Achamal n° 1057 le 01 Août 2020

Page 1

‫‪t‬‬

‫‪1‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬ ‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1057‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪ 12‬ذو احلجة ‪ 01 / 1441‬غ�شت ‪2020‬‬

‫�أين جامعة‬ ‫الدول العربية‬ ‫من تداعيات جائحة كورونا‬ ‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫ ‬

‫تغيري عاداتنا يف العيد‬

‫مرا�سالت خا�صة‬ ‫من فرن�سا بلجيكا وهولندا‬

‫م�ؤ�س�سات احلكامة وتر�سيخ‬ ‫دولة احلق والقانون‬

‫ال�شمال واملغرب يف‬ ‫«حا�ضر العامل الإ�سالمي»‬

‫ح�سناء داود‬ ‫ترميم املخطوطات العربية‬


‫‪t‬‬

‫‪2‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫تغيري عاداتنا يف العيد‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫• محمد إمغران‬

‫اجلائحة ال متزح �أبدا‬ ‫رفع احلجر ال�صحي‬ ‫يتطلب عدة �شروط ‪..‬‬

‫العيد لغة من «العَود»‪ ،‬أي الشيء األكثر أهمية الذي‬ ‫تتمناه أن يحصل في حياتك بالمعاودة‪ ،‬وأن يتكرر‪ ،‬بالنظر‬ ‫إلى الصيغة المميزة التي طبع بها لحظة معينة من سيرتك‪.‬‬ ‫من جهة أخرى قد يأخذ مفهوم العيد معنى تقريبيا من‬ ‫«التعوذ» أي ما يتعوذ منه من همٍّ أو مرض أو مكروه أو‬ ‫نحوه‪.‬‬ ‫والعيد أيضا جمع عَادَة‪ .‬أي المناسبة التي نؤسس فيها‬ ‫مجموعة من العادات التي نختزن فيها وبها خصوصياتنا‬ ‫الثقافية واالجتماعية والحضارية‪.‬‬ ‫سياق هذه التعريفات التقريبية واالشتقاقية هو الوضع‬ ‫االستثنائي الذي أتى فيه عيد األضحى هذه السنة‪ .‬فنحن‬ ‫نمر بأعصب األوضاع والبشرية مهددة من قبل أشرس‬ ‫فيروس ينتشر بين الناس يستهدفهم في حياتهم‪.‬‬ ‫نريد أن يمر هذا العيد‪ ،‬وأن نجدد موعدنا معه السنوات‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫نريد أن يكون العيد فرصة للتعوذ من كل الشرور‬ ‫المحدقة‪.‬‬ ‫نريد أن يكون عيدا ونحن قادرون على أن نغير خالله‬ ‫عاداتنا بما يضمن سالمتنا وعافيتنا‪ ،‬وبما يجعلنا عازمين‬ ‫على تأسيس عادات جديدة أكثر عقالنية‪.‬‬ ‫صحيح أن العيد‪ ،‬فرص ٌة للفرح‪ ،‬وقبل هذا هو منح ٌة‬ ‫رباني ٌة كي يزاول خاللها الناس شعائرهم ويحظوا برضى‬ ‫اهلل تعالى‪ .‬غير أن العبادة مفهوم شامل‪ ،‬قد يكفي فيها‬ ‫إخالص النية هلل سبحانه عز وجل‪ ،‬واستحضار المقصد العام‪.‬‬

‫ال�شمال‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫هناك ألف طريقة ألداء العيد في سالم كامل‪.‬‬ ‫هناك ألف طريقة إلشاعة الفرح وإظهاره وإشهار‬ ‫الطقوس االحتفالية الرائعة خالله‪ ،‬والتي تبدأ حتى قبل‬ ‫قدومه‪ ،‬وذلك بالتحضير له بشراء المالبس‪ ،‬وتجهيز أشهى‬ ‫أنواع الحلويات‪ ،‬باإلضافة إلى تحضير العيديّات التي‬ ‫ستُقدّم للصغار ولألمهات واآلباء‪.‬‬ ‫وهناك ألف طريقة لمزاولة صلة الرحم‪ ،‬وتمتين‬ ‫الترابط األسري‪ ،‬وتنظيم االجتماعات العائلية‪.‬‬ ‫هناك ألف طريقة وطريقة لتعميق معاني الحبّ اإلنساني‬ ‫خالل العيد بإغداق العطاءات على الفقراء‪ ،‬وبإشاعة مشاعر‬ ‫الرحمة واإلخاء في النفوس‪.‬‬ ‫هناك ألف طريقة إذن كي نعيش العيد بأبعاده النفسية‬ ‫والدينيّة واالجتماعية واالقتصاديّة بخسائر أقل‪.‬‬ ‫من صلب الدين أن تمارس الشعائر الدينية بعلم‪.‬‬ ‫ومقتضى العلم اآلن أن نستحضر في االذهان أننا مهددون‬ ‫في أرواحنا من قبل جائحة كورونا ونحن ننساق‪ ،‬لربما‪،‬‬ ‫بتلقائية وراء عادات احتفالية مهلكة‪.‬‬ ‫لن ينقص من جوهر العيد لو قللنا من تجمعاتنا‬ ‫العائلية واإلنسانية‪ ،‬أو لو جعلناها مقننة بقوانين اإلجراءات‬ ‫االحترازية التي اتخذتها السلطات الصحية واألمنية ببالدنا‪.‬‬ ‫لن ينقص منه شيء لو أننا استبدلنا تواصالتنا المباشرة‬ ‫بأخرى أكثر أمانا وسالمة‪.‬‬ ‫لن ينقص من العيد لو أننا استبدلنا عادات بعادات‪.‬‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫محمد طارق بخات‬

‫زبيـدة الورياغلـي‬

‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫�أ�سامـة الزكــاري‬

‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫محمد �إمغران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫هـدى املجـاطـي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫ح�سن �أزام‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة‬

‫ليس المغاربة هم وحدهم متلهفين إلى معرفة متى‬ ‫سيتم رفع الحجرالصحي‪ ،‬بل نجد أن كل شعوب كوكب‬ ‫األرض مشتاقة إلى االنطالق والتحرر من شتى القيود‪.‬‬ ‫واإلنسان بطبعه يحب الحركة والخروج والدخول‪ ،‬من وإلى‬ ‫العديد من األمكنة والفضاءات‪ ...‬يحب التنزه والترويح عن‬ ‫النفس بالغابات والجبال وركوب كل وسائل األسفار‪.‬كما‬ ‫أن اإلنسان اجتماعي بطبعه‪ ،‬يميل إلى التراحم والتزاور‬ ‫والسؤال عن الغائبين من األصدقاء والمعارف والبحث‬ ‫عنهم والتقرب منهم‪ ،‬فباألحرى التقرب من ذوي القربى‬ ‫والمساكين‪ ..‬أما «التباعد االجتماعي»‪ ،‬فإنه ليس من شيم‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ذلك أنه إذا ما طال أمد هذا «التباعد االجتماعي»‬ ‫ونزل بثقله أكثرعلى الصدوروالقلوب»خليها على اهلل‬ ‫وصافي»‪.‬وبالمناسبة‪ ،‬وكما هو معلوم‪ ،‬فقد أكد خالد أيت‬ ‫الطالب‪ ،‬وزير الصحة‪ ،‬أن رفع الحجر الصحي يتطلب توفر‬ ‫عدة شروط لتجنب أي انتكاسات أو» منعطف ال يحمد‬ ‫عقباه «وقال السيد أيت الطالب‪ ،‬في لقاء خاص مع القناة‬ ‫التلفزية األولى بثته في وقت سابق‪ ،‬إنه «إذا أردنا الحديث‬ ‫عن رفع الحجر الصحي‪ ،‬فإنه يتعين توفر الشروط المالئمة‬ ‫لذلك‪ ،‬من قبيل استقرار الحالة الوبائية وتسجيل انخفاض‬ ‫في الحاالت الجديدة وتراجع مؤشر تولد «الفيروس» إلى‬ ‫تحت الواحد‪ ،‬مع استقراره لمدة زمنية مهمة»‪ ‬مشيرا إلى‬ ‫أنه «عندما يكون هنا استقرار في الحالة الوبائية ويتراجع‬ ‫مؤشر انتشار «الفيروس»‪ ،‬يمكن الحديث حينها عن رفع‬ ‫حالة الطوارئ»‪ ‬وسجل المتحدث أن رفع الحجرالصحي‬ ‫يعتبر بمثابة «جهاد أكبر» ومسؤولية‪« ‬كبيرة وجسيمة‪،« ‬‬ ‫لذا يتعين على الجميع االنخراط فيها‪ ،‬كل من موقعه‪،‬‬ ‫مشدداعلى ضرورة تثمين المكتسبات المحققة من أجل‬ ‫الوصول إلى المؤشرات التي تسمح برفع الحجر‪« ،‬بشكل‬ ‫تدريجي وبالوسائل الوقائية ليظل الجميع في مأمن من‬ ‫خطورته»‪ ‬موضحا أن أي رفع للحجر الصحي سيكون‬ ‫بالتدرج والتنسيق‪ ،‬بين تصورات جميع القطاعات‪ .‬وحذر‬ ‫السيد آيت الطالب‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬من»أننا لسنا في‬ ‫مأمن رغم اإلجراءات المتخذة «‪ ‬الفتا إلى أن «أي تسرع أو‬ ‫تهور غير محسوب يمكن أن يكون له ثمن»‪ .‬وأشارالوزير‬ ‫إلى أنه على الرغم من اإلجراءات والتدابير الوقائية‬ ‫واالحترازية‪ ،‬فقد تم تسجيل مستجدات تدعو إلى التساؤل‪،‬‬ ‫من بينها ظهوربؤر صناعية وعائلية‪ ،‬وتسجيل عدد من‬ ‫المصابين في فئة الشباب‪ ،‬فضال عن مالحظة حاالت حرجة‬ ‫لدى هذه الفئة‪ ،‬وهو األمر الذي يستدعي اليقظة والحذر‬ ‫في المستقبل‪.‬وبعد أن جدد كبير المسؤولين الصحيين‬ ‫التأكيد على أن المغرب‪ ،‬بفضل التدابير واإلجراءات‬ ‫االحترازية‪ ،‬تجنب السيناريواألسوأ‪ ،‬دعا في الوقت ذاته‬ ‫المواطنين إلى التحلي بروح المسؤولية والتضامن‪ ،‬أكثر‬ ‫فأكثر‪ ،‬وبمزيد من الصبر‪.‬وهواألمرالذي زكاه الطبيب‬ ‫المغربي جمال الدين البوزيدي‪ ،‬رئيس العصبة المغربية‬ ‫لمحاربة داء السل واألمراض التنفسية في تصريح له‬ ‫لوسائل اإلعالم أن المغرب كان لم يسجل ما مجموعه‬ ‫عشرة (‪ )10‬آالف حالة مؤكدة‪ ،‬وقتها‪ ،‬وبالتالي كان لم‬ ‫يدخل المرحلة الثالثة من الوباء‪ ،‬وهلل الحمد‪ ،‬بفضل‬ ‫اإلجراءات التي اتخذتها السلطات المغربية والتي ساهمت‬ ‫في حصرانتشارالفيروس‪.‬ولكن‪ ،‬مع األسف‪ ،‬فقد تغيرت‬ ‫األمور‪ ،‬حاليا‪ ،‬إذ توجد بعض العينات من المواطنين‪،‬‬ ‫«الراس دياال قاصح» حيث تلعب مع رجال األمن والقوات‬ ‫المساعدة «غميطة» ببعض الدروب واألزقة الشعبية‪ ،‬بينما‬ ‫البعض اآلخريمارس جميع أساليب االستهانة واالستخفاف‬ ‫بالوباء‪ ،‬مع العلم أن «كورونا واعرة بزاف‪ ،‬أخوتي‪ ،‬وباهلل ما‬ ‫معها اللعب» حفظنا اهلل وإياكم منها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪t‬‬

‫‪3‬‬

‫ال�شمـال‬

‫دردشة‬ ‫حين يتحدث الناس عن هذه الفنادق الفارهة العائمة على سطح البحر‪ ،‬والتي رسمت‬ ‫لها خطوطا تسير فيها بمحاذاة الشواطئ اإليطالية‪ ،‬أو الموانئ الفرنسية‪ ،‬أو المنتجعات‬ ‫اليونانية‪ .‬تجدني أتساءل متى ستتاح لي فرصة ركوب هذه السفن الباذخة‪ ،‬التي توفر‬ ‫لنزالئها كل ما تشتهيه األنفس وتلذ األعين من مأكل ومشرب وترفيه وترويح عن‬ ‫النفس؟‬ ‫وتساؤلي هذا كثيرا ما ألقيه على أصدقائي‪ ،‬فيقولون لي من باب ‪-‬التنكيت‪ -‬حتى‬ ‫تأتي سفينة منها إلى باب دارك‪ .‬أي أنني سأظل أردد هذه األمنية على مسامعهم‪ ،‬إلى‬ ‫أن يطرق بابي طارق ينبئني أن هناك سفينة تنتظرني بالباب‪.‬‬ ‫فتجدني أقول‪ :‬ولم ال؟‬ ‫أجل‪ ،‬لم ال تكون لمغربنا سفن تضارع السفن التي تنطلق من برشلونة مثال أو من‬ ‫مالقة في اتجاه السواحل اليونانية أو الفرنسية أو اإليطالية؟‬ ‫ألسنا نطل على بحرين‪ :‬األبيض المتوسط شماال‪ ،‬والمحيط األطلسي غربا؟ أليست‬ ‫المسافة بين مصطاف السعيدية في أقصى الشرق‪ ،‬ومدينة الكويرة في أقصى الجنوب‬ ‫الغربي‪ ،‬مسافة كافية لتحرك األسطول السياحي بسواحلنا؟‬ ‫أليست هذه السواحل هي التي كانت هدفا للغزاة‪ ،‬يجدون فيها النشاط والحركة‬ ‫والتجارة وكل ما تشتهيه أنفسهم؟‬ ‫لِمَ ال نبعث الحياة فيها؟ فبدال من أن يأتوا في صورة غزاة‪ ،‬يأتوننا سياحا يرغبون‬ ‫في الراحة‪ ،‬وفيما وهبته لنا الطبيعة من خيرات‪.‬‬ ‫لِمَ يظل منتوجنا السياحي مهمال ومدفونا بالحياة؟ لم ال تتوفر لنا اإلرادة الستغالل‬ ‫ما حبانا اهلل به من طبيعة وجبال وبحار وأنهار؟‬ ‫إن كنا ننتظر من يبصّرنا بهذه الكنوز‪ ،‬ويأخذ بيدنا لتسويقها وتقديمها في صورة‬ ‫مشرقة مشرفة‪ ،‬فها هي المؤسسات والشركات التي لها خبرات في هذا المجال؛‬ ‫لِمَ ال نستدعيها ونعقد شراكات معها؟‬ ‫شبّاننا وشاباتنا‪ ،‬وحملة الشهادات منهم خاصة‪ ،‬في حاجة إلى هذه المبادرات‪،‬‬ ‫لخلق مناصب للشغل‪.‬‬ ‫فماذا تتصورون‪ ،‬لو أن هذه السفن دقت أبوابنا‪ ،‬وقالت لنا‪ :‬هيا على العمل؟‬ ‫ستنهض المدن من سباتها‪ ،‬وستتحرك عجلة الحياة‪ ،‬وستعطينا السياحة أكلها‪.‬‬ ‫وحينذاك‪ ،‬سأجد المسافة بيني وبين الفندق العائم قد قصرت إلى حد أن يقول لي‬ ‫أحدهم‪ :‬اخرج‪ ،‬فالسفينة تنتظرك بالباب‪.‬‬

‫�شف�شاون الفن والثقافة‪ ...‬وكورونا‬ ‫‬‫وأنا أتأهب لكتابة مقالة األسبوع‪ ،‬وقد وضبت األفكار في رأسي‬ ‫ألتحدث عن مجال بعيد عن الصحة وتطورات الوباء في المغرب‪،‬‬ ‫فإذا بي أتفاجأ بموجة الغضب والنقد التي خلفها بوسائل التواصل‬ ‫االجتماعي البالغ الحكومي المشترك حول منع التنقل انطالقا من أو‬ ‫في اتجاه مدن رئيسية في المغرب والذي كان وراءه تقييم الوضعية‬ ‫الوبائية واألخذ بعين االعتبار االرتفاع الكبير‪ ،‬خالل األيام األخيرة‪ ،‬في‬ ‫عدد اإلصابات بعدد من العماالت واألقاليم؛ فكرت مليا هل أنساق‬ ‫مع الموجة أم أترك لنفسي مساحة للبعد عن االنفعال الذي عبرت‬ ‫عنه كباقي المواطنين على صفحتي الفايسبوكية‪ ،‬وأكتب ما كنت قد‬ ‫أعددته من قبل‪.‬‬ ‫لقد ملت إلى الخيار الثاني‪ ،‬فقرار الحكومة المقلق قيل فيه ما قيل‬ ‫وزيادة‪ ،‬أما دور الثقافة والفن في المجتمع سواء خالل األزمات أو في‬ ‫الظروف العادية‪ ،‬فلم يحظ بكثير من االهتمام‪ ،‬و الثقافة والفن من‬ ‫المجاالت التي تضررت في زمن كورونا وتوارت إلى الخلف إن لم نقل‬ ‫إنها تعرضت للتشنيع والقذف من طرف البعض‪ ،‬وال أدعي هنا أنني‬ ‫سأقدم تحليال شموليا للوضع الثقافي العام و إنما سأكتفي بمالحظات‬ ‫وأفكار‪ ،‬أحيانا مقارنة‪ ،‬انبجست من حدث الزيارة اإلشهارية التي قام‬ ‫بها عدد من الفنانات والفنانين من أجل الترويج لشفشاون كوجهة‬ ‫سياحية‪ ،‬وكذا من حدث العروض الموسيقية التي قدمت في ساحة‬ ‫وطاء الحمام من طرف فنانين محليين قبل ذلك في إطار فن الشارع‪،‬‬ ‫حيث إن الزيارة حظيت بترحيب كبير في حين تعرضت العروض‬ ‫الموسيقية لوابل من النقد على خلفية الصراع السياسي المحتدم بين‬ ‫معسكرين متعارضين حول منهجية تدبير الشأن العام بالمدينة‪.‬‬ ‫من المؤكد أن إقحام السياسة في الثقافة والفن يقزم دورهما‬ ‫ويجعلهما تابعين و موجهين‪ ،‬في حين أن الثقافة والفن‪ ،‬من منظور‬ ‫سوسيولوجي‪ ،‬يمكن أن يكون لهما تأثير أوسع وأعمق من السياسة‬ ‫من منظور حزبي أو حلقي ضيق على اعتبار أن الثقافة والفن يتوجهان‬ ‫إلى الروح والعقل‪ ،‬ويساهمان في بنائهما بناء يتيح التمكن من وسائل‬ ‫التحليل و النقد الرصينين‪ ،‬وتوسيع أفق الرؤية وتعميقها‪ ،‬واختيار‬ ‫أسلوب الحياة و اكتساب مفاتيح التذوق والمتعة‪.‬‬ ‫النقد ال��ذي وج��ه للعروض الموسيقية انصب على الجهة‬ ‫المدعمة(المجلس اإلقليمي) التي لم تنسق مع الجهة المختصة‬ ‫ترابيا(المجلس البلدي)‪ ،‬وعلى توقيت العروض وظرفها على اعتبار أن‬ ‫زمن كورونا ال يرتب تقديم العروض الموسيقية ضمن األولويات وإن‬ ‫كان لها هدف الترويج السياحي للمدينة والترويح عن نفوس أهلها‬ ‫وزوارها‪ ،‬ثم إن الظرف يفرض احترام اإلجراءات الوقائية خاصة التباعد‬ ‫الجسدي وهو ما لم يحترم‪ ،‬في نظر المنتقدين‪ ،‬ألن ذبذبات الموسيقى‬ ‫تدفع إلى التقارب والحركة الجسدية والتمازج الذي يشبه الخشوع‬ ‫أواالنفصال عن الذات‪ ،‬وربما يكون عدم إشراك فرق فنية متعددة و‬ ‫االكتفاء بفرقة واحدة من باب المسكوت عنه أو هو «النار تحت التبن»‪.‬‬ ‫مبادرة تقديم عروض فنية بالشارع كان من األجدر أن تتوسع‬ ‫ألنها تعتبر واجهة من واجهات التنشيط الملموسة بالمدينة‪ ،‬وألن‬ ‫العديد من الفرق والجمعيات الفنية والثقافية كانت قد استفادت من‬ ‫دعم‪ ،‬قدمه المجلس اإلقليمي وكذلك المجلس البلدي‪ ،‬في حدود‬ ‫اإلمكانيات المتاحة لكل واحد منهما‪ ،‬كما أن ظرف رفع الحجر الصحي‬ ‫والصيف والرغبة في إنعاش السياحة بالمدينة هو المناسبة المالئمة‬ ‫لتنشيط المدينة من طرف هذه الجمعيات والفرق في انتظار دعم‬ ‫السنة الحالية‪ ،‬وألن العروض الفنية بصفة عامة أدوات لمقاومة الخوف‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫و الجمود وإنعاش النفوس وإحيائها لتحمل ضغط الوباء و قلق الترقب‪.‬‬ ‫فكما هو مالحظ في جميع البلدان التي عانت من حدة الوباء و الحجر‬ ‫الصحي‪ ،‬فإن اإلقبال على الموسيقى والسينما والمسرح و الكتاب و‬ ‫فضاءات الترفيه شكل أحد عناوين عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي‬ ‫ورونقها‪ ،‬وإن كان تنظيم العروض والتظاهرات يخضع لشروط مقيدة‬ ‫حتى ال تتحول إلى بؤر لنقل الفيروس‪.‬‬ ‫المبادرة الثانية والتي تمثلت في الزيارة اإلشهارية حظيت‬ ‫بترحيب واسع وبدعم من المجلس البلدي‪ ،‬وهي تندرج في إطار‬ ‫الترويج للمدينة باالعتماد على فنانات لهن حضور فني وطني قوي‬ ‫على مستوى السينما والتلفزيون والمسرح‪ ،‬ويمكن أن يكون إلعجابهن‬ ‫بالمدينة وإقامتهن بها و دعوة الناس إلى زيارتها تأثير في مضاعفة‬ ‫إقبال السياح الداخليين‪ ،‬فالمدينة تعاني ألن السياحة تعاني وهي‬ ‫النشاط األساسي والمحرك القتصادها ولفرص الشغل بها‪ ،‬وعودة‬ ‫فنانات مسلسل «بنات اللة منانة» صحبة فنانات أخريات مشهورات‬ ‫إلى أزقة المدينة و دروبها و معالمها هو إحياء لألجواء الرومانسية‬ ‫الحالمة التي أججها هذا المسلسل الرمضاني‪ ،‬والتي كان لها فعل‬ ‫السحر في النفوس حيث أصبح منزل بنات اللة منانة من بين المزارات‬ ‫التي تؤخذ فيها الصورالموشومة بالعشق وصور شهر العسل‪ ،‬وكذلك‬ ‫الشأن بالنسبة للفضاءات التي جرت فيها بعض أحداث هذا المسلسل‪.‬‬ ‫التقابل هنا يمكن أن يكون بين المركز والمحيط‪ ،‬بين الشهرة‬ ‫ذات اإلشعاع الواسع والشهرة المحلية المحدودة‪ ،‬فلكل مبادرة‬ ‫من المبادرتين مكانها في شفشاون‪ ،‬وقد يتكامالن وال يتنافران‬ ‫والتنافس في المبادرات مقبول‪ ،‬لكن تحويل مضمار الفن إلى ساحة‬ ‫للعراك المجاني ال يخدم المدينة‪ ،‬فالزيارة اإلشهارية هي موجهة‬ ‫للجذب باستعمال تقنيات الصورة وتأثيرها والعروض الفنية هي من‬ ‫المحتويات المعززة للجذب‪ ،‬فالسائح قد تغريه الصور ولكنه قد ينتكس‬ ‫وقد ال يرتاح إذا وجد المحتوى دون ماكان يترقبه‪ ،‬وهذا ليس في صالح‬ ‫صورة المدينة السياحية‪.‬‬ ‫وبقدرما للسائح حق في التنشيط والمتعة‪ ،‬فمن حق ساكن‬ ‫المدينة التثقيف وممارسة الفن والفرجة والمتعة كذلك حتى ال نقع من‬ ‫باب البرغماتية في تسييح كلي للثقافة‪ ،‬وهذا يتطلب فضاءات ثقافية‬ ‫وفنية‪ ،‬لكن ما يالحظ هو أنه ال يوجد بين المشاريع الكبرى للمدينة‬ ‫مشروع فضاء ثقافي كبير كمركب مسرحي أو ثقافي طالما طالب به‬ ‫فنانو المدينة ومثقفوها من أجل ممارسة وعرض مختلف الفنون‬ ‫كالمسرح والسينما و التصوير والتشكيل والموسيقى وغيرهم من‬ ‫الفنون بشكل مهني أواحترافي‪ ،‬و اليشك أحد أن المحلي هو الحاضنة‬ ‫األولى لكل فنان قبل تحليقه في اآلفاق‪ ،‬ثم إن الثقافة والفن فضال‬ ‫عن كونهما مجاالن منتجان فإنهما باعثان لروح الحياة واألمل واإلبداع‬ ‫وصانعان للجمال والرقة والحضارة‪ ،‬وأي مجال ترابي ال يستحق صفة‬ ‫مدينة إال إذا كان للثقافة والفن حيز معتبر فيه‪.‬‬ ‫في األخير أشير إلى أنه لم تكن لدي رغبة إلثارة تطورات الوباء‬ ‫من جديد لكن األخبار التي راجت في اليومين األخيرين مقلقة‪ ،‬لذلك‬ ‫علينا‪ ،‬كأولوية ملحة‪ ،‬دولة ومجتمعا أن نتحمل المسؤولية المشتركة‬ ‫إليقاف زحف الوباء و مداهمة الموت‪ ...‬فالوقت ليس للفرقة (بضم‬ ‫الفاء) والحساب العسير‪ ،‬وإنما لاللتزام باإلجراءات االحترازية والوقائية‪،‬‬ ‫وللنصح والنقد البناء‪ ،‬فال سياحة و الفن والثقافة‪...‬و ال عيد وال اطمئنان‬ ‫إذا لم نصد الخطر الذي يزحف علينا أكثر مما مضى والذي يتجاهله أو‬ ‫يقلل منه أو يستهين به الكثير منا‪.‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مواسم‪..‬‬ ‫‪ l‬عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في شتاء خمس وتسعين وتسعمائة وألف أصدرنا من طنجة العدد األول‬ ‫من مجلة «مواسم»‪ .‬كانت فصلية للثقافة واإلب��داع‪ ..‬وكان مهندسها من‬ ‫األلف إلى الياء هو صديقي العزيز سيدي أحمد الطريبق أحمد؛ فهو الذي وضع‬ ‫اإليداع القانوني ‪ ،1985 / 85‬واختار اسمها وهيئة تحريرها ممثلة في ‪:‬‬ ‫عبد اهلل كنون ‪ -‬المرحوم عبد الصمد العشاب ‪ -‬عبد اللطيف شهبون‪.‬‬ ‫أجرى سيدي أحمد معظم االتصاالت مع األدباء والمفكرين والفنانين من‬ ‫داخل المغرب وخارجه للمساهمة في موادها‪..‬‬ ‫وهو كاتب استهالل عددها األول‪ ،‬مؤكدا فيه أن ‪ ..« :‬مواد مواسم (بيد‬ ‫قرائها) دون دليل‪..‬‬ ‫دون إنارات كاشفة‪ ..‬ألنها ناطقة بما فيها‪ ..‬بهويتها وكينونتها‪..‬‬ ‫وأماعطاؤها فمبسوط على الهواء‪ ..‬وإن تأخر زمن الحصاد‪.»..‬‬ ‫وقد ذكرت كل هذا من باب االعتراف بأفضال سيدي أحمد الطريبق أحمد‬ ‫حفظه اهلل‪ -‬على الثقافة في مدينة طنجة عاصمة جهتنا ووجهتنا الشمالية‪.‬‬‫كانت لوحة غالف العدد األول لمواسم من ابتكار المرحوم عبد القادر‬ ‫السميحي‪ ،‬وأما لوحاتها الداخلية فمن مبدعات الفنان األصيل مصطفى ابن‬ ‫األحمر‪.‬‬ ‫تكون محتوى مواسم من ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬أبحاث ودراسات‪ ،‬أعدها المرحوم المهدي المنجرة‪ ،‬سعيد بنسعيد‬ ‫العلوي‪ ،‬المرحوم محمد العربي المساري‪ ،‬عبد القادر الشاوي‪ ،‬محسن جاسم‬ ‫الموسوي‪ ،‬منيب البوريمي‪ ،‬طراد الكبيسي‪ ،.‬المرحوم عبد العزيز خلوق‬ ‫التمسماني‪ ،‬عبد السالم شقور‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬شعر لفيف من األسماء السامقة من المغرب وخارجه‬ ‫المرحوم عبد الوهاب البياتي‪ ،‬عبد الكريم الطبال‪ ،‬محمد السرغيني‪،‬‬ ‫المرحوم محمد الميموني‪ ،‬عبد الرحمن بوعلي‪ ،‬محمد علي الرباوي‪ ،‬منيف‬ ‫موسى‪ ،‬مليكة العاصمي‪ ،‬المرحوم المهدي الدليرو‪ ،‬غازي الكيالني‪ ،‬المرحوم‬ ‫حسن المفتي‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬قصة من نتاج محمد برادة‪ ،‬المرحوم عبد القادر السميحي‪ ،‬مصطفى‬ ‫يعلى‪ ،‬بثينة الناصري‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬مسرح من ترجمة محمد لقاح (لوحة العجائب لجاك بريفير)‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬نصوص ووثائق من إنجاز المرحوم محمد حجي‪ ،‬المرحوم عبد‬ ‫الصمد العشاب‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬مختارات «الكليات المثنوية» للمرحوم محمد بن تاويت التطواني‬ ‫سابعا ‪ :‬مكاشفة‬ ‫لقاء مع فريدة بليزيد أجراه عبد اللطيف شهبون‬ ‫ثامنا ‪ :‬أهال مواسم ؛ بريد دعم وتقدير؛ نختزل منها جمال دالة ‪:‬‬ ‫‪ / 1‬تفكير وعزم يستدران من القحولة خصوبة‪ ..‬محمد السرغيني‬ ‫‪ / 2‬مسؤولية دقيقة‪ ..‬مصطفى يعلى‬ ‫‪ / 3‬أرجو نجاحا وازدهارا‪ ..‬محمد الكتاني‬ ‫‪ / 4‬عمر مديد‪ ..‬محمد حجي‬ ‫‪ / 5‬متمنياتي بالتقدم واالزدهار‪ ..‬مأمون الروابدة‬ ‫‪ / 6‬قصيدتي القادمة لمواسم ؛ وهذا وعد‪ ..‬حميد سعيد‬ ‫‪ / 7‬أبارك المبادرة‪ ..‬عبد الرحمن بوعلي‬ ‫‪ / 8‬ليس من السهل أن تظهر مجلة ثقافية في مدينة رهيبة‪ ..‬محمد علي‬ ‫الرباوي‬ ‫‪ / 9‬أرجو لها التوفيق واالنتشار‪ ..‬محمد لقاح‬ ‫‪ / 10‬نحن في حاجة إلى رياح‪..‬تحمل بعضا من جنون هرقل‪ ..‬محمد برادة‬ ‫‪ / 11‬بشريات المواسم ستستوي بحول اهلل في زمن المحل‪ ..‬المرحوم‬ ‫حسن الوراكلي‬ ‫‪ / 12‬أتمنى التجذر في التربة المغربية والعربية‪ ..‬منيب البوريمي‬ ‫‪ / 13‬في النية إمداد المجلة بما يثير ويفيد‪ ..‬المرحوم عبد القادر السميحي‬ ‫‪ / 14‬نحتاج إلى مغامرة مجنونة إلقامة مسكن حر‪ ..‬محمد بنيس‬ ‫‪ / 15‬الهمة تعلقت بالسماء‪..‬مواسم القطاف قادمة‪..‬البحر سيتكلم بكالم‬ ‫جميل‪ ..‬عبد الكريم الطبال‬ ‫‪ / 16‬أدخل إلى حضرة المواسم خاشعا‪..‬عازما على الحضور موسما موسما‪..‬‬ ‫المرحوم محمد الميموني‬ ‫‪ / 17‬سأكون في خدمتكم وفي خدمة المجلة‪ ..‬أحمد بلحاج آيت وارهام‬ ‫‪ / 18‬الالزورد يكحل بيروت وطنجة في شاطئ الماء والسماء يؤجج فينا‬ ‫سحر الشعر‪ ..‬منيف موسى‬ ‫‪ / 19‬أتمنى لكم النجاح والسؤدد‪ ..‬محسن جاسم الموسوي‬ ‫‪ / 20‬فضاء الحتواء الرصيد الثقافي المهدور في بالدنا‪ ..‬مالكة العاصمي‬ ‫‪ / 21‬الثقافة تهب من البوغاز منذ أن عرف المغرب بداياته‪ ..‬سعيد بنسعيد‬ ‫العلوي‬ ‫‪ / 22‬وأما المولود الجديد فأدعو له باالستمرار واالنتشار‪ ..‬عبد القادر‬ ‫الشاوي‬ ‫‪ / 23‬طنجة بحاجة إلى ذاكرة ثقافية جديدة تنضاف الى ذاكرتها القديمة‪..‬‬ ‫ادريس الخوري‬


‫‪4‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪t‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫عيد الأ�ضحى‬ ‫يف زمن اجلائحة‬ ‫األستاذ الباحث‬

‫الدكتور نجيب محمد الجباري‬ ‫يعتبر عيد األضحى من أكبر األعياد اإلسالمية التي‬ ‫يحتفل بها المسلمون في مشارق االرض ومغاربها‪،‬ولعل‬ ‫االحتفاء بهذه المناسبة بقدر ما هو إحياء لشعيرة‬ ‫يجتمع عليها المسلمون بقدر ما هو امتثال ألمر اهلل‬ ‫تعالى الذي شرع األضحية في الكتاب والسنة فقال‪:‬‬ ‫«فصل لربك وانحر»‪ .‬ويأتي هذا العيد مرة في كل سنة‬ ‫بعد اكتمال شرائع الحج والوقوف بعرفات‪ .‬ولعله من‬ ‫هنا تعبير عملي عن وحدة هذه األمة التي هي خير أمة‬ ‫أخرجت للناس لتكون أمة وسطا يتساوى فيها الصغير‬ ‫والكبير والغني والفقير واألسود واألبيض ‪..‬فال معيار‬ ‫للتفاضل عندهم إال على أساس التقوى‪.‬‬ ‫ولم تجتمع أمة على عيد إال وهي تنوي أن يكون من‬ ‫أول معانيه قهر الجماعة على نسيان آالمها وأحقادها‬ ‫ودفعها على بذل برها ومعروفها وال حيلة لفرد أن‬ ‫يتخلف عن العيد لو استكان في عقر داره فإن الود‬ ‫سيأتيه والبر سيوافيه وتحيات أهله وجيرانه ستدق‬ ‫على بابه وسترن في أذنه‪.‬‬ ‫إن يوم عيد األضحى من أكرم األيام التي تلي يوم‬ ‫عرفة ينظم فيه الخير الكثير والبر الوفير من صالة‬ ‫العيد مع التكبير والتهليل إلى هالة من البهجة والسرور‬ ‫مداها الحب واإلخاء ولحمتها الود والوفاء والشكر على‬ ‫النعماء‪ ،‬يوم تتأكد فيه صلة األرحام والعطف على‬ ‫األيتام وزيارة األهل والجيران وإشاعة الفرحة بين‬ ‫الجميع بحيث ال يكون في هذا اليوم شقي أو محروم‬ ‫بما ينبغي أن يقدمه أهل الخير من بر وصالت وعطاء‬ ‫وهبات للمحتاجين‪..‬‬ ‫والمغاربة كغيرهم من أمم العالم اإلسالمي‬ ‫يعتبرون عيد األضحى أو العيد الكبير من أرقى وأسمى‬ ‫األعياد الدينية واأليام المقدسة بعد شهر رمضان‪،‬‬ ‫وهو العيد الذي ال يمكن ألي مغربي أن يتخلى عنه‬ ‫ولو في أحلك الظروف وأقسى األحوال‪ ،‬ألنه العيد الذي‬ ‫تلتقي فيه األسر والعائالت وتجتمع على عادات وتقاليد‬ ‫معينة راسخة في الذاكرة المغربية األصيلة ‪،‬ولما‬ ‫تحظى به هذه المناسبة من مكانة خاصة لداللتها‬ ‫الرمزية والدينية التي تحتلها في ذاكرتهم الجماعية‬ ‫‪.‬وتقديس هذا العيد عند المغاربة قد يجعلهم يخلون‬ ‫مدينة عن كاملها كما تعودنا على ذلك بمدينة طنجة‬ ‫منذ القديم‪،‬وقد يضطر أحدهم إلى تقديم استقالته‬ ‫من العمل إذا رفض صاحب العمل منحه إجازة العيد‪.‬‬ ‫إال أن االحتفال بعيد األضحى لهذه السنة يأتي في‬ ‫سياق مختلف واستثنائي ‪،‬وهو سياق جائحة فيروس‬ ‫كورونا المستجد حيث األجواء غير مفرحة وغير سارة‬ ‫بسبب ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس من جهة‬ ‫وإلغاء شعيرة الحج وصالة العيد من جهة ثانية‪،‬دون‬ ‫أن ننسى الظروف االقتصادية المزرية التي أصبحت‬ ‫تعيشها معظم األسر المغربية السيما ذات الدخل‬ ‫المحدود والتي تعتمد في معيشتها على مورد واحد‬ ‫خصوصا مع اقتراب العيد وما يتطلبه من تكاليف باهظة‬ ‫‪.‬ورغم هذا االستثناء واالختالف فالمغاربة مصرون أن‬ ‫يقضوا العيد الجديد بنفس العادات القديمة ؛السفر‬

‫عند العائلة واألسرة والوالدين ولقاء األخوال‬ ‫والخاالت واألعمام والعمات‪..‬وإن اقتضى‬ ‫الحال مشيا على األقدام كما الحظنا ذلك في‬ ‫األيام القليلة الماضية بعد قرار غلق بعض‬ ‫المدن‪.‬‬ ‫سيكون العيد هذا العام استثنائيا بكل‬ ‫المقاييس في ظل توقف مدا خيل بعض‬ ‫األسر التي وجدت نفسها بدون عمل وال أي‬ ‫نشاط مدر للربح خالل فترة الحجر الصحي‬ ‫التي دامت قرابة أربعة أشهر على الرغم‬ ‫من المساعدات التي يقدمها صندوق الدعم‬ ‫المتعلق بالجائحة ألرباب األسر المعوزة والعاملة في‬ ‫القطاع غير المهيكل والتي اليمكنها أن تفي بالغرض‬ ‫وال تكفي للمعيشة اليومية بله شراء كبش العيد‬

‫يف الواقع �إن �إلغاء عيد‬ ‫الأ�ضحى لهذه ال�سنة‬ ‫�ستكون له تبعات‬ ‫اقت�صادية ومالية‬ ‫واجتماعية خطرية‬ ‫جدا خ�صو�صا على‬ ‫الفالحني ال�صغار‬ ‫والك�سابة‬ ‫ومستلزماته‪.‬‬ ‫وهكذا تحولت مناسبة عيد األضحى بسبب تداعيات‬ ‫الجائحة من مناسبة دينية يسودها الفرح والبهجة‬ ‫ويلتقي فيها الناس على صعيد الحب واإلخاء ويتبادلون‬ ‫أحاديث الود والوفاء‪..‬إلى نقمة وحزن ومرض وتوتر‬

‫نفسي في ظل الواقع الصحي واالقتصادي المأزوم‬ ‫للعديد من األسر التي أصبحت عاجزة عن توفير‬ ‫مصاريف شراء أضحية العيد‪.‬‬ ‫وفي سياق هذا الواقع المزري ارتفعت أصوات‬ ‫تنادي بإلغاء هذه الشعيرة إذ األمور دائما في اإلسالم‬ ‫بمقاصدها وغاياتها وأهدافها ونواياها‪،‬ال يخفى مما‬ ‫في ذلك من فوائد جمة ودون إهمال الشكل والمظهر‬ ‫والجانب المادي المحسوس الملموس يتجاوز اإلسالم‬ ‫بالمسلم إلى الجوهر المكنون والغاية البعيدة والنتيجة‬ ‫اإليجابية التي ينبغي على الفرد المسلم أن يراعيها‬ ‫ويعمل جادا من أجل بلوغها ‪،‬فاألعمال في اإلسالم‬ ‫كلها بالنيات ‪،‬ويبلغ المرء بنيته الصادقة الطيبة ماال‬ ‫يوصله إليه عمله‪.‬‬ ‫في الواقع إن إلغاء عيد األضحى لهذه السنة‬ ‫ستكون له تبعات اقتصادية ومالية واجتماعية خطيرة‬ ‫جدا خصوصا على الفالحين الصغار والكسابة وكل من‬ ‫يعمل في حقل تربية المواشي‪..‬هؤالء الذين قضوا حوال‬ ‫كامال وهم يربون المواشي ويهيئونها لهذه السنة‬ ‫‪،‬فضال عن كونهم عانوا كثيرا من الجفاف ومن انحسار‬ ‫األمطار‪ ،‬لهذا فالمطلوب منا هو التضامن معهم وعدم‬ ‫إلغاء العيد ألن إلغاءه سيكون له تأثير على البوادي‬ ‫التي هي أصال جد متضررة من هذا الظرف سواء في‬ ‫هذه السنة أو حتى في السنة المقبلة‪ ..‬علينا أن نؤدي‬ ‫هذه الشعيرة بأكبر قدر ممكن من الحذر والحيطة‬ ‫واالمتثال للقوانين والتدابير الوقائية الموصى بها في‬ ‫هذا السياق االستثنائي واحترام الضوابط المتعلقة‬ ‫بالسالمة الصحية وحماية البيئة وتفادي العناق‬ ‫واعتماد التحية عن بعد والتخلي عن بعض العادات‬ ‫الجميلة التي اعتدنا عليها‪ ،‬وذلك ألننا في حالة طوارئ‪،‬‬ ‫يعني أن الوضع ليس عاديا‪ ،‬وذلك بقصد تجنب تفشي‬ ‫الفيروس والحد من ارتفاع عدد اإلصابات‪.‬‬ ‫ما أشد حاجتنا نحن المسلمون اليوم إلى أن‬ ‫نفهم أعيادنا فهما جديدا نتلقاها به ونأخذها من‬ ‫ناحيته‪،‬فتجيء أياما سعيدة عاملة تنبه فينا أوصافها‬ ‫القوية وتجدد نفوسنا بمعانيها الرمزية فتضفي علينا‬ ‫سعادة وإخاء وعلى قلوبنا مودة وصفاء ال كما تجيء‬ ‫اآلن كالحة عاطلة ممسوحة من المعاني التي اختصها‬ ‫اهلل بها‪.‬‬ ‫‪ -‬انتهى‪-‬‬


‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ملف العدد‬ ‫ذبح �أ�ضحية‪ ..‬حجر�صحي‪..‬‬ ‫هل يلتقيان؟‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ ‬

‫باب ما جاء يف عيد الأ�ضحى‬ ‫لم يأت عيد األضحى هذا العام في ظروف عادية‪ ،‬بل‬ ‫جاء في ظروف موبوءة‪ ،‬تتجلى في انتشار وباء «كوفيد‬ ‫‪ »19‬فهل كان البد أن ال يتم إلغاء هذه الشعيرة من‬ ‫طرف الحكومة‪ ،‬خاصة بالمدن التي الزالت تسجل أرقاما‬ ‫مرتفعة بالنسبة للفيروس الوبائي وتهدد العديد من‬ ‫المواطنين الذين قد يتعرضون لإلصابة في أي وقت‬ ‫ممكن وال سيما باستهتارهم وعدم تعاملهم بالجدية‬ ‫المطلوبة مع الوباء‪ ،‬علما وكما جاء في األثر «أن النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحي‪ ،‬اشترى‬ ‫كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين‪،‬‬ ‫فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد واآلخر عن أمته»‬ ‫فما أحوجنا إلى أهل العلم والسيما في ظل الجائحة‬ ‫وتداعياتها على البالد والعباد لكي يغنوا هذا النقاش‬ ‫بآرائهم واجتهاداتهم ‪...‬لكن ما بالكم أنه في نفس‬ ‫الوقت تم فرض الحجرالصحي‪ ،‬وإغالق الحدود‪ ،‬انطالقا‬ ‫من وإلى طنجة‪ ،‬تطوان ‪ ،‬مكناس‪ ،‬فاس‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫برشيد‪ ،‬سطات‪ ،‬وم��راك��ش‪ ..‬في قرارآخرساعة من‬ ‫يوم األحد ‪ 26‬يوليوز والذي نعته الرأي العام ب‪:‬‬ ‫«العشوائية واالرتجالية» ؟ األمرالذي تسبب في‬ ‫اكتظاظ وفوضى عارمة لوسائل النقل المختلفة‬ ‫التي احتلت الطرق الوطنية والطرق السيارة‬ ‫وهي تحاول اجتياز مسافة سباق محموم‪ ،‬قبل‬ ‫منتصف ليل األحد الحزين‪ ،‬موعد قراراإلغالق‪،‬‬ ‫الذي سجله تاريخ الحكومة بمداد العشوائية‬ ‫واالستهتار‪ ،‬خاصة وأنه وقعت في اليوم ذاته‬ ‫ح��وادث سير كثيرة‪ ،‬كما سقطت فيه أرواح‬ ‫عديدة‪ ،‬رغم أن بالدنا استعدت لعيد األضحى‪،‬‬ ‫وسط إجراءات وقائية غير مسبوقة‪ ،‬جراء انتشار‬ ‫فيروس «كورونا المستجد» الذي أصاب أكثر‬ ‫من ‪ 17‬ألف شخص في المغرب‪.‬صحيح أن الزراعة‬ ‫تشكل نشاطا اقتصاديا مهما في المغرب‪ ،‬إذ تشير‬ ‫البيانات إلى مساهمتها بنحو ‪ 19‬في المئة من الناتج‬ ‫المحلي للمملكة‪ ،‬خالل السنة الماضية‪.‬لكن أليس‬ ‫هذا النشاط الزراعي يقابله «نشاط» الفيروس الذي‬ ‫ما انفك يصيب الناس‪ ،‬بشكل يومي‪ ،‬وبدرجة ترتفع‬ ‫شيئا فشيئا ‪.‬؟‬ ‫وصحيح كذلك أن مربي الماشية يراهنون على‬ ‫عيد األضحى‪ ،‬ألجل تحقيق رواج موسمي كبير‪ ،‬في‬ ‫ظل الحرص الكبير للمواطنين على ذبح األضاحي‪،‬‬ ‫والنتعاش التجارة في عدد من القطاعات األخرى‪.‬لكن‬ ‫الموسم الحالي‪ ،‬وكما يبدو ال يخلو من العقبات‪ ،‬نظرا‬ ‫إلى تأثر االقتصاد بجائحة كورونا‪ ،‬إضافة إلى شح‬ ‫األمطار الذي يؤثرعلى تغذية القطيع وتسمينه‪.‬‬ ‫وكان المغرب قد أعلن‪ ،‬يوم األحد‪ ،‬دخول البالد‬ ‫إلى المرحلة الثالثة من خطة رفع الحجرالصحي‪ ،‬على‬ ‫أن تستمرعدد من القيود الوقائية في الفترة المقبلة‪.‬‬ ‫كما رفعت السلطات‪ ،‬الطاقة االستيعابية في مركبات‬ ‫النقل العام إلى ‪ 75‬في المئة‪ ،‬سواء داخل المدن أو‬ ‫فيما بينه‪.‬ويتزايد اإلقبال على وسائل النقل العام في‬

‫محمد إمغران‬ ‫صحفي بجريدتي الشمال وطنجة‬

‫‪,,‬‬

‫المغرب بشكل كبير‪ ،‬خالل فترة العيد‪ ،‬إذ يعود كثير من‬ ‫العمال والموظفين والطلبة إلى مدنهم‪ ،‬كما يتبادل‬ ‫الناس الزيارات فيما بينهم‪ .‬وفي خطوة استباقية‪،‬‬ ‫كانت وزارة الداخلية أكدت‪ ،‬أنها اتخذت حزمة من‬ ‫اإلجراءات ألجل تنظيم عملية ذبح األضاحي‪ ،‬ألجل كبح‬ ‫انتشار فيروس «كورونا»‪.‬‬ ‫وأوضحت ال��وزارة ذاتها أنها ستسلم الجزارين‬ ‫المهنيين ومن يمارسون المهنة بشكل موسمي‪،‬‬ ‫رخصا من السلطات حتى يتولوا مسألة الذبح‪.‬‬ ‫ويعمل المغاربة قصارى جهودهم مع حلول «العيد‬ ‫الكبير» من أجل ممارسة طقوس وعادات اجتماعية ‪،‬‬

‫السنة رقم معامالت بقيمة ‪7‬ر‪ 7‬مليار دره��م‪ .‬ومن‬ ‫المتوقع أن تظل األسعار على حالها بما يتراوح من‬ ‫‪ 1500‬إلى ‪3500‬درهم لألغنام‪ ،‬برغم زيادة العرض‬ ‫(‪ 7.6‬مليون رأسا ) على طلب ( ‪ 5,2‬مليون رأسا‪ ،‬حسب‬ ‫وزارة الفالحة المغربية‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه التجارة ‪ ،‬تنتشر مهن موسمية‬ ‫مرتبطة بهذه المناسبة منها بيع علف األغنام وسط‬ ‫ش��وارع وأزق��ة األحياء الشعبية‪ ،‬وشحذ السكاكين ‪،‬‬ ‫واالتجار في الفحم والشوايات والقضبان الحديدية‬ ‫وغيرها من لوازم العيد‪ .‬كما تلقى تجارة التوابل رواجا‬ ‫كبيرا‪ ،‬حيث تحرص األسر المغربية على اقتناء مختلف‬ ‫صنوفها الستخدامها في تحضير وجبات خاصة مثل‬ ‫«المروزية» والتقلية «طهي أحشاء الخروف وتجفيف‬ ‫اللحم تحت أشعة الشمس»القديد»‪ ،‬فضال عن أكالت‬ ‫أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى‪.‬لكن كل هذا‪ ،‬سوف‬ ‫يتأثر‪ ،‬هذا العام‪ ،‬بتداعيات الجائحة‪.‬‬ ‫أما أن يتوجه الناس‪ ،‬صبيحة يوم العيد‪ ،‬صوب‬ ‫المساجد والمصليات‪ ،‬ألداء صالة هذه الشعيرة‪،‬‬ ‫مرتدين الزي التقليدي المغربي‪ ،‬المكون من‬ ‫الجلباب و»البلغة»‪ ،‬قبل أن يعودوا إلى منازلهم‪،‬‬ ‫لمباشرة نحر األض��ح��ي��ة‪ ،‬س��واء بأنفسهم‬ ‫أواالستعانة بجزار‪ ،‬ثم لتنطلق عملية غسل‬ ‫أحشاء الكبش‪ ،‬من قبل ربات البيوت الالئي‬ ‫يقمن بشواء الكبد‪ ،‬وبعض أحشاء األضحية‪،‬‬ ‫وت��وزع قضبان اللحوم المشوية على أفراد‬ ‫األس���رة‪ ،‬م��ع ك��ؤوس ال��ش��اي وت��ؤك��ل بقية‬ ‫األضحية في اليوم التالى‪ ،‬حسب التقاليد‪...‬‬ ‫فهذا يعتبر من سابع المستحيالت‪ ،‬بسبب‬ ‫«كورونا» دائما ‪.‬‬ ‫وإذا كانت غالبية األسر المعوزة في بالدنا‬ ‫تطلب يد العون وتحاول كسب عطف المحسنين‬ ‫والجمعيات الخيرية‪ ،‬لعلها تظفر بكبش العيد ‪،‬‬ ‫فإن عددا من الموظفين والحرفيين من ذوي الدخل‬ ‫المحدود يضطرون إلى بيع أثاث منازلهم أو االقتراض‬ ‫من المؤسسات البنكية‪ ،‬قصد توفير ثمن الكبش على‬ ‫الرغم من أنهم يدركون أن تسديد أقساط الكبش‪،‬‬ ‫طول السنة‪ ،‬سيضر بوضعيتهم المالية‪.‬‬ ‫هذا هو حال المغاربة الذين «يقدسون» كثيرا‬ ‫عيد األضحى‪ ،‬إذ يحرصون على تطبيق طقوس هذه‬ ‫الشعيرة الدينية‪ ،‬ولوفي حضرة الجائحة‪ ،‬خاصة‬ ‫بالنسبة لألسرالتي لديها أطفال صغار يحبون رؤية‬ ‫األكباش‪ ،‬بل ويحلمون بها في اليقظة والمنام‪.‬‬ ‫وجديربالذكر‪ ،‬أن عيد األضحى بالمغرب يعرف‬ ‫كالمعتاد‪ ،‬كل عام‪ ،‬مجموعة من األح��داث المثيرة‪،‬‬ ‫منها أن يلقي كبش بنفسه من سطح منزل‪ ،‬أو يتعرض‬ ‫خروف لعملية اختطاف من طرف لصوص هذه المناسبة‬ ‫أوتنتهي حياة رب أسرة أو ربة بيت بمأساة اجتماعية‪،‬‬ ‫تتمثل‪ ،‬مثال‪ ،‬في أن يضع أحدهما حدا لحياته بواسطة‬ ‫الحبل نفسه الذي كان يربط به الكبش‪...‬‬

‫�صحيح كذلك �أن‬ ‫مربي املا�شية يراهنون على‬ ‫عيد الأ�ضحى‪ ،‬لأجل حتقيق رواج‬ ‫مو�سمي كبري‪ ،‬يف ظل احلر�ص الكبري‬ ‫للمواطنني على ذبح الأ�ضاحي‪ ،‬والنتعا�ش‬ ‫التجارة يف عدد من القطاعات الأخرى‪.‬لكن‬ ‫املو�سم احلايل‪ ،‬وكما يبدو ال يخلو من العقبات‪،‬‬ ‫نظرا �إلى ت�أثر االقت�صاد بجائحة كورونا‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى �شح الأمطار الذي‬ ‫ي�ؤثرعلى تغذية القطيع‬ ‫وت�سمينه‪.‬‬

‫‪,‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪t‬‬

‫‪5‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬

‫تتجلى في اقتناء األضحية‪ ،‬مهما ارتفع سعرها ولكنها‬ ‫تعد أيضا هاجسا يقض مضجع األس��ر خاصة منها‬ ‫ضعيفة الدخل والتي ال تتم فرحتها‪ ،‬دون اإلمساك‪،‬‬ ‫بكبش العيد حتى ولوفرض عليها ذلك اللجوء إلى‬ ‫االقتراض أو بيع األثاث المنزلي‪.‬والمثيرفي األمرهو‬ ‫أن العديد من األسرفعلت هذا حتى وهي مكتوية‬ ‫بالنار»االقتصادية» التي أضرمتها جائحة «كورونا»‬ ‫في جيوبها المثقوبة‪.‬‬ ‫قبل حلول العيد بنحو عشرة أيام تنتشر أسواق‬ ‫بيع الخرفان بمختلف أنواعها « السردي و البركي‬ ‫وتيمحضيت والدمان ‪ »...‬في كافة مدن ومناطق‬ ‫البالد‪ ،‬في حركة تجارية نشطة‪ ،‬يتوقع أن تحقق هذه‬


‫‪t‬‬

‫‪6‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫من أعالم طنجة المعاصرين‬

‫الدكتور يون�س بن م�صطفى ال�سباح الطنجي‬ ‫إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬ ‫هو يونس بن مصطفى بن محمد بن محمد بن عبد الكريم السباح‪ ،‬حسب ما‬ ‫يوجد في الوثائق العائلبة التي اطلع عليها‪ ،‬والمرجح ّ‬ ‫أن السباح لقب طارئ غلب‬ ‫على األسرة فصار علماً عليها‪ .‬وترجع أصولها إلى قبيلة أنجرة (ربع البرقوقيين)‬ ‫مدشر عين بوستة‪.‬‬ ‫ولد الدكتور يونس السباح بطنجة في ‪ 4‬ربيع اآلخر عام ‪1408‬هـ‪ 25/‬نونبر‬ ‫‪1987‬م‪ .‬وحين بلغ سن الرابعة أُدخل روض األطفال‪ ،‬تعلم فيه الهجاء والكتابة‬ ‫األولية‪ ،‬ثم التحق بالمدرسة العمومية‪ ،‬حيث قضى فيها ثالث سنوات غير كاملة‪،‬‬ ‫وفي هذه األثناء كانت نهضة التعليم القرآني بطنجة مشهورة‪ّ ،‬‬ ‫فكل المساجد كانت‬ ‫مفتَّحَتَ األبواب لحفظ القرآن الكريم‪ ،‬وفي هذا السياق أدخله والده إلى الكتّاب‬ ‫هو وشقيقه عبد العزيز الذي يكبره بسنتين‪ ،‬فالتحقا بمسجد اإلمام نافع (مسجد‬ ‫األربعين) إبان افتتاحه عام ‪1996‬م‪ ،‬وبه بدأ حفظ القرآن الكريم على عدة فقهاء لم‬ ‫ُ‬ ‫تطل مدتُهم‪ ،‬باستثناء الفقيه محمد شفراد الحوزي ( أصله من مدشر وادي أكال)‪.‬‬ ‫وبهذا المسجد ختم القرآن الكريم ثالث م��رات‪ ،‬وك��ان من أوائ��ل الح َفظة‬ ‫هناك‪ ،‬بحيث كانت الختمتان الثانية‬ ‫والثالثة للتصحيح فقط‪ .‬وفي حدود‬ ‫سنة ‪2000‬م‪ ،‬اضطربت األح��وال‬ ‫في (المسيد) وغادر الفقيه شفراد‪،‬‬ ‫ف��ان��ت��ق��ل م��ن ه��ن��اك إل���ى مسجد‬ ‫بوحساين (مسجد الهدى) لتصحيح‬ ‫القرآن الكريم على الفقيه عبد العزيز‬ ‫المزكلدي‪ ،‬وق��د احتفظ بذكريات‬ ‫جيدة عن هذا الفقيه‪ ،‬يقول الدكتور‬ ‫يونس السباح‪ « :‬وه��ذا الرجل لم‬ ‫أر له نظراً في دقة الحفظ‪ ،‬وكثرة‬ ‫استحظاره لنصوص المتشابه من‬ ‫القرآن‪،‬فقضينا هناك شهوراً معه ومع‬ ‫أخيه السيد مصطفى المزكلدي»‪ ،‬ثم‬ ‫انتقل هو وأخ��وه‪ ،‬لمسجد الغفران‬ ‫حيث جمعية اقرأ‪ ،‬وهناك شعر بنوع‬ ‫من االرتياح مع الفقيه الشاب محمد‬ ‫اليمالحي‪ ،‬إضافة إلى ظروف كانت‬ ‫مساعدة للحفظ‪ .‬وفي هذه الفترة‬ ‫ختم السلكة (الختمة) الخامسة من‬ ‫ال��ق��رآن الكريم وه��ي األخ��ي��رة‪ ،‬مع‬ ‫حفظ المتون التالية‪ :‬ابن عاشر‪-‬‬ ‫األجرومية‪ -‬تحفة األطفال‪ -‬العقيدة‬ ‫الطحاوية‪ .‬وهذه كانت آخر محطة‬ ‫للحفظ بالنسبة له‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪2002‬م انتقل للدراسة‬ ‫بتطوان‪ ،‬وانتسب لمعهد اإلمام أبي‬ ‫القاسم الشاطبي لتحفيظ القرن الكريم وتدريس علومه‪ ،‬بعد مقابلة في حفظ‬ ‫القرآن والمتون المختلفة‪ ،‬فقضى به ستّ سنوات‪ ،‬ولم يكن التعليم العتيق معترفاً‬ ‫به آنذاك‪ ،‬وإنما هي الدراسة بالمعهد‪ ،‬ومقرراته إلى أن تتخرج بعد ست سنوات‬ ‫يخول لك حينها المشارطة في المساجد‪ ،‬أو السفر للمشرق إلتمام الدراسة ‪...‬وفي‬ ‫هذا الصدد درس مختلف العلوم الشرعية واللغوية على أساتذة ُ‬ ‫كثر‪ ،‬و لكن أبرز‬ ‫من انتفع به‪ ،‬ودرس على يده‪ :‬رئيس المعهد عالم تطوان الكبير سيدي محمد‬ ‫بوخبزة‪،‬الذي يقول عنه‪ « :‬فقد طوق عنقي بأفضاله منذ هذه الفترة إلى وقت كتابة‬ ‫هذه السطور‪ ،‬ومما درّسنا‪ :‬التفسير بصفوة التفاسير‪ ،‬ومرة أخرة أحزاباً بالمحرر‬ ‫الوجيز ال بن عطية‪ ،‬وسبل السالم للصنعاني‪ ،‬وبعضا من الموطأ بشرح الزرقاني‪،‬‬ ‫كما كان يسرد بعض الكتب الفكرية في نهاية الحصة من باب التفتّح‪ ،‬وممّا‬ ‫حضرت له مع الطلبة اآلخرين سرد كتاب (الفكر اإلسالمي المعاصر‪ .‬دراسة وتقويم)‬ ‫لغازي التوبة‪ ،‬وهو كتاب جميل يسلط الضوء على زعماء اإلصالح في العصر الحديث‬ ‫مع نبذة من فكرهم‪.»...‬‬ ‫وفي المعهد نفسه‪ ،‬درس على الشيخ العالمة المحقق محمد محفوظ البحراوي‬ ‫حفظه اهلل‪ :‬المنطق بالقويسني‪ ،‬ومصطلح الحديث باإللماع للقاضي عياض‪ .‬ومفتاح‬ ‫الوصول للتلمساني وبداية المجتهد البن رشد‪ .‬كما درس على األستاذ الشاعر‬

‫اللغوي أويس بن محمد بوخبزة فقه اللغة (محاضرات يحررها بنفسه)‪ ،‬والمعلقات‬ ‫السبع‪ .‬وبعضا من القصائد المختلفة كانت مقررا في نظام الباكلويا‪ ،‬وهي للمتنبي‬ ‫والبحتري وأبي تمام والشريف الرضي وعمر بن أبي ربيعة‪ .‬وعلى األستاذ الجليل‬ ‫عبد الواحد المالكي البالغة الواضحة والجوهر المكنون‪ .‬وباقي المواد تكثر بكثرة‬ ‫أساتذتها‪.‬‬ ‫وخالل هذه المدة كان يحضر في الكراسي العلمية اختياراً خارج المعهد‪ ،‬فجلس‬ ‫بالجامع الكبير بتطوان بحلقة العالمة الشاعر عبد الواحد أخريف‪ ،‬ودرس عليه المية‬ ‫العجم من قوله‪( :‬وضجّ من لغب‪...‬إلى آخرها)‪ .‬وكذا بعضا من ورقات إمام الحرمين‪،‬‬ ‫وأبواب الطهارة من صحيح اإلمام البخاري بالقسطالني‪ .‬وعلى العالمة األستاذ‬ ‫إسماعيل الخطيب الرسالة البن أبي زيد بشرح الثمر الداني‪ .‬وعلى العالمة الفقيه‬ ‫المدرس محمد الحوزي (كركيش) أبواباً من ألفية ابن مالك بحاشية الخضري‪.‬‬ ‫وبعد إتمام ست سنوات‪ ،‬وبالضبط سنة ‪ 2008‬تخرج من المعهد بشهادة‬ ‫الباكلوريا في التعليم العتيق‪ ،‬حيث‬ ‫اعترف بهذا التعليم ّ‬ ‫ونُظم وهو في‬ ‫آخر طور بالمعهد‪ ،‬فالتحق بشعبة‬ ‫الدراسات اإلسالمية سنة ‪2009‬م‪،‬‬ ‫فلم يستسغ تلك المقررات‪ ،‬والجو‬ ‫ليس ه��و ال��ج��و ال���ذي درس فيه‪،‬‬ ‫فانقطع في نصف السنة‪ ،‬وفي العام‬ ‫الموالي ‪2010‬م تابع دراسته بمعهد‬ ‫اإلمام مالك بتطوان (القسم النهائي‬ ‫= اإلج��ازة) وتخرج فيه‪ :‬عام ‪2012‬م‪.‬‬ ‫وخالل هذه الفترة كان يزاول اإلمامة‬ ‫بمسجد ري��اض ت��ط��وان‪ ،‬والخطابة‬ ‫بمسجد اإلمام أبي الحسن الشعري‬ ‫بالفنيدق‪ ،‬كما زاول مهمة التشفيع‬ ‫منذ صغره إلى يومنا هذا بالناس ‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪2014/2012‬م‪ .‬تابعت‬ ‫دراسته بسلك الماستر تخصص ‪:‬‬ ‫«العقيدة والفكر في الغرب اإلسالمي»‬ ‫بكلية أصول الدين‪ .‬وبعد االنتهاء‬ ‫سجل أط��روح��ة ال��دك��ت��وراه بجامعة‬ ‫محمد الخامس بالرباط سنة ‪2015‬م‬ ‫تخصص الدراسات القرآنية‪ ،‬ناقشها‬ ‫سنة ‪2019‬م بميزة مشرف جدا‪.‬‬ ‫وأجيز الدكتور يونس السباح من‬ ‫طرف الكثيرين إجازات خاصة وعامة‪،‬‬ ‫وممن أج��ازوه الشيخ محمد بوخبزة‬ ‫إجازة عامة‪ ،‬وإجازة خاصة في األوائل‬ ‫العجلونية‪ ،‬ودي��وان محمد بن موسى‪ ،‬وحديث الرحمة ‪...‬وك��ذا الشيخ إدريس‬ ‫الكتاني بمنزله بالرباط‪ ،‬والشيخ المحقق محمد بن ناصر العجمي بثالثيات اإلمام‬ ‫أحمد بمحافظة الجهراء بالكويت‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫يعمل األستاذ يونس السباح باحثاً بمركز عقبة بن نافع للدراسات واألبحاث‬ ‫حول الصحابة والتابعين‪ ،‬التابع للرابطة المحمدية للعلماء من ‪2012/07/02‬م‪.‬‬ ‫وعمل باحثا تابعاً لمركز تفسير الدراسات القرآنية بالرياض (عن بعد) مدة ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬باإلضافة إلى الخطابة اآلن بمسجد طارق بن زياد (باب سبتة)‪ ،‬وكان قبله‬ ‫خطيبا ف‪ .‬والزال يقوم بالتشفيع لتراويح رمضان بمسجد محمد الخامس (إيبريا)‪،‬‬ ‫وكذلك في المسجد األعظم أيضاً‪.‬‬ ‫لألستاذ يونس السباح أعمال جليلة‪ ،‬ومؤلفات قيمة في مختلف الفنون‪ ،‬منها‬ ‫تحقيقه لكتاب « مختصر عمدة الراوين أو خالصته» ‪ ،‬للفقيه أحمد الرهوني ‪،‬‬ ‫و«أعالم أنجرة» ضمن مشروع التعريف بأعالم البادية أو صيحة البادية‪ ،‬وهو تأليف‬ ‫ضم ‪ 22‬شخصية مغمورة‪ ،‬فيهم قراء وعدول وقضاة‪ ....‬كما كتب عدة مقاالت‬ ‫محكمة في مختلف المجالت‪ ،‬ومقاالت حول شخصيات بجريدتي طنجة والشمال‪.‬‬ ‫ومشاركات في إذاعة طنجة فقدم برنامجا من ‪ 27‬حلقة عن أعالم الفتوى ببادية‬ ‫الشمال (المفتون)‪ ،‬وبرنامج في ثالثين حلقة ترجم فيها ألعالم التفسير بطنجة‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪7‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�شذرات من ذاكرة‬ ‫ال�سنني ال�سبعينية والآن‪...‬‬

‫إضاءة وتقديم البد منه‪:‬‬ ‫من المعروف‪ :‬أن الظلم هو نقيض للعدل وهو السبب األساسي في‬ ‫تخريب األمم وهالك العباد‪ .‬وهكذا تأتي العالقة المتضادة بين العدل‬ ‫والظلم‪ ،‬إذ يؤدي كل واحد منهما إلى نتيجة مخالفة للتي يؤدي إليها‬ ‫اآلخر‪ ،‬ألن العدل يبنى والظلم يخرب ويفسد‪ ،‬ثم إن كال منهما يؤدي إلى‬ ‫جزاء مخالف له لمن يتولى كل واحد منهما سواء في الدنيا أو األخرة‪ .‬إذ‬ ‫العدل يؤدي بصاحبه إلى مكانة رفيعة ومحمودة‪ ،‬والظلم يؤدي بصاحبه‬ ‫إلى الهالك والفساد‪ ...‬الخ‪..‬‬ ‫وهكذا فكتابة القصة أو الرواية حتما تختلف باختالف القصاصين‬ ‫والروائيين‪ .‬وتتعدد بتعددهم أيضا‪ ،‬والالنهائي من الصعب حصره‬ ‫وتجريده بما يجعله مفهوما ومستساغا‪ ،‬ولكن المحاوالت ممكنة‪ ،‬وهي‬ ‫قد تمضي إلفهام الغامض فتكون أكثر جرأة‪ ،‬ألنها تواجه األسئلة الحارقة‪،‬‬ ‫تلك التي يتجنبها النقاد ويهرب منها القصاصون والروائيون إضمارا لما ال‬ ‫ينبغي التعبير عنه وكأنه أصول حرفة تفرض‪.‬‬ ‫هذا ويمكن المجازفة بالقول إن القصاص والروائي في عمليات‬ ‫إنجازه لعمله قد يطور آليات اشتغاله‪ ،‬لذلك فليست له طريقة واحدة‬ ‫للكتابة‪ ،‬والفن خرق للمعتاد وتجاوز للطبيعي في الفعل والقول‪ ،‬وقد أدرك‬ ‫الفيلسوف نيتشه هذه الحقيقة‪ ،‬ألنه فيلسوف فنان وشاعر‪ ،‬وهذه الحقائق‬ ‫كانت نتيجة تأمالته في الفن العميقة‪ ،‬فكيف تبدع القصص والروايات من‬ ‫طرف المبدعين؟ وهل هناك آليات مشتركة بين كتاب هذين الصنفين‬ ‫من اإلبداع األدبي الممتع والمتشعب والمتراكم‪ ،‬وقد تكون لحظة التفكير‬ ‫فيه غير منفصلة عن لحظات الكتابة‪ ،‬أو ال يوجد حيز زمني طويل جدا بين‬ ‫الفعلين المذكورين‪...‬‬ ‫وإليكم هذه القصة كما أسلفت بعنوان‪:‬‬ ‫شذرات من ذاكرة السنين السبعينية واآلن‪...‬‬ ‫ـ تذكر اللحظة‪ ...‬أي��ام ك��ان بالجامعة المغربية يعيش في جو‬ ‫حماس الطلبة المنقطع النظير أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن‬ ‫الماضي‪ ...‬عند رفع منظمتهم الطالبية العتيدة لطلباتها العديدة والهامة‬ ‫والدالة لتطور الوطن وتقدمه إلى األمام‪ ،‬ومطالبها بحدة وقوة التعبير‬ ‫لها الكبيرة‪ ...‬كان إذ ذاك يدرس بكد وصبر واجتهاد‪ ...‬وكان يناقش‬ ‫ويحاور مع المثقفين والمبدعين بدار الفكر التحاد كتاب المغرب وفي‬ ‫المحاضرات والندوات بالجامعة كذلك وغيرها ويطالب بالكثير مع رفاقه‬ ‫الطلبة النشيطين‪ ...‬وفي آخر السنة عندما اقترب اجتياز االمتحان وهو‬ ‫يراجع له باستمرار ومثابرة شعر بألم حاد يصيبه في جبهة رأسه‪ ..‬أخذ‬ ‫منه األرق مأخذه‪ ..‬بدأ يفكر في متابعة التحصيل والتحضير لالمتحان دون‬ ‫جدوى تذكر‪ ...‬ماذا يفعل اآلن‪ ..‬ال يستطيع أن يطالع أو يراجع المحاضرات‬ ‫للكلية‪ ،‬إنه االمتحان‪ ..‬قد قرب‪ ..‬ما السبب يا ترى في هذا األلم المبرح‪..‬‬ ‫توجه إلى عيادة الحي الجامعي للمعالجة‪ ..‬تقدم عند الطبيبة األجنبية‪..‬‬ ‫سألته هل تستمع إلى الموسيقى‪ ..‬هل تتوجه إلى النزهات‪ ،‬ما السبب الذي‬ ‫تعتقده في هذا األلم الفظيع الذي تحس وتشعر به في جبهة رأسك‪...‬‬ ‫وأجبتها والدموع تغمر عيني‪ ،‬منذ فترة قريبة عندما شربت مشروبا في‬ ‫مقهى قريب من كلية الحقوق التي أتابع فيها الدراسة‪ ،‬وأمرته آنذاك‬ ‫بالذهاب إلى الشاطئ وأخيرا أعطته ورق��ة ليحملها ويتجه ف��ورا إلى‬ ‫مستشفى األمراض النفسية‪ ..‬لماذا؟ تساءل مع نفسه هل هذا األلم الذي‬ ‫أشعر به هو في حاجة إلى زيارة المستشفى‪ ،‬هل ألنه مزمن وقاسي جدا‬ ‫علي ومفرط الشعور بحدته في جميع اللحظات‪ ..‬دخل إلى المستشفى عند‬ ‫الطبيبة الفرنسية بمدينة سال التي سألته كثيرا عن دراسته‪ ،‬وعرفت منه‬ ‫مسؤولياته الطالبية باالتحاد الوطني لطلبة المغرب بالرباط (أي المقرر‬ ‫العام لمجلس القاطنين بالحي الجامعي بالرباط وهو األول الذي تأسس‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وفرضه الطلبة على الحكومة المغربية وعلى وزير الداخلية أو‬ ‫فقير آنذاك‪ ،‬وانتخب باإلجماع من طرف كل الطلبة أثناء انتخابات ذلك‪)...‬‬ ‫وعمله ال��دؤوب في كل هذا‪ ،‬وأمرت بإدخاله إلى جناح المرضى‪ ،‬وبعد‬ ‫برهة وجد نفسه يأخذ حقنة من عند ممرض جعلته ينام بسرعة الليل‬ ‫كله حتى الصباح وجد نفسه في جناح المجانين‪ ،‬رغم أنه الزال يشعر بألم‬ ‫حاد في جبهة رأسه فقط في كل اللحظات وزارت��ه والدته وخاله الذي‬ ‫يعمل حالقا بسوق التواركة اللفواقة بالرباط فتعجب لهذا المصير المؤلم‬ ‫وتساءل كثيرا لماذا حجزوه في هذا الجناح وهو سليم العقل والروح إال‬ ‫األلم الفظيع الذي ألم به‪ ،‬وطالب بإخراجه من هذا المرفق فلم يقبلوا‬ ‫بهذا في المستشفى‪ ،‬ثم توجه عند سيدة كبيرة الشأن فاضلة يحترمها‬ ‫كثيرا لتتدخل عند أهل الحال بهذه المستشفى‪ ،‬وهكذا تم خروجه من‬ ‫هذا المستشفى في الحال بفضل هذه الشريفة الغيورة على المظلومين‬ ‫كما ذكرت لي والدتي ذلك آنذاك بعدما جاء لي خالي الحاج أحمد بسروال‬ ‫ولباس آخر لي من داره ألنهم سرقوا لي مالبسي بهذا المستشفى‪.‬‬ ‫ووصلت بعد ذلك إلى مدينتي القصر الكبير مع أمي واأللم الشديد‬ ‫الزال كما هو ال يبرح جبهة رأسي‪ ،‬وجاءت لزيارتي زوجة خال أمي التي‬ ‫كانت أخالقها قبل أن تتزوج ليست على ما يرام واقترحت علينا التوجه‬ ‫معي إلى مستشفى بمدينة تطوان لألمراض النفسية والعقلية للعالج‬ ‫عند الطبيب اإلسباني (طور يكانو) لكي يتوقف هذا األلم الذي ال حدود‬ ‫له عندي‪...‬‬ ‫كان المستشفى هذا عبارة عن ثكنة عسكرية عتيقة فيها أربع ردهات‬ ‫أو أجنحة‪ ،‬جناح للمرضى العقليين‪ ،‬وجناح للمتوسطين في المرض‪ ،‬وجناح‬ ‫لمن هم في بداية المرض أو لمن يشعرون بآالم حادة فقط في رؤوسهم‬ ‫وهو مقسم إلى قسمين‪ :‬نصف للنساء ونصف للرجال وفي الوسط طاوالت‬ ‫عدة يجلس عليها الرجال والنساء لقضاء بعض الوقت أمام أشجار الموز‪...‬‬ ‫هكذا وجد نفسه داخل الجناح األخير في هذا المستشفى رغم أنه‬ ‫طالب من هذا الطبيب بعدما تكلم معه بلغته اإلسبانية بأن يعطيه وصفة‬ ‫الدواء لتناوله ليزيل له هذا األلم الفظيع الذي ألم به ويرجع إلى مدينته‪،‬‬ ‫فأمر أن يحتجزوه بالقوة في الجناح المذكور‪ ،‬بدأ بدوره يأخذ العقاقير‬ ‫وحقنة كل يوم في وريد ذراعه‪ ..‬وجاءت إلى المستشفى في تلك األيام‬ ‫بعده فتاة شقراء‪ ،‬فارعة الطول أنيقة في لباسها متجملة فاتنة‪ ..‬واستغرب‬ ‫لما رآها داخلة مع الطبيب األجنبي لقاعة الفحص بالمستشفى وهي‬ ‫متأبطة لذراعه وتتحدث معه بطالقة وحرية وال تلبس مثلهم مريولة من‬ ‫هي؟! لماذا توجد هنا؟! أهي من المرضى‪ ..‬ألف سؤال يتالطم في رأسه‪..‬‬ ‫إنها تراقبه وتختلس النظرات إليه وتحاول أن تتجاذب الحديث معه‪..‬‬ ‫وهذا ما دفعه إلى التعرف عليها‪ ،‬أثناء وجبات األكل‪ ،‬ال تذهب إلى مطعم‬ ‫المستشفى لتناول الغذاء أو العشاء بل تحمل منه وجبة رفيعة خاصة بها‪،‬‬ ‫تأكلها بغرفتها‪ ،‬وبعد تعمق الصلة بينهما بدأت تكرمه كل يوم تقريبا‬

‫بكميات وافرة من الحليب‪ ..‬تقول له إنه ال يعجبها الحليب‪ ،‬وتطلب منه أن‬ ‫يشربه‪ ،‬كان مرة يهرقه ومرة قليلة يشربه‪ ...‬لم يزره األصدقاء لقد نسوه ـ‬ ‫هل كانوا يخافون من زيارته‪ ،‬هل ألن بعض رجال األمن وبعض المقربين‬ ‫منهم كانوا يبحثون ويسألون بعض الطلبة والمناضلين وغيرهم عنه؟!‬ ‫كثيرا من المرات‪ ،‬وقد خاف البعض من أصدقائه لعيادته والسؤال عنه‪.‬‬ ‫ـ لكن لم ينساه والده ووالدته التي كانت ترسل له المؤونة أحيانا‪ ،‬كما‬ ‫أنه لم ينساه أستاذ اللغة العربية ذو األخالق الحميدة والفاضلة والتكوين‬ ‫الرصين‪ ،‬إذ كان دائما يقدره لما كان يدرس عنده بالسلك الثاني الثانوي‬ ‫ويكن له الحب ويحترمه ألنه كان عنده من األوائل في الدراسة والصف‪.‬‬ ‫كانت الحراسة بالمستشفى كبيرة‪ :‬الحراس والممرضون والمراقبة‪.‬‬ ‫مراقبة زائدة التي ال يعرف لها معنى‪ ...‬وكان يرى بهذا المستشفى من‬ ‫يعالج باألنسولين ومنهم من يعالج بالعقاقير المهدئة وهو وغيره كان‬ ‫يأخذ نصيبه من الصدمات الكهربائية بعد أن يأخذوه من غرفته التي‬ ‫ينام فيها هو ورجل قانون وشاعر بعدما يصعد به الحراس والممرضون‬ ‫إلى طاولة كبيرة ويكتفونه من يديه ورجليه بقوة ويقومون بترك آلة‬ ‫كهربائية بين جبهتيه ورأسه ويصدمونها بقوة شديدة تجعل عقله ورأسه‬ ‫يغيب بحدة كبيرة ويشعر كل واحد منا من المعذبين بألم شديد ال حدود‬ ‫لوصفه أو مثال له في الدنيا الفانية وذاكرة كل واحد منا تغيب لمدة‬ ‫طويلة‪ ،‬ويرجع الحراس كل واحد منا إلى غرفته‪ ،‬حيث ال نعود نتذكر أي‬ ‫شيء في تلك األوقات واأليام الجهنمية الصعبة في الحياة الدنيا‪ ...‬كما‬ ‫كنا نأخذ العقاقير‪ ...‬ال يخرج أحد من المستشفى أو يشتري صحيفة إال‬ ‫هو‪ ،‬وكان يشتري له الصحف اليومية أحد المرضى المسموح له بالخروج‬ ‫الحراس الذين يقولون عنه عنده أكثر من ‪ 20‬سنة بالمستشفى‪ ،‬يتطلع‬ ‫بها ألخبار الثقافة والعالم ويقدم له األجرة فيفرح كما لو أنه خرج من‬ ‫عذاب المراقبة‪...‬‬ ‫وحدث في أحد األيام من مكوثه بالمستشفى أن قدم شكوالتة‬ ‫إلى فتاته الشقراء من النوع المهرب فقد مت له بدورها قرورة عطر جميل‬ ‫وفواح من النوع المهرب من مدينة سبتة المستعمرة والمحتلة أيضا‬ ‫كهدية بسيطة‪...‬‬ ‫مازال يشعر باأللم في قعر رأسه‪ ..‬الطبيب نصحه بالزيادة من‬ ‫الصدمات الكهربائية المتتالية مرتين فقط في كل أسبوع (ربما لكي ال‬ ‫يموت بسرعة) ويقول له عش في حدود يومك ال تفكر في المستقبل أو‬ ‫في الماضي‪ ..‬تذكر كتاب‪(( :‬دع القلق وابدإ الحياة)) «لدايل كارنيجي» الذي‬ ‫يقول فيه من قصيدة لشاعر معنونة ((تحية الفجر))‪( :‬هذا اليوم الذي أنت‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫تتمتع به‬ ‫ففي ساعاته المعدودات‪ ،‬يكمن سر وجودك‪.‬‬ ‫إنه حياتك الحاضرة كلها‪.‬‬ ‫إن فيه معجزة النمو‬ ‫ومجد العمل‪.‬‬ ‫فاألمس حلم ولى وانقضى‬ ‫والغد أمل جميل وخيال‪.‬‬ ‫أما اليوم فهو حقيقة واقعة‪.‬‬ ‫إذا عشقناه بحق‪ ،‬فإنه يجعل الماضي حلما‬ ‫ويجعل المستقبل حلما وأمال)‪.‬‬ ‫وذكرى (أكتبها هنا‪ .‬تذكر هذه القصيدة الذي يقول الكتاب بأنها‬ ‫للكاتب الهندي المعروف كثيرا «كاليداسا»)‪.‬‬ ‫وبعد أن قضى شهورا عديدة بالمستشفى وتوجه قبل أن يخرج نهائيا‬ ‫من هذا المستشفى إلى االمتحان بالكلية الذي كان يعرف هذا الطبيب‬ ‫المستبد ذو القلب الغليظ والشديد القسوة وعدم الرحمة التي تجب عليه‬ ‫مع الرأفة على المرضى‪ ،‬وعدم تنفيذه لقسم أبو قراط الذي يجب العهد‬ ‫به وتنفيذه والعمل به من طرف كل األطباء أمام كل إنسان في العالم‬ ‫أجمع كيفما كان الشخص الذي يريد الشفاء من اهلل وعلى يديه ـ الطبيب‬ ‫الذي رخص له بالتوجه إليه الجتيازه أنه سوف لن ينجح فيه مهما فعل‪،‬‬ ‫قالها له خاله المغترب‪ ،‬وأضاف قائال‪ :‬قال لي هذا الطبيب عنك لما زرته‬ ‫يلزمك أن تبقى مختلطا مع الناس‪ ،‬إنك تحن إلى الناس وتحبهم‪ ،‬يجب أن‬ ‫تعمل معهم‪ ،‬اخرج إلى السوق مثال ونادي بأعلى صوتك (السردين طري‬ ‫ورخيص)‪ ..‬كان يقول لي دائما اشتغل اشتغل اعمل‪ ،‬ولما كان يطلب منه‬ ‫خالي هذا أن أعمل بالمستشفى بدون أجر ألعمل بنصيحته‪ ،‬قال ال وطلب‬ ‫من خالي أن أعمل وسط الناس في السوق‪...‬‬ ‫وخرجت من المستشفى وانا أتذكر وما زلت اصطفاف عشرات المرضى‬ ‫في ساحة من ساحات المستشفى في قبو مظلم جدا وقديم لتلقي حصتهم‬ ‫األسبوعية ليومين من الصدمات الكهربائية القاتلة أحيانا‪ ،‬وصوتنا يصيح‬ ‫ويعلو مرتفعا إلى أعالي السماء لحظة الصدمات الكهربائية البائدة التي‬ ‫يتعرض لها المناضلون األحرار ظلما وجورا مثلي دون محاكمة أو عدالة‬ ‫منصفة أو جرم ارتكبوه وأنا في تلك اللحظات الجريحة والمؤلمة جدا ـ‬ ‫مستغيثا ومستنجدا باهلل لشيء ال يعرفه أصدقائي؟‪ ..‬والحياة؟ ناسي؟!‬ ‫ونحن كأننا في زنازين التعذيب الجهنمية والجبارة في غيبوبة تامة عن‬ ‫الوجود والوعي واأللم الفظيع لم يبرح ذهني بعد‪ ...‬ما زال‪ ..‬إنه ألم مبرح‬ ‫وصعب وحاد ال حدود له في تصور المناضلين األقحاح الذين يعملون ضد‬ ‫الفساد والظلم من أجل الحياة الكريمة والكرامة والحق والعدل الحق كما‬ ‫أمر بذلك اهلل تعالى وتبارك في كتابه الحكيم والمبين أوال‪ ،‬ثم المواثيق‬ ‫الحقوقية الدولية والدساتير الديمقراطية الحقة‪...‬‬ ‫والبطاقة الجميلة التي بعثتها لي الشقراء زبيدة لما خرجت من‬ ‫المستشفى بدورها لم تبرح ذهني وفكري‪ ،‬ووعدتني بأنها ستستمر‬ ‫في الكتابة إلي‪ ،‬لكنها أخلفت الوعد بعد أن راقبتني طوال مدة مكوثي‬ ‫بالمستشفى وانتهت مهمتها التي عرفتني بها بأنني مع الحق والحقوق‬ ‫الحقيقية لكل إنسان يطلبها والعدالة الحقة والديمقراطية التي كان‬ ‫ينادي بها الطلبة والطالبات وغير ذلك في تلك الفترة الحرجة من سنوات‬ ‫الرصاص والجمر المتقد دون تحقيق مطالب حقة وكثيرة وليس شيئا آخر‬ ‫كما كانت تعتقد‪ ،‬بعد أن أظهرت عطفا علي‪ ..‬أكان ذلك حنانا حقيقيا؟!‬ ‫وعطفا له جذور؟! وأنا بدوري هل منحتها خبايا نفسي الحقيقية‪...‬؟ وقد‬ ‫تراءى لها أنني ال أحقد أو أغيض على أحد كيفما كان‪ ،‬وكيفما كانت معاملته‬ ‫معي‪ ،‬وال أطمح في منصب أو جاه منذ صغري وشبابي وإلى اآلن‪ ،‬هذا‬ ‫شعوري الحقيقي أعبر عنه دائما وبإلحاح شديد‪ ،‬والكثير من الناس الذين‬ ‫يعرفونني يعلمون بهذا‪ ...‬المهم عندي هو تحقيق الوصول إلى حقي‬ ‫وحقوق عادلة لكل مظلوم أو مضطهد في زمن من األزمان والتعويض عن‬

‫ عبد القادر أحمد بن قدور‬‫جبر الضرر لي ولضحايا االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان الذين ذاقوا‬ ‫مرارة السجون السياسية الظالمة والتعذيب الجهنمي القاسي خاصة خالل‬ ‫سنوات الرصاص والجمر المتقد‪ ...‬وتحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة‬ ‫والضرورية واألكيدة ألن بعضهم حرم من مستقبل باسم بسبب التضييق‬ ‫عليهم والتأثير على صحتهم التي أصبحت عليلة كثيرا بسبب التعذيب‬ ‫والسجون الظالمة التي لحقت بهم بسبب أفكارهم والنضال لرقي هذا‬ ‫الوطن وأهله الكثيرين‪...‬‬ ‫وبعد شهور وشهور طويلة من التعذيب خالل سنتين أي في صيف سنة‬ ‫‪ 1972‬استطعت أن أتوجه للعالج من جديد بعاصمة المملكة البلجيكية‬ ‫السعيدة بمدينة بروكسيل الدولة الديمقراطية ذات العدالة االجتماعية‬ ‫والحقوق التي تعطيها ألصحابها كاملة بدون ميز أو تطويل بل لكل ذي‬ ‫حق حقه‪ ،‬واستطاع الدكتور الجليل الشواف التونسي أن يعطيني قطرات‬ ‫للدواء ألشربهم كل ليلة ألستطيع النوم في بعض الليالي التي يصيبني‬ ‫فيها السهاد من جراء ذلك التعذيب الذي تعرضت له ولم يزل في ذهني‬ ‫بآثاره إلي اآلن‪ ،‬والزلت أتناولهم كل ليلة ولحد اآلن لمدة ‪ 50‬سنة ـ لقد‬ ‫خربوا جسدي ـ وأحيانا ال أنام الليلة كله وأمراض أخرى علقت بجسمي من‬ ‫جراء ذلك التعذيب الظالم والمتوحش وكان بعض المسؤولين يريدون‬ ‫أن ال أرجع إلى المغرب وطني الحبيب والعزيز‪ ،‬وقد فضلت الرجوع إلى‬ ‫بلدي الحبيب الذي أضحي من أجله بالغالي والنفيس وبحياتي من أجله‬ ‫إذا اقتضى األمر ذلك‪...‬‬ ‫اآلن عرفت‪ ،‬بعد سنوات من خروجي من العزلة القاتلة التي كانت‬ ‫تتآلف مع صدمات الكهرباء وخدر العقاقير‪ ،‬سر ذلك األلم الذي ما زال‬ ‫يخترق مقدمة جبهتي كأسياح من الحديد تحملني على جناح الذكرى‪ ،‬فأرى‬ ‫الشر يتخذ شكل تسريحة شعر جميل والغدر ينعكس في مرايا العينين‬ ‫الجميلتين قد يبعدانك عن الرفاق وهم خلف الجدران يواصلون مسيرة‬ ‫عذابي آنذاك‪ ،‬واآلن بعضهم الزال ينتظر بفارغ الصبر الكبير جزءا من‬ ‫حقوقهم مثلي‪...‬‬ ‫وها أنا أرقب نفسي فأراها مضطربة وأرى المبدأ يتجسد في العزلة‬ ‫القاتلة بمستشفيات األمراض النفسية والعقلية واقفا ال يتزحزح رغم ما‬ ‫يعدونه له من شباك ال يسقط فيها من يسير في درب الناس‪ ...‬فحرارة‬ ‫المبدإ أقوى من برودة العزلة وخدر العقاقير وأمراض ال تحتمل بسبب‬ ‫الصمود والتضحيات من أجل قضايا هذا الوطن والمجتمعات اإلنسانية‪،‬‬ ‫وأتذكر اللحظة كذلك تلصص العيون الجميلة‪ ،‬والتسريحة الشقراء‬ ‫واالبتسامة الجميلة تخفي في ضيائها عقاربا وسما منقوعا‪.‬‬ ‫فالمبدأ أقوى في العذاب ويظل في األعماق يروي النفس وآفاقها‬ ‫الفاتنة كنهر يقبل يباب الصحراء وال تعوقه كثبان الرمال على أن يأتي‬ ‫بالخصب والعشب لها‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار البد من اإلشارة إلى أنه إذا كانت المناضلة والحقوقية‬ ‫الكبيرة السيدة المحترمة أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان بالمغرب حاليا والتي انخرطت في العديد من المبادرات‬ ‫والجمعيات والشبكات الوطنية والدولية‪ ،‬وحملت فيها شعارات ((الحق في‬ ‫الحياة)) و((الدفاع عن المظلومين)) وتوفير المحاكمة العادلة ((المساواة‬ ‫أضعف الحقوق الكونية))‪.‬‬ ‫كما أن انخراطها في مثل العديد من الهيئات الدولية‪ ،‬مكنها من‬ ‫أن تكون نجمة حقوقية بامتياز‪ ،‬ألنها وجه بارز ضمن األسماء الحقوقية‬ ‫الدولية‪ ،‬وألنها هي عضو لجنة متابعة تنفيذ توصيات الندوة الوطنية حول‬ ‫االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان بهيئة اإلنصاف والمصالحة‪.‬‬ ‫وهي منسقة المجموعة الوطنية للتصديق على بروتوكول التفاقية‬ ‫مناهضة التعذيب (البروتوكول االختياري) والمسؤولة عن نشر وثيقة‬ ‫مرجعية إلنشاء آلية وقائية ضد التعذيب (يناير إلى ديسمبر ‪ )2010‬في‬ ‫إطار تنفيذ توصيات هيئة اإلنصاف والمصالحة‪.‬‬ ‫ومن بين الجوائز التي حصلت عليها جائزة مقدمة من مركز الكواكبي‬ ‫بتونس الشقيقة حول العمل على انتهاكات حقوق اإلنسان بالعالم‪ ،‬ثم‬ ‫جائزة من طرف جمعية الثقافات اإلسبانية للنضال من أجل حقوق اإلنسان‬ ‫في المغرب‪.‬‬ ‫لذلك وغيره من المسؤوليات الحقوقية والنضاالت الكبيرة التي‬ ‫حققتها في مسارها الحقوقي المتميز فقد وشحت من طرف صاحب الجاللة‬ ‫والمهابة محمد السادس حفظه اهلل ورعاه بوسام ملكي سامي من رتبة‬ ‫فارس لوسام العرش‪ ،‬في شهر يوليوز ‪ .2011‬ووطنيا عينت ضمن اللجنة‬ ‫االستشارية إلصالح دستور المغرب سنة ‪ 2011‬وكانت من بين المدافعين‬ ‫عن الفصل ‪ 19‬فيه‪ ...‬وتستحق كل ذلك‪ ،‬وهي التي نأمل فيها تحقيق‬ ‫وتنفيذ ومواصلة الدفاع عن الحقوق الشاملة لنا نحن ضحايا االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان بالمغرب‪ ،‬كما أمرها جاللة الملك المفدى‬ ‫والمحبوب بأن تدافع عن الحق والحقوق لكل مظلوم‪ ،‬وذلك بأن ترجع‬ ‫له حقوقه ألنه ال يريد أن يرى في المغرب ذلك كما أشار بحدة عن هذا‬ ‫عند استقباله لها من طرف جاللته عندما عينها لرئاسة المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان بالمغرب‪ ...‬وأستعين بمقولة جاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل وأيده عند استقباله لها حيث قال‪ ..( :‬لن نقبل أي تعسف في‬ ‫حق المواطنين‪ ..‬في نطاق احترام المرجعيات الوطنية والكونية في هذا‬ ‫المجال‪.)..‬‬ ‫ونتمنى مخلصين من كل أعماقنا وخوالجنا أن تحقق مبتغى جاللة‬ ‫الملك الذي هو حامينا وموحدنا وباني المغرب الحديث مبتغاه قريبا جدا‬ ‫وتنفذ أوامره بحذافيرها عاجال لعطفه المولوي علينا جميعا نحن ضحايا‬ ‫االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان ولكل المواطنين عامة ببلدنا‬ ‫المغوار بحول اهلل وقوته‪ ...‬وتحقيق كل مطالبنا بجبر األضرار والتسوية‬ ‫اإلدارية والمالية العاجلة وإصدار توصيات باإلدماج االجتماعي لكل ضحايا‬ ‫االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪8‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫امللحق القانوين‬ ‫إعداد وإشراف الدكتور‬

‫محمد البوشوكي‪..‬‬

‫دكتور في القانون العام‬ ‫أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية أكدال‪ -‬جامعة محمد الخامس‪-‬الرباط‬

‫م�ؤ�س�سات احلكامة‬ ‫و تر�سيخ دولة احلق و القانون‬ ‫إن معظم الفقهاء يعتبرون دولة الحق والقانون‪ ،‬تصورا نظريا يحاول شرح التزام الدولة بالقانون‪،‬‬ ‫ويستجيب لمتطلبات نظرية متعلقة بمحاولة وضع أساس للقانون العام‪ ،‬على األقل في بداياتها‪ .‬وقد تطور‬ ‫مفهوم «دولة القانون» بشكل كبير بعد ذلك‪ ،‬وتباينت مختلف المدارس القانونية األلمانية والفرنسية من‬ ‫جهة واألنجلوساكسونية في تحليلها‪ ،‬ليصبح حاليا «أيتوبيا» جديدة‪ ،‬وتلجأ إلى استعماله كل الخطابات‬ ‫السياسية‪ .‬ومن المقومات األساسية في دولة الحق والقانون‪ ،‬وجود دستور‪ ،‬فبناء عليه تبنى الدولة العصرية‬ ‫المتوازنة‪ ،‬فكما يقول ميشال مياي أستاذ القانون العام بجامعة مونبلييه في كتابه «دولة القانون»‪،‬‬ ‫الدستور هوخالصة إلثبات حقوق المواطنين وطرق ممارسة السلطة بواسطتهم أو بواسطة ممثليهم‪ ،‬إن‬ ‫الدستور يمثل إذن القانون األسمى في تنظيم المجتمع‪.‬‬ ‫لذلك فقد شكل دستور ‪ 2011‬للمملكة المغربية قيمة نوعية في اتجاه توطيد دولة الحق والقانون‬ ‫وتفعيل الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية‪ ..‬وقد احتلت هذه المفاهيم حيزا مهما في الدستور حيث‬ ‫أكد المشرع منذ الفصل األول منه أن نظام الحكم بالمغرب ملكية دستورية ديمقراطية واجتماعية ويقوم‬ ‫على أساس فصل السلط وتوازنها وتعاونها والديمقراطية المواطنة والتشاركية‪ ،‬وعلى مبادئ الحكامة‬ ‫الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة (الفصل ‪ 1‬من الدستور)‪.‬‬ ‫ولقد خصص المشرع الباب الثاني عشر من الدستور لمبادئ الحكامة الجيدة ومؤسساتها حيث نص‬ ‫في الفصل ‪ 155‬على أن هاته الهيآت المكلفة بالحكامة الجيدة مستقلة وتستفيد من دعم الدولة‪.‬‬ ‫هذه المؤسسات التي تعتبر جديدة دستوريا يمكن تصنيفها إلى مؤسسات حقوقية كمؤسسة‬ ‫الوسيط‪،‬مؤسسة الجالية المغربية المقيمة بالخارج‪ ،‬المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان ومؤسسات‬ ‫الحكامة الجيدة كالهيئة العليا لالتصال السمعي البصري والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة‬ ‫ومحاربتها ومجلس المنافسة وفئة ثالثة من الهيئات المكلفة بالنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة‬ ‫والديمقراطية التشاركية والتي تحدد بقوانين وتأليف وصالحيات وتنظيم قواعد تسيير المؤسسات‬ ‫والهيئات السالفة كما نص على ذلك الفصل ‪ 171‬من الدستور‪.‬‬ ‫هنا يجب أن نقر على أن هذه المؤسسات تعتبر مكسبا للمملكة كآليات لتكريس دولة الحق والقانون‬ ‫وهيئات لتوطيد الديمقراطية التشاركية‪.‬‬ ‫غير أن هناك أسئلة تطرح حول سلطات مؤسسات وهيئات الحكامة الجيدة هل هي سلطات استشارية‬ ‫أم تقريرية ؟‬ ‫إن دسترة مؤسسات الحكامة الجيدة وعلى غرار الدول الديمقراطية يدخل في إطار تدعيم استقالليتها‬ ‫عن السلطتين التشريعية والتنفيذية وبعيدا عن السياسات الحزبية الضيقة إال أنه كرأي شخصي يمكن‬ ‫القول أن مبدأ االستقاللية يكون نسبيا إال إذا ما استثنينا الشق المالي‪.‬‬ ‫بالنظر إلى صالحيات هذه المؤسسات المشار إليها في الدستور الجديد يمكن اعتبار سلطات ال تتعدى‬ ‫أن تكون سلطات استشارية محضة‪ ،‬فهي تقوم بإنجاز تقارير سنوية تبدي رأيها في السياسات العمومية‬ ‫والقضايا السوسيو‪-‬اقتصادية والثقافية والحقوقية وهنا يمكن أن ندخل في مأزق تداخل االختصاصات بين‬ ‫المؤسسات السالفة الذكر واختصاصات المجتمع المدني كقوى اقتراحيه‪ ،‬ومن هذا المنطلق فالسلطات‬ ‫التقريرية الزالت بيد الهيئات التقليدية للدولة‪ ،‬وعليه فمؤسسات الحكامة الجيدة خص لها المشرع وظيفة‬ ‫إبداء التوصيات والتقييم كوظائف تكميلية‪ ،‬ونحن نعلم أن التوصيات ليست بالضرورة ملزمة‪ ,‬إال إذا استثنينا‬ ‫مؤسسة الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري التي تتمتع بوظيفة الضبط والتقنين والتنظيم وضمان‬ ‫الحق في المعلومة كما نص الفصل ‪ 165‬من الدستور‪ ,‬فالسؤال هنا ما مغزى دسترة هذه المؤسسات إذا‬ ‫كانت لها وظائف استشارية فقط ؟‬ ‫طبقا لهذه الوظائف االستشارية فإن لجان تقصي الحقائق التي يجوز أن تشكل بمبادرة من الملك‬ ‫أوبطلب من أغلبية أعضاء مجلس النواب أوثلث أعضاء مجلس المستشارين يمكن أن تكون لها نفس‬ ‫الوظائف واألدوار حيث يناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة أوبتدبير المصالح أوالمؤسسات‬ ‫والمقاوالت العمومية وإطالع المجلس األعلى على تقاريرها وفقا للبنود الواردة في الفصل ‪ 67‬من الدستور‬ ‫والقانون التنظيمي (‪ )085.13‬الذي يحدد تسيرها‪ ،‬هذا األمر ال يجب أن يدفعنا إلى نفي السياق اإليجابي‬ ‫الذي أتى به دستور ‪ 2011‬بالنسبة لهيأت الحكامة الجيدة كمدخل هام لإلصالح المؤسساتي‪ ،‬فالمغرب‬ ‫أصبح ومنذ الحراك العربي جزءا من النطاق العام حول الحكامة واإلصالح في المنطقة إن لم نقل نموذجا‬ ‫يحتدى به في المجال اإلصالحي‪ ،‬غير أن هناك رهانات كبيرة ستبقى لصيقة بمؤسسات الحكامة الجيدة إن‬ ‫لم يكن هناك نوع من التقييم وإعادة النظر في السلطات والوظائف فمبدأ االستقاللية ضروري لضمان‬ ‫الحياد والشفافية‪ ،‬إضافة إلى السلطة التقريرية لتلك المؤسسات حتى ال تشكل عبئا على الدولة دون‬ ‫الوصول إلى األهداف المتوخاة منها دستوريا‪.‬‬ ‫في هذا السياق يمكن القول أن دستور ‪ 2011‬أسس لمرحلة هامة في مجال النهوض بالحكامة الجيدة‬ ‫ومؤسساتها عبر إطالق دينامكية تشريعية الستكمال تحيين ومالءمة الشق القانوني المؤطر لها في إطار‬ ‫مقاربة شمولية تهدف إلى رفع وتعزيز أنظمة الشفافية والنزاهة والمساءلة كقواعد مؤسسة لدولة الحق‬ ‫والقانون‪.‬‬ ‫زيادة على ما سبق‪ ,‬ومن بين األشياء اإليجابية التي جاء بها دستور ‪ ،2011‬من أجل تدعيم دولة الحق‬ ‫والقانون‪ ،‬هوتنصيصه من خالل تصديره على أن «المملكة المغربية‪ ،‬وفاء الختيارها الذي ال رجعة فيه‪ ،‬في‬ ‫بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون‪ ،‬تواصل بعزم مسيرة توطيد وتقوية مؤسسات دولة حديثة‪،‬‬ ‫مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة‪ ،‬وإرساء دعائم مجتمع متضامن‪ ،‬يتمتع فيه الجميع باألمن‬ ‫والحرية والكرامة‪...‬أسوة بجميع الدول التي سبقتنا بعقود في مجال الديمقراطية والحريات‪.‬‬

‫محمد البوشوكي‪..‬‬

‫الهجرة‬ ‫و �صدام‬ ‫القيم‪‎‬‬ ‫فيروز فوزي ‪:‬‬ ‫دكتورة مختصة في علوم المجتمع والثقافة و الهجرة « مونتريال كندا»‬

‫‪‎‬ليست الهجرة إلى الغرب‪ ،‬المتقدم حضاريا‪ ،‬مجرد‬ ‫أسراب وأجيال من البشر يغادرون أوطانهم الفقيرة إلى‬ ‫بلدان تؤمن معاشهم وتحفظ كرامتهم‪ .‬هي حيوات‬ ‫مكلومة في الغالب األعم تبحث عن هواء جديد وفرص‬ ‫أجد لترميم وجودها اإلنساني حيث اإلنسان هو الجوهر‪.‬‬ ‫يرتد المهاجر عن أمه األرض‪ ،‬عن وطنه الشاهد على‬ ‫صرخته األول��ى‪ ،‬لكنه ال يترك الجمل بما حمل‪ ..‬بل‬ ‫يحمل معه حقائبه ونذوبه وكل ما ترسخ في عقله من‬ ‫نمط في العيش والتفكير‪ .‬يحمل معه سجال حافال من‬ ‫الذكريات األليمة والمترسبة في باطن العقل‪ .‬يهاجر‬ ‫وكأنه يدير ظهره لوطن غادر‪ ،‬ألرض خؤون تضيق عن‬ ‫أحالمه التي ال تتعدى مسكنا يقيه العراء وشغال يجنبه‬ ‫الفاقة والتسول‪.‬‬ ‫‪‎‬يبدو منذ الوهلة األولى أن المهاجر يصبح في‬ ‫حل من مشاكله بمجرد أن تطأ قدماه بلد المهجر‬ ‫وبمجرد أن يجد عمال قارا ومسكنا يأويه‪ .‬والحال أن‬ ‫بعض المشاكل تبدأ بالتفاقم نتيجة حالة االغتراب التي‬ ‫تداهم الوافد الغريب‪ ،‬إذ تنجم عن أسباب اجتماعية‬ ‫واقتصادية لم تكن واردة في الحسبان‪ .‬والسيما إذا‬ ‫لم يكن المهاجر على قدر من االنفتاح والتسامح مع‬ ‫محيطه الجديد‪.‬‬ ‫‪‎‬وقد تطورت دواع��ي وأسباب الهجرة منذ بداية‬ ‫سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬حيث كان يتدفق عشرات‬ ‫اآلالف من العمال والحرفيين الذكور‪ ،‬وأغلبهم من‬ ‫دول فقيرة من شرق أوروبا أو آسيا وأفريقيا‪ .‬بعد ذلك‬ ‫وتحديدا بداية الثمانينيات توالت أجيال من المهاجرين‬ ‫الطلبة والمهندسين ذوي الخبرات والكفاءات العالية‪.‬‬ ‫‪‎‬غير أن ظاهرة الهجرة عرفت تحوالت بنيوية ببروز‬ ‫ظاهرة التجمعات العائلية التي أحدثت صدمة ثقافية‪،‬‬ ‫عصفت بكثير من األسر‪.‬‬ ‫‪‎‬مع نزوح عائالت عربية مسلمة إلى كندا واجه‬ ‫كثير من األزواج‪ ،‬بسبب نقص في الكفاءة ومحدودية‬ ‫المؤهل ال��دراس��ي والعلمي‪ ،‬جملة من المعضالت‬ ‫تتعلق باللغة وصعوبة االندماج في النسيج االجتماعي‬ ‫الكندي والولوج إلى أسواق الشغل‪ ،‬مما جعلها تعيش‬ ‫تحت الضغط والعجز عن إيجاد حلول للمشاكل المادية‬ ‫والنفسية واألسرية المتراكمة‪.‬‬ ‫‪‎‬يحدث هذا الوضع تصدعا أسريا في كثير من الحاالت‬ ‫ويدفع بأرباب األسر وهم في الغالب ذكور إلى إرغام‬ ‫زوجاتهن على تفريخ مزيد من النسل بهدف االستفادة‬ ‫من التغطية االجتماعية المتاحة لألسر المعوزة‪ ،‬وهي‬ ‫حيلة تتالءم مع استراتيجية الدولة الكندية التي تسعى‬ ‫إلى إعمار البلد بمزيد من المستوطنين الجدد‪ .‬غير أن‬ ‫هذا األمر يثقل كاهل المرأة ويحولها إلى أداة ربحية‬ ‫ويفقدها اإلحساس بآدميتها‪.‬‬ ‫‪‎‬ذاك أن المرأة المهاجرة تهفو إلى وضع اجتماعي‬ ‫مريح ينسيها حياة النكد والعوز التي الزمتها لسنوات‬

‫ط��وال بالوطن األم‪ ،‬فتصبح في حالة من االكتئاب‬ ‫والضيق مما يحيق بها‪ .‬أيضا انفتاح المرأة العربية‬ ‫المسلمة على المجتمع الكندي واالنخراط في برامجه‬ ‫االجتماعية والثقافية قد يحدث غيضا ل��دى ال��زوج‬ ‫الشرقي الذي يرفض أن تنقاد «الحرمة» وراء مغريات‬ ‫الحضارة الغربية بل يرفض رفضا قاطعا أن تخرج من‬ ‫عصمته أو تفكر يوما في التحرر من سلطته‪ ،‬ظنا منه أن‬ ‫حرية الزوجة تفقد الرجل هيبته وتمس بفحولته‪.‬‬ ‫‪‎‬هي اختالالت كبيرة تحول دون هجرة سليمة‬ ‫وتتسبب في كثير من المآسي األسرية‪ ،‬تؤدي ثمنها‬ ‫المرأة المغلوب على أمرها واألبناء أمام حاالت الشقاق‬ ‫وال��ط�لاق المتزايدة في أوس��اط الجاليات العربية‬ ‫المسلمة‪.‬‬ ‫‪‎‬وتفيد كثير من التقارير التي أنجزتها بعض المراكز‬ ‫البحثية المتخصصة في شؤون الهجرة أن نسبة الطالق‬ ‫تبقى عالية نسبيا في أوساط الجاليات العربية بسبب‬ ‫الضغوطات التي تتعرض لها المرأة المهاجرة‪ .‬فالهجرة‬ ‫من زاويتها القاتمة تكشف عن أوضاع مأساوية بسبب‬ ‫سيادة العقلية الذكورة المتسلطة والتي تمنع المرأة‬ ‫من التمتع بحقوقها كاملة في مجتمع متقدم يصون‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬حقه في حرية غير محكومة بالتقاليد‬ ‫والنواهي المجحفة في حق اإلنسانية‪ .‬نسبة كبيرة من‬ ‫النساء يرضخن لألمر الواقع وال تشكل الهجرة بالنسبة‬ ‫لهن منفرجا لتحسين أوضاعهن المادية والحقوقية‪،‬‬ ‫بل تسوء في أحايين كثيرة وتفضي إلى عاهات نفسية‬ ‫مدمرة‪ .‬بعض النساء يخترن الممانعة والمقاومة من‬ ‫أجل اإلنعتاق من سلطة الزوج المتجبرة‪ ،‬مما يجعلهن‬ ‫أمام خيار أبغض الحالل وقد يعرض هذا الوضع أطفال‬ ‫األسر المتصدعة إلى مآالت تضر بصحتهم النفسية‪.‬‬ ‫‪‎‬فالهجرة بهذا المعنى هي هجرة عقليات تصطدم‬ ‫بالواقع الجديد‪ ،‬و بالقوانين واألع���راف الحديثة‬ ‫والديمقراطية حيث تؤول فيها السيادة للقيم اإلنسانية‬ ‫على أساس المساواة في الحقوق والواجبات وحيث‬ ‫«ال��ذك��ورة» أو «الفحولة» ال تعدو أن تكون حالة‬ ‫بيولوجية حيوانية‪ .‬يكون أمام الوافدين إلى أرض‬ ‫المهجر خياران‪ ،‬إما االنخراط في المنظومة القيمية‬ ‫الجديدة واإليمان بها تنظيرا وتنزيال وإما اجترار قيم‬ ‫وأعراف الوطن األم بكل ما تحمل من تناقضات وأعطاب‬ ‫حد اإلخالل بالقوانين والقيم الكونية‪.‬‬ ‫‪‎‬أمام هذا االختالل البنيوي في القيم الذي يعتور‬ ‫بعض العقليات المهاجرة تبرز أهمية التأطير االجتماعي‬ ‫والمواكبة الصحية لمساعدة األسر الهشة وتيسير سبل‬ ‫االندماج السلس والتأقلم مع البيئة الجديدة لتالفي‬ ‫كل أعطاب الهجرة‪ ،‬وهي مسؤولية الجمعيات والمراكز‬ ‫والمؤطرين االجتماعيين لقيام ب���أدوار الوساطة‬ ‫االجتماعية وتقديم حلول ناجعة ل��رأب التصدعات‬ ‫األسرية المحتملة في أوساط المهاجرين‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪9‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�أين جامعة الدول العربية‬ ‫من تداعيات‬ ‫جائحة كورونا ؟‬ ‫د‪.‬محسن الندوي‬

‫رئيس المركز المغربي للدراسات االستراتيجية والعالقات الدولية‬

‫أوال ‪ -‬جامعة الدول العربية والعيد الماسي لتأسيسها ‪:‬‬ ‫تحتفل جامعة الدول العربية في صمت قبل أيام بعيدها الماسي لمرور ‪ 75‬عاما على‬ ‫وضع هيكل مؤسسي للنظام اإلقليمي العربي وترسيخ الهوية القومية العربية‪ ،‬إذ اجتمعت‬ ‫لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان واألردن والعراق ومصر واليمن في‬ ‫الفترة ‪ 9/25‬إلى ‪ 1944/10/07‬رجحت االتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة‬ ‫بما ال يمس استقاللها وسيادتها‪ .‬كما استقرت على تسمية الرابطة المجسدة لهذه‬ ‫الوحدة بـ «جامعة الدول العربية» وآثرته على مسمى «التحالف» و«االتحاد» كون األول‬ ‫يشير إلى عالقة عارضة والثاني يعبر عن عالقة تجب االختصاصات المتفق على تحويلها‬ ‫للمنظمة العربية الناشئة‪ .‬وفي ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول اإلسكندرية الذي‬ ‫صار أول وثيقة تخص الجامعة‪ ،‬ولقد ّ‬ ‫مثل هذه البروتوكول األساس لميثاق جامعة الدول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫مع اإلشارة إلى أنه في هذا التاريخ لم يكن تأسس بعد ال االتحاد األوروبي وال االتحاد‬ ‫االفريقي حيث ان االتحاد األوروبي يعد من بين اهم التكتالت اإلقليمية الدولية في حين‬ ‫ان جامعة الدول العربية أغنت مسارها فقط بكم االنتقادات التي وجهت إليها عن عجزها‬ ‫وجمودها وقراراتها التي تظل مجرد حبر على ورق على اعتبار ان األوروبيين ال تجمعهم لغة‬ ‫مشتركة وال المشاعر المشتركة كالعرب‪ ،‬وال توجد فكرة قومية داعبت خيال األوروبيين‬ ‫كالقومية العربية‪،‬بل إن فكرة االتحاد األوروبي بدأت كسوق مشتركة ونجحت وتوسعت ‪.‬‬ ‫يتألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة‪ ،‬وثالثة مالحق خاصة‪ :‬الملحق األول‬ ‫خاص بفلسطين وتضمن اختيار مجلس الجامعة مندوباً عنها للمشاركة في أعماله لحين‬ ‫حصولها على االستقالل‪ .‬والمحلق الثاني خاص بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة‬ ‫وبالتالي غير المشتركة في مجلس الجامعة‪ .‬وأشارت الديباجة إلى أن الدول ذات الصلة‬ ‫وافقت على الميثاق بهدف تدعيم العالقات والوشائج العربية في إطار من احترام االستقالل‬ ‫والسيادة بما يحقق صالح عموم البالد العربية آنذاك‪.‬وفى ‪ 1945/03/22‬تم التوقيع على‬ ‫ميثاق جامعة الدول العربية وأصبح يوم ‪ 22‬مارس من كل عام هويوم االحتفال بالعيد‬ ‫السنوي لجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫ورغم تعاقب األحداث وتغير األنظمة والسياسات في الدول العربية على مر ‪ 75‬عاماً‪،‬‬ ‫كان من المالحظ تمسك كافة الدول األعضاء باالنتماء إلى هذه المنظمة االقليمية‪،‬‬ ‫ودفعها لتضطلع بالدور التكاملي الذي نشأت من أجله‪ ،‬فاستمرت المنظمة في التوسع‬ ‫والتطور واستمرت الدول العربية في االنضمام إليها كلما حصلت دولة منهم على‬ ‫استقاللها‪ ،‬لتصبح جامعة الدول العربية هي بيت العرب الجامع لكل أعضائه والحامل‬ ‫آلمال وطموحات شعوبه لترفع جامعة الدول العربية بمناسبة العيد الماسي (‪ 75‬عام)‬ ‫شعار ‪»:‬لتسكت المدافع وتتوقف الصراعات حتى نواجه جائحة كورونا»‪.‬‬ ‫ثانيا – أين جامعة الدول العربية من جائحة كورونا؟‬ ‫بخصوص جائحة كورونا وأهم الخطوات التي قامت بها جامعة الدول العربية ‪:‬‬ ‫حيث انعقد مجلس وزراء الصحة العرب بتاريخ ‪ 27‬فبراير‪ 2020‬بمقر األمانة العامة‬ ‫لجامعة الدول العربية بشأن «وباء فيروس كورونا المستجد (‪ )COVID-19‬حيث جاء في‬ ‫البيان الصادر عن المجلس بشأن هذا الموضوع والذي أشاد فيه باإلنجازات التي تحققها‬ ‫جمهورية الصين الشعبية في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد‪ ،‬كما أكد‬ ‫المجلس على تضامن مجلس وزراء الصحة العرب مع جمهورية الصين حكومة وشعبا‬ ‫ودعمه للجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية لمكافحة تفشي فيروس كورونا‬ ‫المستجد وتثمين موقف الصين المنفتح في التعاون والشفافية بشأن مكافحة تفشي‬ ‫فيروس كورونا المستجد (‪ )COVID-19‬واالستمرار في تنفيذ اإلجراءات الوقائية والتأهب‬ ‫حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية وبما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية وتعزيز‬ ‫التواصل بين الدول العربية األعضاء وتبادل المعلومات والتنسيق المستمر بين الهيئات‬ ‫الصحية والقطاعات ذات العالقة في الدول العربية‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪9‬أبريل ‪ ،2020‬نظمت جامعة الدول العربية جلسة حوارية عبر االتصال المرئي‬ ‫مع خبراء من الصين حول ازمة فيروس كورونا بمشاركة خبراء ممثلي وزارات الصحة في‬

‫الدول العربية حيث عرج الخبراء الصينيون على مسألة الشراكة العربية الصينية مع جامعة‬ ‫الدول العربية واهميتها باتجاه دعم الدول العربية المتضررة في حربها ضد هذا الفيروس‬ ‫الوبائي‪ ،‬مضيفين بأن بالدهم على استعداد تام لتقديم المشورة واالستشارات بشأن‬ ‫فيروس كورونا المستجد وطرق عالجه والوقاية منه إما شفويا أوعن طريق تقنية الفيديو‪،‬‬ ‫متطلعين إلى المضي قدماً للقضاء على هذا الوباء في هذه المعركة التي تقتضي تعاوناً‬ ‫دولياً لوصول الجميع الى بر األمان‪.‬‬ ‫والمالحظ انه حتى في الظروف الصحية الراهنة على المستوى العربي ‪ ،‬هناك فقط‬ ‫بيانات من الجامعة وإشادات بما يقوم به اآلخر‪ ،‬وليس هناك خطوات واقعية ملموسة‬ ‫للجامعة العربية للتخفيف من تداعياته في البلدان العربية خاصة منها الفقيرة‪..‬وهو ما‬ ‫يكرس أن الجامعة العربية مرآة للنظام العربي‪.‬‬ ‫ومع ازدياد تشرذم النظام العربي ازداد جمود جامعة الدول العربية‪ ،‬والحجة الموجودة‬ ‫أنها انعكاس للنظام السياسي العربي‪ .‬فإذا كان ذلك صحيحا فهل المجاالت األخرى غير‬ ‫السياسية ممكن أن تتأثر بذاك الجمود ونقصد المجاالت العلمية والتعليمية االقتصادية‬ ‫والصحية حيث يمكن أن تكون جامعة الدول العربية تُجمّع للكفاءات العربية‪ ،‬وأن تركز‬ ‫على تقديم حلول لألزمات والمشكالت الصحية والعلمية والتعليمية واالقتصادية العربية‬ ‫عبر العلم وليس االجتماعات المكررة الطابع؟ بدعم مادي من أثرياء العرب وما أكثرهم ‪.‬‬ ‫إلى متى ستظل جامعة الدول العربية تصدر بيانات بدل من حل المشاكل الحقيقية ؟‬ ‫أين العرب مما ورد في ميثاق الجامعة من تعزيز التعاون االقتصادى والسياسى واألمنى‬ ‫وما أحوج العرب إليه اليوم لمواجهة تداعيات جائحة كورونا؟‬ ‫هل المشكل في ميثاق الجامعة الذي ينبغي تعديله بحيث يتوافق مع الظروف السياسية‬ ‫واالقتصادية العربية والدولية الراهنة؟‬ ‫أليس من األفضل وجود منظمة إقليمية عربية تحافظ على القليل من التنسيق‬ ‫العربي –العربي خير من الشيء ؟‬ ‫ثالثا –مقترحات عملية‪:‬‬ ‫بناء على التساؤالت أعاله وفي إطار تجديد عمل الجامعة العربية والخروج من رتابة (‬ ‫البيانات والقرارات الجامدة‪ )...‬نطرح هذه االقتراحات العملية‪ :‬لماذا ال تجعل جامعة الدول‬ ‫العربية من هذه المحنة (جائحة كورونا ) منحة وتعمل على تأسيس أهم الجامعات للبحث‬ ‫العلمي وبمواصفات دولية في العالم العربي تابعة لجامعة الدول العربية على غرار جامعات‬ ‫هارفرد واكسفورد ومعهد ماساتشوستس للتقنيةوكامبريدج‪..‬ونقصد ‪:‬‬ ‫جامعة متخصصة في الطب‬‫جامعة متخصصة في العلوم السياسية والعالقات الدولية‬‫جامعة متخصصة في العلوم االقتصادية والزراعية‬‫جامعة متخصصة في الهندسة والتكنولوجيا بتطوير األكاديمية العربية للعلوم‬‫والتكنولوجيا والنقل البحري التي تم تأسيسها منذ ‪1975‬‬ ‫أكاديمية للخبراء العرب للدراسات واألبحاث (الخبراء العرب المقيمون في البالد‬‫العربية اوبالخارج)‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪10‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قراءة نقدية‬ ‫للقانون رقم ‪13-31‬‬ ‫حول احلق يف احل�صول‬ ‫على املعلومات باملغرب‬ ‫مريم فضال‬ ‫دكتوراه في القانون العام‬ ‫يعتبر الحق في الحصول على المعلومات من أبرز الحقوق التي تضمنها دستور يوليوز‪2011‬‬ ‫في الفصل ‪ 27‬منه إذ ينص على أن «للمواطنات والمواطنين حق الحصول على المعلومات‬ ‫الموجودة في حوزة اإلدارات العمومية والمؤسسات المنتخبة‪ ،‬والهيئات المكلفة بمهام‬ ‫المرفق العام»‪ .‬وذلك تماشيا مع ما تفتضيه مواثيق المنظمات الدولية من مبادئ وحقوق‬ ‫وواجبات‪ ،‬من ذلك ما نصت عليه المادة ‪ 19‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪« :‬لكل‬ ‫شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق اآلراء دون‬ ‫مضايقة‪ ،‬وهي التماس األنباء واألفكار وتلقيها ونقلها إلى اآلخرين بأية وسيلة ودونما‬ ‫اعتبار للحدود»‪.‬‬ ‫ويأتي في هذا السياق القانون رقم ‪ 13-31‬المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات‪،‬‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪ 2018‬والذي دخل حيز التنفيذ في ‪ 12‬مارس ‪ 2020‬من أجل‬ ‫تحقيق مجموعة من األهداف منها ‪:‬‬ ‫ تعزيز الديمقراطية التشاركية‬‫ تقوية الثقة بين اإلدارة والمواطن‬‫ تعزيز مبدأ الشفافية للكشف عن المعلومات في وقتها وإفساح المجال أمام الجميع‬‫لالطالع عليها‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬على ضوء البالغ رقم ‪ 5-2020‬الصادر عن وزير االقتصاد والمالية و إصالح‬ ‫االدارة بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ ،2020‬حول الدعوة إلى تفعيل الحق في الحصول على المعلومة‬ ‫من لدن اإلدارات والمؤسسات والهيئات المعنية‪ ،‬تجدد النقاش حول أهمية هذا الحق‪،‬‬ ‫واإلشكاليات المطروحة حوله‪ ،‬فرغم اإليجابيات التي حملها ولعل أهمها انخراط المغرب‬ ‫في الشراكة الحكومة المنفتحة بتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ ،2020‬إال أن القانون ‪ 13-31‬أثيرت حوله‬ ‫العديد من المالحظات لعل أبزها ‪:‬‬ ‫‪ - 3‬غياب الديباجة التي تضع القانون في إطاره العام‪ ،‬وتسنده إلى المرجعية الدولية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بالرغم من تحديد النص لمدلول المعلومات‪ ،‬إال أنه لم يقم بتعريف بعض‬ ‫المصطلحات الدقيقة التي من شأنها أن تبين حدود المعلومات القابلة للنشر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬غياب الدقة في تحديد الهيئات المكلفة بمهام المرفق العام المنوطة بها تقديم‬ ‫المعلومات لطالبها‪ ،‬خاصة أن بعض المرافق العامة يشترك الخواص في عمليه تدبيرها‪،‬‬ ‫وأيضا يطرح إشكال حتى على مستوى المفاهيمي لمصطلح العام‪.‬‬ ‫‪ - 3‬نصت المادة السادسة من القانون رقم ‪ 13-31‬على امكانية استعمال المعلومة‬ ‫« يمكن استعمال المعلومة التي تم نشرها ‪....‬شريطة أن يتم ذلك ألغراض مشروعة‪ ،‬وأال‬ ‫يتم تحريف مضمونها ‪ »....‬يتضح أن هذه المادة سمحت بإعادة استعمال المعلومات التي‬ ‫تم نشرها أو تم تسليمها من لدن المؤسسات أو الهيئات المعنية‪ ،‬شريطة استعمالها‬ ‫ألغراض مشروعة وأال يتم تحريف مضمونها‪ ،‬غير أنه ما يمكن مؤاخذاته عليها أنها‬ ‫أشارت إلى عبارة اغراض مشروعة دونما تحديد دقيق لهذه العبارة التي تبقى تحتمل أكثر‬ ‫من معنى وتقبل اكثر من تأويل‪ ،‬كما أن مضمونها ومحتواها يتعارض مع مضمون المادة‬ ‫‪ 29‬من القانون نفسه التي أكدت على أن‪« :‬كل تحريف لمضمون المعلومات المحصل‬ ‫عليها يعرض الحاصل على المعلومة أو مستخدمها حسب الحالة للعقوبات المنصوص‬ ‫عليها في الفصل ‪ 360‬من القانون الجنائي»‪ ،‬وفي المقابل نجد أن المكلف بمنح المعلومة‬ ‫لم يشدد النص على عقوبات زجرية في حقه كتوقيع الغرامات عليه في حالة امتناعه عن‬ ‫توفير المعلومة‪ ،‬وذهب القانون إلى إعفائه من العقوبة التأديبية في حالة حسن النية‪،‬‬ ‫األمر الذي يجرنا إلى متاهات لم تستطع محكمة النقض في التمييز فيها ما بين حسن‬ ‫وسوء النية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وبخصوص المادة السابعة التي تعرضت لالستثناءات الواردة على الحق في‬ ‫الحصول على المعلومات‪ ،‬قد استعرضت ثالثة عشر صنفا من األصناف المستثناة من هذا‬ ‫الحق‪ ،‬وهي في مجملها فضفاضة وغير محددة بدقة وال تعرف أبعادها من جهة ووسع من‬ ‫دائرة هذه االستثناءات من جهة أخرى ‪ ،‬األمر الذي يتعارض مع مبدأ « تضييق االستثناءات»‬ ‫المنصوص عليه في المواثيق المشكلة للشرعية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬حتى أنه يمكن‬ ‫القول أن االستثناءات هي األصل والكشف عن المعلومة هو االستثناء‪.‬‬ ‫كما أن تعدد االستثناءات يفرغ القانون من جوهره‪ ،‬فعالوة على القيود المفروضة على‬

‫المعلومات المتصلة بالدفاع الوطني وأمن الدولة الداخلي والخارجي‪ ،‬إلى جانب البيانات‬ ‫الشخصية يضيف القانون استثناءات أخرى‪ ،‬حيث لن يتمكن المواطنون والمواطنات‬ ‫الحصول على المعلومات التي من شأن الكشف عنها أن يضر بالعالقات مع دول أو منظمات‬ ‫دولية أو بالسياسية االقتصادية والنقدية للدولة وبالملكية الصناعية ‪....‬‬ ‫‪ - 3‬وعلى مستوى المادة العاشرة التي نصت على ضرورة النشر االستباقي للمعلومات‬ ‫التي من قبل المؤسسات والهيئات المعنية‪ ،‬والمحددة بالتفصيل‪ ،‬نجد تنصيصها في‬ ‫المادة على عبارة في «حدود اإلمكان» ما يفهم منه ترك السلطة التقديرية واسعة لإلدارة‬ ‫تقرير نشر أو عدم نشر المعلومات الموجودة في حوزتها‪ ،‬خاصة إذا ما أستحضرنا هنا‬ ‫وضعية اإلدارة واالختالالت التي تعتريها‪ ،‬وهذا ضد مبادئ الحكامة الجيد ويتنافى ومبدأ‬ ‫تحقيق الشفافية ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬من أهم االيجابيات التي حملها القانون رقم ‪ 13-31‬أن مسطرة طلب الحصول‬ ‫على المعلومة جاءت مبسطة وواضحة‪ ،‬لكن ما يعاب على هذه المسألة هو طول اآلجال‬ ‫للحصول على المعلومة التي تستغرق وقتا طويال‪ ،‬سواء بالنسبة لآلجال المحددة للرد على‬ ‫الطلب أو في حالة تمديده‪ ،‬وأيضا حتى بالنسبة لمدة وضع الشكاية في حالة عدم الحصول‬ ‫على المعلومات وأجل الرد عليها‪ ،‬مما يجعلها اجاال متعددة ومتراكمة‪،‬األمر الذي قد ينتج‬ ‫عنه فقدان المعلومة لقيمتها وجوهرها مالم يحصل عليها طالبها في وقتها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬كما طرحت مالحظات حول تشكيلة لجنة الحق في الحصول على المعلومات‪ ،‬التي‬ ‫أوكلت مهمة رئاستها إلى شخص منتمي لإلدارة العمومية‪ ،‬فكيف يمكن أن تكون هذه‬ ‫اللجنة حكما وخصما في نفس الوقت‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وما يمكن أن يطرح هنا أيضا أن القانون رقم ‪ 13-31‬وأيضا الفصل ‪ 27‬من‬ ‫دستور ‪ ،2011‬يقضيان بضرورة الكشف عن المعلومات التي توجد بحوزة اإلدارة‪ ،‬لكن‬ ‫نجد أن المنظومة التشريعية الوطنية تتضمن العديد من النصوص القانونية التي‬ ‫تحد من صالحية الموظف العمومي في الكشف عن المعلومة‪ ،‬وتجعل من قاعدة السرية‬ ‫أحد المبادئ المؤطرة للعمل اإلداري بالمغرب‪ ،‬من ذلك المادة ‪ 18‬من قانون الوظيفة‬ ‫العمومية التي تكرس بشكل كبير للسر المهني‪ ،‬بحيث ال يمكن للموظف التبليغ عن أفعال‬ ‫فساد عايشها أثناء ادائه لواجباته في إطار مهمته الوظيفية‪.‬‬ ‫وختاما ما يمكن التأكيد عليه هنا‪ ،‬ال بد من ضرورة التطبيق السلس لهذا القانون‪،‬‬ ‫واألخذ بعين االعتبار ما سيفرزه الواقع العلمي بعد تطبيق مقتضيات هذا القانون بعد‬ ‫دخوله حيز التنفيذ‪ ،‬كل هذا باعتبار ما للمعلومة من أهمية خصوصا في العصر الحالي‬ ‫التي أصبحت تؤسس لدول وتهدم دول أخرى‪.‬‬ ‫المراجع المعتمدة‪:‬‬ ‫• التأطير القانوني للحق في الحصول على المعلومات بالمغرب‪ ،‬منشورات مركز‬ ‫الدراسات والبحوث في الشؤون البرلمانية بدعم من مؤسسة وستمنستر للديمقراطية‪.‬‬ ‫• قراءات متقاطعة في قانون الحق في الحصول على المعلومة ‪ :‬االصدار الرابع لمجلة‬ ‫القانون و األعمال الدولية فبراير ‪.2020‬‬ ‫• رشيدة بدق ‪ :‬الحق في الحصول على المعلومات في المغرب‪ ،‬مجلة القانون الدستوري‬ ‫والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬أكتوبر ‪ /2018‬المركز الديمقراطي العربي ألمانيا ‪-‬برلين‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪11‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www.‬‬ ‫‪Achamal.ma‬‬ ‫‪www.‬‬ ‫‪Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪Journal Achamal‬‬ ‫‪Achamal 2000‬‬

‫الوكيل الق�ضائي للجماعات الرتابية‪:‬‬

‫�أي دور يف تدبري منازعات اجلماعات الرتابية؟‬ ‫فؤاد بوعصام‬ ‫دكتور في القانون الخاص‪.‬‬

‫تتمتع الجماعات الترابية بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري طبقا ألحكام‬ ‫الدستور وخاصة الفصل ‪ 135‬منه‪ ،‬التي تعر ف الجماعات الترابية بأنها‪:‬‬ ‫«أشخاص اعتبارية داخلة في حكم القانون العام»‪ ،‬وكذا استنادا ألحكام القانون التنظيمي‬ ‫الخاص بالجماعات الذي اعتبر الجماعات أشخاص معنوية عامة داخل في حكم القانون العام‪ ،‬إذ‬ ‫تتولى القيام بمجموعة من االختصاصات عن طريق أشخاص طبيعيين‪.‬‬ ‫إن موضوع المنازعات القضائية للجماعات الترابية يحتل مكانة مهمة بسبب االرتفاع في‬ ‫عدد المنازعات القضائية التي تكون الجماعات الترابية طرفا فيها‪ ،‬سواء كانت مدعية أو مدعى‬ ‫عليها وبفعل ما يترتب عن هذه المنازعات من انعكاسات سلبية على ميزانيتها وتدبير شؤونها‬ ‫المحلية بصفة عامة‪.‬‬ ‫وقد صدر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 6899‬ل ذو القعدة (‪ 13‬يوليو ‪ )2020‬قرار لوزير‬ ‫الداخلية رقم ‪ 1555.20‬الصادر في ‪ 25‬شوال ‪ 17( 1441‬يونيو‪ )2020‬يقضي بتعيين السيد‪:‬‬ ‫محمد القدميري وكيال قضائيا للجماعات الترابية‪.‬‬ ‫إن التزايد المستمر لعدد المنازعات القضائية ضد الجماعات الترابية‪ ،‬يرجع باألساس‬ ‫إلى‪:‬‬ ‫• عدم احترام النصوص القانونية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬ ‫• االمتناع عن أداء الديون المترتبة في ذمة الجماعة‪.‬‬ ‫• ازدياد صدور األحكام والقرارات القضائية ضد الجماعات الترابية‪.‬‬ ‫• اتخاذ رؤساء الجماعات لقرارات مشوبة بالتعسف في استعمال السلطة‪.‬‬ ‫• عدم أداء اإلدارة بأي تعقيب عن المذكرات داخل اآلجال القانونية‪.‬‬ ‫• عدم تنفيذ األحكام‪،‬مما ينتج عنه دعاوى أخرى تخص الغرامات التهديدية‪،‬‬ ‫أو أوامر بالحجز على أموالها‪.‬‬ ‫• عدم تتبع الدعاوى في جميع مراحلها‪.‬‬ ‫وتبعا لكل ذلك‪ ،‬تدخل المشرع المغربي لتمكين الجماعات الترابية من آليات‬ ‫وأجهزة لتدبير منازعاتها على غرار ما هو معمول به على الصعيد المركزي (الوكيل القضائي‬ ‫للمملكة)‪ .‬فيا ترى ما هو دور مؤسسة الوكيل القضائي للجماعات الترابية في تدبير منازعات‬ ‫الجماعات الترابية؟‬ ‫وللجواب على هذا التساؤل‪ ،‬سنحاول إبراز مسطرة مقاضاة الجماعات الترابية (أوال)‪ ،‬ثم‬ ‫تحديد مجال تدخل الوكيل القضائي للجماعات الترابية(ثانيا)‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬مسطرة مقاضاة الجماعات الترابية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مسطرة الوصل بالنسبة للجماعات‪:‬‬ ‫حدد القانون التنظيمي الخاص بالجماعات مسطرة تسليم الوصل التي يلتزم بها الراغب‬ ‫في مقاضاة الجماعات‪ .‬سواء تعلق األمر بدعاوى إلغاء القرارات اإلدارية بداعي التجاوز في‬ ‫استعمال السلطة‪ ،‬أو الدعاوى التي تستهدف مطالبة الجماعة بتعويض أو أداء دين مستحق‬ ‫عليها بغض النظر عن المحكمة المختصة‪ ،‬إذ تُستثنى فقط من هذه المسطرة الدعاوى‬ ‫المرفوعة أمام القضاء أالستعجالي لطبيعتها االستعجالية التي ال تستحمل اآلجال التي‬ ‫تستغرقها مسطرة الوصل‪ .‬فالمدعي ملزم بإخبار الجماعة أوال بنيته في رفع دعوى قضائية‬ ‫وتوجيه مذكرة بعد ذلك إلى عامل العمالة أو اإلقليم التابعة له الجماعة حول شكايته‪ ،‬على أن‬ ‫يحصل على وصل بذلك داخل أجل ‪ 30‬يوما‪ .‬ويعتبر متسلما للوصل المذكور بمرور هذا األجل‪.‬‬ ‫وإذا كانت مسطرة توجيه المذكرة إلى عامل العمالة أو اإلقليم ملزمة تحت طائلة‬ ‫عدم القبول سواء بالنسبة لدعاوى اإللغاء أو دعاوى التعويض‪ .‬فالمدعي في حال استنفاذه‬ ‫للمسطرة‪ ،‬يبقى مخيرا بين رفع الدعوى القضائية أو توجيه شكاية قبلها إلى وزير الداخلية‬ ‫الذي يبت فيها داخل أجل ثالثين يوما‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬مسطرة الوصل بالنسبة للعماالت و األقاليم‪:‬‬ ‫من خالل القانون المنظم للعماالت واألقاليم‪ ،‬يظهر أنها ال تميز بخصوص الدعاوى‬ ‫المرفوعة ضد العماالت واألقاليم كجماعات محلية في مسطرة الوصل بين دعاوى التعويض‬ ‫أو اإللغاء للتجاوز في استعمال السلطة‪ .‬بحيث‪ ،‬أن رافع أي دعوى قضائية ضد األخيرة‪ ،‬باستثناء‬ ‫الدعاوى المقدمة أمام القضاء االستعجالي‪ ،‬ملزم قبل رفع الدعوى بإخبار العمالة أو اإلقليم‬ ‫المعني وتوجيه مذكرة إلى وزير الداخلية الذي يسلم وصال عن ذلك داخل أجل ‪ 30‬يوما‪،‬‬ ‫ويبتدئ احتساب أجل شهر بعد تسليم الوصل قصد التوصل إلى اتفاق بالتراضي بين العمالة‬ ‫أو اإلقليم المعني والمشتكي وإال أمكن لألخير بعد انصرام أجل الشهر‪ ،‬رفع دعواه لدى الجهة‬ ‫القضائية المختصة ‪.‬‬ ‫فبالنسبة للشكاية المتعلقة باإللغاء للتجاوز في استعمال السلطة ألزمت المدعي بإخبار‬ ‫رئيس مجلس العمالة أو اإلقليم مع توجيه مذكرة إلى عامل العمالة أو اإلقليم حول موضوع‬ ‫وأسباب شكايته‪ ،‬ليسلم على إثرها وصل مقابل ذلك ‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬فمسطرة الوصل بالنسبة للدعاوى التي تستهدف مطالبة العمالة أو اإلقليم‬ ‫بدين أو تعويض‪ ،‬فعلى خالف القانون السابق‪ ،‬تتميز عن المسطرة الخاصة باإللغاء في‪ ،‬أنه‬ ‫يشترط‬ ‫تحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة‪ ،‬إحالة األمر مسبقا على عامل‬

‫العمالة أو اإلقليم الذي يجب أن يبت فيها داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ تسليم الوصل‬ ‫للمشتكي‪ ،‬ليكون بذلك األخير أمام خيار رفع شكايته من جديد للسلطة الحكومية المكلفة‬ ‫بالداخلية‪ ،‬أو التوجه مباشرة للمحكمة المختصة ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬مسطرة الوصل بالنسبة للجهات‪:‬‬ ‫إن مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‪ ،‬ألزمت المدعي بإخبار رئيس مجلس‬ ‫الجهة أوال بنيته في رفع الدعوى القضائية و توجيه مذكرة بعد ذلك إلى الوالي حول شكايته‪،‬‬ ‫ويحصل فورا على وصل بذلك ‪ .‬ويمكن للمتظلم بعد ذلك رفع دعواه بمرور أجل ‪ 30‬يوما‬ ‫على تاريخ تقديم المذكرة‪ ،‬أو بعد انصرام أجل ‪ 80‬يوما من تاريخ الحصول على الوصل‪ ،‬إذا‬ ‫لم يحصل اتفاق بالتراضي ‪.‬أما إذا كانت الشكاية تتعلق بأداء الجهة لدين أو لتعويض‪ ،‬فال‬ ‫يمكن رفع أي دعوى تحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة‪ ،‬إال بعد إحالة األمر‬ ‫مسبقا على والي الجهة الذي يدرس الشكاية في أجل أقصاه ‪ 80‬يوما ابتداء من تاريخ تسليم‬ ‫الوصل؛ ليتمكن صاحب الشكاية تبعا لذلك من خيار رفع شكايته من جديد للسلطة الحكومية‬ ‫المكلفة بالداخلية‪ ،‬أو التوجه للمحكمة المختصة ‪ .‬وهذا ما ينم على أن معالجة طلبات الوصل‬ ‫وتفعيل المساطر المتعلقة به‪ ،‬كإجراء شكلي قبل رفع الدعاوى ضد الجماعات الترابية كغاية‬ ‫لبحث حلول بديلة عن المساطر القضائية بين الجماعات الترابية والمدعين‪ ،‬أصبحت من‬ ‫اختصاص حصري لإلدارة الترابية لوزارة الداخلية في شخص الوالة وعمال العماالت واألقاليم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مجال تدخل الوكيل القضائي للجماعات الترابية‪:‬‬ ‫بمقتضى القانون رقم ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات الترابية‪ ،‬يمارس الوكيل‬ ‫القضائي للجماعات الترابية اختصاصات قضائية واستشارية‪.‬‬ ‫وتتجلى االختصاصات القضائية للوكيل القضائي فيما يلي‪:‬‬ ‫• التصرف لحساب الجماعة‪ :‬سواء كانت مدعية أو مدعى عليها‪ ،‬بناءا على تفويض من‬ ‫الجماعة‪ ،‬فالجماعة تفوض للوكيل القضائي للجماعات تدبير منازعاتها والدفاع عنها‪ ،‬وتمثيلها‬ ‫أمام القضاء‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق الدفاع عن الجماعة مباشرة أو عن طريق محامي الجماعة‪.‬‬ ‫• اإلدخال في مقال الدعوى‪ :‬لقد نصت الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 38‬من القانون « يجب إدخال‬ ‫المساعد القضائي في الدعوى تحت طائلة عدم قبول المقال كلما أقيمت دعوى قضائية‬ ‫بغرض التصريح باستحقاق دين على جماعة محلية أو مجموعاتها»‪.‬‬ ‫إن إلزامية اإلدخال في الدعوى التي ترمي مطالبة الجماعة بدين مستحق‪ ،‬تمكن الوكيل‬ ‫القضائي من تتبع الدعوى والتدخل بقوة القانون دون حاجة إلى تفويض من الجماعة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى دور الوكيل القضائي في الدفاع عن الجماعات الترابية‪ ،‬والتدخل أمام‬ ‫المحاكم‪ ،‬يقوم الوكيل القضائي بتقديم االستشارة القانونية للجماعات الترابية‪ .‬بل يمتد إلى‬ ‫معالجة الجوانب التي ترتبط بمجال منازعات الجماعات الترابية‪ ،‬وتعد إشكالية تنفيذ األحكام‬ ‫الصادرة ضد الجماعات من أهم اإلشكاالت التي لها تداعياتها‪ ،‬حيث يحاول الوكيل القضائي‬ ‫حث الجماعات الترابية على تنفيذ األحكام الصادرة ضدها متى أصبحت نهائية‪ ،‬فال قيمة‬ ‫لألحكام القضائية دون تنفيذها‪ ،‬وكذلك في إطار تعزيز أسس الحكامة في التدبير المالي‬ ‫للجماعات الترابية‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪12‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ال�شرعية اجلنائية‬ ‫بني اخل�صو�صية املغربية‬ ‫واملبادئ الكونية‬ ‫حلقوق الإن�سان‬ ‫«وباء كوفيد ‪� 19‬أمنوذجا»‬ ‫رضوان بنسليمان‬

‫باحث في العلوم الجنائية والدراسات األمنية بكلية الحقوق بطنجة‪،‬‬ ‫وعضو مركز الدراسات واألبحاث الجنائية واألمنية‬

‫يعيش المغرب على غ��رار معظم دول العالم‬ ‫تحت تأثير انتشار وباء كورونا (كوفيد ‪ ،)19‬الذي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عالمية؛ حيث‬ ‫جائحة‬ ‫صنفته منظمة الصحة العالمية‬ ‫أوصت جميع الدول باتخاذ التدابير واإلجراءات التي‬ ‫من شأنها التغلب على هذا الوباء والحيلولة دون‬ ‫استمراره وانتشاره‪ .‬وهو ما جعل الدولة المغربية‬ ‫تعمد إلى سنّ مجموعة من التدابير التي تحد من‬ ‫حركة التنقل والتجمع‪ ،‬وتفرض على األفراد االلتزام‬ ‫بالحجر الصحي؛ إذ اتخذت السلطات العمومية حزمة‬ ‫من اإلجراءات االستباقية لتجنب انتشار هذا الوباء‪،‬‬ ‫ومن أبرزها فرض حالة الطوارئ الصحية؛ وذلك‬ ‫بموجب مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬صادر في‬ ‫‪ 23‬مارس ‪ 2020‬بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ‬ ‫الصحية‪ ،‬وإج��راءات اإلعالن عنها‪ ،‬والتي تم اإلعالن‬ ‫عنها بموجب مرسوم رقم ‪ 2.20.293‬صادر في ‪24‬‬ ‫من مارس ‪ 2020‬باإلعالن عن حالة الطوارئ الصحية‬ ‫بسائر أرجاء التراب الوطن‪.‬‬ ‫وانطالقا من هذا األس��اس‪ ،‬ومن حيث التدرج‬ ‫الهرمي القانوني‪ ،‬فإن المرسوم بقانون المذكور ينزل‬ ‫منزلة القانون وليس منزلة التنظيم ولو أنه اتخذ من‬ ‫طرف الحكومة‪ .‬ووقوفا عند المقاربة الحقوقية‪ ،‬يمكن‬ ‫أن نسائل هذه اإلجراءات على مستوى الممارسة خالل‬ ‫حالة الطوارئ الصحية في ضوء القوانين الوطنية‬ ‫وااللتزامات الدولية في مجال حقوق االنسان ولوائح‬ ‫المنظمة العالمية للصحة‪.‬‬ ‫وجدير بالتذكير أن المملكة المغربية كانت‬ ‫تتوفر على نص قانوني ينظم إجراءات إعالن الحجر‬ ‫الصحي‪ ،‬ويتعلق األمر بالمرسوم الملكي المتعلق‬ ‫باألوبئة لسنة ‪ ،1967‬الذي تضمن عقوبات زجرية‬ ‫في حق مخالفي أحكامه‪ ،‬إال أن هذه العقوبات باتت‬ ‫تفتقد للطابع الزجري الذي يجب أن تتصف به القاعدة‬ ‫القانونية والالزم إلقرار منسوب ردعي كافٍ وكفيل‬ ‫بفرض احترام حالة الطوارئ الصحية‪ .‬وتبعا لذلك‪،‬‬ ‫تم إسناد صالحية إعالن حالة الطوارئ الصحية إلى‬ ‫رئيس الحكومة بموجب مرسوم يتم اتخاذه باقتراح‬ ‫من السلطتين الحكوميتين المكلفتين بالداخلية‬ ‫والصحة؛ ثم التنصيص على عقوبات زجرية من شأنها‬ ‫إعطاء القوة اإللزامية لفرض حالة الطوارئ الصحية‪.‬‬ ‫وإذا كان تطور القانون الجنائي هو في نهاية‬ ‫المطاف تقنين لرد فعل المجتمع ضد أي سلوك معادي‬ ‫لكيانه عن طريق المعاقبة على بعض األفعال التي‬ ‫تعتبر جرائم أو جنحا أو مخالفات؛ فإننا عندما نتكلم عن‬ ‫هذا التطور البد من استحضار مبدأ الشرعية الجنائية‬ ‫بوصفه مؤشرا مميزا في ما يخص تطور حالة القانون‬ ‫الجنائي‪ .‬وقد أدرج هذا القانوني في إعالن حقوق‬ ‫اإلنسان الصادر عن الجمعية التأسيسية الوطنية‬ ‫في ‪ 26‬غشت ‪ .1789‬فمن خ�لال ه��ذا الموضوع‬ ‫اإلشكالي‪ ،‬سنسعى إلى رصد أهم النصوص القانونية‬ ‫التي تجسد الشرعية الجنائية في ضوء تنامي ظاهرة‬

‫الجريمة‪ ،‬وبخاصة‬ ‫في ظل هذه الظروف‬ ‫الصعبة والعصيبة‬ ‫التي تمر بها بالدنا‪،‬‬ ‫كما سنناقش أهم‬ ‫اإلش���ك���االت ال��ت��ي‬ ‫تثيرها هذه الظروف على مستوى الشرعية الجنائية‬ ‫بين الخصوصية المغربية وكونية مبادئ حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫إن اعتماد القراءة الدقيقة والمتأنية لنصوص‬ ‫القانون الجنائي‪ ،‬تجعلنا نالحظ أن المشرع المغربي‬ ‫حاول رسم الخطوط العريضة واألساسية للتوفيق‬ ‫بين ما يجب القيام به لمحاربة الجريمة أو الحد منها‬ ‫على األقل‪ ،‬وبين األساليب القانونية الواجب أخذها‬

‫اململكة املغربية كانت تتوفر‬ ‫على ن�ص قانوين ينظم �إجراءات‬ ‫�إعالن احلجر ال�صحي‪ ،‬ويتعلق‬ ‫الأمر باملر�سوم امللكي املتعلق‬ ‫بالأوبئة ل�سنة ‪ ،1967‬الذي‬ ‫ت�ضمن عقوبات زجرية يف حق‬ ‫مخالفي �أحكامه‪� ،‬إال �أن هذه‬ ‫العقوبات باتت تفتقد للطابع‬ ‫الزجري الذي يجب �أن تت�صف‬ ‫به القاعدة القانونية والالزم‬ ‫كاف‬ ‫لإقرار من�سوب ردعي ٍ‬ ‫وكفيل بفر�ض احرتام حالة‬ ‫الطوارئ ال�صحية‬ ‫بعين المراعاة الحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬وعدم المس‬ ‫بحقوق والحريات‪ ،‬وذلك تكريسا لمبدأ دولة الحق‬ ‫والقانون‪ ،‬والتطبيق الفعلي للمحاكمة العادلة‪.‬‬ ‫لهذا يشكل مبدأ الشرعية الجنائية نواة‬ ‫مركزية للقانون الجنائي الحديث‪ ،‬بوصفه أساسا‬

‫للميثاق القانوني للحقوق والحريات األساسية؛ ذلك‬ ‫أن النظام الجنائي بصفة عامة‪ ،‬سواء منه العقابي‬ ‫أو اإلجرائي‪ ،‬يُعرّض بطبيعته الحريات لخطر كبير‬ ‫عندما تباشر الدولة حقها في التجريم والعقاب‪ ،‬أو‬ ‫عند إصدارها لإلجراءات المتعلقة بالدعوى الجنائية‪،‬‬ ‫أو عند استيفائها للتنفيذ العقابي‪ .‬فانطالقا من هذه‬ ‫المخاوف‪ ،‬يتعين توفير الضمانات الضرورية لحماية‬ ‫حرية األفراد من خطر التحكم وتجاوز القانون‪.‬‬ ‫ولقد ساد االعتقاد منذ البداية‪ ،‬بأن مبدأ الشرعية‬ ‫ال يتعلق إال بالقانون الجنائي الموضوعي فقط‪ ،‬ولعل‬ ‫الذي يحمل على تبني مثل هذا االعتقاد هو وجود‬ ‫نصوص قانونية في القوانين الجنائية الموضوعية‬ ‫تفيد معنى الشرعية الجنائية‪ ،‬في حين تخلو القوانين‬ ‫الجنائية الشكلية والقوانين المنظمة للسجون وطرق‬ ‫تنفيذ العقوبات السالبة للحرية من نصوص مشابهة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يمكننا أن نرجّح الرأي القائل‬ ‫بإخضاع القانون الجنائي بمفهومه العام وبمختلف‬ ‫فروعه إلى مبدأ الشرعية الجنائية‪ ،‬نظرا لوجود صالت‬ ‫وثيقة بين الشرعية في قانون العقوبات وشرعية‬ ‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬كما أن هذه األخيرة‪ ،‬تعد التمهيد‬ ‫الطبيعي والمنطقي للشرعية العقابية‪ .‬فبوجودها‬ ‫تتحقق الشرعية الجنائية التي بفضلها تصان الحقوق‬ ‫الفردية والحريات العامة‪ ،‬وذلك تجنبا ألزمة مبدأ‬ ‫الشرعية الموضوعية واإلجرائية‪.‬‬ ‫قد تحيل بعض النصوص في القانون الجنائي‬ ‫إلى نصوص أخرى أكثر خصوصية‪ ،‬مما يضرب _في‬ ‫العمق_ مبدأ الشرعية المتعارف عليه تاريخيا‪ .‬هذا‬ ‫المبدأ الذي يجب أن يواجه بالفعل منافسة النصوص‬ ‫الدولية التي أصبحت لها صبغة السمو على القانون‬ ‫الداخلي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب أن يتوافق مع‬ ‫مقتضيات الدستور‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬ال يسعنا إال إدراج المالحظات الثالث التي‬ ‫خلصنا إليها في هذا الطرح‪ ،‬وهي كاآلتي‪ :‬المالحظة‬ ‫األولى‪ :‬إن النصوص المجرمة فضفاضة تؤدي إلى‬ ‫تصادم مباشر مع مبدأ التفسير الضيق للنصوص‬ ‫القانونية الجنائية‪ .‬المالحظة الثانية‪ :‬يوجد التباس‬ ‫وخلط واضحيْن في ما يخص وظيفة القانون الجنائي‪،‬‬ ‫هل هي وظيفة زجرية أم تعبيرية أم وقائية؟ المالحظة‬ ‫الثالثة‪ :‬أصبح من الضروري أن يتكيف القانون الجنائي‬ ‫باستمرار مع االبتكار التكنولوجي ومع التطورات‬ ‫التقنية تماشيا مع مبدأ الشرعية الذي تسنه العديد‬ ‫من القوانين الوطنية واالتفاقيات الدولية لحماية‬ ‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪13‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ترميم املخطوطات العربية مبكتبة‬

‫امل�ؤرخ محمد داود‬

‫شاركت األستاذة حسناء داود محافظة خزانة‬ ‫محمد داود في ندوة علمية عن بُعْدِ (على‬ ‫شبكة األنترنيت)‪ ،‬بثت على صفحة نادي تطاون‬ ‫أسمير ألصدقاء اليونسكو‪ ،‬وكان موضوعها‪:‬‬ ‫«إنقاذ التراث الثقافي لمدينة تطوان العتيقة‬ ‫وترميم مآثرها التاريخية» ساهم فيها في‬ ‫إثراء موضوعاتها نخبة من األستاذة الباحثين‪:‬‬ ‫امحمد بن عبود‪ ،‬وبوعبيد بوزيد‪ ،‬وعثمان العبسي‪،‬‬ ‫وخالد الرامي‪.‬‬ ‫وألهمية الورقة التي تقدمت بها األستاذة‬ ‫حسناء داود في الندوة‪ ،‬وقيمة المعطيات‬ ‫التوثيقية ألعرق الخزانات العلمية بشمال‬ ‫المغرب ندرج نص عرضها الدقيق حول‪( :‬ترميم‬ ‫المخطوطات العربية بمكتبة المؤرخ محمد‬ ‫داود)‪:‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫وصلى اهلل وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى‬ ‫آله وصحبه‬ ‫بداية‪ ،‬تحية طيبة صادقة لمنظمي هذه الندوة‪،‬‬ ‫ولكل متتبعيها ممن ال شك أنهم يهتمون بالتاريخ‬ ‫وبالثقافة وباإلرث الحضاري العريق‪ ،‬هذه المكونات‬ ‫التي تمثل رصيدنا الغني في هذا الوطن ككل‪ ،‬وكنزنا‬ ‫الغالي الذي نعتز به في هذه المنطقة من الوطن‬ ‫بصفة خاصة‪ ،‬وفي مدينة تطوان بشكل أخص‪.‬‬ ‫وموضوع ندوتنا اليوم كما الحظتم‪ ،‬يحوم حول‬ ‫إنقاذ التراث الثقافي لهذه المدينة بالذات‪ ،‬ثم ترميم‬ ‫المآثر التاريخية بها‪.‬‬ ‫فانطالقا من هذا العنوان‪ ،‬كان قبولي للمساهمة‬ ‫في هذه الندوة‪ ،‬اعتبارا لكون الثقافة في نظري‪،‬‬ ‫لها المقام األول في منظومة الحفاظ على التراث؛‬ ‫فإذا كان السادة المساهمون في هذه الندوة قد‬ ‫تطرقوا أو سيتطرقون للحديث عن المآثر العمرانية‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬وإبراز أهمية الحفاظ عليها‪ ،‬وبيان‬ ‫مساهماتهم في الوقوف على إصالحها أو باألحرى‬ ‫ترميمها كما ينبغي‪ ،‬فإنني من جهتي‪ ،‬سأقف عند‬ ‫نقطة تبرز أن قيمة تلك المآثر‪ ،‬إنما تتجسد في‬ ‫إمكانية الحفاظ عليها‪ ،‬اعتبارا لما تمثله من رمزية‪،‬‬ ‫ال يمكن معرفتها إال بواسطة الوثائق والمستندات‬

‫والكتابات التي تعرفنا بتلك المآثر‪ ،‬حيث تعتبر هي‬ ‫المصدر الصادق والمعبر والحافظ لكل ما يمكن‬ ‫معرفته عنها‪ :‬تاريخها‪ ،‬مؤسسها‪ ،‬بانيها‪ ،‬خصائصها‪،‬‬ ‫دورها‪ ،‬مكانتها‪ ،‬قيمتها الجمالية والفنية إلخ‪.‬‬ ‫إذن من هنا كان اهتمامي شخصيا بموضوع‬ ‫ضرورة الحفاظ على المخطوطات الثمينة والوثائق‬ ‫القيمة التي توجد بين جدران بيوتنا العتيقة‪ ،‬ومن‬ ‫هنا بالطبع‪ ،‬سأركز كالمي حول ما يوجد من ذلك‬ ‫حاليا بين يدي‪ ،‬كمسؤولة عن مؤسسة تعتبر من‬ ‫أهم المؤسسات الثقافية بمدينة تطوان‪ ،‬أال وهي‬ ‫مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‪ ،‬التي تحتضن‬ ‫خزانة مؤرخ تطوان المرحوم األستاذ محمد داود‪.‬‬ ‫واختصارا للوقت‪ ،‬فإنني سأجمل كالمي في ثالث‬ ‫نقط موجزة‪:‬‬ ‫أوالها‪ :‬بيان مختصر للمحتويات التي تحتاج إلى‬ ‫ترميم بالخزانة المذكورة‪.‬‬ ‫وثانيتها‪ :‬الخطوات المتخذة لحد اآلن في مجال‬ ‫الصيانة والترميم لهذه المحتويات‪.‬‬ ‫وثالثتها‪ :‬ما هي التطلعات لضمان مستقبل أفضل‬ ‫وأضمن بالنسبة لهذه المحتويات‪.‬‬ ‫فبالنسبة للنقطة األولى‪ ،‬أي محتويات الخزانة‬ ‫الداودية‪:‬‬ ‫رقم ‪ - 1‬قسم األرشيف والوثائق والمخطوطات‪،‬‬ ‫ويتضمن ‪:‬‬ ‫الملفات األرشيفية‪ :‬نحو ‪ 70‬ملفا‪.‬‬ ‫الوثائق التاريخية‪ :‬نحو ‪ 2000‬وثيقة‪.‬‬ ‫الوثائق العدلية القديمة‪ :‬نحو ‪ 2000‬وثيقة‪.‬‬ ‫المخطوطات العربية‪ :‬نحو ‪ 800‬عنوان‪.‬‬ ‫رقم ‪ - 2‬قسم الكتب المطبوعة‪ :‬ويتضمن‬ ‫الكتب العربية‪ :‬نحو ‪ 11000‬كتابا‪( .‬ومن بينها‬ ‫كتب المطبعة الحجرية الفاسية التي تضم أكثر من‬ ‫‪ 400‬عنوان)‪.‬‬ ‫الكتب األجنبية‪ :‬نحو ‪ 4000‬كتاب‪.‬‬ ‫رقم ‪ - 3‬قسم الصحافة‪ :‬ويشتمل على‪:‬‬ ‫مجموعات الجرائد والمجالت العربية واإلسبانية‪:‬‬ ‫نحو ‪ 1000‬مجموعة‪.‬‬ ‫مجموعة نماذج الصحافة العربية العالمية خالل‬ ‫القرن العشرين‪.‬‬ ‫رقم ‪ - 4‬مجموعة الصور‪ :‬وتشتمل على ما يزيد‬ ‫عن ‪ 16000‬صورة (من صور الشخصيات واألحداث‬

‫األستاذة‬

‫حسناء داود‬

‫والوقائع والمدن والمآثر والفنون والصور البريدية‬ ‫إلخ)‪.‬‬ ‫النقطة الثانية‪ :‬تتعلق بالخطوات المتخذة إلنقاذ‬ ‫محتويات الخزانة منذ سنة ‪ 1986‬لحد اآلن‪ :‬وقد مرت‬ ‫هذه الخطوة عبر مراحل‪:‬‬ ‫مرحلة ‪ :1‬إجراء عملية الفرز والتصنيف والفهرسة‪.‬‬ ‫(شكر خاص للدكتور بن عبود الذي ساعدني كثيرا‬ ‫في هذه المرحلة)‪.‬‬ ‫مرحلة ‪ :2‬االستعانة ببعض الهيئات المختصة‬ ‫بترميم المخطوطات (شكر خاص جمعية أتيل‬ ‫التي بعثت فريقا متخصصا للقيام بترميم بعض‬ ‫المخطوطات في الثمانينات من القرن ‪.)20‬‬ ‫مرحلة ‪ :3‬تسليم مجموعة قيمة من الوثائق‬ ‫األصلية إلى مديرية الوثائق الملكية‪ ،‬حتى توضع‬ ‫في المكان الذي يوفر لها الظروف المناسبة للحفاظ‬ ‫عليها من االندثار‪ ،‬مع االحتفاظ بنسخ من تلك‬ ‫األصول‪.‬‬ ‫مرحلة ‪ :4‬الشروع في عملية النسخ والتصوير‬ ‫بجهاز السكانير لمختلف المخطوطات والوثائق‬ ‫والصور‪( .‬شكر خاص للدكتور إسماعيل شارية الذي‬ ‫يعتبر المحرك الرئيسي لمختلف أنشطة المؤسسة‬ ‫حاليا‪ ،‬وخاصة في هذا المجال)‪.‬‬ ‫النقطة الثالثة واألخيرة‪ :‬وهي التي تتعلق‬ ‫بالتطلعات لضمان مستقبل أفضل وأضمن بالنسبة‬ ‫لهذه المحتويات‪:‬‬ ‫الحقيقة أن تطلعاتي إلى مستقبل أفضل بالنسبة‬ ‫لهذا التراث تتلخص في رغبتي في إثارة اهتمام‬ ‫المؤسسات الثقافية الكبرى – سواء على الصعيد‬ ‫المحلي أو الوطني أو الخارجي – لكي تقدم لنا الدعم‬ ‫المتمثل في توفير المواد والتجهيزات‪ ،‬وكذا بعث‬ ‫المتخصصين في ميدان صيانة وترميم الوثائق‬ ‫والمخطوطات‪ ،‬حتى نتمكن من ضمان سالمتها أوال‪،‬‬ ‫ثم استمرارية وجودها‪ ،‬من أجل خدمة الصالح العام‪،‬‬ ‫وحتى نكون قد حفظنا األمانة‪ ،‬وقد سعينا لنكون عند‬ ‫حسن ظن جاللة الملك الراعي للمشاريع الهادفة إلى‬ ‫إنقاذ تراثنا الحضاري العريق‪.‬‬ ‫واهلل ولي التوفيق‪ .‬والسالم عليكم ورحمة اهلل‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪14‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫العرائ�ش ‪:‬‬ ‫الق�صر الكبري ‪:‬‬ ‫النهج الدميقراطي ي�صدر بالغا يندد فيه برتدي الو�ضع املزري مب�ست�شفى الق�صر الكبري‬ ‫يعجل ب�إ�صدار بيان ا�ستنكاري للجامعة‬ ‫الو�ضع االجتماعي‬ ‫الوطنية لل�صحة‬

‫ع��ق��د ال��م��ج��ل��س ال��م��ح��ل��ي للنهج‬ ‫الديموقراطي فرع العرائش‪ ،‬يوم الخميس‬ ‫‪ 23‬يوليوز ‪ 2020‬جمعا عاديا وحضوريا‪،‬‬ ‫تدارس خالله مناضلون ‪/‬ات الفرع وفق‬ ‫ج��دول أعمال محدد مستجدات الوضع‬ ‫السياسي واالجتماعي المحلي‪ ،‬في ارتباطه‬ ‫بالجهوي والوطني‪ ،‬وأثر حالة الطوارئ‬ ‫الصحية المعلنة بعد الحجر الصحي على‬ ‫أوضاع المواطنين ‪/‬ا ت خصوصا الطبقة‬ ‫العاملة وعموم الكادحين‪ ،‬المكتوين‬ ‫أكثر من غيرهم بنار األزمة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية السائدة‪.‬‬ ‫وبعد نقاش مستفيض ومسؤول سجل‬ ‫المتدخلون‪:‬‬ ‫• استمرار معاناة أغلب المواطنين ‪ /‬ا‬ ‫ت مع البطالة وشظف العيش‪ ،‬بعد توقف‬ ‫مواردهم ‪ /‬هن األساسية‪ ،‬ونتيجة استثناء‬ ‫أغلبهم ‪ /‬هن من إعانات صندوق كورونا‬ ‫رغم هزالتها‪ ،‬بدعوى عدم استيفاءهم‬ ‫‪ /‬هن ش��روط االستفادة‪ ،‬ك��أن االنتماء‬ ‫إلى الوطن رهين بامتالك بطاقة راميد‬ ‫أوبطاقة الضمان االجتماعي‪.‬‬ ‫• استغالل المخزن لظروف الجائحة‪،‬‬ ‫من أج��ل ال��م��رور إل��ى السرعة القصوى‬ ‫بالهجوم واإلجهاز على ما تبقى من حقوق‬ ‫ومكتسبات الطبقة العاملة وعموم الشعب‬ ‫المغربي‪ ،‬في تواطؤ صارخ بين السلطة‬ ‫والرأسمال المفترس‪.‬‬ ‫• اتساع دائرة الفقر والهشاشة نتيجة‬ ‫سياسة التفقير المعمم‪ ،‬التي انتهجتها‬ ‫ال��دول��ة المخزنية بالعقود الماضية‪،‬‬ ‫والمؤطرة باالرتهان لتوصيات المؤسسات‬ ‫المالية الدولية‪ ،‬المكبلة لكل نمو يرتكز‬ ‫على استنهاض الذات االقتصادية الوطنية‬ ‫وتقويتها‪.‬‬ ‫• غياب الشفافية في تدبير أشغال‬ ‫وإصالحات البنية التحتية التي تعرفها‬ ‫المدينة ح��ال��ي��ا‪ ،‬مما ي��غ��ذي الشكوك‬ ‫والشبهات حول الفساد وتبذير المال العام‪.‬‬ ‫• استغالل احتياجات المواطنين ‪ /‬ا ت‬ ‫من أجل تسعير المعارك االنتخابية السابقة‬ ‫ألوانها في تواطؤ مكشوف ولعب أدوار بين‬ ‫المخزن وأحزابه الوفية‪.‬‬ ‫• تصاعد وتيرة العنف ضد النساء‬ ‫في ظل الحجر الصحي‪ ،‬مع تنامي ظاهرة‬ ‫استغالل األط��ف��ال م��ن ط��رف محترفي‬

‫(ا‪ .‬ع ‪�.‬ش‪.‬م‪).‬‬

‫أصدرت الجامعة الوطنية للصحة لالتحاد العام للشغالين بالمغرب ‪ ،‬بيانا استنكاريا‬ ‫يعري الوضع المقلق الذي يعاني منه المستشفى المحلي بالقصر الكبير هذا نصه ‪:‬‬

‫التسول‪.‬‬ ‫• تردي الوضع الصحي بالمستشفى‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬مع ضعف العناية واالهتمام‬ ‫بالنساء الحوامل‪ ،‬كنتيجة لغياب الموارد‬ ‫البشرية (طبيب واحد للتوليد) والوسائل‬ ‫الطبية الالزمة‪.‬‬ ‫• استمرار ظاهرة السطوعلى أراضي‬ ‫المجال الغابوي المحيط بالمدينة‪ ،‬مع‬ ‫تسارع تدمير بيئتها وتخريب مآثرها‬ ‫التاريخية ضدا على تحذيرات اإلط��ارات‬ ‫السياسية وفعاليات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬ف��إن النهج الديمقراطي‬ ‫بالعرائش يعلن للرأي العام ما يلي‪:‬‬ ‫• استعداده للمساهمة في توفير‬ ‫شروط اإلعالن عن تأسيس حزب الطبقة‬ ‫العاملة وعموم الكادحين‪ ،‬كمهمة آنية ال‬ ‫تحتمل التأجيل أوالتأخير‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫وض��ع حد للفساد ولالستبداد وتحقيق‬ ‫طموحات الشعب المغربي في الديمقراطية‬ ‫والعيش الكريم‪.‬‬ ‫• تضامنه المبدئي والالمشروط مع‬ ‫نضاالت العمال ‪ /‬ا ت والكادحين ‪ /‬ا ت وكل‬ ‫مقهوري‪ /‬ا ت هذا الوطن في مواجهتهم ‪/‬‬ ‫هن لتحالف المخزن والرأسمال المفترس‪،‬‬ ‫ومطالبته بالتدخل العاجل والفوري لتحقيق‬ ‫كافة مطالبهم ‪/‬هن العادلة والمشروعة‪،‬‬ ‫وعلى رأسها إرجاع جميع العمال‪/‬ا بدون‬ ‫استثناء إلى مقرات عملهم‪ /‬هن‪.‬‬

‫• تنبيهه إلى خطورة ما يعتمل بوسط‬ ‫المدينة ونواحيها من تدمير وسطوعلى‬ ‫فضاءها البيئي ومعالمها التاريخية‪ ،‬محمال‬ ‫السلطة تسامحها وتواطؤها مع وحوش‬ ‫العقار ومافيا نهب الرمال‪ ،‬ومطالبا بتفعيل‬ ‫المساءلة والمحاسبة وتطبيق القانون ضد‬ ‫المخالفين‪.‬‬ ‫• استنكاره الشديد لجشع وابتزاز‬ ‫أرب��اب المدارس الخصوصية‪ ،‬ومطالبته‬ ‫ألولياء أمور التالميذ‪ /‬ا ت بإرجاع وتسجيل‬ ‫أبناءهم ‪/‬هن بالمدرسة العمومية كجواب‬ ‫على مسترزقي الربح السريع‪.‬‬ ‫• مطالبته للدولة بتوفير ما يلزم‬ ‫من التجهيزات الطبية والموارد البشرية‬ ‫الالزمة‪ ،‬من أجل ضمان الحياة وانقاد‬ ‫النساء الحوامل من الموت المتربص بهن‪.‬‬ ‫• مطالبته بإطالق سراح المعتقلين‬ ‫السياسيين ومعتقلي حراك الريف وجرادة‬ ‫مع وقف المتابعات واالستفزازات في حق‬ ‫كل األصوات الحرة‪.‬‬ ‫وفي األخير يهيب النهج الديموقراطي‬ ‫بالعرائش بكل القوى الديموقراطية‬ ‫والتقدمية المحلية والشخصيات النزيهة‪،‬‬ ‫بالتشبث بالنضال الوحدوي والمشترك‪،‬‬ ‫من أجل الدفاع عن الخدمات االجتماعية‬ ‫وخاصة الصحة والتعليم والسكن الالئق‬ ‫والحق في الشغل‪.‬‬ ‫عن المجلس المحلي‬

‫«م�شروع دعم وتوطيد ديناميات امل�شاركة‬ ‫الدميقراطية» يف �صلب اهتمامات فدرالية رابطة‬ ‫حقوق الن�ساء وجمعية ‪ ECODEL‬العرائ‬

‫تم صباح يوم األربعاء ‪22‬يوليوز ‪ 2020‬نظم لقاء تواصليا‬ ‫حول مشروع دعم وتوطيد ديناميات المشاركة الديمقراطية عبر‬ ‫تقنيات التواصل عن بعد من خالل المنصة الرقمية ‪ZOOM‬‬ ‫بمشاركة فاعالت وفاعلين على المستوى المحلي واإلقليمي‬ ‫والجهوي ‪ ،‬وعرف اللقاء حضور عضوات وأعضاء هيئة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع ‪ ،‬وقد تمحور اللقاء حول التعريف‬ ‫بالمشروع الواعد ‪ ،‬أهدافه ‪ ،‬نتائجه ‪ ،‬وإستراتيجية تنفيذه ‪.‬‬ ‫ويهدف هذا‪ ‬البرنامج‪ ،‬المنجز في إطار‪ ‬االتحاد‪ ‬المكون‪ ‬من‪ ‬الحر‬ ‫كة‪ ‬من أجل‪ ‬السالم (‪ )MPDL‬ومنظمة أوكسفام ‪ ،OXFAM(( ‬بدعم‬ ‫مالي من‪ ‬الوكالة اإلسبانية للتعاون الدولي للتنمية‪،)AECID( ‬‬ ‫إلى المساهمة في‪ ‬الحد‪ ‬من‪ ‬أشكال الالمساواة التي تطال‪ ‬النساء‬ ‫والشباب‪ ‬بالمغرب‪ ،‬وذلك‪ ‬من خالل تعزيز الالمركزية‪( ‬الجهوية الم‬ ‫تقدمة)‪ ‬المنصفة‪ ‬المساواتية‪ ‬والمستدامة ) ‪.‬‬ ‫األنشطة المبرمجة في إطار‪ ‬البرنامج‪ ‬سيتم تنفيذها‪ ‬من‪ ‬قبل‬ ‫كل‪ ‬من ‪ MPDL :‬و‪ OXFAM‬ب��ش��راك��ة‪ ‬م��ع الجمعيات‪ ‬الش‬

‫رابطة‬ ‫‪ :‬جمعية‪– FLDFL ‬فدرالية‬ ‫ريكة‪ ‬باألقاليم‪ ‬الثالثة‬ ‫ح��ق��وق‪ ‬ال��ن��س��اء‪ ‬وج��م��ع��ي��ة‪ ECODEL ‬ب��ال��ع��رائ��ش‪ ،‬ش��ب��ك��ة‬ ‫األمل‪ ‬لإلغاثة والتنمية‪ ‬المستدامة‪ – ‬الحسيمة‪ ،‬جمعية‪ ‬ملتقى‬ ‫ا لمر أ ة ‪ ‬با لر يف ‪ A F F A - R i f ‬با لحسيمة ؛ ‪ ‬جمعية ‪ ‬ا لتعا و ن‬ ‫ل��ل��ت��ن��م��ي��ة‪ ‬وال��ث��ق��اف��ة‪ ACODEC ‬وج��م��ع��ي��ة‪ ‬ع��ي��ن‪ ‬غ��زال‬ ‫‪ OAG2000(( 2000‬بوجدة‪.‬‬ ‫تعتمد إستراتيجية تدخل‪ ‬البرنامج على المحاور التالية‪:‬‬ ‫✓‪ ‬تحديد الوضع الحقيقي آلليات المشاركة واالحتياجات‬ ‫والمصالح اإلستراتيجية للشباب والنساء؛‬ ‫✓‪ ‬تعزيز‪ ‬التواصل‪ ‬والولوج‪ ‬إلى المعلومة؛‬ ‫✓‪ ‬تقوية قدرات المجتمع المدني‪ ‬والفاعلين المحليين؛‬ ‫✓‪ ‬تطبيق المجتمع المدني‪ ‬لآلليات‪- ‬المشاركة المواطنة‬ ‫بشكل فعال لتقديم مقترحات تعكس المصالح اإلستراتيجية‬‫للشباب والنساء‪ ‬والتي تساهم‪ ‬في الحد من‪ ‬الالمساواة‪.‬‬

‫عدم االلتزام بالكمامات‬ ‫يدفع ال�سلطات العمومية �إلى‬ ‫�شن حمالت توقيق وا�سعة‬

‫شنت السلطات العمومية‬ ‫بالقصر الكبير ‪ ،‬حملة توقيف‬ ‫واسعة في صفوف المواطنين‬ ‫المخالفين لتعليمات وضع‬ ‫الكمامة للحد من تفشي فيروس‬ ‫«كورونا»‬ ‫حيت قامت السلطات‬ ‫المحلية المختصة وأعوان‬ ‫القوات‬ ‫وعناصر‬ ‫السلطة‬ ‫المساعدة واآلمن الوطني‬ ‫من عشية األحد‬ ‫‪،‬انطالقا‬ ‫‪26‬يوليوز ‪ ، 2020‬توقيف عشرات األشخاص الذين لم يلتزموا بارتداء الكمامة‪.‬‬ ‫وتستهدف هذه الحمالت األمنية فرض احترام ارتداء الكمامات واإلبقاء على التباعد‬ ‫الجسدي في األماكن العمومية‪ ،‬من قبيل األسواق والمقاهي والمطاعم والنقل العمومي‬ ‫والمراكز التجارية‪ ،‬خاصة في ظل االزدحام الذي تشهده هذه األيام بسبب مناسبة عيد‬ ‫األضحى المبارك‪.‬‬ ‫ويأتي تشديد هذه اإلجراءات بعد تسجيل تراخي أغلب المواطنين وعزوفهم عن‬ ‫ارتداء الكمامات في الفترة األخيرة‪ ،‬إذ أصبح االستثناء في بعض المدن هو أن تشاهد‬ ‫أشخاصا يرتدون الكمامات في األماكن العمومية واإلدارات ومرافق الدولة وغيرها ‪.‬‬ ‫وكانت وزارة الداخلية أكدت‪ ،‬في بالغ رسمي‪ ،‬أن وضع الكمامة واجب وإجباري‬ ‫بالنسبة لجميع األشخاص من أجل التنقل خارج مقرات سكناهم‪ ،‬وشددت على أن «كل‬ ‫مخالف لذلك يتعرض للعقوبات المنصوص عليها في المادة الرابعة من المرسوم‬ ‫بقانون رقم ‪ ،2.20.292‬التي تنص على عقوبة ‘الحبس من شهر إلى ثالثة أشهر‬ ‫وغرامة تتراوح بين ‪ 300‬و‪ 1300‬درهم أو إحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬وذلك دون اإلخالل‬ ‫بالعقوبة الجنائية’»‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪15‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫�أزيد من ‪ 8‬مليار لبناء احلي اجلامعي باحل�سيمة‬ ‫أع��ل��ن المكتب ال��وط��ن��ي لألعمال‬ ‫الجامعية االجتماعية و الثقافية بالعاصمة‬ ‫الرباط‪ ،‬عن موعد فتح أظرفة المهندسين‬ ‫المعماريين المتعلقة بالمباراة المعمارية‬ ‫ألجل التصور المعماري وتتبع أشغال بناء‬ ‫حي جامعي بالحسيمة‪ ،‬وذل��ك ي��وم ‪15‬‬ ‫أكتوبر المقبل‪.‬‬ ‫وحسب بعض المصادر فقد رصد‬ ‫المكتب ال��وط��ن��ي ل�لأع��م��ال الجامعية‬ ‫االجتماعية و الثقافية غالفا ماليا يفوق‬ ‫‪ 8‬مليار و ‪ 173‬مليون سنتيم لبناء الحي‬ ‫الجامعي بالحسيمة‪.‬‬ ‫وكان وزير التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪،‬‬ ‫سعيد أم���زازي‪ ،‬قد و ّق��ع اتفاقية لتعزيز‬ ‫ع��رض التعليم الجامعي على مستوى‬ ‫إقليم الحسيمة‪ ،‬بحضور عامل اإلقليم‪،‬‬ ‫فريد شوراق‪ ،‬وكل من رئيس جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪ ،‬محمد الرامي‪ ،‬ومديرة‬ ‫التجهيزات العمومية بوزارة التجهيز والنقل‬ ‫واللوجيستيك والماء‪ ،‬زينب بنموسى‪.‬‬

‫ووفق نفس المصادر فقد خصص لكل‬ ‫من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير‬

‫كثفت السلطات العمومية بإقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬من حمالتها التحسيسية خالل‬ ‫هذا األسبوع وعاينت جريدة الشمال‬ ‫عناصر مختلفة من باشاوات وقياد وأعوان‬ ‫سلطة والشرطة والقوات العمويمة في‬ ‫دوالت ليلية بمختلف شوارع الحسيمة‬ ‫وكذا جميع البلديات والجماعات القروية‬ ‫وهي تحث المواطنين على ارتداء الكمامة‪،‬‬ ‫باعتبارها تندرج ضمن التدابير الوقائية‬ ‫التي ما فتئت وزارتي الداخلية والصحة‬ ‫تؤكدان على ضرورة ارتداءها خصوصا في‬ ‫األماكن العمومية‪.‬‬ ‫وبدت السلطات خالل األيام األخيرة‪،‬‬ ‫أكثر صرامة في تعاملها مع المستهترين‬ ‫والغير منضبطين‪ ،‬حيث جرى توقيف‬ ‫العشرات من األشخاص في مختلف‬ ‫أنحاء اإلقليم‪ ،‬وتحرير محاضر في حقهم‪،‬‬ ‫ببعض األسواق‬ ‫وهو ما شاهدناه‬ ‫القروية واألسواق داخل الحسيمة حيث‬ ‫كانت عناصر الدرك الملكي والسلطات‬ ‫العمومية قد شنت حملة توقيفات همت‬ ‫الكثير من الشباب على الخصوص‪ ،‬كما‬ ‫كثفت السلطات حمالتها التي تستهدف‬ ‫المقاهي والمطاعم والشواطئ‪ ،‬لمراقبة‬ ‫مدى التزام المواطنين بالتدابير الوقائية‬ ‫وعلى رأسها ارتداء الكمامة‪.‬‬ ‫وكانت وزارتا الداخلية والصحة قد‬

‫أصدرتا بيانا مشتركا يمنعان المواطنين‬ ‫من الخروج والدخول إلى ‪ 8‬مدن مغربية‬ ‫باتت تشكل بؤرا للوباء‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫عجل بإخالء ساحة محمد السادس لبرهة‬ ‫قبل أن يعود المواطنون إليها مرة أخرى‪،‬‬ ‫حيث اعتبر الكثير من المواطنين القرار‬ ‫منتظرا في ظل ظهور وارتفاع حاالت‬ ‫اإلصابة بالفيروس في المغرب‪ ،‬ألنه ال‬ ‫خيار لدى الدولة إال إغالق هذه المدن‪،‬‬ ‫خصوصا مع اقتراب عيد األضحى المبارك‪.‬‬

‫والكلية المتعددة التخصصات وعاء عقاري‬ ‫تناهز مساحته اإلجمالية نحو ‪ 50‬هكتارا‪.‬‬

‫ال�سلطات العمومية باحل�سيمة ونواحيها ُت ّ‬ ‫�شدد الرقابة‬ ‫على ارتداء الكمامة وتوقيف الع�شرات من املخالفني‬

‫وكانتا المصالح األمنية بمدينة‬ ‫الحسيمة‪ ،‬أوقفت ‪ 50‬شخصا‪ ،‬تم ضبطهم‬ ‫يتجولون في الشوارع بدون لبس الكمامة‬ ‫وبدون أي أسباب مقنعة‪.‬‬ ‫وجرى توقيف هؤالء األشخاص‪ ،‬خالل‬ ‫دوريات قامت بها الشرطة لرصد مخالفي‬ ‫قانون إلزامية لبس الكمامة في مدينة‬ ‫الحسيمة ونواحيها ‪ ،‬ويُتوقع أن يؤدي‬ ‫الموقوفون غرامات مالية‪.‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫تهمة الغ�ش يف الباك”‬ ‫تالحق تلميذين يف احل�سيمة‬

‫أحال وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بالحسيمة‪ ،‬ملف شخصين على الغرفة‬ ‫الجنحية التلبسية بالمحكمة ذاتها‪ ،‬على خلفية تورطهما في الغش في امتحانات‬ ‫الباكالوريا برسم الموسم الدراسي الحالي ‪ 2020 / 2019‬بالحسيمة‪.‬‬ ‫وقد جرى توقيف المتهمين بكل من بني بوعياش وآيت قمرة‪ ،‬في حالة سراح‪،‬‬ ‫قبل إحالة ملفهما على هيئة المحكمة‪.‬‬ ‫ويتضمن صك اتهام المعنيين باألمر الذي أعدته النيابة العامة تهم الغش في‬ ‫امتحانات الباكالوريا عن طريق المساهمة من طرف غير المترشحات والمترشحين‬ ‫في اإلجابة عن أسئلة االمتحانات سواء داخل مركز االمتحانات أو من خارجه وتسهيل‬ ‫تداولها‪ ،‬كل حسب المنسوب إليه‪.‬‬

‫�إحالة متهم بالإغت�صاب على ال�سجن‬ ‫املحلي باحل�سيمة‬

‫أحالت الضابطة القضائية التابعة لألمن الجهوي بالحسيمة ‪،‬مؤخرا‪ ،‬شابا على النيابة‬ ‫العامة لدى محكمة االستئناف بالحسيمة‪ ،‬من أجل جناية هتك عرض قاصر بالعنف وأمرت‬ ‫النيابة العامة نفسها بإيداعه السجن المحلي بنفس المدينة إلى حين مثوله أمام غرفة‬ ‫الجنايات االبتدائية بالمحكمة نفسها‪.‬‬ ‫تعود وقائع القضية إلى اليوم الذي تقدم فيه والد التلميذة الضحية القاصر التي‬ ‫تتابع دراستها بإحدى المؤسسات التعليمية بالحسيمة بشكاية يتهم فيها الشاب‬ ‫باغتصابها تحت التهديد‪ ،‬وهو ما عجل باعتقال الشاب ووضعه رهن تدابير الحراسة‬ ‫بالسجن المحلي بالحسيمة‪.‬‬

‫�إمام م�سجد �سيدي بومتيم يغادر م�ست�شفى‬ ‫م�صرع �شخ�ص �ستيني يف حادثة �سري مروعة بجماعة القرب ب�إمزورن بعد تعافيه من كورونا‬ ‫بني �أجميل �إقليم احل�سيمة‬ ‫شخص ستيني مصرعه‬ ‫لقي‬ ‫فاصطدمت في حادثة سير مروعة بدوار‬ ‫كركر بجماعة بني أجميل التابعة إلقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وذلك بعد أن فقد ابن الضحية‬ ‫الستيني السيطرة على سيارته فاصطدمت‬ ‫بسيارة خفيفة أخرى كانت في االتجاه‬ ‫المعاكس وكانا في طريقهما للسوق‬ ‫االسبوعي سبت بني أجميل‪.‬‬ ‫وقد نتج عن الحادثة المروعة مصرع‬ ‫الشخص الستيني ونجاة أبنه ومرافقيه‬ ‫الذين تعرضوا لجروح على مستوى الجسم‬ ‫نقال على إثرها للمستشفى اإلقليمي‬ ‫محمد الخامس بالحسيمة فيما وضعت‬ ‫جثة الهالك بمستودع االموات بنفس‬ ‫المستشفى‪.‬‬

‫غادر إمام مسجد سيدي بوتميم بإقليم الحسيمة بحر األسبوع الفارط مستشفى‬ ‫القرب إمزورن‪ ،‬والذي كان يتابع فيه عالجه من مرض فيروس كورونا وفق البروتوكول‬ ‫المعمول به من طرف وزارة الصحة‪ ،‬إذ توصل‪ ،‬ليلة يوم السبت‪ ،‬الماضي بنتائج التحاليل‬ ‫المخبرية النهائية‪ ،‬التي أكدت تعافيه من الفيروس‬


‫الن�ص ال�شعري‬ ‫والرتبية‬ ‫على القيم‬

‫الشمال التربوي‬

‫(االختيارات الن�صية وطرائق التدري�س)‬ ‫(تتمة)‬

‫إن النص الشعري الذي تقترحه مجزوءة (جمالية‬ ‫الفنون األدبية) في هذا الكتاب معنون بـ (إلى الشعر)‪،‬‬ ‫وهو نص ينتمي إلى الشعر المعاصر ذي البناء اإليقاعي‬ ‫التفعيلي‪ ،‬ومفتوح على متخيل واسع‪ ،‬يستحضر مجموعة‬ ‫من الصور تبصم على عالقة الذات المنتشية بجوهر الشعر‬ ‫وأبعاده‪ .‬هذه العالقة التي تستحضر مشاهد متنوعة دالة‬ ‫من عالم الطبيعة ومن عالم الناس‪ .‬وهذه مؤشرات مهمة‬ ‫لتوجيه أهداف تدريس هذا النص نحو التربية على القيم‬ ‫والسلوك المدني‪ ،‬باعتماد مدخل الجمال وأبعاده المؤثرة‬ ‫في المتعلمين‪ .‬كما أن تحقيق هذا الهدف مرهون‬ ‫بالطريقة التي يستثمرها المدرس وبمؤهالته الشخصية‬ ‫التي ينبغي أن تكون واعية بالمرونة التي يدخرها النص‬ ‫الشعري وبإمكاناته الكثيرة القابلة لالستثمار في هذا‬ ‫المسعى البيداغوجي والجمالي‪.‬‬ ‫أما بخصوص المنهجية المتبعة في تدريس هذا‬ ‫النص‪ ،‬فهي القراءة المنهجية المتبعة في كل الكتب‬ ‫المدرسية؛ سواء منها الموجهة إلى شعبة العلوم‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬أو تلك الموجهة إلى شعبتي اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية‪ .‬وقوامها الخطوات التالية‪( :‬المالحظ والفهم‬ ‫والتحليل والتركيب والتقويم)‪.‬‬ ‫وإذا بحثنا عن األنشطة الديداكتيكية المخصصة‬ ‫لجعل هذا النص اإلبداعي في خدمة التربية على القيم‪،‬‬ ‫نجد سؤاال واحدا واردا في مرحلة التحليل‪ .‬وهو سؤال‬ ‫يتخذ شكل التعميم‪« :‬ـ ما مضمون الخطاب الموجه إلى‬ ‫المتلقي؟» بمعنى أنه ال يتضمن تخصيصا للمسؤول عنه‪.‬‬ ‫كما نجد سؤاال آخر ورد في مرحلة التقويم‪ .‬وهذه المرة‬ ‫بلفظ صريح‪ ،‬وتتفرع عنه أسئلة تصب كلها في موضوع‬ ‫توجيه النص الشعري لخدمة هدف التربية على القيم‪،‬‬ ‫يقول السؤال‪ :‬للشعر دور هام في حياة اإلنسان‪:‬‬ ‫• أوضح(ي) الدور الذي يقوم به في نشر القيم‬ ‫اإلنسانية النبيلة؟‬ ‫• ما الفرق بينه وبين الفن التشكيلي؟‬ ‫• أبرز(ي) أثره في تشكيل الوجدان الفردي والجماعي؟‬ ‫كل ذلك مهم ويصب في موضوع قيم الجمال‬ ‫والخير والعدل التي ينبغي أن يتربى عليها الناشئة‪ .‬إال‬ ‫أن إيرادها في آخر مرحلة من مراحل الدرس‪ ،‬قد يؤثر‬ ‫سلبا في بلوغ األهداف‪ .‬ذلك أن تنزيل دروس القراءة‬ ‫المنهجية صفيا‪ ،‬وبالنظر إلى قلة حصص اللغة العربية‬ ‫في هذا المسلك التعليمي‪ ،‬تدفع كثيرا من المدرسين إلى‬ ‫إهمال المراحل األخيرة من الدروس مثل مرحلة التقويم‬ ‫النهائي‪ .‬لذلك كان أجدى أن تقدم هذه األسئلة إلى‬ ‫مرحلة التحليل‪.‬‬ ‫• الشعر والتربية الجمالية‪:‬‬ ‫عندما يتعلق األمر بالوظيفة التربوية التي ينبغي أن‬ ‫تضطلع بها الفنون األدبية‪ ،‬كالفن الشعري مثال‪ ،‬فإننا‬ ‫نكون مطالبين بالتخلي عن رفاهية التعريفات التي تُصاغ‬ ‫للشعر عادة‪ .‬ذلك أن وضع النص الشعري منطلقاً للتربية‬ ‫على القيم يفرض بالضرورة تقييده ببعض الشروط التي‬ ‫يمكن أن تنال من هيبته الجمالية‪ .‬وهذا األمر يكون‬ ‫مرهونا بالفئة العمرية التي تتجه إليها التربية‪ ،‬وكذلك‬ ‫بمستواها الدراسي؛ إذ كلما زاد العمر وارتقى المستوى‬ ‫تخففنا من القيود والشروط‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن الشعر يخضع لموضوعات التربية‬

‫وتوجيهاتها في السنوات األولى من عمر المتعلم‪،‬‬ ‫والتربية تخضع للشعر كلما تقدم هذا المتعلم في العمر‪.‬‬ ‫ثم إن خضوع أحدهما لآلخر ال ينال من الوظيفة التربوية‬ ‫التي يمكن أن يؤديها الشعر‪ .‬صحيح أن األخالق والقيم ال‬ ‫تُل ّقن‪ ،‬وال تنتقل من الكبير إلى الصغير عن طريق النصح‪،‬‬ ‫ألنه ال يمكننا حشو القصائد باألخالق‪ ،‬ونقول إننا نحسن‬ ‫تربية الناشئة على القيم؛ فاألمر يتعلق بغرس هذه القيم‬ ‫في األعماق‪ ،‬عن طريق التعويد ودعم القناعات الفكرية‬ ‫والحاجات الوجدانية للمتعلم اعتمادا على مقاربات‬ ‫بيداغوجية وأخرى ديداكتيكية‪ ،‬تسمح بالتكوين التدريجي‬ ‫الذي تتحقق أهدافه على المدى البعيد‪.‬‬

‫هل ميكن �أن ت�سهم الأعمال‬ ‫الأدبية والفكرية يف خلق‬ ‫فر�ص لل�شغل؟ بالت�أكيد ال‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬كيف �سنت�صور‬ ‫م�ستقبل الب�شرية بال �سقراط‬ ‫وال �أر�سطو وال رامبو وال هيغو‬ ‫وال املتنبي وال دروي�ش؟‬ ‫إن المراهنة على الشعر في االستثمارات التربوية هي‬ ‫مراهنة مضمونة النتائج‪ ،‬إذا أحيطت بأسباب وشروط من‬ ‫بينها‪:‬‬ ‫• اإليمان بالدور التربوي الفعال للفن الشعري‪ ،‬وعدم‬ ‫اعتبار الشعر حام ً‬ ‫ال لموضوعات الوقائع والحقائق‪ ،‬بل‬ ‫اعتبار موضوع الشعر هو الشعر ذاته‪ ،‬بما ينطوي عليه من‬ ‫كيان جمالي مستقل؛ مثلما كان يقول الشاعر الفرنسي‬ ‫شارل بودلير‪ ،‬عندما نفى العالقة بين الحقيقة واألغنيات‬ ‫‪Œuvres Complètes, 2 vol. Gallimard 1073.‬‬ ‫‪ .Tome 2 p 333‬وهذا يعني أن الشعر نفسه حامل‬ ‫ومستغن عما سواه‪.‬‬ ‫لحقيقته الخاصة‬ ‫ٍ‬ ‫• العناية بالمحتوى الجمالي والداللي للنص الشعري‬

‫‪t‬‬

‫‪16‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الدكتور عبد السالم المساوي‬

‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن‬ ‫التربية والتكوين بفاس‬

‫المُدرَّس أكثر من العناية بمناهج تحليله‪ .‬بمعنى أن‬ ‫ً‬ ‫وسيلة ال غاية؛ والمدرس خالل ذلك يحيط‬ ‫تعتمد المناهج‬ ‫نفسه بكل الوسائل التي تجنبه السقوط في االرتجال‬ ‫والعشوائية‪ .‬لكن دون الحجر على اجتهاداته ومبادراته‬ ‫التي تستدعيها مختلف الوضعيات‪ ،‬وما يطرأ خاللها من‬ ‫مفاجآت تستدعي التدخل الفوري للمعالجة والدعم‪.‬‬ ‫• خلق فرص التفاعل بين المتعلم والنص الشعري‬ ‫تمثال‪ ،‬وتذوقا‪ ،‬واستظهاراً لبعض أجزائه؛ ألن إنجاح هذا‬ ‫التفاعل من شأنه أن يبقي على عالقة طويلة بين الناس‬ ‫وبين الشعر‪ ،‬مهما تفرقت بهم السبل في شتى مناحي‬ ‫الحياة‪ .‬بل أكثر من ذلك سيستمدون من هذه العالقة‬ ‫طاقة الشعر اإليجابية‪ ،‬وتعاليمه الجمالية‪ ،‬ليجعلوها‬ ‫منهجا في الحياة‪.‬‬ ‫• التمييز بين لغة االستعمال اليومي (التواصل مع‬ ‫اآلخر) وبين لغة االستعمال الفني التي يعتمدها الشعر‪،‬‬ ‫حيث ال موضوع للغة في الواقع الخارجي والشعوري‪.‬‬ ‫بمعنى أن موضوع اللغة يكون في ذاتها‪ .‬كما أن األصوات‬ ‫والدالالت فيها تعمل على إبداع أعمال الجمال والمتعة‪.‬‬ ‫وغنيٌ عن التذكير بأن أغلب المدرسين‬ ‫ ‬ ‫والطالب ال يميزون بين هذين الحدين في استعمال اللغة‪،‬‬ ‫فيطالبون الشاعر بأن يبدع جماال ومتعة بلغة التواصل‬ ‫التي تحيل على الواقع الخارجي‪ .‬باإلضافة إلى أن بعض‬ ‫الجامعيين يحاسبون الطالب على أخطاء مناهج التحليل‪،‬‬ ‫وال يحاسبونهم على تهميش النصوص األدبية‪ ،‬وعلى‬ ‫أخطاء فهمها وتأويلها‪ .‬لقد أدى هذا التهميش إلى خسائر‬ ‫فادحة مست الجوانب الروحية والقيمية في اإلنسان‪ .‬في‬ ‫حين «يلزم إدراج األعمال األدبية في الحوار العظيم بين‬ ‫البشر‪ ،‬الذي بدأ في غياهب العصور وال يزال كل واحد منا‪،‬‬ ‫مهما صغر قدره يشترك فيه‪ .‬كتب بول بينشو‪ :‬في هذا‬ ‫التواصل الذي ال ينفد‪ ،‬القاهر لألمكنة واألزمنة‪ ،‬يتأكد‬ ‫المدى الكوني لألدب‪ ،‬علينا نحن الكبار‪ ،‬يقع واجب تبليغ‬ ‫األجيال الجديدة هذا الميراث الهش‪ ،‬هذه الكلمات التي‬ ‫تسعف على حياة أفضل»(‪Andrew Simons why( ,‬‬ ‫‪teaching poetry is so important, www.theat‬‬‫‪lantic.com/education/archive/2014/why‬‬‫‪).teaching-poetry-is-so-important/360346‬‬ ‫هذه الحيرة التي بدأت تلقي بظاللها على معظم‬ ‫المدارس في العالم‪ ،‬تستوجب منّا أن نتولى درس الشعر‬ ‫بغير قليل من العناية والمباالة‪ .‬خصوصا في زمن أصبحت‬ ‫فيه مؤسسات التربية تتحول إلى مؤسسات إلنتاج خدام‬ ‫نظام المقاولة‪ ،‬في إطار المحافظة على هذه السوق الحرة‬ ‫والمضبوطة‪ ،‬والمحافظة كذلك على هذه اآللة إلنتاج‬ ‫ومضاعفة الحصول على المال‪ .‬وهذا يتم بواسطة خلق‬ ‫فرص للشغل‪ ،‬عن طريق إصالح التربية بدءاً من التعليم‬ ‫االبتدائي وصوال إلى التعليم العالي‪ .‬وذلك من أجل‬ ‫تكوين أناس أكفاء‪ ،‬سيجدون مكانا الئقا لهم في سوق‬ ‫الشغل‪ .‬وفي الحقيقة فإن هذا األمر يبدو مرعباً خصوصاً‬ ‫عندما نتساءل‪ :‬هل يمكن أن تسهم األعمال األدبية‬ ‫والفكرية في خلق فرص للشغل؟ بالتأكيد ال‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫كيف سنتصور مستقبل البشرية بال سقراط وال أرسطو وال‬ ‫رامبو وال هيغو وال المتنبي وال درويش؟‬ ‫(انتهى)‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪t‬‬

‫‪17‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫الرتبية الداجمة حق تربوي‬ ‫مدخـــــــــــــــــــــل‪:‬‬ ‫تقع امل�ؤ�س�سة الرتبوية التعليمية يف قلب امل�شروع املجتمعي ملا تقوم به من تكوين‬ ‫مواطنات ومواطني الغد‪ ،‬وحتقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة وطنيا وجهويا ومحليا‪ ،‬كما‬ ‫بني ذلك �صاحب اجلاللة امللك محمد ال�ساد�س ن�صره اهلل يف خطابه ال�سامي مبنا�سبة‬ ‫عيد العر�ش ‪ 30‬يوليو ‪:2015‬‬

‫فدوى أحماد‬

‫«في سياق اإلصالحات التي دأبنا على القيام بها من أجل‬ ‫خدمة المواطن‪ ،‬يظل إصالح التعليم عماد تحقيق التنمية‪،‬‬ ‫ومفتاح االنفتاح واالرتقاء االجتماعي‪ ،‬وضمان تحصين الفرد‬ ‫والمجتمع من آفة الجهل والفقر‪ ،‬ومن نزوعات التطرف‬ ‫واالنغالق‪ .‬لذا ما فتئنا ندعوإلصالح جوهري لهذا القطاع‬ ‫المصيري بما يعيد االعتبار للمدرسة المغربية ويجعلها تقوم‬ ‫بدورها التربوي والتنموي المطلوب»‪.‬‬ ‫اهتمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي بتفعيل التوجيهات الملكية التي تنص‬ ‫على إيالء اهتمام خاص برعاية األشخاص في وضعية إعاقة‬ ‫وحماية حقوقهم والنهوض بها‪ ،‬وترجمت ذلك من خالل‬ ‫تنزيل مضامين القانون اإلطار ‪ 17/51‬لمنظومة التربية‬ ‫والتكوين‪.‬‬ ‫نص القانون اإلطار على أن منظومة التربية والتعليم‬ ‫والتكوين والبحث العلمي تعمل على تحقيق مجموعة من‬ ‫األهداف األساسية‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫ تعميم التعليم‪.‬‬‫ فرض إلزاميته بالنسبة لجميع األطفال في سن‬‫التمدرس‪.‬‬ ‫وينص على أن تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص يستوجبان‬ ‫االستناد على مجموعة من الرافعات أهمها‪:‬‬ ‫ تعميم تعليم دامج وتضامني لفائدة جميع األطفال دون‬‫تمييز ‪.‬‬ ‫ تأمين الحق في الولوج إلى التربية والتعليم والتكوين‬‫لفائدة األطفال في وضعية إعاقة أوفي وضعية خاصة‪.‬‬ ‫وينطلق التزام الدولة المغربية بضمان حقوق األشخاص‬ ‫في وضعية إعاقة من المقتضيات الدستورية الملزمة ب‪:‬‬ ‫ المساواة بين المواطنات والمواطنين‪.‬‬‫ توفير إمكانية التعليم‪.‬‬‫ توفير الشغل الكريم للجميع‪.‬‬‫كما ينطلق هذا االلتزام من التوجيهات الملكية السامية‬ ‫التي تحث على إرساء مبادئ اإلنصاف والمساواة بين جميع‬ ‫المواطنين خاصة في مجال التعليم؛ لكون التعليم الجيد‬ ‫مفتاحا للتنمية والشغل الكريم؛ والتي تم تجسيدها من خالل‬ ‫إطالق البرنامج الوطني للتربية الدامجة لألطفال في وضعية‬ ‫إعاقة‪ ،‬الذي يروم تمكين األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫من االستفادة‪ ،‬على غرار باقي األطفال من نفس الفرص‬ ‫واالمتيازات‪ ،‬سواء على‪:‬‬ ‫ مستوى البنيات التحتية والولوجيات‪.‬‬‫ المستوى التعليمي من خالل المقررات والمناهج‬‫الدراسية‪.‬‬ ‫كما أكد أنه تم بموجب هذا البرنامج إعداد اإلطار‬ ‫المنهاجي لألقسام التربوية الدامجة‪ ،‬وتكييف آليات التوجيه‬ ‫والمناهج الدراسية ونظام التقويم واالمتحانات لفائدة‬ ‫األطفال المستهدفين‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى أهمية «التربية الدامجة» يتعين االنطالق‬ ‫من مقاربتين‪ :‬تدبيرية وتنسيقية فعالة واالنفتاح على‬ ‫مختلف الفاعلين والشركاء في الحقل التربوي خدمة لألهداف‬ ‫المنشودة‪ .‬وقد اقترحت في مناسبة سابقة أن يتركز مضمون‬ ‫مشروع التربية الدامجة لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪:‬‬ ‫ التدبير الداخلي للمصلحة المكلفة بالتربية الدامجة‪،‬‬‫وضمان انسجام فريقها تحقيقا لمردودية مطلوبة‪.‬‬ ‫ التنسيق بين المصالح المماثلة على مستوى المديريات‬‫اإلقليمية بالجهة‪.‬‬ ‫ التنسيق المنتظم مع رئيس قسم الشؤون التربوية‬‫وبقية المصالح التابعة له‪.‬‬ ‫ العمل بنظام تواصل فعال ومرقمن‪.‬‬‫ االنفتاح على الشركاء ومختلف الفاعلين‪.‬‬‫من أجل مشروع للتربية الدامجة بأكاديمية طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪.‬‬ ‫الهــدف العـام للمشروع ‪ :‬تطوير مصلحة «التربية‬

‫الدامجة» باألكاديمية وضمان مردودية جيدة لها‪.‬‬

‫الأهداف اخلا�صة ‪:‬‬

‫ االرتقاء بظروف التدبير داخل المصلحة؛‬‫ السهر على جودة التنسيق بين المصلحة‬‫والبنيات اإلدارية المماثلة بالمديريات اإلقليمية‬ ‫التابعة ألكاديمية طنجة تطوان الحسيمة؛‬ ‫ تعزيز جودة التنسيق مع رئيس قسم الشؤون‬‫التربوية مصلحة االرتقاء بتدبير المؤسسات‬ ‫التعليمية وبقية مصالح القسم؛‬ ‫ تطوير نظام تواصل وتتبع ناجع؛‬‫ االنفتاح على المحيط الخارجي وتفعيل الشراكات مع‬‫مختلف الفاعلين جهويا ووطنيا ودوليا؛‬

‫اخت�صا�صات امل�صلحة ‪:‬‬

‫«مصلحة التربية الدامجة» مصلحة محدثة بقرار مدير‬ ‫األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة – تطوان‬ ‫– الحسيمة رقم ‪ 19/15‬الصادر في ‪ 29‬نونبر ‪ ،2019‬وتتولى‬ ‫القيام بالمهام التالية‪:‬‬ ‫ إعداد برنامج العمل السنوي وحصيلة اإلنجازات الخاصة‬‫بالمصلحة؛‬ ‫ السهر على تتبع وتنفيذ التربية الدامجة على المستوى‬‫الجهوي بجميع األسالك التعليمية بتنسيق مع مديرية المناهج‬ ‫بالمصالح المركزية للوزارة؛‬ ‫ إحداث قاعدة للمعطيات حول التالميذ والتلميذات في‬‫وضعية إعاقة‪ ،‬مع العمل على تحيينها بشكل منتظم؛‬ ‫ تتبع اإلجراءات المعتمدة في مجال تكييف االختبارات‬‫والتصحيح مع حاجيات هذه الفئة من التلميذات والتالميذ في‬ ‫وضعية إعاقة‪ ،‬ووضع الترتيبات التيسيرية لذلك؛‬ ‫ التتبع التربوي الطبي وشبه الطبي للتالميذ والتلميذات‬‫في وضعية إعاقة بتنسيق مع الفرق الطبية وشبه الطبية‬ ‫والفرق التربوية؛‬ ‫ المساهمة في تطوير كفاءات األطر اإلدارية والتربوية‬‫والجمعيات واألسر وتأهيلهم قصد إرساء برامج التربية‬ ‫الدامجة بالمؤسسات التعليمية؛‬ ‫ التنسيق مع البنية اإلدارية بالمديرية اإلقليمية التي‬‫تعنى بالتربية الدامجة لفائدة التالميذ والتلميذات في وضعية‬ ‫إعاقة‪ ،‬في مجاالت تتبع وتنفيذ البرنامج الوطني للتربية‬ ‫الدامجة على الصعيد اإلقليمي؛‬ ‫ تعزيز التنسيق مع المصالح الجهوية للقطاعات‬‫الحكومية المعنية والهيئات الوطنية والجمعيات واألسر في‬ ‫مجال تمدرس األطفال في وضعية إعاقة؛‬ ‫ تنظيم عمليات للتوعية والتحسيس إلذكاء الوعي‬‫بأهمية التربية الدامجة داخل المؤسسات التعليمية وفضاءات‬ ‫االحتضان؛‬ ‫ حفظ وأرشفة جميع الملفات والوثائق المتعلقة‬‫باختصاصات المصلحة مع العمل على رقمنتها‪.‬‬

‫اجلانب الت�شخي�صي‪:‬‬

‫معطيات إحصائية مرتبطة بالموسم الدراسي ‪2018-‬‬ ‫‪ 2019‬بالجهة‪:‬‬

‫من خالل هذه المعطيات يظهر أن عدد األطفال ذوي‬ ‫إعاقة المسجلين قليل بالمقارنة مع عدد الحاالت المتواجدة‬ ‫خارج المنظومة التربوية؛ ورغم ارتفاع عدد المسجلين خالل‬ ‫الموسم الدراسي ‪ 2020/2019‬تبعا للقرار الوزيري ‪19/047‬‬ ‫القاضي بفتح أبواب المؤسسات التعليمية في وجه جميع‬ ‫األطفال ذوي إعاقة (المعطيات المتوفرة غير مكتملة) إال أن‬ ‫مجهودا إضافيا عليه أن يبذل من أجل تعميم تمدرس هذه‬ ‫الفئة من األطفال‪.‬‬ ‫كما اتخذت خالل الموسم الدراسي ‪ 2019/2018‬مجموعة‬ ‫من التدابير نلخصها كالتالي‪:‬‬ ‫ تفعيل اللجان النيابية الستقبال وتوجيه وتتبع تمدرس‬‫األطفال في وضعية إعاقة؛‬ ‫ تشكيل مجموعة عمل مع المديريات اإلقليمية‬‫والجمعيات العاملة في مجال اإلعاقة؛‬ ‫ تنظيم ‪12‬حملة تحسيسية وتعبوية في ثالث مدارس‬‫بمديرية تطوان ومدرستين بمديرية المضيق الفنيدق‬ ‫والمدرسة الجماعاتية بمديرية الفحص أنجرة لفائدة األمهات‬ ‫واآلباء وشركاء المدرسة من أجل تسجيل وتتبع تمدرس‬ ‫األطفال في وضعية إعاقة؛‬ ‫ اعتماد الولوجيات والمرافق الصحية المكيفة في جميع‬‫اإلحداثات واإلصالحات الكبرى؛‬ ‫ إحداث نماذج أقسام التربية الدامجة بثالث مدارس‬‫بمديرية المضيق الفنيدق؛‬ ‫ تكوين ‪ 8‬من مفتشي التعليم االبتدائي حول اإلعاقة‬‫السمعية والذهنية؛‬ ‫ تكوين ‪ 30‬من المفتشين والمديرين والفاعلين‬‫المؤسساتيين حول التربية الدامجة؛‬ ‫ تكوين ‪ 70‬أستاذا وأستاذة من التعليم االبتدائي في‬‫مفاهيم اإلعاقة والدمج التربوي بأشكاله؛‬ ‫ تفعيل الهندسة المنهاجية البيداغوجية تدريجيا بأقسام‬‫التربية الدامجة؛‬ ‫ تكييف المراقبة المستمرة واالمتحانات اإلشهادية‬‫لفائدة التلميذات والتالميذ المتقدمين بطلباتهم؛‬ ‫ تكييف أنشطة الحياة المدرسية لفائدة األطفال في‬‫وضعية إعاقة‪.‬؛‬ ‫ برمجة العمليات التالية‪:‬‬‫● تأهيل ‪ 8‬حجرات للدمج المدرسي ؛‬ ‫● تجهيز ‪ 35‬حجرة للتربية الدامجة؛‬ ‫● إقامة ‪ 57‬من الولوجيات؛‬ ‫● إعداد ‪ 32‬من المرافق الصحية المكيفة‪.‬‬ ‫هذه التدابير‪ ،‬على أهميتها تبقى غير كافية بل قليلة جدا‬ ‫بالنظر إلى الخصاص المهول في مجال التكوين والتعبئة‬ ‫المجتمعية وفي مجال تأهيل البنيات التحتية للمؤسسات‬ ‫التعليمية لتصبح صديقة لكافة األطفال وخاصة ذوي‬ ‫اإلعاقة منهم‪ .‬لذلك فإرساء التربية الدامجة على مستوى‬ ‫كافة المؤسسات التعليمية يحتاج إلى تعبئة شاملة لكافة‬ ‫الموارد وتنسيق محكم بين كافة األطراف المعنية قصد بناء‬ ‫استراتيجية متعددة القطاعات على المدى القصير والمتوسط‬ ‫والطويل‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫‪t‬‬

‫‪18‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫مراسلة هولندا‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسلة بلجيكا‬

‫عزيز لعمارتي‬ ‫من قلب بروكسيل‬ ‫نادية بوخيزو‬ ‫من قلب الهاي‬

‫وليمة متنقلة بطريقتي‬ ‫الذكريات الباريسية الجميلة كالوليمة نقتات‬ ‫منها طوال الحياة وترافقنا وتعاوننا على ملمات الوقت‬ ‫وصعوبات األحداث وأوقات العزلة والخلوبالذات في‬ ‫زمن كزمن كورونا الحالي‪.‬‬ ‫لم تمتزج أحداث الحاضر بحوادث الماضي مع‬ ‫أن كل قطعة من حاضر باريس يستدعي شيئاً من‬ ‫الماضي وكأن حواسنا عجنت بالذكرى‪.‬‬ ‫أثناء زيارتي لباريس اكتشفت مائدة مشتهاة‬ ‫كوليمة حقيقية تستدعيني لقراءة وليمة متنقلة‬ ‫إلرنست همنغواي‪ .‬تلك األماكن التي كان يرتادها‬ ‫مقاهي «الكوبول» و«كلوزري دي ليال» و«لودوم»‬ ‫و»الروتوند» التي كانت بؤر الحياة الليلية الباذخة‬ ‫آنذاك ووصفه لسنوات الجنون الباريسية واألدباء‬ ‫والفنانين الذين كانويعيشون بها‪ .‬هي لحظة جنون‬ ‫تمنيت فيها أن أكون بطلة فيلم «منتصف الليل في‬ ‫باريس» وأجبر على مواجهة عيوب عالقتي مع باريس‬ ‫المادّية وأهدافهما المختلفة ويزداد األمر جما ًال بعد‬ ‫سفري المتكرر عبر الزمن في كل ليلة عند منتصف‬ ‫الليل بين النوستالجيا والحداثة‪ ،‬فاألماكن التي نقل‬ ‫سحرها همنغواي أصبحت دكاكين‪.‬‬ ‫تمنيت لوتعود بي آلة الزمن الحقيقية من زمن‬ ‫الخيال وزمن الكورونا إلى الزمن الجميل‪.‬‬ ‫كل طرقي تؤدي إلى مناظر الشفق عند الغروب‬ ‫من برج إيفل‪ ،‬نزهة نهرية في نهر السين وإلى‬ ‫الحديقة السرية وتمثال القبلة لرودان‪.‬‬ ‫وسط الممرات الملتوية في حي مونمارت‬ ‫والساحات والشوارع التي تتخللها المطاعم والمقاهي‬ ‫وأصناف األطعمة‪ ،‬وذالك العشاء الفاخر في مطعم‬ ‫لوجراند فيفور والقريب من متحف اللوفر والمتميز‬ ‫بثرياه األنيقة ومقاعدة المخملية الوثيرة ولوحاته‬ ‫المطلية بالذهب شعرت بذاك الجوع الذي وصفه‬

‫همنغواي بسياقه الساخر فجميع المخابز تعرض‬ ‫حلويات لذيذة المنظر خلف الزجاج‪...‬‬ ‫باريس لن تكون المدينة نفسها مرة أخرى على‬ ‫الرغم من أنها دائمًا باريس‪ ،‬ال شيء سيفسد علي‬ ‫يومي رغم أنف الكورونا سأرتدي الكمامة وألتحاشى‬ ‫ضجيج الناس وسأشعر بنشوة السعادة وسحر المكان‬ ‫كسحر كنيسة سانت تشابيل بزجاجها المعشق‬ ‫من السحر والفتنة الخالصة من خالل رؤية أشعة‬ ‫الشمس وهي تتسلل عبر ألوان النوافذ المعلقة‬ ‫الزاخرة باأللوان الزاهية‪.‬‬ ‫لم أشتر الكتب من األشكاك التي لم يعد لها‬ ‫وجوداً أص ً‬ ‫ال‪ .‬فهنا وهناك باعة متجولين أفارقة‬ ‫يحاولون أن يبيعوأي شيء لتوفير ثمن عيشهم‬ ‫اليومي‪.‬‬ ‫وعلى أرض الشانزيليزيه الشهير في مدينة‬ ‫األنوار متسولون يعترضون طريق المارة الذين‬ ‫يتسابقون القتناء الماركات العالمية ؛المتسولون‬ ‫االجئون الذين فقدوا أوطانهم حلماً بغد أفضل غد‬ ‫بدون حرب ودمار‪ ،‬وأمام فنادق فخمة بيوت كرتونية‬ ‫عبارة عن سرير كرتوني صنعه متشردون من الشارع‪.‬‬ ‫فأية وليمة شهية بباريس وسط كل هذا الكيان‬ ‫اإلنساني الذي فقدناه‪.‬‬ ‫في الثقافات الشرقية الجوع وسيلة للتهذيب؛‬ ‫‏قال همنجواي عن باريس في(وليمة متنقلة)‪:‬‬ ‫‏ستشعر بالجوع كثيراً في باريس‪ ،‬فجميع المخابز‬ ‫تعرض حلويات لذيذة المنظر خلف الزجاج‪..‬الخ‬ ‫‏وأظنني أتفق معه‪.‬‬ ‫وتبقى باريس رغم كل شيء من األماكن التي‬ ‫إذا زرتها مرة تتعلق بها إلى األبد‪ ،‬وجمالية باريس‬ ‫بجمالية من رافقك إليها حينها يرقص قلبك في عيد‬ ‫باريس‪.‬‬

‫جاك بريل املغربي‬ ‫عد جاك بريل ‪ Jacques Brel‬من أكبر أهرامات‬ ‫األغنية الفرنسية إلى جانب شارل أزنافور ‪Charles‬‬ ‫‪ ،Aznavour‬شارل تريني ‪ ،Charles Trenet‬جورج‬ ‫بالساس‪ ،‬باربرا ‪, Barbara، Georges Brassens‬‬ ‫إيديث بياف ‪ Edith Piaf‬وآخرون‪ ،‬بل يعد حسب رأيي‬ ‫فنان كل العصور‪ ،‬رائعته ال تهجريني ‪ne me quitte‬‬ ‫‪ pas‬اخترقت وج��دان كل عاشق‪ ،‬حركت أحاسيس‬ ‫العالم برمته‪ ،‬ترجمت بكل اللغات وردده��ا أشهر‬ ‫المغنيين في حفالتهم‪ ،‬والجدير بالذكر أن جاك بريل‬ ‫‪ Jacques Brel‬خالل مسيرته الفنية حط الرحال‬ ‫بالمغرب مثله مثل العديد من الفنانين الذين كانوا‬ ‫يترددون على هذا البلد المضياف إلحياء حفالتهم أو‬ ‫للسياحة والراحة‪ .‬ماذا كان يمثل المغرب بالنسبة إليه‬ ‫؟ هل كان مصدر إلهام أم أنه كان مجرد فضول دفعه‬ ‫لخوض غمار تجربية استكشافية لربوعه؟ اكتشف‬ ‫بريل ‪ Brel‬المغرب ألول مرة رفقة زوجته ميشال‬ ‫‪ ،Michelle‬أو ميش ‪ Miche‬كما كان يحلو له أن‬ ‫يناديها وذلك كهدية منه لتغفر له عن زيجاته وجفائه‬ ‫« سامحيني عن كل األلم الذي سببته لك سأغازلك‬ ‫كتلميذ شقي ولن أخجل من فعل ذلك ال لشيء سوى‬ ‫أنك تستحقين كل التقدير « �‪Je te demande par‬‬ ‫‪don bien humblement pour tout le mal‬‬ ‫‪que je t’ai fait … Je te ferai la cour comme‬‬ ‫‪un collégien et n’en serai pas gêné car tu‬‬ ‫‪ ».le mérites‬في بداية مشواره الفني سنة ‪1956‬‬ ‫غنى بريل ‪ Brel‬في مدينة الدار البيضاء‪ ،‬ولم يكن‬ ‫بعد ذلك الفنان الذي وصل صيته إلى ربوع األرض‪،‬‬ ‫حيث أثار انتباه الحاضرين بأسلوبه المميز في األداء‬ ‫وحركاته المسرحية‪ .‬رحلته الثانية كانت سنة ‪1959‬‬ ‫حيث غنى على مسرح سينما أكدال‪ ،‬وقام بجولة سنة‬ ‫‪ 1966‬قادته بين مدن الرباط‪،‬الدار البيضاء ومكناس‪.‬‬ ‫أكيد أن بريل ‪ Brel‬كان يكن كل الحب للمغرب‪ ،‬ويرى‬ ‫أن المغاربة كما كان يحلو له أن يعبر أنهم يحملون‬ ‫الشمس بين أعينهم‪ ،‬حيث كان صريحا في اإلدالء‬ ‫بمشاعره للمغاربة وكان هذا الشعور النبيل وال يزال‬ ‫متبادال بين الناس‪ ،‬سواء من كانت لهم الفرصة‬ ‫في مالقاته واإلحتكاك به أو من خالل الوقع الطيب‬ ‫ألخالقة‪ ،‬لفنه في وج��دان محبيه‪ ،‬وم��ن األماكن‬

‫التي تردد عليها بريل ‪ Brel‬فندق السفانكس ‪le‬‬ ‫‪ Sphynx‬بمدينة المحمدية الذي كان مقر إقامته‬ ‫خالل جولته المغربية وكان في ملكية السيدة أندري‬ ‫‪ ،Madame Andrée‬حيث كان هذا المكان مصدر‬ ‫إلهام ألغنيته الشهيرة جيف ‪ Jeff‬والتي ورد بها‬ ‫اسمها‪ .‬ومن أشهر األغاني التي ألفها جاك بريل‬ ‫‪ Jacques Brel‬خالل تواجده في المغرب أغنية ‪La‬‬ ‫‪« valse à 1000 temps‬الفالس بألف إيقاع» والتي‬ ‫كتبها سنة ‪ 1960‬خالل رحلة بالسيارة من مدينة‬ ‫الرباط متجها إلى طنجة حيث كانت المنعرجات بين‬ ‫المدينتين ملهمه لهذا العمل اإلبداعي الخالد وقد‬ ‫أطلق عليها على سبيل الدعابة «الطريق ذات األلف‬ ‫منعرج»‪ .‬آخر رحلة قادت الفنان الراحل إلى المغرب‬ ‫كانت سنة ‪ 1973‬بدعوى من مهرجان مراكش‬ ‫الفولكلوري حيث ق��ام بجولة في الجنوب قادته‬ ‫من مراكش إلى كلمين‪ ،‬حيث جاب القرى والمدن‬ ‫في رحلة استكشافية بحثا عن إقامة دائمة له في‬ ‫المنطقة‪ ،‬إال أنه اختار في آخر المطاف أن تكون جزر‬ ‫الماركيز ‪ les îles Marquises‬مكان عزلته ومالذه‬ ‫لكتابة أشعار خالدة ألغاني خلدها التاريخ‪ ،‬وحيث دفن‬ ‫بعد أن فاجأه الموت في إحدى المصحات الباريسية‬ ‫وهو لم يصل الخمسين من عمره‪ .‬لقد ثمن الحب‬ ‫المتبادل بين جاك بريل ‪ Jacques Brel‬والمغرب‬ ‫والمغاربة الكاتب والصحفي البلجيكي هيرفي ميون‬ ‫‪ Hervé Meillon‬في كتابه «جاك بريل والمغرب»‬ ‫‪ » Jacques Brel et le Maroc‬حيث سطر للكثير‬ ‫من الطرائف واألحداث التي رافقت رحالته وكيف كان‬ ‫هذا البلد مصدر إبهار وإلهام له‪ ،‬معبرا في أكثر من‬ ‫مناسبة عن حبه له‪ ،‬مبرزا كرم وطيبوبة أناسه‪ .‬لطالما‬ ‫ردد أن الشعوب مهما اختلفت عاداتهم وتقاليهم فإن‬ ‫القاسم المشترك الذي يؤلف بين قلوبهم هو الحب‬ ‫المتبادل بدون شروط وكذلك الفن الراقي الذي‬ ‫يدخل لكل بيت‪ ،‬فحب بريل ‪ Brel‬لم يقتصر على بلده‬ ‫المسطح كما يحلو له أن يسميه ‪ ،le plat pays‬بل‬ ‫تعداه لكل األقطار حيث الحب واإلحترام المتبادل وال‬ ‫غير‪ .‬وأخلص القول أن جاك بريل ‪Jacques Brel‬‬ ‫سيظل إلى األبد حيا في قلوب المغاربة من محبي‬ ‫شخصه السموح وأغانيه الخالدة‪ ،‬ال لن يغادرنا أبدا‬


‫‪t‬‬

‫‪19‬‬

‫ال�شمـال‬

‫مراسَلة فرنسا‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫“كوفيذ‪”-19‬‬ ‫واالنتقال عن طريق اجل ّو ‪!..‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫نجاة الكاضي‬

‫ُحوزة‬ ‫أثارني جمالها ‪ ،‬سيدة في العقد الثالث أو ما يزيد قليال‬ ‫‪ ،‬جميلة جمال أهل الريف ‪ ،‬هويتها الحت لي من جلبابها‬ ‫المغربي ‪ .‬تقترب من مكتبي بتردد شديد جعلني أبادر قائلة‬ ‫‪ - :‬تفضلي سيدتي ‪ .‬تجيب السيدة و في لسانها لكنة ‪- :‬‬ ‫اهلل يرحم الوالدين ‪ .‬سارعت في وضع مجموعة من األوراق‬ ‫والرسائل على المكتب وكأنها تطلب مني اختصار الحديث‪.‬‬ ‫السيدة حُوزة هذا هو اسمها ‪ ،‬اسم جميل وإن لم أفهم معناه‬ ‫‪ ،‬لعل الظروف تسمح لي بذلك يوما ‪ .‬أم لطفلين تعيش مع‬ ‫زوجها بفرنسا منذ خمسة أشهر‪ ،‬من المهاجرين الجدد الذين‬ ‫أتوا من اسبانيا و ايطاليا بعدما حصلوا على الجنسية من تلك‬ ‫البلدان ‪ .‬ظاهرة جديدة لم تعرفها أوروبا إال بعد سنة ‪2011‬‬ ‫فكانت وجهة المثقفين واألدمغة نحو ألمانيا واليد العاملة‬ ‫إلى فرنسا التي تسمح لهم باإلقامة الدائمة ‪ ،‬أي لهم جميع‬ ‫حقوق المهاجر الشرعي ‪ .‬أسرة حوزة تسكن في غرفة واحدة‬ ‫تتقاسم منزال مع ثالث عائالت من جنسية إيطالية‪ ،‬وهذا‬ ‫النمط من السكن جديد أيضا في فرنسا ساد فقط بعد األزمة‬ ‫و ممنوع قانونيا ‪ .‬جاءت حوزة اليوم تستنجد بجمعية التعليم‬ ‫بال حدود للدفع بملفها إلى حيز التطبيق ‪ ،‬ال تعلم أن العملية‬ ‫قد تستغرق أكثر من خمس سنوات للحصول على السكن‬ ‫اإلقتصادي وأن حالتها ستبقى على ما هي عليه لعدم توفر‬ ‫السكن للجميع وأيضا لتدهور الجانب االقتصادي واالجتماعي‬ ‫في فرنسا‪ ،‬فإذا لم تسرع الحكومة لتقليب هذه الظاهرة على‬ ‫مختلف جوانبها ستجر البالد إلى كارثة سياسية و اقتصادية أي‬ ‫الدفع باليمين المتطرف للحكم والخروج من اتفاقية شينغن ‪.‬‬ ‫شرحت للسيدة حوزة أنها أخطأت في اختيار الجمعية بل عليها‬ ‫التوجه لمكتب خدمات اإلسكان التابع للمدينة وليس جمعيتنا‬ ‫المختصة بالمهاجرين المقيمين بدون أوراق ‪.‬ضاع الرد بيننا ‪،‬‬ ‫لم تقل شيئا ‪ ،‬نظرت إلي نظرة حزن بين طياتها عتاب المغربي‬ ‫ألخيه وكأنني خذلتها ‪ .‬أخذت أوراقها ورسائلها بنفس السرعة‬ ‫التي وضعتها بها ‪ .‬وهي خارجة تمتم في صمت ‪ ،‬لعلها تلعن‬ ‫الظروف التي جعلتها تهاجر من اسبانيا أو من المغرب أصال ‪.‬‬

‫‪ ...‬أكثر من مائتين وثالثين عالماً‪ ،‬في علم الفيروسات‪،‬‬ ‫على مستوى العالم‪ ،‬يحذرون من مغبة انتقال فيروس‬ ‫“كوفيد‪ ،”19 -‬عن طريق الهواء‪ .‬إما تعليق الجسيمات‬ ‫الفيروسية في الهواء‪ ،‬وليس فقط شتات رذاذ السعال‬ ‫أوالكالم أوالعطس‪ ،‬على وجه اآلخرين‪..‬‬ ‫يجب على السكان الشباب لكي يعيشوا حياة لم يعيشوا‬ ‫مثلها فيما استدبر من عمرهم‪ ،‬الحرص الشديد‪ ،‬إلثبات‬ ‫الحذر من اإلصابة ب “كورونا‪-‬فيروس”‪ .‬فأكبر عدد من‬ ‫المصابين بالوباء هم من العمرية األقل من أربعين سنة‪.‬‬ ‫وهم يمثلون السواد األعظم من المرضى‪ .‬حذار من هؤالء‬ ‫المرضى الشباب الذين يمكن ْ‬ ‫أن يكونوا سبباً في انتشار‬ ‫الوباء‪ .‬وهم أيضاً ليسوا محميين من األمراض الخبيثة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وأن يتفادوا فكرة حصانة فتوَّة الشباب التي سوف تؤدي‬ ‫بهم إلى عواقب وخيمة‪ .‬فقد يكونوا مرضى على درجة‬ ‫من الخطورة‪( ،‬فوسي استيفان أنطوني –عالم أمريكي في‬ ‫علم المناعة )‪ .‬حتى مع الحفاظ على مسافة المتر والنصف‪،‬‬ ‫وإلزامية ارتداء الكمامة‪ .‬رئيس البرازيل “جايير بولسونارو”‪،‬‬ ‫كان مشككاً في الجائحة‪ ،‬فقد أصيب بوباء “كوفيد‪،”-19‬‬ ‫في حين َّ‬ ‫أن البرازيل وأمريكا يسجالن أعلى اإلصابات بهذا‬ ‫وأن هذه األخيرة‪ ،‬رغم كل ذلك‪ ،‬تنسحب رسمياً‬ ‫الفيروس‪َّ ،‬‬ ‫من منظمة الصحة العالمية‪ ،‬للتقليل من خطورة الجائحة‬ ‫في بالده‪ ،‬وهي األكثر تضرُّراً على مستوى العالم في تعداد‬ ‫اإلصابات والموتى‪ .‬وقد اتهمتْ المؤسسة األممية لتأخرها‬ ‫اإلعالن بانكشاف الفيروس في الصين‪ ،‬وتجنيب “بيجين”‬

‫دوالر لشركة “بيوتيش” األمريكية “نوفاكس”‪ ،‬لمشروع‬ ‫اللقاح “كوفيد‪ ،”-19‬لضمان مائة مليون مصل (األسبقية‬ ‫لألمريكيين الشماليين)‪ .‬وقد أفصحتْ “بيوتيش” عن إدراج‬ ‫المصل في المرحلة النهائية بدْءاً من ‪2020/07/27‬م‬ ‫لتجاربها السريرية‪ ،‬للحصول على لقاح ضدّ “كوفيد‪،”19 -‬‬ ‫وهي أول شركة في العالم تصل إلى هذه المرحلة‪ .‬وبحسب‬ ‫المنظمة َّ‬ ‫فإن ‪ 23‬لقاحاً محتمال ضد “كورونا‪-‬فيروس”‪ ،‬قيد‬ ‫التطوير في العالم‪ .‬بينما في أوروبا أربعة آالف شخص‬ ‫تطوعوا من أجل دراسة لقاح ضدَّ “كورونا” في المستشفى‬ ‫الجامعي “توبينغ” بألمانيا‪ ،‬وجز ٌء من االختبارات السريرية‬ ‫تكفلت به الشركة “كوريفاك” بمقرّها ببلجيكا‪ .‬وفي‬ ‫أزيز البحث عن اللقاح شركة األدويو“سانوفي”‪ ،‬هي أيضاً‬ ‫تؤكد أنها على بعد خطوات من اتفاق مع االتحاد األوروبي‬ ‫لتسلمه ثالثة ماليين جرعة للقاح محتمل ضدّ “كورونا”‪،‬‬ ‫وأثناء ذلك تهيئ لتعاون مماثل مع بعض الدول من بينهما‬ ‫(أمريكا)‪ ،‬مدينة فلوريدا وهي إحدى مراكز الجائحة‪ .‬إذ كانت‬ ‫َ‬ ‫لتسجل بعدها‬ ‫من األوائل الذين خرجوا من الحجر الصحي‪،‬‬ ‫مائة وثالثين وفاة وتسعة آالف مصاب في أربع وعشرين‬ ‫ساعة !‪.‬‬ ‫– مشروعان للقاح “كورونا‪-‬فيروس”‪ ،‬أولهما بريطاني‬ ‫وثانيهما صيني‪ ،‬وقد أظهرا حماية وسالمة للمرضى‪ ،‬وفقاً‬ ‫لنتائج تجريبتين سريريتين منفصلتين‪ ،‬حسب النشرة‬ ‫الطبية البريطانية “النسيت”‪.‬‬ ‫– أ – تطوّرُه ُ(اللقاح) جامعة أكسفورد بالشراكة‬

‫المسؤولية‪ .‬وعلى غرار “ترامب” يتصرَّف “بولسونارو”‪،‬‬ ‫وهوالمصاب بـ “كوفيد‪ ”19 -‬بعد االختبار اإليجابي‪،‬‬ ‫وبلده تحصي عدد موتاها الذي يفوق ‪ 66000‬ضحية‪.‬‬ ‫وقد خضع لعالج أساسه المضاد الحيوي “الزيتروميسين”‬ ‫و“الهيدروكسي كلوروكين”‪ ،‬وهو دواء مثير للجدل‪ ،‬إذ‬ ‫ال يوجد له تأثير مفيد حسب المنظمة العالمية للصحة‬ ‫في نهاية األمر‪ .‬وحسب دراسة فرنسية نشرت األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬تقول َّ‬ ‫إن المرضى وخصوصاً ذي األمراض المناعة‬ ‫الذاتية‪ ،‬لم تكن َّ‬ ‫أقل تأثراً باألشكال الحادة ب “كوفيد‪،”-19‬‬ ‫أثناء الجائحة‪ .‬وهم الذين خضعوا للعالج بـ “الكلوروكين”‬ ‫و“الهيدروكسي كلوروكين”‪.‬‬ ‫– تمَّ تخفيض قائمة األدوية المحتملة نحوالتقليل بعد‬ ‫“الهيدروكسي كلوروكين”‪ .‬أما التجارب السريرية األروبية‬ ‫“سوليداريتي” و“ديسكوفري”‪ ،‬فقد تخليتا هما أيضاً عن‬ ‫العالج ب “لوبينافير” و“ريتونافير”‪ ،‬واعتبرته غير فعالة‪،‬‬ ‫وغير مرغوب‪ – .‬وبموازاة ذلك منظمة الصحة العالمية‬ ‫تحذر‪ ،‬وهي ضدّ تسريع الجائحة‪ ،‬خوفاً من قدرة الفيروس‬ ‫المحتملة النتقاله عن طريق الجوّ‪ .‬وإما انتقال العدوى‬ ‫بطرُق رذاذ السعال أوالكالم أوالعطس‪ .‬وقد استطاع هذا‬ ‫البالء الخانق حصد آالف األرواح‪ .‬فتتطلع المنظمة إلى ما‬ ‫قد يكون انتقال العدوى عن طريق الهواء في األماكن‬ ‫العمومية المكتظة‪ .‬وهواحتمال ال يمكن استبعاده‪.‬‬ ‫حسب تصريح ألحد المسؤولين في المنظمة‪“ ،‬د‪ .‬بن ديتا‬ ‫أليكرانزي”‪ .‬إنما ينبغي جمع األدلة وتفسيرها من لدُن‬ ‫علماء األوبئة‪ ،‬ليؤكد من جانبه الدكتور ‪:‬‬ ‫– إذا تعذرت السيطرة على انتقال الفيروس من‬ ‫“جديد”‪ ،‬يجب إذن تدبير استراتيجية‪ ،‬إلعادة الحجر الصحي‪،‬‬ ‫أقل تقييداً منه‪ُّ .‬‬ ‫مخالفٌ لألول‪ ،‬وقد يكون ّ‬ ‫كل هذا يتوقف‬ ‫على تفشي مرض “كورونا‪-‬فيروس”‪ .‬لكن ارتفاع حاالت‬ ‫الوباء مازال مقلقاً‪ – .‬رقم قياسي جديد تعدى الستمائة ألف‬ ‫مصاب خالل فقط أربع وعشرين ساعة في أمريكا األسبوع‬ ‫المنصرم‪ ،‬وقد أعلنتْ عنه جامعة “جون هوبكينس”‪ ،‬ليرتفع‬ ‫عدد المصابين بالجائحة إلى حوالي الثالثة ماليين شخص‪.‬‬ ‫والعدد في ازدياد‪ ،‬بإصابات السكان‪ ،‬بالعدوى‪ ،‬ونسبة‬ ‫اإلماتة‪ .‬الواليات المتحدة تعاني من تفشي وباء “كورونا‪-‬‬ ‫فيروس”‪ – .‬وقلتُ في نفسي‪ ،‬كيف لدولة “عظمى” ْ‬ ‫أن‬ ‫تغادر منظمة الصحة العالمية‪ ،‬وتقطع عنها النور في‬ ‫ظروف‪ ،‬والعالم على شفى حفرة من القبر !؟ ‪َّ -‬‬ ‫إن عيني‬ ‫لم تذق طعم الراحة منذ حلتْ بالعالم “كورونا‪-‬فيروس”‪.‬‬ ‫وهي (الواليات المتحدة األمريكية) التي خصصتْ ‪6،1‬مليار‬

‫مع مجموعة صيدليات األدوية بين “أسترا” السويدية‬ ‫و“زينيكا” اإلنجليزية (أستازينيكا)‪ ،‬وَلدَتْ “استجابة مناعة‬ ‫قوية” لفترة تجريبية على ألف من المرضى‪.‬‬ ‫– ب – مدعوم اللقاح ب “كانسينو‪-‬بيولوجيك” (شركة‬ ‫صينية للقاح)‪ ،‬تسبّبَ في ردّ فعل قوي من ناحية األجسام‬ ‫المضادة‪ ،‬في تجربة أخرى عند غالبية خمس مائة مشاركين‪.‬‬ ‫هذه التجارب مازالتْ في المرحلة التحضيرية (المرحلة ½‬ ‫والثانية)‪ ،‬ولن تثبت فعاليتها إال في المرحلة الثالثة‪ ،‬وبعدد‬ ‫كبير من المشاركين (المتطوعين)‪ ،‬من أجل النظر في‬ ‫تسويق اللقاح على نطاق واسع‪ .‬العالم في سباق محموم‬ ‫وضدَّ الساعة للحصول على لقاح فعال ضدّ جائحة “كوفيد‪-‬‬ ‫‪ – ..”19‬على الصعيد االقتصادي ( الوقع الصحي لألزمة‬ ‫وتأثيرها)‪ ،‬وقع األزمة الصحية على الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬ ‫في منطقة اليورو يبدو أسوأ مما كان متوقعاً ‪7،8 :‬في‬ ‫المائة في سنة ‪2020‬م‪ ،‬وقد حذرتْ بذلك المفوضية‬ ‫األروبية‪ ..‬فما ينبغي ْ‬ ‫أن يفوتني ذكر العالقات االقتصادية‬ ‫التي تربط المغرب بالسوق األروبية المشتركة‪ ،‬وتقف بي‬ ‫عند هذا المنعطف‪ ،‬ألتساءل عن نسبة “الضرَر”‪ ،‬والتكاليف‬ ‫والتي سوف تلحق بنا كخلفية ل “كوفيد‪ ”19 -‬؟ ‪ -‬اهتمامنا‬ ‫أصبح ال ينصبُّ على الحاالت الجديدة من اإلصابات (وهي‬ ‫بيانات نسبية) متعلقة باالختبارات‪ ،‬وقيد التحديد المسبق‬ ‫لألشخاص الذين خضعوا لالختبار‪ ،‬قدْر ما ينصبُّ على‬ ‫المستشفيات الجديدة وهي معطيات موضوعية‪ .‬ومن أجل‬ ‫هذا تدعوالسلطات المختصة إلى “الحجر الصحي” لتجنب‬ ‫االكتظاظ في المستشفيات‪ ،‬وليس القضاء على المرض‪– .‬‬ ‫لهذا الوباء هناك شيئان اثنان‪ :‬أولهما – المناعة الجماعية‪،‬‬ ‫وثانيهما – اللقاح‪ .‬إذن العدد الكبير من اإلصابات التي يتمُّ‬ ‫العثور عليها‪ ،‬هي في الحقيقة معطى “إيجابي” إذا لم ترافقه‬ ‫عالجات في المستشفيات‪ .‬االكتظاظ في المستشفيات‬ ‫يوحي بخطورة اإلصابات وليس من الوباء نفسه‪ .‬و“لعل”‬ ‫عدد اإلصابات التي كان يتمُّ العثور عليها هي َّ‬ ‫أقل من‬ ‫الواقع ؟‪ .‬ولماذا هناك حاالت بدون أعراض ظاهرة ؟ يمكن‬ ‫ْ‬ ‫أن يكون مثيراً لالهتمام قصد التعرُّف على ذلك‪.‬‬ ‫– تحسباً‪ ،‬وفي حالة إذا ما أعيدتْ صياغة الحجر الصحي‪،‬‬ ‫سوف يكون على وزارة التربية والتعليم‪ ،‬تهيئ استراتيجية‬ ‫من أجل تطوير أدوات التعليم عن بعد‪ ،‬وقد تستغرق المزيد‬ ‫من الجهد إلدارة‪ ،‬قدْر اإلمكان لجائحة “كوفيد‪..”19 -‬‬ ‫– قال اهلل َّ‬ ‫جل وعال ‪« :‬اهلل لطيف بعباده يرزق من‬ ‫يشاء وهوالقويُّ العزيز‪ ..‬صدق اهلل العظيم (سورة الشورى‪،‬‬ ‫اآلية‪..)-19‬‬


‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال ‪:‬‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫األخيرة‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫ال�شمـال‬ ‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1057‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 01‬غ�شت ‪2020‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2000‬غ�شت‬ ‫‪www.‬ال�سبت ‪01‬‬ ‫‪xw 1057‬‬ ‫‪ xw‬العدد‬ ‫‪Journal‬‬ ‫‪Achamal‬‬ ‫‪Achamal.ma‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫(‪)954‬‬

‫ال�شمال واملغرب‬ ‫يف «حا�ضر العامل الإ�سالمي»‬ ‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫إذا كانت المصنفات االستشراقية األوربية التي اهتمت بدراسة مختلف المظاهر الحضارية للعالم‬ ‫اإلسالمي قد وقعت في الكثير من آفات الكتابة الوظيفية المرتبطة بضرورات إخضاع البالد لالستعمار‬ ‫األوربي وبمهام تفكيك بنياتها المجتمعية والعقائدية والتاريخية‪ ،‬فإن كتاب «حاضر العالم اإلسالمي»‬ ‫للمستشرق األمريكي لوثروب ستودارد‪ ،‬الصادر في نصه اإلنجليزي سنة ‪ ،1921‬قد كسر هذه القاعدة‬ ‫من خالل إعادته النطر في قضايا التطور التاريخي للشعوب اإلسالمية المنتشرة عبر القارات األسيوية‬ ‫واإلفريقية واألوربية‪ .‬ونظرا للقيمة المعرفية لهذا الكتاب‪ ،‬فقد صدرت ترجمته العربية في طبعتها‬ ‫األولى سنة ‪ 1925‬بتوقيع األستاذ عجاج نويهض‪ ،‬وبتضمين لفصول وتعليقات وتصحيحات وحواش‬ ‫مستفيضة عن دقائق أحوال األمم اإلسالمية وتطورها الحديث بقلم أمير البيان والمجاهد الكبير األمير‬ ‫شكيب أرسالن‪ .‬وتتوزع مضامين هذا النص العربي بين أربعة مجلدات غطت مختلف مناطق العالم‬ ‫اإلسالمي من أقصى جنوب شرق آسيا شرقا إلى حدود بالد المغرب واألندلس غربا‪.‬‬ ‫وكما انتبه المترجم إلى ذلك‪ ،‬فإن أحكام المؤلف لوثروب ستودارد قد جاءت منصفة وعادلة في‬ ‫الغالب‪ ،‬علمية في مقاربتها للقضايا المدروسة‪ ،‬وذلك على الرغم من بعض األخطاء القليلة التي انتبه‬ ‫لها األمير شكيب أرسالن وتوقف عندها مصححا ومدققا‪ .‬وقد حاول المؤلف في عمله هذا‪ ،‬تتبع مسارات‬ ‫الحركات التحررية والثورية ومجريات تطورها في العالم اإلسالمي على امتداد القرن ‪19‬م والعقدين‬ ‫األولين من القرن ‪ .20‬ولعل مما أكسب كتاب «حاضر العالم اإلسالمي» قيمة غير متنازع حولها‪ ،‬حرص‬ ‫المؤلف على التنقل بين البلدان اإلسالمية جامعا مادته الخام ومخالطا للسكان وللنخب المثقفة المحلية‪.‬‬ ‫أم��ا الترجمة العربية‪ ،‬فقد اغتنت باإلحاالت‬ ‫الموسوعية التي ألحقها األمير شكيب أرسالن‬ ‫بالمتن األصلي‪ ،‬والتي تحولت –في الكثير من‬ ‫الحاالت‪ -‬إلى تآليف وتصانيف مستقلة وقائمة‬ ‫الذات على هامش التأليف األصلي للكتاب‪ .‬ولقد‬ ‫لخص المؤلف هذه القيمة المعرفية عندما قال‪:‬‬ ‫«وإذا أراد اهلل أمرا هيأ أسبابه‪ ،‬لتجتمع في هذا‬ ‫الكتاب العبقريتان‪ :‬عبقرية المؤلف المنصف‪،‬‬ ‫وعبقرية الموسوعي المتفرد األمير شكيب‬ ‫أرسالن‪ .‬فلما اجتمعت العبقريتان معا في صعيد‬ ‫واحد‪ ،‬اكتسب الكتاب ما لم يكتسب مثله غيره‬ ‫في هذا العصر‪( »...‬ط‪ ،4 .‬ج‪ ،1 .‬ص ص‪.)6-7 .‬‬ ‫وإذا كان الحديث عن كل مضامين كتاب‬ ‫«حاضر العالم اإلسالمي» ال يدخل في صميم‬ ‫اهتماماتنا‪ ،‬فإننا سنحاول –في المقابل‪ -‬تتبع‬ ‫ذكر منطقة شمال المغرب ومعها مجموع البالد‬ ‫على امتداد صفحات هذا الكتاب الضخم‪ .‬والمالحظ –في هذا السياق‪ -‬أن الكتاب لم يتناول بالد المغرب‬ ‫إال من خالل قضيتين تاريخيتين اثنتين‪ ،‬أوالهما خاصة بالمآل التاريخي لمسلمي األندلس‪ ،‬وثانيهما‬ ‫بالتجربة الجهادية لمحمد بن عبد الكريم الخطابي‪ .‬وباستثناء ذلك‪ ،‬ال نجد ذكرا ألي معطيات خاصة‬ ‫ببالد المغرب إال في حاالت جزئية نادرة ال تتعدى صفحاتها أعداد أصابع اليد الواحدة‪.‬‬ ‫فبالنسبة للقضية األولى‪ ،‬قدم األمير شكيب أرسالن دراسة مستفيضة في المجلد الثاني من الكتاب‪،‬‬ ‫تتبع فيها مختلف المراحل التي تقلبت عبرها القضية الموريسكية‪ ،‬سواء ببالد األندلس أم بمنطقة شمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬بدء من سنة ‪– 1492‬تاريخ سقوط مدينة غرناطة باعتبارها آخر القالع اإلسالمية باألندلس‪،-‬‬ ‫ومرورا بمختلف ضروب المحن التي تعرض لها مسلمو األندلس بعد التاريخ المذكور‪ ،‬وانتهاء بالتوزيع‬ ‫الحالي للساكنة األندلسية وخاصة بمنطقة شمال المغرب‪ .‬والمالحظ –في هذا اإلطار‪ -‬أن األمير شكيب‬ ‫أرسالن ظل يعتمد على أمهات المصادر العربية الخاصة بالموضوع‪ ،‬كما استغل عالقاته الشخصية‬ ‫مع بعض إسبانيي المغرب وزعماء الحركة الوطنية قصد توسيع مجال دراسة التأثيرات اإلثنية العربية‬ ‫الحالية لدى الساكنة اإلسبانية‪ ،‬هاجسه في ذلك إثبات قوة االرتباط التاريخي والحضاري الذي ظل يربط‬ ‫بين منطقة شمال المغرب وبالد األندلس إلى يومنا هذا‪ .‬وإلعطاء المثال على ذلك‪ ،‬يمكن أن نستشهد‬ ‫بما كتبه في الصفحة األولى من الجزء الثاني من الكتاب‪ ،‬حيث نقرأ ما يلي‪« :‬وإن كثيرا من األسر النبيلة‬ ‫األسبانيولية ينتمي إلى أصل عربي وال يزال يحمل إلى يوم الناس هذا أسماء عربية‪ ،‬فتجد في إشبيلية‬ ‫مثال بني أمية –وأحيانا يلفظها اإلسبان خمية‪ -‬وتجد بني عباد وبني عمر وبني الفخار وغيرهم‪ .‬وقد‬ ‫ناولني المستشرق األسباني الغرناطي السنيور إيزيدورو دوالس كاخيكاس قنصل إسبانية في تطوان‬ ‫جدوال فيه أسماء عائالت إسبانيولية نبيلة متحدرة من أصل عربي مثل عائلة الدوق البرقوقي في طريف‬ ‫واإلسبنيول يقولون ‪ .Alburquerque‬وحدثني صديقي الحاج عبد السالم بنونة الذي هو من أعالم‬ ‫المغرب وأنجمه الطالعة بأن في أنجرة من جبال الريف عائلة البرقوقي أي أنه يوجد البرقوقي في طريف‬ ‫وفي العدوة المغربية المقابلة لطريف‪ .‬ومثل عائلة القلعة ‪ ...Al kala‬ومنها عائلة الكدية ‪Al kudia‬‬ ‫في أتارفي ومنها عائلة المازان ‪ ...Amazan‬ومنها عائلة المدور ‪ ...Al modavar‬في كسيرس وهم‬ ‫منسوبون إلى قلعة المدور عند قرطبة ويوجد في طنجة وتطاون بنو المدور‪.»...‬‬ ‫وفي سياق االهتمام برصد مظاهر التواصل اإلثني والحضاري بين الضفتين المغربية واإلسبانية‬

‫خالل القرن ‪ ،20‬انتبه األمير شكيب أرسالن إلى أهمية ما كانت تقوم به الحركة الوطنية بالشمال على‬ ‫هذا المستوى من أجل تقريب الرؤى بين الضفتين وإعادة ربط جسور التواصل الحضاري الذي أثرت فيه‬ ‫النزعات الشوفينية العدائية المرتبطة بحروب االسترداد‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يقول شكيب أرسالن‪« :‬وقد‬ ‫تألفت في أثناء تجديد هذا الكتاب‪ ،‬جمعية أسبانيولية إسالمية في مجريط عاصمة إسبانيا مقصدها‬ ‫التقريب بين المسلمين واإلسبان‪ ،‬رئيسها السينيور خوشي فرانشي نائب مجريط وخليفتاه الرئيس‬ ‫محرر هذه األسطر (يقصد شكيب أرسالن) والسنيور إميليو بياندرو‪ ،‬وفيها بضعة عشر شخصا من نواب‬ ‫المجلس اإلسباني ومن أدباء إسبانيا وساستها‪ .‬وفيها من المسلمين عدا هذا الفقير إلى ربه األخ‬ ‫إحسان بك‪ ...‬والحاج عبد السالم بنونة عين أعيان تطوان والسادة محمد الفاسي وأحمد بالفريج وعبد‬ ‫الخالق الطوريس ومحمد بن حسن الوزاني‪ ،‬وهؤالء هم نخبة شباب المغرب علما ونجابة وتحصيال‪»...‬‬ ‫(ج‪ ،2 .‬ص ص‪.)2-3 .‬‬ ‫هذا فيما يتعلق بالموضوع «المغربي» األول الذي اهتم بتوثيقه األمير شكيب أرسالن‪ ،‬أما فيما‬ ‫يتعلق بالموضوع الثاني واألخير‪ ،‬فقد خصصه للحديث عن السيرة البطولية للمجاهد محمد بن عبد‬ ‫الكريم الخطابي‪ ،‬وعن االنتصارات والمالحم التي حققتها القوات الريفية في مواجهتها للقوات اإلسبانية‬ ‫الغازية‪ ،‬خاصة عقب االنتصار الكبير في معركة أنوال سنة ‪ .1921‬ومن خالل الوصف الذي قدمه األمير‬ ‫شكيب أرسالن‪ ،‬يمكن تسجيل عدة مالحظات مرتبطة بأصداء حرب الريف التحريرية بدول المشرق‬ ‫اإلسالمي عند مطلع العقد الثاني من القرن ‪ .20‬فاألمر أصبح مرتبطا بحركة نهوض ثورية عارمة اجتثت‬ ‫قوى االستعمار من أساسها‪ ،‬سالحها في‬ ‫ذلك‪ ،‬قيادتها الراشدة وتنظيمها المحكم‬ ‫والتفاف القبائل حولها‪ .‬وكنتيجة لذلك‪،‬‬ ‫فقد تجاوزت تأثيرات حرب الريف الحدود‬ ‫الضيقة لبالد المغرب‪ ،‬لتمارس سطوة‬ ‫عميقة على بقية الحركات التحررية في‬ ‫القارات الثالث ولتحظى بتقدير وباعتزاز كل‬ ‫الشعوب اإلسالمية التي كانت تناضل من‬ ‫أجل االستقالل‪ ،‬بعد أن تحولت صورة محمد‬ ‫بن عبد الكريم إلى مرجعية تحررية إنسانية‬ ‫افتخرت بإنجازاتها كل الحركات التحررية في‬ ‫العالم اإلسالمي‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يقول األمير‬ ‫شكيب أرسالن‪« :‬ال نبالغ إذا قلنا أن األمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم‪ ،‬متولي كبر الثورة‬ ‫على األسبنيول في شمالي سلطنة المغرب‪،‬‬ ‫هو في القوة الحاضرة‪ ،‬بطل اإلسالم‪ ،‬وأسده‬ ‫الضرغام‪ ،‬والعلم المفرد الذي سار بذكره القاصي والداني والخاص والعام‪ ،‬ال بل إذا نظر الناس بعين‬ ‫اإلنصاف يجدونه بطل العصر الحاضر بين جميع األمم ال بين المسلمين وحدهم‪( »...‬ج‪ ،3 .‬ص‪.)184 .‬‬ ‫فبمثل هذا األسلوب‪ ،‬قدم شكيب أرسالن سيرة المجاهد الخطابي‪ ،‬مبرزا إنجازاته‪ ،‬وراصدا لمختلف‬ ‫ردود الفعل الخارجية التي ترتبت عن انتصاراته‪ ،‬خاصة بالنسبة لمواقف كل من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا‬ ‫وإيطاليا وأقطار العالم اإلسالمي‪ .‬وفي كل ذلك‪ ،‬ظل المؤلف حريصا على متابعة اإلصدارات الصحفية‬ ‫الدولية وعلى االعتماد على مصادر عديدة اختلفت في نوعيتها وفي طبيعتها‪ .‬وبالنسبة لإلطار العام‬ ‫لالنتصارات الريفية‪ ،‬فقد استفاض في الحديث عن التنظيمات اإلداري��ة والعسكرية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية التي أقامها محمد بن عبد الكريم وعن ردود فعل الزعامات المحلية بمنطقة شمال‬ ‫المغرب‪ ،‬وذلك اعتمادا على التقصي الميداني الذي مكن المؤلف من االتصال بساكنة المنطقة وتجميع‬ ‫معلوماته مباشرة من عند فاعلين أساسيين في أحداث هذه المرحلة‪ .‬نسوق هذه المالحظة‪ ،‬مع التأكيد‬ ‫على ما لهذه األداة من أهمية معرفية أكيدة‪ ،‬إلى جانب ما يمكن أن يكتنفها من ثغرات ومن انزالقات‬ ‫منهجية واضحة‪ .‬ولتبيان ذلك‪ ،‬يمكن أن نستشهد بما كتبه األمير شكيب أرسالن عن شخصية أحمد‬ ‫الريسوني وعن عالقتها بالحركة الريفية الجهادية‪ ،‬حيث قال‪« :‬وسألت الشريف المذكور عن الرسولي‬ ‫(كذا) وما شأنه‪ ،‬وما هي نسبته‪ ،‬وما هي خطته في الريف‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن الرسولي هو من ذرية سيدنا‬ ‫عبد السالم بن مشيش الولي الكبير الحسني اإلدريسي شيخ أبي الحسن الشاذلي رضي اهلل عنهما‪.‬‬ ‫وله مقام بجبل العلم‪ ...‬على مسيرة ستة أيام من فاس وثالثة أيام من الريف‪ .‬ومسكن الرسولي في‬ ‫الريف هو بجوار غمارة‪ ،‬والخماس (كذا)‪ ،‬ووادراس‪ ،‬وهي قبائل كثيرة يسكتها الرسولي بأموال يأخذها‬ ‫من األسبانيول‪( »...‬ج‪ ،« .‬ص‪.)197 .‬‬ ‫هذه مجمل القضايا «المغربية» التي يثيرها كتاب «حاضر العالم اإلسالمي»‪ ،‬وهي –على أهميتها‪-‬‬ ‫بعيدة عن اإللمام بأهم المحطات التي طبعت تاريخ المغرب خالل القرن ‪ 19‬وعلى امتداد العقود األولى‬ ‫من القرن ‪ .20‬وعلى مستوى آخر‪ ،‬يمكن القول إن الكتاب يقدم صورة واضحة عن رؤية اآلخر العربي‪/‬‬ ‫المسلم لتطور أوضاع بالدنا خالل الفترات المذكورة‪ ،‬بما يرتبط بذلك من تأكيد لروابط االتصال بين‬ ‫الشرق والغرب اإلسالميين‪ ،‬وبما يختزله ذلك من مواقف مشرقية ظلت تنظر إلى مجمل أوضاع بالدنا‬ ‫انطالقا من خصوصيات تطور األحداث االستعمارية والجهادية بالمنطقة الشمالية الخليفية‪ ،‬وكذا من‬ ‫خالل تجربة الحركة الوطنية بهذه المنطقة خالل العقدين األول والثاني من القرن ‪.20‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.