Sheikh Imam

Page 1

‫رئي�س جمل�س االدارة رئي�س التحرير‬ ‫فخري كرمي‬ ‫ملحق ثقايف ا�سبوعي ي�صدر عن جريدة املدى‬

‫‪m a n a r a t‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫شيخ إمام‬

‫�أغنية االحتجاج‬


‫‪2‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫‪3‬‬

‫ش�����ي�����خ إم�������������ام‪...‬‬ ‫ولد �إمام حممد �أحمد عي�سى يف‬ ‫‪ 2‬متوز ‪ /‬يوليو ‪ 1918‬يف قرية �أبو‬ ‫النمر�س مبحافظة اجليزة‪ ،‬لأ�سرة‬ ‫فقرية‪ ،‬و كان �أول من يعي�ش لها من‬ ‫الذكور حيث مات منهم قبله �سبعة‪،‬‬ ‫ثم تاله �أخ و�أخت‪.‬‬ ‫�أ�صيب يف ال�سنة الأوىل من عمره‬ ‫بالرمد احلبيبي‪ ،‬وفقد ب�صره‬ ‫ب�سبب اجلهل وا�ستعمال الو�صفات‬ ‫البلدية يف عالج عينه‪ ،‬فق�ضى �إمام‬ ‫طفولته يف حفظ القر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫وكانت له ذاكرة قوية‪.‬‬

‫كان والده يحلم �أن يكون ابنه �شيخ ًا كبري ًا‪،‬‬ ‫لكنه كان قا�سي ًا يف معاملته‪� ،‬أما والدته‬ ‫فكانت النبع الذى ارتوى منه �إمام باحلنان‬ ‫يف طفولته وعو�ضه فقد ب�صره‪ ،‬وكانت‬ ‫معايرة الأطفال البنها بالعمى تدفعها‬ ‫للبكاء‪ .‬كان �إمام يند�س يف موا�سم الأفراح‬ ‫واحلج‪ ،‬و�سط احلرمي لي�سمع غناءهن‬ ‫و�أهازيجهم فن�ش�أ �صاحب �أذن مو�سيقية‬ ‫من �صغره‪.‬‬ ‫عرف �إمام طريقه للقاهرة ب�صحبة عمه‪،‬‬ ‫وفى �إحدى تلك الرحالت عندما كان �إمام‬ ‫يف ال�سابعة و�صلى يف م�سجد فا�ضل‬ ‫با�شا بدرب اجلماميز بال�سيدة زينب‪،‬‬ ‫و�أخذ ي�ستمع ل�سورة الكهف م�أخوذا ب�أداء‬ ‫املقرئ‪ ،‬ثم ذهل عندما عرف �أنه �أعمى مثله‪،‬‬ ‫وزاد ذهوله عندما عرف �أنه مقرئ الإذاعة‪.‬‬ ‫وكان �أن �سلم عليه ذلك املقرئ حممد رفعت‬

‫وكلمه ومدح نباهته وتنب�أ له مب�ستقبل‪.‬‬ ‫وفى عام ‪ ،1929‬مل يكن �إمام قد �أكمل عامه‬ ‫الثاين ع�شر‪ ،‬ا�صطحبه والده للقاهرة‬ ‫للدرا�سة باجلمعية ال�شرعية ال�سنية بحي‬ ‫الأزهر‪ ،‬وكان لدى اجلمعية واعظ ومن�شد‬ ‫يحييان املنا�سبات‪ ،‬وفى �أحد الأفراح‬ ‫اختري الطفل �إمام �ضمن فرقة الإن�شاد‪.‬‬ ‫التحق ال�شيخ �إمام باملركز الرئي�سي‬ ‫للجمعية‪ ،‬وق�ضى بها ‪� 4‬سنوات و�أمت‬ ‫حفظ القر�آن الكرمي‪ ،‬فا�ستحق لقب «�شيخ»‬ ‫رغم �صغر �سنه‪ ،‬وكان يقيم بها �إقامة‬ ‫دائمة‪ ،‬والزم �إمام حب اال�ستماع لل�شيخ‬ ‫حممد رفعت‪ ،‬وكان اال�ستماع للراديو من‬ ‫ممنوعات اجلمعية لكونه بدعة‪ ،‬فما بالك‬ ‫لو كان ي�ستمع للقر�آن‪ ،‬فقررت اجلمعية‬ ‫ف�صله بالإجماع‪.‬‬ ‫عندما �سمع �أبوه مبا حدث البنه من ف�صل‬

‫من اجلمعية بحث عنه فوجده يق�ضى‬ ‫نهاره يف احل�سني وليله يف الأزهر حيث‬ ‫كان ينام‪ ،‬ف�أهانه و�ضربه وحذره من‬ ‫العودة لقريته مرة �أخرى نظر ًا للجرمية‬ ‫التى اقرتفها بت�سببه يف ف�صله من‬ ‫اجلمعية‪ ،‬وبعدها مبا�شرة توفيت �أمه التى‬ ‫كانت �أعز ما لديه يف الدنيا‪ ،‬ومل يتمكن من‬ ‫ت�شييعها ملثواها الأخري‪ ،‬وبالفعل مل يعد‬ ‫لقريته �إال حني مات �أبوه‪.‬‬ ‫م�سريته املو�سيق ّية‬ ‫وفى �إحدى زياراته حلى الغورية قابل‬ ‫جمموعة من �أهايل قريته ف�أقام معهم‬ ‫وامتهن الإن�شاد وتالوة القر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫وك�سائر �أحداث حياته التى �شكلتها‬ ‫ال�صدفة التقى ال�شيخ �إمام بال�شيخ دروي�ش‬ ‫احلريري �أحد كبار علماء املو�سيقى‪،‬‬

‫و�أعجب به ال�شيخ احلريري مبجرد �سماع‬ ‫�صوته‪ ،‬وتوىل تعليمه املو�سيقى‪.‬‬ ‫ا�صطحب ال�شيخ احلريري تلميذه يف‬ ‫جل�سات الإن�شاد والطرب‪ ،‬فذاع �صيته‬ ‫وتعرف على كبار املطربني واملقرئني‪،‬‬ ‫�أمثال زكريّا �أحمد وال�شيخ حممود �صبح‪،‬‬ ‫وبد�أت حياة ال�شيخ يف التح�سن‪.‬‬ ‫وفى منت�صف الثالثينيات كان ال�شيخ‬ ‫�إمام قد تعرف على ال�شيخ زكريا �أحمد‬ ‫عن طريق ال�شيخ دروي�ش احلريري‪،‬‬ ‫فلزمه وا�ستعان به ال�شيخ زكريا يف حفظ‬ ‫الأحلان اجلديدة واكت�شاف نقط ال�ضعف‬ ‫بها‪ ،‬حيث كان زكريا �أحمد ملوال‪ ،‬ال يحب‬ ‫احلفظ فا�ستمر معه �إمام طويال‪ ،‬وكان‬ ‫يحفظ �أحلانه لأم كلثوم قبل �أن تغنيها‪،‬‬ ‫وكان �إمام يفاخر بهذا‪.‬‬ ‫حتى �إن �أحلان زكريا �أحمد لأم كلثوم بد�أت‬

‫تت�سرب للنا�س قبل �أن تغنيها �أم كلثوم‪،‬‬ ‫مثل «�أهل الهوى» و «�أنا يف انتظارك» و‬ ‫«�آه من لقاك يف �أول يوم» و «الأولة يف‬ ‫الغرام»‪ ،‬فقرر ال�شيخ زكريا اال�ستغناء عن‬ ‫ال�شيخ �إمام‪.‬‬ ‫كان لهذه الواقعة �أثر يف حتويل دفة حياة‬ ‫ال�شيخ �إمام مرة �أخرى عندما قرر تعلم‬ ‫العزف على العود‪ ،‬وبالفعل تعلم على يد‬ ‫كامل احلم�صاين‪ ،‬وبد�أ ال�شيخ �إمام يفكر‬ ‫يف التلحني حتى �إنه �ألف كلمات وحلنها‬ ‫وبد�أ يبتعد عن قراءة القر�آن وحتول‬ ‫ملغن وا�ستبدل مالب�سه الأزهرية مبالب�س‬ ‫مدنية‪.‬‬ ‫اللقاء بني الثنائي �إمام وجنم‬ ‫وفى عام ‪ ،1962‬حدث اللقاء التاريخي بني‬ ‫ال�شيخ �إمام عي�سى و�أحمد ف�ؤاد جنم رفيق‬ ‫دربه‪ ،‬ومت التعارف بني جنم وال�شيخ �إمام‬ ‫عن طريق زميل البن عم جنم كان جار ًا‬ ‫لل�شيخ �إمام‪ ،‬فعر�ض على جنم الذهاب‬ ‫لل�شيخ �إمام والتعرف عليه‪ ،‬وبالفعل ذهب‬ ‫جنم للقاء ال�شيخ �إمام و�أعجب كالهما‬ ‫بالآخر‪.‬‬ ‫وعندما �س�أل جنم �إمام ملاذا مل يلحن �أجابه‬ ‫ال�شيخ �إمام �أنه ال يجد كالما ي�شجعه‪،‬‬ ‫وبد�أت الثنائية بني ال�شيخ �إمام و�أحمد‬ ‫ف�ؤاد جنم وت�أ�س�ست �شركة دامت �سنوات‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫ذاع �صيت الثنائي جنم و�إمام والتف‬ ‫حولهما املثقفني وال�صحفيني خا�صة‬ ‫بعد �أغنية‪�« :‬أنا �أتوب عن حبك �أنا؟»‪ ،‬ثم‬ ‫«ع�شق ال�صبايا»‪ ،‬و»�ساعة الع�صاري»‪،‬‬ ‫وات�سعت ال�شركة ف�ضمت عازف الإيقاع‬ ‫حممد على‪ ،‬فكان ثالث ثالثة كونوا فرقة‬ ‫للت�أليف والتلحني والغناء �ساهم فيها‬ ‫العديد مل تقت�صر على �أ�شعار جنم فغنت‬ ‫ملجموعة من �شعراء ع�صرها �أمثال‪ :‬ف�ؤاد‬ ‫قاعود‪ ،‬وجنيب �سرور‪ ،‬وتوفيق زياد‪،‬‬ ‫وزين العابدين ف�ؤاد‪ ،‬و�آدم فتحى‪ ،‬وفرغلى‬ ‫العربى‪ ،‬وغريهم‪.‬‬ ‫نك�سة يونيو والتحول النوعى‬ ‫يف �أعمال ال�شيخ �إمام‬ ‫كغريه من امل�صريني زلزلت هزمية يونيو‬ ‫‪� 1967‬إمام و�سادت نغمة ال�سخرية‬ ‫واالنهزامية بع�ض �أغانيها مثل‪« :‬احلمد‬ ‫لله خبطنا حتت بطاطنا ‪ -‬يا حملى رجعة‬ ‫ظباطنا من خط النار»‪ ،‬و»يعي�ش �أهل بلدى‬ ‫وبينهم مفي�ش ‪ -‬تعارف يخلى التحالف‬ ‫يعي�ش»‪ ،‬و»وقعت م اجلوع ومن الراحة‬ ‫ البقرة ال�سمرا النطاحة»‪ ،‬و�سرعان ما‬‫اختفت هذه النغمة ال�ساخرة االنهزامية‬ ‫وحلت مكانها نغمة �أخرى مليئة بال�صحوة‬ ‫واالعتزاز مب�صر مثل «م�صر يا امة يا بهية‬ ‫ يا ام طرحة وجالبية»‪.‬‬‫انت�شرت ق�صائد جنم التى حلنها وغناها‬ ‫ال�شيخ �إمام كالنار يف اله�شيم داخل‬ ‫وخارج م�صر‪ ،‬فكرث عليها الكالم واختلف‬ ‫حولها النا�س بني م�ؤيدين ومعار�ضني‪ ،‬يف‬ ‫البداية ا�ستوعبت الدولة ال�شيخ وفرقته‬ ‫و�سمحت بتنظيم حفل يف نقابة ال�صحفيني‬ ‫وفتحت لهم �أبواب الإذاعة والتليفزيون‪.‬‬ ‫لكن �سرعان ما انقلب احلال بعد هجوم‬ ‫ال�شيخ �إمام يف �أغانيه على الأحكام التى‬ ‫برئت امل�سئولون عن هزمية ‪ ،1967‬فتم‬ ‫القب�ض عليه هو وجنم ليحاكما بتهمة‬ ‫تعاطي احل�شي�ش �سنة ‪ 1969‬ولكن‬ ‫القا�ضي �أطلق �سراحهما‪ ،‬لكن الأمن ظل‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫يالحقهما وي�سجل �أغانيهم حتى حكم‬ ‫عليهما بال�سجن امل�ؤبد ليكون ال�شيخ �أول‬ ‫�سجني ب�سبب الغناء يف تاريخ الثقافة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ق�ضى ال�شيخ �إمام وجنم الفرتة من هزمية‬ ‫يوليو حتى ن�صر �أكتوبر يتنقلوا من �سجن‬ ‫�إىل �آخر ومن معتقل �إىل �آخر ومن ق�ضية‬ ‫�إىل �أخرى‪ ،‬حتى �أفرج عنهم بعد اغتيال‬ ‫الرئي�س الراحل �أنور ال�سادات‪.‬‬ ‫فى منت�صف الثمانينيات تلقى ال�شيخ �إمام‬ ‫دعوة من وزارة الثقافة الفرن�سية لإحياء‬ ‫بع�ض احلفالت يف فرن�سا‪ ،‬فالقت حفالته‬ ‫�إقبا ًال جماهريي ًا كبري ًا‪ ،‬وبد�أ يف ال�سفر يف‬ ‫جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة‬ ‫حفالت غنائية القت كلها جناحات عظيمة‪،‬‬ ‫وللأ�سف بد�أت اخلالفات يف هذه الفرتة‬ ‫تدب بني ثالثى الفرقة ال�شيخ �إمام وجنم‬ ‫وحممد على عازف الإيقاع مل تنته �إال قبل‬ ‫وفاة ال�شيخ �إمام بفرتة ق�صرية‪.‬‬ ‫وفاته‬ ‫وفى منت�صف الت�سعينات �آثر ال�شيخ �إمام‬ ‫الذى جاوز ال�سبعني العزلة واالعتكاف يف‬ ‫حجرته املتوا�ضعة بحي الغورية ومل يعد‬ ‫يظهر يف الكثري من املنا�سبات كال�سابق‬ ‫حتى رحل عن عاملنا يف هدوء يف يونيو‬ ‫من عام ‪ 1995‬تارك ًا وراءه �أعما ًال فنية‬ ‫�أ�شك �أن يجود التاريخ مبثلها مرة �أخرى‪.‬‬ ‫�أعم ـ ـ ـ ـ ــاله ‪:‬‬ ‫رجعوا التالمذة‪ -‬بقرة حاحا‪ -‬االولة‬ ‫بلدي‪ -‬ر�سالة �إىل احلدود‪ -‬كالم عن الكالم‬ ‫ اخلواجة الأمريكاين‪ -‬اليويو‪ -‬قيدوا‬‫�شمعة‪ -‬املرجيحة‪� -‬صرب �أيوب‪� -‬شال‬ ‫الهوى‬ ‫ ميكي‪ -‬اجلدع جدع‪ -‬غنوة لفل�سطني‪-‬‬‫يعي�ش �أهل بلدي‪ -‬جيفارا مات‪ -‬برولوج‬ ‫ الربيع‪ -‬كلب ال�ست‪ -‬جوازة�أبوك‪ -‬ال�سقا‬‫مات‪� -‬ساتياجراها‪ -‬فالريي جي�سكار‬ ‫دي�ستان‬ ‫ع املحطة‪ -‬ال�شربة العجيبة‪ -‬الفاعل‪-‬‬‫�شرم برم‪ -‬مناعة �أرزاق‪� -‬صرب �أيوب‬ ‫ يعي�ش �أهل بلدي‪ -‬عبد املنعم ريا�ض‪-‬‬‫ال�شرك�سى‪ -‬يا مرحرح‪� -‬سالم مربع‬ ‫للطالب‬ ‫ حتية لأبطال الثانوية‪ -‬فوازير‪ -‬ال‬‫�صوت يعلو فوق �صوت ‪ -‬حال ويلال‪-‬‬ ‫احلاوي‬ ‫ ورقة من ملف الق�ضية‪ -‬جيفارا مات‪-‬‬‫نيك�سون جاء‪ -‬نيك�سون‪ -‬ال�شيخ �إمام‬ ‫ حمكمة التوبة‪ -‬فى الليل‪ -‬بهية‪-‬‬‫الق�ضية‪ -‬ال�سندباد‪ -‬الطنبور‪ -‬وعد احلر‪-‬‬ ‫�سالم للأر�ض‬ ‫ الغربة‪ -‬بكائية يناير‪� -‬أهيم �شو�أقا‪ -‬يا‬‫عرب‪ -‬كلمتني‪ -‬الكلمة‪ -‬بتكات‪ -‬وهبت‬ ‫عمري‬ ‫�أبوح ‪ -‬الأديب‪ -‬اجتمعوا الع�شاق‪� -‬شيد‬‫ق�صورك‪ -‬مرمر زماين‪ -‬عط�شان‪� -‬أنا‬ ‫ال�شعب‬ ‫ ما�شي ‪� -‬إ�صحي يا م�صر‪� -‬إ ّزاي �أتوب ‪-‬‬‫�أتوب عن حبك‪� -‬إذا ال�شم�س غرقت‬ ‫ هما مني و احنا مني‪ -‬يا ولدي‪ -‬البحر‬‫بي�ضحك ليه‪ -‬يف ذكرى امليالد الع�شرين‬ ‫ ال�شيخ عا�شور‪� -‬أهال باحلب‪ -‬حنتوب‪-‬‬‫يا حبايبنا‪ -‬عدى الهوى‪-‬هو�شي مينه‬ ‫ابن البلد ‪ -‬على الربابة‪ -‬قاوم بال�صدر‬‫العاري‪ -‬الح بدر ال�سلم‪ -‬يا ا�سكندرية‬ ‫ع�شق ال�صبايا‪ -‬بلدي و حبيبتي‪ -‬بريم‪-‬‬‫الفول و اللحمة‪ -‬باحلم‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫‪5‬‬

‫يف ال�سابع من حزيران يونيو �سنة ‪ ،1995‬رحل عن عاملنا ال�شيخ �إمام‬ ‫عي�سى بعد �أن لعب �أكرب الأثر يف ت�شكيل وجدان الآالف من �شباب‬ ‫احلركة الوطنية امل�صرية‪ ،‬الذين دخلوا اجلامعة يف �سبعينيات القرن‬ ‫املا�ضي‪ ،‬وذلك عرب اغانيه االحتجاجية والثورية تلك االغنيات التي‬ ‫اعتربه الكثريون م�ؤ�س�سها احلقيقي بعد ان �شهدت بع�ض ارها�صاتها‬ ‫مع �سيد دروي�ش‪ .‬لقد �صادرت ثورة يوليو ال�صراع الطبقي بدعوى‬ ‫« حتالف قوي ال�شعب العامل» الذي اعتربته �صيغتها ال�سيا�سية‬ ‫الوحيدة‪ ،‬ولكن حتت �ستار تلك ال�صيغة حدثت هزمية يونيو‪،‬‬ ‫واختفت الدميوقراطية وظهرت ا�شكال عديدة من الف�ساد ال�سيا�سي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬وهو ما مهد الطريق امام ال�شيخ �إمام لي�ؤ�س�س الغنية‬ ‫االحتجاج االجتماعي‪ .‬ولد ال�شيخ �إمام يف قرية �أبوالنمر�س مبحافظة‬ ‫اجليزة �سنة ‪ ،1918‬و�أ�صيب بالرمد وكف ب�صره نتيجة عالجه‬ ‫بالو�صفات البلدية التي ذهبت بب�صر طه ح�سني قبله بربع قرن‪ .‬وراح‬ ‫ال�شيخ �إمام يرتدد علي الكتاب ويحفظ القر�آن الكرمي‪ ،‬وهجر ا�سرته‬ ‫الفقرية والتي �ضاقت به فعا�ش حياة الت�شرد ينام الليل يف كنف �سيدنا‬ ‫احل�سني ونهارا يقر�أ القر�آن واملو�شحات يف امل�آمت واملنا�سبات اخلا�صة‪،‬‬ ‫ف�إن مل يجد ف�إنه ينال طعامه من خالل بع�ض ذوي الإح�سان �أو الذين‬ ‫ينذرون نذورا ملجاوري احل�سني‪.‬‬

‫ال�شيخ احلريري‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫ية‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ويف منت�صف الثالثينيات �أعجب به‬ ‫ال�شيخ دروي�ش احلريري فقدمه �إىل‬ ‫ال�شيخ زكريا �أحمد وحممود �صبح‪ ،‬ومن‬ ‫خالل ه�ؤالء يعرف الطريق �إىل تعلم فنون‬ ‫الغناء ومقاماته وفنون العزف علي العود‪.‬‬ ‫ونظرا لذاكرته احلديدية فقد ا�ستعان‬ ‫به ال�شيخ زكريا �أحمد يف حفظ الأحلان‬ ‫التي تطلبها منه �أم كلثوم‪ ،‬حتي عرف �أن‬ ‫بع�ض تلك الأحلان مثل «�أهل الهوى يا‬ ‫ليل» و»�أنا يف انتظارك» تت�سرب عن طريقه‬ ‫قبل �إذاعتها فطرده‪ ،‬وعاد ال�شيخ �إمام �إىل‬ ‫حياة الت�شرد مرة ثانية‪ ،‬غري �أنه قد �أمل‬ ‫بفنون الغناء والطرب وكون من العالقات‬ ‫ما مكنه من يح�صل من الرزق ما يقيم �أوده‬ ‫وي�سمح له با�ستئجار غرفة متوا�ضعة يف‬ ‫حارة «خو�ش قدم ـ �سلطان مملوكي من‬ ‫القرن ‪ 15‬ـ �أو حو�ش �آدم» بحي الغورية‪.‬‬ ‫و�سارت احلياة بال�شيخ �إمام عي�سى يقر�أ‬ ‫القر�آن يف امل�آمت ويغني يف املنا�سبات‬ ‫الدينية �أو اخلا�صة املو�شحات و�أغنيات‬ ‫�سيد دروي�ش وزكريا �أحمد وغريها طيلة‬ ‫عقدي اخلم�سينيات وال�ستينيات‪.‬‬ ‫ويف �سنة ‪ 1962‬وعن طريق «�سعد‬ ‫املوجي» وهو �أحد املثقفني �إلي�ساريني‬ ‫الكبار‪ ،‬تعرف ال�شيخ �إمام �إىل ال�شاعر‬ ‫الكبري‪� ،‬أحمد ف�ؤاد جنم‪ ،‬الذي كان خارجا‬ ‫لتوه من ال�سجن بعد �أن كتب يف الزجل‬ ‫«�صور من ال�سجن واحلياة»‪ ،‬وهنا غنى‬ ‫ال�شيخ �إمام �أول �أغنية من �أحلانه وكلمات‬ ‫�أحمد ف�ؤاد جنم‪�« ،‬أنا �أتوب عن حبك �أنا‬ ‫ورغم �أن ال�شيخ �إمام كان على م�شارف‬ ‫اخلم�سني من عمره‪ ،‬ف�إنه اقرتب من‬ ‫الفكر الي�ساري عن طريق العديد من‬ ‫مثقفي الي�سار الذين خرجوا من معتقالت‬

‫عبدالنا�صر يف منت�صف ال�ستينيات‪.‬‬ ‫ورغم ذلك ويف منت�صف ال�ستينيات عرف‬ ‫ال�شيخ �إمام طريقه �إىل الإذاعة‪ ،‬حيث قدمه‬ ‫الكاتب الراحل رجاء النقا�ش يف برنامج‬ ‫«ن�صف �ساعة مع �أحلان ال�شيخ �إمام» راح‬ ‫الرجل يقدم فيه بع�ض �أحلانه االجتماعية‬ ‫وال�ساخرة‪.‬‬ ‫حتى وقعت الواقعة وحدثت هزمية‬ ‫يونيو ‪ ،1967‬فوجئ النا�س بال�شيخ �إمام‬ ‫يغني «احلمد لله خبطنا حتت بطاطنا‬ ‫يا حمال رجعة �ضباطنا من خط النار‪/‬‬ ‫يا �أر�ض م�صر املحمية باحلرامية الفول‬ ‫كتري والطعمية والرب عمار»‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫الأغنيات تتجاوب ب�شدة مع املظاهرات‬ ‫الطالبية العارمة التي اجتاحت البالد‬ ‫رف�ضا لأحكام الطريان الهزيلة التي مل‬ ‫ت�شف غليل ال�شباب الذي فجعته الهزمية‪،‬‬ ‫ثم راح يغني «ناح النواح والنواحة على‬ ‫بقرة حاحا النطاحة‪/‬والبقرة حلوب‪،‬‬ ‫حتلب قنطار‪ /‬لكن م�سلوب من �أهل‬ ‫الدار»‪ ..‬وكتعبري عن اقرتابه من فكر‬ ‫الي�سار‪ ،‬غنى يف مواجهة �صيغة حتالف‬ ‫قوي ال�شعب العامل «يعي�ش �أهل بلدي‬ ‫وبينهم ما في�ش‪/‬تعارف يخلي التحالف‬ ‫يعي�ش‪/‬تعي�ش كل طايفة من التانية‬ ‫خايفة وتنزل �ستاير بداير و�شي�ش‪/‬‬ ‫لكن يف املوالد يا �شعب يا خالد بنتلم‬ ‫�صحبة ونهتف يعي�ش‪/‬يعي�ش �أهل بلدي»‪.‬‬ ‫وهكذا عرف ال�شيخ �إمام واحمد ف�ؤاد‬ ‫جنم طريقهما �إىل ال�سجون واملعتقالت‪،‬‬ ‫ومل يخرجا منها �إال بعد موت عبدالنا�صر‬ ‫مع االنفراجة الدميقراطية التي حاول‬ ‫ال�سادات �أن ي�ؤكد بها اختالفه عن �سلفه‬ ‫الكبري‪.‬‬ ‫وا�ستمرت �أغاين ال�شيخ �إمام تتجاوب‬

‫مع الأماين الوطنية لتحرير الأر�ض‪.‬‬ ‫فهو يغني لعبدالودود املجند ال�صعيدي‬ ‫الراب�ض ع احلدود «عجولك و�أنت خابر‬ ‫كل اجل�ضية عاد‪/‬ول�سة دم خيك ما �شربا�ش‬ ‫الرتاب‪/‬ح�سك عينك تزحزح يدك عن‬ ‫الزناد‪..‬وان كنت واد �أبوك‪/‬جتبلي تار‬ ‫�أخوك‪/‬والأهل يبلغوك جميعا ال�سالم»‪.‬‬ ‫كما غنى يف نف�س الوقت لأيقونة الثورة‬ ‫يف العامل « جيفارا مات‪ »...‬ويف مطلع‬ ‫ال�سبعينيات عرف ال�شيخ �إمام طريقه �إىل‬ ‫جتمعات الطالب باجلامعة فراح يغني‬ ‫لهم «رجعوا التالمذة يا عم حمزة للجد‬ ‫تاين‪/‬يام�صر انتي اللي باقية وانتي‬ ‫قطف االماين» ويغني «�صباح اخلري على‬ ‫الورد اللي فتح يف جناين م�صر‪�/‬صباح‬ ‫العندليب ي�شدي باحلان ال�سبوع يام�صر‪/‬‬ ‫�صباح الداية واللفة ور�ش امللح يف الزفة‪/‬‬ ‫�صباح يطلع باعالمنا من اجلامعة لباب‬ ‫الن�صر» وهي كلها �أغاين متتلئ بالأمل‬ ‫والتفا�ؤل واحللم مب�ستقبل واعد‪ .‬وجاءت‬ ‫�أجمل تلك الأغاين الرثية بالتفا�ؤل والأمل‬ ‫«بهية» وتقول «م�صر يا �أمه يا بهية يام‬ ‫طرحة وجالبية‪/‬الزمن �شاب وانتي �شابة‬ ‫هو رايح و�أنت جاية‪/‬جاية فوق ال�صعب‬ ‫ما�شية فات عليكي ليل ومية‪ /‬واحتمالك‬ ‫هو هو ‪/‬وابت�سامتك هي هي ‪/‬ت�ضحكي‬ ‫لل�صبح ي�صبح بعد ليلة ومغربية‪/‬تطلع‬ ‫ال�شم�س تالقيكي معجبانية و�صبية يا‬ ‫بهية»‪.‬‬ ‫وقد �ساهم يف ذيوع ا�سم و�أغاين ال�شيخ‬ ‫�إمام رغم معار�ضته للنظام ومنعه من‬ ‫الإعالم الر�سمي‪ ،‬ظهور جهاز الت�سجيل‬ ‫(الكا�سيت) رخي�ص الثمن‪� ،‬سهل‬ ‫اال�ستعمال والنقل من مكان لآخر‪.‬‬ ‫وعاد ال�شيخ �إمام �إىل ارتياد املعتقالت ملدد‬

‫ق�صرية �أو طويلة ح�سب الظروف‪ ،‬فراحت‬ ‫�أغانيه متتلئ بالتحري�ض والغ�ضب‪،‬‬ ‫«�شيد ق�صورك ع املزارع‪ /‬من كدنا وعرق‬ ‫�أيدينا‪/‬اخلمارات جنب امل�صانع وال�سجن‬ ‫مطرح اجلنينة‪/‬و�أطلق كالبك يف ال�شوارع‬ ‫واقفل زنازينك علينا» وعندما منع من‬ ‫ال�سفر غنى‪« :‬ممنوع من ال�سفر‪/‬ممنوع‬ ‫من الكالم‪/‬ممنوع من الغنا‪/‬ممنوع من‬ ‫الكالم‪/‬ممنوع من اال�شتياق‪/‬ممنوع‬ ‫من اال�ستياء‪/‬وكل يوم ف حبك تزيد‬ ‫املمنوعات‪/‬وكل يوم باحبك اكرت من اللي‬ ‫فات»‪ « .‬يام�صر قومي و�شدي احليل كل‬ ‫اللي تتمنيه عندي‪..‬يام�صر ل�سة عددنا‬ ‫كتري‪/‬الجتزعي من ب�أ�س الغري»‪.‬‬

‫زعماء الطالب‬

‫وترددت �أ�سماء العديد من زعماء الطالب‬ ‫يف �أغنيات ال�شيخ �إمام‪ .‬فقد غنى لأحمد‬ ‫عبدالله و�أحمد بهاء �شعبان و�شوقي‬ ‫الكردي وجالل جميعي و�سمري غطا�س‬ ‫و�أ�سامة برهان والراحلة �سهام �صربي‪،‬‬ ‫وغنى لزكي مراد املحامي النوبي الذي‬ ‫كان �سكرتريا للحزب ال�شيوعي امل�صري‬ ‫«يابلح ابرمي يا�سمارة �سواك الهوى يف‬ ‫الع�إىل هويت‪/‬على طمي النيل يا�سمارة‪/‬‬ ‫و�شربت عكار ملا ا�ستكفيت‪/‬ب�س احلويت‬ ‫قوي يا�سمارة‪/‬لفيت ال�شارع واحلارة علي‬ ‫زي نقاوتك فني مالقيت»‪...‬‬ ‫كما انفعل بالأحداث اجلارية فغنى للبنان‬ ‫�إبان حمنة احلرب الأهلية وغنى لفل�سطني‬ ‫و�أ�شاد بقتلة و�صفي التل مدبر �أحداث‬ ‫�أيلول الأ�سود‪ ،‬كما تغنى بهو ت�شي منه‬ ‫وب�سقوط �سايجون وغنى ل�سلفادور‬ ‫الليندي الذي قتلته املخابرات الأمريكية‬ ‫بعد �أن دبرت له انقالبا يف �شيلي‪.‬‬

‫وتهكم على توجه ال�سادات نحو الغرب‬ ‫فغني «�شرفت يانيك�سون بابا يا بتاع‬ ‫الوتر جيت‪/‬عملوا لك قيمة و�سيمة‬ ‫�سالطني الفول والزيت» وغنى «فالريي‬ ‫جي�سكار دي�ستان‪/‬وال�ست بتاعه كمان‪/‬‬ ‫حيجيبوا الديب من ديله‪/‬وي�شبعوا كل‬ ‫جعان»‪.‬‬ ‫غنى ال�شيخ �إمام ع�شرات الأغاين التي‬ ‫متتلئ وعيا وتوهجا ووطنية‪ ،‬وكنا‬ ‫ن�صطحبه من حجرته يف حو�ش قدم‪،‬‬ ‫ونقتحم �أحد املدرجات الكبرية ب�إحدى‬ ‫الكليات حتى لو رف�ض عميدها‪ ،‬وجنمع‬ ‫له بع�ض القرو�ش القليلة ك�أجر متوا�ضع‪،‬‬ ‫يقنع به ويقدر عليه الطالب الفقراء‪ .‬وكان‬ ‫ال�شيخ �إمام ب�أغانيه املتوهجة عن�صرا‬ ‫�أ�سا�سيا �أ�شعل مظاهرات االنتفا�ضة‬ ‫ال�شعبية (يناير ‪ ،)1977‬حيث قدم‬ ‫للمحاكمة‪ ،‬وو�ضعت الدولة بعدها احلر�س‬ ‫اجلامعي ملنع غري طالب املكان و�أ�ساتذته‬ ‫من الدخول‪ .‬وهكذا حرم الطالب من تلك‬ ‫الطاقة اخلالقة‪ ،‬وبعدها اقت�صر غناء‬ ‫ال�شيخ �إمام على بع�ض مقار الأحزاب‬ ‫وبع�ض احلفالت اخلا�صة‪ .‬ويف منت�صف‬ ‫الثمانينيات عرف طريقه �إىل �إحياء الكثري‬ ‫من احلفالت يف الدول العربية والأجنبية‬ ‫وعا�ش يف �سعة ن�سبية من الرزق‪،‬‬ ‫باملقارنة مبعاناته التاريخية‪ ،‬مكنته من‬ ‫احل�صول على �شقة �ضيقة يف نف�س املكان‬ ‫ـ حو�ش قدم ـ واختلف مع رفيق دربه‬ ‫�أحمد ف�ؤاد جنم‪ ،‬ومات يف هدوء‪ .‬ونعاه‬ ‫جميع حمبيه من كوادر وجماهري الي�سار‬ ‫امل�صري‪ ،‬و�أقاموا له مب�سجد عمر مكرم‬ ‫م�أمتا يليق بفنان ال�شعب الذي انحاز‬ ‫للفقراء و�أثرى وجداننا‪ ،‬و�شغل النا�س‬ ‫لربع قرن من الزمان‪ ،‬ال�شيخ �إمام عي�سى‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫أشعار الغناء السري ‪ ..‬أناشيد على أفواه الرافضين‬

‫‪7‬‬

‫الشيخ إمام واألغنية الشعبية التحريضية‬ ‫ان ال�صلة بني احلركة االجتماعية واحلركة الفنية �صلة طبيعية وعميقة‪ ،‬وهذه ال�صلة حمتم عليها �أن تتحول اىل قوانني تبد�أ من‬ ‫احلاالت االجتماعية التي اختارتها‪ ،‬فهي تتطابق مع الو�ضع احل�ضاري الذي يعي�شه جمتمع ما‪ .‬ان اجلاذبية يف الفن‪ ،‬هي بب�ساطة‬ ‫اختيار النجاح‪ ،‬على �أن عظمة هذه اجلاذبية هي يف مكرها وطريقة �إخفائها لأ�سرارها‪ ،‬وهي حتتاج اىل من يكت�شفها‪ ،‬ان جميع‬ ‫الظاهرات الإن�سانية مرتبطة باحلركة االجتماعية يف قليل �أو كثري‪ ،‬وامل�سافات ما بني تطور املجتمع وحركة الفن هي القيا�س‬ ‫احل�ضاري للدرجة املعرفية التي يتحدد عندها املجتمع‪ ،‬ان النتاج الفني ظواهره و�أعماقه مم�سوك �أ�سا�س ًا مبدى ارتباطه باحل�صيلة‬ ‫النهائية للو�ضع االجتماعي‪ .‬ان حالة القوى املنتجة يف الفن هي �سرية تف�ضي اىل نوعية ارتباطاتها االقت�صادية واالجتماعية‬ ‫وال�سيا�سية وال تدعو اىل الت�ضحية بالقيا�س اجلمايل للفن وتكري�س االهتمام للهدف وحده‪.‬‬

‫عادل الها�شمي‬

‫�سنقول ان الفن يف حقل املو�سيقى والغناء‬ ‫مهمته اجلوهرية ان يفرد حل�ضوره متعة‬ ‫فائقة‪ ،‬لكن هذه املتعة اجلمالية ت�ستويف‬ ‫خ�صائ�صها احلقيقية عندما تعرب عن‬ ‫م�ضامني �شعبية‪ ،‬اعني ان تلتقي مع هموم‬ ‫�أو�سع اجلماهري‪ ،‬ان الفن املو�سيقي‬ ‫والغنائي هو بدقة ذلك الذي ي�شغل وظيفة‬ ‫اجتماعية وهو م�شارك يف قيادة العمل‬ ‫الثوري‪ ،‬وهذه امل�شاركة ت�أخذ مالحمها‬ ‫اجلادة من خالل االحتفاء بالوقائع املثارة‬ ‫ومن خالل ال�سياق املركزي للتطور‬ ‫التاريخي‪ ..‬ال نريد هواة للمو�سيقى‬ ‫والغناء‪ ،‬بل نريد من ينحاز اىل هذا الفن‬ ‫باعتباره �صنف ًا من املعارف ال�صلبة عن‬ ‫الواقع و�أي�ض ًا جهاز ًا اجتماعي ًا وثاب ًا‬ ‫وواعي ًا يف خدمة الهدف العظيم وهو‬ ‫التغيري ال�شمويل‪ ،‬وتفوق الفن الغنائي‬ ‫واملو�سيقي مرهون مبعرفة اختيار املوقف‬ ‫واملوقع مع ًا من خالل عملية التطور‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫اىل تبلور �أ�شكاله يف التعبري والتقنية‬ ‫والأ�ساليب‪ ،‬والنظرة الإيجابية اىل الفن‬ ‫ال ت�شجب انت�صاراته يف مراحله ال�سابقة‪،‬‬ ‫على وجه اخل�صو�ص تلك التي حتمل يف‬ ‫طياته قيمة اجتماعية �أ�صيلة‪.‬‬ ‫ظاهرة ال�شيخ �إمام يف م�صر هي �إحدى‬ ‫الظواهر الفنية امللفتة للنظر التي ت�ستدعي‬ ‫الوقوف عندها لإ�ضاءة الكثري من مالحمها‬ ‫اجلوهرية واالقرتاب من دقائق حركتها‪،‬‬ ‫لقد اختار ال�شيخ �إمام الغناء والتلحني‬ ‫منذ البداية باجتاه التعبري عن هموم‬ ‫الوطن والأمة‪ ،‬وكتب الأ�شعار الزجلية‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫رفيقه ال�شاعر �أحمد ف�ؤاد جنم الذي ارتبط‬ ‫بعالقة �إن�سانية متينة‪ ،‬لقد �أجرى ال�شيخ‬ ‫�إمام تعدي ًال طفيف ًا واجه به عملية ت�أويل‬ ‫املحتوى الثقايف لفن الغناء وعلى نظرة‬ ‫الفنان للفن‪.‬‬ ‫هذا التعديل ال ينت�سب بال�ضرورة �إليه‬ ‫كلية‪� ،‬إمنا هو من معطيات التجربة الثقافية‬ ‫الإن�سانية الكربى‪ ،‬هذا التعديل هو الفن يف‬ ‫خدمة الفقراء‪ ،‬والفن هو ق�ضية ال هواية‬ ‫والفن معركة ولي�س جامع ًا للحاجات‪،‬‬ ‫ومهما يكن من �أمر فهذه املتطلبات �صعبة‬ ‫لكنها �ضرورية‪� ،‬إذا ما علمنا �أنها جاءت‬ ‫لتواجه واقع الفن يف م�صر‪� ،‬أن اجلوع‬ ‫والعوز واحلرمان وغياب احلرية و�سيادة‬ ‫الطبقات الطفيلية و�إهدار كرامة الوطن‬ ‫واملواطن والت�ضحية بالإجنازات ال�ضخمة‬ ‫للجماهري وت�شويه �أ�صالة الوجدان العربي‬ ‫مل�صر‪ ،‬كلها �سل�سلة من اجلراحات مل ينبه‬ ‫�إليها الفن الر�سمي املدفوع بتح�صيل‬ ‫احلاجات الذاتية ومل ت�شغله الق�ضية‪،‬‬ ‫لكن ال�شيخ �إمام وال�شاعر �أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫يحمالن هموم وطنهما و�آالم �شعبهما‬ ‫يغم�سان حروف الرف�ض يف عذوبة و�صدق‬ ‫ي�ستقطران �أوجاع م�صر‪ ،‬حيث ي�ستحيل‬ ‫الأ�سلوب عندهما اىل انحياز ال�شخ�صي اىل‬ ‫العام والفردي اىل اجلماعي‪.‬‬ ‫ال�شيخ �إمام كان يعي�ش يف حي «الغورية»‬ ‫واحد من �أ�شهر الأحياء ال�شعبية يف‬ ‫القاهرة‪ ،‬ي�سكن يف غرفة علوية متوا�ضعة‬ ‫متام ًا ال ت�صلح ل�سكنى الآدميني‪ ،‬فهي‬ ‫مظلمة و�ضيقة ومت�آكلة‪� ..‬شقوق حوائطها‬

‫ت�ؤرخ �صف ًا من ال�سنني الطويلة الغابرة‪،‬‬ ‫وال�شيخ يغني على عوده �أحلانه التي‬ ‫يتوىل �صياغتها بنف�سه ويركبها على كلمات‬ ‫ال�شاعر �أحمد ف�ؤاد جنم‪ ،‬تلك التي تف�صح‬ ‫عن حب ال يتزعزع مل�صر وكرامتها وعزة‬ ‫�شعبها وت�ضحياتها اجل�سيمة‪ ،‬ووقائع‬ ‫التاريخ ت�ؤكد انه يف عام ‪-1968‬الفرتة‬ ‫النا�صرية ‪ -‬كانت �أغانيه و�أحلانه تذاع من‬ ‫�إذاعات القاهرة حتت عنوان (من �أحلان‬ ‫ال�شيخ �إمام)‪ ،‬لكنها بعد ذلك منعت ولقد‬ ‫ترمنت ب�أحلانه حناجر معروفة مثل حممد‬ ‫ر�شدي وفايدة كامل وليلى نظمي وعدد من‬ ‫الأ�صوات الأخرى‪.‬‬

‫ماذا ميثل ال�شيخ �إمام‬

‫ابتداء‪ ..‬فنحن نلم�س يف �أغاين ال�شيخ‬ ‫�إمام الروح االنتقالية الإيجابية‪� ،‬أنها تعطي‬ ‫االنطباع ب�أنها تعيد تنظيم احل�س ال�شعبي‬ ‫و�أعداده يف مواجهة واقع متهرئ فا�سد‬ ‫يرتع فيه الل�صو�ص والأوغاد و�أ�صحاب‬ ‫الأ�سماء �سيئة ال�صيت‪� ،‬أن فنه ال ي�ستعري‬ ‫�أ�شكاله‪ ،‬بل هو يحر�ص على معاين الأ�شياء‬ ‫ين�سق توليفي من املالمح والتكوينات‬ ‫والأ�ساليب‪ ،‬وهو �أي�ض ًا تكرار �إيجابي يف‬ ‫خلق لغة املواجهة االنتقالية التي ال ت�ساوم‬ ‫وال تتخاذل‪ ،‬ان ال�شيخ �إمام يغني لغة‬ ‫يح�سها لواقع يومي بائ�س‪ ،‬ال تعتمد على‬ ‫ت�أويل خربة فن الغناء مبادة غريبة عنه‪ ،‬انه‬ ‫تو�صل على نحو نابه اىل �أن يجعل نف�سه‬ ‫جزء ًا من واقع ي�شم رائحته القبيحة وهو‬ ‫مطالب �ضمن ما ميلكه ان يعامل هذا الواقع‬

‫ال�شيخ �إمام كان يعي�ش يف حي‬ ‫«الغورية» واحد من �أ�شهر الأحياء‬ ‫ال�شعبية يف القاهرة‪ ،‬ي�سكن يف‬ ‫غرفة علوية متوا�ضعة متام ًا‬ ‫ال ت�صلح ل�سكنى الآدميني‪ ،‬فهي‬ ‫مظلمة و�ضيقة ومت�آكلة‪� ..‬شقوق‬ ‫حوائطها ت�ؤرخ �صف ًا من ال�سنني‬ ‫الطويلة الغابرة‪ ،‬وال�شيخ يغني‬ ‫على عوده �أحلانه التي يتوىل‬ ‫�صياغتها بنف�سه ويركبها على‬ ‫كلمات ال�شاعر �أحمد ف�ؤاد جنم‪،‬‬ ‫تلك التي تف�صح عن حب ال‬ ‫يتزعزع مل�صر وكرامتها وعزة‬ ‫�شعبها وت�ضحياتها اجل�سيمة‪،‬‬ ‫ووقائع التاريخ ت�ؤكد انه يف عام‬ ‫‪-1968‬الفرتة النا�صرية ‪ -‬كانت‬ ‫�أغانيه و�أحلانه تذاع من �إذاعات‬ ‫القاهرة حتت عنوان (من �أحلان‬ ‫ال�شيخ �إمام)‪ ،‬لكنها بعد ذلك منعت‬ ‫ولقد ترمنت ب�أحلانه حناجر‬ ‫معروفة مثل حممد ر�شدي وفايدة‬ ‫كامل وليلى نظمي وعدد من‬ ‫الأ�صوات الأخرى‪.‬‬

‫�أن �أية ردة اىل الرتاث يف �أغاين‬ ‫ال�شيخ �إمام تنبثق �أحيان ًا على نحو‬ ‫تلقائي يتحرك بطاقة احل�س‬ ‫اجلمايل ل�شخ�صية الفنان �إمام‪،‬‬ ‫�أن �أغنية ال�شيخ �إمام هي من نوع‬ ‫ال�سطر اللحني املفرد‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫عن �شكل حلني يكون فيه النمو‬ ‫املو�سيقي والإيقاعي �شيئ ًا واحداً‪.‬‬ ‫�أن مقدار االختالف البني بني‬ ‫املحاكاة ال�سطحية للرتاث وبني‬ ‫ما يعاد اكت�شافه‪ ،‬هو الإح�سا�س‬ ‫باحلا�ضر‪ ،‬هذا الإح�سا�س (الذي‬ ‫يقع عبئه على ال�شاعر �أحمد‬ ‫ف�ؤاد جنم) �شبحي العميق‬ ‫املتدفق‪ ،‬اجلار هو الذي ير�سم‬ ‫يف �أغاين ال�شيخ �إمام �صورتها‬ ‫املميزة ويجعلها قريبة اىل قلوب‬ ‫الكثريين من ال�شباب والطلبة‬ ‫والعمال والفالحني والغالبية‬ ‫العظمى من جماهري ال�شعب‬ ‫امل�صري‪.‬‬

‫ب�أ�سلوب تفجريي‪ ،‬هو جامع لإح�سا�س‬ ‫النا�س امل�ضطهدين املهانني املوجوعني من‬ ‫خالل حب يدعك يف �أعماقهم ذلك النبل غري‬ ‫املدن�س‪.‬‬ ‫هناك كر�ش خرايف ي�سرق اللقمات الطرية‬ ‫من الأفواه اجلائعة‪ ،‬و�أعني به الطبقة‬ ‫الطفيلية للنظام يف م�صر‪� ..‬أن للوطن‬ ‫امتياز ًا عظيم ًا هو انه يعي�ش من اجل‬ ‫�أبنائه وان �أبنائه يعي�شون من اجله‪ ،‬ولكن‬ ‫عندما يتحول الوطن ال مزرعة يحرثها‬ ‫الأبناء ويح�صدها الل�صو�ص فتلك ق�ضية‬ ‫حياة ت�صبح فيها الأبدان امله�ضومة قابلة‬ ‫لالحرتاق والعدم‪ ،‬انه وحل يومي البد‬ ‫من �إزاحته بتلك ال�شرارات القاهرة من‬ ‫الن�شاط ال�شعبي العارم باجتاه تثبيت القيم‬ ‫وا�ستعادة احلقوق و�إجناز الواجبات على‬ ‫نحو يقلل من قيمة اخل�سائر الإن�سانية‬ ‫والفكرية لكل النا�س امل�سلوبة �إرادتهم‪.‬‬ ‫يقول ال�شيخ �إمام يف �إحدى �أغانيه التي‬ ‫كتبها ال�شاعر �أحمد ف�ؤاد جنم‪:‬‬ ‫خلق فا�ضية وعاملة قا�ضية‬ ‫وهي مو�ضع اتهام‬ ‫هالهيافة يف الكالم‬ ‫قول يا عم ال�شيخ �إمام‬ ‫بينما �شهدائنا ل�سه‬ ‫دمهم �أخ�ضر ول�سه‬ ‫جرحهم احمر ول�سه‬ ‫بيوجعونا لو ننام‬ ‫�أن ا�ستنتاج القيمة االجتماعية من هذه‬ ‫الأغنية هو الدعوة اىل مواجهة الواقع‬ ‫وتغيري واالن�صراف اىل كل من �ش�أنه‬

‫توطيد احل�شد الب�شري يف مواجهة‬ ‫ال�سراق‪ ،‬حمنة الطن توفر كل الفيو�ض‬ ‫البدنية الع�صامية الدخارها والتمكن من‬ ‫ا�ستخدامها‪� ،‬أن ال�شيخ �إمام بعد ذلك كله‬ ‫ي�ضع م�ستقبل الوطن يف فم الأغنية ويحذر‬ ‫ويحث وينذر ويك�شف ويدين‪ ،‬ان الكلمة‬ ‫للمظلومني عليهم ان يقولوها‪.‬‬ ‫ان �أغاين ال�شيخ �إمام ال تف�صح عن ثراء‬ ‫حلني بقدر ما هي خطابات عاجلة او‬ ‫من�شورات �سرية لكل الذين يهمهم م�ستقبل‬ ‫م�صر‪ ،‬وعادة فاخلطابات العاجلة تكتب‬ ‫بطريقة تتنا�سب مع املوقف‪ ،‬لذلك فهي‬ ‫تتحا�شى الزخرف اللحني وال�صياغات‬ ‫اجلمالية الباذخة‪� ،‬إمنا تتحدث مبا�شرة‬ ‫وعلى الفور‪ ،‬هكذا هي �أغاين ال�شيخ‬ ‫�إمام مزيج ًا من التقاليد املوروثة ومن‬ ‫التجديدات‪ ،‬كما هي حال الأحلان التي‬ ‫خلفها لنا �أ�ساطري امللحنني حممد عبد‬ ‫الوهاب وحممد الق�صبجي وفريد الأطر�ش‬ ‫وريا�ض ال�سنباطي وحممود ال�شريف وهو‬ ‫لي�س منتظر منه �أن يوا�صل ما انتهى �إليه‬ ‫املو�سيقيون الكبار وال يعمد اىل �صياغة‬ ‫جديدة ملو�سيقى امل�ستقبل وال يطوع اللغة‬ ‫املو�سيقية اىل ممرات جديدة من التعبري‪.‬‬ ‫�إمنا هو يفرغ لأداء الواجب الفني للواجب‬ ‫الذي يدعوه اىل مهمة جليلة‪ ..‬نعني �إنقاذ‬ ‫الوطن و�إنقاذ املكت�سب وحت�شيد ال�ضائعني‬ ‫املجروحني وال�شقيانني واملحرومني‪،‬‬ ‫فه�ؤالء ال يخاطبهم من خالل �آالت اجلاز‬ ‫وال�سك�سفون واجليتار‪� ،‬إمنا يخاطبهم‬ ‫من خالل تعبري يتخلق يف �آلة العود‪ ،‬فهي‬

‫الأقرب لهم والأنفذ اىل �أعماقهم‪ ،‬و�آلة العود‬ ‫ال ت�ستطيع �أن ت�ستجيب اىل الت�صويرات‬ ‫النغمية الثقيلة وال�صعبة‪ ،‬لذلك ف�أن �أغاين‬ ‫ال�شيخ �إمام تقدم لنا الأ�صالة ب�أجلى‬ ‫�صورها الأ�صالة يف الب�ساطة واحلذق‬ ‫والرتكيب املو�سيقي‪ ،‬غري �أن هذه الأ�صالة‬ ‫التي يتميز بها فن ال�شيخ �إمام و�شعر �أحمد‬ ‫ف�ؤاد جنم ال يكون لهما معنى �إال من خالل‬

‫ق�ضية مت�س �أو�سع دائرة من اجلموع‬ ‫الب�شرية‪ ..‬وال�شيخ �إمام يخلق لنا فن ًا‬ ‫جديد ًا‪� ،‬إال �أن هذا اجلديد لي�س يف الأ�شكال‬ ‫املو�سيقية التي ابتدعها من �سبقوه‪� ،‬إمنا‬ ‫اجلديد هو تلك املن�شورات التي يت�ضمنها‬ ‫فنه املحر�ض‪.‬‬ ‫ان ال�صياغة الفنية لهذه املن�شورات ال‬ ‫حتتال على القواعد التقليدية املو�سيقية‪،‬‬

‫فاملد والق�صر واالنتقاالت النغمية والوقفة‬ ‫اال�سرت�سال والقفلة الفنية املحكمة البناء‪،‬‬ ‫كلها عالمات لفن املن�شورات الغنائية لل�شيخ‬ ‫غمام‪ ،‬وعليه ال ميكن اعتبار �إجنازات‬ ‫ال�شيخ غمام قيمة تظل خارج التاريخ احلي‬ ‫للمو�سيقى العربية‪ ،‬لأنها ثرية بالهدف‬ ‫التاريخي على امل�ستوى الوطني وثرا�ؤها‬ ‫هذا ي�سمح لها بان تكون قاعدة ومنبع ًا‬

‫للإلهام‪ ،‬ان املناخ اللحني الذي تن�شغل‬ ‫به الأغنية عند ال�شيخ �إمام هو احتفاظه‬ ‫الي�سري ال�سهل الب�سيط بالعن�صر الأممي‬ ‫وهذا يعني �أن �أغانيه ميكن لها �أن تنت�شر‬ ‫على نطاق وا�سع‪ ،‬ولذلك ال ن�ستغرب �أبد ًا‬ ‫�إذا ما علمنا ان �أغاين ال�شيخ �إمام منت�شرة‬ ‫على ال�صعيد القومي العربي‪ ،‬كذلك طبعت‬ ‫له �أكرث من �أ�سطوانة يف باري�س وعدد من‬ ‫العوا�صم الأوروبية‪ ،‬ان �أحلانه ترمي اىل‬ ‫النزوح اىل ما هو تقليدي‪ ،‬لكنها ال ترتبط‬ ‫مبا�ض توقف ت�أثريه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫�أن �أية ردة اىل الرتاث يف �أغاين ال�شيخ‬ ‫�إمام تنبثق �أحيان ًا على نحو تلقائي يتحرك‬ ‫بطاقة احل�س اجلمايل ل�شخ�صية الفنان‬ ‫�إمام‪� ،‬أن �أغنية ال�شيخ �إمام هي من نوع‬ ‫ال�سطر اللحني املفرد‪ ،‬وهي عبارة عن �شكل‬ ‫حلني يكون فيه النمو املو�سيقي والإيقاعي‬ ‫�شيئ ًا واحد ًا‪.‬‬ ‫�أن مقدار االختالف البني بني املحاكاة‬ ‫ال�سطحية للرتاث وبني ما يعاد اكت�شافه‪،‬‬ ‫هو الإح�سا�س باحلا�ضر‪ ،‬هذا الإح�سا�س‬ ‫(الذي يقع عبئه على ال�شاعر �أحمد ف�ؤاد‬ ‫جنم) �شبحي العميق املتدفق‪ ،‬اجلار هو‬ ‫الذي ير�سم يف �أغاين ال�شيخ �إمام �صورتها‬ ‫املميزة ويجعلها قريبة اىل قلوب الكثريين‬ ‫من ال�شباب والطلبة والعمال والفالحني‬ ‫والغالبية العظمى من جماهري ال�شعب‬ ‫امل�صري‪.‬‬ ‫�أن �صوت ال�شيخ �إمام من الأ�صوات التي‬ ‫تدخر �إح�سا�س ًا زاخر ًا باجلاذبية‪ ،‬تلك التي‬ ‫تعطي للكلمة معناها وللحن مالحمه‪� ،‬أن‬ ‫�صوته عميق وم�ؤثر و�شبحي ت�ستقطر‬ ‫نرباته �أحزان م�صر و�أوجاعها يف طريقة‬ ‫رجولية حية غنائه ت�أثرات حقيقية ب�أداء‬ ‫�سيد دروي�ش‪ ،‬ويف �صوته �أي�ض ًا تكمن طاقة‬ ‫رجولية حية تنزع اىل التعبري الأق�صى عن‬ ‫احلاالت الإن�سانية‪.‬‬ ‫�أن طريقة �أدائه جاءت لتغطي غناء يقلب‬ ‫ذلك الرتتيب الثابت يف الغناء التقليدي‬ ‫وليمزق ال�سطوح الناعمة التي تتغلف بها‬ ‫�أغنية‪ -‬اليوم وهذا يك�شف �أي�ض ًا عن نربات‬ ‫التحديد والتحري�ض‪ ،‬ولأن الأغنية عنده‬ ‫والدة ترتبط باحلياة والهدف‪ ،‬لذلك فهو‬ ‫يغني حبه حياة ولأن حبه للحياة �صار‬ ‫حمرم ًا يف �شريعة الل�صو�ص فتحول هذا‬ ‫احلب اىل �أنا�شيد �سرية‪� ،‬أن يف �صوته‬ ‫وريد ًا للرف�ض نب�ض ب�صداح ال ينتك�س وال‬ ‫يخبو‪� ،‬أن �أوجاعه الروحية هي من �أوجاع‬ ‫�شعبه‪ ،‬ف�أغنيه تواجه زواجر الل�صو�ص‬ ‫وتتحدى تخمة الكرو�ش‪� ،‬أن حنجرته‬ ‫امل�ؤدية تغني انطالقة احلياة‪ ،‬حيث �ستنبثق‬ ‫والبد �أن تنبثق مرة �أخرى طاوية عذاباته‬ ‫وعذابات �شعبه املخبوءة والظاهرة‪،‬‬ ‫يقول ال�شيخ �إمام يف �إحدى �أغانيه التي‬ ‫كتبها ال�شاعر �أحمد ف�ؤاد جنم وهي ذائعة‬ ‫ال�صيت‪:‬‬ ‫يا م�صر‪ ..‬يا �أمة‪ ،‬يا بهية‬ ‫الزمن �شاب‪ ..‬وانت �شابة‬ ‫هو رايح‪ ..‬و�أنت جاية‬ ‫جاية فوق ال�صعب ما�شية‬ ‫فات عليكي ليل ومية‬ ‫وامتحانك هو هو‬ ‫وابت�سامتك هي هي‬ ‫ت�ضحكي لل�صبح ي�صبح‬ ‫بعد ليلة ومغربية‬ ‫تطلع ال�شم�س تالقيكي‬ ‫معجبانية و�صبية‬ ‫رحم اهلل ال�شيخ �إمام‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫الشيخ ‪ ..‬غنى أغاني ام‬ ‫كلثوم قبل وصولها اليها!‬ ‫با�سم عبد احلميد حمودي‬ ‫من قرية �أبو النمر�س يف حمافظة اجليزة (حيث ولد‬ ‫يف الثاين من متوز ‪ )1918‬اىل حي الغورية (حيث‬ ‫عا�ش ومات يف ال�سابع من حزيران ‪ )1995‬متتد رحلة‬ ‫عمر ال�شيخ �أمام حممد �أحمد عي�سى (وهذا هو ا�سمه‬ ‫الكامل) ومعظم ال�سبع وال�سبعني عاما كانت بحثا‬ ‫عن احلرية و�سط جو من االمل واحلزن واملزيد من‬ ‫اخليبات‬ ‫قد يكون ال�شيخ امام قد �سعد بلقائه االول مع احمد‬ ‫ف�ؤاد جنم الذي مت يف �صيف ‪ 1962‬النه وجد يف‬ ‫�شعرجنم ما ينا�سب حنجرته ووعيه للغناء اجلماهريي‬ ‫كفن ر�سايل‪ ,‬يكتب وين�شد من اجل الطبقات امل�سحوقة‬ ‫من النا�س‬ ‫هذه ال�سعادة امل�ؤقتة التي جمعت احلنجرة الذهبية‬ ‫اخل�شنة بال�شعر �سبقتها �سنوات من االحزان ‪.‬‬ ‫�أول هذه االحزان فقدانه لب�صره وهو يف ال�سنة‬ ‫االوىل من عمره و�سط رعاية م�شفقة من والدته التي‬ ‫فقدت �سبعة من االوالد والبنات قبل �أن حت�صل على‬ ‫(امام) الذي حاولت حمايته من جور ابيه وحماولته‬ ‫الدائبة اىل �صياغة(فقي) مهم يف قريته وجمتمعه العام‬ ‫يف البندر ويف املحافظة‬ ‫مل يتجاوز الثانية ع�شرة عندمادخل يف القاهرة ويف‬ ‫االزهر بالذات جمعية �شرعية للدرا�سة ‪ ,‬كا ن ذلك عام‬ ‫‪. 1929‬‬ ‫ثاين الأحزان وا�شدها مرارة فقدانه لوالدته التي‬ ‫رحلت وهو بعد يدرج متلم�سا طريقه بني االداء‬ ‫القر�آين والغناء‪.‬التقى به �سيد مقرئي ع�صره ‪ ,‬ال�شيخ‬ ‫حممد رفعت واعجب ب�صوته وادائه ‪.‬يف اجلمعية كان‬ ‫هناك من�شد يحتاج اىل كورال فاختري (امام) �ضمن‬ ‫جوقة املن�شدين ‪ ,‬وق�ضى �أمام �ضمن اجلوقة اربع‬ ‫�سنوات و�أمت حفظ القر�آن الكرمي ولقب بال�شيخ لذلك‬ ‫‪ ,‬لكنه كان مراقبا من افراد اجلوقة االن�شادية ‪ ...‬كان‬ ‫يع�شق اداء ال�شيخ رفعت للقر�آن الكرمي وكان يت�سلل‬ ‫اىل مقهى جماورة للجمعية التي كان يقيم فيها لي�ستمع‬ ‫اىل اداء ال�شيخ رفعت عرب املذياع ‪ ,‬وكان �سماع‬ ‫الراديو حم ّرما يف اجلمعية ‪,‬بذلك ارتكب ال�صبي‬ ‫�أمام اثما كبريا فطرد من اجلمعية ‪.‬‬ ‫تقطعت ال�سبل بال�شيخ امام لكنه كان يق�ضي‬ ‫نهاره يف حي احل�سني وليله يف اروقة االزهر‬ ‫دون �أن يجر�ؤ على العودة اىل (ابو النمر�س)‬ ‫خ�شية غ�ضب ابيه الذي و�صلته اخبار‬ ‫ولده فقدم من قريته ليتحقق فوجد ولده‬ ‫هائما يف حي احل�سني دون ان‬ ‫يتخرج يف مدار�س اجلمعية‬ ‫وي�صبح �شيخا حمرتما يفخر‬ ‫به ف�ضربه واهانه وطلب‬ ‫منه االيعود اىل قريته ‪,‬‬ ‫بذلك ادرك ال�شيخ ان عليه‬ ‫�أن (يلقط رزقه) وحيدا فكان‬ ‫يجول وين�شد مع اجلوقات هنا‬ ‫وهناك كواحد من (ال�شواغيل)‬ ‫حتى التقى بافراد من ابناء قريته‬ ‫يف حي الغورية فعا�ش معهم‬ ‫ممتهنا االن�شاد حتى التقى‬ ‫ال�شيخ دروي�ش احلريري‬ ‫الذي توىل تعليمه‬ ‫بع�ض علوم‬ ‫املو�سيقى‬ ‫و�صار‬ ‫ي�صاحبه‬ ‫يف‬

‫جل�سات الغناء حيث تعرف من خاللها على كبار‬ ‫املطربني امثال ال�شيخ زكريا احمد وحممود �صبح ‪.‬‬ ‫توطدت عالقته بال�شيخ زكريا الذي بد�أ باالعتماد‬ ‫عليه يف ق�ضية مهمة بالن�سبة له وهي ان يكون �أمام‬ ‫(حافظة) الحلانه اجلديدة ‪,‬اذ بقدر �سهو ال�شيخ زكريا‬ ‫ون�سيانه كان (امام) يتمتع بحافظة غريبة ‪ ,‬وكان‬ ‫ال�شيخ زكريا اليح�سن كتابة النوتة وال حفظ الن�ص‬ ‫فكان امام ذاكرة ممتازه له وكان ي�ستعيد حلنه مرارا‬ ‫من امام ويعدله حتى ي�ستقيم فيقدمه اىل ال�سيدة ام‬ ‫كلثوم التي تقوم باحلفظ واالداء املعجز امل�شهود‪.‬‬ ‫كان ال�شيخ امام يفخر انه حفظ وادّى ((�أهل الهوى))‬ ‫و((�أنا يف �أنتظارك)) و((االوله يف الغرام)) و�سواها‬ ‫من احلان زكريا �أحمد التي تتميز بكرثة االنتقاالت‬ ‫اللحنية قبل ان تعود اىل اللحن اال�سا�س ‪.‬‬ ‫�شيئا ف�شيئا بد�أ ال�شيخ امام يغني �أغاين �أم كلثوم يف‬ ‫حفالت خا�صة قبل �أن ت�صل اليها �أو يتكامل تدريبها‬ ‫على اللحن ‪ ,‬وما �أن علم زكريااحمد بذلك حتى طرد‬ ‫ال�شيخ امام من خدمته ‪ .‬هكذا خ�سر امام عمال لكنه‬ ‫ليح�سن من �شخ�صيته الفنية فتعلمه‬ ‫اهتم بتعلم العود ّ‬ ‫على يد كامل احلم�صاين ثم بد�أ باجراءات ن�صب‬ ‫يف خانة الت�أليف والتلحني متحوال اىل مغن وعازف‬ ‫وارتدى الزي املدين بدال من زي ال�شيخ ‪.‬‬ ‫اوا�سط عام ‪ 1962‬حدث اللقاءالتاريخي بينه وبني‬ ‫رفيق دربه احمد ف�ؤاد جنم ليقدما االف�ضل يف االحلان‬ ‫واالداء ال�شعبي الذي ا�شتهرا به ل�سنوات خ�صو�صا‬ ‫ايام النك�سة وايام ال�سادات ‪,‬وكانت اغان مفجوعة‬ ‫بالذي ح�صل وكانت العالقة بني الطرفني ‪ ,‬ال�شاعر‬ ‫وامللحن املن�شد قد كلفتهما ال�سجن والت�شرد حتى‬ ‫اختلفا يف منت�صف الثمانينيات و�سار الدرب بينهما‬ ‫خمتلفا حتى رحل امام وقد ترك اثرا الميحى يف تاريخ‬ ‫االغنية اجلماهريية‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫حترق اجلوع و الدموع و الهم‬ ‫نار ت�شتعل ملا القدم ين�ضم ‪ ....‬ملا االيادي‬ ‫تفور يف مل اللحم‬ ‫و اللحم متنتور يف رملة �سينا ‪ ....‬والكدب‬ ‫بيحجز على �أيادينا‬ ‫قدم العدو غار�سة يف حلم ترابي ‪...‬‬ ‫والكدب ع�ش�ش خمربين على بابي‬ ‫و املخربين خارجني كالب �سعرانة ‪...‬‬ ‫بيجمعوا الع�شاق يف الزنزانة‬ ‫‪...............‬‬ ‫م�صر النهار يطلقنا يف امليادين ‪ ..‬م�صر‬ ‫البكا ‪ ..‬م�صر الغنا و الطني‬ ‫م�صر ال�شمو�س الهالة من الزنزانني ‪ ..‬هالة‬ ‫و طارحة بدمنا ب�سا تني‬ ‫م�صر اجلناين طرحة مني يقطفها ‪ ..‬م�صر‬ ‫اجلناين للي يرفع �سيفها‬ ‫مهما يطول ال�سجن مهما القهر ‪ ..‬مهما يزيد‬ ‫الفجر بال�سجانة‬ ‫مني اللي يقدر �ساعة يحب�س م�صر‬ ‫اذا ال�شم�س غرقت‬ ‫كلمات ‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫�أحلان ‪ :‬ال�شيخ �إمام‬ ‫�إذا ال�شم�س غرقت‬ ‫يف بحر الغمام‬ ‫ومدت على الدنيا موجة ظالم ومات الب�صر‬ ‫يف العيون والب�صاير‬ ‫وغاب الطريق‬ ‫يف اخلطوط والدواير‬ ‫يا �ساير يا داير‬ ‫يا ابو املفهومية‬ ‫مفي�ش لك دليل‬ ‫غري عيون الكالم‬

‫جيفارا مات‬

‫ال��ش��ي��خ إم���ام وأح��م��د ف���ؤاد نجم‬ ‫فى عام ‪ ،1962‬حدث اللقاء التاريخي بني‬ ‫ال�شيخ �إمام عي�سى و�أحمد ف�ؤاد جنم رفيق‬ ‫دربه‪ ،‬ومت التعارف بني جنم وال�شيخ �إمام‬ ‫عن طريق زميل البن عم جنم كان جار ًا‬ ‫لل�شيخ �إمام‪ ،‬فعر�ض على جنم الذهاب‬ ‫لل�شيخ �إمام والتعرف عليه‪ ،‬وبالفعل ذهب‬ ‫جنم للقاء ال�شيخ �إمام و�أعجب كالهما‬ ‫بالآخر‪.‬‬ ‫وعندما �س�أل جنم �إمام ملاذا مل يلحن �أجابه‬ ‫ال�شيخ �إمام �أنه ال يجد كالما ي�شجعه‪،‬‬ ‫وبد�أت الثنائية بني ال�شيخ �إمام و�أحمد‬ ‫ف�ؤاد جنم وت�أ�س�ست �شراكة دامت �سنوات‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫ذاع �صيت الثنائي جنم و�إمام والتف‬ ‫حولهما املثقفون وال�صحفيون خا�صة‬ ‫بعد �أغنية‪�« :‬أنا �أتوب عن حبك �أنا؟»‪ ،‬ثم‬ ‫«ع�شق ال�صبايا»‪ ،‬و"�ساعة الع�صاري"‪،‬‬ ‫وات�سعت ال�شركة ف�ضمت عازف الإيقاع‬ ‫حممد علي‪ ،‬فكان ثالث ثالثة كونوا فرقة‬ ‫للت�أليف والتلحني والغناء �ساهم فيها‬ ‫العديد مل تقت�صر على �أ�شعار جنم فغنت‬ ‫ملجموعة من �شعراء ع�صرها �أمثال‪ :‬ف�ؤاد‬ ‫قاعود‪ ،‬وجنيب �سرور‪ ،‬و توفيق زياد‪،‬‬ ‫وزين العابدين ف�ؤاد‪ ،‬و�آدم فتحي‪ ،‬وفرغلي‬ ‫العربي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫البحر بي�ضحك ليه‬ ‫كلمات‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬

‫�أحلان‪ :‬ال�شيخ �إمام‬ ‫‪----------------‬‬‫البحر بي�ضحك ليه وانا نازلة اتدلع امال‬ ‫القلل‬ ‫البحر غ�ضبان ما بي�ضحك�ش‬ ‫�أ�صل احلكاية ما ت�ضحكــ�ش‬ ‫البحر جرحه ما بيدبل�ش وجرحنا وال‬ ‫عمره دبل‬ ‫***‬ ‫م�ساكني بن�ضحك من البلوة زي الديوك‬ ‫والروح حلوة‬ ‫�سارقاها من ال�س ـ ــكني حموة و ل�سه جوا‬ ‫القلب �أمل‬ ‫***‬ ‫قللنا ف ــخارها قناوي بتقول حكاوي و‬ ‫غــناوي‬ ‫يا قلة الذل �أنا ناوي ما ا�شرب و لو يف‬ ‫املية ع�سل‬ ‫***‬ ‫ي ــاما ملينا وملينا لغرينا وعطـ ــ�شنا �ساقينا‬ ‫�صابرين وبحر ما يروينا �شايلني بدال‬ ‫العلة علل‬ ‫***‬ ‫يف بايل ياما وعلى بايل واللي بيع�شق ما‬ ‫يبايل‬ ‫ما يهمني�ش من عزايل يا حلوة لو مر�سايل‬ ‫و�صل‬ ‫***‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ذاع �صيت الثنائي جنم و�إمام والتف‬ ‫حولهما املثقفون وال�صحفيون‬ ‫خا�صة بعد �أغنية‪�« :‬أنا �أتوب عن‬ ‫حبك �أنا؟»‪ ،‬ثم «ع�شق ال�صبايا»‪،‬‬ ‫و»�ساعة الع�صاري»‪ ،‬وات�سعت‬ ‫ال�شركة ف�ضمت عازف الإيقاع‬ ‫حممد علي‪ ،‬فكان ثالث ثالثة كونوا‬ ‫فرقة للت�أليف والتلحني والغناء‬ ‫�ساهم فيها العديد مل تقت�صر على‬ ‫�أ�شعار جنم فغنت ملجموعة من‬ ‫�شعراء ع�صرها �أمثال‪ :‬ف�ؤاد قاعود‪،‬‬ ‫وجنيب �سرور‪ ،‬و توفيق زياد‪،‬‬ ‫وزين العابدين ف�ؤاد‪ ،‬و�آدم فتحي‪،‬‬ ‫وفرغلي العربي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫بيني وبينك �ســور ورا �سور وانا ال مارد‬ ‫وال ع�صفور‬ ‫يف �إيدي عود قوال وج�سور و�صبحت انا‬ ‫يف الع�شق مثل‬

‫عط�شان يا �صبايا‬

‫كلمات‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫�أحلان‪ :‬ال�شيخ �إمام‬ ‫‪----------------‬‬‫عط�شان يا �صبايا وانا عا�شق ‪ ..‬ع ال�سبيل‬ ‫عط�شان وامليه ف بلدي على عك�س ما‬ ‫يجري النيل‬ ‫والنخل العايل مطاطي واجلذع الواطي‬ ‫دليل‬ ‫والريح العاك�س كاب�س والريح العاطي‬ ‫بخيل‬ ‫والن�سمه اتعكر لونها من هم النا�س يا‬ ‫خليل‬ ‫عط�شان والنيل يف بلدنا والزرع اخ�ضر‬ ‫وجميل‬ ‫وانا كنت امبارح خايل واليوم دا �صبحت‬ ‫عليل‬ ‫عط�شان ودوايا حبيبي ي�سقيني الع�شق‬ ‫دليل‬ ‫ودليل احلب ‪ ..‬عمايل وكالم احلب قليل‬ ‫وانا كل ما �أقول التوبه تغويني ‪ ..‬املواويل‬ ‫تطرح يف القلب جناين تفق�س فيها الزغاليل‬ ‫ع�شاق يا حمام الغيه وال في�ش قدامنا بديل‬

‫�سكه وحم�سوبه علينا من�شيها جيل ورا‬ ‫جيل‬ ‫ع ال�شوك نفرد خطاوينا‬ ‫يف الليل ت�ضوي القناديل‬ ‫حوالينا قلوب حبابه ومعانا العقل دليل‬ ‫وال�شم�س ت�صب �صبابه‬ ‫واملنبع نهر النيل‬ ‫وان الموا علينا يلوموا‬ ‫ما لهم�ش علينا �سبيل‬ ‫ما هو �شوك الع�شق مالمه‬ ‫وال�شوك يف الورد �أ�صيل‬ ‫ودوين ع ال�سبيل‬ ‫ودوين ع ال�سبيل‬

‫اجتمعو الع�شاق‬

‫كلمات‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫�أحلان‪ :‬ال�شيخ �إمام‬ ‫‪---------------‬‬‫اجتمعوا الع�شاق يف �سجن القلعة ‪...‬‬ ‫اجتمعوا الع�شاق يف باب اخللق‬ ‫و ال�شم�س غنوة من الزنازن طالعة ‪..‬‬ ‫وم�صر غنوة مفرعة يف احللق‬ ‫جتمعوا الع�شاق بالزنزانة ‪ ....‬مهما يطول‬ ‫ال�سجن مهما القهر‬ ‫مهما يزيد الفجر بال�سجانة ‪ ..‬مني اللي‬ ‫يقدر �ساعة يحب�س م�صر‬ ‫‪...............‬‬ ‫جتمعوا و الع�شق نار يف الدم ‪ .....‬نار‬

‫كلمات‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫�أحلان‪ :‬ال�شيخ �إمام‬ ‫‪---------------‬‬‫جيفارا مات‬ ‫�آخر خرب يف الراديوهات‬ ‫ويف الكناي�س واجلوامع‬ ‫ويف احلواري وال�شوارع‬ ‫وع القهاوي وع البارات‬ ‫جيفارا مات‪ ..‬جيفارا مات‬ ‫وامت ّد حبل الدرد�شة والتعليقات‬ ‫مات املنا�ضل املثال‬ ‫يا ميت خ�سارة ع الرجال‬ ‫مات اجلدع فوق مدفعه جوّ ا الغابات‬ ‫ج�سد ن�ضاله مب�صرعه ومن �سكات‬ ‫ّ‬ ‫ال طبالني يفرقعوا وال �إعالنات‬ ‫ما ر�أيكم دام عزكم يا �أنتيكات‬ ‫يا غرقانني‬ ‫يف امل�أكوالت وامللبو�سات‬ ‫يا دفيانني ومو ّلعني الدفايات‬ ‫يا حمفلطني يا ملمعني‬ ‫يا جيم�سينات‬ ‫يا بتوع ن�ضال �آخر زمن يف العوامات‬ ‫ما ر�أيكم دام عزكم‪ ..‬جيفارا مات‬ ‫ال طنطنة وال �شن�شنة‬ ‫و�إعالنات وا�ستعالمات‬ ‫عيني عليه �ساعة الق�ضا‬ ‫من غري رفاق تودعه‬ ‫يطلع �أنينه يزعق وال مني ي�سمعه‬ ‫ميكن �صرخ من الأمل‬ ‫من ل�سعة النار يف احل�شا‬ ‫ميكن �ضحك �أو ابت�سم‬ ‫�أو ارتع�ش �أو انت�شى‬ ‫ميكن لفظ �آخر نف�س‬ ‫كلمة وداع لأجل اجلياع‬ ‫ميكن و�صية للي حا�ضنني‬ ‫الق�ضية يف ال�صراع‬ ‫�صور كثري م ّلو اخليال‬ ‫و�ألف مليون احتمال‬ ‫لكن �أكيد وال جدال‬ ‫جيفارا مات موتة رجال‬

‫م�صر يامة يا بهية‬ ‫كلمات‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫�أحلان‪ :‬ال�شيخ �إمام‬

‫‪-----------------‬‬‫ي�سبق كالمنا �سالمنا يطوف ع ال�سامعني‬ ‫معنا‬ ‫ع�صفور حمندق يزقزق كالم موزون و له‬ ‫معنى‬ ‫عن االر�ض �سمرا و قمرا‬ ‫و �ضفه و نهر و مراكب‬ ‫و رفاق م�سرية ع�سرية‬ ‫و �صورة ح�شد‬ ‫و مواكب‬ ‫ف عيون �صبية بهية‬ ‫عليها الكلمة و املعنى‬ ‫***‬

‫م�صر يا امّة يا بهية‬ ‫يام طرحة و جالبية‬ ‫الزمن �شاب و انتي �شابة‬ ‫هو رايح و انتي جاية‬ ‫جايه فوق ال�صعب ما�شية‬ ‫فات عليكي ليل و مية (‪)100‬‬ ‫و احتمالك هو هو‬ ‫و ابت�سامتك هي هي‬ ‫ت�ضحكي لل�صبح ي�صبح‬ ‫بعد ليلة و مغربية‬ ‫تطلع ال�شم�س تالقيكي‬ ‫معجبانية و �صبية‬ ‫يا بهية‬

‫الليل جزاير جزاير‬ ‫ميد البحر يفنيها‬ ‫والفجر �شعلة ح تعال‬ ‫وعمر املوج ما يطويها‬ ‫وال�شط باين مداين‬ ‫عليها ال�شم�س طوافة‬ ‫ايدك يف ايدنا‬ ‫�ساعدنا‬ ‫دي مهما املوجة تتعافى‬ ‫بالعزم �ساعة جماعة‬ ‫و بالأن�صاف نخطيها‬ ‫***‬ ‫م�صر يا امّة يا �سفينة‬

‫‪11‬‬ ‫مهما كان البحر عاتي‬ ‫فالحينيك مالحينيك‬ ‫يزعقوا للريح يواتي‬ ‫اللي ع الدفة �صنايعي‬ ‫و اللي ع املجداف زناتي‬ ‫و اللي فوق ال�صاري كا�شف‬ ‫كل ما�ضي و كل �آتي‬ ‫عقدتني و التالته تابتة‬ ‫تركبي املوجة العفية‬ ‫تو�صلي بر ال�سالمة‬ ‫معجبانية و �صبية‪ ..‬يا بهية‬ ‫***‬ ‫و يعود كالمنا يف �سالمنا يطوف ع‬ ‫ال�صحبة حلواين‬ ‫ع�صفور حمني يغني‬ ‫على الأفراح ومن تاين‬ ‫يرمي الغناوي تقاوي‬ ‫تبو�س الأر�ض‬ ‫تتحنى‬ ‫تفرح‬ ‫و تطرح‬ ‫و ت�سرح‬ ‫و ترجع تاين تتغنى‬ ‫اللي بنى م�صر كان يف الأ�صل حلواين‬

‫�ش ّيد ق�صورك‬

‫كلمات‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫�أحلان‪ :‬ال�شيخ �إمام‬ ‫‪---------------‬‬‫�شيد ق�صورك ع املزارع‬ ‫من كدنا وعمل �إيدينا‬ ‫اخلمارات جنب امل�صانع‬ ‫وال�سجن مطرح اجلنينة‬ ‫واطلق كالبك يف ال�شوارع‬ ‫واقفل زنازينك علينا‬ ‫ّ‬ ‫وقل نومنا يف امل�ضاجع‬ ‫�أدي احنا مننا ما ا�شتهينا‬ ‫واتقل علينا باملواجع‬ ‫احنا اتوجعنا واكتفينا‬ ‫وعرفنا مني �سبب جراحنا‬ ‫وعرفنا روحنا والتقينا‬ ‫عمال وفالحني وطلبة‬ ‫دقت �ساعتنا وابتدينا‬ ‫ن�سلك طريق مالوه�ش راجع‬ ‫والن�صر ق ّرب من عنينا‬ ‫الن�صر �أقرب من �إدينا‬

‫يا فل�سطينية‬

‫كلمات‪� :‬أحمد ف�ؤاد جنم‬ ‫�أحلان‪ :‬ال�شيخ �إمام‬ ‫‪---------------‬‬‫يا فل�سطينية و البندقاين رماكو ‪..‬‬ ‫بال�صهيونية تقتل حمامكو ِف حماكو‬ ‫يا فل�سطينية و �أنا بدي �أ�سافر حداكو‬ ‫ناري ب�إيديا و �إيديا تنزل معاكو‬ ‫على را�س احلية و متوت �شريعة هوالكو‬ ‫‪............‬‬ ‫يا فل�سطينية و الغربة طالت كفايا‬ ‫و ال�صحرا �أ ّنت من الالجئني و ال�ضحايا‬ ‫ال�سقايا‬ ‫و االر�ض ح ّنت للفالحني و ِ‬ ‫الثورة غاية و الن�صر �أول خطاكو‬ ‫‪........‬‬ ‫هي االكيدة‬ ‫يا فل�سطينية و الثورة َّ‬ ‫بالبندقية نفر�ض حياتنا اجلديدة‬ ‫و ال�سكة مهما طالت و بانت بعيدة‬ ‫مد اخلطاوي هو اللي ي�سعف معاكو‬ ‫‪.........‬‬ ‫يا فل�سطينية فيتنام عليكو الب�شارة‬ ‫بالن�صر طالعة من حتت مية �ألف غارة‬ ‫و ال�شمعة والعة و االمر كان باخل�سارة‬ ‫راجعني حيارى عقبال ما يح�صل حداكو‬ ‫امتني ماكون�ش طولت عليكم يف املو�ضوع‬ ‫و �أمتني منكم ت�سعو االغاين و تتعرفو‬ ‫علي فن ال�شيخ امام لأنه فعال ي�ستحق‬ ‫دا تراث ال ميوت �أبدا‬ ‫الله يرحم ال�شخ امام و يعيد علينا ‪100‬‬ ‫�شيخ امام مثله‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫‪13‬‬

‫لوحده على ان يحمل هذه امل�س�ؤولية‬ ‫االحتجاجية لوحده دون وجود ال�سياق‬ ‫الثقايف وال�سيا�سي الباعث على تفجري‬ ‫مكنوناتها التعبريية اوال‪ ،‬والتعاطي معها‬ ‫كموقف �سيا�سي او ايديولوجي او حتى‬ ‫نف�سي من ظروف قاهرة ثانيا‪ .‬ولعل اللقاء‬ ‫الذي جمع ال�شيخ امام مع احمد ف�ؤاد‬ ‫النجم وعازف االيقاع حممد علي ميثل‬ ‫البداية الفنية احلقيقية ل�صناعة(ن�سق فني‬ ‫جديد) مقابل �صناعة الظاهرة املفارقة يف‬ ‫االثر االجتماعي لتاريخ االغنية ال�سيا�سية‬ ‫العربية‪ ،‬تلك التي الم�ست وجدان النا�س‬ ‫وا�سئلتهم الفاجعة‪ ،‬وعبرّ ت عن نب�ض‬ ‫احزانهم واحتجاجاتهم و�سط عامل ميور‬ ‫باحا�سي�س اخلذالن والهزمية‪.‬‬

‫مصر البهية ‪ ..‬تستعيد‬ ‫اغاني االحتجاج والحلم‬ ‫علي ح�سن الفواز‬ ‫ذاكرة االغنية ال�سيا�سية ذاكرة احتجاجية‬ ‫بامتياز‪ ،‬وذاكرة حاملة يف الآن ذاته‪ ،‬الن‬ ‫هذه االغنية اذ تخت�صر االحتجاج واحللم‪،‬‬ ‫فانها ت�صطنع لهما عرب وظيفة ال�صوت‬ ‫دورا اكرث ثورية واكرث تلم�سا يف هوية‬ ‫هذه االغنية وطبيعة خطابها ور�سالتها اىل‬ ‫اجلمهور امل�ستهدف‪ .‬واح�سب ان ذاكرة‬ ‫االغنية ال�سيا�سية العربية قد حملت هذا‬ ‫التو�صيف يف مراحل مت�أخرة‪ ،‬ب�سبب‬ ‫طبيعة املزاج الثقايف‪/‬الفني ال�سائد وهيمنة‬

‫االغنية التقليدية‪ ،‬وب�سبب الظروف‬ ‫املو�ضوعية التي ترتبط بها امناط الثقافات‬ ‫االحتجاجية ومرجعيات خطابها ال�سيا�سي‬ ‫وااليديولوجي‪ ،‬اذ ان النمطية التقليدية‬ ‫للغناء ال�سيا�سي كان حم�صورا بني الغناء‬ ‫الوطني احلما�سي الذي ي�ؤدي دورا‬ ‫يتنا�سب وطبيعة االخطار التي تهدد االمة‪/‬‬ ‫الدولة‪ ،‬وبني اغاين املونولوج والتي كان‬ ‫ي�ؤديها مطربون حمدودون والذي كان‬ ‫�شائعا يف العراق وم�صر ب�شكل خا�ص‪،‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫القرتانها بامناط ثقافية‪/‬فنية و�سيا�سية‬ ‫معينة‪ ،‬مع وجود العديد من ال�شعراء‬ ‫وكتاب الزجل ال�شعبي الذين كانوا يكتبون‬ ‫هذه االغاين احلاملة لر�سائل اجتماعية‬ ‫ونف�سية فيها الكثري من مظاهر االحتجاج‬ ‫وال�سخرية‪.‬‬ ‫اغاين ال�شيخ امام ظاهرة �صوتية‬ ‫وثقافية ا�ستثنائية يف تاريخ هذه االغنية‬ ‫وحتوالتها‪ ،‬اذ ارتبطت هذه االغاين‬ ‫بخ�صو�صيتها اللحنية االيقاعية املحدودة‪،‬‬

‫ف�ضال عن اقرتانها باجتاهات �سيا�سية‬ ‫معينة‪ ،‬وحمموالت �س�سيوثقافية تعرب‬ ‫عن العمق االن�ساين للنا�س(اللي حتت)‬ ‫كماي�سميهم نعمان عا�شور‪ ،‬والتي تعرب‬ ‫باالف�صاح عن ظروف قاهرة له�ؤالء النا�س‪،‬‬ ‫مثلما تتطلب الكثري من املواقف التي المتلك‬ ‫النخب ال�سيا�سية والثقافية ا ّال الهروب‬ ‫اىل ف�ضاءاتها االحتجاجية‪ .‬والاح�سب‬ ‫ان ال�شيخ امام ذا اال�صول االزهرية‪-‬رغم‬ ‫مترده عليها يف مرحلة الحقة‪ -‬ميلك القدرة‬

‫ال�شيخ امام‪...‬غناء االحالم‬ ‫االوىل‬ ‫ال�شيخ امام حممد عي�سى االزهري يف‬ ‫مرجعياته والذي مار�س احالمه االوىل‬ ‫�شغوفا ب�سماع �صوت ال�شيخ حممد رفعت‬ ‫مرتال وباعثا يف نف�سه بهجة غام�ضة‪،‬‬ ‫رمبا هي التي قادته للدر�س يف اجلمعية‬ ‫ال�شرعية يف االزهر‪ ،‬وهي التي قادته يف‬ ‫مرحلة الحقة للتمرد على �سلطتها والذهاب‬ ‫باجتاه ا�ستعادة احالمه القدمية‪.‬‬ ‫تع ّرفه على ال�شيخ دروي�ش احلريري‬ ‫العارف با�صول الغناء واالن�شاد واملقامات‬ ‫والعزف‪ ،‬هو الذي قاده للتعرف على‬ ‫عوامل الغناء واملو�سيقى يف ان�شاد املوالد‬ ‫وامل�شاركة يف التخوت ال�شرقية وجماالتها‬ ‫الوا�سعة انذاك‪ ،‬اذ كان ال�شيخ احلريري‬ ‫قريبا من ا�ساطني الغناء انذاك‪ ،‬ابو العال‬ ‫حممد‪ ،‬ال�شيخ زكريا احمد‪ ،‬وال�شيخ حممود‬ ‫�صبح وغريهم‪ ،‬وهذا ما دفعه ملالزمتهم‬ ‫والتتلمذ على ايديهم‪ ،‬خا�صة ال�شيخ زكريا‬ ‫احمد الذي وجد يف نبوغه يف احلفظ‬ ‫موهبة ا�ستثنائية‪ ،‬فكان يرافقه يف لياليه‬ ‫احلافلة باملو�سيقى‪ ،‬ويح�ضر اوقاته‬ ‫التلحينية‪ ،‬مبافيها احلانه ل(ام كلثوم) اذ‬ ‫كان يحفظ جميع هذه االحلان ويرددها‬ ‫كثريا يف املنا�سبات‪ .‬وال�شك ان ت�أثري هذه‬ ‫النزعة اللحنية مبقاماتها املعروفة ذات‬ ‫النزعة التطريبية كان كبريا على ح�سا�سيته‬ ‫الغنائية‪ ،‬وعلى تطوير قابليته التي اخذت‬ ‫تتفجر دون �ضابط او توجيه‪ ،‬خا�صة وانه‬ ‫كان يختزن يف ذاته املت�أججة �صراعا غريبا‬ ‫بني نزعته للتجديد‪ ،‬وبني منطية ثقافته‬ ‫الدينية واالجتماعية املحافظة‪ ،‬والذي‬ ‫انعك�س على �شخ�صيته العائمة والقلقة‬ ‫و�سط ف�ضاءات املو�سيقى العربية التي بدت‬ ‫مفتوحة على امناط جتديدية يف التطريب‬ ‫والغناء واملو�سيقى‪ ،‬وعلى ايدي مو�سيقيني‬ ‫كبار امثال حممد عبد الوهاب وريا�ض‬ ‫الق�صبجي وحممد املوجي وبليغ حمدي‬ ‫وغريهم‪.‬‬ ‫ال�شيخ و�صدمة االكت�شاف‬ ‫ال�شيخ احلامل ب�سحر الغناء وجمالية‬ ‫ا�صواته الباذخة ظل مهوو�سا باغواء تلك‬ ‫االحالم التي تطارده يف رحالته القا�سية‬ ‫وعند �شظف عي�شه الذي يعانيه‪ ،‬فهو مل يجد‬ ‫ما يهب روحه اللجوجة والقلقة اطمئنانها‪،‬‬ ‫حتى بدا وك�أن هذا القلق هو �سر ابداعه‬ ‫الغريب الذي قاده للتع ّرف على ال�شاعر‬ ‫احمد ف�ؤاد النجم عام ‪ ،1962‬لي�شكال معا‬ ‫ظاهرة غنائية(�صوتية و�شعرية)الم�ست‬ ‫وجع املاليني يف م�صر والبلدان العربية‪ ،‬اذ‬ ‫ا�ست�شرفت اغانيهم روح التمرد واالحتجاج‬ ‫العميقة ال�سكنى يف الذات العربية املك�شوفة‬ ‫على فوبيا اخليبات واالغرتابات واملراثي‪.‬‬ ‫وليعي�شا يوميات االن�شداد اىل فخاخ‬ ‫االحالم العربية التواقة للحرية والكرامة‪،‬‬ ‫خا�صة ايام حكم جمال عبد النا�صر الذي‬ ‫كان مثاال للنموذج التقليدي ل�صورة البطل‬ ‫القومي الذي تنعك�س كارزما �شخ�صيته‬ ‫على اجلموع التي تبدو منفعلة ب�سحر هذه‬ ‫البطولة‪ .‬انهيار هذا النموذج مابعد هزمية‬

‫‪ 1967‬وما�أحدثه من زلزال كبري يف كينونة‬ ‫هذه ال�شخ�صية‪ ،‬تبدى وك�أنه اكرث ال�صدمات‬ ‫التي هزت يوميات احلياة العربية �سيا�سيا‬ ‫وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬خا�صة ما انعك�س منها‬ ‫بعد انهيار �سايكولوجيا البطولة التاريخية‬ ‫التي كانت متثلها اوهام(البطل القومي)‪،‬‬ ‫وبدء مرحلة مراثي موت هذا البطل‬ ‫بكل ما ي�شوبها من روح غامرة باملرارة‬ ‫وال�سخرية‪ .‬مثلما كان من اكرث التحوالت‬ ‫العا�صفة يف حياة ال�شيخ امام واحمد ف�ؤاد‬ ‫النجم‪ ،‬فهما خرجا بيافطة الق�صيدة والغناء‬ ‫لالحتجاج العلني على الهزمية‪ ،‬النها لي�ست‬ ‫هزمية ع�سكرية باملعنى املهني‪ ،‬بقدر ماهي‬ ‫هزمية تاريخية ونف�سية وثقافية‪ ،‬والتي‬ ‫انخرط يف غمارها ال�شيخ امام �صوتا عاليا‬ ‫مليئا بالوجع وال�سخرية‪ ،‬ف�ضال عن متثله‬ ‫للكثري من احالم الب�سطاء الذين كانوا قد‬ ‫و�ضعوا ثقتهم برمزية(ابطالهم ال�سيا�سيني‬ ‫والع�سكريني) والذين خيبوا هذه االحالم‬ ‫وتركوهم مك�شوفني مل�شاعر الهزمية‬ ‫النف�سية املرعبة‪،‬‬ ‫احلمد لله خبطنا بطاطنا‬ ‫ياحمله رجعة �ضباطنا من خط النار‬ ‫يعي�ش اهل بلدي وبينهم مفي�ش‬ ‫تعارف يخلي التحالف يعي�ش‬ ‫وقعت من اجلوع ومن الراحة‬ ‫البقرة ال�سمرا النطاحة‬ ‫كلمات هذه االغنية التي كتبها احمد ف�ؤاد‬ ‫النجم وغ ّناها ال�شيخ امام تعك�س مرارة‬ ‫االح�سا�س بالهزمية‪ ،‬وخذالن الرمز‪،‬‬ ‫و�سخرية االن�سان من هذا الوجع الوطني‬ ‫الذي حتول اىل انهيار ا�صاب البالد‬ ‫والعباد‪ .‬مثلما حتمل نبوءة ك�شف ملراحل‬ ‫الحقة �شاعت فيها مظاهر الف�ساد ال�سيا�سي‬ ‫واالقت�صادي والتي عربّت عن طبيعة‬ ‫اختالل التوازن يف املعي�ش‪ ،‬وعن ازمة‬ ‫احلياة امل�صرية ان�سانيا ومعي�شيا التي‬ ‫تعاين هيمنة(القطط ال�سمان)كمات�سميها‬ ‫ادبيات املعار�ضة امل�صرية‪ ،‬والتي تكررت‬ ‫�صورها الالذعة يف اغنيته امل�شهورة(اهل‬ ‫م�صر املحمية)‬ ‫يا�أهل م�صر املحمية‬ ‫باحلرامية‬ ‫الفول كثري والطعمية‬ ‫والرب عمار‬ ‫والق�شة معدن واهي ما�شيه‬ ‫اخر ا�شيا‬

‫مادام حبابة واحلا�شية‬ ‫بكرو�ش اكثار‪.‬‬ ‫هذه الق�صيدة التي غناها ال�شيخ امام‬ ‫وغريها من الق�صائد االخرى امثال(ياعرب‪،‬‬ ‫نيك�سون‪ ،‬كلب ال�ست‪ ،‬احنا مني‪ ،‬دور‬ ‫ياكالم‪ ،‬بوتيكات‪ ،‬اناديكم‪ ،‬ياخواجة‬ ‫ويكا‪ ،‬بقرة حاحا وغريها) اعطت لظاهرة‬ ‫ال�شيخ امام واحمد ف�ؤاد النجم ح�ضورا‬ ‫اكرث حتديا وا�شهارا يف مواجهة العديد‬ ‫من الظواهر ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫واالقت�صادية التي بد�أت تقرتن بهموم‬ ‫النا�س(الغالبة) الذين يبحثون عن عامل‬ ‫اكرث �أمنا وا�شباعا‪ ،‬مثلما يبحثون عن وجه‬ ‫م�صر االخر‪ ،‬الوجه الذي عا�شوا لياليه‬ ‫مع رومان�سيات الغناء اال�صيل‪ ،‬وتاريخ‬ ‫ال�سينما امل�صرية‪ ،‬خا�صة يف مرحلتها‬ ‫الواقعية والرومان�سية ومناذج ابطالها‬ ‫املعروفني‪ ،‬وطراوة الغناء البليل الذي‬ ‫كر�س رومان�سيته الثانية اجيال جديدة من‬ ‫املطربني بدءا من عبداحلليم حافظ وحممد‬ ‫قنديل وكارم حممود وماهر العطار وحمرم‬ ‫ف�ؤاد وجناة ال�صغرية وغريهم‪ ،‬والتي‬ ‫و�ضعت هذا الثنائي امام مرحلة جديدة‬ ‫جتاوزا فيها االحتجاج ال�سلبي اىل نوع من‬ ‫الوعي اجلديد ملواجهة الروح االنهزامية‬ ‫واظهار امل�شاعر الوطنية الب�سيطة‪.‬‬ ‫**االغنية امللتزمة**‬ ‫تقرتن مالمح هذه االغنية اجلديدة(االغنية‬ ‫امللتزمة) مع بروز ظاهرة الوعي‬ ‫االجتماعي ب�ضرورة االلتزام مبعناه‬ ‫االخالقي ومعناه ال�سيا�سي وحتى مبعناه‬ ‫االيديولوجي‪ ،‬والذي و�ضع دور الثنائي‬ ‫ال�شيخ امام واحمد ف�ؤاد النجم امام‬ ‫تو�صيف اخر انطلق من طبيعة التغيري‬ ‫الذي ا�ستدعى النظر اىل املغايرة يف‬ ‫تو�صيف مواقف النخبة الثقافية ازاء‬ ‫م�س�ؤولياتها يف مواجهة ازمات ال�سلطة‬ ‫وا�ستبدادها ال�سيا�سي واالمني وخنقها‬ ‫للحريات‪ ،‬وازمة ا�ست�شراء مظاهر‬ ‫الف�ساد بكل م�ستوياته‪ ،‬مقابل ا�ست�شراء‬ ‫مظاهر الفقر واحلرمان والع�شوائيات‬ ‫يف املدن امل�صرية‪ ،‬ف�ضال عن ا�ست�شراء‬ ‫م�شاعر االحباط والي�أ�س‪ ،‬والتي باتت‬ ‫ت�ستدعي ر�ؤية اخرى تنطلق من وعي‬ ‫املواجهة‪ ،‬والت�صدي ال�ستحقاقاتها الثقافية‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،‬والعمل على توظيف االغنية‬ ‫ال�سيا�سية امللتزمة يف اثراء اخلطاب‬

‫الثقايف‪ ،‬خا�صة وان تاريخ االغنية امل�صرية‬ ‫هو جزء من تاريخ املجتمع امل�صري‬ ‫وحتوالته االجتماعية وال�سيا�سية‪ ،‬وكان‬ ‫�شاهدا على الكثري من ظواهرها ال�سيا�سية‬ ‫بدءا من عبده احلمويل و�سيد دروي�ش‬ ‫و�صوال اىل ظاهرة ال�شيخ امام‪.‬‬ ‫اغنية(م�صر يامه يابهية)كانت النموذج‬ ‫الواعي الذي جت�سدت فيه هذه النقلة‬ ‫اال�سلوبية والتطريبة‪ ،‬وكذلك جتليات‬ ‫املعنى الثقايف واالن�ساين لالغنية‬ ‫ال�سيا�سية امللتزمة‪ ،‬والتي اثارت جدال حول‬ ‫دورها يف التعبري عن ر�ؤى ومعطيات‬ ‫جديدة‪ ،‬وعن مواقف اكرث جدّة ت�ضع‬ ‫املثقف امل�صري يف �صلب احلراك والن�ضال‬ ‫االجتماعي وال�سيا�سي‪ ،‬وت�ضع ر�ؤيته‬ ‫ملفهوم االحتجاج االجتماعي يف �سياق‬ ‫تتفاعل فيه الر�ؤى ال�سيا�سية مع املنظور‬ ‫االيديولوجي خا�صة ماكان يطرحه الي�سار‬

‫التغريات العا�صفة يف جتربة ال�شيخ‬ ‫امام الغنائية‪ ،‬حتولت اىل تغايرات‬ ‫قارة انعك�ست على ظاهرة االغنية‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬اذا ا�ضحت ظاهرة �شعبية‬ ‫و�سيا�سية باملعنى االن�ساين لهذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وخ�ضعت يف هذا ال�سياق‬ ‫اىل منظور جتاوز ح�سا�سية التعريف‬ ‫الفني اخلال�ص‪ ،‬باجتاه تعريف ي�ضع‬ ‫االغنية كفعالية اجتماعية يف‬ ‫عمق مات�ؤديه من دور ان�ساين م�ؤثر‪،‬‬ ‫واح�سب ان هذا الدور هو الذي ا�سبغ‬ ‫على وظيفتها نزوعا اخر‪ ،‬جعلها‬ ‫ا�شبه ماتكون بظاهرة الغناء ال�سري‬ ‫االحتجاجي املناه�ض لل�سلطة‬ ‫ورمزياتها‪،‬‬

‫امل�صري من �شعارات‪ ،‬والذي وجد يف‬ ‫اغنية ال�شيخ امام �شفرات فاعلة للتعبري‬ ‫عن الكثري من اليافطات العالية التي تعرب‬ ‫عن الطموح بحياة حرة كرمية‪ ،‬مثلما تعرب‬ ‫عن املواقف واالفكار وقيم االميان باحلياة‬ ‫والوجود والهوية‪.‬‬ ‫م�صر يامة يابهية‬ ‫يام طرحة وجالبية‬ ‫الزمن �شاب وانت �شابة‬ ‫هو رايح وانت جاية‬ ‫هذا التحول يف املواقف ويف توظيف‬ ‫االغنية ال�سيا�سية جعل ال�شيخ امام يخ�ضع‬ ‫اىل رقابة ال�سلطة االمنية وا�ستجواباتها‬ ‫الكثرية‪ ،‬اذ منع من الغناء يف االذاعة‬ ‫والتلفزيون‪ ،‬بتهمة ان اغانيه ال�سيا�سية‬ ‫ذات توجهات معينة‪ ،‬وانها تهاجم‬ ‫زج به‬ ‫امل�س�ؤولني يف ال�سلطة امل�صرية‪ ،‬لذا ّ‬ ‫بال�سجن عام ‪ 1969‬واعترب ال�شيخ امام‬ ‫اول �سجني �سيا�سي بتهمة الغناء املناوىء‬ ‫لل�سلطة‪.‬‬ ‫�سجن ال�شيخ امام اثار الكثري من‬ ‫االحتجاج‪ ،‬وو�ضع ظاهرته الغنائية يف‬ ‫�سياق اكرث اثارة لطبيعة التحوالت التي‬ ‫تعي�ش تعقيداتها النخبة امل�صرية قبل حرب‬ ‫اكتوبر عام ‪ ،1970‬اذ ان هذه التحوالت‬ ‫التي �شملت االغنية وال�سينما والت�شكيل‬ ‫وال�شعر وال�سرديات‪ ،‬انعك�ست اي�ضا على‬ ‫ك�شف م�ساوىء ال�سلطة التي بدت عاجزة‬ ‫عن مواجهة �سل�سلة من االزمات الداخلية‬ ‫واخلارجية‪ ،‬واح�سب ان اغنية(جيفارا)‬ ‫تعرب عن ا�شكالية هذا الوعي املفارق‪،‬‬ ‫النها تتحدث عن املوت من زاوية اخرى‪،‬‬ ‫املوت الذي ميثل حياة خالدة ل�صاحبه‬ ‫دومنا �ضجيج‪ ،‬مقارنة بظاهرة املوت‬ ‫ال�سيا�سي العربي الذي اليعدو ان يكون‬ ‫ا ّال �ضجيجا و�صخبا‪ ،‬وك�أنه يوظف املوت‬ ‫الفيزيقي لتغطية املوت القيمي واالخالقي‬ ‫وال�سيا�سي‪ ،‬وجيفارا يف هذا ال�سياق بطل‬ ‫ان�ساين اخالقي يدافع عن حق ال�شعوب‬ ‫باحلرية وقد قتلته االمربيالية يف احرا�ش‬ ‫بوليفيا‪.‬‬ ‫جيفارا مات‬ ‫اخر خرب يف الراديو هات‬ ‫يف الكنائ�س يف اجلوامع‬ ‫يف احلواري يف ال�شوارع‬ ‫جيفارا مات‬ ‫الطنطنة‬

‫وال�شن�شنة‬ ‫وال اعالنات‬ ‫جيفارا مات‪..‬‬ ‫التغريات العا�صفة يف جتربة ال�شيخ‬ ‫امام الغنائية‪ ،‬حتولت اىل تغايرات قا ّرة‬ ‫انعك�ست على ظاهرة االغنية العربية‪ ،‬اذا‬ ‫ا�ضحت ظاهرة �شعبية و�سيا�سية باملعنى‬ ‫االن�ساين لهذه الظاهرة‪ ،‬وخ�ضعت يف‬ ‫هذا ال�سياق اىل منظور جتاوز ح�سا�سية‬ ‫التعريف الفني اخلال�ص‪ ،‬باجتاه تعريف‬ ‫ي�ضع االغنية كفعالية اجتماعية يف عمق‬ ‫مات�ؤديه من دور ان�ساين م�ؤثر‪ ،‬واح�سب‬ ‫ان هذا الدور هو الذي ا�سبغ على وظيفتها‬ ‫نزوعا اخر‪ ،‬جعلها ا�شبه ماتكون بظاهرة‬ ‫الغناء ال�سري االحتجاجي املناه�ض‬ ‫لل�سلطة ورمزياتها‪ ،‬والتي فتحت امامها‬ ‫افاق وا�سعة مثرية و�صادمة‪ ،‬اذ منحته‬ ‫جنومية اليطمئن اليها وهو ال�ضرير‬ ‫املهوو�س بفكرة(احلياة اخلال�صة)‪ ،‬مثلما‬ ‫عر�ضت عالقته مع رفيق دربه احمد ف�ؤاد‬ ‫النجم اىل االنف�صال الفني واالن�ساين‪،‬‬ ‫والتي ا�ستدعت ال�شيخ امام ليغني ق�صائد‬ ‫�شعراء اخرين امثال جنيب �سرور‪،‬‬ ‫وتوفيق زياد‪ ،‬زين العابدين ف�ؤاد‪ ،‬وادم‬ ‫فتحي وغريهم) والتي مل تخرجه عن‬ ‫ال�سياق اال�سلوبي اللحني ا ّال انها فقدت‬ ‫الكثري من نب�ضها ال�شعبي العميق الذي‬ ‫اقرتن بروح النجم الواعية ب�شعبيتها‬ ‫وا�ستغواراتها ال�سرية ملكنونات االن�سان‬ ‫امل�صري الب�سيط‪.‬‬ ‫ال�شيخ االمام احلا�ضر يف الذاكرة ت�ستعيده‬ ‫اليوميات امل�صرية االن وهي تعي�ش ازمة‬ ‫وجودها امل�ضطرب الذي يواجه �صراعات‬ ‫كينونية حمتدمة‪ ،‬وحرائق مك�شوفة على‬ ‫ازمة ال�سيا�سة والوجود‪ ،‬مقابل ازمات اكرث‬ ‫ق�سوة لالن�سان والهوية واملكان‪ ،‬والتي‬ ‫جتعل االغنية ك�صوت عال تعبريا عن قوة‬ ‫احتجاجات ذلك االن�سان امل�صري احلامل‬ ‫باحلرية والكرامة واخلبز‪ ،‬والذي خرج‬ ‫اىل ال�شارع جمددا حمتجا حاملا باحثا عن‬ ‫زمن وطني اخر‪ ،‬واح�سب ان هذه ال�صوت‬ ‫هو الذي يبحث يف زوايا الذاكرة عن‬ ‫ايقاعات ال�شيخ امام التي طاملا �صدحت‬ ‫مل�صر(االم البهية) بكل اغانيها التي الت�شيخ‬ ‫رغم كل ال�سنوات العجاف‪ ،‬والتي تفتح‬ ‫ايقاع االحتجاج القدمي على ا�ستعادة قوة‬ ‫احلياة واجلمال واالمل‪..‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2034‬ال�سنة الثامنة ‪-‬ال�سبت (‪� )5‬شباط ‪2011‬‬

‫اول من سجن بسبب الغناء‬

‫الشيخ امام رصاصة‬ ‫في صدر الطغاة‬ ‫حممد �شفيق‬ ‫يبقى الفنان �أي فنان‪ ،‬عا�ش معاناة‬ ‫ال�شعب‪ ،‬وت�شرب بها ‪ ،‬حي ًا يف الذاكرة‬ ‫ال ميحوه الزمن مهما تقادم عليه‪.‬‬ ‫وهذه حقيقة معروفة ال حتتاج‬ ‫اىل طرح وجمع‪ ،‬كون الفنان جزء‬ ‫من ال�شعب الذي تربى بينه‪ ،‬وكان‬ ‫ال�سبب فيما و�صل اليه‪ .‬فالفن لي�س‬ ‫احلب لوحده‪ ،‬وامنا املاء واخلبز‬ ‫واحلياة بكاملها‪ ،‬ومالم�سة كل هذا‬ ‫هو الذي يجعل الفنان فنان ال�شعب‬ ‫ولي�س فن الفنادق او املالهي‪ ،‬وكلنا‬ ‫نتذكر الفنانة العاملية الراحلة‬ ‫(مريياما كيبا) وكيف �سخرت‬ ‫فنها خلدمة �شعبها وافريقيا‪ ،‬ومل‬ ‫حتاول ان تخرج عن هذا الطريق‬ ‫الذي اختطته لنف�سها‪ ،‬حتى �سميت‬ ‫مطربة ال�شعب‪.‬‬

‫ويف العراق ظهر عندنا الفنان عزيز‬ ‫علي‪ ،‬وا�ستطاع ان يقف مع ال�شعب يف‬ ‫�سرائه و�ضرائه‪ ،‬وان ي�ؤكد على معاناته‬ ‫مع احلكام‪ ،‬وت�شخي�صه لذلك‪ .‬وب�سبب‬ ‫من هذا بقي حي ًا يرزق يف الذاكرة‬ ‫ليومنا هذا‪ ،‬م�ستخدم ًا اب�سط الكلمات‬ ‫وافهمها وكذلك باحلان ب�سيطة الي�صالها‬

‫اىل اب�سط �شريحة يف املجتمع ‪ .‬وباتت‬ ‫تردد من قبل اجلميع وجعل احلكام‬ ‫م�سخرة مما ا�ضطرهم اىل ا�ستدعائه‬ ‫ملرات عديدة‪ .‬و�سمي اي�ض ًا بفنان‬ ‫ال�شعب‪ .‬ويف م�صر كان ال�شيخ امام‬ ‫والذي هو حممد احمد عي�سى الذي كان‪.‬‬ ‫والده يحلم �أن يكون ابنه �شيخ ًا‬

‫كبري ًا‪ ،‬لكنه كان قا�سي ًا يف معاملته‪� ،‬أما‬ ‫والدته فكانت النبع الذي ارتوى منه‬ ‫�إمام باحلنان يف طفولته وعو�ضه فقد‬ ‫ب�صره‪ ،‬وكانت معايرة الأطفال البنها‬ ‫بالعمى تدفعها للبكاء‪ .‬كان �إمام يند�س‬ ‫يف موا�سم الأفراح واحلج‪ ،‬و�سط‬ ‫احلرمي لي�سمع غناءهن و�أهازيجهن‬ ‫فن�ش�أ �صاحب �أذن مو�سيقيه‪ .‬ومما‬ ‫جعل منه مهم ًا هو نزوله اىل الدرجات‬ ‫ال�سفلى من املجتمع امل�صري ومن اغانيه‬ ‫املهمة التي تردد «ناح النواح والنواحا‬ ‫حاحا على بقرة حاحا النطاحا حاحا»‪.‬‬ ‫وبعد حرب الـ (‪ )1967‬غنى اغنيات‬ ‫خا�صة باحلرب ويف احدى اغانيه‬ ‫ي�سخر من الرئي�س االمريكي نيك�سون اذ‬ ‫يقول « �شرفت يا نيك�سون بابا‪ ..‬وكان‬ ‫يزور وقتها القاهرة‪ ..‬وعد هذا حتو ًال‬ ‫تاريخي ًا لهما‪.‬‬ ‫وفى عام ‪ ،1929‬مل يكن �إمام قد �أكمل‬ ‫عامه الثاين ع�شر‪،‬عندما ا�صطحبه والده‬ ‫للقاهرة للدرا�سة باجلمعية ال�شرعية‬ ‫بحي الأزهر‪ ،‬وكان لدى اجلمعية واعظ‬ ‫ومن�شد يحيي املنا�سبات‪ ،‬وفى �أحد‬ ‫الأفراح اختري الطفل �إمام �ضمن فرقة‬ ‫الإن�شاد‪ .‬التحق ال�شيخ �إمام باملركز‬ ‫الرئي�سي للجمعية‪ ،‬وق�ضى فيها ‪4‬‬ ‫�سنوات و�أمت حفظ القر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫فا�ستحق لقب «�شيخ» رغم �صغر �سنه‪،‬‬ ‫وكان يقيم بها �إقامة دائمة‪.‬‬ ‫والزم �إمام ال�شيخ حممد رفعت ل�صوته‬ ‫املتميز ولكون رفعت قد مدحه ومدح‬ ‫نباهته يوم ًا‪ ،‬وكان اال�ستماع للإذاعة‬ ‫من ممنوعات اجلمعية لكونه بدعة‪ ،‬مع‬ ‫�أنه كان ي�ستمع للقر�آن‪� ،‬إال �أن اجلمعية‬ ‫قررت ف�صله بالإجماع‪ .‬عندما �سمع �أبوه‬ ‫مبا حدث البنه من ف�صل من اجلمعية‬ ‫بحث عنه فوجده يق�ضى نهاره يف‬ ‫احل�سني وليله يف الأزهر حيث كان‬ ‫ينام‪ ،‬ف�أهانه و�ضربه وحذره من العودة‬ ‫لقريته مرة �أخرى نظر ًا للجرمية التي‬ ‫اقرتفها بت�سببه يف ف�صله من اجلمعية‪،‬‬ ‫وبعدها مبا�شرة توفيت �أمه التي كانت‬

‫�أعز ما لديه يف الدنيا‪ ،‬ومل يتمكن من‬ ‫ت�شييعها ملثواها الأخري‪ ،‬وبالفعل مل يعد‬ ‫لقريته �إال حني مات �أبوه‪.‬‬ ‫وفى �إحدى زياراته حلى الغورية قابل‬ ‫جمموعة من �أهايل قريته ف�أقام معهم‬ ‫وامتهن الإن�شاد وتالوة القر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫وك�سائر �أحداث حياته التي �شكلتها‬ ‫امل�صادفة التقى ال�شيخ �إمام بال�شيخ‬ ‫دروي�ش احلريري �أحد كبار علماء‬ ‫املو�سيقى‪ ،‬و�أعجب به ال�شيخ احلريري‬ ‫مبجرد �سماع �صوته‪ ،‬وتوىل تعليمه‬ ‫املو�سيقى‪.‬‬ ‫ا�صطحب ال�شيخ احلريري تلميذه يف‬ ‫جل�سات الإن�شاد والطرب‪ ،‬فذاع �صيته‬ ‫وتعرف على كبار املطربني واملقرئني‪،‬‬ ‫�أمثال زكريا �أحمد وال�شيخ حممود‬ ‫�صبح‪ ،‬وبد�أت حياة ال�شيخ يف التح�سن‪.‬‬ ‫وبعد ان كانت �أحلان زكريا �أحمد لأم‬ ‫كلثوم بد�أت تت�سرب للنا�س قبل �أن‬ ‫تغنيها �أم كلثوم‪ ،‬مثل «�أهل الهوى» و»�أنا‬ ‫يف انتظارك» و»�آه من لقاك يف �أول يوم»‬ ‫و»الأولة يف الغرام»‪ ،‬فقرر ال�شيخ زكريا‬ ‫اال�ستغناء عن ال�شيخ �إمام‪.‬‬ ‫كان لهذه الواقعة �أثر يف حتويل دفة‬ ‫حياة ال�شيخ �إمام مرة �أخرى عندما قرر‬ ‫تعلم العزف على العود‪ ،‬وبالفعل تعلم‬ ‫على يد كامل احلم�صاين‪ ،‬وبد�أ ال�شيخ‬ ‫�إمام يفكر يف التلحني حتى �إنه �ألف‬ ‫كلمات وحلنها وبد�أ يبتعد عن قراءة‬ ‫القر�آن وحتول ملغن وا�ستبدل مالب�سه‬ ‫الأزهرية مبالب�س مدنية‪.‬‬ ‫وبد�أت الثنائية بني ال�شيخ امام واحمد‬ ‫ف�ؤاد جنم �إذ تعارفا واعجب احدهما‬ ‫بالآخر وكان ذلك عام ‪ 1962‬حتى �سماه‬ ‫البع�ض باللقاء التاريخي‪.‬‬ ‫وعندما �س�أل جنم �إمام ملاذا مل يلحن‬ ‫�أجابه ال�شيخ �إمام �أنه ال يجد كالما‬ ‫ي�شجعه‪ ،‬وبد�أت الثنائية بني ال�شيخ‬ ‫�إمام و�أحمد ف�ؤاد جنم وت�أ�س�ست �شراكة‬ ‫دامت �سنوات طويلة‪.‬‬ ‫انت�شرت ق�صائد احمد ف�ؤاد جنم التي‬ ‫حلنها وغناها ال�شيخ �إمام داخل وخارج‬

‫بد�أت الثنائية بني ال�شيخ امام واحمد ف�ؤاد جنم �إذ تعارفا واعجب احدهما بالآخر وكان ذلك عام ‪ 1962‬حتى �سماه البع�ض باللقاء التاريخي‪.‬‬ ‫وعندما �س�أل جنم �إمام ملاذا مل يلحن �أجابه ال�شيخ �إمام �أنه ال يجد كالما ي�شجعه‪ ،‬وبد�أت الثنائية بني ال�شيخ �إمام و�أحمد ف�ؤاد جنم وت�أ�س�ست �شراكة‬ ‫دامت �سنوات طويلة‪ .‬ذاع �صيت الثنائي جنم و�إمام والتف حولهما املثقفون وال�صحفيون خا�صة بعد �أغنية‪�« :‬أنا �أتوب عن حبك �أنا؟»‪ ،‬ثم «ع�شق‬ ‫ال�صبايا»‪ ،‬و»�ساعة الع�صاري»‪ ،‬وات�سعت ال�شركة ف�ضمت عازف الإيقاع حممد علي‪ ،‬فكان ثالث ثالثة كونوا فرقة للت�أليف والتلحني والغناء �ساهم فيها‬ ‫العديد مل تقت�صر على �أ�شعار جنم فغنت ملجموعة من �شعراء ع�صرها �أمثال‪ :‬ف�ؤاد قاعود‪ ،‬وجنيب �سرور‪ ،‬وتوفيق زياد‪ ،‬وزين العابدين ف�ؤاد‪ ،‬و�آدم‬ ‫فتحي‪ ،‬وفرغلي العربي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫م�صر‪ ،‬فكرث عنها الكالم واختلف‬ ‫حولها النا�س بني م�ؤيدين ومعار�ضني‪،‬‬ ‫يف البداية ا�ستوعبت الدولة ال�شيخ‬ ‫وفرقته و�سمحت بتنظيم حفل يف نقابة‬ ‫ال�صحفيني وفتحت لهم �أبواب الإذاعة‬ ‫والتليفزيون‪.‬‬ ‫لكن �سرعان ما انقلب احلال بعد هجوم‬ ‫ال�شيخ �إمام يف �أغانيه على الأحكام التي‬ ‫ادان امل�س�ؤولون عن هزمية ‪ ،1967‬فتم‬ ‫القب�ض عليه هو وجنم ليحاكما بتهمة‬ ‫تعاطي احل�شي�ش �سنة ‪ 1969‬ولكن‬ ‫القا�ضي �أطلق �سراحهما‪ ،‬لكن الأمن ظل‬ ‫يالحقهما وي�سجل �أغانيهم حتى حكم‬ ‫عليهما بال�سجن امل�ؤبد ليكون ال�شيخ‬ ‫�أول �سجني ب�سبب الغناء يف تاريخ‬ ‫الثقافة العربية‪.‬‬ ‫ق�ضى ال�شيخ �إمام وجنم الفرتة من‬ ‫الهزمية حتى ن�صر �أكتوبر يتنقالن من‬ ‫�سجن �إىل �آخر ومن معتقل �إىل �آخر‬ ‫ومن ق�ضية �إىل �أخرى‪ ،‬حتى �أفرج عنهما‬ ‫بعد اغتيال الرئي�س ال�سادات‪.‬‬ ‫يف منت�صف الثمانينيات تلقى ال�شيخ‬ ‫�إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرن�سية‬ ‫لإحياء بع�ض احلفالت يف فرن�سا‪،‬‬ ‫فالقت حفالته �إقبا ًال جماهريي ًا كبري ًا‪،‬‬ ‫وبد�أ بجولة اخرى يف الدول العربية‬ ‫والأوروبية لإقامة حفالت غنائية القت‬ ‫كلها جناحات عظيمة‪ ،‬وللأ�سف بد�أت‬ ‫اخلالفات يف هذه الفرتة تدب بني‬ ‫ثالثى الفرقة ال�شيخ �إمام وجنم وحممد‬ ‫على عازف الإيقاع مل تنته �إال قبل وفاة‬ ‫ال�شيخ �إمام بفرتة ق�صرية‪.‬‬ ‫وتوفى ال�شيخ �إمام يف عام ‪1995‬‬ ‫جتاوز ال�سبعني من عمره يف حجرته‬ ‫املتوا�ضعة بحي الغورية ومل يعد يظهر‬ ‫يف الكثري من املنا�سبات كال�سابق حتى‬ ‫تويف يف هدوء يف ‪ 19‬حزيران ‪1995‬‬ ‫تارك ًا وراءه �أعما ًال فنية نادرة‪.‬‬ ‫ما احوج اليوم ال�شعب امل�صري اىل‬ ‫�شيخ امام يف الوقت احلا�ضر! ان‬ ‫كلماته هي اقوى من ر�صا�ص احلكام‬ ‫ودكتاتوريتهم وت�سلطهم على ال�شعوب‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪m a n a r a t‬‬

‫‪201152034‬‬

‫ﺷﻴﺦ إﻣﺎم‬

‫‪‬‬

‫‪manarat‬‬ ‫رئي�س جمل�س الإدارة‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫التحرير‬ ‫‪----------------‬‬‫نزار عبد ال�ستار‬ ‫الت�صميم‬ ‫‪----------------‬‬‫م�صطفى جعفر‬ ‫الت�صحيح اللغوي‬ ‫‪----------------‬‬‫حممود �شاكر‬

‫طبعت مبطابع م�ؤ�س�سة املدى‬ ‫لالعالم والثقافة والفنون‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫من أغانيه‬ ‫له �أغنية هي الأ�شهر يف نك�سة حزيران ‪ /‬يونيو وهي‬ ‫(احلمد هلل)‪:‬‬ ‫احلمد هلل خبطنا‬ ‫حتت بطاطنا‬ ‫يا حمال رجعه �ضباطنا‬ ‫من خط النار‬ ‫يا اهل م�صر املحميه‬ ‫باحلراميه‬ ‫الفول كتري والطعميه‬ ‫والرب عمار‬ ‫والعي�شه معدن واهي ما�شيه‬ ‫اخر ا�شيا‬ ‫مادام جنابه واحلا�شيه‬ ‫بكرو�ش وكتار‬ ‫ح تقول ىل �سينا وما �سينا �شي‬ ‫ما تدو�شنا�شي‬ ‫ما �ستميت اوتوبي�س ما�شى‬ ‫�شاحنني انفار‬ ‫ايه يعني ملا ميوت مليون‬ ‫او كل الكون‬ ‫العمر ا�صال م‬ ‫�ش م�ضمون‬ ‫والنا�س اعمار‬ ‫احلمدهلل و�أهي‬ ‫ظاطت‬ ‫والبيه حاطط‬ ‫يف كل حته‬ ‫مدير �ضابط‬ ‫و�إن �شاهلل‬ ‫حمار‬ ‫ايه يعني يف العقبه جرينا‬ ‫وال ف �سينا‬ ‫هى الهزميه تن�سينا‬ ‫اننا احرار‬ ‫ايه يعني �شعب ف ليل ذلة‬ ‫�ضايع كله‬ ‫دا كفاية ب�س اما تقول له‬ ‫احنا الثوار‬ ‫احلمد اهلل وال حوال‬ ‫م�صر الدوله‬ ‫غرقانة يف الكدب عالوله‬ ‫وال�شعب احتار‬ ‫وكفايه ا�سيادنا البعدا‬ ‫عاي�شني �سعدا‬ ‫بف�ضل نا�س متال املعده‬ ‫وتقول ا�شعار‬ ‫ا�شعار متجد ومتاين‬ ‫حتى اخلاين‬ ‫وان �شا اهلل يخربها مداين‬ ‫عبد اجلبار‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.