ISSN 2521-8557
2017ــس ـدد الخام يوليــو أبريــل ٢٠١٧العـ العــدد الســا دس
الهيئة العـــــامة لترويج االستثمـار وتنمية الصـادرات
التعليم :الفرص الذكية اإلبداع في التعليم العام بناء ُمدن المستقبل
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
تأسست إثراء في عام 1996م، وهي مؤسسة معنية بالترويج لالستثمار وتنمية الصادرات العمانية غير النفطية. مجموعة واسعة من ً نقدم إننا في إثراء ّ بدءا من تعريفك الخدمات لدعم مشروعك ً بالمزايا التي تتمتع بها السلطنة كبيئة جاذبة مرورا بتوجيه الشركات المحلية لالستثمار، ً الستكشاف األسواق الدولية الواعدة.
الموضوعات 4
فعاليات إثراء
14اإلبداع في التعليم العام
6
التعليم :الفرص الذكية
١٦نظرة عن كثب
10لماذا يستمر القادة في التعلم؟
20
مانية 12صناعات ُع ّ
ختاما... ً
نشرة إثراء االقتصادية ٢٠١٧ األمسيات ّ نبذة عن المبادرة االقتصادية هي سلسلة من الجلسات الحوارية ،تهدف األمسيات ّ االقتصادية، إلى إتاحة المجال لاللتقاء بمجموعة من ممثلي القطاعات ّ وذلك لمناقشة التحديات والفرص المرتبطة بهذه القطاعات ،وعرض تجاربهم حولها .تتميز هذه الجلسات بكونها تعزز البحث في الفرص واالتجاهات التي تخدم بيئة األعمال التجارية في السلطنة ،وقد القت –طوال تنظيمها في نجاحا وتفاعال لدى المشاركين من المختصين واألكاديميين السنوات الماضية- ً بوجه عام ،وقد عززت النقاش المفتوح لعرض ٍ وأصحاب الشركات والحضور القضايا المختلفة. وتعد هذه النسخة من األمسيات هي السادسة على التوالي، ّ وسيتم تنفيذها في الهيئة العامة للطيران المدني ،في الحيل الشمالية، مقابل مشروع الموج-مسقط. التسجيل للتسجيل يمكنكم زيارة الرابط التالي events.ithraa.om بدعم من
برنامج األمسيات االقتصادية 2017 التجارية: السياحة والفرص ّ تجربة مثرية األربعاء 26أبريل التعليم: الفرص الذكية الثالثاء 16مايو األساسية: البنى ّ ُ الوصول إلى الوجهة الثالثاء 11يوليو تربية األحياء المائية: الذهب األزرق الثالثاء 15أغسطس الصناعات الصغيرة: عالميا وصدر محليا، صنّ ع ًّ ّ ًّ الثالثاء 26سبتمبر الرعاية الصحية: تطلعات نحو المستقبل الثالثاء 24أكتوبر األغذية والمشروبات: من المزرعة إلى المائدة الثالثاء 12ديسمبر
قراءنا األعزاء نرحب بكم في العدد الثاني من نشرة إثراء هذا العام والذي يسلط الضوء على قطاع التعليم وأهمية التعليم والتدريب للتنمية االقتصادية المستدامة بالسلطنة ،حيث يعكس هذا العدد أهم ما تم مناقشته في ثاني األمسيات االقتصادية حول التعليم ضمن سلسلة األمسيات االقتصادية ،وما بحث فيه المشاركون خالل األمسية حول كيفية تعزيز مساهمة المجتمع المحلي وكذلك الشركات في القطاع الخاص ً فضل عن فرص التدريب المهني التي في وضع مواصفات نظام قطاع التعليم والتدريب في السلطنة، يقدمها هذا القطاع .وقد أدار النقاش خالل األمسية المتخصص في مجال التدريب المهني ،جون مورتون، تقريرا عن األمسية في هذا العدد. مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين .ولذا أدرجنا ً لماذا يجب أن يساهم القطاع الخاص بشكل أكبر في مسيرة التعليم؟ ألن التجارب الدولية والدراسات أثبتت أن االستثمار في التعليم هو استثمار طويل األجل لمجتمع األعمال الذي يمكن من خالله أن يجني أفضل المكاسب ويستفيد منه على المدى الطويل .إن زيادة معدالت النمو االقتصادي في السلطنة ،والتي ستساعد على دعم ونمو القطاع الخاص يرتكز بصورة أساسية على زيادة مهارات الموارد البشرية .ويمكن القيام بذلك بأكبر قدر من الفعالية من خالل زيادة االستثمار في تنمية المهارات في وقت مبكر ،ومن ثم التركيز في وقت الحق على تنمية المهارات الوظيفية ذات الصلة. وبال شك ،فأن إحدى الطرق لتعزيز االقتصاد التي يقترحها معهد السياسات االقتصادية ( )EPIتتمثل في أجورا عالية مقابل موارد بشرية مؤهلة ومدربة. جذب الشركات والمستثمرين الذين يدفعون ً في مقاالت هذا العدد نأخذكم إلى فهم أعمق حول الربط بين التعليم وفرص العمل وأهمية ذلك في استقطاب االستثمارات ذات القيمة االقتصادية ،ويتضمن العدد مقال بعنوان لماذا ينبغي على القادة التعلم؟ الذي يحدثنا فيه جون مورتون عن أهمية التعليم للقادة والمسؤولين ،بينما يصحبنا الدكتور عمار العجيلي في مقابلته ليشاركنا تجربته الشخصية في هذا المجال ويحدثنا عن قيادة التغيير من خالل التعليم والتدريب ،ومنه ننتقل إلى مقال التحول اإلبداعي في التعليم العام ليطلعنا على تجربة التدريب المهني للمعلمين بقلم سارة نان ثم نلتقي األستاذ المساعد في التصميم المعماري والحضري بالجامعة األلمانية نيكوالس كنيبيل في مقابلة حول بناء المدن في المستقبل. نفذتها الهيئة في الربع الثاني من العام 2017في مجالي ترويج وفي جانب األنشطة والمبادرات التي ّ بدءا االستثمار وتنمية الصادرات ،نأخذكم عبر صفحات النشرة األولى لقراءةٍ سريعة حول أبرز فعالياتناً ، باألمسيات االقتصادية بالعاصمة مسقط إلى مصر التي احتضنت اللقاءات الثنائية بين المصدرين وانتهاء بالورشة التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع مركز التجارة الدولية (.)ITC العمانيين و 100شركة مصرية، ً نأمل أن تالقي النشرة في عددها الثاني إعجابكم ورضاكم وأن تصل الرسالة التي يعكسها هذا العدد مؤكدة أهمية االستثمار في التعليم ،نسعد بتواصلكم معنا؛ فكونوا في القرب علىnews@ithraa.om : فريق إثراء
حقوق النشر والطباعة التحرير :طالب المخمري ساجدة الغيثي نادية اللمكي ديف بندر التصميم :لمحات الطباعة :مطبعة العنان حقوق التصوير محفوظة إلثراء. 2
رئيس التحرير محررة أولى محررة مستشار www.studiolamahat.com www.alananprinting.com 3
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
بالتعاون مع مركز التجارة الدولية ( )ITCفي جنيف إثراء تنظم ورشة عمل أساسيات التصميم والتغليف والتعليب للمصدرين العمانيين نظمت الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات (إثراء بالتعاون مع مركز التجارة الدولية خالل الفترة من 10إلى 13يوليو 2017ورشة عمل تستهدف الشركات العمانية المصدرة بما فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
ورواد األعمال وعدد من مؤسسات القطاع العامالمعنية حيث تركز الورشة
على أسس التصميم والتغليف وأهميتها للمنتج ومدى مساهمة ذلك في
فعاليات إثراء
تعزيز القيمة المضافة للمنتج وزيادة تنافسيته .وتسلط الورشة الضوء على
تدريب المشاركين على أفضل الممارسات في طرق تغليف وتصميم وتعليب
المنتجات واهميتها لدى المستهلك.
مصرية اللقاءات الثنائية تستضيف أكثر من 100شركة ّ نظمت إثراء لقاءات ثنائية بجمهورية مصر العربية بالتعاون مع سفارة السلطنة
بالقاهرة وشركة IBISالمصرية المتخصصة في مجال إدارة األعمال الدولية
مصرية ،وبمشاركة 20شركة وخدمات االستثمار بحضور أكثر من 100شركة ّ مصدرة في قطاعات؛ البالستيك والرخام واألغذية والمشروبات عمانية ّ ّ
والمنتجات الصيدالنية.
مقابلة مع الفاضل/خالد الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة تاترونك الشرق األوسط
جانب من االجتماعات الثنائي ة
ّ افتتاحية لرئيس الوفد الفاضل أيمن بن استهلت اللقاءات الثنائية بكلمة وقد ّ عبدالله الحسني ،نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة ُعمان ،تلتها كلمة لسعادة الدكتور علي بن أحمد العيسائي ،سفير السلطنة بمصر ومندوبها الدائم رحب فيها بالشركات المشاركة ،وأشار إلى التاريخ لدى جامعة الدول العربية ّ أهمية مواصلة تعزيز مؤكدا على االقتصادي العريق بين البلدين الشقيقين، ّ ً العمانية التعاون التجاري بما يحقق النماء للجانبين ،كما دعا أصحاب الشركات ُ تقدمه اتفاقية التجارة العربية الحرة الكبرى من والمصرية إلى االستفادة مما ّ تسهيالت من الممكن أن تساهم في تنشيط التجارة بين السلطنة ومصر ،ثم ٍ قدمها االتحاد العربي لتنمية الصادرات. كلمة ترحيبية ثالثة ّ ّ قدمتها إثراء استعرضت من خاللها كما تضمن جدول أعمال اللقاءات ورقة عمل ّ ّ المزايا التنافسية للسلطنة ،والحوافز والفرص االستثمارية المتاحة والمناخ المالئم لتأسيس المشاريع التجارية في القطاعات المستهدفة.
4
تعليق لسعادة الدكتور علي بن أحمد العيسائي سفير السلطنة بمصر وفي ٍ حول أهمية تنظيم هذه اللقاءات قال فيه« :يرتبط البلدان الشقيقان بعالقات سياسية وثقافية عميقة ،وهذه اللقاءات خطوة مهمة وجادة نحو تعزيز مستوى طيبة التبادل التجاري بما يضمن عالقات اقتصادية بذات المستوى ،وهي بادرة ّ ّ العمانية لتلتقي بنظيراتها نشكر إثراء على تنظيمها ،كما أنّ ها فرصة للشركات ُ المصرية وتتعرف على إمكانية التصدير للسوق المصري بالنظر إلى حجمه العماني لدراسة إمكانيات السوق المصرية الكبير ،كما أنّ ها فرصة ً أيضا للجانب ُ وسبل االستفادة منه» ومن جانبه قال الفاضل خالد بن عبد الله الحوسني، العمانية الرئيس التنفيذي لشركة تاترونك الشرق األوسط ،أحد الشركات ُ العمانية في تعد جمهورية مصر العربية سوق واعدة للمنتجات ُ ّ المشاركةّ « : نعول قطاعات متعددة ،وهذه فرصة مهمة نشكر إثراء على إتاحتها لنا ،ونحن ّ ّ تحديدا الكثير على نتائج هذه اللقاءات في إبرام صفقات تجارية بين الجانبين، ً مع وجود هذا العدد الكبير من الشركات المشاركة ،ومع التنظيم الجيد للبرنامج، وقد لمسنا تجاوب كبير من الجانب المصري أثناء اللقاءات ونأمل أن نحقق جيدة بنهاية اليوم» كما ّ علق الفاضل فرج عبد الحميد فرج ،نائب صفقات تجارية ّ رئيس مجلس اإلدارة والعضو المنتدب في المصرف المتحد حول أهمية هذه االقتصادية اللقاءات وتأثيرها قائال « :تهدف هذه اللقاءات إلى تنمية العالقات ّ خصوصا مع وجود فرص استثمارية وتجارية كبيرة بين الجانبين، وعمان ً بين مصر ُ أن هناك شركات ُعمانية إذ تعمل في السلطنة أكثر من 140شركة مصرية كما ّ متعددة لها أفرع في مصر ،وأظن أن نتائج هذه اللقاءات ستؤثر بصورة إيجابية خالل الفترة المقبلة ،وستساهم في تعزيز التبادل التجاري بين الدولتين» ميدانية استعدادا لهذه اللقاءات زيارة استكشافية نظمت وكانت الهيئة قد ّ ّ ً العماني تعرف من خاللها الوفد ُ للسوق المصرية يوم الثالثاء المنصرم ّ المصرية والمستوردة في لقاءات مباشرة مع المشارك على أهم المنتجات ّ سعيا لتعزيز العالقات بين أصحاب الشركات بالسوق، المنتجين والمستوردين ً المصرية. العمانية ونظيراتها ّ ّ أن مصر ما زالت تحتفظ بمكانتها باعتبارها أكبر األسواق المستهلكة في ُيذكر ّ العالم العربي ،ومن المتوقع أن يزداد الطلب في مصر على المنتجات الغذائية واحدا يعد ٍ ً بوجه خاص؛ إذ يقدر عدد سكانها اليوم بنحو 92مليون نسمة ،وهو ّ من أسرع معدالت النمو السكاني في العالم ،كما تشير البحوث إلى أنه بنهاية العام 2017من المتوقع أن تضاعف محالت البيع بالتجزئة المصرية مبيعاتها من األغذية عن العام .2011
وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي يعول فيه على العديد من هذه الشركات المحلية مما يساهم في تعزيز الصادرات غير العمانية لرفع كفاءة المنتجات ّ النفطية ،حيث صرحت الفاضلة نسيمة بنت يحيى البلوشية ،مدير عام تنمية المصدرين الصادرات أن هذه الورشة تأتي في إطار تعزيز الوعي لدى العديد من ّ وأصحاب الشركات والمؤسسات عن ضرورة رفع كفاءة المنتجات العمانية وتعزيز ً طبقا ألفضل المعايير وتأكيدا على تنافسيتها في األسواق اإلقليمية والعالمية أهمية تفعيل مشاركتها في المحافل والمعارض الدولية لرفع حجم الصادرات العمانية .كما أكدت أن إثراء حرصت على إقامة الورشة بالتعاون مع المختصين من مركز التجارة الدولية كونها إحدى المنظمات الدولية التي تعمل مع الهيئة لتقديم خبرتها في عدة مجاالت متعلقة ببناء القدرات لدى الشركات المصدرة التي تسعى للدخول والمنافسة في األسواق العالمية.
وتجدر اإلشارة إلى أن عدد المشاركين في الورشة قد بلغ 40مشارك من مختلف الجهات حيث ركزت حلقة العمل على التعريف بأهمية تصميم وتغليف وتعليب المنتجات كأحد العناصر ذات التأثير المباشر على القرارات الشرائية للمستهلكين وتنافسية الشركات ما يجعله عامال يسهم في توسيع نطاق وصولها إلى األسواق اإلقليمية والعالمية. الحصة وعلى ضوء ذلك أضافت البلوشية إلى أنّ ه وسط احتدام المنافسة على ّ السوقية في مختلف األسواق العالمية ،تركّز الهيئة جهودها على رفع الرصيد العمانية من خالل العديد من المبادرات والتي من بينها بناء التنافسي للصادرات ُ العمانيين وتزويدهم بمختلف المهارات الالزمة للدخول في القدرات للمصدرين ُ أسواق جديدة
االقتصادية على طاولة الحوار في ثاني األمسيات ّ إثراء تناقش فرص االستثمار في القطاع التعليمي بالسلطنة
الذكية» ضمن سلسلة مسقط ،مايو -2017تحت عنوان «التعليم :الفرص ّ
تضم سبع جلسات حوارية يتم تنظيمها على مدار العام ،2017وذلك في مساء بمقر الهيئة العامة للطيران المدني. تمام السابعة ً
وتأتي هذه األمسية لتسلط الضوء على أهم الفرص والتحديات المرتبطة أن أعداد ٍ بقطاع التعليم ،إذ يحظى هذا القطاع باهتمام متزايد من الحكومة؛ كما ّ عوضا عن تزايد أعداد ً نمو مستمر، المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في ٍّ الخريجين من المعلمين في مختلف المجاالت ،وعالوةً على مشاركة القطاع التعليمية. جملة من المشاريع ٍ الخاص في دعم التنمية فيه من خالل ّ أهمية هذا القطاع وتأثيره المباشر على بيئة األعمال في السلطنة ّ علق وحول ّ الفاضل طالب سيف المخمري ،مدير عام التسويق واإلعالم بإثراء قائال« :يعد االهتمام بجودة التعليم أمر أساسي في التنمية االقتصادية لدى مختلف دول العالم ،ومن أمثلة هذه الدول إيرلندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة ،وهنا في السلطنة فإن القدرة على ضمان الكوادر المستقبلية ممن يمتلكون المهارات مهما للشركات العمانية والمعارف التي يحتاجها سوق العمل سيشكّل عامال ًّ في إيجاد القوى العاملة المؤهلة التي ستساهم في توسيع وتنمية نطاق عملها وإيجاد خدمات وسلع جديدة ،لذا من الممكن القول بأن االستثمار في يعد جوهر التقدم وسبيال لتحقيق ازدهار اقتصادي أفضل للسلطنة» التعليم ّ
قائلة« : ً الغيثية ،مديرة دائرة اإلعالم كما أضافت الفاضلة ساجدة بنت راشد ّ إن مجتمع األعمال في السلطنة اليوم قادر على أداء دور مهم ورئيسي في ّ تنمية قطاع التعليم؛ فالربط بين المناهج الدراسية وبين متطلبات سوق العمل من خالل التدريب والتأهيل وتنظيم البرامج اإلرشادية للطلبة في جميع المراحل معرفية واضحة للكوادر المستقبلية التي ستنظم إلى سوق سيوفر قاعدة ّ ّ العمل ،ويجعلهم أكثر قدرة على فهم بيئة األعمال ومتطلباتها ،وهذا بدوره أن سوف ينعكس بصورةٍ إيجابية على االقتصاد الوطني»تجدر اإلشارة إلى ّ ّ بدعم من الهيئة العامة للطيران ٍ األمسية نُ ِظمت في السادس عشر من مايو المدني ،ومؤسسة الموج-مسقط بمشاركة :جون مورتن ،مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين ،ووائل المغيري الرئيس التنفيذي لمؤسسة القرية عمار العجيلي مدير مشارك بشركة تكاتف ُعمان ،وكوثر الهندسية ،والدكتور ّ ّ السليمانية رئيسة قسم االستثمار بوزارة التربية والتعليم ،وسارة نان مؤسسة شركة كرييتف ألمنتس.
5
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
األمسيات األقتصادية
التعليم :الفرص الذكية
ُمقدمة االقتصادية هي سلسلة من الجلسات الحوارية ،تهدف إلى إتاحة األمسيات ّ االقتصادية ،وذلك لمناقشة المجال لاللتقاء بمجموعة من ممثلي القطاعات ّ التحديات والفرص المرتبطة بهذه القطاعات ،وعرض تجاربهم حولها .تتميز هذه الجلسات بكونها تعزز البحث في الفرص واالتجاهات التي تخدم بيئة األعمال التجارية في السلطنة ،وقد القت –طوال تنظيمها في السنوات الماضية- نجاحا وتفاعال لدى المشاركين من المختصين واألكاديميين وأصحاب الشركات ً بوجه عام ،وقد عززت النقاش المفتوح لعرض القضايا المختلفة. ٍ والحضور
المحلية واالستفادة من التقنيات الجديدة ،فمن وباإلضافة إلى تطوير الكوادر ّ المحركة التي تؤثر على عملية صنع القرار نعي العوامل األهمية بمكان أن ّ َ ّ في بيئة األعمال على مستوى الدول؛ إذ تشير األبحاث إلى أن الشركات تركّز اهتمامها على العمالة الماهرة قبل كل شيء ،وهذه المهارة تتشكل من خالل فرص التطوير الوظيفي .ومع ذلك ،تؤدي خصائص رئيسية أخرى مثل البيئة الحضرية ،والتنوع ،والتسامح ،والبنية األساسية المادية ،ومستوى معيشة مانية ،وهي الع ّ دورا بارزً ا في بيئة األعمال ُ السكّان ،والمستوى الثقافي ً تميز السلطنة عن غيرها من الدول. خصائص ّ
وتعد هذه النسخة من األمسيات هي السادسة على التوالي ،ويتم تنفيذها ّ في مبنى الهيئة العامة للطيران المدني ،في الحيل الشمالية ،مقابل مشروع الموج-مسقط.
المستقبلية االقتصادية التحديات ّ ّ العمانية الطموحة سوف تبدأ بالتشكل إن مالمح الصورة المستقبلية للمشاريع ُ ّ مع الوقت في المنازل والمدارس والمجتمعات؛ وسيكون مصدرها الشركات قدما الناشئة والشركات متعددة الجنسيات على حد سواء ،كما ستمضي ُعمان ً استجابة للتحديات االقتصادية ً في بناء مهارات جديدة وتطوير كوادر ناشئة رغبة كبيرة لتقديم ً العماني اليوم يمتلك فإن الشباب ُ المستقبلية .وبال شكّ ، أعمال متنامية، ما لديهم من أفكا ٍر وطموحات لتطوير مجتمعاتهم وخلق بيئة ٍ ومواكبة لذلك تُ بذل الكثير من الجهود من قبل مختلف المؤسسات في ً تشجع رواد األعمال من الشباب ،فعلى سبيل المثال، السلطنة لتأسيس ثقافة ّ تقدم المؤسسات الحكومية مثل المركز الوطني لألعمال بواحة المعرفة مسقط ،والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) المحلية ورواد األعمال من خالل: مهمة ألصحاب الشركات مساعدات ٍ ّ ّ • توفير معلومات حديثة وواضحة يتم إعدادها لتناسب احتياجات العمل. متطورة. • توفير حاضنات أعمال ّ • وضع تشريعات جاذبة للشركات والمشاريع التجارية. • تسهيل إجراءات الحصول على التمويل الالزم. موحدة. • بناء شبكات توجيهية ّ • تحفيز الجيل القادم من رواد األعمال وتشجيعهم من خالل شبكة من رواد األعمال الناجحين. ٍ
هامة للتواصل والنقاش؛ فهي تجمع بين رجال ً تقدم هذه األمسيات فرصة ّ ّ والمصنّ عين ،والمتخصصين في قطاع الرعاية الصحية، ن، ربي والم األعمال، ُ ُ ّ المدن ،والمهتمين وموظفي الخدمة المدنية ،والمزارعين ،ومؤسسات تخطيط ُ االقتصادية التي تشجع على بالبيئة وغيرهم للمشاركة باألفكار والمقترحات ّ التغيير اإليجابي ومناقشة الجوانب المتعلقة بهذا المجال. العالمية مواكبة التنمية االقتصادية ّ من المتوقع أن يتضاعف حجم االقتصاد العالمي بحلول عام ، 2042وهذا العمانية؛ فهو يتزامن التوسع من شأنه أن يقدم فرصا جديدة وكبيرة للشركات ُ ً مع زيادة عدد السكان ،وارتفاع مستوى المعيشة ،وظهور التقنيات الجديدة، العالمية، واالنتقال إلى اقتصاد دائري يدعم البيئة ،وانتشار سالسل التوريد ّ عالوةً على التغييرات التي تطرأ في متطلباتالفئات العمرية ،إذ جميع ذلك سيؤثر على أداء السلطنة االقتصادي وسينعكس مباشرةً على أداء الشركات مهمة في المستقبل. بصورةٍ ّ المؤهلة الكوادر المحلية ّ بالغة في مواجهة التحديات العالمية ً أهمية سيمثالن رئيسيان هناك عامالن ّ العماني للمستقبل؛ يتمثل العامل األول في ضمان أن يكون االقتصاد ُ مدفوعا بأعلى مستويات المهارة واالبتكار واإلبداع ،بينما يكمن العامل الثاني ً التطور التقني ،ذلك العماني باستمرار مع ّ في ضمان تماشي االقتصاد ُ التطور الذي سيعيد مفهوم األعمال التجارية وسيرها في جميع أنحاء العالم. ّ
6
سفراء األعمال الناجحة إن استعراض نماذج من األعمال الناجحة والمشاريع الرائدة على أرض الواقع ّ أن خطوة مهمة لتشجيع الطلبة والخريجين وتحفيزهم على العطاء واإلنجاز ،كما ّ ّ نجاحا في قطاع االستماع إلى تجارب هذه األعمال من أشخاص مثلهم حققوا ً األعمال التجارية أو في القطاع الحكومي سيدفعهم إلى توجيه طاقاتهم عبر االستفادة من هذه الخبرات ،وهناك الكثير من األفراد الناجحين في مختلف القطاعات يمتلكون روح الريادة في العمل ويمكنهم أن يساهموا في رفد مستقبل السلطنة االقتصادي واالجتماعي من خالل المشاركة في توجيه طاقات الشباب.
التعليم والتقنية العالمية هي الخطوة األكثر تعد االستفادة الكاملة من التقنية ّ ّ أهمية التي يمكن للسلطنة أن تخطوها لتحسين بيئة األعمال التجارية ،وتعزيز التعليم ،وتوفير الخدمات العامة في جميع أنحاء يتوجب أن وتعد المدارس الهدف االساسي الذي السلطنة، ّ ّ يستفيد من ثورة تقنية المعلومات واالتصاالت ،ولهذا تعمل هيئة تقنية المعلومات في السلطنة على تزويد المؤسسات الحكومية والشركات والمدارس والكليات باألدوات الالزمة لتحقيق االستفادة تقدمه وسائل التقنية في وقتنا الحالي. القصوى مما يمكن أن ّ
وظائف المستقبل عد عملية الموائمة بين التعليم وتطوير القوى العاملة ،والحاجة إلى وجود جهات تُ ّ مهما في االقتصاد العماني الذي يشهد أمرا عمل ّ ً توظف هذه القوى العاملة ً ونظرا للتغير المستمر والسريع الذي يشهده قطاع التقنية ،من متسارعا، نموا ً ً ً المرجح أن تشغل القوى العاملة في األلفية الجديدة على وجه الخصوص وظائف متعددة ومختلفة عنها اليوم ،وعليه سيحتاجون إلى تعلم مهارات جديدة طوال حياتهم العملية ،وهذا يجعل التنبؤ بالمهارات صعبا .وهنا يكمن الوظيفية التي يجب على الموظف امتالكها بحلول عام 2050م ً دور أنظمة التعليم والقوى العاملة في السلطنة من خالل مواكبة الخصائص الديموغرافية المتغيرة لسوق العمل يتعين على مجتمع األعمال القيام والمهارات المتغيرة التي تحتاجها الشركات ،كما ّ بدو ٍر أكبر في المساعدة على تطوير تدريب للقوى العاملة. برامج ٍ
أن وسائل التقنية ستتيح للشركات تطوير كما تدرك السلطنة اليوم ّ أدائها والدخول إلى أسواق جديدة وجذب استثمارات ذات قيمة مضافة إلى البلد ،وسوف يتحقق ذلك من خالل االستثمار الحكومي المتواصل في مجال تقنية المعلومات بنمو متسارع في واالتصاالت ،واألبحاث اليوم تُ ظهر توقعات ٍ قطاع تقنية المعلومات واالتصاالت في جميع أنحاء السلطنة، ولهذا فمن الضروري أن نساهم في تغيير فكر الشباب حول المستقبلية ونشجعهم على االلتحاق بالبرامج والمهن المهن ّ المرتبطة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.
رافد مهم للمجتمع التعليم ٌ أهمها األجر المرتفع يكثر الحديث اليوم عن فوائد التعليم األفضل للفرد لعل ّ بوجه عام .لكن فوائد التعليم ال ٍ الحراك االقتصادي ،والمعيشة األفضل وزيادة ِ تقتصر على الفرد وحده فقط بل تتعداها إلى ازدهار االقتصاد المحلي عندما العمال المهرة والمنتجين .والسبب الرئيسي الذي يكون لدى المجتمع المزيد من ّ يجعل التعليم أهم روافد التنمية االقتصادية المحلية هو أن مستوى المهارات العامة للقوى العاملة المحلية تعد واحدة من الدوافع الرئيسة لنمو الوظائف العمال يحصلون على مهارات أفضل ،فإن ذلك ال يفيد واألجور ،وإذا كان بعض ّ أيضا من معدالت التوظيف واألجور للجميع في هؤالء العمال فحسب ،بل يزيد ً االقتصاد المحلي.
7
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
وفي كثير من األحيان يقع عبء تقديم تجربة تعليمية شاملة لكل طالب على أن أكثر أوقات كاهل المعلمين وأعضاء هيئة التدريس بصورةٍ مباشرة ،مع ّ أن عملية التعليم تتم بصورة أكبر خارج الطالب يقضونها خارج المدرسة ،كما ّ الفصل الدراسي؛ فما يحدث قبل بداية اليوم الدراسي وبعد انتهائه قد يكون له ذات القدر من األهمية والتأثير في حياة الطالب مثلما يحدث خالل ساعات مهما في التجربة جانبا عد مشاركة المجتمع للمدارس ً ً اليوم الدراسي .ولهذا ،تُ ّ التعليمية في السلطنة؛ وعندما تعمل هذه األطراف جميعها لدعم التعليم تزيد مواظبة الطالب على الذهاب إلى المدرسة والمكوث لفترات أطول فيها كما ترتفع نسبة حصولهم على درجات أعلى والتحاقهم ببرامج متقدمة.
ّ التعلم مدى الحياة في عالم تزداد فيه روح التنافسية والتغيير والفرص أكثر من أي وقت مضى، يركز النظام التعليمي في السلطنة على تأسيس ثقافة التعلم مدى الحياة، مثال على ذلك. خير ولعل تأسيس البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين ُ ٍ وفي صميم هذه الثقافة؛ يكمن االلتزام بمجموعة من القيم وبنظام تعليم يتيح للجميع الفرصة للتفكير والتخطيط منذ مرحلة الطفولة وصوال إلى مرحلة يتغير من حولنا. أن العالم نفسه ّ العمل؛ إذ ّ ضروريا؛ ليس فقط بسبب مساهمته في تحديد الوظيفة أمرا ً ويعد التعليم ً ّ أيضا بسبب أثره اإليجابي على جميع جوانب الحياة، أو مكان العمل؛ ولكن ً وفي صميم هذه الثقافة؛ تكمن فكرة أن فرص التعليم ينبغي أن تنتقل من المدارس والكليات إلى المنازل ،والمكاتب ،والمكتبات ،والمعارض الفنية، والمتاحف ،وإلى أي مكان يمكن أن يتطور فيه الفرد في عمله وحياته. األهمية بمكان قيام الموظفين العماني أصبح من ّ وفي ظل تطور االقتصاد ُ وأرباب العمل بتطوير المهارات والمعارف التي يمتلكونها بصفة مستمرة؛ فمع التدريب الصحيح ،يكتسب الموظفون مهارات ومؤهالت جديدة فضال عن زيادة فرصهم للتقدم الوظيفي ،في حين يجني أرباب العمل فوائد عديدة تتمثل في زيادة كفاءة العاملين لديهم ،وتحسين مستوى إنتاجيتهم ،وكسب والئهم. عالوةً على ذلك ،ترتفع نسبة االحتفاظ بالموظفين (عدم تفكير الموظف في االنتقال إلى جهة عمل أخرى) ،حيث يفضل الموظف االستمرار مع جهة عمل تقدر ما لديه من مهارات وتسعى نحو تطوير حياته الوظيفية ،في حين تُ صبح عملية التوظيف أسهل بالنسبة للمؤسسات التي يجد فيها الموظف بيئة مناسبة للتعلم المستمر ،وباختصار ،نُ درك أنننا من خالل تحسين المهارات؛ نحقق المزيد من المنافع المالية على المدى الطويل للفرد والعائلة والمؤسسة بوجه عام. ٍ والبلد
المؤهلة تستقطب أصحاب العمل القوى ّ والمحلية تركيزها على مهارات القوى العاملة المحلية العالمية تصب الشركات ّ ّ تهتم بجذب أكثر من انشغالها بمعدالت الضريبة المفروضة في البلد ،كما أنّ ها ّ كاف ،وبعبارةٍ ٍ تدريب العمالة التي تتمتع بمهارات عالية والتي حصلت على ٍ أخرى ،تأهيل القوى العاملة يستقطب أصحاب العمل. رسم خطط التعليم والتدريب برنامج للطالب المستقبلية المؤهلة هو وجود أهم عوامل إعداد الكوادر من ّ ّ ٍ تعدهم ً يحدد المسارات الوظيفية مقرونة ببرامج التعليم والتدريب بحيث ّ منذ البداية للتركيز على مجاالت وقطاعات بعينها ،وهذا يستوجب حصر هذه التدريبية وإتاحتها لمؤسسات التعليم والتوظيف وألصحاب المسارات والبرامج ّ جاهزية أيضا على معرفة مدى األعمال في السلطنة .كما يساعد هذا األمر ً ّ المدارس ومراحل ما قبل المدرسة الستقبال الطالب من خالل برامج التعليم المختلفة التي تؤهلهم للنجاح في الجامعات والكليات مستقبال. تحديد متطلبات التعليم والتدريب في ضوء استراتيجية الحكومة الطموحة التي تركز على المستقبل وتطويره؛ من األهمية بمكان تنظيم لقاءٍ يجمع المسؤولين في القطاع الحكومي في مجال التعليم والتوظيف بممثلي قطاعات السياحة والصناعات التحويلة والتعدين والخدمات اللوجستية وقطاع الثروة السمكية لتحديد متطلبات التدريب والتعليم التي تحتاجها هذه القطاعات لتطوير العمل بها.
التعلم القائم على المشاريع أفراد يتمتعون بالمهارة وروح المبادرة ٍ العماني اليوم إلى يحتاج المجتمع ُ أفراد يمكنهم التفاعل مع اآلخرين يعرفون واإلبداع والمرونة والمعرفة الذاتية؛ ٌ متى يجب عليهم االستماع ومتى يجب عليهم القيادة ،غير أن هذه المهارات والقدرات ال يمكن اكتسابها في الفصول الدراسية وحدها ،كما أن النموذج الذي مجردة والتركيز ساد المدارس في الماضي والمتمثل في تعلم الحقائق بطريقة ّ العماني لمواكبة على االختبارات العامة لم يعد في الواقع كافيا إلعداد الطالب ُ ً عالم اليوم الذي يتسم بسرعة التطور والتركيز على التقنية. أيضا ،تتطلب مهارة حل المشكالت امتالك الطالب لألدوات من جهة أخرى ً األساسية؛ كالقراءة والكتابة والرياضيات ،وكذلك مهارات القرن الحادي والعشرين التي تتضمن العمل الجماعي والتفكير النقدي وجمع األبحاث وإدارة الوقت والتفاهم بين الثقافات واستخدام أجهزة تقنية متطورة .وبامتالك هذه وقادرا على تحمل مسؤولية إدارة عملية التعلم واعيا المهارات ،يصبح الطالب ً ً الخاصة به .وال شك ،فإن دمج سياق الحياة اليومي الفعلي والتقنية في المناهج الدراسية من خالل التعلم القائم على المشاريع؛ يجعل الطالب من والتعلم مدى الحياة. العاملين المستقلين ،والمفكرين القادرين على النقد، ّ العمانية مؤسسات تعليمية بشكل أساسي تعد المتاحف والمعارض الفنية ُ كما ّ ّ التعلم في صميم مهامها ،وننظر إليها باعتبارها مختبرات بسبب وجود محور يمكن أن تكون مصدر إلهام للجيل القادم من الفنانين والعلماء والمهندسين العمانيين .وبكل تأكيدُ ،يمكن أن ُيؤثر التعلم القائم على المشاريع والمعلمين ُ كبيرا على الطالب تأثيرا العمانية ً ً جنبا إلى جنب مع المتاحف والمعارض الفنية ُ ً ً فضل عن تعريفهم بما يمكن أن يقدمه التاريخ والفن؛ ليس فقط على صعيد
التعليم وحده وإنما على صعيد التعليم والترفيه على حد سواء.
تكاتف مشترك إن العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية اليوم ال تدرك أن ارتفاع معدالت نجاح الطالب وتوفير أفضل الفرص لهم يكون عادةً نتيجة تعاون ثالثة أطراف هم؛ المعلمون وأولياء األمور والمجتمع .وتُ شير األبحاث إلى وجود عالقة المجتمع وبين نجاح الطالب. إيجابية مهمة تربط بين المدرسة واألسرة ومشاركة ُ
مدير الجلسة جون مورتن ،مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين
8
د .عمار العجيلي يتطرق إلى موضوع أهمية التدريب
تأثير التقنية على التعليم لقد أحدثت التقنية ثورة كبيرة في التعليم ،ولهذا ال ُيمكن التقليل من أهمية العمانية اليوم ،حيث سهلت في واقع األمر نقل وجود التقنية في المدارس ُ المعلمين ومن ثم اكتساب هذه المعرفة من جانب الطالب المعرفة من جانب ُ والسيما مع بدء إدخال أجهزة الحاسب اآللي في التعليم ،كما أن استخدام التقنية جعل عملية التعليم والتعلم أكثر ُمتعة. كما ساهمت التقنية في توفير المزيد من فرص التواصل والتعاون ،فقد كانت مقتصرا على الطالب في نسبيا وكان التعاون الفصول الدراسية أماكن معزولة ً ً توفر التقنية نماذج تواصل وتعاون لم نتصورها في المدرسة ذاتها .أما اليومّ ، الماضي ،فعلى سبيل المثال ُيمكن أن يتعرف الطالب في والية نزوى على النباتات الطبية بمتابعة فريق من العلماء في هذا المجال ،وقراءة المدونات التي ينشرها العلماء وعرض الصور وطرح األسئلة عليهم من خالل البريد ويمكن أن ُيشارك الطالب اإللكتروني بل والتحدث إليهم مباشرةً عبر الفيديوُ . العمانية مع الطالب الذين يدرسون كذلك ما تعلموه عن النباتات الطبية ُ النباتات ذاتها في الفصول الدراسية في جميع أنحاء العالم ،كما يمكن أن يتعاون الطالب في المشاريع الجماعية باستخدام األدوات القائمة على التقنية مثل الويكي ومستندات جوجل وأنستجرام وسناب شات وتويتر .ولعل أبلغ أثر للتقنية على الفصول الدراسية في السلطنة يتجلى في تغيير وجهات النظر؛ ما يساعد الطالب على االرتقاء بتفكيرهم إلى مستوى عالمي.
ً وختاما باعتبارهم جيل المستقبل الذي يعيش في عالم ُمترابط سريع التطور؛ ينبغي على الطالب العمانيين اليوم معرفة ُسبل اكتساب المعرفة، ُ وطرق إيجاد حلول مبتكرة للمشكالت المعقدة، كما عليهم تطوير اهتماماتهم ،وخوض تجارب مختلفة ،وابتكار أفكار جديدة عند عدم النجاح والمحاولة مرة أخرى .وال ينبغي أن نضع هذه المسؤولية على عاتق مؤسسة بمفردها ،بل تحمل ينبغي على األسرة والمجتمع والمعلم ّ ُ هذه المسؤولية بشكل مشترك.
كوثر السليمانية من وزارة التربية والتعليم تناقش موضوع التعليم الخاص
9
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
لماذا يستمر القادة في التعلم؟
جون مورتن مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين
جون مورتن
مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين فضال عن كيف يتمكن اإلنسان من امتالك حصيلة لغوية تتكون من 50كلمة ً عاما ونصف العام؟ ترتفع حصيلة الكلمات تعلم بناء جمل لغوية عند إتمام ً لدينا عندما نبلغ 5سنوات إلى نحو 10,000كلمة ،ويكون بإمكاننا االستماع إلى األفكار واستيعابها واستخدامها بشكل فعال؛ وعندما نبلغ عامنا الثامن فضال عن استيعابنا لمجموعة من نقديا مقارنً ا؛ تفكيرا عشر ،نكون قد امتلكنا ً ً ً عاما من التعليم .ولكن فور انخراطنا في المفاهيم المختلفة بعد مرور ً 12 جدا، بيئة العمل -لدى الكثير منا -فإننا ننقطع عن التعلم ونصبح منشغلين ً مذهلة من تقنية االتصاالت التي تتطلب أن ً مجموعة ً أضف إلى ذلك توافر ً صحيا على فضل عن أسلوب حياة القيادة الذي يغدو غير نوجه اهتمامنا إليها، ً نحو متزايد ،وااللتزامات تجاه األهل واألصدقاء ،وقد ال يدرك البعض أن هذا ٍ ً فعليا التعليم وبالتالي وجود مساحة قليلة للتأمل والتفكير، مجاال ال يترك لنا ً وتتمثل عاقبة ذلك في ردود أفعالنا في أفضل األحوال ،وفي تشتيت انتباهنا كقادة في أسوأ األحوال. لكن دعنا نتخيل بيئة قيادة حيث يتم تقييم تفكيرنا وتعلمنا بمقاييس كمية. وتخيل بيئة نُ شجع فيها القادة بالفعل على التفكير بإبداع بشأن المستقبل، وتجربة طرق جديدة لفعل األشياء ،وارتكاب األخطاء في بيئة آمنة ،وللتفكير في أنفسهم وفرقهم ومؤسساتهم في سياق هذا النهج. هجوما على القيادة المثالية تمثل واجهنا في أوائل القرن الحادي والعشرين ً في انفجار فقاعة اإلنترنت والهجوم على نماذج تجارية وفشل عدد من الشركات آن واحد .إلى جانب متعددة القطاعات ،وهي عالمات ظهرت جميعها في ٍ هذه األحداث المضطربة ،أو ربما بسببها ،يبدوا أن سياسة األعمال التجارية الدولية قد تغيرت :فقد انتقلنا من استراتيجيات الخدمات طويلة األجل الموجهة والطموحة إلى الثقافة التجارية التي تركز على المبيعات قصيرة األجل؛ ومن تحقيق الثروة طويلة األجل إلى مخططات سريعة ومن ثم ،كانت االستجابة للتراجع الفوري بخفض مستوى التعلم .وشكّل ذلك كارثة في عالم إدارة مناسبا للعمل .ولكن حدث شيء مهم بين األحداث التي مجاال األعمال وليس ً ً وقعت في أوائل القرن الحادي والعشرين :حيث نجى من هذه الهجمات وعلى خاصة ً المدى القصير تلك المنظمات التي واصلت االستثمار في شعوبها – جزءا ال يتجزأ من ثقافة القيادة ،وكانت أفضل قادتها – والمنظمات التي تعلمت ً ويعد الناجون من هذه األزمة المالية بكثير من منافسيها على المدى الطويلُ . دليال على إثبات هذه الحقيقة. التي نشبت في 2008 ً
10
مهما؟ لكن ما الذي يجعل تعلم أنماط القيادة ً المستقبل :إذا كان لألزمة المالية العالمية التي شهدتها 2008أي دور في إظهار أي شيء ،فيتمثل ذلك الشيء في عدم قضاء نسبة كبيرة من القيادات (خاصة في قطاع الخدمات المالية) الوقت الكاف في التفكير – ال ً الدولية سيما ما يتعلق بالتفكير في المستقبل .وكم أثرت عملية اقتراض األموال دائما على المستويات الشخصية والتنظيمية والوطنية مع الطائلة وإقراضها ً مرحلة ما .لذلك ،يجب أن ٍ عدم وجود موارد مالية حقيقية لسداد الديون في تمنح بيئة التعلم األفراد الوقت والمكان لينأوا بأنفسهم عن استخدام البريد اإللكتروني وموقع التواصل «تويتر» والتفكير فيما قد يحمله المستقبل – وال يكمن ذلك في التنبؤ باألحداث المستقبلية ،ولكنه في مساعدة القادة على االستعداد للحاالت المجهولة.
يجب أن تمنح بيئة التعلم األفراد الوقت الكافي والمكان المناسب ً بعيدا عن استخدام البريداإللكتروني وموقع التواصل “تويتر” والتفكير فيما قد يحمله المستقبل. التاريخ :كان التاريخ لعدة قرون مادةً رئيسة في أي منهج من مناهج التعليم الحكومي – فيكمن األساس المنطقي في أننا إذا تعلمنا التاريخ ،سيكون بإمكاننا تبني نماذج للقيادة الجيدة وتجنب الوقوع في األخطاء التي ارتكبها أسالفنا .ومع ذلك ،قلل االنتشار الهائل لإلنترنت من أهمية التاريخ بطريقة أو بأخرى ،على الرغم من الثروة االقتصادية الهائلة من المعرفة التاريخية المتاحة اآلن مجانً ا ألي شخص لدية اتصال واسع النطاق .وأوضحت البحوث التي ُأجريت مؤخرا أن القياديين الناشئين أي الذين نشئوا على استخدام اإلنترنت كأداة ً تعليمية خالل مراحل التعليم االبتدائي والثانوي والعالي ليست لديهم معارف كبيرة ال سيما فيما يتعلق بالتاريخ .ويمكن أن يتمحور ذلك في عدة أسباب على النحو التالي :الكم الهائل للبيانات ُالمتاحة؛ والذي يعني صعوبة االحتفاظ تحديا في التمييز بين القضايا المهمة بالمعرفة؛ أو ربما ُيواجه جيل األلفية ً يوما بعد يوم ،أو ربما يمكنني والحاسمة والقضايا األخرى التي تحيط بهم ً تسمية ذلك «تأثير اآللة الحاسبة» :ففي السبعينات من القرن الماضي ،كانت اآللة الحاسبة سلعة جديدة وأصبحت فجأة بأسعار معقولة – وبذل المدرسون
المعقدة. نتيجة لذلك في الفصل المدرسي، جهدا لتدريس الحسابات الرياضية ُ ً ويتمثل األساس المنطقي في سؤالنا «لماذا نحتاج إلى تعلم التفاضل إذا كان بإمكان اآللة الحاسبة إجراء ذلك في لحظة؟»« ،ولماذا» يستطيع المرء اآلن أن يقول «هل أحتاج إلى االحتفاظ بالحقائق المتعلقة بالتاريخ ،إذا كان بإمكان اإلنترنت أن يعرض ذلك في أقل من جزء من الثانية؟» ولكن من منظور القيادة، أساسيا :فهل سيرتكب العالم األخطاء ذاتها التي نرتكبها أمرا ً ُيعد فهم التاريخ ً اليوم ،إذا ما تذكرنا قصص أسالفنا؟ ّ تعلم كيف تتعلمُ :يعد التعلم مفتاح التنمية الفعالة للقيادة .ويجب أن تتمحور نقطة البداية لكل عملية من عمليات التعلم حول األسئلة التالية« :ما القدرات القيادية التي تحتاج إلى تطويرها؟ كيف سيساعد ذلك في تطوير مؤسسة عملك؟ كيف سيساعد ذلك في تحقيق طموحاتك؟» .ويحتاج القادة إلى الشروع عالية من الوعي الذاتي في سياق البيئات التشغيلية الحالية ٍ بدرجة ٍ في التعلم تماشيا مع القادة، يحتاج كما والدولية. والقطاعية المؤسسية والمستقبلية ً ذلك ،إلى تحمل المسؤولية والمساءلة بشأن فاعلية تعلمهم – ويمكن أن تساعد كليات إدارة األعمال واالستشارات على تحفيز األفكار الجديدة وطرق التفكير ،غير أن األمر متروك للمتعلم الفردي لترجمة ذلك إلى أشياء مفيدة ومن ثم فعل شيء مختلف. عاما أن نضع القادة في التوازن الفكري والعاطفي والجسدي :اعتدنا منذ ً 25 قاعات محاضرات ُمتدرجة في الطابق السفلي في كلية إدارة األعمال ،وفي كثي ٍر من األحيان دون التعرض ألشعة الشمس خارج المبنى ،وكنا نتحدث معهم قليال ،قبل عزلهم مرة أخرى عن نماذج القيادة العظيمة وأحيانً ا نتركهم يتجولون ً في الطابق السفلي ،كنا نتوقع منهم بعد مضي ثالثة أسابيع من ذلك أن يصبحوا قادةً يتمتعون بقيادة أكثر فاعلية .ولحسن الحظ ،لم نكترث لهذه األيام وأدركنا أن تعلم القيادة يتعلق بالتأثير السلوكي كما هو الحال في التنمية الفكرية .ويمكننا تدريس أفضل األفكار االستراتيجية في العالم وتعلمها ،ولكن إن لم نأت بشيء مختلف ،فلن تكون في النهاية إال مجرد أفكار .وعلى هذا النحو ،تحتاج عملية التعلم اليوم إلى تصميم يرتكز على التأثير العاطفي قدر ارتكازه على التنمية الفكرية ،ويحتاج القادة إلى معرفة اإلجابة على السؤال بشكل مختلف؟) ،و»كيف» (كيف يمكنني القيام «ما» (ما الذي يجب أن أقوم به ٍ علي القيام بشكل مختلف؟) – واألهم من ذلك «لماذا» (لماذا يجب بذلك َّ ٍ بشكل مختلف؟)؛ وربما يكون هناك عامل ثالث يتمحور حول السؤال بشيء ما ٍ «هل يمكنني فعل ذلك؟» .إننا نعيش في عالم قيادة غير صحي بشكل متزايد وال ُينظر فيه بعين االهتمام إلى اللياقة البدنية (على الرغم من أن اإلحصاءات الحالية لمنظمة الصحة العالمية تُ ظهر تنبؤات مثيرة للقلق بشأن مرض السكري وأمراض القلب) وتكثر فيه غياب اللياقة العقلية .فال ينقطع االتصال بالقادة دائما ما توجد رسائل عبر البريد اإللكتروني ورسائل أبدا حيث ً ً
«تويتر» و»واتس آب» لقراءتها وتناولها والرد عليها .ويعني ذلك أن القادة متزايدا للتوقف عن ذلك واالسترخاء ،ومن ثم يجب أن يكون جهدا يبذلون ً ً التعلم أداةً مساعدة للقادة على استعادة التوازن الفكري والعاطفي والجسدي المناسب بالنسبة لهم. قوية لبناء العالقات، ً شبكة أعمالك تمثل مجتمعنا :تُ مثل بيئة التعلم مساحة وسيلة ً غالبا ما تُ مثل مشاركة تحديات القيادة الشخصية وفرصها مع الغرباء حيث ً طبيعيا لذلك .ولكن أمرا ً قوية لبناء الثقة .فعند بناء الثقة؛ ُيصبح تقدم المجتمع ً تحتاج المجتمعات ،شأنها في ذلك شأن العالقات ،أن تبقى في حالة جيدة ،ما يعني أنه ينبغي لنا عند الشروع في عملية تطوير القيادة النظر فيما سيبدو الحقا ،وما سيكون غرضه ،وكيفية دعمه. ً عليه المجتمع ً قليل من المبادئ – ولكن إذا اتضحت عددا هذا مجرد مقال قصير تناول ً شهرا عشر الثمانية مدى على جرت التي الدولية األحداث أهمية شيء ما من ً الماضية ،فليس هناك أهم من القادة الذين يمتلكون صفات الوعي واالبتكار دورا والواقعية؛ واألهم من ذلك صفة التأمل والتفكير .ويجب أن يؤدي التعلم ً ّ عظيما في تطوير مجتمع القادة الدوليين. ً
11
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
سلطنة ُعمان تصدر ألكثر من 135دولة
صناعات مانية ُع ّ إليك بعض األمثلة على بعض المنتجات العمانية منها الصابون والزيت النباتي والعسل والشاي وخزانات المياه.
الشركة الخليجية إلنتاج الفطر
www.gulfmushroom.com
مصانع مسقط للخيوط
www.mtm.com.om
صابون أميرة
@amira_soaps
شركة المطاحن العمانية
www.omanflourmills.com
الشركة الوطنية للشاي 12
شركة أميانتيت عمان الشعلة للبخور والعطور
www.amiantitoman.com
www.alshoala.org
دكان العسل
@dukan_alasal
شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها
www.avod.com
13
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
اإلبـــداع في التعليم العام
سارة نان كرييتف ايليمنتس www.creative-elements.org - producer@creative-elements.org
سارة نان
كرييتف ايليمنتس ً جذريا في أغلب المدارس العامة؛ فاحتلت عناصر تغيرا تشهد سلطنة عمان ً مثل :اإلبداع ،والتقنية ،والفنون مكان الصدارة فيها .ويقوم المعلمون العمانيون الجدد بتطبيق استراتيجيات التعلم النشط ومنهجيات «التعلم خارج الصف» تم إستحيائها من أفضل الممارسات التعليمية العالمية؛ وذلك بهدف جذب الطالب وتحفيزهم وإثارة ملكة التفكير النقدي واإلبداعي والتعاوني فيهم.
ونظرا العتماد أماكن العمل المتزايد على األدوات اآللية والرقمية؛ يطالب ً أصحاب العمل الشباب بأن يكونوا على معرفة واسعة بالمهارات الشخصية بشكل مستقل .وهكذا ،يخاطب مثل :مهارات حل المشكالت واتخاذ القرار ٍ برنامج «المعلم الجديد» الذي يقدمه المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين تلك االحتياجات من خالل تسليح الجيل القادم بمهارات القرن الواحد والعشرين الالزمة للتعامل مع التنوع االقتصادي لسلطنة عمان وتعزيز قدرته التنافسية التجارية خالل السنوات المقبلة. مساحة للتعلم واالبتكار ... جزءا من خطة صارمة تابعة يعد المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين ً لوزارة التربية والتعليم تهدف إلى تطوير العملية التعليمية؛ فيلتزم المركز بتنفيذ منهجيات جديدة للقيادة والتعلم في كل مستوى من مستويات التعليم في السلطنة ،كما أن لديه مبنى مخصص وموارد متخصصة في العاصمة مسقط .وتقوم مجموعة حصرية تتألف من ما يزيد على 50مدرب متخصص، تم اختيارهم من مختلف أنحاء سلطنة عمان ،بتعميم برامج تدريب مبتكرة على القوة العاملة القومية العمانية من مدراء ،ومشرفين ،ومعلمين ذوي خبرة، ومعلمين جدد .ويوجد حاليا تسعة برامج تمتد لمدة سنة أو سنتين ،ويشمل مباشرا ،ومنصة تعلم عبر اإلنترنت ،وإعداد بحث عملي قائم تدريبا كل برنامج ً ً على مشروع ميداني ،حيث يتم تطبيق النظرية على أرض الواقع ،وتتاح مساحة للمعلمين لالبتكار. برنامج المعلم الجديد لمدة سنتين ،كنت أنا المستشارة والمدربة الرئيسية لبرنامج «المعلم الجديد»؛ جنبا إلى جنب مع كُتّ اب دوليين يقومون فأقوم بكتابة محتوى البرنامج وتطويرهً ، بتوجيه وتدريب عدد 25مدرب عماني كنواة أساسية للبدء في برنامج السنة الواحدة الطموح .ومنذ مارس عام ،2015شارك ما يزيد على 3000مدرس عماني جديد في برنامج التدريب ،وقد تلقى المدربون أربعة أسابيع من التدريب المباشر مع تزويدهم باإلرشادات عبر اإلنترنت وتنفيذ المالحظات اإلقليمية .وقد شجع هذا الدعم المقدمة في الصفوف الدراسية خالل الزيارات ّ كثيرا منهم بأن يقودوا الثابت واإليجابي الجيل القادم من المعلمين ،كما ألهم ً ً ً جذريا في الصفوف الدراسية والمدارس التي يعملون فيها. تغييرا
14
هيمنة اإلناث على مهنة التدريس مؤخرا بمجلة نيوز ويك إلى أن مقال لها صدر أشارت الصحفية ليليا هتوم في ً ٍ
«… البطالة بين اإلناث في العالم العربي تبلغ نسبة مذهلة تصل إلى %43.4إذا ما تم مقارنتها بنسبة البطالة بين اإلناث على مستوى العالم والتي تصل إلى ».%12.7 وتعد مهنة التدريس إحدى المهن التي تستطيع ضمان توظيف الخريجات الشابات في سلطنة عمان .فعلى المستوى الدولي؛ تُ هيمن اإلناث بشكل عام على مهنة التدريس؛ حيث توفر هذه المهنة للكثيرات منهن الفرصة ليكسبن قوتهن مع الموازنة بين العمل واألعباء المنزلية؛ فلم تكن مفاجأة أن يكون أكثر من %80من جملة المعلمين الجدد بالمجموعة األولى في برنامج السنة الواحدة شابات تحت سن الـ .25وفي ضوء هذه البيانات ،أصبح من الواضح ً جدا خالل تصميم برنامج «المعلم الجديد» أن المحتوى يجب أال يحفز ويعبر الخالق بين المعلمين أيضا أن يوفر فرص االنخراط جيل األلفية فقط ،بل يجب ً ّ الشباب ،وأن يوفر كذلك منصة لالبتكار .وعن طريق توليد الشعور بالمسؤولية؛ بدأ المعلمون في التطبيق السريع لالستراتيجيات الجديدة في فصولهم التدريسية ،كما بدأوا في مشاركة المصادر واالستمتاع بنتائج هذه التجربة المتمثلة في تفعيل السلوك اإليجابي والمشاركة الحقيقية من الطالب. تصميم البرنامج يوما عبئً ا على المعلم واالستعاضة تم التخلي عن الكتب المدرسية التي مثلت ً عنها باستراتيجيات التعلم النشط وذات الصلة بواقع الحياة .وتم تشجيع الطالب بشكل مستقل؛ وذلك لتحقيق هدف التعلم المبين على التفكير الجماعي أو ٍ أيضا بدال من العمل من خالل أنشطة الكتاب المدرسيً . في المنهج الدراسي ً بسؤال تم تقديم استراتيجية التعلم القائم على البحث التي تعتمد على البدء ٍ مفتوح؛ األمر الذي يثير الفضول لدى الطالب ويدفعهم إلى البحث لفترة قادرا على تقديم مهنة التدريس طويلة من الوقت .ويجب أن يكون المعلم ً يعمق ُبيسر ومهارة ،كما يجب أن يالحظ تفاعل الطالب قبل طرح األسئلة كي ِّ من عملية التعلم .وقد تطلب هذا األسلوب من المعلمين الجدد االبتعاد عوضا عنها إلى التواصل ً عن أساليب التدريس التوجيهية التقليدية واللجوء وفقا لذلك. ً الحقيقي مع كل طالب لفهم احتياجاتهم التعليمية واالستجابة لها
ادخال تقنية الهواتف الذكية في مهمة التدريس المعلمون الجدد هم من جيل األلفية ..فهم مستخدمين نشطين لمواقع االجتماعي وكُتّ اب واثقين على شبكة اإلنترنت؛ فشكَّل ادخال تقنية التواصل ّ فوريا ،وقد تم تنفيذه بسهولة حيث الحظ نجاحا الهواتف الذكية ضمن البرنامج ًّ ً سريعا زيادة في معدل مشاركة الطالب .وقد وقع اختيار المدربون المعلمون ً بادلِ ت Padletوتطبيق بليكرس Plickers على بعض التطبيقات مثل :تطبيق ْ ّ لحث الطالب على المشاركة في نقاشات مباشرة عبر شبكة اإلنترنت ولتمكّين المعلمين من جمع بيانات واقعية وحديثة لتقييم أداء الطالب دون الحاجة إلى الرجوع إلى جهاز الطالب. قيمة الشراكات اإلبداعية في العملية التعليمية ومع ذلك؛ ُي َّعد العمل بمبادرة «الشراكات اإلبداعية التجريبية» في سبتمبر عام 2015ومن بعدها بمبادرة «التعلم خارج الصف» في عام 2016هو السبب عدد تغير االقتصاد العالمي ،ينشأ ٌ في إظهار التصميم الفريد للبرنامج .ومع ُّ ودوليا ،يقوم القادة متزايد من فرص العمل للشباب في القطاعات اإلبداعية. ً ٌ في تلك المجاالت بتنظيم الحمالت واالستثمار في األبحاث المبنية على األدلة لحث حكوماتهم على الحفاظ على التعلم الثقافي وتعليم الفنون حيث يعتبرانهما عنصران أساسيان في تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين لدى الشباب .ويدافع السيد «لورد بوتنام» المخرج الحائز على الجائزة عن حقيقة أن التعلم من خالل الثقافة والفنون ُي َمكِّن الشباب في أن يصبحوا «من كبار المفكرين ،والمبدعين ،وقادة األعمال اإلبداعية والمجتمعات المحلية في المستقبل( ».اتحاد التعلم الثقافي ،2017 ،ص)8 عنصرا بارزً ا ضمن برنامج ومع وضع تلك المالحظات في االعتبار ،أردت أن أبتدع ً السنة الواحدة والذي سوف يمكّن المعلمون الجدد من االنخراط بنشاط مع والعلمية المعتبرة التالية الموجودة في مسقط: الثقافية ،والفنية، المنظمات ّ ّ المتحف الوطني ،ومتحف بيت الزبير ،ورواق سارة ،ودار األوبرا السلطانية الفلكية ،ومركز اإليكولوجيا في عمان ،ومتحف األطفال، والقبة بمسقط، ّ ّ وجامع السلطان قابوس األكبر. وقد كان الغرض من مبادرة «التعلم خارج الصف» أن يتسع إدراك المعلمون الجدد حول كيفية تعلم الطالب ،وأن يتم تشجيع المعلمين على النظر إلى ما الفعال في المتاحف التقليدية؛ فاالنخراط وراء حدود بيئة الصفوف الدراسية ّ ّ عد الشباب لتحديات القرن الحادي والعشرون؛ والمنظمات الفنية يمكن أن ُي ًّ فتقدم المؤسسات الثقافية للمعلمين المنصات المثالية من أجل تسهيل الفرص الفريدة للطالب كي يستكشفوا ويكتشفوا مفاهيم جديدة .وبالعمل الحركية كمصدر مفيد يساعد على خارج الصفوف الدراسية؛ تظهر بيئة التعلم ّ تفعيل طرق جديدة للتفكير وفهم العالم. ولقد قمت بإعداد سلسلة موصى عليها من ورش العمل ذاتية التوجيه التي بشكل مستقل في أي مكان ،وتم عقد بإمكان المدربون العمانيون تنفيذها ٍ سلسلة من المحاضرات التدريبية المهنية ذات الجودة العالية في كل مكان مع المدربين العمانيين لتوضيح -من خالل المشاركة الفعالة -كيفية تفعيل عملية التعلم في المتاحف واألماكن الثقافية؛ وقد نتج عن هذه العملية التعاونية مع ّ خصيصا لكل مكان التعلم المصممة فريدا بين استراتيجيات انسجاما المدربين ً ً ً ثقافي.
أثر التعلم خارج الصفوف الدراسية كان معلمو اللغة اإلنجليزية في المركز يستكشفون استراتيجيات تدريس صياغة مقنعة للغة .وعملوا في المتحف الوطني ضمن مجموعات البتكار مقطع إعالني مدته دقيقة واحدة إلقناع السياح بزيارة المتحف .وقد كان جدا؛ إذ جمع بين التقنية واإلرث الثقافي والرواية الشفهية .وقد النشاط ناجحا ً ً أعطت ورشة العمل ذاتية التوجيه التي تمت داخل المتحف الوطني المعلمين واقعيا للغة مقنعة وحولت النظرية إلى خبرة تعليمية هادفة؛ وتعاونية، سياقا ً ً وممتعة. أما بالنسبة للمناطق التي ال يوجد بها أية متاحف ،فقد تبنى المعلمون الجدد استراتيجيات «التعلم خارج الصف» كي يعكسوا السياق المكاني الخاص بهم؛ فوجدوا بيئات بديلة مثل الحصون ،واألودية ،واألسواق من أجل استكشاف مفاهيم جديدة وتحفيز الطالب .وفي أثناء عملية البحث العملي ،الحظ المعلمون تزايد إحساس طالبهم بالثقة ،وقدرتهم على أخذ زمام المبادرة في المناسبات االجتماعية ،وتحسن واضح في مهارات صنع القرار لديهم. الحفاظ على التطور اإلبداعي في العملية التعليمية شارك حتى تاريخه أكثر من 950معلم جديد من معلمي اللغة إنجليزية، والدراسات االجتماعية ،والدراسات اإلسالمية ،والتربية الفنية ،والعلوم، والرياضيات ،والموسيقى في ورشة عمل ذاتية التوجيه بقيادة مدربين عمانيين في متحف أو مكان ثقافي .ومن المتوقع مشاركة 1,000معلم آخر هذه السنة في مبادرة «التعلم خارج الصف». وأتفاءل بإمكانية تخطي ً كل من المركز والشراكات اإلبداعية حدود عالقتهما التجارية الحالية في المستقبل القريب .كما سيؤدي التفاعل السنوي بالمعلمين ومقدمي المتاحف إلى استثمار الوقت في تطوير خبرات تعليمية ذات مدى أطول توفر تفاعالت هادفة التي تغرس التفكير النقدي واالبتكار توقظ «كبار المفكرين ،والمبتكرين ،ورائدي األعمال اإلبداعية وقادة المجتمع المحلي <العمانيين> في المستقبل». (أنظر المرجع نفسه) وبالنظر إلى ما هو أبعد من ذلك ،تنم الفكرة القائلة بأن القطاعات اإلبداعية في السلطنة العمانية يمكنها تزويد الطالب الجامعيين بمسارات وظيفية منسجما مع نسبيا .رغم ذلك ،وبما أن الشباب أصبح مالئمة عن تفكير جديد ً ً اعتمادا على وظائف القطاع العام ،أعتقد األوضاع الحالية بشكل أكبر وأقل ً أن قدراتهم اإلبداعية وروح مباشرة األعمال الحرة لديهم سوف تبدأ في فتح ودوليا ،ال سيما في مجال السياحة المحلية النشطة؛ محليا أسواق جديدة ً ً إذ يبحث الزائر الدولي عن التغلغل في الفنون والثقافات العمانية األصيلة والمعاصرة.
15
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
نظرة عن كثب
بناء مدن المستقبل
نيكوالوس نيبيل أستاذ مساعد في التصميم المعماري والحضري في الجامعة األلمانية للتكنولوجيا في ُعمان (جيوتك)
نيكوالوس نيبيل
٣
أستاذ مساعد في التصميم المعماري والحضري التقينا الفاضل /نيكوالوس نيبيل -أستاذ مساعد في التصميم المعماري والحضري في الجامعة األلمانية للتكنولوجيا في ُعمان (جيوتك) ،وإليكم ما قاله عن التنمية الحضرية.
١
كيف تصف التصميم الحضري الجيد باختصار؟
كثير من األشخاص أن المصممين يحددون شكل نيكوالوس نيبيل :يعتقد ٌ الشيء من خالل فكرة عبقرية ،لكن ال يدور التصميم في الواقع حول تحديد الشكل فحسب ،بل باألحرى حول العثور على الشكل المناسب من خالل تطبيق حاالت وقيود وأحالم كثيرة وفي بعض األحيان متناقضة؛ إذ يشترك في عملية التصميم العديد من األشخاص ،ال سيما عندما يتعلق بإحدى المدن .ولذلك ،ال استنادا إلى مستوى رسمي، ينبغي تحديد معايير «التصميم الحضري الجيد» ً بل تُ ستمد تلك المعايير من ثقافة المدينة وفهم المجتمع ذاته للتحضر. وكثيرا ما نجد أن تجميل المدن تحت مسمى «التصميم الحضري الجيد» قد ً يقضي على حضرية المكان أكثر بكثير من اإلبقاء على مبنى غير فائق الجمال عموما .وينتج واالعتراف بخصائصه المتأصلة لحياة األشخاص وتحضر المدينة ً سوء الفهم هذا من النظر إلى التصميم على أنه مجرد اسم ،في حين يجدر بنا النظر إلى التصميم على أنه فعل واقعي .إن نشاط تصميم المدن كعملية مفتوحة أكثر أهمية من النظر إلى ظاهر النتائج بحد ذاتها .ولذلك ،ال يتعلق التصميم الحضري الجيد بمظهر المدينة ،بل يتعلق باألحرى بالترابط بين طرق ويمثل التصميم الحضري البناء وطرق المعيشة األكثر تعقيدا في المدينةُ . ً السليم التوازن الصحيح بين هذه الجوانب .وبالنظر إلى الموضوع من هذه مرئيا. أمرا غير ً الزاوية؛ يغدو التصميم ً
2
تمتثل المنشآت الحضرية للقواعد العلمية بغض النظر عن الجغرافيا .وهناك اعتماد ثانوي على التقاليد والمناخ والموارد والمواد المحلية ،ولكن هذا األمر آخذ في االندثار مع ظهور النهج العصري الموحد ،فما األخطاء الرئيسة التي تعتقد أننا قد ارتكبناها في تصميم المدن وبنائها في منطقة الخليج؟ وما الذي يمكن فعله لتصحيح األخطاء وتدارك األمر؟
16
نيكوالوس كنيبيل :عندما يتم الحديث عن المدن الجديدة التي ظهرت في فأوال فضل أال أبدأ بمناقشة األخطاء. منطقة الخليج في الجيل األخير ،فأنا ُأ ّ ً وقبل كل شيء ،ينبغي للمرء أن يقدر اإلنجازات الهائلة المتمثلة في بناء المدن – والتي ُشيدت في كثي ٍر من األحيان من العدم -في ظل ظروف عصيبة، وفي ظل هذه المعطيات وفي غضون هذه المدة القصيرة ،حيث لم يسبق كثيرا من األعمال المشابهة– إن كانت هناك سوابق لهذا اإلنجاز من هذا العمل ً أمر ال مفر منه .ويكمن السؤال في مدى األساس – في التاريخ .فاألخطاء ٌ سرعة تعلم الفرد منها .وال يمكن الحكم على هذه التطورات بسهولة ،فكيف ينبغي لنا تقييمها؛ وبماذا نقارنها؟ هل ننظر إلى الخليج من وجهة نظر غربية أم وجهة نظر جنوب آسيوية أم وجهة نظر أفريقية أم من داخل مجتمعات الخليج ذاتها؟ ففي العالم المفتوح على بعضه ،يوجد العديد من تجارب الحداثة – غربيا .لذا ،علينا أن نعترف بهذا التحول النموذجي. جدا منها ليس ً والكثير ً سريعا ال تكمن المشكلة الحقيقية التي تواجه العديد من المدن المتنامية ً وغالبا ما يتم إنشاء في مظهر المباني ،بل في تفكك المجتمعات الحضرية. ً المدن الجديدة ككتل من أجزاء مستقلة وقائمة بذاتها وأحادية البعد؛ لكل جزء منها عالمته المميزة الخاصة .المدينة «أ» بجوار المدينة «ب» وهكذا .وثمة المحكمة وأحادية الوظائف والمعزولة اتجاه خطير لتفكيك المدن من خالل الجزر ُ والحصرية .وتعد المدن بمثابة نظم ديناميكية تعمل من خالل التفاعل بين األجزاء التكميلية لتحقيق المنفعة المتبادلة .وإذا لم تكن المنافع متبادلة، فسوف تظهر التوترات في المجتمعات الحضرية.
ً هائل .وفي وتجاريا اجتماعيا تغيرا تُ حدث ثورة المعلومات ً ً ً أنواعا جديدة من الواقع ،بالنظر إلى التقدم التقني ،تظهر ً المباني عن طريق أنواع جديدة من االستخدامات .فعلى سبيل المثال ،الطائرة هي سبب إنشاء المطارات باعتبارها أحد أنواع من المباني ،وليس العكس .فكيف ترى تأثير التقنية على كيفية تصميم المباني وبناءها في منطقة الخليج؟ جيدا للنظر في العالقة نيكوالوس كنيبيل :تُ عد المطارات في الواقع، نموذجا ً ً بين التقنية والخبرات البشرية .حتى هذه المباني التي تعتمد على التقنية أوال وقبل مثل المطارات ال ينبغي أن تكون مصممة حصرا للطائرات ،ولكن ً ً جوا .وقد ألهم كل شيء ينبغي تصميمها لخدمة األشخاص الذين يسافرون ً بعضا من ً اإلحساس بهذا النوع من السفر المهندسين المعماريين لتصميم أروع مباني المطارات ،فعلى سبيل المثال مبنى تي دبليو إيه الجوي إليرو سارينين في مطار نيويورك في عام 1960؛ وهو عبارة عن قاعة كبيرة بمنحنيات ديناميكية تجعل األشخاص يشعرون وكأنهم عائمين في الهواء .ويتميز هذا النهج في الهندسة المعمارية بتجربة كاملة معينة ُممكَّنة من خالل التقدم التقني ،فالتقنية ال يعدوا كونها وسيلة لتحقيق غاية وال يكون التقدم على هذا النحو ذا أهمية كبيرة .فما يهمنا في الحقيقة هو التحسين الفعلي لتجارب األشخاص.
نيكوالوس كنيبيل :أشعر في أسئلتك بشيءٍ من خيبة األمل بشأن البيئة سواء كانت المبنية المعاصرة .متى كانت آخر مرة أعجبت فيها بمساحة مبنية ً معمارية؟ ولماذا أثارت إعجابك؟ من جانبي ،أستطيع القول إنني ً حضرية أمً عندما انتقلت من أديس أبابا ،وهي مدينة أفريقية مدقعة الفقر ،إلى مسقط، تفاجأت وأصابني الذهول من مواقف السيارات في مركز التسوق واألبعاد الهائلة واألسقف العالية الثرية واإلضاءة الخفيفة التي تنعكس على السيارات الجديدة الالمعة والتدفق السلس للسيارات .وأعتقد أن لكل بيئة أحاسيسها الخاصة ،ودون حصر أنفسنا في أفكار الجمال المسبقة ،يمكننا أن نتمتع بأكثرها ونقدر قيمتها -بغض النظر عن فترتها أو ثقافتها.
٥
هل ينبغي لنا أن نضيق شوارعنا وطرقنا أم نوسعها؟ ّ
نيكوالوس كنيبيلً : بدل من النظر في حركة المرور نظرةً قطاعية ،يجب أن يكون لدينا رؤية شاملة للحضرية؛ فما هو دور الشارع فيما يتعلق بالمدينة وأنماط وسع الطرق حياة سكانها؟ في بعض األماكن ،على سبيل المثال في الهند ،تُ َ بسبب اختناق حركة المرور في الشوارع شديدة الضيق؛ ما يسمح بربط جميع أيضا إلى إنشاء أنحاء المدينة بشكل أفضل وأكثر سالسة ،ولكن يؤدي ذلك ً حواجز جديدة بين األحياء .وفي أوروبا ،على سبيل المثال ،مع إتاحة أنظمة التنقل البديلة ،تضيق الطرق الواسعة إلعادة إنشاء النسيج الحضري األكثر كثافة ،فما تلبث الكثافة المرورية أن تظهر مرةً أخرى. ً
واقعيا سيكون من المثير لالهتمام أن نالحظ كيف تسهم تقنية المعلومات ً في تحسين تجربة األشخاص في البيئة المبنية .فبالطبع هناك تطورات تعقيدا، أنماطا هندسية أكثر في إنشاء المباني ،في ظل القدرة على توليد ً ً مباشرا أكثر .ومن وجهة نظري ،يكمن ربطا ً وإمكانية ربط التخطيط والتصنيع ً السؤال األكثر إثارة لالهتمام فيما إذا كان سيتغير تصور المساحات الحقيقية واستخدامها من خالل تجارب األشخاص في المساحات االفتراضية؟ إذ ُيعد تماما عن االتصاالت الخطية األكثر مختلفا ً نقل الشبكة في أبعاد متعددة شيئً ا ً أو األقل التي ال تزال تشكل العديد من بيئاتنا المبنية ،وكيف سينعكس ذلك من المساحات االفتراضية في المساحات الحقيقية؟
٤
تعتبر مدننا بمثابة غابة من الطرق السريعة ومواقف السيارات وناطحات السحاب ومراكز التسوق .ويبدو أنها مصممة لسائقي السيارات والمستهلكين أكثر منها للسكان أو المواطنين. فما رأيك في هذا األمر؟
17
نشرة إثراء
يوليــو ٢٠١٧العــد د الســا دس
قيادة التغيير من خالل التعليم والتدريب رواد تكاتف في التقينا بالدكتور عمار العجيلي ،مدير مشارك في برنامج ّ معلما وفلسفته في التعليم، مقابلة حصرية لمناقشة سبب اختياره أن يصبح ً ً ً محوريا في عملية التنمية االقتصادية، دورا واألسباب التي تجعل دور المعلم ودار معه الحوار التالي:
٦
بيئيا» والطاقة نقرأ الكثير عن إنشاء مجتمعات «سليمة ً مهندسا الشمسية والمحافظة واالستدامة ،بصفتك ً معماريا ،ماذا يعني كل هذا لك؟ ً نيكوالوس كنيبيل :عليك أن تنظر إلى أبعد من ظواهر األمور .فمن الواضح أن إيجابيا ،ولكن عندما تعتمد على الطاقة الشمسية ،ال يتم أمرا ً طاقة الرياح تعد ً إحراز أي تقدم .فالمنازل البيئية هي األخرى جيدة ،ولكن عندما تقع في مناطق الضواحي المتفرقة وتؤدي إلى حدوث كثافة في حركة المرور ،يصبح التأثير مطلوبا ،إال أنه من غير المالئم أمرا البيئي ً موضعا للشك .تُ عد النزعة اإلقليمية ً ً أن تتركز حول المظهر أكثر من األداء .فالمصطلحات مثل االستدامة واإلقليمية وغيرها؛ ال تعدوا أن تكون مصطلحات سطحية فحسب .لذلك ،يتوجب عليها معنى وقيمة. التفكير بطريقة تكاملية لتكون هذه المصطلحات ذات ً
٧
إذا كانت لديك الصالحية ،فهل ستضع قانونً ا يلزم في كل معين مبنى ما؛ أن يضع فوق بابه مرة يبني فيها شخص ّ اسم المهندس المعماري والعميل بأحرف كبيرة؟ نيكوالوس كنيبيل :ينتشر هذا المفهوم الخاطئ للتصميم الحضري والمعماري على أنه فكرة عبقرية .وفي الواقع ،ينطوي بناء مبنى ما على الكثير من األمور؛ أكثر بكثير من مجرد فكرة خطرة على بال شخص واحدُ .يعد المصمم وغالبا ومترجما لشواغل وقيود ورغبات مختلفة وسيطا الحضري أو المعماري ً ً ً ما تكون متناقضة .ويمكن أن تفسد هذه العملية إذا طغت على المهندس المعماري نزعة األنانية وحب الذات ،كما هو الحال في تدخل العميل في اللحظة الملهم األخيرة ،وضيق أفق الجهة المسؤولة عن منح التصريح ،والمهندس غير ُ المتميزة نتاج عمل المهندسين أو المقاول غير الماهر .ومع ذلك ،تُ عد المباني ّ والمشرعين والمهندسين معا؛ شأنهم في ذلك شأن العمالء ّ المعماريين ً والمقاولين.
18
التصميم الحضري: هو فن بناء المدن ،والطريقة التي يمكن أن يبني بها الناس بيئاتهم الطبيعية والمشيدة لتحقيق قيم االنتماء العاطفي والنفسي والرفاهية لألجيال القادمة .يختص التصميم الحضري بدراسة جزء او اجزاء من قطاعات المدينة تشكل مجموعة ابنية او لنسيج حضري متكامل ويركز على العناصر المادية الفيزيائية كالكتل البنائية والفضاءات التي حولها وعالقتها مع بعضها بالبعدين الثاني والثالث ( )2D&3Dمع الدخول في التفاصيل الرئيسية التي تحدد العالقة االفقية والعمودية للقطاعات لتحديد محاور الحركة ومداخل االبنية ونقاط التجمع واالنحراف والتقاطعات والتداخالت بين محاور الحركة والمحاور البصرية .حيث أن التصميم الحضري يمزج العمارة والهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية وتخطيط المدينة معا لجعل المناطق الحضرية أكثر وظيفية وجذابة.
ما مؤهالتك التعليمية؟ درست الهندسة اإلنشائية في جامعة والية آيوا ،ثم حصلت بعد ذلك على شهادة الماجستير في إدارة المشاريع من جامعة مانشستر ،وبعدها شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة تكنولوجي بماليزيا .وباختصار ،لقد تدربت على أن أكون مهندسا. ما أكبر فائدة حققتها من الدراسة في تلك الجامعة؟ إنشاء صداقات دائمة مع أشخاص من جميع أنحاء العالم ،وتعلم ثقافات مختلفة. متى قررت االنخراط في سلك التعليم ولماذا اخترت هذا المجال؟ في عام ،1996مباشرة بعد التخرج .لقد أعجبت بتجربتي كمحاضر في إحدى سنوات الدراسة العليا والقدرة على التدريس ،ولذلك قررت متابعة مهنة التدريس. ما فلسفتك في التعليم؟ تسهيل طريقة التدريس وتطبيق المعرفة. في نظرك؛ ما التحدي األكبر الذي يواجه الطالب العمانيين اليوم؟ امتالك المهارات المناسبة المطلوبة لالرتقاء بنجاح في ّ سلم التعليم العالي والوظيفي .هناك الكثير من التركيز على مسألة الحفظ.
د .عمار العجيلي رواد تكاتف مدير مشارك في برنامج ّ
ما الدور الذي يؤديه المجتمع في مساعدة الشباب العماني؟ يجسد رغبة التعلم في نفوس دور جوهري ،فالمجتمع الحقيقي هو الذي ّ ٌ الشباب .وعندما يعرف المجتمع قيمة التعليم وما يجنيه الشخص المتعلم من خير لهذا المجتمع؛ فإنه يقوم حينها بمساعدة شبابه على السعي نحو طلب تماما للتعليم. مدمر العلم .والعكس ً ٌ ما الجوانب التي ترغب أن يتذكرها طالب برنامج تكاتف عن البرنامج؟ المهارات التي اكتسبوها من البرنامج ،والشعور بأنهم مدينون برد الجميل إلى بلدهم ُعمان نظير الفرص التي ُو ّفرت لهم. كيف ينبغي لنا أن نستفيد من الموارد داخل المجتمع لتعزيز تجربة التعلم المدرسي؟ بعيدا عن الكتاب المدرسي ،والتركيز ً ُّ بدل من ذلك التعلم من خالل التركيز على ً على القضايا والمشاكل والتحديات الواقعية التي تؤثر على المجتمعات المحلية وكيفية التعامل معها .عندما يرى الطالب التطبيق المباشر لما يتعلمونه؛ فسيواصلون تعلمهم بصفة دائمة.
يمكن االطالع على مزيد رواد من المعلومات عن برنامج ّ تكاتف على العنوان التالي: www.takatufscholars.com
ما الجانب األكثر صعوبة في التدريس اليوم؟ ّ التعلم. تحفيز الطالب على الرغبة في المتميز؟ ما هي صفات المعلم ّ الرغبة الحقيقية ،واالنفتاح ،والقدرة على قراءة فكر الطالب ،وعدم الشعور باالكتفاء من طلب المعرفة.
19
نشرة إثراء
يوليــو 2017ا لعــدد ا لســاد س
ختاما... ً يتفوق اليوم على قطاع وتشير اإلحصائيات اليوم أن قطاع السفر والسياحة ّ التصنيع وتجارة التجزئة والخدمات المالية واالتصاالت؛ فمن بين 10وظائف أن تطلعات في العالم هناك وظيفة واحدة ّ يوفرها قطاع السفر والسياحة .كما ّ السياح في العالم اليوم تطورت بصورةٍ كبيرة؛ فأصبحوا يميلون للسياحة ّ االجتماعية التي تمنحهم فرصة التواصل مع السكان المحليين.
7جلسات حوارية على مدار العام
صرح الفاضل /طالب بن وحول أهمية تعزيز السياحة المحلية في السلطنة ّ ّ «بدءا من سيف المخمري ،مدير عام التسويق واإلعالم في إثــراء قائال: ً والتاريخية العريقة، مرورا بالمواقع األثرية التنوع الجغرافي المميز للسلطنة، ّ ً فرص كبيرة إلثراء تتميز بها ،هناك وانتهاء بكرم الضيافة ومتعة اإلقامة التي ٌ ّ ً المحلية بطابعها الثقافي والحضاري هنا في سلطنة ُعمان ،والتسويق السياحة ّ لهذه الفرص على المستوى المحلي والدولي مطلب مهم في ظل التنافس السياحية أن هذه الفرص االستثمارية ال تقتصر على المشاريع ّ االقتصادي ،كما ّ
كشفت الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات «إثـــراء» عن برنامج هذا العام من مبادرتها السنوية «أمسيات اقتصادية» في نسختها السادسة، االقتصادية، والتي تهدف إلى إتاحة المجال لاللتقاء بممثلي عدد من القطاعات ّ لمناقشة التحديات والفرص المرتبطة بها وعرض تجاربهم حولها ،حيث تستقطب أمسيات هذا العام متحدثين وخبراء اقتصاديين من داخل السلطنة وخارجها لتعزيز البحث في الفرص واالتجاهات التي تخدم بيئة األعمال التجارية في السلطنة.
متعددة ألصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة» كما أضاف قائال « :ركزت المحلية التي تدعم السياحة في هذه األمسية نقاشها حول تطوير األنشطة ّ السلطنة ،وهي بال شك ستفتح المجال أمام المشاركين بمختلف فئاتهم إلبداء أفكارهم ومناقشتها بحضور المختصين ،وهي خطوة نأمل أن تسهم في إثراء هذا القطاع االقتصادي الواعد بالكثير من المقترحات».
وبحسب البرنامج المعلن عنه هذا العام انطلقت أولى األمسيات مساء يوم األربعاء الموافق السادس والعشرين من أبريل بمبنى الهيئة العامة للطيران المدني الراعي المستضيف للفعالية،ناقشت أحد أهم القطاعات التي تشهد حراكًا وتحظى باالهتمام خالل المرحلة القادمة ضمن جهود التنمية االقتصادية تحت عنوان «السياحة ،والفرص التجارية» حظيت الجلسة بتفاعل المشاركين من طلبة وأكاديميين من جهة وذوي االختصاص من المعنيين وأصحاب الشركات والحضور من جهة أخرى ،ناقشت الجلسة عدد من المواضيع المتعلقة بالقطاع مهما في تطوير القطاع دورا ًّ منها؛ كيف يمكن للمشاريع الصغيرة أن تلعب ً السياحي؟ وكيف يمكن استغالل التنوع البيئي والعمق التاريخي والحضاري للسلطنة في هذا القطاع؟ وهل من الممكن أن يصبح القطاع السياحي أحد أبرز ً مستقبل؟ القطاعات التي توفر فرص وظيفية
أن أمسية «السياحة ،والفرص التجارية» أدارها صاحب وتجدر اإلشارة إلى ّ السمو السيد د .أدهم بن تركي آل سعيد ،أستاذ مساعد بكلية االقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس وباستضافة كال من؛ خالد الصافي الحريبي نائب الرئيس التنفيذي للعمليات ،وجيليان تايلر مديرة تطوير األعمال بمركز ُعمان للمؤتمرات والمعارض ،ومازن خوري مدير االستثمار العماني لالستثمار ،وإيريك والترس مدير شركة الهدهد للرحالت بالصندوق ُ السياحية .أقيمت الفعالية بدعم من الشريك االستراتيجي شركة بي.بي. ّ أن الدعوة مفتوحة ُعمان وباستضافة من الهيئة العامة للطيران المدني .كما ّ ي من األمسيات من خالل الرابطevents.ithraa. : عبر التسجيل المباشر في أ ٍّ omأو عبر وصلة التسجيل في الموقع االلكتروني للهيئة على العنوان التالي: www.ithraa.om
تواصل معنا
هاتف+٩٦٨ ٢٤ ٦٢ 3300 : فاكس +٩٦٨ ٢٤ ٦٢ ٣3٣5 :
www.ithraa.om إثراء ،ص.ب ،٢٥الرمز البريدي ،١١٧الوادي الكبير ،سلطنة عمان
الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات