ولم يكن يلبس غيره إال بعد أف يبلى‪ ،‬وىذه ىي عفة وقناعة‬ ‫الصالحين ‪ ...‬فال يلتفتوف إلى الدنيا ومطارفها وأموالها طرفة عين‪.‬‬ ‫وألنو كاف في أكثر أحوالو غائباً عن الناس ‪ -‬لتماـ انشغالو برب‬ ‫قواه اهلل بالنورانية والشفافية والبصيرة والبصيرة المضيَّة‪،‬‬ ‫الناس‪ -‬فقد َّ‬ ‫الكمل‬ ‫وكاف يربِّي بحالو‪ ،‬ويربِّي بالنظرة‪ ،‬ومن يربِّي بالنظرة ىم الورثة َّ‬

‫ٓٔ يُػقاؿ أف علم الحرؼ علم قديم جدا‪ ،‬ومن ضمنو علم حساب الْ ُج ّمل ولو عدة أنواع‬ ‫ويستخدـ في علوـ مختلفة ‪ ،‬وينسب إلى ذلك علم الجفر المعروؼ‪ ،‬و علم اإلعجاز العددي‬ ‫في القرآف الكريم ‪ ،‬وملخص ىذا الحساب أف لكل حرؼ لغوى رقم حسابى يقابلو ‪ ،‬فلمعرفة‬ ‫الرمز الباطن فى كلمة ما‪ :‬تجمع األعداد المقابلة لحروفها معا‪ ،‬فتعطى رقما أكبر‪ ،‬يُػ َقابَ ُل ثانية‬ ‫بالح روؼ التى تساوى ىذا المجموع فتنتج كلمة جديدة‪ ،‬وتكوف ىى الباطنة فى الكلمة األولى‪،‬‬ ‫أو إذا كانت كلمة لها معنى حسابى كترتيب أو عدد أو قيمة ترد إلى الحروؼ المقابلة فتكوف‬ ‫كسن الشيخ عند وفاتو "تسعة وسبعوف" وىى تساوى مجموع حروؼ ميم داؿ داؿ‬ ‫باطنة فيها ِّ‬ ‫أى "مدد"‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫كسيدي أبي الحسن الشاذلي‪ ،‬وسيدي أحمد البدوي ‪ ، ‬فقد كاف‬ ‫سيدي أبي الحسن الشاذلي يقوؿ في ذلك‪:‬‬ ‫"محننمغربِّيمعرؼدغامباظـظرةمم‪..‬طؿامتربِّيماظلؾقػاةمصغارػام‬

‫باظـظرة‪،‬موطؿامتربِّيماظـعاعةمبقضفاموؼػؼسمباظـظرةم"م‪.‬م‬

‫فإف البيض لكي يفقس يلزمو حرارة‪ ،‬فترقد عليو األـ من أجل ذلك‪،‬‬

‫وتأتي الحرارة بالنسبة للنعامة أف تنظر لبيضها من على بعد فتنتقل إليو‬ ‫الحرارة ويكمل طوره ويفقس بالنظرة‪....‬‬ ‫فقد كاف يأتيو الرجل فيقوؿ لو سيدي عبدالعاؿ ‪ :‬ىذا فالف فينظر‬

‫إليو نظرة ‪ ،‬فيملؤه مدداً ‪ ،‬ثم يقوؿ لسيدي عبدالعاؿ قل لو أف يتوجو‬

‫لبلدة كذا ‪ ،‬ويدعو إلى اهلل وىناؾ وفاتو ‪ -‬أي عليو أف يظل يدعو إلى‬ ‫اهلل ىناؾ حتى يتوفاه اهلل ‪. ‬‬ ‫ومع أنو كاف كما قيل في شأنو‪ ،‬أنو في معظم أوقاتو في حالة ولػو‬

‫ والولو ىو العشق إذا اشتد ‪ -‬فالعشق يجعل فؤاد اإلنساف يتأجج ناراً‬‫من المحبة ‪ ، ....‬ومع ذلك فإف جوارحو يقظة‬ ‫أما إذا قوي العشق واشتد فيسمى في مصطلح القوـ "الولو"‪ ،‬ويعني‬

‫ذراتو الظاىرة والباطنة وال‬ ‫أف محبة الحبيب األعظم تغلبت على جميع َّ‬ ‫جل في عاله‪.‬‬ ‫يشغلو أي شيء غير مواله َّ‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ومع أنو كاف َّ‬ ‫الفذ في ىذا المقاـ‪ ،‬إال أنو ضرب المثل األعلى ألىل‬

‫الجذب في كل زماف ومكاف‪ ،‬فقد كاف ال يتخلف عن أي صالة هلل في‬

‫وقتها‪ ،‬وكاف لو إماماف يؤمونو ىو ومريديو في الصالة‪ ،‬والجذب الحقيقي‬ ‫ىذه عالمتو – فالجذب ىو تعلق القلب باهلل – فإذا انجذب اإلنساف‬ ‫إلى مواله بالكلية‪ ،‬فإف عالمة صدؽ جذبو ‪ ....‬أف اهلل َّ‬ ‫يرده إلى حالو‬ ‫في أوقات الفرائض ليؤديها هلل‪ ،‬وىؤالء ىم األفراد أىل القرب والوداد‪.‬‬

‫فكاف يحافظ على الصالة‪ ،‬وكاف كما قلت قبل ذلك إذا انتصف‬ ‫جل في عاله‪.‬‬ ‫الليل يقطع الوقت إلى صالة الفجر بقراءة كتاب اهلل َّ‬ ‫وفتح اهلل لو أبواب المعارؼ اإللهية‪ ،‬لكنو كبقية الصالحين العظاـ‬ ‫كما يقوؿ فيهم سيدي أبي الحسن الشاذلي ‪:‬‬ ‫قابي"‪.‬م‬ ‫دورُمأصُ َ‬ ‫"مطُ ُؿيبمصُ ُ‬ ‫فلم يشغل بالو بتأليف كتاب‪ ،‬لعدـ وجود وقت لذلك‪ ،‬ولم يضيِّع‬ ‫وقتو في أحاديث النشغالو بالكليَّة بمواله‪.‬‬ ‫ولكن قد أكرمو اهلل بتربية رجاالً صاروا داعين إلى اهلل ‪ ‬بالحاؿ‬ ‫والمقاؿ ‪ ، .....‬حتى من كاف يقوـ بخدمتو في األمور العادية‪ ..!!..‬؛‬ ‫كاف من كبار الصالحين ‪:‬‬ ‫فالشيخ عبدالعظيم الراعي‪ -‬الذي كاف يرعى مواشيو ‪ -‬كاف من‬

‫كمل الصالحين‪ ،‬فقد كاف إذا غاب عن غنمو يأخذ عهداً على الذئب‬ ‫َّ‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الفراف من كثرة‬ ‫أال يقترب منها‪ ،‬وكاف يطعمو التي تموت منها ‪ ،‬وكذلك َّ‬

‫الضيفاف‪ ،‬فقد كاف يخبز في اليوـ إردباً من القمح‪ ،‬فكاف أحياناً يسهو‪،‬‬ ‫تضره وال تحرقو‪ ،‬والكنَّاس كذلك !!‪..‬‬ ‫ويدخل يده في النيراف فال َّ‬

‫ومن العجب أنها أصبحت طرؽ ‪ ..‬منها طريقة الراعي‪ ،‬والطريقة‬

‫ال ُكنَّاسية‪ ،‬وكانت للشيخ الكناس الذي كاف يكنس منزؿ الشيخ ‪ ،‬فكل‬ ‫من اشتغل بخدمتو ‪ ، ....‬وألنو ال يرجو إال اهلل صار ولياً هلل ‪ ‬في‬ ‫بابو‪ ،‬وصارت لو كرامات يتحدث بها الرجاؿ‪ ،‬ومواىب وفتوحات ال‬

‫تطيقها األسماع‪ ،‬وذلك ألنهم أخلصوا وصدقوا في اإلتباع ابتغاء وجو‬ ‫اهلل ‪.‬‬ ‫وقد قاؿ الدكتور عبدالحليم محمود ‪ ‬واصفاً ىذه الجامعة‬ ‫العالمية‪:‬‬ ‫" موجاععةماظلطحمإذنمجاععةمسادلقةم‪،‬متؼؾلمطلماظؿالعقذم‬

‫عنممجقعماألضطارم‪،‬موسؾىممجقعمادللؿوؼاتم‪،‬موتصدرػممإىلم‬ ‫مجقعمأضطارماظدغقام"م‬

‫وذلك ألف مريديها لم يكونوا من مصر وحسب‪ ،‬بل كاف لو مريدوف‬

‫من الشاـ‪ ،‬ومن العراؽ‪ ،‬ومن الحجاز‪ ،‬ومن اليمن ‪ ....‬جاء بهم اهلل‬

‫إليو‪ ،‬فالذي يدعو القلوب ىو من بيده تقليب القلوب وىو عالـ الغيوب‬ ‫‪.‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وأكرمو اهلل ‪ ‬بالتأييد في األوقات التي يحتاج فيها إلى تأييد‪،‬‬ ‫وىذه ما نسميها كرامات‪.‬‬ ‫والكرامات ال يطلبها العارفوف‪ ،‬فعندما حلَّقت شهرتو باآلفاؽ‪،‬‬

‫ووصل صيتو إلى شيخ األزىر في زمانو ‪ -‬وكاف الشيخ ابن دقيق العيد‪-‬‬

‫عقد اجتماعاً مع علماء األزىر‪ ،‬واختاروا كتاباً في علم التوحيد اسمو‬ ‫كتاب الشجرة للشيخ عز الدين بن عبدالسالـ ‪ ،‬وطلب من أحدىم‬ ‫وىو سيدي عبدالعزيز الدريني ‪ ‬أف يذىب إلى طنطا ويختبره في‬

‫مسائل كتاب الشجرة‪ ،‬فإف أجاب عليها فهو ولي من األولياء‪ ،‬وقد أراد‬

‫بذلك أف يختبره في العقيدة‪ ،‬فذىب إليو ‪ ،‬وعندما دخل عليو قاؿ‬ ‫لو‪:‬‬ ‫يا عبدالعزيز جئت لتختبرني وفي كمك كتاب الشجرة‪ ،‬سل ما‬ ‫شئت؟‪ ،‬فأجابو بخير إجابات ‪ ،‬حتى أنو سلَّم لو ‪ ،‬وقاؿ في شأنو‪:‬‬ ‫"مدقديمامحدماظؾدويم‪..‬محبرْمظقسمظهمضرارم"‪.‬م‬

‫أي في العلم‪ ،‬وليس في الكرامات كما يهتم الناس ‪ ...‬فأىم شيء‬ ‫ىو الناحية العلمية‪.‬‬ ‫ولما عاد إلى األزىر بمصر ‪ ،‬وأخبر شيخو ابن دقيق العيد فأراد أف‬

‫يتثبَّت بنفسو‪ ،‬وذىب لزيارتو في طنطا‪ ،‬وصادؼ دخولو أنو كاف واقفاً‬ ‫على السطح في حالة الولو‪ -‬وقد كاف إذا أُخذ‪ ،‬يؤخذ كل من حولو فال‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫يستطيعوف الحركة‪ ،‬وعندما رآه ابن دقيق العيد على ىذا الحاؿ قاؿ في‬

‫نفسو ‪ :‬ما ىذا إال رجل مجنوف !‪ ،‬وكل من حولو جماعة من المجانين‬ ‫!!‪ ،‬فخاطبو ‪ ‬بنور ربو بما في نفسو ‪ ،‬وقاؿ لو‪:‬‬ ‫مجانين ولكن سػ َّر جنونهم ‪ ...‬غريب على أعتابو يسجد العقل‬ ‫فعلم أف لهذا الرجل شأف عظيم عند اهلل ‪.‬‬

‫ومن تأييد اهلل ‪ ‬ألولياءه وأصفيائو وأحبائو في ىذا المقاـ‪ ،‬أف‬

‫يطلعهم بداية على من يتوجو إليهم‪ ،‬فقد كاف نائماً في الظهيرة ثم‬ ‫استيقظ من نومو‪ ،‬وقاؿ لمن حولو‪ .. :‬سيأتينا رجل ويسألنا بسؤاؿ عن‬

‫المقامات‪ ،‬ويكوف لنا معو وقت طيب‪ ،‬وبعد أف صلى الظهر مع رفاقو ‪-‬‬ ‫وقد كاف اختار البيت الذي بجوار المسجد وكاف اسمو مسجد "‬

‫البوصة" وىو مسجد سيدي محمد البهى اآلف ‪ ،‬فاختار أف يسكن‬

‫بجوار المسجد تسهيالً للضيوؼ والمريدين وقضاء لفرض رب العالمين‬

‫‪ - ‬فبعد أف أدى صالة الظهر‪ ،‬إذا برجل من العلماء جاء يسأؿ عن‬

‫المقامات‪ ،‬فاستغرؽ في إجابة ىذا السؤاؿ من بعد صالة الظهر إلى‬ ‫صالة العصر‪.‬‬ ‫وذلك داللة على مدى تبحره في علوـ القوـ ‪ ،‬فقد كاف بحراً ليس‬

‫لو قرار في العلم الوىبي اإللهي‪ ،‬إلى جانب أنو كاف أستاذاً في العلم‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الشرعي كما قلت قبل ذلك‪ ،‬وأستاذاً في التجويد‪ ،‬وأستاذا في‬ ‫القراءات‪ ،‬وأستاذاً في علم الفقو رضي اهلل تعالى عنو وأرضاه‪.‬‬ ‫وقد ألهمو اهلل ‪ ‬بحزب يناجي بو اهلل ليكوف ورداً ألصحابو‪،‬‬ ‫وألهمو اهلل تعالى بعدد من الصلوات على حبيبو ومصطفاه لتكوف نهجاً‬

‫ألصحابو‪ ،‬وألهمو اهلل ‪ ‬ببعض أدعيو واستغاثات ‪ ...‬وىي ما قد أمر‬ ‫بتسجيلها وكتابتها ‪ ،‬ألنها المنهج الذي اختاره اهلل لمن أراد أف يتبعو‬ ‫ويصل إلى مواله ‪.‬‬ ‫وقد قاؿ فيو إمامنا أبو العزائم ‪ ‬وأرضاه‪:‬‬ ‫"طانمزاػرهمجاللموبارـهممجال"م‬

‫وظاىره جالؿ ألنو مأخوذ ‪ ،‬ومثل ىذا من يراه يعتقد أف فيو غلظة‬

‫لكثرة وجومو وعدـ تبسمو‪ ،‬ولكن باطنو كاف جماالً محضاً ألنو كاف‬ ‫يتقلب في جماؿ الواحد المتعاؿ ‪ ، ‬وقد أعطاه اهلل ‪ ‬ىذه‬ ‫الفتوحات‪.‬‬ ‫ومع ذلك لكي نعلم منهج رجاؿ اهلل‪ ،‬ومدى مسئوليتهم في أمة‬

‫حبيب اهلل ومصطفاه‪ ،‬فعندما ىجم الفرنجة والصليبوف على مصر في‬

‫زمانو‪ ،‬ترؾ بيتو وبلده وسافر إلى ميداف المعركة ليشترؾ في الجهاد‪،‬‬ ‫وكاف الجهاد الذي يقوـ بو كاف أعظم جهاد وىو رفع الروح المعنوية‪.‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وليس ذلك بمستغرب ألنو كاف في شبابو في مكة يشتغل بتالوة‬

‫القرآف وحفظو وتجويده والفقو‪ ،‬وكاف كذلك يتعلم الفروسية حتى أصبح‬

‫فارس مكة األوؿ‪ ،‬وعندما كاف يسمع عن باب من أبواب الفروسية‬

‫يتعلمو ويتقنو‪ ،‬حتى قيل لو أف اإلماـ علي كاف يحارب بسيفين ‪ -‬في‬

‫فجود ىذا الفن‪ ،‬وعندما حدثت معركة بين أىل مكة‬ ‫كل يد سيف ‪َّ -‬‬

‫وغيرىم حارب بسيفين‪ ،‬وذلك ألف الجهاد ىو أعظم العبادات التي يقوـ‬ ‫بها المؤمن متابعة لحبيب اهلل ومصطفاه لقولو ‪: ‬‬ ‫ذ ِعؾَةِم‬ ‫{ معَنِمعَاتَموَظَمِمَؼغِزُموَظَمِمؼُقَدِّثِمَغػْلَهُم ِبغَ ِزوٕ; معَاتَم َسؾَىم ُ‬

‫ِغػَاقٕم}م‪،‬مرواه اإلماـ مسلم فى صحيحو عن أبى ىريرة ‪‬مم م‬

‫يتوسل إلى ربو فيمن يمسكهم األعداء‬ ‫فكاف يجاىد بنفسو ‪ ،‬وكاف َّ‬ ‫أسرى حتى يقيض اهلل ‪ ‬لهم استجابة لدعوتو من يفك أسرىم‪ ،‬وقد‬ ‫ُسطِّر في ىذا المقاـ روايات غير صحيحة‪ ،‬لكنو كاف يدعو اهلل فيهيء‬ ‫اهلل لهم من األسباب استجابة لدعوتو من يفك أسرىم‪ ،‬وذلك إلنشغالو‬ ‫بالمجاىدين في طريق اهلل ‪. ‬‬ ‫وأكرمو اهلل ‪ ‬بعد ذلك ‪ -‬وألنو كاف يجاىد ومات على فراشو‪-‬‬ ‫بمقاـ الشهداء ‪ ،‬سر قوؿ سيد الرسل واالنبياء‪:‬‬ ‫ذفَدَاءِ مأُعٖيت مألصِقابُ ماظػُرُشٔ‪ ،‬مرُبٖ م َضِؿقِلٕ مبَقِنَم‬ ‫{ مإٔنٖ م َأ ْطـَرَ م ُ‬ ‫بن رفاعة)‪ .‬م‬ ‫اظص َّ‬ ‫ٖػقِنٔماهللمأَ ِسؾَمُم ِبـِ ٖقؿِهِم}‪(.‬رواه أحمد فى مسنده عن ُ‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وسر قوؿ اهلل ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ٜٔ‬الحديد‬

‫وجعل لو تصريفاً كاألفراد القالئل وىو في برزخو‪ ،‬وىذه منَّة ال‬ ‫يتفضل اهلل بها إال على قلة قليلة من األولياء والصالحين‪ ،‬فإذا أعطاه‬ ‫اهلل التصريف في حياتو الدنيوية ‪ ..‬فهذا أمر طبيعي‪ ،‬لكن كوف اهلل يعطيو‬ ‫التصريف وىو في حياتو البرزخية فهذا شيء غير عادي‪.‬‬ ‫وأيضاً كاف يربي في حياتو البرزخية‪ ،‬ولو تصريف كوني في حياتو‬ ‫البرزخية إكراماً لو من اهلل ‪ ‬كما قاؿ ‪ ‬عن شهداء أحد إلخوانو ‪:‬‬ ‫{ م َأؼٗفَا ماظـٖاسُ مزُورُوػُمِ م َو ْأتُوػُمِ موَدَؾؿُوا مسَ َؾ ِقفٔمِ‪ ،‬مصَوَاظَّذِيم‬ ‫َغػْلِيم ِبقَدِهِمالَمؼُلَؾمُمسَ َؾ ِقفٔمِمعُ ِلؾِمْمإٔظَىمؼَوِمٔماظْ ِؼقَاعَةِمإٔالَّمرَدٗوام‬ ‫(ٔ​ٔ)‬ ‫َس َؾقِهِماظلٖالَمَمـمَؼ ِعـِيمذُفَدَاءَمأُحُدٍمـ}م‪.‬‬ ‫م‬

‫ٔ​ٔ ابن سعد عن عبيد بن عمير ‪( ‬جامع األحاديث والمراسيل)‪.‬‬ ‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬جامعة السطح‬ ‫لقد أخذ ينظم الدعوة من فوؽ السطح‪...‬‬ ‫فقد كاف يأتي إلى السطح الكثير من المريدين‪ ،‬فيأخذ الشيخ في‬

‫تربيتهم بالنظر‪ ،‬وبالسلوؾ‪ ،‬وبالتعليم‪ ،‬وبالقدوة إلى أف تصفو نفوسهم‪،‬‬

‫فيبدأ إلى توجيههم إلى جهات تحتاج إلى الدعوة‪ ،‬وربما كانت ىذه‬

‫الجهات ىي بالدىم نفسها التي أتوا منها‪ ،‬وربما كانت بالداً أخرى ال‬ ‫يعرفوف عنها شيئاً‪ ،‬وإنما رأى الشيخ بإلهاـ من اهلل أنها في حاجة إلى‬ ‫مرشد‪ ،‬أو سمع الشيخ عن جرائم كثيرة ترتكب في مكاف بعينو‪ ،‬فيرسل‬ ‫لو أحد من صفت نفوسهم مبشراً ومنذراً‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬والشيخ أبو بكر الدقدوس‪ ،‬يأتي بو الشيخ عبدالعظيم‬ ‫الراعي‪ ،‬ويجمعو على سيدي عبدالعاؿ‪ ،‬فيقدمو لألستاذ‪ ،‬ويقوؿ لو‪:‬‬ ‫ىاىو ذا يرسل الشيخ حسن القليني إلى كوـ قلين مبيناً لو‬ ‫أنو سيختم حياتو بها وسيكوف لو بها شأف في حياتو‪ ،‬ومقاـ بعد وفاتو‪.‬‬

‫ياسيدي انظر إلى ىذا‪ ،‬وينظر إليو الشيخ ‪ ، ‬حتى إذا ما صلح‬ ‫البر الشػرقي ‪ ،‬قائػالً لو‪ :‬إف بها‬ ‫للدعوة أرسلو إلى ناحية دقدوس بسػاحل ِّ‬ ‫مقامك وستكوف لك بها شهرة وكرامات ظاىرة وعديدة‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪‬‬ ‫سنقر بمصر‪ ،‬وكاف الشيخ خلف من ىؤالء الذين يصدؽ عليهم قولو‬

‫ومن أصحاب السطح ‪ ،‬الشيخ خلف المدفوف بقنطرة‬

‫تعالى‪:‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ٔٙ‬السجدة‬

‫‪‬‬ ‫شرقي مدينة بلبيس‪ ،‬وكاف لو الكثير من الكرامات وكانت لو ىيبتو حتى‬ ‫ومن أصحاب السطح‪ ،‬الشيخ سعدوف ولو ضريحو المبارؾ‬

‫لقد كاف كاشف بلبيس إذا جلس عنده يرتعد من ىيبتو‪ ،‬وإنها ىيبة‬ ‫استعز بو وحده‪.‬‬ ‫أضفاىا اهلل عليو كما يضفيها على من َّ‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬ومن أصحاب السطح الشيخ على البريدي‪ ،‬أما سبب‬ ‫تسميتو بالبريدي فإنو كاف قد أرسل مخدومو ببريد للسيِّد البدوى ‪،‬‬

‫ومن أصحاب السطح الشيخ أحمد األباريقي المدفوف‬ ‫بروضة المقياس رضى اهلل تعالى عنو ‪.‬‬

‫السي ِ​ِ َِد عظَّمو وأجلَّو واحترمو‪ ،‬وملك السيِّد عليو جميع‬ ‫فلما رأى ِّ‬ ‫أقطاره فلم يحاوؿ مفارقتو‪ ،‬والزمو ناسياً مخدومو وعملو‪ ،‬وتصادؼ أف‬ ‫جاء سيَّ ُدهُ لزيارة أحمد البدوى فوجده عنده‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬ىنيئاً لك‪ ،‬ولم‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫يغضب عليو ولم ينتهره‪ ،‬واستمر البريدي مالزماً سيدي أحمد إلى أف‬ ‫توفاه اهلل‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫الفقراء المنايفة‪ ،‬وىو مدفوف بمدينة منف‪ ،‬وكاف يتوسط دائما‬

‫ومن أصحاب السطح الشيخ رمضاف األشعثا وىو شيخ‬

‫للمظلومين عند الكشاؼ‪ ،‬وعند مشايخ العرب‪.‬‬

‫ً‬

‫‪‬‬ ‫ناحية برشوـ الكبرى بالقليوبية ‪ ،‬وقيل لو‪ :‬ال تفارقها فإف مدفنك بها‪،‬‬ ‫ومن أصحاب السطح الشيخ وىيب‪ ،‬أرسل للدعوة إلى‬

‫واستمر يدعو فيها إلى أف انتهت بو الحياة‪ ،‬فدفن بها‪ ،‬ومن طريف ما‬

‫يروى‪ :‬أف ضريحو كاف حرماً يلجأ إليو الناس ‪ ، ....‬فال يقدر أحد من‬ ‫الظلمة أف يتعدى عليهم فيو‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫ورعا وكاف يمشي بالشفاعة لكل مظلوـ‪ ،‬فيذىب إلى الحكاـ ومشايخ‬ ‫ومن أصحاب السطح الشيخ محمد بطالة‪ :‬كاف أشد الناس‬

‫ً‬ ‫العرب‪ ،‬من أجل إنصاؼ الناس‪ ،‬وكانت شفاعتو مقبولة عندىم‪ ،‬وكاف‬

‫شديد الحملة على الذين يعبدوف اهلل باللساف ال بالقلب ويتمسكوف‬ ‫بالشكل دوف الجوىر‪ ،‬وكاف دائم الدعوة لإلخالص في العبادة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ومن أصحاب السطح الشيخ يوسف البرلسى ‪ ،‬المدفػوف‬

‫بناحية البرلس‪ ،‬كاف من المتعبدين‪ ،‬وكاف من أصحاب الجود والكرـ‪،‬‬ ‫وكاف في خدمة الناس عند الحكاـ‪.‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬ومن أصحاب السطح الشيخ محمد الشيشيني‪ ،‬كاف ورعاً‬ ‫زاىدا وكاف يكمم بهائمو إذا سرحت إلى المرعى خوفا من أف تأكل من‬ ‫ومن أصحاب السطح الشيخ جماؿ الدين البرلس‪ ،‬كاف‬ ‫صائم الدىر‪ ،‬قائم الليل ولو كرامات كثيرة‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫زرع أحد‪ ،‬وكاف من ىؤالء الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع‪ ،‬وكاف‬ ‫من ىؤالء المستغفرين باألسحار واجتمع فيو الورع‪ ،‬والزىد‪ ،‬والعبادة‪،‬‬ ‫فكاف قدوة حسنة وكاف تأثيره عظيماً ووىبو اهلل ذرية مباركة‪.‬‬ ‫وذىب مرة إلى الكاشف يشفع لديو في إنساف مظلوـ‪ ،‬فتحداه‬

‫الكاشف‪ ،‬ولم يقبل شفاعتو‪ ،‬ولم يرفع الظلم‪ ،‬وسخر بو قائال‪" :‬إف كنت‬

‫شيخاً فانفخني" ‪ ،‬فقاؿ الشيخ محمد الشيشيني‪ :‬بسم اهلل‪ ،‬ونفخ في‬ ‫وجو الكاشف‪ ،‬فانتفخ ‪ ..‬وصار يصيح ‪ ، ...‬وتجمع الناس معتذرين إلى‬ ‫الشيخ‪ ،‬وما زالوا بو حتى مسح بيده على بطنو‪ ،‬فزاؿ الورـ‪ ،‬ولزـ‬ ‫الكاشف الشيخ ولم يزؿ مريداً للشيخ إلى أف مات‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫بدرب السد بمصر‪ ،‬كاف حبشيا ولو مكاشفات وأحواؿ‪ ،‬وامتحنو بعض‬ ‫ومن أصحاب السطح الشيخ بشير الحبشى المدفوف‬

‫ً‬ ‫الناس مرة فصنعوا لو طعاماً ال يجوز أكلو‪ ،‬فلماً حضر ىو وفقراؤه لم‬ ‫يأكل منو‪.‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫لقد كاف السطح جامعة الهداية ولم تكن ىذه الجامعة تخرج دعاة‬ ‫لمصر فحسب‪:‬‬

‫‪‬‬

‫لقد كاف من أصحاب السطح الشيخ على البعلبكى‪ ،‬وقد‬ ‫حمل الدعوة إلى بعلبك بالشاـ‪ ،‬واستمر يحمل لواءىا إلى أف توفاه اهلل‬ ‫فدفن في بعلبك رضى اهلل عنو ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ولقد حظيت بعلبك أيضاً بداعية آخر من أصحاب السطح‬ ‫ىو الشيخ عبداهلل اليونينى المدفوف ببعلبك‪ ،‬كاف يحرس البساتين‬ ‫وغيرىا‪ ،‬ويأكل من كسبو‪ ،‬وال يذوؽ من فاكهة البساتين شيئاً ويقوؿ‬ ‫لبطنو ‪" :‬يا بطن أمامك في الجنة ما ىو أحسن من ىذا"‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ومن جامعة السطح توجو الشيخ خليل الشامي إلى الشاـ‬ ‫بإذف سيدي أحمد إلى أف مات‪ ،‬ووقعت لو كرامات كثيرة مع نائب‬ ‫الشاـ حتى انجذب‪ ،‬وتبعو وترؾ اإلمارة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ومن جامعة السطح توجو الشيخ سعد التكرورى المدفوف‬ ‫بحوراف الشاـ إلى الشاـ داعياً‪ ،‬ومبشراً ومنذراً‪ ،‬وكاف صائم الدىر‬ ‫متورعاً ال يأكل من طعاـ أحد من الوالة وحاشيتهم‪ ،‬وكاف ال يضع جنبو‬ ‫إلى األرض في صيف وال في شتاء‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ومن جامعة السطح تخرج الشيخ نعمة الصفدى‪ ،‬خفير‬ ‫صفد وقد منحو اهلل سبحانو وتعالى ىيبة إلى درجة أف الشريرين كانوا من‬ ‫خشيتو ال يسرقوف من صفد شيئاً‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪‬‬ ‫أصلو نائبا في طرابلس فهاجر إلى سيدي أحمد لما كاف بالعراؽ فصحبو‬

‫وممن توجو إلى العراؽ الشيخ عز الدين الموصلي‪ ،‬كاف‬

‫ً‬ ‫داعياً ومبشراً‪ ،‬وكاف من أوائل أصحاب سيدي أحمد‪ .‬مات بالموصل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫وإلى اليمن أيضاً أرسل السيد من جامعة السطح الشيخ‬ ‫أحمد بن علواف اليمني بناحية تعز‪ ،‬ولقد صحب السيد بمكة المكرمة‬ ‫أوائل جذبو قبل خروج السيد إلى العراؽ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫دفن بزبيد من أرض اليمن‪ ،‬وىو من أصحاب السطح‪ ،‬وقد ورد إلى‬ ‫وممن أرسلهم السيد إلى اليمن الشيخ عوسج المصري‪،‬‬

‫مصر فزار سيدي أحمد بطنطدا‪ ،‬وىو على السطوح فأشار إليو بالرجوع‬ ‫إلى زبيد وقاؿ لو‪ :‬أقم ىناؾ تذكر بنا‪ ،‬وما بقى بيننا اجتماع‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أما مكة المكرمة فإنو أرسل إليها الشيخ بشير‪ ،‬يقوؿ‬ ‫صاحب النصيحة العلوية‪:‬‬ ‫أرسلو سيدي أحمد البدوي من طنطدا إلى باب المعالة بمكة‬ ‫المشرفة عند زاوية والده‪ ،‬فأقاـ بها إلى أف مات وقبره في باب المعالة‪.‬‬ ‫يقوؿ صاحب النصيحة العلوية بعد أف تحدث عن ىؤالء الذين‬

‫ذكرناىم‪ ،‬وعن غيرىم‪" :‬فهؤالء الذين بلغنا أنهم من أصحاب السطح"‬ ‫ثم يقوؿ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫وأما غير أصحاب السطح من األحمدية فكثير‪:‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫كالفرغل بن أحمد‪ ،‬والبقلى‪ ،‬وسيدي إبراىيم المتبولي‪ ،‬والشيخ نور‬ ‫الدين الشوني‪ ،‬والشيخ محمد المنير بناحية أبو تيج بالصعيد‪،‬‬ ‫والصامت‪ ،‬وسيدي على المجذوب بناحية أسيوط‪ ،‬وسيدي على‬ ‫الراعي‪ ،‬وسيدي شعيب بالمحلة الكبرى‪ ،‬وبجامع الواسطى ببوالؽ‬ ‫جماعة وىم‪ :‬سيدي على الوراؽ‪ ،‬وسيدي على العرياف‪ ،‬وسيدي على‬ ‫المجذوب‪ ،‬وكاف الشيخ عنبر المدفوف بالغورية‪ ،‬خارج باب زويلة‪،‬‬ ‫وسيدي على الجيزي بباب القرافة‪ ،‬وسيدي على أبو الظهور في طريق‬ ‫اإلماـ "الليث"‪،‬وسيدي سيف بالميداف‪ ،‬وكذلك سيدي على باب اهلل‬ ‫المدفوف عند مزارع الشيخ شهاب الدين الرملي‪ ،‬وسيدي محمد الثمار‬ ‫بالقرب منو‪ ،‬وسيدي محمد المغربل بغيط الحمزاوي باألزبكية‪ ،‬وسيدي‬ ‫سيف بناحية باسوس على شاطئ النيل‪ ،‬وسيدي غوث ببنى عدى‬ ‫بالصعيد‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬أما أشهر السطوحية على اإلطالؽ فإنهما األخواف‬ ‫الصالحاف‪ :‬عبدالمجيد‪ ،‬وعبدالعاؿ وعنهما يقوؿ صاحب الجواىر‪ :‬ومن‬ ‫وبالشاـ منهم الديلوانى‪ ،‬والجيالني‪ ،‬والغرابيلى‪.‬‬

‫السطوحية الشيخ الصالح سيدي عبدالمجيد‪ ،‬أخو سيدى عبدالعاؿ‬ ‫الخليفة األعظم لسيدي أحمد البدوي‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫نشأ ىو وأخوه في ناحية فيشة المنارة‪ ،‬ووقع لو وألخيو مع سيدي‬ ‫أحمد البدوي أوؿ قدومو إلى طنطا" وقائع كثيرة‪ ،‬وأحبهما وقربهما‪،‬‬ ‫وأخبر والدتهما أف الشيخ عبدالعاؿ ىو الخليفة من بعده في مقامو‪.‬‬ ‫وأما الشيخ عبدالمجيد فكاف يتردد على سيدي أحمد البدوي أياـ‬

‫وقوفو على السطح‪ ،‬ثم انقطع إلى اهلل‪ ،‬وصحب سيدي أحمد البدوي‬ ‫مدة طويلة‪ ،‬وتأدب بآدابو‪ ،‬وعرؼ إشاراتو‪ ،‬وكاف ال يناـ الليل تبعاً لو‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬شيخ وطريقة‬ ‫أما من ناحية الشكل ‪:‬‬ ‫فإف سيد أحمد البدوي اقتدى بجده رسوؿ اهلل ‪ ‬في لبس‬ ‫األحمر‪.‬‬ ‫عن جابر بن عبداهلل أف رسوؿ اهلل ‪ ‬كاف لو حلة حمراء يلبسها في‬

‫األعياد والجمع‪ ،‬وقد ورد أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قدـ لواء بني سليم يوـ فتح‬ ‫مكة على األلوية وكاف أحمر‪ ،‬وفي البخاري عن البراء بن عازب‪:‬‬ ‫{معام َر َأ ِؼتُمعِنِمذِيمدلَّةٍميفمحُؾَّةٍمحَؿِرَاءَمأحِلَنَمعِنِمرَدُولٔم‬

‫صحيح ‪ ،‬سنن الترمذي )‬ ‫س ٌن‬ ‫اظؾَّهِم}م(قاؿ أبو عيسى‪َ :‬ى َذا َح ِد ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يث َح َ‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ولقد قاؿ سيدي أحمد لخليفتو سيدي عبدالعاؿ ‪" : ‬مإسؾممأغيم‬

‫اخرتت مػذه ماظراؼة ماحلؿراء مظـػلي ميف محقاتي‪ ،‬موخلؾػائي مبعدم‬

‫مماتي‪،‬موػيمسالعةمدلنمميشيمسؾىمررؼؼؿـامعنمبعدي‪.‬م‬

‫وسألو سيدي عبدالعاؿ‪ :‬فما شروط من يحملها؟ ‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫" مأال مؼؽذب‪ ،‬موأال مؼلتي مبػاحشة‪ ،‬موأن مؼؽون مشاض ماظؾصرم‬

‫سن محمارم ماهلل‪ ،‬موأن مؼؽون مراػر ماظذؼل‪ ،‬موأن مؼؽون مسػقفم‬ ‫اظـػس‪،‬موأنمؼؽونمخائػاًمعنماهللمدؾقاغهموتعاىل‪،‬موأنمؼؽونم‬

‫ساعالًمبؽؿابماهللمم‪‬‬

‫موأنمؼؽونمعالزعاًمظؾذطرمدائمماظػؽر‪".‬م‬

‫ويلخص الشيخ القاوقجى ‪ ‬طريقة السيد فيقوؿ ىذه الكلمة‬ ‫الواعية المركزة‪:‬‬ ‫"وأعا مررؼؼؿه مصذطر مادم ماهلل ماألسظم م"اهلل" موعػؿاحفام‬

‫اإلدؿغػار‪ ،‬مواظصالة مسؾى ماظـيب مادلكؿار‪ ،‬موتالوة ماظػاحتة‪،‬م‬

‫واظعددميفمطل معرٖة م‪ 313‬مثالمثائةموثالثمسشرةم‪،‬موذطرمذقكـام‬

‫اظؾفى‪:‬مدورةماإلخالصمبعدماظػاحتةمبفذاماظعدد‪،‬مثممؼذطرماهللم‬

‫تعاىلمعنمشريمسدد‪".‬م‬

‫والسيد رضواف اهلل عليو يوصي عبدالعاؿ قائالً‪" :‬سؾقك مبؽـرةم‬

‫اظذطر‪،‬موإؼاكمأنمتؽونمعنماظغاصؾنيمسنماهللمتعاىل‪".‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ولقد سأؿ عبدالعاؿ السيد عن حقيقة الذكر فقاؿ لو ‪ " : ‬مػوم‬

‫أنمؼؽونمباظؼؾبموالمؼؽونمباظؾلانمصؼط‪،‬مصننماظذطرمباظؾلانم‬

‫دونماظؼؾبمذؼشؼة‪.‬مؼامسؾداظعال ماذطرماهللمبؼؾبم محاضرمإؼاكم‬

‫واظغػؾةمسنماهللمتعاىل‪،‬مصنغفامتورثماظؼلوةميفماظؼؾب‪".‬‬

‫وسأؿ عبدالعاؿ عن حقيقة التفكر ‪ ،‬فقاؿ السيد‪:‬‬ ‫"تػؽرميفمخؾقماهللمتعاىل‪،‬مويفمعصـوساتماهللمتعاىل‪،‬موالم‬

‫تؿػؽرميفمذاتماهللمتعاىل‪".‬‬

‫فيقوؿ ويوضح رضي اهلل تعالى عنو أساس طريقتو‪:‬‬ ‫" ػذه مررؼؼؿـا معؾـقة مسؾى ماظؽؿاب مواظلـة‪ ،‬مواظصدقم‬

‫واظصػاء‪ ،‬موحلن ماظوصاء‪ ،‬مومحل ماألذى‪ ،‬موحػظ ماظعفود م"‪ ،‬ثم‬

‫يبين مكانة حسن الخلق عنده فيقوؿ‪ " :‬مأحلـؽم مخؾؼاً مأطـرطمم‬

‫إمياغاُمباهللمتعاىل‪".‬م‬

‫أما عن إلتزامو في نفسو ‪ ‬فيقوؿ عبدالعاؿ ‪:‬‬ ‫" مخدعت مدقدي مأمحد ماظؾدوي م‪ ‬مأربعني مدـة‪ ،‬مصؿام‬

‫رأؼؿهمشػلمسنمراسةماهللمتعاىلمررصةمسني‪".‬م‬

‫ومن وصاياه الخالدة لعبدالعاؿ‪ ،‬صالة الليل‪ ،‬يقوؿ لو‪:‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫"مواسؾممأنمطلمرطعةمباظؾقلمأصضلمعنمأظفمرطعةمباظـفار‪،‬م‬

‫ؼامسؾداظعال‪:‬مإؼاكموحبماظدغقا‪،‬مصنغهمؼػلدماظعؿلماظصاحل‪،‬مطؿام‬ ‫ؼػلدماخللماظعلل‪،‬مواسؾممؼامسؾداظعالمأنماهللمتعاىلمضالميفم‬

‫طؿابه مادلؽـون‪ :‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪‬م‬

‫‪‬م‪‬م(م‪128‬ماظـقل)م"م‬

‫ويقوؿ أيضاً لعبد العاؿ‪:‬‬

‫"والمتمذمعنمؼمذؼك‪،‬مواسفمسؿنمزؾؿك‪،‬موأحلنمدلنم‬

‫أداءكموأسطمعنمحرعك‪".‬‬

‫ويسأؿ عبدالعاؿ الشيخ عن حقيقة الصبر فيقوؿ السيد‪:‬‬ ‫" ماظرضا محبؽم ماهلل متعاىل‪ ،‬مواظؿلؾقم مألعر ماهلل متعاىل‪ ،‬موأنم‬

‫ؼػرحمبادلصقؾةمطؿامؼػرحمباظـعؿة‪".‬م‬

‫يقوؿ عبدالعاؿ‪ :‬وسألتو ‪ ‬عن حقيقة الفقر الشرعي [يقصد‬ ‫التصوؼ] فقاؿ ‪: ‬‬ ‫" م ظؾػؼراء ماثـؿا مسشر مسالعة‪ ،‬مدلا مروي مسن ماإلعام مسؾى مبنم‬

‫أبي مراظب م‪ ‬مأغه مرأى مصؼرياً مميشي ميف مدوق ماظؾصرة موػوم‬ ‫ؼؿؾكرتميفمعشقؿه‪،‬مصؼالمظهماإلعاممسؾىم‪:‬معنمأغت=م‪،‬مضالمظه‪:‬م‬

‫صؼري‪ ،‬مصؼال مظه ماإلعام م‪ :‬معا مسالعة ماظػؼر= م‪ ،‬مصؼال‪ :‬معـك مؼمخذم‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اظعؾممؼامأباماحللن‪،‬مصؼالمظهماإلعاممسؾىم‪:‬مظؾػؼريماثـؿامسشرةم‬

‫سالعةم‪:‬م‬

‫األوىل‪:‬مأنمؼؽونمسارصاًمباهللمتعاىل‪.‬م‬ ‫اظـاغقة‪:‬مأنمؼؽونمعراسقاًمألواعرماهللمتعاىل‪.‬م‬ ‫اظـاظـة‪:‬مأنمؼؽونمعؿؿلؽاًمبلـةماظـيبم‪.‬م‬ ‫اظرابعة‪:‬مأنمؼؽونمدائؿاًمسؾىمرفارة‪.‬م‬ ‫اخلاعلة‪:‬مأنمؼؽونمراضقاًمسنماهللمتعاىلميفمطلمحال‪.‬م‬ ‫اظلاددة‪:‬مأنمؼؽونمعوضـاًممبامسـدماهللمتعاىل‪.‬م‬ ‫اظلابعة‪:‬مأنمؼؽونمآؼلاًممماميفمأؼديماظـاس‪.‬م‬ ‫اظـاعـة‪:‬مأنمؼؽونمعؿقؿالًمظألذى‪.‬م‬ ‫اظؿادعة‪:‬مأنمؼؽونمعؾادراًمألعرماهللمتعاىل‪.‬م‬ ‫اظعاذرة‪:‬مأنمؼؽونمذػوضاًمسؾىماظـاس‪.‬م‬ ‫احلادؼةمسشرة‪:‬مأنمؼؽونمعؿواضعاًمظؾـاس‪.‬م‬ ‫اظـاغقةمسشرة‪:‬مأنمؼعؾممأنماظشقطانمسدومظهمطؿامؼؼولماهللم‬

‫تعاىلم‪:‬م‪‬م‪‬م‪‬م‪‬م‪‬م‪‬م‪‬مم‪‬م[‪6‬صارر]‪.‬م‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫صؾؿا ممسع ماظػؼري مذظك معن ماإلعام مسؾى م‪ ‬مغزع معرضعؿهم‬

‫وضال‪:‬مواهللمالمأظؾلفامبعدمػذاماظقوممأبداً‪".‬م‬ ‫م‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫م‬

‫حزبو ‪ ‬والصالة المنسوبة إليو‬ ‫<<<<<<<<<<<<<م الحزب‬

‫<<<<<<<<<<<<<<م‬

‫بلمماهللماظرمحنماظرحقمموصؾىماهللمسؾىمدقدغامحمؿدم‬

‫وسؾىمآظهموصقؾهمودؾمم‪،‬مظووا‬ ‫سؿامرووا‬

‫(ٗٔ) ‪،‬‬

‫(ٕٔ)‬

‫مسؿامغَوامصعؿوا‬

‫(ٖٔ)‬

‫موصُؿٗوام‬

‫"ربمالمتذرغيمصرداًموأغتمخريماظوارثني"م‬

‫‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪‬م‬

‫‪‬م‪‬مم‪‬م‪‬م‪‬م‪‬م‪‬مم‪‬م‪‬م‬ ‫‪ 12‬لووا‪ :‬أي أعرضوا بوجوىهم وتخلفوا عما قصدوا‪.‬‬ ‫‪ 13‬فعموا‪ :‬عما قصدوا فهم ال يبصروف‪.‬‬ ‫‪ 14‬طووا‪ :‬عما أخفوا في ضمائرىم من الشر واألذى‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬م‪ ‬م م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م م‪ ‬م‪‬م‬

‫‪ ‬م‪ ‬م(‪ 5-1‬ماظػقل)‪ ،‬ماظؾفم ماطػـقفم ممبا مذؽت‪ ،‬ماظؾفم مإغيم‬

‫أسوذمبكمعنمذرورػم‪،‬موأدرأمبكميفمحنورػم‪،‬مبكمأحاول‪،‬م‬ ‫وبكمأضاتل‪،‬ماظؾفممواضقةمطواضقةماظوظقد‪،‬مبـم"طفقعص"مطػقت‪،‬مبـم‬ ‫"حم مسلق" ممحقت م‪ ‬م‪ ‬م‪ ‬م م‪ ‬م‪‬م‬

‫‪ ‬م‪ ‬م‪ 137‬ماظؾؼرة م‪ ،‬موال محول موال مضوة مإال مباهلل ماظعؾى ماظعظقم‪.‬م‬ ‫وصؾى ماهلل مسؾى مدقدغا محمؿد ماظـيب ماظؽرؼم‪ ،‬موسؾى مآظهم‬

‫وصقؾه‪،‬مودؾممتلؾقؿا‪،‬مواحلؿدمهللمربماظعادلني"‪.‬م‬

‫<<<<<<<<<<<مالصالة األحمديةم<<<<<<<<<<<م‬

‫صلِّ مودؾِّمموباركمسؾىمدقِّدغاموعوالغامحمؿٖدمذفرةم‬ ‫مم َ‬ ‫"ماظؾفُ ٖ‬

‫األصل ماظـوراغقٖة مودلعة ماظؼؾضة ماظرمحاغقٖة‪ ،‬موأصضل ماخلؾقػةم‬

‫اإلغلاغقٖة موأذرف ماظصور ماجللؿاغ ٖقة موععدن ماألدرار ماظرباغقٖةم‬

‫وخزائنماظعؾومماإلصطػائقٖة‪،‬مصاحبماظؼؾضةماألصؾقٖة‪،‬مواظؾففةم‬

‫اظلـقٖة‪،‬مواظرتؾةماظعؾقٖة‪.‬معنماغدرجتماظـؾقٗونمحتتمظوائهمصفمم‬ ‫عـهموإظقه‪ ،‬موصلِّ مودؾِّمموباركمسؾقهموسؾىمآظهموصقؾه‪،‬مسددمعام‬ ‫خؾؼت مورزضت موأعتٖ موأحققت مإىل مؼوم متؾعث معن مأصـقت‪،‬م‬

‫ودؾِّممتلؾقؿاًمطـرياً‪،‬مواحلؿدمهللمربِّماظعادلنيم"‪.‬م‬ ‫م‬

‫<<<<<<موىناؾ صالة أخرى للسيِّد أحمد البدويم<<<<<<م‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫لمسؾىمغورماألغوار‪،‬مودرِّماألدرارموترؼاقماألشقار‪،‬م‬ ‫ص ٖ‬ ‫مم َ‬ ‫"ماظؾفُ ٖ‬

‫وعػؿاح مباب ماظقلار مدقِّدغا محمؿٖد مادلكؿار‪ ،‬موآظه ماألرفار‪،‬م‬

‫وأصقابهماألخقار‪،‬مسددمغعمماهللموأصضاظهم‪".‬م‬

‫<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<م‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬خـــاتـمـة ‪‬‬ ‫وفى ختاـ ىذا الكتاب فى ىذه السيرة العطرة‪ ،‬نورد قوؿ الشيخ‬

‫عبدالصمد في كتابو "الجواىر" في (الباب الخامس) ‪ ،‬في وصايا‬ ‫َّ‬ ‫األستاذ النافعة في الدنيا واآلخرة‪:‬‬

‫أخبرنا الشيخ شمس الدين الشاذلي‪ ،‬أنو سأؿ الشيخ شمس الدين‬ ‫الخليفة عن سيِّدي أحمد‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬ ‫كيف كاف حاؿ الشيخ على السطح؟ ‪ ، ...‬وىل كاف كثير الغياب‬ ‫كما يقوؿ الناس؟ ‪......‬‬ ‫فأجاب الشيخ شمس الدين‪:‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫"مإنٖ محضورهمأطـرُ معنمشقابه‪،‬موطانمظهمإعاعانمؼصؾِّقانمبه‪،‬م‬

‫ن ماظؾقل مؼؼرأ ماظؼرآن مإىل ماظصؾاح م‪ ،‬موطان مؼؼولم‬ ‫وطان مإذا مجَ ٖ‬ ‫ظعؾداظعالمرضىماهللمسـفممأمجعنيموأرضاػمم‪:‬م‬

‫مإن ماظػؼراء مطاظزؼؿون مصقفم ماظؽؾري مواظصغري‪ ،‬موعن ممل مؼؽنم‬

‫صقهمزؼتْ مصلغامزؼؿهم‪،‬موعنمطانمعاذقاًمسؾىماظؽؿابمواظلٗـــ ٖـةمصلغام‬ ‫علاسده ميف ممجقع مأعــوره موضضــاء محوائفـــه ماظدغقوؼٖــةم‬

‫واألخـروؼٖـــة‪،‬مالمحبوظيموالمبؼوٖتي;مإالمبربطةماظـيبم‪‬‬

‫‪ ".‬م‬

‫فهذه مقتطفات قليلة من سيرة ىذا الرجل الذي جعل حياتو كلها هلل‬ ‫‪ ،‬ولم ينشغل نفساً فيها إال بمواله ‪ ....‬وقد قيل في ذلك‪:‬‬ ‫فتشبهوا إف لم تكونوا مثلهم ‪ ...‬إف التشبو بالرجاؿ فالح‬ ‫نسأؿ اهلل ‪... ‬‬ ‫أف يكرمنا بالصالحين‪......‬‬ ‫وأف يوفقنا إلتباع ىديهم والمشي على منهاجهم والسير على‬

‫أخالقهم وأف يكرمنا اهلل ‪ ‬ويتفضل علينا بالمنح اإللهية والعطاءات‬ ‫الربانية التي وىبها لهم‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آلو وصحبو وسلم‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ثَبِتُ املرَاجع‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫أقطاب التَّصوؼ ‪ :‬السيد أحمد البدوي ‪. ‬‬

‫د‪.‬عبدالحليم محمود ‪ ،‬مكتبة اإليماف ‪ -‬العجوزة – القاىرة ‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬‬

‫حقيقة القطب النبوي السيد أحمد البدوي ‪. ‬‬

‫د‪ .‬جودة محمد أبو اليزيد المهدي ‪ ،‬مكتبتى للكمبيوتر والطباعة ‪-‬‬ ‫القاىرة ‪ٜٔ​ٜٚ -‬ـ – ‪ٔٗٔٛ‬ىػ ‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬‬

‫سيرة السيد أحمد البدوي‪.‬‬

‫وىو الكتاب المسمى بالنصيحة العلوية ‪ ،‬لالماـ نور الدين الحلبي‬ ‫األحمدي ٘‪ٔٓٗ​ٗ-ٜٚ‬ىػ‪ ،‬تقديم أ‪.‬د جودة محمد أبو اليزيد المهدي‬ ‫‪ ،‬المكتبة األزىرية للتراث ‪.‬‬ ‫ٗ‪-‬‬

‫آراء في حياة السيد البدوي الدنيوية وحياتو البرزخية‪.‬‬

‫الشيخ أحمد محمد حجاب ‪ ،‬دار المنار للطباعة ‪.‬‬ ‫٘‪-‬‬

‫السيَّد أحمد البدوي شيخ وطريقة‪.‬‬

‫‪-ٙ‬‬

‫الطبقات الكبرى ‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد عبدالفتاح عاشػ ػور ‪،‬‬ ‫الدار المصرية للتأليف والترجمة ‪.‬‬

‫سػلسػلة أعالـ العرب –‬

‫لإلماـ عبدالوىاب الشعراني رضى اهلل عنو ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪.‬‬ ‫‪-ٚ‬‬

‫شرح حزب القطب النَّػبوى ‪ ،‬القاوقجى ‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫غؾذةمسنمادلمظفمصضقؾة‪.‬األدؿاذ‬

‫‪‬مادلوظد‪:‬م‪1948/10/18‬مم‪،‬ماجلؿقزةم‪-‬م‬ ‫عرطزماظلـطةم‪-‬ممحماصظةماظغربقةم–ممجفورؼةمعصرماظعربقةمم‬ ‫‪‬ادلمػل‪:‬مظقلاغسمطؾقةمدارماظعؾومم‪،‬مجاععةماظؼاػرةم‪1970‬م‪.‬م‬ ‫‪‬اظعؿل‪:‬معدؼرمسامممبدؼرؼةمرـطاماظؿعؾقؿقة‪.‬م‬ ‫‪‬اظـشاط م‪ :‬م‪ -1‬مؼعؿل مرئقلا مظؾفؿعقة ماظعاعة مظؾدسوة مإىل ماهللم‬ ‫جبؿفورؼةمعصرماظعربقة‪،‬موادلشفرةمبرضمم‪ 224‬موعؼرػاماظرئقلىم‬

‫‪ 114‬مذارع م‪ 105‬محدائق مادلعادى مباظؼاػرة م‪ ،‬موهلا مصروع مصىم‬ ‫مجقعمأحناءماجلؿفورؼة‪.‬م‬

‫‪ -2‬مؼؿفولمصىممجقعماجلؿفورؼة م‪،‬مظـشرماظدسوةماإلدالعقةم‬

‫وإحقاءمادلُـلمواألخالقماإلمياغقةمباحلؽؿةموادلوسظةماحللـةم‬ ‫‪-3‬مباإلضاصةمإىلماظؽؿاباتماهلادصةمإىلمإسادةمجمدماإلدالممم‬

‫‪-4‬مواظؿلفقالتماظصوتقةموماظودائطمادلؿعددةمظؾؿقاضراتم‬

‫واظدروسمواظؾؼاءاتمسؾىماظشرائطموماألضراصمادلدجمة‪.‬م‬ ‫‪-5‬موأؼضامعنمخاللمعوضعهمسلمذؾؽةماإلغرتغت‪:‬م‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪WWW.Fawzyabuzeid.com‬م‬ ‫‪ ‬دسـوتهم‪:‬م‬ ‫‪ -1‬مؼدسو مإىل مغؾذ ماظؿعصب مواخلالصات مبني مادللؾؿنيم‬

‫واظعؿل مسؾى ممجع ماظصف ماإلدالعى موإحقاء مروح ماإلخوةم‬

‫اإلدالعقةم‪،‬مواظؿكؾصمعنماألحؼادمواألحلاد مواألثرةمواألغاغقةم‬ ‫وشريػامعنمأعراضماظـػس‪.‬م‬

‫‪ -2‬محيرصمسؾىمتربقةمأحؾابهمسؾىماظرتبقةماظروحقةماظصاصقةم‬

‫بعدمتفذؼبمغػودفمموتصػقةمضؾوبفمم‪.‬م‬

‫‪ -3‬مؼعؿل مسؾى متـؼقة ماظؿصوف ممما مذابه معن معظاػر مبعقدةم‬

‫سن مروح ماظدؼن م‪ ،‬موإحقاء ماظؿصوف ماظلؾوطى مادلؾـى مسؾىم‬

‫اظؼرآنموسؿلماظردولموأصقابهماظؽرامم‪.‬م‬ ‫‪‬ممػدصهم‪:‬م‬

‫إسادة ماجملد ماإلدالعى مبؾعث ماظروح ماإلمياغقة م‪ ،‬موغشرم‬

‫األخالقماإلدالعقةموتردقخمادلؾادئماظؼرآغقةم‪.‬م‬

‫‪‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪‬‬

‫الْ ُم َق ػ ِّد َمة‬ ‫مب ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫الك ػتَاب‬ ‫اح ػ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫الصػالِ ِحين وال َْم ْنػ َه ُج ال ِْعل ِْمي‬ ‫ات َّ‬ ‫َك َر َام ُ‬ ‫الصالِ ِحين‬ ‫لسػالِك ِم ْن ِسػيَ ِر َّ‬ ‫اجةُ ا َّ‬ ‫َح َ‬ ‫اؿ اإلقْ ػتِ َد ِاء بِر ُس ػ ِ‬ ‫وؿ اهلل‬ ‫َك َمػ ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْنػهج أَحم َد الْب َدوى في ِجه ِ‬ ‫اد الْنَّػ ْفس‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ػل الْ َف ْتػ ِح ال َّْربػَّانِي‬ ‫َو َسػائ ُ‬ ‫السػِّػياحػةُ الْر ِ‬ ‫وح ػيَّةُ‬ ‫َ َ‬ ‫اإل ْذ ُف بِال َّْد ْعػ َوةِ إلَػى اهلل‬ ‫ػح اإللَ ِه ػ ُي‬ ‫الْ َف ْت ُ‬ ‫السػطْح‬ ‫َج ِامعػةُ َّ‬ ‫َش ْي ػ ٌخ َوطَ ِري َقػة‬ ‫سوبَةُ إلَْيػو‬ ‫ِح ْزبػُوُ ‪َ ‬و َّ‬ ‫الصالةُ الْ َم ْن ُ‬ ‫ت الْمر ِ‬ ‫اجع‬ ‫ثَػ ْبػ ُ َ َ‬ ‫نػُب َذةٌ َعن فضيلة األسػتَ ِ‬ ‫اذ الْ ُم َؤلِّف‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فِ ْه ٍر ْسػ ػت‬ ‫قائمة بمطبوعات المؤلف‬

‫وزيد‬ ‫تَ ْحت الطَػ ْبع لألستاذ فوزى ُم َح َّمد أبُ َ‬

‫٘‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ٖٓ‬ ‫ٖ​ٖ‬ ‫ٕٗ‬ ‫‪ٜٗ‬‬ ‫ٗ٘‬ ‫‪٘ٛ‬‬ ‫‪ٜ٘‬‬ ‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ٕ‪ٙ‬‬ ‫ٗ‪ٙ‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫قائنة مؤلفات األشتاذ‬ ‫أوال ‪ :‬من أعالـ الصوفية ‪:‬‬ ‫ٔ‪ -‬اإلماـ أبو العزائم المجدد الصوفى‬ ‫ٕ‪ -‬الشيخ محمد على سالمة سيرة وسريرة‪.‬‬ ‫الربػَّانى السيد أحمد البدوى ‪.‬‬ ‫المربِّى َّ‬ ‫ٖ‪َّ -‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الدين والحياة ‪:‬‬ ‫ٗ‪ -‬نفحات من نور القرآف ج ٔ ٘‪ -‬نفحات من نور القرآف ج ٕ‬ ‫‪ -ٙ‬مائدة المسلم بين الدين و العلم‪.‬‬ ‫‪ -ٚ‬نور الجواب على أسئلة الشباب‪.‬‬ ‫‪ -ٛ‬فتاوى جامعة للشباب‪.‬‬ ‫‪ -ٜ‬مفاتح الفرج (٘ط) (ترجم إلى األندونسية )‪ -ٔٓ .‬مختصر مفاتح‬ ‫الفرج ‪(.‬حجم صغير)‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ ‪ -‬زاد الحاج و المعتمر (ٕطبعة)‪.‬‬ ‫ٕٔ‪ -‬تربية القرآف لجيػل اإليماف‪( ،‬ترجم إلى لإلنجليزية واألندونسية)‪.‬‬ ‫ٖٔ‪ -‬كيف يحبك اهلل‬ ‫ٗٔ‪ - .‬إصالح األفراد و المجتمعات فى اإلسالـ‬ ‫الخطب اإللهامية ‪ :‬المجلد األوؿ ‪ :‬المناسبات‬ ‫٘ٔ‪ -‬جٔ‪ :‬المولد النبوى‪.‬‬ ‫‪ -ٔٙ‬جٕ ‪ :‬اإلسراء و المعراج ‪.‬‬ ‫‪ -ٔٚ‬جٖ ‪ :‬شهر شعباف و ليلة الغفراف ‪.‬‬ ‫‪ -ٔٛ‬جٗ ‪ :‬شهر رمضاف و عيد الفطر‪.‬‬ ‫‪ -ٜٔ‬ج٘ ‪ :‬الحج و عيد األضحى‪.‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ٕٓ‪ -‬ج‪ : ٙ‬الهجرة و يوـ عاش ػػوراء‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الحقيقة المحمدية ‪:‬‬ ‫ٕٔ‪ -‬حديث الحقائق عن قدر سيد الخالئق ( ثالثة طبعات )‪.‬‬ ‫ٕ​ٕ‪ -‬إشراقات اإلسراء‪ -‬جٔ( ٕط)‬ ‫ٖٕ‪ -‬إشػراقات اإلسراء‪( -‬جٕ)‪.‬‬ ‫ٕٗ‪ -‬الرحػمة المهػداة‪.‬‬ ‫ٕ٘‪ -‬الكماالت المحمدية‪.‬‬ ‫‪ -ٕٙ‬واجب المسلمين المعاصرين نحو الرسوؿ ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬الطريق إلى اهلل ‪:‬‬ ‫‪ -ٕٚ‬طريق الصديقين إلى رضواف رب العالمين ( ترجم لألندونسية )‬ ‫‪ -ٕٛ‬أذكػار األب ػرار‪.‬‬ ‫‪ -ٕٜ‬أذكار األبرار ( حجم صغير )‬ ‫ٖٓ‪ -‬المجاىدة للصفاء و المشاىدة‪.‬‬ ‫ٖٔ‪ -‬عالمات التوفيق ألىل التحقيق‬ ‫ٕٖ‪ -‬رسالة الصالحين‪.‬‬ ‫ٖ​ٖ‪ -‬مراقى الصالحين‬ ‫ٖٗ‪ -‬طريق المحبوبين و أذواقهم ‪.‬‬ ‫ٖ٘‪ -‬أوراد األخيار (حجم صغير‪ ،‬تخريج وشرح )‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬دراسات صوفية معاصرة ‪:‬‬ ‫‪ -ٖٙ‬الصوفية و الحياة المعاصرة‪.‬‬ ‫‪ -ٖٚ‬الصفػػاء و األصفيػاء‪.‬‬ ‫‪ -ٖٛ‬أبواب القػرب و منازؿ التقريب‬ ‫‪ -ٖٜ‬الصوفية فى القرآف و السنة‬ ‫ٓٗ‪ -‬المنهج الصوفى والحياة العصرية‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


‫الصَّيَّ ُد أحِ َن ُد الَْب َدوى ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫حتت الطبع للنؤلف‬ ‫========================‬

‫‪-1‬مطوغوامضرآغامميشىمبنيماظـاسم‬

‫‪-2‬مدؾلؾةمعنمأسالمماظصوصقةم(‪:)4‬م‬

‫ذقخماإلدالمماظلقدمإبراػقمماظددوضى‬ ‫‪-3‬مادلمعـاتماظؼاغؿاتم‬ ‫‪-4‬ماظصؾواتماإلهلاعقٖةم‬ ‫‪-5‬ماحلؽمماإلهلاعقٖــةم‬

‫‪-6‬مادلوتموماحلقاةماظربزخقةم‬ ‫م‬ ‫وصؾىماهللمسؾىمدقدغامحمؿدموسؾىمآظهموصقؾهمودؾمم‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬األشتاذ فوِزى مُحَنَّدُ أبُوزيد ‪‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.