Achamal n° 1058 le 08 Août 2020

Page 1

‫‪t‬‬

‫‪1‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1058‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪ 19‬ذو احلجة ‪ 8 / 1441‬غ�شت ‪2020‬‬

‫امل�س�ؤولية الفردية‪!!..‬‬

‫الطري�س‬

‫‪...‬‬

‫من الشمال الفرد‬ ‫�أحداث ال�شمال يف �أ�سبوع‬ ‫مرا�سالت خا�صة من فرن�سا بلجيكا وهولندا‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫رحيل‬

‫عبد العظيم ال�شناوي‬

‫�صور من حياته‬

‫موجز من م�سار‬ ‫الكاتب و الإعالمي الراحل‬

‫محمد �أديب ال�سالوي‬


‫‪t‬‬

‫‪2‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫الفرد‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫• محمد إمغران‬

‫املاء‪ ..‬ثم املاء‪..‬‬ ‫ثم املاء !‬

‫تناولنا في افتتاحيات سابقة مواضيع كثيرة تتعلق‬ ‫بأهمية أدوار الفرد ووعيه بذلك في مواجهة األزمات‬ ‫العامة‪ ،‬وأكدنا على أن الفرد أساس نجاح السياسات‬ ‫واالستراتيجيات التدبيرية التي تتخذها الدول‪.‬‬ ‫تحدثنا عن الرقابة الذاتية التي يقتضيها األمر في‬ ‫التعاطي مع التهديدات الجدية التي تتربص باألوطان‪.‬‬ ‫وتحدثنا عن أهمية السلوك الفردي في إنجاح المسالك‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬ومع اشتداد تسجيل أرقام إصابات مخيفة بوباء‬ ‫كورونا ببالدنا جراء الرفع التدريجي للحجر الصحي‪ ،‬بدأت‬ ‫تتعدى رقم األلف إصابة في اليوم الواحد مع ارتفاع مقلق‬ ‫لحاالت الوفيات‪ ،‬تطفو على السطح أهمية استحضار‬ ‫المسؤولية الفردية في لعب دورها الوطني المفترض من‬ ‫أجل التقليص من حجم التهديد الخطير الذي قد يصيب‬ ‫الوطن بالسكتة القلبية والدماغية وغيرها من السكتات‬ ‫التي قد ال تطرأ على بال‪.‬‬ ‫الدولة كيان دينامي يقوم على أساس توفير مختلف‬ ‫أنماط الخدمات األساسية لمواطنيها‪ ،‬اقتصاديا وسياسيا‬ ‫واجتماعيا وثقافيا‪ .‬فليس من العقل ومن التدبير الحكيم‬ ‫أن تبقى الدولة مقفلة هكذا على نفسها وهي ترى هياكلها‬ ‫الحيوية تتهاوى يوما بعد يوم‪ .‬وليس من المنطقي أن‬ ‫تظل تعيش على استنزاف مدخراتها التنموية السابقة‪.‬‬ ‫لهذا السبب ولغيره‪ ،‬اتجهت مؤخرا سياسة الدولة‪،‬‬

‫ال�شمال‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫بكل الشجاعة‪ ،‬نحو تطبيق قرار تحريك ديناميتها‬ ‫التدبيرية عبر تخفيف القيود عن أنشطتها العامة‪ ،‬وفتح‬ ‫مجاالتها الخدماتية واإلنتاجية‪.‬‬ ‫لقد تحملت الدولة‪ ،‬لمدة تزيد عن أربعة شهور‪ ،‬أدوارها‬ ‫كاملة في مواجهة هذا الوباء القاتل‪ ،‬بكل أنماط قراراتها‬ ‫االحترازية التي تشجعت واتخذتها‪ ،‬وبكل ما تطلبه األمر‬ ‫من تخصيص تعويضات مادية عن األضرار التي ألحقها‬ ‫الوباء بالبلد‪ .‬بل إن الدولة عبرت عن صرامتها التي كانت‬ ‫تبدو أحيانا قاسية في مالحقة المخلين بنظامنا االحترازي‪.‬‬ ‫كل المغاربة شاهدوا بالعين المجردة نزول الدولة إلى‬ ‫الشوارع بكل ترسانتها األمنية لمواجهة الوباء‪ ،‬وشاهدوا‬ ‫حرصها الوطني في دفع التهديدات عن مواطنيها‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬ومع تهديد من طبيعة أخرى أكثر شراسة هو‬ ‫اآلخر‪ ،‬ويتعلق األمر بإصابة كيان الدولة بالشلل التام‪،‬‬ ‫تبقى الحاجة ملحة إلى التنصيص على أهمية المسؤولية‬ ‫الفردية في إعانة الدولة على استكمال مشروعها في‬ ‫إعادة الحياة القتصاد البلد دون أضرار‪.‬‬ ‫وزارة العدل مطالبة بتفعيل كل القوانين الضرورية‬ ‫إللزام الناس بتحمل مسؤولياتهم الفردية‪.‬‬ ‫الوعي‪ ،‬والسلوك اإليجابي‪ ،‬واالمتثال لقوانين حالة‬ ‫الطوارئ وغيرها كلها ينبغي أن تكون عناوين المرحلة‬ ‫العصيبة التي نجتازها اآلن‪.‬‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫محمد طارق بخات‬

‫زبيـدة الورياغلـي‬

‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫�أ�سامـة الزكــاري‬

‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫محمد �إمغران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫هـدى املجـاطـي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫ح�سن �أزام‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة‬

‫في عزهذه الحرارة التي تعرفها مدينة طنجة‬ ‫والمغرب‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬تبرز قيمة الماء‪ ،‬سواء بالنسبة‬ ‫للشرب أولالغتسال أوألغراض أخرى تتعدد على أكثر من‬ ‫مستوى‪.‬وبمناسبة فصل الصيف والحاجة الشديدة إلى‬ ‫المياه‪ ،‬تجدراإلشارة إلى أن معدل ملء حقينة السدود‬ ‫التابعة‪ ،‬كليا أو جزئيا‪ ،‬لجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫وإلى غاية أواخر يناير الماضي‪ ،‬تكون بلغت حوالي ‪59‬‬ ‫في المائة‪ ،‬حسب وكالة الحوض المائي «اللوكوس» في‬ ‫تصريحها لوسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫وأما المخزون المائي للسدود الواقعة فوق تراب هذه‬ ‫الجهة‪ ،‬حسب تقرير كان أعده قطاع الماء التابع للوزارة‬ ‫المذكورة‪ ،‬فقد بلغ ما مجموعه ‪ 764.28‬مليون متر‬ ‫مكعب‪ ،‬مقابل ما مجموعه ‪ 769.1‬مليون متر مكعب‪ ،‬خالل‬ ‫نفس الفترة من السنة ما قبل الماضية‪ ،‬وهو ما يعني أن‬ ‫المخزون المائي مهدد بالتراجع أكثر‪ ،‬بناء على مجموعة‬ ‫من الظروف البيئية والعوامل الطبيعية المختلفة‪ ،‬علما‬ ‫أن بعض المناطق والقرى والمدن بالمغرب تشكو ندرة‬ ‫المياه‪ ،‬بشكل أكبر‪ ،‬من هذه الجهة ويعاني سكانها ظروف‬ ‫عيش صعبة‪ ،‬وخاصة في كل فصل صيف‪ ،‬حيث تبدأ قيمة‬ ‫نعمة الماء في البروزأكثر والسيما لمن يفتقدها أو يعاني‬ ‫األمرين في جلبها واستهالكها‪ ،‬لكن يبقى المغرب مقارنة‬ ‫مع العديد من الدول محظوظا بتوفره على نعمة الماء‪....‬‬ ‫هذه النعمة الحاضرة بقوة في المرجعية اإلسالمية‪،‬‬ ‫بل وفي كتابه الكريم (‪...‬وجعلنا من الماء كل شيء حي)‬ ‫اآلية ‪ 30‬سورة األنبياء‪ ،‬يتجلى أساسها و دورها الكبيرفي‬ ‫وجود وسيرورة الحياة واستمرارالخلق أجمعين فوق‬ ‫هذه البسيطة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن هذه الطاقة الثمينة‬ ‫الزالت تهدرببشاعة في كثيرمن نماذج ومظاهر حياتنا‬ ‫اليومية‪ ،‬دون تدخل قوي ودائم على مستوى التوعية أو‬ ‫النصح أواإلصالح‪...‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬ال الحصر‪ ،‬إذا تم‬ ‫إشعارالجهة المختصة بحدوث عطب يتسبب في تسرب‬ ‫الماء الشروب‪ ،‬هنا وهناك‪ ،‬بالشارع العام‪ ،‬فإن التدخل‬ ‫بهدف إيقاف هذا «النزيف» لن يتم في الوقت المناسب‪،‬‬ ‫ولوتكررالنداء لعدة مرات‪ ،‬إال بعد أن تكون نسبة كبيرة‬ ‫من المياه قد تسربت وضاعت سدى وعبثا‪ ،‬فضال عن‬ ‫المياه الصالحة للشرب التي تستهلك وببشاعة في غسل‬ ‫السيارات وغيرها من وسائل النقل على مرأى ومسمع من‬ ‫الجميع‪.‬باإلضافة إلى المياه التي تستعمل في المسابح‬ ‫وفي أمورالترفيه‪ ،‬بشكل مثير في الوقت الذي نتابع عبر‬ ‫الفضائيات والصور التلفزية كيف يعاني سكان دول معينة‬ ‫إزاء الوصول إلى «زكفة» ماء‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬إذا كان اهلل قد حبانا بنعمة المياه‪،‬‬ ‫فالصواب هو الحفاظ عليها‪ ،‬مع استعمالها األنسب‬ ‫واألنجع‪ .‬وللتاريخ واالعتراف باألعمال‪ ،‬البد من اإلشارة هنا‬ ‫إلى دورالملك الراحل الحسن الثاني في االهتمام بالماء‪،‬‬ ‫حيث أطلق مبكرا‪ ،‬بحكمة وتبصر‪ ،‬سياسة السدود(تشييد‬ ‫مجموعة من السدود الكبرى والمتوسطة والصغرى)‪،‬‬ ‫منتصف ستينات القرن الماضي والتي بينت مع مرور‬ ‫الزمن أنها استراتيجية ناجعة للمغرب والقتصاده‪.‬كما‬ ‫واصل وارث سره جاللة الملك محمد السادس تحسين‬ ‫استراتيجية تشييد السدود (أكثرمن ‪ 40‬سدا منذ اعتالئه‬ ‫العرش) مع تشجيعه على التدبير المعقلن للموارد المائية‬ ‫في إطار المشروع المجتمعي‪.‬‬ ‫ما ينقصنا فقط على مستوى المجتمع ككل هوالوعي‬ ‫بقيمة النعمة المائية‪ ،‬مع ضرورة الحفاظ عليها وتطويرها‪،‬‬ ‫بعد أن يرحمنا اهلل‪ ،‬بطبيعة الحال‪.‬لكن كيف ؟ هذا هو‬ ‫السؤال‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫‪t‬‬

‫‪3‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫اعتدنا في أعياد األم‪ ،‬أن نردد مع المطربة فائزة أحمد‪ ،‬مقاطع من أغنيتها الخالدة‪« :‬ست‬ ‫الحبايب»‪ ،‬نرددها بألسنتنا وأفئدتنا‪ ،‬وربما تغالبنا الدموع‪ ،‬ونحن نتابع األغنية‪.‬‬ ‫والمشهد الذي يطالعني في لحظة إذاعة ست الحبایب‪ ،‬مشهد الوالدة ‪-‬رحمة اهلل عليها‪-‬‬ ‫وهي تردد دعاءها المحبب إليها‪ ،‬وهو ‪« :‬اللهم ال تعذبني‪ ،‬وال تعذب أحدا بي»‪.‬‬ ‫‪ ‬كانت تردده صباح مساء‪ ،‬في صلواتها وخلواتها‪ ،‬خوفا من عاديات الزمن‪ ،‬ومما قد يسببه‬ ‫مرضها للمحيطين بها وللقائمين عليها من مشقة وعناء‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد استجاب اهلل دعاءها‪ ،‬ألنها كانت مؤمنة صادقة اإليمان‪ ،‬قانعة بما آتاها اهلل من‬ ‫الكفاف والعفاف‪ ،‬والغنى عن الناس‪ .‬استجابه في آخر زيارة لها‪ ،‬ألختي الصغرى بالرباط‪.‬‬ ‫‪ ‬واألمر‪ ،‬تم بین عشية وضحاها‪ ،‬فقد كنت نازال من منزلي صبيحة سبت‪ ،‬فإذا بولدي يطل‬ ‫علي من شرفة البیت‪ ،‬ليطلب مني أن أتوجه إلى منزلنا الكبير بباب العقلة‪ .‬فالوالدة ‪-‬حسب‬ ‫مكالمة هاتفية‪ -‬اشتد بها المرض بالرباط‪.‬‬ ‫علمتُ ‪-‬بحاستي السادسة‪ -‬أن الوالدة انتقلت إلى ربها راضية مرضية‪ ،‬ما تعذبتْ‪ ،‬وال‬ ‫عذبتْ ‪-‬بمرضها‪ -‬أحداً‪.‬‬ ‫وفي الطريق‪ ،‬أخذتُ أسترجع آخر مكالمة لي مع األخت‪ ،‬وكيف أنبأتْني أن الوالدة لیست‬ ‫في حالة جیدة‪ ،‬وكيف قلتُ لها على سبيل الدّعابة‪ :‬إننا حين أرسلناها إليها منذ ثالثة أيام‪،‬‬ ‫أرسلناها صاغا سليما‪.‬‬ ‫بباب المنزل‪ ،‬سلمتُ نفسي ألخي ليضمني إلى صدره‪ ،‬ويتقاسم معي الحزن علی فقدان‬ ‫أمنا‪ ،‬ولیخبرني أن إجراءات انتقالها في سيارة إسعاف إلى تطوان‪ ،‬تتم بصورة سلسة وسهلة‪.‬‬ ‫فقلت في نفسي‪ :‬إن اهلل استجاب دعاءها حتى في هذه اإلجراءات المعقدة التي اعتدنا‬ ‫عليها في إدارتنا‪.‬‬ ‫وفي أقل من خمس ساعات‪ ،‬كانت الوالدة ماثلة أمامنا‪ ،‬أقصد مسجاة‪ ،‬أو نائمة نومتها‬ ‫األخيرة‪ ،‬وبدال من أن نقول لها‪ :‬حمدا هلل على السالمة‪ ،‬أخذنا نردد في صوت مسموع‪ :‬إنا هلل‬ ‫وإنا إليه راجعون‪ ،‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫هذا مشهد ال يفارقني منذ انطبع في ذاكرتي يوم السابع والعشرین من دجنبر سنة‬ ‫‪.2003‬‬ ‫وعرفتُ فيما بعد‪ ،‬أن الوالدة أسلمت روحها دون أن تتعذب‪ ،‬عقب ليلة شعرتْ فيها‪،‬‬ ‫وأشعرتْ مَن حولها بأنها ليست عادية‪.‬‬ ‫كانت جالسة على مقعد في انتظار الفطور‪ ،‬فإذا باألخت تلمحها وهي تفقد توازنها وتميل‬ ‫جهة اليمین‪ ،‬وخوفا عليها من السقوط‪ ،‬استعانت بزوجها ليحمالها إلى أريكة تتمدد عليها‪،‬‬ ‫فإذا هي جثة هامدة‪.‬‬ ‫رحمها اهلل رحمة واسعة‪ ،‬وأسكنها فسيح الجنان‪ ،‬مع الذین أنعم عليهم من النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين‪.‬‬ ‫أتعرفون كم كانت تتقاضى هذه األم من معاش زوجها؟‬ ‫كانت تتقاضى ثالثمائة درهم وسنتیمات معدودات‪ ،‬تسلمها لها نظارة أوقاف تطوان على‬ ‫رأس كل شهر‪.‬‬ ‫فكيف نحتفل بعيد األم‪ ،‬وبیننا أرامل يتقاضین مثل هذا المبلغ‪ ،‬أو ال يتقاضین شيئا بالمرة؟‬ ‫كيف نحتفل بعيد األم‪ ،‬و بيننا مطلقات يقضين معظم أوقاتهن في محاكم األسرة‪ ،‬من‬ ‫أجل الحصول على نفقة ال تسمن وال تغني من جوع؟‪ ‬‬ ‫كيف نحتفل بعيد األم‪ ،‬وأغلب النساء ال ينلن حقوقهن التي منحها لهن رب العباد؟‪ ‬‬

‫�شوارد من زمن كورونا‪..‬‬ ‫‬‫عاد للطبيعة رونقها‪ ،‬وعاد لإلنسان انجذابه نحوالطبيعة‪ ،‬وتأكد‬ ‫اقتران الطبيعة بالحرية وبالحياة‪ ،‬فالبيوت المغلقة وإن اعتبرت‬ ‫مكسبا ال يقدر قيمته إال الذي حرم من امتالك بيت أوسقف يأويه‪،‬‬ ‫لم تعد مطمئنة كما كانت وهي مفتوحة على الخارج‪ ،‬على العالم‪،‬‬ ‫وعلى اآلخر‪ ،‬لذلك لما رفع الحجر الصحي وخفف منه هرع الناس‬ ‫لمعانقة الطبيعة جبال ونهرا وشجرا وشمسا وقمرا وسماء وأفقا‪،...‬‬ ‫وزاد اإلقبال على اقتناء المنازل في القرى وبجوار الطبيعة‪ ،‬وهبط‬ ‫صرف البناء العمودي والعمارات وناطحات السحاب التي افتخر‬ ‫بها اإلنسان كرمز‬ ‫للتقدم وللتمدن‬ ‫الحديث في مضمار‬ ‫الهندسة المعمارية‬ ‫وال��ت��ع��م��ي��ر‪ ،‬وع�لا‬ ‫ص�����رف ال��س��ك��ن‬ ‫األف��ق��ي المتفرق‪،‬‬ ‫والسكنى بالحديقة‬ ‫أوالبستان‪ ،‬وتبين‬ ‫الخيط األبيض من‬ ‫األس��ود في مأساة‬ ‫الفوارق الصارخة‪-‬‬ ‫ف����ي إم��ك��ان��ي��ات‬ ‫العيش عامة وبين‬ ‫السكن البورجوازي‬ ‫المؤنسن والسكن‬ ‫البروليتاري ال��ذي‬ ‫يشبه علب السردين المضغوطة الهواء خاصة‪ -‬التي نجحت‬ ‫الرأسمالية في تغطيتها بالمساحيق سنين طويلة‪.‬‬ ‫لروح اإلنسان عليه حق كما لجسده عليه حق‪ ،‬فكما يحتاج‬ ‫الجسد إلى الطعام والماء والهواء والشمس ليبقى حيا فإنه يحتاج‬ ‫إلى الحركة للمقاومة‪ ،‬فبدون حركة قد يجمد أويعطب أويمرض‪...‬‬ ‫وقد يرتخي أوينتفخ أويهرل‪ ...‬لذلك سمحت دول بالحركة مشيا‬ ‫رغم شدة الحجر الصحي لمعرفتها باالنعكاس اإليجابي للحركة‬ ‫على صحة الجسم‪ ،‬ومع رفع الحجر الصحي أقبل الناس على‬ ‫ممارسة رياضة المشي أوالجري بشكل غير مسبوق‪ ،‬فأصبحنا نرى‬ ‫أفرادا وجماعات يترددون يوميا على الفضاءات الخضراء والطرقات‬ ‫الدائرية والمناطق الطبيعية المجاورة للمدينة التي تسمح بهذه‬ ‫الرياضة التي تتضاعف شعبيتها دون إزعاج كبير بهدف ترويض‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫الجسم والترويح عن النفس‪ ،‬ومع تباعد المسافة عن القيد الذي‬ ‫فرض على الحركة أثناء الحجر الصحي من أجل استمرار الحياة‬ ‫وصيانتها كأقدس حق‪ ،‬استعادت العادات القديمة جذوتها‬ ‫واسترجعت األجساد روتينها السابق‪ ،‬وخف المتعاطون لرياضة‬ ‫المشي أوالجري التي‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬إذا أغرم بمتعتها وفائدتها اإلنسان‬ ‫لن يتخلى عنها ولن يعوضها بالجلوس ساعات طوال في المقهى‬ ‫أوأمام شاشة التلفزيون‪...‬‬ ‫هذا وبعد قلق الحجر الصحي واشتداد الوعي البيئي والصحي‪،‬‬ ‫ال عذر لمدبري الشأن‬ ‫العام بالمدن خاصة‬ ‫عند عدم التفكير في‬ ‫المستقبل القريب في‬ ‫تهيئة مسالك آمنة‬ ‫وم��ري��ح��ة ومشاريع‬ ‫أخ�����رى ل��م��م��ارس��ة‬ ‫ري����اض����ة ال��م��ش��ي‬ ‫وري����اض����ات أخ���رى‬ ‫مشابهة كالسباحة‬ ‫صيفا وشتاء‪ ،‬فمدن‬ ‫الغد لن تكون كمدن‬ ‫اليوم منذورة فقط‬ ‫ل�لاس��ت��ه�لاك وقتل‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫للعشق مراحله‬ ‫ومواسمه وطقوسه‬ ‫وحيله‪ ،‬في المجتمعات المحافظة يبحث العشاق عن منافذ للهروب‬ ‫من عيون العسس والعذال‪ ،‬فقد يلجؤون إلى الظلمة بدل النور‪،‬‬ ‫وإلى الليل بدل النهار‪ ،‬وإلى األماكن المنزوية البعيدة عن الناس‬ ‫بدل األماكن الفاضحة‪ ...‬لكي يسرقوا هنيهات من المسرات‬ ‫والمناجاة‪ ،‬لكن بفرض لبس القناع أوالكمامة انقلب الوضع فلم‬ ‫يعد من داع لالختفاء واالختباء‪ ،‬فالكمامة كفيلة بالقيام بهذا الدور‬ ‫دون عناء‪ ،‬الكمامة منحت للعشاق حرية غير مسبوقة في اللقاء‬ ‫والحركة أمام أعين اآلخرين دون حرج‪ ،‬ولم يبق للعسس والعذال‬ ‫إال التحديق حتى الجحوظ والتخمين حتى الشقيقة عساهم يظفرون‬ ‫بشيء ينقذهم من حيرتهم وال يفقدهم صوابهم‪ ،‬فالعشق مباح‬ ‫أمامهم وهم في يقظتهم أشبه بالنيام وفي الحضور أشبه بالغياب‪،‬‬ ‫والعشق ينافي الحجر ويعلوعليه‪...‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫المواطنون‬ ‫العالقون‬ ‫بجنوب إسبانيا‪..‬‬ ‫‪ l‬عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫معضلة المواطنين العالقين بجنوب إسبانيا قاربت‬ ‫نصف الحول‪ ..‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬ ‫استوقفتني تدوينة المحامي الحقوقي األستاذ العزيز‬ ‫جالل الطاهر (أحد مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان) ال��ذي نبه الغافلين والمتغافلين في مواقع‬ ‫مسؤوليات سياسية وحقوقية ونقابية لضرورة التعجيل‬ ‫بعودة مواطنينا العالقين في جارتنا اإلسبانية التي تفصلنا‬ ‫عنها مسافة مائية ال تتجاوز الثالثة عشر كيلومترا‪..‬‬ ‫نحن ال ننكر أن هذه الجائحة الكوبيدية قد اجتاحت‬ ‫المعمور ‪..‬‬ ‫ومن لطف اهلل بنا أن تدابير استباقية كان لها حد‬ ‫وقائي مشهود‪..‬‬ ‫لكننا نستغرب من جل قرارات الحكومة الالحقة إزاء‬ ‫هذه الجائحة وما ولدته من جوائح اجتماعية‪: ..‬‬ ‫ • اتخذت قرارا مبدئيا بعودة مواطنينا العالقين في‬ ‫أرض اهلل الواسعة إلى وطنهم‪ ..‬فخلف القرار أثرا حميدا‬ ‫في نفوس المواطنين المغاربة‪ ،‬خاصة من قدر اهلل عليهم‬ ‫أن يكونوا واقعين بالفعل والقوة تحت التأثير المباشر‬ ‫لفعل الجائحة‪..‬‬ ‫ • مارست الحكومة سلوكات انتقائية وتمييزية‬ ‫واستثنائية غير مبررة منطقا وقانونا وأخالقا في تدبير‬ ‫عودة مأمولة ؛ مما دلل على بؤس نظر ومحدودية تفكير‪..‬‬ ‫ • فتحت الحكومة إمكانية عودة العالقين في فرنسا‬ ‫وإيطاليا وغيرها من أرض اهلل الواسعة‪ ..‬واستثنت‬ ‫مواطنينا العالقين بجنوب إسبانيا؛ ربما لسبب سياسي في‬ ‫نفس يعقوب‪ ..‬وإسبانيا قريبة منا قرب حبل الوريد‪..‬‬ ‫ • لم تكلف الحكومة نفسها عناء انتهاج مسلك‬ ‫ديموقراطي إلخبار الناس بدواعي «االنتقاء» و«التمييز»‬ ‫و «االستثناء»‪..‬‬ ‫ • لم تشرح الحكومة سبب عدم السماح بالعودة بحرا‬ ‫لحفدة فاتحي األندلس العالقين بجنوبها بعد حلول‬ ‫هذه الجائحة اللعينة‪ ..‬والحال أن بواخر تمخر بحر الزقاق‬ ‫بانتظام‪..‬‬ ‫ • لم تقدم الحكومة سببا أو أسبابا وجيهة لهذا‬ ‫«التحكم» في رقاب مواطنيها‪..‬‬ ‫ • لم يصدرعن الحكومة شرح لضرورات وإكراهات هذا‬ ‫«المنع» لتنزيل حق من حقوق الناس‪..‬‬ ‫واألسئلة المبهتة التي تحتاج اإلجابات المسكتة ‪:‬‬ ‫ • لماذا تمانع الحكومة في عودة مواطنيها العالقين‬ ‫بجنوب إسبانيا ؟‬ ‫ • ما مسؤولية المجلس الوطني لحقوق اإلنسان في‬ ‫تتبع ومساءلة هذا المنع ؟‬ ‫ • ما مسؤولية غرفتي البرلمان في هذه النازلة ؟‬ ‫ • ما مسؤولية المنظومة الحزبية في هذه المسلكيات‬ ‫الرسمية‪ ،‬وما دورها في الدفاع عن كرامة الناس ؟‬ ‫ • ما مسؤولية النسيج الحقوقي في هذا المنع ؟‬ ‫وأخيرا وليس آخرا ‪:‬‬ ‫ألم يان للذين يقولون ما ال يفعلون أن يستقلوا‬ ‫بقراراتهم ؟‬


‫‪4‬‬ ‫ ‬

‫‪t‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ملف العدد‬

‫«كورونا»‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫‪...‬‬

‫حول م�س�ؤولية الفرد‬ ‫وم�س�ؤولية الدولة‪..‬‬

‫اليمكن للدولة ب��وزارات��ه��ا ومؤسساتها المختلفة‬ ‫وبإمكانياتها مهما كانت تحمل اآلثار السلبية‪ ،‬بل والخطيرة‬ ‫لتفشي فيروس»كوفيد‪ »19‬وتأثيره الكبير على الحياة‬ ‫الصحية واالجتماعية واالقتصادية للمواطنين وللبالد على‬ ‫السواء‪.‬ولهذا السبب حاولت الدولة العمل على التخفيف‬ ‫من الحجر الصحي‪ ،‬لكي تتحرك عجلة االقتصاد ويعود‬ ‫االنتعاش‪ ،‬شيئا فشيئا‪ ،‬إلى النفوس المحبطة والمقهورة‪،‬‬ ‫جراء ما خلفه الفيروس من كساد التجارة واختناق «شرايين»‬ ‫العمل والشغل في كثير من القطاعات والمجاالت‪ ،‬لكن‬ ‫شريطة االلتزام بالتدابير االحترازية‪ ،‬ألن الوباء لم يذهب‬ ‫بعد‪ ،‬وهو األمرالذي لم يلتزم به المواطنون الذين اندفعوا‬ ‫إلى الشوارع‪ ،‬دون وضع كماماتهم أو ترك مسافة األمان‬ ‫أو تعقيم أكفهم‪ ،‬بين الفينة واألخ��رى‪....‬وم��ن هنا بات‬ ‫موضوع مايعرف بـ‪« :‬المسؤولية الفردية» للمواطن يطرح‬ ‫نفسه بإلحاح في ظل استمرارالوباء وارتفاع أرقام اإلصابات‪،‬‬ ‫بشكل مخيف‪ ،‬حسب الجهات الرسمية المختصة‪ .‬فهل‬ ‫تحمل المواطن مسؤوليته‪ ،‬باحترام التدابير االحترازية‬ ‫التي من شأنها أن تجنبه األسوأ‪ ،‬سواء بالنسبة إليه أوإلى‬ ‫أفراد أسرته أو إلى محيطه المجتمعي ؟ ذلك أن المسؤولية‬ ‫الفردية يراد بها القول ما يسأل عنه ويحاسب عليه الفرد‪.‬‬ ‫وبمعنى آخرتعني المسؤولية عن النفس وعن الغير‪،‬‬ ‫فالفرد بقدرما هو مسؤول عن أموره بقدرما ما هو‬ ‫مسؤول عن أمورغيره من األفراد‪.‬والدين اإلسالمي‬ ‫كثيرا ما حث الفرد على تحمل مسؤوليته‪ ،‬تجاه نفسه‬ ‫وأسرته ومجتمعه‪ ،‬فاإلخالل بالمسؤولية الفردية‬ ‫هو في حد ذاته إذاية لآلخر واعتداء على صحته‬ ‫وراحته وحياته‪...‬‬ ‫نعم‪ ،‬في ظل استمرار الوباء‪ ،‬يبرز الحديث‪ ،‬هذه‬ ‫األيام‪ ،‬عن هذه المسؤولية الفردية في التعاطي‬ ‫مع الفيروس الوبائي‪ ،‬المنتشر حاليا‪ ،‬بالمغرب‬ ‫وفي العالم أجمع‪ ،‬طبعا‪ ،‬وهذه المسؤولية تتداخل‬ ‫فيها عدة جوانب‪ ،‬منها الجانب القانوني واألخالقي‬ ‫واالجتماعي والجماعي‪..‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فعندما يفتقد‬ ‫وع��ي المواطن‪ ،‬ف��إن ه��ذه الجوانب من المسؤولية‬ ‫يضرب بها عرض الحائط‪ ،،‬وهو ما نالحظه في استخفاف‬ ‫العديد من المواطنين بالتدابير االحترازية للوقاية من‬ ‫تفشي فيروس «كورونا» وبالتالي ارتفاع عدد المصابين‬ ‫بالفيروس‪ ،‬يوما عن يوم‪.‬وأما استخفافهم أو عدم تحملهم‬ ‫للمسؤولية الفردية‪ ،‬فقد يرجع باألساس إلى ضعف وازعهم‬ ‫الديني أو إصابتهم بالخمول والكسل أو إلى نوع التربية‬ ‫التي تلقوها‪ ،‬منذ نشأتهم‪ ،‬فضال عن نزوعهم إلى االتكالية‬ ‫على اآلخر في تدبير شؤونهم‪ ،‬مع انتقاده ومؤاخذته على‬ ‫أفعاله وأعماله‪ ،‬دون أن يفعلوا شيئا من جانبهم‪.‬لذا من‬ ‫الضروري تطوير وعي الفرد تجاه دوره ومسؤوليته نحو‬ ‫مجتمعه والتعامل مع القضايا الطارئة فيه و حتى يكون‬ ‫التعامل تكامليا وبناء من أجل تحقيق مصالح المجتمع عامة‬ ‫دون أضرار‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬وفي ظل استمرار الوباء‪ ،‬أسيل‬ ‫الكثير من المداد حول المسؤولية الفردية والذي أجمع‬ ‫على أنها تكاملية وتؤثر في بعضها‪ ،‬فإذا أردنا حقيقة أن‬ ‫نصل إلى تطبيق مسؤولية مؤسسية نحو الفرد والمجتمع‪،‬‬ ‫فال بد من رفع اإلحساس بالمسؤولية الفردية وتوجيهها‬ ‫لخدمة المجتمع والحفاظ عليه‪ ،‬ومن ثمارها أن تستمر‬

‫محمد إمغران‬ ‫صحفي بجريدتي الشمال وطنجة‬

‫وتتفاعل المسؤولية المؤسسية وتكون انعكاسا لمسؤولية‬ ‫الفرد‪ .‬في إطار المسؤولية االجتماعية المؤسسية وضع هرم‬ ‫«كارول» للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬المعتمد في قاعدته على‬ ‫مفهوم المسؤولية االقتصادية يليها المسؤولية القانونية‬ ‫تجاه المجتمع والبيئة‪ ،‬ثم المسؤولية األخالقية التي تحمي‬ ‫حقوق األفراد والبيئة واألجيال المقبلة‪ ،‬وفي قمة الهرم‪،‬‬ ‫تأتي المسؤولية التطوعية والخيرية‪.‬‬ ‫ولو حاولنا مجاراة هذا اإلطار في المسؤولية ـ حسب‬ ‫باحث مختص ـ «لرأينا أن المسؤولية المؤسسية ال تنجح‬ ‫دون مستوى مقبول من المسؤولية الفردية التي يتبناها‬ ‫األفراد‪ .‬ويمكن القول إن مستويات المسؤولية الفردية تأتي‬ ‫من خالل احترام حرية وحقوق اآلخرين‪ ،‬فلكل شخص حدود‬ ‫من الحرية يجب أال يتجاوزها حتى ال يقع الضرر باآلخرين‪،‬‬ ‫ثم يأتي بعد ذلك مستوى المسؤولية القانونية للمحافظة‬

‫‪,,‬‬

‫وتحقيق استقرارها وتقدمها‪ ،‬مضيفا أن دور الفرد‬ ‫ومسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه يشكل اللبنة األساسية‬ ‫في تكامل المجتمع وتحقيق استقراره‪ .‬وفي ظل الظروف‬ ‫االستثنائية التي يمر بها المغرب والعالم ‪،‬هذه األيام‪ ،‬بعد‬ ‫انتشار فيروس كورونا ‪ COVID-19‬وخاصة بعد ارتفاع‬ ‫عدد اإلصابات‪ ،‬تبرز أهمية المسؤولية الفردية نحو حماية‬ ‫المجتمع من أخطار اإلصابة والحد من انتشار الفيروس‪،‬‬ ‫وحماية المجتمع من بث الشائعات والترويج لألخبار‬ ‫التي تثير الناس وتحدث الهلع والرهبة بينهم‪ .‬كما تبرز‬ ‫المسؤولية الفردية في مدى التزام األف��راد بالتعليمات‬ ‫والتفاعل معها بطريقة تساعد على تخطي أخطار هذه‬ ‫الحالة التي تتزايد كل يوم‪.‬كما ال تهمل المسؤولية الفردية‬ ‫دور األفراد في التكاثف والتعاون من أجل تحقيق االستقرار‬ ‫وحماية المجتمع والبيئة والبعد عن كل ما يثير القلق من‬ ‫أجل تحقيق أهداف المسؤولية االجتماعية على المستويات‬ ‫الفردية والمؤسسية بقطاعاتها كافة‪ .‬المسؤولية الفردية‬ ‫أسلوب حياة يظهر فيه دورمكونات المجتمع نحو تبني‬ ‫وترسيخ المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وانعكاس لما ستكون عليه‬ ‫المسؤولية االجتماعية المؤسسية «للشركات واألجهزة‬ ‫الحكومية» نحو المجتمع‪ ،‬ومؤشر على نضج المجتمع‬ ‫وتقدمه من خالل التعامل ب��روح المجتمع وتحقيق‬ ‫مصالحه الكاملة‪ ،‬يشير المختص نفسه‪.‬‬ ‫وآخرا‪ ،‬البد من التوازن بين المصلحة الدّينية‬ ‫والمصلحة الدّنيوية في أزمة كورونا‪ ،‬حيث يرى‬ ‫البعض أن ه��ذه الجائحة ج��اءت لتضعنا أمام‬ ‫نوع من التصادم ّ‬ ‫الظاهري بين تعطيل بعض‬ ‫ٍ‬ ‫المصالح الدّينية كغلق المساجد وتعطيل بعض‬ ‫الشّعائر وبين تحقيق بعض المصالح الدّنيوية‬ ‫مثل حفظ النّفس عن طريق الحُزَم اإلجرائية‬ ‫االحترازية‪ ،‬لكنّ المتأمّل فيها ال يجد فيها تعارضًا‬ ‫حقيقيًّا‪ّ ،‬‬ ‫وأن أيّ مصلحةٍ ال تأخذ وص ًفا دينيًّا‬ ‫محضًا أو دنيويًّا محضًا‪ ،‬فهي ك ّلها من المصالح‬ ‫المعتبَرة شرعًا‪ّ ،‬‬ ‫وأن مراعاتها جميعًا هو جز ٌء من‬ ‫حفظ الدّين وليس تعطي ً‬ ‫ال له‪ ،‬فحفظ الصّحة وحِفظ‬ ‫النّفس هي من صميم حفظ الدّين‪ّ ،‬‬ ‫وأن حفظ الدّين‬ ‫في حقيقته ال يتصادم مع المقاصد والمصالح األخرى‪ّ ،‬‬ ‫وأن‬ ‫هذا التعطيل لهذه المصالح نسبيٌّ وجزئيٌّ وليس مطل ًقا‬ ‫أو كليًّا‪ .‬لقد أثبتت هذه الجائحة أنّها فوق طاقة الحكومات‬ ‫والمؤسّسات‪ ،‬وهو ما يفرض التوجّه بالمسؤولية إلى ِّ‬ ‫كل‬ ‫فردٍ في المجتمع؛ باعتباره مسؤو ًال عن نفسه في تصرّفاته‬ ‫وقناعاته‪ ،‬بعد أن عرف مواطن الخطر‪َّ ،‬‬ ‫واطلع على عمق‬ ‫المشكلة‪ ،‬ووقف على مكمن التحدّي‪ ،‬وشخَّص تأثير هذا‬ ‫الوباء‪ ،‬وانكشفت له تفاصيل حكايته‪.‬‬ ‫وبعيدًا عن الجدل حول مسؤولية الفرد ومسؤولية‬ ‫الدولة‪ ،‬وجدلية التعارض بين المصالح الدّينية والدنيوية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن هذه الجائحة ـ حسب البعض ذاته ـ ال تفرّق بين‬ ‫ذلك‪ّ ،‬‬ ‫وأن المرحلة المقبلة تستدعي المزيد من تعميق‬ ‫دور المسؤولية الشّخصية في التعامل معها‪ ،‬وتأصيل روح‬ ‫المسؤولية المجتمعية تجاهها‪ ،‬وتأكيد مبدأ المسؤولية‬ ‫الفردية والجماعية في التدريب الذاتي على الوقاية والعالج‬ ‫منها‪ ،‬والتشجيع على خُ ُلق المبادرة والقدوة فيها‪.‬‬

‫فلكل‬ ‫�شخ�ص حدود‬ ‫من احلرية يجب �أال‬ ‫يتجاوزها حتى ال يقع ال�ضرر‬ ‫بالآخرين‪..‬‬ ‫البد من التوازن بني امل�صلحة‬ ‫الدينية وامل�صلحة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدنيوية‬ ‫يف �أزمة كورونا‬

‫‪,‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬

‫على استقرار وتماسك المجتمع وحماية حقوقه‪ ،‬ثم يأتي دور‬ ‫المسؤولية األخالقية من خالل االلتزام باألعراف والعادات‬ ‫المجتمعية التي تحمي اإلنسان والبيئة وتحافظ على حقوق‬ ‫األجيال المقبلة‪ ،‬يليها المسؤولية التطوعية والمشاركة‬ ‫المجتمعية التي تأتي نتاج السالم الذي ينعم به األفراد نحو‬ ‫مجتمعهم»‪.‬‬ ‫كما أشار المختص ذاته إلى أن «كثيرا من المجتمعات‬ ‫المتحضرة قامت وتقدمت بناء على مستوى الوعي الفردي‬ ‫والمسؤولية الفردية نحو المجتمع‪ ،‬التي شكلت معرفة‬ ‫جمعية وتطبيقات تتكامل فيما بينها حتى وصلت إلى‬ ‫مسؤولية اجتماعية مؤسسية تسهم في بناء المجتمعات‬


‫‪t‬‬

‫‪5‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫م�س�ؤولية الفرد يف الإ�سالم‬

‫عن موقع مجلة دعوة الحق العدد ‪( 55‬بتصرف)‬

‫إن اإلس�لام دي��ن شرعه اهلل واخ��ت��اره ليكون دستورا‬ ‫للعالمين‪ .‬يقول تعالى ‪« :‬إن الدين عند اهلل اإلسالم»‪ ،‬فهو‬ ‫لذلك دين مثالي في تنظيماته كافة‪ ،‬لن نجد له مثيال في‬ ‫تناسق تشريعاته‪ ،‬وانسجام تعاليمه‪ ،‬وتساندها جميعا لخدمة‬ ‫الهدف العظيم الذي وضعت له‪ .‬فشهادة أن ال إله إال اهلل وأن‬ ‫محمدا رسول اهلل‪ ،‬وإقام الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪،‬‬ ‫وحج البيت‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالندب إلى‬ ‫إكرام الضيف‪ ،‬والبشاشة في وجوه اإلخوان‪ ،‬وإماطة األذى‬ ‫عن الطريق‪ ،‬واألمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير‪،‬‬ ‫هذه األمور وغيرها تعاليم متساندة ـ على تفاوت مقاماتها‬ ‫عند اهلل ـ في خدمة الغاية الجليلة التي من أجلها بعث اهلل‬ ‫الرسل‪ ،‬وأنزل معهم الكتب‪.‬‬ ‫والفرق بين اإلسالم وبقية الملل واألديان‪ ،‬أنه دين جعل‬ ‫نصب عينيه أن يوجد األمة الموحدة الجهات‪ ،‬الموثقة العرى‪،‬‬ ‫المتكافلة على الشر‪ ،‬المتكافلة للخير‪ ،‬ليتوصل من ذلك إلى‬ ‫تأمين أكبر قسط من السعادة والطمأنينة للبشرية‪.‬‬ ‫ولذلك فإن اإلسالم ينظر إلى أتباعه نظرة واحدة من‬ ‫حيث وجوب تحملهم المسؤولية‪ ،‬لخدمة الفكرة اإلسالمية‬ ‫التي هي إيجاد المجتمع السليم من اآلفات على اختالفها‪،‬‬ ‫وتأمين السعادة إل��ى أبعد ق��در من مقدرات اإلمكانية‬ ‫اإلنسانية‪ .‬ومن هذا المعين برز الحديث المأثور عن رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال ‪« :‬من أصبح ولم يهتم بأمر‬ ‫المسلمين فليس منهم»‪.‬‬ ‫وعلى ض��وء تلك الفكرة وه��ذا‬ ‫ال��ح��دي��ث‪ ،‬نستطيع أن ن��ق��ول أن‬ ‫المسؤول عن المصلحة العامة في‬ ‫اإلسالم ليس هو الزعيم كزعيم فقط‪،‬‬ ‫وليس هو المجتمع كمجموعة موحدة‬ ‫فحسب‪ ،‬وليس هم رؤس��اء المراكز‬ ‫الهامة في الدولة‪ ،‬كالوالة والقضاة‪،‬‬ ‫وم���دراء ال��ش��رط��ة وق���ادة الجيوش‬ ‫وغيرهم‪ ،‬بل إن الفرد‪ ،‬كذات له كيانه‬ ‫وأث��ره في المجتمع‪ ،‬يصح أن يعتبر‬ ‫مسؤوال بالنسبة للمصلحة العامة‪ ،‬بل‬ ‫مسؤوال خطيرا وخطيرا جدا‪ ،‬بالنسبة‬ ‫لهذه المصلحة‪ .‬إذ منه يتخرج الزعماء‬ ‫والقادة‪ ،‬والقضاة وال��والة وغيرهم‪،‬‬ ‫بل منه يتكون المجتمع الذي هو في‬ ‫الحقيقة ليس إال فردا مضافا إلى فرد‪..‬‬ ‫ولكن العجيب في أمر هذا الدين‪،‬‬ ‫دين اإلسالم العظيم‪ ،‬أنه جعل عنايته‬ ‫التشريعية من الدقة واالنسجام بمثل‬ ‫ما هو عليه وضع الفرد كفرد‪ ،‬وكعضو‬ ‫مندمج في جماعة‪ .‬ولذلك كانت نظمه‬ ‫االجتماعية سليمة من أي عيب‪ ،‬خالية‬ ‫من أي نقص‪ ،‬موسومة بالكمال‪.‬‬ ‫ف��ال��ف��رد ف��ي ن��ظ��ر اإلس��ل�ام هو‬ ‫المجتمع اإلسالمي جزء من كل يكمله‪ ،‬ويكتمل به‪ ،‬ويعطيه‬ ‫ويأخذ منه‪ ،‬ويحميه ويحتمي به‪ ،‬وال نستطيع مطلقا أن‬ ‫نجد في التشريع اإلسالمي انفصاال بين مسؤولية الفرد‬ ‫نحو المجتمع‪ ،‬ومسؤولية المجتمع نحو الفرد‪ ،‬ألن هاتين‬ ‫المسؤوليتين هما أولى وسائل اإلسالم في اإلصالح العام‪،‬‬ ‫وفي التكافل االجتماعي الواسع النطاق‪ .‬وقد أكد اإلسالم‬ ‫معانيهما في نفس الفرد بوجه عام كما ثبتها في نفسية‬ ‫الجماعة وأرساها في ضميرها فقال للفرد‪:‬‬ ‫«أنت على ثغرة من ثغرة اإلسالم فال يؤتين من قبلك»‪.‬‬ ‫وقال للجماعة ‪« :‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم»‪،‬‬ ‫«المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد‬ ‫على من سواهم»‪ .‬وضرب مثال رائعا لوصاية الجماعة على‬ ‫الفرد ومسؤوليتها إزاء جناياته وأخطائه‪ ،‬فقال رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ « :‬إن قوما ركبوا سفينة فاقتسموا‬ ‫فصار لكل منهم موضع‪ ،‬فنقر رجل منهم موضعه بفأس‬ ‫فقالوا له‪« :‬ما تصنع؟» قال ‪« :‬هو مكاني أصنع فيه ما أشاء‪.‬‬ ‫فإن أخذوا على يده نجا ونجوا معه وإن تركوه هلك وهلكوا»‪.‬‬ ‫كما ضرب مثال رائعا عن مسؤولية الفرد تجاه الجماعة يوم‬ ‫قام أبو بكر في خطبة من خطبه وقال بعد أن حمد اهلل وأثنى‬ ‫عليه ‪« :‬أيها الناس إنكم تقرؤون هذه اآلية‪:‬‬ ‫«يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ال يضركم من‬ ‫ضل إذا اهتديتم»‪ ،‬وإنكم تضعونها على غير موضعها‪ ،‬فإني‬ ‫سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول ‪ ٍ:‬إن الناس إذا‬ ‫رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك اهلل أن يعمهم بعقابه»‪.‬‬ ‫يقول رس��ول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ « :‬كلكم راع‬

‫وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،‬األمير راع‪ ،‬والرجل راع على أهل‬ ‫بيته‪ ،‬والمرأة راعية على بيت زوجها وول��ده‪ ،‬فكلكم راع‬ ‫وكلكم مسؤول عن رعيته»‪ .‬فهذا الحديث وإن لم يكن في‬ ‫ظاهر عبارته قد نص على وجود المسؤولية على الفرد تجاه‬ ‫المجموع البشري الذي يكتنفه بالشكل الصريح المباشر‪،‬‬ ‫غير أنه قد قرر مبدأ المسؤولية على الفرد لقاء ما يحوطه‬ ‫من الناس‪ ،‬كثيرين كانوا أو قليلين‪ ،‬بشكل يتكافأ مع ظرفه‪،‬‬ ‫ومهمته الموكولة إليه‪ ،‬وكفاءاته التي يمتاز بها‪.‬‬ ‫وهذه المسؤولية التي قررها اإلسالم على الفرد تكون‬ ‫تارة مسؤولية شخصية يرجع أثرها عليه ال على غيره من أبناء‬ ‫نوعه‪ ،‬كالسعي والعمل في كسب المال وطلب العلم‪ ،‬وطورا‬ ‫تكون مسؤولية اجتماعية يتصل أثرها بمن حوله من أبناء‬ ‫جنسه‪ ،‬وذلك كالتعاون وبذل المساعدة لآلخرين المشاركين‬ ‫له في المجتمع‪.‬‬ ‫فمسؤولية الفرد إذن تتشعب إلى شعبتين‪ :‬مسؤولية‬ ‫تجاه نفسه وأخرى تجاه مجتمعه‪ .‬ويمكن القول بأن مسؤولية‬ ‫الفرد نحو نفسه قد تتسع بحيث تصبح مسؤولية نحو‬ ‫مجتمعه‪ ،‬كما أن مسؤوليته نحو المجتمع قد تضيق بحيث‬ ‫تكون أيضا مسؤولية نحو شخصه بالذات‪ .‬فطلب العلم وإن‬ ‫كان الفرد مسؤوال عنه لنفسه لما وراءه من مصلحة شخصية‪،‬‬ ‫إال أنه أيضا مسؤول عنه تجاه مجتمعه ألن من مصلحة هذا‬ ‫المجتمع أن يكون الفرد فيه متعلما ال جاهال‪.‬‬

‫والتعاون مع المجتمع وإن ك��ان الفرد مسؤوال عنه‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬إال أنه أيضا مسؤول عنه لنفسه بالذات لما يترتب‬ ‫على تعاونه مع أبناء مجتمعه من حمل أبناء مجتمعه أيضا‬ ‫على التعاون معه‪.‬‬

‫مسؤولية الفرد الشخصية‪:‬‬

‫إن اهلل تعالى قد كرم اإلنسان ورفع قدره على جميع‬ ‫أنواع الخلق ‪« :‬ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر‬ ‫ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا‬ ‫تفضيال»‪ .‬وكان من مقتضى هذا التكريم أن وهبه العقل‬ ‫الذي جعله فيه مناطا للتكليف باألوامر والنواهي والحدود‪.‬‬ ‫ولقد تحمل اإلنسان مهمته وتقبل المسؤولية فقال تعالى‬ ‫في ذلك ‪« :‬إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال‬ ‫فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اإلنسان‪ »..‬وكان‬ ‫من أوائل مظاهر المسؤولية الشخصية مسؤولية الفرد عن‬ ‫نفسه وبدنه‪ .‬فقد ورد عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫قوله ‪« :‬نفسك مطيتك فأرفق بها»‪ .‬وفيه يوجب اإلسالم على‬ ‫الفرد الرفق بنفسه بحيث ال يحملها ما ال تطيق‪ ،‬ويعالجها‬ ‫بالراحة والدواء إذا ما أصابها ضيق أو نزل بها مرض‪ ،‬وذلك‬ ‫ليتمكن من الوصول إلى أغراضه ومصالحه‪ .‬وفي هذا‬ ‫المعنى ورد أيضا عنه صلى اهلل عليه وسلم «إن لبدنك عليك‬ ‫حقا»‪ .‬فعلى الفرد توفير الطعام لنفسه‪ ،‬والشراب والمسكن‬ ‫والملبس‪ ،‬وعليه أيضا أن ال ينهك بدنه بالعمل فوق الطاقة‬ ‫والسهر المضني‪ ،‬وأن ال يزجه في مالك الضنك والهالك‪ ،‬وأن‬ ‫يحافظ عليه بحيث يبقى قويا صحيحا‪ ،‬سليما من العيوب‬ ‫واآلفات‪.‬‬

‫ولتأكيد هذا المعنى في نفس الفرد المسلم جاء قوله‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ « :‬أحسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم‪،‬‬ ‫حتى تكونوا شامة في الناس »‪ .‬وكما أن الفرد مسؤول عن‬ ‫بدنه‪ ،‬مسؤول أيضا عن عقله وفكره‪ .‬ولذلك وجب عليه أن‬ ‫ال يضيع نشاطهما ويبعثر جهودهما‪ ،‬ويجعلهما في غير ما‬ ‫ينفعه وينفع الناس أو يصلحه ويصلحهم‪ .‬فهذا الكون قائم‬ ‫بين يديه‪ ،‬يدله اختالف مظاهره ودقة صنعه‪ ،‬وما فيه من‬ ‫جمال وروعة وسعة‪ ،‬على عظمة الخالق‪ ،‬وحكمة الصانع‪،‬‬ ‫وقدرة المصور‪ ،‬فال يصح أن يمر عليها جميعها مر الغافل‬ ‫المغمور‪ ،‬الذي ال يشغل بها فكره‪ ،‬ويستنتج منها ما يزيده‬ ‫إيمانا باهلل‪ ،‬وإجالال له‪ ،‬وذال بين يديه‪ ،‬وتسليما ألوامره‪،‬‬ ‫وانقيادا لتوجيهاته‪ .‬قال تعالى ‪ « :‬أفلم يسيروا في األرض‬ ‫فتكون لهم قلوب يعقلون بها؟» وقال ‪« :‬فاعتبروا يا أولي‬ ‫األبصار» وقال ‪« :‬إنما يتذكر أولو األلباب»‪.‬‬ ‫والعقل كالجسد‪ ،‬ف��إذا كان األخير يتضرر بالمطاعم‬ ‫والمشارب الفاسدة‪ ،‬فكذلك العقل يتضرر ب��اآلراء الزائفة‬ ‫واألفكار اإللحادية الطائشة‪ ،‬ويسوء أيضا باالتجاهات األدبية‬ ‫الماجنة‪ ،‬التي تجني عليه أكثر مما تجني له‪ .‬ولذلك كان‬ ‫على الفرد أن يختار لعقله وفكره ومشاعره أحسن الغذاء من‬ ‫الكتب والمجالت والنشرات‪ ،‬واألحاديث اإلذاعية والمحاضرات‪،‬‬ ‫وكان مسؤوال عن أي انحراف يقع منه‪ ،‬أو شذوذ يصيبه‪،‬‬ ‫وعليه الرجوع به إلى الطريق المستقيم‪ ،‬والجادة التي سار‬ ‫عليها المرسلون‪ ،‬والذين أنعم اهلل‬ ‫عليهم من النبيين والصديقين‪،‬‬ ‫والشهداء والصالحين‪ .‬ولذلك فقد‬ ‫شجع اإلس�لام الفرد المسلم على‬ ‫طلب العلم وحضه عليه فقال صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم «طلب العلم فريضة‬ ‫على كل مسلم»‪ .‬وقال تعالى ‪« :‬هل‬ ‫يستوي الذين يعلمون والذين ال‬ ‫يعلمون؟» وقال وقال أيضا ‪« :‬وقل‬ ‫رب زدني علما» وقال صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ‪« :‬من أراد الدنيا فعليه بالعلم‪،‬‬ ‫ومن أراد اآلخرة فعليه بالعلم‪ ،‬ومن‬ ‫أرادهما معا فعليه بالعلم»‪ .‬وقال‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم مكرما أهل‬ ‫العلم‪« :‬أكرموا العلماء فإنهم ورثة‬ ‫األنبياء» وق��ال ‪« :‬إن مثل العلماء‬ ‫كمثل النجوم يهتدي بها في ظلمات‬ ‫البر والبحر ف��إذا انطمست النجوم‬ ‫أوشك أن تضل الهداة»‪.‬‬ ‫والفرد إل��ى جانب ما سبق‪،‬‬ ‫مسؤول عن أخالقه وعاداته وآدابه‪.‬‬ ‫ولذلك فهو مطالب بتخير ما يتحلى‬ ‫به من اآلداب‪ ،‬ودرس ما يختاره من‬ ‫األخالق والعادات ألنها في الحقيقة‬ ‫صورته الصادقة التي تعرف به الناس‪ ،‬وتكشف عن جوهره‬ ‫وذاته‪ .‬فعلى الفرد أن يجمل نفسه بالحياء والصبر والشجاعة‪،‬‬ ‫والكرم والنجدة‪ ،‬وما شابه ذلك من الفضائل‪ ،‬وأن يباعد‬ ‫بينها وبين المجون والجبن‪ ،‬والحمق والشح وغيرها‪ ،‬وأن‬ ‫يبعث في نفسه النشاط والحركة وأن ال يركن إلى الكسل‬ ‫والخمول‪ ..‬وعلى كل حال عليه أن يحاول دائما كي يكون‬ ‫من نفسه الشخص المثالي في آدابه وأخالقه وعاداته‪ ،‬بحيث‬ ‫يكون قدوة صالحة للناس‪ ،‬وعنصرا نافعا لمن حوله منهم‪.‬‬ ‫إل��ى ه��ذا الحد تكون قد تعرفت أيها األخ الكريم‬ ‫على بعض مسؤولياتك الشخصية‪ ،‬وتبينت ما يطلب منك‬ ‫نحو ذاتك لتدنو قدر الطاقة من الكمال‪ ،‬وتبعد ما أمكن‬ ‫عن النقص‪ .‬وبقي أن تتعرف على مسؤوليتك االجتماعية‬ ‫وسأشعبها هنا إلى ثالث مسؤوليات ‪ :‬مسؤولية تجاه أسرتك‪،‬‬ ‫مسؤولية تجاه مجتمعك‪ ،‬ومسؤولية تجاه دولتك‪.‬‬

‫مسؤولية الفرد تجاه الدولة‪:‬‬

‫وكما يجب أن يكون الفرد عنصرا منتجا بالنسبة‬ ‫للمجتمع‪ ،‬ينبغي أن يكون بالنسبة للدولة التي تحميه‪،‬‬ ‫وتصون مصالحه وأغراضه وحاجاته‪ ،‬والتي انبثقت عنه‬ ‫وبرضاه‪ ،‬فال يجوز مطلقا أن يستبيح أموالها بغير حق وال‬ ‫شرعه‪ ،‬كما ال يجوز البتة أن يهدر مصالحها وأموالها ومراكز‬ ‫إداراتها‪ ،‬وال أن يسمح ألحد بذلك‪ ،‬ولو كلفه ماله كله وحياته‬ ‫إن اقتضى األمر‪ .‬فإذا كان الفرد واليا أو أميرا عاما أو مسؤوال‬ ‫عن بعض الشؤون‪ ،‬فما أشد ما حمله اإلسالم من مسؤولية‬ ‫تجاه المجتمع ومصالحه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪t‬‬

‫‪6‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫«مواقف معربة‬ ‫يف حياة املر�أة بتطوان»‬ ‫حسناء محمد داود‬

‫رئيسة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان‬

‫نعيش هذه األيام في غمرة الحديث عن المرأة‪ ،‬هذا الكائن البشري الذي كان ومازال‬ ‫وسيبقى محط اهتمام ونقاش وجدال وتساؤالت متواصلة عن مدى ما يحظى به من‬ ‫العناية واالهتمام‪،‬وهل استطاعت المرأة أن تثبت وجودها كعنصر فاعل له من الكفاءة ما‬ ‫يساهم به في تطور الفكر وتقدم العلم وبناء المجتمع؟ وهل لها من االستعداد والقدرة ما‬ ‫توافق به بين دورها كمربية لألجيال‪ ،‬إلى جانب مساهمتها في مجاالت التنمية واالزدهار؟‬ ‫وهل للمرأة من الحقوق ما يعادل عطاءاتها وإسهاماتها؟علما بأن الواقع الذي نعيشه‪،‬‬ ‫والممارسات التي نالحظها‪ ،‬والتطورات التي نحققها‪ ،‬هي التي أثبتت وتثبت يوما بعد يوم‪،‬‬ ‫أنه ال مناص من االعتراف بالدور اإليجابي الفعال الذي تؤديه المرأة في حياة المجتمع‬ ‫البشري‪ ،‬وعلما بأن كل من يجحد دورها‪،‬أوينكر فعاليتها‪،‬أويستقل كفاءتها واستعداداتها‬ ‫العقلية والنفسية والجسمية‪ ،‬فهو كمن ينكر ضوء الشمس في واضحة النهار؛ فالمرأة هي‬ ‫األصل‪ ،‬وهي المنبع‪ ،‬وهي التي لوالها لما تواصل الوجود البشري على وجه األرض‪ ،‬تلد‪،‬‬ ‫وتربي‪ ،‬وتنشئ‪ ،‬وتوجه‪ ،‬وإلى جانب كل ذلك‪ ،‬فإنها تمتلك من الكفاءة ما تساهم به في‬ ‫مختلف مجاالت النمو والتقدم‪.‬‬ ‫وبعيدا عن الخوض في هذه الجدليات التي تعتبر في نظري متجاوزة ال مجال إلنكار‬ ‫حقيقتها‪ ،‬سأحاول في هذه الدردشة‪ ،‬أن أقترب من موضوع ذي صلة وطيدة بما له عالقة‬ ‫بحياتنا في هذا الوطن بالذات‪ ،‬وفي هذه المدينة بالذات‪ ،‬وفي هذا المجتمع بالذات‪ ،‬ذلك‬ ‫أنني سـأحاول أن أسترجع مواقف معينة عاشتها المرأة في مدينة تطوان بالخصوص ‪،...‬‬ ‫وسأقلب صفحات من األمس القريب‪ ،‬حتى أقف عند بعض المحطات الماضية التي أكشف‬ ‫فيها الغطاء عما قد تراكم عليه غبار النسيان‪ ،‬فغاب بغياب أهله‪ ،‬أو أُقفلت دونه األبواب‪،‬‬ ‫فعميت األبصار عن معرفته أصال‪ ،‬فضال عن حفظه والتعريف به‪.‬‬ ‫فالحقيقة أن تطوان‪ ،‬تعتبر من المدن التي للمرأة فيها حضور خاص ومتميز‪ ،‬ذلك ألن‬ ‫هذه المدينة‪ ،‬بفضل ما عُرفت به تاريخيا‪ ،‬من كونها وليدة حضارات وثقافات ذات طابع‬ ‫يتسم بالرقي والتمدن‪ ،‬فإنها قد أعطت للمرأة مكانة مرموقة‪ ،‬كانت فيها دائما محط‬ ‫احترام وتقدير وعناية‪.‬‬ ‫فتطوان هي تلك المدينة التي أعيد تأسيسها في القرن ‪ 9‬الهجري (‪ 15‬م)‪ ،‬على يد‬ ‫المهاجرين الذين حملوا معهم من األندلس حضارتها ومدنيتها وثقافتها وأصالتها‬ ‫وعراقتها‪ .‬ومعلوم أن هؤالء المهاجرين األندلسيين‪ ،‬لم ينعزلوا عن غيرهم بعد حلولهم في‬ ‫هذه األرض الطيبة‪ ،‬التي استقبلتهم بعد طردهم على يد النصارى من بلدهم األندلس‪ ،‬بل‬ ‫إنهم قد انسجموا مع المغاربة من سكان منطقة جبالة‪ ،‬ومن ناحية الريف القريبة من موقع‬ ‫تطوان‪ ،‬وكذا ممن قصدها آتيا من مدينة فاس‪ ،‬ثم من الجزائر‪ ،‬فكان انبعاث هذه المدينة‬ ‫في الحقيقة وليد سواعد كل هذه العناصر‪ ،‬التي امتزجت وانصهرت فيما بينها‪ ،‬لتعطي في‬ ‫النهاية نموذجا لمجتمع جديد متسم بسمات معينة‪ ،‬ذاك هو المجتمع التطواني المتميز‪.‬‬ ‫وإذا ما أردنا الحديث عن المرأة في تطوان‪ ،‬فال شك أننا سنكون مطالبين بتصفح‬

‫تاريخ هذه المدينة‪ ،‬حتى نقف على نماذج معينة من النساء‪ ،‬يمكن أن نستنتج من خاللها‬ ‫صورة واضحة للمرأة التطوانية‪ ،‬مع ما يمكن أن يميزها عن غيرها من النساء‪ ،‬فكرا وثقافة‬ ‫واهتمامات وتوجهات‪.‬‬ ‫وبما أن صفحات تاريخ هذه المدينة‪ ،‬حافلة بذكر النساء اللواتي برزن في مختلف‬ ‫المجاالت التي تناسب وضعية المرأة وإمكانياتها داخل هذا المجتمع الذي له خصائصه‬ ‫وحيثياته واعتباراته‪ ،‬فإنني سأركز الكالم على بعض هذه النماذج‪ ،‬محاولة أن أبرز أهم‬ ‫الجوانب التي تبدو من خاللها الشخصية التطوانية النسوية بمختلف مالمحها‪.‬‬ ‫ولعل أبرز وأول نموذج للمرأة التي حُفظ اسمها في تاريخ تطوان‪ ،‬هو نموذج تلك‬ ‫السيدة التي كان لها شرف قيادة دواليب الحكم في هذه المدينة‪ ،‬وهي السيدة الحرة‬ ‫ابنة األمير موالي علي بن راشد باني مدينة شفشاون‪ ،‬التي كانت زوجة ألحد أفراد أسرة‬ ‫المنظري‪ ،‬حكام تطوان بعد إع��ادة تأسيسها‪ ،‬ثم كانت زوجة لسلطان المغرب أحمد‬ ‫الوطاسي؛ وقد حكمت هذه السيدة تطوان وناحيتها في أواسط القرن العاشر للهجرة‬ ‫(السادس عشر للميالد)‪ ،‬فكان ذلك من الطرافة بمكان‪ ،‬وكانت بذلك نموذجا فريدا وغريبا‬ ‫في تاريخ المغرب عامة‪.‬‬ ‫وبوقوفنا عند محطات أخرى من تاريخ هذه المدينة‪ ،‬نتعرف على نماذج أخرى لنساء‬ ‫تطوانيات‪ ،‬قد عرفن بعطاءاتهن في مختلف المجاالت‪ ،‬فنذكر من بينهن مثال‪ :‬الحافظات‬ ‫لكتاب اهلل‪ ،‬والمفسرات‪ ،‬والمحدثات‪ ،‬والصالحات‪ ،‬والفقيهات المدرسات‪ ،‬والطبيبات‬ ‫المعالجات‪ ،‬والماهرات في مختلف الصناعات‪ ،‬إلى أن نصل إلى المناضالت من أجل‬ ‫االستقالل والحرية‪ ،‬والمساهمات في بناء المجتمع الحديث‪ ،‬وإبراز الصورة الحقيقية للمرأة‬ ‫المغربية المعاصرة‪ ،‬التي كان وما زال لها دور في دعم تقدم وازدهار الوطن المغربي ككل‪.‬‬ ‫وهنا أود أن أشير إلى أنني سأتجاوز فترات متالحقة من تاريخ مدينة تطوان‪ ،‬ألقف‬ ‫بالذات عند فترة بارزة من حياة هذه المدينة‪ ،‬أعطت فيها المرأة عطاء ذا أهمية ملموسة‪،‬‬ ‫وهي فترة النصف األول من القرن العشرين‪.‬‬ ‫وعندما أقول إنني سأقلب فترات الماضي وسأقف عند هذه المحطة بالذات‪ ،‬فإنني الأرغب‬ ‫في رواية أحداث سنوات خلت وطويت وذهبت بذهاب أصحابها‪ ،‬وإنما قصدي من ذلك هو‬ ‫تسليط األضواء على دروب شاء القدر أن تكون دروبنا‪ ،‬حيث سار عليها سلفنا‪ ،‬ونسير عليها‬ ‫نحن‪ ،‬وسيسير عليها أبناؤنا‪ ،‬ولهذا فإننا مطالبون حتما بأن نستجلي معالم هذه الدروب‪،‬‬ ‫وأن نطلع على خطوات سابقينا فيها‪ ،‬وأن نقف على إيجابياتها وسلبياتها‪ ،‬حتى يكون سيرنا‬ ‫فيها بأقدام ثابتة‪ ،‬وبوعي كامل‪ ،‬وبمعرفة شاملة‪ ،‬لما كان منا وما سيكون‪ ،‬وبذلك يتيسر‬ ‫لنا أن نحدد هويتنا‪ .‬فال أقبح في تاريخ المجتمعات من أن يخبط المرء خبط عشواء‪ ،‬جاهال‬ ‫لهويته‪ ،‬مستهينا بتضحيات أسالفه‪ ،‬سائرا في سبيل مظلم ال يتبين فيه ما وراءه وال ما‬ ‫أمامه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪t‬‬

‫‪7‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫رحيل الكاتب و»الإعالمي املو�سوعي»‬

‫محمد �أديب ال�سالوي‬

‫فقد المغرب والعالم العربي الباحث والكاتب‬ ‫واإلعالمي الموسوعي محمد أديب السالوي‪ ،‬عن عمر‬ ‫يناهز واحدا وثمانين سنة‪.‬‬ ‫ورحل الفقيد تاركا وراءه إرثا معرفيا زاخرا في‬ ‫المجاالت اإلعالمية والثقافية والفنية‪ ،‬وكان مدرسة‬ ‫تنبع بالعطاءات والمعارف‪ ،‬في العديد مِن المجاالت‬ ‫العلمية واإلبداعية والمعرفية‪.‬‬ ‫وتقلد الفقيد مناصب كثيرة في مجال التحرير‬ ‫واإلعالم‪ ،‬وكان مستشارا في العديد من الوزارات‪،‬‬ ‫وتتلمذ على يده العديد من الباحثين‪.‬‬

‫ونعت نقابة المسرحيين المغاربة وشغّيلة‬ ‫السينما والتلفزيون‪ ،‬التي كان عضوها‪ ،‬الفقيد‪،‬‬ ‫قائلة إنه برحيله «تخسر الساحة الثقافية والفنية‬ ‫واإلعالمية المغربية قامة من طينة الكبار»‪.‬‬ ‫وت��ذك��ر النقابة ب��أن الفقيد ت��أسّ��ف ف��ي آخر‬ ‫حياته لـ«عدم تشجيع القطاع الوصي على الثقافة‬ ‫والمسؤولين ببالدنا لتقديم مشروع كتاب الجيب‬ ‫ومشاريع أخ��رى تم إقبارها بسبب انعدام الحس‬ ‫الثقافي والمواطن»‪.‬‬ ‫وتزيد النقابة‪« :‬لقد خدم المغرب وصورته ثقافيا‬

‫وُل��د في مدينة‪ ‬فاس سنة‪ .1939 ‬تابع دراسته‪ ،‬بجامعة‬ ‫القرويين‪ ‬بفاس‪ ،‬وق��ام بعدة تداريب في اإلع�لام والصحافة‪،‬‬ ‫بمصر‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وألمانيا الغربية‪.‬‬ ‫عمل محررا‪ ،‬وسكرتيرا للتحرير ومديرا للتحرير بعدة صحف‬ ‫مغربية‪ ،‬منها‪ :‬جريدة األنباء (صادرة عن وزارة االتصال) جريدة‬ ‫العلم (صادرة عن حزب االستقالل) جريدة الصحافة (مستقلة)‬ ‫كما عمل خالل هذه الفترة ملحقا ثقافيا بالمكتب الدائم لتعريب‬ ‫بالرباط (التابع لجامعة الدول العربية)‪ ،‬ومنسقا ومستشار للتحرير‬ ‫في مجلة اللسان العربي‪ ،‬الصادر عن مجاميع اللغة العربية‪.‬‬ ‫‪ : 1983-1990 3‬كان رئيس تحرير بمنظمة الطيران‬ ‫والفضاء البريطانية وملحق إعالمي بإدارة التدريب الجوي‪ ،‬للقوات‬ ‫الجوية الملكية‪ /‬الرياض‪-‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪ : 1997-1991 3‬كان مدير رئيس تحرير الجريدة الشعبية‬ ‫(حرة مستقلة) ‪ -‬الرباط‪.‬‬ ‫‪ :1997-2004 3‬مستشار في اإلعالم واالتصال بوزارة المياه‬ ‫والغابات‪ /‬مستشار بوزارة الصيد البحري‪ /‬مستشار بوزارة التكوين‬ ‫المهني ‪ -‬الرباط‪.‬‬ ‫‪ : 2007-2007 3‬منسق عام لجمعية الزاوية الخضراء‬ ‫للتربية والثقافة‪( -‬المملكة المغربية)‪.‬‬

‫واإلعالم بغداد‪/‬العراق‬ ‫‪ :1983 3‬التشكيل المغربي بين التراث والمعاصرة وزرة‬ ‫الثقافة واإلرشاد القومي دمشق‪/‬سوريا‬ ‫‪ :1986 3‬الشعر المغربي (مقاربة تاريخية) دار إفريقيا‬ ‫الشرق‪/‬الدار البيضاء‬ ‫‪ :1996 3‬المسرح المغربي‪ ،‬البداية واالمتداد دار وليلي‬ ‫للطباعة والنشر‪/‬مراكش • ‪ :1996‬تضاريس الزمن اإلبداعي دار‬ ‫البوكيلي للطباعة والنشر‪/‬القنيطرة‬ ‫‪ :1997 3‬هل دقت ساعة اإلصالح‪..‬؟ دار البوكيلي للطباعة‬ ‫والنشر‪/‬القنيطرة‬ ‫‪ :1997 3‬المخدرات في المغرب وفي العالم دار البوكيلي‬ ‫للطباعة والنشر‪ /‬القنيطرة‪.‬‬ ‫‪ :1998 3‬الحروفية والحرفيون دار البوكيلي للطباعة‬ ‫والنشر‪/‬القنيطرة‬ ‫‪ :1999 3‬الرشوة‪/‬األسئلة المعلقة دار البوكيلي للطباعة‬ ‫والنشر‪/‬القنيطرة‬ ‫‪ :2000 3‬أطفال الفقر دار المعارف الجديدة‪/‬الرباط‬ ‫‪ :2001 3‬االنتخابات في المغرب‪ ...‬إلى أين؟ دار البوكيلي‬ ‫للطباعة والنشر‪/‬القنيطرة‬ ‫‪ :2002 3‬السلطة وتحديات التغيير دار البوكيلي للطباعة‬ ‫والنشر‪/‬القنيطرة‬ ‫‪ :2003 3‬المشهد الحزبي بالمغرب‪ :‬قوة االنشطار دار‬ ‫البوكيلي للطباعة والنشر‪/‬القنيطرة‬ ‫‪ :2003 3‬اإلرهاب يريد حال دار البوكيلي للطباعة والنشر‪/‬‬ ‫القنيطرة‬ ‫‪ :2008 3‬عندما يأتي‪-‬الفساد كتاب الحدث‪ ،‬جريدة الحدث‪/‬‬ ‫الرباط‬ ‫‪ :2009 3‬التشكيل المغربي‪ ،‬البحث عن الذات دار مرسم‪/‬‬ ‫الرباط‬ ‫‪ :2010 3‬السلطة المخزنية‪ /‬تراكمات األسئلة‬ ‫شارك في تحرير العديد من المجالت الثقافية بالعالم العربي‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪ 3‬مجلة اآلداب‪ /‬بيروت‬ ‫‪ 3‬مجلة المعرفة‪ /‬دمشق‬ ‫‪ 3‬مجلة األقالم‪ /‬بغداد‬

‫مساهمات ثقافية ‪:‬‬

‫شارك في تحرير العديد من المجالت الثقافية بالعالم العربي‪،‬‬ ‫منها‪ • :‬مجلة اآلداب‪ /‬بيروت • مجلة المعرفة‪ /‬دمشق • مجلة‬ ‫األقالم‪ /‬بغداد • مجلة البيان‪ /‬الكويت • مجلة العربي‪ /‬الكويت‬ ‫• مجلة الفيصل‪ /‬الرياض • مجلة اليمامة‪ /‬الرياض • مجلة دعوة‬ ‫الحق‪ /‬الرباط • مجلة الثقافة المغربية‪ /‬الرباط • مجلة الفنون ‪/‬‬ ‫الدار البيضاء • مجلة زهور ‪ /‬الرباط‪ ،‬مخصص ‪ 3‬إصداراته الثقافية‬ ‫واالجتماعية والسياسية‪.‬‬ ‫‪ :1965 3‬ديوان المعداوي باالشتراك مع أحمد المجاطي‬ ‫وإبراهيم الجمل دار الكتاب‪/‬الدار البيضاء‪( .‬منشورات اتحاد كتاب‬ ‫المغربي العربي)‬ ‫‪ :1975 3‬المسرح المغربي من أين وإلى أين؟ وزرة الثقافة‬ ‫واإلرشاد القومي‪/‬سوريا‬ ‫‪ :1981 3‬االحتفالية في المسرح المغربي الموسوعة‬ ‫الصغيرة وزارة الثقافة واإلعالم‪ ،‬بغداد‪/‬العراق‬ ‫‪ :1982 3‬أعالم التشكيل العربي بالمغرب وزارة الثقافة‬

‫ومعرفيا ألزيد من خمسين عاما منذ االستقالل إلى‬ ‫اليوم‪ ،‬وراكم تجربة طبع ونشر أكثر من ستين عمال‬ ‫أدبيا‪ ،‬والعديد من المصنفات والكتب على نفقة‬ ‫عائلته‪ ،‬وطالما طالب بتعويض عن حالته االجتماعية‬ ‫حتى يقوم بإعالة أسرته»‪.‬‬ ‫وأدي��ب السالوي من مواليد مدينة فاس سنة‬ ‫‪ ،1939‬وترعرع بمدينة سال لما يقارب أربعة عقود‬ ‫ونيف‪ ،‬ثم انتقل إلى مدينة طنجة سنة ‪ ،2018‬ووافته‬ ‫المنية بها؛ وقد حظي برعاية كريمة من الملك محمد‬ ‫السادس‪ ،‬لالستشفاء بالمستشفى العسكري بالرباط‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجلة البيان‪ /‬الكويت‬ ‫مجلة العربي‪ /‬الكويت‬ ‫مجلة الفيصل‪ /‬الرياض‬ ‫مجلة اليمامة‪ /‬الرياض‬ ‫مجلة دعوة الحق‪ /‬الرباط‬ ‫مجلة الثقافة المغربية‪ /‬الرباط‬

‫مقاالته‬

‫‪ 3‬فقر السياسة‪ ،‬سياسة الفقر‬ ‫‪ 3‬كذب السياسة ‪ .‬سياسة الكذب‬ ‫‪ 3‬ويسألونك عن التغيير‪! ‬؟‬ ‫‪ 3‬وزارة الفساد… هل دقت ساعتها؟‬ ‫‪ 3‬الحرية‬ ‫‪ 3‬قاموس المخدرات‬ ‫‪ 3‬في زمن األزمة المالية العالمية‪ ،‬السؤال يطرح نفسه‬ ‫‪ 3‬المواطنة‬ ‫‪ 3‬الديمقراطية‬ ‫‪ 3‬هذه قيم التضامن… أفال تنظرون؟‬ ‫‪ 3‬المغرب والفرانكفونية… إلى أين؟‬ ‫‪ 3‬الصناعة المعجمية العربية‪ ،‬تكشف للعالم هويتنا العلمية‬ ‫‪ 3‬الصحة بالمغرب‪ :‬أرقام وحقائق‬ ‫‪ 3‬االنتقال المدوي في التاريخ… وفي الجغرافيا‬ ‫‪ 3‬أسئلة التعريب ورهاناته بالتعليم العالي في البالد العربية‬ ‫‪ 3‬السياسة والفساد … من يركب على من؟‬ ‫‪ 3‬أي إصالح تسعى إليه حكومة العدالة والتنمية؟‬ ‫‪ 3‬لغة الدستور األولى في المغرب‪ ،‬إلى متى تظل حبرا على ورق؟‬ ‫‪ 3‬أمراض اإلدارة الحكومية المغربية‪ :‬هل تستطيع حكومة‬ ‫بنكيران مواجهتها… وكيف؟‬ ‫‪ 3‬عبد إالله بنكيران‪ ..‬وجها لوجه مع الفساد والمفسدين‬ ‫‪ 3‬الجهة هل تضع المغرب على قاطرة الحداثة‬ ‫‪ 3‬التضامن‪ :‬لماذا… ومن أجل من؟‬ ‫‪ 3‬الدكتور عبد الرحمن بن زيدان يقتحم الكون الجمالي‬ ‫تحت عنوان‪ :‬التشكيل المغربي بلغة الذاكرة‬ ‫(يتبع)‬


‫‪t‬‬

‫‪8‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫خاص عن طنجة المدينة‬ ‫ال�سلطات متنع دخول العمال �إلى املنطقة‬ ‫ال�صناعية اجزناية‬

‫أق��دم��ت السلطات المحلية بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬يوم أمس الجمعة‪ ،‬على إغالق‬ ‫المنطقة الصناعية “كزناية” ومنع العمال‬ ‫والمستخدمين والمركبات من الولوج‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫ووض��ع��ت السلطات المعنية‪ ،‬حواجز‬ ‫وقامت بإرجاع العمال‪ ،‬وكذا حافالت نقل‬ ‫المستخدمين‪ ،‬في حين تم اإلبقاء على‬ ‫العمال الذين اشتغلوا في فترة المناوبة‬ ‫الليلية داخل المنطقة الصناعية‪ ،‬حيث‬ ‫ينتظر نقلهم إلج��راء مسحات مخبرية‬ ‫للكشف عن كورونا‪ ،‬وإخضاعهم لحجر‬ ‫صحي‪.‬‬ ‫وعبر عدد من العمال عن استيائهم من‬ ‫قرار السلطات المحلية بطنجة المفاجئ‪،‬‬ ‫والذي تم دون إشعارهم أو إبالغ الشركات‬ ‫التي يشتغلون فيها‪ ،‬مما جعلهم يتنقلون‬ ‫م��ن أم��اك��ن سكناهم إل��ى المنطقة‬ ‫الصناعية التي توجد خارج المدينة‪.‬‬ ‫ورج��ح ع��دد من العمال أن يكون قرار‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫إعداد ‪ :‬حسن أزام‬

‫من هنا‪ ..‬وهناك‪..‬‬ ‫�إيقاف �أ�شخا�ص ظهرو يف فيديو مثري‪!!..‬‬

‫أوقفت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة بمدينة طنجة‪ ،‬يوم‬ ‫األحد الماضي‪ ،‬سبعة أشخاص من بينهم قاصر‪ ،‬لالشتباه في تورطهم في قضية‬ ‫تتعلق بتبادل الضرب والجرح باستعمال السالح األبيض‪.‬‬ ‫المشتبه فيهم دخلوا في مناوشات‪ ،‬وذلك ألسباب تتعلق بنزاعات سابقة بين‬ ‫أفراد أسرهم‪ ،‬قبل أن يتطور هذا النزاع إلى تبادل الرشق بالحجارة والضرب‬ ‫والجرح باستعمال السالح األبيض‪ ،‬وهي الوقائع التي تم توثيقها من خالل‬ ‫تسجيالت ومقاطع مصورة جرى تداولها على صفحات مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫حيث تم االحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية‪ ،‬رهن إشارة‬ ‫البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة‪ ،‬وذلك للكشف عن جميع ظروف‬ ‫ومالبسات وخلفيات هذه القضية‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫اإلغالق مرتبطا بعدم تنفيذ القرار األخير‬ ‫للسلطات المحلية القاضي بإغالق‬ ‫الوحدات الصناعية إلى غاية ‪ 12‬غشت‬ ‫ال��ج��اري‪ ،‬بعد ارت��ف��اع ع��دد اإلص��اب��ات‪،‬‬ ‫والوفيات بفيروس كورونا المستجد في‬

‫عاصمة البوغاز‪.‬‬ ‫وي��أت��ي ه��ذا اإلج���راء‪ ،‬ضمن رزم��ة من‬ ‫اإلج��راءات أقدمت عليها سلطات والية‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬للحد من‬ ‫تفشي وباء كورونا المستجد‪.‬‬

‫احلكومة تقرر تنزيل �إجراءات وتدابري جديدة‬ ‫ملحا�صرة كورونا يف طنجة‬

‫ق��ررت الحكومة تنزيل مجموعة من‬ ‫التدابير واإلجراءات االحترازية على مستوى‬ ‫عمالتي طنجة أصيلة وفاس ‪ ،‬ابتداء من‬ ‫يوم األربعاء ‪ 5‬غشت ‪ 2020‬على الساعة‬ ‫الثامنة مساء‪.‬‬ ‫وذك���ر ب�لاغ للحكومة م��س��اء الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬أنه تقرر تنزيل هذه التدابير‬ ‫االحترازية بالنظر الى االرتفاع الكبير في‬ ‫ع��دد اإلص��اب��ات بفيروس “كوفيد ‪”19‬‬ ‫وعدد الوفيات المسجلة في اآلونة األخيرة‪،‬‬ ‫وحفاظا على صحة وسالمة المواطنات‬ ‫والمواطنين‪.‬‬ ‫واض���اف ال��ب�لاغ أن��ه سيتم تنزيل هذه‬ ‫االج��راءات االحترازية ‪ ،‬وفق المحددات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬التدابير المقررة على مستوى‬ ‫مدينتي طنجة وفاس‪:‬‬ ‫– إلزامية التوفر على رخصة استثنائية‬ ‫للتنقل من وإلى مدينتي طنجة وفاس‪.‬‬ ‫– منع جميع أشكال التجمعات‪.‬‬ ‫– إغالق محالت تجارة القرب والواجهات‬ ‫التجارية الكبرى والمقاهي على الساعة‬ ‫العاشرة مساء‪.‬‬ ‫– إغالق المطاعم على الساعة الحادية‬ ‫عشر مساء‪.‬‬ ‫– إغالق الفضاءات الشاطئية والحدائق‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫– إغالق قاعات األلعاب والقاعات الرياضية‪،‬‬ ‫فضال عن مالعب القرب‪.‬‬ ‫– تقليص الطاقة االستيعابية لوسائل‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬

‫توقيف ثالثة �أ�شخا�ص بحوزتهم ‪ 665‬غ من الكوكايني‬

‫تمكنت عناصر المصلحة الوالئية للشرطة القضائية بمدينة طنجة‪ ،‬يوم األربعاء‬ ‫‪ 5‬غشت الجاري‪ ،‬من توقيف ثالثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين ‪ 34‬و‪ 50‬سنة‪،‬‬ ‫وذلك لالشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات‬ ‫العقلية‪.‬‬ ‫حيث جرى توقيف اثنين من المشتبه فيهم على مستوى نقطة للمراقبة المرورية‬ ‫بالطريق الرابط بين مدينتي طنجة وتطوان‪ ،‬مباشرة بعد وصولهما على متن‬ ‫سيارة خفيفة‪ ،‬حيث أسفرت عملية التفتيش المنجزة عن العثور بحوزتهما على‬ ‫‪ 470‬غراما من مخدر الكوكايين‪ ،‬مخبأة بإحكام بداخل قنينة لعصير الفواكه‪ ،‬قبل‬ ‫أن تقود األبحاث إلى توقيف المشتبه فيه الثالث على متن سيارة خفيفة بمدخل‬ ‫مدينة تطوان‪ ،‬يشتبه في كونه مزودهما الرئيسي بهذه المواد المخدرة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن عمليات التفتيش المنجزة بمنزل أحد المشتبه فيهم‬ ‫بمدينة طنجة مكنت من حجز ‪ 195‬غراما إضافية من مخدر الكوكايين‪ ،‬ليصل‬ ‫مجموعة المواد المخدرة المحجوزة ‪ 665‬غراما‪ ،‬باإلضافة إلى حجز مبالغ مالية من‬ ‫متحصالت ترويج المخدرات وسيارتين وهواتف نقالة وميزان إلكتروني يشتبه في‬ ‫تسخيرها في هذا النشاط اإلجرامي‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫الأ�سبوع الأخري الأ�سو�أ “وبائيا” من حيث �إ�صابات ووفيات‬ ‫كورونا‬

‫النقل العمومي إلى ‪ 50‬في المائة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التدابير المقررة على مستوى األحياء‬ ‫السكنية التي تعرف تفشي الوباء بكل‬ ‫من مدينتي طنجة وفاس‪:‬‬ ‫– إغالق المنافذ المؤدية لهذه األحياء عبر‬ ‫األحزمة األمنية‪.‬‬ ‫– إخضاع التنقل من وإلى األحياء المعنية‬ ‫باإلغالق لرخصة استثنائية للتنقل مسلمة‬ ‫من طرف السلطات المحلية‪.‬‬ ‫– إغالق محالت تجارة القرب والواجهات‬ ‫التجارية الكبرى‪ ،‬والمقاهي والمطاعم على‬ ‫الساعة الثامنة مساء‪.‬‬ ‫– إغالق أسواق القرب على الساعة الرابعة‬

‫بعد الزوال‪.‬‬ ‫– إغالق الحمامات ومحالت التجميل‪.‬‬ ‫وإذ تهيب ال��ح��ك��وم��ة ب��ال��م��واط��ن��ات‬ ‫والمواطنين التقيد ال��ص��ارم بمختلف‬ ‫ال��ت��داب��ي��ر االح��ت��رازي��ة المعلن عنها‬ ‫واالنخراط‪ ،‬بكل التزام ومسؤولية‪ ،‬في‬ ‫الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من‬ ‫انتشار فيروس “كورونا المستجد”‪ ،‬فإنها‬ ‫تشدد على أن��ه سيتم تفعيل إج��راءات‬ ‫المراقبة الحازمة في حق أي شخص ثبت‬ ‫إخالله بالضوابط المعمول بها‪ ،‬السيما‬ ‫إجبارية ارتداء الكمامات الواقية‪ ،‬واحترام‬ ‫التباعد الجسدي في األماكن العمومية‪.‬‬

‫الأ�ستاذ محمد جيدة يف ذمة اهلل‬ ‫انتقل الى عفو اهلل تعالى أخونا العزيز المرحوم‬

‫�سيدي محمد جيدة‬ ‫مثال النبل والعطاء‬

‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم باسم جمعية أعمدة بطنجة وهيئة تحرير‬ ‫جريدتي طنجة والشمال وبنية الدكتوراه النص األدبي العربي القديم بآداب‬ ‫تطوان وماستري األدب العربي في المغرب العلوي األصول واالمتدادات والكتابة‬ ‫النسائية في المغرب إلى كل أفراد أسرته وعائلته وإلى كل أساتذة آداب تطوان‬ ‫بأحر التعازي‪.‬‬

‫وانا هلل وانا اليه راجعون‬

‫بشأن تطور الوضع الوبائي في المملكة‪ ،‬قالت وزارة الصحة‪ ،‬إن األسبوع األخير‪،‬‬ ‫كان األسوأ من حيث الوضعية الوبائية‪ ،‬مسجلة أن معدل اإلصابة‪ ،‬والوفاة‬ ‫األسبوعي بفيروس كورونا قد وصل إلى أرقام غير مسبوقة خالل األسبوع‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫أما من حيث عدد اإلصابات‪ ،‬فسجلت ال��وزارة‪ ،‬أن المغرب يعد في الرتبة ‪60‬‬ ‫عالميا‪ ،‬والسادس إفريقيا‪ ،‬حيث التزال منظمة الصحة العالمية تصنف المملكة‬ ‫في المرحلة الثانية من الوباء‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫�إخالء م�ست�شفى الغابة الديبلوما�سية من م�صابي كورونا‬

‫شرعت السلطات المحلية بمدينة طنجة‪ ،‬منذ األربعاء الفارط‪ ،‬في إخالء مصابي‬ ‫كورونا من المستشفى الميداني بالغابة الديبلوماسية ونقلهم إلى منازلهم‬ ‫الستكمال مرحلة العالج‪.‬‬ ‫وجاء هذ القرار‪ ،‬بعد إعالن وزارة الصحة عن بروتوكول عالجي جديد‪ ،‬يفرض‬ ‫عالج المصابين العاديين في منازلهم‪ ،‬واإلبقاء على الحاالت الحرجة والتي تتطلب‬ ‫التنفس االصطناعي في المستشفيات‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫�إخ�ضاع العبي املغرب التطواين والرجاء البي�ضاوي‬ ‫الختبارات كورونا‬

‫خضع الالعبون والطاقم التقني‪ ،‬إضافة لحكام المباراة التي جمعت الرجاء‬ ‫الرياضي‪ ،‬األربعاء الماضي‪ ،‬بما فيهم حكام تقنية “‪ ”VAR‬لتحاليل الكشف عن‬ ‫فيروس كورونا المستجد “كوفيد ‪ ”19‬بملعب سانية الرمل‪.‬‬ ‫وذكر الفريق التطواني في بيان له‪ ،‬أن الالعبين واألطقم التقنية وكذا الحكام‬ ‫أجروا مسحة طبية مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت الحمامة البيضاء‬ ‫بفريق الرجاء برسم مؤجل الجولة ‪ 19‬من البطولة االحترافية‪.‬‬ ‫وأضاف البيان‪ ،‬أنه تم إجراء نفس التحاليل لالعبي فريق الرجاء الرياضي وطاقمه‬ ‫التقني بعد المباراة بفندق إقامة الفريق بتطوان‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫فو�ضى البناء الع�شوائي يف زمن كورونا‬

‫يتواصل مسلسل البناء العشوائي بشكل علني بالمحروسة طنجة‪ ،‬حيث يحاول‬ ‫البعض استغالل هذه الفرصة في غفلة من السلطات أو بإذن منها في عدد من‬ ‫المناطق بالمدينة من أجل أن يقوموا بإنجاز بناء عشوائي أو تغيير طبيعة البناي‪.‬‬ ‫فهل والي الجهة على بينة من هذه الفوضى للعمل على الحد من تفاقمها‪..‬؟!‬


‫‪t‬‬

‫‪9‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪xw‬‬

‫الملحق الثقافي والفني‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫وداعا عبد العظيم ال�شناوي‬

‫‪ 10‬يوليوز ‪2020‬‬

‫عبد العظيم الشناوي ممثل‬ ‫ومؤلف ومخرج وإعالمي مغربي‪ ،‬من‬ ‫مواليد الدار البيضاء‪ ،‬يعتبر الشناوي‬ ‫من أبرز األسماء الفنية في المغرب‬ ‫اعتباراً من كونه بدأ مسيرته الفنية‬ ‫في الخمسينيات حيث يعتبر من أول‬ ‫األسماء التي خاضت تجربة اإلشهار‬ ‫في المغرب إضافة إلى أنه اشتغل في‬ ‫التليفزيون قبل إنشاء التلفزيون المغربي‬ ‫سنة ‪ 1962‬حيث اشتغل في شركة‬ ‫‪ TELMA‬وهي شبكة تلفزيونية‬ ‫فرنسية كانت تبث في فترة اإلستعمار‬ ‫لكن ورغم بدايته في التلفزيون إال أنه‬ ‫اشتغل بعد ذلك في اإلذاعة الوطنية‬ ‫كما كان من بين أول اإلعالميين في‬ ‫قناة ميدي ‪ 1‬منذ إنشائها سنة ‪.1980‬‬ ‫سنة ‪ 1959‬اتجه إلى مصر لدراسة‬ ‫السينما حيث درس لمدة سنة واحدة‬ ‫لكن بعد عودته إلى المغرب اكتشف أنه‬ ‫التوجد سينما في المغرب الشي الذي‬ ‫دفعه إلى تأسيس فرقة األخوة العربية‬ ‫سنة ‪ 1961‬وهي فرقة مسرحية‬ ‫تخرج منها عدد كبير من األسماء‬ ‫التي أصبحت فيما بعد من األسماء‬ ‫المعروفة في الساحة الفنية المغربية‬ ‫كمحمد مجد‪ ،‬عبد القادر لطفي‪ ،‬صالح‬ ‫الدين بنموسى‪ ،‬مصطفى الزعري‪ ،‬عبد‬ ‫اللطيف هالل وأسماء أخرى‪ .‬توفي‬ ‫يوم الجمعة ‪ 10‬يوليو ‪ 2020‬بالدار‬ ‫البيضاء بعد صراع طويل مع المرض‪..‬‬


‫‪t‬‬

‫‪10‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫رحيل عبد العظيم ال�شناوي‬

‫عبد العظيم الشناوي ممثل ومؤلف ومخرج وإعالمي مغربي‪ ،‬من مواليد الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬يعتبر الشناوي من أبرز األسماء الفنية في المغرب اعتباراً من كونه بدأ‬ ‫مسيرته الفنية في الخمسينيات حيث يعتبر من أول األسماء التي خاضت تجربة‬ ‫اإلشهار في المغرب إضافة إلى أنه اشتغل في التليفزيون قبل إنشاء التلفزيون‬ ‫المغربي سنة ‪ 1962‬حيث اشتغل في شركة ‪ TELMA‬وهي شبكة تلفزيونية‬ ‫فرنسية كانت تبث في فترة االستعمار لكن ورغم بدايته في التلفزيون إال أنه‬ ‫اشتغل بعد ذلك في اإلذاعة الوطنية كما كان من بين أول اإلعالميين في قناة‬ ‫ميدي ‪ 1‬منذ إنشائها سنة ‪ .1980‬سنة ‪ 1959‬اتجه إلى مصر لدراسة السينما حيث‬ ‫درس لمدة سنة واحدة لكن بعد عودته إلى المغرب اكتشف أنه التوجد سينما‬ ‫في المغرب الشيء الذي دفعه إلى تأسيس فرقة األخوة العربية سنة ‪ 1961‬وهي‬ ‫فرقة مسرحية تخرج منها‬ ‫عدد كبير من األسماء التي‬ ‫أصبحت فيما بعد من األسماء‬ ‫المعروفة في الساحة الفنية‬ ‫المغربية كمحمد مجد‪ ،‬عبد‬ ‫القادر لطفي‪ ،‬صالح الدين‬ ‫بنموسى‪ ،‬مصطفى الزعري‪،‬‬ ‫عبد اللطيف ه�لال وأسماء‬ ‫أخرى‪ .‬توفي يوم الجمعة ‪10‬‬ ‫يوليو ‪ 2020‬بالدار البيضاء‬ ‫بعد صراع طويل مع المرض‪.‬‬ ‫عبد العظيم الشناوي‪،‬‬ ‫ال���ذي ت��رع��رع بحي مقاوم‬ ‫هو درب السلطان‪ ،‬الفنان‬ ‫الذي يجر خلفه تاريخا غنيا‬ ‫بالعطاء ابتداء من مسرحية‬ ‫« الصيدلي» ال��ت��ي ألفها‬ ‫وقدمها برفقة أعضاء من‬ ‫فرقة مغمورة بمدينة الدار‬ ‫البيضاء والتي لفتت موهبته‬ ‫نظرَ فنان كبير كالطيب لعلج لتصبح‬ ‫ضمن فرقته المسرحية ابتداء من نهاية‬ ‫الخمسينيات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫د ر ب‬ ‫ع��ب��د العظيم ال��ش��ن��اوي ال���ذي ت��رع��رع في‬ ‫السلطان وتشبع فيه بحب الحياة والمسرح والوطنية‪ ،‬وجد نفسه منخرطا في‬ ‫خضم هذه الحركية وكان أن التحق بفرقة البشير لعلج الذي أعجب به بعد أن‬ ‫شاهد عرضا له من تأليفه بعنوان “الصيدلي” قدمه رفقة فرقة معمورة من درب‬ ‫السلطان‪ .‬وقضى الشناوي رفقة البشير لعلج بضع سنوات‪ ،‬نهاية الخمسينات‬ ‫وبداية الستينات‪ ،‬قدم فيها عشرات العروض المسرحية بسينما فيردان أو‬ ‫الكواكب‪ ،‬إضافة إلى جولة مسرحية بتونس رفقة بعثة من الفنانين المغاربة‬ ‫منهم أعضاء “جوق المتنوعات” وبعض الفنانين منهم محمد فويتح والمعطي‬ ‫بنقاسم إضافة إلى وردة الجزائرية والتونسي علي الرياحي‪ .‬في أواخر سنة ‪1959‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫أتيحت لعبد العظيم الشناوي فرصة للدراسة بمصر‪ ،‬فاختار دراسة السينما‪ ،‬خاصة‬ ‫أن المسرح كان قد أخذ مبادئه بشكل تطبيقي من خالل عشرات العروض التي‬ ‫قدمها رفقة فرقة “الكواكب” لصاحبها المرحوم البشير لعلج‪ .‬وقضى الشناوي‬ ‫سنتين بالقاهرة حصل فيها على دبلوم في اإلخراج السينمائي‪ ،‬وبعد عودته‬ ‫أسس‪ ،‬رفقة آخرين‪ ،‬فرقة “األخوة العربية” سنة ‪ ،1961‬التي ستشهد التحاق‬ ‫ثلة من األسماء التي ستطبع مشهد التمثيل بالمغرب‪ ،‬منهم عبد اللطيف‬ ‫هالل ومحمد مجد والزعري والداسوكين وعبد القادر لطفي وسعاد صابر وزهور‬ ‫السليماني وصالح ديزان وخديجة مجاهد…‪ .‬وقدمت فرقة “األخوة العربية” أزيد‬ ‫من ‪ 18‬مسرحية منها “الطائش” و”الحائرة” وانكسر الزجاج” جلها من تأليف‬ ‫وإخراج عبد العظيم الشناوي كما ذاع صيتها كثيرا في األوساط البيضاوية خاصة‬ ‫خالل مرحلة الستينات‪.‬‬ ‫وخ�لال عقد السبعينات‬ ‫س��ي��رت��ب��ط ع��ب��د العظيم‬ ‫الشناوي بالتلفزيون من خالل‬ ‫العديد من البرامج الرائدة‬ ‫إذ قدم خالل ‪ 77‬و ‪ 78‬و‪79‬‬ ‫خمسة برامج منها “فواكه‬ ‫ل�ل�إه���داء” و”م���ع ال��ن��ج��وم”‬ ‫و”نادي المنوعات” و”قناديل‬ ‫ف���ي ش���رف���ات الليل”…‬ ‫وستعرف سنة ‪ 1980‬منعطفا‬ ‫جديدا في مسار عبد العظيم‬ ‫الشناوي الذي التحق بإذاعة‬ ‫“م��ي��دي ‪ ”1‬ال��ت��ي أنشئت‬ ‫لتوها‪ ،‬وولجها على أساس‬ ‫أن يقضي فيها سنتين‪ ،‬كما‬ ‫هو مسطر في العقد‪ ،‬فتحول‬ ‫األمر إلى عشرين سنة‪ ،‬قدم‬ ‫فيها أزي��د من ‪ 50‬برنامجا‬ ‫إذاع��ي��ا أولها برنامج “الفن‬ ‫في العالم” وآخ��ره��ا برنامج‬ ‫إذاع��ي وثائقي حول “الحرب‬ ‫العالمية الثانية”‪ .‬وانطوت‬ ‫مرحلة “ميدي ‪ ”1‬بالنسبة إلى‬ ‫عبد العظيم الشناوي بما لها من إيجابيات بحكم أنه أثبت نفسه فيها صوتا‬ ‫إذاعيا‪ ،‬وسلبيات ألنها أبعدته عن خشبة المسرح والتمثيل مدة طويلة‪ ،‬قبل أن‬ ‫ينعتق من ربقة العمل اإلذاعي والتزاماته المضنية‪ ،‬فعاد إلى التلفزيون مجددا‬ ‫عبر برنامج “حظك هذا المساء” على القناة الثانية‪ ،‬ثم إلى المسرح من خالل‬ ‫مسرحية استعراضية من تأليف عبد العزيز الطاهري بعنوان “بين البارح واليوم”‪.‬‬ ‫وفي السنوات األخيرة وفي غمرة انتعاشة السينما المغربية تذكر عبد العظيم‬ ‫الشناوي “دبلومه القديم” في السينما‪ ،‬وشرع في مغازلة الكاميرا وكان أول الثمار‬ ‫شريط قصير بعنوان “المصعد الشرعي” والبقية تأتي‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪11‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ديوان «اغم�ض عينيك لرتى» ّ‬ ‫لل�شاعرة اللبنانية جولييت �أنطونيو�س‬

‫ق�صائد املاء وال ّر�ؤيا‬ ‫الروائي والناقد محمّد عيسى المؤدّب ‪ -‬تونس‬

‫يظل الشّاعر الحقيقي حام ً‬ ‫ّ‬ ‫ال لمشروع‬ ‫قائم بذاته‪ ،‬يهجس به في سره وعلنه‪،‬‬ ‫في صمته وكالمه حتّى يخرجه للنّاس‬ ‫في لحظاتٍ حاسمة‪ ،‬تصف وتبوح‪ ،‬تسرد‬ ‫وتخبر‪..‬‬ ‫جولييت أنطونيوس شاعرة حاملة‬ ‫لمشروع بدأته برحلة بوح في محراب‬ ‫خطيئة الشّعر ضمن ديوانها األوّل‬ ‫خطيئتي‪ ..‬فأعلنت ّ‬ ‫أن الشّعر ال يعيش‬ ‫ً‬ ‫ف��ي ال�� ّل��غ��ة‪ ..‬الشّعر يحيا دائ��م��ا في‬ ‫اإلحساس‪ ،‬يحيا في الجمال والحياة‪....‬‬ ‫قصائدها النثريّة تكتب نفسها بلغة‬ ‫شفيفة وصور مغامرة وأسئلة مربكة‪..‬‬ ‫أليس الشّعر هوذلك الكائن اللاّ مرئيّ‬ ‫الذي ينجح في مناجاة الرّوح ومحاذاة‬ ‫األعماق ومحاورة الفكر؟‬ ‫في ديوانها الجديد «اغمض عينيك‬ ‫ً‬ ‫مفارقة‬ ‫لترى» تطرح جولييت أنطونيوس‬ ‫عجيبة بين الرّؤية والرّؤيا أوبين البـصر‬ ‫والبصيرة‪ ..‬وهوما عبّر عنه سقراط‬ ‫قديماً لرجل وسيم وأنيق‪ ،‬أخذ يتبختر‬ ‫في مشيته ويتباهى بمنظره‪ :‬تك ّلم حتّى‬ ‫أراك‪ ..‬كذلك تقول الشّاعرة للمخاطب‬ ‫الفردي والجماعي‪ ،‬ال ترني بعينيك‪ ،‬افعل‬ ‫ذلك بقلبك وعقلك‪ ،‬أي بشكل عميق‬ ‫ينفذ إلى التّخوم القصيّة‪ ..‬فإيضاح‬ ‫الغاية في استعمال «لترى» تتجاوز‬ ‫حاسّة البصر أوالمدلول المتعارف عليه‬ ‫ليكتسب أجنحة دالليّة متنوّعة وفق‬ ‫ث��راء التّخييل ومرجعيّات التّفكير‪..‬‬ ‫يمكن أن نقول‪ :‬لتحبّ‪ ،‬لتعشق‪ ،‬لتفهم‪،‬‬ ‫لتعرف‪ّ ،‬‬ ‫لتفكر‪ ،‬لتحاور ولتجادل‪..‬‬ ‫حينئذٍ وهذا الفت‪ ،‬تحضر األنثى في‬ ‫القصائد محاورة لألنت واألنتم‪ ،‬مؤصّلة‬ ‫لتواصل يتجاوز ّ‬ ‫الظاهر والسطحيّ‬ ‫ٍ‬ ‫والمتاح إلى الباطن والجوهر والممتنع‪..‬‬ ‫لذلك نهضت الصّور في الغالب على‬ ‫تقنية التضادّ فحضرت الثنائيّات‬ ‫والتداخالت بين الرّوح والجسد‪ ،‬الحقيقة‬ ‫والوهم‪ ،‬األرض والسّماء‪ ،‬الحياة والموت‬ ‫وال��ح��ب وال��ك��راه��يّ��ة‪ ..‬كما استدعت‬ ‫الشّاعرة توهّجها الرّوحي وتموّجات‬ ‫وجدانها لتحاور الصّخب الخارجي‬ ‫المرتبط بالوطن ومختلف القضايا التي‬ ‫تعيشها اإلنسانيّة‪ ..‬فالشّاعرة بذلك‬ ‫تنشئ تناغماً بين ّ‬ ‫الذاتي والموضوعي‬ ‫أوبين األنا واإلنسان وهوما غاب عن‬ ‫الكثير م��ن دواوي���ن الشّعر العربي‬ ‫الحديث بوقوفه على الرّبوة أوانتصابه‬ ‫في برجه العاجي‪..‬‬ ‫«إنّه ليس زمني‬ ‫ليس مكاني‬ ‫وال سكني‬

‫باإلنسان‪ ،‬ال تهيم بالعاشق بقدر ما‬ ‫تضمّخ أنفاسها بالعشق‪ ..‬ال تهدي‬ ‫انتظاراتها للحرب والعزلة والموت بقدر‬ ‫ما تهبها للسّالم والحريّة والوطن‪..‬‬ ‫فلبنان هوّ تلك الشّجرة المترامية التي‬ ‫تنشر ّ‬ ‫الظالل وتحمي شرايين الحياة‪..‬‬ ‫جولييت أنطونيوس في مغامرتها‬ ‫اإلبداعيّة الجديدة واعية بالحركة‬ ‫الدّاخليّة لهندسة قصائدها‪ ..‬تستدعي‬ ‫الماضي لتفكّ شفرات اآلتي والمنتظر‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫توظف اإلشارة والتّلميح لتكشف أقنعة‬ ‫الحاضر وتستخدم األصوات المتعدّدة‬ ‫لتكون الرّؤيا واعية ومتبـصّرة بما‬ ‫سيأتي وبما سيكون‪...‬‬

‫لن أسير على أرصفة الحكايا‬ ‫ال‪..‬‬ ‫ال أعشق المرايا الصامتة‬ ‫وصورتها الممتدة إلى ما هوخلفي‬ ‫أسمع همس الزوايا‪..‬‬ ‫الهمس يخنق أذني‪..‬‬ ‫لن أموت قبل الموت‬ ‫كفن ليس كفني‪»..‬‬ ‫في ٍ‬ ‫وتعتمد جولييت أنطونيوس على‬ ‫تشكيل إيقاعي متناغم في توزيع األسطر‬ ‫ٍ‬ ‫الشّعريّة من خالل المراوحة خاصّة بين‬ ‫التّكثيف واالنتشار والتّماثل الصّوتي‬ ‫بين الحروف والتّراكيب‪ ..‬ويستجيب‬ ‫الفضاء الشّعري إلى ما يشبه االنفالت‬ ‫من الضّيق إلى االمتداد‪ ،‬من القلق إلى‬ ‫اليقين ومن الواقع إلى الحلم‪ ..‬تحـضر‬ ‫التّداعيات وال ّلوحات والرّسومات لتثري‬ ‫المونولوج الداخلي والحركة السّرديّة‬ ‫المتنامية في القصائد‪ ..‬هيّ ال ّلغة تحفر‬ ‫في ّ‬ ‫الذاكرة وتسكن الحلم اإلنسانيّ‬ ‫العام فترد حيّة‪ ،‬عاشقة ال لبس أوغريب‬ ‫فيها‪ ،‬تعيش في عصرها‪ ،‬أنثى وعمقاً‬ ‫ودهشة‪ ..‬تلك هيّ لغة الشّعر التي‬ ‫تحتاجها األذن ويباركها الفكر‪ ..‬أن‬

‫تكون سهلة مستعصية تجري‬ ‫مثل الماء‪ ،‬به ّ‬ ‫كل األلوان وفيه‬ ‫ّ‬ ‫كل العذوبة‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫«كل شيء يبدأ‪..‬‬ ‫عندما أغمض عينيّ‬ ‫ال أغمض عينيّ ألنام!‬ ‫بل ألحيا‪»..‬‬ ‫دي��وان «اغمض عينيك‬ ‫لترى» للشّاعرة جولييت‬ ‫أن��ط��ون��ي��وس يحتضن‬ ‫األن��ا كما يحتضن األن��ت‬ ‫واألفق والمواسم والحياة‬ ‫ف��ي نبضها وأش��واق��ه��ا‬ ‫وأسئلتها‪..‬‬ ‫ورهاناتها‬ ‫ال تنشغل ال��شّ��اع��رة‬ ‫بالرّجل بقدر انشغالها‬


‫‪t‬‬

‫‪12‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫بع�ض الأبعاد الداللية واجلمالية يف ديوان « يد فارغة»‬ ‫لل�شاعر محمد بنقدور الوهراين‬ ‫عبد العزيز أمزيان‬ ‫في حوزة الشاعر المغربي محمد بنقدور الوهراني‪ ،‬أربعة دواوين‬ ‫«لست اآلن وحدي» سنة ‪« .2013‬عن ظهر قلب»سنة ‪ « . 2016‬بعيدا‬ ‫‪...‬في أول الطريق» سنة ‪.2018‬‬ ‫ديون «يد فارغة» وهو يعد الديوان الثاني للشاعر‪ .‬صدر عن‬ ‫مطبعة سليكي أخوين‪ /‬طنجة سنة نونبر ‪ .2014‬في حلة جميلة‪،‬‬ ‫لوحة الغالف‪ :‬الفنان حسن البراق‪ .‬وهي لوحة تعبيرية‪ ،‬ذات ألوان‬ ‫هادئة‪ ،‬يغلب عليها اللون األزرق الذي يرمز إلى الصفاء والسلم واألمن‬ ‫والطمأنينة‪ .‬في عمق اللوحة ثمة بؤرة ضوء يستل منها المتلقي العزم‬ ‫واألمل والتفاؤل‪.‬‬ ‫يقع الديوان في اثنتين وعشرين ومائة صفحة‪ ،‬يطوي بين‬ ‫دفتيه نصوصا تتراوح بين القصر والتوسط والطول في عدد أسطرها‬ ‫الشعرية‪ ،‬وهي مقسمة إلى مجموعات‪ ،‬كل مجموعة مصدرة بإهداء‬ ‫خاص‪ ،‬المجموعة األولى المعنونة بالبعيدة‪ ،‬تشمل سبعة نصوص‬ ‫شعرية قصيرة (وحشة‪ -‬شرفة‪ -‬خريف‪ -‬طيف‪ -‬فنجان‪ -‬حنين‪ -‬قرنفلة)‬ ‫وهي مهداة «إليها دائما‪ ،‬زوجة‪،‬رفيقة وحبيبة‪ »...‬وهي نصوص يؤكد‬ ‫مضمونها العام العالقة الروحية المتينة‪ ،‬التي تربطه بالزوجة‪ ،‬وهي‬ ‫عالقة راسخة مختلفة‪ ،‬يحضر فيها البعد الجمالي‪ ،‬على مستوى الحياة‬ ‫المعيشة‪ -‬بقوة‪ -‬وعلى امتداد العمر‪ .‬يتعمق حضور الحبيبة ‪ /‬الرفيقة‪،‬‬ ‫وهي بعيدة ‪ -‬في الضفة األخرى‪ -‬عن طريق كل الحواس ‪ :‬حاسة الشم‪:‬‬ ‫يحرك رائحتَك داخلي‬ ‫ويغرقني في عطر وحشتك ص ‪( 5‬وحشة)‬ ‫حاسة اللمس‪ ،‬وحاسة البصر‪:‬‬ ‫دعيه يتوسد دفء عينيك‬ ‫لكي ال تضيع عنك قسماتي ص‪( 8‬طيف)‬ ‫حاسة الذوق وحاسة اللمس‪:‬‬ ‫أن نكهة البن‪ ،‬هنا‪،‬‬ ‫مرارتها مختلفة‬ ‫وأن للفنجان وشفتيك‬ ‫تفاصيل متشابهة‪ ،‬ص ‪( 9‬فنجان)‬ ‫حاسة السمع‪:‬‬ ‫وأن غيمة الشوق‬ ‫أمطرت في القلب‬ ‫طوفانا من حنين‪ .‬ص ‪ (10‬حنين)‬ ‫حاسة البصر‪:‬‬ ‫وجعي يتحرك في عينيك‪،‬‬ ‫ألني أعلم أنك تراني‬ ‫بعين أخرى تراني‪ ...‬ص‪ ( 11‬قرنفلة)‬ ‫المجموعة الثانية بعنوان «هوى (أغمات)» وهي تغطي نصا شعريا‬ ‫واحدا طويال‪ ،‬مصدرة بإهداء «إلى كبدي التي تمشي على األرض‪ ،‬إلى‬ ‫حازم ولؤي»‪ .‬في هذا النص مناجاة وجدانية‪ ،‬من حبيبة أدمنت العشق‬ ‫والهيام‪ ،‬طافت روحها في دوح الحبيب‪ ،‬فغرقت في نسائمه الباذخة‪،‬‬ ‫جال قلبها في بحره‪ ،‬فسبحت في رذاذه العذب‪ ،‬ونداه الزالل‪ ،‬فثملت‬ ‫من الصبابة والوجد‪ ،‬حتى أنها لم تعد تعرف وقت نزول المطر‪ ،‬وال وقت‬ ‫هبوب ريح الشمال‪ ،‬مناجاة بحساسية شعرية عالية التوقد‪ ،‬وإحساس‬ ‫وجداني مرتفع النبرة‪ ،‬وبلغة سلسة نضرة قوية االشتعال‪.‬‬ ‫ال أعرف متى ستمطر‬ ‫ألغسل بعض ما علق بقلبي‪،‬‬ ‫ال أعرف متى ستهب‬ ‫ريح الشمال‪ ،‬ص ‪. 15‬‬ ‫******‬ ‫أريد شجرة من (مرج فضة)‬ ‫أستظل بها من أرقي‬ ‫وأنام طويال‬ ‫أحلم بالوادي الكبير ص ‪.15‬‬ ‫******‬ ‫أفرش لي (طين الطيب) مرة أخرى‬ ‫أمشي عليه حافية‬ ‫وأهيم وحيدة ص ‪.17‬‬ ‫وتتصاعد المناجاة بأسلوب غفير‪ ،‬ونبرات سحيقة‪ ،‬تكاد تسمع‬ ‫رنينها الواجع‪ ،‬وهدير سجعها الواخز‪ ،‬حتى لكأنك أمام مشاهد حب‬ ‫مشدودة األعصاب‪ ،‬ومقيدة الخيوط‪ ،‬لكنها مسترسلة النبضات‪،‬‬ ‫متتابعة الدفقات‪..‬‬ ‫علمني لغة الحب من جديد‬ ‫ذكرني بقواعد العشق المستحيلة‬ ‫افتح لي كتاب (أميرة األندلس)‬ ‫ودعني أتقمص دور الغجرية الحرون‬ ‫أراقصك‪ ،‬بغنج‪ ،‬فوق (ناعورة الماء) ص ‪.21‬‬ ‫المجموعة الثالثة بعنوان «عين زرقاء» وهي تشمل نصا شعريا‬ ‫واحدا متوسط الطول‪ ،‬مصدرة بإهداء «إلى الشاعر عبد الكريم الطبال‪،‬‬ ‫تلك الدمعة كانت زرقاء‪ ،‬زرقة الماء والسماء‪ ».‬يخاطب الشاعر محمد‬ ‫بنقدور الوهراني فيه‪ ،‬الشاعر األلمعي عبد الكريم الطبال‪ ،‬بتقدير‬ ‫وإكبار‪ ،‬وبلغة شعرية منتقاة‪ ،‬من قاموس الطبيعة بنوعيها الصامت‬ ‫والجامد‪ (:‬العين‪ ،‬المطر‪ ،‬الشفق‪ ،‬السماء‪ ،‬القمر‪ ،‬مجرة‪ ،‬الموج‪ ،‬الشجر‪،‬‬ ‫النرجس‪ ،‬ريح‪ ،‬غيوم‪ )..‬ومن قاموس األلوان‪ ( :‬زرقاء‪ ،‬حمرة‪ ،‬كحل‪ ،‬رماد‪)..‬‬ ‫وهي مخاطبة تشي بعالقة إنسانية طافحة بالصفاء والدفء والحياة‪،‬‬ ‫ولعل ما يؤكد ذلك حضور غني لأللفاظ الدالة عليها (العين‪ ،‬شمس‪،‬‬ ‫الضوء‪،‬المطر‪ ،‬حمرة‪ ،‬الماء‪ ،‬الموج‪ ،‬الشجر‪ ،‬فتنة‪ )..‬وتشف أيضا عن صلة‬

‫موشومة بالتجدد والحركية واالستمرارية‪ ،‬يثبت ذلك استخدام الشاعر‬ ‫محمد بنقدور الجمل الفعلية الدالة على زمن الحاضر والمستقبل‪.‬‬ ‫ترقبك‬ ‫تلك العين‪ ،‬ترمقك‪،‬‬ ‫تدعوك إلى نافذة وشمس ص ‪.29‬‬ ‫******‬ ‫تداعب كلماتك بجفونها‬ ‫لكي تعلمك‬ ‫معنى الموج‬ ‫سر الماء‬ ‫وصمت الشجر‪ .‬ص ‪.31‬‬ ‫المجموعة الرابعة بعنوان «شتاء أول��ى» وهي تتضمن عشرة‬ ‫نصوص شعرية قصيرة( خريف العمر‪ -‬نجوم الصباح‪ -‬رائحة التراب‪-‬‬ ‫حقول العاشق‪ -‬فخاخ ال��ورد‪ -‬إيقاع الماء‪ -‬لهفة الغائب‪ -‬عواصف‬ ‫الليالي‪ -‬بياض في بياض‪ -‬غيثك يا اهلل ) مصدرة بإهداء « إلى عبد‬ ‫اللطيف بنقدور الوهراني‪ ،‬رضى الوالدين من رضا الوالدين‪ »...‬في‬ ‫هذه المجموعة يتوغل البعد الغنائي‪ ،‬ويستشري في فضائها بنغم‬ ‫موسيقي سلس‪ ،‬وبنبر إيقاعي منقاد‪ ،‬ساهمت في تشكيلها مظاهر‬ ‫التكرار والتوازي‪ ،‬اللذين حضرا كقيمتين فنيتين في جل النصوص‪،‬‬ ‫فمنحاها زخما إبداعيا الئقا‪ ،‬وطاقة تعبيرية رائقة‪:‬‬ ‫كان الخريف صديقا ألبي‬ ‫يتواعدان ويلتقيان‬ ‫في نفس الوقت‬ ‫في نفس الفصل‬ ‫في نفس الحقل ص ‪( .37‬خريف العمر)‬ ‫نصوص شعرية ترسم صورة أب مكافح‪ ،‬مقاوم‪ ،‬عميق‪ ،‬مؤمن‪،‬‬ ‫منسجم مع ذاته‪ ،‬ومع الطبيعة‪ ،‬ومع اآلخرين‪ ،‬لدرجة أنه حين وافته‬ ‫المنية‪ ،‬ظلت كل الكائنات التي كانت تعرفه‪ ،‬تسأل عنه‪ ،‬وتبحث له عن‬ ‫أثر‪.‬‬ ‫مات أبي‬ ‫ظل الخريف يسأل عنه‬ ‫في نفس الوقت‬ ‫في نفس الفصل‬ ‫في نفس الحقل‪،‬‬ ‫يبحث عنه بين الشواهد ص ‪ ( 48‬غيثك يا اهلل)‬ ‫المجموعة الخامسة بعنوان «دعني أرق��ب» وهي تضم سبعة‬ ‫نصوص شعرية قصيرة (نور‪ -‬نهر‪ -‬كالم‪ -‬جرح‪ -‬نشيد‪ -‬سفر‪ -‬فجر‪)-‬‬ ‫مصدرة بإهداء «إلى جواد الحضري بركة ربانية تمشي على األرض»‬ ‫في هذه المجموعة‪ ،‬تنساق الصور هادئة‪ ،‬ملونة بالحرف‪ ،‬موشاة‬ ‫بالضوء‪..‬‬ ‫دعني أرقب‪،‬‬ ‫طلوع الفجر‬ ‫خيطا أبيض‪،‬‬ ‫أو بزوغ النور ص ‪( 53‬نور)‬ ‫تنسج لوحات فنية متنامية‪ ،‬ومشاهد جمالية متصاعدة‪ ،‬ترفل في‬ ‫أثواب المجاز‪ ،‬وتتباهى في حلل االستعارة‪:‬‬ ‫دعني أرقب‬ ‫اشتعال القصيد‬ ‫أؤجج عنقه‬ ‫أكلم صمته ص ‪( 57‬نشيد)‬ ‫المجموعة السادسة بعنوان تفاصيل صغيرة‪ ،‬وتحتوي على ستة‬ ‫نصوص شعرية قصيرة( ماء‪-‬ورد‪ -‬ضوء‪ -‬حلم‪-‬موت‪ -‬قناع) مصدرة‬ ‫بإهداء « إلى الشاعر محمد عابد‪ ،‬كنت تحدثني‪ ،‬عندما انتبهت‪ ،‬فجأة‪،‬‬ ‫إلى أننا أصبحنا بدون سماء‪ »..‬في هذه المجموعة تزداد الصور تألقا‪،‬‬ ‫وتحتد توهجا‪ ،‬وتنطلق من وجدان متقد‪ ،‬ومن روح مكتظة بالحياة‪..‬‬ ‫الدمعة تضيء‬ ‫الفجر يضيء‬ ‫القلب يضيء‬ ‫رغم غصة الشوق يضيء‪..‬ص ‪ 66‬ضوء)‬ ‫المجموعة السابعة بعنوان «ميراث الريح» يلتف تحت إمرتها‪،‬‬ ‫ستة نصوص شعرية قصيرة ( سنبلة‪ -‬ملك‪ -‬قدر‪ -‬صبر‪ -‬وصية) وهي‬ ‫مصدرة بإهداء» إلى يوسف بنقدور الوهراني (خيرة) تلك المرأة الطيبة‪،‬‬ ‫تذكرها‪ ،‬كانت شمسنا األولى‪ )...‬هذه المجموعة تنطوي على صور‬ ‫شعرية‪ ،‬اعتمد الشاعر محمد بنقدور الوهراني في تشكيلها –في‬ ‫األغلب‪ -‬على التشبيه‪ ،‬ترمي في بعدها الداللي على تشرب الشاعر‬ ‫حكم الحياة‪ ،‬وتشبعه بقيمها‪..‬‬ ‫الصولجان سنبلة‬ ‫والبئر قدر التائبين‪،‬‬ ‫سحابة صيف ممطرة ص ‪ 75‬سنبلة)‬ ‫المجموعة الثامنة بعنوان « وشوشات النوارس» تجمع نصا واحدا‪،‬‬ ‫وهي مصدرة بإهداء « إلى الشاعر إدريس علوش على الضفة األخرى‬ ‫من الشرفة األطلسية‪ ،‬يرقبنا‪ ،‬دائما‪ ،‬طفل يجري‪ ».‬وهو نص يجري‬ ‫كالماء‪ ،‬منساب كالغدير‪ ،‬تلمع أصدافه‪ ،‬وتبرق درره‪ ،‬تاركا انكسار‬ ‫الفصول غصة في حلق المكان‪.‬‬ ‫يأتي‪ ،‬يرحل‬ ‫يأخذ معه زرقة الماء‬

‫ويترك لنا ملوحة المكان‪ .‬ص ‪.84‬‬ ‫المجموعة التاسعة بعنوان «يا أنت» تلف نصا شعريا واحدا طويال‪،‬‬ ‫مصدرة بإهداء « إلى األديب عبد اإلله المويسي جذوة الفكر منتهاك‪...‬‬ ‫فقط هي تتوهج حين تصير معناك‪ ».‬في هذا النص‪ ،‬تتماهى ذات‬ ‫الشاعر‪ ،‬مع ذات الشاعر عبد اإلله المويسي‪ ،‬وتنصهر في بوتقة مداه‪،‬‬ ‫فسيغرق الشاعر في نداءات الجراح‪ ،‬مضيئا بالشعل‪ ،‬ومنيرا باألقباس‪..‬‬ ‫دفنت فيك جرح الحقيقة‬ ‫وزرعت فيك ملحا ورمادا‪،‬‬ ‫وألنك واحد بهيئة الجمع‬ ‫سأكتفي بهز شجرة الدفلى‬ ‫وأدع الوطن الجريح‬ ‫ينتشي بسراب وخراب وأنين ص ‪. 91‬‬ ‫المجموعة العاشرة بعنوان «حرائق الشعراء» تنطوي على نصين‬ ‫شعريين‪ - 1( :‬مدارج قصيدة ‪ 2 -‬حرائق الشعراء) مصدرة بإهداء « إلى‬ ‫الشاعرة وداد بنموسى للقصيدة جذر في الماء وجذر في السماء» في‬ ‫هذين النصين تصادف لغة شعرية ماتعة‪ ،‬يحاول الشاعر من خاللها‬ ‫أن (يقتفي دهشة المفردات وشرارة الوجد وومضات بعيدة ص ‪،)99‬‬ ‫ويستكنه األشياء الشبيهة‪..‬‬ ‫تبحث عن مذاق الغواية‬ ‫عن شبيه البحر والكتابة‬ ‫عن الغيوم الهاربة‬ ‫عن الضفة األخرى‬ ‫وعن متاهات جديدة‪...‬ص‪ 1- (100‬مدارج قصيدة)‬ ‫المجموعة الحادية عشرة بعنوان « الناي الحزين» تجمع نصا شعريا‬ ‫واحدا طويال‪ ،‬مصدرة بإهداء « إلى الشاعر سامح درويش هناك شعراء‬ ‫يستطيعون‪ ،‬بقوة القصيدة‪ ،‬إلهامك‪ »...‬وهو نص شعري يتشكل من‬ ‫ثماني عشرة لوحة‪ ،‬يغلب على أجوائها مسحة حزن‪..‬‬ ‫الناي حزين‬ ‫أصابع العازف المرتعشة‬ ‫ال تثير داخله نفس االرتعاش‪ .‬ص ‪. 110‬‬ ‫المجموعة الثانية عشرة بعنوان «قطعة سكر» تضم نصا شعريا‬ ‫واحدا‪ ،‬مصدرة بإهداء « إلى الحسن حجوب بعض الناس ال يحتاجون‬ ‫للكثير لكي يحضوا باحترامك» وهو نص شعري‪ ،‬يعبر الشاعر فيه‬ ‫عن حبه لحجوب الحسن‪ ،‬بصفاء روحي‪ ،‬ولحن غزير‪ ،‬ينفذ إلى دواخل‬ ‫الشاعر‪ ،‬فيسكنه‪..‬‬ ‫لحنها يتطاير‬ ‫في سماء ارتشافاتك‪،‬‬ ‫تعزف بها كل سمفونياتك ص ‪.117‬‬ ‫ويختم الشاعر الديوان بمجموعة‪ ،‬عنونها بـ «عرائش االكون»‬ ‫تحتوي على نص شعري واحد‪ ،‬وهي مهداة « عرائش الكون ال أهوى‬ ‫سواها هي الدنيا وقفر ما عداها»‪.‬‬ ‫(خالد عطاونة) وهو نص شعري ينفتح على المكان‪ ،‬بكل ألقه‪،‬‬ ‫وبكل مكوناته وامتداداته‪ ،‬ويسمح لنفسه أن يبوح بمكنونات وجدانه‬ ‫بطريقة شعرية غارقة في الغنائية البهيجة‪..‬‬ ‫كل الجهات هنا‬ ‫النهر ال زال هنا‬ ‫الهضبة والمصب هنا‬ ‫التفاح الذهبي هنا‬ ‫والحرس األمين هنا‬ ‫فقط المدينة لم تعد هنا‪...‬‬ ‫باقتضاب شديد‪ ،‬حاولنا أن نبرز بعض المقومات الجمالية للديوان‬ ‫الشعري « يد فارغة» للشاعر المميز محمد بنقدور الوهراني‪ ،‬ونقترب‬ ‫من بعض قوالبه الفنية‪ ،‬ونلم ببعض معانيه الشعرية‪ ،‬التي تميزت‬ ‫بعمق الصفاء‪ ،‬ونبل األمن‪ ،‬اللذين ميزا عالقة الشاعر اإلنسانية باألسرة‬ ‫بكل أفرادها‪ ،‬واألصدقاء بكل أطيافها‪ ،‬في بعد الحياة‪ ،‬في اتساع‬ ‫مناحيها‪ ،‬ورحابة آفاقها‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪13‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قصة قصيرة‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا�س َ�ص ِدئ ٍة‪!...‬‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫صالح الدين بشر‬

‫ال�شقــــــــــــة‬ ‫�سيدة‬ ‫‪20‬‬ ‫ازداد دوي الضربات من أعلى كالعادة؛‬ ‫إنها الثانية صباحا‪ ،‬حتما سيخرج شخص‬ ‫أو شخصان للتنديد بهذا اإلزعاج‪ ،‬إلى أن‬ ‫تكتمل المجموعة‪ ،‬ساخطين‪ ،‬ناقمين‪،‬‬ ‫نفرك أعيننا وننازع النوم‪ .‬تقودنا أقدامنا‪،‬‬ ‫أزواجا وزوجات‪ ،‬نحو األعلى‪ ،‬ونحن الذين‬ ‫ال نلتقي إال عبر المصعد أو الساللم‪،‬‬ ‫نتبادل التحية خفيفا ونغلق األب��واب‬ ‫على أس��رارن��ا‪ .‬أما اآلن‪ ،‬فها نحن‪ ،‬أمام‬ ‫باب الشقة ‪ ،20‬نصرخ ونندد بما تفعله‬ ‫سيدتها الخمسينية‪ ،‬كانت ال ترد‪ ،‬ال تفتح‬ ‫الباب‪ .‬تعيش وحيدة‪ ،‬بال زوج‪ ،‬بال أوالد‪،‬‬ ‫بال ضيوف‪...‬صامتة وكتوم‪ ،‬فحَدَسْنا‬ ‫أنها تعيش عزلة مرضية‪ ،‬كانت ال تطيق‬ ‫أدنى حركة أو صوت بمرافق العمارة‪ .‬فقد‬ ‫انقدحت شرارة خالفها مع إحدى الجارات‪،‬‬ ‫ال لشيء سوى ما يقع في العمارة من جلبة‬ ‫المصعد واألب��واب والجوارير والدواليب‬ ‫وأص����وات المطابخ وغ���رف ال��ن��وم‪... ،‬‬ ‫دَعَوْتُها إلى جلسات صلح مع غريمتها‪،‬‬ ‫أو باألحرى مع ساكنة العمارة‪ ،‬لكنها أصرت‬ ‫على حرب نسائية طويلة المدى‪،‬كل شيء‬ ‫يثيرها‪ ،‬زوج��ان يدخالن شقتهما‪ ،‬صبية‬ ‫ينزلون عبر الساللم بنزق طفولي‪ .‬أنتم‬ ‫تعيشون حياتكم الطبيعية‪ ،‬وأنا أتكوم‬ ‫على نفسي‪ ،‬أتحسر وال أنام‪ .‬هكذا كانت‬ ‫ترد علينا‪ .‬أما نحن‪ ،‬وحين نكل من الصراخ‬ ‫واالحتجاج‪ ،‬نتنحى قليال عن بابها‪ ،‬نفكر‬ ‫في حيل لردعها‪ ...‬حتى القانون ال يجرم‬ ‫هذه األنواع من اإلزعاج المتبادل‪ .‬كانت‬

‫تطلق الموسيقى الصاخبة أحيانا‪ ،‬والقرآن‬ ‫الكريم أحيانا أخرى‪ ،‬وتضرب‪ ،‬نهارا أو ليال‬ ‫بشيء صلب على أرضية شقتها‪ ،‬فتسري‬ ‫الضربات في مفاصل العمارة كقصف جوي‬ ‫يزعج طمأنينتنا‪ ،‬ويفزع كل وليد أو صبي‬ ‫يمعن في نوم بريء‪ .‬تبادلنا الشكاوى لدى‬ ‫السلطات‪ ،‬دون جدوى‪ .‬لقد كانت رسالتها‬ ‫األبدية أال ننعم بالراحة وهي وحيدة‪ .‬وكنا‬ ‫حين نكل ونتعب‪ ،‬نصمت قليال‪ ،‬ونفتعل‬ ‫حديثا نتوق إليه‪ ،‬نتعارف‪ ،‬نتحدث عن‬ ‫طبيعة أعمالنا‪ ،‬عن أحالمنا‪ ...‬نفرح ونحمد‬ ‫اهلل أننا نحيي عادات وقيم مشتركة كنا‬ ‫نعيشها أيام طفولتنا‪ ،‬حياة أفقية بقيمها‬ ‫وعاداتها‪ ،‬وبمسراتها وأحزانها في أحياء‬ ‫شعبية مترسخة بأرض واسعة وواضحة‬ ‫اآلفاق؛ نستنكر‪ ،‬مكرهين‪ ،‬العيش في هذه‬ ‫العمارات التي حولت حياتنا عمودية توحي‬ ‫باألنفة واإلع��راض‪ ،‬عمارات واقفة تكاد‬ ‫تغادر كل شيء‪ ،‬عمارات منتصبة ومتصلبة‬ ‫كتماثيل ال روح فيها‪ .‬نستمرئ التجمعات‬ ‫قرب الشقة ‪ ،20‬نصرخ‪ ،‬نندد رغما عن‬ ‫النوم‪ ،‬نهفو إلى لحظات تعايش‪ ،‬فأصبحت‬ ‫النسوة تجلس في سطح العمارة تتبادل‬ ‫أس��رار البيوت والقهقهات‪ .‬وأما الرجال‬ ‫فعادوا يقفون في رأس الدرب يتحاكون‬ ‫مغامراتهم كمراهقين‪ ،‬يلعبون كرة القدم‬ ‫كل أسبوع نكاية في الكهولة‪ .‬قال أحدنا‪،‬‬ ‫ذات جلسة‪ :‬علينا أن نشكر سيدة الشقة‬ ‫‪ ،20‬فلوالها لما اجتمعنا هكذا‪ .‬نضحك‬ ‫دفعة واحدة‪ ،‬ولساننا يقول‪ :‬واهلل صدقت!‬

‫َك� ْأجرا�س َ�صدئة‪!...‬‬

‫سعيد السوقايلي‬

‫(‪)1‬‬ ‫َب ْع ٌض ِم ْن َم َو ِاو ِيلي‬ ‫اهى ِإ َلى َس ْم ِع المْ َ ِدينَ ِة‬ ‫َتتَ نَ َ‬ ‫يد َص ْه َو ٍات‬ ‫زَ َغ ِار َ‬ ‫ص َح ْب َلى‬ ‫َت ْر ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫ِب َسنَ ِاب ِك أ ْح اَل ٍم‬ ‫يد ِة المْ َنَ ِال‬ ‫َب ِع َ‬ ‫َو مْال اَ‬ ‫ِيل ْد‪...‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ُمنْ ُذ ُحل ِْم َي أْ َ‬ ‫ال َّو ِل ‪،‬‬ ‫ير ٌة‬ ‫اح َم ْت ُو ُع ٌ‬ ‫َتزَ َ‬ ‫ود َك ِث َ‬ ‫تَ‬ ‫فَ‬ ‫اي‪،‬‬ ‫َع َلى َع َب ِة َمنْ َ‬ ‫َكان َْت ُك ُّل َها َك ِاذ َب ًة‪...‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َزُ‬ ‫ون‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫َام حْ‬ ‫ِ‬ ‫َأن ُ‬ ‫يِف َب ْي ٍت اَل َيتَّ ِس ُع‬ ‫ِإ اَّل أِ َ‬ ‫يد ِة ‪،‬‬ ‫ل ْح اَل ِمي ال َْو ِئ َ‬ ‫َو َما َع َد ُاه َص ْح َر ُاء‬ ‫ت ِر ُق أْ َ‬ ‫ال ْخ َض َر َوال َْي ِاب َس‬ ‫حَ ْ‬ ‫ِم ْن ُج ُذ ٍور ُم َعل َ​َّبةْ ‪...‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ون‪،‬‬ ‫َأ ْض َحك كالمْ ْجنُ ِ‬ ‫َي َر ِاق ُص ِني َم ُّس َص ًدى‬ ‫َر ِاب ٍض يِف َع مْ َ‬ ‫ت ٍة‬ ‫ِم ْن زُ َق ِاق ُحل ِْمي ؛‬ ‫ِإذْ َيتَ َس َّو ُل ال َْو َط ُن‬ ‫َر ِغ َ‬ ‫يف َم ْس َغ َب ٍة اَل َغ ْير‪..‬‬ ‫َف ُيزَ ُّج ِب ِه يِف ُج ٍّب‬ ‫اَل َق َر َار َلهُ ‪،‬‬ ‫ني‪...‬‬ ‫الس ِن ْ‬ ‫َف َي ْر ِج ُع ِم ْن َمنْ فَ ُاه ُمثْ َخنً ا ِب َرزَ َايا ِّ‬ ‫(‪)5‬‬ ‫الفَ‬ ‫ِم ْن َف ْر ِط َر ِاغ‬ ‫َينْ ُب ُت يِف َر ْأ ِسي‬ ‫َش ْو ٌك ِل ِس ْد َر ٍة‬ ‫َح ِان َيةْ‬ ‫َت ْخ َشى َع َل َّي‬ ‫ِم ْن َظ َم ِإ ال َْوقْ ِت‬ ‫يِف َص ْح َر َاء‬ ‫َج ِاث َيةْ‬ ‫َع َلى َو َت ِر‬ ‫َأ ْح اَل ِمي ال َْب ِال َيةْ ‪...‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪...‬ص َار ْت َم ِدينَ ِتي َمقْ َب َرةً ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُب ُي ُ‬ ‫ور‪،‬‬ ‫وت َها ُق ُب ٌ‬ ‫اَل ُي ْد َف ُن‬ ‫يها ِس َوى ُّ‬ ‫الش َع َر ْاء‪...‬‬ ‫ِف َ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫َأ جَ َ‬ ‫تلَّى يِف ِظ ِّلي‬ ‫َش َب ًحا َع ِار ًيا‬ ‫َي ْس َب ُح يِف ن َْه ِر المْ َ ْو ِت‬ ‫َم َّر َتينْ ِ ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َم َّرةً ِب ُعكَّ ٍاز أ ْع َمى‬ ‫يحا‪...‬‬ ‫َو َم َّرةً َك ِس َ‬ ‫(‪)8‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َض ُلول يِف َب ْي َد َاء قفْ َر َاء‬

‫ُت ْش ِبهُ ِظ اَل َل َم ِدينَ ِتي‬ ‫ُ‬ ‫ُأ َمنِّ ي النَّ فْ َس ِب َش ْر َب ٍة ك َم ْي ٍث‬ ‫َر ًّيا ِل َع َط ِش َّ‬ ‫الط ِريقْ …‬ ‫(‪)9‬‬ ‫الظل َْمةُ‬ ‫َأ َّيتُ َها ُّ‬ ‫يني يِف َب ْح ِر َس َو ِاد ِك‬ ‫ْ‬ ‫اغ ِر ِق ِ‬ ‫َك ْي َأن َْب ِل َج‬ ‫ورا َس ْر َم ِد ًّيا‬ ‫نُ ً‬ ‫ِم ْن َر ِح ِم ِض َي ِائ ْك‪. ..‬‬ ‫(‪)10‬‬ ‫َأ ُّي َها ا َّلل ْ​ْي ُل‬ ‫ور َك‬ ‫ُدل َِّني َع َلى نُ ِ‬ ‫جَ‬ ‫ن َم ِات ْك‪..‬‬ ‫اع‬ ‫د‬ ‫َت ِع ْب ُت ِم ْن ِخ َ ِ ْ‬ ‫(‪)11‬‬ ‫َذ َ‬ ‫ات ُحل ٍْم‬ ‫َر َأ ْي ُت َع ْشتَ ُروتَ‬ ‫ُت َو ِّز ُع الْقَ ْم َح َو حْ ُ‬ ‫ال َّب‬ ‫َع َلى أْ َ‬ ‫ال ْم َو ِات‬ ‫َ‬ ‫يِف َمقَ ِاب ِرالمْ ِدينَ ةْ ‪...‬‬ ‫(‪)12‬‬ ‫وحي‬ ‫ِم ْن ُس َخ ِام ُر ِ‬ ‫َتفَ َّج َر َج ْم ُر َم ْو ِتي‪،‬‬ ‫ور َد ْم ِعي‬ ‫َو ِم ْن َد ْي ُج ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ودي‪.‬‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ير‬ ‫ِ‬ ‫َت َسل َ​َّل ِإكْ ِس ُ‬ ‫َأنَا َو ْم ُ‬ ‫ات‬ ‫اه ْ‬ ‫ض المْ َتَ َ‬ ‫******‬ ‫ت ِّلي المْ َ َس َ‬ ‫َو جَ َ‬ ‫ات‬ ‫اف ْ‬ ‫******‬ ‫يها َّ‬ ‫الش ْو ُق‬ ‫َي ْط ِو َ‬ ‫ِل ِس ْد َر ِة المْ ُ نْ تَ َهى‪.‬‬ ‫******‬ ‫(‪)13‬‬ ‫يس‬ ‫يز‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َعانَقَ تْ ِ ِ ِ ْ‬ ‫ِعنْ َد َر ْح َب ِة‬ ‫مي ِة‬ ‫َم ِدينَ ِتي الْقَ ِد َ‬ ‫َط َار َدت ِْني َل ْعنَ ُة أْ َ‬ ‫ال ْج َد ِاد ‪،‬‬ ‫يت َخ ِار َج أْ َ‬ ‫ال ْس َو ْار‪...‬‬ ‫َفنُ ِف ُ‬ ‫(‪)14‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قً‬ ‫ُم َح ِّل ا كطوف ِان ِم ْن َه َو ْاء‪،‬‬ ‫احينْ ِ ُي َغ ِّط َي ِان المْ َ َدى‪،‬‬ ‫ِب َجنَ َ‬ ‫َر ِك ْب ُت َص ْه َوةَ ُب َر ٍاق‬ ‫اء‬ ‫َر ِاك ًضا َو َر َاء َر ْغ َب ٍة َر ْعنَ ْ‬ ‫ض ِزئ َْب َق خْ ُ‬ ‫َع ِّلي َأقْ ِب ُ‬ ‫ود‪.‬‬ ‫ال ُل ْ‬ ‫َيا َأ ُّيتُ َها آْال ِل َهةْ !‬ ‫ه َا ِإ ِّني َم ْح ُم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ول ِإل ْي ِك‬ ‫وم‪.‬‬ ‫ن َِاز ًفا َكال ُْغ ُي ْ‬ ‫(‪)15‬‬ ‫َ‬ ‫َع َلى َمش ِار ِف ِج ْس ِر ِك ‪،‬‬ ‫ير ِع ْط ِر ِك‬ ‫َع ِب ُ‬ ‫ً‬ ‫اع ْي ِه‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫َب ِ‬ ‫اس ِ َ َ‬ ‫اي ‪،‬‬ ‫ُي َع ِان ُق َمنْ فَ ْ‬ ‫َي ْح ُض ُن ُغ ْر َب ِتي ‪،‬‬ ‫ُي َب ِار ُك َع ْو َد ِتي‪،‬‬ ‫ال ْب ُن ال َّْضالْ ‪...‬‬ ‫َأنَا إْ ِ‬


‫‪t‬‬

‫‪14‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫العرائ�ش ‪:‬‬ ‫�أكادميية عالء الدين الدولية‬ ‫تتويج خريجات �أول دفعة من برنامج الإجازة املهنية‬ ‫يف التعليم الأويل وريا�ض الأطفال ‪2020‬‬

‫نظمت أكاديمية عالء الدين الدولية‬ ‫فرع العرائش يوم الخميس ‪ 23‬يوليوز‬ ‫‪ 2020‬بالمركب التربوي ليكسوس‪ ،‬وتحت‬ ‫إشراف رئيس الجامعة الخاصة لالكاديمية‬ ‫والمؤطر الرئيس للبرنامج ذ‪ .‬الطاهر‬ ‫مورتجين حفل تخرج أول دفعة من برنامج‬ ‫اإلجازة المهنية في التعليم األولي ورياض‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫لحظات التتويج م��رت ف��ي ظ��روف‬ ‫استثنائية نظرا لجائحة ك��ورون��ا‪ ،‬حيث‬ ‫تم احترام التدابير الوقائية واتخاذ كافة‬ ‫االحتياطات ال�لازم��ة (ك��م��ام��ات؛ تباعد‬ ‫جسدي…) وحرصا على سالمة الجميع‬ ‫ارت��أت األكاديمية ع��دم استدعاء أهل‬ ‫وصديقات وأصدقاء الخريجات وعدد من‬ ‫الضيوف لحضور توزيع الشواهد ‪ .‬فبعد‬ ‫قضاء ‪ 4‬أشهر من التكوين الحضوري‬ ‫(فبراير و مارس) والتكوين عن بعد خالل‬ ‫فترة الحجر الصحي تمكنت المربيات من‬ ‫الحصول على دبلوم اإلجازة المهنية في‬ ‫التعليم األولي‪.‬‬

‫جمعية التنمية امل�ستدامة للحرفيني بالعوامرة‬ ‫ت�ساعد الأ�سر الفقرية‬

‫الثانوية الت�أهيلية عالل الفا�سي‬ ‫بالعوامرة‪ ‬حتقق ن�سبة جناح و�صلت‬ ‫‪ % 97,5‬يف امتحانات البكالوريا‬

‫حققت الثانوية التأهيلية عالل الفاسي بالعوامرة نسبة نجاح جيدة بعد إعالن النتائج‬ ‫النهائية لنيل شهادة البكالوريا دورة ‪ ،2020‬حيث وصلت هذه النسبة بعد إعالن نتائج‬ ‫الدورة االستدراكية إلى ‪.% 97.5‬‬ ‫وبمناسبة هذا اإلنجاز الغير مسبوق في تاريخ المؤسسة تتقدم إدارة المؤسسة‪ ‬‬ ‫بأحر التهاني لجميع التلميذات والتالميذ الناجحات والناجحين‪ ،‬كما تتقدم بجزيل الشكر‬ ‫لكل األطر التربوية على مجهوداتها الجبارة طول السنة الدراسية الحالية‪ ،‬سواء خالل‬ ‫فترة الدروس الحضورية أو في فترة الحجر الصحي التي انخرط فيها السيدات والسادة‬ ‫األستاذات واألساتذة في تقديم الدروس عن بعد بحماس كبير وبكل تلقائية منذ اليوم‬ ‫األول لتوقف الدروس الحضورية‪ ‬الذي فرضته شروط جائحة ‪ ،covid 19‬من أجل إكمال‬ ‫المقرر‪ ،‬وكذا تفعيل أنشطة الحياة المدرسية وتقديم دروس الدعم والتقوية بطرق‬ ‫جديدة ومبتكرة من خالل‪ ‬مختلف منصات التواصل االجتماعي (واتساب‪ -‬فايسبوك‪-‬‬ ‫زووم‪-‬يوتوب‪ -‬تيمز…) جعلت تالميذ المؤسسة فاعلون ايجابيون في العملية التربوية‪،‬‬ ‫بل ومساهمين فيها بإبداعاتهم التي نالت إعجاب كل المتتبعين حيث أبدعوا في إخراج‬ ‫العديد من الموارد الرقمية‪ ،‬سواء ذات الطابع التحسيسي‪ /‬التوعوي أو ذات البعد التربوي‬ ‫بتأطير وإشراف من أساتذتهم وأستاذاتهم‪ ‬كما تشهد على ذلك صفحة المؤسسة في‬ ‫الفايسبوك‪.‬‬ ‫الشكر الجزيل كذلك للسادة أعضاء مكتب جمعية أمهات وآباء وأولياء التالميذ على‬ ‫دعمهم الدائم والالمحدود‪.‬‬ ‫كما ال يفوتنا أن نتقدم بجزيل الشكر للسيد المدير اإلقليمي بالمديرية اإلقليمية‬ ‫بالعرائش على تعاونه وتشجيعه وتثمينه للمجهودات المبذولة بالمؤسسة‪.‬‬ ‫الشكر كذلك لكل أطر وموظفي المديرية اإلقليمية بالعرائش على تعاونهم‬ ‫الالمشروط طول السنة الدراسية‪.‬‬

‫جمعية متطوعون بال حدود مع الإن�سان‬ ‫تفقد �أحد كوادرها يف العمل اجلمعوي‬

‫املرحوم يحيي الغرباوي‬

‫أطلقت جمعية “أبناء الحرفيين”‬ ‫بجماعة العوامرة عبر منخرطيها حملة‬ ‫من أجل جمع التبرعات تحت رقابة لجنة‬ ‫مختصة من داخ��ل الجمعية لمساعدة‬ ‫األسر الفقيرة حصول على األضحية قبل‬ ‫حلول العيد االضحى المبارك ‪،2020‬‬ ‫رسما لبسمة على ثغور الصغار‪ ،‬وتضامنا‬ ‫مع المستضعفين والمحتاجين‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد عرفت الحملة تجاوبا سريعا‬ ‫من بعض المحسنين الذين ب��ادروا‬ ‫إلى المساهمة ودعم الحملة‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى جمع المساهمات لشراء األضاحي‬ ‫وتوزيعها على الفقراء والمعوزين في‬ ‫مختلف أحياء مركز العوامرة والنواحي‪،‬‬ ‫قبل يوم واحد من حلول عيد األضحى‪.‬‬ ‫وتعتمد جمعية التنمية المستدامة‬ ‫للحرفيين بجماعة العوامرة في أغلب‬ ‫األحيان أسلوب التتبع والتحري للحاالت‬ ‫اإلنسانية واالجتماعية التي تستحق‬ ‫المساعدة من خالل المعاينة والزيارة‬ ‫المباشرة‪ ،‬وذل��ك لسد الباب على من‬ ‫يدعي الفاقة والحاجة‪.‬‬

‫وق��ال مصطفى الربيعي‪ ،‬رئيس‬ ‫الجمعية‪“ :‬تمكنا من توزيع دفعتين‬ ‫تشمالن ‪ 40‬خ��روف أضحية في بعض‬ ‫أحياء مركز العوامرة وبعض المناطق‬ ‫المجاورة‪ ،‬وهذا بفضل جهود المتطوعين‬ ‫بفضل اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫تدخلنا المباشر بين العديد من األسر‬ ‫ال��م��ع��وزة وبعض المحسنين الذين‬ ‫تواصلوا بشكل مباشر مع المحتاجين”‪.‬‬ ‫وأض���اف مصطفى الربيعي “بعد‬ ‫إطالق الدعوة مباشرة حصلنا على مبالغ‬ ‫عينية تمكنا عبرها من شراء األضاحي‪،‬‬ ‫التي قمنا بتسليمها لألسر يوم الخميس‬ ‫قبل العيد حتى تتمكن من االحتفال‬ ‫بالمناسبة”‪ .‬وزاد‪“ :‬أعضاء الجمعية‪،‬‬ ‫انقسموا إلى مجموعات تكفلت بعضها‬ ‫بجمع األم��وال‪ ،‬وأخرى بشراء األضاحي‪،‬‬ ‫واالتصال بالعائالت المستفيدة‪ ،‬فيما‬ ‫تكلفت أخرى باقتياد األضاحي إلى بيوت‬ ‫هذه العائالت”‪.‬‬ ‫وق����ال مصطفى ال��رب��ي��ع��ي “إن‬ ‫الجمعية توزع األضاحي حسب مداخيل‬

‫مساهمات العيد من ط��رف منخرطي‬ ‫الجمعية والمحسنين دون ذكر أسمائهم‬ ‫همهم الوحيد وهدفهم هو مساعدة‬ ‫المحتاجين والمستضعفين‪ ،‬فكلما‬ ‫ارتفعت المساهمات كلما اتسعت‬ ‫شريحة المستفيدين من الفئات الدنيا‬ ‫في المجتمع”‪ .‬واسترسل قائال‪“ :‬إن‬ ‫الجمعية تمنح األولوية لأليتام ثم للنساء‬ ‫المهجورات أوالمتخلى عنهن‪ ،‬واللواتي ال‬ ‫يملكن القدرة على توفير ثمن األضحية‪،‬‬ ‫وبعد هذه الفئات يتم النظر في األوضاع‬ ‫االجتماعية األخرى من خالل مساعدتها‬ ‫على إكمال التكلفة المادية للخروف‬ ‫بالنسبة لمن لديه بعضه وال يستطيع‬ ‫توفير البعض اآلخر”‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن هذا العمل اإلنساني‬ ‫الخيري‪ ،‬والذي يهم بالخصوص النساء‬ ‫األرامل والمطلقات واألسر في وضعية‬ ‫صعبة وال��م��ع��وزي��ن‪ ،‬ي��ن��درج ف��ي إط��ار‬ ‫األهداف السنوية القارة لجمعية التنمية‬ ‫المستدامة للحرفيين‪.‬‬

‫انتقل الى عفواهلل المحامي األستاذ‬ ‫يحيى الغرباوي الحباسي ‪ ،‬بعد معاناته‬ ‫مع مرض عضال على مستوى العنق‪،‬‬ ‫حيث‪ ‬ألزمه الفراش طيلة ثالتة أشهر‬ ‫األخيرة‪ ،‬والتي كانت قد ازدادت فيها‬ ‫حالته المرضية في األسبوع المنصرم‪،‬‬ ‫والتي لم ينفع معها التدخل الطبي‬ ‫بمستشفى الشيخ زيد بمدينة الرباط‬ ‫منذ ي��وم السبت ‪، 2020/07/25‬إلى‬ ‫أن وافته المنية صباح ي��وم اإلثنين‬ ‫‪ 2020/07/27‬بغرفة اإلنعاش ‪ ،‬ودفن‬ ‫المرحوم مساء نفس اليوم بمقبرة لال منانة بمسقط رأسه بالعرائش‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم رئيس جمعية متطوعين بال حدود مع اإلنسان‬ ‫نيابة عن جميع أعضائها الجدد والقدامى بتعازيه الحارة ألسرته الصغيرة وعائلته‬ ‫الكبيرة راجين لهم جميل الصبر والسلوان‪.‬‬ ‫المرحوم كان قيد حياته من نشطاء مدينة العرائش ‪ ،‬ومعروف بعالقته‬ ‫االجتماعية واإلنسانية‪ ‬والعمل التطوعي ‪.‬‬ ‫فباإلضافة إلى مهنته كمحامي ‪،‬كان فاعال ونشيطا بالعمل الجمعوي الحقوقي‬ ‫بمدينة العرائش‪ ،‬وشغل عدة مناصب جمعوية ‪،‬فهومن المؤسسين لجمعية األحياء‬ ‫للتبرع بالدم بالعرائش برفقة رفيق دربه في العمل الجمعوي الناشط ع‪.‬اللطيف‬ ‫الكرطي مع مجموعة من المناضلين الصادقين‪،‬كما يعتبر المحرك النشيط في‬ ‫جمعية متطوعين بال حدود مع اإلنسان كنائب الرئيس للجمعية وكمرجع قانوني‬ ‫للجمعية ‪،‬كما شغل كاتب عام للجمعية الخيرية اإلسالمية بالعرائش‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى نضاله بنقابة المحامين الشباب المحلية والوطنية‪ ،‬والهيئة الحقوقية بمنتدى‬ ‫شمال المغرب فرع العرائش‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد واسكنه فسيح الجنان‬ ‫وإنا هلل وإنا إليه راجعون‬


‫‪t‬‬

‫‪15‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫ت�سرب ل�سائل عازل على م�ستوى �أحد كابالت الربط‬ ‫الكهربائي البحري بني املغرب و�إ�سبانيا‬

‫تم الكشف عن تسرب طفيف لزيت‬ ‫ع��ازل قابل للتحلل على مستوى الكابل‬ ‫البحري االحتياطي رقم ‪ 4‬للربط الكهربائي‬ ‫بين المغرب وإسبانيا وال��ذي يعد ملكا‬ ‫مشتركا للمكتب ال��وط��ن��ي للكهرباء‬ ‫والماء الصالح للشرب و«ري��د إليكتريكا‬ ‫اإلسبانية»‪.‬‬ ‫لم يكن لهذا الحادث أي تأثير على‬ ‫التشغيل العادي لخطي الربط رقم ‪ 1‬و‪2‬‬ ‫واللذان يؤمنان الربط الكهربائي البحري‬ ‫بين شبكتي المغرب العربي وأوروبا‪.‬‬ ‫الكابل ال��ذي هو موضوع الحادث‬ ‫عبارة عن خط طوارئ خارج الخدمة حاليا‬ ‫بسبب حادثة كانت قد نتجت عن أداة صيد‬ ‫ثقيلة‪ ،‬حيت قامت شركة متخصصة بتنفيذ‬ ‫المرحلة األولى من اإلصالح التي تشمل‬ ‫حصر تسريب الزيت وتنفيذ تقاطع أولي‬ ‫على عمق حوالي ‪ 500‬متر‪.‬‬ ‫وبمجرد وقوع الحادث‪ ،‬قام المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‬

‫و«ري��د إليكتريكا اإلسبانية» على الفور‬ ‫بتعبئة ق��ارب متخصص مجهز بمركبة‬ ‫تعمل عن بعد والتي تمكنت من تحديد‬ ‫موقع تسرب الزيت وذلك يوم اإلثنين ‪3‬‬ ‫غشت ‪ 2020‬في عمق حوالي ‪ 200‬متر‬ ‫على مستوى رأس توصيل الكبل ‪ 4‬الذي‬

‫تم تنفيذه خالل المرحلة األولى من إصالح‬ ‫هذا الكبل‪.‬‬ ‫ويقوم المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫والماء الصالح للشرب بالتنسيق مع «ريد‬ ‫إليكتريكا اإلسبانية» من أج��ل إع��ادة‬ ‫التشغيل النهائي لهذا الكابل‪.‬‬

‫أف���ادت م��ص��ادر معلومة أن إقليم‬ ‫الحسيمة سجل خالل ‪ 24‬ساعة األخيرة‬ ‫ليوم اإلثنين‪ 3‬غشت الجاري‪ 23 ،‬إصابة‬ ‫جديدة بكوفيد ‪ ،19‬ويتعلق األمر بإصابات‬ ‫داخل عدد من العائالت باإلقليم وذلك‬ ‫بسبب اإلخ��ت�لاط الناجم عن ال��زي��ارات‬ ‫العائلية خالل عطلة عيد األضحى‪.‬‬

‫ولم تستبعد المصادر نفسها ظهور‬ ‫مزيد من اإلصابات في األي��ام المقبلة‬ ‫بسبب عدم احترام التدابير الوقائية وعلى‬ ‫رأسها ارت���داء الكمامة بشكل صحيح‪،‬‬ ‫والتباعد اإلجتماعي‪ ،‬وتعقيم ونظافة‬ ‫اليدين بشكل مستمر ومتكرر طوال اليوم‪.‬‬ ‫وق��د أه��اب��ت السلطات المحلية‬

‫المواطنين بالتزام الحيطة والحذر لتفادي‬ ‫اإلص��اب��ة ب��وب��اء كوفيد ‪ ،19‬م��ن خالل‬ ‫الحرص الشديد على اإللتزام بالتدابير‬ ‫ال��وق��ائ��ي��ة‪ ،‬وارت����داء الكمامة‪ ،‬وتجنب‬ ‫التجمعات واألماكن المزدحمة‪ ،‬والحرص‬ ‫على التباعد اإلجتماعي في الفضاءات‬ ‫العمومية وتجنب الحضور للمناسبات‬ ‫العائلية ك��األع��راس والجنائز ومختلف‬ ‫الحفالت‪ ،‬و نظافة اليدين بشكل مستمر‬ ‫باستعمال المطهرات الكحولية أو الغسل‬ ‫بالماء والصابون‪.‬‬ ‫وتهيب السلطات بجميع المواطنات‬ ‫والمواطنين مواصلة التزامهم الكامل‬ ‫والتقيد الصارم بكافة التدابير االحترازية‬ ‫المعلن عنها‪ ،‬من تباعد جسدي‪ ،‬وقواعد‬ ‫النظافة العامة وإلزامية ارتداء الكمامات‬ ‫الواقية وتحميل تطبيق ‘وقايتنا’‪ ،‬وتشدد‬ ‫على أنه في حالة ظهور أي بؤرة جديدة‬ ‫لهاته الجائحة فسيتم العمل على اتخاذ‬ ‫جميع التدابير الالزمة لتطويقها والحد من‬ ‫تداعياتها السلبية‪.‬‬

‫ت�سجيل ثاين حالة وفاة بفريو�س‬ ‫كورونا باحل�سيمة‬ ‫أفادت مصادر مؤكدة عن تسجيل ثاني حالة وفاة بفيروس كورونا‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫بشيخ تسعيني (‪ 91‬سنة) من مدينة تارجيست‪ ،‬أثبتت التحاليل المخبرية أنه حامل‬ ‫للفيروس ‪ ،‬تم نقله رحمه اهلل إلى قسم العناية المركزة بمستشفى القرب بإمزورن‬ ‫و أسلم الروح إلى بارئها‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه ثاني حالة وفاة يتم تسجيلها بفيروس كورونا بالحسيمة‪ ،‬بعد حالة‬ ‫المشتبه في إصابته بفيروس كورونا هذا األسبوع والتي توفي على إثرها بقسم‬ ‫العناية المركزة بمستشفى القرب بإمزورن‪.‬‬

‫�إغالق ال�سوق الأ�سبوعي لتارجي�ست بعد‬ ‫منذ ظهور كورونا‪ :‬احل�سيمة ت�سجل �أعلى ن�سبة للحاالت تزايد عدد الإ�صابات بفريو�س كورونا‬ ‫امل�صابة وال�سلطات حتذر ال�ساكنة بااللتزامات التالية‬

‫حراك الريف ‪ 24:‬معتقل حراكي عدد املفرج عنهم‬ ‫بعفو ملكي وع�شرة معتقلني ينتظرون الفرج‬ ‫بلغ عدد المعتقلين الحراكيين‬ ‫الذين جرى إطالق سراحهم بعفو ملكي‬ ‫بمناسبة عيد االضحى‪ 24 ،‬معتقل حيث‬ ‫جاءت أسماؤهم كالتالي ‪ :‬محمد المجاوي‪،‬‬ ‫ربيع االبلق‪ ،‬صالح لشخم‪ ،‬كريم امغار‪،‬‬ ‫المرتضى اعمراشا‪ ،‬أشرف اليخلوفي‪،‬‬ ‫محمد االصريحي‪ ،‬عمر بوحراس‪ ،‬شاكر‬ ‫المخروط‪ ،‬عبد العالي حود‪ ،‬جمال بوحدو‪،‬‬ ‫الحبيب الحنودي‪ ،‬ابراهيم أبقوي‪ ،‬سليمان‬ ‫الفاحلي‪ ،‬حسين االدريسي‪ ،‬ادريس هيبول‪،‬‬ ‫عبد اإلله العمراني‪ ،‬إلياس الغازي‪ ،‬صالح‬ ‫األحمدي‪ ،‬جمال أوالد عبد النبي‪ ،‬نبيل‬ ‫أمزكيداو‪ ،‬محسن بنسعيد‪ ،‬عماد أحيذار‪،‬‬ ‫الياس حاجي‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمعتقلين المتبقين‬ ‫في السجون من ملف الزفزافي ورفاقه‪،‬‬ ‫فيصل عددهم إلى عشرة معتقلين‪ ،‬على‬ ‫رأسهم كل من ناصر الزفزافي‪ ،‬نبيل‬ ‫أحمجيق‪ ،‬وسيم بوستاتي‪ ،‬سمير اغيد‬

‫والمحكومون بعشرين سنة سجنا‪ ،‬إضافة‬ ‫لمحمد الحاكي‪ ،‬زكرياء اضهشور‪ ،‬محمد‬ ‫بوهنوش‪ ،‬المحكومون ب‪ 15‬سنة سجنا‪،‬‬ ‫ومحمد جلول جمال بوحدو‪ ،‬بالل اهباض‬ ‫المحكومون بعشر سنوات سجنا‪ ،‬مع‬ ‫االشارة إلى أن جمال بوحدو يعاني من‬ ‫اضطرابات نفسية‪.‬‬

‫وإلى جانب المفرج عنهم بعفو ملكي‪،‬‬ ‫والذين ال يزالون معتقلين يوجد ثالثة‬ ‫متابعين في حالة سراح حكم عليهم‬ ‫بالحبس‪ ،‬لكن لم ينفذ لحدود الساعة‬ ‫بسبب عدم نهاية المحاكمة التي وصلت‬ ‫للنقض‪ ،‬وهم زكرياء قدوري‪ ،‬امحمد عدول‪،‬‬ ‫رشيد المساوي‪.‬‬

‫قررت جماعة تارجيست بتنسيق مع السلطات المحلية يوم ‪ 4‬غشت الجاري اغالق‬ ‫السوق األسبوعي في وجه الباعة أيام السبت واألربعاء وذلك بعد تسجيل مجموعة من‬ ‫حاالت االصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد ‪.”19‬‬ ‫وتؤكد الجماعة أنه في إطار التدابير الرامية إلى محاصرة انتشار هذا المرض بسبب‬ ‫االحتكاك في االسواق االسبوعية فقد تقرر اغالق السوق األسبوعي بشكل مؤقت إلى‬ ‫إشعار آخر ويمكن إلغاؤه عند انتفاء شروط إصداره‪.‬‬ ‫وتوضح الجماعة على أنه سيقتصر بيع الخضر والفواكه على الدكايين المرخصة لبيع‬ ‫المواد الغذائية بالمدين‬

‫انتحار امر�أة �شنقا �ضواحي احل�سيمة‬

‫أقدمت سيدة زوال اليوم اإلثنين ‪ 03‬غشت على وضع حدا لحياتها شنقا وذلك بدوار‬ ‫ألمسا التابعة لجماعة سيدي بوتميم ‪ ،‬ترجيست إقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر أن الهالكة أم لطفلين وتبلغ من العمر ‪ 25‬سنة‪ ،‬وتجهل إلى حدود‬ ‫الساعة أسباب ودوافع إقدامها على وضع حدا لحياتها بهذه الطريقة‪،‬حيث تم نقل جثتها‬ ‫إلى مستودع األموات التابع للمستشفى اإلقليمي محمد الخامس بالحسيمة في انتظار‬ ‫تعليمات النيابة العامة المختصة إلجراء التشريح الطبي على جثة الهالكة لمعرفة ظروف‬ ‫ومالبسات الوفاة‪.‬‬


‫الشمال التربوي‬

‫‪t‬‬

‫‪16‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�أزمة الرتبية والتكوين‬

‫دور التلفزة‬

‫الدكتورة ثريا بن الشيخ‬

‫أستاذة مكونة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط‬ ‫منذ ردح من الزمن ليس بقليل‪ ،‬الحظ الجميع‬ ‫تقلص دور التلفزة في ممارسة دورها كمؤسسة للتنشئة‬ ‫االجتماعية‪ .‬و قد ارتبط األمر بعدة عوامل‪ ،‬منها ما يعود‬ ‫إلى دور األنترنت الذي اكتسح كل مجاالت التواصل ومنها‬ ‫أيضا رداءة البرامج التي أصبحت تروج خطابا مسيئا للقيم‬ ‫األخالقية التي استغرق تكريسها زمنا طويال‪ .‬أصبحت‬ ‫القنوات المحلية مجاال لتسويق لغة سوقية ساهمت بدورها‬ ‫في خلق معجم خاص يدور بين الناشئة‪ ،‬مستمدة من هذا‬ ‫البرنامج وذاك المسلسل بين المحلي والمدبلج‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى ظهور لهجة هجينة منتشرة بين الصغار والكبار‪ .‬ال‬ ‫أحد يستهين بما تنطوي عليه البرامج التي ال تخضع‬ ‫لهندسة بيداغوجية هادفة‪ ،‬فهي ال تنقل لألطفال مجرد‬ ‫حكايات للتسلية والترويح عن النفس‪ .‬فهي أيضا تنقل‬ ‫قيما وخلفيات لها مفعول مركب على نفسية ما زالت في‬ ‫طور التأسيس والبحث عن تحقيق التوازن‪ .‬للخطابات دور‬ ‫كبير في التوجيه والتقويم والتنبيه والقيادة‪ .‬ومن خالل‬ ‫هذا التعدد غير المعقلن بين خطابات محلية غير مسؤولة‬ ‫وخطابات مستوردة مبطنة ومغرية‪ ،‬تتكون شخصية األطفال‬ ‫الذين لم يتم بعد تحصينهم وتشبعهم بما يكفي من‬ ‫معارف وتوجيهات وقيم تقيهم الشعور بالضياع في زمن‬ ‫قل فيه اليقين‪ .‬لقد أصبح تقدم التقنيات المهول يضطلع‬ ‫بعدة أدوار تستهدف الفئات المستضعفة من جمهور‬ ‫المتلقين‪ ،‬ويأتي األطفال في المقدمة بقابليتهم الستهالك‬ ‫كل الخطابات المحملة عبر وسائل االتصال وعبر مختلف‬ ‫الفضائيات سواء تعلق األمر باإلشهار لمواد االستهالك أو‬ ‫بالبرامج التافهة التي ال دور لها في التنشئة االجتماعية‬ ‫المناسبة‪ .‬والغريب في األمر هو تهافت القنوات العربية‬ ‫على اقتناء حقوق البرنامج العالمية التي أنشئت أساسا‬ ‫داخل مجتمعات مختلفة الثقافات والخلفيات المتعددة‬ ‫التي تنبني عليها ‪ .‬أصبحت البيوت تعيش تناقض وتنافر‬ ‫الخطابات الموجهة لألطفال‪ ،‬فبين أسرة تدعو إلى الصدق‬ ‫واألمانة كقيم أخالقية عليا مستمدة من العقيدة وبين‬ ‫برامج حول الكذب والتحايل والذكاء االجتماعي‪ ،‬تشتد أزمة‬ ‫الطفل بين مايراه عمليا من خالل سلوكات المجتمع وما‬ ‫يتم تكريسه من تمرد ورفض لخطاب ال يستند إلى حاجياته‬ ‫التي تزداد كما وكيفا وهي تستدعي مصاحبة تربوية مرنة‬ ‫وهادفة‪ .‬إن دور التلفزة اليوم لم يعد يخاطب عقلية نمطية‬ ‫توحدت فيها الخطابات كما كان سابقا‪ .‬فتعدد القنوات‬ ‫وارتباطها باإلنترنت‪ ،‬قد ساهم في تفتح عقلية األطفال‬ ‫الذين أصبحوا على درجة كبيرة من الفطنة والذكاء تسمح‬ ‫لهم بالتحكم في هذه الوسائل وانتقاء ما يناسب حاجياتهم‬ ‫المعلنة والمضمرة معا‪ .‬وهذا ال يعني إدانة سلوكات‬ ‫األطفال وميوالتهم وإنما يقتضي األمر ضرورة مسايرة‬ ‫مختلف مراحل نموهم الجسدي والنفسي واالنفعالي وما‬ ‫تستدعيه حاجيات كل مرحلة من توجيه مرونة وتفهم‪ .‬ال‬ ‫يختلف اثنان حول المأزق الذي تعيشه معظم األسر بعد‬ ‫أن أصبح صوت األطفال مسموعا داخل البيت‪ .‬إنها مرحلة‬ ‫جديدة أصبحت فيها التربية إرادية وهي تسعى إلى التوفيق‬ ‫بين عقليتين مختلفتين‪ .‬فافراد األسرة مازالوا يستبطنون‬ ‫ظروف التربية الفطرية القديمة‪ ،‬وهم في نفس الوقت‬ ‫يسعون إلى مسايرة مستجدات المرحلة‪ .‬والحالة هذه‪ ،‬فقد‬ ‫أصبح دورهم مركبا تتناقض فيه الخلفيات بشكل غالبا ما‬ ‫يؤدي إلى الفشل‪ .‬يؤكد معظم الدارسين والمتخصصين‬ ‫في مجاالت التوجيه التربوي صعوبة مقاربة موضوع قائم‬ ‫على عدة متغيرات يتداخل فيها الذاتي والموضوعي في‬ ‫تشابك ال يخلو من تعقيد‪ .‬إن الصعوبة الحقيقية تكمن‬

‫أساسا في طبيعة التغير المستمر للعالقا ت االجتماعية‬ ‫التي تجعل اآلباء واألمهات بدورهم أمام صعوبات منهجية‬ ‫وهم يعيشون هذه التحوالت المختلفة غير المتوقعة بنفس‬ ‫العقلية األولى التي ال يستندون فيها إال على مفهوم‬ ‫السلطة األدبية وحدها‪ .‬فوجود القنوات ومختلف أجهزة‬ ‫التواصل هو مجرد وسائط مساعدة وال يجوز أن تترك لها‬ ‫كل الصالحيات بشكل يجعل الطفل وهو بعد في مرحلة‬ ‫التأسيس يختار ما يحلو له من برامج ورسوم متحركة دون‬ ‫الخضوع لرقابة هادفة‪ .‬إن تركيز التربية الحديثة على‬ ‫الطفل ال يعني تراجع سلطة األسرة أو استقالتها وتنصلها‬ ‫لمسؤولياتها تحت أي طائل‪ ،‬وإنما هو دعوة إلى تتبع الطفل‬ ‫وتوجيهه بسلم وحماية و محبة بعيدا عن أساليب التربية‬ ‫القديمة التي غالبا ما تعتمد التشدد واإلرغام والضرب‬ ‫والعقاب‪ .‬وتبقى سلطة األسرة أدبية بعيدة عن المساومات‬

‫فبعد الأحداث الكربى‬ ‫التي عرفها العامل ب�أ�سره‪،‬‬ ‫�أدركت الدول واحلكومات‬ ‫�أهمية ف�سح باب التدين‬ ‫�أمام اجلميع �سعيا �إلى‬ ‫توفري حرية الإعتقاد‬ ‫حتى داخل الدول الأكرث‬ ‫علمانية‬ ‫المادية والعاطفية‪ ،‬طالما أن الطفل يتميز بالفطرة‬ ‫السليمة‪ .‬فهو حين يتم إشراكه ووضع قواعد وحدود يخضع‬ ‫لها الجميع تمثال وتطبيقا‪ ،‬فإنه قد يستوعب معنى الميثاق‬ ‫األخالقي الذي يسهم في توازنه الذاتي فيما بعد‪.‬‬

‫دور الشباب ‪:‬‬

‫كان لدور الشباب دور أساسي في تكوين الشباب‬ ‫المغربي‪ .‬وقد كانت هي المؤسسة الوحيدة التي تعمل على‬ ‫فسح المجال للشباب بممارسة أنشطة موازية تجمع بين‬

‫الثقافي والحسي الحركي‪ ،‬وقد برع فيها عدد كبير من أبناء‬ ‫الفئات الدنيا في المجتمع في عدة مجاالت رياضية كالعدو‬ ‫الريفي وألعاب القوى وكرة القدم ‪ ،‬كما قدمت نماذج في‬ ‫عدة مجاالت أدبية وفنية‪ .‬وقد تخرج منها معظم أبطال‬ ‫العدو الريفي وألعاب القوى‪ .‬لقد تبوات مكانة متميزة في‬ ‫صقل مواهب الشباب واحتضان األنشطة المختلفة التي‬ ‫ساهمت في تنمية ما لديهم من قدرات وملكات وطاقات‬ ‫مختلفة‪ .‬وإليها يعود الفضل في تنظيم مسابقات وسهرات‬ ‫ومخيمات موسمية‪ .‬وقد بدأ هذا الدور يتقلص يوما عن‬ ‫يوم‪ ،‬خاصة بتدخل التكنولوجيا الحديثة وما تتيحه من‬ ‫وسائط مختلفة‪ .‬صحيح أن هذه المؤسسات مازالت تمارس‬ ‫أدوارها في بعض المدن الصغيرة أو المناطق الشعبية‪ ،‬إال‬ ‫أن دورها األكبر اليوم‪ ،‬أصبح ينحصر في بعض األنشطة‬ ‫دون أخرى‪ .‬فنحن في دورة حضارية جديدة لم تعد تقيم‬ ‫توازناتها على نفس األسس األولى التي كانت تستفرد‬ ‫سابقا بأدوار كبرى ضمن مؤسسات التنشئة االجتماعية‪..‬‬ ‫أزمة الخطاب الديني ؛ ترددت كثيرا قبل التطرق لهذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬وذلك لقيامه على عدة إشكاالت وحساسيات‬ ‫يصعب معها التجرد والموضوعية‪ .‬نحن أمام مأزق تواصلي‬ ‫مع األجيال الجديدة‪ ،‬خاصة وقد انقسم المجتمع العربي‬ ‫وفي مرحلة طبعها التعصب الديني إلى التشدد أو التمرد‪،‬‬ ‫بل أصبح الجهر بالتشدد والتعصب واإلقصاء ميزة العصر‪،‬‬ ‫خاصة بعد المواجهات العنيفة مع الغرب وما ترتب عنها‬ ‫من تفشي ظاهرةاإلرهاب العقدي الذي جعل التدين في‬ ‫نظر السواد األعظم من الناس رديف التشدد كحل دفاعي‬ ‫تتم من خالله مواجهة مخططات الغرب في استعمار جديد‬ ‫يجرد الدول من حرياتها وما تزخر به من خيرات طبيعية‬ ‫متنوعة‪ .‬إن تفشي ظاهرة التعصب الديني ال يعني تصحيح‬ ‫المفاهيم الدينية المغلوطة التي تفشت بين الناس‪ .‬فوضع‬ ‫منديل على الرأس أو لحى وسراويل أفغانية ال يدل إال على‬ ‫شيء واحد ال عالقة له بالدين بقدر ما يدل على انتشار‬ ‫الفكر السلفي الذي يسعى إلى تكريس سلطة األنظمة‬ ‫وإقصاء االختالف الذي هو سنة اهلل في كونه‪ .‬لست في‬ ‫معرض مناقشة قضية الحجاب أو ماله عالقة بالطقوس‬ ‫والعادات التي اقتحمت مجتمعاتنا‪ ،‬وإنما أشير إلى أن‬ ‫السلطة التي كانت تستمدها األسرة من الدين لم تعد‬ ‫تجدي‪ .‬وقد توقف الخطاب الديني بين األوامر والنواهي‬ ‫ولم يساير تطورات العصر‪ .‬إن الموضوع هنا شبيه داء‬ ‫عضال تفشى في الجسد‪ ،‬وعلى الطبيب المشخص إدراك‬ ‫موطنه ومصدره األول قصد معالجته بدواء واحد ذكي‬ ‫وناجع‪ .‬فأزمة البيت رهينة لعدة مستويات‪ ،‬يأتي على رأسها‬ ‫سوء تدبير األولويات البيداغوجية في تداخلها مع الخطاب‬ ‫الديني‪ .‬ومن الخطأ اعتقاد البعض أن التركيز على التدين‬ ‫وحده قادر على حماية األطفال والمراهقين وتوجيههم إلى‬ ‫ما يخدم مصالح األسرة والمجتمع‪ ،‬فالبد من اعتبار عدة‬ ‫متغيرات يقوم عليها توازن الخطابات الهادفة لتساهم في‬ ‫تحقيق التوازنات الكبرى بين المنشود والمطلوب‪ .‬فبعد‬ ‫األحداث الكبرى التي عرفها العالم بأسره‪ ،‬أدركت الدول‬ ‫والحكومات أهمية فسح باب التدين أمام الجميع سعيا‬ ‫إلى توفير حرية اإلعتقاد حتى داخل الدول األكثر علمانية‪.‬‬ ‫بذلك فتعدد المجاالت والحساسيات التي يقوم عليها‬ ‫الخطاب التربوي‪ ،‬تقتضي مقاربة شاملة تسعى إلى تناول‬ ‫الموضوع من جميع جوانبه حتى يتسنى إدراك مواطن‬ ‫الداء المتشعبة لقيامها على إشكالية تتداخل إثرها مختلف‬ ‫عناصرها المكونة‪..‬‬


‫الشمال التربوي‬

‫‪t‬‬

‫‪17‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الرتبية الداجمة حق تربوي‬ ‫الجانب االستشرافي‪:‬‬

‫‪- 2/2 -‬‬

‫الهــدف العــام للمشروع‪ :‬اإلرساء التدريجي للتربية الدامجة‬ ‫على مستوى المؤسسات التعليمية عبر حكامة جيدة وتطوير‬ ‫ممنهج لمصلحة «التربية الدامجة» باألكاديمية وضمان مردودية‬ ‫جيدة لها‪.‬‬

‫األهداف الخاصة‪:‬‬

‫ االرتقاء بجودة الحكامة داخل المصلحة؛‬‫ التنزيل التدريجي والتشاركي للبرنامج الوطني للتربية‬‫الدامجة؛‬ ‫ السهر على جودة التنسيق بين المصلحة والبنيات اإلدارية‬‫المختصة بالمديريات اإلقليمية التابعة ألكاديمية طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة؛‬ ‫ تعزيز جودة التنسيق مع رئيس قسم الشؤون التربوية‬‫وبقية مصالح القسم وخاصة مصلحة االرتقاء بتدبير المؤسسات‬ ‫التعليمية؛‬ ‫ تطوير نظام تواصل وتتبع ناجع؛‬‫ االنفتاح على المحيط الخارجي وتفعيل الشراكات مع مختلف‬‫الفاعلين جهويا ووطنيا ودوليا؛‬

‫التــدابير اإلجــرائية‪:‬‬

‫ أجرأة الهدف الخاص األول «االرتقاء بجودة الحكامة داخل‬‫المصلحة»‪:‬‬ ‫إرساء هيكلة وظيفية فعالة انسجاما مع المهام الموكولة‬ ‫للمصلحة والمشاريع المندمجة لتنزيل الرؤية االستراتيجية‬ ‫إلصالح منظومة التربية والتكوين ‪:2030 - 2015‬‬ ‫انسجاما مع اختصاصات المصلحة أقترح أن تكون هيكلتها‬ ‫على النحوالتالي‪:‬‬ ‫مكتب رئيس المصلحة يتكفل بالمهام التالية‪:‬‬ ‫✓ تنسيق عمل المكاتب‪.‬‬ ‫✓ تدبير العالقة مع المدير الجهوي وباقي مصالح األكاديمية‬ ‫والمديريات التابعة لها‪.‬‬ ‫✓ تدبير العالقة مع مختلف الشركاء والمصالح الخارجية‬ ‫القطاعات الحكومية ‪.‬‬ ‫مكتب التعبئة والتواصل والشراكات يتكفل بالمهام التالية‪:‬‬ ‫✓ تنظيم عمليات للتوعية والتحسيس إلذكاء الوعي بأهمية‬ ‫التربية الدامجة داخل المؤسسات التعليمية وفضاءات االحتضان؛‬ ‫✓ تعزيز الشراكات وتتبعها؛‬ ‫✓ التنسيق مع البنية اإلدارية بالمديرية اإلقليمية التي تعنى‬ ‫بالتربية الدامجة لفائدة التالميذ والتلميذات في وضعية إعاقة‪،‬‬ ‫في مجاالت تتبع وتنفيذ البرنامج الوطني للتربية الدامجة على‬ ‫الصعيد اإلقليمي؛‬ ‫✓ تعزيز التنسيق مع المصالح الجهوية للقطاعات الحكومية‬ ‫المعنية والهيئات الوطنية والجمعيات واألسر في مجال تمدرس‬ ‫األطفال في وضعية إعاقة؛‬ ‫✓ حفظ وأرشفة جميع الملفات والوثائق المتعلقة‬ ‫باختصاصات المصلحة مع العمل على رقمنتها‪.‬‬ ‫مكتب التكوين والدعم والتتبع يتكفل بالمهام التالية‪:‬‬ ‫✓ إحداث قاعدة للمعطيات حول التالميذ والتلميذات في‬ ‫وضعية إعاقة‪ ،‬مع العمل على تحيينها بشكل منتظم؛‬ ‫✓ التتبع التربوي الطبي وشبه الطبي للتالميذ والتلميذات‬ ‫في وضعية إعاقة بتنسيق مع الفرق الطبية وشبه الطبية والفرق‬ ‫التربوية؛‬ ‫✓ المساهمة في تطوير كفاءات األطر اإلدارية والتربوية‬ ‫والجمعيات واألسر وتأهيلهم قصد إرساء برامج التربية الدامجة‬ ‫بالمؤسسات التعليمية؛‬ ‫مكتب البرامج والتقويم يتكفل بالمهام التالية‪:‬‬ ‫✓ السهر على تتبع وتنفيد برامج التربية الدامجة على‬ ‫المستوى الجهوي بجميع األسالك التعليمية بتنسيق مع مديرية‬ ‫المناهج بالمصالح المركزية للوزارة؛‬ ‫✓ تتبع اإلجراءات المعتمدة في مجال تكييف االختبارات‬ ‫والتصحيح مع حاجيات هذه الفئة من التلميذات والتالميذ في‬ ‫وضعية إعاقة‪ ،‬ووضع الترتيبات التيسيرية المالئمة لذلك؛‬ ‫ونظرا التساع مجاالت تدخل هذه المصلحة أقترح في هذا‬ ‫المشروع تخصيص موظفين لكل مكتب مع تبني مقاربة التدبير‬ ‫التشاركي داخل المصلحة عبر اإلجراءات اآلتية‪:‬‬ ‫✓ العمل كفريق داخل المصلحة‪.‬‬ ‫✓ إشراك جميع العاملين بالمصلحة في التخطيط وتحديد‬ ‫األهداف واألولويات‪.‬‬ ‫✓ توزيع المهام داخل المصلحة بشكل توافقي يضمن‬ ‫الفعالية واإلنتاجية والمردودية العالية والسرعة في تحقيق‬ ‫األهداف‪.‬‬ ‫✓ اجتماعات منتظمة للفريق (مرة في كل أسبوع)‬

‫للمتابعة والتقويم‪.‬‬ ‫✓ التكوين المستمر للفريق في المجاالت المرتبطة‬ ‫بالمصلحة لتطوير الكفاءات والرفع من المردودية‪.‬‬ ‫✓ التوثيق الجيد لكل العمليات والضبط اإلداري للملفات‬ ‫والوثائق بشكل يسهل التعامل معها وتصنيفها واستثمارها مع‬ ‫استعمال البرنامج الخاص بنظام المعلومات المتوفر‪.‬‬ ‫أجرأة الهدف الخاص الثاني‪ :‬التنزيل التدريجي والتشاركي‬ ‫للبرنامج الوطني للتربية الدامجة؛‬ ‫ تشكيل اللجنة الجهوية للتربية الدامجة بتمثيلية أقسام‬‫ومصالح األكاديمية والمسؤولين اإلقليميين عن التربية الدامجة‬ ‫وممثلي الشركاء من مختلف القطاعات والمجتمع المدني؛‬ ‫ وضع مخطط جهوي مندمج للتربية الدامجة يضم أربع‬‫مجاالت أساسية؛‬ ‫✓ تعبئة اجتماعية شاملة حول المؤسسات التعليمية‬ ‫للتحسيس وإذكاء الوعي لدى كافة األطراف المعنية وضمان‬ ‫انخراطهم في إرساء التربية الدامجة؛‬ ‫✓ تعزيز قدرات مختلف المتدخلين وفق الحاجيات اآلنية‬ ‫لتجويد العرض التربوي لفائدة األطفال في وضعية إعاقة‬ ‫واألطفال في وضعيات خاصة؛‬ ‫✓ تأهيل البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية لتصبح‬ ‫صديقة لكافة األطفال‪ :‬الولوجيات بمختلف أشكالها والمرافق‬ ‫الصحية المكيفة وفضاءات جذابة؛‬ ‫✓ تكييف البرامج واألنشطة الصيفية والتقويم وتعزيز‬ ‫أنشطة الدعم الصحي وشبه الصحي والتربوي‪ ،‬وتعزيز مشاركة‬ ‫األطفال ذوي إعاقة في أنشطة الحياة المدرسية‪.‬‬ ‫ وضع وإنجاز مخطط للتتبع والتقييم‪.‬‬‫أجرأة الهدف الخاص الثالث «السهر على جودة التنسيق‬ ‫بين المصلحة والبنيات اإلدارية المختصة بالمديريات اإلقليمية‬ ‫التابعة ألكاديمية طنجة تطوان الحسيمة»‪:‬‬ ‫ خلق دينامية في العالقات بين المصلحة باألكاديمية‬‫ومصالح الشؤون التربوية بالمديريات التي تحتضن مكاتب‬ ‫التربية الدامجة عبر‪:‬‬ ‫✓ اجتماعات دورية مع رؤساء هذه المصالح والمكلفين‬ ‫بمكاتب التربية الدامجة؛‬ ‫✓ تبني نظام تنسيق فعال يضمن السرعة والفعالية في‬ ‫دراسة الملفات؛‬ ‫✓ خلق قنوات تواصل سريعة لتبادل وتقاسم المعلومات‬ ‫وتيسير العمل؛‬ ‫✓ االشتغال بمخططات ذات أهداف ونتائج ومؤشرات وأجندة‬ ‫إنجاز واضحة مع تبني تدبير مرتكز على النتائج؛‬ ‫✓ تتبع سير المخططات اإلقليمية وفق مخطط للتتبع‬ ‫والتقييم يصاغ تشاركيا مع المكلفين بالبنيات اإلدارية‬ ‫(اجتماعات‪ ،‬زيارات‪ ،‬الوقوف الفعلي على اإلنجازات‪ ،‬المساهمة في‬ ‫حل المشكالت‪ ،‬سرعة وفعالية االستجابة‪.)...‬‬ ‫✓ تيسير االستفادة من الخبرات الجهوية واإلقليمية للرفع‬ ‫من نجاعة التدبير‪.‬‬ ‫✓ تعزيز اإلمكانيات التدبيرية للمكلفين بهذه البنيات‬ ‫التدبيرية (التكوين المستمر والمصاحبة)‪.‬‬ ‫أجرأة الهدف الخاص الرابع «تعزيز جودة التنسيق مع رئيس‬ ‫قسم الشؤون التربوية وبقية مصالح القسم» من خالل‪:‬‬ ‫✓ التواصل الدائم مع قسم الشؤون التربوية باألكاديمية‬ ‫وتقاسم المعطيات معه آنيا؛‬ ‫✓ سرعة ونجاعة االستجابة؛‬ ‫✓ المشاركة الفاعلة في العمليات التنسيقية لقسم الشؤون‬ ‫التربوية؛‬ ‫✓ تقاسم المعطيات وتبادل الخبرات مع المصالح التابعة‬ ‫للقسم وخاصة مصلحة االرتقاء بتدبير المؤسسات التعليمية‬ ‫قصد السهر بشكل تشاركي‪ ،‬وبما يضمن التكامل‪ ،‬على إرساء‬ ‫المشروع التربوي الدامج على مستوى المؤسسات التعليمية؛‬ ‫✓ التعاون المثمر مع بقية أقسام ومصالح األكاديمية تحت‬ ‫إشراف رئاسة القسم‪.‬‬

‫أجرأة الهدف الخاص الخامس «تطوير نظام‬ ‫تواصل وتتبع ناجع»‪:‬‬ ‫ إرساء نظام ومخطط تواصل فعال يضمن سهولة تقاسم‬‫المعلومة والمستجدات‪:‬‬ ‫ يتضمن هذا النظام آليات التواصل الناجع وتقاسم‬‫المعلومات والمستجدات بين مكونات المصلحة‪ ،‬وبين المصلحة‬ ‫والقسم وبين المصلحة ومصالح الشؤون التربوية (مكاتب التربية‬ ‫الدامجة) بالمديريات التابعة للجهة‪.‬‬ ‫ يصاغ هذا النظام بطريقة تشاركية مع جميع األطراف‬‫المعنية ضمانا لتبنيه واالنخراط في تفعيله‪.‬‬ ‫‪ -‬إصدار تقارير دورية عن وضعيات تقدم تنزيل البرنامج‬

‫فدوى أحماد‬ ‫الوطني للتربية الدامجة لألطفال في وضعية إعاقة بالمصلحة‬ ‫وتقاسمها مع قسم الشؤون التربوية والمصالح التابعة له وكذا‬ ‫البنيات اإلدارية المعنية بالمديريات اإلقليمية التابعة لألكاديمية؛‬ ‫ إصدار تقرير سنوي عن حصيلة المصلحة وتقاسمه مع‬‫قسم الشؤون التربوية والمصالح التابعة له وكذا البنيات اإلدارية‬ ‫المعنية بالمديريات اإلقليمية التابعة لألكاديمية؛‬ ‫ إعداد نشرة خاصة بالمصلحة ومشاريعها وحصيلتها‬‫وخططها‪ ،‬كما تتضمن التجارب الرائدة في مجال التربية الدامجة‬ ‫بالمؤسسات التعليمة على صعيد الجهة ومشاريع المؤسسات‬ ‫المتميزة في هذا المجال‪.‬‬ ‫أجرأة الهدف الخاص السادس «االنفتاح على المحيط الخارجي‬ ‫وتفعيل الشراكات مع مختلف الفاعلين جهويا ووطنيا ودوليا»‪:‬‬ ‫ التعبئة االجتماعية حول برنامج التربية الدامجة؛‬‫ إبرام الشراكات جهويا ووطنيا ودوليا بما يخدم تعزيز ودعم‬‫العرض التربوي للمؤسسات التعليمية الدامجة‪:‬‬ ‫ تكوين فريق المصلحة باألكاديمية والمكلفين بالبنيات‬‫االدارية التابعة لها في المديريات اإلقليمية حول تقنيات تأسيس‬ ‫شراكات وإدارتها وحول تقنيات تخطيط مشاريع وتنزيلها وتتبعها؛‬ ‫ تخطيط مشاريع حسب الحاجات المنبثقة من الميدان قصد‬‫تلبيتها خاصة في المجال القروي والمناطق النائية؛‬ ‫ البحث عن موارد مالية لتمويلها جهويا ووطنيا ودوليا؛‬‫ تعزيز الشراكة مع جمعيات آباء وأمهات وأولياء أمور‬‫التلميذات والتالميذ وتأطيرها من أجل اإلسهام الفعال في االرتقاء‬ ‫بجودة التعلمات لهذه الفئة؛‬ ‫ تعزيز الشراكة مع الجماعات الترابية‪ ،‬المجتمع المدني‬‫والقطاعات الوزارية المعنية وتيسير مساهماتها في مجال التربية‬ ‫الدامجة‪.‬‬ ‫ختاما أشير إلى أن هذا المشروع يعتمد باألساس على تطوير‬ ‫اإلمكانيات البشرية وتعزيز قدراتها وتحفيزها ألداء دورها بفعالية‬ ‫ودفعها ألخذ المبادرات والمضي قدما في تحقيق أهداف الرؤية‬ ‫االستراتيجية إلصالح منظومة التربية والتكوين ‪،2030 2015-‬‬ ‫في إطار من التنسيق الجيد والتدبير الفعال والشراكة المثمرة‪.‬‬ ‫كما أن نجاعة اﻷداء ستساهم بشكل فعال في نجاح هذا المشروع‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة على المستوى الوطني لتكون تجربة‬ ‫رائدة من شأنها أن تؤخذ كنموذج لباقي الجهات األخرى‪.‬‬

‫مراجع‪:‬‬

‫❖ دستور المملكة المغربية لعام ‪2011‬‬ ‫❖ الظهير الشريف رقم‪ 1.63.071‬الصادر قي ‪ 25‬جمادى الثانية ‪1383‬‬ ‫(‪ 13‬نوفمبر ‪ )1963‬حول إلزامية التعليم األساسي كما وقع تغييره وتتميمه‬ ‫بالقانون ‪ 04.00‬الصادر بتنفيذه الظهير قم ‪ 1.00.200‬بتاريخ ‪ 15‬من صفر‬ ‫‪ 19( 1421‬ماي ‪)2000‬‬ ‫❖ القوانين‬ ‫❖ القانون رقم ‪ 07.00‬القاضي بإحداث األكاديميات الجهوية للتربية‬ ‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.203‬بتاريخ ‪ 15‬من صفر ‪1421‬‬ ‫(‪ 19‬ماي ‪)2000‬؛‬ ‫❖ القانون اإلطار رقم ‪ 51.17‬المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث‬ ‫العلمي؛‬ ‫❖ المراسيم‬ ‫❖ المرسوم رقم ‪ 2.02.376‬الصادر في ‪ 6‬جمادى األولى ‪17( 1423‬‬ ‫يوليو‪ )2002‬بمثابة النظام األساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم‬ ‫العمومي‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه‪.‬‬ ‫❖ القرارات‬ ‫❖ القرار الوزيري رقم ‪ 16-01‬الصادر في ‪ 08‬فبراير ‪ 2016‬بشأن‬ ‫اختصاصات وتنظيم مصالح األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة ومصالحها اإلقليمية‬ ‫❖ القرار الوزيري رقم ‪ 19-047‬الصادر في ‪ 24‬يونيو‪ 2019‬بشأن التربية‬ ‫الدامجة لفائدة التلميذات والتالميذ في وضعية إعاقة؛‬ ‫❖ القرار الوزيري رقم ‪ 19-074‬الصادر في ‪ 15‬نونبر ‪ 2019‬بتتميم قرار‬ ‫وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رقم ‪ 16-01‬بتاريخ ‪ 08‬فبراير ‪2016‬‬ ‫بشأن تحديد اختصاصات وتنظيم مصالح األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة ومصالحها اإلقليمية‪.‬‬ ‫❖ الرؤية االستراتيجية إلصالح منظومة التربية والتكوين ‪.2015-2030‬‬


‫‪t‬‬

‫‪18‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫مراسلة هولندا‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسلة بلجيكا‬

‫عزيز لعمارتي‬ ‫من قلب بروكسيل‬

‫نادية بوخيزو‬ ‫من قلب الهاي‬

‫املر�أة العربية تنجز‬ ‫كان هذا تعليق جاري العراقي الذي ال يعرف‬ ‫عني شيئاً سوى أنني عربية لسماعه يوماً أغنية‬ ‫فيروز «رجعت الشتوية» التي كنت أسمعها في‬ ‫سيارتي يوماً ما‪ ،‬وكان جاري العراقي الجار الثالث‬ ‫الذي مر بي هذا الصباح وأنا أدهن لوح السراج‬ ‫المحيط ببيتي‪.‬‬ ‫اليوم عطلة والجو حار جداً وكان برنامجي أن‬ ‫أذهب إلى البحر‪ .‬غيرت برنامجي في آخر لحظة ألن‬ ‫غداً يوم العيد‪.‬‬ ‫نهضت في الصباح الباكر لكي أتفادى المارة‬ ‫وبما أنا لوح السراج جاف والجوجاف سيساعد ذلك‬ ‫على سرعة جفاف اللوح‪.‬‬ ‫مرت جارتي الهولندية بكلبها في الصباح‬ ‫الباكر وألقت علي تحية الصباح مستغربة اليوم‬ ‫حار جداً وأنت تدهنين ؟‬ ‫أما جاري الهولندي الذي كان ثاني من مر بي‬ ‫قال مازحاً وضاحكاً‪ :‬لما ال تأجري شخصاً ليفعل‬ ‫ذلك ؟‬ ‫جاوبته مازحة‪ :‬أفضل أن أفعل ذالك بنفسي‪.‬‬ ‫في الحقيقة لم أأجر دهان هولندي فثمن‬ ‫الدهان في ساعة واحدة باهظ «والساعة ب مئة‬ ‫يورو والحسابة بتحسب» وما يستطيع أن يفعله‬ ‫الدهان نستطيع فعله نحن أيضاً‪ ،‬ال يحتاج األمر‬ ‫للكمال‪ ،‬فهي فقط استعدادات لشتاء هولندا‬ ‫البارد‪.‬‬ ‫اليد العاملة من بولونيا أرخص‪ ،‬فهم يأتون‬ ‫إلى هولندا للعمل منذ أن فتحت أوربا أبوابها‬ ‫ويشتغلون بأقل ثمن وال يدفعون الضرائب‪.‬‬ ‫غالباً ال أقابل جيراني فالكل منهمك في العمل‬ ‫حتى أن بعض جيراني ال أعرف أنهم جيراني‪.‬‬ ‫كان جاري العراقي الذي مر بي بعد أن استغرق‬ ‫بي الدهن ساعات‪ ،‬جاري منذ ثالث سنين ولم‬

‫أعرف أنه جاري فجل جيراني هولنديين وال يعرفون‬ ‫عني شيئا فقط تحية الصباح أوالمساء‪.‬‬ ‫ذات يوم وأنا أطل من نافذة البيت رأيت سيدة‬ ‫سقطت على األرض من دراجتها‪.‬‬ ‫بما ان الشارع كان خالياً والوقت ظهراً هرعت‬ ‫إليها ألساعدها واذا بي أهرع إلى الخارج ألساعدها‬ ‫كانت تصرخ من االلم وكل شيء كان يدل‬ ‫على أن رجلها انكسرت‬ ‫اتصلت باإلسعاف الذي نقلها الى المستشفى‬ ‫بسرعة‪.‬‬ ‫وفي يوم من األيام طرقت باب بيتي بباقة‬ ‫من الورود قائلة أنا جارتك وأنت لم تعرفيني فع ً‬ ‫ال‬ ‫كسرت رجلي وتعافيت اآلن أشكرك‪.‬‬ ‫أما جارتي التركية التي تسكن في الشارع‬ ‫الموالي لم يحدث أنني تقابلت معها في الخارج ‪،‬‬ ‫ال أراها إال في رمضان عندما تدق بابي حاملة معها‬ ‫األكل التركي‪ ،‬فهي تحب الحريرة المغربية وأنا‬ ‫أحب البتزا التركية التي تصنعها بالمنزل‪ .‬فقد أتى‬ ‫بها زوجها من بادية تركيا‪ ،‬رغم كل السنين التي‬ ‫عاشتها هنا ال تزال ال تتكلم الهولندية ونتفاهم‬ ‫غالباً بلغة اإلشارات‪.‬‬ ‫وجارتي األفغانية خلف منزلي غادرت زوجها‬ ‫بعد أن حدث شجار بينها وبين زوجها واستدعت‬ ‫الشرطة وذهبت ولم تعد تاركة خلفها زوجا‬ ‫وولدين‪.‬‬ ‫كلما التقيت بزوجها في الخارج ال يستطيع‬ ‫إلقاء التحية ويتعمد أخذ طريق آخر‪.‬‬ ‫القانون الهولندي يحمي المرأة وبيت الزوجية‬ ‫عند الفراق لصالح المرأة الحاضنة لألوالد إال إذا‬ ‫كان بيت ملك‪ ،‬ففي هذه الحالة يفضل الزوجة‬ ‫والزوج في بيتهما متفارقين عن السرير والمائدة‬ ‫بوصف الهولنديين إلى أن يتم بيع المنزل‪.‬‬

‫الأدب البلجيكي يف القرن التا�سع ع�شر‬ ‫من الوالدة �إلى �إثبات الذات‬ ‫بلجيكا دولة فتية تأسست عام ‪1830‬بعد أخذ‬ ‫وش��د من ط��رف القوى المهيمنة آن��ذاك‪ .‬ورجوعا‬ ‫إلى ال��وراء بقليل‪ ،‬بعد واقعة واترلو ‪Waterloo‬‬ ‫‪ 1814‬وهزيمة نابليون‪ ،‬اقترحت انجلترا ضم بلجيكا‬ ‫لهولندا لوضع حد للفكر الثوري واألطماع األمبريالية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬حيث شكلت مرحلة اإلنضمام لهولندا‬ ‫تحوال نوعيا لبلجيكا تمثل في الرخاء الذي عم ساكنته‪،‬‬ ‫وكذا تبلور التعليم ومحو األمية بإنشاء المدارس‬ ‫والمعاهد‪ ،‬غير أن هذا اإلتحاد لم يكن ليستمر بحكم‬ ‫اختالف التوجهات الدينية لكلتا البلدين‪ ،‬فالهولنديون‬ ‫في مجملهم كلفانيين ‪ calvinistes‬في حين أن‬ ‫البلجيكيين كاثوليكيين‪ ،‬وكذا معاملتهم بكونهم‬ ‫بلد مستعمر أدى إلى استياء عارم من سياسة «غيوم‬ ‫األول « ‪ ،» Guillaume¹‬نتج عنه انفصال البلدين‬ ‫أحدهما عن اآلخر ونشأت مملكة بلجيكا تحت حكم‬ ‫الملك «ليوبولد األول « ‪ .» Leopold¹‬كان للصحافة‬ ‫الناشئة دور مهم في هذا اإلستقالل وك��ذا تنوير‬ ‫الرأي العام‪ ،‬حيث ركز الملك الشاب ليوبولد األول‬ ‫‪ Léopold 1er‬بكثير من العزم على تقوية ركائز‬ ‫هذا اإلستقالل ودفع كل األطماع الخارجية خصوصا‬ ‫الفرنسية رغم تبني لغة موليير كلغة رسمية للمملكة‬ ‫و معارضة النخبة الفالمانية ومن ضمنهم الكاتب‬ ‫المغمور هنري كونسيونس ‪.Henri conscience‬‬ ‫في الجانب الفني فالمملكة الناشئة لم تنتج شيئا‬ ‫خارج عن المألوف‪ ،‬فالهندسة كان غالب عليها الطابع‬ ‫النيوكالسيكي‪ ،‬أما الميدان الموسيقي فقد تميز‬ ‫بالعصر الذهبي للبيلو كانتو ‪ .Bel Canto‬مجال‬ ‫الرسم تأثر باإلتجاه إلى الرومانسية‪ ،‬ونذكر هنا على‬ ‫سبيل المثال أنطوان ويرتز ‪ ،Antoine Wiertz‬أما‬ ‫الشذرات األولى للواقعية كانت في مطلع سنة ‪1851‬‬ ‫مع غيستاف كوربي ‪ ،Gustave Courbet‬ومن هناك‬ ‫إلى طابع التجديد نذكر من ضمن هؤالء شارل دو‬ ‫كر و ‪ Charles de Groux‬وجوزيف ستيفانس �‪Jo‬‬ ‫‪ .seph Stevens‬في حين أن األدب تأثر بشكل كبير‬ ‫باإلتجاه الرومانسي ورواده الكبار من أمثال فيكتور‬

‫هوغو ‪ Victor Hugo‬والمارتين ‪ ،Lamartine‬وكذا‬ ‫بالزاك ‪ Balzac‬مما دفع إلى المناداة بخلق أدب محلي‬ ‫وطني‪ ،‬يبرز الشخصية والروح البلجيكية ومقوماتها‪،‬‬ ‫الشيء الذي تعذر على شعراء تلك الفترة الذين لم‬ ‫ينهموا من الرومانسية إال أخطاءها‪ ،‬مما أثر على‬ ‫جمالية أشعارهم‪ ،‬إال بعض اإلستثناء مثله أندري فان‬ ‫هاسلت ‪ André Van Hasselt‬في عمله اإلبداعي «‬ ‫التجليات األربع للمسيح»« «�‪Les quatre incarna‬‬ ‫‪ » tion du christ‬والذي صدر سنة ‪ .1867‬كما عرف‬ ‫أواسط القرن ‪ 19‬صدور جريدة الحوار الفني واألدبي‬ ‫التي كان لها دور ريادي للتعريف بالتيار الواقعي الذي‬ ‫جسدته كتابات كل من بالزاك ‪ Balzac‬وفلوبير‬ ‫‪ .Flaubert‬كما تميزت هذه الحقبة التي تؤرخ كذلك‬ ‫لتربع الملك ليوبولد الثاني ‪ Léopard ²‬على عرش‬ ‫بلجيكا (‪ )1880-1865‬بتقاسم المشهد اإلبداعي بين‬ ‫التيار الرومانسي والواقعي‪ .‬ومن بين الوجوه التي‬ ‫برزت في هذه الحقبة أوكتاف بيرمز ‪Octave Pirmrz‬‬ ‫وكتابه «ساعات الوحدة» «‪»heures de Solitude‬‬ ‫سنة ‪ .1869‬كما غلب طابع السيرة الذاتية على أعمال‬ ‫أخرى نذكر منها «رواية الجيولوجي» «‪le roman‬‬ ‫‪ »d’un géologue‬لصاحبها «كزافيي دو غييل»‬ ‫«‪ .»Xavier de Recul‬فيما نالت رواية اوجين فان‬ ‫بومل «‪« » Eugène van Bemmel‬دون بالسيد»‬ ‫رب «‪ »Don Placide‬إعجاب المثقفين لما احتوته من‬ ‫طابع بطولي‪ .‬كما تميزت المرحلة ببزوغ اإلرهاصات‬ ‫األولية لألدب النسائي تمثل في رواية «مي ‪ -‬ال ‪-‬‬ ‫سول» «‪ »Mi -La - Sol‬للكاتبة (كارولين غرافيير‬ ‫) (‪ )Caroline Gravière‬سنة ‪ .1875‬وفي مجمل‬ ‫القول فإن الحقل اإلبداعي البلجيكي في هذه الحقبة‬ ‫وما سيليها تأثر بشكل كبير بالتركيبة السكانية لهذا‬ ‫البلد الصغير وكذا جهاته الثالث المنطقة الفالمانية‬ ‫في الشمال والجنوب الوالوني إلى جانب اللكسمبورغ‬ ‫الناطق باأللمانية‪ ،‬كلها معطيات أثرت سلبا وإيجابا‬ ‫على المجال الثقافي‪ ،‬غلب عليها طابع إبراز الهوية‬ ‫الثقافية لكل منطقة على أخرى‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪19‬‬

‫ال�شمـال‬

‫مراسَلة فرنسا‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 08‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قفزة “كوفيد‪..! ”19 -‬‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫نجاة الكاضي‬

‫اجللبــاب‬ ‫لم تكن بعض النقط المعلقة على صبورة النتائج في بهو الكلية بالشفافة على‬ ‫األقل بالنسبة لي‪ ،‬تقريبا الكل يصيح‪ ،‬يرقص فرحا بنجاجه وتوديع سنوات الكلية‪.‬‬ ‫رغم فرحتي كانت لي غصة تخنق سعادتي سعادة المرأة التي ينظر إليها كجسد‬ ‫حتى داخل محراب العلم‪ .‬ضاعت مني الميزة وأنا التي كنت واثقة أنني أحكمها بيدي‬ ‫اليمنى خصوصا بعد حصولي على أعلى نقطة في مادة المنطق والتي كان أستاذها‬ ‫آنذاك الناقد والدكتور مفتاح‪ .‬جل نقطي تجاوزت ثالثة عشر على عشرين إال نقطة‬ ‫امتحان واحدة كانت خمسة على عشرين والحقيقة كانت صفر ا على عشرين لوال‬ ‫تدخل أحد أساتذتي لكنت من الراسبات بامتياز‪ .‬هذا الصفر الذي ارتديته يوم ارتديت‬ ‫الجلباب وأنا متوجهة الجتياز االمتحان الشفوي‪ ،‬كنت ألول مرة أرتدي جلبابا‪ ،‬كان‬ ‫هدية أمي اختارت ثوب (المليفا) من الحرير بكل حب وتفنن الصانع التقليدي في‬ ‫خياطته ب (الذبانة ولمعلم ) كنت سعيدة جدا به وأنا في طريقي للكلية أحمل في‬ ‫محفظتي الكتاب المقرر وفي مذكرتي كل ما ناقشناه وصديقاتي بالحي الجامعي طيلة‬ ‫فترة تهيئ االمتحان عن الكتاب وصاحب الكتاب الذي هو أستاذ المادة‪ .‬دخلت قاعة‬ ‫االمتحان عندما حان دوري‪ ،‬كانت المسافة طويلة بين باب القاعة ومكتب األستاذ أو‬ ‫هذا ما خيل لي‪ ،‬خلتها أمياال‪ - .‬تفضلي‪ .‬يقول األستاذ وهويشير إلى الكرسي الذي‬ ‫يوجد أمام مكتبه‪ .‬وضعت الكتاب فوق المكتب كدليل على أنني اشتريته وهذا ما‬ ‫أكده عدة مرات في بداية السنة‪ ،‬علينا شراء الكتاب والعمل به وفيه‪ ،‬كان في حالة‬ ‫شبه رثة لكثرة استعماله‪ .‬أخذه ثم فتحة أو أوهمني أنه يتصفحه وقال لي ومالمح‬ ‫وجهه مجردة من مالمح رجل تعليم جعلت رجلي يرقصان خوفا وارتباكا‪ - .‬أتذكرك‬ ‫جيدا رغم ازدحام المدرج الدائم‪ - ...- .‬هل تعملين‪ ،‬أعني هل أنت موظفة ؟ ‪ -‬ال ال‬ ‫المهم أنت دائمة األناقة وهذا ما كنت أالحظه طيلة السنة الدراسية‪ .‬فكيف لك‬ ‫اآلن أن تأتي بالجلباب‪ ،‬هل أتيت إلى المسجد ؟ ‪ - … -‬ألغفر زلتك هذه أنتظرك‬ ‫عند الساعة السابعة مساءا قبالة محطة القطار وسنناقش الكتاب سويا‪ .‬هذا طبعا‬ ‫إذا كنت تفضلين خمسة عشر عن الصفر الذي هو مجيب للرسوب‪ .‬أتعلمين هذا؟ ‪-‬‬ ‫محطة ؟ ولماذا ؟ كيف ؟‪.‬أي كتاب ؟ تلعثمت ونطقت بجمل ال داللة لها‪ .‬خرجت من‬ ‫القاعة بعدما اِبتسم لي اِبتسامة ذئب أمام فريسته‪ ،‬خرجت وأنا أجر ذيل الخيبة‬ ‫وكأنني اِرتكبت إثما‪ .‬هل كان علي أن أصرخ ؟ أن أستنجد بأحدهم؟ أن أوبخه؟ هل‬ ‫ضاعت السنة ؟ وعدة أسئلة لم أجد لها جوابا سوى الصراخ والبكاء على حالي أو‬ ‫حال الطالبة المغربية في تلك الفترة من الثمانينات‪ .‬من حسن حظي كان أمام باب‬ ‫القاعة بعض األصدقاء من اإلتحاد الوطني لطلبة المغرب ( أوطم ) كانوا لي سندا‬ ‫وكانوا على علم بتصرفات هذا األستاذ مع الطالبات وبأنني لست األولى ولن أكون‬ ‫اآلخيرة‪ .‬أخبروني أن أوطم ستتكلف باألمر وسترسل رسالة إلى عميد الكلية وستطلب‬ ‫بإعادة اإلمتحان‪ .‬وقبل التوجه لمكتب االتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كان مقره‬ ‫بأكدال صادفت عند باب الكلية أستاذتي لألدب األندلسي والمشرفة أيضا على‬ ‫بحثي األستاذة الدكتورة ثريا لهي والتي صدفة كانت تلبس جلبابا أيضا‪ .‬استنجدت‬ ‫بها لعل في تدخلها مخرجا لمشكلتي‪ ،‬كانت كلها آذان صاغية سمعت قصتي الغير‬ ‫المفهومة ال سردا الني كنت مرتبكة جدا‪ ،‬وال معنى ألنه ال يعقل أن يتصرف أستاذ‬ ‫جامعي بهذه النذالة مع طالبة‪ .‬لم تترد في مساعدتي بل هددت وطافت جل مكاتب‬ ‫الكلية وأنا أتبعها من الخلف وكلما خرجنا من مكتب إال وتتجه األنظار إلي وكأنني‬ ‫المذنبة واألمة التي خذلت سيدها‪.‬مشكل من نوع خاص أو ألول مرة تتجرأ طالبة‬ ‫على كشفه‪ .‬وبتجمع جميع الطلبة الذين علموا بالخبر وتصاعد التنديدات واستنكار‬ ‫األمر وأمام صمود الدكتورة ثريا على إعادة االمتحان اِستدعي األستاذ الذي أنكر‬ ‫المنسوب إليه بل كان ينظر إلي وعالمة التعجب بادية على وجهه‪ ،‬أخبرنا أنه وضع‬ ‫النقطة مباشرة بعد اجتيازي الشفوي وال يمكن تغييرها أوإعادة االمتحان ألنه ال يرى‬ ‫سببا في ذلك‪ .‬والغريب أن الجميع وأنا منهم لم نتشبث بالمشكل األساسي الذي‬ ‫هو التحرش بالطالبة والسبب في ذلك‪ ،‬بل اتجهنا جميعا إلى نتيجة فعلته إن لم أقل‬ ‫فعلتي‪ ،‬فهو يتكلم بكل ثقة وعلينا سماعه‪ .‬وبعد ربع ساعة من المناقشة بينه وبين‬ ‫الدكتورة لهي علمت أن لي نقطة خمسة على عشرين وبأن المجموع العام يسمح‬ ‫لي بنيل اإلجازة ونجوت من إعادة السنة وضاعت الميزة كما ضاعت أخالق بعض‬ ‫األساتذة‪ .‬وبقي الباب مفتوحا لألستاذ الذي قد يعيد فعلته السنة الموالية‪.‬‬

‫‪...‬هل يمكن ْ‬ ‫أن يكون األطفال مفرشة للفيروس ؟‬ ‫حسب دراسة نشرتها مؤخراً المجلة الطبية األمريكية‬ ‫أن مُعد َ‬ ‫“جاما بيدياتريك” (جابا لطب األطفال)‪َّ ،‬‬ ‫َّل المواد‬ ‫الوراثية ل”فيروس‪-‬كورونا”‪ ،‬تمَّ العثور عليه في أنوف‬ ‫األطفال األقل من خمس سنوات‪ ،‬هو األعلى بعشرة إلى‬ ‫مائة مرَّة بالنسبة لألطفال ذوي العمر األكبر سناً من‬ ‫ذلك والبالغين منهم‪ .‬من هنا افترضتْ هذه الدراسة َّ‬ ‫أن‬ ‫األطفال الصغار يمكن ْ‬ ‫أن يكونوا من أهمّ ناشري عدْوى‬ ‫فيروس “كوفيد‪ ”-19‬؟!‪..‬‬ ‫أجرى جماعة من الباحثين في مدينة “شيكاكو” (فوق‬ ‫الكاف الثانية ثالثة نقط)‪ ،‬اختبارات ألخذ عينات من أنوف‬ ‫‪ 145‬مريض‪ ،‬يعانون بشكل هيّن إلى االعتدال من‬ ‫“كوفيد‪ ،”-19‬وبعد أسبوع من ظهور أعراض المرض‪.‬‬ ‫وقد قسّمَ الباحثون المرضى إلى ثالث مجموعات ‪- :‬‬ ‫المجموعة األولى ‪ :‬تتكو ُ‬ ‫َّن من ‪ 46‬طفل ذوي األعمار األقل‬ ‫من خمس سنوات‪ -.‬المجموعة الثانية ‪ :‬تتكون من ‪51‬‬ ‫طفل‪ ،‬عمرهم يتراوح بين الخامسة والسابعة سنة ‪.‬‬ ‫– المجموعة الثالثة ‪ :‬تتكوَّن من ‪ 48‬طفل البالغين‬ ‫من ‪ 18‬سنة إلى غاية الخامسة والستين سنة من الرجال ‪.‬‬ ‫– الحظ الفريق من الباحثين وجود “السارس‪-‬‬ ‫كوف‪ ،”-2‬بمقدار عشرة إلى مائة أضعاف لألجهزة‬ ‫التنفسية عند األطفال أكثر من غيرهم‪.‬خلص العلماء‬ ‫المتخصصون من خالل دراسة في المختبر‪َّ ،‬‬ ‫أن كلما‬

‫وضدَّ جميع النتائج السابقة ذات الصلة‪ –.‬هل المنظمات‬ ‫الصيدالنية التي تمتهن الرشاوى للحفاظ على الذهان‬ ‫بفضل اللوبي الصيدالني !!!‬ ‫ أصبح العالم قرية تحت “رحمة” وسلطان (كرونا‪-‬‬‫فيروس) ‪.‬‬ ‫– مملكة السويد ُّ‬ ‫تحث مواطنيها للعمل في منازلهم‪،‬‬ ‫عن بعد إلى غاية ‪2021‬م‪.‬فقد تجاوزتْ اإلصابات ب‬ ‫“كورونا‪-‬فيروس” الثمانين ألف مصاب‪ ،‬وسجلت أيضا‬ ‫إلى”األمس األول” ‪ 5739‬وفاة بسبب هذا الوباء‪ .‬ومع‬ ‫ذلك يالحظ حاليا انخفاضاً في عدد اإلصابات‪ ،‬منها على‬ ‫الخصوص أخطر الحاالت التي هي في حاجة إلى العناية‬ ‫المركزة‪.‬هذا النهج سبب لها نوعاً من القلق والعديد‬ ‫من النقد الذي جلب عليها مواقف ضدَّها‪ ،‬فالبالد‬ ‫السكاندينافية‪ ،‬على إثر ذلك أغلقت حدودها معها ‪.‬‬ ‫– مملكة الدانمارك أعلنتْ أخيراً‪ ،‬رفع المنع عنها (أي‬ ‫عن السويد) ‪.‬‬ ‫– مملكة النرويج سمحتْ فقط لذوي اإلقامة ‪.‬‬ ‫– مملكة فينالندا‪ ،‬لم تسمح حالياً إال للسفريات‬ ‫الضرورية فقط القادمة من مملكة السويد‪ –.‬هل الموجة‬ ‫الثانية ل “كورونا‪-‬فيروس” سببها شخص فائق التلوث‬ ‫(المفرد بصيغة الجمع) ؟ وهل ظهور مصدر جديد لبؤر‬ ‫اإلصابات (التلوث) يسلط الضوْء على الدوْر المحتمل‬

‫زادتْ المادة الوراثية الفيروسية‪ ،‬كلما أصبح هذا األخير‬ ‫(الفيروس) مُعدياً‪.‬وبالتالي َّ‬ ‫فإن األطفال الصغار (األقل‬ ‫أن يكونوا عام ً‬ ‫من خمس سنوات)‪ ،‬يحتمل ْ‬ ‫ال هاماً للعدْوى‬ ‫“سارس‪-‬كوف‪ ،”-2‬على الساكنة حسب قول بعض علماء‬ ‫الفيروسات‪.‬السلوك المعتاد لألطفال الصغار في األماكن‬ ‫المغلقة‪ ،‬كأقسام المدارس والروْض‪ ،‬يطرحُ تساؤل انتشار‬ ‫العدوى‪ ،‬قياساً على تخفيف اإلجراءات الصحية‪ ،‬وقد انتهوا‬ ‫إلى هذا االستنتاج ‪.‬‬ ‫– هذه النتائج ال تذهب في اتجاه السلطات الصحية‪،‬‬ ‫الذين يعتقدون َّ‬ ‫أن األطفال ال ينقلون الكثير من‬ ‫الفيروسات‪ ،‬وهم يشكلون “مخاطر” ّ‬ ‫أقل لإلصابة بشكل‬ ‫حادّ لهذا المرض‪.‬ومع ذلك‪ ،‬أبحاث أخرى تمتْ إجراءاتها‬ ‫إلى هذه اللحظة‪ ،‬منها دراسة في كوريا الجنوبية على‬ ‫فئة من األطفال البالغين من العمر بين عشرة وتسع‬ ‫عشر ة سنة‪ ،‬استنتجتْ َّ‬ ‫أن هؤالء ينقلون الفيروس بنفس‬ ‫أسر‪.‬وأن األطفال ّ‬ ‫َّ‬ ‫األقل سناً من‬ ‫قدْر كبار السنّ‪ ،‬داخل‬ ‫التاسع ينقلون الفيروس بصورة وبشكل ّ‬ ‫أقل‪ –.‬سرْعان‬ ‫ما أكد طبيب األطفال عكس ذلك‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال ‪ :‬أنا ال أعيش‬ ‫خائفاً من الوباء‪.‬وال أعيش الرُعب من الجائحة‪.‬أريد فقط‬ ‫أن أكون جزءاً من ّ‬ ‫ْ‬ ‫الحل‪( ،‬د‪.‬شانتيل)‪ ،‬وليس للملل سبيل‬ ‫إلى نفسي‪.‬أريد المساهمة في أمن المواطنين‪.‬ويضيف‬ ‫‪ :‬نحن متعلمون بما فيه الكفاية‪ ،‬لنتعرَّفَ على أننا لسنا‬ ‫مصحوبين باألعراض‪ْ ،‬‬ ‫وأن ال ننقل الفيروس للغير‪.‬إذا‬ ‫استطعنا ْ‬ ‫أن نحيا مع مراعاة عقول اآلخرين‪ ،‬سوف يكون‬ ‫العالم مكاناً أفضل بكثير‪ –.‬ال أحد يريد النيل من العلماء‪،‬‬ ‫وإنما نسعى إلى ترْك “التناطح” بينهم‪ ،‬واتباعهم نهجاً‬ ‫وضاءاً في البحث العلمي‪.‬الباحثون والخبراء ودراساتهم‬ ‫العلمية‪ ،‬لكل هذا أهمية قصوى‪ ،‬لكن ال شيء يتفوَّقُ على‬ ‫التحاليل الميدانية ‪ -‬هذه الدراسة األمريكية (لألطفال‬ ‫دون الخامسة‪ ،‬ناشري فيروس كورونا)‪ ،‬تنحو ضدَّ التيار‪،‬‬

‫لـ”فائق التلوث” ؟ األشخاص “الفائق التلوث”‪ ،‬هم شديدو‬ ‫العدوى ؟‬ ‫ الطيف (ما يلمُّ بالشخص من وسوسة)‪ ،‬من الموجة‬‫الثانية من علم الفيروسات مروراً من عالم(بكسر الالم)‬ ‫الفيروسات آلخر‪ ،‬ومن الغير المرجح (المستبعد)‪ ،‬إلى‬ ‫الالمفرَّ (الحجر الصحي) منه تقريباً‪.‬سوف تضطرّ السلطات‬ ‫الصحية تعديل جهاز التتبع للكشف بشكل أسرع عن بؤر‬ ‫التلوث‪.‬وفترة معالجة المعلومات يجب تخفيضها إلى ثلثيْ‬ ‫الوقت العادي‪.‬فاألشخاص الغير المتاحين يمكنهم التواصل‬ ‫هم أنفسهم بمركز االتصال‪ ،‬وسيتمكن المتتبعون طرح‬ ‫َ‬ ‫للعدوى‪.‬ثمَّ‬ ‫المزيد من األسئلة حول الظروف المحتملة‬ ‫نهج ترتيبات للتمكن من رسم خريطة البؤر المستجدَّة‬ ‫الحتواء وباء الفيروس‪ –.‬حتمية األربعة عشر يوماً‪ ،‬وصاية‬ ‫ال بدَّ منها لمكافحة انتشار العدوى‪ ،‬وخصوصا بالنسبة‬ ‫لألشخاص القادمين من مناطق تفشي العدْوي‪ –.‬فيما‬ ‫يخص الشركات التي أصيب بعض مستخدميها بالوباء‪،‬‬ ‫وفي هذه الظروف العصيبة‪ ،‬العمل عن بعد إليكترونياً‪،‬‬ ‫يبقى سيدُ الموْقف‪.‬وقد أدى ارتفاع المصابين بالجائحة‬ ‫إيقاف العوْدة إلى بعض األعمال‪ –.‬إعادة الحجر الصحي‬ ‫في المناطق المتفشي فيها “كوفيد‪ ”-19‬أصبح حيوياً‬ ‫للحفاظ على النفس‪ –.‬فما هذا الذي بين أصبعيك ؟ إنه‬ ‫القلم الذي يجسدُ القراءات واألبحاث المتنوعة والمتعددة‪،‬‬ ‫بتدبّر‪.‬فلم أدر أكان يحدّثني عن البحث عن لقاح لجائحة‬ ‫“كورونا‪-‬فيروس” راضياً أم ساخطاً ؟‬ ‫ في محكم كتاب اهلل تعالى ‪َّ :‬‬‫«إن اإلنسان خلق‬ ‫هلوعاً‪ ،‬إذا مسهُ الشرُّ جزوعاً‪ ،‬وإذا مسهُ الخير منوعاً‪ ،‬إال‬ ‫المصلين الذين هم عن صالتهم دائمون»‪ ..‬صدق اهلل‬ ‫العظيم (س‪ ،‬المعارج‪ ،‬اآلية ‪.. )19‬‬


‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال ‪:‬‬

‫الطري�س‪..‬‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫األخيرة‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫ال�شمـال‬ ‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1058‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 8‬غ�شت ‪2020‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2000‬غ�شت‬ ‫‪www.‬ال�سبت ‪08‬‬ ‫‪xw 1058‬‬ ‫‪ xw‬العدد‬ ‫‪Journal‬‬ ‫‪Achamal‬‬ ‫‪Achamal.ma‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫(‪)955‬‬

‫«�صور من حياته»‬

‫استرعت سيرة زعيم الحركة الوطنية بشمال المغرب األستاذ عبد الخالق الطريس‪ ،‬اهتمام‬ ‫كل المشتغلين بالبحث في تاريخ النضال الوطني ضد االستعمار‪ ،‬وكذا شغف جل النخب‬ ‫السياسية لمغرب ما بعد االستقالل‪ ،‬ليس فقط ألن الباحثين النزهاء والمناضلين المخلصين‬ ‫ظلوا حريصين على تبجيل هذه السيرة‪ ،‬ولكن –كذلك‪ -‬ألن الرجل ترك بصماته الخالدة‬ ‫على أداء النخب الفاعلة بمنطقة الشمال على امتداد العقود الطويلة للقرن ‪ .20‬فالطريس‬ ‫هو االبن البار لمدينة تطوان‪ ،‬والتلميذ الوفي لتراث الشموخ واإلباء الذي أفرزته تربة شمال‬ ‫المغرب‪ ،‬كما أنه المجاهد الصلب الذي لم يكن يخشى في الحق لومة الئم‪ ،‬والمناضل الوطني‬ ‫المستعد دائما للعطاء بدون حدود وللتضحية بدون أي مقابل نفعي مادي أو رمزي‪ .‬إنه‬ ‫منارة للعطاء الخصب الذي عكس أصالة االنتماء وعمق اإليمان وثبات المواقف‪ .‬فسواء خالل‬ ‫مرحلة االستعمار‪ ،‬أم خالل مرحلة ما بعد حصول بالدنا على استقاللها السياسي‪ ،‬ظل الزعيم‬ ‫الطريس أبا ألجيال مديدة من النخب السياسية والثقافية واإلعالمية التي طبعت بحضورها‬ ‫الوازن المشهد الوطني التحرري‬ ‫لمغرب ال��ق��رن ‪ .20‬وحتى بعد‬ ‫وفاته‪ ،‬ظل تراث الطريس نبراسا‬ ‫الستلهام ك��ل قيم الطهرانية‬ ‫السياسية ف��ي التفكير وف��ي‬ ‫المبادرة وفي الفعل‪ .‬ومهما قلنا‬ ‫في حق الرجل‪ ،‬فالمؤكد أننا لن‬ ‫نعطيه حقه كامال‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫مجال االشتغال الذي اشتهرت به‬ ‫هذه الشخصية يظل من التشعب‬ ‫ومن التعدد بحيث يصعب حصره‬ ‫ورسم أبعاده‪ .‬فمن ساحة النضال‬ ‫السياسي وال��ت��ع��ب��وي المقارع‬ ‫ألطروحات االستعمار ولمشاريعه‬ ‫االستيطانية واالستيالبية‪ ،‬ومرورا‬ ‫بالمجهود اإلعالمي الهادف إلى‬ ‫ترسيخ خط صحافي وطني متحرر‬ ‫كما عكسته صحف «ال��ح��ي��اة»‪،‬‬ ‫«الحرية»‪« ،‬األم���ة»‪ ...،‬وتركيزا‬ ‫للبعد التربوي والتعليمي داخل‬ ‫مؤسسات رائدة وإطارات جمعوية‬ ‫متميزة مثلما هو الحال مع العمل‬ ‫المؤسس «انتصار الحق بالباطل»‪ ،‬ووصوال إلى العمل االجتماعي الميداني المباشر بين‬ ‫صفوف الناس وبين فضاءاتهم الحميمية‪ ،‬تشكلت التركيبة المتكاملة لشخصية الطريس‬ ‫راسمة معالم تجربة إنسانية خالدة قلما يجود الزمان بمثلها‪.‬‬ ‫وحسنا فعلت «جمعية الطالب المغربية» عندما التفتت لتخليد ذكرى مؤسسها بإصدار‬ ‫كتاب توثيقي شامل تحت عنوان «الطريس‪ ..‬صور من حياته»‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،1970‬في ما‬ ‫مجموعه ‪ 95‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬كعربون وفاء وإخالص لذكرى السيرة‬ ‫العطرة لرجل خدم شمال المغرب حيا بنضاله الصلب‪ ،‬وخدمه ميتا بأصالة تراثه الخالد الذي‬ ‫الزال ينتظر جهود الباحثين لنفض غبار النسيان عن أهم مكوناته‪ .‬وتزداد هذه المسألة‬ ‫إلحاحا‪ ،‬إذا علمنا أن الجيل الحالي ال يعرف إال القليل عن مضامين هذا التراث وعن قيمه‬ ‫اإلنسانية المختلفة‪ ،‬إلى جانب أن البحث الجامعي الزال بعيدا عن الوفاء لمستلزمات‬ ‫التوثيق األكاديمي الكفيل بتغطية الموضوع من جميع جوانبه‪ .‬فكم عدد الرسائل الجامعية‬ ‫واألطروحات الوطنية التي أنجزت في هذا الصدد؟ وكم عدد اإلص��دارات التي نزلت إلى‬ ‫األسواق وتناولت تجربة الطريس بالدراسة وبالتوثيق؟ وكم عدد الندوات التي انعقدت بهذا‬ ‫الخصوص؟ وبغض النظر عن الجانب الكمي لهذه التساؤالت‪ ،‬وإذا استثنينا أعماال رائدة لثلة‬ ‫من الباحثين المعاصرين من أمثال المرحوم محمد بن عزوز حكيم واألستاذ عبد المجيد بن‬ ‫جلون‪ ،‬فالمؤكد أن مجال الدراسة ال يزال بكرا واليزال ينتظر جهود الباحثين المتخصصين‬ ‫الستكشاف ظلماته‪ ،‬تجميعا للوثائق وتصنيفا للمعطيات وتحليال للوقائع واستخالصا للنتائج‬ ‫واستغالال للخالصات الكبرى‪.‬‬ ‫ولعل من الحوافز الكبرى التي تحفزنا جميعا على إيالء هذا الموضوع كل ما يستحقه من‬ ‫عناية واهتمام‪ ،‬إدراكنا العميق لخطورة الظلم الكبير الذي لحق تراث الحركة الوطنية بالشمال‪،‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وتراث الزعيم الطريس بشكل خاص‪ ،‬داخل األدبيات والمصنفات المدونة التي ادعت التأريخ‬ ‫لمسارات النضال السياسي ضد االستعمار‪ .‬فالكثير من االفتراءات ألصقت بالتراث المذكور‪،‬‬ ‫والكثير من اإلسقاطات أضحت حقائق مطلقة في نظر أصحابها‪ ،‬والكثير من األحكام الجاهزة‬ ‫تحولت إلى منطلقات للبحث‪ ،‬والكثير من أشكال تصفية الحسابات الضيقة أو الذاتية أصبحت‬ ‫نقاطا ارتكازية في موجة المذكرات الشخصية لـ «رواد» الحركة الوطنية ببالدنا‪ .‬لقد أساءت‬ ‫الكثير من الكتابات الصادرة خالل العقود الماضية للعمل المتميز الذي راكمته الحركة‬ ‫الوطنية بالشمال‪ ،‬وبشكل خاص لمسار حزب اإلصالح الوطني ولمؤسسه األستاذ عبد الخالق‬ ‫الطريس‪ ،‬مساهمة في تكريس قيم الزيف والتدليس‪ ،‬معتقدة أن التمويه على السجل الوطني‬ ‫لمنطقة الشمال يمكن أن يصنع الزعامات وأن يكرس مركزية الفعل والمبادرة الجهاديين‬ ‫ضد مشاريع االستعمار‪ .‬ومن عجائب األمور في هذا الباب‪ ،‬تخصيص بعض الكتابات ألجزاء‬ ‫وافية من أعمالها للحديث عن الحركة الوطنية بالمنطقة السلطانية متناسية –ألسباب ال‬ ‫يعلمها إال أصحابها‪ -‬كل هذا التراث‬ ‫النضالي الزاخر الذي صنع عبقرية‬ ‫النضال السياسي بمنطقة الشمال‬ ‫خالل النصف األول من القرن ‪.20‬‬ ‫وت��زداد هذه المسألة خطورة‪ ،‬إذا‬ ‫علمنا أن هذا التجاهل لم ينحصر‬ ‫على الكتابات المعاصرة‪ ،‬بل يعود‬ ‫–كذلك‪ -‬إلى كتابات أسماء وازنة‬ ‫كان لها قصب السبق في التأصيل‬ ‫لألنوية األول��ى للحركة الوطنية‬ ‫بالمنطقة السلطانية‪ ،‬وخاصة‬ ‫داخل حزب االستقالل وداخل حزب‬ ‫الشورى واالستقالل‪...‬‬ ‫واعتبارا لكل هذه الحيثيات‪،‬‬ ‫أصبح من الالزم أن تتوجه الطاقات‬ ‫إلعادة األمور إلى نصابها‪ ،‬خدمة‬ ‫للحقيقة ول��ل��ذاك��رة الجماعية‬ ‫لمنطقة الشمال أوال وأخيرا‪ .‬وصدور‬ ‫كتاب «الطريس‪ :‬صور من حياته»‬ ‫يندرج في هذا السياق‪ ،‬إذ يساهم‬ ‫في الكشف عن الكثير من جوانب‬ ‫السيرة المجيدة للفقيد عبد الخالق‬ ‫الطريس‪ ،‬استنادا إلى رصيد هام من الصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لمختلف المحطات التي‬ ‫تقلبت عبرها هذه السيرة‪ .‬فباستثناء التقديم العام الذي احتوى على تعريف بالمعالم الكبرى‬ ‫لسيرة الطريس بشكل مركز ومختزل‪ ،‬فإن المادة األساسية للكتاب قد تجاوزت نزوعات‬ ‫المصنفات المكتوبة‪ ،‬لتقدم صورا تم انتقاؤها بعناية فائقة من أجل استنطاقها وتحويلها إلى‬ ‫شهادات حية على ذاكرة الرجل‪ ،‬منذ ميالده سنة ‪ 1910‬وإلى حين وفاته سنة ‪ ،1970‬مرورا‬ ‫بكل اإلسهامات الكبرى التي قدمها في مجال العمل الوطني والتربوي والثقافي واالجتماعي‬ ‫والسياسي‪ .‬والحقيقة‪ ،‬إن مجموع هذه الصور هي أبلغ من كل كالم يمكن أن يقال في‬ ‫هذا المقام‪ ،‬وهي خير رد على كل االفتراءات التي حاول البعض إلحاقها بالرجل‪ ،‬وعلى كل‬ ‫محاوالت االنتقاص من القيمة الرمزية لتراث الحركة الوطنية بمنطقة الشمال‪.‬‬ ‫وحتى ننهي هذا التقديم‪ ،‬نشير إلى أن «جمعية الطالب المغربية» قد ربحت رهان‬ ‫االهتمام بالتوثيق البصري لسيرة عبد الخالق الطريس‪ ،‬كدليل على الوفاء لذكرى مؤسسها‪،‬‬ ‫مؤطرة هذه المبادرة بكلمة مقتضبة اختزلت كل معاني الوفاء واإلخالص‪ .‬ومما جاء في هذه‬ ‫الكلمة‪ ،‬نقرأ في الصفحة رقم ‪ 20‬ما يلي‪« :‬هكذا واصل األستاذ الطريس كفاحه حتى وافاه‬ ‫األجل المحتوم في مدينة طنجة يوم األربعاء‪ 17 ...‬ماي ‪ ،1970‬فنقل جثمانه الطاهر إلى‬ ‫مسقط رأسه حيث شيع بعد عصر اليوم التالي إلى مرقده األخير في محفل رهيب شاركت فيه‬ ‫عشرات اآلالف من محبيه من مختلف أنحاء المغرب ومن الخارج‪ ...‬نعم كان الطريس كاتبا‬ ‫المعا‪ ،‬وخطيبا شعبيا عظيما‪ ،‬وصحافيا محنكا قديرا‪ ،‬سطر بمقاله السيال مآت المقاالت‪...‬‬ ‫وألهب المشاعر بمآت الخطب في سائر جهات المغرب وبالخارج‪ ،‬وألقى عشرات المحاضرات‬ ‫في شتى المواضيع وبمختلف المناسبات‪ .‬وكان يتوفر على ثقافة واسعة‪ ،‬ذا فكر سديد ورأي‬ ‫متزن وشجاعة نادرة‪ ،‬مما بوأه الزعامة وقيادة الحركة التحريرية في البالد‪.»...‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.