ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
*
ﺍﻟﻤﻠﺨﺹ ﺘﺩﻭﺭ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻫﺫﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻫﻭ ﻗﻭﺓ ﺘﻐﻠﺏ ،ﻭ ﹶﻓﻭﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻁﻠـﻕ .ﻭﻤـﺎ
ﻴﺒﺩﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﺨﺎﺭﺠﹰﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﺩﺍﺨل ﻓﻴﻪ ،ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤل :ﻓﺎﻟﻐﺯل ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺇﻻ ﻜﻨﺎﻴـ ﹰﺔ ﻋﻥ ﺸﺭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻐﺯل ،ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺇﻻ ﺭﻤﺯﹰﺍ ﻟﻠﻔﺘﻭﺓ.
ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺨﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻴـﻪ ﻻ ﻴﺴـﺘﺩﻋﻲ
ﻏﻴﺭﻫﺎ .ﻭﻜﺎﻥ ﻓﺨﺭﻩ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎﹰ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺨﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻻ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺇﻻ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ؛ ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟـﻙ
ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﺎﺨﺭ ﻋﻥ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻗﺒﻴﻠ ﹰﺔ ﺘﻌﺎﺩﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻔﺎﺨﺭ ﻓﺭﺩﹰﺍ.
ﺠﻠﱠﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﺭﺍﺌﻌﺎﹰ، ﻭﻗﺩ ﺤﻔﻠﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺒﺼﻭﺭ ﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻔﺎﻭﺘﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ
ﺞ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ،ﻭﻴﻨﻁﻕ ﺒﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ ﻫـﻭ ﻴﻌ ﺍﻟﻭﺼﻑ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ،ﻜﻌﺎﺩﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﺴﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ.
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﺃﺠﻭﺩ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ،ﻟﺘﺠﻨﺒﻬﺎ ﺤﻭﺸـﻲ ﺍﻷﻟﻔـﺎﻅ ﻭﻤﺴـﺘﻜﺭﻫﻬﺎ ،ﻤـﻊ
ﺍﻟﺠﺯﺍﻟﺔ ،ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ. ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻬﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺒﺎﻟﺨﻤﺭ ،ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ،ﺜﻡ ﻋﺩل ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺯل؛
ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ –ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ -ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ،ﻗﻴﻠﺘﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴـﺒﺘﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺘـﻴﻥ ،ﻓﻜﺎﻨـﺕ
*
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺴﻌﻭﺩ – ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺎﻷﻓﻼﺝ
71
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻹﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ،ﻭﺍﻟﻐﺯل ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻟﻸﺨﺭﻯ ،ﺜﻡ ﺨﻠﻁﻬﻤـﺎ ﺍﻟـﺭﻭﺍﺓ؛ ﻟﻠﺸـﺒﻪ ﺒـﻴﻥ ﻏﺭﻀﻴﻬﻤﺎ ،ﻭﻟﺘﻭﺍﻓﻘﻬﻤﺎ ﻭﺯﻨﹰﺎ ﻭﻗﺎﻓﻴﺔ.
ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﺓ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﻟﻑ ﺒﻴﺕ ،ﻭﻫﻭ ﺴﻬﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺫﻱ
ﻼ .ﻭﺍﻷﻟﻑ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻼﺌﻡ ﻭﺭﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻫﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺌﺔ ،ﺃﻭ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺸﻌﺭ ﻏﻨﺎﺌﻲ ﻤﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ .ﻭﺍﻹﻁﺎﻟـﺔ – ﻓـﻲ ﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ. ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ -ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻌ
ﻭﻟﻡ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﻴﺩ ،ﺸﺄﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺸـﺘﻤﻠﺕ ﻋﻠـﻰ
ﻨﺤﻭ ﻤﻥ 36ﺒﻴﺘﹰﺎ ﺘﻠﻭﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻼﺌﻡ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤل.
72
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻴﻌﺭﻑ ﻗﺎﺭﺉ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻓﺨﺭﻴﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﺎﺌﻠﻬﻡ ﺒﻜل ﺠﻤﻴل
ﻀ ﺭﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﺘﻤ ﺩﺡ ﺒﻪ ،ﺃﻭ ﺘﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺨﻴﻠﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺘﻐﻠﺏ ﻟﻡ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺜﻠﻬﺎ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺨﺭ) :(1ﺇﻨﻬﺎ ﻨﺸﻭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻌﻅﻤﺔ ،ﹶ
ل ﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﺸﺄْﻭﹰﺍ –ﻤﻥ ﻤِﻠِﻙ ﻓﻤﻥ ﺩﻭﻨﻪ -ﻫﻭ ﺩﻭﻨﻬﺎ ،ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻎ. ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﻜ ﱡ
ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺩﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟ ﹶﻔﻭﻕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ،ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒـﺩﻭ
ﻤﻨﻬﺎ ﺨﺎﺭﺠﹰﺎ ﻋﻨﻪ-ﻜﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ -ﻟﻴﺱ ﺒﺨﺎﺭﺝ ﻋﻨﻪ ،ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤل .ﻓﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤـﺭ ﻭﺍﻟﻐـﺯل ﺒﺎﻟﻤﺭﺃﺓ ﻟﻴﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺴﻴﻠﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ،ﻋﺒﺭ ﺒﻬﻤـﺎ ﻏﻴـﺭﻩ ﻤـﻥ
ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺍﻟﺨﻤﺭ –ﻋﻨﺩﻫﻡ -ﻨﻤﻁﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺘﻭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻗﻭل ﻁﺭﻓﺔ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻓﻲ ﻤﻌﻠﻘﺘﻪ: ﻭﻟﻭﻻ ﺜﻼﺙﹲ ،ﻫﻥ ﻤﻥ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﻔﺘﻰ
ﻋﻭﺩﻱ... ل ﻤﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﺤﻔِ ْ ﻙ-ﻟﻡ َﺃ ﺠ ﺩ -ﻭ
)(2
ﻭﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺒﻥ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﻭﻨﺩﻴﻤﻪ ﻤﺴﺎﻓﺭ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭﻭ – ﻭﻜﺎﻨﺎ ﻤﻥ
ﻓﺘﻴﺎﻥ ﻗﺭﻴﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ -ﻴﻘﻭل ﻋﻤﺎﺭﺓ: ﻥ ﻟﻨــﺎ، ﺽ ﺍﻟﺤﺴــﺎ ﺨﹸﻠــﻕ ﺍﻟﺒــﻴ
ﺤﺒــــ ﺭ ﻭﺠِﻴــــﺎ ﺩ ﺍﻟﺨﻴــــل ﻭﺍﻟ ِ
ﻕ ﺒﻬـــﺎ ﻜـــﺎﺒﺭﹰﺍ ﹸﻜﻨﱠـــﺎ ﺃﺤـــ ﱠ
ـ ﺭ ﺱ ﻭﺍﻟﻘﻤــ ـﻤ ـﻴ ﹶﻎ ﺍﻟﺸــ ـﻴﻥ ﺼِــ ﺤــ
ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻨﻲ ﻗﻭﻤﻪ ﺒﻨﻲ ﻤﺨﺯﻭﻡ ،ﻓﻴﺭ ﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺴﺎﻓﺭ ﻤﻔﺘﺨﺭﹰﺍ ﺒﻘﻭﻤﻪ ﺒﻨﻲ ﺃﻤﻴﺔ:
ـﺎ ـﺎﻥ ﻟﻨـ ـﻴﺽ ﺍﻟﺤﺴـ ـﻕ ﺍﻟﺒـ ﺨﻠـ
ﺤﺒــﺭ ﻩ ﻭﺠﻴــﺎﺩ ﺍﻟﺨﻴــل ﻭﺍﻟ ِ
ﻕ ﺒﻬــﺎ ﻜــﺎﺒﺭﹰﺍ ﻜﻨــﺎ ﺃﺤــ ﱠ
)(3
ﻲ ﺘــﺎﺒﻊ ﺃﺜــﺭﻩ ﻜــل ﺤــ
) (1ﻴﻘﻭل ﻨﺎﻟﻴﻨﻭ" :ﻭﻫﻲ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺨﺭ ،ﻻ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻔﻭﻕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴﺭﻫﺎ") ،ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ، ،(76ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﻻ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻔﻭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺨﺭ. ) (2ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻟﻠﺯﻭﺯﻨﻲ 60 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ) (3ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ 46/8 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭﻨﺸﻭﺓ ﺍﻟﻁﺭﺏ . 358/1 ،
73
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﻁﺭﻓﺔ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ " ﻤﻥ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﻔﺘﻰ" ،ﺒل ﺍﻟﻔﺘـﻰ ﻓـﻲ ﻨﻅـﺭ ﺃﻫـل
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﺘﻰ -ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻘﺘﻴﺒـﻲ" :-ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺍﻟﺠﺯل ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل").(1 ﻥ ﻓﻲ ﻗﻭل ﻁﺭﻓﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ: ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒ ﻴ
ﺕ ﺃﻨﻨـﻲ ﺨﻠـ ﹸ ﻥ ﻓﺘﻰ"؟ ِ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭ ﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ ":ﻤ
)(2
ـﻡ َﺃﺘﺒﱠﻠـ ِﺩ ل ،ﻭﻟـ ﺴـ ْ ـﻡ َﺃ ﹾﻜ ﻋﻨﻴـﺕﹸ ،ﻓﻠـ
ﻭﻗﺩ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺍﻟﺨﻼل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭ ﻁﺭﻓﺔ ﻜﻠﻬﺎ. ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻭﻕ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ :ﻓﻨﺸﻭﺘﻬﺎ ﹸﺘﺨﻴـل ﺇﻟـﻰ
ﺸﺎﺭﺒﻬﺎ ﻓﻭﻕ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺯ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﻗﻭل ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻥ ﺜﺎﺒـﺕ-ﺭﻀـﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ:-
ﻭُﺃﺴــﺩﹰﺍ ﻤﺎﻴﻨﻬﻨﻬﻨــﺎ ﺍﻟﻠﻘــﺎ ﺀ
ﻭﻨﺸــﺭﺒﻬﺎ ،ﻓﺘﺘﺭﻜﻨــﺎ ﻤﻠﻭﻜــﹰﺎ
)(3
ﻭﻗﻭل ﺍﻟﻤﻨﺨل ﺍﻟﻴﺸﻜﺭﻱ: ﺕ ﻓـــﺈﻨﻨﻲ ﻓـــﺈﺫﺍ ﺍﻨﺘﺸـــﻴ ﹸ
ـﺩﻴ ِﺭ ﻕ ﻭﺍﻟﺴـــ ﺨ ﻭ ﺭﻨﹶــ ـ ِ ﺏ ﺍﻟ ﹶ ﺭ
ـﺈﻨﻨﻲ ـﺤﻭﺕ ﻓـــ ﻭﺇﺫﺍ ﺼـــ
)(4
ﺏ ﺍﻟﺸﱡـــ ﻭ ﻴ ﻬ ِﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴـــ ِﺭ ﺭ
ﺝ
ﻭﻗﺭﻥ ﻋﻨﺘﺭﺓ -ﻭﻫﻭ ﻴﺘﻤﺩﺡ ﻋﻨﺩ ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﻋﺒﻠﺔ -ﻗﻭﺘﻪ ﻭﺇﺒﺎﺀﻩ ﺒﺸﺭﺒﻪ ﺍﻟﺨﻤﺭ: َﺃﺜﹾﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺒﻤﺎ ﻋﻠﻤﺕِ؛ ﻓـﺈﻨﻨﻲ
ﻅﻠﹶــ ِﻡ ﺴــﻤﺢ ﻤﺨــﺎﻟﻘﺘﻲ ﺇﺫﺍ ﻟــﻡ ُﺃ ﹾ
ﺕ ﻓﺈﻥ ﻅﻠﻤﻲ ﺒﺎﺴـل ﻭﺇﺫﺍ ﻅﹸﻠﻤ ﹸ
ﻤــ ﺭ ﻤﺫﺍﻗﺘــﻪ ﻜﻁﻌــﻡ ﺍﻟ ﻌ ﹾﻠﻘﹶــ ِﻡ
ﻭﻟﻘﺩ ﺸﺭﺒﺕ ﻤﻥ ﺍﻟ ﻤﺩﺍﻤ ِﺔ ﺒ ﻌﺩﻤﺎ
ﻑ ﺍﻟ ﻤ ﻌﻠﹶـ ِﻡ... ﺸﻭ ِ ﺭ ﹶﻜﺩ ﺍﻟﻬﻭﺍﺠ ﺭ ﺒﺎﻟ ﻤ ﹸ
ﺝ
ﺜﻡ ﻗﺎل ﻋﻥ ﻗﻭﺘﻪ ﻭﻓﺭﻭﺴﻴﺘﻪ: ﺕ ﻤﺠـﺩﻻ ل ﻏﺎﻨﻴ ٍﺔ ﺘﺭﻜـ ﹸ ﻭﺤﻠﻴ ِ
)(1 )(2 )(3 )(4 )(5
ﻋﹶﻠ ِﻡ... ﻷ ﹶﺘ ﻤ ﹸﻜﻭ ﻓﺭﻴﺼﺘ ﻪ ﻜﺸﺩﻕ ﺍ َ
ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ) ،ﻓﺘﻰ(. ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﻟﻠﺯﻭﺯﻨﻲ .57 ، ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻥ ﺜﺎﺒﺕ .8 ، ﺍﻷﺼﻤﻌﻴﺎﺕ 60 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﻟﻠﺯﻭﺯﻨﻲ145 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.
74
)(5
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻐﺯل ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﻀﻪ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺯ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ -ﻋﺎﺩﺓ -ﺃﻜﺜـﺭ
ﺼﺩﻗﻭﻨﻬﻥ ﺒﻪ ﺼﺩﺍﻗﹰﺎ ﻴﻠﻴـﻕ ﻤﻥ ﻴﺤﻅﻰ ﺒﻬﻥ ﺍﻷﺸﺭﺍﻑ؛ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﻤﺎ ﻴ ﺒﺠﻤﺎﻟﻬﻥ .ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﻜﻨﱠﻰ ﻋﻨﺘﺭﺓ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋﻥ ﺸﺭﻑ ﻤﻘﺘﻭﻟﻪ ﻭﺒﻁﻭﻟﺘـﻪ ﺒﺄﻨـﻪ ﻲ).((1 ﺤﹸﻠ ﺤﻠﻴل ﻏﺎﻨﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻐﻨﺕ ﺒﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟ
ﻭﻜﻨﻰ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻋﻥ ﺸﺭﻑ ﺃﻫل ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺒﺠﻤﺎﻟﻬﻥ ﻭﺒﺠﻤـﺎﻟﻬﻥ
ﻋﻥ ﻏﻨﺎﻫﻡ ،ﻭﻭﺠﻪ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺘﺯﻭﺠﻭﻥ –ﻋﺎﺩﺓ -ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ ،ﻻ ﻴﻠﺩﻭﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﺔ .ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻨﻪ ﻤﻭﺭﻭﺙ ،ﻭﺠﺎﻨﺏ ﻤﻜﺘﺴﺏ ﺒﺎﻟﺼﻭﻥ
ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻭﻴﺘﻬﻴﺄ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻷﺸﺭﺍﻑ –ﻟﻐﻨﺎﻫﻡ -ﻤﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻬﻴﺄ ﻟﻐﻴﺭﻫﻥ .ﻴﻘـﻭل ﺃﺤـﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ":ﻟﻘﺩ ﺃﻀﺤﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﱠﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺭﻏﺩ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﺃﺴﺒﺎﺒﹰﺎ
ﻤﺘﻴﻨﺔ...ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺼﻠﺔ ...ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل .ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻓـﻲ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﺸﻌﺭﻨﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻴﺴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻋﺘﻨﻭﺍ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺍﻋﺘﻨﺎ ﺀ ﻭﺍﻀﺤﺎﹰ ،ﻭﺘﻜﺭﺭﺕ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻁﻊ ﺍﻟﻨﺴﻴﺏ ﻭﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻐﺯل").(2
ﻓﻐﻨﻰ ﺃﻫل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ-ﺇﺫﻥ -ﻜﻨﺎﻴﺔ-ﺃﺒﺩﹰﺍ -ﻋﻥ ﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺸﺭﻓﻬﻡ .ﻭﻟـﻡ ﻴﺨﺭﺝ ﻏﺯل ﻋﻤﺭﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﻠﻘﺘﻪ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ .ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺠﻤﺎل ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﺭﻤـﺯﹰﺍ ﻟﺸـﺭﻓﻪ ﻫـﻭ
ﻻ ﻓﻴﻪ ﺼﻼﺒﺔ ،ﻭﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻑ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟﺸـﻌﺭﺍﺀ – ﻭ ﹶﻓ ﻭﻗﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻏﺯ ﹰ ﻋﺎﺩﺓ -ﺼﻭﺍﺤﺒﻬﻡ.ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺄﺘﻰ ﺍﻟﺼﻼﺒﺔ ﻤﻥ ﻜﻭﻥ ﺼﻭﺭﻩ ﺃﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ،ﻜﻼﱠ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ
ﺤﻀﺭﻴﺎﹰ ،ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻀﺭﻱ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﺒﻲ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ .ﻓﻘـﺩ ﺸـﺒﻪ ﺫﺭﺍﻋـﻲ
ل ل ﺒﻜﺭ ،ﺘﺭﺒﻌﺕ ﺍﻷﺠـﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﻤﺘـﻭﻥ .ﻭﻴﺴـﺘﻭﺠﺏ ﻁـﻭ ُ ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﺒﺫﺭﺍﻋﻲ ﻨﺎﻗ ٍﺔ ﻋﻴﻁ ٍ
ل ﺍﻟﻘﺎﻤﺔ ،ﻭﻋﻅ ﻡ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻜﻠﻪ؛ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﺎل ﺇﻥ ﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﻁﺎﻟﺕ ،ﻭﺜﻘﻠﺕ ﺭﻭﺍﺩﻓﻬﺎ ﺍﻟﺫﺭﺍﻋﻴﻥ ﻁﻭ َ
ﺤﺘﻰ ﻨﺎﺀ ﺒﻬﺎ ﻅﻬﺭﻫﺎ .ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻟﻴﻥ ﺃﻭﺭﻗﺔ ﺴﻭﻯ:
) (1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ) ﻍ ﻥ ﻱ(. ) (2ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﻤﺎل.120 ،
75
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺤﻕﱢ ﺍﻟﻌﺎﺝ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻴـﺎﺽ، ﺭﺨﹾﺹ ،ﻭﹶﻟﺩﻨﺔ ،ﻭﻻﻨﺕ .ﻭﺼﻑ ﺒﺎﻷﻭل ﺜﺩﻴﻬﺎ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺸﺒﻬﻪ ِﺒ
ﻭﻭﺼﻑ ﺒﺎﻟﻠﻴﻥ ﻗﺎﻤﺘﻬﺎ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺭﻗﺔ ﺍﻟﺸﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺩﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻐﺯﻟﻭﻥ-ﻭﻟﻭ ﺘﻜﻠﻔﹰﺎ -ﺇﻻ
ﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ) (12، 11ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﻭﻜﺎﻥ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﻨﺴﺎﺀ ﺘﻐﻠﺏ ﻭﺠﻤﺎﻟﻬﻥ ،ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺘﺤﺭﻴﻀﻬﻥ ﺍﻟﺭﺠـﺎل ﻋﻠـﻰ
ﻕ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﺯل) .(1ﻭﻤﺎ ﺫﻜﺭﻫﻥ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺩﻟﻴل ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ -ﺃﺭ ﱠ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﹸﺫ ِﻜ ﺭ ﻤﻥ ﺼﻠﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻐﺯل ﺒﺎﻟﺸﺭﻑ ،ﻓﻤﺸـﻴﻬﻥ ﺍﻟﻬـﻭﻴﻨﻰ ﻜﻨﺎﻴـﺔ ﻋـﻥ ﺜﻘـل ﺴﺒﻬﻥ ﻭﺩﻴﻨﻬﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌـل ﺤ ﺃﺠﺴﺎﻤﻬﻥ ،ﻭﻋﻅ ِﻡ ﻋﺠﺎﺌﺯﻫﻥ ،ﻭﻗﺩ ﻭﺼﻑ ﺒﻪ ﻅﻌﻴﻨﺘﻪ ،ﻭ
ﻑ ﺍﻟﻼﻤﺴﻴﻨﺎ" ،ﻭﺤﺴﻨﻬﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺠﻤﻠﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺤﺴﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ "ﺤﺼﺎﻨﹰﺎ ﻤﻥ َﺃ ﹸﻜ ﱢ ﻓﺼل ﻫﻨﺎﻙ ،ﻭﻻ ﻴﺨﻔﻰ –ﺒﻌﺩ -ﺃﻨﻪ ﺠﻌل ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﻅﻌﻴﻨﺔ ﻫﻨﺎﻟﻙ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﺒﻨﺴﺎﺀ ﺒﻨـﻲ
ﺠﺸﻡ ﺒﻥ ﺒﻜﺭ ﻫﻨﺎ .
ﻭﺒﻘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻴﺸﺔ "ﺍﻟﻔﺘﻰ"ﺍﻟﺨﻴل ،ﻭﺫﻜﺭﻫﺎ ﻋﻘﺏ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺴـﻼﺡ
ﺠﺭﺩ ،ﺘِﻼ ﺩ ﺘﻭﺍﺭﺜﻭﻫﺎ ﻋﻥ ﺁﺒـﺎﺌﻬﻡ ،ﻭﻫـﻡ ﺘﻐﻠﺏ ﺫﻜﺭﹰﺍ ﻤﻘﺘﻀﺒﺎﹰ ،ﻓﻠﻡ ﻴﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل ﺇﻨﻬﺎ ﻴﻭﺭﺜﻭﻨﻬﺎ ﺃﺒﻨﺎﺀﻫﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ،ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺘﺨﺒﺕ ﻟﻬﻡ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﹰ ،ﻭﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠـﻰ ﺘﺭﺒﻴﺘﻬـﺎ ﻨﺴـﺎﺅﻫﻡ
ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ .ﻭﻫﺫﻩ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ":ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻻ ﺘﺜﻕ ﻓﻲ ﺨﻴﻭﻟﻬﺎ
ﺇﻻ ﺒﺄﻫﺎﻟﻴﻬﺎ").(2
ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺨﻴل ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻭﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺩﻟﻴل. ﻭﺇﺫﺍ ﻏﻭﺩﺭ ﺍﻟﻐﺯل ﻭﺍﻟﺨﻤﺭ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺼﺭﺍﺤﺔ.
) (1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ62 :ﻭ 63ﻭ 66ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻫﻨﺎ. ) (2ﺸﺭﺡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﻀل.144/1،
76
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺏ ﻨﺸﻭ ﹸﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭﻴ ﹸﺔ ﺒﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠ ﹰﺔ ﻻ ﻤﻌ ﱢﻘﺏ ﻟﺤﻜﻤﻬـﺎ ،ﻭﻻ ﺤﺎﺌـل ﻟﻘﺩ ﺠﻌﻠﺕ ﺘﻐﻠ
ﻴﺤﻭل ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﺘﺭﻴﺩ :ﺘﺘﺤﺩﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﻠﻬﻡ ﻓﻼ ﻴﻁﻴﻘﻭﻥ ﺭﺩﻫﺎ ﻋـﻥ ﺸـﻲﺀ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺘﻔﻌﻠﻪ).(1
ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﹶﻓﻭﻕ ﺘﻐﻠﺏ ﻭﻗﻭﺘﹸﻬﺎ ﺘﺭﺍﺜﹰﺎ ﻭﺭﺜﻪ ﺍﻷﺴﻼﻑ ﻜﺎﻥ ﺤﺘﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﻴﻭﺯﻋﻪ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﻴﻬﺎ،
ﻓﺠﻌل ﻟﻠﺸﱢﻴﺏ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﺘﻭﺭﺜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺩﺒﻴﺭ؛ ﻟﺌﻼ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﺍﺴﺘﺒﺎﻗﹶﻪ ؛ﻷﻨـﻪ ﻨﺯﻗﹰﺎ ﻭﺘﻬﻭﺭﺍﹰ ،ﻻ ﻴﻌﻘﺒﺎﻥ ﺨﻴﺭﺍﹰ ،ﻭﻟﻠﺸﺒﺎﻥ ﺍﻹﻗﺩﺍ ﻡ ﻭﺍﻟﺤﺭ ﻤﺠﺩ ،ﻭﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺇﺼﻼ ﺡ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺨﻴل ﻭﻏﺫﺍﺀﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻴﺤﺭﻀـﻨﻬﻡ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺒﺎﻟﺘﺒﺭﺅ ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻥ ﺠﺒﻨﻭﺍ.
ﻟﻘﺩ ﺘﻭﺍﻁﺄﺕ ﻋﺯﺍﺌﻡ ﺘﻐﻠﺏ-ﺇﺫﻥ -ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻔﻭﻕ ﻭﺘﺴﺘﻌﻠﻲ؛ ﻓﺘﻭﻟﱠﻰ ﻜل ﺍﻤﺭﺉ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ
ل ﺴﻭﺍﻫﺎ ﻤﻥ ل ﺘﻐﻠﺏ ﻓﻌﺎ َ ﻕ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﻼ ﺀ ﺃﻻ ﺘﺸﺎﻜل ﻓﻌﺎ ُ ﻴﻁﻴﻕ .ﻭﻴﺴﺘﺘﺒﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﻁ ُﺅ ﻭﺍﻟﻔﻭ ﹸ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺤﺘﻰ ﺍﻷﺩﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺍﻟﻌﻡ ﻭﺍﻷﻜﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺏ)ﺒﻨﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﻭﺍﺌل( .ﻭﻗﺩ
ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻭﺘﻐﻠﺏ ﻓﻲ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﻹﻗﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ،ﺤﺘﻰ ﻜﺎﺩ ﻴﺴـﻭﻱ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺠﻌل ﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺵ ،ﻭﺒﻜﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺴﺭﺓ ،ﻭﺠﻌل ﺒﻜـﺭﹰﺍ ﺘـﺅﻭﺏ ﺒﺎﻷﺴﻼﺏ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻴﺎ ،ﻭﺘﺅﻭﺏ ﺘﻐﻠﺏ ﺒﺎﻟﻤﻠﻭﻙ ﻤﺼﻔﺩﻴﻥ؛ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻴﺴﺭﺓ ،ﻭﻓﻲ َﺃﺴﺭ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﻭﺘﺼﻔﻴﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘـﺩﺍﺭ ﻋﻠـﻰ ﻭﻀـﻊ ﺍﻟﻌﻅﻤـﺎﺀ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺏ ﻭﺍﻟﺴﺒﻲ.
ﻭﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎل ﺘﻐﻠﺏ-ﻋﻨﺩ ﻋﻤﺭﻭ -ﻗﻭﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻴﻌﺭﻀﻬﺎ ﺘﺎﺭﺓ ﻋﺭﻀﹰﺎ
ﻓﻴﻪ ﺘﻬﻭﻴل،ﻭﻴﻌﺭﻀﻬﺎ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ -ﻋﺭﻀﹰﺎ ﻓﻴﻪ ﺴﺨﺭﻴﺔ ﻭﺍﺴﺘﺨﻔﺎﻑ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻨﻔﺴﻪ ،ﻋﻠـﻰ
ﻼ -ﻋﻠـﻰ ﻋﻅﻤﺘﻪ ﻭﺼﻌﻭﺒﺘﻪ؛ ﻻﻗﺘﺩﺍﺭ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻭﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻨﻪ .ﻓﺎﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸـﻨﻭﻥ-ﻤـﺜ ﹰ ﻋﺔ -ﻋﻠﻰ ﺒﺄﺴﻬﺎ ﻭﻭﻓﺭﺘﻬﺎ -ﺘﻁﺤﻨﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺘﻁﺤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻰ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤـﺏ ،ﻓـﻲ ﻀﺎ ﹸﻗ
ﺍﻟﻴﺴﺭ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻭﺸﺩﺓ ﺍﻟﺴﺤﻕ ،ﻭﻴﺒﺎﺩﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺴﺤﻕ ﻤﻥ ﻴﻨﺯل ﺒﺴـﺎﺤﺘﻬﻡ ﻤﺒـﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺇﻟﻰ ِﻗﺭﻯ ﺍﻟﻀﻴﻑ ﺨﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻴﻬﺠﻭﻩ .ﻭﺇﺫﺍ ﻻﻗـﻭﺍ ﺍﻟﻌـﺩﻭ ﺸـﻘﻘﻭﺍ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﺒﻁﺎﻟـﻪ ) (1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ 56 ، 55 :ﻭ ، 43 ، 42ﻭ 34ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ .
77
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺒﺎﻟﺴﻴﻭﻑ ،ﻭﻗﻁﻌﻭﺍ ﺍﻟﺭﻗﺎﺏ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻁﱠﻊ ﺍﻟﻌﺸﺏ ﺍﻟﺭﻁﺏ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﺠـل .ﻭﻀـﺭﺒﻬﻡ ﻟـﺭﺅﻭﺱ
ﻸﻜﹶﺭ ﻴﻠﻌﺒﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺒﺎﻁﺢ ،ﻓﺘﻨﺘﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘـﺭﻙ ﺸﺩﺍﺀ ﻟ ُ ﻷِ ﺍﻷﺒﻁﺎل ﻜﻀﺭﺏ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﺍ َ ﺍﻨﺘﺜﺎﺭ ﺃﺤﻤﺎل ﺍﻹﺒل ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻜﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻨﻪ ﺘﻨﻘﺹ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﻻ ﺫﻤﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻀﻌﺎﻓﻬﻡ ،ﻭﺇﻥ ﺫﻜﺭ
ﺍﻟ ﹶﻐﻠﹶﺏ ﻭﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴ ﹶﺘﻭﻗﻊ ﺨﻼﻓﻪ؛ ﻓﻤﺎ ﺒﻠﻐـﻪ ﻋﻤـﺭﻭ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻴـﻪ
ﻭﺍﻟﻌﺠﺏ ﺒﻘﺒﻴﻠﺘﻪ ﺠﺩﻴﺭ ﺒﺄﻥ ﻴﺭﻴﻪ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﺼﻐﺎﺭ ،ﺒﻘﺩﺭ ﻨﻅﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻌـﻴﻥ
ﺍﻟﻔﻭﻕ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎل .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺩﺭﺠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻴﻬﻭﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﻤﻥ ﻴﻨﺘﺼﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴـﻪ، ﻻ ﻭﺃﺨﻼﻗﺎﹰ ،ﻭﻫﻡ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻌﻅﻤـﻭﻥ ﺒﺘﻌﻅﻴﻤـﻪ ﺒل ﻴﻌﻤﺩﻭﻥ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ :ﻨﺴﺒﹰﺎ ﻭﻓﻌﺎ ﹰ
ﻓﻌﺎﻟﻬﻡ ﻫﻡ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﻴﻨﺘﹶﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺍﻟﻜﺎﻤل ،ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﻭﺍﻟـﺭﺫل،
ﻓﻠﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻨﺼﺭ ﻭﻻ ﻓﺨﺎﺭ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺒﻥ ﻤـﺭﻭﺍﻥ ﻗـﺎل
ﻟﻤﻥ ﺘﻨﻘﺹ ﻋﻨﺩﻩ ﻤﺼﻌﺏ ﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﺒﻌﺩ ﻗﺘﻠﻪ " :ﺇﻥ ﺘﻭﻫﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻭل ﺘﻭﻫﻴﻥ ﻟﻠﻘﺎﺘل".
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﺨﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﺒﺎﻟﻐﺎﺕ ﻭﺼﻭﺭ ﻨﻤﻁﻴﺔ ﺠﺎﻫﺯﺓ ﻴﺘـﺩﺍﻭﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺠﻤﻴﻌﺎﹰ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺜل ﻋﻨﺩﻫﻡ ،ﻭﻴﺠﺩ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻓﻴﻬﺎ-ﻤﻥ ﺃﺠـل ﺫﻟـﻙ -ﺍﻟﻔﺘـﻭﺭ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭﻱ -ﻓﻠﻴﺱ ﻓﺨﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﺫﻟﻙ :ﻓﻠﻴﺴـﺕ ﺼـﻭﺭﻩ ﻨﻤﻁﻴـﺔ ،ﻭﻻ
ﺸﻌﻭﺭﻩ ﻓﺎﺘﺭﹰﺍ ﻤﺼﻁﻨﻌﹰﺎ .ﻭﻫﻭ –ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ -ﻓﺨﺭ ﻴﺼﺩﻗﻪ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻐﻠﺏ ،ﻭﻤﺎ ﻋﺭﻓﺕ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺒﺄﺱ ،ﻓﻲ ﺠﺎﻫﻠﻴﺘﻬﺎ ﻭﺇﺴﻼﻤﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻓﺫﺍﺫ ﺍﻟﺭﺠﺎل ،ﻜﺎﻟﺫﻴﻥ ﻋﺩﺩﻫﻡ ﻋﻤﺭﻭ ﻓﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ،ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻜﻠﻴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻭﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺭﺠـﺎل ﺽ ﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻴﻤﻥ؛ ﻓﺎﺠﺘﻤﻌﺕ ﺨ ﺯﺍ ﺯﻯ"،ﻓﻔ ﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﻌﺩ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﻭﻡ ﹶ
ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻌ ﺩ ﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﺠﻌﻠﻭﺍ ﻟﻪ ﹶﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺘﺎﺠﻪ ﻭﺘﺤﻴﺘﻪ ﻭﻁﺎﻋﺘﻪ") ،(1ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻀـﺭﺏ ﺒـﻪ
ﺍﻟﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺯﺓ.
) (1ﺨﺯﺍﻨﺔ ﺍﻷﺩﺏ . 166/2،
78
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ل ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ": ﻭﻴﺼﻭﺭ ﻤﺎ ﺒﻠﻐﺘﻪ ﺘﻐﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﻐﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﻭ ُ
ﻼ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻨﻭ ﺘﻐﻠﺏ ﺒﻥ ﻭﺍﺌل ﻤﻥ ﺃﺸﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ .ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻟﻭ ﺃﺒﻁﺄ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻗﻠـﻴ ﹰ
ﻷﻜﻠﺕ ﺒﻨﻭ ﺘﻐﻠﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ").(1
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﺒﺴﻁ ﻟﻌﻤﺭﻭ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺎ ﺃﻏﻨﺎﻩ ﻋﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﻘﺩ ﺒﻌـﺽ
ﺍﻟﻔﺨﺭ ﺤﺭﺍﺭﺘﻪ ،ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﻀﺭﺒﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ،ﻻ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺸﻌﻭﺭ ﺤﻘﻴﻘـﻲ ،ﻭﺇﻨﻤـﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻤﺎ ﻴﻁﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺨﺭ ﺃﻭ ﻴﺘﻤﻨﺎﻩ ،ﻻ ﻤﺎ ﻴﺘﺼﻑ ﺒﻪ.
ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺃﺴﺭﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﻜﻠﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺜل ﻋﻤﺭﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺯﺓ ،ﻓﺄﺒﻭﻩ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺎل
ﺇﻨﻪ ﺃﻓﺭﺱ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﺃﺨﻭﻩ ﻫﻭ ﻗﺎﺘل ﺍﻟﻤﻨﺫﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ) ،(2ﻭﺃﻤﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﺘﺭﻭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﻜﺘـﺏ ﺍﻷﺩﺏ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺭﻫﻔﺔ ،ﻋﺯﻴﺯﺓ ﺃﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻋﺯﺘﻬﺎ ﺃﻨﻔﺕ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻨـﺎﻭل ﺃﻡ
ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﺠﻭﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﻤﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺠﻭﺍﺒﻬﺎ ﻋﻔﻭﻴـﹰﺎ ﻭﺤﺎﺯﻤـﹰﺎ
ﻭﻤﻭﺠﺯﹰﺍ ":ﻟﺘﻘﻡ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﺠﺘﻬﺎ".
ﻭﻟﻡ ﻴﻤﻨﻌﻬﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻀﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ،ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﻓﻀـل ﻋﻠﻴﻬـﺎ ،ﻭﺃﻡ
ﻤﻠﻙ ﻅﻠﻭﻡ ﻏﺸﻭﻡ ﻤﺭﻫﻭﺏ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ) ،(3ﻭﻻ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻐﺽ ﺍﻟﻁـﺭﻑ ﻋـﻥ ﺯﻟـﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ،ﻻ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﻜل ﻤﺎ ﺼﻨﻌﺕ ﻟﻴﻠﻰ .ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ ﻟـﻭ
ﻲ ﻑ ﺍﻷﺒـ ﻷﻨِـ ﹶ ﻓﻌﻠﺕ ،ﻓﻤﻥ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺃﻥ ﻴﺴﺄل ﺠﻠﻴﺴﻪ ﻤﻨﺎﻭﻟﺔ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻟﻜﻥ ﺍ َ
ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻪ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﺭﺒﻤﺎ ﺁﻨﺴﺕ ﻤﻥ ﺃﻡ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﺘﹶﻌﻤﺩ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ
ﺍﻟﺘﹶﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺒﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ .ﻭﻜﺎﻥ ﻨﺩﺍﺅﻫﺎ":ﻭﺍﺫﻻﻩ! ﻴﺎ ﻟﹶﺘﻐﻠﺏ"! ﺘﺭﺠﻤـﺔ ﻟـﺫﻟﻙ ﺍﻹﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺯﺓ ،ﻭﺘﺭﺠﻤﺔ ﻟﺜﻘﺘﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﻐﻠﺏ ﻭﺴﻴﺩﻫﺎ ﻋﻤﺭﻭ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻴﺨﻔﻰ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﺒﻴﻥ ﻋﺯﺓ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻏﻀﺏ ﺍﺒﻨﻬﺎ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﺴﺭﻋﺔ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺘﻪ
ﻭﺘﻔﻁﻨﻪ ﻤﻥ ﻓﻭﺭﻩ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺒﻴﺕ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ،ﻤﻥ ﺇﺫﻻﻟﻪ ﻭﺇﺫﻻل ﺃﻤﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻁﻨﺕ ﻟـﻪ
ﻫﻲ ،ﻓﻘﺩ ﻋﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﺴﻴﻑ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻕ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻗﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺒﻪ ،ﻭﻟـﻡ ﻴﺘـﺭﺩﺩ ﻓـﻲ
) (1ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،181/3،ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻁﻭﺍل ، 369 ،ﻭﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ . 524/1 ، ) (2ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ .103 ، ) (3ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ . 171/9 ،
79
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻓﻌﻠﻪ).(1ﻭﻜﺎﻥ ﻜﻠﻴﺏ ﻋ ﻡ ﺃﻤﻪ ﻗﺩ ﻓﻌل ﻤﺜل ﻫﺫﺍ :ﻗﺘل ﻋﺎﻤل ﺃﺤﺩ ﻤﻠﻭﻙ ﻏﺴـﺎﻥ؛ﻷﻨﻪ ﻟﻁـﻡ
ﺃﺨﺕ ﻜﻠﻴﺏ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺘﻪ).(2
ﻭﻗﺩ ﺼﺭﺡ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﺄﺜﺭ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻓﻴﻪ ،ﺇﺫ ﺫﻫﺏ ﻴﻌﺩﺩ ﺃﺴـﻼﻓﻪ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻭﺭﺙ
ﻋﻨﻬﻡ ﻤﺤﺎﻤﺩﻫﻡ ،ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻨﻭﻉ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻋﻤﺎ ﻴﻔﻌـل ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻔـﺎﺨﺭﻴﻥ :ﻓﻬـﻡ ﻴﺫﻜﺭﻭﻥ ﻤﺂﺜﺭ ﺃﺴﻼﻓﻬﻡ –ﻋﺎﺩﺓ -ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺘﺄﺼل ﺍﻟﺨﻼل ﺍﻟﻤﻔﺘﺨﺭ ﺒﻬﺎ ﻓﻴﻬﻡ ،ﺃﻤـﺎ ﻋﻤـﺭﻭ ﺤ ِﺩﺜﹸﻪ ﻤﺂﺜﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻨﻔﺴـﻪ ﻓﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﺃﺴﻼﻓﻪ ﺴﻨﻭﺍ ﻟﻪ ﺴﻨﺔ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﻻ ﺍﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ،ﻓﻭﻕ ﻤﺎ ﹸﺘ
ﻼ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ :ﻋﺯﻴﺯﹰﺍ ﺃﻨﻔﹰﺎ ﻗﻭﻴﹰﺎ).(3 ﻤﻥ ﻨﺨﻭﺓ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﺤﻤ ﹰ
ﻓﻔﻌﺎل ﺘﻐﻠﺏ-ﺇﺫﻥ -ﺃﻨﻁﻘﺕ ﺸﺎﻋﺭﻫﺎ ﻋﻤﺭﺍﹰ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻁﻘﺘﻪ ﺘﺭﺒﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺼﺩﻕ؛ ﻓﻠﻡ ﻴﺤﺘﺞ
ﺇﻟﻰ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻭﺭﻫﺎ ﻤﻌﺎﺼﺭﻭﻩ ﻭﺴـﺎﺒﻘﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،ﻭﺘﻘﺎﺭﻀﻭﻫﺎ ﺃﻭ ﺘﻨﺎﻗﻠﻭﻫﺎ.
ﻭﻟﻌل ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻴﺘﻌﺎﻁﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ،ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤـﻥ ﺘﻴـﻪ
ﻭﻋﺠﺏ ،ﻻ ﺘﺴﺘﺴﻴﻐﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﻔﺱ-ﻋﺎﺩﺓ -ﻤﻥ ﺃﺤﺩ؛ ﻟﻜﻥ ﺼﺩﻕ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺸـﻌﻭﺭﻱ ﻭﺼـﺩﻗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻴﻨﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﺩﻡ ﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﺏ ﻭﺍﻟﺘﻴﻪ. ﻭﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻟﻡ ﻴﻔﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ-ﻋﻠﻰ ﻁﻭﻟﻬﺎ -ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻭﺤﺩﻫﺎ،
ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﻓﺨﺭ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺒﻬﺎ ﻭﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺨﻼل ﺍﻟﻤﺭﻭﺀﺓ ،ﻭﻻ
ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻜﺭﻡ .ﻭﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ -ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ -ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺴﻭﺱ)(4ﺍﻟﺘـﻲ ﺩﺍﻤـﺕ
ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎﹰ ،ﻓﺼﻨﻌﺕ ﻤﻨﻪ ﺭﺠل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤﺸـﺎﻋﺭﻩ ﻏﻴﺭﻫـﺎ ﻤـﻥ ﻼ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﺍﺸﺘﻬﺭﺕ ﺒﻪ ﺘﻐﻠﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺄﺱ ،ﻭﻤﻘـﺎﻡ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﻼل ،ﻓﻀ ﹰ
ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺤﺩﻫﺎ.
) (1ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.102، ) (2ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﻟﻠﺯﻭﺯﻨﻲ.130 ، ) (3ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ 12 ، 9 ، 8 :ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ. )(4ﻭﻻﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺴﻭﺱ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺸﺎﻫﺩﹰﺍ ﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﺒﻜﺭ ﻭﺘﻐﻠﺏ ﻵﺨﺭ ﻤﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺯﻴﺎﺕ) ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ، (64 /ﻭﻫﻭ ﻗﺩ ﻋﺎﺵ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺩﺓ .ﻭﻴـﺭﻯ ﺠﺎﻤﻊ ﺩﻴﻭﺍﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺸﻬﺩﻫﺎ؛ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻟﻪ ﺫﻜﺭ ﻓﻴﻬﺎ) ،ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ.(17 ،
80
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺠﻤﺎﻋﻴﹰﺎ ﻜﻠﻪ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺨﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﻻ ﺫﻜﺭﻫـﺎ
ﻤﻔﺭﺩﺓ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺯل ﻭﺍﻟﺨﻤﺭ " ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻀـﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤـﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻫﻭ ﻗﻭﻟﻪ:
ﺯﻫﻴﺭﺍﹰ ،ﻨﻌﻡ ﹸﺫﺨﹾـﺭ ﺍﻟـﺫﺍﺨﺭﻴ ﹶﻨﺎ)"(1
ﻼ ﻭﺍﻟﺨﻴـ ﺭ ﻤﻨـﻪ ﻭﺭﺜﺕ ﻤﻬﻠﻬ ﹰ
ﻭﻤﺭ ﺩ ﻫﺫﺍ -ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ -ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﻥ ﻏﻴ ﺭ ﻤﺎ ﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ، ﻭﻏﻴ ﺭ ﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻜﺎﻥ ﺴﻴﺩ ﺘﻐﻠﺏ ،ﻭﻤﺜﻠﻪ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺒﻌﺽ ﻤﺂﺜﺭﻩ ﻤﻥ ﺼﻨﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺤﺩﻫﺎ ،ﺒل ﻴﻨﺎﻟﻪ ﺒﻘﻭﻤﻪ ،ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻘﻭﺓ ،ﻭﺍﻟﻔـﻭﻕ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺼﻨﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﻭﺓ .ﻭﺘﹶﻐﻨﱢﻲ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻬﺫﻴﻥ ﻭﻨﺴﺒﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﺼﻨﻌﻬﻤﺎ ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﻋﻤﻭﻤﺘﻪ ﻓﻴﻪ َﺃﺜﹶﺭﺓ ،ﺘﻨﺎﻓﻲ ﻤﺎ ﺘﺴﺘﻭﺠﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺇﻴﺜﺎﺭ ،ﻭﻓﻨﺎ ِﺀ ﺫﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ .ﻫﺫﺍ ﺇﻟـﻰ
ﺼﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻓـﺭﺩ ﻤﻨﻬـﺎ ،ﻭﻻﺴـﻴﻤﺎ ﺍﻟﺴـﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻨﹸﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ -ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ -ﻴ ﻭﺍﻟﺭﺅﻭﺱ ،ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻷﻭل :ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﻭﺃﺒﻭﻩ ،ﻓﻬﻭ –ﻭﺇﻥ ﺸـﻤﻠﻪ ﺍﻟﻔﺨـﺭ
ﻀﻤﻨﹰﺎ -ﻤﺨﺼﻭﺹ ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻟﻨﺼﻴﺏ ﺍﻷﻭﻓﻰ؛ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﹰﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻻ ﻴﺴﻭﺩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠـ ﹶﺔ
ﺇﻻ ﺃﺠﻤﻌﻬﺎ ﻟﺨﻼل ﺍﻟﺸﺭﻑ ﻭﺍﻟﺴﺅﺩﺩ .ﻭﻗﺩ ﺼﺭﺡ ﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺫﻟﻙ) .(2ﻭﻗـﺎل ":ﺇﻥ ﻏﺎﺭﺍﺘﻬﻡ ﻭﺤﺭﻭﺒﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺠﺸﻡ ﺒﻥ ﺒﻜﺭ ،ﻭﻫـﻭ
ﺴﻡ ﻨﻔﺴﻪ)(3؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ﻫﻨﺎ ﺃﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ،ﻟﻜـﻲ ﺭﺃﺱ ﺒﻨﻲ ﺠﺸﻡ ﺒﻥ ﺒﻜﺭ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴ
ﻴﻜﻭﻥ ﻜل ﺭﺃﺱ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺠﺸﻡ ﻫﺫﻩ ﺴﻴﺭﺘﻪ ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ.
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺴﻭﺱ ،ﻭﺃﻅﻬﺭ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺠﻤـﺎﻋﻲ
ﻭﺃﻗﻭﺍﻩ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺩﺓ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻅﻤﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻭﻁﺎﻟﺕ ﻭﻨﺎﻟﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻜل ) (1ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ.177 ، ) (2ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ 36 :ﻭ 37ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ) (3ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻫﻨﺎ :ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺤﺘـﺎﺠﻭﻥ ﺇﻟـﻰ ﺃﺤـﺩ) ،ﺸـﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼـﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﺸﺭ ،(234،ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺃﻨﻪ:ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﻋﺯﺕ ﻭﻗﻬﺭﺕ)ﺍﻟﺒﺭﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺠﺎﻥ .(314،ﻭﻟﻌـل ﺍﻷﻜﺜـﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﹰﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﻤﻥ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ) ،ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،(272،ﻭﻴـﺭﻯ ﻴـﺎﻗﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ) ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ (419/2 ،ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟﺭﺃﺱ ﻜﻠﻴﺏ ،ﻭﻟﻸﺒﻴﺎﺕ ﻋﻨﺩﻩ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﺸﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ.
81
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻓﺭﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻁﻠﻭﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﺅﺍﺨﺫﹰﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺏ ﻭﺤﺩﻩ؛ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺘﱠﺤﺩ ﺼﻐﺎﺭﹰﺍ ﻭﻜﺒﺎﺭﺍﹰ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻨﺴـﻰ ﻤـﺎ
ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼﻑ ،ﻭﻴﻐﺩﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺸﻌﻭﺭ ﻜل ﺍﻤﺭﺉ ﻤﻨﻬـﺎ ﺸـﻴﺌﹰﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍﹰ ،ﺃﻭ ﻜﺎﻟﻭﺍﺤﺩ؛ ﻷﻨﻪ ﻤﺅﺍﺨﺫ -ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ -ﺒﺠﺭﻴﺭﺘﻬﺎ ﻭﻤﻌﺩ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﻨﺘﻤﺎﺌﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻟـﻡ ﻴ ﻌ ﹶﺘﺩِ ،ﻓﺘﹸﺘﻨﺎﺴﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ،ﻭﺘﻐﺩﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺒﺈﺯﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻤﻌﻨـﻰ
ﺇﻻ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﻴﺘﺤﺘﻡ ﺃﻥ ﻴﻔﺨﺭ ﺍﻟﻔﺎﺨﺭ ﺒﻘﺒﻴﻠﺘﻪ ﻻ ﺒﻨﻔﺴﻪ؛ﻷﻨﻪ ﻴﻔﺎﺨﺭ ﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻻ ﻓﺭﺩﹰﺍ ﻤﺜﻠﻪ ،ﻭﻓﺨﺎﺭﻩ ﺒﻨﻔﺴﻪ -ﻟﻭ ﻓﺨﺭ -ﻻ ﻴﻐﻨﻲ ﻋﻥ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜـﻭﻥ ﺃﺜـﺭﺓ
ﻭﻋﺠﺒﹰﺎ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺼﺎﺤﺒﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻼﻡ .ﻟﺫﻟﻙ ﻨﺴﺏ ﻋﻤﺭﻭ ﻜل ﻤﺄﺜﺭﺓ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ،ﺤﺘﻰ ﻤﺎ ﺘﻔﺭﺩ ﻫﻭ ﺒﺼﻨﻌﻪ ،ﺃﻭ ﺨﺼﻪ ﺩﻭﻨﻬﺎ ،ﻜﻘﻭﻟﻪ:
ﻤﺘــﻰ ﻜﻨــﺎ ﻷﻤــﻙ ﻤﻘﺘﻭﻴﻨــﺎ؟
ﺘﹶﻬــ ﺩﺩﻨﺎ ،ﻭﺃﻭﻋــﺩﻨﺎ ،ﺭﻭﻴــﺩﺍﹰ،
ﺹ ﺒﻬـﺎ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻊ ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺨﺭ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﻤﻌﻨﻰ ﺇﻻ ﻷﻥ ﻴﺨﹾﺘ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻨﻔﺴﻪ ﺩﻭﻥ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻫﻭ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﻭﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌـل،
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺭﺒﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺒﻼﺀﻩ ﻭﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻥ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻁﻲ ﻓﺨﺭﻩ ﺒﻤﺂﺜﺭﻫﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺃﻀﺭﺏ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﺭﻭ ﻫﻨﺎ ﺒﺎﻟﻜﻠﻴﺔ .ﻭﻟﻌل ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻌﻅﻴﻡ ﺘﻐﻠﺏ ﻟﻤﻌﻠﻘﺘـﻪ؛ ﺇﺫ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻭﻭﻨﻬﺎ ﺼﻐﺎﺭﻫﻡ ﻭﻜﺒﺎﺭﻫﻡ ،ﺤﺘﻰ ﻫﺠﺎﻫﻡ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺒﻜﺭﻴﻴﻥ ،ﻓﻘﺎل:
ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻋﻤـﺭﻭ ﺒـﻥ ﻜﻠﺜـﻭﻡ
ﺃﻟﻬﻰ ﺒﻨﻲ ﺘﻐﻠﺏ ﻋﻥ ﻜل ﻤﻜﺭﻤﺔ
ﺝ
ﻴﺎ ﻟﹶﻠﺭﺠﺎل ﻟﺸﻌﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺴـﺅﻭﻡ)!(1
ﻴﺭﻭﻭﻨﻬﺎ ﺃﺒﺩﹰﺍ ﻤﺫ ﻜـﺎﻥ ﺃﻭﻟﻬـﻡ
ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﻡ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺩ ﻜل ﺘﻐﻠﺒﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻌـﺭﺏ،
ﻼ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺫﻜﺭﹰﺍ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎﹰ ،ﻭﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻼل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺒﻭﻥ ﺃﻥ ﻓﻀ ﹰ ﻴﺭﺜﻬﺎ ﺒﻨﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ.ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻜﺎﻨﺕ ﻤﺄﺜﺭﺓ ﻤﻥ ﻤﺂﺜﺭ ﻋﻤﺭﻭ ،ﺃﻜﺜ ﺭ ﻤﻥ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﻬﺎ ﻭﺒﺭﻭﺍﻴﺘﻬﺎ ﺃﻫ ُ ل ﺒﻴﺘﻪ ،ﻭﺇﻥ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺘﻐﻠﺏ ﹶﻓِﻠﻤﺎ ﹸﺘ ﺭﻭﻯ ﻟـﻪ ﺍﻷﺸـﻌﺎﺭ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ.
) (1ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.103 ،
82
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻟﻘﺩ ﺘﻭﺴل ﻋﻤﺭﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻭﺍﻟﻭﺼﻑ ،ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻘـﺔ ﺃﻜﺜـﺭ
ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺴﻴﻴﻥ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻐﻠﻬﻡ -ﻋﺎﺩﺓ -ﺍﻻﻨﻔﻌﺎل ،ﻭﻀﻴﻕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ،ﻭﻨﺸﻭﺓ ﺍﻟﻨﺼﺭ ،ﺃﻭ ﺕ ﺫل ﺍﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ﻋﻥ ﺘﺤﺭﻱ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺭ ِﻭﻴﺔ ﻭﺘﻔﻜﺭ ،ﻤﻤﻥ ﻟﻡ ﻴ ْﺅ ﹶ
ﺍﻟﺨﻴﺎل ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ،ﻭﺍﻟﺫﻜﺎﺀ ﺍﻟﻔﻁﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﺭﻁ ،ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ،ﻭﺤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺩﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ ،ﻭﺒﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻭﺘﺨﻴﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺩﻻﻻﺕ ،ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺠﺎﺯﺓ ،ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ،ﻭﺠﻤﺎل ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ -ﻗـﺩ ﺘﻨـﻭﺏ ﻼ:- ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻋﻥ ﺒﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﺔ .ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ –ﻤﺜ ﹰ ﻭ ِﺭ ﹾﺜﻨﺎ ﺍﻟﻤﺠ ﺩ -ﻗﺩ ﻋﻠﻤﺕ ﻤ ﻌ ﺩ،-
ﻥ ﺩﻭﻨــﻪ ﺤﺘــﻰ ﻴﺒﻴﻨــﺎ ﹸﻨﻁــﺎﻋ
ﻭﻨﺤﻥ -ﺇﺫﺍ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﻲ ﺨﺭﺕ
ﺽ -ﻨﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﻴﻠﻴﻨـﺎ ﺤ ﹶﻔﺎ ِ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ
ﻥ ،ﻴـﺭﻭﻥ ﺍﻟﻘﺘـل ﻤﺠـﺩﹰﺍ ﺒﺸﺒﺎ ٍ
ﺏ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤـﺭﻭﺏ ﻤﺠﺭﺒﻴﻨـﺎ ﻭﺸِﻴ ٍ
ﺤﺩﻴﺎ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻜﱢﻠﻬـﻡ ﺠﻤﻴﻌـﹰﺎ،
ﻤﻘﺎﺭﻋــ ﹰﺔ ﺒﻨــﻴﻬﻡ ﻋــﻥ ﺒﻨﻴﻨــﺎ
ـﻴﻬﻡ ـﻴﺘﻨﺎ ﻋﻠـ ـﻭﻡ ﺨﺸـ ﻓﺄ ﻤ ـﺎ ﻴـ
ﻋﺼــﺒﹰﺎ ﹸﺜﺒِﻴﻨــﺎ ﺢ ﺨﻴﹸﻠﻨــﺎ ﻓﺘﺼــﺒ
ﻭﺃﻤﺎ ﻴـﻭﻡ ﻻ ﻨﺨﺸـﻰ ﻋﻠـﻴﻬﻡ
ﻥ ﻏـــﺎﺭ ﹰﺓ ﻤﺘﻠﺒﺒﻴﻨـــﺎ ﻓـــﻨﻤﻌ
ﺒﺭﺃﺱ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺠﺸﻡ ﺒﻥ ﺒﻜـﺭ،
ﻕ ﺒــﻪ ﺍﻟﺴــﻬﻭﻟ ﹶﺔ ﻭﺍﻟﺤﺯﻭﻨــﺎ ـﺩ ﱡ ﻨـ
ﺨﺴـﻔﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻟﻤ ﹾﻠﻙ ﺴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﹶ
ﺃﺒﻴﻨــﺎ ﺃﻥ ﹸﻨﻘِــ ﺭ ﺍﻟﺨﺴــﻑ ﻓﻴﻨــﺎ
ﻥ ﺃﺤــ ﺩ ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﺠ ﻬﻠــ ﺃﻻ ﻻ ﻴ
ـﺎ ـل ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻨـ ـﻭﻕ ﺠﻬـ ل ﻓـ ﻓﻨﺠﻬ ـ َ
ﺝ
ﺝ
ﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﻗﻭﺓ ﺘﻐﻠﺏ ﻭ ﹶﻓﻭﻗﻬﺎ ،ﻤﻘﺭﻭﻨﻴﻥ ﺒﻤﺸﺎﻋﺭﻩﺴ ﹶﺘ ِﻌﺭﺓ ،ﻭﺫﻫﺎ ِﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﺒﻘﺒﻴﻠﺘﻪ ﻜل ﻤﺫﻫﺏ،ﺒﻤﺎ ﻴﻐﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺘﻴﺎﻫﺔ ،ﻭﻋﻭﺍﻁﻔﻪ ﺍﻟ ﻤ
ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ .ﻭﻟﻌل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ،ﻭﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭﻱ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺎ ﻟﻴﺤـﺩﺜﺎ ﻟـﻭ ﺘﻠﻬـﻰ ﺒﺎﺴﺘﺠﻼﺏ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻟﻡ ﻴ ِﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺨﺎﻁﺭﻩ ﻋﻔﻭﺍﹰ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﻁﻊ ﻋﻠﻴـﻪ ﺘﺩﻓﻘـﻪ،
ﻭﻴﺒﺭﺩ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻪ ،ﻭﻴﺴﺘﺤﻀﺭ ﻭﻋﻴﻪ ﻜﺎﻤﻼﹰ؛ ﻓﻴﻀﻌﻑ ﺸﻌﺭﻩ .ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﺭﺒﻤﺎ ﻜـﺎﻥ ﻴﺤﻔﻅ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻌﺎﺭ ،ﻜﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺒﻬﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ﻭﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﻴﻥ ،ﻭﺫﻟـﻙ ﻴﺸـﻐﻠﻪ
83
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺴﺒِﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﻐﺩﻭ ﺸﻌﺭﻩ ﺘﺭﺩﺍﺩﹰﺍ ﻭﺍﻋﻴﹰﺎ ﺒﺎﺭﺩﹰﺍ ﻟﻤﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﺯﺓ ﺍﻟﻤﻜﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺨﺘﺯﻨﻪ ﺫﺍﻜﺭﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻔﻌل ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻴﻥ ،ﻭﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻹﺴﻼﻡ؛ ﻓـﻼ ﻴﺠﺩ ﻗﺎﺭﺌﻪ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻭﺘﻐﻠﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﻴﻥ؛ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺠﺩ ﺼﻭﺭﺓ ﻓﺭﺩ ﺃﻭ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﺎﺌل ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﻤﺜﺎﻟﻴﻴﻥ ،ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻨﺘﺤﻠﻬﺎ ﻜل ﻋﺭﺒﻲ ﺠﺎﻫﻠﻲ ﻭﻜل ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﺃﻱ ﻴﺠﺩ ﺼﻭﺭﺓ ﻨﻤﻁﻴﺔ
ﺴﻨﱠﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺼﻨﻌﻬﺎ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ. ﺼﻨﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟ
ﻭﻗﺩ ﺤﻔﻠﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ –ﻤﻊ ﺫﻟﻙ -ﺒﺎﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺘﻔﺎﻭﺘﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ:
ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﺼﻭﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻻ ﺘﻌﺩﻭ ﻋﺭﺽ ﺼﻔﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﺤﺴﻭﺴﻴﻥ ،ﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﺤـﺩﻫﻤﺎ
ﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻋﺭﻀﹰﺎ ﻤﺠﺭﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻨﻘﺼﺘﻪ ﺍﻟﻁﺭﺍﻓﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺃ ﺒ ﻴ
ﻗﺩ ﹸﺘﺨﹾﺭﺠﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻋﻥ ﺒﺭﻭﺩﺘﻪ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺠﺩﻭﺍﻩ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ .ﻤﻥ ﺫﻟـﻙ ﺘﺸـﺒﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺒﺎﻟﺤﺹ ،ﻭﺫﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﺫﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ،ﻭﺜﺩﻴﻬﺎ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﺝ ،ﻭﻋﺭﻭﺽ ﺍﻟﻴﻤﺎﻤـﺔ ﺒﺎﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﻭﻑ ﻓﻲ ﺃﻴﺩﻱ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻥ ،ﻭﻤﺘﻭﻥ ﺍﻟﺩﺭﻭﻉ ﺒﻤﺘﻭﻥ ﺍﻟﻐﺩﺭﺍﻥ ﺘﺼـﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﺭﻴـﺎﺡ
ﻷ ﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﺤﻤﺭﺓ ﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺒﺎ ُ ﺠﻭﺍﻥ.
ﻲ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺭﻴﺏ ﻋﺎﺩﻱ ،ﻜﺘﺸﺒﻴﻪ ﺤﺯﻨﻪ ﺒﺤـﺯﻥ ﻨﺎﻗـﺔ ﺃﻀـﻠﺕ ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﺒﺤﺴ ﺴﻘﺒﻬﺎ ،ﻭﺤﺯﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺜﻜﻠﻰ ﻤﺎﺕ ﻟﻬﺎ ﺘﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻨﻴﻥ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل :ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻻ ﺘﻨﻅـﺭ ﺒﺎﻟﺤﺴـﺒﺎﻥ
ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻡ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺴﺘﺘﺒﻊ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴـﺎﺒﻘﻴﻥ ﺇﻟـﻰ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﺇﺩﺨﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺼﻴﺩ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﺤﻜـﻡ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺒﺤﺴﺏ ﺘﺭﺩﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺘﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻟﻴﺱ ﺇﻴﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺭ
ﻟﻠﺼﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﺩﻟﻴل ﻀﻌﻑ ﺃﻭ ﺘﻘﺼﻴﺭ ،ﻓﻔﻲ " ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤـﺔ ،ﻭﻓـﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻘﺏ ﺒﺨﺎﺼﺔ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻤل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺠﺎﻫﺯﺓ .ﻭﻟﻨﻘل ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻲ ﻤـﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﻟﻪ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺸﻌﺭﹰﺍ") .(1ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻭﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻌﺼـ ﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴـ
ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻌﻅﻡ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﻘﺩﺭ ﺇﻀـﺎﻓﺘﻪ ﺇﻟـﻰ ﺫﻟـﻙ ) (1ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ.23 ،
84
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻓﻲ ﺤﻘﺒﺔ ﻤﻥ ﺤﻘﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺒﻲ.
ﻭﻤﻊ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺼﻨﻔﻴﻥ ﺼﻭ ﺭ ﺭﺍﺌﻌﺔ ﺠﺩﺍﹰ ،ﺒﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﺸﺎﻋﺭﻩ ،ﻭﺃﺒﺭﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺎﺕ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺴﻬل –ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ -ﺇﺩﺭﺍﻜﻪ ﺇﺩﺭﺍﻜﹰﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎﹰ ،ﺇﺫﺍ ﺍ ﹾﻗ ﹸﺘﺼِـﺭ ﻋﻠـﻰ ﻭﺼـﻔﻪ ﻭﺼﻔﹰﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﹰﺍ .ﻭﻤﻥ ﺃﺠﻭﺩﻫﺎ ﺘﺸﺒﻴﻬﻪ ﻋﺯﺓ ﺘﻐﻠﺏ ﺒﻘﻨﺎﺓ ﺼﻠﺒﺔ ،ﺘﺘﺄﺒﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﺜﻘﱢﻔﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺭﻭﻡ ﻑ ﺍﻨﻘﻠﺒﺕ ﻭﺃﺭﻨﱠﺕ ﻭﺍﺸﻤﺄﺯﺕ ،ﺜﻡ ﺍﻨﻘﻠﺒﺕ ﻋﻠﻴـﻪ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭﻫﺎ ﻋﻥ ﺨﻠﻘﺘﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻀﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎ ﹶ ﻓﺸﺠﺕ ﻭﺠﻬﻪ ﻭﻗﻔﺎﻩ) .(1ﻭﻻ ﺘﻘل ﻋﻨﻬﺎ ﺼﻭﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ).(2
ﻭﺘﺸﺘﺭﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺼﻭﻴﺭ ﺘﻐﻠﺏ ﻓﻲ ﺸﻌﻭﺭ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻗﺒﻴﻠ ﹰﺔ ﻗﻭﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ
ﺠﺴﻭﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺎﻡ ﺍﻷﻓﻌﺎل ،ﻤﺴﺘﺨﻔﺔ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺎﻤﺘﻬﺎ؛ ﻟﺸﺩﺓ ﺍﻗﺘﺩﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﻴل ﻤﺎ ﺘﻬ ﻡ
ﺒﻪ .ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﺃﺭﻭﻋﻬﺎ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ،ﻭﺍﻹﻴﺤﺎﺀ ﻭﻋـﺯﺓ
ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﺩ ﻴﻨﹾﻁﻕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ،ﺒل ﺠﻌﻠﻪ ﻴﺜﺏ ،ﻭﻴﺸﻤﺌﺯ ،ﻭﻴﻨﺘﻘﻡ ﺃﺸﺩ ﺍﻨﺘﻘـﺎﻡ .ﻭﻗـﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺼﻭﺭﺓ ﺤﺴﻴﺔ ﺤﻴﺔ ﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺃﻤﻪ ﻟﻴﻠـﻰ ،ﻜﻤـﺎ
ﺒﺩﺕ ﻓﻲ ﻗﺼﺘﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ؛ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﺭﺨﺘﻬﺎ ﻤﺴﺘﻐﻴﺜﺔ ﺒﺘﻐﻠﺏ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺭﻨـﻴﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﻭﺍﺸﻤﺌﺯﺍﺯﻫﺎ ،ﻭﺨﻔ ﹸﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻟﻴﻘﺘﻠﻪ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﻘﻨـﺎﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺜﻘﻑ ﻭﺸﺞ ﻭﺠﻬﻪ ﻭﻗﻔﺎﻩ.
ﻭﺇﺨﺭﺍﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺎﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﻑ ﺍﻟﻤﺸﻊ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ.
ﻭﻗﺩ ﺠﻌل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﻟﻠﻤﻌﻨﻭﻴﺎﺕ ﻋﻠﺔ ﻤـﻥ ﻋﻠـل
ﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ":ﻓُﺄﻨﹾﺱ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻤﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺨﺭﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻔﻲ ﺇﻟـﻰ ﺠﻠـﻲ، ﻭﺘﺄﺘﻴﻬﺎ ﺒﺼﺭﻴﺢ ﺒﻌﺩ ﻤﻜﻨﻲ ...،ﻨﺤﻭ ﺃﻥ ﺘﻨﻘﻠﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺤﺴـﺎﺱ ،ﻭﻋﻤـﺎ ﻴﻌﻠـﻡ ﺒﺎﻟﻔﻜﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺎﻻﻀﻁﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﻁﺒﻊ؛ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤـﻥ ﻁﹸـ ﺭﻕ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺱ ،ﺃﻭ
) (1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ 15 :ﻭ 16ﻭ 17ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ. )(2ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ 38 :ﻭ 39ﻭ 57ﻭ ، 33ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
85
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺤ ِّﺩ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻴ ﹾﻔﻀل ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺎ ﺩ ﻤﻥ ﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﺍﻟﻤﺭﻜﻭ ﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻁﺒﻊ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻻﺴﺘﺤﻜﺎﻡ ،ﻭﺒﻠﻭﻍ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻪ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻗـﺎﻟﻭﺍ :ﻟـﻴﺱ ﺍﻟﺨﺒـﺭ
ﻜﺎﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻅﻥ ﻜﺎﻟﻴﻘﻴﻥ") " ،(1ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻴﻙ ﻟﻠﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻤﺜﱠﻠـﺔ ﺒﺎﻷﻭﻫـﺎﻡ ﺸـﺒﻬﹰﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺜﻠﺔ ،ﻭﺍﻷﺸﺒﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ،ﻭﻴﻨﻁﻕ ﻟﻙ ﺍﻷﺨﺭﺱ ،ﻭﻴﻌﻁﻴﻙ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺠﻡ،
ﻭﻴﺭﻴﻙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ،ﻭﻴﺭﻴﻙ ﺍﻟﺘﺌﺎﻡ ﻋﻴﻥ ﺍﻷﻀﺩﺍﺩ") .(2ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺼﺩﻕ ﻜل ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﻫﺫﻩ ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻴﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ -ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻷﻋﻡ -ﻤﻥ ﺇﻴﺠﺎﺯ ﻭﺇﻴﺤﺎﺀ ﻴﻐﻨﻴـﺎﻥ ﻋـﻥ
ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ،ﻭﻗﺩ ﻓﻁﻥ ﻴﺤﻴﻰ ﺍﻟﺠﺒﻭﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠـﺎﻫﻠﻲ ،ﻓﻘـﺎل": ﻭﻟﻌل ﺃﻗﺭﺏ ﺼﻭﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻘﺭﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ،ﻭﻴﺭﻜﺯﻫـﺎ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﺤﺴﻭﺴﺔ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﺃﻜﺜـﺭ ﺍﻷﻏـﺭﺍﺽ
ﺠلﱠ ﺼﻭﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻀﺕ ﻫﻨﺎ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺼﻭﺭ ﺍﺴﺘﻌﺎﺭﻴﺔ ﺃﺒـﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﺔ") ،(3ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﻤﻨﺯﻉ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ،ﻷﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ"ﻋﻤل ﻤﺭﻜﺏ ﻓﻴﻪ ﺘﻌﻘﻴـﺩ؛
ﻓﻬﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ")(4؛ ﻓﻠﺫﻟﻙ ﺘﻘل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ﻭﻴﻜﺜﺭ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺇﻻ ﺒﻌﺽ ﻋﺒﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺢ ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻋﺎﻨﺎﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻘﻌﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻘـﻊ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟﺸـﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﻭﻥ .ﻭﻟﻜﻥ ﺍﺴﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﻋﻤﺭﻭ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻜﻠﻑ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﻋﺔ ﻭﺍﻹﻴﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ.ﻭﻴﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺇﻋﺠﺎﺒﹰﺎ ﺒﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﺍﺭﺘﺠﻠﻬﺎ ﻓـﻲ ﻤﻘـﺎﻡ
ﻀﻴﻕ ﺩﻭﻥ ﺘﺭ ﻭ ﺃﻭ ﺴﺎﺒﻕ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﻨﻅﺭ.
ﺃﻤﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﺠﻭﺩ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ؛ ﺇﺫ ﻏﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ،ﻤﻊ ﺍﻟﻘﻭﺓ
ﻭﺍﻹﺤﻜﺎﻡ ،ﻭﻗل ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ،ﻭﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﻤﻨﻪ ﻏﺭﻴﺏ ﻨﺴﺒﻲ .ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜـﺎﻥ ﻴﺘﹶﻭﻗﱠـﻊ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻐﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﻥ ﺃﻏﺭﺏ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ؛ﻟﻘﺩﻤﻪ ﻭﺒﺩﺍﻭﺘـﻪ .ﻟﻜـﻥ ﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺸـﻌﺭ )(1 )(2 )(3 )(4
ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ 102 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ .111، ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ :ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﻭﻓﻨﻭﻨﻪ.208 ، ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ .
86
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻻ ﺘﺨﻁﺊ ﻋﻴﻨﻪ ﻗﻭﺓ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻏﺭﺍﺒﺔ ﻭﺃُﻨﺴـﹰﺎ .ﻭﺍﻟﻔﺨـﺭ
ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺴﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻼﺌﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺠﺯﻟﺔ ،ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻏﺭﺍﺒـﺔ ﻭﻻ ﺤﻭﺸـﻴﺔ ،ﻭﺩﻭﻥ ﻟـﻴﻥ ﻭﻻ ﺍﺒﺘﺫﺍل ،ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺭﺸﻴﻕ ﻋﻥ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ":ﻭﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﺠﺯﻟﺔ ،ﻭﺃﻟﻔﺎﻅـﻪ ﻨﻘﻴـﺔ، )(1
ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺘﺫﻟﺔ ﻭﻻ ﺴﻭﻗﻴﺔ"
" ،ﻭﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻴﺨﺹ ﺒﻪ ﻨﻔﺴﻪ
ﻭﻗﻭﻤﻪ ،ﻭﻜل ﻤﺎ ﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ").(2
ﻭﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺘﻨﻜﺒﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﻅﻨﺔ ﺍﻹﻏﺭﺍﺏ ،ﻜﻭﺼﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗـﺔ
ﺤﻤﺭﻩ ،ﻭﺍﻟﺨﻴل ﻭﺍﻟﻤﻁـﺭ؛ ﻓـﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭﺍﻷﻅﻌﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻤﻪ ﻭﺍﻟﻘﻔﺎﺭ ،ﻭﺒﻘﺭ ﺍﻟﻭﺤﺵ ﻭ
ﻷﺨﹶﺭ ،ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻤﻌﻠﻘﺘـﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﻨﻜﺒﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ،ﺒﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍ ُ
ﻁﺭﻓﺔ ﻭﻟﺒﻴﺩ .ﻭﻗﺩ ﻏﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﻋﻥ ﻁﻪ ﺤﺴﻴﻥ؛ ﻓﺸﻙ ﻓﻲ ﺼﺤﺘﻬﺎ ﻟﺭﻗﺔ ﻟﻔﻅﻬـﺎ ﻭﺴـﻬﻭﻟﺘﻪ ﻓﻘﺎل " :ﻭﻤﺎ ﻫﻜﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻭﻗﺒل ﻅﻬﻭﺭ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﻤﺎ ﻴﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻨﺼﻑ ﻗﺭﻥ ،ﻭﻤﺎ ﻫﻜﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﺭﺒﻴﻌﻴﺔ ﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﺘﺴﺩ ﻓﻴﻪ ﻟﻐﺔ ﻤﻀﺭ ،ﻭﻟﻡ ﺘﺼﺒﺢ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ،ﺒل ﻤﺎ ﻫﻜﺫﺍ ﻜـﺎﻥ ﻴﺘﺤـﺩﺙ ﺍﻷﺨﻁل ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻷﻤﻭﻱ ،ﺃﻱ ﺒﻌﺩ ﺍﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺒﻨﺤﻭ ﻗﺭﻥ").(3
ﻭﻻ ﻨﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻟﻴﺱ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤـﺫﻫﺏ
ﻁﻪ ﺤﺴﻴﻥ ،ﺴﻭﻯ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﻘﻭل ﺇﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ .ﻭﻟﻐﺔ ﻤﻀﺭ ﻟﻡ ﻴـﺘﻜﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺨﻁل ﺃﻟﺒﺘﺔ ﻭﻻ ﺴﺎﺩﺕ ﺩﻴﺎﺭ ﺭﺒﻴﻌﺔ ﻴﻭﻤﹰﺎ.
ﻭﻻ ﻴ ﹾﻘﺩﺭ ﺍﻟﻤﺭ ﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻗﺩﺭﻫﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻨﻬﺎ ﺒﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﺤﻠﺯﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ
ﻤﻸﻫﺎ ﺒﺎﻟﻐﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺤﻭﺸﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﻤﻊ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌـﺭﺽ
ﻟﻪ ﻋﻤﺭﻭ ،ﺴﻭﻯ ﻭﺼﻔﻪ ﻟﻠﻨﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ .ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﻋﺩﻫﺎ ﻁﻪ ﺤﺴﻴﻥ ﺃﻤـﺘﻥ
) (1ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ.128/2 ، )(2ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ .143/2 ، )(3ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ .167 ،
87
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭﺃﺭﺼﻥ ﻤﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ) ،(1ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺠﻌﻠﻭﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﻤﻌﻴـﺎﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺭ.
ﻭﻟﻌل ﻤﺎ ﺫﹸﻜﺭ ﺁﻨﻔﹰﺎ ﻤﻥ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻫﻭ ﻋﻠﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌـﺭﻴﺽ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺭﻭﺍﺓ
ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻜﻘﻭل ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ":ﷲ ﺩﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ :ﺃﻱ ﺤﻠﺱ ﺸﻌﺭ، ﻭﻭﻋﺎﺀ ﻋﻠﻡ ،ﻟﻭ ﺃﻨﻪ ﺭﻏﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻏﺏ ﻓﻴﻪ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ؟ ﻭﺇﻥ ﻭﺍﺤﺩﺘـﻪ ﻷﺠـﻭﺩ ﺴﺒﻌﻬﻡ").(2ﻭﻗﺎل ﻤﻁ ﺭﻑ ":ﺒﻠﻐﻨﻲ ﻋﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ،ﻭﺃﻅﻥ ﺃﻨﻲ ﻗﺩ ﺴﻤﻌﺘﻪ ﻤﻨﻪ ،ﺃﻨـﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭل :ﻟﻭ ﻭﻀﻌﺕ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻜﻔﺔ ،ﻭﻗﺼﻴﺩ ﹸﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﻓﻲ ﻜﻔﺔ ﻟﻤﺎﻟﺕ
ﺒﺄﻜﺜﺭﻫﺎ") .(3ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ ":ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺠﻴﺩ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ") .(4ﻭﻗـﺎل ﺍﻟﻤﺭﺯﺒـﺎﻨﻲ
ﺇﻨﻬﺎ " ﺇﺤﺩﻯ ﻤﻔﺎﺨﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ").(5
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺃﺨﺫ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺎﺩ ﻓﻲ : ﻜﻤﺎ ﻋﻴﺒﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ :
ﺠ ﺭﻴﻨـﺎ ﺘﺼﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﺭﻴـﺎﺡ ﺇﺫﺍ
ـﺩ ﻲ ﻨﺠـ ـﺭﻗ ـﺎ ﺸـ ـﻭﻥ ِﺜﻔﺎﹸﻟﻬـ ﻴﻜـ
ﻭﹸﻟ ﻬﻭ ﹸﺘﻬــﺎ ﹸﻗﻀــﺎﻋ ﹶﺔ ﺃﺠﻤﻌﻴﻨــﺎ
ﻭﻗﺩ ﺘﺅﺨﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻋﻴﻭﺏ ﺃﺨﺭ ،ﻻ ﻨﺤﺏ ﺃﻥ ﻨﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻵﻥ؛ﺇﺫ ﺘﺒﻴﻥ ﻤـﻥ ﺘﺘﺒـﻊ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ،ﻭﻀﻌﻭﺍ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺘﺼﺭﻓﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺒﻤﺎ ﺃﺤﺩﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺼﻨﻌﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ .ﻭﻗﺩ ﻨﺒﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﻋﻴﺴﻰ
ﺍﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ" :ﺍﻜﺘﺏ ﺸﻌﺭﻱ ،ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺤـﺏ ﺇﻟـﻲ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤﻔـﻅ؛ ﻷﻥ
)(1ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ .171 ، ) (2ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ.72 ، )(3ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.73 ، ) (4ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.103 ، ) (5ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ .202 /
88
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺍﻷﻋﺭﺍﺒﻲ ﻴﻨﺴﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺩ ﺘﻌﺏ ﻓﻲ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﻴﻭﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺔ ،ﻓﻴﻀﻊ ﻤﻭﻀـﻌﻬﺎ ﻜﻠﻤـﺔ ﻓـﻲ
ﻭﺯﻨﻬﺎ ،ﺜﻡ ﻴﻨﺸﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ").(1
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻨﺎﺩﻩ ،ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺍﻴﺘﺎﻥ ﺃﺨﺭﻴﺎﻥ ﻻ ﺴﻨﺎﺩ ﻓﻴﻬﻤﺎ ،ﻫﻤﺎ ":ﺇﺫﺍ
ﻏﺭِﻴﻨﺎ") .(2ﺃﻤﺎ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻤﺄﺘﻰ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﻓﻴﻪ –ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ -ﻤﻥ ﺃﻨﻬﻡ"ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻋﺭِﻴﻨﺎ"" ،ﺇﺫﺍ ﹶ ﻴﻘﻴﺴﻭﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﺴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﹸﺘﻅﹾﻬﺭ
ﻟﻬﻡ –ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ -ﺃﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻻ ﻴﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻟﻪ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺱ .ﻭﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﺴﺔ ﺫﺍﺘـﻪ؛ ﻓﻬـﺫﺍ
ﻤﺒﺩﺃ ﻤﻨﻁﻘﻲ ﻋﻘﻼﻨﻲ ﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻠﺸﻌﺭ ﺃﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ...ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﺠﺭﺩ ﻗﻭل،
ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻴﻬﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ").(3
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻨﺼﺭﻑ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﻨﻔﺴﻴﺘﻪ -ﻋ ﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻥ
ﺃﺠﻭﺩ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ؛ ﻟﺒﺭﺍﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺒﺎﻨﺔ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺘﺎﺌﻬﺔ ﺒﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﻗﺒﻴﻠﺘﻬﺎ .ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﻤﺠﺎﺯﻴﺔ ،ﺘﺸﺒﻪ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﺒﺸﻲﺀ ﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﺘﺼﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺫﻫـﺎﻥ ،ﻭﻻ ﺘـﺩﻋﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ،ﻭﻻ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺃﺨﺭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﺴﺘﻌﺎﺭﻱ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻤﺒﻨﺎﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ.
ﻭﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺒﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﹸﻘﻠﺕ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺸﻲﺀ ﻴﺴﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟـﺩﺍﺭﺱ :ﻓﺎﻟﺸـﺎﻋﺭ
ﺍﺴﺘﻬﻠﻬﺎ ﺒﺎﻟﺨﻤﺭ ،ﺜﻡ ﻋﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺯل ،ﻓﺎﺴﺘﻭﻗﻑ ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﺍﻟﻅﺎﻋﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟـﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ،ﻭﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺴﺘﺼﻨﻊ-ﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﺭﻗﺎ -ﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺒـل ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ ،ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻁﺭﺩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺠﺴﻤﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺠﻤﺎل ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﺸﻭﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺤﻨـﻴﻥ ﺹ ﻤﻥ ﺃﺤـﺩﻫﻤﺎ ﺴﻭﻍ ﺍﻟﺘﺨﻠ ﻓﻲ ﺃﺜﺭﻫﺎ .ﻭﻟﻴﺱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﻼﻗﺔ ،ﻭﻻ ﺭﺍﺒﻁ ﻴ
) (1ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ .250/2 ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺴﻠﺒﻴﹰﺎ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ،ﺒل ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺼﻠﺤﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ) .ﺍﻨﻅﺭ :ﻟﻐـﺔ ﻗﺭﻴﺵ.(324، ) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ.106 ، ) (3ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺎﺕ 104 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.
89
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭﻻ ﻤﻥ ﺩ ْﺃﺏ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻌﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﻫـﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﻥ ﻓـﻲ ﻤﻘﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ،ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ،ﻓِﻠ ﻡ ﻓﻌل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ؟
ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ،ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﻁﻠﻊ ﻭﻤﻘﺩﻤـﺔ ،ﺃﺤـﺩ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻌﻴﻥ ﻫﻭ:
ﻭﺍﻵﺨﺭ:
ﺃﻻ ﻫﺒﻲ ﺒﺼﺤﻨﻙ ﻓﺎﺼﺒﺤﻴﻨﺎ... ﻗﻔﻲ ﻗﺒـل ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ ﻴﺎ ﻅﻌﻴﻨﺎ...
ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ :ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺒﻜﺭ ﻭﺘﻐﻠﺏ ﻋﻨـﺩ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﻤﻥ ﻫﻠﻙ ﻤﻥ ﻏﻠﻤﺎﻥ ﺘﻐﻠﺏ ،ﻭﻤﺎ ﺃﻋﻘﺒﻪ ﻤﻥ ﺨﹸﻠﻑ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺤﻴـﻴﻥ. ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺨﹾﺩ ﻡ ﺃ ﻡ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜـﻭﻡ ﺃﻤـﻪ .ﻭﻓـﻲ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺼﺭﻴﺤﺔ ،ﻜﻘﻭﻟﻪ ﻴﺨﺎﻁﺏ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨـﺩ ﻓـﻲ
ﺍﻷﻭﻟﻰ:
ـﺎ ـﺭﻙ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨــ ﺨﺒــ ـﺎ ﹸﻨ ﹶ ﻭﺃﻨﻅﺭﻨــ
ﺃﺒﺎ ﻫﻨﺩ ،ﻓﻼ ﺘﻌﺠـل ﻋﻠﻴﻨـﺎ، ﺝ
ﻭﻗﻭﻟﻪ ﻴﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﺒﻜﺭﻴﻴﻥ:
ﺇﻟﻴﻜﻡ ﻴـﺎ ﺒﻨـﻲ ﺒﻜـﺭ ،ﺇﻟـﻴﻜﻡ
ﺃﻟﻤــﺎ ﺘﻌﻠﻤــﻭﺍ ﻤﻨــﺎ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨــﺎ؟
ﺃﻟﻤــﺎ ﺘﻌﻠﻤــﻭﺍ ﻤﻨــﺎ ﻭﻤــﻨﻜﻡ
ـﺎ ﻥ ﻭﻴﺭﺘﻤﻴﻨــ ـ ـﺏ ﻴﻁﱠﻌــ ﻜﺘﺎﺌــ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﻭﻟﻪ: ﺘﻬــ ﺩ ﺩﻨﺎ ﻭﺃﻭﻋــﺩﻨﺎ ،ﺭﻭﻴــﺩﹰﺍ
ـﺎ؟... ـﻙ ﻤﻘﺘﻭﻴﻨـ ـﺎ ﻷﻤـ ـﻰ ﻜﻨـ ﻤﺘـ
ل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ؛ ﺇﺫ ﻻ ﻤﺴـﻭﻍ ﻭﻻ ﺠﺎﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ ؛ ﻓ ﹸﺘﺠﻌ َ ﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻤﺭﻭ ﻋﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻜﺭﻴﻴﻥ ﻭﻫﻭ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨـﺩ ،ﻭﻻ ﻤﺴﻭﻍ ﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺒﻨﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﻭﺍﺌل ﻭﺘﺤﺩﻴﻬﻡ ،ﺒﺄﻤﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺤﺎﻀﺭﻴﻪ ،ﻭﻻ ﺸﺄﻥ ﻟﻬﻡ ﺒـﻪ.
ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻐـﺭﺽ ،ﻭﺍﺘﻔـﺎﻕ ﺍﻟـﻭﺯﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺨﻠﻁﻭﺍ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ؛ ﻟﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﹶ ﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ،ﻓـﻲ ﺘﻴﻨـﻙ ﻭﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ،ﻭﻜﻭﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨ
90
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ .ﺜﻡ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﻤﻘﺩﻤﺘﻴﻬﻤﺎ ﻤﺘﻭﺍﻟﻴﺘﻴﻥ ،ﻜﺄﻨﻬﻤﺎ ﻋﻨﺼﺭﺍﻥ ﻤﻥ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ؛ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﻭﻀﻊ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻓﺭﺍﻍ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺫﻱ ﻤﺴﻭﻍ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﺤﺴﻥ ﺇﻗﺤﺎﻡ ﺍﻟﻐﺯل ،ﺃﻭ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻓﻲ ﻓﺨﺭ ﻜﻔﺨﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﻫﺫﺍ ،ﺜﻡ ﻀﻤﻭﺍ ﻓﺨﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭﻭﺍﻟﻭﺍ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻨﻅﺎﺌﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻔﻀﻠﻴﺔ ﺴﻭﻴﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻜﺎﻫل) ،(1ﻭﻫﻲ ﻤﺌﺔ
ﺠﻌﻠـﺕ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﺫﺍﺕ ﻤﻘﺩﻤﺘﻴﻥ ﻏﺯﻟﻴﺘﻴﻥ ،ﻟﻜﻥ ﻤﻘﺩﻤﺘﻴﻬﺎ ،ﻗﺩ ﹸﻓﺼِل ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺒـﺄﻥ ﺼ ﺭ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﺃﻋﻘـﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻓﺭﺍﻍ ﺃﺨﺘﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺴﻭﻍ ﻫﺫﺍ ِﻗ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻓﻠﻡ ﻴﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﺒﻴﺘﹰﺎ ،ﻭﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺭﺤﻠـﺔ ،ﺘﹸـﻭﻫِﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﺴﻠﻤﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻐﺯل ﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺭ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻻ ﻴﺨﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻴﻔﺨﺭ ﺒﻬﺎ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺎﺴ ﹸﺘ ِﻬﻠﱠﺕ ﺒﺎﻟﻐﺯل ﺒﺴﻠﻤﻰ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﺍﺴﺘﻬﻼ ﹰ ﻋﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺯل ،ﻭ ﻭﺼل ِﻟﻤﺎ ﻗﻁﻊ ﻤﻨﻪ ﺍﻻﺴﺘﻁﺭﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺨﺭ. ﺃﻨﻪ
ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺩﺘﻲ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻭﻍ ﺫﻟﻙ .ﻭﻟﻭﻻ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﺴﻭﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ
ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻭﻥ ﻟﻌﺴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ﺃﻻ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ.
ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘـﺩﺍﻤﻰ ﻨﺒﻬـﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ،ﻗﻴﻠﺘﺎ ﻓـﻲ ﻤﻨﺎﺴـﺒﺘﻴﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﺨﻼﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻬﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ .ﻓﻘﺩ ﺫﻫﺒﺕ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻲ ﺤﻀﺭﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ،ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺒﻜﺭ ﻭﺘﻐﻠﺏ ،ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻨﺸـﺩﻩ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﺤﻠﺯﺓ ﻤﻌﻠﻘﺘﻪ).(2ﻭﺫﻫﺒﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﻗﺘﻠﻪ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻟــﻤﺎ
ﺨﺩِﻡ ﺃﻤﻪ ﺃﻤﻪ) .(3ﻭﻤﺄﺘﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻤﻥ ﻅﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﻭﺍﺤـﺩﺓ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴ ﹾ ) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻷﺭﺒﻌﺎﺀ.166 ، ) (2ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ ،171/9 ،ﻭﺍﻟﺨﺯﺍﻨﺔ ،180/3،ﻭﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﺸﺭ 252 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ .ﻭﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼـﺎﺌﺩ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻁﻭﺍل ،371 ،ﻭﺍﻟﺒﺭﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺠﺎﻥ ، 24ﻭﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ .27 ، ) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ ،176/9 ،ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،103 ،ﻭﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.202 ،
91
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭﻗﻴﻠﺕ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﺨﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﺍﺜﻨﺘﺎﻥ ﻗﻴﻠﺕ ﻜل ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﻤﻥ ﺘﻴﻨﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ ،ﻭﻻ ﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻜﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺒﻴﻴﻥ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺇﻥ ﻤﻁﻠﻌﻬﺎ: ﻗﻔﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ ﻴﺎ ﻅﻌﻴﻨﺎ...
ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﻭﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻲ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﻤﻁﻠﻌﻬﺎ: ﺃﻻ ﻫﺒﻲ ﺒﺼﺤﻨﻙ ﻓﺎﺼﺒﺤﻴﻨﺎ...
ﻭﻟﻡ ﺃﻗﻑ – ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ -ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺅﻴﺩ ﻗﻭل ﻋﻠﻲ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﺇﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ
ﻻ ﻓﻲ ﺯﻤﻨﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ) ،(1ﻭﻫﻭ ﻗﻭل ﻴﻨـﺎﻗﺽ ﻗـﻭ ﹰ ﺁﺨﺭ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻨﻅﻡ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻜﺎﻡ ﺒﻜـﺭ
ﺤﺩﺜﻴﻥ، ﻭﺘﻐﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﻗﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﺇﻻ ﺒﻌﺽ ﺍﻟ ﻤ ﻼ ﺃﻭ ﺘﻭﺜﻴﻘﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ).(2 ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻤﻭﺍ ﺩﻟﻴ ﹰ
ﻭﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ" ﻗﻔﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ "...ﻭ" ﺃﻻ ﻫﺒﻲ ﺒﺼﺤﻨﻙ "...ﺼﺎﻟﺢ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻷﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻤﻁﻠﻌﹰﺎ ﻟﻘﺼﻴﺩﺓ .ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺼﺎﻟﺢ ﻤﻌﻬﻤﺎ ﻷﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘـﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﻭل؛ ﻓﺈﻥ" ﻗﻑ ،ﻭﻗﻔﺎ ،ﻭﻗﻔﻲ" ﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼـﺎﺌﺩ
ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ .ﻭﻟﻠﻘﻁﺎﻤﻲ -ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﻲ -ﻤﻁﻠﻊ ﻗﺭﻴﺏ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ،ﻫـﻭ ﻗﻭﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ:
)(3
ﻑ ﻤﻨـﻙ ﺍﻟﻭﺩﺍﻋـﺎ ﻭﻻ ﻴﻙ ﻤﻭﻗ ﹲ
ﻗﻔﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ ﻴـﺎ ﻀـﺒﺎﻋﺎ
) (1ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ.33 ، ) (2ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ 27 ،ﻭﻤﺎﺒﻌﺩﻫﺎ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﻪ ﺘﻨﺎﻗﺽ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺘﻪ ﺇﻨﻪ ﻗﻭل ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻘـﺩﻤﺎﺀ ، ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻗﻠﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﻻ ﺘﻘﻭل ﺒﻪ ،ﻭﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺘﻪ ﺇﻥ ﻗﻭﻟﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻟﻡ ﻴﻘل ﺒـﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻭﻥ ﺩﻭﻥ ﺩﻟﻴل .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻗﺎل ﺒﻪ ﻟﻪ ﺴﻨﺩﻩ ،ﺒل ﻟﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻘل ﺇﻨﻬﺎ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺒﻜﺭ ﻭﺘﻐﻠﺏ ﺇﻻ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ،ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﻴﺨﺎﻟﻔﻪ ) ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ.(171/9 ، )(3ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺏ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ .20/2 ،
92
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻭﺍﻟﻘﺭﺏ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻭﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺴﺒﺏ ﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺘﻌﺎﻭﺭ
ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻭﺇﺸﺎﻋﺘﻬﺎ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻀﻴﻔﺕ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺘﻬﻴﺊ ﻟﻠﺸﺎﻋﺭ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻏﻴﺭﻩ ﻭﺼﻭﺭﻩ ﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻴﻼﻗﻴﻪ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﻌﻤﺭﻭ ﻭﻤﻌﻠﻘﺘﻪ ﻓﻠﻡ ﺃﺠﺩ ﻤﻥ ﺼﺭﺡ ﻤـﻨﻬﻡ
ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺇﻨﻬﺎ ﻨﹸﻅﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺘﻴﻥ ،ﺒﺩﺃﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺃﺘﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ) .(1ﻭﻴﺭﻯ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﺘﺫ ﱠﻜﺭ ﺒﻌﺩ ﻗﺘﻠﻪ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻭﻗﻔﺘﻪ ﻏﻠﱢﺏ؛ ﻓﺎﺭﺘﺠل ﺃﺒﻴﺎﺘﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻭﺩ ﻟﻭ ﺃﻨـﻪ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ "،ﻓﻠﻡ ﻴ ﹾﻘﺒل ﻤﻨﻪ،ﻭ ﹸ
ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻟﻬﺎ ...ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﻤﺸﺎﻜﻠﺔ ﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺴـﺎﺒﻘﺔ ،ﺜـﻡ ﺍﺨﺘﻠﻁـﺕ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺒﺎﻷﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻤﺯﻴﺠﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﺒﻴـﺎﺕ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﻨﹸﻅﻤﺕ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻭﺍﺤﺩ .ﻭﻟﻌل ﺍﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻤﺞ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ﻓـﻲ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ،ﻓﺄﺴﻘﻁ ﺃﺒﻴﺎﺘﹰﺎ ﻭﺃﻀﺎﻑ ﺃﺨﺭﻯ").(2
ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜـﻥ ﻋﻤـﺭﻭ ﻫـﻭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻀـﻡ
ﻻ ﻓﻸﻨﻪ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻗـﺎل ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ،ﻭﻻ ﺃﺘﻡ ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﺒﺄﺒﻴﺎﺕ ﺃﻀﺎﻓﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺃﻤﺎ ﺃﻭ ﹰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺇﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﺍﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟـﻰ ﻤﻁﻠـﻊ ﺁﺨـﺭ
ﻭﻤﻘﺩﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺒل ﻟﻨﻅﻡ ﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ،ﻤﻜﺘﻔﻴﹰﺎ ﺒﺎﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻤﻁﻠﻌﻬـﺎ. ﻭﺃﻤﺎ ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ ﻓﻸﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺘﻔﺭﻏﹰﺎ ﻟﻠﺸﻌﺭ،ﻴﺘﺩﺒﺭﻩ ﻓﻴﺤﺫﻑ ﻤﻨﻪ ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺒل ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻔﻴﺽ ﻗﺭﻴﺤﺘﻪ-ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ -ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴـﺒﺎﺕ ﻓﻴﻘﻭﻟـﻪ ،
ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ،ﻭﻤﺎ ﺴﻭﺍﻫﺎ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ِﻗﻁﹶﻊ ﻗﺼﻴﺭﺓ) .(3ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،123/1 ،ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻟﻌﻤﺭ ﻓﺭﻭﺥ ،143/1 ،ﻭﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ .172 ،ﻭﻟﺤﺴﻴﻥ ﻋﻁﻭﺍﻥ ﻗﻭل ﺼﺭﻴﺢ ﺇﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﻨﻅﻤﺘﺎ ﻓﻲ ﺯﻤﻨﻴﻥ ،ﻟﻜﻨـﻪ ﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺸﺒﻪ ﻗﻭل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺁﻨﻔﺎﹰ ،ﺤﻴﻥ ﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻗﺴﻤﹰﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻨﻅﻡ ﻗﺒل ﻗﺴﻡ. ) (2ﺩﻴﻭﺍﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ،ﺼﻨﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﺒﻭﺯﻴﺩ.31 ، ﻼ ﺴﺄل ﺃﺒﺎ ) (3ﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ)ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻲ (208/1 ،ﻤﻥ ﺃﻥ ﺭﺠ ﹰ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ":ﻫل ﻗﺎل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﻏﻴﺭ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ؟ ﻗﺎل :ﺃﻤﺎ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻓﻼ ،ﻏﻴـﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺍﻓﺘﻌﻠﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺸﻌﺎﺭﹰﺍ ﻨﺴﺒﻭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﺇﻨﻲ ﻷﻅﻥ ﻟﻭﻻ ﻤﺎ ﺍﻓﺘﺨﺭ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ ،ﻭﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻤﻥ ﺤﺭﺒﻬﻡ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ".
93
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺍﻟﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﺘﻠﻔﻴﻕ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﻓﻲ
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ ﻤﻥ ﺘﻐﻠﺏ ،ﻋﻥ ﻏﻴﺭ ﻗﺼﺩ ،ﻭﺇﻨﻤـﺎ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻴﻨﺸـﺩﻭﻨﻬﻤﺎ ﻅﻨﱠﺘﺎ ﻭﺍﺤﺩﺓ .ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻨﺎ ﻤﺘﻭﺍﻟﻴﺘﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﻁﺎل ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻷﻤﺩ ،ﻓ ﹸ ﻜﻘﺼﻴﺩﺘﻲ ﺴﻭﻴﺩ ،ﺘﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﻤـﺎ ﺒﻌـﺩ ﻓـﺭﺍﻍ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ،ﻭﻻ ﻴـ ﺩ ﻤﺞ ﺍﻟﻤﻁﻠﻌـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺘﺎﻥ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻤﺞ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ،ﻗﺩﻤﻭﺍ ﻭﺃﺨﺭﻭﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﺼﺎﺭﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺼﻨﻌﻭﺍ ﺒﺴﺎﺌﺭ ﺃﺒﻴﺎﺘﻬـﺎ،
ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺎﺩﺜﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ.
ﻭﻗﺩ ﻴﻌﺘﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺒﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺒﻜﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻘﺩ ﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺭﺍﻁﻬﺎ ﻓـﻲ
ﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ:
ﺃﻟﻬﻰ ﺒﻨﻲ ﺘﻐﻠﺏ ﻋﻥ ﻜل ﻤﻜﺭﻤﺔ
)ﻗﺼﻴﺩﺓ( ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻋﻤﺭﻭ ﺒـﻥ ﻜﻠﺜـﻭﻡ
ﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻟـﻡ ﺘﻜـﻥ ﺇﻻ ﻓﻬﻭ ﺫﻜﺭ ﻗﺼﻴﺩﺓ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﺜﻨﺘﻴﻥ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺩﻟﻴ ﹰ
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻗﺒل ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ .ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻌﺘﺭﺽ ﺒﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻙ ﻓﻲ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻜـﺎﻥ ﺃ ﻭﻟﹶﻬـﺎ ﺤﻘـﹰﺎ ،ﻴـﻭﻡ ﻗﺎﻟﻬـﺎ
ﻋﻤﺭﻭ؛ﻷﻥ ﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﻤﻥ ﺸﻌﺭﻩ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺫﻜـﺭ ﻟﻠﺨﻤـﺭ ﺃﻟﺒﺘـﺔ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘـﻴﻥ":ﺼـﺒﻨﺕ
ﺍﻟﻜﺄﺱ "...ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻟﻐﻴﺭﻩ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻟﻡ ﹸﺘ ﹾﻔﺘﹶـﺘﺢ ﻤﻨـﻪ
ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﻭﺼﻑ ﺍﻟﺨﻤﺭ ،ﻓﺎﻟﺭﺍﺠﺢ –ﺇﺫﻥ -ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺨﻤـﺭ ﻓـﻲ ﺃﺜﻨـﺎﺀ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ ،ﻻ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ ؛ ﻓﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻋﻠﻰ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ).(1ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜـﻭﻥ ﻟﻠﻘﺼـﻴﺩﺓ
ﻤﻁﻠﻊ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻫﻭ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﺯﻟﻲ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﺃﺘﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻌﺩ ﺤﻴﻥ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻀﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺭ ﺩ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺭﺃﻱ؛ ﻓﻠﻌل ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﻜﺭﻱ ﺇﺤـﺩﻯ
ﻗﺼﻴﺩﺘﻲ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ .ﻭﻗﺩ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺒﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻲ ﺯﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺤﺘﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻭﻴـﻥ ﺍﻷﺩﺏ
) (1ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ .172 ،
94
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ؛ ﻓﻼ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻟﻭ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻤﺎ ﻨﻔﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﺩﻤﺠﺘـﺎ. ﻓﻬﻭ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﻻ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ.
ﻭﺨﻠﻭ ﻤﻘﻁﻭﻋﺎﺕ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻫﻭ ﺍﻷﺼل؛ ﻓﻬﻲ ﻤﻘﻁﻭﻋﺎﺕ ﺤﻤﺎﺴـﻴﺔ
ﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﻤﻘﻁﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻌﺩﺩ ﺃﻏﺭﺍﻀـﻪ ،ﻭﺇﻨﻤـﺎ ﺘﺘﻌـﺩﺩ
ﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ).(1
ﻭﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﻟﻌﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ –ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ ،-ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻑ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺨﻤﺭﻴﺔ ﻟﻌﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻻ ﺒﻌﺩﻫﻤﺎ ,ﻭﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﺒﻨﺎ ٍ ﻴﻨﻜﺭ ﻫﺫﺍ ،ﺒل ﻴﺭﺍﻩ.
ﻭﺒﻌﻴﺩ – ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﻯ -ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ " ﺃﻻ ﻫﺒﻲ ﺒﺼﺤﻨﻙ "...ﻤﻥ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ،
ﻭﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﻊ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺨﻔﻰ :ﻤﻥ ﺘﺼﺭﻴﻊ ،ﻭﺍﺴﺘﻔﺘﺎﺡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻨﺎﻥ ﻓـﻲ ﺏ ﻟﻡ ﻴﺘﻘﺩﻤﻪ ﻤﻥ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺒﻪ. ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﻊ ،ﻭﺨﻁﺎ ٍ
ﻭﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ﺩﺭﺠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﺔ ﻟﻠﻘﺼﺎﺌﺩ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻻ ﻴﻨﻔﻲ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨـﺩﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺫﻭﺫ. ﻭﻟﻡ ﻴﻨﺘﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻟﻠﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﻫﺫﻩ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺼﻔﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ :ﻓﺎﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﺼﻔﻭﺍ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺃﻭ ﺫﻜﺭﻭﻫﺎ ﺇﻨﻤﺎ ﻓﻌﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﻤﻘـﺎﻡ ﺍﻟﺘﻤـﺩﺡ ﺒﺎﻟﻔﺘﻭﺓ ،ﻭﺍﻟﻔﻌﺎل ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺫﻜﺭﻭﻨﻬﺎ ﺍﺴﺘﻁﺭﺍﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﻭﺼﻑ ﺭﻴﻕ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻴﺸـﺒﻬﻭﻨﻪ
ﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﻭﺼﻑ ﻤﺎ ﻴﻌﺘﺎﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﻭﻟﻪ ﻴﺸﺒﻪ ﺍﻟﺴﻜﺭ .ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﺴﻭﻍ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻬل ﺒﻬﺎ.ﻭﻓﺨﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﻓﺨﺭ ﻗﺒﻠﻲ ﺠﻤﻌﻲ ﺨﺎﻟﺹ ،ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺘﻤﺩﺡ ﺒﺎﻟﺼﺒﻭﺍﺕ ﻭﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ،ﻭﻤﻨﺎﺩﻤﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻭﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺼـﻴﺩ،
ﻭﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻔﻌل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ .ﻭﺇﺫﺍ ﹶﺫ ﹶﻜ ﺭ ﺍﻟﺨﻤ ﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎ ﺀ ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻼﺌـﻕ ﺒﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻫﺫﺍ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﺸـﺄﻥ ﺍﻟﻘﺼـﺎﺌﺩ ﺃﻥ ﺘﺴـﺘﻬل ﺒـﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻤﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻴﺠﺔ ﻟﻠﺸﻌﺭ ،ﺍﻟﺒﺎﻋﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺭﻍ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﺒﻘﺒﻴﻠﺘـﻪ ) (1ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ :ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﻭﻓﻨﻭﻨﻪ.241 ،
95
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻓﻠﻡ ﻴﺨﻠﻁﻪ ﺒﺸﻲﺀ ﻻ ﻴﻼﺌﻤﻪ ،ﺤﺘﻰ ﻴﻔﺭﻍ ﻤﻨﻪ .ﻭﻋﻤﺭﻭ ﻓﻭﻕ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻟﻡ ﻴﻜـﻥ ﻟـﻪ ﻓـﻲ
ﺤﻴﺎﺘﻪ -ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ -ﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻬﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻑ ﺒﻪ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﻴﺎﺴﺘﻪ ﺘﻐﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻩ ﺘﺼﺭﻓﻪ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ؛ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻠﻴـﻕ ﺒـﺭﺅﻭﺱ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻤﻥ ﻗﻭﺘﻬﺎ ﻭﺒﺄﺴﻬﺎ ﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ .ﻭﻻ ﻴﻨﺎﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻤـﺎ ﺭﻭﻯ
ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻤﻤﻥ ﺸﺭﺒﻭﺍ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺼﺭﻓﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﻤﺎﺘﻭﺍ) ،(1ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓـﻲ ﺁﺨـﺭ
ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺒﻠﻎ ﻤﺌﺔ ﻭﺨﻤﺴﻴﻥ ﻋﺎﻤﹰﺎ) .(2ﻭﻴﺭﻭﻱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﺸﺭﺒﻪ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻓـﻲ ﺁﺨﺭ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻜﺎﻥ ﻏﻀﺒﹰﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻨﺫﺭ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﺒﻨﻪ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻓﻲ ﻫﺩﻴـﺔ )(3
ﻜﺎﻥ ﻴﻬﺩﻴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺘﺭﻙ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﻁﻠﺒﹰﺎ ﻟﻠﻤﻭﺕ.
ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ
ﻤﺎ ﻓﻁﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺼﺎﻨﻊ ﺩﻴﻭﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ" ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻜﺎﻥ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻅﻡ ﺸﻌﺭﻩ ،ﻭﻻ ﺘﻜﺎﺩ
ﺘﻅﻬﺭ ﻓﺭﺩﻴﺘﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﻴﺴﻴﺭﺓ") ،(4ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺃﻴﻀﹰﺎ .ﻭﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭﻤـﺎ
ﺸﺎﻜﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺼﻨﻭﻑ ﺍﻟﻠﺫﺍﺕ ﺃﻤﺭ ﻓﺭﺩﻱ ﻴﺒﺎﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴـﺘﺤﻭﺫ ﻋﻠـﻰ ﺭﻭﺡ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ ﺘﺴﺘﺤﻭﺫ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺌﺭﻩ.
ﺒﻘﻴﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﻫﻲ ﻁﻭل ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ –
ل ﻭﻫﻭ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻋﻤﺭﻭ ": -ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ،ﻨﺤﻭ ﺃﻟﻑ ﺒﻴﺕ") .(5ﻭﻨﻘل ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻘـﻭ َ ﺽ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻏﻴ ﺭ ﻤﻌﺘﺭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻨﻜﺭ ﻟﺼﺤﺘﻪ) ،(6ﺒل ﻗﺎل ﺃﺤﺩﻫﻡ ﺇﻥ ﻤﺎ ﺤل ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻌ
ﺫﻫﺎﺏ ﺘﺴﻌﺔ ﺃﻋﺸﺎﺭﻫﺎ ﺃﺼﺎﺏ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ) .(7ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻴﻌﺴﺭ ﺠـﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ -ﺨﺎﺼﺔ ،-ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻗﺒل ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ –ﻋﺎﻤﺔ -ﺃﻥ
ﻴﺘﻘﺒﻠﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺴﺭ ﺘﻘﺒﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻷﻗﺩﻤﻴﻥ ،ﻭﻤﺫﺍﻫﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل، ) (1ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ.66/21 ، )(2ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ178/9 ، ) (3ﺍﻨﻅﺭ :ﺩﻴﻭﺍﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﻲ.185، ) (4ﺩﻴﻭﺍﻨﻪ ،ﺼﻨﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ.24 ، ) (5ﻫﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ 801/1 ، ) (6ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻟﻌﻤﺭ ﻓﺭﻭﺥ ،143/1 ،ﻭﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.172، ) (7ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ 50 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.
96
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺍﻟﻨﱠـﺯﺍﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ،ﺍﻟﻘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻺﻁﻨﺎﺏ .ﻭﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﺤﻭ "ﻤﺌـﺔ
ﺒﻴﺕ" ،ﻓﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺴﺒﻘﻪ ﺍﻟﻘﻠﻡ ،ﻓﻬﻭ ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1920ﻡ) ،(1ﻭﻟﻡ ﻴﻁﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﺩﺭﻩ ﺘﻠﻑ ﺃﻭ ﻀﻴﺎﻉ ﻜﺒﻴﺭﺍﻥ؛ ﻓﺘﺘﻌﺫ ﺭ ﺭﺅﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ .ﻭﺃﻁﻭل ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺒـﻲ ﺯﻴـﺩ
ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ ،ﻭﺘﺒﻠﻎ ﻓﻴﻬﺎ 115ﺒﻴﺘﹰﺎ ،ﻭﺘﺒﻠﻎ94ﻋﻨﺩ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭ 93ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ،ﻭ 85ﻋﻨﺩ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ،ﻭ 97ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ،ﻭ103ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ .ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺴ ﻭﻍ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل :ﺇﻨﻬﺎ "ﻨﺤﻭ ﻤﺌﺔ
ﺒﻴﺕ" .ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻗﺩ ﺴﻘﻁ ﺒﺴﻬﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺃﻭ ﺒﻨﺴﻴﺎﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺩﻭﻴﻥ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺎ ﺴﻘﻁ ﻤـﻥ ﻫﺫﻩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺴﻘﻁ ﻤﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ .ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺘﻐﻠﺏ ﺒﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﻗﻴﻠﺕ،
ﺤﺎﻓﻅﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﻴﺄﺕ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﻥ ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻬﻴﺄ ﻟﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ.
ﻭﻤﻥ ﺃﻗﻭﻯ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﺍﺕ ﻟﻬﺫﺍ ﺃﻥ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﺤﻠﺯﺓ ﺍﻟﻴﺸﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴﻠﺕ ﻤـﻊ ﺇﺤـﺩﻯ
ﻗﺼﻴﺩﺘﻲ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﻻ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ 85ﺒﻴﺘﹰﺎ) .(2ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ
ﺘﺒﻠﻐﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺩﻻﻟﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﺘﻭﻗﻊ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺃﻁﻭل ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ؛ ﻟﻠﻤﻨﺤﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺤﺎﻩ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ :ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻨﺤـﺎ ﻤﻨﺤـﻰ ﺍﻟﻤـﺩﻴﺢ ﻭﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻟﺔ ﻭﺴﺭﺩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻭﻨﺤﺎ ﻋﻤـﺭﻭ ﻤﻨﺤـﻰ ﺍﻟﻔﺨـﺭ ﻭﺍﻟﻭﻋﻴـﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ،ﻭﺍﻷﻭل ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻤﻥ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ﻭﺍﻹﻁﻨﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻵﺨﺭ .ﻭﻴﺒـﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ –ﺃﻴﻀﹰﺎ -ﻜﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻨﺔ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ ﻤـﻥ
ﻋﻤﺭﻭ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺯل ﺇﻟﻰ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺭﺍﺤﻠﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻋـﺭﺽ ﻋﻨـﻪ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻭل ﺒﺈﻀﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﺒﻌﺩ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ.
ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻻ ﹸﺘ ﺒ ﻴﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻴﺎﺘﻬـﺎ ،ﺘﺤﻤـل
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻤﻨﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﻨﺭﻯ –ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ) (1ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ.289/2 ، ) (2ﻫﻲ 85ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،ﻭ84ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭ 82ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ.
97
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺍﷲ .-ﻭﻟﺴﺕ ﺃﺭﻯ ﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻤﻼﺤـﻡ، ﺜﻡ ﻋﺒﺙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻓﻠﻡ ﻴﺒﻕ ﺇﻻ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﺒﻘﻴﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﻭﻓﻘﺩﺕ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﺒﻁ؛ "ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻅﻬﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺒﻤﻅﻬ ِﺭ
ﺕ ﺸﻌﺭﻴﺔ ﻴﻁﹾﺭﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺭ ﻗﺼـﻴﺩﺘﻪ ﺕ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺨﻁﺭﺍ ﹲ ﻏﻴ ِﺭ ﺫﺍ ِ
ﻁﺭﺩﹰﺍ ﻭﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﻤ ﹰ ﻼ") ،(1ﻭﻟﻭ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﻼﺤﻡ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﺃﺯﺍل ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ "ﻤﻥ
ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻭﺼل ﻭﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ،ﻟﻭﻗﻊ ﻟﻬﺎ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻠﻘﺼـﻴﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺀ ،ﻭﻏﺭﺍﺒﺔ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻉ،
ﻭﻟﻐﺩﺕ ﻤ ﹾﺜﻠﹶﻬﺎ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ :ﺨﻁﺭﺍﺕ ﺸﻌﺭﻴﺔ ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ") .(2ﻭﻫـﺫﺍ
ﺇﻏﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻫﻡ ﻭﺍﻟﺘﺨﻴل ،ﻴﺤﺴﻥ ﺃﻻ ﻴﺄْﺨﺫ ﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺒﺭﻫﺎﻥ ،ﻗﺩ ﻴﻜـﻭﻥ ﺹ ﻓﻲ ﺃﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻁـﻭﻻﺕ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺸﻌﻭﺭﹰﺍ ﻗﻭﻤﻴﹰﺎ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﻨﻘ
ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻡ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ،ﻭﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺩﺍﻓ ﻌﻪ ﺃﺩﻟـ ﹰﺔ ﻋﻠﻤﻴـﺔ
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺤﻜﻡ .ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻴﻨﺎﻗﺽ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺔ ﻤﻨﺎﻗﻀـﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻓﻘﺩ ﺠﻌل ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ﺴﻤﺔ ﻤﻥ ﺴﻤﺎﺕ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺃﻓﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﻟﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤـﺎ ﻴﻨﻔﻲ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻁﻭل ﻤﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ) ،(3ﻭﻴﻘﻭل ﻫﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﻘﻭل!
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘﺼـﺹ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ،ﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ،ﻭﺍﻟﺴـﺭﺩ ﺍﻟﻁﻭﻴـل. ﻓﺎﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻲ ﻴﻼﺌﻤﻪ ﺍﻹﻴﺠـﺎﺯ ﻭﺍﻹﺸـﺎﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﻔـﺭﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺸﺤﻭﻨﺔ ﺒﺎﻟﺩﻻﻻﺕ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ،ﻭﻻ ﻴﻼﺌﻤﻪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻭﺍﻟﺴﺭﺩ ،ﻓﻬﺫﺍﻥ ﻻ ﻴﻨﻔﺴﺎﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ
ﻼ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻓﺯﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻨﻔﺱ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﺯﺓ ،ﻓﻀ ﹰ ﻼ ،ﻭﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺠل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ.ﻭﺍﻟﺸـﺎﻋﺭ ﺍﻟﻁﻭﻴل ﻴﺴﺘﻐﺭﻕ ﻭﻗﺘﹰﺎ ﻁﻭﻴ ﹰ
ﺍﻷﻤﻲ ﻻ ﻴﺒﻠﻎ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﻨﺴﻰ ﺃﻭﻟﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤـﻥ ﺃﺠـل ) (1ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.54، ) (2ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ. ) (3ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ 78 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.
98
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺫﻟﻙ.ﻭﻟﻭﻻ ﺨﻭﻑ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺤﺘﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻟﻀﺭﺒﺕ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻟﺫﻟﻙ .ﻭﻟﻬـﺫﺍ ﻜـﺎﻨﻭﺍ
ﻴﺤﺫﱢﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ،ﻭﻴﻘﻭﻟﻭﻥ":ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭل ﻴﻨﺴﻲ ﺒﻌﻀﻪ ﺒﻌﻀﹰﺎ" .ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﻭﺍ-ﻤﻊ ﺫﻟﻙ- ﻴﺴﺘﻬﺠﻨﻭﻥ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ،ﻭﻴﺭﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻲ .ﻴﺭﻭﻯ ﺃﻥ ﺭﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ-ﻭﻜﺎﻥ ﺒﻠﻴﻐﹰﺎ -ﺘﻜﻠﻡ ﻴﻭﻤﹰﺎ
ﻓﺄﻁﺎل ﻭﺃﺤﺴﻥ ،ﺤﺘﻰ ﺩﺍﺨﻠﻪ ﺍﻟﻌﺠﺏ ﻤﻥ ﻜﻼﻤﻪ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺭﺍﺒﻲ ﻗﺭﻴﺏ ﻤﻨﻪ ﻓﺴـﺄﻟﻪ:
ﻲ ﻓﻴﻜﻡ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﻷﻋﺭﺍﺒﻲ :ﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻴﻭﻡ! ﻤﺎﺘﻌﺩﻭﻥ ﺍﻟ ِﻌ
ﻭﻗﺩ ﻓﻁﻥ ﺒﻌﺽ ﺩﺍﺭﺴﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ،ﻓﻘﺎل":ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻫل ﺒﺩﻴﻬﺔ
ﻁﻠﹸﺏ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺒﻁﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ،ﻭﻗﺩ ﺸﹸﻐﻠﻭﺍ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻴﻤﻥ ﻋـﺩﺍﻫﻡ، ﻭﺍﺭﺘﺠﺎل ،ﻭ ﹶﺘ ﹾ
ﻭﺘﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﻴل ،ﻭﻫﻡ ﺃﺸﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺨﺘﺼﺎﺭﹰﺍ ﻟﻠﻘﻭل ،ﻭﺃﻗﻠﻬـﻡ ﺘﻌﻤﻘـﹰﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺙ").(1
ﺱ ﻭﻴﻌﻠل ﺃﺤﺩﻫﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺯﻉ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﹸﻨﻘﹾﻠﺔ ﻭﺤﺭﻜﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ،ﻭﻤﻨـﺎﺥ ﻗـﺎ ٍ
ﺼﻴﻔﹰﺎ ﻭﺸﺘﺎﺀ ،ﻓﺫﻟﻙ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻻ ﻴﻁﻴﻠﻭﻥ ﻭﻻ ﻴﺘﺄﻤﻠﻭﻥ ،ﺒل ﻴﻘﻔﻭﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻗﻔﺔ ﺴﺭﻴﻌﺔ، ﺜﻡ ﻴﺘﺭﻜﻭﻨﻪ) .(2ﻭﻴﻌﻠﻠﻪ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻘﻠﺔ ﺍﻷﺴﻔﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ،ﻭﻗﻠﺔ ﺘﻌﺭﻀﻬﻡ ﻟﻸﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺸـﺩﻴﺩﺓ،
ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺒﺴﺎﻁﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻭﻀﻴﻕ ﺍﻟﺨﻴﺎل ،ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ،ﻭﺍﻋﺘﻘـﺎﺩ ﻭﺤﺩﺍﻨﻴـﺔ
ﺍﻹﻟﻪ).(3
ﻭﻤﻥ ﻋﺠﻴﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ-ﻭﻨﺤﻥ ﻨﻨﻔﻲ ﻋﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﺎ ﻨﹸﺴﺒﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻭل -ﺃﻥ
ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﻭﺼﻴﺘﻪ ﻟﺒﻨﻴﻪ -ﻭﻗﺩ ﺤﻀﺭﻩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ":-ﻭﺇﺫﺍ ﺤﺩﺜﺘﻡ ﻓﺄﻭﺠﺯﻭﺍ؛ ﻓﺈﻥ ﻤـﻊ ﺍﻹﻜﺜـﺎﺭ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﻫﺫﺍﺭ") .(4ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺭﺃ ﻴﻪ ﺜﻡ ﻴﻁﻴل ﺇﻁﺎﻟﺔ ﻻ ﻨﻅﻴﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ُﺃﺜِﺭ ﻋـﻥ ﺃﻫل ﺯﻤﺎﻨﻪ ﻤﻥ ﻨﺜﺭ ﻭﺸﻌﺭ.
ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺫﻫﺏ ﻋﻤﺭﻭ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﺠﺎﺯ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﻤﺎ ُﺃﺜﺭ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ-ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔِ -ﻗﻁﹶﻌﹰﺎ ﻻ ﻴﺠﺎﻭﺯ ﺃﻁﻭﻟﻬﺎ ﺘﺴﻌﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺎ ﻗﺎل ﺼﺎﻨﻊ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ"ﺃﻨـﻪ )(1ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻟﻠﺯﻴﺎﺕ .31، ) (2ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﻭﻓﻨﻭﻨﻪ 105 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ) (3ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.31 ، ) (4ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ.178/9 ،
99
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺤﺘﺭﻓﹰﺎ ﻟﻠﺸﻌﺭ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻭﻀﻌﻪ ﻤﻥ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻟﻴﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴ ﹾﻜﺜِـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﺸـﻌﺭ ﺍﻟﻤﻁﻭل ،ﺒل ﻜل ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺠﺎﺀ ﺭﺩﺓ ﻓﻌل ﺁﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻁﺭﺃ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺍﺙ") ،(1ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫـﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺃﻻ ﺘﻁﻭل ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ.
ﻭﻟﺴﺕ ﺃﺩﺭﻱ ﻜﻴﻑ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺃﻥ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﻴﻭﻥ ﺍﻷﻤﻴﻭﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻠﻎ ﺃﻟﻑ
ﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﻻ ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻫﻭ ﺘﺫﻜﱡﺭﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﻫـﻭ ﺍﺭﺘﺠﻠﻬـﺎ ،ﺇﻥ ﻏﻀﻀـﻨﺎ
ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻋﻥ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺤﺩﻭﺙ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻓﺭﻀﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﺃﻭﺘﻲ ﺸﺎﻋﺭﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺅﺘﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﻗﺒﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻻ ﺒﻌﺩﻩ.
ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ ﻴﻌﺠﺏ ﻻﺭﺘﺠﺎل ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﺤﻠﺯﺓ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ
ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻴﻘﻭل" :ﻟﻭ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻭل ﻟﻡ ﻴﻠﹶﻡ") ،(2ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﺒﻴﺘـﹰﺎ ،
ﻭﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺃﺠﻭﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ،ﻓﻜﻴﻑ ﻻ ﻴﻌﺠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﻋﻤﺭﻭ ﺃﻟـﻑ ﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﻤﻭﻗﻔﻴﻥ؟
ﻭﺜﻤﺔ ﺃﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ،ﻫﻭ ﺃﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ﻜﺎﻨـﺕ ﻤﺤـﺩﻭﺩﺓ ،ﻭﻫـﻡ
ﻤﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﻓﻲ ﺜﻘﺎﻓﺘﻬﻡ ﻭﺒﻴﺌﺘﻬﻡ ،ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻭﺍﻁﻔﻬﻡ"،ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑ ﺘﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓـﻲ ﺃﻜﺜـﺭ
ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ،ﻭﻴﻜﺎﺩ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ")(3؛ ﻓﻠﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﻻ ﻴﻜﺎﺩ ﻴـﺄﺘﻲ
ﺇﻻ ﺒﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺒل ﻴﺭﺩﺩ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺒﺄﻟﻔﺎﻅ ﻤﻜﺭﻭﺭﺓ.ﻭﻤﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺤﺎﹶﻟﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻺﻁﺎﻟﺔ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺸﻌﺭﻩ .ﻭﻟﻌل ﻫﺫﺍ ﺴﺒﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻜﻭﻥ ﻗﺼﺎﺌﺩﻫﻡ -ﻤﻊ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤـﻥ ﺍﻻﺴﺘﻁﺭﺍﺩ ،ﻭﺘﻌﺩﺩ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ،ﻭﺍﻹﻁﻨﺎﺏ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ -ﻻ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺌﺔ.
ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺃﻟﻑ ﺒﻴﺕ ﻟﻭ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﹰﺍ ﻨﺤﺎ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻨﺤـﻰ
ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﹰﺎ ﻷﻴﺎﻡ ﺘﻐﻠﺏ ﻭﺍﻨﺘﺼﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺒﺴﻭﺱ ،ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺠﺴـﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻡ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ؛ ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﺭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺸﻴﺭﻭﺍ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺩﺙ
ﻼ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻷﻴـﺎﻡ- ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺇﺸﺎﺭﺓ ،ﺩﻭﻥ ﺘﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﺴﺭﺩ ،ﺘﻌﻭﻴ ﹰ ) (1ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ.26، ) (2ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ.172/9، ) (3ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.31،
100
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺃﻫ ﻡ ﻤﻌـﺎﺭﻓﻬﻡ -ﻜﻤﺎ ﺃﻟﻤـﺢ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ":ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻴـﻪ )ﺃﻱ ﺍﻟﺸـﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ( ...ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻭﺇﺸﺎﺭﺍﺕ ﻤﻘﺘﻀﺒﺔ ﻭﻤﻭﺠﺯﺓ ﺘﻔﺴﺭﻫﺎ-ﻋﺎﺩﺓ -ﺤﻜﺎﻴـﺎﺕ ﻗـﺩ ﺘﻜـﻭﻥ ﺸﺎﺌﻌﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻠﺏ ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ-ﻟـﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺫﻟـﻙ-
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﻤﺤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭﺓ .ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻘﺼـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺃﻨﻬـﺎ
ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻤ ﹶﺜ ٌ ل ﻴﻀﺭﺒﻪ ﺃﻭ ﻋﺒﺭﺓ ﻴﺴﻭﻗﻬﺎ").(1ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل ﺇﻻ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻘﻀﻴﺔ ﻗﺭﻴﺒﺎﹰ ،ﻋﻘـﺏ ﺍﻨﻘﻀـﺎﺌﻬﺎ؛
ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ ﻤـﻥ ﺃﻤﺭﻫـﺎ،
ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻤﺎﺘﺔ ﻭﺍﻟﻔﺨﺭ؛ ﻓﻴﺫﻫﺏ ﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ،ﺘﺨﻠﻴﺩﹰﺍ ﻟﻤﺂﺜﺭ ﻗﻭﻤﻪ ،ﻭﺴﺒﻘﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻴﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺤﺏ ﺃﻥ ﻴ ﻌ ﹶﺘﻘﹶﺩ ﻓـﻴﻬﻡ،
ل" .ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ﻫﻨﺎ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ "،ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﻭﺼـﻑ ﺨْ ﺴ ﻤﻊ ﻴ ﹶ ﻥ ﻴ ﻤﻌ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﻤ ﻻ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﻜﻼﻡ ﻤﻥ ﺃﻭﺍﺌﻠﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺨـﺭﻩ ﻜﻤـﺎ ﺸﻌﺭﺍﺌﻬﻡ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﺼﻔﹰﺎ ﻤﻁﻭ ﹰ ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺘﻤﺴﻙ ﺒﺄﻭﺍﺌﻠﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﺒﻠﻎ ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﺘﺭﻴـﻙ ﺼـﻭﺭﺓ
ﻤﻌﺭﻜﺔ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﺀﺓ ﺍﻟﻭﻗﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺨﺘﺎﻤﻬﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺸﻌﺭ ،ﻓـﻲ ﻟﻤﺤـﺎﺕ ﻭﺼـﻑ ﻤﻘﺘﻀﺒﺔ ﻤﺠﺘﺯﺃﺓ ،ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﻁﻭﻯ -ﻤﻨـﺫ ﻜـﺎﻥ -ﻋﻠـﻰ )(2
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺴﺭﺩ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺼﻲ".
ﻭﻓﻲ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸـﻭﺍﻫﺩ
ﺨ ﺯﺍ ﺯﻯ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻔﺨﺭﺓ ﺘﻐﻠـﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﻤﺎ ﻴﻐﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ .ﻓﻴﻭﻡ ﹶ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻟﻪ ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺃﺸﻌﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌ ﺩ ﻴﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻴﻥ
ﺍﻨﺘﺼﺭﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ،ﺴﻭﻯ ﻗﻭل ﻋﻤﺭﻭ: ﻭﻨﺤﻥ ﻏﺩﺍﺓ ﺃﻭﻗﺩ ﻓﻲ ﺨﺯﺍﺯﻯ
)(3
ﺭﻓﺩﻨﺎ ﻓﻭﻕ ﺭﻓﺩ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻴﻨﺎ
) (1ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.79،، ) (2ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ.4، ) (3ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻔﺭﻴﺩ 84/6،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ .ﻭﻭﺭﺩ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻋﻨﺩﻩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﻗﺎل ﺇﻥ ﺃﺒﺎ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌـﻼﺀ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺨﺯﺍﺯﻯ .ﻭﻓﻲ )ﺍﻟﺨﺯﺍﻨﺔ (546/8،ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻴﻭﻡ ﺨﺯﺍﺯﻯ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ.
101
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻟﻡ ﻴﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل: ـﺎ ـﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨـ ـﺎ ﺍﻷﻴﻤﻨـ ﻭﻜﻨـ
ـﺎ ـﻭ ﺃﺒﻴﻨـ ـﺭﻴﻥ ﺒﻨـ ـﺎﻥ ﺍﻷﻴﺴـ ﻭﻜـ
ﻓﺼﺎﻟﻭﺍ ﺼﻭﻟﺔ ﻓﻴﻤﻥ ﻴﻠـﻴﻬﻡ
ـﺎ ـﻴﻤﻥ ﻴﻠﻴﻨـ ـﻭﻟﺔ ﻓـ ـﻠﻨﺎ ﺼـ ﻭﺼـ
ـﺒﺎﻴﺎ ـﺎﺏ ﻭﺒﺎﻟﺴـ ـﺂﺒﻭﺍ ﺒﺎﻟﻨﻬـ ﻓـ
ﻭﺃﺒﻨــﺎ ﺒــﺎﻟﻤﻠﻭﻙ ﻤﺼــﻔﺩﻴﻨﺎ ﺝ
ﻟﻡ ﻴﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﻭﺭ :ﻤﻭﻗ ِﻊ ﺘﻐﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ ﺍﻟﺩﺍل ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺘﻬـﺎ ﻭﺘﻤﻴﺯﻫـﺎ، ل ل ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﻠﻴﻪ ،ﻭﻨﺘﻴﺠ ِﺔ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ .ﻭﺘﻨﻜﱠﺏ ﻜ ﱠ ﻭﻫﺠﻭﻤِﻬﺎ ﻫﻲ ﻭﺒﻨﻲ ﻋﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺒﻜﺭ ،ﻜ ﱞ
ﺍﻟﺘﻨﻜﺏ ﻤﺎ ﺴﻭﻯ ﺫﻟﻙ؛ﻷﻥ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻴﺤﺼل ﺒﻪ ﺍﻟﻐﺭﺽ ،ﻭﻤﺎ ﺴﻭﺍﻩ ﺇﻁﺎﻟﺔ ﻻ ﻤﺴﻭﻍ ﻟﻬـﺎ،
ﻭﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻴﻌﺭﻑ ﺘﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﹸﺘ ﹾﻠﻘﹶﻰ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﻟﻤﺎ ﻓﺨﺭ ﺒﺄﺴﻼﻓﻪ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻜﺭ ﺃﺴـﻤﺎﺌﻬﻡ،
ﺩﻭﻥ ﺘﻔﺼﻴل ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻤﺂﺜﺭﻫﻡ ﺃﻭ ﺫﻜﺭﻫﺎ).(1 ﺍﻵﻥ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺒﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﺠﺎل ﻟﺘﺼﺩﻴﻕ ﺃﻥ ﺘﺯﻴﺩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺫﻫﺏ ﻋﻠﻲ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺒﻌﻀﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ،ﺃﺴﻘﻁﻪ ﻋﻤﺭﻭ ،ﺃﻭ ﺘﻨﺎﺴﺘﻪ ﺘﻐﻠﺏ
ﺤﺘﻰ ﻨﺴﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻻ ﺘﻭ ﺩ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ؛ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﻨﻘﺼـﺔ ﻭﻀـﻌﻔﹰﺎ.
ﻭﻴﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺫﻜﺭ ﻟﻘﺘﻠﻰ ﺘﻐﻠﺏ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻠـﻰ
ﻗﺘﻠﻬﻡ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﺤﻠﺯﺓ ،ﻭﻫﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻭﻗﻊ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﻜﻠﻪ ﻓﻲ
ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ).(2
ﻭﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻓﺨﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﺨﺭ ﻻ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘـﻭﺓ ﻭﺍﻟ ﹶﻐﻠﹶـﺏ ،ﻭ ﻴﺘﹶﻨﻜﱠـﺏ ﺫﻜـﺭ
ﺍﻟﻀﻌﻑ ﻭﺍﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ،ﻭﻴﻨﺩﺭ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻤﺎ ﻓﻌل ﺒﻬﻡ ﺃﻋﺩﺍﺅﻫﻡ) .(3ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻊ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﺫﻜﺭ ﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ،ﻭﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ،
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻅﻠﻡ ﺘﻐﻠﺏ ﻟﻬﻡ ﻭﻭﺸﺎﻴﺘﻬﻡ ﺒﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ،ﻭﺤﺫﱠﺭﻫﻡ ﻨﻘﺽ ﺍﻟﻌﻬﺩ )(1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ :ﻤﻥ 9ﺇﻟﻰ 13ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ) (2ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ31،ﻭ . 33 ) (3ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻟﻙ ﺘﺴﻤﻰ )ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺎﺕ( ،ﻭﻫﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺠﺩﹰﺍ .ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺴـﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﻥ ﻋﺎﻁﻔﻴﺎﻥ ﻴﺴﺠﻼﻥ ﻤﺎ ﺘﻬﻭﻯ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻻ ﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻌﻴﻥ.
102
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﺍﻓﺘﺨﺭ ﺒﺄﻴﺎﻡ ﺒﻜﺭ ﻭﻤﺂﺜﺭﻫﻡ ،ﻭﺫﻜﺭ ﻤﺜﺎﻟﺏ ﺘﻐﻠﺏ ﻭﻫﺯﺍﺌﻤﻬﻡ .ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻴﻠﻪ -ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺩﻩ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ -ﻤﻊ ﺘﻐﻠﺏ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﺎ ﺴـﻤﻊ ،ﻭﻋـﺭﻑ
ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﻪ ﻋﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﻬﺩﻴﺩﻩ ﻭﺘﻬﺩﻴﺩ ﺒﻜﺭ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻌﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺒﺎﻟﺤﺠﺔ ل ﻗﺼﻴﺩﺘﻪ. ﻻﺴﺘﻤﺎﻟﺘﻪ ﻭﺭ ﺩ ﻗﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ؛ ﻓﺘﻁﻭ َ
ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻭﺭﺩﺕ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻜﺎﻤﻠ ﹰﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻗﺩﻴﻤﺔ ،ﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﺕ ﻋﻠﻴـﻪ ﻤﻨﻬـﺎ:
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ،ﺒﺸﺭﺡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ)ﺕ299ﻫـ( .ﻭﻫﻭ ﻤﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﻤـﻥ
ﺸﺭﺤﻪ ﻟﺨﻤﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ) .(1ﻭﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ) ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻁﻭﺍل ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺎﺕ(، ﻷﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ )ﺕ328ﻫـ( .ﻭ)ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺍﺕ( ﻷﺒـﻲ ﺠﻌﻔـﺭ
ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ)ﺕ .(338ﻭ)ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﺸﺭ( ﻟﻠﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ)ﺕ ،(502ﻭﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ
ﺍﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺒﺸﺭﺡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﻥ ﻫﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ)ﺕ514ﻫـ( ،ﻭ)ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ( ﻟﻠﺯﻭﺯﻨﻲ)ﺕ ،(2)(486ﻭ)ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ( ﻷﺒﻲ ﺯﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ
ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ .ﻭﻭﺭﺩﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺸﺘﻰ.
ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﻭﺜﻤﺎﻨﻭﻥ ﺒﻴﺘﹰﺎ .ﻭﻴﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﻨﻬـﺎ
ﺃﻀﺒﻁ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﺃﺴﻠﻤﻬﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤل؛ ﻓﻠﻡ ﺃﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻴ ﹶﺘ ﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﺴﻭﻯ ﺒﻴﺕ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻫﻭ: ﻟﺸــﻲﺀ ﺒﻌــﺩﻫﻥ ﻭﻻ ﺤﻴﻴﻨــﺎ
ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻨﺤﻤﻬـﻥ ﻓـﻼ ﺒﻘﻴﻨـﺎ
ﺝ
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺸﻲﺀ ﻤﻨﻪ؛ ﻷﻨﻪ -ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﻯ -ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﻭل ،ﻭﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﺘﻐﻨـﻲ
ﻋﻨﻪ؛ ﻷﻥ ﻓﺤﻭﺍﻫﺎ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﻴﻴﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺩﻋﺎ ﺀ ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﺇﻥ ﻟـﻡ ﻴﺤﻤـﻭﺍ ﻨﺴﺎﺀﻫﻡ ﻻ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﻭل ﻴﻜﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﺼـﻨﻭﻉ،
ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ ":ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﺼﻨﻭﻉ ﻤﻔﺘﻌل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻜﺜﻴﺭ ﻻ ﺨﻴﺭ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻻ ﺤﺠـ ﹲﺔ ) (1ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ.118 ، ) (2ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻜﺭ ﺤﺎﺠﻲ ﺨﻠﻴﻔﺔ)ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻅﻨﻭﻥ(1741،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻓﻲ )ﺒﻐﻴـﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ،(232،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻘﻔﻁﻲ ﻗﺎل ﺇﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ).ﺇﻨﺒﺎﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ.(321/1،
103
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ل ﻴﻀﺭﺏ .(1)"...ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺏ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ،ﻭﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻴﺴﺘﺨﺭﺝ ،ﻭﻻ ﻤ ﹶﺜ ٌ ﻓﻲ ﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺃﺩ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺠل ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ،ﺒل ﻟﻡ ﻴﺴﻘﻁ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻨﻬـﺎ :ﺸـﺭﺡ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨـﻲ، ﻭﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ.
ﻭﺘﻭﺍﻓﻕ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ،ﻭﻟﻡ ﺘﺨﺘﻠﻔﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻴﺴﻴﺭﺓ ﻓـﻲ
ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﺨﻤﺴﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ) .(2ﻭﺘﻭﺍﻓﻘﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ،ﻜﻠﻬـﺎ ﺇﻻ
ﺒﻴﺘﹰﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍﹰ ،ﻭﺘﻭﺍﻓﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﺯ ﻤﻥ ﺨﻠﻁ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺜـﻭﻕ
ﺒﻬﺎ .ﻓﺄﺸﺎﺭﺍ -ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻓﺭﻏﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺼﺤﺘﻪ -ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﻴﺯﻴﺩﻫﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟـﺭﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ).(3ﻭﻫﻲ ﻤﺼﻨﻭﻋﺔ-ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ -ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺒﻴﺘﻴﻥ ﺭﻭﺍﻫﻤﺎ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴـﺎﻥ ﻋـﻥ
ﻑ ﺃﻥ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻨﺎﻅﻤﻬﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ،ﻓﻐ ﻴ ﺭ ﺨﺎ ٍ ﺘﺸﻁﻴﺭﻫﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻀﺢ ؛ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﻤﻘﻁﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺁﺨـﺭ
ﻓﻼ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻬﻤﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﻓﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ؛
ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ .،ﻭﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻵﺨﺭ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻤﺎ ﻨﺴﻴﻪ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴـﺭﻭﻩ ﻋـﻥ ﺸﻴﺨﻪ ﺒﻨﺩﺍﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ.
ﻍ ﻭﻗﻭﻋﻪ ﺒﻴﻥ ﺴﻭ ﹸ ﺃﻤﺎ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺭﺠﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ –ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻪ -ﻓﻤﻤﺎ ﻴ
ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ،ﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻤﻥ ﻴﺭﻭﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ.
ﻭﻟﻌل ﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺠﻼﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ﻭﺍﻟﻀـﺒﻁ ﻭﺍﻟﺼـﺩﻕ،
ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﻟﻲ" :ﻭﻜﺎﻥ ﺜﻘﺔ ﺩﻴﻨﹰﺎ ﺼﺩﻭﻗﺎﹰ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺃﺤﻔـﻅ ﻼ ﻋﻥ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﺭﺒﻤﺎ ﺭﺠﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺩﺭ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻨﻘـﻼ ﻤﻨـﻪ، ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ") ،(4ﻓﻀ ﹰ
) (1ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻓﺤﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.4/1 ، )(2ﻫﻲ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ، 77 ، 75 ، 74 ، 45 ، 33 :ﻤﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ. )(3ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ، 117 ،ﻭﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻁﻭﺍل .427 ، ) (4ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ.154،
104
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻭﻜﺎﻨﺎ ﻴﺘﻔﻘﺎﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻜﻭﻓﻴﺎﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﻴل ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤـﺫﻫﺏ )(1
ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ
ﻭﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﺘﻌﺎﺼﺭﺍﻥ.
ﻕ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻟـﻡ ﻭﺘﹸﻭﺍ ِﻓ ﹸ
ﻴﻭﺭﺩ ﺒﻴﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺯﺍﺩ ﻤﻜﺎﻨﻬﻤﺎ" :ﺼﺩﺩﺕ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﻋﻨﺎ" ،ﻭ"ﺇﺫﺍ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﻔﻁﺎﻡ ﻟﻨﺎ ﺼﺒﻲ".
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﺇﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﻴﺠﻌﻠﻬـﺎ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻜﻤﺎ ﻨﺒﻪ ﺴﻠﻔﻪ .ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻨﺒـﺎﺭﻱ ﻭﺍﺒـﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺸﻴﺨﻪ ﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ .ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﺍﻁﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺘﻴﻬﻤـﺎ،
ﻓﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻠﻡ ﻴﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﻬﻤﺎ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﺫﺍ ﺒﺎل .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴـﺯﻱ ﻓﻠﻡ ﻴﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﺴﻭﻯ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﺍﺜﻨﺎﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﺯﺍﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ،
ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻫﻭ :ﻭﻤﺎ ﺸﺭ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺃﻡ ﻋﻤﺭﻭ ...
ﻭﺼﻨﻊ ﺒﺎﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﹶﺘﺤ ﺭ ﺯ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﺇﺩﺨﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﺎ ﺼـﻨﻊ
ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،ﻭﺘﺎﺒﻊ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ،ﺇﻻ ﻨﺤﻭﹰﺍ ﻤﻥ ﺴﺘﺔ. ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ ،ﻜﻤﺎﻴﻤﻜﻥ
ﺃﻥ ﻴﻌ ﺩ ﻤﺼﺩﺭﻫﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍﹰ ،ﻫﻭ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺫ ﻤﻨﻪ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭﻤﺎ ﻭﻗـﻊ ﺒـﻴﻥ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﺎﻟﻑ ﻗﺩ ﻴﻘﻊ -ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ -ﺒﻴﻥ ﻨﺴﺦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ.
ﻭﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻴﻘﻊ ﺒﻴﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﻭﺼﺎﺤﺏ
)ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ( .ﻓﻘﺩ ﺯﺍﺩ ﺼﺎﺤﺏ )ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ( ﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﺒﻴﺘﺎﹰ ،ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻔﺭﻭﺓ ﺒﻥ ﻤﺴﻴﻙ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩﻱ ،ﻭﺍﺜﻨﺎﻥ ﻟﻌﻤﺭﻭ ﺍﺒﻥ ﻋﺩﻱ ،ﺯﺍﺩﻫﻤﺎ
ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ،ﻭﺯﺍﺩ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،ﻭﻭﺍﺤﺩ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﺼـﺤﻴﺢ؛ ﺇﺫ ﺭﻭﺍﻩ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﺜﻘـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻥ ،ﻜﺎﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ ،ﻫﻭ:
ﺤــﺯﺍﻭﺭﺓ ﺒﺄﺒﻁﺤﻬــﺎ ﺍﻟﻜﺭﻴﻨــﺎ
ﻴﺩﻫﺩﻭﻥ ﺍﻟﺭﺅﻭﺱ ﻜﻤﺎ ﺘﺩﻫﺩﻱ
ﺝ
) (1ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.153 ،
105
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭﺴﺎﺌﺭﻫﺎ ﻤﺼﻨﻭﻉ.ﻭﺜﻤﺔ ﺘﻘﺎﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﺒـﻥ ﻜﻴﺴـﺎﻥ ﻭﺍﻷﻨﺒـﺎﺭﻱ ﻭﺘﺭﺘﻴـﺏ
)ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ( ،ﻭﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺨﻼﻑ ﻗﺩ ﻴﺤﺘﻤﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﻓـﺯﺍﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﺍﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﺒﻴﺘﹰﺎ .ﻭﺍﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﺠﺯ ﺒﻴﺕ ،ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺼﺩﺭﻩ ،ﻭﻫﻭ ﻋﻨـﺩ
ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ:
ﻨﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﻡ ﺍﻷﻋـﺩﺍﺀ ﻗـﺩﻤﹰﺎ ﻭﻓﻲ )ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ (:
ﹶﻨ ﻌﻡ ﺃﻨﺎ ﺴﻨﺎ ﻭﻨﻌـﻑ ﻋـﻨﻬﻡ
ـﺎ ـﺎ ﺤﻤﻠﻭﻨـ ـﻨﻬﻡ ﻤـ ـل ﻋـ ﻭﻨﺤﻤـ ـﺎ ـﺎ ﺤﻤﻠﻭﻨـ ـﻨﻬﻡ ﻤـ ـل ﻋـ ﻭﻨﺤﻤـ
ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺩﻭﺃﺓ ﺒـ)ﺒﺄﻨﺎ (...ﺍﺨﺘﻼﻓﹰﺎ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ
ﺘﺯﻴﺩ ﺒﻭﺍﺤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ .ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﺒﻴـﺎﺕ ﻤـﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ،ﻟﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﺨﺘﻼﻁﻬﺎ ،ﻭﺘﺸﺎﺒﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻭﺯﻥ ،ﻓﻜﻠﻬﺎ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺠﻤﻊ ﺍﺴﻡ ﻓﺎﻋل ﺠﻤﻌﹰﺎ ﻤﺫﻜﺭﹰﺍ ﻤﺘﺒﻭﻋﹰﺎ ﺒـ )ِﻟﻤﺎ( ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺴﻬل ﺇﺤﻼل ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻨﻬﺎ ﺒﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﻤﺤﻠﻬﺎ.
ﻭﻟﻡ ﻴﺭ ِﻭ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﺒﻴﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﻟﺤـﻕ ﺍﻷﻨﺒـﺎﺭﻱ ﺒﺎﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ،
ﻫﻤﺎ":ﺒﻐﺎﺓ ﻅﺎﻟﻤﻴﻨﺎ ،ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ".
ﻭﺍﺘﻔﻘﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺒﻴﺘﹰﺎ ﻤﺘﻭﺍﻟﻴﺔ ،ﻭﻜﺜﺭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺫﻟﻙ .ﻭﺘﺘﺴﻡ
ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﺒﺘﻌﺒﺙ ﺒﺎﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ،ﻻ ﻨﻅﻴﺭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺴﻭﺍﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﺢ
ﻤﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻥ:
ﻭﻨﺤﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤـﻲ ﺨـﺭﺕ
ﻋﻥ ﺍﻷﺤﻔﺎﺽ ﻨﻤﻨﻊ ﻤـﻥ ﻴﻠﻴﻨـﺎ
ﻨﺠﺫ ﺭﺅﻭﺴﻬﻡ ﻓـﻲ ﻏﻴـﺭ ﺒـﺭ
ﻓﻤــﺎ ﻴــﺩﺭﻭﻥ ﻤــﺎﺫﺍ ﻴﺘﻘﻭﻨــﺎ
ﻓﺎﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻲ )ﺭﺅﻭﺴﻬﻡ( ﻻ ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ) ﻤﻥ ﻴﻠﻴﻨﺎ( ،ﻭﻫـﻭ ﻤﻌﻨـﻰ ﻻ ﻴﺼﺢ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺭﺍﺩﹰﺍ .ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﻭل -ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨﺭﻯ -ﺒﻴﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺒﻴﺕ
ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﻫﻜﺫﺍ:
ﻭﻨﺤﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤـﻲ ﺨـﺭﺕ
106
ﻋﻥ ﺍﻷﺤﻔﺎﺽ ﻨﻤﻨﻊ ﻤـﻥ ﻴﻠﻴﻨـﺎ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ـﺩﻤﹰﺎ ـﺩﺍﺀ ﻗـ ـﻨﻬﻡ ﺍﻷﻋـ ﻨ ـﺩﺍﻓﻊ ﻋـ ﺝ
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ـﺎ ـﺎ ﺤﻤﻠﻭﻨـ ـﻨﻬﻡ ﻤـ ـل ﻋـ ﻭﻨﺤﻤـ
ﻭﻫﻭ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺼﺤﻴﺢ ﺘﺒﺭﺯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘـﻴﻥ ،ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﺨـل ﺒﻬـﺎ
ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.
ﻭﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ:
ﺃﺨﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻌـﻭﻟﺘﻬﻥ ﻋﻬـﺩﹰﺍ
ﺇﺫﺍ ﻻﻗــﻭﺍ ﻜﺘﺎﺌــﺏ ﻤﻌﻠﻤﻴﻨــﺎ
ﻟﻴﺴــﺘﻠﺒﻥ ﺃﻓﺭﺍﺴــﹰﺎ ﻭﺒﻴﻀــﹰﺎ
ﻭﺃﺴﺭﻯ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴـﺩ ﻤﻘﺭﻨﻴﻨـﺎ ﺝ
ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ: ﺘﺭﺍﻨﺎ ﺒـﺎﺭﺯﻴﻥ ﻭﻜـل ﺤـﻲ
ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺭﺤﻥ ﻴﻤﺸﻴﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﻨﻰ
ﻗــﺩ ﺍﺘﺨــﺫﻭﺍ ﻤﺨﺎﻓﺘﻨــﺎ ﻗﺭﻴﻨــﺎ ﻜﻤﺎ ﺍﻀﻁﺭﺒﺕ ﻤﺘﻭﻥ ﺍﻟﺸـﺎﺭﺒﻴﻨﺎ
ﻭﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ -ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺨﺭﻯ -ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺨﻴـﺭ ﺘﺎﻟﻴـﹰﺎ
ﻟﻠﺒﻴﺘﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ؛ ﻷﻨﻪ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻨﺴﻭﺓ ﺘﻐﻠﺏ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻼ ﻤﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻫﻨﺎ.
ﻓﺒﻌﺽ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ –ﺇﺫﻥ -ﻴﻨﺘﺯﻉ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺇﺨﻭﺘﻪ ،ﻭﻴﻘﺤﻤﻪ ﺒﻴﻥ ُﺃﺨﹶﺭ ﻻ
ﺘﺸﺎﻜﻠﻪ.
ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺃﻥ) ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ( ﻭ) ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ( ﻫﻤﺎ ﺃﻗـل
ﻼ ﻭﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺨﻠﻁﺎﹰ ،ﻭﺘﻔﻭﻕ) ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ( ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﹰ ،ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﻨﺤ ﹰ ﺍﻟﻨﺤل ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،ﻭﻴﻠﻴﻬﺎ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ،ﻭﻴﻔﻭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ .ﻭﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺭﻭﺍﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ -ﺘﻘﺭﻴﺒﹰﺎ -ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ ﻟﻡ ﻴـﺭ ِﻭ ﺍﻟﺒﻴﺘـﻴﻥ ":ﻭﻨﺤـﻥ
ﻥ ﺠﻴﺎﺩﻨﺎ"، ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﻭﻥ ...ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻜﻭﻥ ،"...ﻭﻗﺩﻡ ﺍﻟﺒﻴﺕ" ﻅﻌﺎﺌﻥ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺠﺸﻡ"ﻋﻠﻰ" ﻴ ﹸﻘ ﹾﺘ
ﻭﻫﻤﺎ ﺒﻌﻜﺱ ﻫﺫﺍ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ.
ﻭﻗﺩ ﹸﻨﺸِﺭ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ ﻓﻲ ﺩﻴﻭﺍﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺃﻴﻤـﻥ ﻤﻴـﺩﺍﻥ
ﻋﺎﻡ1413ﻫـ ،ﻭﻗﺎل ﺇﻨﻪ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﺸﺭﺡ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ).(1
) (1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ 99،ﻭ .307
107
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭ)ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ( ﺩﻭﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﻤﺅﻟـﻑ ،ﻤﺠﻬـﻭل
ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺘﺤﻭﻡ ﺤﻭﻟﻪ ﺸﻜﻭﻙ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻓﻤﺅﻟﻔﻪ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ" ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﺩﻨﻰ ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴـﻊ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﺠﺎل ،ﻓﻠﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ﻭﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ،ﻭﻻ ﻤـﻊ ﺍﻟﻠﻐـﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ ،ﻭﻻ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻤﻊ ﻤﺅﻟﻔﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻭﺠﺎﻤﻌﻲ ﺍﻟﺩﻭﺍﻭﻴﻥ").(1
ﻥ ﹶﺫ ﹶﻜﺭﻩ ﺍﺒ ﻭﺃﻗﺩﻡ ﻤ ﻥ ﺭﺸﻴﻕ )ﺕ463ﻫـ() ،(2ﺜﻡ ﺫﻜﺭﻩ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ
ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ) .(2ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﻨﻘل ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺃﺴﻨﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻬﻭل) ،(3ﻭﻗـﺩ ﺤـﺎﻭل ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﺴﺘﻴﻀﺎﺡ ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺍﻟﺯﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺠـﻭﺍﺩ
ﻻ ﺒﻤـﺎ ﻭﺭﺩ ﻓـﻲ ﺤﻭﺍﺸـﻴﻪ ﻤـﻥ ﺇﺸـﺎﺭﺓ ﺇﻨﻪ ُﺃﻟﱢﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ،ﻤﺴﺘﺩ ﹰ
ﺇﻟﻰ)ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ( ﻟﻠﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﻭ)ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻷﺩﺏ( ﻟﻠﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺸـﻲ ﻗـﺩ
ﻻ ﺒﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺯﻴﺩﺓ) ،(4ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﺃﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻲ ﻤﺴﺘﺩ ﹰ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ –ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،-ﻜﻤﺎ ﻫـﻲ ﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸـﻴﻌﺔ).(5
ﻭﺫﻫﺏ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 300ﻫـ ﺃﻭ ﻓـﻲ ﺃﻭل ﺍﻟﻘـﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒـﻊ،
ﻭﺍﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻤﻭﺭ ﺭﺒﻤﺎ ﻻ ﺘﺴﻠﻡ ﻟﻪ؛ ﻟﻌﺩﻡ ﺩﻗﺘﻬﺎ).(6
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻜﻠﻬﺎ ﻅﻨﻭﻥ ﻻ ﺘﻐﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺸﻴﺌﺎﹰ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺒﻨﹶﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﻜـﻡ
ﻋﻠﻤﻲ ﻴﻁﹾﻤﺄﻥ ﺇﻟﻰ ﺼﺤﺘﻪ ﺃﻭ ﺭﺠﺤﺎﻨﻪ.ﻭﻴﺯﻴﺩ ﺃﻤ ﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻏﻤﻭﻀﹰﺎ ﻭﺘﻌﻘﻴﺩﹰﺍ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓـﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻨﺴﺨﻪ ﻤﻥ ﻨﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺒﺎ ﺯﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒـﻲ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭﻱ ﺸﺭﺤﻪ ﺸﺭﺤﹰﺎ ﺒﺴﻴﻁﹰﺎ) .(7ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻥ ﻤﺅﻟﻔﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ ﺃﻴـﻭﺏ
)(1 )(2 )(3 )(4 )(5 )(6 )(7
ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ 584 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ 585،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ586 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻲ)ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ(.18/1 ، ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ .20/1 ، ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.24/1 ، ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.71/1 ،
108
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﺏ ﻫﺫﺍ ﺤﺎﻟﻪ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻨﻔﺭﺩ ﺒﻪ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯﻱ ﺜﻡ ﺍﻟﻌﻤﺭﻱ).(1ﻭﻜﺘﺎ
ﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻥ. ﺇﺫﺍ ﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎ ِ
ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻜﻠﻬﺎ
)ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ،ﻭﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ،ﻭﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ( ﻗﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ) ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ( ،ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻜﺄﻥ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺠﻤﻌﻭﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻴﺠﺩﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟﻤﻐﻤـﻭﺭﺓ،
ﻭﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻌﻭل ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻊ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻁﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ،ﻓـﻲ
ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻤﺎﻩ )ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻭﺃﺨﺒﺎﺭ ﺸﻌﺭﺍﺌﻬﺎ( .ﻭﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ،ﺴﻭﻯ ﺃﻨﻪ ﻗﺩﻡ" ﻨﺸﻕ ﺒﻬﺎ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻘﻭﻡ "...ﻋﻠﻰ" ﻜﺄﻥ ﺠﻤـﺎﺠﻡ ﺍﻷﺒﻁـﺎل،"...
ﻭﻫﻤﺎ ﺒﻌﻜﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ .ﻭﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﻫﻲ ":ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻨﺤﻤﻬـﻥ ﻓﻼ ﺒﻘﻴﻨﺎ"" ،ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺴﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ" ،"...ﺒﻐﺎﺓ ﻅﺎﻟﻤﻴﻥ."...
ﺒﻘﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻥ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﻭل ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ،
ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﺘﻤﺩﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﻨﻌﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﺒﻭ ﺯﻴـﺩ؛ ﻷﻨﻪ ﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻊ ﻜل ﻤﺎ ﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺸﺄﻨﻪ.
ﻭﻟﻡ ﺃﺠﺩ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻘﺼﺎﻫﺎ ﻜﺎﺴﺘﻘﺼﺎﺌﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﻋﻨﺩﻩ) (124ﺒﻴﺘﺎﹰ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺘﻪ ﺸﻲﺀ ﻤﻤﺎ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﺴﻭﻯ ﺒﻴﺕ ﻭﺍﺤﺩ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻫﻭ:
ﻭﺃﻨــﺎ ﺍﻟﺒــﺎﺫﻟﻭﻥ ﻟﻤﺠﺘــﺩﻴﻨﺎ
ﺒﺄﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﻭﻥ ﺒﻜـل ﻜﺤـل
ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺒﺏ ﻓﻭﺘﻪ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ -ﺨﺎﺼﺔ -ﻤﻥ ﺨﻠﻁ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ.
ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺸﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻴﻘل ﻋﻥ ﺴﺘﺔ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﺒﻴﺘﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ،ﻫـﻲ9، 7، 6، 4، 3) :
92، 88، 82، 77، 76، 72، 58، 57 ،56، 35 ،24، 23، 21، 17 ،11 ،10،
) (1ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ.586 ،
109
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
121، 120، 119، 117،118 ، 116، 115، 114 ،113 ،98 ،97، 95، 94،
.(123، 122،
ﻭﺃﻫﻡ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺸﻙ:
-1ﻜﻭﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺤﺎﺸﻴﺔ ﻀـﻌﻴﻔﺔ ﻋﻠـﻰ ﺒﻌـﺽ ﺃﺒﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ ،ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﺎﻨﻌﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﻁﱡﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﻴﺒﺎﻟﻐﻭﺍ ﻓﻴﻪ ،ﻜﺎﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ) ،(58 ، 57ﻓﻤﻀﻤﻭﻨﻬﻤﺎ ﻫﻭ
ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻗﺒﻠﻬﻤﺎ .ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ) ،(97 ، 95 ، 94 ، 93 ، 92 ،91ﻓﻘﺩ ﻨﺴﺠﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻨﻌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺘﺯﻴﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻭﺍل ﻗﻭﻟﻪ: ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻜﻭﻥ ﻟﻤﺎ ﺴـﺨﻁﻨﺎ
ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻵﺨـﺫﻭﻥ ﻟﻤـﺎ ﺭﻀـﻴﻨﺎ
ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻀﺎﻋﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺎﻜﻭﻥ ﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺭﺒﻤﺎ ﺘﻭﺴﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺯﻴﺩ ﻋ ﺒﺎﺩ: ﺒﺎﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ،ﻓﻴﺒﺎﻟﻐﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﻨﻜﺸﻑ ﺼﻨﻌﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌﻠﻭﺍ ﺒﺒﻴﺕ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﻗ ﺭﺒﺎ ﻤـﺭﺒﻁ ﺍﻟﻨﻌﺎﻤـﺔ ﻤﻨـﻲ
ﻟﻘﺤﺕ ﺤﺭﺏ ﻭﺍﺌل ﻋـﻥ ﺤﻴـﺎل
ﻓﻘﺩ ﻜﺭﺭﻭﻩ 44ﻤﺭﺓ ،ﻭﺯﺍﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜـﺔ)(1ﺤﺘـﻰ
ﻻ ﻤﻥ ﻜﻠﻴﺏ" ﺒﻠﻐﺕ ﻤﺌﺔ) ،(2ﻭﻓﻌﻠﻭﺍ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺒﺭﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻠﻬل ،ﻜﺭﺭﻭﺍ ":ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻴﺱ ﻋﺩ ﹰ
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺸﺭﻴﻥ ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ) ،(3ﻭﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﹶﺘ ﺯﻴـﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ،ﻜﻠﻪ ﺃﻭ ﺠﻠﻪ ،ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﺇﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻬﻠﻬل ﻤﺤﻤﻭل ﻋﻠﻴـﻪ) .(4ﻭﻟـﻡ ﺘﺯﺩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺩﻭﺀﺓ ﺒـ )ﺒﺄﻨﺎ( ﻋﻨﺩ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺒﺩﻭﺃﺓ ﺒﻨﺤﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻭﻥ
ﻓﻠﻡ ﺘﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ) ،(5ﻭﺯﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺴﺒﻌﺔ ﻤﺘﻭﺍﻟﻴـﺔ .ﻭﺒﻠﻐـﺕ
ﺼﺩﺭﻫﺎ "ﺒﺄﻱ ﻤﺸﻴﺌﺔ" ﺃﺭﺒﻌﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻭﺍﺤﺩ ﻋﻨﺩ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ،ﻟﻴﺱ ﺇﻻ .ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ) (1ﺍﻷﺼﻤﻌﻴﺎﺕ ،71 ،ﻭﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ.327 ، ) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺒﻨﻲ ﺒﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ.511 ، ) (3ﺍﻨﻅﺭ:ﺍﻷﻤﺎﻟﻲ ،ﻟﻠﻴﺯﻴﺩﻱ ﺹ)120ﻫﺎﻤﺵ( .ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻟﻡ ﺘﺯﺩ ﻓﻲ)ﺍﻷﺼﻤﻌﻴﺎﺕ 154،ﻭﻤﺎﺒﻌﺩﻫﺎ( ﻋﻠـﻰ ﺘﺴﻌﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ "ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻴﺱ ﻋﺩﻻ" ﺃﺼﻼﹰ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﻓﻲ)ﺃﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻴﺯﻴـﺩﻱ 117،ﻭﻤﺎﺒﻌـﺩﻫﺎ( ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ ﻭﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﺒﻴﺘﺎﹰ ،ﻭﻓﻲ)ﺃﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﻟﻲ 130/2،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ( ﺘﺴﻌﺔ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ. ) (4ﺴﺅﺍﻻﺕ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ ﻟﻸﺼﻤﻌﻲ.41 ، ) (5ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ 95 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭ .108
110
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺨﻠﻁ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺩﻭﺀﺓ ﺒـ)ﺒﺄﻨﺎ( ،ﻭﺍﻟﻤﺒﺩﻭﺀﺓ ﺒـ)ﻭﻨﺤﻥ( ،ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓﻲ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ،ﻭﻜﻭﻥ )ﺒﺄﻨﺎ() ،ﻭﻨﺤﻥ( ﻴﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻴﺤل ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻤﺤـل ﺍﻵﺨـﺭ ﺩﻭﻥ
ﺇﺨﻼل ﺒﺎﻟﻭﺯﻥ.
ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴل ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻴﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺨﻤﺭﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻨـﺕ ﻓـﻲ ﺍﻷﺼـل
ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻭﺜﻭﻕ ﺒﻬﺎ ،ﻓﺯﻴﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﺒﻌﺔ ،ﺨﻤﺴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﺘﻔﺭﺩ ﺒﻪ )ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ( ﺃﻭ ﺸﺎﺭﻜﻪ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ. -2ﻀﻌﻑ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ،ﻜﺎﻟﺒﻴﺕ):(72
ﺒﻨﺎﺭﻴﻨــﺎ ،ﻭﻜﻨــﺎ ﺍﻟﻤﻭﻗــﺩﻴﻨﺎ
ﺒﻨﺎ ﺍﻫﺘﺩﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﻤﻥ ﻤﻌـﺩ
ﻓـ"ﺒﻨﺎ ﺍﻫﺘﺩﺕ" ،ﻭ" ﺒﻨﺎﺭﻴﻨﺎ" ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻏﺎﻴﺘﻪ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺯﻥ ،ﻭ"ﻜﻨﺎ ﺍﻟﻤﻭﻗﺩﻴﻨﺎ" ﻓﻀﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻏﺎﻴﺘﻪ ﺒﻠﻭﻍ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﻋﻭل ﺍﻟﺼﺎﻨﻊ ﻓﻲ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﺼﻨﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﺩﺜـﺔ ﺨ ﺯﺍ ﺯﻯ) .(1ﻭﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻻ ﺘﻜﻔﻲ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻹﺨﻔـﺎﺀ ﻤﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻴﻭﻡ ﹶ
ﺃﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ.
ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ):(82
ﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﺨﻴل ﺩﺍﻤﻴـﺔ ﻜﻼﻫـﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋـﺩﺍﺀ ،ﻻﺤﻘـ ﹰﺔ ﺒﻁﻭﻨـﺎ
ﻓﻜﻭﻨﻬﺎ ﺩﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺸﺩﺓ ﻋﻁﺸﻬﺎ ﻭﻁﻭل ﺘﻀﻤﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻫـﺫﺍ ﻴﻐﻨـﻲ ﻋـﻥ "ﻻﺤﻘﺔ ﺒﻁﻭﻨﺎ"؛ ﻷﻨﻪ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ .ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻜﹸﻼ ﻭﺘﻨﻜﻴﺭ ﺍﻟﺒﻁﻭﻥ ﺃﺜـﺭﹰﺍ ﻤـﻥ ﺁﺜـﺎﺭ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﻏﺭﻀﻪ ﺒﻠﻭﻍ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ.
ﻭﻤﻥ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ،(24 ، 23 ) :ﻓﻘﺩ ﺨﺘﻤﺎ ﺒﻤﺼﺩﺭ ﻤﺅﻜﺩ ﺕ ﺒﻪ ﺠﻨﻭﻨﺎ"" ،ﻴﺭﻥ ...ﺭﻨﻴﻨﺎ" ،ﺠﻲﺀ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ .ﻭﺘـﻭﺍﻟﻲ ﺠ ِﻨ ﹾﻨ ﹸ ﻟﻌﺎﻤﻠﻪ " : ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻤﺩﻋﺎﺓ ﻟﻠﺸﻙ ﻓﻴﻬﻤﺎ.
) (1ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ.418/2 ،
111
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
-3ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻜﺎﻟﺒﻴﺕ) :(76ﻓﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤـﻊ ﻤﺎﻗﺒﻠـﻪ
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ ﺃﻥ ﻋﻜﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻊ ﺒﻜﺭ ﻭﺘﻐﻠﺏ ﻓﻲ ﻭﻗﻌﺔ ﺘﻠﻤﺢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ).(1ﻟﻡ ﺘﺸﻬﺩﻫﺎ ﻋﻙ. ﻭﺸﺘﺎﻥ ﻤﺎ ﻋﻙ ﻭﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﺎﻥ :ﻋﻙ ﻤﻥ ﻗﺒﺎﺌل ﺘﻬﺎﻤ ِﺔ ﺍﻟﻴﻤﻥِ ،ﻭﺒﻜﺭ ﻭﺘﻐﻠﺏ ﻨﺠﺩﻴﺘﺎﻥ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻠﻤﻨﺫﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺙ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﻌﺔ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺎﺌل ﺍﻟﻴﻤﻥ ﻭﺘﻬﺎﻤﺔ؛ﻓﻴﺭﺴﹶﻠﻬﺎ
ﻤﻌﻬﻤﺎ.
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﻴﺕ) (116ﻭﻋ ﺩﻩ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﻤﻤﺎ ﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ .ﻭﻗﺩ ﻴﻔﻬﻡ ﺍﻟﻤـﺭﺀ ﺃﻥ
ﺘﻤﻸ ﺘﻐﻠﺏ ﺍﻟﺒﺭ ﻓﻲ ﺸﻌﻭﺭ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻤﻘﺎﺒﻠ ﹰﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺫﺭ ﻓﻬﻤﻪ ﺃﻥ ﺘﻤﻸ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺴﻔﻨﺎﹰ ،ﻭﻫﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺒﺎﻟﺴﻔﻥ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺄﻨﻑ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻔﺨﺭ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ؟
-4ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺫﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﺠﺭﺅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻗﺒـل ﺍﻟﻤﻭﻟـﺩﻴﻥ ﻜﺜﻴـﺭﹰﺍ،
ﻜﺎﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﺍﻟﺒﻴﺕ) (4ﻓﻬﻭ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺸﻌﺭ ﺃﺒﻲ ﻨﻭﺍﺱ -ﺨﺎﺼﺔ -ﻤﻨﻪ ﺒﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ.
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﺭﺩ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺨﻤﺭﻴﺎﺘﻪ) ،(2ﻭﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ) .(115 ، 113ﻭﻟﻭ ﻋﻠﻡ ﻁﻪ ﺤﺴـﻴﻥ
ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﺼﻨﻭﻋﺔ ﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ":ﻓﺄﻨﺕ ﺇﺫﺍ ﻗﺭﺃﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ ﻼ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﺘﻜﺜﱠﺭ ﻭﺤﺩﻩ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻭﺭﺙ ﺍﻟﺘﻜﺜﺭ ﻭﺍﻟﻜﺫﺏ ﺴﺒﻁﻪ ﻋﻤـﺭﻭ ﺒـﻥ ﺭﺃﻴﺕ ﺃﻥ ﻤﻬﻠﻬ ﹰ ﻜﻠﺜﻭﻡ ،ﻓﻠﺴﻨﺎ ﻨﻌﺭﻑ ﻜﻠﻤﺔ ﺘﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﻐﻠﻭ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ
ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﻫﺫﻩ") ، (3ﻭﻻ ﺠﻌل ﻫﺫﺍ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺸﻜﻪ ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﻨﺴـﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟـﻰ ﻋﻤﺭﻭ.
-5ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻘﺤﻤﹰﺎ ﻗﻠﻘﹰﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻪ ،ﻤﻊ ﻋﺩﻡ ﺼﻼﺤﻴﺘﻪ ﻷﻥ ﻴﻨﻘل ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻊ
ﺁﺨﺭ ،ﻜﺎﻷﺒﻴﺎﺕ).(122 ، 117 ، 88 ، 77 ، 35 ،17
-6ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻨﺴﻭﺒﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﻊ ﺨﻠﻭ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﻭﺜﻭﻕ ﺒﻬـﺎ
ﻤﻨﻪ ،ﻜﺎﻟﺒﻴﺕ) (123ﻓﻬﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻨﺴﺒﻪ ﺃﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻨﺴﺒﻪ ﺇﻟﻴﻪ )(1ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ 44 :ﻭ 45ﻭ 46ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ) (2ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭﺍﻷﺴﻔﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻋﺸﻰ ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ.24 ، )(3ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ 166 ،
112
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ)(1؛ ﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻭﻗﺎﻓﻴﺘﻬﺎ .ﻭﻫﻭ ﻟﻔﺭﻭﺓ ﺒﻥ ﻤﺴﻴﻙ ﺍﻟﻤـﺭﺍﺩﻱ. ﺕ ﻗﺒﻴﻠﺘﹸﻪ ﻭﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ .ﺃﻤﺎ ﻓﺭﻭﺓ ﻓﻘﺩ ﻫ ِﺯ ﻤ ﹾ ﻤﺭﺍ ﺩ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻴﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﻟ ﺭﺯﻡ ،ﻭﻟﻡ ﺘﹸﻬﺯﻡ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺎﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ﻭﻴﻌﺘﺫﺭ ﻤﻨﻬﺎ).(2
ﻭﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ" :ﺼﺒﻨﺕ ﺍﻟﻜﺄﺱ ،"...ﻓﻘﺩ ﻨﺴﺒﻬﻤﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺇﻟـﻰ ﻋﻤـﺭﻭ ﺒـﻥ
ﻋﺩﻱ) ،(3ﻭﺠﺯﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺭﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل :ﺇﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺭﺒﻤﺎ "ﺤﺴﻥ ﺒﻬﻤﺎ ﻜﻼﻤﻪ ،ﻭﺍﺴﺘﺯﺍﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﺒﻴﺎﺘﻪ").(4
ﻭﻗﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻱ ﺒﻌﻴﺩ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺩﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﻋﻨـﺩ
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ .ﻭﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ﻤﻤﺎ ﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ،ﻭﻟﻴﺴﺎ ﺒﺩﻋﹰﺎ ﻤﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﺒﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻴﺩﺕ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ .ﺜﻡ ﺇﻥ ﺃﻭﺜﻕ ﻤﺼﺩﺭﻴﻥ ﻟﻠﻘﺼﻴﺩﺓ ﻟﻡ ﻴـﺭﺩﺍ ﻓﻴﻬﻤـﺎ ،ﻭﺇﻥ
ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ :ﺇﻥ" ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ﻴﺭﻭﻭﻨﻬﻤﺎ ﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﻔﻀل ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻨﻬﻤـﺎ ﻟﻌﻤـﺭﻭ ﺒـﻥ
ﻋﺩﻱ")(5؛ ﻓﺎﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻜﺎﻟﻤﻔﻀل ﻭﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺒﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻭل ﻋﻤﻥ ﻻ ﻴﺤﻘﻕ.
ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻤﺭﻭ ﻫﺫﻩ ﺒﺩﻋﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻜﻠﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺩﺨﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ ل ﺍﻟﺫﻱ ﺩﺨﻠﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻓﺎﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﻭﺤﺩﻴﺜﺎﹰ ،ﻭﺴﺄﻀﺭﺏ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤل ،ﻤﺜ ُ
ل ﺒﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﺤل ﺒﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤـﺭﻭ. ﺸ ﺒ ﻪ ﻤﺎ ﺤ ﱠ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻟﻴﺴﺘﺒﻴﻥ ﹶ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﺠل ﻤﻥ ﻜﻠﺏ ﺍﺴﻤﻪ ﺍﻤـﺭﺅ ﺍﻟﻘـﻴﺱ ﺒـﻥ
ﺴﺌﻠﻭﺍ :ﺒﻤﺎ ﺫﺍ ﺒﻜﻰ ﺍﺒﻥ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟـﺩﻴﺎﺭ؟ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ .ﻗﺎل ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﺴﺎﺌﺏ ":ﻓﺄﻋﺭﺍﺏ ﻜﻠﺏ ﺇﺫﺍ ﺃﻨﺸﺩﻭﺍ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﻭل":ﻗﻔﺎ ﻨﺒﻙ ﻤﻥ ﺫﻜﺭﻯ ﺤﺒﻴﺏ ﻭﻤﻨﺯل" ،ﻭﻴﻘﻭﻟـﻭﻥ ﺇﻥ
)(1 )(2 )(3 )(4 )(5
ﺍﻨﻅﺭ :ﺘﺨﺭﻴﺠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ.154، ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ،582/4 ،ﻭﻓﺭﺤﺔ ﺍﻷﺩﻴﺏ ،202 ،ﻭﺍﻟﺨﺯﺍﻨﺔ.115/4 ، ﺍﻨﻅﺭ ﺘﺨﺭﻴﺠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ 130 ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺭﺍﻥ.278/ ﻤﻥ ﺍﺴﻤﻪ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.49 ،
113
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺒﻘﻴﺘﻬﺎ ﻻﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ").(1ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ﺇﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺭﻭﻯ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺫﻜﺭ ﺃﻨﻬـﺎ
ﻤﻥ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ ،ﻭﺨﺎﻟﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﻭﺯﻋﻤﻭﺍ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﺘﺄﺒﻁ ﺸﺭﺍﹰ ،ﻫﻲ: ﻭ ِﻗ ﺭ ﺒ ِﺔ ﺃﻗﻭﺍﻡ ﺠﻌﻠﺕ ﻋﺼﺎﻤﻬﺎ
)(2
ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻫل ﻤﻨﻲ ﺫﻟﻭل ﻤ ﺭﺤل...
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ ،ﻓﻘﺎل ":ﻭﻴﻘﺎل ﺇﻥ
ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ ﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻙ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻌﻪ").(3ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻲ )(4
ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ 76ﺒﻴﺘﹰﺎ
ﻭﻫﻲ ﻓﻲ )ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ( .93
ﻭﻴﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻭﺜﻭﻕ ﺒﻪ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻤﻌﻠﻘـﺔ
ﻼ ﻋﻤﺭﻭ ﻫﻭ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﺃﻭﻻﹰ ،ﺜﻡ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ،ﻭﻤﺎ ﻋﺩﺍﻫﻤﺎ ﻓﺈﻨﻤﺎ ﻜـﺎﻥ ﻨـﺎﻗ ﹰ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﺯﺍﺌﺩﹰﺍ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻤﺎ ﻻ ﺘﺼﺢ ﻨﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ .ﻭﻴﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﺴﺎﻫﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺘﻘﺩﻤﺕ ﺍﻷﻴﺎﻡ ،ﻭﺘﻘل ﻋﻨﺎﻴﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭﻴﻨﺯﻋﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ،ﻓﻤﺎ ﺃﻓﺭﺩﻩ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﻭﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻤـﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺃﺩﺨﻠﻪ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ﺩﻭﻥ ﺘﻨﺒﻴﻪ ﻭﻻ ﺘﻤﻴﻴﺯ.
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﻁﺭﺩﹰﺍ ﻤﻊ ﺍﻟﺯﻤﻥ ،ﻓﺎﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﻼ ﻋـﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﻓـﺭﺩ ﺃﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺴﺘﺔ ،ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ ﺴﺒﻌﺔ )ﻓﻀـ ﹰ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ( ،ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﺸﺭ ،ﻭﺯﺍﺩ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﺭﺓ ﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ .ﻭﺜﻤـﺔ
ﺃﻤﺭ ﺁﺨﺭ ﻴﺘﺒﻴﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻓﻲ ﺼﻨﻴﻊ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺒﺭﻴـﺯﻱ ﻭﺍﻟﻨﺤـﺎﺱ ،ﻫـﻭ
ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﻡ ،ﻭﻭﻗﻭﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﺤ ﺩ ﻤﺎ ﺼﺤﺕ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﻘل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﻭﻱ ﻨﻔﺴﻪ .ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﻨﻅﺭ ﻨﻘﺩﻱ ﻟﻨﻔﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺒﻌـﺽ
ﻤﺎ ﺃﺩﺨﻠﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺘﺭﺩﺩﻭﺍ .ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺫﺭﻫﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻨﺤﺎﺓ ﻟﻐﻭﻴﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﻨﻘﺎﺩﹰﺍ ﻤﻬﺭﺓ ﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﺎ ﻴﺼﻨﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺘﺯﻴﺩﻴﻥ. ) (1ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﻨﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ.456، ) (2ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﺸﺭ.53 ، ) (3ﺴﺅﺍﻻﺕ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ ﻟﻸﺼﻤﻌﻲ.33 ، )(4ﺍﻨﻅﺭ :ﺸﺭﺡ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ .109 ،
114
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﺒل ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ،ﻭﺴـﻠﻡ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﺭﺘﻴﺎﺏ ،ﺤﺘﻰ ﺘﺴﺘﺒﻴﻥ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ.
ﻓﺼل ﻭﺘﺭﺘﻴﺏ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺯﺍﻤﹰﺎ –ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﹸﻗﺭﺭ ﺃﻥ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻥ -ﺃﻥ ﻨﺠﺘﻬـﺩ ﻓـﻲ
ﻼ ﺘﻘﺭﻴﺒﻴﺎﹰ ،ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟـﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﻟﻭ ﻓﺼ ﹰ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺃﻥ ﻨﺤﺎﻭل ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﻜل ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻟﻨـﺎ ﻤـﻥ ﺃﻭﺠـﻪ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ؛ ﻟﻨﺯﻴل –ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﻌﻨﺎ -ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻯ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﻨﹶﺴ ﺩ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺴﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ.
ﻼ ﺩﻗﻴﻘﹰﺎ ﺘﻁﻤﺌﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺇﻟﻰ ﺼﺤﺘﻪ ﻜل ﻭﺜﻤﺔ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﻓﺼ ﹰ
ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﺒﺄﻥ ﺒﻌﻀﹰﺎ ﻤﻥ ﻜﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺠﻤﻌﻪ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ،ﻭﺒﻌﻴﺩ
ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻪ ﻗﺼﻴﺩﺓ.
ﻭﻤﺭ ﺩ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻐﺭﺽ ،ﻭﺃﻨﻬﻤﺎ ﻗﻴﻠﺘﺎ ﻓـﻲ ﻤﻘـﺎﻤﻴﻥ ﺃﺜـﺎﺭﺍ ﻤﺸـﺎﻋﺭ
ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ؛ ﻓﺘﺸﺎﺒﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﻭﺃﻥ ﺒﻌﻀﹰﺎ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﺼﻠﺢ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ .ﺜﻡ ﺇﻥ ﺃﺒﻴﺎﺘـﹰﺎ ﻤـﻥ
ﻜﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺭﺒﻤﺎ ﺴﻘﻁﺕ ،ﻭﻟﻭ ﺒﻘﻴﺕ ﻟﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ؛ ﻟﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻤـﻥ
ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻴﻥ ،ﺃﻭ ﻟﺴﺩﺕ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﻗﺩ ﺘﺸﻜﻙ ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻔﺼل.
ﻭﻭﺠﻪ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ،ﻓﻔﻴﻬﻡ ﻤـﻥ ﺴ ﹾﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺭﺅﺒﺔ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺠﺎﺝ ﻋـﻥ ﻭﻟـﺩﻩ ﺘﻨﻘﺼﻪ ﺍﻟﺒﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ
ﻋﻘﺒﺔ ":ﻟﻴﺱ ﻟﺸﻌﺭﻩ ِﻗﺭﺍﻥ" "،ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻴﺸﺒﻪ ﺒﻌﻀﻪ ﺒﻌﻀﹰﺎ").(1
ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺃﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻤﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ،ﻓﺫﻫﺏ ﻴﻘ ﺩﺭﻩ ﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ
ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ،ﻤﻨﻪ ﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻜﺎﻥ ،ﻓﺄﺯﺍﻟﺘﻪ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻅﻥ ﻤﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻬﻪ .ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻋﺎﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺒﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺒﻤﺎ ﻗﻴﻠﺕ ﺒﻬﺎ ،ﹶﻓ ﹸ ﻼ ﺤﺎﺩﺜﹰﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺨﻠل ﺃﻨﺸﺌﺕ ﻋﻠﻴﻪ. ﺒﻬﺎ ﺨﻠ ﹰ
) (1ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.300 ،
115
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻼ ،ﻭﺩﻟﻴل ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﻴﻅﻬـﺭ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﻗﺩ ﻴﺴﺩﻩ ﺒﻴﺕ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ،ﺇﺫﺍ ﺍﻫﺘﺩﻯ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﻜﻬﺫﻩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ:
ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻜﻭﻥ ﻟﻤـﺎ ﺴـﺨﻁﻨﺎ،
ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻵﺨـﺫﻭﻥ ﻟﻤـﺎ ﺭﻀـﻴﻨﺎ
ﻭﻜﻨــﺎ ﺍﻷﻴﻤﻨــﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨــﺎ،
ـﺎ ـﻭ ﺃﺒﻴﻨـ ـﺭﻴﻥ ﺒﻨـ ـﺎﻥ ﺍﻷﻴﺴـ ﻭﻜـ
ﻓﺼﺎﻟﻭﺍ ﺼـﻭﻟﺔ ﻓـﻴﻤﻥ ﻴﻠـﻴﻬﻡ
ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺼﻭﻟﺔ ﻓـﻴﻤﻥ ﻴﻠﻴﻨـﺎ...
ﻙ ﻓـﻲ ﺃﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ ﺉﺸ ﻓﺎﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﻭل ﻤﻘﻁﻭﻉ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺫﻱ ﺒﻌﺩﻩ ،ﻭﻻ ﻴﺨﺎﻤﺭ ﺍﻟﻘﺎﺭ َ
ﺴﻘﻁﺎﹰ ،ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺃﺤﺩﺙ ﺍﻟﻔﺠﻭﺓ .ﻟﻜﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ)(1ﺭﺘﺒﻬﺎ ﻫﻜﺫﺍ: ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﺤﺎﺒﺴـﻭﻥ ﺒـﺫﻱ ُﺃ ﺭٍﺍﻁ
ﺠﻠﱠـﺔ ُﺍﻟﺨـﻭ ﺭ ﺍﻟـﺩﺭﻴﻨﺎ ﻑ ﺍﻟ ِ ﺴ ﱡ ﺘ
ﻭﻜﻨــﺎ ﺍﻷﻴﻤﻨــﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨــﺎ
ـﺎ ـﻭ ﺃﺒﻴﻨـ ـﺭﻴﻥ ﺒﻨـ ـﺎﻥ ﺍﻷﻴﺴـ ﻭﻜـ ﺝ
ﻁ ﻫﻭ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﻓـﻼ ﺴـﻘﻁ ﺇﺫﻥ، ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻭﻡ ﺫﻱ ُﺃ ﺭﺍ ٍ ﻓﻜﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻴﻘﻭل ﺇﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺤﺒﺴﻭﺍ ﺇﺒﻠﻬﻡ ﺼﺒﺭﹰﺍ ﻟﻠﻌﺩﻭ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨـﺔ
ﻭﻜﺎﻥ ﺒﻨﻭ ﻋﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺴﺭﺓ ،ﺜﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﺕ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﺏ ﻭﺍﻟﻨﻬﺏ ﻭﺃﺴﺭ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻓﺈﻥ ﺒﻴﺘﹰﺎ ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل" ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﺤﺎﺒﺴـﻭﻥ"،
ﻴ ﹾﺫﻜﹸ ﺭ ﺍﺴ ﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﻌﺔ -ﻴﺴﺩ ﺍﻟﻔﺠﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻷﻭل .ﻭﺫﻟﻙ ﻴﺩل
ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﺎ ﺃﺴﻘﻁﺘﻪ ﺫﻭﺍﻜﺭ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ.
ﻭﻻ ﻴﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ -ﻜﻤﺎ ﺘﺒﺩﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺼل ﻫـﺫﻩ -ﺃﻥ
ل ﺃﺒﻴﺎﺘﻬﺎ ﻤﺘﻼﺌﻡ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ .ﻭﻤـﺎ ﻗـﺩ ﺠﱡ ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ
ﺕ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺃﺒﻴﺎﺘﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﺒﻔﺠﻭﺍﺕ ﺤﺎﺩﺜﺔ؛ ﻓﺎﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻓﺨﺭﻴﺔ ،ﻭﻤﺜﻴﻼﺘﻬﺎ ﺘﺘﻐﻴﺎ- ﻅﻥ ﻓﺠﻭﺍ ٍ ﻴ ﹶ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ -ﺤﺸﺩ ﺍﻟﻤﺂﺜﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺘﻭﺨﻰ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺘﺼـﻨﻴﻔﹰﺎ ﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﹰﺎ ﺒﺤﻴـﺙ ) (1ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ.145،
116
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻴﺘﺸﺎﻜل ﻤﺎ ﻴﺘﻭﺍﻟﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﻨﻭﻉ ﺘﺸﺎﻜل .ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻲ -ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻋﺎﻁﻔﻴﹰﺎ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻴﹰﺎ -ﺭﺒﻤﺎ ﻴﻘﺒل
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﻀﻭﻴﺔ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻤﻁﺒﻭﻋـﹰﺎ ﻻ ﻴﺘـﺩﺒﺭ ﺸﻌﺭﻩ ،ﻭﻻ ﻴ ﻌ ﹶﻨﻰ ﺒﺈﺼﻼﺤﻪ ،ﻓﻜﻴﻑ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﺠﻠﻪ؟!
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺠل ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺘﻅﻬﺭ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻋﻼﺌﻕ ﻭﺍﻀﺤﺔ ،ﻭﺘﺭﺘﻴﺏ ﺃﻜﺜﺭﻫﺎ-ﻫﻨـﺎ-
ﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﺘﻔﻘﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺜﻭﻕ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺸﺭﺡ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ.ﻭﺍﻷﺼـل
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻭﺜﻭﻕ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺠل ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ؛ﻷﻥ ﺇﺨﻼل ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﺃﻤﺭ ﻴﻌﺭﺽ،
ﻭﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﹸﺘ ﺒﻘِﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ ﻜﻤﺎ ﺘﻠﻘﺘﻪ.
ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻫﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﺯﺍل
ﺸﺩﻩ .ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﺒﻬﺫﺍ؛ ﺇﺫ ﻨﻬﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﻟﻴﺱ ﻟﻬـﺎ ﻀـﺎﺒﻁ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃ ﹸ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﻴﻨﹾﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺒﻌﻜﺱ ﺒﺩﺍﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺒﻊ ﺴﻨﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻗل ﺘﻼﺅﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻭﺁﺨﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ،ﺒﺨـﻼﻑ
ﻭﺴﻁﻬﺎ .ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺨﻤﺭﻴﺔ ﺭﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ ﺍﻷﺼـل،
ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻐﺯﻟﻴﺔ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﺒﻴﺘﹰﺎ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻓﺠـﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ،ﺭﺒﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ .ﻭﻻ ﻴﺴـﺘﺒﻴﻥ
ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌﻠﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻘﺩﻤ ﹸﺔ ﻫﺫﻩ ﺨﻤﺭﻴ ﹰﺔ ،ﻭﻤﻘﺩﻤ ﹸﺔ ﺘﻠﻙ ﻏﺯﻟﻴ ﹰﺔ ،ﹶﻓﻠِﻡ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻷﻤـﺭ ﺒﻌﻜﺱ ﻫﺫﺍ؟
ﻫﺫﻩ ﺍﻋﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻗﺩ ﹶﺘﺭِﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻭﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻗﺭﻴﺒﹰﺎ :ﻓﻌﺩﻡ
ﺍﻟﺘﻼﺅﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺒﺒﻪ ﺴﻘﻭﻁ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻫﺘﺩﺍﺀ ﺇﻟـﻰ ﺘﺨﻠﻴﺹ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﺨﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻔﺠﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺸﺩﺓ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎل.
ﺼﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ .ﻓﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﻨﺤﻭ ﻋﺸـﺭﻴﻥ ﻭﻗﺼﺭ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻫﻭ ﺍﻷﺼل؛ ﻷﻨﻪ ﻴﻼﺌﻡ ِﻗ
ﺒﻴﺘﹰﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺯﻴﺩ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻌﺎﺩل ﺍﻟﺭﺒﻊ .ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻨﻅﺎﺌﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ).(1
) (1ﻜﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺤﻁﻴﺌﺔ" ﺃﻻ ﺁل ﻟﻴﻠﻰ ﺃﺯﻤﻌﻭﺍ ﺒﻘﻔﻭل" ،ﻭﻫﻲ 22ﺒﻴﺘﺎﹰ ،ﻤﻘـﺩﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﺯﻟﻴـﺔ ﺃﺭﺒﻌـﺔ ﺃﺒﻴـﺎﺕ. )ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ،(33،ﻭﻗﺼﻴﺩﺘﻪ" ﺃﻻ ﻁﺭﻗﺘﻨﺎ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻫﺠﺩﻭﺍ ﻫﻨﺩ" ﻏﺯﻟﻬﺎ ﺒﻴﺘﺎﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺨﻤﺴـﺔ ﻋﺸـﺭ ﺒﻴﺘـﹰﺎ) . ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ (95،ﻭﻻﻤﻴﺔ ﻁﻔﻴل ﺍﻟﻐﻨﻭﻱ" ﻫل ﺤﺒل ﺨﺭﻗﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺼﺭﻡ ﻤﻭﺼﻭل" ﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸـﺭﻭﻥ ﺒﻴﺘـﺎﹰ، ﻭﻏﺯﻟﻬﺎ ﺴﺘﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ).ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺏ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ، (239/2،ﺇﻟﺦ.
117
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻔﺠﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﻭﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﻓﻤﻌﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠـﺎﻫﻠﻲ
ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﻫﻼل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ":ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﺘﺼل ﺒﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻘﻠﻴل ﻓﻲ ﺃﺸﻌﺎﺭﻫﻡ").(1
ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺘﻘل ﻋﻤﺭﻭ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺩﺘﻴﻪ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻬﻴﺩ .ﻭﻟﻭ ﹸﻗﺩﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ
ﻜﻠﻬﺎ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ" ﻗﻔﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ "...ﻤﺎ ﺯﺍل ﺍﻹﺸﻜﺎل؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻡ
ﻼ ﺒﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ. ﻴﻜﻥ ﻤﺘﺼ ﹰ
ﻭﺜﻤﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﻘﺩﻤﺘﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻴﻬﻤﺎ ،ﺘﹸﺭﺠﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻁﻠﻊ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻏﺯﻟﻴﺎﹰ ،ﻭﻤﻁﻠﻊ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺨﻤﺭﻴﹰﺎ .ﻓﺎﻟﻐﺯل ﻭﻤﺎ ﺍﺸﺘﻤل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺘﻴﻥ ﻤﻼﺀﻤـﺔ ﻟﻤﻀـﻤﻭﻥ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟـﻰ
ﻭﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ .ﻓﻌﻤﺭﻭ ﺴﺎﺀﻩ ﺘﺤﻭل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ،ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻪ ﻤـﻥ ﺘﻘـﺩﻴﻡ ﺘﻐﻠـﺏ ﺤﺯﻨﻪ ﻤﻭﺕ ﻤﻥ ﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺘﻐﻠﺏ. ﻭﺇﻴﺜﺎﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﺨﻴﺭﻫﺎ ﻭﺍﻹﻴﺜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭ
ﻭﺘﻌﺒﻴﺭﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﻀﺏ ﻭﺍﻟﺤﺯﻥ -ﻭﺇﻥ ﻅﻬﺭ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻗﻭﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ؛ ﻟﺭﺩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ
ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﺤﻠﺯﺓ ﻓﺤﻁﻡ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ،ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺫﻟﻴﻠـﺔ ﻤ ﹶﻐﻠﱠﺒـﺔ، ﻴﺴﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ -ﻻ ﻴﻨﻔﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻨﻜﺴﺎﺭ ﻨﻔﺴﻲ ،ﻭﺤﺭﺝ ﺒﺎﻟﻎ ،ﻴﺯﻴـﺩﻫﻤﺎ ﺃﻥ
ﻁﻠﱠﺕ ﺩﻤﺎﺀ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻬﻡ ﻭﻗﺩ ﺼﺎﺭ ﺍﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﺨﺼﻤﹰﺎ ﻟﻬﺎ. ﺘﻐﻠﺏ ﹸ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺨﻤﺭﻴﺔ ﻓﺘﻼﺌﻡ ﻨﺸﻭﺓ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﺒﻌﺩ ﻗﺘل ﺍﻟﻤﻠﻙ .ﻭﻗﺩ ﺘﻘﺩﻡ
ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﻤﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.ﻭﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ: ـﺎ ﻭﺇﻨـﺎ ﺴـﻭﻑ ﺘـﺩﺭﻜﻨﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻴـ
ﻤﻘـــﺩﺭﺓ ﻟﻨـــﺎ ﻭﻤﻘـــﺩﺭﻴﻨﺎ ﺝ
ﻥ ﻋـﻥ ﻴﻼﺌﻡ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﺇﻗﺩﺍﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ ﺩﻭﻥ ﻭﺠل .ﻭﻫﻭ ﻴﺒِـﻴ
ﻋﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﺩﺍﻡ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻟﺔ ،ﻓﺎﻵﺠﺎل ﻤﻘﺩﺭﺓ ،ﻻ ﻴﺩﻨﻴﻬﺎ ﺇﻗﺩﺍﻡ ،ﻭﻻ ﻴﺅﺨﺭﻫﺎ ﺇﺤﺠﺎﻡ؛ ﻓﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ -ﺇﺫﻥ -ﺃﻥ ﻴﺘﺄﺨﺭ ﻋﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﺯﻩ ،ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺫﻟﺔ ﻋﻨـﻪ ،ﻜﻤـﺎ ﻗـﺎل ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ: ) (1ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻥ. 514،
118
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﻭﺕ ﺒـ ﺩ ﺝ
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
)(1
ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﺠﺒﺎﻨـﺎ
ﺝ
ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﻗﻭل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ -ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﻭﻨﻬﺎ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒـﻴﻥ ﺒﻜـﺭ
ﻭﺘﻐﻠﺏ :-ﺇﻥ ﻤﻁﻠﻌﻬﺎ"ﻗﻔﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ ﻴﺎ ﻅﻌﻴﻨﺎ" ،ﻭﻗﻭل ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺇﻥ ﻤﻁﻠﻌﻬـﺎ "ﺃﻻ ﻫﺒـﻲ ﺒﺼﺤﻨﻙ" ،ﻭﺇﻨﻬﺎ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻲ ﻗﺘل ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻫﻨﺩ.
ﻭﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﺎﻥ ﻟﻡ ﻴﻔﺎﺠﺌﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻨﺎ ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻭل ،ﻓﺄﻭﻻﻫﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺩﹰﺍ ﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ،ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺤﺎﺠـﺔ ﺇﻟـﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻁﻭل ،ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﻜﺎﻨﺕ ﺸﻤﺎﺘﺔ ﻭﺘﻘﺭﻴﻌﹰﺎ ﻻﻤﺭﺉ ﻗﺩ ﻗﻀﻰ؛ ﻓﻼ ﺘﺤﺘـﺎﺝ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ
ﺃﻁﻭل ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻤﺎ ﻫﻲ ،ﺇﻻ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﺎ ﻴﺴﺩ ﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻴﺎﺘﻬﺎ ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ،ﺃﻭ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺭﺽ.
ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻠﻨﺎﻅﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺘﻴﻥ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤـﺎ ﺭﻭﺤـﹰﺎ ﻏﻴـﺭ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ،ﻭﺒﻌـﺽ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨـﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ. ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﺭﻭﺤﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻁﺵ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺯ ،ﻭﻤﺎ ﺫﻜﺭﺕ ﻤﻥ ﺃﻴﺎﻡ ﺘﻐﻠﺏ ﺍﻟﻐﺎﺒﺭﺓ ﺇﻨﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ
ﺘﺩﻟﻴ ﹰ ﻼ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺇﺒﺎﺀ ﺍﻟﻀﻴﻡ ﻭﻗﻬﺭ ﻤﻥ ﺭﺍﻡ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﻋﺯﺓ ﺘﻐﻠﺏ ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤﻥ
ﻼ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﺴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻘﺼﻴﺩﺓ ﺃﻜﺜـﺭ ﻤـﻥ ﻜﺎﻥ .ﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﺴﺒﺒﺎﹰ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻜ ﹰ
ﺍﻵﺨﺭ.
)(1ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻁﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﺒﺸﺭﺡ ﺍﻟﻌﻜﺒﺭﻱ .241/4،
119
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
)(1
ﻗﻔﻲ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻔـﺭﻕ ﻴـﺎ ﻅﻌﻴﻨـﺎ
ﻨﺨﺒـــﺭﻙ ﺍﻟﻴﻘـــﻴﻥ ﻭﺘﺨﺒﺭﻴﻨـــﺎ
ﻗﻔﻲ ﻨﺴﺄﻟﻙ :ﻫل ﺃﺤﺩﺜﺕ ﺼﺭﻤﹰﺎ
ﻟﻭ ﺸﻙ ﺍﻟﺒـﻴﻥ؟ ﺃﻡ ﺨﻨـﺕ ﺍﻷﻤﻴﻨـﺎ
ﺒﻴﻭﻡ ﻜﺭﻴﻬـﺔ ﻀـﺭﺒﹰﺎ ﻭﻁﻌﻨـﹰﺎ
ﺃﻗــ ﺭ ﺒــﻪ ﻤﻭﺍﻟﻴــﻙ ﺍﻟﻌﻴﻭﻨــﺎ
ﻭﺇﻥ ﻏــﺩﹰﺍ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻴــﻭﻡ ﺭﻫــﻥ
ﻭﺒﻌــﺩ ﻏــ ٍﺩ ﺒﻤــﺎ ﻻ ﺘﻌﻠﻤﻴﻨــﺎ
ﻙ ﺇﺫﺍ ﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠـﻰ ﺨـﻼﺀ ﺘﺭﻴ
-ﻭﻗﺩ ﺃﻤﻨـﺕ ﻋﻴـﻭﻥ ﺍﻟﻜﺎﺸـﺤﻴﻨﺎ-
ﺫﺭﺍﻋﻲ ﻋﻴﻁـل ﺃﺩﻤـﺎ ﺀ ﺒﻜـﺭ
ﺘﺭﺒﻌــﺕ ﺍﻷﺠــﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﻨــﺎ
ﻕ ﺍﻟﻌـﺎﺝ ﺭﺨﺼـﹰﺎ ﺤﱢ ﻭﺜﺩﻴﹰﺎ ﻤﺜل
ﺤﺼــﺎﻨﹰﺎ ﻤــﻥ ﺃﻜــﻑ ﺍﻟﻼﻤﺴــﻴﻨﺎ
ﻭﻤﺘﻨﻲ ﻟﺩﻨـ ٍﺔ ﻁﺎﻟـﺕ ﻭﻻﻨـﺕ،
ﺭﻭﺍﺩﻓﻬــﺎ ﺘﻨــﻭﺀ ﺒﻤــﺎ ﻭﻟﻴﻨــﺎ
ﺕ ﺍﻟﺼـﺒﺎ ﻭﺍﺸـﺘﻘﺕ ﻟﻤـﺎ ﺘﺫﻜﺭ ﹸ
ﻼ ﺤــﺩﻴﻨﺎ ﺭﺃﻴــﺕ ﺤﻤﻭﻟﻬــﺎ ُﺃﺼــ ﹰ
ﻭﺃﻋﺭﻀﺕ ﺍﻟﻴﻤﺎﻤﺔ ﻭﺍﺸـﻤﺨﺭﺕ
ﻜﺄﺴـــﻴﺎﻑ ﺒﺄﻴـــﺩﻱ ﻤﺼـــﻠﺘﻴﻨﺎ
ﺕ ﻜﻭﺠـﺩﻱ ﺃﻡ ﺴـﻘﹾﺏ ﻓﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﹾ
ﺃﻀـــﻠﱠﺘﻪ ﻓﺭﺠﻌـــﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻨـــﺎ
ﻭﻻ ﺸﻤﻁﺎ ﺀ ﻟﻡ ﻴﺘـﺭﻙ ﺸـﻘﺎﻫﺎ
ﻟﻬــﺎ ﻤــﻥ ﺘﺴــﻌﺔ ﺇﻻ ﺠﻨﻴﻨــﺎ
ﺃﺒﺎ ﻫﻨﺩ ،ﻓـﻼ ﺘﻌﺠـل ﻋﻠﻴﻨـﺎ،
ﻭﺃﻨﻅﺭﻨـــﺎ ﻨﺨﺒـــﺭﻙ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨـــﺎ
ـﺎﺕ ﺒﻴﻀ ـﹰﺎ ـﻭﺭﺩ ﺍﻟﺭﺍﻴـ ـﺎ ﻨـ ﺒﺄﻨـ
ـﺎ ـﺩﺭ ﺭﻭﻴﻨـ ـﺭﹰﺍ ﻗـ ـﺩﺭﻫﻥ ﺤﻤـ ﻭﻨﺼـ
ﻭﺃﻴــﺎ ٍﻡ ﻟﻨــﺎ ﻏﹸــﺭ ﻁــﻭﺍل
ﻋﺼــﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻠــﻙ ﻓﻴﻬــﺎ ﺃﻥ ﻨــﺩﻴﻨﺎ
ﺨﺴـﻔﺎ ﺱ ﹶ ﻙ ﺴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻟ ﻤ ﹾﻠ
ﺃﺒﻴﻨــﺎ ﺃﻥ ﹸﻨﻘِــ ﺭ ﺍﻟﺨﺴــﻑ ﻓﻴﻨــﺎ
ﻭﺴــﻴﺩ ﻤﻌﺸــﺭ ﻗــﺩ ﺘ ﻭﺠــﻭﻩ
ـﺎ ﺤﺠﺭﻴﻨـ ـﻲ ﺍﻟ ﻤ ـﻙ ﻴﺤﻤـ ـﺎﺝ ﺍﻟﻤﻠـ ﺒﺘـ
ـﻪ ـل ﻋﺎﻜﻔـ ﹰﺔ ﻋﻠﻴـ ـﺎ ﺍﻟﺨﻴـ ﺘﺭﻜﻨـ
ﻤﻘﻠﱠـــﺩ ﹰﺓ ﺃﻋﻨﱠﺘﻬـــﺎ ﺼـــﻔﹸﻭﻨﺎ
) (1ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ؛ﻟﻤﺎ ﻨﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﻭﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ،ﻭﺯﺩﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻨﺭﺍﻩ ﺼﺤﻴﺤﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭﻭ.
120
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻥ ﻤﻨﱠـﺎ ﻭﻗﺩ ﻫﺭﺕ ﻜـﻼﺏ ﺍﻟﺠـ
ﻭﺸــ ﱠﺫ ﺒﻨــﺎ ﻗﺘــﺎﺩ ﹶﺓ ﻤــﻥ ﻴﻠﻴﻨــﺎ
ﻭ ِﺭ ﹾﺜﻨﺎ ﺍﻟﻤﺠﺩ ،ﻗﺩ ﻋﻠﻤﺕ ﻤﻌـ ﺩ،
ﻨﻁــﺎﻋﻥ ﺩﻭﻨــﻪ ﺤﺘــﻰ ﻴﺒﻴﻨــﺎ
ﻭﻨﺤﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤـﻲ ﱢﺨـ ﺭﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﻔﺎﺽ ﻨﻤﻨـﻊ ﻤـﻥ ﻴﻠﻴﻨـﺎ
ـﺩﻤﹰﺎ ـﺩﺍﺀ ﻗـ ـﻨﻬﻡ ﺍﻷﻋـ ـﺩﺍﻓﻊ ﻋـ ﻨـ
ﻭﻨﺤﻤــل ﻋــﻨﻬﻡ ﻤــﺎ ﺤﻤﻠﻭﻨــﺎ
ﻨﻁﺎﻋﻥ ﻤﺎ ﺘﺭﺍﺨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨـﺎ
ﻏﺸــﻴﻨﺎ ﻭﻨﻀــﺭﺏ ﺒﺎﻟﺴــﻴﻭﻑ ﺇﺫﺍ ﹸ
ﻥ ﻲ ﻟﹸـ ﺩ ٍ ﺴ ﻤﺭ ﻤﻥ ﻗﻨـﺎ ﺍﻟﺨﻁـ ﺒ
ـﺎ ﺽ ﻴﻌﺘﻠﻴﻨــ ـ ﻴ ٍ ـلَ ،ﺃﻭ ِﺒﺒِــ ﺫﻭﺍﺒــ
ﻨﺸﻕ ﺒﻬﺎ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻘـﻭﻡ ﺸـﻘًّﺎ
ـﺎ ـﺎﺏ ﻓﻴﺨﺘﻠﻴﻨــ ـﺎ ﺍﻟﺭﻗــ ﻭﻨﹸﺨﻠﻴﻬــ
ﺠﺩ ﺭﺅﻭﺴﻬﻡ ﻓـﻲ ﻏﻴـﺭ ﺒـ ﺭ ﹶﻨ
ﻓﻤــﺎ ﻴــﺩﺭﻭﻥ ﻤــﺎﺫﺍ ﻴﺘﻘﻭﻨــﺎ
ﺘﺨﺎل ﺠﻤﺎﺠﻡ ﺍﻷﺒﻁـﺎل ﻤـﻨﻬﻡ
ـﺎ ـﺎﻋﺯ ﻴﺭﺘﻤﻴﻨــ ـﻭﻗﹰﺎ ﺒﺎﻷﻤــ ﻭﺴــ
ﻥ ﺴــﻴﻭﻓﻨﺎ ﻓﻴﻨــﺎ ﻭﻓــﻴﻬﻡ ﻜــﺄ
ﻕ ﺒﺄﻴـــﺩﻱ ﻻﻋﺒﻴﻨـــﺎ ﻤﺨـــﺎﺭﻴ ﹲ
ﻥ ﺜﻴﺎﺒﻨــﺎ ﻤﻨﱠــﺎ ﻭﻤــﻨﻬﻡ ﻜــﺄ
ﻥ ﺃﻭ ﻁﹸﻠﻴﻨــﺎ ﺨﻀِــﺒﻥ ﺒــﺄُﺭﺠﻭﺍ ٍ ﹸ
ﻲ ﺒﺎﻹﺴـﻨﺎﻑ ﻗـﻭﻡ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻋـ
ﻤــﻥ ﺍﻟﻬــﻭل ﺍﻟﻤﺸــﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨــﺎ
ل ﺭﻫـﻭ ﹶﺓ ﺫﺍﺕ ﺤـ ﺩ ﻨﺼﺒﻨﺎ ﻤﺜﹾـ َ
ﻤﺤﺎﻓﻅـــﺔﹰ ،ﻭﻜﻨـــﺎ ﺍﻟﺴـــﺎﺒﻘﻴﻨﺎ
ﺒﻔﺘﻴﺎﻥ ﻴـﺭﻭﻥ ﺍﻟﻘﺘـل ﻤﺠـﺩﺍ ً،
ـﺎ ـﺭﻭﺏ ﻤﺠﺭﺒﻴﻨـ ـﻲ ﺍﻟﺤـ ﺏ ﻓـ ـﻴ ٍ ﺸـ ﻭِ
ﻴﺩﻫﺩﻭﻥ ﺍﻟﺭﺅﻭﺱ ﻜﻤﺎ ﺘﹸﺩﻫـﺩﻱ
ـﺎ ـﺎ ﺍﻟﻜﹸﺭﻴﻨــ ـﺯﺍﻭﺭ ﹲﺓ ﺒﺄﺒﻁﺤﻬــ ﺤــ
ـﻡ ﺠﻤﻴﻌ ـﹰﺎ ـﺎﺱ ﻜﻠﻬـ ـﺩﻴﺎ ﺍﻟﻨـ ﺤـ
ﻤﻘﺎﺭﻋــ ﹰﺔ ﺒﻨــﻴﻬﻡ ﻋــﻥ ﺒﻨﻴﻨــﺎ
ﻓﺄﻤــﺎ ﻴــﻭﻡ ﺨﺸــﻴﺘﻨﺎ ﻋﻠــﻴﻬﻡ
ﻋﺼــﺒﹰﺎ ﹸﺜﺒِﻴﻨــﺎ ﻓﺘﺼــﺒﺢ ﺨﻴﻠﻨــﺎ
ﻭﺃﻤﺎ ﻴـﻭﻡ ﻻ ﻨﺨﺸـﻰ ﻋﻠـﻴﻬﻡ
ﻓﻨﺼـــﺒﺢ ﻏـــﺎﺭ ﹰﺓ ﻤﺘﻠﺒﺒﻴﻨـــﺎ
ﺠﺸﹶﻡ ﺒـﻥ ﺒﻜـﺭ ﺱ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺒﺭﺃ ٍ
ﻕ ﺒــﻪ ﺍﻟﺴــﻬﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺯﻭﻨــﺎ ﻨــﺩ ﱡ
ﺝ
ﺝ
ﻤﺘﻰ ﻨﻨﻘل ﺇﻟـﻰ ﻗـﻭﻡ ﺭﺤﺎﻨـﺎ
ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻓـﻲ ﺍﻟﻠﻘـﺎﺀ ﻟﻬـﺎ ﻁﺤﻴﻨـﺎ
ـﺩ ﻲ ﻨﺠـ ـﺭﻗ ـﺎ ﺸـ ـﻭﻥ ﺜِﻔﺎﻟﹸﻬـ ﻴﻜـ
ـﺎ ـﺎﻋ ﹶﺔ ﺃﺠﻤﻌﻴﻨــ ـﺎ ﻗﻀــ ﻭﻟﹸﻬﻭﺘﻬــ ﺝ
121
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﻭﻨﺤﻥ ﻏﺩﺍﺓ ﺃﻭﻗﺩ ﻓﻲ ﺨﹶـﺯﺍﺯﻯ
ﺭﻓــﺩﻨﺎ ﻓــﻭﻕ ﺭﻓــﺩ ﺍﻟﺭﺍﻓــﺩﻴﻨﺎ
ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﺤﺎﺒﺴﻭﻥ ﺒﺫﻱ ﺃُﺭﺍﻁـﻰ
ﺠﻠﱠــﺔ ﺍﻟﺨﹸــﻭ ﺭ ﺍﻟــ ﺩﺭِﻴﻨﺎ ﻑ ﺍﻟ ِ ﺘﺴــ ﱡ
ـﺎ ـﺎﻜﻤﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﺃُﻁﻌﻨـ ـﻥ ﺍﻟﺤـ ﻭﻨﺤـ
ﻭﻨﺤــﻥ ﺍﻟﻌــﺎﺯﻤﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﺼــﻴﻨﺎ
ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻜﻭﻥ ﻟﻤـﺎ ﺴـﺨﻁﻨﺎ
ﻭﻨﺤــﻥ ﺍﻵﺨــﺫﻭﻥ ﻟﻤــﺎ ﺭﻀــﻴﻨﺎ
ﺝ
ﻭﻜﻨــﺎ ﺍﻷﻴﻤﻨــﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨــﺎ
ﻭﻜــﺎﻥ ﺍﻷﻴﺴــﺭﻴﻥ ﺒﻨــﻭ ﺃﺒﻴﻨــﺎ
ﻓﺼﺎﻟﻭﺍ ﺼـﻭﻟﺔ ﻓـﻴﻤﻥ ﻴﻠـﻴﻬﻡ
ﻭﺼــﻠﻨﺎ ﺼــﻭﻟﺔ ﻓــﻴﻤﻥ ﻴﻠﻴﻨــﺎ
ﺝ
ﻓــﺂﺒﻭ ﺒﺎﻟﻨﱢﻬــﺎﺏ ﻭﺒﺎﻟﺴــﺒﺎﻴﺎ
ﻭُﺃﺒﻨـــﺎ ﺒـــﺎﻟﻤﻠﻭﻙ ﻤﺼـــﻔﱠﺩﻴﻨﺎ
ﺇﻟﻴﻜﻡ ﻴـﺎ ﺒﻨـﻲ ﺒﻜـﺭ ،ﺇﻟـﻴﻜﻡ!
ﺃَﻟـــﻤﺎ ﺘﻌﻠﻤــﻭﺍ ﻤﻨــﺎ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨــﺎ؟
ـﻨﻜﻡ ـﺎ ﻭﻤـ ـﻭﺍ ﻤﻨـ ــﻤﺎ ﺘﻌﻠﻤـ ﺃﻟـ
ﻥ ﻭﻴﺭﺘﻤﻴﻨـــﺎ؟ ﻜﺘﺎﺌـــﺏ ﻴﻁﱠﻌـــ
ﺏ ﺍﻟﻴﻤـﺎﻨﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟ ﺒﻴﺽ ﻭﺍﻟ ﻴﻠﹶـ
ﻭﺃﺴـــﻴﺎﻑ ﻴﻘﻤـــﻥ ﻭﻴﻨﺤﻨﻴﻨـــﺎ
ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﻜــل ﺴــﺎﺒﻐﺔ ﺩﻻﺹ
ﺘﺭﻯ ﻓـﻭﻕ ﺍﻟﻨﱢﺠـﺎﺩ ﻟﻬـﺎ ﻏﹸﻀـﻭﻨﺎ
ﺇﺫﺍ ﻭﻀﻌﺕ ﻋﻥ ﺍﻷﺒﻁﺎل ﻴﻭﻤـﹰﺎ
ـﺎ ـﻭﻡ ﺠﻭﻨـ ـﻭﺩ ﺍﻟﻘـ ـﺎ ﺠﻠـ ﺕ ﻟﻬـ ﺭﺃﻴـ ﹶ
ﻥ ﻏﹸﻀـﻭﻨﻬﻥ ﻤﺘـﻭﻥ ﻏﹸـ ﺩ ٍﺭ ﻜﺄ
ﺘﺼــﻔﱢﻘﻬﺎ ﺍﻟﺭﻴــﺎﺡ ﺇﺫﺍ ﺠﺭﻴﻨــﺎ
ﻭﺘﺤﻤﻠﻨﺎ ﻏـﺩﺍﺓ ﺍﻟـﺭﻭﻉ ﺠـ ﺭ ﺩ
ﻋــ ِﺭﻓﹾﻥ ﻟﻨــﺎ ﻨﻘﺎﺌــﺫ ﻭﺍﻓﺘﻠﻴﻨــﺎ
ﻭﺭﺜﻨﺎﻫﻥ ﻋـﻥ ﺁﺒـﺎﺀ ﺼـﺩﻕ
ﻭﻨﻭﺭﺜﻬـــﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺘﻨـــﺎ ﺒﻨﻴﻨـــﺎ
ﻭﻗﺩ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل -ﻏﻴـﺭ ﻓﺨـﺭ
ﺏ ﺒﺄﺒﻁﺤﻬـــﺎ ﺒﻨﻴﻨـــﺎ- ﺇﺫﺍ ﹸﻗﺒـــ
ﺒﺄﻨــﺎ ﺍﻟﻤﻨﻌﻤــﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻗــﺩﺭﻨﺎ
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻠﻜــــﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﺃُﺘﻴﻨــــﺎ
ـﺎ ﺒﺤﺒــل ـﺩ ﻗﺭﻴﻨﺘﻨـ ـﻰ ﻨﻌﻘـ ﻤﺘـ
ﺹ ﺍﻟﻘﺭﻴﻨــﺎ ﺘﺠــ ﱠﺫ ﺍﻟﺤﺒــل ﺃﻭ ﹶﺘﻘﹾــ ِ
ﺝ
ﺝ
ﺝ
ﺝ
ﻭﻨﻭﺠ ﺩ ﻨﺤـﻥ ﺃﻤـﻨﻌﻬﻡ ﺫِﻤـﺎﺭﹰﺍ
ﻭﺃﻭﻓـــﺎﻫﻡ ﺇﺫﺍ ﻋﻘـــﺩﻭﺍ ﻴﻤﻴﻨـــﺎ
ـﺎ ـﺎﺡ ﻋﻨـ ـﻲ ﺍﻟﻁﻤـ ـﻎ ﺒﻨـ ﺃﻻ ﺃﺒﻠـ
ﻭ ﺩﻋﻤﻴــﺎ ،ﻓﻜﻴــﻑ ﻭﺠــﺩﺘﻤﻭﻨﺎ؟
ﻨﺯﻟﺘﻡ ﻤﻨـﺯل ﺍﻷﻀـﻴﺎﻑ ﻤﻨـﺎ
ﺠﻠﹾﻨــﺎ ﺍﻟﻘِــﺭﻯ ﺃﻥ ﺘﺸــﺘﹸﻤﻭﻨﺎ ﻓﻌ
ﻗﺭﻴﻨــﺎﻜﻡ ﻓﻌﺠﻠﻨــﺎ ﻗِــﺭﺍﻜﻡ،
ﻗﺒﻴــل ﺍﻟﺼــﺒﺢ ﻤِــﺭﺍﺩ ﹰﺓ ﻁﺤﻭﻨــﺎ
ﺝ
ﺝ
ﺝ
122
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﺝ
ـﺭﺍﻡ ـﻴﺽ ﻜـ ـﺎ ﺒـ ـﻰ ﺁﺜﺎﺭﻨـ ﻋﻠـ
ﺘﺤــﺎﺫﺭ ﺃﻥ ﺘﻔــﺎﺭﻕ ﺃﻭ ﺘﻬﻭﻨــﺎ
ﻥ ﺒﻜﹾـ ٍﺭ ﺸ ﻡ ﺒ ِ ﺠﹶ ﻥ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﻅﻌﺎﺌ
ﺨﹶﻠﻁﹾــﻥ ﺒﻤﻴﺴــﻡ ﺤﺴــﺒﹰﺎ ﻭﺩﻴﻨــﺎ ﹶ
ﺃﺨﺫﻥ ﻋﻠـﻰ ﺒﻌـﻭﻟﺘﻬﻥ ﻋﻬـﺩﹰﺍ
ـﺎ ـﻭﺍﺭﺱ ﻤﻌﻠﻤﻴﻨــ ـﻭﺍ ﻓــ ﺇﺫﺍ ﻻﻗﹶــ ﺝ
ﻥ ﺃﺒــﺩﺍﻨﹰﺎ ﻭ ﺒﻴﻀــﹰﺎ ﻟﻴﺴــﺘﻠﺒ
ﻭﺃﺴــﺭﻯ ﻓــﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴــﺩ ﻤ ﹶﻘﻨﱠﻌﻴﻨــﺎ
ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺭﺤﻥ ﻴﻤﺸـﻴﻥ ﺍﻟﻬـ ﻭ ﻴﻨﹶﻰ
ﻜﻤﺎ ﺍﻀـﻁﺭﺒﺕ ﻤﺘـﻭﻥ ﺍﻟﺸـﺎﺭﺒﻴﻨﺎ ﺝ
ـﺘﻡ ـﻥ :ﻟﺴـ ـﺎ ﻭﻴﻘﻠـ ـﺘﻥ ﺠﻴﺎﺩﻨـ ﻴﻘـ
ﺒﻌﻭﻟﺘﻨـــﺎ ﺇﻥ ﻟـــﻡ ﺘﻤﻨﻌﻭﻨـــﺎ
ﺏ ل ﻀـ ﺭ ٍ ﻭﻤﺎ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻅﻌﺎﺌﻥ ﻤﺜ ُ
ﺘــﺭﻯ ﻤﻨــﻪ ﺍﻟﺴــﻭﺍﻋﺩ ﻜﺎﻟ ﹸﻘﻠِﻴﻨــﺎ
ﺝ
123
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ
ﺃﻻ ﻫﺒﻲ ﺒﺼﺤﻨﻙ ﻓﺎﺼـﺒﺤﻴﻨﺎ
ﻭﻻ ﺘﺒﻘــﻲ ﺨﻤــﻭﺭ ﺍﻷﻨــﺩﺭﻴﻨﺎ
ﺹ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﺸﻌﺸﻌ ﹰﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤـ
ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻟﻤـﺎﺀ ﺨﺎﻟﻁﻬـﺎ ﺴـﺨﻴﻨﺎ
ﺘﺠﻭﺭ ﺒﺫﻱ ﺍﻟﻠﱡﺒﺎﻨﺔ ﻋﻥ ﻫـﻭﺍﻩ
ﺇﺫﺍ ﻤﺎﺫﺍﻗﻬــﺎ ﺤﺘــﻰ ﻴﻠﻴﻨــﺎ
ﺘﺭﻯ ﺍﻟﱠﻠﺤِﺯ ﺍﻟﺸﺤﻴﺢ ﺇﺫﺍ ُﺃ ِﻤﺭﺕ
ﻋﻠﻴــﻪ ﻟﻤﺎﻟــﻪ ﻓﻴﻬــﺎ ﻤ ِﻬﻴﻨــﺎ
ﻭﺇﻨﱠﺎ ﺴـﻭﻑ ﺘـﺩﺭﻜﻨﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻴـﺎ
ﻤﻘـــﺩﺭ ﹰﺓ ﻟﻨـــﺎ ﻭﻤﻘـــﺩﺭﻴﻨﺎ
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻀﻐﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻀﻐﻥ ﻴﺒﺩﻭ
ﻋﻠﻴﻙ ،ﻭﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟـﺩﺍﺀ ﺍﻟـﺩﻓﻴﻨﺎ
ﺒﺄﻱ ﻤﺸﻴﺌﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒـﻥ ﻫﻨـﺩ
ﺨ ﹾﻠ ِﻔﻜـﻡ ﻓﻴﻬـﺎ ﻗﻁﻴﻨـﺎ؟ ﻨﻜﻭﻥ ﻟ ﹶ
ﺕ ﻓﻲ ﺠﺸﻡ ﺒﻥ ﺒﻜـﺭ ﺤﺩﺜ ﹶ ﻓﻬل
ﺒﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﺨﻁـﻭﺏ ﺍﻷﻭﻟﻴﻨـﺎ؟
ﻭﺭﺜﻨﺎ ﻤﺠﺩ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﺒﻥ ﺴـﻴﻑ
ﺃﺒﺎﺡ ﻟﻨﺎ ﺤﺼﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠـﺩ ﺩﻴﻨـﺎ
ﻼ ﻭﺍﻟﺨﻴـ ﺭ ﻤﻨـﻪ ﺕ ﻤ ﻬ ﹾﻠ ِﻬ ﹰ ﻭﺭﺜ ﹸ
ﺯﻫﻴﺭﺍﹰ ،ﻨﻌﻡ ﺫﺨـ ﺭ ﺍﻟـﺫﺍﺨﺭﻴﻨﺎ
ﻭﻋﺘﱠﺎﺒــﹰﺎ ﻭﻜﻠﺜﻭﻤــﹰﺎ ﺠﻤﻴﻌــﹰﺎ
ـﺎ ـﺭﺍﺙ ﺍﻷﻜﺭﻤﻴﻨـ ـﺎ ﺘـ ـﻡ ﻨﻠﻨـ ﺒﻬـ
ﺕ ﻋﻨـﻪ، ﺤﺩﺜ ﹶ ﻭﺫﺍ ﺍﻟ ﺒﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ
ﺤﺠﺭﻴﻨـﺎ ﺤﻤﻰ ﻭ ﹶﻨﺤﻤـﻲ ﺍﻟ ﻤ ﺒﻪ ﹸﻨ
ﺏ ﻭﻤﻨﱠﺎ ﻗﺒﻠـﻪ ﺍﻟﺴـﺎﻋﻲ ﻜﻠﻴـ
ـﺎ؟ ـﺩ ﻭﻟﻴﻨـ ـﺩ ﺇﻻ ﻗـ ﻱ ﺍﻟﻤﺠـ ـﺄ ﻓـ
ـﺩﹰﺍ! ـﺩﻨﺎ ،ﺭﻭﻴـ ـﺩﺩﻨﺎ ﻭﺃﻭﻋـ ﺘﻬـ
ـﺎ؟ ـﻙ ﻤ ﹾﻘﺘﹶﻭﻴﻨـ ـﺎ ﻷﻤـ ـﻰ ﻜﻨـ ﻤﺘـ
ﻥ ﻗﻨﺎﺘﻨﺎ -ﻴﺎ ﻋﻤﺭﻭ -ﺃﻋﻴـﺕ ﻓﺈ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋـﺩﺍﺀ ﻗﺒﻠـﻙ ﺃﻥ ﺘﻠﻴﻨـﺎ
ﺽ ﺍﻟﺜﱠﻘﺎﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﺸﻤﺄﺯﺕ ﺇﺫﺍ ﻋ
ﻋﺸﹶــ ﻭﺯﻨ ﹰﺔ ﺯﺒﻭﻨــﺎ ﻭﻭﻟﱠﺘــﻪ
ﻋﺸﻭﺯﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻘﻠﺒـﺕ ﺃﺭﻨﱠـﺕ
ـﺎ ـﻑ ﻭﺍﻟﺠﺒﻴﻨـ ـﺎ ﺍﻟﻤﺜ ﱢﻘـ ﻕ ﻗﻔـ ـﺩ ﱡ ﺘـ
ﺃﻻ ﻻ ﻴﺠﻬﻠــﻥ ﺃﺤــ ﺩ ﻋﻠﻴﻨــﺎ
ل ﻓﻭﻕ ﺠﻬـل ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻨـﺎ ﻓﻨﺠﻬ َ
ﺝ
ﺝ
124
ﺝ
ﺝ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺒﺤﺙ
-1ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭﺍﻷﺴﻔﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻋﺸﻰ ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ .ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻴﻥ .ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.1972 ، -2ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ1398 ،ﻫـ.
-3ﺍﻷﺼﻤﻌﻴـﺎﺕ .ﺃﺒﻭ ﺴﻌﻴـﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺒﻥ ﻗﺭﻴﺏ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﺤﻤـﺩ ﻤﺤﻤـﺩ ﺸﺎﻜﺭ ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ.
-4ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ .ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺭﺝ ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ .ﻁ ﺍﻟﺴﺎﺴﻲ. -5ﺍﻷﻤﺎﻟﻲ .ﺍﻟﻴﺯﻴﺩﻱ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻔﻜﺭ .ﻁ 2؛ 1404ﻫـ 1984 -ﻡ.
-6ﺍﻷﻤﺎﻟﻲ .ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﻟﻲ .ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﺍﻟﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻤﻴﺭﻴﺔ1324،ﻫـ.
-7ﺇﻨﺒﺎﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﺒﺎﻩ ﺍﻟﻨﺤﺎﻩ .ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻘﻔﻁﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤـﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ .ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ1973 ،ﻡ.
-8ﺍﻟﺒﺭﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺠﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻭﻻﻥ .ﺃﺒﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺒﺤـﺭ ﺍﻟﺠـﺎﺤﻅ. ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺭﺴﻲ ﺍﻟﺨﻭﻟﻲ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ .ﻁ1؛1392ﻫـ1972-ﻡ.
-9ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﻩ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﻩ .ﺠﻼل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺍﻟﺴـﻴﻭﻁﻲ .ﺒﻴـﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ.
-10ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ .ﺠﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﻼل1957 ،ﻡ. -11ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ .ﻜﺎﺭﻟﻭﻨﺎﻟﻴﻨﻭ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ،ﻁ.2
-12ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ .ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺕ .ﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌـﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸـﺭﻭﻥ).ﻤـﻥ ﺩﻭﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ(.
-13ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ .ﻋﻤﺭ ﻓﺭﻭﺥ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻠﻤﻼﻴﻴﻥ. -14ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ .ﺤﺘﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ .ﻨﺠﻴﺏ ﻤﺤﻤـﺩ ﺍﻟﺒﻬﺒﻴﺘـﻲ. ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭﺍﻟﻔﻜﺭ.ﻁ4؛1970ﻡ.
125
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
-15ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸـﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌـﺭﺏ .ﺃﺒـﻭ ﺯﻴـﺩ ﻤﺤﻤـﺩ ﺒـﻥ ﺃﺒـﻲ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ ﺍﻟﻘﺭﺸـﻲ. ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭﺒﻴﺭﻭﺕ1398،ﻫـ.
-16ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ.ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ ﺃﺒـﻲ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻲ .ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ :ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ ﺴـﻌﻭﺩ
.ﻁ1؛1399ﻫـ1979-ﻡ.
-17ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺃﻨﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ .ﺍﺒﻥ ﺤﺯﻡ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﻫـﺎﺭﻭﻥ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ.ﻁ.5
-18ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻷﺭﺒﻌﺎﺀ.ﻁﻪ ﺤﺴﻴﻥ .ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ .ﻁ2؛.1974 -19ﺨﺯﺍﻨﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻟﺏ ﻟﺒﺎﺏ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ .ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻨﺠﻲ.
-20ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ .ﻴﻭﺴﻑ ﺨﻠﻴﻑ .ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﺩﺍﺭ ﻏﺭﻴﺏ1981 ،ﻡ.
-21ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺃﺒـﻲ ﺍﻟﻁﻴـﺏ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒـﻲ ﺒﺸـﺭﺡ ﺍﻟﻌﻜﺒـﺭﻱ.ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻤﺼـﻁﻔﻰ ﺍﻟﺴـﻘﺎﺀ ﻭﺁﺨﺭﻴﻥ.ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ. -22ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺒﻨﻲ ﺒﻜﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ .ﺠﻤـﻊ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴـﺯ ﻨﺒـﻭﻱ .ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﺀ.ﻁ1؛1410ﻫـ1989-ﻡ.
-23ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻥ ﺜﺎﺒﺕ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺒﻴﺭﻭﺕ1398.ﻫـ1978-ﻡ.
-24ﺩﻴــﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻁﻴﺌــﺔ.ﺘﺤﻘﻴــﻕ ﻨﻌﻤــﺎﻥ ﻤﺤﻤــﺩ ﺃﻤــﻴﻥ ﻁــﻪ .ﺍﻟﻘــﺎﻫﺭﺓ:ﻤﻜﺘﺒــﺔ ﺍﻟﺨﺎﻨﺠﻲ.ﻁ1؛1987-1407ﻡ.
-25ﺩﻴﻭﺍﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ .ﺼﻨﻌﺔ ﻋﻠـﻲ ﺃﺒـﻭ ﺯﻴـﺩ .ﺩﻤﺸـﻕ :ﺩﺍﺭ ﺴـﻌﺩ ﺍﻟـﺩﻴﻥ. ﻁ1؛1412ﻫـ1991-ﻡ.
-26ﺩﻴﻭﺍﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻴﻤﻥ ﻤﻴﺩﺍﻥ .ﺠﺩﺓ:ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ. ﻁ؛1413ﻫـ1992-ﻡ.
-27ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ .ﺃﺒﻭ ﻫﻼل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ.
126
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
-28ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺭﺍﻥ .ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺭﻱ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺎﺌﺸـﺔ ﺒﻨـﺕ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟـﺭﺤﻤﻥ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ.ﻁ.8
-29ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ .ﺍﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺴﻘﺎ ﻭﺁﺨﺭﻴﻥ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ.
-30ﺴﺅﺍﻻﺕ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ ﻟﻸﺼﻤﻌﻲ ﻭﺭﺩﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺤﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤـﺩ ﻋﻭﺩﺓ ﺴﻼﻤﺔ ﺃﺒﻭ ﺠﺭﻱ .ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ1994 .ﻡ1414-ﻫـ.
-31ﺸﺭﺡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﻀل .ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﺨﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻗﺒﺎﻭﺓ).ﻤـﻥ ﺩﻭﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ(
-32ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺍﺕ .ﺼﻨﻌﺔ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﺤﻤﺩ ﺨﻁﺎﺏ. ﺒﻐﺩﺍﺩ:ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ1392 ،ﻫـ1973-ﻡ.
-33ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻁﻭﺍل ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺎﺕ .ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒـﻥ ﺍﻟﻘﺎﺴـﻡ ﺍﻷﻨﺒـﺎﺭﻱ. ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ.ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ .ﻁ.2
-34ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﺸﺭ .ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯﻱ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺤﻭﻓﻲ .ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.ﻁ2؛1407ﻫـ1987-ﻡ. -35ﺸﺭﺡ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ ،ﺼﻨﻌﺔ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ.ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻨﺼـﺭﺕ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ .ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﻭﻋﻤﺎﻥ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺸﻴﺭ :ﻁ1؛1420ﻫـ1999-ﻡ.
-36ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ .ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺯﻨﻲ .ﺒﻴﺭﻭﺕ ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ.
-37ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠـﺎﻫﻠﻲ :ﺨﺼﺎﺌﺼـﻪ ﻭﻓﻨﻭﻨـﻪ ﻴﺤﻴـﻰ ﺍﻟﺠﺒـﻭﺭﻱ.ﺒﻴـﺭﻭﺕ .ﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ.ﻁ2؛1399ﻫـ1979-ﻡ.
-38ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ .ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﻥ ﺍﻷﻤﻭﻱ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻬـﺩ ﺴـﻴﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .ﺯﻜﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﻨﻲ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ .ﻁ.2
-39ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ .ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻔﻴﺩ ﻗﻤﻴﺤﺔ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ. ﻁ1؛1401ﻫـ1981-ﻡ.
-40ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﻤﺎل .ﻤﺒﺭﻭﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻁ1؛1419ﻫـ.
127
ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل"
-41ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻓﺤﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ .ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺤﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺸﺎﻜﺭ .ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ: ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
-42ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ .ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺩﻱ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒـﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ.ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ .ﻁ.2
-43ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻔﺭﻴﺩ .ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺭﺒﻪ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﻴﺎﻥ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ.
-44ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﻨﻘﺩﻩ .ﺍﺒﻥ ﺭﺸﻴﻕ ﺍﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻨﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻲ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ1353،ﻫـ.
-45ﻓﺭﺤﺔ ﺍﻷﺩﻴﺏ .ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻷﻋﺭﺍﺒﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺴﻠﻁﺎﻨﻲ .ﺩﺍﺭ ﻗﺘﻴﺒـﺔ)ﻤـﻥ ﺩﻭﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ(.
-46ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ .ﻁﻪ ﺤﺴـﻴﻥ .ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ :ﻤﻁﺒﻌـﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ. ﻁ1؛1344ﻫـ1926-ﻡ.
-47ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ .ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯ ﺁﺒﺎﺩﻱ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺍﻟﺭﺴـﺎﻟﺔ.ﻁ2؛1407ﻫــ- 1987ﻡ. -48ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ .ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﻭﺩﺍﺭ ﺒﻴـﺭﻭﺕ1385.ﻫــ- 1965ﻡ.
-49ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻥ:ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ .ﺃﺒﻭ ﻫﻼل ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ.ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻤﻔﻴـﺩ ﻗﻤﻴﺠـﺔ. ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ .ﻁ1؛1401ﻫـ1981-ﻡ.
-50ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻅﻨﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﺴﺎﻤﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻭﻥ .ﺤﺎﺠﻲ ﺨﻠﻴﻔﺔ .ﺒﻐﺩﺍﺩ :ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ. -51ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺎﺕ .ﺃﺩﻭﻨﻴﺱ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻵﺩﺍﺏ .ﻁ1؛1989ﻡ. -52ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ .ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ .ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ.
-53ﻟﻐﺔ ﻗﺭﻴﺵ .ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻐﻭﺙ .ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌـﺭﺍﺝ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ.ﻁ1؛1418ﻫــ- 1997ﻡ.
128
ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﺩﻱ ﺍﻟﻐﻭﺙ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -22ﺍﻟﻌﺩﺩ )2006 (2+1
-54ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸـﻌﺭ ﺍﻟﺠـﺎﻫﻠﻲ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ .ﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺍﻷﺴـﺩ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ.ﻁ6؛.1982
-55ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ .ﻴﺎﻗﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﺭﻴﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺠﻨـﺩﻱ .ﺒﻴـﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻴﻤﺔ.ﻁ1؛1410ﻫـ1990-ﻡ.
-56ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ.ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ.ﺘﺼﺤﻴﺢ.ﻑ.ﻜﺭﻨﻜـﻭ .ﺒﻴـﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؛ ﻁ2؛1402ﻫـ1982-ﻫـ.
-57ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ .ﻋﻤﺭ ﺭﻀﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ .ﺩﻤﺸﻕ :ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ1376،ﻫـ1957-ﻡ.
-58ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻭﺃﺨﺒﺎﺭ ﺸﻌﺭﺍﺌﻬﺎ .ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻁﻲ.ﺒﻴﺭﻭﺕ:ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.
-59ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻜﻠﺜﻭﻡ ﺒﺸﺭﺡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﺒﻨـﺎ. ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ .ﻁ1؛1400ﻫـ1980-ﻡ.
-60ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ .ﺤﺴﻴﻥ ﻋﻁﻭﺍﻥ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ. -61ﻤﻥ ﺍﺴﻤﻪ ﻋﻤﺭﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ .ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻤﺎﻨﻊ .ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻨﺠﻲ.ﻁ1؛1412ﻫـ1991-ﻡ.
-62ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺏ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ .ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺎﺩل ﺴـﻠﻴﻤﺎﻥ ﺠﻤﺎل .ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ:ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻨﺠﻲ .ﻁ1؛ 1414ﻫـ .1994-
-63ﻨﺸﻭﺓ ﺍﻟﻁﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ .ﺍﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻲ .ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺼﺭﺕ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ .ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻗﺼﻰ1982،ﻡ.
-64ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ .ﺭﻴﻨﻴﻪ ﻭﻴﻠﻴﻙ ﻭﺃﻭﺴﺘﻥ ﻭﺍﺭﻴﻥ .ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻤﺤﻴـﻲ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺼـﺒﺤﻲ . ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ1987،ﻡ.
-65ﻫﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ ﻭﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﻴﻥ.ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ .ﻁﻬﺭﺍﻥ: ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻌﻔﺭﻱ ﺘﺒﺭﻴﺯﻱ.ﻁ3؛1387ﻫـ. .
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ .2004/8/16
129
.