املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات
امللف ال�شمـال
t
1
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
ـ رئي�س التحرير :عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 :ـ العدد 1056ـ الثمن 4دراهم ـ ال�سبت 5ذو احلجة 25 / 1441يوليوز 2020
الأمن املائي و�س�ؤال ال�سلم االجتماعي
مرا�سالت خا�صة بجريدة ال�شمال من فرن�سا بلجيكا وهولندا
يف ذكرى رحيـل محمد العربي امل�ساري ن�ساء رائدات من �شمال املغرب من الشمال
احلماية الذاتية
إعالم جهوي متقدم
ال�شمـال
t
2
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma الشمال من
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
قطرات مداد ُ
احلماية الذاتية • عبد اإلله المويسي
mouissijaridatchamal.2019@gmail.com
• محمد إمغران
ال�صحةالنف�سية ت�سائلنا يف ظل «كورونا»
دخلت بالدنا مرحلة ثانية من التعاطي مع جائحة كورونا. وهي المرحلة التي أعلن رئيس الحكومة ووزير الصحة عن أهم مقتضياتها وخطوطها العريضة من خالل الندوة الصحفية التي عقداها مؤخرا. ومعلوم أن المرحلة الجديدة عرفت تحريرا متقدما لقطاعات حيوية في الحياة العامة لبالدنا شملت الجانب االقتصادي واالجتماعي على وجه التحديد ،إضافة إلى تخفيفات جزئية شملت الجانب الثقافي والسياحي .وهو ما يعني منح الدينامية للحركة العمومية المغربية .وما يعني أيضا احتماالت المواجهة الميدانية المباشرة مع وباء كورونا ،بعدما كانت المواجهة معه، من قبل ،عبر العزل والحجر الصحيين واالجتماعيين. الموضوعية تقتضي أن نعترف أن الدولة المغربية قامت بدورها الوطني كامال في المرحلة األولى ،حيث كانت متشددة في فرض الحجر الصحي عبر المتابعة الصحية االحتياطية ،وأحيانا عبر المتابعة القانونية للخارجين عن مقتضيات االلتزام بتعاليم الحجر وحالة الطوارئ .بل إن الدولة من جانب آخر وفرت كل الضمانات الصحية للمواطنين من إجراء الفحوصات االستباقية إلى اإليواء ثم التطبيب والعناية الفائقة بالمصابين .وخالل هذه المرحلة قدم المغرب نموذجا صحيا حاز تقديرا منقطع النظير من قبل دول العالم ،ومن قبل المنظمات الصحية والمتابعين الحقوقيين. مع توالي أيام المرحلة الثانية من التعاطي مع الجائحة عرفت أرقام اإلصابات ببالدنا تصاعدا مقلقا ،نتج عن ظهور بؤر صناعية وعائلية .وهو ما أعاد طرح السؤال من جديد حول الكيفية األصوب في التعاطي مع الجائحة في تمظهرها الجديد ،أي في التعاطي مع الجائحة من داخل استراتيجية رفع الحجر التدريجي.
ال�شمال يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً ؤقتا كل �أ�سبوع
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة
المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات رئيس التحرير :
طبعا ليس ممكنا المضي أكثر في إيقاف الحركية االقتصادية واالجتماعية ،ألن ذلك من شأنه أن يصيب البلد بالشلل التام، أو بالسكتة القلبية في المجاالت التنموية والتدبيرية للحاجيات الوطنية .وليس ممكنا تطبيق المزيد من تشديد التضييق على حيوية الممارسة العمومية ،وعلى دأب الناس الطبيعي في استئناف مصالحهم. أمام هذا الوضع الحرج يقتضي األمر أن ننتقل إلى مرحلة أنضج وأعقل في التعاطي مع الجائحة ،وهي المرحلة التي ينبغي أن تتسم بحصول الوعي الذاتي لدى المغاربة بأن عليهم أن يحموا أنفسهم بأنفسهم هذه المرة. وليس معنى هذا دعوة صريحة أو مبطنة إلى تنصل الدولة من مسؤولياتها الصحية تجاه حماية بلدنا ،وإنما هو دعوة للمغاربة إلى اقتسام المسؤولية مع دولتهم ،عبر تشديد الرقابة الذاتية ،وعبر اتخاذ استراتيجيات فردية في مواجهة الجائحة. كثير من الناس فهموا أن رفع الحجر التدريجي هو إعالن عن نهاية التهديد الذي يشكله هذا الفيروس الخطير ،وبذلك عرفت العودة إلى الحياة خالل هذه المرحلة تراخيا ملحوظا من قبل األفراد في اتقاء الشرور الموثوقة التي يعد بها الفيروس. نحن مع العودة للحياة .نحن مع عودة االقتصاد إلى ديناميته. لكننا ،قبل هذا وبعده ،مع التحلي بالوعي الذاتي الكامل في حماية أنفسنا. ال أظن أن أحدا اليوم يجهل المقتضيات االحترازية الضرورية التي يتطلبها األمر لتفادي اإلصابة بالعدوى .وال أظن أن أحدا يجهل عواقب التراخي معها. إذن لنجعل شعار «الحماية الذاتية» عنوان المرحلة الثانية من تعاطينا مع الجائحة. هيئة التحرير :
اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
عبد اللطيف �شهبون
محمد طارق بخات
زبيـدة الورياغلـي
التصفيف واإلخراج :
عبد الإلـه املـوي�سـي
�أ�سامـة الزكــاري
سكرتارية التحرير :
ر�ضوان احدادو
محمد �إمغران م�صطفى ال�سباعي
هـدى املجـاطـي عبد احلـي مفتـاح
ح�سن �أزام
«جريـدة ال�شمـال» عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مكـرر ،زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة
ونحن في ظل جائحة «كورونا» يجدربنا الحديث حول الصحة النفسية التي سيحتفل العالم بيومها على بعد شهر ونصف ،تقريبا ،من اآلن...هذه الصحة النفسية التي الزالت في تراجع من حيث العناية واالهتمام بها في بلداننا العربية ،بل هي تكاد تكون انتقاصا من شخصية األفراد والجماعات إن هم ركزوا عليها وتداولوها بينهم ونصحوا بعضهم البعض باالهتمام بها واللجوء إليها ،بينما هي لها نتائج جد إيجابية على سلوك األشخاص وتصرفهم واندماجهم في المجتمعات ،كما هو الشأن بالنسبة للغرب الذي يركز كثيرا على الصحة النفسية كما يعمل ويجتهد من أجلها ،بتوفيرمعدات ولوازم ومخططات وبرامج لها ،كما يهتم بها انطالقا من المدارس التعليمية وفي المؤسسات المنتخبة واإلدارات المختلفة. أما عندنا ،فاألمرالزال بعيد المنال ،ألن العالج النفسي «حشومة وعيب» مع أنه يعد السبب الرئيس لكثيرمن المشاكل والمعوقات التي تحول دون تحقيق الفرد لتوازنه النفسي والبدني والتعليمي والعملي، بشكل الئق وملموس ،تظهر معه نتائج إيجابية كرضا الفرد على نفسه وعلى ذاته ورضا محيطه عليه .بعض األخصائيين النفسانيين يشيرون إلى أن كل شخص، مهما بدا طبيعيا قد يكون مريضا نفسيا ،بنسبة معينة دون أن يشعر ،إذ تتفاوت النسب من شخص إلى آخر ،حسب بيئته وظروفه ونمط ترعرعه وتكوينه. لذا البأس أن يقلص الفرد من نسبة إصابته النفسية، سواء باجتهاده وبحثه الذاتي ،إن كان متعلما ،أوبلجوئه إلى العيادات واألخصائيين النفسانيين الذين أصبحوا ضروريين جدا ،أكثرمن أي وقت مضى ،في ظل الوباء الحالي وتأثيراته على العديد من أفراد المجتمع. قد يقول قائل أن ديننا الحنيف الذي هواإلسالم لم يترك شيئا إال وخاض فيه وشرح الصعب والغامض والمحيرفي أمور حياة االنسان ،وهذا فعال صحيح، الغبارعليه.لكن ما بالكم أن هذا اإلنسان ،الطاهر، المؤمن ،المصلي ،المتصدق ،الذاكرهلل فجرا والناس نيام ،والذي يجد نفسه منجذبا إلى كل ما هو روحاني، قد يحتاج إلى اختبارأو عالج نفسي ؟ ببساطة ،ألن الروح شيء والنفس شيء مختلف تماما. وما بالكم أيضا أن طبيبا نفسانيا من محيط كاتب هذا المقال قدم خدمات عالجية للمرضى، بصدق وتفان ،لم يشعر إال وهويمتثل للرقية الشرعية المثالية وعالم «الروحانيات» الذي كان يفتقد لفوائده الكثيرة ومزاياه العظيمة ؟ والجميل في هذا الطبيب، رغم مكانته المهنية والعلمية ،هو أنه متواضع وواع ومثقف جدا ،ورغم هذا لم يخف أمره ولم يتردد في طرق أبواب هذا النوع من العالج ،المثير للجدل ،خاصة في صفوف «المكلخين» الجاهلين لعلم وسرهذا النوع من العالج. والحق أقول ،وبالنظرإلى أهمية الصحة النفسية، حبذا لوطبق العالج اإلجباري في إطارالصحة النفسية ببالدنا ،ليشمل على وجه الخصوص األشخاص الذين يتحملون ،أوال ،مسؤوليات باإلدارات والمراكز والمؤسسات المختلفة ،لما لها من تداعيات على كل ما هو تربوي واجتماعي واقتصادي وسياسي، كالمدارس والشركات والمعامل والمصانع والمجالس المنتخبة ،بما فيه مجلس الحكومة ،ألنه معني جدا بمصيروحياة أكثر من 35مليون مغربي.
الهاتــف :
05.39.94.30.08 06.22.45.30.67
الفاكــ�س :
05.39.94.57.09
الربيد الإلكرتوين :
info@achamal.com achamal2000 @gmail.com
سحب من هذا العدد :
� 10آالف ن�سخــة التوزيع:
�سبـريــ�س Sapress
الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
I.S.S.N : 1114-1832
ال�شمـال
درد شة
م�صطفى حجاج
t
3
xwالعدد 1056
دردشة تنفرد الزوايا الكتانية بموسم سنوي ،يُحْيي فيه الفقراء الكتانيون بربوع المملكة، ذكرى دخول مؤسس الطريقة الكتانية ،الشيخ سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني إلى الكعبة المكرمة ،وتَشرُّفِه بمشاركة نخبة من العلماء والشرفاء في غسلها ،وذلك يوم السادس والعشرين من ذي القعدة سنة 1321هجرية. ومنذ هذا التاريخ ،والطريقة الكتانية تحتفل بهذا الموسم الذي أوصى الشيخ المؤسس بإقامته ضحى يوم السادس والعشرين من ذي القعدة من كل سنة. والزاوية الكتانية بتطوان ،اعتادت أن تقيم هذه السُّنّة الحميدة ،على الطريقة المتبّعَة ،حيث تُستهل الفقرة األولى من الحفل بصالة ركعتين :األولى بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي عشْر مرات ،والثانية بالفاتحة وسورة اإلخالص عشْر مرات. ثم يشرع الفقراء -بكيفية جماعية -في قراءة األذكار التي رددها الشيخ المؤسس رضي اهلل عنه داخل الكعبة من استغفار ،وتسبيح ،وحمدلة ،و هيللة ،وحوقلة ،وصالة على النبي ،وتردید یا رؤوف 287مرة ،وذلك في مدة زمنية قدرها ساعتان وخمس وأربعون دقيقة. أما الفقرة الثانية فتشتمل على قراءة سورة يس ،و ِنصاب من الهمزية ،والدعاء الناصري .وقد يُستبدَل ِنصاب الهمزية بالبردة ،والدعاء الناصري بالمنفرجة. ويُختَتَم الحفل عادة بالدعاء ألمير المؤمنين ،بالنصر والتمكين ،والسداد والتوفيق، ولعامة المسلمين بالرقي والسؤدد ،والعز والمجد ،ولشيوخ الطريقة وفقرائها بالجزاء األوفى ،والدرجات العلى. ثم توضع قصاع الكسكس والدجاج ،في نهاية المطاف. إنه يومٌ من أيام اهلل ،الذي تجتمع فيه طائفة من المؤمنين الصادقين على ذكر اهلل وشكره وحسن عبادته ،فأنعمْ به وأك ِرمْ. ُ جائحة كورونا وما صاحَبَها من إجراءات الحجر الصحي ،قد حرمتْنا من وإذا كانتْ َ ُ االحتفاء بهذا اليومّ ، فإن األمرَ هلل من قبْل ومِن بَعْدُ.
كورونا ..العيد ..واملوجة الثانية!! .. عادت التخوفات من جديد إثر االنفراج الذي أعقب فترة الحجر الصحي، وهي تخوفات نابعة من أرقام تفشي الوباء وارتفاع في عدد الوفيات والحاالت الحرجة التي تتفاوت حسب الجهات ،وفي خضم هذه التطورات تتقدم جهة طنجة تطوان الحسيمة إلى واجهة النقاش الصحي العمومي ،ولم يبق األمر محصورا في وسائل اإلعالم والتواصل االجتماعي بل امتد الصهد إلى دواليب السلطات الصحية التي سارعت بالتحرك لتطويق األزمة حتى ال تخرج عن السيطرة ،خصوصا وأن طنجة عاصمة الجهة هي المعنية بارتفاع األرقام أكثر من غيرها ،وهي حاضرة لها مركز اقتصادي قوي على المستوى الوطني سواء من حيث اإلنتاج أواللوجستيك إلخ ،وأي ضرر قد يمسها فإنه يمس في مقتل االقتصاد الوطني وصدى تحكم المغرب في الوباء. وتتعدد وجهات النظر وتختلف في أسباب وخلفيات بقاء مدينة طنجة على الخصوص مصنفة ضمن المنطقة الثانية ،وتتناسل بالتالي تساؤالت حول استمرار جثوم الوباء على صدر ه��ذه الحاضرة؛ هل هوراجع إلى البؤر الصناعية أم العائلية أم إلى أحياء بعينها ،والشعبية منها على الخصوص ،...وخالفا لما تطالب به أصوات تعالت من أجل المزيد من تخفيف القيود عن طنجة مثل باقي مدن المغرب حتى يتنفس سكانها الصعداء ،واألطفال على الخصوص، ويستنشقوا نسيم البحرين ويتحمموا بمائهما المنعش ،تم استئناف تطبيق حجر صحي جزئي بها ،هي أحياء بعينها اعتبرت في حكم البؤر اللعينة. kkk الفيروس ال زال موجودا ويتحرك ويتنقل ،هذا ما تؤكد عليه وزارة الصحة في كل خرجاتها التواصلية واإلعالمية ،وتخفيف الحجر الصحي التدريجي والتصاعدي ال يعني العودة إلى الحياة العادية ماقبل كورونا ،وإنما التعايش مع الفيروس بحذر من خالل االلتزام باإلجراءات االحترازية والوقائية ،وذلك لتحقيق التوازن بين إنعاش االقتصاد وإنعاش النفوس واألجساد لإلقبال على االستهالك دون التعرض للخطر ،ودون السماح للفيروس بالتفشي من جديد، والعودة إلى الوراء وتطبيق اإلجراء الثقيل والصعب المتمثل في الحجر الصحي، جزئيا كان أوعاما. وعلى هدي هذه المنهجية المرنة التي تتبعها جل بلدان المعمور التي تعاني من هذا الوباء ،تتقرر مراحل توسيع فتح مجاالت الحياة العامة والترخيص لألنشطة االقتصادية واالجتماعية ،وحاليا وصلت بالدنا إلى المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي ،وهوما يعني السير قدما في عملية توسيع دائرة اإلباحة والترخيص وتضييق دائرة التقييد والمنع ،خاصة في المنطقة األولى ،لكن رغم ذلك وحسب استطالعات الرأي وأخبار من الوجهات السياحية وكذا من أسواق العيد فإن الرواج االقتصادي لم يستعد عافيته كاملة بل يعاني من فتور مرتبط بالظرف االستثنائي الذي له انعكاسات على النفوس القلقة المترددة والخائفة والجيوب على حد سواء. وفي صلب المعادالت الصعبة التي خلقتها ظرفية الوباء االستثنائية ،تبرز أولوية تحريك عجلة القطاع السياحي كأكبر المتضررين من الجائحة إلنتشاله
عبدالحي مفتاح
من االنهيار ،وكذا إتاحة الفرصة السنوية للكسابة لتسويق منتوجهم وإنقاذ قطاع تربية المواشي من خسارة محققة بسبب الجفاف الذي يضرب معظم مناطق المغرب الفالحية. وم��ع ذل��ك ،فتقدير السلطات العمومية لحساسية العيد الدينية واالقتصادية ،لم يمنعها من االلتفات إلى االعتبارات الصحية ،بتقنين عملية الذبح لتخضع لشروط الصحة والسالمة ،حيث إن طقوس األضحية وحماس اللحظة التضامني قد ينتج عنه اختالط غير مضمون العواقب ،والكرة اآلن في ملعب األسر وسنرى إن كانت ستحيذ عن عاداتها الراسخة امتثاال للمصلحة العامة أم ستتغلب العادة على الهاجس الصحي الجماعي؟. وارتباطا بمسألة العيد ،وبعيدا عن الهاجس الصحي ،يناقش في الفضاء العام كذلك الجانب المرتبط بالقدرة الشرائية وشراء األضحية ،وتتباين فيه اآلراء بين محبذ للتعامل بمرونة مع األضحية كسنة مؤكدة ،وداع إلى إلغاء طقس األضحية هذه السنة واألخذ بعين االعتبار األزمة التي تعاني منها فئات واسعة من المجتمع ،وداع إلى التشبث بإحياء هذه المناسبة ألنها تشكل متنفسا اقتصاديا وسوقا يعرف رواجا ال تقدر آثاره بثمن ،خاصة في هذا الظرف االستثنائي الذي يعرف فيه االقتصاد انكماشا. kkk الموجة الثانية قادمة ،الطبول تقرع محذرة من االعتقاد بأننا تركنا الوباء وراءن��ا ،معظم علماء األوبئة والفيروسات واألمراض المعدية يذهبون مذهبا أن الفيروس ومرض كوفيد 19 الناتج عنه؛ رغم معرفة الكثير عنهما يبقيان غريبان إلى حد ما كما يبقى تطور الفيروس في حكم المجهول ،ثم إن أمل تميز الفيروس بالموسمية وأفوله مع حرارة فصل الصيف انقشع. لذلك فالضباب يلف كل لحظة من اللحظات التي نعيشها حاليا ،فكثير من البلدان عادت إلى تطبيق الحجر الصحي على عدة مناطق بعد أسابيع من الخروج منه ،ولم تستطع الدعوات التحسيسية كبح جماح األهواء التي مع فتح الحدود والسماح بالتنقل بين البلدان والجهات واألقاليم والمدن ازدادت صوالتها وجوالتها وكأنها تعوض ما ضاع منها من حرية في أيام الحجر الصحي الرتيبة والكئيبة. وفي هذا السياق المضطرب ،عادت من جديد مناقشة حدود السلطة والحرية ،والمسؤولية الفردية والجماعية ،والنزعة األنانية والتضامن ،حيث تبين أن االعتماد على رجاحة عقل األشخاص كسياسة للتعايش مع الفيروس لحماية أنفسهم واآلخرين لم تؤت أكلها ،مما حتم االنتقال إلى استعمال سلطة الدولة لفرض سلوكات تقلل من تفشي الوباء ومنع أخرى تساعد على تفشيه. واآلن من عالمات تأثير الوباء نرى أن موسم االصطياف يعرف ارتباكا، وربما العيد سيعرف ارتباكا ،وإذا لم نغير سلوكنا في ظل استمرار الوباء سيعرف كذلك الدخول االجتماعي والمدرسي تغيرات ال أحد يتوقع ما هي ،فمع كورونا كل األرض التي نتحرك فوقها هشة ومتزحزحة إلى إشعار آخر. وكل عيد وأنتم بألف خير.
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
فقد كملت أخالقه ومـآربه lعبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
فعلى : الفاء ال عمل لهل مفيدة للتفريع مركوزتها : ال��م��رك��وزة وس���ط ال���دائ���رة المعبر عنها بالنقطة؛ والنقطة ف��ي ال��دائ��رة تتساوىالمستقيمات الخارجية منها إلى المحيط ،وهي هنا استعارة مكنية؛ حيث شبه الناظم المرضي بقضاء اهلل بالدائرة، مقتصرا على المشبه؛ لجامع كون الدائرة حصنا لما اشتملت عليه ،كما أن الرضا بقضاء اهلل حصن من االعتراض عليه؛ فأطلق العقل القوة النفسية الرادعة للنفس عن شهواتها واندفاعاتها ..وفي إثبات المركوزة تخييل. فعج : الفاء زائدة عج فعل أمر من عاج على الشيء ؛ مال وعطف وحاصل المعنى : أن الناظم يؤكد ما أشار اليه سلفا ؛ وهو أن : أرزاق الناس الحسية والمعنوية متفاوتة.. الحكمة قاضية بانقالب أحوالهم من رخاء إلى شدة كما يحرص الناظم على الدعوة إلى التخلق بخلق الرضا لكونه : ـ حقيقا وواجبا.. ـ ثمرة عقلية.. ـ مقاما من مقامات اليقين.. رضيت بما قسم اهلل لــــــي وفوضت أمري إلى خالقـــــي كما أحسن اهلل فيما مضى كذلك يحســـن فيما بقـــــي والرضا بقضاء اهلل م��درج هداية يضع العبد في منازل تلون قلبه اهتياجا وشوقا ورجاء وخوفا وهيبة وأنسا..
4
xwالعدد 1056
t
ال�شمـال
ملف العدد
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
الأمن املائي .. و �س�ؤال ال�سلم االجتماعي.؟ محمد البوشوكي..
دكتور في القانون العام أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال -جامعة محمد الخامس-الرباط
يمكن تعريف األمن المائي في األساس على أنه الحال الذي يكون فيه عند كل شخص فرصة أوقدرة على الحصول على مياه نظيفة ومأمونة بالقدر الكافي َّ يتمّكن من أن يعيش حياة ينعم وبالسعر المناسب حتى فيها بالصحة والكرامة والقدرة على اإلنتاج مع الحفاظ على النظم اإليكولوجية التي توّفر المياه وتعتمد عليها في الوقت نفسه ،بينما يؤدي انقطاع سبل الحصول على المياه إلى تعرّض البشر لمخاطر كبيرة َّ تتعلق باألمن البشري أبرزها انتشار المرض وانقطاع سبل المعيشة. حيث تتفق هذه النظرة مع اإلعالن الذي أطلقته لجنة األمم المتحدة للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والذي نصّ على أن «حق اإلنسان في المياه يجب أن يكفل للجميع إمكان الحصول على المياه بشكل كافٍ وآمن ومقبول وبسعر مناسب مع القدرة على الوصول إليها وذلك ألغراض االستخدام الشخصي والمنزلي. لكن مع مرور السنوات والتغيرات المناخية ,أصبحت أزمة المياه تزيد من انتشار المظاهر الصارخة لعدم المساواة في فرص الحياة بين األمم الغنية والفقيرة ,كما أنها تحدث تفاوتًا كبيرًا في مستويات الحياة بين مواطني البلد الواحد خصوصًا في البلدان النامية حيث األمن المائي في معظمها أصبح مخت ً ال أومفقودًا. عالقة بذلك ,فالمغرب يعتبر من بين الدول التي تتسم بتباين كبير في توزيع مواردها المائية ،مما حتم عليه، منذ ستينات القرن الماضي ،نهج سياسة استباقية ،بعيدة المدى في مجال الماء ،ترتكز أساسا على إنشاء السدود من أجل تخزين المياه في السنوات الماطرة واستعمالها في أعوام الخصاص (النقص) ،والتي أشرف عليها الملك الراحل الحسن الثاني ,هذه السياسة ،مكنت المغرب ،من تشييد بنية تحتية مائية مهمة موزعة جغرافيا على جهات المملكة ،والتوفر على رصيد مهم من المنشآت المائية يتمثل في 145سدا كبيرا و 130سدا صغيرا في طور االستغالل ،باإلضافة إلى 14سدا كبيرا و 20سدا صغيرا في طور اإلنجاز ،فضال عن آالف اآلبار الستخراج المياه الجوفية، وهو ما مكن من تحسين الولوج إلى الماء الصالح للشرب وتلبية الحاجيات المائية الصناعية والسياحية ،وكذا تطوير الفالحة السقوية على نطاق واسع في ظل ظروف صعبة تتسم بعدم انتظام األمطار وتوالي فترات الجفاف. غير أن المنظومة المائية بالمغرب أصبحت تعيش مجموعة من اإلكراهات في اآلونة األخيرة ،من أبرزها ندرة المياه ،بسبب النمو الديموغرافي وعدم ترشيد استعمال الماء. وفي هذا السياق ،أبرز المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي الحاجة إلى التدخل بشكل عاجل لضمان األمن المائي في المغرب ،مشيرا إلى أن خاصية ندرة الموارد المائية في المغرب التي ال يمكن التراجع عنها ،ستزداد أكثر إذا لم تتخذ أي تدابير أوإذا كانت اإلصالحات المعلنة بطيئة التنفيذ.
وفي هذا الصدد ،اقترح المجلس ثالثة أصناف كبرى من اإلجراءات ،مستمدة من تقاريره وآرائه ،بما في ذلك تدابير التحسيس العاجلة للعمل على سلوك المستعملين ،والتي تتمثل في بلورة وتنفيذ استراتيجية تواصل تهدف إلى تحسيس جميع المستعملين باألهمية الحيوية العتماد سلوكيات بيئية مسؤولة اتجاه الماء ،والتوقف عن سقي المساحات الخضراء العمومية والمنشآت الرياضية والحدائق الترفيهية بالماء الصالح للشرب ،من خالل اللجوء المنهجي إلعادة استخدام المياه العادمة. وأضاف المصدر ،أن األمر يتعلق أيضًا بالتدابير
�أبرز املجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي احلاجة �إلى التدخل ب�شكل عاجل ل�ضمان الأمن املائي يف املغرب ،م�شريا �إلى �أن خا�صية ندرة املوارد املائية يف املغرب التي ال ميكن الرتاجع عنها� ،ستزداد �أكرث �إذا مل تتخذ �أي تدابري �أو�إذا كانت الإ�صالحات املعلنة بطيئة التنفيذ. المؤسساتية والتنظيمية كتنظيم مراجعة الحسابات واكتشاف التسريبات للرفع من مردودية إمدادات المياه وتوزيعها في المدن ،حسب مستوى المعايير الدولية، وإعداد دراسة التأثير والفعالية المائية للمشاريع االستثمارية ،خاصة في الفالحة والصناعة والسياحة، واعتماد التحكيم من قبل رئيس الحكومة في هذا المجال.
كما دعا المجلس إلى إجراء إصالح عميق للتسعيرة الوطنية والمحلية للماء وخدمات التطهير السائل ومعالجة مياه الصرف الصحي ونشر النتائج ،ووضع مرجع وطني للمحاسبة المائية التي تعكس التكاليف الحقيقية للمياه في األحواض المائية التجميعية ،تمكن من ضمان تضامن إقليمي واجتماعي من خالل تحسين توجيه الدعم العام للقطاع ،وتحسين قدرات التمويل الذاتي في هذه المناطق. ويتعين أيضًا تفعيل هيئات التنسيق والتشاور على الصعيدين الوطني والمحلي من أجل جعل التحكيم ،ليس ً مرتبطا بالنزاعات ولكن بشكل أساسي بالخيارات فقط التي يجب اتخاذها في ما يتعلق بمختلف المعايير القائمة على سياسة االستثمار والتنمية. المياه إذن ,هي أهم مورد على اإلطالق بالنسبة إلى البشرية ،فهي تقترن بجميع األنشطة االجتماعية واالقتصادية والبيئية التي يضطلع بها اإلنسان .والمياه هي ركيزة الحياة على سطح األرض ،ويمكن أن تكون عام ً ال يعزز أو يعرقل التقدم االجتماعي والتكنولوجي ،كما يمكن أن تكون مصدراً للرفاه أوالبؤس ،أوسبباً للتعاون أوالتنازع. فالحساسيَّة البالغة لألمن المائي تدفع حالياً إلى ربطه في عالقة عضويَّة مع السلم االجتماعي والتنميَّة االقتصاديَّة ,وربما يبرر لنا الهلع العالمي بشأن الماء هوتقرير منظمة اليونسيف لـ ،2017الذي يقول إن 11% من سكان العالم( ،أي 844مليون شخص) ،لم يتمكنوا من الولوج إلى الماء في عام ،2015وإن ثلثي سكان العالم سيعيشون ،وفق منظمة األمم المتحدة ،في ظل وضعيَّة ضغط المياه في أفق .2025 لذلك فإن تحقيق األمن المائي أصبح أولوية قصوى بالنسبة للمغرب حاضرا ومستقبال,لما له من تداعيات على السلم االجتماعي والفوارق المجالية ,هذا ما خلصت إليه « كذلك» القمة الدولية لمراكش أكتوبر ,2019 حيث اعتبرت األمن المائي تحديا رئيسيا يؤثر على التنمية السوسيو-اقتصادية على الصعيد الدولي :إذا تم النظر إلى هذا المفهوم بشكل أكثر حدة في المناطق القاحلة، فإن مناطق أخرى من العالم بدأت تشهد كذلك مشاكل ندرة المياه بسبب الزيادة الكبيرة في الطلب على المياه وارتفاع شدة وتواتر الظواهر المناخية المائية الناجمة عن التغير المناخي. فالمغرب ومع كل ما سبق من رهانات مناخية ،مطالب بشكل فوري وجدي ،بمواصلة الجهود لدعم الجهود التنموية سواء االجتماعية أواالقتصادية وذلك من خالل التزام جميع المتدخلين والفاعلين في المجال ,لتبادل الخبرات وتوطيد التعاون الدولي بخصوص ترشيد استغالل المياه والحد من ظاهرة الندرة التي أصبحت ترهق أقوى الدول المتقدمة وما بالك الدول النامية..
5
t
ال�شمـال
www. Achamal.ma
ملف العدد
Journal Achamal 2000
الأمن املائي �أو هذا اخلطـر القـادم!... ...
محمد إمغران صحفي بجريدتي الشمال وطنجة الماء له أهمية قصوى ،بل يعتبر أساسيا للحياة، إذ ليس بمقدور الكائنات الحية االستغناء عنه لفترة طويلة .ذلك أن المياه المتوافرة لإلنسان ال تزيد عن 0.3في المائة من المجموع الكلي ،حيث نجد -حسب ما هومتداول في البحوث العلمية العالمية -أن هناك نسبة 2في المائة هي خاصة بمياه عذبة ،منها نسبة 1.7في المائة تهم مياها متجمدة في األقطاب أوبأعماق سطح األرض وليس بمقدور اإلنسان استغاللها. وعندما نتحدث عن األمن المائي ،فإننا نعني الحديث عن كمية المياه الصالحة التي بإمكانها تلبية االحتياجات المختلفة ،سواء على مستوى الكم أوالكيف ،مع العمل على ضمان استمرار الكفاية من المياه دون اختالل .طبعا ويمكن التوفق في هذا لوتم استخدام الموارد المتاحة من المياه وكذا تطوير األدوات واألساليب الخاصة بهذا االستخدام ،باإلضافة إلى تنمية موارد المياه الموجودة حاليا ،عالوة على البحث على موارد جديدة .وإذا قلنا األمن المائي كذلك ،فهذا معناه األمن الغذائي .فهما مرتبطان ارتباطا وطيدا ،حيث أن كل نقص في المياه الصالحة لالستعمال لدى البشر ،قد يتسبب في إلحاق الضرر باألمن الغذائي واألمن القومي للدولة .هذا وعلى مر التاريخ ،اهتم اإلنسان بموارد المياه وسعى من أجلها ،منذ عهود غابرة، ألنه – بطبيعة الحال -يحتاجها بل ويعتمد عليها في حياته واستمرارية عيشه .ذلك أن المناطق التي كان يبحث عنها ويختارها لالستقرار فيها، بهدف بناء حضاراته ،كان البد أن تتوفر فيها المياه ،وبالتالي يقوم بتطوير األدوات والمعدات التي تمكنه من استعمالها بشكل الئق. ولتحقيق األمن المائي ،هناك طرق للمحافظة على المياه: • التوعية بأهمية عدم تبذير المياه. • تشغيل أجهزة ومعدات خاصة بطرق ترشيد المياه، سواء بالمنازل أوبالمرافق العامة. • إرغ��ام بعض المباني الكبيرة على حفر اآلب��ار الستخدام مياهها في سقي الحدائق والمتنزهات وفي غسل وتنظيف األرض��ي��ات وال��ف��رش ،مما يعمل على التخفيف من استهالك مياه الشرب في هذه المجاالت. • إعادة استعمال مياه الشرب في المجاالت الزراعية الكبيرة ،من خالل القيام بوضع طبقة فاصلة على عمق معين تحت المزروعات ،يمنع تسرب المياه ووصولها إلى باطن األرض ،كي يتسنى تجميعها مرة أخرى ،إلعادة استعمالها أوجزء منها ،باإلضافة إلى استخدام وسائل السقي الحديثة مثل السقي بالتنقيط. • إقامة المشاريع الكبرى التي تنبني على تحلية مياه البحر باستخدامها ألغراض الشرب أوألغراض الصناعة المختلفة. • إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بهدف استغاللها في الصناعات التي تتطلب الكثير من المياه. • وضع الدراسات والخطط البديلة التي تفيد في
,,
المحافظة على مستوى المياه المتوافرة. • وض��ع القوانين الصارمة على األف���راد الذين يستهلكون المياه بشكل ،غير مسؤول لردعهم وردع غيرهم من المخالفين. وحتى القرآن الكريم شدد على أهمية الحفاظ على الماء ،كما أوصت السنة النبوية على صيانته ،بعيدا عن تبذيره واستنزافه. وبالنسبة للمغرب ،فقد اتخذ سياسة عمومية استطاعت تحقيق النجاح ،بشكل واض��ح ،من خالل استثمارات عمومية في سياسة السدود التي بدأ العمل
عالمي.فحسب تقرير عن منظمة األغدية والزراعة، التابعة لألمم المتحدة ،يحمل عنوان «إدارة المياه في النظم الهشة» ،تناول إشكالية ندرة المياه في شمال إفريقيا وارتباطها بإمكانية زعزعة االستقرار المجتمعي في السنوات المقبلة ،إن لم يتم تدارك استفحال هذه الظاهرة. كما أشار خبراء منظمة «الفاو» ،التابعة لهيئة األمم المتحدة ،إلى أن ضعف إدارة المياه في المغرب يمكن أن يتحول إلى محرك أساسي في تفاقم التوترات االجتماعية خاصة مع تنامي الطلب والمتغيرات المناخية ،حاثين على ضرورة اإلسراع في إيجاد حلول سريعة وعقالنية في تدبير الموارد المائية ،ألن أي تجاهل مستقبلي سيكلف المغرب خسائر اقتصادية تقدر ب 6إلى 14في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي ،بحلول عام .2050 في تقرير صادر عام 2014من طرف البنك الدولي بعنوان «من أجل عالم خال من الفقر» ذكر أن المغرب يعاني من احتياطي محدود للموارد المائية وأن حجم المياه التي يمكن استغاللها ال تتجاوز 80في المئة من الموارد المائية المتوفرة حاليا ،أما على مستوى الجودة ،فهي متوسطة و 4في المئة تعتبر جيدة. وخالصة القول أن نعمة الماء ليست هينة، فاالفتقاد إليها قد يؤدي باالنسان إلى متاهات وصراعات قد تعرف نهايات مأساوية ،نظرا إلى قيمة هذه النعمة وانعكاسها على استقرارنفس وحياة اإلنسان. ويكفي أن م��ص��ادر إعالمية تتناول ،بين الفينة واألخ��رى ،أخبارا محزنة بسبب الماء ،فقد أقدم خمسيني ينحدر من دوار آيت بنقصوآيت علي التابع للجماعة الترابية سيدي عالل ضواحي مدينة الخميسات ،على إنهاء حياة جارته بواسطة سالح أبيض والتسبب بإصابات خطيرة لوالدتها وشقيقها.وحسب المصدر ،فإن شجارا حول أحقية استغالل سقاية للمياه الصالحة للشرب أفضى إلى وقوع الجريمة التي راحت ضحيتها السيدة البالغة من العمر 55سنة ،والتي فارقت الحياة متأثرة بجروحها البليغة ،في حين تم نقل شقيقها ووالدتها إلى المستشفى اإلقليمي بالخميسات. كما أوردت مصادر إعالمية ،مؤخرا ،أن سكان دوار أوالد الدالي بقيادة الصهريج في إقليم قلعة السراغنة، قد اهتزواعلى وقع جريمة قتل بشعة ،راح ضحيتها أب ألربعة أطفال ،ويبلغ من العمر حوالي 46سنة. وحسب المصادر ذاتها ،فإن خالفا بين شخصين تطور إلى جريمة قتل ،وجه خالله أحدهما ضربة قاتلة إلى خصمه ،الذي لقي مصرعه على الفور ،بعد صراع حول األحقية في السقي. طبعا ،ونورد هذه األخبارعلى سبيل المثال ،وليس الحصر ،في الوقت الذي التتوقف فيه الصراعات الدامية والمميتة بين البشر حول استغالل المياه ،سواء بالمغرب أوبباقي دول العالم.
ويكفي �أن م�صادر �إعالمية تتناول، بني الفينة والأخرى� ،أخبارا محزنة ب�سبب املاء ،فقد �أقدم خم�سيني ينحدر من دوار �آيت بنق�صو�آيت علي التابع للجماعة الرتابية �سيدي عالل �ضواحي مدينة اخلمي�سات ،على �إنهاء حياة جارته بوا�سطة �سالح �أبي�ض والت�سبب ب�إ�صابات خطرية لوالدتها و�شقيقها.
,
xwالعدد 1056
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020
بها ،منذ ستينات القرن الماضي ،كرؤية استراتيجية تضمن الحفاظ على هذا العنصرالحيوي واعتماده كأداة، من شأنها تحقيق التنمية الفالحية ،بالتركيز على السقي وتوفير الماء الصالح للشرب.إال أنه أشارت العديد من التقارير الدولية إلى تزايد العجز المائي المغربي ،بشكل مقلق ،خالل السنوات األخيرة.ذلك أن المنظومة المائية لم تعد بمستطاعها سد الحاجيات على المستوى الوطني، بنسب متفاوتة ،من منطقة إلى أخ��رى ،والسيما فيما يتعلق بمنطقتي الجنوب والشرق.وكما هومعلوم ،فرغم توفر المغرب على بنية تحتية مائية ،ذات جودة ،إال أنها التقدرأن تواكب التزايد العمراني واالقتصادي ،فضال عن عامل التغيرات المناخية ،المؤثرة بالسلب على الموارد المائية ،بكل تجلياتها وأشكالها.كما تعتبر الوضعية المائية بالمغرب متوسطة إلى ضعيفة ،حيث تصل إلى 4 5،من مؤشرالموارد ،مقابل 1،9كما هومتداول كمعدل
ال�شمـال
t
6
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
من أعالم طنجة : الأ�ستاذة الدكتورة مربية الأجيال
زبيدة الورياغلي
()1
تعتبر الدكتورة زبيدة الوياغلي من األسماء العلمية الوازنة التي لها صدى كبير في مدينة طنجة ،باعتبارها أحد أبناء هذه المدينة البررة فهي عالمة وباحثة ممتازة صرفت حياتها كلها في التعليم وفي كل مراحله االبتدائي إلى الجامعي ،وقد حصلت على أعلى الشواهد الجامعية ،وبموازاة ذلك عملت في أكثر من جمعة نسائية « :فكانت فاعليتها في ميدان التعليم ،وكانت فاعليتها أكثر في اإلشراف أو المشاركة في بعض الجمعيات الرياضية واإلنسانية والمجتمع المدني ببيئة طنجة ومجتمعها ،قد جعلت هذه السيدة تكبر في عين من يرصد أنشطة الفاعلين والمتفوقين في أعمالهم التربوية واإلنسانية»(.)2 ولدت األستاذة الدكتورة زبيدة الورياغلي بمدينة طنجة بحي ليون اإلفريقي سابقا والحسن بن الوزان حاليا الذي كانت تسكنه عائالت أجنبية أغلبها إسبانية وفرنسية وبعضها يهودية ،ومغاربة يتعايشون في سالم ووئام واحترام متبادل. وقد نشأت السيدة زبيدة الورياغلي في مهد بيت صالح ،بيت يرى الخالل الكريمة من أوكد سالئل األخالق التي لم تعصف تلك المجالي المعاصرة بأعرافه ،وال بعاداته ،وال بسماته الدينية ألن تقاليده عريقة ،وقيوده الزمة ال تطيق بطبعها هشاشة األخ�لاق .فقد كان والدها رحمه اهلل من مالزمي الزاوية الكتانية بالمحج الكبير .فحرص على تنشئتها تنشئة دينية خالصة ،فألحقها حين بلغت الرابعة من عمرها بكتاب الحي لحفظ القرآن وإتقان الرسم والكتابة ،وظلت به لمدة سنتين تعلمت خاللها الكتابة والقراءة وحفظ قصار السور من القرآن .وحين بلغت سن السادسة ولجت مدرسة معهد موالي المهدي الحرة بطنجة ،حصلت فيها بعد الدراسة لخمس سنوات على الشهادة االبتدائية.وقد درست في هذه المدرسة على نخبة من األساتذة الوطنيين الذين ساهموا في خلق حركة علمية وتعليمية بمدينة طنجة ،وتكوين مجموعة من الطلبة الذين سيكون لهم الدور البارز في تحرير البالد وطرد المستعمر منه ،ومن بين هؤالء األساتذة :محمد المهدي الزيدي ،وعبد اللطيف بوحساين، والتهامي الفلوس وغيرهم. تابعت الطالبة زبيدة الورياغلي دراستها بثانوية محمد الخامس سنة 1956م ،نالت بعد الدراسة فيها ألربعة أعوام شهادة الباكالوريا. ولرغبتها القوية في متابعة دراستها التحقت بدار الحديث الحسنية وتابعت فيها الدراسة لمدة سنتين لكنها غادرتها ألسباب خاصة، لتخوض غمار التدريس بعدما درست بمركز تكوين المعلمات بالدار البيضاء سنة 1962/1961م ،فعملت لمدة ثمانية وثالثون عاما أستاذة للغة العربية بمختلف مدارس طنجة من بينها مدرسة أم أيمن ،وإعدادية ابن بطوطة وثانوية ابن الخطيب .قبل أن تمارس الشؤون اإلدارية ،كما مارست العمل اإلداري التربوي بمجموعة من المدارس مثل مديرة بمدرسة عبد الرحمان أنكاي من 1971إلى 1982م. وجاءت مرحلة في طنجة تحرك أثناءها كثير من العاملين في قطاعات التعليم باالندفاع في القراءة وتحضير الشواهد ،وكانت في المقدمة األستاذة الورياغلي ،فرغم ممارستها
إعداد :عدنان الوهابي
للتدريس لم تنس تعميق مداركها العلمية ،وتنمية مداركها المعرفية ،فقطعت المراحل بإصرار ونجاح فالتحقت بكلية أصول الدين حيث نالت شهادة اإلجازة العليا في أصول الدين سنة 1980م ،لتسافر إلى الرباط لكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة محمد الخامس ،الستكمال دراستها العليا فحصلت على شهادة استكمال الدروس تخصص الدراسات اإلسالمية سنة 1992م ،لتحصل بعد ذلك على دبلوم الدراسات العليا في اآلداب تخصص الدراسات اإلسالمية ،جامعة عبد المالك السعدي بتطوان سنة 1998م ،وليتطور هذا العمل ليصبح مادة تحضير الدكتوراه بإشراف الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي رحمه اهلل تعالى ،وكان الموضوع يتعلق بدراسة وتحقيق النصف األول من تفسير أبي العباس أحمد بن عجيبة المسمى بالبحر المديد .واستطاعت في ظروف صعبة ثابرت فيها على القراءة والعمل ومتابعة المصادر والمراجع أن تنجز عملها ،لتحصل على شهادة الدكتوراه في اآلداب تخصص ال��دراس��ات اإلسالمية ،م��ادة: العلوم الشرعية ،سنة 2003م جامعة عبد المالك السعدي تطوان .ونالت ببحثها هذا إعجاب وتقدير أساتذتها ،وك��ان حصادها في العمل المضني أنها« :أقدمت على «البحر» وسبحت فيه ،ومضت في مساربه بثبات وج�لادة دون أن تلجمها روعة المخطوط أو يكبتها جالل محتواه ،وهو السيل المنهمر في مسارح الفكري الصوفي الباطني ...ولقد محصت دراستها المحكمة «للبحر» كفاءتها وحذقها وحذفها ،وحسر تحقيقها المكين له أهليتها ألنها أبدت فيه رفاهة إدراكها لمفهوم اإلشارات الصوفية، وجمال |أنماطها مواجيد وتأمالت»(.)3 إن حضور الدكتورة زبيدة الورياغلي ف��ي م��ي��دان العمل التطوعي الخيري ونضالها في جبهات العمل االجتماعي هو صورة من حضورها الوضاء في محاريب العلم ،باحثة وأك��ادي��م��ي��ة مهمومة بمشكالت وطنها في كل المجاالت، فكتبت األبحاث والمقاالت التي تلقفتها صحف طنجة المحلية ،فكانت تكتب في العديد من المواضيع وبخاصة مواضيع الشخصيات النسائية في مدينة طنجة. فتنتج أعماال مهمة تعرف فيها بنساء طنجة الرائدات بها في ميدان التعليم واألعمال الجمعوية واالجتماعية. ----
( - )1تنظر ترجمتها في :سلسلة علماء في ضيافة المجلس العلمي :المجلد الثالث 2015-منشورات المجلس العلمي المحلي بطنجة1436/2015 :م .في ضيافة كاتب :إعداد عمر قرباش منشور في حلقتين بجريدة طنجة العددين 4073 السبت 28شتنبر 2019و العدد 4070السبت 5أكتوبر 2019 ( - )2الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي رحمه اهلل :قراءة في كتاب (تراجم نساء طنجة الرائدات) من تأليف الدكتورة زبيدة الورياغلي --سلسلة علماء في ضيافة المجلس العلمي :المجلد الثالث 2015-ص 193-منشورات المجلس العلمي المحلي بطنجة1436/2015 :م . ( - )3األستاذ محمد التمسماني -الدكتورة زبيدة الورياغلي « مشعل في ركب الرائدات» --سلسلة علماء في ضيافة المجلس العلمي :المجلد الثالث 2015-ص 207-منشورات المجلس العلمي المحلي بطنجة1436/2015 :م .
�أحمد الإدري�سي البوزيدي يف ذمة اهلل انتقل إلى عفو اهلل السيد الفاضل
�أحمد الإدري�سي البوزيدي
والد أخينا األستاذ الدكتور عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي
وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير جريدتي الشمال وطنجة وجمعية أعمدة وفرع رابطة كاتبات المغرب بطنجة ووحدة الدكتوراه النص األدبي العربي القديم بكلية األدب بتطوان إلى أخينا العزيز سيدي عبد الرحيم وإلى أخواته وإخوانه وكل أفراد عائلته الكريمة بأحر التعازي سائلين اهلل سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ويثيبه على حسن أعماله.
إنا هلل وإنا إليه راجعون
ال�شمـال
t
7
xwالعدد 1056
ن�ساء يف ّ الذاكرة
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
�آمنـة اللـوه
الثقافة هي ال ّذاكرة الجمعية لكل الشعوب، هي أساس هويّتها واُنتمائها وتميّزها، هي قاطرتها نحو التّنمية المستدامة في كل مجاالت الحياة ؛ وإذا اُمتطت المرأة هذه القاطرة َك َذاتٍ مشاركة في إنتاج األدب والثقافة فإنّها قطعا ستكون ذاكرة قويّة ؛ بعدما كان حضورها في التاريخ الثقافي العربي ً ضعيفا ،أل ّن هذا التّاريخ ذكوري والمغربي باألساس ،بالرّغم من أنّه ال ينفي وجودها كشاعرة ،من مثيالت الخنساء وو ّ الدة وليلى األخيلية وغيرهنّ. تسجّل ذاكرتي وذاكرة المغربيات جميعهنّ من األوساط الثقافية ،ذكرى رحيل أيقونة من أيقونات األدب المغربي المعاصر ،التي وافتها المنيّة يوم 18 يوليوز 2015بعد رحلة من العطاء دامت أكثر من ستين سنة« .آمنة ال ّلوه» اسم يُكتب بماء ّ الذهب، هي من الرّعيل األوّل الذي لبّى نداء العِلم والوطن رغ��م سطوة العقليّة ال� ّ �ذك��وريّ��ة آن��ذاك وشيوع المساعي الرّجعيّة التي تسعى لعرقلة مسيرتها مؤمنة أشدّ اإليمان ّ بأن المرأة لها دور طبيعي: هو ال��زواج واإلنجاب ومالزمة البيت ،أمّ��ا دورها في التّنميّة فلم ينادِ به إلاّ الملك الرّاحل محمد الخامس ،قال عند نزوله من ّ الطائرة بعد رجوعه من المنفى يوم 16نونبر 1955قولته المشهورة: «خرجنا من الجهاد األصغر للجهاد األكبر» وكان يقصد رحمه اهلل بالجهاد األصغر طرد المستعمر الفرنسي وتحقيق اإلستقالل ،وبالجهاد األكبر بناء الدولة المغربية الحديثة على أسس متينة في إطار ملكيّة دستوريّة ديمقراطيّة اُقتصاديّة واجتماعيّة وثقافيّة .ولم يكن لهذا البناء أن يستقيم لوال اُندماج المرأة المغربية كشريك أساسي في التغيير ؛ وتجدر أن ّ اإلشارة هنا إلى ّ كل الدّول العربية التي كانت تهمّش دور المرأة ،قد انتبهت ف��ي العقود األخ��ي��رة إلى أهمية إشراكها في عملية التنمية لبناء مجتمع حداثي ديمقراطي. انخرطت أمينة ال ّلوه في مجال األدب والتّربية والبحث العلمي كمث ّقفة وازنة ،ولم تأبه للعادات والتقاليد العقيمة التي ُف ِرضت على المرأة آن��ذاكّ ، ألن أسرتها كانت تقدّس العلم وال تفرّق في طلبه بين ال� ّ �ذك��ر واألنثى، وفي سبيله انتقلت أسرتها بعد أن أكملت تعليمها األوّل ُ بكتّاب قرية «ب ّقيوة» «بالحسيمة» إلى مدينة «تطوان» حيث تميّزت مسيرتها العلميّة بالتفوّق في الثانوي وعند التحاقها بمدرسة المعلمات كطالبة ومدرّسة ،وعند التحاقها بجامعة «م��دري��د» لتحصد منها شهادة
-نهى الخطيب
اإلجازة في علم التربية والفلسفة ،وشهادة دكتوراه الدّولة في اآلداب سنة .1978وهبت آمنة ال ّلوه حياتها لقضايا بالدها ،فكانت رائ��دة في الحركة الوطنية ،جاهدت بقلمها من أجل استقالل المغرب،
ومن أجل تعليم المراة المغربية وتحريرها من ربقة الجهل واألمية ،والحصول على حقوقها وإخراجها من بوثقة الحرمان والتّهميش واإلقصاء .وكانت رائدة في مجال اإلعالم ،إذ القى برنامجها اإلذاعي على قناة «تطوان تخاطبكم» نجاحا واستقطابا لفئة واسعة من المستمعات والمستمعين أيضا .كما كانت رائدة في المجال الخيري الجمعوي ،كعضوة ناشطة بجمعية «اإلنبعاث» وجمعية «المواساة» لرعاية اليتامى بالرباط ،ويكفيها فخرا في هذا الباب ان اوقفت بيتها الكبير بـ «طنجة» لمركز الدّراسات القرآنية والبحث العلمي... إسهاماتها وإنجازاتها العديدة علميّا ّ محط إعجاب وتقدير رغم وعمليّا الزالت م��رور السّنين ،إذ كانت أوّل مغربيّة تحصل على جائزة المغرب عن روايتها «الملكة خناثة» سنة 1954التي تقرأ فيها التاريخ المغربي من زاوية نسوية حسب النّ ّقاد ،لكن تكفي أقدميّة هذا التّاريخ للتعبير عن ظهور ال ّلبنة األولى لألدب النّسائي وأخذه مبدأ الدّفاع عن حوزة الوطن كمشروع اوّل��يّ . إن هذه الحصيلة المشّرّفة للمرحومة «آمنة ال ّلوه» وغيرها من نساء المغرب المبدعات والمناضالت ال ّلواتي عاصرناها تدعونا للقول : ّ إن ما تعيشه المراة المغربية اليوم من تقدّم واُنفتاح ووجاهة وتحرّر فكري واُجتماعي ،لم يكن وليد الصّدفة ،بل نتيجة مضن وشاقّ ،وجهود خاضتها سابقاتها عمل ٍ لصنع تاريخ المغرب بحكمة ورجاحة عقل .رحم اهلل فقيدتنا وجعلها من نساء الجنة. المغرب 2020\07\19
ال�شمـال
t
8
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
محمد العربي امل�ساري
مثقف �سـاد ب�شرف نف�سـه
انتقل إلى عفو اهلل تعالى يوم 8شوال 25 / 1436يوليوز 2015األستاذ محمد العربي المساري. وفاء له واعترافا بما قدمه على مستويات عدة ،نقدم هذه المادة في الذكرى الخامسة لوفاته رحمه اهلل تعالى ،كشفا لجوانب مضيئة من حياته وشخصيته الجامعة؛ فهو صحافي وسياسي لكنه أيضا مثقف وأديب وهو ما نروم التركيز عليه.
mشذرة حياتية:
ولد سنة 1936في مدينة تطوان ،وبها نشأ ودرس وتعلم. صحافي ،دبلوماسي ،سياسي ،مؤرخ ومثقف مغربي. تولى وزارة االتصال من مارس 1998إلى شتنبر .2000 -كان عضوا في اللجنة التنفيذية لحزب االستقالل منذ .1974
mفـي الصحافة واإلعالم:
اشتغل في اإلذاعة من سنة 1958إلى ،1964والتحق بجريدةالعلم التي تدرج فيها من صحفي إلى رئيس التحرير إلى مدير. عضو األمانة العامة التحاد الصحفيين العرب منذ سنة ،1969ثمنائب رئيس االتحاد بين 1996و.1998 عضو لجنة تحكيم جائزة اليونسكو لحرية الصحافة «غييرموكانو» بسنوات .2004 ،2003 ،2002
المساري عتبة تساؤلية طرح فيها: * الكتاب هو مجموع فصول متفرقة ال يجمع بينها إال أن كاتبها واحد،وأنها تتناول انشغاالت تتقاطع مع اهتماماته.. * البحث عن إجابات عن أسئلة من قبيل :إلى أين يسير المغرب؟ ما موقعه؟ وكيف يجب أن نتقبل ما يعتمل في حياتنا وفي المحيط الذي حولنا؟ * إعادة االعتبار إلى ما يسمى في تاريخنا الحديث بالحركة الوطنية المغربية. وتنبسط مضامين الكتاب في ستة فصـول: الفصل األول :يحمل عنوان الكتاب نفسه «المغرب بأصواتمتعددة» ضمنه الكاتب ردوده على رسائل األستاذ نواف حردان رئيس تحرير جريدة «األنباء» الصادرة في صاوباولو ،وهي مقاالت تناولت قضايا تاريخية وثقافية تتعلق بالمغرب ،منطلقا من فكرة مفادها أن الدولة المغربية كيان متميز م��س��ت��م��ر في الزمن. -
mفـي الثقافـة:
mمــؤلفاته:
mقـراءتـان:
أوال :المغرب بأصوات متعددة
هو الكتاب الثاني الصادر عن وكالة ش��راع لخدمات اإلع�لام واالتصال في أبريل ،1996يقع في مئة وثمان وتسعين صفحة من الحجم الصغير ،بافتتاحية لألستاذ خالد مشبال رحمه اهلل. وهو خالصة تأمل فكري في تاريخ المغرب بصفة عامة وشماله على وجه التحديد ،والكتاب من الوجهة المنهجية يعتمد المقاربة التاريخية النقدية ،ألن الكاتب لم يكن مهتما بعرض األحداث بقدر ما انصرف اهتمامه إلى تأويل هذه األحداث بعد استيعابها وتحليلها بنوع من االستقاللية الفكرية..مما أضفى على مواد الكتاب سمة موضوعية عليا.
mمعمار الكتاب ينبني على :
افتتاحية كتبها األستاذ خالد مشبال رحمه اهلل ركز فيها علىالتنويه بالتجاوب السريع للمشروع اإلعالمي الجديد ،واعتبر صدور العدد األول من سلسلة «شـراع» أهم حدث ثقافي في المغرب قد يسجل مع توالي الصدور المنتظم ،مؤكدا على اختيار أسماء المؤلفين المشهورين بمواقفهم الفكرية الرائدة منمذجا باألستاذ محمد العربي المساري . بعد هذا االستهالل التقديمي ،وضع المرحوم محمد العربي
Journal Achamal 2000
هدى المجاطياإلداري ،فقد خصص هذا الفصل ألحداث جرت في فترات معينة من عهد الحماية ،عمل فيها جهاز السلطة على خلق التعددية وصوال إلى أن يحتفظ لنفسه بامتالك المبادرة ،وأن ظهور ممارسة سياسية تقوم على وجوب وجود حزب إداري هو من مبتكرات مخططي السياسية اإلسبانية في مغرب الحماية ،مشيرا إلى أن تطوان – وهي عاصمة المنطقة الخليفية – المجال األول الذي طبقت فيه األنظمة الجديدة. الفصل السادس :العالقة بين التضامن األخ��وي واستقالليةالقرار ،تحدث فيه عن عالقة المغرب بالمشرق التي مرت بأطوار واغتنت بعطاءات إيجابية ..وأن المغرب يفرض نفسه على المشرق بهويته اإلسالمية؛ فبالخطاب اإلسالمي أمكن انتزاع قدر كبير من القضية المغربية في الثالثينيات ،ثم امتزاجه بالخطاب القومي العربي في مراحل الحقة. بعد هذه الفصول الستة ،خاتمة الكتاب بعنوان «رجل تواصل» بقلم الناقد البرازيلي سيرخيو ريبرو روزا رئيس الجمعية البرازيلية للنقاد ،أشار فيها إلى تعرفه على األستاذ محمد العربي المساري الذي كان سفيرا للمغرب في البرازيل وقتئذ ،فتعرف على كاتب مغربي منفتح، مجد شغوف بالبحث ،متعدد اللغات ..والنصوص القيمة التي نشرها في الصحف والمجالت عن الثقافة والسياسة ضمنها كتابه «Mundos »Marroquinosوهو أول كتاب صدر له بالبرتغالية.
ثانـيا :ريـاح الشمــال
كاتب عام اتحـاد كتاب المغرب في ثالث واليات،1969 ،1964 :.1972 منسق فريق المثقفين المغاربة واإلسبان سنة .1978 عضو في لجنة ابن رشد للحوار مع إسبانيا من سنة .1996 عضو المجلس اإلداري لمؤسسة الثقافات الثالث للمتوسطالتي يقع مقرها بإشبيلية سنة 2000وتم تجديد عضويته سنة .2004 باحث في قضية الدفاع عن اللغة العربية ،له مقاالتودراس��ات في هذا الموضوع ،ومحاضرات في مؤتمرات الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية. لـه عدة مؤلفات بالعربية واإلسبانية والبرتغالية في موضوعات أدبية،سياسية وتاريخية وفي العالقات الدولية ..أذكر منها: معركتنا العربية ضد االستعمار والصهيونية(باالشتراك مع المرحومين عبد الكريم غالب وعبد الجبار السحيمي) – الرباط .1967 مع الفتح في األغوار -الدار البيضاء ( 1971ضمنسلسلة كتاب العلم) جدل حول العرب.1973 - المغرب وإسبانيا في آخر مواجهة (حول قضية الصحراء).1974 قضية األرض ف��ي نضالنا السياسي منذاالستقالل -الرباط ( 1980ضمن سلسلة كتاب العلم) ص��ب��اح ال��خ��ي��ر للغد،للديمقراطية -تطوان .1985 اإلس��ل�ام ف��ي م��ؤل��ف��اتال���م���ف���ك���ري���ن ال����ع����رب ف��ي األمريكتين.1989 - االتصال في المغرب :منال��ف��راغ إل��ى المقدرة -الرباط .1992 ال��م��غ��رب ومحيطه فيجزءين – .1998 المغرب االفتراضي فيالصحافة الجزائرية – .2000 محمد ب��ن عبد الكريمال��خ��ط��اب��ي :م��ن القبيلة إل��ى الوطن ،المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء.2012 - ريـاح الشمال ،تطوان.2012
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020
الفصل الثاني 1930 :وما بعده ؛ انطلق فيه من مناقشة ما عرض له األستاذ أبو بكر القادري في كتابه «مذكراتي مع الحركة الوطنية المغربية من 1930إلى »1940وخلص من خالل استقرائه للوقائع الممتدة من 1930إلى 1940إلى التأكيد على أن النخبة التي تصدرت األحداث طرحت مشروعا متكامال وفتحت دورة جديدة في تاريخ المغرب بعد أن طويت صفحة المقاومة المسلحة التي كان لها أساليب أخرى مخالفة. الفصل الثالث :إشكالية االستقالل والوحدة في عمل الحركةالوطنية بالشمال ،ركز فيه على أن المدة الطويلة نسبيا التي استغرقتها تجزئة الوطن من 1913إلى 1956خلقت حقائق متميزة ومستقلة ،وأن المناخ الثقافي في شمال المغرب كان متأثرا باألفكار العربية نتيجة اتصال قديم ومتواصل مع المشرق كانت له سمة عصرية في بعض األحيان من خالل األستاذ شكيب أرسالن ومن خالل البعثات العلمية. الفصل الرابع :الشمال واقع جغرافي بحمولة تاريخية ،وهو «واقعبشري ،اجتماعي ،ثقافي مثل في تاريخ المغرب الموحد جسرا مع اآلخر، إنه واقع تظافرت على خلقه الجغرافيا والتاريخ» بهذه المقولة استهل الكاتب هذا الفصل مؤكدا أن الواقع االستعماري هو أمر مؤقت وأن التجزئة – وهي من أبرز مظاهر ذلك الواقع – مصيرها إلى اإللغاء. -الفصل الخامس :من االحتواء إلى التعددية المدبرة إلى الحزب
صدر بتطوان سنة 2012وهو أول إصدار من سلسلة منشورات «روافد ثقافية ومغربية» ،وقد نظمت مجلة « روافد ثقافية» لألستاذة فاطمة الميموني حفال لتقديمه يوم 2يوليوز 2012بحضور المؤلف رحمه اهلل وبمشاركة أستاذنا الدكتور عبد اللطيف شهبون واألستاذ رضوان احدادو أكرمهما اهلل وبتسيير الدكتورة فاطمة الميموني، كما جرى تقديمه للمرة الثانية من طرف جمعية «فضاءات ثقافية» بالعرائش في شتنبر من السنة نفسها. الكتاب يجمع بين التأريخ والكتابة الصحفية ،وبين النقد والتحليل السياسي ويهتم بالتوثيق لمرحلة ما قبل االستقالل ،ويعبر عن االنشغاالت األساسية التي يهتم بها الكاتب ،وال بد من اإلشارة إلى أنه يتقاطع مع كتاب للمرحوم األستاذ الطيب الدليرو (صادر عن سلسلة شراع ) يحمل العنوان نفسه ويتناوالن موضوعات وقعت في الزمان والمكان ذاتهما. ويسمح ه��ذا الكتاب بالوقوف على بعض معالم كتابات األستاذ محمد العربي المساري بما هي سبر لألغوار ،واستقراء وتحليل واستنتاج ،وهو كما قال الدكتور عبد اللطيف شهبون «يمكن أن يقرأ في سياق كتاب «المغرب وإسبانيا :تاريخ ضد كل منطق» لإلسباني ( Bernabé Lopez Garciaترجمة األستاذ المساري) وأن هناك أشياء مشتركة بين الكتابين ،مع اختالف في التقدير والرؤية والموقف ،وفي سياقات ثقافية نظيرة» وأش��ار المؤلف إلى أن الكتاب استعراض لمعالم مدينة ناهضة هي تطوان التي كانت عاصمة الفعل الثقافي ،لكن جذوة الثقافة بها بدأت تخبو بعد .1956وعن األعمال التأسيسية الرائدة بتطوان ،فإن وجود الطباعة ساعد على وجود عشرات الصحف والمجالت التي ال تخلو واحدة منها من ركن أدبي أبدع فيه كثير من األدباء المغاربة ،ثم قدم نماذج ألحداث تاريخية هامة مثل زيارة األمير شكيب أرسالن وتأثيرها على الوطنيين بالشمال ،وتقديم أول عريضة في تاريخ الحركة الوطنية المغربية ( مايو ..)1930وبعد 1930أصبحت الرياح القوية التي كادت تعصف بالوجود اإلسباني في الشمال على يد الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي هادئة ،فانخرطت النخب المتنورة للعمل في إطار ما تتيحه منظومة االحتالل ،بهدف تحقيق إصالحات في ميادين شتى. والحق أن «ري��اح الشمال» يندرج ضمن كتب التاريخ الثقافي والسياسي لشمال المغرب في مرحلة حرجة من تاريخه ،وباستثناء الحديث عن حرب تطوان ،1860فالكتاب يؤرخ لفترة زمنية محددة ( ،)1956 - 1912عرض فيه المؤلف مجموعة من الوقائع التاريخية مرتبة ترتيبا كرونولوجيا ،مستثمرا ما كتب عنها: الحديث عن مغرب الثالثينيات من خالل كتاب«المغرب األقصى» ألمين الريحاني الصادر سنة .1939 ما كتبه األستاذ التهامي ال��وزان��ي فيحلقات نشرت في جريدة الحرية سنة ،1941 عن األوضاع العامة بمدينة تطوان بعد دخول اإلسبان سنة .1913 األستاذ محمد العربي الخطابي كنموذجللمثقف المغربي الملتزم ،ودوره في الحياة الثقافية بتطوان الخمسينيات «التي كانت في أوج عطاءاتها التي تظافرت في صنعها عوامل سياسية وثقافية ترسبت منذ الثالثينيات ،وكانت قد أصبحت منطقة جذب آوى إليها شعراء ومبدعون من سائر المغرب» ( رياح الشمال -ص)108 : «ت��ط��وان وبيكبيدير» من خ�لال رواي��ة Maria Duenasالموسومة ب( EL Tiempo entre costuras :الزمن بين غرز). للكتاب فوائد جمة بالنسبة للباحث في التاريخ والسوسيولوجيا والسياسة واإلثنوغرافيا ،ورؤية المؤلف فيه نسقية وشاملة فيها األدب والتاريخ ،وفيها نقد للمسألة الثقافية والسياسية لشمال المغرب إبان الحماية. الكتابة عند المرحوم األستاذ محمد العربي المساري تشكل مظهرا من مظاهر وجوده الفكري والوجداني واإلنساني ،ليست هناك مرحلة من مراحل حياته لم تعرف كثافة كتابية بتنويعات مثيرة..رحمه اهلل تعالى وأثابه خيرا عن كل ماقدمه ،فقد كان نموذجا لجيل أخلص للوطن بالصدق والوفاء واالنتصار لقيم النزاهة والعفة.
-----
* صورة األستاذ محمد العربي المساري رحمه اهلل من أرشيف األستاذ رضوان احدادو أكرمه اهلل
ال�شمـال
t
9
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
امللحق الثقايف والفني
زفزاف حممد 1945
محمد زفزاف �إعداد وتن�سيق
lعبد الإله املوي�سي
13
2001
حممد زفزاف الذكرى
ال�شمـال
t
10
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
محمد زفزاف بالدار البي�ضاء لما انتقل محمد زفزاف إلى الدار البيضاء في نهاية الستينيات وعين مدرسا لمادة اللغة العربية بإحدى ثانوياتها اإلعدادية ،جاء به صديقه إدريس الخوري إلى المعاريف ،وقدمه إلى أصدقائه ،منهم الشاعر أحمد الجوماري والقاص البشير جمكار والشاعر والرياضي أحمد صبري .ولم ينس أن يقدمه إلى العاملين بمقاهي وحانات شارع ابراهيم الروداني. استضاف أحمد الجوماري وزوجته عائشة واكريم في بيتهما محمد زفزاف ،الذي سبقه اسمه كاتبا وشاعرا إلى الدار البيضاء .في انتظار أن يدبر له الخبير في جغرافيا المنطقة شقة صغيرة بسومة كراء مناسبة في الحي نفسه ،والخبير «المتمسمر» هنا هو صديقه إدريس الكص ،أو إدريس عالل الداودي ،كما ظهر اسمه في كتاباته األولى بجريدة «العلم» وبمجلة «آفاق» ،وقبل أن يستقر على اسم «الخوري» ويعمده الصحفي واألديب عبد الجبار السحيمي. وإن كان زفزاف غير الشقة مرات ،فإنه لم يغير الحي .صار من أبنائه واكتسب لغة وسلوك وعادات أبناء الدار البيضاء ،إلى أن توفي ذات مساء من صيف 2001في مصحة «المنبع» البيضاوية ،المتكئة على الكاتدرائية الكاثوليكية السيدة لورد بمدار أوروبا. لم يكن محمد زفزاف وحده ممن ساقه القدر إلى اإلقامة في حي المعاريف ،أدباء ومدرسون سكنوا بهذا الحي الذي كان يسمى في األول بـ«جان كورتين» .منهم الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، والشاعر أحمد بنميمون ،والشاعر محمد الشيخي ،والناقد محمد فقيه ،والقاص علي األجديري ،واألستاذة التيجانية فرتات ،والباحث عبد السالم التازي ،والباحثة فاطمة الزهراء ازريويل ،والشاعر عزوز علوان ،والقاصة مليكة مستظرف ...وغيرهم. يعد حي المعاريف من األحياء األوروبية القديمة في الدار البيضاء ،يتوفر على كل المرافق الحيوية ،بمبانيه الحديثة ،كانت جلها بيوتا من طابق أو اثنين ،مع عمارات ال تتعدى الثالثة طوابق، ثم ارتفعت إلى أربعة بدون مصاعد. تم تصميم حي المعاريف في بدايات القرن العشرين إليواء الساكنة األوربية الفقيرة بالمدينة ،من بروليتاريا الفرنسيين واإلسبان واإليطاليين .وكان وراء ظهورالحي أحد البريطانيين مع شريكين آخرين ،لذلك انتشرت بالحي مجموعة من الحانات التي ظل بعضها تحت إدارة وتسيير أوربيين حتى بعد رحيل المستعمر الفرنسي وإعالن قانون المغربة في عام .1974وسيتحول اسم الشارع الذي تقع به «البريس» إلى شارع ابراهيم الروداني ،أحد رجاالت المقاومة المغربية الذي ذهب ضحية التصفيات واالغتياالت التي حدثت بين المقاومين غداة االستقالل ،وقد أطلق عليه «الرفاق األعداء» الرصاص أمام باب «البريس» ،وكان الروداني من روادها، كعدد من أفراد المقاومة وحزب االستقالل اعتادوا اللقاء بالمكان، ونكتفي بذكر المقاوم محمد بنحمو الفاخري ،وقد كتب له أن يكون أول واحد نفذ فيه حكم اإلعدام بعد االستقالل بعد اتهامه بالتآمر ضد ولي العهد موالي الحسن (الحسن الثاني). *** بشارع ابراهيم الروداني يمكن أن تطالعك بارات تحمل أسماء أجنبية باللغة الفرنسية ،مثل :بار «الترمينوس» ،وكان يقع عند نهاية الحافلة رقم ،7قبل تمديد هذا الخط في التسعينات ليصل إلى حي «ليساسفة» بضاحية الدار البيضاء الجنوبية. في منتصف النهار ،عند وقت الغذاء ،كانت طاوالت «الترمينوس» تغطى بقماش أبيض ،حيث يقدم مطعم البار وجبة واحدة ،ضمن حسابها زجاجة ليتر نبيذ هدية .كما كان األمر في أماكن أخرى، كنادي الكرة الحديدية «الكازابالنكيز» الذي تم إغالقه في نهاية الثمانينيات .كانوا يقدمون للزبون ليترا من نبيذ معبأ في براميل إذا طلب األكل. مع األع��وام تدهور المكان وص��ار م�لاذا يغص بالشاربين الباحثين عن بيرة بثمن أرخص .وللمراهنين على خيول تركض في ميادين فرنسا ،إذ احتل كشك صغير مدخل «التيرمينوس» ،وكان خاصا بـ«التييرسي». حكي لي الجوماري وزفزاف معنا ،أن الشاب محمد زفزاف لما كان يلج «التيرمينوس» لتناول الغذاء ،كان يتلقفه النادل حسن ويحدد له أين يجلس ،فيستجيب زفزاف كالمذعور .أيامها كان صاحب «حمار الليل يضرب سكيرين» حديث عهد بالدار البيضاء. بعدها سينتقل النادل حسن إلى العمل ببار «البريس» في نفس الشارع ،وظل هناك حتى وصوله سن التقاعد .كان حسن طويل القامة ،بشعر شديد السواد وناعم مع شنب .لم يكن يتوقف عن الكالم مع الزبائن والتنكيت معهم .بعد تقاعده وقد ابيض شعر رأسه وتقوس ظهره قليال ،كنت أصادفه جالسا بمقهى شهرزاد على الطرف اآلخر من الشارع قبالة «البريس» ،لم يرد االبتعاد عن المكان الذي قضى به عمرا وترك فيه أزهى فترات شبابه وعنفوانه. ثم فوجئت به مرة وهو يسوق التاكسي الصغير الذي طلبته من أمام اإلدارة القديمة لشركة النقل «الساتيام» .لم يتغير حسن كثيرا في حبه للكالم والدردشة .وسأعرف متأخرا أن حسن ليس اسمه
الذي اشتهر به ،بل إن اسمه الحقيقي هو عبد اهلل .وكان يقطن بالحي المجاور درب غلف. *** ع���ل���ى ب���ع���د أم����ت����ار م��ن «التيرمينوس» يقع بار «أريناس». وكان مشهورا بالسيدة األوروبية التي تجلس أو تقف وراء الصندوق، وهي امرأة قصيرة دائما مدثرة ومسربلة بالكامل في السواد ،حزنا على خطيبها القتيل ف��ي ال��ح��رب األهلية اإلسبانية، وكان ضمن كتائب الجمهوريين ،كما هم الالجئون اإلسبان في المعاريف ال��م��ع��ادي��ن ل��ل��م��اري��ش��ال فرنكو. وق��د كتبت م��رة ع��ن «ال��روخ��و» (أي الجمهوريين الحمر) في المعاريف واستضافة أحدهم للثائر األممي تشي غيفارا، ال��ذي دخ��ل المغرب سرا وبهوية وج��واز مزورين بعد استقالته من الحكومة الكوبية( .موقع «الصوت» بلبنان.)2017 ، حين تتغيب اآلنسة «أري��ن��اس» عن مكانها ك��ان يعوضها شقيقها األصغر «ميشيل أريناس». مرة في بداية الثمانينيات دخلت بار «أريناس» رفقة الصحفية السورية «قسمت طوران» ،التي جاءت مندوبة عن مجلة «الوطن العربي»الباريسية من أجل إنجاز تحقيقات ثقافية وإجراء حوارات مع أدباء الدار البيضاء .سترفض «الراهبة» أريناس تقديم الشراب لقسمت طوران ،بحجة أن الحانة ال تقدم خدماتها للنساء .كان معنا الشاعر أحمد الجوماري ،فطلبنا لها كوكاكوال ،لكننا كنا نصب لها من قنينة النبيذ التي طلبناها نحن .وهذا لم يعجب االسبانية الحزينة ،التي ال أعرف من أين جاءت بتشريع قانونها الخاص ضد النساء رغم كونها من جنسهن. كان عمر هو النادل الذي يقف خلف الكونتوار ،وكلما طلب أحدهم بيرة أو كأسا يخط بالطباشير خطا تحت حافة المكان الذي يقف به الزبون على الفاصل الخشبي .كان يعتمر طربوشا أحمر تونسيا ،في العقد الخامس ،جاء إلى الدار البيضاء من الجنوب األمازيغي ،كثير «الفهامة» .لكن «فهامته» دفعته مرة أن يبوح لي برأيه في زبائن البار ،وجلهم من أسرة التعليم .قال لي النادل عمر: لماذا يا ولدي تبدد وقتك ومالك في هذا المكان .أترى ..إنيأعتبر كل هؤالء «السكايرية» حميرا وجاهلين ،وأنصحك أن تبتعد عن هذه الطريق. أتذكر أني قلت له إنك تعتاش من هذا المكان وعلى حساب ه��ؤالء الحمير الجاهلين كما وصفتهم .ونقلت ما فاه به إلى األصدقاء فشتموه وكانوا يحترمون كبره والشيب الذي يكسو رأسه ووجهه .بعد هدم المكان تحول عمر إلى عاطل لم يجد من يشغله بسبب سنه. كان عمر يشبه في مالمحه وهيأته وطربوشه األحمر نادال آخر في حانة «مرس السلطان» وسط المدينة ،عرفناه باسم «جانوم»، اللقب الذي سماه به أصحاب وزبائن البار الفرنسيين ،وهو تحريف لكلمة جون أووم» الفرنسية ،أي الفتي الشاب .ويعني ذلك أن «جانوم» بدأ العمل صغيرا. لما مرضت اآلنسة أريناس ،باعت البار إلى أحد المغاربة الذي ارتمى إلى حرفة تسيير الحانات والمالهي .وكان أول ما فعله هو حصوله على رخصة بناء بالرشوة من موظف في بلدية المعاريف، في عهد تسييرها من طرف االتحاديين .وبدأ المالك الجديد بحفر أرضية البار بغاية إنشاء كباريه .كان سيكون هو أول علبة ليلية في المعاريف .لكن مع تقدم الحفر لم ينتبه الحفارون فأصابوا أساسات المبنى لتنهار العمارة بأكملها .كان المشهد مثل زلزال قوي ،مالت العمارة ذات الطوابق الستة وهوت إلى باطن األرض .ولم نسمع بأي تحقيق في مالبسات الحادث ،وبعد أن تمت إعادة بناء عمارة جديدة مكان المنهارة ،تحول مكان البار القديم إلى وكالة بنكية تابعة للشركة العامة لألبناك. أما بار «ماجيستيك» المجاور ،فكان بداخله بار أمريكي .كان اسم صاحبه المغربي :زكي ،اشتراه من مالكه الفرنسي. زكي كان يحضر إلى البار في أوقات النهار ،قبل أن يتحول المكان في المساء إلى فضاء غامق مليء بالصخب والضوضاء والدخان. كنت أرى زكي كواحد خارج من فيلم مصري قديم ،زمن أفالم يوسف وهبي وأنور وجدي .دائم المحافظة على أناقته الكالسيكية، البذلة القاتمة والمقلمة ،والمنديل المطل من جيب السترة مع
عبد الرحيم التورانيربطة العنق المزركشة .غالبا ما يلصق زكي بين شفتيه سيجارة أمريكية على فلترها مصفاة طويلة سوداء .بأصابع يديه أكثر من خاتم بفصوص بارزة .لما يتكلم زكي أو يبتسم يلمع الذهب من فمه ،وتظهر أنيابه مغلفة برقائق من ذهب أصفر .حول مائدته كان يتحلق ثالثة إلى أربعة من أصدقائه يشبهونه في اللوك والهندام، بشربون الريكار والويسكي ويتضاحكون ،وغالبا ما كانوا يعتلون كراسي طويلة القوائم «طابوري». وظف زكي سيدة اسمها «دونيز» ،كانت هي من تتولى تسيير البار األمريكي الذي كان ال يفتح قبل التاسعة مساء لتشتعل أضواؤه الحمراء .وقلة هي من كانت تعلم أن «دونيز »الواسعة الصدر هي عشيقة للسيد زكي صاحب الـ «ماجستيك». أما البار العادي لـ «ماجيستيك» فكان تسييره موكوال لشخص فاسي ،له اسم نادرا ما يتسمى به الفاسيون( :ميلود) .هو من كان يجلس وراء اآللة الحاسبة .كان ميلود بدينا أبيض البشرة مع رأس كبير يقاوم الصلع ببضع شعيرات طويلة ملصقة بدهان «الكومينة». ينتعل صيفا وشتاء صندالة جلدية في قدميه الغليظتين. وكان هناك النادل الصحراوي المهدي وراء الكونتوار ،وبالقاعة النادل بداز األمازيغي الوسيم .والنادل «موالي» ،الذي سألني ذات يوم عن مدرسة قريبة لتعلم اللغة االنجليزية ،وكان يحمل بيده كتاب «كيف تتعلم اللغة االنجليزية في خمسة أيام» ،كان ينوي الهجرة إلى بلد أنغلوسكسوني ،لكنه انتقل للعمل في بار آخر بنفس الشارع .وظل هناك إلى أن تقاعد وأصبح مثل النادل حسن سائق تاكسي صغير. أخبرني زفزاف أن النادل المهدي لما يغلق البار في الحادية عشر ليال يركب دراجته النارية «الموبيليت» الحمراء ،ليتجه إلى الكورنيش بعين الدياب ليبدأ سهرته في بار يقدم عروضا غنائية راقصة لفن «الشيخات» .وأن الرضوض البادية على وجهه نتيجة سقوطه سكرانا من دراجته النارية. أما المكلف بالصندوق ،ميلود ،فقد استقال من عمله كمسير للماجستيك ،وفتح في منطقة مرس السلطان محال لبيع الدجاج المشوي والساندويتشات .وقد توفي في السنوات األخيرة. خلف ميلود شخص آخر نحيل وطويل القامة اسمه عيسى، غالبا ما يتوارى خلف الفاصل الذي وراءه ليكرع البيرة ،وسرعان ما صار لعيسى أصدقاء من زبائن الماجستيك أمسى يظهر معهم في البارات المجاورة أيام عطله. كان النادل بداز رجال طيبا ،بعد تقاعده صادفته قرب مقر المقاطعة اإلدارية العاشرة بملتقى شارع سمية مع شارع 9أبريل، فسألته عن ذكرياته مع صديقينا محمد زفزاف وأحمد الجوماري، فأبدى استعدادا كبيرا ألسجل معه بعض محكياته عنهما .لكن الوقت مر دون أن أنتبه ،ولما طرقت باب بيته بأول زنقة بيلفو علمت أنه توفي بعد مرض مفاجئ لم يمهله. في «ماجستيك» التقيت أول مرة بالكاتب محمد شكري ،وكانت زيارته األولى للعاصمة االقتصادية ،بعد نشر الترجمة الفرنسية لروايته األول��ى «الخبز الحافي» ،وسفره إلى باريس ضيفا على برنامج «أبوستروف» لصاحبه برنارد بيفو (.)1980 وفي «ماجستيك» أيضا قدم لي الشاعر أحمد الجوماري صديقه القديم الشاعر االتحادي محمد علي الهواري ،العائد سنة 1977من الجزائر ،بعد إقامة طويلة ساهم فيها في تطوير الصحافة الثقافية باللغة العربية في الجزائر. وفي المكان ذاته تعرفت على الشاعر عبد القادر القطا ،قبل أن يتحول إلى مخرج سينمائي ويشتهر باسم عبد القادر لقطع.
ال�شمـال
t
11
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
الكتابــة
ذلك العامل الاليقيني القاصّة لطيفة لبصير
/المغرب
ما الذي يجعلني أبحث عن الكتابة؟ هل هي انتقام من الموت أم أنها تعيد توازني؟ لماذا كانت الكتابة دوما محرابي الذي أتوجه إليه؟ ولماذا هذا اللجوء إلى المداد الذي يصنع عوالم قد تكون غريبة علي لكنها جزء من شراستي وتوثبي وقلقي الذي ال أعرف مصدره؟ وكيف أكتب؟ ولماذا يهيمن على الشك والاليقين بحثا عن المجهول الذي تقودني إليه الكتابة؟
الكتابة من زمن الشك
أكتب كثيرا من خالل ضمير المتكلم ،وهذا الضمير يتنوع بين ضمير متكلم أنثوي وضمير مذكر ،غير أن المهيمن في نصوصي هي المرأة بكل عوالمها وتلويناتها وخصوصياتها الغريبة، ولكن ال يقين في كتابتي ،فأنا أخطو بالشخوص وكأنني أبحث في الشخصية وما يمكن أن يسفر عنها من أحالم يقظة و رغبات وعوالم مجهولة ،ولذا تدرجت في كتابة أعمالي بدءا من مجموعتي األولى*رغبة فقط* إلى *ضفائر* ثم * أخاف من * إلى *عناق* من نصوص تهتم بالشخصية األنثوية بشكل كبير جدا رغم أنني في بعض األحيان يهيمن علي السارد المذكر إال أنني أجد أن األنثوي ما زال غريبا فينا كما تقول جوليا جريستيفا .ولذا فإن الكتابة بالنسبة لدي كانت مرفأ للعديد من األشياء التي ال أستوعبها في حياتي اليومية. ولكن من أين تأتي الشخوص؟ هل من لحم ودم؟ أم هي نتاج تواصل مستمر مع عوالم قرأتها سابقا؟ هل تتناص مع ثقافتي العربية من شعر أبي الطيب المتنبي في العصر العباسي في حكمه أو امرؤ القيس في مجونه أو طرفة بن العبد في فلسفته عن الموت في العصر الجاهلي ،أم أنها تداعب موباسان وقصته الشهيرة الجميلة * خصلة شعر* la chevelureوهو يخبئها في درجه السري حتى يعشقها عشقا خاصا ،أو أنها تسافر مع بطل رواية *غراديفا* لوليم جونسون وهو يعشق منحوتته الجميلة غراديفا وكأنه يعشق الوثنية ويعيش هذا العشق الغريب أم أنها تعرج على قصة أحمد بوزفور *ققنس* ذلك الطائر األسطوري الغريب .أكاد أقول إن الكتابة بالنسبة لي هي هذا التمازج الكلي للنصوص والحياة وهي هذا األثر الغريب الذي تتركه كل األشياء التي تعبر، سواء من تلف للذات حين يصيبها التعب ،فأنحت شخوصا أخرى ال عالقة لها بي وكأنني أعيش معها بحثها عن شيء ما ،من األكيد أن كالنا ال يعرفه .وهنا ال بد أن أشير إلى كتاب ? est-il jeلكاتبه philipe gaspariniالذي يرى بأن حتى المحكيات األوتوبيوغرافية االسترجاعية تبني الذاكرة الخاصة للسارد وليس الكاتب .ولذا فهي تسهم في بناء الحياة الفردية للسارد وليس الكاتب وذلك ألن األنا تبني هوية السارد في عمل إبداعي تخييلي.
لماذا أكتب داخل تجنيس معين؟
أكتب القصة القصيرة وال أصنف نفسي في جنس معين ،ألنني أعتبر أن اإلبداع ال محدود وبأن كل إبداع يحدد نوعية تجنيسه .genre littéraireفقريبا سيصدر عملي الروائي *الجنود ال يعودون* وهو عمل يتحدث عن انتظار النساء للجنود الذين يغيبون في الحرب مدة طويلة ،كما سيصدر عملي الواقعي وهو عبارة عن قصص نساء عشن تجارب مختلفة في حياتهن ،وهو مكتوب بطريقة تراعي البعد الواقعي لألحداث ،تحت عنوان*محكيات نسائية :لها طعم النارنج* ،غير أن لدي عالقة خاصة بالقصة القصيرة ،وهي أنني أتصور النص القصصي ال يقف عند الحكاية ألنه شكل وبناء ولعبة تحذف أكثر مما تقول ،وتعمد إلى الطي والكتمان ،كما أنه اشتغال على الشخصية ليس في عالمها الخارجي فحسب ،بل من خالل عالمها الداخلي وهي تتشكل ،ولذا تمظهر عناوين نصوصي أفعال األحاسيس ، verbes de sentimentألنها تنقل الداخل ،من رغبة فقط إلى أخاف من إلى عناق ،إنها تسائل الشخصية من الداخل رغم أنها تنفعل بما تعيشه المرأة في مجتمعي المغربي من ألم ال ينتهي جراء ما تعيشه المرأة من تحوالت اجتماعية ،لكنها أيضا ال تدرك من أين أتت بعض الشخصيات ،لذا أقول إن هذه الشخصيات الغريبة هي نتاج تفاعل ثقافي قد أعيشه دون أن أدري ،إنها هجين وامتصاص للذات وهي تتطور سواء على المستوى النفسي أو اإلنساني. ولذا ففي بعض األحيان ال أدرك سطوة بعض الصور التي قد تأتي في الليل ،ألراها وهي تتحول إلى حفنة من الجمل التي أكتبها والتي حين أعيدها أفاجأ بكتابتها .ولكنني أدرك بأن هذا الشيء الغريب ،الذي يتخلق والذي يصير سؤاال وشكا في كل اليقينيات هو األدب.
المطبخ الداخلي للكتابة
أكاد أجزم بأن هذا المطبخ متعدد ،فالقصة قد تأخذ أشكاال متعددة ،أحيانا أبدأ النص من الجملة األولى الالهثة ثم يبدأ النص في البناء وقد يبنى عبر مراحل ،وفي أحيان أخرى تأتي القصة القصيرة دفعة واحدة وكأنني سأعذب إذا لم أقم بكتابتها ،ولذا فإنني أنسحب من النص وكأنني أنهيت التواصل مع شخص أحببته في فترة معينة ،وانفصلنا ولكنني أتذكره مرة كل حين .لذا ليس هناك وصفات جاهزة لكتابة القصة ،فهناك من يعتبرها نثرا خالصا ،أي صنعة محضا ،خالية من التعبير عن الذات وهناك من يعتبرها حميمية أكثر ،تعبر عن الذات ،غير أنني أتصور أن األمر ال يخلو من التعقيد ،فأنا أرى أن األدب يتحول إلى أن يكون حميميا أكثر ،ألنه في حاجة إلى سماع داخلي للذات ،وهنا أستعير هذا التعبير من فرويد عن مفهومه* السماع العائم لآلخرين*écoute flottanteأو ما طوره فيما بعد جان بلمين نويل وهو ينصت للنص عبر السماع التحليلي في كتبه الشهيرة *نحو الوعي النص* vers l’inconscient du texteأو *غراديفا بالحرف * gradiva au pied de la lettreأو *بين السطور* .interlignes فاألدب ينبغي أن يسمع وشوشات الذات ،وتحوالتها الداخلية وارتباكها ضمن زمن يعج بالفردية الغريبة التي أصبحت مهيمنة على حياتنا اليومية أو في عالقتنا ببعضنا البعض،غير أن هناك نصوصا تعج بالتقاليد وهي ما يأسر الفرد في عالقته باآلخر ،لذا وجدتني وأنا أكتب عن النساء في كثير من األحيان وكأنني أستعير اللغة المبنينة اجتماعيا باستعارات جاهزة ضد المرأة من خالل صور الكيد والغش وهي صور نمطية تنقلها اللغة دون أن ندري ،لذا يبدأ اإلبداع حيث نشك في التقاليد الموروثة ،ألننا ينبغي أن نشك في كل شيء. وهنا ال بد أن أشير إلى الكتاب الهام للوران دامانز * المداد اليتيم* وهو يتحدث عن أن اإلبداع المعاصر يتحول ليصبح أكثر إصغاء للذوات ،ويبدأ في صنع عالمه الجديد من خالل الثورة على
محكي األصول العائلي *الرواية األسرية* إلى صنع محكي انتساب جديد يبدعه هو في عالقته بعالمه الخاص ،يقول لورانز دامانز: Le sujet se réinvente, dans la dispersion des identités fragmenteés,des masques et des légendes insoupçonnées. Le secret de l’individu est désormais devenu insaisissable, depuis que s’est dipersé le foyer de l’origine, qui arrimait dans une antériorité inaccessible la danse des identités.
شخصيات ال تخضع لألخالق
من المؤكد جدا أنني أكتب عن شخصيات ال مكتملة ألنها في طور االستعداد للكالم والقول. فشخصياتي ال تحمل ثوابت في األفكار ،إنها تدخل في استعداد معركة الرجوع إلى عوالمها الغريبة لتبني لنفسها عالما آخر ،ولذا فأنا أعود بشكل كبير جدا لالستبطان الداخلي ألنني أعشق الشخصية أكثر ،حتى الشخصية األكثر شرا في هذا العالم ،ال أجدني أنفر منها أو أضع بيني وبينها مسافة، إنها جزء مني و حين أنسجها ،أكون قد وضعت فيها جزء كبيرا من أعصابي وتخيالتي ،ولذا أنا أنحت الشخصية األكثر قربا من صنعي الخاص ،وأعشقها حتى لو كانت على خالف ما أؤمن به ،فمثال قصة *عناق* ضمن مجموعتي القصصية *عناق* تتحدث عن سارد مذكر يعشق جارته األنيقة ويبدأ في البحث عن سبل للعناق األبدي بين رجل وامرأة مقحما كل ذاكرته السابقة عن مفاهيم العناق سواء في األدب مثل قصيدة الشاعر ماريو بينديتي التي تحمل نفس العنوان *عناق* أوفي الفن مثل لوحة الفنان التشكيلي البولندي بيشنسكي التي تحمل عنوان* عناق* وهي تبرز تالحم هيكلين عظميين لرجل وامرأة يفوق اعتبار الزمن ،لكن المعشوقة ترى العناق شكال آخر ،فهي ال يهمها أن يحدث العناق بين جنسين مختلفين ،بل ترى العناق مع نفس الجنس أي أنها تعشق امرأة مثلها، وهنا يقف السارد العاشق موقف حيرة :لماذا ال تعشقه هذه المرأة المتعددة األنوثة ،ولماذا ترفض عشق رجل وتعشق امرأة ،في حين كما يقول هو أنوثتها تكفي ألكثر من رجل؟ من المؤكد أن هناك أشياء ال نستطيع تفسيرها عبر الكتابة ،ألن أحالم الناس وأفكارهم ليست متشابهة ،لذا تتمتع الشخوص لدي في عيش حريتها الخاصة كأشخاص لها مواقف مستقلة عن توجيهي الخاص أنا كساردة ،فليس لدي أي سوط أجلد به األبطال أو أوجههم ،إنهم يتحولون في النفس عبر اشتعالي الخاص ،ولكنهم ينفذون بجلدهم مني كي يقولوا األدب عبر طريقتهم الخاصة. نفس الشيء يحدث مع بطلة قصتي *نأنأة* فبطلة القصة دارسة للفلسفة تقيم مع صديقها الرسام في منزل في باريس ،وتدخن الحشيش كي تعيش جذبتها الخاصة ،ومن المؤكد أن يكون قاموسها خاص بالفلسفة ،ألن النص يستمد قاموسه من الشخصيات التي يتحدث عنها .غير أنها ال تملك أية حكمة في مسارها اليومي أو في مسار حياتها التي تعيد بناءها سواء عبر الكتابة أو عبر التذكر ،ولو كف األدب أن يقدم النصائح والحكمة والجدية ،من المؤكد أنه سيعثر على طرق أخرى غير طرق المنطق والصرامة ،لكي يعيش طيشه ونزقه كما يحلو له ،ويمكن أن أحيل هنا إلى كتاب: une histoire des romans d’amour, pierre lepape إذ يتساءل بيير لوباب في كتابه الذي صدر سنة 2011حول تاريخ روايات الحب :ماذا لو كانت الرواية أصال جنسا أدبيا غير جدّي ،يرتبط بالطيش واللعب والشباب أكثر من ارتباطه بالرشد والجدية والنضج؟ ماذا لو كانت الرواية نوعا أدبيا طائشا مرتبطا أصال بانعدام التجربة ،وبانفعالية الشباب؟ هل يمكن للبالغين الراشدين الذين يفهمون الحياة على أنها مصالح أن يقتنعوا بالدرس الذي تعلمه روايات الحبّ للشباب :أن الحب هو الشيء األكثر أهمية في الحياة؟ الكتابة بالنسبة لي بحث في الاليقين ،وشك في العديد من الثوابت ،ولذا فهي ال تتوقف عند الشخصيات الجاهزة والمعتدلة في سلوكها األخالقي ،ألنها ال تهتم بها أكثر ،يهمها جدا أن تعيش اضطرابات الشخصيات وهم يخوضون تجربة البحث عن ذواتهم..
ال�شمـال
t
12
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
الكاتب الكبير
الكاتب الكبير
حوار في ليل متأخر
022.25.86.81 يرن ُ ال ّ ُ الثابت الهاتف ُ يف البيت ِ لح ُ فاة وحيدة الس ْ ُّ **** تذرع ُالغرفة يد بحث ًا عن ٍ يقطر ُ إصبعيها من ْ اخلس ماء ُّ
****
لح ُ فاة التي الس ْ ُّ كانت سعيدة وحدها اآلن َ تئن ُّ للسماء!.. ْ وهي ترنو ّ
الحلم بموسكو
َ أمس سآتيك ِ وئيد اخلطى َ ً واحلنني مثقال باألسى ِ بدمعة أولغا * الرحيل غداة ِ إلى حيث يسري َ بك احلل ُْم، حزين ذات مساء ِ َ سأهديك ،ماذا تراني َ سأهديك ،يا صاحبي غير إطاللتي وثمالة كأسي لتني متب ِ ّ املشيع بشجو احلديث ّ حب كالص ِ ّ ما بني مقهى وأخرى باملستحيل احلب واحللْم عن ِ ّ _ وأنت؟ حبي أهرب ّ _ بلى ! ال أزال ّ إلى أي ركن من األرض أقصى... األحاديث وهج ِ ّ ويشتد ْ
زفزاف ...في موسكو ... مع المستعربة الروسية أولغا فالسوفا بطلة «أن نحلم بموسكو».
احللو والضحك ِ ِ حتى يطول عناق السماء ّ نصيب لكل ٌ من املوت يحيا به وله ُ يف حياة الرخاء دقائق ُمعدودة ليس إال أمير القوايف أضاف إليها ُ ً للدخان منذورة ثواني ِ َ املعدمني على عادة َ وصاياه وحفظ ِ ُ اجلميل أو رمبا للعزاء ِ يجاف إذا لم ِ نداماه الكرمي األمير ُ ُ ُ الوزن يستتب له كي ُ ّ لكنها يف حساب العشاء ُ دقيقة صمت األخير طويل ٍ ثقيل األثايف ومن ّ كل وجه ّ يقل ويكثر فيها املعزّ ون واملادحون على قدر أهل ..الوالء !
بيوت واطئة
_ « يا له من سكون مريع» ! يا له من سكون يا له ُ زفزاف يا... محمد يا ُ
إدريس الملياني يزهر هو ذا ُ الزيزفون اجلميع يف بيوت ِ البيوت جميع ِ ولكنه ال يضوع يثمر وال ُ غير هذا النيون **** املدن يف خيام ْ **** من قرير ًا إذن ****
احلبيب أيهذا ُ البعيد املنال القريب ُ ُ وال تكترث بانكسار النّ صال وال باملديح ا ُملسيل الدموع ! **** *أولغا :فالسوفا املستعربة الروسية الراحلة ..بطلة أقصوصته »:أن نحلم مبوسكو». *من ديوان «مبلء الصوت» : 2005
ال�شمـال
t
13
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
في ذكرى رحيله 13يوليوز 2001
محمد زفزاف ما زال الكاتب الكبري والثعلب الذي يظهر ويختفي
عبد الرحيم الخصار
أعمال زفزاف في حاجة أيضاً إلى نقلها إلى عدد من لغات العالم ،ألن أدبه مثل حياته كالهما شبيه بأدب وحياة الكتاب الكبار في مختلف أطراف العالم، كي يظل حاضراً باستمرار في المشهد الثقافي العام ،وكي ال يبقى حضوره موسمياً مثل ثعلبه الذي يظهر ويختفي. إذا سألت أحداً في المغرب« :من هو الكاتب الكبير؟» فسيكون الجواب من دون تردد :محمد زفزاف ،فهذه هي الصفة التي أطلقها عليه محبوه منذ عهد بعيد ،بمن فيهم الباحـثون المغاربة الذين أ ّلفوا بعد رحيله كتاباً جماعياً لم يجـدوا له اسماً آخر سوى «الكاتب الكبير» .هذا القـروي القــادم من غرب المغرب إلى حي المعاريف بالدار البيضاء بمالمحـه اآلسيوية هو أكثر الكتاب قرباً من حياة النــاس ومن متاهاتهم وأعماقهم رغم عزلته الدائمـة في بــيت كان يــقول عنه« :ليس بيــتي تمــاماً ،إنه يتعــبني، حتى إن لم يطــرق بابك أحد ،فالهاتف ال يتـوقف .ولو كــنتُ غنياً الشـــتريت بيتاً خارج الدار البيضاء ألســتريح فـيه» ،كانت شقــته مليئة بالسالحف وبأطفال الجــيران ،ربما لهذا كان يقـول« :أنا أفضل أن أعاشر السالحف على بعض األنــواع من البشر». قال عنه الكاتب العراقي فيصل عبد الحسن« :كنت أعرف أن المبدع محمد زفزاف الكاتب المغربي المعروف كريم اليد ويجود بما يملكه ،لكنه يرحمه اهلل بسبب افتقاره إلى مـورد مالي ثابت كان ال يستطيع في بعض األحيان حتى شراء الجريدة» .زفزاف نفسه قال مرة إن الياس الخوري كتب عن بيته في «السفير» وسمّاه البيت المهجور ،إنه بيت مهجور فعــ ً ال ـ يضيف زفزاف – لكن زاره كثير من الذين أثروا في حضارتنا العالمية. هذه السنة وهذا الصيف تحديداً تكون الذكرى الثمانين لوالدته قد حلت ،وتكون بالمقابل أربعون سنة قد مرت على روايته األولى والالفــتة «المرأة والوردة» التي صدرت في بيروت سنة 1972عن الدار العربية المتحدة للـنشر ،لكن زفزاف يروي أن الناشر حينها نشــرها من دون االطــالع على
فحواها ،وما أن صـدرت و ُقرئت حتــى تنكر لهــا. لذلك أعيدت طباعتها بدعم من الشاعر يوسف الخال عن دار «غاليري ،»1وتم إصدارها في طبعات أخــرى الحــقاً ،وترجمت في الثمانينيات إلى اإلسبانية وكانت محوراً ضمن البرنامج الدراسي في جامعة بوردو الفرنسية وليدن الهولندية. بطل الرواية شاب يرحل إلى فرنــسا لمواصــلة تعليمه ،حالماً بتحقيق ذاته في عالم كان ينظر
األميركي روجر ألنفي في معرض حديثه عن اتصال الكائن العربي بالعالم الغربي «ويمكن القول إن دائرة توظيف هذا الموضوع اكتملت في رواية «المرأة والوردة» للمغربي محمد زفزاف». وقبل «المرأة والوردة» بعامين أصدر زفزاف مجموعته القصصــية األولى «حوار في لــيل متأخر» بدمــشق عن وزارة الثقافة السورية، وتوالت بعدها رواياته وأعماله القصصية التي صدر عدد كبير منها خــارج المغــرب« :أرصفة وجدران» ببــغداد« ،قبور في الماء» و«محــاولة عيش» بتونس« ،الشجرة المقدسة» و«غجر في الغابة» ببيروت« ،مالك أبيض» بالــقاهرة« ،األقوى» بدمــشق ،إضافة إلى «بيوت واطئة»« ،األفعى والبــحر»« ،بيضة الديك»« ،الثعلب الذي يظهر ويختفي»« ،العــربة» وغـيرها من الروايات والمجاميع القصصية التي صدرت بالدار البيـضاء. ورغم أن كتبه كانت تـباع على نطاق واسع فقد عــاش حياته كما يعيش أي كاتب ال يملك سوى كلماته .لم يحظ بحياته باالهتـمام الذي ينبغي أن يحظى به كاتب في قامته ،وحين مات سُميَ مركبٌ ثقافي باسمـه وأُحدثت جوائز تخلد ذكراه ،وأُلفت عنه كتب وسال عن أدبه مداد كثير ،ومع ذلك فإن أعمال زفزاف في حاجة اليوم إلى إصدارها في طبعات متجــددة وإلى تقديمــها عبر المدارس والجامعات إلى األجيال الجديدة من القراء ،وعدم محاربتها كــما وقع قبل فترة في المغرب حين تمت برمجة روايته «محاولة عيـش» في المدارس الثانوية فتعرضت لهجوم شرس من طرف جهات «محافظة» كانت تسعى إلى إلغاء تدريسها متدرعة بالوازع األخالقي. أعمال زفزاف في حاجة أيضاً إلى نقلها إلى عدد من لغات العالم ،ألن أدبه مثل حياته كالهما شبيه بأدب وحياة الكتاب الكبار في مختلف أطراف العالم، كي يظل حاضراً باستمرار في المشهد الثقافي العام ،وكي ال يبقى حضوره موسمياً مثل ثعلبه الذي يظهر ويختفي.
ورغم �أن كتبه كانت تـباع على نطاق وا�سع فقد عــا�ش حياته كما يعي�ش �أي كاتب ال ميلك �سوى كلماته .مل يحظ بحياته باالهتـمام الذي ينبغي �أن يحظى به كاتب يف قامته إليه بمثالية ،غـير أن تلك النظرة سوف تتغير للنقــيض بسبب اتصاله الدائم بالعوالم السفلى للحياة الفرنسية ،الرواية تنـتقد أيضاً المحيط االجتماعي المغربي ،حــيث يجد البطل نفــسه في حالة تصادم مستمر مع مكــوناته ،لقد كانت َ احتجاج على الكثير من القيم الفتة هـذه الرواية ٍ الســائدة سواء هنا أو هناك .يقول الناقد والمترجم
ال�شمـال
t
14
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
جهة طنجة تطوان الحسيمة مجتمع -سياسة -حقوق -اقتصاد
عبد العالي بن ربوحة
(مراسل من القصر الكبير/العرائش)
benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991
ملف تلوث �شاطئ العرائ�ش على طاولة وزارة البيئة في مراسلة لمنتدى الشباب التشاركي موجهة إلى السيد وزير الطاقة والمعادن والبيئة -قطاع البيئة -ونسخة أخرى موجهة إلى المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث ،حول أسباب تلوث مياه ساحل ” المسيطرو” والسواحل المجاورة، الموضوع الذي أثار الكثير من األسئلة المقلقة حول األعراض التي ظهرت لدى مرتادي الشواطئ الساحلية بالعرائش، كاحمرار العينين والتقيؤ والعياء والحكة وحرقة الحنجرة والحلق … .إضافة إلى
نفوق األسماك على طول الشط الساحلي. وقد أكد رئيس منتدى الشباب التشاركي يوسف الغرافي ،أن المراسلة هي ضرورة ملحة ومستعجلة أملتها أوال األعراض التي بدت مجتمعة على مجموعة من المواطنات والمواطنين وفق شعار صحة المواطن أوال ،ثم إحاطة المؤسسات علما بما يقع بسواحلنا مع حثهم على ضرورة معرفة وتحديد أسباب التلوث ،حتى يتسنى من جهة التدخل الفوري للوقاية من األعراض التي أصيب بها المواطنون
وعالجها ،ومن جهة أخرى حماية الثروات البحرية ومياه السواحل من التلوث والحفاظ عليها واستصالحها ،وأخيرا طمأنة الساكنة من الفراغ الحاصل في منسوب المعلومات المرتبطة بالموضوع. وتجدر اإلشارة إلى أن تلوث مياه السواحل بالعرائش أثار جدال كبيرا بين الساكنة وشباب المدينة وعلى مواقع التواصل االجتماعي ،السيما وأن الموضوع بقي دون تفاعل أوشرح من طرف أي جهة رسمية.
اجلمعية املغربية حلماية امل�ستهلك والدفاع عن حقوقه بالق�صر الكبري يف بيان تنديدي ب�سبب تدهور و�ضع قطاع النظافة باملدينة على إثر تكاثر وانتشار أكوام من األزبال وبرك من سوائل النفايات التي تنتج بسببها روائح كريهة في معظم أحياء المدينة حيث أصبحت هذه الروائح تلوث بيئة األحياء وتهدد صحة وسالمة المواطنين المقيمين بالمدينة وزوارها . وهذا بسبب تردي وسوء خدمات شركة النظافة المعنية بالتدبير المفوض للنظافة بالمدينة. وقد أصبحت هذه الشركة المكلفة بالنظافة تمتنع عن تغطية أحياء المدينة بالحاويات وتغيير المكسرة منها وإصالح الشاحنات المتهالكة والتي تتسرب منها سوائل األزبال الملوثة مما يخلق تلوثا بيئيا خطيرا وروائح كريهة في أغلبية شوارع وأزقة المدينة والتي يعاني منها المواطن كثيرا . ولهدا نطالب من جميع الجهات المسؤولة والمعنية بهذا الملف بداية من السيد وزير الداخلية والسيد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة والسيد
عامل صاحب الجاللة على إقليم العرائش والسيد باشا المدينة ورئيس المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير بالتدخل العاجل والفوري إلنقاذ ساكنة المدينة من كارثة بيئية محققة . خاصة أننا في فصل الصيف ومقبلين بعد أيام قليلة على مناسبة عيد األضحى المبارك حيث تكثر نفايات األضاحي ومخلفاتها ,كما أننا نعيش هذه األيام مع خطر األوبئة المستجدة من بينها انتشار فيروس كوفيد .19
ولهذا ندعو جميع السلطات والجهات المسؤولة للتدخل قصد رفع الضرر الذي أصبح يهدد المدينة وساكنتها ,كما نطالبهم بتفعيل المقتضيات القانونية قصد إنهاء هاته اإلختالالت واألساليب الغير قانونية والألخالقية التي تنهجها الشركة لختم مدة تمديد عملها بالمدينة قصد الخروج بأقل تكلفة مالية . هدفنا الحفاظ على صحة وسالمة المواطنين والبيئة.
�إقليم العرائ�ش :ظرفية وباء كورونا مل متنع من ارتفاع ن�سبة النجاح يف الباكالوريا
أعلنت المديرية اإلقليمية للتربية والتكوين بالعرائش ،أن عدد المترشحات والمترشحين في الدورة العادية لالمتحان الوطني الموحد لنيل شهادة الباكلوريا202 ،0هو 3267 مترشحا ،وتشكل عدد اإلناث منهم 1779 مترشحة .وقد بلغ عدد الناجحين خالل هذه الدورة العادية هو 2088 ناجحة وناجح ،إذ بلغت نسبة النجاح65.09 %مقابل % 63.03 في نفس الدورة لعام ،2019 بزيادة تقدر .% 2.06 علما أن عدد الحاضرين الجتياز امتحان هذه الدورة هو 3208 مترشحة ومترشحا من المتمدرسين، بنسبة بلغت.% 98.19 وإذ تتقدم المديرية اإلقليمية بالتنويه والشكر لجميع نساء ورجال التربيـــــــة والتكوين ،والسلطات اإلقليمية والصحية واألمنية ،التي عملت على تأمين جميع الشروط والظروف ،لضمان نجاح عملية تنظيم هذا االستحقاق الوطني وتحصين مصداقية شهادة الباكلوريا الوطنية ،خاصة في هذه الظروف االستثنائية ،التي طبعتها التنفيذ المحكم لإلجراءات االحترازية جراء تفشي وباء كورون”كوفيد.19 وفي األخير فإن المديرية اإلقليمية تدعوكافة نساء ورجال التعليم إلى مواصلة الجهود والتميز خالل الدورة االستدراكية التي ستنظم وفق نفس اإلجراءات االحترازية ،أيام 22و23و24و 25يوليوز ،2020وسيتم إعالن نتائجها يوم 29يوليوز .2020
�أداء فواتري احلجر ال�صحي وت�سهيالت الوكالة امل�ستقلة اجلماعية لتوزيع املاء والكهرباء ب�إقليم بالعرائ�ش
فريدة ال�شويخ يف ذمة اهلل انتقلت إلى عفو اهلل
فريدة ال�شويخ
بنت المرحوم سيدي العياشي الشويخ رحمه اهلل
وبهذه المناسبة األليمة نتقدم باسم أسرة شهبون إلى اختيها رشيدة ومليكة وإخوانها العربي ومصطفى وعبدالواحد بأحر التعازي مع الدعاء لها بالثواب واألجر والسرتها الكريمة بالصبر الجميل.
إنا هلل وانا اليه راجعون
أعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم العرائش والقصر الكبير عن إقرار مجموعة من التسهيالت للزبائن من أجل تسوية فواتير االستهالك خالل األشهر الماضية. وأوضحت الوكالة في بالغ صحفي ،أنه اعتبارا للتدابير االحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ،قامت الوكالة منذ مارس الماضي بتوقيف عملية قراءة العدادات وتقدير استهالك الزبائن ،مضيفة أنه تم استئناف قراءة العدادات في فاتح يونيو ما مكن من الحصول على الكمية الحقيقية لالستهالك. وأضافت إن فواتير شهر يونيو أعدت بناء على االستهالك الفعلي بطريقة احتساب تمكن من تسوية جميع الفواتير المقدرة خالل فترة الحجر الصحي وتراعي المدة الفعلية لالستهالك وأشطر التعريفة ،مشددة على أن الوكالة “وعيا منها بصعوبة األداء التي ستواجه بعض األسر ،تلتزم بتقديم كافة التسهيالت للزبائن”.
ال�شمـال
t
15
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
جهة طنجة تطوان الحسيمة فكري ولد علي
(مراسل من الحسيمة /الناظور)
مجتمع -سياسة -حقوق -اقتصاد
Fikri.press@gmail.comTél 0661986707
عامل احل�سيمة ي�سلم �سيارة �إ�سعاف و�ألب�سة بحرية �إدانة جنل رئي�س جماعة تارجي�ست للبحارة العاملني مبيناء كااليري�س ال�سابق املتهم باحتجاز البا�شا بـ� 6سنوات �سجن نافذة
استفاد نحو 300بحار مزاول للصيد التقليدي بميناء كاليريس بإقليم الحسيمة، مؤخرا ،من سيارة لإلسعاف وألبسة بحرية. وأشرف عامل إقليم الحسيمة ،فريد شوراق ،على توزيع هذه المعدات ،التي تم اقتناؤها في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتروم هذه المبادرة تحسين ظروف عمل واشتغال البحارة الصيادين بميناء كاليريس بجماعة بني بوفراح ،وأرباب قوارب الصيد البحري بالميناء واإلسهام في النهوض بوضعيتهم االقتصادية واالجتماعية وتحسين دخلهم اليومي ومستواهم المعيشي. كما تندرج في إطار دعم هذه الفئة االجتماعية ذات الدخل المحدود وتطوير وسائل اإلنتاج بالشكل الذي يرقى إلى تطلعات وانتظارات مهنيي الصيد التقليدي وضمان ممارسة العمل البحري في ظروف مريحة. في السياق ذاته ،تم وضع سيارة
إسعاف جرى اقتناؤها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رهن إشارة جمعية بحارة كاليريس للصيد الساحلي
بنفس الميناء ،لتسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية األساسية لفائدة البحارة المستفيدين.
قا�ضي التحقيق ي�أمر ب�إيداع جندي ب�سجن احل�سيمة أمر قاضي التحقيق بمحكمة االستئناف بالحسيمة ،بإيداع جندي بالبحرية الملكية بالحسيمة ،السجن المحلي ومتابعته في حالة اعتقال بتهمة القتل العمد مع سبق اإلصرار والترصد وحيازة سالح بدون سند مشروع. ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة الشمال أن المعني باألمر كان قد توارى عن األنظار بعد العثور على جثة ألحد أفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا بحي «موروبييخو» بمدينة الحسيمة ،وقد جرى توقيف المعني باألمر بمدينة تازة ،بعدما صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية من قبل األمن الجهوي للحسيمة. ولدى استنطاقه نفى المشتبه فيه التهم المنسوبة إليه في كل مراحل التحقيق ،غير أن بعض القرائن التي
قضت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة االبتدائية بتارجيست زوال يوم اإلثنين 13يوليوز الجاري ،بإدانة ابن رئيس بلدية تارجيست السابق ،بالحبس 6 سنوات نافذا وغرامة مالية قدرها 20ألف درهم ،على خلفية متابعته باحتجاز باشا تارجيست في فترة الحجر الصحي. وحكمت ذات الغرفة وفق منطوق الحكم ،بإدانة المتهم من أجل ما نسب إليه ومعاقبته بست سنوات حبسا نافذا مع تحميله الصائر مجبرا في األدنى. كما قضت الغرفة نفسها في الدعوى المدنية بأداء المتهم لفائدة المطالب بالحق المدني تعويضا مدنيا قدره 20.000.000درهم عن الضرر المادي وتعويضا مدنيا عن الضرر المعنوي قدره درهم واحد رمزي مع تحميله الصائر مجبرا في واحد و عشرين يوما . وتوبع المعني باألمر من طرف النيابة العامة من أجل “االحتجاز وإهانة الموظف العمومي واالعتداء عليه ،وكسر شيء مخصص للمنفعة العامة.
�إيقاف 34مغربيا مر�شحا للهجرة ال�سرية ب�شاطئ ال�سواين نواحي احل�سيمة استند إليها المحققون تؤكد ضلوعه في جريمة القتل التي راح ضحيتها المهاجر المغربي ،حيث كسر شريحة هاتفه المحمول ،كما رفض اإلقامة في
منزله أو اإلقامة في الفندق ،كما ضبطت عناصر الشرطة القضائية سالحا أبيض لدى المتهم ،يشتبه في أن يكون األداة المستعملة في ارتكابه الجريمة.
امل�سرح الكبري و املعهد املو�سيقي باحل�سيمة على م�شارف الإنتهاء
أكدت مصادر مطلعة أن قوات عناصر البحرية الملكية بمركز واد النكور ،تمكنت في وقت متقدم من ليلة يوم األحد الماضي الجاري ،من إيقاف 34مرشحا للهجرة السرية على شاطئ السواني ،كانوا يستعدون للمغادرة باتجاه السواحل اإلسبانية الجنوبية. ذات المصادر أوردت كذلك ،أن العناصر ذاتها قامت بإيقاف زورق مطاطي ،مجهز بمحرك قوته 25حصانا ،وخزانين معبأين بالبنزين ،على بعد حوالي 100متر من شاطئ السواني ،وعلى متنه 34مرشحا للهجرة السرية ،بينهم إمرأتين ،وكلهم مغاربة ،حيث تم سحبهم باتجاه الشاطئ حيث أشعروا بتوقيفهم. وقامت عناصر البحرية بتسليم المرشحين للهجرة السرية لعناصر الدرك الملكي بامزورن ،الذي سيتخذ المتعين قانونا في حقهم وذلك بأمر من النيابة العامة المختصة.
�شكر على تعزية من عائلة الصحفي فكري ولدعلي
أشرف هذا األسبوع السيد كمال بن الليمون ،المدير الجهوي للثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة برفقة السيدة جهان الخطابي ،المديرة اإلقليمية للثقافة بالحسيمة بحضور المتدخلين التقنيين والشركات المنجزة ،على معاينة
البنيات التحتية الثقافية بكل من الحسيمة وإمزورن المحدثة في إطار برنامج التنمية المجالية منارة المتوسط ،و التي اكتمل إنجازها المركز الثقافي بإمزورن )،أو في مراحلها األخيرة من اإلنجاز (المسرح الكبير والمعهد الموسيقي بالحسيمة).
وجدير باإلشارة أن هذه المشاريع أنجزت بتكلفة إجمالية تقدر ب 99مليون درهم ،و من المرتقب أن تساهم في دفعة قوية للقطاع الثقافي بالمنطقة و تسهيل ولوج الجمهور و المتلقي إلى كل الخدمات المتعلقة به.
السالم عليكم و رحمة اهلل و براكته ال نملك إال أن نقول ( :إنا هلل و إنا اليه راجعون ،و حسبنا اهلل و نعم الوكيل ،اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا منها). نتقدم بجزيل الشكر واالمتنان و التقدير و العرفان لكل من قدم لنا التعزية الصادقة والمواساة الحسنة في وفاة والدنا (المرحوم بإذن اهلل) و نسأل اهلل تعالى العزيز الرحيم أن يجنبكم الشـر ،و ان يحفظكم ذخرا و سندا كبيرا و عزيزا لنا ،نشكركم و نسأل اهلل ان يرعاكم بعنايته وأن بجنبكم كل مكروه. فقد كانت لتعازيكم الرقيقة أبلغ األثر في نفوسنا فإليكم خالص الشكر المقرون بصادق الود و الوفاء. نسأل اهلل تعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته انه سبحانه و تعالى ولي ذلك و القادر عليه. شكر اهلل سعيكم وأعظم أجركم و جزاكم عنا خيـر جزاء.
وإنا هلل وإنا إليه راجعون
الن�ص ال�شعري والرتبية على القيم
الشمال التربوي
(االختيارات الن�صية وطرائق التدري�س) (تتمة) هذه مالحظة عامة تنسحب على معظم التآليف المدرسية، وفي كل المستويات؛ كأن اإلبداع الشعري توقف عند شعراء بعينهم ،أمثال :عالل الفاسي ومحمد الحلوي ومحمد بن إبراهيم ...وهذا األمر يؤثر كثيرا على تلقي الشعر المغربي، ويعطي صورة نمطية عنه .وإذا كنا نريد أن نحبب درس الشعر للمتعلمين ،ونجعل هذا الدرس محققا ألهدافه في تربية ذوقهم ،ومن ثم تنشئتهم على قيم السلوك المدني، وقيم المواطنة الحقة ،واالنفتاح على اآلخر ،فعلى المتدخلين في إصالح المناهج أن يراعوا هذه الجوانب ،وهم يهيئون المرجعيات المؤطرة ودفاتر التحمالت. إن األعمال األدبية ال يمكن أن تتوقف عند نماذج معينة، ما دام الفن مرتبطا بحياة الناس ،وبذوقهم واستشرافاتهم. لـ “أن البشرـ في كل طور تاريخي اجتماعي ـ يقع وعيهم على عناصر وخصائص وصفات جمالية في الواقع الطبيعي واالجتماعي .ويرتبط هذا الوعي الجمالي بالتقويم الجمالي الذي يتغير من طور إلى طور( ».عبد المنعم تليمة ـ مدخل إلى علم جمال األدب ـ منشورات عيون المقاالت ،البيضاء ،1987ص ).10والشعر ،باعتباره فناً جميال ،يتميز بحساسيته المفرطة في استيعاب آالم الناس وآمالهم .فبقدر ما نطلع المتعلمين على نماذج من تراثهم الشعري الخالد ،يجب كذلك أن نرشدهم إلى النماذج المعاصرة التي تُكتب في زمنهم؛ وفيها اشتغال أساس على اللغة وعلى المتخيل الشعري ،على اعتبار أن النص الشعري المغربي الحداثي قد أوجد لنفسه مكانة مهمة بين الشعريات العالمية .وذلك بفضل انفتاحه على المرجعيات المتنوعة المحلية والعربية واإلنسانية ،فغدا ـ تبعا لذلك ـ استبصارا وحدسا ورؤية ورؤيا .به ترتفع الذات في سماوات الدهشة ،بحثاً عن لحظات مقتطعة من المطلق. انطالقا من ذلك كله ،فإن مؤلفي الكتب المدرسية مطالبون بإعادة النظر في اختياراتهم النصية ،إذا كانوا يراهنون ،فعال ،على تحقيق األهداف النوعية التي تؤدي بدورها ـ مرحليا ـ إلى تحقيق مختلف الكفايات المنصوص عليها في المخرجات التعليمية .ذلك أن متلقي هذا العصر ليس هو متلقي العقود السابقة .فبينهما فروق جوهرية في الفكر والوجدان والمزاج .ومن ثم وجب تغيير منهجية تدريس النص الشعري من شكلها القائم حاليا ،إلى شكل يستوعب المتغيرات المهمة التي لحقت الفكر والوجدان المعاصرين. في بحث تربوي تدخلي أنجزه فريق (ديداكتيك اللغة العربية) بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس ،وفي جانب حضور االهتمام بالتربية على القيم في الكتب المدرسية الخاصة بشعبة اللغة العربية ،مسلكي اآلداب والعلوم اإلنسانية ،توصل الفريق إلى أن «إن نسبة ()% 86 من المبحوثين يقولون بكون مراعاة مدخل التربية على القيم في الكتاب المدرسي جاءت مبتورة ،تشكل مؤشرا على وجود انعكاسات قد ال تحمد عقباها .فإذا كان كل مجتمع يطمح إلى أن ينشئ أفراده على منظومة من القيم والمعايير السلوكية، وهذه أمور مرهونة باألبعاد االعتقادية واألخالقية التي تحكم ذلك المجتمع ،فإن ذلك ما يدعو إلى تحقيق مستوى مطلوب من التالؤم بين هذه القيم وبين الطرائق البيداغوجية والتربوية المعتمدة في المنهاج الدراسي .ولعل الكتاب المدرسي أن يكون الحاضن المناسب لهذا التالؤم. ويرى مجموعة من المفتشين التربويين خالل ـ استطالع للرأي ـ أن مدخل التربية على القيم يحتاج إلى مداخل راهنة تتناسب ومتطلبات المتعلم المعاصرة ،وتراعي طريقة تفكيره في تقديم المضامين ،مع تجاوز للطرق النظرية والتجريدية التي ال تؤدي إلى النتائج المرجوة .صحيح أن اختيار النصوص يطرح صعوبات جمة؛ فاختيار نصوص تمثل التيارات الفنية والمدارس األدبية التي يحتاجها المنهاج وتتضمن في الوقت نفسه القيم الخلقية والسلوكية واإلنسانية ،قد ال يتاح دائماً
بشكل ميسر .وقد الحظ بعض المفتشين كذلك أن الكتب المدرسية تنشغل في معظم األحيان بأسئلة الجوانب التقنية والفنية واألسلوبية ،وتهمل طرح أسئلة بخصوص التربية على القيم .باإلضافة إلى ذلك ،فإن الكتب الثالثة المعتمدة لم تصرح في مقدماتها بأنها اعتمدت مدخل التربية على القيم، ألن مؤلفي هذه الكتب كانوا أكثر انشغاال باختيار النصوص التي تخدم القيم األدبية والجمالية .كما أن بعض النصوص الشعرية ما تزال تكرس قيما تقليدية محافظة .وغير خافٍ أن التربية على القيم تفرض مالءمة التعلمات لواقع المتعلمين، مع االستجابة لحاجياتهم النفسية واالجتماعية» (الكتاب المدرسي من التشخيص إلى االستشراف ـ كتب مادة اللغة
ويرى جمموعة من املفت�شني الرتبويني خالل ـ ا�ستطالع للر�أي ـ �أن مدخل الرتبية على القيم يحتاج �إلى مداخل راهنة تتنا�سب ومتطلبات املتعلم املعا�صرة ،وتراعي طريقة تفكريه يف تقدمي امل�ضامني، مع جتاوز للطرق النظرية والتجريدية التي ال ت�ؤدي �إلى النتائج املرجوة العربية بالسنة الثانية بكالوريا ،ص .)152 إن الدعوة إلى تغيير منهجية قراءة النصوص ال تعني أن حدود التالقي بين النص والمتعلم قد أصبحت متباعدة أو متالشية؛ بل إن هذه الحدود تتقارب بينهما أو تتباعد تبعاً لملكات المتعلم ولقدراته ومرجعياته التي يسخرها لقراءة النص الشعري قراءة متفاعل ،يساهم في إنتاج دالالته ،ال قراءة مستهلك فقط « .ذلك ألن حالة القارئ تجاه عمل ما ،وكما ينتظرها المؤلف من جمهوره ،يمكن كذلك ،في غياب أية إشارة صريحة ،تشكيلها من جديد انطالقا من ثالثة عناصر مفترضة في كل نص ،وهي المعايير الجمالية العلنية ،أي (شعرية) جنسه الخاصة ،ثم العالئق الضمنية التي تربط هذا النص بنصوص أخرى معروفة تندرج في سياقه التاريخي ،وأخيرا التعارض بين الخيال والواقع ،بين الوظيفة الشعرية للغة ووظيفتها العلمية،
t
16
ال�شمـال
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
الدكتور عبد السالم المساوي
أستاذ التعليم العالي أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس
وهو التعارض الذي يسمح للقارئ المتأمل في قراءته بمزاولة مقارنات أثناء القراءة .وهذا العنصر األخير يسعف القارئ على إدراك العمل الجديد تبعا لألفق المحدود لتوقعه األدبي وتبعا كذلك ألفق أوسع تعْ ِرضُه تجربته الحياتية» (هانس روبيرت ياوس ـ جمالية التلقي ،ـ ترجمة :رشيد بنحدو ـ مطبعة النجاح الجديدة ،2003 ،ص 67ـ .).68والمدرس قادر على أن يتيح األجواء للمتعلمين كي يعددوا في زوايا النظر إلى النص ،عن طريق استراتيجية ديداكتيكية ،تجعل من األسئلة الموحية والمتدرجة وسيلة ناجعة لالنتقال بالمتعلم من وضعية المستقبل المستهلك ،إلى وضعية القارئ المنتج .وغير خاف أن مثل هذه االستراتيجية تراهن على النصوص ذات اللغة المفتوحة على الكثافة والرمز واإليحاء ،ال النصوص المباشرة التي تعتد ببعض المكونات الفنية التي تظهر على سطح اللغة كاإليقاع العروضي والصور البالغية المستهلكة. • نموذج من منهاج الثانوي التأهيلي: في مقدمة كتاب الرائد في اللغة العربية للسنة الثانية بكالوريا ،مسلك العلوم والتكنولوجيا ،نقرأ جملة واحدة دالة على االهتمام بالتربية على القيم« :كما تروم األنشطة المقترحة ،إكسابك قيماً مثلى دينية ووطنية وإنسانية وأدبية وجمالية( ».الرائد في اللغة العربية ـ الثانية بكالوريا ،مسلك العلوم والتكنولوجيا ،ص .)3 وقد تم اعتماد نص شعري واحد في هذا الكتاب المدرسي، ضمن مجزوءة (جمالية الفنون) ،بالرغم من أن مفتتح المجزوءة يعد بأكثر من نص ،حيث جاء فيه« :وسيتم تناول جمالية الفنون األدبية (الشعر ـ القصة ـ المسرح) من خالل نصوص شعرية وسردية ودرامية معبرة ،وبأسلوب جمالي يستهدف اإلمتاع أوال ،واإلقناع ثانيا». قد يتعلل مؤلفو الكتاب المدرسي ،وقبلهم مهندسو المنهاج بأن السر وراء التقليل من النصوص الشعرية ،هنا، له عالقة بتخصص المتعلمين الذي هو العلوم والتكنولوجيا، ولكن متى كان تدريس مادة اللغة العربية مرهونا باعتماد نصوص نثرية كثيرة مصوغة بأساليب بسيطة ،وأحيانا ركيكة، تطرح موضوعات عامة ،قد تكون مدعاة لملل المتعلمين ونفورهم من المادة .وهي نصوص يصعب أن تساعد المدرسين على غرس القيم الحميدة والسلوك المدني في نفوس المتعلمين ،الفتقاد هذه النصوص إلى آليات التأثير وحوافز التشويق. إن النص الشعري الوحيد الذي اعتمد في هذا الكتاب المدرسي ،هو للشاعرة العراقية نازك المالئكة .ويتمحور حول الشعر ذاته ..إال أن صُدِّر بتقديم مركز ،لعل أهم ما جاء فيه« :إن الشعر هو رد فعل عاطفي ونفسي وتعبيري اتجاه المؤثرات الخارجية ،وفي إمكانك أن تالحظ(ي) أن هذا التجديد ال يستغني أبدا عن عنصر الواقع ،ألن الذات ال يمكن أن تصدر رد فعل اتجاه نفسها فحسب ،بل نحو مؤثرات خارجية أيضا، ومن ثم تقتضي الفاعلية األدبية ،أال يكون الشعر موجها فقط إلى إرضاء الذات المبدعة ،فطبيعة النصوص األدبية تجعلها قابلة للقراءة في كل زمان ومكان .وهذا يدخلها في عالقة تفاعل دائمة مع القراءة ،سيما وأن وظيفة الشعر تتعدى كونها وظيفة جمالية منفردة إلى اعتبارها وظيفة حوارية ثقافية منتجة ومؤثرة في السلوك البشري الفردي والجماعي». لعل أهم ما جاء في هذه الفقرة المضيئة لماهية الشعر، كون الفن الشعري ليس تعبيرا منكفئا على الذات في وجودها الفردي ،وإنما هو معني بما يجري في الخارج ،أي في الواقع الطبيعي واالجتماعي واإلنساني بوجه عام .أي أنه ينشئ حوارا خاصا برموزه وإوالياته الفنية ،جوهره اإلمتاع والتأثير اإليجابي في السلوك الفردي والجماعي لإلنسان. (يتبع)
ال�شمـال
t
17
xwالعدد 1056
www. Achamal.ma
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
الشمال التربوي
�صحبة كتب �أو يف الرتبية على القراءة «مع صاحبي»
فدوى أحماد
م�ؤلف «مع �صاحبي» للأ�ستاذ محمد املختار التم�سماين م�ؤلف �ضخم ،ذو داللة على: غزارة علمه. متكنه يف ميداين املعقول واملنقول. �إملامه بامل�ؤلفات ذات املوا�ضيع املتعددة التي ينتقل فيهاامل�ؤلف من مو�ضوع �إلى �آخر ملجرد �أدنى ارتباط �أو تقارب، بالإ�ضافة �إلى اال�ستطرادات التي كثريا ما تطغى على املو�ضوع الرئي�س. �سفر نفي�س لي�س فيه تكلف �أوت�صنع ،يجمع بني دقةاالختيار واالنتقاء ،وب�ساطة الأ�سلوب ورقته ،واحلر�ص على ال�شفافية وال�سهولة والي�سر درجة ت�صل �إلى حد ال�سهل املمتنع يف الكتابة والت�أليف والت�صنيف.
كل هذه الخصائص التي تطبع أسلوبه في التأليف تنم عن طبع ومنهج أصيلين؛ فنجده في مؤلفه هذا لم يضبط المواضيع واألغراض التي يكتب عنها ،وإنما ينتقل من موضوع إلى آخر، ويتبين مما سبق مدى التزامه بالسمات التي حفلت بها كتب من سبقه في هذا المضمار؛ فبين التقائه معها من حيث المادة المبثوثة فيها (الحكم ،األمثال ،األخبار ،األشعار) ،معتبرا ذلك ممثال للجانب النمطي في الكتابة.
«مع صاحبي»
هو تأليف ملمحه الرئيس التنوع في المادة ،وهو استقصاء ما قيل فيها استنادا إلى مختارات من التراث األدبي ،التي يسميها األستاذ المختار محمد السوسي «قطوفا» ،واعتمد فيه منهجا يسري مسرى كتب اآلداب العامة بما تتميز به من غنى المادة. من جانب آخر ،إن االستعانة بمراجع متعددة ومختلفة ذات العالقة الشاملة بموضوع البحث تعد من أبرز مميزات هذا المؤلف ،إذ ساهمت في إغناء المواضيع المتداولة، الشيء الذي يفسر ما تزخر به المكتبة العربية اإلسالمية في جميع حقول العلم والمعرفة ،حيث لم يتوفر ألمة من األمم مثل هذا التراث الضخم من المصادر والمراجع.
«مع صاحبي»
َّ المؤَلف أن يسمى كتابا ،فهو قليل في حق هذا ليس بالكتاب بل هو سجل لعدة كتب ،نقرأه بغير قليل من الدهشة ،ألنه جمع من كل فن بطرف ،وعدَّد ألوان الفنون واآلداب.
«مع صاحبي»
كتاب موسوعي شامل ،بلغ شأوا عالياً في مزج العديد
من نواحي التراث الثقافي العربي اإلسالمي وعرضها للقارئ في قالب سلس وممتع؛ حيث يتخذ العرض أسلوب المحاورات بين الكاتب وصاحبه؛ فمن جلسات السمر أو ُ الحديث مرورا الذكر أو العلم إلى حوار شيّق يتشعّب فيه بمجاالت المعرفة المختلفة ،وعبوراً لشعابها ودروبها.. «مع صاحبي» ينهل القارئ من هذا المعين ويتعلم الشيء الكثير، وهكذا نكتشف عبر مطالعتنا للكتاب أن الصاحب الذي يحاوره األستاذ المختارمحمد التمسماني هو المؤلف نفسه،الذي يجرد من شخصه ذاتا يحاورها من أجل الوصول إلى القارئ أو المتلقي.
«مع صاحبي»
كتاب يبني عالقة متينة مع القارئ من خالل جلسات ولقاءات وحوارات ومبادالت وطرائف ولطائف..وكل ذلك مكتوب بماء مودة منسوج بخيوط صداقة ومحبة؛ هي صداقة ومحبة كتاب: أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في األنام كتاب
«مع صاحبي»
سيرة ذاتية ثقافية لمثقف عالم؛ َفقِه الحياة وشغف بها دينا ودنيا ،وارتبط باألدب وأهله ،وبالعلم وأساطينه،والسماع ومتذوقيه .هي سيرة رجل اغترف دِيَم الفنون،وبذل جهدا من بحور األدب ،وارتشف من ِ كبيرا في االختيار واالنتقاء والتفسير والتأويل بفضل ما أوتي من خبرة وصحبة كريمة لشيوخ العلم وعلى رأسهم الشيخ سيدي عبد العزيز بن الصديق رحمه اهلل ،الذي ارتبط به علميا وأخالقيا .
«مع صاحبي»
مرآة خبرة علمية جمعت من المعارف ما سمح لصاحبها باالطالع على األحوال واألذواق ،والتمرس بفنون الخطاب وصياغة المقال .وهذا ال يتأتى إال لمن قذف اهلل في صدره نور اليقين ..
«مع صاحبي»
مؤلف تبرز فيه ثالث خاصيات أساسية هي: األولى؛ سعة األفق الذي تميز به الكتاب ،ويتجلى ذلك في مالمسته لمتون أدبية وتاريخية متنوعة ستنعكس في تنوع موضوعاته ،واختالف مكوناته ،فقد اهتم األستاذ محمد المختار التمسماني بكل آليات القراءة ،واالستمداد من التاريخ واالجتماع والسياسة والثقافة واألدب والنقد ومتون مقطعات وحكايات وألغاز وأراجيز ُ وطرف ومُلح ومواعظ وأمثال ونكت ولطائف ومستملحات.. الثانية؛ عمق المعرفة التاريخية خاصة تاريخ العروبة واإلسالم ،فضال عن اطالعه على مدارس أدبية ومذاهب نقدية مثلها طه حسين والعقاد والمازني ومارون عبود وغيرهم. الثالثة؛ تكمن في المنزع االنتقائي مع مراعاة التحقيب واستدعاء النصوص المناسبة لكل مقام،مما يعكس الطابع األدبي والنقدي.
«مع صاحبي»
مؤلف يحتكم إلى االستشهاد بالنصوص المحققة علميا ،والموثقة منهجيا .وهو باإلضافة إلى كل ذلك يقدم مادة قرائية غير مألوفة خاصة في زمن رقمي، فالمؤلف يساعد القارئ على القيام بجوالت فسيحة في الفكر وفي المنظومات القيمية ،ويشجع بالتالي ضرورة رفع منسوب القراءة في مجتمع ال يقرأ ،ومتى قرأ غاص في ضحالة ال تسمن وال تغني من جوع.
ال�شمـال
t
18
xwالعدد 1056
xw
www. Achamal.ma
مراسلة هولندا
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
مراسلة بلجيكا
عزيز لعمارتي من قلب بروكسيل نادية بوخيزو من قلب الهاي
ر�سالة وداع بوردة حمراء املداومة الليلية رقم 102
الساعة الثالثة لي ً ال ،رن هاتف العمل غرفة 102 بصوت هستيري قائ ً ال «إنها ال تتنفس» هرعت للغرفة. إنه زوجها الذي قال متقطعاً في الكالم بنبرة بكاء هستيري «هل ماتت؟» «هل أفتح الرسالة؟» ..هال أتيت معي إلى غرفة االستراحة وسأخبرك ما هي الخطوة الموالية؟. عدت إلى غرفتها ألقوم ببعض المعاينات ما إذا كانت فع ً ال توفيت ،وعدت إليه من جديد ألخبره بأنني أظن أنها توفيت وبأنني طلبت الطبيب المختص إلثبات الوفاة .أجهش من جديد بالبكاء وقال منتحباً: سأفتح الرسالة إذن .هكذا كانت وصيتها أن أفتح الرسالة بعد وفاتها. فتح ظرف الرسالة وسقطت وردة حمراء ذابلة جافة كجفاف جثتها ،والتي كانت بداخل الرسالة وسقط على األرض قرص مضغوط حتماً سجلت عليه فيلماً صوت وصورة له أخذ يقرأ ويبكي .لم أبك لبكائه ،فعلي أن أكون في هذه اللحظة بالذات مجردة من العواطف، عملية لدرجة أنسى فيها للحظة كل ما حدث وأفكر كيف أستطيع أن أؤازره وأواسيه .بادرت بالقول، سأدعك تقرأ الرسالة وسأطلب الطبيب .لم يسمع ما قلته له وبدأ يقرأ الرسالة بصوت عال منتحب؛ زوجي الحبيب شكراً على الحب والسعادة التي أهديتها إلي... اعتني بنفسك كثيراً وكن سعيداً ...كلما اشتقت إلي شاهد هذا الفيلم الذي أعددته إليك وأنا ال زالت أتمتع بصحة... اعتنى بها ستة سنين وهي عاجزة في كرسي متحرك إلى أن ساءت وتدهورت حالتها ونقلها إلى جناح العناية النهائية وهي عناية تقتصر على المرحلة النهائية للمرضى الذين أخبرهم الطبيب بأن ال عالج لهم ،وأن أيامهم في الحياة معدودة .مجرد هراء، فسيدة غرفة 102أخبرها الطبيب بأن حياتها أسابيع فقط .وإذا بها ترقد شهورا كجثة هامدة ال تتلقى من الحياة سوى مورفين وأوكسجين وزوج مخلص يالزمها كل يوم .يرقد على سرير غير مريح وينتظر أن يكون بجانبها حين وفاتها .لم يمل يوماً ولم يشتك.
عاين الطبيب المختص الوفاة ثم قال مسترس ً ال: سآخذها اآلن معي ،لن أنتظر الصباح .لن أدعها لحظة هنا .أكملت إجراءات الوفاة والخروج ،وانتظرت إلى أن أعطي الجثة شرف الوداع أنا وزمالئي. عدت إلى المكتب لوحدي ووقتها أطلقت العنان لمشاعري .أجهشت بالبكاء ،أطلقت العنان لكل عاطفة كانت تنتابني .أيوجد حب مثل هذا الحب ،أتوجد عناية وإنسانية في بلداننا بمثل هذا الكمال؟! وقتها أدركت فداحة خسائرنا. لما أبكي وهي غرفة رقم 102ليست هذه أول مرة ولن تكون آخر مرة ،لكن هذه المرة غير كل المرات، هي ال تزال في سن 47وهو أصغرها في سن .44 تصورت لوكانت نفس الحالة في بلداننا العربية لتزوج عليها وهي بصحتها كاملة .لما وجدت زوجا يرعاها وال وجدت رعاية كهذه في مركز الرعاية النهائية الذي ال وجود له في بلداننا. الغرفة رقم 102لم تتعذب ..لم تتألم ..ورحلت وزوجها معها وعاشت السعادة التي لم يعشها بعض األحياء. صدق أمين معلوف عندما كتب: متى تعرف أنك تائه؟ عندما تقف في بالدك ،وعيناك ترنو إلى بالد أخرى.. عندما تقف في بالد لم تنشأ فيها وعيناك ترنو إلى بالدك.. عندما تبقى في بالدك وعيناك على مستقبل تراه مستحيال.. عندما تبقى في بالدك ،وعيناك على ماض لن يعود أبداً.. عن الحب والوطن أوافق أحالم مستغانمي حين كتبت: نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية ،كأمة عربية عانت دوماً من قصص حبها الفاشلة ،بما في ذلك حبّها ألوطان لم تبادلها دئماً الحبّ.
معلمة مانيكن-بي�س ()Manneken-pis بني املا�ضي واحلا�ضر من المعالم السياحية الشهيرة في بروكسيل ،Manneken- Pisوه��ي عبارة عن نافورة من البرونز تمثل طفال صغيرا عاريا وهو يتبول بكل تلقائية،تقع هذه المعلمة في وسط بروكسيل بين تقاطع شارعين مهمين أحدهما يؤدي إلى الساحة الكبيرة ،La grande placeوالثاني يؤدي إلى ساحة فسيحة حيث يقع متحف جاك بريل Jacques Brelوكذا تمثاله البرنزي الهائل. نحط الرحال عند نافورة المانكين بيس وهي على سبيل اإلشارة من أكثر المواقع السياحية مزارا للوافدين على بروكسيل هي في الحقيقة نسخة طبق األصل من التمثال الذي نحت سنة 1620 والذي يوجد في المتحف التاريخي لبروكسيل بدار الملك ،ويمثل باألساس روح الدعابة وسعة الخاطر التي يتميز بها سكان العاصمة. من أقدم المصادر التي ورد بها إسم المانيكن بيس Manneken- Pisوثيقة إداري��ة ترجع إلى سنة 1452تتعلق بقنوات المياه التي تصل نافورات المدينة حيث تم الخلط بينها وبين نافورة جوليان الصغير le petit Julienفي عدة مصادر. نافورة المانيكن -بيس Manneken-pis كانت باألساس مصدر مياه عذبة لساكنة درب شجرة البلوط Rue du Chêneواألزقة المجاورة وأق��دم رس��م يجسدها ك��ان في لوحة لدونيس ألسلوت Denis Alslootسنة ،1615بعدها بدلت بشبيهتها من البرونز والتي نحتها جيروم دوكيسني األب Jérôme duquesnoyوعلى األرج���ح أنها أخ��ذت مكانها ف��ي ه��ذا الموضع اإلستراتيجي سنة .1620 وفي مطلع سنة 1851تم إقامة سياج حديدي يمنع المارة من اإلرتواء من النافورة بحيث أصبح دورها كمعلمة سياحية كمثيالتها في بروكسيل العتيقة وهو التاريخ ال��ذي يشهد تزويد الدور بالمياه الصالحة للشرب. من حسن الحظ أن معلمة المانيكن-بيس Manneken-pisقد نجت من التخريب عبر مراحل تاريخية عدة ،نذكر منها على سبيل الخصوص
التفجيرات التي طالت بروكسيل خالل سنة 1695 من طرف الجيش الفرنسي والتي أصابت القنوات بأضرار بالغة حرمت الساكنة المجاورة من المياه الصالحة للشرب لمدة طويلة،وهي الفترة التي تحول فيها هذا التمثال إلى رمز للفخر والمقاومة. تعددت الحكايات حول سرقة هذه المعلمة عبر السنين نذكر منها أنها تعرضت للسرقة سنة 1745 والمؤكد أنها تعرضت للسرقة سنة 1747من طرف مجموعة من الجنود الفرنسيين المرابطين في المدينة،كما تعرضت لنفس المصير من طرف مجرم معروف والذي دخل بذلك التاريخ من بابه الضيق حكم عليه بالمؤبد مرفوقا باألعمال الشاقة ،و يدعى أنطوان ليكاس .Antoine licas هذه السرقة تسببت في كسور بالغة للتمثال تطلبت إصالحات بالغة إلعادته لهيئته السابقة. خ�لال القرن العشرين تعرض لمحاولتين للسرقة أبرزهما في شتاء سنة 1963من طرف ط�لاب فالمانيين يسمون أنفسهم الفايكنس Vikingsمن مدينة انفرس ،Anversف��ي حين اختفى مجددا وتعرض ألضرار جسيمة سنة 1965 ولم يعثر عليه إال بعد مرور سنة بعد جهد من طرف الغواصين في كنال بروكسيل إثر مكالمة هاتفية مجهولة ،حيث تم ترميمه وإلحاقه بمتحف بروكسيل وتعويضه بشبيهه من البرونز والذي لم يسلم من السرقة سنة 1978من طرف طالب من أندرليخت Anderlechtوكعقاب لهم طولبوا بحياكة بذلة على مقاسه. الجدير بالذكر كذلك أن تمثال المانيكن-بيس Manneken-pisفي نفس المرحلة أي مرحلة ولوج الطالب إلى المعاهد يزين ببذلة جديدة ويبدو في حلة جديدة تتطلب مراسيم احتفالية ضخمة تستقطب السياح والمهتمين من جميع أرجاء العالم،حيث صار تمثال هذا الصبي المتبول مصدر فخر للمدينة وأحد مزاراتها التي ال يمكن العزوف عنها ،وهو يمثل كما أسلفت روح الدعابة وخفة الدم التي يتميز بها سكان مدينة بروكسيل ..جديدة..
ال�شمـال
t
19
xwالعدد 1056
مراسَلة فرنسا
xw
www. Achamal.ma
ال�سبت 25يوليوز 2020 Journal Achamal 2000
تطوان بنت غرناطة.. • بقلم :عبد المجيد اإلدريسي
نجاة الكاضي
ال�شبكة العاملية للقنيطريني كثيرا ما يطرح سؤال عن عالقة الكفاءات المغربية المهاجرة ببلدها وما دورها في تنمية وطنها األم ..هل تبقى هذه الفئة من المهاجرين على عالقة بالوطن أم تهتم بمستقبلها داركة أن ال جدوى في االلتفاتة إلى الوراء. لإلجابة على هذه األسئلة سنأخذ كنموذج الشبكة العالمية للقنيطريين وهي جمعية ذات النفع العام تأسست في ألمانيا شهر نونبر 2019برئاسة الدكتور واألستاذ الجامعي حميد الشايب والتي تسعى إلى ربط األواصر بين قنيطري العالم الغيورين على مدينتهم وقنيطري الداخل ،وبين الكفاءات خارج الوطن من جل أنحاء العالم والتي التحقت بالجمعية من أكثر من 15دولة وبين التي فضلت العودة إلى البلد األم ،هدفها تطبيق برامج ومشاريع على أرض الواقع القنيطري والمساهمة في النهوض بتنمية المدينة التي تحولت من مدينة فالحية إلى صناعية. من أهداف الجمعية الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي والرياضي للمدينة إحياء الذاكرة القنيطرية واالعتراف بأعالمها ومعالمها. توأمة جامعة ابن طفيل مع جامعات خارج الوطن. خلق قناة إذاعية للمدينة تهتم بمشاكل المدينة وسكانها. خلق شركات بين مؤسسات حكومية وغير حكومية خارج وداخل الوطن. وتتوسع أه��داف الشبكة كلما التحقت بها كفاءات في تخصصات جديدة تستطيع أن تمد يد العون للقنيطرين وللقنيطرة .ومن سوء الحظ أن خلق الجمعية صادف شهور الحجر الصحي مما كبل عدة برامج تستوجب السفر إلى المغرب وهذا ال يمنع أن السيد الرئيس على اتصال هاتفيا لدراسة بعض المشاريع سنعلن عنها في الوقت المناسب. وتجدر اإلشارة إلى أن الكاتب العام للشبكة الحكم السيد إبراهيم الحجوي الذي يقطن بالمانيا قد سافر خصيصا إلى القنيطرة حيث أدار مقابلة تكريم الالعب نور الدين العامري. وللتواصل بين الجالية القنيطرية وبين سكان المدينة خلقت الشبكة مجموعة فيسبوكية للنقاش المباشر الذي أعطى أكله بحيث وبدون تخطيط لذلك وتحت إشراف األستاذة نجاة الكاضي تم دعم قسم لتالميذ ذوي اإلعاقة بجهاز طبي واجتماعي وثقافي بمساعدة الدكتور الصغير والدكتورة امال فاوت والدكتورة اسماء بنعبووأطر أخرى ستكون في خدمة القسم الذي يوجد بمدرسة ابن طفيل ابتداءا من شهر سبتنبر .وتواصل الشبكة في خلق أقسام أخرى بمؤسسات تعليمية بالمدينة ،كما تم مشاركة جميع أعضاء المجموعة من تدوين كتاب عن األحياء القنيطرية وتطوعت عدة جهات بالمساعدة كالمؤرخ الدكتور عبد القادر بوراس وزوجة المرحوم الدكتور عبد المجيد العلوي السيدة السعدية أجراي التي جعلت كل مخطوطات زوجها في خدمة الشبكة .وشجعت الجمعية أيضا طالب جامعة ابن طفيل لكي يهتموا في بحوث السنة الرابعة بتاريخ المدينة وأعالمها مقابل مساعدتهم بالمراجع والمخطوطات.المبادرة ألقت استحسانا من أساتذة جامعة ابن طفيل والباحثين كالدكتورة بديعة لفضايلي. ويتكون مكتب الشبكة من : الرئيس /الدكتور حميد الشايب الصنهاجي /ألمانيا نائب الرئيس االول /األستاذة نجاة الكاضي /فرنسا نائب الرئيس الثاني /المستثمر ورجل األعمال عبد اإلله كريم /هولندا الكاتب العام /ابراهيم الحجوي مرشد اجتماعي ،مؤطر تربوي وحكم كرة القدم /ألمانيا األمين المال /المهندس محمد الرميلي /ألمانيا المستشارة /زهرة بوبا دكتورة وعالمة لرصد المناخ /استراليا المستشارة /الطبيبة مينة غوش /اسبانيا المستشار /االستاذ صاحب مطعم رضا ايت تاجر /ألمانيا المستشار /االستاذ نعمان الكداري /ألمانيا يمثل الشبكة من الناحية التاريخية الدكتور بوراس عبد القادر يمثل الشبكة من الناحية الرياضية الالعب العالمي نور الدين بويحياوي يمثل الشبكة من الناحية اإلعالمية اإلعالمي والصحفي مدير قناة MÉDINA FMميلود االخضر. هذا وباب الشبكة مفتوح في وجه كل أبناء القنيطرة الحاملين لمشاريع قد تخدم القنيطرة مستقبال.
...بعد اطالعه على اإلطار المعرفي والثقافي للمجتمع التطواني ،ودراسة جزء من ذاكرته ،يستنطق الشيخ عبد العزيز بن سعود العويد في رحلته إلى تطوان النصوص التأريخية لثالثي مؤرخيها من خالل مؤلفاتهم“ :نزهة اإلخوان في أخبار تطوان” للسكيرْج ،و“عمدة الراوين في أخبار تطاوين” للرْهوني ،و“تاريخ تطوان” لداوُد .لينسج عبارات أدبية فاتنات للحمامة البيضاء ،يتقاطع فيها الشعر مع الفنّ. وقد رسم الشيخ بفرشة قلمه لوحة فنية كالسيكية لحاضرة مغربية ذات طابع أندلسي ،يرى من خاللها، المشاهد والقارئ ،الكثير من تفاصيل العادات والتقاليد العريقة التي تكسبُ المجتمع أهمية خاصة .هي نفائس من كتابات الشيخ ،من جنس آداب الرحالت ،يوَثق فيها خصوصيات مجتمع عربي مسلم ،تعبيراً عن شظايا الروح اإليمانية التي تجمع بين المشرق العربي والمغرب ،في ضوْء سياقها التاريخي وعلى امتداد الحاضر. – ما الذي جعل الشيخ يختار حاضرة تطوان؟ ّ لعل الشيخين الكريمين القطريين النزيلين برياض دار أشعاش بتطوان ،أوْحوا إلى هذا العالم في زيارته التوثيقية إلى إفريقياْ ، أن يخصص بالذكر المجتمع المغربي التطواني، ليكشف للمشرق العربي قلة فهم المغربي المعاصر الراهن، وهوجز ُء من اللحمة العربية في أقصى الغرب ،وعلى ضفاف البحر األبيض المتوسط والمحيط األطلسي،في سياق استشرافي .إليضاح المعالم الحضارية العربية اإلسالمية التي حافظتْ عليها العوائل من أصول أندلسية والتي تفرَّدَتْ بها األسر التطوانية .دراسة جاد بها الشيخ
األندلسي ،المتماسك في البعد التركيبي والمشهد البحثي والفكري .ومن الظواهر التي تميزتْ بها ،تلك الزيارات العلمية من العلماء ،ومن جملتهم ،العالم الجليل الشيخ تقي الدين الهاللي ،ومحمد ناصر األلباني وأبوبكر الجزائري الذي استفاد منه الشيخ محمد بوخبزة ،ناهيك عن العالم الشيخ القرضاوي والعالم الشيخ محمد الغزالي ،وآخرون كثر. وقد أجهد أخونا الشيخ الكويتي قلمه ،وما يتوافر عليه من أدوات لغوية وأدبية وعلمية ،في تسلسل منطقي من القوة اللفظية والداللية ما يكفي لتوثيق دراسة سسيولوجية للمجتمعات اإلفريقية والعربية ،آخذاً كنموذج المغربية منها، ويخص بالذكر التطوانية .وحول التوصيف الجميل لطبيعة أهالي تطوان ،وجداناً وروحاً وانتماءاً ،كقوله :صغيرة المبنى ،لكن عظيمة المعنى ،تحيط بها السّوار بالمعصم .األلفة الحاضرة بين أهلها ولم أجدْ األنسَ الذي وجدته في تطوان كأنهم بيت واحد .كأنك تعرفهم منذ زمن بعيد، ممّا أكسبها نوْعاً من الخصوصية .ومن جملة الرياض التي زرتها بل وقد تكون أجمل وأنهى حديقة زرتها ،هو(هي) رياض دار أشعاش .في ربوعها الخضراء ،والحديقة الفيحاء. المدينة العتيقة أندلسية المعمار ،جميلة في أزقتها ودروبها (شوارعها) .أسرُها ظلوا محافظين على عاداتهم ،وقد يلمس ذلك ُّ كل من دخل بيتاً من بيوت تطوانية. – هوالشيخ العالم الذي يتحكم في هوية لغته ،كتعريف ابن سنان الخفاجي في اللغة (466ه1073/م) :هي عبارة عمّا يتواضع القوْمُ عليه من الكالم .وهي ملكة فطرية .من المستملحات الذي ذكرها الشيخ ،ورواها عن أسرة أشعاش (دار المخزن) :أنه حدث ذات مرَّة ،وفي زمان القائد محمد
الكويتي ،وهو يشيد بسلوك وأخالق التطوانيين .جلوساً، كان الشيخ مع شخصيات علمية رفيعة المستوى ،وهم عالمين من قطر وعالمين من تطوان ،على عشب رياض درا أشعاشَّ . قل من ينتبه من المثقفين ،بعد سقوط غرناطة سنة 1492م889/هـ ،واللجوء لما بقي حياً من اإلسبان األندلسيين المسلمين ،فارين بدينهم من محاكم التفتيش الكنائسية ،إلى الضفة الجنوبية للبحر األبيض المتوسط، وقد حطوا رحالهم على أنقاض مدينة تطاوين ،بعد عصر الفاتحين قبل ثمانمائة عام .فكثير من هؤالء السكان ترجع أنسابهم إلى القبائل العربية من بني تميم ،ومنهم القائد أحمد بن تميم .لينصهر األندلوسيون بالسكان األصليين الجبليين والريفيين ،وهي ثالثية العناصر التي تكوَّنتْ منها اللحمة التطوانية في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميالدي) ،وكجميع شؤون النوْع اإلنساني اختلطتْ األجيال بعد األجيال ،بعوامل الهجرة ،فكان المغربي العربي ينطق بلسان عربي مبين.أنشؤوا اسمها في األرض التي استوحوا منها عنوانها من الواقع ،وهي تطاوين .و“تط”(بكسر التاء) تعني كلمة العين بالريفية (األمازيغية).وهي حاضرة غزيرة المياه الجوفية .وهي أيضاً وعاء لمياه تنحدر من جوْف جبلين َ لتكوّن فرشة مائية لحوْض تطاوين .وبها (دْرْسَة/غرْغيزْ) إلى يوم الناس هذا ،جماعة تسمى حوْمة العيون .تجدر اإلشارة إلى َّ أن من بين ما ذكره الشيخ عبد العزيز سعود العويد ،عن حديث بعض الفضالءَّ ، أن أحد الكويتيين تبرّع بقطعة أرض لجامعة القرويين ،وصارتْ كلية أصول الدين بتطوان ،مع رفض هذا المحسن اإلفصاح عن اسمه .لكون علماء تطوان معروفين بالعلم الواسع والفهم الثاقب ،ولهم عالقات وثيقة بالمشارقة .وكانت قد تعاقدتْ الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة مع الشيخ محمد بن تاويت .كما كان الشيخ محمد العربي الخطيب قد استفاد عند رحلته إلى قاهرة المعز لدين اإلسالم الفاطمي ،من الشيخ رشيد رضا. ثم استطرد بالقول عن طبائع وتقاليد أهل هذه الحاضرة، ليقرّب الصورة الحقيقية من هذا المجتمع المغربي العربي
أشعاشَّ ، ان شخصاً ما ،قام بسرقة حمام ،،فاختصم المسروق إلى القائد ،الذي جمع رجال الحي للتقصي عن ذلك ،ولمّا عجز عن معرفة الجاني ،لجأ إلى حيلة من حاسة اللمس ،قائ ً ال َّ : إن ريشة الحمام المسروق أراها على لحية السارق ،فوضع أحدُهم يدَهُ على خدّه ،ثمَّ قال القائد :أنتَ السارق .كانتْ للشيخ مجالس العلم مع الدكاترة القطريين (أحدُهما من أمراء قطر) ،وشيخين مغربيين،وهما الدكتور توفيق بن أحمد الغلبزوري اإلدريسي ،أ .بكلية أصول الدّين بتطوان ورئيس المجلس العلمي المحلي للمضيق ،واألستاذ أحمد بوزيان ذ .بنفس الكلية (سابقاً) وعضوالمجلس العلمي المحلي بتطوان ،في حضرة األستاذ عمر أشعاش سليل هذه األسرة ومؤلف كتاب “أسرة أشعاش التطوانية-استرجاع ذاكرة”. قديماً قيل ،وما اإلنسان لوال اللسان ،وعلى لسان (الرطب بذكر اهلل تعالى) للشيخ العالم عبد العزيز بن سعود العويد، وهويشير إلى شخصية د.توفيق الغلبزوري ،ليقول في حقه مرفإ..وإن أردْتهُ خطيباً ْ ْ : إن أردتهُ فقيها فهوفقيهٌ بال فهوخطيبٌ مصداق .أعقبها بأبيات من البحر الطويل للشاعر “إدريس أبكر” جاء فيها :هوالبحرُ من أي النواحي كريمٌ إذا ما أتيتهُ ~ فلجتهُ المعروفُ والجودُ ساحلهُ جئتَ للخير طالباً ~ حباكَ بما تحتوي عليه أناملهُ ولولم تكنْ في كفه غيرُ نفسه ~ لجادَ بها فليتَّق َ اهلل سائلهُ وبملكة متألقة يصفُ منزل األستاذ أحمد بوزيان ،أحد أبناء رجال المقاومة والجهاد مع األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ،وهوكريم بن كرام ،قائال :من زار تطوان ولم يزر مجلس الشريف أحمد بوزيان ،ما زار تطوان – .لرحالة الدنيا محمد بن ناصر العبودي مقولة مشهورة :أكرمُ ما رأيتُ من العرب َ أهل المغرب .ويختم الشيخ عبد العزيز بن سعود العويد :واهلل ما شهدنا إال بما علمنا. – لقد أخبرتني أمي أنهُ يتحتمُ علينا ْ أن نتحدث العربية، وبعباراتها ،أنجزتُ هذا المقال نزوال عند رغبة الدكتور الشيخ جابر الجاسر ،أحد الشيخين الجليلين من دولة قطر الشقيقة..
كتابات في تاريخ منطقة الشمال :
«الق�صر الكبري:
2020 2000يوليوز www.ال�سبت 25 xw 1056 xwالعدد Journal Achamal Achamal.ma
t
20
األخيرة
t
20
ال�شمـال ال�شمـال
xwالعدد 1056
xw
ال�سبت 25يوليوز 2020
www. Achamal.ma
Journal Achamal 2000
()953
�أعالم �أدبيـة ..علميـة تاريخيـة»..
.. �أ�سامـة الزكاري
zougariousama@gmail.com
صدر كتاب «القصر الكبير :أعالم أدبية ،علمية ،تاريخية» لألستاذ محمد بن عبد الرحمان بن خليفة سنة 1994في ما مجموعه 153من الصفحات ذات الحجم المتوسط ،وذلك ضمن منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير .والمؤلف من مواليد سنة 1937بالقصر الكبير ،التحق بالعراق سنة 1958الستكمال دراسته العليا ،حيث حصل على اإلجازة في التاريخ سنة .1963وقد اشتغل منذ ذلك التاريخ بالتدريس بالثانوية المحمدية بالقصر الكبير ،وله عدة إسهامات ودراسات تاريخية صدر البعض منها ضمن منشورات جمعية للبحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير والتي سبق أن عرفنا بالبعض منها ضمن حلقات «كتابات في تاريخ منطقة الشمال». وبالنسبة للكتاب موضوع تعليق هذه الحلقة ،فإنه يندرج في إطار المحاوالت الجادة التي استهدفت إعادة كتابة تاريخ أعالم مدينة القصر الكبير استنادا إلى حفريات دقيقة وإلى تصانيف توثيقية رائدة جعلت هذا العمل يسد ثغرة أساسية اكتنفت مجال دراسة ماضي المدينة المذكورة، ويلبي الحاجات المعرفية لجمعية البحث التاريخي واالجتماعي من أجل رد االعتبار للقيم الحضارية والرمزية التي اختطها رجال القصر الكبير بإسهاماتهم العلمية والثقافية ،حسب ما عكسته الكتابات التاريخية لمرحلتي العصور الوسطى والحديثة .ولقد لخص األستاذ بن خليفة أبعاد هذا األفق المعرفي، عندما قال محددا أهداف الدراسة في مقدمة الكتاب« :إن الدافع إلنجاز هذا المبحث المتواضع هو ما الحظته من وجود حاجة ماسة إلى التعريف بالحياة األدبية والعلمية لمدينة القصر الكبير عبر تاريخها الطويل ،وما كان لها من إسهامات في مد المجرى العلمي واألدبي بمادة الحياة لهذا البلد الكريم ،وتحت تأثير الشعور بحاجة هذا الجيل الصاعد من أبناء األمة إلى التعرف واالطالع على تراث أمتهم الفكري والحضاري ،وتحسيسهم بأهمية ذلك ،وشعورا مني بهذا الواجب المقدس تجاه مدينتي العزيزة وأمتي الكريمة ،فقد بذلت المجهود من أجل تحقيق هذه الغاية الشريفة والمقصد األسمى.»... ويمكن القول ،إن األستاذ بن خليفة قد نجح –إلى حد بعيد -في الوفاء لهذا الطموح النبيل وفي كسب رهان التأسيس لمشروع إعادة التوثيق العلمي للسير المادية والذهنية لرجاالت القصر الكبير ولرموزها التاريخية الخالدة .فالكتاب غني بالمعلومات السير-ذاتية وباإلحاالت المصدرية، ومنسجم مع ضرورات الكتابة التأريخية المنقبية ،صارم في غربلة المعطيات وعزل الصحيح منها عن المشكوك فيه ،منفتح على اإلضاءات التاريخية المرتبطة بالظروف العامة التي عاشت فيها كل شخصية من الشخصيات التي تم التعريف بها سواء على المستويات الفكرية أم الثقافية أم السياسية أم االجتماعية .وبذلك ،قدم بن خليفة عمال غير مسبوق في تاريخ مدينة القصر الكبير بشكل جعله يتحول إلى واحد من أهم المراجع التوثيقية لسير رجاالت هذه المدينة العريقة في العلم وفي المعرفة، والتي غطى إشعاعها مجاالت واسعة من منطقة الغرب اإلسالمي خالل العصر الوسيط بكل خاص. وبالنسبة لطريقة ترتيب مضامين الكتاب ،فقد انسجمت مع طبيعة المحتويات ،إذ لم تخضع لتبويب موضوعاتي يميز بين قضايا بعينها ،ولكن المتن انساب بشكل سلس معرفا بمجموعة من الشخصيات التي أنجبتها مدينة القصر الكبير واكتست بعدا ساميا ساهم في التأصيل لخصوصيات الثقافة المغربية خالل القرون الماضية .وبما أن األمر يتعلق بمجال الفكر واإلبداع ،فقد خصص المؤلف تقديم الكتاب لتضمين نبذة عن تاريخ الحركة األدبية والثقافية بمدينة القصر الكبير ،وهي النبذة التي استخلص المؤلف –من خاللها -مكانة المدينة المذكورة ،بالنظر لما عرفته من حركة علمية ومن نشاط أدبي امتد منذ بداية عهد المرابطين وأفرز أسماء وازنة اهتم بها كتاب التراجم بالمغرب وباألندلس .وقد حرص المؤلف في رصده هذا ،على التأكيد على أهمية توافد عناصر أندلسية على المدينة وعلى قيمة عطاءاتها الفكرية ،بشكل تحولت معه القصر الكبير إلى «مدينة ذات طابع أندلسي حضاريا وبشريا» .وإلى جانب هذا المعطى ،انتبه المؤلف –في نفس السياق -إلى الدور الذي اضطلعت به عوامل أخرى حاسمة في انبعاث تراث حضاري إنساني شكلت مدينة القصر الكبير معقله األساسي وشكلت مختلف أصقاع العالم اإلسالمي مجاالت إشعاعه ،من ذلك ولع القصريين بالرحالت العلمية والهجرة إلى األقطار األخرى مثل األندلس ومصر والشام والعراق طلبا للعلم ولنيل اإلجازات، واستقرار أسرة أبي مدين العثمانية القصرية بالمدينة على عهد المرينيين بما عرف عنها من مكانة سامية داخل دواليب الدولة وداخل حقل اإلسهامات العلمية واألدبية ،إضافة إلى األهمية التعليمية التي كانت للجامع الكبير بالمدينة وكذا تلك األدوار التلقينية التي امتازت بها الزوايا عل مستوى
نشر المعارف وتنشيط الحركة العلمية وعلى مستوى تحقيق اإلشباع الروحي لساكنة المدينة. وبالنسبة للمضمون األساسي للكتاب ،فقد قدم فيه المؤلف معلومات ومعطيات أساسية شكلت تراجم لرجاالت العلم واآلداب ممن نشأ أو حل بالقصر الكبير على امتداد القرون الطويلة لتاريخ المغرب .من هؤالء العلماء ،نذكر ابن المدرة القصري ،وأبو الحسن علي بن خلف بن غالب ،ومحمد بن أبي الطواجين الكتامي ،والفقيه العالمة عبد الجليل القصري ،وابن رشيق القصري المالكي ،والعالمة عبد القادر بن علي الفاسي القصري ...،وقد اعتمد األستاذ بن خليفة في استيفاء معلوماته على أمهات المصادر العربية اإلسالمية للفترة المدروسة مثل «الذيل والتكملة» البن عبد الملك و»مرآة المحاسن» للعربي الفاسي و«كتاب العبر» البن خلدون و«دوحة الناشر» البن عسكر الشفشاوني و«مناهل الصفا» للفشتالي و«األنيس المطرب» البن أبي زرع و«نشر المثاني» للقادري ...وهي المتون اإلسطوغرافية األساسية التي ظلت تكتسي قيمة محورية في كل مشاريع كتابة تاريخنا المحلي والوطني واإلقليمي قديما وحديثا ،وذلك على الرغم من كل الصعوبات المنهجية المرتبطة بعوائق استغالل مضامينها ،وبانغالق بنيات خطابها ،وبمشاكل توظيف معطياتها .لذلك ،فالمؤكد أن األستاذ محمد بن خليفة قد بذل جهودا مضنية في التنقيب بين سطور هذه المصنفات المغلقة وفي فك الطالسيم المعرفية المرتبطة باضطراب السياقات التاريخية وبمحدودية عطاءات الكتابة السردية/الحدثية ،وبغموض التعابير والصيغ المستعملة .وفي هذا الجانب بالذات ،تكمن أهمية العمل الذي أنجزه هذا الباحث ،فالرجل ظل حريصا على تقديم أكبر قدر من المعطيات حول سيرة كل واحدة من الشخصيات التي تناولها في كتابه ،مركزا على التعريف بظروف العصر الذي نشأت في هذه الشخصية ،وبالمراحل التي مرت منها في مسيرتها التكوينية ،وبعطاءاتها الفكرية ،وبمجاالت اهتماماتها ،مع الحرص على تقديم نماذج من هذه االهتمامات كلما سمحت المادة المصدرية بذلك. إنه سجل خلود أعالم القصر الكبير في سيرتهم الخاصة المرتبطة بتقلبات ظروف الحياة ،من الميالد إلى الوفاة ،وفي انشغاالتهم الذهنية التي جعلت مدينة القصر الكبير تتحول إلى إحدى أهم منارات العلم والمعرفة بين حواضر المغرب األقصى خالل مرحلتي العصور الوسطى والحديثة. ولعل مما أضفى قيمة علمية على هذا العمل ،عدم اكتفاء صاحبه باالستنساخ «السهل» والسطحي من المصادر األساسية ،في مقابل التدقيق في الروايات ،مقارنا بعضها ببعض ،ومصححا لبعض هفواتها ،ومنبها لبعض أشكال االضطراب في سرد الوقائع ،ومتحفظا في أحكامه بخصوص القضايا التي ظلت غامضة أو في حاجة إلى مزيد من الضبط والتحقيق .وعندما كان األستاذ بن خليفة يصطدم بنقص في المادة المصدرية ،فإنه لم يكن يتردد –وبتواضع الباحثين الكبار -عن اإلشارة إلى ذلك وعن التنبيه إلى محدودية معارفه بخصوص الشخصيات المعنية بهذه الصفة .ولعل في ما كتبه في الفصل المعنون بـ «شخصيات قصرية أخرى شبه مجهولة» خير دليل على ما نقول، إذ وضح حدود عمله في هذا الباب قائال« :عثرت على مجموعة من الشخصيات التي عاشت في هذه المدينة ثم انتقلت إلى غيرها أو حلت بها لفترة زمنية محدودة وفي ظروف مختلفة ،إال أن المعلومات عنها ضعيفة ،وقد ورد ذكرها في مصادر متباينة غير أن ترجمتها في تلك المصادر كانت موجزة فلم تف عادة بمراد التعريف بالمترجم ولم تغن باحثا أو مستقصيا لألخبار بل أن بعضها جاء على سبيل اإلشارة واالقتصار على ذكر اإلسم أو وقع التعريف بها في كتب لم نستطع لها بلوغا( »...ص ص. .)146-147وإذا أضفنا إلى هذه الصفة تماسك اللغة التي كتب بها هذا العمل ووضوحها وسالستها، أمكن القول إن كتاب «القصر الكبير :أعالم أدبية ،علمية ،تاريخية» يشكل إضافة نوعية لمجال البحث العلمي المتخصص في تاريخنا المحلي ،بشكل يسمح بتوفير العناصر األساسية لمشاريع توسيع هذا المجال في إطار الدراسات المونوغرافية المجهرية الخاصة برصد تحوالت ماضي مدينة القصر الكبير خالل العهود السالفة. وبالنسبة لجمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير ،فال شك أن نشرها لهذا الكتاب قد حملها مسؤولية ثقافية وعلمية استثنائية مادام أن األستاذ محمد بن خليفة قد وضع أولى لبنات مشروع علمي توثيقي يتطلب الكثير من الجهد ومن األناة الستكمال حلقاته المقطوعة ،خاصة خالل الفترات المضطربة –سياسيا -من تاريخ المدينة ومعها عموم بالد المغرب .إنه رهان مستقبلي وتحدي نبيل تظل طاقات الجمعية المذكورة قادرة على كسبه لما عهدناه فيها من حيوية ومن سعي حثيث إلعادة بعث الرموز الخالدة واإلضاءات المشعة في ماضي مدينة القصر الكبير.