Achamal n° 912 le 24 octobre 2017

Page 1

‫منصة لوجيستيكية صينية‬ ‫بميناء طنجة المتوسط‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 912‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 02‬صفر ‪� 24 / 1439‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫ذكرت وكالة طنجة المتوسط‪ ،‬أن مؤسسة “هواوي”‬ ‫‪ Huawei‬الصينية‪ ،‬أنشأت منصة لوجستيكية بفضاءات‬ ‫ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬سوف تمكن هذه الشركة العالمية‬ ‫العمالقة من تعزيز وجودها في المغرب وإفريقيا‪ ،‬على‬ ‫نطاق واسع‪.‬وتعتبرمؤسسة “هواوي” من كبريات الشركات‬ ‫العالمية‪ ،‬متعددة الجنسيات‪ ،‬المختصة في مجال االتصال‬ ‫وإنتاج التكنولوجية الرقمية‪ ،‬عبر تصنيع وتصدير أنظمة‬ ‫االتصاالت المتنقلة إلى مختلف جهات العالم‪ .‬وتنتشر اليوم‬ ‫منتجات هواوي في أكثر من ‪ 170‬دولة حول العالم‪،‬‬ ‫ويعمل لدى “هواوي” المتعددة الجنسيات‪ ،‬ومعناها‬ ‫بالصينية “وردة” أكثر من سبعيـن ألف موظـــف‪ .‬وقد تم‬ ‫إنشاؤهـــا سنـــة ‪ ،1987‬ومركزهــا بمدينة ‪Shenzhen,‬‬ ‫‪ Guangdong‬لتصيح اليوم أكبر منتج لمعدات االتصاالت‬ ‫في العالم‪ ،‬وثالث أكبر مورد للهواتف الذكية‪ ،‬وصاحبة عدد هائل من مكاتب البحث والتطوير‪ ،‬ومالكة لعشرات‬ ‫اآلالف براءات االختراع فاقت ‪ 44‬ألف طلب‪ ،‬حظي منها ‪ 37‬ألفا بالموافقة العالمية خاصة براءة اختراع تقنية‬ ‫التطورالطويل األمد‪/‬شبكات الجيل الرابع المتقدمة ‪.LTE/LTE-A‬‬

‫في اليوم العالمي للقضاء على الفقر‬

‫المال في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة !‬

‫لو كان الفق ُر رجال ً لقتل ُته !‬

‫هذه المقولة الحكيمة‪ ،‬التي تنسب لعلي بن أبي طالب‪ ،‬دون توفر مصدر مسنود أو مرجع معتمد ‪ ،‬يوثق لذلك‪ ،‬تعتبر ثورة بركانيـة‬ ‫ضد الفقر الذي يعتبر المسؤول األول عن تهميش األشخاص وهدر كرامتهم ودوس حقوقهم األساسية‪.‬‬ ‫هذه المقولة الشجاعة‪ ،‬تضع أولياء األمر في مواجهة قوية مع الفقر بل وفي تحد عنيد لهذه اآلفة االجتماعية التي تعيق تسخير‬ ‫القدرات الشخصية للفقراء‪ ،‬وترهن مواردهم الذاتية‪ ،‬وتحول دون تحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‪ ،‬على أساس‬ ‫توفير الظروف الكاملة لضمان احترام حقوق اإلنسان األساسية وصون كرامته‪.‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪912‬‬

‫جمعية ثقافات المتوسط و مطعم الخبز الحافي‬ ‫يقيمان لقاء تأبينيا للراحل اإلعالمي خالد مشبال‬

‫بمبادرة من جمعية ثقافات المتوسط‪،‬‬ ‫و المطعم الشهير بطنجة «الخبز الحافي»‪،‬‬ ‫أقيم لقاء تأبيني للراحل اإلعالمي األستاذ خالد‬ ‫مشبال‪ ،‬وسط حضور ضم أصدقاء المرحوم من‬ ‫مثقفين و إعالميين‪ ،‬شكرا و عرفانا لمسيرة خالد‬ ‫مشبال‪ ،‬الذي أفنى حياته خدمة للشأن الثقافي‬ ‫واإلعالمي بجميع ربوع المملكة‪.‬‬ ‫و بكلمات مؤثــرة‪ ،‬افتتـح اللقـاء الدكتور‬ ‫عبد الحق بخات رفيق درب المرحوم‪ ،‬معتبرا‬ ‫التجمُع هو شكل للتعبير عن العرفان‬ ‫أن هذا‬ ‫ّ‬ ‫والوفاء لهذا الراحل الكبير الذي ترك لنا ما نتلقاه‬ ‫حباً في قلوبنا وأسماعنا ووجداننا ونفوسنا‪،‬‬ ‫مؤكدا أن الساحة اإلعالمية بالمغرب فقدت‬ ‫أحد أبرز رجاالتها الذين أسدوا الكثير لمهنة‬ ‫المتاعب‪ ،‬بحيث كان الفقيد صبورا غيورا واليقبل‬ ‫التفرقة بين اإلعالميين دون التمييز بين هذا‬

‫وذاك ‪ ،‬ويتدخل دائما لما فيه الخير إلصالح ذات‬ ‫البين‪ ،‬و ذلك لكونه ينحدر من عائلة يشهد لها‬ ‫بالنبل والشهامة ونكران الذات‪.‬‬ ‫شهادات عديدة قدمت في حق اإلعالمي‬ ‫خالد مشبال‪ ،‬من أصدقاء وصفوه بطيب النفس‬ ‫وشفافية الروح وأخالق كريمة حميدة‪ ،‬ممزوجة‬ ‫بروح الدعابة‪ ،‬منوهين باألعمال الجليلة التي‬ ‫أسداها لإلعالم ‪ ،‬بحيث ناولوا في حديثهم األيام‬ ‫البدائية لمزاولة مهنة الصحافة معتبرا أحدهم‬ ‫أن مشبـال يعتبــر من رواد اإلعـــالم الوطني‬ ‫بعد اإلستقالل‪ ،‬إذ يعرف بإسهاماته الصحفية‬ ‫العديدة والكبيرة‪ ،‬وتحديداً في الفترة التي‬ ‫اشتغل فيها بإذاعة طنجة ‪ ..‬مثل ما عرف الفقيد‬ ‫بمبادراته اإلعالمية المتميزة‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫تأسيسه لمشروع «سلسلة شراع»‪ ،‬التي عملت‬ ‫على نشر مئات الكتب حول العديد من القضايا‬

‫واألسئلة الثقافية واإلعالمية واألدبية والفكرية‪.‬‬ ‫وسبق للراحل مشبال أن «شـارك ومثـل‬ ‫اإلعالم المغربي في العديد من الندوات الوطنية‬ ‫والعربية والدولية‪ ،‬وبالذات حول قضية الصحراء‬ ‫والوحدة الترابية»‪ ،‬كما نال الجائزة الوطنية‬ ‫الكبرى للصحافة سنة ‪ ،2005‬ووشح بوسام‬ ‫ملكي من الدرجة الرفيعة‪ ،‬بمناسبة اإلحتفال‬ ‫بالذكرى السنوية لليوم الوطني لإلعالم‪ ،‬فيما‬ ‫كان من بين آخـر أنشطـة الراحل‪ ،‬تأسيس‬ ‫«المنظمة المغربية لإلعالم الجديد»‪ ،‬سنــة‬ ‫‪ 2014‬مع مجموعة من رفاقه اإلعالميين‪ ،.‬دعما‬ ‫منها لحركة الكتابة والنشر والقراءة ببالدنا‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد و أسكنه فسيح جنانه‪ ،‬إنا‬ ‫هلل و إنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫ل‪ .‬السالوي‬

‫أخنوش يختار طنجة النطالق مؤتمراته الجهوية‬

‫أعلن حزب التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬أن‬ ‫مؤتمراته الجهوية سوف تنطلق يوم ‪ 3‬دجنبر‬ ‫من مدينة طنجة‪ ،‬على أن تختم يوم ‪ 4‬فبراير‬ ‫‪ ،2018‬بمدينة أكادير‪ .‬وهي إشارة تؤكد بأن‬ ‫أخنوش ب��ات يضع جهة طنجة – تطوان –‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بما تشكله من ثقل اقتصادي على‬ ‫صعيد المملكة‪ ،‬في صدارة اهتماماته‪ ،‬وأصبح‬ ‫يراهن على تحويلها إلى أحد قالعه التنظيمية‬ ‫واالنتخابية‬ ‫جاء هذا اإلعالن في بالغ أصدره الحزب‪،‬‬ ‫على إثر اجتماع مكتبه السياسي برئاسة عزيز‬ ‫أخنوش يوم الخميس والذي تدارس من خالله‬ ‫الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة‬ ‫األولى من السنة التشريعية الثانية‪ ،‬الذي شغل‬ ‫حيزا هاما من النقاش الجاد والمسؤول‪ ،‬كما‬ ‫تناول نقاطا تنظيمية أخرى تهم الشأن الداخلي‬ ‫للحزب‪.‬‬ ‫وأكد الحزب في بالغه الذي توصل موقع‬ ‫«طنجاوي» بنسخة منه انخراطه الكامل في‬ ‫الرؤية الملكية الرامية إلى بلورة نموذج تنموي‬ ‫جديد يستجيب للحاجيات الملحة للمواطنين‪،‬‬ ‫ويحد من ال��ف��وارق المجالية‪ ،‬ويعمل على‬ ‫معالجة مكامن الخلل في القطاعات االجتماعية‬ ‫وخصوصا الصحة والشغل والتعليم‪..‬‬ ‫كما أكد على التزامه الواضح والصريح‬

‫بتحضير أرضية تحمل تصور الحزب للنموذج‬ ‫التنموي في أقرب اآلجال‪ ،‬قادرة على اإلجابة على‬ ‫تطلعات وطموحات المواطنات والمواطنين على‬ ‫أرض الواقع في أفق إغناء النقاش حولها خالل‬ ‫المؤتمرات الجهوية للحزب‪ ،‬وداخل منظماته‬ ‫الموازية ومن طرف جميع خبرائه في المجاالت‬ ‫المعنية‪.‬‬ ‫بالغ المكتب السياسي أكد على أن هذه‬

‫األرضية التي ستحمل رؤي��ة الحزب‪ ،‬يطمح‬ ‫التجمع الوطني لألحرار لمشاركتها وتقديمها‬ ‫للنقاش أمام المؤسسات المعنية والرأي العام‪.‬‬ ‫وجدد المكتب السياسـي وعيـه برهـان‬ ‫تأهيل الشباب ودعمه لهذا الورش الكبير عبر‬ ‫انخراطه اإليجابي والفعال‪ ،‬على اعتبار أن فئة‬ ‫الشباب تمثل المحرك الحقيقي والفعال للتنمية‪،‬‬ ‫والتزامه بتقديم مقترحات ومشاريع تستحضر‬ ‫الدور المهم والريادي الذي يجب أن تلعبه هذه‬ ‫الفئة داخل المجتمع‪.‬‬ ‫كما هنـأ الحـزب‪ ‬كــال من محمــد الوالف‬ ‫وم��والي عبد الرحمان ابليال بعد فوزهما في‬ ‫اإلنتخابات الجزئية األخيرة بكل من أكادير‬ ‫اداوت��ن��ان وت��ارودان��ت الشمالية‪ ،‬واع��ت��زازه‬ ‫بمجهودات جميع القوى داخل حزب التجمع‬ ‫الوطني لألحرار وخاصة على المستوى المحلي‬ ‫والتي قادت حملة انتخابية ناجحة توجت بفوز‬ ‫مستحق لمرشحي الحزب‪.‬‬ ‫كما دعا الحزب إلى خلق لجنة مشتركة بين‬ ‫حزبي التجمع الوطني لألحرار واإلتحاد الدستوري‬ ‫من أجل دراسة سبل تعزيز أفاق العمل المشترك‬ ‫بين الحزبين‪.‬‬

‫هل أصبحت الجلسات الخمرية «شكال نضاليا» جديدا‬ ‫بالحسيمة ؟‪..‬‬

‫يبدو أن ع��ودة الحياة الطبيعية إلى‬ ‫مدينة الحسيمة‪ ،‬قد أغاض الذين في قلوبهم‬ ‫م��رض‪ ،‬ولم يستحملوا أن تستعيد ساكنة‬ ‫الريف اإلحساس بالطمأنينة‪ ،‬بعد طي صفحة‬ ‫االحتجاجات المخدومة التي عرفتها المنطقة‬ ‫خالل األسابيع المنصرمة‪.‬‬ ‫إص��رار بعض الجهات المستفيدة من‬ ‫توتير األجواء بالمنطقة‪ ،‬دفعها إليفاد شخصين‬ ‫إل��ى مدينة الحسيمة‪ ،‬األول ذو مرجعية‬ ‫يسارية متطرفة‪ ،‬والثاني منتم لجماعة دينية‬ ‫غير مرخص لها‪ ،‬تسعى لفرض «التدين‬ ‫المفروض» على المجتمع‪ .‬وعلى الرغم من كل‬ ‫المتناقضات التي تجعل من توافقهما على نهج‬ ‫مشترك أمرا مستحيال‪ ،‬فإن السعي إلى تأجيج‬ ‫األوضاع بالمنطقة و زرع الفتنة بين الساكنة‪،‬‬ ‫كان الهدف المشترك ال��ذي يخدم مصالح‬ ‫الطرفين‪ ،‬وعلى أساسه أصبح التحالف مشروعا‪،‬‬ ‫بل ومطلوبا‪.‬‬

‫و فور وصول كل من اليساري المتطرف‬ ‫(ع‪.‬م)‪ ،‬المقيم بمدينة الرباط‪ ،‬و المتدين الورع‬ ‫(خ‪.‬ب) المقيم بالدار البيضاء‪ ،‬عصر يوم الخميس‬ ‫إلى مدينة الحسيمة ‪ ،‬ربطا االتصال بعنصرين‬ ‫من المنطقة‪ ،‬من أجل التخطيط إلشعال نار‬ ‫االحتجاجات من جديد‪.‬‬ ‫و حيث أن «التخطيط الجيد» يتطلب‬ ‫توفير مستلزمات التفكير في جو هادئ وبعيد‬ ‫عن األعين‪ ،‬فقد قررت مجموعة األربعة االختالء‬ ‫في سيارة من صنع ألماني بأحد األماكن‬ ‫القريبة من مدينة الحسيمة‪ ،‬وبما أن إثنين من‬ ‫«المخططين»‪ ‬أصرا على احتساء الخمرة حتى‬ ‫يبدعا في وضع مخطط توتير األوضاع‪ ،‬وحيث‬ ‫أنه في سبيل الوصول إلى الهدف المشترك‬ ‫تنتفي كل الموانع‪ ،‬فإن صاحبنا المتدين تناسى‬ ‫أن «الخمر رج��س من عمل الشيطان يجب‬ ‫اجتنابه»‪.‬‬ ‫وحيث أن الرياح‪ ‬ع��ادة ما تجري بما ال‬

‫تشتهيه السفن‪ ،‬فإن الجلسة الخمرية تحول‬ ‫النقاش فيها إلى صياح وإحداث للضوضاء‪ ،‬ما‬ ‫أثار انتباه دورية للدرك الملكي‪ ،‬كانت تقوم‬ ‫بجولة اعتيادية‪ ،‬وعند مباغتة السيارة تم ضبط‬ ‫شخصين يحتسيان الخمر‪ ،‬ليتم اقتياد المجموعة‬ ‫إلى مخفر الدرك‪ ،‬وبعد استشارة النيابة العامة‬ ‫تم إخالء شخصين‪ ،‬فيما تم وضع األخرين رهن‬ ‫تدابير الحراسة النظرية‪ ،‬قبل إحالتهما على‬ ‫القضاء ليقول كلمته في النازلة‪.‬‬ ‫الواقعة هي دليل آخر لمن ال زال في حاجة‬ ‫إليه‪ ،‬أن المطالب التنموية الحقيقية لساكنة‬ ‫الحسيمة‪ ،‬والتي شرعت الدولة في التجاوب‬ ‫معها‪ ،‬يستحيل أن ينتصب للدفاع عنها مثل‬ ‫هاته النماذج‪ ،‬التي أكدت بالدليل الملموس‬ ‫أن ما يهمها هو خدمة مصالح جهات هدفها‬ ‫تأجيج األوضاع وبث الفتنة في صفوف الساكنة‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫‪2‬‬

‫ق�صيـدة زجليـة نظمها ال�شاعر على ل�سان حال‬ ‫جريدة «ال�شمال« معربا فيها عن خط حتريرها‬ ‫و�شجاعة �أقالمها واحرتافية �صحافييها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪912‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حين يطلب مني قريبي مرافقته إلى أصيلة‪ ،‬لقضاء مأرب من مآربه‪ ،‬أجدني وكأنني خرجت‬ ‫من دنيا‪ ،‬ودخلت إلى دنيا‪.‬‬ ‫أجدني وكأنني عدت إلى عهودي األولى‪ ،‬يوم كان الدرب وحدة سكنية‪ ،‬متماسكة البنيان‪،‬‬ ‫تحس فيها بالدفء والمودة‪.‬‬ ‫فأصيلة تدخل «البيات الشتوي» لمدة تقارب ثمانية أشهر‪ ،‬تخ ُلد فيها للراحة‪ ،‬وتُسلم‬ ‫نفسها لنوم عميق‪ ،‬يلتزم فيه السكان الصمت‪ ،‬ويمتنعون عن الحركة‪ ،‬فإذا تحركوا‪ ،‬تحركوا‬ ‫بمقدار‪ ،‬وإذا ساروا‪ ،‬ساروا سيرا هيّنا‪ .‬الجالسون منهم في المقاهي يتهامسون‪ ،‬أو ينشغلون‬ ‫بتصفح الجرائد‪ ،‬أو فك طالسم الكلمات المتقاطعة‪ .‬والمترددون على األسواق‪ ،‬يسيرون في‬ ‫خشوع‪ ،‬وكأنهم يؤدون واجبا دينيا مقدسا‪.‬‬ ‫ال يقطع هذا الصمت‪ ،‬إال نفير سيارة قادمة من طنجة‪ ،‬أو صفير قطار آت من الرباط‪ ،‬أو نباح‬ ‫كلب ضال‪ ،‬أو أمواج البحر التي تخرج بين الحين والحين‪ ،‬عن وقارها المعتاد‪.‬‬ ‫حتى المحكمة التي يقصدها قريبي لالطمئنان على قضية من قضاياه‪ ،‬أشعر بأنها تسير‬ ‫في هذا النسق‪ ،‬فال تدا ُفع بالمناكب‪ .‬وال لغطا وال صخبا‪ ،‬حتى يخيل لك أن األصيليين يحلون‬ ‫مشاكلهم بالتي هي أحسن‪ ،‬وال يقصدون المحكمة إال من باب صلة الرحم بطاقمها اإلداري‪.‬‬ ‫بنايات المدينة متطامنة متواضعة‪ ،‬ال يتعالى بعضها على بعض‪ ،‬إال بمقدار ما يُشرف‬ ‫على البحر‪ ،‬ويستنشق هواءه‪ ،‬وينعم بزرقته‪ ،‬تصطف في نظام وانتظام‪ ،‬فتبرز للعيان متناسقة‬ ‫األبعاد‪ ،‬متشابهة األشكال واأللوان‪.‬‬ ‫قال لي قريبي‪ :‬أال تعرف أن ألصيلة ابنا بارا سلمَتْه مقاليد أمورها –عن طريق صناديق‬ ‫االنتخاب‪ -‬فأحسن التسيير‪ ،‬وأحسن التدبير‪ ،‬وحافظ للمدينة على خصوصياتها ومكتسباتها؟‬ ‫قلت له‪ ،‬بلى‪ ،‬أعرفه‪ ،‬وأعرف ما سخّر لمدينته من إمكانيات‪ ،‬وما بذل في سبيلها من‬ ‫مجهودات‪ ،‬ستوضع له –إن شاء اهلل‪ -‬في ميزان حسناته يوم العرض األكبر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إنه الحب –حب مدينتك‪ -‬يفعل األعاجيب‪ ،‬وإنها الغيرة‪ ،‬تصنع المعجزات‪ ،‬وخوارق‬ ‫العادات‪ ،‬فإذا األمور تسير في طريقها المرسوم‪ ،‬وإذا المنجزات تُنجز في وقتها الموقوت‪ ،‬وإذا‬ ‫الناس ينعمون بالسكينة واألمن والرخاء‪.‬‬

‫العالمة الفقيه محمد اللغداس‬

‫في ندوة تكريمية أقامتها جمعية قدماء التعليم‬ ‫األصيل بشفشاون‬

‫‪-‬‬

‫إن البلدان والمناطق والمدن والقرى ال تستمد قيمتها مما تتوفر عليه من‬ ‫ثروات باطنية وسطحية وتحققه من إنتاج مادي‪ ،‬إنما القيمة الحقيقية لها والتي‬ ‫تبقى راسخة على مر العصور هي مايبنيه رجالها ونساؤها من قيم المادية‬ ‫ويخلفونه من علم ومعرفة وإبداع وذكر طيب تتناقله األجيال كالرياح اللواقح‪.‬‬ ‫والشك أن جمعية قدماء طلبة التعليم األصيل بشفشاون سلكت الطريق‬ ‫الصحيح حينما جعلت هدفها الرئيسي هو حفظ الذاكرة و إحياء التراث الالمادي‬ ‫التنويري لمدينة شفشاون وأحوازها‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فإحياؤها لذكرى شيوخ وعلماء وفقهاء وغيرهم من أعالم إقليم‬ ‫شفشاون بإقامة حلقات دراسية عنهم وتقديم شهادات لألحياء من أصدقائهم‬ ‫أومجايليهم أومعاصريهم أو تالمذتهم أوعائالتهم حول سيرهم وعطاءاتهم‪،‬‬ ‫إنما يندرج في بناء الشخصية التاريخية لهذا اإلقليم الجبلي األندلسي‬ ‫المتوسطي‪ ،‬ويساهم في عملية التحصين من السقوط التام بل االستسالم‬ ‫للصور والكليشهات الزائغة التي بدأت تتكون وتسوق عن المدينة وأحوازها‬ ‫في العقود األخيرة عن قصد أو غير قصد‪.‬‬ ‫فبعد أن تم‪ ،‬منذ شهور‪ ،‬تكريم العالمة‪،‬الفقيه‪ ،‬الخطيب‪ ،‬األستاذ المرحوم‬ ‫محمد السفياني مدير المعهد األصيل بشفشاون ومحتسب المدينة لسنين‬ ‫طويلة‪ ،‬نظمت الجمعية نهجا‬ ‫على عادتها و سيرا على السنة‬ ‫الحسنة التي سنتها‪ ،‬ندوة‬ ‫تكريمية حول العالمة‪ ،‬الفقيه‪،‬‬ ‫السياسي‪ ،‬األستاذ المرحوم‬ ‫محمد اللغداس أح��د أعالم‬ ‫ثانوية اإلمام الشاذلي للتعليم‬ ‫األصيل‪-‬التعليم الديني ثم‬ ‫األصلي سابقا‪ -‬بشفشاون‪.‬‬ ‫أدار ال���ن���دوة رئ��ي��س‬ ‫الجمعية الشاعر والباحث في‬ ‫ال��ت��راث المحلي محمد بن‬ ‫يعقوب‪ ،‬وأط��ره��ا إل��ى جانب‬ ‫رئ��ي��س المجلس العلمي‬ ‫المحلي األس��ت��اذ محمد بن‬ ‫تحايكت‪ ،‬عضوا هذا المجلس‬ ‫األس��ت��اذان محمد الفاسي و‬ ‫مصطفى العربي العلمي‪ ،‬كما شارك فيها فرع حزب االستقالل بشفشاون وأسرة‬ ‫الفقيد من خالل شهادة قدمها كل من عضو فرع الحزب والجماعة الحضرية‬ ‫محمد الغرناطي‪ ،‬ثم ابن الفقيد عبدالواحد اللغداس‪.‬‬ ‫وفي كلمته االفتتاحية نبه األستاذ محمد ابن يعقوب إلى أنه حاول صياغة‬ ‫ترجمة مكتملة للمرحوم محمد اللغداس‪ ،‬إال أن شح المادة دفعته إلى االكتفاء‬ ‫باإلشارات‪ ،‬مشيرا إلى ما قاله في حق المرحوم عند النعي(يناير‪1982‬م) الراحل‬ ‫الهاشمي السفياني‪ ،‬وقد كان أحد أصفياء مدينة شفشاون وحراس قيمها‬ ‫النبيلة؛ حيث اعتبر فقدانه رزءا جلال‪ ،‬على اعتبار أنه كان أحد األعالم المميزين‬ ‫في علم الفرائض وشيخا من شيوخه تتلمذت على يده أجيال متعاقبة واستفادت‬ ‫من دروسه األثيرة ومن علمه النافع في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫إن المرحوم محمد اللغداس‪ ،‬كما أكدت كل الكلمات‪ ،‬كان شخصية علمية‪،‬‬ ‫وطنية‪ ،‬موسوعية‪ ،‬مخضرمة عاشت فترة االستعمار وما بعد االستقالل‪ ،‬حيث‬ ‫تلقى تعليما تقليديا على يد شيوخ أفذاذ بمنطقة جبالة في قبيلة أهل سريف‪،...‬‬ ‫حتى أن االنغماس في متون الدرس أنساه كل شيء‪ ،‬والشك أن الذكاء الذي‬ ‫تمتع به جعله ينفتح على عصره فنهل من رحيق الكتابات المجددة واالجتهادات‬ ‫الرصينة لرموزه كعالل الفاسي؛ وقد انخرط في أجواء الحركة الوطنية والنضال‬ ‫من أجل المطالبة باالستقالل‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبعد مرحلة الدراسة‪ ،‬التحق المرحوم للتدريس بالمعهد الديني‪،‬‬ ‫في عهد مديره‪ ،‬شيخ الجالل العالمة محمد بن عياد على حد تعبير األستاذ‬ ‫محمد بن تحايكت‪ ،‬في السنة الرابعة بعد افتتاحه ‪1938‬م‪ ،‬وهو اليزال في‬ ‫ريعان شبابه حيث كان سنه اليتجاوز ست وعشرون حوال وبقي يقوم بمهمة‬ ‫األستاذية باقتدار‪ ،‬باإلضافة إلى بعض المهام اإلدارية في فترات محدودة‪ ،‬إلى‬ ‫أن أحيل على التقاعد‪ ،‬فاشتغل بنظارة األحباس وبسلك العدول‪ ،‬كما تولى‪،‬‬ ‫كغيره من العلماء األفذاذ‪ ،‬مهمة اإلفتاء‪.‬‬

‫إصالح الجوارح‬ ‫قبل تدبير األرزاق‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫يتفاوت الناس في أقدارهم علميا وأخالقيا ؛ وذلك فضل‬ ‫اهلل يوتيه من يشاء‪..‬‬ ‫وقفت على نص في هذا المعنــى ضمـن مخطــوط‬ ‫«نزهة الناظــر وبهجــة الغصن الناضر» ألبي العباس أحمد‬ ‫بن عبد القادر التستاوتي‪ ،‬كتبه في أواسط ربيع الثاني سنة‬ ‫ثالث وتسعين وألف ؛ نقل فيه بعض تقييدات أخيه محمد‬ ‫الحاج بن عبد القادر التستاوتي بعدما أدخل عليها زيادات‪..‬‬ ‫وحذف منها ما تقتضيه الحروف الميسرة للصناعة التركيبية‪..‬‬ ‫سائال اهلل أن ينفع بها ‪.‬‬ ‫كان محمد الحاج بن عبد القادر التستاوتي أميا ال يحسن‬ ‫القراءة وال الكتابة ‪ ..‬لكن ما يصدر عنه وهبي إلهي‪ ..‬فيضي‬ ‫رحماني ‪ ..‬يشعر بانفتاح بصيرته واستنارة قلبه ‪ ..‬وهو بالتالي‬ ‫جدير ـ كما قال شقيقه ـ أن يكتب في القرطاس‪ ،‬ويحمل‬ ‫إجالال على الراس‪..‬‬ ‫قال محمد الحاج ‪:‬‬ ‫« الحمد هلل وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وبعد‪،‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫ومما أثاره مؤطرو اللقاء في كلماتهم هو أن شخصية المرحوم محمد‬ ‫اللغداس الموسوعية والمخضرمة انعكست على مهمته التدريسية والتربوية‬ ‫حيث قام بتدريس جل المواد الدينية واللغوية‪ ،‬وكذا العصرية كالحساب‬ ‫والتاريخ والجغرافية‪ ،‬إال أن تميزه برز في مادة الفرائض التي جمع فيها بين‬ ‫النظري والتطبيقي والعملي‪ ،‬ويذكر أنه حل مشكل أرض بقي النزاع حولها‬ ‫يتدحرج طيلة إحدى وعشرين جدا‪.‬‬ ‫وعرف عن المرحوم كذلك أنه كان دمث الخلق‪ ،‬دائم االبتسامة‪ ،‬الفت‬ ‫الوسامة واألناقة‪ ،‬محبوبا عند كل من عاشره أو احتك به أو عرفه‪ ،‬وخاصة‬ ‫تالمذته‪ ،‬كما كان بالغ الكرم حيث كان قلبه وعقله و بيته مفتوحا في وجه‬ ‫من يقصده بالخير‪ ،‬علما وعمال‪ ،‬وبذلك حاز فضائل وأخالق العالم و المناضل‬ ‫الوطني اإلنساني الذي جمع بين العقل والقول والفعل‪ ،‬وهي مناقب قل‬ ‫اجتماعها في شخص واحد كما أكد األساتذة محمد بن تحايكت ومحمد الفاسي‬ ‫ومصطفى العربي العلمي‪.‬‬ ‫من جانب آخر فقد تناولت بإسهاب كلمتا نجله عبدالواحد أحد أعمدة‬ ‫حزب االستقالل بمدينة شفشاون واإلقليم و المناضل محمد الغرناطي‪ ،‬الوجه‬ ‫السياسي والنضالي للمرحوم‪ ،‬حيث سلطتا الضوء على مساره النضالي محليا‬ ‫ووطنيا‪ ،‬إذ‪ ،‬حسب م���اورد في‬ ‫الكلمتين‪ ،‬فقد تقلد المرحوم‬ ‫ع��دة م��ه��ام داخ���ل مؤسسات‬ ‫حزب االستقالل حيث كان أحد‬ ‫رموزه بشفشاون وإقليمها عامة‬ ‫وقبيلة األخ��م��اس خاصة‪ ،‬كما‬ ‫كان عضو مجلسه الوطني‪ ،‬ومثل‬ ‫الحزب في المجلس البلدي و‬ ‫مثله كذلك كنائب برلماني عن‬ ‫دائرة شفشاون في أول برلمان‬ ‫بالمغرب سنة ‪ ،1963‬كما كان‬ ‫عضوا برابطة علماء المغرب‪،‬‬ ‫ولم يكن لذلك يفصل في حياته‬ ‫بين المهام النضالية والتربوية‬ ‫والعلمية‪ ،‬فكان بيته عشا دافئا‬ ‫تكتمل فيه التربية على القيم‬ ‫الفاضلة السمحة والروح الوطنية وحب العلم والمعرفة‪.‬‬ ‫وفي كلمته المؤثرة نيابة عن أسرته أشار نجله عبدالواحد‪ ،‬أن المرحوم‬ ‫كان دائم التتبع لمسارات أبنائه الدراسية‪ ،‬رغم مهامه المتعددة‪ ،‬ولم يحز في‬ ‫نفسه أشد من عدم السماح ألحد بناته بمتابعة الدراسة بمدينة تطوان‪ ،‬وكذا‬ ‫عدم متابعة أحد من خلفه للدراسة في أحد معاهد العلوم الشرعية العليا ليتخرج‬ ‫منها فقيها‪ ،‬وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على العقلية المتفتحة للرجل‬ ‫وحسه النقدي‪ ،‬ثم عشقه لما تعلمه وعلمه وهو اإلرث النفيس الذي كان يريد‬ ‫أن يستمر في حمل مشعله أحد أبنائه أو بناته اإلثني عشر الذين كان فيهم‬ ‫وفيهن الخير والبركة‪.‬‬ ‫والبد من القول في هذا المقام إن إخراج مشروع الموسوعة الحضارية‬ ‫لمدينة شفشاون وأحوازها‪ ،‬وكذا تشجيع كل مشاريع حفظ الذاكرة والعناية‬ ‫بتراث المنطقة يعد من الرهانات األساسية لبناء المستقبل والذي ال يبنى فقط‬ ‫بالطين والحجر‪ ،‬وال يسعنا في هذا السياق إال أن ننوه بالمبادرات الجمعوية‬ ‫والفردية السائرة في هذا االتجاه كإحداث مركز محمد حقون لذاكرة شفشاون‬ ‫وكتابات المرحوم العالمة عبداهلل الترغي والدكتورة هدى المجاطي واألستاذ‬ ‫محمد القاضي وآخرين‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة في األخير إلى أن هذه الندوة التي احتضنتها قاعة‬ ‫المحاضرات بمجمع محمد السادس للثقافة والرياضة والفنون يوم الجمعة‬ ‫‪ 20‬أكتوبر ‪2017‬؛ نظمت بشراكة مع المجلس العلمي المحلي لشفشاون‬ ‫وبتنسيق مع الجماعة الحضرية‪ ،‬وقد حضرها إلى جانب أسرة العالمة الفقيد‬ ‫محمد اللغداس جمهور غفير وفعاليات علمية وسياسية وجمعوية‪ ،‬وقد اختتمت‬ ‫بقصيدة في رثاء الفقيد ألقاها محمد األمين الورياشي‪.‬‬

‫فهذا كالم مختصر مفيد‪ ،‬حادث جديد ‪:‬‬ ‫اعلم أيها القارئ له أن الكالم صدر مني في كتاب غير هذا‬ ‫في الواردات التي تمر على القلب ؛ ففيها للمريد خير كثير‪..‬‬ ‫ولغيره ـ والعياذ باهلل ـ وزر كبير‪ ،‬فالواجب على المريد أن‬ ‫يتغذى من صفائها‪ ،‬ويرمي خبيثها‪ ،‬ويتغرب مدارها عليه‪ ،‬بل‬ ‫هي سارية في كل عاقل بالغ وكذلك المجانين‪..‬‬ ‫واعلم أيها المريد أنك وديعة‪ ،‬والوديعة ال تدوم‪ ،‬وإن‬ ‫تحققت أنك وديعة‪ ،‬فما في يدك من باب أولى وأحرى‪ ،‬فابدأ‬ ‫بجسدك‪.‬‬ ‫أال ترى إن قطعت يداك أو رجالك أو عمى بصرك أو قل‬ ‫سمعك أو قطع لسانك أو ترادفت عليك جميع الباليا‪ ..‬وأنت‬ ‫مقهور ببقاء الروح فيك‪ ،‬فما تصنع لنفسك بعد هذا؟‬ ‫فويحك‪ ،‬ما بالك يا مغرور لم تعترف بالقهر والغلبة؟‬ ‫تحسب نفسك شيئا وأنت عاجز عن صالحها‪ ،‬فتيقظ من‬ ‫غفلتك ـ غفر اهلل لك ـ وال تتألم على شيء فات خلفته‪ ،‬وال‬ ‫صنعته يدك‪ .‬وإن قلت ‪ :‬إن اليد يدي‪ ،‬والرجل رجلي‪ ،‬والعين‬ ‫عيني‪ ،‬واللسان لساني ‪ ..‬فتنقطع لهبتك لك بقهرك وعجزك‬ ‫عن صالحها‪ .‬ووجودك سبق تدبيره من اهلل سبحانه‪ ،‬وال‬ ‫ينفعك شيء سوى امتثال أمرك فيما أمرك به‪ ،‬فإذا قطع جارحة‬ ‫منك فاصبر لها ؛ فإنها عارية عندك ؛ فقد أخذ أمانته من‬ ‫استودعها‪ ،‬وفعل بك خيرا في تدبيره المتقدم قبل وجودك‪،‬‬ ‫وأنت ال تدري لنفسك صالحها يا مغرور‪ ،‬يا مقهور‪..‬‬ ‫ويحك ‪ :‬إذا ظهر عجزك في صالح جوارح بدنك‪ ،‬فأين تدبر‬ ‫الرزق‪ ،‬وأنت عاجز عن صالح البدن ؟ « فإنها ال تعمى األبصار‬ ‫ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» ‪.‬‬ ‫ولنا في هذا المعنى ‪:‬‬ ‫هيا لغافــل يا اعليــــل ابحالــــي‬ ‫هيا لبــــاني ولبنـــــا مهــــــدوم‬ ‫سلـم أمـورك لــيـه وارقد سالـي‬ ‫خل همومـــك بـه كن تهـــــــوم‬ ‫كان غرضي من اختيار موضوع هذا العمود التنبيه على‬ ‫قيمته األخالقية التخليقية وجودة نفسه الحجاجي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪912‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 24‬أكتوبـر ‪2017‬‬

‫السياسة الخاوية‬

‫كالم‬

‫نور الدين مضيان القيادي االستقاللي ورئيس الفريق االستقاللي‬ ‫بمجلس النواب‪ ،‬والذي ال يحتاج إلى تعريف‪ ،‬غير راض عن الموقف‬ ‫«الرسمي» و «الشعبي»‪ ،‬الرافض لتدخل المال العام‪ ،‬في‪ ‬دعم ‪ ‬تقاعد‬ ‫البرلمانيين‪ ،‬بل والمطالب بإلغاء هذا التقاعد بالمرة‪ ،‬خاصة بعد أن‬ ‫اصطف نواب العدالة والتنمية إلى جانب‪ ‬المطالبين بإلغائه‪.‬‬

‫عابر‬

‫ال ّتعليم فيه وفيه‪! ‬‬

‫ترى‪ ،‬ما هي حجة مضيان في دفاعه المستميت عن هذا الملف؟‬

‫ردة فعل مهنيي التعليم على نشر وزارة التربية والتعليم‪ ،‬لوائح المتغيبين‬ ‫من األساتذة والمعلمين‪ ،‬خالل شهر شتنبر الماضي‪ ،‬يعني مع انطالق السنة‬ ‫الدراسية الجديدة‪ ،‬كانت عنيفة‪ ،‬كما كان منتظرا‪ ،‬بسبب ميل العموم إلى‬ ‫رفض كل «ما من شأنه» فضح الفساد وإجهاض كل محاولة إلصالح «ما‬ ‫أفسدته عقود من االختالالت والالمباالة» و «التمييك» على‪ ‬انضباط ‪ ‬موظفي‬ ‫الدولة‪ ،‬في القيام بمسؤولياتهم‪.‬‬ ‫وبالتالي فإن إقدام الوزير حصاد على إصدار كشف تضمن تغيب ‪611‬‬ ‫من هيئة التدريس تمثل ‪ 2985‬يوم عمل‪ ،‬منها ‪ 1068‬يوم غياب في السلك‬ ‫الثانوي اإلعدادي‪ ،‬اإلعدادي والثانوي‪ ،‬و ‪ 1072‬يوم غياب بالتعليم االبتدائي‪،‬‬ ‫و ‪ 844‬يوم غياب بالسلك الثانوي التأهيلي‪ .‬في حين توصلت الوزارة‪ ‬بما‬ ‫مجموعه ‪ 430‬شهادة طبية‪،‬بما يشكل ‪ 2539 ‬يوم عمل ‪.‬‬ ‫نشر الئحة المتغيبين في أسالك التعليم قوبل بالرفض من طرف عدد من‬ ‫مهنيي التعليم الذين اعتبروا أن هذه العملية «تشهير» متعمد‪ ،‬بنساء ورجال‬ ‫التعليم‪ ‬ومحاولة تحميلهم فشل منظومة التعليم بالمغرب‪ ،‬و «هروب إلى‬ ‫األمام»‪ ،‬بينما كان على الوزارة توفير الشروط المادية والمعنوية التي تمكن‬ ‫نساء ورجال التعليم من القيام بواجبهم في ظروف مريحة‪.‬‬ ‫مسؤول في الجامعة الوطنية للتعليم طالب الوزارة باالستجابة أوال‬ ‫للملفات المطلبية لمهنيي التعليم‪ ‬وتمنى أن تعمد وزارة التربية والتعليم‬ ‫إلى نشر الئحة ناهبي أموال «المخطط االستعجالي» ‪ ‬التي فاقت ‪ 33‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬والمستفيدين‪ ‬من وضعيات اإللحاق خارج المساطر القانونية‪ ،‬أو‬ ‫موضوعين رهن اإلشارة‪ ،‬أو التفرغ ألعمال «نقابية»‪ ،‬وأغلبهم يغادرون التراب‬ ‫الوطني وال يقدمون أية خدمة عمومية طيلة سنوات‪ ،‬ويتقاضون أجورهم من‬ ‫ميزانية‪ ‬الوزارة‪..‬‬ ‫كل هذه المطالب مشروعة وعلى الوزير أن يستجيب لها‪ ،‬تحقيقا للشفافية‬ ‫التي جعلها المغرب عنوانا للمرحلة الجديدة‪ ،‬إلى جانب مبدأ إقران المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة‪ ،‬ولكن ذلك ال يتعارض مع نشر لوائح المتهاونين في أداء واجبهم‪،‬‬ ‫ليس فحسب‪ ،‬في قطاع التعليم ‪ ‬والتربية بجميع أسالكه‪ ،‬بل وايضا في مختلف‬ ‫قطاعات الوظيفة العمومية‪ .‬والجماعات المحلية والجهوية والغرف المهنية‬ ‫وجميع أولئك الذين يتقاضون راتبا من المال العام‪.‬‬ ‫حقيقة إن قطاع التعليم يكتسي أهمية قصوى إلى جانب قطاع الصحة‬ ‫العمومية‪ ،‬الرتباطهما المباشر بمصالح ماليين المواطنين وأسرهم‬ ‫وأبنائهم‪،‬ولترسخ صورة فساد هذين القطاعين في أذهان المواطنين‪ ،‬خاصة‬ ‫حين يصرح وزير سابق للتعليم أن تالميذ الشهادة االبتدائية ال يستطيعون‬ ‫جمع فعل وفاعل ومفعول به في جملة سليمة وال أن يحققوا عملية جمع أو‬ ‫ضرب أو طرح أو قسمة بسيطة‪ ،‬وخاصة حين يلتجئ المواطن إلى المستشفيات‬ ‫العمومية فيكون مصيره اإلهمال والالمباالة‪ ....‬و اإلبتزاز أيضا‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن أي خلل يحصل في مثل هذه القطاعات االجتماعية‪ ،‬يثير ردود فعل قوية‬ ‫وغاضبة من جانب المواطنين حيث يسري مفعوله على سائر قطاعات الوظيفة‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫إال أن إحصائيات ‪ ‬الوزارة بخصوص مهنيي التعليم المتغيبين ‪ ،‬بمبرر أو‬ ‫بدونه‪ ،‬ال يجب أن يعمم‪ ،‬بالرغم من وجود «شياه موبوءة» ‪ ‬في كل قطاعات‬ ‫الوظيفة العمومية‪ ......،‬ففي كل الحرف والوظائف‪ ،‬يوجد من بداخلهم ضمير‬ ‫مهني يملك عليهم مشاعرهم ويضبط سلوكهم‪ ،‬ورجال ونساء التعليم‪ ،‬يمكن‬ ‫اعتبارهم‪ ،‬بوصف عام‪ ،‬قدوة في الجد واالجتهاد والعطاء‪ ،‬بالرغم من الظروف‬ ‫التعيسة التي يوجد عليها اآلالف منهم بسبب عدم اهتمام المسؤولين‬ ‫بالظروف المادية والمعنوية التي يشتغلون فيها‪ ،‬وبسبب الفساد الذي تشهده‬ ‫اإلدارة والمنظومة‪.‬‬ ‫حقيقة إن بعض هواة السياسة السياسوية ‪ ‬حاولوا الركوب على هذه‬ ‫القضية بتحريك بعض «األبواق» هنا وهناك‪ ،‬لتأجيج الغضب بشأن كشف‬ ‫الغيابات في صفوف المعلمين واألساتذة واعتبار أن هذه العملية تخضع‬ ‫«ألجندات خفية» بل وتم التشكيك كليا في صحة البيانات المقدمة بهذا‬ ‫الشأن‪.‬‬ ‫إال أنه ال يمكن إنكار أن هذه العملية تم تتبعها بكثير من االهتمام ـ‬ ‫بل‪ ‬وبنوع من «الترحاب»‪،‬أيضا‪ ،‬اعتبارا لــ «تراكمات» من االحتقان والغضب‪،‬‬ ‫بسبب ‪ ‬الغيابات المتكررة‪ ،‬لبعض من ال ضمير لهم‪ ،‬بمبرر أو بدونه‪ ،‬ما يدفع‬ ‫إلى تسريح التالميذ خارج المواعيد المنتظرة ويشكل معاناة قاسية بالنسبة‬ ‫لآلباء واألمهات‪.‬‬ ‫ورغم البالغ التوضيحي لوزارة التربية الوطنية‪ ،‬والتفسيرات التي حاول‬ ‫من خاللها محمد حصاد تبرير نشره الئحة بعض مهنيي التعليم‪ ،‬المتغيبين‪،‬‬ ‫فإن المعنيين مصرون على اعتبار أن هذه العملية مس بكرامتهم واستهداف‬ ‫لمجهوداتهم وأطلقوا دعوات لحمل الشارة الحمراء وتنظيم وقفات نضالية‪،‬‬ ‫احتجاجا على ما اعتبروه إهانة لهم واستخفافا بكرامتهم ومحاولة النيل من‬ ‫كرامتهم‪.‬‬ ‫ومع التشديد على أن ال تتوقف هذه العملية عند مهنيي التعليم‪ ،‬بل‬ ‫وأن تشمل كافة أعوان وأطر الوظيفة العمومية والجماعات المحلية‪ ،‬وكافة‬ ‫المفسدين وناهبي المال العام والمستخفين بمسؤولياتهم أمام الوطن‬ ‫وأبنائه‪ ،‬أنى كانت مواقعهم‪ ‬وصفاتهم ومناصبهم وحيثياتهم‪ ،‬نود من‬ ‫موقعنا هذا‪ ،‬اإلشادة علنا بكفاءة ووطنية وإخالص جل العاملين في قطاعات‬ ‫وأسالك التعليم المختلفة خاصة المعلمين واألساتذة‪ ،‬واألطر التربوية‪،‬‬ ‫الذين ندعوهم إلى عدم االكتراث بتعاليق «راديو مروك»‪ ‬وندعو لهم بمزيد‬ ‫من التوفيق والنجاح‪ ...... ،‬ومن الصبر‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫مضيان يرى أن المطالبين برفع الدعم العمومي عن تقاعد‬ ‫البرلمانيين‪ ،‬بل‪ ‬وتصفيته‪ ‬بصفة نهائية‪ ،‬يتعاطون بــ «شعبوية»‪ ‬‬ ‫و«ديماغوجية» مع هذا الملف بينما يعتبر أن على الدولة أن تعمد إلى‬ ‫«إصالح صندوق تقاعد البرلمانيين»‪ ‬التضامني‪« ،‬المفلس»‪ .‬وإعادة‬ ‫هيكلته و «تمويله»‪ ،‬وفق منطق الوضوح والمعقول الذي تقوم عليه‬ ‫سياسة حزبه‪! ‬‬ ‫ومن حجج مضيان ‪ ،‬دفاعا عن معاشات البرلمانيين‪ ،‬أن هناك من‬ ‫بين البرلمانيين «فقراء» ‪ ،‬ال «مورد لهم» ضدا على ما «يسوق إعالميا»‬ ‫من ادعاءات ال صلة لها بالحقيقة «االستقاللية»‪ ،‬طبعا» وهي أن التوقف‬ ‫عن صرف المعاشات لهذه الفئة‪ ،‬يجعلهم في مأزق حقيقي‪ ،‬وبالتالي فإنه‬ ‫ال مجال أن تكون هذه القضية محط ممارسة «السياسة الخاوية»‪.....!!! ‬‬ ‫السياسة الخاوية يا سيد‪ ،‬هي أن تتحدث عن وجود برلمانيين ال‬ ‫مورد لهم سوى هذا المعاش‪ ،‬وكأنهم موظفون في أسالك الدولة‪،‬‬ ‫وحتى لو كانوا فالتقاعد يخضع للعديد من الشروط ال يتوفر واحد في‬ ‫األف منها في البرلمانيين‪ ،‬أوال‪ ،‬ألنهم جاءوا لـ «الخدمة العمومية»‬ ‫النيابية «تطوعا» لم يعينوا من طرف الدولة‪ ،‬حتى تلتزم الدولة بأي نوع‬ ‫من أنواع المعاشات التي ال تصرف‪ ،‬في المغرب‪ ،‬وفي العالم‪ ،‬إال بعد‬ ‫خدمة ‪ 60‬سنة على األقل‪ ،‬ثانيا أن هذا المعاش لم يعتمد منذ دخول‬ ‫المغرب الحياة النيابية‪ ،‬بل ألحق فيما بعد‪ ،‬بـ «اجتهاد» برلماني‪ ،‬ضمن‬ ‫للبرلمانيين امتيازات جديدةـ إضافة لالمتيازات المتعددة التي وفرها‬ ‫الشعب للنواب والمستشارين‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬من تعويضات شهرية تضاهي‬ ‫راتب الوزراء‪ ،‬ونقل ومبيت وأكل وشرب و «منافع أخرى»‪.....‬‬ ‫وإال‪ ،‬فما معنى أن يشتغل طبيب أو مهندس أو أستاذ جامعي أو‬ ‫باحث‪ ،‬مثال‪ ،‬صرف نصف عمره في الجامعة‪ ،‬وعليه أن يشتغل ستين عاما‬ ‫ليحصل على‪ ‬أجر دون ما يصرف لـ «نواب األمة» من تعويضات‪ ،‬وعلى‬ ‫معاش قد ال يصل إلى معاش‪ ‬نائب أو مستشار «مر» بالبرلمان‪ ،‬لوالية‬ ‫أو واليتين‪....!!! ‬‬ ‫هل في هذا عدل وإنصاف‪ ‬واحترام لمبدأ المساواة بين جميع‬ ‫المواطنين أمام القانون ؟‬ ‫نعم‪ ،‬البرلمانيون يحصلون على تعويضات شهرية هامة‪،‬‬ ‫ويمكنهم أن يتوجهوا إلى البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬لـينخرطوا في‬ ‫نظام االدخار لـ «اليوم األسود»‪ ،‬من أموالهم‪ ،‬ال من أموال الشعب‪...‬‬ ‫التي ال تصرف إال بسلطان‪...!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫اهلل ينصر من اصباح‪! ‬‬ ‫رغم أنه كان مقربا من أمين عام حزب المصباح‪ ،‬كما يشاع‪ ،‬فإنه‬ ‫«انتفض» ضد النجاح الذي حصل عليه فريق‪« ‬التمديد» ضد فريق‬ ‫«االستوزار»‪ ،‬واعتبر في «تغريدة» من تغريداته «النشاز»‪ ،‬أن هذا‬ ‫التمديد لثالث واليات بدل اثنتين‪ ،‬لألمين العام ولرئيس المجلس‬ ‫الوطني‪ ،‬استمرار لــ « منطق فاسد»‪ ‬يربط مستقبل الحزب بأشخاص‬ ‫زعمائه‪.‬‬ ‫صاحب «التغريــدة» المناوئة لـ «التمديد» لفائـدة بن كيران‪،‬‬ ‫مستشار جماعي «بارز» كان لبنكيران فضل إبرازه وإيصاله إلى حيث‬ ‫يوجد اآلن‪ ،‬بعد أن كان نكرة في مدينة تعج بالكفاءات والخبرات‬ ‫والمهارات‪ ‬في مجال تدبير الشأن العام المحلي‪.‬‬ ‫صاحب «التغريدة» اصطف إلى جانب العديد ممن وقفوا ضد‬ ‫التمديد‪ ،‬وعانقوا «مذهب» االستوزار‪ ،‬اعتقادا خاطئا منهم‪ ،‬أن‪ ‬األمين‪ ‬‬ ‫العام انتهى‪ ،‬وأن االقتراب منه‪« ‬مغامرة» غير مؤتمنة العواقب‪ ،‬وأن‬ ‫القبول‪ ‬بمبدأ التمديد‪ ،‬يضع الحزب في معادلة ال قبل له بها‪ ،‬وأن‬ ‫األوفر حظا لــ ‪« ‬االستمرار» والتطور و‪« .....‬الوصول» ‪ ،‬هو من «حرك‬ ‫شاشيته»‪ ،‬و «ضربها بنقزة فاعلة تاركة» والتحق بجماعة‪« ‬اهلل ينصر‬ ‫من أصبح»‪ .....!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫‪ ‬ال زيادة في األجور‬ ‫مشروع قانون المالية للسنة المقبلة خال من أي حديث عن الزيادة‬ ‫في األجور والمعاشات والتعويضات ‪ ‬وما يتبعها‪ ،‬بالرغم من اإلفراج عن‬ ‫«الحوار االجتماعي» الذي انتهى بمائدة شهية بدار العثماني ‪ ‬الذي‪ ‬‬ ‫قدم وعودا‪« ‬حكومية» بأن جلسات الحوار المقبلة‪ ،‬ستخصص لمناقشة‬ ‫أبرز مطالب الطبقة الشغيلة‪ ،‬ومنها ‪« ‬تحسين الدخل والزيادة العامة‬ ‫في التعويضات وأجور القطاع العام‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬والقطاع شبه‬ ‫العمومي‪ ،‬والتشريع النقابي‪ ،‬والحريات النقابية‪ ،‬والعمل النقابي وتنفيذ‬ ‫ما تبقى من اتفاق ‪ 26‬أبريل ‪ 2011‬ومراجعة النظام الضريبي واحترام‬ ‫الحرياتالنقابية»‪.‬‬ ‫الحكومة جاهزة لكل هذه المطالب‪ ،‬ولكن ‪ ‬مطلبا واحدا يبدو ‪ ‬أنه‬ ‫ال يندرج في إطار المقبل‪ ،‬حاليا‪ ،‬على األقل‪ :‬الزيادة في األجور‪ ،‬العتبارات‬ ‫محلية ودولية ‪ ،‬وأيضا ألن ‪ ‬أصحاب الباطرونا يخشون ‪ ‬أن تتسبب الزيادة‬ ‫في األجور‪ ،‬في القطاع الخاص‪ ،‬في إضعاف «تنافسية» ‪ ‬تجارة المغرب‬ ‫الخارجية‪.‬‬ ‫كالم جميل وكالم مضبوط ! ( أغنية ليلى مراد‪ ،‬في فيلم «عنبر»‪،‬‬ ‫‪« ،1948‬اللي يقدر على قلبي» )‪.‬‬ ‫ذلك أن زيادة دريهمات في «سميك» ‪ ‬الضعفاء‪ ،‬التعساء‪ ،‬ال شك أنه‬ ‫سيؤثر سلبا على تنافسية المغرب في عالقاته التجارية الدولية‪ ،‬ويهدد‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫جهود وتضحيات رجال ونساء األعمال‪ ،‬الذين يحصدون الماليير ‪ ‬سنويا‪،‬‬ ‫من‪ ‬جهود األوزاغ‪ ،‬من بناة المجد االقتصادي المغربي‪.‬‬ ‫وما ‪ ‬يستشف من تصريحات بعض ممثلي المركزيات النقابية‪،‬‬ ‫بخصوص ميزانية ‪ ،2018‬أنه يوجد اتفاق «تضامني» على «المهادنة»‬ ‫و «االنتظار حتى‪ ».......‬وهو موقــف حكيــم‪ ،‬ألن الطبقــة الشغيلة‪،‬‬ ‫«المناضلة» ‪ ‬يجب أن تكون «واعية» بصعوبة الظرفية‪ ‬وأن تساهم‬ ‫بقوة في تقييم وضعيات ال ذنب لها في «اعوجاجها» كما الشأن بالنسبة‬ ‫ألداء ‪ ‬فاتورات العجز‪ ‬الذي تشهده الميزانية وديون خزينة الدولة ‪،‬‬ ‫وتراجع احتياطات العملة‪ ،‬والعجز التجاري‪ ،‬وأن تساعد بالدها على تنفيذ‬ ‫توصيات البنك الدولي ومنها تقليص النفقات العمومية والضغط على‬ ‫حجم الوظيفة العمومية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫األشبــاح‬ ‫حول ما أسمتهم «أشباح الجماعات»‪ ،‬كتبت صحيفة «الصباح»‪،‬‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬أن هؤالء الموظقين األشباح‪« ،‬أشباح «يلهفون» ما‬ ‫قيمته ‪ 260‬مليارا سنتيم‪ ،‬ويمثلون حوالي ‪ 20‬في المائة من موظفي‬ ‫الجماعاتالمحلية‪.‬‬ ‫من بينهم أصدقاء وأقارب نافذين من كبار الموظفين والمنتخبين‬ ‫ورؤساء جماعات ‪ ،‬ومحسوبون على قيادات حزبية ونقابية‪ ،‬حتى إن‬ ‫بعضهم يقيم خارج المغرب و‪« .....‬يتوصل»‪ .‬‬ ‫الجريدة ترد مضمون هذا الخبر إلى «إسقاطات من تقارير صادرة‬ ‫عن المجلس األعلى للحسابات»‪.‬‬

‫!‪No comment ‬‬

‫‪ DDDDDDD‬‬

‫أمرشيش‪ ‬‬

‫هو «المارستان» الذي نقل إليه الطبيب المتورط في سرقة رضيع‪ ‬‬ ‫من مستشفى ابن طفيل بمراكش بعد أن تم اعتقاله هو والمتواطئين‬ ‫معه‪ ‬وإحالته على سجن «لوداية» بمراكش‪ ،‬ليتبين‪ ،‬بقدرة قادر‪ ،‬أنه‬ ‫يعاني من اضطرابات نفسية بعد أن ظهرت عليه حركات غريبة ليتقرر‬ ‫عرضه على أطباء مختصين بمارستان األمراض النفسية والعقلية‪،‬‬ ‫«أمرشيش» ‪ ،‬بالمدينة الحمراء‪.‬‬ ‫وهكذا فقد الطبيب «اتزانه النفسي» بمجرد إحالته على سجن‬ ‫«لوداية» ‪ ،‬هو ومن معه‪ ،‬وصار يتفوه بكالم كله تهديد‪ ‬ووعيد في اتجاه‬ ‫بعض المقربين منه‪ ،‬المتابعين في هذه القضية التي استأثرت باهتمام‬ ‫الرأي العام‪ ‬بعد أن تداولها اإلعالم الوطني‪ ،‬اإلليكتروني بوجه خاص‪.‬‬ ‫وقد تم االستماع إلى جل الموقوفين ‪ ،‬وهم أربعة‪ ،‬الطبيب‪ ‬زعيم‬ ‫العصابة‪ ،‬والزوجين المشتبه في محاولة «شراء» الطفل عن طريق‬ ‫الطبيب والشريك الذي تكفل بنقل الرضيع خارج المستشفى بعد أن‬ ‫أوهم أمه بأنه طبيب‪.‬‬ ‫إال أن العصابة وقعت في قبضة األمن الوطني ليعود الطفل‬ ‫الرضيع إلى أحضان والدته‪ ،‬وليزج بالمتورطين قي السجن‪ ،‬إلى أن يقول‬ ‫القضاء كلمته الحق‪.‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫اليوم العالمي لـ «مهادنة» الفقر‬ ‫هذا اليوم يصادف ‪ 17‬أكتوبر من كل عام‪ ،‬يحتفل به العالم‬ ‫«الفقير» ألذي لم نعد ننتمي إليه‪ ،‬بحمد اهلل «الذي ال يحمد على مكروه‬ ‫سواه»‪ .‬فقد انتفى الفقر من المغرب نهائيا‪ ،‬وخرج المغرب منتصرا‪ ‬على‬ ‫هذا «الطاعون» ‪ ‬األحمر‪ ،‬بعد أن حقق معدالت نمو جعلته يغادر منطقة‬ ‫الفقر والفقراء‪ ،‬بال رجعة‪ ،‬ويلج‪ ‬فضاء الغنى واألغنياء‪ ،‬وال فخر‪...! ‬‬ ‫كيف ؟ أال تصدقون ؟‪....‬‬ ‫أعلم أنكم ستردون على هذا االدعاء «الباطل» بمشاهد من داخل‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬الغني والفقير‪ ،‬حيث ‪ ‬الهشاشة‪ ،‬والتسول والتشرد‬ ‫واإلنحراف ‪ ،‬واإلجرام‪ ،‬والظلم‪ ،‬والحكرة‪ ،‬والهجرة القروية‪ ،‬وحيث‬ ‫ماليين المواطنين‪ ‬من الفئة الهشة يعيشون في مدن كرطونية‬ ‫وفي أحسن األحوال‪ ،‬قصديرية‪ ،‬بال أبسط شروط السكن الالئق‬ ‫بكرامة اإلنسان‪ ،‬إلى جانب مدن الـ ‪ ،VIP‬حيث السعادة تتفجر في أعين‬ ‫المحظوظين‪ ‬وتنعكس على سلوكهم وظروف حياتهم اليومية‪ ،‬هم‬ ‫وأوالدهم‪ ،‬أصلحهم اهلل جميعا وزادهم سعة على سعة‪....! ‬‬ ‫كل ذلك ال اعتبار له أمام خطاب الوزيرة الحقاوي التي زفت‬ ‫للمغاربة‪ ،‬تحت قبة البرلمان في ماي ‪ ،2014‬ردا على سؤال مستشار‬ ‫انتفضت في وجهه بقوة‪ ،‬بشرى خروج المغرب نهائيا من «منطقة‬ ‫الفقر»‪ ،‬وفق مؤشر دولي‪ ‬وضعته منظمة األمم المتحدة في نيويورك‪،‬‬ ‫يضع ‪ ‬مبلغ دوالر واحد ‪ ‬فقط كمؤشر عالمي لعتبة الفقر‪ ،‬هذه العتبة‬ ‫المنحوسة التي ‪« ‬تخطيناها» ‪ ‬بال رجعة‪ ،‬حتى بدوالرين‪ ،‬لنلج إلى فضاء‬ ‫اليسروالرخاء والبركة‪ .......‬الواسع‪! ‬‬ ‫وإذا لم تؤمنوا بمؤشر األمم المتحدة‪ ،‬ويطمئن قلبكم إليه‪ ،‬وهذا‬ ‫حق من حقوقكم األساسية‪ ،‬فإن الوزيرة ّ‬ ‫‪ ‬ذكرت بتقرير لمندوبية‬ ‫التخطيط المغربية‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬نص على أن عتبة الفقر المدقع ‪،‬‬ ‫انتقلت في المغرب من ‪ 3,5‬بالمائة إلى ‪ 0,3‬بالمائة سنة ‪.2014‬ولعلها‬ ‫تكون اليوم قد نزلت إلى ما تحت الصفر‪! ‬‬ ‫وإن لم يقنعكم كالم الوزيرة المحقة‪ ،‬وتقرير المندوب «السامي» ‪،‬‬ ‫سيرُوا‪ ‬في أرض اهلل ‪ ...‬وانظروا !!!‪ ...‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪912‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫المالكية يشترطون التوثيق‪ ،‬األحناف يشترطون‬ ‫فقط اإليجاب‪ ،‬وانقسام الشافعية بين هذا وذاك‪،‬‬ ‫لمياء السالوي‬ ‫وإن كانوا لرأي المالكية أقرب‬ ‫إعداد ‪:‬‬

‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫• «�أريدك زوجة �صاحلة فيما ير�ضي اهلل‪ ،‬زوجيني نف�سك على الفاحتة املباركة»‬ ‫• «ز ّوجتك نف�سي‪ ،‬لنقر�أ الفاحتة ّ‬ ‫ونوثق زواجنا �أمام اهلل»‬ ‫• «�أنا قبلت بربكة الفاحتة»‬ ‫بهذه السذاجة والبساطة‪ ،‬و اإلستهتارالمقزز بالدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬يتم الزواج بالفاتحة‪ ،‬استخفاف بالميثاق‬ ‫الغليظ الذي وجب فيه عقد يوثق الزواج بين طرفين متراضيين‪.‬‬ ‫«نكاح الفاتحة»‪ ،‬هو عبارة عن اتفاق بين الزوج وأسرة الزوجة‪ ،‬على تزويجها له بدون أوراق رسمية‪ ،‬ويستوفي‬ ‫الجانب الشرعي باإلشهار‪ ،‬وقراءة سورة الفاتحة أمام أهل العروسين وجيرانهم‪ ،‬ويتم ذلك عامة في المناطق القروية‬ ‫بشكل أكبر بالمغرب‪.‬‬ ‫جعل القانون المغربي سن الزواج بالنسبة إلى الذكور واإلناث ‪ 18‬عاماً‪ ،‬واشترط الحصول على إذن من القاضي‬ ‫لتزويج الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين ‪ 16‬و‪ 18‬سنة‪ ،‬فيما منع القانون الفتيان من الزواج قبل ذلك‪ ،‬في وقـــت‬ ‫تطالب المنظمات النسائية الحقوقية‪ ،‬بمنع الفــتيات من الزواج قــبل الثــامنة عشرة وتجريمه‪.‬‬ ‫لكن مجموعة من الدراسات البحثية أكدت أن الظروف اإلجتماعية واإلقتصادية جعلت الشباب غير مقبلين على‬ ‫الزواج أص ًال‪ ،‬وذلك بسبب البطالة وانسداد اآلفاق‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع أرقام العزوبية في صفوف اإلناث بحسب المندوبية‬ ‫السامية للتخطيط التي كانت كشفت في تقرير‬ ‫لها أن نسبة النساء العازبات في المغرب تصل‬ ‫إلى أكثر من ستة ماليين‪ ،‬تتراوح أعمارهن بين‬ ‫‪ 15‬و‪ 29‬سنة‪ ،‬فيما تصل النسبة إلى ‪ 67‬في‬ ‫المئة في صفوف من تتراوح أعمارهن بين ‪20‬‬ ‫و‪ 24‬سنة‪ ،‬وإلى ‪ 54‬في المئة بين من تتراوح‬ ‫أعمارهن بين ‪ 25‬و‪ 29‬سنة‪ .‬والالفت أن عدول‬ ‫العزوبية لدى من تجاوزوا الـ‪ 55‬تضاعف في‬ ‫السنوات العشر الماضية‪ ،‬وهو مـــا بـــات غيـر‬ ‫مرغوب فيه أبداً‪.‬‬ ‫إال أن هذا لم يمنـــع من تعـــدد طــرق‬ ‫الزواج لدى الشباب المغربي بحسب تنشئتهم‬ ‫اإلجتماعية وقناعاتهم الفكرية‪ ،‬واختياراتهم‬ ‫الشخصية‪ .‬فالبعض يوكل أمر اإلختيار إلى األم‪،‬‬ ‫فيما يتخذ آخرون من عالقات التعارف خالل‬ ‫الدراسة أو العمل فرصة للزواج‪ ،‬لكن بعض‬ ‫الشباب والشابات اختاروا العيش تحت سقف‬ ‫واحد من دون عقود زواج على النمط الغربي‪،‬‬ ‫فيما اختار بعض المتشبعين بالفكر السلفي في‬ ‫زمن تعقد الحياة اإلجتماعية‪ ،‬وغالء المعيشة «زواج الفاتحة» إشباعاً لرغباتهم الجنسية ولكن أيضاً مخافة الوقوع في‬ ‫الحرام على حد زعمهم‪ ،‬أو هروبا من القاعدة القانونية لتعدد الزوجات والتي تفرض الحصول على إذن موقع من طرف‬ ‫الزوجة األولى‪.‬‬ ‫ويبدو أن دعاوى ثبوت الزوجية بموجب القانون ‪ 102.15‬المتعلق بتعديل المادة ‪ 16‬من مدونة األسرة لمدة‬ ‫خمس سنوات أخرى تمتد إلى ‪ 4‬فبراير ‪ ،2019‬تجعل األصل في إثبات العالقة الزوجية هو عقد الزواج المكتوب للقضاء‬ ‫على ظاهرة «زواج الفاتحة» الذي تواجهه القاصرات‪.‬‬ ‫وال يزال هذا الزواج منتشراً في أنحاء كثيرة من المغرب‪ ،‬لكن تطبيق المادة وفق الناشطين الحقوقيين أفرز واقعاً‬ ‫معاكساً‪ ،‬إذ تحولت أداة لشرعنة «الزواج العرفي» والتحايل على القانون من‬ ‫خالل تشجيع تعدد الزوجات وتزويج القاصرات‪ ،‬ومحاولة فرض سياسة األمر‬ ‫الواقع على القضاء‪.‬‬ ‫في المغرب قبل أسابيع ظهرت فتاة تدعى “حنان” على كل شبكات‬ ‫التواصل اإلجتماعي‪ ،‬وهي شابة تنحدر من منطقة بعيدة‪ ،‬بالضبط من مداشر‬ ‫“سبت ْكزولة”‪ ،‬تفضح شيخاً سلفيا معروفا بتعدد الزوجات‪ ،‬خطيب في أحد‬ ‫مساجد طنجة‪ ،‬صلى خلفه ملك البالد في لقاءات سابقة‪ ،‬قالت حنان‪ ،‬وهي‬ ‫تنشر صورها على مواقع التواصل اإلجتماعي‪ ،‬إن الشيخ تزوجها بالفاتحة‬ ‫فقط‪ ،‬مستغال فقرها‪ ،‬وجهلها‪ ،‬مستعمال الدين والقرآن‪ ،‬مستعرضا صوره مع‬ ‫الملك و”إنجازاته” وفحولته‪ ،‬للتغرير بها‪ ،‬والدخول بها في صالون بيت أهلها‪،‬‬ ‫بعد أن تناول حبة “الفياغرا” حسب ما قاله والد حنان‪ ،‬في إحدى اإلذاعات‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫سبب خروج حنان لإلعالم والصحافة‪ ،‬هو تخلي الشيخ عنها‪ ،‬حسب ما‬ ‫قالته‪ ،‬ومعاملته الحاطة للكرامة لها‪ ،‬وسوء تعامله‪ ،‬بعد أن كان يقضي وطره‬ ‫معها‪ ،‬في إحدى الغرف التي يخصّصها لذلك داخل بناية جمعية أسسها‬ ‫بمدينة طنجة‪.‬‬

‫شهادات‪:‬‬

‫أمل‪ ،‬من مواليد ‪ ،1995‬تشتغل منسقة بإحدى الشركات‪ ،‬تقول‪« :‬أعتقد أن الزواج بالفاتحة هو زواج بهيمي‪ ،‬ال‬ ‫يحترم معايير الدين من توثيق وشهود وإشهار للعالقة‪ ،‬فهو يلقي بالمرأة في براثن متاهة قد تترتب عنها عواقب‬ ‫وخيمة‪ ،‬وألننا ‪-‬شئنا أم أبينا‪ -‬نعيش في مجتمع ذكوري‪ ،‬المرأة هي المالمة في نهاية األمر‪ ،‬وتبقى األصابع تشير‬ ‫إليها بالسوء»‪.‬‬ ‫تقول طالبة كلية الطب‪ ،‬أمل (‪ 21‬سنة) ردا على سؤالنا حول رأيها في موضوع الزواج بالفاتحة‪« :‬الزواج بالفاتحة‪،‬‬ ‫يبدو أن هذين المصطلحين غير متناغمين وغير قابلين أن يوضع أحدهما بمحاذاة اآلخر‪ ،‬ألن الزواج يحتاج أداة واحدة‬ ‫لتثبت مشروعيته بشكل قانوني‪ ،‬بغض النظر إن كانت تسمية العقد صحيحة أم ال‪ ،‬تلك الوثيقة الموقعة من الطرفين‬ ‫هي الوحيدة التي تثبث الزواج‪ ..‬أيا كانت مرجعية الزوجين‪ ،‬أقصد هنا إسالمية أو غيرها‪..‬‬ ‫«الفاتحة ال تشرع الزواج‪ ،‬لكنها تشرع النكاح وأظن أن بين المفهومين هوة عميقة‪ ،‬والذين يلجؤون إليها غالبا‬ ‫ما يكون دافعهم الرئيسي‪ ،‬عدم استيفائهم للشروط القانونية‪ ،‬مثال الفتاة لم تبلغ بعد الثامنة عشرة من عمرها‪ ،‬أو‬ ‫أن الرجل متزوج سلفا‪ ،‬ولم ترض أن تمنحه زوجته األولى الموافقة على التعدد‪ ،‬حينها فقط تصبح الفاتحة هي الحل‬ ‫الذي يفتح لهم باب غرفة النوم ويقيهم شر حراس العقيدة الذين سيتهمونهم بالزنى» تقول أمل‪.‬‬ ‫و تضيف‪« ،‬أعجز عن فهم هذه المسمّيات التي تسلب الزواج فحواه وتضرب عرض الحائط كل األحاسيس‬

‫اإلنسانية التي تبنى عليها العالقة الزوجية‪ ..‬الجنس هو العمود الفقري ألي عالقة بين اثنين‪ ،‬حين يكون التراضي‬ ‫طبعا قائما بين الطرفين‪ ،‬ال يهم حينها هل قرأ اإلثنين الفاتحة قبل ذلك أو و ّقعا عقدا‪ ..‬وأظن أنه ال توجد امرأة‬ ‫تستطيع أن تؤمِّن رجال على نفسها‪ ،‬وهي ال تثق فيه وتضع مع توقيعها ذاك احتمالية وقوفها ضده يوما ما داخل‬ ‫المحكمة‪ ..‬يبدو األمر صعبا جدا‪ ،‬أن أدلي برأيي تحت لواء منظومة أو مرجعية لست مقتنعة بها أصال»‪.‬‬ ‫وفي تفاعله مع الملف‪ ،‬قال أحمد‪ ،‬طالب بسلك اإلجازة المهنية (‪ 26‬سنة)‪« :‬الزواج كما أفهمه‪ ،‬هو مؤسسة مبنية‬ ‫على تعاقد إنساني بين اثنين‪ ،‬تضمن لهما مجموعة حقوق ومجموعة واجبات كامتداد لعالقة إنسانية يجتمع فيها‬ ‫الرغبة في اآلخر‪ ،‬اإلستقرار‪ ،‬العيش المشترك وضمان استمرار المجتمع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المؤطر ألجيال المستقبل‪ ،‬بل يمكن اعتبارها المدرسة‬ ‫هذه المؤسسة تعد اللبنة األساسية للمجتمع والحاضن‬ ‫األولى لفهم معنى أن تعيش مع اإلنسان اآلخر‪ ،‬وتختبر رفقته لحظات النجاح والفشل‪ ،.‬الزواج إلتزامٌ تجاه اآلخر وتحمّل‬ ‫للمسؤولية‪ ،‬تلك المسؤولية التي نفترض أنها جاءت عن قناعة واختيار حر»‪.‬‬ ‫و يسترسل أحمد قائال‪« :‬عندما نبحث‬ ‫في التاريخ أو ما يجري في واقعنا‪ ،‬نجد أن‬ ‫الزواج أنواع متعددة‪ ،‬وال توافق بالضرورة‬ ‫الفهم الذي قدمته‪ ،‬لكن الذي شد انتباهي‬ ‫هو تفاعالت واقعي الحالي‪ ،‬التي كان بارزا فيه‬ ‫ما يسمى بزواج الفاتحة‪ ،‬هذا النوع بالضبط‪،‬‬ ‫أنظر إليه بشكل سلبي إن لم أقل أنني أرفضه‪،‬‬ ‫فهو يخالف بشكل كبير فهمي لمعنى الزواج‬ ‫والغايات المرجوة منه‪ ،‬حيث أنه ال يضمن‬ ‫حقوقا أو واجبات‪ ،‬وال تجد فيه أي أثر مادي يثبت‬ ‫ذاك اإللتزام المطلوب تجاه اآلخر سواء في حالة‬ ‫نشوئه أو انحالله‪ ،‬و في مجتمعات أخرى تكون‬ ‫مصغرة أو من الزمن الماضي‪ ،‬قد يكون زواج‬ ‫الفاتحة مقبوال حين تكون معرفة وجود رابط‬ ‫في حد ذاته قوة مادية‪ ،‬لكن العالم بشكله‬ ‫الحالي يختلف عما سبقه وتفاعالته أكثر تعقيدا‬ ‫وتركيبا‪ ،‬وهذا الزواج ال يضمن بأي شكل من‬ ‫األشكال متانة هذه المؤسسة أو على األقل‬ ‫المسؤوليات تجاه اآلخر في حالة انحاللها‪ ،‬وهل‬ ‫فعال كانت موجودة أصال‪.‬‬ ‫المرجع هو الواقع‪ ،‬وهو يخبرنا أن زواجا كهذا يكون المتضرر األول منه هو المرأة‪ ،‬واألطفال ثانيا‪ ،‬إن كان لهم‬ ‫وجود‪ ،‬أصل الضرر يكمن في شكل عالقات المجتمع‪ ،‬حيث تعتبر المرأة الحلقة األضعف والتي تتحمل جميع التبعات‬ ‫السلبية لغياب دليل مادي على حدوث هذا الزواج‪.‬‬ ‫باإلضافة لذلك‪ ،‬يمكن أن يتطور األمر في اتجاه آخر‪ ،‬وهو اإلستغالل ذو الطابع الجنسي أو دعارة مقنعة باسم‬ ‫سورة الفاتحة يصبح فيها طرف هو المستغِل وطرف آخر هو المستغَل‪ .‬الذي يثير اإلستغراب‪ ،‬هو أن كثيرا ممن يتبنون‬ ‫المذهب المالكي يعملون عكس تعاليمه‪ ،‬فهو يعتبر كل أنواع الزواج التي لم توثق ولم تخضع لشروط معينة باطلة‪،‬‬ ‫وتجدهم أول المتعاطين لما يرونه باطال‪ ،‬أذكر مثال قضية الكوبل الدعوي‬ ‫وقضية الشيخ الفيزازي‪ ،‬هنا البد من وضع السؤال‪ ،‬لماذا زواج الفاتحة مادم‬ ‫اإلنسان قادر على ممارسة عالقة جنسية رضائية؟»‪...‬‬

‫النص الديني يحتاج لقراءة إنسانية‬

‫يوسف المساتي‪ ،‬اإلعالمي و الباحث في الفكر اإلسالمي‪ ،،‬يقول‪“ :‬تطرح‬ ‫مسألة الزواج بالفاتحة جملة من الحساسيات وذلك ألنها بمثابة الشجرة التي‬ ‫تخفي الغابة‪ ،‬حيث تخفي العديد من التمثالث والتصورات وأنماط العالقات‬ ‫سواء بين المرأة والرجل أو بين الرجل والمرأة والمؤسسة الفقهية أو تمثل‬ ‫الفقه للجنس والزواج وغيرها‪.‬‬ ‫وإذا ما نحن تأملنا المقاربات الفقهية المحضة‪ ،‬سنجدها متسمة بالتنوع‬ ‫واإلختالف – كدأب الفقه في كل القضايا‪ -‬بين رأي المالكية الذين يشترطون‬ ‫التوثيق‪ ،‬ورأي األحناف الذين يشرتطون فقط اإليجاب‪ ،‬وانقسام الشافعية‬ ‫بين هذا وذاك‪ ،‬وإن كانوا لرأي المالكية أقرب‪ ،‬هذا التنوع ال يحكمه العنصر‬ ‫التشريعي‪ ،‬ولكنه في الواقع محكوم بالعنصر اإلجتماعي والثقافي‪ ،‬ويخفي خلفه‬ ‫تمثل المشرع للعالقة الزوجية وأساسا للغاية منها‪.‬‬ ‫بالعودة إلى النص القرآني‪ ،‬نجد أن الزواج جاء مقترنا بالسكينة‪ ،‬إذ تلخص اآلية الواحدة والعشرون من سورة‬ ‫الروم التصور القرآني للزواج والتي ورد فيها «وَمِنْ آيَاتِهِ أَ ْن خَ َلقَ َل ُكم من أَن ُف ِس ُكمْ أَزْوَاجًا لِّ ُ‬ ‫تَسْكنُوا إِ َليْهَا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بَيْنَكم مَّوَدَّ ًة وَرَحْمَ ًة ۚ إِ َّن فِي َذٰلِكَ آَليَاتٍ لِّ َقوْم يَتَ َف َّك َ‬ ‫رُون»‪ ،‬بحسب منطوق هذه اآلية‪ ،‬فإن وجود‬ ‫وَجَعَل‬ ‫ٍ‬ ‫شريك تشترك معه في حياتك وتسكن إليه بما يعنيه السكون هنا من تحقيق لألمن والطمانينة النفسية واإلنسانية‬ ‫أساسا‪ ،‬فهذا يعدّ من آيات اهلل في الكون وهو في نظري الشخصي أسمى تعبير إنساني عن مفهوم الزواج‪.‬‬ ‫ويمكن أن نربطه هنا في هذا السياق بالنهي الشبه الصريح عن التعدد‪ ،‬في قوله «ولن تعدلوا ولو حرصتم»‪ ،‬إذ‬ ‫أننا إذا ما حاولنا قراءة التصور القرآني يمكن أن نخرج بقراءة جديدة للتعدد وللزواج‪ ،‬لكن هذا المفهوم الذي حاول‬ ‫النص القرآني التأسيس له يتالشى بشكل كامل مع المؤسسة الفقهية التي جعلت الزواج مقرونا باإلستطاعة الجنسية‬ ‫والمالية‪ ،‬ستغيب القراءة الفقهية شرط السكينة النفسية والعدالة الواجب تحققها لدى الزوجين‪ ،‬وللذين يعتبران من‬ ‫آيات اهلل لصالح قوامة الرجل واستطاعته الجنسية ويتحول الزواج إلى عقد نكاح عوضا عن عقد مودة ورحمة وسكينة‬ ‫وطمأنينة‪.‬‬ ‫خلص الكالم‪ ،‬إلى أن الحديث عن الزواج بالفاتحة وشرعيته من عدمها سيظل نقاشا هامشيا وسطحيا‪ ،‬إذا لم‬ ‫يقدنا إلى إعادة قراءة النص الديني قراءة أكثر إنسانية ومساءلة الفقه الذكوري في إطار سياقاته التاريخية واإلجتماعية‪،‬‬ ‫وأن نعيد للعالقة اإلنسانية بين الرجل والمرأة جوهرها القائم على السكينة والمودة والرحمة والطمأنينة قبل العقود‬ ‫الموثقة من عدمها وقبل اإلستطاعة الجنسية والمالية فهناك الجوهر اإلنساني”‪.‬‬


‫العدد ‪912‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫احتجاجات حاشدة‬ ‫لممتهني التهريب‬ ‫المعيشي أمام معبر‬ ‫باب سبتة‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫لجنة مختلطة لتتبع أشغال تهيئة مركز جماعة فيفي‬ ‫بضواحي شفشاون‬

‫استقبل مركز جماعة فيفي بإقليم شفشاون‪ ،‬الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬وفدا ضم لجنة مختلطة من عمالة اإلقليم برئاسة‬ ‫العامل‪ ،‬لتتبع أشغال مشروع تهيئة المركز‪.‬‬ ‫وقالت مصادر عليمة لـ «المساء»‪ ،‬إن عامل اإلقليم‬ ‫أبدى عدة مالحظات على المشروع‪ ،‬تركز أبرزها حول وتيرة‬ ‫تقدم األشغال التي اعتبرها بطيئة‪ ،‬وال تتماشى مع بنود‬ ‫دفتر التحمالت الموقعة مع الشركة المنجزة للمشروع‪،‬‬ ‫وأكدت الممصادر ذاتها على تحذيرات عامل اإلقليم للمقاول‬ ‫المكلف ببرنامج تهيئة المركز الحضري فيفي‪ ،‬بضرورة‬ ‫احترام اآلجال الزمنية المدرجة ضمن الجدولة المتفق عليها‬ ‫مسبقا‪ ،‬وإال ستتخذ ضده إجراءات جزائية صارمة‪.‬‬

‫وأشارت مصادر «المساء» إلى أن المسؤؤل الترابي‬ ‫األول باإلقليم‪ ،‬وعد المنتخبين المحليين وممثلي ساكنة‬ ‫جماعة فيفي ونواحيها‪ ،‬بقرب بدء ثالثة برامج لتقوية البنية‬ ‫التحتية بالمنطقة في ما يخص الطرق‪ ،‬وذلك عبر توسعة‬ ‫بعضها وتعبيد أخرى جديدة‪ ،‬بدعم من مجلس الجماعة‬ ‫المحلية ومجلس عمالة إقليم شفشاون‪.‬‬ ‫غير أن الملف الذي استأثر بالنصب األوفر من النقاش‬ ‫بين العامل ورئيس مصلحة الشؤون االقتصادية بالعمالة‬ ‫من جهة‪ ،‬وممثلين لطلبة متحدرين من المنطقة منتخبين‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬كانت قضية حرمان عدد كبير من طلبة مركز‬ ‫فيفي والجماعات القروية باإلقليم من المنحة الجامعية‪،‬‬

‫رغم أن نسبة كبيرة منهم ينتمون إلى أسر معوزة‪ .‬وكانت‬ ‫«المساء» قد أثارت هذا الموضوع قبل أسبوعين ونقلت‬ ‫استياء مجموعة كبيرة من طلبة إقليم شفشاون نتيجة‬ ‫إقصائهم من المنحة الجامعية رغم استحقاق أغلبهم لها‪،‬‬ ‫على اعتبار استفحال الهشاشة بجل مداشر اإلقليم‪.‬‬ ‫وجوابا على تظلمات الطلبة‪ ،‬تعهد عامل اإلقليم‬ ‫ببحث هذا الملف من جديد وتدقيق المعايير المعتمدة‬ ‫لفرز مستحقي المنحة الجامعية من غيرهم‪ ،‬مع ترتيب آثار‬ ‫العملية‪ ،‬بما في ذلك إعادة إدراج أسماء المستحقين فعليا‬ ‫للمنحة الجماعية‪ ،‬والذين حرموا منها خطأ أو سهوا برسم‬ ‫الموسم الجامعي الحالي‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫هذه مطالب تنسيقية الطلبة والمجازين بإقليم وزان‬ ‫التأم نحو مائة شخص من الطلبة والمجازين العاطلين‬ ‫أمام مقر عمالة وزان‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬في وقفة‬ ‫احتجاجية نظمتها «تنسيقية الطلبة المجازين بإقليم وزان»‬ ‫في إطر برنامج نضالي يتضمن ثالث محطات‪ ،‬أوالها‬ ‫«يوم نضالي» تعبأ فيه العشرات من الطلبة الحاليين‬ ‫والقدامى اتحدت مطالبهم في رفع التهميش واإلقصاء‬ ‫عن المنطقة‪.‬‬ ‫وتضمن الملف المطلبي للمحتجين‪ ،‬وفق مصدر‬ ‫من التنسيقية اتصلت به «المساء»‪ ،‬أربع نقط وصفت‬ ‫بـ«المستعجلة»‪ ،‬وهي المطالبة بتمعيم المنحة الجامعية‬ ‫للطلبة المتحدرين من إقليم وزان‪ ،‬نظرا لطبيعته القروية‪،‬‬ ‫والتي تغلب عليه الهشاشة‪.‬‬ ‫ثاني مطالب الطلبة كان توفير السكن للطلبة‬

‫الجامعيين المنتمين إلى اإلقليم‪ ،‬والذين يتابعون دراساتهم‬ ‫الجامعية بكليات طنجة وتطوان والقنيطرة ومكناس‪ ،‬كما‬ ‫ألح الطلبة على تخصيص بطائق خاصة للطلبة تسمح‬ ‫لهم بالتنقل عبر القطارات الوطنية وشركة النقل الوطنية‬ ‫بأثمنة تفضيلية دعما لهم وتقديرا لحاالتهم االجتماعية‬ ‫الصعبة‪.‬‬ ‫رابع مطالب تنسيقية الطلبة والمجازين بوازن‪ ،‬وفق‬ ‫المصدر ذاته‪ ،‬هو تكوين الطلبة المجازين لتأهيلهم لولوج‬ ‫سوق الشغل بالمنطقة‪ ،‬على اعتبار أن أغلب الشهادات‬ ‫والدبلومات التي تحصلوا عليها ال تمنحهم‪ ،‬عمليا‪ ،‬الكفاءة‬ ‫والقدرة لالندماج الفعلي في سوق الشغل‪ ،‬وألح المصدر‬ ‫ذاته على أن تتم هذه الدورات التكوينية في تنسيق مع‬ ‫الشركات الكبرى‪ ،‬حتى تكون مالئمة لمتطلباتها وحاجياتها‬

‫من نوعية المهارات والكفايات التقنية المطلوبة‪ ،‬وتعمل‬ ‫ذات المقاوالت‪ ،‬مع نهاية فترات التكوين‪ ،‬بدمج المجازين‬ ‫المعنيين في سوق الشغل عبر مرحلة انتقالية تشمل فترة‬ ‫تدريبية مسبقة‪.‬‬ ‫وخالل اللقاء ذاته‪ ،‬نبه ممثلو الطلبة والمجازين ممثل‬ ‫السلطة المحلية‪ ،‬وفق المتحدث ذاته‪ ،‬إلى المغالطات التي‬ ‫تروجها منابر مقربة منها‪ ،‬تلمح إلى وقوف هيئات سياسية‬ ‫وراء حركاتهم النضالية‪ ،‬مؤكدا أن تنسيقيتهم هي هيئة‬ ‫اجتماعية صرفة تناضل بكل استقاللية للدفاع عن حقوق‬ ‫الطلبة الحاليين والقدامى‪.‬‬

‫ر‪.‬ح‬

‫البيع يتهدد عقارات المحطة الطرقية والمجزرة وسوق الجملة بطنجة‬ ‫بسبب األزمة المالية للجماعة‬

‫كشفت مصادر جماعية متطابقة لـ«األخبار»‪ ،‬أن األزمة‬ ‫المالية التي تعرفها جماعة طنجة‪ ،‬والتي تحاصرها من كافة‬ ‫المنافذ‪ ،‬تهدد عددا من الممتلكات التابعة لهذا المجلس‬ ‫لعرضها للبيع‪ ،‬من ضمنها العقار ذي الرسم العقاري ‪G/492‬‬ ‫المخصص إلحداث المحطة الطرقية للمسافرين‪ ،‬وتبلغ‬ ‫مساحته نحو ‪ 45.970‬مترا مربعا‪ ،‬والذي جرى اقتناؤه بمبلغ‬ ‫‪ 260‬درهما للمتر المربع‪ ،‬في الوقت‪ ،‬الذي نبهت تقارير‬ ‫لجان الجماعة إلى ضرورة العمل على احتضان هذا المرفق‪،‬‬ ‫لكون خدماته لها أهمية قصوى بالمدينة‪ ،‬إلنهاء األزمة‬ ‫والفوضى اللتين تنخران المرفق الحالي‪.‬‬ ‫وحسب المصادر نفسها‪ ،‬فإن هذه األزمة والتي‬ ‫وضعت أيضا مرفق المجزرة البلدية وكذا سوق الجملة‬

‫للخضر والفواكه‪ ،‬أمام الوضعية ذاتها‪ ،‬أضحى من‬ ‫الواجب على مصالح وزارة الداخلية التدخل لمنع تفويت‬ ‫وبيع عقارات تابعة للمجلس لسد ثغرات األزمة المالية‬ ‫التي أوصل حزب العدالة والتنمية جماعة طنجة إليها‬ ‫أول مرة‪ ،‬على اعتبار أن الحسابات السياسية من شأنها‬ ‫أن تزول‪ ،‬بينما تبقى المرافق الجماعية ملكا لسكان‬ ‫المدينة لالستفادة من خدماتها‪ .‬ولم تخف المصادر‬ ‫نفسها أن يتم اللجوء إلى عملية البيع إلحراج وزارة‬ ‫الداخلية من قبل المجلس الجماعي‪ ،‬حيث اعتبرت عملية‬ ‫السمسرة حول عقارات تابعة للمجلس األولى من نوعها‬ ‫وطنيا‪ ،‬سيما وأن مدينة طنجة التي تحتضن المئات من‬ ‫الشركات االستثمارية كان من األولى تخصيص هذه‬ ‫العقارات لهذه القضايا بالذات‪.‬‬

‫وتبعا لذلك‪ ،‬بثت قضية مصادقة الجماعة على تسوية‬ ‫وضعية أراضي األسواق الجماعية‪ ،‬خصوصا الموجودة‬ ‫بمنطقة «كاسطيا» و «زريتينة» و «بني توزين» (بتت)‬ ‫مخاوف في صفوف باقي مكونات المجلس من أن تمتد‬ ‫عمليات البيع إلى هذه العقارات في ظل أن الحزب المسير‬ ‫للشأن المحلي‪ ،‬شرع في بيع كل العقارات والتي من خاللها‬ ‫يمكن أن يسد بها ثغرات األزمة المالية‪ ،‬وقد أوصت في هذا‬ ‫الصدد لجنة التعمير وإعداد التراب والمحافظة على البيئة‬ ‫بضرورة تسوية وضعية هذه األسواق لما لها من انتفاع‬ ‫من قبل المواطنين‪ ،‬وكذا باعتبارها مرافق القرب للساكنة‪،‬‬ ‫وسط مخاوف من أن تمتد إليها عمليات البيع التي شرع‬ ‫فيها المجلس لعقاراته بأطراف المدينة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫إدارية الرباط تلغي قرار باشا تطوان بعدم الترخيص لتأسيس‬ ‫جمعية للدفاع عن حق الملكية‬

‫المتضررون يطالبون بتسريع إجراءات تعويضهم عن نزع الملكية بمشروع تهيئة وادي مرتيل‬ ‫قضت المحكمة اإلدارية بالرباط مساء الجمعة‬ ‫الماضي‪ ،‬بإلغاء قرار باشا مدينة تطوان‪ ،‬المتعلق‬ ‫برفض الترخيص لمالك أراضي متضررين من نزع‬ ‫الملكية بمشروع تهيئة سهل وادي مرتيل‪ ،‬من أجل‬ ‫تأسيس جمعية قانونية تدافع عن حقوقهم وتمثلهم‬ ‫في االجتماعات وكافة المحطات النضالية واألشكال‬ ‫االحتجاجية السلمية والحضارية لتحقيق مطالب‬ ‫التعويض وفق القوانين الجاري بها العمل‪ ،‬والتزاما‬ ‫بمضامين الخطاب الملكي السامي بخصوص قوانين‬ ‫نزع الملكية‪.‬‬ ‫وأكدت مصادر مطلعة أن باشا المدينة رفض‬ ‫التوصل بإشعار تأسيس الجمعية وألح على ضرورة التوفر‬ ‫على إذن مسبق من السلطات المحلية في الموضوع‪،‬‬ ‫ما دفع المؤسسين إلى تكليف محام بمقاضاته أمام‬

‫المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬وإلغاء قراره الذي وصف بغير‬ ‫القانوني ويتسم بالشطط في استعمال السلطة‪.‬‬ ‫هذا وسبق للمحتجين أن نظموا أشكاال نضالية‬ ‫متعددة أمام المحطة الطرقية شارك فيها مجموعة من‬ ‫المتضررين من مشروع تهيئة وادي مرتيل‪ ،‬ورفعت‬ ‫خاللها شعارات قوية تنادي باالستجابة للمطالب وحث‬ ‫المسؤولين على التفاعل مع الشكايات‪ ،‬فضال عن‬ ‫تقدير معاناة المالك المستضعفين والفقراء من نزع‬ ‫أراضيهم دون احترام المساطر القانونية المنظمة‬ ‫لنزع الملكية‪.‬‬ ‫ويستمر المتضررون في تاكيدهم أنهم ال يعارضون‬ ‫أبدا المشروع السياحي الضخم أو يقفون في وجهه‪ ،‬ما دام‬ ‫سيغير وجه المدينة ويجلب االستثمار الدولي للمساهمة‬ ‫في التنمية‪ ،‬لكنهم يطالبون بعدم تهميش مطالبهم‬

‫وسلبهم حقوقهم المشروعة التي تكفلها القوانين الجاري‬ ‫بها العمل خاصة قانون نزع الملكية الذي صدرت في‬ ‫موضوعه تعليمات ملكية صارمة‪ ،‬وتناوله الملك محمد‬ ‫السادس في خطاب سابق بالبرلمان‪.‬‬ ‫يذكر أن مكتب عبد اإلله بنكيران‪ ،‬رئيس الحكومة‬ ‫السابقة‪ ،‬استقبل‪ ،‬قبل نهاية الوالية الحكومية‪ ،‬عريضة‬ ‫موقعة من أكثر من ‪ 5000‬شخص يطالبونه فيها باحترام‬ ‫مضامين الخطاب الملكي بخصوص تنفيذ نزع الملكية‬ ‫الخاص بمشروع تهيئة وادي مرتيل‪ ،‬فضال عن ضرورة‬ ‫حصول المتضررين على تعويضات مالية مقبولة وفق‬ ‫المساطر القانونية المنظمة والجاري بها العمل‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫احتشد اآلالف من ممتهني التهريب المعيشي‬ ‫بمعبر باب سبتة الحدودي‪ ،‬صباح يوم اإلثنين الفارط‪،‬‬ ‫احتجاجا على منعهم من ولوج مدينة سبتة المحتلة‬ ‫لمزاولة نشاطهم المعتاد الذي يعتبر مصدر الرزق‬ ‫الوحيد ألغلبهم‪.‬‬ ‫وأدى توافد اآلالف من ممتهني التهريب على باب‬ ‫سبتة المحتلة صباح اإلثنين‪ ،‬إلى تعطيل حركية العبور‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬حيث وجد الكثير من المغاربة المشتغلين‬ ‫في مدينة سبتة‪ ،‬أو زوارها االعتياديين‪ ،‬صعوبة في‬ ‫ولوج المعبر‪ ،‬إذ اصطفوا في طوابير طويلة مجبرين‬ ‫على االنتظار لساعات قبل دخول المدينة‪ ،‬وقد تكرر‬ ‫هذا المشهد عدة أيام خالل األسابيع األخيرة‪.‬‬ ‫احتجاجات ممتهني التهريب المعيشي لم‬ ‫تقتصر على منعهم من ولوج سبتة‪ ،‬بل أكد أحد‬ ‫ممتهني هذا النشاط الذي التقت به «المساء»‪ ،‬على‬ ‫أنهم متذمرون من كثرة التدابير المحدثة من طرف‬ ‫السلطات اإلسبانية‪ ،‬والتي حرمت أعدادا غفيرة من‬ ‫رجال ونساء التهريب المعيشي من لوج المعبر لكسب‬ ‫قوت يومهم‪ ،‬وكانت السلطات اإلسبانية بمدينة‬ ‫سبتة المحتلة اتخذت حزمة من اإلجراءات‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مع نظيرتها المغربية‪ ،‬هدفت إلى التخفيف من حدة‬ ‫االزدحام أثناء ولوج المعبر وبالتالي الحد من حاالت‬ ‫التدافع الخطيرة والمميتة أحيانا‪ ،‬كان أبرزها اعتماد‬ ‫بطائق إلكترونية محدودة العدد تسمح بدخول سبتة‬ ‫واستردادها عند العودة‪ ،‬كما أقرت نظام التناوب‬ ‫بين الجنسين لولوج الثغر المحتل بتخصيص ثالثة‬ ‫أيام للنساء وأخرى للرجال‪ ،‬ونال عامل إقليم المضيق‬ ‫الفنيدق نصيبه من احتجاجات المتظاهرين حيث‬ ‫ذكروه بوعوده السابقة حين اعترض مسيرة لهم‬ ‫نظموها الصيف الماضي احتجاجا على وفاة إحدى‬ ‫زميالتهم‪ ،‬وتعهد لهم شخصيا باتخاذ إجراءات عاجلة‬ ‫لصالحهم لم تر النور بعد ذلك‪.‬‬ ‫ورفع المحتجون شعارات تطالب بتدخل الملك‬ ‫محمد السادس إليجاد حل لمشاكلهم أثناء مزاولتهم‬ ‫لنشاطهم اليومي أو تدبير بدائل أخرى تغنيهم عن‬ ‫تحمل عناء االزدحام والتدافع واإلهانة اليومية من‬ ‫طرف رجال األمن والجمارك من الجانبين‪.‬‬ ‫يذكر بأن تعامل السلطات األمنية والمصالح‬ ‫الجمركية المغربية مع عمليات عبور ممتهني التهريب‬ ‫المعيشي اتسمت بالحذر الشديد منذ وفاة سيدتين‬ ‫دفعة واحدة نهاية شهر غشت الماضي‪ ،‬إذ أكدت‬ ‫مصادر عليمة لـ «المساء»‪ ،‬أن عناصر األمن العاملة‬ ‫بالمعبر توصلت بتعليمات صارمة من رؤسائهم‬ ‫يدعونهم فيها إلى ضرورة تفادي أية حوادث مماثلة‬ ‫حتى لو اقتضى األمر إغالق المعبر الحدودي وعدم‬ ‫السماح ألي ممتهن للتهريب بالمرور عند مالحظة‬ ‫أولى بوادر االزدحام والتدافع‪.‬‬

‫المساء ‪ :‬ر‪.‬ح‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫‪ 10‬س��نــوات‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫الس��نوات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إلى المحس��نين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مس��اعدتها‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر محسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬

‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪912‬‬

‫إقتصاد‬ ‫تراجع في احتياطات العملة بالمغرب‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطات الدولية للمغرب بلغ ‪ 223.8‬مليارا درهم في ‪6‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2017‬مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 9.6‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا مؤشراته األسبوعية من ‪ 5‬إلى ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،2017‬أن هذه‬ ‫االحتياطيات سجلت من أسبوع آلخر ارتفاعا ب ‪ 0.2‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف البنك أنه‪ ،‬ضخ طيلة هذه الفترة ما مجموعه ‪ 58.2‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 55‬مليار درهم‬ ‫على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و‪ 3.2‬مليار درهم تم منحها في‬ ‫إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وبقي المعدل البنكي مستقرا في نسبة ‪ 2.27‬في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم المبادالت‬ ‫من ‪ 3.3‬إلى ‪ 3.2‬مليار درهم‪ ،‬حسب البنك المركزي‪ .‬وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب‬ ‫العروض ليوم ‪ 11‬أكتوبر ( تاريخ االستحقاق يوم ‪ 12‬أكتوبر ‪ )2017‬مبلغ ‪ 54‬مليار درهم على‬ ‫شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل انخفاضا بنسبة‬ ‫‪ 0.6‬في المائة ليصل بذلك أداؤه منذ بداية السنة إلى ‪ 6.7‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن هذا األداء‬ ‫األسبوعي يعزى أساسا إلى انخفـاض في أداء المؤشرات القطاعيـــة ب‪ 2.4‬بالمائـــة بالنسبــة‬ ‫لـ «العقار» و ب ‪ 2‬في المائة بالنسبة للبنوك وب ‪ 0.7‬بالنسبة لالتصاالت‪ ،‬مقابل ارتفاع المؤشر‬ ‫القطاعي الخاص ب «التأمينات» بنسبة ‪ 3.4‬ب‪ 00‬في المائة‪ .‬وفي ما يتعلق بحجم المبادالت‬ ‫اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 1.1‬مليار درهم بعد أن سجل ‪ 487.8‬ماليين أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬تمت في‬ ‫غالبيتها على مستوى السوق المركزي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشار البنك إلى أن وتيرة مجمع م‪ 3‬سجلت انخفاضا ب ‪ 5‬في المائة مقارنة‬ ‫ب ‪ 5.3‬بالمائة في يوليوز‪.2017‬‬ ‫وخالل األسبوع الممتد من ‪ 5‬إلى ‪ 11‬أكتوبر‪ ،2017‬تراجعت قيمة الدرهم بنسبة ‪0.22‬‬ ‫بالمائة مقارنة مع األورو وارتفعت بنسبة ‪ 0.37‬بالمائة‪ ،‬حسب البنك‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أسواق واعدة في إفريقيا‬ ‫للدواجن المغربية‬ ‫بعد دخول سوق تصدير الدواجن المغربية في منطقة اضطرابات مع أسواق االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫وجه منتجو اللحوم البيضاء بالمغرب اهتمامهم إلى األسواق اإلفريقية‪ ،‬حيث أظهرت دراسة‬ ‫أعدت مؤخرا في هذا الموضوع‪ ،‬وجود فرص هائلة لتصدير الدواجن المغربية إلى األسواق‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬خاصة بوركينا فاصو‪ ،‬ومالي والطوغو‪ ،‬في مرحلة أولى‪ .‬وتمثل أسواق هذه البلدان‬ ‫الثالثة ما يعادل ‪ 15‬مليون مستهلك‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد أوضح رئيس الفدرالية البيمهنية لقطاع تربية الدواجن بالمغرب بشراكة‬ ‫مع المؤسسة المستقلة لتنسيق ومراقبة الصادرات ما بين شهري يناير وأبريل من العام‬ ‫الجاري‪ ،‬أن البلدان األعضاء ضمن المجموعة االقتصادية لبلدان غرب إفريقيا (سيداو)‪ ،‬بما فيها‬ ‫البلدان الثالثة المذكورة سلفا‪ ،‬تعرف معدالت ضعيفة على مستوى استهالك الدجاج ألسباب‬ ‫متعددة منها ارتفاع األسعار وطبيعة العادات الغذائية لشعوب المنطقة التي تميل عادة نحو‬ ‫استهالك اللحوم الحمراء‪.‬‬ ‫واعتبر أن بلدان هذه المجموعة تضمن إمكانات مهمة لفتح آفاق جديدة أمام الصادرات‬ ‫المغربية‪ ،‬إذ إن تعداد الساكنة يناهز ‪ 320‬مليون نسمة‪ ،‬مع توسع المجال الحضري‪ ،‬وما‬ ‫يترتب عن ذلك من تغير وتحول في العادات االستهالكية‪ ،‬بحيث تتجه أكثر نحو تنويع مصادر‬ ‫البروتونات‪.‬‬ ‫وتقترح الدراسة خطة عمل لتنمية الصادرات المغربية نحو األسواق اإلفريقية‪ ،‬تشمل تنظيم‬ ‫جوالت من أجل عقد اتفاقات لتسهيل التصدير وتجاوز المعيقات‪ ،‬ودعوة مختلف الفاعلين‬ ‫األفارقة إلى المغرب بهدف التكوين والتدريب والقيام بزيارات منظمة لالستفادة من الخبرة‬

‫المغربية في مجال تربية الدواجن‪ ،‬إضافة إلى المشاركة في المعارض المقامة داخل البلدان‬ ‫المستهدفة‪ ،‬وتنظيم لقاءات عمل ثنائية‪ ،‬وحمالت تواصلية للترويج للمنتجات المغربية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 683.72‬مليار درهم‬ ‫ديون خزينة المغرب‬ ‫أفادت مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬أن دين الخزينة‬ ‫بلغ ‪ 683.72‬مليار درهم خالل األشهر التسعة األولى من سنة ‪.2017‬‬ ‫وأوضحت المديرية‪ ،‬في بالغ لها‪ ،‬أن هذا الدين يشمل دينا داخليا يقارب ‪ 536.7‬مليار درهم‬ ‫ودينا خارجيا يقدر ب ‪ 147.02‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأشار البالغ المتعلق بوضعية دين الخزينة والسداد برسم الدين حتى متم شتنبر‪،2017‬‬ ‫إلى أن قيمة التسديدات برسم دين الخزينة بلغت خالل شهر شتنبر الماضي‪ 11.5 ،‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وإلى غاية متم شتنبر ‪ ،2017‬بلغت التسديدات ‪ 106.2‬مليارا درهم‪ ،‬وهو ما يعادل سدادا‬ ‫شهريا متوسطا برسم الدين يبلغ ‪ 11.8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وحسب نفس المصدر فقد بلغ جاري دين الخزينة ‪ 143.6‬مليار درهم خالل الفصل الثاني‬ ‫من سنة ‪ ،2017‬مقابل حوالي ‪ 144‬مليار درهم خالل الفصل األول‪.‬‬ ‫وكان وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬محمد بوسعيد قد أبرز أن فوائد الدين انخفضت‪ ،‬في حين‬ ‫يتجه مؤشر دين الخزينة إلى االستقرار في حدود ‪ 64.4‬في المائة من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫بسبب ارتفاع مستوى الواردات‬ ‫العجز التجاري للمغرب يصل إلى‪ 9460‬مليار سنتيم‬ ‫كشفت بيانات تقرير جديد‪ ،‬صادر عن مكتب الصرف‪ ،‬أن المبادالت التجارية للسلع شهدت‬ ‫ارتفاعا على مستوى الواردات بنسبة زائد ‪ 15.7‬مليار درهم‪ ،‬ما يمثل نسبة زيادة قدرها ‪7.8‬‬ ‫في المائة‪ ،‬مقارنة مع قيمة الصادرات المسجلة‪ ،‬والتي بلغت ‪8‬ماليير درهم‪ ،‬أي نسبة نمو في‬ ‫حدود ‪ 6.9‬في المائة‪.‬‬ ‫وحسب القيمة فقد بلغت قيمة الواردات ‪ 218.5‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 202.8‬مليار درهم‬ ‫نهاية يونيو ‪ .2016‬وتعزى هذه النتيجة إلى تزايد واردات جميع المجموعات السلعية‪ ،‬خاصة‬ ‫منها المنتجات الطاقية التي سجلت ارتفاعا قيمته ‪ 8.9‬مليار درهم ( ‪ 33.6‬مليار درهم مقابل‬ ‫‪ 24.7‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫واحتلت مشتريات سلع التجهيز المرتبة الثانية‪ ،‬من حيث زيادة قيمة الواردات بنحو زائد‬ ‫‪ 3‬مليار درهم‪ .‬موازاة مع ذلك‪ ،‬بلغت قيمة واردات المنتجات الجاهزة لالستهالك ‪ 50.6‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬مسجلة ارتفاعا بمعدل زيادة في حدود ‪ 1.7‬مليار درهم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬سجلت واردات المنتجات نصف مصنعة ما قيمته ‪ 48.8‬مليار درهم أو ما‬ ‫يعادل زيادة ب ‪ 1.3‬مليار درهم‪.‬وإذا استثنيت مقتنيات الطاقة وسلع التجهيز‪ ،‬فإن الواردات‬ ‫ارتفعت فقط‪ ،‬بنسبة ‪ 3‬في المائة أو ما قيمته زائد ‪ 3.9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫إلى ذلك ارتفعت الصادرات بنسبة ‪ 6.9‬في المائة‪ ،‬أي ما يمثل ‪ 124‬مليار درهم مقابل ‪116‬‬ ‫مليار درهم السنة الفارطة‪ ،‬ويعزى ذلك إلى تزايد صادرات معظم القطاعات‪ ،‬وباألساس قطاع‬ ‫الصناعات الغذائية بنحو ‪ 42‬مليار درهم‪ ،‬والفوسفاط ومشتقاته بزائد ‪ 1.7‬مليار درهم‪ ،‬وكذا‬ ‫صادرات قطاع السيارات ب ‪ 1.1‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس فقد بلغ العجز التجاري حوالي ‪ 94.6‬مليار درهم مقابل ‪ 86.8‬مليار درهم‬ ‫السنة الماضية‪ ،‬كما بلغت تغطية الصادرات للواردات نسبة ‪ 56.7‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 57.2‬في‬ ‫المائة نهاية األسدس األول لسنة ‪.2016‬‬

‫جمعية أمهات وآباء تالميذ أم ثانويات وزان تزيغ عن سكة التدبير الشفاف‬ ‫‪ ‬توفر «المكتب الجديد» لجمعية أمهات وآباء تالميذ ثانوية‬ ‫موالي عبد اهلل الشريف على وصل اإليداع النهائي لن يحجب عن‬ ‫عيون متتبعين مستقلين المالبسات اإلدارية التي أحاطت باإلخراج‬ ‫المخدوم «للجمع العام» الذي انعقد أياما قبل نهاية األسدس األول‪ ‬‬ ‫للموسم الدراسي الماضي ‪ ،‬من دون أن تتمكن الحفنة الحاضرة‬ ‫من األمهات واآلباء إخضاع تجربة المكتب السابق ( ال يتحمل‬ ‫المسؤولية القانونية في عقد ما سمي بالجمع العام المشار إليه )‬ ‫للقراءة والتدقيق في مالية الجمعية التي لم يظهر لها أثر ( لهذا‬ ‫السبب أو ذاك ) يذكر في تنشيط الحياة المدرسية لمدة قاربت‬ ‫أربع سنوات ‪ .‬لذلك فإن كل ما بني على اإلقصاء ودوس القانون‬ ‫لن يكتب له النجاح مهما ارتفعت كلفة وعالمة المساحيق التي‬ ‫يتجمل بها ‪.‬‬ ‫في هذا السياق وجبت اإلشارة الى االرتباك الذي ميز الطريقة‬ ‫التي تفاعل بها ‪« ‬مكتب وصل االيداع النهائي» للجمعية مع الدخول‬ ‫المدرسي الحالي ‪ .‬فلم يسجل ألعضائه وعضواته أدنى حضور يذكر‬ ‫في عملية تأهيل مرافق المؤسسة التعليمية كما أكد ذلك للجريدة‬ ‫أكثر من مصدر موثوق ‪ .‬وأضافت نفس المصادر بأن المكتب‬ ‫المذكور ‪ ،‬اختار تدشين عمله برفع واجبات االنخراط بالجمعية ‪،‬‬ ‫من دون مراعاة الوضعية االجتماعية ألسرغالبية المتمدرسين‬ ‫والمتمدرسات ‪ ،‬وال السياق االجتماعي المصاحب النطالق السنة‬ ‫الدراسية الحالية ‪.‬‬ ‫واجبات االنخراط هذه ‪ ،‬تشدد مصادر متطابقة التقت بها الجريدة‪،‬‬ ‫أصبح مصيرها غامضا بعد أن غاب عن االنظار كل من ساهم في‬

‫تحصيلها‪ ،‬ورفضه تسليمها ألمينة الجمعية التي ال ولم ‪ ‬تعلم بعدد‬ ‫الوصوالت المتوفرة والموزعة ‪.‬‬ ‫قنبلة أخرى ستكون لها كلمتها في تفجير «مكتب وصل اإليداع‬ ‫النهائي» تتعلق باكتشاف أعضائه وعضواته بأن الجمعية قد أصبحت‬ ‫تتوفر على حساب بنكي جديد من دون علمهم ‪ /‬هن ‪ ،‬علما بأن‬ ‫الحساب البنكي للجمعية مفتوح بمصرف آخر منذ عشرات السنين ‪،‬‬ ‫وأن الرصيد المجمد بهذا الحساب يتجاوز‪ 2 ‬مليون سنتيم ‪ ،‬كما أن‬ ‫المكتب السابق الذي يعتبر نفسه الزال قائما يتوفر على مبلغ يقارب‬ ‫‪ 3‬ماليين سنتيم لم ينجح في وضعها بالحساب الرسمي للجمعية‬ ‫( ألسباب لها عالقة بعدم توفره على وصل اإليداع النهائي حسب‬ ‫ادعائه ) ‪.‬‬ ‫أمهات وآباء تالميذ أم ثانويات دار الضمانة الذين خيب التدبير‬ ‫المالي واإلداري لمفاصل الجمعية آمالهم في العمل الجمعوي الجاد‬ ‫والهادف ‪ ،‬وكان سببا في تعطيل هذه اآللية المدنية المساهمة‬ ‫بدورها في الترافع لدى مختلف المتدخلين من أجل إنقاذ المدرسة‬ ‫العمومية ‪ ،‬يطالبون التعجيل بالتقصي في مصير واجبات انخراطهم‬ ‫‪ /‬هن التي تقدر بالماليين ‪ ،‬والنبش في الخلفية الحقيقية التي تقف‬ ‫وراء ‪ ‬فتح حساب بنكي جديد للجمعية ‪ ،‬والكشف عن األسباب التي‬ ‫تحول دون حيازة « مكتب وصل االيداع النهائي» الرصيد الموجود‬ ‫لدى مكتب الجمعية السابق ‪ ،‬إن كان فعال هذا األخير لم يعد له‬ ‫وجود قانوني ‪ ،‬والدعوة إلى جمع عام استثنائي للتداول في المأزق‬ ‫الذي وجدت الجمعية نفسها تدور فيه ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪912‬‬

‫في تهميش المثقفين للمثقفين‬ ‫‬‫كثيرون هـــم المثقفـــون ْ‬ ‫األكفـــاء‬ ‫المهمشون داخل المغرب‪ ،‬وكثيرة هي‬ ‫الجهات التي تقوم بتهميشهم‪ ،‬وعديدة‬ ‫هي طرق التهميش وأشكالـــه‪ ،‬وأكثر‬ ‫الناس يتحدثون عن تهميش السياسيين‬ ‫للمثقفين الذين ال يرضون عن خطابهم‬ ‫وتوجههم‪.‬‬ ‫وأحب أن أتحــدث‪ ،‬في هذا المقــال‪،‬‬ ‫عن نوع من التهميش أعدُّه أخطر أنواع‬ ‫التهميش التي تصيب الكفاءات الثقافية‬ ‫ببالدنا‪ ،‬وأقصد تهميش بعض المثقفين‬ ‫في عدد من «الدوائر الثقافية المركزية»‬ ‫لغيرهم من المثقفين الموجوديــن خارج‬ ‫هذه الدوائر‪.‬‬ ‫ومن المفيـــد هنا أن نطـــرح بعض‬ ‫األسئلة الكاشفة عن هذا الوضع‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫لماذا عزوف كثيـــر من المثقفين األكفاء‬ ‫عن االنتساب إلى بعض «الدوائر الثقافية‬ ‫المركزية» كاتحاد كتاب المغرب مثال؟‬ ‫لماذا يؤسس كـثـــــر من المثقفيــن‬ ‫(جمعيات) و(رابطات) و(صالونـــات أدبية)‬ ‫و(مقاهٍ ثقافية) ويتخذون منها منابرهــم‬ ‫الرئيسة‪ ،‬وربما الوحيدة‪ ،‬التي يزاولون من‬ ‫خاللها مختلف أنشطتهم الثقافية (نشر‬ ‫الكتب‪ /‬تنظيم معارض للكتاب‪ /‬أمسيات‬ ‫قصصية وشعرية‪ /‬مهرجانات ثقافية‪)...‬؟‬ ‫لماذا هذا اإلقبال الكبير على النشــر‬ ‫اإللكترونـــي‪ ،‬حتى لقـــد أصبح بعـــض‬ ‫المسؤولين عن بعض المالحق الثقافية‬ ‫يستكتبون المثقفين‪ ،‬بل قد يعمدون أحيانا‬ ‫إلى أخذ بعض المواد المنشورة إلكترونيا‪،‬‬ ‫ويعيدون نشرها في مالحقهم الثقافية‪..‬؟‬ ‫إن هذه األسئلة وغيرها تعكس‪ ،‬في‬ ‫تصوري‪ ،‬واقعا معيشا يتمثل في هروب‬ ‫كثير من المثقفين من مؤسسات ومنابر‬

‫دورة تكوينية بالعرائش حول‬ ‫اإلعالم والهجرة‬

‫أبو الخير الناصري‬

‫ثقافية رسمية؛ وذلك بسبب التهميش‬ ‫الذي يمارسه عليهم كثيرٌ من المنتسبين‬ ‫إلى هذه المنابر والمؤسسات غير الهامشية‬ ‫التي تستفيد من الدعم المادي ومن وضع‬ ‫اعتباري خاص داخل المشهد الثقافي‪.‬‬ ‫ويحضرني في هذا السياق مثال ٌّ‬ ‫دال‬ ‫جدا يرتبط بالشاعر والروائي والعالم الفذ‬ ‫الدكتور فريد األنصاري رحمه اهلل‪ ،‬فقد قرأت‬ ‫يوما حواراً معه منشورا بالملحق الثقافي‬ ‫لجريدة «الميثاق الوطني» قال فيه إنه‬ ‫راسل اتحاد كتاب المغرب مرات متعددة‬ ‫للحصول على عضويته‪ ،‬لكنهم لم يردّوا‬ ‫على مراسالته‪ ،‬حتى إن أحدهم زعم مرة‬ ‫أنهم لم يتوصلوا بأي ملف منه‪.‬‬ ‫في ضوء ذلك أتساءل‪ :‬ما الفرق بين‬ ‫المثقفين الذين يهمشون غيرَهم من‬ ‫المثقفين وبين السياسيين؟ ألم يتحول‬ ‫كثير من المثقفين الموجودين في «الدوائر‬ ‫الثقافية المركزية» إلى كائنات سلطوية؟‬

‫إن أخطر أنواع التهميش هو ذاك الذي‬ ‫يمارسه بعض المثقفين على إخوانهم‬ ‫المثقفين‪ ،‬وما أصدق طرفة بن العبد إذ‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫وظلم ذوي القربــى أشـد مضاضـة‬ ‫على المرء من وقع الحسام المهند‬ ‫فإذا كان هذا حال المثقفين مع مَنْ‬ ‫تربطهم بهم آصرة الثقافة‪ ،‬فال تعجب بعد‬ ‫ذلك من التهميش الذي يصدر عن جهات‬ ‫أخرى‪..‬‬ ‫أملي في المثقفين المهمشين الذين‬ ‫أسسوا جمعيات ومنابر ضدا على تهميشهم‬ ‫من لدن مثقفين آخرين أال يحذوا في‬ ‫تعاملهم مع غيرهم حذو أولئك الذين‬ ‫همشوهم‪ ،‬حتى ال يتحول المشهد الثقافي‬ ‫بالمغرب إلى حلقات متتالية من التهميش‬ ‫والتهميشالمضاد‪.‬‬

‫المردودية الداخلية للثانويات التأهيلية بوزان‬ ‫تحت مجهر التقييم‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‪ ‬‬

‫‪ ‬بعد أن نجحت المديرية اإلقليمية‬ ‫لوزارة التربية الوطنية بوزان في تحقيق نسبة‬ ‫نجاح تجاوزت ‪ 60‬في امتحانات الباكالوريا‬ ‫خالل الموسم الدراسي الماضي‪ ،‬وهي نسبة‬ ‫لم يسبق أن تم تسجيلها بذات المديرية‬ ‫منذ إحداثها سنة ‪ .2010‬وبغاية تحصينها‬ ‫لهذا المكتسب واالرتقاء به إلى مستوى‬ ‫أعلى‪ ،‬والوقوف على مكامن الضعف التي كان‬ ‫أثرها باديا في تدني النتائج ببعض مؤسسات‬ ‫التعليم الثانوي التأهيلي‪ ،‬كانت ثلة من األطر‬ ‫التربوية على موعد يوم الخميس ‪ 19‬أكتوبر‬ ‫مع يوم دراسي احتضنت أشغاله رحاب ثانوية‬ ‫عبد اهلل بن ياسين بوزان ‪.‬‬ ‫اليوم الدراسي الذي تمحــور حـــول‬ ‫«تقييم أداء المؤسسات التعليمية على ضوء‬ ‫نتائج الباكالوريا برسم الموسم الدراسي‬ ‫‪ ،2017 / 2016‬أشرف على انطالق أشغاله‬ ‫ومواكبتها كل من المدير اإلقليمي للتعليم‬ ‫فؤاد أرواضي‪ ،‬ورئيس قسم الشؤون التربوية‬ ‫باألكاديمية الجهوية محمد الهمص ممثال‬ ‫لمديرها‪ .‬المشرفان أكدا في كلمتيهما بأن‬ ‫المغرب وبعد أن نجح في توفير المقاعد‬ ‫ألطفاله البالغين سن التمدرس‪ ،‬فإنه اليوم‬ ‫يتجه نحو تحقيق طموحه في تجويد التعليم‪.‬‬ ‫وأضافا بأن تنظيم هذا اليوم الدراسي الهام‬ ‫يشكل محطة للوقوف على مكامن الخلل‬ ‫المسجلة بالمؤسسات التعليمية التي جاءت‬ ‫نتائجها في امتحانات الباكالوريا أقل من ‪40‬‬ ‫في المئة‪ ،‬والعمل على إخضاعها للدراسة‬ ‫والتمحيص‪ ،‬والعمل على معالجتها حتى تأتي‬ ‫نتائجها متناسبة مع المجهود المبذول من‬ ‫طرف الدولة والمدرسين والمدرسات‪ .‬وختم‬ ‫المتدخالن بالتأكيد على أن ربح رهان تحسين‬ ‫أداء المدرسة العمومية وتجويد منتوجها‪،‬‬ ‫يمر عبر تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة‪،‬‬ ‫وانخراط مختلف المتدخلين في التعبئة‬ ‫المجتمعية ذات الصلة بالموضوع‪.‬‬ ‫‪ ‬أشغال اليوم الدراسي‪ ،‬وقبل أن يتوزع‬ ‫المشاركون والمشاركات فيه على ‪ 6‬ورشات‬

‫‪8‬‬

‫حيث سينصب النقاش بينهم ‪ /‬هن حول‬ ‫صياغة جملة من التوصيات التي تصب في‬ ‫االرتقاء بأداء المردودية الداخلية للمؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتحسين نسبة النجاح خالل‬ ‫الموسم الدراسي الجاري‪ ،‬كان قد شارك‬ ‫فيه ثلة من األطر التربوية بمداخالت قيمة‬ ‫المست محور اللقاء من مختلف زواياه‪.‬‬ ‫وهكذا قدم عبد العزيز البريمي « معطيات‬ ‫إحصائية حول المؤسسات الثانوية التأهيلية‬ ‫باإلقليم»‪ .‬أما رشيد زاد فقدم عرضا حول‬ ‫«تشخيص نتائج الباكالوريا برسم الموسم‬ ‫الدراسي الماضي»‪ .‬من جانبه تناول عبد‬ ‫العالي أحميتي « إشكالية المراقبة المستمرة‬ ‫وتأثيرها على نتائج االمتحانات االشهادية»‪.‬‬ ‫بينما قدم الحسن سمالوي «قراءة في نتائج‬ ‫الباكالوريا»‪ .‬وختم محمد حمضي بتقديم‬ ‫«مالحظات وخالصات «عمـل فريـــق خليـــة‬

‫اليقظة والتتبع» الذي سهــــر‪ ‬على التأميـــن‬ ‫االلكتروني المتحانات الباكالوريا ‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي انتظـــار العــودة بتفصيــل إلى‬ ‫التوصيات الصادرة عن هذا اليـــوم الدراسي‬ ‫الواعد‪ ،‬وجب التذكير بأن تركيبــة المشاركين‬ ‫والمشاركات في أشغــالـــه هم‪/‬هن رئيســــة‬ ‫مصلحة الشــؤون التربويــة‪ ،‬ورئيس مصلحة‬ ‫تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه‪ ،‬ورئيس‬ ‫المركز اإلقليمي لالمتحانات‪ ،‬وهيأة التفتيش‪،‬‬ ‫وأطر التوجيه التربوي‪ ،‬ومديرات ومديري‬ ‫مؤسسات التعليم الثانوي باإلقليم ‪ ،‬وفريق‬ ‫العمل بخليــــة اليقظـــة والتتبع المتحانات‬ ‫الباكالوريا‪ ،‬ورئيس مكتب االتصال‪ ،‬والنقابات‬ ‫التعليمية ‪.‬‬

‫ما يناهز ‪ 27‬مستفيد ومستفيدة‬ ‫من إقليم العرائش أغلبهم من النشطاء‬ ‫اإلعالميين‪ ،‬وباحثين في سلك الدكتوراه‬ ‫بتخصصاتهاالحقوقيةواإلعالمية‪،‬استفادوا‬ ‫من هذه الدورة التكوينية التي نظمتها‬ ‫جمعية قطار المستقبل بالعرائش بشراكة‬ ‫مع جمعية قطار المستقبل بالسويد‪ ،‬وذلك‬ ‫يومي ‪ 14‬و ‪ 15‬أكتوبر الجاري‪.‬‬ ‫وخالل هذه الدورة التكوينية التي قام‬ ‫بتأطيرها كل من فيروز فوزي المقيمة في‬ ‫كندا المتخصصة في علم االجتماع والهجرة‬ ‫‪ ،‬و محمد الشعيبي المدير الجهوي لوزارة‬ ‫االتصال بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫وأشرف الطريبـــق مديـــر مركــــز‬ ‫الدراسات هيسبريس‪ ،‬تم تسليط الضوء‬ ‫على إشكالية الهجرة وسبل معالجتها‬ ‫إعالميا‪ ،‬كما ركزت المداخالت على ضرورة‬ ‫ضبط استعمال المفاهيم المرتبطة بهذا‬ ‫الموضوع وتجنب الخلط بينها‪ ،‬كمفهوم‬ ‫الهجرة واللجوء ومناطق العبور‪ ،‬وفي هذا‬ ‫الصدد تم التطرق إلى مدونة السلوك‬ ‫المهني الخاصة بالتعاطي اإلعالمي مع‬ ‫قضايا اللجوء والهجرة حيث تمت مناقشة‬ ‫تقنيات التواصل الذي يتطلب مجهودات‬

‫كبرى من الصحفي من أجل إعداد عمل‬ ‫احترافي واستخالص أقصى قدر ممكن من‬ ‫المعلومات ومن المحاور وإتقان مجموعة‬ ‫من طرق التخاطب ‪ ‬للوصول إلى ربط قنوات‬ ‫لالتصال تسمح له بالولوج إلى المعلومة‪.‬‬

‫‪ ‬وقد تمكن المشاركون في هذه الدورة‬ ‫التكوينية من االستفادة من االشروحات‬ ‫حول إشكالية الهجرة وسبل اندماج المهاجر‬ ‫في البلد المستقبل‪ ،‬وكل ما يعرفه من‬ ‫صعوبات ناتجة عن قابلية المهاجر للتأقلم‬ ‫وقدرة البلد المستقبل على توفير آليات‬ ‫االستيعاب‪.‬‬

‫ومن جهتها ركزت فيروز فوزي على‬ ‫المهاجر المغربي في كندا باعتبارها التجربة‬ ‫األقرب إليها والتي عايشتها وأعطت في‬ ‫ذلك أمثلة على إمكانيات بلد مثل كندا‬ ‫الذي يعتبر بلدا رائدا في استقبال الالجئين‪،‬‬ ‫في حين اعتبرت المغرب بلدا للعبور وليس‬ ‫لالستقبال بالنظر إلمكانياته المادية‬ ‫واالقتصادية وبناه التحتية التي تجعل من‬ ‫الصعوبة أن يصبح بلدا للمهاجرين‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫تتويج عدد من المستفيدين‬ ‫من دروس محو األمية بتطوان‬

‫ما يناهز ‪ 18‬مستفيدة من دروس محو‬ ‫األمية تمكنت من الحصول على شهادة الدروس‬ ‫االبتدائية وتتويج ‪ 03‬مستفيدين ‪ ‬رجال تمكنوا‬ ‫من الحصول عل نفس الشهادة ‪ ،‬كما تم تتويج‬ ‫‪ 06‬مستفيدين منهم ‪ 02‬ذكور تمكنوا من‬ ‫الحصول على شهادة الدروس اإلعدادية‪.‬‬ ‫ويأتي هذا التكريم احتفاء باليوم الوطني‬ ‫لـمحو األمية الذي يصادف ‪ 13‬أكتوبر من‬ ‫كل سنة‪ ،‬وتماشيا مع النتائج الـمحققة في‬ ‫برنامج التعلم مدى الحياة الذي تشـــــرف عليه‬ ‫جمعية ‪ ‬عـــــطاء للتنمية بتطوان في كل من‬ ‫مدرسة السيدة آمنة ومدرسة السيدة زينب‬ ‫بتطوان‪ .‬‬ ‫وخالل هذا الحفل الذي نظم بقاعة‬ ‫القاضي عياض التابعة لمديرية التربية الوطنية‬ ‫تم تسليم جميع المتوجين‪ ،‬شهادة منحت لهم‬ ‫من طرف مديرية التربية الوطنية بتطوان‪،‬‬ ‫وأيضا على عدة جوائز تقديرية‪ ،‬كما أشرفت‬ ‫الجمعية على توشيحهم بقالدة العلم‪ ،‬اعترافا‬ ‫بما حققوه من إنجاز وتحدي‪ ،‬وتشجيعا لهم من‬ ‫أجل المضي قدما في هذا الطريق‪ ،‬والحصول‬ ‫على شواهد أخرى‪ ،‬تخول لهم االندماج في‬ ‫الحياة االقتصادية واالجتماعية للمنطقة‪.‬‬

‫ولإلشارة فقد بلغ عدد المستفيدين من‬ ‫دروس محو األمية التي تشرف عليهم جمعية‬ ‫عطاء للتنمية بتطوان ما يناهز ‪ 400‬مستفيدة‬ ‫ومستفيد‪ ،‬وذلك في إطار برنامج‪ ‬يتماشى‬ ‫وتوجهات الوكالة الوطنية لمحاربة األمية الذي‬ ‫يتخذ من « التعلم مدى الحياة» شعارا له وينفذ‬ ‫بتعاون مع المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية بتطوان‪ ،‬ومدراء‪ ‬بعض المؤسسات‪،‬‬ ‫وهو برنامج تطوعي ‪ ،‬تسعى الجمعية من‬ ‫ورائه مواكبة المستفيدين من محو األمية‪،‬‬ ‫والمنقطعين عن الدراسة‪ ‬من أجل إعادة‬ ‫إدماجهم في‪ ‬فرص تعليمية أخرى لالنخراط‬ ‫في محيطهم السوسيوثقافي واالجتماعي‬ ‫واالقتصادي بشكل أكثر فاعلية‪.. .‬‬ ‫حضر هذا الحفل‪ ،‬أمينة بن عبد الوهاب‬ ‫ممثلة عن الجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬والمدير‬ ‫السابق لمدرسة السيدة آمنة و مديرة مدرسة‬ ‫السيدة زينب‪ ،‬ورئيسة وأعضاء الجمعية‬ ‫وبعض الفاعلين الجمعويين وأطر الجمعية‪،‬‬ ‫والمنخرطون‪ ‬في برامج التعلم مدى الحياة لهذا‬ ‫الموسم‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫العدد ‪912‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫األديب د‪ .‬عبد النور مزين يبوح لـ «الشمال»‪:‬‬ ‫«الكتابة فعل التزام من أجل صياغة أفق مغاير آخر» (‪)3/3‬‬ ‫عبد النور مزين (من مواليد سنة ‪ 1965‬في بني أحمد الواقعة إلى‬ ‫الجنوب الشرقي لمدينة شفشاون) طبيب اختار أن يتعاطى الكتابة‬ ‫األدبية‪ ،‬فانخرط في أول الخطو ضمن سرب الشعراء قبل أن يقرر في وقت‬ ‫الحق الدخول إلى رحاب السرد وأرجائه الفسيحة‪ ،‬ثم كتب القصة القصيرة‬ ‫فالرواية‪.‬‬ ‫أصدر مزين مجموعته القصصية األولى « ُقبلة ُّ‬ ‫اللوسْت» سنة ‪،2010‬‬ ‫وأتبعها بإصدار ديوانه األول «وصايا البحر» سنة ‪ .2013‬وفي فبراير‬ ‫‪ ،2015‬صدرت له عن منشورات سليكي أخوين روايته األولى «رسائل زمن‬ ‫العاصفة»‪ ،‬ليتمكن من الظفر بمقعد مريح ومميز ضمن هذه القبيلة بعد‬ ‫أن استطاعت روايته سالفة الذكر الوصول إلى القائمة الطويلة للجائزة‬ ‫العالمية للرواية العربية‬ ‫في هذا الحوار األدبي‪ ،‬نستضيف األديب الطبيب الدكتور عبد النور‬ ‫مزين‪ ،‬من أجل أن نتناول الحديث معه عن جملة من القضايا واألسئلة‬ ‫المرتبطة بتجربته األدبية‪.‬‬

‫• حاوره‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫عبد النور مزين متحدثا في لقاء‬ ‫عن رواية رسائل زمن العاصفة بطنجة‬

‫يسجل القارئ المتأمل في رواية «رسائل زمن العاصفة» أن رسم الشخصيات اتسم بكثير من الدقة‬ ‫والغوص العميق في دواخل الشخصيات‪ ..‬أال يمكن القول إن نجيبا محفوظ قد مارس نوعا من التأثير‬ ‫عليك هنا؟‬

‫أخذت عدد من الروايات المغربية‪ ،‬خالل العقدين األخيرين‪ ،‬طريقها نحو الشاشة؛ من قبيل‪« :‬رحيل‬ ‫البحر» لمحمد عز الدين التازي‪ ،‬و«جارات أبي موسى» ألحمد التوفيق‪ ،‬و«عابر سرير» للبشير الدامون‪ .‬ترى‬ ‫هل تلقى مزين عرضا من هذا القبيل؟‬

‫صحيح أن روايات نجيب محفوظ كانت من بين الروايات األولى التي قرأت‪ ،‬كما أسلفت القول‪ ...‬والحق‬ ‫أنني كنت وال أزال معجبا بطرق الحكي والكتابة لديه‪ ،‬سواء في القصة القصيرة أو الرواية؛ لكنني ربما مع‬ ‫تنوع القصص التي كتبتها والنص الروائي األخير قد خلق لديّ انطباع أنني قد صرت أتجه نحو شكل‬ ‫للكتابة خاصة بي فيها المزج بين الشعري والسردي بشكل كبير‪ ،‬وحتى في النصوص التي لم تنشر بعد‬ ‫يتجلى ذلك بوضوح‪ .‬لذلك حتى وإن كان له تأثير ما في صوغ طرق الحكي وبناء العوالم الروائية إال أني‬ ‫ربما بصدد االنفالت نوعا ما من قبضة الكتابات التي أثثت مقروئيتي السابقة‪.‬‬

‫ال‪ ،‬لم أتلق‪ ،‬إلى حد اآلن‪ ،‬عرضا جديا بالمعنى المتعارف عليه؛ لكني علمت أن هناك من يشتغل على‬ ‫إمكانية تحويل النص إلى سيناريو‪ ،‬وال أدري أين وصلت المحاولة؛ لكن المهم في األمر هو أن رواية‬ ‫«رسائل زمن العاصفة» تعتبر نصا كتب من أجل السينما نظرا لما فيه من حركية وعمق درامي ومساحات‬ ‫تصويرية شاسعة داخل النفس البشرية وخارجها على امتداد جغرافيا الوطن واألندلس‪.‬‬

‫هل كان التنبيه‪ ،‬الذي صدّرت به الرواية وقبلها المجموعة القصصية‪ ،‬بخصوص تطابق وقائع النص‬ ‫األدبي وشخصياته مع أحداث وأسماء األشخاص الفاعلين في الحياة الواقعية اليومية نابعا من التخوف من‬ ‫الوقوع ‪ /‬السقوط في إشكال ما‪ ،‬وتفادي الدخول في متاهات غير متوقعة وال تخطر على بال؟‬ ‫صحيح‪ .‬العالم فسيح‪ ،‬والشخصيات‬ ‫واألحداث تتكاثر وتتداخل‪ ،‬والتأويالت ال‬ ‫يمكن حصرها؛ فهي تتنوع بتنوع البشر‪.‬‬ ‫وتفاديا ألي إشكال قانونيّ‪ ،‬كيفما كان‪ ،‬ال‬ ‫بد من التنبيه‪ ،‬من الناحية القانونية‪ ،‬إلى‬ ‫أن العمل الذي بين يدي القارئ هو من‬ ‫فعل تخييل الكاتب وال يمت بأية صلة إلى‬ ‫أشخاص أو وقائع بعينها حدثت أو ستحدث‬ ‫في الواقع‪ ،‬مهما كانت درجة التطابق‪..‬‬ ‫إنها فقرة تحفظ الجانب القانوني للعمل‬ ‫التخييلي‪.‬‬ ‫تحضر الرغبة والموت على امتداد‬ ‫فصول الرواية (رسائل زمن العاصفة)‪،‬‬ ‫إذ يقف القارئ عند مشاهد متعددة‬ ‫ومتكررة لها ارتباط بهاتين التيمتين‪...‬‬ ‫فهل كان هذا الحضور نابعا من تفكير‬ ‫مسبق؟‬

‫يحضر الشعر على طول صفحات من رواية «رسائل زمن العاصفة»‪ ...‬فما المقاصد الجمالية والفكرية‬ ‫التي يتوخاها المؤلف من هذا التضمين؟ ثم ألم يتمكن مزين الروائي والقاص التخلص واالنفصال عن‬ ‫مزين الشاعر؟‬ ‫كما قلت في السابق‪ ،‬الشعر والسرد والرواية والقصة هي أجناس أدبية اقتضت تجنيسها ضرورات‬ ‫مقارباتية؛ لكن األصل هو التخييل واللغة في ارتباطاتهما وتشعباتها المختلفة‪ .‬من ثمّ‪ ،‬تجد تلك الصور التي‬ ‫يرسلها الكاتب في وتيرتها وفي إيقاعاتها‬ ‫وموسيقاها تندمج لتنتج لك نصا سرديا‬ ‫بصور شعرية‪ ،‬وقد تقتضي ضرورة البناء‬ ‫الحكائي الغناء واإلنشاد ونظم القصائد‬ ‫واالستدالل بها أو ترتيلها روحيا ونفسيا‪،‬‬ ‫لتغدو بذلك مكونا للمتن؛ لكن أيضا احتفاء‬ ‫باللغة وبالقارئ أيضا‪ .‬فال انفصال هناك‬ ‫بين الروائي وبين الشاعر هنا؛ بل تكامل‬ ‫ربما لماهية واحدة هي األصل‪.‬‬ ‫تعكف‪ ،‬في الوقت الراهن‪ ،‬على وضع‬ ‫اللمسات األخيرة على عملين روائيين اثنين‬ ‫(العودة إلى دار البارود‪ /‬الشرفة والقمر)‪...‬‬ ‫أال يمكن أن تعطي للقارئ لمحة موجزة‬ ‫عنهما؟ ومتى سيريان النور؟‬ ‫صحيح أني اآلن بصدد اللمسات‬ ‫األخيرة على مشروعين روائيين‪ ،‬كما ذكرت؛‬ ‫لكن العنوانين هما عنوانان مؤقتان وليسا‬ ‫نهائيين‪ .‬الرواية األولى هي عبارة عن‬ ‫مرحلة الحقة للمرحلة التي غطتها «رسائل‬ ‫زمن العاصفة» وما تال ذلك من تداعيات‬ ‫خطيرة على العالم العربي والغربي أيضا‪.‬‬ ‫أما الرواية الثانية‪ ،‬فهي عن تلك الخسارات‬ ‫الفادحة التي يتكبّدها اإلنسان نتيجة جبنه‬ ‫وعدم جرأته على التحدي والتضحية من‬ ‫أجل فرض االختيارات التي يؤمن بها‪.‬‬

‫إن الرغبة من بين مقومات البقاء‪،‬‬ ‫وأستحضر هنا كتاب ميالني كالين في‬ ‫التحليل النفسي (الحب والكراهية)‪ ،‬الذي‬ ‫يرجع أصل أحاسيسنا ورغباتنا إلى الحب؛‬ ‫عبد النور مزين ينصت لمداخلة أحد القراء في لقاء مفتوح حول روايته األولى بعدسة خديجة البصري‪.‬‬ ‫على اعتبار أن الكراهية ليست إال حبا في‬ ‫درجته الصفر‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬كانت الرغبة‬ ‫معطى‬ ‫والحب في «رسائل زمن العاصفة»‬ ‫قلت‪ ،‬مرة‪ ،‬إن «العبور من مرحلة الكاتب الذي يكتب لنفسه إلى مرحلة الكاتب المقروء مسار محفوف‬ ‫كانتا‬ ‫لذلك‪،‬‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫التعويض‬ ‫شيء‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫الفادحة‬ ‫الخسارة‬ ‫تلك‬ ‫حاضرا بامتياز‪ .‬أما الموت فهو‬ ‫بالعقبات إن أقل المخاطر» (مبدعون في ضيافة المقهى‪ ،‬فاطمة الزهراء المرابط‪ ،‬ص‪ ...)139 :‬فهل‬ ‫تيمتين مركزيتين في الرواية؛ ألنهما مركزيتان في الحياة أيضا‪.‬‬ ‫استطاع مزين أن يجتاز هذا المسار؟ وهل التأخر في إصدار عمل جديد يرتبط بهذا الهاجس المضمر ‪/‬‬ ‫الظاهر خلف االستشهاد السالف؟‬ ‫هل كان مزين وهو يكتب سيرة غادة الغرناط يمارس فعلي التعري ‪ /‬التحلي بالشجاعة؟‬ ‫على العموم‪ ،‬وكما أصبح معروفا اليوم أن الكتابة ال تنفصل عن التخييل الذاتي‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬ففي الكتابة‬ ‫جزء ال محيد عنه من الذات الكاتبة‪ ،‬سواء كان هذا الجزء عن وعي أو عن ال وعي؛ غير أن التعري أمام اآلخر‬ ‫هو ذلك القرب بقدر أو بآخر‪ ،‬لكن عن وعي بفعل التعري الذي يالمس السير الذاتية غير المعلنة‪ .‬بهذا‬ ‫المعنى‪ ،‬أكون قد مارستها في جانبها السياسي إذا ما أردنا إسقاط المرحلة التي تعالجها الرواية‪ ،‬وهي‬ ‫سنوات الرصاص؛ لكن هنا تصير الذات تلك الذات الجمعية أو تلك التجربة التي عاشها المغرب خالل تلك‬ ‫المرحلة من زوايا متعددة‪.‬‬ ‫يمارس عبد النور مزين‪ ،‬إلى جانب غواية الكتابة واإلبداع بالكلمات‪ ،‬غواية التعبير بالريشة من خالل‬ ‫االنخراط في الفن التشكيلي‪ ..‬فما قصة هذا الزواج؟‬ ‫الميول نحو الفنون التشكيلية هو نزوع ال يزال في مرحلة الغواية‪ .‬فالريشة هنا هي ريشة مجازية إذا‬ ‫اعتبرنا التشكيل على الحاسوب تشكيال‪ .‬لكن اللون واللوحة والمدارس الفنية في الفن التشكيلي يدخل‬ ‫أساسا في مجال اشتغالي على النصوص الروائية‪ .‬وفي الكثير من النصوص التي أشتغل عليها من قصص‬ ‫وروايات يكون الفن التشكيلي حاضرا فيها‪.‬‬

‫صحيح أن العبور من الكتابة غير المنشورة إلى الكتابة المنشورة ال بد أن يمر بتلك العقبات والمخاطر‬ ‫أيضا؛ ألنه بمجرد النشر تبدأ المسؤولية في كل شيء‪ ،‬خاصة أن الكتاب المنشور تنقطع صلته بالكاتب‬ ‫ويستقل على المستوى الفكري ليغدو رأي الكاتب فيه مجرد رأي كرأي قارئ‪ .‬لذلك‪ ،‬يتميز الكتاب المنشور‬ ‫بتلك القدرة على التأثير في الواقع‪ ،‬وإن لم يكن منظورا في الزمن والمكان؛ إال أن األثر هو في النهاية أثر‬ ‫الفراشة‪.‬‬ ‫يرى الروائي الجزائري واسيني األعرج‪ ،‬في دراسة حول «الرواية العربية ورهانات الحرية ‪ /‬اآلخر‪ /‬األنا»‪،‬‬ ‫أن «رواياتنا وسردياتنا العربية ال تقول سوى فضح آليات مجتمعات تختزل حق المواطن في التعبير عن‬ ‫رأيه وحقه في العيش كأيّ كائن على وجه هذه األرض»‪ ..‬فماذا يتوخى الدكتور عبد النور مزين من وراء‬ ‫الكتابة الروائية؟ وإلى أيّ حد تتفق مع وجهة النظر التي قدمها األعرج؟‬ ‫ربما أتفق معه جزئيا في كون الكتابات تفضح الكثير من معوقات هذه الشعوب في الولوج إلى عصر‬ ‫الحرية‪ ،‬وهذا ليس بالشيء الهين؛ لكن الكتابة تبقى أيضا‪ ،‬كما قلت‪ ،‬فعل التزام أيضا من أجل صياغة‬ ‫أفق مغاير آخر‪ ،‬أفق للحلم‪ .‬وهي بهذا المعنى تنغمس في فعل التغيير‪ ،‬وإن بشكل غير مرئي؛ ألنه يخاطب‬ ‫الحسي والوجداني والجمالي في اإلنسان‪ .‬إن الكتابة يجب أن تتوخى دوما ذلك األثر‪ ..‬أثر الفراشة‪.‬‬


‫العدد ‪912‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫شهادات ألدباء مغاربة عن رحيل الشاعر الكبير‬

‫محمد الميموني‬

‫الشاعر انتصر ألفق مشرق لإلنسان المغربي‬

‫عن عمر ‪ 81‬سنة‪ ،‬المُشرق بالوهج الدائم واإلبداع الرّصين‪ ،‬ودّعنا صباح يوم‬ ‫الخميس ‪ 12‬أكتوبر بمدينة تطوان الشاعر المغربي المرموق محمد الميموني‪ ،‬أحد‬ ‫رموز الثقافة المغربية ورواد الحداثة الشعرية ببالدنا‪ .‬وشيع جثمان الفقيد الذي ترك‬ ‫تراثا شعريا ونثريا غنيين أسلوبا ومعنى عصر نفس اليوم في محفل رهيب ومؤثر‪ ،‬حضره‬ ‫العديد من الوجوه الثقافية واألكاديمية ومحبي الفقيد من تالمذته وأصدقائه‪ .‬وفي‬ ‫هذا السياق استقت جريدة هسبريس من أدباء وشعراء مغاربة شهادات في حق الشاعر‬ ‫الراحل‪.‬‬ ‫اعتبر الشاعــــر المغربــي األستــــاذ‬ ‫عبد الكريم الطبال رفيـق درب الراحل‬ ‫أن عالقته به امتــدت لسنيـن طويلــة‬ ‫منذ الخمسينيات‪ ،‬حيث جمعتهما عالقة‬ ‫شاعر بشاعـر أكثــر من عالقـة صديــق‬ ‫بصديق‪ ،‬ورغم ذلك يضيف عبد الكريم‬ ‫الطبال كنا ال نتكاشف شعرا فيما بيننا‪،‬‬ ‫وكنا معا على محبة ال تقال وعلى عالقة‬ ‫شعرية باألساس‪ ،‬وكأننـا خـالل هـــذا‬ ‫الزمن الطويل إلى اآلن‪ ،‬كنا في سبــاق‬ ‫في حلبـــة القصيدة‪ ،‬ال يتباهى أحد منا‬ ‫على اآلخر وال يتطاول أو يتعاظم‪ ،‬وأخوة‬ ‫الشعر دائما كانت صفا ًء ونقا ًء وعمقا‪ ،‬ال‬ ‫تتبدل مع األحوال وال تتغير مع األزمنة‪..‬‬ ‫ومن هنا إلى هناك‪ ،‬كنا على األقل في‬ ‫كل أسبوع نلتقي في تطوان‪ ،‬وكنا معا في مهرجان الشعر المغربي بشفشاون عضوين‬ ‫أساسيين‪ .‬واختتم عبد الكريم الطبال بأن الشاعر الراحل محمد الميموني ومضة شعرية‬ ‫سوف تبقى مضيئة في تاريخ الشعر المغربي‪...‬‬ ‫وقال الكاتب والناقد الدكتور عبد الرحيم العالم رئيس اتحاد كتاب المغرب أنه‬ ‫برحيل الشاعر المغربي الكبير األستاذ محمد الميموني‪ ،‬يكون مشهدنا الشعري المغربي‬ ‫والعربي‪ ،‬قد فقد صوتا شعريا متميزا‪ ،‬هو الذي عرف بإبداعه الشعري الوازن وبكتابته‬

‫السردية ومقاالته الصحفية وترجماته الرصينة‪ ،‬منذ أزيد من نصف قرن من العطاء‬ ‫والحضور المتألق داخل المغرب وخارجه‪ ،‬إذ يعتبر من بين الشعراء العرب القالئل الذين‬ ‫خلفوا لنا سيرة ذاتية بمحكياتها النادرة وبأسلوبها الشعري األخاذ ‪ ..‬فضال عن ما يعرف‬ ‫به شاعرنا الراحل من حضور إنساني كبير في مشهدنا الثقافي واألدبي‪ ،‬إذ ظل وفيا‬ ‫لمبادئه وللقيم التي نشأ وتربى عليها‪ ،‬بمثل وفائه لمنظمته اتحاد كتاب المغرب التي‬ ‫بقي مخلصا ومساندا لها‪..‬‬

‫تعبيرهم الدارجي « يطير بعيدا»‪.‬‬

‫وصــرح الشــاعـــر واألكاديمـــي‬ ‫الدكتور حســن الطريبق‪ ،‬أن الراحل‬ ‫محمــد الميمـــونـــي كان من زمرة‬ ‫الشعــراء الطليعييــن الذين أسهموا‬ ‫إسهاما عمليا في االرتقــاء بالقصيدة‬ ‫الشعـــريــة المعاصرة في منحييهـــا‬ ‫الشعري والنثري‪ ،‬وكان أبرز ما يركز‬ ‫عليه نضاليته والتزامه اإليديولوجي‬ ‫واألخالقي‪ ،‬فلم يسفّ بشعره أو ينزل‬ ‫عن مستوى التألق الذي الزمه‪ ..‬وكان‬ ‫سمة من سمــات الجماليـة والشـرف‬ ‫والسموق بمستـــوى تحليقـــه‪ ،‬حتى‬ ‫يكون منظورا في سماء طيرانه ومجال‬ ‫تحركه‪ ،‬فكان كما يقول الشماليون في‬

‫وأكد الدكتور حسن الطريبق أن الراحل من الشعراء الذين أسسوا مهرجان الشعر‬ ‫بشفشاون‪ ،‬فكانت الكوكبة التي تمثل ذلك‪ ،‬الشعراء‪ :‬أحمد المجاطي ومحمد الخمار‬ ‫الكنوني ومحمد السرغيني وعبد الكريم الطبال وحسن الطريبق‪ ..‬فكان المنطلق بعد‬ ‫االجتماعات في تطوان وفاس والعرائش والقصر الكبير‪ ،‬هو بلورة حقيقة مهرجان الشعر‬ ‫بشفشاون‪ ،‬مدينة الشعر وتألقه‪..‬‬ ‫البقية ص ‪11‬‬


‫العدد ‪912‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫وقـــــال الكـــــاتـــب‬ ‫والمسرحي األستاذ رضوان‬ ‫احدادو ‪« :‬عايشت الراحل‬ ‫العزيز محمـــد الميمونـي‬ ‫على امتداد عقود متواصلة‪،‬‬ ‫أديبا وشاعــرا ومثقفـــا‬ ‫عضويا‪ »...‬وزاد ‪ « :‬عايشته‬ ‫إنسانا يحمل قيم إنسانية‬ ‫اإلنسان‪ ،‬نابذين معا كل‬ ‫الحساسيـــات السياسيــة‬ ‫التي كــان باإلمكــان أن‬ ‫تفصل بيننا على غرار ما‬ ‫حدث لكثير من المثقفين‬ ‫األصدقاء ‪ /‬الخصــوم‪ ،‬في‬ ‫ذروة الجفـــاء الــذي كان‬ ‫بين الحزبين (االستقالل‬ ‫واالتحـــاد)‪ ،‬بحيــث كـان‬ ‫يصعب على الواحد منا أن‬ ‫ينام دون السؤال عن حال‬ ‫صاحبه‪ ،‬وكنا نتناوب على‬ ‫الكتابة الجهوية التحاد‬ ‫كتاب المغــرب لتطــوان‪،‬‬ ‫وشفشاون والعرائش‪ ،‬ولم‬ ‫يحصل يوما أن ترشح منا‬ ‫الواحد ضد اآلخر‪ ،‬وهي‬ ‫العالقة التي استمرت ولم‬ ‫يفرق بيننـا إال المـــوت»‪.‬‬ ‫واستطـــرد احـــدادو‪ ،‬أنــه‬ ‫بهذا الفقد نكون قد ودعنا‬ ‫أديبا كبيرا وشاعـرا مميزا‬ ‫وصديقا عزّ نظيره ‪.‬‬ ‫وبدوره قـال الشاعـــر‬ ‫واألكاديمي الدكتــور عبد‬ ‫اللطيف شهبون ‪« :‬ال رادّ‬ ‫لقضاء اهلل‪ ..‬كان المرحوم‬ ‫محمد الميمــوني نموذجا‬ ‫من نمـــاذج األستاذيـــة‬ ‫الممتدة‪ ،‬علمــا وأخالقـــا‪..‬‬ ‫وكان منتميا إلى مدرسة‬ ‫الوطنية بمعانيها الصافية ‪ ..‬وكان مسيره الحياتي مطابقا لفكره»‪ .‬وأضاف شهبون‪ ،‬أن‬ ‫الراحل لم يشرب رحمه اهلل‪ ،‬إال من المعين الصافي في السياسة والفكر‪ .‬وأما موقعه في‬ ‫حركية اإلبداع الشعري‪ ،‬فيشهد له بها ما خلفه من إرث شعري ونقد من داخل التجربة‬ ‫اإلبداعية‪ ،‬وهذا هو المطلوب‪ .‬وزاد عبد اللطيف شهبون‪ ،‬أن الشاعر محمد الميموني لم‬ ‫يكن مفتونا بما ال يطيقه النّص وال تسمح به األعراف األدبية الراقية ‪ ..‬كما كان مدرسة‬ ‫ألبنائه ونموذجا في السلوك لمجموع من عرفه أو استمدّ منه‪..‬‬ ‫ومن جانبه استحضر الكاتب والناقد الدكتور العياشي أبو الشتاء مناقب الفقيد ‪،‬قائال‪:‬‬ ‫« آلمنا الخبر المفجع الذي نزل هذا الصباح‪ ،‬يفيد برحيل الشاعر محمد الميموني»‪ ،‬مضيفا‬ ‫أن رحيل هذا الشاعر‪ ،‬هو فقدان لصوت من األصوات الشعرية الرائدة في الشعر المغربي‬

‫‪11‬‬ ‫الحديث والمعاصر‪ ،‬ويعتبر‬ ‫الراحل من روادها إلى جانب‬ ‫الشاعرين الراحلين محمد‬ ‫الخمار الكنونــي وأحمـــد‬ ‫المجاطي‪ ،‬وكذا الشاعرين‬ ‫محمــد السرغينـــي وعبد‬ ‫الكريم الطبال أطال اهلل‬ ‫في عمرهما‪ ،‬إذ كانوا من‬ ‫الذين تلقفوا حركة التجديد‬ ‫من الشعر المهجري والشعر‬ ‫المشرقــي عمومــا‪ ،‬وأدخلوا‬ ‫القصيـــدة المغربيـــة إلى‬ ‫محراب الحداثة والتحديث‪.‬‬ ‫واستطرد العياشي أبو‬ ‫الشتاء ‪« :‬لقــد أثرى فقيدنا‬ ‫الشعـــر المغربي بدواوينه‬ ‫التــي تتابعــت بداءاً من‬ ‫ديــوان «آخر أعوام العقم»‬ ‫إلى «بدايــة ما ال ينتهي»‪،‬‬ ‫منتــصـــرا بـــذلك ألفـــق‬ ‫االنعتاق والتحــرر‪ ،‬وألفـــق‬ ‫مشرق لإلنســان المغربي‬ ‫ولإلنسانية بشكل عام ‪.‬‬

‫وأشار الشاعر والروائي‬ ‫محسن أخريف إلى أن الرائد‬ ‫محمد الميمــونـي سيظــل‬ ‫عالمة بــارزة في الشــعـــر‬ ‫المغربي إلى جانـب شعراء‬ ‫ساهموا في تطوير القصيدة‬ ‫المغربيــة الحديثـــة‪ ،‬وفي‬ ‫إخراجها من نمطية القديم‪،‬‬ ‫لتنفتح على كونية الشعر‪.‬‬ ‫وأضــاف أخـــريـــف إلى أن‬ ‫الميموني بذائقته اإلبداعية‬ ‫الالفتة‪ ،‬ساهم في تقريب‬ ‫متلقى الشعر المغربي من‬ ‫الشعر االسباني‪ ،‬من خالل‬ ‫ترجمته ألشعار لوركا وخوان‬ ‫رامون خيمينيث‪ ،‬فبنى بذلك جسرا مبكرا بين األدب العربي والثقافة االسبانية‪..‬‬ ‫يذكر أن الشاعر محمد الميموني من مواليد مدينة شفشاون سنة ‪ ،1936‬ترك منجزا‬ ‫شعريا ونثريا زاخرا يضع القارئ في قلب التجربة اإلنسانية ‪ « :‬آخر أعوام العقم»‪« ،‬الحلم‬ ‫في زمن الوهم»‪« ،‬طريق النهر»‪« ،‬شجر خفي الظل»‪« ،‬موشحات حزن متفائل»‪« ،‬رسائل‬ ‫األبيض المتوسط»‪« ،‬بداية ما ال ينتهي»‪« ،‬عودة المعلم الزين» (في جزأين)‪« ،‬كأنها‬ ‫مصادفات»‪« ،‬سبع خطوات رائدة في الشعر المغربي المعاصر»‪ ،‬في الشعر المغربي‬ ‫المعاصر ‪« :‬عتبات التحديث»‪ ،‬وغيرها من األعمال‪ ..‬كما ترجم ديوان «التماريت» عن‬ ‫اإلسبانية للشاعر فيديريكو غارسيا لوركا ‪ ...‬على روح الفقيد الطاهرة السالم‪.‬‬

‫عبد الجواد الخنيفي‬


‫العدد ‪912‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫رف وعادات أهل شفشاون المنقرضة‬ ‫ِح ٌ‬ ‫أو المهددة باالنقراض‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫ـ‪3‬ـ‬

‫النكافة‪ /‬المشاطة‪:‬‬ ‫هي المرأة التي تتولى شؤون العرائس وتسهر على زينتهن ولباسهن‪ ،‬وتقديمها للحاضرات‪ ،‬وتهتم بأدق التفاصيل‬ ‫المتعلقة بالعروس للرحيل إلى بيت الزوجية‪ ،‬وهي غالبا ما تكون من غير القريبات للعروسة‪ ،‬وفوق الشبهات‪ ،‬خبيرة بشؤون‬ ‫الزواج وتوابعه‪ ،‬وقد يحتاج إليها في بعض األحيان إذا تعقدت األمور واختلفت اآلراء لسبب من األسباب كما كان معروفا‬ ‫في المدينة وضواحيها‪ .‬وتسمى كذلك (المشاطة) أو الزيانة وتطور دورها وأصبحت اليوم تتقاضى أجرا باهضا عن عملها‬ ‫يتفاوت من أسرة إلى أخرى‪ .‬وعملها يتطلب مهارة وكياسة وبالغ األهمية‪ ،‬يساعدها في ذلك مساعدات من واحدة إلى‬ ‫إثنين من النساء‪.‬‬ ‫الالمين‪:‬‬ ‫وهو عند الحرفيين‪ ،‬خبير بالحرفة يتولى الفصل في المنازعات المتعلقة بالمنتوج وجودته وما إلى ذلك وهم في‬ ‫الحياكة والبناء والجزارة والتجارة وسوق الماشية ومجاري المياه‪ .‬وكانت المحاكم تستعين بهم في القضايا المتنازع حولها‬ ‫والمعروضة عليها‪ .‬ومعاينة العيوب والضرر الملحق بالمنتوج ويتدخلون في ما يلحق السكان من ضرر كدخان الحمامات‬ ‫واألفران التقليدية‪ ،‬ويكون من أهل التجربة والحنكة والصدق واألمانة‪ ،‬ويتقاضون أجرهم من المتنازعين بعد كل قضية‬ ‫حسموا فيها‪.‬‬ ‫وهو حسب العرف بمثابة أب الحرفيين واألقرب إلى مشاكلهم ومعاناتهم‪ ،‬وهم مرتبط بالمحتسب ألنه المسؤول عن‬ ‫حل مشاكل قطاعات الصناعة التقليدية‪ ،‬إنه بمثابة القاضي في هذا المجال‪.‬‬ ‫الحناية‪ /‬النقاشة‪:‬‬ ‫هي المرأة المحترفة في خضب النساء بالحنّاء‪ ،‬ولها مهارة‬ ‫في رسم أشكال ورسوم بديعة على أيديهن وأرجلهن‪ ،‬والسيما‬ ‫العرائس‪ ،‬فهي من الطقوس االحتفالية التي ترافق الزفاف في‬ ‫المغرب بصفة عامة‪ ،‬وتنتمي إلى ماض سحيق واستمرار حضورها‬ ‫القوي اليوم‪ .‬ومن المعتقدات المغربية المرتبطة بالحناء والزفاف‪،‬‬ ‫أسطورة تذهب إلى أن نيل رضا ملكة الجن ( َالَّلة رقية بنت الملك‬ ‫األحمر) التي تحرس الحمامات العمومية التي ترتادها النسوة‬ ‫باستمرار من أجل االغتسال‪ ،‬يقتضي من المرأة أن تضع الحناء‬ ‫على أطراف جسمها قبل أن تذهب للحمام‪ ،‬وتوقد قبل الدخول‬ ‫إلى قاعة االغتسال البخور الطيب‪ .‬ومن العادات التي ال تزال متبعة‬ ‫في احتفاالت الزفاف في المغرب بصفة عامة‪ ،‬عادة تقديم طبق‬ ‫وريقات الحناء المجففة وفوقه بيض الدجاج ضمن الهدايا التي‬ ‫تحمل للعروس‪ .‬فالحناء تطحن لتطلي العروس بها أطرافها من طرف (الحناية)‪ ،‬والبيض تسلقه العروس وتتناوله صحبة‬ ‫عريسها‪ ،‬أمال في أن تكون حياتها بيضاء خالية من كل تكدير وتعكير‪ ،‬وفي اعتقاد جل النساء المغربيات أن الحناء نبتة من‬ ‫نباتات الجنة وأنها تجلب الحظ السعيد وفرص الزواج‪ ،‬وتخلي العروس عنها نذير شؤم‪ .‬ومن المعتقدات الشعبية المرتبطة‬ ‫بالحناء‪:‬‬ ‫اإلكثار من استعمالها يجعل الشخص حنونا‪.‬‬ ‫الجلوس تحت شجرتها ليال يصيب بالمس ألنها سكن الجن‪.‬‬ ‫دفن القليل من الحناء في األرض الزراعية يزيد من خصوبتها‪.‬‬ ‫حمل العازبة ألوراق الحناء في ما يشبه القالدة يسرع زواجها‪.‬‬ ‫يتم شربها بعد أن تنقع في ماء ساخن وتعطى للمريض المصاب بمرض الصرع‪ .‬وقد تشرب أو يرش بها المصاب‪،‬‬ ‫حيث يعتقد أن الجن ال يقترب من شاربها ألنها من الجنة ومن عند اهلل‪.‬‬ ‫وقد تطورت هذه المهنة اليوم وأقبل عليها النساء والفتيات بكثرة بل وحتى األجانب الذين يزورون المدن العتيقة‬ ‫للسياحة ومنها شفشاون‪ ،‬والحنايات يعرضن فنهن على المارة في بعض األماكن العمومية‪.‬‬ ‫الكواي‪ /‬اللحام‪:‬‬ ‫هو الذي يلحم األواني القصديرية والنحاسية التي يلحق بها عطب كثقب في األسفل أو تكسير جوانبها وغير ذلك‪ .‬كما‬ ‫كان يصنع (الغراف=الكوب) من القصدير لشرب الماء‪ ،‬وهو أنواع‪ :‬صغير ومتوسط وكبير‪ ،‬وكان باعة الحليب يستعملونها‬ ‫كذلك للكيل‪ ،‬ربع ليتر‪ ،‬نصف ليتر وليتر‪ .‬انقرضت هذه المهنة في المدينة ولم يعد لها وجود في األسواق األسبوعية التي‬ ‫تعقد بضواحي المدينة‪.‬‬ ‫الزطاط‪:‬‬ ‫هم عادة ما يكونون من الفرسان الشجعان‪ ،‬موكول لهم حماية التجار أو الحمارة في رحلتهم الذين كانوا يذهبون من‬ ‫مدينة شفشاون إلى مدينة فاس للتبضع سيرا على األقدام أو راكبين على الدواب‪ ،‬قبل ظهور السيارات وكانوا يتعرضون‬ ‫لخطر قطاع الطريق‪ ،‬وعادة ما يكون الزطاط مسلحا ببندقية وقوي البنية عارفا بالطريق وخباياه (أنظر رحالت حجاج المغاربة‬ ‫مع هؤالء الذين كانوا يحمونهم مقابل أجر يمنحه رئيس الوفد الحجازي لهم) وقد انقرضت هذه المهنة بشكل نهائي‪.‬‬ ‫الرحوي‪:‬‬ ‫محترف طحن الحبوب في الرحى الحجرية التي تدور بالماء‪،‬‬ ‫على ضفة النهر أو على مجرى الماء الصافي المضاف‪ .‬وكانت‬ ‫تنتشر على ضفة نهر رأس الماء بالمدينة‪ ،‬يشتغل بها الرجل‬ ‫(الرحوي) والمرأة (الرحوية) وهي صاحبة الرحى الوحيدة التي‬ ‫كانت داخل سور المدينة في طريق حي العنصر‪ .‬والمطحن عبارة‬ ‫عن حُجرة صغيرة ذات سقف محدب مكسو بالقرميد األحمر‪ ،‬ولها‬ ‫ملحقاتها‪ ،‬ينزل ماء الساقية منحدرا في األنبوب الخشبي‪ ،‬فيسقط‬ ‫مندفعا ويدير بكرة الرحى من أسفل المطحنة فتدار لها أسطوانة‬ ‫الرحى على أخرى ثابتة‪ ،‬يفرغ الحب في القادوس‪ ،‬وهو وعاء كبير‬ ‫هرمي الشكل‪ ،‬موصولة به المرزية‪ ،‬وهي وتد غليظ تتذبذب حين‬ ‫تدور الرحى محدثة سحيفا متواصال‪ ،‬فتجعل لهوة الحب تتساقط‬ ‫قليال في فوهة (الصنجة)‪ .‬وحين يطحن الحبّ يتسرب ّ‬ ‫الطحين‬ ‫من بين أسطوانتي الرحى فيقع في (الثقال) الذي هو (الحاجور) حيث يقع الدقيق‪.‬‬ ‫يأخذ الرحوي أجرته من الكمية التي تم طحنها وذلك حسب األعراف التي كانت متبعة آنذاك‪ .‬وقد انقرضت هذه‬ ‫الحرفة ولم تبق من الرحى(‪ )26‬إال إثنتين‪ .‬والباقي معطل النقطاع الماء عنها‪.‬‬ ‫وهنا رحى لعصر الزيتون وتسمى رحى الزيت أو معصرة‪ ،‬وكانت تقام في نفس األماكن التي يوجد بها رحاوي الدقيق‬ ‫وكان عددها بالمدينة (‪ )18‬وقد اندثرت‪.‬‬ ‫العساس‪:‬‬ ‫حارس الحيّ أو الزقاق والساهر على حمايته من الدخالء واللصوص‪ ،‬ويستعين بعصا غليظة يستعملها عند الحاجة‪.‬‬ ‫وكانت المدينة العتيقة محاطة بسور تنفتح فيه أبواب وهي مرتبطة بموقعها واتجاهات الطرق إلى ضواحيها وبواديها وهي‬ ‫ثمانية‪ :‬باب العنصر وباب المحروق‪ ،‬وباب السوق وباب العين وباب الموقف وباب الحمّار‪ .‬وباب القصبة وباب الهرموم‪.‬‬ ‫وكانت هذه األبواب تقفل بعد صالة العشاء‪ ،‬وال تفتح إال بعد صالة الصبح من طرف (العساس) أي الحارس‪ .‬وقد انقرضت‬ ‫هذه المهنة بشكلها التقليدي‪.‬‬

‫الكراب‪:‬‬ ‫هو السقاء الذي يقوم بتوزيع الماء في األسواق‪ ،‬يتميز بعباءته‬ ‫الحمراء الفاقعة‪ ،‬وشاشيته (غطاء تقليدي للرأس) المزخرفة باأللوان‬ ‫المتدلية من أطرافها والمصنوعة من الحرير‪ ،‬وجرسه النحاسي‬ ‫الالمع الرنان ومع أربع إناءات صغيرة مصنوعة من النحاس كذلك‬ ‫يفرغ فيها الماء للعطشى وكلها علقت على عنقه‪ .‬ومحفظته الجلدية‬ ‫التي يضع فيها ما يجود عليه به الشاربون‪ ،‬وفي الجانب اآلخر يحمل‬ ‫(كربته=المحفظة المائية) المصنوعة من جلد الماعز ليحتفظ فيها‬ ‫بالماء باردا وهي متصلة بصنبور نحاسي يفرغ منه الماء في اإلناء‪.‬‬ ‫يطوف بالسوق األسبوعي الذي كان ينعقد بالمدينة يومي اإلثنين‬ ‫والخميس مناديا (شربة هلل) فيقبل عليه العطشى من الوافدين‬ ‫وخصوصا أيام الحر‪ ،‬كما يذهب إلى أسواق البوادي‪ .‬وهي مهنة ال‬ ‫يجني منها صاحبها المال الكثير بقدر ما يحصل على األجر بواسطة عمله هذا‪ .‬وأصبحت اليوم مظهرا من مظاهر السياحة‬ ‫في المدن العتيقة حيث يفضل السواح األجانب والمغاربة أخذ صور بجانبهم كتذكار في الساحات العمومية (كجامع الفنا‬ ‫بمراكش وباب بوجلود بفاس وساحة وطاء الحمام بشفشاون)‪ .‬مهنة في طريقها إلى االندثار‪ .‬وهناك مثل مغربي يقول‬ ‫معناه‪( :‬من يريد الكراب صيفا عليه بمعاملته شتاء)‪.‬‬ ‫العطار‪:‬‬ ‫هو الشخص الذي كان يتجول ببضاعته المتواضعة في سلة مستطيلة يحملها بين يديه يجوب بها األزقة والدروب‬ ‫وضواحي المدينة مناديا بأعلى صوته لاللتفات إليه‪ .‬وبضاعته في غالبيتها كانت ينحصر في مواد الزينة البسيطة للنساء‬ ‫كالكحل والسواك والغاسول والعكار الفاسي‪ ،‬والمشط والعقيق والصابون وأدوات الخياطة التقليدية وأدوات أخرى تستعمل‬ ‫عند الحاجة وغيرها‪ .‬وبعضهم كان يتعامل بالمقايضة كتبديل البيض بالسلعة وخصوصا البوادي‪.‬‬ ‫الفرناتشي‪:‬‬ ‫هو الذي كان وما يزال يتولى تسخين مياه الحمامات والمكان ويسمى (الفرناتشي) أي األتون أو موقد النار في الحمام‪،‬‬ ‫بحيث يظل محركا بعوده الحديد (الزوبية) وفوقها (البرمة) خزان الماء الكبير الذي يزود الحمام بالماء الساخن عند الحاجة‪،‬‬ ‫وعادة ما يكون خلفه وفي رحبة قريبة منه يخزن فيها الحطب الجزل‪ .‬وكان يسمح لتالميذ الكتاتيب القرآنية (المحضرة)‬ ‫القريبة من الحمام بتنشيف ألواحهم من الصلصال في فصل الشتاء‪ ،‬كما كان يقوم بشي األكاريع والرؤوس أيام عيد‬ ‫األضحى المبارك مقابل أجر‪.‬‬ ‫الدبـاغ‪:‬‬ ‫هو الحرفي الذي يقوم بدبغ الجلد في أماكن خاصة تسمى‬ ‫(دار الدبغ) أو الدباغ وكانت توجد بالمدينة دار كبرى وأخرى صغرى‪،‬‬ ‫الكبرى قرب فندق (باردور) والصغرى في حومة السويقة‪ ،‬وهي أول‬ ‫حومة تأسست بالمدينة‪ .‬وقد توقفتا عن العمل‪ ،‬وكانتا تحتاج إلى‬ ‫مياه كثيرة إلنجاز العمل التقليدي لدباغة الجلد‪ ،‬وتسمى (تادباغت)‬ ‫وكان عملهم يقتصر على دبغ النعال وجلود المعز واألبقار والغنم‬ ‫وتسمى جلود هذه األخيرة (البطانة) ألنها تبطن بها البالغي‬ ‫(األحذية)‪ ،‬وكانت للحرفيين أعراف خاصة بهم‪ ،‬بحيث كان كل واحد‬ ‫منهم يضع إشارة بموسى الحالقة على جلوده حتى يميزها عن باقي‬ ‫الجلود األخرى‪ .‬ويقوم «الدباغة» بقطع الجلود ويدقونها في أحواض‬ ‫تسمى (القصاري) أو (المجاير) ثم غسلها في صهاريج مملوءة بالماء‬ ‫والجير وقشر الرمان يسمونها (السم) بغاية إزالة الشعر عنها‪ ،‬ثم تغسل من جديد في محل خاص‪ .‬وهكذا إلى أن تصبح‬ ‫جلودا صافية‪ .‬ويسميها الصناع في مدينة فاس بدار (الملحة) ويقولون إن لها بركة‪ ،‬ومن دخلها غير صادق أو من أجل‬ ‫السرقة يصاب في صحته أو ماله أو أبنائه‪ .‬انقرضت في مدينة شفشاون ولكنها ما زالت في مدينتي مراكش وفاس‪.‬‬ ‫الخباز‪:‬‬ ‫ويسمى في عرف المدينة (المعلم) وهو الشخص الذي يعمل‬ ‫في الفرن التقليدي الذي كان يوجد في كل حومة –وما زال في‬ ‫بعضها‪ -‬حيث يقوم بإدخال قطع العجين الذي تبعث به األسر مع‬ ‫(الطراح) إلى الفرن بعد تحويله من القوراء إلى قطع مسطحة دائرية‬ ‫الشكل وثقبها بالمثقاب ثم يضعها فوق المطراح وهو عبارة عن‬ ‫قطعة دائرية من الخشب لها يد طويل يمكنه من الوصول بالقطع‬ ‫إلى أقصى مكان في الفرن ليتحول بعد ذلك إلى خبز وتسليمه إلى‬ ‫صاحبه مقابل أجر حسب العرف الجاري به العمل‪ ،‬وهو إما خبزة‬ ‫متوسطة أو مقدار نقدي يحصل عليه (المعلم)‪ ،‬ويبدأ عمله عادة‬ ‫من العاشرة صباحا إلى ما بعد صالة العصر‪ ،‬باستثناء األسابيع التي‬ ‫تسبق األعياد أو مناسبة األفراح كاألعراس والعقيقة والختان التي‬ ‫تقيمها بعض األسر‪ ،‬ولم يكن دوره يقتصر على تخبيز الخبز فقط بل بطهي طواجين السمك أحيانا‪.‬‬ ‫الخماس‪:‬‬ ‫وهو الشخص القروي الذي يشتغل في أرض غيره مقابل الخمس ممّا تغله األرض‪ ،‬ومثله الرباع الذي يستفيد من‬ ‫الربع‪ ،‬وهو عرف ما زال ساري المفعول في قرى وبوادي المحيطة بالمدينة‪.‬‬ ‫الدراز‪:‬‬ ‫وهو محترف النسيج وله مهارة في نسج المالبس الصوفية والقطنية والحريرية واألغطية (التليس والبطانية) وتسمى‬ ‫الحرفة (بتدارازت) وهي كلمة بربرية مشتقة من الدرازة محرفة عن الطرازة والنسب إليها (دراز) أي طراز‪ ،‬وأصحاب هذه‬ ‫الحرفة يصنعون الجالليب البيضاء والسوداء والحمراء والرمادية والبونية‪ ،‬والقشاشيب (جمع قشابة) وهو لباس الرجال‬ ‫والكرازي أي حزام وهو للنساء يستعمل في البوادي بالخصوص ألنه يساعدهن على حمل الحطب‪ ،‬والحايك‪ ،‬وهو خاص‬ ‫بالنساء‪ .‬ويمارس هذه الحرفة كذلك النساء في بيوتهن حيث يحكن المناديل من الصوف والقطن‪ .‬وكانت مزدهرة في‬ ‫مدينة شفشاون منذ قرون بحكم مناخها الذي يعرف بردا قارسا في فصل الشتاء‪ ،‬ويقبل السكان على اقتناء الجالليب‬ ‫الصوفية التي تقيهم من بردها‪ .‬ولجلباب أهل البادية ميزة تختلف بها عن جالليب المدينة‪ ،‬وخاصة في المناسبات‬ ‫والمواسم واألعياد‪ ،‬وهي كونها فضفاضة مزينة بزركش قيطاني معمول من خيوط حريرية متغايرة األلوان‪ ،‬أو بال تزيين‬ ‫وأيضا قصيرة إلى ما تحت الركبتين بمقدار قليل جدا‪.‬‬ ‫يساعد الدراز مساعدين في مهنته وهما‪:‬‬ ‫(‪ -)1‬الرداد وهو الذي يرد إليه النزق (آلة بها قنوط خيط الصوف) ووجوده ضروري‪.‬‬ ‫(‪ -)2‬الجعاب وهو الذي يقوم بتهيئ قنانيط الصوف الستعمالها في الدرازة‪.‬‬ ‫ويؤدي الدراز األجور للمشتغلين معه أسبوعيا وفي كل يوم الخميس مساء‪ ،‬ألن يوم الجمعة عطلة‪ .‬والجلباب‬ ‫الشفشاوني مشهور بجودته وإتقانه‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪912‬‬

‫لماذا تخلفت المؤسسات‬ ‫الدستورية المغربية‬ ‫عن مواكبة نجاحات‬ ‫المؤسسة الملكية ؟‬ ‫ت��دل «ث��وري��ة» وح��دة خطابات الملك محمد السادس خالل‬ ‫السنتين األخيرتين على أن هناك خلل عميق في مكان ما ينخر‬ ‫البنية المؤسساتية والسياسية المغربية‪ ،‬والملك باعتباره الدستوري‬ ‫والقانوني مخول بتنبيه مؤسسات الدولة على أخطائها واختالالتها‪.‬‬ ‫في خطاب العرش لسنة ‪ 2017‬تم التطرق إلى أعطاب السياسة‬ ‫المغربية وتناول بالتفصيل معاناة المواطنين أمام اإلدارة وتماطلها‬ ‫في االستجابة لمطالبهم‪ ،‬كما يستنتج من الخطاب فشل الوساطة‬ ‫السياسية التي كانت االحزاب السياسية معول عليها فيما قبل لتقوم‬ ‫بهذه األدوار المخولة لها دستوريا لتأطير وتوجيه المواطنين‪ ،‬لكن‬ ‫فجأة يظهر جليا من ازمة الريف وتداعياتها‪ ،‬أن األحزاب السياسية‬ ‫المغربية لم تعد تمثل أحدا في الشارع وبات وجودها من عدمه سواء‪.‬‬ ‫خطاب افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية ‪ ،2017‬حمل مسؤولية فشل‬ ‫المنظومة السياسية المغربية ‪ -‬التي تنتظر زلزاال سياسيا ‪ -‬للفاعل‬ ‫السياسي الذي أقصى الشباب من دواليـــب القرار السياسي ومن‬ ‫االستفادة من ثمار التنمية وإبعده بشكل كلي من ثمار السياسات‬ ‫العمومية‪ ،‬رغم األموال الباهضة المصروفة باسم الشباب وباسم‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫بالدنا تعيش أزمة سياسية تتعلق بفقدان المواطنين والمواطنات‬ ‫الثقة في المؤسسات الدستورية‪ ،‬ما عدا المؤسسة الملكية التي تعد‬ ‫صمام األمان لحماية أمن واستقرار المغرب‪ .‬بالدنا بقيادة ملك البالد‬ ‫حققت فتوحات ديبلوماسية وسياسية قوية وأضحى بفضل ذلك موقع‬ ‫المغرب مسموعا في المحافل اإلفريقية والدولية‪ ،‬ولكن الفضائح‬ ‫المتتالية التي يثيرها اإلعالم المغربي بخصوص البرلمان والحكومة‬ ‫تؤثر يوما بعد يوم عن صورة المغرب لدى المواطنين وتزيد من‬ ‫حنقهم واستيائهم من إنجازات هزيلة في مقابل نجاحات كبرى خارجيا‪،‬‬ ‫فاقتصاديا تعيش بالدنا أزمة اقتصادية كبيرة تتعلق باستمرار اعتماد‬ ‫اقتصادنا الوطني على تساقطات األمطار وعلى التقلبات الدولية‬ ‫لألسعار وعلى شدة المنافسة الدولية في المجال الفالحي‪ ،‬وصنادق‬ ‫تقاعدنا شبه عاجزة عن االيفاء بالتزاماتها اتجاه المنخرطين حيث‬ ‫افالسها منتظر سنة ‪ ، 2021‬حكومتنا عاجزة عن ترشيد نفقات التسيير‬ ‫التي تبلغ في مشروع ميزانية ‪ 2018‬ما يقارب ‪ 33‬مليار درهم‪ ،‬ويكفي‬ ‫أن نعرف بأن عدد سيارات الدولة بالمغرب يفوق ما تتوفر عليه دول‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫�أنغري بوبكر *‬

‫‪ounghirboubaker2012@gmail.com‬‬

‫كبيرة وقوية اقتصاديا‪ .‬حكومتنا تلجأ لالقتراض المذل وترهن بذلك‬ ‫مستقبل األجيال المقبلة وفوائد تسديد أقساط الديون تلتهم ‪ 68‬في‬ ‫المائة من الميزانية العامة‪ ،‬فماذا بقي من ميزانية االستثمار واقتراح‬ ‫مشاريع مهمة لالقتصاد الوطني؟‪ ،‬حكومتنا تئن تحت تأثير تركيبتها‬ ‫البشرية الثقيلــة والتي تسير البالد بمنطــق الترضيات والتسويات‬ ‫وترحيل المشاكل والملفات إلى الحكومات المستقبلية‪ ،‬حكومة ربح‬ ‫الوقت ال أقل وال أكثر‪ .‬برلماننا بغرفتيه يعاني من ضعف التشريع‬ ‫وبطئه وسيطرة األعيان وتهميش الشباب‪ ..‬برلمان فشل في مسايرة‬ ‫اإليقاع الديبلوماسي الملكي خارجياً‪.‬‬ ‫في ظرف استثنائي هكذا يبدو لي أن الدعوة إلى انتخابات‬ ‫مبكرة وحكومة وحدة وطنية لتدبير الظرف السياسي واالقتصادي‬ ‫االستثنائي الذي نعيشه‪ ،‬يمكن أن يشكل أرضية سياسية حوارية‬ ‫بين الدولة والمجتمع وبين المؤسسات العمومية األخرى من أجل‬ ‫وقـف حالة االحتقــان التي يعيشها المغرب في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫ومدخل هذه األرضية السياسية الحوارية إطالق سراح معتقلي الريف‬ ‫وزاكورة وجميع معتقلي الحركات االحتجاجية وفتح حوار وطني حول‬ ‫اقتصاد المغرب بمشاركة النقابات وهيئات المجتمع المدني واألحزاب‬ ‫السياسية بمختلف مشاربها‪ ،‬الملكية بالمغرب تقوم بأدوارها الهامة‬ ‫في سبيــل الحفــاظ على استقرار المغرب وصورته ولكن الترهل‬ ‫السياسي الداخلي وتوسع الهوة بين الفاعل السياسي والمواطن‬ ‫والظرفية االقتصادية الصعبة التي تجتازها بالدنا وتراجع مؤشرات‬ ‫التنمية االجتماعية وانتشار الفقر في أوساط المغاربة في انعدام صارخ‬ ‫للعدالة االجتماعيــة‪ ،‬كل ذلــك يجعل التدخل الدولتي أمرا مستعجال‬ ‫لتدارك األمر قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫* باحث في قضايا التنمية والديموقراطية وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫* حاصل على دبلـــوم السلك العالــي في التدبيـــر اإلداري من المدرسة‬ ‫الوطنية لإلدارة‪.‬‬

‫المديرية اإلقليمية لوزان تعطي االنطالقة ألول مركز رياضي‬ ‫مدرسي على الصعيد اإلقليمي‪: ‬‬

‫« المركز الرياضي اإلمام مالك»‬

‫نظرا للدور التربوي الهام‬ ‫ال��ذي تلعبه التربـيـة البدنية‬ ‫والرياضة المدرسية‪ ،‬واعتبـــارا‬ ‫لألهميـة التي توليهــــا وزارة‬ ‫التربيـة الوطنيـــة والتكويــن‬ ‫ال��م��ه��ن��ي ل��ه��ـ��ـ��ذا ال��ج��ان��ب‪،‬‬ ‫وخاصة مشروع إحداث المراكز‬ ‫الرياضية المدرسية بالمديريات‬ ‫اإلقليمية على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫شهـــدت‪ ‬الثانويـــــة اإلعدادية‬ ‫اإلمام مالك بالمديرية اإلقليمية‬ ‫لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني و التعليم العالي و البحث‬ ‫العلمي وزان مساء اإلثنين ‪16‬‬ ‫أكتـــوبــر ‪ 2015‬االنطـــالقـــة‬ ‫الفعلية «للمركـــز الريـــاضـــي‬ ‫اإلمام مالــك»‪ ،‬بحضـــور السيد‬ ‫المدير اإلقليمي و أطر المديرية‬ ‫اإلقليمية وأطر هيذة التأطير والمراقبة واألطر اإلدارية بثانوية اإلمام‬ ‫المالك اإلعدادية المحتضنة للمركز الرياضي المدرسي و أساتذة التربية‬ ‫البدنية و مديري المؤسسات التعليم االبتدائي روافد الثانوية اإلعدادية‬ ‫اإلم��ام مالك‪ ،‬وجمعيات أمهات و آباء و أولياء التالميذ بالمؤسسات‬ ‫التعليمية المعنية بالمشروع وبحضور عينة من تلميذات وتالميذ مستوى‬ ‫الخامس والسادس ابتدائي‪ ،‬بصفتهم منخرطي ومنخرطات «المركز‬ ‫الرياضي اإلمام مالك»‪ ،‬الذين سبق و أن تم اختيارهم وفق معايير محددة‬ ‫من طرف لجنة إقليمية معنية بالموضوع‪ ،‬و الذين يتابعون دراستهم‬ ‫بروافد الثانوية اإلعدادية اإلمام مالك الخمس وهم كالتالي‪ :‬مدرسة‬ ‫المصلى و مدرسة المسيرة و مدرسة موالي المهدي الوزاني و مدرسة‬ ‫أبي حيان التوحيدي و مدرسة اإلمام علي بن أبي طالب بوزان‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫تجدر اإلش��ارة أنه في إطـار‬ ‫تفعيــل مقتضيــات المذكــــرة‬ ‫‪ 465-15‬في شــأن التدبـــيـــر‬ ‫الخاص بالمـــراكـــز الرياضيــة‬ ‫المدرسية‪ ،‬تم عقد عدة اجتماعات‬ ‫ول��ق��اءات تواصلية م��ع مختلف‬ ‫المتدخلين لوضع برنامج زمنـــي‬ ‫أس��ب��وع��ي الس��ت��غ�لال ف��ض��اءات‬ ‫المؤسسة الرياضية وتخصيص‬ ‫حصـــص األنشطـــة الرياضيـــة‬ ‫لفائـــدة تلميــذات وتـــالميـــذ‬ ‫المؤسسات التعليــم االبتدائـــي‬ ‫المستفيدة بصفتهــم منخرطات‬ ‫ومنخرطـــي المـركـــز الرياضـي‬ ‫المدرسي‪.‬‬ ‫ون��ظ��را لتجاوب األس���ر مع‬ ‫ه��ذا المشروع ورغبة التالميذ‬ ‫في االنخراط في هذا المركز الرياضي‪ ،‬ستعمل المديرية اإلقليمية على‬ ‫توسيع هذه التجربة على باقي المناطق والجماعات الترابية التابعة إلقليم‬ ‫وزان خالل المواسم الدراسية مقبلة من خالل فتح مراكز أخرى مؤسسات‬ ‫تعليمية تتوفر على شروط نجاح هذه المراكز الرياضية المدرسية‪.‬‬ ‫برنامج حفل االفتتاح تضمن كلمة األطر التربوية الساهرة على‬ ‫تنشيط المركز ‪ ،‬أبرزوا من خاللها دور و برنامج المركز الرياضي المدرسي‬ ‫و عدد المستفيدين و الذي بلغ ‪ 200‬منخرط ومنخرطة بينهم ‪ 100‬من‬ ‫اإلناث ؛ بمتوسط ‪ 20‬منخرط ومنخرطة عن كل مدرسة ابتدائية مشاركة‬ ‫في المشروع‪ .‬تلتها أنشطة رياضية متنوعة بمشاركة منخرطات ومنخرطي‬ ‫«المركز الرياضي اإلمام مالك»‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬

‫حركة ما بعد الحداثة‬ ‫ورفضها للفكر األحادي‬ ‫تتوفر لدى حركة ما بعد الحداثة أفكار‬ ‫عن دور النظرية‪ ،‬وعن نفي ما يطلقون عليه‬ ‫«إره��اب الحقيقة»‪ .‬فالذين يدعون إلى هذا‬ ‫الطرح يعتبرون السعي إلى الحقيقة كهدف أو‬ ‫كمثال أحد سمات الحداثة التي يرفضونها‪.‬‬ ‫والحقيقة – كما صورها عصر التنوير الغربي –‬ ‫تحيل في فهمها‪ ،‬والوصول إليها كالوصول إلى‬ ‫النظام والقواعد والقيم والمنطق والعقالنية‪،‬‬ ‫وكل هذه المقوالت مرفوضة في نظرهم‪.‬‬ ‫والفكرة الجوهرية هنا أن الحقيقة يكاد‬ ‫من المستحيل الوصول إليها‪ ،‬فهي إما أن‬ ‫تكون ال معنى لها أو تعسفية‪ .‬والنتيجة واحدة‪،‬‬ ‫فليس هناك في الواقع ف��رق بين الحقيقة‬ ‫وأكثر الصياغات البالغية أو الدعائية تشويها‬ ‫للحقيقة‪ .‬ومن هنا ترفض الحركة أي زعم‬ ‫باحتكار ما يسمى بالحقيقة‪ ،‬ألن في ذلك إرهابا‬ ‫فكريا غير مقبول‪.‬‬ ‫وم��ن ناحية أخ��رى ترفض حركة ما بعد‬ ‫الحداثة النظرية الحديثة في زعمها إمكانية‬ ‫أن تسيطر نظرية واحدة على مجمل علم أو‬ ‫تخصص بأسره‪ ،‬والزعم بأن بعض النظريات‬ ‫االجتماعية أو السياسية يمكن أن تطبق‬ ‫مقوالتها في أي سياق مهما اختلفت الثقافات‬ ‫أو اللحظات التاريخية زعم باطل ال يقوم على‬ ‫أساس‪.‬‬ ‫وتـــريـــد الحركـــة تقليــص دور النظرية‬ ‫واستبدالها بحركة الحياة اليومية‪ ،‬والتركيز‬ ‫على ديناميات التفاعل في المجتمعات المحلية‪،‬‬ ‫تالفيا لعملية التعميمات الجارفة التي تلجأ‬ ‫إليها النظريات‪ ،‬مما يؤدي – عمليا‪ -‬إلى تغييب‬ ‫الفروق النوعية‪ ،‬وإلغاء كل صور التعددية‬ ‫الثقافية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬ ‫وترفض حركة ما بعد الحداثة كل عمليات‬ ‫التمثيل سواء على شكل اإلنابة‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫شخصا يمثل اآلخر في البرلمان‪ ،‬أو التشابه‬ ‫حين يزعم المصور أنه يحاكي في لوحته ما‬ ‫يراه في الواقع‪ .‬والتمثيل في كل صورة مسألة‬ ‫محورية في ميدان العلوم االجتماعية‪ ،‬ومن هنا‬ ‫اهتمت حركة ما بعد الحداثة لنقده نقدا عنيفا‬ ‫في كل صورة‪.‬‬ ‫وقد استمدت حركة ما بعد الحداثة نقدها‬ ‫للتمثيل من رواد كبار سابقين أهمهم (نيتشة‬ ‫وفيتنجنشتين وهيدجر) ومن فالسفة معاصرين‬ ‫أهمهم (بارت وفوكو)‪.‬‬ ‫ولحركة ما بعد الحداثـــة أفكار محددة في‬ ‫مجال اإلبستيمولوجيا ومناهج البحث‪ .‬وتشمل‬ ‫األفكار العديد من المقوالت عن الحقيقـــة‪،‬‬ ‫والسببية والتنبؤ‪ ،‬والموضوعية‪ ،‬ودور القيم‬ ‫في البحث العلمي‪ ،‬وعن منهجيــة التفكيـــك‬ ‫ودور التأويل الحدسي‪ ،‬وعن مستويات الحكم‬ ‫ومعايير التقييم‪.‬‬ ‫والخالصة أن لحركة ما بعد الحداثة بالرغم‬ ‫من التناقضات الفكرية الواضحة بين مختلف‬ ‫أجنحتها أفكار محددة حول المبادئ التي تريد‬ ‫إرساءها في ممارسة العلم االجتماعي‪ ،‬بعدما‬ ‫قامت بدورها في محاولة هدم المبادئ التي‬ ‫قام عليها مشروع الحداثة الغربي‪.‬‬


‫العدد ‪912‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫الزكاة‪ :‬ف�ضائل و �أحكام‬ ‫ـ‪2‬ـ‬

‫نزل الوحي على الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم في المدينة ليعلن فريضة الزكاة ذات األنصبة‬ ‫َّك َ‬ ‫اة َو ْار َ‬ ‫ال�ص اَل َة َو�آتُوا الز َ‬ ‫اكعِنيَ » وقوله‬ ‫ك ُعوا َم َع ال َّر ِ‬ ‫ِيموا َّ‬ ‫والمقادير ‪ ،‬وذلك في آيات كثيرة منها‪َ « :‬و�أَق ُ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫جَ‬ ‫ُ‬ ‫َّك َ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ص اَل َة َو�آتُوا الز َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اة ۚ َو َما ُت َق ِّد ُموا ِ أ‬ ‫ون‬ ‫ت ُدوه عِ ن َْد ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ِيموا َّ‬ ‫ل ْن ُف�سِ ك ْم م ْ‬ ‫الل ۗ �إِ َّن الل بمِ َا ت َْع َمل َ‬ ‫أيضا‪َ « :‬و�أَق ُ‬ ‫ِن خ رْ ٍ‬ ‫ري » ولتتولى السنة النبوية تفصيل األموال التي تخضع لها‪ ،‬وشروط وجوبها وأنصبتها‪ ،‬والواجب فيها‬ ‫َب ِ�ص ٌ‬ ‫وجهات صرفها‪.‬‬

‫وبعد أن شرع اإلسالم الزكاة‪ ،‬ووفر لدى المسلم البواعث التي تحفز على إخراجها‪ ،‬عمل على استجاشة‬ ‫المشاعر‪ ،‬وإيقاظ الضمائر لكي تندفع ذاتيا نحو تنفيذ التكليف اإللــهي بإيتاء الزكاة عن رضا وطواعية‪ ،‬من‬ ‫منطلق وازعها اإليماني وحسها الديني وقد ظهر هذا المجال في اتجاهين ‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬إيجابي ويتمثل بالنصوص الكريمة من كتاب اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم والتي تبين‬ ‫بكل جالء ووضوح أهمية هذه الشعيرة اإلسالمية‪ ،‬والمكانة الرفيعة التي تحتلها في البنية اإلسالمية‪ ،‬كما توضح‬ ‫ما أعده اهلل سبحانه وتعالى للمؤيدين لها من عاجل الجزاء في المعاش وآجل الثواب في المعاد ‪.‬ومن ذلك قوله‬ ‫َّك َ‬ ‫ال�ص اَل َة َو�آت َُوا الز َ‬ ‫اة‬ ‫سبحانه وتعالى في مستهل سورة التوبة حديثا عن المشركين ‪َ « :‬ف�إِ ْن تَا ُبوا َو َ�أ َق ُاموا َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّك َ‬ ‫ال�ص اَل َة َو�آت َُوا الز َ‬ ‫َف�إِ ْخ َوان ُ‬ ‫اة َف َخلوا َ�سبِيلهُ ْم‬ ‫ين» وقبلها نزل قوله سبحانه‪َ « :‬ف�إِ ْن تَا ُبوا َو�أَ َق ُاموا َّ‬ ‫ُك ْم يِف ال ِّد ِ‬ ‫ۚ �إن هَّ َ‬ ‫يم» ‪.‬ففي هاتين اآليتين داللة واضحة‬ ‫الل َغ ُف ٌ‬ ‫ور َرحِ ٌ‬ ‫ِ َّ‬ ‫على أهمية الزكاة حيث وردت مقترنة بالصالة‪ ،‬فهما‬ ‫صنوان يقومان على أصل واحد فالصالة رأس العبادات‬ ‫البدنية‪ ،‬والزكاة رأس العبادات المالية‪ .‬ومن جهة أخرى‬ ‫فقد اعتبرت الزكاة شرطا البد منه لعصمة دم المشركين‬ ‫وثمرة لثوبتهم‪ ،‬كما جعلت عنصرا أساسيا لدخولهم في‬ ‫عداد األخوة اإليمانية‪.‬ويقول سبحانه وتعالى‪َ :‬‬ ‫ب‬ ‫«ل ْي َ‬ ‫�س ا ْل رِ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫�أَ ْن ُت َو ُّلوا ُو ُجوهَ ُ‬ ‫ب‬ ‫ب َو َ ٰل ِ‬ ‫�ش ِق َو مْالَ ْغ ِر ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫ن ال رِ َّ‬ ‫ك ْم ِق َبل مْال رْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مْ‬ ‫اَ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الل َوال َي ْو ِم الآخِ ِر َواللئ َ‬ ‫َاب‬ ‫ن ِب هَّ ِ‬ ‫ِك ِة َوال ِ‬ ‫كت ِ‬ ‫َم ْن �آ َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ى َوال َيتَا َم ٰ‬ ‫ى ُح ِّب ِه ذ ِوي ال ُق ْر َب ٰ‬ ‫َوال َّن ِب ِّينيَ َو�آتَى الال عَ ل ٰ‬ ‫ام‬ ‫َو مْالَ َ�س ِ‬ ‫ال�سا ِئلِنيَ َو يِف ال ِّر َق ِ‬ ‫اكنيَ َوا ْب َ‬ ‫اب َو�أَ َق َ‬ ‫ِيل َو َّ‬ ‫ن َّ‬ ‫ال�سب ِ‬ ‫ُ‬ ‫مْ‬ ‫َ‬ ‫اة َوال ُ‬ ‫َّك َ‬ ‫ال�ص اَل َة َو�آتَى الز َ‬ ‫َّ‬ ‫وف َ‬ ‫ون ِب َع ْهدِهِ ْم �إِذا عَ اهَ ُدوا ۖ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ِك‬ ‫ين يِف ا ْل َب�أ َ�سا ِء َوال�ضرَّ َّ ا ِء َوحِ نيَ ال َب�أ ِ�س ۗ �أ ٰ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫َو َّ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ون» سورة البقرة اآلية‬ ‫ذِين َ�ص َد ُقوا ۖ َو�أُ َ ٰ‬ ‫َّال َ‬ ‫ِك هُ ُم مْ ُال َّت ُق َ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫مَّ‬ ‫الل َم ْن‬ ‫‪. 177‬ويقول سبحانه وتعالى ‪�« :‬إِنا َي ْع ُم ُر َم َ�ساجِ َد ِ‬ ‫َّك َ‬ ‫ال�ص اَل َة َو�آتَى الز َ‬ ‫اة‬ ‫ن ِب هَّ ِ‬ ‫ام َّ‬ ‫آ� َم َ‬ ‫الل َوا ْل َي ْو ِم ْالآخِ ِر َو�أَق ـ َ َ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَّ‬ ‫َو مَ ْ‬ ‫ل َيخ ـ ـْ َ‬ ‫ِك �أ ْن َي ُ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ِن‬ ‫ى �أ ٰ‬ ‫�ش �إِل الل ۖ َف َع َ�س ٰ‬ ‫كو ُنـ ــوا م َ‬ ‫َدِين» (‪ ) 18‬سورة التوبة اآلية ‪.18‬وغير ذلك من‬ ‫مْ ُال ْهت َ‬ ‫اآليات الكريمة التي تدل على ما للزكاة من عظيم األهمية‬ ‫وتبشر مخرجيها باألجر والثواب في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬ ‫وقد جاءت السنة النبوية لتؤكد هذه المعاني‪ ،‬حيث حفلت بما يجلي منزلة الزكاة السامية وشجعت‬ ‫المؤمنين على بذلها بأروع المعاني وأجمل األساليب‪ ،‬فقد روت السيدة عائشة رضي اهلل عنها عن رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪ « :‬ثالث أحلف عليهن ال يجعل اهلل من له سهم في اإلسالم كمن ال سهم له‪ ،‬وأسهم‬ ‫اإلسالم ثالثة الصالة والصوم والزكاة» فهذا الحديث دليل على أن أداء الزكاة من البراهين الصادقة على صدق‬ ‫انتماء المسلم إلسالمه‪ ،‬وعلى سالمة إيمانه‪ .‬وعن ابن عمر عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬أمرت أن‬ ‫أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إلـه إال اهلل وأن محمدا رسول اهلل ويقيموا الصالة ويوتوا الزكاة»‪ ،‬وما إلى ذلك‬ ‫من األحاديث التي تبين بكل وضوح أمر الزكاة وثمرتها المباركة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫أما المجال الثاني لحديث اإلسالم عن الزكاة وتشريعها فيتمثل في التحذير من التقصير في أداء الزكاة‬ ‫ذِين َي ْ‬ ‫ون‬ ‫وما يستتبع ذلك من العقوبة الدنيوية‪ ،‬وما يستوجبه من العذاب األخروي‪ ،‬يقول سبحانه ‪َ « :‬و َّال َ‬ ‫كنِزُ َ‬ ‫�شهُ ْم ِب َع َذ ٍ َ‬ ‫اَ‬ ‫الذهَ َ‬ ‫ب َوا ْلف َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِيم» ففي هذه اآلية من الوعيد الشديد‬ ‫ِيل هَّ ِ‬ ‫الل َف َب رِّ ْ‬ ‫ِ�ض َة َول ُي ْن ِف ُقو َنهَ ا يِف َ�سب ِ‬ ‫اب �أل ٍ‬ ‫على الشح بالمال‪ ،‬وحجمه عن أن يكون أداة للنفع العام ما تنخلع له القلوب‪ ،‬وتقشعر لهوله الجلود‪ ،‬وينتزع‬ ‫من النفوس ما جبلت عليه من الحرص على جمع المال وكنزه‪ ،‬وجحود حقوق اهلل وعباده فيه‪ .‬قال ابن عباس‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫‪« :‬نزلت هذه اآلية في مانعي الزكاة من المسلمين وذلك أنه سبحانه لما ذكر قبح طريقة األحبار والرهبان في‬ ‫ِن ْ أَ‬ ‫ذِين �آ َمنُوا �إِ َّن َ‬ ‫ان‬ ‫ريا م َ‬ ‫الحرص على أخذ األموال بالباطل يعني قوله تعالى‪َ « :‬يا �أَ ُّيهَ ا َّال َ‬ ‫ك ِث ً‬ ‫ال ْح َبا ِر َوال ُّرهْ َب ِ‬ ‫اطل َوي ُ�ص ُّدون عَ ن �سبِيل هَّ‬ ‫ك ُل َ َ َ‬ ‫َل َي�أْ ُ‬ ‫الل» ثم حذر المسلمين من ذلك وذكر وعيد من جمع‬ ‫َّا�س ِبا ْل َب ِ ِ َ‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫ون �أ ْم َوال الن ِ‬ ‫المال ومنع حقوق اهلل منه‪ ،‬واختلف المفسرون في معنى الكنز فقيل هو كل مال وجبت فيه الزكاة فلم تؤدى‬ ‫زكاته وفي البخاري عن ابن عمر أن أعرابيا قال له ‪ :‬أخبرني عن قول اهلل سبحانه ‪« :‬والذين يكنزون الذهب‬ ‫‪« ...‬اآلية ‪ .‬قال ابن عمر ‪« :‬من كنزها فلم يؤد زكاتها فويل له» ‪ .‬ويقول صلى اهلل عليه وسلم فيما رواه أبو‬ ‫هريرة رضي اهلل عنه ‪«:‬من أتاه اهلل ماال فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان‪ ،‬يطوقه يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول ‪ :‬أنا مالك أنا كنزك» ‪.‬‬ ‫إن عنصر التوجيه هذا قد غرس في كيان الفرد والجماعة المؤمنة حقيقة مفادها‪ :‬أن الزكاة من أمر اهلل وأنها‬ ‫حق من حقوقه‪ ،‬وبالتالي فإن العالقة الحقيقة فيها هي عالقة بين اهلل ودافع الزكاة ال بين الغني والفقير‪ ،‬وأعظم‬ ‫بها من حقيقة تحفز على أدائها بكونها عبادة وفريضة تحقق آثارا جمة في حياة األفراد‪ ،‬وحياة المجتمعات‪،‬‬ ‫كما هو شأن عبادات اإلسالم كلها‪ .‬فالصالة ـ هي عبادة روحية لها ثمارها وآثارها مما أشار القرآن إلى بعضه‬ ‫ن ا ْل َف ْح َ�شا ِء َو مْ ُالن َ‬ ‫ذِين �آ َمنُوا‬ ‫ال�ص اَل َة َتنْهَ ٰ‬ ‫ْك ِر»‪ .‬والصيام كذلك لقوله تعالى ‪َ « :‬يا �أَ ُّيهَ ا َّال َ‬ ‫بقوله تعالى ‪�ِ « :‬إ َّن َّ‬ ‫ى عَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كت َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِب عَ َل ْي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ون » وكذلك الحج ‪ ‬لي�شهدوا‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ذِين‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ِب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ال�ص‬ ‫عَ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ُم ِّ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫منافع لهم»‪ .‬والزكاة أولى بأن يكون لها أثرها في األفراد والمجتمعات ألنها في جوهرها عبادة مالية اجتماعية‪.‬‬ ‫ومن المنطقي أن نبدأ الحديث عن أثر الزكاة في األفراد قبل الحديث عن أثرها في المجتمعات‪ ،‬فاألفراد هم‬ ‫اللبنات التي يتكون منها المجتمع‪ .‬وسالمة البناء إنما تكون‬ ‫قبل كل شيء بسالمة لبناته‪ ،‬ولن نستطيع إصالح مجتمع‬ ‫ما والرقي به إذا أهملت إصالح إفراده‪ ،‬وإصالح أفراده إنما‬ ‫يتم بإصالح أنفسهم وتزكيتها قال تعالى‪َ « :‬ق ْد �أَ ْف َل َح‬ ‫كاهَ ا َو َق ْد َخ َ‬ ‫َم ْن َز َّ‬ ‫اب َم ْن دَ َّ�ساهَ ا» والمشكالت‬ ‫االجتماعية التي تشكوا منها المجتمعات ـ قد يما وحديثا ـ‬ ‫إنما هي في الحقيقة‪ ،‬وليدة مشكالت روحية وخلقية أسبق‬ ‫منها‪ .‬ولهذا كان اإلصالح الحقيقي للمجتمع هو إصالح‬ ‫األنفس والضمائر أوال‪ ،‬وجدير بنا أن نجعل الشح والبخل‬ ‫وحب الدنيا والعبودية للدينار والدرهم وغيرها من اآلفات‬ ‫النفسية والخلقية‪ ،‬مشكالت بل أمراض اجتماعية‪ ،‬وبقدر‬ ‫ما تنتشر في المجتمع تسوء عاقبته وتتفكك أوصاله‪ ،‬وربما‬ ‫يناله من الخير على قدر تطهره منها وتحرره من آثارها‪.‬‬ ‫وكان أول ما يجب عمله هنا لتزكية النفس اإلنسانية هو‬ ‫تحريرها من العبودية لغير اهلل تعالى‪ ،‬ومن ذلك العبودية‬ ‫للذات‪ ،‬أي لهوى النفس‪ ،‬والعبودية للغير‪ ،‬سواء كان هذا‬ ‫الغير مجردا أم مجسدا جنا أم بشرا‪ ،‬كوكبا في السماء أم‬ ‫حجرا في األرض‪ ،‬وسواء كان هذا الحجر من صخر أم من‬ ‫ذهب وفضة ‪.‬‬ ‫فلقد كان من اإلعجاز الموضوعي للقرآن االهتمام‬ ‫بأهداف الزكاة بالنظر إلى معطيها نفسه ولم يقصر اهتمامه على آخذيها والمنتفعين بها‪ ،‬وكان هذا مما تميزت‬ ‫به فريضة الزكاة عن الضرائب الوضعية التي ال تكاد تنظر إلى المعطي إال باعتباره موردا ومموال للخزينة ‪.‬‬ ‫وقد عبر القرآن الكريم عن هدف الزكاة بالنظر إلى األغنياء الذين تؤخذ منهم فأجمل ذلك في كلمتين‬ ‫تتضمنان الكثير من أسرار الزكاة وأهدافها الكبيرة وهما‪ :‬التطهير والتزكية‪ ،‬اللتان وردت بهما اآلية الكريمة‪:‬‬ ‫ِن �أَ ْم َوالِهِ ْم َ�ص َد َق ًة ت َُطه ُِّرهُ ْم َو ُتز ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َكيهِ ْم بِهَ ا»‪ .‬وهما يشتمالن على كل تطهير وتزكية سواء كانا‬ ‫«خ ْذ م ْ‬ ‫ماديين أم معنويين لروح معطي الزكاة نفسه أو لماله وثروته‪ .‬وأول معاني التطهير والتزكية لنفس المؤدي‬ ‫للزكاة‪ :‬تطهيره من وثنية المال‪ ،‬وتزكيته بتحقيق معنى التوحيد في نفسه‪ ،‬وإعـالء أمـره تعالى على نزعات‬ ‫كم ِبا ْل َفح َ�شا ِء و هَّ ُ‬ ‫النفس‪ ،‬وتصديق وعد الرحمان في مقابلة وعد الشيطان ‪َّ :‬‬ ‫«ال�ش ْي َط ُان َيع ُِد ُ‬ ‫الل‬ ‫ْ ۖ َ‬ ‫ك ُم ا ْل َف ْق َر َو َي�أْ ُم ُر ُ ْ‬ ‫كم م ْغ ِفر ًة ِمن ُْه و َف ْ�ض اًل ۗ و هَّ ُ‬ ‫ِيم ‪.»‬‬ ‫الل َوا�س ٌِع عَ ل ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َيع ُِد ُ ْ َ َ‬ ‫ومن هنا كان أول آثارها في نفس من أداها‪ ،‬شعوره بأنه أدى حق العبودية هلل تعالى بأداء فرضه وامتثال‬ ‫أمره والقيام بحق االستخالف في مال اهلل الذي آتاه ‪.‬‬

‫والمعتد من اآلراء عند جمهور العلماء أن الزكاة المفروضة إنما شرعت في المدينة المنورة بعد الهجرة‪ ،‬ولم‬ ‫يخالف هذا الرأي إال ابن خزيمة في صحيحه الذي رأى أنها فرضت قبل الهجرة ‪.‬‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫ـ يتبع ـ‬

‫امل�شروعية العليا يف الإ�سالم‬ ‫ـ‪2‬ـ‬

‫جعل اللهّ سبحانه وتعالى ـ اإلنسان كائنا اجتماعيا‪ ،‬إنه مدني بطبعه‪ ،‬مائال إلى اللقاء‬ ‫باآلخرين والحياة معهم في مجتمع قائم على جملة من القواعد والنظم التي تضبط عالقته‬ ‫بربه‪ ،‬وعالقته باآلخرين من حوله‪ ،‬وتضبط معالم حياته اإلجتماعية واإلقتصادية والدولية‪،‬‬ ‫إذن هو بحاجة إلى شريعة تنظم حياته وعالقاته وارتباطاته ـ ولما كان اإلنسان ـ بحكم‬ ‫تكوينه العقلي والنفسي‪ ،‬أحيانا‪ ،‬بسبب خضوعه للهوى‪ ،‬والمصالح الذاتية والدوافع الخاصة‪،‬‬ ‫مرّة أخرى ـ عاجزاً ـ عن أن يضع لنفسه منهجا متكامال خاليا من العيوب‪ ،‬تك ّفل ـ ربنا سبحانه‬ ‫وتعالى ـ بذلك‪ ،‬رحمة منه وفضال‪ ،‬وأرسل رسله وأنزل كتبه وشرائعه كي يقوم الناس بالحق‬ ‫والعدل‪ ،‬وليقيم ـ بذلك ـ الحجة على الناس‪[ :‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب‬ ‫والميزان ليقوم الناس بالقسط] (الحديد‪[ )25:‬رسال مبشرين ومنذرين لئ ّ‬ ‫ال يكون للناس‬ ‫على اللهّ حجّة بعد الرّسل] (النساء‪ ،)165 :‬وجعل اللهّ ـ سبحانه وتعالى ـ لكل أمة من األمم‬ ‫سبي ً‬ ‫ال ونظاما ومنهجا يتسق وحياتها الفطرية‪ .‬ويحقق لها مصالحها العاجلة واآلجلة‪[ :‬لكل‬ ‫جعلنا منكم شرعة ومنهاجا] (المائدة‪.)48 :‬‬ ‫إن الصفة الربانية والصبغة الدينية للتشريع اإلسالمي تأتي في قمة الفوارق بين‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الشريعة اإللهية والقوانين الوضعية التي يرتضيها البشر ألنفسهم في القديم والحديث‪،‬‬ ‫لها أثرها الكبيرة في خضوع المؤمنين جميعا لشرع اللهّ سبحانه وتعالى ـ ألنه قائم على‬ ‫أساس ديني‪ ،‬وهذا يضمن له حسن اإلمتثال‪ ،‬بخالف القوانين الوضعية التي تضبط إن‬ ‫استطاعت الظاهر من حياة الناس‪ ،‬ولكنها ال تستطيع أن تضبط البواطن‪ ،‬وال أن تصل إلى‬ ‫أعماق النفوس أو أن تعرف دخيلتها‪ ،‬لتقدم لها ما يناسبها من عالج تشريعي‪ ،‬لذلك ال نجد‬ ‫لها من الهيبة واإلحترام مانجده للتشريع اإللهي الذي يقوم على الوحي المنزل الذي ال يأتيه‬ ‫الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬وهو الوحي الذي تكفل اهلل سبحانه وتعالى بحفظه‪.‬‬ ‫في النظام الفردي تكون المشروعية هي ما يسنه البشر من النظم العليا‪ ،‬وهي الدستور‬ ‫والقوانين التي تصدرها السلطة التشريعية الممثلة في الهيئات المنتخبة عن الشعب‪ ،‬فنظام‬ ‫المجتمع كله يخضع للدستور ثم للقوانين‪ ،‬ويجب أن تكون اللوائح والقرارات والعقود‪ ،‬وكل‬ ‫وضع آخر‪ ،‬خاضعا لهذين المصدرين‪ .‬وأما في النظم الموضوعية‪ :‬فهناك مثل عليا تسود‬ ‫المجتمع‪ ،‬ويجب أن يخضع لها الدستور نفسه‪ ،‬وكذلك القوانين من باب أولى‪ ،‬فال قيمة لهما‬ ‫إال إذا وافقا هذه المشروعية العليا وطابقاها‪.‬‬


‫العدد ‪912‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في أخبار المغفلين وأهل البله وما يحكى عن المجنونين‪،‬‬ ‫ومن ال عقل لهم‬ ‫قال بعضهم‪« :‬أردت النكاح‪ ،‬فقلت‪ :‬ألستشيرن أول من يطلع علي‪ ،‬فأعمل برأيه‪ ،‬فأول من طلع علي‬ ‫هبنقة القيسي األحمق‪ ،‬وهو راكب على قصبة‪ ،‬فقلت له‪ :‬إني أستشيرك في النكاح‪ ،‬قال‪ :‬البكر لك‪ ،‬والثيب‬ ‫عليك‪ ،‬وذات الولد ال تقربها‪ ،‬واحذر فرسي؛ لئال يضربك‪ ،‬فلم أر أعقل منه في هذا الكالم»‪.‬‬ ‫حدث الزبير عن عبد الملك الهاشمي قال‪« :‬مررت ببعض المعلمين‪ ،‬ويعرف بكسرى‪ ،‬فرأيته يصلي‬ ‫بصبيان صالة العصر‪ ،‬فلم أزل واقفاً أنظر إليه‪ ،‬فلما ركع أدخل رأسه بين رجليه؛ لينظر ما يصنع الصبيان‬ ‫خلفه‪ ،‬فرأى صبياً يلعب‪ ،‬فقال له‪ ،‬وهو راكع‪ :‬يا ابن البقال‪ ،‬إني أرى ما تصنع»‪.‬‬ ‫وقال الجاحظ‪« :‬مررت بمعلم‪ ،‬وقد كتب على لوح صبي‪« :‬قال يا بني ال تقصص رؤياك على إخوتك‬ ‫فيكيدوا لك كيداً» ‪« ،‬وأكيد كيداً‪ ،‬فمهل الكافرين أمهلهم رويداً»‪ ،‬فقلت‪ :‬ويحك أتدخل سورة في سورة؟‬ ‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬عافاك اهلل‪ ،‬إن والده يدخل أجرتي شهراً في شهر‪ ،‬وأنا أيضاً أدخل سورة في سورة‪ ،‬فال أنا آخذ‬ ‫شيئاً‪ ،‬وال الصبي يتعلم شيئاً»‪..‬‬ ‫وقال أبو بكر القبطي‪« :‬مررت بمعلم‪ ،‬وهو يملي على صبي بين يديه‪« :‬فريق في الجنة وفريق في‬ ‫الشعير»‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما هذا؟ ما قال اهلل من هذا كله شيئاً‪ ،‬إنما قال‪( :‬فريق في الجنة وفريق في السعير)‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬أنت تقرأ على حرف ابن عاصم بن العالء الكسائي‪ ،‬وأنا أقرأ على حرف أبي حمزة بن عاصم المدني‪،‬‬ ‫فقلت‪ :‬معرفتك بالقراء‪ ،‬أعجب من معرفتك بالقراءة»‪.‬‬ ‫حكى الجاحظ قال‪« :‬كان بالمدينة معلم يفرط في ضرب الصبيان‪ ،‬فالموه في ذلك‪ ،‬فساء حاله‬ ‫معهم‪ ،‬فجلست عنده يوماً‪ ،‬فاستفتح صبي فقال‪ :‬يا سيدي (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) ‪ ،‬فقال‬ ‫المعلم‪ :‬بل عليك وعلى والدك‪ .‬وقال له اآلخر‪ :‬يا سيدي‪( :‬فاخرج منها فإنك رجيم) ‪ ،‬ما بعده‪ ،‬قال‪ :‬ذلك‬ ‫أبو السجان»‪.‬‬ ‫قال الجاحظ‪« :‬خرجنا مرة إلى حرب‪ ،‬ومعنا معلم كان يقول‪ :‬إني أتمنى أن أرى الحرب‪ ،‬فأخرجناه معنا‪،‬‬ ‫فأول سهم وقع في رأسه‪ ،‬فلما انصرفنا‪ ،‬دعونا له معالجاً‪ ،‬فنظر إليه فقال‪ :‬إن خرج الزج‪ ،‬وفي رأسه شيء‬ ‫من دماغه مات‪ ،‬وإن لم يخرج من دماغه شيء‪ ،‬لم يكن عليه بأس‪ ،‬فسبق إليه المعلم‪ ،‬وقبل رأسه وقال‬ ‫له‪ :‬بشرك اهلل بكل خير‪ ،‬انزعه؛ فما في رأسي من دماغ‪ ،‬قال الحجام‪ :‬ولم؟ قال‪ :‬ألني معلم‪ ،‬وما في رؤوس‬ ‫المعلمين ذرة من دماغ‪ ،‬ولو كان في رأسي ذرة من دماغ ما كنت ها هنا»‪..‬‬ ‫وقال غيره‪« :‬كان في دربنا معلم طويل اللحية‪ ،‬فكنت أجلس إليه كثيراً‪ ،‬فجئته يوماً‪ ،‬وبين يديه‬ ‫صبي‪ ،‬يقول له‪ :‬ويلك‪ ،‬الدجلة من حفرها؟‪ ،‬قال‪ :‬عيسى بن مريم‪ ،‬قال‪ :‬فالجبل من خلقه؟‪ ،‬قال‪ :‬موسى‬ ‫بن عمران‪ ،‬قال‪ :‬فالبعر من دوره في إست الجمل؟‪ ،‬قال‪ :‬شيطان‪ ،‬قال‪ :‬أحسنت‪ ،‬فآدم من أبوه؟ قال‪ :‬نوح‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أحسنت‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سبحان اهلل‪ ،‬أليس آدم أبا البشر؟ قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬فكيف يكون نوح أباه؟‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ويلك‪ ،‬أتعرفني بآدم؟ وأنا أبو عبد اهلل المعلم‪ ،‬يا صبيان‪ ،‬كرفسوه‪ ،‬فكرفسوني بالبزاق‪ ،‬حتى صرت أبلق‪،‬‬ ‫فحلفت أال أقف على معلم أبداً»‪.‬‬ ‫قال الجاحظ‪« :‬أتت امرأة إلى معلم بولدها‪ ،‬وكان المعلم طويل اللحية‪ ،‬براق العينين‪ ،‬قبيح الوجه‪،‬‬ ‫فقالت‪ :‬إن هذا الصبي عازم أال يطيعني‪ ،‬فأحب أن تفزعه‪ ،‬فأخذ المعلم لحيته‪ ،‬وألقاها في فمه‪ ،‬ونفخ‬ ‫شدقيه‪ ،‬وبرق عينيه‪ ،‬وحرك رأسه‪ ،‬وصاح صيحة‪ ،‬فأخرجت المرأة ريحاً من الفزع‪ ،‬وقالت‪ :‬إنما قلت لك‪:‬‬ ‫أفزع الصبي‪ ،‬ال إياي‪ ،‬قال لها‪ :‬مري يا حمقاء؛ إن البالء إذا نزل أهلك الصالح والطالح»‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬مررت بمعلم بالبصرة يضرب صبياً‪ ،‬ثم أقام الصبيان صفاً‪ ،‬وجعل يدور عليهم‬ ‫ويقول‪ :‬اقرؤوا‪ ،‬فلما وصل إلى الصبي المضروب قال للذي إلى جانبه‪ :‬قل له‪ :‬يقرأ؛ فإني لست أكلمه»‪.‬‬ ‫وقال طلحة بن عبيد اهلل‪« :‬دخلت يوماً على كثير في نفر من قريش‪ ،‬وكنا كثيراً ما نهزأ به لحمقه‪،‬‬ ‫فقلنا له‪ :‬كيف تجدك يا صخر؟ ‪،‬وكان مريضاً‪ ،‬فقال‪ :‬بخير‪ ،‬هل سمعتم الناس يقولون شيئاً؟ ‪،‬قلت‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫سمعت الناس يتحدثون أنك الدجال‪ ،‬قال‪ :‬أما واهلل‪ ،‬إني ألجد في عيني ضعفاً منذ أيام»‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬كان أبو حية النمري جباناً مع حمق وبله فيه‪ ،‬وكان له سيف سماه لعاب المنية‪،‬‬ ‫فدخل تحت سريره كلب‪ ،‬فظن أنه لص‪ ،‬وسمعه جار له وهو يقول‪ :‬أيها المغتر المجترئ علينا‪ ،‬بئس ما‬ ‫اخترت لنفسك‪ ،‬خير قليل‪ ،‬وسيف صقيل‪ ،‬وهو لعاب المنية الذي سمعت به‪ ،‬مشهورة ضربته‪ ،‬ال تخاف‬ ‫نبوته‪ ،‬اخرج بالعفو عنك‪ ،‬قبل أن أدخل بالعقوبة عليك‪ ،‬إني إن أدع قيساً مألت األرض عليك خي ًال ورجا ًال‪،‬‬ ‫سبحان اهلل‪ ،‬ما أكرمها وأطيبها‪ ،‬وخرج الكلب‪ ،‬فقال أبو حية‪ :‬الحمد هلل الذي مسخك كلباً‪ ،‬وكفاني حرباً»‪.‬‬ ‫وقال الشعبي‪« :‬ما شبهت تأويل الروافض إال بتأويل رجل مصفوف من بني مخزوم من أهل مكة‪،‬‬ ‫وجدته قاعداً بفناء الكعبة‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا شعبي‪ ،‬ما عندك في تأويل هذا البيت؟‬

‫بيت زرارة محتب بغنائه ومجاشع أبو الفوارس نهشل‬ ‫فإن بني تميم يغلطون فيه‪ ،‬ويزعمون أنه إنما قيل في رجال منهم‪ ،‬فقلت له‪ :‬وما عندك أنت؟‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫البيت هو هذا البيت‪ ،‬وأشار إلى الكعبة‪ ،‬وزرارة الحجز زر حول البيت‪ ،‬ومجاشع زمزم‪ ،‬جشع بالماء‪ ،‬وأبو‬ ‫الفوارس هو أبو قبيس جبل مكة‪ ،‬قلت له‪ :‬فنهشل؟ قال‪ :‬هذا أشدها‪ ،‬ففكر طوي ًال ثم قال‪ :‬قد أصبته‪ ،‬هو‬ ‫مصباح البيت طويل أسود‪ ،‬وهو النهشل»‪.‬‬ ‫وقال رجل لغالمه‪ :‬أي يوم صلينا الجمعة؟‪ ،‬ففكر ساعة‪ ،‬وقال‪ :‬يوم الثالثاء»‪..‬‬ ‫وكان الجصاص يسبح في كل يوم‪ ،‬فيقول‪« :‬نعوذ باهلل من نعمه‪ ،‬ونتوب إليه من إحسانه‪ ،‬ونسأله‬ ‫عوائق األمور‪ ،‬سبحان اهلل‪ ،‬وحسبي اهلل والمالئكة الكرام‪ ،‬اللهم أدخلنا من دعائه في بركة القصور على‬ ‫قبورهم‪ ،‬سبحان اهلل‪ ،‬قبل اهلل‪ ،‬سبحان اهلل»‪..‬‬ ‫وركب أحمقان في زورق واحد‪ ،‬فتحركت الريح‪ ،‬فقال أحدهما‪ :‬غرقنا‪ ،‬واهلل‪ ،‬فقال اآلخر‪ :‬قل‪ :‬إن شاء‬ ‫اهلل‪ ،‬قال‪ :‬ال أستثني‪.‬‬ ‫وقال الجاحظ‪« :‬دخلت على مؤدب‪ ،‬ورأسه في حجر صبي‪ ،‬وفي أذنه خرقة معلقة‪ ،‬وكان المؤدب‬ ‫أصلع‪ ،‬والصبي يكتب في رأسه‪ ،‬ويمحوه بالخرقة‪ ،‬ثم يكتب مرة أخرى‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما هذا الذي يصنع‬ ‫الصبي في رأسك؟ ‪،‬قال لي‪ :‬يا فالن‪ ،‬هذا الصبي يتيم‪ ،‬وليس له لوح‪ ،‬وال ما يشتريه‪ ،‬فأنا أعطيه رأسي‬ ‫يكتب فيه؛ ابتغاء ثواب اهلل‪..‬‬ ‫وكان في زمان ابن عباد أحمق‪ ،‬يخرج كل يوم إلى السوق‪ ،‬وينادي بأعلى صوته‪« :‬أغنى اهلل األغنياء‬ ‫ليشكروا‪ ،‬فلم يشكروا‪ ،‬وأفقر الفقراء ليصبروا‪ ،‬فما صبروا‪ ،‬حرم هؤالء‪ ،‬وحرم هؤالء»‪.‬‬ ‫وكان أحمق يمشي في األسواق في زمان البرد‪ ،‬ويصيح‪« :‬ما هذا صواب‪ ،‬وال في المدينة احتساب‪،‬‬ ‫يؤخذ الحر كله ويجعل في الحمامات‪ ،‬وتترك الدنيا بالبرد»‪.‬‬ ‫وخطر أحمق بغرناطة‪،‬ويعرف بفاضت‪ ،‬على جماعة‪ ،‬فقالوا له‪ :‬فاضت‪ ،‬قال‪ :‬إي واهلل‪ ،‬فاضت‪ ،‬إن زراداً‬ ‫وقميصاً ويحيى ماتوا وبقي البلد كله على أكتافي ‪.‬‬ ‫وسئل رجل كان ينظر في الفرائض‪ ،‬عن فريضة‪ ،‬فالتمسها في كتابه‪ ،‬فلم يجدها‪ ،‬فقال‪« :‬هذا الرجل‬ ‫لم يمت‪ ،‬ولو كان مات لوجدت ذلك في كتابي»‪.‬‬ ‫وقيل لرجل‪ :‬كيف برك بأمك؟‪ ،‬قال‪ :‬ما ضربتها ‪ -‬واهلل ‪ -‬بسوط قط‪.‬‬ ‫وقيل ألبي مروان عبد الملك‪ :‬ألي شيء تزعم أن أبا علي اإلسواري أفضل من سالم بن المنذر؟‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ألنه لما مات سالم بن المنذر مشى أبو علي في جنازته‪ ،‬ولما مات أبو علي لم يمش سالم في جنازته‪.‬‬ ‫وأراد أبو سنان الحج‪ ،‬فبكى أوالده‪ ،‬فقال لهم‪« :‬ال تبكوا؛ فإني أرجو أن أضحي عندكم»‪.‬‬ ‫مر معاوية بن مروان بحقل له‪ ،‬فلم يعجبه‪ ،‬فقال‪ :‬ما كذب من قال‪« :‬كل حقل ال يرى قفا صاحبه ال‬ ‫يفلح»‪ ،‬ثم نزل عن دابته‪ ،‬فأحدث فيه ثم ركب‪.‬‬ ‫وهو الذي قال لوالد زوجته‪« :‬مألتنا ابنتك البارحة بالدم»‪ ،‬قال‪« :‬إنها من نسوة يخبئن ذلك‬ ‫ألزواجهن‪ ،‬ولو كنت خصياً ما زوجناك‪ ،‬فعل الذي دلنا عليك لعنة اهلل»‪.‬‬ ‫وكان أبو العاج والياً بواسط‪ ،‬فأتاه صاحب شرطته بقوادة‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذه؟‪ ،‬قال‪ :‬قوادة‪ ،‬قال‪ :‬وما‬ ‫تصنع؟ قال‪ :‬تجمع بين الرجال والنساء‪ ،‬قال‪ :‬إنما جئتني بها لتعرفها بداري‪ ،‬خل عنك‪ ،‬لعنك اهلل ولعنها‪.‬‬ ‫ودخل قوم على كردم‪ ،‬فقالوا له‪ :‬أين القبلة في دارك؟ فقال‪ :‬واهلل‪ ،‬ما اهتديت لها؛ ألني إنما دخلت‬ ‫هذه الدار منذ ستة أشهر‪..‬‬ ‫ودخل كردم على رجل فدعاه للغذاء‪ ،‬فقال‪ :‬قد أكلت‪ ،‬فقال له‪ :‬وما أكلت؟‪ ،‬قال‪ :‬قليل أرز‪ ،‬فأكثرت منه‪.‬‬ ‫ومرض كردم‪ ،‬فقال له عمه‪ :‬أي شيء تشتهي؟‪ ،‬قال‪ :‬رأس كبشين‪ ،‬قال‪ :‬ال يكون ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فرأسي‬ ‫كبش‪ ،‬قال‪ :‬وهذا ال يكون‪ ،‬قال‪ :‬فلست أشتهي شيئاً»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪912‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)815‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫الشاعر عبد الكريم الطبال‬ ‫“العاشق الصامت”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫“ناسك الجبل”‪“ ..‬العاشق الصامت”‪“ ..‬حارس شفشاون”‪“ ..‬ريان السكينة”‪“ ..‬مروض بينهما إلى درجة يصبح معها الشاعر هو المكان أو يصبح المكان هو الشاعر نفسه‪ ،‬بل هو‬ ‫المكان”‪ ...‬صفات المتناهية لذات شاعرة متفردة اسمها عبد الكريم الطبال‪ .‬ال شك أن الحياة والشعر معا‪ .‬ولقد قالوا عن قصيدة الشاعر عبد الكريم الطبال إنها مزج بين الذات والعالم‬ ‫الحديث عن تجربة هذا الشاعر المطمئن لحميمياته الناظمة لعناصر التميز داخل هوية الخارجي‪ ،‬أو مزج بين الصوفية والشعرية‪ ،‬حيث تبدو من خالل تكاثف صورها واستعاراتها‬ ‫مدينة شفشاون المركبة‪ ،‬يقف على الكثير من عناصر االنبهار األخاذ والوجد الصوفي الذي ورموزها وإيقاعاتها أشبه بإشراقات الصوفي في لحظات تجلياته بحثا عن منفتح كوني‪ .‬ولقد‬ ‫صوروه بالعاشق الصامت الذي يتفجر عشقه في القصيدة فيحيلها‬ ‫ميز تجربة الكتابة لدى الطبال‪ ،‬في عالقته بعوالمه المخصوصة‬ ‫إلى عالم تتعانق فيه األحاسيس ويتجلى فيه بحثه الدائب عن أشياء‬ ‫أوال‪ ،‬ثم بفضاءات شفشاون الفاتنة ثانيا‪ ،‬فبعناصر الخصب والخلق‬ ‫يسعى إلى التماسها من أجل أن يصل إلى ما لم يصل إليه أحد‪،‬‬ ‫الصوفيين ثالثا‪ .‬هي تجربة للقراءة المتجددة ولالستلهام المرجعي‬ ‫أو ليرى الالنهائي الذي ال يرى بالعين المجردة‪ .‬قد تكون هذه‬ ‫لكتابة التاريخ الثقافي المحلي لمدينة شفشاون‪ ،‬مادام الطبال قد‬ ‫األقوال وغيرها مفاتيح أساسية للدخول إلى عالم الطبال الشعري‪.‬‬ ‫أضحى يحمل في حصيلة منجزه اإلبداعي والثقافي تراكمات هائلة‬ ‫أليس هو الذي يخشى على الشعر في مجراه ومسراه أن يسقط في‬ ‫ارتبطت بالمشاريع الثقافية الكبرى التي أنتجتها نخب المدينة‬ ‫الفوضى فيفيض على الضفاف أو يسقط في الصدفة فيضيع في‬ ‫خالل العقود الماضية‪ .‬باختصار‪ ،‬أمكن القول إنه ال يمكن التوثيق‬ ‫البرق الخلب؟ ألن الشعر الحق عنده هو عدو للفوضى كما هو عدو‬ ‫إلبداالت العمل الثقافي لعقود النصف الثاني من القرن الماضي‬ ‫للصدفة‪ ،‬وهو صديق للكمال وإن كان بعيدا عنه بمقدار‪ ،‬وصديق‬ ‫ومطلع القرن الحالي‪ ،‬بدون العودة المتجددة لتقليب “أوراق” الرائد‬ ‫للمعرفة أو هو لب المعرفة‪.”...‬‬ ‫الطبال وبدون استنفار ذاكرة هذا المبدع “الصامت”‪ ،‬المأخوذ‬ ‫بلوثة القصيدة وبملمح التصوف وبصفة العطاء‪.‬‬ ‫لقد استطاعت هذه األرضية أن تفتح آفاقا رحبة أمام النقاد‬ ‫والباحثين المساهمين في الكتاب‪ ،‬من أجل وضع العتبات الضرورية‬ ‫في إطار هذا االهتمام الثقافي الوطني المتجدد بتفكيك بنية‬ ‫القتحام نصوص الشاعر الطبال‪ ،‬وإلحداث حالة من االنبالج داخل‬ ‫قصيدة الطبال‪ ،‬يندرج صدور كتاب “الشاعر عبد الكريم الطبال‪-‬‬ ‫منغلقات النصوص وداخل طالسم المتون وحموالتها الفكرية‬ ‫العاشق الصامت”‪ ،‬ضمن منشورات مؤسسة منتدى أصيلة‪ ،‬سنة‬ ‫والثقافية والرمزية العميقة والمتداخلة والمركبة‪ .‬هي قراءات‬ ‫‪ ،2017‬وذلك في ما مجموعه ‪ 156‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫متكاملة إلواليات االشتغال داخل دوائر التاريخ الثقافي المحلي الذي‬ ‫الكبير‪ .‬والكتاب الذي أشرف األستاذ عبد الكريم البسيري على‬ ‫يركز على الفردانيات والحميميات الخاصة بالشاعر في عالقاتها‬ ‫إعداد مواده‪ ،‬يعد –في األصل‪ -‬تجميعا لدراسات وألوراق قدمها‬ ‫القائمة أو المفترضة مع محيطها الحي‪ ،‬المادي والرمزي‪ ،‬في سياق‬ ‫اصحابها بمناسبة نيل الشاعر الطبال لجائزة تشيكايا أوتامسي‬ ‫نظيمة التفاعل والتأثير والتأثر المستمرين‪ .‬هي قراءات فاحصة‪،‬‬ ‫للشعر اإلفريقي‪ ،‬في دورتها السابعة لسنة ‪ .2004‬وقد سعت‬ ‫تفتح أقواس النبش بالنسبة للباحثين المأخوذين بقصيدة الطبال‬ ‫مجمل المواد المكونة لمضامين الكتاب إلى تقديم قراءة تفكيكية‬ ‫وبسيرته الذهنية المركبة‪ ،‬ساهم بها كل من محمد بن عيسى‪،‬‬ ‫جماعية في العوالم الشعرية للمبدع الطبال‪ ،‬من زوايا متعددة ومن‬ ‫ونجيب العوفي‪ ،‬ومحمد الميموني‪ ،‬وأحمد المديني‪ ،‬ومبارك ربيع‪،‬‬ ‫رؤى مختلفة‪ ،‬جمعت بين اهتمامات شتى استطاعت أن تبلور قراءة‬ ‫ومحمد عزالدين التازي‪ ،‬ووفاء العمراني‪ ،‬وأحمد الطريسي‪ ،‬وأحمد‬ ‫نسقية لتركيبة قصيدة الشاعر الطبال‪ ،‬ولذاكرته المبدعة‪ ،‬إنسانا‬ ‫الطريبق أحمد‪ ،‬وأحمد بوحسن‪ ،‬وعبد الرحيم العالم‪ ،‬وبنعيسى‬ ‫وفنانا اكتسب كل عناصر الجرأة لتطويع المكان ولتحويله إلى بؤرة‬ ‫بوحمالة‪ ،‬وفاطمة طحطح‪ ،‬وثريا إقبال‪ ،‬وعبد اهلل شريق‪ ،‬وأحمد‬ ‫لتفجير ملكة الخلق واإلبداع والجمال واالفتتان الوجودي بعوالم‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫بلحاج آية وارهام‪.‬‬ ‫القافية والنظم والقصيدة‪ .‬ولعل هذا ما اختزلته الكلمة التقديمية للكتاب‪ ،‬عندما‬ ‫إنه كتاب عبد الكريم الطبال المشرع على رحابة السؤال وعلى ملكوت الوجد‪ ،‬ميسمه‬ ‫ركزت على هذا البعد قائلة‪“ :‬لقد قالوا عن الشاعر الطبال إن الدخول إلى عالمه الشعري هو‬ ‫الدخول إلى سيرته الذاتية وجوديا وشعريا من حيث امتالكه قدرة خاصة على التقاط اللحظة “صمت” الحكماء‪ ،‬وأفقه احتضان الجبل‪ ،‬ومنتهاه الفناء في ملكوت الوجد‪ .‬هي سيرة “عاشق‬ ‫العابرة‪ ،‬والصورة الالمحة اللتين يستعين بهما على تحميل شعره فصوال من سيرته المركبة الجبل” الذي يصنع لنبض القصيدة معناه‪ ،‬ولفسيفساء الكلمة جمالها‪ ،‬ويضفي على ضرورات‬ ‫من مسيرة إنسان وسيرة مكان فيصبح هو والمكان عنصرين متكافئين متداخلين ال انفصام الوجود سكينة الشاعر‪ ،‬إنسانا ومبدعا وناسكا أوال وأخيرا‪.‬‬

‫من غرائب الزمن الرديء‬

‫حفيد وزير العدلية الروندة يشكو التماطل في تنفيذ حكم قضائي‬ ‫على تعويض عن القطعة األرضية التي انتُزعت منه‪ ،‬وتقع بجوار قصر‬ ‫تابعتُ‪ ،‬بكثير من القلق والتأثر‪ ،‬القصة الغريبة التي نشرتها جريدة‬ ‫هسبريس اإللكترونية يوم الجمعة ‪ 06‬أكتوبر الجاري بعنوان‪“ :‬بلدية‬ ‫المؤتمرات بالصخيرات‪ ،‬ومساحُتها حوالي ‪ 360‬مترا‪ ،‬ومنها الحكم‬ ‫تعويض نزع الملكية” من تحرير الصحافي‬ ‫الصخيرات تحرم مواطنا من‬ ‫الصادر لصالحه عن المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪،2005‬‬ ‫ِ‬ ‫الشاب والمتألق األستاذ محمد الراجي‪ .‬وإن مبعث القلق والتأثر في هذه‬ ‫ضد المجلس الجماعي لمدينة الصخيرات‪ ،‬والذي بمُوجبه قضت على‬ ‫القصة يعود إلى أن طرفها الرئيس ليس سوى العالمة األستاذ الصديق‬ ‫المجلس بأداء مبلغ قيمته ‪ 205950‬درهما‪ ،‬في حين َّ‬ ‫أن ثمن القطعة‬ ‫الروندة‪ ،‬صاحب الكتابات الهادفة والمؤلفات المفيدة‪.‬‬ ‫األرضية‪ ،‬حاليا‪ ،‬يُقدّر بـ‪ 150‬مليونا‪ ،‬كما يقول صاحبها”‪.‬‬ ‫منه‬ ‫انتُزعت‬ ‫الروندة‬ ‫يقول الصحافي محمد الراجي‪ ...“ :‬الصديق‬ ‫انتهت القصة كما عرضها الصحافي محمد الراجي‪ ،‬بحس مهني‬ ‫قطعة أرضية كان يملكها في تراب بلدية مدينة الصخيرات‪ُ ،‬‬ ‫“ظلما دون أن‬ ‫وقاد؛ غير أنني بعد أيام وقفت مشدوها وأنا أقرأ في المنبر ذاته تصريحات‬ ‫تَسلك المسطرة القانونية لن ْقل الم ْلكية طبقا للفصل الـ‪ 35‬من الدستور”‪،‬‬ ‫لعبد العزيز بنزاكور‪ ،‬وسيط المملكة‪ ،‬الذي عقد ندوة صحافية لتقديم‬ ‫وفق تعبير المعني الذي لجأ إلى القضاء‪ ،‬ورفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية‬ ‫تقريره السنوي برسم سنة ‪ 2016‬الذي جرى رفعه إلى الملك‪ ،‬يشكو‬ ‫يوم‬ ‫بالرباط ضد المجلس الجماعي للصخيرات‪ ،‬وأصدرتْ حُكما لصالحه‬ ‫فيها تهرب مؤسسات وإدارات عمومية من أحكام صادرة باسم الملك‬ ‫الجماعي‬ ‫‪ 26‬أبريل ‪ .2005‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكمت ضدّ المجلس‬ ‫ويعبّر عن امتعاضه من امتناع تلك اإلدارات عن تنفيذ األحكام القضائية‬ ‫درهم‪،‬‬ ‫ألف‬ ‫للصخيرات بأداء تعويض مالي للصديق الروندة مبلغه ‪200‬‬ ‫النهائية الصادرة في مواجهتها‪ ،‬بعد الشكايات التي يتوصل بها‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى الرسوم البالغة قيمتها حوالي ‪ 6000‬درهم‪ ،‬بالرغم من َّ‬ ‫أن‬ ‫رئيس مؤسسة وسيط المملكة قال‪“ :‬نتوصل بشكايات تتعلق بعدم‬ ‫الخبير حدّدَ سعر القطعة األرضية في ‪ 300‬ألف درهم‪“ ..‬ارتأيْت أن أكتفي‬ ‫تنفيذ األحكام النهائية الصادرة عن المحاكم”‪ ،‬مؤكدا أنه “ليس من‬ ‫بما قضَتْ به المحكمة‪ ،‬دون استئناف الحكم‪ ،‬حتى ال أضيِّع مزيدا من‬ ‫المعقول أن نكون في دولة الحق والقانون وأن تكون هناك خروقات من‬ ‫الوقت في المحاكم”‪ ،‬يقول صاحب الدعوى‪ .‬وفيما كان ينتظرُ أن ين ّفذ‬ ‫عبد العزيز بن زاكور‬ ‫طرف اإلدارة”‪.‬‬ ‫المجلس الجماعي للصخيرات ما قضتْ به المحكمة اإلدارية ضدّها‪ ،‬تفاجأ‬ ‫رئيس مؤسسة وسيط المملكة‬ ‫ومثلت القضايا المتعلقة بعدم تنفيذ األحكام القضائية النهائية‬ ‫الصديق بها تضع مل ّفه على رفّ النسيان‪ ،‬فلجأ‪ ،‬مرة ثانية‪ ،‬إلى المحكمة‪ ،‬حيث‬ ‫أقامَ دعوى قضائية مطالبا بتعويض عن التأخير‪ ،‬فحكمتْ له المحكمة بمبلغ ‪ 20‬ألف درهم‪ ،‬حسب الصادرة في مواجهة اإلدارات‪ ،‬حسب الشكايات التي تتوصل بها مؤسسة وسيط المملكة‪ 8.4 ،‬في‬ ‫ما ّ‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫تؤكده الوثائق التي اطلعتْ عليها هسبريس‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن هذا الحُكم كان مآُله مآل الحُكم األول‪.‬‬ ‫وشدد بنزاكور‪ ،‬في معرض حديثه عن االختالالت المسجلة في هذا الجانب‪ ،‬على إقدام اإلدارات‬ ‫الحقا‪ ،‬لجأ الصديق الروندة‪ ،‬وهو حفيد وزير العدلية الراحل محمد بن عبد السالم الروندة‪،‬‬ ‫واشتغل إلى جانب الشيخ محمد المكي الناصري‪ ،‬يوم كان أمينَ رابطة علماء المغرب‪ ،‬إلى ر ْفع على ربط تنفيذها لألحكام القضائية بالحصول مسبقا على النسخة التنفيذية “بالرغم اعتراضنا مرارا‬ ‫شكواه ضدَّ جماعة الصخيرات إلى الوزير األوّل‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬وتلقى منه رسالة فحواها أنه راسَل على مثل هذا الموقف”‪.‬‬ ‫وزير الداخلية؛ وفي سنة ‪ 2011‬وجّه رسالة إلى األخير لكنه لم يتلقّ منه أي جواب‪.‬‬ ‫ولوّح وسيط المملكة باللجوء إلى الفصل الـ‪ 32‬من النص المنظم له‪ ،‬والمتعلق بإحالة‬ ‫أمّا وسيط المملكة‪ ،‬فقد تعبَ الصديق الروندة من مراسلته‪ ،‬منذ أن كان يحمل اسم ديوان الملفات على القضاء‪ ،‬حيث أكد أنه “منعت على نفسي استعمال الفصل الـ‪32‬؛ لكن قد نستعمله‬ ‫المظالم‪ ،‬إذ وجّه إليه عشْرَ مراسالت‪ ،‬يطالبُ فيها بالتدخّل من أجل إنصافه‪ ،‬بعد أن حَكمتْ في الشهور المقبلة”‪ ،‬مشيرا إلى أن “جاللة الملك ركز‪ ،‬في خطابه الفتتاح البرلمان السنة الماضية‪،‬‬ ‫لصالحه المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬دون جدوى‪ ،‬ويتساءل‪“ :‬إذا كانت السلطات ال تن ّفذ األحكام التي على االختالالت اإلدارية‪ ،‬ونحن ننتظر التفاعل معه وإن اضطررنا الستعمال ذلك سنستعمله”‪ .‬فهل‬ ‫تُصدرها المحاكم “باسم صاحب الجاللة”‪ ،‬فما الحاجة إلى القضاء‪ ،‬وسَنّ القوانين‪ ،‬والتقاضي سيبادر إلى هذه الخطوة‪ ،‬التي ستنصف الكثيرين من مواطني هذا البلد األمين؟‬ ‫للحصول على الحقوق ور ْفع المظالم؟”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتوفر الصديق الروندة على كل الوثائق التي تُثبت حقه على بلدية الصخيرات في الحصول‬ ‫مالحظ غيور‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪912‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)380‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫معاناة سكان منطقة المجاهدين‬ ‫الشاسعة من رداءة الطريق والظالم‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫توصلت الجريدة بنسخة من شكاية بعث بها إلى عمدة المدينة مجموعة من سكان‬ ‫تجزئات «حميدة» و «بن عالل» و«الشروق» بمنطقة المجاهدين الشاسعـــة‪ ،‬مفادهــــا‬ ‫معاناتهم الكبيرة بسبب رداءة الطريق التي التساعد على استعمال وسائل النقل‪ ،‬بالشكل‬ ‫المطلوب‪ ،‬خاصة وأنها تتحول عند تهاطل األمطار إلى برك مائية تعرقل الحركة‪ ،‬وتعيق‬ ‫مأمورية التالميذ‪ ،‬نحو مدارسهم أو بيوتهم‪ ،‬فضال عن انعدام اإلنارة العمومية‪ ،‬وما تخلفه‬ ‫في نفوسهم من مخاوف و مخاطر تستهدف أمنهم وسالمتهم البدنية‪.‬‬ ‫ويأمل السكان من المسؤولين النظرإلى البنية التحتية المهمشة ألحيائهم‪ ،‬لكي‬ ‫يعيشوا حياتهم اليومية‪ ،‬بشكل طبيعي‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫شكاية ضدّ عصابة‬

‫زارنا فــي مــقــر الجريــدة المواطـــن عبد‬ ‫اهلل بوعراقية البقالي‪ ,‬الحامل للبطاقة الوطنية‬ ‫‪ K252444‬المقيـم بإسبانيا‪ ،‬والذي عرض علينــا‬ ‫شكايتـــه ضد مجموعة من األشخاص‪ ،‬وصفهــــم‬ ‫بـ «المجـرميــــن الخطيرين» واتهمهم بممارسة‬ ‫أنواع من االغتصاب واالعتداء على الناس‪ ،‬حيث إن‬ ‫«العصابة» عمدت إلى استغــالل طليقته المغربية‬ ‫العاملــة بإحـدى دور العجزة ببرشلونة‪ ،‬تحايلوا‬ ‫على التقرب منها بواسطة مسنة مختلة عقليا‪،‬‬ ‫واستغاللها في «أفعــال جنسية» وتصويرها في‬ ‫أفالم خليعة بعد تنويمها مغتاطيسيا‪ ،‬وتحويلها‬ ‫إلى امرأة مدمنة على المخدرات‪ ،‬ومضايقتها في‬ ‫محل سكناها‪ .‬كما أن أفراد العصابــة‪ ،‬قامــوا‪ ،‬كما‬ ‫يدعــي‪ ،‬باالعتداء على ولـده محمد رضــا البقالي‪،‬‬ ‫‪ 16‬سنة‪.‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫عبد اهلل بوعراقية البقالي‬

‫ويقول المشتكي إن العصابة لحقت به في مدينة طنجة‪ ،‬وقامت بما اعتبره اعتداء‬ ‫عليه وعلى أسرته بحيث اقتحم بعض أفرادها مسكنه بشارع هارون الرشيد ‪ 181‬بطنجـة‪،‬‬ ‫ومساكن أهله‪ ،‬وألحقـوا األذى بأقاربه‪ ،‬ما اضطره إلى إرسال ولده للعيش مع والدته‬ ‫بإسبانيا‪ ،‬حفاظا على سالمته‪ ،‬في حين يقيــم هو بالمغرب حيث يتعرض ألشكال من أنواع‬ ‫التهديـــد والمعاناة‪.‬‬ ‫السيد عبد اهلل بوعراقية البقالي قــدم للجريدة مجموعة من المراسالت التي وجهها‬ ‫في هذا الشـــأن إلى كل من النيابة العامـــة بالمحكمــة االبتدائيـــة بطنجــــة‪ ،‬والوكيل‬ ‫العــام لدى محكمـــة االستئنــاف بطنجــة‪ ،‬ومدير المظالم بالديوان الملكي‪ ،‬ووزير العدل‬ ‫والحريات ‪ ،‬والوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج‪.‬‬ ‫وقد توصل برد وزارة العدل بتاريخ ‪ 23‬غشت ‪ 2015‬يخبره بأن الوزارة أحالت شكايته‬ ‫على مديرية الشؤون الجنائية والعفو‪ ،‬بتاريخ ‪ 18‬غشت ‪ ،2015‬كما توصل برد وزارة الشؤون‬ ‫الخارجية بتاريــخ ‪ 5‬غشــت ‪ 2015‬تخبره أن مضمون شكايته يكتسي طابعا قضائيا يتعدى‬ ‫مجال اختصاصات هذه الوزارة‪ ،‬وتحيله على القضاء المختص‪.‬‬ ‫وال زال ينتظر‪! ‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪380‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 912‬ـ الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫فوائد المشي ‪3 / 1‬‬

‫رياضة المشي‬ ‫رياضة المشي تعد رياضة المَشي من أنواع الرياضة التي يمكن أن‬ ‫يمارسها اإلنسان بشكل يومي‪ ،‬سوا ًء أكان كبيرا أم صغيرا‪ ،‬فهي سهلة‬ ‫وبسيطة‪ ،‬ويُمكن أن تُمارس في أي مكان‪ ،‬كالشارع أو الحدائق أو على‬ ‫شاطئ البحر‪ ،‬وفي أي وقت في اليوم‪ ،‬في الصباح أو المساء‪ .‬يعود المشي‬ ‫على جسم اإلنسان بالكثير من الفوائد‪ ،‬ويقيه من العديد من األمراض‪،‬‬ ‫والسُكري‪ ،‬وغيرها الكثير من‬ ‫كأمراض القلب‪ ،‬والشرايين‪ ،‬والسرطان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األمراض‪ ،‬وهو يساعد اإلنسان في الحفاظ على صحّته‪ ،‬وشبابه‪ ،‬وهي‬ ‫رياضة اقتصاديّة ال تُكلِّف اإلنسان أيّة مصاريف‪ُ ،‬‬ ‫حيث إنّها ال تحتاج‬ ‫إلى أية معدّات أو أدوات لمُمارستها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إن رياضة المشي تحرك جميع عضالت جسم اإلنسان‪ ،‬فعند‬ ‫ممارستها تعمل عضالت الجسم كافة؛ حيث يستخدم اإلنسان قدميه‬ ‫بشكل رئيسي أثناء السير‪ ،‬وتعمل تلقائيا العضالت األخرى‪ ،‬كعضالت‬ ‫الظهر السفلية والعلوية‪ ،‬وعضالت الذراعين واألكتاف‪ ،‬وذلك لتوفير‬ ‫الدعامة والتّوازن للجسم‪.‬‬

‫رياضة المشي السريع‪:‬‬ ‫رياضة المشي السريع باإلنجليزية ‪ ) )Fast Walk‬هي فرع من‬ ‫بشكل‬ ‫أفرع رياضة المشي‪ ،‬وتمارس عادة كمجموعات بدال من أن تكون‬ ‫ٍ‬ ‫فردي‪ ،‬وذلك لتحفيز أفراد المجموعة لبعضهم البعض‪ ،‬وتحديد سرعة‬ ‫بالسُرعة نفسها‪ .‬وتختلف‬ ‫الخطوة وطولها‪ ،‬فيسير جميع أفراد المجموعة ّ‬ ‫هذه الرياضة عن رياضة المشي بسُرعة الخطوات؛ ففي المشي السريع‬ ‫تكون سرعة الخطوات حوالي ‪ 5‬كم في الساعة‪.‬‬ ‫تحتاج هذه الرياضة للياقةٍ عالية‪ ،‬فهي أصعب من المشي العادي‪،‬‬ ‫وتتط َلب مجهودا عاليا‪ ،‬وهي أكثر فائدة من المشي العادي؛ وذلك َ‬ ‫ألن‬ ‫الجهد المُتط َلب فيها أكبر من المشي العادي‪.‬‬

‫الرياضة على جهاز المشي‪:‬‬ ‫مُمارسة رياضة المشي على جهاز المشي باإلنجليزية‪))Treadmill :‬‬ ‫تتيح للشّخص أن يَمشي على شريط مستقيم متح ِرك بدال من أن‬ ‫يقوم بذلك في الطرقات العامة‪ ،‬أو الغابات‪ ،‬أو المنتزه‪ ،‬ويمكن تغيير‬ ‫سرعات المشي بالزيادة (ركض) أو النقصان (مشي بطيء)‪ ،‬وتَمتاز بعض‬ ‫أجهزة المشي بال ُقدرة على زيادة زاوية االرتفاع ليُصبح الشخص وكأنه‬ ‫يتس َلق جبال أو مرتَ َفعا‪ ،‬مما يزيد من صعوبة التمرين‪ .‬من إيجابيات‬ ‫استخدام جهاز المشي تجنب مشاق الطرقات ومخاطرها كالتزح ُلق في‬ ‫األيام الماطرة أو على المنحدرات‪ ،‬وخطر المركبات‪ ،‬أما سلبياتها فهي‬ ‫عدم وجود التضاريس الموجودة على األرض الطبيعية‪ ،‬وهو عامل مُهم؛‬ ‫إن اختالف ّ‬ ‫حيث َّ‬ ‫الظروف أثناء المشي كظهور المُرتفعات والمُنحدرات‬ ‫يُعدّ مُفيداً لصحة الجسم ولياقته‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫واهم‬

‫أوراش رئيس جامعة السلة إن كان يعتقد أنه سيواجه عبد الواح دبولعيش‪،‬‬ ‫رئيس اتحاد طنجة لكرة السلة واحدا وهو يمارس التحكم في الجهاز الجامعي‪.‬‬ ‫بل عليه أن يعلم أنه دخل في مواجهة مع مدينة بأكملها وليس مع شخص فقط‪ .‬وحين يقرر‬ ‫معاقبة بولعيش رئيس اتحاد طنجة لكرة السلة بتوقيفه لخمس سنوات‪ ،‬وهو حكم ال يصدر‬ ‫حتى في حق اللصوص والمجرمين‪ ،‬فما بالك بشخص تشهد له كفاءته وبرامجه الرياضية‬ ‫واالجتماعية التي ينظمها على مستوى الجهة وال تقوى على تنظيمها باقي األندية الوطنية‪،‬‬ ‫وحتى العصب الجهوية‪ ،‬وتبقى شوكة في حلق الفاشلين‪ .‬فقط رسالة قصيرة للمدعو أوراش‪.‬‬ ‫لقد دخلت صراعا سيصعب عليه الخروج منه‪ ،‬ومن األفضل أن تعود إلى جادة الصواب‪ ،‬ألنك‬ ‫بهذا التصرف الصبياني ستواجه مدينة بأكملها‪ ،‬ألنك فشلت في خلق فريق معارض بطنجة‬ ‫لمحاربة (فريق عمل) وليس شخصا واحدا يسدون خدمات كبيرة لكرة السلة الوطنية‪ .‬ولهذا‬ ‫فإن قرارك قد يواجه بمسيرة قيد الدرس من طنجة إلى مقر الجامعة تشارك فيها جميع مكونات‬ ‫الفريق من محبيه وفئاته وأطره‪ ،‬وكذا جمعيات من المجتمع المدني‪ .‬وتمل مسؤوليتك ألن‬ ‫البادي أظلم‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫هويوس‪...‬‬ ‫املدرب الأرجنتيني كان �أول من جتر�أ على مقارنة‬ ‫مي�سي بدييجو مارادونا‬

‫ما هي الصورة التي ال تزال عالقة في ذهنك‬ ‫عندما تستحضر تلك السنوات الثالث التي درّبته‬ ‫فيها؟‬

‫كرة القدم‪ ،‬وكل جوانب اإلبداع‪ ،‬وخاصة عند اتخاذ القرارات حيث تجده‬ ‫يستبق كل ما يمكن أن يحدث‪ .‬مستواه ليس له حدود‪ ،‬كما أنه دائم‬ ‫التطور‪ .‬إننا نتحدث عن العب ربما لن نشهد مثي ًال له في المستقبل‪.‬‬

‫تواضعه وبساطته وطموحه من أجل تحسين األداء‪...‬كان يترك‬ ‫بصمته بشكل دائم وما زال يفعل ذلك إلى يومنا هذا‪ .‬كان العباً مؤثراً‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬كان له سحر مذهل وكان يثير المشاعر على نحو مدهش‪.‬‬ ‫كان يستمتع بالركض مداعباً الكرة بقدميه‪ .‬كان من الرائع اإلستمتاع‬ ‫بمشاهدته‪ ،‬وها هو اليوم ال يزال يستمتع باللعب كما كان الحال دائماً‪،‬‬ ‫وهذا هو سر شخصيته‪ .‬فهو ال يزال مثل ذلك الصبي الذي يلعب من‬ ‫أجل اإلستمتاع‪ ،‬معربا عن حبه الالمحدود لهذه الرياضة‪.‬‬

‫قال جوارديوال مؤخرا إنه األفضل في التاريخ‪،‬‬ ‫بفارق شاسع عن البقية‪ .‬ما رأيك؟ و هل تتخيل‬ ‫أنه سيحدو حدو بيكينباور ولوثار ماثيوس في‬ ‫المستقبل ويحتل مركزاً متأخراً عن موقعه الحالي‬ ‫فوق أرض الملعب؟‬

‫أنت ترى فيه صفة القائد عن جدارة واستحقاق‪.‬‬ ‫لكن في تلك المرحلة التي كان الخجل الشديد يبدو‬ ‫واضحاً على قسمات وجهه‪ ،‬هل كنت تراه قادراً على‬ ‫حمل مشعل القيادة أيضا؟ وكيف تابعت تطوره‬ ‫كالعب؟‬ ‫ليو قائد في صمت‪ ،‬إنه قائد ال يمكنه أن يتخلى عنك أبداً‪ .‬نعم‪،‬‬ ‫كنت أراه مؤه ًال لذلك عندما كنا معاً في برشلونة ألنه كان يتحلى دائماً‬ ‫بصفة القائد‪ .‬هذا المفهوم ينطوي على دالالت واسعة جداً‪ .‬إنه ليس‬ ‫بذلك القائد األناني‪ ،‬بل إنه قائد بروح جماعية‪ ،‬وذلك من خالل أسلوبه‬ ‫الذي يعتمد على مساهمة الجميع كما يخفف من العبء الملقى على‬ ‫اآلخرين‪ .‬لديه التزام كبير بالعمل الجماعي وهذه صفة يمكن أن يتعلم‬ ‫منها الجميع بشكل يومي‪ .‬لديه روح قيادية صحية‪ .‬مثل زيدان‪ ،‬الذي‬ ‫يقود فريقه منذ ثالث سنوات وفاز معه بكل شيء خالل هذه المدة‪.‬‬ ‫وعندما تراه تجده يعمل في صمت ويتوخى الحيطة والحذر‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫أي ضجيج أو ضوضاء‪ .‬بالنسبة لخطواته كالعب‪ ،‬إنه يُتقن كل مفاهيم‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫إنه األفضل بالنسبة لي أنا أيضاً‪ .‬دون اإلنتقاص من أي كان‪.‬‬ ‫هناك فئة أخرى من الالعبين مثل دييجو‪ ،‬ودي ستيفانو‪ ،‬وكرويف‪،‬‬ ‫وبيكنباور‪ ،‬وبيليه نفسه‪ ،‬ولكننا نعيش في عام ‪ 2017‬حيث المنافسة‬ ‫بلغت مستويات هائلة‪ ،‬ولم يعد من الممكن أبداً الخلود إلى الراحة‪.‬‬ ‫لقد أصبحت اللعبة تنافسية للغاية‪ .‬هناك العديد من البرامج التي‬ ‫تُظهر لك أين يتوجه وأين ال يذهب‪ .‬ولكنه ال يتوقف عن مفاجأتنا يوماً‬ ‫بعد يوم‪ .‬لقد أصبحت كرة القدم اليوم أصعب بكثير مما كانت عليه‬ ‫في السابق‪ .‬إن ما يفعله في كل مباراة يُمكن اعتباره من المستحيالت‪.‬‬ ‫فقد سجل أكثر من ‪ 700‬ه��دف‪ ،‬وه��ذا رصيد يصعب على العقل‬ ‫استيعابه‪ .‬إنه مثل عظماء التاريخ في مجاالت الفن أو التكنولوجيا‪...‬‬ ‫واألحرى بنا أن ندرس ما يدور في دماغه! وبالنسبة للشطر الثاني من‬ ‫السؤال‪ ،‬فليو بدا في الجهة اليمنى‪ .‬واليوم تجده في أماكن مختلفة‪،‬‬ ‫حيث يسترجع الكرات مثل الظهير وأحياناً من موقع أشبه ما يكون‬ ‫بمركز الليبرو‪ ،‬ثم يتحول بسرعة إلى مركز رأس الحربة‪ .‬إنه يتراجع ‪15‬‬ ‫أو ‪ 20‬متراً إلى الخلف ‪..‬أتخيله يفعل ما يريد من المكان الذي يرتاح‬ ‫فيه أكثر‪ .‬في الوقت الحالي‪ ،‬أصبح الالعبون متعددي الخصائص‪ ،‬حيث‬ ‫يظهرون في هذا الموقع ويختفون من هذا المركز أو ذاك‪.‬‬

‫الفيفا يفكر في تغيير لوائح الجنسية‬ ‫لتمثيل المنتخبات‬

‫يفكر االتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في مراجعة اللوائح التي تتحكم في مشاركة الالعبين‬ ‫مع المنتخبات الوطنية ومن بينها عرض يسمح لالعبين بتغيير انتماءاتهم والتحول لتمثيل منتخبات‬ ‫مختلفة في ظروف وأوضاع معينة‪ .‬وقال فيكتور مونتالياني‪ ،‬رئيس لجنة حملة األسهم في الفيفا‪ ،‬إن‬ ‫هناك مشاكل تتعلق باللوائح التي تمنع العبين من التنقل بين المنتخبات أو تمثيل دول ال يرتبطون‬ ‫بها‪ .‬وأضاف المسؤول الكندي رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف)‪:‬‬ ‫«ظهرت العديد من المشكالت على مدار األعوام الماضية ألن العالم يتغير والهجرة أيضا تتغير»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬ظهرت العديد من المشاكل بسبب الجنسية في إفريقيا وآسيا والكونكاكاف لذا أعتقد أنه‬ ‫الوقت المناسب لمراجعة هذه اللوائح والعثور على حلول بدون اإلخالل بنزاهة اللعبة»‪ .‬وحسب القواعد‬ ‫الحالية ال يستطيع الالعب المشاركة مع منتخب آخر بعد اللعب مباراة دولية رسمية واحدة مع منتخب‬ ‫مختلف حتى لو كان يحمل الجنسيتين‪ .‬واقترح اتحاد الكرة في الرأس األخضر تخفيف هذه اللوائح والسماح بتحول الالعب لتمثيل‬ ‫منتخب مختلف في حاالت معينة مثل أن يشارك العب في مباراة أو مباراتين مع منتخب بالده األصلية وال تكون أمامه فرصة في‬ ‫اللعب معه مرة أخرى‪ .‬ويمكن لالعبين المشاركة مع بالد ال يرتبطون بها لو عاشوا ولعبوا فيها لمدة خمس سنوات لكن مونتالياني‬ ‫أشار إلى أن اللجنة ستراجع هذا األمر وربما تجعل المدة أطول‪ .‬وربما يفكر الفيفا في فرض مبلغ على سبيل التعويض في حالة تدرب‬ ‫العب ما في دولة ثم تمثيلها على مستوى منتخبات الشباب قبل أن يلعب لدولة أخرى على مستوى الكبار‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪912‬‬

‫انتخاب الصمدي رئيسا جديدا لفرع طنجة‬ ‫للجمعية المغربية للصحافة الرياضية‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫صرف منح الشطر األول ألندية الهواة‬ ‫تعلن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬أنه تم صرف الشطر األول من‬ ‫المنحة المخصصة ألندية الهواة الخاصة بالموسم الرياضي ‪ ،2017/2018‬والتي‬ ‫تقدر قيمتها اإلجمالية بـ‪ 19.252.875.00‬درهما‪ ،‬موزعة على الشكل اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -‬أندية البطولة الوطنية ‪4.820.500.00 :‬درهما ‪.‬‬

‫بعد مسيرة زاهرة في مراحل بداية التسعينيات‪ ،‬حين كان‬ ‫يراس جمعية الصحافة الرياضية بمدينة طنجة‪ ،‬انتخب اإلعالمي‬ ‫الرياضي محمد الصمدي‪ ،‬رئيسا لفرع الجمعية المغربية للصحافة‬ ‫الرياضية بطنجة ‪ ،‬خالل الجمع العام العادي للجمعية المنعقد مساء‬ ‫الجمعة قبل الماضي ببيت الصحافة‪.‬‬ ‫وأشرف على فعاليات الجمع‪ ،‬اإلعالمي محمد الجفال‪ ،‬بصفته‬ ‫كاتبا عاما للجمعية المغربية للصحافة الرياضية ومندوبها‪ ،‬إلى‬ ‫جانب القيدوم‪ ،‬وأحد األعضاء المؤسسين للجمعية‪ ،‬الزميل عبد‬ ‫السالم الشعباوي‪.‬‬ ‫و انطلق الجمع بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬قبل‬ ‫مباشرة تالوة التقريرين األدبي والمالي‪ ،‬والمصادقة عليهما‪ .‬حيث‬ ‫قدم المكتب القديم الذي كان يرأسه الزميل مصطفى السباعي‬ ‫استقالته بعد انتهاء مدة انتدابه‪ ،‬ليتقدم الزميل محمد الصمدي‬ ‫مرشحا وحيدا نال الثقة باإلجماع‪ ،‬ومنح الصالحية الختيار المكتب‬ ‫المسير الجديد الذي سيرافقه في المسيرة المقبلة للجمعية‪.‬‬ ‫وشكر الصمدي‪ ،‬جميع من تفاعل مع فعليات الجمع العادي‬ ‫لفرع طنجة للجمعية المغربية للصحافة الرياضية‪ ،‬آمال أن يكون‬ ‫في مستوى التطلعات واالنتظارات والمسؤولية‪ ،‬بعدما تعهد‬ ‫بإحياء ذكريات السنوات الزاهرة التي عاشت على وقعها الصحافة‬ ‫الرياضية بطنجة‪ ،‬وكذا إحياء األنشطة المتميزة‪ ،‬واستعادة الكرامة‬ ‫والهبة التي افتقدها الجسم اإلعالمي بالمدينة لعوامل متعددة‪.‬‬ ‫و رافقت برنامج الجمع العام بادرة طيبة‪ ،‬تجسدت في تكريم‬ ‫رمزي لبعض األبطال الرياضيين‪ ،‬كعملية إحماء للجمعية من أجل‬ ‫مبادرات كبرى أخرى مستقبال‪.‬‬ ‫فتم تكريم نادي أبناء البوغاز الرياضي لألشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة على التضحيات والتألق الذي تميز به في السنوات األخيرة‬ ‫بإهداء مدينة طنجة عدة ألقاب رياضية‪ .‬آخرها بطولة المغرب لكرة‬ ‫السلة للموسم الحالي التي ظفر بها السبت قبل الماضي‪ .‬وكان‬ ‫من ضمن المكرمين‪ ،‬أحمد بن سليمان‪ ،‬رئيس النادي‪ ،‬ونائبه‪،‬‬ ‫ربيع المشاشتي‪ ،‬والكاتبة العامة عتيقة باباش‪ ،‬ونائبتها‪ ،‬هدى‬ ‫بن يحيى‪ .‬كما تم تكريم البطلة الكبيرة‪ ،‬مليكة الخليفي‪ ،‬البطلة‬ ‫الوطنية و اإلفريقية لكرة المضرب على الكرسي المتحرك‪ .‬والتي‬ ‫يشهد لها التاريخ بامتناعها عن المشاركة في األلعاب البارالمبية‬

‫بعد أن أوقعتها القرعة في مواجهة العبة من الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫كما تم تكريم القاص والصحفي الرياضي البشير المسري‪ ،‬و أحمد‬ ‫مطالعة‪ ،‬رئيس عصبة الشمال لكرة السلة‪ ،‬وخليل الرواس‪ ،‬اإلطار‬ ‫الوطني في كرة السلة‪.‬‬ ‫وتفاعلت مجموعة من الفعاليات التي حضرت الجمع مع‬ ‫الجدية التي سادت أجواء الجمع‪ ،‬ضمنهان ابراهيم الشعبي‪ ،‬المدير‬ ‫الجهوي لوزارة االتصال بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬الذي‬ ‫نوه بالظروف الجدية التي مر فيها الجمع العام‪ ،‬وتعهد بتقديم‬ ‫مبلغ ( ‪ 5‬ألف درهم) كدعم مادي للجمعية‪ ،‬سيما بعد اطالعه على‬ ‫التقرير المالي الذي لم تتجاوز فيه مداخل الجمعية مبلغ ‪3000‬‬ ‫درهم‪ .‬كما وضع مقر مندوبيته رهن إشارة الجمعية في انتظار‬ ‫حصولها على مقر رسمي‪.‬‬ ‫يذكر ان اجتماعا العضاء المكتب التنفيذي للجمعية انعقد‬ ‫اول امس الخميس بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬حيث‬ ‫تم االطالع على المستجدات‪ ،‬وكذا الئحة المكتب المسير للجمعية‬ ‫والذي جاء على الشكل التالي‪:‬‬ ‫الرئيس‪ :‬محمد الصمدي (إذاعة طنجة)‬ ‫نواب الرئيس‪ :‬مصطفى السباعي (كاب راديو والمنتخب)‪ ،‬عبد‬ ‫السالم الشعباوي (العلم والراي)‪ ،‬ليلى بديوش (راديو بلوس)‪ ،‬عبد‬ ‫اهلل الجعفري (ميدي ‪ 1‬تيفي)‪.‬‬ ‫الكاتب العام‪ :‬محمد السعيدي (الصباح وجريدة طنجة)‬ ‫نائباه‪ :‬محمد السدحي (الشمال)‪ ،‬محمد صنقور المزوري‬ ‫(موقع أصداء طنجة الرياضية)‬ ‫المقرر‪ :‬رشيد الحديفي (الكرونيك)‬ ‫أمين المال‪ :‬رشيد المدني (الراي)‬ ‫نائبه‪ :‬فؤاد الصديقي ( راديو بلوس)‬ ‫المستشارون‪ :‬نور الدين الفياللي ( الكرونيك‪ -‬مكلف‬ ‫بالتأطير)‪ ،‬خالد الرابطي (موقع طنجة ‪ - 24‬مكلف بالعالقات العامة‬ ‫والشؤون االجتماعية)‪ ،‬هشام الموساوي (وكالة المغرب العربي‬ ‫لألنباء ‪ -‬مكلف بالعالقات الخارجية)‪ ،‬محمد هشام الجعيدي ( موقع‬ ‫أصداء طنجة الرياضية ‪ -‬مكلف بالتوثيق والتواصل)‪.‬‬

‫عصبة الشمال تنظم تدريباً تقنياً‬ ‫في رياضة المواي طاي‬

‫ القسم األول هواة ‪8.328.500.00 :‬درهما ‪.‬‬‫ القسم الثاني هواة ‪ 6.103.875.00 :‬درهما‪.‬‬‫وتؤكد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أنها عمدت إلى اقتطاع المبالغ‬ ‫الموجودة في ذمة الفرق‪ ،‬والتي أقرتها لجنة النزاعات والغرامات‪ .‬وفي السياق ذاته‪،‬‬ ‫تؤكد الجامعة أن األندية التي لم تعقد بعد جموعها العامة أو التي ال تتوفر على‬ ‫ملفها القانوني ستتوصل بمنحها فور تسوية وضعيتها اإلدارية لدى الجامعة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫الكاف يختار المغرب الستضافة كأس إفريقيا‬ ‫لالعبين المحليين ‪2018‬‬ ‫اختار االتحاد االفريقي لكرة القدم‪ ،‬المغرب لتنظيم نهائيات كأس افريقيا لالعبين‬ ‫المحليين لسنة ‪ ،2018‬وذلك خالل االجتماع الذي عقدته‪ ‬لجنة الطوارئ‪ ‬يوم السبت‬ ‫‪14‬اكتوبر ‪ ،2017‬بمدينة الغوس بنيجيريا‪.‬‬ ‫وأكد اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ ،‬في مراسلة توصلت بها الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬أن لجنة الطوارئ اختارت المغرب لتنظيم النسخة الخامسة من‬ ‫منافسات كأس إفريقيا لالعبين المحليين‪ ،‬لما يتوفر عليه من بنيات تحتية تتمثل‬ ‫في المركبات الرياضية ومالعب التدريب ووحدات فندقية ومستشفيات فضال عن‬ ‫وسائل النقل‪ .‬وستجرى كاس افريقيا لالعبين المحليين بمدن الدار البيضاء ومراكش‬ ‫و أكادير و طنجة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫الكاتب العام للجامعة يسلم الفيفا ملف ترشيح المغرب‬ ‫الحتضان كأس العالم ‪2026‬‬ ‫وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسميا يومه الجمعة ‪ 13‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2017‬ملف ترشيح المغرب الستضافة كأس العالم ‪ ،2026‬وذلك بمقر االتحاد‬ ‫الدولي لكرة القدم ‪-‬فيفا‪-‬بزيورخ السويسرية‪ .‬وسلم الملف المغربي الكاتب العام‬ ‫للجامعة السيد طارق ناجم لألمينة العامة للفيفا السيدة فاطمة سامورا‪ ،‬وكذا ألعضاء‬ ‫لجنة ترشيحات كأس العالم ‪.2026‬‬ ‫بالغ اللجنة المركزية التأديبية‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 10‬أكتوبر ‪ 2017‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫ حرمان فريق الوداد الرياضي من اللعب بحضور الجمهور لمباراة واحدة‪ ،‬مع‬‫تغريم الفريق بمبلغ ‪ 50‬ألف درهما‪ ،‬طبقا للمادة‪ 105-1.4 ‬من قانون العقوبات‬ ‫الجديد‪ ،‬وذلك بعد األحداث التي عرفتها المباراة التي جمعت نادي الوداد الرياضي‬ ‫بنهضة بركان برسم ذهاب دور الثمن النهائي من منافسات كأس العرش التي‬ ‫أقيمت بالمجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل بمدينة الرباط‪.‬‬

‫تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لرياضات للكيك‬ ‫بوكسينغ ‪ ،‬المواي طاي ‪ ،‬الصافات والرياضات المماثلة نظمت‬ ‫عصبة الشمال صباح يوم األحد ‪ 15‬أكتوبر ‪ 2017‬بالقاعة المغطاة‬ ‫بدر لمدينة طنجة وبعد الزوال بالقاعة المغطاة الطيب البقالي‬ ‫لمدينة تطوان تدريبا تقنيا ناجحا بكل المقاييس في رياضة‬ ‫المواي طاي شاركت ضمنه مختلف الجمعيات المنخرطة ‪،‬حيث‬ ‫أشرف عليه البطل سفيان التعواطي العائد توا من معسكر تدريبي‬ ‫بأحد أرقى أندية المواي طاي بالعاصمة التايالندية بانكوك بعدما‬

‫رابط هناك لعدة اسابيع ‪ ،‬وقد تمكن المستفيدون والمستفيدات‬ ‫من هذا التدريب من االطالع على مختلف التقنيات والوضعيات‬ ‫الخاصة بهذا الصنف الرياضي إضافة إلى اطالعهم على آخر‬ ‫المستجدات التي عرفها على المستوى الدولي ‪.‬‬ ‫ولم يخف هؤالء إعجابهم الكبير بالمستوى التنظيمي والتقني‬ ‫العالي الذي سار عليه هذا التدريب وبالتنويع الذي صارت تنهجه‬ ‫عصبة الشمال من أجل إحاطة كل منتسبيها بمختلف األساليب‬ ‫الرياضية التي تشرف عليها هذه العصبة ‪.‬‬

‫لذوي القلوب الرحيمة‪..‬‬ ‫أنقذوا الالعب الشهبي‬ ‫يعاني ياسين الشهبي‪ ،‬المعروف في الوسط الرياضي بإسم (الغابية)‪،‬‬ ‫العب سابق ألجاكس طنجة‪ ،‬واتحاد طنجة في صمت من مرض عضال‬ ‫يتطلب تدخال عاجال‪ .‬الشهبي طريح الفراش بأحد المستشفيات‪ ،‬يعاني وحده‪،‬‬ ‫وأسرته تطالب التدخل العاجل من أجل إنقاذه‪ .‬هذا النداء موجه بالمناسبة‬ ‫إلى مكتب اتحاد طنجة وباقي الجمعيات الرياضية وفعاليات المدينة طنجة‪ ،‬من أجل التدخل‪ ،‬سيما أن تكاليف‬ ‫العالج مكلفة‪ ،‬وما قدمه هذا الالعب للفريق‪ ،‬وهو واقف على رجليه يستحق اليوم الوقوف إلى جانبه وهو يعاني‬ ‫لوحده في وقت الشدة‪ .‬دعواتنا بالمناسبة لياسين بالشفاء العاجل‪.‬‬

‫ تغريم نادي اتحاد طنجة بمبلغ ‪ 10‬آالف درهما‪ ،‬طبقا للمادة‪ 105 ‬من قانون‬‫العقوبات الجديد‪ ،‬وذلك لرمي الجمهور الحكام بالقنينات بعد نهاية الشوط األول‬ ‫من المباراة التي جمعت بين اتحاد طنجة والرجاء الرياضي برسم الجولة ‪ 4‬من بطولة‬ ‫القسم األول اتصاالت المغرب‪ .‬‬ ‫ تغريم نادي اتحاد طنجة بمبلغ ‪ 2000‬درهما طبقا للمادة ‪ 89‬من قانون‬‫العقوبات الجديد‪ ،‬وذلك لحصول الفريق على ‪ 6‬إنذارات في مباراة واحدة التي جمعته‬ ‫بنادي الرجاء الرياضي برسم الجولة ‪ 4‬من بطولة القسم األول اتصاالت المغرب‪.‬‬ ‫‪ vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية يتعادل‬ ‫مع المنتخب المصري‬ ‫تعادل المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية بنتيجة أربعة أهداف لمثلها في‬ ‫المباراة الودية التي جمعته مساء الخميس ‪ 19‬أكتوبر ‪ 2017‬بالمنتخب المصري‪.‬‬ ‫وسجل أهداف المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية في هذه المباراة الودية التي‬ ‫أقيمت بشاطئ عين الدياب بمدينة الدار البيضاء‪ ،‬الالعب نسيم الحداوي‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن المباراة الودية تدخل في إطار استعدادات المنتخب الوطني‬ ‫لكرة القدم الشاطئية لالستحقاقات المقبلة‪.‬‬


‫العدد ‪912‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫األخيرة‬

‫في اليوم العالمي للقضاء على الفقر‬ ‫المال في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة !‬

‫الفقر رجال ً لقتل ُته !‬ ‫لو كان ُ‬

‫هذه المقولة الحكيمة‪ ،‬التي تنسب لعلي بن أبي طالب‪ ،‬دون توفر مصدر مسنود أو مرجع معتمد ‪ ،‬يوثق‬ ‫لذلك‪ ،‬تعتبر ثورة بركانية ضد الفقر الذي يعتبر المسؤول األول عن تهميش األشخاص وهدر كرامتهم ودوس‬ ‫حقوقهماألساسية‪.‬‬ ‫هذه المقولة الشجاعة‪ ،‬تضع أولياء األمر في مواجهة قوية مع الفقر‪ ،‬بل وفي تحد عنيد لهذه اآلفة االجتماعية‬ ‫التي تعيق تسخير القدرات الشخصية للفقراء‪ ،‬وترهن مواردهم الذاتية‪ ،‬وتحول دون تحقيق التنمية الشاملة‪،‬‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‪ ،‬على أساس توفير الظروف الكاملة لضمان احترام حقوق اإلنسان األساسية وصون‬ ‫كرامته‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن قضايا الفقر ما كان يجب أن تعنينا‪ ،‬نحن في المغرب‪ ،‬بعد ما أعلنت وزيرة في الحكومة‪،‬‬ ‫العزيزة بسيمة‪ ، ،‬تحت قبة البرلمان‪ ،‬أن الفقر «انتفى» نهائيا من بالدنا‪ ،‬وأنه لم يعد يوجد من بيننا من يمكن‬ ‫تصنيفه في خانة الفقر‪ ،‬مع من يعيشون بدوالر واحد‪ ،‬وحتى دوالرين اثنين‪ ،‬وفق ما وضعته األمم المتحدة‬ ‫بخصوص تحديد عتبة الفقر المدقع في العالم‪ ،‬لوال أن طلع علينا حبيبنا أحمد الحليمي‪ ،‬مندوب التخطيط بدراسة‬ ‫علمية حول خارطة الفقر والهشاشة بالمغرب‪ ،‬بناء على بحث وطني على أساس اإلحصاء العام للسكان والسكنى‬ ‫ونفقات المعيشة‪ ،‬للعام ‪.2014‬‬ ‫األرقام التي تم الكشف عنها‪ ،‬مؤخرا ‪ ،‬بالرباط‪ ،‬تشير إلى أن معدل الفقر في الوسط الحضري بلغ ‪ 2‬في المائة‪،‬‬ ‫وفي الوسط القروي ‪ 9,3‬في المائة‪ ،‬والمجموع على المستوى الوطني بلغ ‪ 4,9‬في المائة‪ ،‬أما معدل الهشاشة‬ ‫فيصل إلى ‪ 7‬في المائة في العالم الحضري و‪ 21,1‬في العالم القروي‪ ،‬ليصل المجموع على المستوى الوطني إلى‬ ‫‪ 12,6‬في المائة‪.‬‬ ‫وتوضح اإلحصائيات أن حوالي ‪ 40‬بالمائة من الجماعات والمراكز الحضرية بالمغرب‪ ،‬من أصل ‪ ،1683‬يصل‬ ‫معدل الفقرفيها حوالي ‪ 5‬في المائة‪ ،‬وأن حوالي ‪ 30‬بالمائة منها يتراوح معدل الفقر فيها ما بين ‪ 5‬و‪ 10‬في‬ ‫المائة‪ ،‬و‪ 23,8‬في المائة من الجماعات يترواح معدل الفقر فيها ما بين ‪ 10‬و‪ 20‬في المائة‪.‬‬ ‫ويتراوح الفقر في عدد من الجماعات ما بين ‪ 20‬و ‪ 30‬بالمائة‪ .‬وعلى المستوى القروي‪ ،‬فإن معدل الفقر في‬ ‫العديد من الجماعات ( من أصل ‪ )1279‬يتراوح الفقر فيها ما بين ‪ 5‬و ‪ 10‬بالمائة‪.‬‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬فإن هذه األرقام تظل نسبية وليست قطعية‪ ،‬إذ تستند على مقاربة «الفقر النقدي»‬ ‫التي يعتمدها البنك الدولي‪ ،‬والتي تقوم على حساب مستوى اإلنفاق المطلوب لتلبية االحتياجات الغذائية‬ ‫لألسرة‪ ،‬ومستوى الهشاشة‪ ،‬حيث إن هذه المقاربة‪ ،‬حسب مندوبية التخطيط‪ ،‬توفر قراءة خرائطية‬ ‫تبين شدة حاالت الفقر والهشاشة على المستوى الترابي واالجتماعي ‪ ،‬وتيسر االستفادة منها بالنسبة‬ ‫لصانعي السياسات العمومية بغاية تدبير الموارد المالية الموجهة للحد من الفقر‪ ،‬عبر استهداف‬ ‫الفئات الفقيرة‪.‬‬ ‫أما على مستوى الجهات‪ ،‬فإنه يبدو أن محور الدار البيضاء ـ الرباط‪ ،‬يشكل الجهة األقل فقرا في حين تشهد‬ ‫باقي الجهات نسبا مرتفعة بالنسبة لمعدل الفقر كجهة سوس ماسة درعة وجهة تانسيفت الحوز‪ ،‬بينما يتمركز‬ ‫خلق الثروات في خمس جهات كبرى بالمغرب‪.‬‬ ‫وبصفة عامة‪ ،‬فإن ‪ 14,2‬بالمائة من المغاربة‪ ،‬خاصة النساء واألطفال‪ ،‬من كل الفئات العمرية‪ ،‬يعانون‬ ‫الفقر و ‪ 4,2‬منهم يعيشون تحت عتبة الفقر بمدخول يومي ال يتجاوز ثمانية دراهم (هاي ما بقاتش ‪ 2‬دوالر‪ ،‬ألال‬ ‫الحقاوي !)‪.....‬‬ ‫من جهته نشر المرصد الوطني للتنمية البشرية‪ ،‬تقريرا مفصال حول خريطة الفقر المتعدد األبعاد أكد فيه‬ ‫أن ثلثي الجماعات األقل نماء تسجل مستوى فقر مالي يسمح لها باالستفادة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها المغرب للتقليص من حدّة الفقر ومن الفوارق االجتماعية ‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن‬ ‫إحصائيات دولية ووطنية رسمية ال زالت ترسم خرائط مهولة وصادمة عن الفقر في المغرب الذي يراد التخفيف‬ ‫منه بالتأكيد على أن الفقر المغربي قروي بامتياز‪ ،‬ولكن قرويى المغرب يشكلون فوق نصف السكان‪ ،‬ويعيشون‬ ‫ظروفا صادمة من الفقر والهشاشة و‪...‬الظلم و’الحيف الوطني’’‪ ،‬حيث ورد في دراسة مندوبية التخطيط أن حوالي‬

‫‪ 14,2‬بالمائة من المغاربة فقراء‪ ،‬نصفهم تقريبا تحت عتبة الفقر المدقع‪ ،‬بينما معدالت الفقر في الوسط القروي‬ ‫تفوق ‪ 22‬بالمائة مقابل ‪ 8‬بالمائة في الوسط الحضري‪.‬‬ ‫إحصائيات حديثة لمنظمة «الفاو» األممية‪ ،‬أشارت في تقرير أخير إلى أن نسبة المغاربة الذين يعيشون‬ ‫بأقل من دوالر واحد في اليوم‪ ،‬تبلغ حوالي ‪ 2‬بالمائة من مجموع سكان المغرب البالغ عددهم‪ ،‬رسميا‪ ،‬حوالي‬ ‫‪ 35‬مليون‪ ،‬بينما يعيش ‪ 11‬بالمائة من المغارية أي ثالثة ماليين ونصف المليون‪ ،‬بأقل من دوالرين في اليوم‪،‬‬ ‫بالرغم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقت سنة ‪ ، 2005‬كخطوة للتخفيف من الفقر والهشاشة‬ ‫في الحواضر والبوادي‪ ،‬والتي أنجزت العديد من المشاريع التنموية بما فاق ‪ 30‬مليار درهم ما ساهم في خفض‬ ‫نسبة الفقر و تحقيق بعض التحسن بالنسبة لشروط الحياة لفائدة تجمعات سكنية عديدة في المدن والبوادي‪.‬‬ ‫إال أن الفقر في المغرب ظل يفرض وجوده بالحواضر كما بالبوادي‪ ،‬عبر مظاهر البؤس االجتماعي المسيطرة‬ ‫على المشهد العام‪ ،‬من هشاشة‪ ،‬وفوارق اجتماعية صادمة‪ ،‬وبطالة‪ ،‬وتشرد وهجرة ويأس‪ ،‬األمر الذي يفرز العديد‬ ‫من حاالت اإلجرام ‪ ،‬إضافة إلى الشعور بالغبن من فشل العديد من السياسات االجتماعية‪ ،‬خاصة في ما يتعلق‬ ‫بالصحة والتعليم والصحة والتشغيل‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫وكان خطاب العرش سنة ‪ 2015‬قد كشف أن وجود ‪ 12‬مليون مغربي يعيشون في ‪ 24‬ألف دوار‪ ،‬يعانون من‬ ‫خصاص تنموي كبير ‪.‬‬

‫مغاربة ينزلون إلى الشارع للمطالبة بتوزيع عادل للثروة‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر الذي يخلده العالم في ‪ 17‬أكتوبر من كل عام‪ ،‬خاصة منذ اعتماده‬ ‫من طرف األمم المتحدة نهاية مارس ‪ ،1993‬نظم عدد من الحقوقيين وقفة رمزية بالرباط تحت شعار «نضال‬ ‫من أجل الكرامة والعدالة االجتماعية» نددوا خاللها بتردي األوضاع االجتماعية بالبالد‪ ،‬وبالتوزيع الغير عادل‬ ‫للثروة الوطنية‪ ،‬ما أفرز العديد من مظاهر الفقر والهشاشة والتهميش واإلقصاء‪ ،‬والالمساواة‪ ،‬بين فئات المجتمع‬ ‫المختلفة‪ ،‬في الحواضر كما في البوادي‪ .‬كما نددوا بالسياسات االجتماعية التي تنهجها الحكومة والتي تنتج‬ ‫المزيد من الفقر‪ ،‬بدل القضاء على هذه الظاهرة المشينة بالنسبة للفرد والمجتمع في المغرب‪ ،‬حيث لم يعد‬ ‫ممكنا إنكار الواقع أو تبريره‪ ،‬بسبب ضعف مردودية البرامج والسياسات الرسمية في مواجهة الفقر والهشاشة‪،‬‬ ‫وفشل نماذج المخططات الحكومية فيما يخص المجاالت االجتماعية المهمة كالتعليم والصحة والشغل والسكن‬ ‫والتنمية‪ .‬ما يدفع أعدادا من المواطنين إلى النزول للشارع في احتجاجات شعبية واسعة تنديدا بالفقر والتهميش‬ ‫والظلم والحكرة والفساد‪.‬‬ ‫وتُشير آخر األرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط إلى أن عدد المغاربة في وضعية فقر‬ ‫متعدد األبعاد‪ ،‬بلغ ‪ 2.8‬مليون شخص سنة ‪2014‬؛ ما يشكل ‪ 8.2‬بالمائة من السكان‪ ،‬وفق ثالثة أبعاد كبرى‬ ‫لتصنيف األسر في خانة الفقر‪ ،‬تتعلق بظروف المعيشة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬على أساس أن أي أسرة تعتبر فقيرة‬ ‫عندما ال يتم تلبية ما ال يقل عن ‪ 30‬بالمائة من المجموع التراكمي لحاجياتها‪.‬‬ ‫وأصدرت األمم المتحدة بالمناسبة تصريحا اعتبر القضاء على الفقر هو الهدف األساسي من التنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬والبرنامج األممي لــ ‪ 2030‬الذي يعترف بان االستراتيجية التي تهدف الى القضاء على الفقر يجب أن‬ ‫تضمن حقوق اإلنسان وتحول دون تهميش االشخاص كما يدعو إلى حشد جميع االطراف المتدخلة في مكافحة‬ ‫الفقر إلى المشاركة الفعالة في برنامج األمم المتحدة لمساعدة األشخاص األكثر فقرا عبر العالم‪ ،‬وإن القضاء‬ ‫على الفقر أمر ضروري ال بد منه لضمان حقوق اإلنسان‪ ،‬ولتحقيق التنمية وإحالل السالم‪ ،‬وفق مضمون رسالة‬ ‫اليونسكو في هذا اليوم ‪ ،‬من أجل القضاء على الفقر في العالم العالم‪.‬‬ ‫للتذكير‪ ،‬فإن اإلسالم يعتبر الفقر «مصيبة وآفة خطيرة» وينكر عن الفقر جبرية القهر والحرمان ‪ ،‬ويعتبر أن‬ ‫المال ركن إلقامة الدنيا والدين‪ ،‬وأن الفقر‪ ،‬بمعنى «الحاجة والحرمان»‪ ،‬يدفع إلى الفساد و يهدد األمن واألمان‪،‬‬ ‫ويحمل أولياء أمور المسلمين والمجتمعات اإلسالمية مسؤولية إنتاج أنظمة تحمي كرامة اإلنسان عبر تحقيق‬ ‫الخدمات االجتماعية‪ ،‬والقطع مع سياسة «سد الفراغ» عن تقصير الدولة‪ ،‬وعدم السماح بهدر الكرامة اإلنسانية‪،‬‬ ‫ألنها ضرورة من ضروريات الحياة ‪ ،‬فال حياة بعد موت الكرامة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.