Ithraa News Ar 6 - 2017

Page 1

‫‪ISSN 2521-8557‬‬

‫‪2017‬ــس‬ ‫ـدد الخام‬ ‫يوليــو‬ ‫أبريــل ‪ ٢٠١٧‬العـ‬ ‫العــدد الســا دس‬

‫الهيئة العـــــامة‬ ‫لترويج االستثمـار‬ ‫وتنمية الصـادرات‬

‫التعليم‪ :‬الفرص الذكية‬ ‫اإلبداع في التعليم العام‬ ‫بناء ُمدن المستقبل‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫تأسست إثراء في عام ‪1996‬م‪،‬‬ ‫وهي مؤسسة معنية بالترويج لالستثمار‬ ‫وتنمية الصادرات العمانية غير النفطية‪.‬‬ ‫مجموعة واسعة من‬ ‫ً‬ ‫نقدم‬ ‫إننا في إثراء ّ‬ ‫بدءا من تعريفك‬ ‫الخدمات لدعم مشروعك ً‬ ‫بالمزايا التي تتمتع بها السلطنة كبيئة جاذبة‬ ‫مرورا بتوجيه الشركات المحلية‬ ‫لالستثمار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الستكشاف األسواق الدولية الواعدة‪.‬‬

‫الموضوعات‬ ‫‪4‬‬

‫فعاليات إثراء‬

‫ ‪ 14‬اإلبداع في التعليم العام‬

‫‪6‬‬

‫التعليم‪ :‬الفرص الذكية‬

‫ ‪ ١٦‬نظرة عن كثب‬

‫‪ 10‬لماذا يستمر القادة في التعلم؟‬

‫ ‪20‬‬

‫مانية‬ ‫ ‪ 12‬صناعات ُع ّ‬

‫ ‬

‫ختاما‪...‬‬ ‫ً‬

‫نشرة إثراء‬ ‫االقتصادية ‪٢٠١٧‬‬ ‫األمسيات‬ ‫ّ‬ ‫نبذة عن المبادرة‬ ‫االقتصادية هي سلسلة من الجلسات الحوارية‪ ،‬تهدف‬ ‫األمسيات‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية‪،‬‬ ‫إلى إتاحة المجال لاللتقاء بمجموعة من ممثلي القطاعات‬ ‫ّ‬ ‫وذلك لمناقشة التحديات والفرص المرتبطة بهذه القطاعات‪ ،‬وعرض تجاربهم‬ ‫حولها‪ .‬تتميز هذه الجلسات بكونها تعزز البحث في الفرص واالتجاهات التي‬ ‫تخدم بيئة األعمال التجارية في السلطنة‪ ،‬وقد القت –طوال تنظيمها في‬ ‫نجاحا وتفاعال لدى المشاركين من المختصين واألكاديميين‬ ‫السنوات الماضية‪-‬‬ ‫ً‬ ‫بوجه عام‪ ،‬وقد عززت النقاش المفتوح لعرض‬ ‫ٍ‬ ‫وأصحاب الشركات والحضور‬ ‫القضايا المختلفة‪.‬‬ ‫وتعد هذه النسخة من األمسيات هي السادسة على التوالي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وسيتم تنفيذها في الهيئة العامة للطيران المدني‪ ،‬في الحيل الشمالية‪،‬‬ ‫مقابل مشروع الموج‪-‬مسقط‪.‬‬ ‫التسجيل‬ ‫للتسجيل يمكنكم زيارة الرابط التالي ‪events.ithraa.om‬‬ ‫بدعم من‬

‫برنامج األمسيات‬ ‫االقتصادية ‪2017‬‬ ‫التجارية‪:‬‬ ‫السياحة والفرص‬ ‫ّ‬ ‫تجربة مثرية‬ ‫األربعاء ‪ 26‬أبريل‬ ‫التعليم‪:‬‬ ‫الفرص الذكية‬ ‫الثالثاء ‪16‬مايو‬ ‫األساسية‪:‬‬ ‫البنى‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الوصول إلى الوجهة‬ ‫الثالثاء ‪ 11‬يوليو‬ ‫تربية األحياء المائية‪:‬‬ ‫الذهب األزرق‬ ‫الثالثاء ‪ 15‬أغسطس‬ ‫الصناعات الصغيرة‪:‬‬ ‫عالميا‬ ‫وصدر‬ ‫محليا‪،‬‬ ‫صنّ ع‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫الثالثاء ‪ 26‬سبتمبر‬ ‫الرعاية الصحية‪:‬‬ ‫تطلعات نحو المستقبل‬ ‫الثالثاء ‪ 24‬أكتوبر‬ ‫األغذية والمشروبات‪:‬‬ ‫من المزرعة إلى المائدة‬ ‫الثالثاء ‪ 12‬ديسمبر‬

‫قراءنا األعزاء‬ ‫نرحب بكم في العدد الثاني من نشرة إثراء هذا العام والذي يسلط الضوء على قطاع التعليم وأهمية‬ ‫التعليم والتدريب للتنمية االقتصادية المستدامة بالسلطنة‪ ،‬حيث يعكس هذا العدد أهم ما تم مناقشته‬ ‫في ثاني األمسيات االقتصادية حول التعليم ضمن سلسلة األمسيات االقتصادية‪ ،‬وما بحث فيه‬ ‫المشاركون خالل األمسية حول كيفية تعزيز مساهمة المجتمع المحلي وكذلك الشركات في القطاع الخاص‬ ‫ً‬ ‫فضل عن فرص التدريب المهني التي‬ ‫في وضع مواصفات نظام قطاع التعليم والتدريب في السلطنة‪،‬‬ ‫يقدمها هذا القطاع‪ .‬وقد أدار النقاش خالل األمسية المتخصص في مجال التدريب المهني‪ ،‬جون مورتون‪،‬‬ ‫تقريرا عن األمسية في هذا العدد‪.‬‬ ‫مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين‪ .‬ولذا أدرجنا‬ ‫ً‬ ‫لماذا يجب أن يساهم القطاع الخاص بشكل أكبر في مسيرة التعليم؟ ألن التجارب الدولية والدراسات أثبتت‬ ‫أن االستثمار في التعليم هو استثمار طويل األجل لمجتمع األعمال الذي يمكن من خالله أن يجني أفضل‬ ‫المكاسب ويستفيد منه على المدى الطويل‪ .‬إن زيادة معدالت النمو االقتصادي في السلطنة‪ ،‬والتي‬ ‫ستساعد على دعم ونمو القطاع الخاص يرتكز بصورة أساسية على زيادة مهارات الموارد البشرية‪ .‬ويمكن‬ ‫القيام بذلك بأكبر قدر من الفعالية من خالل زيادة االستثمار في تنمية المهارات في وقت مبكر‪ ،‬ومن ثم‬ ‫التركيز في وقت الحق على تنمية المهارات الوظيفية ذات الصلة‪.‬‬ ‫وبال شك‪ ،‬فأن إحدى الطرق لتعزيز االقتصاد التي يقترحها معهد السياسات االقتصادية (‪ )EPI‬تتمثل في‬ ‫أجورا عالية مقابل موارد بشرية مؤهلة ومدربة‪.‬‬ ‫جذب الشركات والمستثمرين الذين يدفعون‬ ‫ً‬ ‫في مقاالت هذا العدد نأخذكم إلى فهم أعمق حول الربط بين التعليم وفرص العمل وأهمية ذلك في‬ ‫استقطاب االستثمارات ذات القيمة االقتصادية‪ ،‬ويتضمن العدد مقال بعنوان لماذا ينبغي على القادة‬ ‫التعلم؟ الذي يحدثنا فيه جون مورتون عن أهمية التعليم للقادة والمسؤولين‪ ،‬بينما يصحبنا الدكتور عمار‬ ‫العجيلي في مقابلته ليشاركنا تجربته الشخصية في هذا المجال ويحدثنا عن قيادة التغيير من خالل التعليم‬ ‫والتدريب‪ ،‬ومنه ننتقل إلى مقال التحول اإلبداعي في التعليم العام ليطلعنا على تجربة التدريب المهني‬ ‫للمعلمين بقلم سارة نان ثم نلتقي األستاذ المساعد في التصميم المعماري والحضري بالجامعة األلمانية‬ ‫نيكوالس كنيبيل في مقابلة حول بناء المدن في المستقبل‪.‬‬ ‫نفذتها الهيئة في الربع الثاني من العام ‪ 2017‬في مجالي ترويج‬ ‫وفي جانب األنشطة والمبادرات التي ّ‬ ‫بدءا‬ ‫االستثمار وتنمية الصادرات‪ ،‬نأخذكم عبر صفحات النشرة األولى لقراءةٍ سريعة حول أبرز فعالياتنا‪ً ،‬‬ ‫باألمسيات االقتصادية بالعاصمة مسقط إلى مصر التي احتضنت اللقاءات الثنائية بين المصدرين‬ ‫وانتهاء بالورشة التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع مركز التجارة الدولية (‪.)ITC‬‬ ‫العمانيين و ‪ 100‬شركة مصرية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نأمل أن تالقي النشرة في عددها الثاني إعجابكم ورضاكم وأن تصل الرسالة التي يعكسها هذا العدد‬ ‫مؤكدة أهمية االستثمار في التعليم‪ ،‬نسعد بتواصلكم معنا؛ فكونوا في القرب على‪news@ithraa.om :‬‬ ‫فريق إثراء‬

‫حقوق النشر والطباعة‬ ‫التحرير‪ :‬طالب المخمري ‬ ‫ساجدة الغيثي ‬ ‫ ‬ ‫نادية اللمكي ‬ ‫ ‬ ‫ديف بندر ‬ ‫ ‬ ‫التصميم‪ :‬لمحات ‬ ‫الطباعة‪ :‬مطبعة العنان ‬ ‫حقوق التصوير محفوظة إلثراء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محررة أولى‬ ‫محررة‬ ‫مستشار‬ ‫‪www.studiolamahat.com‬‬ ‫‪www.alananprinting.com‬‬ ‫‪3‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫بالتعاون مع مركز التجارة الدولية (‪ )ITC‬في جنيف‬ ‫إثراء تنظم ورشة عمل أساسيات التصميم والتغليف والتعليب للمصدرين العمانيين‬ ‫نظمت الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات (إثراء بالتعاون مع مركز‬ ‫التجارة الدولية خالل الفترة من ‪ 10‬إلى ‪ 13‬يوليو ‪ 2017‬ورشة عمل تستهدف‬ ‫الشركات العمانية المصدرة بما فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫ورواد األعمال وعدد من مؤسسات القطاع العامالمعنية حيث تركز الورشة‬

‫على أسس التصميم والتغليف وأهميتها للمنتج ومدى مساهمة ذلك في‬

‫فعاليات إثراء‬

‫تعزيز القيمة المضافة للمنتج وزيادة تنافسيته‪ .‬وتسلط الورشة الضوء على‬

‫تدريب المشاركين على أفضل الممارسات في طرق تغليف وتصميم وتعليب‬

‫المنتجات واهميتها لدى المستهلك‪.‬‬

‫مصرية‬ ‫اللقاءات الثنائية تستضيف أكثر من ‪ 100‬شركة‬ ‫ّ‬ ‫نظمت إثراء لقاءات ثنائية بجمهورية مصر العربية بالتعاون مع سفارة السلطنة‬

‫بالقاهرة وشركة ‪ IBIS‬المصرية المتخصصة في مجال إدارة األعمال الدولية‬

‫مصرية‪ ،‬وبمشاركة ‪ 20‬شركة‬ ‫وخدمات االستثمار بحضور أكثر من ‪ 100‬شركة‬ ‫ّ‬ ‫مصدرة في قطاعات؛ البالستيك والرخام واألغذية والمشروبات‬ ‫عمانية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫والمنتجات الصيدالنية‪.‬‬

‫ مقابلة مع الفاضل‪/‬خالد الحوسني‪،‬‬ ‫الرئيس التنفيذي لشركة تاترونك الشرق األوسط‬

‫ ‬

‫جانب من االجتماعات الثنائي ة‬

‫ّ‬ ‫افتتاحية لرئيس الوفد الفاضل أيمن بن‬ ‫استهلت اللقاءات الثنائية بكلمة‬ ‫وقد‬ ‫ّ‬ ‫عبدالله الحسني‪ ،‬نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة ُعمان‪ ،‬تلتها كلمة لسعادة‬ ‫الدكتور علي بن أحمد العيسائي‪ ،‬سفير السلطنة بمصر ومندوبها الدائم‬ ‫رحب فيها بالشركات المشاركة‪ ،‬وأشار إلى التاريخ‬ ‫لدى جامعة الدول العربية ّ‬ ‫أهمية مواصلة تعزيز‬ ‫مؤكدا على‬ ‫االقتصادي العريق بين البلدين الشقيقين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫العمانية‬ ‫التعاون التجاري بما يحقق النماء للجانبين‪ ،‬كما دعا أصحاب الشركات ُ‬ ‫تقدمه اتفاقية التجارة العربية الحرة الكبرى من‬ ‫والمصرية إلى االستفادة مما ّ‬ ‫تسهيالت من الممكن أن تساهم في تنشيط التجارة بين السلطنة ومصر‪ ،‬ثم‬ ‫ٍ‬ ‫قدمها االتحاد العربي لتنمية الصادرات‪.‬‬ ‫كلمة‬ ‫ترحيبية ثالثة ّ‬ ‫ّ‬ ‫قدمتها إثراء استعرضت من خاللها‬ ‫كما‬ ‫تضمن جدول أعمال اللقاءات ورقة عمل ّ‬ ‫ّ‬ ‫المزايا التنافسية للسلطنة‪ ،‬والحوافز والفرص االستثمارية المتاحة والمناخ‬ ‫المالئم لتأسيس المشاريع التجارية في القطاعات المستهدفة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫تعليق لسعادة الدكتور علي بن أحمد العيسائي سفير السلطنة بمصر‬ ‫وفي‬ ‫ٍ‬ ‫حول أهمية تنظيم هذه اللقاءات قال فيه‪« :‬يرتبط البلدان الشقيقان بعالقات‬ ‫سياسية وثقافية عميقة‪ ،‬وهذه اللقاءات خطوة مهمة وجادة نحو تعزيز مستوى‬ ‫طيبة‬ ‫التبادل التجاري بما يضمن عالقات‬ ‫اقتصادية بذات المستوى‪ ،‬وهي بادرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫العمانية لتلتقي بنظيراتها‬ ‫نشكر إثراء على تنظيمها‪ ،‬كما أنّ ها فرصة للشركات ُ‬ ‫المصرية وتتعرف على إمكانية التصدير للسوق المصري بالنظر إلى حجمه‬ ‫العماني لدراسة إمكانيات السوق المصرية‬ ‫الكبير‪ ،‬كما أنّ ها فرصة ً‬ ‫أيضا للجانب ُ‬ ‫وسبل االستفادة منه» ومن جانبه قال الفاضل خالد بن عبد الله الحوسني‪،‬‬ ‫العمانية‬ ‫الرئيس التنفيذي لشركة تاترونك الشرق األوسط‪ ،‬أحد الشركات ُ‬ ‫العمانية في‬ ‫تعد‬ ‫جمهورية مصر العربية سوق واعدة للمنتجات ُ‬ ‫ّ‬ ‫المشاركة‪ّ « :‬‬ ‫نعول‬ ‫قطاعات متعددة‪ ،‬وهذه فرصة‬ ‫مهمة نشكر إثراء على إتاحتها لنا‪ ،‬ونحن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحديدا‬ ‫الكثير على نتائج هذه اللقاءات في إبرام صفقات تجارية بين الجانبين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مع وجود هذا العدد الكبير من الشركات المشاركة‪ ،‬ومع التنظيم الجيد للبرنامج‪،‬‬ ‫وقد لمسنا تجاوب كبير من الجانب المصري أثناء اللقاءات ونأمل أن نحقق‬ ‫جيدة بنهاية اليوم» كما ّ‬ ‫علق الفاضل فرج عبد الحميد فرج‪ ،‬نائب‬ ‫صفقات تجارية ّ‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة والعضو المنتدب في المصرف المتحد حول أهمية هذه‬ ‫االقتصادية‬ ‫اللقاءات وتأثيرها قائال‪ « :‬تهدف هذه اللقاءات إلى تنمية العالقات‬ ‫ّ‬ ‫خصوصا مع وجود فرص استثمارية وتجارية كبيرة بين الجانبين‪،‬‬ ‫وعمان‬ ‫ً‬ ‫بين مصر ُ‬ ‫أن هناك شركات ُعمانية‬ ‫إذ تعمل في السلطنة أكثر من ‪ 140‬شركة مصرية كما ّ‬ ‫متعددة لها أفرع في مصر‪ ،‬وأظن أن نتائج هذه اللقاءات ستؤثر بصورة إيجابية‬ ‫خالل الفترة المقبلة‪ ،‬وستساهم في تعزيز التبادل التجاري بين الدولتين»‬ ‫ميدانية‬ ‫استعدادا لهذه اللقاءات زيارة استكشافية‬ ‫نظمت‬ ‫وكانت الهيئة قد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫العماني‬ ‫تعرف من خاللها الوفد ُ‬ ‫للسوق المصرية يوم الثالثاء المنصرم ّ‬ ‫المصرية والمستوردة في لقاءات مباشرة مع‬ ‫المشارك على أهم المنتجات‬ ‫ّ‬ ‫سعيا لتعزيز العالقات بين أصحاب الشركات‬ ‫بالسوق‪،‬‬ ‫المنتجين والمستوردين‬ ‫ً‬ ‫المصرية‪.‬‬ ‫العمانية ونظيراتها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن مصر ما زالت تحتفظ بمكانتها باعتبارها أكبر األسواق المستهلكة في‬ ‫ُيذكر ّ‬ ‫العالم العربي‪ ،‬ومن المتوقع أن يزداد الطلب في مصر على المنتجات الغذائية‬ ‫واحدا‬ ‫يعد‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫بوجه خاص؛ إذ يقدر عدد سكانها اليوم بنحو ‪ 92‬مليون نسمة‪ ،‬وهو ّ‬ ‫من أسرع معدالت النمو السكاني في العالم‪ ،‬كما تشير البحوث إلى أنه بنهاية‬ ‫العام ‪ 2017‬من المتوقع أن تضاعف محالت البيع بالتجزئة المصرية مبيعاتها من‬ ‫األغذية عن العام ‪.2011‬‬

‫وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي يعول فيه على العديد من هذه الشركات‬ ‫المحلية مما يساهم في تعزيز الصادرات غير‬ ‫العمانية لرفع كفاءة المنتجات‬ ‫ّ‬ ‫النفطية‪ ،‬حيث صرحت الفاضلة نسيمة بنت يحيى البلوشية‪ ،‬مدير عام تنمية‬ ‫المصدرين‬ ‫الصادرات أن هذه الورشة تأتي في إطار تعزيز الوعي لدى العديد من‬ ‫ّ‬ ‫وأصحاب الشركات والمؤسسات عن ضرورة رفع كفاءة المنتجات العمانية وتعزيز‬ ‫ً‬ ‫طبقا ألفضل المعايير وتأكيدا على‬ ‫تنافسيتها في األسواق اإلقليمية والعالمية‬ ‫أهمية تفعيل مشاركتها في المحافل والمعارض الدولية لرفع حجم الصادرات‬ ‫العمانية‪ .‬كما أكدت أن إثراء حرصت على إقامة الورشة بالتعاون مع المختصين‬ ‫من مركز التجارة الدولية كونها إحدى المنظمات الدولية التي تعمل مع الهيئة‬ ‫لتقديم خبرتها في عدة مجاالت متعلقة ببناء القدرات لدى الشركات المصدرة‬ ‫التي تسعى للدخول والمنافسة في األسواق العالمية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن عدد المشاركين في الورشة قد بلغ ‪ 40‬مشارك من مختلف‬ ‫الجهات حيث ركزت حلقة العمل على التعريف بأهمية تصميم وتغليف وتعليب‬ ‫المنتجات كأحد العناصر ذات التأثير المباشر على القرارات الشرائية للمستهلكين‬ ‫وتنافسية الشركات ما يجعله عامال يسهم في توسيع نطاق وصولها إلى‬ ‫األسواق اإلقليمية والعالمية‪.‬‬ ‫الحصة‬ ‫وعلى ضوء ذلك أضافت البلوشية إلى أنّ ه وسط احتدام المنافسة على‬ ‫ّ‬ ‫السوقية في مختلف األسواق العالمية‪ ،‬تركّز الهيئة جهودها على رفع الرصيد‬ ‫العمانية من خالل العديد من المبادرات والتي من بينها بناء‬ ‫التنافسي للصادرات ُ‬ ‫العمانيين وتزويدهم بمختلف المهارات الالزمة للدخول في‬ ‫القدرات للمصدرين ُ‬ ‫أسواق جديدة‬

‫االقتصادية‬ ‫على طاولة الحوار في ثاني األمسيات‬ ‫ّ‬ ‫إثراء تناقش فرص االستثمار في القطاع التعليمي بالسلطنة‬

‫الذكية» ضمن سلسلة‬ ‫مسقط‪ ،‬مايو ‪ -2017‬تحت عنوان «التعليم‪ :‬الفرص‬ ‫ّ‬

‫تضم سبع جلسات حوارية يتم تنظيمها على مدار العام ‪ ،2017‬وذلك في‬ ‫مساء بمقر الهيئة العامة للطيران المدني‪.‬‬ ‫تمام السابعة‬ ‫ً‬

‫وتأتي هذه األمسية لتسلط الضوء على أهم الفرص والتحديات المرتبطة‬ ‫أن أعداد‬ ‫ٍ‬ ‫بقطاع التعليم‪ ،‬إذ يحظى هذا القطاع‬ ‫باهتمام متزايد من الحكومة؛ كما ّ‬ ‫عوضا عن تزايد أعداد‬ ‫ً‬ ‫نمو مستمر‪،‬‬ ‫المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في‬ ‫ٍّ‬ ‫الخريجين من المعلمين في مختلف المجاالت‪ ،‬وعالوةً على مشاركة القطاع‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫جملة من المشاريع‬ ‫ٍ‬ ‫الخاص في دعم التنمية فيه من خالل‬ ‫ّ‬ ‫أهمية هذا القطاع وتأثيره المباشر على بيئة األعمال في السلطنة ّ‬ ‫علق‬ ‫وحول‬ ‫ّ‬ ‫الفاضل طالب سيف المخمري‪ ،‬مدير عام التسويق واإلعالم بإثراء قائال‪« :‬يعد‬ ‫االهتمام بجودة التعليم أمر أساسي في التنمية االقتصادية لدى مختلف دول‬ ‫العالم‪ ،‬ومن أمثلة هذه الدول إيرلندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة‪ ،‬وهنا في‬ ‫السلطنة فإن القدرة على ضمان الكوادر المستقبلية ممن يمتلكون المهارات‬ ‫مهما للشركات العمانية‬ ‫والمعارف التي يحتاجها سوق العمل سيشكّل عامال‬ ‫ًّ‬ ‫في إيجاد القوى العاملة المؤهلة التي ستساهم في توسيع وتنمية نطاق‬ ‫عملها وإيجاد خدمات وسلع جديدة‪ ،‬لذا من الممكن القول بأن االستثمار في‬ ‫يعد جوهر التقدم وسبيال لتحقيق ازدهار اقتصادي أفضل للسلطنة»‬ ‫التعليم ّ‬

‫قائلة‪« :‬‬ ‫ً‬ ‫الغيثية‪ ،‬مديرة دائرة اإلعالم‬ ‫كما أضافت الفاضلة ساجدة بنت راشد‬ ‫ّ‬ ‫إن مجتمع األعمال في السلطنة اليوم قادر على أداء دور مهم ورئيسي في‬ ‫ّ‬ ‫تنمية قطاع التعليم؛ فالربط بين المناهج الدراسية وبين متطلبات سوق العمل‬ ‫من خالل التدريب والتأهيل وتنظيم البرامج اإلرشادية للطلبة في جميع المراحل‬ ‫معرفية واضحة للكوادر المستقبلية التي ستنظم إلى سوق‬ ‫سيوفر قاعدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العمل‪ ،‬ويجعلهم أكثر قدرة على فهم بيئة األعمال ومتطلباتها‪ ،‬وهذا بدوره‬ ‫أن‬ ‫سوف ينعكس بصورةٍ‬ ‫إيجابية على االقتصاد الوطني»تجدر اإلشارة إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫بدعم من الهيئة العامة للطيران‬ ‫ٍ‬ ‫األمسية نُ ِظمت في السادس عشر من مايو‬ ‫المدني‪ ،‬ومؤسسة الموج‪-‬مسقط بمشاركة ‪ :‬جون مورتن‪ ،‬مدير البرنامج‬ ‫الوطني للرؤساء التنفيذيين‪ ،‬ووائل المغيري الرئيس التنفيذي لمؤسسة القرية‬ ‫عمار العجيلي مدير مشارك بشركة تكاتف ُعمان‪ ،‬وكوثر‬ ‫الهندسية‪ ،‬والدكتور ّ‬ ‫ّ‬ ‫السليمانية رئيسة قسم االستثمار بوزارة التربية والتعليم‪ ،‬وسارة نان مؤسسة‬ ‫شركة كرييتف ألمنتس‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫األمسيات‬ ‫األقتصادية‬

‫التعليم‪ :‬الفرص الذكية‬

‫ُمقدمة‬ ‫االقتصادية هي سلسلة من الجلسات الحوارية‪ ،‬تهدف إلى إتاحة‬ ‫األمسيات‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وذلك لمناقشة‬ ‫المجال لاللتقاء بمجموعة من ممثلي القطاعات‬ ‫ّ‬ ‫التحديات والفرص المرتبطة بهذه القطاعات‪ ،‬وعرض تجاربهم حولها‪ .‬تتميز هذه‬ ‫الجلسات بكونها تعزز البحث في الفرص واالتجاهات التي تخدم بيئة األعمال‬ ‫التجارية في السلطنة‪ ،‬وقد القت –طوال تنظيمها في السنوات الماضية‪-‬‬ ‫نجاحا وتفاعال لدى المشاركين من المختصين واألكاديميين وأصحاب الشركات‬ ‫ً‬ ‫بوجه عام‪ ،‬وقد عززت النقاش المفتوح لعرض القضايا المختلفة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والحضور‬

‫المحلية واالستفادة من التقنيات الجديدة‪ ،‬فمن‬ ‫وباإلضافة إلى تطوير الكوادر‬ ‫ّ‬ ‫المحركة التي تؤثر على عملية صنع القرار‬ ‫نعي العوامل‬ ‫األهمية بمكان أن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫في بيئة األعمال على مستوى الدول؛ إذ تشير األبحاث إلى أن الشركات تركّز‬ ‫اهتمامها على العمالة الماهرة قبل كل شيء‪ ،‬وهذه المهارة تتشكل من خالل‬ ‫فرص التطوير الوظيفي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تؤدي خصائص رئيسية أخرى مثل البيئة‬ ‫الحضرية‪ ،‬والتنوع‪ ،‬والتسامح‪ ،‬والبنية األساسية المادية‪ ،‬ومستوى معيشة‬ ‫مانية‪ ،‬وهي‬ ‫الع ّ‬ ‫دورا بارزً ا في بيئة األعمال ُ‬ ‫السكّان‪ ،‬والمستوى الثقافي ً‬ ‫تميز السلطنة عن غيرها من الدول‪.‬‬ ‫خصائص ّ‬

‫وتعد هذه النسخة من األمسيات هي السادسة على التوالي‪ ،‬ويتم تنفيذها‬ ‫ّ‬ ‫في مبنى الهيئة العامة للطيران المدني‪ ،‬في الحيل الشمالية‪ ،‬مقابل مشروع‬ ‫الموج‪-‬مسقط‪.‬‬

‫المستقبلية‬ ‫االقتصادية‬ ‫التحديات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العمانية الطموحة سوف تبدأ بالتشكل‬ ‫إن مالمح الصورة المستقبلية للمشاريع ُ‬ ‫ّ‬ ‫مع الوقت في المنازل والمدارس والمجتمعات؛ وسيكون مصدرها الشركات‬ ‫قدما‬ ‫الناشئة والشركات متعددة الجنسيات على حد سواء‪ ،‬كما ستمضي ُعمان‬ ‫ً‬ ‫استجابة للتحديات االقتصادية‬ ‫ً‬ ‫في بناء مهارات جديدة وتطوير كوادر ناشئة‬ ‫رغبة كبيرة لتقديم‬ ‫ً‬ ‫العماني اليوم يمتلك‬ ‫فإن الشباب ُ‬ ‫المستقبلية‪ .‬وبال شك‪ّ ،‬‬ ‫أعمال متنامية‪،‬‬ ‫ما لديهم من أفكا ٍر وطموحات لتطوير مجتمعاتهم وخلق بيئة‬ ‫ٍ‬ ‫ومواكبة لذلك تُ بذل الكثير من الجهود من قبل مختلف المؤسسات في‬ ‫ً‬ ‫تشجع رواد األعمال من الشباب‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫السلطنة لتأسيس ثقافة‬ ‫ّ‬ ‫تقدم المؤسسات الحكومية مثل المركز الوطني لألعمال بواحة المعرفة‬ ‫مسقط‪ ،‬والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)‬ ‫المحلية ورواد األعمال من خالل‪:‬‬ ‫مهمة ألصحاب الشركات‬ ‫مساعدات‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫• توفير معلومات حديثة وواضحة يتم إعدادها لتناسب‬ ‫ احتياجات العمل‪.‬‬ ‫متطورة‪.‬‬ ‫• توفير حاضنات أعمال‬ ‫ّ‬ ‫• وضع تشريعات جاذبة للشركات والمشاريع التجارية‪.‬‬ ‫• تسهيل إجراءات الحصول على التمويل الالزم‪.‬‬ ‫موحدة‪.‬‬ ‫• بناء شبكات توجيهية‬ ‫ّ‬ ‫ ‬ ‫• تحفيز الجيل القادم من رواد األعمال وتشجيعهم من خالل‬ ‫شبكة من رواد األعمال الناجحين‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫هامة للتواصل والنقاش؛ فهي تجمع بين رجال‬ ‫ً‬ ‫تقدم هذه األمسيات‬ ‫فرصة ّ‬ ‫ّ‬ ‫والمصنّ عين‪ ،‬والمتخصصين في قطاع الرعاية الصحية‪،‬‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ربي‬ ‫والم‬ ‫األعمال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫المدن‪ ،‬والمهتمين‬ ‫وموظفي الخدمة المدنية‪ ،‬والمزارعين‪ ،‬ومؤسسات تخطيط ُ‬ ‫االقتصادية التي تشجع على‬ ‫بالبيئة وغيرهم للمشاركة باألفكار والمقترحات‬ ‫ّ‬ ‫التغيير اإليجابي ومناقشة الجوانب‬ ‫المتعلقة بهذا المجال‪.‬‬ ‫العالمية‬ ‫مواكبة التنمية االقتصادية‬ ‫ّ‬ ‫من المتوقع أن يتضاعف حجم االقتصاد العالمي بحلول عام ‪ ، 2042‬وهذا‬ ‫العمانية؛ فهو يتزامن‬ ‫التوسع من شأنه أن يقدم‬ ‫فرصا جديدة وكبيرة للشركات ُ‬ ‫ً‬ ‫مع زيادة عدد السكان‪ ،‬وارتفاع مستوى المعيشة‪ ،‬وظهور التقنيات الجديدة‪،‬‬ ‫العالمية‪،‬‬ ‫واالنتقال إلى اقتصاد دائري يدعم البيئة‪ ،‬وانتشار سالسل التوريد‬ ‫ّ‬ ‫عالوةً على التغييرات التي تطرأ في متطلباتالفئات العمرية‪ ،‬إذ جميع ذلك‬ ‫سيؤثر على أداء السلطنة االقتصادي وسينعكس مباشرةً على أداء الشركات‬ ‫مهمة في المستقبل‪.‬‬ ‫بصورةٍ‬ ‫ّ‬ ‫المؤهلة‬ ‫الكوادر المحلية‬ ‫ّ‬ ‫بالغة في مواجهة التحديات العالمية‬ ‫ً‬ ‫أهمية‬ ‫سيمثالن‬ ‫رئيسيان‬ ‫هناك عامالن‬ ‫ّ‬ ‫العماني‬ ‫للمستقبل؛ يتمثل العامل األول في ضمان أن يكون االقتصاد ُ‬ ‫مدفوعا بأعلى مستويات المهارة واالبتكار واإلبداع‪ ،‬بينما يكمن العامل الثاني‬ ‫ً‬ ‫التطور التقني‪ ،‬ذلك‬ ‫العماني باستمرار مع‬ ‫ّ‬ ‫في ضمان تماشي االقتصاد ُ‬ ‫التطور الذي سيعيد مفهوم األعمال التجارية وسيرها في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪6‬‬

‫سفراء األعمال الناجحة‬ ‫إن استعراض نماذج من األعمال الناجحة والمشاريع الرائدة على أرض الواقع‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫خطوة‬ ‫مهمة لتشجيع الطلبة والخريجين وتحفيزهم على العطاء واإلنجاز‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫نجاحا في قطاع‬ ‫االستماع إلى تجارب هذه األعمال من أشخاص مثلهم حققوا‬ ‫ً‬ ‫األعمال التجارية أو في القطاع الحكومي سيدفعهم إلى توجيه طاقاتهم عبر‬ ‫االستفادة من هذه الخبرات‪ ،‬وهناك الكثير من األفراد الناجحين في مختلف‬ ‫القطاعات يمتلكون روح الريادة في العمل ويمكنهم أن يساهموا في رفد‬ ‫مستقبل السلطنة االقتصادي واالجتماعي من خالل المشاركة في توجيه‬ ‫طاقات الشباب‪.‬‬

‫التعليم والتقنية‬ ‫العالمية هي الخطوة األكثر‬ ‫تعد االستفادة الكاملة من التقنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أهمية التي يمكن للسلطنة أن تخطوها لتحسين بيئة األعمال‬ ‫التجارية‪ ،‬وتعزيز التعليم‪ ،‬وتوفير الخدمات العامة في جميع أنحاء‬ ‫يتوجب أن‬ ‫وتعد المدارس الهدف االساسي الذي‬ ‫السلطنة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يستفيد من ثورة تقنية المعلومات واالتصاالت‪ ،‬ولهذا تعمل هيئة‬ ‫تقنية المعلومات في السلطنة على تزويد المؤسسات الحكومية‬ ‫والشركات والمدارس والكليات باألدوات الالزمة لتحقيق االستفادة‬ ‫تقدمه وسائل التقنية في وقتنا الحالي‪.‬‬ ‫القصوى مما يمكن أن ّ‬

‫وظائف المستقبل‬ ‫عد عملية الموائمة بين التعليم وتطوير القوى العاملة‪ ،‬والحاجة إلى وجود جهات‬ ‫تُ ّ‬ ‫مهما في االقتصاد العماني الذي يشهد‬ ‫أمرا‬ ‫عمل ّ‬ ‫ً‬ ‫توظف هذه القوى العاملة ً‬ ‫ونظرا للتغير المستمر والسريع الذي يشهده قطاع التقنية‪ ،‬من‬ ‫متسارعا‪،‬‬ ‫نموا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المرجح أن تشغل القوى العاملة في األلفية الجديدة‬ ‫على وجه الخصوص وظائف متعددة ومختلفة عنها اليوم‪ ،‬وعليه سيحتاجون‬ ‫إلى تعلم مهارات جديدة طوال حياتهم العملية‪ ،‬وهذا يجعل التنبؤ بالمهارات‬ ‫صعبا‪ .‬وهنا يكمن‬ ‫الوظيفية التي يجب على الموظف امتالكها بحلول عام ‪2050‬م‬ ‫ً‬ ‫دور أنظمة التعليم والقوى العاملة في السلطنة من خالل مواكبة الخصائص‬ ‫الديموغرافية المتغيرة لسوق العمل‬ ‫يتعين على مجتمع األعمال القيام‬ ‫والمهارات المتغيرة التي تحتاجها الشركات‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫بدو ٍر أكبر في المساعدة على تطوير‬ ‫تدريب للقوى العاملة‪.‬‬ ‫برامج‬ ‫ٍ‬

‫أن وسائل التقنية ستتيح للشركات تطوير‬ ‫كما تدرك السلطنة اليوم ّ‬ ‫أدائها والدخول إلى أسواق جديدة وجذب استثمارات‬ ‫ذات قيمة مضافة إلى البلد‪ ،‬وسوف يتحقق ذلك من خالل‬ ‫االستثمار الحكومي المتواصل في مجال تقنية المعلومات‬ ‫بنمو متسارع في‬ ‫واالتصاالت‪ ،‬واألبحاث اليوم تُ ظهر توقعات‬ ‫ٍ‬ ‫قطاع تقنية المعلومات واالتصاالت في جميع أنحاء السلطنة‪،‬‬ ‫ولهذا فمن الضروري أن نساهم في تغيير فكر الشباب حول‬ ‫المستقبلية ونشجعهم على االلتحاق بالبرامج والمهن‬ ‫المهن‬ ‫ّ‬ ‫المرتبطة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات‪.‬‬

‫رافد مهم للمجتمع‬ ‫التعليم‬ ‫ٌ‬ ‫أهمها األجر المرتفع‬ ‫يكثر الحديث اليوم عن فوائد التعليم األفضل للفرد لعل ّ‬ ‫بوجه عام‪ .‬لكن فوائد التعليم ال‬ ‫ٍ‬ ‫الحراك االقتصادي‪ ،‬والمعيشة األفضل‬ ‫وزيادة ِ‬ ‫تقتصر على الفرد وحده فقط بل تتعداها إلى ازدهار االقتصاد المحلي عندما‬ ‫العمال المهرة والمنتجين‪ .‬والسبب الرئيسي الذي‬ ‫يكون لدى المجتمع المزيد من‬ ‫ّ‬ ‫يجعل التعليم أهم روافد التنمية االقتصادية المحلية هو أن مستوى المهارات‬ ‫العامة للقوى العاملة المحلية تعد واحدة من الدوافع الرئيسة لنمو الوظائف‬ ‫العمال يحصلون على مهارات أفضل‪ ،‬فإن ذلك ال يفيد‬ ‫واألجور‪ ،‬وإذا كان بعض‬ ‫ّ‬ ‫أيضا من معدالت التوظيف واألجور للجميع في‬ ‫هؤالء العمال فحسب‪ ،‬بل يزيد ً‬ ‫االقتصاد المحلي‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫وفي كثير من األحيان يقع عبء تقديم تجربة تعليمية شاملة لكل طالب على‬ ‫أن أكثر أوقات‬ ‫كاهل المعلمين وأعضاء هيئة التدريس بصورةٍ مباشرة‪ ،‬مع ّ‬ ‫أن عملية التعليم تتم بصورة أكبر خارج‬ ‫الطالب يقضونها خارج المدرسة‪ ،‬كما ّ‬ ‫الفصل الدراسي؛ فما يحدث قبل بداية اليوم الدراسي وبعد انتهائه قد يكون‬ ‫له ذات القدر من األهمية والتأثير في حياة الطالب مثلما يحدث خالل ساعات‬ ‫مهما في التجربة‬ ‫جانبا‬ ‫عد مشاركة المجتمع للمدارس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اليوم الدراسي‪ .‬ولهذا‪ ،‬تُ ّ‬ ‫التعليمية في السلطنة؛ وعندما تعمل هذه األطراف جميعها لدعم التعليم تزيد‬ ‫مواظبة الطالب على الذهاب إلى المدرسة والمكوث لفترات أطول فيها كما‬ ‫ترتفع نسبة حصولهم على درجات أعلى والتحاقهم ببرامج متقدمة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫التعلم مدى الحياة‬ ‫في عالم تزداد فيه روح التنافسية والتغيير والفرص أكثر من أي وقت مضى‪،‬‬ ‫يركز النظام التعليمي في السلطنة على تأسيس ثقافة التعلم مدى الحياة‪،‬‬ ‫مثال على ذلك‪.‬‬ ‫خير‬ ‫ولعل تأسيس البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وفي صميم هذه الثقافة؛ يكمن االلتزام بمجموعة من القيم وبنظام تعليم‬ ‫يتيح للجميع الفرصة للتفكير والتخطيط منذ مرحلة الطفولة وصوال إلى مرحلة‬ ‫يتغير من حولنا‪.‬‬ ‫أن العالم نفسه‬ ‫ّ‬ ‫العمل؛ إذ ّ‬ ‫ضروريا؛ ليس فقط بسبب مساهمته في تحديد الوظيفة‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫ويعد التعليم ً‬ ‫ّ‬ ‫أيضا بسبب أثره اإليجابي على جميع جوانب الحياة‪،‬‬ ‫أو مكان العمل؛ ولكن ً‬ ‫وفي صميم هذه الثقافة؛ تكمن فكرة أن فرص التعليم ينبغي أن تنتقل من‬ ‫المدارس والكليات إلى المنازل‪ ،‬والمكاتب‪ ،‬والمكتبات‪ ،‬والمعارض الفنية‪،‬‬ ‫والمتاحف‪ ،‬وإلى أي مكان يمكن أن يتطور فيه الفرد في عمله وحياته‪.‬‬ ‫األهمية بمكان قيام الموظفين‬ ‫العماني أصبح من‬ ‫ّ‬ ‫وفي ظل تطور االقتصاد ُ‬ ‫وأرباب العمل بتطوير المهارات والمعارف التي يمتلكونها بصفة مستمرة؛ فمع‬ ‫التدريب الصحيح‪ ،‬يكتسب الموظفون مهارات ومؤهالت جديدة فضال عن زيادة‬ ‫فرصهم للتقدم الوظيفي‪ ،‬في حين يجني أرباب العمل فوائد عديدة تتمثل‬ ‫في زيادة كفاءة العاملين لديهم‪ ،‬وتحسين مستوى إنتاجيتهم‪ ،‬وكسب والئهم‪.‬‬ ‫عالوةً على ذلك‪ ،‬ترتفع نسبة االحتفاظ بالموظفين (عدم تفكير الموظف في‬ ‫االنتقال إلى جهة عمل أخرى)‪ ،‬حيث يفضل الموظف االستمرار مع جهة عمل‬ ‫تقدر ما لديه من مهارات وتسعى نحو تطوير حياته الوظيفية‪ ،‬في حين تُ صبح‬ ‫عملية التوظيف أسهل بالنسبة للمؤسسات التي يجد فيها الموظف بيئة‬ ‫مناسبة للتعلم المستمر‪ ،‬وباختصار‪ ،‬نُ درك أنننا من خالل تحسين المهارات؛‬ ‫نحقق المزيد من المنافع المالية على المدى الطويل للفرد والعائلة والمؤسسة‬ ‫بوجه عام‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والبلد‬

‫المؤهلة تستقطب أصحاب العمل‬ ‫القوى‬ ‫ّ‬ ‫والمحلية تركيزها على مهارات القوى العاملة المحلية‬ ‫العالمية‬ ‫تصب الشركات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تهتم بجذب‬ ‫أكثر من انشغالها بمعدالت الضريبة المفروضة في البلد‪ ،‬كما أنّ ها‬ ‫ّ‬ ‫كاف‪ ،‬وبعبارةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تدريب‬ ‫العمالة التي تتمتع بمهارات عالية والتي حصلت على‬ ‫ٍ‬ ‫أخرى‪ ،‬تأهيل القوى العاملة يستقطب أصحاب العمل‪.‬‬ ‫رسم خطط التعليم والتدريب‬ ‫برنامج للطالب‬ ‫المستقبلية المؤهلة هو وجود‬ ‫أهم عوامل إعداد الكوادر‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫تعدهم‬ ‫ً‬ ‫يحدد المسارات الوظيفية‬ ‫مقرونة ببرامج التعليم والتدريب بحيث ّ‬ ‫منذ البداية للتركيز على مجاالت وقطاعات بعينها‪ ،‬وهذا يستوجب حصر هذه‬ ‫التدريبية وإتاحتها لمؤسسات التعليم والتوظيف وألصحاب‬ ‫المسارات والبرامج‬ ‫ّ‬ ‫جاهزية‬ ‫أيضا على معرفة مدى‬ ‫األعمال في السلطنة‪ .‬كما يساعد هذا األمر ً‬ ‫ّ‬ ‫المدارس ومراحل ما قبل المدرسة الستقبال الطالب من خالل برامج التعليم‬ ‫المختلفة التي تؤهلهم للنجاح في الجامعات والكليات مستقبال‪.‬‬ ‫تحديد متطلبات التعليم والتدريب‬ ‫في ضوء استراتيجية الحكومة الطموحة التي تركز على المستقبل وتطويره؛‬ ‫من األهمية بمكان تنظيم لقاءٍ يجمع المسؤولين في القطاع الحكومي في‬ ‫مجال التعليم والتوظيف بممثلي قطاعات السياحة والصناعات التحويلة‬ ‫والتعدين والخدمات اللوجستية وقطاع الثروة السمكية لتحديد متطلبات التدريب‬ ‫والتعليم التي تحتاجها هذه القطاعات لتطوير العمل بها‪.‬‬

‫التعلم القائم على المشاريع‬ ‫أفراد يتمتعون بالمهارة وروح المبادرة‬ ‫ٍ‬ ‫العماني اليوم إلى‬ ‫يحتاج المجتمع ُ‬ ‫أفراد يمكنهم التفاعل مع اآلخرين يعرفون‬ ‫واإلبداع والمرونة والمعرفة الذاتية؛‬ ‫ٌ‬ ‫متى يجب عليهم االستماع ومتى يجب عليهم القيادة‪ ،‬غير أن هذه المهارات‬ ‫والقدرات ال يمكن اكتسابها في الفصول الدراسية وحدها‪ ،‬كما أن النموذج الذي‬ ‫مجردة والتركيز‬ ‫ساد المدارس في الماضي والمتمثل في تعلم الحقائق بطريقة‬ ‫ّ‬ ‫العماني لمواكبة‬ ‫على االختبارات العامة لم يعد في الواقع‬ ‫كافيا إلعداد الطالب ُ‬ ‫ً‬ ‫عالم اليوم الذي يتسم بسرعة التطور والتركيز على التقنية‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬تتطلب مهارة حل المشكالت امتالك الطالب لألدوات‬ ‫من جهة أخرى ً‬ ‫األساسية؛ كالقراءة والكتابة والرياضيات‪ ،‬وكذلك مهارات القرن الحادي‬ ‫والعشرين التي تتضمن العمل الجماعي والتفكير النقدي وجمع األبحاث وإدارة‬ ‫الوقت والتفاهم بين الثقافات واستخدام أجهزة تقنية متطورة‪ .‬وبامتالك هذه‬ ‫وقادرا على تحمل مسؤولية إدارة عملية التعلم‬ ‫واعيا‬ ‫المهارات‪ ،‬يصبح الطالب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الخاصة به‪ .‬وال شك‪ ،‬فإن دمج سياق الحياة اليومي الفعلي والتقنية في‬ ‫المناهج الدراسية من خالل التعلم القائم على المشاريع؛ يجعل الطالب من‬ ‫والتعلم مدى الحياة‪.‬‬ ‫العاملين المستقلين‪ ،‬والمفكرين القادرين على النقد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العمانية مؤسسات تعليمية بشكل أساسي‬ ‫تعد المتاحف والمعارض الفنية ُ‬ ‫كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫التعلم في صميم مهامها‪ ،‬وننظر إليها باعتبارها مختبرات‬ ‫بسبب وجود محور‬ ‫يمكن أن تكون مصدر إلهام للجيل القادم من الفنانين والعلماء والمهندسين‬ ‫العمانيين‪ .‬وبكل تأكيد‪ُ ،‬يمكن أن ُيؤثر التعلم القائم على المشاريع‬ ‫والمعلمين ُ‬ ‫كبيرا على الطالب‬ ‫تأثيرا‬ ‫العمانية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جنبا إلى جنب مع المتاحف والمعارض الفنية ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فضل عن تعريفهم بما يمكن أن يقدمه التاريخ والفن؛ ليس فقط على صعيد‬

‫التعليم وحده وإنما على صعيد التعليم والترفيه على حد سواء‪.‬‬

‫تكاتف مشترك‬ ‫إن العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية اليوم ال تدرك أن ارتفاع معدالت‬ ‫نجاح الطالب وتوفير أفضل الفرص لهم يكون عادةً نتيجة تعاون ثالثة أطراف‬ ‫هم؛ المعلمون وأولياء األمور والمجتمع‪ .‬وتُ شير األبحاث إلى وجود عالقة‬ ‫المجتمع وبين نجاح الطالب‪.‬‬ ‫إيجابية مهمة تربط بين المدرسة واألسرة ومشاركة ُ‬

‫مدير الجلسة جون مورتن‪ ،‬مدير البرنامج‬ ‫الوطني للرؤساء التنفيذيين‬

‫‪8‬‬

‫د‪ .‬عمار العجيلي‬ ‫يتطرق إلى موضوع أهمية التدريب‬

‫تأثير التقنية على التعليم‬ ‫لقد أحدثت التقنية ثورة كبيرة في التعليم‪ ،‬ولهذا ال ُيمكن التقليل من أهمية‬ ‫العمانية اليوم‪ ،‬حيث سهلت في واقع األمر نقل‬ ‫وجود التقنية في المدارس ُ‬ ‫المعلمين ومن ثم اكتساب هذه المعرفة من جانب الطالب‬ ‫المعرفة من جانب ُ‬ ‫والسيما مع بدء إدخال أجهزة الحاسب اآللي في التعليم‪ ،‬كما أن استخدام‬ ‫التقنية جعل عملية التعليم والتعلم أكثر ُمتعة‪.‬‬ ‫كما ساهمت التقنية في توفير المزيد من فرص التواصل والتعاون‪ ،‬فقد كانت‬ ‫مقتصرا على الطالب في‬ ‫نسبيا وكان التعاون‬ ‫الفصول الدراسية أماكن معزولة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫توفر التقنية نماذج تواصل وتعاون لم نتصورها في‬ ‫المدرسة ذاتها‪ .‬أما اليوم‪ّ ،‬‬ ‫الماضي‪ ،‬فعلى سبيل المثال ُيمكن أن يتعرف الطالب في والية نزوى على‬ ‫النباتات الطبية بمتابعة فريق من العلماء في هذا المجال‪ ،‬وقراءة المدونات‬ ‫التي ينشرها العلماء وعرض الصور وطرح األسئلة عليهم من خالل البريد‬ ‫ويمكن أن ُيشارك الطالب‬ ‫اإللكتروني بل والتحدث إليهم مباشرةً عبر الفيديو‪ُ .‬‬ ‫العمانية مع الطالب الذين يدرسون‬ ‫كذلك ما تعلموه عن النباتات الطبية ُ‬ ‫النباتات ذاتها في الفصول الدراسية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬كما يمكن أن‬ ‫يتعاون الطالب في المشاريع الجماعية باستخدام األدوات القائمة على التقنية‬ ‫مثل الويكي ومستندات جوجل وأنستجرام وسناب شات وتويتر‪ .‬ولعل أبلغ أثر‬ ‫للتقنية على الفصول الدراسية في السلطنة يتجلى في تغيير وجهات النظر؛‬ ‫ما يساعد الطالب على االرتقاء بتفكيرهم إلى مستوى عالمي‪.‬‬

‫ً‬ ‫وختاما‬ ‫باعتبارهم جيل المستقبل الذي يعيش في‬ ‫عالم ُمترابط سريع التطور؛ ينبغي على الطالب‬ ‫العمانيين اليوم معرفة ُسبل اكتساب المعرفة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وطرق إيجاد حلول مبتكرة للمشكالت المعقدة‪،‬‬ ‫كما عليهم تطوير اهتماماتهم‪ ،‬وخوض تجارب‬ ‫مختلفة‪ ،‬وابتكار أفكار جديدة عند عدم النجاح‬ ‫والمحاولة مرة أخرى ‪ .‬وال ينبغي أن نضع هذه‬ ‫المسؤولية على عاتق مؤسسة بمفردها‪ ،‬بل‬ ‫تحمل‬ ‫ينبغي على األسرة والمجتمع‬ ‫والمعلم ّ‬ ‫ُ‬ ‫هذه المسؤولية بشكل مشترك‪.‬‬

‫كوثر السليمانية من وزارة التربية والتعليم‬ ‫تناقش موضوع التعليم الخاص‬

‫‪9‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫لماذا يستمر‬ ‫القادة في التعلم؟‬

‫جون مورتن‬ ‫مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين‬

‫جون مورتن‬

‫مدير البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين‬ ‫فضال عن‬ ‫كيف يتمكن اإلنسان من امتالك حصيلة لغوية تتكون من ‪ 50‬كلمة‬ ‫ً‬ ‫عاما ونصف العام؟ ترتفع حصيلة الكلمات‬ ‫تعلم بناء جمل لغوية عند إتمام ً‬ ‫لدينا عندما نبلغ ‪ 5‬سنوات إلى نحو ‪ 10,000‬كلمة‪ ،‬ويكون بإمكاننا االستماع‬ ‫إلى األفكار واستيعابها واستخدامها بشكل فعال؛ وعندما نبلغ عامنا الثامن‬ ‫فضال عن استيعابنا لمجموعة من‬ ‫نقديا مقارنً ا؛‬ ‫تفكيرا‬ ‫عشر‪ ،‬نكون قد امتلكنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاما من التعليم‪ .‬ولكن فور انخراطنا في‬ ‫المفاهيم المختلفة بعد مرور ‪ً 12‬‬ ‫جدا‪،‬‬ ‫بيئة العمل ‪-‬لدى الكثير منا ‪-‬فإننا ننقطع عن التعلم ونصبح منشغلين ً‬ ‫مذهلة من تقنية االتصاالت التي تتطلب أن‬ ‫ً‬ ‫مجموعة‬ ‫ً‬ ‫أضف إلى ذلك توافر‬ ‫ً‬ ‫صحيا على‬ ‫فضل عن أسلوب حياة القيادة الذي يغدو غير‬ ‫نوجه اهتمامنا إليها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نحو متزايد‪ ،‬وااللتزامات تجاه األهل واألصدقاء‪ ،‬وقد ال يدرك البعض أن هذا‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫فعليا التعليم وبالتالي وجود مساحة قليلة للتأمل والتفكير‪،‬‬ ‫مجاال‬ ‫ال يترك لنا‬ ‫ً‬ ‫وتتمثل عاقبة ذلك في ردود أفعالنا في أفضل األحوال‪ ،‬وفي تشتيت‬ ‫انتباهنا كقادة في أسوأ األحوال‪.‬‬ ‫لكن دعنا نتخيل بيئة قيادة حيث يتم تقييم تفكيرنا وتعلمنا بمقاييس كمية‪.‬‬ ‫وتخيل بيئة نُ شجع فيها القادة بالفعل على التفكير بإبداع بشأن المستقبل‪،‬‬ ‫وتجربة طرق جديدة لفعل األشياء‪ ،‬وارتكاب األخطاء في بيئة آمنة‪ ،‬وللتفكير في‬ ‫أنفسهم وفرقهم ومؤسساتهم في سياق هذا النهج‪.‬‬ ‫هجوما على القيادة المثالية تمثل‬ ‫واجهنا في أوائل القرن الحادي والعشرين‬ ‫ً‬ ‫في انفجار فقاعة اإلنترنت والهجوم على نماذج تجارية وفشل عدد من الشركات‬ ‫آن واحد‪ .‬إلى جانب‬ ‫متعددة القطاعات‪ ،‬وهي عالمات ظهرت جميعها في ٍ‬ ‫هذه األحداث المضطربة‪ ،‬أو ربما بسببها‪ ،‬يبدوا أن سياسة األعمال التجارية‬ ‫الدولية قد تغيرت‪ :‬فقد انتقلنا من استراتيجيات الخدمات طويلة األجل الموجهة‬ ‫والطموحة إلى الثقافة التجارية التي تركز على المبيعات قصيرة األجل؛ ومن‬ ‫تحقيق الثروة طويلة األجل إلى مخططات سريعة ومن ثم‪ ،‬كانت االستجابة‬ ‫للتراجع الفوري بخفض مستوى التعلم‪ .‬وشكّل ذلك كارثة في عالم إدارة‬ ‫مناسبا للعمل‪ .‬ولكن حدث شيء مهم بين األحداث التي‬ ‫مجاال‬ ‫األعمال وليس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقعت في أوائل القرن الحادي والعشرين‪ :‬حيث نجى من هذه الهجمات وعلى‬ ‫خاصة‬ ‫ً‬ ‫المدى القصير تلك المنظمات التي واصلت االستثمار في شعوبها –‬ ‫جزءا ال يتجزأ من ثقافة القيادة‪ ،‬وكانت أفضل‬ ‫قادتها – والمنظمات التي تعلمت ً‬ ‫ويعد الناجون من هذه األزمة المالية‬ ‫بكثير من منافسيها على المدى الطويل‪ُ .‬‬ ‫دليال على إثبات هذه الحقيقة‪.‬‬ ‫التي نشبت في ‪2008‬‬ ‫ً‬

‫‪10‬‬

‫مهما؟‬ ‫لكن ما الذي يجعل تعلم أنماط القيادة‬ ‫ً‬ ‫المستقبل‪ :‬إذا كان لألزمة المالية العالمية التي شهدتها ‪ 2008‬أي دور في‬ ‫إظهار أي شيء‪ ،‬فيتمثل ذلك الشيء في عدم قضاء نسبة كبيرة من القيادات‬ ‫(خاصة في قطاع الخدمات المالية) الوقت الكاف في التفكير – ال‬ ‫ً‬ ‫الدولية‬ ‫سيما ما يتعلق بالتفكير في المستقبل‪ .‬وكم أثرت عملية اقتراض األموال‬ ‫دائما على المستويات الشخصية والتنظيمية والوطنية مع‬ ‫الطائلة وإقراضها‬ ‫ً‬ ‫مرحلة ما‪ .‬لذلك‪ ،‬يجب أن‬ ‫ٍ‬ ‫عدم وجود موارد مالية حقيقية لسداد الديون في‬ ‫تمنح بيئة التعلم األفراد الوقت والمكان لينأوا بأنفسهم عن استخدام البريد‬ ‫اإللكتروني وموقع التواصل «تويتر» والتفكير فيما قد يحمله المستقبل – وال‬ ‫يكمن ذلك في التنبؤ باألحداث المستقبلية‪ ،‬ولكنه في مساعدة القادة على‬ ‫االستعداد للحاالت المجهولة‪.‬‬

‫يجب أن تمنح بيئة التعلم األفراد‬ ‫الوقت الكافي والمكان المناسب‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن استخدام البريداإللكتروني‬ ‫وموقع التواصل “تويتر” والتفكير‬ ‫فيما قد يحمله المستقبل‪.‬‬ ‫التاريخ‪ :‬كان التاريخ لعدة قرون مادةً رئيسة في أي منهج من مناهج التعليم‬ ‫الحكومي – فيكمن األساس المنطقي في أننا إذا تعلمنا التاريخ‪ ،‬سيكون‬ ‫بإمكاننا تبني نماذج للقيادة الجيدة وتجنب الوقوع في األخطاء التي ارتكبها‬ ‫أسالفنا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قلل االنتشار الهائل لإلنترنت من أهمية التاريخ بطريقة أو‬ ‫بأخرى‪ ،‬على الرغم من الثروة االقتصادية الهائلة من المعرفة التاريخية المتاحة‬ ‫اآلن مجانً ا ألي شخص لدية اتصال واسع النطاق‪ .‬وأوضحت البحوث التي ُأجريت‬ ‫مؤخرا أن القياديين الناشئين أي الذين نشئوا على استخدام اإلنترنت كأداة‬ ‫ً‬ ‫تعليمية خالل مراحل التعليم االبتدائي والثانوي والعالي ليست لديهم معارف‬ ‫كبيرة ال سيما فيما يتعلق بالتاريخ‪ .‬ويمكن أن يتمحور ذلك في عدة أسباب‬ ‫على النحو التالي‪ :‬الكم الهائل للبيانات ُالمتاحة؛ والذي يعني صعوبة االحتفاظ‬ ‫تحديا في التمييز بين القضايا المهمة‬ ‫بالمعرفة؛ أو ربما ُيواجه جيل األلفية‬ ‫ً‬ ‫يوما بعد يوم‪ ،‬أو ربما يمكنني‬ ‫والحاسمة والقضايا األخرى التي تحيط بهم ً‬ ‫تسمية ذلك «تأثير اآللة الحاسبة»‪ :‬ففي السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬كانت‬ ‫اآللة الحاسبة سلعة جديدة وأصبحت فجأة بأسعار معقولة – وبذل المدرسون‬

‫المعقدة‪.‬‬ ‫نتيجة لذلك في الفصل المدرسي‪،‬‬ ‫جهدا لتدريس الحسابات الرياضية ُ‬ ‫ً‬ ‫ويتمثل األساس المنطقي في سؤالنا «لماذا نحتاج إلى تعلم التفاضل إذا‬ ‫كان بإمكان اآللة الحاسبة إجراء ذلك في لحظة؟»‪« ،‬ولماذا» يستطيع المرء اآلن‬ ‫أن يقول «هل أحتاج إلى االحتفاظ بالحقائق المتعلقة بالتاريخ‪ ،‬إذا كان بإمكان‬ ‫اإلنترنت أن يعرض ذلك في أقل من جزء من الثانية؟» ولكن من منظور القيادة‪،‬‬ ‫أساسيا‪ :‬فهل سيرتكب العالم األخطاء ذاتها التي نرتكبها‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫ُيعد فهم التاريخ ً‬ ‫اليوم‪ ،‬إذا ما تذكرنا قصص أسالفنا؟‬ ‫ّ‬ ‫تعلم كيف تتعلم‪ُ :‬يعد التعلم مفتاح التنمية الفعالة للقيادة‪ .‬ويجب أن تتمحور‬ ‫نقطة البداية لكل عملية من عمليات التعلم حول األسئلة التالية‪« :‬ما القدرات‬ ‫القيادية التي تحتاج إلى تطويرها؟ كيف سيساعد ذلك في تطوير مؤسسة‬ ‫عملك؟ كيف سيساعد ذلك في تحقيق طموحاتك؟»‪ .‬ويحتاج القادة إلى الشروع‬ ‫عالية من الوعي الذاتي في سياق البيئات التشغيلية الحالية‬ ‫ٍ‬ ‫بدرجة‬ ‫ٍ‬ ‫في التعلم‬ ‫تماشيا مع‬ ‫القادة‪،‬‬ ‫يحتاج‬ ‫كما‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫والقطاعية‬ ‫المؤسسية‬ ‫والمستقبلية‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬إلى تحمل المسؤولية والمساءلة بشأن فاعلية تعلمهم – ويمكن أن‬ ‫تساعد كليات إدارة األعمال واالستشارات على تحفيز األفكار الجديدة وطرق‬ ‫التفكير‪ ،‬غير أن األمر متروك للمتعلم الفردي لترجمة ذلك إلى أشياء مفيدة ومن‬ ‫ثم فعل شيء مختلف‪.‬‬ ‫عاما أن نضع القادة في‬ ‫التوازن الفكري والعاطفي والجسدي‪ :‬اعتدنا منذ ‪ً 25‬‬ ‫قاعات محاضرات ُمتدرجة في الطابق السفلي في كلية إدارة األعمال‪ ،‬وفي‬ ‫كثي ٍر من األحيان دون التعرض ألشعة الشمس خارج المبنى‪ ،‬وكنا نتحدث معهم‬ ‫قليال‪ ،‬قبل عزلهم مرة أخرى‬ ‫عن نماذج القيادة العظيمة وأحيانً ا نتركهم يتجولون‬ ‫ً‬ ‫في الطابق السفلي‪ ،‬كنا نتوقع منهم بعد مضي ثالثة أسابيع من ذلك أن‬ ‫يصبحوا قادةً يتمتعون بقيادة أكثر فاعلية‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬لم نكترث لهذه األيام‬ ‫وأدركنا أن تعلم القيادة يتعلق بالتأثير السلوكي كما هو الحال في التنمية‬ ‫الفكرية‪ .‬ويمكننا تدريس أفضل األفكار االستراتيجية في العالم وتعلمها‪ ،‬ولكن‬ ‫إن لم نأت بشيء مختلف‪ ،‬فلن تكون في النهاية إال مجرد أفكار‪ .‬وعلى هذا‬ ‫النحو‪ ،‬تحتاج عملية التعلم اليوم إلى تصميم يرتكز على التأثير العاطفي قدر‬ ‫ارتكازه على التنمية الفكرية‪ ،‬ويحتاج القادة إلى معرفة اإلجابة على السؤال‬ ‫بشكل مختلف؟)‪ ،‬و»كيف» (كيف يمكنني القيام‬ ‫«ما» (ما الذي يجب أن أقوم به‬ ‫ٍ‬ ‫علي القيام‬ ‫بشكل مختلف؟) – واألهم من ذلك «لماذا» (لماذا يجب‬ ‫بذلك‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل مختلف؟)؛ وربما يكون هناك عامل ثالث يتمحور حول السؤال‬ ‫بشيء ما‬ ‫ٍ‬ ‫«هل يمكنني فعل ذلك؟»‪ .‬إننا نعيش في عالم قيادة غير صحي بشكل متزايد‬ ‫وال ُينظر فيه بعين االهتمام إلى اللياقة البدنية (على الرغم من أن اإلحصاءات‬ ‫الحالية لمنظمة الصحة العالمية تُ ظهر تنبؤات مثيرة للقلق بشأن مرض السكري‬ ‫وأمراض القلب) وتكثر فيه غياب اللياقة العقلية‪ .‬فال ينقطع االتصال بالقادة‬ ‫دائما ما توجد رسائل عبر البريد اإللكتروني ورسائل‬ ‫أبدا حيث‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫«تويتر» و»واتس آب» لقراءتها وتناولها والرد عليها‪ .‬ويعني ذلك أن القادة‬ ‫متزايدا للتوقف عن ذلك واالسترخاء‪ ،‬ومن ثم يجب أن يكون‬ ‫جهدا‬ ‫يبذلون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التعلم أداةً مساعدة للقادة على استعادة التوازن الفكري والعاطفي والجسدي‬ ‫المناسب بالنسبة لهم‪.‬‬ ‫قوية لبناء العالقات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شبكة أعمالك تمثل مجتمعنا‪ :‬تُ مثل بيئة التعلم مساحة‬ ‫وسيلة‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما تُ مثل مشاركة تحديات القيادة الشخصية وفرصها مع الغرباء‬ ‫حيث ً‬ ‫طبيعيا لذلك‪ .‬ولكن‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫قوية لبناء الثقة‪ .‬فعند بناء الثقة؛ ُيصبح تقدم المجتمع ً‬ ‫تحتاج المجتمعات‪ ،‬شأنها في ذلك شأن العالقات‪ ،‬أن تبقى في حالة جيدة‪ ،‬ما‬ ‫يعني أنه ينبغي لنا عند الشروع في عملية تطوير القيادة النظر فيما سيبدو‬ ‫الحقا‪ ،‬وما سيكون غرضه‪ ،‬وكيفية دعمه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عليه المجتمع‬ ‫ً‬ ‫قليل من المبادئ – ولكن إذا اتضحت‬ ‫عددا‬ ‫هذا مجرد مقال قصير تناول‬ ‫ً‬ ‫شهرا‬ ‫عشر‬ ‫الثمانية‬ ‫مدى‬ ‫على‬ ‫جرت‬ ‫التي‬ ‫الدولية‬ ‫األحداث‬ ‫أهمية شيء ما من‬ ‫ً‬ ‫الماضية‪ ،‬فليس هناك أهم من القادة الذين يمتلكون صفات الوعي واالبتكار‬ ‫دورا‬ ‫والواقعية؛ واألهم من ذلك صفة‬ ‫التأمل والتفكير‪ .‬ويجب أن يؤدي التعلم ً‬ ‫ّ‬ ‫عظيما في تطوير مجتمع القادة الدوليين‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪11‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫سلطنة ُعمان تصدر‬ ‫ألكثر من ‪135‬دولة‬

‫صناعات‬ ‫مانية‬ ‫ُع ّ‬ ‫إليك بعض األمثلة على بعض‬ ‫المنتجات العمانية منها الصابون‬ ‫والزيت النباتي والعسل والشاي‬ ‫وخزانات المياه‪.‬‬

‫الشركة الخليجية إلنتاج الفطر‬

‫‪www.gulfmushroom.com‬‬

‫مصانع مسقط للخيوط‬

‫‪www.mtm.com.om‬‬

‫صابون أميرة‬

‫‪@amira_soaps‬‬

‫شركة المطاحن العمانية‬

‫‪www.omanflourmills.com‬‬

‫الشركة الوطنية للشاي‬ ‫‪12‬‬

‫شركة أميانتيت عمان‬ ‫الشعلة للبخور والعطور‬

‫‪www.amiantitoman.com‬‬

‫‪www.alshoala.org‬‬

‫دكان العسل‬

‫‪@dukan_alasal‬‬

‫شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها‬

‫‪www.avod.com‬‬

‫‪13‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫اإلبـــداع في‬ ‫التعليم العام‬

‫سارة نان‬ ‫كرييتف ايليمنتس ‪www.creative-elements.org -‬‬ ‫‪producer@creative-elements.org‬‬

‫سارة نان‬

‫كرييتف ايليمنتس‬ ‫ً‬ ‫جذريا في أغلب المدارس العامة؛ فاحتلت عناصر‬ ‫تغيرا‬ ‫تشهد سلطنة عمان‬ ‫ً‬ ‫مثل‪ :‬اإلبداع‪ ،‬والتقنية‪ ،‬والفنون مكان الصدارة فيها‪ .‬ويقوم المعلمون‬ ‫العمانيون الجدد بتطبيق استراتيجيات التعلم النشط ومنهجيات «التعلم‬ ‫خارج الصف» تم إستحيائها من أفضل الممارسات التعليمية العالمية؛‬ ‫وذلك بهدف جذب الطالب وتحفيزهم وإثارة ملكة التفكير النقدي واإلبداعي‬ ‫والتعاوني فيهم‪.‬‬

‫ونظرا العتماد أماكن العمل المتزايد على األدوات اآللية والرقمية؛ يطالب‬ ‫ً‬ ‫أصحاب العمل الشباب بأن يكونوا على معرفة واسعة بالمهارات الشخصية‬ ‫بشكل مستقل‪ .‬وهكذا‪ ،‬يخاطب‬ ‫مثل‪ :‬مهارات حل المشكالت واتخاذ القرار‬ ‫ٍ‬ ‫برنامج «المعلم الجديد» الذي يقدمه المركز التخصصي للتدريب المهني‬ ‫للمعلمين تلك االحتياجات من خالل تسليح الجيل القادم بمهارات القرن الواحد‬ ‫والعشرين الالزمة للتعامل مع التنوع االقتصادي لسلطنة عمان وتعزيز قدرته‬ ‫التنافسية التجارية خالل السنوات المقبلة‪.‬‬ ‫مساحة للتعلم واالبتكار ‪...‬‬ ‫جزءا من خطة صارمة تابعة‬ ‫يعد المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين ً‬ ‫لوزارة التربية والتعليم تهدف إلى تطوير العملية التعليمية؛ فيلتزم المركز‬ ‫بتنفيذ منهجيات جديدة للقيادة والتعلم في كل مستوى من مستويات التعليم‬ ‫في السلطنة‪ ،‬كما أن لديه مبنى مخصص وموارد متخصصة في العاصمة‬ ‫مسقط‪ .‬وتقوم مجموعة حصرية تتألف من ما يزيد على ‪ 50‬مدرب متخصص‪،‬‬ ‫تم اختيارهم من مختلف أنحاء سلطنة عمان‪ ،‬بتعميم برامج تدريب مبتكرة على‬ ‫القوة العاملة القومية العمانية من مدراء‪ ،‬ومشرفين‪ ،‬ومعلمين ذوي خبرة‪،‬‬ ‫ومعلمين جدد‪ .‬ويوجد حاليا تسعة برامج تمتد لمدة سنة أو سنتين‪ ،‬ويشمل‬ ‫مباشرا‪ ،‬ومنصة تعلم عبر اإلنترنت‪ ،‬وإعداد بحث عملي قائم‬ ‫تدريبا‬ ‫كل برنامج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على مشروع ميداني‪ ،‬حيث يتم تطبيق النظرية على أرض الواقع‪ ،‬وتتاح مساحة‬ ‫للمعلمين لالبتكار‪.‬‬ ‫برنامج المعلم الجديد‬ ‫لمدة سنتين‪ ،‬كنت أنا المستشارة والمدربة الرئيسية لبرنامج «المعلم الجديد»؛‬ ‫جنبا إلى جنب مع كُتّ اب دوليين يقومون‬ ‫فأقوم بكتابة محتوى البرنامج وتطويره‪ً ،‬‬ ‫بتوجيه وتدريب عدد ‪ 25‬مدرب عماني كنواة أساسية للبدء في برنامج السنة‬ ‫الواحدة الطموح‪ .‬ومنذ مارس عام ‪ ،2015‬شارك ما يزيد على ‪ 3000‬مدرس‬ ‫عماني جديد في برنامج التدريب‪ ،‬وقد تلقى المدربون أربعة أسابيع من‬ ‫التدريب المباشر مع تزويدهم باإلرشادات عبر اإلنترنت وتنفيذ المالحظات‬ ‫اإلقليمية‪ .‬وقد شجع هذا الدعم‬ ‫المقدمة في الصفوف الدراسية خالل الزيارات‬ ‫ّ‬ ‫كثيرا منهم بأن يقودوا‬ ‫الثابت واإليجابي الجيل القادم من المعلمين‪ ،‬كما ألهم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جذريا في الصفوف الدراسية والمدارس التي يعملون فيها‪.‬‬ ‫تغييرا‬

‫‪14‬‬

‫هيمنة اإلناث على مهنة التدريس‬ ‫مؤخرا بمجلة نيوز ويك إلى أن‬ ‫مقال لها صدر‬ ‫أشارت الصحفية ليليا هتوم في‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬

‫«… البطالة بين اإلناث في العالم العربي تبلغ‬ ‫نسبة مذهلة تصل إلى ‪ %43.4‬إذا ما تم مقارنتها‬ ‫بنسبة البطالة بين اإلناث على مستوى العالم‬ ‫والتي تصل إلى ‪».%12.7‬‬ ‫وتعد مهنة التدريس إحدى المهن التي تستطيع ضمان توظيف الخريجات‬ ‫الشابات في سلطنة عمان‪ .‬فعلى المستوى الدولي؛ تُ هيمن اإلناث بشكل عام‬ ‫على مهنة التدريس؛ حيث توفر هذه المهنة للكثيرات منهن الفرصة ليكسبن‬ ‫قوتهن مع الموازنة بين العمل واألعباء المنزلية؛ فلم تكن مفاجأة أن يكون‬ ‫أكثر من ‪ %80‬من جملة المعلمين الجدد بالمجموعة األولى في برنامج السنة‬ ‫الواحدة شابات تحت سن الـ ‪ .25‬وفي ضوء هذه البيانات‪ ،‬أصبح من الواضح‬ ‫ً‬ ‫جدا خالل تصميم برنامج «المعلم الجديد» أن المحتوى يجب أال يحفز ويعبر‬ ‫الخالق بين المعلمين‬ ‫أيضا أن يوفر فرص االنخراط‬ ‫جيل األلفية فقط‪ ،‬بل يجب ً‬ ‫ّ‬ ‫الشباب‪ ،‬وأن يوفر كذلك منصة لالبتكار‪ .‬وعن طريق توليد الشعور بالمسؤولية؛‬ ‫بدأ المعلمون في التطبيق السريع لالستراتيجيات الجديدة في فصولهم‬ ‫التدريسية‪ ،‬كما بدأوا في مشاركة المصادر واالستمتاع بنتائج هذه التجربة‬ ‫المتمثلة في تفعيل السلوك اإليجابي والمشاركة الحقيقية من الطالب‪.‬‬ ‫تصميم البرنامج‬ ‫يوما عبئً ا على المعلم واالستعاضة‬ ‫تم التخلي عن الكتب المدرسية التي مثلت ً‬ ‫عنها باستراتيجيات التعلم النشط وذات الصلة بواقع الحياة‪ .‬وتم تشجيع الطالب‬ ‫بشكل مستقل؛ وذلك لتحقيق هدف التعلم المبين‬ ‫على التفكير الجماعي أو‬ ‫ٍ‬ ‫أيضا‬ ‫بدال من العمل من خالل أنشطة الكتاب المدرسي‪ً .‬‬ ‫في المنهج الدراسي ً‬ ‫بسؤال‬ ‫تم تقديم استراتيجية التعلم القائم على البحث التي تعتمد على البدء‬ ‫ٍ‬ ‫مفتوح؛ األمر الذي يثير الفضول لدى الطالب ويدفعهم إلى البحث لفترة‬ ‫قادرا على تقديم مهنة التدريس‬ ‫طويلة من الوقت‪ .‬ويجب أن يكون المعلم‬ ‫ً‬ ‫يعمق‬ ‫ُبيسر ومهارة‪ ،‬كما يجب أن يالحظ تفاعل الطالب قبل طرح األسئلة كي‬ ‫ِّ‬ ‫من عملية التعلم‪ .‬وقد تطلب هذا األسلوب من المعلمين الجدد االبتعاد‬ ‫عوضا عنها إلى التواصل‬ ‫ً‬ ‫عن أساليب التدريس التوجيهية التقليدية واللجوء‬ ‫وفقا لذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحقيقي مع كل طالب لفهم احتياجاتهم التعليمية واالستجابة لها‬

‫ادخال تقنية الهواتف الذكية في مهمة التدريس‬ ‫المعلمون الجدد هم من جيل األلفية ‪ ..‬فهم مستخدمين نشطين لمواقع‬ ‫االجتماعي وكُتّ اب واثقين على شبكة اإلنترنت؛ فشكَّل ادخال تقنية‬ ‫التواصل‬ ‫ّ‬ ‫فوريا‪ ،‬وقد تم تنفيذه بسهولة حيث الحظ‬ ‫نجاحا‬ ‫الهواتف الذكية ضمن البرنامج‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫سريعا زيادة في معدل مشاركة الطالب‪ .‬وقد وقع اختيار المدربون‬ ‫المعلمون‬ ‫ً‬ ‫بادلِ ت ‪ Padlet‬وتطبيق بليكرس ‪Plickers‬‬ ‫على بعض التطبيقات مثل‪ :‬تطبيق ْ‬ ‫ّ‬ ‫لحث الطالب على المشاركة في نقاشات مباشرة عبر شبكة اإلنترنت ولتمكّين‬ ‫المعلمين من جمع بيانات واقعية وحديثة لتقييم أداء الطالب دون الحاجة إلى‬ ‫الرجوع إلى جهاز الطالب‪.‬‬ ‫قيمة الشراكات اإلبداعية في العملية التعليمية‬ ‫ومع ذلك؛ ُي َّعد العمل بمبادرة «الشراكات اإلبداعية التجريبية» في سبتمبر عام‬ ‫‪ 2015‬ومن بعدها بمبادرة «التعلم خارج الصف» في عام ‪ 2016‬هو السبب‬ ‫عدد‬ ‫تغير االقتصاد العالمي‪ ،‬ينشأ‬ ‫ٌ‬ ‫في إظهار التصميم الفريد للبرنامج‪ .‬ومع ُّ‬ ‫ودوليا‪ ،‬يقوم القادة‬ ‫متزايد من فرص العمل للشباب في القطاعات اإلبداعية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫في تلك المجاالت بتنظيم الحمالت واالستثمار في األبحاث المبنية على‬ ‫األدلة لحث حكوماتهم على الحفاظ على التعلم الثقافي وتعليم الفنون حيث‬ ‫يعتبرانهما عنصران أساسيان في تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين لدى‬ ‫الشباب‪ .‬ويدافع السيد «لورد بوتنام» المخرج الحائز على الجائزة عن حقيقة‬ ‫أن التعلم من خالل الثقافة والفنون ُي َمكِّن الشباب في أن يصبحوا «من كبار‬ ‫المفكرين‪ ،‬والمبدعين‪ ،‬وقادة األعمال اإلبداعية والمجتمعات المحلية في‬ ‫المستقبل‪( ».‬اتحاد التعلم الثقافي‪ ،2017 ،‬ص‪)8‬‬ ‫عنصرا بارزً ا ضمن برنامج‬ ‫ومع وضع تلك المالحظات في االعتبار‪ ،‬أردت أن أبتدع‬ ‫ً‬ ‫السنة الواحدة والذي سوف يمكّن المعلمون الجدد من االنخراط بنشاط مع‬ ‫والعلمية المعتبرة التالية الموجودة في مسقط‪:‬‬ ‫الثقافية‪ ،‬والفنية‪،‬‬ ‫المنظمات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتحف الوطني‪ ،‬ومتحف بيت الزبير‪ ،‬ورواق سارة‪ ،‬ودار األوبرا السلطانية‬ ‫الفلكية‪ ،‬ومركز اإليكولوجيا في عمان‪ ،‬ومتحف األطفال‪،‬‬ ‫والقبة‬ ‫بمسقط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجامع السلطان قابوس األكبر‪.‬‬ ‫وقد كان الغرض من مبادرة «التعلم خارج الصف» أن يتسع إدراك المعلمون‬ ‫الجدد حول كيفية تعلم الطالب‪ ،‬وأن يتم تشجيع المعلمين على النظر إلى ما‬ ‫الفعال في المتاحف‬ ‫التقليدية؛ فاالنخراط‬ ‫وراء حدود بيئة الصفوف الدراسية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عد الشباب لتحديات القرن الحادي والعشرون؛‬ ‫والمنظمات الفنية يمكن أن ُي ًّ‬ ‫فتقدم المؤسسات الثقافية للمعلمين المنصات المثالية من أجل تسهيل‬ ‫الفرص الفريدة للطالب كي يستكشفوا ويكتشفوا مفاهيم جديدة‪ .‬وبالعمل‬ ‫الحركية كمصدر مفيد يساعد على‬ ‫خارج الصفوف الدراسية؛ تظهر بيئة التعلم‬ ‫ّ‬ ‫تفعيل طرق جديدة للتفكير وفهم العالم‪.‬‬ ‫ولقد قمت بإعداد سلسلة موصى عليها من ورش العمل ذاتية التوجيه التي‬ ‫بشكل مستقل في أي مكان‪ ،‬وتم عقد‬ ‫بإمكان المدربون العمانيون تنفيذها‬ ‫ٍ‬ ‫سلسلة من المحاضرات التدريبية المهنية ذات الجودة العالية في كل مكان مع‬ ‫المدربين العمانيين لتوضيح ‪-‬من خالل المشاركة الفعالة‪ -‬كيفية تفعيل عملية‬ ‫التعلم في المتاحف واألماكن الثقافية؛ وقد نتج عن هذه العملية التعاونية مع‬ ‫ّ‬ ‫خصيصا لكل مكان‬ ‫التعلم المصممة‬ ‫فريدا بين استراتيجيات‬ ‫انسجاما‬ ‫المدربين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثقافي‪.‬‬

‫أثر التعلم خارج الصفوف الدراسية‬ ‫كان معلمو اللغة اإلنجليزية في المركز يستكشفون استراتيجيات تدريس‬ ‫صياغة مقنعة للغة‪ .‬وعملوا في المتحف الوطني ضمن مجموعات البتكار‬ ‫مقطع إعالني مدته دقيقة واحدة إلقناع السياح بزيارة المتحف‪ .‬وقد كان‬ ‫جدا؛ إذ جمع بين التقنية واإلرث الثقافي والرواية الشفهية‪ .‬وقد‬ ‫النشاط‬ ‫ناجحا ً‬ ‫ً‬ ‫أعطت ورشة العمل ذاتية التوجيه التي تمت داخل المتحف الوطني المعلمين‬ ‫واقعيا للغة مقنعة وحولت النظرية إلى خبرة تعليمية هادفة؛ وتعاونية‪،‬‬ ‫سياقا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وممتعة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمناطق التي ال يوجد بها أية متاحف‪ ،‬فقد تبنى المعلمون الجدد‬ ‫استراتيجيات «التعلم خارج الصف» كي يعكسوا السياق المكاني الخاص بهم؛‬ ‫فوجدوا بيئات بديلة مثل الحصون‪ ،‬واألودية‪ ،‬واألسواق من أجل استكشاف‬ ‫مفاهيم جديدة وتحفيز الطالب‪ .‬وفي أثناء عملية البحث العملي‪ ،‬الحظ‬ ‫المعلمون تزايد إحساس طالبهم بالثقة‪ ،‬وقدرتهم على أخذ زمام المبادرة في‬ ‫المناسبات االجتماعية‪ ،‬وتحسن واضح في مهارات صنع القرار لديهم‪.‬‬ ‫الحفاظ على التطور اإلبداعي في العملية التعليمية‬ ‫شارك حتى تاريخه أكثر من ‪ 950‬معلم جديد من معلمي اللغة إنجليزية‪،‬‬ ‫والدراسات االجتماعية‪ ،‬والدراسات اإلسالمية‪ ،‬والتربية الفنية‪ ،‬والعلوم‪،‬‬ ‫والرياضيات‪ ،‬والموسيقى في ورشة عمل ذاتية التوجيه بقيادة مدربين عمانيين‬ ‫في متحف أو مكان ثقافي‪ .‬ومن المتوقع مشاركة ‪ 1,000‬معلم آخر هذه السنة‬ ‫في مبادرة «التعلم خارج الصف»‪.‬‬ ‫وأتفاءل بإمكانية تخطي ً‬ ‫كل من المركز والشراكات اإلبداعية حدود عالقتهما‬ ‫التجارية الحالية في المستقبل القريب‪ .‬كما سيؤدي التفاعل السنوي بالمعلمين‬ ‫ومقدمي المتاحف إلى استثمار الوقت في تطوير خبرات تعليمية ذات مدى‬ ‫أطول توفر تفاعالت هادفة التي تغرس التفكير النقدي واالبتكار توقظ «كبار‬ ‫المفكرين‪ ،‬والمبتكرين‪ ،‬ورائدي األعمال اإلبداعية وقادة المجتمع المحلي‬ ‫<العمانيين> في المستقبل‪».‬‬ ‫(أنظر المرجع نفسه)‬ ‫وبالنظر إلى ما هو أبعد من ذلك‪ ،‬تنم الفكرة القائلة بأن القطاعات اإلبداعية‬ ‫في السلطنة العمانية يمكنها تزويد الطالب الجامعيين بمسارات وظيفية‬ ‫منسجما مع‬ ‫نسبيا‪ .‬رغم ذلك‪ ،‬وبما أن الشباب أصبح‬ ‫مالئمة عن تفكير جديد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعتمادا على وظائف القطاع العام‪ ،‬أعتقد‬ ‫األوضاع الحالية بشكل أكبر وأقل‬ ‫ً‬ ‫أن قدراتهم اإلبداعية وروح مباشرة األعمال الحرة لديهم سوف تبدأ في فتح‬ ‫ودوليا‪ ،‬ال سيما في مجال السياحة المحلية النشطة؛‬ ‫محليا‬ ‫أسواق جديدة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إذ يبحث الزائر الدولي عن التغلغل في الفنون والثقافات العمانية األصيلة‬ ‫والمعاصرة‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫نظرة عن كثب‬

‫بناء مدن المستقبل‬

‫نيكوالوس نيبيل‬ ‫أستاذ مساعد في التصميم المعماري والحضري في الجامعة األلمانية‬ ‫للتكنولوجيا في ُعمان (جيوتك)‬

‫نيكوالوس نيبيل‬

‫‪٣‬‬

‫أستاذ مساعد في التصميم المعماري والحضري‬ ‫التقينا الفاضل‪ /‬نيكوالوس نيبيل ‪-‬أستاذ مساعد في التصميم المعماري‬ ‫والحضري في الجامعة األلمانية للتكنولوجيا في ُعمان (جيوتك)‪ ،‬وإليكم ما قاله‬ ‫عن التنمية الحضرية‪.‬‬

‫‪١‬‬

‫كيف تصف التصميم الحضري‬ ‫الجيد باختصار؟‬

‫كثير من األشخاص أن المصممين يحددون شكل‬ ‫نيكوالوس نيبيل‪ :‬يعتقد‬ ‫ٌ‬ ‫الشيء من خالل فكرة عبقرية‪ ،‬لكن ال يدور التصميم في الواقع حول تحديد‬ ‫الشكل فحسب‪ ،‬بل باألحرى حول العثور على الشكل المناسب من خالل تطبيق‬ ‫حاالت وقيود وأحالم كثيرة وفي بعض األحيان متناقضة؛ إذ يشترك في عملية‬ ‫التصميم العديد من األشخاص‪ ،‬ال سيما عندما يتعلق بإحدى المدن‪ .‬ولذلك‪ ،‬ال‬ ‫استنادا إلى مستوى رسمي‪،‬‬ ‫ينبغي تحديد معايير «التصميم الحضري الجيد»‬ ‫ً‬ ‫بل تُ ستمد تلك المعايير من ثقافة المدينة وفهم المجتمع ذاته للتحضر‪.‬‬ ‫وكثيرا ما نجد أن تجميل المدن تحت مسمى «التصميم الحضري الجيد» قد‬ ‫ً‬ ‫يقضي على حضرية المكان أكثر بكثير من اإلبقاء على مبنى غير فائق الجمال‬ ‫عموما‪ .‬وينتج‬ ‫واالعتراف بخصائصه المتأصلة لحياة األشخاص وتحضر المدينة‬ ‫ً‬ ‫سوء الفهم هذا من النظر إلى التصميم على أنه مجرد اسم‪ ،‬في حين يجدر‬ ‫بنا النظر إلى التصميم على أنه فعل واقعي‪ .‬إن نشاط تصميم المدن كعملية‬ ‫مفتوحة أكثر أهمية من النظر إلى ظاهر النتائج بحد ذاتها‪ .‬ولذلك‪ ،‬ال يتعلق‬ ‫التصميم الحضري الجيد بمظهر المدينة‪ ،‬بل يتعلق باألحرى بالترابط بين طرق‬ ‫ويمثل التصميم الحضري‬ ‫البناء وطرق المعيشة األكثر‬ ‫تعقيدا في المدينة‪ُ .‬‬ ‫ً‬ ‫السليم التوازن الصحيح بين هذه الجوانب‪ .‬وبالنظر إلى الموضوع من هذه‬ ‫مرئيا‪.‬‬ ‫أمرا غير‬ ‫ً‬ ‫الزاوية؛ يغدو التصميم ً‬

‫‪2‬‬

‫تمتثل المنشآت الحضرية للقواعد العلمية بغض النظر عن‬ ‫الجغرافيا‪ .‬وهناك اعتماد ثانوي على التقاليد والمناخ والموارد‬ ‫والمواد المحلية‪ ،‬ولكن هذا األمر آخذ في االندثار مع ظهور النهج‬ ‫العصري الموحد‪ ،‬فما األخطاء الرئيسة التي تعتقد أننا قد ارتكبناها‬ ‫في تصميم المدن وبنائها في منطقة الخليج؟ وما الذي يمكن‬ ‫فعله لتصحيح األخطاء وتدارك األمر؟‬

‫‪16‬‬

‫نيكوالوس كنيبيل‪ :‬عندما يتم الحديث عن المدن الجديدة التي ظهرت في‬ ‫فأوال‬ ‫فضل أال أبدأ بمناقشة األخطاء‪.‬‬ ‫منطقة الخليج في الجيل األخير‪ ،‬فأنا ُأ ّ‬ ‫ً‬ ‫وقبل كل شيء‪ ،‬ينبغي للمرء أن يقدر اإلنجازات الهائلة المتمثلة في بناء‬ ‫المدن – والتي ُشيدت في كثي ٍر من األحيان من العدم ‪-‬في ظل ظروف عصيبة‪،‬‬ ‫وفي ظل هذه المعطيات وفي غضون هذه المدة القصيرة‪ ،‬حيث لم يسبق‬ ‫كثيرا من األعمال المشابهة– إن كانت هناك سوابق لهذا اإلنجاز من‬ ‫هذا العمل‬ ‫ً‬ ‫أمر ال مفر منه‪ .‬ويكمن السؤال في مدى‬ ‫األساس – في التاريخ‪ .‬فاألخطاء ٌ‬ ‫سرعة تعلم الفرد منها‪ .‬وال يمكن الحكم على هذه التطورات بسهولة‪ ،‬فكيف‬ ‫ينبغي لنا تقييمها؛ وبماذا نقارنها؟ هل ننظر إلى الخليج من وجهة نظر غربية أم‬ ‫وجهة نظر جنوب آسيوية أم وجهة نظر أفريقية أم من داخل مجتمعات الخليج‬ ‫ذاتها؟ ففي العالم المفتوح على بعضه‪ ،‬يوجد العديد من تجارب الحداثة –‬ ‫غربيا‪ .‬لذا‪ ،‬علينا أن نعترف بهذا التحول النموذجي‪.‬‬ ‫جدا منها ليس‬ ‫ً‬ ‫والكثير ً‬ ‫سريعا‬ ‫ال تكمن المشكلة الحقيقية التي تواجه العديد من المدن المتنامية‬ ‫ً‬ ‫وغالبا ما يتم إنشاء‬ ‫في مظهر المباني‪ ،‬بل في تفكك المجتمعات الحضرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المدن الجديدة ككتل من أجزاء مستقلة وقائمة بذاتها وأحادية البعد؛ لكل جزء‬ ‫منها عالمته المميزة الخاصة‪ .‬المدينة «أ» بجوار المدينة «ب» وهكذا‪ .‬وثمة‬ ‫المحكمة وأحادية الوظائف والمعزولة‬ ‫اتجاه خطير لتفكيك المدن من خالل الجزر ُ‬ ‫والحصرية‪ .‬وتعد المدن بمثابة نظم ديناميكية تعمل من خالل التفاعل بين‬ ‫األجزاء التكميلية لتحقيق المنفعة المتبادلة‪ .‬وإذا لم تكن المنافع متبادلة‪،‬‬ ‫فسوف تظهر التوترات في المجتمعات الحضرية‪.‬‬

‫ً‬ ‫هائل‪ .‬وفي‬ ‫وتجاريا‬ ‫اجتماعيا‬ ‫تغيرا‬ ‫تُ حدث ثورة المعلومات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أنواعا جديدة من‬ ‫الواقع‪ ،‬بالنظر إلى التقدم التقني‪ ،‬تظهر‬ ‫ً‬ ‫المباني عن طريق أنواع جديدة من االستخدامات‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬الطائرة هي سبب إنشاء المطارات باعتبارها أحد أنواع من‬ ‫المباني‪ ،‬وليس العكس‪ .‬فكيف ترى تأثير التقنية على كيفية تصميم‬ ‫المباني وبناءها في منطقة الخليج؟‬ ‫جيدا للنظر في العالقة‬ ‫نيكوالوس كنيبيل‪ :‬تُ عد المطارات في الواقع‪،‬‬ ‫نموذجا ً‬ ‫ً‬ ‫بين التقنية والخبرات البشرية‪ .‬حتى هذه المباني التي تعتمد على التقنية‬ ‫أوال وقبل‬ ‫مثل المطارات ال ينبغي أن تكون مصممة‬ ‫حصرا للطائرات‪ ،‬ولكن ً‬ ‫ً‬ ‫جوا‪ .‬وقد ألهم‬ ‫كل شيء ينبغي تصميمها لخدمة األشخاص الذين يسافرون ً‬ ‫بعضا من‬ ‫ً‬ ‫اإلحساس بهذا النوع من السفر المهندسين المعماريين لتصميم‬ ‫أروع مباني المطارات‪ ،‬فعلى سبيل المثال مبنى تي دبليو إيه الجوي إليرو‬ ‫سارينين في مطار نيويورك في عام ‪1960‬؛ وهو عبارة عن قاعة كبيرة بمنحنيات‬ ‫ديناميكية تجعل األشخاص يشعرون وكأنهم عائمين في الهواء‪ .‬ويتميز هذا‬ ‫النهج في الهندسة المعمارية بتجربة كاملة معينة ُممكَّنة من خالل التقدم‬ ‫التقني‪ ،‬فالتقنية ال يعدوا كونها وسيلة لتحقيق غاية وال يكون التقدم على‬ ‫هذا النحو ذا أهمية كبيرة‪ .‬فما يهمنا في الحقيقة هو التحسين الفعلي لتجارب‬ ‫األشخاص‪.‬‬

‫نيكوالوس كنيبيل‪ :‬أشعر في أسئلتك بشيءٍ من خيبة األمل بشأن البيئة‬ ‫سواء كانت‬ ‫المبنية المعاصرة‪ .‬متى كانت آخر مرة أعجبت فيها بمساحة مبنية‬ ‫ً‬ ‫معمارية؟ ولماذا أثارت إعجابك؟ من جانبي‪ ،‬أستطيع القول إنني‬ ‫ً‬ ‫حضرية أم‬‫ً‬ ‫عندما انتقلت من أديس أبابا‪ ،‬وهي مدينة أفريقية مدقعة الفقر‪ ،‬إلى مسقط‪،‬‬ ‫تفاجأت وأصابني الذهول من مواقف السيارات في مركز التسوق واألبعاد‬ ‫الهائلة واألسقف العالية الثرية واإلضاءة الخفيفة التي تنعكس على السيارات‬ ‫الجديدة الالمعة والتدفق السلس للسيارات‪ .‬وأعتقد أن لكل بيئة أحاسيسها‬ ‫الخاصة‪ ،‬ودون حصر أنفسنا في أفكار الجمال المسبقة‪ ،‬يمكننا أن نتمتع بأكثرها‬ ‫ونقدر قيمتها ‪-‬بغض النظر عن فترتها أو ثقافتها‪.‬‬

‫‪٥‬‬

‫هل ينبغي لنا أن‬ ‫نضيق شوارعنا وطرقنا أم نوسعها؟‬ ‫ّ‬

‫نيكوالوس كنيبيل‪ً :‬‬ ‫بدل من النظر في حركة المرور نظرةً قطاعية‪ ،‬يجب أن يكون‬ ‫لدينا رؤية شاملة للحضرية؛ فما هو دور الشارع فيما يتعلق بالمدينة وأنماط‬ ‫وسع الطرق‬ ‫حياة سكانها؟ في بعض األماكن‪ ،‬على سبيل المثال في الهند‪ ،‬تُ َ‬ ‫بسبب اختناق حركة المرور في الشوارع شديدة الضيق؛ ما يسمح بربط جميع‬ ‫أيضا إلى إنشاء‬ ‫أنحاء المدينة بشكل أفضل وأكثر سالسة‪ ،‬ولكن يؤدي ذلك ً‬ ‫حواجز جديدة بين األحياء‪ .‬وفي أوروبا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬مع إتاحة أنظمة‬ ‫التنقل البديلة‪ ،‬تضيق الطرق الواسعة إلعادة إنشاء النسيج الحضري األكثر‬ ‫كثافة‪ ،‬فما تلبث الكثافة المرورية أن تظهر مرةً أخرى‪.‬‬ ‫ً‬

‫واقعيا‬ ‫سيكون من المثير لالهتمام أن نالحظ كيف تسهم تقنية المعلومات‬ ‫ً‬ ‫في تحسين تجربة األشخاص في البيئة المبنية‪ .‬فبالطبع هناك تطورات‬ ‫تعقيدا‪،‬‬ ‫أنماطا هندسية أكثر‬ ‫في إنشاء المباني‪ ،‬في ظل القدرة على توليد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مباشرا أكثر‪ .‬ومن وجهة نظري‪ ،‬يكمن‬ ‫ربطا‬ ‫ً‬ ‫وإمكانية ربط التخطيط والتصنيع ً‬ ‫السؤال األكثر إثارة لالهتمام فيما إذا كان سيتغير تصور المساحات الحقيقية‬ ‫واستخدامها من خالل تجارب األشخاص في المساحات االفتراضية؟ إذ ُيعد‬ ‫تماما عن االتصاالت الخطية األكثر‬ ‫مختلفا‬ ‫ً‬ ‫نقل الشبكة في أبعاد متعددة شيئً ا‬ ‫ً‬ ‫أو األقل التي ال تزال تشكل العديد من بيئاتنا المبنية‪ ،‬وكيف سينعكس ذلك‬ ‫من المساحات االفتراضية في المساحات الحقيقية؟‬

‫‪٤‬‬

‫تعتبر مدننا بمثابة غابة من الطرق السريعة ومواقف السيارات‬ ‫وناطحات السحاب ومراكز التسوق‪ .‬ويبدو أنها مصممة‬ ‫لسائقي السيارات والمستهلكين أكثر منها للسكان أو المواطنين‪.‬‬ ‫فما رأيك في هذا األمر؟‬

‫‪17‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ ٢٠١٧‬العــد د الســا دس‬

‫قيادة التغيير من‬ ‫خالل التعليم والتدريب‬ ‫رواد تكاتف في‬ ‫التقينا بالدكتور عمار العجيلي‪ ،‬مدير مشارك في برنامج ّ‬ ‫معلما وفلسفته في التعليم‪،‬‬ ‫مقابلة حصرية لمناقشة سبب اختياره أن يصبح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محوريا في عملية التنمية االقتصادية‪،‬‬ ‫دورا‬ ‫واألسباب التي تجعل دور المعلم‬ ‫ودار معه الحوار التالي‪:‬‬

‫‪٦‬‬

‫بيئيا» والطاقة‬ ‫نقرأ الكثير عن إنشاء مجتمعات «سليمة ً‬ ‫مهندسا‬ ‫الشمسية والمحافظة واالستدامة‪ ،‬بصفتك‬ ‫ً‬ ‫معماريا‪ ،‬ماذا يعني كل هذا لك؟‬ ‫ً‬ ‫نيكوالوس كنيبيل‪ :‬عليك أن تنظر إلى أبعد من ظواهر األمور‪ .‬فمن الواضح أن‬ ‫إيجابيا‪ ،‬ولكن عندما تعتمد على الطاقة الشمسية‪ ،‬ال يتم‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫طاقة الرياح تعد ً‬ ‫إحراز أي تقدم‪ .‬فالمنازل البيئية هي األخرى جيدة‪ ،‬ولكن عندما تقع في مناطق‬ ‫الضواحي المتفرقة وتؤدي إلى حدوث كثافة في حركة المرور‪ ،‬يصبح التأثير‬ ‫مطلوبا‪ ،‬إال أنه من غير المالئم‬ ‫أمرا‬ ‫البيئي‬ ‫ً‬ ‫موضعا للشك‪ .‬تُ عد النزعة اإلقليمية ً‬ ‫ً‬ ‫أن تتركز حول المظهر أكثر من األداء‪ .‬فالمصطلحات مثل االستدامة واإلقليمية‬ ‫وغيرها؛ ال تعدوا أن تكون مصطلحات سطحية فحسب‪ .‬لذلك‪ ،‬يتوجب عليها‬ ‫معنى وقيمة‪.‬‬ ‫التفكير بطريقة تكاملية لتكون هذه المصطلحات ذات‬ ‫ً‬

‫‪٧‬‬

‫إذا كانت لديك الصالحية‪ ،‬فهل ستضع قانونً ا يلزم في كل‬ ‫معين مبنى ما؛ أن يضع فوق بابه‬ ‫مرة يبني فيها شخص‬ ‫ّ‬ ‫اسم المهندس المعماري والعميل بأحرف كبيرة؟‬ ‫نيكوالوس كنيبيل‪ :‬ينتشر هذا المفهوم الخاطئ للتصميم الحضري والمعماري‬ ‫على أنه فكرة عبقرية‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬ينطوي بناء مبنى ما على الكثير من‬ ‫األمور؛ أكثر بكثير من مجرد فكرة خطرة على بال شخص واحد‪ُ .‬يعد المصمم‬ ‫وغالبا‬ ‫ومترجما لشواغل وقيود ورغبات مختلفة‬ ‫وسيطا‬ ‫الحضري أو المعماري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ما تكون متناقضة‪ .‬ويمكن أن تفسد هذه العملية إذا طغت على المهندس‬ ‫المعماري نزعة األنانية وحب الذات‪ ،‬كما هو الحال في تدخل العميل في اللحظة‬ ‫الملهم‬ ‫األخيرة‪ ،‬وضيق أفق الجهة المسؤولة عن منح التصريح‪ ،‬والمهندس غير ُ‬ ‫المتميزة نتاج عمل المهندسين‬ ‫أو المقاول غير الماهر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تُ عد المباني‬ ‫ّ‬ ‫والمشرعين والمهندسين‬ ‫معا؛ شأنهم في ذلك شأن العمالء‬ ‫ّ‬ ‫المعماريين ً‬ ‫والمقاولين‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫التصميم الحضري‪:‬‬ ‫هو فن بناء المدن‪ ،‬والطريقة التي يمكن أن‬ ‫يبني بها الناس بيئاتهم الطبيعية والمشيدة‬ ‫لتحقيق قيم االنتماء العاطفي والنفسي‬ ‫والرفاهية لألجيال القادمة‪ .‬يختص التصميم‬ ‫الحضري بدراسة جزء او اجزاء من قطاعات‬ ‫المدينة تشكل مجموعة ابنية او لنسيج‬ ‫حضري متكامل ويركز على العناصر المادية‬ ‫الفيزيائية كالكتل البنائية والفضاءات التي‬ ‫حولها وعالقتها مع بعضها بالبعدين الثاني‬ ‫والثالث ( ‪ )2D&3D‬مع الدخول في التفاصيل‬ ‫الرئيسية التي تحدد العالقة االفقية‬ ‫والعمودية للقطاعات لتحديد محاور الحركة‬ ‫ومداخل االبنية ونقاط التجمع واالنحراف‬ ‫والتقاطعات والتداخالت بين محاور الحركة‬ ‫والمحاور البصرية‪ .‬حيث أن التصميم الحضري‬ ‫يمزج العمارة والهندسة المعمارية والمناظر‬ ‫الطبيعية وتخطيط المدينة معا لجعل‬ ‫المناطق الحضرية أكثر وظيفية وجذابة‪.‬‬

‫ما مؤهالتك التعليمية؟‬ ‫درست الهندسة اإلنشائية في جامعة والية آيوا‪ ،‬ثم حصلت بعد ذلك على‬ ‫شهادة الماجستير في إدارة المشاريع من جامعة مانشستر‪ ،‬وبعدها شهادة‬ ‫الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة تكنولوجي بماليزيا‪ .‬وباختصار‪ ،‬لقد‬ ‫تدربت على أن أكون مهندسا‪.‬‬ ‫ما أكبر فائدة حققتها من الدراسة في تلك الجامعة؟‬ ‫إنشاء صداقات دائمة مع أشخاص من جميع أنحاء العالم‪ ،‬وتعلم ثقافات‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫متى قررت االنخراط في سلك التعليم ولماذا اخترت هذا المجال؟‬ ‫في عام ‪ ،1996‬مباشرة بعد التخرج‪ .‬لقد أعجبت بتجربتي كمحاضر في إحدى‬ ‫سنوات الدراسة العليا والقدرة على التدريس‪ ،‬ولذلك قررت متابعة مهنة‬ ‫التدريس‪.‬‬ ‫ما فلسفتك في التعليم؟‬ ‫تسهيل طريقة التدريس وتطبيق المعرفة‪.‬‬ ‫في نظرك؛ ما التحدي األكبر الذي يواجه الطالب العمانيين اليوم؟‬ ‫امتالك المهارات المناسبة المطلوبة لالرتقاء بنجاح في ّ‬ ‫سلم التعليم العالي‬ ‫والوظيفي‪ .‬هناك الكثير من التركيز على مسألة الحفظ‪.‬‬

‫د‪ .‬عمار العجيلي‬ ‫رواد تكاتف‬ ‫مدير مشارك في برنامج ّ‬

‫ما الدور الذي يؤديه المجتمع في مساعدة الشباب العماني؟‬ ‫يجسد رغبة التعلم في نفوس‬ ‫دور جوهري‪ ،‬فالمجتمع الحقيقي هو الذي‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫الشباب‪ .‬وعندما يعرف المجتمع قيمة التعليم وما يجنيه الشخص المتعلم من‬ ‫خير لهذا المجتمع؛ فإنه يقوم حينها بمساعدة شبابه على السعي نحو طلب‬ ‫تماما للتعليم‪.‬‬ ‫مدمر‬ ‫العلم‪ .‬والعكس‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ما الجوانب التي ترغب أن يتذكرها طالب برنامج تكاتف عن البرنامج؟‬ ‫المهارات التي اكتسبوها من البرنامج‪ ،‬والشعور بأنهم مدينون برد الجميل إلى‬ ‫بلدهم ُعمان نظير الفرص التي ُو ّفرت لهم‪.‬‬ ‫كيف ينبغي لنا أن نستفيد من الموارد داخل المجتمع لتعزيز تجربة التعلم‬ ‫المدرسي؟‬ ‫بعيدا عن الكتاب المدرسي‪ ،‬والتركيز ً‬ ‫ُّ‬ ‫بدل من ذلك‬ ‫التعلم‬ ‫من خالل التركيز على‬ ‫ً‬ ‫على القضايا والمشاكل والتحديات الواقعية التي تؤثر على المجتمعات المحلية‬ ‫وكيفية التعامل معها‪ .‬عندما يرى الطالب التطبيق المباشر لما يتعلمونه؛‬ ‫فسيواصلون تعلمهم بصفة دائمة‪.‬‬

‫يمكن االطالع على مزيد‬ ‫رواد‬ ‫من المعلومات عن برنامج ّ‬ ‫تكاتف على العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪www.takatufscholars.com‬‬

‫ما الجانب األكثر صعوبة في التدريس اليوم؟‬ ‫ّ‬ ‫التعلم‪.‬‬ ‫تحفيز الطالب على الرغبة في‬ ‫المتميز؟‬ ‫ما هي صفات المعلم‬ ‫ّ‬ ‫الرغبة الحقيقية‪ ،‬واالنفتاح‪ ،‬والقدرة على قراءة فكر الطالب‪ ،‬وعدم الشعور‬ ‫باالكتفاء من طلب المعرفة‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫نشرة إثراء‬

‫يوليــو ‪ 2017‬ا لعــدد ا لســاد س‬

‫ختاما‪...‬‬ ‫ً‬ ‫يتفوق اليوم على قطاع‬ ‫وتشير اإلحصائيات اليوم أن قطاع السفر والسياحة‬ ‫ّ‬ ‫التصنيع وتجارة التجزئة والخدمات المالية واالتصاالت؛ فمن بين ‪ 10‬وظائف‬ ‫أن تطلعات‬ ‫في العالم هناك وظيفة واحدة ّ‬ ‫يوفرها قطاع السفر والسياحة‪ .‬كما ّ‬ ‫السياح في العالم اليوم تطورت بصورةٍ كبيرة؛ فأصبحوا يميلون للسياحة‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية التي تمنحهم فرصة التواصل مع السكان المحليين‪.‬‬

‫‪ 7‬جلسات حوارية على مدار العام‬

‫صرح الفاضل‪ /‬طالب بن‬ ‫وحول أهمية تعزيز السياحة‬ ‫المحلية في السلطنة ّ‬ ‫ّ‬ ‫«بدءا من‬ ‫سيف المخمري‪ ،‬مدير عام التسويق واإلعالم في إثــراء قائال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫والتاريخية العريقة‪،‬‬ ‫مرورا بالمواقع األثرية‬ ‫التنوع الجغرافي المميز للسلطنة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فرص كبيرة إلثراء‬ ‫تتميز بها‪ ،‬هناك‬ ‫وانتهاء بكرم الضيافة ومتعة اإلقامة التي‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫المحلية بطابعها الثقافي والحضاري هنا في سلطنة ُعمان‪ ،‬والتسويق‬ ‫السياحة‬ ‫ّ‬ ‫لهذه الفرص على المستوى المحلي والدولي مطلب مهم في ظل التنافس‬ ‫السياحية‬ ‫أن هذه الفرص االستثمارية ال تقتصر على المشاريع‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬كما ّ‬

‫كشفت الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات «إثـــراء» عن برنامج‬ ‫هذا العام من مبادرتها السنوية «أمسيات اقتصادية» في نسختها السادسة‪،‬‬ ‫االقتصادية‪،‬‬ ‫والتي تهدف إلى إتاحة المجال لاللتقاء بممثلي عدد من القطاعات‬ ‫ّ‬ ‫لمناقشة التحديات والفرص المرتبطة بها وعرض تجاربهم حولها‪ ،‬حيث‬ ‫تستقطب أمسيات هذا العام متحدثين وخبراء اقتصاديين من داخل السلطنة‬ ‫وخارجها لتعزيز البحث في الفرص واالتجاهات التي تخدم بيئة األعمال التجارية‬ ‫في السلطنة‪.‬‬

‫متعددة ألصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة» كما أضاف قائال‪ « :‬ركزت‬ ‫المحلية التي تدعم السياحة في‬ ‫هذه األمسية نقاشها حول تطوير األنشطة‬ ‫ّ‬ ‫السلطنة‪ ،‬وهي بال شك ستفتح المجال أمام المشاركين بمختلف فئاتهم إلبداء‬ ‫أفكارهم ومناقشتها بحضور المختصين‪ ،‬وهي خطوة نأمل أن تسهم في إثراء‬ ‫هذا القطاع االقتصادي الواعد بالكثير من المقترحات»‪.‬‬

‫وبحسب البرنامج المعلن عنه هذا العام انطلقت أولى األمسيات مساء يوم‬ ‫األربعاء الموافق السادس والعشرين من أبريل بمبنى الهيئة العامة للطيران‬ ‫المدني الراعي المستضيف للفعالية‪،‬ناقشت أحد أهم القطاعات التي تشهد‬ ‫حراكًا وتحظى باالهتمام خالل المرحلة القادمة ضمن جهود التنمية االقتصادية‬ ‫تحت عنوان «السياحة‪ ،‬والفرص التجارية» حظيت الجلسة بتفاعل المشاركين من‬ ‫طلبة وأكاديميين من جهة وذوي االختصاص من المعنيين وأصحاب الشركات‬ ‫والحضور من جهة أخرى‪ ،‬ناقشت الجلسة عدد من المواضيع المتعلقة بالقطاع‬ ‫مهما في تطوير القطاع‬ ‫دورا‬ ‫ًّ‬ ‫منها؛ كيف يمكن للمشاريع الصغيرة أن تلعب ً‬ ‫السياحي؟ وكيف يمكن استغالل التنوع البيئي والعمق التاريخي والحضاري‬ ‫للسلطنة في هذا القطاع؟ وهل من الممكن أن يصبح القطاع السياحي أحد أبرز‬ ‫ً‬ ‫مستقبل؟‬ ‫القطاعات التي توفر فرص وظيفية‬

‫أن أمسية «السياحة‪ ،‬والفرص التجارية» أدارها صاحب‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬ ‫السمو السيد د‪ .‬أدهم بن تركي آل سعيد‪ ،‬أستاذ مساعد بكلية االقتصاد‬ ‫والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس وباستضافة كال من؛ خالد‬ ‫الصافي الحريبي نائب الرئيس التنفيذي للعمليات‪ ،‬وجيليان تايلر مديرة تطوير‬ ‫األعمال بمركز ُعمان للمؤتمرات والمعارض‪ ،‬ومازن خوري مدير االستثمار‬ ‫العماني لالستثمار‪ ،‬وإيريك والترس مدير شركة الهدهد للرحالت‬ ‫بالصندوق ُ‬ ‫السياحية‪ .‬أقيمت الفعالية بدعم من الشريك االستراتيجي شركة بي‪.‬بي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن الدعوة مفتوحة‬ ‫ُعمان وباستضافة من الهيئة العامة للطيران المدني‪ .‬كما ّ‬ ‫ي من األمسيات من خالل الرابط‪events.ithraa. :‬‬ ‫عبر التسجيل المباشر في أ ٍّ‬ ‫‪ om‬أو عبر وصلة التسجيل في الموقع االلكتروني للهيئة على العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪www.ithraa.om‬‬

‫تواصل معنا‬

‫هاتف‪+٩٦٨ ٢٤ ٦٢ 3300 :‬‬ ‫فاكس ‪+٩٦٨ ٢٤ ٦٢ ٣3٣5 :‬‬

‫‪www.ithraa.om‬‬ ‫إثراء‪ ،‬ص‪.‬ب ‪ ،٢٥‬الرمز البريدي ‪ ،١١٧‬الوادي الكبير‪ ،‬سلطنة عمان‬

‫الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.