Henri Zoghaib Mirrors of Heritage هنري زغيب

Page 1

‫‪Mirrors‬‬ ‫‪of Heritage‬‬ ‫العدد الثامن – ربيع ‪  /‬صيف ‪2018‬‬

‫‪Issue No. 8 – Spring /  Summer 2018‬‬ ‫‪Issue No. 8 – Spring 2018‬‬ ‫‪Mirrors of Heritage‬‬

‫‪• Forgotten‬‬

‫‪Akkar‬‬ ‫‪• Lebanese Arak‬‬ ‫‪• Liban sur Rail‬‬

‫العدد الثامن – ربيع  ‪٢٠١٨‬‬

‫‪Special section‬‬ ‫‪Mythology and Religion‬‬

‫َملَ ّف العدد‬

‫بيروت ‪‬الخضر‪ ‬و‪‬مار جرجس‪‬‬ ‫بين الدين واألساطير‬ ‫•‪ ‬أول محاولة لكتابة تاريخنا الوطني‬ ‫•‪ ‬كيف القبطان الفرنسي أنقذ األمير بشير‬ ‫•‪ ‬آثار عكار المنسية‬ ‫‪‬ش ْيل‪ ‬العرق‬ ‫•‪َ ‬‬


‫ـمية ُم َـح َّك َمة َتصدر مرتين في السنة‬ ‫َأكادي ّ‬ ‫نش ُرها‬ ‫َي ُ‬ ‫مركز التراث اللبناني‬ ‫في‬ ‫الجامعة اللبنانية ا َألميركية‬ ‫ـمسؤول‪ /‬مديـر الـمركـز‬ ‫رئيس التحرير ال ُ‬ ‫هنري زغيب‬ ‫ميــة‬ ‫الهـي َـئـة ِ‬ ‫العـ ْـل َّ‬ ‫العائلة)‪:‬‬ ‫الدكاتــرة‬ ‫بجديا ِب ْاسم ِ‬ ‫ا َألساتذ ُة َّ‬ ‫(ترتيبا أَ ً‬ ‫ً‬ ‫كرسي الدراسات العربية‬ ‫رمزي بعلبكي | الجامعة ا َألميركية | ُ أستاذ‬ ‫ّ‬

‫السـرديات‬ ‫لطيف زيتوني | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذ َّ‬

‫عماد سالمة | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذ العالقات الدولية‬ ‫واإلعالم‬ ‫الشهال | الجامعة اللبنانية | مساعد رئيس الجامعة للعالقات العامة ِ‬ ‫محمد َب َدوي َّ‬

‫رنيه غطّ اس | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذة ِإدارة ا َألعمال‬

‫للش ُـؤون ا َألكاديمية‬ ‫وجيه فانوس | الجامعة ِاإلسالمية في لبنان | مستشار رئيس الجامعة ُّ‬ ‫منسق الهيئة العلمية‬ ‫الروح القدس ‪ -‬الكسليك | ّ‬ ‫َأنطوان ّ‬ ‫قسيس | جامعة ّ‬

‫لحود | الجامعة اللبنانية ا َألميركية | ُأستاذ الهندسة المعمارية والحفاظ على التراث‬ ‫َأنطوان ُّ‬ ‫اإلدارة والتحرير‬ ‫ِ‬

‫مركز التراث اللبناني ‪ -‬الجامعة اللبنانية ا َألميركية ‪ -‬قريطم ‪ -‬بيروت‬ ‫(المقسم ‪)1600‬‬ ‫هاتف‪+ 961 1 78 64 64 :‬‬ ‫ّ‬ ‫فاكس‪+ 961 1 78 64 60 :‬‬ ‫ص ب‪ 13 - 5053 :‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫‪clh@lau.edu.lb‬‬

‫‪www.lau.edu.lb/centers-institutes/clh‬‬

‫تصميم و إخراج درغام ش‪.‬م‪.‬م‬


‫العدد الثامن ‪ -‬ربيع‪ /‬صيف ‪2018‬‬

‫‪3‬‬

‫ُأولى الــ‪‬مرايا‪ - ‬هنري زغيب‬ ‫رض‪ ...‬وانتماء‬ ‫التراث‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫شعب‪ ...‬أَ ٌ‬

‫‪١٤‬‬

‫‪٥٣‬‬

‫‪2‬‬

‫ف العدد‬ ‫َم َل ّ‬

‫هنري زغـيب‬

‫‪٦٤‬‬

‫التاريخي‬ ‫تراثنا‬ ‫ّ‬

‫نصار‬ ‫د‪ .‬أندريه ّ‬

‫الطائفي‬ ‫رائدا في االبتعاد عن التركيز على التأْ ريخ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬

‫الياس ديب مطر (‪)1910–1857‬‬ ‫الوطني‬ ‫ّأول محاولة لكتابة التاريخ‬ ‫ّ‬ ‫د‪ .‬بيار مكرزل‬

‫قطع مسافة خلدة‪-‬اإلسكندرية في ‪ 48‬ساعة‬

‫القبطان الفرنسي توسان ّأالر (‪)Toussaint Allard‬‬ ‫ُم ْنقـذُ َ‬ ‫األمير بشير سنة ‪1822‬‬

‫تقاليدنا وا َألعراف‬

‫مروان أبي فاضل‬ ‫‪‬الخضر‪‬‬ ‫بيروت ‪‬عيد النهر‪ ،‬مار جرجس‪ُ ،‬‬ ‫بين َ‬ ‫األساطير والكنائس والمساجد‬

‫‪٨٨‬‬

‫المادي‬ ‫تراثنا‬ ‫ّ‬

‫ميشال حالق‬ ‫عكار المنسية في أَ قصى الشمال‬

‫واحة تنضح بالتاريخ واآلثار خارج ذاكرة الوطن‬

‫‪١٠٢‬‬ ‫‪١٤٩‬‬

‫مهن ِح َر ِف ّية تقليدية‬ ‫د‪ .‬رجاء يوسف لبكي‬ ‫الع َرق‬ ‫َ‬ ‫‪‬ش ْيل‪َ ‬‬

‫‪Notre patrimoine matériel‬‬ ‫‪Eddy Choueiry‬‬ ‫‪Liban sur Rail‬‬

‫صورة الغالف‪:‬‬ ‫تل عرقة في عكار – تصوير خالد طالب‬

‫‪Cover photo by Eddy Choueiry‬‬


‫ُأولى الـ ‪‬مرايا‪‬‬

‫التراث‪:‬‬ ‫شعب‪ ...‬أ َ ٌ‬ ‫رض‪ ...‬وانتماء‬ ‫ٌ‬ ‫هنـري زغـيـب‬ ‫رئيس التحرير‬

‫المادي‪،‬‬ ‫و‪‬التراث غير‬ ‫المادي‪‬‬ ‫‪‬التراث‬ ‫في السائد الشائع‬ ‫ُ‬ ‫عبار َتا ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دخل‬ ‫حد َد ْتهما منظمة اليونسكو‪ .‬وفــي مضمون هاتين‬ ‫العبارتين َت ُ‬ ‫كما َّ‬ ‫َ‬ ‫فروع وتتداخل عناصر‪ ،‬وجميعها تنطلق من التراث ذاكر ًة َ‬ ‫لألمس آتي ًة من‬ ‫ٌ‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫س من تلك الفروع‪ :‬التراث الشفوي الثقافي‪.‬‬ ‫ف هنا عند ٍ‬ ‫أَ توقَّ ُ‬ ‫وجه رئي ٍ‬ ‫شؤون التراث‬ ‫واسعا‬ ‫ذلك أَ ّن في الثقافة َمخزونً ا‬ ‫ً‬ ‫وغنيا تنضوي فيه ُ‬ ‫ً‬ ‫عميقا ًّ‬ ‫في معظم أَ دائها البشري والطبيعي‪.‬‬ ‫وجبال‪ُ ،‬م ُدنً ا وقُ ـ ًـرى وأَ ريافً ا‪،‬‬ ‫– ساحال‬ ‫وفي لبنان من الغنى التراثي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نابضا‬ ‫نموذجا‬ ‫عهد طويل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شعبا وطبيعةً‪ ،‬بيئ ًة‬ ‫وفصوال – ما يجعلُ ه‪ ،‬منذ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يتلقفه‬ ‫ة‬ ‫ضرور‬ ‫ويجعل‬ ‫جيل‪،‬‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫جي‬ ‫من‬ ‫المتواصل‬ ‫الحي‬ ‫بتراثه‬ ‫ملح ًة أَ ن َّ‬ ‫ً‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫حيا ِإلى كل جيل‪.‬‬ ‫ينتقل‬ ‫كي‬ ‫كل جيل ويحفظه ويحافظ عليه‬ ‫ًّ‬ ‫التراث والعولَ َمة‬

‫سياقاته؟ وكيف َي ْج ُم ُل الحفاظ‬ ‫كيف يتأَ َّطر هذا التراث الثقافي؟ ما‬ ‫ُ‬ ‫عليه؟‬ ‫حفظه من اآلباء وآبائهم‪ُ ،‬يفترض فيه أَ ن يكون ذا أَ همية‬ ‫ما يجدر ْ‬ ‫اقتصادية مستمرة‪ ،‬أَ و عاطفية حميمة‪ ،‬أَ و ذا عالقة انتمائية – فردية أَ و‬ ‫زمن‪ ،‬أَ و تقاليد‪ ،‬أَ و أَ عراف‪ ،‬أَ و عادات‪ ،‬أَ و طقوس‬ ‫جماعية – ِإلى مكا ٍن‪ ،‬أَ و ٍ‬ ‫اجتماعية أَ و دينية أَ و مذهبية أَ و شخصية أَ و عائلية‪ .‬ومهما اتخذَ ت هذه‬ ‫سب ُل الحفاظ عليه‬ ‫العناصر من شك ٍل – مادي أَ و غير مادي – تختلف ُ‬ ‫ماهيته‪ ،‬وقُ ربه من الفرد أَ و ضرورته للجماعة‪ ،‬فهو حاج ٌة يجب أَ َّال‬ ‫وفْ ق‬ ‫ّ‬ ‫تنتفي‪ ،‬وعليها يبنى استمرار التراث الذي يتواصل الحفاظ عليه أَ بني ًة‬ ‫تراثية وأَ‬ ‫ت شفوية وفنون شعبية‬ ‫ت حسي ًة ِإلى‬ ‫تقاليد أَ و مرويا ٍ‬ ‫َ‬ ‫غراضا وأَ دوا ٍ‬ ‫ً‬ ‫ومزاوالت اجتماعية وعادات قروية أَ و َمدينية وأَ عياد موسمية وما يرافقها‬ ‫َ‬


‫‪4‬‬

‫متوارثة وسلسلة ِح َرف‬ ‫من ممارسات فردية أَ و جماعية ومعارف مأْ لوفة‬ ‫َ‬ ‫وقوانين َتضبط‬ ‫وقواعد ونُ ُظ ٌم‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وم َهن تقليدية‪ ،‬ولجميعها ُس َن ٌن وأُ ُس ٌ‬ ‫حدد كيفية الحفاظ عليها‪.‬‬ ‫ممارساتها ُوت ِّ‬ ‫ِ‬ ‫مجموعة‬ ‫وآخر‪ ،‬بين‬ ‫ٍ‬ ‫أَ همية هذا التراث الثقافي الشفوي َت َن ُّو ُع ُه بين مكان َ‬ ‫معالم‬ ‫خطر أَ ن تجتاح العولم ُة المتنامي ُة‬ ‫وآخــر‪ .‬وهنا‬ ‫وأُ خــرى‪ ،‬بين جي ٍل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تفاعل الجيل‪ ،‬فتقضي على العالمات‬ ‫تقاليد المجموعة‪ ،‬أَ و‬ ‫المكان‪ ،‬أَ و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المكان وتلك المجموع َة وذلك الجيل‪ .‬من هنا ضرورة التالقي‬ ‫الممي َز ِة ذاك‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫والتداول‪ ،‬فيكون‬ ‫والمناقشات‬ ‫والحوارات‬ ‫رات‬ ‫الخب‬ ‫ل‬ ‫باد‬ ‫لت‬ ‫المجموعات‬ ‫بين‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فرديا من‬ ‫ـزءا‬ ‫احترام‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫متباد ٌل بين المظاهر والظواهر‪ ،‬ويصبح السوى ُجـ ً‬ ‫أَ‬ ‫وحسب‪ ،‬وال‬ ‫ذاته‬ ‫في‬ ‫ليست‬ ‫الثقافي‬ ‫الشفوي‬ ‫التراث‬ ‫همية‬ ‫الجماعية‪.‬‬ ‫الذات‬ ‫ْ‬ ‫تبادل الثقافات والمعارف‪،‬‬ ‫وحسب‪ ،‬بل في الغنى الناجم عن ُ‬ ‫في ممارساته ْ‬ ‫التراشح طريق المكان ِإلــى اآلخــر والمعارف ِإلــى سواها‪ .‬ولهذا‬ ‫فيكون‬ ‫ُ‬ ‫جمة اجتماعية واقتصادية‪ ،‬سواء للمجموعات الصغرى في‬ ‫التراشح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فوائد ٌ‬ ‫المجتمع المحلي‪ ،‬أو لتلك الكبرى على مستوى الوطن‪.‬‬

‫هنري زغـيب‬

‫من جيل إِلى جيل‬

‫وانتقال التراث الثقافي ال يقتصر على ْنقل الموروثات من الماضي‬ ‫وتبادلها مع‬ ‫جد ًّيا عند مزاوالت الحاضر‬ ‫ُ‬ ‫ِإلبقائها في الحاضر‪ ،‬بل يتوقف ّ‬ ‫تتعمم معارفها ومداركها على‬ ‫السوى‪ ،‬بخصائص هذا السوى ومميزاته‪ ،‬كي َّ‬ ‫الجيل الحالي فيبقيها نابضة للجيل التالي‪.‬‬ ‫في التقاليد َ‬ ‫مشترك بين فئات المجتمع‪ ،‬كلّ ًيا أَ و‬ ‫واألع ــراف ما هو‬ ‫َ‬ ‫جزئيا‪ ،‬بين قرية وأُ خــرى‪ ،‬مدينة وأُ خــرى‪ ،‬طائفة وأُ خــرى‪ ،‬عادات محلية‬ ‫ًّ‬ ‫ت أَ‬ ‫أَ‬ ‫أَ‬ ‫صلية في‬ ‫عالمية‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫و‬ ‫قليمية‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫مناطقية‬ ‫أَ و‬ ‫ٍ‬ ‫متوارثة عن مجموعا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مهاجرة من بلدانها‪ ،‬وعندها تتداخل المعارف وتتمازج التقاليد‪،‬‬ ‫بالدها‪ ،‬أَ و‬ ‫ِ‬ ‫هجرات‬ ‫ويغنى التراث الثقافي الشعبي من جيل ِإلى جيل‪ .‬فللتراث الثقافي‬ ‫ٌ‬ ‫معا‪ ،‬تنبثق منه أَ و تهاجر‬ ‫داخلية وأُ خرى خارجية‪ ،‬وهو َيغنى من جميعها ً‬ ‫عناصر جديد ًة َألجيال جديدة‬ ‫إليه‪ ،‬فيصهرها في المجموعات ُويطلع منها‬ ‫َ‬ ‫واص ٍل وانتماء‪ ،‬من ُسطوع في الماضي ِإلى‬ ‫عناصر‬ ‫تتشكل لها منه‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫هوية َوت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضلوع في الحاضر ِفإلى خلود في المستقبل‪.‬‬ ‫تخصصات مـحـ َّـددة‪ ،‬وال في‬ ‫التراث الشفوي الثقافي ال ينحصر في‬ ‫ُّ‬ ‫المتشكلة منه‪ ،‬فيكون‬ ‫ِّ‬ ‫معينة‪ ،‬بل يتوسع حتى يغمر كامل الهوية‬ ‫مــزاوالت َّ‬


‫جراءات‬ ‫التجمد الغابر‪ِ ،‬إ‬ ‫ِإلنقاذ التراث الشفوي الثقافي من السقوط في‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫المعتمدة للحفاظ على اآلثار المادية والمواقع التاريخية‪،‬‬ ‫ضروري ٌة غير تلك‬ ‫َ‬ ‫نصوصا في كتب أَ و مخطوطات‪ِ .‬إنها‬ ‫وغير تلك المكتوبة والمحفوطة‬ ‫ً‬ ‫عموما َ‬ ‫واألفراد‬ ‫متوارثة متناقَ لَ ة‪ ،‬موكولة ِإلى الجماعات‬ ‫جراءات شفوية‬ ‫ِإ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‪َ ،‬ح َملة الشعلة مضيئ ًة من جيل ِإلى جيل‪ِ ،‬وإ َّال غاب هذا التراث‬ ‫ً‬ ‫أَ‬ ‫أَ‬ ‫وتطور العولمة‪،‬‬ ‫واضمحل مام َتق ُّدم العصر‬ ‫الشفوي مع فراده والجماعات‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫عند اضمحالل االهتمام‪ ،‬وغياب الحرص على المحافظة‪ ،‬وعدم تسليم‬ ‫جماعيا‪.‬‬ ‫فرديا أَ و‬ ‫توار ًثا‬ ‫الشعلة ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ونقلُ ه‬ ‫دارته‪ْ ،‬‬ ‫كيف ِإذً ا يمكن الحفاظُ على التراث الشفوي الثقافي‪ِ ،‬وإ ُ‬ ‫ِإلى َ‬ ‫تطوره وحيويته؟‬ ‫وتجنيب ُه‬ ‫األجيال التالية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫خطر موته‪ ،‬حتى يظل على ُّ‬ ‫ُ‬ ‫والتوعية على‬ ‫ووعــي مغزاه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وح ْسن ِإدارتــه ْ‬ ‫يمكن ذلك بنقل معارفه ُ‬ ‫مثال‪ :‬عمل مسرحي‬ ‫أَ هميته للجيل التالي كما هي للجيل الراهن‪ .‬من ذلك ً‬ ‫أَ و أُ غنية شعبية أَ و آلة موسيقية أَ و قطعة ِح َرفية‪ .‬وهذه التوعية ال تكون‬ ‫يهم الجيل الجديد كي يحفظ‬ ‫ْ‬ ‫المحافَ ظُ عليه ال يزال ُّ‬ ‫مجدية ِإ َّال ِإذا كان ُ‬ ‫هذا ديمومته ِب َدوره ِإلى الجيل التالي‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫شعب‪ ...‬أ َ ٌ‬ ‫رض‪ ...‬وانتماء‬ ‫ٌ‬

‫من الـ «ماذا» إِلى الـ «كيف»‬

‫التراث‬

‫األفراد على شعورهم باالنتماء ِإلى مجتمعهم َ‬ ‫تلقائيا يساعد َ‬ ‫األقرب‪،‬‬ ‫حافزا‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫امتدادا ِإلى المجتمعات َ‬ ‫األوسع‪ .‬من هنا أن التراث الشفوي الثقافي‬ ‫ومنه‬ ‫ً‬ ‫موحدة‪ ،‬بل يتنامى‬ ‫ليس‬ ‫ً‬ ‫مقصورا على فئة معينة أَ و مجموعة محددة أَ و قيمة َّ‬ ‫تلقائيا‪ :‬يبدأُ من جــذوره َ‬ ‫اكتسابا من‬ ‫األصلية في مجتمعه‪ ،‬ويــروح يغتذي‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫والمدارك َ‬ ‫ناقال‬ ‫المعارف‬ ‫واألعــراف والطقوس والمزاوالت والممارسات‪ً ،‬‬ ‫َ‬ ‫وتاليا ِإلى َ‬ ‫األجيال المتعاقبة‪.‬‬ ‫فالبعيد‪،‬‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫قري‬ ‫المجاورة‪،‬‬ ‫المجتمعات‬ ‫ِإ ّياها ِإلى‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫يسمى كذلك ِإ َّال‬ ‫ٍ‬ ‫عندئذ يستحق أَ ن يكون من ‪‬التراث‪َ ،‬ألن التراث ال َّ‬ ‫نابضا في المزاولة المستدامة‪.‬‬ ‫ماعيا وبقائه‬ ‫ً‬ ‫راسخا في الذاكرة ً‬ ‫بعد ُث ُبوته َج ًّ‬ ‫يتطور التراث الشفوي الثقافي‬ ‫التوالي في الزمان والمكان‪،‬‬ ‫من هذا َ‬ ‫ّ‬ ‫ض‬ ‫من جي ٍل ِإلى آخر‪َ ،‬ويغنى من كل مجموعة‪ُ ،‬ويغني المجموعات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومعر ٌ‬ ‫ـداول‪ ،‬أَ و تلغيه العولَ مة‪ ،‬أَ و يقضي عليه‬ ‫كل تــرا ٍ‬ ‫للزوال ُّ‬ ‫ث يسقط من الـتـ ُ‬ ‫التقوقُ ع في مجموعة مغلقة‪ ،‬أَ و في مكان محدود‪ ،‬أَ و حين ال يلقى الدعم‬ ‫وعندئذ يسقط‬ ‫الحفاظ عليه‪،‬‬ ‫تقديره أَ و‬ ‫فه ِمه أَ و‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والمثابرة فتنقصه مناعة ْ‬ ‫متجمدا في الماضي وال يستحق المستقبل‪.‬‬ ‫من الحاضر ويبقى‬ ‫ً‬


‫‪6‬‬

‫المحافَ ظ عليه‪ ،‬فيجري توثيقه‬ ‫عندئذ يكون الدأْ ُ‬ ‫ب على تأْ كيد هوية هذا ُ‬ ‫ونقله عبر الوسائط التربوية أَ و التعليمية أَ و التوريثية‪.‬‬ ‫لحفظه ْ‬ ‫ونشره وتقييمه ْ‬ ‫ْ‬ ‫رئيسا للتطور‬ ‫عندئذ يكون الحفاظ على التراث الشفوي الثقافي‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مصدرا ً‬ ‫االقتصادي‪ ،‬حتى لو لم يكن ذا مردود مادي كالسياحة التي ُتبقي المواقع‬ ‫حية نابضة زاهية بحضورها ومدلولها الوطني‪َ .‬‬ ‫حفظ قيمة‬ ‫األهـ ُّـم ِإذً ا‪ْ :‬‬ ‫عضويا في‬ ‫ونقله حتى يدخل‬ ‫هذا التراث الشفوي الثقافي في المجتمع‪ْ ،‬‬ ‫ًّ‬ ‫السياسات االقتصادية‪ ،‬وتصاميم الخطط الخمسية أَ و العشرية في الدول‪.‬‬ ‫حيا‪ ،‬أَ ن يظل‬ ‫شرط المحافظة على التراث الشفوي الثقافي‪ ،‬ليبقى ًّ‬ ‫وتدرسه مادة‬ ‫تتعهده هذه وتزاوله وتمارسه‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫مفيدا أَ جيالَ ه الجديدة كي َّ‬ ‫َ‬ ‫تتغير بين‬ ‫ة‬ ‫محافظ‬ ‫وهي‬ ‫ا‪،‬‬ ‫مع‬ ‫والواسعة‬ ‫الضيقة‬ ‫ومجتمعاتها‬ ‫مناهجها‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫مجتمع وآخر‪ ،‬بين مجموعة وأُ خرى‪ ،‬بين بالد وأُ خرى‪ .‬وحين يبلغ التراث‬ ‫محصورا في أَ رضه ُ‬ ‫األم بل ينتشر‬ ‫الشفوي الثقافي هذا المستوى‪ ،‬ال يبقى‬ ‫ً‬ ‫ليصبح ً‬ ‫عالميا‪.‬‬ ‫تراثا‬ ‫ًّ‬

‫هنري زغـيب‬

‫دور  اليونسكو‬ ‫َألجــل ذلك توصلت منظمة اليونسكو قبل ‪ 15‬سنة (‪ِ )2003‬إلــى َسن‬ ‫دوليا‪ ،‬للحفاظ‬ ‫معاهدة دولية ذات ِإطار قانوني ِإداري مالي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫معترف به ًّ‬ ‫ـواد‬ ‫على الـتــراث الشفوي الثقافي في كل دولــة من العالم‪ ،‬فيه بنود ومـ ُّ‬ ‫مقدساته‬ ‫واضحة تتعلق باتفاقات دولية حول حقوق ِاإلنسان والحفاظ على َّ‬ ‫متبادل بين المجتمعات والمجموعات‪،‬‬ ‫ومقدراته وما يستتبع ذلك من احترام‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫صوال ِإلى تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫ُو ً‬ ‫َ‬ ‫حفاظها‬ ‫وفي الدخول ِإلى بعض التفصيل‪َ ،‬تطلُ ب المعاهدة من كل دولة‬ ‫ووصفها وتحديدها‬ ‫شرحها ْ‬ ‫على التراث الشفوي الثقافي فوق أَ رضها‪ ،‬بعد ْ‬ ‫عناصر تراثها الشفوي الثقافي وكيفية محافظة مواطنيها عليه‪،‬‬ ‫الواضح‬ ‫َ‬ ‫سيتبعها لهذه المحافَ َظة أَ ف ــراد مجتمعها ومــا فيها من‬ ‫والـسـ ُـبــل التي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬ ‫مجموعات‬ ‫بعد رفْ ع هذه التقارير والمعلومات جميعها‪ ،‬في ِإشراف رسمي محلي‬ ‫عندئذ ِإلى منظمة اليونسكو أَ ن تضع هذا التراث‬ ‫أَ و دولي‪ ،‬يمكن الطلب‬ ‫ٍ‬ ‫طلب‬ ‫الشفوي الثقافي على الئحة الـجــرد الـعــام لديها‪ ،‬وتــالـ ًـيــا يمكنها‬ ‫ُ‬ ‫وصفا‬ ‫قد َمت عنه‬ ‫ً‬ ‫مساعدات ِ‬ ‫وهبات دولية ُت َم ِّكنها من الحفاظ على ما تكون َّ‬ ‫لتراثها الشفوي الثقافي الــذي يدخل عندئذ في الئحة تــراث ِاإلنسانية‬ ‫الشفوي الثقافي‪.‬‬


‫ساحال‬ ‫قلت في مطلع هذه االفتتاحية ِإن في لبنان من الغنى التراثي –‬ ‫ً‬ ‫وفصوال – ما يجعلُ ه‪ ،‬منذ‬ ‫ً‬ ‫شعبا وطبيعةً‪ ،‬بيئ ًة‬ ‫ً‬ ‫وجبال‪ُ ،‬م ُدنً ا وقُ ًرى وأَ ريافً ا‪ً ،‬‬ ‫ويجعل‬ ‫الحي المتواصل من جيل ِإلى جيل‪،‬‬ ‫نابضا بتراثه‬ ‫عهد طويل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫نموذجا ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حيا ِإلى‬ ‫ضرور ًة ُم ِل َّح ًة أَ ن َّ‬ ‫كل جيل ْ‬ ‫يتلقفه ُّ‬ ‫ويحفظه ويحافظ عليه كي ينتقل ًّ‬ ‫كل جيل‪ .‬لذلك يجمل أَ ن نحفظ ما لدينا من التراث الشفوي الثقافي‪،‬‬ ‫عالما ومعالم وعالمات‪ ،‬كي‬ ‫عناصر‬ ‫فنحافظ عليه بتسجيله‬ ‫ومقوما ٍ‬ ‫َ‬ ‫ت وأَ ً‬ ‫ّ‬ ‫س على أَ رضنا‪ ،‬متأَ ّص ٌل في‬ ‫نَ ضمن أَ ن تراثنا اللبناني الشفوي الثقافي َّ‬ ‫مكر ٌ‬ ‫مش ٌّع على التراث الثقافي العالمي‪.‬‬ ‫شعبنا‪ِ ،‬‬ ‫مسجلة‬ ‫وللبنان لدى منظمة اليونسكو‪ ،‬منذ ‪ ،1984‬معالم لبنانية غالية‬ ‫َّ‬ ‫الطبيعي‪ ‬هي خمسة مواقع‪ :‬بعلبك‪،‬‬ ‫الثقافي‬ ‫العالمي‬ ‫على الئحة ‪‬التراث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عنجر‪ ،‬بيبلوس‪ُ ،‬ص ْور‪ ،‬وادي قاديشا‪.‬‬

‫التراث‬

‫لبنان في الذاكرة العالم ّية‬

‫‪7‬‬

‫شعب‪ ...‬أ َ ٌ‬ ‫رض‪ ...‬وانتماء‬ ‫ٌ‬

‫وتوعي العالم‬ ‫أَ همية هذه الالئحة أَ نها تحتضن التراث الشفوي الثقافي ّ‬ ‫دولة ترنو سائر الدول ِإلى التعرف ِإليه لديها‪ ،‬واستصالحه‬ ‫حيا في ٍ‬ ‫عليه ً‬ ‫كنزا ًّ‬ ‫غنى على غنى‪.‬‬ ‫كنزا يضاف ِإلى كنوزها حتى يزداد ِاإلبداع البشري ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ويتطور باستمرار‪ ،‬على كل‬ ‫ويتبدل‬ ‫يتغير‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وألن التراث الشفوي الثقافي َّ‬ ‫دولة أَ ن ُت ْع ِل َم منظمة اليونسكو بكل تبديل أَ و تعديل لديها‪ ،‬حتى تحفظ‬ ‫لإلبقاء على‬ ‫هذه الدولة َّ‬ ‫حقها في أَ ن تطلب الدعم من المنظمات الدولية ِ‬ ‫حفظها َ‬ ‫تراثها الثقافي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫األماكن والمواقع َ‬ ‫وعلى غرار َ‬ ‫األثرية والسياحية والتاريخية والدينية‪،‬‬ ‫واآلثــار الفنية المادية‪ ،‬على الدولة أَ ن ُتحصي تراثها الشفوي الثقافي‬ ‫التداول من ممارساته الميدانية‬ ‫سائرا في‬ ‫بعناصره الشفوية‪ ،‬وما ال يزال‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫حفظها‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬حتى‬ ‫شعبيا أَ و‬ ‫ومزاوالته المتواصلة‪،‬‬ ‫يتواصل العمل على ْ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫المتواصل ْذك ُر حصة‬ ‫ضروري في التحديث‬ ‫من الزوال أَ و االنقراض‪ .‬لذا‬ ‫ِ‬ ‫ٌّ‬ ‫هذا التراث الشفوي الثقافي نسب ًة ِإلى جغرافيا البالد وديموغرافياها‪،‬‬ ‫تتحدد نسبة المحافظة عليه‬ ‫ومدى تأْ ثيره في مجموع السكان‪ ،‬وعندئذ‬ ‫ّ‬ ‫يضا‬ ‫بمقدار أهميته بين مجمل عناصر التراث الشفوي الثقافي‪ ،‬وعندها أَ ً‬ ‫يتحدد مقدار الخطر على اندثار عناصر معينة أَ و محددة من هذا التراث‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومدى ضرورة الحفاظ على تلك العناصر من أَ جل تأمين حضوره المستدام‬ ‫عموما‪.‬‬ ‫بين مجمل التراث الشفوي الثقافي في البالد‬ ‫ً‬


‫على الئحة اليونسكو‬ ‫لمواقع ‪‬التراث‬ ‫الثقافي‬ ‫العالمي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعي‪ :‬بعلبك‪...‬‬ ‫ّ‬

‫‪8‬‬ ‫هنري زغـيب‬

‫‪ ...‬وعنجر‪...‬‬

‫‪ ...‬وبيبلوس‪...‬‬

‫‪ ...‬وصور‪...‬‬


‫‪9‬‬

‫شعب‪ ...‬أ َ ٌ‬ ‫رض‪ ...‬وانتماء‬ ‫ٌ‬

‫وبـعــدمــا أَ طـلـقــت اليونسكو سنة ‪ 1990‬حملة البحث عــن ‪‬ال ـتــراث‬ ‫الحي أَ و‬ ‫المادي‪،‬‬ ‫غير‬ ‫الشفوي‪ ‬من أَ جــل ‪‬الحفاظ على ِإرث البشرية ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأَ‬ ‫وصت بـ ‪‬اتخاذ التدابير الضرورية لتأْ مين استمراره‬ ‫بالزوال‪،‬‬ ‫هدد‬ ‫الم َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سجلَ ت بين ‪ 2009‬و‪ 2014‬دخول ‪314‬‬ ‫وانتقاله من جي ٍل ِإلى جيل‪ ،‬وبعدما َّ‬ ‫علنت اليونسكو (سنة‬ ‫عنصرا على هذه ‪‬الالئحة التمثيلية للبشرية‪ ،‬أَ َ‬ ‫ً‬ ‫الزجل اللبناني على تلك ‪‬الالئحة‪‬‬ ‫‪ )2014‬قرارها رقم ‪ 25-/10/9‬بدخول َّ‬ ‫الم َّغنى تأْ ديةً‪،‬‬ ‫الشعبي‬ ‫‪‬نوع من الشعر‬ ‫على أَ نه‬ ‫ٌ‬ ‫داء أَ و ُ‬ ‫اللبناني ُ‬ ‫الملْ قى أَ ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عائلية‪ ،‬وفي مبارزات ِشعرية‬ ‫اجتماعية أَ و‬ ‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ماعيا‪ ،‬في مناسبا ٍ‬ ‫ً‬ ‫فرديا أَ و َج ً‬ ‫أَ‬ ‫جماالت لبنان وما فيه من ِق َيم ٍ في‬ ‫فيها‬ ‫ى‬ ‫تتجلّ‬ ‫الجمهور‪،‬‬ ‫مام‬ ‫مباشرة‬ ‫ُ‬ ‫السماح والحوار بين َ‬ ‫والحق في االختالف‪.‬‬ ‫األديــان والفئات اللبنانية‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫العبقري‬ ‫اللبناني‬ ‫الفن‬ ‫ودخل تراثنا الشفوي الثقافي ِإلى ذاكرة العالم بهذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيزه‬ ‫الم َ‬ ‫المحلي‪ ،‬مع أَ عالم ٍ‬ ‫غنيا ينتقل ِإلى العالمية من ّ‬ ‫كت ِنز ِإ ًرثا َش َف ًويا ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ونَ‬ ‫زجلية ُت َغ ّنيه على‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫مناسبا‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫لْ‬ ‫ي‬ ‫موهوبين‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫محلية‪ ،‬أَ و مع جوقا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أَ‬ ‫صدح‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫بضعة‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ـرة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ضيعة‪،‬‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫منبر ضئي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وتتلعثَ‬ ‫مضمونً‬ ‫شد َدت اليونسكو‬ ‫ويومها‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫حرف‬ ‫باأل‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫وكتاب‬ ‫شكال‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫س في المساعدة على‬ ‫اللبناني‬ ‫على أَ ّن الزجل‬ ‫دور رئي ٍ‬ ‫‪‬صم ُام أَ مــا ٍن ذو ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫اللبناني‬ ‫‪‬الز َجل‬ ‫تمتين‬ ‫وو َر َد في ختام القرار أَ ّن َّ‬ ‫التماسك االجتماعي‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫منتش ٌر على جميع َ‬ ‫الهوية الثقافية‬ ‫ِ‬ ‫األراضي اللبنانية‪ُ ،‬ويسهم في تنصيع ُ‬ ‫واستدام ِتها بين صفوف الشعب اللبناني‪ ،‬وبهذه الصفة أَ دخلَ ْته المنظمة‬ ‫ِإلى ‪‬التراث الحي في دول َ‬ ‫األبيض المتوسط‪.‬‬

‫التراث‬

‫‪ ...‬ووادي قاديشا‬


‫هكـذا دخـل لبنـان ذاكـرة العالـم بالزجـ ِل ًّفنـا يتف ّـرد بـه بلدنـا بعبقري ِـة‬ ‫آثارهـم‬ ‫ت شـعرائه ِ‬ ‫ـواع‪َ ،‬وت َع ُّـدد أَ وزا ٍن‪ِ ،‬وإبداعـا ِ‬ ‫وغنـى ِ‬ ‫ارتجـا ٍل‪َ ،‬‬ ‫ووفـر ِة أَ ن ٍ‬ ‫ـوف أَ جيالنـا‬ ‫رث الجمي ُـل صف َ‬ ‫مطبوعـ ًة ومسـموع ًة ومرئيـةً‪ ،‬ودخـل هـذا ِاإل ُ‬ ‫بالدهـا الح ّـي الجميـل‪.‬‬ ‫ـال فـي العالـم علـى ُتـراث ِ‬ ‫الجديـدة‪ ،‬مثلمـا َتنشـأُ أَ جي ٌ‬

‫‪10‬‬ ‫هنري زغـيب‬

‫الزجل اللبناني دخل على الئحة اليونسكو ‪‬التراث التمثيلي البشري‪‬‬

‫كاريكاتور بيار صادق‬

‫وعلى مثال الزجل‪ ،‬لدينا في لبنان روائـ ُـع خالد ٌة من تراثنا الشفوي‬ ‫ونحافظَ عليه كي نظل بين ُ‬ ‫األمم شعل ًة تراثي ًة‬ ‫نحف َظه‬ ‫يجدر بنا أَ ن َ‬ ‫ِ‬ ‫الثقافي‪ُ ،‬‬ ‫مضاء ًة منذ أَ مس التاريخ حتى ذاكرة المستقبل‪.‬‬ ‫ثقافي ًة‬ ‫َ‬ ‫مدير المركز‪ /‬رئيس التحرير‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.