Achamal n° 1059 le 15 Août 2020

Page 1

‫‪t‬‬

‫‪1‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1058‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪ 26‬ذو احلجة ‪ 15 / 1441‬غ�شت ‪2020‬‬

‫امللف‬ ‫املثقف وانتخابات‬ ‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫املثقف‬

‫‪!! 2021‬‬

‫�أحداث ال�شمال يف �أ�سبوع‬ ‫مرا�سالت خا�صة من فرن�سا بلجيكا وهولندا‬

‫عبد الكرمي اخلطيبي‬ ‫الذي ي�أتي من امل�ستقبل‬

‫حرب الريف‬


‫‪t‬‬

‫‪2‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫املثقف وانتخابات ‪2021‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫• محمد إمغران‬

‫�سالح �أ�سا�سه الإميان باهلل‬ ‫مع الأخذ بالأ�سباب‬

‫منذ عقدين من الزمن تقريبا كان الدكتور محمد عابد‬ ‫الجابري قد نشر كتابا تحت عنوان «المثقفون في الحضارة‬ ‫العربية»‪ .‬وكان أهم ما تميزت به أطروحة الكتاب هي محاولتها‬ ‫تأصيل مفهوم «المثقف»‪ ،‬أي البحث عن المعادل الداللي‬ ‫الثقافي العربي لهذه اللفظة في مناخنا التداولي المعرفي‪،‬‬ ‫ولربما حتى السياسي‪.‬‬ ‫يؤكد محمد عابد الجابري على أن لفظة «مثقف» بمفهومها‬ ‫المعروف حاليا ال أصل «معرفي تداولي» لها في تراثنا العربي‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وأنها دخيلة على معجمنا العربي‪ ،‬وأن لفظة‬ ‫«العلماء» هي المفهوم الدقيق الذي يمكن أن يقابلها تداوليا‪.‬‬ ‫غير أن سياقات االنفتاح المعرفي سمحت بولوج كلمة‬ ‫«المثقف» إلى مجالنا التداولي العربي من الثقافة الغربية‪،‬‬ ‫وصار استعمالها جاريا‪ ،‬بل وأصبحت تؤدي الدور الذي لعبته‬ ‫لفظة « العلماء» من قبل‪.‬‬ ‫ما يهمنا في هذا السياق هو أن مفهوم «المثقف» في‬ ‫الحضارة الغربية‪ ،‬وبالضبط في فرنسا‪ ،‬كان قد نشأ في ظروف‬ ‫سياسية حادة‪ ،‬ارتبطت بقضية « دريفوس»‪ ،‬الضابط الذي‬ ‫اتهم بالخيانة العظمى وحكم عليه ظلما باإلعدام‪.‬‬ ‫هذه الواقعة ستدفع شرائح متعددة من المجتمع الفرنسي‬ ‫إلى النزول للتظاهر بالشوارع تضامنا مع «دريفوس»‪ ،‬وستظهر‬ ‫ألول مرة لفظة «المثقفون» على الفتات مرفوعة وسط‬ ‫الجماهير‪ ،‬وهي الواقعة نفسها التي ستدفع «إميل زوال» إلى‬ ‫نشر مقاله التاريخي «إني أتهم» «‪.»J’accuse‬‬ ‫ما يهمنا أكثر‪ ،‬ونحن نعيد إثارة هذا الموضوع‪ ،‬هو اإلشارة‬ ‫إلى الدور العضوي والحيوي الذي يمكن ان يلعبه المثقفون في‬

‫ال�شمال‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫الحياة السياسية لبلدهم‪ .‬وإلى الدور المصيري الذي يتحملونه‬ ‫في اإلعانة على توجيه سياسات بالدهم نحو األفضل‪ .‬واألكيد‬ ‫ان االنتخابات تأتي على رأس االنشغاالت التي ينبغي للمثقفين‬ ‫أن يحيطوا أنفسهم بها‪.‬‬ ‫منذ ما يزيد تقريبا عن ثالثة عقود ونحن نالحظ تواري‬ ‫المثقف المغربي عن التواجد في الواجهة األمامية لالنتخابات‬ ‫التي شهدتها بالدنا‪ .‬وأقصد هنا بالتواجد المباشر عبر الترشح‬ ‫في لوائحها‪ ،‬وخوض غماراتها‪ ،‬والطموح إلى تمثيل الجماهير‬ ‫الشعبية في مؤسساتها‪.‬‬ ‫منذ ما يزيد تقريبا عن ثالثة عقود ونحن نعيش على إيقاع‬ ‫تشكيالت انتخابية جماعية وتشريعية يغيب عنها الحضور‬ ‫العضوي للمثقفين‪ .‬وهو ما يصيب اغلب المغاربة بإحباط‬ ‫سياسي مضمونه أن الحال التزال على حالها‪ ،‬وأن ال أمل‬ ‫في حلم نرى فيه نخبنا الوطنية تقرر في اختياراتنا ومصائرنا‬ ‫السياسية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬ ‫هل سيكتفي المثقف بتوجيه النقد من داخل مكتبه‬ ‫المتعالي‪ ،‬أو التعبير عن حسرته ومراراته من داخل تواريه‪ ،‬إن‬ ‫لم نقل هروبه؟‬ ‫انتخابات ‪ ،2021‬وما آل إليه الوضع بالبالد من انكشاف‬ ‫لحقائق مهولة متعلقة بالفشل في سياسات تدبيرية طالت‬ ‫تقريبا كل المجاالت الحيوية بعد «جائحة كورونا»‪ ،‬تُحتم على‬ ‫المثقف المغربي أن يعيد النظر في حساباته السياسية‪ ،‬وأن‬ ‫يقطع مع مرحلة التنظير المتعالي‪ ،‬وأن يعمل على النزول إلى‬ ‫ساحات تدبير السياسات العمومية يختبر فيها قدرته على إفادة‬ ‫وطنه بما يذخره من علم وعمل‪.‬‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫محمد طارق بخات‬

‫زبيـدة الورياغلـي‬

‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫�أ�سامـة الزكــاري‬

‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫محمد �إمغران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫هـدى املجـاطـي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫ح�سن �أزام‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة‬

‫ليس هناك أحسن في ظل انتشار فيروس وباء‬ ‫«كورونا»من القيام بالتدابير االحترازية‪ ،‬الموصى بها‬ ‫من قبل المصالح المختصة وكذا االهتمام بالتغذية‬ ‫كوسائل وأسباب‪ ،‬مع ضرورة االلتزام بالذكر والورد‬ ‫اليومي بالنسبة للمؤمن الذي يضع ثقته كاملة في‬ ‫المولى عز وجل‪ ،‬فهو الشافي والمنجي والمخرج من‬ ‫ساعات الضيق والغم‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬قدمت مسؤولة‬ ‫عن البرنامج الوطني للتغذية بمديرية السكان بوزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬مجموعة من النصائح التي تساهم في تقوية‬ ‫المناعة ضد «كوفيد‪ »-19‬وأوصت بضرورة اتباع عدد من‬ ‫التعليمات للحفاظ على الصحة خالل فترة الحجر الصحي‪.‬‬ ‫ومن هذه التعليمات اإلبقاء على الحركة حتى ولو داخل‬ ‫المنزل‪ ،‬موضحة أن الكبار يجب أن يتحركوا لمدة ‪30‬‬ ‫دقيقة في اليوم والصغار لساعة واحدة‪ ،‬مع النوم الجيد‪،‬‬ ‫ألن «قلة النوم هي األخرى تضعف المناعة ويجب االلتزام‬ ‫بسبع إلى ثماني ساعات نوم في اليوم‪.‬ينضاف إلى ذلك‪،‬‬ ‫التغذية الجيدة التي تحمي من األمراض المعدية كما‬ ‫تحمي من األمراض المزمنة التي تضعف المناعة»‪ ،‬مع‬ ‫ضرورة اعتماد نظام غذائي متنوع‪.‬وقالت المتحدثة‬ ‫الوزارية إن الجسم يحتاج إلى «البروتينات» بشكل يومي‪،‬‬ ‫سواء ذات األصل الحيواني‪ ،‬لكن دون اإلكثار من اللحم‬ ‫األحمر‪ ،‬أو ذات األصل النباتي التي تعمل على تكوين‬ ‫مضادات األجسام التي تحارب الفيروسات الدخيلة على‬ ‫الجسم‪.‬‬ ‫وأوصت خبيرة التغذية كذلك بشرب كمية كافية‬ ‫من الماء الذي يساعد على طرد السموم وتناول أغذية‬ ‫غنية بالفيتامينات واألمالح المعدنية التي يكون‬ ‫مصدرها الخضر والفواكه‪ ،‬مع تنويع ألوانها خالل اليوم‬ ‫نفسه ويمكن الوصول إلى ما بين ‪ 400‬و‪ 600‬غرام في‬ ‫اليوم‪ .‬ودعت أيضا إلى تنويع مصادر «الفيتامينات» من‬ ‫قبيل فيتامين ‪ C‬الموجود في الحوامض وأيضا في‬ ‫الفلفل بدرجة أكبر‪ ،‬وفيتامين ‪ E‬الموجود في الزيوت‬ ‫أو اللوز والجوز‪ ،‬وفيتامين ‪ A‬الذي يوجد في الخضر التي‬ ‫يكون لونها برتقاليا‪ ،‬وفيتامين ‪ D‬الذي يساهم في‬ ‫تقوية المناعة‪.‬ومن تعليمات المسؤولة المذكورة كذلك‪،‬‬ ‫وللحفاظ على الصحة‪ ،‬يجب تناول الدهنيات الصحية‬ ‫الموجودة في مواد من قبيل زيت الزيتون أو زيت‬ ‫الذرة والفواكه الجافة والسمك و»األفوكادو»‪.‬وشددت‬ ‫المسؤولة عن البرنامج الوطني للتغذية بمديرية‬ ‫السكان بوزارة الصحة على ضرورة أن يتبع اإلنسان هذا‬ ‫النظام الغذائي الصحي‪ ،‬طيلة الحياة‪ ،‬وليس فقط خالل‬ ‫هذه الفترة‪ .‬وبخصوص النساء الحوامل‪ ،‬فقد دعتهن‬ ‫المتحدثة إلى االهتمام أكثر بتغذيتهن مبرزة أن لألطفال‬ ‫الصغار تغذية خاصة بهم‪ ،‬فيها حليب األم‪ ،‬أهم غذاء‪.‬أما‬ ‫عن المواد التي تضعف المناعة‪ ،‬فقد أوصت الخبيرة ذاتها‬ ‫بضرورة تجنب السكريات واألغذية المعلبة‪ .‬طبعا وهذه‬ ‫التعليمات الخاصة بالتغذية يقابلها إكراه‪ ،‬بخصوص ذوي‬ ‫الدخل المحدود والسيما الفقراء الذين تضرروا كثيرا‪ ،‬منذ‬ ‫بداية الحجر الصحي‪ .‬وبالمناسبة‪ ،‬فإن العديد من الناس‬ ‫يستحقون الدعم الخاص بجائحة «كورونا» متمنين‬ ‫أن يكون ملموسا على أرض الواقع ومستهدفا لكل‬ ‫من يستحق‪ ،‬بعيدا عن االرتجالية واإلقصاء‪ ،‬كما حصل‬ ‫ويحصل‪ ،‬خالل أحداث استثنائية وظروف خاصة‪ ،‬حيث‬ ‫سرعان ما يوجه المتضررون والمقصيون تظلماتهم‪ ،‬عبر‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫‪t‬‬

‫‪3‬‬

‫ال�شمـال‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫دردشة‬ ‫حني ت�شرفت باالن�ضمام �إلى �أ�سرة �أ�سبوعية ال�شمال الغراء‪ ،‬كان � ُ‬ ‫أول عمود‬ ‫ُ‬ ‫و�ضحت فيه اختياري لهذا العنوان‪.‬‬ ‫�أكتبه حتت «درد�شة»‪ ،‬عمود ًا‬ ‫تواجدي و�أ�صدقائي بنادي االحت��اد بتطوان‪ ،‬نتذاكر ونتحاور‪،‬‬ ‫بحكم‬ ‫ف�أنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونتجاذب �أطراف الأحاديث‪ ،‬يف التافه من الأمور‪ ،‬ويف الق�ضايا التي ت�شغل بالنا‪.‬‬ ‫وقد نتفق‪ ،‬وقد نختلف‪ ،‬وقد نتناق�ش دون �أن تكون لدينا �شهية مفتوحة‬ ‫لالتفاق �أو االختالف‪ .‬املهم‪� ،‬أن نتحدث‪ ،‬و�أن ندرد�ش‪.‬‬ ‫من هنا جاءت فكرة «درد�شة»‪.‬‬ ‫ولعلني � ُ‬ ‫أردت �أن �أ�سري على منوال ال�صحفي امل�صري علي �أمني يف عموده الذي‬ ‫كان يكتبه مبجلة الكواكب الأ�سبوعية‪ ،‬حتت عنوان «فكرة»‪ ،‬و�أن �أ�سري على ُخطى‬ ‫عمود كان يثابر على كتابته ب�سل�سلة الهالل‪.‬‬ ‫الق�صا�ص يو�سف ال�سباعي يف‬ ‫ٍ‬ ‫ويتم�سكان باحلكمة القائلة ‪« :‬خ ُري‬ ‫وهما معا كانا ال يجنحان �إلى الإطناب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قل َّ‬ ‫الكالم ما ّ‬ ‫ودل»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وق ّرا�ؤنا اليوم ‪�-‬إن كان لدينا قراء‪ -‬مل ت ُعد لهم ال�شهية التي كانت لدينا لقراءة‬ ‫املط ّوالت‪ ،‬والثالثيات‪ ،‬واملذكرات‪ ،‬و�أحاديث الأربعاء‪.‬‬ ‫وهم معذورون‪ ،‬لأن التلفاز‪� ،‬أخذ من ه�ؤالء ن�صيبا غري منقو�ص‪ ،‬ولأن الهاتف‬ ‫النقال‪� ،‬أخذ الباقي‪ ،‬ومل تبق للكتب وال لأ�صحابها �إال فئة قليلة‪ ،‬وقليلة جدّ ًا‪ ،‬رمبا‬ ‫ُت ِّ‬ ‫ؤو�س الأقالم‪.‬‬ ‫ف�ضل الفال�شات‪ ،‬ور� َ‬ ‫يف الغرب‪ ،‬رمب��ا توجد ه��ذه الظاهرة‪ ،‬ولكن ب�صورة مقبولة‪ ،‬ال ُت�سقط من‬ ‫وت�صفح اجلرائد واملجالت‪.‬‬ ‫ح�ساباتها املطالعة والقراءة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لذا‪ ،‬ف�إن املكتبات ال زال لها �سلطا ُنها على النا�س‪ ،‬وال زالت ال�صحافة تلعب دورها‬ ‫الإعالمي والتوعوي باقتدار و�إ�صرار‪.‬‬

‫تدوينات مل تنته بعد‪..‬‬ ‫‬‫«التيه» هي الرواية الرائعة للراحل عبدالرحمان منيف التي أعيد‬ ‫قراءتها اآلن‪ ،‬والتيه‪ ،‬في تقديري‪ ،‬هو الحالة التي نعيشها تجاه وباء كورونا‬ ‫في بالدنا اآلن بعد شهور من االعتزاز واالطمئنان‪...‬؟!‪.‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫ظهر أن عيد األضحى ليس له نفس الطعم عند كل طبقات المجتمع‪.‬‬ ‫والوقائع المؤسفة للهجوم على بائعي الخرفان في أحد األسواق هي‬ ‫عنوان للفوارق االجتماعية الصارخة وبالتالي الحرمان المادي الذي تعاني منه‬ ‫فئات واسعة من المجتمع(بما فيه الحرمان من عدد من األطعمة المشتهاة‬ ‫المعدة باللحم ) والذي قد يدفع إلى العنف األعمى إذا اقترن بـ «الحكرة»‬ ‫الرمزية‪...‬‬ ‫علينا إذن من اآلن فصاعدا أن نرتب أولوياتنا حتى ال يصل الشرخ إلى‬ ‫حدوده العدمية والذي قد يأتي على األخضر واليابس‪.‬‬ ‫هذا العيد كان بطعم المرارة بين فكي جنون الحرمان و قلق‬ ‫كوفيد ‪...19‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫لألسف الكثير من األصوات هاجرت مواقع التواصل االجتماعي وتستنكف‬ ‫عن اإلدالء بدلوها في مناقشة الشأن العام المحلي أو الوطني‪ ...‬خوفا من‬ ‫األقالم الضالة المقنعة التي ال تتقن إال لغة العسس والبصاصين‪ ،‬و السب‬ ‫والقذف والكذب‪ ،‬أوالتزلف والنفاق والمدح‪...‬‬ ‫الديموقراطية تبنى بالرأي والرأي اآلخر‪ ،‬بتعدد الحساسيات والتيارات‪،‬‬ ‫باحترام رأي اآلخرين بتقديم االقتراحات والتنبيه إلى االختالالت واألخطاء‬ ‫والنواقص‪...‬وإذا لم نتقدم في هذا االتجاه سنتأخر وسيستفيد انتهازيون‬ ‫متمرسون في اتباع رائحة «الهمزة» كما يعلمنا التاريخ دون أن تستفيد‬ ‫الجماعة ويرقى الشعب و ترقى األمة‪....‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫في السياسة يصعب في الظروف العادية توحيد الجهود بين تنظيمات‬ ‫متعارضة ومؤسسات متعددة تتنافس‪ ،‬إن لم نقل تتصارع‪ ،‬على تسجيل‬ ‫النقط وإظهار «حنة يديه»‪ ،‬لكن في الظرفية الحالية المطبوعة باالستثناء‬ ‫الصحي واالقتصادي واالجتماعي والنفسي من العبث تشتيت الجهود‪ ،‬ألن‬ ‫هذا ال يساعد بديهيا على مواجهة األزمة المستفحلة فمابالك بالخروج‬ ‫منها‪...‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫ماء زهر الحكايات ‪:‬‬ ‫هذا الليل يمعن في السهاد؛ لماذا ياليل؟ ماذا جرى؟‪ .‬موسيقى حزينة و‬ ‫صوت حنون يمأل القلب رقة لمغنية تغني للحياة‪ ،‬للنسيان‪...‬‬ ‫يغلف القلب رداء حزن طرب‪ ،‬في المقلتين شوك غبش‪ ،‬ال أحد يروي‬ ‫لك لتنام على ضفاف الحكايات‪ ،‬كل شيء في المكان جاف‪ ،‬كنت طفال مدلال‬ ‫بالحكايا‪ ،...‬كم هي قاسية الوسائد التي ال يرشها ماء زهر األمهات‪...‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫خرج من بيت الماء إلى النور‪ ،‬بكى‪ ،‬ثم حبا‪ ،‬ثم مشى‪ ،‬فسقط ثم اعتدل‪،‬‬ ‫فاستوى‪ ،‬هاج ثم ثار‪ ،،‬ثم جرى‪ ،‬فصار‪ ،‬ثم انحنى و اندثر شوقا إلى لقاء آخر‬ ‫بالنور‪...‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫كنا نحلم بإعادة تشكيل العالم وفق جزيئات نظريات آخذناها انبهارا‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫عن من سبقونا الذين كانوا يتقنون المماحكة ليل نهار في دروبها سعيا‬ ‫إلى البطولة‪...‬‬ ‫كانت أصواتنا تعلو وال تشبه فعلنا الواقعي‪ ،‬وكانت الغربة تكبر من حولنا‬ ‫فنمعن في رفض الواقع البئيس المثقل بالعنف و القمع والظلم والكذب‪...‬‬ ‫كنا مع الجماهير قلبا و تطلعا‪ ،‬وكانت الجماهير طينا يقولبه من يعرفون‬ ‫سيكولوجيتها و يخترقون حصونها بشتى األساليب وإن كانت سالبة للوعي‪،‬‬ ‫فكان السالح الذي يطعنوننا به دائما‪ ،‬عن حق و غير حق‪ ،‬هو أننا مارقون‬ ‫وثائرون ليس على أوضاع الزيف والظلم فقط بل حتى على قالع التقليد‬ ‫والماضوية التي يتحصنون بها إلى يوم الناس هذا‪...‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫عال هياج وصياح‪ :‬أسقطوا الصنم‪ ...‬سقط الصنم‪.‬‬ ‫ثم عال هياج وصياح كانت األصنام التي خلفت الصنم تتحارب على من‬ ‫يكون الصنم األكبر‪...‬‬ ‫عال نقع كثيف الفضاء‪ ،‬وساد رعب و فساد في الجو فاقا رعب وفساد أزمنة‬ ‫كل األصنام اآلفلة‪.‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫أحار هل هو الربيع يرحل أم أن الشتاء عاد‪ ،‬أحار هل أطل من الشرفة أم‬ ‫من النافذة؛ أما السطح فيبدو بعيدا‪ ،...‬أحار هل أبكي على الماضي أم أصبر‬ ‫على الحاضر أم أقلق من المستقبل‪ ،...‬أحار هل أجلس صاغرا أم أتمدد عاجزا‬ ‫أم أقف تائها أم أتحرك في الفراغ‪ ...‬أخاف أن أفقد أعصابي‪ ،‬أخاف أن ال أرتاح‪،‬‬ ‫أخاف من السهاد‪ ،‬أخاف في الداخل وأخاف من الخارج‪...‬هل خوفي طبيعي‪،‬‬ ‫هل خوفي زاد عن حده‪ ،‬هل خوفي يتقاسمه معي الماليين‪ .‬أخاف من خوفي‬ ‫فقد يكون وهما‪ ،‬أخاف من وهمي فقد يكون حقيقة‪ ،‬أخاف من الحقيقة فقد‬ ‫تكون قاسية‪...‬‬ ‫حفظ اهلل البلد وأهل البلد‪.‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫ال أعد األيام التي نقضيها في الحجر الصحي‪ ،‬ألن الزمن سيمر ولو‬ ‫بطيئا‪ .‬إلى جانبي كتبي‪« :‬مرافئ مغربية» للدكتور عبد اللطيف شهبون‪،‬‬ ‫«رسائل زمن العاصفة» للدكتور عبد النور مزين‪« ،‬غيمة ومرايا‪ :‬اإلنسان‬ ‫والكون في شعر عبد الكريم الطبال» للدكتور عبد الجواد الخنيفي‪« ،‬دراسات‬ ‫وتعاليق على بعض منازعات القضاء اإلداري المغربي» لألستاذ محمد باهي‪،‬‬ ‫«العالم البورجوازي األخير» لنادين جورديمر‪ ،‬و«اسم الوردة» ألمبرتو إيكو‪...‬‬ ‫أنقر منها حبات حبات دون إغراق‪ ،‬أتساءل هل سيعسفني الزمن لكي أصل‬ ‫إلى النهايات‪ ،‬لست أدري‪ ،‬ما أعلم هو أن شهيتي تميل لالستماع أكثر‬ ‫من القراءة‪ ،‬إلى الصمت أقل من الصوت‪...‬في مكتبتي كتب عديدة كانت‬ ‫في الئحة االنتظار‪ ،‬ال أدري هل ستصلها يدي‪ ،‬ربما سيتغير مزاجي و تتحول‬ ‫طبائعي القرائية بعد مرور الزمن البطيء‪ ،‬ربما ‪ ،‬وربما‪...‬ما أعلمه هو أنني‬ ‫آخر كل مساء تستعر داخلي جذبة القراءة ثم سرعان ما تنطفئ مخلفة ذلك‬ ‫الرماد الذي يقلقني بصمت‪...‬؟!‬ ‫‪mmm‬‬

‫يدي على قلبي؛ حفظك اهلل يا وطني‪ .‬فأنت تحتاج منا الحب الكبير الذي‬ ‫لم نمنحه إياك جحودا أو أنانية‪ ،...‬على كل واحد منا من باب المسؤولية‬ ‫الفردية والجماعية أن يغير عالقته بوطنه ليتغير الوطن إلى ما نتمناه‬ ‫ونطمح إليه‪.‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫خواطر‬ ‫حجرية‪..‬‬ ‫‪ l‬عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫• يسرح المحجور نظر قلبه‪ ،‬فال يرى سوى‬ ‫يناعة يودع فيها سره‪ ..‬ولسان حاله يقول ‪:‬‬ ‫النسيان غير وارد عندي ألنه يتطلب مهارات‬ ‫لم أتقنها‪ ،‬ولن أتقنها في ما بقي من مقاطع‬ ‫عمري‪..‬‬ ‫في كل ليلة تذيب المحجور حيرة زيارة‬ ‫طيف‪ ..‬لكنه عندما يصحو ال يجد سوى صخرة‬ ‫يحاصره فيها فقده‪ ..‬بينما أشياؤه ملقاة‪..‬‬ ‫فجأة تقف األشياء‪ ..‬وفي موكب منير تخالج‬ ‫روحه‪..‬‬ ‫ • في صيف مجنون كان المحجور سيد‬ ‫أحزان خرافية‪..‬‬ ‫رن صداه فوق صفيح ساخن وقلبه مضمخ‬ ‫مفتوح‪..‬‬ ‫لم يسمعه ص��داه‪ ..‬تحرك الصخر نحوه‪،‬‬ ‫فعانقه وأعاده اليه‪ ،‬ثم خاطبه ‪:‬‬ ‫أنت قلمي‪..‬‬ ‫رد عليه الصخر ‪ :‬وأنت لوحي المحفوظ ‪..‬‬ ‫تابع المحجور ‪ :‬قلمي من نسغ شجرة محبة‬ ‫في أرض يقين؛ أصلها ثابت‪ ..‬وفرعها قائم‬ ‫ممتد في‪:‬‬ ‫فكرة إخالص‪..‬‬ ‫وبكاء رضاء ‪..‬‬ ‫وسكينة وفاء‪..‬‬ ‫هي ذي شجرتي ‪:‬‬ ‫تسقى من معين محبتي‪..‬‬ ‫المسافة فقهية تستوعب جاللها وجمالها‪..‬‬ ‫• عندما نامت أرض المحجور‪ ..‬استيقظت‬ ‫روحه‪ ،‬فكتب‪:‬‬ ‫سماء اهلل تقطر بالبهاء‪..‬‬ ‫وأرض اهلل ترفل في سناء‬ ‫بهاء الروح في قلب عليل‬ ‫يناجي الخل ‪:‬‬ ‫أينك يا دليلي ؟‬ ‫ • يتضاعف استمتاع المحجورفي كل معنى‬ ‫مسموع ‪:‬‬ ‫يتيه جنونا بميماتها‬ ‫ويجثو انجرافا لملقاتها‬ ‫ • وأما روضة تعريف شجرة المحجور ‪:‬‬ ‫ففردوسية زانها تحليق‪ ..‬ما زاغ بصرها وما‬ ‫طغى‪..‬‬ ‫ومنذورة رواء‪ ..‬شرايينها عسل مجنون‪..‬‬ ‫تكوينها احتمال‪..‬‬ ‫وأما صيبها فحرف نصب وغاية‪..‬‬


‫‪4‬‬ ‫ ‬

‫‪t‬‬

‫ملف العدد‬ ‫هل املثقف ينبغي له‬ ‫�أن يظل بعيدا عن ال�سيا�سة ؟‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫محمد إمغران‬ ‫صحفي بجريدتي الشمال وطنجة‬ ‫ال يجادل اث��ن��ان‪ ،‬ونحن اليفصلنا عن االنتخابات‬ ‫المقبلة الكثيرمن الوقت‪ ،‬في كون»المثقفين» اليبالون‬ ‫بهذه المحطات واليعيرونها أي اهتمام‪ ،‬وك��أن األمرال‬ ‫يهمهم‪ ،‬إطالقا‪ ،‬اليهم نمط وشكل حياتهم‪ ،‬والمستقبلهم‬ ‫أومستقبل أبنائهم أومستقبل وطنهم ‪ ،‬ذلك أن أغلبهم‬ ‫دأب على المكوث في برجه العاجي أو في السماء السبع‪،‬‬ ‫غيرمكترث بأهمية الموضوع‪ ،‬بل دون أن يناقش هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬الجدير باالهتمام‪ ،‬سواء في محيطه أو بيئته‪،‬‬ ‫حتى إذا ناقشه يظل حبيس الجدران أو سجين بعض‬ ‫المقاهي «الرومانسي ّة» وينتهي األمرفي رمش العين !‬ ‫أما إذا غادرالموضوع هذه الجدران‪ ،‬فيتم تناوله فقط في‬ ‫قصيدة‪ ،‬غير شعرية أصال‪ ،‬أو من خالل قصة هي نفسها‬ ‫تبحث عن موطئ قدم في ساحة االعتراف اإلبداعي‪.‬بينما‬ ‫المطلوب من المثقف المشاركة الميدانية‪ ،‬سواء بدخوله‬ ‫باب الترشيحات‪ ،‬لكي اليترك الفراغ للمصطادين في‬ ‫«التمثيلية الجماعية والبرلمانية» أو بمساهمته في تعبئة‬ ‫وتوعية المواطن‪ ،‬يخصوص أهمية المرحلة المعنية‪.‬ذلك‬ ‫أن «المثقين» قادرون على النزول بثقلهم‪ ،‬لتغيير كثيرمن‬ ‫المفاهيم والمعتقدات والمعلومات الخاطئة لدى الناخبين‬ ‫إزاء الحمالت االنتخابية‪ ،‬خاصة إذا نزلوا ميدانيا‪ ،‬واحتكوا‬ ‫بأجواء االنتخابات واقتربوا منها كثيرا وأدلوا بدلوهم‬ ‫فيها‪ ،‬مباشرة‪ ،‬أثناء التجمعات االنتخابية أو من‬ ‫خالل مكونات المجتمع المدني والتي أغلبها تنعت‬ ‫ب‪« :‬التخاذل» مع مثل هذه المحطات الحاسمة‪،‬‬ ‫المشكلة لمستقبل البالد والعباد‪ ،‬ولو نسبيا‪.‬‬ ‫يقال أن المثقف ينبغي له أن يظل محايدا‪،‬‬ ‫بعيدا ع��ن ال��س��ي��اس��ة‪ ،‬فهويمثل اإلن��س��ان‬ ‫والمثالية والمبدأ‪ ،‬وك��ل ان��ج��راف له صوب‬ ‫السياسة أواالنتخابات قد يجعله موضع اتهام‬ ‫معين‪ ،‬وبالتالي سبة تلوكها األلسن‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬كثيرا ما يطرح مثل هذا السؤال‪« :‬هل‬ ‫مطلوب من المبدعين بعامة ومن الشاعر على‬ ‫وجه خاص‪ ،‬أن يكون ذا موقف سياسي‪ ،‬أم أن‬ ‫موقفه اإلنساني يملي عليه أن يقاطع التوجهات‬ ‫السياسية؟ وهذا سؤال إشكالي‪ .‬لكن يمكن القول‪:‬‬ ‫في الحياة اإلنسانية‪ ،‬يصعب مثل هذا التحديد‪ ،‬أن‬ ‫يكون أو ال يكون‪ ،‬أن يفعل وأن ال يفعل‪ ،‬فهذه خيارات‬ ‫تحددها الظروف العامة والمكونات الشخصية في آن‬ ‫واحد‪ ،‬وبالتالي فاالنخراط في العمل السياسي ليس نقيضاً‬ ‫للموقف اإلنساني‪ ،‬وربما كان الموقف اإلنساني‪ ،‬وهو تعبير‬ ‫فضفاض‪ ،‬ال يعبر في مراحل االحتدام الوطني‪ ،‬وبخاصة‬ ‫حين يكون الوطن يعاني كثيرا‪ ،‬وم��ا ينبغي أن يؤدي‬ ‫المواطن‪ ،‬حتى لو كان فناناً عظيماً أوشاعرا كبيرا أو كاتبا‬ ‫وأديبا مقتدرا ‪ ،‬من دور إيجابي فاعل على الصعيدين الفكري‬ ‫والعملي ومنه االنخراط في الجهد السياسي واالنتخابي‪،‬‬ ‫باعتباره جوهر الموقف اإلنساني»‪.‬‬ ‫وعالقة بالموضوع‪ ،‬فقد ذك��رت تقارير إعالمية أن‬ ‫وزارة الداخلية تتحرك بديناميكية‪ ،‬استعداداً لالنتخابات‬ ‫المقبلة ‪ ،2021‬من خالل عقدها للعديد من االجتماعات‬ ‫مع مختلف األحزاب المغربية‪ ،‬بهدف طرح وتبادل وجهات‬ ‫النظر المرتبطة بهذه المحطة االستحقاقية‪ ،‬ذات األهمية‪،‬‬ ‫حيث تناول الجانبان مطالب عديدة‪ ،‬ففي الوقت الذي نادت‬ ‫الداخلية بضرورة االلتزام الجماعي بأخالقيات االنتخابات‬

‫وقيم الديمقراطية‪ ،‬ارتأت عدة أحزاب تغييرنظام القائمة‬ ‫باالقتراع الفردي‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة اعتماد تشريعات‬ ‫تحاصر وتمنع استعمال المال‪ ،‬للتأثيرعلى حرية الناخبين‬ ‫في اإلدالء بأصواتهم‪.‬‬ ‫وبعد اجتماع في وقت سابق لزعماء ممثلي األحزاب‬ ‫المُمثلة في البرلمان‪ ،‬عقد بعد ذلك عبد الوافي لفتيت‪،‬‬ ‫وزير الداخلية‪ ،‬لقاء مع زعماء وممثلي أحزاب سياسية‪ ،‬غير‬ ‫ممثلة في البرلمان‪ .‬كما كان الوزير ذاته حسم الجدل‬ ‫بخصوص تنظيم االنتخابات‪ ،‬مُؤكداً أن السنة المقبلة‬ ‫هي انتخابية بامتياز‪ ،‬إذ سيتم تنظيم جميع االستحقاقات‬ ‫االنتخابية‪ ،‬سواء المُجددة لمجلس النواب (الغرفة األولى‬ ‫للبرلمان)‪ ،‬والتي على إثرها يُعين الملك رئيس الحكومة‬ ‫من الحزب السياسي الذي قد يحصل على المرتبة األولى‪.‬‬ ‫وسيتم انتخاب المجالس الجماعية والمجالس اإلقليمية‬ ‫والمجالس الجهوية والغرف المهنية‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلي‬

‫‪,,‬‬

‫في المغرب‪ ،‬خاصة على مستوى نمط االقتراع‪ ،‬والعتبة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وهي أدنى نسبة من األص��وات التي تُمكن‬ ‫الحزب المعني من الحصول على أحد المقاعد المتنافس‬ ‫عليها‪ .‬وشدد المشاركون على ضرورة العودة إلى نمط‬ ‫االقتراع الفردي‪ ،‬بدال من االقتراع الجماعي الذي تعتمده‬ ‫المملكة منذ سنوات‪ ،‬وفي الوقت الذي تُطالب أحزاب‬ ‫بتخفيض العتبة االنتخابية‪ ،‬تنادي أخرى بإلغائها‪ ،‬بشكل‬ ‫كلي‪.‬بينما ارتأت باقي االقتراحات ضرورة اعتماد تشريعات‬ ‫تحاصروتمنع استعمال األموال الستقطاب الناخبين‪ ،‬ضمانا‬ ‫وحفاظا على التنافسية‪ ،‬بشفافية ونزاهة‪ ،‬بين جميع‬ ‫المُرشحين‪ .‬وذكرت ذات التقاريراإلعالمية أنه من بين‬ ‫النقاط التي أثيرت أمام وزير الداخلية‪ ،‬مسألة التمويل‬ ‫العمومي ل�لأح��زاب‪ ،‬إذ تمت ال��دع��وة إل��ى أول��وي��ة ربط‬ ‫حجم الدعم بنتائج األحزاب في صُنع الكفاءات والكوادر‬ ‫السياسية‪ ،‬وكذا بناء على برامج عملية في هذا الصدد‪ ،‬يتم‬ ‫فيها التركيز على النتائج أكثر‪.‬‬ ‫كما كان ا بعض المشاركين قد دعوا إلى ضرورة التعبئة‬ ‫الكاملة لجميع المكونات السياسية‪ ،‬إلقناع أكبر فئة من‬ ‫المواطنين بالمشاركة في هذه االستحقاقات‪ .‬وإلنجاح هذه‬ ‫العملية تم التشديد على أهمية تكاتف الجميع لتكون‬ ‫هذه المحطات االنتخابية شفافة ونزيهة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تعمل على تعزيز ثقة المواطن في المؤسسات‪،‬‬ ‫تنفيذا لتعليمات جاللة الملك محمد السادس‬ ‫والتي أعطاها في أكثر من مناسبة‪.‬‬ ‫وكان عبد الوافي لفتيت‪ ،‬وزير الداخلية‪،‬‬ ‫كثيرا ما التقى بقيادات وممثلي األحزاب‬ ‫المُمثلة في المؤسسة التشريعية‪ ،‬بهدف‬ ‫الوقوف على وجهات نظرها‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫بالمحطات االنتخابية التي لم يعد يفصلنا‬ ‫عنها الكثير من ال��وق��ت‪.‬وم��ن المنتظر‪،‬‬ ‫كالعادة‪ ،‬أن تنعقد لقاءات أخرى‪ ،‬مع مختلف‬ ‫مكونات المشهد السياسي وذلك في إطار‬ ‫مقاربة تشاركية‪ ،‬واظبت عليها وزارة الداخلية‪،‬‬ ‫منذ سنوات‪.‬‬ ‫وكثيرا ما شدد لفتيت على أهمية االلتزام‬ ‫الجماعي بأخالقيات االنتخابات‪ ،‬وك��ذا واج��ب‬ ‫النزاهة والتنافس الشريف‪ ،‬فضال عن التحلي بقيم‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬مُعتبراً ذلك ضروريا لمساعدة القائمين‬ ‫على الشأن االنتخابي في محاربة كل التجاوزات‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫وزارته مستعدة ومجندة للعمل إلى جانب األمناء العامين‬ ‫ورؤساء األحزاب السياسية‪ ،‬بغية الشروع في طرح وتدارس‬ ‫الشؤون والقضايا التي لها عالقة باالنتخابات المقبلة‪ ،‬مع‬ ‫البحث عن الحلول الناجعة لهذه القضايا‪ ،‬على أن تكون‬ ‫في جو من الحوار البناء والمسؤول والصريح‪ .‬أي‪ ،‬بمعنى‬ ‫آخر‪« ،‬القيامة» قائمة في هذا اإلطار‪ ،‬استعدادا لالنتخابات‬ ‫المقبلة‪ ،‬من خالل تحرك المشهد السياسي المغربي‪ ،‬من‬ ‫فترة إلى أخرى‪ ،‬بينما كالعادة ليس غريبا في مثل المحطات‬ ‫االنتخابية السابقة‪ ،‬أن يخلوهذا المشهد السياسي من‬ ‫دورأوتحرك «المثقفين» على مستوى تسجيل حضورهم‬ ‫البارز‪ ،‬لإلسهام في تشكيل الخريطة االنتخابية المستقبلية‬ ‫لوطن‪ ،‬يسع الجميع بإيجابياته وخيراته‪ ،‬فإلى متى سيظل‬ ‫«المثقفون» متخاذلين مع االنتخابات‪ ،‬بل ومع أنفسهم ؟‬

‫(كثريا ما‬ ‫�شدد لفتيت على �أهمية‬ ‫االلتزام اجلماعي ب�أخالقيات‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وكذا واجب النزاهة‬ ‫والتناف�س ال�شريف‪ ،‬ف�ضال عن التحلي بقيم‬ ‫الدميقراطية‪ُ ،‬معترباً ذلك �ضروريا مل�ساعدة‬ ‫القائمني على ال�ش�أن االنتخابي يف محاربة‬ ‫كل التجاوزات‪ ،‬م�ضيفا �أن وزارته م�ستعدة‬ ‫وجمندة للعمل �إلى جانب الأمناء‬ ‫العامني‪...‬‬

‫‪,‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬

‫المأجورين‪ ،‬ومجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان)‪،‬‬ ‫علما أن ممثلي المأجورين هم أشخاص يتم انتخابهم في‬ ‫جميع شركات القطاع الخاص والمؤسسات العمومية‪،‬‬ ‫حيث يتم انتخاب ممثلين عن كل مؤسسة بحسب عدد‬ ‫الموظفين‪ ،‬ومن هؤالء يتم إجراء انتخابات أخرى‪ ،‬الفائز‬ ‫فيها يحصل على عضوية بالغرفة الثانية للبرلمان‪ .‬كما كان‬ ‫وزير الداخلية حرص على االستماع إلى مقترحات ومطالب‬ ‫األح��زاب‪ ،‬غير الممثلة في البرلمان‪ ،‬بخصوص المحطة‬ ‫االنتخابية القادمة‪.‬‬ ‫وأكدت مصادرمتطابقة أن القيادات الحزبية طالبت‬ ‫بإدخال تعديالت على القوانين التي تُنظم االنتخابات‬


‫‪t‬‬

‫‪5‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املر�أة « االنتلجن�سية « والتمكني ال�سيا�سي باملغرب‬

‫املر�أة‬ ‫«االنتلجن�سية»‬ ‫والتمكني ال�سيا�سي باملغرب‬ ‫ذة‪ .‬رجاء قيباش‬

‫باحثة في علم االجتماع ‪ /‬إعالمية ‪ /‬كوتش أسري و تربوي‬ ‫مدربة معتمدة في التنمية الذاتية ‪ /‬المغرب‬

‫«إن عقل المرأة إذا ذبل ومات فقد ذبل عقل األمة ومات» ‪( /‬توفيق الحكيم)‬ ‫«خبز وورود»‪ ،‬ليس عنوان رواية عاطفية أو فيلم رومانسي‪،‬‬ ‫بل هوشعار صدحت به صرخات آالف العامالت األمريكيات‪،‬إبان‬ ‫مظاهرات حاشدة جابت شوارع نيويورك يوم ‪ 8‬مارس ‪،1908‬‬ ‫حامالت كسرات خبز وباقات ورود‪ ،‬ضمن معركة حامية الوطيس‬ ‫ضد رأسمالية التمييز الجنسي‪ ،‬ومطالبات بتحسين ظروف‬ ‫عيشهن خصوصا‪،‬وبتكريس حقهن في العدالة االجتماعية‬ ‫عموماً‪.‬‬ ‫وهذا هوشأن جل النسويات اللواتي حرصن على ممارسة‬ ‫النضال كحق في الوجود البشري‪،‬‬ ‫أعقبته ‪ -‬بوتيرة كرونولوجية ‪ -‬حقوق أخرى ذات مشارب‬ ‫فكرية متنوعة‪ ،‬تتراوح بين الليبرالية والماركسية والراديكالية‪،‬‬ ‫وال��ت��ي تغيرت مالمحها ‪،‬حسب المناخ الفكري والثقافي‬ ‫والتاريخي والسياسي للمجتمعات‪،‬متوجهة‪،‬بذلك‪ ،‬من الطابع‬ ‫الماكروسوسيولوجي إلى الطابع الميكروسوسيولوجي‪،‬أي من‬ ‫مساءلة مرتكزات العالقة بين الجنسين إلى المناداة باستعادة‬ ‫المرأة لجسدها وإقامة «مجتمعات صفرية»‪ ،‬تنديدا بمبدأي‬ ‫المماثلة واالختالف‪ ،‬واعترافا بمبدأ الهوية األنثوية طِبقا للمقولة‬ ‫الشهيرة ل «سيمون دي بوفوار ‪« : »Simone de Beauvoir‬ال‬ ‫تولد المرأة امرأة‪ ...‬وإنما تصبح كذلك»‪.‬‬ ‫نفهم من هذا السياق‪،‬أن دينامية الحركات النضالية النسوية‬ ‫الرامية إلى تأهيل النخب النسائية وتقوية قدراتها االجتماعية‪،‬‬ ‫بدءا من أوربا خالل عصر النهضة‪،‬إلى أمريكا‪،‬منتقلة إلى المجتمع‬ ‫العربي الذي لم يتوقف عند استيراد المبادئ واألفكار الغربية‪،‬‬ ‫بل ناصَرَ بناء فكر وفلسفة ذات خصوصية وطابع ديني وثقافي‬ ‫وسياسي‪ ،‬تحول من حق مركزي‪ ،‬إلى حقوق تابعة حاولت المرأة‬ ‫من خالل المطالبة بها الحصول على نفس الرساميل المادية‬ ‫والرمزية التي كانت حكرا على الرجل‪ ،‬وأبرزها «الحق في التعلم»‬ ‫الذي الحظت (حسب اعتقادها) أنه من أسباب دونية قيمتها‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وبالنتيجة‪ ،‬عدم اقتصارها على الدور اإلنجابي فقط‪،‬‬ ‫بل تعدته إلى دور إنتاجي واجتماعي انبثق عنه بروز الجندر‬ ‫كركيزة أساسية لتحقيق التنمية‪ ،‬وهذا أيضا‪ ،‬ما نادت به الحركات‬ ‫النسوية بالمغرب حيث قسمتها الباحثة المغربية زكية داوود في‬ ‫كتابها «‪ »Féminisme et politique au Maghreb‬سنة‬ ‫‪ 1993‬إلى ثالث مراحل ‪:‬‬ ‫• مرحلة التطور المكبوح ؛‬ ‫• مرحلة إعالن حاالت االستثناء في أواسط الثمانينات ؛‬ ‫• مرحلة انفجار القدرات ابتداء من سنة ‪.1985‬‬ ‫لقد أبان التشريح السوسيولوجي للمراحل االنتقالية سالفة‬ ‫الذكر‪ ،‬على أن كل هذه التبدالت ستؤدي ‪،‬في القرن ‪ ،20‬إلى‬ ‫تبني حكومة التناوب‪،‬بإيعاز من البنك الدولي ‪،‬خطة وطنية إلدماج‬ ‫المرأة في التنمية أفضت إلى انشطار المجتمع المغربي ما بين‬ ‫مؤيد ومعارض ‪:‬المشروع األصولي الذي يمثله االتجاه الديني‬ ‫من ناحية‪،‬والجمعيات النسائية واألحزاب السياسية المدافعة عن‬ ‫الخطة كمشروع حداثي دمقراطي من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وإل��ى جانب ذلك‪،‬استخدمت الحكومة المغربية «آليات‬

‫إص�لاح��ي��ة» لتمكين ال��م��رأة ف��ي ك��ل ال��م��ج��االت خصوصا‬ ‫السياسية‪،‬باتخاذ حزمة إج��راءات هدفها إع��ادة صياغة بنود‬ ‫مدونة االنتخابات‪ ،‬ومهدت السبيل‪ ،‬بموجب ميثاق شرف مع‬ ‫األحزاب السياسية‪ ،‬نحوتحديد حصة للنساء من خالل الالئحة‬ ‫الوطنية والالئحة اإلضافية ( الكوطا)‪.‬‬ ‫نحن بصدد محاولة تقعيد سؤال قضية المرأة والسيما المرأة‬ ‫المثقفة وتمكينها سياسيا‪ ،‬كظاهرة اجتماعية خاضعة للتطور‬ ‫عبر الزمن والمكان‪،‬مما يستوجب مقاربتها بحذر ابستمولوجي‬ ‫يراعي خصوصية مجتمع تسوده عالقات المعنى‪،‬واالنغراس في‬ ‫تخوم السياسات العامة من خالل طرح أسئلة حارقة منها ‪:‬‬ ‫ هل مجرد المصادقة على االتفاقيات والمعاهدات الدولية‬‫كفيل بتحقيق مبدأ المناصفة وضمان التمكين السياسي للمرأة‬ ‫المغربية ؟‬ ‫ هل مشاركة النساء في صنع القرار واقع أم هن مجرد نخبة‬‫استعراضية لتأثيث الفضاء العام؟‬ ‫ هل مقاربة النوع تساهم في «الريع السياسي» أم هي‬‫محاولة لضخ دماء جديدة في جسم ثقافي مغربي يلتقط أنفاسه‬ ‫سياسيا ؟‬ ‫من المفترض أن النخبة المغربية المثقفة هي التي تقود‬ ‫المجتمع نحوالحداثة والديمقراطية‪ ،‬مستشرفة معالم مغرب‬ ‫الغد‪ ،‬إذ تتموقع في طليعة المدافعين عن حرية الرأي والتعبير‪،‬‬ ‫وتحقيق الحماية االجتماعية‪ .‬إن االنتماء إلى «االنتلجنسي ا �‪IN‬‬ ‫‪) »TELLIGENTSIA‬النخبة المثقفة) لم يمثل يوماً امتيازاً‬ ‫تُرفع له القبعات‪،‬ولم يكن فقط مرتهنا بزخم هام من‬ ‫األدبيات كرصيد ثقافي ومعرفي‪ ،‬بقدر ما هوخاضع‬ ‫ألسس ابستيمولوجية تُ َقنِّنُ التمثيلية السياسية‬ ‫وإجرائيتها ونجاعتها‪ ،‬وفق دينامية المجتمع‬ ‫المغربي وواقعه السوسيولوجي كحقل معرفي‬ ‫ِّ‬ ‫تُعَظمُ التراتبيات‬ ‫زاخر بإيديولوجيات صارخة‬ ‫االجتماعية والتشكيالت االقتصادية‪،‬انطالقا‬ ‫من مرحلة التأصيل ووص��وال إل��ى مرحلة‬ ‫اإلبداع‪.‬‬ ‫لعلنا نتفق على أن إي��ق��اظ الحافز‬ ‫التحرري األنثوي في ذاك��رة المجتمعات‬ ‫ليس وليد اللحظة‪،‬بل له أص��ل متجذر‬ ‫في ذاكرة حضارية‪،‬يغيب عن وعيها ‪ -‬من‬ ‫حين آلخر – إنجازات نساء رائدات مارقات‬ ‫عن النواميس الذكورية‪ ،‬ف «شجرة‬ ‫الدر» تقلدت منصب المسؤولية في‬ ‫فترة ال��م��رض العصية التي عانى‬ ‫منها السلطان األيوبي خالل الحروب‬ ‫الصليبية‪ ،‬األميرة «خانزاد» حكمت‬ ‫إم��ارة «س���وزان» الكردية لسنوات‪،‬‬ ‫الملكة اآلش��وري��ة «سميراميس»‬ ‫اعتلت عرش «نينوى» عاصمة بالد‬

‫النهرين و«بلقيس» التي كانت مصدر فخر واعتزاز لليمنيين‪...‬‬ ‫في واقع األمر‪،‬التمكين السياسي للمرأة المغربية‪،‬خصوصا‬ ‫المثقفة‪،‬ال زال يثير نقاشا مستفيضا ح��ول عقلنة األح��داث‬ ‫السياسية ودراسة خلفياتها مع نفض الغبار عن مآالتها على‬ ‫المدى القريب والبعيد‪.‬‬ ‫ فإلى أي حد «المرأة االنتلجنسية» المسنودة بفكر نخبوي‬‫م��ن ش��أن��ه إع���ادة صياغة الثالوث المقدس «الدين والجنس‬ ‫وال��س��ي��اس��ة»‪ ،‬ق����ادرة على‬ ‫تغيير وجهة نظر سائدة‬ ‫في معظم االتجاهات‬ ‫السياسية المغربية ؟‬ ‫ وه���ل يمكن‬‫االنعتاق‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫س��ط��وة المفاهيم‬ ‫ال��ت��ق��ل��ي��دي��ة‪ ،‬من‬ ‫الطابع السلطوي‬ ‫القمعي لحضور تاء‬ ‫التأنيث في العناوين‬ ‫الوطنية البارزة ؟‬


‫‪t‬‬

‫‪6‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫حسناء محمد داود‬

‫رئيسة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان‬

‫«مواقف معربة يف حياة املر�أة بتطوان»‬ ‫(الحلقة الثانية)‬

‫هكذا إذن‪ ،‬سأرجع إلى أحداث النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬والمتعلقة بموضوع مساهمة‬ ‫المرأة في مجال النضال الوطني في تطوان بالخصوص ‪ ،...‬وإنني على يقين من أن كثيرا من شباب‬ ‫اليوم يتطلعون لمعرفة ماذا طواه هذا القرن الذي ودعناه من الخبايا في هذا الموضوع‪ ،‬ويتساءلون‬ ‫هل كان للمرأة حضور على الساحة يوم أخذ رجال الحركة الوطنية زمام النضال السياسي والدفاع‬ ‫عن المقومات والقيم؟‬ ‫والحقيقة أننا بمعالجتنا لموضوعات تتعلق بتاريخ نضالنا وعطائنا ومساهماتنا المتعددة في‬ ‫مجال الكفاح الوطني‪ ،‬إنما نحفظ العهود‪ ،‬ونرسخ الجذور‪ ،‬ونعمل على ربط العالقة بين الماضي‬ ‫والحاضر والمستقبل‪.‬‬ ‫ودخوال في الموضوع‪ ،‬أشير إلى أنني سأتحدث ‪ -‬ولو بإيجاز‪ -‬عن البوادر األولى لظهور الحركة‬ ‫النسائية المناضلة في تطوان‪ ،‬أثناء العهد الذي كانت فيه البالد ترزح تحت نير االستعمار في‬ ‫هذا الجزء من الوطن‪.‬وفي هذا المجال‪ ،‬أريد أن أضع خطا عريضا تحت عبارة دور المرأة بالذات‪،‬‬ ‫ألقول إن هذه المرأة ‪ -‬بالرغم من كونها لم تكن في الفترة المذكورة (وأعني هنا فترة الثالثينيات‬ ‫واألربعينيات من القرن العشرين) قد أعطيت الفرصة الكاملة لكي تتعلم وتتكون وتتثقف بالقدر‬ ‫الذي يسمح لها بأن تكون على وعي شامل بواجباتها كعضو إيجابي في الحركة النضالية‪ ،‬فإنها‬ ‫ مع ذلك‪ -‬قد أدركت أن الحس الوطني‪ ،‬ال يتطلب منها سعة في الثقافة‪ ،‬أو علوا في مستوى‬‫المعلومات‪ ،‬بقدر ما يتطلب منها إدراكا لخطورة الموقف‪ ،‬وعزيمة على المساهمة بجد‪ ،‬وإقداما على‬ ‫العمل بإخالص‪ ،‬وتضحية بما تملكه من قدرات واستعدادات من أجل المصلحة العامة‪.‬‬ ‫هذا ما يجعلنا نسجل للتاريخ‪ ،‬أن الخاليا النسائية العاملة قد شرعت فعال في الظهور والمساهمة‬ ‫في النضال بتطوان‪ ،‬أوال بدافع من الشعور الوطني الخالص‪ ،‬وكان ذلك تحت التوجيه والريادة‬ ‫لذوات الوقار من سيدات البيوتات الوجيهة بالمدينة‪ ،‬البيوتات ذات المكانة والشرف والمروءة‬ ‫والغيرة الوطنية‪ ،‬والمشاركة الملموسة في الحقل الوطني‪ ،‬ثم إن هذه الخاليا قد تابعت نشاطها‬ ‫على يد الشابات المتعلمات الالتي كن قد حصلن على قسط وافر من الثقافة‪ ،‬مما سمح لهن‬ ‫بدخول ميدان النضال من بابه الواسع‪ ،‬فكانت منهن الخطيبات الجريئات‪ ،‬والمتحدثات باسم‬ ‫العنصر النسوي‪ ،‬والعامالت على إسماع صوت المرأة ألول مرة في تاريخ الوطنية بهذه الديار‪.‬‬ ‫وإذا علمنا أن معالم العمل الوطني بالمغرب‪ ،‬قد ظهرت بشكل عالني ابتداء من أول فترة‬ ‫الثالثينيات من القرن العشرين‪ ،‬وأن فترة االستعداد والتهييء لتكوين هيئة وطنية عاملة‪،‬في‬ ‫إطار حزب ذي كيان وذي هيكلة وقانون منظم ومضبوط‪ ،‬قد تطلبت من رجال العمل الوطني‬ ‫عدة سنوات‪ ،‬حتى استطاعت أن تُخرج إلى الوجود‪ ،‬حزبا يعتبر أول حزب وطني في تاريخ المغرب‪،‬‬ ‫وهو «حزب اإلصالح الوطني» الذي ظهر بصفة رسمية في تطوان في أواخر سنة ‪ 1936‬م‪ .‬إذا‬ ‫علمنا كل ذلك‪ ،‬فال يكون غريبا‪ ،‬أن نجد أن الحضور الملحوظ للمرأة بتطوان‪ ،‬في مجاالت النشاط‬ ‫الوطني والعمل االجتماعي الهادف‪ ،‬وكذا سعيَها إلثبات وجودها كعنصر إيجابي مشارك‪ ،‬إنما كان‬ ‫بعد أن تمكن الحزب المذكور من تركيز دعائمه‪ ،‬كقوة وطنية ذات سند متين من طرف الشعب‬ ‫بجميع شرائحه‪ ،‬سواء داخل المدن أو القرى التي كانت تابعة لحكم منطقتنا هذه‪ ،‬التي كانت تعرف‬ ‫بالمنطقة الخليفية الخاضعة للحماية اإلسبانية آنذاك‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد أشير إلى ما نشرته جريدة «الحرية» الناطقة باسم الحزب المذكور‪ ،‬حيث تقول‬ ‫في مقالها االفتتاحي (‪:)1‬‬ ‫«كانت المرأة المغربية قبل ابتداء الحركة الوطنية كمّا مهمال‪ ،‬ال يحسب له حساب وال يقام له‬ ‫وزن‪ ،‬وما كاد فجر الحركة يشيع‪ ،‬حتى أحسسنا بدبيب الشعور السامي الرفيع‪ ،‬يدب في جسم المرأة‬ ‫ومشجع له‬ ‫المغربية‪ .‬فهي تتحزب للحق‪ ،‬وتتظاهر بالمبدأ‪ ،‬وتكون أقوى مثبّت للرجل في إيمانه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫على التضحية‪ ،‬وهذا التطور العظيم في حياة المرأة المغربية‪ ،‬يرجع إلى الوطنية وأساليبها المختلفة‬ ‫في الهداية واإلرشاد‪ .‬ويحق للوطنية أن تفتخر بأنها تضم إلى صفوفها‪ ،‬األغلبية الساحقة من نساء‬ ‫المدن‪ ،‬وجزءا عظيما من ساكنات القرى‪ .‬المرأة المغربية بدأت تعلو المنابر‪ ،‬لترفع صوتها داعية‬ ‫إلى الدين والرقي والتجديد‪ ،‬المرأة المغربية تكسر خدرها‪ ،‬ال لتحضر حفالت الحضرة وسهرات‬ ‫الجنون والعبث‪ ،‬بل لتعمل مع الرجل في تربية النشء‪ ،‬وتهيئة األجيال المقبلة‪ ،‬تهيئة يرضاها الرب‪،‬‬ ‫ويستحسنها الصالحون من العباد‪ .‬المرأة المغربية – وهلل صوتها وتعبها وإيمانها– تأخذ معولها‬ ‫لتحطم البقية الباقية من أطالل الجهل والجمود‪ ،‬غير هيابة وال خجلة‪ :‬إني أيضا من العاملين»‪.‬‬ ‫فمن هذا التصريح الواضح ألحد رجال الحركة الوطنية في تطوان‪ ،‬نعلم أن دور المرأة كان أوال‬ ‫وقبل كل شيء‪ ،‬دور المناصر والمشجع للرجل‪ ،‬الذي كان يخوض غمار النضال السياسي والكفاح‬

‫الوطني‪ ،‬إال أنها بعد ذلك‪ ،‬قد خرجت من هذه الدائرة الضيقة‪،‬لتنخرط في صف العمل الوطني‪،‬‬ ‫بالمفهوم المناسب لقدراتها واستعداداتها‪ ،‬ولتساهم بدورها في النضال‪ ،‬وتقدم من مجهودها‬ ‫ما تسمح به إمكانياتها المادية والمعنوية‪ .‬ويكفينا من الشهادة المذكورة أن نعلم أن األغلبية‬ ‫الساحقة من نساء المدن‪ ،‬وعددا كبيرا من ساكنات القرى– كما ورد في الجريدة المذكورة – كن‬ ‫منخرطات في صفوف الحركة الوطنية‪ ،‬وأنهن قد عزمن على اختراق الحدود التي كانت تحول دون‬ ‫ممارستهن لحقوقهن في التعلم‪ ،‬والخروج من دائرة الجهل والجمود‪.‬‬ ‫وإذا كان الوقت لم يسمح بعد بتسجيل كل عطاءات المرأة في هذه المنطقة من المغرب‪ ،‬في‬ ‫ميدان المطالبة بالحقوق‪ ،‬والكفاح من أجل نيل الحرية واالستقالل‪ ،‬وكذا مساهماتِها في مجال‬ ‫العمل االجتماعي اإلصالحي الهادف‪ ،‬فإن ذلك ال ينفي أن هناك من المعطيات ما يؤكد أن المرأة في‬ ‫شمال المغرب بالخصوص‪ ،‬قد شاركت أوال في وقوفها في المظاهرات االحتجاجية‪ ،‬وأنها قد كان لها‬ ‫دور في إخفاء السالح وتوصيله للفدائيين في فترة األعمال الفدائية السرية‪ ،‬وأنها قد ساهمت في‬ ‫إقامة الحفالت الوطنية‪ ،‬وقد خرجت إلى الشوارع رافعة األعالم والالفتات‪ ،‬حاملة للشارات والشعارات‪،‬‬ ‫معبرة عن مساندتها للمطالب الوطنية المشروعة‪ ،‬بحماس ال يقل عن حماس الرجل‪.‬‬ ‫وكدليل على ذلك‪ ،‬نشير إلى الحفل النسائي الذي أقيم بمناسبة عيد الجهاد الوطني(‪ )2‬لسنة‬ ‫‪ ،1946‬هذا الحفل الذي يعتبر أول حفل من نوعه في المغرب‪ ،‬حيث ضم ما يقدر بثالثة آالف من‬ ‫النساء‪ ،‬الالتي تجمعن‪ ،‬ليساهمن بصورة رسمية مشرفة في هذا العيد الوطني‪ ،‬فوقفت جملة منهن‬ ‫ليلقين خطبهن على الجماهير المحتشدة‪ ،‬مطالبات باستقالل المغرب وحريته‪ ،‬وبتحقيق عزته‬ ‫وكرامته‪ ،‬وهاتفات بوحدة ترابه‪ ،‬وبضرورة استغالل ثرواته من طرف أبنائه‪ .‬ومن هؤالء الخطيبات‬ ‫السيدات واألوان��س‪ :‬خدوجة أفيالل وخدوجة الدليرو وخديجة السالوي وكنزة بنونة وخدوجة‬ ‫الخطيب وثريا الصنهاجي ورقية الغريش‪ ،‬بينما كانت تتخلل الحفل مجموعة من األناشيد الوطنية‪،‬‬ ‫التي كانت تتغنى بها تلميذات المدارس(‪.)3‬‬ ‫وبهذه المناسبة أشير هنا إلى أن سيدات البيوت في تطوان‪ ،‬كن جميعا وبدون استثناء‪- ،‬‬ ‫المتعلمات منهن واألميات ‪ -‬يحفظن األناشيد الوطنية‪ ،‬التي كانت تنظم وتلحن من طرف رجال‬ ‫الحركة الوطنية آنذاك‪ ،‬كما كن يلقنها لألطفال الصغار‪ ،‬الذين كانوا يتغنون بها في كل حين‪ ،‬مما‬ ‫جعلهم يتغذون بروح الحماس والحس الوطني منذ نعومة أظفارهم‪.‬‬ ‫هذا وإن نشاط المرأة في مجال النضال الوطني‪ ،‬لم يقتصر على المشاركة في الحفالت‬ ‫والتجمعات المسالمة فقط‪ ،‬بل إنه قد ظهر أيضا في الفترات الحرجة التي تحتاج فيها الظروف إلى‬ ‫الشجاعة ورباطة الجأش‪ ،‬ومن ذلك ما حدث في اليوم الذي تم فيه تشييع جنازة شهداء أحداث‬ ‫‪ 8‬فبراير بتطوان ‪ ،)4(1948‬ذلك اليوم الرهيب الذي عبر فيه المواطنون‪ ،‬عن عمق الجرح الذي‬ ‫أصابهم على يد سلطات الحماية‪ ،‬حيث يقول المطلعون على تاريخ تطوان « إنها لم تشهد منظرا‬ ‫رهيبا مثل منظر جنازة الشهداء منذ حرب سنة ‪1860‬م‪ ،‬حين استشهد كثير من أهلها إلنقاذ بلدهم‬ ‫من الغزو اإلسباني‪ .‬ذلك أن النساء واألطفال وحدهم هم الذين تمكنوا من تشييع الشهداء إلى‬ ‫مقابرهم‪ ،‬إذ اصطدم المشيعون من الرجال اصطداما جديدا بالجيش اإلسباني‪ ،‬حينما كانوا في‬ ‫طريقهم إلى «ساحة الفدان»‪ ،‬وقتل في هذا االصطدام شخصان‪ ،‬وبذلك لم يصل إلى الساحة غير‬ ‫النساء واألطفال‪ ،‬وكان منظر النساء يفتت األكباد وهن يحملن القتلى وينشدن األناشيد الوطنية‪،‬‬ ‫مارات بشارع «القائد أحمد»‪ ،‬إلى أن وصلن إلى «مقبرة سيدي المنظري»‪ ،‬وقد حفرن المقابر‬ ‫بأيديهن وقمن بمراسيم الدفن وسط هتافات مدوية بحياة مراكش الحرة المستقلة»(‪.)5‬‬

‫الهوامش‬

‫‪ « - 1‬النهضة النسوية في سير حثيث»‪ ،‬جريدة « الحرية»‪ ،‬السنة ‪ ،6‬عدد ‪ 6 ،811‬غشت‪1942‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عيد الجهاد الوطني هو العيد الذي كان حزب اإلصالح الوطني يحتفل به في الثالث من شوال من كل سنة‬ ‫بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب‪ .‬حيث كان تأسيسه يوم ‪ 3‬شوال ‪ 1355‬هـ الموافق ‪ 18‬دجنبر ‪ 1936‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عن نشرة حزب اإلصالح الوطني – العدد رقم ‪ 7‬الصادر في شهر شوال ‪ 1365‬هـ الموافق سبتمبر ‪ 1946‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وقعت هذه األحداث الدامية بتطوان بعد ان قامت المظاهرات االحتجاجية من طرف المواطنين على القرار‬ ‫الذي اتخذته سلطة الحماية بمنعها لمجموعة من رجال الحركة الوطنية من الدخول إلى المنطقة الخليفية‪ ،‬مما جعلهم‬ ‫يستقرون بطنجة لمدة عدة سنوات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬نشرة مكتب المغرب العربي بالقاهرة رقم ‪ 93‬بتاريخ ‪ 10‬فبراير ‪1948‬م‪ ،‬وثائق األمانة العامة لحزب اإلصالح‬ ‫الوطني بخزانة الحاج الطيب بنونة‪ ،‬الوثيقة رقم ‪ – 34‬الملف رقم ‪ 25‬يحمل اسم «حوادث ‪ 8‬فبراير ‪ 48‬بتطوان»‪( .‬اعتمادا‬ ‫على ما ورد في مذكرة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام حول موضوع حزب اإلصالح الوطني(‪– )1956-1930‬‬ ‫دراسة تحليلية من إعداد األستاذ حسن الصفار (جامعة محمد الخامس – كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫– الرباط –‪ )1988‬مراجعة‪ :‬حسناء محمد داود‪ .‬والمقصود بمراكش في النشرة المذكورة‪ :‬المغرب‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪7‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الملحق الثقافي والفني‬

‫عبد الكرمي اخلطيبي‬ ‫الذي ي�أتي من امل�ستقبل‬

‫مازالت الكتب الفردية والجماعية تصدر عن المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي‪ ،‬رغم مغادرته هذه الحياة ألكثر‬ ‫من عشر سنوات؛ نظرا لما لقيه الباحثون والنقاد في إنتاجاته من استمرارية لفكره المنفتح على مجاالت متعددة‪:‬‬ ‫فلسفية‪ ،‬سوسيولوجية‪ ،‬سيميولوجية‪ ...‬والنخراطه في أشكال إبداعية مختلفة‪ :‬الرواية‪ ،‬الشعر‪ ،‬المسرح‪ ...‬وأيضا‬ ‫لمساءلته‪ ،‬بشكل نادر‪ ،‬للوجود ولكينونة اإلنسان العربي‪ ،‬انطالقا من أسئلة تمس الثقافة العربية‪ ،‬بالحفر في محطاتها‬ ‫األساس‪ ،‬وفي هوامشها؛ حيث المغيب‪ ،‬والمسكوت عنه‪ ،‬والالمرئي‪ .‬فاشتغاله على الجسد العربي في تجلياته‬ ‫المتعالية‪ ،‬المسكون بالرغبات‪ ،‬وبحثه المستميت عن نقطة االنفالت‪ ،‬تجسد أفق التفكير عنده‪ .‬فهو ما برح يسائل الذات‬ ‫في آخرها‪ ،‬واآلخر في هذه الذات‪ ،‬مؤسسا لفكر مغاير‪ ،‬بتهديمه لكثير من المفاهيم‪ ،‬إسوة بالساللة التي ينتمي‬ ‫إليها‪ :‬فوكو‪ ،‬دريدا‪ ،‬بارت‪ ،‬بالنشو‪ ،‬هايدغر‪ ...‬لذلك فهذا االنشغال بالخطيبي‪ ،‬نابع من نصوصه المتعددة‪ ،‬ومن تداخل‬ ‫األشكال واألجناس في كتاباته‪ ،‬ومن تفرده في القراءة‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪8‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الناقد إبراهيم أولحيان‬

‫عبد الكبري اخلطيبي‬ ‫ذاك الذي ي�أتي من امل�ستقبل‬

‫مازالت الكتب الفردية والجماعية تصدر عن المفكر المغربي‬ ‫عبد الكبير الخطيبي‪ ،‬رغم مغادرته هذه الحياة ألكثر من عشر‬ ‫سنوات؛ نظرا لما لقيه الباحثون والنقاد في إنتاجاته من استمرارية‬ ‫لفكره المنفتح على مجاالت متعددة‪ :‬فلسفية‪ ،‬سوسيولوجية‪،‬‬ ‫سيميولوجية‪ ...‬والنخراطه في أشكال إبداعية مختلفة‪ :‬الرواية‪،‬‬ ‫الشعر‪ ،‬المسرح‪ ...‬وأيضا لمساءلته‪ ،‬بشكل نادر‪ ،‬للوجود ولكينونة‬ ‫اإلنسان العربي‪ ،‬انطالقا من أسئلة تمس الثقافة العربية‪ ،‬بالحفر‬ ‫في محطاتها األساس‪ ،‬وفي هوامشها؛ حيث المغيب‪ ،‬والمسكوت‬ ‫عنه‪ ،‬والالمرئي‪ .‬فاشتغاله على الجسد العربي في تجلياته المتعالية‪،‬‬ ‫المسكون بالرغبات‪ ،‬وبحثه المستميت عن نقطة االنفالت‪ ،‬تجسد‬ ‫أفق التفكير عنده‪ .‬فهو ما برح يسائل الذات في آخرها‪ ،‬واآلخر في‬ ‫هذه الذات‪ ،‬مؤسسا لفكر مغاير‪ ،‬بتهديمه لكثير من المفاهيم‪ ،‬إسوة‬ ‫بالساللة التي ينتمي إليها‪ :‬فوكو‪ ،‬دريدا‪ ،‬بارت‪ ،‬بالنشو‪ ،‬هايدغر‪...‬‬ ‫لذلك فهذا االنشغال بالخطيبي‪ ،‬نابع من نصوصه المتعددة‪ ،‬ومن‬ ‫تداخل األشكال واألجناس في كتاباته‪ ،‬ومن تفرده في القراءة‪.‬‬ ‫في السياق ذات��ه‪ ،‬صدر هذه السنة (‪ )2020‬كتاب جديد‬ ‫(بالفرنسية) عن هذا المفكر بعنوان‪ :‬عبد الكبير الخطيبي‪ :‬ذاك‬ ‫الذي يأتي من المستقبل‪ ،‬وهذا العنوان يحيلنا طبعا على أننا ما زلنا‬ ‫في حاجة إلى هذا المفكر‪ ،‬أو أننا لم نغص بما فيه الكفاية‪ ،‬للقبض‬ ‫على اإلشكاليات التي وقف عندها‪ ،‬واألسئلة التي قارب بها الثقافة‬ ‫العربية‪ .‬ولم نشتغل بعد باستراتيجياته‪ ،‬التي تبيد الزائف‪ ،‬وتنعش‬ ‫الفكر المغاير‪ ،‬الذي يجعل من الباحث ذاك النباش (محمد خيرالدين)‬ ‫الذي يحفر في اتجاه الجرح‪ .‬لذلك فكثير من الدراسات ترى أن فكر‬ ‫الخطيبي ال ينتمي إلى الماضي‪ ،‬بل هو آت من المستقبل‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعني أننا ما زلنا في أمس الحاجة إلى هذا الفكر‪ .‬الكتاب هو‬ ‫مؤلف جماعي‪ ،‬بأقالم نخبة من الباحثين والنقاد المنشغلين بفكر‬ ‫الخطيبي‪ ،‬وهو من تنسيق الباحث المغربي عبد الغني فنان‪ .‬ورغم‬ ‫أن الكتاب غير مبوب‪ ،‬فإننا نرى أنه يمكن تقسيمه إلى مجاالت‬ ‫ثالث‪ :‬الفكري‪ ،‬اإلبداعي‪ ،‬الفني‪.‬‬

‫نحو فكر مغاير ‪:‬‬

‫يعتمد عبد السالم بنعبدالعالي في بحثه على تحديد عالقة‬ ‫الخطيبي بالتراث الفلسفي‪ ،‬ويستنتج أن «معظم األفكار الفلسفية‬ ‫في كتابات الخطيبي ال تأتي نتيجة تحليل‪ ،‬أو كما يقول هو‪ ،‬بعد‬ ‫دري��دا‪ ،‬نتيجة تفكيك المفاهيم وتقصي أصولها‪ ،‬وإنما نتائج‬ ‫لتحاليل قام بها غيره(‪ )...‬وبالرغم من هذه السمة الظاهرية فنحن‬ ‫ال نستطيع أن ننكر أن الروح الفلسفية تظل ماثلة في كتابات‬ ‫الخطيبي ال كعناية بتاريخ الفلسفة ولكن كسلوك على مستوى‬ ‫النظرية‪ ،‬كاستراتيجية (‪ )...‬فعند الخطيبي دعوة إلى الفلسفة‬ ‫كاستراتيجية وبرنامج»‪ .‬من هنا يقف عبد السالم بنعبد العالي عند‬ ‫أهم «المفاهيم» ‪/‬المفاتيح لفكر الخطيبي‪ ،‬ليبرز استراتيجية هذا‬ ‫المفكر‪ ،‬وتعدد الخيوط التي تتشابك من خاللها أسئلته ومقارباته‪.‬‬ ‫ويعتبر النقد المزدوج نواة تحليالته وأبحاثه الفكرية في القضايا‬ ‫العربية‪ ،‬وهو أساس هذا الفكر المغاير الذي ال يتكئ على أي‬ ‫نموذج‪ ،‬ألنه ينطلق من عدة تخصصات‪ ،‬ويتبع عدة طرق‪ ،‬لكتابة‬ ‫تتموقع بين السوسيولوجيا والسميولوجيا والفلسفة المعاصرة‪..‬‬ ‫ألنه‪ ،‬كما قال في أحد أهم أبحاثه المغرب أفقا للفكر‪« ،‬مجابهة‬ ‫بين الميتافيزيقا الغربية والميتافيزيقا اإلسالمية»‪ .‬من هنا يأخذ‬ ‫على عاتقه نقد الفكر الغربي أيضا‪ ،‬لكن من خالل رؤية المفكرين‬ ‫الغربيين المتنورين‪ .‬وحتى حين يتواجه كمفكر مع الثقافة العربية‪،‬‬ ‫فإنه ينطلق من محطاتها المتنورة‪ ،‬التي أسست لفكر صاعد من‬ ‫حروب ومعارك مع الميتافيزيقا‪ .‬والخطيبي ال يميز بين ثقافة عالمة‬

‫وثقافة شعبية‪ ،‬ألن ما يهمه هو الحفر في اتجاه «االسم الشخصي»؛‬ ‫أي الجسد «العربي» في تعدد مكوناته الثقافية‪ ،‬باحثا في انعطافاته‬ ‫على تلك الخدوش والجراحات‪ ،‬مقتفيا آثارها في الالمفكر فيه وفي‬ ‫الهوامش‪.‬‬ ‫ويؤكد الباحث عبد اهلل ساعف على هذه التعددية التي تسكن‬ ‫فكر الخطيبي‪ ،‬وتخترق أبحاثه وإنجازاته‪ ،‬وبأنه يعمل في واجهات‬ ‫متعددة‪ .‬إال أن النقد المزدوج والفكر المغاير تعبر مجمل كتاباته‪،‬‬ ‫وتطبعها بحساسية خاصة‪ .‬فباإلضافة إلى أبحاثه في الفكر والنقد‬ ‫األدبي‪ ،‬وقراءاته السميائية للثقافة الشعبية‪ ،‬وإبداعاته في مجال‬ ‫الرواية والشعر‪ ،‬فإنه اشتغل على قراءة الفكر المغربي من خالل‬ ‫ما أنتجه من خطابات‪ :‬النزعة التراثية‪ ،‬النزعة السلفية‪ ،‬النزعة‬ ‫العقالنية‪ .‬وقد اشتغل ساعف من أجل موقعة الخطيبي‪ ،‬فيما هو‬ ‫سياسي‪ ،‬مبرزا مكانة السياسي في أعماله‪ ،‬منطلقا من أنه مفكر‬ ‫آت من السوسيولوجيا‪ ،‬كاشفا عن أن فكره واشتغاالته التحليلية‪،‬‬ ‫تمس الفرد فيما يعيشه في يومه‪ ،‬وتفكك خيوط المجتمع‪ ،‬لتجلية‬ ‫االختيارات الثقافية واالجتماعية والسياسية‪ .‬وال يقف الباحث عند‬ ‫هذا الحد‪ ،‬بل يحفر في انخراط الخطيبي في الحقل السياسي وما‬ ‫نتج عنه من أعمال‪ ،‬وكل ذلك عبر استراتيجية الهوية واالختالف‪،‬‬ ‫والدفع بعيدا عن أي هوية عمياء‪ ،‬وعن أي اختالف متوحش‪ ،‬وهو‬ ‫ما يؤكده الخطيبي في هذا الصدد حين يقول‪« :‬إن المغرب كأفق‬ ‫للفكر‪ ،‬لم يعرف بعد‪ .‬فمن جهة‪ ،‬ينبغي أن ننصت إليه وهو يلهج‬ ‫بلغته الخاصة(بلغاته)‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فوحده الخارج إذا ما أعيد‬ ‫التفكير فيه‪ ،‬وزحزح عن مركزيته‪ ،‬وخلخل‪ ،‬وأبعد عن تحديداته‬ ‫المهيمنة‪ ،‬وحده هذا الخارج من شأنه أن يبعدنا عن الهوية العمياء‬ ‫واالختالف المتوحش‪ ...‬وحينئذ سنتجه نحو فكر يتيم ال يخضع‬ ‫إال لسيادة نفسه‪ .‬هذا هو المعنى اآلخر لما نقصد إليه بالتشبث‬ ‫بالفوارق‪ ،‬وتلك هي العالقة التي نرتئيها مع فكر االختالف»‪.‬‬

‫الفن باعتباره مساءلة للكائن‪:‬‬

‫يعتبر عبد الكبير الخطيبي من المفكرين العرب القالئل الذين‪،‬‬ ‫من داخل تصوراتهم الفكرية‪ ،‬يسائلون الفن‪ .‬ويتساءل الباحث‬ ‫موليم العروسي؛ من أين جاء هذا االهتمام بالفن عند الخطيبي؟‬ ‫وهو سؤال مشروع‪ ،‬ألنها مسألة نادرة في الثقافة العربية‪ ،‬بخصوص‬ ‫المفكر الذي يحلل أوضاع المجتمع‪ ،‬ويأخذ على عاتقه مستقبل أمة‪.‬‬ ‫فالخطيبي منسجم في عمله الفكري؛ مادام «مشروعه» يبحث في‬ ‫آثار الذاكرة الموشومة‪ ،‬وهو سليل مفكرين رحلوا أسئلتهم الفكرية‬ ‫إلى مجال الفن‪ ،‬بحثا عن مسارات أخرى تضيء عتمة الفكر‪ .‬هكذا‬ ‫فمنذ كتابه جرح اإلسم الشخصي‪( /‬اإلسم العربي الجريح) (‪)1974‬‬ ‫الذي تناول فيه سيميائيا العالمة والوشم واألثر‪ ،‬يضيف في (‪)1976‬‬ ‫بحثه األساس في الفن التشكيلي حول أحمد الشرقاوي‪ ،‬فــــ «األول‬ ‫يسائل الهوامش‪ ،‬الالمفكر فيه‪ ،‬المكبوت‪ ،‬واآلخر تم تطويره في‬ ‫صيغة تأمل هايدغري‪ ،‬لمساءلة أعماق الكائن‪ ،‬جاعال من صباغة‬ ‫الشرقاوي ذريعة لذلك»‪ .‬هكذا تتعدد أبحاثه‪ :‬الفن التشكيلي‪،‬‬ ‫الصورة الفوتوغرافية‪ ،‬الزربية‪ ،‬الخط العربي‪ ...‬متتبعا آثار الذاكرة‬ ‫في هذا الجسد المتعدد‪ ،‬الذي يحتاج إلى استراتيجيات مختلفة ال‬ ‫قتحام عزلته‪ .‬إن الخطيبي يدرك جيدا‪ ،‬بإنصاته للدرس الهايدغري‪،‬‬ ‫بأنه في الفن يصاغ ما هو أهم في الفكر‪.‬‬ ‫ويتابع الباحث حسن لغدش الحفر في عالقة عبد الكبير‬ ‫الخطيبي بالفن‪ ،‬وخصوصا الكاليغرافيا العربية اإلسالمية‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن هذا األخير بدأ الحديث عن الخط العربي منذ كتابه «جرح االسم‬ ‫الشخصي»‪ ،‬وبعد ذلك من خالل القراءة التي أسهم بها مع طوني‬ ‫ماريني وإدمون عمران المالح عن أعمال أحمد الشرقاوي‪ ،‬ثم الكتاب‬

‫المشترك مع محمد السجلماسي «فن الخط العربي» (‪.)1976‬‬ ‫وسيركز الباحث في تحليله على هذا األخير‪ ،‬وهو كتاب فني فاخر‪،‬‬ ‫رابطا إياه بسياق إنتاج الخط العربي وتطوراته في العالم العربي‬ ‫اإلسالمي‪ .‬وفي ثنايا هذه الدراسة يبدو أن الحديث عن الخطيبي‬ ‫ماهو إال ذريعة لتناول إشكاالت الكاليغرافيا العربية اإلسالمية‬ ‫وتطورها والتصورات المنتجة حولها‪ .‬من هنا يعمق البحث اشتغاله‬ ‫على الحدود التي وقف عندها الخطيبي وحدود أسئلته المطروحة‪.‬‬ ‫وفي صميم موضوع الفن‪ ،‬والطريقة التي يتبعها عبد الكبير‬ ‫الخطيبي في عالقته بما تنتجه الثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬من خالل‬ ‫أشكالها الرمزية‪ ،‬يرى الباحث رشيد بنلباح أن «أفكار الخطيبي‬ ‫وتحاليله ال تتحقق في خطاب علمي صرف ‪،‬مجرد وخطي‪ .‬ففي‬ ‫بعض األحيان‪ ،‬يتبنى الكاتب تأمال فلسفيا‪ ،‬وأحيانا يتموقع في‬ ‫المقاربة األنثروبولوجية‪ ،‬خصوصا في نصوصه عن الجسد والوشم‬ ‫والصور اإلسالمية»‪ .‬فقراءته التأويلية تركز على أن تناقض‬ ‫األرثودوكسية المعيارية والمعنوية‪ ،‬بل حتى تلك الخاصة بالرؤية؛‬ ‫ألنه يبحث عن هدم بدهيات وقناعات المعنى العام‪ .‬وفي الوقت‬ ‫ذاته‪ ،‬يسائل اإلثنوغرافية الغربية التي فرضت المقاربة المسماة‬ ‫متعصبة في تحاليلها للمجتمع اإلسالمي وإلنتاجاته‪ .‬ولذلك فرؤية‬ ‫الخطيبي لعمله هذا استوجبت أن يمارس إبداال هاما في طريقة‬ ‫التفكير‪ ،‬مما دفعه إلى تطوير بعض المفاهيم مثل «التقاليد في‬ ‫صيرورة»‪ .‬هكذا يتجه هذا البحث نحو تأطير الطريقة التي تؤول‬ ‫بها الكاليغرافية التشخيصية القديمة المنمنمات ذات المواضيع‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫لقد ركزنا في هذه التقدمة على منحيين في عمل الخطيبي‪:‬‬ ‫الفكري‪ ،‬والبحث في الفني‪ .‬الستخالص هذا الجانب المهم في‬ ‫أعماله‪ ،‬وإبراز كيف لمفكر إذا أراد الحفر عميقا في إشكاالت ثقافته‪،‬‬ ‫أن اليرتكز فقط على النصوص المكتوبة‪ ،‬وعلى الثقافة العالمة‪،‬‬ ‫بل عليه أن يدخل في صميم عمله الجانب البصري ‪ /‬الفني والثقافة‬ ‫الشعبية‪ ،‬ومن له هذه القدرة؟ في كتاب الخطيبي‪ :‬ذاك الذي يأتي‬ ‫من المستقبل دراسات كثيرة تناولت إضافة إلى ما انشغلنا به‪،‬‬ ‫إبداعاته الروائية والشعرية ونصوصه المفتوحة‪ ،‬واإلشكاالت التي‬ ‫خاض فيها صاحب الذاكرة الموشومة في سياق إنتاجاته مثل‬ ‫الفرنكوفونية‪ ،‬ومسألة الكتابة وتجلياتها في إبداعاته وأبحاثه‪ ،‬وما‬ ‫يخص مفهومه األساس التحاب ‪aimance‬وكيفية اشتغاله على‬ ‫المستوى النظري والشعري والتراسلي‪.‬‬ ‫إن تعدد المجاالت التي يشتغل فيها عبد الكبير الخطيبي‪،‬‬ ‫تستدعي مقاربات مختلفة‪ ،‬ومتباينة‪ ،‬وتحفز الباحث على إنتاج‬ ‫كتابة أخرى‪ ،‬تسمح بطرح األسئلة وتجديد الرؤية التأملية والفكرية‬ ‫للثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬وللكائن في عالقته بإرثه الثقافي‬ ‫والرمزي‪ ،‬وأيضا لمساءلة الذات وهي تواجه إشكاالت وجودية‬ ‫ما فتئت تتغير وتُبدل من مواقعها‪ .‬فقراءة الخطيبي في تعدده‬ ‫تتيح للباحث الخوض في أهم األسئلة التي تهم مستقبل اإلنسان‬ ‫العربي‪ ،‬وتجعله ينخرط في تطوير تحليالته‪ ،‬واستخالص أجوبة ولو‬ ‫كانت مغايرة ومختلفة عما طرحه الخطيبي‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪9‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قراءة في المجموعة الشعرية ‪:‬‬

‫ال�شرفــــ ‪ 48‬ــــة‬ ‫لل�شاعر الإعالمي‬ ‫�شكري البكري‬ ‫الباحثة رشيدة الشانك‬ ‫كم من طريق سَيَ ْلزَمنا شاعرنا حتى نغوص في مدى شرفتِك ؟‬ ‫كم يلزمنا من دُرج حتى نصل الطابق الرابع‪ ،‬والغرفة الثامنة‬ ‫واألربعون ‪..‬‬ ‫أسنصعد إليك !! وال مصعد في العمارة‪ ،‬ص ‪35‬‬ ‫أم ستنزل إلينا!! أم سنلتقي بين سطور القصيد‪.!!.‬‬ ‫لن نتعب كما تعبت ذات في أكثر من قصيدة حزينة موت وجنازة ‪.‬‬ ‫لن نكن من زمرة العابرين والعابرات ‪.‬‬ ‫سنعوي كما تعوي الريح‪،‬والريح كانت سابعنا‪،‬ص‪،8‬‬ ‫وكما تعوي حروفك على أطفال ثكلتهم أيامهم وأيامٌ ثكلها المد‬ ‫ونبَدها الفجر‪،‬ص‪.10‬‬ ‫على لغو ومحطات دون قطار ووعود وانتظار‪.‬‬ ‫حين يعتلي الشاعر صهوة التحدي ويعاند الوقت ويجازف ويُلممل‬ ‫سَهْوه تأتينا القصيدة تتمايل بكل عذوبة العالم ‪.‬‬ ‫لحظ ًة‬ ‫ال يكفيني العمرُ‬ ‫لِعَد شاماتك التسع في صدر الوقت‬ ‫وال الموت يثنيني‬ ‫عن اشتهائي بياضي‪ ،‬ص‪12‬‬ ‫عرفتك‪،‬شرفتك ‪،‬هذا الركن التي تُطِل من خالل نحو العالم‪ ،‬عالم‬ ‫الشاعر اإلنسان ببساطته عالم بجماله بقبحه‪.‬‬ ‫غرفتي في الطابق الرابع‪ ،‬ص ‪7‬و‪9،16،19،21‬‬ ‫شرفتي في الطابق الرابع‬ ‫عرفة ليست معزولة عن العالم‪ :‬ترمق الشمس والبحر «غرفة ملكية»‬ ‫ولكن يصلها بوق السيارة‪ ،‬تطل على عمارة‪ ،‬معمل مهجور‪ ،‬وحارس عمارة‬ ‫بديء اإلشارة تتكرر أكثر من مرة ص‪.9‬‬ ‫حين نكتب من شرفاتنا الخارجية ومن شرفات الداخل نُعلن أننا‬ ‫جزءا من هذا العالم‪،‬منفتحين عليه‪ ،‬ونعرف مسبقا أن ما سنراه من هذه‬ ‫الشرفة الخارجية الداخلية والشرفة الثانية الرمزية هو كل الديوان ‪،‬غرفتي‬ ‫ُ‬ ‫ثمانية وأربعون ولها شرفتان‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫في الطابق الرابع رقمها‬ ‫واحدة تلهو فيها الصغيرتان‪..‬واألخرى وارَتِ الحب بسقيفة ٍ من‬ ‫قصب‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫ٍ‬ ‫لن يكون دائما جميال ما نراه من هذه الشرفة في الطابق الرابع‪،‬‬ ‫وأكررها كما تكررها بل أحيانا يدمي القلب‪ ،‬هي تلك العين اللعينة هي‬ ‫الكوة الوحيدة التي يسمح لنا بالعبور من خاللها إلى قصائد المجموعة‬ ‫‪،‬وهي فسحة الشاعر على العالم الخارجي ليراه ويراك‪ .‬نخاف يوما شاعرنا‬ ‫أن تغلق هي األخرى كما اغلقت العديد من نقط الجمال في حياتنا‪ ،‬ولن‬ ‫يفيدنا أنها في الطابق الرابع المرتفع عن األرض‪ ،‬والمتحكم في الرؤيا‪،‬‬ ‫والمشاهدة من األعلى ليست المشاهدة من األسفل ربما تنطوي هذه‬ ‫المشاهدة عن طبقية من نوع آخر‪.‬‬ ‫يمتلئ البياض بحبر شاعرنا وعلى وقع البياض تأتي القصائد بأكثر‬ ‫من حالة إما صريحة واضحة مُباشِرة‪:‬‬ ‫غرفتي في الطابق الرابع‬ ‫تطل على عمارة في طور البناء‬ ‫ومعمل مهجور وحارس سيارات‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫أو تختفي حول هول رموزها او خلف اشخاص عاديين نصادفهم في‬ ‫حياتنا اليومية باستمرار بل هم من المشهد اليومي حتى لكثرة تكرار‬ ‫لرؤيتنا لهم نمر دون ان نتلمس دفء وجودهم ‪..‬ولكن شاعرنا توقف‬ ‫والتقط الصورة ‪..‬تفاعل معها‬ ‫غرفتي في الطابق الرابع ‪،‬وفوق المركز التجاري الذي بين شارعين‪،‬‬ ‫عمارة حمراء تقضي فيها العابرات أوطار العابرين ص‪.21‬‬ ‫في خضم الحياة بصراخها بشخوصها ‪،‬وبوق السيارت واألصوات‬ ‫المزعجة‪ ،‬ص‪ ،7‬يعوي الصمت من هذه الغرفة تكتبه وجعا ويفتح الجرح‬ ‫فمه ص‪.12‬‬ ‫وعلى وقع البياض تنزف القصيدة ‪:‬‬ ‫ووجعٌ يكبرُ بين الصاد والميم والتاء‪ ،‬ص‪12‬‬ ‫ولك اوجاعُ الصمتِ والوقتُ والكيدُ‬ ‫يوقِد الصمت جمرَ الحُمى‪ ..‬وألعن صمتا أوحى له الصمت‬ ‫وبذات الصمتِ والحمى أناجي الجمرَ‪ ،‬ص‪26‬‬ ‫هذا الصمت الذي يَصْرخ‪ ،‬يزأر‪،‬يَنْسجه الشاعر شكري البكري‬ ‫قصائد فوق بياض بقدر ما تتكرر لفظة البياض بقدر ما نقرأ دهشة‬ ‫الشاعر فوقه‪:‬‬ ‫وأجري في البياض الذي يجزُرُ بنا اآلن‪،‬ص‪11‬‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬وخِشية غدٍ‬ ‫بياض فقط‪ ..‬أجري فيه ويطويني وحلم يَ ْق َظةٍ‬ ‫‪،‬وسطو ُة حدس‪ ،‬وشهو ٌة‪ ،‬وخيانات أنخاب‪ ،‬ص‪ ،8‬هذا المقطع المتفرد هو‬ ‫المجموعة األستاذ شكري البكري‪.‬‬ ‫صمت ضاج تتضح فيه الرؤيا ‪،‬وكيف ال وهو صراخ وعويل‪،‬ومسافات‬ ‫وقضايا‪ ،‬وخيبات لوطن يضيع أطفاله بين الطرقات يتعلقون بشاحنة‬ ‫األزبال يبيعون المناديل وورودا حمراء للسياح‪ ،‬ص‪. 40‬‬ ‫انفعاالت هي جزْر مد كأن حركات البحر هي انفعاالت ذات الشاعر‬ ‫بل أن تراجع هذا البحر وانسحابه هي المساحات التي يتركها ليكتب‬

‫فوقها الشاعر صراخ صمت‪:‬‬ ‫اسند راسي إلى شرفة الصمت‬ ‫وتدمدم الريح قربي‬ ‫بلواعج االشتغال‬ ‫فأرى أربعين جَزْرا خلفي‬ ‫وسنبلتين‬ ‫تونعانِ في هذا اآلن‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫لم يكن هذا المقطع سوى البوابة التي سنطل منها إلى الغرفة‬ ‫الشهيرة رقم ‪48‬‬ ‫غرفتي في الطابق الرابع‪ ،‬ص‪16‬و‪18‬و‪19‬‬ ‫ورقمها ثماني ٌة وأربعون‬ ‫وأحيانا ثمانية وأربعون جزرا‬ ‫بعد الجْزر والسنبلتين والغيمات‪..‬‬ ‫أكثر من قصيدة هي إطاللة شاعر نرى بعينيه ما يرى أليس هو في‬ ‫الطابق الرابع‪ ،‬شرفة يطل بها على العالم ببساطته وتعقده‪:‬‬ ‫« ومن طابقي الرابع أعرف اليوم كيف تدب الحيا ُة‪ ،‬ص‪، 64‬كاميرا‬ ‫تصور حركات أناس ‪ ،‬يلمحهم شاعر مسكون بعالمه البسيط الذي‬ ‫يذوب فيه‪ :‬أَ ُ‬ ‫طل سياراتٌ في االتجاهين ونباح‪ ،‬وحرائق نفاياتٍ‪ ،‬ص ‪14‬‬ ‫أطل‪ ..‬حارس العمارة التي بين الشارعين‪ ..‬في سيارة الشرطة‪ ..‬وعابراتٌ‬ ‫وعابرون‪ ،‬ص‪24‬‬

‫هذه الشرفة التي تتحول إلى «وشرفتي ثامن المفازات «هل تفاؤل‬ ‫بالفوز كما جاء في القاموس (أنك ترى وأنت مطمئن لنفسك )ال ازدحام‬ ‫وال التصاق باألجساد ‪،‬وال عراك وال سرقة من فوق الفوق‪ ،‬من األعلى أو‬ ‫ثمن المفازات صحراء قاحلة‪..‬‬ ‫لم تعد شرفة أو هذا الكم من اإلطالالت شيء عاد‪ ،‬ما أسقط و ما‬ ‫شوهد منها حولها إلى عالم متحرك نابض بالحركة الحسية وبكل لواعج‬ ‫االشتغال ‪.‬‬ ‫ورغم هذه الحركة وهذا الضجيج يقتل الوقت «ببَهْتِ الشامات‬ ‫واالفتراء‪:‬‬ ‫حتى يُفيق الوقت‬ ‫تعبت قدماكَ من حملي‬ ‫في غرفةٍ تُطِل على مجذوبةٍ‬ ‫وحارس بذيء االشارة‪ ،‬ص‪25‬‬ ‫هذه الشرفة التي تتكرر في عدة نصوص وهذا التكرار محبب فيه‬ ‫جمالية‪ ..‬ولكن خفية منا و في دهشة شعرية تخبرنا ‪:‬‬ ‫شرفتي في طابق غير الطابق الرابع‬ ‫تَفزَع من األسماء والنجاسات وتصرخ في موتي‬ ‫وأوغاد يحفرون قبرك ويبتسمون في صورة سيلفي‬ ‫هذه اإلطاللة ما تلتقطه لنا فظيع ال ينتمي لحقل اإلنسانية‪...‬‬ ‫تتجدد مواضيع هذه المجموعة هي‪ :‬أوجاع شريدة‪،‬و أوجاع شاردة‬ ‫عن موت‪،‬وجنازة ينتقد فيها الشاعر سلوكات تتكرر ال ننتبه إليها‪ ،‬ولكن‬ ‫يكتبها لنا شعرا بسخرية سوداء تتكرر في أكثر من مقطع في هذه‬ ‫المجموعة‪:‬‬

‫وأَ ُ‬ ‫طِل‪:‬‬ ‫تحملونني على أكتافكم‬ ‫حْمِل َ‬ ‫كما اَ ُ‬ ‫قفة خيبات‪ ..‬والنعش من خشب رديء‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وك َف ٍن تَنْهشون بياضه‬ ‫‪...‬وما تيسر من أخطاء نحوية‬ ‫في آيات تباركَ وياسين ‪،‬ص‪36‬‬ ‫كثير من سخرية من ظواهر جديدة تغزونا بتفاهتها ‪« ،‬تحملونني‬ ‫على أكتافكم ‪ ،‬فقيه مأجور وصالة جنازة‪ ،‬ثم عزاءاتُ فايسبوك ‪ ،‬وصور‬ ‫في البروفايل الواتساب‪ ،‬ص‪ 38‬وبسخرية سوداء كذلك من السعادة‬ ‫والسعداء‪:‬‬ ‫«كيمياء عجيبة›قليل من الثقة وكثير من الغباء ص‪ 68‬وكأن صاحب‬ ‫الفكر والمبدأ والعقل يعيش في الشقاء‪.‬‬ ‫مواضيع حسرة و ضياع تصرخ بين أروقة المجموعة للفرد والجماعة‪،‬‬ ‫أليس في الوقت غير لغو افتراء ص‪ « 66‬لهذا الوجه وجه ال أعرفه يدركني‬ ‫وال أدركه «ص‪ 63‬كيف اثأر لنفسي وهي ليس لي‪ ،‬أمام هذا الخذالن‬ ‫واالفتراء أمام معادالت مجنونة ال يَقبَلها إال منطق شعر ساخر من األنا‬ ‫واآلخر والمجتمع ‪.‬‬ ‫ومضات وطن جريح تضيع فيه براءة الطفولة‪..‬‬ ‫ال برتقال في عينيه الصغيرتين وال وطن يُغنيه عن انتظار الضوء‬ ‫األحمر‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫َ‬ ‫السريعة وال‬ ‫ومضات حروفها طالقات رصاص «ال أحب الوجبات‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السهلة لترقيع العم ِر ص‪.57‬‬ ‫الخيوط‬ ‫ابحث كإمرة تحب الشعر عن المرأة داخل المجموعة «الخطاب‬ ‫الموجه إليها فيه الكثير من اليأس والضعف ‪،‬هذا النصف الذي لم يستطع‬ ‫أن يساعد على التغلب على الفوضى الذي يحدثها الجوار‪ ،‬وما تسجله‬ ‫كاميرا الشرفة من ظواهر اجتماعية سوداء ‪.‬‬ ‫وامرأة تلهو بالوتساب عن صمتي‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫يتكرر اسم شيماء في أكثر من صفحة «ضحكت شيماء ص ‪29‬و‪,40‬‬ ‫‪41‬و ‪ »42‬احسم األمر اآلن سأتعلم ْ‬ ‫زَغردَة أمي وكيف يكون اللعبُ فوق‬ ‫السطح مع شيماء ابنة الجيران ص ‪ 54‬سأرحل اآلن شيماء وحيدا‪ ،‬ص‪65‬‬ ‫«عذرا شيماء فليس للحب أن يكون ريحا في طريق سيار‪ ،‬ص ‪67‬‬ ‫ضحكت شيماء كالعذراء‪ ،‬ووقتها يلهج بآمين‪ ،‬مومياء محنطة على‬ ‫باب الوقت ص ‪،40‬وهذه المجذوبة التي تنطق الحكمة وتنتقد عُرينا‬ ‫النفاق ذهب‪،‬والغدر مجد ‪ ،‬والحب مصرع وقصيدكم عُهْرٌص ‪.35‬‬ ‫كتابة بين مد وجزر وإن كانت حاالت الجزر أكثر‪.‬‬ ‫فيه من القصيد ماال يمتد له المد‪ ،‬ص ‪15‬‬ ‫يشبهني هذا الجَزْرُ‬ ‫فيه من القصيد ما اليشتد له المد‬ ‫ومن الدهشة‬ ‫ما يمأل جوف الليل‪ ،‬ص‪16‬‬ ‫وقد يشبهني هذا الجزر قبل تكرار االشتهاء ‪.‬ص‪17‬‬ ‫هنا وفي أكثر من مكان تتركنا نُبحر في الكلمة بأكثر من معنى وأكثر‬ ‫من داللة‬ ‫ويَجْ ِزرُهذا البحر‪،‬‬ ‫ال يشبه الجَزْرَهذا الجزرُ‪،‬‬ ‫ألنه أكبر من‪ :‬رجوع‪ ،‬انسحاب خوف وكثير من بؤس يتركه ورائه‬ ‫موتى وخراب ‪.‬‬ ‫ر قعة الديوان‪ ،‬شطرنج أرقام يتحكم فيها شاعرنا يلعب بها كما يشاء‬ ‫ينقلها من هنا لهناك‪،‬‬ ‫األرقام حاضرة بقوة بمعناها العددي والمجازي أليس ضبط الوقت‬ ‫شغله الشاغل كإعالمي متمرس ؟‬ ‫ويستشهد بالوقت ورمزية التاريخ كنا صناع «ساعة رمل أهداها‬ ‫الرشيد أضعنا هذا التاريخ لنصبح بال وقت والزالت مُعظلة وقت آفتنا‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫حاالت العد كثيرة‬ ‫السيجارة الرابعة‬ ‫الشامات التسع ص‪11‬‬ ‫الشرفة ثمانية وأربعون وأن كان هذا الرقم وماله من دالالت في‬ ‫تاريخنا العربي المعاصر النكبة األولى وقيام واالعتراف بإسرائيل‪.‬‬ ‫والريح سابعنا وداللة رقم سبعة عند المسلمين ‪،‬‬ ‫تسع وتسعون بذك ِر نَعْمائِهِ‪،‬ص‪27‬‬ ‫وثامنها غرفة تجزع من األرض ص‪12‬‬ ‫والريح سابعنا‪ ،‬ص‪8‬‬ ‫وثالثة غيمات‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫شرفة مجاز‪ ،‬وشرفة واقع‪ ،‬وشرفة غد ‪،‬شرفة مفتوحة على عدة قراءات‪.‬‬ ‫سمحتَ لنا أن نُطِل من شرفتك على عالمك اإلنساني بآالمه وخيباته‬ ‫وسخريته‪..‬‬ ‫الصعود يحتاج إلى جهد ونفس وخبرة بعالم االستعارات ‪..‬‬ ‫هل نجحنا في الصعود إلى الطابق الرابع وإلى الشرفة الثامن‬ ‫واألربعون ؟؟‬ ‫أتمنى ذلك ‪..‬‬


‫‪t‬‬

‫‪10‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�أنا مل �أغب حتى �أعود‬ ‫سعيدة لقراري‬

‫ُم َّران �أحْ الهما حج ُر‬ ‫االحتماالت تقضم أظافرها‪ ،‬واأليام من قلقها‬ ‫تسخر‪..‬‬ ‫الترقب‪ ،‬من النافذة يطل‪ ،‬البابَ يطرق‪ ،‬الأدري‬ ‫متى وال كيف أذنت له بالدخول‪ ،‬بعقر الحجر يثبت‬ ‫أقدامه‪.. ،‬كلما أشعرته بأنه ضيف ثقيل‪ ،‬يذكرني‬ ‫أنه توأمي‪ ،‬أنه المحطات التي يحولني فيها إلى‬ ‫حدائق‪..‬‬ ‫حدائق تؤمن بأن الحيرة سحابات صيف‪ ،‬وأن‬ ‫االبتسامة مناسبة ال حاجة لها إلى براءة اختراع‪،‬‬ ‫وال إلى تقويم زمني تختلف في ظهور هالله‬ ‫العيون‪..‬‬ ‫جميل أن تكسر رقبة هزائمك‪ ،‬وتُرْديها حبرا‬ ‫بمجرى االستعارات‪ ،‬أثرَها تتعقب‪..‬‬ ‫بعيدا عن وجهة المزاد‪ ،‬احمل صخرتك‬ ‫واشغل كاهلك بتجنب السقوط‪..‬‬ ‫أثناء ذلك‪ ،‬رياح الطريق‪ ،‬بالفراغ ستعصف‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫لتمألك بصوت صخرة ال تهزأ بوزنك‬ ‫فرصة‬ ‫وباتزانك لن تعبث ‪..‬‬ ‫أص��وات أشياء صغيرة‪ ،‬تشغل بي مساحات‬ ‫شاسعة ‪..‬كهذا الصوت‪ ،‬كصوت تمزيق ورقة‬ ‫مليئة بالتشطيبات‪ ،‬كصوت تحريك المفتاح داخل‬ ‫القفل عند فتح الباب أو إغالقه‪ ،‬كتغريد العصافير‬ ‫المجتمعة كل صباح على سطح بيت جارتي‪..‬‬ ‫كصوت زيت ساخنة بمقالة على نار قوية‪ ،‬توضع‬ ‫بها قطع من السمك المشرمل‪ ،‬شششششش‪..‬‬ ‫صوت آخرال يتوقف‪ ،‬دويه يباغت قلب الهدوء‪،‬‬ ‫كصنبور فقدنا السيطرة على إحكام إغالقه‪ ،‬طول‬ ‫الليل‪ ،‬تسمعه يحدث ظهر اإلسفلت األملس ‪..‬‬ ‫طق‪..‬طق‪..‬طق‪..‬‬ ‫أفكر في جمع شمْل تلك األصوات وتحويلها‬ ‫إلى معزوفة موسيقية ‪..‬لم ال؟!‬ ‫األمر لن يغضب شوبان وال فيفالدي‪..‬‬ ‫على أية حال ال ولن أنافسهم طبعا‬ ‫سأستعيدني وتلك المعزوفة تستفز الكل مني‬ ‫وتلقي بي في رقصة ليست كالرقصات ‪..‬‬ ‫صوت الترقب على وجه يوميات الحجر يطفو‪،‬‬ ‫بمنبهات سيارات اإلسعاف وهي تكسر هدوءنا‬ ‫البارد‪ ،‬بالنشرات اإلخبارية المحشوة بالمعقمات‪،‬‬ ‫الكمامات‪ ،‬اليفات النجوم‪ ،‬أمريكا تهدد‪ ،‬الصين‬ ‫تفند‪ ،‬إيطاليا تستنجد‪ ،‬الالجئون بالمخيمات‬ ‫وفقراء دول العالم‬ ‫« نصيبنا الهالك المستعجَل» صوتها يردد‬ ‫ال��وب��اء يقلب تربة األرض بهذا العالم‪،‬‬ ‫الحسابات تعيد مراجعة نفسها‪ ،‬الجنازات من‬ ‫المواكب تتعرى‪ ،‬القبور تجعل مهمة دخول الجثث‬

‫إلى بطنها أكثر تعقيدا‬ ‫الحفر جائعة‬ ‫عن بطنها الكبير‪ ،‬أحاول االبتعاد ‪..‬‬ ‫بصري بالطريق يلتصق‪ ،‬تأكد أني إذا نظرت‬ ‫إليك‪ ،‬بإحداها سأتدحرج‪..‬‬ ‫أعرف‪ ،‬السقوط ليس عيبا‪ ،‬وال وشما بالجلد‬ ‫يلتصق‪ ،‬العيب هو االرتماء تحت عجالته واالستماع‬ ‫لقهقهاته الساخرة‪..‬‬ ‫وأن��ا أستعمل نفس الطريق في الذهاب‬ ‫واإلياب‪ ،‬نفس المسافة ال أقطع!‪..‬‬ ‫بالنصف المملوء من الكأس أستقر‪ ،‬حتى‬ ‫أدرك الشوك وردا‪ ،‬والحزن فرحا مؤجال‪ ،‬والسقوط‬ ‫نهوضا‪ ،‬وكالمي المتلعثم شعرا‪ ...‬من األمر ال‬ ‫مفر!‬ ‫ذلك ما تخبرني به نوافذ بيتي المطلة على‬ ‫الشارع الفارغ‪ ،‬وهي تمحو أثر األبواب من الجدران‪،‬‬ ‫وتعلن يُتْمَ العتبات وتجعل لليدِ يدا في تحديد‬ ‫مالمح الوجوه‪..‬‬ ‫قهوتي طعمها يختلف !‪..‬وأن��ا أرتشفها من‬ ‫نفس الفنجان مساء كل يوم‪ ،‬وأنا أستعمل نفس‬ ‫النوع من القهوة ونفس المقادير‪..‬وأنا اهيئها‬ ‫على النار الهادئة نفسها‪..‬‬ ‫رف��وف خزانتي‪ ،‬ترفع الحجرعن كتب كنت‬ ‫قد أجلت إع��ادة قراءتها‪ ،‬هاهي اآلن بحرية‬ ‫التجول داخل غرفتي تتمتع على مكتبي «ملحمة‬ ‫كلكاميش» تُفتح على الصفحة التي ينادي‬ ‫فيها كلكاميش روح صديقه أنكيدو في العالم‬ ‫السفلي‪..‬وتدعوني إلى إعادة االطالع على ماجاء‬ ‫باللوح الثاني عشر من الملحمة‪..‬غير بعيد عنها‬ ‫مواء القط األسود إلدغار آلِن بو يزج بتفكيري في‬ ‫قبوه‪..‬‬ ‫ب��ال��ج��ان��ب األي��س��ر م��ن س���ري���ري‪ ،‬وق��رب‬ ‫األبجورالخافت نوره‪ ،‬وضعت كتبا أخرى يعلوها‬ ‫دي���وان محمود دروي���ش ‪«..‬خ���ذ ب��ي��دي أيها‬ ‫المستحيل» وفيه يلوح لي بقول طالما رددني‬ ‫صدى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫يحاصرني واقع‬ ‫ال أجيد قراءته‬ ‫قلت‬ ‫دَوِّن إذن‬ ‫ذكرياتك عن نجمة بعُدت‬ ‫وغد يتراجع واسأل خيالك‬ ‫هل كان يعلم‬ ‫أن طريقك هذا طويل؟‬

‫�أنا مل �أغب حتى �أعود‬

‫فدوى كيالني ‪ /‬ألمانيا‬

‫ألنك صرت بعيد ًا‬ ‫ألنك صرت غريب ًا‬ ‫كما اللحظات الفاتنة‬ ‫تذوي‬ ‫رماد ًا‬ ‫غياباً‬ ‫وشوك ًا‬ ‫بقعراملسافة مابيننا‬ ‫وأنا كنت أدمنت فيئك‬ ‫أدمنت روحك‬ ‫أدمنت ضحكك‬ ‫أدمنت قربك‬ ‫صوتك نسغي‬ ‫وطيبك أجمل ما كنت أملك‬ ‫تضمخني باحلضور الفريد‬ ‫تستلها من شفيف‬ ‫ومن عبرات‬ ‫ومن أقحوان‬ ‫ومن زرقة يف الكالم‬ ‫ويف النبض يف خافقي‬ ‫كي حتولني طفلة أتعلمني‬ ‫أن تكن‪ .‬أو أكون‬ ‫ولكنك اآلن صرت بعيد ًا‬ ‫لتنهاريف أساطيل جيشي العتيد‬ ‫أحاول أن أمتاسك‬ ‫كي أصرح أني نسيتك‬ ‫ما عدت أذكر شيئ ًا‬ ‫من األمس‬ ‫واآلن‬ ‫غير سواك‬ ‫ولكنني‬ ‫بت أدرك أني ارتكست‬ ‫انهزمت‬ ‫فما عاد يف مكنتي‬ ‫أن أؤدي دوري‬ ‫على مسرح لست فيه‬ ‫تدوزن إيقاع روح تربت‬ ‫ً‬ ‫طويال‬ ‫ً‬ ‫طويال‬ ‫على يدك احلانية‬ ‫وقد بت مكرهة‬ ‫أن أنادي‬ ‫مبلء فمي‬ ‫أومبلء الروح‬ ‫ملئك‬ ‫ملئي‬ ‫َ‬

‫مازلت حارسة العهد‬ ‫قد سطرته يدي‬ ‫ذات يوم جميل‬ ‫حممي‬ ‫أنا فلذة َالروح‬ ‫مازلت واثقة‬ ‫أن أعيشك‬ ‫أي كي أعيش‬ ‫كما كنت تعهدني‬ ‫يف طفولة عمري‬ ‫صباي‬ ‫لكي أتخيلني يف دناك‬ ‫وأنك ذاك الذي‬ ‫كنت أطرق باب مواقيته‬ ‫بالفجاءات‬ ‫والضحك‬ ‫بالهمسات‬ ‫ألنك محور روحي‬ ‫موطن قلبي‬ ‫أقود خطاي إليك‬ ‫ومازلت أذكر عهدي‬ ‫وثائقنا الهائالت‬ ‫بحبردمي‬ ‫وكان اجلميع رأوك هنا يف دمي‬ ‫يف مسامات روحي‬ ‫خطاي‬ ‫ولهفة قلبي‬ ‫وشوقي‬ ‫أبرباسمك كل كواكب عمري‬ ‫أهمي كما الطير حولك‬ ‫كي أستمر‬ ‫أعيشك‬ ‫كي أستشف بأني أعيش‬ ‫أعيشك‬ ‫حق ًا‬ ‫ألنك سرالوجود وجودي‬ ‫كأنك سحرالوجود‬ ‫كأنك قبلة روحي‬ ‫ومامن صالة‬ ‫سوى فوق سجادة من يديك‬ ‫ألنك كنت قريب ًا‬ ‫ألنك صرت بعيد ًا‬ ‫ألنك صرت قريب ًا‬ ‫فها أنني اآلن صرت أعيشك‬ ‫صرت أعيش احلياة‬ ‫كما لم يعشها سواي‬


‫الق�صر الكبري‬

‫‪t‬‬

‫‪11‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�شهادة منا�ضل على مرحلة‬ ‫املخا�ض واجلمر املتقد‬

‫المظاهرة الكبيرة المتأججة‪ ،‬الصاخبة والثائرة ضد‬ ‫االستعمار الغاشم بحشود غفيرة من الشباب والوطنيين‬ ‫األحرار والنساء واألطفال وكل فئات المجتمع ألول حاضرة‬ ‫في المغرب الزالت قائمة منذ غابر الزمن كما أكدها وأثبتها‬ ‫أحد المؤرخين والعلماء المغاربة (‪ )1‬سارت بعد خطب نارية‬ ‫وحماسية لشباب ورج��ال مدينة القصر الكبير الصامدة‬ ‫والعتيدة من أجل حرية واستقالل هذا الوطن الحبيب بباب‬ ‫وساحة المسجد األعظم‪...‬‬ ‫كان ذلك في يوم الجمعة ‪ 5‬مارس ‪ 1956‬بعد صالة‬ ‫الظهر‪ ،‬استمرت في السير تعبر شوارع المدينة‪ ،‬وأنا صبي‬ ‫من الصبيان أنادي متوجها معها وأردد مع الجميع شعارات‬ ‫عدة ضد االحتالل االستعماري منها (الصاط باط االستعمار‬ ‫تحت الصباط)‪( ...‬االستعمار سر بحالك والمغرب مشي ديالك)‬ ‫(الحوت ديالنا الشوك ديالهم)‪ ....‬الخ‪..‬‬ ‫وعند وصولنا إلى شارع موالي علي بوغالب (العالمة‬ ‫األندلسي) الكبير في ساحة الشهداء األب��رار واألخيار بدأ‬ ‫جنود (طر بيسيون) المستعمر اإلسباني يطلق من البنادق‬ ‫والرشاشات رصاصه الحي على الجميع بدون استثناء‪ ،‬منهم‬ ‫(عبد اهلل اليعقوبي) الشهيد والمرحوم برحمة اهلل الواسعة‬ ‫ولد عمتي إذ ضرب بالرصاص في جبهة رأسه فشتتت‬ ‫و(‪ ...‬بنشبية) ومنهم من ضرب في رجله (‪ ...‬كحمامة)‪،‬‬ ‫(و‪ ...‬بلمهدي)‪ ،‬و(‪ ...‬الوزاني)‪ ،‬وآخرون‪ ،‬ولما توجهوا‬ ‫ببعضهم إلى المستشفى المدني بالمدينة قطعت‬ ‫أرجل البعض وهرب (‪ ...‬الوزاني) لما أمر الطبيب‬ ‫بقطع رجله وظل يسير على رجليه حتى وفاته رحمه‬ ‫ورم��ى الجنود شهداء‬ ‫اهلل الرحمات الواسعة‪ ،‬‬ ‫كثيرين في مقبرة موالي على بوغالب ـ القريبة جدا‬ ‫من هذه الساحة ـ وواروهم التراب جماعات ووحدانا‪،‬‬ ‫وكانت المدينة كلها متألمة وحزينة حزنا شديدا‬ ‫على هذا‪...‬‬ ‫وقد كانت هاته المظاهرة التاريخية والكبيرة أول‬ ‫مظاهرة قام بها أبناء ورجال وبنات ونساء وأطفال‬ ‫هاته المدينة المغوارة بشمال المغرب‪ ،‬بعد ما منح‬ ‫االستعمار الفرنسي االستقالل لجنوب المغرب‪،‬‬ ‫واإلسبان لم يمنحوا شمال المغرب االستقالل آنذاك‪،‬‬ ‫وبعد هاته المظاهرة شبت مظاهرة أخ��رى قريبة‬ ‫بمدينة تطوان التاريخية في ساحة الفدان بقيادة‬ ‫والخطب النارية للزعيم الخالد ـ (زعيم الوحدة) ـ‬ ‫األستاذ الفاضل والوطني الكبير عبد الخالق الطريس‬ ‫رحمة اهلل عليه ومتعه بجنة الرضوان مع الشهداء‬ ‫األبرار‪...‬‬ ‫وبعد مدة قريبة بزغ األمل وجاء فجر االستقالل‬ ‫والحرية سنة ‪ 1956‬م بعد استشهاد العديد من‬ ‫المقاومين والوطنيين الخلص واألف��ذاذ وسجنهم‬ ‫وتعذيبهم في سجون االستعمار الظالم‪ ...‬الذي‬ ‫اغتصب وطننا العزيز آنذاك بدون رحمة أو شفقة أو‬ ‫قانون عادل‪...‬‬ ‫وكان الصبي المناضل الغيور يدرس في الكتاب‬ ‫القرآني‪ ...‬وفتحت العديد من المدارس أبوابها‪،‬‬ ‫ودخل إليها أفواج وأفواج من التالميذ والتلميذات‬ ‫والطلبة في حماس منقطع النظير‪ ،‬وأراد بدوره أن‬ ‫يتسجل بالمدرسة كأصدقائه فلم يرد أبوه ذلك‪...‬‬ ‫ألنه يجب أن يظل ابنه بالكتاب القرآني‪ ،‬ـ فاقترح‬ ‫عليه زوج خالته الذي كان يدرس بالتعليم أن يتوجه‬ ‫بنفسه عند المدير (محمد الخمار الكنوني) المرحوم‪،‬‬ ‫والد الشاعر الكبير من رواد الشعر الحديث بالمغرب‬ ‫األقصى‪ ،‬المرحوم محمد الخمار الكنوني‪ ،‬ـ ويبلغه أن أباه‬ ‫أرسله للدراسة بها ففعل‪ ،‬وطلب منه هذا المدير أن يأتيه‬ ‫برسالة الموافقة على هذا من أبيه‪ ،‬فلما توجه عنده فما كان‬ ‫منه إال أن رضخ لهذا األمر الواقع‪ ،‬وبهذا استطاع أن يتابع‬ ‫دراسته بالقسم الثالث االبتدائي مباشرة ألنه كان يعرف‬ ‫الكتابة والقراءة وحافظا لجل أحزاب القرآن الكريم ـ بعدما‬ ‫اختبره هذا المدير العزيز والمرحوم بالرحمات الواسعة‪...‬‬ ‫وواصل السير في الدراسة‪ ،‬وكان هو األول في جل سنواته‬ ‫الدراسية هاته‪ ،‬حتى كان من العشرة األوائل في المدينة‬ ‫عند اجتياز امتحان الشهادة االبتدائية وأخذ الجوائز عن ذلك‬ ‫بحضور السلطة المحلية أيام كانت الشهادة االبتدائية وما‬ ‫أدراك ما الشهادة االبتدائية آنذاك‪...‬‬ ‫وفي هذه الفترة الخصبة من تجربة جيل كافح ما أوتي‬ ‫من عزيمة فوالذية وإرادة ال تلين أمام كافة صنوف القمع‬ ‫والتدجين الماضية‪ ،‬حيث عمل منذ البداية لعهد االستقالل‬ ‫على غرس بذور التحرر من كل أصناف القهر واالضطهاد‪،‬‬

‫وبعدما كانت مبادئ وأفكار مناهضة لالستعمار ومرتبطة‬ ‫بالعمل الثقافي والسياسي الطموح إلى توعية الشباب وتأهيله‬ ‫لقيادة الشعب من أجل إصالح البالد وانتزاع استقاللها الذي‬ ‫تحقق‪...‬‬ ‫وواص��ل السير‪ ...‬وع��رف وسمع المناضل وأقرانه في‬ ‫المدرسة عن فشل النضاالت المنعزلة التي عرفتها البالد منذ‬ ‫انتفاضة الريف في ‪ 1959//1958‬وانتفاضة الشعب البيضاوي‬ ‫في ‪ 23‬مارس ‪ 1965‬ونضاالت المناجم في ‪1969 //1968‬‬ ‫ومعركة التالميذ والطلبة سنة ‪ ،1970‬حيث عرفت هذه السنة‬ ‫وما بعدها نهوضا جديدا أعقب سنوات الركود التي تلت‬ ‫شهر مارس ‪ ،1965‬حيث أسال رصاص العدو دماء الجماهير‬ ‫الغاضبة في شوارع الدار البيضاء‪ ،‬بعد عهد اإلرهاب الحقيقي‬ ‫بشكل مباشر سنة ‪.1963‬‬ ‫وفي السنة الدراسية ‪ 1970//1969‬لما كان المناضل‬ ‫يزداد وعيه بالجامعة في السنة الثانية من كلية الحقوق بعد‬ ‫أن تعمقت إضرابات الطبقة العاملة منذ سنة ‪ 1968‬وتحرك‬ ‫الطلبة وازداد وعيهم في تلك الفترة ولم يكن غريبا أن يتدخل‬ ‫الطلبة في عدة مجاالت إلعطاء وجهة نظرهم‪ ،‬كما لم يكن‬ ‫هناك أحد ينازع في تدخل الطلبة للتعبير عن موقف سياسي‬

‫معين بل كان ذلك مرغوبا فيه في أحيان كثيرة‪ ...‬فاختار‬ ‫المناضل الدخول إلى االتحاد الوطني لطلبة المغرب‪ ،‬ألنه‬ ‫متشبع بالفكر التحرري والوطني وطموح إلى التقدم والعدالة‬ ‫االجتماعية الحقة والديمقراطية البناءة والهادفة إلى األفضل‬ ‫واإلصالح الشامل‪ ،‬وكان اختياره مع الطلبة هو الوقوف إلى‬ ‫جانب القوى الحية بالمغرب‪ ،‬ومناصرتها للقضاء على التخلف‬ ‫وكل مخلفات االستعمار‪ ،‬هذا االختيار هو الذي جعل هذه‬ ‫المنظمة العتيدة تبقى دائما إلى جانب القوى التقدمية‬ ‫والوطنية ببالدنا مع المنظمة الطالبية األخرى االتحاد العام‬ ‫لطلبة المغرب والتي شاركت فيها منذ سنة ‪ 1974‬ـ ‪1975‬‬ ‫وذلك للدفاع عن قضايا الوطن والطلبة ومن أجل الدفاع‬ ‫المستميت للرجوع بالمنظمة العتيدة «االتحاد الوطني لطلبة‬ ‫المغرب» التي قامت الدولة المغربية بحظرها خالل سنوات‬ ‫بداية السبعينيات لما تأجج وتصعد أوارها بحدة لم يقبل ذلك‬ ‫التطرف فيها العديد من الطلبة والوطنيين‪ ،‬لكن بعد رجوعها‬

‫ عبد القادر أحمد بن قدور‬‫إلى الوجود وإزالة الحظر عنها‪ ،‬هاته المنظمة العتيدة وغيرها‬ ‫من الجمعيات الحقوقية الفاعلة بالبالد ـ مع األسف الشديد‬ ‫ـ ازداد الحصار والمنع ألنشطتها وفروعها بالمغرب العزيز‬ ‫افتعاال‪ ،‬نتمنى أن ال يطول‪ ،‬وترجع إلى نشاطاتها وفروعها‬ ‫بشباب ورجال طموحين من أجل تقدم وطننا والعمل على‬ ‫اإلصالح والتغيير بدون انتهازيين أو ذوي مصالح وطموحات‬ ‫خاصة بل من أجل تطور الجميع وبناء بلدنا بالنمو الحقيقي‬ ‫من أجلنا كلنا دون الطموحات الفردية الخاصة التي ترجع بنا‬ ‫إلى القهقرة‪...‬‬ ‫وهكذا أدخله الطلبة في اجتماع عام بإرغامه بإجماع كل‬ ‫الطلبة في الحي الجامعي الوحيد بمدينة الرباط إذ رشحوه‬ ‫وطلعوه إلى المنصة واختاروه بعد انتخاب المكتب مقررا عاما‬ ‫ألول مجلس للقاطنين بأكدال بالرباط الذي فرضه‬ ‫الطلبة على الحكومة وأوفقير وزير الداخلية آنذاك‬ ‫التابع للمنظمة الطالبية المذكورة ولكل الطلبة‬ ‫المغاربة‪ ،‬وكانت نابعة من ضرورات ربط مجموع‬ ‫الطلبة بالجماهير الشعبية في نضاالتها‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫هذا الهدف تبلورت عبر مؤتمراته مبادئه األربعة‬ ‫(التقدمية‪ ،‬الجماهيرية‪ ،‬الديمقراطية‪ ،‬االستقاللية)‬ ‫لضمان هذه الوحدة الطالبية‪ ،‬هذه المبادئ التي‬ ‫حكمت تطور االتحاد الوطني لطلبة المغرب في‬ ‫تطوره الالحق‪ .‬ونتمنى من أعماقنا وجوارحنا‬ ‫أن ترجع إل��ى سابق عهدها بالتأني والتدرج‬ ‫والتواصل البناء برص صفوف الطلبة وبناء الوطن‬ ‫بديمقراطية خالقة وفعالة‪ ،‬ألن الطلبة الجامعيين‬ ‫هم عماد األمة والتطور بأسلوب تواق إلى المعرفة‬ ‫واألخ�لاق الحميدة إلص�لاح وتغيير الكثير مما‬ ‫ضاع‪...‬‬ ‫والبد من ذكر أن هذه المنظمة كان لها اعتبار‬ ‫ومكانة دولية بين الحركات الطالبية العالمية‪،‬‬ ‫ولها تواصل كبير مع المنظمات الطالبية في عديد‬ ‫من الدول واألصقاع‪ ،‬وكانت المبادئ التي أقرها‬ ‫كأسس ثابتة مكنت جميع الطلبة كيفما كانت‬ ‫آراؤهم السياسية أو اإليديولوجية أن يتعايشوا‬ ‫فكريا وتنظيميا في حدود احترام تلك المبادئ‪،‬‬ ‫وقد كان الرهان التاريخي عليهم وما يزال قويا‬ ‫وفتيا‪ ،‬ألنهم كانوا دائما والمناضل واحد منهم‬ ‫ومعهم يطلبون الحرية والعدالة والديمقراطية‬ ‫الحقة لإلنسانية والكرامة لمجتمعهم الذي خرجوا‬ ‫منه ونشؤوا فيه‪ ،‬وهم دماغه الذي يفكر ويحيا‬ ‫من أجله ومن أجل تقدمه‪ .‬وك��ان هو ومجلس‬ ‫القاطنين بالحي الجامعي يدافعون عن مطالب‬ ‫الطلبة كلها‪ ،‬ومنها بعض المطالب المتعلقة‬ ‫بالمطعم الجامعي وبالسكن وغيرها في القضايا‬ ‫المصيرية ويفرق المناشير المطالبة بحقوقهم‬ ‫ومطالبهم السكنية وتحسين وجباتهم الغذائية‬ ‫والتضامن مع القضايا العادلة لفلسطين السليبة‬ ‫والحبيبة وغيرها من الشعوب التواقة إلى الحرية‬ ‫والعدالة االجتماعية ويشرح ويناقش ويحلل بجرأة وشجاعة‬ ‫للطلبة بغرف الحي الجامعي ومطعمه وساحاته هذه القضايا‪،‬‬ ‫وكانوا يتضامنون معها تضامنا مستميتا‪ ،‬إذ كان المشهد‬ ‫الطالبي في السبعينيات الماضية مشهدا ملحميا ودراميا‬ ‫ونضاليا صامدا وملتزما بقضية الشعب والوطن والوحدة وكل‬ ‫الفئات المحرومة والتواقة إلى التغيير‪ ،‬وكانت آنذاك سلسلة‬ ‫من اإلضرابات واالضطرابات والمظاهرات واالحتجاجات التي‬ ‫تقودها وتنخرط فيها الجماهير الطالبية بحماس كبير‪ ،‬وكانوا‬ ‫يتعرضون من قوة الظالم لتصفيات دموية وهجومات سادية‬ ‫واعتقاالت ومحاكمات حتى وقع اإلجهاز والحظر اإلداري الجائر‬ ‫على المنظمة العتيدة «االتحاد الوطني لطلبة المغرب» التي‬ ‫هي الممثل الشرعي للجماهير الطالبية في ‪ 24‬يناير ‪،1973‬‬ ‫وكان المناضل يعمل مع الطلبة والقوى الوطنية والتقدمية‬ ‫المغربية من أجل رفع الحظر على هذه المنظمة‪ ،‬وكان لهذا‬ ‫بعد جماهيري شعبي ودولي‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫‪t‬‬

‫‪12‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫حق الولوج �إلى املعلومة‬ ‫بني ال�شفافية‬ ‫والتكتم‪!...‬‬ ‫إدريس كردود‬ ‫نسلط الضوء في في عدد اليوم على موضوع‬ ‫يعتبر على جانب من األهمية‪ ،‬يتعلق األمر‬ ‫بقانون دخل حيز التنفيذ الكلي بتاريخ ‪ 12‬مارس‬ ‫‪- 2020‬أي مع بداية فرض الحجر الصحي على‬ ‫كافة البالد في غياب تتبع واهتمامات الرأي العام‬ ‫لهذا اإلجراء بسبب ظروف الجائحة التي فرض‬ ‫فيها فيروس كورونا اللعين سيطرته عنوة على‬ ‫الجميع‪.-‬‬ ‫من المؤكد أن الحق في الحصول على المعلومة‬ ‫أو المعلومات إجراء قانوني ينص عليه الدستور‬ ‫المغربي في الفصل السابع والعشرون (‪،)27‬‬ ‫ونقرأ منه بالحرف مايلي‪« :‬لكل مواطن ومواطنة‬ ‫الحق في الحصول على المعلومة الموجودة‬ ‫في ح��وزة اإلدارة العمومية وشبه العمومية‬ ‫والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام‬ ‫المرافق العامة»‪ ..‬انتهى منطوق الفصل ‪-‬أسباب‬ ‫التنزيل مرتبطة أساسا بمشروع قانون تقدمت‬ ‫به الحكومة في وقت سابق وأطلقت بشأنه‬ ‫عنوانا عريضا إسمه «الحق في الحصول على‬ ‫المعلومات» سعيا منها‪ ،‬أي الحكومة إلى تحديث‬ ‫اإلدارة العمومية وتمكين المواطنين من حق‬ ‫الولوج إلى المعلومات‪ -‬يبدو لي شخصيا أن حق‬ ‫الولوج إلى المعلومة قانون غير واضح المعالم!!؟‬ ‫بل هو مصطلح يكتنفه الكثير من الغموض‬ ‫والضباب !! أعطيكم مثاال ثم تخيلوا معي كيف‬ ‫السبيل إلى ذلك ‪-‬مكافحة الفساد يتم الولوج إليه‬ ‫عبر بوابة اإلدارة أو اإلدارات العمومية الملزمة‬ ‫قانونا‪ ،‬كما جاء في الدستور‪ ،‬بتمكين المواطنين‬ ‫من الحصول على المعلومات في سياق ممارسة‬ ‫حقهم عمال بمبدأ الشفافية وترسيخ ثقافة‬ ‫الحكامة الجيدة ‪-‬طيب‪ -‬من يمكنك أو يطلعك أو‬ ‫يزودك والحالة هذه بالمعلومات المبحوث عنها‬ ‫في نازلة ما؟! وأكثر القطاعات الحكومية المحتكرة‬ ‫للمعلومة هي أم ال��وزارات !! هذا واقع والواقع‬ ‫اليرتفع ‪ -‬فمن سابع المستحيالت أن تعثر داخل‬ ‫اإلدارات العمومية‪ ،‬باعتبارها مصادر رسمية‪ ،‬على‬ ‫معلومة أو معلومات تفيدك أو تعتمدها مصدرا‬ ‫ودليال في ما تنوي أو تعتزم القيام به من أعمال‬ ‫اليمكن من طبيعة الحال تحديد طبيعتها‪ ..‬نأخذ‬

‫منها مثاال واحدا يتعلق بالنشر الصحفي‪ ،‬إذا كنت‬ ‫تمارس عمال صحفيا من المؤكد والبديهي أنك‬ ‫لن تستطيع القيام بذلك إذا لم تكن تتوفر على‬ ‫المعلومة !؟ من أين ستأتي بها؟!؟ وهناك عشرات‬ ‫األمثلة التي يتوقف فيها الصحفي وغير الصحفي‬ ‫على المعلومة‪ ،‬والسبيل له إلى ذلك ‪-‬والشيئ‬ ‫بالشيء يذكر‪ ،‬لماذا فرض نوع من الصمت غير‬ ‫المفهوم والتأخر المتعمد في عدم نشر أسماء‬

‫احلق يف احل�صول على املعلومة‬ ‫�أو املعلومات �إج����راء قانوين‬ ‫ين�ص عليه الد�ستور املغربي‬ ‫يف الف�صل ال�سابع والع�شرون‬ ‫(‪ ،)27‬ون��ق��ر�أ م��ن��ه ب��احل��رف‬ ‫مايلي‪« :‬لكل مواطن ومواطنة‬ ‫احلق يف احل�صول على املعلومة‬ ‫امل���وج���ودة يف ح���وزة الإدارة‬ ‫العمومية و���ش��ب��ه العمومية‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املنتخبة والهيئات‬ ‫املكلفة مبهام املرافق العامة»‪..‬‬ ‫بعض رجال السلطة ‪-‬إذا كنتم تتذكرون األمر‬ ‫جيدا‪ -‬في السنوات األخيرة‪ ،‬والذين سجلت‬ ‫في حقهم تجاوزات واختالالت مع التقصير في‬ ‫أداء المهام المنوطة بهم نتيجة سوء التدبير!‬ ‫رغم إص��دار تعليمات ملكية لرئيس الحكومة‬

‫التخاذ التدابير الالزمة بهذا الخصوص‪ !..‬لماذا‬ ‫أغفلت وزارة الداخلية‪ ،‬بل لجأت بشكل متعمد‬ ‫إلى إغالق باب البحث عن المعلومة في وجه‬ ‫الصحفيين الذين سعوا جاهدين إلى االطالع‬ ‫على الئحة المبعدين من رجال السلطة في وقت‬ ‫سابق‪!..‬؟ لكن في مقابل هذا‪ ،‬البد من اإلشارة‬ ‫إلى أن الحصول على المعلومات ال تشمل جميع‬ ‫المجاالت‪ ،‬واليمكن في هذه الحالة الحصول على‬ ‫المعلومات المتعلقة بجرائم الرشوة واالختالس‬ ‫واستغالل النفوذ وسرية م��داوالت المجلس‬ ‫الوزاري ومجلس الحكومة إال بإذن من السلطات‬ ‫اإلداري���ة‪ ،‬ه��ذا ما يؤكده بالحرف قانون حق‬ ‫الحصول على المعلومة‪...‬‬ ‫بالرغم من كل ماقد يقال عن إيجابيات وسلبيات‬ ‫القانون المذكور‪ ،‬فإن المسؤولين في الدوائر‬ ‫العليا للسلطة وفي مراكز القرار لم يقتنعوا بعد‬ ‫بأهمية المعلومة وتمكين المواطنيين من حق‬ ‫الوصول إليها ‪-‬هذا نموذج من بين عشرات‬ ‫النماذج واألمثلة التي التجعل المغاربة مطمئنين‬ ‫إلى مايجري من أمور تفتقد الوضوح والشفافية!!‬ ‫الشك في أن التسيب والالمباالة وعدم االلتزام‬ ‫بمقتضيات القانون والمساطر الواجب اتباعها‬ ‫واالبتعاد عن المصداقية والعبث والالمسؤولية‬ ‫والتضارب في األق���وال والتصريحات وخلط‬ ‫األوراق وعدم االنخراط في أجواء التخليق العام‪،‬‬ ‫هي «حاالت لسلوكات مرضية غير عادية»‪ ،‬بل‬ ‫هو خلل جيني في (الحمض النووي!!) الخاص‬ ‫بالمرفق العمومي «ال��ذي نعتز باالنتماء إليه‬ ‫نحن جيل مابعد االستقالل في زمن لم تكن فيه‬ ‫مظاهر االختالل والعبث والتجاوزات سائدة بهذه‬ ‫الحدة التي تطبع اإلدارة العمومية اليوم بالرغم‬ ‫من أن السياسات العمومية للحكومات المتعاقبة‬ ‫توارثت هذا الخلل الذي عمر سنوات طويلة دون‬ ‫حدوث أو إحداث تغييرات على أرض الواقع بما‬ ‫يشبه إلى حد كبير «األمراض الجينية السائدة»‬ ‫طالما أن العقليات التي يدبر بها الشأن العام‬ ‫داخ��ل اإلدارات والقطاعات الحكومية مركزيا‬ ‫وإقليميا وجهويا التساعد على التطور والتقدم‬ ‫والتحديث‪./.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪13‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫خاص عن طنجة المدينة‬ ‫الطرق ال�سيارة بطنجة غري �سيارة‪!..‬‬ ‫تشكو مدخل الطريق السيار قرب‬ ‫محطة األداء بمنطقة عين دالية‬ ‫بطنجة من اخ��ت�لاالت خطيرة بسبب‬ ‫إقدام المسؤولين على وضع الحواجز‬ ‫األسمنتية ومراكمة األتربة وال��ردم‬ ‫وس��ط الطريق بشكل عشوائي دون‬ ‫تحديد الغاية من ذلك في غياب عالمات‬ ‫التشوير‪،‬ودون التعليم على نقطة الخطر‬ ‫أو تواجد األشغال عن بعد‪.‬‬ ‫وتسبب هذا الوضع في عرقلة لحركة‬ ‫السير في تلك النقطة التي تعاني من‬ ‫االزدح���ام ال��ذي قد يتسبب في وقوع‬ ‫الحوادث‪ ،‬هذا فضال عن إلحاق الضرر‬ ‫بمستعملي الطريق الذين يمرون بحالة‬ ‫توتر وقلق شديد بسبب هذا اإلج��راء‬ ‫غير المفهوم‪ ،‬خاصة وأنهم يجدون‬ ‫أنفسهم وسط الحصار داخل الطريق‬ ‫السيار بعد أدائهم واجب المرور بهدف‬ ‫المغادرة‪،‬وهم بسبب ذلك يضطرون‬ ‫مرة أخرى للعودة إلى محطة األداء‪ ،‬و‬ ‫تسجيل الدخول وأخذ طريق العودة أمال‬ ‫في البحث عن منفذ آخر عند نقطة ما ‪..‬‬ ‫وبالعودة إلى “الفيديو ” الذي تناقلته‬ ‫وس��ائ��ل ال��ت��واص��ل االجتماعي‪،‬يبدو‬ ‫غياب أي أثر للجهة المكلفة باألمن (‬ ‫الدرك الملكي ) من أجل تنظيم حركة‬ ‫المرور‪،‬والحد من االختناق الموجود عند‬ ‫هذه النقطة‪ .‬فهل هي على علم بما‬ ‫يجري هناك ؟ وهل يتعلق هذا السد‬ ‫بوجود إصالحات‪ ،‬أم أنه يهم تطبيق‬ ‫إج��راءات حالة الطوارئ بهذه الكيفية‬ ‫التي يندى لها الجبين ‪...‬‬ ‫فهل بهذه الطريقة يتم تطبيق إجراءات‬ ‫حالة الطوارئ الصحية ؟ وهل بهذه‬

‫إعداد ‪ :‬حسن أزام‬

‫من هنا‪ ..‬وهناك‪..‬‬ ‫وضعت المصالح األمنية بطنجة حدا للص تسلل إلى محل تجاري بمجمع سكني‬ ‫مقابل للسجن المحلي‪ ،‬عمد على كسر إحدى النوافذ الصغيرة وقام بالسطو على‬ ‫مبلغ مالي يقدر بـ ‪ 14‬مليون سنتيم نقداً وبطاقات تعبئة رصيد الهواتف النقالة‬ ‫تصل قيمتها ‪ 6‬ماليين سنتيم‪.‬‬ ‫وخالل األبحاث والتحريات التي قامت بها مصالح الدائرة األمنية الحادية عشر‬ ‫مكنت من تحديد هوية الجاني الذي ظهر في شريط مراقبة لكاميرا بالمحل‬ ‫التجاري وهو يقترف عملية السرقة‪ ،‬ليتم متابعة خيوط الملف بتعقب المعني‬ ‫في العديد من األماكن طنجة‪ ،‬وفي األخير تم توقيفه داخل أحد الحمامات ‪SPA‬‬ ‫بوسط المدينة وبحوزته ما تبقى من المبالغ المسروقة وبطاقات التعبئة‪.‬‬

‫الكيفية سيتم التغلب على المشاكل‬ ‫التي ترزح تحت وطأتها المدينة التي‬ ‫تعيش حالة استثناء ؟ أليس هناك أية‬ ‫وسيلة لتعيين نقط المراقبة والتخفيف‬ ‫م��ن ال��س��رع��ة م��ن غير م��د الصخور‬ ‫ومراكمة الردم وسط الطريق ؟‬ ‫فهال عاد المسؤولون بهذه المدينة‬ ‫إلى رشدهم عن طريق اإلقالع عن هذه‬ ‫الممارسات المتخلفة والمستفزة ؟‬ ‫متى سيدرك هؤالء أن العمل المسؤول‬ ‫في كل المجاالت يجب أن ال يغيب عنه‬ ‫اإلتقان والحس بالمسؤولية‪ ،‬وكذلك‬ ‫التقيد بالضوابط القانونية واألخالقية‪،‬‬ ‫وف��ي مقدمتها ش��روط السالمة من‬ ‫األخ��ط��ار وع��دم عرقلة حركة التنقل‬ ‫المنظم ‪..‬‬ ‫إن هذه النقطة السوداء‪ ،‬تمس بسمعة‬ ‫الطريق السيار‪،‬كما تشكل أكبر ضربة‬ ‫للقائمين على شؤون المدينة‪ ،‬بسبب‬

‫موقعها الحساس‪،‬فهو أح��د مداخل‬ ‫الطريق السيار إلى المدينة التي تستقبل‬ ‫زوارها بهذه الكيفية المهينة ‪..‬‬ ‫إننا ال نعارض أن تقوم السلطات بوضع‬ ‫الحواجز والمتاريس من أجل التحكم في‬ ‫حركة السير وتنظيم حركة المرور‪،‬ولكن‬ ‫بالطرقة التي تتناسب مع متطلبات‬ ‫الوضع السليم وال تخالف المعايير‬ ‫التقنية والقانونية التي تولي األهمية‬ ‫بالدرجة األولى لكرامة اإلنسان‪.‬‬ ‫ت��رى م��ن ه��ي الجهة ال��ت��ي تتحمل‬ ‫مسؤولية هذه المأساة‪ ،‬ومن األحق‬ ‫بالمحاسبة في مثل هذه الحالة ‪ ..‬هل‬ ‫هي أدارة الطريق السيار‪ ،‬أم السلطات‬ ‫المحلية‪ ،‬أم الجماعة الترابية ؟‬ ‫عن “المكتب المركزي‬ ‫لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين”‬

‫‪ooo‬‬

‫�ضبط ‪� 4‬أطنان ون�صف من احل�شي�ش مبيناء اجلزيرة‬ ‫اخل�ضراء قادمة من طنجة‬

‫أوقفت عناصر الشرطة اإلسبانية بميناء الجزيرة الخضراء يوم األربعاء الماضي‪،‬‬ ‫محاولة تهريب كمية كبيرة من مخدر “الشيرا”‪ ،‬على متن شاحنة لنقل البضائع‬ ‫قادمة من ميناء طنجة المتوسطي‪.‬‬ ‫تم اكتشاف هذه الكمية من طرف الشرطة اإلسبانية بعد مراقبة روتينية‬ ‫للشاحنات القادمة على متن الباخرة التي تؤمن الرحالت بين مينائي طنجة‬ ‫المتوسط والجزيرة الخضراء‪ ،‬مكن من إكتشاف أربعة أطنان و‪ 596‬كيلوغرام من‬ ‫الحشيش موزعة على ‪ 130‬حزمة كانت مخبأة في قاع مزدوج لشاحنة مقطورة‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫البحر يلفظ جثة �شاب ب�شاطئ با قا�سم‬

‫لفظت أمواج بحر شاطئ سيدي قاسم أول أمس الخميس جثة شاب مهاجر سري‪،‬‬ ‫يُرجح أنه فارق الحياة خالل محاولة للهجرة إلى إسبانيا‪.‬‬ ‫حضرت فرقة الوقاية المدنية إلى عين المكان‪ ،‬حيث تم انتشال الجثة بحضور‬ ‫المصالح األمنية‪ ،‬التي جرى نقلها إلى مستودع األموات‪ ،‬لمباشرة اإلجراءات‬ ‫القانونية من لمعرفة هوية الضحية وأسباب وفاته‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫العثور على �أربعيني م�شنوق بحبل باكزناية‬

‫عثرت المصالح األمنية على شخص مشنوق بحبل بضواحي منطقة اكزناية بداور‬ ‫الحجريين الثالثاء الماضي في ظروف وصفت بـ “الغامضة”‪ ،‬حيث فتحت تحقيقا‬ ‫في الموضوع‪.‬‬ ‫وذكرت مصادر مطلعة‪ ،‬أن المعني باألمر‪ ،‬يبلغ من العمر ‪ 40‬سنة وهو أعزب‪،‬‬ ‫عُثرت عليه أسرته معلقا باستعمال حبل لفه حول رقبته وتبثه بجدع شجرة‪ ،‬حيث‬ ‫قامت بإخرطار الدرك الملكي التي حضرت إلى مكان الحادث‪ ،‬وأنجزت محضر‬ ‫المعاينة‪.‬‬ ‫ووفق ذات المصادر‪ ،‬فإن الواقعة ال يُعرف هل تتعلق بحالة انتحار‪ ،‬أم جريمة قتل‪،‬‬ ‫حيث تحاول المصالح األمنية فك خيوطها!!‬ ‫‪ooo‬‬

‫الأطر ال�صحية بطنجة حتتج‬

‫عن أي تحقيق أمني محتمل‪.‬‬ ‫وبسرعة ملفتة استطاع اللص أن ينفذ‬ ‫السرقة بهدوء واستولى على نظارات‬ ‫شمسية بقيمة أربعة آالف درهم‪ ،‬حسب‬ ‫سعرها في ال��س��وق‪ ،‬ورادي���و السيارة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مبلغ مالي ووثائق خاصة‪.‬‬ ‫وبدا من هيأة اللص أنه في مقتبل العمر‪،‬‬ ‫من خالل المظاهر الخارجية لجسمه‪ ،‬كما‬ ‫أنه نحيل وطريقة مشيه متميزة‪ ،‬وهو ما‬

‫يشي بأنه سيكون معروفا في المنطقة‪،‬‬ ‫أو من الذين لهم سوابق في هذا المجال‪.‬‬ ‫وفي حال القبض على اللص‪ ،‬فإنه قد‬ ‫يمهد للكشف ع��ن شبكات لصوص‬ ‫السيارات في طنجة‪ ،‬خصوصا في منطقة‬ ‫البرانص‪ ،‬التي صارت من بين المناطق‬ ‫المفضلة لهؤالء اللصوص‪ ،‬والذين‬ ‫ص��اروا يتصرفون فيها وكأنهم “في‬ ‫بيتهم”‪.‬‬

‫مالحظـة البد منها لقناة ميدي �آن تيفي‪!..‬‬ ‫عانت القناة التلفزيونية‪ ،‬مدي‪ 1‬تيفي‪،‬‬ ‫م��ن ف��ق��دان صوتها لعدة م��رات في‬ ‫الفترات األخيرة‪ ،‬حين بقي المشاهدون‬ ‫يتابعون ص���ورة ب�لا ص��وت لفترات‬ ‫متقطعة‪.‬‬ ‫وانقطع صوت إرسال القناة لعدة مرات‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ل�ص �سرَق ‪ 14‬مليون يف يد العدالة‬

‫ل�ص يرتدي �سرتة “�أماندي�س” ي�سطو‬ ‫على �سيارة بحي الربان�ص‬

‫عادت ظاهرة سرقات السيارات المتوقفة‬ ‫في حي البرانص بطنجة‪ ،‬ذلك أن أغلب‬ ‫هذه الشوارع خالية من المارة‪ ،‬وهو‬ ‫ما جعلها عرضة للصوص من مختلف‬ ‫التخصصات‪.‬‬ ‫آخر عمليات السرقة تمت قبل بضعة أيام‬ ‫في البرانص‪ ،2‬بشارع المشمش‪ ،‬على‬ ‫الساعة العاشرة صباحا‪ ،‬حيث تبين جليا‪،‬‬ ‫خالل الفيديو الذي تداوله رواد وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬أن اللص قام بكسر‬ ‫زجاج سيارة من نوع مرسيديس ‪190‬‬ ‫بيضاء متوقفة أم��ام منزل أصحابها‪،‬‬ ‫وسرق منها محتويات ثمينة‪.‬‬ ‫والمثير أن اللص ك��ان يرتدي سترة‬ ‫“مهنية” لشركة “أم��ان��دي��س”‪ ،‬ومن‬ ‫غير المرجح أنه يشتغل بالشركة‪ ،‬لكنه‬ ‫مختص في السرقة المباشرة‪ ،‬حسب ما‬ ‫يبدو من الطريقة التي نفذ بها السرقة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن المنطقة م��زودة‬ ‫بكاميرات‪ ،‬بحيث كانت السيارة متوقفة‬ ‫مباشرة أم��ام كاميرات المنزل‪ ،‬إال أن‬ ‫اللص نظر إلى الكاميرا بثبات وواصل‬ ‫عملية السرقة‪ ،‬مقتنعا بان “الكمامة‬ ‫الصحية” التي يرتديها ستحجب مالمحه‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬

‫في برامج مبثوثة مؤخرا‪ ،‬من بينها‬ ‫برامج حوارية‪ ،‬حيث كان الصوت يغيب‬ ‫طويال قبل أن يعود لفترة قصيرة ثم‬ ‫يغيب مرة اخرى‪.‬‬ ‫ولم يصدر عن إدارة القناة أي تعليق عن‬ ‫هذه المشاكل التقنية‪..‬‬

‫قامت األطر الصحية بطنجة من أطباء ممرضين ومستخدمين‪ ،‬بوقفة احتجاجية‬ ‫ليلة الثالثاء الماضي قبالة مستشفى محمد السادس‪ ،‬لسوء المعاملة‪ ،‬حسب‬ ‫تعبيرهم‪ ،‬من فنادق اإليواء المخصصة لهم بعد إفراغهم ومطالبتهم بالعودة‬ ‫إلى منازلهم‪.‬‬ ‫فحسب بعض األطر الطبية‪ ،‬فإن طريقة التعامل معهم بعد أشهر من العمل في‬ ‫مواجهة فيروس كورونا في المدينة وفي ظل ظروف صعبة‪ ،‬اتسمت باإلهانة‬ ‫بدل المكافأة‪.‬‬ ‫وعبرت المحتجون بمستشفى محمد السادس عن سخطهم لما آلت إليه أمورهم‪،‬‬ ‫بعدما قامت الفنادق بطردهم الثالثاء الماضي من دون سابق إشعار‪ ،‬لتطلب‬ ‫منهم السلطات الصحية العودة إلى منازلهم‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫مباراة احتاد طنجة �ضد بركان تت�أجل ب�سبب “الفريو�س”‬

‫ذكر بالغ للعصبة نشرته على الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬أن قرار تأجيل مباراة نادي اتحاد طنجة والنهضة البركانية‪ ،‬التي كانت‬ ‫مقررة مساء الثالثاء الماضي‪ ،‬ضمن منافسات الدورة ‪ 21‬من البطولة االحترافية‬ ‫القسم األول إلى موعد الحق‪ .‬وجاء هذا “بناء على قرار السلطات المحلية بمدينة‬ ‫طنجة القاضي بوضع العبي فريق االتحاد الرياضي لطنجة تحت الحجر الصحي”‪.‬‬ ‫حيث كشفت إدارة نادي اتحاد طنجة‪ ،‬أول األحد الماضي‪ ،‬عن إصابة ‪ 23‬العبا‬ ‫وإداريا وتقنيا بفيروس كورونا المستجد‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪14‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫الدورة اال�ستثنائية للمجل�س اجلماعي ملدينة الق�صر الكبري‬ ‫دورة غ�شت ‪2020‬‬

‫عقد المجلس الجماعي لمدينة القصر‬ ‫الكبير يوم االربعاء ‪ 05‬غشت ‪ 2020‬على‬ ‫الساعة العاشرة و النصف صباحا أشغال‬ ‫ال���دورة االستثنائية بقاعة دار الثقافة‬ ‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 36‬من القانون‬ ‫التنظيمي رقم ‪113.14‬‬ ‫وق��د تم ال��ت��داول بخصوص النقط‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ - 3‬تعديل المقرر عدد ‪212/1460‬‬ ‫بتاريخ ‪ 2019/10/08‬المتعلق بالمصادقة‬ ‫على مشروع اتفاقية شراكة بين جماعة‬ ‫القصر الكبير ووزارة الثقافة والشباب‬ ‫والرياضة إلح��داث مركب ثقافي ومكتبة‬ ‫بمدينة القصر الكبير‬ ‫‪4‬ال��م��ص��ادق��ة على محضر اللجنة‬‫اإلدارية للتقويم المتعلق بتحديد ثمن كراء‬ ‫محالت بعض األسواق الجماعية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬المصادقة على إح��داث مجزرة‬ ‫الدواجن‪.‬‬ ‫‪ 6‬المصادقة على كناش التحمالت‬‫الخاص بالتدبير المفوض لمجزرة اللحوم‬ ‫الحمراء ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬المصادقة على كناش التحمالت‬ ‫الخاص بالتدبير المفوض لمجزرة الدواجن‬ ‫‪ - 8‬تعديل القرار الجبائي الجماعي ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الدراسة والمصادقة على قرار‬ ‫تخطيط حدود الطرقات العامة و تعيين‬ ‫القطع األرضية المراد نزع ملكيتها إلحداث‬ ‫الطريق رقم ‪ 10‬ذو العرض ‪ 30‬متر الذي‬ ‫يصل طريق تطفت بدوار بقوش ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬الدراسة والمصادقة على قرار‬ ‫تخطيط حدود الطرقات العامة وتعيين‬ ‫القطع األرض��ي��ة ال��م��راد ن��زع ملكيتها‬ ‫إلض��اف��ت��ه��ا ال���ى ال��ط��ري��ق رق���م ‪ 54‬ذو‬ ‫العرض‪ 30‬متر الذي يبتدئ من مقهى دعاء‬ ‫الى بداية الطريق رقم ‪.10‬‬ ‫‪ - 11‬الدراسة والمصادقة على قرار‬ ‫تخطيط حدود الطرقات العامة المتعلق‬ ‫باألحياء التي تمت إع��ادة هيكلتها وهي‬ ‫كالتالي ‪ :‬اوالد احمايد ‪ -‬بالد الصرصري‬ ‫‪ -‬برطلو – حمرية الهواري – بالد زوبيدة –‬

‫بوشويكة – بالد الرزيكي ‪ -‬روافة السفلى‬ ‫الجعادي ‪ -‬الزكاكرة ‪ -‬بالد الشيخ – اعزيب‬ ‫الرفاعي – بالد بوطالب البقالي – بلعباس‬ ‫ بالد بنحدو ‪.‬‬‫‪ - 13‬إلغاء مقرر المجلس الجماعي عدد‬ ‫‪ 104/1352‬بتاريخ ‪ 2017/12/08‬المتعلق‬ ‫بالمصادقة على نزع ملكية قطعة أرضية‬ ‫في ملك ورثة النية إلحداث منطقة خضراء‬ ‫بأوالد احمايد ‪.‬‬ ‫‪ - 14‬اقتناء قطعة أرضية في ملك ورثة‬ ‫النية إلحداث منطقة خضراء بأوالد احمايد‬ ‫‪ - 15‬تحويل بعض فصول ميزانية‬ ‫التجهيز‪.‬‬ ‫‪ - 16‬تحيين ال��م��ق��رر ع��دد ‪/225‬‬ ‫‪ 1473‬بتاريخ ‪ 17‬دجنبر ‪ 2019‬المتعلق‬ ‫بالمصادقة على مشروع اتفاقية شراكة‬ ‫بين الجماعة والمنظمة العلوية لرعاية‬ ‫المكفوفين بالمغرب إلعادة بناء المركز‬ ‫االجتماعي والتربوي بالقصر الكبير ‪.‬‬ ‫‪ – 17‬تحيين المقرر ع��دد‪227/1475‬‬ ‫بتاريخ ‪/06:‬فبراير ‪ 2020‬بالمصادقة على‬ ‫اتفاقية شراكة بين الجماعة والمجلس‬ ‫اإلقليمي للعرائش بخصوص واجبات‬ ‫التجهيز بشبكتي الماء الصالح للشرب‬ ‫والكهرباء ببالد الريسوني‬ ‫‪ - 18‬المصادقة على اتفاقية شراكة‬

‫بين جماعة القصر الكبير و وزارة الفالحة‬ ‫والصيد البحري والتنمية القروية والمياه‬ ‫والغابات من أجل اقتناء ثالث شاحنات لنقل‬ ‫اللحوم الحمراء والدواجن والسمك لفائدة‬ ‫جمعية الديك القصري التنموية‪ ،‬جمعية‬ ‫اللوكوس للجزارين وجمعية السلمون‬ ‫للتنمية المستدامة والبيئة لبائعي السمك‬ ‫بالجملة والتقسيط بالقصر الكبير ونواحيه‬ ‫‪ +‬ت��ق��ري��ر ح���ول خ�لاص��ات تدقيق‬ ‫العمليات المالية والمحاسباتية للجماعة‬ ‫برسم السنتين الماليتين ‪.2017/ 2016‬‬ ‫وقد تمت مناقشة النقط المدرجة في‬ ‫جدول األعمال والمصادقة عليها‪.‬‬ ‫بينما تم تأجيل كل من النقط التالية‬ ‫إلى دورة الحقة ‪:‬‬ ‫ دراس��ة الوضعية الصحية بمدينة‬‫القصر الكبير‪.‬‬ ‫ دراس���ة ال��ت��داع��ي��ات االقتصادية‬‫واالجتماعية النتشار وباء فيروس كورونا‬ ‫المستجد كوفيد ‪ 19‬على مستوى جماعة‬ ‫القصر الكبير‪.‬‬ ‫ المصادقة على محضر اللجنة اإلدارية‬‫للتقويم المتعلق بتحديد ثمن األراضي‬ ‫المشمولة بتخطيط حدود الطرقات العامة‬ ‫‪ ،‬ليختم المجلس دورته برفع برقية الوالء‬ ‫واإلخالص الى السدة العالية باهلل‪.‬‬

‫ذكرى معركة وادي املخازن ‪ ..‬ذكرى حتقيق البطوالت‬ ‫مغربي؛‬ ‫الدكتور سعيد حجي أستاذ جامعي‬ ‫مؤرخ‪ .‬وتنشيط الندوة كان من أداء ‪:‬‬ ‫األستاذة لمياء الخلوفي سكرتيرة‬ ‫تحرير جريدة المصدر ميديا‪.‬‬ ‫وي��أت��ي ه��ذا اللقاء ف��ي إط��ار إغناء‬ ‫األنشطة السنوية للحزب باإلقليم وهي‬ ‫تحتفي بهذه الذكرى الكونية الغالية‪،‬‬ ‫التي تعد محطة بارزة في تاريخ المغرب‬ ‫ومعاركه البطولية التي تعتبر مرجعا‬ ‫استراتيجيا في إظهار بسالة الجنود‬ ‫المغاربة في ط��رد المحتل والتصدي‬ ‫لغزوات العدو‪ ،‬كما تؤسس لمبدأ تظافر‬ ‫الجهود والدفاع عن الوحدة السيادية‬ ‫للوطن وللنظام بكل مؤسساته وذلك من‬ ‫أجل ترسيخ قيم التضامن والتكافل بين‬ ‫كل مكونات الدولة المغربية ملكا وشعبا‪.‬‬

‫تخليدا للذكرى ‪ 442‬لمعركة وادي‬ ‫المخازن المجيدة‪ ،،‬نظمت المفتشية‬ ‫اإلقليمية لحزب االستقالل بالعرائش مساء‬ ‫الجمعة ‪ 7‬غشت ‪ ، 2020‬ندوة وطنية عن‬ ‫بعد عبر صفحة الفايسبوك الرسمية لحزب‬ ‫االستقالل وصفحة الفايسبوك الرسمية‬ ‫للمفتشية اإلقليمية للحزب بالعرائش ‪،‬‬ ‫وقد عرفت الندوة الفكرية مشاركة قيمة‬ ‫لنخبة من الدكاترة األفاضل واألساتذة‬ ‫الكرام ‪:‬‬ ‫األستاذ شيبة م��اء العينين رئيس‬ ‫المجلس الوطني للحزب‪.‬‬ ‫األس��ت��اذ ال��ع�لام��ة س��ي��دي محمد‬ ‫الموساوي (السوسي) المفتش العام‬ ‫سابقا لحزب االستقالل وعضو اللجنة‬ ‫التنفيذية لحزب االستقالل سابقا‬ ‫الدكتور عبد الصمد بلكبير مفكر‬

‫طعنات قاتلة تنهي حياة �شاب بالق�صر الكبري‬ ‫استفاقت مدينة القصر الكبير‪ ،‬صباح‬ ‫ي��وم الخميس ‪ 6‬غشت ‪ ، 2020‬على وقع‬ ‫جريمة قتل مروعة راح ضحيتها شاب في‬ ‫عقده الثاني بعد تلقيه لطعنات قاتلة‬ ‫بمناطق متفرقة من جسده أردته قتيال على‬ ‫الفور‪.‬‬ ‫وح��س��ب المعطيات ال��م��ت��وف��رة‪ ،‬فإن‬ ‫الضحية المسمى قيد حياته “ي‪.‬ب” والبالغ‬ ‫من العمر ‪ 22‬سنة‪ ،‬تم العثور عليه جثة‬ ‫هامدة بالقرب من تجزئة السعادة بمدخل‬

‫مدينة القصر الكبير‪ ،‬وعليه آث��ار طعنات‬ ‫بمناطق متفرقة من جسده‪ ،‬فيما يجهل‬ ‫لحدود الساعة الدافع وراء ارتكاب الجريمة‬ ‫وهوية مرتكبها‪.‬‬ ‫وقد استنفر الحادث مختلف المصالح‬ ‫األمنية بالمدينة‪ ،‬حيث تم نقل جثة الضحية‬ ‫صوب مستودع األموات بمستشفى القصر‬ ‫الكبير قصد إخضاعها للتشريح الطبي‪ ،‬في‬ ‫وق��ت تم فتح تحقيق للكشف عن ظروف‬ ‫ومالبسات الجريمة‪ ،‬فضال عن تحديد هوية‬ ‫الجناة المحتملين‪.‬‬

‫تقرير حول اللقاء الرقمي الأول‬ ‫من �أجل ت�أ�سي�س «جلنة الدفاع‬ ‫عن ال�صحفي �سليمان الري�سوين»‬

‫انعقد يوم الخميس ‪ 06‬غشت ‪ 2020‬لقا ًء رقميًا ابتدا ًء من الساعة الثامنة‬ ‫مسا ًء‪ ،‬تحت شعار «الحرية لسليمان الريسوني»‪ .‬وقد جمع بين العديد من الهيئات‬ ‫السياسية والحقوقية والنقابية بشمال المغرب ألجل تأسيس «لجنة للدفاع عن‬ ‫الصحفي سليمان الريسوني»‪.‬‬ ‫افتتح الرفيق سعيد الشاوي اللقاء الرقمي باإلشارة إلى المشاكل التقنية التي أخرت‬ ‫انطالقه وحالت دون التحاق العديد من الهيئات التي لبت الدعوة مبدئيًا‪ .‬وانتقل‬ ‫إلى الحديث عن سياقه العام المرتبط بالهجوم الشرس الذي يشنه المخزن على‬ ‫المناضلين‪/‬ات واألقالم الحرة‪ ،‬وخاصة اعتقال الصحفي المناضل سليمان الريسوني‬ ‫الذي شابته العديد من التجاوزات المصحوبة بحملة لتشويه صورته‪ .‬واعتبر بأن‬ ‫هذا اللقاء هو شكل من أشكال التضامن مع هذا الصحفي ووسيلة لتعريف الرأي‬ ‫العام بقضيته‪ .‬ثم قدم الئحة للهيئات التي لبت دعوة هذه المبادرة‪ ،‬ومنها‪ :‬الجمعية‬ ‫المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬العصبة المغربية للدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬منتدى حقوق‬ ‫اإلنسان لشمال المغرب‪ ،‬النهج الديمقراطي وشبيبته‪ ،‬الحزب اإلشتراكي الموحد‪،‬‬ ‫حزب الطليعة‪ ،‬جمعية الشريف اإلدريسي‪ ،‬جمعية السيدة الحرة‪ ،‬الجبهة اإلجتماعية‬ ‫المغربية‪ ،‬اإلتحاد المغربي للشغل‪ ،‬الجامعة الوطنية للتعليم‪/‬التوجه الديمقراطي‪،‬‬ ‫الجامعة الوطنية للتعليم‪/‬إ‪.‬م‪.‬ش‪ ،‬اللجنة الوطنية للدفاع عن سليمان الريسوني‪،...‬‬ ‫هذا إضافة إلى شخصيات مناضلة مثل د‪ .‬الجعيدي محمد‪ ،‬ذ‪ .‬الزايدي عبد اهلل‪ ،‬ذ‪.‬‬ ‫محمد عبيد‪ ...‬وغيرهم‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪15‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫احل�سيمة‪..‬‬

‫مواطن من احل�سيمة على ر�أ�س بعثة اجلامعة‬ ‫العربية ملراقبة انتخابات جمل�س ال�شيوخ امل�صري العثور على جثة غطا�س مبتورة الر�أ�س‬ ‫ب�شاطئ «كاليري�س»‬

‫عينت جامعة ال���دول العربية ‪،‬‬ ‫الدبلوماسي المغربي أحمد رشيد‬ ‫خطابي األمين العام المساعد ‪ ،‬رئيس‬ ‫قطاع الرقابة على رأس وفد الجامعة‬ ‫لمراقبة انتخابات مجلس الشيوخ‬ ‫المصري التي جرت جولتها األولى يومي‬ ‫‪ 11‬و‪ 12‬غشت‬ ‫وذك��رت الجامعة في بيان يوم‬ ‫األحد ‪ 09‬غشت أن مشاركتها في تتبع‬ ‫انتخابات مجلس الشيوخ المصري‬ ‫تأتي استجابة لدعوة الهيئة الوطنية‬ ‫لالنتخابات‪.‬‬ ‫وت��ض��م البعثة ف��ي عضويتها‪،‬‬ ‫مجموعة من موظفي الجامعة ينتمون‬ ‫إلى عشر دول عربية‪ .‬حسب موقع ميدي‬ ‫أن تيفي‪.‬‬ ‫وم��ن ال��م��ق��رر أن ت��ق��وم البعثة‬ ‫بمتابعة ه��ذا االستحقاق بمختلف‬ ‫محافظات جمهورية مصر العربية بهدف‬ ‫معاينة وقائع المشهد االنتخابي‪ ،‬إعدادا‬ ‫وتنظيما واقتراعا‪ ،‬وفقا للنظام القانوني‬ ‫المنظم للعمليات االنتخابية وقرارات‬ ‫الهيئة الوطنية لالنتخابات والمعايير‬ ‫والضوابط المتعارف عليها‪.‬‬ ‫وتندرج المشاركة الفاعلة لجامعة‬

‫ال��دول العربية في متابعة انتخابات‬ ‫مجلس الشيوخ التي تعد األول��ى من‬ ‫نوعها بعد إقرار التعديالت الدستورية‬ ‫لعام ‪ 2019‬في إطار مواكبتها لكافة‬ ‫االستحقاقات االستفتائية واالنتخابية‬ ‫التي شهدتها جمهورية مصر العربية‬

‫خ�لال السنوات األخيرة تحت إش��راف‬ ‫السلطة القضائية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن جامعة الدول‬ ‫العربية قد سبق أن أوفدت لدول عربية‬ ‫وغير عربية عدة بعثات تلبية لطلبات‬ ‫الجهات المعنية بالدول التي جرت فيها‬ ‫االستحقاقات االنتخابية‪.‬‬

‫م�شروع �سككي للربط بني تطوان‬ ‫واحل�سيمة و�شف�شاون‬

‫كشفت وزارة التجهيز والنقل‬ ‫واللوجستيك والماء‪ ،‬عن مشروع إنجاز‬ ‫خط سككي يربط بين مدن تطوان‬ ‫وشفشاون والحسيمة‪.‬‬ ‫وق����ال وزي����ر ال��ت��ج��ه��ي��ز وال��ن��ق��ل‬ ‫واللوجستيك عبد القادر اعمارة في‬ ‫جواب عن سؤال لبرلماني البام محمد‬ ‫أب���ودرار ‪ ،‬أن المشروع يدخل ضمن‬ ‫المشاريع المبرمجة بجهة طنجة تطوان‬

‫التحاليل املخربية‬ ‫ُتبعد�إ�صابة م�شتبه‬ ‫بفريو�س كورونا‬ ‫من احل�سيمة‬ ‫تويف يف الطريق‬ ‫�إلى امل�ست�شفى‬

‫الحسيمة ‪ ،‬وتعميم النقل السككي على‬ ‫مدن األقاليم الشمالية‪.‬‬ ‫وذكر أن من بين المشاريع التي‬ ‫تضمنها ه��ذا المخطط رب��ط مدن‬ ‫تطوان وشفشاون والحسيمة بالشبكة‬ ‫السككية على المديين المتوسط‬ ‫والبعيد وفي إطار المحور المتوسطي‬ ‫ال��ذي يهم وج��دة ‪ ،‬ب��رك��ان‪ ،‬الناظور‪،‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬شفشاون ‪ ،‬تطوان ‪ ،‬طنجة‪.‬‬

‫أفاد مصدر جد مقرب للشمال‬ ‫أن األطر الصحية قد أنهت التحاليل‬ ‫المخبرية‪ ،‬الجدل الحاصل حول‬ ‫عدد حاالت الوفيات بسبب فيروس‬ ‫كورونا بإقليم الحسيمة‪ ،‬بعدما‬ ‫كشفت نتائجها أن الشاب المشتبه‬ ‫في إصابته بفيروس كورونا والذي‬ ‫فارق الحياة األسبوع الماضي أثناء‬ ‫نقله من مدينة الحسيمة إلى‬ ‫مستشفى إمزورن لم يكن سبب‬ ‫الوفاة له على عالقة بالفيروس‪،‬‬ ‫بحسب ما أكدته مصادر متطابقة‬ ‫من وزارة الصحة‪.‬‬

‫انتشل مركب للصيد الساحلي عصر اليوم اإلثنين ‪ 10‬غشت ‪ 2020‬قبالة‬ ‫مياه ميناء كاليريس جماعة بني بوفراح إقليم الحسيمة‪ ،‬جثة غطاس متحللة‬ ‫وبدون رأس‪ ،‬حيث تم نقل جثة الغريق إلى ميناء كاليريس‪.‬‬ ‫وذكرت مصادر محلية أن مركبا للصيد الساحلي مسجل بميناء الجبهة عثر‬ ‫على الجثة بينما كان متوجها إلى الحسيمة‪.‬‬ ‫ورجحت المصادر أن تكون جثة أحد الغطاسين بحكم البذلة الخاصة برياضة‬ ‫الغطس التي يرتديها‪ ،‬كما لم تستبعد أن تعود لشخص أجنبي عن المنطقة‪،‬‬ ‫دون أن تعرف الظروف واألسباب الحقيقية للوفاة‪ ،‬وكذا وجود الجثة في هذه‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وقد تم نقل الجثة إلى مستودع األم��وات بالمستشفى اإلقليمي محمد‬ ‫الخامس بالحسيمة‪ ،‬إلخضاعها للعمليات المخبرية بتعليمات من النيابة العامة‬ ‫المختصة‪.‬‬

‫�إحباط تهريب كمية مهمة من مخدر‬ ‫ال�شريا نواحي احل�سيمة‬

‫عبد القادر عمارة وزي��ر التجهيز‬ ‫والنقل واللوجسيتك والماء‪ ،‬كان قد‬ ‫كشف أنه في إطار اإلستراتيجية الرامية‬ ‫لتنمية الشبكة السككية وإيصالها إلى‬ ‫المناطق التي مازالت تفتقدها‪ ،‬أنجزت‬ ‫دراس���ة استشرافية مهيكلة أطلق‬ ‫عليها إسم “مخطط السكة الحديدية‬ ‫للمغرب ‪ ،2040‬مؤكداً أن هذا النوع من‬ ‫المشاريع يتطلب اعتمادات مالية كبرى‪.‬‬

‫تمكنت مصالح الدرك الملكي ببني بوفراح بإقليم الحسيمة‪ ،‬يوم الخميس الماضي‬ ‫من إحباط عملية تهريب حوالي ‪ 20‬كيلوغرام من مخدر الشيرا على متن سيارة خفيفة‪.‬‬ ‫وذكرت مصادر محلية أن إحباط هذه العملية‪ ،‬جاءت إثر معلومات توصل بها‬ ‫قائد وحدة الدرك الملكي ببني بوفراح‪ ،‬تفيد بتحرك سيارة مشبوهة في اتجاه جماعة‬ ‫تارجيست‪ ،‬حيث نصب لها كمين بمؤازرة عناصر الوحدة‪ ،‬وتم توقيفها ليعثر بداخلها‬ ‫على كمية مهمة من مخدر الشيرا بلغ وزنها ‪ 18‬كيلوغرام‪ ،‬معبأة في صندوقين‬ ‫كرتونيين‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر أن سائق السيارة تمكن من الفرار إلى وجهة مجهولة مستغال‬ ‫وجود منحدرات وتضاريس وعرة في المنطقة‪ ،‬في الوقت الذي تم فيه حجز المخدرات‬ ‫والسيارة‪ ،‬ونقلها الى مركز الدرك ببني بوفراح‪ ،‬حيث تجري حاليا عملية تحديد هوية‬ ‫مالكها‪ ،‬في أفق الكشف عن مصدر المخدرات ومهربها‪ ،‬والجهة التي كانت موجهة‬ ‫اليها‪.‬‬


‫الشمال التربوي‬

‫‪t‬‬

‫‪16‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫انهيار منظومة‬ ‫القيم الرتبوية والأخالقية‬ ‫األستاذ الباحث‬

‫الدكتور نجيب محمد الجباري‬ ‫استيقظ المغاربة قبيل عيد األضحى على وقع خبرين‬ ‫صادمين وواقعتين قاسيتين على القلب والبصر‪،‬أوالهما‬ ‫يوثقها فيديو الفضيحة وهوعبارة عن مشاهد فظيعة لرجال‬ ‫ونساء وأطفال يتصارعون فيما بينهم وهم يقومون بسرقة‬ ‫أكباش بسوق للماشية بالحي الحسني ضواحي مدينة‬ ‫الدار البيضاء‪..‬أما الواقعة الثانية‪ -‬إن صح خبرها‪ -‬فتتمثل‬ ‫في عملية سطو وسرقة تجهيزات المستشفى الميداني‬ ‫بمدينة بنسليمان لعالج مرضى كوفيد‪ ، 19‬صنابيرالماء‬ ‫ورشاشات الحمام وأغطية األسرة ومعدات أخرى‪..‬وذلك‬ ‫من طرف مصابين بالفيروس صرفت عليهم الدولة أمواال‬ ‫طائلة بدءا من التحليالت مرورا باألدوية والعناية المركزة‬ ‫والتغذية واإلقامة واألطباء والممرضين‪..‬وهاهم بعد‬ ‫شفائهم يقومون بفعلهم الشنيع هذا‪،‬وهذا فعل طبيعي‬ ‫يصدر عن من سمعناهم مؤخرا في بعض التسجيالت‬ ‫الصوتية وهم مبتهجون وسعداء ألنهم أصيبوا بالفيروس‬ ‫ويقومون بالترحيب بأصدقائهم وأقربائهم لاللتحاق بهم‬ ‫نظرا للظروف المعيشية الجيدة التي يستمتعون بها في‬ ‫المستشفى ‪،‬وه��ي ظ��روف ربما يفتقدونها في حياتهم‬ ‫الواقعية والطبيعية مأكال ومشربا ومبيتا‪.‬‬ ‫الواقعتان أعادتا إلى األذهان وبقوة كل تلك التساؤالت‬ ‫المحرقة واالستفهامات المحيرة حول منظومة القيم‬ ‫واألخ�لاق في المجتمع المغربي وم��دى فعالية التربية‬ ‫والتكوين اللذين يتلقاهما الفرد في األسرة والمدرسة‬ ‫والمسجد والشارع‪..‬خصوصا وأن الواقعتين ليستا األولى‬ ‫من نوعهما‪ ،‬إذ ما زلنا نتذكر وقائع وفضائح كثيرة سبقتهما‬ ‫من قبيل محاولة اغتصاب فتاة شابة من طرف جماعة من‬ ‫القاصرين داخل حافلة للنقل الحضري بمدينة الدار البيضاء‬ ‫‪،‬واقعة حمارة سيدي قاسم والتي كان أبطالها أطفال‬ ‫مراهقون ‪،‬أعمال شغب المالعب‪،‬العنف األسري ضد النساء‬ ‫وضد األطفال‪،‬اإلعتداء على الحيوان وعلى اإلنسان بالسرقة‬ ‫وبالتشرميل والكريساج ‪،‬تعذيب وتعنيف أستاذ لمجرد أنه‬ ‫قام بواجبه في الحراسة والمراقبة‪،‬وأخيرا خبر قتل زوجة‬ ‫ألبناء زوجها القاصرين من الزوجة األولى بمدينة مراكش‬ ‫بكل هدوء وبرودة دم‪..‬وغيرها من األفعال والسلوكيات‬ ‫المشينة الصادمة واالنفالتات التربوية المستفزة والتي‬ ‫أع��ادت النقاش حول البنية األخالقية والتربوية داخل‬ ‫المجتمع المغربي وبالتحديد لدى فئة الشباب والمراهقين‬ ‫األمر الذي يجعلنا نطرح العديد من األسئلة حول األسباب‬ ‫والدالالت وهل نحن بصدد انهيار كلي لمنظومة األخالق‬ ‫والقيم وإفالسها ‪،‬وعلى من تقع مسؤولية هذه الوضعية‬ ‫هل على المجتمع أم على الدولة أم على كليهما؟؟ وماهي‬ ‫الحلول الممكنة ؟‬ ‫ال أحد ينكر أن المجتمع المغربي كان إلى زمن قريب‬ ‫متصفا بالقيم النبيلة والخصال الحميدة ‪،‬نخوة ورجولة‬ ‫وشرف وعمل جاد وقناعة ورضا ومحافظة على التعاليم‬ ‫الدينية واحترام للقوانين واألع��راف والتقاليد وإيمان‬ ‫بالمساواة والعدالة االجتماعية والوطنية الحقة ‪..‬وغيرها‬ ‫من الخالل التي كانت تزيد أبناء المجتمع المغربي تماسكا‬ ‫وتراحما وتضامنا وثقة في الذات ومكانة عند اآلخر ‪.‬كان‬ ‫من المستحيل أن نجد ابنا يتجرأ على أبيه أو يهين أمه أو‬ ‫يعنف زوجته‪..‬وكان من الصعب أن يخون المغربي وطنه‬ ‫أو أن يسيء لجاره أو يخذل صديق صديقه أو يتخلى غني‬ ‫عن فقير أو كبير عن صغير‪ ،‬أو نجد شيخا يتاجر بالدين أو‬ ‫لصا يتباهى بسرقته نهارا جهارا‪..‬لقد تغير كل شيء نحو‬ ‫االسوأ وذلك بتالشي القيم التربوية واألخالقية إذ يكفي‬ ‫أن نعقد مقارنة صغيرة بين زمننا هذا والزمن الماضي‬ ‫القريب لنرى كيف أن القيم واألخالق والتربية وكل شيء‬ ‫جميل في حياتنا لألسف بدأ يتالشى ويتصدع وينهار فجأة‬ ‫ويحدث ذلك الخلل في ميزان المنظومة القيمية خاصة مع‬ ‫بداية التسعينات من القرن الماضي ‪،‬ولعل أبرزأسباب ذلك‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬اتجاه سياسة الدولة نحو االنفتاح والحرية‬ ‫المطلقة والرأسمالية المتوحشة التي تمجد المال على‬ ‫حساب القيم واألخالق والمبادئ األمر الذي نتج عنه ظهور‬

‫طبقة أرستقراطية فاحشة الثراء تسكن الفيالت‬ ‫والقصور وتركب أفخم السيارات بعد أن كان‬ ‫معظم أفرادها صعاليك رعاع استغلوا الفرص‬ ‫المتاحة كبلوغ الثروة بأي طريقة ممكنة ومن‬ ‫أي مصدر سواء أكان مشروعا أم ممنوعا‪ ،‬حتى‬ ‫ولو باع الخدمات المجانية وتقاضى الرشوة‬ ‫وتاجر في المخدرات و في أجساد البشر وتهرب‬ ‫م��ن ال��ض��رائ��ب واس��ت��ورد األدوي���ة واألغ��ذي��ة‬ ‫الفاسدة ومارس االحتكار‪ ..‬فالبحث عن المال‬ ‫والمنصب أصبح أهم بكثير من الصبر على‬ ‫بناء الوطن والتضحية من أجله‪ ،‬وأصبح التشبه‬ ‫بالعب مشهور أو بمغني ورقاص وممثل أولى‬ ‫من الحصول على منصب علمي ودرجة أدبية‬ ‫رفيعة‪..‬وهكذا تراجعت قيمة العلم وقيمة العمل‬ ‫وقيمة الكفاح والتضحية وقيمة التدين واألمانة‬ ‫وحب الجمال‪..‬‬ ‫ثانيا‪:‬غياب العدالة بكل أنواعها‪ ،‬العدالة‬ ‫الوظيفية بسبب المحسوبية و«باك صاحبي»‪..‬‬ ‫والعدالة السياسية بسبب تزوير االنتخابات‬ ‫والعدالة االقتصادية بسبب الرشوة والفساد‬ ‫والعدالة االجتماعية بسبب القضاء على الطبقة‬ ‫الوسطى ‪..‬وم��ن ثم أصبحت قيم النفاق والوصولية‬ ‫والتواكل والنفعية والصعود على أكتاف اآلخرين صفات‬ ‫مرغوبة ومقبولة بل ومرحبا بها رسميا وشعبيا‪..‬‬ ‫فالسياسة عندما تقترن بالفساد وباألكاذيب والريع‬ ‫تعبر عن إخفاق الدولة في كل هذه الجوانب فضال عن‬ ‫عدم قدرتها على تأطير المجتمع عبر العديد من الهيئات‬ ‫والمؤسسات التي يتكون منها جهاز الدولة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬غياب دور األس��رة خاصة في االهتمام بالقيم‬ ‫الدينية والخلقية وانشغالها بالبحث عن لقمة العيش‬ ‫من أجل تلبية احتياجات أفرادها ‪،‬وباتت األسرة عاجزة‬ ‫عن تحمل وظائف التنشئة والتربية والتكوين‪،‬بل أصبحت‬ ‫على العكس من ذلك تشجع على تبني قيم جديدة هي‬ ‫قيم السوق بمقوالته الجديدة من قبيل «السجن للرجال»و‬ ‫«العدوانية المجانية» وأن المشرمل والسارق والعدواني‬ ‫هو واعر ومسمار ومطور وقافز‪ ..‬وغيرها من األوصاف التي‬ ‫تحيل على «الذكاء» االجتماعي الذي يرتبط بالحركية‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫رابعا‪:‬انحسار دور المدرسة التأطيري وال��ذي كانت‬ ‫تلعبه سابقا من خالل الرحالت المدرسية والمخيمات ودور‬ ‫الشباب والمسرح المدرسي والجمعيات كذلك والتي كانت‬ ‫تقوم بدور فعال في التأطير والتكوين‪،‬لكن لألسف تم‬ ‫التضييق عليها وتقزيم دورها وحصر اختصاصاتها ونقلها‬ ‫إلى مؤسسات أخرى‪..‬في الماضي القريب كانت المدارس‬ ‫والجامعات تخرج طلبة وطالبات لم يكن همهم سوى‬ ‫التحصيل الدراسي والبحث العلمي واالنخراط في الحياة‬ ‫العلمية والثقافية والسياسية للوطن‪ ..‬وفي ظل استمرار‬ ‫غياب هذه المؤسسات والجمعيات التي كانت تعمل على‬ ‫انتشال الشباب المغربي من الهدر والفشل والتمرد والعنف‬ ‫فإننا سنبقى دائما أمام جيل هو عبارة عن قنابل موقوتة‬ ‫تنفجر بين الفينة واألخرى عبر التطرف الديني أو اإلرهاب‬ ‫أو عبر مثل هذه االنحرافات واألعمال اإلجرامية ‪،‬ويبقى‬ ‫التأطير الفكري والثقافي والتربوي قارب نجاة لهذه الفئات‬ ‫من الزيغان واالنحراف والطيش ‪..‬وعندما يغيب الوعي‬ ‫وتسقط القيم وتعم الفوضى يصبح المواطنون همج‬ ‫تافهين متمردين ومنفلتين ومنحطين أخالقيا وفارغين‬ ‫روحيا‪ ،‬جيل من الضباع والحيوانات الناطقة التي ليس‬ ‫لها الحد األدنى من الوعي بحقوقها وواجباتها ومصيرها‬ ‫ومصير المحيطين بها‪ ،‬وتصبح سلوكاتها عبارة عن ثقافة‬ ‫سائدة وأفكارا متجذرة وفوضى خالقة وقيما تغزو المجتمع‬ ‫وتبني لها قانونها الخاص له أنصار ومؤيدون ومنظرون ‪..‬‬ ‫ومن ثم يصبح التعايش والعيش المشترك مع هؤالء من‬ ‫باب المستحيالت‪ .‬والسؤال المطروح هو‪ :‬ماهي الحلول‬

‫المناسبة للقضاء على مثل هذه االنفالتات واالنحرافات غير‬ ‫المستساغة في مجتمع يعبد طريقه نحو العصرنة والتمدن‬ ‫والعولمة؟‬ ‫تتضارب وجهات النظر وتتباين اآلراء حول المقاربة‬ ‫الناجعة والسحرية للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها‬ ‫بين المقاربة األمنية والمقاربة المجتمعية وغيرهما‪..‬‬ ‫إن االعتماد على المقاربة المجتمعية الثقافية أمر وارد‬ ‫باعتبارها تلعب دورا محوريا في بناء المجتمع ولكونها هي‬ ‫التي تتولى تنظيم التفاعل الحادث في المجتمع ‪ ،‬فاألفراد‬ ‫يؤدون أدوارهم وينجزون سلوكياتهم وهم موجهون بقيم‬ ‫الثقافة ‪،‬ومن ثم كانت الثقافة ومنظومات القيم األخالقية‬ ‫أكثر فاعلية في ضبط التفاعل االجتماعي من خالل عناصر‬ ‫التنشئة المحكومة بالتأطير والتربية والتكوين ومن‬ ‫خالل استراتيجيات وآليات اإلش��راك والتتبع واالستماع‬ ‫إلى صوت الشباب والمراهقين ألنهم هم المعنيون بهذا‬ ‫االنفالت القيمي واالنهيار التربوي ‪.‬وتشكل منظومة القيم‬ ‫القاعدة المعنوية التي يستوعبها الفرد من خالل التنشئة‬ ‫االجتماعية التي تتم في األس��رة أوال ثم في المدرسة‬ ‫ثم من خالل اإلعالم بعد ذلك‪ ،‬ومن شأن هذه القيم أن‬ ‫تؤسس قاعدة انتماء الفرد لمرجعيته االجتماعية والوطنية‬ ‫كاالنتماء إلى األم واالرتباط بالوطن وباألسرة وبالعلم رمز‬ ‫الوطن‪..‬‬ ‫وبتأمل حال ثقافتنا اليوم نلحظ أنها ب��دأت تفقد‬ ‫تماسكها وقوتها‪،‬إلى جانب أنها تعاني من تآكل مناعتها‬ ‫بفعل تغيرات عديدة وقد نتج عن هذه الحالة أن ضعفت هذه‬ ‫الثقافة في القيام بدورها في ضبط الحركية االجتماعية‬ ‫وفي توجيه سلوكيات الناس في مختلف المجاالت والتي‬ ‫ترجع باألساس إلى االنهيار الذي أصاب الطبقة المتوسطة‬ ‫وأخالقها والتآكل الذي أصاب فاعلية مؤسسات التنشئة‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫ولتدعيم ه��ذه المقاربة االجتماعية لتعطي نتائج‬ ‫إيجابية وملموسة البد أن تصاحبها المقاربة األمنية التي‬ ‫تعتبر ضرورية في بعض األحيان وذلك لردع المنحرفين‬ ‫والضرب بيد من حديد على كل المخالفين الذين ال‬ ‫يحترمون القوانين وال يعيرون أي اعتبار لآلخرين‪.‬إال أن‬ ‫المقاربة األمنية تبقى غير كافية إذا لم تربط بمجهودات‬ ‫المتخصصين في مجال التربية واإلدماج والرعاية الالحقة‬ ‫ومجهودات مؤسسات المجتمع المدني ومكوناته األخرى‬ ‫كاألسرة والمدرسة والجامعة والبيئة االجتماعية ووسائل‬ ‫اإلعالم واالتصال ‪..‬ومن ثم يجب على الجميع االنخراط‬ ‫في عملية تسوية هذه المعضلة ألن هؤالء المنحرفين‬ ‫والخارجين عن القانون هم أوال أبناء هذا المجتمع ولهذا‬ ‫وجب التعامل معهم وفق هذا المعطى‪.‬‬


‫الشمال التربوي‬

‫‪t‬‬

‫‪17‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�أي دور لأكادمييات الرتبية والتكوين‬ ‫يف التنمية اجلهوية؟‬ ‫أسباب النزول‪..‬‬

‫ظلت المنظومة التربوية والتعليمية خاضعة لتدبير‬ ‫النيابات اإلقليمية في مجموع التراب الوطني‪،‬وقد أحدث‬ ‫خطاب جاللة الملك الحسن الثاني طيب اهلل ثراه بمناسبة عيد‬ ‫الشباب لسنة ‪ 1987‬تغييرا جذريا‪ ،‬حيث أعطيت االنطالقة‬ ‫الستحداث األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ببيان‬ ‫ملكي جاء فيه‪:‬‬ ‫«‪..‬إذا كانت مدينة الرباط هي العاصمة‪ ،‬فال يمكنها‬ ‫من الناحية االقتصادية واالجتماعية واإلدارية أن تلم بجميع‬ ‫المشاكل‪ ،‬وباألخص صغيرها‪ ،‬وال يمكنها وال يمكنها كذلك‬ ‫أن تأتي بالحلول المرتضاة والمطلوبة‪ ،‬فلهذا من الضروري‬ ‫والمنطقي أن نعلم أنه في ميدان التعليم نفس المشكل هو‬ ‫نفسه‪ ،‬علينا أن نتحرر من العاصمة وأن نلقن أبناءنا العلم‬ ‫والمعرفة‪،‬والحالة هذه ليكون األساتذة أقرب ما يمكن من‬ ‫تالمذتهم‪ ،‬وأن تكون البيئة الجهوية أقرب ما يمكن من‬ ‫التالميذ‪..‬فلهذا ارتأينا أن نقسم المغرب إلى أكاديميات‬ ‫تكون تابعة للجامعات‪ ،‬ففي كل مدينة توجد فيها جامعة ولو‬ ‫لم تكن كاملة األطراف يجب أن تكون هناك أكاديمية‪ ،‬وتلك‬ ‫األكاديمية يجب أن تكون مسيرة من لدن أساتذة للتعليم‬ ‫الثانوي‪ ،‬سيسهرون بما نعرف عنهم من إخالص ونزاهة‬ ‫وتعلق بمهنتهم وتقدير لمسؤوليتهم على تطبيق البرنامج‬ ‫الوطني التطبيق الالزم‪ ،‬وهم الذين سيسهرون على برامج‬ ‫االمتحانات ومواضيعها‪ ،‬وعلى أن تطبق البرامج تطبيقا يليق‬ ‫بمستوى تالمذتهم في المستقبل‪»..‬‬

‫الجهوية للتكوين المهني‪..‬‬ ‫• السهر على إعداد الخريطة المدرسية الجهوية وتكوين‬ ‫شبكات مؤسسات التربية والتكوين المهني في الجهة تنسيقا‬ ‫مع المندوبية الجهوية للتكوين المهني‪..‬‬ ‫• المساهمة في تحديد حاجيات الشباب في مجال التكوين‬ ‫المهني مع مراعاة الخصوصيات الجهوية‪..‬‬ ‫• وضع وتطوير التكوينات التقنية األساسية ذات األهداف‬ ‫المهنية الخاضعة للنظام المدرسي‪ ،‬وكذا التكوين المهني‬ ‫بالتمرس أو بالتناوب الذي تقوم به اإلعداديات والثانويات‪..‬‬ ‫• وضع برنامج توقعي متعدد السنوات لالستثمارات‬ ‫المتعلقة بمؤسسات التعليم والتكوين بناء على خريطة‬ ‫توقعية‪..‬‬ ‫• تحديد العمليات السنوية للبناء والتوسيع والصيانة‬ ‫والتجهيز الخاصة بمؤسسات التربية والتكوين‪..‬‬ ‫• إنجاز مشاريع البناء والتوسيع واإلصالحات الكبرى‬ ‫والتجهيز المتعلقة بمؤسسات التربية والتكوين والقيام‬ ‫بتتبعها‪ ،‬مع إمكانية تفويض إنجازها عند االقتضاء إلى هيئات‬ ‫أخرى في إطار اتفاقيات‪..‬‬

‫نظام األكاديميات مندرج في سياق إصالح‬ ‫عام‬ ‫اكتسى ورش الجهوية المتقدمة أهمية كبرى نتيجة‬ ‫اإلصالح الهيكلي لإلدارة و تعزيز نظامي الالتمركز والالتركيز‬ ‫ودعم الدمقراطية المحلية وتسريع وتائر التنمية‪ ..‬وكان‬ ‫دستور ‪ 2011‬نقلة نوعية في هذا الصدد‪.‬‬ ‫ومن البديهي أن يرتبط مفهوم الجهوية التربوية بسياق‬ ‫الالمركزية ‪،‬حيث تم إحداث األكاديميات الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين بمقتضى القانون رقم ‪ 00-07‬في شكل مؤسسات‬ ‫عمومية تتمتع بشخصية معنوية واستقالل مالي خاضع‬ ‫لرقابة مركزية للدولة‪ .‬وقد أوكل المشرع لهذه األكاديميات‬ ‫صالحيات واسعة لتطبيق سياسة تعليمية وتكوينية في‬ ‫مجاالت تربوية وتدبيرية ومالية‪ ،‬وإعداد مخططات تنموية‬ ‫وخرائط مدرسية وعمليات سنوية للبناء والتوسيع واإلصالح‪،‬‬ ‫والتكوين المستمر للعاملين بها‪ ،‬ومباشرة الشراكات ‪..‬‬ ‫وقطعت األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين أشواطا‬ ‫في إرساء حكامة تدبيرية المركزية ‪ ،‬والسؤال المطروح في‬ ‫هذا الصدد هو إلى أي حد استطاعت األكاديميات الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين التأقلم والمواءمة مع روح الدستور الجديد‬ ‫والجهوية المتقدمة؟‬ ‫إن معالجة هذا الموضوع يمكن أن تتم في إيقاعين‪:‬‬ ‫• إيقاع تقويمي لألداء‪..‬‬ ‫• إيقاع استشرافي يروم بحث السبل الكفيلة بتطوير‬ ‫األداء وتجديد األعمال والوظائف‪.‬‬ ‫مضت أزيد من ثالثة عقود على استحداث األكاديميات‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬والتي أنيطت بها مسؤولية‬ ‫معالجة ثالث إشكاليات كبرى هي‪:‬‬ ‫• تدني مستوى الحصيلة التعليمية والتعلمية ؛‬ ‫• ضعف مستوى األداء التدريسي؛‬ ‫• تجديد نظام التقويم التربوي؛‬ ‫وحدد القانون المحدث لألكاديميات ثالثة اختصاصات‪:‬‬ ‫• تنظيم امتحانات الباكالوريا ؛‬ ‫• تنظيم المراقبة وتطبيق البرامج والمناهج؛‬ ‫• إجراء بحوث وتقويمات تربوية؛‬ ‫وأضيفت لها مهام الحقة هي‪:‬‬ ‫• بناء مشاريع إصالح التعليم والتأهيل المهني؛‬ ‫• وضع الخريطة المدرسية للتعليم والتأهيل المهني؛‬ ‫• إعداد مخططات التنمية؛‬ ‫• تنظيم األنشطة المدرسية الموازية؛‬ ‫• تعهد المؤسسات؛‬ ‫ثم توسعت هذه االختصاصات بموجب القانون ‪15/71‬‬ ‫المغير والمتمم للقانون ‪ 07/00‬القاضي بإحداث األكاديميات‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين حيث انفتحت على ‪:‬‬ ‫• إعداد مخطط تنموي شامل لألكاديمية ‪..‬‬ ‫• وضع الخرائط التربوية التوقعية على مستوى الجهة‬ ‫بتنسيق مع الجهات المعنية والجماعات المحلية والمندوبيات‬

‫• القيام بمراقبة حاالت كل مؤسسات التربية والتكوين‬ ‫وجودة صيانتها ومدى توفرها على وسائل العمل الضرورية‪..‬‬ ‫• ممارسة االختصاصات المفوضة إلى األكاديميات من‬ ‫طرف السلطة الوصية في مجال تدبير الموارد البشرية‪.‬‬ ‫• اإلشراف على البحث التربوي محليا وإقليميا في مجاالت‬ ‫التقويم والمراقبة‪..‬‬ ‫• العمل على تطوير التربية البدنية والرياضة المدرسية‬ ‫بتنسيق مع المصالح المختصة‪..‬‬ ‫• إبرام شراكات مع الهيئات المعنية إداريا واقتصاديا‬ ‫واجتماعيا وثقافيا‪..‬‬ ‫• إع��داد وتوثيق ونشر ال��دراس��ات الخاصة بالتربية‬ ‫والتكوين جهويا ‪..‬‬ ‫• إعداد وتفعيل برامج التكوين المستمر لفائدة الموظفين‬ ‫التربويين واإلداريين‪.‬‬ ‫• تسليم رخص مؤسسات التعليم األول��ي أو التعليم‬ ‫ال��م��درس��ي الخصوصي اس��ت��ن��ادا إل��ى نصوص تشريعية‬ ‫وتنظيمية‪.‬‬ ‫• رف��ع التوصيات إل��ى السلطات الحكومية المعنية‬ ‫بخصوص قضايا تتجاوز إطار الجهة‪.‬‬

‫فدوى أحماد‬ ‫• تقديم خدمات في كل مجاالت التربية والتكوين‪.‬‬ ‫تقويم عام ‪..‬‬ ‫بالرجوع إل��ى منجز األكاديميات الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين يتأكد تحقيق جوانب هامة ذات صلة بمجاالت‬ ‫اجتماعية واقتصادية مع ترشيد نسبي دال على استثمار‬ ‫الرأسمال البشري وفق التطلعات التنموية للبالد بما يقتضيه‬ ‫ذلك من رفع لمستوى التكوين لدى المتعلم‪ ،‬لمساعدته على‬ ‫اكتساب المعرفة المسايرة للتطورات الحديثة في مجاالت‬ ‫العلم والمعرفة من خالل تحويلهما إلى ثقافة تسهم في بناء‬ ‫شخصية المتعلم‪.‬‬ ‫وقد أدى نظام األكاديميات إلى خلق دينامية جديدة‬ ‫فسحت المجال لالجتهاد واالبتكار ومضاعفة الجهود لتجاوز‬ ‫نقائص النظام التربوي السابق‪ ،‬ومن أهم النقاط اإليجابية‬ ‫في عمل األكاديميات إعادة النظر في‪:‬‬ ‫ المناهج والبرامج‪.‬‬‫ االستراتيجيات والطرق البيداغوجية‪.‬‬‫ منهجيات القياس والتقويم واالمتحانات‪.‬‬‫ومن مظاهر النقص في األداء عدم‪:‬‬ ‫ تحقيق الجهوية بمعناها الصحيح إذ ظلت تخضع لضغط‬‫السلطة المركزية‪.‬‬ ‫ قيام هيكل تنظيمي موحد ومتماسك‪..‬‬‫ غياب وثائق ونصوص توضح التوجه الالمركزي‪.‬‬‫ تخصيص الدعم المالي والتجهيز الضروريين‪.‬‬‫والخالصة‪ ،‬لقد حقق المغرب إنجازات كبرى منها ‪:‬‬ ‫● إح��داث الجهة التي نص عليها الفصل المائة من‬ ‫الدستور‪ ،‬كجماعة محلية تناط بها مهمة المساهمة في‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية للجماعة الجهوية‬ ‫ضمن مقاربة مجالية جديدة قائمة على الالمركزية وعدم‬ ‫التمركز‪.‬‬ ‫● صدور الظهير الشريف المحدد للقانون ‪ 96/74‬المتعلق‬ ‫بالجهات والذي ينص على اختصاصات المجلس الجهوي‪،‬‬ ‫منها‪:‬‬ ‫ إعداد مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية للجهة‪.‬‬‫ إعداد التدابير المتعلقة بالتكوين المهني‪.‬‬‫ القيام بأعمال في ميدان إنعاش الرياضة؛‬‫ اعتماد التدابير المتعلقة بإنعاش األنشطة االجتماعية‬‫والثقافية؛‬ ‫ إقامة وصيانة الثانويات؛‬‫ توزيع المنح الدراسية‪.‬‬‫والواقع أن األكاديميات يمكن أن تسهم بتدخلها الفعال‬ ‫في بلورة قرارات ومبادرات ذات الصلة بهذه االختصاصات‬ ‫‪..‬إال أنها بحاجة إلى مزيد من توسيع االختصاص وتقليص‬ ‫الوصاية خدمة لمفهوم عام وسليم هو االرتقاء بمضامين‬ ‫الجهوية المتقدمة؛ تفعيال للوثيقة الدستورية والنصوص‬ ‫التشريعية والتنظيمية‪.‬‬ ‫مراجع لالستئناس‪:‬‬ ‫ خطاب جاللة الملك الحسن الثاني طيب اهلل ثراه بمناسبة عيد الشباب‬‫لسنة ‪.1987‬‬ ‫ الظهير المحدث لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‪.‬‬‫ الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪.‬‬‫ «نظام األكاديميات بالمغرب» الناجي األمجد بحث لنيل شهادة التخرج‬‫من المركز الوطني لتكوين المفتشين ‪.1993‬‬ ‫ «النصوص األساسية المتعلقة بالتنظيم الجماعي والجهوي»‪،‬‬‫منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪.1997‬‬ ‫‪La région « une nouvelle collectivité locale », publica‬‬‫‪tions de la revue marocaine d’administration locale et de‬‬ ‫‪développement1997‬‬


‫‪t‬‬

‫‪18‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫مراسلة هولندا‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسلة بلجيكا‬

‫عزيز لعمارتي‬ ‫من قلب بروكسيل‬

‫نادية بوخيزو‬ ‫من قلب الهاي‬

‫قانون التربع‬ ‫بالأع�ضاء الهولندي‬ ‫‪‎‬يسري قانون التبرع باألعضاء الجديد‬ ‫منذ ‪ 1‬يوليو ‪ .2020‬ينطبق هذا القانون‬ ‫على كل شخص يبلغ من العمر ‪ 18‬عامًا‬ ‫أو أكبر مسجل في بلدية هولندية‪ .‬تطلب‬ ‫الحكومة من الناس الدخول في سجل‬ ‫المتبرعين سواء كانوا يريدون إعطاء أعضاء‬ ‫وأنسجة لمريض بعد وفاته أم ال‪‎ ،‬حدد خيار‬ ‫التبرع باألعضاء واألنسجة‪‎ ،‬سجل أكثر من‬ ‫‪ 7‬ماليين هولندي بالفعل اختيارهم بشأن‬ ‫التبرع باألعضاء في سجل المانحين‪ .‬سيتلقى‬ ‫األشخاص الذين لم يفعلوا ذلك بعد خطابًا‬ ‫بين ‪ 1‬سبتمبر ‪ 2020‬و ‪ 31‬مارس ‪2021‬‬ ‫للقيام بذلك‪‎ .‬إذا لم يردوا في غضون ‪6‬‬ ‫أسابيع‪ ،‬فسيتم اتباع رسالة تذكير‪ .‬سيتم‬ ‫تسجيل أي شخص ال يستجيب للتذكير في‬ ‫سجل المتبرعين مع «عدم ممانعة» للتبرع‬ ‫باألعضاء واألنسجة‪ .‬سوف يتلقون رسالة‬ ‫حول هذا الموضوع‪‎.‬يمكن تغيير خيار التبرع‬ ‫باألعضاء في أي وقت‪ .‬يمكن القيام بذلك‬ ‫عبر الموقع اإللكتروني لسجل المانحين‬ ‫باستخدام ‪ .DigiD‬النماذج متاحة أيضًا‬ ‫من البلديات والمكتبات‪‎ .‬اعتبارًا من صيف‬

‫‪ ،2021‬سيكون كل شخص يبلغ من العمر‬ ‫‪ 18‬عامًا أو أكثر مسج ً‬ ‫ال في سجل المانحين‪.‬‬ ‫منذ تلك اللحظة فصاعدًا‪ ،‬سيتلقى الشباب‬ ‫فقط الذين يبلغون ‪ 18‬عامًا والهولنديون‬ ‫الجدد خطابًا من سجل المانحين‪‎ .‬إذا كنت‬ ‫مسج ً‬ ‫ال بالفعل في سجل المانحين اآلن‪،‬‬ ‫فسيظل تسجيلك صالحًا حتى بعد تقديم‬ ‫القانون الجديد ‪‎‬أما مساعدة األشخاص‬ ‫الذين يتبرعون بأجسادهم للعلم لتمكين‬ ‫اإلجراءات الطبية الجديدة وتنقيح اإلجراءات‬ ‫الموجودة‪ .‬أتاح التبرع بالجسم لألطباء‬ ‫إتقان إجراءات جديدة تنقذ أو تغير حياة عدد‬ ‫ال يحصى من الناس بشكل جذري‪ .‬لذا فإن‬ ‫التبرع بجسدك هو خيار جنازة نكران الذات‬ ‫باإلضافة إلى الدفن‪.‬‬ ‫لماذا ال يتبرع بعض المغاربة بأعضائهم‬ ‫تبقى مشكلة الهجرة والغربة واالنتماء إلى‬ ‫الوطن والتقاليد وبعضها ديني السبب‬ ‫الرئيسي‪ ،‬مثال‪ ،‬كنت افكر في التبرع بأعضائي‬ ‫لفائدة العلم لكن من يتبرع بجسده لفائدة‬ ‫العلم تصادر الجثة وال يستطيع األقارب نقل‬ ‫الجثة إلى بلد األم‪...‬‬

‫بلجيكا بلد ال�شكوالطة بامتياز‬ ‫أكيد وأنت تتناول حبة شكالطة بلذة عارمة‪ ،‬تبادر‬ ‫إلى ذهنك سؤال عارض عن كيف ومتى ظهرت هذه‬ ‫المادة وماهي المراحل التي قطعتها لتصل معلبة‬ ‫جاهزة بين يديك‪ ،‬ومن كان السباق لتصنيعها والتفنن‬ ‫في خلق أصناف ونكهات تناسب ذوق��ك وتجعلك‬ ‫تسافر وأنت تقضم حباتها إلى روابي المستها في‬ ‫خيالك البعيد ‪ .‬تحتل بلجيكا المركز الخامس عالميا‬ ‫في استيراد مادة الكاكاو‪ ،‬وهي بدون منازع من رواد‬ ‫المتفننين في صنع وتحويل هذه المادة الخام إلى‬ ‫جواهر تعزف على سيمفونية المذاق العالمي‪ ،‬ويعد‬ ‫موريس ‪ Meurisse‬أول مصنع لمربعات الشكوالطة‬ ‫عالميا وذاك سنة ‪ ،1840‬وتعود صناعة أول منتوج‬ ‫للبيع في المحالت إلى سنة ‪ 1883‬في حين استعملت‬ ‫الشكوالطة في البدئ لتغليف أقراص الدواء وذلك‬ ‫للحد من مرارته‪ ،‬ولتتصدر الشكوالطة بذلك قائمة‬ ‫المنتجات التي يقبل عليها الناس في بلجيكا إلى‬ ‫جانب البطاطس المقلية والجعة بشتى أنواعها‪ ،‬حيث‬ ‫يصل استهالكها إلى ثمانية كيلوللفرد الواحد في‬ ‫السنة‪ .‬دون الكاتب األمريكي باتريك سكين كاتلين‬ ‫‪ Patrick Skene Catling‬أن بلجيكا وبدون منازع‬ ‫بلد الشكوالطة بامتياز‪ ،‬وإن خيرنا عشرة أشخاص‬ ‫عن حب الشكوالطة تسعة سيجيبون بالتأكيد إيجابا‬ ‫بحبها أما العاشر الذي أجاب بالسلب فهوإما مغفل‬ ‫أم ك��اذب ‪ .‬كما انتقل ش��راب الكاكاوإلى سويسرا‬ ‫على يد عمدة زوريخ ‪ Henri Escher‬هنري اسشير‬ ‫الذي انبهر بعلوكعب صناع الشكالطة وتفردهم في‬ ‫اختيار أفضل األنواع من الكاكاووكذا طرق تحميصها‬ ‫ودمجها بعناصر أخرى للحصول على نكهات جديدة‬ ‫تدخل في صناعة مختلف أصنافها‪ ،‬أما المنتوج الذي‬ ‫كانت وال يزال يسيطر على أعلى المستويات البيع‬ ‫وهي شكالطة «كوت رور ‪ »côte d’or‬التي كانت‬ ‫أول منتوج يطرح للبيع في محالت مخصصة لبيع‬ ‫الشكوالطة ‪ .‬يعود فضل زراعة الكاكاولحضارة المايا‬ ‫‪ Maya‬التي انتشرت في أمريكا الوسطى والجنوبية‬ ‫حيث كان لهذه النبته العجيبة مزايا عديدة رافقت‬ ‫مختلف أوجه الحياة‪ ،‬كانت مصدر لجلب الخصوبة‬ ‫وتقوية الجسم‪ ،‬حيث أك��دت الحفريات عن وجود‬ ‫بذورها في مقابر كقربان للموتى ‪ .‬لم يكن كريستوف‬ ‫كولومبوس أول من استقدم هذه المادة إلى القارة‬

‫العجوز رغم أنه كان له السبق في تذوقها في جزيرة‬ ‫كوانجا ‪ , Guanja‬ولشدة مرارتها رفض أن يحمل‬ ‫شرابها في رحلة عودته إلى أوربا‪ ،‬فكان السبق حليف‬ ‫المالح هرنان كورتس ‪ Hernan Cortes‬الذي‬ ‫استحسن مذاقها وجلبها معه كهدية لألسرة الملكية‬ ‫اإلسبانية وذلك سن ة ‪ . 1528‬كان لميناء أنفرس �‪An‬‬ ‫‪ vers‬ونظرا للنشاط اإلقتصادي المتبلور آنذاك دور‬ ‫مهم في استقدام مادة الكاكاوإلى بلجيكا‪ ،‬أما أولى‬ ‫استعماالته فتعود إلى سنة ‪ 1635‬وذلك في مدينة‬ ‫كاند ‪ Gand‬حيث قدمه الرهبان كهديه في دير‬ ‫بوديلو‪ ،L’abbaye de Baudeloo‬وكان يستعمل‬ ‫ومنذ البداية كشراب من ط��رف االس��رة الملكية‬ ‫الحاكمة والطبقة األرستقراطية‪ ،‬ليعم استعماله‬ ‫من جميع طبقات المجتمع في ما بعد ‪ .‬الشكوالطة‬ ‫البلجيكية كانت وال تزال محبوبة الرياضيين‪ ،‬لذة‬ ‫العشاق والمغرمين‪ ،‬ترف البورجوازيين‪ ،‬وفيتامينات‬ ‫الشبان والشابات‪ ،‬وكابح لصراخ الصغار‪ ،‬وصارت‬ ‫مصدر متعة ألذواق المقبلين عليها من سائر أرجاء‬ ‫الكون‪ ،‬واصطحبها المغامرون كصاحب في العزلة‬ ‫يتذكرون من خاللها جلساتهم العائلية‪ ،‬يرجعون بها‬ ‫إلى النبش في ذاكرة الصبى البعيد ‪ .‬يكفي أن نذكر‬ ‫على سبيل المثال كوديف ا ‪ ،Godiva‬ليونيداس �‪Leo‬‬ ‫‪ ،nidas‬كوت دور ‪ ،Côte d’or‬نوهوس ‪،Neuhaus‬‬ ‫والعالمات التجارية األخرى للشكوالطة البلجيكية‪،‬‬ ‫لنقف على مدى ريادة هذه الدولة الصغيرة في صناعة‬ ‫هذه المادة والترويج لها في كل رب��وع المعمور‪،‬‬ ‫فهذه العالمات التجارية هي بمثابة مؤسسات ضخمة‬ ‫تمتلك مصانع كبيرة تساهم في اقتصاد البالد بما‬ ‫تستخدمه من أيدي عاملة‪ ،‬حيث تدخل على الخط‬ ‫في التصنيع معامل الورق ومصانع علب الشكوالطة‬ ‫لنصل في نهاية المطاف إلى المحالت التجارية‬ ‫الفاخرة لترويجها والتي تنتشر في العديد من الدول‪،‬‬ ‫وتزين أفخم المحالت التجارية العالمية ‪ .‬ويكفي فخرا‬ ‫الشكالطة أن تكون لها متاحف في المدن الكبرى‬ ‫البلجيكية كبروكسيل ‪ ،Bruxelles‬وبروج ‪»Bruges‬‬ ‫وأن ال يقصر رواد ه��ذه المتاحف على اكتشاف‬ ‫وتبلور هذه المادة بل وإلى األعمال اليدوية لكيفية‬ ‫صناعتها‪ ،‬لتصبح بذلك بلجيكا المتربع الرسمي على‬ ‫ثقافة الشكوالطة في العالم ‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪19‬‬

‫ال�شمـال‬

‫مراسَلة فرنسا‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫اال�ضطرابات النف�سية‬ ‫لـ ”كوفيد‪!”19 -‬؟‪..‬‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫نجاة الكاضي‬

‫اليوم الوطني للمهاجر‬ ‫املغرب‬ ‫منذ أن أقر صاحب الجاللة الملك محمد السادس سنة ‪2003‬‬ ‫يوم ‪ 10‬غشت يوما وطنيا للمهاجر لتعزيز األواصر بين أفراد الجالية‬ ‫ووطنهم األم ‪ ،‬أصبح االحتفال سنويا بهذا اليوم فرصة لتثمين جهود‬ ‫مغاربة العالم واستدعاء األعمال التي تم إنجازها في السنوات األخيرة‬ ‫لصالح هذه الفئة من المواطنين أو التي سيتم إنجازها و استكشاف‬ ‫آفاقهم المستقبلية‪ .‬كما أنها فرصة للتعريف بدور المهاجر المغربي في‬ ‫عملية التنمية االقتصادية العالمية و تأكيد شرعيته في احتالل المكانة‬ ‫التي تعود له في نسيج ريادة األعمال سواء في البلدان المضيفة أو في‬ ‫بلده األصلي خصوصا بعد هجرة األطر الذي عرفت تزايدا ملحوظا في‬ ‫السنوات األخيرة ‪ .‬من نتائج هذا اليوم الوطني للمهاجر المغربي ‪:‬‬ ‫ دستور ‪ ، 2011‬ال سيما الفصول ‪ 16‬و‪ 17‬و‪ 18‬و‪ ،163‬الذي‬‫خص أفراد الجالية المغربية بمكاسب هامة ومكانة متميزة تستجيب‬ ‫لتطلعاتهم القانونية ‪.‬‬ ‫ إحداث «صندوق استثمار مغاربة العالم» الذي يمكن هذه الفئة‬‫من الحصول على الدعم خالل إطالق مشاريعهم االستثمارية‪.‬‬ ‫ إحداث «الجهة ‪ « 13‬باعتبارها جهة معنوية تهم جميع المقاوالت‬‫المغربية التي تخضع لقانون غير مغربي بشراكة مع االتحاد العام‬ ‫لمقاوالت المغرب‪.‬‬ ‫ بلورة وتطوير برامج لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية‬‫ليستفيد منها عشرات اآلالف من مغاربة العالم فضال عن تعبئة عدد‬ ‫من الوعاظ والمقرئين لخدمة المهاجر المغربي ‪.‬‬ ‫ ضمان ظروف استقبال أفضل للمهاجرين المغاربة المقيمين‬‫بالخارج بمختلف محطات العبور في إطار عملية «مرحبا» التي تتم سنويا‬ ‫تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجاللة مع رصد إمكانيات لوجيستية‬ ‫وبشرية ومادية وتقنية‪ ،‬السيما من طرف مؤسسة محمد الخامس‬ ‫للتضامن‪ - .‬تنفيذ مجموعة من البرامج السوسيو‪-‬ثقافية بهدف تقوية‬ ‫أواصر المغاربة خاصة الشباب منهم ببلدهم األصلي من خالل إحداث‬ ‫وتنشيط المراكز الثقافية المغربية بالخارج وبرنامج العروض المسرحية‬ ‫والجامعات الصيفية ‪.‬‬ ‫ توفير أسطول بحري يسد حاجيات مغاربة اوروبا ‪.‬‬‫ إع��داد أرضية إلكترونية وخلق شبكة اقتصادية واجتماعية‬‫تسهل التبادل وانخراط المقاولين من المغاربة المقيمين بالخارج في‬ ‫الديناميكية االقتصادية الوطنية ودعم استثماراتهم ببلدهم‪ .‬السؤال‬ ‫المطروح االن هل استطاعت الحكومة ان تحول الجهود الملكية‬ ‫المطروحة الى سياسة عمومية تستجيب لطموحات الجالية المغربية ؟‬

‫‪ ...‬أجرتْ مجموعة من الباحثين من جامعة‬ ‫“بينسيلفانيا”‪ ،‬بمعية المعهد الوطني األمريكي للصحة‬ ‫بحثاً ودراسة حول ناقل األعراض الذي يستطيع إرسال‬ ‫“الكورونا” المستجدَّة‪ .‬فرق للبحث حدَّدَتْ باإلضافة‬ ‫إلى ذلك العبء الفيروسي لريق الفم‪ ،‬وهي توضّحُ‬ ‫اختالفات األعراض بين مريض وآخر‪ .‬وقد نشرتْ على‬ ‫أعمدة صحيفة “بيناس”‪ ،‬أعمال األكاديمية الوطنية‬ ‫أن هذه الدراسة ُّ‬ ‫للعلوم‪َّ ،‬‬ ‫تدل على رذاذ الريق ـ يؤخذ‬ ‫أكثر فأكثر كعامل محتمل النتقال الفيروس‪ ،‬إذ استخدم‬ ‫الباحثون طريقة انتشار الضوْء الآلزر الذي سمح لهم‬ ‫اكتشاف َّ‬ ‫أن الشخص الذي يتحدَّث بصوت عال في‬ ‫مكان مغلق‪ ،‬يمكن ْ‬ ‫أن ينبعث منه آالف الرذاذ‪ ،‬الذين‬ ‫يستطيعون البقاء معلقين في الهواء بين ثماني وأربع‬ ‫عشر دقيقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫– أضحى معروفا منذ مدة َّ‬ ‫أن فيروس التنفس‬ ‫يمكن انتقاله عبر الرذاذ وليد السعال والعطس‪.‬‬ ‫بينما الكلمة ينبعث منها آالف الرذاذ أيضاً‪ ،‬من‬ ‫سوائل بخار الفم‪ .‬إذ الرذاذ الذي يحمل منوعات من‬

‫عضلة القلب‪ ،‬ثم سكتة قلبية وتسارع نبضات القلب‪.‬‬ ‫– بعض االضطرابات القلبية تستمرُّ حتى بعد المرحلة‬ ‫العضوية الحادَّة‪ ،‬وقد تستوجبُ مراقبة طويلة وعالجاً‬ ‫مالئماً‪.‬‬ ‫– الفشل الكلوي ‪ :‬على مستوى الكليتين‪ ،‬في‬ ‫كثير من األحيان‪ ،‬حددت األكاديمية عند مرضى‬ ‫ب”كوفيد‪ ،”-19‬وجود البروتينات في البوْل‪ - .‬والفشل‬ ‫الكلوي‪“ .‬التطور” نحوالفشل الكلوي المزمن يغلب‬ ‫عليه نوعاً من الهدوء‪ .‬فاألمراض التي تحدث بتأني‬ ‫ينبغي مراقبتها على المدى الطويل‪.‬‬ ‫– وقد تمَّ إدراج تلف في الدماغ نتيجة ثالثة عوامل‬ ‫‪ 1- :‬نقص في األوكسيجين‪ 2- .‬سكتة دماغية‪3- .‬‬ ‫مع انسداد الشراين‪َّ ،‬‬ ‫ألن “كوفيد‪ ،”-19‬يسببُ مشكل‬ ‫الجلطة‪ .‬وفي النهاية يمكن ْ‬ ‫أن يكون للفيروس‬ ‫مضاعفات ذاتية في الخاليا العصبية‪ ،‬غالباً ما يأتي‬ ‫عن طريق عصب االستنشاق (الشمّ)‪ .‬الفيروس يصعد‪،‬‬ ‫ويتسببُ في آفات محلية‪ ،‬وفي مناطق أخرى من‬ ‫أعضاء الجسم‪ .‬إذا كان المرضى يحتاجون إلى التنفس‬

‫مسببات األمراض للجهاز التنفسي‪ ،‬بما في ذلك مرض‬ ‫الحصبة وفيروس الزكام‪ ،‬وكذلك “ميكروباكتيريوم”‪،‬‬ ‫أيْ الجرثومة التي تسبب مرض ّ‬ ‫السل‪ .‬لم يعد يخفى‬ ‫ً‬ ‫على أحد َّ‬ ‫أن “كرونا‪-‬فيروس” وال سرّا‪( ،‬انه) أنها لم‬ ‫تؤثر فقط على الرئتين‪ ،‬بل َّ‬ ‫إن وألول مرة األكاديمية‬ ‫الفرنسة للطب‪ ،‬وللمبتكرات التي تحققتْ مع الجائحة‪،‬‬ ‫خلصتْ إلى تقرير مفصل لمجموعة من أعضاء الجسم‬ ‫التي تبدومعرَّضة لإلصابة‪ ،‬بأعراض مستمرَّة‪،‬‬ ‫واالضطرابات النفسية أيضاً‪.‬‬ ‫– ولكي يكون في متناول الجميع فهم عواقب‬ ‫اإلصابة بـ “كوفيد‪ ،”-19‬األكاديمية الفرنسية للطبّ‬ ‫صنفتْ األمراض الجسدية إلى مجموعتين‪:‬‬ ‫ أوَّلهما ‪ :‬اإلصابات العضوية الحادَّة‪ ،‬وإذا بها ال‬‫تتكاثر في اتجاه معاكس‪.‬‬ ‫– ثانيهما ‪ :‬اإلصابات التي تشمل االضطرابات‬ ‫المعقدة‪ ،‬وقد تحمل أخطا ًء في تسميتها‪ ،‬وليحدث بعد‬ ‫أسابيع الشفاء‪ ،‬كي يبقى أصلها ومستقبلها‪ ،‬مجهولين‪،‬‬ ‫حسب رأي األكاديمية الفرنسية للطب‪.‬‬ ‫– في المرحلة األولى (اإلصابات العضوية الحادَّة)‪،‬‬ ‫تصيب طبعاً الرئتين‪ ،‬وهما األكثر عرضة كعضوان‬ ‫لإلصابة الحادَّة من األمراض واألوبئة التي تسببه‬ ‫“كورونا‪-‬فيروس”‪ ،‬و“ميرس‪-‬كوف”‪ ،‬وقد أظهرتا من‬ ‫إصابتهما َّ‬ ‫أن التليف الرئوي قد يستمرُّ بعد اإلصابة‬ ‫األولى‪ .‬هذا التليف يسببُ انخفاضاً في الجهاز‬ ‫التنفسي‪ ،‬وهوامتداد لآلفات الرئوية‪ ،‬وزيادة حساسية‬ ‫لاللتهابات التنفسية‪ ،‬والقصور في الجهاز‪ ،‬ومن بين‬ ‫أمور أخرى‪ ،‬التعب وضيق في التنفس‪ ،‬يمكن أن يستمرَّ‬ ‫شهوراً‪“ – .‬الكوفيد‪ ”-19‬يؤثر كذلك على عضلة القلب‪،‬‬ ‫ويسبب أخطاراً على “ميوكارديت”‪( ،‬التهاب عضلة‬ ‫األنسجة)‪ ،‬األنسجة العضلية للقلب‪ ،‬الجلطة‪ ،‬واحتشاء‬

‫االصطناعي‪ ،‬وهم يعانون من ذوبان عضلي‪ ،‬حبيس‬ ‫النعدام الحركة‪.‬‬ ‫– الدعم النفسي ‪ :‬بعد الحالة الحادَّة‪ ،‬الفيروس‬ ‫يستمرُّ ويزيد من معاناة المرضى‪ .‬وعلى ما يبدو‪،‬‬ ‫يالحظ عند خروج المرضى من الحلقة الحادة‪ ،‬وقد‬ ‫تتطلبُ نقاهة لمدة طويلة‪ ،‬ثم قد يشتكي المريض‬ ‫من أعراض جديدة بعد فترة “المغفرة”‪ -.‬العدوى األولى‬ ‫غالبا ما كانت قصيرة‪ ،‬وشفيت تلقائياً‪ .‬فاالختبارات‬ ‫السلبية للبحث عن الفيروس‪ ،‬يسمح بالقضاء على‬ ‫اإلصابة ثانية (مرة أخرى)‪.‬المشاكل التي يشتكي‬ ‫هؤالء األشخاص منها هي مصدر إزعاج عام‪– .‬آالم‬ ‫العضالت – ضغط شرياني ‪ -‬ضغط الدم ‪ ،-‬ثم يحصل‬ ‫التعب بأدنى جهد كان فكرياً أوبدنياً على حدّ سواء –‬ ‫ضعف الذاكرة وأحياناً التسرُع في نبضات القلب‪ .‬هذه‬ ‫االضطرابات في مجملها تكون عرضية‪ ،‬إال أنها تأخذ‬ ‫تارة صفة االستمرارية‪ .‬فيصبح العالج صعباً‪ ،‬بصرف‬ ‫النظر عن الوصفة الطبية “الباراسيتامول”‪ – .‬المؤازرة‬ ‫النفسية وتصحيح احتمال سوء التغذية من لدُن‬ ‫اختصاصي (إخصائي في التغذية)‪ ،‬أكدته األكاديمية‬ ‫الطبية‪ .‬نسبة خمس عشرة في المائة من المرضى‬ ‫يشتكون من األعراض الثابتة‪ .‬وأخيراً يتجلى من هذه‬ ‫الدراسات‪ ،‬التخوُف من االضطرابات النفسية‪ ،‬عند‬ ‫المرضى وعند مقدمي الرعاية‪ ،‬وضحايا الحجر الصحي‬ ‫هذا ما صاغه التقرير في الختام‪.‬‬ ‫– وقد صدَّنا “كوفيد ‪ ”19 -‬عن اإلخوة واألصدقاء‬ ‫وحيل بيننا وإلى ذي الجود‪ ،‬لقول الشاعر إيليا أبوماضي‪:‬‬ ‫ يا من قرُبتَ من الفؤاد ~ وأنتَ عن عيني بعيد‬‫ شوقي إليك أشدَّ من ~ شوق السليم إلى الهُجود‬‫‪ -‬أهوى لقاءكَ مثلما ~ يهوى أخ الظمء الورود‪.‬‬


‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال ‪:‬‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫األخيرة‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫ال�شمـال‬ ‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1059‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 15‬غ�شت ‪2020‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2000‬غ�شت‬ ‫‪www.‬ال�سبت ‪15‬‬ ‫‪xw 1059‬‬ ‫‪ xw‬العدد‬ ‫‪Journal‬‬ ‫‪Achamal‬‬ ‫‪Achamal.ma‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫(‪)955‬‬

‫«مذكرات حياة وجهاد‪:‬‬ ‫‪ - 2‬حرب الريف»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫يعتبر كتاب «مذكرات حياة وجهاد» للوطني الكبير محمد بن حسن الوزاني أحد أهم المؤلفات أمزيان‪ ،‬قبل أن ينتقل إلبراز مالمح الطابع الوطني التحرري للثورة الريفية‪ .‬وفي سياق مواز‪ ،‬اهتم المؤلف‬ ‫التاريخية التي سعت إلى التوثيق لـ «التاريخ السياسي للحركة الوطنية التحريرية المغربية» منذ تبلورها برصد تطورات األوضاع الداخلية بإسبانيا وظروف إعالن «جمهورية الريف» وانفجار المواجهات العسكرية‬ ‫قبل وأثناء فترة الحماية وإلى حين استكمالها للمشروع التحرري الذي توج بحصو‪+‬ل البالد على استقاللها بين قوات محمد بن عبد الكريم الخطابي من جهة‪ ،‬وجحافل الغزو االستعماري اإلسباني من جهة ثانية‪.‬‬ ‫السياسي سنة ‪ .1956‬وإذا كان المعروف عن زعماء الحركة الوطنية ضعف أو انعدام اهتمامهم بتجميع وفي نفس السياق كذلك‪ ،‬اهتم المؤلف بإبراز انعكاس الهزائم على الوضع السياسي بإسبانيا‪ ،‬مع تتبع‬ ‫وثائق هذه الحركة وكذلك أدبياتها التنظيمية والدعوية‪ ،‬فإن محمد حسن الوزاني يظل أحد القالئل المساعي الدولية للثورة الريفية وانفتاحها على العالم الخارجي‪ .‬وفي تطورها الداخلي‪ ،‬توقف المؤلف عند‬ ‫الذين عنوا بهذه القضية‪ ،‬إذ سعى إلى نقل تجربته‪ ،‬من موقعه كأحد الفاعلين األساسيين في مسار ظروف فتح الجبهة الغربية بعد فشل كل المساعي الدولية الديبلوماسية إلقرار الحق المغربي فوق األرض‬ ‫الحركة الوطنية ببالدنا‪ ،‬وتعميمها بين المهتمين والناشئة التي لم تعايش حدث االستعمار‪ ،‬حافزه في الريفية‪ ،‬مركزا حديثه –بشكل خاص‪ -‬على التعريف بشخصية الريسوني التي هيمنت بنفوذها وبسطوتها‬ ‫ذلك تصحيح األحكام االنطباعية والكتابات الوظيفية التي ارتبطت باألهداف السياسوية الضيقة لمرحلة على كل المنطقة الغربية من شمال البالد‪ .‬وقد توقف المؤلف للكشف عن مالبسات مطالبة إسبانيا من‬ ‫ما بعد االستقالل السياسي‪ ،‬وباالختالف في اتجاهات الوالء السياسي بما أفرزه من نزوعات ضيقة لتطويع الريفيين التفاوض إلقرار الصلح‪ ،‬كما فصل الحديث عن ظروف فتح الجبهة الجنوبية وإعالن الحرب ضد‬ ‫تاريخ هذه الحركة بشكل يخدم مصالح هذا الطرف أو ذاك‪ .‬ولقد لخص محمد حسن الوزاني طبيعة أبعاد فرنسا‪ ،‬ثم عن خبايا مؤتمر وجدة ومفاوضات السالم مع الفرنسيين‪ ،‬قبل أن ينتقل للحديث عن التحالف‬ ‫هذه الكتابات وكذلك سقف أمانتها عندما قال‪« :‬وتاريخ الحركة الوطنية المغربية لم يسلم‪ ،‬بكل أسف‪ ،‬الفرنسي اإلسباني للقضاء على الثورة الريفية‪ ،‬خاصة عقب اإلنزال اإلسباني بخليج الحسيمة سنة ‪.1925‬‬ ‫من هذه اآلفات‪ ،‬بسبب تهاون رجالها الذين تخلوا عن واجبهم نحوه‪ ،‬واإلساءة إليه من الذين سمحوا وقد قاده ذلك إلى االستفاضة في شرح أسباب الهزيمة الحربية للثورة الريفية وفي ظروف نفي محمد بن‬ ‫ألقالمهم بالخوض في أحداثه ووقائعه‪ ،‬والعبث بحقائقه ومجرياته‪ ،‬فتعمدوا التقصير‪ ،‬واإلخفاء‪ ،‬والتحريف‪ ،‬عبد الكريم الخطابي‪ ،‬وفي استبسال بقية مقاومي منطقة جبالة‪ ،‬وخاصة منهم المجاهد أحمد أخريرو‪.‬‬ ‫والتشويه ما شاء لهم هواهم‪ ،‬وتشيعهم وتعصبهم‪ ،‬مبرهنين على هذا بسوء مقاصدهم‪ ،‬وعدم الوفاء‬ ‫ومن أجل فهم ما جرى‪ ،‬حاول المؤلف تفسير األسباب التي دفعت بمحمد بن عبد الكريم إلى دخول‬ ‫لتاريخ بالدهم وعدم أهليتهم للكتابة فيه بما يحق الحق‪ ،‬ويزهق الباطل‪ ،‬وهكذا سولت لهم أنفسهم حرب طاحنة ضد فرنسا‪ ،‬وإلى تفصيل الحديث عن أجهزة الحكم التي أقرتها الثورة الريفية‪ ،‬وكذا عن‬ ‫–خصوصا بدافع التنطع األعمى‪ -‬أن ال يهتموا من تاريخ الحركة الوطنية إال بما يوافق شهوتهم‪ ،‬ويخدم تنظيماتها المعتمدة‪ ،‬وعن حقيقة النظام السياسي الذي ساد في الريف زمن الثورة التحريرية‪ ،‬وعن‬ ‫مصلحتهم‪ ،‬ويرضي عصبيتهم‪ ،‬فجاءت كتبهم‬ ‫عالقة «حكومة الريف» بالعالم اإلسالمي‪ ،‬وعن‬ ‫الهزيلة الملفقة فاضحة لهم‪ ،‬وكاشفة لسرهم‪،‬‬ ‫أصداء قضية الريف داخل البرلمان الفرنسي‬ ‫ودالة على ضيق فكرهم‪ ،‬وضعف عقلهم‪ ،‬ولهذا‬ ‫وبين صفوف األحزاب اليسارية الفرنسية‪ ،‬وعن‬ ‫قوبلت بما تستحق من االستحقاق واالنتقاد‪،‬‬ ‫أشكال تفاعل الدول العظمى مع قضية الريف‪،‬‬ ‫وتعرضت بحق اإلهمال واإلع���راض‪ ...‬وبهذا‬ ‫وعن أسباب توقف حروب الريف الجهادية بنفي‬ ‫صورت حقيقة الحركة الوطنية في غير صورتها‬ ‫محمد بن عبد الكريم‪ ،‬وعن تأثير فكر الثورة‬ ‫الكاملة‪ ،‬كما أضعفت شأنها‪ ...‬وهونتها في‬ ‫الريفية في النخب المدينية التي كانت قد‬ ‫األنظار بإظهارها كحركة أشخاص معينين دون‬ ‫شرعت في تأطير أنويتها التنظيمية بأهم مدن‬ ‫غيرهم من رجال اإلخالص‪ ،‬والكفاح‪ ،‬والتضحية‬ ‫المملكة منذ مطلع الثالثينيات من القرن ‪.20‬‬ ‫و«بنفخ» و«تضخيم» عدد من أوالئك األشخاص‬ ‫وفي األخير‪ ،‬ألحق المؤلف بكتابه فصوال تكميلية‬ ‫الذين رفعتهم إلى القمة‪ ،‬ونسبت إليهم «حظ‬ ‫احتوت على تصريحات لمحمد بن عبد الكريم‪،‬‬ ‫األسد» في النضال‪( »...‬مذكرات حياة وجهاد‪،‬‬ ‫وعلى معطيات حول أدب المالحم المرتبطة‬ ‫ج‪ ،1 .‬ص ص‪.)7-8 .‬‬ ‫بالثورة الريفية‪ ،‬ثم على آراء وشهادات لمنابر‬ ‫إعالمية دولية بارزة حول تجربة محمد بن عبد‬ ‫ووعيا منه بخطورة هذه المنزلقات على‬ ‫الكريم‪.‬‬ ‫التراث النبيل للحركة الوطنية وعلى الذاكرة‬ ‫الجماعية لمرحلة النضال وال��ك��ف��اح ضد‬ ‫وبكل ذل��ك‪ ،‬كتب لهذا العمل االنتشار‬ ‫االستعمار‪ ،‬فقد انبرى محمد حسن الوزاني‬ ‫الواسع وأكسب صاحبه الكثير من المصداقية‬ ‫لتقديم مشروع بديل سعى من خالله إلى‬ ‫واالحترام‪ .‬فقيمة الكتاب تعكس أبعادا متعددة‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي ومحمد بن حسن الوزاني‬ ‫تقديم رؤى مغايرة‪ ،‬أساسها الجمع بين‬ ‫يكاد يكون من المستحيل الفصل أو التمييز‬ ‫التوثيق للتجربة الشخصية‪/‬الجماعية للمؤلف‪،‬‬ ‫بينها‪ ،‬بالنظر لتداخلها ولتكاملها ولقدرة‬ ‫فترات‬ ‫إلى‬ ‫أصوله‬ ‫تعود‬ ‫الذي‬ ‫التاريخي‬ ‫العمق‬ ‫في‬ ‫مرجعياته‬ ‫وبين التحليل النظري الرصين الذي يجد‬ ‫صاحبها على تجاوز سقف إغراءات الكتابات التضليلية التي اشتغلت على تراث الحركة الوطنية ببالدنا‪.‬‬ ‫الخاصة‬ ‫واألجنبية‬ ‫الوطنية‬ ‫الكتابات‬ ‫جل‬ ‫على‬ ‫االنفتاح‬ ‫بين‬ ‫ثم‬ ‫زمنية طويلة سابقة عن حدث االستعمار‪،‬‬ ‫هي رؤية المناضل السياسي الذي خبر المحن وقاسى الصعوبات من أجل مبادئه وأفكاره‪ .‬كما أنها رؤية‬ ‫التي‬ ‫األخرى‬ ‫الكتابات‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫مثيال‬ ‫نجد‬ ‫ال‬ ‫بشكل‬ ‫المنشورة‪،‬‬ ‫غير‬ ‫الوثائق‬ ‫بالموضوع‪ ،‬وتوظيف كم هائل من‬ ‫المثقف الملتزم بقضايا شعبه‪ ،‬ثم رؤية الباحث المنقب الذي ال تهمه إال تجلية الحقيقة التاريخية أوال‬ ‫اهتمت بموضوع الحركة الوطنية المغربية‪ .‬وبذلك‪ ،‬قدم محمد حسن الوزاني عمال ضخما في معطياته‪ ،‬وأخيرا‪ ،‬ببطوالتها وبإخفاقاتها‪ .‬وبالجمع بين هذه الصفات‪ ،‬أمكن لمحمد حسن الوزاني جعل عمله هذا‬ ‫عميقا في تحليالته‪ ،‬ومتماسكا في بنائه وفي بنيته‪ ،‬بشكل جعله يتحول إلى أحد أهم مراجع الحركة يصنف ضمن أهم األدبيات المحورية القليلة في التوثيق لتجربة الحركة الوطنية خالل عهد االستعمار‪،‬‬ ‫الوطنية ببالدنا وأحد أبرز مصادرها التأسيسية‪.‬‬ ‫وذلك على الرغم من كل ما يمكن تسجيله‪ ،‬حول هذه القضية أو تلك‪ ،‬من مالحظات أو هفوات‪ .‬ولعل‬ ‫وانسجاما مع الرؤية التي تحكمت في تركيبة هذا العمل‪ ،‬فقد عاد المؤلف –وبعد الجزء األول التمهيدي من أهم ما يثير في طريقة الكتابة لدى محمد بن حسن الوزاني‪ ،‬هيمنة ميزة احترام الغنى المعرفي‬ ‫الذي يؤرخ لمرحلة المخاض والنشوء‪ -‬إلى إثارة موضوع حرب الريف‪ ،‬وذلك في الجزء الثاني من مشروعه‪ ،‬الذي تقدمه «الوثيقة» التاريخية الوطنية واألجنبية‪ ،‬ثم طريقة ربط إشراقات األجداد بانتكاسات األحفاد‬ ‫اعتبارا منه للقيمة الكبرى التي اكتستها هذه الحرب‪ ،‬ليس فقط في إثارة الشعور الوطني العارم‪ ،‬ولكن وبتطلعات المستقبل‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يقول في الصفحتين ‪ 463‬و‪ 464‬ما يلي‪« :‬وقد اعتمدنا في عملنا‬ ‫كذلك في رسم آفاق االسترتيجيات التحررية على مستوى كل أقطار المغرب الكبير‪ ،‬ومعها مجموع الدول هذا على كتابات مخطوطة لبعض رجال الريف المجاهدين‪ ،‬وكذلك بعض المصادر األجنبية المهمة في‬ ‫التي كانت تخضع آلفة االستعمار خالل النصف األول من القرن ‪ .20‬لذلك‪ ،‬فإن دروس الثورة الريفية قد الموضوع‪ ،‬وما تشتمل عليه سجالتنا الخاصة من وثائق ومعلومات‪ .‬وليس قصدنا تقديم تاريخ حرب‬ ‫مارست جاذبيتها على كل رموز الحركة الوطنية المغربية‪ ،‬بعد أن ألهمت الحماس الشعبي المتدفق‪ ،‬الريف بالمعنى الكامل‪ ،‬فهو مازال يحتاج إلى البحث والتدوين‪ ،‬وإنما هو رسم لمحة‪ ،‬وإعطاء نظرة عن تلك‬ ‫وتحولت إلى نبراس خالد ظلت تشع منه كل قيم الوفاء واإلخالص والتضحية والجهاد‪ .‬فليس غريبا أن الحركة التحريرية المسلحة في شمال المغرب‪ ...‬إن ثورة الريف التحريرية قد نفخت الروح في النفوس‪،‬‬ ‫تربط كتابات المؤرخين وكذا مذكرات الوطنيين بين نهاية حروب الريف التحريرية سنة ‪ ،1925‬وبين وأحيت الضمائر‪ ،‬ومهدت السبل‪ ،‬ورسمت االتجاهات للجيل الناهض‪ ،‬فالشعب مدين لها بما أحدثته من‬ ‫بداية المقاومة السلمية التي انبعثت من المراكز الحضرية الكبرى مثل تطوان وفاس وسال‪ ،‬بل وليس أثر فعال في نهضته الوطنية‪ ،‬وحركته السياسية‪ ،‬ووثبته التحريرية‪ ،‬وذلك في فترة المخاض ومرحلة‬ ‫غريبا أن يتم اعتبار هذه الحروب تبلورا جنينيا للفكر الوطني الحديث الذي أسس لقيم الحداثة والتقدم التكوين اللتين لم تطوال سوى بضع سنين‪ ،‬ثم كان االنطالق المنبعث من إرادة الشعب الذي صنع‬ ‫والديمقراطية‪ ،‬حسب ما عكسته األدبيات السياسية التنظيرية لمرحلة األربعينيات والخمسينيات من األمجاد‪ ،‬وأتى بالمفاخر عبر التاريخ‪.»...‬‬ ‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫إنها رؤية ثاقبة لزعيم وطني من العيار الثقيل‪ ،‬آمن باستمرارية تجدد الشعور التحرري لدى الشعب‬ ‫واعتبارا لهذه الخصوصيات‪ ،‬فقد أعطى محمد حسن الوزاني لموضوع حرب الريف أهمية خاصة‪ ،‬المغربي‪ ،‬وبمصداقية دعوات ترابط وتكامل أشكال تمظهر هذا الشعور على امتداد تاريخنا الطويل‪.‬‬ ‫بالنظر للتأثيرات والتأثرات المتداخلة التي حددنا معالمها أعاله‪ .‬وإدراكا منه لهذا الدور الحاسم في وبذلك‪ ،‬أثبت محمد حسن الوزاني أنه لم يكن مجرد رقم في المعادالت السياسية لمرحلة ما قبل‬ ‫التأصيل لقيم الحركة الوطنية‪ ،‬فقد خصص المؤلف في الجزء الثاني من مذكراته‪ ،‬ما مجموعه ‪ 464‬من االستقالل وما بعده‪ ،‬مثلما هو حال قطاعات عريضة من نخبنا الراهنة‪ ،‬بل جمع في تناغم فريد من نوعه‬ ‫الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬توزعت بين اثنان وثالثون فصال‪ ،‬غطت مجمل القضايا والتقاطعات بين نبل الممارسة السياسية التنويرية‪ ،‬وبين التأصيل النظري العميق للقيم اإلنسانية الكبرى التي قامت‬ ‫المرتبطة بجوهر الثورة الريفية‪ .‬وقد انطلق في ذلك من التعريف بسيرة بطل الريف األول الشريف محمد على أساسها مقومات الهوية األصيلة للحركة الوطنية‪ ،‬فكرا وممارسة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.