Achamal n° 1000 le 02 Juillet 2019

Page 1

‫امللحق‬ ‫القانوين‬ ‫كل شهر‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬

‫ـ جمتمع‬ ‫ـ �سـيـا�ســة‬ ‫ـ حقوق‬ ‫ـ اقت�صاد‬

‫صفحات ‪12-11-10-9‬‬

‫العدد ‪ 1000‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 28‬شوال ‪� 2 / 1440‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫صفحات ‪8-7-6‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫صاحب السمو الملكي ولي العهد األمير موالي الحسن‬ ‫يشرف على فعاليات إطالق العمليات المينائية‬ ‫لميناء طنجة المتوسط ‪2‬‬ ‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫عرفت طنجة يوم الجمعة ‪ 28‬يونيه‪ ،‬بإقليم الفحص ‪ -‬أنجرة (جهة طنجة ‪ -‬تطوان‬ ‫ الحسيمة)‪ ،‬حدثا اقتصاديا في غاية األهمية االستراتيجية‪ ،‬تمثل في إشراف صاحب‬‫السمو الملكي ولي العهد األمير موالي الحسن على مراسيم إطالق العمليات المينائية‬ ‫لميناء طنجة المتوسط‪ . 2‬وتأتي أهمية الحدث من جانب الدالالت التي يكتسيها‬ ‫المشروع‪ ،‬إذ بفضل هذه النقلة الخدماتية في أولويات المركب سيتصدر الواجهـة‬ ‫المتوسطية المائية‪ ،‬وسيحقق كفاءة مينائية أولى كقطب مرجعي بإفريقيا والعالم‪،‬‬ ‫من حيث التدفقات اللوجيسكتية والتجارة الدولية‪ ،‬لتشارف طاقته أفق استيعاب ‪9‬‬ ‫ماليين حاوية‪ .‬‬ ‫(البقية ص ‪)2‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫صاحب السمو الملكي ولي العهد األمير موالي الحسن‬ ‫يشرف على فعاليات إطالق العمليات المينائية‬ ‫لميناء طنجة المتوسط ‪2‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عرفت طنجة يوم الجمعة ‪ 28‬يونيه‪،‬‬ ‫بإقليم الفحص ‪ -‬أنجرة (جهة طنجة ‪-‬تطوان‬ ‫الحسيمة)‪ ،‬حدثا اقتصاديا في غاية األهمية‬‫االستراتيجية‪ ،‬تمثل في إشــراف صاحــب‬ ‫السمو الملكي ولي العهد األمـير موالي‬ ‫الحسن على مراسيـــم إطالق العمليات‬ ‫المينائية لميناء طنجة المتوسط‪ . 2‬وتأتي‬ ‫أهمية الحدث من جانب الدالالت التي‬ ‫يكتسيها المشروع‪ ،‬إذ بفضل هذه النقلة‬ ‫الخدماتية في أولويات المركب سيتصدر‬ ‫الواجهـة المتوسطية المائية‪ ،‬وسيحقق‬ ‫كفاءة مينائية أولى كقطب مرجعي بإفريقيا‬ ‫والعالم‪ ،‬من حيث التدفقات اللوجيسكتية‬ ‫والتجارة الدولية‪ ،‬لتشــارف طاقتــه أفـــق‬ ‫استيعاب ‪ 9‬ماليين حاوية‪ .‬‬ ‫‪ ‬استهلت مراسيم حفل إطالق عمليات‬ ‫ميناء طنجة المتوسط ‪ 2‬بعرض شريط‬ ‫كرونولوجي ركز على األطوار المفصلية‬ ‫التي عرفها إنجاز المركب المينائي طنجة‬ ‫المتوسط‪ ،‬مبرزا الحرص والعناية الساميين‬ ‫اللذان أوالهما صاحــب الجاللــة الملك‬ ‫محمد السادس لهذا المشروع الهيكلي‬ ‫منذ اإلعالن عنه في ذكرى عيد العرش‬ ‫سنة ‪ ،2002‬والذي سيمكن منطقة شمال‬ ‫المغرب من بنية اقتصادية تمنحها قدرة‬ ‫تنافسية دولية عالية الجودة‪ ،‬ومناطق‬ ‫حرة تعزز غناها في المدخرات واإلمكانيات‬ ‫القادرة على جعلها نموذجا جهويا مندمجا‪.‬‬ ‫‪ ‬وتال ذلك‪ ،‬إلقاء رئيس الوكالة الخاصة‬ ‫طنجة المتوسط السيد فؤاد البريني كلمة‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫أضاء بها رجاحة اختيار جاللته الجغرافي‬ ‫لمنطقة البوغاز فضاء الحتواء المشروع‬ ‫والتي تتموقع في تقاطع محوري للممرات‬ ‫البحرية‪ ،‬مستعرضا حصيلة إنجازات ميناء‬ ‫طنجة المتوسط‪ ،‬مبشرا بآفاق ستمنحه‬ ‫بنية تطورية هائلة في مطالع ‪ .2025‬وفي‬ ‫السياق ذاته‪ ،‬قدم تصورا جديدا في برامج‬ ‫الميناء االستثمارية تصل كلفتها إلى غالف‬ ‫مالي قدر بـ ‪ 9‬ماليير درهم‪ ،‬تصب في سياق‬ ‫مواصلة الدينامية‪ ،‬التي يتوالها صاحب‬ ‫الجاللة تجاه ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬وتصب‬

‫في تــجاه الرفــع من مؤشــرات المعالجة‬ ‫المينائية‪ ،‬وتجويـــد تهيئة المناطق التي‬ ‫ستيسر نمو الصادرات المغربية الصناعية‬ ‫والفالحية‪.‬‬ ‫إن مينـــاء طنجــة المتوسط‪ ،‬قطب‬ ‫اقتصادي يربط المغرب بـ‪ 77‬دولة و‪186‬‬ ‫ميناء‪ ،‬أعطى للمغرب مكانة استراتيجية على‬ ‫الساحة البحرية الدولية‪ ،‬ورفع ترتيبه في‬ ‫المعدالت االقتصادية من المركز الـ‪ 83‬إلى‬ ‫المركز الـ‪ 17‬حسب مؤشرات مؤتمر األمم‬ ‫المتحدة للتجارة والتنمية‪.‬‬

‫يعرف المشروع ديناميــة قويــة في‬ ‫مكونات أنشطته التي تحقــق استقرارا‬ ‫مضمونا ألكثر من ‪ 912‬مقاولة في مجاالت‬ ‫الصناعة والخدمات اللوجيستيكية‪ ،‬وفرت‬ ‫للمغرب ما يزيد عن ‪ 75‬ألف منصب شغل‬ ‫حيوي‪.‬‬ ‫من جهة مرتبطة‪ ،‬وفي تناسق هيكلي‬ ‫مع المشاريع المينائية واللوجيستية هذه‬ ‫لميناء طنجة المتوسط‪ ،‬سيشهد مؤشر‬ ‫التنمية بالمنطقة الشمالية للمملكة فعالية‬ ‫جديدة بفضل البرنامج االستراتيجي لمدينة‬ ‫محمد السادس طنجة –تيك‪.‬‬ ‫وقد ثمن الرئيس التنفيذي لمجموعة‬ ‫«أي بي مولر مايرسك»‪ ،‬الشركة المكلفة‬ ‫باستغالل المحطات المينائية‪ ،‬الرؤية النافذة‬ ‫لصاحب الجاللة منذ انطالق المشروع‪،‬‬ ‫وعنايته المتواصلة لتوفير األجواء المشجعة‬ ‫على االستثمار بالمغــرب‪ ..‬مؤكــدا على‬ ‫االلتزام باستثمار قرابة ‪ 10‬ماليير درهم في‬ ‫محطة ميناء طنجة المتوسط ‪.2‬‬ ‫وأثناء قيام صاحب السمو الملكي ولي‬ ‫العهد األمير موالي الحسن‪ ،‬الذي مثل‬ ‫صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪،‬‬ ‫بزيارة ميناء طنجة المتوسط والمحطة‬ ‫المينائية الجديدة ‪ ،4‬قدمت له شروحات‬ ‫مستفيضة بخصوص مستويات ومراحل‬ ‫إعادة شحن وتداول وتخزين الحاويات‪.‬‬ ‫وبالمناسبة التقطت لصاحب السمــو‬ ‫الملكي ولي العهـد األمير موالي الحسن‬ ‫صورة تذكارية مع أطــر الوكالة الخاصة‬ ‫طنجة‪-‬المتوسط‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫من المواضيع التي تستأثر باهتمامنا في مطلع كل صيف‪ ،‬هذا المصطاف الذي يحج‬ ‫إليه أغلبنا‪ ،‬وأعني به مرتيل‪.‬‬ ‫فترانا نشفق من اإلقامة به مدة ثالثة أشهر بلياليها‪.‬‬ ‫وتجد بيننا من يفضل عليه المناطق الجبلية‪ ،‬أو التوجه إلى البساتين واألغراس‪،‬‬ ‫كما كان يفعل اآلباء واألجداد‪ .‬وتجد بيننا من يعتزم ركوب البحر وقضاء عطلته بإسبانيا‪.‬‬ ‫وتجد بيننا من يفكر في االعتكاف ببيته‪ ،‬وعدم تغيير روتينه‪.‬‬ ‫وأسباب التذمّر والعزوف كثيرة ومتعددة‪ ،‬يختزلها المتقاعدون وكبار السن من‬ ‫أمثالنا في «الهرَج والمرَج» الذي يشهده مرتيل في هذه الفترة‪.‬‬ ‫وهو وضعٌ فرضته طوعاً أو كرهاً هذه الحشود الهائلة التي تتقاطر على مرتيل‪ ،‬منذ‬ ‫يدخل الصيف‪ ،‬إلى أن تفتح المدارس أبوابها‪ ،‬فيرتفع الطلب على وسائل النقل‪ ،‬ويرتفع‬ ‫الطلب على الكراء‪ ،‬ويكثر «الحديد»‪ ،‬وتكتظ مواقف السيارات‪ ،‬وتمتلئ المطاعم عن‬ ‫آخرها‪ ،‬وتمتلئ المقاهي عن آخرها‪ ،‬ويتهافت الناس على الشاطئ‪ ،‬فال يجدون مكاناً‬ ‫يغرسون فيه مظالتهم‪.‬‬ ‫ويستغل المستغلون ‪ -‬وما أكثرهم ‪ -‬هذه الفرصة‪ ،‬فيترامون على الملك العام‪:‬‬ ‫أصحاب المقاهي والمطاعم يحتلون األرصفة المحاذية والمقابلة لهم‪ .‬وحراس‬ ‫السيارات‪ ،‬يتقاسمون فيما بينهم شوارع وأزقة وسويحات المدينة‪ ،‬ويتحكمون في‬ ‫عباد اهلل‪ .‬وأصحاب المظالت يجدون في الشاطئ مكاناً خصباً لفرض مظالتهم على‬ ‫المصطافين‪ .‬ووسائل النقل ترفع التسعيرة‪.‬‬ ‫كل شيء يغدو قابال للبيع والشراء‪ ،‬والمساومة والمزايدة‪.‬‬ ‫فهل يحق لنا أن نسمي هذا التدافع والتطاحن‪ ،‬بالهرَج والمرَج أم ال ؟‬ ‫و مع هذا تجد من يقول‪ :‬إنه سيتوجه إلى مرتيل طلباً للراحة والترفيه عن النفس‪.‬‬ ‫أية راحة هاته التي يجدها؟ وكيف يجدها؟ وأين يجدها ؟‬ ‫وحين تريد أن تضع مسؤو ًال في الصورة‪ ،‬وتعرض عليه أمراً من األمور‪ ،‬قصد‬ ‫تقويمه‪ ،‬يقول له وهو يقهقه‪ :‬دع الناس تنشط‪.‬‬ ‫ونحن لسنا ضد النشاط‪ ،‬إنما نشترط تقييده وضبطه بضوابط تتماشى مع‬ ‫القانون‪ ،‬وتحترم المِلك العام‪.‬‬

‫غوايات فصل الصيف تتجدد‬ ‫رغم كل شيء‪! ‬‬ ‫‪-‬‬

‫يتدحرج الوقت كالكرة ربيعا وصيفا‪ ،‬خريفا وشتاء؛ لكل فصل‬ ‫لباسه وطعمه ومزاجه‪ ،‬ألوانه ورائحته‪ ،‬أثره على المسام والتراب‪،‬‬ ‫في الرييع تتفتح البراعم وتزهر األعشاش‪ ،‬في الصيف يجمع‬ ‫الحصاد و تهيم النفوس‪ ،‬في الخريف تتساقط األوراق وتهفو‬ ‫الطبيعة إلى الحرث والبذر‪ ،‬وفي الشتاء تزأر الريح و تحبل المزن‬ ‫و يجن الصقيع‪.‬‬

‫‪EEEE‬‬ ‫حينما يأتي فصل فكأننا‬ ‫نعيشه ألول مرة‪ ،‬حينما يحل‬ ‫عام فكأننا لم نودع أعواما‬ ‫قبله‪ ،‬كل مرة وكأننا نبدأ‬ ‫الحكاية من جديد‪ ،‬في األيام‬ ‫األخيرة من شهر يونيو هذا‬ ‫عندما صعد المحرار إلى مدارج‬ ‫أعلى‪ ،‬فاشتعل اللهيب ضاغطا‬ ‫على الرؤوس‪ ،‬ومصيبا األجساد‬ ‫بالوهن‪ ،‬عاد التفكير بإلحاح في‬ ‫البحر والوادي والمنتجع والجبل‬ ‫والقرية‪...‬عاد وجع الهروب من‬ ‫الروتين الذي يتضاعف بأزيز‬ ‫الذباب ولسعات الحشرات في‬ ‫مقاه يصم ضجيجها الكروي‬ ‫اآلذان‪ ،‬ومدن تضيق أسقفها‬ ‫وحيطانها وأزقتها وشوارعها‪،‬‬ ‫وتشعرك باالختناق وكأنها لم‬ ‫تنعش روحك مرة واحدة‪.‬‬

‫‪EEEE‬‬ ‫من حسن الحظ أن أعباء‬ ‫شهر الصيف لهذه السنة جاءت‬ ‫موزعة توزيعا واضحا‪ ،‬إال إذا‬ ‫أردنا أن نخلط شعبان برمضان‬ ‫كما يقال‪ ،‬يوليوز لالستجمام‬ ‫و غشت لخروف العيد‪ ،‬أتحدث‬ ‫هنا عن ذوي الدخل المحدود‬ ‫أي عن هؤالء الذين يؤثر على‬ ‫ميزانيتهم كل زيغان عن الطريق المستقيم ماليا ال عن أوالئك‬ ‫الذين ال يعرفون البطون المنتفخة ألرصدتهم‪.‬‬ ‫ومع هذا الوضوح فخيوط الصيف تمتد طوال‪ ،‬وال ينفع معها‬ ‫إال التحايل والمراوغات‪ ،‬ال يمكن بحال من األحوال المكوث طول‬ ‫هذه المدة في مكان واحد‪ ،‬وإال نكون قد بدلنا روتينا بروتين وتلك‬

‫‪3‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫الطامة الكبرى؛ فقد يوقعنا الهروب من جحيم الروتين في كماشة‬ ‫روتين آخر قد يصيبنا بسأم التكرار‪.‬‬ ‫‪EEEE‬‬ ‫في الصيف كل حسابات الجيوب وحقائب اليد الصغيرة ال‬ ‫تستقيم‪ ،‬إنه موسم ثأر المدن والقرى السياحية‪ ،‬الخدمات والمهن‬ ‫الصيفية من بوار باقي العام‪ ،‬فهي تنتظر حلول زوار الموسم على‬ ‫أحر من الجمر طوال السنة لتنتعش قبل أن تسلم روحها من بعد‬ ‫إلى مايشبه االكتئاب‪ .‬طبيعي‬ ‫أن تخضع سوق السياحة‬ ‫والخدمات‪ ...‬لقانون العرض‬ ‫والطلب‪ ،‬لكن ليس عاديا أن‬ ‫يسلك البعض في الصيف –‬ ‫وغيره‪ -‬سلوك البلطجة في‬ ‫تعامله مع الزبناء العابرين‪،‬‬ ‫وأن تغيب المدنية في عالقاتنا‬ ‫كمجتمع ونحن نطالب الدولة‬ ‫والحكومة بها كأعز ما يطلب‪.‬‬ ‫فمن حقنا أن نطلب من الدولة‬ ‫الضبط والحفاظ على النظام‬ ‫العام‪ ،‬خاصة في اللحظات‬ ‫االستثنائية‪ ،‬ولكن من واجبنا‬ ‫أن نشيع التنظيم المدني فيما‬ ‫بيننا‪.‬‬ ‫‪EEEE‬‬ ‫ما زلت كالكثيرن مثلي‬ ‫لم أقرر وجهتي‪ ،‬وإن كانت‬ ‫غوايات متنوعة ومتعددة تنقر‬ ‫في رأسي الذي انتفخ من شدة‬ ‫الحر والسهاد والجفاء‪ ،...‬أحن‬ ‫دائما إلى سحر واد لو‪ -‬في‬ ‫منزلته ما بين قروي وحضري‪-‬‬ ‫قبل التطاول في البنيان‪،‬‬ ‫وإلى نغمات القيتارات تحت‬ ‫ضوء القمر أو النار في شاطئ‬ ‫البسطاء بقاع اسراس‪ ،‬وإلى‬ ‫نسيم الخيمة ورائحة البحر في زاوية تارغة الروحية‪ ،‬وإلى سحر‬ ‫بوحلة(قرية أمي وأبي وأجدادي) الطفولي الذي يحينا و ال يموت‪...‬‬ ‫وأمني النفس بالذي يأتي و اليأتي‪ ،‬فماذا يتبقى لنا من رماد الزمن‬ ‫لو ضاع الحلم‪.‬‬ ‫‪...‬وعطلتكم موفقة سعيدة‪.‬‬

‫مشيـرات‬ ‫صحبــة ‪*..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«صحبت الصوفية خمسين سنة ‪ ،‬فما وقع بيني‬ ‫وبينهم خالف ؛ ألني كنت معهم على نفسي»‬ ‫سعيد الخراز‬

‫كان المرحوم سيدي أحمد أفيالل وجها كريما من وجوه‬ ‫الطريقة القادرية البودشيشية ‪ .‬قاد حبل المودة بيني وبين هذا‬ ‫الرجل الذي جمع اهلل في ذاته كل معاني النبل عزيزي سيدي‬ ‫مصطفى اليمالحي حفظه اهلل‪ .‬وقد صاحبته رفقة ومالزمة رحمه‬ ‫اهلل مدة تزيد عن العقد ‪.‬‬ ‫وسيدي أحمد ثمرة من ثمار صحبة ‪:‬‬ ‫• سيدي حمزة القادري بودشيش قدس اهلل سره‪.‬‬ ‫• وارث سره سيدي جمال الدين القادري بودشيش نضر اهلل‬ ‫أيامه‪.‬‬ ‫وكالهما زهرة متفتقة من دوح عرفان ونبع إحسان‪..‬‬ ‫انهاج سيدي أحمد منهاجهما ؛ ومنهاجهما منهاج أهل تمكين‬ ‫ويقين‪ ..‬ولم يكن في صحبته لهذين الوليين الصالحين شائبة‬ ‫حظ زائل عاجل من حظوظ الدنيا‪ ،‬فانفتح باطنه‪ ،‬وتقوى قلبه ‪،‬‬ ‫وصار ذاتا تألف وتؤلف ‪..‬‬ ‫وأما صحبة سيــدي أحمد للفقــراء فكانــت تحابــا في اهلل؛‬ ‫وترجمانها أنس بأهل والية اهلل‪ ..‬وما يوجب أنسا ال يوجب قبضا ‪،‬‬ ‫وربنا فعال لما يريد‪.‬‬ ‫كان كالم سيدي أحمد ‪:‬‬ ‫عفويا مرتكنا إلى رقه ودرجات شوقه‪..‬‬ ‫وما ميــز صحبتــه لشيخه ولعمــوم الفقراء ـ بشهادة كل من‬ ‫عرفه عن قرب ـ التزامه بأدب الصحبة؛ وهو أدب محمدي؛ جلي ‪:‬‬ ‫• انجذابه وانغماره بالكلية في تقديم خدمات ‪..‬‬ ‫• صبره على األذى‪..‬‬ ‫• اعتداله في فكرا وسلوكا‪..‬‬ ‫• ستره لعورات الناس‪..‬‬ ‫ويحضرني في هذا السياق ما سمعته من سيدي الغزواني في‬ ‫حقه رحمه اهلل ؛ حيث أكد أنه ‪:‬‬ ‫• أدى األمانة‬ ‫• حفظ العهد مع مراعاة آداب الصحبة‬ ‫• لزم صدق التوجه واإلخالص‬ ‫• حمل الواجب‬ ‫• أقام الفرض والنفل على منهاج استقامة محبا هلل ولرسوله‬ ‫ولشيخه‪.‬‬ ‫• غالب أحواله بعدم ظهور واستكانة ومحبة واعتصام في‬ ‫باب اهلل‪.‬‬ ‫عاش سيدي أحمد أفيالل سعيدا في خيرات طريق اهلل ‪ ،‬ومات‬ ‫سعيدا في أسرارها‪ ،‬والحمد هلل على ذلك‪ ..‬نسأل اهلل أن يميتنا‬ ‫مسلمين غير مفتونين‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫• من وحي ذكرى أربعينية المرحوم سيدي أحمد أفيالل ‪ ،‬المقامة بطنجة يوم‬ ‫الخميس سابع وعشري يونيه ‪ ، 2019‬باذن مشيخة الطريقة وحضور فقرائها من‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة وشتى مدن المملكة‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1000‬ـ الثالثـاء ‪ 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫الفنـانــة‬

‫إيمان بنيحيى‬ ‫حـاوره يوسـف سعدون‬

‫من هي إيمان بيحيى؟‬

‫••• إيمان بن يحيـــى أستادة التربية الموسيقية نشأت في عائلة فنية وتربيت‬ ‫على سماع الكثير من الموسيقى‪ .‬أحب كل الفنون وأعتبرها العنصر األساسي للحياة‪،‬‬ ‫ألننا نعبر عن ذواتنا من خاللها‪ .‬حاصلة على دبلوم في الصولفيج وأعزف على آلة‬ ‫الكمان‪.‬‬ ‫نبـدأ بالسـؤال حول بداياتـك األولى في مجال الموسيقى والغناء؟‬

‫••• بداياتــــي كانـــت في الحفالت المدرسية‪ ،‬حيث نهايــة كل سنة كنت‬ ‫أقــوم بأداء نشـــيــد أمـــام أساتذتي‪ .‬وبعدما أكملــت دراستـــي دخلـــت إلى‬ ‫المركز التربوي الجهــوي ألتخرج أستاذة للتربية الموسيقيــة‪ ،‬ومـن تم انطلقـت‬ ‫في المشاركـــة في بعض المهرجانات الثقافية‪ ..‬في البداية كان أدائي محصورا في‬ ‫أغاني فيروز‪ ،‬واآلن أرفرف فوق كل ما هو جميل‪.‬‬ ‫تؤدين الغناء الكورالي‪ ،‬ما هي في تقديرك أهم متطلبات هذا النوع من الغناء؟‬ ‫••• أحب هدَا النوع من الغناء وأجد فيه نوعا من التحدي‪ ،‬إنه ليس سهال ويتطلب‬ ‫عمال وتداريب جادة ومستمرة‪ ،‬يتطلب أيضا اإلستماع الكثير لألعمال الكالسيكية‪.‬‬ ‫هل يمكن الحديث عن تيار فني معين تميلين إليه؟‬ ‫••• أميل إلى الفن إلى الفن والجمال‪ ..‬كل تيار يحمل قيم فنية وجمالية أميل إليه‬ ‫وأنتصر له‪.‬‬ ‫ما هي أهم محطاتك الغنائية اآلن؟‬ ‫••• أحب كثيرا التأليــف الموسيقي والتلحيـــن‪ ،‬ومن زمــان وأنـا أحلـــم‬ ‫بتسجيل ألحاني‪ ..‬أرى اآلن بأن تحقيق حلمي بات وشيكا‪ ،‬حيـث أعمل حاليــا على‬ ‫تسجيــل بعض هذه األلــحان‪ ،‬وهذه أهم محطـــة وأكثرها حماسة بالنسبة لي‪.‬‬

‫حو‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫مع‬

‫فـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ن‬

‫من هو نموذجك في مجال الغناء ؟‬ ‫••• أحب كل المدارس الغنائية التي تحمل فنا حقيقيا‪ ،‬ولدي نماذج ومثل عديدة‬ ‫وإن كنت منذ صغري أميل إلى فيروز‪.‬‬ ‫ما هي األغنية التي تتمنين لو أنك من أداها ؟‬ ‫••• كل األغاني التي تعجبني‪ ،‬و كل األغاني التي أؤديها في الحفالت كما لو أنها‬ ‫لي فعال‪.‬‬ ‫كيف تريـن تعامـــل اإلعــالم مع األغنية المغربية؟‬ ‫••• أرى أن اإلعالم عليه أن يقوم بدور المراقبة وأن يثمن األعمال الموسيقية‬ ‫الرصينة ويتكلم عنها‪ .‬إنه ال يقوم بدوره جيدا أو باألحرى يتم تحريف األنظار إلى‬ ‫الفن باسم الحرية‪.‬‬ ‫هل أنت راضية عن مستوى التلحين المغربي اآلن؟‬ ‫••• ال يمكنني أن أكــون راضية في ظل هذا التخبط الذي نعيشه‪.‬‬ ‫األغنية اليوم ال تكمل عامها حتى تنتهي‪ ،‬هذا دليل على هشاشتها وفقرها‪،‬‬ ‫الملحن اليوم إما أنه غير دارس وبالتالي يلحن بطريقة عشوائية وبدون اسس‬ ‫علمية‪ ،‬أو ينجرف وراء تيار الماديات على حساب الفن والذوق‪.‬‬

‫كيف تنظرين إلى األغنية المغربية اآلن؟‬ ‫كلمة لقراء الشمال؟‬ ‫••• األغنــيـة المغربيـــة بهويتهـــا وشخصيتها مفقـــودة اآلن‪ ،‬على الفنان‬ ‫••• أشكركم على اهتمامكم الجميل‪ ،‬وأتمنى لقراء الشمـــال وقتـــاً ممتعاً مع‬ ‫المغربي أن يدخل في لعبة دمج األسلوب المغربي مع ما يتطلبه العصر‪..‬‬ ‫محبتي للجميع‪.‬‬


‫الشمال الفني‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫بيــان فـنـي »‬ ‫«‬ ‫فـنـــي»‬ ‫«بيـــان‬

‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة مت المبدعين‪ ،‬يقدم عبرها‬ ‫الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد توقعه الفنانة التشكيلية أحالم المسفر‪.‬‬

‫ذاكرة فيلم‬

‫ال�ساموراي ال�سبعة‬ ‫• محمد عابد‬ ‫بطاقة تقنية ‪:‬‬ ‫البلد ‪ :‬اليابان‬ ‫تاريخ اإلنتاج ‪1954 :‬‬ ‫إخراج‪ :‬أكيرا كوروساوا‬ ‫سيناريو ‪ :‬هيديو أوجوني‪ -‬شينوبو‬ ‫هاشيموتو‪-‬اكيرا كوروساوا‬ ‫موسيقى‪ :‬فوميوها ياساكا‬ ‫تشخيــص ‪ :‬توشيـــرو موفوني ‪-‬‬ ‫تاكاشاي شيمورا‪.‬‬ ‫مدة العرض‪ 200 :‬دقيقة‪.‬‬ ‫يعتبــر المخـــرج السينمائي أكيرا‬ ‫كوروســـاوا من بين أهـــم المخرجيـــن‬ ‫العالميين حضورا وإبداعا‪ ،‬الذين شــدوا‬ ‫انتباه المهتميـــن بالشأن السينمائـــي‬ ‫إلى عوالمه ورؤيته اإلخراجية والجمالية‬ ‫وأسلوبه في المعالجة السينمائية‪ ،‬وإليه‬ ‫يرجع الفضل في التعريــف بالسينمــا‬ ‫اليابانية وانتشارها في الغرب األمريكي‬ ‫واألوروبي على مدى واسع ‪.‬‬ ‫وكما هو معروف لدى النقــاد‪ ،‬فإن‬ ‫أكيرا كوروساوا عرف بلقـــب «جون فورد‬ ‫الشرق»‪ ،‬ويشير أكثر من ناقد ومتتبع‬ ‫لمساره ‪،‬أن هذا اللقب لم يكن يثير لديه‬ ‫أي قلق‪ ،‬ألنه كان معجبا بجون فورد‪.‬‬ ‫فيلم الساموراي السبعة‪ ،‬فيلم اثأر‬ ‫الكثير من الجدل‪ ،‬وخلق رجة قوية في‬ ‫تاريخ السينما‪ ،‬ألن مبدعـه نهـــل من‬ ‫ثقافات متنوعة وأساسا ثقافة الشرق‬ ‫الغنية بالتنوع‪ .‬لذلك جاء الفيلم مختلفا‬ ‫تماما عن باقي األفالم التي أنجزت في‬ ‫تلك المرحلة‪.‬‬ ‫فيلم مبني بأسلوب مخرجه الخاص‬ ‫والمتميز‪ ،‬والذي يعتمـــد على حبكـــة‬ ‫الروايات والمونتاج الديناميكي وحركة‬ ‫الكاميرا التي ال تتوقف‪ ،‬فكل زوايا النظر‬

‫الممكنة يستغلها المخرج‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫توابل الشرق الفنية من لباس وماكياج‪...‬‬ ‫التي أضفت على الفيلم نكهة خاصة‪.‬‬ ‫يحكي الفيلم قصة قرية يابانية في‬ ‫القرن السادس عشـــر تتعرض لهجــوم‬ ‫مفاجـــئ من طــرف عصابــة‪ ،‬وبطلـــب‬ ‫من سكانها يدخل على الخط سبعة من‬ ‫الساموراي للدفاع عن القرية‪.‬‬ ‫كـــانـــت مشــاهــــد المواجهــــات‬ ‫بيـــن الساموراي السبعة وقطاع الطرق‬ ‫مثيرة للغاية‪ ،‬استعملت فيهـا السيــوف‬ ‫والخيول والبنادق‪ ،‬والحركة السريعة للكر‬ ‫والفر‪ ،‬ومما زاد مشاهد المواجهات إثارة‬ ‫وروعة هو أن األرض التي دارت عليها‬ ‫المعركة غطاها الطمي بسبـب األمطار‪،‬‬ ‫وتحولت إلى فخاخ مفتوحة ‪.‬‬ ‫لقد كلف الفيلم أمواال كثيرة‪ ،‬ومدة‬ ‫إنجازه تطلبت سنـــة بكاملهــا‪ ،‬حتى أن‬ ‫المنتجين تخوفــوا من فشل المشروع‪،‬‬ ‫وفكروا في إلغائه‪ ،‬لكـن عزيمـــة أكيــرا‬ ‫كوروساوا كانــت أقــوى من الجميـــع‪.‬‬ ‫فأهدانا تحفـــة من التحــف السينمائية‬ ‫النادرة‪ ،‬أدهشت هوليود‪ ،‬الشئ الذي دفع‬ ‫بكبريات شركات اإلنتاج األمريكية تحويله‬ ‫إلى فيلم أمريكي يحمل عنوان «العظماء‬ ‫السبعــة» سنـــة ‪ ،1964‬كما أن فيلــم‬ ‫«راشومون» لنفس المخـــرج تحول إلى‬ ‫نسخة هوليودية تحت عنوان «الغضب»‬ ‫ولعب فيه بول ثيومان قاطع طريق‪.‬‬ ‫ونظـرا للمخاوف التي تسربت إلى‬ ‫المشرفين على اإلنتـــاج فقــد اضطروا‬ ‫لمراسلة المخرج حاثين إياه للعودة من‬ ‫مواقع التصوير وإلغاء العقدة معه‪ ،‬لكن‬ ‫أكيرا كوروساوا تحداهم وأكمل عمله‬ ‫فأهدانا تحفة سينمائية عظيمة ‪.‬‬

‫ أنا الموقعة أسفله‪:‬‬‫أحالم المسفر‪ ،‬من مواليد مدينـــة الجديدة‪،‬‬ ‫قضيت طفولتي بهذه المدينة ضمن أجواء وطنية‬ ‫وثقافية‪،‬والدي رحمه اهلل كان مقاومالالستعمار وأدى‬ ‫ضرائب جسيمة في سبيل استقالل المغرب‪،‬كان رجال‬ ‫وطنيا مثقفا وفنانا حيث كان يؤلف ويلحن أغاني وأناشيد‬ ‫وطنية‪،‬كما ساهم في محاربة األمية من خالل مبادرات‬ ‫عديدة أهمها تأسيسه لمدرسة «الصفا»بالجديدة‪،‬وفي‬ ‫مرحلة االستقالل‪،‬تحول بيتنا لمزار لمجموعة من رواد‬ ‫األغنية المغربية من حجم المرحومين أحمد الببضاوي‬ ‫وعبدالقادر الراشدي وعبدالوهاب أكومي وأحمد‬ ‫طنطاوي وغيرهم‪،‬في هذه األجواء الفنية والثقافية‬ ‫نشأت‪،‬وأصبحت مولعة بالفن‪،‬لكن اهتماماتي منذ‬ ‫الصغر كانت تروم اإلبداع اليدوي حيث كنت أصنع الدمى‬ ‫بنفسي بالقصب وألبسها مالبس من تصميمي‪،‬‬ ‫بعد الدراسة‪،‬اخترت التخصص في مجال له عالقة‬ ‫بالفنون التشكيلية‪،‬فتوجهت لباريز سنة ‪ 1969‬لمتابعة‬ ‫الدراسة في المدرسة الوطنية لفنون الديكور‪،‬لكن‬ ‫قبلها وألجل التهييء الجتياز مباراة ولوج هذه المؤسسة‬ ‫درست في مدرسة سوزان كوتان ومدرسة بنينكن‬ ‫للفن‪،‬كما كانت لي اهتمامات ثقافية أخرى حيث حصلت‬ ‫على دبلوم في األدب اإلنجليزي لكوني كنت أتقن اللغة‬ ‫اإلنجليزية‪،‬‬ ‫ومنذ سنة ‪,1975‬بقيت أنتقل ما بين فرنسا‬ ‫والمغرب وذلك إلنجاز مجموعة من المبادرات اإلبداعية‬ ‫وكذا مواكبة مستجدات الساحة الفنية من خالل عاصمة‬ ‫الفن باريز‬

‫‪ -‬المسار الفني ‪:‬‬

‫الفنانة �أحالم امل�سفر‬

‫مساري الفني ابتدأ باكرا بباريز حيث نظمت مجموعة من المعارض هناك‪،‬وبالمغرب كنت أشتغل بمرسمي وأعرض أعمالي الفنية سواء داخل الوطن‬ ‫أو خارجه‪ ،‬تجربتي خالل الثمانينيات اتسمت باالشتغال على البيئة والطبيعة بكل مكوناتها‪ ،‬كنت أرسم بأسلوب انطباعي مشاهد من الطبيعة‪،.‬بعد هذه‬ ‫المرحلة‪،‬انتقلت لالشتغال على دالالت األلوان عبر مراحل لونية‪ ،‬كل لون مارس إغراءه علي خالل كل مرحلة‪،‬بدات بتوظيف اللون األخضر في أعمالي‪،‬ثم‬ ‫اللون األصفر‪،‬ثم األحمر الذي فرض نفسه علي بقوة بعد مشاركتي في مهرجان دولي للفنون التشكيلية بسراييفو سنة‪,1977‬وكانت فرصة بالنسبة لي‬ ‫للوقوف على بشاعة الحرب والدمار وآثار الموت التي بقيت من خالل انتشار لون الدم عبر كل الفضاءات التي زرناها واشتغلنا بها‪،‬فوجدت نفسي أوظفه في‬ ‫اعمالي الفنية دونما تحكم مني‪،‬‬ ‫بعد ذلك جاءت مرحلة األسود الداكن بزواجه مع األحمر‪،‬لكن تدريجيا توارى االحمر لكي يعطي السلطة لألسود فقط‪،‬‬ ‫ووجدت نفسي مع هذا التراكم اتخلص من االسود لكي أنتقل لتوظيف مفهوم األلوان الشفافة ‪ transparence‬من خالل تخلصي من المساحات‬ ‫اللونية و أحتفظ بالجوهر‪ ،‬وها أنا اآلن أغوص في عوالم األزرق الذي الزال يتجاذب عندي مع اللون األسود‪،‬‬ ‫والغرض من اشتغالي على مفهوم األلوان الشفافة هو البحث عن الضوء والصفاء كقيم روحية يترجمها اللون األبيض‪.‬‬ ‫تجربتي اإلبداعية تميزت أيضابتخصصي في فن التنصيبات الفنية ‪ instalation‬حيث أنجزت مجموعة من المنجزات منذ سنة ‪ 1997‬بسراييفو‬ ‫وكذلك بباب الرواح بالرباط سنة‪ 2004‬ضمن معرض فردي كان عنوانه هو التسامح والتعايش والسالم‪،‬وكانت لي مبادرات أخرى مع المركز الثقافي‬ ‫الفرنسيبالدارالبيضاء‪.‬‬ ‫حضوري الفني توزع بين المغرب والخارج وهنا البد ان أشير إلى مشاركتي التي أعتز بها في التظاهرة الفنية المغربية التي نظمت بالمعهد العربي‬ ‫بباريز‪.‬‬

‫‪-‬جمعية الفن والثقافة ودار الفن المعاصر ببريش بأصيال ‪:‬‬

‫رغبة مني ومجموعة من األصدقاء الفنانين الوازنين في خدمة الفن والثقافة بالمغرب‪،‬أسسنا جمعية الفن والثقافة التي تشرفت برئاستها‪،‬وفي نفس‬ ‫الوقت جعلنا من دار الفن المعاصر ببريش نواحي مدينة أصيال مقرا لجل أنشطتنا‪،‬حيث ننظم ورشات في الفنون المعاصرة والحفر والصباغة والتنصيبات‬ ‫الفنية‪.‬وهدفنا ليس عرض أعمالنا‪،‬بل فتح األبواب لمختلف فناني العالم بغية بناء تواصل إنساني وفني بين المبدعين بغض النظر عن اإلنتماءات الجغرافية‬ ‫والعقائدية والحضارية‪،‬وكانت آخر مبادرة قمنا بها هي استضافتنا لمجموعة من فناني دولة الهند الشقيقة‪،‬وال نقتصر على الفنانين المحترفين في هذه‬ ‫الورشات واللقاءات الفنية‪،‬بل إننا نقحم بين الفينة واألخرى فنانين شباب من أجل تطوير طاقاتهم اإلبداعية واالحتكاك بكبار الفنانين‪،‬‬ ‫وباإلضافة لهذه األنشطة التشكيلية‪،‬فالجمعية منفتحة على مختلف األجناس اإلبداعية األخرى من شعر وقصةوندوات فكرية‪.‬نظمنا أمسيات شعرية‬ ‫وأقمنا تجارب مزجت بين الشعروالتشكيل حيث سجلنا تناغما جميال بين الصورة الشعرية والتشكيلية‪.‬‬

‫‪ -‬الفن التشكيلي بالمغرب‪:‬‬

‫تاريخ التشكيل بالمغرب رغم قصره‪،‬استطاع ان يفرض نفسه عالميا من خالل عطاء مجموعة من األسماء الوازنة سواء من الرواد أو من الفنانين‬ ‫الحاليين وبعض الشباب‪،‬لدينا تنوع في المدارس وأبحاث ومشاريع تشكيلية جريئة‪،‬لكن مشكلتنا تكمن في ضعف البنيات التحتية للممارسة التشكيلية‬ ‫حيث ال نتوفر على أروقة وقاعات كافية لترويج هذا المنتوج الفني‪،‬كما أن ميزانية وزارة الثقافة التي تعتبر أضعف ميزانية مقارنة مع باقي الوزارات األخرى ال‬ ‫تستطيع االستجابة لحاجيات كل المجاالت الثقافية والفنية‪،‬لهذا وجب على بعض المؤسسات المالية واالجتماعية والمجالس الجماعية أن تعمل على دعم‬ ‫الثقافة والفنون بهذا البلد‪،‬كما ان الجمعيات المهتمة بالفن تحتاج للمزيد من الدعم من أجل االستمرار في مبادراتها الفنية‪.‬‬ ‫كيف يعقل ان ال تتوفر مدينة بحجم الدار البيضاء على متحف بالمواصفات الضرورية لتأريخ التراث التشكيلي بالمغرب‪،‬وكيف يعقل ان يكون بالمغرب‬ ‫فقط معهد وطني للفنون الجميلة بتطوان ومدرسة يتيمة للفنون الجميلة بالدار البيضاء بوضعيتها القانونية الغير الرسمية‪ ،‬هل بهاتين المؤسستين‬ ‫يمكننا العمل على تطوير الفنون بالمغرب‪،‬وهذه الوضعية تنسحب أيضا على إشكالية تدريس الفن عموما في مؤسساتنا التعليمية حيث تعمل المناهج‬ ‫حاليا على حذف هذه المادة من البرامج الدراسية‪،‬نفس الشيء يقال عن التعليم العالي الذي يغيب عنه تدريس الفنون وتاريخها‪..‬كل هذه العوامل تؤثر‬ ‫سلبا على الفن التشكيلي وكذلك على الجانب النقدي الذي يسجل حضوره فقط ببعض المبادرات الفردية لفنانين ومهتمين بالجماليات‪.‬‬

‫‪ -‬اآلمال والطموحات الفنية ‪:‬‬

‫أملي هو ان أرى الفنان المغربي يشتغل في ظروف مناسبة وهو مطمئن على مساره الفني‪،‬طموحي ان تتوفر الشروط المناسبة للممارسة التشكيلية‬ ‫بالمغرب من خالل وجود اروقة وقاعات عروض ومتاحف في مستوى اإلبداع التشكيلي‪،‬وأن ينظم السوق التشكيلي ويفتح المجال لترويج لوحات الفنانين‬ ‫بطريقة تضمن لهم حقوقهم الفنية والمادية‪.‬‬ ‫وكفاعلة في المجتمع المدني أتمنى أيضا أن تثمن الدولة مجهودات جل الجمعيات الجادة وتعمل على دعمها ماديا حتى نتمكن من الرقي بالذوق‬ ‫العام للمجتمع ‪.‬‬

‫‪ -‬كلمة أخيرة ‪:‬‬

‫رغم الظروف الصعبة للممارسة الفنية بالمغرب‪،‬فالمبدعون مطالبون بالتحلي بالكثير من الصبر وعدم اليأس والتشبت باألريحية والحب للفن‬ ‫واإلبداع وذلك من أجل تحقيق كل اآلمال واألحالم‪..‬‬ ‫كما أشكر جريدة الشمال على هذه النافذة التي فتحتها للفنانين للتعريف بتجاربهم واإلدالء بآرائهم‪..‬‬ ‫شكرا لكم‪...‬‬ ‫اإلمضاء ‪ :‬أحالم المسفر ‪...‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫فكري ولد علي‬

‫بعد مجلس أمينة بوعياش‪ ،‬المندوب‬ ‫الوزاري لحقوق اإلنسان يستقبل‬ ‫بدوره لجنة الحسيمة‬

‫استقبلت أمينة بوعياش رئيسة المجلس‬ ‫الوطني لحقوق االنسان وفدا عن لجنة الحسيمة‬ ‫للدفاع والمطالبة بإطالق سراح كافة المعتقلين‬ ‫السياسيين ‪ ،‬في إطار جلسة عمل حضرها‬ ‫عن المجلس رئيستها ومدير الحماية وبعض‬ ‫مستشاريها وعن اللجنة كل من علي بلمزيان‬ ‫ومكي الحنودي وفوزي أكراد وعبد الحكيم‬ ‫الخطابي‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مطلع فإن المناقشات دامت‬ ‫ثالث ساعات و دارت حول وضعية معتقلي‬ ‫حراك الريف وتداعيات األزمة التي نجمت عن‬ ‫االعتقاالت الجماعية التي عرفتها المنطقة قبل‬ ‫سنتين وسبل الحل الشامل لهذه األزمة‪.‬‬ ‫وخالل المساء انتقل الوفد المحاور إلى مقر‬ ‫المندوبية الوزارية لحقوق اإلنسان وأجرى حوارا‬

‫آخر مع المندوب شوقي بنيوب بحضور مستشاره‬ ‫حول عدد من القضايا ترتبط بالذاكرة والتاريخ‬ ‫بسط فيها أعضاء اللجنة وجهة نظرهم حول‬ ‫أسباب اندالع حراك الريف ومسؤولية الدولة‬ ‫فيما جرى من اعتقاالت عشوائية وتلفيق للتهم‪،‬‬ ‫الطرفان كان على نفس المسافة في تفهم‬ ‫االنشغال االكبر للجنة في بحث صيغ طي األزمة‬ ‫بأسرع وقت ممكن وذلك باإلفراج عن ما تبقى‬ ‫من المعتقلين وإدماجهم وسن إجراءات عدم‬ ‫التكرار وتعويض المنطقة عما لحق بها من‬ ‫انتهاكاتخطيرة‪.‬‬ ‫وأضاف نفس المصدر أن لجنة الحسيمة‬ ‫ستواصل عقد لقاءات أخرى مع الطرفين من‬ ‫أجل تنفيذ أجندة والتزامات جرى االتفاق بشأنها‬ ‫تفضي إلى الحل الشامل ألزمة الريف‪.‬‬

‫تعاونيات تندد بإقصائها من‬ ‫المشاركة في النسخة األولى لمعرض‬ ‫األسواق المتنقلة بالحسيمة‬

‫(مراسل من الحسيمة)‬

‫بودرا لـ عبد اللطيف وهبي ‪:‬‬ ‫«ملف الريف أكبر منك ومني ال تحاول أن تقترب منه»‬ ‫وجه الدكتور محمد بودرا انتقادات الذعة‬ ‫للتصريحات التي خرج بها مؤخرا عضو المكتب‬ ‫السياسي لحزب األصالة والمعاصرة عبد اللطيف‬ ‫وهبي اثر وصفه «حكيم بنشماش ومجموعته‬ ‫بالظاهرة والمتخفية‪ ،‬التي ركزت على حماية‬ ‫المصالح ومنهم من بنى استفادته على‬ ‫العصبية القبلية‪ ،‬إذ استغل حتى ملف مطالب‬ ‫مواطني الريف‪ ،‬لكنه بعد توالي األحداث اتضح‬ ‫أنهم ال يمثلون شيئا ولم يقدروا على حل أي‬ ‫مشكلة»‪.‬‬ ‫وقال بودرا في ذات التدوينة قائال‪« ،‬إلى‬ ‫السيد عبد اللطيف وهبي‪ ،‬كنت أظن أنك كنت‬ ‫تمازحني عندما قلت لي ذات يوم في مراكش‪،‬‬ ‫بأنك ستقضي على التيار الريفي في حزب‬ ‫األصالة و المعاصرة‪ ،‬لكن األن بدأت أشك‬ ‫بعدما هددت األخ الياس العماري و اتهمته‬ ‫باالصطفاف في الصراع المفتعل وأنه لديك ما‬ ‫يمكن أن تكشف عنه‪»...‬‬ ‫وأضاف بودرا‪« ،‬واليوم وبعد محاولتك‬ ‫إقحام حراك الريف في موضوع الخالفات داخل‬ ‫الحزب وأتمنى أن اكون مخطئا!»‪.‬‬

‫مضيفا‪« ،‬أقول لك‪ :‬إذا أردت أنت ايضا‬ ‫الركوب على قضايا الريف‪ ،‬فستسقط من األعلى‬ ‫كما سقط الذين من قبلك‪ ..‬ألن هذا الملف أكبر‬ ‫منك و مني أيها المحامي»‪.‬‬ ‫وختم بودرا تدوينته‪« ،‬ورغم ذلك الزلت‬

‫أتمسك بوحدة الحزب وال أؤمن بوجود التيارات‬ ‫في حزبنا‪ ،‬وأرفض استعمال العنصرية والعرقية‬ ‫لحسم االختالفات الداخلية‪ ،‬وإيالء األولوية‬ ‫لمشروعنا الذي هو بناء مغرب الجهات والتعدد‬ ‫في إطار الوحدة»‪.‬‬

‫شاطئ بوسكور بالحسيمة يتربع على قائمة الشواطئ‬ ‫األكثر نظافة على المستوى الوطني‬

‫أفاد التقريــر الوطنـي حول جودة مياه‬ ‫الشواطئ والرمال بالمملكة ‪ ،‬بأن معدل مطابقة‬ ‫مياه االستحمام بالشواطئ المغربية لمعايير‬ ‫الجودة الميكروبيولوجية بلغ نسبة ‪ 98,43‬في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫وأبرز التقرير‪ ،‬أنه تم أخذ عدد كاف من‬ ‫العينات على مستوى ‪ 445‬محطة رصد من‬ ‫أصل ‪ 451‬محطة مبرمجة‪ ،‬قصد القيام بعملية‬ ‫التصنيف‪ ،‬ومكن ذلك من تصنيف ‪ 438‬محطة‬ ‫ذات جودة ميكروبيولوجية مطابقة للمعايير‬ ‫الخاصة بجودة المياه االستحمام‪ ،‬مقابل سبع‬ ‫محطات غير مطابقة لهذه لمعايير االستحمام‪.‬‬ ‫ورصد التقرير جودة معظم المواقع التي‬ ‫تتوزع على ‪ 169‬شاطئا‪ ،‬باستثناء بعضها‪ ،‬مسجال‬ ‫أنه تم إنجاز ‪ 123‬ملفا بيئيا لمياه االستحمام‬ ‫منذ سنة ‪ 2013‬منها ‪ 7‬ملفات بيئية تم تحيينها‬

‫سنة ‪ 2018‬طبقا لمقتضيات المعيار المغربي‪.‬‬ ‫وعلى مستوى نظافة الشواطئ كشف‬ ‫التقرير انه من بين ‪ 20‬شاطئا تم اخضاعها‬ ‫للمراقبة بسواحل البحر االبيض المتوسط‪،‬‬ ‫احتل شاطئ بوسكور بإقليم الحسيمة المرتبة‬ ‫االولى من حيث النظافة‪ ،‬وذلك بـ ‪ 13‬قطعة‬ ‫قمامة في كل ‪ 100‬متر‪ ،‬فيما جاء شاطئ‬ ‫السواني بإقليم الدريوش في المرتبة االخيرة بـ‬ ‫‪ 2577‬قطعة في كل ‪ 100‬متر‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن شاطئ بوسكور الذي‬ ‫يوجد بالنفوذ الترابي لجماعة ازمورن إقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬يعتبر الوجهة المفضلة للملك محمد‬ ‫السادس‪ ،‬يقضي فيه جزء من فصل الصيف‪،‬‬ ‫وعادة ما يتحول هذا الشاطئ إلقامة ملكية‬ ‫صيفية يستقبل فيها الملك ضيوفه‪.‬‬

‫المحافظة على نظافة الشواطئ بالحسيمة‪ ..‬بين مطرقة‬ ‫االحتالل واالستغالل وسندان الفقر الثقافي والسياحي‬

‫أعربت العديد من التعاونيات الفالحية‬ ‫بإقليم الحسيمة عن استيائها العميق من‬ ‫اإلقصاء الذي تعرضــت له وحرمانهـــا من‬ ‫المشاركة ضمن فعاليات النسخة األولى‬ ‫لمعرض األسواق المتنقلة لالقتصاد االجتماعي‬ ‫والتضامني بالحسيمة التي تقام بالمدينة تحت‬ ‫شعار “االقتصاد التضامني في خدمة المنتوج‬ ‫المحلي” ابتداء من ‪ 17‬يونيو وإلى غاية ‪23‬‬ ‫منه‪.‬‬ ‫نفس االستياء عبرت عنه تعاونيات الصناعة‬ ‫التقليدية والحرفيين باإلقليم الذين أكدوا أنه‬ ‫تم إقصاؤهم من المشاركة في هذا المعرض‬ ‫رغم طرقهم ألبواب الجهة المنظمة ولكن دون‬ ‫جدوى؛ مما حرمهم من فرصة مهمة للتعريف‬ ‫بمنتجاتهمالحرفيةوتسويقها‪.‬‬ ‫وأكدت هذه التعاونيات على أن شــعار‬ ‫هذه التظاهرة ‪ -‬االقتصاد التضامنــي في‬ ‫خدمة المنتوج المحلي‪ -‬ال يعكس حقيقة هذه‬ ‫التظاهرة وال يساهم في خدمة المنتوج المحلي‬ ‫والتعريف به وتمكينه من المنافسة؛ حيث تم‬ ‫إغراق المعرض بتعاونيات خارج الجهة فيما تم‬ ‫إقصاء تعاونيات ومنتجين فرادى من الحسيمة‬ ‫وباقي أقاليم الجهة‪.‬‬

‫وتساءلت العديد من التعاونيات الفالحية‬ ‫باستنكار شديد‪ -‬عن جدوى تواجد العديد من‬‫االتحادات والفيدراليات والجمعيات باإلقليم التي‬ ‫تدعي تمثيل الفالحين والدفاع عن مصالحهم‬ ‫دون أن تحرك ساكنا في مثل هذه األمور؛ مما‬ ‫يمنح إيحاء أنها تنظيمات مهنية وهمية أو‬ ‫صورية وليس لها في الواقع أية تمثيلية أو قوة‬ ‫اقتراحية حتى‪.‬‬ ‫وناشدت هذه التعاونيات عامل اإلقليم‬ ‫ومديرية الفالحة وكــذا مديريــة الصناعة‬ ‫التقليدية بضرورة إعادة النظر في توقيت تنظيم‬ ‫هذه التظاهرات وضمان مشاركة المنتجين‬ ‫المحليين وتمكينهم من فرص مماثلة لتسويق‬ ‫منتجاتهم التي تعتبر دعامة أساسية للتنمية‬ ‫المحلية بالخصوص وأنها تعتبر مصدر الدخل‬ ‫الوحيد للعديد من األسر بالعالم القروي‪.‬‬ ‫وبحسب تصريـح الجهـــة المنظمـــة‬ ‫فالمعرض أقيم على مساحة تفوق ‪ 600‬متر‬ ‫ويشارك فيه أزيد من ‪ 60‬عارضة وعارض‬ ‫يمثلون التعاونيات المهنية‪ ،‬ذات الصلة‬ ‫باإلقتصاد االجتماعي؛ وبالخصوص العاملة في‬ ‫مجاالت الصناعة التقليدية والمنتوجات الفالحية‬ ‫المحلية‪.‬‬

‫منً المتوقع ان تشهد هذه السنة‬ ‫صيف ‪ 2019‬شواطئ الخزامى وعلى غرار‬ ‫السنوات الماضية توافدا قياسيا للمصطافين‬ ‫على طول الشريط الساحلي للمنطقة‪ ،‬من‬ ‫شاطئ السواني والطايث الصفيحة شرقا مرورا‬ ‫بشواطئ اسلي كالبونيطا مطاذيرو كيمادو‬ ‫إلى غاية المنطقة الحدودية لشاطئ كاليريس‬ ‫غربا‪ ..‬حيث يقصدها ماليين المصطافين من‬ ‫مختلف جهات المغرب والخارج‪ ..‬يحتوي إقليم‬ ‫الحسيمة على حوالي ‪ 20‬شاطئا‪ ..‬ربما تخصص‬ ‫الجهات الوصية ميزانيات خاصة بموسم‬ ‫الصيف على تهيئة الشواطئ من إنجاز الطرقات‬ ‫المؤدية إلى الشواطئ‪ ..‬اإلنارة العمومية‪..‬‬ ‫حظائر السيارات‪ ...‬غير ّ‬ ‫أن نقص هياكل‬ ‫االستقبال يبقى المشكل األكبر الذي يعيق‬ ‫التطور السياحي بهذه المنطقة‪ .‬فضال عن‬ ‫عوائق أخرى أضحت تقف حاجزا أمام نجاح موسم‬ ‫االصطياف‪ ..‬في ظل غياب المراقبة‪ ..‬انتشار‬ ‫القمامة وتدني الخدمات‪ ..‬فضال عن التجاوزات‬ ‫غير القانونية من طرف بعض االنتهازيين‪..‬‬ ‫والمتعلقة بتأجير الشمسيات والكراسي وفرض‬ ‫مبالغ خيالية لكراء مساحة على الشاطئ أو لركن‬ ‫السيارة‪ ..‬ويحدث هذا في الوقت الذي ال تزال‬ ‫عدة شواطئ تنتظر التكفل بها لجعلها تتناسب‬ ‫والمواصفات الخاصة بالفضاءات السياحية‪..‬‬

‫• عبد المالك بوغابة‬ ‫رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫خصوصا وأن أغلب شواطئ المنطقة تعد‬ ‫مرافق سياحية هامة بحكم الموقع االستراتيجي‬ ‫واإلطالة البحرية التي بإمكانها استقطاب‬ ‫المصطافين من مختلف جهات العالم في‬ ‫انتظار تدخل المسؤولين المحليين إلضفاء‬ ‫األبعاد الجمالية على الشواطئ المغلقة من‬ ‫خالل توفير المرافق والهياكل وكذا المساحات‬ ‫التي توفر الراحة واالستجمام للمصطافين‪..‬‬ ‫خصوصا ما تعلق بمنابع المياه الصالحة للشرب‪،‬‬

‫إلى جانب تهيئة أماكن تواجد العائالت وتوفير‬ ‫الهياكل السياحية والمرافق الخدماتية‪ ...‬هذا‬ ‫من أجل أال تكرر من جديد ظاهرة تحويل‬ ‫الطرقات والمسالك المؤدية إلى بعض شواطئ‬ ‫المنطقة إلى مواقف فوضوية للسيارات‪ ..‬مع‬ ‫بداية توافد المصطافين على المنطقة موازاة‬ ‫مع غزو أصحاب المظالت الموجهة للكراء‬ ‫ألجزاء من المساحات الرملية‪ ..‬حيث لوحظ‬ ‫من اآلن في بعض شواطئ الخزامى انتشار‬ ‫العشرات من المظالت الشمسية والكراسي‬ ‫الموجهة للكراء فوق المساحات الرملية‬ ‫المتاخمة لمياه البحر‪ ..‬كما هو الشأن بالنسبة‬ ‫لشواطئ الصفيحة كالبونيط ماطذيرو كيمادو‬ ‫وتاليوسف‪ ...‬حيث يعمد أصحابها إلى كرائها‬ ‫بمبالغ مالية تتراوح في الغالب بين ‪ 100‬و‪200‬‬ ‫درهم‪ ..‬وهو الشأن بالنسبة لمواقف السيارات‬ ‫الفوضوية التي بدأت في الظهور والمستغلة‬ ‫بأصحاب السترات الصفراء الذين يدعون أنهم‬ ‫أصحاب الملك‪ ..‬باإلضافة الى السلوكيات الغير‬ ‫األخالقية التي يستفز بها المصطافون‪ ..‬رغم‬ ‫الحملة التي شنتها مصالح بعض الجماعات‬ ‫المحلية بالتنسيق مع المصالح الخارجية ضد‬ ‫محتلي المساحات الرملية وأصحاب المواقف‬ ‫واألكشاك الفوضوية قبل أيام من اآلن‪ ..‬يجب‬ ‫التحرك بسرعة وبقوة القانون من خالل معاقبة‬ ‫المتسببين‪ ..‬وتجسيد العقوبات في هذا اإلطار‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫المستشفى الجديد بالقصر الكبير يفجر نقاشا واسعا لدى‬ ‫الرأي العام‪ ،‬وعامل إقليم العرائش في اجتماع موسع‬ ‫يناقش إشكاالت الوضع الصحي‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬ ‫في ظل التحديات الكبرى التي يعرفها القطاع‬ ‫الصحي بمدينة القصر الكبير‪ ،‬وبعدما بذلت جهود‬ ‫متواصلة من اجل إخراج المستشفى الجديد بالقصر‬ ‫الكبير الذي ظل عالقا لسنوات طويلة والذي عقدت‬ ‫عليه أمال واسعة لمعالجة الخصاص المهول الذي‬ ‫تعاني منه المدينة ‪ ،‬وبعد الوعود التي أعطيت من‬ ‫طرف وزير الصحة في أخر زيارة له الذي اعتبر أن‬ ‫خدمات المستشفى الجديد سيضاهي في خدماته‬ ‫المستشفى اإلقليمي‪.‬‬ ‫ومع اقتراب فتــح المستشفى الجديــد دق‬ ‫رئيس جماعة القصر الكبير ناقوس الخطر حول‬ ‫الخدمات التي سوف تقدم‪ ‬ويقدمها المستشفى‬ ‫مطالبا بان يكون هذا األخير قيمة مضافة في‬ ‫الخدمات الصحية بالمدينة والقرى المجاورة وان‬ ‫يعزز بالطر الطبية وشبه الطبية الضرورية من اجل‬ ‫تجويد الخدمات واالرتقاء بها استجابة لتطلعات‬ ‫الساكنة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار ومن أجل معالجة هذا الوضع‬ ‫انعقد بمقر عمالة إقليم العرائش‪ ‬يوم‪ ‬األربعاء ‪26‬‬ ‫يونيو ‪ 2019‬اجتماع ترأسه السيد العالمين‪ ‬بوعاصم‬ ‫عامل‪ ‬اإلقليم‪ ‬والذي خصص لتدارس مختلف النقط‬ ‫واإلشكاالت العالقة التي تحول دون فتح وتشغيل‬ ‫المستشفى الجديد لمدينة القصر الكبير ‪.‬‬ ‫هذا وقد حضر هذا االجتماع إلى جانب السيد‬ ‫عامل اإلقليم كل من المندوب اإلقليمي لوزارة‬ ‫الصحة‪ ‬باإلضافة إلى‪ ‬ممثلي‪ ‬المصالح المركزية‬ ‫واإلقليمية‪ ‬لوزارة الصحة فضال عن رئيس جماعة‬ ‫القصر الكبير ‪.‬‬ ‫ويعتبر‪ ‬مشروع مستشفى القرب ‪ ‬لمدينة‬ ‫القصر ‪ ‬الكبير ‪ ‬ثمرة شراكة ‪ ‬تجمـــع بين وزارة‬

‫الصحة عمالة إقليم العرائش‪– ‬وكالة تنمية أقاليم‬ ‫الشمال‪ – ‬المجلس اإلقليمي جماعة القصر الكبير‬ ‫ومؤسسة القصر‪ ‬الكبير‪ ‬للتنمية‪ .‬والكلفة اإلجمالية‬ ‫للمشروع بلغت‪79.346.771 00.‬درهم وان القدرة‬ ‫االستيعابية لهذا المستشفى‪ ‬تصل إلى‪ 80 ‬سريرا‪.‬‬ ‫هذا ومن خالل هذا االجتماع أكد السيد العامل‬ ‫على األهمية القصوى لتوفير الموارد البشرية من‬ ‫أطر طبية والشبه‪ ‬الطبية من طرف الوزارة الوصية‬ ‫والتي بإمكانها االستجابة لتطلعات وحاجيات‪ ‬فئة‬ ‫عريضة‪ ‬من المواطنين ‪.‬‬ ‫السيد المندوب اإلقليمي لوزارة الصحة أشار‬ ‫في معرض تدخله إلى كونه تقدم إلى المصالح‬ ‫المركزية لوزارة الصحة بطلب يروم من خالله‬ ‫دعم اإلقليم‪ ‬باألطر الطبية الكافية‪ ‬لتعزيز العرض‬ ‫الصحي باإلقليم ‪.‬‬ ‫وبعد نقاش مستفيض‪ ‬التزم ممثلو وزارة‬ ‫الصحة بتوفير ‪ 4‬أطباء أخصائيين برسم السنة‬

‫الجارية ‪ 2019‬وكذا‪ 4 ‬أطباء آخرين برسم السنة‬ ‫المقبلة ‪ .2020‬وكذا قــيام المصالــح الصحيــة‬ ‫بنقل‪ ‬المعدات والتجهيزات الطبيــة وكذا األطـر‬ ‫الطبية والشبه الطبية العاملة بالمستشفى الحالي‬ ‫بالقصر الكبير إلى المستشفى الجديد وذلك في‬ ‫غضون ‪ 10‬أيام ابتداء من تاريخه علما بان الخدمة‬ ‫الفعلية للمستشفى الجديد ستنطلق بحول اهلل‬ ‫ابتداء من شهر يوليوز ‪.2019‬‬ ‫كما أكد السيد العامل في ختام هذا االجتماع‬ ‫على ضرورة صياغة مشروع اتفاقية شراكة بين‬ ‫وزارة الصحة والمجلس اإلقليمي للعرائش وكذا‬ ‫المجلس الجماعي‪ ‬للقصر الكبير لتحديد الوسائل‬ ‫والموارد البشرية الالزم تخصيصها كل حسب‬ ‫اختصاصاته لدعم العرض الصحي باإلقليم‪ .‬‬

‫ورشة تكوينية لالرتقاء بأدوار خاليا مناهضة العنف‬ ‫ضد األطفال والنساء بوزان‬

‫دور ومهام «هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع» في إبداء اآلراء‬ ‫االستشارية بجماعة القصر الكبير‬

‫نظمت هيئـة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع بجماعة القصر الكبير بشراكة‬ ‫مع فيدرالية حقوق النساء بالعرائــش األحد‬ ‫‪23‬يونيو ‪2019‬بقاعة دار الثقافة محمد الخمار‬ ‫الكنونــي ‪ ،‬دورة تكوينــة في موضـــوع ‪ :‬دور‬ ‫ومهام هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع في إبداء اآلراء االستشارية من تأطير‬ ‫األستاذة خديجة الرباح ‪.‬‬ ‫وشكل اللقاء مناسبة مهمة للحديث‬ ‫بتفصيل عن السياق الذي جاء فيه تأسيس‬ ‫الهيئة وطريقة اشتغالها واألدوار والمهام‬

‫المسندة إليها كما أقرها القانون التنظيمي‬ ‫المتعلق بعمل الجماعات ‪.113.14‬‬ ‫ويهـدف اللقـــاء إلى تعزيـــز البعـــد‬ ‫الديمقراطــي التشــاركي على المســـتوى‬ ‫المحلي عبر تقوية قدرات أعضاء وعضوات‬ ‫الهيئة والمنتخبين على صياغة وتطوير اآلراء‬ ‫االستشارية‪ ،‬ووضع آليات تتبـــع عمل هذه‬ ‫الهيئات ‪ ،‬وفي أفق تحقق القيمة المضافة من‬ ‫تفعيل هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع وتركيز التعاون والتضامن على المستوى‬ ‫المحلي وتحقيق التنمية البشرية المندمجة ‪.‬‬

‫ع‪.‬ب‪.‬ر‬

‫االتحاديون بالقصر الكبير يرسمون‬ ‫خريطة الطريق السياسية للمستقبل‪،‬‬ ‫ويصرحون‪ :‬إنجازاتنا لن ينكرها إال جاحد‬

‫محمد حمضي‬

‫‪ ‬هل توجد آليات مناهضة العنف ضد النساء‬ ‫واألطفال بالمحكمة االبتدائية‪ ،‬والمستشفى‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬والضابطة القضائية ( الشرطة والدرك )‬ ‫والتعاون الوطني‪ ،‬بوزان على سكة األدوار المنوطة‬ ‫بها ؟ وما هي الصعوبات واالكراهات التي وقف‬ ‫عليها المتدخلون خالل مسلسل ‪ ‬تدخلهم لحماية‬ ‫الضحايا ؟ هل ال يشكل غياب مأسسة التنسيق بين‬ ‫مختلف هذه اآلليات إحدى اإلكراهات األساسية التي‬ ‫من دونها تتضاعف معاناة الضحايا؟‬ ‫‪ ‬هذا قليل من حزمة األسئلة التي حملها‬ ‫معهم‪/‬ن المتدخلون الذين شاركوا مساء يوم‬ ‫األربعاء ‪ 26‬يونيه في الورشة التكوينية‪/‬التواصلية‬ ‫حول « استراتيجية التنسيق بين مختلف المتدخلين‬ ‫في مناهضة العنف القائم على النوع «‪ ،‬التي احتضن‬ ‫أشغالها فضاء المركز االجتماعي للقرب بحي العدير‬ ‫بوزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬المساعدة االجتماعية بالمحكمة االبتدائية‬ ‫بوزان التي أطرت الورشة المذكورة المنظمة من‬ ‫طرف «منظمة نساء في مواقع األزمات» بتعاون مع‬ ‫المديرية اإلقليمية للتعاون الوطني‪ ،‬اختارت قبل‬ ‫دلو المشاركات والمشاركين بدلوهم في موضوع‬ ‫وضع بروتوكول التنسيق بين مختلف الفاعلين‪(،‬‬ ‫اختارت) أن تعرج على القانون ‪ 03/113‬الذي أتى‬ ‫بترسانة من المقتضيات الحامية للنساء واألطفال‬ ‫من العنف ‪ .‬وتوقفت مطوال عند المعطى الجديد‬ ‫الذي حمله الباب الرابع من القانون المذكور الذي‬ ‫مأسس آلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف‬ ‫بالمحاكم االبتدائية‪ ،‬وعزز أدوارها‪ ،‬وحدد عضواتها‬ ‫وأعضائها ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن آليات مناهضة العنف ضد النساء‬ ‫واألطفال تؤثث كذلك هياكل قطاعات حكومية‬ ‫أخرى‪ ،‬فقد سلطت فائزة الرحيلي كتلة من الضوء‬ ‫على أدوار كل من الوحدات المندمجة للتكفل‬ ‫بضحايا العنف المبني على النوع بالمستشفيات‬ ‫المطالبة بالتكفل الطبي الالئق‪ ،‬وتقديم المساعدة‬ ‫النفسية‪ ،‬والمعاينة الطبية‪ ،‬وانجاز شواهد طبية‬ ‫مجانية‪ ،‬وتسهيل جميع المساطر االدارية داخل‬ ‫المؤسسات الصحية ‪ .‬وبالنسبة لخاليا استقبال‬ ‫النساء على صعيد مصالح الشرطة والدرك فإن‬ ‫بين مهام أطرها االدارية استقبال النساء واألطفال‬ ‫ضحايا العنف‪ ،‬واالستماع إليهم‪ ،‬واإلنجاز الفوري‬ ‫للمحاضر ‪.‬‬ ‫المشاركات والمشاركون من المجتمع المدني‬ ‫والقطاعات الحكومية الموجودة في عالقة تماس‬

‫بموضوع العنف المبني على النوع‪ ،‬عددوا في‬ ‫اغنائهم‪/‬ن للنقاش جملة من اإلكراهات المادية‬ ‫والثقافية والقانونية ‪ ‬التي تعترض عملهم‪/‬ن‬ ‫وتنسيقهم‪/‬ن مع المشرفين على اآلليات المذكورة‪،‬‬ ‫وهي إكراهات يؤدي فاتورتها الثقيلة بالمعاناة‬ ‫المـرأة والطفل ضحية العنف المبني على النوع‪،‬‬ ‫لذلك ركبوا مركب التدخل الناجع الذي يعتبر‬ ‫مدخله األساس تجسيرا العالقة بين مختلف اآلليات‬ ‫المذكورة‪ ،‬وذلك بوضع بروتوكول تنسيقي بينها‬ ‫(اآلليات) سيكون من آثار دفتر التحمالت األخالقي‬ ‫قبل القانوني‪ ،‬االرتقاء بأداء كل آلية من اآلليات‬

‫السالفة الذكر‪ ،‬والتخفيف من معاناة الضحايا‪،‬‬ ‫واالقتصاد في زمن معالجة ركام الملفات المعروضة‬ ‫على المحكمة االبتدائية ‪....‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن الورشة المذكورة انطلقت بكلمة‬ ‫مقتضبة أشار فيها مصطفى حيون المنسق الوطني‬ ‫لمنظمة نساء في مواقع األزمات‪ ،‬بأن المنظمة‬ ‫اختارت منصة المشاورات مع عضوات وأعضاء‬ ‫آليات مناهضة العنف ضد النساء واألطفال‪ ،‬أوال‬ ‫لتجاوز القراءة السطحية للقانون ‪ ،03/113‬وثانيا‬ ‫لوضع دليل يرفع من منسوب التواصل بين ‪ ‬اآلليات‬ ‫المذكورة ‪.‬‬

‫أول انتخابات جماعيــة نظمــت بعــــد‬ ‫االستقالل اكتسح حزب االتحاد الوطني للقوات‬ ‫الشعبية نتائج االستحقاق االنتخابي بمدينة‬ ‫القصر الكبير حيث ظفر بمنصب رئاسة البلدية‬ ‫في شخص المناضل الشتوكي‬ ‫‪ .‬وتولى تجدر حزب االتحاد االشتراكي‬ ‫للقوات الشعبية تواجده بالمدينة حيث يعتبر‬ ‫من اعرق القوى السياسية بالمدينة وترك‬ ‫بصمات قوية في التاريخ السياسي والنقابي‬ ‫للمدينة منذ مطلع الستينات عالوة على‬ ‫إشعاعه في مجال المجتمع المدني والحضور‬ ‫الثقافي لعقود طويلة ‪.‬‬ ‫وفي ظل التحديات الكبرى التي واجهها‬ ‫الحزب في السنوات األخيرة ‪ ،‬ومن اجل استرجاع‬ ‫المبادرة التئم مناضالت الحزب بمقرهم بشارع‬ ‫بئر انزران في مجلس للفرع يوم الخميس‬ ‫‪27‬يونيو الجاري تحت إشراف المكتب السياسي‬ ‫والكتابة اإلقليمية ‪ ،‬وقد خصص االجتماع الذي‬ ‫خصص للتدارس والمصادقة على برنامج‬ ‫العمل في المرحلة المقبلة ‪.‬‬ ‫في ظل المخاض السياسي العميق الذي‬ ‫تعرفه المدينة و في ظل التجاذبات الشرسة‬ ‫التي يعرفها التراشق اإلعالمي الذي انطلق‬ ‫منذ شهر رمضان األخير والذي يتعلق ببوادر‬ ‫حمالت انتخابية قبل أوانها بكثير‬ ‫‪ .‬البيان السياسي الذي صدر عن مجلس‬ ‫الفرع أشار إلى ‪:‬‬ ‫ ببديهية استمرار اإلدارة وتراكم عملها‬‫‪ ،‬وان العديد من المشاريع الممتدة في الزمان‬ ‫تهينها المجالس السابقة وتنفذها المجالس‬ ‫الالحقة ‪ ،‬وان هذه الحقيقة لن يمحوها أي‬

‫تصريح على الهواء ‪ ،‬وان الذاكرة الجماعية‬ ‫للمدينة تحتفظ بانجازات المجالس المتعاقبة ‪،‬‬ ‫وان ما قام به االتحاد خالل واليتين ال ينكره إال‬ ‫جاحد ال يعترف بعمل اآلخرين ‪.‬‬ ‫ يأسف لهــدر الزمـــن االنتدابي في‬‫نقاشات هامشية عقيمـــة بين المعارضـــة‬ ‫واألغلبية داخـــل المجلس البلــدي بســبب‬ ‫الهوس االنتخابي ‪ ،‬ويعتبر أن األولى بالطرفين‬ ‫– وهما ينتميان إلى نفس األغلبية الحكومية –‬ ‫استغالل موقعها لجلب ما فيه الفائدة للمدينة‬ ‫ولساكنتها ‪.‬‬ ‫ ويأســف لواقــع المدينـــة واحتاللها‬‫المراتب األخيرة وطنيا وجهويا في جل‬ ‫المؤشرات االجتماعية واالقتصادية والثقافية‬ ‫والرياضية والبيئية ‪ ،‬وعدم تمكين المدينة من‬ ‫حقها في التنمية من طرف معظم القطاعات‬ ‫الحكومية – كما يستنكر كل أنواع الفوضى‬ ‫التي تعرفها المدينة على مستوى احتالل‬ ‫الملك العام واألسواق العشوائية وعلى مستوى‬ ‫التهيئة والبنيات التحتية وعلى مستوى تنظيم‬ ‫المجال ‪ ،‬وفي ميدان الحكامة وترشيد وعقلنة‬ ‫استعمال المال العام ‪.‬‬ ‫ يعتبر أن بعض العمليات المعزولة‬‫التي أنجزت أو تنجز فوق تراب الجماعة بخلفية‬ ‫انتخابية صرفة ‪ ،‬لن توفر للمدينة شروط قفزة‬ ‫تنموية نوعية ‪ ،‬ويعتبر أن المدينة في حاجة‬ ‫لتصور متكامل يحرص على التقانية األهداف‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‬ ‫وعلى االستدامة وعلى أساليب الحكامة الجيدة‬ ‫والنزاهة ومحاربة الفساد‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫اقتصاد و إدارة‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫المديونية على الصعيد العالمي‬ ‫وص����ل م��س��ت��ـ��وى‬ ‫المديونيـــــة العالميــة‬ ‫خ�لال سنة ‪ 2008‬إلى‬ ‫‪ 142.000‬مليار دوالر‬ ‫أما حاليا فقــد انتقلت‬ ‫هذه األخيرة مع نهايــة‬ ‫سنة ‪( 2018‬أي عشر‬ ‫سنوات بعد ذل��ك) إلى‬ ‫‪ 250.000‬مليار دوالر وهو ما يناهز ثالث مرات الناتج الداخلي‬ ‫الخام العالمي‪.‬‬ ‫وتعتبر الواليــات المتحدة األمريكيـة والصين واليابـان‬ ‫هي الدول التي تعانـــي كثيــرا من مشكــل المديونيــة‪ ،‬بل إن‬ ‫مديونية هذه الدول الثالثة تفوق‪ %50‎‬من المديونية العالمية‪.‬‬ ‫وإذا أخذنا اليابان كمثال‪ ،‬فإن المديونية في هذا البلد‬ ‫أصبحت تفوق‪ %225‎‬من ناتجه الداخلي الخام‪.‬‬ ‫ويقترح صندوق النقد الدولي على هذه الدول ثالثة حلول ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عقلنة النفقات العمومية ؛‬ ‫‪ - 2‬خلق هوامش ربحية في ميزانية الدولة ؛‬ ‫‪ - 3‬تحسين وتجويد السياسات الضريبية‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫تحليل صندوق النقد الدولي القتصاديات‬ ‫شمال إفريقيا‬ ‫والشرق األوسط‬ ‫هنـــاك معضلتــان‪،‬‬ ‫حسب صنـــدوق النقــد‬ ‫الدولي‪ ،‬تـعـانـــي منـها‬ ‫دول شـمــال إفريقيــا‬ ‫وال����ش����رق األوس�����ط‬ ‫وأفغانستـان وباكستان‬ ‫(‪ .)MOANAP‬هناك من جهـــة‪ ،‬تراجــع سعر البترول‪ ،‬ومن‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬ارتفاع المديونية‪ .‬وهذا هو ما يزيد في تفاقم عجز‬ ‫الميزانية لهذه الدول‪.‬‬ ‫ويقترح صندوق النقد الدولي على هذه ال��دول خمسة‬ ‫مقترحات ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تعزيز اإلصالحات الضرورية لترقية القطاع الخاص‪.‬‬ ‫‪ - 2‬خلق المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ‬وفتح أبواب‬ ‫التمويالت والقروض أمامها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التقليل تدريجيا من الفساد والسوق السوداء‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تعزيز االستثمارات في قطاع التعليم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫قطاع صناعة السيارات هو أكبر موظف‬ ‫على الصعيد‬ ‫الوطني‬ ‫ي���ع���ت���ب���ر ق���ط���اع‬ ‫السيارات هو أكبر قطاع‬ ‫يخلق فرص الشغل في‬ ‫المغرب ألنه ساعد على‬ ‫خلــق وإدماج أكثــر من‬ ‫‪ 116.611‬منصــب مــا‬ ‫بين سنـــة ‪ 2014‬و‪ .2018‬وبالتالي يساهم قطــاع السيارات في‬ ‫خلق ‪ %28,8‎‬من المناصب في السـوق المغربيـة للشغل متبوعا‬ ‫بالدرجـــة الثانيـة بقطــاع النسيج ‪ ،%19,6‎ :‬ثم األوفشورينغ أو‬ ‫ترحيل الخدمات بنسبة ‪ ،%17‎‬ثم قطاع صناعة األطعمة بنسبة‬ ‫‪ ،%15,6‎‬وأخيرا‪ ،‬قطاع الصناعة المعدنية والميكانيكية بنسبة‬ ‫‪.%5‎‬‬ ‫وبدون شك أن هدف مشروع مخطط التسريع الصناعي‬ ‫الممتد من سنة ‪ 2014‬وإلى غاية سنة ‪ 2020‬سيتم تحقيقه بل‬ ‫سيتم تجاوزه‪.‬‬ ‫ألن عدد مناصب الشغل التي تم خلقها إلى غاية سنة‬ ‫‪ 2018‬هو ‪ 405.496‬منصب شغل والهدف كان هو الوصول إلى‬ ‫‪ 500.000‬منصب شغل في أفق ‪.2020‬‬

‫‪8‬‬

‫إعداد ‪ :‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫‪ Valeo‬إحدى الشركات الفاعلة‬ ‫في مدينة طنجة‬ ‫لقد قامت مجموعــة‬ ‫‪ Valeo‬بخلـــق مصنعين‬ ‫بمدينة طنجــة (‪Tanger‬‬ ‫‪ )Automative City‬أو‬ ‫‪ .TAC‬وق��د تطلب هذا‬ ‫المجهود استثمارا يناهز‬ ‫‪ 130‬مليون أورو‪ .‬وهذا‬ ‫سيخلق ‪ 900‬منصب‬ ‫شغــل مباشر وأكثر من ثالثة أضعــاف ذلك على شكل مناصب‬ ‫شغل غير مباشــرة في قطاعات أخرى‪.‬‬ ‫وبعد مرور سنـة كاملة على تشغيل المصنع األول‪ ،‬يمكـن‬ ‫القـول بأن أهداف المجموعة قد تحققت بسرعة‪ ،‬ألنها حققت‬ ‫رقم معامالت يفوق ‪ 76‬مليون أورو ووصلت إلى معدل ‪ %64‎‬من‬ ‫االندماج (‪ .)Taux d’intégration‬ومن أهم خصائص هذين‬ ‫المصنعين هو أن الكوادر والمسؤولين كلهم مغاربة وبدون‬ ‫استثناء وهذا يرمز إلى الثقة التي تعيرها الشركة األم للكفاءات‬ ‫والمهارات عند المهندسين والعمال المغاربة‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫تضاربات أخرى للمنظومة‬ ‫الجبائية المغربية‬

‫أحداث من الجهة‬ ‫مهنيو “ميدي ‪ ”1‬يخرجون في وقفة احتجاجية‬ ‫ويتوعدون القناة بالتصعيد‬ ‫استنكارا لتماطل اإلدارة في تسوية وضعيتهم نظم مهنيون يشتغلون‬ ‫بالتعاقد بقناة ميدي‪ 1‬تيفي بطنجة‪ ،‬وقفة احتجاجية أمام مقر القناة دعت إليها‬ ‫نقابة مهنيي القناة‪.‬‬ ‫وجاء في بالغ للنقابة أن األمر يتعلق بصون كرامة العاملين بالقناة‬ ‫وتسوية وضعهم اإلداري والمالي‪.‬‬ ‫من جانب آخر استنكرت النقابة استمرار القناة في نهج سياسة التعاقد التي‬ ‫تشكل مصدر رفض في مجال الوظيفة بشكل عام‪ ،‬داعية اإلدارة إلى تحمل‬ ‫المسؤولية كاملة عن استقالة عدد كبير من الصحافيين والتقنيين من القناة‪.‬‬

‫‪sssss‬‬

‫اضطراب في ركن السيارات بمارتيل‬ ‫تعرف مدينة مارتيل صيف كل سنة إقباال مهوال للسياح والجالية المغربية‬ ‫المقيمة بالخارج من أبناء المدينة‪ ،‬وهو ما يستدعي استعماال مكثفا للطرق‬ ‫سواء من حيث السير أو ركن السيارات التي تجعل شوارع المدينة تعرف تكدسا‬ ‫غير خاضع ألي تنظيم يمنع تنقل الراجلين في ظروف مريحة‪.‬‬ ‫وكإجراء أولي اضطرت المصالح الجماعية المعنية بالموضوع بالمدينة‬ ‫إلى اتخاذ بعض التدابير همت مخطط التجول بالمدينة‪ ،‬وتخصيص مواقف‬ ‫للسيارات بوسطها و بعض أحيائها الجانبية‪.‬‬ ‫غير أن هذا التدبير‪ ،‬في ما يبدو‪ ،‬قد أثار تذمرا كبيرا لدى ساكنة بعض‬ ‫األحياء الذين رأوا في األمر إجهازا على حق طبيعي في التنقل السلس لألسر‬ ‫واألطفال واألشخاص ذوي اإلعاقات الذين اضطرتهم هذه اإلجراءات إلى ركن‬ ‫مركباتهم في أماكن تبعد بكثير عن مقرات سكناهم وإقامتهم‪ ،‬تكلفهم عناء‬ ‫شديدا‪.‬‬

‫‪sssss‬‬

‫أب يغتصب بناته األربع بالقوة‬ ‫حسب شكاية تقدم بها رئيس جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق اإلنسان‬ ‫بتطوان إلى الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف بطنجة أقدم شخص بدوار‬ ‫تابع لجماعة القصر الصغير باغتصاب بناته األربع مستعمال أشكاال فظيعة من‬ ‫التعنيف‪.‬‬ ‫وحسب الشكاية التي نشرتها جريدة بريس تطوان‪ ،‬فإن األمر يتعلق‬ ‫بحادثة وقعت بدوار الحامة التابع لجماعة قصر المجاز إقليم فحص أنجرة‪.‬‬ ‫وتؤكد الشكاية على تفاصيل رهيبة في أشكال التعذيب الجسدي والنفسي‬ ‫الذي تعرضت له المشتكيات‪ ،‬تهم التهديد بالسالح األبيض واالحتجاز في‬ ‫المنزل‪ ،‬مشيرة إلى أن إحدى بناته استطاعت الفرار من المنزل وقامت باإلبالغ‬ ‫عن هذه الجريمة فيما شقيقاتها الثالث ما زلن محتجزات في المنزل‪.‬‬ ‫وطالب رئيس الجمعية الحقوقية بفتح تحقيق عاجل في هذه األفعال‪.‬‬

‫ذك��رن��ـ��ـ��ـ��ا فيما‬ ‫سبــق بأن منظومتنــا‬ ‫الضريبية تتميز بعدد‬ ‫كبير من التناقضات‪.‬‬ ‫وهــذه المــرة سنسلط‬ ‫الضـوء على أربــع نقاط‪:‬‬ ‫ أوال‪ %50‎ ،‬من‬‫م���وارد ال��ض��رائ��ب على‬ ‫القيمة المضافة والشركات والدخل تحصل عليها الدولة من ‪140‬‬ ‫شركة فقط ؛‬ ‫ ثانيا‪ %73‎ ،‬من الضريبة على الدخل تأتي من اقتطاعات‬‫المأجورين‪ ،‬في حين أن المهنيين ال يساهمون إال بنسبة‪ %5‎‬وفي‬ ‫نهاية السنة وبعد مرور حول كامل ؛‬ ‫ ثالثا‪ %3‎ ،‬من المهنيين يؤدون ‪ %50‎‬من الضريبة على‬‫الدخل المتعلقة بالمهنيين ؛‬ ‫ رابعا‪ ،‬إن المساهمة المتوسطة لألجير تفوق خمس مرات‬‫مساهمة المهني‪.‬‬ ‫هذا هو ما يجعل نظامنا الضريبي غير متوازن وغير منصف‪.‬‬ ‫وكما أق��ول دائما‪ ،‬آن األوان للقيام بإصالح ج��ذري وشامل‬ ‫لمنظومتنا الضريبية‪ .‬‬

‫حط عدد ال يستهان به من المرشحين للهجرة السرية بمنطقة الماء‬ ‫الجديد بالعرائش‪ ،‬في اعتقاد أنهم وصلوا بسالم إلى الديار اإلسبانية ليتفاجؤوا‬ ‫في النهاية بأنهم على أراض مغربية‪ ،‬وبالضبط بشاطئ بمدينة العرائش‪.‬‬ ‫وأوضحت بعض المصادر الصحافيــــة‪ ،‬أن األمر يتعلـــق بمرشحيـن وصل‬ ‫عددهم ‪.،19‬‬ ‫ويتبين حسب نفس المصدر أنه قد تم توقيف منظم الهجرة السرية وعدد‬ ‫من المرشحين‪ ،‬وبدء االستماع إليهم‪.‬‬ ‫وتعود تفاصيل المقلب إلى أن منظم العملية انطلق من شواطئ محسوبة‬ ‫على القنيطرة‪ ،‬مقابل مبالغ مالية مغرية‪ ،‬انتهت بهم إلى أرض مغربية محضة‬ ‫تبخر معها حلم ووهم اإلبحار إلى إسبانيا‪.‬‬

‫‪mmmmmm‬‬

‫‪sssss‬‬

‫معنويات الكوادر المغربية‬ ‫إن استطالع الرأي‬ ‫ال��ذي ق��ام به مؤخــراً‬ ‫مكتــب الخبـر ة �‪Rek‬‬ ‫‪ rute‬أكد على أن ‪%75‎‬‬ ‫من ال��ك��وادر المغاربة‬ ‫هم غير متحفزين في‬ ‫عملهم‪.‬‬ ‫وي��ع��ت��ب��ر األج����ر‬ ‫الشهري مع النشاط في العمل والمسؤوليات هي التي تحفز‬ ‫الكوادر‪ .‬ثم تأتي بعد ذلك العالقات مع زمالء العمل ثم العالقات‬ ‫مع المشرفين الهرميين واإلدارة‪.‬‬ ‫وبالتالي ‪ %81‎‬م��ن ال��ك��وادر والمهندسين ال��ذي��ن تم‬ ‫استجوابهم يريدون أن يغيروا شركتهم أو مستخدميهم‪ .‬و‪%12‎‬‬ ‫من الذين تم استجوابهم صرحوا بأنهم أشقياء في شركتهم‪ .‬أما‬ ‫الذين يعتبرون عملهم مصدر سرور وبهجة‪ ،‬فهم الكوادر الذين‬ ‫يعملون في قطاع الجمعيات والمنظمات غير الربحية‪.‬‬

‫‪sssss‬‬

‫مقلب ‪ 19‬مرشحا للهجرة السرية‬ ‫يتبخر بالماء الجديد بالعرائش‬

‫تفاصيل القبض على “هامايو” بالعرائش‬ ‫قامت فرقة مشتركة من عناصر فرقة الشرطة القضائية بالعرائش‬ ‫وعناصر المصلحة الوالئية للشرطة القضائية بتطوان بإنهاء المشوار اإلجرامي‬ ‫للمدعو «هامايو» أحد اخطر المجرمين المبحوث عنهم في مجال نشر وتوزيع‬ ‫المخدرات‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى ان هذا المجرم كان موضوع ست مذكرات بحث من‬ ‫تهم االغتصاب وبيع المخدرات‪.‬‬ ‫عملية التفتيش استهدت إقامة «هامايو» بحي كليطو حيث تم حجز كمية‬ ‫مهمة من مخدر الشيرا ‪ ،‬إضافة إلى األقراص المهلوسة‪ ،‬و حوالي ‪ 1200‬أنبوبا‬ ‫من مادة السيليسيون‪.‬‬ ‫وقد وضع المتهم رهن تدبير الحراسة النظرية‪ ،‬الستكمال البحث معه‪.‬‬

‫‪sssss‬‬

‫جريمة بشعة بالعرائش‬ ‫عاشت العرائش على إثر جريمة بشعة تعلقت بإقدام مجرم باعتراض سبيل‬ ‫شاب في مقتبل عمره‪ ،‬وسلبه ما بحوزته من ممتلكات‪ .‬اعتداء وصف بالخطير‬ ‫بالنظر إلى انه تعلق بتمزيق دراع المعتدى عليه‪.‬‬ ‫وحسب بعض المصادر اإلعالمية فإن األمر يتعلق بشاب كان يقف بشارع‬ ‫موالي محمد بن عبد اهلل حين فاجأه المجرم مستعمال سالحا أبيض من الحجم‬ ‫الكبير‪ ،‬أثار به هلع المارة‪ ،‬الذ بعدها بالفرار‪.‬‬


‫امللحق القانوين‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1000‬ـ الثالثاء ‪ 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫أسس و مناهج التدبير اإلداري في ظل القانون التنظيمي‬ ‫للجماعات الترابية رقم ‪14-113‬‬

‫د‪ .‬حفصة الرمحاني‬ ‫دكتوراه في القانون العام‬ ‫«باحثة في مجال التنمية المحلية»‬ ‫عرفت القوانين المنظمة لعمل الجماعات‬ ‫الترابية بالمغرب مجموعة من التطورات من‬ ‫بينها الجزء الخاص بالشق المتعلق بالتدبير‬ ‫والتسيير اإلداري للجماعة‪ ،‬بحيث انتقلت فيها‬ ‫الوظيفة التدبيرية للجماعات من التسيير‬ ‫اإلداري المحض إبان ظهير ‪ ،1960‬لتسند‬ ‫إليها وظيفة جديدة في ظل ظهير ‪ 1976‬الذي‬ ‫شكل قفزة نوعية ومنعطفا تاريخيا في مسار‬ ‫الالمركزية ببالدنا حيث تم بموجبه االعتراف‬ ‫للجماعة بوظيفتها التنمويةلينقل دورها‬ ‫التدبيري من مجرد التسيير اإلداري إلى اعتماد‬ ‫منطق التخطيط لتدبير الشؤون المحلية‪ .‬وفي‬ ‫سياق التطور القانوني كرس الميثاق الجماعي‬ ‫رقم ‪ 00-78‬الذي تم تعديله وتتميمه بموجب‬ ‫قانون رقم ‪ 17-08‬سنة ‪ 2009‬كرس الوظيفة‬ ‫التنموية للجماعة وأضاف مكتسبات كبيرة‬ ‫لتطوير التدبير العمومي المحلي تجسدت في‬ ‫دعمه للمقاربة التشاركية والعدالة االجتماعية‬ ‫والديمقراطية التمثيلية والتدبير الجيد‬ ‫للخدمات الجماعية باإلضافة إلى تكريسه‬ ‫للمفهوم الجديد للسلطة‪.‬‬ ‫و إذا كان هذا الميثاق الجماعي رقم‬ ‫‪ 00/78‬قد وضع اللبنات األولى لهذه‬ ‫المفاهيم التدبيرية‪ ،‬فإن القانون التنظيمي‬ ‫للجماعات الترابية رقم ‪ 14-113‬الصادر سنة‬ ‫‪ 2015‬شكل ثورة حقيقية في وضع تصور‬ ‫جديد للتدبير العمومي يرتكز على الرغبة‬ ‫الواضحة في تجاوز النموذج التقليدي لإلدارة‬ ‫المركزية إلى نموذج جديد يتسم باالنفتاح‬ ‫على كل القطاعات وكل الفاعلين سواء‬ ‫الخواص أو المجتمع المدني او المواطنين‬ ‫بكافة شرائحهم بحث وضع لهم مجموعة من‬ ‫القنوات للمرور إلى التدبير العمومي‪ ،‬ويعتمد‬ ‫على مبادئ التدبير الحكماتي كركائز أساسية‬ ‫لتدبير الشأن المحلي ‪.‬‬ ‫و مما يزيد هذا القانون تميزا صدوره في‬ ‫شكل قانون تنظيمي‪ ،‬بمعنى الرقي به من‬ ‫قانون عادي إلى قانون تنظيمي هذا األخير‬ ‫الذي يأتي في قوته القانونية في المرتبة‬

‫الثانية بعد الدستور ‪.‬‬ ‫إن القانون التنظيمي للجماعات الترابية‬ ‫رقم ‪ 14-113‬جاء متقدما في كل ما له‬ ‫عالقة بمفهوم الحكامة الجيدة وذلك سواء‬ ‫على مستوى مبادئها أو على مستوى اعتماد‬ ‫المناهج الحديثة في التدبير والتي تعد في‬ ‫حد ذاتها مؤشرات يتم اعتمادها لقياس مدى‬ ‫انخراط الدول في مسلسل الحكم الرشيد في‬ ‫إطار دول الحق والقانون‪.‬‬ ‫و في إطار المستجدات التي همت أسس‬ ‫ومناهج التدبير الحديث للشأن العمومي‪،‬‬ ‫نجد أن المشرع المغربي قد عمل على إقرار‬ ‫مجموعة من المبادئ الدستورية ذات الطابع‬ ‫الحكماتي وفي مقدمتها مبدأ التسيير الحر‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى الترسيخ العميق للمقاربة‬ ‫التشاركية في تسيير وتدبير اإلدارة الجماعية‪،‬‬ ‫فقد عمل المشرع كذلك على اعتماد منهجين‬ ‫ال يقال أهمية عن هذه المقاربة ويتعلق االمر‬ ‫بمنهج التدبير عبر األهداف ونظام التتبع‬ ‫والتقييم‪ .‬فإذا كانت المنهج التشاركي يهتم‬ ‫بالعالقة مع الخارج فإن منهجي التدبير عبر‬ ‫األهداف وكذا وضع نظام للتتبع والتقييم تعد‬ ‫أدوات وآليات داخلية من شأنها الرقي بالتنمية‬ ‫المحلية عن طريق ضمان الفعالية والنجاعة‬ ‫في األداء العمومي واالنتقال بها من منطق‬ ‫التسيير اإلداري البسيط إلى منطق التنبؤ‬ ‫بالمستقبل والتحكم به‪.‬‬ ‫وبناء عليه ارتأينا تقسيم هذا الموضوع‬ ‫إلى جزئين‪ ،‬الجزء األول سوف نتناول فيه أسس‬ ‫التدبير العمومي المحلي في ظل القانون‬ ‫التنظيمي رقم ‪ .113-14‬أما الجزء الثاني‬ ‫فسوف نخصصه لمقاربة المناهج الحديثة‬ ‫المعتمدة من طرف المشرف بنفس القانون‪.‬‬ ‫ونشير إلى كون المقال األول سوف يقتصر‬ ‫على الجزء األول أي المبادئ‪ ،‬أما المناهج‬ ‫فسوف نتطرق إليها في المقال القادم ‪.‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬أسس التدبير العمومي‬ ‫المحلي في ظــل القانـــون التنظيمي رقم‬ ‫‪14-113‬‬ ‫و كما قلنا في مقدمة هذا الموضوع‬ ‫إن القانون التنظيمي للجماعات الترابية‬

‫رقم ‪ 14-113‬جاء بصبغة خاصة تميزه عن‬ ‫باقي القوانين السابقة التي نظمت عمل‬ ‫الجماعات بالمغرب ‪.‬و لعل اول مؤشر على‬ ‫هذه الخصوصية كونه أحال على مجموعة من‬ ‫المبادئ ذات الطابع الحكماتي كركيزة أساسية‬ ‫لتدبير شؤون الجماعة من خالل مجموعة من‬ ‫المواد المتفرقة بين كل من القسم التمهيدي‬ ‫الباب األول المتعلق بتنظيم مجلس الجماعة‬ ‫‪ ،‬الباب التاسع المتعلق بمقتضيات متفرقة‬ ‫والقسم الثامن المعنون بقواعد الحكامة‬ ‫المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر ‪.‬‬ ‫و يتعلق االمربأربع مبادئ أساسية هي مبدأ‬ ‫التدبير الحر‪ ،‬مبدأي التضامن والتعاون‪ ،‬مبدأ‬ ‫التفريع‪ ،‬مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء ‪.‬‬ ‫وما يميز هذه المبادئ باإلضافة إلى‬ ‫كونها مبادئ كونية ذات طابع حكماتي أنها‬ ‫مبادئ تم االعتراف بها في دستور المملكة‬ ‫المغربية لسنة ‪ 2011‬وبذلك تصبح حقا‬ ‫مكتسبا بموجب أسمى قانون في الدولة ‪.‬‬ ‫وبناء عليه سنقوم بتقسيم هذا المبحث‬ ‫إلى مطلبين ‪:‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬يتعلق بكل من‬ ‫ ‪-‬‬ ‫مبدا التدبير الحر ومبدأي التضامن والتعاون‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تتناول فيه مبدأ‬ ‫ ‪-‬‬ ‫التفريع ومبدأ المناصفة‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ التدبير الحر ومبدأي‬ ‫التضامن والتعاون‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬مبدأ التدبير الحر‬ ‫تفعيال وتنزيال لمقتضيات الفصل ‪136‬‬ ‫من دستور المملكة لسنة ‪ 2011‬والتي تنص‬ ‫على ‪:‬‬ ‫« يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على‬ ‫مبادئ التدبير الحر‪ ،‬وعلى التعاون والتضامن‪،‬‬ ‫ويؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير‬ ‫شؤونهم‪ ،‬والرفع من مساهمتهم في التنمية‬ ‫البشرية المندمجة والمستدامة «‬ ‫و بناء عليه نصت المادة ‪ 3‬من القانون‬ ‫التنظيمي للجماعات رقم ‪ 14-113‬على ‪:‬‬ ‫« الفقرة األولى ‪:‬‬ ‫يرتكز تدبير الجماعة لشؤونها على مبدأ‬ ‫التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جماعة‬ ‫في حدود اختصاصاتها المنصوص عليها في‬ ‫القسم الثاني من هذا القانون التنظيمي‪،‬‬ ‫سلطة التداول بكيفية ديمقراطية وسلطة‬ ‫تنفيذ مداوالتها ومقرراتها‪ ،‬طبقا ألحكام هذا‬ ‫القانون التنظيمي والنصوص التشريعية‬ ‫والتنظيمية المتخذة لتطبيقه» ‪.‬‬ ‫من خلـــال المــادة أعـــاله وفي أفــق‬ ‫دمقرطة التدبير اإلداري للجماعات الترابية‬ ‫ومنحها المزيد من االستقاللية في ممارسة‬ ‫اختصاصاتها وبموجب حق اكتسبته دستوريا‬ ‫أصبح بإمكان الجماعة الترابية اليوم أن تتخذ‬ ‫مقرراتها وتتداول في شانها بكل حرية مع‬ ‫التقيد باألحكام الواردة في القانون التنظيمي‬ ‫للجماعات وكذا بباقي النصوص التشريعية‬ ‫المتخذة لتطبيقه‪.‬‬ ‫و نظرا لألهمية الكبيرة التي أعطيت‬ ‫لهذا المبدأ فقد خصص القسم الثامن من‬ ‫القانون التنظيمي رقم ‪ 14-113‬كامال لقواعد‬ ‫الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير‬ ‫الحر وذلك انطالقا من المادة ‪ 269‬إلى المادة‬ ‫‪.276‬‬ ‫وبناء عليه عملت المادة ‪ 269‬على تحديد‬ ‫مفهوم هذه القواعد بحيث جاء فيها ‪:‬‬ ‫« يراد في مدلول هذا القانون التنظيمي‬ ‫بقواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ‬ ‫التدبير الحر العمل على الخصوص احترام‬ ‫المبادئ العامة التالية ‪:‬‬ ‫المساواة بين المواطنين في‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ولوج المرافق العامة التابعة للجماعة‪.‬‬

‫(البقية ص ‪)10‬‬

‫إعداد ‪ :‬د‪ .‬محمد البوشوكي‬ ‫دكتوراه في القانون العام‬

‫النيابة العامة بالمجلس األعلى‬ ‫للحسابات‬ ‫الفعالية المنشودة‬

‫طبقا الختصاصاته الدستورية والقانونيــة فالمجلس األعلى للحسابات يتوفر على جهاز النيابة‬ ‫العامة حسب المادة ‪ 14‬في الفصل ‪ 2‬القانون رقم ‪ 62.99‬لمدونة المحاكم المالية ويمارس مهام‬ ‫النيابة العامة لدى مجلس الوكيل العام للملك الذي يعين لهذا الغرض بواسطة ظهير يحدد‬ ‫وضعيته اإلدارية وال يقوم بمهام النيابة العامة إال في المسائل القضائية المسند النظر فيها إلى‬ ‫المجلس ويساعده في ذلك محامون عامون كما يمارس هذه المهام على مستوى المجالس الجهوية‬ ‫للحسابات وكالء الملك بمساعدة نائب أو عدة نواب‪.‬‬ ‫هكذا وتتدخل النيابة العامة في الميادين ذات الصبغة القضائية في مادة التدقيق والبث في‬ ‫الحسابات وفي مادة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‬ ‫غير أن إشكالية الفعالية تطرح وبقوة فيما يتعلق باألدوار المنوطة بالنيابة العامة لدى المجلس‬ ‫األعلى للحسابات التي تبقى أدوارا استشارية ال غير دون االرتقاء إلى اختصاصات النيابة العامة في‬ ‫القضاء العادي باعتبار النيابة العامة الحجر األساس ألي جهاز قضائي كما تعتبر مقياسا لألنظمة‬ ‫السياسية السائدة في الدول ناهيك لدى القضاء المالي الذي يعتبر الرقيب األوحد لحماية المال العام‬ ‫وحماية االقتصاد الوطني والحفاظ على السلم االجتماعي ‪.‬‬

‫هذا يحيلنا إلى بعض الفقه الناشئ الذي يؤكد محدودية األدوار لدى النيابة العامة بالمجلس‬ ‫األعلى للحسابات التي تبقى أدوارا تحريكية وضبطية في سير اإلجراءات ومساعدة البرلمان والحكومة‬ ‫«الفصل ‪ 148‬من الدستور» وبالتالي ال يمكن بأي شكل من اإلشكال القول أن النيابة العامة لدى‬ ‫المجلس األعلى للحسابات جهازا قضائيا إال إذا كان يتمتع باستقاللية تامة عن الجهاز التنفيذي‬ ‫فسلطات المجلس كانت وال تزال سلطات استشارية ال غير فدور المجلس إذن دور لجان توصي وال‬ ‫تقرر‪.‬‬ ‫هذا ال يخفي ان جهاز النيابة العامة لدى المجلس األعلى تقوم بدور هام في تفعيل اآلليات‬ ‫القانونية التي من شأنها حماية المال العام وخصوصا فيما يتعلق بمادة التأديب المتعلق بالميزانية‬ ‫والشؤون المالية خير دليل العقوبات الصادرة في حق مسؤولين في التقارير األخيرة للمجلس األعلى‬ ‫للحسابات‪,,‬غير أن العقوبات اقتصرت على غرامات مالية والحكم باسترجاع قيمة المبالغ المطابقة‬ ‫للخسارة موضوع االختالسات ‪.‬‬ ‫غير أن التساؤل الهام هنا هل الغرامات كافية للحفاظ على المال العام والحد من الجرائم المالية‬ ‫?علما أن التقارير األخيرة توضح أن العقوبات تعتمد على مدونة المحاكم المالية وهي تشكل غرامة‬ ‫يحدد مبلغها حسب خطورة وتكرار المخالفة وعلى أن ال يقل مبلغ الغرامة عن ألف درهم عن كل‬ ‫مخالفة ‪ ,‬هذا ويمكن الجزم بالتعقيدات التي تحيط بمكافحة الجرائم المالية فإن هذا النوع من‬ ‫الجرائم تتطلب قضاء مستقال كفيال بحماية المال العام وتخليق الحياة العامة هذا يتطلب إحداث‬ ‫أقسام لجرائم األموال العامة على مستوى محاكم االستئناف طبقا ألحكام القانون ‪ 10..36‬هذا ما‬ ‫يؤكد محدودية المجلس األعلى للحسابات والنيابة العامة لديه في التعامل مع االختالسات والجرائم‬ ‫المتعلقة بالمال العام إذ ما جدوى المحاكم المالية وأقسام متخصصة في جرائم األموال موجودة‬ ‫بمحاكم االستئناف أو القضاء العادي ? من هنا نستخلص أن المجلس ال يرمي إلى قضاء مالي اذ ال‬ ‫يعدو أن يكون مجلسا استشاريا يصدر تقارير سنوية على شكل مالحظات تخص المخالفات المالية‬ ‫للمؤسسات العمومية واألحزاب والجمعيات ‪.‬‬ ‫لهذا فرهانات كبرى تبقى لصيقة بجهاز النيابة العامة لدى المجلس األعلى للحسابات إن لم‬ ‫يكن هناك نوع من التقييم وإعادة النظر في مفهوم الفعالية واالستقاللية عن السلطة التنفيذية ‪.‬‬ ‫ضمانا لمبدأ الحياد وتوطيدا لمفهوم الشفافية في التعاطي مع الملفات الكبرى موضوع المال العام‬ ‫وحمايته وتنزيال سليما للدستور كهدف أسمى للمواطن العادي قبل المسؤول‪.‬‬


‫العدد ‪1000‬‬

‫الشمال القانوني‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫أسس و مناهج التدبير اإلداري في ظل القانون التنظيمي للجماعات الترابية رقم ‪14-113‬‬ ‫(تتمة ص ‪)9‬‬

‫االستمرارية في أداء الخدمات من‬ ‫ ‪-‬‬ ‫قبل الجماعة‪.‬‬ ‫ضمان جودة الخدمات‬ ‫ ‪-‬‬ ‫تكــريـــس قيـــم الديمقراطية‬ ‫ ‪-‬‬ ‫والشفافية والمحاسبة والمسؤولية‬ ‫ترسيخ سيادة القانون‬ ‫ ‪-‬‬ ‫التشارك والفعالية والنزاهة»‬ ‫ ‪-‬‬ ‫وعملت المادة ‪ 270‬على إظهار إلزامية‬ ‫التقيد بهذه القواعد‪ ،‬كما وضحت إلى جانب‬ ‫باقي المواد اإلجراءات االزم اتخاذها من قبل‬ ‫الجماعة من اجل ضمان احترام هذه المبادئ ‪.‬‬ ‫ولكن وفي نظر عينة من الممارسين‬ ‫المحليين على رأسهم المدراء ( الكتاب العامون‬ ‫للجماعة سابقا ) فإن تفعيل مقتضيات هذه‬ ‫المواد تطرح إشكاالن ‪:‬‬ ‫االشكال األول ‪ :‬يتعلق بمدى تكامل أو‬ ‫تعارض مقتضيات المادة ‪ 3‬أي تفعيل مبدأ‬ ‫التدبير الحر‪ ،‬مع المقتضيات الخاصة بالمراقبة‬ ‫اإلدارية‪ ،‬حيث ورد في المادة ‪118‬مثال ‪:‬‬ ‫« ال تكون مقررات المجلس التالية قابلة‬ ‫للتنفيذ إال بعد التأشير عليها من قبل عامل‬ ‫العمالة او اإلقليم او من ينوب عنه‪ ،‬داخل أجل‬ ‫عشرين يوما من تاريخ التوصل بها من رئيس‬ ‫المجلس ‪:‬‬ ‫برنامج عمل الجماعة‬ ‫ ‪-‬‬ ‫المقرر المتعلق بالميزانية‬ ‫ ‪-‬‬ ‫المقرر القاضي بتنظيم إدارة‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الجماعة وتحديد اختصاصاتها‬ ‫المقررات ذات الوقع المالي على‬ ‫ ‪-‬‬ ‫النفقات أو المداخيل والسيما االقتراضات‬ ‫والضمانات وتحديد سعر الرسوم واألتاوى‬ ‫ومختلف الحقوق وتفويت أمالك الجماعة‬ ‫وتخصيصها‪.‬‬ ‫المقرر المتعلق بتسمية الساحات‬ ‫ ‪-‬‬ ‫والطرق العمومية عندما تكون هذه التسمية‬ ‫تشريفا عموميا أو تذكيرا بحدث تاريخي‬ ‫المقرر المتعلق باتفاقيات التعاون‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الالمركزي والتوأمة التي تبرمها الجماعة مع‬ ‫الجماعات المحلية األجنبية‬ ‫المقررات المتعلقة بإحداث‬ ‫ ‪-‬‬ ‫المرافق العمومية الجماعية وطرق تدبيرها‬ ‫غير ان المقررات المتعلقة‬ ‫ ‪-‬‬ ‫بالتدبير المفوض للمرافق والمنشئات‬ ‫العمومية الجماعية وبإحداث شركات التنمية‬ ‫المحلية يؤشر عليها من قبل السلطة‬ ‫الحكومية المكلفة بالداخلية داخل نفس االجل‬ ‫المشار إليه‪« .‬‬ ‫االشكال الثاني ‪ :‬الوارد هنا هو سكوت‬ ‫المشرع عن اإلجراءات او المسطرة المعتمدة‬ ‫في حالة عدم التأشير على هذه المقررات‪،‬‬ ‫باستثناء المقرر المتعلق بالميزانية حيث تم‬ ‫التطرق بتفصيل إلى اإلجراءات المتخذة في‬ ‫حالة رفض التأشيرة في الباب الثالث من‬ ‫المادة ‪ 189‬إلى المادة ‪.195‬‬ ‫فقد جاء بصريح العبارة في المادة ‪191‬‬ ‫على انه إذا رفض عامل العمالة او اإلقليم‬ ‫التأشير على الميزانية ألي سبب من األسباب‬ ‫المشار إليها في المادة ‪ 189‬وهي ‪:‬‬ ‫سبب عدم احترام أحكام القانون‬ ‫ ‪-‬‬ ‫التنظيمي للجماعات والقوانين واألنظمة‬ ‫الجاري بها العمل‬ ‫سبب توازن الميزانية على‬ ‫ ‪-‬‬ ‫صدقية تقديرات المداخيل والنفقات‬ ‫سبب تسجيل النفقات االجبارية‬ ‫ ‪-‬‬ ‫بناء على احد هذه األسباب يقوم العامل‬ ‫بتعليل أسباب رفض التأشيرة على الميزانية‬ ‫ويبلغها إلى رئيس الجماعة في أجل ‪ 15‬يوما‪.‬‬ ‫وعلى رئيس الجماعة أن يقوم بتعديلها وبعد‬ ‫تصويت المجلس على التعديل تبعث مرة‬ ‫ثانية من اجل التأشيرة عيلها من جديد‪.‬‬ ‫و في حالة عـــدم اخذ المجلس بأسباب‬ ‫رفض التأشير تطبق مقتضيات المادة‬ ‫‪195،‬والتي تقضي حينها بتقديم استفسارات‬ ‫إلى رئيس الجماعة وحلول السلطة الحكومية‬ ‫المكلفة بالداخلية محله لوضـــع ميزانيـــة‬ ‫التسيير‪.‬‬ ‫أال تتعارض سلطة الحلول مع مبدأ‬ ‫التسيير الحر ؟ وبما ان هذا المثال هو الوحيد‬

‫الذي ورد في هذا القانون التنظيمي فهل‬ ‫يفهم من ذلك وبالقياس عليه ان باقي‬ ‫المقررات التي تخضع للتأشيرة سيتم االعتماد‬ ‫فيها على نفس المسطرة أي طلب التعديل‬ ‫وبعدها سلطة الحلول ؟‬ ‫ويبقى أن خروج النصوص التنظيمية‬ ‫باإلضافة إلى الممارسة العملية والنقاشات‬ ‫العلمية حول الموضوع كفيلة باإلجابة على‬ ‫هذه اإلشكاليات المطروحة ‪.‬‬ ‫و فيما يلي ننتقل إلى المبادئ األخرى‬ ‫التي أقرها القانون التنظيمي للجماعات‬ ‫الترابية كركائز يجب االعتماد عليها في تدبير‬ ‫شؤون الجماعة واالمر يتعلق بمبدأي التضامن‬ ‫والتعاون ‪.‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪:‬مبدأي التضامن والتعاون‬ ‫كما الحظنا أعاله فإن المادة ‪ 136‬من‬ ‫دستور ‪ 2011‬قد أقرت مبدأي التضامن‬ ‫والتعاون كركائز لتدبير الشأن المحلي‪ ،‬وتنزيال‬ ‫لمقتضيات الدستور عملت الفقرة الثانية من‬ ‫المادة ‪ 3‬بالتنصيص على هذه المبادئ حيث‬ ‫جاء فيها ‪:‬‬ ‫«يرتكز التنظيم الجماعي على مبدأي‬ ‫التضامن والتعاون بين الجماعات ‪،‬وبينها‬ ‫وبين الجماعات الترابية األخرى من اجل بلوغ‬ ‫أهدافها وخاصة إنجاز مشاريع مشتركة وفق‬ ‫اآلليات المنصوص عليها في هذا القانون‬ ‫التنظيمي «‬ ‫لتفعيل هذه المبادئخول المشرع للجماعة‬ ‫مجموعة من آليات التعاون والشراكة ويتعلق‬ ‫االمر بكل من ‪:‬‬ ‫شركات التنمية‬ ‫ ‪-‬‬ ‫مؤسسات التعاون بين الجماعات‬ ‫ ‪-‬‬ ‫مجموعات الجماعات الترابية‬ ‫ ‪-‬‬ ‫اتفاقيات التعاون والشراكة‬ ‫ ‪-‬‬ ‫التعاون الدولي‬ ‫ ‪-‬‬ ‫و يقصد بالشراكة بصفة عامة‪ ،‬مجموعة‬ ‫من االتفاقات التي تبرمها الجماعات الترابية‬ ‫مع جماعات ترابية اخرى وباقي المؤسسات‬ ‫العمومية وجمعيات المجتمع المدني والقطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬إلنجاز أو لتدبير مرافق عمومية سواء‬ ‫من طرف القطاع الخاص أو بواسطة شركات‬ ‫التنمية المحلية‪ ،‬ويفيد مفهوم االشتراك‪،‬‬ ‫العالقات التي تقيمها الجماعات الترابية إلنجاز‬ ‫مشاريع تنموية محلية‪ ،‬تقام على أساس‬ ‫حاجيات وإمكانيات محددة‪ ،‬في إطار تضامني‬ ‫مع غيرها‪ ،‬خاصة لمساعدة الجماعات الترابية‬ ‫الضعيفة لالستفادة من خبرة وإمكانيات‬ ‫نظيراتها الميسورة ‪.‬‬ ‫وبناء عليه وطبقا لمقتضيات المادة ‪149‬‬ ‫من القانون التنظيمي رقم ‪ 14-113‬بإمكان‬ ‫الجماعة بان تقوم بجميع أعمال التعاون‬ ‫والشراكة مع جميع األشخاص الفاعلين‬ ‫والمتدخلين من القطاع العام أو الخاص التي‬ ‫من شأنها أن تنعش التنمية داخل الجماعة‪،‬‬ ‫بما في ذلك الشركاء االقتصاديين المحسوبين‬ ‫على المنظمات األجنبية‪ ،‬والتعاون الالمركزي‬ ‫وكل أشكال التبادل مع الجماعات الترابية‬ ‫األجنبية‪ ،‬بعد موافقة السلطة الوصية‪ ،‬وذلك‬ ‫في إطار احترام االلتزامات الدولية للمملكة‪،‬‬

‫وبناء على المادة ‪ 86‬من نفس القانون يمنع‬ ‫إبرام أي اتفاقية بين جماعة أو مؤسسة‬ ‫التعاون بين الجماعات أو مجموعة للجماعات‬ ‫الترابية ودولة أجنبية‪.‬‬ ‫ولعل الجديد في هذا الجزء هو كون‬ ‫المشرع قد قام بالفصل بشكل واضح في‬ ‫أشكال التعاون بين الجماعات خاصة في‬ ‫النقطة المتعلقة ب‪:‬‬ ‫مؤسسات التعاون بين الجماعات‬ ‫ ‪-‬‬ ‫‪ :‬ويكون التضامن والتعاون والشراكة بين‬ ‫جماعات متصلة ترابيا ( من المادة ‪ 133‬إلى‬ ‫المادة ‪.) 140‬‬ ‫مجموعات الجماعات الترابية ‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ويكون التعاون والشراكة هنا بين الجماعة مع‬ ‫جهة أو اكثر أو عمالة او إقليم او اكثر ‪ (.‬من‬ ‫المادة ‪ 141‬إلى المادة ‪.) 148‬‬ ‫اتفاقيات التعاون والشراكة ‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫في حالة وجود مشروع أو نشاط ذي فائدة‬ ‫مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص‬ ‫اعتباري خاضع للقانون العام او الخاص‪( .‬المادة‬ ‫‪) 149‬‬ ‫و الحقيقة ان مبدأي التعاون والتضامن‬ ‫من شانهما الرقي بالتنمية الترابية لمختلف‬ ‫الجماعات الترابية بحيث سيعمالن على‬ ‫الترشيد الحكماتي للموارد المالية للجماعات‬ ‫وكذا سيمكنان من تنمية ترابية قائمة على‬ ‫التنسيق واالنسجام بين مختلف المكونات‪،‬‬ ‫مما يشكل ربح للوقت وتدبير معقلن تتكاثف‬ ‫فيه الجهود وتحكم أكبر في الموارد المالية‬ ‫المتاحة لكل جماعة‪.‬‬ ‫المطلـــــب الثانـــي ‪ :‬مبـــدأي التفريــــع‬ ‫والمناصفة‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬مبدأ التفريع والتدرج‬ ‫يعتبر مبدأ التفريع كذلك من المبادئ‬ ‫الدستورية التي تم التنصيص عليها ضمن‬ ‫الفصل ‪ 140‬من دستور ‪ 2011‬والذي جاء فيه ‪:‬‬ ‫« للجماعات الترابية‪ ،‬وبناء على مبدأ‬ ‫التفريع اختصاصات ذاتية واختصاصات‬ ‫مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها‬ ‫من هذه األخيرة «‬ ‫وبناء عليه فقد عملت المادة ‪ 4‬من‬ ‫القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪14-113‬‬ ‫على تفعيل مقتضيات الدستور بدورها‬ ‫من خالل تنصيصها على هذا المبدأ كأحد‬ ‫الدعامات األساسية التي يقوم عليها ممارسة‬ ‫االختصاصات المشتركة والمنقولة‪ .‬وقد جاء‬ ‫فيها ‪:‬‬ ‫«طبقا للفقرة األولى من الفصل ‪140‬‬ ‫من الدستور‪ ،‬وبناء على مبدأ التفريع تمارس‬ ‫الجماعة االختصاصات الذاتية المسندة‬ ‫إليها بموجب أحكام هذا القانون التنظيمي‬ ‫والنصوص المتخذة لتطبيقه‪ ،‬وتمارس أيضا‬ ‫االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة‪،‬‬ ‫والمنقولة إليها من هذه األخيرة وفق الشروط‬ ‫والكيفيات المنصوص عليها في االحكام‬ ‫المذكورة «‪.‬‬ ‫ويقوم مبدأ التفريع على قاعدة أن كل‬ ‫مستوى من المستويات الترابية يلزمه إعطاء‬

‫أجوبــة نوعيــة ومحددة لتسـاؤالت وقضايا‬ ‫مشتركة‪ ،‬وبمعنى آخر ينطلق المبدأ بان‬ ‫الوحدات األدنى هي صاحبة االختصاص وال‬ ‫تتدخل الدولة إال عند عجز هذه الوحدات‪.‬‬ ‫والغاية منه هي تجاوز التداخل التقليدي‬ ‫في االختصاصات الذي كان يحد من فعالية‬ ‫ونجاعة التدخالت العمومية‪.‬‬ ‫و بالتالي فإن مبدأ التفريع يقضي‬ ‫بضرورة توضيح االختصاصات بين مختلف‬ ‫المستويات الترابية وذلك في أفق هندسة‬ ‫ترابية قائمة على التنسيق بين المستويات‬ ‫الترابية وتقسيم األدوار فيما بينها وبالتالي‬ ‫تحديد المسؤوليات التي تنتج عن هذه األدوار‪،‬‬ ‫وهو الشيء الذي يصبح معه سهال ربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة ‪.‬‬ ‫وقد عمل القانون التنظيمي رقم ‪14-‬‬ ‫‪ 113‬على تفعيل هذا مبدأ التفريع من خالل‬ ‫التنصيص وبوضوح على االختصاصات‬ ‫الموكولة إلى الجماعة الترابية‪ ،‬وميز بين ثالث‬ ‫انواع من هذه االختصاصات ‪:‬‬ ‫االختصاصات الذاتية‪:‬تم التطرق إليها‬ ‫من المادة ‪ 78‬إلى المادة ‪86‬و تمارسها‬ ‫الجماعة الترابية بصفة فردية ‪.‬و بموجب‬ ‫المادة ‪ 84‬من هذا القانونبإمكانية الجماعة‬ ‫عند االقتضاء أن تعهد بممارسة اختصاص‬ ‫أو ببعض اختصاصاتها إلى مجلس العمالة او‬ ‫اإلقليم بطلب منها أومن الدولة التي تخصص‬ ‫لهذا الغرض تحفيزات مادية في إطار التعاضد‬ ‫بين الجماعات أو بمبادرة من العمالة أو اإلقليم‬ ‫المعنى‪.‬‬ ‫االختصاصات المشتركة‪ :‬تم التطرق إليها‬ ‫من المادة ‪ 87‬إلى المادة ‪ 89‬من هذا القانون‬ ‫التنظيمي وهي اختصاصات مشتركة بين كل‬ ‫من الجماعة والدولة‪ .‬وتمارس بشكل تعاقدي‬ ‫إما بمبادرة من الدولة أو بطلب من الجماعة ‪.‬‬ ‫االختصاصات المنقولة ‪ :‬تم معالجتها‬ ‫في كل من المادة ‪ 90‬والمادة‪ 91‬وهي‬ ‫اختصاصات تنقل من الدولة إلى الجماعة‬ ‫وطبقا للفقرة الرابعة من الفصل ‪ 146‬من‬ ‫الدستور يكون تحويل االختصاصات المنقولة‬ ‫إلى اختصاصات ذاتية للجماعة أو الجماعات‬ ‫المعنية بموجب تعديل القانون التنظيمي‬ ‫للجماعات‪.‬‬ ‫ولعل ما يمكن مالحظته على هذه‬ ‫االختصاصات هو كونه تم االحتفاظ‬ ‫من الناحية العددية بالتقسيم الثالثي‬ ‫لالختصاصات الذي كان معموال به في ظل‬ ‫الميثاق الجماعي رقم ‪ 00/78‬ولكن هل‬ ‫يعني االحتفاظ بنفس العدد االحتفاظ بنفس‬ ‫االختصاص ؟ ذلك ما يمكن االجابة عنه من‬ ‫خالل قراءة في العناوين التي اطرت هذه‬ ‫االختصاصات ‪.‬‬ ‫بالعودة إلى هذه العناوين نالحظ أن‬ ‫المشرع قد احتفظ بنوعين من االختصاصات‬ ‫وهما ‪ :‬االختصاصات الذاتية واالختصاصات‬ ‫المنقولة‪ .‬في حين كان المستجد هو ‪:‬‬ ‫تعويض االختصاصات االستشارية‬ ‫باالختصاصات المشتركة ولعل الداللة‬ ‫االصطالحية لكل من االختصاصين تشير‬

‫إلى تغير طريقة النظر إلى الجماعة من طرف‬ ‫الدولة وتجديد نمط العالقة بينهما‪ .‬والرقي‬ ‫بالجماعة من مجرد طرف ضعيف يقتصر دوره‬ ‫على تقديم االستشارات إلى طرف فاعل تم‬ ‫الرقي بها إلى مرتبة اعلى هي مرتبة البناء معا‬ ‫والتي تصنف وفقا للبنك الدولى كأعلى مرتبة‬ ‫من مراتب المقاربة التشاركية‪.‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬مبدأ المناصفة بين‬ ‫الرجال والنساء‬ ‫تم التنصيص كذلك على هذا المبدأ في‬ ‫الفصل ‪ 19‬من دستور ‪ 2011‬والذي جاء فيه ‪:‬‬ ‫« يتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة‬ ‫بالحقوق والحريــات المدنيـــة والسياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪،‬‬ ‫الواردة في هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي‬ ‫مقتضياته األخرى وكــذا في االتفاقيـــات‬ ‫والمواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‬ ‫وكل ذلك في نطاق احكام الدستور وثوابت‬ ‫المملكة وقوانينها‪.‬تسعى الدولة الى تحقيق‬ ‫مبدا المناصفة بين الرجال والنساء وتحدث‬ ‫لهذه الغاية‪ ،‬هيئة للمناصفة ومكافحة كل‬ ‫اشكال التمييز « ‪.‬‬ ‫و تفعيال لهذا الفصل نصت المادة ‪26‬‬ ‫من القانون التنظيمي للجماعات على ما يلي ‪:‬‬ ‫«الفقرة الثالثة ‪:‬‬ ‫يجب ان يراعى في الترشح لرئاسة اللجان‬ ‫الدائمة السعي إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين‬ ‫الرجال والنساء المنصوص عليه في الفصل ‪19‬‬ ‫من الدستور « ‪.‬‬ ‫و في نفس السياق نصت الفقرة الرابعة‬ ‫من المادة ‪: 78‬‬ ‫« يجب ان يتضمن برنامج عمل الجماعة‬ ‫تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجماعة وتحديدا‬ ‫ألولوياتها وتقييما لموارها ونفقاتها التقديرية‬ ‫الخاصة بالسنوات الثالث األولى وان يأخذ‬ ‫بعين االعتبار مقاربة النوع «‪.‬‬ ‫كما تم التأكيد على هذا المبدأ مجددا‬ ‫في المادة ‪ 120‬من هذا القانون التنظيمي‬ ‫والتي جاء فيها ‪:‬‬ ‫« تحدث لدى مجلس الجماعة هيئة‬ ‫استشارية بشراكة مــع فعاليــات المجتمع‬ ‫المدني تختص بدراســة القضايا المتعلقة‬ ‫بتفعيل مبادئ المســاواة وتكافؤ الفــرص‬ ‫ومقاربة النوع « ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن مقاربة المشاركة في تسيير‬ ‫الشأن العمومي المحلي لن تصل إلى المغزى‬ ‫المقصود منها ‪،‬إذا ما تم إقصاء شرائح معينة‬ ‫من المجتمع‪ .‬بالتالي تعالت االصوات إلى‬ ‫ضرورة إشراك مختلف الشرائح االجتماعية من‬ ‫شباب ونساء وشيوخ وفقراء واغنياء‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك ظهرت مقاربة جديدة‬ ‫عرفت بمقاربة النوع‪ ،‬حيث سيهتم علماء‬ ‫النفس بدراسة المقارنة بين الرجل والمرأة‬ ‫بشكل واسع ابتداء من الحرب العالمية األولى‪،‬‬ ‫إذ قبل هذا التاريخ كان اهتمامهم مركز على‬ ‫اإلنسان البالغ المتحضر‪ ،‬تم وسعوا دائرة‬ ‫األبحاث لتشمل الطفل والمراهق والرجل‬ ‫الغير المتحضر‪.‬و في إطار تطبيقهم للحقائق‬ ‫التي توصلوا إليها‪ ،‬اعترضت طريقهم حقيقة‬ ‫جديدة تكمن في وجود فوارق جنسية داخل‬ ‫المجتمع تميز بين الرجل والمرأة ‪.‬‬ ‫أما في الشريعة اإلسالمية نجد أن‬ ‫الفوارق النوعية تتضاءل بشكل ملفت للنظر‬ ‫حيث دخلت حياة المرأة مرحلة جديدة بعيدة‬ ‫كل البعد عما سبقها‪ .‬وأصبحت مستقلة‬ ‫ومتمتعة بكل حقوقها الفردية واالجتماعية‬ ‫واإلنسانية واالقتصادية‪ .‬وذلك ما نستشفه‬ ‫من خالل مواضع كثيرة في القرءان الكريم‬ ‫الذي لم يفرق بين الرجل والمرأة في مجموعة‬ ‫من آياته الذي استعمل فيها مصطلح « يا أيها‬ ‫الذين آمنوا « أو « يا أيها الناس « وأحيانا جاءت‬ ‫اآليات بشكل واضح حيث ال مجال للتفرقة بين‬ ‫الجنسين ومثال ذلك يقول تعالى ‪ « :‬من عمل‬ ‫صالحاً من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلـنحيينه‬ ‫حياة طيـــبة ولنجزينهـــم أجرهم بأحسن ما‬ ‫كـــانوا يعملون)»‪.‬‬ ‫و إذا كانت هذه هي أهم المبادئ التي تم‬ ‫االعتماد عليها في التدبير المحلي برؤيا جديدة‬ ‫تتوخى التدبير الحكماتي للتراب المحلي‬ ‫والتنمية الديمقراطية التشاركية‪ ،‬فماذا عن‬ ‫المناهج المعتمدة ؟ السؤال سيتم اإلجابة عنه‬ ‫في عدد قادم ‪.‬‬


‫العدد ‪1000‬‬

‫الشمال القانوني‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري والتحول من مركزية العاصمة إلى مركزية الجهة‬ ‫لقد شكل نظام الالتمركز اإلداري في‬ ‫المغرب خيارا استراتيجيا‪ ،‬ورهانا قويا في‬ ‫تنمية وحكامة تدبير الشأن اإلداري والترابي‪،‬‬ ‫وذلك لمواجهة مختلف التحديات السياسية‪،‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وتنفيذا لهذه‬ ‫االختيارات المعبر عنها من خالل الدستور‬ ‫والخطب الملكية التي حثت على تدعيم‬ ‫مسلسل الالتمركز اإلداري قصد مواكبة‬ ‫الدينامية الجديدة التي تعرفها الجهة كمجال‬ ‫لمخططات التنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬لذا‬ ‫بدأت الدولة في بذل المجهودات في مجال‬ ‫تنظيم المصالح اإلدارية وتجاوز وضعية تمركز‬ ‫االختصاصات والسلط التقريرية والوسائل‬ ‫المادية والبشرية على مستوى اإلدارات‬ ‫المركزية‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق كانت الحاجة ماسة إلى‬ ‫مواكبة التحوالت الديمقراطية والمستجدات‬ ‫التدبيرية التي عرفتها الدولة المغربية‪ ،‬والتي‬ ‫استلزمت ضرورة تحديث نظام الالتركيز‬ ‫اإلداري من أجل مواصلة ومسايرة مختلف‬ ‫أوراش اإلصالح التي طالت مختلف مجاالت‬ ‫اإلدارة والمجتمع والتي استمدت مرجعيتها‬ ‫وأصولها من اإلختيارات االستراتيجية التي‬ ‫وضعها دستور ()‪ 2011‬وقبله الدساتير‬ ‫السابقة والمعززة بتوجيهات الخطب الملكية()‬ ‫والتي حثت غير ما مرة على اعتماد ميثاق‬ ‫وطني لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫والغاية من اعتماد هذا الميثاق هو‬ ‫إنجاح رهان التأسيس لمفهوم جديد لنظام‬ ‫الالتمركز اإلداري وإقرار لمنظومة التركيز‬ ‫السلطات واالختصاصات والوسائل المادية‬ ‫والبشرية والمالية لفائدة الوحدات اإلدارية‬ ‫الالممركزة التابعة لمختلف القطاعات الوزارية‪،‬‬ ‫واعتماد سياسة التحديث والعصرنة والحكامة‬ ‫الترابية‪ ،‬محوره الرئيسي الجهوية المتقدمة‬ ‫كفضاء ترابي مالئم لبلورة السياسات‬ ‫العمومية لالتمركز االداري بالنظر لما تحتله‬ ‫من صدارة في التنظيم اإلداري‪،‬ثم والي الجهة‬ ‫باعتباره ممثال للسلطة المركزية في الجهة‬ ‫مهمته تنسيق أنشطة المصالح الالممركزة‬ ‫وضمان سيرها ومراقبتها تحت سلطة الوزراء‬ ‫المعنيين‪.‬‬ ‫و استنادا إلى هذين المرتكزين‪ ،‬فإن‬ ‫المشرع المغربي قد حدد أهداف ومبادئ‬ ‫وقواعد وآليات ومساطر لبلورة الالتمركز‬ ‫االداري بتصور مندمج وبتأطير جديد إلدارة‬ ‫الدولة على الصعيدين الجهوي واالقليمي‪.‬‬ ‫ويقوم هذا الميثاق على مقاربة جديدة‬ ‫ذات أبعاد متكاملة‪ ،‬تروم مراجعة األدوار‬ ‫والوظائف والعالقات القائمة بين ثالث‬ ‫مستويات وفاعلين في هذا الشأن وهم‪:‬‬ ‫المصالح الالممركزة للدولة في‬ ‫ •‬ ‫عالقتها بمصالح االدارة المركزية‪.‬‬ ‫العالقة بين هذه المصالح والوالة‬ ‫ •‬ ‫والعمال‪.‬‬ ‫العالقة بين المصالح الالممركزة‬ ‫ •‬ ‫للدولة والجماعات الترابية وباقي المؤسسات‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫إال أنه لحد اآلن نرى أن واقع الالتمركز‬ ‫اإلداري ال يعكس الرغبة الصريحة للدولة في‬ ‫التعجيل بتفعيل الميثاق الوطني لالتمركز‬ ‫اإلداري وذلك من خالل عدة مؤشرات فالدولة‬ ‫الزالت تحتكر مختلف السلطات واالختصاصات‬ ‫والوسائل المادية والبشرية كتوزيع الموظفين‬ ‫وتدبير غالبيتهم من طرف اإلدارة المركزية‪،‬‬ ‫بحيث تتحول المندوبيات والمصالح الخارجية‬ ‫إلى مجرد أدوات للتنفيذ اآللي وجمع المعطيات‬ ‫دون نسيان ضعف الهامش المتاح لها في‬ ‫اتخاذ القرارات() ‪.‬‬ ‫كما أن المصالح الالممركزة لمختلف‬ ‫الوزارات ال زالت تفتقر إلى الوسائل المادية‬ ‫والبشرية الضرورية والمالئمة()‪.‬‬ ‫فأمام استمرار هيمنة اإلدارة المركزية‬ ‫على مراكز القرار‪ ،‬والتباين بين مسار‬ ‫الالمركزية ومسار الالتمركز اإلداري من خالل‬ ‫قلة جاذبية بعض الجهات واالقاليم لألطر‬ ‫ذات المستوى العال من الكفاءة‪ ،‬وانخفاض‬ ‫المؤهالت الكمية والنوعية للموارد البشرية‬ ‫على المستوى المحلي‪ ،‬وصعوبة العمل في‬ ‫إطار العالقة بين الوزارات‪ ،‬ال يمكن تحقيق‬ ‫رهانات الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري؟‬ ‫و إذا كانت الدولة جادة في غاياتها من‬

‫د‪ .‬أحمد الجراري‬ ‫دكتوراه في الحقوق – تخصص العلوم اإلدارية والمالية‪ .‬ـ إطار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬ ‫وراء هذا الميثاق‪ ،‬فإن عليها رسم القواعد‬ ‫العامة والواضحة فيما يخص التنظيم اإلداري‬ ‫للمصالح الالممركزة سواء فيما بينها أو في‬ ‫عالقتها مع الدولة؟‬ ‫و لتحليل هذا الموضوع وما يطرحه من‬ ‫إشكاالت ال بد من التطرق إلى المرجعية‬ ‫القانونية للميثاق ومحاولة فهم أهدافه؟‬ ‫وإشكالية المالءمة وااللتقائية بين هياكل‬ ‫الالتمركز اإلداري والالمركزية اإلدارية؟‬ ‫ومدى مواكبة الميثاق الوطني لالتمركز‬ ‫اإلداري للجهوية المتقدمة من خالل حكامة‬ ‫التدبير لهياكل الالتمركز اإلداري في عالقته‬ ‫بالجهوية كمركز ومجال ترابي للتنمية؟ ثم‬ ‫مدى تعزيز مكانة واختصاصات رئيس الجهة‬ ‫انطالقا من المبادئ الثالث األساسية المؤطرة‬ ‫للجهات وهي‪ :‬التدبير الحر()‪ .‬والذي يعني أن‬ ‫للجماعات الترابية كامل الصالحية والحرية في‬ ‫تحديد وبلورة اختياراتها وبرامجها في احترام‬ ‫تام للمقتضيات القانونية والتنظيمية‪ ،‬ومبدأ‬ ‫التضامن ومبدأ التفريع عوض التركيز على‬ ‫دور الوالة والعمال في تنسيق أنشطة المصالح‬ ‫الالممركزة على المستوى الجهوي واالقليمي‬ ‫تحت سلطة الوزراء المعنيين؟‬ ‫ومن خالل قراءة في مسار الالمركزية منذ‬ ‫السبعينات إلى اليوم والتي كانت الدولة خالل‬ ‫هذه الفترة تضع ميكانيزمات وآليات تجعلها‬ ‫متحكمة في إداراتها ومؤسساتها ومصالحها‬ ‫وأشخاصها‪ .‬فهل فعال الدولة اليوم أضحت‬ ‫جادة من خالل الميثاق الوطني لالتمركز‬ ‫اإلداري في نقل اختصاصاتها إلى مصالحها‬ ‫الخارجية بالجهات واألقاليم بشكل صحيح‬ ‫وغير مشوه‪ ،‬أم انتقلت من مستوى مركزي‬ ‫مبالغ فيه ينفذ من العاصمة إلى مستوى أقل‬ ‫مركزية من خالل تركيز مختلف الصالحيات‬ ‫والسلط بيد الوالة والعمال؟ أو ما يمكن أن‬ ‫تسميته بمركزية القرب؟ وماذا أعطى هذا‬ ‫الميثاق لرؤساء الجهات واألقاليم والجماعات‬ ‫الترابية من اختصاصات خصوصا وأن هؤالء‬ ‫هم المعنيون بالدرجة األولى بمجال التنمية‬ ‫؟ وكيف جعل العالقة بينهم وبين الفاعلين‬ ‫الجدد من خالل الميثاق؟‬ ‫و لإلجابـة عن هـــذه األسئلـــة سوف‬ ‫نقسم هذه األسئلة إلى محورين هامين‪:‬‬ ‫األول حول تطور اإلطار العام المرجعي‬ ‫لتوزيع االختصاصات بين الدولة والمصالح‬ ‫الالممركزة وغايته واألهداف المنتظرة من‬ ‫إصدار الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري ؟‬ ‫(المبحث األول) والثاني حول ضوابط العالقة‬

‫التي تربط الدولة بمصالحها الالممركزة‬ ‫على المستوى الترابي والمرفقي وكذا فيما‬ ‫بين هذه المرافق؟ ومدى جدية الدولة في‬ ‫التخلي عن بعض صالحياتها واختصاصاتها‬ ‫للفاعلين الجدد في ظــل هذا الميثـــاق ؟‬ ‫(المبحث الثاني)‪.‬‬ ‫المبحث األول‪:‬اإلطار المرجعي لتوزيـــع‬ ‫اإلختصاصات بين الدولـــة والمصالــــح‬ ‫الالممركزة وغايته‪.‬‬ ‫في البداية ال بد من اإلشارة إلى القواعد‬ ‫التي كانت تحكم تدبير العالقة القائمة بين‬ ‫الدولة ومصالحها الالممركزة التابعة لمختلف‬ ‫إداراتها‪ ،‬حيث كان يتم توزيع االختصاصات‬ ‫وفق أسلوب أو تقنية تفويض التوقيع حيث‬ ‫سنتطرق إلى هذا المسار بالتفصيل‪،‬عكس‬ ‫بعض التجارب المقارنة التي كانت تعتمد‬ ‫تقنية التفريع في توزيع االختصاصات كفرنسا‪،‬‬ ‫األمر الذي كان ينعكس سلبا على أداء المصالح‬ ‫الالممركزة ويجعلها غير قادرة على التفاعل‬ ‫بشكل إيجابي مع متطلبات التنمية والتجاوب‬ ‫السريع مع شؤون المواطنين من جهة وشركاء‬ ‫الدولة المحليين كالجماعات الترابية من جهة‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫لقد ارتكز اإلطـــار القانوني لتوزيـــع‬ ‫االختصاصات بيـــن الدولــــة ومصالحهــــــا‬ ‫الالممركزة اليوم على الدستور والقوانين‬ ‫التنظيمية والمناشير‪ ،‬األمر الذي سيمكن‬ ‫المصالح الالممركزة من التوفر على السلطات‬ ‫والوسائل المادية والبشريـــة (المطلــــب‬ ‫األول) وقد ابتغى المشرع من وراء تحويل‬ ‫هذه االختصاصات من المركز إلى المصالح‬ ‫الخارجية لتخفيف العبء عن المركز وتحسين‬ ‫العمل اإلداري (المطلب الثاني)‬ ‫المطلب األول‪ :‬تطور اإلطار القانوني‬ ‫لتوزيع االختصاص بين الدولــــة والمصالح‬ ‫الالممركزة‪.‬‬ ‫لقد شهد الالتمركز اإلداري ميالد أول‬ ‫إطار مرجعي له بموجب مرسوم رقم() ‪625-‬‬ ‫‪ 93-2‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ 1993‬والمتعلق‬ ‫بالالتركيز اإلداري‪ ،‬وبعد ذلك صدر مرسوم‬ ‫آخر رقم() ‪ 1369-05-2‬بتاريخ ‪ 02‬دجنبر‬ ‫‪ 2005‬والمتعلق بتحديد قواعد وتنظيم‬ ‫القطاعات الوزارية والالتمركز اإلداري ‪ ،‬إلى‬ ‫أن صدر مؤخرا المرسوم رقم() ‪618-17-2‬‬ ‫الصادر في ‪ 26‬دجنبر ‪ 2018‬بمثابة ميثاق‬ ‫وطني لالتمركز اإلداري‪.‬و قد رافقت هذه‬ ‫المراسيم مجموعة من المناشير منها منشور‬

‫رقم ‪ 02‬بتاريخ فاتح أبريل ‪ ،2003‬بشأن قواعد‬ ‫تنظيم اإلدارة المركزية للدولة ومصالحها‬ ‫الالممركزة‪ ،‬والمنشور رقم ‪ 9/2004‬بتاريخ‬ ‫‪ 6‬يونيو ‪ 2004‬في شأن التصاميم المديرية‬ ‫لالتركيز اإلداري‪.‬‬ ‫وقد تم إعداد هذا الميثاق استنادا‬ ‫وتفعيال للتوجيهــــات الملكيـــة الموجهــة‬ ‫للحكومة ‪ ،‬وذلك من أجل مواكبة ورش‬ ‫الجهوية المتقدمة‪ ،‬وتوفير الشروط الالزمة‬ ‫لتنفيذ السياسات العمومية للدولة على‬ ‫الصعيد الترابي‪ .‬وقد جعل المشرع المغربي‬ ‫محور هذه العمليـة الوالي عــوض رئيس‬ ‫الجهة باعتباره ممثـــال للسلطة المركزية‬ ‫على المستوى الجهوي‪ ،‬حيث يقوم بتنسيق‬ ‫أنشطة المصالح الالممركزة‪ ،‬والسهر على‬ ‫حسن سيرها ومراقبتها‪ ،‬تحت إشراف اإلدارة‬ ‫المركزية المتجسدة في وزراء القطاع وبالتالي‬ ‫تم استبعاد كل اآلفاق واآلمال المعقودة على‬ ‫الجهات ورؤسائها في تحقيق اإللتقائية بين‬ ‫المصالح الالممركزة‪.‬‬ ‫و هنا يمكن التساؤل حول الغاية الحقيقية‬ ‫للدولة من إصدار هذا الميثاق وبالطريقة‬ ‫والزمن الذي صدر فيه؟‬ ‫المطلب الثاني‪:‬الغاية من إصدار الميثاق‬ ‫الوطني لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫لقد اتجهت الدولة إلى نظام الالمركزية‬ ‫اإلدارية على ما يبدو من أجل تخفيف العبء‬ ‫عن اإلدارة المركزية‪ ،‬وكذلك تحسين العمل‬ ‫اإلداري()‪ ،‬ومن هذا المنطلق بدأ يظهر تنازل‬ ‫الدولة عن بعض اختصاصاتها في تدبير‬ ‫الشأن العام لمصالحها الالممركزة حتى‬ ‫يتسنى لها التفرغ لمهامها الوطنية العامة‪.‬‬ ‫ومن خالل قراءة في الميثاق الصادر بتاريخ‬ ‫‪ 29‬دجنبر ‪ 2018‬تتجلى الهندسة التي قام‬ ‫بها المشرع في رسم القواعد العامة للتنظيم‬ ‫اإلداري للمصالح الالممركزة‪ ،‬وقواعد توزيع‬ ‫االختصاصات بين اإلدارة المركزية ومصالحها‬ ‫الخارجية الالممركزة‪ ،‬كما تم تحديد المبادئ‬ ‫والقواعد المؤطرة لعالقة المصالح الالممركزة‬ ‫للدولة على مستوى الجهة وعلى مستوى‬ ‫العمالة أو اإلقليم بالهيئات والجماعات الترابية‬ ‫والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬وكل هيئة‬ ‫من الهيئات المكلفة بتدبير مرفق عمومي‪.‬‬ ‫كما هدفت أيضا إلى تفعيل السياسة العامة‬ ‫للدولة على المستوى الترابي‪ ،‬قوامه نقل‬ ‫السلط والوسائل وتخويل االعتمادات لفائدة‬

‫المصالح الالممركزة على المستوى الترابي من‬ ‫أجل تمكينها من القيام بالمهام المنوطة بها‪،‬‬ ‫من خالل الخصوصيات الجهوية واالقليمية؛‬ ‫وكذا مواكبة التنظيم الترابي الالمركزي‬ ‫للدولة القائم على الجهوية المتقدمة‪ ،‬غايته‬ ‫تقريب الخدمات العمومية التي تقدمها‬ ‫مصالح الدولة إلى المرتفقين‪ ،‬من أجل تحقيق‬ ‫الفعالية والنجاعة في تنفيذ البرامج والمشاريع‬ ‫العمومية التي سوف تتوالها مصالح الدولة‬ ‫الالممركزة على مستوى الجهة‪ ،‬وعلى مستوى‬ ‫العمالة أو اإلقليم‪ ،‬من خالل اإلشراف عليها أو‬ ‫إنجازها أو تتبع تنفيذها‪.‬‬ ‫و في هذا الصدد‪ ،‬ارتكز التصور الجديد‬ ‫للمشرع الدستوري حول اإلدارة الالممركزة‬ ‫من خالل دستور ‪ 2011‬على المؤسسة‬ ‫الترابية االكثر تأثيرا على توزيع المصالح‬ ‫واالختصاصات بينها وبين الدولة‪ ،‬أو باقي‬ ‫الوحدات الترابية واإلدارية‪،‬و قد تم إسناد هذا‬ ‫االختصاص إلى الجهات () التي تبوأت الصدارة‬ ‫في العالقات بين مختلف الفاعلين المحليين‬ ‫وجعلها فضاء للحوار والتشاور وإعداد برامج‬ ‫التنمية وتتبعها‪ ،‬إال أن تنسيق مختلف المصالح‬ ‫الالممركزة على الصعيد الجهوي واالقليمي‬ ‫لم يسندها لرؤساء هذه الجهات بل أسندها‬ ‫المشرع إلى الوالة والعمال حسب منطوق‬ ‫الفصل ‪ 145‬من الدستور()‪ ،‬وبالتالي يكون‬ ‫المشرع قد فضل خيار التعيين عوض صناديق‬ ‫اإلقتراع وبالتالي اختيار الوالة عوض رؤساء‬ ‫الجهات‪ .‬وهذا مخالف لروح الدستور في نظرنا‬ ‫والذي جعل الجهة تحت رئاسة مجلسها تتبوأ‬ ‫الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية األخرى في‬ ‫عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية‬ ‫والتصاميم الجهوية إلعداد التراب‪.‬‬ ‫فكيف يمكن التوفيق بين النصوص‬ ‫التي جاء بها الدستور والتي تعطي األولوية‬ ‫لتعزيز الجهوية المتقدمة‪ ،‬ونصوص الميثاق‬ ‫الوطني لالتمركز اإلداري التي تؤكد على الدور‬ ‫المحوري لوالي الجهة؟‬ ‫و من هنا يمكن القول أن الدولة مازالت‬ ‫لم تضع بعد ثقتها الكاملة في المنتخبين‪،‬‬ ‫ومازالت تحن إلى المركزية لعدة أسباب من‬ ‫بينها‪:‬‬ ‫إسنادها رئاسة اإلدارة الالممركزة‬ ‫ •‬ ‫إلى الوالة والعمال وبالتالي لوزارة الداخلية‬ ‫وهي بدورها قطاع وزاري كباقي القطاعات‬ ‫األخرى‪ ،‬وتم تغييب دور رؤساء الجهات‬ ‫ومجالسها المنتخبة () مع العلم أن هذا األخير‬ ‫هو المسؤول عن وضع مخططات التنمية‬ ‫الجهوية التي يجب أن تضمن البعد الترابي‬ ‫للسياسات الوطنية والتي بدورها انعكاس‬ ‫لالنشغاالت الجهوية‪.‬و تبقى مختلف القطاعات‬ ‫واالدارات هي المعول عليها لتنفيذه وتحت‬ ‫تصرف مؤسسة الجهة على اعتبار أعضائها‬ ‫منتخبون وممثلون للسكان المحليين في‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫كون التقائية السياسات العمومية‬ ‫ •‬ ‫تتطلب التقائية البرامج الحكومية في أبعادها‬ ‫التنفيذية على أرض الواقع مع البرامج الجهوية‬ ‫ومخططات العمل الترابية‪ ،‬وهذا يحتاج إلى‬ ‫إدارة موحدة وهي الجهة‪.‬‬ ‫تركيز الدولة على مؤسسة الوالي‬ ‫ •‬ ‫ومنحها جملة من االختصاصات والسلط‬ ‫وتم نسيان أو التغافل عن سياسات القرب‬ ‫والتي على أساسها قامت الالمركزية الترابية‬ ‫والميثاق الوطني لالتمركز اإلداري‪ .‬ومن هذا‬ ‫المنطلق يمكن القول أن الدولة لم تتبلور‬ ‫لديها بعد فكرة نقل اختصاصات كاملة‬ ‫للمؤسسات المنتخبة وعلى رأسها الجهات‬ ‫كمتصدرة للوحدات الترابية؟ وهنا يمكن أن‬ ‫يطرح التساؤل وهو أنه كيف يمكن لرئيس‬ ‫الجهة أن يترأس إدارة وهي تابعة لقطاعات‬ ‫وزارية أخرى؟ وهو نفس التساؤل الذي يطرح‬ ‫حاليا لماذا يترأس الوالي التابع لوزارة الداخلية‬ ‫كل القطاعات ؟ وبالتالي ما جاء به الميثاق‬ ‫حول آليات التنسيق والتتبع كالكتابة العامة‬ ‫لشؤون الجهة واللجنة الجهوية للتنسيق‬ ‫يمكن أن تسند لرئيس مجلس الجهة؟‬

‫(يتبع)‬


‫الشمال القانوني‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫د‪ .‬عادل تميم‬ ‫رئيس المركز المغربي للدراسات االستراتيجية واألبحاث القانونية‬

‫المرأة وحق المشاركة السياسية‬ ‫من خالل ما أعطي لمفهوم المشاركة السياسية من تعاريف‪ ،‬هناك تعريف يعتبر على أنها « النشاط الذي‬ ‫يقوم به المواطنون بقصد التأثير في عملية صنع القرار الحكومي»‪.‬‬ ‫وما يستشف من هذا التعريف‪ ،‬هو التعبير عن عالقة ثنائية بين المواطن والنظام السياسي‪ ،‬والتي‬ ‫تقتضي – العالقة الثنائية‪ -‬حصول التأثير المتبادل بينهما‪ ،‬وإال يصعب الحديث عن وجود مشاركة سياسية‪.‬‬ ‫إذن من خالل هذا المنطلق المفاهيمي‪ ،‬سنقارب المشاركة السياسية للمرأة عبر ثالث محاور أساسية‪:‬‬ ‫المحور األول‪ :‬المستجدات الدستورية والقانونية لتعزيز حق المرأة في تدبير الشأن العام ( الجهوي‬ ‫نموذجا)‬ ‫من بين أهم المستجدات التي جاء بها دستور ‪ ،2011‬السعي نحو تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال‬ ‫والنساء بموجب الفصل ‪ 19‬منه‪ .‬ومن إحدى تمظهرات تنزيل هذا المقتضى الدستوري‪ ،‬من نصت عليه‬ ‫المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي ‪ 14.111‬المتعلق بالجهات‪ ،‬والتي تشترط تضمين كل الئحة ترشيحات‬ ‫نواب الرئيس عدد من المترشحات ال يقل عن ثلث النواب‪.‬‬ ‫أيضا من المستجدات القانونية التي تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للمرأة‪ ،‬ما تم تفعيله في‬ ‫الجانب التمويلي بإحداث صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء‪ ،‬والذي يرمي إلى تقوية قدراتها التمثيلية‬ ‫في االنتخابات الجماعية والتشريعية‪.‬‬ ‫ومن خالل أهم هاته المستجدات الدستورية والقانونية‪ ،‬يطرح التساؤل حول مدى تأثيرها في نسب‬ ‫مشاركة وتمثيلية المرأة في المجالس المنتخبة‪ ،‬وكنموذج المجالس الجهوية‪.‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬إضاءة على المشاركة االنتخابية للمرأة من خالل االنتخابات الجهوية‬ ‫من المؤشرات العامة لالنتخابات الجهوية ( ‪ 4‬سبتمبر ‪ ،)2015‬تم التنافس على ‪ 678‬مقعدا‪ ،‬وبلغت نسبة‬ ‫المشاركة إلى ‪ % 53,67‬على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫وبخصوص مشاركة المرأة في الولوج إلى الوظائف االنتخابية‪ ،‬فإنه بالرغم من تخصيص المشرع لالئحة‬ ‫خاصة بالمرأة في االنتخابات الجهوية‪ ،‬فإن الواقع اإلحصائي لنتائج االنتخابات أعطتنا رقمين بارزين‪:‬‬ ‫‪ :% 37,61‬فقط في نسبة تمثيلية المرأة في المجالس الجهوية مقابل ‪ % 62,39‬للرجال‪.‬‬ ‫ ‬‫‪ :0‬هو حصيلة المقاعد الرئاسية‪ ،‬حيث لم تفرز لنا هاته االنتخابات عن رئيسة واحدة لمجلس‬ ‫ ‬‫جهوي‪.‬‬ ‫فهاته المؤشرات واألرقام التي تترجم ضعف تمثيلية المرأة في المجالس الجماعية‪ ،‬تظهر بحدة في‬ ‫مكانته وحضورها باللجان التقنية والهيئات التي لها احتكاك مباشر مع الملفات التدبيرية للشأن العام‪ ،‬ونأخذ‬ ‫حالة تطبيقية على مستوى تدبير الشأن العام الجهوي‪ ،‬وهي بخصوص الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع‬ ‫كنموذج‪.‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬حالة تطبيقية لرصد ضعف تمثيلية المرأة في الهيئات ذات الصلة المباشرة بالجانب‬ ‫التقني لتدبير الشأن العام (الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع كنموذج)‬ ‫فهاته المؤسسة الجديدة تعتبر الذارع التنفيذي واالقتصادي للمجلس الجهوي‪ ،‬من خالل قيامها بما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫مد مجلس الجهة بالمساعدة القانونية والهندسة التقنية والمالية للمشاريع؛‬ ‫• ‬ ‫تنفيذ مشاريع وبرامج التنمية التي يقرها مجلس الجهة؛‬ ‫• ‬ ‫استغالل أو تدبير بعض مشاريع لحساب الجهة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫ويدير الوكالة لجنة اإلشراف والمراقبة‪ ،‬تتكون من الرئيس مجلس الجهة‪ ،‬ومن‪:‬‬ ‫عضوين من مكتب المجلس يعينهما الرئيس؛‬ ‫• ‬ ‫عضو من فرق المعارضة يعينه المجلس؛‬ ‫• ‬ ‫رئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة للجهة؛‬ ‫• ‬ ‫رئيس لجنة التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية للجهة؛‬ ‫• ‬ ‫رئيس لجنة التراب للجهة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫وبعد بسط مهام الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع وتشكيلة اللجنة التي تديرها‪ ،‬يالحظ اإلغفال التام‬ ‫للمشرع لمقاربة النوع‪ ،‬بعدم تنصيصه على تضمين عضوية لجنة اإلشراف والمراقبة العنصر النسوي‪.‬‬ ‫وقد يتم التذرع بكون أن أغلب األعضاء هم بحكم الصفة‪ ،‬لكن فيما يخص عضوي مكتب المجلس الذي‬ ‫يعينهما الرئيس‪ ،‬كان باألحرى تخصيص عضوية المرأة فيهما‪.‬‬

‫د‪ .‬بوعصام فؤاد‬ ‫دكتوراه في القانون الخاص‬

‫غايات القاعدة القانونية‬ ‫وعالقتها بالمجتمع‬ ‫يمكن تعريف القانون على انه مجموعة من القواعد التي تنظم حياة الفرد داخل المجتمع‪ ،‬ويمكن‬ ‫تعريف المجتمع على انه مجموعة من األفراد الذين يعيشون في دولة واحدة‪ ،‬ويرتبطون فيما بينهم بروابط‬ ‫اجتماعية وثقافية‪ .‬فقبول الفرد للعيش داخل الجماعة يفرض عليه احترام باقي أفرادها‪ ،‬إن االلتزام بالقانون‬ ‫يعني االمتناع عن فعل األمور السلبية والتصرف بايجابية في عالقاته اليومية مع باقي أفراد المجتمع ‪ .‬ويقول‬ ‫الدُكتور مُحمّد حسين‪ » :‬يوجد ارتباط وثيق بين القانون والمجتمع‪ ،‬ويظل القانون متأثراً بالمجتمع الذي‬ ‫ّ‬ ‫نبت فيه‪ ،‬وكذلك يؤثر القانون في المجتمع الذي يحكمه‪ ،‬فالعالقة بين المجتمع والقانون عالقة تأثر وتأثي‬ ‫« ‪ .‬فالقانون والمجتمع لهما عالقة وطيدة‪ ،‬فال يمكن التحدث عن مجتمع بدون قانون يحكمه‪ ،‬وال عن‬ ‫قانون بال مجتمع‪ .‬لقد شغلت فكرة القانون وعالقته بالمجتمع‪ ،‬ومدى حاجة الناس إليه‪ ،‬الكتاب والفالسفة‬ ‫والمشرعين على مر العصور‪ .‬فمنهم من قال أن اإلنسان خير بطبعه وأن فطرة اإلنسان هي فطرة خيرة‬ ‫تميل إلى الطيبة والتسامح‪ ،‬بدليل التجربة المباشرة ألي إنسان في مجتمع سوي‪ ،‬فهناك ميل طبيعي للعيش‬ ‫بسالم بين اإلنسان وزمالئه ومعاشريه من بني جنسه‪ .‬ومن المفكرين من قال بعكس ذلك‪ ،‬وبأن فطرة‬ ‫اإلنسان فطرة شريرة‪ ،‬ولذلك احتاج اإلنسان لتنظيم عيشه في مجتمعه إلى قوانين وأعراف‪ ،‬تضبط العالقات‪،‬‬ ‫وتنظم المصالح‪.‬‬ ‫ولتفعيل أهمية القانون في المجتمع فالبد من ترتيب الجزاء والعقوبات‪ ،‬فميشيل فوكو يرى ّ‬ ‫أن تشديد‬ ‫القوانين واألحكام ضد المُجرمين لن يخفض مُعدّل الجريمة في المُجتمع‪ ،‬لذلك يجب تفعيل منظومة‬ ‫القيم األخالقية لِلمُجتمع بعدّها أكثر ردعاً‪ ،‬والتّلويح ِبالفضيحة على المُستوى االجتماعي‪ .‬فالهدف قبل‬ ‫كل شئ هو اإلصالح ‪.‬‬ ‫لِلقانون أهداف‪ ،‬منها‪:‬‬

‫ضمان أمان األفراد‪:‬‬

‫وذلك عن طريق حماية الحقوق الفردية لألشخاص‪ ،‬وترتيب العقوبات والجزاءات في حالة االعتداء على‬ ‫هذه الحقوق‪ ،‬ويسأل األفراد في حالة ثبوت مسؤوليتهم‪ ،‬ومسؤولية منهم تحت أمرتهم‪ ،‬وذلك بتعويض‬ ‫المتضررين‪.‬‬

‫ضمان العدْل بين األفراد‪:‬‬

‫ولتحقيق هذه الغاية‪ ،‬يتولى القضاء فرض المساواة وإرجاع المظالم ألهلها‪ ،‬فالعدالة والقانون شيئان‬ ‫متالزمين‪ ،‬فالقانون يهدف دائما إلى تحقيق العدل‪.‬‬

‫ضمان االستقرار‪:‬‬

‫إن توفير االستقرار والطمأنينة في المجتمع هو بحجم تحقيق األمن والعدالة‪ ،‬ولتحقيق االستقرار فان‬ ‫القاعدة القانونية تتميز بالعمومية والتجريد‪ ،‬وبالزاميتها التي تميزها عن باقي القواعد االجتماعية األخرى‪،‬‬ ‫وبوجود سلطة قضائية مستقلة تفرض احترام القوانين‪.‬‬

‫ضمان النظام االقتصادي والسياسي‪:‬‬

‫إن القانون يسعى إلى تحقيق استقرار النظام االقتصادي والسياسي‪ ،‬وذلك لمجابهة األزمات االقتصادية‬ ‫والسياسية التي تمر بها المجتمعات المعاصرة‪ ،‬فأصبحت الدولة تتدخل في األنظمة االقتصادية تدخال‬ ‫مباشرا‪ ،‬بعدما كانت مجرد شرطي تمارس المراقبة فقط‪ ،‬إن الظواهر االقتصادية في تطور مستمر ولهذا‬ ‫فالقانون يتدخل لتقديم الحلول المناسبة‪ .‬كما يتدخل القانون لتحقيق األهداف السياسية في المجتمع‪،‬حيث‬ ‫ينظم الشكل السياسي للدولة‪ ،‬ويحدد طبيعة العالقات بين السلطة العليا للدولة والسلطة التشريعية‬ ‫والتنفيذية والسلطة القضائية‪.‬‬ ‫ففي النظام الديمقراطي‪ ،‬فالقانون هو الذي يحدد ما إذا كانت الدولة تتبنى الديمقراطية المباشرة‬ ‫أو الديمقراطية النيابية‪ ،‬وهو الذي يحدد النظام القانوني للحكم‪ .‬يستهدف النظام القانوني في المجتمع‬ ‫الديمقراطي الحفاظ على اكبر قدر من التوازن واالستقالل بين سلطات الدولة‪.‬‬ ‫نظرا ألهمية القانون في حياة المجتمع‪ ،‬البد من القيام بحمالت للتوعية‪ ،‬ونشر الثقافة القانونية ليزيد‬ ‫من التزامهم به وتطبيقهم له‪ .‬بحيث يكون جميع المواطنين متساويين في خضوعهم للمساءلة القانونية‪،‬‬ ‫فالقوانين وضعت من طرف األفراد ولصالح األفراد‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪13‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)19‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪،‬‬ ‫كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة‬ ‫اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي‬ ‫يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى‬ ‫أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر‬ ‫صفحات جريدة الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو‬ ‫القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬وقد استوفينا رسائله –حسبما عثرنا عليه‪ -‬في الحلقات الماضية من هذه الجريدة‪ ،‬ونثنّي برسائل ولده العالمة الوزير‬ ‫سيدي محمد أفيالل الصادرة منه والواردة عليه‪.‬‬

‫[الرسالة الثالثة والسبعون]‬

‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي‬ ‫التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله ويفيده ببعض األحداث‬ ‫التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد‬

‫الحمد هلل وحده‬ ‫وآله وصحبه وسلم‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيّدنا الوالد المحترم‪ ،‬أعزّك اهلل‬ ‫وحفظك‪ ،‬والسّالم التّامّ عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫فقد وافاني كتابك األعزّ مفيداً سالمة األحوال التي هي‬ ‫أهمّ اآلمال‪ ،‬معلماً ُّ‬ ‫بتحقق ما كنت أظنّه من تعرّض إلذاية من‬ ‫ال يوافقه على أغراضه‪ ،‬فذاك شيء ال تحمد عقباه‪ ،‬وما ذاك إ ّال‬ ‫شأن من أطاع هواه‪ ،‬فرآه يبيع دينه بدنياه‪ ،‬وبما أخبرك به تثق‬ ‫بأخباره من اطالع (ق) على بعض مكاتبك‪ ،‬وإخباره والده بذلك‪،‬‬ ‫فقد ان أمر اهلل قدراً مقدوراً‪ ،‬وما ُقدّر في األزل ال بدّ من وقوعه‪،‬‬ ‫وال حذر من قدر‪ ،‬وذلك أني لم نأل جهداً كبيرا في كتمان مكاتبك‬ ‫بتمزيقها أو حرقها منذ أشرتَ عليّ بذلك الرموز‪ ،‬والعادة أنّه يقرأ عليّ بعض ما في مكاتب والده‪ ،‬وقد رآني تلك اآليام‬ ‫نقرأ مكاتبك وال نخبره‪ ،‬وربّما رآى فيها بعض الطول فيتوهم ما يتوهّم‪ ،‬ولمّا كان ذات يوم قبضت أحدها بمحضره قرب‬ ‫المغرب‪ ،‬فسألني هل وصل الخبر لكم برجوع (ط) عن عزمه على عزل ابن العمّ من الجامع؟ وهو جالس حذائي عن يميني‪،‬‬ ‫فقلت له‪ :‬نعم‪ ،‬فقرأ سطرين منفردين أسفل الكتاب فقط‪ ،‬ال الكتاب ك ّله‪ ،‬فرآى فيهما ّ‬ ‫أن (سي) قد اغتاظ من ذلك الخ‪ ،‬وما‬ ‫كنت تنبّهتُ لذلك الرمز‪ ،‬فاحمرّ واصفرّ‪ ،‬واستفهمني عن المشار إليه بالرّمز‪ ،‬فقلت له‪ :‬ذلك ليس برمز‪ ،‬ولعله تصحيف‪،‬‬ ‫وال أدري ما هو‪ ،‬وقد وقع بقلبي ما وقع‪ ،‬ففهم بقرارئن األحوال أنّه لوالده‪ ،‬ثمّ بعد ذلك بمدّة ظهر عليه أثر ذلك‪ ،‬وصار‬ ‫يلوّح إليّ ّ‬ ‫بأن ولد (ج) البدّ أن يرشح رغما على أنّه أعدائه‪ ،‬وكذا وكذا‪ ،‬وترك استدعاءه لي لدار (سي) مدّة مديدة بعد أن‬ ‫كان يستدعيني‪ ،‬ومرّ العيد وما استدعاني‪ ،‬فعلمت ّ‬ ‫أن ذلك لسبب‪ ،‬وتحيّرت فيه [‪ ]...‬أن يكون تعرضك لعدم تنفيذ البقية‬ ‫المنفذة‪ ،‬وكتبك للجبّاص مع من اتّهم بذلك‪ ،‬وإن كنت استبعده غاية‪ ،‬وما ظننتُ أنّه ما ذكرتَه‪ ،‬ولم تزل المدة تطول‬ ‫وذلك يتناسى حتّى استدعاني لقراءة الشفا بدار (سي)‪ ،‬وللفرجة بالبساط على العادة هناك‪ ،‬وبعد أن كنتُ عزمت ساعة‬ ‫على أن نلومه على ما فعل‪ ،‬رجعت عن ذلك خشية أن يؤذي الحال إلى هرج‪ ،‬فهذا شرح القضية‪ ،‬وال بأس أن تخبرني ّ‬ ‫بالثقة‬ ‫المخبر لك‪ .‬كما أخبرت بإتيان النظارتين المخالفتين للعادة من الكتب للقاضي الخ‪ ،‬وطلبت أن نعلمك بالواقع‪ ،‬فإنا [‪ ]...‬عن‬ ‫جميع ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ألن وقت إتيانه بتلك الظواهر مكتوب على صوانها اسم القائد‪ ،‬وهو في غاية الفرح‪ ،‬لم نسأله عن ذلك‪ ،‬وألقيت‬ ‫له أذنا صما‪ ،‬وقد ذكر لي أنّه سيكتب لولد (ج) يطلب منه أن يكون الفياللي عدال معه‪ ،‬وكنت استحسنتُه لعدم ّ‬ ‫اطالعي‬ ‫على إسناد أمر ذلك للقاضي‪ .‬وعلى ّ‬ ‫كل حال ما أمرت بتنفيذه فنفذه‪ ،‬وما ال فأنت في سَعة منه‪ّ .‬‬ ‫(إن السالمة من سلمى الخ)‪.‬‬ ‫وقد أجاب (سي) (ق) بفرح الكبير والصغير حتى النساء لنظارة من وليها إال أعداءه‪ .‬هذا وستنشأ عداوة أيضاً للعامل‬ ‫مع (سي) حيث كتب األول [‪ ]...‬يطلبان استرجاع القيسي لمح ّله بدون علم (سي) واغتاظ (ق) وأجابهما (س) بعدم الرّجوع‪.‬‬ ‫وصاحب المخالة قد سافر لحضرتكم‪ ،‬وما كنت أخبرتك به في جانب الكالوي لم يصحّ‪ ،‬ولع ّله سيقدم‪ .‬وباشدور الفرنسيس‬ ‫قد ظهر منه اإلذعان إلخالء الدار البيضاء ووجدة وأمور لم تخطر لك ببال‪ .‬وقد قرأنا هذا األسبوع‪ ،‬وأما الذي قبله فقد‬ ‫وقعت بطالته ألجله وفاة سيدي حماد الصنهاجي بالحجاز‪ ،‬وأخبرني عن أحوال الناظرين وسيرتهما وسيرة من يعتمدان‬ ‫عليه معك‪ .‬وقد قبضت كتابا قبل أمس تاريخه من السيّد مصطفى‪ ،‬وبطيّه كتاب لندفعه (لسي)‪ ،‬ونعلمه بوصوله على يد‬ ‫الصفار‪ ،‬وها أنا قد دفعته ل (ق) إذ ذلك غاية مجهودي‪ .‬وأجبت المذكور‪ .‬وقد كنتُ أخبرت بشتم الحسن األعرج الريسوني‬ ‫للصفار بمحضرك‪ ،‬ولم ندر تفصيل ذلك‪ .‬وأمّا قضية الرياض المتنازع فيه‪ ،‬فقد استفتى (ط) العلماء فيه‪ ،‬فأفتوا ّ‬ ‫بأن العمل‬ ‫على التجديد الحادث بعد االقطاع وإبطال اإلقطاع‪ ،‬ومراده قطع حجة صاحب الحماية‪ .‬كذا أخبرت‪ ،‬مسلما على سيّدتنا‬ ‫الوالدة‪ ،‬واإلخوة‪ ،‬واألختين والصهرين‪ ،‬وسائر أبناء العمّ‪ ،‬ومن هنا الرفيق وأبناء عمّه‪ ،‬والمرير‪ ،‬والخمّال والدّليرو وأخريف‬ ‫والسالم‪ .‬في ‪ 26‬محرم فاتح عام ‪1327‬هـ‪.‬‬ ‫والريسوني الزال في حيص بيص‪ ،‬ال يدري ما يفعل‪ ،‬وقد ع ّلق على (ط) عمالة على أن يسمح له بجميع ماله في البنك‬ ‫اإلنجليزي‪.‬‬

‫[الرسالة الرابعة والسبعون]‬

‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى صديقه السيّد محمد بوعسل يطمئنّ فيها على أحواله ويرجو صفحه عما‬ ‫بدر منه]‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫حفظ اهلل مجادة المحب األوفى‪ ،‬واألخ األصفى‪ ،‬الفقيه األديب اللبيب األريب‪ ،‬سيدي محمد بوعسل وعليك ألطف‬ ‫تسليمات وافيات نضوع نشرها بنسيم القبول‪ ،‬وأشرف تحيات صافيات متوجة بالقبول‪ ،‬فقد وصلت مكاتبتك الثالث كلها‬ ‫منبئة بسالمة األحوال واألمن من سائر األهوال‪ ،‬مهنئا في األول بحلولنا الحضرة اإلدريسية بالسالمة والعافية‪ ،‬هناكم‬ ‫اهلل بكل خير‪ ،‬ووقاكم من كل شر وضير‪ ،‬ومستفهما في الثاني عن الحامل على عدم الجواب‪ ،‬معاتبا على ذلك أتم عتاب‪،‬‬ ‫فقد أبديت لك العذر قبل في الكتاب المرسول‪ ،‬وأجبت بأن عذري عندك مقبول‪ ،‬ومجاوبا في الثالث عما أصدرنا لك من‬ ‫الكتاب‪ ،‬فكنت بالكل كالصائم رأى الهالل‪ ،‬أو الحائم عاين الماء الزالل‪ ،‬وكانت تلك المكاتب آلالم القلوب مداويا‪ ،‬وهيجت‬ ‫أشواقا‪ ،‬وحركت ساكنا‪ ،‬وذكرتني عهودا وما كنت ناسيا‪ ،‬وانجبر بها الخاطر‪ ،‬وكان قبل كثيرا ووضعها على مقلتيه وقد‬ ‫ابيضّتا من الحزن‪ ،‬فارتد بصيرا‪ ،‬معلما بما قد كان حصل لك من التوهم الناشئ عن إبطاء الجواب بخبر ديل النسيان‪،‬‬ ‫محذرا عن ذلك أتم تحذير ألنه ليس من شيم اإلخوان‪ ،‬آمرا بتذكر ما مضى لنا من األخوة الصافية والعيشة الراضية إلخ‬ ‫ما ذكرته‪ .‬أعلم أنه وإن صدر منك فيما مضى ما يوجب ذلك ويحتمه من األفعال الذميمة التي ال يرتكبها إال من احتوى‬ ‫على كل رذيلة‪ ،‬الالتي لو أنبئت بها قبل عيانها لكذبت المنبئ وحكمت بحالها‪ ،‬وال يحتاج لذكر جزئياتها‪ ،‬إذ فاعلها أحق‬ ‫بإجمالها وتفصيلها‪ ،‬حيث خالفت العهد وقطعت حبل الود بمتودد منه‪ ،‬وبدا منك ما كان خافيا‪ ،‬وجردت سيفا للعداوة‬ ‫ماضيا‪ ،‬وتكدرت األحوال بعد صفوها وقست القلوب بعد لينها‪ ،‬وصار كل بنفسه مشتغل‪ ،‬ويحمل ما يقدر عليه من‬

‫الرذائل وأفعال أرباب الفواحش مستضل‪ ،‬وذلك كله مساعدة للحساد‬ ‫الشامتين المشائين بالنميمة الغائبين‪ ،‬الذين سموا جهدهم في‬ ‫خذالننا‪ ،‬وجحدوا ما سلف لهم من إحساننا‪ ،‬بعد أن رأوا ما اتصفنا‬ ‫باألخوة التي ال يحصى بها كل من يدعيها‪ ،‬وال من يبالغ الجهد في‬ ‫أسبابها‪ ،‬وبتعاطيها‪ ،‬وقد اشتملوا على أوصاف من قال في المعنى‪،‬‬ ‫وجمع فيه لمن يريد معرفة أوصافهم ليحذرها‪ ،‬ما أغنى بها مجدهم‬ ‫اغتياب من كان غائبا هو تسبيحهم خلق النهار‪ ،‬والمين هو تهليلهم‬ ‫قيل وقال‪ ،‬وذكرهم كله مزاح‪ ،‬وضحك لمن يجد الجدين في وجودهم‬ ‫كأس اإلناء الذي به يخرون األذقان‪ ،‬للحر والقين‪ ،‬وإن وردت يوما‬ ‫من الدهر لقيتهم أتوها ولو حبوا‪ ،‬ولو دون رجلين‪ ،‬فصم بكم إن‬ ‫تكلم عالم وعمى عن استبانة الشين والزين‪ ،‬فلم أوفيهم غير فاقد‬ ‫عقله‪ ،‬وغير محشي القلب بالجهل والرين‪ ،‬وغير غريب في التباغض‬ ‫والتيه والجهل‪ ،‬وإني وإن كنت غير مجتنب هذه الرذائل العظام‪ ،‬لكني‬ ‫أفعل بعضها وأترك منها الجسام‪ ،‬وإني وإن كنت األخسَّ من الورى‬ ‫فحسبي قول الحق في موضع المين‪( :‬فقد ضربت عن ذلك صفحا)‪،‬‬ ‫وصرت أتذكر أيام األخوة‪ ،‬فأنوح على ذلك نوحا‪ ،‬وأقول‪ :‬إن اإلنسان‬ ‫محل النسيان‪ ،‬وطريقة اإلخوان التجاوز والغفروان‪ ،‬والمحبة تستر‬ ‫العيوب‪ ،‬وليس في الحب لمحبوب ذنوب‪ ،‬سيما وقد تقدمت بيننا من خالص األخوة وصافي المودة ما ال يبلغ معه بيننا‬ ‫ذنب‪ ،‬يستوجب عتب‪ ،‬وحيث حصل بفضل التقصير فال ينبغي التبادر واإلسراع إلى النكير‪ ،‬وينبغي أن يحمل باب التأويل أو‬ ‫الصفح الجميل‪ ،‬إذ قلما صفا ود من كدر‪ ،‬أو خلصت محبة من غير‪ ،‬وإني واهلل على صفاء باطنك‪ ،‬ولطف شمائلك‪ ،‬ال زلت‬ ‫معوال في بقاء الوداد‪ ،‬غير مبال بسعاية الحساد‪ ،‬وتحققت بأن األمر الذي فرط ال شك أنه من الغلط ويزيدني تحققا بأنه من‬ ‫زلة القدم مبادرة الكل لغاية التأسف والندم‪ ،‬ند ما أكثر من ندامة الكسعي على قومه‪ ،‬والفرزدق على عرسه‪ ،‬ويا ليت هذا‬ ‫الندم لو حصل قبل تراني في البلدان واألقطار وقوى األوطان عني واألوطار‪ ،‬بحيث يمكن خال في ما مضى ببلوغ المنى‪،‬‬ ‫ولكن و(أنى لإلنسان ما تمنى)‪.‬‬ ‫وعن عين طيب لقيانا تجافينـا‬ ‫أضحى الثناء بديـال من تدانينـا‬ ‫شوقا إليكم وال جفت مآقينـــــا‬ ‫بنتم وبنا فما ابتلــت جوانحنـــا‬ ‫سودا وكانت بكم بيضاء ليالينا‬ ‫حالت لفقدكم أيامنــا وغــــدت‬ ‫يقضي األسى علينا لوال تأسينا‬ ‫نكاد حين تناجيكــم ضمائرنـــا‬ ‫إن الزمان الذي قد كان يضحكنا أنسا بقربكم قد عاد يبكينـــــا‬

‫[الرسالة الخامسة والسبعون]‬

‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله ويفيده ببعض‬ ‫أخباره الشخصية في رحلته للبلد الحرام]‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيدنا الوالد‪ ،‬الجدير من الخيرات بكل طارف وتالد‪ ،‬وإقرائك جميل السالم‪ ،‬وجليل التحية واإلكرام‪،‬‬ ‫وتجديد العهد بمكارم سيادتكم‪ ،‬والسؤال عنكم وعن كافة أحوالكم‪ ،‬أدامها المولى وفق آمالنا وآمالكم‪ ،‬فموجبه تبشيركم‬ ‫بأنا والحمد هلل رب العالمين خرجنا من مكة المشرفة يوم الثامن من الشهر وهو يوم الخميس‪ ،‬وبتنا بمنى ثم ذهبنا‬ ‫لعرفات محل األنوار والتجليات‪ ،‬وأقمنا بها إلى أن حطنا الوقوف الواجب والوقوف الركني‪ ،‬وبعد أن تحقق الغروب‪ ،‬وفزنا‬ ‫والحمد هلل بالمطلوب والمرغوب‪ ،‬أفضنا من حيث أفاض الناس‪ ،‬وحططنا الرحال بمزدلفة بعد العشاء‪ ،‬وبتنا به وصلينا‬ ‫الصبح أول وقته‪ ،‬وذكرنا اهلل عند المشعر الحرام إلى األسفار‪ ،‬ثم ذهبنا إلى منى‪ ،‬رمينا جمرة العقبة‪ ،‬ونزلنا إلى مكة‪ ،‬فحلقنا‬ ‫ثم طفنا طواف اإلفاضة‪ ،‬وسعينا وحل لنا ما كان محرما علينا باإلحرام‪ ،‬فالحمد هلل على ما هدانا‪ ،‬نسأله سبحانه كما وفقنا‬ ‫وبلغنا مأمولنا أن يكمل إحسانه وإنعامه بأن يتقبل منا بمحض فضله وجوده‪ ،‬وأن يجعل حجنا مبرورا‪ ،‬وذنبنا مغفورا‪ ،‬وال‬ ‫ينظر إلى ما صدر منا من التفريط والتقصير‪ ،‬وأن يردنا إليكم مسالمين تائبين‪ ،‬لربنا عابدين‪ ،‬هذا وقد كان العبد الضعيف‬ ‫في ضيافة اهلل مدة من تسعة أيام‪ ،‬أصابه أوال الصداع الشديد برأسه‪ ،‬ثم الحرارة في البدن منعته من الرقاد‪ ،‬ثم عاقب‬ ‫ذلك الحالقم‪ ،‬ثم قرحة في رأس ركبته منعته القيام والغدو والرواح‪ ،‬وهذه األخيرة كانت أيامَ خير حتى منعته زيارة مشاهد‬ ‫منى‪ ،‬وأمس أمس تاريخه تفجرت وخرج منها من الصديد قدر كبير‪ ،‬وحصل له بذلك راحة كبيرة‪ ،‬وهو اآلن على فراش‬ ‫العافية فالحمد هلل على زيارة اهلل‪ ،‬تقبل اهلل وجعل ذلك من كفارة الذنوب‪ ،‬ولم يسلم من المرض أحد من رفقتنا‪ ،‬بل من‬ ‫أهل بلدنا‪ ،‬فكلهم أصيبوا بالصداع والحرارة‪ ،‬وغالبهم ال يتعدى مرضه أكثر من ثالثة أيام‪ ،‬وقد خرجت الوقفة بعرفة سالم ًة‪،‬‬ ‫مع أنها بالجمعة‪ ،‬ولم يقع بها كبير موت‪ ،‬بل فدى النزر اليسير فقط‪ ،‬ولم يتيسر لنا ذبح الهدي بمنى كما هو المطلوب‪،‬‬ ‫لتعذر شرائه من عرفات‪ ،‬وعدم من يسوقه إلى منى‪ ،‬وعلى فرض سوقه يحوزه المكلفون من جانب المخزن‪ ،‬ويدفنونه‬ ‫أسفل األرض بحيث ال ينتفع به الفقراء‪ ،‬ونحن سنشتريه اليوم من مكة‪ ،‬ونخرج إلى التنعيم فنذبحه وندفعه للفقراء‪ ،‬وقد‬ ‫كنا اشترينا خزانة انتفعنا به أيام النسك بعرفات ومنى ومزدلفة وسنصحبها معنا في العشارية‪ ،‬وقد طال اشتياقنا لورود‬ ‫كتابكم جدا ويا ليتكم لو كنتم كتبتم بيد الحريري‪ ،‬ولما بدا اكتبوا لنا للمدينة فورا‪ ،‬كتبا متوالية بيد سيدي محمد بن جعفر‬ ‫بين كل كتاب نحو الخمسة أيام‪ ،‬وقد شيعوا بيننا أن الذي قتلوا (ط) وأن من كان حاال بدار الدبيبغ قام لآلخذ بالنار منهم‪،‬‬ ‫فوقع بالمغرب هرج كبير‪ ،‬وال أظن صحة ذلك‪ ،‬وزادوا أن المعلم بذلك سيادتك التي بتلغراف وقد سألني عن ذلك أهل‬ ‫بلدنا وبعض أهل فاس فقلت لهم ليس لهم علم بذلك‪ ،‬وأن ما قبضت من والدي كتاب قط‪ ،‬وهذا ما وجب به اإلعالم‪،‬‬ ‫مطالبا من سيادتكم عدم [‪ ]...‬من خاطركم‪ ،‬وعدم نسياننا من صالح أدعيتكم‪ ،‬مسلما منا على سيدتنا الوالدة بأتمه‪ ،‬وعلى‬ ‫األخوين والصهرين وسائر أبناء العم‪ ،‬ومنا عليكم الرفقاء وكلهم بخير وسيادة الصنو على أحسن ما يكون من العافية‪،‬‬ ‫بعد أن أصابته الحرارة والصداع أوال‪ ،‬كما كنت أخبرتك بذلك والسالم في يوم الثالثاء ‪ 13‬من ذي الحجة عام ‪1329‬هـ‪..‬‬ ‫ونحن ننتظر إذن شريف مكة للجمالين بالذهاب إلى المدينة فيذهب معهم وال إخاله يأذن لهم إال بعد التاريخ بنحو‬ ‫العشرة أيام أو أكثر وبعد هذا نكتب لكم وله‪.‬‬ ‫من نجلكم محمد كان اهلل له‪.‬‬ ‫ولدك عبد السالم‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫وقفات مع حديث عمر ابن اخلطاب ر�ضي اهلل عنه‬ ‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجـة‬

‫�أركان الإميان ال�ستة (الإميان بالكتب والر�سل)‬ ‫(‪)6/4‬‬

‫مي ِان؟‪.‬‬ ‫ب يِن عَ ِن الإِ َ‬ ‫جوابا على �س�ؤال جربيـــل عليه ال�ســــالم‪� :‬أَ ْخ رِ ْ‬ ‫الل وَ َم َال ِئ َك ِت ِه وَ ُك ُت ِب ِه وَ ُر ُ�س ِل ِه وَ ا ْل َي ْو ِم‬ ‫َق َال �صلى اهلل عليه و�سم « �أَنْ ُت ْ�ؤمِ نَ ِب هَّ ِ‬ ‫الآخِ ِر وَ ُت�ؤْمِ نَ ِبا ْل َقد َِر َخ رْ ِيهِ وَ َ�ش ِّرهِ »‪ ،‬فبالإ�ضافة �إلى الإميان باهلل بوجوده‬ ‫وجودا �أزليا �سابقا على جميع الكائنات وباقيا بعد فناء كل املوجودات‪،‬‬ ‫وبربوبيته ووحدانيته وب�أ�سمائـــه احل�سنى و�صفاتــه الكاملة العلــيا‪،‬‬ ‫وب�أن له ملك ال�سماوات واالر�ض يخلـــق ما ي�شاء ويهب ما ي�شاء ملن ي�شاء‪،‬‬ ‫عامل الغيب وال�شهادة‪.‬‬ ‫والإميان باملالئكة وب�أنهـــم من مخلوقات اهلل �سبحانــه وتعالى‪ ،‬خلقهم‬ ‫اهلل لعبادته وطاعته‪ ،‬يجب علينا �أن ن�ؤمن ب�أن اهلل تعالى �أنزل على ر�سله‬ ‫كتبا تعلم النا�س احلكمة وتهديهم �إلى �سبل الر�شاد‪ ،‬هي حجة للعاملني‬ ‫ومحجة لهم ود�ستورهم الذي يحدد معامل حياتهم و�أ�س�س دينهم‪ ،‬ون�ؤمن‬ ‫ب�أنه تعالى �أنزل على كل ر�سول مبعوث �إلى قومه كتابا لتبيان �سبل احلق‬ ‫ات وَ �أَن َز ْل َنا‬ ‫ومعامل الدين‪ ،‬م�صداقا لقوله تعالى‪َ « :‬ل َق ْد �أَ ْر َ�س ْل َنا ُر ُ�س َل َنا ِبا ْل َب ِّي َن ِ‬ ‫ا�س ِبا ْلق ِْ�سطِ ۖ « ونعلم من هذه الكتب‪:‬‬ ‫مَعَ ُه ُم ا ْل ِك َت َ‬ ‫اب وَ المْ ِيزَانَ ِل َي ُقو َم ال َّن ُ‬ ‫• �صحف �إبراهيم ومو�سى عليهما ال�سالم وال نعلم عن هذه‬ ‫ال�صحف �شيئا‪ ,‬وال يوجد لها ذكر �إال يف القر�آن الكرمي يف‬ ‫�سورة الأعلى «قد �أفلح من تزكى وذكر ا�سم ربه ف�صلى‪،‬‬ ‫بل توثرون احلياة الدنيا والآخرة خري و�أبقى‪� ،‬إن هذا لفي‬ ‫ال�صحـــف االولى �صحف �إبراهيم ومو�سى» ويف �سورة النجم‪:‬‬ ‫«�أفرايت الذي تولى‪ ،‬و�أعطى قليال و�أكدى‪� ،‬أعنده علم الغيب‬ ‫فهو يرى‪� ،‬أم مل ينب�أ مبا يف �صحف مو�سى و�إبراهيم الذي وفى»‪.‬‬ ‫يقول ابن جرير الطربي يف جامع بيان العلم‪ :‬و�أما ال�صحف فهي‬ ‫جمع �صحيفة‪ ،‬و�إمنا عني بها كتب �إبراهيم ومو�سى‪ .‬وقد �أخربنا‬ ‫النبي �صلى اهلل عليه و�سلم بتاريخ نزولها‪ ،‬فقد روي عن واثلة‬ ‫بن الأ�سفع �أن ر�ســـول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم قـــال‪�« :‬أنزلت‬ ‫�صحف �إبراهيم عليه ال�سالم يف �أول ليلة من رم�ضان‪ ،‬و�أنزلت‬ ‫الثورات ل�ست م�ضني من رم�ضان‪ ،‬والإجنيل لثالث ع�شرة خلت‬ ‫من رم�ضان‪ ،‬و�أنزل الفرقان لأربع وع�شرين خلت من رم�ضان»‬ ‫رواه �أحمد‪.‬‬ ‫• الزبور ‪ :‬الذي �أتاه اهلل �سيدنا داود عليه ال�سالم‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(و�آتينا داود َز ُبور ًا)‪ .‬قال ابن كثري‪ :‬الزبور هو الكتـــاب الذي‬ ‫�أوحاه اهلل �إلى داود عليه ال�سالم‪ .‬وقال القرطبي‪ :‬الزبــور كتــاب‬ ‫داود وكان مائة وخم�سني �سورة لي�س فيها حكم وال حالل وال‬ ‫حرام‪ ،‬و�إمنا هو حِ َكم ومواعظ‪..‬‬ ‫• التوراة‪ :‬وهو الكتــــاب الذي �أنزلــــه اهلل �سبحانه وتعالى‬ ‫على نبيـــه مو�سى عليه ال�سالم‪ ،‬هو �أعظــــم كتب بني �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫�إ�شتــــمل على النــــور والهداية واملوعظة احل�سنة قال تعالى‪:‬‬ ‫يف �سورة املائدة‪�ِ « :‬إ َّنا �أَن َز ْل َنا الت َّْو َر َاة فِيهَا هُ دًى وَ ُنو ٌر ي َْح ُك ُم ِبهَا‬ ‫الَ ْح َبا ُر بمِ َ ا‬ ‫ال َّن ِب ُّيونَ ا َّل ِذينَ �أَ ْ�س َل ُموا ِل َّل ِذينَ هَ ادُوا وَ ال َّر َّبا ِن ُّيونَ وَ ْ أ‬ ‫الل وَ َكا ُنوا عَ َل ْي ِه ُ�ش َهدَا َء»‪.‬‬ ‫اب هَّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ا�س ُت ْحف ُِظوا مِ ن كِ َت ِ‬ ‫• اإلنجيل ‪ :‬الذي �أنزله اهلل تعالى على �سيدنـا عي�سى عليه‬ ‫ال�سالم‪ ،‬وهـــو م�صــدق للتوراة ومتمـــــم لها‪ ،‬وموافق لها يف‬ ‫�أكرث الأمــــور ال�شرعيـــة‪ ،‬يبني بني احلق والباطل‪ ،‬ويدعـــو �إلى‬ ‫عبـــادة اهلل وحــــده‪ ،‬م�صداقا لقوله تعالى‪ :‬يف �سورة املائدة «‬ ‫وَ �آ َت ْي َنا ُه ِْ إ‬ ‫جني َل فِي ِه هُ دًى وَ ُنو ٌر وَ ُم َ�ص ِّد ًقا لمِّ َا بَينْ َ َي َد ْي ِه مِ نَ الت َّْو َراةِ‬ ‫ال ِ‬ ‫وَ هُ دًى وَ َموْعِ َظ ًة ِّل ْل ُم َّت ِق َ‬ ‫ني «‪.‬‬ ‫• القرآن الكريم‪ :‬كالم اهلل املعجز ب�آياته واملتعبد بتالوته‪،‬‬ ‫املنزل على نبيه �سيدنا محمد �صلى اهلل عليه و�سلم خامت النبيئني‬ ‫واملر�سلني ( هدى للنا�س وبينات من الهدى والفرقان)‪ .‬جاء‬

‫ربويات‬

‫ت‬

‫تبيانا للحق وحجة على اخللق �أجمعني �إلى يوم القيامة‪ ،‬لأنه‬ ‫�سبحانه تكفل بحفظه من عبث العابثني وحتريف املحرفني‪،‬‬ ‫م�صداقا لقوله تعالى‪� « :‬إنا نحن نزلنا الذكر و�إنا له حلافظون»‪,‬‬ ‫فهو عام لكل الب�شر‪ ،‬ثابت م�ستمر يف وجوده بلفظه ومعناه وبكل‬ ‫ما جاء به من �أ�سرار و�أحكام �إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫والإميان بكتب اهلل �سبحانه وتعالى يكون بالت�صديق بوجودها وب�أنها‬ ‫من عند اهلل �سبحانـــه وتعالــــى‪� ،‬أنزلها على ر�سله حجة على قومهم‬ ‫ومحجة لهم تعلمهم احلكمة و�سبل التقرب �إلى اهلل وعبادته‪ ،‬وتهديهم �إلى‬ ‫طرق الر�شد وال�صالح‪ ،‬وتعلمهم �شريعة اهلل‪.‬‬ ‫والإميان بالكتب يت�ضمن ثالثة �أمور‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬الإميان ب�أن نزولها من عند اهلل ًّ‬ ‫حق‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬الإميان مبا �س ّمى اهلل من كتبه؛ كالقر�آن الكرمي الذي نزل على‬ ‫نبينا محمد‪ ،‬والتوراةِ على مو�سى‪ ،‬والإجنيل على عي�سى‪ ،‬وال�صحف على‬ ‫�إبراهيم‪ ،‬والزبور على داود ‪ -‬عليهم جميعاً ال�صالة وال�سالم �أجمعني‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الإميان ب�أنها تت�ضمن الدعوة �إلى الإميان باهلل وتعليم‬ ‫�شريعته و�سبل هداه وتقواه‪.‬‬ ‫ومن ثمرات هذا الإميان والت�صديق‪ :‬العلم برحمة اهلل تعالى وعنايته‬ ‫بخلقه‪ ،‬حيث بعث لكل �أمة ر�سوال و�أنزل عليه كتابا ير�شد �إلى �سبل احلق‬ ‫والدين‪ ،‬و�شكر اهلل تعالى على نعمته هاته‪ ،‬والت�أمل يف حكمة اهلل تعالى �إذ‬ ‫�شرع يف هذه الكتب لكل �أمة ما ينا�سبها‪ ،‬وختم بالقر�آن الكرمي الذي جعله‬ ‫منا�سبا جلميع اخللق ولكل ع�صر ومكان �إلى يوم القيامة فكان ذلك من‬ ‫معجزاته‪.‬‬ ‫والإميان بالكتب املنزلة من اهلل �سبحانه وتعالى على ر�سله يقت�ضي‬ ‫الإميان بجميع الر�سل والأنبياء عليهم ال�سالم فامل�ؤمن يعتقد �إمياناً را�سخاً‬ ‫ثابتاً ال يتزعزع ب�أن اهلل تعالى بعث �إلى خلقه ر�سال (مب�شرين ومنذرين لئال‬ ‫يكون للنا�س على اهلل حجة بعد الر�سل)‪ .‬وال يفرق بني �أح ٍد من ر�سل اهلل يف‬ ‫ذات الر�سالة �أو بني �أحد من �أنبيائه يف ذات النبوة‪ ،‬فهو ي�ؤمن بهم جميعاً‬ ‫دون تفريق ويعظمهم جميعاً كما و�صف ذلك القر�آن الكرمي يف قوله‪� (.:‬آمن‬ ‫الل وَ َمال ِئ َك ِت ِه وَ ُك ُت ِب ِه‬ ‫ال َّر ُ�سو ُل بمِ َ ا �أُن ِز َل ِ�إ َل ْي ِه مِ نْ َر ِّب ِه وَ المْ ُ�ؤْمِ ُنونَ ك ٌُّل �آ َمنَ ِب هَّ ِ‬ ‫وَ ُر ُ�س ِل ِه ال ُن َف ِّر ُق بَينْ َ �أَ َح ٍد مِ نْ ُر ُ�س ِل ِه وَ َقا ُلوا َ�سم ِْع َنا وَ َ�أ َط ْع َنا ُغ ْف َرا َن َك َر َّب َنا‬ ‫ري)‪ .‬ويف قوله مخاطبا �سيدنا محمد �صلى اهلل عليه و�س َّلم ومن‬ ‫وَ ِ�إ َل ْي َك المْ َ ِ�ص ُ‬ ‫الل وَ َما �أُ ْن ِز َل عَ َل ْي َنا وَ َما �أُ ْن ِز َل عَ َلى �إِ ْب َراهِ ي َم وَ ِ�إ ْ�سمَاعِ ي َل‬ ‫�آمن معه ‪ُ (:‬ق ْل �آ َم َّنا ِب هَّ ِ‬ ‫وَ �إِ ْ�س َح َ‬ ‫ي�سى وَ ال َّن ِب ُّيئونَ مِ نْ‬ ‫وب وَ الأَ ْ�س َب ِ‬ ‫اق وَ ي َْع ُق َ‬ ‫و�سى وَ عِ َ‬ ‫اط وَ َما ُ�أوت َِي ُم َ‬ ‫َر ِّب ِه ْم ال ُن َف ِّر ُق بَينْ َ �أَ َح ٍد مِ ْن ُه ْم وَ َن ْحنُ َل ُه ُم ْ�س ِل ُمونَ )‪.‬‬ ‫وي�ؤمن ب�أن جميع الر�سل هم عبيد من عباد اهلل �أكرمهم بالر�سالة‬ ‫وو�صفهم بالعبودية يف �أعلى مقاماتها يف باب الثناء عليهم‪ ،‬فقال يف حق‬ ‫�أولهم نوح عليه ال�سالم‪ ( :‬ذرية من حملنا مع نوح �إنه كان عبدا �شكورا)‪،‬‬ ‫وقال يف �آخرهم وخامتهم �سيدنا محمد �صلى اهلل عليه و�سلم‪َ ( :‬ت َبا َر َك ا َّلذِي‬ ‫َنز َ​َّل ا ْل ُف ْر َقانَ عَ َلى عَ ْبدِهِ ِل َيكُونَ ِل ْلعَ المَ ِ َ‬ ‫ني َنذِي ًرا)‪.‬‬ ‫وي�ؤمن ب�أن النبوة ف�ضل وا�صطفاء من اهلل تبارك وتعالى لأف�ضل‬ ‫خلقه و�صفوة عباده‪ ،‬اختارهم اهلل حلمل الر�سالة وتبليغ الأمانة‪ ,‬قال‬ ‫ا�س �إِنَّ هَّ َ‬ ‫تعالى‪ :‬هَّ‬ ‫ري)‪.‬‬ ‫الل َ�سمِي ٌع َب ِ�ص ٌ‬ ‫(اللُ ي َْ�ص َطفِي مِ نْ المْ َال ِئ َك ِة ُر ُ�سلاً وَ مِ نْ ال َّن ِ‬ ‫وهي هبة ربانية يهبها ملن ي�شاء من عباده ويخ�ص بها من ي�شاء من خلقه‪،‬‬ ‫ال تنال باجلهد والتعب وال تدرك باملجاهدة والطاعات بل هي ف�ضل الإلهي‪.‬‬ ‫وي�ؤمن ب�أن جميع الر�سل ب�شر مخلوقون ك�سائر الب�شر لي�س لهم من‬ ‫خ�صائ�ص الربوبية �شيء‪،‬يجوز يف حقهم الأعرا�ض الب�شرية التي ال تنايف‬ ‫�أ�صل مهمتهم كالأمرا�ض غري املنفرة والأكل وال�شرب والنكاح وغري ذلك‪.‬‬ ‫قال تعالى عن �سيدنا نوح عليه ال�سالم وهو �أولهم‪ ( :‬وال �أقول لكم عندي‬ ‫خزائن اهلل وال �أعلم الغيب وال �أقول �إين ملك)‪ ،‬و�أمر �سبحانه �سيدنا محمد‬

‫ بقلم الدكتور محمد كنون احل�سني‬‫�صلى اهلل عليه و�سلم وهو خامت النبيئني �أن يقول‪ ( :‬قل ال �أملك لنف�سي‬ ‫نفعا وال �ضرا �إال ما �شاء اهلل)‪.‬‬ ‫وي�ؤمن ب�أن اهلل �سبحانه وتعالى قد خ�صهم مبجموعة من اخل�صائ�ص‬ ‫منها‪:‬‬ ‫• ال�صدق‪ :‬وهو �صفة مالزمة جلميع الر�سل عليهم ال�سالم‪.‬‬ ‫• الأمانة‪ :‬فكل ر�سول �أمني على الوحي‪ ،‬يبلغ �أوامر اهلل‬ ‫ونواهيه �إلى النا�س دون زيادة �أو نق�ص‪ ،‬ودون حتريف �أو‬ ‫تبديل‪.‬‬ ‫• الع�صمة‪:‬من الوقوع يف الذنوب واملعا�صي وارتكاب املنكرات‬ ‫واملحرمات‪.‬‬ ‫• التبليغ‪ :‬وهي �أن يبلغوا الوحي الذي نزل اهلل عليهم‪ ،‬وال‬ ‫يكتموا منه �شيئاً‪ ،‬ولو كانت لهم يف تبليغه للنا�س م�شقة‬ ‫و�إذاية‪ ،‬قال تعالى مخاطبا �سيدنا محمد �صلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬ ‫(يَا �أَ ُّيهَا ال َّر ُ�سو ُل َب ِّل ْغ َما �أُن ِز َل �إِ َل ْي َك مِ ن َّر ِّب َك ۖ )‪.‬‬ ‫�إن �إلإميان بالر�سل يقت�ضي منا الت�صديق واالعتقاد ب�أن اهلل‬ ‫�سبحانه وتعالى بعثهم من �أجل‪:‬‬ ‫• دعوة اخللق �إلى عبادة اهلل الواحد الذي ال �إله غريه‪ ،‬والإميان‬ ‫بوحدانيته‪.‬‬ ‫• تبليغ ال�شريعة الربانية و�أوامر اهلل عــــ ّز وجـــ ّل ونواهيه �إلى‬ ‫الب�شر‪.‬‬ ‫• هداية النـــا�س و�إر�شادهـــم �إلى ال�صراط امل�ستقيــم وتذكريهم‬ ‫باحل�ساب واليوم الآخر ‪.‬‬ ‫• تو�ضيح وتبيني معاين ما �أنزل على ر�سله‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ا�س َما ُن ِّز َل �إِ َل ْي ِه ْم وَ َلعَ َّل ُه ْم َي َت َف َّك ُرونَ )‬ ‫(وَ �أَن َز ْل َنا �إِ َل ْي َك ال ِّذ ْك َر ِل ُت َبينِّ َ لِل َّن ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫• �إعطاء القدوة والأ�سوة احل�سنة للنا�س يف ال�سلوك والأخالق‬ ‫احلميدة والطريق امل�ستقيـــم على هــــدى اهلل‪.‬‬ ‫• تب�شري امل�ؤمنني مبا �أع َّد لهم من النعيم الدائم جزا ًء لطاعتهم‪،‬‬ ‫ولينذروا الكافرين بعواقب كفرهم و�إقامة احلجة على النا�س‬ ‫من ربهم و�إ�سقاط ك ِّل عذر‪ .‬قال اهلل تبارك وتعالى‪ُ ( :‬ر ُ�سال‬ ‫ا�س عَ َلى هَّ ِ‬ ‫الل ُح َّج ٌة َب ْع َد ال ُّر ُ�سلِ‬ ‫ُم َب ِّ�ش ِرينَ وَ ُمنذ ِ​ِرينَ لأَال َيكُونَ لِل َّن ِ‬ ‫وَ كَانَ هَّ‬ ‫اللُ عَ ِزي ًزا َحكِيمًا)‪.‬‬ ‫كما يقت�ضي منا الإميان بالر�سل �أن نعتقد اعتقادا جازما ب�أن اهلل عزَّ‬ ‫وج َّل ف�ض َّل بع�ض الر�سل على بع�ض‪ ،‬وخ�صَّ بع�ضهم بخ�صائ�ص مل توجد‬ ‫يف غريهم ورفع رتبة بع�ضهم فوق رتبة الآخرين من الر�سل قال اهلل تبارك‬ ‫وتعالى‪ِ ( :‬ت ْل َك ال ُّر ُ�س ُل َف�ضَّ ْل َنا َب ْع َ�ض ُه ْم عَ َلى َب ْع ٍ�ض مِ ْن ُه ْم َمنْ َك َّل َم هَّ‬ ‫اللُ وَ َر َف َع‬ ‫وح ا ْل ُقد ُِ�س)‪.‬‬ ‫ي�سى ا ْبنَ َم ْريمَ َ ا ْل َب ِّي َن ِ‬ ‫َب ْع َ�ض ُه ْم َد َر َج ٍ‬ ‫ات وَ �آ َت ْي َنا عِ َ‬ ‫ات وَ َ�أ َّي ْد َنا ُه ِب ُر ِ‬ ‫وب�أن �أولهم هو نوح عليه ال�سالم و�آخرهم �سيدنا محمد �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم‪ ,‬م�صداقا لقوله تعالى‪� ( :‬إنا �أوحينا �إليك كما �أوحينا �إلى نوح‬ ‫والنبئني من بعده)‪ .‬وقوله‪ ( :‬ما كان محمد �أبا �أحد من رجالكم ولكن‬ ‫ر�سول اهلل وخامت النبئني)‪.‬‬ ‫كما يجب �أن ن�ؤمن ب�أن اهلل �سبحانه وتعالى ختم الر�ساالت بر�سالة‬ ‫�سيدنا محمد �صلى اهلل عليه و�سلم و�أر�سله �إلى جميع النا�س‪ ,‬لقوله تعالى‪:‬‬ ‫( قل ي�أيها النا�س �إين ر�سول اهلل �إليكم جميعا‪),‬‬ ‫ومن ثمرات هذا الإميان والت�صديق �شكر نعمة اهلل على خلقه وعنايته‬ ‫بهم �إذ بعث لهم ر�سال كراما لهدايتهم و�إر�شادهم �إلى �سبل الر�شاد‪ .‬ومحبة‬ ‫ه�ؤالء الر�سل وتوقريهم والثناء عليهم مبا يليق مبقامهم‪ ,‬فهم عباد اهلل‬ ‫ا�صطفاهم لتبليغ ر�سالته فجاهدوا واجتهدوا يف تبليغ ما �أمروا به‪،‬‬ ‫وحتملوا الهجر والإذاية من قومهم من �أجل الن�صح والإر�شاد للعباد‪.‬‬

‫كيف يمكن للعالقة التربوية السليمة أن تساهم‬ ‫في تجويد األداء الدراسي؟‬ ‫• عبد الغني بلقاسم‬

‫يرى جان كلود فيلو ‪� « J.C Filloux‬أن العالقة الرتبوية تعامل‬ ‫وتفاعل �إن�ساين يتم بني �أفراد يوجدون يف و�ضعية جماعة‪ .‬و�إذا ما اعتربنا �أن‬ ‫الف�ضاء الذي حتدث فيه عمليات التعليم والتعلم هو يف الغالب الأعم حجرة‬ ‫الدر�س(الف�صل الدرا�سي) فمن الوا�ضح �أن ت�ؤ�س�س داخل هذا الف�ضاء عالقات‬ ‫ديناميكية تتخذ �شكل انخراط يف عملية توا�صل مركبة‪ ،‬وتبليغ للر�سائل‪،‬‬ ‫وتبادالت وجدانية‪ ،‬وعمليات ا�ستك�شاف ومقاومة‪.« ...‬‬ ‫انطالقا من تعريف جان كلود فيلو ن�ست�شف �أن جماعة التعلم ( مدر�س‪/‬‬ ‫متعلم)تخ�ضع مل�ؤثرات داخلية وخارجية كثرية‪ ،‬منها ما هو �سلبي‪ ،‬ومنها‬ ‫ما هو �إيجابي‪ ،‬ومنها ما هو ب�سيط �أو مركب‪ .‬وهي بذلك كتلة متار�س داخلها‬ ‫ت�أثريات متبادلة بني الأع�ضاء‪ ،‬ي�شكلون حقل تفاعالت اجتماعية‪ ،‬ويقيمون‬ ‫�شبكة من العالقات الوجدانية‪ ،‬وعالقات االجنذاب والتنافر والتعاطف‬ ‫والكراهية‪ .‬وحتدد بنية هذا احلقل‪ ،‬يف الوقت ذاته‪ ،‬كيفية م�شارك �أع�ضاء‬ ‫جماعة الق�سم يف عملية التعليم والتعلم‪ ،‬ومن ثمة �شكل العالقة الرتبوية‪.‬‬ ‫�إال �أن هذه العالقة الرتبوية (معلم ‪ /‬متعلم ) عرفت خالل ال�سنوات‬ ‫املا�ضية حتوال كبريا‪ ،‬نتيجة ظهور �أنواع جديدة من املفاهيم املرتبطة بحقوق‬ ‫الإن�سان وحقوق الطفل واالنفتاح على املتعلم‪...‬وقد ف�سرالبع�ض هذا التحول‬ ‫ب�أنه انتقا�ص من �سلطة املدر�س‪ ،‬والبع�ض الآخر اعتربه انت�صارا للمتعلمني‪.‬‬ ‫وحتول بذلك الف�ضاءاملدر�سي �إلى م�سارح للخالفات الفكرية‪ ،‬واال�صطدام‬ ‫البدين‪ ،‬وبرزت التوترات والقطائع بني مكونات اجل�سم الواحد(معلم متعلم)‪.‬‬ ‫�إن �سبب ت�أزم العالقة الرتبوية‪ ،‬يف اعتقادي‪ ،‬ناجت عن جتاهل �شخ�صية‬ ‫املتعلم‪ ،‬وعدم فهمه فهما �صحيحا‪ ،‬واالنتباه والإن�صات الدقيق ل�صعوباته‪،‬‬ ‫والأخذ بعني االعتبار خ�صو�صيات املراحل التي مير منها خا�صة فرتة‬

‫املراهقة التي تقع فيهاالتحوالت الف�سيولوجية والعاطفية لدى املتعلم‪ ،‬ت�ؤدي‬ ‫�إلى �صراعات نف�سية عميقة ت�ؤثر ب�شكل كبري على �سلوكه داخل اجلماعة‪،‬‬ ‫وهذا ما يغفله العديد من املدر�سني‪ ،‬بحيث ال زالت ال�سلطة التقليدية حا�ضرة‬ ‫يف التفاعالت داخل جماعة املدر�سة والف�صل‪ ،‬ال�شيء الذي ينتج عنه الرف�ض‬ ‫املطلق من طرف املتعلم لكل �أ�شكال العالقة ال�سلطوية‪ ،‬ترتجم يف بع�ض‬ ‫الأحيان �إلى ممار�سات عدوانية جتاهه الأ�ستاذ وامل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫ثم ي�أتي نظام التقومي ليجهز على ما تبقى من �أمل يف ترميم �صدع العالقة‬ ‫الرتبوية داخل امل�ؤ�س�سة التعليمية؛ فانتقال التالميذ من م�ستوى �أدنى �إلى‬ ‫�آخر �أعلى مبعدالت �ضعيفة‪ ،‬و�إدراجهم داخل ف�صول غري متجان�سة يدفعهم‬ ‫�إلى اعتماد �آليات دفاعية جتاه املدر�س والزمالء‪ ،‬و�سلوكات غري م�شروعة‬ ‫لتعوي�ض النق�ص؛ ال�شيء الذي ي�ؤثرا �سلبا على عملية التعلم‪ ،‬وبالتايل تفكك‬ ‫جماعة الف�صل وتك�سري ان�سجامها ومتا�سكها‪ .‬ويت�ضح االنعكا�س ال�سلبي‬ ‫لنظام هذا التقومي �أثناء االنتقال �إلى م�ستوى الأولى بكالوريا حيث ت�ؤدي‬ ‫النتائج ال�ضعيفة لبع�ض املتعلمني يف االمتحان اجلهوي �إلى الإح�سا�س‬ ‫بالف�شل وبالتايل نهج �سلوكات ت�ضاد الفعل الرتبوي الفعال‪ ،‬ويزداد هذا الت�أزم‬ ‫مع التكرار‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى هذه العوامل ال�سلبية يف العالقة الرتبوية هناك �ضعف‬ ‫البنية التحتية للم�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬والرتاجع الكبري على م�ستوى‬ ‫الأن�شطة الال�صفية‪ ،‬وغياب مراكز اال�ستماع والدعم النف�سي‪ ...‬وكذا الإهمال‬ ‫الذي طال امل�ؤ�س�سات التعليمية خا�صة باملناطق الهام�شية؛ كل هذه العوامل‬ ‫دفعتباملتعلمني �إلى اكت�ساب �سلوك م�ضاد للمقا�صد الرتبوية‪ ،‬وتقم�ص �أدوار‬ ‫الزعامة‪ ،‬ال�شيء الذي ينتج ا�ضطرابات داخل جماعة التعلم‪.‬‬

‫�إن جتويد العالقة الف�صلية‪ ،‬وبنائها بناء تربويا �سليما؛ يقت�ضي‬ ‫اال�شتغال ب�شكل ن�سقي على جميع امل�ستويات‪ ،‬و�إ�شراك كل املعنيني املبا�شرين‬ ‫(املدر�س‪ /‬املتعلم) الأ�سرة و�شركاء امل�ؤ�س�سة التعليمية وغريهم من‬ ‫املتدخلني يف ال�ش�أن الرتبوي‪.‬‬ ‫على م�ستوى الف�صل الدرا�سي‪ ،‬يجب بداية‪� ،‬إعادة النظر يف مفهوم‬ ‫ال�سلطة الرتبوية وفق معايري تربوية وعلمية‪ ،‬ون�شر ثقافة التعاقد املبنية‬ ‫على تقا�سم امل�س�ؤولية وامل�شاركة يف تدبري بع�ض �أمور الق�سم‪ ،‬والرتكيز‬ ‫على تكثيف �أن�شطة الدعم الرتبوي يف بعده الوجداين واالجتماعي والنف�سي‬ ‫والثقايف لتقوية �إدراك املتعلم بذاته وعالقته بالآخرين‪.‬‬ ‫على امل�ستوى امل�ؤ�س�سة‪ ،‬فاملطلوب �إحداث مراكز لال�ستماع والإن�صات‬ ‫لر�صد امل�شاكل امل�ؤثرة �سلبا يف العالقة الرتبوية‪ ،‬ومحاولة معاجلتها يف حينها‬ ‫بكثري من احلكمة‪ ،‬وخلق م�شاريع للم�ؤ�س�سة ينخرط فيها كل عنا�صر جماعة‬ ‫التعلم واال�شتغال داخل اجلماعة على برامج وموا�ضيع هادفة‪ .‬ويبقى‬ ‫عن�صر�آباء و�أمهات و�أولياء التالميذ �أهم عن�صر للرفع من جودة العالقة‬ ‫الرتبوية �شريطة �إ�شراكهم يف تدبري بع�ض الق�ضايا داخل امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ومد‬ ‫ج�سور التوا�صل بينهم وبني باقي مكونات اجلماعة الرتبوية‪.‬‬ ‫حا�صل القول؛ �أن العالقة الرتبوية ال�سليمة‪ ،‬املبنية على االحرتام‬ ‫املتبادل والثقة بني طريف جماعة الف�صل (مدر�س متعلم) ‪ ،‬لها �أهمية كربى؛ يف‬ ‫حت�سني جودة الأداء الدرا�سي للمعلم واملتعلم على حد �سواء‪ ،‬ويف وتكوين‬ ‫�شخ�صية متوازنة‪ ،‬متفاعلة مع الآخر‪ ،‬وم�ستفيدة من جتارب الغري‪ .‬لذا وجب‬ ‫منحها ما ت�ستحق من العناية واالهتمام خدمة للمنظومة الرتبوية‪ ،‬وتطويقا‬ ‫للعنف املدر�سي املتبادل‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫لماذا الديمقراطية في المعارك‬ ‫الكبرى تنتصر؟!!‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬ ‫ـ بعض الناس يتصورون أن القوة الكبرى هي في النظام‬ ‫الدكتاتوري‪ ،‬ولكن الديمقراطية تتميز فقط بالحرية دون أن تكون‬ ‫لها القوة‪ ،‬وهذا ليس تصورا سليما‪ ،‬فللديمقراطية لها ايضا القوة‬ ‫األكثر‪ ،‬وتقدر أن تدافع عن نفسها بجرأة ودراية‪ ،‬بل هي في هذا‬ ‫أفضل من األنظمة األخرى الشمولية وغيرها‪ ،‬ألنها تملك قوة‬ ‫كبرى أكثر‪ ،‬إلى غير ذلك‪ ،‬وال تحظى بها األنظمة األخرى كحرية‬ ‫الرأي‪ ،‬والمناقشة الحرة‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان الحقيقية‪ ،‬وتقوم‬ ‫على القيم والمبادئ السامية‪ ،‬وتحسن في السلم والحرب‪ ،‬وتقوم‬ ‫على اإلخالص‪ ،‬وال تتجاهل القيم الرفيعة‪ ،‬وتحارب في ظل القانون‪،‬‬ ‫وتحت رحمته‪ ،‬وتعمل من أجل العدل وضد الظلم‪ ،‬وتحارب اإلرهاب‬ ‫بالعقاب الذي يردعه‪ ،‬وال تتورط في ظلم جارح أو استهتار بالقيم‬ ‫والقانون‪.‬‬ ‫ونع��رف أن��ه قـد تصلنـ��ا األزم��ات‪ ،‬فيعمل البع��ض منا خارج‬ ‫القان��ون‪ ،‬أو يته��رب من أح��كام القضاء‪ ،‬وقد يكث��ر االنحالل‪ ،‬حتى‬ ‫يمك��ن أن يك��ون للتالميـــذ واآلبــ��اء والمربــون قــ��د يتعاونون‬ ‫على الغش‪ ،‬وقد يرجـــع اإلرهــــاب بعـض المرات‪ ،‬فيسفك الدمـاء‬ ‫البريـئــ��ة‪ ،‬وهذا ال يمك��ن أن نقـول عنــه أنه يزع��ج الديمقراطية‬ ‫أو يهت��ز به��ا‪ ،‬أو تفقد في نفس��ها الثق��ة المعتادة له��ا عند األمم‬ ‫والش��عوب فكل م��ن هذا هو مي��راث من عهود الطغي��ان والظلم‬ ‫المب��رح واالس��تبداد المقيت‪ ،‬ولكن الديمقراطي��ة الحقيقية تطلب‬ ‫من نفس��ها أن تقدم المثال والقدوة الحس��نة واالمثلة في تطهير‬ ‫أجهزتها من الظلم والفس��اد والتس��يب‪ ،‬وعليها أن تحترم العدالة‬ ‫الحق��ة والقانون األس��مى‪ ،‬كم��ا يجب عليه��ا تنقية س��لوكها من‬ ‫الش��بهات كالعن��ف البغي��ض والظلم المحي��ر للنف��وس والعقول‬ ‫واإلره��اب المقيت‪ ،‬كما أنه��ا بعد ذلك فهي قادرة على اس��تعمال‬ ‫كل إمكانياته��ا ف��ي أي معركة قد فرض��ت عليها‪ ،‬وذل��ك بالحرية‬ ‫المس��تدامة والرأي الصواب‪ ،‬ولها القوة بذل��ك مع من ال يعرف إال‬ ‫حوار القوة‪ ،‬ألن الديمقراطية قوي��ة كثيرا بالقدر الذي هي قانونية‬ ‫وإنس��انية وحرة بالحرية الحق��ة‪ ،‬والعدالة االجتماعي��ة والقانونية‬ ‫الضرورية الت��ي تأخذ باأللباب وتصعد بالدول إل��ى الدرجات العليا‬ ‫من التق��دم والرقي الحض��اري والخالق بالمبادئ العليا والس��امية‬

‫عاجل‬

‫للتطور اإلنس��اني الرحب واله��ادف إلى االفضل بناش��ئتنا وأبنائنا‬ ‫وبناتنا ورجاالتنا ونساءاتنا الفضليات‪...‬‬ ‫ألن المفكري��ن والمبدعي��ن واألدباء عامة يتمن��ون دائما أن‬ ‫يتهي��أ لهم مناخ ح��ر يفكرون فيه ويبدع��ون دون قيد أو حذر‪ ،‬فإن‬ ‫حظي��ت إنتاجاتهم بالرضا والقبول (في ظل الديمقراطية الحقيقية)‬ ‫قد يتحقق لهم المراد‪ ،‬والهدف األسمى والغاية النبيلة‪ ،‬وإذا لم يكن‬ ‫فال بأس من النقد والمنافس��ة دون أن يتعرضوا التهام أو محاكمة‬ ‫أو مص��ادرة عن أفكاره��م وإنتاجاتهم م��ن أجل التغيي��ر والتقدم‬ ‫الملموس والمنشود‪ .‬ويمكننا أن نقول ونربط الديمقراطية بحقوق‬ ‫األنس��ان (اقت��داء بعبارة ريتش��ارد رورتي‪( :‬لقد أصبحــ��ت حقـــوق‬ ‫اإلنســان واقعــا عالميـا) بحيث بلغ مداها وتأثيرها حدا يثير دهشة‬ ‫من صاغو إطار المشروع الدولي لحقوق االنسان‪ .‬واليوم‪ ،‬إذا أمكن‬ ‫القول إن الخطاب العام للمجتمع الكوكبي في زمـن السلم أصبحت‬ ‫ل��ه لغـــة مش��تركــة‪ ،‬فإن هذه اللغة هي لغة حقوق اإلنس��ان) (‪،)1‬‬ ‫ف��إذا تحقق��ت تحقق الع��دل والديمقراطي��ة والعدال��ة االجتماعية‬ ‫التي تـنــادي بـهــا الش��عوب واألم��م دائما‪ ،‬وبعدنا كــل البعد عن‬ ‫الغوغائية واالس��تــــبـــــداد واالضطــهــادات المقيـــتـــة التـــي‬ ‫ليــ��س لها أي مصوغ في ه��ذا الزمن الذي ينادي في��ه الكثير منا‬ ‫بالقس��طاس والعدل الحقيقي والحقوق تمنح ألصحابها مع تحقيق‬ ‫الديمقراطي��ة التي هي الس��بيل للتقدم المتي��ن والتي تدافع عنها‬ ‫كثير من الشعوب واألمم بالتضحيات الجسام‪.‬‬ ‫المرجع ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬من ص ‪ 13‬و ‪ 14‬لكتاب «فكرة حقوق اإلنسان» من‬ ‫سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬تأليف تشارلزآر بيتز‪ ،‬ترجمة شوقي جالل رقم‬ ‫‪ 421‬لشهر فبراير ‪. 2015‬‬ ‫ـ القصر الكبير في ‪.2019/05/12‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬

‫‪15‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)463‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫* األديب واإلعالمي‬ ‫والعضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية‬ ‫‪ ‬ـ فرع المغرب ـ‬

‫إلى عضوات وأعضاء مجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ‬‬

‫هل من إشارة من مجلس الجهة إلنصاف وزان صحياً‬ ‫والمصالحة مع مرضاها؟‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫‪ ‬لم يكن الهدف من سلسلة المبادرات‬ ‫الحضارية التي استدعت تنزيل أكثر من آلية‬ ‫ترافعية من أجل إقناع طيف المتدخلين في قطاع‬ ‫الصحة بأن وزان منكوبة صحيا ‪ ،‬هو قبض أهل‬ ‫وزان الكبرى على جمرة خطاب المظلومية ‪ ،‬خطاب‬ ‫ينتقد كل ما تم احرازه ‪ ،‬ويقفز على ما تم انجازه‬ ‫وينكر الحقائق ‪...‬بل ما حتم ذلك هو مرارة الواقع‬ ‫الصحي باإلقليم ‪ ،‬وشعور ساكنته بأنها توجد على‬ ‫هامش القفزة التنموية التي عرفتها جهة الشمال‬ ‫‪ ،‬ولمسها(الساكنة) بأن أوصال العدالة المجالية‬ ‫وتكافؤ الفرص قد شلت عند عتبة اإلقليم المحدث‬ ‫والملحق اداريا بجهة الشمال قبل عشر سنوات ‪.‬‬ ‫‪ ‬الترافع من أجل تجويد العرض الصحي بإقليم‬ ‫وزان ينطبق عليه الحديث الشريف « ما اجتمعت‬ ‫أمتي على ظاللة « ‪ .‬فقد تقاطعت فيه المبادرات‬ ‫وآليات الترافع المتنوعة التي جمعت بين نداءات‬ ‫الضحايا وشكاياتهم ‪ ،‬ومتابعات االطارات الحقوقية‬ ‫‪ ،‬وتدخل المؤسسات المنتخبة ونائبات ونواب دائرة‬ ‫وزان بالمؤسسة التشريعية ‪ ،‬والمنابر االعالمية‬ ‫بشقيها الورقي وااللكتروني ‪،‬ومنصات التواصل‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬وهيئات ترافعية ‪ ،‬ونقابات وأحزاب‬ ‫سياسية ‪ ،....‬وذلك كله من أجل أن تستوعب الرباط‬ ‫وطنجة بأن الخصاص بقطاع الصحة مهول ‪ ،‬وأن‬ ‫الساكنة قد ضاقت ذرعا من صم اآلذان واإلقصاء ‪،‬‬ ‫وبالتالي البد من غالف مالي استثنائي لوضع الولوج‬ ‫للحق في الصحة بوزان على قدم المساواة مع باقي‬ ‫أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة ‪.‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪463‬‬

‫في هذا السياق علمت الجريدة بأن مجلس‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة سيعقد يوم االثنين‬ ‫فاتح يوليوز ‪ 2019‬دورته العادية بمدينة طنجة‬ ‫‪ ،‬بجدول أعمال من بين النقط المدرجة به ‪،‬‬ ‫مساهمة مجلس الجهة في دعم العرض الصحي‬ ‫بالجهة بغالف مالي يوجد على عتبة ‪ 24‬مليون‬ ‫درهم ‪ .‬وتشير المعلومات التي أورتها الصحافة‬ ‫بأن لجنة االشراف والمراقبة التابعة للوكالة‬ ‫الجهوية لتنفيذ المشاريع قد أوصت خالل اجتماع‬ ‫ترأسه أخيرا ‪ ،‬رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫‪ ،‬بحضور والي الجهة ‪ ،‬ومديرة الوكالة المذكورة ‪،‬‬ ‫(أوصت) بالمصادقة على المقترحات التي ستبرمج‬ ‫في دورة االثنين المقبل ‪ ،‬والتي من بينها مقترح‬

‫تجويد العرض الصحي بالجهة ‪.‬‬ ‫‪ ‬ساكنة دار الضمانة الكبرى ( حوالي ‪400‬‬ ‫ألف نسمة ) التي انتصرت للعقل والمسؤولية‬ ‫في تعاطيها مع ملف الصحة ‪ ،‬رغم حجم المعاناة‬ ‫التي تؤدي فاتورتها من كرامتها ‪ ، ‬توجه نداء‬ ‫لكل عضوات وأعضاء مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬من أجل االنتصار للحق في العدالة‬ ‫المجالية وتكافؤ الفرص ‪ ،‬وترجيح كفة مقاربة رجل‬ ‫الدولة على مقاربة رجل السياسة المثبتة نظرته‬ ‫على استحقاق ‪ ، 2021‬وذلك بتخصيص أكبر حصة‬ ‫من الغالف المالي المرصود لتجويد العرض الصحي‬ ‫إلقليم وزان‪ .....‬إشارة ال شك أنها ستعيد األمل‬ ‫للساكنة ‪....‬واألمل رافعة تنمية مهمة يا سادة ‪ .‬‬

‫تعزية يف وفاة عمة مرا�سل ال�شمال باحل�سيمة‬ ‫الإعالمي‪ ‬فكري ولد علي‬ ‫ببالغ األسى والحزن وبقلــوب مؤمنة بقضاء اهلل وقدره‪ ،‬تلقينـــا خبر وفاة عمة زميلنا‪ ‬‬ ‫اإلعالمي فكري ولد علي بالحسيمة‪ ‬يوم الخميس الفارط على الساعة الرابعة والنصف‪ ،‬وإذ‬ ‫نشاطركم ألمكم وأحزانكم بهذا المصاب الجلل برحيلها‪ ،‬نتقدم إليكم بتعازينا القلبية‬ ‫الحارة‪ ،‬وبمشاعر المواساة والتعاطف األخوية المخلصة‪ ،‬سائلين المولى عز وجل أن يتغمد‬ ‫الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته‪ ،‬وينعم عليها بعفوه ورضوانه‪.‬‬ ‫كما نتمنى أن يلهم أهلها وكافة أفراد أسرتها الكريمة جميل الصبر والسلوان‬ ‫والسكينة وحسن العزاء‪« .‬إنا هلل وإنا إليه راجعون»‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)902‬‬

‫‪16‬‬

‫“مقاربة تحليلية لبعض القضايا الحربية‬ ‫في تاريخ المغرب”‬

‫استطاع األستاذ أحمد البسيري أن يحقق تراكما علميا غزيرا في مجال‬ ‫وضع القواعد اإلجرائية والرؤى القطاعية ذات الصلة بالتاريخ الحربي‬ ‫المغربي‪ .‬كما استطاع أن يعيد إثارة انتباه الباحثين والمؤرخين‬ ‫المتخصصين إلى حجم الفراغ المهول الذي ظل يعتري هذا الجانب‬ ‫داخل رصيد منجز البحث التاريخي األكاديمي المعاصر‪ .‬فعلى الرغم من‬ ‫تجدد ذهنيات قراءة المظان‪ ،‬وعلى الرغم من اتساع مفهوم الوثيقة‬ ‫االرتكازية في البحث وفي التجميع‪ ،‬وعلى الرغم من جرأة المدارس‬ ‫التاريخية الحديثة‪ ،‬وعلى الرغم من الطفرات الهائلة التي حققتها مناهج‬ ‫البحث المتخصصة‪ ...،‬على الرغم من كل ذلك‪ ،‬ظل التاريخ العسكري‬ ‫بعيدا عن اهتمامات المؤرخين‪ ،‬باستثناء أعمال متفرقة راكمها جيل‬ ‫مغرب االستقالل وباحثيه المجددين‪ ،‬من أمثال محمد المنوني‪ ،‬وثريا‬ ‫برادة‪ ،‬وعبد الحق المريني‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬تواري القضايا الحربية خلف‬ ‫تقليعات التاريخ االجتماعي‪ ،‬وخلف فقاقيع التنظير النزوعي‪ ،‬وخلف بريق‬ ‫المدارس المجددة‪ ،‬مثل الحوليات والوضعية والبنيوية‪...‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الحربية ال يمكن الوقوف عندها بشكل منفصل عن التاريخ العام‬ ‫للمغرب‪ .‬وبالتالي فإن تحليل األحداث الحربية ونقدها يلقي كثيرا من‬ ‫األضواء على التاريخ العام‪ ،‬ويساعد على فهمه والنظر إليه في إطاره‬ ‫المتكامل‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن وضع مؤلف تحليلي يتطرق إلى بعض القضايا‬ ‫التاريخية العسكرية له ما يبرره في الوقت الراهن‪ ،‬على اعتبار العالقة‬ ‫الوطيدة القائمة بين تطور الفعل التاريخي والفعل العسكري‪ ،‬فكالهما‬ ‫عرف تحوالت خاصة‪ ،‬ليس على مستوى الكتابة فحسب‪ ،‬بل أيضا على‬ ‫مستوى التطورات والمفاهيم العسكرية نفسها‪( ”...‬ص‪.)11 .‬‬

‫وإلضفاء بعد إجرائي على هذا السقف العلمي األصيل في التنقيب‬ ‫وفي التركيب‪ ،‬سعى المؤلف إلى تركيز البحث على قضايا قطاعية‬ ‫محددة في زمانها وفي مكانها‪ ،‬ساعيا لالبتعاد عن العموميات‬ ‫المبتذلة وعن األحكام اليقينية المتوارثة داخل اإلسطوغرافيات‬ ‫الكالسيكية والمجددة‪ ،‬اعتمادا على عدة منهجية صارمة‪ ،‬وعلى روح‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أمكن القول إن األستاذ أحمد البسيري أصبح صاحب سبق‬ ‫نقدية موجهة‪ ،‬وعلى بعد تفكيكي متحرر من ثوابت الكتابة التاريخية‬ ‫نحو إثارة قضايا لم تكن لتنال إال اهتمامات جزئية داخل اإلسطوغرافيات‬ ‫التقليدية العربية اإلسالمية‪ ،‬وكذا من ثوابت التدوينات الكولونيالية‬ ‫التاريخية المغربية‪ ،‬سواء منها الكالسيكية أم المجددة‪ ،‬ليس بفضل‬ ‫لعقود نهاية القرن ‪ 19‬والنصف األول من القرن ‪ .20‬لقد ابتعد‬ ‫كثافة معطياته التوثيقية ومظانه المصدرية‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬بفضل‬ ‫األستاذ البسيري عن عموميات التصنيفات التنميطية‪ ،‬عندما اختار‬ ‫قدرته على تقديم مقاربات نسقية لفهم إبداالت القضايا الحربية‬ ‫الخوض في الملفات الشائكة‪ ،‬عبر إثارة أسئلة تفكيكية لما يمكن‬ ‫داخل نظيمة تطور الدولة والمجتمع المغربيين خالل القرون الطويلة‬ ‫غالف الكناب‬ ‫اعتباره مداخل تأصيلية للبحث في قضايا التاريخ الحربي المغربي‪،‬‬ ‫الماضية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن صدور كتابه الجديد تحت عنوان “مقاربة تحليلية لبعض‬ ‫مثلما هو الحال مع نبشه العميق في إشكالية مصطلح السالح الناري‪ ،‬ومع‬ ‫القضايا الحربية في تاريخ المغرب”‪ ،‬خالل مطلع سنة ‪ ،2018‬في ما مجموعه ‪172‬‬ ‫من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬يشكل تعزيزا لألفق العام للبحث وللدراسة في هذا الحقل إعادة إثارته لقضية إحراق طارق بن زياد لسفنه الحربية وخطبته الشهيرة بعد نزوله بالساحل‬ ‫المليء باأللغام وباألسرار وبالطابوهات‪ .‬فمنذ صدور كتابه األول تحت عنوان “مصادر من اإلسباني‪ ،‬أو مع تداعيات مسألة مطاردة يوسف بن تاشفين للعدو اإلسباني المنهزم في‬ ‫التراث العسكري بالمغرب” (‪ ،)2014‬ثم صدور كتابه الثاني تحت عنوان “األساليب التكتيكية معركة الزالقة الشهيرة‪ ،‬أو عند تنقيبه التصنيفي في أطروحات ابن خلدون في مجال الشؤون‬ ‫العسكرية عبر تاريخ الحروب المغربية” (‪ ،)2016‬ظل العقيد البسيري حريصا على توسيع دوائر الحربية بالمغرب‪ ،‬أو عند إثاره لمسألة تحديث الجيش المغربي من منظور الفقهاء والعلماء‬ ‫بحثه في قضايا التاريخ الحربي المغربي‪ ،‬تجميعا للمظان‪ ،‬وتصنيفا للبيبليوغرافيات‪ ،‬وتفكيكا المغاربة خالل القرن ‪ 19‬من خالل نموذج العالمة الكردودي صاحب كتاب “كشف الغمة ببيان‬ ‫للمتون‪ ،‬واستلهاما للتجارب الدولية‪ ،‬واستثمارا لتجربته ولخبرته الميدانية الممتدة في الزمن‪ ،‬أن حرب النظام حق على هذه األمة”‪.‬‬ ‫وانفتاحا على أرقى تجارب البحث األكاديمي المتخصص سواء داخل المغرب أم خارجه‪ .‬فكانت‬ ‫وفي كل هذه القضايا المتداخلة‪ ،‬ظل األستاذ البسيري حريصا على إغناء تنقيباته‪ ،‬من‬ ‫النتيجة‪ ،‬تتابع صدور نتائج أعماله بإيقاع سريع ومثير‪ ،‬ال شك وأنه يساهم في سد العديد من‬ ‫الثغرات المرتبطة بمحدودية انفتاح مؤرخي الزمن المغربي الراهن على قضايا التاريخ الحربي خالل استثماره ألرصدة البيبليوغرافيا ذات الصلة‪ ،‬العربية واألجنبية‪ ،‬ومن خالل الدفع بحدود‬ ‫التأويل والتفكيك إلى أبعد المدى‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول‪ ،‬إن هذا العمل يضع قواعد رصينة‬ ‫المغربي والعربي‪.‬‬ ‫ولقد أجمل األستاذ أحمد البسيري اآلفاق العامة لعمله الجديد‪ ،‬بكلمة تركيبية تقديمية‪ ،‬لتنظيم االشتغال على قضايا التاريخ الحربي المغربي في عالقته بمجمل التحوالت التي طرأت‬ ‫جاء فيها‪“ :‬ما من شك في أن الكتابة المرتبطة بالتاريخ العسكري ما فتئت تثير اهتمام العديد على بنية الدولة والمجتمع المغربيين‪ .‬بمعنى‪ ،‬أن هذا التاريخ لم يعد مجرد تفصيل جزئي على‬ ‫من الدراسات في الوقت الراهن‪ ،‬وإن كانت تؤسس في مضمونها على قضايا تاريخية تحليلية هامش التطورات الكبرى ألنساق التحول بالدولة المغربية‪ ،‬بقدر ما أنه أضحى انعكاسا مباشرا‬ ‫تجمع ما بين الشق التاريخي والشق العسكري‪ .‬غير أنه من المالحظ أن الشق العسكري ظل ألشكال التماهي الداخلي مع “اآلخر الغازي” ثم مع “ضرورات الوقت” ومع مستلزمات تحصين‬ ‫قليل االهتمام والعناية من لدن معظم المؤرخين المغاربة عند دراستهم لتاريخ المغرب‪ ،‬وذلك الذات في ظل الشرخ الكبير في موازين القوى الذي أضحى يميز عالقة المغاربة بجيرانهم‬ ‫بالعمل على تحليل األحداث ومحاولة الكشف عن ما هو صحيح وغير صحيح‪ ،‬مع أن األحداث اإليبيريين منذ مطلع العصور الحديثة‪.‬‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬

‫(�أقا�صي�ص)‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المبدعـة‬ ‫ِّيشــة‬ ‫هذه شذراتٌ سرديــ ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر‬ ‫َ‬ ‫درب‬ ‫من شرفةِ الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حدا ٍء فجريٍّ على ِ‬ ‫الحيــارى‪ ،‬والمكلومين‪ ،‬والحالمين بمساقـطِ الغيثِ الخضير‪..‬‬ ‫هو بالأ�سى ‪:‬‬ ‫قال ل�صاحبهِ بنرب ٍة‬ ‫ميتزج فيها الزّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أن هذه الشذرات اختارت لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫صحيحٌ َّ‬ ‫ونفس ًا‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫متطر مطر ًا غدِق ًا‪ ،‬عميم ًا‪،‬‬ ‫د‬ ‫�شي‬ ‫الر‬ ‫غيمة‬ ‫كانت‬ ‫ِ‬ ‫ذاتِ‬ ‫فنيـةٍ‬ ‫نثــريـةٍ‬ ‫غـاللــةٍ‬ ‫فـي‬ ‫محةِ‬ ‫الل‬ ‫بث‬ ‫تروم‬ ‫لكنها‬ ‫قصيراً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وينفح ِ�سالل التني‪،‬‬ ‫والقلوب‪،‬‬ ‫هوب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال�س َ‬ ‫ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحبَ بها‪ ،‬وفتــح ذراعيــه لساللها‪ ،‬فقد يغ�سل ُّ‬ ‫بيت‬ ‫هرولت‬ ‫والعنب‪ ،‬والزَّ يتونِ ‪ ..‬و�أ ّنى‬ ‫َ‬ ‫فخراجها �إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها‬ ‫ُ‬ ‫الرغد‪ ،‬وال َّنعيم‪ ،‬وال ُّنعمى ‪!..‬‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫واخضالل المآب ‪..‬‬ ‫بكالم �أ�شبه بال َّتعاوي ِذ !‬ ‫مل يجبه �صاح ُبهً ‪ ،‬وغمغ َم‬ ‫ٍ‬ ‫�إنها ُ‬ ‫نفثة م�صدورٍ ‪..‬كيف يب ّثها و�أين؟ وهل يجد‬ ‫َ‬ ‫واملفي�ض ؟‬ ‫متن َّف�سها‬ ‫ُ‬ ‫وي�ست�رشف �أف َقها‬ ‫يرفع ب�رص ُه �إلى �سماء بغداد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وي�رشع يف الع ِّد ‪:‬‬ ‫‪..‬‬ ‫د‬ ‫البعي‬ ‫البعي َد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫غيوم ‪..‬‬ ‫قطيع‬ ‫ثالث ‪..‬‬ ‫غيمة ‪ ..‬غيمتان ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تتف�ص ُد‬ ‫لعلها تزحف‪ ،‬لعلها تندى‪ ،‬لعلها‬ ‫بحبات ف�ض َّيةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫متلألئةٍ بي�ضاء ‪!..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫رت م�آقيها‪،‬‬ ‫الغيمات م�سجونة‪ ،‬مغلولة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حتج ْ‬ ‫ّ‬ ‫أنهارها ‪ ،‬فال املاء يهمي مط َّيب ًا ‪ ..‬وال ال ُ‬ ‫أر�ض‬ ‫وج ّفت � ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تهتزُّ‬ ‫ب�ساتني‬ ‫ينت�صب مزهُ ّوا ‪ ..‬وال‬ ‫بهجة ‪ ..‬وال ال ّنخل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الـمغ َد ْو َدنِ اخل�ضري ِ‪!..‬‬ ‫بزمنها‬ ‫حتلم‬ ‫افدين‬ ‫الر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يرفع ك َّفيه �إلى ال�سماء و ُي َت ْمت ُِم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫باقات اخ�رضارِ ها‪،‬‬ ‫تلملم‬ ‫بغداد‬ ‫يارب‪:‬‬ ‫“رحماك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫حقائب‬ ‫وحتزم‬ ‫�صباحتِها‪ ،‬يف قيامةِ الدخان‪ ،‬وزلزلةِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين ‪ .‬ال�شارقة ـ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫متاحف‬ ‫جتتاح‬ ‫أزرق‬ ‫ال َّدم ‪..‬‬ ‫و�سنابك ال َّلونِ الأحمرِ وال ِ‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫�شيد‪..‬‬ ‫غيمة ال َّر ِ‬

‫وعناكب‬ ‫والوريف‪ ،‬وامل�ؤ َّثلِ ‪..‬‬ ‫بيح‪ ،‬واخل�ضيلِ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫اخلوف ِّ‬ ‫والنفو�س‪.”..‬‬ ‫تع�ش ُ�ش يف املدائنِ ‪ ،‬واملنازلِ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫خ�رضاء‪ ..‬ال‬ ‫الهثة‪،‬‬ ‫تتوالى ابتهاالتُهُ ند ّي ًة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫�صوت �صاحبهِ ‪:‬‬ ‫ينت�شلهُ منها �إال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫غي ٌم ٌ‬ ‫يبحث عن‬ ‫نحو بغداد ‪..‬‬ ‫كثيف‬ ‫يزحف‪ ،‬الآن‪َ ،‬‬ ‫الر�شي ِد ‪!..‬‬ ‫ب�ساتنيِ َّ‬

‫ٌ‬ ‫خ�ضراء‬ ‫كرمة‬ ‫ُ‬

‫نور احليا ِة يف ن�أْ َن�أَ ٍة ح ْلو ٍة ر�ض َّيةٍ ‪،‬‬ ‫نب َت ٌة َغ َّ�ض ُة ل َث َم ْت َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رَ‬ ‫الفرحة وروداً‬ ‫فاهتزَّ‬ ‫البيت بالزَّ غاريدِ‪ ،‬وانتث ْت‬ ‫ُ‬ ‫ويا�سمين ًا‪..‬‬ ‫متت َم ال ُأب يف قرار ِة نف�سه‪:‬‬ ‫ـ ليته كان ذكر ًا يرث ال َّن�سبنيِ ‪ ..‬لكنَّ ال َ‬ ‫رزق‬ ‫إناث ٌ‬ ‫ورغ ٌد‪..‬‬ ‫َ‬ ‫آكلت ال�سنون‪ ..‬ف�إذا بال َّن ْب َتةِ كرمة خ�رضاء تته َّدلُ‬ ‫ت� ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يتو ُج‬ ‫ال�ص‬ ‫أب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫بك‬ ‫إذا‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫‪..‬‬ ‫ة‬ ‫وي�رس‬ ‫مينة‬ ‫عناقي ُدها‬ ‫ابرِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫قر ْ‬ ‫رت جلنة املناق�شةِ بعد التداول منح الطالبةِ‬ ‫“ ّ‬ ‫ال�رشف الأولى مع‬ ‫“ �سمية“ درجة الدكتوراه مبرتبة‬ ‫ِ‬ ‫بطبع الر�سالةِ وتوزيعها على اجلامعات “‪.‬‬ ‫ال َّتو�صية ِ‬ ‫تق َّدم الأَ ُب لتهنئةِ ابنتهِ يف ن�شو ِة َّ‬ ‫الظافرِ قائ ًال‪:‬‬ ‫الرجالِ ‪! ...‬‬ ‫ـ� ِ‬ ‫أبليت يا بن َّيتي َ‬ ‫بالء ِّ‬


‫العدد ‪1000‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫ميغيل آسين بالثيوس‬ ‫)‪MIGUEL ASIN PALACIOS (1781-1944‬‬ ‫قمة االستعراب اإلسباني المعاصر ‪3/3‬‬ ‫كان آسين بالثيوس أول من أثار مسألة‬ ‫التأثير اإلسالمي في دانتي‪ ،‬وعالج هذه التأثيرات‬ ‫بالتفصيل‪ ،‬وأثبت نظريته بالحجج والبراهين بما‬ ‫اليحتمل الشك‪ ،‬وهوجم كتابه هجوما عنيفا‪،‬‬ ‫وخاصة من طرف الدارسين اإليطاليين‪ ،‬إال أنه‬ ‫حظي بتقدير كبير بعد ذلك في األوساط العالمية‬ ‫وترجم إلى اللغة اإلنجليزية والفرنسية‪ .‬إال أن‬ ‫الشيء الوحيد الذي كان ينقصه هو «الدليل‬ ‫القاطع على وصول هذه الكتب اإلسالمية إلى‬ ‫الغرب في لغة يفهمها األروبيون‪ ،‬وبخاصة‬ ‫إلى فلورانس في القرن الثالث عشر‪ ،‬حيث ولد‬ ‫دانتي وعاش‪ ،‬لقد كانت الحجة الوحيدة التي‬ ‫ساقها االنتقال المباشر تدعم رأيه احتماال وليس‬ ‫نصا‪ ،‬وهي رحلة «برونتو التيني» أستاذ دانتي‬ ‫وصديقه‪ ،‬إلى إسبانيا عام ‪1210‬م سفيرا لبلدية‬ ‫فلورانس لدى بالط الفونسو العاشر المعروف‬ ‫بالحكيم ملك قشتالة…وبعد وفاته بخمس‬ ‫سنوات أي ‪1949‬م اكتشف باحثان‪ ،‬كان كل‬ ‫منهما يعمل مستقال عن اآلخر‪ ،‬إن قصة المعراج‬ ‫قد ترجمت والى أكثر من لغة أوربية ‪ :‬قبل مجيء‬ ‫دانتي إلى الحياة‪.‬‬ ‫لقد اكتشــف الباحث اإليطالـي «أنريكــو‬ ‫تشرولي» أن ثمة كتابا عربيا يحوي قصة المعراج‬ ‫أمر ألفنسو العاشر (حكم من ‪ 1252‬إلى ‪1284‬م)‬ ‫إبراهيم الطليطلي (الحكيم) بترجمته من العربية‬ ‫إلى القشتالية… وفي العام نفسه نشر العالم‬ ‫اإلسباني «خوسي مونيوت سيندينو» “‪JOSE‬‬ ‫‪”MUNUOZ SENDINO‬نص الترجمات الثالث‪ :‬القشتالية والالثينية والفرنسية مع مقدمة وتعليقات‬ ‫ودفع الباحث اإلسباني بالبحث خطوة أوسع إلى األمام حين وضع يدنا على النص القشتالي‪ ،‬وكان أصال‬ ‫للتراجم األوربية كلها‪ ،‬وقد تمت هذه التراجم الثالث عام ‪1264‬م‪ ،‬أي قبل ميالد دانتي بعام» ‪.‬‬ ‫(هناك مؤلفات كثيرة في هذا الصدد المكتوبة بالخط العربي األعجمي ‪AL‬‬ ‫‪ JAMIADO‬تجمع المعتقدات اإلسالمية حول هذا الموضوع «أدب المعراج» مضافا‬ ‫إليها إسهابات موريسكية تشير إلى الحياة اآلخرة لنذكر في هذا الصدد قصة (يوم‬ ‫الحساب) التي تكررت في مخطوطات كثيرة‪( .‬مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس رقم‬ ‫‪ )290‬والتي تصف لنا طريقي الجنة والنار‪ .‬أو قصة اإلسراء بمحمد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬والمعراج إلى السماوات‪ ،‬وهي قصة شائعة ذائعة مليئة بالخيال غاية في‬ ‫الجمال والشاعرية‪.‬‬ ‫(مخطوط بالمكتبة الوطنية بمدريد ‪ )5053-5223‬وفيها يصعد النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم على البراق مخترقا السماوات سماء إلى سماء)‪.‬‬ ‫عن مجلة « الثقافة العربية» الليبية ‪ /‬عدد ‪ :‬السابع‪ .‬السنة التاسعة‪1982 .‬م‪.‬‬ ‫(أدب أواخر المسلمين المجهول في إسبانيا)‪ .‬ألباروجالميس ذي فونيش ‪/‬‬ ‫‪ – A.G.DE FUENTES‬ص ‪ 63‬إلى ‪.69‬‬ ‫وكان المستشرق الفرنسي «بلوشيه» – “‪ BLOCHET‬أول من أشار إلى وجود‬ ‫عالقة قوية بين فكرة دانتي في الكوميديا اإللهية وبين ما جاء في القرآن من وصف‬ ‫الجنة والنار وذلك سنة ‪1901‬م فكتب مقاال بعنوان‪ :‬المصادر الشرقية للكوميديا‬ ‫اإللهية» مؤكدا أثر اإلسالم على آراء دانتي‪ ،‬ولكنه لم يبين آرءه تلك على أسس متينة‬ ‫ولم يقدم البراهين الكافية التي تثبت نظريته ‪.‬‬ ‫كما عرض عدد من الباحثين العرب لتأثير الثقافة اإلسالمية والعربية في‬ ‫(الكوميديا اإللهية) وكان «سليم البستاني» من أول الذين أجروا مقارنة بين «رسالة‬ ‫الغفران» و»الكوميديا اإللهية» وذلك في أثناء ترجمته لألليادة سنة ‪1904‬م إذ قال‬ ‫‪»:‬إن من أحسن مالحم المولدين‪ ،‬ملحمة نثرية جمع فيه صاحبها شتيت المعاني ‪،‬وأوغل‬ ‫في التصوير‪ ،‬حتى سبق دانتي الشاعر اإليطالي «وملثون» الشاعر اإلنجليزي إلى بعض‬ ‫تخيالتها‪ ،‬أال وهي (رسالة الغفران)ألبي العالء المعري‪.‬‬ ‫وتحدث عبد اللطيف الطيباوي في كتابه «التصوف اإلسالمي العربي‪ :‬بحث في تطور‬ ‫الفكر العربي) الذي صدر في القاهرة ‪1928‬م‪ ،‬أي بعد نشر الترجمة اإلنجليزية لكتاب‬ ‫آسين بالثيوس سنة ‪1926‬م‪ ،‬عن بتأثير الثقافة اإلسالمية في الكوميديا اإللهية «وقد‬ ‫عالج هذه القضية المقارنة – كما يقتضي سياقه في فصل يقع في ست عشرة صفحة‬ ‫بعنوان «ابن العربي ودانتي «‪ ،‬قدم فيه عرضا مركزا للكتاب «أقيم على طريقة تحليلية‬ ‫علمية يكفي أن نقول فيها إن الرأي عدها من عجائب التأليف»‪ .‬فشرح المؤلف مباحث‬ ‫الكتاب األربعة التي تناولت أوال روايات اإلسراء والمعراج» كمصدر للكومييديا اإللهية‬ ‫والتراث األدبي والصوفي عند المعري وابن عربي‪ ،‬ثم حلل بعض العناصر الصوفية‪،‬‬ ‫كما وردت في (الفتوحات المكية) موضحا مشابهتها ألجزاء الكوميديا‪ ،‬وبحث في‬ ‫القسم الثالث األقاصيص النصرانية واألساطير األوروبية التي كانت شائعة في‬ ‫العصور الوسطى قبل دانتي وكانت بدورها مستقاة من مصادر عربية إسالمية‪،‬‬ ‫وفي القسم الرابع‪ ،‬وهو على حد تعبير األستاذ «الطيباوي» ‪»:‬أهم أقسام الكتاب‬ ‫وأدقها بحثا و أقواها حجة» ‪.‬‬ ‫وقد تعرض للموضوع من بعده – الطيباوي – بعض الباحثين العرب‪ ،‬وذلك في‬ ‫مؤلفات مستقلة أو في أبحاث خاصة‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كتاب «بين المعري ودانتي» – عفاف بيضون – صدر سنة ‪.1947‬‬ ‫‪ - 2‬كتاب «األدب المقارن»‪ -‬محمد غنيمي هالل – صدر سنة ‪ .1953‬تعرض‬ ‫لقضية التأثير اإلسالمي في (الكومييديا اإللهية) وأوضح عمق تأثير بعض المشاهد‬ ‫من وثيقة المعراج في الكومييديا اإللهية)‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫‪ - 3‬كتاب «رسالة الغفران» عائشة بنت الشاطئ‪.‬‬ ‫صدر سنة ‪(.1964‬فصل خاص بالغفران والكوميديا‬ ‫اإللهية)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬كتاب «دور العرب في تكوين الفكر األوروبي»‪.‬‬ ‫عبد الرحمن بدوي – صدر سنة ‪ 1965-‬فصل خاص‬ ‫بالمصادر اإلسالمية للكومييديا اإللهية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬كتاب «على هامش الغفران»‪ .‬لويس عوض‪.‬‬ ‫صدر سنة ‪(1966-‬بين أن أكبر مؤثرين في بناء‬ ‫الكوميديا اإللهية كانا بحسب الترتيب في األهمية‬ ‫هما (قصة المعراج) ثم (رسالة الغفران)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬كتاب «تاريخ آداب اللغة العربية»‪ .‬جورجي‬ ‫زيدان‪ .‬صدر سنة ‪( 1967‬فصل خاص عن تشابه‬ ‫بين (رسالة الغفران) و (الكوميديا اإللهية ) و(ضياع‬ ‫الفردوس) «لملثون» ولكن المعري سبقهما ببضعة‬ ‫قرون)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬كتاب «دراسات مقارنة» إبراهيم عبد الرحمن‬ ‫‪/‬صدر سنة ‪( 1975‬أورد فصال محكما بعنوان «األصول‬ ‫اإلسالمية للكوميديا اإللهية) تناول فيه تاريخ‬ ‫المشكلة وعرض أهم عناصرها بدقة شديدة وتوازن‬ ‫كبير‪ ،‬وعقد مقارنة بين الرموز الدينية واالجتماعية‬ ‫عند دانتي ونظائرها في «رسالة الغفران»‪.‬‬ ‫‪ - 8‬كتاب «رحلة الروح بين ابن سينا وسناتي‬ ‫ودانتي»‪ .‬رجاء جبر‪ .‬صدر سنة ‪( .1977‬عالقة‬ ‫الكومييديا اإللهية ) بالمصادر الشرقية التي عالجت‬ ‫الرحلة إلى العالم الغيبي عالجا فلسفيا صوفيا)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬كتاب «دانتي ومصادره العربية واإلسالمية»‪ /‬عبد اللطيف صالح‪ /‬صدر سنة ‪. 1978‬‬ ‫‪ - 10‬كتاب «المعراج والرمز الصوفي»‪ .‬نذير العظمة ‪.‬صدر سنة ‪.1982‬‬ ‫‪ - 11‬كتاب « تأثير الثقافة اإلسالمية في الكومييديا اإللهية لدانتي» صالح فضل‪.‬‬ ‫صدر سنة ‪.1985‬‬ ‫(من األبحاث الجادة التي تعرضت للمشكلة‪ ،‬فقد حاول فيه أن يستوعب بشكل مباشر‬ ‫المادة العلمية المقارنة التي استخدمت في الدراسات األوروبية‪ .‬ويطلع على نصها العربية‬ ‫األصيلة‪ ،‬ويقدم إعادة ترجمة وعرض لوثيقة «المعراج»‪ ،‬التي أصبحت البرهان األخير في‬ ‫القضية)‪.‬‬ ‫(انظر ذلك بالتفصيل في مجلة «أبحاث اليرموك» –سلسلة اآلداب واللغويات المجلد‬ ‫الخامس‪ .‬العدد الثاني‪1987.‬م )‪.‬‬ ‫(نموذج مبكر للنقد األدبي المقارن في الثقافة العربية المعاصرة‪ :‬قراءة لكتاب‬ ‫قسطاكي الحمصي (منهل الوراد في علم االنتقاد)‪ .‬يوسف أبو العدوس (ص‪ :‬من ‪ 73‬إلى‬ ‫‪.)84‬‬ ‫سيظل كتاب آسين بالثيوس ونظريته من بين اإلسهامات الجيدة في تاريخ الفكر‬ ‫االستشراقي الموضوعي‪ ،‬والتي فتحت أعين الكثير من الباحثين في الشرق والغرب على‬ ‫ما أسهمت به الحضارة العربية والثقافة اإلسالمية في التراث اإلنساني بصفة عامة‪ .‬وإن‬ ‫المرء ليمتلئ تقديرا وإعجابا لمثل هذا اإلنجاز العظيم‪ ،‬وبالروح العلمية الموسوعية التي‬ ‫تناول بها أبحاثه ودراسته ومقارناته «ولم يكن يتردد في الدفاع عن الموقف اإلسالمي‬ ‫في مواجهة مستشرقين أوروبيين آخرين علمانيين‪ ،‬وكان الوحيد الذي وقف في وجه‬ ‫المستشرق الهولندي «دوزي» حين عرض لعفة ابن حزم في حبه وردها إلى أصول‬ ‫مسيحية» ‪.‬‬ ‫وخالصة القول فإن آسين بالثيوس تجرد للعمل بمنهج دقيق‪ :‬قرأ فأوعى واستفاد‬ ‫وأفاد‪ ،‬قدر أهمية اإلسالم الذي فهمه «ككل فهما عميقا‪ ،‬وعلى الرغم من معرفته‬ ‫العميقة باإلسالم كنظام نجده يختار أن يتخصص في أفراد بعينهم أو في الحضارة‬ ‫اإلسالمية بإسبانيا وما أعطته للحضارة األوروبية أو استنفاد المصادر اإلسالمية األولى‬ ‫المدفونة في المكتبات القديمة والتي أهملها معاصروه من العلماء‪.‬‬ ‫إن إسهامه في إعادة اكتشاف المصادر اإلسالمية يتضح لنا من مدى التوثيق‬ ‫الشاسع الذي يقدمه استشهادا على ما يكتب‪ ،‬كما أن دراساته عن العالقة بين‬ ‫الحضارة اإلسالمية والنهضة األوربية قد أسهمت في خلق موقف جديد عند كثير من‬ ‫المستشرقين األوروبيين وكذلك أدت إلى قيام الكثير من المناظرات المتأججة…‬ ‫فكان يتحرى التفكير العلمي‪ ،‬إذ أن طريقته في ترتيب المادة هي طريقة تتسم‬ ‫بالمنهجية الشديدة والعمق إذ نجده يقترب من تعظيمه جميع الجوانب المتعددة‪،‬‬ ‫والنقد الشديد إذ نجده يختار بدقة وعناية المادة ذات الصلة الوثيقة بالموضوع من‬ ‫خالل معرفته الدقيقة بأكبر عدد من المصادر المتوفرة‪ .‬وكانت أسئلة عميقة وتضفي‬ ‫على أعماله روح األصالة» ‪.‬‬ ‫لقد أثرى آسين بالثيوس الفكر األندلسي وأعطاه كل عمره وبنى صرحا قويا في‬ ‫تاريخ الفكر األندلسي ‪.‬‬ ‫وخصصت له شعبة اللغة اإلسبانية وآدابها بجامعة القاهرة بتعاون مع معهد‬ ‫الدراسات اإلسالمية بمدريد ومعهد التعاون مع العالم العربي بمدريد من ‪ 11‬إلى ‪14‬‬ ‫يناير سنة ‪1992‬م أياما دراسية تكريما لشخصه واعترافا بقيمته العلمية شارك فيها أكثر‬ ‫من ثالثين باحثا ومستعربا من إسبانيا والعالم العربي وقد تناول هؤالء مواضيع تختص‬ ‫بحياته الفكرية ودراسة نظرياته العلمية إضافة إلى دراسات عن التراث األندلسي بصفة‬ ‫عامة ‪.‬‬


18

2019 ‫ يوليوز‬8 ‫ �إلى‬2 ‫الثالثـاء‬

1000 ‫العدد‬

‫ورشة تكوينية حول الثقة بالنفس من خالل النظر في المرآة لجمعية األنوار النسوية بالقصر الكبير‬ ‫في إطار األنشطة السنوية لجمعية األنوار النسوية وتعزيز التنمية الذاتية لدى النساء تم تنظيم يوم‬ ‫ من تأطير المحللة‬، ‫ الثقة بالنفس من خالل النظر في المرآة‬: ‫ ورشة تكوينية حول‬2019/6/22 ‫السبت‬ .‫النفسية فريدة العاطفي‬ ‫ وقد كان فرصة لالستماع للنساء من أجل‬، ‫اللقاء عرف حضورا مميـزا من مختلف الشرائح االجتماعية‬ ‫مالمسة أهم المشاكل التي تعاني منها المرأة كالخيانة الزوجية والعنوسة والطالق والعنف و العجز الجنسي‬ ‫ حيث شكلت الورشة محطة لتعزيز الثقة بالنفس من‬،‫مع تقديم نصائح وتوجيهات هامة‬.... ‫والخوف من الفقد‬ . ‫خالل الثقافة النفسية‬ ‫اختتم اللقاء بتسليم شهــادة تقديرية كعربون شكـــر وامتنــان للدكتورة فريدة العاطفي على تطوعها‬ .‫بهذه الحصة لفائدة عضوات ومستفيدات جمعية األنوار النسوية‬

‫ر‬.‫ب‬.‫ع‬

BILAN Tableau n°1

T ableau n°1

BILAN ) ACTIF (

société ACHAMAL 2000 EXERCICE CLOS LE 31/12/2018 EXERCICE

ACTIF Brut

Net

Net

et Provisions

31/12/2018

31/12/2017

EXERCICE CLOS LE 31/12/2018 PASSIF

EX . PRECEDENT

Amortissements

BILAN ) PASSIF (

société ACHAMAL 2000

Exercice

Exercice Précédent

31/12/2018

IMMOBILISATION EN NON VALEUR )a(

31/12/2017

CAPITAUX PROPRES

Frais préliminaires

Capital social ou personnel (1)

Charges à repartir sur plusieurs exercices Primes de remboursement des obligations

moins: Actionnaires, capital souscrit non appele

IMMOBILISATIONS INCORPORELLES )b(

10 000,00

10 000,00

-850 103,83

-979 245,43

dont vers..

A C

Moins : Capital appelé

Immobilisations en recherche et développement

Moins : Dont versé

T

Brevets, marques, droits et valeurs similaires

I

Fonds commercial

F

Autres immobilisations incorporelles IMMOBILISATIONS CORPORELLES )c( Terrains

I M M O

Constructions Installations techniques, matériel et outillage Matériel de transport Mobiliers, matériel de bureau et aménagements divers

F

Prime d'emission, de fusion, d'apport

I

Ecarts de reevaluation

N

Reserve legale

A

Autres reserves

N

Report à nouveau (2)

C

Resultat net de l'exercice (2) TOTAL DES CAPITAUX PROPRES )a(

E

B

Autres immobilisations corporelles

I

Immobilisations corporelles en cours

L

IMMOBILISATIONS FINANCIERES )d(

I

Prêts immobilises

CAPITAUX PROPRES ASSIMILES )b(

E

Subventions d'investissement

N

Provisions reglementees

129 141,60

-836 925,78

-840 103,83

S

Autres créances financières

M

3 178,05

E

Titres de participation

T

Autres titres immobilises ECARTS DE CONVERSION - ACTIF )e( Diminution des créances immobilisées Augmentation des dettes de finance

TOTAL I ) a+b+c+d+e(

STOCKS )f(

P

DETTES DE FINANCEMENT )c(

E

Emprunts obligataires

R

Autres dettes de financement

M

Marchandises Matières et fournitures consommables

A C

Produits en cours Produits interm. et produits resid.

T

Produits finis 451,00

I

CREANCES DE L'ACTIF CIRCULANT )g(

451,00

F

Fournis. débiteurs, avances et acomptes Clients et comptes rattaches

A

PROVISIONS DURABLES POUR RISQUES ET CHARGES )d(

N

Provisions pour charges

E

Provisions pour risques

N

ECARTS DE CONVERSION - PASSIF )e(

T

Augmentation des creances immobilisees Diminution des dettes de financement

C

Personnel

-836 925,78

-840 103,83

Comptes d'associés

P

DETTES DU PASSIF CIRCULANT )f(

843 632,90

844 860,38

Autres débiteurs

A

Fournisseurs et comptes rattaches

745 881,87

805 881,87

S

Clients crediteurs, avances et acomptes

S

Personnel

I

Organismes sociaux

79 775,67

25 365,15

F

Etat

17 975,36

13 613,36

TOTAL II ) f+g+h (

843 632,90

844 860,38

TOTAL I+II+III

6 707,12

4 756,55

451,00

I R C U

Etat

451,00

Compte de régularisation actif

L N

TITRES ET VALEUR DE PLACEMENT )h( ECART DE CONVERSION - ACTIF )i(

TOTAL II ) f+g+h+i(

T R E S O R .

TRESORERIE - ACTIF

451,00

451,00

6 256,12

6 256,12

4 756,55

Chèques et valeurs à encaisser

TOTAL I ) a+b+c+d+e (

Comptes d'associes

Banques, T.G & CP Caisses, régies d'avances et accréditifs

TOTAL III

TOTAL GENERAL I+II+III

6 256,12

6 256,12

4 756,55

C

4 756,55

I

Comptes de regularisation - passif

6 707,12

6 707,12

4 756,55

R

AUTRES PROVISIONS POUR RISQUES ET CHARGES )g(

C

ECARTS DE CONVERSION - PASSIF )h() Elements circulants (

T

TRESORERIE PASSIF

R

Credits d'escompte

E

Credit de tresorerie

S

Banques ( soldes crediteurs )

6 256,12

6 256,12

Autres creances

U

O

TOTAL III

(1) Capital personnel debiteur (2) Beneficiaire (+) . deficitaire (-)


‫حمودان لن يلعب ألي فريق مغربي‬ ‫عدا اتحاد طنجة في الموسم القادم‬ ‫صفحة‬

‫‪19‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫الثالثاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫التعاقد مع المدرب الجزائري نبيل نغيز‬ ‫لقيادة سفينة اتحاد طنجة في الموسم‬ ‫القادم هل كان قراراً صائباً ؟‬

‫سؤال يطرح نفسه بإلحاح في الظرف الراهن وبعد موسم اتسم بعدم‬ ‫االستقرار وبسلبية النتائج وضياع فرصة المشاركة في كأس الكونفدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة القدم‪ ...‬وفي ظل الغموض الذي سبق اإلعالن عن إسم‬ ‫المدرب الجديد حيث رشح العديد من المتتبعين المدرب محمد أمين‬ ‫بنهاشم الذي سبق أن قاد الفريق إلى تحقيق الصعود للدوري االحترافي‬ ‫ونفي المكتب المسير وإصداره لبالغ يؤكد فيه تجديد الثقة في المدرب‬ ‫عبد الرحيم طاليب الذي انتقل رسميا لتدريب فريق الجيش الملكي‪.‬‬ ‫وفوق هذا وذاك محدودية اإلنجازات التي قام بها المدرب الجديد‬ ‫وأهمها تأهيل فريق شباب الساورة الجزائري لدور المجموعات لكأس‬ ‫االتحاد اإلفريقي على حساب اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫المتتبعون لمسيرة اتحاد طنجة دائما يتساءلون من الشخص الذي‬ ‫يسهر على انتداب المدربين والالعبين‪ ،‬وهل هـو مؤهل للقيام بهذه‬ ‫المهمة‪ ،‬وقد بلغ هذا التساؤل مداه الموسم المنقضي بعد جلب المدرب‬ ‫التونسي العجالني و رزنامة من الالعبين أغلبهــم ظلـوا على كرسي‬ ‫االحتياط ولم يقدموا اإلضافة المرجوة‪.‬‬ ‫لذلك وحتى ال تتكرر المهزلة ويبقى الفريق مرة أخرى يدور في حلقة‬ ‫مفرغة عليه أن يأخذ العبرة والدرس ‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى ما صرح به المدرب الجزائري الجديد نتمنى أن يكون‬ ‫الموسم المقبل أحسن من سابقه وأن يعطي الطاقم التقني المرجو منه‪.‬‬ ‫ويعتبر المدرب نبيل نغيز رابع مدرب جزائري يقود سفينة اتحاد طنجة‬ ‫عبر التاريخ بعد محي الدين خالف ورابح سعدان وعبد الحق بنشيخة‪.‬‬

‫الطاقم التقني الجديد ال تحاد طنجة‬

‫قطع عبد الحميد أبرشان رئيس اتحاد طنجة لكرة القدم الشك‬ ‫باليقين فيما يتعلق بمستقبل المهاجم أحمد حمودان ‪.‬‬ ‫أبرشان أكد أن حمودان ال يزال مرتبطا بعقد مع فريق اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم لموسم آخر وأنه لن يلعب ألي فريق مغربي غير االتحاد‬ ‫في الموسم الكروي المقبل‪ .‬مشيرا في نفس الوقت إلى احتمال إعارته‬ ‫لفريق خارج المغرب في حال تقديم عرض مالي يليق بقيمة الالعب‪.‬‬ ‫وكان الالعب أحمد حمودان قد لعب الموسم الماضي لفريق النصر السعودي كمعار‪.‬‬ ‫و راجت بعد عودته من السعودية أخبار تشير إلى احتمال انتقاله لفريق الرجاء الرياضي مقابل‬ ‫‪ 200‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫وكان المهاجم أحمد حمودان من الركائز في هجوم فارس البوغاز‪ ،‬وقد ساهم مساهمة فعالة‬ ‫وإيجابية في تتويج اتحاد طنجة بلقب الدوري االحترافي ألول مرة في تاريخه‪.‬‬

‫مناف�سات «الكان»‬ ‫األسود يهزمون منتخب «كوت ديفوار»‬ ‫ويعبرون للدور ثمن النهائي‬ ‫لكأس أمم إفريقيا بمصر‬

‫حقق المنتخب المغربي لكرة القدم إنجازا تاريخيا‬ ‫بعدما فاز على كوت ديفوار بهدف دون مقابل برسم ثاني‬ ‫جوالت المجموعة الرابعة لكأس افريقيا لألمم المقامة‬ ‫حاليا بمصر‪.‬‬ ‫هدف وال أروع من رجل المهاجم النصيري إثر تمريرة‬ ‫ساحرة على المقاس على رجل نجم المباراة نور الدين‬ ‫أمرابط‪.‬‬ ‫هدف قضى على آمال وأحالم منتخب كوت ديفوار‬ ‫الذي كان يمني النفس بالفوز من المنتخب المغربي الذي‬ ‫اقصاه العام الماضي في التصفيات المؤهلة إلى كاس‬ ‫العالم روسيا ‪.2018‬‬ ‫وقد كان بامكان األسود الفوز بأكثر من هدف في هذه‬ ‫المباراة المصيرية لو احتسب الحكم الكامروني الذي قاد‬ ‫اللقاء ركلة جزاء بعد إسقاط الالعب حكيمي داخل المربع‪..‬‬

‫وأيضا بعدما نابت العارضة عن الحارس اإليفواري في‬ ‫التصدي لقذيفة المزواري الصاروخية في اللحظات األخيرة‬ ‫من عمراللقاء‪.‬‬ ‫الفريق المغربي قدم أداء بطوليا وبصم على مباراة‬ ‫تاريخية‪ ..‬وأكد أنه عازم على لعب أدوار متقدمة وطالئعية‬ ‫في هذه البطولة القارية بعدما احتل صدارة المجموعة‬ ‫الرابعة بست نقاط وضمن رسميا التأهل إلى الدور ثمن‬ ‫النهائي‪ ،‬قبل المباراة األخيرة التي سيخوضها ضد منتخب‬ ‫جنوب إفريقيا‪..‬‬ ‫يبقى التركيز على القادم من المباريات للسير بعيدا‬ ‫في هذا المحفل الر ياضي القاري للتأكيد على أن الكرة‬ ‫المغربية تسعى جاهدة السترداد مكانتها وألقابها وفي‬ ‫المقدمة كأس إفريقيا لألمم التي غابت عن خزائن الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬منذ عام ‪ 1976‬بأديس أبابا‪.‬‬

‫في حفل تقديم المدرب الجديد التحاد طنجة‬

‫«الهدف تحقيق نتائج إيجابية في الموسم القادم»‬ ‫بعد التعاقد مع المدرب الجزائري نبيل نغيز أصبح الطاقم التقني التحاد‬ ‫طنجة على الشكل التالي‪.‬‬ ‫ــ المدرب ‪ :‬نبيل نغيز‪.‬‬ ‫ــ المدرب المساعد ‪ :‬عبد الواحد بنقاسم‪.‬‬ ‫ــ المعد البدني ‪ :‬سعيد الحموني‪.‬‬ ‫ــ مدرب الحراس ‪ :‬محمد بيسطارة‪.‬‬ ‫عقد المدرب الجزائري مدته سنتان‪ ،‬مقابل مبلغ شهري بقيمة ‪15‬مليون‬ ‫سنتيم‪.‬‬

‫بعد طول انتظار وتكتم أفصح اتحاد طنجة عن المدرب الذي سيتولى اإلشراف على طاقمه الفني في الموسم القادم‪ .‬ويتعلق األمر‬ ‫بالمدرب الجزائري نبيل نغيز الذي كان قد أقصى اتحاد طنجة من دوري أبطال إفريقيا مع فريق شبيبة الساورة الجزائري‪.‬‬ ‫وفي حفل تقديمه لوسائل اإلعالم أكد السيد عبد الحميد أبرشان رئيس الفريق على أن المدرب نبيل نغيز يتماشى مع أهداف‬ ‫وطموحات الفريق وتمنى له النجاح في مهمته وإعادة التوهج التحاد طنجة في الكروي المقبل‪.‬‬ ‫المدرب نبيل نغيز وفي الكلمة التي القاها بالمناسبة أكد أنه يعرف اتحاد طنجة بعدما واجهه في دوري أبطال إفريقيا عندما كان‬ ‫مدربا لفريق شبيبة الساورة الجزائري‪ ،‬كما يعرف العبيه معرفة دقيقة وهو ما سيسهل عليه المهمة في البداية‪.‬‬ ‫نغيز أكد أيضا أنه يعرف أن فارس البوغاز يتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة الشيء الذي يتطلب المزيــد من الجهـود لتحقيــق النتائج‬ ‫اإليجابية وإرضاء عشاق وأنصار النادي‪.‬‬ ‫وأوضح أنه اليفكر في إحداث تغييرات كبيرة على تشكيلة فارس البوغاز بل سيكتفي فقط ببعض الالعبين الذين بإمكانهم إعطاء‬ ‫اإلضافة‪.‬‬ ‫واختتم المدرب الجديد التحاد طنجة تصريحه بالقول ‪ :‬لدي طموحات وأهداف كبيرة أسعى لتحقيقها مع اتحاد طنجة وأتمنى أن‬ ‫أكون عند حسن ظن مسؤولي الفريق وانتظارات جماهيره و آمل أن تتظافر جهود الجميع لتحقيق األهداف المتوخاة والمتمثلة في تحقيق‬ ‫نتائج ايجابية في الدوري االحترافي وفي كأس العرش وإنهاء الموسم في رتبة مؤهلة إفريقيا‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪� 2‬إلى ‪ 8‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1000‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الثالثة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربي والعربي واإلنساني‬ ‫بمختلف تعبيراته‪ ،‬تسائلها حول تجربتها في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بها عبر تذكرة سفر معنوية‬ ‫وروحية إلى الماضي وإلى المستقبل‪.‬‬ ‫تذكرة السفرالثالثة مع اإلعالمية ثريا الصواف‪ ،‬أحد أبرز الوجوه التلفزيونية المغربية ما بين مرحلة‬ ‫الثمانينيات والتسعينيات و ‪ ،2000‬فقد أغنت المشاهدة التلفزية المغربية بتجربتها المؤكدة‪ ،‬وطبعتها‬ ‫بالعديد من اإلنجازات الفارقة وقتها‪ ،‬فقد حاورت المرأة بشجاعة نادرة كبار الشخصيات السياسية والثقافية‬ ‫العالمية‪ ،‬من رؤساء الدول والحكومات‪ ،‬وكانت أول إعالمية مغربية استطاعت أن تلج إلى عوالم القصر الملكي‬ ‫المغربي الداخلية في مهمة إعالمية لم تكن سهلة على اإلطالق‪.‬‬

‫• عبد اإلله المويسي‬

‫انتهـت تجربـة ميدي‪ ،1‬والح في‬ ‫أفق مشوارك منعطف ثان‪ ،‬كان تجربة‬ ‫التليفزيون‪ .‬ما المستجدات والمتحوالت‬ ‫التي رسمـت التمهيد النتقالـك من‬ ‫«الصوت» إلى «الصورة» في عملك‪.‬‬ ‫دعني في البداية أؤكد لك على أن تجربتي‬ ‫بميدي ‪ 1‬كانت في غاية األهمية في حياتي‪ .‬فقد‬ ‫منحتني استقرارا مهنيا راسخا‪ ،‬ال أكاد أصدق‬ ‫نفسي أني نذرت له بدون مقدمات تأهيلية‬ ‫تذكر‪.‬‬ ‫ففي هذه اإلذاعة وجدت فرصتي الكبيرة‬ ‫في اكتشاف مناحي اإلعالم الشاسعة‪ .‬بل‬ ‫ودعني أيضا أؤكد لك أن ميدي‪ 1‬ساعدتني على‬ ‫استنهاض واستفراغ مكامن عظيمة في دواخلي‬ ‫كنت أجهلها في‪ ،‬وساعدتني أيضا اكتشاف‬ ‫مواهب مميزة لدي في مواجهة الميكروفون‬ ‫بإبداع كان يذهلني أنا شخصيا بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫أخذ االستقرار في حياتي شكال جميال‪.‬‬

‫ولست في حاجة إلى التذكير بأن صورتي في‬ ‫مجتمع طنجة اتسعت وتقوت‪ ،‬وأني أصبحت‬ ‫معروفة بين الناس‪ ،‬وكان ذلك يمنحني دفء‬ ‫إنسانياعظيما‪.‬‬ ‫يوما ما‪ ،‬شاءت األحوال أن تنتقل صديقتي‪،‬‬ ‫التي كانت سببا قدريا في ولوجي عالم اإلعالم‬ ‫بميدي‪ ،1‬لإلقامة بمدينة الرباط‪ .‬وبما أن‬ ‫عالقتي بها كانت دائما تحت اإلحساس‬ ‫بالممنونية اإلنسانية الجميلة تجاه دورها‬ ‫العفوي هذا‪ ،‬فقد كانت عالقتي بها قد توطدت‬ ‫أكثر بطنجة‪ ،‬حيث كنا نقضي جل الوقت معا‬ ‫نخرج ونتجول ونستمتع بالحياة‪.‬‬ ‫سفرها هذا أربك وتيرة استقراري بطنجة‪،‬‬ ‫وأدخلني في فراغ رهيب‪ .‬غير أنني وببساطة‬ ‫تغلبت على األمر بسرعة‪ ،‬وبحل توفيقي‪ ،‬حيث‬ ‫بدأت أسافر أنا لزيارتها بالرباط نهاية كل‬ ‫أسبوع تقريبا‪ ،‬وتلقائيا تحول برنامجنا الثنائي‬

‫في االستمتاع بمباهج الحياة إلى أجواء العاصمة‪.‬‬ ‫في ذلك الوقت‪ ،‬كان جاللة الملك الحسن‬ ‫الثاني‪ ،‬ومعه المملكة بكاملها‪ ،‬يستعد لالحتفال‬ ‫بالذكر ‪ 25‬لعيد العرش بداية سنة ‪ ،1985‬على‬ ‫ما أذكر‪ .‬رمزية الحدث كانت قوية للغاية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يستدعي تغطية إعالمية في مستوى‬ ‫ونوعية الحدث‪.‬‬ ‫كان من الضروري إذن تحديث القناة‬ ‫التلفزية‪ ،‬باعتبارها قناة أساسية في نقل مراسيم‬ ‫الحدث‪ ،‬والتي كانت تقليدية جدا‪ ،‬وأكاديمية إلى‬ ‫حد كبير‪.‬‬ ‫أوكل جاللة الملك المهمة إلى مهندس‬ ‫المملكة ‪ ،Packard‬الذي لم تكن أمامه سوى‬ ‫بضعة أشهر لتحويل ‪RTM‬إلى أداة دعائية قوية‬ ‫حديثة‪ ،‬فعالة‪ ،‬وصانعة للدهشة‪ ،‬في مستوى‬ ‫تطلعاتالملك‪.‬‬ ‫صالحيات كاملة‪ ،‬وموارد غير محدودة‪،‬‬ ‫ألجل هذا المشروع‪ ،‬وضعت رهن إشارة هذا‬ ‫المهندس الخبير‪ .‬وهكذا قام باستدعاء فريق‬

‫من ‪ TF1‬مكون من مهنيين محترفين في مجال‬ ‫االتصاالت والمعلومات لالستعانة بخبراتهم‬ ‫وتجاربهم في مجال التلفزيون‪.‬‬ ‫لم يترك ‪ Packard‬شيئا للصدفة‪ ،‬فهو‬ ‫حرفي ويعرف أن التنظيم الهندسي والهيكلي‬ ‫المضبوطين جزء من إنجاح المشاريع‪ .‬وهكذا‬ ‫فقد استهل عمله بالمواجهة البنيوية الخارجية‬ ‫والداخلية لصعوبات التلفزيون المغربي‪ ،‬حيث‬ ‫تم تجديد المباني‪ ،‬وتجهيز االستوديوهات‬ ‫بالكامل بأحدث المعدات‪ .‬واجهة «دار البريهي»‬ ‫بدورها خضعت لعملية تجميل فائقة‪.‬‬ ‫كان من الضروري أيضا التجديد والتجهيز‬ ‫في خبرات الموارد البشرية‪ .‬وبذلك استدعى‬ ‫األمر توظيف صحافيين ومنشطين جدد بكفاءة‬ ‫مميزة وجالبة لالهتمام‪ .‬هكذا تم نشر إعالن‬ ‫بخصوص ذلك في وسائل اإلعالم الرئيسية‪.‬‬ ‫وشرع في تنظيم مقابالت الفرز‪.‬‬ ‫كانت الطلبات التي تقاطرت على اإلدارة‬

‫المعنية قد فاقت التوقعات‪ ،‬وبدا أن التلفزيون‬ ‫فعال يجلب أحالم الناس ومخيالهم في مجال‬ ‫العمل والشغل‪.‬‬ ‫أذكر جيدا أن مهمة اختيار المترشحين‬ ‫كانت قد أسندت‪ ،‬بتعيين موفق‪ ،‬إلى الكاتب‬ ‫المسرحي والكوميدي المشهور‪ ،‬وصاحب‬ ‫الموهبة العالية الطيب الصديقي‪ .‬ومعلوم أن‬ ‫هذا المسرحي الكبير كان له الفضل المعتبر جدا‬ ‫في تجديد «كوادر» المغرب‪ ،‬ليس فقط في هذه‬ ‫المهمة التلفزيونية‪ ،‬بل في مجاالت ذات أهمية‬ ‫لصيقة‪ ،‬مثل المسرح والتمثيل والغناء‪ .‬كثير من‬ ‫رموزنا الفنية والثقافية بالمغرب يعترفون بدور‬ ‫الصديقي في اكتشاف مواهبهم‪.‬‬ ‫جرت أطوار المقابالت بمسرح محمد‬ ‫الخامس بالرباط مدة يومين كاملين‪ ،‬تقدم‬ ‫خاللها ألف شخص الجتياز االختبارات‪ ،‬وتم انتقاء‬ ‫منهم ثالثة عشر فقط‪.‬‬ ‫بالنسبة لي‪ ،‬كانت صدفة محضة‪ ،‬فقد كنت‬ ‫بالرباط ذلك السبت مساء بأحد المطاعم أتناول‬ ‫عشائي مع أصدقاء مقربين منهم صديقتي‬ ‫القدرية‪ ،‬وربما شاءت المشيئة اإللهية أن يتواجد‬ ‫الطيب الصديقي بدوره في نفس المطعم‪.‬‬ ‫كنت منهمكة ومنخرطة في جو السهر‪،‬‬ ‫ولم اكن عابئة بأن مصيرا استثنائيا يتهيأ لي‬ ‫وقتها‪ .‬كانت األضواء خافتة توفر جوا رومانسيا‬ ‫للقاعة حين نهض الطيب الصديقي من مائدته‬ ‫واتجه نحوي‪.‬‬ ‫لم أكن على معرفة دقيقة بالرجل‪ ،‬لكن‬ ‫هيأته كانت الفتة لالنتباه بقامته المتوسطة‬ ‫وجسمــه الممتلئ ولحيتـه وشعره بلونهما‬ ‫«األبنوسي»‪ ،‬وعيناه المختطتان باللون األسود‪،‬‬ ‫وكأنه إحدى شخصيات المرتسمة في األذهان‬ ‫من رواية شكسبير‪ .‬تأملني الصديقي بنظرة‬ ‫عميقة نافذة‪ ،‬وتهيأ لي أنه كان خاللها يوظف‬ ‫خياالت األضواء المترامية حولي لتحقيق رؤية‬ ‫فنية لشكلي الذي يبدو أنه أثاره‪ .‬وبعد تبادل‬ ‫التحية المغمورة باالحترام والتقدير الممتزجة‬ ‫بابتسامة جدية قدم لي اقتراحا في غاية اإلثارة‬ ‫والدهشة بطريقة سريعة صاعقة‪:‬‬ ‫ـ هل ترغبين في العمل بمجال التلفزيون؟‬ ‫أعترف أنني أحسست لحظتها أني أهوي‬ ‫من بين السحاب‪ .‬أعمل مع ميدي‪ 1‬منذ أربع‬ ‫سنوات‪ ،‬غير أني لم أفكر مطلقا في ترك هذه‬ ‫اإلذاعة الحاضنة‪ ،‬بل ولم يخطر على بالي‪ ،‬ولو‬ ‫على سبيل االفتراض‪ ،‬أنه ممكن أن يحصل في‬ ‫يوم من األيام أضطر لمغادرتها‪ .‬إضافة إلى‬ ‫أنني لم أكن على اطالع بذلك اإلعالن المصيري‬ ‫المتعلق بتوظيف صحفيين ومقدمي برامج جدد‬ ‫باإلذاعة‪.‬‬ ‫وعلى إثر مالمح يفهم منها أنه مهتم‬ ‫بشكل خاص بالنموذج الذي مثلته له‪ ،‬على ما‬ ‫بدا لي‪ ،‬أخبرني الطيب الصديقي مذكرا على أن‬ ‫أطوار االختبارات في واقع األمر قد انتهت‪ ،‬غير‬ ‫أنه مستعد كل االستعداد لمراجعة األمر من‬ ‫الناحية التنظيمية‪ ،‬ومستعـد أيضـا الستدعاء‬ ‫الطاقـم الفنــي خصيصا إلجـراء اختبــارات‬ ‫استثنائية يوم األحد إذا ما أبديت اهتماما جديا‬ ‫باألمر‪.‬‬ ‫غادرت سهرة السبت بنغمة مدوخة تطن‬ ‫في رأسي‪ .‬وفي الغالب كنت أتساءل عما يحدث‬ ‫من حولي من مصادفات مطردة‪.‬‬ ‫صباح اليوم الموالي‪ ،‬استيقظت مبكرة‪،‬‬ ‫وشرعت في تهييئ نفسي شكليا‪ .‬كنت أردد في‬ ‫أعماقي وأنا أمام «الكوافوز‪:‬‬ ‫ـ يا إلهي !‪..‬إنه التيليفزيون‪.‬‬ ‫أكملت توضيب حالتي‪ ،‬وتوجهت إلى‬ ‫مسرح محمد الخامس‪ .‬توجهت وأنا في قرارة‬ ‫نفسي غير مصدقة لما يحدث‪ .‬قلت مع نفسي‬ ‫هذه المرة‪ ..‬لما ال أغتنم الفرصة‪ ،‬وأجرب حظي‪.‬‬ ‫كان قد سبق لي من قبل أن واجهت‬ ‫الكاميرا بشكل عابر في مناسبة غير ذي أهمية‬ ‫قصوى تتعلق بعمل إشهاري ألحد األبناك‬ ‫الشهيرة وقتها‪ ،‬غير أنني سأعفي نفسي من‬ ‫االدعاء بأن األمر لم يشكل لي صعوبة قد أتفادى‬

‫الإعالمية ثريا ال�صواف‬ ‫معها االضطراب واالرتباك المحتملين‪ ،‬خصوصا‬ ‫واألمر يتعلق هذه األمر بقناة اسمها ‪.2M‬‬ ‫في القاعة الهائلة كانت هناك صفوف من‬ ‫المقاعد الفارغة تنتهي بمنصة سلطت عليها‬ ‫أضواء من جهات متعددة‪ ،‬مع ديكور أعد أساسا‬ ‫لهذه الغاية‪ ،‬إضافة طبعا إلى كاميرا من حجم‬ ‫كبير ماكثة في الوسط أشاهدها ألول مرة في‬ ‫حياتي‪.‬‬ ‫طلب بداية أن أكتب موجزا بناء على مقال‬ ‫إخباري‪ ،‬ثم قرأءته أمام الكاميرا‪ .‬انزويت جانبيا‬ ‫وأنجزت تحرير الموجز‪ .‬وبتعليمات تنظيمية‬ ‫أخذت مكاني حسب الوضع المطلوب‪ .‬وبمجرد‬ ‫ما بدأ التصوير انطلقت بسالسة أقرأ ما كان‬ ‫بين يدي‪ .‬خاللها تنبهت إلى أن لجنة التحكيم‬ ‫تشتغل بيقظة كاملة‪ ،‬وأنها تراقب كل تفاصيلي‬ ‫التعبيرية‪ ،‬تعابير الوجه واليدين‪ ،‬انحرافات‬ ‫العين‪ ،‬اهتزازات الجسد بأكمله‪ ،‬إلى غير ذلك‬ ‫مما يدخل في مجال التقييم البصري‪ .‬كنت‬ ‫وأنا منهمكة في قراءة الموجز أخمن مع نفسي‬

‫استقالة نيكسون‪ ،‬الصراع العربي اإلسرائيلي‬ ‫(الموضوع المحبـــب إلى قلبــي الرتباطــه‬ ‫الدراماتيكي بالقضية الفليسطينية)‪ .‬وهنا علي‬ ‫أن أعترف بأن تجربتي التي كانت قد تعمقت‬ ‫أثناء تقديمي لبرامج إخبارية بميدي‪ 1‬مكنتني‬ ‫من اجتياز االختبار في راحة كاملة‪ ،‬ألنها كانت‬ ‫قد أتاحت لي االطالع الدقيق على كل مستجدات‬ ‫األحداث حول العالم‪ ،‬بل أغنت حصيلتي المعرفية‬ ‫في هذا المجال وغيره‪.‬‬ ‫اتنتهت المقابلة‪ ،‬وأسدل الستار‪ .‬بدا لي‬ ‫الطيب الصديقي من بعيد راضيا عن أدائي على‬ ‫ما يبدو‪ ،‬فابتسامته الشغوفة أوحت لي بذلك‪.‬‬ ‫أنهيت االختبارت وغادرت مسرح محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬بل غادرت الرباط معتقدة أن األشواط‬ ‫التشويقية لهذه المغامرة انتهت هنا بالعاصمة‪.‬‬ ‫اليوم الموالي‪ ،‬صباح االثنين‪ ،‬وبينما أنا‬ ‫أستعد للذهاب إلى عملي بميدي‪ ،1‬رن الهاتف‬ ‫الثابت للبيت‪ .‬كان الطيب الصديقي بنفسه‬ ‫على الخط‪ .‬طبعا بعد تحيته التي لم تكن تخلو‬

‫المعايير المفترضة التي قد يركز عليها الخبراء‬ ‫في المجال السمعي البصري فأحاول إظهارها‬ ‫بكل االتقان المطلوب‪ .‬ولكن وللحقيقة أيضا‬ ‫أنني لم أكن أتعامل مع ما يحدث بجدية فائقة‪،‬‬ ‫ألني في النهاية كنت أعتبر األمر كله ليس إال‬ ‫نتاج صدفة جمعتني في مطعم برجل يبحث عن‬ ‫وجه جديد للتلفزيون‪ ،‬فإذا لم ينجح فليس هناك‬ ‫ما قد يستدعي الحسرة أو الحزن أو االكتئاب‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬كان علي أيضا أن أجتاز‬ ‫اختبارا معرفيا متعلقا بمعلوماتي في مجال‬ ‫األحداث الدولية والوقائع التي تشغل العالم‬ ‫وقتها مع «جاك أسلين‪»..‬فضيحة واترغايت‪،‬‬

‫من نكهة فيها الكثير من الفكاهة‪ ،‬أخبرني بأن‬ ‫تقديرات لجنة التحكيم ألدائي كانت جيدة جدا‪،‬‬ ‫وبأنني تم اختياري ضمن أربعة آخرين من بين‬ ‫‪ 400‬مترشحين فرنكفونيين لتقديم األخبار‪.‬‬ ‫ومن طرائف األمورأني علمت بعدها أن‬ ‫الطيب الصديقي وجاك أسالن منحاني ‪،18/20‬‬ ‫بينما السيدة أسالن زوجة جاك أظهرت صرامة‬ ‫تعدت الحدود الفنية منحتني إثرها ‪.8/20‬‬ ‫هكذا‪ ،‬لم يتطلب األمر إال أسابيع قليلة‬ ‫تحولت معها من «صوت» إلى «وجه» أو إلى‬ ‫«صورة»‪ ،‬وأصبحت أول امرأة مغربية محررة‬ ‫ومقدمة األخبار التلفزية الفرنسية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.