Copie de copie de نموذج التدريس بالملكات

Page 1

‫اللقاء التربوي‬ ‫ماذا بعد بيداغوجيا الدماج ؟‬ ‫السبت ‪ 5‬يناير ‪2013‬‬ ‫بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بآسفي‬

‫التدريس بالملكات‬

‫نحو تأسيس نموذج تربوي أصيل في التعليم‬ ‫‪ ‬‬ ‫إعداد ‪ :‬د‪ .‬محمد الدريج‬ ‫أستاذ باحث في علوم التربية بجامعة محمد الخامس – الرباط‬ ‫ومدير المعهد المتوسطي للبحث والتطوير ‪IMED -‬‬


‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫‪ ‬تقديم‪: ‬أسس‪ ‬ومنطلقات‬ ‫نقترح في هذه الدراسة نموذجا تربويا أصيل ‪ ،‬يمكن أن يمنح نفسا ً جديداً للمنهاج التعليمي‬ ‫ببلدنا ‪ ،‬وهو نموذج ”التدريس بالملكات“ والذي يهدف إلى ‪:‬‬

‫المساهمة في الصلح البيداغوجي لنظام التربية والتكوين ‪،‬‬ ‫وجعله قادرا على مواجهة مختلف الصعوبات والتحديات‪.‬‬ ‫تعميم تعليم أصيل عالي الجودة ‪ ،‬و تبني مبادئ و مفاهيم تربوية‬ ‫تراثية‪.‬‬ ‫توظيف مفاهيم وأدوات تدريسية متجددة مما يشجع في المنظومة‬ ‫التربوية ‪،‬التفاعل بين الموروث الثقافي و التطورات و الكشوفات‬ ‫المعاصرة ‪،‬على المستويين القليمي والدولي ‪.‬وذلك بالعمل على ‪:‬‬


‫‪.‬‬

‫ دراسة الممارسات والتجارب التربوية في تراثنا و إغنائها‬‫وتوظيفها‪.‬‬ ‫ دراسة التجارب التربوية العالمية وتقويمها والستفادة منها‪.‬‬‫ مد الجسور التربوية‪-‬التعليمية بين هويتنا الثقافية و‬‫المنجزات العالمية المعاصرة ‪.‬‬ ‫ ترسيخ الهوية الصيلة التي ترفض الغتراب و‬‫الستلب ‪ ،‬وخلق النسجام والتوازن بينها وبين الهوية‬ ‫المنفتحة التي تتميز بالحوار وبالتواصل المعرفي والنخراط‬ ‫في مسيرة الحضارة الكونية‪.‬‬ ‫المساهمة في النعتاق من التبعية والتقليد ‪ ،‬وتفعيل هويتنا‬ ‫سواء كأشخاص أو مجتمعات و المساهمة بفعالية في تقويتها‬ ‫بالتربية على القيم الخلقية وقيم المواطنة ‪.‬‬


‫‪.‬‬

‫مكونات‪ ‬النموذج‪ ‬ومميزاته‬

‫‪ -1‬توظيف الملكات ‪:‬يوظف النموذج مفهوم الملكات ومفاهيم أخرى‬ ‫مرتبطة ‪...‬بمعناها التراثي الصيل ‪ ،‬مع العمل على تطويرها‬ ‫وجعلها أكثر غنى واستجابة لمتطلبات العصر‪.‬وهذه الملكات يمكن‬ ‫أن تشكل منطلقا لمعايير تنظيم المنهاج الدراسي بمعناه الواسع ‪ ،‬بل‬ ‫يمكن أن تتحول هي نفسها إلى معايير تنظم التعليم برمته وترفع من‬ ‫جودته ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأصيل النشاط التربوي ‪:‬إن ما يبرر اقتراحنا لمدخل الملكات ‪،‬‬ ‫هو تأصيل النشاط التربوي بالعمل ليجاد بدائل مستمدة من تراثنا‬ ‫التربوي و السعي في نفس الن ‪ ،‬لإغناء النماذج والمقاربات‬ ‫المستجدة على الساحة التربوية ‪ -‬التعليمية ‪ ،‬بهدف عقلنة التدريس‬ ‫وجعله أكثر فاعلية واندماجا ‪ ،‬و تطويره من خلل تربية غنية‬


‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬الستجابة للحاجيات الحقيقية للمتعلمين ‪:‬ننتقد في هذا النموذج التوجهات‬ ‫التي تريد أن تجعل من بعض المقاربات في التعليم وباسم التجديد ‪ ،‬أداة‬ ‫لتطويع البشر وترويضهم وبرمجتهم وفق أنماط غربية وغريبة ‪ ،‬ضدا عن‬ ‫مصالحهم وعن احتياجاتهم الحقيقية ؛ والعمل على رفض المناهج التي تسعى‬ ‫إلى خلق أنماط من التفكير والداء محددة سلفا ً وبكيفية آلية ‪ ،‬والتضييق من‬ ‫قدراتهم البداعية ‪ ،‬وعدم تمكين المتعلمين من سبل الختيار و التثقيف الذاتي‬ ‫والتطوير الشخصي ‪.‬‬ ‫‪-4 ‬رفض الصياغات الجرائية‪ -‬السلوكية للنشاط التعليمي ‪:‬كما ننتقد الكتفاء‬ ‫بالصياغات الجرائية‪ -‬السلوكية و الوضعياتية ‪ ،‬سواء للهداف أو للكفايات‬ ‫أو للمعايير ‪ ...‬وكما هو سائد في بعض النظمة التعليمية ‪ ،‬التي تكتفي‬ ‫باستيراد هذه المقاربة أو تلك ‪ ،‬والتوقف عند المؤشرات الجزئية ‪ ،‬والتي كثيرا‬ ‫ما تؤدي ‪،‬فضل عن السقوط في التبعية ‪،‬إلى اللية والنزعة نحو التفتيت ‪.‬‬


‫‪.‬‬

‫إن التحديد الجرائي للهداف على سبيل المثال ‪ ،‬كثيرا ما يمنع المدرسين من‬ ‫الستفادة من الفرص التعليمية غير المتوقعة التي تحدث داخل الأقسام ‪،‬‬ ‫فيستبعدون مبادرات التلميذ بل ومبادرة المدرسين أنفسهم والتي تفرضها‬ ‫المواقف التعليمية المستجدة ول تتناولها الهداف أو الكفايات أو المعايير ‪،‬‬ ‫المحددة سلفا و بعبارات سلوكية‪.‬‬ ‫إننا نروم في هذه المقاربة ‪ ،‬النطلق من النظرة الشمولية للمنهاج و نقترح‬ ‫أن تستهدف ‪ ،‬المنهاج التربوي في مكوناته الساسية‪ :‬الهداف التربوية؛‬ ‫الختيارات المعرفية والعلمية )المضامين( ‪ ،‬الطرق والساليب والتقنيات‬ ‫والكتب المدرسية ‪ ،‬أنظمة التقويم ‪ ،‬خصوصيات الفئات المستهدفة ‪ ،‬وأساليب‬ ‫المتدخلين من مدرسين ومرشدين وإداريين )القيادة التربوية( ‪ ،‬تنظيم الحياة‬ ‫المدرسية )التنظيمات البيداغوجية و المتحانات وتوزيع الزمن المدرسي و‬ ‫النشطة الموازية ‪.(...‬‬ ‫فضل عن استحضارها لمختلف عناصر الوظيفة التربوية ‪،‬المعرفية منها‬ ‫والجسمية والروحية –الخلقية ‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫مفهوم‪ ‬الملكات‪ ‬في‪ ‬التراث‬

‫الشريف الجرجاني‬ ‫الملكة صفة راسخة في النفس واستعداد عقلي خاص لنجاز أعمال‬ ‫بحذق ومهارة ويعرفها الجرجاني على النحو التالي ‪“:‬الملكة هي‬ ‫صفة راسخة في النفس‪ .‬فالنفس تحصل لها هيئة بسبب فعل من‬ ‫الفعال ‪ ،‬ويقال لتلك الهيئة كيفية نفسانية ‪ ،‬وتسمى حالة ما دامت‬ ‫سريعة الزوال؛ فإذا تكررت ومارستها النفس حتى رسخت تلك‬ ‫الكيفية فيها وصارت بطيئة الزوال فتصير ملكة‪.‬وبالقياس إلى ذلك‬ ‫الفعل عادة وخلقا“ كتاب التعريفات )‪ 816 -740‬هـ ‪1413- 1339 /‬م(‬


‫‪.‬‬ ‫الملكة عند إخوان الصفا‬ ‫)القرن الرابع الهجري ‪-،‬الحادي عشر الميلدي(‪:‬‬

‫اصطلحوا على مفهوم الملكة بالعادة ‪ ،‬حيث يرون أن الملكة كمهارة‬ ‫تكون في الخلق والصنائع ول تكون إل نتيجة تحصيل حاصل‬ ‫للممارسة الدائمة ‪ ،‬حيث يعبرون عن هذا بقولهم ‪...“:‬واعلم أن‬ ‫العادات الجارية بالمداومة عليها تقوي الخلق الشاكلة لها ‪،‬كما ان‬ ‫النظر في العلوم و المداومة على البحث عنها والدرس لها ‪،‬‬ ‫والمذاكرة فيها يقوي الحذق بها والرسوخ فيها ‪ .‬وهكذا المداومة على‬ ‫استعمال الصنائع والتدرب فيها يقوي الحذق بها والستاذية فيها‪“...‬‬


‫‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫مفهوم‪ ‬الَمَلكة‪ ‬عند‪ ‬ابن‪ ‬خلدون‪( 1332-1406 :‬م‪(.‬‬

‫ترد هذه الكلمة في أكثر موضع من"المقدمة" ول سيما على امتداد‬ ‫الفصول المخصصة للتعليم‪ .‬وفي كل مرة يتخذ معنى سياقيا‬ ‫مضبوطا‪ .‬و إذا كان مفهوم العصبية هو المفهوم المركزي في‬ ‫تحليلت ابن خلدون للدولة والجتماع البشري ‪ ،‬فإن مفهوم الملكة هو‬ ‫المفهوم المركزي في آرائه حول التعليم‪.‬‬ ‫ينبني التعليم المفيد عنده ‪ ،‬على ستة عناصر )التدريج ‪ ،‬التكرار ‪ ،‬عدم‬ ‫الخلط ‪ ،‬عدم التوسع في المعارف الداتية ‪ ،‬التركيز على الكتابة‬ ‫والحساب ‪ ،‬التوسع في العلوم من خلل الرحلة لطلبها(‪ .‬والهدف‬ ‫النهائي هو أن يحصل المتعلم على ملكة في العلم المدروس‪..‬‬ ‫ويعرفها ”إن الملكات صفات للنفس وألوان فل تزدحم دفعة ‪ ،‬ومن‬ ‫كان على الفطرة كان أسهل لقبول الملكات وأحسن استعدادا‬


‫‪.‬‬

‫إن الملكة فردية ‪ ،‬فطرية ومكتسبة )ليست جماعية ول فطرية كليا( ‪،‬‬ ‫كما أنها جسمانية )خارجية وملحظة( حتى ولو كانت قدرة ذهنية‪.‬‬ ‫يقول ابن خلدون‪":‬والملكة كلها جسمانية سواء كانت في البدن أو في‬ ‫الدماغ”‬ ‫"والملكات ل تحصل إل بتكرار الفعال ‪ ،‬لن الفعل يقع أول وتعود‬ ‫منه للذات صفة ‪ ،‬فتكون حال ‪ ،‬ومعنى الحال أنها صفة غير راسخة‬ ‫فيزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة”‪.‬‬ ‫الملكة صفة راسخة ‪:‬عندما ترسخ الملكة يحصل الحذق والذكاء‬ ‫والكيس والستيلء على العلوم والصنائع‪".‬وحسن الملكات في التعليم‬ ‫والصنائع وسائر الحوال العادية يزيد النسان ذكاء في عقله‬ ‫وإضاءة في فكره” "وما لم تحصل الملكة لم يكن الحذق”‪.‬‬


‫تنطفئ وتخمد ‪]" ،‬فالمتعلم[ إذا حصل‬ ‫والملكة تتطور وتجود ‪ ،‬مثلما ‪.‬‬ ‫ملكة ما في علم من العلوم ‪ ،‬استعد بها لقبول ما بقي ‪ ،‬وحصل له‬ ‫نشاط في طلب المزيد والنهوض إلى ما فوق” "فتجود ملكته”‪" .‬وإذا‬ ‫تنوسي الفعل تنوسيت الملكة الناشئة عنه”‪.‬‬ ‫الملكة صناعة ‪ :‬تمكن الملكة النسان وتسمح له بإتقان ومعرفة‬ ‫مبادئ الشئ وقواعده عن طريق الممارسة‪” .‬الملكة كقدرة أساس في‬ ‫صياغة الفعال بأنواعها ” ‪ ،‬إذ تمكن الملكة النسان من القيام‬ ‫بالعمال العائد إليها نحو الخياطة والحدادة والتعليم واكتساب اللغة‪.‬‬ ‫تحديد مفهوم ارتقاء الملكة إلى صناعة يتم عن طريق المراس‬ ‫والتكرار ‪.‬‬ ‫الحفاظ على الملكة اللغوبة السليمة يكون بتأسيس واقع لغوي‬ ‫اصطناعي سليم والعكس صحيح‪.‬‬


‫حيث حدوثها يصنفها إلى قسمين ‪:‬‬ ‫من‬ ‫أنواع‪ ‬الملكات‪ ‬عند‪ ‬ابن‪ ‬خلدون‪: ‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬ملكات فطرية ويصطلح عليها بالجبلة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ملكات صناعية ويصطلح عليها بالصناعة ‪.‬‬ ‫مفرقا بينهما في كيفية الحصول ‪:‬بحيث أن الولى موجودة في الفرد بالفطرة أي‬ ‫أنها استعداد فطري يولد به الطفل حسب تعبير تشومسكي ’أما الثانية فتحدث‬ ‫بالممارسة والدربة والميران‪.‬‬ ‫من حيث درجة عموميتها ‪ ،‬هناك نوعان من الملكات‪:‬‬ ‫الملكات الساسية التي ينبغي للمتعلم أن يحصلها من خلل تعلماته ‪ ،‬وهي غاية‬ ‫التعلم وهدفه السمى ‪" ،‬وذلك أن الحذق في التعلم والتفنن فيه والستيلء عليه‬ ‫إنما هو بحصول ملكة في الحاطة بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله‬ ‫واستنباط فروعه من أصوله"‬ ‫الملكات الوسيطية )الداتية( التي تخدم غيرها في طريق تحصيل الملكة‬ ‫الساسية ‪،‬فالمتعلم يحصل ملكة أولية )وسيطية( تساعده على الوصول إلى‬ ‫الملكة الساسية مثل ملكة الوضوء من أجل تحصيل الملكة الساسية التي هي‬


‫مثال عن الملكات ‪:‬الملكة اللغوية‪..‬‬ ‫اهتم ابن خلدون بالقدرة العقلية الكامنة وراء الكلم مثله مثل‬ ‫تشومسكي حيث اصطلح على تسميتها بالملكة ‪ ،‬قائل ‪“:‬وهذا معنى‬ ‫ما تقوله العامة من أن اللغة للعرب بالطبع أي بالملكة الولى التي‬ ‫أخذت عنهم ‪ ،‬ولم يأخذوها من غيرهم‪ “...‬و تشومسكي يسميها‬ ‫الكفاية )القدرة( ‪ competence‬حيث يقول ‪“:‬اللغة قدرة فطرية عند‬ ‫المتكلمين بلغة ما لفهم وتكوين جمل نحوية ”‪.‬‬ ‫”‪...‬اعلم أن اللغات كلها شبيهة بالصناعة ‪،‬إذ هي ملكات في اللسان‬ ‫للعبارة عن المعاني وجودتها وقصورها بحسب تمام الملكة أو‬ ‫نقائصها ‪ ،‬وليس ذلك بالنظر إلى المفردات ‪ ،‬وإنما هو بالنظر إلى‬ ‫التراكيب ‪،‬فإذا حصلت الملكة التامة في تركيب أفراد المفردة للتعبير‬ ‫بها عن المعاني المقصودة ‪ ،‬ومراعاة التأليف الذي يطبق الكلم على‬ ‫مقتضى الحال ‪،‬بلغ المتكلم حينئذ الغاية من إفادة مقصوده للسامع ‪،‬‬


‫‪.‬‬ ‫تعريفنا للملكات‬

‫نقترح ان نبدأ في نموذج ”التدريس بالملكات ” واستلهاما لتلك‬ ‫المفاهيم التراثية الصيلة ‪ ،‬من تعريف وظيفي للملكة ‪ ،‬يمكن الخذ‬ ‫به كمنطلق ‪ ،‬نطرحه كفرضية عمل ) ‪hypothèse de‬‬ ‫‪ (travail‬أساسية نشتغل بها ‪ ،‬في انتظار ما ستسفر عنه أبحاث‬ ‫تعميق المقاربة ‪ ،‬من مقترحات للتعديل و التطوير ‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫"الملكة تركيبة مندمجة من قدرات ومهارات واتجاهات ‪ ،‬تكتسب‬ ‫بالمشاهدة والمعاينة وترسخ بالممارسة وتكرار الفعال ‪ ،‬في إطار‬ ‫حل مشكلت ومواجهة مواقف ‪ ،‬والملكة قابلة للتطوير و التراكم‬ ‫المتدرج )هيآت ‪ ،‬حالت ‪ ،‬صفات‪ (...‬و يكون لها تجليات سلوكية‬ ‫خارجية )حذق ‪ ،‬كيس ‪ ،‬ذكاء ‪ ،‬طبع‪“.(...‬‬


‫‪.‬‬ ‫علما بان مفهوم الملكة هذا ل يمثل بديل عن مفاهيم البنيات‬ ‫الذهنية والقدرات والمهارات و الكفايات ‪...‬المتداولة اليوم‬ ‫في مجال علم النفس المعرفي و الديداكتيك غيرها ‪ ،‬بل يعتمد‬ ‫عليها ويغتني بها ‪ ،‬لكنه يوظفها بشكل أصيل ‪ ،‬أي باعتماد‬ ‫معاني الملكات وما ارتبط بها من مفاهيم ‪ ،‬في أصل نشأتها‬ ‫وتطورها لدى علمائنا ‪ .‬إنه تصور عقلي‪ -‬وظيفي لظاهرة‬ ‫التعلم والتملك المعرفي ‪ ،‬ينطلق من مقترحات ابن خلدون‬ ‫وغيره ممن لمعوا في مجال التربية ‪ ،‬مع اللجوء للبحاث‬ ‫المعاصرة لتهذيبها وتعميقها و أجرأتها ‪ ،‬من خلل جملة‬ ‫المفاهيم النفس‪-‬عرفانية المذكورة آنفا‪.‬‬


‫‪.‬‬

‫تصنيف‪ ‬الملكات‬


‫ملكات‪ ‬أساسية‪ ‬‬ ‫في‪ ‬الحياة‬

‫ملكات‪ ‬أكاديمية‪/ ‬نوعية‬ ‫‪.‬‬ ‫في‪ ‬التعليم‬

‫ملكات‪ ‬مهنية‪ ‬‬

‫‪ ‬ملكات‪ ‬اللغة‪ ‬والتواصل‬

‫‪ :‬ملكات‪ ‬في‪ ‬علوم‪ ‬دنيوية‬

‫‪ ‬ملكات‪ ‬الصناعة‪ ‬البسيطة‬

‫في‪ ‬العمل‪ ‬والصنائع‬

‫مشافهة الرسوم‬ ‫بالكتاب ومشافهة اللسان بالخطاب‬ ‫ملكات‪ ‬الحساب‪ ‬في صنعته "تصرف في‬ ‫"العدد بالضم والتفريق‬

‫الرياضيات‬ ‫علوم طبيعية‬ ‫علوم اللغات‬ ‫‪...‬علم الجتماع – التاريخ‬ ‫جدل ‪-‬علم الكلم ‪ -‬منطق ‪-‬علوم الفلسفة‬

‫‪ ‬تكون في الضروريات‬ ‫والصنائع‪ ‬الضرورية‪ ‬مثل) الفلحة ‪,‬‬ ‫البناء ‪ ,‬الحدادة ‪ ,‬النجارة ‪ ,‬الخياطة (‪.‬‬

‫‪ ‬الملكات‪ ‬المعرفية‪ ‬والمنطقية‬

‫ملكات‪ ‬في‪ ‬علوم‪ ‬شرعية‪:‬‬

‫‪ ‬ملكات‪ ‬الصناعة‪ ‬المركبة‬

‫الكتابة تقوي النظر العقلي ‪ ،‬و الحساب‬ ‫يقوي العقل )العمليات الذهنية الصورية‬ ‫)أو المنطقية‬

‫الملكات‪ ‬العملية‪- ‬اللجتماعية‬ ‫أوليات السلوك والممارسات‬ ‫في الجتماع البشري والخلق‬ ‫تدبير المنزل‬

‫علم إلهي ‪ ،‬الكتاب والسنة ‪ ،‬تفسير‬ ‫حديث ‪-‬‬ ‫أصول الفقه ‪ -‬تصوف‬

‫‪ ‬ملكات‪ ‬للجل‪ ‬علوم‪ ‬عملية‬ ‫السياسة المدنية‬ ‫‪ ‬الملكات‪ ‬التكنلولجية‬

‫‪ ‬ضرورية‪ ‬لنها‪ ‬توفر‪ ‬ما‪ ‬هو‪ ‬ضروري‪ ‬للعيش‬

‫وهي التي تكون في الكماليات‬ ‫والصنائع‪ ‬الشرفية‪ ‬مثل ) التوليد ‪,‬‬ ‫الكتابة ‪ ,‬الغناء ‪ ,‬الطب ‪ ,‬التعليم ( وهي‬ ‫شرفية لنها تعطي صاحبها شرف‬ ‫‪.‬الترقي‬


‫للنموذج‬ ‫التربوية‬ ‫التوجهات‬ ‫للنموذج‬ ‫التربوية‬ ‫التوجهات‬ ‫أول ‪ :‬توجهات على مستوى الهداف والمقاصد‪:‬‬ ‫ليتمكن نظامنا التربوي من القيام بوظائفه على أكمل وجه ‪،‬‬ ‫لبد من اعتماد مقاصد وأهداف وفق اختيارات وأولويات محددة في المنهاج التربوي ككل و‬ ‫تستجيب لطموحات المجتمع ‪ ،‬وتنظيمها داخل كل مرحلة تعليمية ومن مرحلة إلى أخرى‬ ‫وفي كل شعبة وتخصص ‪ .‬بما يخدم الملكات الساسية )المواصفات أو الهداف العامة (‬ ‫المرسومة للمتعلم في نهاية المراحل الولى من التحصيل ؛ والملكات النوعية‬ ‫والصناعية ‪ ،‬المرتبطة بمختلف العلوم والصناعات في المراحل المتقدمة‪.‬‬ ‫كما ينبغي ان تستجيب المقاصد و الهداف لحاجيات الفرد والعناية بمختلف جوانب‬ ‫شخصيته ‪:‬الجسمية والعقلية والوجدانية‪ .‬لجل تكوين شخصية متوازنة بحيث ل نستهدف‬ ‫الجوانب الفكرية والمعرفية على حساب الجوانب الخرى من الشخصية ‪.‬‬ ‫وللتذكير يركز أبو حامد الغزالي في التربية على المكونات الرئيسية للنفس النسانية وهي‪:‬‬ ‫العقل والروح والجسم ‪ ،‬وينظر إليها باعتبارها كيانا واحدا متكامل ‪ ،‬ومن ثم جاء تأكيد‬ ‫الغزالي على بعض الساليب والطرق التربوية التي تتناول تلك المكونات بشكل متكامل‬ ‫ومتوازن ‪ ،‬كالمجاهدة والرياضة لتزكية القلب والروح ‪ ،‬والتفكر لتربية العقل ‪ ،‬وترقية النفس‬ ‫النسانية في مجالت الدراك ‪ ،‬واللعب لتربية الجسم وتنشيط العقل والحواس‪.‬‬


‫ثانيا‪ : ‬تولجهات‪ ‬في‪ ‬ملجال‪ ‬المضامين المعرفية‪ ‬والفكرية‪:‬‬ ‫ اعتماد مبدأ الندماج والتكامل والتنسيق بين مختلف أنواع المعارف‬‫وأشكال التعبير؛‬ ‫اعتماد مبدأ الستمرارية والتدرج في عرض المعارف الساسية عبر السلك‬‫التعليمية؛‬ ‫ تجاوز التراكم الكمي للمضامين المعرفية؛ استحضار البعد المنهجي والروح‬‫العلمية‪-‬الموضوعية في تقديم محتويات المواد؛‬ ‫العمل على استثمار عطاء الفكر السلمي خاصة و النساني عامة ‪ ،‬لخدمة‬‫التكامل بين المجالت المعرفية؛‬ ‫ الحرص على توفير حد أدنى من المضامين الساسية المشتركة والملكات‬‫الساسية لجميع المتعلمين في مختلف المراحل )خاصة الولى( والشعب؛‬ ‫إحداث التوازن بين المعرفة في حد ذاتها )النظرية(والمعرفة الوظيفية ‪-‬‬‫التطبيقية‪.‬‬ ‫ اندماج محتويات المناهج خاصة في المراحل الولى من التعليم ‪ ،‬وارتباطها‬‫بخصوصيات الجهات والمناطق واستجابتها للحاجيات الفردية والجماعية ‪.‬‬


‫ثالثا‪: ‬تولجهات‪ ‬في‪ ‬ملجال‪ ‬التربية‪ ‬على‪ ‬القيـم‪ ‬‬ ‫‪“ ‬الصل ح‪ ‬النفس‪-‬أخليقي“‬ ‫تعزيز دور المدرسة في نشر قيم المواطنة والخلق والداب الحميدة وتقوية‬ ‫مكانة التربية والتأطير السلميين والتربية على المساواة وحقوق النسان ‪،‬‬ ‫وثقافة النصاف والتسامح ‪ ،‬ونبذ الكراهية والتطرف‪.‬‬ ‫إنطلقا من القيم التي يتم إعلنهـا كمرتكزات ثابتة في النظام التربوي )ننظر‬ ‫على سبيل المثال ما ورد في الميثاق الوطني للتربية والتكوين حول القيم وكذا‬ ‫في الكتاب البيض ‪ (...‬والتي ينبغي العمل على توظيفها فيما يعرف ”بالتربية‬ ‫على القيم ” ‪،‬وعلى أجرأتها في المقررات والكتب المدرسية وأنظمة‬ ‫التقويم‪...‬والتي تستلهم بالساس من‪:‬‬ ‫ قيـم العقيدة السلمية؛‬‫ قيـم الهوية الحضارية لمتنا ومبادئها الخلقية والثقافية؛‬‫ قيـم المواطنـة وحقوق المواطن وواجباته؛‬‫‪ -‬القيم الكونية لحقوق النسان‪...‬‬


‫‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬تولجهات‪ ‬في‪ ‬ملجال‪ ‬الطرق‪ ‬والوسائل‪) ‬لاكتساب‪ ‬وتنمية‪ ‬الملكات(‬ ‫لتيسير اكتساب الملكات وتنميتها على الوجه اللئق عند المتعلم ‪،‬‬ ‫يتعين مقاربتها من منظور شمولي لمكوناتها ‪ ،‬ومراعاة التدرج‬ ‫البيداغوجي في برمجتها ‪ ،‬ووضع استراتيجيات اكتسابها تستند على‬ ‫مراحل وخطوات تحصيل الملكات عند ابن خلدون وغيره ‪.‬مع‬ ‫الستفادة من التدريس بالمشكلت والعمل بفكرة المشروع )مشروع‬ ‫المؤسسة والمشاريع الشخصية‪ (...‬للربط بين النظري والعملي ‪.‬‬ ‫واعتماد حلول تربوية تسمح بالعمل بإيقاعات متفاوتة تناسب مستوى‬ ‫المتعلمين ووتيرة التعلم لديهم ونوع ذكائهم الغالب ولذلك قيل ‪” :‬كل‬ ‫لكل عبد بمعيار عقله وزن له بميزان فهمه ‪ ،‬حتى تسلم منه وينتفع‬ ‫بك وإل وقع النكار لتفاوت المعيار”؛‬ ‫بما يفيد في الرفع من المردود الداخلي للمؤسسة وفي ترشيد استعمال‬


‫العناية بكل ما يرتبط بأشكال تنظيم التعلم داخل الأقسام الدراسية )الطرق ‪،‬‬‫الساليب ‪ ،‬الوسائل ‪ ،‬المصادر والكتب المدرسية ‪ ،‬أنظمة التقويم والختبارات(‬ ‫ تنويع الساليب وطرق تناول المعارف في إطار المقاربة بالملكات؛‬‫ مع اللحاح على تكييف بعض الطرق والممارسات التقليدية الصيلة والخذ‬‫عموما بالطرق النشطة وطرق وضع المشاريع ومواجهة المواقف وحل‬ ‫المشكلت ‪...‬وعلى سبيل المثال ‪:‬‬ ‫“ ومع أن ابن خلدون أباح استخدام الطرق التي تناسب المعلم إل أنه يشجع على‬ ‫استخدام طريقة المناقشة ‪.‬فالتعليم عند ابن خلدون يهدف إلى حصول المتعلم‬ ‫على ملكة العلم حيث يصبح على درجة عالية من الفهم وليس فقط حفظه دون‬ ‫فهم وتعمق ‪ ،‬لذا انتقد ابن خلدون الطريقة القيروانية التي كانت في زمانه تركز‬ ‫على الحفظ بشكل كبير ‪ ،‬ووصف الطلب بأنهم يلتزمون الصمت والسكون‬ ‫التام دون مشاركة ‪”.‬‬ ‫كما يقدم ابن خلدون منهجا متكامل ومتماسكا في اكتساب الملكات يتميز بالساليب و المستويات‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الكتساب من خلل النشأة والممارسة في بيئة معينة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكتساب من خلل الحفظ والتكرار والتمرن ‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫مراحل اكتساب الملكة ‪:‬‬

‫الفعل‬

‫الصفة‬

‫الحال‬

‫التكرار‬

‫التكرار‬

‫االتكرار‬

‫الملكة‬


‫‪ : ‬تولجهات‪ ‬في‪ ‬ملجال‪ ‬تنظيم‪ ‬الحياة‪ ‬المدرسية‬ ‫خامسا‬ ‫‪.‬‬ ‫ من حيث تنظيم الدراسة في مختلف المراحل التعليمية ‪ ،‬للرتقاء‬‫بجودة الفعل البيداغوجي من خلل الرفع من فعالية التدريس ومن‬ ‫جدوى التعلم ومواءمة الفضاءات التربوية لهما اعتماد مبدإ التدرج ‪.‬‬ ‫ تنظيم الدراسة وفق معايير موضوعية تلئم المستجدات المراد‬‫إدخالها على مختلف المراحل التعليمية ما يلي‪:‬‬ ‫ تنظيم كل سنة دراسية من حيث نظام الدورات ‪...‬‬‫ النظر في إمكانية اعتماد حلول تربوية تسمح بالعمل بإيقاعات متفاوتة‬‫تناسب مستوى المتعلمين ووتيرة التعلم لديهم بما يفيد في الرفع من‬ ‫المردود الداخلي للمؤسسة وفي ترشيد استعمال البنيات التحتية‬ ‫والتجهيزات التعليمية ‪ .‬وقد ذكر أبو حامد الغزالي في كتابه ”إحياء‬ ‫علوم الدين“ ‪ ،‬أن من وظائف المعلم ‪” :‬ان يقتصر بالمتعلم على قدر‬ ‫فهمه فل يلقي إليه مال يبلغه عقله فينفره أو يخبط عليه عقله ول يبث‬ ‫إليه الحقيقة إل إذا علم انه يستقل بفهمها‪“.‬‬


‫‪.‬‬

‫ إدراج الغلف الزمني الخاص بالتقويم بجميع أنماطه ‪:‬التشخيصي‬‫والتكويني )الملزم للتعلم (والنهائي ‪،‬في إطار بيداغوجيا الملكات‬ ‫حسب مراحل اكتسابها وبمراعاة الغلف المخصص لكل وحدة في‬ ‫المرحلة الثانية من التعليم الثانوي ولكل مادة دراسية في المرحلة‬ ‫العدادية وفي التعليم البتدائي‪ .‬و العمل بالدعم البيداغوجي المنتظم‬ ‫الكفيل بترسيخ المكتسبات ‪ ،‬والضامن للرفع من نسبة النجاح والتفوق‬ ‫وتكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫ المرونة في تنظيم الحصص الدراسية واستعمالت الزمن والعطل؛‬‫ تخصيص مجالت زمنية للنشطة الثقافية والفنية و الجمعوية ضمن‬‫الحصة السبوعية‪.‬‬ ‫ النظر في سبل ملءمة المدرسة وبعض مقرراتها مع المحيط‬‫الجتماعي القتصادي والثقافي )المنهاج المندمج(‪.‬‬


.



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.