Journal Achamal 29 Décembre 2015

Page 1

‫البنوك اإلسالمية‪ ‬بين البزنسة والشريعة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 817‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 17‬ربيع الأول ‪ 29 / 1437‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 4‬يناير ‪2016‬‬

‫حذر والي بنك المغرب من «الخلط» بين الدين والبزنسة‪،‬‬ ‫في ما يخص طبيعة عمل البنوك «االسالمية» والتي يصر‬ ‫الجواهري على تسميتها بالبنوك «التشاركية» انطالقا من‬ ‫مبدإ أن الدين هلل و «البزنسة» للجميع‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد دعا والي بنك المغــرب إلى «إبعاد»‬ ‫النقاش الديني عن الوافدين الجدد على المجموعة البنوك‬ ‫المغربية‪« ‬التقليدية»‪ ،‬والذين يسعون إلى ممارسة «البزنس»‬ ‫كما هو متعارف عليه عالميا‪ ،‬مؤكدا أن هذه البنوك «تعلم أنها‬ ‫سوف تحقق أرباحا مادية « ‪ ،‬هامة‪ ،‬داخل سوق تنافسية واعدة‪.‬‬ ‫الجواهري توقع أن تشهد البنوك «التشاركية» إقباال من طرف‬ ‫المغاربة‪ ‬بعد حصولها على التراخيص الضرورية من طرف الجهات المختصة‪.‬‬ ‫إال أن الذي ال يفهم هو أنه مادامت هذه البنوك «بزنيسية» صرفة‪ ،‬لماذا تخضع طلبات تأسيس بنوك‬ ‫«تشاركية» إلى األخذ برأي المجلس األعلى للعلماء‪ ،‬وما الدافع إلى أن ينسق هو شخصيا ‪ ‬مع المجلس ‪ ‬العلمي‬ ‫األعلى بخصوص إعداد «مذكرة تفصيلية» ‪ ،‬وما المبرر إلنشاء لجنة الشريعة‪ ‬لتمويل السوق التشاركية وتوفير‬ ‫السيولة «توافق قواعد الشريعة» ‪ ،‬كما قال الجواهري‪ ،‬ما دام أن األمر «بزنيس في بزنيس»‪!!! ‬‬ ‫أمور تحتاج ألكثر من توضيح‪! ‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫محطة «طنجة ‪ »1‬األولى إفريقيا‬ ‫في إنتاج الطاقة الريحية‬ ‫ً‬ ‫سنويا وتقليص حجم انبعاث‬ ‫اقتصاد ‪ 126‬ألف طن من الفيول‬ ‫ثاني أكسيد الكربون بما يعادل ‪ 368‬ألف طن‬ ‫(�ص ‪)4‬‬

‫تعليمات جاللة الملك وضعت خارطة طريق واضحة‪ ‬‬ ‫لتنمية وتطوير الطاقات المتجددة بالمغرب‬


‫العدد ‪817‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫‪2‬‬

‫تنفيذ قرارات الهدم المختلفة بطنجة‬ ‫السياحة عبر الرّحالت البحرية‬ ‫‪120‬ألف سائح استقبلهم ميناء «طنجة المدينة» امتحان حقيقي للسيد العمدة‪ ،‬ففي‬ ‫يوم االمتحان يعز المرء أو يهان‬ ‫منذ يناير ‪2015‬‬

‫في حديث لوكالة األنباء المغربية‪ ،‬صرح‬ ‫المندوب الجهوي لوزارة السياحة ‪ ‬بطنجة‪ ،‬أن‬ ‫ميناء “طنجة المدينة” استقبل منذ بداية السنة‬ ‫الجارية وإلى اآلن‪ 85 ،‬سفينة من سفن الرحالت‬ ‫السياحية‪ ،‬ومنها السفينة العمالقة “نورفيجين‬ ‫كروز الين” وهي ثالث كبريات السفن السياحية‬ ‫بالعالم‪ ،‬ما مكن هذه المدينة من استقبال فوق‬ ‫المائة وعشرين زائ��را‪ ،‬مقابل ‪ 104‬ألف‪ ‬خالل‬ ‫نفس الفترة من السنة الماضية‪.‬‬ ‫الفيرة العمالقة رست بمينـــاء “طنجـــة‬ ‫المدينة” اإلثنين الماضي وعلى متنها حوالي‬ ‫ستة آالف سائح من جنسيات مختلفة‪ ،‬نظمت‬ ‫لفائدتهم زي��ارات مؤطرة إلى مختلف المآثر‬ ‫التاريخية في كل من طنجة وأصيلة وتطوان‬ ‫وشفشاون‪ ‬والمحيط‪.‬‬ ‫يذكر أن تعزيز النقل البحري والبري‬ ‫التجــاري والسياحـــي في البوغـــاز وتحسين‬ ‫ظروف االستقبال إضافة إلى حيوية ونشاط‬ ‫مهنيي السياحة بطنجة‪ ،‬وكالء أسفار ومديروي‬ ‫الفنادق‪ ،‬والجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس‬ ‫السياحي لجهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬للترويج‬ ‫للسياحة الجهوية والوطنية ‪ ‬خاصة على مستوى‬ ‫المهنيين السياحيين بجوار المغرب في الضفة‬ ‫الشمالية‪ ،‬إسبانيا والبرتغال خاصة‪ ،‬ومواظبة‬ ‫المجلس على الحضور في مختلف المعارض‬

‫السياحية بأوروبا وتأطير مشاركة مهنيي الشمال‬ ‫في هذه المعارض‪ ،‬أمور ساعدت على تنمية‬ ‫الحركة السياحة بطنجة والجهة‪ ،‬التي بدأت‬ ‫تسترد بعضا من إشعاعها السياحي بوسائل‬ ‫ذاتية بالرغم من السياسة االرتجالية التي‬ ‫تمارسها الخطوط الجوية المغربية ‪ ‬بتقليص‬ ‫عدد الرحالت الجوية التي كانت تربط هده‬ ‫المدينة بأسواقها السياحية االعتيادية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن ميناء “طنجة المدينة” يخضع‬ ‫في الوقت الراهن إلى عملية‪ ‬هيكلة وإعادة‬ ‫تأهيل تضمنه المخطط الملكي لـ “طنجة‬ ‫الكبرى” (‪ 2013‬ـ ‪ )2017‬حيث من المنتظر أن‬ ‫يرفع عدد السياح عبر الرحالت البحرية السياحية‬ ‫إلى ‪ ‬حوالي ‪ 750‬ألف‪ ‬وفق ِرؤية ‪ 2020‬التي‬ ‫أعدتها وترعاها بتفاؤل كبير‪ ،‬وزارة السياحة‪.‬‬ ‫ويعتبر مشروع توظيف وإع��ادة تأهيل‬ ‫منطقة الميناء القديم لمدينة طنجة‪ ،‬الممتد‬ ‫على مساحة ‪ 84‬هكتارا‪ ،‬مشروعا كبيرا من‬ ‫شأنه تعزيز موقع هذه المدينة كوجهة سياحية‬ ‫كبرى على الصعيد الوطني والمتوسطي‬ ‫والعالمي وتطوير أدائها في مجاالت مختلفة‪،‬‬ ‫خاصة الترفيه والصيد والفندقة والثقافة‬ ‫والتجارة والتنشيط‪ ،‬فضال عن إنجاز إقامات‬ ‫سياحية من الطراز الرفيع ومكاتب الستقبال‬ ‫كبريات الشركات العالمية بوجه خاص‪ .‬كما‬

‫أنه سيمكن هذه المدينة العريقة من آليات‬ ‫عمل جديدة الستثمار شهرتها العالمية في‬ ‫النشاطات االقتصادية واالجتماعية والسياحية‪،‬‬ ‫وذلك بتسهيل جلب رؤوس أموال خارجية من‬ ‫شأنها أن تعزز مكانتها كوجهة سياحية متميزة‬ ‫تعرض مجاالت بجودة عالمية في مجال الترفيه‬ ‫السياحي وحركة الرحالت السياحية حيث بدأت‬ ‫تقصدها كبريات البواخر السياحية بالعالم‪،‬‬ ‫وكمنارة إشعاع في ملتقى طرق مائية تربط كل‬ ‫قارات العالم‪.‬‬ ‫ومعلوم أن األشغـال في إنجـاز مشـروع‬ ‫المارينــا تسيــر إلى نهايتهـا‪ ،‬حيث إن هذا‬ ‫المشروع سيمكن من إح��داث ‪ 1610‬نقطة‬ ‫رسو لليخوت ليصبح عند نهاية السنة القادمة‪،‬‬ ‫أحد أكبر الموانئ الترفيهية في حوض البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬وليتمكن من االستفادة من‬ ‫التطور الهام الذي يشهده القطاع المتوسطي‬ ‫للمارينات الذي يضم حوالي ألف ميناء ترفيهي‬ ‫معظمها يقع في دول سياحية كإسبانيا وفرنسا‬ ‫والبرتغال وإيطاليا واليونان‪.‬‬ ‫وقد خصص لمشروع تأهيل ميناء “طنجة‬ ‫المدينة” غالف مالي إجمالي يفوق ‪ 7‬ماليير‬ ‫درهم‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫“البطالة الجامعية” موضوع ندوة‬ ‫بطالة الخريجين موضوع يؤرق مضجع‬ ‫الشابا وأسرهم ويفرض على الدولة أن تتحرك‬ ‫على أرض الواقع إليجاد الحلول في مواجهة هذا‬ ‫الغول الذي يضرب في العمق التضامن األسري‬ ‫والتماسكاالجتماعي‪.‬‬ ‫وألنه موضوع يهم بالدرجة األولى الفئات‬ ‫الشاب التي ستتسلم‪ ،‬افتراضيا‪ ،‬مشعل بناء‬ ‫مغرب الغد‪ ،‬فقد بادرت جمعية قدماء أساتدة‬ ‫وتالميذ ثانوية موالي رشيد بطنجة‪ ،‬إلى تنظيم‬ ‫ندوة حول موضوع “البطالة الجامعية والحلول‬ ‫المقترحة “ وكان األفضل أن تعنون الندوة ب‬ ‫“بطالة الجامعيين” ألن الجامعة ليست في حال‬ ‫بطالة‪ ،‬حتى تنسب البطالة لها‪.‬‬ ‫الندوة نظمت بشراكة مع جريدة “المساء”‬ ‫ومجلة سيدتــي وحضرتها ثلـــة من الخبراء‬ ‫وأساتدة جامعيين‪ ،‬تناولـوا في مداخالتهــم‬ ‫القيمة معضلة بطالة الجامعيين‪ ،‬من مختلف‬ ‫جوانبها‪ ،‬حيث اعترف نائب عميد كلية اآلداب‬ ‫بتطوان الدكتور مصطفى الغاشي بوجود أزمة‬ ‫تواجه الجامعة والطلبة دون أن يكون للجامعة‬ ‫جانب من المسؤوليـــة‪ ،‬وتسائـل الحكومـــة‬ ‫والمجتمعككل‪.‬‬ ‫والحظ الدكتور الغاشي وجود تباين في‬ ‫مفهوم الوظيفة والشغل الذي هو حق طبيعي‬ ‫للمواطن في مجتمع متحضر‪ ،‬والذي يتطلب‬ ‫من الدول تفعيل إصالحات مستمرة في مناهج‬ ‫التعليم عبر مختلف مراحله‪ ،‬لتمكين األجيال‬ ‫المتالحقة المتعاقبة من الولوج إلى عالم‬ ‫الشغل‪ ،‬مسلحين بقدر كاف من العلم والمعرفة‪.‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬عالجت الدكتورة سعيدة‬ ‫العثماني‪ ،‬أستاذة العلوم السياسية بجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي بطنجة‪ ،‬في مداخلتها موضوع‬ ‫“دور التعليم واالستجابة لسوق الشغل”‪،‬حيث‬ ‫أوضحت الفارق بين التعليم الذي يخاطب الفكر‬

‫والذي ال يعني بالضرورة التشغيل‪ ، ،‬بينما يتجه‬ ‫التفكير ‪ ،‬تحت تأثير الرأسمالية المتوحشة ‪ ،‬إلى‬ ‫تعويض الفكر بـ “تكوينات” تقنية ال تراعي‬ ‫العديد من القيم اإلنسانية‪.‬‬ ‫الدكتورة العثماني دعت‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬إلى‬ ‫مساءلة الدولة والمجتمع‪ ،‬عن ماهية التعليم‬ ‫الذي نريده ألجيال الغد‪ ،‬حتى نكون قادرين‬ ‫على تحديد االحتياجات واألهداف لتعليم وطني‬ ‫قادر على إنجاب أجيال مسلحة بالعلم والمعرفة‬ ‫لتدبير أمور حياتهم بنجاح‪.‬‬ ‫أما األستاذ عبد اهلل أبو ع��وض‪ ،‬الخبير‬ ‫وأستاذ علم االجتماع فقد ركز على مفهوم‬ ‫فلسلفي للبطالة والعطالة‪ ،‬داعيا إلى استغالل‬ ‫ثروات البالد في مصلحة الجميع‪ ،‬من أجل تفادي‬ ‫وضعيات سيئة‪ ،‬يكون الشباب المتعلم ضحيتها‬ ‫بسبب عامل الفقر‪.‬‬ ‫وفي تدخلهـــا‪ ،‬حـــول “التنمية البشرية‬ ‫ودوره��ا في التقليص من آثار البطالة’‪ ،‬دعت‬

‫الخبيرة في التدبير الذاتي‪ ،‬إش��راق الحنيني‪،‬‬ ‫الشباب المتعلم إلى اكتشاف قدراته ومهاراته‬ ‫وفق توجهاته العلمية‪ ،‬وتقوية ثقته في نفسه‬ ‫ومؤهالته في مواجهته ألزمة البطالة‪.‬‬ ‫الصحافي عبد اهلل الدامون‪ ،‬تحدث عن‬ ‫البطالة من منظور تناولها عبر وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫خاصة عند نزول المعطلين إلى الشارع للتنديد‬ ‫بعدم االستجابة لمطالبهم واالحتجاج على‬ ‫المباالة المسؤولين بأوضاعهم‪.‬‬ ‫و خالل فسحة النقاش‪ ،‬أجمع عدد من‬ ‫المشاركين على ضرورة تبني حلول عملية بإقرار‬ ‫تكوين تعليمي يتالءم وحاجيات سوق الشغل‬ ‫بالمغرب ‪ ,‬كما تحدث مشاركون عن معاناتهم‬ ‫مع البطالة واستعرض غيرهم تجربتهم في‬ ‫مواجهة المشكل بإنشاء مقاولة خاصة‪ ،‬غالبا ما‬ ‫تكون خارجة عن مجاالت تخصصهم الذي أفنوا‬ ‫فيه سنوات من عمرهم‪.‬‬

‫بعد القرار الذي سبق وأن اتخذه والي جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬محمد اليعقوبي ‪،‬قبل‬ ‫ثالثة أشهر ‪ ‬و القاضي بسحب ما يقرب من‬ ‫‪ 100‬رخصة بناء التي لم تحترم فيها الشروط‬ ‫القانونية للتعمير‪ ،‬صار اآلن من واجب الجماعة‬ ‫الحضرية لطنجة التدخل لتنفيذ القرارات‬ ‫الصادرة والشروع في هدم البنايات التي هي‬ ‫في طور البناء أو التي اكتمل بناؤها‪ ،‬لكن يبقى‬ ‫هنا السؤال‪ ....‬كيف سيتصرف رئيس المجلس‬ ‫الحضري ‪ ،‬محمد البشير العبدالوي‪ ،‬في إجراءات‬ ‫تنفيذ هذه القرارات ‪ ،‬هل سينصف المتضررين‬ ‫من مالك ومكترين ومستغلين لهذه البنايات‪،‬‬ ‫أم سيعمل على لعب دور أداة التفعيل الجافة ‪.‬؟؟‪.‬‬ ‫من جهة أخرى يتوقع متتبعون ‪ ،‬أن تكون‬ ‫مقاطعة بني مكادة‪ ،‬أكثر مناطق المدينة‪ ،‬التي‬ ‫استحوذت المعطيات المرتبطة بها على التقرير‬ ‫الذي رفعته اللجنة إلى الوزارة‪ ،‬بالنظر إلى أن‬ ‫هذه المقاطعة ‪ ،‬تضم أكبر عدد من بؤر السكن‬ ‫العشوائي‪ ،‬التي تم تشييدها برخص غير شرعية‬ ‫بمعية بعض المسؤولين‪.‬‬ ‫و عرفت مدينة طنجة منذ أيام احتجاجات‬ ‫من طرف تجار السوق المركزي ببني مكادة‪،‬‬ ‫بسبب قرار الوالية والجماعة الحضرية القاضي‬ ‫بهدم محالت تجارية لتشييد مستوصف صحي‪،‬‬ ‫بغية النهوض بالمجال الصحي بالمدينة‬ ‫التي يعاني من نقص مهول في هذا المجال‬ ‫الحساس‪.‬‬ ‫‪ ‬واستنكر تجار هذا السوق القرار الذي‬ ‫اتخذه والي الجهة محمد اليعقوبي وعمدة‬ ‫طنجة البشير العبدالوي لهدم السوق الذي‬ ‫أقرت الوالية والجماعة بأنه آيل للسقوط في أي‬ ‫لحظة‪ ،‬وهو ما استغربه تجار السوق الذين نفوا‬ ‫أن يكون بهذا الوصف الذي أخرجته الوالية‪.‬‬

‫‪ ‬واعتبر عمدة طنجة في تصريح سابق‪ ،‬أن‬ ‫قرار الهدم يأتي بناء على محضر المعاينة الذي‬ ‫قام به مهندسو الوالية والجماعة‪ ،‬وأكدوا أن‬ ‫المحالت آيلة للسقوط‪ ،‬ودعا العبدالوي الجمعية‬ ‫الحقوقية ‪ ‬التي تتحرك في هذا الملف أن ترفع‬ ‫دعوى قضائية إذا أحست بعدم صدقية هذا‬ ‫المحضر‪ ،‬وأضاف أن هذا المكان سيدشن فيه‬ ‫مرفق صحي كبير تحت إش��راف الملك محمد‬ ‫السادس‪..‬‬ ‫و أكد بهذا الخصوص أحد ممثلي تجار‬ ‫هذه المنطقة‪ ،‬أن تجار السوق المركزي منظمون‬ ‫من الناحية القانونية وأنهم يتواجدون في هذا‬ ‫المكان منذ سنة ‪ 1983‬بعقد كراء مع الجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬ونفى كذلك التوصيف الذي جاء في‬ ‫محضر المعاينة الذي قامت به الجماعة والوالية‪.‬‬ ‫واعتبر المتحدث نفسه أن حلول السلطات‬ ‫المحلية بخصوص تنقيلهم لسوق القرب بني‬ ‫مكادة الذي دشنه الملك والمخصص للفراشة‪،‬‬ ‫فيه إجحاف في حق التجار‪ ،‬رافضا أن تتم التسوية‬ ‫بين صاحب محل وبين بائع في الشارع‪ ،‬وأضاف‬ ‫أن الوالية في ورطة حاليا بسبب عدم وجود حل‬ ‫واقعي لهؤالء التجار‪.‬‬ ‫وتعرف طنجة هذه األيام مفاوضات ساخنة‬ ‫بين ممثلي ه��ؤالء التجار وممثلي الجماعة‬ ‫الحضرية وكذا السلطة المحلية من أجل إيجاد‬ ‫حل يرضي جميع األطراف وال يقع األسى على‬ ‫المواطن البسيط ‪ ،‬وهذا ما ترفضه السلطات‬ ‫المحلية‪ ،‬إذ تهدد في كل مرة أنها ستنفذ القرار‬ ‫الذي من الممكن أن يخلف احتجاجات كبيرة إذا‬ ‫لم يتوصل األطراف إلى حلول مرضية للجميع‬ ‫خالل األيام المقبلة‪.‬‬ ‫رئيس المجلس الحضري بطنجة اآلن يجد‬ ‫نفسه أمام امتحــــان صعب ومعقــّـد ‪ ،‬وفي يوم‬ ‫االمتحان يعزّ المرء أو يهـــان ‪......‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫“السؤال الثقافي بطنجة‪،‬‬ ‫الواقع واآلفاق في ظل طنجة الكبرى”‬ ‫نظمت جمعيـــة‬ ‫الشعلــــة للتــربيـــة‬ ‫والثقافة بطنجة يوم‬ ‫األرب��ع��اء ‪ 23‬دجنبر‬ ‫الجاري ضمن لقاءاتها‬ ‫الشهــريـــة‪ ،‬لــقـــاء‬ ‫استضافت من خالله‬ ‫المنـدوب االقليمـــي‬ ‫لوزارة الثقافة ‪،‬األستاذ‬ ‫العربـــي المصباحـي‪،‬‬ ‫حول “السؤال الثقافي‬ ‫بطنجة‪ ،‬الواقع واآلفاق في ظل طنجة الكبرى“‪،‬‬ ‫وهو مناسبة جيدة لمساءلة الواقع الثقافي‬ ‫بمدينة “البوغاز”‪ ،‬حيث أجمع المتدخلون على‬ ‫الحاجة الملحة لمقاربة تشاركية بين كافة‬ ‫المؤسسات المعنية بالجانب الثقافي بالمدينة‪،‬‬ ‫اللقاء كان من تنشيط االعالمي خالد الرابطي‬ ‫ونصرو العبدالوي ‪.‬‬ ‫األستاذ المصباحي أكد من خالل هــذا‬ ‫اللقاء على أن أنه ضــد اإلجهــاز على تراث‬ ‫المدينة‪ ،‬بحكم دراستــه بالمعهد الوطنــي‬ ‫لعلوم اآلثار والتراث‪ ،‬إال أنه دعا إلى مقاربة‬ ‫عقالنية وواقعية في التعاطي مع موضوع هوية‬ ‫المدينة‪ ،‬معتبرا “أنه من المستحيل أن نحافظ‬ ‫على طنجة في ظل النمو الذي تعرفه وفق ما‬ ‫كانت عليه المدينة في بداية القرن العشرين”‪.‬‬ ‫وأثار اإلعالمي خالد الرابطي محاور ونقطا‬ ‫مهمة تروم أساسا طرح غياب إشراك المجتمع‬ ‫المدني في بلورة رؤية مشروع طنجة الكبرى‬ ‫من خالل استشارته في اإلصالحات والتدخــالت‬ ‫في العديد من مآثر المدينــة‪ ،‬مما يعدّ تغييبا‬ ‫حقيقيا لجهاز مهم له وقعه بالمدينة ومكانته‬ ‫التشاورية والتفعيلية ‪ ،‬وأن الفعل الثقافي‬ ‫الحقيقي قادر على تنشيط المرافق التي هي‬ ‫اآلن في طور اإلنجاز‪ ،‬والتي إن لم تتضافر‬

‫ال��ج��ه��ود م��ن أجل‬ ‫توفير منتوج ثقافي‬ ‫في المستوى ستظل‬ ‫بنايات فارغة‪ ،‬وأكد‬ ‫كذلك على ضرورة‬ ‫العمل على إذاب��ة‬ ‫الفارق الواضح بين‬ ‫ط��ن��ج��ة الراقيــة‬ ‫وطنجـــة المهمشة‪،‬‬ ‫وال��م��ق��ص��ود هنا‪،‬‬ ‫منطقة بني مكادة‬ ‫واألحياء المحيطة بها‪ ،‬والتي تعاني من غياب‬ ‫مرافق وأنشطة ثقافية من شأنها أن تعالج‬ ‫الكثير من السلبيات التي تعرفها المنطقة‬ ‫والتي تجعل منها مستنقعا لكل أنواع االنحراف‪،‬‬ ‫وعلى ضرورة دعم الشباب لتقديم مشاريعهم‬ ‫الثقافية‪ ،‬وإخراج دعم الوزارة مما هو مركزي إلى‬ ‫ما هومحلي قصد المساهمة في خلق أنشطة‬ ‫ثقافية محلية قادرة على إبراز مؤهالت الشباب‬ ‫وقدرتهم على اإلنتاج‪.‬‬ ‫كل هذه المحاوركان الهدف منها محاولة‬ ‫إب��راز الخلل ال��ذي يجعل طنجة تتخبط في‬ ‫استنساخ األنشطة والمهرجانات التي ال ترقى‬ ‫إلى المستوى الذي وصلته المدينة‪ ،‬فطنجة‬ ‫الكبرى مشروع أصبح مقصفا لكل الغايات‪،‬‬ ‫ومبرِّراً لكل المسخ والتشويه واالغتيال الذي‬ ‫تتعرض له هُوية المدينة الثقافية‪ ،‬ومعالمها‪،‬‬ ‫وأعالمها‪ ،‬في ظل تغييب أبنائها عن كل‬ ‫ما من شأنه العمل على تطوير المدينة مع‬ ‫الحفاظ على موروثها الثقافي واإلنساني‪...‬‬ ‫“تغييب نكاد نجزم أنه مقصود‪ ،‬ويراد منه‬ ‫مسح ذاكرة المدينة باسم العصرنة”‪ ،‬حسب‬ ‫خالد الرابطي‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬


‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪817‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫شيك الضمان الذي يقال‪ :‬إنه سيحذف من قاموس مصحاتنا ومستشفياتنا‪ ،‬ما هو‬ ‫في رأيي إال الجزء اليسير الذي يظهر من كرة الثلج‪ .‬أما الجزء األكبر الذي ال يظهر‬ ‫منها‪ ،‬فيكمُن في الطريقة التي يتعامل بها بعض األطباء مع مرضاهم‪ ،‬فهي طريقة‬ ‫أقرب ما تكون إلى عمليتي البيع والشراء‪.‬‬ ‫وقد صور لي صديق اضطرتْه ظروفه الصحية إلجراء عملية جراحية بمصحة‬ ‫بالعاصمة‪ .‬ما عانى من سوء المعاملة‪ ،‬فبين لي أن شيك الضمان الذي سلمه‪ ،‬هو في‬ ‫رأيه إجراء قد يكون منطقيا إلى حد ما‪ ،‬ألن بعض تأميناتنا الصحية‪ ،‬ال تفي بالتزاماتها‪،‬‬ ‫أو تفي بالبعض‪ ،‬وتغض الطرف عن بعض‪ ،‬أو تتماطل في األداء‪.‬‬ ‫أما ما ُ‬ ‫اصطلح على تسميته بـ «النوار» فهو بيتُ القصيد في المسألة‪ .‬فالطبيب‬ ‫ال يكفيه ما سيأخذ من أتعاب‪ ،‬فيضيف إليه مبلغا يفرضه عليك فرضا حين توشك أن‬ ‫تسلمه نفسك‪ .‬والمشرف على التخدير‪ ،‬ال يباشر عمله هو اآلخر‪ ،‬إال إذا قدمتَ له مبلغا‬ ‫محترما ســـمه إن شئت بـ «النوار» أو «القهوة» أو «الحالوة»‪.‬‬ ‫وهما الشخصان اللذان سيقرران مصيرك‪ ،‬وتقرير المصير هنا يتطلب منك دفع‬ ‫الدية‪ ،‬ودفعُها في هذه اللحظة بالذات‪ ،‬فرضُ عين‪ ،‬ال يسقط عنك بأي حال من‬ ‫األحوال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فشيك الضمانة على هذا األساس‪ ،‬شيك يدفعُ في ضوء النهار‪ ،‬ويسجل لك‪ ،‬وقد‬ ‫تستلمه بعد حين‪ .‬أما «النوار» فسيظل سلوكا ال أخالقيا يقترفه بعض الذين ال خالق‬ ‫لهم من أطبائنا وطبيباتنا‪.‬‬ ‫وحتى هذا الشيك الذي قلنا إنك قد تتسلمه إذا ما توصل المستشفى بأتعابه من‬ ‫شركة التأمين‪ ،‬قد تُساوَم عليه‪ .‬وقد وجد صديقي مشقة في إقناع إدارة المصحة‬ ‫التي نزل بها بوجوب تسليمه شيك الضمان‪ ،‬فقد واجهتْه بأن أتعابها تفوق المبلغ‬ ‫المُسجل في الشيك‪ ،‬لذا فإنها ستضيفه إلى ما ستتوصل به من التأمين‪.‬‬ ‫وهناك إضافة طريفة أضافها لي هذا المواطن‪ ،‬فقد قال لي‪ :‬إنه نزل في يوم ما‬ ‫بمصحة بتطوان‪ ،‬قصد إجراء فحوصات‪ .‬وأثناء تواجُده بها‪ ،‬الحظ أن هناك طبيبا‬ ‫يتردد عليه في الصباح‪ .‬ويتردد عليه في المساء‪ ،‬فأكبر فيه هذه العناية‪ ،‬وقدر فيه‬ ‫هذه الرعاية‪ ،‬وشكر له سعْيه‪.‬‬ ‫لكن لما تفحص فاتورة اإلقامة‪ ،‬كبر عليه أن يكون لتحية الصباح أو المساء ثمن‬ ‫يفوق األلف درهم‪.‬‬ ‫إنها سلوكيات انتهازية‪ ،‬نرجو أن تختفي من قواميسنا الطبية‪ ،‬فال َقسَمُ الذي‬ ‫يؤديه الطبيب عند تخرجه‪َ ،‬قسَم غليظ يجب أن يوضع نُصب العين‪ ،‬في كل وقت‬ ‫وحين‪.‬‬

‫‪ 3000‬مواطن من دوار إبزازن بجماعة بني بوشيبت‬ ‫بإقليم الحسيمة بدون مستوصف ‪..‬‬

‫مندوب وزارة الصحة‬ ‫بالحسيمة‬

‫يعانـي سكــان دوار إبزازن بجماعـــة بنـــي بوشيبـــت‬ ‫من انعدام أبســط البنيات الصحية الواجب توفرها‪ ،‬ذلك أنه‬ ‫بالرغم من ارتفاع الكثافة السكانية بالمنطقة‪ ،‬حيث يعيش‬ ‫أزيد من ‪ 3000‬نسمة‪ ،‬فإن الدوار يفتقد لمستوصف صحي‬ ‫محلي يلبي حاجيات السكان من حيث التطبيـــب والعـــالج ‪،‬‬ ‫اﻷمر الذي يضطرهم إلى تحمل مشقة التنقل إلى مقر جماعة‬ ‫بني بوشيبــــت التي تبعد بأزيد من ‪ 15‬كلومتـــرا في ظروف‬ ‫قاسية خاصة في فصل الشتاء الذي يعرف تدنيا كبيــرا في‬

‫درجات الحرارة و تساقطات كبيرة من اﻷمطار و الثلوج‪!!!..‬‬ ‫نتمنى أن يعمـــل منــدوب وزارة الصحـــة على توفيـــر‬ ‫مستوصف بدوار ابزازن‪ ،‬خدمة لسكان هذه المنطقة‪ ،‬ووفاء‬ ‫بوعود المسؤولين المركزيين فيما يخص تقريب اإلدارة‬ ‫من المواطنين‪ ،‬خاصة حين يتعلق األمر بالصحة العمومية‬ ‫التي تشكل واحدة من نقط الضعف في السياسة االجتماعية‬ ‫للحكومة‪.‬‬ ‫فكري ولد علي‬

‫البلدية تفي بديونها و «أمانديس» تتباطأ في تنفيذ وعودها‬

‫راج مؤخرا أن عمدة طنجة وقع على قرار تحصل بموجبه شركة أمانديس على قسط كبير من ديونها على الجماعة‬ ‫الحضرية‪،‬بشأن اإلنارة العمومية والماء‪ ،‬تلك الديون المتراكمة على المدينة منذ المجلس السابق والتي تفوق العشر‬ ‫مليارات‪.‬‬ ‫ويأتي هذا اإلجراء تنفيذا اللتزامات البلدية إزاء الشركة الفرنسية‪ ،‬بهدف حل مشكل الديون المترتبة عن استفادة‬ ‫المدينة من اإلنارة العمومية والماء‪.‬‬ ‫يحدث هذا والشركة الفرنسية ال تزال تتلكأ في تنفيذ التزاماتها مع الحكومة واإلدارة البلدية بشأن ما تم االتفاق‬ ‫عليه من مراجعة الفواتير وإعادة توزيع العدادات المشتركة والتجاهل الذي تواجه به شكايات المواطنين‪.‬‬ ‫وقد راجت أخبار مفادها أن دعوات تم إطالقها ل «انتفاضة» جديدة ضد أمانديس‪ .‬واألمل أن تتدخل الوالية لنزع‬ ‫فتيل الغضب الشعبي من أداء أمانديس‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫في ضيافة‬ ‫األمير ‪3/2‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تعرفنا على مرافق المكتبة األرسالنية التي‬ ‫تشغل فضاء عتيقا رمم بإتقان استشرافا لما‬ ‫ستشهده المكتبة من تأهيل تكميلي مستجيب‬ ‫للحاجيات والمقتضيات‪.‬‬ ‫توقفنا بعض الوقت أمام التراث األرسالني‬ ‫المطبوع‪ ،‬ثم خرجنــا إلى بهــو مقابــل لقاعــة‬ ‫المحاضرات لنقــرأ نص إعالن إنشــاء المكتبة‬ ‫األرسالنية؛ وهو إعالن ذو طبيعة برنامجية خالفا‬ ‫لما تجري به عادة اللوحات التعريفية للمكتبات‪.‬‬ ‫إعالن إنشاء المكتبة يحيل على‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬المكتبة ثمرة رعاية وتوصية ومباركة من‬ ‫مرجعيات وطنية‪ :‬األمير طالل أرسالن‪ ،‬السيدة‬ ‫مـي أرسالن جنبالط كريمة األمير شكيب أرسالن‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬أهمية تحفيز التكامل والتعاون في كل‬ ‫الميادين بين القطاع العام ومؤسسات القطاع‬ ‫الخاص والقطاع األهلي ( المجتمع المدني) سبيال‬ ‫أساسيا الستعادة لبنان لدوره االقتصادي الفاعل‬ ‫إقليميا ودوليا ولسمعته العلمية والعالمية‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬أثمن ما قدمته الشويفات للبنان وللعالم‬ ‫العربي واإلسالمي هو فكر أمير البيان‪.‬‬ ‫د ‪ -‬استحداث المكتبة إسهام في النهوض‬ ‫باقتصاد المعرفة وطنيا وعربيا‪ ،‬واقتناعا وإقناعا‬ ‫بأن المعرفة باب للخروج من التخلف والفقر‪.‬‬ ‫لم أقـــرأ في أي مكتبــة زرتهــا نظيـر هذا‬ ‫اإلعالن‪ ،‬وهو أكبر من إعالن بقدر ماهو بيـــان‬ ‫‪.MANIFESTE‬‬ ‫قبل افتتاح الجلسـة األولى للمؤتمـر‪ ،‬طلبت‬ ‫مقدمـة البرنامج من الجميع الوقوف لترديــد‬ ‫النشيـــد الوطنــي اللبنانــي‪ .‬وهـذا درس في‬ ‫المواطنـة‪.‬‬


‫العدد ‪817‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫محطة «طنجة ‪ »1‬األولى إفريقيا‬ ‫في إنتاج الطاقة الريحية‬ ‫ً‬ ‫سنويا وتقليص حجم‬ ‫اقتصاد ‪ 126‬ألف طن من الفيول‬ ‫انبعاث ثاني أكسيد الكربون بما يعادل ‪ 368‬ألف طن‬

‫يستعد المغرب لتدشيـن محطـة‬ ‫«نور ‪ »1‬للطاقة الشمسية بالمركب‬ ‫الشمسي «نـور» المقام‪ ‬بورزازات‪،‬‬ ‫وهو األكبر في العالم إلنتاج الطاقة‬ ‫الشمسية‪ ،‬الذي تصل ‪ ‬قدرته اإلنتاجية‬ ‫إلى ‪ 580‬ميغاواط‪.‬‬ ‫وبتعليمات ملكية‪ ،‬تضطلع من اآلن‪،‬‬ ‫الوكالة المغربية للطاقة الشمسية‪ ‬‬ ‫باإلشـراف على‪ ‬مجال الطاقات المتجددة‪ ‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬بمختلف فروعها الشمسية‪ ‬‬ ‫والكهرومائية والريحية‪.‬‬ ‫تعليمات جاللة الملك‪ ،‬وضعت خارطة‬ ‫طريق واضحة‪ ،‬لتنمية وتطوير الطاقات‬ ‫المتجددة بالمغرب‪ ،‬والتي سوف تنتقل‬ ‫مساهمتها في توفير الحاجيات الوطنية‬ ‫من الطاقة‪ ،‬من ‪ 42‬بالمائة سنة ‪2020‬‬ ‫إلى أزيد من نصف حاجيات المغرب من‬ ‫الطاقة بعد ‪ 14‬سنة من اآلن‪.‬‬ ‫وبينما يعد مركب ورزازات األول‬ ‫عالميا في إنتاج الطاقة الشمسية‪ ،‬تعتبر‬ ‫محطة طنجة المركز األول واألكبر في‬ ‫القارة اإلفريقية‪ ،‬إلنتاج الطاقة الريحية‪،‬‬ ‫بفضل موقعها الجغرافي‪ ،‬وتضاريس‬ ‫مرتفعاتها وقوة الرياح التي تهب‬ ‫عليها من الشر ق والغرب ومن الشمال‬ ‫والجنوب‪ ،‬وهو ما أهلها لتضطلع بدور‬ ‫الريادة في إنتاج الطاقة الريحية‪ ،‬الذي‬ ‫دشن جاللة الملك محطتها األولى سنة‬ ‫وستمكن المحطــة ‪ ‬من اقتصاد ‪ 126‬ألـف (‪ 200‬ميغاواط)‪ ،‬وبوجدور (‪ 100‬ميغاواط)‪ ،‬سيتم بالتزاماته بخصوص تقليــص انبعاثاتــــه من‬ ‫‪ 2010‬الممتدة على خط المرتفعات‬ ‫طن من الفيول سنويا‪ ،‬وتقليـص حجم انبعـــاث تشغيلها ما بين ‪ 2017‬و‪.2020‬‬ ‫الغازات‪ ‬بنسبة ‪ 32‬بالمائة في أفق ‪.2030‬‬ ‫الغاز المتسبب لالنحباس الحراري بما يعادل‬ ‫الموازية لطريق طنجة ـ تطوان في‬ ‫وكتزكية دولية للسياسة المغربية في هذا‬ ‫هذه المحطــات تهدف‪ ،‬في إطـــار البرنامـــج‬ ‫الكربون‪.‬‬ ‫أكسيد‬ ‫ثاني‬ ‫من‬ ‫سنويا‬ ‫طن‬ ‫ألف‬ ‫‪368‬‬ ‫المغربي المندمـج ‪ ‬للطاقـة الريحية‪ ،‬إلى ‪ ‬التحكم المجال‪ ،‬تم اختيار المغرب الحتضان المؤتمر‬ ‫منطقة تتميز برياح قوية ومنتظمة‪.‬‬

‫‪ ‬يتعلــق األمــر بـ‪« ‬ظهــر سعدان»‪ ،‬جنـــوب‬ ‫شرق طنجة (‪ 126‬محركــا هوائيا على امتداد‬ ‫‪ 35‬كيلومترا من المسالك) و «بني مجمل» (‪39‬‬ ‫محركا هوائيا على امتداد ‪ 7‬كيلوميترات)‪ .‬وقد‬ ‫بلغت تكلفة إنجاز هذا المشروع الضخم مليارين‬ ‫و‪ 75‬مليون درهم‪ ،‬تم تدبير تمويله بقروض‪ ‬‬ ‫أوروبية‪ .‬وقد أسند إنجاز المشروع إلى الشركة‬ ‫اإلسبانية «غاميسا إيوليكــا» المتخصصة في‬ ‫مجال الطاقة الريحية‪ ،‬التي ساهمت في تمويل‬ ‫المشروع‪ ،‬والتي ستتكلف بأشغال الصيانة ‪.‬‬ ‫ويبلغ المعدل السنوي إلنتــاج هذه المحطة‬ ‫فوق ‪ 526‬جيغــاواط ‪ /‬الساعة‪ ،‬بواسطة ‪165‬‬ ‫هوائية‪ ‬بقــوة تعادل ‪ 860‬كيلـوواط للهوائية‬ ‫الواحدة‪ ‬و‪ 165‬جهازا للمراقبة‪ ‬والتحكم والقياس‬ ‫والصيانة وشبكة تحت ـ أرضيةـ من ‪ 33‬كيلوواط‬ ‫لتفريغ الطاقة في اتجاه مركز ملوسة‪ ،‬فضال عن‬ ‫أربع محطات لقياس الريح‪.‬‬ ‫وقد تطلبت أشغال اإلنجاز ‪ 25‬شهرا‪ ،‬وتشغيل‬ ‫ما بين ‪ 350‬و‪ 560‬عامال بما يعادل مليونين‬ ‫و‪ 500‬ألف ساعة عمل‪.‬‬

‫كما يروم المشـروع في مجملـه إلى رفع القدرة‬ ‫االنتاجية ‪ ‬للكهرباء‪ ‬المنشأة من الرياح‪ ،‬من ‪280‬‬ ‫ميغاواط‪ ‬حاليا‪ ،‬إلى ‪ 2000‬ميغاواط‪ ‬بعد أربع‬ ‫سنوات من اآلن‪ ،‬أي سنة ‪.2020‬‬ ‫وبفضل هذه المحطة‪ ،‬والمحطات الريحية‬ ‫المزمع إنشــاؤها‪ ،‬وكــذا ‪ ‬محطات مركب «نــور»‬ ‫للطاقة الشمسية‪ ،‬يثبــت المغرب انخراطــه في‬ ‫كوكبة البلدان األكثر تقدما في مجال الطاقات‬ ‫المتجـددة‪ ،‬كما أن المغرب سـوف يتمكن من‬ ‫تقليص استيــراد حاجياتــه من الطاقة‪ ،‬وتوفير‬ ‫مليونين‪ ‬ونصف المليــون طن من المحروقات‬ ‫األحفورية‪ ‬سنويا‪ ،‬وهو ما يعادل تجنب انبعاث‬ ‫ما يناهز‪ 9 ‬ماليين طن سنويا‪ ،‬من ديوكسيــد‬ ‫الكربون‪.‬‬ ‫يذكر أن المحطات التي تشغــل في إنتــاج‬ ‫الطاقات المتجددة ستمثل في أفق سنة ‪،2020‬‬ ‫نسبة ‪ 42‬بالمائة من اإلنتاج الكهربائي ‪ .‬وقد تم‬ ‫اختيار خمسة مواقع إضافية ذات مؤهالت عالية‬ ‫إلنتاج ‪ 1000‬ميغاواط من الطاقة الريحية‪ ،‬في كل‬ ‫من «طنجة ـ ‪ 100(»2‬ميغاواط)‪ ،‬وميديلت (‪150‬‬ ‫ميغاواط)‪ ،‬وطرفاية (‪ 30‬ميغاواط)‪ ،‬والصويرة‬

‫في تكنولوجيات الطاقة الريحية‪ ،‬وتطوير‪ ‬وتأهيل‬ ‫البنيات الصناعية باستثمارات تفوق‪ 32‬مليار‬ ‫درهم‪ .‬كما ستمكن المغرب من ولوج أسواق‬ ‫التصدير ‪ ‬في مجال الطاقة والصناعات الموازية‪.‬‬ ‫وسيســاهــم البرنـــامــــج ‪ ‬المــغـــربــــي‬ ‫المنــــدمـــج‪ ،‬للطـــاقــــــــات المتــــجــــددة‪،‬‬ ‫في تعزيــــز الديناميـــة االقتصادية والتنميـة‬ ‫االجتماعية ‪ ‬التي يشهدها المغرب‪ ،‬عبر استقطاب‬ ‫استثمـارات مباشـــرة وغيـر مباشـــرة‪ ،‬وإحداث‬ ‫مناصب شغل جديدة‪ ،‬وتوظيف خدمات المقاوالت‬ ‫المغربية المتوسطة‪ ‬والصغيرة‪.‬‬ ‫هذا البرنامــج يروم إحداث‪ ‬حقــول ريحيــة‬ ‫جديدة‪ ،‬تساهم في الرفع من القدرة الكهربائية‬ ‫المنشأة من أصل ريحي‪ ،‬من ‪ 280‬ميغاواط حاليا‬ ‫إلى ‪ 2000‬ميغاواط سنة ‪ .2020‬كما يتضمن‬ ‫البرنامج فضال عن إنتــاج الكهربـاء‪ ،‬اإلدمــاج‬ ‫الصناعي لقطاع الطاقة الريحية‪ ،‬وكذا النهوض‬ ‫بمجــال البحــث والتطويــر‪ ‬والتكوين في هذا‬ ‫المجال‪.‬‬ ‫كما أن ‪ ‬المشاريــع الهامة المدرجة في إطــار‬ ‫هذا البرنامج‪ ،‬تعبر عن إرادة المغرب في الوفاء‬

‫المقبل‪ ،‬لألمم المتحدة‪ ،‬حول التغيرات المناخية‪،‬‬ ‫الذي سينعقد بمدينـة مراكــش‪ ،‬نهاية العام‬ ‫المقبل‪ ،‬بحول اهلل‪.‬‬ ‫وهكذا يبدو جليا أن المغـــــرب يراهـــن‪،‬‬ ‫عبر استراتيجية واضحـة‪ ،‬على تطوير الطاقــــات‬ ‫المتجددة‪،‬وترسيخالنجاعةفياستخدامالطاقة‪ ،‬مع‬ ‫تسخير أمثل للطاقات التي تتوفر عليها البالد‪.‬‬ ‫وخاللالسنواتاألخيرة‪،‬انخرطالمغربفيعدد‬ ‫من المشاريع الهادفة إلى إنشاء وتطوير‪ ‬الطاقات‬ ‫المتجددة‪ ،‬الشمسية والريحية ‪ ‬والهيدروكهربائية‪،‬‬ ‫بهدف‪ ‬التخفيف من تكلفة استيراد الطاقة‪ ،‬وتنويع‬ ‫مصادره الوطنية في هذا المجال‪ ‬وخفض التبعية‬ ‫للخارج في مجال الطاقة والمحافظة على البيئة‪.‬‬ ‫ولعل النتائـــج الجيــدة ‪ ‬التي حصل عليها‬ ‫المغرب‪ ،‬خاصــة في مجال الطاقـــة الشمسية‬ ‫والريحية لخير دليل على أن المغرب في طريق‬ ‫كسب رهان الطاقــة واحتــرام التزاماته الدولية‬ ‫في ما يخص تقليص انبعاثاته الغازية المسببة‬ ‫لالنحباس الحراري‪ ،‬قبل عام ‪.2030‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪817‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫األمهات العازبات ببلدنا‪.....‬‬ ‫ارحموهن يرحمكم اهلل‬ ‫عاشت تحلم ببيت صغير وأسرة حالها كحال عدد من الفتيات‪ ،‬لكنها أخطأت‬ ‫فكان خطؤها سهمًا صوبته نحو مستقبلها فكسر كل مخططاتها‪ ،‬وأصبحت اليوم‬ ‫امرأة منبوذة من قبل المجتمع‪.‬أصبح هذا حال األم العازبة في المجتمع المغربي‪،‬‬ ‫وهذه هي النظرة التي يصعب تغييرها‪ ،‬نظرة قاسية ال ترحم‪ ،‬وتنسى في كثير‬ ‫من األحيان أن الخطأ أمر وارد‪ ،‬وأن هذه األنثى المخطئة تبقى بشرًا‪ ،‬وتتأثر‪ ،‬ولها‬ ‫إحساس وشعور إنساني‪.‬أضحت للمرأة في المغرب اليوم مكانة مميزة‪ ،‬واألم ‪ ‬العازبة‬ ‫جزء ال ينبغي استثناؤه‪ ،‬فهي أم ولألم في اإلسالم مكانة‪ ،‬وهي امرأة وللمرأة في‬ ‫القرآن درجة عظيمة‪ ،‬فكيف إلنسان أيًا كان أن يحرمها هذه المكانة؟ وكيف تحاسب‬ ‫واهلل فوق كل شيء غفور رحيم؟ قررنا في تحقيقنا هذا منح الكلمة لهذه الفئة من‬ ‫المجتمع للبوح بما طال السكوت عنه‪ ،‬فإلى أي حد تغيرت نظرة المجتمع إليهن؟‬ ‫وما دور الجمعيات في حفظ كرامتهن وكرامة أوالدهن؟ وماذا عن كلمة المشرّع‬ ‫المغربي في هذا الصدد ؟ لنترك ولو لمرة واحدة العقل ومعتقداته جانبًا‪ ،‬ونبتعد‬ ‫قلي ًال عن األفكار الراسخة التي تؤمن بالمفروض والمحظور‪ .‬حتى نتغلب ولو جزئيًا‬ ‫على األحكام المسبقة التي تضع الغشاوة على أعيننا في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫لندع األحاسيس تتكلم ونستحضر المنطق القائل ال أحد من الخطأ سالم‪،‬‬ ‫فبهذا فقط يمكن الحديث عن األم العازبة‪ ،‬وننظر إليها نظرة األم اإلنسانة ال األم‬ ‫المجرمة كما يحلو للكثير القول‪ .‬دخلت «جريدة طنجة» عالم األمهات العازبات‪ ،‬فكان‬ ‫وراء كل أم جرح ينزف يحتاج ترميمًا‪ ،‬وخلف كل جرح قصة وللقصة بداية‪ ،‬سلسلة‬ ‫من العذاب والمواجع‪ ،‬فهؤالء النساء على اختالف قصصهن‪ ،‬احترنا في انتقاء بعضها‬ ‫أو على أي منها سنسلط الضوء‪ ،‬وكل واحدة لها من المعاناة ما يصعب حصرها في‬ ‫كلمات‪ .‬وإن قلت في نفسك إنهن من أردن ذلك فأنت هنا لم تلتزم بما ذكرناه في‬ ‫البدء «أن نترك العقل وأحكامه المسبقة جانبًا»‪.‬‬ ‫‪ ‬أول أم قررت ومن دون تردد مشاركتنا قصتها كانت فاطمة‪ ،‬وهي‬ ‫عاملة‪ ،‬تروي هذه السيدة أن والد طفلها ينتمي إلى أسرتها‪ ،‬وقد التقيا في أحد‬ ‫األعراس‪ ،‬وهناك بدأت العالقة بينهما‪ ،‬حيث تقدم لخطبتها وهي في سن ‪،18‬‬ ‫واستمر اللقاء بينهما إلى أن وصلت ‪ 21‬من عمرها‪ ،‬وهناك وقعا في الخطأ الذي‬ ‫بعده مباشرة ابتعد وترك هاتفه ألحد أصدقائه‪ ،‬الذي في كل مرة تكلمه يقول‬ ‫لها إن فالنًا هاجر إلى إيطاليا‪ ،‬وفي ليلة أحد األعياد كلمته وقال لها‪ :‬أنا مستعد‬ ‫لالعتراف بحملك حالة إذا ما تأكدت أنه ابني‪ ،‬لكنه اختفى بعدها‪ .‬وألن أمرًا‬ ‫كهذا يصعب إخفاؤه كثر القيل والقال عليها‪ ،‬ووجدت نفسها في مأزق أمام‬ ‫أسرتها‪ ،‬فقررت السفر من طنجة إلى الدار البيضاء حيث طرقت جميع األبواب‪،‬‬ ‫إلى أن احتضنتها جمعية «إنصاف» التي حسب ما ذكرت خصّتها وطفلها‬ ‫بالرعاية الالزمة‪ ،‬وتعلمت عندهم فنون الطبخ‪ ،‬وكانوا يهتمون بالطفل أثناء‬ ‫المرض‪ ،‬كما تكفلوا لها بأجر الكراء والمربية بعدما غادرت الجمعية لتستقر في‬ ‫بيتها‪ ،‬كما وجدوا لها العمل في مستشفى ابن رشد‪ ،‬وعندما أصبحت تتوصل‬ ‫باألجر حينها فقط توقف عمل الجمعية‪ .‬تروي فاطمة أن نظرة الناس ال ترحم‪،‬‬ ‫ينعتون األم العازبة بأسوأ األلفاظ‪ ،‬ويتعاملون مع طفلها الذي لم يتجاوز‬ ‫السنوات األربع على أساس أنه لقيط‪ ،‬كما لو كان المذنب في كل هذا‪ .‬لكن‬ ‫على الرغم من المعاناة‪ ،‬رفضت التخلي عنه حتى إنها ترفض الزواج من شخص‬ ‫قد ال يحترم طفلها ويحبه‪.‬‬ ‫‪ ‬لهند قصة قد تتشارك فيها مجموعة من المراهقات‪ ،‬فهي كما تقول‬ ‫كانت فتاة متمردة منذ أن صعدت للصف األول اإلعدادي‪ ،‬في إحدى اإلعداديات‪.‬‬ ‫كانت تكذب على أهلها وتضيف بعض الساعات إلى توقيتها الزمني لتذهب‬ ‫رفقة زميالتها في نزهة ‪ ،‬حيث في كل مرة تقضي بعض األوقات رفقة شاب‬ ‫جديد وهي حينها لم تتجاور ‪ 14‬سنة من عمرها‪ .‬إلى أن وصلت السنة الثالثة‬ ‫من اإلعدادي‪ ،‬وكان يوم إضراب لألساتذة حيث اصطحبها رفيقها إلى البحر‬ ‫وهناك فقدت عذريتها‪ ،‬وقبل أن تتكيف مع الصدمة األولى صفعت بأخرى‬ ‫أعظم وأنها حامل بتوأم‪ .‬كان أول ما فكرت فيه هند هو االنتحار‪ ،‬وهذا أول‬ ‫ما قد يخطر في ذهن مراهقة لم تتعلم من الحياة شي ًئا‪ ،‬فشل االنتحار بعدما‬ ‫أخذها أفراد عائلتها إلى المستشفى‪ ،‬وعلموا من األطباء أنها حامل‪ ،‬وبعد الخبر‬ ‫مباشرة توارت أسرتها عن األنظار وتركوها من دون عودة‪ ،‬فوجدت نفسها‬ ‫مشردة ضائعة بال سند أو مأوى‪ ،‬من دون أن يشفق أحد عليها تتنقل من مكان‬ ‫لمكان‪ ،‬وتتوارى عن أنظار الشباب حتى تتجنب االعتداء عليها من طرفهم‪،‬‬ ‫أدخلتها سيدة فرنسية إلى منزلها‪ ،‬وآوتها حتى أنجبت طفليها التوأم‪ ،‬وهي لآلن‬ ‫تشتغل عندها كخادمة‪ ،‬وفي الوقت نفسه تسكن هي وطفالها في كنفها‪ .‬تقول‬ ‫هند «لوال تمردي لحصلت اليوم على دبلوم جامعي ولخطبت من أهلي ودخلت‬ ‫بيت زوجي برأس مرفوع‪ ،‬لكنه طيش المراهقة وإهمال األهل الذين لم يتعاملوا مع‬ ‫مرحلة دراستي اإلعدادية بالشكل الالزم‪ ،‬وتركوني ألهو كما يحلو لي‪ ،‬ناسين أنه إن‬ ‫زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده»‪.‬‬ ‫‪ ‬ما ال يجب اإلغفال عنه أنه ليس لكل أم عازبة يد في واقعها‪ ،‬والنموذج فاطمة‬ ‫من طنجة والتي تعرضت لالغتصاب من طرف أخ صديقتها‪ .‬توجهت يوم الحادث‬ ‫إلى بيت رفيقتها لتصطحبها معها إلى سيارة تعليم ففتح أخوها الباب وطلب منها‬ ‫أن تصعد فأخته في الدور الثاني من البيت تنظف‪ ،‬لتتفاجأ بعد‪ ‬ذلك أنه لوحده في‬ ‫البيت‪ ،‬فأخذ يتحرش بها إلى أن أغمي عليها‪ ،‬وتقول «حينما فتحت عيني وجدت‬ ‫نفسي ملقاة على األرض وهددني وقال لو فتحت فمك بكلمة سأحرقك»‪ .‬وجدت‬ ‫فاطمة الزهراء نفسها مصدومة وفي حالة نفسية صعبة مكثت بغرفتها مدة أسبوع‬ ‫لم تغادرها‪ ،‬إلى أن قررت مصارحة أهلها‪ ،‬وحينما فعلت كان هو قد غادر منزل أسرته‬ ‫وقالوا إنهم ال يعلمون شي ًئا عنه‪ .‬تقول فاطمة الزهراء «كانت أسرتي محافظة ولم‬ ‫ترد أن تكبر الموضوع تفاديًا للفضيحة‪ ،‬وسكتوا عن القصة مكتفين بكلمة «اهلل‬ ‫يأخذ فيه الحق» «غير أن الجملة تغيرت ما إن علموا أنني حامل وباتوا يحملونني‬ ‫المسؤولية كأنني المذنبة‪ ،‬بل حتى وصلوا لمرحلة شتمي وعدم تصديق القصة‬ ‫التي رويتها‪ ،‬سئمت فحملت ثيابي وتوجهت لمنزل إحدى زميالتي في الشغل‪ ،‬ولبثت‬ ‫عندها إلى أن أنجبت‪ ،‬وبعد شهر استأجرت مربية‪ ،‬وبدأت شغلي كسكرتيرة في إحدى‬ ‫الشركات‪ ،‬من دون الحاجة لدعم أو مساعدة أحد‪ ،‬نظرة الناس قاسية لكن حينما‬ ‫أحتضن طفلتي الجميلة وأرى ابتسامتها أنسى العالم بما فيه‪ ،‬حتى لم أعد أتأسف لما‬

‫‪5‬‬

‫حصل‪ ،‬بل على العكس سعيدة ألني تلقيت هدية رائعة لم تكن في البال»‪.‬‬ ‫‪ ‬ظاهرة األمهات العازبات مثار قلق في المجتمع المغربي‪ ،‬وإشكالية عويصة‬ ‫أثارت جدال كبيرا لدى المغاربة على حد سواء‪ .‬عموما استطاع المغرب أن يخرجها من‬ ‫نطاق الطابو أوالمسكوت عنه متجاوزا كل الخطوط الحمراء وكل هذا في سبيل إيجاد‬ ‫حلول لها أو حتى التقليص منها‪ ،‬فعوض أن نعالج الظاهرة في أوانها نجد أنفسنا‬ ‫أمام تراكمات يصعب حلها‪.‬‬ ‫ليس عيبا أن نعترف بمظاهر الخلل في مجتمعاتنا وإنما العيب هو أن نغطي‬ ‫عليها ونتركها تنخر عظام المجتمع وتستفحل يوما عن يوم‪ ،‬هذا بالضبط ماقامت‬ ‫به جمعية التضامن النسوي برئاسة عائشة الشنا المعروفة في وسطها «بالحاجة‬ ‫العزيزة»‬ ‫في سعيها الدؤوب للتصدي لهذه الظاهرة المثيرة للجدل ‪ ،‬تعرضت عائشة‬ ‫الشنا لشتى أنواع اإلحباط وارتفعت األصوات ضدها منادية بوقف عمل الجمعية‬ ‫أوالمهزلة كما سماها البعض على اعتبار أنها تحرض على الفساد والدعارة‪.‬‬ ‫‪ ‬كل عالقة غير شرعية هي عالقة محرمة والنقاش في ذلك‪ ،‬ولكن هناك بعض‬ ‫الظروف إن يقع ذئب بشرى على فتاة بريئة وتتحمل وحدها المسؤولية‪ .‬ولو أنها في‬ ‫كثير من االحيان تتحمل جزءا من المسؤولية ونحن نعلم أن أي عقاب شرعي البد أن‬ ‫يكون بثوابت تؤدي إلى أن يستحق الجاني عقابه وهي اليمكن أن تطبق التطبيق‬ ‫الكامل ألن الظروف التي تؤدي الى أن يقع الناس في عالقات محرمة متاحة ومتوفرة‪.‬‬ ‫والضحية هي التي تحمل وتلد وهي التي تتعرض لعواقب وخيمة ولذلك يجب‬ ‫أن تحمى وتهيأ لها ظروف العيش الكريم ألن اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬كرم بني آدم‬ ‫وحملهم في البر والبحر ورزقهم من الطيبات وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيال‪.‬‬

‫فهذه األم العازبة ينبغي أن تحمى وأن توفر لها ظروف مناسبة حتى التكون‬ ‫فريسة‪ .‬وأتذكر هنا واقعة وقعت في عهد سيدنا عمر رضي اهلل عنه حين اعتدى أحد‬ ‫على فتاة بريئة بخدعة لئيمة خسيسة فحملت ووضعت فأخذ سيدنا عمر الطفل بعد‬ ‫أن تحقق من ظروف والدته وبراءة أمه وعهد به إلى أسرة تنشئه على نفقة بيت مال‬ ‫المسلمين وطالبهم بتقرير دوري عن حالته ومعيشته ثم زار والد الفتاة وطلب منه‬ ‫أن ينفرد بها وعلم منها ظروف الخديعة التي تعرضت لها وخرج إلى والدها وقال له‬ ‫إن ابنتك فتاة كريمة طيبة فصنها وارعها وإذا جاء من يستحقها فزوجها له ونفقة‬ ‫زواجها على بيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫أظن أن مغزى هذه الواقعة واضح في الداللة على ما تستحقه أولئك األمهات‬ ‫العازبات من رعاية وصيانة وحسن عناية لهن وألوالدهن ‪ ،‬ومن جنى جناية على‬ ‫نفسه أو غيره وثبتت عليه هذه الجناية فإن للقانون أن يتصرف بما يمليه الضمير‬ ‫االنساني والشرع اإلسالمي الذي ال يقبل الظلم ‪.‬واهلل تعالى حرم الظلم وجعله بيننا‬ ‫محرما وهل هناك ظلم أكبر من أن يعتدى على عفة فتاة بريئة فتغتصب في شرفها‬ ‫ثم تتحمل عبء تربية ثمرة هذا االتصال غير الشرعي وحدها وتهمل هي ويهمل‬ ‫طفلها وال يقبل هذا شرع وال ضمير إنساني‪ ،‬فواجبنا تجاه هؤالء األطفال أن نكفلهم‬ ‫ونحسن تربيتهم وأن نعهد بهم إلى أسر شريفة من أسر المسلمين ليحسنوا إليهم‬ ‫على اعتبار ما جاء في حديث رسول اهلل (ص) عن التمامي بأن خير بيت في المسلمين‬ ‫فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين فيه يتيم يساء إليه‪[.‬وأطفال العالقات‬ ‫غير الشرعية هم في حالة أسوأ من اليتامى] فهم أيضا جديرون بالرعاية والحماية‬ ‫وحسن التربية ونحن كذلك نعرف أن من أهل البر والتقوي الساعين على األرامل‬ ‫فأولئك األمهات العازبات كما يسمون اآلن حالتهن أسوأ من حاالت األرامل فهن‬ ‫كذلك أحق بالرعاية والحماية ولنا في صحابة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أحسن‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫القدوة واإلسوة الحسنة فلقد علمنا أن سيدنا عبد اهلل بن مسعود دخل ليزور أحد‬ ‫القضاة في ذلك العهد فإذا برجل معه صبية صغيرة فسأله ما مكان هذه الصبية‬ ‫منك قال ابنة أخي مات وتركها في وصايتي وقد أصابت إثما كبيرا فجئت بها إلى‬ ‫القاضي ليقيم عليها الحد فقال لنا سيدنا عبد اهلل بن مسعود‪ :‬بئس كافل اليتيم‬ ‫أنت ما أحسنت التربية وما سترت الخزية‪ ،‬فانصرف الرجل باكيا متعمدا بستر الصبية‬ ‫وحسن القيام عليها وعدم تعريضها إلى ما قد يسيء إليها‪.‬‬ ‫عائشة الشنا رئيسة جمعية التضامن النسوي‬ ‫حكايتي مع األمهات العازبات بدأت بالصدفة‬ ‫ما الذي جعلك سيدة عائشة تفكرين في تأسيس جمعية التضامن النسوي‬ ‫لرعاية األمهات العازبات؟‬ ‫أنا بدأت العمل الجمعوي منذ أن كنت شابة وحكايتي مع األمهات العازبات‬ ‫بدأت بالصدفة‪ ،‬ذات يوم عندما شاهدت منظر أم عازبة ترضع طفلها في انتظار‬ ‫مجيء العائلة التي ستتبناه وعند وصولهم نزعت ثديها من فمه وقطرات الحليب‬ ‫تتقاطر من ثديها وطفلها يبكي‪ .‬ذلك المنظر لم يمح من ذاكرتي وقررت حينها أن‬ ‫أؤسس جمعية تضمن لألطفال أن يبقوا مع أمهاتهم‪.‬‬ ‫ما هي التحديات التي واجهتك أثناء تأسيسك للجمعية؟‬ ‫كانت هناك تحديات كثيرة على مستويات عدة أولها الجانب المالي ففي البداية‬ ‫الجمعية كانت تتوفر على مبلغ ‪ 2000‬درهم وتضم ‪ 11‬أم عازبة ليست لهن دراية‬ ‫بالتدبير والطبخ‪ ،‬وكنا نقدم وجبات يتم اقتسام أرباحها بين المستفيدات وبالتدريج‬ ‫تطور المشروع لتهتم به الصحافة وحصلت الجمعية على مساعدات المحسنين‪.‬‬ ‫وتعرضت كذلك لكثير من االتهامات تفيد أننا نشجع على الدعارة‬ ‫والفساد في أوساط الفتيات‪ ،‬واألغرب من ذلك أننا كنا نسمع هذه العبارات‬ ‫حتى من أناس مثقفين‪.‬‬ ‫ما الرد الذي تقدمينه سيدة عائشة للذين يتهمونك بالتشجيع على‬ ‫الدعارة؟‬ ‫أنا قبل كل شيء مسلمة قلبا وقالبا واإلتهام المقدم ضدي ال يتوافق‬ ‫مع مبادئي‪.‬‬ ‫عندما فكرت بتأسيس جمعية تهتم باألمهات العازبات كان الهدف هو‬ ‫التقليص من ظاهرة األطفال المتخلى عنهم‪ .‬ما األفـضـل أن نــأوي األطفال‬ ‫وأمهاتهم أم نزج بهم في الخيريات‪ .‬نحن ال ننكر‪ ،‬هناك فتيات يقعن في‬ ‫الخطأ وهن يعلمن أن هناك جمعية ستأوينهن ولكن هي نسبة قليلة جدا‪ .‬ما‬ ‫يجب أن يفهمه المجتمع هو أن هؤالء الفتيات أصبحن أمهات عازبات بسبب‬ ‫سذاجتهن وليس لكونهن عاهرات‪.‬‬ ‫ما تقييمك سيدة عائشة لنظرة المجتمع لألمهات العازبات؟‬ ‫المجتمع معذور في حكمه على األمهات العازبات‪ ،‬ألنه كيف يعقل أن أما‬ ‫بين عشية وضحاها تكتشف أن بنتها حامل من عالقة غير شرعية‪ ،‬رد فعل‬ ‫المحيط األسري والمجتمع رد طبيعي‪.‬‬ ‫هدفي هو أن نصل إلى مرحلة ال نحتاج فيها إلى الجمعية‪ ،‬أنا دائما أؤكد‬ ‫على الوقاية ثم الوقاية‪ ،‬لماذا أصال تسقط الفتاة في عالقة خارج مؤسسة‬ ‫الزواج‪ .‬مما يطرح عالمة استفهام‪ ،‬إذا كنا سنلوم الفتاة يجب أن نلوم محيطها‬ ‫كذلك ألنه لم يقدم لها التربية الالزمة لتتجنب هذه السلوكات‪ .‬يعني ظاهرة‬ ‫األمهات العازبات مسؤولية مجتمعية‪.‬‬ ‫ما هي المساعدات التي تقدمها الجمعية إلعادة إدماج األم نفسيا‬ ‫واجتماعيا؟‬ ‫في البداية تعرض األم على الطبيبة النفسية للجمعية ألن األمهات يكن‬ ‫محبطات عند اتصالهن أول وهلة بالجمعية‪ ،‬يدركن مدى خطورة وضعيتهن‬ ‫على مستقبلهن في مواجهة مجتمع مازال ال يقبل هذه األقدار‪ ،‬فنعمل على‬ ‫إعادة بناء ثقتها في نفسها وفي الحياة‪.‬‬ ‫وتتلخص مهمة الجمعية في خلق رابطة األمومة بين األم وطفلها‪ ،‬فتمكينها‬ ‫من إرضاعه والعناية به لفترة قصيرة يجعلها تعدل عن قرار التخلي عنه ويمنحها‬ ‫فرصة للتشبث بابنها وربط عالقتها به من جديد‪.‬‬ ‫٭ سيدة عائشة‪ ،‬ما هي األنشطة التي تقوم بها النساء في الجمعية بحثا عن‬ ‫االستقالل المادي؟‬ ‫٭ نحن في الجمعية نحتضن األمهات مدة ثالث سنوات وندعمهن عن طريق‬ ‫منح ليتمكن من العيش في سكن مالئم ونوفر لهن الطعام مجانا والرعاية الصحية‬ ‫لهن وألطفالهن‪ ،‬كما نعلمهن حرفا تساعدهن على رعاية أطفالهن مستقبال‬ ‫كالخياطة والطبخ والتجميل‪.‬‬ ‫هل كل حاالت األمهات العازبات يتم استقبالها بالجمعية؟‬ ‫غالبية الحاالت يتم تسجيلها بالجمعية ولكن في بعض الحاالت ال نستطيع‬ ‫إيواءهن‪ .‬مثال إذا كانت األم العازبة تتعاطى للمخدرات أو كانت مختلة عقليا‪ .‬ألننا‬ ‫في الجمعية نقوم بأنشطة تحتاج ألن تكون األم في وضعية سليمة وفي كامل قواها‬ ‫العقلية لكي ال نضر الزبائن الذين نتعامل معهم‪ .‬‬ ‫هن نساء يتشبثن بالحياة في مجتمع لفظهن وأطفال أبرياء يعاقبون بجريرة‬ ‫اآلباء‪.‬‬ ‫مشكل األمهات العازبات في المغرب ليس وليد اليوم أو ظهر إلى حيز‬ ‫الوجود على حين غرة كما يعتقد كثيرون‪ ،‬بل عرفه المجتمع المغربي منذ زمن‬ ‫ليس بالهين‪ ،‬رغم مظاهر االحتشام والوقار التي كانت سائدة آنذاك‪ ،‬فدعونا‬ ‫نتعامل مع األمهات العازبات معاملة الرحمة ‪ ،‬و نترك الخلق للخالق في األحكام‬ ‫والعقوبات ‪ ،‬فاهلل رحيم يحب الرحمة‪.‬‬


‫العدد ‪817‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫أشباح في بلد «ديخالو»‪! ‬‬ ‫في المؤسسات العمومية كما في البرلمان‬ ‫هناك موظفون وبرلمانيون ال تطأ أقدامهم أماكن‬ ‫عملهم إال لماما أو ال تطـأها بالمرة خصوصا إذا‬ ‫كانوا ينتمون إلى قبيلة «باك حبيبنا»‪...! ‬‬ ‫هؤالء األشباح يعدون اليوم باآلالف‪ ،‬وهم أبناء‬ ‫«أعيان»‪ ،‬و «شخصيات سياسية» تنتمي ألحزاب‬ ‫«عتيدة» تدعو في «مذاهبها» إلى المساواة بين‬ ‫المواطنين‪ ،‬و إلى «تكافؤ الفرص»‪ ،‬وإلى تفعيل‬ ‫الدستور في ما يخص حقوق اإلنسان المغربي‪ ،‬إلى‬ ‫آخره‪« ..! ‬يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم»‪......‬‬ ‫تقرير السنة الماضية يكشف أن عدد هؤالء‬ ‫األشباح فاق ‪ 1600‬موظف شبح‪ ،‬من دائمي التغيب‬ ‫عن مكاتبهم أو من «الغابرين» «على طول»‪...‬‬ ‫مبدع أبدع في تقصي أخبار هؤالء األشباح‬ ‫فاتضح له أن عددهم ما بين سنوات ‪ 13 - 2012‬و‬ ‫‪ 14‬فاق ‪ ،2107‬تم تفعيل مسطرة «ترك الوظيفة»‬ ‫أو «هجر المنصب» ‪ ،‬أغلبهم من وزارة التعليم‪،‬‬ ‫وهو ما قد يفسر المستوى الوضيع الذي وصل إليه‬ ‫تعليمنا الذي صار «يخرج» «أشباح» المتعلمين ممن‬ ‫ال يستطيعون ربط بضعة حروف في كلمة واحدة‬ ‫وهم على مشارف التعليم االعدادي‪...! ‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ال تحزنوا‪ ،‬فوزارة مبدع «قايمة بأشغالها»‬ ‫وهي تحضر لـ «إجراءات عقابية» قبل الطرد النهائي‬ ‫الذي قد ال يحصل إال في حق من ال يملك «مظلة»‬ ‫تقيه حر الطرد‪ .‬هكذا يقولون‪ ،‬واهلل أعلم‪......! ‬‬ ‫____________________‬

‫كاميرات المراقبة‬ ‫تنامي ظاهرة اإلجرام بمدينة طنجة‪ ،‬وتزايد‬ ‫أعداد المجرمين الذين يقصدون هذه المدينة «من‬ ‫كل فج عميق»‪ ،‬يزرعون فيها الفتن والمحن والقلق‬ ‫وعدم االطمئنان‪ ،‬إسقاطات هذه الظاهرة على أهل‬ ‫طنجة والسكان‪ ،‬دفع المجلس البلدي إلى اتخاذ قرار‬ ‫بتثبيت «كاميرات» مراقبة في شوارع «المناطق‬ ‫السوداء‪ ،‬وما أكثرها بالمدينة‪ ...! ‬المجلس البلدي‬ ‫السابق رصد لهذه العملية غالفا ماليا بقيمة ملياري‬ ‫سنتيم‪ .‬والصفقة «سقطت» على شركات أجنبية‬ ‫متخصصة في زرع كاميرات المراقبة بالشوارع‪.‬‬ ‫وكان قد تقرر أن يبدأ العمل بهذه الكاميرات خالل‬ ‫شهر أبريل من السنة الماضية‪ ،‬وإلى اآلن لم يظهر‬ ‫ما يوحي بأن المشروع «ال زال على قيد الحياة»‪....‬‬ ‫أمحجور نائب العمدة الحالي‪ ،‬الذي يكثر من‬ ‫التصريحات الصحافية منذ استيالء العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫استيالء ديمقراطيا‪ ،‬على مجالس طنجة البلدية‬ ‫باألغلبية المطلقة‪ ،‬قال لـ «أخبار اليوم» إنه لم‬ ‫يطلع بعد على تفاصيل هذه الصفقة‪ ،‬ولم يتم‬ ‫إحالتها بعد على المجلس البلدي لــ «المصادقة»‬ ‫(أو عدم المصادقة) بطبيعة الحال‪..! ‬بالرغم من أن‬ ‫«أبريل» المقصود بهذه الصفقة وصل ورحل منذ‬ ‫‪ 20‬شهرا‪...‬‬ ‫ولكن‪ ،‬من منكم يثق في وعود شهر أبريل‪....‬‬ ‫الكاذبة‪ ‬؟‪.....! ‬‬ ‫____________________‬

‫بقايا حمار‪! ‬‬

‫ال‪ ،‬ال أقصد ما قد يوحي لكم به هذا العنوان‪...‬‬ ‫األمر يتعلق بحمار «حقيقي» ال يزال في ريعان‬ ‫الشباب‪ ،‬وجد «مذبوحا» ومسلوخا و «مسنسرا»‬ ‫حتى أنه لم يبق منه إال رأسه الضخم متصال بهيكل‬ ‫عظمي انتزعت منه آخر «شنتفة» لهم‪ ،‬لتستقر‪ ،‬ال‬ ‫محالة‪ ،‬في أمعاء بعض مستهلكي اللحوم «الحمراء»‪،‬‬ ‫سواء في «بالصات» المدن أو لدى أصحاب األكالت‬ ‫الخفيفة الرخيصة‪....‬‬ ‫المهم أن الهيكل العظمي لهذا «الجدع»‬ ‫وجد مرمى بحي من أحياء «سيدي بنور»‪ ،‬كما عثر ‪،‬‬ ‫ولمرات عديدة‪ ،‬على هياكل عظمية لكالب مسلوخة‬ ‫ومنزوعة اللحم والشحم‪ ،‬ومرمى بها في صناديق‬ ‫األزبال‪ ،‬بعد أن تكون لحومها قد وجدت طريقها إلى‬ ‫مجزرات ومطاعم المدينة ‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ال تحزنوا أهل سيدي بنور‪ ،‬فمصالح‬ ‫مراقبة سالمة المواد الغذائية تستعد بجد للقيام‬ ‫بحمالت «تمشيط» دقيقة في جل المدن المغربية‪،‬‬ ‫خالل شهر رمضان القادم بحول اهلل‪،‬‬ ‫والهم إذا عم هان‪...! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫احتجاجات واعتقاالت خالل هدم حي صفيحي بطنجة‬

‫عاشت مقاطعة مغوغة‪ ،‬الخميس الفارط‪ ،‬توترا خالل‬ ‫قيام القوات العمومية بهدم ‪ 90‬مسكنا صفيحيا قالت إنها‬ ‫تستقر فوق وعاء عقاري بشكل غير قانوني‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫لم تجد األسر أمامها سوى االحتجاج‪ ،‬قائلة إن أفرادها أصبحوا‬ ‫عرضة للتشرد‪.‬‬ ‫وحلت جرافات الهدم بحي «أقنا» الصفيحي‪ ،‬مرفوقة‬ ‫بالعشرات من عناصر القوات لمساعدة‪ ،‬لتنفيذ قرار الهدم‪،‬‬ ‫الذي تصفه سلطات طنجة بالقانوني‪ ،‬كونه يستهدف إفراغ‬ ‫أرض محفظة لصالح مؤسسة عقارية عمومية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫كون «محتلي» المكان أشعروا بضرورة إفراغه سابقا‪.‬‬ ‫وشملت عملية الهدم العشرات من البيوت الصفيحية‬ ‫إلى جانب أخرى مكونة من الخشب والبالستيك‪ ،‬حيث أقدمت‬ ‫السلطات العمومية على إخراج المعتصمين داخل األكواخ‬ ‫بالقوة‪ ،‬ثم قامت بحرق السواري الخشبية والخيام البالستيكية‬ ‫تجنبا إلعادة بناء األكواخ مرة أخرى‪.‬‬ ‫وشهدت عملية اإلفراغ والهدم مواجهات عنيفة بين‬

‫عناصر القوات المساعدة والسكان المحتجين‪ ،‬ما أسفر عن‬ ‫اعتقال ‪ 7‬أشخاص‪ ،‬كما لجأت السلطات الستخدام الهراوات‬ ‫لتفريقالمتظاهرين‪.‬‬ ‫ومن جهتهم‪ ،‬قال ممثلون عن السكان بأن إفراغهم‬ ‫«غير قانوني»‪ ،‬كونهم لم يستفيدوا من عمليات إعادة‬

‫اإلسكان التي سبق أن وعدوا بها‪ ،‬مسجلين أن أسرا أخرى‬ ‫سبق أن استفادت من بقع أرضية مقابل إفراغ المسكن‬ ‫الصفيحي‪ .‬وقال المتحدثون إن السلطات تدخلت بشكل‬ ‫«وحشي» إلفراغ السكان‪ ،‬مستعملة العنف الجسدي‪ ،‬خاصة‬ ‫ضد المحتجين الذين رفضوا مغادرة األكواخ‪ ،‬مضيفين أن‬ ‫السلطات أضرت بممتلكات المفرغين الذين صار الشارع‬ ‫مالذهم‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬وصف فرع طنجة للجمعية المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان عملية الهدم بـ«التدخل القمعي المتواصل على‬ ‫سكان حي أقنا» بمغوغة‪ ،‬موردا في بيانه أن السلطات المحلية‬ ‫قامت بهدم وإحراق مساكن المواطنين «في خرق سافر لكل‬ ‫القوانين والحقوق»‪ ،‬كما أشار بيانه إلى وقوع اعتقاالت‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫فضيحة‪ ..‬رئيس جماعة بالعرائش يبدأ عهده‬ ‫بـ «تزوير» وثائق رسمية‬ ‫فجر مستشار جماعي بجماعة قروية بإقليم العرائش‬ ‫فضيحة من العيار الثقيل‪ ،‬حين كشف عن قيام رئيس‬ ‫الجماعة ورئيس لجنة المالية والميزانية بتزوير توقيعه‬ ‫لضمان النصاب القانوني لجلسة مناقشة مشروع‬ ‫الميزانية‪.‬‬ ‫وحصلــت «المســـاء» على نسخـــة من الشكايــة‬ ‫التي وجهها المستشار الجماعي بجماعة سوق القلة‪ ،‬عبد‬ ‫الحي البوطي‪ ،‬إلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية‬ ‫للقصر الكبير‪ ،‬ضد كل من رئيس المجلس عبد الحكيم‬ ‫األحمدي‪ ،‬ورئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية‬ ‫والبرمجة‪ ،‬محمد الجعباق‪ ،‬والتي يتهمهما فيها بتزوير‬ ‫إمضائه‪.‬‬ ‫وحسب نص الشكاية‪ ،‬التي أمر وكيل الملك شرطة‬

‫القصر الكبير بالتحقيق فيها واالستماع للمعنيين‪ ،‬فإن‬ ‫المستشار الجماعي البوطي فوجئ بإدراج اسمه في الئحة‬ ‫الحاضرين الجتماع لجنة الميزانية والشؤون المالية‬ ‫والبرمجة بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،2015‬والتي غاب عنها متهما‬ ‫المشتكى بهما بتزوير توقيعه‪.‬‬ ‫وحسب ما ورد في الشكاية‪ ،‬فإن رئيس الجماعة‪،‬‬ ‫المنتخب حديثا‪ ،‬ورئيس اللجنة عمدا إلى ذلك لضمان‬ ‫النصاب القانوني الضروري النعقاد اللجنة‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫المشتكي عضو بها‪ ،‬غير أن األخير تغيب بسبب التزامه‬ ‫المهني كأستاذ‪ ،‬وقد حصلت «المساء» على وثيقة موقعة‬ ‫من مدير المؤسسة التعليمية التي يعمل بها المستشار‬ ‫الجماعي‪ ،‬والتي تؤكد حضوره الحصة الدراسية التي‬ ‫تزامنت مع موعد انعقاد اللجنة‪.‬‬

‫وتحدث تقرير لجنة الميزانية والشؤون المالية‬ ‫والبرمجة بصريح النص عن حضور عبد الحي البوطي‬ ‫أشغال اجتماع اللجنة المنعقدة في إطار التهيئ لدراسة‬ ‫مشروع الميزانية للسنة المالية ‪ ،2016‬ما جعل النصاب‬ ‫القانوني مكتمال‪.‬‬ ‫وحسب مصادر جماعية‪ .‬فإن الشكاية التي وضعها‬ ‫المستشار الجماعي لدى ابتدائية القصر الكبير‪ ،‬والتي‬ ‫يطالب صراحة من خاللها بإجراء خبرة خطية لتوقيعه‬ ‫لضبط الجناة ومحاسبتهم‪ ،‬أثارت رجة كبيرة بالمجلس‪،‬‬ ‫وجعلت رئيسه يدخل مفاوضات مع المشتكي للتنازل عن‬ ‫شكايته تجنبا للمساءلة القانونية‪ ،‬معتمدا على كونهما‬ ‫ينتميان للحزب نفسه‪ ،‬وهو حزب الحركة الشعبية‪.‬‬

‫ح‪ .‬م‬

‫جمعيات ترفض نقل المطرح البلدي لطنجة‬ ‫قرب محميات طيور‬ ‫رفضت عدد من جمعيات المجتمع المدني بجماعة‬ ‫«حجر النحل» بإقليم طنجة‪ ،‬قرار المجلس البلدي القاضي‬ ‫بتحويل المطرح إلى هذه المنطقة‪ .‬وأكدت هذه الفعاليات‬ ‫نقال عن الساكنة‪ ،‬أن المطرح من شأنه أن يهدد صحة‬ ‫المواطنين‪ ،‬فضال عن المحميات المجاورة‪ ،‬منها «تهدارت»‬ ‫لكونها تتضمن أصنافا نادرة من الطيور‪ ،‬منها طائر «الحبارى‬ ‫الملتحية» الذي لم تتبق منه سوى أربعة أنواع‪ ،‬وتتأثر‬ ‫بالروائح‪.‬‬ ‫وأضافت الفعاليات أن هذا المطرح سيكون مجاورا‬ ‫للسدود المجاورة‪ ،‬إلى جانب الفرشة المائية لمحمية‬ ‫«تهدارت» التي ستكون مهددة‪ ،‬وفق تعبير هذه الجمعيات‬

‫المدنية‪ ،‬التي استنكرت قرار المجلس البلدي‪ ،‬الذي وصفته‬ ‫بالمشروع المدمر للبيئة خصوصا وأن الساكنة تعتمد على‬ ‫الفالحة التي تكون مياه البحيرات المجاورة مصدر دعم لها‪.‬‬ ‫وقال السكان إن هذا المشروع سيضع أكثر من ‪ 20‬دوارا‬ ‫بالمنطقة في قلب المعاناة اليومية‪،‬بسبب الروائح التي يخلفها‬ ‫هذا المطرح‪ ،‬إلى جانب الغبار الذي سيعتلي سماء المنطقة‪،‬‬ ‫كما هو الشأن بمنطقة مغوغة التي سبق لسكانها أن راسلوا‬ ‫مرات متعددة المجالس المتعاقبة بسبب ما تخلفه هذه‬ ‫الروائح من أمراض الجلد والحساسية في صفوفهم‪.‬‬ ‫وطالب السكان المجلس بتغيير هذا المكان‪ ،‬ألنه‬ ‫سيدمر ما وصفوه بآخر متنفس لساكنة المدينة‪ ،‬فضال عن‬

‫خرق بنود مشروع «طنجة الكبرى» الذي وضع البيئة ضمن‬ ‫أولوياته‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ودخلت الساكنة في حرب ضروس مع هذا القرار عبر‬ ‫إحداث صفحات على مواقع التواصل االجتماعي «الفيسبوك»‬ ‫للتنديد بالقرار الجماعي‪ ،‬الذي ينتظر ـ حسب مصادر من‬ ‫داخل المجلس ـ أن يتم الحسم فيه‪ ،‬خصوصا وأن عدة مناطق‬ ‫تم وضعها عند إشارة مهندس المجلس‪ ،‬إليجاد المنطقة‬ ‫المناسبة لتحويل المطرح‪ ،‬غير أن سكان المنطقة المذكورة‬ ‫شعروا بأن المجلس وضع محيط محمية «تهدارت» ضمن‬ ‫أولوياته‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫حمالت أمنية مكثفة تسبق رأس السنة بطنجة‬ ‫تكثف األجهزة األمنية بطنجة خالل هذه األيام التي‬ ‫تسبق ليلة رأس السنة من حمالتها األمنية‪ ،‬من أجل اعتقال‬ ‫المشتبه فيهم والمبحوث عنهم في قضايا مختلفة ومتنوعة‪،‬‬ ‫وهو إجراء عادة ما تقوم به السلطات األمنية عند اقتراب ليلة‬ ‫رأس كل سنة‪.‬‬ ‫هذه الحمالت األمنية أسفرت‪ ،‬وفق مصدر أمني رفيع‪،‬‬ ‫عن اعتقال العشرات من المبحوث عنهم وعناصر أخرى كانت‬ ‫تنفذ اعتداءات على المواطنين بواسطة السالح األبيض‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى عصابات تنفذ عمليات السرقة‪ ،‬كما حصل في‬ ‫منطقة بني مكادة وغيرها‪.‬‬ ‫وتسود حالة من التأهب األمني بعاصمة البوغاز التي‬ ‫تقصدها بعض الشخصيات من داخل وخارج المملكة من‬ ‫أجل االحتفال بليلة رأس السنة‪.‬‬ ‫وعاينت «أخبار اليوم» االنتشار الواسع للعناصر األمنية‬

‫بمختلف مكوناتها في مختلف نقاط المدينة‪ ،‬وخاصة تلك‬ ‫التي تعرف إقباال للمواطنين‪ ،‬كما عاينت تعزيزات أمنية‬ ‫غير مسبوقة للمرافق والمؤسسات الحيوية والحساسة من‬ ‫تمثيليات وقنصليات ومؤسسات عمومية‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬صرح مصدر أمني رفيع لـ «أخبار‬ ‫اليوم»‪ ،‬أنه تم فرض إجراءات خاصة باألماكن التي ستشهد‬ ‫االحتفاالت‪ ،‬خاصة المطاعم والفنادق‪ ،‬إذ فرضت المصالح‬ ‫األمنية‪ ،‬وبتنسيق مع مصالح والية الجهة على أصحاب هذه‬ ‫المرافق‪ ،‬التقيد ببعض اإلجراءات األمنية‪ ،‬وخاصة منها وضع‬ ‫األبواب اإللكترونية الكاشفة للمتفجرات واألشياء المشبوهة‪،‬‬ ‫وكذا تعيين عناصر الحراسة الخاصة بالموازاة مع الترتيبات‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫المصدر األمني المسؤول أضاف بأنه تم وضع دوريات‪،‬‬ ‫سواء الثابتة والمتحركة في كل أنحاء المدينة لمنع وقوع أي‬ ‫حادث كإجراء وقائي‪ ،‬والقيام بالتدخالت الضرورية‪ ،‬وستساهم‬

‫في ذلك كل الفعاليات األمنية التابعة لوالية أمن طنجة‪ ،‬من‬ ‫شرطة قضائية وأمن عمومي واستعالمات عامة‪.‬‬ ‫وتشهد ليلة رأس السنة حركة مرور كثيفة‪ .‬وفي‬ ‫هذا السياق‪ ،‬قال المصدر األمني إن عناصر المرور تنتشر‬ ‫بشكل جيد في األماكن التي سيتم تعيينها ال حقا‪ ،‬وتحديدا‬ ‫في مختلف النقاط المرورية الخاصة المؤدية إلى أماكن‬ ‫االحتفاالت لتفادي وقوع أي اكتظاظ أو عرقلة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن هذه اإلجراءات األمنية المشددة التي‬ ‫أعلنت عنها والية أمن طنجة‪ ،‬لم تكن بهذه الحدة خالل السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬وبرر المسؤول األمني هذا األمر بكون مدينة طنجة‬ ‫هي من بين المدن التي يمكن استهدافها من قبل جماعات‬ ‫متطرفة‪.‬‬

‫عمر بن شعيب‬


‫إقتصاد‬

‫العدد ‪817‬‬

‫االستثمارات األجنبية في ارتفاع‬ ‫حسب بيان لمكتب الصرف فإن االستثمارات األجنبية المباشرة بلغت‪ 27,74‬مليار درهم عند متم نونبر ‪ ،2015‬مقابل ‪26,66‬مليار‬ ‫درهم خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬أي بارتفاع نسبته ‪ 4 ,1‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب‪ ،‬في بيانه حول المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية برسم نونبر ‪ ،2015‬أن هذا التطور يعزى إلى ارتفاع المداخيل‬ ‫بـ‪6,8‬في المائة‪ 33,96( ،‬مليار درهم حتى متم نونبر ‪ ،)2015‬مقابل‪31,80‬مليار درهم متم نونبر ‪2014‬والنفقات ب ‪ 20.9،22‬مليار‬ ‫درهم مقابل‪ 5,14‬مليار درهم‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬سجلت مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعا بنسبة ‪ 3,6‬بالمائة‪ ،‬مسجلة ‪ 56,68‬مليار درهم متم شهر نونبر‬ ‫‪ ،2015‬مقابل ‪ 54,71‬مليار درهم خالل نفس الفترة من سنة ‪.2014‬‬ ‫وبدوره‪ ،‬حقق ميزان األسفار فائضا بقيمة‪ 42,2‬مليار درهم مقابل ‪ 44,3‬مليار درهم متم شهر نونبر ‪ ،2014‬بانخفاض نسبته‬ ‫‪4,9‬في المائة‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪.‬‬

‫بنك المغرب‪:‬‬

‫توقعات معدل النمو في ‪2,1: 2016‬‬ ‫أعلن بنك المغرب عن خفض من توقعاته للنمو بالنسبة لسنة ‪ ،2016‬لتصل إلى ‪ 2.1‬بالمائة عوض ‪ 3‬بالمائة التي توقعتها‬ ‫الحكومة ووضعتها في قانون المالية ‪ ،2016‬وذلك بسبب تأخر تساقط األمطار خالل الموسم الحالي‪.‬‬ ‫وأوضح عبد اللطيف الجواهري‪ ،‬خالل ندوة عقب انعقاد المجلس اإلداري للبنك المركزي‪ ،‬تخفيضه نسبة النمو إلى ‪ 2.1‬بالمائة‬ ‫بسبب تسجيل موسم فالحي “متوسط”‪ ،‬إذ ستنخفض نسبة القيمة المضافة للقطاع الفالحي من ‪ 14.6‬خالل العام الحالي‪ ،‬إلى ‪4.3‬‬ ‫بالمائة في العام المقبل‪ ،‬وذلك راجع باألساس إلى تأخر هطول األمطار‪ .‬أما بالنسبة لألنشطة غير الفالحية‪ ،‬فمن المتوقع أن تحقق‬ ‫نسبة نمو في حدود ‪ 2.7‬بالمائة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ، ،‬فقد كشف والي بنك المغرب أن سنة ‪ 2015‬ستشهد تحقيق نسبة نمو تصل إلى ‪ 4.5‬بالمائة‪ ،‬وعزا هذا االرتفاع‬ ‫إلى النمو الملحوظ في األنشطة الفالحية وارتفاع القيمة المضافة بالنسبة لألنشطة غير الفالحية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المغرب استقطب استثمارات أجنبية بقيمة ‪ 34‬مليار درهم حتى نهاية نوفمبر الماضي‪ ،‬بزيادة ‪ % 6.8‬على أساس‬ ‫سنوي‪ .‬وقفز احتياطي المغرب من األجنبي خالل الفترة نفسها إلى ‪ 220.8‬مليار درهم وهو ما يكفي لتغطية واردات البالد من السلع‬ ‫والخدمات لمدة تفوق ‪ 6‬أشهر‪..‬‬

‫قرض جديد للمغرب من البنك الدولي‬ ‫بقيمة ‪ 300‬مليون دوالر‬ ‫أعلنت مجموعة البنك الدولي‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬عن موافقتها على منح المغرب قرضا جديدا بقيمة ‪ 300‬مليون دوالر‪ ،‬موجه لدعم‬ ‫تمويل مخطط النمو األخضر‪ ،‬الذي اعتمدته المغرب وذكر بيان للبنك أن األمر يتعلق بالعملية الثانية من برنامج مساعدة المغرب‬ ‫للتحول نحو اقتصاد منخفض االنبعاثات الكربونية‪ ،‬مضيفا أن هذا القرض الثاني‪ ،‬الذي يدعم سياسات التنمية من أجل النمو الشمولي‬ ‫الصديق للبيئة‪ ،‬يركز على وضع تدابير تستهدف الحفاظ على البيئة وحماية موارد رزق السكان األشد حاجة ‪ ،‬مع العمل على تطوير‬ ‫فرص عمل جديدة صديقة للبيئة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬قالت ‪ ،‬مديرة مكتب المغرب العربي بالبنك الدولي‪ ،‬إن المغرب أظهر أن انتهاج سياسات ذكية تتعلق بالمناخ‬ ‫هو أمر ذو فائدة للسكان ولالقتصاد وللبيئة‪ ،‬حتى في البلدان ذات الدخل المتوسط ‪ ،‬مشيرة إلى أن “المؤتمر الثاني والعشرين ألطراف‬ ‫اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ المزمع عقده بمدينة مراكش في نونبر ‪ 2016‬سيقدم فرصا إضافية إلظهار أن النمو‬ ‫الصديق للبيئة هو حقيقة واقعة في المغرب‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أبرز رئيس فريق عمل البنك الدولي لسلسلة قروض بهدف دعم سياسات التنمية الصديقة للبيئة‪ ،‬أن تصميم هذا‬ ‫البرنامج تم لمساعدة المغرب على التوفيق بين االستدامة والنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫ويدعم القرض الحالي وضع إطار متكامل إلدارة المنطقة الساحلية كما يساند جهود المغرب الرامية إلى التصدي لما يواجهه‬ ‫من تحديات متعلقة بالطاقة عن طريق تنمية سوق الطاقة المتجددة‪ ،‬والنجاعة الطاقية في قطاع البناء‪ ،‬وإلغاء الدعم الموجه للوقود‬ ‫األحفوري‪ .‬وخلص البيان إلى أن هذا اإلجراء األخير سينتج عنه اقتصاد هائل في الميزانية‪ ،‬وتوفير موارد هامة لإلنفاق على برامج‬ ‫اجتماعية في قطاعات من بينها الصحة والتعليم‪ ،‬و يحقق انخفاضا كبيرا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬بما يصل تقريبا إلى ‪14‬‬ ‫مليون طن سنويا‪.‬‬

‫دعم من البنك الدولي إلصالحات الحكومة‬ ‫من أجل ضبط المالية العامة‬ ‫أشاد صندوق النقد الدولي في تقريره عن أداء االقتصاد المغربي أن المغرب يواصل جهوذه من أجل تحسين اقتصاده‪ .‬فبعد‬ ‫تراجع النمو إلى ‪ 2,4‬في المئة سنة ‪ ،2014‬من المتوقع أن يتعافى السنة الجارية‪ ،‬مسجال ‪ 4,7‬في المئة بفضل الموسم الزراعي الجيد‬ ‫وتحسن النشاط في قطاع التشييد‪ .‬مشددا في المقابل على أن النمو غير الزراعي ال يزال بطيئا‪ ،‬وهو ما يشمل القطاعات ذات الصلة‬ ‫بالسياحة التي تأثرت بالمخاطر الجغرافية ـ السياحة وبعض قطاعات الصناعة التقليدية كالمنسوجات‪.‬كما سجل معدل البطالة ارتفاعا‬ ‫طفيفا بنسبة ‪ 10,1‬بالمائة‪.‬‬ ‫ونظرا إلى قوة صادرات الفوسفاط والصناعات المستحدثة األخرى‪ ،‬وانخفاض واردات الطاقة والغذاء‪ ،‬أمكن تعويض انخفاض‬ ‫عائدات السياحة وتجاوز تأثيره‪،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ومع استمرار قوة االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬تقترب االحتياطيات الدولية حاليا من ‪6,5‬‬ ‫شهرا من الواردات‪.‬‬ ‫ويشير تقرير الصندوق أيضا ‪ ،‬إلى استمرار ضبط أوضاع المالية العامة‪،‬بهدف خفض عجز المالية العامة بفضل تراجع أسعار النفط‬ ‫والتنفيذ الكامل إلصالحات دعم الطاقة‬ ‫وبخصوص القطاع المالي أكد التقرير أنه ما يزال يحتفظ بمستوى جيد من الرسملة والربحية‪ .‬ففي يونيو ‪ 2015‬بلغت نسب كفاية‬ ‫رأس المال في القطاع المصرفي‪ 13,8‬في المائة وهي أعلى بكثير من المتطلبات ‪.‬وهناك استقرار في مستوى ربحية البنوك‪ ،‬كما توجد‬ ‫مخصصات كافية لمواجهة خسائر القروض المتعثرة رغم الزيادة التي سجلتها هذه القروض‪ .‬وتبدو آفاق االقتصاد المغربي مواتية على‬ ‫المدى المتوسط حيث يتوقع أن يصل النمو إلى قرابة ‪ 5‬في المائة بحلول سنة ‪ 2020‬رغم استمرار وجود المخاطر‪ ،‬مثل احتمال انخفاض‬ ‫النمو في منطقة األورو أو ارتفاع أسعار النفط الدولية‪.‬‬ ‫وسيكون ارتفاع النمو على المدى المتوسط مرهونا باستمرار تنفيذ اإلصالحات الشاملة بشأن المشاركة في سوق العمل ومستوى‬ ‫كفاءته‪ ،‬وإتاحة الحصول على التمويل وجودة التعليم‪ ،‬وكفاءة اإلنفاق العام وإدخال مزيد من التحسينات على مناخ األعمال‪ ،‬كما سيكون‬ ‫من الضروري‪ ،‬أيضا‪ ،‬تحسين تغطية الرعاية الصحية ومواصلة تخفيض الفقر والحد من التفاوتات الجهوية والفوارق بين الجنسين‪ ،‬حتى‬ ‫يتحقق النمو القابل لالستمرار واألكثر احتواء لكل شرائح المواطنين‪.‬‬

‫األبناك الصينية قادمة‬ ‫شرعت األبناك الصينية في افتتاح مكاتب تمثيلية لها‪ ،‬أو الدخول في عمليات‬ ‫تمويل استثمارية‪ .‬وعلم أن البنك الصيني «بنك أوف شينا» بدأ في وضع أسس اشتغاله‬ ‫بالقطب المالي للدار البيضاء‪ ،‬إذ من المرتقب‪ ،‬أن يعلن البنك الشروع في أنشطته التي‬ ‫تستهدف القارة اإلفريقية انطالقا من المغرب‪ ،‬خالل األسابيع المقبلة‪.‬‬ ‫وكان البنك الذي يعد الرابع عالميا‪ ،‬قد حصل على ترخيص القطب المالي للدار‬ ‫البيضاء لتوطين أنشطته بالمغرب‪ ،‬وحسب مصادر إعالمية‪ ،‬فإن البنك الصيني قد‬ ‫استعان بمكتب استشارات دولي لتوطينه بالقطب المالي للدار البيضاء بالمغرب‪.‬‬ ‫ويراهن العمالق الصيني على سوق إفريقيا الغربية‪ ،‬حيث سيطلق أنشطته وخدماته‬ ‫خالل األشهر المقبلة‪ ،‬خاصة أن اتفاقية تعاون استراتيجي تجمع المجموعة المغربية‬ ‫والصينية والتي تم توقيعها منذ سنة ‪ .2013‬ومنذ فترة بدأت األبناك الصينية في‬ ‫الدخول إلى السوق المغربية‪ ،‬ذلك أن مجموعة «شينا اكزيم بنك» فتحت مكتبا تمثيليا‬ ‫لها بالمغرب منذ يونيه الماضي حيث تستهدف السوق اإلفريقية‪ ،‬كما أنجزت األبناك‬ ‫الصينية عمليات تمويل مالية لفائدة مشاريع استثمارية بالمغرب‪ ،‬من بينها البنك‬ ‫الصيني للصناعة والتجارة (‪ )ICBC‬الذي منح قرضا تمويليا بقيمة ‪ 171‬مليون دوالر لفائدة مجموعة «أنوار انفست» ‪ ،‬وذلك إلنجاز‬ ‫مصنع لإلسمنت تابع للمجموعة المغربية بضواحي سطات‪.‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫اقتصـاد و إدارة‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫ من اعداد  ‪:‬‬‫د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪ - 1‬سن التقاعد في منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية ‪:‬‬ ‫أصبح سن التقاعد في كل دول منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية هو ‪ 67‬سنة‪ ،‬سواء تعلق األمر‬ ‫بالرجال أو بالنساء‪ .‬وهذا راجع باألساس إلى التحسن الحاصل في مستوى المعيشة والتعليم والتطبيب ‪...‬‬ ‫مما أدى إلى ارتفاع أمل الحياة (‪ )Espérence de vie‬بشكل ملحوظ بعد سنة ‪ 2015‬حيث أصبح هذا‬ ‫األخير في حدود ‪ 83‬سنة في المتوسط‪.‬‬ ‫وهذا المؤشر ألهم دول منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية كان على الشكل التالي بالنسبة‬ ‫لسنة ‪: 2015‬‬ ‫أمل الحياة بالسنوات‬ ‫البل د‬ ‫الدرج ة‬ ‫‪85,1‬‬ ‫اليابان ‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪84,3‬‬ ‫كورياالجنوبية ‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪83,3‬‬ ‫كند ا‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪83,1‬‬ ‫النرويج ‬ ‫ ‪4‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكي ة ‪82,9‬‬ ‫‪ 5‬‬ ‫‪82,6‬‬ ‫إيطاليا ‬ ‫‪ 6‬‬ ‫‪82,6‬‬ ‫إنجلترا ‬ ‫‪ 6‬‬ ‫‪82,3‬‬ ‫فرنسا ‬ ‫‪ 8‬‬

‫‪ - 2‬تقرير البنك اإلفريقي للتنمية لسنة ‪: 2015‬‬ ‫جاء في تقرير البنك اإلفريقي للتنمية لسنة ‪ 2015‬أن الدول اإلفريقية التي يتوفر فيها اإلستقرار‬ ‫السياسي هي التي أحرزت على معدالت نمو ال بأس بها‪.‬‬ ‫وفي طليعة هذه الدول يوجد المغرب الذي قام بتحسين مناخ األعمال وبالرفع من مستوى‬ ‫اإلستثمارات وذلك من أجل الدفع إلى األمام بالتنمية والتعجيل بالتغييرات الهيكلية لإلقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫واستفاد المغرب كذلك من عالقاته مع عدد كبير من الدول اإلفريقية ال سيما تلك التي تربطه بها‬ ‫اتفاقيات التبادل الحر حيث ارتفعت المبادالت التجارية بنسبة ‪ ٪ 13‬خالل السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأشار التقرير أن مستوى النمو لم يتعد في المتوسط ‪ ٪ 3‬من الناتج الداخلي الخام في كل الدول‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬في حين أن عجز الميزان الجاري وصل إلى ‪ ٪ 4‬في المتوسط‪ ،‬وباستثناء مصر‪ ،‬أما عجز الميزانية‬ ‫فقد تعدى ‪ ٪ 4,5‬في المتوسط‪ ،‬وباستثناء موريتانيا‪.‬‬

‫‪ - 3‬مؤتمر باريس ‪ 21‬حول المناخ ‪:‬‬ ‫احتضنت مدينة باريس الفرنسية ال��دورة ‪ 21‬للمؤتمر الدولي لألمم المتحدة حول المناخ‬ ‫(‪ )Conference of the Parties‬وذلك من ‪ 30‬نومبر إلى ‪ 12‬دجنبر ‪ .2015‬ولمعرفة ماذا وقع ال بد من‬ ‫الرجوع إلى بعض اإلحصائيات‪:‬‬ ‫ هناك ‪ 195‬دولة مجتمعة لإلتفاق على بروتوكول جديد لتعويض بروتوكول كيوطو (‪ )Kyoto‬الذي‬‫يعود إلى سنة ‪.2005‬‬ ‫ ال يجب تعدي ‪ ٪ 2‬كدرجة حرارية مائوية‪ ،‬حسب مؤتمر كوبنهاغ لسنة ‪ ،2009‬وإال سيكون لذلك‬‫عواقب وخيمة على المناخ ومنسوب المياه والمحيط الطبيعي‪.‬‬ ‫ يجب توفير ميزانية تصل إلى ‪ 100‬مليار دوالر كل سنة من طرف الدول الصناعية المتقدمة إلعانة‬‫الدول النامية لوضع حد لإلحتباس الحراري وذلك من اآلن وإلى حدود سنة ‪.2020‬‬ ‫ إذا لم يقع أي شيء فإن اإلحتباس الحراري سيقضي على ‪ ٪ 30‬من التنوع البيولوجي‪ ،‬وسيرتفع‬‫مستوى الملوحة في المحيطات بنسبة ‪ PH 7,8‬وهذا قد يقضي على الحيوانات البحرية واألسماك‪.‬‬ ‫ وأخيرا‪ ،‬قد يرتفع منسوب المياه بدرجة متر واحد‪ .‬بمعنى آخر أن ‪ 400‬مليون نسمة هم مهددون‬‫بالغرق ألنهم في مدن ساحلية توجد بالخصوص في آسيا وأمريكا الشمالية‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬ال بد من تكثيف الجهود على المستوى الدولي وإعطاء هذه المعضلة األولوية التي تستحقها‬ ‫ألن الكرة األرضية أضحت كلها مهددة‪.‬‬

‫‪ - 4‬ارتفاع معدل البطالة في فرنسا ‪:‬‬ ‫وصل عدد الباحثين عن الشغل في فرنسا إلى ‪ 5,8‬مليون فرد أي بزيادة ‪ 283.000‬عاطل مقارنة مع‬ ‫شهر أكتوبر من سنة ‪.2014‬‬ ‫وإذا كان الشباب الذين تقل أعمارهم عن ‪ 25‬سنة لم يتأثروا كثيرا بمشكل البطالة وذلك بوجود‬ ‫برنامج «‪ »Emploi d’Avenir‬فإن الفرنسيين الذين تزيد أعمارهم عن ‪ 50‬سنة كانوا هم األكثر عرضة‬ ‫لمشكل البطالة أي بنسبة تزيد عن ‪ 9,2٪‬مقارنة مع السنة الماضية‪.‬‬ ‫وجاء في تصريح وزارة الشغل أن ارتفاع معدل البطالة في شهر أكتوبر يعود إلى أن خلق فرص الشغل‬ ‫كان على شكل عقود قصيرة المدى ولفترات محددة‪.‬‬ ‫وألن نمو اإلقتصاد الفرنسي ال يزال هزيال إذ ال يتعدى مستوى ‪ ٪ 0,3+‬من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫أما الفئات التي طالها مشكل البطالة فهي متكونة حسب ‪ INSEE‬من ست فئات ‪:‬‬ ‫ العمال‬‫ الشباب‬‫ أشخاص بدون شواهد‬‫ آباء وأمهات معزولين‬‫ سكان المناطق الحضرية الهشة‬‫‪ -‬المهاجرون‬

‫‪-5‬مستجدات مشكل الهجرة ‪:‬‬ ‫أخيرا استطاعت بروكسيل أن تقوم بدفع ‪ 3‬مليار أورو لتركيا من أجل إعانة هذه األخيرة على الحد من‬ ‫الهجرة ال سيما تلك التي تأتي من سوريا‪.‬‬ ‫وهذه الميزانية لن تذهب إلى الحكومة التركية بل ستوزع على المنظمات الغير الحكومية (‪)ONG‬‬ ‫التي تعمل في هذا الميدان‪.‬‬ ‫وحاليا دخل إلى تركيا أكثر من ‪ 2,2‬مليون مهاجر من أصل ‪ 12‬مليون مهاجر والجئ سياسي‪ ،‬وبهذا‬ ‫تكون تركيا هي أكبر دولة على الصعيد العالمي التي تستقطب أكبر عدد من المهاجرين‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬لم تحصل تركيا على عضويتها داخل اإلتحاد األروبي بدعوى أن أنقرة لم تحل‬ ‫مشكل «حقوق اإلنسان» وأن «الديمقراطية» قد تراجعت بشكل ملفت للنظر في هذا البلد‪.‬‬

‫‪ - 6‬تحرير المحروقات بالمغرب ‪:‬‬

‫لقد تم تحرير سوق المحروقات ببلدنا ابتداء من فاتح دجنبر لسنة ‪ 2015‬وهذا يعني اإلنتقال إلى‬ ‫أسعار يحددها قانون العرض والطلب ببالدنا وكذلك أسعار البترول على المستوى الدولي وتقلبات الدوالر‪.‬‬ ‫وقال رئيس تجمع النفطيين المغاربة‪ ،‬عادل زيادي‪ ،‬أن المغرب أدخل عدة تعديالت مهمة فيما يخص‬ ‫عملية تحرير المحروقات ‪:‬‬ ‫ أوال‪ ،‬كل الشركات المغربية للتوزيع قامت بتغيير أنظمة اإلخبار ووضع لوحات إعالنية إلكترونية‬‫إلظهار األثمنة‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ ،‬قامت هذه الشركات وعددها ألفي محطة باستثمارات مهمة من أجل تحسين بنياتها التحتية‬‫وتجويدخدماتها‪.‬‬ ‫ ثالثا‪ ،‬سيتم استبدال وسحب غازوال ‪ 50‬بي بي إم ووضع مكانه غازوال ‪ 10‬بي بي إم الحترام‬‫المعايير الدولية والتقليص من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكاربون‪.‬‬ ‫حاليا ال يمثل تحرير المحروقات ببلدنا أية مشكلة ألن سعر البترول ال زال منخفضا (أقل من ‪ 40‬دوالر‬ ‫للبرميل في المتوسط) فماذا سيحدث عند ارتفاع هذا األخير إلى مستواه العادي أي ‪ 100‬دوالر للبرميل‬ ‫أو أكثر ؟؟‬

‫‪ - 7‬قانون مالية ‪ : 2016‬الضرائب الكبرى ‪:‬‬ ‫لعل أهم اقتراح لتعديل قانون مالية ‪ 2016‬والذي يخص الضرائب هو ذلك المتعلق بالضريبة على‬ ‫الدخل حيث سيتم رفع مستوى اإلعفاء من ‪ 30.000‬درهم حاليا إلى ‪ 36.000‬درهم مستقبال‪ ،‬ثم أداء ضريبة‬ ‫بنسبة ‪ ٪ 10‬بالنسبة للمداخيل التي تتراوح بين ‪ 36.001‬و ‪ 50.000‬درهم‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ال زالت الكونفدرالية العامة لمقاوالت المغرب متشبثة برأيها فيما يخص الضريبة‬ ‫على الشركات‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬أنها تفضل الضريبة التدريجية (‪ )Impôt Progressif‬على الضريبة النسبية‬ ‫(‪.)Impôt Proportionnel‬‬ ‫وهكذا فالمقترح الجديد سيكون على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫معدل الضريبة ‪%‬‬ ‫الناتج الضريبي بالدره م‬ ‫‪10‬‬ ‫أقل من ‪ 300.000‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ن‬ ‫من ‪300.000‬إلى مليو ‬ ‫‪30‬‬ ‫من مليون إلى‪ 5‬مليون ‬ ‫‪31‬‬ ‫ن‬ ‫أكثر من ‪5‬مليو ‬ ‫إذا دخل هذا اإلقتراح حيز التطبيق فهذا يعني أن خزينة الدولة ستضيع ميزانية تقدر ب‪ 1,5‬مليار‬ ‫درهم ولكنها‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬سترفع من تنافسية وأداء الشركات المغربية‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪817‬‬

‫يف مولد خري الربية‬

‫من معجزات الرسول‬ ‫في هذا الشهر المبارك الربيع األول تفوح األرجاء بذكرى‬ ‫عطرة وهي مولد سيد الوجود والرحمة المهداة للبشرية جمعاء‬ ‫سيدنا محمد الذي ارتج لوالدته إيوان كسرى وسقطت شرفاته‬ ‫وخمدت نار فارس وحطمت األصنام وأضاءت قصور الشام‬ ‫وغاصت بحيرة ساوة‪ ،‬وهي ذكرى غالية يجدر بنا أن نحتفل‬ ‫بها بإتباع كتاب اهلل وسنة رسوله وتطبيق تعاليمه واإلقتداء‬ ‫به قوال وعمال‪ .‬تلك الذكرى التي نستحضر معها سيرة الرسول‬ ‫مولدا وبعثة وجهادا وسلوكا ومواقف‪ ،‬بحيث استطاع أن يغير‬ ‫مسار كثير من األمم وان أثره واضح وملموس لدى الشعوب‪،‬‬ ‫فقال جل شأنه‪ « :‬من يطع الرسول فقد أطاع اهلل» سورة النساء‬ ‫ومن هنا يجب محبته بعد محبة اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬أعلى من‬ ‫محبة النفس والوالدين والولد «لقد كان لكم في رسول اهلل‬ ‫إسوة حسنة لمن كان يرجو اهلل واليوم اآلخر وذكر اهلل كثيرا»‬ ‫األحزاب‪.‬‬ ‫ماذا كان يريد رسولنا الكريم‪ :‬هل الجاه والسلطان والمال؟‬ ‫لقد عرضوا عليه كل مغريات الحياة فأباها‪ ،‬لقد أراد أن يبلغ‬ ‫رسالة ربه إلى خلقه‪ ،‬ولم يكن يريد شيئا من متاع الدنيا‪.‬‬ ‫ولرسول اهلل معجزات ظاهرات وأعالم متظاهرات‪ ،‬تبلغ ألوفا‬ ‫وهي مشهورات‪.‬‬ ‫لقد أتاه ربه إعجازا لم يسبقه إليه أحد من قبل‪ ،‬إن المراد‬ ‫من المعجزات‪ :‬ما يعجز البشر عن اإلتيان بمثله‪ ،‬إذ الفرق بين‬ ‫المعجزة والكرامة‪ :‬إن المعجزة‬ ‫تكون مقرونة بالتحدي غالبا‪،‬‬ ‫والكرامة خالية من ذلك يكرم اهلل‬ ‫تعالى بها من يشاء من أوليائه‪،‬‬ ‫والمعجزة قائمة مقام قول اهلل‬ ‫تعالى «صدقوا النبي فيما يخبر به‬ ‫عني» ولفظ المعجزة غير وارد في‬ ‫القرآن الكريم وإنما الوارد لفظ‬ ‫اآلية‪ ،‬هذا وللمصطفى صلوات‬ ‫اهلل عليه وسلم معجزات أكرمه اهلل‬ ‫بها‪ ،‬وها نحن نورد أولى المعجزات‬ ‫أو اآليات « القرآن الكريم» وهي‬ ‫المعجزة الكبرى الظاهرة والداللة‬ ‫الباهرة‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين‬ ‫يديه وال من خلفه‪ ،‬تنزيل من‬ ‫حكيم حميد‪ ،‬الذي أعجز البلغاء‬ ‫والفصحاء العرب وأعياهم أن يأتوا‬ ‫بمثل هذا القرآن ولو استعانوا‬ ‫بجميع الخلق اإلنس والجن‪ ،‬كما‬ ‫هو واضح في قوله تعالى «قل‬ ‫لئن اجتمعت اإلنس والجن على‬ ‫أن يأتوا بمثل هذا القرآن ال يأتون‬ ‫بمثله ولو كان بعضهم لبعض‬ ‫ظهيرا «اإلسراء ‪ .‬ثم تحداهم‬ ‫على أن يأتوا بعشر سورة مثله أو بسورة واحدة من مثله فما‬ ‫استطاعوا لقوله عز وجل ‪« :‬أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر‬ ‫سور مثله مفتريات» هود وقال أيضا «وإن كنتم في ريب مما‬ ‫نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداكم من‬ ‫دون اهلل إن كنتم صادقين» البقرة‪ ،‬وبهذا كان القرآن الكريم‬ ‫معجزة خالدة باقية ببقاء هذه الحياة‪.‬‬ ‫العجزة الثانية ‪ :‬انشقاق القمر‪:‬‬ ‫فقد روى أحمد والبخاري ومسلم في صحيحيهما أن أهل‬ ‫مكة سألوا رسول اهلل يُريهم آية فأراهم القمر شقين قال‬ ‫مطعم‪ ،‬انشق القمر على عهد رسول اهلل فصار فرقتين‪ ،‬فرقة‬ ‫على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل‪ ،‬فقالوا سحرنا محمد‬ ‫وأنزل اهلل تعالى مصداقا ل‪« :‬اقتربت الساعة وانشق القمر وإن‬ ‫يروا آية يعرضوا ويقولوا سِحرُ مستمر» القمر‪.‬‬ ‫المعجزة الثالثة‪ :‬نزول المطر بدعائه‪:‬‬ ‫لقد روى البخاري أن البالد أمحلت وأصابها قحط شديد‪،‬‬ ‫فدخل رجل المسجد ورسول اهلل قائم على المنبر يخطب‬ ‫– فاستقبل الرجل النبي وقال يا رسول اهلل‪ ! ‬هلكت األموال‬ ‫وانقطعت السبل فادع اهلل لنا يغيثنا‪ ،‬فرفع رسول اهلل يديه فقال‬ ‫« اللهم اسقنا‪ -‬اللهم اسقنا» قال أنس‪ :‬واهلل ما في السماء‬ ‫من سحاب وال قزعة‪....‬ثم أمطرت‪ ،‬واهلل ما رأينا الشمس ستا‪...‬‬ ‫المعجزة الرابعة‪ :‬ينبوع الماء من بين أصابعه ‪:‬‬ ‫فقد قال أنس بن مالك رضي اهلل عنه‪ :‬رأيت رسول اهلل‬

‫وحانت صالة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه‪ ،‬فأتى‬ ‫رسول اهلل بوضوء فوضع رسول اهلل يده في ذلك اإلناء وأمر‬ ‫الناس أن يتوضؤوا منه فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه‪...‬‬ ‫قال قتادة‪ :‬قلت ألنس كم كنتم؟ قال زهاء ثالثمائة رجل فقد‬ ‫كانت هذه آية نبوته عليه السالم‪ ،‬إذ وقعت في سوق المدينة‬ ‫العاصمة وحضرها وشهدها رجال من أصدقهم وأذكاهم‬ ‫وأتقاهم‪ ،‬متفق عليه من حديث أنس في ذكر الوضوء‪.‬‬ ‫المعجزة الخامسة ‪ :‬قدح لبن روى فئاة من الناس ببركته‪:‬‬ ‫روى البخاري في صحيحه أن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪:‬‬ ‫كنت ألشد الحجر على بطني من الجوع‪...‬فمر أبو بكر فسألته‬ ‫عن آية من كتاب اهلل عز وجل ما سألته إال ليستتبعني ( يطلب‬ ‫مني أن أتبعه) فلم يفعل‪ ،‬كذلك فعل مع عمر رضي اهلل عنه فلم‬ ‫يفعل‪ .‬فمر أبو القاسم فعرف ما في نفسي فقال‪ « :‬أبا هريرة‬ ‫قلت له‪ :‬لبيك يارسول اهلل فقال‪« :‬الحق» واستأذنت فأذن لي‪،‬‬ ‫فوجدت لبنا في قدح قال‪« :‬من أين هذا البن؟» فقالوا أهداه‬ ‫لنا فالنا قال‪« :‬أبا هر» قلت لبيك يارسول اهلل‪ « :‬انطلق إلى‬ ‫أهل الصُفة فادعهم لي»‪ ...‬فأقبلوا ثم قال‪ « :‬يا أبا هريرة خذ‬ ‫فأعطهم» فأخذت القدح حتى أتيت على آخرهم‪ ،‬ودفعت إلى‬ ‫رسول اهلل وبقي فيه فضلة‪...‬فقال رسول اهلل» فاقعد فاشرب»‪..‬‬ ‫حتى قلت ما أجد له في مسلكا‪ ،‬قال ناولني القدح فرددته إليه‬ ‫فشرب من الفضلة‪ ،‬وهي آية النبوة إذ قدح لبن‪ ،‬يروي جماعة‬

‫من الناس كلهم جياع وان يكون هو آخر من يشرب من ذلك‬ ‫القدح‪.‬‬ ‫المعجزة السادسة ‪ :‬امتالء عكة سمن بعد فراغها‪:‬‬ ‫روى الحافظ أبو يعلي عن أنس بن مالك (ض) أنه قال‪ :‬كانت‬ ‫ألمي أم سليم شاة فجمعت من سمنها في عكة ثم بعثت بها‬ ‫ربيبة إلى رسول اهلل ولما جاءت إلى رسول اهلل (ص) قال «أفرغوا‬ ‫لها عكتها»‪ ...‬فانطلقت بها بعدما أفرغت‪ ،‬وأم سليم ليست‬ ‫في البيت فعلقت العكة على وتد‪ ،‬فجاءت أم سليم فرأت العكة‬ ‫ممتلئة تقطر‪ ،‬فقالت‪ :‬يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها‬ ‫إلى رسول اهلل فقالت بلى قد فعلتُ‪ ،‬فإن لم تصدقي فانطلقي‬ ‫فسلي رسول اهلل (ص) ‪ ...‬فقال رسول اهلل « يا أم سليم أتعجبين‬ ‫إن كان اهلل أطعمك كما أطعم نبيه كلي وأطعمي»‬ ‫المعجزة السابعة‪ :‬قصة الغزالة‪:‬‬ ‫فقد روى أبو نعيم األصبهاني في كتابه « دالئل النبوة»‬ ‫عن ثابت البناني عن أنس بن مالك (ض) قال مر النبي على‬ ‫قوم قد اصطادوا ظبية‪ ،‬فشدوها على عمود فسطاط فقالت‪:‬‬ ‫يارسول اهلل إني أخذت ولي خشفان (ولدان) فاستأذن لي‬ ‫أرضعهما وأعود إليهم فقال للنبي (ص) أين صاحب هذا؟ فقال‬ ‫القوم‪ :‬نحن يا رسول اهلل‪ :‬قال « خلوا عنها حتي تأتي خشفيها‬ ‫ترضعهما وترجع إليكم « فقالوا من لنا بذلك؟ قال ‪« :‬أنا»‬ ‫فأطلقوها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت إليهم‪ ،‬فأوقوها‬ ‫فمر بهم رسول اهلل (ص) فقال‪ :‬أين صاحب هذه؟ فقالوا‪ :‬هذا‬ ‫يارسول اهلل فقال‪ :‬تبيعونها‪ .‬فقالوا هي لك فأطلقوها فذهبت‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد‪ :‬أم دالل‬

‫المعجزة الثامنة‪ :‬شفاء الضرير‪:‬‬ ‫فقد روى أحمد بسنده عن عثمان بن حنيف أن رجال ضريرا‬ ‫أتى النبي فقال‪ :‬يارسول اهلل أدع اهلل أن يعافيني فقال‪« :‬إن‬ ‫شئت أخرت ذلك فهو أفضل آلخرتك‪ ،‬وإن شئت دعوت لك قال‪:‬‬ ‫البل ادع اهلل لي‪ ،‬قال‪ :‬فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين‪ ،‬وأن‬ ‫يدعو بهذا الدعاء‪ « :‬اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك‬ ‫محمد نبي الرحمة‪ ،‬يامحمد إني أتوجه بك في حاجتي هذه‬ ‫فتقضي‪ ،‬اللهم شفعه في» ففعل الرجل فبرأ‪.‬‬ ‫المعجزة التاسعة‪ :‬شكوى البعير‪:‬‬ ‫روى النسائي وأحمد بسنديهما عن أنس بن مالك (ض)‬ ‫كان أهل بيت من األنصار لهم جمل يسنون عليه (يستخرجون‬ ‫الماء من البئر) وأنه استصعب عليهم‪ ،‬فمنعهم ظهره وزن‬ ‫األنصار جاءوا إلى رسول اهلل فمشى النبي نحوه‪ ...‬فخر الجمل‬ ‫ساجدا بين يديه فأخذ النبي بناصيته أذل ما كانت قط حتى‬ ‫أدخله في العمل‪ ،‬فقال له أصحابه‪ :‬يارسول اهلل‪ ! ‬هذه بهيمة ال‬ ‫تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك‪ ،‬فقال‪« :‬ال يصلح لبشر‬ ‫أن يسجد لبشر‪ ،‬ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر ألمرت المرأة‬ ‫أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها» ومن آيات النبوة صدق‬ ‫أخباره الغيبية اآلتية‪:‬‬ ‫قوله (ص) «أتبث أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»‬ ‫فكان كما أخبر‪ ،‬فمات أبو بكر‬ ‫بمرض أصابه وقتل عمر في‬ ‫المحراب شهيدا‪ ،‬وقتل عثمان في‬ ‫داره شهيدا – فرضي اهلل عنهم‬ ‫أجمعين‪-‬‬ ‫قوله عليه الصالة والسالم‬ ‫« الخالفة بعدي ثالثون سنة‪،‬‬ ‫ثم يأتي اهلل ملكه من يشاء»‬ ‫إذا كانت خالفة أبي بكر سنتين‬ ‫وأربعة أشهر إال عشر ليالي‪،‬‬ ‫وكانت خالفة عمر عشر سنين‬ ‫وستة أشهر وأربعة أيام ‪ ،‬وخالفة‬ ‫عثمان اثني عشر سنة إال أثني‬ ‫عشر يوما‪ ،‬وكانت خالفة علي‬ ‫خمس سنوات إال شهرين‬ ‫وتكميل الثالثين كانت بخالفة‬ ‫الحسن بن علي (ض) إذ كانت‬ ‫نحوا من ستة أشهر‪ ،‬ثم تنازل‬ ‫عليها لمعاوية عام أربعين من‬ ‫الهجرة‪ ،‬ومصداق هذا في قوله‬ ‫«إن ابني هذا سيد‪ ،‬وسيصلح اهلل‬ ‫به بين فئتين»‪.‬‬ ‫وكذلك من معجزات نبوته‬ ‫قوله لفاطمة ابنته «إن جبريل‬ ‫كان يعارضني القرآن في كل عام مرة‪ ،‬وإنه عارضني العام‬ ‫مرتين‪ ،‬وما أرى ذلك إال اقتراب أجلي» فبكت ثم سارها فأخبرها‬ ‫بأنها سيدة نساء أهل الجنة‪ ،‬وإنها أول أهله لحوقا به‪ ،‬فكان‬ ‫كما أخبر إذ ماتت بعده بستة أشهر‪ ،‬فكان هذا من دالئل نبوته‬ ‫والمعجزة الدالة على صدق نبوته ورسالته‪ ،‬والمراد من إرادها‬ ‫تقوية إيمان المؤمن ودعوة لمتابعته وطاعته ومحبته إذ قال‬ ‫الحق تبارك وتعالى «ومن يطلع اهلل فأولئك مع الذين أنعم اهلل‬ ‫عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن‬ ‫أولئك رفيقا» سورة النساء‪.‬‬ ‫وقال سبحانه وتعالى «إن اهلل ومالئكته يصلون على النبي‪،‬‬ ‫يا أيها الذين آمنوا صلوا عليهم وسلموا تسليما» األحزاب‪.‬‬ ‫فعن النبي قال « من يصل علي صالة صل اهلل عليه بها‬ ‫عشرا» أخرجه مسلم وقال أيضا « البخيل من ذكرت عنده فلم‬ ‫يصل علي» أخرجه الترمذي‪ ،‬وفي الصحيحين قال « صلوا علي‬ ‫واجتهدوا في الدعاء‪ ،‬قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل‬ ‫محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد‬ ‫مجيد‪ .‬اللهم بارك على محمد وعلى أل محمد كما باركت على‬ ‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المصادر‪:‬‬

‫محمد صلى اهلل عليه ألبي بكر جابر الجزائري‪.‬‬ ‫السيرة النبوية ألبي زكريا النووي‪.‬‬ ‫دالئل النبوة لألصبهاني‪.‬‬ ‫تفسير القرآن إلبن كثير‬


‫العدد ‪817‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫مجلس مغاربة الخارج وآداب تطوان ينظمان ندوة دولية‬ ‫حول «الرحلة والهجرة‪ ..‬لقاء المغاربة بالحداثة»‬ ‫• متابعة‪ :‬المبارك الغروسي‬

‫بتعاون بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬وبشراكة مع فرقة البحث في الكتابات‬ ‫الهوياتية ببالد المغرب وفرقة البحث في ثقافات المجتمعات‬ ‫المتوسطية وفرقة البحث في التنمية ومختبر حوار الثقافات‬ ‫واألبحاث المتوسطية ومجموعة األبحاث والدراسات السينمائية‬ ‫والسمعية البصرية ومركز األبحاث والدراسات في شؤون الهجرة‬ ‫وشعبة اللغة الفرنسية؛ شهدت قاعة الندوات بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان‪ ،‬خالل يومي ‪ 22‬و‪ 23‬دجنبر الجاري‪ ،‬ندوة علمية‬ ‫دولية حول موضوع «الرحلة والهجرة‪ ..‬لقاء المغاربة بالحداثة»‪.‬‬ ‫خالل الكلمات االفتتاحية للندوة العلمية‪ ،‬أبرز كل من الدكتور‬ ‫محمد سعد الزموري عميد الكلية‪ ،‬وعبد اهلل بوصوف األمين العام‬ ‫لمجلس الجالية المغربية بالخارج‪ ،‬والدكتور نزار التجديتي منسق‬ ‫الندوة‪ ،‬والدكتور أحمد الموساوي نائب رئيس الجامعة المكلف‬ ‫بالبحث العلمي‪ ،‬أبعاد الندوة ومحاورها وأهميتها وراهنية البحث‬ ‫في مسألة هجرة وانتقال المغاربة إلى مواطن الحداثة والتطور‪.‬‬ ‫كما أشار المتدخلون إلى أن هذه الندوة‪ ،‬التي تعدّ حلقة ضمن‬ ‫حلقات مستمرة من اللقاءات العلمية‪ ،‬تدخل ضمن مشروع علمي‬ ‫للكلية ولمجموعاتها البحثية يقتفي أثر األسفار وأبعاد االنتقاالت‬ ‫والهجرات المغربية في إطار علمي وأكاديمي‪.‬‬

‫المحاضرة االفتتاحيـة‪ :‬مغاربة ولقاء الحداثة في‬ ‫بداية القرن الـ‪20‬‬ ‫افتتح الدكتور محمد سعد الزموري أعمال الندوة بمحاضرة‬ ‫زاوج فيها بين اللغتين الفرنسية والعربية‪ ،‬وفصّل خاللها الحديث‬ ‫في موضوع «لقاء مغاربة بالحداثة» من خالل ثالثة نصوص رحلية‬ ‫لوجوه مغربية في بداية القرن العشرين‪ ،‬وهم محمد بن الحسن‬ ‫الحجوي ومحمد بن عبد السالم السايح وعبد اهلل الفاسي‪ ،‬كانوا‬ ‫قد أقاموا لمدد متفاوتة في بلدان أوروبية؛ وتوقف المحاضر عند‬ ‫مفهوم الحداثة متعدد األبعاد والتعريفات‪ ،‬وخلص إلى أنها ال يمكن‬ ‫ربطها بسياق مكاني أو زماني بعينه‪ ،‬بل هي معطى إنساني وكونه‪،‬‬ ‫ثم قارب مدى حضوره عند الرحالين أنفسهم وفي موضوع نظرهم‬ ‫وعوالم مشاهداتهم‪ ،‬ليتطرق بعدها لتلقي الحداثة األوروبية من‬ ‫قبل أولئك الرحالة مركزا على مبدأ المقارنة األساس لكل تفكير‬ ‫سليم‪ ،‬وأبرز النقلة النوعية في النظرة المغربية إلى أوجه التطور‬ ‫والتحديث خالل بداية القرن العشرين مقارنة مع ما تضمنته كتب‬ ‫الرحالت في القرون السابقة التي غالبا ما كانت تأتي‪ ،‬نتيجة طبيعية‬ ‫لالنغالق الفكري والفعلي‪ ،‬محملة بفكر وتصور ما ينفر من أغلب‬ ‫المستحدثات المدنية األوروبية‪.‬‬

‫اليوم األول‪ :‬درجات الوعي والالوعي بالحداثة‬ ‫والتحديث‬ ‫شهدت الجلسة العلمية األولى للندوة مداخالت لباحثين‬ ‫متخصصين‪ ،‬كانت أوالها للدكتورة مليكة الزاهيدي‪ ،‬المتخصصة‬ ‫في رحالت وشخصية السفير ابن عثمان المكناسي‪ ،‬وتطرقت فيها‬ ‫لمرور هذا السفير األلمعي في تاريخ الدبلوماسية المغربية عبر‬ ‫أوربوا خالل عصر األنوار ووجوده بها لحظة الحداثة الفكرية التي‬ ‫ستؤسس للعصور الحديثة لما بعد الثورة الفرنسية‪ .‬وفي األخير‪،‬‬ ‫كان تساؤل األستاذة‪« :‬هل كان ابن عثمان يعي اللحظة التاريخية‬ ‫التي كانت تعيشها أوروبا وقتها؟ وكان السؤال أقرب إلى االستنكار‪،‬‬ ‫حيث يفيد بوجود هوة تاريخية كانت تفصل بين المثقف المغربي‬ ‫وقتها وبين وعيه بالمنعطفات التاريخية‪.‬‬

‫وقدم الدكتور عز المغرب معنينو‪ ،‬إثرها‪ ،‬عرضا عن «يوميات‬ ‫رحلة بن سعيد السالوي إلى فرنسا» سنة ‪ 1866‬التي عدد فيها‬ ‫الرحالة للسلطان موالي الحسن مداخل اإلصالح انطالقا من‬ ‫مشاهداته لتطور فرنسا ونظرا لمعرفته بتجربة محمد علي في‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫وعقد الدكتور عبد العزيز السعود مقارنة بين وجود السفراء‬ ‫المغاربة في إسبانيا وحضور جواسيس إسبان بالمغرب في القرن‬ ‫الـ‪ 19‬في تحليل لم يخل من تأمل دقيق في مفاهيم الرحلة والهجرة‬ ‫والوعي باللحظة التاريخية وبالذات واآلخر لدى المغاربة‪.‬‬ ‫وجاءت مداخلة الدكتور عبد الحفيظ حمان للوقوف على التنازع‬ ‫الذي كان ينتاب أغلب الملتقين بالمظاهر الحديثة في البلدان‬ ‫والمجتمعات األوروبية خالل القرن الـ‪ 19‬بين االفتتان بها ومقاومة‬ ‫االنجرار نحوها ألسباب يختلط فيها السياسي بالديني‪.‬‬ ‫وتطرق الدكتور محمد البنعيادي‪ ،‬في عرضه الموسوم بـ«رحلة‬ ‫اإلصالح من أصالة الفقيه إلى حداثة المثقف»‪ ،‬للسؤال ذاته‬ ‫المتعلق االزدواجية من خالل تأمل الرحالت السفارية المغربية‪.‬‬ ‫أما عرض األستاذ العثماني أوالد الفاضل‪ ،‬فسعى إلى تقديم‬ ‫«تمثل النخبة المغربية لمنجزات النهضة األوروبية»‪.‬‬ ‫وخالل الجلسة العلمية الثانية‪ ،‬نقل األستاذ منير روكي نقاش‬ ‫موضوع الندوة إلى تخصيص مهم‪ ،‬حيث خص بالدرس حالة التجار‬ ‫المغاربة وموقفهم من النهضة األوروبية في رصد لرؤية هذه‬ ‫النخبة االقتصادية والعلمية للتطور األوروبي دائما في قرن الثورة‬ ‫الصناعية‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬عرج األستاذ عبد الرحيم أوزين على تخصيص آخر‬ ‫في الرحلة متعلق بمسألة تطوير الجيش المغربي وتحديث البنيات‬ ‫العسكرية العتيقة في المغرب كما نظر إليه رحالة وسفراء القرن‬ ‫الـ‪ 19‬بالخصوص‪ ،‬إذ إن مسألة تشكيل جيش نظامي كان سؤاال‬ ‫رئيسا للنظر السياسي والفقهي المغربي خالل فترة ما قبل عقد‬ ‫الحماية‪.‬‬ ‫وشهد اليوم األول مداخلتين باللغة الفرنسية؛ أوالها خصصتها‬ ‫الدكتورة وفاء بوعصاب لرحلة بن إدريس العمراوي «تحفة الملك‬ ‫العزيز إلى مملكة باريز»‪ ،‬وخصتها بتحليل يرصد ازدواجية االفتنان‬ ‫باآلخر ورفضه في اآلن ذاته من خالل العالقة المتأرجحة والمترددة‬ ‫نحو منجزاته وعاداته ونمط عيشه‪.‬‬ ‫وقدم المبارك الغروسي عرضا ثانيا بالفرنسية عن تطور‬ ‫النظر إلى التطور التقني واالقتصادي واإلداري لدى من سافروا إلى‬ ‫إسبانيا‪ ،‬إذ سجل أنه انتقل من تصوره وفق منطق «جنة الكافر»‬ ‫التي ال تغري المسلم إلى اعتباره «فردوس» االجتهاد والعقل‬ ‫البشري بصفته نعمة من نعم اهلل تعني المؤمن قبل غيره‪.‬‬ ‫وفي نهاية جلسات اليوم األول‪ ،‬عمقت مداخلة األستاذة زينب‬ ‫حمودة تأمل االزدواجية في الرحالت من خالل تقديم ورصد ألوجه‬ ‫«الصراع بين القديم والحديث» في سرود السفراء المغاربة‪.‬‬

‫اليوم الثاني‪ :‬رحالت وهجرات‪ ،‬آفاق وأبعاد واسعة‬ ‫في مفتتح جلسات اليوم الثاني للندوة‪ ،‬توقفت مداخلة األستاذة‬ ‫سميرة السبتي (بالفرنسية) عند لقاء السلطان المغربي المخلوع‬ ‫موالي عبد الحفيظ مع مظاهر الحياة األوروبية خالل منفاه الفرنسي‬ ‫من خالل كتاب «المغرب الغابر» للصحافي اإلنجليزي وليام هاريس‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬عرج األستاذ جواد رشدي على مسألة التثاقف‬ ‫ولقاء الثقافات من خالل مقاربة مقارنة بين رحلتي محمد الصفار‬

‫(القرن الـ‪ )19‬وعبد الهادي التازي (ق‪ )20.‬متهما المركزية الدينية‬ ‫المغربية بالتسبب في الصدام الثقافي في رحالت الماضي‪.‬‬ ‫وعاد األستاذ يونس البقالي إلى موضوع االزدواجية‪ ،‬وانتقل‬ ‫بها إلى «المشاعر نحو واقع التحديث» األوروبي من خالل رحلتي‬ ‫الصفار والطاهر الفاسي‪.‬‬ ‫أما الباحثة الفلسطينية شادية حامد (وهي من فلسطيني‬ ‫الداخل)‪ ،‬فقد توقفت عند هجرة مغربية مغايرة‪ ،‬وهي الهجرة‬ ‫اليهودية إلى إسرائيل‪ ،‬حيث قدمت في بداية عرضها الطويل‬ ‫مآسي انتقال اليهود المغاربة (الذي ً‬ ‫نٌظم مخابراتيا) إلى فلسطين‬ ‫ورصدت أوجاع الخيبة لدى وصولهم؛ وهو ما كان له صدى في‬ ‫إبداعاتهم األدبية‪ ،‬وهو ما وقفت عنده بتأمل التجربة الشعرية‬ ‫للمغاربة اليهود في إسرائيل وتأثير حداثة الكيان الجديد في الشرق‬ ‫األوسط على شعريتهم‪ ،‬وذلك من خالل نموذج أهم صوت شعري‬ ‫شرقي في إسرائيل الشاعر الضرير مغربي األصل‪ ،‬إيريز بيطون‪.‬‬ ‫وانتقل الدكتور عبد اإلله خليفي‪ ،‬في مداخلته بالفرنسية‪ ،‬إلى‬ ‫فضاء هجرة أبعد قلما رصده الباحثون من خالل نص جاء نتيجة سفر‬ ‫إلى مدينة التحديث بامتياز نيويورك‪ ،‬أو «حاضرة الحواضر» كما آثر‬ ‫تسميتها‪ ،‬وهو نص «مغربي في نيويورك» المكتوب بالفرنسية‬ ‫للكاتب العرائشي محمد أمين العلمي‪ .‬وقد وقف األستاذ خليفي على‬ ‫بعض مقارنات الكاتب بين الهنا والهناك في رصده لمظاهر الحياة‬ ‫األمريكية‪ ،‬حيث اعتبر أن النص يمكن النظر إليه كـ»استشراق‬ ‫معكوس» يعكس للعقل الغربي آليات اشتغال االستشراق‬ ‫وآثر الدكتور جمال الزمراني‪ ،‬في مداخلته بالفرنسية‪ ،‬تأمل‬ ‫عمل الطاهر بن جلون «العيون المحنية» ليرصد تجربة تخييلية‬ ‫لقضية االغتراب من خالل ساردة الرواية‪ ،‬حيث توقف عند تجربة‬ ‫هذه الشخصية للعوالم الجديدة عن انتقالها من جنوب المغرب‬ ‫نحو فرنسا في ظل جهلها بلغة البلد المضيف وبعاداته‪.‬‬ ‫وعاد الباحث محمد بغيال إلى موضوع التمثل ورصده من‬ ‫مدخل «النخبة المخزنية» ونظرتها إلى التطور األوروبي خالل‬ ‫بداية القرن الماضي؛ بينما نقل الباحث عبد العلي عدنان نظره‬ ‫إلى عالقة الحداثة باألحوال الشخصية والهوية‪ ،‬حيث قدم قراءة‬ ‫في التجربة الفرنسية في مسألة توثيق زواج مغاربة الهجرة‪ ،‬منتقدا‬ ‫التجربة العلمانية في صيغتها الفرنسية معتبرا أنها تدخل في هذا‬ ‫الباب في صنف «علمانية الصراع» في مقابل علمانيات االنفتاح في‬ ‫دول حديثة أخرى‪.‬‬ ‫كما نوقشت خالل اليوم الثاني مسألة حركة الزنوجة التي‬ ‫نتجت عن الهجرة اإلفريقية والزنجية إلى فرنسا ومدى التصاقها‬ ‫الفعلي بقضايا السود في العالم‪ ،‬وتأرجح النقاش بين اعتبارها‬ ‫حركة أصيلة تدافع عن تلك القضايا وبين النظر إليها كتيار نخبة‬ ‫سوداء استنبتت في األوساط الباريسية بعيدا عن األوجاع الحقيقية‬ ‫للمجتمعات األصلية‪.‬‬

‫توصية‪ :‬في ضرورة تجميع «أدب المهجر» المغربي‬ ‫وبعد جلسة مناقشات العروض‪ ،‬قدم الدكتور نزار التجديتي‪،‬‬ ‫منسق الندوة‪ ،‬خالصات اللقاء العلمي‪ ،‬مسجال أنه إذا كان النص‬ ‫الرحلي قد تم حصره إلى حد ما؛ فإن نصوص الهجرة المغربية تظل‬ ‫مشتتة وغير مضبوطة بما يكفي‪ ،‬وأنه يتعين االشتغال على تجميع‬ ‫المتن المهجري أو «أدب المهجر» المغربي‪ ،‬ليوضع رهن إشارة‬ ‫الباحثين مادة للدراسة والبحث‪ .‬كما ذكر الدكتور نزار التجديتي‬ ‫بأن أعمال الندوة العلمية‪ ،‬التي جاءت تكريما لروح األستاذة الراحلة‬ ‫مونية الناصيري‪ ،‬ستصدر قريبا مطبوعة ضمن مؤلف جماعي‪.‬‬


‫العدد ‪817‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫التاريخ يشهد على فنيقية وامازيغية مليلية‬ ‫المغصوبة منذ فجر التاريخ إلى دخول اإلسالم‬ ‫يواصل الباحث األستاذ جمال البوطيبي إمتاع قراء جريدة «الشمال» بتحقيقاته البالغة األهمية‪ ،‬يبرز من خاللها حقبا منيرة من‬ ‫تاريخ الريف ويعيد الحياة إلى مدن وقرى سادت في هذه المنطقة ثم طالها اإلمال والنسيان‪ ،‬وينفض الغبار عن مآثر تاريخية يزخر‬ ‫بها الريف بقالعه ورباطاته وبطوالت أبنائه الذين شكلوا سدا منيعا‪ ،‬وألحقاب طويلة‪ ،‬في وجه االحتالل األجنبي‪.‬‬ ‫فشكرا لألستاذ الباحث جمال البوطيبي وأملنا أن يستمر في الغور في تاريخ وأمجاد الريف المجيد‪.‬‬ ‫ع‪ .‬ك‬ ‫الصورة تحمل أحيانا أكثر من داللة وخالل جولتنا بمتحف‬ ‫مليلية المحتلة تجلت لنا ـ من خالل الصور واآلثار المعروضة‬ ‫كل معاني العنصرية البائتة التي انتهجها المستعمر االسباني‬ ‫ضد ساكنة الريف بالبطش واغتصاب االرض ‪.‬‬ ‫واتحدت كل الصور والمعروضات واللوحات المنقوشة‬ ‫المتواجدة في هذا المتحف المقام بشراكة مع اليونسكو‬ ‫لطمس هوية وتاريخ هذه المدينة الفنيقية االمازيغية‬ ‫االسالمية‪ ،‬نعم هكذا دون اسم مليلية بالمتخيل االستعماري‬ ‫االسباني ‪ ،‬المدينة التي الزال اسمها االمازيغي األصلي (‬ ‫مليلت) بالمحلية الريفية شاخصا اي البيضاء الفينيقية راس‬ ‫ادر االغريقية روسادير القديمة‪.‬‬

‫مليلية تاريخ العريق‬

‫ال يمكن الي خريطة منتمية الى ما قبل الفترة االسالمية‬ ‫بشمال إفريقيا تجاهل ساحل شمال المغرب االقصى او ساحل‬ ‫قلعية الشرقي وما صادف الفنيقيين اثر نزولهم بمقدمة‬ ‫ساحل قلعية الشرقي ‪.‬‬ ‫كما تبينه بعض النماذج الخرائطية االغريقية الثالثة وما‬ ‫أظهرته مقتبسات من النصوص التاريخية اليونانية والفنيقية‬ ‫والرومانية القديمة‪.‬‬ ‫ويتعلق االمر بتاريخها المسجل ما قبل الميالد باسم‬ ‫(اكروز‪)SORKA‬األكبر اليوناني وهو الذي كان معلقا على‬ ‫تاريخ يمكن موافقته وله ارتباط ب ( روسادرير�‪RIDAS‬‬ ‫‪ )SYHR) (RIDDASSUR‬او راس ادر الفنيقي وهذا من‬ ‫المبرر قبول هذا الراي سوى ماكرر الحقا‪.‬‬ ‫ففي رحلة حانون ـ البحار االستكشافي حانون القرطاجي‬ ‫ـ المنجزة حوالي ‪ 425‬قبل الميالد استوقفته اسم ( مليتا)‬ ‫من جملة اسماء مواقع ساحلية اخرى على الساحل االفريقي‬ ‫المتوسطي وهذا االسم يقابله االسم االصلي االمازيغي‬ ‫للمدينة الذي مازال تحمله الى يومنا وهو —مليلت—‬ ‫وفي نفس الموضع مدينة الراس المهيب او الراس االكبر‬ ‫المقصود به( راس هرك) والمعروف راس ورش او( اوش)‪.‬‬ ‫فهل يمكن االتفاق على ميالد اوتاسيس مركز تجاري‬ ‫ضخم المدعو مليلة او االسم البونيقي روسادير التي صادفت‬ ‫البحار القرطاجي— حانون— سنة ‪ 425‬قبل الميالد؟ وهل‬ ‫يمكن االتفاق على انشاء راس هرك بالتاريخ المقدم كتاريخ‬ ‫تأسيس المركز التجاري مليلت او روسادير راس ادر مليلة‬ ‫الحالة؟‪.‬‬ ‫وتبعا الكتشاف قبور فينقية بكدية تينرت مزوجة كما‬ ‫سماها احمد بن القاضي الكعداوي في تقييده وهي واقعة‬ ‫قرب واد المدور والذي يطلق عليه االسبان— —�‪OZNE‬‬ ‫‪ROL ED ORRES‬لورينزو دو سيرو— والوجود الفنيقي‬ ‫هو اصلي في كل المستوطنات الفنيقية والقبور الصغرى‬ ‫والكبرى المكتشفة بتينرت مزوجة ووجود عدد من األواني‬ ‫الفخارية الفنيقية سنة ‪1916‬خير دليل على فينقية مليلة‬ ‫ومن مستوطنات فنيقيا القديمة‪.‬‬ ‫ويعود تاسيس مليلة او راس ادر او روسادير الى الفترة‬ ‫القرطاجية والفنيقية بتواجدهم على سواحل الريف االقصى‬ ‫واحل قلعية بمركزهم المعروف باسمه االغريقي روسادير مكان مليلة الحالية وعلى ساحل ثطوين‬ ‫اوتطوان وطنجة والعرائش والى جانب نهر ابورقران اسسو شاال سال الحالية من المراكز المورية‬ ‫القرطاجية الهامة واعتبرت شاال من المراكز الهامة كمرفئ لصيد االسماء وتمليحها يعود تاريخها الى‬ ‫ماقبل القرن السابع قبل الميالد‪.‬‬ ‫وقد قام المستكشف القرطاجي حانون في رحلته المنجزة في النصف الثاني من القرن الخامس ق‪.‬م‪.‬‬ ‫بداية من النصف الشمالي االفريقي ووصوال الى مضيق جبل طارق الذي سمي قديما باعمدة هرقل‬ ‫وكما نستفيد من ماشاهده حانون اثناء رحلته من اصناف الموريين او االمازيغ قال عنهم «وجدت صنفا‬ ‫من الناس لهم اشكال خاصة يسبقون الخيل ويسكنون المغاور ‪».‬‬ ‫وانطالقا من شهادات اخرى‬ ‫للتاريخ الموري القرطاجي باكتشاف‬ ‫شهادات اخرى بالجابيات الفخارية او‬ ‫بقاياها ‪.‬‬ ‫‪Racio‬‬ ‫‪gutierrez‬‬ ‫‪carro de son .lorenzo.‬‬ ‫‪melilla.2005.p.209.‬‬ ‫‪Pereplo del pseudo sclax‬‬ ‫‪Arambes‬‬ ‫‪.melita.akros.‬‬ ‫‪gyte.teyos.kariko‬‬ ‫التاريخ القديم مقرر من وزارة‬ ‫الثقافة والتعليم الثانوي وتكوين االطر‬ ‫ص‪.‬ص‪.‬‬ ‫واثبتت المصادر االغريقية وجود‬ ‫اسم روسادير مليلة الحالية من اهم‬ ‫المدن لموريطانيا الطنجية ‪.‬‬ ‫وصنف سرد كابليو الروماني في‬ ‫القرن االول الميالدي اسمها االغريقي‬ ‫الفنيقي روسادير بكونها بجهة هرك او‬ ‫راس هرك ورش الحالي‪.‬‬ ‫واشار المؤرخ الروماني الى ان‬ ‫ساكنة الجبل المحادي لروسادير‬ ‫اسمهم ببنو بطوية او بني ورتندي او‬

‫• بحث وحتقيق جمال البوطيبي‬

‫بالمحلية ‪..‬ثندى ور‪..‬حسب اعتقاد الدكتور الفكيكي‪.‬‬ ‫وان بننو بطوية تعاملو مع البونيقيين في هذا التاريخ السحيق‬ ‫بدا من القرن االول الميالدي وبعدها ظهرت في صف جغرافي‬ ‫براس روسادي من بين واحد المراسي الموصلة بين قرطاج‬ ‫وطنجة ‪ .‬ونجد سنة ‪215‬م‪.‬سردا من المواقع البحرية الممتدة على‬ ‫الساحل المتوسطي والساحل الكنعاني عند االدريسي او الراس‬ ‫الكنعاني لساكنة الجبال الممتدة من صحراء كرط ايت زناسن او‬ ‫بالمحلية اجن سن اي مخيمهم واللمنتمون الى اصول كنعانية‬ ‫حسب النصوص التاريخية البن خلدون في كتاب العبرواالدريسي‬ ‫وابن زيان واورطاسي والمؤرخ الفرنسي (برنارد)انهم كنعانيون‬ ‫امازيغيون ينحدرون من جدهم مادغيس االبتر بن مازيغ بن‬ ‫كنعان كانو مستقرين بالجبال الواقعة من تلمسان الجزائرية‬ ‫النزحول الى الجبال اثر دخول الفاتحين المسلمين وانهزام‬ ‫الكاهنة االمازيغية امام جيوش عقبة ابن نافع في النصف من‬ ‫القرن االول الهجري السابع الميالدي وعرف عن الحسن الوزان ان‬ ‫جبلهم في تلمسان يقع على بعد ‪ 50‬ميال غربي تلمسان ويتاخم‬ ‫من جهة قفر كرط وقفر انكاد بوجدة على طول ‪ 25‬ميالشديد‬ ‫الوعورة واالرتفاع صعب المسالك وتكسوه غابات كثيرة وفيهم‬ ‫مداشر عديدة يسكنها قوم ذو باس شديد‪ .‬وقفر او صحراء كرط‬ ‫تقع غرب الناضور ويفصلها اهم المرافد المائية لالقليم اللذي‬ ‫الزال يسمى واد كرط حسب رايي (جمال البوطيبي)‪.‬‬ ‫‪Promontorium rusaddir‬‬ ‫‪Racio gutierres gonzales et claudio barrio le‬‬ ‫‪lucio.‬‬ ‫‪Fuentes para la historia de melilla.russadir.‬‬ ‫‪melilla.2005.p.135.‬‬

‫مليلة مابعد الفترة االسالمية‬

‫ذكر ابن حوقل اثناء رحلته وهو اللذي كان على دراية بما‬ ‫حدث لحصن مليلة وقلعتها من تخريب وتنكيل على يد القائد‬ ‫االندلسي جوهر الصقلي سنة‪ 347‬هجرية اذ يقول كانت مليلة‬ ‫ذات سور منيع وحال متين وواسع كان ماؤها يحيط باكثر من‬ ‫سورها من بئر عظيمة فاكتسحها ابو الحسن جوهر الصقلي‬ ‫الداخل برجال مغاربة عام ‪347‬هجري وقد تغلب عليها بنو بطوية‬ ‫بطن من البربر‪.‬وكان بها من االجنة والبساتين والحبوب والغالت‬ ‫الجسيمة ما يسد حاجتهم فزال اكثرها ‪.‬‬ ‫كتاب صورة االرض مكتبة بيروت ‪.‬ص‪ .79.‬تحليل االستاذ‬ ‫الفكيكي بعنوان مليلة حاضرة قلوع كرط مجلة دار النيابة‬ ‫‪1985 \7 \7.‬‬ ‫ص‪.49.‬‬ ‫واضاف ابن حوقل النصيبي البغدادي في كتابه نزهة‬ ‫المشتاق في اختراق االفاق المجلد الثاني القاهرة ‪ 1994‬صفحات‬ ‫‪533‬و‪222‬و‪247‬و‪527‬و‪.537‬‬ ‫مليلة مدينة حسنة متوسطة ذات حصن وسور منيع وحال‬ ‫حسنة على البحر وكان لها عمارات متصلة وزراعات كثيرة ولها بئر‬ ‫فيها عين ازلية كثيرة ويحيط بها قبائل البربر هم بطون بطوية‪.‬‬ ‫فاذن من اين استسسقى ابن حوقل هذه المعلومات‬ ‫الجغرافية عن مليلة وهو المتوفى ببغداد سنة ‪363‬هجري وتاريخ‬ ‫وفاته يبين انه كان معاصرا لمحمد الوزان المتوفى سنة ‪368‬‬ ‫هجري وسابق للبكري االندلسي المتوفى سنة ‪378‬هجري‪.‬‬ ‫مرسى مليلة التجاري ذكره البكري في كتابه المغرب من بالد المغرب ص ص‪ 88.89.‬من اهم‬ ‫المراسي الصيفية وقدربط انشطته التجارية بمرسى شالبوبينية المقابل للطرف االخر من االندلس‬ ‫ولمليلة عالقة بحرية قديمة بالمراسي الشرقية الواقعة وراء ملوية ومن غربه ميناء غساسة االندلسي‬ ‫التجاري ‪.‬‬ ‫ومن حكام مليلة ونواحيها في العصر االسالمي اواخر القرن االول الهجري اي سنة ‪314‬ه‪ .‬التي‬ ‫غزاها ابن ابي العافية الدسولي حليف عبد الرحمان الناصر المرواني االندلسي ‪ .‬وبعد قرنيين استنزل‬ ‫فيها المرابطين اخر قواد لهم مابين سنة ‪ 535‬هجري المدعو ماكسن بن المعز‪.‬وذكر البكري ان وجود‬ ‫اسواق عدة كانت تستقبل فيها البضائع‬ ‫الصحراوية والسجلماسية بعد مرورها‬ ‫بقلعة كرط غساسة وقلعة تازوظا والى‬ ‫مليلة كان يصل تجار مراسي الساحل‬ ‫االندلسي من البنادقة والجنويين‬ ‫مجلة دار النيابة‬ ‫والماالقييين‬ ‫عدد‪ 7‬ص ‪ 49‬ا‪ .‬حسن الفكيكي‪.1986‬‬ ‫ومعظم النصوس مقتبسة من‬ ‫كتاب اطلس الريف الشرقي للدكتور‬ ‫الفكييكي ص‪.‬ص‪.13.17‬‬ ‫وعادت مليلة الى احضان المستعمر‬ ‫االسباني بعد سقوط األندلس سنة‬ ‫‪1497‬م ليتم تمهد الطريق بعدها الى‬ ‫احتالل المدينة القلعية الثاني غساسة‬ ‫سنة ‪1506‬م ليتم تخريبها بين سنتي‬ ‫‪1557‬و‪1577‬م‪ .‬ومن تلك الفترة ظلت‬ ‫غساسة تستنجد لمن يرممها وينقذها‬ ‫من الموت البطيئ والحياة لمن تنادي‬ ‫اخذت احجارها كما نهبت كنوزها واشا‬ ‫مركزها مقلع للرمال امام مراى الجميع‬ ‫فاين ذهبت همم مسؤولينا بمغربنا‬ ‫الحر الذي تقال مقولة بان األمم تعرف‬ ‫بتاريخها والتي ال تاريخ لها ال مستقبل‬ ‫لها»‪.‬‬


‫العدد ‪817‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫«قانون ‪ -‬إطار ‪ :99.12‬مالءمة للقانون الدولي البيئي‬ ‫وتفعيل لدستور ‪»2011‬‬

‫في إطار تفعيل إتفاقية الشراكة القائمة‬ ‫بين مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية‬ ‫بطنجة وكلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعية بطنجة‪ ،‬نظم ه��ذان األخيران ‪،‬‬ ‫بتاريخ يوم السبت ‪ 19‬دجنبر ‪ 2015‬برحاب‬ ‫كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‬ ‫بطنجة‪،‬يوما دراسيا تحت عنوان ‪«:‬قانون ‪ -‬إطار‬ ‫‪ :99.12‬مالءمة للقانون الدولي البيئي وتفعيل‬ ‫لدستور ‪. » 2011‬‬ ‫عرف هذا اليوم الدراسي ثالث محطات ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الندوة العلمية ‪:‬‬ ‫فبعد افتتاح الندوة بكلمة ترحيبية وتقديم‬ ‫عام للسياق من قبل السيد رئيس المرصد ‘ربيع‬ ‫الخمليشي’ والسيد نائب عميد الكلية ‘عبد‬ ‫الرحمان الصديقي’‪ ،‬تم تناول مجموعة من‬ ‫العروض والمداخالت من قبل نخبة من األطر‬ ‫األكاديمية واألساتذة الباحثين‪ ،‬وجاء كل من‬ ‫األساتذة بمداخالت شملت في مجملها قراءة‬ ‫تحليلية تفصيلية للقانون اإلطار مع الوقوف على‬ ‫أبرز المستجدات التي جاء بها هذا القانون وأيضا‬ ‫التوقف عند بعض النقاط التي من الممكن‬ ‫تدارسها والتفصيل فيها للرقي بهذا القانون‬ ‫إلى المستوى المأمول‪.‬‬

‫ترأس الندوة‪ ،‬السيد أحمد الطلحي‪ ،‬خبير‬ ‫وباحث في قضايا البيئة والتنمية والمعمار‬ ‫اإلسالمي ونائب رئيس مرصد حماية البيئة‬ ‫والمآثر التاريخية بطنجة‪.‬‬ ‫وقد شملت العروض النقاط التالية‪:‬‬

‫*”محاولة لتفكيك مقتضيات نص القانون‬ ‫اإلط��ار بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية‬ ‫المستدامة” للدكتور سليمان أحساين أستاذ‬ ‫بكلية الحقوق ‪ -‬طنجة‪.‬‬ ‫*” الجمعيات وحماية البيئة في ضوء‬ ‫القانون اإلط��ار بمثابة ميثاق وطني للبيئة‬ ‫والتنمية المستدامة” للدكتور موالي إبراهيم‬ ‫كومغار أستاذ بكلية الحقوق ‪ -‬أكادير‬ ‫*” القانون اإلطار بمثابة بميثاق وطني‬ ‫للبيئة والتنمية المستدامة‪ :‬مقاربة رياضية”‬ ‫للدكتور إبراهيم مراكشي أستاذ بكلية الحقوق‬ ‫ طنجة‪.‬‬‫*” قراءة تحليلية للقانون اإلطار بمثابة‬ ‫ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة”‬ ‫للدكتور عبد الكبير يحيا أستاذ بكلية الحقوق –‬ ‫طنجة‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫فن املديح وال�سماع‬ ‫‪-‬‬

‫*” القانون‪ -‬اإلطـار بين التأطيـر الدولـي‬ ‫والخصوصية الوطنية” للدكتورة نسرين بوخيزو‬ ‫أستاذة بكلية الحقوق – طنجة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى مداخالت وتساؤالت الضيوف‬ ‫الكرام والطلبة الباحثين الذين حضروا اللقاء‪،‬‬ ‫والذين أبانو عن مستوى ع��ال من اإللمام‬ ‫بالموضوع وبالقضايا ذات الصلة‪.‬‬ ‫‪ :2‬كمحور ثاني‪ ،‬ك��ان اليوم الدراسي‬ ‫مناسبة لتقديم جوائز تشجيعية للطلبة الباحثين‬ ‫الذين ناقشوا وصاغوا بحوثا مرتبطة بمواضيع‬ ‫بيئية‪ .‬‬ ‫جائزة ببصمة أنثوية وذلك إثر تقديم ثالث‬ ‫جوائز باإلضافة إلى تحفيز مادي للطالبات الثالث‬ ‫اللواتي أبلين حسنا‪ ،‬وذلك تقديرا للمجهودات‬ ‫المبذولة وتحفيزا لباقي الطلبة من أجل‬ ‫اإلستمرار في العطاء وتثمينا للبحث العلمي في‬ ‫كل ما هو مرتبط بقـضايا البيئة‪.‬‬ ‫‪ :3‬كمحور ثالث وبالموازاة مع الندوة‪ ،‬تم‬ ‫تنظيم رواق ومعرض مشرتك بين المرصد‬

‫والكلية وذلك من أجل عرض مجموع المنتوجات‬ ‫التي سهرت عليها كل من هاتين المؤسستين‬ ‫وكذا من أجل وضع مجموعة من المراجع رهن‬ ‫إشارة الطلبة الباحثين‪.‬‬ ‫ال��ي��وم ال��دراس��ي ك��ان مناسبة لتقوية‬ ‫الشراكة القائمة بين المرصد والكلية وأيضا‬ ‫ثمرة من ثمار العمل المشترك الذي يهدف‬ ‫المرصد من خالله إل��ى االنفتاح على كافة‬ ‫الفاعلين والمؤسسات‪ ،‬خصوصا األكاديمية‬ ‫منها‪ ،‬لما لها من دور في تنمية البحث العلمي‬ ‫وتطوير مجموعة من المجاالت عن طريق‬ ‫التأطيروالمواكبة‪.‬‬ ‫وبهده المناسبة‪ ،‬يتوجه مرصد حماية‬ ‫البيئة والمآثر التاريخية بطنجة بالشكر الجزيل‬ ‫لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث وأيضا‬ ‫لكافة األساتذة الباحثين ولكلية العلوم القانونية‬ ‫واإلقتصادية واإلجتماعية بطنجة؛ أساتذة‪ ،‬أطرا‬ ‫وطلبة‪ ،‬على أمل استمرار هذا العمل المشترك‬ ‫وتطويره في سبيل خدمة الصالح العام‪.‬‬

‫العرض ما قبل األول لمسرحية “ثداث نثكزنت”‪،‬‬ ‫”حياة العريفة” بالحسيمة‬

‫أشرفت جمعية مواهــب الريف للثقافــة‬ ‫والفنون على تنظيم أمسية مسرحية بإمتياز‬ ‫للعرض ما قبل االول ب��دار الثقافة موالي‬ ‫الحسن بشراكة مع مندوبية الثقافة‪ ‬من‬ ‫الساعة ‪ 15:30‬إل��ى ح��دود ‪, 17:00‬حيث‬ ‫تضمنت ه��ذه األم��س��ي��ة مسرحية تحت‬ ‫عنوان “ث��داث نثكزنت” أو”حياة العريفة”‬ ‫باللغة العربية‪ ,‬من إخراج الفنانة القديرة‬ ‫واألستاذة أنيسة اكري ويعتبر أول إخراج‬ ‫نسوي في الجهة ككل وهذا لشرف كبير‬ ‫للجمعية والمدينــة بشكـــل خاص وللجهة‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫“ث��داث نتكزنت” هي مسرحية تعالج‬ ‫مجموعة من القضايا االجتماعية واالنسانية‬ ‫بالعموم‪ ،‬وقضية حياة العريفة بالخصوص‬ ‫لما تعانيه من احتكاكات بالواقع المعاش ‪.‬‬ ‫وتهدف المسرحية إلى ‪ ‬ترسيخ مجموعة من‬ ‫القيم اإلنسانية وتقريب المتلقي من حياة‬ ‫العريفة ‪.‬‬ ‫حضر األمسية المسرحية‪ ‬أعداد غفيرة‬ ‫من الجمهور والمتتبعة بشغف أعمال الجمعية‬ ‫وكذا حضور شخصيات وازنة ‪ ,‬حيث حظيت‬

‫‪11‬‬

‫المسرحية بإقبال كبير وأعجــب الجماهيــر‬ ‫بأداء الممثلين واتقانهم للشخصيات وكذلك‬ ‫بالسينوغرافية التي كانت تحت إشراف محمد‬ ‫أفقير‪.‬‬ ‫انتهت المسرحيـــة بتقديـــم أعضـــاء‬ ‫الجمعية والممثلين مريم المرابط حجيبة‬

‫المرابط محمد افقير انور لبيض نوردين اغزار‬ ‫وأعوان الجمعية ‪,‬ثم‪ ‬تم اعطاء كلمة لرئيسة‬ ‫الجمعية التي أدلت بالعمل الجبار الذي تقوم‬ ‫به الجمعية من أجل تقديم األفضل ومواكبة‬ ‫المسرح االحترافي ‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف ارتأينا خالل هذة الحلقة أن نتطرق إلى‬ ‫فن من الفنون العريقة وهو فن المديح والسماع‪ ،‬الرتباط ظهوره‪ ،‬وكذا ازدهاره‬ ‫ببداية االحتفال بالمولد النبوي الشريف في القرن السابع الهجري‪ ،‬مع ما يرمز‬ ‫إليه سياق هذا االحتفال من رغبة في الحفاظ على الهوية الشخصية للمسلم‪،‬‬ ‫والحيلولة دون تقليد النصارى في احتفاالتهم بأعياد ميالدالمسيح‪ ،‬وقد أجمع‬ ‫الباحثون‪ ،‬على أن المديح والسماع فن مغربي أصيل‪ ،‬يقوم على ترتيل األشعار‬ ‫الدينية والصوفية‪ ،‬قصائد كانت أم توشيحات‪ ،‬أزجال أو براول اتخدت من الطبوع‬ ‫األندلسية أوزانها وأساليبها في الغناء‪ ،‬بحيث يبدو المديح في غالب األحيا وكأنه‬ ‫وجه ديني لطرب اآللة‪ ،‬ويعتمد على الصوت‪ ،‬بغية تحقيق غايات روحية تبلورت‬ ‫بشكل رئيسي‪ ،‬مع سن االحتفال بالمولد النبوي الشريف‪ ،‬مما عمل على انتعاش‬ ‫الزوايا الصوفية‪.‬‬ ‫والسماع بالمعنى العام يضم شقين‪ ،‬المديح النبوي الشريف‪ ،‬ويتعلق بمدح‬ ‫النبي المصطفى صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وتمثله مختلف نصوص المديح‪ ،‬سواء‬ ‫كانت مولديات تتمحور حول إرهاصات و بشائر والدة الرسول وسمو نسبه وشرف‬ ‫دوحته‪ ،‬وما رافق مولده من معجزات وخوارق عادات‪ ،‬وشمائله تتغنى بكماالت‬ ‫الرسول الخلقية‪ ،‬وخاللها الخلقية‪ ،‬ومعجزاته الظاهرة والباطنة‪ ،‬أو تصليات‬ ‫كالصالة على الرسول وتمجيده‪ ،‬أو حجازيات تتغنى باألماكن المقدسة‪ ،‬فتتغزل‬ ‫فيها بالتالي التشوق إليها‪ ،‬أو استشفاعات كالتوسل بالرسول األكرم‪ ،‬وطلب‬ ‫الحضور بشفاعته يوم القيامة‪ ،‬وغيرها من نصوص المديح النبوي الذي ال يتقيد‬ ‫بغرض من هذه األغراض‪ ،‬وضمن هذا الحقل الداللي الذي يميز شق المديح‬ ‫النبوي من السماع‪ ،‬تندرج مطوالت شهيرة تمثل األغراض السالفة الذكر‪ ،‬وتسبح‬ ‫في فلكها كبردة اإلمام البصيري‪ ،‬وهمزية اإلمام أبي بكر ابن رشيد الوتري‬ ‫البغدادي‪ ،‬وتلحق بهذا الشق نصوص االبتهاالت‪ ،‬والغوثيات‪ ،‬والتوسيالت‪،‬‬ ‫وضمنها تندرج مطوالت الناصرية للشيخ ابن ناصر الدرعي‪ ،‬والمنفرجة للشيخ‬ ‫يوسف ابن محمد التوزري‪ ،‬المعروف بابن النحوي‪ ،‬والفيشية لسيدي عثمان بن‬ ‫يحيى الشرفي‪ ،‬الشهير بسيدي بهلول‪.‬‬

‫والشق الثاني من السماع يتعلق بما يعرف بكالم القوم‪ ،‬أو ما يسميه الشيخ‬ ‫محمد بن العربي الدالئي في رسالة فتح النور ب (السماع المجرد) ويتضمن‬ ‫نصوص القوم التي يعبرون بها عن أسفارهم الروحية‪ ،‬ووجدانهم‪ ،‬وسجاياهم‪، ،‬‬ ‫وطلب الحظوة‪ ،‬وكانت هذه النصوص بغرض المديح المولوي‪ ،‬وتقوم على مدح‬ ‫القوم وإبراز سجاياهم‪ ،‬وطلب الحظوة بصحبتهم‪ ،‬واالستصراخ بجاههم‪ ،‬كانت‬ ‫نصوص في المحبة اإللهية أي تلك التي تبسط شروط هاته المحبة وأغراضها‬ ‫وأحوالها وآثارها‪ ،‬أم نصوص في التجليات التي يثمرها سلوك طريق القوم‪ ،‬كما‬ ‫تعبر عن ذلك نصوص الخمريات‪ ،‬وتغزالت الحقيقة‪ ،‬أي تلك التي تتغزل في‬ ‫الخمرة األزلية‪ ،‬أو نصوص في المعارف التي تعبر عن حقائق المعرفة الصوفية‬ ‫من شهود األحدية (وحدة الشهود) وغيرها مما يندرج ضمن ما يعرف بالتوحيد‬ ‫الخالص‪ ،‬وهي نصوص غالبا ما يتخللها بعد تربوي تأهيلي للمريد الراغب في‬ ‫سلوك الطريق‪ ،‬وخوض السفر الذوقي لمعرفة الحق‪.‬‬ ‫إلى جانب هذا التمايز األدبي بين شقي المديح والسماع النبوي والسماع‬ ‫المجرد‪ ،‬ثمة تمايز طربي بين الشقين‪ ،‬ويتمثل في بعض الخصائص الفنية التي‬ ‫تسم وتخص كل قسم بمالمح تخصه وتميزه عن القسم اآلخر‪ ،‬فالشقان معا وإن‬ ‫كانا يتقاطعان في كثير من الطبوع واإليقاعات‪ ،‬فإنهما يتمايزان على مستوى‬ ‫أسلوب اإلنشاد‪ ،‬العتماد أصحاب المديح على آلية القدود‪ ،‬المتمثلة في نقل‬ ‫صنائع طرب اآللة من أشعار التشبيب والتغزل‪ ،‬ووصف الطبيعة‪ ،‬ومجال األنس‪،‬‬ ‫إلى أشعار المديح النبوي بمختلف أغراضه‪ ،‬فيما يتميز شق السماع المجرد‬ ‫بأناشيد ومرددات وهيلالت ملحنة وفق أسلوب زاوياتي (نسبة إلى الزاوية)‬ ‫يستجيب لطقوس حلق الذكر‪ ،‬ومقتضياتها الداللية والفنية والمقاصدية‪ ،‬ويقوم‬ ‫هذا الشق على ثالثة أركان كما يراها الباحث الدكتور محمد التهامي الحراق هي‬ ‫الجاللة‪ ،‬المخللة بكالم القوم‪ ،‬والحلل وهي صيغ يخصص لذكر الهيللة‪ ،‬واإلسم‬ ‫المفرد محددة في عددها وترتيبها‪ ،‬وتعتبر بمثابة مهاد للركن الثالث‪ ،‬الذي‬ ‫يعرف بأسماء عديدة أبرزها تداوال بين الطرق الصوفية ذات المشرب الشادلي‬ ‫ما اصطلح عليه ب «العمارة»‪ ،‬وهي نوع من الذكر قياما‪ ،‬يتحلق خالله الذاكرون‬ ‫في شكل دائري إلنجاز رقصات صوفية‪ ،‬مع ترديد جملة «اهلل حي»‪ ،‬أو االقتصار‬ ‫على اإلسم المفرد «اهلل» وذلك بتناسق وتناغم مع إنشاد المسمعين لمرددات‬ ‫القوم ومقتطعاتهم التي تتعلق بغرض من أغراض الصوفية‪ ،‬ومع تسجيل هذا‬ ‫التمايز بين المديح النبوي والسماع المجرد‪ ،‬فإن الشقين قد تفاعال‪ ،‬بحيث تأثر‬ ‫أرباب المديح بكثير من تالحين وإيقاعات أرباب كالم القوم‪ ،‬كما حصل العكس‬ ‫حتى أصبحنا أمام قدود في اإلتجاهين‪ ،‬وهو ما يمثل وجها من أوجه التفاعل بين‬ ‫المديح النبوي والسماع المجرد‪ ،‬ويعضد الحديث عنهما ضمن إطار فني عام هو‬ ‫السماع‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪817‬‬

‫الجهة تحتفل باليوم العالمي لألشخاص المسنين‬

‫احتفاء باليوم العالمي لألشخاص المسنين‬ ‫الذي يصادف فاتح أكتوبر من كل عام وتحت‬ ‫شعار العناية بالمسنين مسؤولية الجميع‪،‬‬ ‫احتضن نادي ابن بطوطة لرجال التعليم يوما‬ ‫إخباريا بحضور السيدة خديجة قرباص المندوبة‬ ‫الجهوية للصندوق المغربي للتقاعد ورؤساء‬ ‫جمعيات متقاعدي الجهة الشمالية وجمهور‬ ‫يمثل مختلف قطاعات التقاعد بطنجة‪ .‬وبعد‬ ‫آيات من كتاب اهلل العزيز‪ ،‬افتتح اللقاء بكلمة‬ ‫ترحيب لرئيس جمعية متقاعدي طنجة هنأ من‬ ‫خاللها الحضور بهذا اليوم العالمي الذي يعد‬ ‫اهتماما دوليا بمشاكل تواجه شريحة عريضة‬ ‫من المواطنين وتعتبر التفاتة تتطلب من‬ ‫المسؤولين إعطاءها ما تستحقه من عناية‬ ‫وتقدير‪ ،‬واألخ��ذ برأيها فيما يخص مطالبها‬ ‫المشروعة‪ ،‬حسب أولوياتها طبقا للمعايير‬ ‫المعمول بها في خطة العمل الدولية المتعلقة‬ ‫بالشيخوخة‪ .‬بعده تقدمت المندوبة الجهوية‬ ‫للصندوق المغربي للتقاعد بعرض مفصل‪،‬‬ ‫استهلته بتحية خاصة لكل المتقاعدين وكبار‬ ‫السن بالمغرب جاء فيه ‪ :‬يتم االحتفال بهذا‬ ‫اليوم العالمي الذي يرد فيه الجميل والعرفان‬ ‫لكبار السن‪ ،‬ويعتبر عمال إنسانيا نبيال والحث‬ ‫على معاملة كبار السن بطريقة راقية والئقة‬ ‫تحفظ كرامتهم‪.‬واغتنمت المتحدثة الفرصة‬ ‫لتشيد بالدور الهام الذي تلعبه الجمعيات في‬ ‫مجال التأطير والتواصل مع المتقاعدين وذوي‬ ‫حقوقهم على مستوى مجموع التراب الوطني‪،‬‬ ‫حيث تستطيع االعتماد على الصندوق المغربي‬ ‫للتقاعد لتقديم خدمات ودع��م إسهاما منه‬

‫‪12‬‬

‫لمواصلة المجهود الوطني للتنمية االجتماعية‬ ‫واالقتصادية لبالدنا‪ ،‬باعتباره أحد المحاور‬ ‫األساسية للمخطط االستراتيجي للصندوق‪.‬‬ ‫وتناول الكلمة محمد الخياطي رئيس‬ ‫الجهة قائال إن جهة طنجة تطوان تشكل قطبا‬ ‫حضاريا وجغرافيا واقتصاديا واجتماعيا متكامال‬ ‫بامتياز‪ ،‬مشيرا إلى أنه إذا كانت صناديق اقتراع‬ ‫‪ 4‬شتنبر ‪ 2015‬أفرزت بجهة طنجة تطوان نخبا‬ ‫وطنية غيورة على وطنها ق��ادرة على خدمة‬ ‫ساكنته والوفاء بوعودها وتطبيق برنامجها‪،‬‬ ‫والعمل على تحقيق ما ينتظره المواطن‪ ،‬فإن‬ ‫جمعيات متقاعدي الجهة ستعمل من جانبها‬

‫على إنجاز برنامج ثقافي تواصلي وفكري طموح‬ ‫يتمحور حول موضوع ‪ :‬التعريف بتاريخ مدن‬ ‫جهة طنجة تطوان تاريخيا وحضاريا وجغرافيا‬ ‫واقتصادياواجتماعيا‪.‬‬ ‫وهكذا ت��وج االحتفال بتوزيع شهادات‬ ‫تقديرية وهدايا على السادة ‪:‬‬ ‫د‪ .‬إدريس العلوي البلغيتي‪.‬‬ ‫ذ‪.‬محمد سعيد الشركي أخناشار‪.‬‬ ‫عبد السالم الوهابي‪.‬‬ ‫محمد الوسيني‬

‫�شكر وتقدير على تعزية‬

‫ببالغ األس���ى و األس���ف تلقت‬ ‫ج��ري��دة طنجة نبأ وفــاة الحــاج‬ ‫مصطفـى القرقـــري‪ ،‬قيدوم العمل‬ ‫السياســي بمدينــة العرائــش‬ ‫والمغرب‪ ،‬وأحد القادة البارزين بحزب‬ ‫االتحاد االشتراكــي للقوات الشعبية‪،‬‬ ‫إثر أزمة صحية حادة ألمت به حين‬ ‫كان متواجدا مع أصدقائه‪ ،‬و نقل‬ ‫على إثرها إل��ى المستشفى‪ ،‬حيث‬ ‫أسلم ال��روح لبارئها صبيحة يوم‬ ‫الخميـــس ‪ .2015/12/24‬ووُوري‬ ‫جثمانه الثرى بعد صالة عصر نفس‬ ‫اليوم في مسقط رأسه بجماعة بوجديان‪.‬‬ ‫و بهذه المناسبة األليمة‪ ،‬نتقدم بالتعازي الحارة إلى جميع أفراد أسرة‬ ‫الفقيد وخاصة ابنه مشيج القرقري وبناته ‪ :‬نائل‪ ،‬إنصاف‪ ،‬وخُطيفة‪ ،‬أسكن‬ ‫اهلل الفقيد فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‬ ‫وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«كل نفس ذائقة الموت»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫‪ ‬عن سن يناهز ‪ 63‬سنة ‪ ،‬وبعد معاناة‬ ‫مريرة من مرض استعصى عالجه ‪ ،‬انتقل‬ ‫إلى جوار ربه يوم األربعاء ‪ 16‬دجنبر الجاري ‪،‬‬ ‫المرحوم‬

‫عبد القادر املحفوظي‬

‫قال تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل َو�إِ َّن��ا �إِ َل ْيهِ‬ ‫يب ٌة َقا ُلوا �إِنَّا لِهَّ ِ‬ ‫ذِ‬ ‫ين �إِذا �أ َ‬ ‫ين ال َ‬ ‫ال�صاب ِ​ِر َ‬ ‫�ش َّ‬ ‫�صا َب ْت ُه ْم ُم�ص َ‬ ‫« َو َب رِّ ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هِ‬ ‫هِ‬ ‫ون»‬ ‫َد‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ِك‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ات‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫�ص‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِك‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ون �أ‬ ‫َر ِ‬ ‫هُ‬ ‫ْ َ ِّ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫تتقدم عائلتا البقالي و الريحاني بجزيل الشكر واالمتنان والتقدير والعرفان‬ ‫لكل من قدم لهما التعزية الصادقة والمواساة الحسنة في وفـاة سيدي‬ ‫العربي البقالي الذي وافته المنية يوم ‪ 07‬دجنبر ‪ 2015‬رحمه اهلل‪..‬‬ ‫نسأل اهلل عز وجل أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته‬ ‫ويجعل قبره روضة من رياض الجنة إنه على كل شي قدير وكفى به حسيبا‪..‬‬ ‫كما نسأل اهلل بأن ال يري أي منكم مكروها وأن يكون سبحانه حافظاً لكم‬ ‫في هذه الدنيا وأن يغفر لكم جميعا وان يتوالكم في الصالحين والصديقين‬ ‫إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ .‬شكر اهلل سعيكم وأعظم أجركم وجزاكم اهلل عنا خير‬ ‫الجزاء‪:‬‬

‫الموظف سابقا بقباضة وزان قبل‬ ‫إحالته على التقاعد‪.‬‬

‫جثمان الفقيد الذي سار وراءه حشد من‬ ‫زمالئه وأصدقائه و ذويه لما كان يتمتع به‬ ‫من سمعة طيبة ‪ ،‬ولما عرف عنه من استقامة‬ ‫ونظافة اليد ‪ ،‬ووري الثرى بمقبرة موالي التهامي بعد ظهر يوم الخميس ‪.‬‬ ‫‪ ‬وبهذه المناسبة األليمة تتقدم شغيلة قطاع المالية بوزان ‪ ،‬وسكان‬ ‫إقامة النور ‪ ،‬ومحمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬بأحر‬ ‫تعازيهم ومواساتهم في هذا المصاب الجلل ألبنائه ‪ ،‬أمين ‪ ،‬فدوى ‪،‬‬ ‫سهام‪ ،‬وإلى زوجته وإخوانه وأصهاره ‪ ،‬وكافة أفراد العائلة ‪.‬‬ ‫‪ ‬نسأل اهلل أن يمطر الفقيد بشآبيب رحمته ويتغمده بالمغفرة ‪،‬‬ ‫ويسكنه فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء ‪ ،‬وأن يلهم أهله وذويه‬ ‫الصبر والسلوان‪..‬‬

‫هلل َما �أَ َخ َذ َو َلهُ َما �أَ ْع َطى َو ُ‬ ‫�إِ ّ َن ِ ِ‬ ‫ك ّ َل َ�شي ٍء عِ ْن َد ُه ِب�أَ َج ٍل ُم َ�س ّ َمى ‪..‬‬ ‫اج ُعون “‪.‬‬ ‫” �إ َنّا لِهّل َو�إ َنّا �إِ َل ّيه َر ِ‬

‫َ‬ ‫�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ار ِج ِعي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْ‬ ‫} َيا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّن ِتي {‬

‫احلاج م�صطفى القرقري يف ذمة اهلل‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫والد رئيس ديوان عامل وزان يلقى ربه‬ ‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫محمد البقايل يف ذمة اهلل‬

‫عن عمر يناهز ‪71‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم محمد‬ ‫البقالي‪ ،‬تاجر بديار المهجر‪ ،‬وذلك يوم اإلثنين ‪ 21‬دجنبر ‪ 2015‬بالعاصمة‬ ‫البلجيكية بروكسيل‪ .‬وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره‬ ‫األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة سيدي اعمار‪ ،‬بعد صالة الظهر بمسجد‬ ‫محمد الخامس بطنجة من يوم الخميس ‪ 24‬دجنبر ‪.2015‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أرملته السيدة المهدية‬ ‫بن جلون‪ ،‬وإلى أبنائهما ياسين ومريم وكوثر وزكرياء ونور الدين‪ ،‬وكذا‬ ‫إلى إخوة المهدية‪ ،‬لطيفة وهدى وحميدة ومينا والحسنية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫جميع أفراد العائالت واألقارب‪ ،‬بن جلون والليريني وجيبط والبقالي وكنون‬ ‫وبوحوت والسراج وقشقاش‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد‬ ‫األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أوالئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫والدة ب�شرى �صوالح يف ذمة اهلل‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل صباح يوم الثالثاء ‪ 15‬دجنبر بوزان ‪ ،‬والدة بشرى صوالح أستاذة الفنون التشكيلية بإعدادية موالي‬ ‫التهامي‪.‬‬ ‫‪ ‬و أمام هذا المصاب الجلل يتقدم محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬والمكتب اإلقليمي للنقابة‬ ‫الوطنية للتعليم ‪ ،‬بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى رفيق درب الفقيدة ‪ ،‬وإلى أبنائها وبناتها ‪ ،‬تتقدمهم األستاذة بشرى‬ ‫وزوجها ‪ ‬فوزي أبو بكر ‪ ،‬راجين لهم جميعا الصبر والسلوان ‪ ،‬وللمرحومة المغفرة والرضوان ‪ ،‬وأن يتغمدها اهلل بواسع‬ ‫رحمته‪ ،‬ويسكنها فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء ‪.‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ .‬‬

‫‪ ‬بقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء اهلل وقدره ‪ ،‬فقدت عائلة الحفيظ‬ ‫خطري ‪ ،‬المشمول برحمة اهلل والد رئيس ديوان عامل وزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬وبهذه المناسبة األليمة ‪ ،‬يتقدم محمد حمضي عضو اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال ‪ ،‬بأصدق عبارات التعازي‬ ‫والمواساة إلى حرم الفقيد ‪ ،‬وأبنائه وبناته يتقدمهم السيد عالل‬ ‫رئيس ديوان عامل دار الضمانة ‪ ،‬وإلى سائر أفراد عائلة الحفيظ‬ ‫خطري ‪ ،‬سائال اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ‪ ،‬ويسكنه‬ ‫جنات الخلد مع الصديقين والشهداء والصالحين ‪ ،‬وأن يلهم ذويه‬ ‫ومحبيه الصبر الجميل ‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫والد مدير ثانوية ابن رشد‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل ورحمته والد مدير ثانوية بن رشد بجماعة‬ ‫أسجن بأحواز وزان ‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 5‬دجنبر بمدينة طنجة ‪.‬‬ ‫‪ ‬وبهذه المناسبة األليمة يتقدم صالح الدين الحلة رئيس‬ ‫جمعية مديري ومديرات التعليم العمومي بإقليم وزان ‪ ،‬باسمه‬ ‫الخاص ونيابة عن سائر أعضاء الجمعية ‪ ،‬ومحمد حمضي عضو‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال ‪ ،‬بأحر التعازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى ابنه األمين مدير ثانوية بن رشد ‪ ، ‬وإلى كل أفراد‬ ‫عائلة البخات بطنجة ‪ ،‬راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد‬ ‫بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ‪ ،‬ويلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪817‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫‪13‬‬

‫األدب واإلرهاب ‪ :‬تحديات حضارية‬ ‫شهدت قاعة الندوات برحاب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية يوم‬ ‫‪ 2015/12/10‬الموافق لـ ‪ 28‬صفر ‪ 1437‬هــ محاضرة ألقاها األستاذ‬ ‫والناقد المبدع الدكتور محمد إقبال عروي ‪ ،‬وقدم لها وسير مداخالتها‬ ‫األستاذ الجامعي الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي ‪..‬‬ ‫المحاضرة من تنظيم فرقة البحث في اإلبداع النسائي بتنسيق مع‬ ‫ملتقى الدراسات األندلسية ‪ ،‬وقد اختار المنظمون لها عنوان ‪ :‬األدب‬ ‫واإلره��اب ‪ :‬تحديات حضارية ‪ ،‬لما تفرضه هذه الظاهرة من تحديات‬ ‫حضارية على المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬وخاصة فئة الشباب مما يستدعي‬ ‫تنوع المقاربات وتعدد المداخالت لدراسة الظاهرة والوقوف على جذورها‬ ‫وأسبابها وما تفرزه من مظاهر العنف واإلرهاب والتصارع والتناحر‪ ،‬ثم‬ ‫اقتراح الحلول الناجعة والممكنة لها ‪ ،‬مع التذكير بأنها ظاهرة عابرة‬ ‫تستهدف كل شيء ؛ اإلنسان ‪ ،‬والقيم ‪ ،‬والتعايش ‪ ،‬والسلم العالمي ‪،‬‬ ‫والبيئة ‪..،‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬قد يكون األدب أحد المداخل الحاسمة في هذا الباب‪،‬‬ ‫نظرا إلسهاماته التي تستهدف اإلنسان في أبعاده المتعددة النفسية‬ ‫والوجدانية والروحية والعقلية في توازن عجيب بين متطلبات الروح‬ ‫من جهة وحاجات الجسد والعقل من جهة ثانية ‪ ،‬فلطالما كان األدباء‬ ‫والفالسفة النبراس الذي تستضيء به البشرية وتستنقذ نفسها من‬ ‫أوحال الطين وتترفع عن أثقال المادة وأمراض النفس وأعراض العادة‬ ‫ومنغصات الشهوة وتعانق فضاء الروح وعالم اليقين والمثل العليا ‪..‬‬ ‫وق��د ق��دم المحاضر بين ي��دي كلمته مجموعة من الضوابط‬ ‫والمحددات التي تحكم‪ ،‬بنظره‪ ،‬الحديث العلمي عن ظاهرة اإلرهاب‪،‬‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫• أن العالم أصبح متفقا اليوم على أن قضية اإلرهاب هي قضية‬ ‫الشباب ‪ ،‬لذلك ال بد من التواصل الجيد مع هذه الفئة والحوار‪ ،‬واتباع‬ ‫أسلوب اإلنصات واإلقناع لغرس األفكار اإليجابية ‪.‬‬ ‫• أن اإلرهاب أصبح واقعا يحتم تضافر جهود كل المؤسسات المحلية‬ ‫والدولية‪ ،‬الثقافية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫• أن اإلرهاب تجاوز المفهوم التقليدي باعتباره صناعة إلى كونه استراتيجية كونية تستغلها جماعات اإلرهاب العالمي‬ ‫التي تنفلت من قيود القوانين وموانع الشرائع لتصريف مشروعها الرامي الى التحكم في األمم والشعوب الضعيفة‬ ‫وتفكيكها خاصة المسلمة منها وتشويه القيم اإلنسانية السمحة المتمثلة في التعايش والسلم العالمي والتفاعل‬ ‫والتثاقف بين األمم والشعوب ‪.‬‬ ‫ثم عرج المحاضر على ذكر بعض األسباب التي أنشأت الظاهرة‪ ،‬وقد رصدت الروايات موضوع الدراسة بعضا منها ‪:‬‬ ‫• أسباب اقتصادية‬ ‫• أسباب اجتماعية‬ ‫• أسباب سياسية‬ ‫• أس��ب��اب قيمية ناتجة عن‬ ‫العولمة وما تفرضه من قيم كونية‬ ‫وث��ورة معرفية وتكنولوجية تقزم‬ ‫االنسان وتجهز على ما تبقى من‬ ‫كينونته وفطرته األصيلة ‪.‬‬ ‫• القراءات الخاطئة والمشوهة‬ ‫للنصوص الدينية وقصور الفهم‬ ‫في تأويلها واعتبار مقاصدها الحقة‬ ‫وإغفال عامل الزمان والمكان وسنة‬ ‫التدرج في تنزيل أحكامها ‪.‬‬ ‫• أسباب تربوية تعليمية ال‬ ‫تواكب المستجدات التربوية وما‬ ‫توصل إليه علم النفس التربوي في‬ ‫مباحث الذكاءات المتعددة‪ ،‬إذ تبين‬ ‫لديها أن المنهاج التربوي التعليمي‬ ‫ال يستثمر ويستهدف من دماغ اإلنسان سوى شقه األيسر فقط وما يستتبع ذلك من إعالء للقدرات العقلية المنطقية‬ ‫وتنمية لمهارات ‪ :‬تعقل وتذكر وتفكر وتحليل وتركيب واستنتاج وحفظ واستظهار ‪...‬وغيرها ‪ ،‬في حين أهملت الشق‬ ‫األيمن من الدماغ الذي يشمل الذكاء العاطفي واالجتماعي ومهارات التخييل واإلبداع والفن وقيم الحب والجمال واألخالق‬ ‫وتقبل اآلخر ‪...‬‬ ‫وعليه ‪ ،‬فإن الدكتور محمد إقبال عروي يشدد على ضرورة الموازنة في مصفوفة المناهج التربوية التعلمية بين‬ ‫متطلبات العقالنية الصارمة وإطالقية الحياة االجتماعية القائمة على الثقافة الروحية والنفسية والجمالية‪..‬‬ ‫ولمعالجة أسباب وجذور هذه الظاهرة اقترح المحاضر مدخلين اثنين ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬دراسة الظاهرة في أبعادها المتعددة وعدم االقتصار على المقاربة األمنية فقط ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬مدخل األدب باعتباره قناة لتصريف القيم اإلنسانية السمحة واألفكار النيرة والموضوعات اإليجابية ‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق ‪ ،‬تناول الباحث مجموعة من المتون الروائية‪ ،‬تعالج ظاهرة اإلرهاب وجذوره ونتائجه ومآالته من‬ ‫خالل مجموعة من الرسائل التي يتفاعل معها المتلقي تقبال واعتراضا‪.‬‬ ‫وفي مقدمة تلك الروايات رواية “ سوق اإلرهاب “ للكاتب األردني محمد عبد اهلل القواسمة‪ ،‬وهي تمثل غوصا في‬ ‫أسباب الظاهرة اجتماعيا واقتصاديا وفكريا‪ ،‬وذلك من خالل شخصياتها المختلفة‪ ،‬سالمة أيوب‪ :‬الطالب الجامعي المكافح‬ ‫والذي يصبح مسؤو ًال عن إعالة عائلته بعد وفاة والده مما يضطره إلى االنقطاع عن الجامعة ‪ ،‬والبحث عن عمل يعيله‬ ‫وأسرته‪ ،‬إلى أن استقر عامال بمكتبة في حي الجامعة ‪ ،‬ومن خالل هذا التنقل يبرع الروائي في إظهار قسوة الحياة وتس ّلط‬ ‫أرباب العمل وقهرهم للعمال وسلب حقوقهم ‪ ،‬مما يشكل بيئة خصبة لوقوع سالمة فريسة للقهر والظلم والتطرف على‬ ‫يد الشخصية الثانية مأمون عبدالحكيم‪ ،‬وهي شخصية ناقمة على معظم مظاهر الفرح والتمدّن في الحياة ‪ ،‬يعيش وحيداً‬ ‫بعد أن طرده والده القاضي من المنزل إثر طالق والدته‪ ،‬مما يضطره إلى السّكن مع نقيضه الفكري الفنّان سمير‪،‬‬ ‫ويلتقي مع أصدقائه الذين حارب معهم في أفغانستان يجمعهم هدف (محاربة الكفر واالستعمار) ‪ ،‬ويشّكلون خلية تخطط‬ ‫للقيام بتفجير دور السينما وأماكن (اللهو والفجور ) باسم التدين ومحاربة الكفر والمنكرات‪.‬‬ ‫أما الشخصية الثالثة‪ ،‬فهو سمير فاضل ‪ ،‬شاب قروي تجذبه المدينة‪ ،‬فينهي دراسته ويستقر فيها ‪،‬وهو عضو في‬ ‫الهيئة االدارية لرابطة المسرح‪ ،‬يعشق الفن والشعر واإلخراج المسرحي ‪ ،‬متحرر بطبعه رغم صداقته للمتدينين‪ ،‬وتربطه‬ ‫عالقة خاصة بزميلته آية‪.‬‬ ‫إن الرسائل التي تسعى الرواية إلى تقديمها للمتلقي تتلخص في أن الفقر واألوضاع االجتماعية المزرية والتفكك‬ ‫األسري قد يكونان محاضن مالئمة لتفريخ أفكار التطرف واإلرهاب‪ ،‬وفي المقابل ‪ ،‬فإن الفنون قادرة على تخليص صاحبها‬ ‫من كل اضطراب وتناقض‪ ،‬ألن لها القدرة على إحداث التوازن النفسي لدى اإلنسان‪ ،‬وترسيخ قيم التسامح والتعايش‬ ‫وقبول االختالف مع اآلخر‪.‬‬ ‫وعندما ترفض شخصية‬ ‫خميس تنفيذ العملية اإلرهابية‬ ‫التي أعد لها‪ ،‬ويختار ‪ ،‬في المقابل‬ ‫أن يتسلل إلى أرض فلسطين‬ ‫لينفذ عملية استشهادية ضد‬ ‫اإلسرائيليين‪ ،‬فلعل هذا الحدث‬ ‫يستبطن رسالة قوية ‪ ،‬وهي‬ ‫وج��وب التفريق بين اإلره��اب‬ ‫والمقاومة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى رواية “ سوق‬ ‫اإلره���اب “‪ ،‬أتحفنا المحاضر‬ ‫بقراءات منتقاة من مجموعة‬ ‫من الروايات تصب في نفس‬ ‫االتجاه وتخدم نفس الهدف أال‬ ‫وهو معالجة ظاهرة اإلرهاب من‬

‫زاوية األدب لما لهذا الحقل من تأثير على النفس وقدرة على تغيير األفكار‬ ‫واالقتناعات‬ ‫ومن العناوين التي ساقها المحاضر‪ ،‬نذكر‪:‬‬ ‫ “ حكاية وهابية “‪ ،‬للروائي الناقد عبد اهلل المفلح‪ ،‬وهي تحمل رسالة‬‫مفادها أن المراجعات الفكرية قمينة بأن تخفف من اآلثار المدمرة لإلرهاب‬ ‫التي افترست شخصية بندر وغيره‪،‬‬ ‫وأن المعالجات األمنية اليمكن أن تقضي ‪ ،‬بمفردها‪ ،‬على اإلرهاب ‪،‬‬ ‫بل البد من عمل فكري ثقافي متواصل‪ ،‬مع التذكير بأن الخطاب العلماني‬ ‫المتطرف قد يكون‪ ،‬بدون وعي من أصحابه‪ ،‬عامال مغذيا لحماسة الشباب‬ ‫المتدين نحو التطرف واإلرهاب‪.‬‬ ‫ “ اإلرهابي ‪ “ 20‬لعبد اهلل ثابت ‪ ،‬وتركز على شخصية زاهر الجبالي‬‫الذي انساق نحو المجموعات اإلرهابية عبر غسيل فكري وعقائدي‪،‬‬ ‫لكنه ينتبه ‪ ،‬في لحظة حاسمة‪ ،‬إلى االنحراف الفكري الذي تمثله تلك‬ ‫المجموعات‪ ،‬وخاصة حين ترفع وصف الكفر في وجه األفراد والمجتمعات‪،‬‬ ‫وتستبيح دماء األبرياء بمسوغات دينية خاطئة‪.‬‬ ‫وقد انقلبت حياة زاهر رأسا على عقب بعد تخلصه من قبضة أولئك‪،‬‬ ‫فصار مستمتعا بالحياة‪ ،‬مقبال على ملذاتها ‪ ،‬مستشعرا ‪ ،‬بنظره‪ ،‬قيمة‬ ‫التوازن واالعتدال حتى ولو ارتاد المقاهي واستمع إلى األغاني ‪.‬‬ ‫ولعل الرسالة التي يريد الروائي إيصالها للمتلقي ‪،‬في هذا السياق‪،‬‬ ‫هي أن الخضوع لفكر المجموعات اإلرهابية يكون بسبب ضعف الفهومات‬ ‫الدينية لديهم ‪ ،‬إذ يجعلون الزهد في ملذات الحياة والنفور منها مظهرا‬ ‫من مظاهر التدين‪ ،‬وبالتالي من السهل إيقاعهم في براثن الفكر المتطرف‬ ‫والممارسات اإلرهابية‪ ،‬والشفاء من ذلك إال باالنخراط في الحياة وجمالها‬ ‫‪ ،‬واالنهماك في قراءة اآلداب والفنون والفلسفة‪.‬‬ ‫وتنبع رمزية رقم ‪ 20‬في عنوان الرواية من أن البطل الجبالي كان‬ ‫هو اإلرهابي رقم ‪ 20‬المفترض بعد الـ‪ 19‬إرهابي المتورطين في تفجير‬ ‫البرجين بأمريكا‪ ،‬أو هو اإلرهابي رقم ‪ 20‬بعد الـ‪ 19‬إرهابي الذين اعتقلتهم‬ ‫السلطات السعودية بين يدي بعض األعمال اإلرهابية بالمملكة‪.‬‬ ‫ “ اإلرهابي” لمحمد جربوعة‪ ،‬وهي شاهدة ‪ ،‬من خالل رحلة البطل عمر إلى العراق إلنقاذ خطيبته ليلى الموصلية‪،‬‬‫التي كانت تدرس معه بكلية الطب بقسنطينة بالجزائر‪ ،‬من براثن المعتقالت التي أقامتها ميلشيات الفيالق مع االحتالل‬ ‫األمريكي لقمع كل من يفكر في الخروج عن سياستهما في العراق‪ .‬وما يميز هذه الرواية أنها تقلب المفاهيم‪ ،‬فتدع‬ ‫وصف اإلرهابي بدون موصوف‪ ،‬وتترك للمتلقي أن يبحث عن الشخصيات الجديرة بأن توصف باإلرهابي‪ ،‬وذلك في رسالة‬ ‫رمزية إلى أن االحتالل يعد مصدرا مغذيا للتطرف واإلرهاب لدى الشباب الغيور من خالل احتالله للعراق وتآمره مع العناصر‬ ‫الطائفية التي تريد أن تلغي التنوع الديني والمذهبي والطائفي الذي يغني الحياة العراقية‪.‬‬ ‫ “جوانتنامو” للروائي يوسف زيدان‪ ،‬وهي استمرار لروايته “ محال” التي تحكي عن شاب سوداني كان يشتغل‬‫مرشدا سياحيا بين السودان ومصر‪،‬‬ ‫ثم انتهت به األقدار صحفيا بقندهار‪،‬‬ ‫ثم يجد نفسه مرحال إل��ى معتقل‬ ‫جونتانامو بعد أن ب��اع��ه ضابط‬ ‫باكستاني إلى المخابرات األمريكية‬ ‫بدعوى أنه متورط مع اإلرهابيين‪.‬‬ ‫وقد قضى البطل أبوبالل أزيدمن‬ ‫‪ 7‬سنوات في المعتقل‪ ،‬ذاق خاللها ما‬ ‫اليخطر على بال آدمي من العذاب‬ ‫النفسي والجسدي‪ ،‬ليطلق سراحه بعد‬ ‫أن لم يثبتوا عليه جريمة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وقد يختلف القراء مع الروائي في‬ ‫مقاصده وغاياته من كتابة هذا العمل‬ ‫الروائي المتميز‪ ،‬لكن من الثابت أن‬ ‫الرسالة البارزة تكمن في أن المعالجات‬ ‫األمنية غير قادرة على مواحهة اإلرهاب‬ ‫بمفردها‪ ،‬وأنها قد تخطئ السبيل‬ ‫فتأخذ الناس بالظنة‪ ،‬وتعتقل أبرياء العالقة لهم بفكر اإلرهاب أو تنظيماته‪ ،‬بل قد تتحول تلك المعالجات إلى جزء من‬ ‫األزمة‪ ،‬وقد تضاعف من حدتها‪.‬‬ ‫وقد تخلل هذا اللقاء األدبي الممتع مجموعة من المداخالت من طرف األساتذة الدكاترة والطلبة والباحثين في‬ ‫سلك الماستر والدكتوراة ‪ ،‬تركزت حول ضرورة تحديد مفهوم اإلرهاب‪ ،‬وتقديم المزيد من األدلة على أنه واقع حقيقي‬ ‫وليس صناعة أجنبية‪ ،‬وإيالء المناهج التربوية ما تستحقه من عناية لتخليص الفكر الديني مما قد يستغله دعاة اإلرهاب‬ ‫ويتخذونه حججا لهم في ممارساتهم القبيحة‪ ،‬وتحفيز الروائيين على اإلبداع في هذا الميدان‪ ،‬بعد ما تأكد أن النصوص‬ ‫قليلة‪ ،‬وخاصة في األدب المغربي‪ .‬وقد اعتمد الدكتور محمد إقبال عروي الطريقة الحوارية التفاعلية في الجواب على‬ ‫مجمل التساؤالت واالستفسارت‬ ‫وإليكم مجمل التدخالت واألفكار التي أثارها النقاش ‪:‬‬ ‫الدكتورة جميلة رزقي تمحورت مداخلتها حول ازدواجية الخطاب الغربي في تعاطيه مع مفهوم اإلرهاب ‪ ،‬إذ كيف‬ ‫يعقل ‪ ،‬والكالم للمتدخلة ‪ ،‬أن يكون الغرب بقيادة الواليات المتحدة األمريكية إلى جانب الحركات الجهادية بأفغانستان‬ ‫ويدعمها بالمال والسالح واليوم يتبرأ منها ويصفها باألرهاب ويصادر ويمنع عنها كل شيء ‪ ..‬لتخلص في النهاية أن ما‬ ‫نعيشه اليوم إنما هو صناعة غربية بامتياز تريد اإلجهاز على ما تبقى من بواعث المنعة واألنفة واالعتزاز بالهوية لدى‬ ‫الفرد المسلم وما اإلرهاب إلى الدثار التي تتستر خلفه كل المخططات واالستراتيجيات التي تريد نهب خيرات الشعوب‬ ‫دون وجه حق وما اإلرهاب إال أحد بالونات االختبارات لتلك المخططات ‪..‬‬ ‫أما األستاذة الفاضلة الدكتورة سعاد الناصر أم سلمى فقد ركزت على ثالث نقط أساسية ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬ضرورة إعادة تحديد المفاهيم التي وقع فيها اللبس والغموض كمفهوم الحرية والمقاومة واإلرهاب وغيرها‪،‬‬ ‫انطالقا من تسييد القيم اإلنسانية وجعلها معايير نستند إليها ‪ .‬ثانيا ‪ :‬ليس القتل هو المظهر الوحيد لإلرهاب إنما هناك‬ ‫أنواع شتى له‪ ،‬كمصادرة اآلراء المخالفة‪ ،‬والحجر على العقول‪ ،‬ومحاربة اإلبداع وغيرها‪..‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬أنه رغم صدور عدد من النصوص اإلبداعية التي عبرت عن ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬إال أن األدب ما زال محتشما في‬ ‫معالجته لها والتصدي لمقاومتها‪ ،‬خاصة في المغرب‪.‬‬ ‫أما باقي الطلبة المتدخلين فكانت جل آرائهم تصب في اتجاه ضرورة تربية وتعليم الشباب التربية الجيدة التي‬ ‫تستعين بأصولها النيرة دون تشدد أو تنطع وفهم القرآن والحديث النبوي الفهم الصحيح المستنير وحسن تنزيل‬ ‫أحكامها في الزمان والمكان المناسب دون اجتزاء أو لي أو تحوير ألغراض سياسوية أو أيديولوجية مقيته ‪..‬‬ ‫وشدد الطلبة على ضرورة إيالء المناهج التربوية التعليمية ما تسحقه من تجديد وتطوير ومراعاة لمتطلبات الحياة‬ ‫المعاصر والتنويع في المقاربات والمحتوى والمهارات التي تستهدف الشاب ألن المنهاج التربوي هو الهوية التي تشكل‬ ‫إنسان الغد ‪.‬‬ ‫وخ��ت��م المحاضر كلمته‬ ‫بشكر المنظمين لهذا اللقاء في‬ ‫شخصه االعتباري فرقة البحث‬ ‫في اإلب��داع النسائي و ملتقى‬ ‫الدراسات األندلسية والحاضرين‬ ‫الذين أث��روا اللقاء من دكاترة‬ ‫وطلبة وباحثين‪ ،‬وحثهم على‬ ‫ض���رورة التهييء لمحاضرات‬ ‫تصب في نفس االت��ج��اه على‬ ‫اعتبار أن ظاهرة اإلرهاب تفرض‬ ‫علينا التصدي لها بكل ما أوتينا‬ ‫من قوة الكلمة والفكر‪ ،‬وال شك‬ ‫أن رح��اب الجامعة هي المجال‬ ‫الخصب لتالقح األفكار النيرة‬ ‫وتفاعلها في جو من المسؤولية‬ ‫واالحترام‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪817‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫بمناسبة حلول السنة الميالدية الجديدة‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫استقبلنا منذ ما يقارب الشهرين سنة هجرية جديدة‪،‬‬ ‫واحتفلنا بذكرى عظيمة غالية‪ ،‬ذكرى هجرة الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة‪ ،‬تلك الذكرى‬ ‫الغالية التي ال نجد لها مثيال في الحديث وال في القديم‪ ،‬لما‬ ‫ترتب عليها من اآلثار الجليلة في اإلصالح االجتماعي وترقية‬ ‫النفوس واألرواح وبث مكارم األخالق‪ .‬فوقفنا على تلك اآلثار‬ ‫واستحضرنا االنتصارات واإلنجازات وكل ما حملته أيامنا الماضية‬ ‫وعصونا الخالية‪ ،‬فافتخرنا بتاريخنا وعددنا أعمال أسالفنا وما‬ ‫صنعوه وأبدعوه وخلدوه‪ ،‬ثم نظرنا إلى واقعنا وأحوالنا وما آلت‬ ‫إليه أوضاعنا فعددنا النكبات وكثرة اآلهات والتحسرات‪.‬‬ ‫ونستقبل في هذا األسبوع سنة ميالدية جديدة‪ ،‬فنستحضر‬ ‫ما حوته السنة التي نودعها من أحداث‪ ،‬وما انطوت عليه من‬ ‫وقائع ومستجدات‪ ،‬ومن ودعنا فيها من‬ ‫رجال العلم والفكر والسياسة‪...‬‬ ‫سنة استقبلناها بحرب إعالمية ضد‬ ‫المغرب قدحت زندها قناة الجزيرة وجرائد‬ ‫إسبانيـة وجزائرية‪ ،‬وسربـــت من خاللهــا‬ ‫إشاعات تافهـــة‪ ،‬وودعناهــا بمنـــاورات‬ ‫مماثلة لصحف وقنوات إسبانية أعماها‬ ‫طمع الغاز الجزائري فانساقت في حملة‬ ‫داست فيها قواعد المهنـــة وأدبياتهــا‪،‬‬ ‫حاولت فيها النيل من وحـــدة المغرب‬ ‫وقضيته األولى فباءت بالفشل ورد اهلل‬ ‫كيدهم في نحورهم‪.‬‬ ‫سنة انفجرت فيها أزمـــات خيانــة‬ ‫األمانة ومشاكــل المجالس المنتخبـــة‬ ‫فتاه رجالها في حروب ومتاهات انتهت‬ ‫بإزاحة بعضهــم وافتضاح أمر البعض‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫سنة حصــــدت فيهـــا حوادث السير‬ ‫أرواحا بشرية وخلفت جرحى ومعطوبين‪،‬‬ ‫لكنها عرفت تطبيق مدونة جديدة للسير‬ ‫نسأل اهلل العلي القدير أن يجعل فيها‬ ‫خير ا لهذه األمة وأن يقيض لها رجاال‬ ‫يسهرون على تطبيقها لعلنا نجني في‬ ‫القريب بعضا من ثمارها‪.‬‬ ‫سنة شنت فيها حمالت على اإلسالم وأهله‪ ،‬واخترقت بالده‬ ‫تيارات وجماعات حاولت النيل منه بتنصير أبنائه أو زحزحتهم‬ ‫عن قيمهم ومبادئهم‪ ،‬ونشر التيارات واألفكار البعيدة عن‬ ‫دينهم وعقيدتهم‪.‬‬ ‫سنة ودعنا فيها العديد من رجال العلم واألدب والسياسة‪.‬‬ ‫لكنها سنة عرفت أيضا تدشين مشاريع اقتصادية وتنموية‬ ‫كبيرة تشرف وجه المغرب وتدفع عجلته نحو النمو والتقدم‬ ‫المنشودين‪ ،‬كان وراءها قائد البالد أمير المومنين جاللة الملك‬ ‫محمد السادس سدد اهلل خطاه‪.‬‬ ‫إنها ثالثمائة وخمسة وستون يوما طويناها من عمرنا دون‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫أن نسأل أنفسنا ما ذا استفدنا منها؟ وماذا قدمنا فيها من أعمال‬ ‫تنفعنا يوم لقاء ربنا؟ وماذا أنجزنا فيها من األعمال الموكلة إلينا‬ ‫مما ينفع أهلنا ومدينتنا ووطننا؟ هل أدينا واجبنا بأمانة؟ وهل‬ ‫أخلصنا النية والعمل في كل ما قمنا به؟ وكم من الوقت ضيعنا‬ ‫فيها؟ وكم من األعمال أهملناها فضيعنا بها على أنفسنا وأهللنا‬ ‫وأمتنا الشيء الكثير؟ وكم‪ ،‬وكم‪ ،‬وكم‪.....‬‬ ‫إنها أسئلة لو طرحها كل منا على نفسه لتأسف على كل‬ ‫لحظة مرت من عمره‪ ،‬ولحاسب نفسه على كل عمل قام به‪،‬‬ ‫وعلى كل ما فرط فيه لنفسه أو أهله أو بلده‪ ،‬ولو استحضر قول‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة‬ ‫حتى يسأل عن شبابه فيما أباله ‪ ،‬وعن عمره فيما أفناه ‪ ،‬وعن‬ ‫ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ‪ ،‬وعن علمه ماذا عمل فيه)‪.‬‬

‫إن من أعظم نعم اهلل تعالى على اإلنسان في هذه الحياة‬ ‫ما أوجد له من األوقات واألزمان التي هي فرصة عظيمة لتحقيق‬ ‫الحياة الكريمة في الدنيا واآلخرة وألجل هذا إمتن تعالى على‬ ‫عباده بهذه النعمة في كتابه الكريم في مواضع متعددة قال‬ ‫سبحانه‪( :‬هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا‬ ‫إن في ذلك آليات لقوم يسمعون) وقال أيضا‪( :‬وسخر لكم الليل‬ ‫والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك‬ ‫آليات لقوم يعقلون) بل لقد أقسم سبحانه وتعالى بالوقت في‬ ‫آيات عظيمة من كتابه‪ ،‬واهلل عز وجل ال يقسم بشيء من خلقه‬ ‫إال ألهميته وعظمته ولفت األنظار إليه والتنبيه على مكانته‬ ‫وجاللته‪ ،‬قال سبحانه‪( :‬والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) وقال‬ ‫سبحانه‪( :‬والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل‬

‫في ذلك قسم لذي حجر) وقال سبحانه‪( :‬والعصر إن اإلنسان لفي‬ ‫خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا‬ ‫بالصبر)‪.‬‬ ‫إن الوقت هو حياة اإلنسان وعمره الذي هو أنفاس تتردد‬ ‫وآمال تتعدد تضيع إن لم تتحدد‪ ،‬فالحياة ما هي إال دقائق‬ ‫معدودة وثوان محدودة ولحظات محسوبة وإن طالت في‬ ‫نظر بعض الناس‪ ،‬تمر باإلنسان متوالية متتابعة في ساعات‬ ‫وأيام‪ ،‬وشهور وأعوام ‪،‬كلما مر منها شيء ذهب معه العمر حتى‬ ‫ينتهي ذلك إلى الدار اآلخرة يقول حسن البصري رحمه اهلل‪ :‬يا‬ ‫ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم مضى بعضك‪ ،‬نعم إن‬ ‫الليل والنهار هما رأسمالك في هذه الحياة ربحهما ثمنه الجنة‪،‬‬ ‫وخسرانهما جزاءه النار‪.‬‬ ‫فلــــو جمعنـــا بين استغـــالل الوقـــت‬ ‫والمحافظة عليه وبين محاسبة النفس‬ ‫وتربيتها على الحرص على األمانة والقيام‬ ‫بالواجب لما تحسرنا في نهاية كل سنة على‬ ‫واقعنا وعددنا نكباتنا ومشاكلنا‪ ،‬لو حرص‬ ‫كل على استغالل وقته وعلى أداء أمانته‬ ‫واستحضر في كل وقت وحين قوله تعالى‪:‬‬ ‫(إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض‬ ‫والجبال فأبين أن بحملنها وأشفقن منها‬ ‫وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال) لما‬ ‫وجدت موظفا خارج مبى اإلدارة ساعة العمل‪،‬‬ ‫وال وثيقة غير جاهزة فوق مكتب‪ ،‬وال ماال‬ ‫مهدورا وال مستغال‪ ،‬وال تلميذا مهمال‪ ،‬وال‬ ‫مسؤوال مرتشيا‪...‬وال ‪ ..‬وال لو اقتطع كل‬ ‫واحد منا كل يوم خمس دقائق يسائل فيها‬ ‫نفسه قبل أن ينام‪:‬‬ ‫ما ذا فعل في يومه؟‬ ‫ما ذا قدم لنفسه من أفعال الخير؟‬ ‫ما ذا فعل بوقته؟ هل ضيعه كله أو‬ ‫بعضه؟ هل أنفقه في الخير أم الشر؟‬ ‫ما مقدار الوقت الذي قضاه في طاعة اهلل؟ وهل أدى صلواته‬ ‫في وقتها؟‬ ‫ماذا ضيع من وقته؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟‬ ‫هل أدى عمله بأمانـة؟ وهل قدم لنفسه وألمتـــه أعماال‬ ‫وأسدى إليها معروفا؟‬ ‫ثم عاهد نفسه على تصحيح أخطاء اليوم في الغد فإن الحول‬ ‫سيدور علينا ونستقبل سنة جديدة وقد حققنا الكثير وانطلقنا‬ ‫على الطريق الصحيح الذي نتحدث فيه عن إنجازاتنا وأعمالنا‬ ‫عوض أن نستعرض تاريخنا وعمل أسالفنا ونتحسر على واقعنا‬ ‫وعلى ما ضاع منا وما أضعناه نحن على أبنائنا‪.‬‬

‫التداوي باألعشاب مستقبل العالم العالجي‬

‫قطعت البشرية مراحل متعددة‪ ،‬سيطرت فيها أساليب ّ‬ ‫الطب المختلفة واستخدمت العقاقير العديدة‬ ‫للسيطرة على األمراض‪ ،‬بدءاً باألعشاب ّ‬ ‫الطبية وفي النهاية بالمستخلصات الكيمائية المع ّقدة التي لم‬ ‫إن العالج باألعشاب قديما يحل ّ‬ ‫تعد أضرارها الجانبية ال تخفى على أحد‪ّ .‬‬ ‫محل صيدليات اليوم‪ ،‬فهل صحيح‬ ‫أن صيدليات اليوم أغنت عن ال ّلجوء إلى األعشاب ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطبية؟ وهل صيدليات اليوم قادرة على شفائنا تماما‬ ‫بالمستحضرات الكيميائية إذا وقع أحدنا فريسة للمرض؟ وما هي نسبة األمان في استخدام األدوية الكيميائية‬ ‫الحديثة؟‬ ‫أمام الثورة الصناعية الكاسحة كان من المتوقع أن يتراجع المرض‪ ،‬لكن العكس تماما هو الذي حدث؛‬ ‫اإلنسان الحديث عرف أمراضاً فتّاكة لم تكن معروفة أو منتشرة بهذا الشكل من قبل‪ّ ،‬‬ ‫إن اإلحصائيات التي‬ ‫تمت عام ‪1997‬م في الواليات المتحدة أظهرت أنه في عام ‪1995‬م أفرط حوالي ‪ 6‬مليون أمريكي في تناول‬ ‫العقاقير الموصفة من طرف األطباء لعالج حاالت القلق‪ ،‬مّما تسبّب لغالبيتهم اإلدمان لهذه األدوية‪.‬‬ ‫إن اإلحصائيات العالمية ّ‬ ‫تؤكد أن سوء استخدام األدوية الكيميائية الموصوفة للمرضى هي السبب الرابع‬ ‫للوفاة بعد أمراض القلب‪ ،‬والسرطان‪ ،‬والجلطات المخية‪.‬‬ ‫إذن النباتات واألعشاب ستظل رحمة كبرى‪ ،‬إذا ما قورنت باألدوية الكيميائية‪ ،‬إلى حد كبير تشبه سيفاً‬ ‫ذا حدين يقطع هنا ويخرّب هناك‪ ،‬وهذه األدوية الكيميائية تنكشف جوانبها السلبية المظلمة يوماً بعد يوم‪.‬‬ ‫إن النّباتات ّ‬ ‫الطبية عرفها ابن آدم بالتجربة‪ ،‬واهتدى إلى عالج أمراضه بواسطتها عن طريق التجربة‬ ‫أيضاً‪.‬‬ ‫لقد استخدم أكثر من ‪ % 80‬من سكان األرض األعشاب في معالجة أمراضهم‪ ،‬األعشاب ّ‬ ‫الطبية ال تزال‬ ‫هي العالج األساسي للكثير من الشعوب حتى وقتنا الحاضر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن التّداوي باألعشاب هو مستقبل العالم العالجي‪ ،‬وهو الدّواء النّاجع المأمون ألمراض اإلنسان‬ ‫والحيوان في ّ‬ ‫كل مكان وزمان‪ ،‬فالنّباتات هي زرع اهلل الشافي وقد استخدمتها الحضارات البشرية عبر التاريخ‪.‬‬ ‫الحضارة المصرية الفرعونية القديمة‪ :‬اهتم الفراعنة باألعشاب وهذا ما نجده مسجال في بردياتهم‪،‬‬ ‫منذ أكثر من ‪ 5000‬سنة‪ ،‬لقد استخدموا الثوم والبصل والعرعر لمعالجة الكثير من األمراض‪ ،‬ونجد نبات‬ ‫القنب في عصر رمسيس الثالث‪ ،‬وقد استخدم بشكل كبير لعالج مشكالت العين بينما استخدمت خالصات‬ ‫الخشخاش لتهدئة األطفال الباكين‪ .‬لقد وجدت وصفات عالجية لعالج العديد من األمراض في العديد من‬ ‫البرديات مثل بردية (هيرمس) وبردية (أرون سميث الطبية)‪ .‬وفى عام ‪1874‬م اكتشفت أهم بردية طبية‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫في العالم‪ ،‬اكتشفها عالم المصريات األلماني (جورج أيبرس) وتعد أقدم وثيقة طبية‪ ،‬ويبلغ طولها ‪ 65‬قدما‬ ‫ويرجع تاريخها إلى ‪ 1500‬سنة قبل الميالد‪ .‬ووجد بالبردية ‪ 876‬تركيبة عشبية من أكثر من ‪ 500‬نبات‪ ،‬منها‬ ‫الصبار والكرواية والخروع والقرفة والبابونج والثوم والزنجبيل والشمر والنعناع والبصل والخشخاش والمرمرية‬ ‫والسمسم والزعتر وغير ذلك‪.‬‬ ‫الحضارة الصينية القديمة‪ :‬من المعروف أن األب الروحي للطب الصيني هو االمبراطور األصغر الذي عاش‬ ‫سنة ‪ 2500‬قبل الميالد‪ ،‬و كان لألعشاب اهتمام خاص من جانب المعالجين الطبيعيين في ذلك الوقت‪ ،‬وأول‬ ‫كتاب طبي صيني في األعشاب الطبية كان سنة ‪ 1000‬قبل الميالد ‪ Classic of Materia Medica‬الذي‬ ‫وضعه العالم الصيني شن نونغ في القرن األول الميالدي واحتوى على الئحة من ‪ 365‬دواء عالجيا ‪ % 90‬منها‬ ‫من أصل نباتي‪ ،‬أما اآلن فالصين لديها أكبر قائمة نباتات طبية في العالم وتضم ‪ 5800‬نبتة طبية‪.‬‬ ‫الحضارة الهندية القديمة‪ :‬ركزت مدرسة الطب الهندي القديم األيروفيداعلى األعشاب بصورة واضحة‬ ‫وضمت كتبهم القديمة أكثر من ‪ 2500‬نبات طبي‪ ،‬مصنفة حسب تأثيرها على الجسم وعلى األمراض‬ ‫المختلفة‪ .‬وتعد مدرسة األيروفيدا من المدارس المتميزة في مجال األعشاب الطبية‪.‬‬ ‫الحضارة اليونانية‪ :‬نبغت الحضارة اليونانية القديمة في مجال التداوي باألعشاب‪ ،‬وثبت أن هذا النبوغ‬ ‫كان يرجع إلى التالحم بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليونانية‪ .‬وفي زمن أبقراط ‪ 377‬ق‪ .‬م‪.‬‬ ‫كان التقليد األوروبي قد تشرب أفكارا من أشور والهند ومصر القديمة‪ ،‬وكانت األعشاب الشرقية مثل الحبق‬ ‫والزنجبيل من أكثر األعشاب استخداما لديهم‪ .‬وذكر أبوقراط أكثر من ‪ 350‬نباتا طبيا‪ ،‬في كتابه ‪corpus‬‬ ‫‪hippocraticum‬منها القرنفل والقرفة واألرقطيون‪.‬لقد كتب «دسقوريديس» طبيب أنطونيو وكليوباترا‬ ‫كتابه في المواد الطبية (‪ )De Materia Medica‬سنة ‪ 60‬ميالدية‪ ،‬وتناول فيه حوالي ‪ 600‬نبات طبي‪ .‬وقد‬ ‫بقي الكتاب الطبي القياسي لمدة ‪.1500‬‬ ‫الحضارة اإلسالمية‪ :‬لم يكن للعرب باع في مجال األعشاب الطبية قبل اإلسالم‪ ،‬ولكن عندما جاء اإلسالم‬ ‫أمر النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ بالتداوي ووضع له ضوابطه ووصف أعشابا طبية لبعض األمراض وحث على‬ ‫طلب العلم في هذا المجال وفي المجاالت األخرى‪.‬‬ ‫عندما سقطت روما في القرن الخامس الميالدي‪ ،‬انتقلت مراكز المعرفة إلى الشرق‪ ،‬وقد تبنى المسلمون‬ ‫والعرب بكثير من الحماس مذهب جالينوس الطبي ودمجوه بالمعرفة الطبية المصرية والعربية واألشورية‪،‬‬ ‫فانتقلت النهضة العلمية للعرب‪ ،‬حيث نشط ذلك في العصر العباسي‪ ،‬فتم إنشاء (دار الحكمة) في بغداد‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫العدد ‪817‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)13‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و «عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫يريد �أن يلقى بها ر�سول هّ‬ ‫الل ( )‬ ‫رأيت في بعض المجاميع أن الشاعر أبا دُ ّلف العجلي ّلما مرض مرض موته حجب الناس عن الدخول عليه لثقل مرضه‪،‬‬ ‫فاتفق أنه أفاق في بعض األيام‪ ،‬فقال لحاجبه‪ :‬من بالباب من المحتاجين؟ فقال‪ :‬عشرة من األشراف‪ ،‬وقد وصلوا من خرسان‪،‬‬ ‫ولهم بالباب عدة أيام لم يجدوا طريقاً‪ ،‬فقعد على فراشه واستدعاهم‪ ،‬فلما دخلوا رحّب بهم وسألهم عن بالدهم وأحوالهم‬ ‫وسبب قدومهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ضاقت بنا األحوال‪ .‬وسمعنا بكرمك فقصدناك‪ ،‬فأمر بإحضار بعض الصناديق‪ ،‬وأخرج منها عشرين‬ ‫كيساً في كل كيس ألف دينار‪ ،‬ودفع لكل واحد منهم كيسين‪ ،‬ثم أعطى كل واحد منهم مؤونة طريقه وقال لهم‪ :‬ال تمسوا‬ ‫األكياس حتى تصلوا بها سالمة إلى أهلكم‪ ،‬واصرفوا هذا في مصالح الطريق‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬ليكتب لي كل واحد منكم خطه‪ :‬أنه فالن بن فالن حتى ينتهي إلى علي بن أبي طالب رضي هّ‬ ‫الل عنه‪ ،‬ويذكر‬ ‫جدّته فاطمة بنت الرسول (ص) ثم ليكتب‪ :‬يا رسول هّ‬ ‫الل إني وجدت إضاقة وسوء حال في بلدي وقصدت أبا دُلف العجلي‬ ‫فأعطاني ألفيْ دينار كرامة لك‪ ،‬وطلباً لمرضاتك‪ ،‬ورجاء لشفاعتك‪.‬‬ ‫فكتب كل واحد منهم ذلك‪ ،‬وتس ّلم األوراق‪ .‬وأوصى من يتولى تجهيزه إذا مات أن يضع تلك األوراق في كفنه‪ ،‬حتى‬ ‫يلقى بها رسول هّ‬ ‫الل (ص) ويعرضها عليه‪.‬‬

‫�سلي �أخاك حماد ًا‬

‫كانت بين الفقيه محمد بن أبي ليلى وبين أبي حنيفة وحشة يسيرة‪ .‬وكان يجلس للحكم في مسجد الكوفة فيحكى‬ ‫أنه انصرف يوماً من مجلسه‪ ،‬فسمع امرأة تقول لرجل‪:‬‬ ‫يا ابن الزانيين‪ ،‬فأمر بها فأخذت ورجع إلى مجلسه‪ ،‬وأمر بها فضربت حدّين وهي قائمة‪.‬‬ ‫فبلغ ذلك أبا حنيفة فقال‪ :‬أخطأ القاضي في هذه الواقعة في ستة أشياء‪:‬‬ ‫في رجوعه إلى مجلسه بعد قيامه منه‪ ،‬وال ينبغي له أن يرجع بعد أن قام منه‪.‬‬ ‫وفي ضربه الحدّ في المجلس‪ ،‬وقد نهى رسول هّ‬ ‫الل (ص) عن إقامة الحدود في المساجد‪.‬‬ ‫وفي ضربه المرأة قائمة‪ ،‬وإنها تضرب النساء قاعدات كاسيات‪.‬‬ ‫وفي ضربه إيّاها حدّين‪ ،‬وإنما يجب على القاذف إذا قذف جماعة بكلمة واحدة حدّ واحد‪.‬‬ ‫ولو وجب أيضاً حدان ال يوالي بينهما بل يضرب أو ًال ثم يترك حتى يبرأ من ألم األول‪.‬‬ ‫وفي إقامة الحدّ عليها بغير طالب‪.‬‬ ‫فبلغ ذلك محمد بن أبي ليلي‪ ،‬فسيّر إلى والي الكوفة وقال‪ :‬ها هنا شاب يقال له أبو حنيفة يعارضني في أحكامي‬ ‫ويُفتي بخالف حكمي ويشنّع عليّ بالخطأ‪ ،‬فأريد أن تزجره عن ذلك‪ ،‬فبعث إليه الوالي ومنعه عن الفتيا‪.‬‬ ‫فيقال إنه كان يوماً في بيته وعنده زوجته وابنه حماد وابنته‪ ،‬فقالت له ابنته‪ :‬إني صائمة وقد خرج من بين أسناني دم‬ ‫وبصقته حتى عاد الرّيق أبيض ال يظهر عليه أثر الدم‪ ،‬فهل أفطر إذا بلعت اآلن الريق؟‬ ‫فقال لها‪ :‬سلي أخاك حماداً فإن األمير منعني من الفتيا‪.‬‬ ‫وهذه الحكاية معدودة في مناقب أبي حنيفة وحسن تمسّكة بامتثال إشارة ربّ األمر‪ ،‬فإن إجابته طاعة‪ ،‬حتى إنه أطاعه‬ ‫بالسرّ‪ ،‬ولم يردّ على ابنته جواباً‪ ،‬وهذا غاية ما يكون من امتثال األمر‪.‬‬

‫البخاري العامل باحلديث‬

‫حكى أبو عبد هّ‬ ‫الل الحميدي في كتاب «جذوة المقتبس»(‪ )1‬والخطيب في «تاريخ بغداد»(‪ )2‬أن البخاري لماّ قدم بغداد‬ ‫سمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا اإلسناد إلسناد آخر‪،‬‬ ‫ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث‪ ،‬وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري‪ ،‬وأخذوا الموعد‬ ‫ّ‬ ‫اطمأن‬ ‫للمجلس‪ ،‬فحضر المجلس جماعة من أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين‪ ،‬فلما‬ ‫المجلس بأهله انتدب إليه واحد من العشرة‪ ،‬فسأله عن حديث من تلك األحاديث‪ ،‬فقال البخاري‪ :‬ال أعرفه‪ ،‬فسأله عن آخر‬ ‫فقال‪ :‬ال أعرفه‪ ،‬فما زال يلقي عليه واحداً بعد واحد حتى فرغ من عشرته‪ ،‬والبخاري يقول‪ :‬ال أعرفه‪ ،‬فكان الفقهاء ممّن حضر‬ ‫المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون‪ :‬الرجل فهم‪ ،‬ومن كان منهم ضدّ ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير‬ ‫وق ّلة الفهم‪.‬‬ ‫ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك األحاديث المقلوبة‪ ،‬فقال البخاري‪ :‬ال أعرفه‪ ،‬فسأله عن آخر‬ ‫فقال‪ :‬ال أعرفه‪ ،‬فلم يزل يلقي عليه واحداً بعد واحد حتى فرغ من عشرته‪ ،‬والبخاري يقول‪ :‬ال أعرفه‪.‬‬ ‫ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا ك ّلهم من األحاديث المقلوبة‪ ،‬والبخاري ال يزيدهم على قوله‪:‬‬ ‫ال أعرفه‪.‬‬ ‫فلما علم البخاري أنهم فرغوا التفت إلى األول منهم فقال‪ :‬أمّا حديثك األول فهو كذا‪ ،‬وحديثك الثاني فهو كذا‪ ،‬والثالث‬ ‫متن إلى إسناده ّ‬ ‫وكل إسنادٍ إلى متنه‪ ،‬وفعل باآلخرين كذلك‪ ،‬ورد‬ ‫والرابع على الوالء‪ ،‬حتى أتى على تمام العشرة‪ ،‬فردَّ كل ٍ‬ ‫متون األحاديث ك ّلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها‪ ،‬فأقرّ له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل‪.‬‬

‫وقف حمار ال�شيخ يف العقبة‬

‫أبو الجبائي‪ ،‬كان إماماً في علم الكالم‪ ،‬وله في مذهب اإلعتزال مقاالت مشهورة‪ ،‬وله مناظرة رواها العلماء‪ .‬فيقال إن‬ ‫أبا الحسن األشعري سأله عن ثالثة إخوة‪:‬‬ ‫أحدهم كان مؤمناً براً شقياً‪.‬‬ ‫والثاني كان كافراً فاسقاً شقياً‪.‬‬ ‫والثالث كان صغيراً‪ ،‬فماتوا فكيف حالهم؟‬ ‫فقال الجبائي‪ :‬أمّا الزاهد ففي الدرجات‪ ،‬وأما الكافر في الدركات‪ ،‬وأمّا الصغير فمن أهل السّالمة‪.‬‬ ‫فقال األشعري‪ :‬إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟‬ ‫فقال الجبائي‪ :‬ال‪ ،‬ألنه يقال له‪ :‬إن أخاك إنما وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعاته الكثيرة‪ ،‬وليس لك تلك الطاعات‪.‬‬ ‫فقال األشعري‪ :‬فإن قال ذلك الصغير‪ :‬التقصير ليس منّي‪ ،‬فإنك ما أبقيتني وال أقدرتني على الطاعة‪.‬‬ ‫فقال الجبائي‪ :‬يقول الباري َّ‬ ‫جل وعال‪ :‬كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب األليم‪ ،‬فراعيت مصلحتك‪.‬‬ ‫فقال األشعري‪ :‬فلو قال األخ الكافر‪ :‬يا إاله العالمين‪ ،‬كما علمت حاله فقد علمت حالي‪ ،‬فلم راعيت مصلحته دوني؟‬ ‫فقال الجبائي لألشعري‪ :‬إنك مجنون‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ال‪ ،‬بل وقف حمار الشيخ في العقبة‪ .‬فانقطع الجبائي‪.‬‬ ‫وهذه المناظرة داّلة على أن هّ‬ ‫الل تعالى خصّ من شاء برحمته‪ ،‬وخصّ آخر بعذابه‪ ،‬وأن أفعاله غير مع ّللة بشيء من‬ ‫األغراض‪.‬‬

‫هل الر�شيد من �أهل اجلنة؟‬

‫كان هارون الرشيد قد حلف أنه من أهل الجنّة‪ ،‬فاستفتى العلماء فلم يفته أحد بأنه من أهلها فقيل له عن أبي العباس‬

‫محمد بن صبيح المعروف بابن السّماك وكان زاهداً عابداً صاحب مواعظ‪ ،‬فاستحضره وسأله‪ ،‬فقال له‪ :‬هل قدر أمير‬ ‫المؤمنين على معصية فتركها خوفاً من هّ‬ ‫الل تعالى؟‬ ‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬كان لبعض الناس جارية فهويتها وأنا إذ ذاك شاب‪ ،‬ثم إني ظفرت بها مرّة‪ ،‬وعزمت على ارتكاب الفاحشة‬ ‫فكرت في النار وهولها‪ ،‬وأن الزنا من الكبائر‪ ،‬فأشفقت من ذلك‪ ،‬وكففت عن الجارية مخافة من هّ‬ ‫معها‪ ،‬ثم ّ‬ ‫الل تعالى‪.‬‬ ‫فقال له ابن السّماك‪ :‬أبشر يا أمير المؤمنين فإنك من أهل الجنة‪.‬‬ ‫فقال هارون الرشيد‪ :‬ومن أين لك هذا؟‬ ‫فقال‪ :‬من قوله تعالى‪{ :‬وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ّ‬ ‫فإن الجنة هي المأوى}(‪ )3‬فسرّ الرشيد بذلك‪.‬‬

‫تفل على رجل عبد امللك ف�شفي‬

‫حدث العتبي عن أبيه قال‪:‬‬ ‫دخل عبد هّ‬ ‫الل بن جعفر على عبد الملك بن مروان وهو يتأوّه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬لو أدخلتَ عليك من يُؤنسك‬ ‫بأحاديث العرب وفنون األسمار؟‬ ‫قال‪ :‬لست صاحب هزل‪ ،‬والجدّ مع ع ّلتي أحجى بي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما ع ّلتك يا أمير المؤمنين؟‬ ‫قال‪ :‬هاج بي عرق النسا في ليلتي هذه فبلغ منّي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فإن بديحاً موالي أرقى (‪ )4‬الناس‪ .‬فوجه إليه عبد الملك‪ ،‬فلما مضى الرسول سُقط في يديْ (‪ )5‬ابن جعفر وقال‪:‬‬ ‫كذبة قبيحة عند خليفة‪ .‬فما كان بأسرع من أن طلع بديح فقال‪ :‬كيف رقيتك من عرق النسا؟‬ ‫قال‪ :‬أرقي الخلق يا أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فسرّي عن عبد هّ‬ ‫الل ألن بديحاً كان صاحب فكاهة يعرف بها‪ ،‬فمدّ رجله فتفل عليها وهمهم ورقاها مراراً‪ ،‬فقال‬ ‫الل أكبر وجدت هّ‬ ‫عبد الملك‪ :‬هّ‬ ‫والل خف ًة وراحة يا غالم‪ ،‬ادعُ فالنة حتى تكتب الرقية‪ ،‬فإنا ال نأمن هيجها بالليل فال نذعر بديحاً‪.‬‬ ‫فلما جاءت الجارية قال بديح‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬امرأته طالق إن كتبتها حتى تعجّل حبائي‪ ،‬فأمر له بأربعة آالف درهم‪،‬‬ ‫فلما صار المال بين يديه قال‪ :‬وامرأته طالق إن كتبتها أو يصير المال إلى منزلي‪ .‬فأمر فحُمل إلى منزله‪ ،‬فلما أحرزه قال‪ :‬يا‬ ‫أمير المؤمنين‪ ،‬امرأته طالق إن كنت قرأت على رجلك إ ّال أبيات نصيب‪:‬‬ ‫أال إن ليلى العامرية أصبحت على النأي منّي ذنب غيريّ تنقمُ‬ ‫قال‪ :‬ويلك ما تقول؟‬ ‫قال‪ :‬امرأته طالق إن كان رقاك َّ‬ ‫إال بما قال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأكتمها عليَّ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وكيف ذاك وقد سارت بها البرد إلى أخيك بمصر؟ فطفق عبد الملك ضاحكاً يفحص برجليه‪.‬‬

‫االنتحار وال العار‬

‫قال عمرو الشيباني‪:‬‬ ‫أغار حمل بن بدر أخو حذيفة بن بدر الفزاري على بني عبس‪ ،‬فظفر بفاطمة بنت الخُرشب أم الربيع بن زياد وإخوته‬ ‫ضل حلمك‪ ،‬هّ‬ ‫راكب ًة على جمل لها‪ ،‬فقادها بجملها‪ ،‬فقالت له‪ :‬أيْ رجل‪َّ ،‬‬ ‫والل لئن أخذتني فصارت هذه األكمة بي وبك التي‬ ‫أمامنا وراءنا ال يكون بينك وبين بني زياد صلحٌ أبداً‪ ،‬ألن الناس يقولون في هذه الحال ما شاؤوه‪ .‬وحسبك من شرّ سماعه‪.‬‬ ‫قال فإني أذهب بك حتى ترعي عليّ إبلي‪.‬‬ ‫فلما أيقنت أنه ذاهب بها رمت بنفسها على رأسها من أعلى البعير فماتت خوفاً من أن يلحق بنيها عارٌ فيها‪.‬‬

‫ّ‬ ‫املت�شدد يف �أمر الدين‬ ‫احلارث‬

‫لماّ ولي عبد الملك الخالفة عام الجماعة‪ ،‬حجّ في تلك السنة‪ ،‬فلما انصرف رحل معه الحارث بن خالد المخزومي إلى‬ ‫دمشق‪ ،‬فظهرت له منه جفوة‪ ،‬وأقام ببابه شهراً ال يصل إليه فانصرف عنه وقال فيه‪:‬‬ ‫صحبتـك إذ عيني عليهـا غشـاو ٌة فلمّا انجلـت ّ‬ ‫قطعـت نفسـي ألومها‬ ‫وما بي وإن أقصيتني من ضراعـةٍ وال افتقرتْ نفسي إلى من يضيمها‬ ‫بكفيــك بؤسـي أو عليـك نعيمهـا‬ ‫عطفت عليك النفس حتى كأنما‬ ‫وبلغ عبد الملك خبره وأُنشد الشعر‪ ،‬فأرسل إليه من ردّه من طريقه‪ ،‬فلما دخل عليه قال له‪ :‬حاِر (‪ ،)6‬أخبرني عنك‪ :‬هل‬ ‫رأيت عليك في المقام ببابي غضاض ًة(‪ )7‬أو في قصدي دناءة؟ قال‪ :‬ال هّ‬ ‫والل يا أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما حملك على ما قلت وفعلت؟‬ ‫قال‪ :‬جفوة ظهرت لي‪ ،‬كنت حقيقاً(‪ )8‬بغير هذا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فاخترْ‪ ،‬فإن شئت أعطيتك مائة ألف درهم‪ ،‬أو قضيت دينك‪ ،‬أو وّليتك مكة سنة‪ .‬فوالهُ إيّاها‪ ،‬فحجّ بالناس وحجّت‬ ‫عائشة بنت طلحة(‪ )9‬عامئذٍ‪ ،‬وكان يهواها‪ ،‬فأرسلت إليه‪ :‬أخَّر الصالة حتى أفرغ من طوافي‪ .‬فأمر المؤذنين فأخروا الصالة‬ ‫حتى فرغت من طوافها‪ ،‬ثم أقيمت الصالة فص ّلى بالناس‪ .‬وأنكر أهل الموسم ذلك من فعله وأعظموه‪ .‬فعزله عبد الملك‬ ‫والل غضبه إذا رضيتْ عائشة‪ ،‬هّ‬ ‫وكتب إليه يؤنّبه فيما فعل‪ ،‬فقال‪ :‬ما أهون هّ‬ ‫والل لو لم تفرغ من طوافها إلى الليل ألخّرت‬ ‫الصالة إلى الليل‪.‬‬ ‫فلما قضت حجّها أرسل إليها‪ :‬يا ابنة عمي أّلمي بنا أو عدينا مجلساً نتحدث فيه‪.‬‬ ‫فقالت‪ :‬في غدٍ أفعل ذلك‪ ،‬ثم رحلت من ليلتها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬راجع‪« :‬الجذوة»‪ ،‬ص ‪.128‬‬ ‫(‪ )2‬راجع‪« :‬تاريخ بغداد»‪.20:2 ،‬‬ ‫(‪ )3‬سورة النازعات‪ :‬آية ‪.40‬‬ ‫(‪ )4‬أرقي الناس‪ :‬أي خبير بالرقية‪.‬‬ ‫(‪ )5‬سقط في يدي‪ :‬أي تحيّرت واضطربت‪.‬‬ ‫(‪ )6‬حار‪ :‬ترخيم حارث‪ ،‬أي‪ :‬يا حارث‪.‬‬ ‫(‪ )7‬غضاضة‪ :‬منقصة وذلة وعيب‪.‬‬ ‫(‪ )8‬حقيقاً‪ :‬جديراً‪.‬‬ ‫(‪ )9‬عائشة بنت طلحة‪ :‬أديبة عالمة بأخبار العرب فصيحة‪ ،‬أمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق‪ ،‬وخالتها عائشة أم المؤمنين‪.‬‬ ‫توفيت سنة ‪101‬هـ‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪817‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)723‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫«شتات أهل األندلس»‬

‫إذا كان الباحثون المتخصصون في دراسة تاريخ المنطقة المتوسطية‬ ‫خالل العصر الوسيط قد اهتموا برصد معالم التطور الحضاري الذي عرفته بالد‬ ‫األندلس بعد الفتح اإلسالمي لهذه المنطقة‪ ،‬فإن المعطيات التوثيقية واألعمال‬ ‫التصنيفية تبدو شحيحة بخصوص مرحلة ما بعد انتهاء الوجود اإلسالمي ببالد‬ ‫األندلس مع سقوط مدينة غرناطة سنة ‪ .1492‬فغالبية الدراسات‪ ،‬وتحديدا‬ ‫اإلسبانية منها‪ ،‬قد اهتمت بتتبع مآل األوضاع بشبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬في سياق‬ ‫الوحدة السياسية الداخلية التي جسدها الملكان الكاثوليكيان إيسابيال وفرناندو‪،‬‬ ‫وفي سياق التفاعالت الخارجية المرتبطة بانفجار ظاهرة االكتشافات الجغرافية‬ ‫التي عرفتها أوربا منذ نهاية القرن ‪ 15‬م وكانت إسبانيا صاحبة السبق فيها‪.‬‬ ‫ومع تركيز االهتمام على البحث في خبايا هذه التطورات‪ ،‬ظل موضوع وضعية‬ ‫اإلسالم والمسلمين بأندلس «ما بعد الوحدة»‪ ،‬مكتنفا بالكثير من أوجه‬ ‫االضطراب واالفتراء‪ ،‬وأصبح العنصر الموريسكي مصدرا «موبوءا» في المخيال‬ ‫الجماعي لإلسبان‪ ،‬بعد أن اقترنت به عدة صفات دونية‪ ،‬هي خالصة اشتغال‬ ‫منطق محاكم التفتيش‪ .‬فهو األفاق‪ ،‬اللص‪ ،‬القذر‪ ،‬المخادع‪ ،‬الشبقي‪ ... ،‬وقبل‬ ‫هذا وذاك‪ ،‬فهو رمز للتآمر المستدام ضد إسبانيا وضد حضارتها وضد استقرارها‬ ‫وضد وحدتها‪ .‬وقد استطاعت هذه الصورة أن تترسخ كإحاالت نمطية إلى واقع‬ ‫مفترض‪ ،‬اختلقته قارات هائلة من األحقاد المتبادلة المرتبطة بارتدادات ظاهرة‬ ‫« حروب االسترداد» الشهيرة‪ ،‬ثم بنتائج تناسل دورات الغزو التي عرفتها بالدنا‬ ‫منذ بداية القرن ‪ 15‬م‪ .‬ومعلوم أن هذه اإلحاالت قد ازدادت ترسخا مع استفحال‬ ‫المشاكل العالقة بين المغرب وإسبانيا خالل المرحلة الراهنة‪ ،‬وخاصة عقب بروز‬ ‫مشاكل طارئة ارتبطت بمخلفات المرحلة االستعمارية الراهنة‪ ،‬مثل قضية سبتة‬ ‫ومليلية‪ ،‬والهجرة‪ ،‬والصحراء المغربية‪ ،‬ومأساة األسلحة الكيماوية التي استعملها‬ ‫الجيش اإلسباني ضد سكان منطقة الشمال‪... ،‬‬ ‫وفي سياق هذه الرؤى التي تشتغل على معالم التنافر التي توزع المجالين‬ ‫المتجاورين‪ ،‬أصبحت الكثير من الدراسات اإلسبانية المعاصرة‪ ،‬تعيد تقليب‬ ‫صفحات التاريخ األندلسي المشترك‪ ،‬باعتباره إحدى حلقات التاريخ الملتبس‬ ‫الذي دفعت فيه إسبانيا والعالم المسيحي وأوربا ثمنا باهضا من جراء «الغزو»‬ ‫اإلسالمي‪ .‬لذلك‪ ،‬بدأت هذه اإلصدارات تعيد قراءة األحكام المتواترة عن مرحلة الوجود اإلسالمي ببالد األندلس‪،‬‬ ‫على أساس البحث في التفاصيل الدالة على القيمة الحضارية الحقيقية للتعايش بين الديانات السماوية الثالث‪،‬‬ ‫وعلى أساس ـ كذلك ـ إعادة طرح األسئلة المغيبة حول مصير هذه اآلالف من الساكنة المسلمة التي توزعت عبر‬ ‫مجاالت جغرافية واسعة بكل من جنوب أوربا وشمال إفريقيا‪ .‬في إطار هذا التوجه العام‪ ،‬يندرج صدور كتاب « شتات‬ ‫أهل األندلس ( المهاجرون األندلسيون ) »‪ ،‬لمؤلفته مرثيديس غارثيا أرينال‪ ،‬والذي صدرت ترجمته العربية سنة‬ ‫‪ 2006‬بمدينة القاهرة‪ ،‬بتوقيع محمد فكري عبد السميع‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 229‬صفحة من الحجم المتوسط‪ .‬وقد‬ ‫لخص جمال عبد الرحمان‪ ،‬الذي راجع الترجمة العربية للكتاب‪ ،‬األفق العام الذي وجه المضامين الكبرى للكتاب‪،‬‬ ‫في كلمة تقديمية جاء فيها ‪ ... « :‬الكتاب الذي بين أيدينا يقدم رؤية أخرى لألندلس‪ ،‬إذ ترى المؤلفة أن الحديث‬ ‫عن تقدم األندلس وتعايش أبنائه في سالم ال يعدو كونه «أسطورة» من وحي خيال المؤلفين‪ .‬ليس صحيحا ـ من‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وجهة نظر المؤلفة ـ أن المسيحيين واليهود كانوا راضين بالعيش تحت الحكم‬ ‫اإلسالمي «المتسامح»‪ ،‬بل ترى أن أبناء الديانتين تعرضوا لتمييز‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫اضطهادا‪ ... ،‬هناك أمر آخر ينبغي أن نضعه في اعتبارنا عند قراءة هذا الكتاب‪.‬‬ ‫في عالمنا العربي ال يرى الناس في األندلس إال الصورة الوردية‪ ،‬ولعل كتابا مثل‬ ‫هذا الذي نقدم له يصدم تصورات الكثيرين‪ .‬أما القارئ اإلسباني‪ ،‬فهو مهيأ‬ ‫لقراءته‪ ،‬ذلك ألنه قرأ في كتابات بعض المؤلفين وجهة نظر أخرى تتحدث عن‬ ‫األندلس كمجرد « أسطورة « أراد المؤلفون بناءها ‪ .»...‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬بدأ‬ ‫التشكيك في الكثير من أسس اإلبداع الحضاري األندلسي وفي قيمته اإلنسانية‬ ‫المميزة‪ .‬وقد وضح تقديم الكتاب هذا المنحى عندما قال ‪ ... « :‬لم يعد هناك‬ ‫تراث أندلسي في إسبانيا ‪ ...‬على أساس أن مسلمي غرناطة ـ وهم حملة التراث‬ ‫األندلسي اإلسالمي ـ قد تم تهجيرهم من الجنوب وإحالل مسيحيي الشمال‬ ‫محلهم‪ ،‬وعليه فإن عادات أهل غرناطة اليوم ال تمت للمسلمين بصلة‪ ،‬وليست‬ ‫سوى عادات أهل الشمال ‪ ( »...‬ص ص‪ 7 .‬ـ ‪.) 9‬‬ ‫تتوزع مضامين الترجمة العربية لكتاب « شتات أهل األندلس» بين خمسة‬ ‫فصول متكاملة‪ ،‬ومقدمة تركيبية‪ ،‬وتصدير للناشر اإلسباني‪ ،‬وتقديم لمراجع‬ ‫الكتاب‪ ،‬ثم الئحة بيبليوغرافيا للكتاب‪ ،‬وتعليق على مجمل مضامينها‪ .‬ففي‬ ‫الفصل األول‪ ،‬اهتمت المؤلفة بدراسة وضعية الفئة» السكانية األندلسية التي‬ ‫عرفت ب « المستعربين»‪ ،‬وذلك بكل من مملكة أستورياس وليون‪ ،‬وطليطلة‪،‬‬ ‫والمغرب‪ .‬وانتقلت في الفصل الثاني للحديث عن وضعية اليهود بقشتالة‬ ‫وأراغون‪ .‬أما في الفصل الثالث‪ ،‬فقد توقفت المؤلفة عند وضعية الفئة التي‬ ‫عرفت ب « المدجنين» بمملكة قشتالة‪ ،‬وغرناطة‪ ،‬ومملكة أراغون‪ ،‬وفالنسيا‪ .‬وفي‬ ‫الفصل الرابع‪ ،‬استطاعت المؤلفة تقديم تفاصيل دقيقة حول مآل موريسكيي‬ ‫األندلس‪ ،‬راصدة أوجه الظلم الذي ألحق بهم على مستوى إخضاعهم للتنصير‪،‬‬ ‫أو تعريضهم للقمع وللطرد الممنهجين‪ ،‬الشيء الذي واجهته هذه الفئة بمقاومة‬ ‫«صامتة » استهدفت الوقوف في وجه جهود طمس هويتها‪ .‬وفي الفصل‬ ‫الخامس واألخير من الكتاب‪ ،‬تتبعت المؤلفة وضعية الموريسكيين بعد طردهم‬ ‫من بالد األندلس‪ ،‬وذلك بكل من المغرب والجزائر وتونس‪ ،‬ساعية إلى الربط‬ ‫بين أوضاع هذه الفئات السكانية األندلسية المضطهدة‪ ،‬وبين مجمل مسار تطور أوضاع الضفة الجنوبية للبحر‬ ‫األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وعموما‪ ،‬يمكن القول إن الكتاب ساهم في تسليط الضوء على قضايا ظلت مكتنفة بطبقات هامة من‬ ‫الحقائق والتأويالت التي اكتست صفة إطالقية في رصيد اإلسطوغرافيا العربية اإلسالمية‪ .‬لذلك‪ ،‬كان واضحا أن‬ ‫عمل مرثيديس غارثيا أرينال‪ ،‬يسعى إلى إعادة مقاربة قضايا الوجود اإلسالمي ببالد األندلس‪ ،‬وفق رؤى مجددة‬ ‫تستهدف القطع مع منطق اليقينيات المطمئنة إلى خالصاتها وإلى تحليالتها‪ .‬وعلى الرغم من كل ما يمكن‬ ‫تسجيله من مؤاخذات على االنزياح العام نحو تأويالت افتراضية تبقى في حاجة إلى التدقيق والتصحيح‪ ،‬فالمؤكد‬ ‫أن الكتاب يفتح المجال واسعا من أجل التحرر من سلطة األحكام النمطية المتوارثة حول حقيقة الوجود اإلسالمي‬ ‫ببالد األندلس خالل مرحلة التاريخ الوسيط‪.‬‬

‫ال تطلبوا العلم للخبز‬ ‫‪...‬وُلدتم وخبزكم مضمون‪َّ .‬‬ ‫إن اهلل هو الرزاق ذو‬ ‫القوة المتين – صدق اهلل العظيم‪( -‬سورة الذاريات‪ ،‬اآلية‬ ‫‪ .)58‬مشروع علمي لبيان أصول القرآن الكريم‪ ،‬وهو فكر‬ ‫وأفكار كان لها أثر بالغ في نفسي‪ ،‬فأردت ْ‬ ‫أن ُأدوِّن بعضا‬ ‫منها لقيمتها العلمية ولصدق مقاصدها‪ .‬كان لنخبة من‬ ‫األساتذة العلماء األجالء أبحاثا أكاديمية‪ ،‬أثروا من خاللها‬ ‫ندوات علمية في الحرم الجامعي (بمرتيل)‪ .‬إنطالقا من‬ ‫المحور‪ ،‬اإلنسان للمعرفة وللحقول المعرفية من شقين‪.‬‬ ‫أحدهما‪ ،‬شق معرفي وآخر نظري ‪ .‬حتى ْ‬ ‫وإن قيل‪ ،‬ال‬ ‫يمكن ْ‬ ‫أن يبقى مجردا‪ ،‬أال وهو العمل من حيث صالحيتها‬ ‫لإلنسان أي المنفعة‪ ،‬يتمُّ ربطها بالحداثة من ذلك قول‬ ‫اهلل َّ‬ ‫جل عاله ‪ :‬فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس‬ ‫فيمكث في األرض‪-‬صدق اهلل العظيم‪(-‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية‬ ‫‪ .)17‬ذلك الباحث طالب الخبز هو الذي يؤثر في البحوث‬ ‫بل يجب عليه ْ‬ ‫أن يبحث لوجه اهلل تعالى‪ .‬يحتاج إلى عزيمة‬ ‫ُمستأنفة ‪ .‬همُّهُ أال يعرف الكلل وال الملل‪ْ ،‬‬ ‫وأن يكون‬ ‫من تلك العصبة من ذوي القوة ليصل هذا العلم الجليل‪،‬‬ ‫قدر ما وَسعهُ الجهد ْ‬ ‫أن يجتهد وأال يستمدَّ ذلك من‬ ‫قوة فهمه بل يستمدَّه من قوة النص وعلى قدر النص‬ ‫الذي ينظر فيه من الفهم والصدق‪ .‬وشتان بين نصوص‬ ‫يلحقها من ضعف أصحابها‪ .‬وإذا لم تكن التقوى قضية‬ ‫محورية ومركزية‪ ،‬ال هداية للباحث في علم القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يتقبل اهلل من المتقين‪-‬صدق‬ ‫حيث قال عزَّ من قائل ‪ :‬إنما‬ ‫اهلل العظيم‪(-‬سورة المائدة اآلية ‪ .)27‬ومما اجتهد العلماء باستثناء النظر التي تناسب الغاية الشريفة والمقاصد‪،‬‬ ‫في قوله َّ‬ ‫جل في عاله ‪ :‬فإنما يسرْناه بلسانك وتبشرَ به المتقين‪-‬صدق اهلل العظيم‪(-‬سورة مريم اآلية‪.)97‬‬ ‫باستخراج أصول القراءة من النحو والصرف والبالغة للفهم السليم والقراءة السليمة للقرآن الكريم‪ .‬ومدى إسهام‬ ‫بيان اللغة في أعلى درجات النضج‪ ،‬وتوليد داللية التركيز على محض المدى الذي يمكن ْ‬ ‫أن تبلِ َغ فهم الخطاب‪.‬‬ ‫وعالقات الغايات والمقاصد في فهمه واستشراف آفاق العلوم وتكاملها‪ .‬مما يناسب تطور أنساق علوم النص‬ ‫وقضايا االنسجام ومنتهاها‪ ،‬معاجم اللغة‪ .‬ثمَّ إحداث قواعد لما يحدث للناس من القضايا‪ .‬وحتى يتمَّ الوصول‬ ‫إلى المراد يحتاج إلى بعض زكواة «األغنياء» من أجل العلم‪ .‬فلتعلوَ الهمة لجيل يجتهد ليكون راسخا في العلم‪،‬‬ ‫من أجل التحضير العلمي في مختلف التخصصات الشرعية‪ ،‬إذ الغد القادم المطلوب لن يتأخر زاده‪ .‬هم الحاملون‬ ‫للواء العلم والراسخون فيه‪ ،‬ولن تنهض األمة إال بالعلم‪ .‬ال باألموات الذين يمشون على األرض‪ .‬فاألرض مليئة‬ ‫ألن البشرية في حاجة إلى ْ‬ ‫بهم‪ ،‬بل األحياء الحقيقيين‪ ،‬وهو موضوع خطابهم‪ .‬ثمَّ ُيعدّوا العدة بمنهجية َّ‬ ‫أن‬ ‫تعود إلى آدميتها‪ .‬وتيسير عودتها إلى تلك اآلدمية‪ .‬يجب ْ‬ ‫أن يتمكنوا من التخصصات واستيعاب العلوم‪ .‬لتكميل‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫علم األساس الذي يسبق جميع العلوم‪ ،‬والعلم روافد له‪ ،‬ليتمَّ‬ ‫به إنجاز هذا العلم‪ .‬فأصول البيان هو مصطلح الغد‪ .‬لم يرد في‬ ‫القرآن الكريم إال مرة واحدة‪ .‬وما َ‬ ‫ُأنزل إال ليبين‪ ،‬في قوله تعالى‬ ‫‪ :‬ثمَّ َّ‬ ‫إن علينا بيانه‪-‬صدق اهلل العظيم‪(-‬السورة‪ ،‬القيامة ‪،‬اآلية‬ ‫‪ .)19‬واستبيانه من العلماء الراسخين في العلم في هذا البيان‪.‬‬ ‫وأصول البيان هو أصول التفسير ‪.‬الكالم المبين هو الذي يبين‬ ‫عن نفسه ما قصده‪ ،‬وُيقصد منه شيء‪ ،‬وأال يخوله ما ال يقول‪.‬‬ ‫وليس السباحة الحرة في فهم القرآن‪ ،‬من فهم حيث شئت‬ ‫وتذهب به حيت شئت‪ .‬فميزان فهم القرآن الكريم ينبغي ضبطه‪.‬‬ ‫فمن لم يحافظ على هدى اهلل لن تكون له إال الضالل‪ .‬ما أنجزته‬ ‫هذه العلوم سؤال بيان الحدود التي تقف عندها العلوم‪ .‬ومما‬ ‫يناسب تطور أنساق العلوم من مفاهيمه ومصطلحاته‪ .‬إذ العالقة‬ ‫مع العلوم إنطالقا من المحور اإلنسان وتالقح أفكاره‪ .‬كثيرة هي‬ ‫علوم المادة لجمعها‪ .‬المادة متناثرة من علوم اللغة وأصول الفقه‪،‬‬ ‫من نحو وصرف وبالغة‪ ،‬وكتب التراث على تصنيفها ليكون الجمع‬ ‫جمعا صحيحا‪ ،‬مع المادة التي لم تجر العادة بإدخالها‪ .‬الحصول‬ ‫على المدونة للتراث العربي رقمية تستطيع ْ‬ ‫أن تجمع الدُرر‪ .‬ما‬ ‫ُصنفَ وما لمُيصنف يجب ْ‬ ‫أنُيجمع أيضا‪ .‬وما يجب أخذه‪ ،‬وُيترك‬ ‫ما يجب ترْكه‪ُ.‬تصنف المادة التصنيف التفضيلي‪ ،‬في أبواب وفي‬ ‫ُيحلل تحليال دقيقا ثمَّ ُ‬ ‫فصول ثمَّ ُ‬ ‫ُتعلل ظواهره‪ .‬استجماع جميع‬ ‫النصوص ذات الصلة‪ُّ .‬‬ ‫كل ذلك ُيجمعُ بعد خضوعه للتحليل‬ ‫بتصور جديد لمباحث علم أصول القرآن الكريم‪.‬‬ ‫الرسوخ يجب ْ‬ ‫أن يبحث عوضا عن األمة‪ .‬قال جل في عاله ‪ :‬ويجعل لكم نورا تمشون به –صدق اهلل العظيم‪-‬‬ ‫(سورة الحديد‪ ،‬اآلية ‪ .) 28‬مالمح عامة لجميع التخصصات‪ .‬إجتناب الهوى والعوامل الذاتية في شتى مناحي الحياة‬ ‫من بعض المفاهيم « الغربية » المنحرفة ‪ .‬فكرة جعلت اإلنسان يسجد للصنم‪ ،‬وإنسانا آخر يحمل الفأس ليكسر‬ ‫الصنم‪ .‬في قول الحق َّ‬ ‫جل شأنه ‪ :‬نورهم يسعى بين أيديهم –صدق اهلل العظيم –( سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪ .)8‬القرآن‬ ‫الكريم رحمة شاملة ‪ .‬وما أرسلناك إال رحمة للعالمين –صدق اهلل العظيم‪(-‬سورة األنبياء‪107،‬اآلية)‪ .‬يختم بكليته‬ ‫لعلم القرآن علم خاص ال يمكن اكتسابه إال بدخول علم القرآن‪ .‬العلم كله من اهلل ( الحق المطلق) سبحانه‪ .‬علم‬ ‫أن تدخل على القرآن الكريم ِّ‬ ‫اهلل طبيعة شمولية منزهة عن الزمان والمكان واإلنسان‪ .‬يجب ْ‬ ‫بكل حرف حسنة‪ ،‬ف‬ ‫« ألم »‪ ،‬ألف حرف والم حرف وميم حرف‪.‬‬ ‫أسلمتُ لربِّ العالمين‪ ،‬هذه الصفة‪ ،‬هو سماكم المسلمين بها ‪ ،‬فهي الصفة الجامعة‪ .‬القرآن الكريم به‬ ‫جل في عاله ‪َّ :‬‬ ‫يتمُّ اإلبصار‪ .‬وكلماته هي مفاتيح علم القرآن‪ .‬واستحضاره حالة خاصة بين يدَي اهلل َّ‬ ‫وكل يوم هو‬ ‫في شأن – صدق اهلل العظيم – ( سورة الرحمن‪ ،‬اآلية ‪ ~ .... ) 29‬ال تدركه األبصار وهو يدرك األبصار وهو اللطيف‬ ‫الخبير –صدق اهلل العظيم –( سورة األنعام اآلية‪ .)103‬ما ال تدركه العقول ‪....‬‬


‫العدد ‪817‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫املواطنني‬

‫الطفولة الشعبية بوزان واللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫يسائالن حقوقيا مشروع قانون‬ ‫العمال المنزليين‬

‫لعبة السودوكو (‪)288‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬مساهمة منهما في إشراك مكونات المجتمع المدني بمدينة وزان في النقاش‬ ‫العمومي حول العمالة المنزلية ‪ ،‬كان فضاء دار الشباب المسيرة الذي يعيش اليوم‬ ‫يتما ثقافيا وفكريا ‪ ،‬بعد الزمن الجميل الذي استقبل فيه قامات من المفكرين طبعت‬ ‫الحياة الثقافية والفكرية باجتهاداتها ‪ ( ، ‬كان ) على موعد مع لقاء دراسي حول “ مشروع‬ ‫قانون العمال المنزليين “ ‪ ،‬من تنظيم حركة الطفولة الشعبية واللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال ‪ ،‬وذلك مساء يوم األربعاء ‪ 23‬دجنبر ‪. 2015‬‬ ‫‪ ‬وزير التشغيل السابق السيد جمال أغماني ‪ ،‬الذي يحسب له وبشهادة أكثر من‬ ‫جهة‪ ،‬المجهود الذي قام به من موقعه الحكومي من أجل سن قانون ‪ ‬ينصف فئة عريضة‬ ‫من المواطنين والمواطنات “يتمتعون” بصفر كرامة‪ ،‬في عالم شغل غير مرئي ‪ ،‬وال‬ ‫ينظمه قانون ‪ ،‬ذكر ( الوزير السابق ) بالشرعة الوطنية والدولية التي تم الرجوع إليها‬ ‫عند صياغة أحكام المشروع ‪ ،‬وبالتضاريس الصعبة التي مر منها المشروع قبل أن يصل‬ ‫إلى الجلسة العامة لمجلس المستشارين في طبعته السابقة ‪ ،‬الذي صادق عليه باإلجماع‬ ‫بعد إدخاله لبعض التعديالت وخصوصا ما تعلق بسن تشغيل القاصرين ‪ /‬القاصرات‬ ‫الذي حدده في ‪ 16 ‬سنة ‪.‬‬ ‫‪ ‬من جهته ‪ ،‬ذكر محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان ‪ ‬بالمواد ‪، ‬‬ ‫‪ 13‬و ‪ 16‬و ‪ 25‬كما هي واردة في الظهير المحدث للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان ‪،‬‬ ‫والتي تسمح لهذه المؤسسة الدستورية التي تعنى بحقوق اإلنسان ‪ ،‬بالدخول على خط‬ ‫هذا المشروع الذي سبق و أحيل عليها إلبداء رأيها الحقوقي في مضمونه ‪ .‬وشدد على‬ ‫أن مقترحات المجلس الوطني ‪ ( ‬مقترح تحديد سن الشغل في ‪ 18‬سنة مثال ) تستمد‬ ‫قوتها ‪ ‬الحقوقية من عدة مرجعيات معيارية وطنية ودولية ( ‪ ‬دستور ‪ - 2011‬اتفاقية‬ ‫حقوق الطفل ‪ - ،‬االتفاقية الدولية لحماية المهاجرين‪. ) ......‬‬ ‫اإلطارات المدنية والحقوقية والنقابية التي تفاعلت مع ما جاء في المداخلتين‬ ‫المتكاملتين ‪ ،‬طالبت الحكومة التسريع بإحالة المشروع على مجلس النواب قصد‬ ‫المصادقة النهائية ‪ ،‬مع انتصار المؤسسة التشريعية لرأي وتوصيات المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ .‬كما أبدت الفعاليات الحاضرة استعدادها االنخراط في الحمالت‬ ‫التحسيسية للتعريف بهذا القانون ‪ .‬‬

‫إلى ذوي األريحية‪ :‬نداء من أجل‬ ‫نور العيون‬

‫يعاني المواطن الشــاب عيسى الدشيرى (‪26‬‬ ‫سنة) من ضعف في البصر‪ ،‬ويحتاج إلى إجراء عملية‬ ‫جراحية على مستوى القرنيتين‪ ،‬وذلك بمصحة‬ ‫العيون بالرباط‪.‬‬ ‫العملية تتطلب مبلغا مالياً‪ ،‬قدره ‪ 4‬ماليين‬ ‫سنتيم‪ ،‬وهو ماليس في مقــدور الشاب‪ ،‬النجــار‬ ‫المبتدئ الذي أصبح عاجزا عن العمل‪ ،‬حيث يوجه‬ ‫نداءه إلى المحسنين وذوي األريحية من أجل مدّ‬ ‫يد العون له‪ ،‬وملفه الطبي رهن إشارتهم‪ ،‬واهلل ال‬ ‫يضيع أجرهم‪.‬‬

‫لالتصال‪0690957769 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬حي البرواقة الزنقة ‪ 52‬الرقم ‪ 4‬بنديبان طنجة‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪288‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 816‬ـ الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫تاريخ كرة السلة‬

‫ال‬

‫نعرف سبب تحيز اإلعالم المركزي للفرق البيضاوية رغم أن ما تابعناهم من‬ ‫أحداث جماهير الوداد واعتدائها على حرمة األمن‪ ،‬من خالل إشباع بعض رجال‬ ‫األمن (هراوة) في المدرجات وكأننا نعيش في غابة‪ ،‬وإلحاق الضرر المادي والمعنوي‬ ‫بضحايا من خارج الملعب‪ ،‬ويأتي هذا اإلعالم في األخير ليحول الوداد إلى ضحية‪ .‬لكنه‬ ‫بلع (الريق) عن األحكام الجائرة التي ألحقت باتحاد طنجة بإغالق ملعبه لنفس المدة‬ ‫فقط ألن فئة قليلة جدا رمت بقنينة بالستيكية على الحكم (الدولي ياحسرة) بوشعيب‬ ‫لحرش على استفزازاته وأخطاءه التي ظلمت اتحاد طنجة في مباراة الديربي أمام‬ ‫المغرب التطواني كما تابع ذلك العالم باسره‪ .‬وفي األخير لم تصدر اية مبادرة تأديبية‬ ‫في حق هذا الحكم‪ ،‬وأنزلت أشد العقوبات على الفريق الطنجاوي‪ .‬وكما قلنا لم تخرج‬ ‫الصحافة المركزية لتقول أن هذه العقوبة قاسية‪ .‬لالسف وأقولها بصراحة‪ .‬أن العقوبة‬ ‫الصادرة في حق جمهور الوداد قليلة على شرارة األحداث التي تبث عبر بعض المواقع‬ ‫اإلليكترونية وبعض صفحات التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رفيق عبد الصمد‪..‬‬ ‫هداف احتاد طنجة والبطولة‬ ‫• ما هو تقيمك لنتائج اتحاد طنجة لهذا الموسم‪،‬‬ ‫وأين تكمن قوة الفريق؟‬ ‫• • نتائج تبقى إيجابية‪ ،‬كنا نطمح لألكثر‪ ،‬نظرا لألداء الذي‬

‫نقدمه والطريقة التي نشتغل عليها مع المدرب السيد عبد‬ ‫الحق بنشيخة‪ ،‬أهدرنا عديد من النقط‪ ،‬سنحاول استدراكها في‬ ‫المباريات المقبلة‪ .‬حتى دعم المكتب المسير والجمهور ساهم‬ ‫في هذه النتائج الجيدة التي حصل عليها الفريق إلى حدود‬ ‫اليوم‪ .‬وأتنبأ خيرا بمستقبل اتحاد طنجة‪ .‬وقوة الفريق تكمن في‬ ‫مجموعته طبعا‪ ،‬ليس هناك العب متميز على آخر أو العب بإمكانه‬ ‫لوحده التأثير في الفريق على مستوى النتائج‪ ،‬حتى الالعبون‬ ‫االحتياطيون لهم دورهم في الفريق‪ ،‬بعضهم ساهم في بعض‬ ‫النتائج اإليجابية التي حققناها‪ .‬هناك تالحم‪ ،‬طريقة عمل جميع‬ ‫المكونات بما فيها الجمهور الرائع الذي نتمنى منه االستمرار في‬ ‫المساندة‪.‬‬

‫• حاليا تقود قائمة هدافي البطولة‪ ،‬هل ترى في‬ ‫نفسك القدرة على مواصلة المنافسة حتى آخر البطولة‪.‬‬ ‫وما سر تنقلك بين العديد من األندية؟‬ ‫• • بالنسبة لقيادة قائمة الهدافين ال تعني لي شيئا كبيرا‪.‬‬

‫رفيق عبد الصمد‬

‫انطلقت لعبة كرة السلة من‬ ‫الواليات المتحدة االمريكية في‬ ‫العام ‪ 1891‬ميالديـــة ‪ ،‬بعــد‬ ‫أن ابتكــرهـــا جيمس نايسميث‬ ‫مدرس التربية البدنية في كلية‬ ‫سبرنجفيلد بوالية ماساشوسيتس‬ ‫اإلمريكية‪،‬بطلب من لوثر جوليك‬ ‫رئيس قسم التربية البدنية في‬ ‫الكلية الذي طلــب منه ابتكـــار‬ ‫لعبه جماعية يمكن ممارستها‬ ‫داخل المبنى خالل فصل الشتاء‪.‬‬ ‫قـرر نايسميــــث أن يستخـــدم‬ ‫في لعبتــه الجديدة كرة كتلك‬ ‫المستخدمة في كرة القدم النها‬ ‫كرة كبيرة الحجم يكفي المساكها‬ ‫بسهولــه‪ ،‬ثم طلـــب من مديــر‬ ‫المبنى صندوقين الستخدامهما‬ ‫كهدفين‪،‬ولعدم توافر صناديق‬ ‫حينها زوده مدير المبنى بسلتين‬ ‫استخدمتا لحمل الخوخ‪ .‬وعلق السلتين في سياج شرفة صالة االلعاب الرياضية‬ ‫الذي يصل ارتفاعه الى ‪ 3‬متر فوق االرض ‪،‬وجرت أول مباراة بين الطالب في‬ ‫درس التربية البدنية الذي يدرسه نايسميث‪،‬وبعد المبارة بدأ يفكر بوضع‬ ‫مسودة لقواعد اللعبة التي استواحاها من المباراة التجريبية االولى وتم نشر‬ ‫تلك القوانين في العام ‪1892‬ميالدية‪ .‬وانتشرت رياضة كرة السلة وسرعان ما‬ ‫بدأت فرق الجمعيات والمدارس الثانوية والكليات والفرق االحترافية في ارجاء‬ ‫الواليات المتحدة االمريكية تمارس لعبة كرة السلة حتى باتت رياضة شعبية‬ ‫تجتذب طيفاً واسعاً من المتابعين رجاال ونساءاً‪،‬حتى العام ‪ 1976‬الذي شهد‬ ‫مشاركة نسائية في الدورات االولمبية‪ .‬وشهدت عشرينيات القرن العشرين‬ ‫انتقال اللعبة الى بريطانيا ومنها الى ايرلندا واسكتلندا وويلز وانشئت فيها‬ ‫‪ 4‬جمعيات محلية حتى العام ‪ 1972‬الذي شهد انطالق الرابطة الوطنية لكرة‬ ‫السلة في المملكة المتحدة‪ ،‬وبحلول عام ‪1989‬م كان هناك ‪ 61‬فري ًقا يدخلون‬ ‫المنافسات‪ .‬توالى إنتشار لعبة كرة السلة لتصل الى الوطن العربي وتصبح‬ ‫هي اللعبة الثانية األكثر شعبية بعد كرة القدم ‪،‬ويسجل للعرب تاريخ طويل‬ ‫امتد من العام ‪ 1925‬الذي شهد تأسيس اول إتحاد محلي لها في جمهورية‬ ‫مصر العربية تلتها العراق في العام ‪ ،1948‬ثم المملكة العربية السعودية في‬ ‫العام ‪ ،1963‬ثم أخذت في اإلنتشار عربيا الى ان تم إنشاء اإلتحاد العربي لكرة‬ ‫السلة في العام ‪ .1974‬وأولمبياً كانت مشاركة مصر هي االولى عندما شاركت‬ ‫في الدورة األولمبية الحادية عشر المقامة في برلين العام ‪ ،1936‬ولعبت مصر‬ ‫في هذه الدورة أربع مباريات فازت في واحدة منها‪ ،‬كما شاركت العراق إضافة‬ ‫إلى مصر في الدورة األوليمبية الرابعة عشرة التي أقيمت في لندن بإنجلترا‬ ‫عام ‪ ،1948‬وفازت مصر خالل هذه الدورة في مباراتين صعدت على إثرهما إلى‬ ‫األدوار التمهيدية حيث فازت فيها بمباراة واحدة‪ .‬وهناك بطوالت خاصة بلعبة‬ ‫كرة السلة تنظم على مستوى الدول العربية مثل البطولة العربية لألندية‬ ‫األبطال‪ ،‬وبعضها ينظم على مستوى بعض الدول العربية مثل بطولة األندية‬ ‫أبطال الدوري في دول الخليج العربي‪.‬‬

‫كلمة العدد‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫سبق لي أن كنت في مواسم سابقة متصدرا لقائمة الهدافين‪،‬‬ ‫لكن ما يهمني حاليا أن أقدم اإلضافة للمجموعة‪ ،‬حين أسجل‬ ‫أكون سعيدا وفي حالة الفوز أكون أسعد ويكفي أن أمنح تمريرة‬ ‫تعطي الهدف‪ ،‬فهذا إنجاز في حد ذاته بالنسبة لي كالعب‪.‬‬ ‫وبالنسبة لتنقلي بين العديد من األندية‪ ،‬السبب يبقى في ظروف‬ ‫مزاولة اللعبة‪ ،‬أنا من طينة الالعبين الذين تعشقون ممارسة‬ ‫اللعبة ويسكنني طموح كبير في االستفادة والتنوع‪ .‬كلما انتهى‬ ‫ارتباطي بفريق أبحث عن فريق آخر بطموحات أخرى‪ .‬حاليا‬ ‫ألعب التحاد طنجة‪ ،‬وجدت الفريق له مشروع‪ ،‬اخترته القتناعي‬ ‫بمشروعه‪.‬‬

‫• ما هو تعليقك على مردود أندية الوداد ‪ ،‬اسفي‪،‬‬ ‫اخريبكة والمغرب التطواني التي حملت قميصهــا‪ ،‬وفي‬ ‫ماذا تفكر بعد االعتزال؟‬ ‫• • الوداد البيضاوي فريق قوي وأقوى مرشح إلحراز لقب هذا‬ ‫الموسم‪ ،‬أولمبيك أسفي فريق لعبت له ثالثة مواسم‪ ،‬أعتقد أنه‬ ‫خالل هذا الموسم سيكون بعيدا عن المنطقة المكهربة المؤدية‬ ‫للنزول‪ ،‬وأتمنى أن يكون في المستقبل من الفرق التي تنافس‬ ‫على األلقاب‪ .‬أولبيك اخريبكة هو الفريق األم‪ ،‬أتمنى له كل الخير‪،‬‬ ‫بالمناسبة أهنئه على إحرازه كاس العرش‪ .‬المغرب التطواني‬ ‫قضيت مع موسما ناجحا‪ ،‬أتمنى له حظ سعيد في منافسات‬ ‫البطولة‪ ،‬سيما بعد خروجه من أزمة النتائج‪ .‬بالنسبة لالعتزال‬ ‫فهو مرتبط بالعطاء‪ .‬حين أرى بدني ال يتجاوب معي في القدرة‬ ‫على ممارسة اللعبة سأعلن االعتزال‪ .‬حاليا عمري ال يتجاوز ‪33‬‬ ‫سنة‪ ،‬أمامي فترة أخرى لمواصلة اللعب‪ .‬أما الوجهة فقد نصحني‬ ‫مجموعة من المدربين بولوج مجال التكوين في التدريب ألكون‬ ‫مدربا في المستقبل‪ ،‬ربما رأوا في اشياء مرتبطة بالمجال‪ ،‬أنا حاليا‬ ‫ال زلت أفكر في اللعب‪.‬‬

‫باريس سان جيرمان يبدأ مفاوضاته‬ ‫مع غوارديوال‬

‫في مفاجأة كبيرة بدأ نادي باريس سان جيرمان‬ ‫الفرنسي الفرنسي لكرة القدم‪ ،‬مفاوضاته في التعاقد‬ ‫مع اإلسباني جوسيب غوارديوال‪ ،‬مدرب بايرن ميونيخ‬ ‫االلماني‪ ،‬لتدريب فريق العاصمة الفرنسية الموسم‬ ‫المقبل خلفا للفرنسي لوران بالن‪ ،‬مدرب الفريق الحالي‪.‬‬ ‫وأكدت صحيفة «سبورت» اإلسبانية‪ ،‬أن رجل األعمال‬ ‫القطري ناصر الخليفي‪ ،‬رئيس نادي باريس سان جيرمان‪،‬‬ ‫اتصل بالسيد جوسيب ماريا أروبيتج ‪ ،‬مدير اعمال المدرب‬ ‫اإلسباني بواتينج‪ ،‬للتواصل مع مدرب برشلونة السابق‬ ‫وبايرن ميونيخ الحالي والوصول القرب حل يحول وجهة‬ ‫غوارديوال من االنتقال لمانشستر سيتي اإلنجليزي إلى‬ ‫العاصمة الفرنسية باريس‪ .‬وكان بايرن ميونيخ األلماني‬ ‫قد حسم التعاقد مع اإليطالي كارلو أنشيلوتي‪ ،‬مدرب‬ ‫ريال مدريد اإلسباني وباريس سان جيرمان السابق‬ ‫لتولى تدريب الفريق البافاري الموسم المقبل خلفا‬ ‫لغوارديوال بعد ‪ 3‬مواسم قضاها في ألمانيا‪ .‬وتشير أغلب‬ ‫وسائل اإلعالم إلى أن مانشستر سيتي يرصد التعاقد مع‬ ‫غوارديوال لخالفة التشيلي بيلجريني‪ ،‬مدرب الفريق الحالي‪ ،‬مقابل مبلغ قياسي‪ ،‬في المقابل يفكر غوارديوال في عرض آخر من‬ ‫مانشستر يونايتد ومع بدأ المفاوضات بين غوارديوال والخليفي قد تتحول وجهة المدرب اإلسباني من إنجلترا إلى فرنسا‪.‬‬


‫العدد ‪817‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫وداد طنجة يشكو الحكم الدريوش للجامعة‬

‫وجه وداد طنجة لكرة القدم‪ ،‬أحد أندية القسم الثاني‬ ‫للهواة شكاية إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم ضد الحكم محمد الدريوش و مساعده األول جمال‬ ‫الميموني على خلفية انحيازهما لفريق رجاء بنسودة خالل‬ ‫مباراة جمعتهما لحساب الدورة الثانية عشر من بطولة القسم‬ ‫الثاني هواة بملعب السعديين بمدينة فاس‪ .‬واستنادا إلى‬ ‫شكاية الفريق الطنجاوي توصل «الصباح الرياضي» بنسخة‬ ‫منها فإن الحكم ساهم في فوز اصحاب األرض بقرارات جائرة‬ ‫و متعمدة بتغاضيه عن إعالن ضربتي جزاء واضحتين لفريق‬ ‫وداد طنجة‪ ،‬و طرد مدافعه األوسط و إغراق العبيه ببطائق‬

‫الصفراء بكيفية غريبة و مستفزة‪ .‬ولم يسلم الطاقم التقني‬ ‫للفريق بدوره من هذه القرارات بطرد مدربه سعيد الزكري‬ ‫بشكل ظالم‪ .‬ما اعتبره مكتب وداد طنجة نية مبيتة لطاقم‬ ‫التحكيم‪ .‬مستفسرا عن أسباب استمرار التضييق على الفريق‬ ‫من طرف التحكيم‪ ،‬سيما في مباريات مدينة فاس بالتحديد‪.‬‬ ‫داعيا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و العصبة الوطنية‬ ‫لكرة القدم هواة و اللجنة المركزية للتحكيم إلى تحمل‬ ‫المسؤولية الكاملة للحفاظ على نزاهة المقابالت وإعطاء كل‬ ‫ذي حقا حقه‪ ،‬و الضرب بيد من حديد على كل من يثبت سوء‬ ‫النية في قيادة المباريات‪.‬‬

‫مجموعة من األطر تستفيد من دورة‬ ‫تكوينية لنيل دبلوم دال بطنجة‬

‫‪ 45‬ألف متفرج رسموا لوحـــة‬ ‫جميلة في قمة اتحاد طنجة والفتح‬

‫ألحق الفتح ثاني هزيمة باتحاد طنجة هذا‬ ‫الموسم بعقر الدار‪ .‬وأكدت جماهير اتحاد‬ ‫طنجة حبها للفريق بضخها مبلغا ماليا يناهز‬ ‫مليوني درهم في صندوق الفريق تركه ‪45‬‬ ‫ألف متفرج تابع قمة الدورة ‪ 12‬بين اتحاد‬ ‫طنجة والفتح الرباطي‪ .‬ورغم انهزام أصحاب‬ ‫األرض‪ ،‬والفوضى التي عرفتها المباراة على‬ ‫مستوى التنظيم‪ ،‬من خالل تسلل مجموعة‬ ‫من مقتني تذاكر ‪ 60‬درهم الخاصة بالمنصة‬ ‫الجانبية إلى المنصة العليا‪ .‬ما تسبب في عدم‬ ‫تمكن عدد كبير من الجماهير‪ ،‬سيما المتوفرة‬ ‫على تذاكر المنصة العليا من فئة ‪ 200‬درهم‪،‬‬ ‫من دخول الملعب‪ .‬فإن نهاية المباراة مرت‬ ‫بأمان ولم يحدث أي انفالت سواء داخل أو‬ ‫خارج الملعب في أول مباراة عاد فيها جمهور‬ ‫اتحاد طنجة إلى مدرجات الملعب الكبير بطنجة‬ ‫بعد غياب لثالث مباريات محلية بسبب عقوبة‬ ‫اإليقاف‪ .‬وتمكن الفتح الرياضي من حسم‬ ‫نتيجة ثاني أقوى مباريات الدورة بعد ديربي‬ ‫البيضاء‪ ،‬بالفوز بهدف أحرزه مراد باتنة في‬ ‫الدقيقة ‪ 56‬من المباراة‪.‬‬

‫شارك ‪ 41‬متدرب يمثلون مجموعة من أندية الشمال‬ ‫بمختلف أقسامها‪ ،‬ضمنهم العبون سابقون بفريقي المغرب‬ ‫التطواني و اتحاد طنجـــة وأندية وطنية بقسم النخبة‪ ،‬في‬ ‫الدورة التكوينية للمدربين لنيل دبلوم التدريب درجة دال‪.‬‬ ‫وأشرف حسن لوداري‪ ،‬عضو اإلدارة التقنية الوطنية‪،‬‬ ‫مستشار تقني لمنطقة الشمال‪ .‬ومحمد بنطالب‪ ،‬المدير‬ ‫التقني الجهوي لعصبة الشمـال‪ ،‬و عمر الرايس الفني‪،‬‬ ‫المستشار التقني الجهوي‪ ‬لعصبة الشمـال لدى االدارة‬ ‫التقنية الوطنية على هذه الدورة التكوينية التي نظمت‬

‫بمركز االستقبال حسنونة طنجة في إطار البرنامج المسطر‬ ‫من طرف اللجنة الجهوية التقنية لعصبة الشمال لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬تحت إشراف اإلدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية‬ ‫المغربية‪ .‬وعرفت بمشاركة ثالثة مدربين من غنيا كوناكري‪،‬‬ ‫الكوت ديفوار والجزائر‪ .‬وتضمن البرنامج العام للتكوين‬ ‫حصصا نظرية عامة احتضنتها القاعة الكبرى لنيابة وزارة‬ ‫الشبيبة والرياضة بطنجة‪ ،‬وعروضا حول قانون لعبة كرة‬ ‫القدم واإلسعافات األولية واكبتها حصص تطبيقية بملعب‬ ‫مرشان بطنجة‪.‬‬

‫الجامعة المغربية قد تجبر المغرب التطواني‬ ‫على دفع مستحقات كاتيبي‬

‫فوزي عبد الغني ضمن قائمة‬ ‫خمسة العبين مغادرين التحاد‬ ‫طنجة‬ ‫كشف عبد الحق بنشيخة‪ ،‬مدرب اتحاد‬ ‫طنجة لركة القدم عن الئحة الالعبين‬ ‫المغادرين للفريق‪ ،‬وفسح المجال أمامهم‬ ‫الستغالل افتتاح مرحلة اإلنتقاالت الشتوية‪،‬‬ ‫وهم خالد الصروخ‪ ،‬بدر الدين الناصيري‪،‬‬ ‫اللذان حققا الصعود مع الفريق إلى القسم‬ ‫األول‪ ،‬و أحمد الرحماني و فوزي عبد الغني‬ ‫اللذان انتدبهما الفريق خالل بداية الموسم‬ ‫الحالي وشاركا في دقائق محدودة هذا الموسم‬ ‫مع الفريق‪ .‬و الصيربي زوران بالزونيش الذي‬ ‫سيعوضه اإلفواري العائد هيربي‪ .‬واستنادا إلى‬ ‫مصادر مقربة من الفريق‪ ،‬فإن الصربي زوران‬ ‫مرشح لحمل قميص شباب الريف الحسيمي‬ ‫على سبيل اإلعارة‪ .‬ومن المنتظر أن يعقد‬ ‫المكتب المسير للفريق ندوة صحفية ثامن‬ ‫يناير المقبل لتقديم حصيلة مرحلة الذهاب‬ ‫من البطولة االحترافية‪ ،‬وأمور أخرى متعلقة‬ ‫باستراتيجية وأهداف الفريق ووضعيته المالية‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫رئيس التطواني يتهم وكيل‬ ‫اعمال كاتيبي بفبركة قصة القتل‬

‫اتحاد طنجـــة يواجــه الرجـــاء‬ ‫ببرشلونة في يناير‬ ‫أكد مصدر مسؤول باتحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬أن فريقه توصل بدعوة من إدارة‬ ‫الرجاء إلجراء مباراة ودية بين الفريقان بمدينة‬ ‫برشلونة اإلسبانية في أواخر يناير المقبل‪،‬‬ ‫تزامنا مع فترة توقف البطولة االحترافية‪.‬‬ ‫واستنادا للمصدر ذاته‪ ،‬فإن إدارة اتحاد طنجة‬ ‫أبدت موافقة مبدئية على طلب الرجاويين‬ ‫في انتظار الحسم خالل لقاء مرتقب بين إدارة‬ ‫الفريقان خالل األسبوع الجاري بمدينة الدار‬ ‫البيضاء في أفق تنظيم ندوة صحفية لتقديم‬ ‫مزيد من التوضيحات بشأن المباراة‪ .‬وفي‬ ‫موضوع آخر‪ ،‬قررت إدارة اتحاد طنجة تنحية‬ ‫المسؤول السابق عن اإلعالم بالفريق بسبب‬ ‫اصطداماته المتكررة مع اإلعالميين بمدينة‬ ‫طنجة‪ .‬وعبر مجموعة من الزمالء عن ارتياحهم‬ ‫للقرار‪ ،‬سيما بعد اختيار إعالمي هذه المرة‬ ‫ليتحمل مسؤولية اإلعالم بالفريق‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫اتهم عبد المالك أبرون رئيس نادي‬ ‫المغرب التطواني كريم بلق وكيل أعمال‬ ‫الالعبين بالمغرب بفبركة سيناريو اإلتهامات‬ ‫التي أطلقها الالعب الزامبي هارون كاتيبي‬ ‫حول تعرضه لتهديدات بالقتل والتصفية‬ ‫الجسدية رفقة زوجته ما لم يبادر لفسخ عقده‬ ‫مع الفريق والرحيل عن صفوفه‪ .‬ورفع أبرون‬ ‫دعوى قضائية ضد كريم بلق متهما إياه‬ ‫بالتشويش على النادي واإلساءة لصورته‬ ‫واإلضرار بسمعة الفريق‪ ،‬مطالبا بإقامة‬ ‫الدليل على اإلتهامات بالقتل التي ادعاها‬ ‫الالعب‪ .‬وأكد أبرون ‪ ‬أن عقد الالعب تم فسخه‬ ‫بالتراضي وبطريقة ودية بعدما استلم الالعب‬ ‫كافة مستحقاته‪ ،‬في وقت رد وكيل أعمال‬ ‫الالعب بدعوى قضائية مضادة‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫كاتيبي لم يتوصل سوى ب ‪ 30‬ألف درهم من‬ ‫أصل ‪ 260‬مليون التي يتضمنها عقده وأن ما‬ ‫يروج له رئيس الفريق التطواني مجرد أكاذيب‬ ‫لتضليل الرأي العام المغربي‪ .‬ويعتبر ملف‬ ‫كاتيبي نقطة في بحر خالفات قوية بين رئيس‬ ‫المغرب التطواني ووكيل اعماله‪ ،‬إذ عاش‬ ‫الطرفان صراعات قوة في الفترة السابقة‪،‬‬ ‫بعدما اتهم ابرون كريم بلق قبل ‪ 4‬سنوات‬ ‫بتحريض ‪ 14‬العبا لإلضراب ضده للمساهمة‬ ‫في هبوط فريقه للدوري الثاني واختالف‬ ‫الطرفين على قيمة صفقة انتقال الالعب‬ ‫بوشعيب لمباركي للعب بغرونوبل الفرنسي‪.‬‬ ‫ويرجح أن يدخل اتحاد الكرة المغربي على خط‬ ‫هذه القضية للفصل فيها‪.‬‬

‫خضروف يعود بعد شهر من‬ ‫الغياب‬

‫عاد الالعب عبد العظيم خضروف إلى‬ ‫صفوف نادي المغرب التطواني بعد شهر‬ ‫من الغياب نتيجة إلصابة ألمت به وفرضت‬ ‫عليه الخضوع لفحوصات دقيقة من طرف‬ ‫طبيب المنتخب المغربي‪ ،‬والذي ألزمه بالراحة‬ ‫طيلة الفترة السابقة‪ .‬وظهر خضروف رفقة‬ ‫التطواني أمام أوليمبيك خريبكة خالل الجولة‬ ‫‪ 12‬من الدوري اإلحترافي‪ ،‬وهي المباراة التي‬ ‫أجراها بعيدا عن ملعب خريبكة الذي يخضع‬ ‫إلصالحات ودارت بملعب برشيد وآلت نتيجتها‬ ‫لصالح الفريق التطواني بهدف لصفر‪ .‬ويعتبر‬ ‫خضروف أفضل العبي التطواني بالوقت‬ ‫الحالي‪ ،‬وتم اختياره ضمن أفضل ‪ 10‬العبين‬ ‫محليين بالقارة السمراء للعام الحالي‪.‬‬

‫أمل المـــاط يهـزم الدفــاع‬ ‫الحسني الجديدي‬

‫توصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بمراسلة‬ ‫من نظيرتها الزامبية تدعوها من خاللها األخير إلى التدخل‬ ‫وإنصاف العب المنتخب الزامبي هارون كاتيبي وإرغام ناديه‬ ‫السابق المغرب التطواني على أداء مستحقاته المالية كاملة‪.‬‬ ‫وتفجر الخالف بين الالعب الزامبي كاتيبي ورئيس المغرب‬ ‫التطواني بعد تبادل اإلتهامات بين الطرفين‪ ،‬كان أقواها أداء‬ ‫الالعب بتصريحات مثيرة أكد من خاللها أن تعرض لتهديدات‬

‫بالقتل من طرف رئيس التطواني ما لم يبادر لفسخ عقده مع‬ ‫الفريق بالتراضي‪ .‬وتطور الخالف ليصل القضاء المغربي بعدما‬ ‫رفع وكيل أعمال الالعب دعوى قضائية ضد رئيس الفريق‬ ‫التطواني رد عليها األخير بشكوى مماثلة‪ .‬وطالب اإلتحاد‬ ‫الزامبي نظيره المغربي بالضغط على المغرب التطواني ألداء‬ ‫مستحقات الالعب أو اللجوء للفيفا التباع مسطرة المتابعة‬ ‫القانونية بحق الفريق المغربي‪.‬‬

‫واصل أمل فريق المغرب التطواني‪،‬‬ ‫سلسلة انتصاراته بالبطولة الوطنية لألمل‪،‬‬ ‫بتحقيقه للفوز الثامن ببطولة هذا الموسم‪،‬‬ ‫وجاء هاته المرة على حساب أمل الدفاع‬ ‫الحسني الجديدي في المباراة التي جمعتهما‬ ‫صباح السبت بملعب المالليين لحساب الجولة‬ ‫‪ 13‬من البطولة الوطنية بهدف دون رد‪ ،‬وقعه‬ ‫الالعب أيوب لكحل في الدقيقة التسعين‬ ‫عن طريق ضربة جزاء‪ .‬أمل فريق المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬لم يمنعه النقص العددي بعد‬ ‫طرد المدافع سفيان يخلف في الدقيقة ‪،80‬‬ ‫من تحقيق فوزه الثامن هذا الموسم‪ ،‬ليرتقي‬ ‫بذلك إلى صدارة الترتيب مؤقتا‪.‬‬


‫العدد ‪817‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬دي�سمرب ‪� 2015‬إلى ‪ 04‬يناير ‪2016‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫زُوجْ فرنك!‬ ‫انضم رشيد الطالبي العلمي عمدة تطوان السابق‪ ‬إلى مدير ديوان الوزير‬ ‫بنعبد اهلل‪ ،‬كريم التاج وإلى البرلماني البيجيدي محمد خيي‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫مقاطعة بني مكادة‪ ،‬في الدفاع عن الوزيرة شرفات أفيالل‪ ،‬ومواجهة منتقدي‬ ‫تصريحاتها المثيرة والمستفزة‪ ،‬بشأن «تقاعد البرلمانيين‪ ‬والوزراء»‪.. ! ‬‬ ‫رشيد الطالبي العلمي‪ ‬الذي أخفق في إقناع التطوانيين‪ ‬بتجديد الثقة في‬ ‫«شخصه» ‪ ‬لوالية ثانية على رأس بلدية هده المدينة ‪ ،‬وفضلوا عليه بيجيديا‬ ‫«فوراسطيروا» ‪ ‬انتدبوه ‪ ‬لتلك الغاية‪ ،‬استغل جلسة عامة لمجلس النواب‪ ‬لكي‬ ‫يعلن تضامنه مع «السيدة الوزيرة» ‪،‬بصفة مباشرة و «رسمية»‪.‬‬ ‫تضامن «الشخصية الثالثة» في هرم الدولة‪ ،‬مع شرفات أفيالل‪ ،‬جاء على‬ ‫إثر تصريحات ‪« ‬السيدة الوزيرة» حول ‪ ‬معاشات النواب والوزراء‪ ،‬التي وصفتها بـ‬ ‫«معاشات زوج فرنك»‪.... ! ‬‬ ‫وكان طبيعيا أن تثير تلك التصريحات جذال واسعا على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬خاصة والوزيرة «التقدمية االشتراكية» اعتبرت في تصريحاتها‬ ‫لألولى‪ ،‬أن النقاش في موضوع تلك المعاشات نقاش شعبوي‪ ،‬والحال أنه نقاش‬ ‫«شعبي» ‪ ‬وأن قرار تقاعد النواب على حساب جيوب المغاربة‪ ،‬قرار مرفوض من‬ ‫أصله‪.‬‬ ‫وانضم أيضا إلى «القافلة» ‪ ‬الثالثية‪ ،‬المناصرة ‪ ‬لشرفات أفيالل‪ ،‬كريم التاج‪،‬‬ ‫مدير ديوان الوزير بن عبد اهلل‪ ،‬الذي وصف المحتجين على تصريحات وزيرة «زوج‬ ‫فرنك»‪ ،‬بــ «المتكالبين» و «الجهلة» و»الشعبويين»‪ .‬وجاء في تدوينة كريم‬ ‫التاج على حسابه الفيسبوكي‪« ،‬كما هي العادة في مثل هذه الحاالت (ربما يعني‬ ‫حاالت زلة‪ ‬لسان ‪ ‬بعض الوزراء‪.....)! ‬تتكالب الجهلة وأنصار الشعبوية وجيش‬ ‫الكتروني يوحى إليه فينخرط عن غير وعي في صراخ ينضج حقدا وعدمية وإرهابا‬ ‫فكريا‪ ‬ال مكان فيه للنقاش الحر والحق في االختالف»‪.‬‬ ‫التاج الذي يحتاج إلى تصحيح بعض معلوماته اللغوية‪ ،‬وجه ‪ ‬أيضا سهامه‬ ‫لمنتقدي الوزيرة من داخل حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬وكتب في ذلك أنه يوجد‬ ‫«نقص كبير في التكوين أبانت عنه هذه «الواقعة»‪ ،‬في وسط مناضلي الحزب‬ ‫من الشباب»‪.....!!! ‬‬ ‫هذه الواقعة‪ ،‬تصدى لها أيضا‪ ،‬منتخب بيجيدي من طنجة‪،‬‬ ‫محمد خيي‪ ،‬البرلماني ورئيس مقاطعة بني مكادة انضم إلى جوقة‬ ‫المدافعين عن الوزيرة وقال بخصوص الضجة التي أثارتها حكايتها مع «زوج‬ ‫فرنك»‪ ،‬إنه ال يجد «أي مبرر «أخالقي» لهذا القدر من الهجوم‪ ‬واستهداف‬ ‫الوزيرة»‪ ،‬معتبرا أن مصطلح «زوج فرنك» ال‪ ‬يصمد «مسوغا لكل هذا القدر من‬ ‫التهكموالتسفيه»‪.‬‬ ‫مواقع إليكترونية ردت على الرئيس البرلماني «العداالتي» بما معناه أن‬ ‫العديد من المواطنين بطنجة «استهجنوا دفاعه عن وزيرة زوج فرنك» ووصفه‬ ‫لالنتقادات الموجهة للوزيرة بـ « التهكم والتسفيه»‪ ،‬معتبرين دفاعه عن الوزيرة‬ ‫إنما هو دفاع عن «التقاعد المريح» الذي‪ ‬يتشبث به جل البرلمانيين» والذي‬ ‫ارتفعت أصوات في جل المدن وانطلقت عرائض شعبية‪ ،‬هنا وهناك‪ ،‬مطالبة‬ ‫بإسقاطة ‪ ،‬خاصة والصندوق المغربي للتقاعد الذي يدبر تقاعد البرلمانيين‬ ‫راسل مؤخرا مجلس ‪ ‬النواب‪ ‬مطالبا بالبحث عن حل لتفادي توقف أداء المعاشات‬ ‫للبرلمانيين المتقاعدين ‪ ‬ومقترحا الرفع من مساهمة البرلمانيين والدولة نظرا‬ ‫لوجود «اختالالت» كبيرة بين الموارد والمصارف‪ ،‬خاصة واالنتخابات التشريعية‬ ‫على األبواب ‪ ‬وعدد ‪« ‬المقعدين» ‪ ‬في تزايد ‪ .‬والحمد هلل‪.. ‬الذي ال يحمد على‬ ‫مكروه سواه ‪.....! ‬‬ ‫وأمام صيحات الغضب و االستنكار ‪ ،‬وما راج في المواقع والمحافل واألندية‬ ‫من تعليقات ساخرة حول حكاية «زوج فرنك» ‪ ،‬وما‪ ‬انتجه المستملحون ‪ ‬في‬ ‫الموضوع‪ ،‬من حكايات ‪ ‬ونكاث حول زوج فرنك‪ ،‬انتهت الوزيرة إلى الرد في لوحتها‬ ‫االليكترونية‪ ،‬بأن أعلنت «اعتذارها» عما صدر منها من قول ‪ ،‬قالت إنه «أخرج‪ ‬‬ ‫عن ‪ ‬سياقه» (وهي نفس الحجة التي يتمسك بها الوزراء ‪ ‬والمسؤولون الكبار‬ ‫حين ‪ ‬تزيغ ألسنتهم ويقعون في المحظور)‪! ‬‬ ‫ومع ذلك أصرت الوزيرة على أن النقاش «شعبوي» وتداركت‪ ‬فصرحت‬ ‫بأنها «ترحب باالنتقادات» على الرغم من أن بعضها وصل حد السب والتجريح‬ ‫في حين أن المغرب بلد ديمقراطي اختار البناء المؤسساتي وهو ما يقتضي‬ ‫احترام من تختارهم إرادة الشعب لتمثيله في المؤسسات المنتخبة وعلى رأسها‬ ‫البرلمان‪ ....‬وتذهب الوزيرة التطاونية إلى أبعد من ذلك‪ ،‬فتعطينا درسا في‬ ‫الديمقراطية ‪ ‬حتى نعلم أن البرلمانيين هم نواب األمة‪ ،‬منوطة بهم مهام‪ ‬‬ ‫«المساهمة في بناء الوطن والدفاع عن قضايا الشعب» وأن «أي تبخيس لدور‬ ‫البرلمانيين هو مس بالمؤسسات ومس بالديمقراطية»‪ .‬اهلل‪ ،‬اهلل‪...!!! ‬‬ ‫األمور أصبحت واضحة اآلن بالنسبة للشعب في ما يخص مهام البرلمانيين‬ ‫ودورهم ‪ ،‬وأنهم يتقاضون معاشاتهم حالال طيبا‪ ،‬بناء على اشتراكاتهم في‬ ‫الصندوق المعلوم‪....‬ونسيت الوزيرة أن تذكر لنا اننا نحن الشعب ندفع فوق ما‬ ‫يدفعه البرلمانيون‪ ،‬بدون وجه حق‪ ،‬ألنهم ليسوا موظفين مع اإلدارة المغربيةـ‬ ‫بل منتدبين تطوعا‪ ،‬لالستفادة من امتيازات واسعة ‪ ‬مادية ومعنوية‪ ،‬تخولها‬ ‫لهم صفة نائب أو مستشار بالبرلمان‪.‬‬ ‫‪ ‬شرفات أفيالل التي دافعت عن انتمائها إلى «فئة الطبقات االجتماعية»‪)!( ‬‬ ‫وجهت‪ ،‬في ختام تدوينتها رسالة عموداعتذار للمغاربة‪ ،‬وكتبت أنه “إذا كانت أي‬ ‫عبارة استعملتها قد وجد فيها أي كان استفزازا لمشاعره‪ ،‬فأنا أسحبها وأعتذر‬ ‫عنها”‪.‬‬ ‫يذكر أن شرفات أفيالل قد أزعجت‪ ،‬بل استفزت المواطنين‪ ،‬في برنامج تلفزي‬ ‫حين أعلنت أن‪ ‬الحديث عن معاشات البرلمانيين والوزراء‪ ‬حديث شعبوي ‪ ‬وأن‬ ‫هذه المعاشات تساوي زوج فرنك‪! ‬‬ ‫ولو كانت الوزيرة الشمالية استعملت عبارة «زوج ريال» لما غضب منها‪ ‬‬ ‫أولئك الذين استهجنوا تصريحاتها لألولى‪....‬‬ ‫أما وقد اعتذرت‪ ،‬وألغت من معجمها «الوزيري» ‪ ‬الكلمتين الشقيتين «زوج‬ ‫فرنك»‪ ،‬فلم يبق لنا إال أن ‪ ‬نردد ‪ ‬الشعار الذي رفعه‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬رئيس الحكومة‬ ‫عبد اإلله بنكيران‪ ،‬في وجه الفساد والمفسدين ‪« :‬عفى اهلل عما سلف»‪.....!!! ‬‬

‫األخيرة‬

‫إلياس العماري في لقاء تواصلي بالحسيمة‬ ‫ي��واص��ل رئ��ي��س جهة طنجة‪ ،‬تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬لقاءاته التواصلية‬ ‫مع منتخبي ومسؤولي الجماعات التابعة للجهة‬ ‫ومع الهيئات والمنظمات األهلية‪ ،‬بهذه الجهة‪.‬‬ ‫وهكذا ترأس إلياس العماري يوم السبت‬ ‫الماض بالحسيمة‪ ،‬جلسة عمل حضرها رؤساء‬ ‫الجماعات المحلية ن��واب إقليـــم الحسيمة‬ ‫بالبرلمان وشخصيات أخرى‪.‬‬ ‫وفي كلمته بالمناسبة‪ ،‬قال رئيس الجهة‪،‬‬ ‫إن الغرض من ه��ذه اللقاءات هو االط�لاع‬ ‫على حاجيات السكان وانتظاراتهم في شتي‬ ‫مجاالت الحياة العامة ‪ ،‬حتى تتمكن الجهة من‬ ‫معالجة القضايا المطروحة بما يكفله القانون‬ ‫واإلمكانات المتوافرة‪ ،‬وفق أولويات متفق‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫وذك��ر رئيس الجهة بأن هذه اللقاءات‬ ‫ستتواصل مشيرا إلى أن جهة طنجة‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫الحسيمة رصدت في ميزانيتها مبالغ هامة‬ ‫لتنفيذ مشاريع اقتصادية واجتماعية بالحسيمة‪،‬‬ ‫تعكف اآلن‪ ،‬بتعاون مع الوالية‪ ،‬على إنجاز‬ ‫الدراسات الضرورية بشأنها وهي مرتبطة‬ ‫أساسا بالمخطط الجهوي للتنمية والمخطط‬ ‫الجهوي إلعداد التراب وتنمية هيئات المجتمع‬ ‫المدني والنقل كما ستهتم الدراسات بالمقالع‬ ‫والهجرة وزراعة نبتة الكيف وستعطى أهمية‬ ‫كبرى للجماعات القروية اعتبارا للخصاص‬ ‫الموجود في العالم القروي بوجه عام‪.‬‬

‫من جانبهم‪ ،‬قدم رؤساء الجماعات المحلية‬ ‫وممثلو الغرف المهنية العديد من المشاكل‬ ‫والقضايا التي تهم سكــان إقليم الحسيمة‬ ‫والمرتبطة بالبنيـــات التحتية والتجهيـــزات‬ ‫األساسية‪ ،‬خاصة ما اتصل بالماء والكهرباء‬ ‫والطرق والنقل وبمجاالت التعليم والصحة‬ ‫والسكن والشغل والفالحة والصيد البحري‬ ‫والسياحة وحل الخالفات الموجودة بين السكان‬

‫ومصالح المياه والغابات في غياب تحديد واضح‬ ‫للملكالغابوي‪.‬‬ ‫وقد أعرب رئيس الجهة ‪ ،‬في ختام هذا‬ ‫اللقاء‪ ،‬عن أهمية القضايا المطروحة‪ ،‬بالنسبة‬ ‫للمواطنين سكان الحسيمة واإلقليم‪ ،‬واعدا‬ ‫ببذل كل الجهود المطلوبة من أجل إيجاد‬ ‫الحلول المناسبة في حدود اإلمكان واعتبارا‬ ‫لمسطرة األولويات ‪.‬‬

‫“كتاب الذاكرة” لعبد القادر الشاوي … غوص في‬ ‫“كواليس اشتغال كاتب مبدع‪ ،‬هاجسه التاريخ‪،‬‬ ‫وهويته الكتابة”‬

‫ِ‬

‫عن دار النشر الفنك‪ ،‬صدر حديثا لعبد القادر الشاوي‬ ‫كتاب جديد بعنوان “كتاب الذاكرة – تأمالت فكرية ‪ ،“-‬وهو‬ ‫“إطاللة ممتعة على كواليس اشتغال كاتب مبدع‪ ،‬هاجسه‬ ‫التاريخ‪ ،‬وهويته الكتابة” حسب أحد النقاد األدبيين‪.‬‬ ‫ففي كلمة على الغالف األخير ل”كتاب الذاكرة”‪ ،‬يقول‬ ‫الناقد إبراهيم الخطيب إنه “يستبطن مسار عبد القادر‬ ‫الشاوي ككاتب طيلة أربعين عاما‪ .‬يتساءل حول كنه الكتابة‬ ‫لديه‪ ،‬ويفحص الكتب التي ألفها داخل السجن أو خارجه‪،‬‬ ‫ويتغلغل في سياقات تخلقها على أصعدة البحث والتحليل‬ ‫والصياغة‪ ،‬ويسترجع ظروف خروجها من السرية إلى علنية‬ ‫النشر‪ ،‬وكذا األصداء التي خلفتها والنقاشات التي واكبتها“‪.‬‬ ‫ويقول المؤلف “سيدرك قارئ هذا الكتاب إنني ألفت‬ ‫فيه‪ ،‬ولم أتقيد حصرا إال بما اختزنته أو اختزنته في ذاكرتي‪،‬‬ ‫بين وقائع وأحداث وتصورات ترتبط كلها بمجال الممارسة‬ ‫الذي تفرغت لها فترة طويلة من الزمن‪ ،‬أعني العمل الثقافي والكتابة” (ص ‪ ،)5‬مضيفا قوله “هذا الكتاب إذن قراءة أخرى لبعض‬ ‫تطورات الفكر وتحوالته داخل الزمن المغربي الممتد على ما يربو عن أربعة عقود من المواكبة والتحصيل واإلنتاج‪ ،‬وهو كذلك‬ ‫على غير منوال سابق في التأريخ لألفكار وذكر المواقف والصوغ الكتابي‪ ،‬ألنني بسطت فيه كيف كتبت وليس كيف تعلمت” (ص‬ ‫ص ‪ 7‬و‪.)8‬‬ ‫ويتضمن الكتاب ‪ ،‬الذي يقع في ‪ 190‬صفحة من القطع المتوسط ‪ ،‬عشرة فصول فضال عن مبحث على سبيل التقديم بعنوان‬ ‫“الوجود والمعايشة”‪ ،‬وآخر على سبيل الختم بعنوان “المصادفة والكتابة“‪.‬‬ ‫وتتوزع عناوين الفصول العشرة للكتاب إلى “الكتابة تجربة”‪“ ،‬الطريق إلى الصدارة األدبية”‪“ ،‬شهرة المنع”‪“ ،‬فاتحة البنيوية”‪،‬‬ ‫“المستقبل الماضي أو العكس”‪“ ،‬من األمة إلى الطبقة”‪“ ،‬الحلم وتجربة الغبار”‪“ ،‬الذات والسيرة”‪“ ،‬الشيطان والزوبعة”‪ ،‬و”فلسطين‬ ‫في القلب“‪.‬‬ ‫وتحدث الفصل األول عن الكتابة والوهم‪ ،‬وأشكال التعبير األدبي‪ ،‬والوجود والسيرة‪ ،‬والكتابة والبوح‪ ،‬واأللم والسلطة … أو‬ ‫سلطة األلم‪ ،‬والنقد والسيرة‪ ،‬والفرد كذات …أو الذات الفردية‪ ،‬والرتبة والشهرة‪ ،‬فيما تحدث في الفصل الثاني بالخصوص عن‬ ‫كتابه األول “سلطة الواقعية”‪ ،‬وفي الفصل الثالث عن كتابه “كان وأخواتها” وظروف كتابته ونشره وتلقيه‪ ،‬وفي الفصل الرابع عن‬ ‫كتابه “النص العضوي” (‪ ،)1982‬وفي الفصل الخامس عن كتابه “النهضة والتخلف” (منشورات الموجة – الرباط ‪.)1995‬‬ ‫أما الفصل السادس فقد أفرده المؤلف لكتابه “حزب االستقالل‪ ،‬من األمة إلى الطبقة‪ ،‬منشورات عيون ‪-‬الدار البيضاء ‪،1992″‬‬ ‫وخصص الفصل الثامن لمالبسات تأليفه لكتاب “الذات والسيرة” الصادر عن منشورات الموجة ‪ ،1996‬والفصل التاسع لكتاب‬ ‫“الشيطان والزوبعة”‪ ،‬والفصل العاشر لتجربة مجلة (أنفاس) باللغتين العربية والفرنسية واالرتباط بالقضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫يشار إلى أن عبد القادر الشاوي باحث ‪ ،‬له عدة مؤلفات منشورة في مجاالت فكرية وأدبية وسياسية مختلفة‪ ،‬كما صدرت له‬ ‫عن دار الفنك روايات “كان وأخواتها” و”دليل العنفوان” و”الساحة الشرفية” و”دليل المدى” و”من قال أنا“‪.‬‬ ‫صورة غالف الكتاب‪ ،‬الذي نشر بدعم من وزارة الثقافة ‪ ،‬لياسين قدراوي ‪ ،‬وتصميمه ل”أوراغون كومينيكايشن“‪.‬‬

‫ندوة علمية بكلية اآلداب بتطوان‪:‬‬ ‫تنظم فرقة البالغة وتحليل الخطاب‬ ‫بكلية اآلداب والعلوم االنسانية‪ ,‬جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي بتطوان بتعاون مع مكتبة بيت‬ ‫الحكمة ندوة علمية في موضوع “السرد الروائي‬ ‫المغربي وتداخل الخطابات” وذلك يومه الثالثاء‬ ‫وغدا األربعاء ‪ 29‬و ‪ 30‬دجنبر ‪.2015‬‬ ‫ويشارك فيها نخبة من الباحثين في حقل‬ ‫األدب والنقد‪ ,‬األساتذة محمد مشبال‪ ‬وعبد‬ ‫العزيز الحلوي واإلمام العزوزي ورفعت الكنياري‬ ‫وهشام مشبال ومحمد المسعودي ومحمد‬ ‫الموساوي ومحمد البقالي ومحمد ابن عياد‬ ‫ومصطفى الورياغلي وسليمان الطالي والحسن‬ ‫الغشتول‪ .‬وسيتم مقاربة األعمال التالية ‪:‬‬ ‫“حكايات المنفى عبسليمو النصراني” لعبد‬ ‫الحميد البجوقي‪“ ,‬إني وضعتها أنثى” لسعيدة‬ ‫التاقي‪“ ,‬خريف العصافير” لخالد أقلعي‪“ ,‬باريو‬

‫“السرد الروائي المغربي وتداخل الخطابات”‬

‫مالقة” لمحمد أنقار‪“ ,‬ببوس أو طفل الحكمة‬ ‫والطقوس” لعبد اإلله حبيبي‪“ , ,‬جنة األرض”‬ ‫لمصطفى الورياغلي‪“ ,‬جبل العلم” ألحمد‬ ‫المخلوفي‪“ ,‬أرض المدامع” للبشير الدامون‪,‬‬ ‫“ليالي الظمأ” لعبد الجليل الوزاني و”رسائل من‬ ‫زمن العاصفة “لعبد النور مزين‪.‬‬ ‫وفرقة البالغة وتحليل الخطاب هي فرقة‬ ‫تابعة لكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪,‬‬ ‫تأسست سنة ‪ ,2012‬تضم أساتذة جامعيين‬ ‫وطالب سلكي الدكتوراة والماستر‪ ,‬بتنسيق مع‬ ‫األستاذ الباحث والناقد د‪ .‬محمد مشبال‪ .‬وتهدف‬ ‫إلى تكوين الطالب واإلسهام في اإلنتاج والبحث‬ ‫العلميين‪ ,‬وذلك بتنظيم لقاءات وندوات علمية‬ ‫بصفة منتظمة وإص��دار كتب ودوري��ات تعنى‬ ‫بالبالغة والخطاب‪.‬‬

‫تطوان‪ : ‬ندى المسري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.