س ناان بن ثنابت العينّي ة ّ قراءة نقدّي ة في قصيدة ح
فتحاي إبراهيام خاضاار.د جنامعا ة الناجاناح الاوطنيا ة
قسم اللغ ة العربي ة/ كلي ة الداب
:ملّخ صا البحث
ر رفي الرّد على شعراء، ر رحّس ارِن ْب ِنر ثابٍت، يسعى هذا البحث إلى إبراز َد ْور ِر رشاعِر الّر سروِل وتوظيفه ِقَيرَم الّد يرن الجديد في الرّد على أولئك، مفاخرين، الذين كانوا يفدون على رسول ال، الوفود . وتفّو قرره عليهم في تلك المناظرات الدبية، الّش عرراء
Critical Study of Hassan Bin Thabit's Poem (Alaynia) Abstract A critical study of Hassan bin Thabit's poem "Al Aynyia". This research endeavors to highlight the role of Hassan bin Thabit, the Prophet's poet, in responding to the "deputy" poets, who used to visit the prophet, praising themselves. Hassan bin Thabit employed the new religious values in countering the claims of the "deputy" poets and he surpassed them in all literary debates. Dr. Fathi I. Khader An-Najah National University College of Arts / Arabic Department
س ناان بن ثنابت العينّي ة قراءة نقدّي ة في قصيدة ح ّ قال حسان بن ثابت):(1 ب ِم ْنر ِفْهرٍر إواْخ َو رتررهْم إن الّذ ورائِ َ َيْر ىضررىبها ُك ّلر َم ْنر كاَن ْ ت سريرتُهُ ىض ّرر وارَع ُدرّورهُم قَْو ٌم رإذا حاربوا َ َس ِجر ّيرةٌ تلك ِم ْنرهُرْم َغ ْيرُرر ُم ْحر َد رثَرٍة ترأكفّهُُم ل يرقَُع الّناُس ما َأْو َهر ْ
قَْد َبّينوا ُس ّنرًة للّنا ِ س تُتَّبُعر تَْوقو ى اللِه وبالَْم ِرر الذي َش َررعوا أو حاولوا اّلنْفَع في أشياِع ِه رْمرَنَفعوا عر ق فاعلْم شّرهاالبَِد ُ إّن الخلئِ َ ِع ْن رَدر الّد فراِع ول ُيوهوَن ما َر َقرُعوا أو وازنوا أَْه َلر مْج ٍد ربالّند ى َم تَرعوا فُك ّلر َس ْبر ٍ قر لْد َنررى َس ْبرِوقرهرم تََبُع ول ي ِ طَبُعر ص يررُبهُم في َم ْ طرَمرِعر َ ُ ك ُم تّرَس ُعر ىض ِل رأحلِم ِهرْمر عن ذا َ في فَ ْ طَبرعون ول ُيْر درريِه ُمرالطَّم ُعر ل َي ْ ومن َع ُدرّور عليهم جاهٍد َج َدرعروا
إْن ساَبوقوا الّناَس يومًا فاَز َس ْبروقُرهُُم إْن كان في الّنا ِ س سّباقون َبْع َدرهرُم ىض ِلرِه ُمر ىض ّنررون عن َم ْور لررىبِفَ ْ ول َي َ ت َج ْهرَلهُم ل َيجَهلون إواْن حاول َ ترفي الَو ْحر ي رِع فّرُتهم أَِع فّ رةٌ ُذ ِكرَرر ْ َك ْمر ِم ْنر صدي ٍ ق لَهُْم نالوا ك ارَم تَرهُ طرْو ارَنبِّي الهَُد ىر والبِّر طاعتَهُْم َأْع َ
ص ُرررهُمعنه وما َنَزعوا فما َو َنررى َن ْ
أو قاَل عوجوا علينا ساعًة َر َبررعوا
إْن قاَل سيروا أَج ّدرورا الّس ْيرَرر ُج هرَد ُهرُمر
ص لرريِب وَم ْنر كانت له البَيُع أهُل ال ّ كر المَر الذي َم َنرعوا ول َيُك ْنر َهّمر َ
ما ازَل َس ْيرُررهُمحّتى استوقاَد لهم ُخ ْذر ِم ْنرهرم ما أتى َع ْفروًا إذا َغ ِ ىضر برروا ُُ فإّن في َح ْرربِرِه ْمرفاتُْر ْكرعداوتَهُْم ب نالَْتنا َم خرالُبها َنْس مرو إذا الحر ُ
ب والّس لَرُع ض عليه ال ّ ص ار ُ شّرًا ُيخا ُ فِم ْنر أظفارها َخ َشرعروا إذا الّزعانِ ُ ع إواْن ُأصيبوا فل ُخ ورٌر ول ُج ُزر ُ
ل فَْخ َر رِإْن ُهْم َأصابوا من عدّوهُم ت ُم ْكرتَرنٌِع كأّنهْم في الوَغ ىر والمو ُ ص ْبرنرا ِلوقَْو ٍم رل َنِد ّ ب ر لهم إذا َن َ أكرْم بوقوٍم رسوُل ال قائُِد ُهرْم أهد ى لهم ِم َدرحري قل ٌ ب يؤاِز ُر رهُ فإّنهْم أفىضُل الحياِء كلِّه ُمر
عر أْس ٌدر بِبِْي َشرَةر في أْر سرراغهافََد ُ كما َيِد ّ ب رإلى الَو ْحر ِش رّيرِةالّذ َررعُ إذا تََفّر قَرِت الهواُء والّش َيرُعر فيما ُيِح ّ ص َنرُعر ب ر ِلساٌن حائِ ٌ ك َ إْن َج ّد ر بالّناس ِج ّد ر الوقَْو ِل رأو َش َمرعروا
2
تمهيد: تر اليه وفود ت ثوقيف وبايعت ،ىضرَب ْ لما افتتح رسول ال مّك ةر ،وفرغ من تبوك ،وأسلم ْ
العرب من كّل وجه .قال ابن هشام" :حدثني أبو عبيدة أّن ذلك كان في سنة تسع ،وأّنها كانت ُتسمى سنة الوفود").(2 طررر المدينة المنّو ررة ، ت في السلم ،فيّم مر وفد منها َش ْ وكانت قبيلة تميم من الوقبائل التي رغب ْ
ي ناَد ْوراررسول ال من وراء ُح ُجررراته ُم ؤرذين له بصياحهم ،فلّم ار خرج إليهم ، فّلما دخلوا المسجد النبو ّ تر لخطيبكم َفْلَيُوقْل ،رفوقام ُع طرارُد بُن حاجب قالوا :جئناك نفاخرك َفأَذ ْنر لشاعرنا وخطيبنا ،قال :قد أِذ ْنر ُ ت ْب َنر قَْي ٍ سر بوقوله" :قُْم فَأَِج ِب ر الّر جرلفي خطبته ،فوقام ثابت بن قيس خطيبًا ،فأمر الّر سرول ثاب َ خطيبًا).(3
ولم يكن حسان بن ثابت شاهدًا هذا المجلَس ،ر ر رفبعث رسول ال في طلبه ،فأخذ ُيِع ّد ر ت رإلى رسول ال ، وأنا أقول):(4 نفَس هُر للموقف بإنشاء بعض البيات .قال حسان" :فخرْج ُ وجاهُ الملوِك واحتماُل العظائِم على أَْن ِ فر ار ٍ ض ِم ْنر َم َعرّدر وراغِم لعاجِم طرا َ بجابيِة الَج ْوررلِنَو ْس ر َ بأسيافنا من ُك ّلر باٍغ وظالِم
َهِلر المجُد إلّ الّس ؤرَو ُد رالَع ْور ُد روالّند ى ص ْر رنرراوآَو ْيرنرا النبّي ُم َحر ّم ردرا َن َ ٍ بحّي َح ريرد أَ ْ ص لُرهُ وثَ ارُؤهُ طربيوتنا ص ْر رنرراهلّم ار َح ّلر َو ْس ر َ َن َ ونحن ىضربنا الّناَس حّتى تتاَبعوا
ِ ص وارِر ِمر على دينه بالُم ْررهفاتال ّ َو لَرْد نراَنبِّي الخيِر من آِل هاشِم ل عْن َدر ِذ ْك رِررالمكارِم َيعوُد َو بررا ً َلنا َخ َورٌل رما َبْي َنر ِظ ئرٍر وخادِم وأمواِلُك ْمر أْن تُوقسموا في الموقاسِم لعاجِم يا َ ول َتْلَبسوا ِز ّيراَك ِزر ّ
ونحُن َو لَرْد نرامن قُري ٍ ش عظيَم هرا
بني داِر ٍمرل تفخروا إّن فخرُك ْمر
َهبِرْلتُْم علينا تفَخ رررون وأَْن تُرُم فإْن ُك ْنرتُرُم جئتُْم لحوقِن دمائُك ْمر فل تجعلوا ل نِّد ار وَأْس لررموا
ولّم ار انتهى حسان إلى رسول ال ، قام الّز بررقانبن بدر ،فوقال):(5 ب ر البَِيُعر ّم نرا الملو ُ صر ُ ك وفينا تُْن َ ىض ُل رالِع ّزر ُيّتبُع عند الّنهاب وفَ ْ من الشواء إذا لم ُيْؤ َنر ِ ع س الَوقَز ُ ِم ْنر ُك ّلر أر ٍ ص ِط رنرُع ض ُهِو ّيررا ثُّم َن ْ للّنازلين إذا ما ُأنزلوا َش ِبرعوا
َنْح ُن رالك ارُم فل َح ّي ر يعادُلنا وَك ْمر َقَس ْرر نررامن الحياءِ كلِّه ُمر طرَعرَمرنرا ونحن ُنطعم عند الوقحط َم ْ
ثُّم تر ى الّناَس تأتينا َس اررتُهُُم فننَح ُر ر الُك ورَم َع ْبرطرًا في أَُر ورمِتنا
3
إل استوقادوا فكانوا ال أرَس ُيْوقتطُع فيرجُع الوقوُم والخباُر تُْس تَرمُع ك عند الفخر نرَتفُع ِإّنا كذل َ
فل ترانا إلى حّي نفاخُرُهْمر
فمن يفاخُر نرافي ذاك نعرفُهُ ِإّنا أََبْي نرا ول َيْأبى َلنا أََح ٌد ر
قال:
ت على نحو ما ت في قوله ،وقل ُ قال حسان ..." :وقام شاعر الوقوم ،فوقال ما قال ،عرىض ُ
ب ِم ْنر ِفْهرٍر إواخوتِِه ْمر إن الذوائ َ
قَْد َبّينوا ُس ّنرًة للّناس تُّتبُع
وشّك كر اْب ُنر هشام في نسبة البيات العينّية إلى الزبرقان بن بدر بوقوله" :رواه لي بعض بني
تميم ،وأكثر أهل العلم بالّش عرر ينكرها للزبرقان") .(6وير ى ابن هشام أيىضًا أن قصيدة الزبرقان ،التي
عارىضها حسان ،كانت ميمية ،فيوقول" :حدثني بعض أهل العلم بالشعر من بني تميم أن الزبرقان بن
بدر لّم ار قدم على رسول ال في وفد بني تميم ،قام ،فوقال):(7 إذا احتفلوا عند احتىضار المواسِم
ىض لَررنا أَتَْي َنرا َ ك َك ْيرمرا َيْع لَرُم الناُس فَ ْ ع الّنا ِ س في ُك ّلر َم ْور ِط رٍن ر بأّنا ُفرو ُ وأّنا َنذوُد الُم ْعرلَرميَن إذا انتَخ ْورار عفي ُك ّلر غارٍة وأّن لنا الِم ْرربررا َ
وأَْن لَْي َسر في أر ِ ض الحجاِز َك دراِر ِمر ص َيرِد الُم ترفاِقِمر ونىضر ُ ب َرْأَسال ْ ُنيغيُر بَنْج ٍد رأو بأر ِ ض العاجِم
فوقام حسان بن ثابت فأجابه: َو جراهُ الُم لروك َوارْح تِررماُلالعظائِم على أَْن ِ فر ار ٍ ض ِم ْنر َم َعرَدر و ارِغ ِم ر
َهِلر الَم ْجر ُد رإلّ الّس ْؤر َدرُدرالَع ْور ُد روالّند ى
ص ْر رنرراوآَو ْيرنرا الّنبَي محمدًا َن َ البيات
)(8
غير أّن أبا الفرج الصفهاني يوّثق رواية ابن اسحق في السيرة ،التي شّك كر فيها ابن هشام ، إذ أخرج بسنده عن أحمد بن زهير البيات العينّية منسوبة ِإلى الزبرقان بن بدر ،والبيات الميمّية منسوبة إلى عطارد بن حاجب).(9
طعن ،أو ومهما تكن قيمة رواية ابن إسحق وأبي الفرج الصفهاني من الصّح ةر أو ال ّ
ت في هذه ت التي قيلَ ْ منزلتهما من الَج ْررر حوالّتعديل ،فإّن الختلف بين الّر وراةل يمّس البيا َ
المناسبة ،إواّنما يمّس نسبتها إلى الزبرقان ،أو إلى عطارد بن حاجب ،أو إلى قيس بن عاصم ِ ي .ر الم ْنروقَرر ّ 4
يرتميم ،الزبرقاَن ْب َنر بدر وعطارَد ْب َنر وفي التّوقريب بين تباين الرواة يمكن الوقول :إّن شاعَر ْ
حاجب ألوقى كّل منهما قصيدة في هذا الموقف ،إحداهما عينّية والثانية ميمّية ،وقد رّد حساُن ْب ُنر ضر ضرالوقصيدةَ الميمّيَة بوقصيدة فيها َبْع ُ ثابٍت معاِر ىضرًا الوقصيدةَ العينّيَة بوقصيدة ُم ْرر تَرَج لَرٍة ،روعاَر َ ص ةر أّن الوقصيدتين العينيتين تّتفوقان في وزن البسيط ،وتلتوقي الوقصيدتان الميميتان في العداد ،خا ّ طويل. وزن ال ّ على أّن الزبرقان بن بدر أرفع طبوقة في منزلته ،وأجود شع ًار من عطارد بن حاجب ،وقد لم بأّنه كان شاع ًار ُم فرِلوقًا) .(10ولعّل في ذلك ما يؤّهله لْن يكوُن موقّد مرًا من تميم في وصفه ابن س ّ مفاخرتها من جهة ،ويصرف إليه نعت حسان بن ثابت في قوله" :شاعر الوقوم" من جهة أخر ى. المؤثرات الخنارجي ة في تشكيل حرك ة القصيدة الداخلّي ة: ت مرتكز رؤية حّس ارن ت العينّيَة التميمّيَة قد بلور ْ ي في هذا المر ،فإّن البيا َ وأيًا كان الّ أر ُ
ت أبعادها الفكرّية ،فوقّيَد تر حركتها في مدارات ثلثة: النفسّية ،وحّد در ْ -1 -2 -3
المفاخر الجاهلية والرّد عليها.
بيان أَْب عراد الدين الجديد وآثاره.
إرشاد بني تميم إلى السلم إواخل ص اّلنصح لهم.
ط على حّس ارن ،وقُّوةٌ في َج ْذربررؤيته والستئثار بها ،إذ ولكّل من هذه المدارات ثَِوقٌل ىضاغ ٌ
تتواز ى في تحوقيق اليغاية الموقصودة من توقديم ما ُيشبع ُو ْجر دراَنبني تميم ويوقنعه ويوّج هرره إلى السلم ، وكان حسان بن ثابت موّفوقًا حين جعل الجماعة المسلمة بسلوكها مرتك ًاز تدور في َفَلكه هذه
ظ ،فهو من جنسهما في الّتوجيه المدارات ،إذ يأتنس فيه الفخر بالمد ح ،ول يتجافى عنهما الوع ُ اليجابي للفكار ،والمعاني ،والّس لروك ،تصريحًا أو تلميحًا. ف ضرالموق ُ إواذا كان حسان بن ثابت لم يجتهد في اختيار الّش كرل الفني للعمل الدبي ،إْذ َفَر َ لونًا توقليدياً من الفّن َخ َبرَرهُوتمّر سربه مناقىضاً في الجاهلية والسلم ،فوقد اجتهد في َم ْزرجمدارات الوقصيدة الّثلثة بأغراىضها من المد ح والفخر والوعظ في حركة نامية وبناء متّو حرد.
الرؤي ة الفكرّي ة والّنفسّي ة: بدأ حسان بن ثابت –رىضي ال عنه -قصيدته بحديث مّر كرزومباَش رر عن ُك لرّية من ُك لرّيات طْر ُحرهُرلذلك مرتبطًا بيغرىضين واىضَح ْيرنر: العوقيدة السلمية ،وهي :أّن السلم دين الفطرة ،وكان َ
أولهمناَ :م ْدرُ حر الجماعة المسلمة من المهاجرين والنصار )فهر 5
)(11
وأخوتهم( بنوقاء الفطرة.
ثنانيهمنا :تنبيه بني تميم إلى خصائ ص الّد عروة السلّم يرة ،وغمز جانبهم بصفات المستجيب لها. ويحمل الحديث عن العوقيدة ردًا على الزبرقان ،ونوقىضًا لفخره بالّس يرادة الوقبلية لتميم بين
الوقبائل في قوله:
ب ر البَيُع مّنا الملو ُ صر ُ ك وفينا تُْن َ
َنْح ُن رالك ارُم فل َح ّي ر يعادُلنا
)(12
وذلك بتأكيد ُبعَد ْيرنر في شخصّية الجماعة المسلمة :أحدهما قبلّي ،ر وثانيهما دينّي) .(13فرفعة
ل عن مسؤولية هداية الناس إوانوقاذهم الّنسب وشرفه ،سواء في قريش أم في الوس والخزرج ،فىض ً ىض لررل ببيان الّد يرن وحمل دعوته: من ال ّ قد َبّينوا ُس ّنرًة للّناس تُّتبُع ب من ِفْهرٍر إواخَو تِرهُْم إّن الّذ ورائ َ توقو ى اللِه وبالمِر الذي َش َررعوا يرىضى بها كّل َم ْنر كاَن ْ ت سريرتُهُ
تر دعوة بني تميم إلى السلم بتوقو ى ال أم ًار خارجًا عن معرفتهم ولئن سألتَهُْم َم ْنر وليَس ْ ض وسّخ َرر الّش مرَس والوقََم َرر َليوقولُّن ال (14)أو بعيدًا عن طبيعتهم فطرة ال َخ لَر َ ق الّس مرواِت والر َ طَر الّناَس عليها ل تبديَل لَخ ْلر ِ ق ال ،ذلك الّد يرن الوقّيم ولكّن أكثَر الّناس ل يعلمون التي فَ َ
)(15
فال –
عّز وجّل -ر ساو ى بين َخ ْلرِوق ِهر كّلهم في الفطرة ،ول تفاوت بين الّناس في ذلك ،ولذلك قال الرسول :
ص ررانه أو يمّج سررانه").(16 "ما من مولود يولد إلّ على الفطرة ،فأبواه يهّو دررانه أو ين ّ
وهذه الفكرة شريفة "لمس فيها حّس ارن أعظم مفخرة يعتّز بها الَبَش ُرر في كّل زمان ومكان"
)(17
من خلل صياغة محكمة في المحاّج ةر والمناقىضة ،فبنو تميم بين أمرين ل ثالث لهما ،نوقاء فطرة واستجابة لدين ال ،أو سوء طوّية وصّد عن ذكره.
وعلى الرغم من أّن مطلع الوقصيدة ُم ْحر َك رُمرالنباء عن الرؤية النفسّية والفكرّية بمداراتها أو
أبعادها الّثلثة الّس اربوقة ،إلّ أّنه لم يكن ُم يغرنيًا الّس ارمَع عن التطّلع إلى تّتبع هذا الخبر الوقائم على عملية البيان في حركة الّد عروة ،الذي طرحه حّس ارن في قوله "قد َبّينوا ُس ّنرة للناس تُّتبع".
وكان لزم التكامل في عرض هذا الخبر وبناء وحدته وحركته ظاهريًا أن يتبع بحديث عن
رسول ال ودوره في صياغة الجماعة المسلمة ،الذي جاء في قوله:
ص ُررُهْمرعنه وما َنَزعوا فما َو َنررى َن ْ
طرْو ارنبّي الُهد ى والبّر طاعتَهُْم َأْع َ
ترلها قريش بين الوقبائل ،وهي أّن ولكّن حسان بن ثابت أراد أن يدفع أو ً ل مظّنة رّو َجر ْ ىض عررفاء والراذل ،الذين وجدوا ىضاّلتهم في الّد عروة السلمية: الجماعة المسلمة أشتات مجتمعة من ال ّ 6
قالوا أنؤمن لك واّتبعك الرذلون ي الرأي .(19)... وما نراك اتبعك إل الذين هم أراذلنا ،باد َ )(18
و فوقال المل الذين كفروا من قومه ما نراك إلّ بش ًار مثلنا ،
ىض رررر في أعدائهم إواحداث ولذلك ظهر ْ ت قّوة هذه الجماعة وتمّك نرها المتوازن في إيوقاع ال ّ ص ةر وقت الّنفع بين أصدقائهم ،فىضلً عن دّقة إواتوقان في إصابة اليغاية ،التي يوقصدون إليها خا ّ الحرب ،فأفعالهم متكاملة في مختِل ِ ف الحوال حربًا وسلمًا ،هدمًا وبناء ،وهي ذات أصالة وعراقة. أو حاولوا اّلنفَع في أشياعهم َنَفعوا
قَْو ٌم رإذا حاربوا ىضّر وارعّد ورُهُم سجّيةٌ تلك فيهم َغ ْيرُرر ُم ْحر َد رثَرٍة ترأكفّهُُم ل يرقُع الناُس ما َأْو َهر ْ
عر ق َفاْع لَرْم شّرهاالبَِد ُ إّن الخلئ َ عند الّد فراع ول ُيوهوَن ما َر َقررعوا
ىض ر ر والّنفع( أو الّش جراعة والّس مراحة إلى الجماعة المسلمة إواسناد فعل المصدرين )ال ّ )(20 ل عن ىض ّرر وارعدّوهم ،أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا( مصوغ مسوق في الّز مرنالماىضي ،فىض ً ) َ
الوصف المؤكّد الموقّر ر رلذلك )غير محدثة( .فالخبار بما كان ،ل بما هو كائن ،أو يكون ،وفي ذلك
استرجاع لبعض الوقائع ذات الجذور الّتاريخية الماثلة في أذهان قبائل العرب ومنها تميم ،ولعّل في
شعر حّس ارن ما يعّز ز رهذا الفخر ،حيث يوقول في مدحه لل غّس ارن ،إذ كان ير ى في اليمنّية مادة فخره ومجاله):(21
ىض ّرر أَّننا َنْن فَرُع ِقْدرمرا َو َن ر ُ صاِد قررو الَبْأ ِ ف فُُخ ْرر س َغ طراري ٌ َفلنا ِم ْنرهُر على الّناس الُك ُبرْر فرالّناُس بِفَْخ ِر رالُم ْفرتَِخ ْر ر َيْع ِرر ُ
ولَوقَْد َيْع لرُم َم ْنر حارَبنا ص ُبرٌر للموِت إْن حّل بنا ُ وأقام العّز فينا واليغنى ص لرري فََم ْنر َيْفَخ ْر ربه مْن هُرُم أَ ْ
ي ولعّل في هذا السناد والّتعبير بصييغة الّز مرنالماىضي َ ،م ْنرجراةً لّح سرران بن ثابت من أ ّ ىض اررر قل فََم ْنر يملك لكم من ال شيئًا إْن مساس بمعتوقده السلمي ،أو يوقينه بأّن ال هو الّنافع ال ّ أراد بكم ىضّرا أو أراد بكم نفعًا ،بل كان ال بما تعملون خبي ار.(22)
ص فررة )الشجاعة حربًا كانت أو سماحة وكرمًا( ول ينازع الحساس بالماىضي في هذه ال ّ
النفعال بحاىضر الجماعة المسلمة ومستوقبلها ،الذي جّس در بدللتين في الّتعبير: أولهمنا :المعيار السلمّي في توقويم الخلق لفظًا ومعنى. وثنانيهمنا :صييغة استم اررية الّز مرنالحاىضر في ل يرقع -ل يوهون.
7
فوقد استعان حّس ارن بالمعيار السلمّي في توقويم الخلق والّس جرايا ،قديمها والمحدث منها
في قوله" :إّن الخلئق َفاْع لَرْم شّرهاالبَِد عُر" وبالوقاعدة الّش ررعية في حديث الرسول " :إّن شّر المور محدثاتها ،وكّل محدثة بِْد عرة ،وكّل بِْد عرة ىضللة وكّل ىضللة في النار) "(23فجعل اليغريزة
ل للشّر والفطرة مسّوغًا للخير في قبول الّس جرايا وال ّ طبائع )سجية غير محدثة( والمبتدع الحادث سبي ً في رفض الخلق. حوقًا أن حديث الّر سرول مطلق غير موقّيد ،يؤّك دره قولُُهَ" :م ْنر أحدث في أمرنا هذا ما ليس )(24 ت بما قَّر ره رالشارع الحكيم الرحيم تَُعّدر بدعًا منه فهو رّد "وأّن الطبائع والخلق إذا اصطدم ْ ص فررة ، وىضلل في سلوك المسلم ،ولكن ل منا ص من الوقول :إّن حّس ارن بالََغ في تأصيله لهذه ال ّ
ص ةر في مجال الّش جراعة والّس مراحة كان وتناوله لهذه الفكرة ،لّن الموروث من ال ّ طبائع والوقيم خا ّ
متعلوقه الحمية والتظاهر ،ولن حّس ارن حاول احتواء الماىضي بَخ ْلرقر الحاىضر وفكره والمتلء به ،
ولذلك جاء الّتعبير عن المتداد الّتاريخي في اطّراد الصالة بالتبادل والتناوب بين الماىضي تر–ول يوهون ما رقعوا( والّتصدير الفّني )ل يرقع والحاىضر في الزمن والفعل )ل يرقعون ما أْو َهر ْ تر–ويوهون( في قوله: ورقعوا ما َأْو َهر ْ ترأكفّهُْم ل يرقع الّناُس ما َأْو َهر ْ
عْن َدر الّد فراِع ول ُيوهون ما رَقُعوا
ويتنامى الحساُس بالجماعة المسلمة في حاىضرها ،ويتعاظم النفعاُل بها ،لتمّيزها بالفىضل
والتفّر دربين الّناس ل في الماىضي فحسب ،بل يتجاوز الحاىضر المشاهد المحسوس إلى المستوقبل
الميغّيب: ِإْن ساَبوقُوا الّناَس يومًا فاز سبوقُُهم
أو وازنوا أهَل َم ْجر ٍد ربالّند ى َم تَرعوا فَُك ّلر َس ْبر ٍ قر لدنى َس ْبرِوقرهرم تََبُع
ِإْن كان في الّناس َس ّبراقوَن بعَد ُهرُمر
ويىضارع الحساس المتنامي في هذا الجانب تصعيد في المعنى
طرِرربرالَج ْررسرر. متدّرجُم ْ
)(25
ونماء في اليوقاع
ت فئاُتها فوقد تنّوعت اتجاهاُتها ،إذ أّن مسابوقة العاّم ةر )سابوقوا فالمسابوقة الجارية إوان اختلف ْ
ص ةر )أهل المجد( بالّند ى فيها الّناس( فيها فوز َهّيرن موقدور عليه في كل حين )يومًا( ،ومسابوقة الخا ّ تمّيز أداء الجماعة إوامتاعه ،أما مسابوقة خاصة الخاصة )السّباقون( ففيها التبعية المؤّك درة لفىضل الجماعة المسلمة باقتداء هذه الفئة بها.
8
ص وررت في تكرير ماّد ةر سبق )سباقون ،سبق ، َو َحر مرَلهذه المعاني سيا ٌ ق إيوقاعّي متماثُل ال ّ
سبوقهم( بأبنية مختلفة ،فيه إطراب وتلّذ ذر بذكر المكّر رر ،وفيه شمول وانتظام بين صدر البيت وَع ُجرِزر)ِه.(26
ص دررق الخُلوقي جلّيًا في القرار لهل المجد بتمّيزهم ،إذ َع َررفَرِتالجاهليةُ نماذَج من إواذا كان ال ّ
طائي ،وعبد ال بن ُج ْدرعران ،وأوس بن حارثة ،وزيد الخيل الجواد ل يطاولها ُم طراوٌل أمثال حاتم ال ّ ص دررق ل ييغيب عن هذا التطّلع المستوقبلّي في )بعدهم ...تبع( على الرغم من الّنبهاني ،فإن هذا ال ّ
ظاهرة التي قد تنازع فيه ،وفي شرف المعنى؛ لن الحماسة في ذلك مصدرها تزكية ال – المباليغة ال ّ
عز وَج ّلر-ر لهذه الجماعة في حكمه لها ورىضاه عنها :والسابوقون الولون من المهاجرين والنصار ىضروارعنه ،وأعّد لهم جناٍت تجري تحتها النهاُر ،ر رخالدين والذين اتبعوهم بإحسان رىضي ال عنهم وَر ُ فيه أبدا ،ذلك الفوز العظيم.(27) وفي فىضل المهاجرين والنصار وعلّو منزلتهم في السلم ،وتبعّية الّناس لهم واقتدائهم بهم ،
وتأّخ رر منزلة اللحوقين عن أدنى مراتبهم بوقوله تعالى :والّس اربوقون الّس اربوقون ،أولئك الموقّر برون ،في
جّنات الّنعيم ،ثّلة من الولين ،وقليل من الخرين
)(28
والخيرية لهم مطلوقة كذلك في قول الرسول
" خير أّم تري قرني ،ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم").(29 إّن تصعيد المعنى بما فيه من طاقات شعورّية ودللت تعبيّر يرة ،يحمل تطّلعًا معرفيًا ،
ص ةر أن النتوقال من الماىضي إلى المستوقبل في شأن الجماعة المسلمة ُغ ّيرب الحاىضر فيه ،فكان خا ّ ف سلوكّيٍة تنتظم فئتي الجماعة المسلمة في اليغنى والفوقر تعامل تفصيل ذلك وتحليله من خلل مواق َ
مع نماذَج بشرّيٍة منّوعٍة ،رفيها الَم ْور لررىوالجاهل والعدّو ،رفي قيم اجتماعية محّد درة من الكرم والحلم
والّش جراعة .وقد جاء ذلك في إطار من الغراء المحّبب ،للّد خرول في السلم ،والنتظام في الجماعة
المسلمة:
ىض ّنررون عن مولى بفىضِلِه ُمر ول َي َ
طَبُعر ول ُيصيُبهُُم في َم ْ طرَمرٍعر َ ىض ل رأحلِم ِهرْمر عن ذاك ُم تّرسُع في فَ ْ طَبرعون ول ُيرديهُُم الطَّم ُعر ل َي ْ وِم ْنر َع درّو عليهم جاهٍد َج َدرعروا
ت جهلَهُُم ل يجهلون إوِا ْنر حاوْل َ )(30 ت في الَو ْحر ّي رعفتُهُْم أعفّةٌ ُذ كرر ْ َك ْمر من صدي ٍ ق لهم نالوا كرامتَهُ
طمع في المعاملة فالغنياء والفوقراء متوّح دررون بخُلق رفيع ،في مجانبة الّد نرس والخّس ةر وال ّ
والكسب ،فأهل الفىضل )ل يصيبهم في مطمع طبع( كالفوقراء تمامًا )ل يطبعون ول يرديهم الطمع(
) ، (31على الرغم مما في المال من إغراء لليغنّي في الّز يرادة ...،وجاذبية للفوقير في سّد الحاجة. 9
وفي ُح ّمرىر هذا التوّح در الُخ لروقي جر ى سلوك الجماعة المسلمة ممثلة في هاتين الفئتين متوّح درًا
بممازجة مع الصدقاء ،ومتباينًا بمفارقة مع العداء ،فأهل الفىضل يستوعبون بكرمهم المولى
بأنماطه الجتماعية المختلفة )الصديق ،والحليف ،والشريك ،والّنزيل ،والعبد ،والمعتق ،والجار ،
والوقريب( ،وبأناتهم وحلمهم يحتوون الجاهل بتوقلباته النفسية المتباينة )السفه ،والطيش ،والحمق ،
والتسرع ،واليغىضب( .لكن الفوقراء الذين أحصروا في عيشهم وكسبهم إواْن شاركوا الغنياء في الحفاظ على كرامة الصدقاء) (32فإنهم ِغ لررظ ِش دراد على العداء. ص دررر للجاهل إّن العداوة متباينة في شّد ترها ونسبتها ،مختلفة في أسلوب علجها ،فاّتساع ال ّ
–وهو عدو -يوقابله جدع للعدو الجاهد .ول تبتعد المفارقة عن الممازجة في تعميق الحساس
ص ةر أّن في هذا الفخر نزوعًا قاصدًا بالجماعة وترسيخ الفخر بها والعتزاز بفىضائلها وقدراتها ،خا ّ بالمفارقة إواجهاض الفىضائل التي جاءت داّلة على منزلة تميم ومكانتها في قول شاعرها: وَك ْمر َقَس ْرر نررامن الحياءِ كلِّه ُمر ونحن ُنطعُم عند الوقَْح ِط رمطعَم نرا ثُّم تر ى الّناَس تأتينا َس اررتُهُُم فننحر الُك ورَم َع ْبرطرا في َأرومتنا
ىض ُل رالعّز ُيّتبُع عْن َدر الّنهاب وفَ ْ من الّش وراء إذا لم ُيْؤ َنر ِ ع س الَوقَز ُ ِم ْنر ُك ّلر أر ٍ ض ُهِو ّيرًا ثم تصطنُع للّنازلين إذا ما أنزلوا َش ِبرعوا
فوقسرّية الّنهب من اليغنائم في تميم ،منوقوىضة بترّفع عن الّد نرس والخّس ةر وعفاف عن
المطامع ،والمفاخرة بسعي الّس رراة والّس اردة من الوقبائل للفىضل ،ييغايره حدب اليغنّي على المولى من
غير سعي دونما نظر إلى مكانته ومنزلته ،والكرم الحسي من إطعام الّش وراء ونحر الّنوق الّس مران ،
إواشباع النازلين وقت اشتداد الحاجة من الوقحط مفىضول بكرم ُخ لُروقي فيه الفىضل والعّفة وعلّو الهّم ةر
من الحلم والناة).(33
والحلم والناة خُلق إنسانّي شريف عرفه الجاهليون ،وتحّلى به بعض حكمائهم ،لّك نرنا ل نجد
طرد ،الذي جاء السلم موصيًا به في حديث رسول ال " ل تيغىضب" ، فيه المنهج الثابت الم ّ ولذلك يصدمنا الّش ارعر الجاهلّي بوقوله:
ق رَج ْهرِل الجاهلينا فنجهَل فَْو َ
أل ل َيْج هَ رلَْن أََح ٌد ر علينا
ت من التصور السلمي في قوله: ويصدمنا أيىضًا الّش ارعر المسلم المنب ّ
وتخاُلنا ِج ّنرًا إذا ما نجهَْل
أحلُم نرا تَِز ُنرالجباَل رزانًة
10
ي متماثل الداء واليغاية ،فالفعل المىضارع المنفي وتأتلف المفارقة والممازجة في نسق تعبير ّ
ىض ّنررون ،ل يصيبهم ،ل يجهلون ،ل يطبعون ،ل يرديهم( بما فيه من خبرية البناء واستم اررية )ل َي َ
الزمن ،فإّنه يدّلل على تحوقق الخبر إوِاثرباته بالحىضور المشاهد ،والواقع المجّر بر. وللشارة بالوحي دللة خبرية أخر ى موحية بتأكيد الحوقيوقة وصدقها:
طمُع ل يطبعون ول يرديهُم ال ّ
ترفي الَو ْحر ي رعفّتُهُْم أعفّةٌ ُذ كرَر ْ
إذ )في الوحي( إشارة لثناء ال –َع ّزر وَج ّلر-ر على هذه الفئة للفوقراء الذين أحصروا في
سبيل ال ل يستطيعون ىضربًا في الرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ل
يسألون الناس إلحافًا.(34)
وخبر الّس مراء عن أهل العّفة مجهول ل يعرفه بنو تميم تعبي ًار قرآنيًا يتلى ،لكّنهم يدركونه
واقعًا وفعًل مطابوقًا للخبر ،فهو مشهود متحّوقق بمشاركة أهل العّفة في كّل سرّية بعثها رسول ال
للجهاد) ، (35ويأتي الّد لريل المؤّك در لذلك في الّس يراق بأسلوبين :التكثير في "كم من صديق ...ومن
ل على "قريش" ، عدو" والستم اررية في صييغة "جاهد" المبنية على الفاعلية ،التي تحمل إيحاًء دا ً
ت بعداوتها اللدودة للسلم والمسلمين. التي ُع ررف ْ َك ْمر ِم ْنر صدي ٍ ق لَهُْم نالوا ك ارَم تَرهُ
َو ِمرْنرَع ُدرّور عليِه ْمر جاهٍد َج َدرعروا
ق إسلمّي يحمل تجسيدًا لطبيعة العلقة ف فيها ُخ لُر ٌ إواذا كانت المواقف الّس لروكية الّس اربوقة ير ّ
بين الجماعة المسلمة والدنى منزلة ،والنّد مرتبة ،فإّن طاعتها لرسول ال صريحة الدللة على اللتزام بأمر العلى والخل ص له ما دام حوقًّا وهد ى وبّرًا.
ص ُررُهمرعنه وما نزعوا فما ونى َن ْ
طرْو ارَنبّي الُهد ى والبّر طاَع ترهم َأْع َ
أو قال عوجوا علينا ساعًة َر َبررعوا
إْن قال سيروا أجّد ورا الَس ْيرَرر ُج ْهرَد ُهرُمر
ت له البَيُع ص لرريب وَم ْنر كاَن ْ أهُل ال ّ
ما زال َس ْيرُررُهُمحّتى استوقاد لَهُْم
طْو ار( لّن فيها الهداية والّر شراد ولذلك كانت الستجابة للنبّوة بال ّ طاعة عن رغبة ورىضى )أع َ ولوازم البر) (36من صدق ،إواحسان ،وَخ ْي ررر ،و ِ ص ل ررت ،وتراحم ،وعبادات موصلة إلى الجنة. ّ ص صررها من الديمومة والحركة والفاعلية في الثر ،فوقد وغدا لهذه ال ّ طاعة ما يمّيزها ويخ ّ
ت َنْفَس هرا تفانت الجماعة المسلمة في نصرة النبّي ،ر ولم تَْفتُْر هّم تُرها في ذلك حربًا أو سلمًا ،إذ أخذ ْ بالحر ص على بلوغ اليغاية الوقصو ى في المر الذي يصدر إليها ،مما ترك صد ى في انوقياد أهل الكتاب من الّنصار ى واليهود إلى السلم. 11
طاعة وعظًا حاَد عن المباشرة بتجاوزه الّس ررَد وتفصيَل ف الُخ لروقي المجّس در لل ّ ويحمل هذا الموق ُ طاعة ،من خلل لوقطات سريعة الحوادث إواشباعها ،إلى تصوير حركة الّد عروة المتلزمة ببذل ال ّ
بأوعية ليغوية داّلة من الفعل ورّد الفعل ،والعامل واقتىضائه معموله ،واللفاظ إوايحاء دللتها.
طاعة ترّتب عليه ،بل أعوقبه مباشرة العزم على الّنصرة من غير َر ْيرثرأو تفكير فالتسليم بال ّ
طْو ار ...فما ونى نصُرُهْمرعنه وما َنَزعوا( ثمكان التكليف بالجهاد اختبا ًار للّتسليم والبذل والعزم ، )أع َ فإذا بالطلب يأتي بجوابه ،والستجابة تابعة للمر )إن قال سيروا أّج دروا الّس يرر ...أو قال عوجوا ... ربعوا(.
ولذلك كانت سيادة السلم نتاجًا لستم اررية الجهد الذي يمثله العامل )ما زال ومعموله
)مستم ًرا( )ما زال سيرهم حّتى استوقاد لهم( على أّن في موقابلة الّس ْيررر )الجهاد( المطلق في زمنه باللمام والوقوف الموقّيد بساعة في وقته ،إنباء بنسبة الحركة إلى الوقوف ،وعظم معاناة الوقتال إلى
قصر التمتع بالراحة ،أما الوقَْو ُد رفي )استوقاد( فإشارة فصيحة إلى قيام هذه الحركة في دعوتها على ) ق ر.(37 أساس القناع لمن يملك الّح جررة )اليهود والنصار ى( ل على الرغام والوقهر والّس ْور
ص دررق الُخ لروقي مؤتلف فيها تلك هي حكاية السلم وأهله ،وخبر حركة دعوته وانتشاره ،ال ّ
ل حرفيًا للواقع ،لكّنه صدق ق نوق ً بالصدق الفني ،وهو أساس يوقوم عليه الدب السلمي ،فليس الح ّ
في الخبار عنه ،وعدم قلب لناموسه أو عبث بنظامه ،أو إخلل بموقتىضياته من الحسن والحساس).(38
ص رراحة في المر والّنهي )خذ ،ل والنفعال بهذا الح ّ ق جاء قويًا عنيفاّ سادت فيه المباشرة وال ّ
يكن ،اترك( قصدًا إلى الّنصح والّتوجيه ،والّترغيب والّترهيب. ُخ ْذر ِم ْنرهرم ما أتى َع ْفروًا إذا َغ ِ كر الَْم َرر الذي َم َنرعوا ىضر برروا ول َيُك ْنر َهّمر َ ُُ ب والّس لَرُع فإّن في َح ْرربِرِه ْمرفاتُر ْكرعداوَتهم ص ار ُ شّرًا ُيخا ُ ض عليه ال ّ
ي المر والّنهي قوة صدامية مباشرة في وعظ بني تميم وتنبيههم وتحذيرهم ،فإّن وكما كان دو ّ ص وررة التركيبية العجيبة -التي جاء المر من خللها في البيت الثاني ،تزيد عن عنفوان النفعال ، ال ّ وترفع من نبرة الوعظ فيه من غير مباشرة ،إذ أن بناءها قائم على المباليغة في عظم الشّر الواقع على
ص اررب والّس لرع).(39 َم ْنر يحارب الجماعة المسلمة وّش درته ،لّنه سيجني شّرًا يتجّرعهممزوجًا بم اررة ال ّ لكن هذا البناء موقصود في إحداث الوقع الممّيز بالّرهبةفي حّس الّس ارمع ،بإظهار المعوقول الخفي ص اررب )أثر محاربة المسلمين وعظم المشوقة فيها( بصورة المحسوس الجلّي )الشّر بم اررته من ال ّ
والّس لرع( "لّن أنس النفوس موقوف على أن تخرجها من خفّي إلى جلّي ،ر وتأتيها بصريح بعد مكنى ، 12
وأن تردها في الشيء تعلمها إياه إلى شيء آخر هي بشأنه أعلم ،وثوقتها به في المعرفة أحكم ،نحو أن تنوقلها عن العوقل إلى الحساس ،وعما يعلم بالفكر إلى ما يعلم بالىضطرار والطبع ،لن العلم المستفاد من طرق الحواس أو المركوز فيها من جهة الطبع ،وعلى حد الىضرورة يفىضل المستفاد من جهة النظر والفكر في الوقوة والستحكام وبلوغ الثوقة فيه غاية التمام").(40 والوعظ المباشر بالمر والّنهي أو غير المباشر بالصورة الّس اربوقة يحمل في هذا المجال
ل بما توقّد مر من إخبار وظيفة فنّية في ربط المعاني إواحكام البناء الفّني ،إذ جاء المر والّنهي انفعا ً
ص وررة العسكرية المتكاملة ص وررة الّتمثيلية مهادًا للوعظ بال ّ بالّتلحم في حركة الدعوة ،وجاءت ال ّ التالية:
فمن أظفارها َخ َشرُعروا إذا الّزعان ُ
ب نالَْتنا مخالُبها َنْس ُمرور إذا الحر ُ ل فَْخ َر رِإْن ُهْم ًأصابوا من َع ُدرّورهُم ت ُم ْكرتَرنٌِع كأّنهم في الوغى والمو ُ إذا نصْب نرا لوقوم ل َند ّ ب لهم
ع إواْن ُأصيبوا فل ُخ ورٌر ول ُج ُزر ُ عر أُْس ٌدر ببيَش َةر في أرساِغ هررا فََد ُ كما َيِد ّ ع ب رإلى الَو ْحر ِش رّيررةالّذ َرر ُ
إذ تعرض هذه الصورةُ للبعاد الوقتالّية المتعّد درة للجماعة المسلمة) ، (41الحرب الىضط اررية ،
والحرب الختيارية ،وفي صخب الحرب وَج لَرربتها ،وما بعد هدأتها.
ق ربين والّثبات والتوّح در هو المنهج الم ّ طرد ،الذي يحتوي هذه البعاَد في تعددها ،فل َفْر َ ب عليهم )نسمو إذا الحرب نالَْتنا مخالُبها( أو إذا صورتهم في السمّو وال ّ ىض ِت ر الحر ُ ظهور ،إذا ُفر َ ب لهم( ،ول تباين في شّد ترهم وتماسكهم في ساحة فرىضوها على أعدائهم )إذا نصبنا لوقوم ل ند ّ الحرب أو ما بعدها ،إذ ل تزعزعهم الهزيمُة ،ول يطيش بهم الّنصُر .ر ر
ص وررة المجّس مرة لوقوة المسلمين ،الموقررة لشّد ترهم توقليدية معروفة في شعر ومفردات هذه ال ّ
ظهور وعدم الختتال مّم ار شاع ذكره ، الحرب عند العرب ،فالمخالب والظفار والسد والوحشية ،وال ّ
ص وررة على تناول وكثرت الستعانة به في البانة عن الوقوة وتجسيدها ،وكان المنتظر أن تعّرجهذه ال ّ
فوقه الحرب في السلم أو بعض سماته الداّلة على تمّيزه وأهله في هذا المجال ،وربما أج أز في ذلك
ما توقّد مر من سرد متوّثب لحركة الدعوة ودافعيتها بيغرض الّترغيب ،ثم كان إبراز الخطوط الحاّد ةر للوقّوة بما يجعلها محّس ةر مشهودة قصدًا إلى التحذير.
13
ص وررة بوسائلها البيانية المّنوعة من تشبيه وتمثيل واستعارة –الوعظ بالتحذير فموقصود هذه ال ّ
ص وررة ّك لرما غّر ترهالوقوة ،أو والترهيب ،ليشيغل بها ذهن الّس ارمع في مد ى الخطر ،وليستحىضر هذه ال ّ
أوقع الَوْهرُمرفي نفسه خاط ًار من العدوان.
ولم يجانب الّتحذير والّترهيب في هذا الوعظ الداء المهّذ بر من الحسن والحسان ،ذلك أنه
"إذا صدق الوصف انوقسم إلى صحة إواتوقان ،وحسن إواحسان إوالى إجمال وشر ح ،إوالى استيفاء وتوقريب إوالى غير ذلك من الوجوه").(42
وما كان ذهن حّس ارن رىضي ال عنه خاليًا من نماذَج قبلّي ٍِة بعينها ،يعّر ضربها في الجبن
ص ةر أّن تجربة المسلمين مع الوقبائل مستوفاة في وال ّ ىض عررف أو في الختتال والّتباطؤ في الحرب ،خا ّ
هذا المجال ،غير أنه آثر الّتلميح دون الّتصريح وعمد ِإلى الشارة العاّم ةر من خلل "الزعانف" بما
فيها من دللة على )الوقبيلة الوقليلة العدد ،أو الّس فرلة من الّناس( ،إواطلقه النكرة "قوم" من غير تحديد الموقصود.
وفي الداء إتوقان ومبلغ من البداع في الستعارة والّتمثيل ،أما الستعارة البديعة في الّس مرو
إذا الحرب ،ونالتنا مخالبها ،والّزعانفخشعوا ،وأظفارها فوقد قام عليها بناء البيت:
فمن أظفارها َخ َشرُعروا إذا الّزعان ُ
ب نالَْتنا مخالُبها نسمو إذا الحر ُ
وأما تمثيل الحركة والهيئة ففي قوله: ت ُم ْكرتَرنٌِع كأّنهُْم في الوغى والمو ُ ص ْبرنرا لوقوم ل َنِد ّ ب ر لهُْم إذا َن َ
عر أُْس ٌدر ببيَش َةر في أرساغها فََد ُ كما َيِد ّ ع ب رإلى الَو ْحر شرّيةالّذ َرر ُ
والّتمثيل "إذا جاء في أعوقاب المعاني ،أو برزت هي باختصار في معرىضه ونوقلت عن
ب من نارها ، صوره الصلية إلى صورته ،كساها أُّبهة ،وأكسبها منوقبة ،ورفع من أقدارها ،وش ّ
وىضاعف قواها في تحريك النفوس لها ،ودعا الوقلوب إليها ،واستشار لها من أقاصي الفئدة صبابة
طباع على أن تعطيها محبة وشيغفًا. وَك لَرفًا ،وقسر ال ّ فإن كان مدحًا كان أبهى وأفخم ...إواْن كان وعظًا كان أشفى للصدر وأدعى إلى الفكر ،
وأبلغ في التنبيه والزجر ،وأجدر أن يجلي اليغياية ،ويبصر اليغاية.(43)"...
ص وررة العسكرية وتمكينها ،إذ عملت والموقابلة أظهر لون فنّي قام عليه الوعظ في توقريب ال ّ
المفارقة فيها على ترسيخ الّترهيب ،فسمّو المسلمين وظهورهم في الحرب بشجاعة إذا داهمتهم
بحّد ترها ،يوقابله خشوع الزعانف )أقوياء أو ىضعفاء( إذا ...نالتهم أظافرها ،والبْو ن رشاسع بين السمّو 14
والخشوع ،والمخالب والظافر ،حركة وعنفًا .وزحفهم إلى أعدائهم ظاهرين معلنين ثوقة بأنفسهم مباين
ص وررر لمن يستتر في حربه أو يد ّ ب متباطئًا في َس ْيررره ،وهم ل يجاوزون خاصّية التّوازن في الت ّ
السلمي فكما ل ييغريهم الّنصر بالفر ح فإّن الهزيمة ل تَفُ ّ ت في عىضدهم ،أو تمل بالخوف قلوبهم. ص ورررةُ من عنصر المفارقة في عطف هذه الوقّوة بأبعادها المختلفة إلى رسول ال ولم تَْخ ُل ر ال ّ
، والعلن عن الحساس المعجب بهذه الجماعة المسلمة والفخر بالنتماء إليها. إذا تفّر قرِتالهواُء والّش َيرُعر أكِر ْمربوقَْو ٍم ررسوُل الّله قائُد ُهرُم ص َنرُعر ب لساٌن حائ ٌ أهد ى لهم ِم َدرحري َقْل ٌ فيما يح ّ ب يؤازُرهُ ك َ ِإْن َج ّد ر بالّناس ِج ّد ر الوقَْو ل رأو َش َمرعروا ىض ُل رالحياِء كّلهم فإّنهم أْف َ
ت ِش َيررعا وأحزابا فالمفارقة ىضمنّية بالّش ررط وجوابه المفّس رر المذكور ،إذا تفّرقِت الجماعا ُ متباينة ،تعاىضدِت الجماعةُ المسلمةُ برسول ال مجتمعة .إواْن جّد الّناس قول أو لعبوا مزحا وهزل ،
ففىضل الجماعة المسلمة أيىضًا على سائر الحياء متفق عليه.
على أّن المد ح الوقائم على أسلوبي الّتعجب )أكرم بوقوم( والّتفىضيل )أفىضل الحياء( ،ما يعّز ز رهذه المفارقة وُيَوقّوي من فّن الموقابلة ،ويجّس در النفعال.
15
آراء البناحثين
مّم ار سبق من تحليل الرؤية الفكرية والنفسّية في الوقصيدة يمكن تسجيُل الملحظاِت التالية-:
ط أوًل :ترّك زر الساُس الفكر ّ ي والّنفسي في الوقصيدة َح ْورل رالجماعة المسلمة وتوّح درره في خ ّ ل. ل ماىضيًا ،وواقعًا حاىض ًرا ،إيجا ًاز وتفصي ً إسلمّي غير متباين ،تأصي ً
ث في الّد عروة بالجانب الّس لروكّي ،رالذي هو لزم الفكر وقرينه في ص الحدي ُ ثنانيًنا :اخت ّ
ثنالثًنا:
الشخصية السلمية ،وهذا الختصاس في الّتوجه المادي المحسوس أعفى الوقصيدة من الحاجة إلى الّد لريل المنطوقي أو الِح جرراج العوقلّي والجدل الفكري ،إذ أن ما كان حّس ًار مشهودًا أوقع في التصديق. تطويع الفكار السلمية بالّتعبير عنها تعبي ًار غير مباشر باليحاء والّد لرلة ،من غير استعانة مباشرة باليات الوقرآنية الكريمة أو الحاديث النبوية الشريفة رفعًا
لدرجة إسلمية الن ص).(44
رابعًنا :الوعظ بالموقف السلوكي المتوّهج النفعال. ومن ثَّم يمكن أن نوقول :إّن الرأي الذي يذهب إلى أن هذه الوقصيدة "تىضم نفس المعاني
الجاهلية .ونفس الوقيم التي كان العرب متعارفين عليها في المديح ،وقد صاغ حسان هذه المعاني في صور وأشكال مختلفة مما يدّل على تمّك نرها من نفسه وتمّر سرهبها وتفاعله معها ،أّم ار الفكار
السلمية فوقليلة ،ولم يذكرها الّش ارعر إلّ على شكل سرد أو عرض خاطف ليس في صورها ما يأخذ اللباب"
)(45
ل عن أنه لم رأي فيه كثير نظر لّنه إنما يلتفت إلى ظاهر المعاني دون موقتىضاها ،فىض ً
يعِن نفَس ْهر البحث عنها في عمق الدللة ولزم الشارة.
وكذلك فإّن الرأي الذي يوقول" :وهو في هذه الوقصائد )الميمية والعينية( جاهلّي النزعة
والسلوب ،شديد الحساس بمجد قومه ،كثير التيغني بسيادة أوائله ،ييغلب زُهُوه بما صنعوا للرسول
على زهوه بالرسول ،وكأّنه ل يذكر حاىضرهم في السلم إلّ ليىضّم إلى تليد مجدهم مجدا طارفا ،
وكأّن إيواءهم الرسول ونصرهم إّياه قد أحيا شعوره بمآثر إسلمية ،وأّم دره في فخره بمدد غزير ،ونفخ
فيه روحًا قوّيًا ،أىضفى على شعره ثوبًا من الفخامة والجزالة والحسن"
)(46
ينطبق عليه الحكم السابق
إذ أن صاحب هذا الرأي استند إلى المعاني صريحة الّد لرلة للوقصيدة الميمّية ،التي فخر فيها حسان
ل: بالنصار ،قائ ً
على أَْن ِ فر ار ٍ ض من َم َعرّدر وراغِم بأسيافنرا مرن كرّل براٍغ وظرال رِم
ص ْر رنرراوآوينا النبّي محّم درا َن َ
طُبيروتِرنرا ص ْر رنرراهُلَّم ررا َح ررّل َو ْسر ر َ َن َ
16
ثم لّن صاحب هذا الرأي خل ص إلى إصدار حكم جائر وظالم للوقصيدة العينية ،إذ لم يدرك
تمّيز التوّح د ر في الجماعة المسلمة والحديث عنها).(47
أما الوقول الذي ذهب إلى أّن "شعر حسان في هذه الوقصيدة من الّش عرر الوسط ،وهو فيها
يعلو ويهبط ،ويوقو ى ويىضعف ،ومعانيه سطحية ىضحلة وفيها كثير من العادة والتكرار ،ولكنها تعّد من خير شعره") ، (48فهو إواْن كان الرأي الوحيد –فيما أعلم -الذي صدر عن وقوف عند الوقصيدة
ل ناقدًا لكثير من جزئياتها ،إلّ أنه تحليل ل يجاوز نثر المعاني وتفسيرها معجميًا ودلليًا ، محل ً
ىض عررف ،من غير ربط لذلك بحركة الوقصيدة ورؤيتها الداخلية ،تتمّثل والشارة إلى مواىضع التكرار وال ّ
أصداؤها في التعبير الليغوي ورموزه الداّلة عليها المستوعبة لها. وحدة الموضوع:
ظم ،والتئام أجزائه في َو ْحر دررةالوقصيدة وكان للرؤية الفكرية والنفسية أَثٌَر فاعٌل في تناسق الّن ْ الموىضوعية ،التي تبدو مظاهُرهافي َو ْحر دررةالبناء ووحدة الّس يراق. طعًا ،بداية ونهاية ،متوحدة في غرىضها ،إذ افتتحت فالوقصيدة متوّح دررة في طرفيها َم ْ طرلعًا وَم ْوقر َ بوقىضية تمّيِز الجماعِة المسلمة قبليًا ودينيًا. ب من ِفْهرٍر إواْخ َو رتِرِه ْمر إّن الذوائ َ يرىضى بها كّل َم ْنر كان ْ ت سريرتُهُ
قد َبّينوا ُس ّنرًة للّناس تُتَّبُعر توقو ى اللِه وبالمر الذي َش َررعوا
ل. ت بالوقىضية نفِس هرا ،فعادت لنوقطة انطلقها تركي ًاز وترسيخًا وتكام ً وُخ تررم ْ إذا تفّر قَرِتالهواُء والّش َيرُعر أكرْم بوقوم َر سرروُلاللِّه قائُد ُهرْم إْن َج ّد ر بالّناس ِج ّد ر الوقَْو ل راو َش َمرعروا فِإّنهُْم أفىضُل الحياِء كلِّه ُمر ويتلحم هذا التوّح د ر بمحصلة الرؤية أو قاعدة ارتكازها ،بالجماعة المسلمة في سلوكها
ل تبعًا لموقتىضيات الرؤية نفسيًا الثابت ومواقفها المتعّد درة سلمًا وحربًا ،فتكامل البناء إيجا ًاز وتفصي ً وفكريًا ...وعلى ذلك فإّن البانة عن الموقاصد في الخطاب جاءت في الوقصيدة محوقوقة المعيار
السلمي في نظرية الّش عرر وهو "ىضبط المعاني وترتيبها وليس حفظ اللفاظ وتصنيعها").(49
ل أصاب حركَة بعض المعاني توقديمًا وتأخي ًار وَح ْشروًار وتك ار ًار من غير مساس غير أن خل ً
بالترتيب العام للمعاني في الوقصيدة ووحدة البناء الموىضوعي فيها ،من ذلك:
أو حاولوا الّنْفَع في أشياعهم َنَفعوا
ىض ّرر وارعدّوُهُم قَْو ٌم رإذا حاربوا َ
17
عر ق َفاْع لَرْم َش ّررهاالبَِد ُ إّن الخلئِ َ عند الّد فراع ول ُيوهون ما َر َقررعوا
سجيةٌ تلك فيهم َغ ْيرُرر ُم ْحر َد رثَرٍة ترأكفّهُُم ل يرقَُع الناُس ما َأْو َهر ْ
ذلك أن موقتىضى تكامل المعنى وتوّح درره أن يتوقدم البيت الثالث على البيت الثاني ،لن
الّس يراق حديث عن الوقّوة والّتمكن في الحرب والدفاع ،فإذا تَّم الوصف بعموم الخبر )ايوقاع الىضرر(
طبع الصيل( .ومن ذلك أيىضًا قولُُه: كان التفريد لهم بخصو ص الوصف )السجية وال ّ ف من أظفارها َخ َشرعروا ب نالَْتنا مخالُبها إذا الزعان ُ نسمو إذا الحر ُ ع ل فَْخ َر رإْن ُهْم َأصابوا ِم ْنر َع ُدرّورُهُم إواْن ُأصيبوا فل ُخ ورٌر ول ُج ُزر ُ عر ت َم ْكرتَرنٌِع أُْس ٌدر ببيَش َةر في أرساغها فََد ُ َك أَرّنهُْم في الوغى والمو ُ كما َيِد ّ إذا نصْب نرا لوقوم ل َنِد ّ ع ب ر لَهُْم ب رإلى الَو ْحر ِش رّيرِةالّذ َرر ُ كان الحسن في تتالي الصورة ونمائها أن ترّتب على الّنحو التالي: كما َيِد ّ إذا نصْب نرا لوقوم ل َنِد ّ ع ب ر لَهُْم ب رإلى الَو ْحر ِش رّيرِةالّذ َرر ُ فمن أظفارها َخ َشرعروا ب نالَْتنا مخالُبها إذا الّزعان ُ نسمو إذا الحر ُ عر ت َم ْكرتَرنٌِع أُْس ٌدر ببيَش َةر في أرساغها فََد ُ كأّنهُْم في الوغى والمو ُ ع ل فَْخ َر رإْن ُهْم َأصابوا ِم ْنر َع ُدرّورهُم إواْن ُأصيبوا فل ُخ ورٌر ول ُج ُزر ُ
ظهور والّس مرو ،ثم تكون الّش رراسة في كّل ،ر ونتاج ذلك التّوازن فنفي الختفاء مردف باثبات ال ّ
في الّنصر أو الهزيمة.
وفي الوقصيدة بعض الحشو ،من ذلك قولُُه: يرىضى بها كّل َم ْنر كاَن ْ ت سريرتُهُ
توقو ى اللِه وبالمر الذي َش َررعوا
ل ربالسلوب والمعنى ، فإن قوله )وبالمر الذي شرعوا( حشو ل معنى له ،بل ربما كان ُم ِخر ً
إواْن كان يمكن حملُهُ على أن يكون معطوفًا على الىضمير في )بها( ،ويكون المراد يرىضى بالّش رريعة
المنزلة من الّس مراء وبما شرعه الّر سرولوأمر به).(50 وقولُُه: فإّنهم أفىضُل الحياء كّلهم
إْن َج ّد ر بالناس ِج ّد ر الوقَْو ل رأو َش َمرعروا
فإّن الّش طرر الخير ل لزوم له ،ولم يأت بجديد ،إواّنما أتى به لتكملة البيت فحسب) ، (51ولعّل ت ت أو مزح ْ الفىضلية الموقررة مصروفة إلى صدق الجماعة المسلمة في الجّد والهزل ،فهي إواْن شمع ْ
18
فل توقول إلّ حوقًا ،شأنها في ذلك شأن الجّد ،ر وقد يكون المراد البانة عن أّن الجاّد والهازل ل يستطيع نوقض منزلتهم ،ول الّنْي لر من توقّد مرهم وتمّيزهم وأفىضليتهم. أما الّتكرار الذي يبدو ظاه ًار هو قوله:
أو حاولوا الّنْفَع في أشياعهم َنَفعوا
ىض ّرر وارعدّوُهُم قَْو ٌم رإذا حاربوا َ
مع قوله: َك ْمر ِم ْنر صدي ٍ ق لهم نالوا ك ارَم ترهُ
َو ِمرْنرَع ُدرّور عليهم جاهٍد َج َدرعروا
فوقد مىضى ربط البيت الول بالتأصيل لوقوة الجماعة المسلمة ،والتدليل بالبيت الثاني على حياة أهل العفة وسلوكهم في السلم والحرب. وكذلك فإّن تكرار الّش طرر الّثاني في قوله:
طَبُعر ول ُيصيبهُم في َم ْ طرَمرٍعر َ
ىض ّنرروَن عن مولى بفىضلهُم ول َي َ
وقوله:
ترفي الَو ْحر ي رعفُّتهْم أعفّةٌ ُذ ِكرَرر ْ
طَم ُعر طَبرعون ول ُيرديهُم ال ّ ل َي ْ
يستوعبه التوّح د ر الُخ لروقي لفئتي الجماعة المسلمة ،الغنياء والفوقراء ،في العفاف والترفع عن
المطامع.
طاغي ترّد دره في البيات وينتظم السياق في الوقصيدة توّح د ر ظاهر في ىضمير الجماعة ال ّ
ل غير منفصل ،غائبًا غير حاىضر ول متكّلم ،بالسم والفعل ،مثل :حاربوا ،ىضّر ورا ،عدّوهم ، مّتص ً طْو ار ،عوجوا ،غىضبوا ...الخ ،بما يدل أشياعهم ،أكّفهم ،فىضلهم ،يطبعون ،يىضّنون ،يصيبهم ،أع َ على وحدة الفعل والّس لروك عند الجماعة المسلمة ،وعدم تباينهم مهاجرين وأنصا ًرا.
ل ، ولمعجم اللفاظ السلمية حىضور في هذا الّس يراق ،إذ جاء انبثاثه في الوقصيدة شام ً
يعكس الثوقافة التي ينتمي إليها الّش ارعر ،من ذلكُ :س ّنرة ،توقو ى الله ،شرعوا ،البدع ،الوحي ،نبّي ص لرريب ،رسول ال. الهد ى والبّر ،ر رأهل ال ّ وللدوات الّتعبيرية ارتباط بهذا التوّح در في الّس يراق ،غير أنها لم تتخّل ص من موقف الشاعر
بوسائله من اليوقاع والّنبر بشكل خا ص فيما يلي:
19
ص ورتية ،وعلى الرغم -القنافي ة :فحرف العين من الحروف الحْلوقّية ذات الوقع الّش دريد والجهارة ال ّ
ت على تخفيف وقع صوت الَعْيرنر للمّد الطّارئ في الوقافية ،فإّن ي عمل ْ من أّن حركة حرف الرو ّ ت هذه الشّد ةر في اليوقاع ،من ذلك :تُتَّبع ،البدع ،رقعوا ، بنية بعض اللفاظ في الوقافية أبرز ْ
طبع ،جدعوا ،فََد عر ،الّذ ررع ،صنع.
وكان أكثر الحروف دورانًا في إظهار الَعْيرنر ،الباء ،والّد ارل والّراء ،حوقًّا لوقد فرض شاعر تميم
تر مهمته في الختيار عسرة ،لكّنها ذات براعة في الوقدرة على مجاراته على حسان هذه الوقافيَة ،فكاَن ْ ومناقىضته.
ص واتي في ال لافناظ ،وذلك ملموس في اختيار بعض اللفاظ ذات البنية اليوقاعية ي ال ّ -الدو ّ
ص اررب والّس لرع ، ص درر ى مثل ،يرقع ،يطبعون ،جاهد ،أجّد ورا ،استوقاد ،غىضبوا ،يخاض ،ال ّ شديدة ال ّ ب .ر الزعانف ،خور ،مكتنع ،ند ّ
وملحظة ذلك أيىضًا في العتماد على فعل المر في الخطاب قوة صدامية تنبيهية مثل:
فاعلم ُ ،خ ْذر ،رفاترك َ ،أْك ِررْمر .ر
أسلوب الشرط المصّد را )بإْن ( ا و)إذا( الذي جاء الّتكاء عليه في الوقصيدة أسلوبًا في التوقريروالستدلل كوقوله:
أو حاولوا اّلنْفَع في أشياِع هررم َنَفعوا
ىض ّرر وارَع درّوهُم قوٌم إذا حاربوا َ وقوله:
فرُك رّل َس رْب ر ٍ ق لْد َنررى َس ْبرِوقرهررم تََبرُع
إْن كران فري الّنرا ِ س سّباقون َبْع َدرهرُم وقوله: ص بررنا ِلوقوٍم ل َنِد ّ ب ر لهم إذا َن َ
كما َيِد ّ ع ب رإلى الَو ْحر ِش رّيرِةال َُذَرر ُ
على أن هذا الستدلل ل يجري على وتيرة واحدة من الرتابة والترتيب في الجمع بين الفرىضية ونتيجتها اللزمة بنظام الّش ررط وجوابه ،فأكثر دورانه في الوقصيدة على توقديم النتيجة على
أسلوب تحوقيوقها في الفعل نفيًا أو إثباتًا ،قصدًا إلى الهمية والهتمام .فمن النفي قوله: ك ُم تّرَس ُعر ت َج ْهرَلهُم في َفىضِل أحلِم هرم عن ذا َ ل َيجَهلون إواْن حاول َ وقوله: إواْن ُأصيبوا فل ُخ ورٌر ول ُج ُزررع
ل فَْخ َر رإْن ُهْم َأصابوا من عدّوهُم
20
ومن الثبات قوله: فمن أظفارها َخ َشرُعروا إذا الّزعان ُ
ب نالَْتنا مخالُبها َنْس ُمرور إذا الحر ُ وقوله:
ِإْن َج ّد ر بالّناس ِج ّد ر الوقَْو ل رأو َش َمرعروا
ىض ُل رالحياِء كّلهُم فإّنهم أْف َ وقوله:
إذا تفّر قرِتالهواُء والّش َيرُعر
أكِر ْمربوقَْو ٍم ررسوُل الّله قائُد ُهرُم
)(52
وهذا التنويع الميغاير للرتابة في توقرير الوقىضايا والستدلل عليها ،مرتبط في موقصوده بمنهج الشاعر الوقاصد بمهارة إلى شيغل السامع تارة بالوقىضية المرادة التي يتوقدم عليها السلوب المحّوقق لها ، ل ،وفي كّل جانب من التأثير وحمله على البحث عن أسلوبها تارة أخر ى حين تدفع إليه بالتوقديم أو ً والقناع.
وهذه الوحدات اليوقاعية متباينة الّش كرل مّتحدة الموسيوقى ،ذات مهارة في تشكيل السلوب بنبرات متناسبة وطبيعة الّس ارمعين ،وقد حّوقوقت اليغاية التي لخصها آنذاك بانطباعية صائبة القرعُ ْب ُنر
حابس في قوله" :وال إّن هذا الرجل )الرسول (لُم َؤرتّررى له ،لخطيبه أخطب من خطيبنا ،ولشاعره
أشعر من شاعرنا ،وأصواتهم أعلى من أصواتنا) ، "(53وكفى به ناقدًا ممي ًزا. وآخر دعواننا أن الحمد ل رب العنالمين
21
1
هوامش البحث:
ديوان حسان بن ثابت ،وىضعه وىضبط الّد يروان وصّح حرره عبد الرحمن البرقوقي ،ص .305-301الّذ ورائب :العالي ،والمراد هنا الّس اردة .وِفْهرر أصل قريش ،ولعّله يريد بأخوة ِفْهرر النصار ،وبالّذ ورائب من فهر المهاجرين .الشياع: جمع شيعة ،وهي النصار والتباع .السجّية :اليغريزة ،وما ُج بررل عليه النسان .والخلئق :جمع خليوقة ،وهي الطبيعةَ .أعّفة :جمع
عفيف .ل يطبعون :ل يفعلون ما يدّنسهم. ص اررب والّس لرع :ىضربان من الشجر ُم ّرران .الزعانفمن الناس :سفلتهم ،وَم ْنر ل خير استوقاد لهم :أعطْو هرم موقادتهم ،انوقادوا لهم .ال ّ فيهم .الموت مكتنع :دان قريب .بيشة :موىضع تُْن سرب إليه السودِ .فَدرعرِ :ع َوررجوَم ْيرلر في المفاصل .الّذ ررع :كّل ما استتر به من بعير طرب واللهو. أو غيره .شمعوا :هزلوا ،وأصل الّش مرع ال ّ
2
-ابن هشام :السيرة النبوية 4/221 ،
3
-المصدر نفسه224-222 :
4
المصدر نفسه.232-4/231 :الَع ْور درر :الوقديم ،والذي يتكّر ر رعلى الّز مران .العظائم :جمععظيمة .حّي حرير :منفرد ل يختلط بيغيره لعّز تره .جابيةالجولن :موىضع ص ورارم :الّس يروف الوقاطعة .ولدنا نبّي الخير :يريد بذلك أّن أُّم عبد المطّلب بن هاشم َ ،ج ّد ر النبّي صلى ال عليه بالّش أرم .المرهفات ال ّ وسلم ،كانت من بني الّنجار .الوبال :الهلك .هبلتم :فوقدتم .الظئر :التي ُترىضع ولد غيرها ،وهي تأخذ على ذلك أج ًرا.
5
-المصدر نفسه.4/225 :
ويرو ى البيت الول" :مّنا الملوك وفينا ُيْوقَس ُمر الّر ُبرُع " و " فينا الملوك وفينا الّس اردة الّر فُرُع" .البَِيع :مواىضع الصلوات والعبادات ،والّر ُبرع: ُر ْبرعراليغنيمة ،وكانوا في الجاهلية إذا غ از بعىضهم بعىضًا أخذ الّر ئريسُر ْبرعراليغنيمة خالصًا دون أصحابه ،وذلك الربع يسمى المرباع.
عهنا اليغيم ،أي إذا لم ُيَر المطر ،وذلك دللة على الوقحطُ .هِو ّيررا: الّنهاب :جمع َنْهب ،والّنهب :اليغنيمة .لم يؤنس الوقََزع :الوقََز ُ ِس رراعا .الكوم :جمع أكوم وَك ْور مرراء ،وبعير َأكوم :عظيم الّس نرام .وقوله عبطا أي ننحرها من غير عّلة ،الرومة :الصل .استوقادوا: أعطوا موقادتهم ،أي سّلموا لنا.
6
-المصدر نفسه4/226 :
7
-المصدر نفسه.4/230 :
المواسم :جمع َم ْور سررم ،وهو المكان الذي يجتمع فيه الناس َم ّررةكل سنة ،دارم :بطن من قبيلة تميم .الُم ْعرلَرمين :الذين يعلمون أنفسهم ص َيررد :المتكبر ،الذي يلوي عنوقه بعلمة ،يعرفون بها ،لي ّ طلع الناس على بلئهم في الحرب .انتَخ ْورار :تكّبروا ،وُأعجبوا بأنفسهم .ال ْ ظ الّر ئريس ،ويكني بذلك عن أّنهم رؤساء .نجد :ما ارتفع من ل .المتفاقم :المتعاظم .المرباعُ :ر ْبرعراليغنيمة ،وهو ح ّ يمينًا وشما ً الرض.
8 9 10 11 12 13
المصدر نفسه4/231 : أنظر الغاني 150-4/146وفي الروض النف نسب الّس هريلي الوقصيدة العينية لوقيس بن عاصم المنوقري انظر7/433 : -الجحمي ،محمد بن سلم :طبوقات فحول الشعراء 1/117
-هو الجد العلى لوقريش ،وهو فهر بن غالب بن النىضير بن كنانة ،والموقصود الرسول وَم ْنر هاجر معه
-يرو ى "وفينا توقسم الربع" إذ كان من عادتهم في الجاهلية إذا غنموا أن يعطوا الرئيسُ :ر ْبرعراليغنيمة
ير ى الدكتور سيد حنفي :أن حسان "لم يستطع أن يتخيل الرسول خارج قبيلته ،وأنه أصبح فردًا ل يخىضع للتأثير الوقبلي ،وكأنه شعرأن وفد بني تميم لن ينظر إلى شعره بعين العتبار إذا لم يمد ح الرسول في قبيلته فهذا هو التوقليد المألوف" )حسان شاعر الرسول ص (178
14
-سورة العنكبوت آية61 :
-15سورة الروم آية30 : -16رواه البخاري ومسلم ،أنظر مختصر تفسير ابن كثير 54-3/53 -17د.محمد سرحان :نسمات من عبير الدب ،ص .106 -18سورة الشعراء آية.111 : ل أنها تمثل قريشًا وحالها مع النبي على الرغم من أن هذه الية والية التالية لها من الموقولت التي جاءت على لسان قوم نو ح ،إ ّ ، يوقول الزمخشري في التعليق على هذه الية" :وهكذا كانت قريش توقول في أصحاب رسول ال ، وما زال أتباع النبياء
كذلك حتى صارت من سماتهم وأماراتهم ،أل تر ى إلى هرقل حين سأل أبا سفيان عن أتباع رسول ال ، فلما قال :ىضعفاء الناس وأراذلهم ،قال :ما زال أتباع النبياء كذلك) .الزمخشري :الكشاف .(3/250 ،وحديث هرقل متفق عليه من حديث ابن عباس عن أبي سفيان بلفظه. -19سورة هود آية27 : 20
-تجدر الشارة إلى أّن الفعلين جواب لذا ،وهي اسم زمان مبهم لما مىضى أو لما يأتي ،وتكون للمستوقبل بكثرة ،وقد تجئ للماىضي ،
غير أن الوصف الموقّيد "غير محدثة" سوغ الماىضي فيها. -21ديوان حسان .1/259 -22سورة الفتح آية .11
ىض رررر بالعداء وفق ما قّد رر ال وأذن بوقوعه. وقد يكون السناد إليهم على حوقيوقته ،إذ الحرب مبناها على إيوقاع ال ّ
-23سنن الّنسائي ،باب صلة العيدين ،رقم .1560 -24صحيح مسلم ،كتاب القىضية ،رقم .3242
-25أنظر في هذا المفهوم تحرير التحبير 2/203والحديث النبوي من الوجهة البلغية .252-245 26
عد الدكتور إبراهيم سلمة رد إعجاز الكلم على ما توقدمها من صميم الذوق الشعري عندي العرب ،وذكر له مزايا عدة في زيادةالمعنى وتذكير السامعين وتنبيههم بحلوة الموسيوقى وحسن السبك وجمال العرض )أنظر بلغة أرسطو ص 127إواعجاز الوقرآن
للباقلني ص .(93 -27سورة التوبة ،أية.100 : 28
ص لّروا إلى الوقبلتين ،أنظر مختصر تفسير ابن -سورة الواقعة آية ، 14-10وقال ابن سيرين في تفسير )السابوقون السابوقون( الذين َ
كثير .3/428
- 29البخاري :كتاب المناقب ،رقم 3377 30
-السياق على توقدير محذوف )منهم( أو )فيهم(.
31
-ذهب الدكتور محمد سرحان إلى أن في هذا تك ار ًرا ،لن "الشطر الثاني من كل البيتين يدور حول معنى واحد توقريبًا" ،ص .108
32
-ذهب الدكتور عباس الجراري إلى أن معنى "كم من صديق لهم نالوا كرامته" وفروا كرامته ،وقد يكون المعنى موقلوبًا "كم من
صديق نال كرامتهم" )من أدب الدعوة السلمية ص (133وذهب الدكتور – محمد سرحان إلى أن حّس ارن" :يوقلب المعنى المراد ل أن إذ جعلهم ينالون الكرامة من أصدقائهم والوجه أن يعكس فيجعلهم هم مصدر الكرامة ،وأن َم ْنر يصادقهم ينال كرامتهم ،اللهم إ ّ
يكون المراد أنهم أكسبوه الكرامة ،وهو بعيد ل يعين عليه اللفظ" )نسمات من عبير الدب (108-107 33
قال علي بن أبي طالب رىضي ال عنه عن الحلم والناة" :هما توأمان ينتجهما علو الهمة" أنظر البديع لبن المعتز ،ص ، 21إواعجاز الوقرآن للباقلني ص .68
-34سورة البوقرة آية .273
-35أنظر تفسير العلمة أبي السعود )ارشاد العوقل السليم على مزايا الكتاب الكريم( المجلد الول ،ص .307 -36أنظر الوقاموس المحيط مادة )بّر (رر.
-37الوقود :نوقيض السوق فهو من أمام ،وذاك من خلف.
-38محمد قطب :منهج الفن السلمي ،ص .71 ، 65 ، 62 -39الصاب :شجر شديد الم اررة ،وعصيره شديد الحراق ،وقيل إّنه عصارة الصبر وشجر السلع مّر كذلك.
-40الجرجاني عبد الوقاهر :أسرار البلغة ،ص .94
-فهم الدكتور سيد حنفي أن هذه البيات خاصة بالنصار والتأييد الذي منحوه للرسول )أنظر ص (180وليس في البيات ما
41
يرشح هذا الفهم أو يعززه. -42الباقلني :إعجاز الوقرآن ص .244 -43الجرجاني عبد الوقاهر :أسرار البلغة .87-84واليغياية :كل ما أظلك من فوق رأسك. 44
جر ى منهج أكثر الباحثين عن أثر السلم في الدب حول التتبع الظاهري لليات الوقرآنية الكريمة أو الحاديث النبوية الشرريفة ص مررن اليررات فرري النصررو ص الدبيررة .لكررن السررلمية فرري الدب تصررور فكررري فرري تعرربير أدبرري يتعررد ى مررا يل رو ح فرري ظرراهر الن ر ّ
والحاديث إلى ما يجول في داخله من فكر إواحساس وما يصور من مواقف إنسانية إذ يعكس صرد ى الوقيرم فري النفرس أو الكرون أو الحياة من خلل التصور السلمي لكل ذلك.
)أنظر موقدمة في دراسة الدب السلمي د.مصطفى عليان ،ص ، 12ط دار المنارة -جدة 1985م(. -45د.عباس الجراري :من أدب الدعوة السلمية ،ص .135 -46د.محمد طاهر درويش ،حسان بن ثابت ،ط دار المعارف بمصر ص .352-351 47
-وبالفهم الميغاير لموقصود المد ح قال د.احسان الن ص "وهي في جملتها مديح لوقريش وتعداد لمآثرهم "أراد أن يمحو من نفس
الرسول وأصحابه الوقرشيين الثر السيء الذي خلفه في نفوسهم تعريىضه بالمهاجرين وتوقليبهم بالجلبيب" .حسان بن ثابت ،حياته وشعره :ص .173 ، 137
-48د.محمد سرحان :نسمات من عبير الدب ص .105 -49الباقلني :إعجاز الوقرآن ،ص .226 -50د.محمد سرحان :نسمات من عبير الدب ص .100 ، 108 -51المرجع نفسه ص .109 52
-عّد ابن طباطبا هذا البيت من البيات التي زادت قريحة أصحابها على عوقولهم ،ثم قال" :كان يجب أن يوقول :هم شيعة رسول ال؛
لن في هذا الكلم جفاء" )عيار الشعر ص .(95 -53ديوان حّس ارن بن ثابت.305 :
مصنادر البحث ومراجعه: الوقرآن الكريم. ابررن أبرري الصرربع؛ عبررد العظيررم عبررد الواحررد بررن ظررافر :تحري ر التّح ر بررير ،تحوقيررق حنفرري محمررد شرررف ،الوقاهرة ،المجلس العلى للشؤون السلمية ،لجنة إحياء التّراث ،
.1963
الصررفهاني؛ أبررو الفرررج عل رّي بررن الحسررين :الغرراني ،مطبعررة دار الكتررب ،نشرررت أج رزاؤه سررنة -1938.1950
البخاري؛ أبو عبد ال محمد بن إسماعيل :صحيح البخاري ،دار إحياء التّراث العربي ،د.ت.لني؛ أبو بكر بن محمد الطيب :إعجاز الوقرآن ،الوقاهرة ،دار المعارف .1997 ، -الباق ّ
ابن ثابت؛ حّس ارن :ديوان حّس ارن بن ثابت ،تحوقيق د.وليد عرفات ،دار صادر-بيروت ،د.ت. -الجراري ،عّباس :من ًأدب الّد عروة السلمّية ،دار الثوقافة ،الدار البيىضاء .1974 ،
الجرجاني؛ أبو بكر عبد الوقاهر بن عبد الرحمن :أسرار البلغة ،تحوقيق محمد رشيد رىضا ،بيروت ،دار المعرفة .1978 ، لم :طبوقات فحول الّش عرراء ،قرأه وشرحه محمود محمد شاكر ،مطبعة المدني ، الجمحي؛ محمد بن س ّالوقاهرة .1974 ،
حسنين؛ سّيد حنفي :حّس ارن بن ثابت شاعر الّر سرول ،سلسلة أعلم العرب ، 30و ازرة الثوقافة والرشادالوقومي ،المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ،د .ت. -درويش؛ محمد طاهر :حّس ارن بن ثابت ،دار المعارف بمصر ،د .ت.
سرحان؛ محمد :نسمات من عبير الدب ،الطبعة الثانية ،دار الطباعة المحمدية ،الوقاهرة ،د.ت. أبو الّس عرود؛ محمد بن محمد بن مصطفى العمادي الحنفي :إرشاد العوقل الّس لريم على مزايا الكتابالكريم ،الوقاهرة ،المطبعة المصرية .1928 ،
سلمة؛ إبراهيم :بلغة أرسطو بين العرب واليونان ،الوقاهرة ،مكتبة النجلو المصرية .1952 ، الّس هريلي؛ أبو الوقاسم عبد الرحمن بن عبد ال :الّر ورضالُُنف ُ ،ع نري بنشره طه عبد الرؤوف سعد ،مكتبة الكليات الزهرية ،الوقاهرة .1972 ،
ابن طباطبا؛ أبو الحسن محمد بن أحمد :عيار الّش عرر ،تحوقيق طه الحاجري ،الوقاهرة .1956 ، -عّز الدين؛ كمال :الحديث النبوي من الوجهة البلغية ،بيروت ،دار إقرأ .1984 ،
علّيان؛ مصطفى :موقدمة في دراسة الدب السلمي ،دار المنارة ،جّد ةر .1985 ، -قطب؛ محمد :منهج الفّن السلمي ،بيروت ،دار الّش رروق .1980 ،
ابن كثير؛ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل :مختصر تفسير ابن كثير ،اختصار وتحوقيق محمد عليص ارربوني ،بيروت ،دار الوقرآن الكريم .1981 ، ال ّ
مسلم؛ أبو الحسن مسلم بن الحجاج :صحيح مسلم ،بيروت ،دار إحياء التراث العربي .1956 ، الّنسائي؛ أبو محمد أحمد بن علي بن شعيب :سنن الّنسائي ،الوقاهرة ،المكتبة التجارية الكبر ى ،.1930
ابن هشام؛ أبو محمد عبد ال :سيرة النبي ، راجع ُأصولها ،وىضبط غريبها ،وعّلق حواشيها ،ووىضعفهارسها المرحوم الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،د.ت.