Achamal n° 1003 le 23 Juillet 2019

Page 1

‫ثريا الصواف‬

‫ضيفة سلسلة «تذكرة سفر»‬ ‫كانت ‪ 2M‬حقاً مغامرة رائعة ساهمت في إعادة تشكيل‬ ‫المشهد السياسي‪ ،‬ومهدت الطريق لمفهوم جديد هو‬ ‫الدمقرطة‪ .‬بالنسبة إلي لم يكن لدي لون سياسي محدد‪.‬‬ ‫كنت مثالية بل إنسانية‪ ،‬أتعاطى مع األمور وفق ما يحقق‬ ‫األفضل لبدي وقناتي‪.‬‬

‫(الحلقة السادسة)‬

‫أسرة تحرير جريدة «الشمال»‬ ‫تنعي فقيدها الوفي‬ ‫اإلعالمي الفذ‬ ‫ذ‪ .‬مصطفى بديع السوسي‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫صفحة ‪16‬‬

‫المغرب يقترض أزيد‬ ‫من ‪ 115‬مليون يورو‬

‫تتويج التالميذ‬ ‫المتفوقين دراسياً‬

‫صفحة‪6‬‬

‫صفحة‪13‬‬

‫المختار عقيل‬ ‫عميد‬ ‫النقابيين‬

‫فحة‪7‬‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 1003‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ‬

‫ذكرى معركة‬ ‫وادي المخازن‬

‫فحة‪15‬‬ ‫الثالثـاء ‪ 22‬ذو القعدة ‪� 23 / 1440‬إلى ‪ 29‬ص‬ ‫يوليوز ‪2019‬‬

‫التصويت على مشروع القانون اإلطار للتربية والتكوين‬

‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫عرف مجلس النواب يوم الثالثاء الماضي جلسة حاسمة تم خاللها التصويت على مضامين المادة الثانية من مشروع‬ ‫القانون اإلطار رقم ‪ ،51.17‬المتعلقة بتدريس المواد العلمية والتقنية باللغات األجنبية‪ ،‬والتي كانت قد أثارت حولها‬ ‫الكثير من الجدل المجتمعي‪.‬‬ ‫وقد صوت لصالح مضمون هذه المادة ‪ 12‬عضوا‪ ،‬فيما عارضه نائبين من فريق العدالة والتنمية‪ ،‬مع تحفظ ‪ 16‬عضوا‬ ‫ينتمون إلى فريقي «البيجيدي» واالستقالل‪.‬‬ ‫ما لفت انتباه الشارع السياسي المغربي هو الموقف المثير «للتنكيت» الذي ظهر به فريق حزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫الذي وجد نفسه‪ ،‬على يبدو‪ ،‬في تقاطب شديد الحساسية ما بين «الدعوي» و»السياسي» و»المجتمعي»‪ .‬فبعد الصخب‬ ‫السياسي الذي أثاره سابق ًا بشدة عبد اإلله بنكيران الزعيم الرمزي للحزب‪ ،‬والذي دعا خالله إلى رفض القانون‪ ،‬وفي‬ ‫اللحظة الحاسمة اتخذ فريقه البرلماني موقف التحفظ الذي ال يمكن إدراجه إال في خانة «الضبابية السياسية»‪.‬‬ ‫المتابعون لمسار تكون الحزب‪ ،‬وقبله تياره الدعوي‪ ،‬يعون جيدا بأن الحزب منذ نشأته اختار االصطفاف السياسي‬ ‫الملتزم بالسير وفق المنظور االستراتيجي الرسمي المتعلق بتدبير دواليب الدولة الحساسة‪ .‬وليس هذا ما استدعى‬ ‫استغراب المغاربة‪ ،‬وإنما السيناريو المضحك الذي تم به التصويت‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبوع • الإدارة‪ ،‬التحرير‪ ،‬الإ�شهار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتوين ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1003‬‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫�أوراق‬ ‫�أزمنة‬ ‫مبعرثة‬

‫شيء من الذاكرة‪..‬‬ ‫أشياء عن الصباغ‬ ‫‪-‬‬

‫ذ‪ .‬ر�ضوان احدادو‬

‫شرفة االستهالل‪:‬‬ ‫لحظتها‪ ،‬لم يكن الفتى الذي كنته قد تجاوز‬ ‫الثانية عشرة من عمره إال بخطوات متعثرة خجولة‪.‬‬ ‫لحظتهــا‪ ،‬كان الفتــى الذي كنتــه مزهــواً‬ ‫بين أترابــه وزمالئه‪ ..‬متعطرا‪ ،‬منتعشا بقطرات‬ ‫اإلطراء الندي مرتويا لحد اإلشباع بتراتيل وترانيم‬ ‫اإلعجاب المصفى‪ ،‬مجبر هو اآلن على االنفصام‬ ‫عن حاضنته التي رضع من معارجها وأدراجها كل‬ ‫هذا العمر‪ ..‬على استبدال محفظته األثيرة لديه‪،‬‬ ‫دفاتره الصغيرة التي يحكي لك كل حرف فيها عن‬ ‫محمد سدحي‬ ‫ليالي الوجع واأللم واألرق وهو ما زال مبلال بعرق‬ ‫الرجل الطيب الذي كان يشم الخير من مالمح فتاه‬ ‫‪sadhimed@gmail.com‬‬ ‫وبأنس «من أفعاله آية الرشد» إنه اآلن مقبل‪،‬‬ ‫ومجبر على االنتقال (إلى المعهد المغربي للدراسة‬ ‫الثانوية‪ ،)1‬الباب الوحيد المشرع أمامــه‪ ..‬مرحلة‬ ‫عمريـــة جديدة غائمة اآلفاق هي أيضا مرهونة‬ ‫للزمن المغبر‪ .‬وقبل ذاك االلتحاق تطل فسحة‬ ‫زمنية هي للفرح والنشوة والبحر‪ .‬مجبر هو فيها‬ ‫على أن يقضيها بعروس البحرين ‪ /‬طنجة المدينـة‬ ‫التي أصبحـت باقتدار كبير وبحكم وضعها الدولي‬ ‫االعتباري نقطـــة التقـاء الوطنيين الشبـــاب‬ ‫قبل عقد من الزمن‪ ،‬لم يكن المستشار الجماعي حسن‬ ‫المهجرين والفارين بجلودهم والمطاردين‪..‬‬ ‫بلخيضر (ومسمار جحا في اتحاد طنجة) اسماً في األخبار‪...‬‬ ‫وللفتى أخ يكبره سنا ارتضى العيش في‬ ‫ولو أن كرونومتر السياسة‪ ،‬في مقاطعة الشرف مغوغة‪ ،‬كان‬ ‫منفاه االختياري واإلجباري في الوقت نفسه‪ ،‬فيما‬ ‫يرصد خطوات شاب يسبق ظله بإصرار‪ ،‬صاعداً من عمق بني‬ ‫ك���ان ي��ع��رف يومها‬ ‫مكادة في اتجاه بؤرة الضوء في قلب طنجة الكبرى‪...‬‬ ‫بالمنطقة السلطانية‬ ‫طموح صاحبنا يفوق سرعة البراق بالتقويم السِّككي‪ ،‬لذلك‬ ‫أو منطقة الحماية‬ ‫تجده ال يستقيم على طريق (مستقيم)‪ ،‬وإنما «الزكزك» السياسي‬ ‫الفرنسية ف��رارا من‬ ‫مركبه‪...‬‬ ‫س����ط����وة وت���وع���د‬ ‫المستعمر اإلسباني‬ ‫كثيرنا يذكر يوم ركب صاحبنا شجاعته ولبس «دربالة» شباب‬ ‫اعتاد كغيره كلما حن‬ ‫‪ 20‬فبراير وتزود بما يكفي من عبارات وشعارات الحراك‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫إلى والده وإخوته أو‬ ‫يصفع وجه الطاولة األمامية لقاعة االجتماعات بمقر العمودية‪،‬‬ ‫ح��ن ال��وال��د وإخوته‬ ‫ولو لم تكن الطاولة تلك مثبتة على األرض لقلبها على العمدة‬ ‫إليه‪ ،‬أن يجعلوا من‬ ‫يومها فؤاد العمري قبل أن يصبح وصيفاً له في الئحة االنتخابات‬ ‫طنجة نقطة التقاء‪.‬‬ ‫الجماعية بتاريخ ‪ 4‬شتنبر‪...2015‬‬ ‫لم تكـن طنجة‬ ‫ولوال األلطاف الربانية لخرج منها (ال قدر اهلل) جثة محمولة‬ ‫هي المدينـــة التـي‬ ‫على األكتاف إلى الساحة الشرفية؛ الرجل‪ ،‬من شدة حماس النقاش‬ ‫نعرفها اليـوم‪ ،‬هاتـه‬ ‫وحميا النضال‪ ،‬نزع ربطة عنقه وعقدها أنشوط ًة أعلى نافذة القاعة‬ ‫ال��ت��ي ن��دخ��ل��ه��ا من‬ ‫في الطابق السابع وأخذ يتطاول في محاولة (لالنتحار) شنقاً (‪،)...‬‬ ‫غ��ي��ر ت��رخ��ي��ص وال‬ ‫احتجاجاً على األوضاع التي‪...‬‬ ‫ت��ف��ت��ي��ش وال ج���واز‬ ‫ً‬ ‫على‬ ‫المشهد‬ ‫لهذا‬ ‫ا‬ ‫مدرار‬ ‫الحضور‬ ‫دموع‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬سالت‬ ‫سفر‪ .‬فالمدينة التي‬ ‫تحدث‬ ‫المنار‪،‬‬ ‫في‬ ‫كنار‬ ‫الرجل‬ ‫اسم‬ ‫أصبح‬ ‫أن‬ ‫إيقاع القهقهات‪ ،‬وكان‬ ‫كانت رحــلــت في‬ ‫عنه الكبار والصغار‪...‬‬ ‫صبــاح بـــاكـر غيــر‬ ‫حسن‪ ،‬الرجل الطيب الودود‪ ،‬ال يفوت فرصة تمرّ دون أن‬ ‫معلن بعد أن جمعت‬ ‫يسعى بكل السبل إلى اإلقامة في معمعان الجلبة وفي صلب‬ ‫أطاييبهـــا وأزهارها‪..‬‬ ‫اإلثارة‪ ...‬فعندما كان‪ ،‬مث ًال‪ ،‬كاتباً عاماً التحاد طنجة لكرة القدم إلى‬ ‫عطرها وأنوارها‪ .‬ففي‬ ‫حدود سنة ‪ ،2016‬دخل طو ًال وعرضاً في جامعة فوزي لقجع‪ ،‬من‬ ‫يوم رمادي قاتم كانت قد لعقت جراحها ولملمت‬ ‫خالل خرجة إعالمية على «راديو مارس» كلفته عقوبة التوقيف عن‬ ‫أحزانها‪ ..‬امتطت قاربها وتوارت في المدى‪ .‬وما‬ ‫تركت إال هيكل مدينة بال روح‪ ،‬بال تناسق‪ ..‬ال‬ ‫التسيير لمدة سنتين وأداء غرامة مالية‪ ،‬بدعوى تشكيكه في نزاهة‬ ‫لون وال طعم عاد للمدينة‪ ،‬وال عاد ذاك التعايش‬ ‫وشفافية البطولة الوطنية‪...‬‬ ‫المتناغم‪.‬‬ ‫بينكم وبيني‪ ،‬البطولة الوطنية «نزيهة» و «شفيفة»؛ من‬ ‫ويتذكر الفتى‪.‬‬ ‫النْزاهة وشف واسكت‪...‬‬ ‫لكم كان يمني النفس بالغوص في مفاتنها‬ ‫وألن صاحبنا‪ ،‬كما سلف‪ ،‬عاشق للشمس من حيث هي مصدر‬ ‫الفاتنة‪.‬‬ ‫ألضواء البروز‪ ،‬تحدى الجامعة ولم يمتثل لقرارها واستمر في ولوج‬ ‫أرضية الملعب أثناء إجراء المباريات‪...‬‬ ‫شرفة عشق الكلمة ‪:‬‬ ‫المالية‬ ‫والشؤون‬ ‫الميزانية‬ ‫لجنة‬ ‫المستشار الجماعي‪ ،‬عضو‬ ‫مكبل هو الفتى‪ .‬هذا المفتون بعشق الكلمة‪..‬‬ ‫والبرمجة والممتلكات كما تفيد بوابة جماعة طنجة‪ ،‬يذكرنا بثعلب‬ ‫المسكون بحب الكلمة‪ ،‬الساكن في أهدابها‬ ‫زفزاف الذي يظهر ويختفي‪ .‬لذلك تجده يستقيل ثم يعود ثم‬ ‫بالوعد الذي قطعه على نفسه‪.‬‬ ‫يستقيل ثم يعود‪ ...‬ورئيسه في الكرة وفي مجلس العمالة‪ ،‬حميد‬ ‫يسأله األب الحائر في أمره بنبرة فيها شيء‬ ‫أبرشان‪ ،‬ال يفرط فيه البتة ولو كره فصيل «هيركوليس»‪...‬‬ ‫من الحدة وكثير من العطف‪:‬‬ ‫وإذا لم يصادف بلخيضر الحدث في طريقه لكي يركب عليه‪،‬‬ ‫ ماذا قررت أن تفعل؟ يعز علي أن أتركك‬‫يعمد إلى صنعه بنفسه ولو من ورق أو من سقط كالم‪ :‬مرة‪ ،‬ربما‬ ‫وحدك وأسافر‪.‬‬ ‫صدفة‪ ،‬اتهم حزب العدالة والتنمية بطنجة ِب «تهديد الملكية»‬ ‫أمران أحالهما مر‪ ،‬ولكنه مضى لما ال يعيبه‬ ‫وهو ما تم توثيقه في شريط فيديو خالل اجتماع للجماعة‬ ‫قاطعا بذلك تردده‪.‬‬ ‫الحضرية (‪ )...‬وتمت لملمة هذا الموضوع الهزلي بعد تدخل وجوه‬ ‫ لقد اخترت اإلقامة في الرحيل‪.‬‬‫الخير من العقالء لطي هذا الملف‪ ،‬وحسناً فعلوا‪.‬‬ ‫ كيف! يعز علي أن أتركك وحدك‪.‬‬‫وبعيد الجمع العام األخير الذي نصب خالله أبرشان نفسه‬ ‫رئيساً جديداً التحاد طنجة‪ ،‬طلعت علينا الئحة المكتب الجديد‪/‬‬ ‫ سأظل هنا‪ ،‬مقيما راحال‪ ،‬ساكنا متنقال‪،‬‬‫القديم ال تتضمن اسم حسن بلخيضر الذي مأل الفيسبوك وشغل‬ ‫مكتشفا مدنا وشواطئ لم تطأها قدما بشر‪ ،‬ال‬ ‫المتتبعين الرياضيين في اآلونة األخيرة‪ .‬هناك من يعتبر هذا‬ ‫تشبهها المدن والشواطئ‪ ،‬وال تشبه المدن‬ ‫الغياب تجاوباً مع مطلب الجمهور وهناك من يرى األمر مجرد‬ ‫والشواطئ‪.‬‬ ‫مناورة إلبعاده عن األضواء وفسح المجال أمامه للتحرك في‬ ‫ابتسم الصباغ في دواخل الفتى وهو يؤشر‬ ‫الظلل‪...‬‬ ‫لبداية جادة‪ ..‬جادة‪ ..‬لرحلة انطلقت من ميالد‬ ‫إلى‬ ‫والقمر)‬ ‫و(أنا‬ ‫النار)‪،‬‬ ‫و(شجرة‬ ‫الجريح)‪،‬‬ ‫(اللهاث‬ ‫في كلتا الحالتين‪ ،‬ال ننسى أن الرجل يظهر ويختفي‪.‬‬ ‫رسمية بشمال‬ ‫‪1‬‬ ‫ربية‬ ‫قاضي صرخة (أطالب بدم الكلمة)‪ ،‬و(الطفولة الستون)‪..‬‬ ‫عياض‪.‬‬ ‫• نلتقي !‬ ‫و(مدينتي الفاضلة) ‪.2‬‬ ‫فظه‪.‬‬ ‫ب‬ ‫طبع‬ ‫نحت‬ ‫‪2‬‬ ‫عده‬ ‫ل‬

‫مغارات‪..‬‬

‫بلخيضر‪ ..‬الرجل الذي‬ ‫يظهر ويختفي‪!! ‬‬

‫‪2‬‬

‫شرفة قف إنك ‪: MORO‬‬ ‫يطاوع الطفل الصغير قدميه وهما تقودانه‬ ‫كل مساء تطلعا وفضوال إلى مباهج الشارع الذي‬ ‫كان يحمل اسم الجنرال الحاكم‪ ،‬وعند مدخلي‬ ‫الشارع عادة‪ ،‬وعند كل مساء تنصب أسطوانة‬ ‫جديدة تمنع مرور السيارات‪...‬‬ ‫وعند كل مساء أيضا وعلى المدخلين شرطيان‬ ‫إسبانيان بزيهما األنيق وبال مالمح‪ ،‬وجهان‬ ‫صارمان‪ ..‬يدققان في المارة وينتقيان من بينهم‬ ‫الداخلين من هنا وهناك من ال يخدش عيون‬ ‫السادة النبالء‪.‬‬ ‫ففي كل مساء يتحول الشارع إلى صالون‬ ‫ألصحاب الرتب والدرجات العسكرية واإلدارية‪،‬‬ ‫وأيضا لمواكبة حسناوات اإلسبان واليهود‬ ‫والهنود‪ ،‬تختلط األنوثة باألنوثة‪ ،‬يختلط العطر‬ ‫بالعطر‪ ،‬وعلى امتداد مسافة الطواف تمتزج الرغبة‬ ‫الجريحة بالرغبة الالهثة المكبوثة‪.‬‬ ‫الطفل الصغير ك��ان يعد نفسه كل مساء‬ ‫لهذا االنتقاء باالنتقاء‪ ،‬يعد لباسه بكل عناية‪،‬‬ ‫يمرر الدهون على شعره وأحذيته‪ ،‬ومع ذلك في‬ ‫بعض األحيان كان يحلو له أن يمارس شيطانيته‬ ‫باستغفال الشرطيين اإلسبانيين‪ ،‬فيندس بين‬ ‫السيقان داخل الجموع‪ ،‬ينزوي عند متجر (بلسين)‪،‬‬ ‫اليهودي الوسيم األنيق صاحب المتجر األنيق‬ ‫وال����ذي ك���ان دائ��م��ا‬ ‫ي��ض��م��ن ل����ه ح��ق‬ ‫التجوال‪ ..‬حق المشي‬ ‫على األرض‪ ،‬التـــي‬ ‫خلقها اهلل‪.‬‬ ‫يتملـى الطفـــل‪،‬‬ ‫يتأمل م��ن زاوي��ت��ه‬ ‫األثيرة لديــه‪ ،‬وجوه‬ ‫وع���ي���ون وص����دور‬ ‫المتهاديـــن جيــئـة‬ ‫وذه����اب����ا‪ ،‬ي��ت��أم��ل‬ ‫المالبس الشفــافـــة‬ ‫ال��زاه��ي��ة‪ ،‬ال��ص��دور‬ ‫الشبه ع��اري��ة وك��ذا‬ ‫األرداف المخمليــــة‬ ‫ال���وردي���ة‪ ،‬فيرحــل‬ ‫بخياله بعيدا‪ ..‬بعيدا‪،‬‬ ‫تجتاحه حاالت‪ ،‬تنتابه‬ ‫لسعات‪ ،‬رعشات‪ ،‬عاجز‬ ‫ه��و ع��ن إدراك��ه��ا أو‬ ‫اإلفصاح عنهـا‪ ،‬ولــم‬ ‫توقظـه إال صرخـة‬ ‫رهيب ة �‪SOK ALFU‬‬ ‫‪.KI-ATRANKAT-MORO‬‬ ‫بهذا صرخ الشرطي اإلسباني في وجه الرجل‬ ‫البائس‪ ،‬الغريب في وطنه حين هم بدخول الشارع‪:‬‬ ‫«أيها المغربي‪ ،‬عليك أن تعود من حيث قدمت‪،‬‬ ‫ليس من هنا طريقــك‪ ،‬عد إلى (الطرنكات) أو‬ ‫(السوق الفوقي)‪.‬‬ ‫يتوقف الرحيل‪ ،‬يعود الطفــل إلى وضعه‬ ‫النفسي‪ ،‬فالصباغ قد أطــل‪ ،‬يدخل الشارع اآلن‬ ‫بهدوئه الهادئ وأناقته األنيقة‪ ،‬رعشات وصلة‬ ‫أندلسية تالمس القلب‪ ،‬تحملك‪ ،‬تسافــر بك إلى‬ ‫أبعد قارات المواويل واألغاريد ومنابت أفواف‬ ‫الزهور‪ ،‬وتحت اإلبط محفظــة خضراء‪ ،‬صغيــرة‬ ‫محشوة ومعبأة بأجنحة الفراشات‪ ،‬مثقلة باألنجم‬ ‫والسواقي ومواكب المنمقات والمطرزات‪ ..‬كذلك‬ ‫كل مساء‪ ،‬غير أن هذا المساء ليس كالذي قبله‪..‬‬ ‫ال يشبهه مساء‪.‬‬ ‫يسأل الفتى اليهودي‪:‬‬ ‫ ترى من تكون الحسناء المتشبثة بذراع‬‫الصباغ‪.‬‬ ‫رد بال اكتراث‪ ..‬رد من غير أن يلتفت‪:‬‬ ‫ إنها الشاعــرة اإلسبانيــة الرقيقـة ترينا‬‫ميركادير صاحبة مجلــة (المعتمد) التي يشرف‬ ‫الصباغ على قسمها العربي‪.‬‬ ‫عالقة جديدة ثالثية األبعاد تنسج خيوطها‬ ‫األولى‪ :‬الصباغ‪ ،‬ترينا‪ ،‬المعتمد‪.‬‬ ‫ـــــــــــ‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫لم أكن أتصور أن هناك «كورنيشاً» في شواطئنا‪ ،‬يضاهي كورنيش مرتيل‪،‬‬ ‫حتى ذهبتُ إلى شاطئ «الريفيين» المحاذي للفنيدق‪ ،‬فإذا بي أتمشى في كورنيش‬ ‫طوله أربع كيلومترات أو أكثر‪ ،‬مجهز بأعمدة كهربائية‪ ،‬ومرصف كأحسن ما يكون‬ ‫الترصيف‪ ،‬ومتوفر على مقاهٍ متشابهة الشكل واللون‪ ‬و المساحة‪ .‬‬ ‫إن الفنيدق أصبحت تباهي بهذا الشاطئ‪ ،‬أحسنَ‪ ‬وأشهر أماكن االصطياف‬ ‫بمملكتنا السعيدة‪ .‬‬ ‫و الشيء الوحيد الذي يضايق أصحاب السيارات‪ ،‬هؤالء الحراس الغالظ الشداد‪،‬‬ ‫الذين يستغلون محطات وأماكن الوقوف أبشع استغالل‪ ،‬حتى يخيل لك‪ ،‬أن من أطلقوا‬ ‫أيديهم في هذا المصطاف‪ ،‬تركوا لهم الحبل على الغارب‪ ،‬يتصرفون في عباد اهلل‬ ‫بفظاظة وغلظة وسوء أدب‪ ،‬دون حسيب وال رقيب‪ .‬‬ ‫و هذا النموذج هو المشاهد في جل شواطئ تطوان‪ ،‬من الفنيدق إلى وادلو‪َ .‬‬ ‫وغداً‬ ‫ً‬ ‫ لألسف الشديد ‪ً -‬‬‫وضريبة يؤديها طوعا أو كرها‪ُّ ،‬‬ ‫كل وافد على‬ ‫آفة من آفات الصيف‪،‬‬ ‫هذه المنطقة‪ .‬‬ ‫فأين مجالسنا البلدية الموقرة؟ وأين مستشارونا المحترمون؟ وأين جهاز السير‬ ‫والجوالن؟‪ ‬‬ ‫أعجزوا عن وضع لوحات تحدد أثمان الوقوف؟ ُ‬ ‫أغ ّلت أيديهم عن زجر ومعاقبة هذا‬ ‫الجحفل من المترامين على الملك العام؟‪ ‬‬ ‫إن استقبال هذه األعداد الغفيرة من السياح‪ ،‬ينبغي أن تسبقه جلسات وجلسات‪،‬‬ ‫إلحصاء األخطاء التي سجلت في الماضي‪ ،‬لتالفيها في الحاضر والمستقبل‪ ،‬ووضع‬ ‫اآلليات المناسبة للتطبيق‪ ‬و التفعيل والتنفيذ‪ .‬‬ ‫ما نقوله عن هذا القطاع‪ ،‬يمكن أن نقولـه عن الشاطئ‪ .‬فهذا هو اآلخـر‪ ،‬له‬ ‫سماسرته والمتحكمون فيه‪ .‬‬ ‫من أعطاهم هذا الحق؟ من منح لهم هذه الرخصة ؟ ال ندري‪.‬‬ ‫إن الذين يتوجهون إلى إسبانيا لالستجمام ‪ ‬و الترويح عن النفس‪ ،‬ال يجدون مجاالً‬ ‫للمقارنة بين شواطئهم وشواطئنا‪ ،‬ومنتجعاتهم ومنتجعاتنا‪ .‬‬ ‫و السبب بسيط‪ ،‬هو أنهم هناك يحترمون القانون‪ ،‬ونحن هنا ال نقيم له وزنا‪ ،‬وال‬ ‫نحسب له حساباً‪ .‬‬ ‫فمتى نتفطن لهذا األمر ؟ متى؟‪ ‬‬

‫مع‬ ‫آل العوفي *‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫« آل العوفي» ‪:‬‬ ‫كتاب نفيس لصديقنا العزيز األستاذ عبد الحق العوفي؛ الغارس‬ ‫لهذه الشجرة الخصيبة؛ بتعبير شقيقه وعزيزنا نجيب ؛ الجامع فيها‬ ‫لبيانات حول عائلة ريفيــة متجذرة ممتــدة بحضور علمي وديني‬ ‫واجتماعي عزيز النظير على مدى ثالثة قرون أخيرة‪..‬‬ ‫كتاب زخار ب ‪:‬‬ ‫• تراجم أعالم‪..‬‬ ‫• رسائل خطية‪..‬‬ ‫• صورشخصيات‪..‬‬ ‫• تحديدات موقعية‪..‬‬ ‫• نماذج حلي ‪ :‬مشابك‪ ،‬أساور‪ ،‬خواتم‪ ،‬ألبسة‪..‬‬ ‫• طقوس اجتماعية‪..‬‬ ‫• أحداث تاريخية‪..‬‬ ‫• تراث شفوي انشادي‪..‬‬ ‫• ألعاب تربوية ‪..‬‬ ‫أقام األستاذ عبد الحق معمار مؤلفه على محاور تناولت ‪:‬‬ ‫• أسباب نزولــه‪ ،‬كيفيــات البدء فيــه‪ ،‬مادتــه‪ ،‬منهجيته‪،‬‬ ‫مصادره‪..‬‬ ‫• تنويهات ‪ /‬شهادات‬ ‫• حفريات في النسب العوفي‬

‫سافر تتجدد‪..‬‬ ‫‬‫سافر تتجدد‪ ،‬كل واحد منا له عاداته وطقوسه المرتبطة‬ ‫بالسفر‪ ،‬وكل واحد منا له وسيلته المفضلة في السفر‪ ،‬المشي‪،‬‬ ‫الدابة‪ ،‬الدراجة الهوائية‪ ،‬الدراجة النارية‪ ،‬السيارة‪ ،‬الطاكسي‪،‬‬ ‫الحافلة‪ ،‬القطار‪ ،‬الباخرة أو الطائرة‪ ،‬أو األطوسطوب‪ ،...‬وقد تفرض‬ ‫عليك وسيلة دون أخرى‪ ،‬وللضرورة أحكام‪.‬‬ ‫ومنا من يفضل السفر في الداخل ومنا من يفضل السفر‬ ‫للخارج‪ ،‬ومنا من يفضل الخيمة أو مقطورة‪/‬كارفان‪ ،‬ومنا من يفضل‬ ‫الفنادق أو اإلقامات السياحية‪ ،‬ومنا من يفضل دور الضيافية أو‬ ‫المآوي السياحية‪ ،‬ومنا من يفضل اإلقامة عند األهل واألحباب‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬حسب و جهته‪ ،‬وحسب ثقل حمله‪ ،‬وحسبما يكسب‬ ‫في جيبه‪ ،...‬وقد تفرض عليك‬ ‫إقامة دون أخرى؛ وللضرورة‬ ‫أحكام‪.‬‬ ‫منــا مــن يفضل السفـــر‬ ‫الفردي ومنا من يفضل السفر‬ ‫العائلي أو الجماعي‪ ،‬ومنا من‬ ‫يفضل السفر القصير ومنا من‬ ‫يفضل السفر الطويل‪ ،‬ومنا من‬ ‫يفضل السفر المتعدد‪ ،‬ومنا من‬ ‫يفضل السفر إلى وجهة محددة‬ ‫دون غيرهــــا‪...‬؛ وللضــرورة‬ ‫أحكام‪.‬‬ ‫منا من يخطــط للسفــر‬ ‫على بعد زمني ومنا من يقرر‬ ‫السفر على بغتة‪ ،‬منا من يحدد‬ ‫ميزانية للسفر ومنا من يسافر وًموالها ً‬ ‫حالل‪ ،‬منا من يكتفي في‬ ‫سفره بما كسبت يده ومنا من يلجأ إلى الدين أو القرض‪ ،‬منا‬ ‫من يرى السفر من الضروريات وال يتنازل عنه قيد أنملة ومنا من‬ ‫يعتبره من الكماليات ويؤجله إلى أجل غير مسمى ويكتفي بما‬ ‫يعوضه عن السفر في محيطه القريب؛ وللضرورة أحكام‪.‬‬ ‫منا من يكون سفره مآلنا بالمتعة والراحة واالسترخاء‬ ‫والطمأنينة والضحك‪ ،‬ومنا من قد يتحول سفره إلى نقمة وتعب‬ ‫وحزن ونكد‪ ،‬منا من يجد ما كان ينتظره في سفره ومنا من قد‬ ‫تصعقه خيبة االنتظار بل قد يجد أقل مما كان ينتظره أو أفظع‪،‬‬ ‫منا من يكون سفره عامل تجدد وإلهام ومنا من يكون سفره‬ ‫عامل إحباط بل قد تكون تبعاته ثقيلة تدفع إلىى النكوص؛‬ ‫وللسفر مفاجآته وإكراهاته‪.‬‬

‫• أجيال آل العوفي في سياقات تاريخية‬ ‫• حضورا نوعيا ‪ /‬وازنا آلل العوفي في مجاالت العلم والدين‬ ‫والقضاء واالجتماع والتاريخ واالقتصاد واألدب والفكر‪..‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫فيما يخصني ولعت بالسفر منذ طفولتــي‪ ،‬فقد كنت‪ ،‬وأنا‬ ‫آخر عش أمي‪ ،‬رحمها اهلل‪ ،‬مصاحبا دائما لها في حلها وترحالها‪،‬‬ ‫وقد كانت تعشق السفر منذ شبابها حيث دأبت على زيارة األولياء‬ ‫والمشايخ والصلحاء‪ ،‬والحضور في المواسم‪ ،‬وخاصة موسم موالي‬ ‫عبدالسالم بن مشيش‪.‬‬ ‫وقد جربت السفر‪ ،‬والزلت منذ الحقنة األولى‪ ،‬بمختلف الوسائل‬ ‫من المشي والدابــة إلى القطار الفائــق السرعة والطائرة‪ ،‬وجربت‬ ‫مختلف أنواع اإلقامات من ًالشابول ًة والخيمة إلى الفنادق والدور‬ ‫السياحية‪ ،‬خططت للسفــر ولم أخطط‪ ،‬سافرت بالقليل مما‬ ‫أكسب وسافرت بالكثير‪ ،‬جربت السفر المتعدد كما جربت الوجهة‬ ‫المحــــددة‪ ،‬أحـســب السفـــر‬ ‫في منزلـــة بين الضروريــات‬ ‫والكماليات وال أحسبه قد يزيح‬ ‫بعض األولويات وإال أصبــح‬ ‫األمر هوجا؛ وال ضرر وال ضرار‪.‬‬ ‫خبرت في السفر الكثير‪ ،‬كان‬ ‫السفر أحيانا أكبر من حلمي‬ ‫وكان أحيانا رماديا وكان أحيانا‬ ‫أخرى قريبا من النكد‪.‬‬ ‫سافرت في الداخــل كما‬ ‫سافرت إلى الخارج‪ ،‬قد تتساوى‬ ‫متعة السفــر بيــن الداخــل‬ ‫والخارج وقد تعلو متعة سفر‬ ‫الداخل على الخــارج أو الخــارج‬ ‫على الداخــل حســب األحوال‪،‬‬ ‫وإن كان الناس يوهمونك أحيانا بعلو كعبً كنت براً‪ ،‬السفر أصبح‬ ‫عندي حلما دائما و اليكبح جماحه إال ما كتب لي من رزق‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك أجاهد بكل ما أوتيت من قوة لكي ال أحرم من نعمته‪ .‬لذلك‬ ‫أتخيل نفسي كابن بطوطة أو سندباد أجوب العالم و أطوف محلقا‬ ‫بين األقوام‪ .‬السفر يجددني‪ ،‬السفر يدهشني‪ ،‬السفر ينبئني أنني‬ ‫نقطة في بحر‪ ،‬السفر يخبرني أن اإلنسان قوة خارقة؛ كما هو قادر‬ ‫على التشييد وبناء الحضارات فإنه قادر على الهدم والمحو‪ .‬السفر‬ ‫علمني أن اإلنسان رغم االختالفات في جوهره واحد‪ ،‬وال قيمة‬ ‫للحياة إال بالتعايش‪ .‬وال يكتمل السفر إال بالحكي عنه شفويا‪،‬‬ ‫أو بالصور أو بالمكتوب‪ ،...‬وكثيرا ما يختلط في الحكي الواقعي‬ ‫بالخيالي والعجائبي‪...‬؛ فسافر تتجدد‪.‬‬

‫• قاعدة بيانات مونوغرافية‬ ‫• تميزا خاص آلل العوفي في مجالي القضاء والطب‬ ‫وقد سعدت بمطالعة هذا المؤلف لسببين ‪:‬‬ ‫• ذاتي متعلق بصداقتي التى امتدت سنين ألفراد من هذه‬ ‫العائلة المباركة وعائلة أمزيان وعائلة عجرود في تطوان‬ ‫والرباط وطنجة‪.‬‬ ‫• موضوعي له صلة بانجذابي لخدمة ذاكرة شمال المغرب‬ ‫بعد استقراء وتتبع المكشوف الذي ظل طي نسيان ‪.‬‬ ‫لو قدر لعزيزنا المرحــوم الدكتــور سيدي عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي أن يقرأ هذا العلق النفيس لطار فرحا لشديد تعلقه رحمه‬ ‫اهلل بعلم األنساب في المغرب عموما والشمال خصوصا ‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا الكتاب‪ ،‬بتعبير عزيزنا نجيب ‪:‬‬ ‫• ‬

‫مونوغرافيا في منحاه‪..‬‬

‫• أركيولوجيا في عمقه‪..‬‬ ‫• لمة عائلية إنسانية‪..‬‬ ‫• دعوة لمواجهة التصحر العائلي في سياق عولمي هجين‬ ‫متسارع ‪..‬‬ ‫• تربويا في مقاصده وغاياته‪..‬‬ ‫فهو في اآلن ذاته ‪:‬‬ ‫• دعوة مفتوحة الحتذاء هذا المنحى في التعريف باألسر‬ ‫العلمية بالشمال‪.‬‬ ‫• تنبيه على االستعانة بجوهر أصول ونظائر هذه الفلسفة‬ ‫التأليفية التعريفية في أفق تشييد معمارهويتنا القائمة‬ ‫على تعددية في نسق وحدة متصدية لكل انغالق هوياتي‪..‬‬ ‫أخي عبد الحق ‪:‬‬ ‫بورك عملك‪..‬‬ ‫بوركت أسرتك العالمة‪..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬ ‫* صدر عن مطبعة الخليج العربي بتطوان سنة ‪2019‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫حو‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫مع‬

‫فـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ن‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1003‬ـ الثالثـاء ‪ 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫الفنانة‬

‫الفنانة مارية‬ ‫«�أجد راحتي يف الغناء بلون الراي»‬ ‫حـاورها فكري ولد علي‬

‫هناك فنانني يف املهجر يحتلون أماكن مرموقة من عذوبة‬ ‫صوتهم ومن نوع طربهم‪ ،‬ومن بني هؤالء الفنانة الشابة ماريا‪،‬‬ ‫من مواليد الدار البيضاء‪ ،‬أول ظهور لها كان يف القناة الثانية‬ ‫وخصوصا يف برنامج «نجـوم الغد» و أول البوم لهـا «أنت ولد‬ ‫بالدي» سنة ‪ ،1998‬وكذلك أول فيديو كليب لها أذيع‬ ‫على قناة روتانا‪.‬‬ ‫• ما سر اهتمامك بفن الراي؟‬ ‫فن الراي أجد فيه راحتي واالهتمام به هو موهبة منذ‬ ‫صغري‪ ،‬كنت أهتم كثيرا بالفنانين المعروفين بهذا الفن‪..‬‬ ‫من بينهم الشاب خالد‪ ،‬محمد لمين‪ ،‬الزهوانية وحميد‬ ‫بوشناق‪ ،‬بالرغم من أنني غنيت أغاني أم كلثوم‪ ،‬فالراي‬ ‫بالنسبة لي يبقى كل شيء‪ ،‬ويأخذ كل اهتمامي‪.‬‬

‫• إلى جانب فن الراي تؤدين أغاني أخرى‪،‬‬ ‫فلماذا المزج بين عدة ألوان غنائية؟‬ ‫بالنسبة لأللوان الغنائية األخرى‪ ،‬طبعا أغني‬ ‫أغاني غير الراي‪ ،‬مثل الشعبي والخليجي‪ ،‬وعملت‬ ‫ديو مع فنانين معروفين‪ ،‬وحصلت على خمسة‬ ‫أقرصة ذهبية في اوروبا وخصوصا في فرنسا‪،‬‬ ‫وأنا طرحت في وقت سابق عدة أقراص مدمجة‬ ‫للشعبي‪ ..‬ال اقتصر على الراي وحده‪ ،‬في اآلونة‬

‫االتجاه الواقعي يعود بقوة برواق الفن المدينة بطنجة‬

‫رغبة منه في إعادة االعتبار لالتجاه الواقعي في الفن التشكيلي‪ ،‬وموازاة مع ما يعرفه هذا االتجاه من عودة‬ ‫قوية ‪ -‬على المستوى العالمي‪ -‬والتي يصنفها النقاد كمرحلة جديدة من مسار هذه المدرسة تعتمد التجديد‬ ‫من داخل منظومتها الجمالية‪،‬ينظم رواق الفن المدينة بطنجة ابتداء من ‪ 26‬يوليوز ‪ 2019‬معرضا باذخا يضم‬ ‫أجياال من فناني المدرسة الواقعية بالمغرب‪ .‬األمر يتعلق بالفنانين ‪:‬الرائد سعد بن الشفاج‪،‬ورشيد السبتي‪،‬‬ ‫ومحمد الدريسي‪،‬وعزيز بنجة‪،‬وفيصل بن كيران‪..‬‬ ‫والتقاء هذه األسماء بهذا المعرض يعكس بشكل كبير االجتهادات الفنية المتنوعة التي يسجلها الفنانون‬ ‫المغاربة في االختيار الواقعي‪ ،‬حيث تتأرجح التجارب المقدمة بين التماهي الالمحدود مع المشاهد المرسومة أو‬ ‫تجاوزها وإعادة صياغتها بمنظور فني خاص‪.‬‬

‫األخيرة أصبحت أنوع في أدائي‪ ،‬لكن يبقى الراي هو االهتمام األولي بالنسبة لي‪.‬‬

‫• أال يؤثر كونك بعيدة عن الوطن على مسارك الفني؟‬

‫صراحة أنا اعيش في أوروبا منذ ‪ 17‬سنة ولم أتأثر فيها‪ ،‬لكن أجد‬ ‫نفسي في أوروبا أحسن من المغرب من الناحية الفنية وخصوصا في فرنسا‬ ‫وهولندا وإسبانيا أمارس حياتي الفنية بنجاح‪ ،‬لكن في المغرب لم أظهر ال‬ ‫على القناة األولى وال الثانية‪ ..‬أنا بعيدة عن القنوات المغربية‪.‬‬

‫• ما سبب ‪ -‬عدم مشاركتك في مهرجانات بكثرة في المغرب؟‬

‫هذا في نظرك فقط‪ ،‬لقد شاركت في مهرجانات عدة في المغـرب مثل ‪:‬‬ ‫موازين‪ ،‬مهرجان الدار البيضاء‪ ،‬مهرجان المحمدية ووجدة‪ .‬لكن لم أحضر كثيرا‬ ‫والسبب أو المانع هو بعدي عن الجمهور المغربي هو عدم وجود طرق للتواصل‬ ‫هذا هو السبب‪ ..‬لكن أحب الجمهور المغربي وموعدي معه قريب‪.‬‬

‫• هل يا ترى المطربة ماريا أنصفت في تجربتها الفنية؟‬

‫أقول في هذا أنني حقا بعيدة شيئا ما عن الجمهور المغربي‪،‬‬ ‫لكن هذه السنة وبواسطة القناة الثانية وفي برنامج «اللة العروسة»‬ ‫استطعت أن أتواصل مع الجمهور المغربي‪ ،‬وأشكر كثيرا من كان‬ ‫وراء ذلك‪ .‬وكما قلت فأنا منذ البداية أعيش وأغني في أوربا وأقوم‬ ‫بجوالت هناك‪ ،‬لذلك فانا بعيدة شيئا ما عن الجمهور المغربي‬ ‫وبعيدة عن القنوات المغربية هذا ما جعــل الجمهور يبتعــد‬ ‫عني وينساني‪ ،‬لكن رغم هذا فهم حاضرون دائما معي‬ ‫يتابعونني‪ ،‬عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬


‫الشمال الفني‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫ختامه بؤس‬ ‫• يوسف سعدون‬

‫معرض الكتاب‬ ‫بالسعيدية‬

‫نظرة ناقصة إلى الجهة‬

‫أسدل الستار على فعاليات الدورة الحادية‬ ‫عشرة من المعرض الجهوي للكتاب بمدينة‬ ‫السعيدية (إقليم بركان) الذي امتدت فقراته من‬ ‫‪ 8‬إلى ‪ 14‬يوليوز‪،2019‬المنظم تحت شعار‪»:‬‬ ‫الكتاب والبحر‪ :‬متعة االستكشاف»‪ .‬وقد أقيمت‬ ‫هذه التظاهرة من طرف المديرية الجهوية‬ ‫لوزارة الثقافة واالتصال ـ قطاع الثقافة ـ بجهة‬ ‫الشرق‪ ،‬بدعم من مديرية الكتاب والخزانات‬ ‫والمحفوظات وبشراكة مع والية جهة الشرق‬ ‫وعمالة إقليم بركان وجماعة السعيدية وبتعاون‬ ‫مع مجلس ووكالة تنمية أقاليم جهة الشرق‪.‬‬ ‫أتى هذا المعرض في إطار سياسة وزارة‬ ‫الثقافة واالتصال الرامية إلى الدفع بدينامية‬ ‫القراءة العمومية في مختلف األوساط والفئات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ورغبة منها في إغناء البرنامج‬ ‫الثقافي والفني لموسم االصطياف بمدينة‬ ‫السعيدية ‪ ،‬وتشجيع ساكني الجهة وزوارها‬ ‫على القراءة كفعل ثقافي وتعريفهم بالمنتوج‬ ‫الثقافي الوطني‪ ،‬وفق ما ذكر المنظمون‪ ،‬فضال‬ ‫عن تقريب الكتاب من الجمهور القارئ ودعم‬ ‫نشر الكتاب وصناعته‪ ،‬وخلق فضاء لمد جسور‬ ‫التواصل وتبادل الخبرات بين منتجي الكتاب‬ ‫ومستعمليه واالحتفاء بالمبدعين وإصداراتهم‬ ‫وتشجيعهم على مواصلة مشوار الكتابة‬ ‫واإلبداع‪..‬‬ ‫وقد أتت هذه الدورة بعد سبعة شهور من‬ ‫تنظيم الدورة العاشرة للمعرض بمدينة الناظور‬ ‫مابين ‪ 19‬و‪ 25‬دجنبر‪ 2018‬التي لقيت نجاحا‬ ‫الفتا الستقطابها جمهورا واسعا‪ ،‬وانفتاحها على‬ ‫مثقفي ومبدعي وكتاب الجهة والوطن وخلق‬ ‫حركيةاقتصادية‪،‬اجتماعيةوثقافية‪...‬‬ ‫أتت دورة السعيدية بنكهة خاصة؛ كونها‬ ‫نظمت في عز فصل الصيف وفي مدينة شاطئية‬ ‫ـ الجوهرة الزرقاء ـ تستقطب الكثير من الزوار‬ ‫من داخل المغرب وخارجه قصد االستجمام‬ ‫واالستمتاع بالخدمات الترفيهية المتاحة فيها ‪،‬‬ ‫وكونها تنظم تحت شعار‪« :‬الكتاب والبحر‪ :‬متعة‬ ‫االستكشاف»‪ ،‬مما يفرض أن يكون الكتاب أحد‬ ‫العناصر المهمة في استمالة المصطافين‪ ،‬بمن‬ ‫فيهم أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج‬ ‫إلى المطالعة‪ ،‬واالستفادة من العرض الثقافي‬ ‫والمعرفي الذي تتيحه هذه التظاهرة‪ ،‬فضال‬ ‫عن التعرف على المنتج الثقافي الغني بالجهة‬ ‫بمختلف تالوينه وأجناسه ولغاته (العربية‪،‬‬ ‫األمازيغية‪.)...‬‬ ‫إذا كانت هذه هي األهداف التي يسعى‬ ‫المعرض إلى تحقيقها وتجسيدها على أرض‬ ‫الواقع فإن المتأمل للفقرات واألنشطة التي‬ ‫اقترحها البرنامج الثقافي للمعرض المقام‬ ‫بساحة ‪ 20‬غشت بالسعيدية‪ ،‬سيخلص إلى‬ ‫تسجيل بعض حسنات هذه الدورة‪:‬‬ ‫ــ تنوع أنشطة المعرض ما بين ورشات‬ ‫موضوعاتية من قبل ورشات موجهة لألطفال‬ ‫في موضوع «علم اآلثار‪ :‬من الحفريات إلى‬ ‫الترميم» والرسم والقراءة‪ ،‬وأخرى لفائدة هواة‬ ‫الفن السابع حول تقنيات كتابة السيناريو ‪،‬‬ ‫إلى جانب النقاش حول نشاط الحدود كفضاء‬ ‫للتعاون الثقافي‪ ،‬وتوقيع كتب تتوزع بين الديوان‬ ‫الشعري والمجموعات القصصية والمسرحية‬ ‫والكتاب النقدي‪ ،‬فضال عن ندوة ثقافية حول‬ ‫«إقليم بركان على ضوء االكتشافات األثرية‬ ‫ورهانات التنمية» ‪ ،‬وأخرى نقدية تبحث في‬ ‫حصيلة الحركة األدبية بالجهة الشرقية؛ السيما‬ ‫في أجناس الشعر والمسرح والرواية والمسرح‬ ‫والزجل‪ ،‬إضافة إلى المعرض التشكيلي‪..‬‬ ‫ــ اختيار مدينة السعيدية الحتضان هذه‬ ‫الدورة ‪ ،‬نظرا لما تستقطبه هذه المدينة من‬ ‫زوار خالل العطلة الصيفية‪ ،‬ولما تعرفه من رواج‬

‫سياحي واقتصادي‪ ،‬إيمانا بأهمية الثقافة في‬ ‫تحقيقالتنميةبالمنطقة‪.‬‬ ‫ــ تكريس مبدأ تنقل المعرض الجهوي‬ ‫للكتاب على أقاليم الجهة ابتداء من وجدة‪،‬‬ ‫بركان‪ ،‬الناظور‪ ،‬السعيدية تحقيقا للعدالة‬ ‫المجالية في سياسة تدبير الشأن الثقافي‪ ،‬ونزوال‬ ‫عند مطلب أبناء الجهة ‪.‬‬ ‫غير أنه ال بد من تسجيل بعض التعثرات‬ ‫التي اعترضت هذه الدورة والمتمثلة في‪:‬‬ ‫ــ االقتصار على مبدعي ومثقفي مدينتي‬ ‫وجدة وبركان‪ ،‬مقابل تهميش أندادهم بمختلف‬ ‫لغاتهم وأجيالهم وإصداراتهم في كل من‬ ‫الناظور‪ ،‬تاوريرت‪ ،‬فكيك‪ ،‬الدريوش‪ ،‬جرادة‬ ‫‪..‬وذلك خالل توقيع وقراءة الكتب والندوة‬ ‫النقدية ‪...‬‬ ‫ــ االقتصار على الكتب المنتجة بوجدة‬ ‫وبركان دون االلتفات إلى الكتب اإلبداعية‬ ‫الصادرة هذه السنة ‪ 2019‬في مدن الجهة‬ ‫باللغة العربية واألمازيغية‪.‬‬ ‫ــ تمركز فعاليات وأنشطة المعرض وسط‬ ‫ساحة‪ 20‬غشت‪ ،‬دون االنفتاح على فضاءات‬ ‫أخرى داخل المدينة أو خارجها‪..‬‬ ‫ــ استبعاد المبدعين األمازيغ الذين تزخر‬ ‫بهم الجهة من توقيع إبداعاتهم وكتبهم‪ ،‬وكذا‬ ‫إقصاء األدب األمازيغي من الندوة النقدية كأن‬ ‫الجهة عقيمة اإلنتاج فيه‪ ،‬في الوقت الذي تشكل‬ ‫فيه األمازيغية رافدا أساسيا لمكونات الثقافة‬ ‫والهوية المغربية‪ ،‬ولغة تواصل وكتابة وأدب‬ ‫بارزة في الجهة‪.‬‬ ‫ــ عدم استغالل الشاطئ في التنشيط‬ ‫الثقافي المصاحب للمعرض ترجمة لشعار‬ ‫الدورة‪ ،‬وتحقيقا لألهداف المتوخاة منه‬ ‫والمجسدة في الجمع ما بين متعة القراءة و حب‬ ‫االستجمام في البحر من خالل مجموعة من‬ ‫األنشطة كفتح مكتبة شاطئية في شكل خيمة‬ ‫أو مركب يضم رفوفا من الكتب توضع رهن‬ ‫المصطافين بالمجان‪ ،‬وغيرها من األنشطة‬ ‫الثقافيةالممكنة‪.‬‬ ‫ــ تخلي هذه الدورة عن تسميتها بأحد‬ ‫األسماء الثقافية التي أسهمت في إشعاع الجهة‬ ‫وطنيا وعربيا‪ ،‬مثل‪ :‬الشاعران عبد السالم‬ ‫بوحجر‪ ،‬منيب البوريمي‪ ،‬والمفكر محمد عابد‬ ‫الجابري وغيرهم‪..‬‬ ‫والنتيجة المستخلصة من هذه التعثرات‪،‬‬ ‫أن فقرات المعرض لم تكن في مستوى تلبية‬ ‫شغف القراء والمثقفين ألن مالكي السلطة‬ ‫الثقافية َّ‬ ‫حكموا معايير غير مفهومة أنستهم‬ ‫خصوصيات الجهة وتنوع ثقافتها ولغاتها‬ ‫وغالبية فعالياتها الثقافية الحاضرة في المشهد‬ ‫الثقافي المغربي والعربي‪ ،‬وأن المعرض أصبح‬ ‫له وجود فاعل ومؤثر ينتظره الجميع سنويا ‪،‬‬ ‫مما يتطلب البحث عن استراتيجية ناجعة قادرة‬ ‫على احتضان واستيعاب كل المهتمين بالشأن‬ ‫الثقافي‪ ،‬سعيا وراء إنجاح المعرض وجعله باعثا‬

‫• جمال أزراغيد‬

‫للحيوية الثقافية والفكرية‪ ،‬وحراكا إبداعيا‬ ‫متعدد األبعاد واألنواع والحساسيات واللغات‬ ‫واالتجاهات‪ .‬فالثقافة هي الطريق الملكي‬ ‫للتنمية كما يقال‪ ،‬والقوة الناعمة المساهمة في‬ ‫التواصل بين كل األفراد‪ ،‬وإيجاد المناخ الذي‬ ‫يسمح بخلق جيل جديد أكثر وعيا ودراية بدوره‬ ‫وحقوقه مستمتعا بالمعرفة ومحلقا في آفاق‬ ‫رحبة من اإلبداع الراقي‪..‬‬ ‫ولتجاوز هذه التعثرات أدلي ببعض‬ ‫االقتراحات عسى المديرية الجهوية للثقافة تأخذ‬ ‫بأفيدهامستقبال‪:‬‬ ‫ــ اعتماد رؤية استراتيجية ثقافية قائمة‬ ‫على مبدأ العدالة المجالية الراعية لخصوصيات‬ ‫الجهة اللغوية والثقافية والممارسات اإلبداعية‬ ‫ذات عالقة بالكتابة والكتاب‪.‬‬ ‫ــ االنفتاح على المنتوج اإلبداعي العربي‬ ‫واألمازيغي بالجهة أثناء برمجة فعاليات‬ ‫المعرض‪ ،‬وتقريبه من القراء بإدراجه ضمن‬ ‫فقرات التوقيع والقراءة‪.‬‬ ‫ــ إشراك الفاعلين الثقافيين ومبدعي‬ ‫الجهة في تدبير وإعداد فقرات المعرض وإبداء‬ ‫الرأي البناء بغية تجويدها ‪.‬‬ ‫ــ السعي إلى االعتناء والنبش في تراث‬ ‫الجهة والثقافة المحلية بمختلف روافدها‬ ‫األصيلة‪ ،‬ودعم الخصوصية الجهوية‪.‬‬ ‫ــ إيالء العناية واالهتمام الالزمين بالكتاب‬ ‫والمبدعين الشباب تشجيعا لهم على االنفتاح‬ ‫ومواصلة الكتابة بقراءة إنتاجاتهم وتخصيص‬ ‫جوائز محفزة‪..‬‬ ‫ــ تنظيم قوافل ثقافية إلى الجماعات‬ ‫الترابية المجاورة لمكان المعرض بهدف إعطاء‬ ‫إشعاع ثقافي وازن له‪.‬‬ ‫ــ االحتفاء برواد الثقافة والفن بالجهة‬ ‫اعترافا وتقديرا لمجهوداتهم وعطاءاتهم في‬ ‫مختلف المجاالت الفكرية واألدبية والفنية‪.‬‬ ‫ــ االستمرار في تنقله بين مدن الجهة‪،‬‬ ‫تكريسا لهذا التقليد الذي باشره ابتداء من‬ ‫الدورة التاسعة ببركان‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬إن معرض الكتاب الجهوي‬ ‫بالسعيدية لم يكن في مستوى التمثيلية‬ ‫الحقيقية للجهة التي نروم تقدمها ونهضتها‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بناء على أسس‬ ‫ديمقراطية تستحضر خصوصيات الجهة الغنية‬ ‫والمتنوعة‪.‬‬ ‫فالمطلوب أن يمثل المعرض نافذة تطل‬ ‫منها الجهة الشرقية بكامل وجهها الثقافي‬ ‫وصورتها اإلبداعية ‪ ،‬ومرآة تعكس مدى التطور‬ ‫الثقافي الذي تشهده الجهة في مجال اإلبداع‬ ‫بمختلف األجناس واألنواع األدبية والفنية‪،‬‬ ‫وصناعة الكتاب‪ ...‬آنذاك يحق لنا أن نفخر‬ ‫بوجود تظاهرة ثقافية سنوية بالجهة تتكلم‬ ‫باسم جميع مثقفيها ومبدعيها وأن نلتف حولها‬ ‫ونثمنها وندعمها ونطورها ‪ ،‬فالجهة مفرد‬ ‫بصيغةالجمع‪.‬‬

‫بين الفينة واألخرى‪،‬تتكرر مشاهد البؤس التي تؤول إليها‬ ‫ظروف بعض الفنانين بالمغرب‪،‬حيث تنتشر أخبار عن وضعيات‬ ‫محزنة‪ ‬لبعض األسماء الفنية سواء على المستوى الصحي أو‬ ‫الجانب االجتماعي‪،،‬وتتكرر‪ -‬موازاة مع هذه األخبار‪ -‬مبادرات‬ ‫االستجداء‪ ‬لفائدة هذه الحاالت‪،‬وتعلق اآلمال على تدخالت من‬ ‫أعلى المستويات لكي يعالج هذا الفنان ‪،‬أو ليمنح لآلخر سقف يأويه‬ ‫من حر المعيش او هبة في صورة (رخصة النقل)تضمن له حدا‬ ‫ادنى من العيش الكريم ‪...‬‬ ‫والمخجل في مثل هذه الحاالت أن البعض منها يتعلق بأهرامات‬ ‫فنية رحلت إلى دار البقاء في ظروف صعبة بعد عطاء فني غزير‪،‬أو‬ ‫بالبعض اآلخر ممن الزال يعيش بيننا و يعاني من الحاجة رغم‪ ‬‬ ‫سخائه اإلبداعي الذي ميز سيرته‪.‬وآخر ما تناقلته بعض وسائل‬ ‫اإلعالم هو الحالة المأساوية للفنان الكبير محمد الخلفي الذي‬ ‫يجتاز ظروفا صحية واجتماعية جد صعبة‪..‬لقد عرف عن هذا الفنان‬ ‫الكبير اعتزازه بالنفس وصونه لكرامته‪،‬ولم يسجل عليه أن اشتكى‬ ‫او توسل لجهة ما من أجل التفاتة أو عناية رغم الصعوبات التي‬ ‫مر منها‪..‬هو واحد من الفنانين الكبار الذين بصموا الحياة الفنية‬ ‫بالمغرب لمدة توازي نصف قرن‪..‬والزالت الذاكرة الفنية تحفظ له‬ ‫حضوره القوي في أعمال كبيرة سواء كوميدية أو تراجيدية‪،‬وألنه‬ ‫فنان‪ ‬جاد‪،‬كان يختار أعماله بدقة متناهية‪،‬فجعله هذا التوجه يسمو‬ ‫عن صور االبتذال‪..‬ويجعل‪ ‬الشرط المادي في الدرجة الثانية‪،‬مما‬ ‫جعل بعض شركات اإلنتاج تستغله أبشع استغالل‪.‬ولكونه فناناً‬ ‫ذو حس مرهف‪،‬اختار العزلة والعيش بعيدا عن األضواء‪،‬فجعل من‬ ‫الوحدة رفيقة لدربه بعد تجربة زواج خالل السبعينيات من القرن‬ ‫الماضي لم يكتب لها النجاح‪..‬عاش عزيزا وكبيرا في عيوننا‪،‬وهذه‬ ‫الصورة لم يشأ أن يخدشها حيث رفض بشكل حاسم عرض حالته‬ ‫االجتماعية المأساوية على وسائل اإلعالم‪،‬والدليل هو ما نقلته‬ ‫إحدى القنوات اإللكترونية التي زارته بمنزل مهجور منحه له أحد‬ ‫معارفه‪ ،‬فحاولت استجوابه‪،‬لكنه رفض بقوة أن يدلي لها بأي‬ ‫تصريح طالبا منها االبتعاد عنه وعدم الخوض في ظروفه‪..‬وقد‬ ‫عرضت هذه القناة صراخه واحتجاجه من وراء باب ذلك المكان‬ ‫الموحش‪.‬‬ ‫هي إذن حالة تدعونا مرة أخرى للوقوف على الظروف المادية‬ ‫التي يعرفها الفنان المغربي‪ ،‬وتدعونا أيضا لمساءلة الجميع‬ ‫مسؤولين وتنظيمات ومؤسسات‪ ‬تدعي الدفاع عن قضايا الفنان!!!‬ ‫ظروف تبدع فيها الحاجة صورا من الحرمان والفاقة‪.‬وتسائل أيضا‬ ‫الضمانات االجتماعية التي توفرها الدولة للمبدعين‪..‬ومحمد‬ ‫الخلفي‪-‬بالتأكيد‪ -‬لم يكن األول ولن يكون األخير الذي خذله‬ ‫الفن!!!!‬ ‫أمثاله كثيرون في مختلف األجناس اإلبداعية حيث أن ظاهرة‬ ‫التنكر والجحود عندنا ظاهرة تاريخية‪،‬أستحضر هنا المرحوم‬ ‫الجياللي الغرباوي الذي عثر عليه ميتا في أحد حدائق باريز سنة‬ ‫‪ 1971‬بعد مسار حافل من العطاء الفني حاول من خالله تأسيس‬ ‫مفهوم الحداثة في التجربة التشكيلية المغربية‪.‬هذا المسار‪ ‬لم‬ ‫يوفر له لألسف ظروفا مناسبة للعيش الكريم بالمغرب فظل يتنقل‬ ‫بين فرنسا والمغرب إلى ان كانت تلك النهاية المأساوية‪،‬أذكر‬ ‫أيضا الفنان عباس صالدي الذي فتك به المرض دونما أدنى رعاية‬ ‫صحية فلقي ربه سنة ‪1992‬مخلفا وراءه أسرة تعاني من فقرمدقع‪..‬‬ ‫والغريب في األمر هو أن القيمة المادية للوحات هذين الفنانين‬ ‫ترتفع باضطراد وحطمت أرقاما قياسية تسيل لها لعاب سماسرة‬ ‫الفن‪ ..‬والئحة المعوزين من الفنانين تطول عبر التاريخ‪ ،‬وصور‬ ‫القهر والجحود تتناسل باستمرار وال داعي لسرد المزيد منها ألنها‬ ‫تتشابه في الخصائص القاتمة !!!!‬ ‫لهذا‪ ،‬أظن أنه قد حان األوان لوضع حد لهذا الوضع المأساوي‪.‬‬ ‫ولتتحمل كل الجهات مسؤولياتها‪،‬وكفى من‪ ‬نهج سبل التسول‬ ‫واالستجداء لفائدة الفنانين‪ ‬صونا لكرامتهم‪،‬و المفروض هو أن‬ ‫تتحول العناية بالمبدع المغربي إلى منهج مؤسس عبر مواثيق‬ ‫وقوانين تضمن الحماية الصحية واالجتماعية للفنان بعيدا عن أي‬ ‫مزايدة أو استهجان بقيمة الفنان‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة)‬

‫الحسيمة ‪ :‬العامل يشرف على انطالق‬ ‫منصة الشباب المقاول‬ ‫في إطار تفعيل المرحلة الثالثة للمبادرة‬ ‫الوطنية للتنميــة البشريــة برسم سنوات‬ ‫‪ ،2019-2023‬المحور المتعلق بتحسين الدخل‬ ‫واالدماج االقتصادي للشباب‪ ،‬أشرف عامل إقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬مساء يوم الخميس‪ 11‬يوليوز ‪،2019‬‬ ‫في لقاء تواصلي حضره ما يزيد عن ‪ 400‬شاب‬ ‫وشابة‪ ،‬على إعطاء االنطالقة الرسمية لبرنامج‬ ‫االدماج االقتصادي للشباب الدي خصص له‬ ‫مبلغ يفوق ‪ 9‬مليون درهم وأحدثت له منصة‬ ‫خاصة لمواكبة وتقديم الدعم للشباب الراغب‬ ‫في خلق مشروع مذر للدخل عن الشغل‪.‬‬ ‫ويستهدف هدا البرنامج الشباب الذي تتراوح‬ ‫أعماره ما بين ‪ 18‬و‪ 35‬سنة حاملي المشاريع‪.‬‬ ‫وقد تم خلق فضاء خاص لمواكبة مشاريع هؤالء‬ ‫الشباب بمركز االستثمار بالحسيمة في انتظار‬ ‫بناء مقر مخصص لهم والدي سيتم اإلعالن‬ ‫عن صفقته في األسابيع القليلة المقبلة سيكون‬ ‫بمثابة فضاء لالستقبال والتوجيـه بهــدف‬

‫مصاحبتهم في مشاريعهم المهنية وتنمية‬ ‫الحس المقاوالتي لديهم‪ ،‬وتقديم كل أشكال‬

‫الدعم المادي والمعنوي إلخراج مشاريعهم لحيز‬ ‫الوجود‬

‫المغرب يقترض أزيد من ‪ 115‬مليون يورو لتمويل‬ ‫مشاريع الماء الشروب بالناظور والدريوش والحسيمة‬

‫أوردت وكالة الفرنسية للتنمية في بيان‬ ‫لها‪ ،‬أن المكتب الوطني للكهرباء والوكالة‬ ‫الفرنسية وقعوا يومه االربعاء ‪ 17‬يوليوز من‬ ‫الشهر الجاري بالرباط‪ ،‬على تنفيذ اتفاقية شراكة‬ ‫وقعت مع المغرب في دسمبر الماضي و المتعلقة‬ ‫بمنح قرض للمغرب بقيمة ‪ 50‬مليون أورو مع‬ ‫اضافية منحة جديدة بقيمة ‪ 115‬مليون أورو‬ ‫وتندرج هذه االتفاقية حسب نفس المصدر‪،‬‬ ‫في اطار انجاز برنامج لتوسيع وتجويد أداء وقدرة‬ ‫خدمات الماء الصالح للشرب في كل من اقليمي‬ ‫الحسيمة و الدريوش و الناظور و تاونات ‪ ،‬كما ان‬ ‫االتفاقية ستساهم في تعميم ولوج الماء الصالح‬ ‫للشرب في المناطق القروية بهذه األقاليم‬ ‫نفس المصدر أكد أن الهدف من هذه‬ ‫اإلتفاقية هو تعميم وتأمين وصول مياه الشروب‬ ‫لسكان إقليم الحسيمة و الدريوش والناظور‬ ‫وتاونات بمناطقه القروية و الحضرية من خالل‬ ‫تحسين جودة مياه الشروب‪ ،‬للحصول على‬ ‫الخدمات األساسية ولمواجهة التغيرات المناخية‬ ‫و نضوب المتزايد للموارد الجوفية واالنخفاض‬ ‫الكبير في هطول األمطار‬

‫مزايا عديدة تجعلك تختار الحسيمة كوجهة سياحية‬ ‫فريد الحمدوي‬

‫مع انطالق موسم الصيف تحتار الكثير‬ ‫من العائالت في أي وجهة سياحية تختار لقضاء‬ ‫عطلتها الصيفية‪ ،‬سواء أكانت في إطار السياحة‬ ‫الداخلية أو استقبال الجالية المغربية المقيمة‬ ‫بالخارج‪ .‬ويعتبر شمال المغرب وجهة سياحية‬ ‫مفضلة للعديد من األسر المغربية التي ترغب‬ ‫في قضاء عطلتها‪ ،‬وتمثل مدن الشمال‪ ،‬كطنجة‬ ‫وتطوان منافسا قويا لمدينة الحسيمة في الظفر‬ ‫باستقبال العائالت‪ ،‬في موسم الصيف‪ ،‬وتبقى‬ ‫مدينة الحسيمة من المدن التي تحظى بنصيب‬ ‫مهم من المصطافين في موسم الذروة‪ ،‬رغم‬ ‫الفوارق المجالية الكبيرة في البنيات التحتية بين‬ ‫هذه المدن‪ ،‬ما يدفع للتساؤل عن المزايا التي‬ ‫تجعل األسر المغربية بالداخل أو الخارج تختار‬ ‫الحسيمة كوجهة سياحية؟ ‪.‬‬ ‫تتوفر المدينة على شواطئ خالبة داخل‬ ‫مدارها الحضري‪ ،‬يجعل مهمة التنقل إليها في‬ ‫متناول األسر المغربية دون الحاجة إلى وسائل‬ ‫نقل خاصة أو طاكسي‪ ،‬في حالة الرغبة في ربح‬ ‫مصروف جيب سيفيد في أمور أخرى‪ ،‬خصوصا‬ ‫شاطئ كيمادو وكاالبونيطا وشواطئ صباديا‬ ‫على طول الكورنيش‪ ،‬أما بالنسبة للعائالت‬ ‫التي تتوفر على سيارات خاصة‪ ،‬يمكنها التنقل‬ ‫إلى شواطئ أقرب بكيليمترات قليلة من أربع‬ ‫كلمترات عن وسط المدينة إلى ‪ 12/15‬كلم‬ ‫على األكثر في اتجاه شواطئ جهة الشرق‪،‬‬ ‫شاطئ إسلي‪ ،‬اصفيحة‪ ،‬الطايث‪ ،‬السواني‪ ...‬أو‬ ‫شاطئ تااليوسف وماقجمار جهة الغرب‪.‬‬

‫تنوع وكثرة الشواطئ يجعلك تختار الوجهة‬ ‫التي تختارها حسب أحوال الطقس‪ ،‬فيمكنك‬ ‫االتجاه شرقا إن كانت الرياح غربية‪ ،‬كما يمكنك‬ ‫االتجاه غربا إن كانت الرياح شرقية‪ ،‬مما يمنح‬ ‫فرصة للسائح لالستفادة من أيام االستجمام‬ ‫على الشاطئ في كل األحوال‪.‬‬ ‫نقاء الشواطئ ونظافتها‪ ،‬وجودة مياهها‬ ‫يمنح للزائر إمكانية االستمتاع بأوقاته على‬ ‫أحسن وجه‪ ،‬في جميع الشواطئ المذكورة دون‬ ‫استثناء‪.‬‬ ‫و تمنح المدينة شبكة من المطاعم من‬ ‫الوجبات السريعة‪ ،‬في متناول األسر المغربية‪،‬‬ ‫بدء من ثمن عشرة دراهم إلى خمسين درهما‪،‬‬

‫حسب القدرة الشرائية للزائر‪ ،‬مما يمنح فرصة‬ ‫االختيار لجميع الشرائح‪ ،‬بجودة وقيمة غذائية‪،‬‬ ‫خصوصا ما توفره المدينة من سمك مشوي‪،‬‬ ‫ببعض المطاعم المتواجدة بساحة فلوريدو‬ ‫وأماكن أخرى على طول الشواطئ‪.‬‬ ‫و من بين النقاط اإليجابية التي استحسنها‬ ‫ويستحسنها األهالي والزائرون على حد سواء‪،‬‬ ‫تحرير بلدية الحسيمــة لمواقـف السيارات‬ ‫وجعلها مجانية بالمدار الحضـــري للحسيمة‪،‬‬ ‫ما يجعل الزائر للمدينة يوفر مصاريف إضافية‬ ‫تشجعه على زيارة المدينة‪ ،‬خصوصا وأن ظاهرة‬ ‫احتالل هذه المواقف كانت نقطة سوداء تستفز‬ ‫المواطنين سواء المقيمين أو الزوار‪.‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫هذا هو مغرب محمد السادس‬

‫فكري ولد علي‬ ‫تميزت فترة والية الملك محمد السادس‬ ‫إلى حدود اآلن بحركة دؤوبة‪ ،‬أعاد من خاللها‬ ‫المقولة التاريخية المتمثلة في ملك على صهوة‬ ‫جواده‪ ،‬ما جعل‬ ‫البالد تعيش قفزة نوعية في جميع‬ ‫الميادين االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومن‬ ‫المؤشرات التي تميز العهد الجديد‪ ،‬مبدأ‬ ‫المشاركة حيث لوحظ أن هذه الثقافة انتعشت‬ ‫منذ إعتالئه العرش‪ ،‬ولوحظ أن الملك أراد‬ ‫ان يشرك االنسان المغربي في كل تنمية‬ ‫اقتصادية‪ ،‬ولذلك جعل محور فلسفته مشروعا‬ ‫أعطى له إسم «التنمية البشرية»‪ ،‬فال توجد‬ ‫تنمية بدون تنمية االنسان وتمكينه من‬ ‫األدوات والقدرات والكفايات المناسبة لذلك‪،‬‬ ‫حتى إذا ولج ميدانا ما كان كفيال به أن يعكس‬ ‫تلك المهارات من خالل نتائج يمكن قياسها‬ ‫وتنجلي على أرض الواقع‪ ،‬وألن اإلنسان من‬ ‫زاوية أخرى هوالمحرك االول ألي تنمية شاملة‪.‬‬ ‫وبأبسط مقارنة بين ملكيتنا وملكيات‬ ‫أخرى بأوروبا على سبيل المثال‪ ،‬نقف على أن‬ ‫هذه األخيرة ال تتمتع بنفس المميزات التي‬ ‫تجعلها قطب الرحى والفقرة األساسية الستمرار‬ ‫أنظمة الحكم من جهة أو األداء والفعالية داخل‬ ‫المؤسسات الدستورية وفي حقل التنمية ليبقى‬ ‫وجودها رمزيا باألساس‪ ،‬أما في المغرب فهي‬ ‫تتحرك وتتفاعل بحيث سجل المالحظون‪،‬‬ ‫المسافات والجهات التي غطتها الزيارات‬ ‫الملكية فب توقيت زمني ال نجد له مثيال في‬ ‫نماذج حكم أخرى في بلدان العالم‪ ،‬مرة لوضع‬ ‫حجر أساس وأخرى لتدشين‪ ،‬وثالثة للوقوف‬ ‫واإلشراف على المشاريع الكبرى من بنيات‬

‫تحتية وإقتصادية‪ ،‬وما يتطلب ذلك من شق‬ ‫الطرقات وتزويد العالم القروي بالماء الصالح‬ ‫للشرب والكهرباء‪ ،‬كما اعتبرت زياراته التفقدية‬ ‫بمثابة إعادة االعتبار للمناطق المهمشة والتي‬ ‫طالها النسيان طيلة عقود من الزمن وشكلت‬ ‫سابقا عنوانا للمغرب غير النافع‪ ،‬وبالتالي جاءت‬ ‫الحصيلة الحالية لتضفي نوعا آخر من العدالة‬ ‫الجغرافية‪.‬‬ ‫لقد جال جواده شمال وشرق وجنوب وغرب‬ ‫المغرب‪ ،‬ومن تجليات إعادة اإلعتبار إقامته‬ ‫وتمضية عطله بالشمال ‪ ،‬فيما يمضي فترات‬ ‫أخرى موزعة بين باقي مناطق المغرب الفسيح‬ ‫حتى‪ .‬أصبحت كل المدن تعتبر عواصم لكل‬ ‫منها دورها بناء المغرب الحديث‪ ،‬فتحكمت في‬ ‫فلسفة حب التعرف على حاجيات البالد والعباد‬ ‫التي لم تقوضها المسافات واالنتظارات الكبرى‬ ‫لبالدنا من طنجة الى الكويرة‪ ،‬وهكذا أصبح‬ ‫المغرب ومنطقة الشمال خاصة ورشا مفتوحا‪،‬‬ ‫حتى تغيرت مدن بالشمال وخاصة الريف من‬ ‫واقع راكد لسنوات لتلبس حلة جديدة‪ ،‬وتنتعش‬ ‫من خالل نمو هائل المس ميادين شتى‪ .‬ومن‬ ‫المالحظات والسنن الجديدة أن الملك الشاب‬ ‫كلما زار مدينة مغربية من اجل وضع الحجر‬ ‫االساس أو تدشين أي مشروع اال ويقيم صالة‬ ‫الجمعة بنفس المدينة التي يزورها وتلك سمة‬ ‫أخرى لملك شاب لم تشغله مسؤولياته عن‬ ‫ذكر اهلل وتذكير المغاربة بأصولهم وعاداتهم‬ ‫ودينهم وثوابتهم التي أجمعوا عليها منذ غابر‬ ‫الزمن‪ ،‬ملكنا الشاب يؤمن بانه ال توجد تنمية‬ ‫حقيقية دون تنمية اجتماعية‪ ،‬خاصة التنمية‬ ‫الخلقية والدينية‪ ،‬فبارك اهلل لك في عملك ودمت‬ ‫لشعبك ووطنك ‪،‬الذي يبادلك الحب بالحب ‪،‬حب‬ ‫شعب وفي لملك أبي‪.‬‬

‫الواجهة البحرية لمدينة الحسيمة‬ ‫موضوع أطروحة جامعية‬ ‫لطالبة من الحسيمة‬

‫تم مؤخرا بالرباط مناقشة دبلوم الهندسة‬ ‫المعمارية للطالبة سكينة لبحر حول موضوع‬ ‫«الواجهة البحرية لمدينة الحسيمة ‪ ...‬أية‬ ‫مقاربة لتصور أفضل للمدينة‪».‬‬ ‫و بعد تقديم الطالبة لعرضها بإسهاب‬ ‫للتفاصيل و للتحليالت الدقيقة‪ ،‬قررت لجنة‬ ‫التحكيم نيلها الدبلوم بميزة «مشرف جدا»‬ ‫مع تقديم التهاني و التبريكات‪ .‬أوصتها اللجنة‬

‫أيضا بتقديم المشروع للسلطات المحلية قيد‬ ‫اعتماده نظرا لجودة األجوبة المقترحة التي‬ ‫يتضمنها ‪.‬‬ ‫و أثناء تقديم و مناقشة األطروحة كان‬ ‫هناك حضور واسع لكل من والديْ الطالبة‬ ‫سكينة و إخوانها و أخواتها و البعض من أفراد‬ ‫العائلة و المعارف و ألصدقاء‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير)‬

‫المختار عقيل‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫أمين سر النضال في الزمن الصعب‬

‫•محمد إمغران‬

‫عبد اهلل سعدون‬

‫بفضل اإلعالم اإللكتروني خرج حقّ‬ ‫«حنان» من عنق الزجاجة ولكن ‪!..‬؟‬

‫انتقل الى عفو آهلل المناضل الملتزم بقضايا الغالبة والكادحين النقابي‬ ‫الفذ واالتحادي األصيل المرحوم سي المختار عقيل أمين سر النضال في‬ ‫الزمن الصعب‪ ،‬نال احترام كل المكونات السياسية والنقابية من كل االطياف‪.‬‬ ‫والصورة تعود إلى اخر حفل تكريمه الذي احيته اجهزة الحزب من‬ ‫المكتب السياسي والكتابة الجهوية واالقليمية ومكتب فرع االتحاد بالقصر‬ ‫الكبير رجل الشهامة والوفاء وااللتزام حيث اجمعت كل الكلمات على ما‬ ‫اتصف به المرحوم قيد حياته من جميل الصفات‪ .‬كان معلمنا في رحلة عمر‬ ‫السياسة والنقابة‪.‬‬ ‫آخر عهدي بالمرحوم سي المختار عقيل في حفل تكريمه الذي أحيته‬ ‫اجهزة الحزب بدار الثقافة محمد الخمار الكنوني بالقصر الكبير كان المرحوم‬ ‫صبورا ويخفي آالمه وهو منتش بكل الحاضرين االوفياء الذين هبوا وفاء‬ ‫لنضالية الفقيد‪ ،،،، ،‬كنا نسال عنه من حين آلخر إلى ان اتاني الخبر المؤلم‬ ‫بمارتيل رحمة اهلل على روحك استاذنا الفاضل الكريم ورفيق النضال وكل‬ ‫العزاء السرتنا الصغيرة والكبيرة‪،،، ،‬هكذا يرحل اخونا سي المختار وهو من‬ ‫رعيل المناضلين االوفياء من مدرسة االتحاد محليا والذي عاشر اجياال من ذ‬ ‫نور الدين بلفقيه وذ مومن مصطفى وذ الطويل محمد وذ ع السالم بكور وذ‬ ‫ع السالم البدوي وسي محمد العمراني و ذ مصطفى القرقري وذ ع السآلم‬ ‫الشرادي وسي محمد الجعادي والشتوكي وذ ع الحميد الفاسي وج الغزواني‪،‬‬ ‫ومصطفى خليفة وتوفيق الهراسي ومصطفى السرغيني والخليل الورياغلي‬ ‫والمدني العطاروسي احمد العسري وع السالم دمير وع بوية والمقاوم ج‬ ‫الخطيب واخرين الذين انتقلوا إلى رحمة اهلل تعالى‪،،، ،‬لقد كان المرحوم من‬ ‫مؤسسي الكونفيدرالية والفيدرالية ‪،،،‬واالتحاد بخالياه في الزمن الصعب‬ ‫آللهم اجزيه عنا أفضل الجزاء إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية‬ ‫واالقتصاد االجتماعي محمد ساجد يفتتح المعرض‬ ‫الجهوي للصناعة التقليدية بالعرائش‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬ ‫قام السيد وزير السياحـــة والنقـل الـجوي‬ ‫والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي محمد‬ ‫ساجد ‪ ،‬رفقة عامل إقليم العرائش السيد العالمين‬ ‫بوعاصم ورئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة وبعض رؤساء المصالح‬ ‫الخارجية ‪.‬‬ ‫يـوم الجمعــة ‪ 12‬يوليـوز الجــاري بافتـتاح‬ ‫المعرض الجهوي للصناعة التقليدية‪ ،‬الذي تنظمه‬ ‫غرفة الصناعة التقليدية لجهة طنجة – تطوان –‬ ‫الحسيمة بشراكة مع مؤسسة دار الصانع وبتنسيق‬ ‫مع المديرية اإلقليمية للصناعة التقليدية بالعرائش‬ ‫وذلك بمناسبة احتفاالت الشعب المغربي بذكرى‬ ‫عيد العرش المجيد‪ ،‬حيث تنعقد هذه الدورة تحت‬ ‫شعار “التكوين والتسويق طريق تحديث قطاع‬ ‫الصناعة التقليدية وتنميته”‪ .‬حيث ستحتضن‬ ‫ساحة باب البحر بمدينة العرائش خالل الفترة‬ ‫الممتدة مابين ‪ 12‬يوليوز ‪ 2019‬و ‪ 21‬منه‬ ‫فعاليات هذه التظاهرة بمشاركة حوالي ‪ 100‬من‬ ‫الصناع والصانعات التقليديين‪ ،‬منهم صناع فرادى‬ ‫ومقاوالت و تعاونيات حرفية يمثلون مختلف أقاليم‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫بالمناسبة صرح السيد ساجد إلى أن هذا‬ ‫النوع من المعارض‪ ،‬التي تنظمها الغرف المهنية‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬تلعب دورا استراتيجيا في التعريف‬ ‫بمنتوج الصناعة التقليدية والتراث الثقافي‬ ‫المحلي‪ ،‬وتبادل التجارب بين الصناع التقليديين‪،‬‬

‫منوها بمساهمة المعارض في “النماء االجتماعي‬ ‫واالقتصادي للمغرب والحفاظ على ثقافته وتراثه”‪.‬‬ ‫كما أن قطاع الصناعة التقليدية “يلعب دورا‬ ‫مهما ا في الحفاظ على التوازنات داخل المجتمع‬ ‫السيما في إحداث مناصب الشغل”‪ ،‬معلنا عن قرب‬ ‫إصدار قانون جديد يسعى إلى تنظيم حرف الصناعة‬ ‫التقليدية وضمان التغطية الصحية والضمان‬ ‫االجتماعي للصناع التقليديين‪.‬‬ ‫وبمناسبة افتتاح المعرض قام وزير السياحة‬ ‫والنقل الجوي والصناعة التقليدية واالقتصاد‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬بجولة عبر أزقة المدينة العتيقة معلقا‬ ‫بأن مدن شمال المغرب تزخر ب “عمق ثقافي كبير”‪.‬‬

‫وقال ساجد‪ ،‬في تصريح للصحافة على هامش‬ ‫زيارته للمدينة العتيقة للعرائش إن “المناطق‬ ‫الشمالية مدنا لها عمق ثقافي كبير”‪ ،‬معربا عن‬ ‫اعتقاده بأن “بناء مستقبل المنطقة يجب أن يرتكز‬ ‫على تاريخ وماضي المنطقة”‪.‬‬ ‫وتابع السيد الوزير ارتساما ته بان “مثل هذه‬ ‫المعالم التي نكتشفها بمدينة العرائش‪،‬توحي‬ ‫بان المدينة ذات التاريخ العريق ورمز التعايش‪،‬‬ ‫ولها مؤهالت أساسية للتنمية”‪ ،‬موضحا بأن‬ ‫هذه الزيارة تروم بحث السبل الممكنة‪ ،‬بتعاون‬ ‫مع السلطة المحلية وبقية الشركاء‪ ،‬إلحياء هذا‬ ‫“التراث الهائل”‪.‬‬

‫تجديد مكتب فرع الحزب االشتراكي الموحد بالقصر الكبير‬ ‫انعقد بمقر االتحاد المغربي للشغل يوم االثنين ‪ 15‬يوليوز ‪2019‬‬ ‫جمعا عاما استثنائيا لتجديد مكتب الفرع المحلي تحت إشراف المكتب‬ ‫الجهوي للحزب وبعد تالوة التقريرين األدبي والمالي ومناقشتهما‬ ‫والمصادقة عليهما‪ ،‬تم انتخاب مكتب محلي جديد تشكيلته كاألتي‪:‬‬ ‫الكاتب المحلي ‪ :‬محمد رشيد يحيى‪ ‬‬ ‫النائب األول ‪:‬عبد السالم بني محمد‪ ‬‬ ‫النائبة الثانية ‪ :‬بسمة يحيى‪ ‬‬ ‫أمين المال ‪ :‬عبد المومن بوعيشية‪ ‬‬ ‫نائبه ‪ :‬حسن النو‪ ‬‬ ‫مستشارون مكلفون بمهام ‪ :‬البشير الطبجي _ سميرة المرحاوي‬ ‫_محمد بوشبشوب _ عبد االله كباضي _ اشرف الكبريتي _عمر‬ ‫المجدوبي‪.‬‬

‫ع‪ .‬ب‪ .‬ر‬

‫كما هو معلوم‪ ،‬فقد أثارتوثيق «فيديو» تعذيب فتاة واغتصابها‬ ‫بواسطة قنينات زجاجية‪ ،‬وتناول هذا الحادث الذي وقع بحي المالح‬ ‫الشعبي بالرباط‪،‬عبرمختلف وسائل التواصل‪ ،‬والسيما عبر تقنية‬ ‫التواصل الفوري»الواتساب» حفيظة مختلف الشرائح االجتماعية‪ ،‬بما‬ ‫فيها الجمعيات والمنظمات الحقوقية النسائية‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬والتي‬ ‫استنكرت هذا االعتداء الوحشي الذي أسال الكثيرمن المداد‪ ،‬عبرالورق‬ ‫إلى درجة أنه أبكى الحجر!‬ ‫وعالقة بالموضوع‪ ،‬تبين أن جريمة التعذيب المفضي إلى موت‬ ‫الفتاة المسماة «حنان» قد مرعلى وقوعها أكثر من شهر‪ ،‬وأن الجاني‪،‬‬ ‫الوحش اآلدمي‪ ،‬كان قد ألقي عليه القبض وأحيل على أنظار العدالة‪،‬‬ ‫علما أن له سوابق عديدة في «فنون» اإلجرام ! ثم أغلق هذا الملف‪،‬‬ ‫وانتهت القضية كالعادة‪.‬إال أن توثيق «فيديو» التعذيب وتناوله‪ ،‬فيما‬ ‫بعد‪ ،‬على نطاق واسع عبرمختلف وسائل اإلعالم اإللكتروني‪ ،‬أحيا الجريمة‬ ‫من جديد‪ ،‬فتم فتح بحث في مالبساتها وحيثياتها من طرف المصالح‬ ‫األمنية‪ ،‬بهدف الوصول إلى باقي المتورطين مع الجاني‪ ،‬منهم من صور‬ ‫«الفيديو» المذكور‪ ،‬ومنهم من لم يقدم مساعدة لشخص في خطر‪،‬‬ ‫ومنهم من لم يبلغ عن الجريمة‪...‬‬ ‫ويبقى فتح البحث من طرف الجهات المختصة حول مشهد‬ ‫«التعذيب المقزز» من «حسنات» اإلعالم اإللكتروني البارع ـ فقط ـ‬ ‫في الفضح واإلثارة والفرجة والتسلية‪ ،‬وإن كانت دامية‪ ،‬عبر الصور أو‬ ‫عبر»الفيديوهات»‪ .‬أما المصداقية وأدوات العمل‪ ،‬من لغة صحفية‬ ‫وتحليل في المستوى «فلله يجيب»‪ ،‬إال فيما ندر‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬البأس أن يكون لهذا اإلعالم اإللكتروني دور كبير في فضح‬ ‫أو إيقاف معذبي ومغتصبي «حنان» ابنة الطبقة الكادحة‪« ،‬حنان» التي‬ ‫الشك أنها كانت تتمنى أن تكون يوما باألقسام المدرسية أوبداخل‬ ‫الحرم الجامعي‪ ،‬تغازل طموحاتها المستقبلية‪ ،‬تناجي أحالمها الوردية‪،‬‬ ‫قبل أن تصيبها معاول الهدم والدمارفي بيئة مأساوية‪!.‬‬ ‫ثم ماذا عن الجاني الملقب ب‪« :‬ولد المراكشية» الذي ظهرفي‬ ‫«الفيديو» وهو يعذب الضحية «حنان» ؟‬ ‫إنه ـ حسب معطيات رسمية ـ ذو سوابق عديدة‪ ،‬إذ كلما غادر أسوار‬ ‫السجن‪ ،‬إالويعود على أحرمن الجمــر إلى ممارســة الرذيلـــة ونشرالرعب‬ ‫في محيط حيه وجواره‪ ،‬بل واالعتداء على المارة األبرياء‪ ،‬بسبب ساديته‬ ‫التي بلغت منه مبلغها‪ ،‬ولعل شريط «الفيديو» الذي أحدث ضجة عارمة‪،‬‬ ‫هذه األيام‪ ،‬خير دليل على ساديته الخطيرة‪.‬‬ ‫والحق أقــول أن مثــل «ولد المراكشية» عاشق القنينات‪ ،‬يجب عرضه‬ ‫في ساحة عمومية‪ ،‬لتنفيذ حكم اإلعدام في حقه‪ ،‬دون تردد أو أدنى‬ ‫شفقة‪ ،‬أوال لفظاعة ما اقترفت يداه‪ ،‬وثانيا لكي يكون عبرة لمن اليعتبر‪،‬‬ ‫ألنه يشكل هو وغيره قنابل موقوتة ومزروعة في أوساط المجتمع‪.‬والبد‬ ‫كذلك من إعادة النظرفي قضية المجرمين الذين أصبحت السجـون لدى‬ ‫بعضهم مثل بيوتهــم الخاصــة‪ ،‬يدخلونها ويخرجون منها عدة مرات‪،‬‬ ‫وباألحرى إعادة النظرفي مسألة العفوعنهم‪ ،‬إذ يكفي ما قام به بعض‬ ‫السجناء بعد العفو واإلفراج عنهم‪ ،‬عندما فجروا أنفسهم‪ ،‬بواسطة أحزمة‬ ‫ناسفة‪ ،‬خالل سنوات ماضية‪ ،‬بكل من البيضاء والرباط‪.‬‬


‫العدد ‪1003‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫�سالم على �آمنة‪..‬‬ ‫منذ أيام‪ ،‬حلت الذكرى الرابعة لوفاة المرحومة األديبة الدكتورة آمنة عبد الكريم اللوه التي‬ ‫وافاها األجل المحتوم يوم السبت ‪ 1‬شوال ‪1436‬هـ الموافق ل ‪ 18‬يوليوز ‪2015‬م‪ ،‬ووري‬ ‫جثمانها الثرى في اليوم الموالي في مقبرة سيدي المنظري بتطوان‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة فإننا نؤكد حضورها الدائم في وجداننا وفكرنا‪ ،‬مقرين بأفضالها العلمية‬ ‫واألدبية واإلنسانية‪ ،‬ونعيد نشر بعض مما يرمز إلى ذكراها العطرة رحمها اهلل تعالى‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬دة هدى املجاطي‬

‫تطوان الغرناطية‪ :‬معالم‪-‬تقاليد‪-‬عادات (بحث شاركت به في الندوة التي نظمنها أكاديمية المملكة‬ ‫ ‬‫المغربية بتطوان يتاريخ أبريل ‪ )1997‬منشور ضمن أعمال الندوة‪.‬‬ ‫ذكريات عن زيارة الملك الراحل محمد الخامس لطنجة أو فصل الخطاب في المسألة المغربية‪ ،‬نشر في‬ ‫ ‬‫جريدة طنجة (أبريل ‪ )2009‬تحت عنوان‪ :‬همس الذكريات‪ :‬زيارة محمد الخامس التاريخية لطنجة سنة ‪.1947‬‬ ‫وجهت‬ ‫ ‬‫سلسلة أحاديث استنهاضية لبنات جنسها في إذاعة تطوان إليمانها العميق بضرورة تغيير أفكار الناس‬ ‫ ‬‫تجاه المرأة‪ ،‬وأحاديث اجتماعية ووطنية بإذاعة” درسة “بتطوان من خالل برنامج أسبوعي “ حديث الخميس “‬ ‫وبتوقيع “ فتاة تطوان تخاطبكم»‪.‬‬ ‫كتاب عن الطفولة المغربية‪ :‬نشرت بعض فصوله في مجلة «دعوة الحق»‪.‬‬ ‫ ‬‫كتاب عن التعليم العربي في شمال المغرب في النصف األول من القرن العشرين‪ :‬نشرت بعض فصوله‬ ‫ ‬‫في نفس المجلة‪.‬‬ ‫كتاب محمد أو إلى دار األرقم‪ :‬رواية تمثيلية في أربعة فصول نشرت في مجلة «دعوة الحق»(ذو القعدة‬ ‫ ‬‫‪1368‬هـ‪-‬فبراير ‪1968‬م) صمن عدد خاص بالقرآن وعلومه في عهد الدولة العلوية‪.‬‬ ‫مع األستاذ إبراهيم اإللغي(زوجها) في ذكراه الثالثة عشرة‪ :‬أوراق مجهولة‪ :‬العلم الثقافي(‪31‬‬ ‫ ‬‫أكتوبر‪.)1998‬‬ ‫ معلومات عن العائلة الخطابية‪ :‬نشرت تباعا في مجلة الثقافة التي كانت تصدرها وزارة‬‫الثقافة‪.‬‬ ‫بعض مترجماتها من اإلسبانية إلى العربية‪:‬‬ ‫مجموعة من النصوص والوثائق التاريخية المتعلقة بالعالقات المغربية –‬ ‫ ‬‫اإلسبانية‪.‬‬ ‫سفارات مغربية إلى إسبانيا‪.‬‬ ‫ ‬‫قضية العرائش‪ :‬من خالل كتاب ‪ LARACHE‬لطوماس غرثيا فيغيراس‪-‬‬ ‫ ‬‫كارلوس رودريغث خوليو‪ ،‬منشور تباعا في مجلة البحث العلمي‪ -‬الرباط( عدد ‪ 27‬وعدد ‪28‬‬ ‫‪.)1977‬‬ ‫مقتطفات من كتاب «فاس األندلسية» لغومث كاريو‪ ،‬منشورة تباعا في مجلة‬ ‫ ‬‫البحث العلمي(األعداد ‪ 37-35‬و‪.)38‬‬ ‫خورخي خوان في بالط المغرب (رحلة مترجمة لم تنشر بعد)‪.‬‬ ‫ ‬‫ قرارات المجمع الكاثوليكي ودورهــا في الطــرد النهائي‬‫للموريسكوس‪.‬‬ ‫ شعراء العصر الذهبي اإلسباني‪.‬‬‫قصة «الملكة خناثة»‪:‬‬ ‫عنوان الرواية التي نالت بها األديبة «آمنة اللوه» جائزة «المغرب»‬ ‫لآلداب‪ ،‬التي نظمتها نيابة وزارة الثقافة بمناسبة عيد الكتاب سنة ‪،1954‬‬ ‫وهي نص ‹‹ قصة منسوجة من خيوط التاريخ وخيوط الخيال›› كما عبرت‬ ‫عنها مؤلفتها التي استطاعت بنبوغها المبكر وباجتهادها ‹‹أن تشق الطريق‬ ‫في سبيل النهضة النسوية‪ ،‬وأن تكون الرائدة األولى للمرأة المغربية‬ ‫بالشمال‪ ،‬وتساهم بشكل كبير في تقدم النهضة األدبية في هذه المنطقة‪،‬‬ ‫وما أحرزت عليه المرأة المغربية من ثقافة عالية وذوق أدبي خالص‪..‬فقد‬ ‫مثلت الشجاعة األدبية‪ ،‬واقتحمت الميدان الثقافــي وشاركت الرجل في‬ ‫النهضة األدبية المغربية››(‪.)4‬‬ ‫موضوع القصة يتناول حياة فتاة صحراوية من قبيلة المغافرة ‹‹ نشأت‬ ‫نشأة دينية تهذيبية‪ ،‬وتربت في وسط يمتاز بإبائه للذل وانتصاره للحق‪،‬‬ ‫وجهاده في سبيل اهلل‪ ،‬فترعرعت في مهد السعادة ورفلت في ثياب العز‪،‬‬ ‫وكرعت من حياض العلم‪ ،‬ونهلت من موارد اآلداب‪ ،‬جمعت من ذلك كله‬ ‫قدرا غير قليل‪ .‬هذا إلى شرف أرومها وكرم محتدها‪ ،‬ومكانة والدها ومنزلة‬ ‫أهلها بين قومها‪ ،‬فصارت ‹‹خناثة بنت الشيخ بكار بن علي المغافري››‬ ‫سيدة قريناتها‪ ،‬ومضرب المثل في قبائل الصحراء المغربية‪ ،‬لما امتازت‬ ‫به من دماثة أخالق‪ ،‬ورجاحة عقل‪ ،‬وكمال دين‪ ،‬ودمال صورة‪ .‬وقدر لهذه‬ ‫الفتاة أن تكون زوجة لعظيم سلطان المغرب المولى إسماعيل بن الشريف‬ ‫العلوي‪.)5( ››..‬‬ ‫والقصة نابعة من أرض الوطنية‪ ،‬فقد كتبتها األديبة «آمنة اللوه»‬ ‫والصحراء المغربية خاضعة لالستعمار اإلسباني‪ ،‬والمغاربة يطالبون بها‪ .‬وسعت‬ ‫الكاتبة من خاللها إلى تأكيد مغربية الصحراء في شكل روائي يمثله زوجان‬ ‫متحابان تجمهما وحدة كاملة متكاملة‪ ،‬وإبراز دور المرأة المجسدة في شخصية «خناثة» الزوجة المفضلة لدى‬ ‫المولى إسماعيل العلوي‪.‬‬ ‫فاعتمدت على الخلفية التاريخية لتأسيس بناء سردي إبداعي يعطي للمرأة سلطة التدبير والمساهمة في‬ ‫الحكم من خالل التخييل‪ ،‬فكانت القصة تجمع بين سالسة األسلوب ومتانة اللفظ‪ ،‬ودقة العبارة وجمال المعنى‪.‬‬ ‫‹‹ ‪ ..‬والحق أن الكاتبة ذات ذوق أدبي سليم‪ ..‬ويحق لنا أن نفتخر بها لنشاطها وكدها ودأبها منذ نعومة‬ ‫أظفارها‪ .‬فما عهدناها إال طالبة مجدة‪ ،‬ثم كاتبة بليغة‪ ،‬وخطيبة مصقعة‪ ،‬ومدرسة ممتازة‪ ،‬ومديرة حازمة ومربية‬ ‫مرشدة››(‪.)6‬‬ ‫رحمها اهلل تعالى وأثابها خيرا على ماقدمته‪ ،‬وجعل إنتاجها العلمي علما ينتفع به وصدقة جارية تنفعها يوم‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫هوامش ‪:‬‬

‫وفاء لشخصها‪ ،‬واعترافا بأفضالها‪ ،‬نقدم هذا التعريف الواصف ألهم مراحل حياتها وبعض إسهاماتها في األدب‬ ‫المغربي المعاصر‪ ،‬كشفا لجوانب مضيئة من حياتها‪ ،‬وتأكيدا على ريادتها في النهضة الثقافية الحديثة والمعاصرة‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫هي أديبة مغربية من عائلة ريفية أصيلة‪ ،‬تنتمي إلى أسرة” اللوه “ الشهيرة‪ ،‬أبوها السيد “ عبد الكريم اللوه‬ ‫الذي ذكر العالمة محمد المختار السوسي‪ “ :‬أنه قد أسهم بماله وقلمه ولسانه في الحروب الريفية ضد المستعمر‪،‬‬ ‫سواء في عهد الزعيم “ محمد أمزيان “ أو في عهد البطل “ محمد بن عبد الكريم الخطابي”‪ .‬وعمها العالمة الفقيه‬ ‫األصولي “العربي اللوه “ أحد أبرز علماء المغرب‪ ،‬صاحب كتاب مؤلفات جليلة القدر‪ ،‬نفيسة القيمة‪ .‬وأمها السيدة “‬ ‫رقية بنت أحمد الخطابي “ بنت عم الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬وهي من قبيلة بني ورياغل المشهورة‪،‬‬ ‫وهي سيدة فاضلة‪ ،‬خيرة وعالية الهمة‪. .‬‬ ‫ولدت «آمنة اللوه» بقبيلة “بقيوة “ ( إقليم الحسيمة) سنة ‪ 1345‬هـ ‪ 1926 -‬م ‪.‬‬ ‫مسير دراسي الفـت‪..‬‬ ‫ألحقها والدها أول األمر بمسيد الوزاني‪ ،‬في وقت كان فيه “ المسيد “ خاصا بالذكور‪ ،‬تقول‪‹‹:‬أذكر أن‬ ‫مكاني كان بجانب الفقيه مباشرة‪ ،‬وذلك بتوصية من الوالد‪،‬لم أكن أدرك سبب هذه التوصية‪ ،‬إال أنني بعد‬ ‫ذلك أدركت السبب‪ ،‬فقد كان المسيد خاصا باألطفال الذكور‪ ،‬وكنت الطفلة الوحيدة بينهم››(‪ )1‬وبعدها‬ ‫انتقلت إلى مسيد التمسمانيين‪ ،‬فتعلمت القراءة والكتابة ‹‹وحفظت ما تيسر من القرآن الكريم‪ ،‬وإنني‬ ‫أحمد اهلل على أن كانت بدايتي مع كتاب اهلل‪ ،‬فحفظ القرآن الكريم أثراني لغويا وفكريا وزادني إدراكا‬ ‫لحقائق الدين والحياة منذ فجر حياتي›› (‪.)2‬‬ ‫انتقلت وهي طفلة صغيرة إلى تطوان‪ ‹‹ ،‬وكان السبب أن الحكومة الخليفية أسست ألول مرة بالشمال‬ ‫مدرسة ابتدائية خاصة بالبنات محل رقم ‪ 1‬بتطوان‪،‬فجئت ألنخرط فيها››‪ .‬بعد ثالث سنوات حصلت على‬ ‫الشهادة االبتدائية ضمن الفوج األول من الفتيات‪ ،‬وكانت هي األولى في ترتيب النجاح‪.‬‬ ‫التحقت بعد ذلك بقسم ثانوي تكميلي‪ ،‬ثم بمدرسة المعلمات‪ ،‬فتخرجت منها بإجازة‬ ‫التدريس ضمن الفوج األول‪ ،‬وكانت األولى في ترتيب النجاح‪.‬‬ ‫اجتازت امتحان القبول بجامعة مدريد‪،‬قسم «التربية والفلسفة واألدب» فاستطاعت‬ ‫بمجهود جبار أن تتابع دراستها الجامعية مدة ست سنوات إلى أن حصلت على‬ ‫شهادتها الجامعية في علوم التربية والفلسفة واألدب‪.‬‬ ‫وخالل مسيرها الدراسي الالفت حافظت على المرتبة األولى‪ ،‬تقول المرحومة‬ ‫آمنة في هذا الصدد‪‹‹ :‬في السنة األولى االبتدائية‪،‬جاء ترتيبي «األولى» فكان‬ ‫المصحف الشريف أول جائزة تلقيتها في بداية دراستي مع متن ابن عاشر‪..‬‬ ‫تفاءلت بالجائزة‪ ،‬وكان التفاؤل صادقا فكل الجوائز التي تلقيتها بعد ذلك كانت‬ ‫مكافأة لي على تفوقي وحصولي دائما على المرتبة األولى››(‪.)3‬‬ ‫مؤهالت علمية وتربوية‪:‬‬ ‫شهادة إجازة التدريس بدرجة أولى‪.‬‬ ‫ ‬‫شهادة الليسانس من جامعة مدريد المركزية‪..‬األولى من‬ ‫ ‬‫نوعها بالنسبة لفتاة مغربية‪.‬‬ ‫النجاح بتفوق في مباراة التفتيش بالرباط سنة ‪.1959‬‬ ‫ ‬‫دكتوراه الدولة من جامعة مدريد سنة ‪ 1968‬في موضوع ‹‹‬ ‫ ‬‫التعليم العربي في شمال المغرب في النصف األول من القرن العشرين››‪.‬‬ ‫شهادة من قسم اآلداب والعلوم فرع «التدريب الفني»من‬ ‫ ‬‫الجامعة األمريكية ببيروت‪.‬‬ ‫مهام وتكليفات‪:‬‬ ‫شغلت وظائف ومهام‪:‬‬ ‫مدرسة بالمدرسة اإلسالمية للبنات رقم ‪ 1‬بتطوان ثم مديرة‬ ‫ ‬‫لها‪.‬‬ ‫أستاذة ثم مديرة لثانوية «خديجة أم المؤمنين» بتطوان‪.‬‬ ‫ ‬‫أستاذة ثم مديرة لمدرسة المعلمات بتطوان‪.‬‬ ‫ ‬‫مفتشة التعليم االبتدائي بالرباط بعد االستقالل السياسي للبالد‪.‬‬ ‫ ‬‫مديرة لمدرسة المعلمات بالرباط‪.‬‬ ‫ ‬‫مفتشة بالتعليم الثانوي بالرباط‪.‬‬ ‫ ‬‫أستاذة باحثة بمعهد التعريب بالرباط‪.‬‬ ‫ ‬‫مكلفة بمهمة بوزارة الثقافة‪.‬‬ ‫ ‬‫أستاذة باحثة بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط‪.‬‬ ‫ ‬‫خبيرة معتمدة لدى أكاديمية المملكة المغربية‪.‬‬ ‫ ‬‫نصوص‪،‬مقاالت‪،‬أبحاث‪،‬دراسات وكتب‪:‬‬ ‫أقصوصة بعنوان‪ :‬سنانير‪.‬‬ ‫ ‬‫البنت المتعلمة‪ :‬رواية تمثيلية ذات فصل واحد‪.‬‬ ‫ ‬‫المنيات األندلسية وشبيهاتها بكيتان تطوان‪.‬‬ ‫ ‬‫الموجز في التربية وعلم النفس‪ :‬باالشتراك مع جماعة من األساتذة‪:‬عبد الفتاح الرجراجي‪ -‬أحمد علي‬ ‫ ‬‫للطباعة‪.‬تطوان‪.‬‬ ‫فرة‪-‬أحمد فؤاد ةـشهادسليمان‪.‬دار كريماديس‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫ماي‪2011‬‬ ‫ر‪23‬‬ ‫آنةالهيوم‬ ‫‪1‬‬ ‫كتو ب‬ ‫فويةلد‬ ‫تغش‬ ‫ت(السب‪22‬‬ ‫عد‪3546‬‬ ‫رقم‪1‬‬ ‫ريدطنجة ‪2‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫إل‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ة‪:‬‬ ‫نساء مدحن الرسول األكرم صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬مجلة األنيس (عدد‪ 71‬سنة ‪ )1952‬ومجلة دعوة‬ ‫رجالمد ‪ -‬‬ ‫‪.)2009‬‬ ‫الحق(عدد‪ – 7‬ربيع األول ‪.)1969‬‬ ‫ح‬ ‫ث‬ ‫ردة‪321‬‬ ‫ص‪:‬ثنجزء«امعسول»في‬ ‫‪3‬‬ ‫رة‬ ‫أضيوه‪،‬الآمن‬ ‫عده‬ ‫لبا‬ ‫كتو‬ ‫أوراق من سيرة ذاتية‪ :‬نشر بعضها في جريدة المحجة بفاس‪ -‬األعداد‪ -106-107-108-109 105‬سنة‬ ‫ ‬‫رآمنةاله‪.‬‬ ‫و‬ ‫ريفبالدكتو‬ ‫‪.1990‬‬ ‫ير‪ 1955‬ص‪.11:‬‬ ‫عد‪96‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لةاألنيس‪:‬ـمج‬ ‫–ينا‬ ‫ر‪:‬بطل الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي موجهة إلى بعض‬ ‫بمناسبة رحيل‬ ‫بعد فوات األوان‪ :‬كلمة‬ ‫ ‬‫‪.117-6‬‬ ‫ص‪:‬‬ ‫ير‪1955‬‬ ‫عد‪46‬‬ ‫‪5‬‬ ‫را‬ ‫الصحف الوطنية‪.‬‬ ‫فسهص‪.18:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ـن‬


‫امللحق الثقايف‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1003‬ـ الثالثاء ‪ 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫الناقد المحلل النفسي بيير بيار‬ ‫في كتاب نقدي جديد ‪:‬‬

‫الدكتور حسن المودن‬

‫أستاذ التعليم العالي جامعة القاضي عياض‬ ‫ـ مراكش‬

‫الحقيقة في «عشرة زنوج صغار»‬

‫تدخلي يف �شكل «رواية نقدية»‪:‬‬ ‫نق ٌد‬ ‫ٌّ‬ ‫من �أجل ك�شف النقاب عن القاتل احلقيقي يف رواية �أجاثا كري�ستي‬

‫‪ - 1‬إذا كان القارئ الكريم يظن أنه يعرف كل شيء عن قضية « عشرة زنوج صغار «‪ ،‬وإذا كان يعرف اسم القاتل الذي عينته الروائية أجاثا كريستي‪ ،‬فإنه‬ ‫مدعوٌّ إلى إعادة النظر في حكمه‪ ،‬بعد أن قام الناقد والمحلل النفسي الفرنسي بيير بيار بتحقيق مضاد‪ ،‬دقيق وماكر‪ ،‬في كتابه الجديد الذي صدر في الشهر‬ ‫األول من سنة ‪ 2019‬تحت عنوان‪ :‬الحقيقة في « عشرة زنوج صغار « ( ‪ : ) La vérité sur « Dix petits nègres », ed. Minuit, 2019‬فالحقيقة توجد في‬ ‫مكانٍ آخر عندما يتعلق األمر بإحدى أكبر القضايا المؤجلة في تاريخ األدب‪ ،‬وهذا الكتاب النقدي الجديد يعيد النظر في القضية‪ ،‬ويضع َّ‬ ‫الحل الذي انتهت إليه‬ ‫أجاثا كريستي في روايتها موضعَ سؤال‪.‬‬ ‫رواية أجاثا كريستي التي اشتغل بها بيير بيار في كتابه الجديد هي من أعمالها الروائية المشهورة التي تحمل أكثر من عنوان‪ :‬عشرة زنوج صغار؛ عشرة‬ ‫هنود صغار؛ ثم لم يبق أحد؛ وبها العنوان األخير تُرجمت إلى العربية‪ ،‬وبيير بيار يعتمد العنوان األول‪ .‬وفي هذه الرواية التي صدرتْ أول مرة نهاية الثالثينيات‬ ‫من القرن السابق‪ ،‬يتعلق األمر بعشرة ضيوف مدعوين إلى جزيرة منعزلة ومقفرة‪ ،‬المشترَك بينهم جميعا أن كل واحد منهم كان قد ارتكب جريمة في حياته‬ ‫من دون أن تطاله يد العدالة‪ ...‬وفي الجزيرة‪ ،‬يموتون جميعا‪ ،‬واحداً بعد اآلخر‪ ،‬يختفون واحداً وراء واحد‪ ،‬وال أحد منهم كان بإمكانه أن ينجو من قدره؛ وألنه ال‬ ‫مكان الختباء القاتل في الجزيرة‪ ،‬فإن القاتل البد أن يكون واحداً من الضيوف المدعوين‪ .‬والحصيلة عشر جثت ومسألة غير قابلة للحل‪ ،‬ولوال تلك الرسالة التي‬ ‫وصلت عن طريق البحر‪ ،‬لم يكن سكوتالند يارد ليجد حال للقضية‪ :‬القاتل هو هذا الذي َّ‬ ‫وقـعَ االعتراف‪ ،‬هو صاحب الجريمة ومؤِّلفها‪.‬‬ ‫وبالجملة الواحدة‪ ،‬كل واحد من المدعوين جاءته دعوة خاصة إلى الجزيرة‪ ،‬وكل واحد اتهمه صوت مجهول بارتكاب جريمة معينة‪ ،‬وكل واحد مات ميتة‬ ‫تراجيدية‪ ،‬وذلك َ‬ ‫حدث في وقتٍ هبَّتْ فيه عاصفة عنيفة قطعت كل صلة للجزيرة بالخارج‪ ..‬وفي وقت الحق‪ ،‬منتهى الرواية‪ ،‬يأتي مفتاح اللغز من خالل زجاجة‬ ‫تحمل رسالة وصلت عن طريق البحر‪ ،‬وفيها يعترف القاتل بجريمته‪..‬‬ ‫بمنطق آخر في كتاب بيير بيار‪ ،‬ألنه سيجعلنا نكتشف القاتل الحقيقي غير الذي حددته الروائية أجاثا كريستي‪ ،‬بعد أن كشف النقاب عن‬ ‫لكن األمور ستجري‬ ‫ٍ‬ ‫هذا العمى الجماعي‪ :‬ما في نظرنا من تخيالت وأوهام‪ ،‬وما في رؤيتنا من ضبابية وخداع‪ ،‬وما في إدراكنا من انحرافات واحتياالت‪ ،‬منعتنا لعقود وسنوات من‬ ‫اكتشاف الحقيقة بخصوص قضية « عشرة زنوج صغار »‪.‬‬ ‫كتابٌ نقديٌّ يجعلنا نقتنع بأن الحجج التي تتهم القاتل الذي حددته الكاتبة أجاثا كريستي هي حجج غير مق ِنعة‪ ،‬وأن الحجج التي يقدمها القاتل الحقيقي أكثر‬ ‫إقناعاً‪ ،‬خاصة وأنه هو نفسه منْ سيكشف كيف خدعَ المحققين‪ ،‬وكيف خدع الكاتبة نفسها‪ :‬الناقد والمحلل النفسي بيير بيار سيجعل إحدى الشخصيات تخرج‬ ‫هي نفسها لتحكيَ ما وقع بالضبط‪ ،‬ولتكشف النقاب عن الحقيقة التي أخطأها المحققون‪ ،‬بل وأخطأتها الكاتبة نفسها‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن صاحب الجريمة ومؤِّلفها هو‬ ‫نفسه من سيقوم بدور السارد في هذا الكتاب النقدي‪ :‬أي أن القاتل السارد هو نفسه الذي يعيد بناء الوقائع واألحداث‪ ،‬موضِّحاً كيف ارتكب جريمته في مكانٍ‬ ‫اتصال بالخارج‪ ،‬وشارحاً كيف ورَّط الضحايا ثم المحققين‪ ،‬بل والكاتبة نفسها‪..‬‬ ‫مغلق‪ ،‬في جزيرةٍ جعلتها العاصفة تفقد كل‬ ‫ٍ‬ ‫شبه ٍ‬ ‫والبد أن نسجل بأن هذا الكتاب النقدي لم يكن الوحيد من نوعه‪ ،‬فهو يندرج ضمن سلسلة من الكتب التي َّألفها بيير بيار حول روايات بوليسية كنا‬ ‫نظن‪ ،‬نحن القراء‪ ،‬أننا نعرف مجرميها والقتلة الحقيقيين فيها؛ وهي كتب يؤسس من خاللها نوعا أدبيا جديداً يسميه البعض بـ‪ :‬المحكي النظري أو‪ :‬الرواية‬ ‫النقدية‪ :‬فهو نوع أدبي يجمع بين التنظير والتخييل‪ ،‬بين النقدي والمحكي‪ ،‬من خالل كتاب نقدي يبدأ من حيث انتهت رواية أجاثا كريستي‪ :‬عشرة زنوج صغار‪،‬‬ ‫ثم يعيد تركيب عناصر الحبكة كلها‪ ،‬معلِناً أن األمر يتعلق بــ» جريمة مسرحية‪ ،‬أو ذات طابع مسرحيٍّ ‪ ،»crime théâtral‬وما ِنحاً نفسَه مَن َفذاً إلى هذه‬ ‫العملالمسرحي‪.‬‬ ‫سؤال تلك الرسالة التي من المفترَض أن إحدى‬ ‫وهكذا‪ ،‬فمن خالل‬ ‫تخييل داخل التخييل‪ ،‬ومن خالل إشاراتٍ خِطابيةٍ واصفةٍ‪ ،‬يضع الناقد موضعَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫طريق آخر لنسلكه غير الذي عينه التحقيق‬ ‫شخصيات الرواية قد تركتها من أجل إيصال الحقيقة إلى القارئ‪ .‬ومن أجل بلوغ الحقيقة‪ ،‬يدعونا الناقد المحلل إلى ٍ‬ ‫داخل الرواية‪ ،‬وذلك بإعادة فحص فكرتنا عن قضية الزنوج العشرة الصغار‪ ،‬وإعادة النظر في ما كنا نتصوره عن الشخصية التخييلية كما عن القراءة‪ ،‬من أجل‬ ‫أن نكتشف في النهاية كيف جعلت الكاتبة أجاثا كريستي إنسانا بريئا ينتقل من وضع الضحية إلى وضع القاتل الرائع‪..‬‬ ‫‪ - 2‬من الكتب الالفتة التي أصدرها بيير بيار تلك التي كرّسها للروايات والمحكيات البوليسية‪ ،‬ويتعلق األمر بهذه الكتب التي يمكن أن نسميها ب»‬ ‫المحكيات النظرية» أوـ» الروايات النقدية «‪ ،‬ألنها تجمع بين النقد والسرد‪ ،‬بين التنظير والتخييل‪ :‬من قتل روجير أكرويد؟(‪ ،)1998‬تحقيق في قضية هاملت‪ ،‬أو‬ ‫حوار الصمّ(‪ ،)2002‬قضية كلب آل باسكرفيل(‪.)2008‬‬ ‫ونشير بسرعة إلى أهمية هذا النوع من الكتب‪ ،‬وذلك بطرح سؤالين يبدوان ضروريين في هذا المقام‪ :‬لماذا يهتمّ المحلل النفسي بالرواية البوليسية؟ لماذا‬ ‫يخصّ بالتحليل أعماال أدبية( وخاصة رواية أجاثا كريستي‪ :‬مقتل روجير أكرويد‪ ،‬ومسرحية شكسبير‪ :‬هاملت) أسالت الكثير من المداد‪ ،‬ودرسها الكبار من الن ّقـاد؟‬ ‫يتأمل الناقد والمحلل النفسي بيير بيار تاريخ العالقة بين التحليل النفسي والمحكي البوليسي‪ ،‬الفتاً النظر إلى التأثير الباطني الذي مارسه الثاني على األول‪،‬‬ ‫مشيراً إلى ثالثة أعمال أدبية ّأثرت كثيراً في نظرية التحليل النفسي‪ :‬الملك أوديب‪ ،‬هاملت‪ ،‬الرسالة المسروقة‪ ،‬وهي في نظره أعمال أدبية « بوليسية «‪ ،‬جعلت‬ ‫التحليل النفسي يتأسس على أساس فكرتين جوهريتين‪ :‬األولى تفيد أن إنتاج المعنى يعني أن تفكّ لغزًا‪ ،‬والثانية أن هناك حقيقة موجودة في مكانٍ ما وأن‬ ‫بحثاً أو تحقيقاً ما يمكنه إبرازها‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فوظيفة المح ّلـل النفسي هي أن يفكّ لغزًا وأن يبحث عن الحقيقة‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬لم يعد دور المح ّلل هو دراسة العمل‬ ‫األدبي أو كاتبه‪ ،‬بل إنه لن يكون محلال حقيقيا إال إذا أدى دور الباحث المحقق‪ ،‬منافسا بذلك أكبر المحققين في األدب البوليسي‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬ففي هذه الدراسات‪ ،‬ينطلق بيير بيار من أسئلة أساس‪ :‬ماذا لو كانت هناك حقيقة أخرى داخل العمل األدبي « البوليسي « غير التياقتنع بها‬ ‫القراء والنقاد لزمن قد يصل إلى قرون‪ ،‬كما في حالة هاملت لشكسبير؟ ماذا لو كانت الرواية البوليسيبة هي األخرى مسرحا لألخطاء القضائية‬ ‫والتحثيقاتالخاطئة؟ ألم يسبق لفولتير أن قام بهذا النوع من التحقيق معبّرًا عن تح ّفـظاته من المسؤولية الجنائية للملك أوديب؟ ماذا لو كان المح ّقـقون في‬ ‫الروايات البوليسية مخطئين في استدالالتهم ومنطقهم وخالصاتهم‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة إلى المحقق هرقل بوارو في رواية‪ :‬مقتل روجير أكرويد‪ ،‬أو كما‬ ‫هو األمر بالنسبة إلى المحقق شرلوك هولمز في‪ :‬قضية كلب باسكيرفيل؟‪...‬فهذه األسئلة تفرض وضع منطلقات جديدة للنقد النفسي للرواية البوليسية‪ ،‬من‬ ‫أهمها أن مهمّـة المح ّلـل هي أن يقوم بتحقيق مضادّ‪ ،‬فالمجرمون‪ ،‬في األدب كما في الحياة‪ ،‬قادرون على اإلفالت من تحقيقات المح ّقـقين‪ ،‬والشخصيات‬ ‫األدبية ليست شخصيات ورقية‪ ،‬بل هي شخصيات حيّة يمكنها أن ترتكب جرائم من دون علم الكاتب المؤّلف‪ ،‬ولكن هناك دائما فرصة إلعادة التحقيقات من‬ ‫جديد‪ ،‬وكشف النقاب عن الحقيقة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وإجماال‪ ،‬يندرج هذا الكتاب النقدي الجديد‪ :‬الحقيقة في « عشرة زنوج صغار « ضمن سلسلة من الكتب‪ ،‬كان قد شرع في تأليفها منذ سنوات‪ ،‬حول روايات‬ ‫بوليسية كنا نظن‪ ،‬نحن القراء‪ ،‬أننا نعرف مجرميها والقتلة الحقيقيين فيها؛ وهي كتب من خاللها يؤسس بيير بيار نوعا أدبيا جديداً يسميه هو نفسه بــ» النقد‬ ‫التدخليّ ‪ ،« Critique interventionniste‬ألنه نقدٌ يعرف كيف يتدخل في النص‪ ،‬وكيف يعيد بناءه من الداخل‪ ،‬وكيف يدفع الشخصيات إلى البوح واالعتراف‪،‬‬ ‫وكيف يتضامن معها أحيانا ‪ ،..‬من أجل أن يعود من هذا التدخل بشيء مثير وغير منتظر‪ ،‬يفاجئ به القارئ‪ ..‬وقيمة هذا النقد التدخلي ال تنحصر في كشف قاتل‬ ‫حقيقي غير الذي عينته المؤِّلفة األصلية للرواية‪ ،‬بل إن قيمته في أنه يدعو القارئ إلى أن ال يُس ِّلم بسهولة باألحكام والمسلمات‪ ،‬فهناك دوما إمكانية إعادة‬ ‫اكتشاف األعمال األدبية‪ ،‬وهناك دوما فرصة للمراجعة وإعادة التحقيق‪ ،‬وللقارئ هذا الحق الدائم في أن يسائل األعمال واألحكام والحقائق‪..‬‬ ‫بيير بيار مح ِّل ٌل نفسيٌّ وأستا ٌذ لألدب‪ ،‬يؤسس للنقد التدخلي الذي يكاد يختلف جذريا عن النقد التقليدي‪ ،‬ألنه يَعرف كيف يَنفذ إلى داخل األعمال األدبية‪،‬‬ ‫وكيف يستقر بداخلها مدة طويلة‪ ،‬وكيف يغوص داخل أعماق التخييل‪ ،‬وكيف يغامر داخل أكثر الطبقات انفالتا في المحكي‪ ،..‬وكل ذلك قبل أن يعود بشيء‬ ‫مفاجئ غير منتظر‪ ،‬يقلبُ َّ‬ ‫كل ما كنَّا‪ ،‬نحن القرَّاء الكسالى‪ ،‬نعتقد أننا نعرفه حقَّ المعرفة عن الروايات التي سبق أن قرأناها‪..‬‬

‫السيدة ج‪.‬ك‬ ‫الدكتورة لطيفة لبصير‬

‫أستاذة التعليم العالي جامعة الحسن الثاني‬ ‫ـ الدار البيضاء ـ‬

‫في يدها رأيت دملجا‪ ،‬عليه أيقونات غريبة مرصعة بمعدن يشبه الفضة‪ ،‬كان علكها يتراقص في فمها بخفة‪،‬‬ ‫وهي تناولني سيجارة بنية اللون‪ ،‬مذهبة الرأس‪ ،‬أشعلت سيجارتها ونفثت في اتجاهي دخانها على شكل دوائر‬ ‫مصفوفة بعناية فائقة‪ ،‬وكأنها دورتها قبل أن ترسلها إلي‪...‬أخذت الدوائر واحتضنتها كما النائم وبدأت أرسل‬ ‫لها خيوطا متشابهة‪ ،‬وكأن عدواها انتقلت إلي‪ ،‬ثم صمتت قليال‪ ،‬وهي تفك أزراري الواحد تلو اآلخر‪ ،‬وتأخذني‬ ‫إلى باحة غرفتها الواسعة ذات الفراش الوثير‪ .‬كنت أسمع خالل وقع خطواتها صوت أمي يلعنني‪:‬‬ ‫ يجب أن تفعل شيئا وأال تعيش على حساب النساء‪...‬‬‫ال أملك ردا على أمي في هذه اللحظة‪ ،‬وأتمنى أال تقوس حاجبيها الرقيقين‪ ،‬كي أنجز عملي على الوجه‬ ‫األكمل‪ ،‬فأنا خائف‪ ،‬وإذا لم أحسن فن العشق‪ ،‬فقد ترمي بي هذه السيدة إلى الخالء وقد يتم شطبي من قاموس‬ ‫الرفاق‪ .‬ال أدري لماذا كلما رغبت في أن أشتغل‪ ،‬أحاول أن أكون مثل الرفيق «بيل آمي» لموباسان‪ ،‬كنت أنسحب‬ ‫من خيطي الرقيق إلى خيطي القوي وأصنع بقايا الرجولة ‪ ...‬وضعت دملجها في فمي كي أقبله برفق‪ ،‬قبلت‬ ‫معصمها وأنا أقول لها‪:‬‬ ‫ أي شيء في العيد أهدي إليك يا مالكي؟‬‫ أنت تعرف يا غزالي‪...‬‬‫ أنت صبية في العشرين ‪...‬أنت أحلى من كل صبايا العالم‪...‬‬‫ أعرف‪ ...‬استمر‬‫ أنت أجمل فتاة في العالم‪...‬أريدك ‪...‬‬‫كانت السيدة(ج‪،‬ك) وهذا ما أعرف من اسمها‪ ،‬تستغيث بي وبفظاعتي في فن الهوى‪ ،‬وتصرخ بأنها ستضاعف‬ ‫أجري أكثر وكنت أشعر بأنني أعمل في تلك اللحظة‪...‬كنت أتخيل حبيبتي هدى‪ ،‬وأرسم فمها الدقيق مكان‬ ‫فم(ج)‪ ،‬وأراها بفستانها الليلكي وهي تمر أمامي بقوامها الشمعداني‪ ،‬وأرقب تفاصيل جسدها المعمد وأسبح‬ ‫فيه‪ ،‬فأستيقظ على الثنايا الرخوة للسيدة (ج)‪ ،‬وأقول‪:‬‬ ‫ اهلل كم أنت جميلة يا هدى‪...‬‬‫ لست هدى ‪ ،‬أنسيت من أكون؟‬‫ ال لم أنس ولكنني ألقبك هدى منذ اليوم ألنني تعبت من(ج)‪...‬‬‫ نعم جميل هذا االسم‪...‬‬‫لم تكن(ج) تتوقف إال بعد جهد جهيد‪ ،‬وكنت أستغرب كيف يرون أن األنثى لها عمر افتراضي في الصخب‪،‬‬ ‫فقد كانت قادمة من أدغال قديمة لالشتهاء‪ ،‬وكنت أعاني صعوبة وأنا ألتهم يديها المجعدتين وأتغاضى عن‬ ‫انحرافاتهما كي أعشق اللحظة‪ ...‬لم تكن (ج) ترغب في أن تتوقف‪ ،‬أمسكت بذراعي وهي تشكو من الوحدة‬ ‫فطوقت عنقها المائل نحوي‪ ،‬وأمرتني أن أعانقها بحنان بالغ‪ ،‬وأعبر لها عن حبي‪ ،‬ثم أشعلت سيجارتها بتوق‬ ‫ونفثت دخانها في وجهي من جديد‪ ،‬أدركت أنها تدعوني للمرة الثانية‪ ...‬كنت أتمسك بيد هدى وأقبل يدها‬ ‫بنهم‪ ،‬وأنا بين عالمين‪ ،‬أرغب أن تنتهي تلك اللحظة‪ ...‬أتعبتني (ج) وعلي أن أؤجل موعد هدى إلى الغد‪ ،‬كانت(ج)‬ ‫قد بدأت تضيق الخناق على مواعيدي األخرى‪ ،‬وتهدد بنزع ذات اليد عن عنقي‪ ،‬ولم أكن أستطيع أن أرفض‬ ‫نهمها‪ .‬كنت أعرف أن خنقها المتزايد لي نابع من رغبتها في أن تضعني في قفصها الفضي‪ ،‬أحضرت كأسا‬ ‫معتقة ووضعت أوراقا زرقاء فوق منامتي الصفراء‪ ،‬فشع بريق المال وأنا أجمعه وأفكر في هدية لهدى حبيبتي‪.‬‬ ‫رغم أنني أضاجع السيدة (ج) منذ شهور‪ ،‬فلم أعرف من هي وال ما اسمها‪ ،‬وكذا السيدة التي كانت قبلها‪ ،‬كانت‬ ‫عزيزة تبلغني شيئا واحدا أن السيدة التي ستكون بحوزتي تحمل دوما نفس الحروف الهوائية وليس من حقي‬ ‫أن أبحث عما يوجد وراء الهواء‪ ،‬لكن هذه السيدة األخيرة لم تفكر بعد بأن تستبدلني حتى أكون في إمرة امرأة‬ ‫أخرى‪ ،‬ما زلت أنتظر النازلة‪...‬أخاف أن تتغير وأفكر أن الحروف ال تتغير‪ ،‬لكن النساء يتغيرن إلى األقبح‪ ،‬وكلما‬ ‫تقدم عملي‪ ،‬تحضر امرأة في حاجة إلى اشتهاء أشد جنونا وصخبا‪...‬ال أرغب أن تتغير هذه السيدة اآلن‪ ،‬على‬ ‫األقل‪ ،‬ألفت تضاريسها المختفية وكالمها المنمق‪...‬‬ ‫أحضرت (ج) سلطة خضراء وسمكا تم وضعه في الطبق بشكل متوحش‪ ،‬وقالت لي‪:‬‬ ‫ ينبغي أن تأكل قليال‪ ...‬كل هذه الميرال أون كولير‪ ،‬إنها مسقية بالحليب مع صلصة حارة‪ ،‬قبل أن تعض‬‫على ذنبها بتلذذ شديد‪...‬‬ ‫ نعم ‪...‬أنا جائع لمثل هذا التلذذ‪...‬‬‫ وأنا أيضا‪ ،‬جائعة‪...‬أريد أن آكل من يديك الحلوتين‪...‬‬‫ نعم‪...‬‬‫لم تخبرني (ج) عن زوجها أو أوالدها‪ ،‬كانت تتحول إلى صندوق صغير من األسرار والمفاجآت‪ ،‬وكنت أنتظر‬ ‫دوما أن تحكي لي حكاية صغيرة تشفع لها هروبها إلي‪ ،‬لكنها لم تفعل‪ ،‬كانت كمن يبتر العالم الذي قدمت‬ ‫منه‪ .‬كما لم أحدثها عن عملي كموظف صغير مهمل في إحدى اإلدارات البئيسة‪ ...‬لم أكن أريد أن أخوض في‬ ‫التفاصيل‪ .‬كانت هدى تتراءى لي في منامتها الحمراء وتشعل رغبتي‪ ،‬فأقبل (ج‪،‬ك) بعنف دون أن أنتظر ذلك‪...‬‬ ‫منذ شهور‪ ،‬لم تتغير هذه السيدة‪ ،‬ما زلت أفكر كيف سأعشق هدى وأعمل بهدوء في األيام القادمة‪...‬‬


‫العدد ‪1003‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫الشاعرة نجاة الزباير‬

‫َو َن ِ�س ُ‬ ‫يت �أَ َّن َنا َال َن ْل َت ِقي ‪...‬‬ ‫َع َت َب ُة ُا ْل َه َوى‬ ‫ت َت �أَ ْق َدامِ ي َت ْن َتف ُ‬ ‫حَ ْ‬ ‫ِ�ض‬ ‫�أُ َغ ِّطي َ�ص ْد َر عِ ْ�شق َِك ُا ْل َعارِ ي‬

‫َي ْل َتحِ ُف َو ْجهَ ُا َّ‬ ‫لظلاَ ِم‬ ‫َي ْن َتظِ ُر مِ ْثلِي ‪..‬‬ ‫اح‬ ‫ي ِ�ش َي َف ْو َق َخ ِّد ُا َّ‬ ‫�أَ ْن مَ ْ‬ ‫ل�ص َب ِ‬

‫مَ ُ‬ ‫ات‬ ‫اع ُ‬ ‫ال�س َ‬ ‫ت ُّر َّ‬ ‫روب مِ ْن َبعِي ٍد‬ ‫َف�أَ َرى ُا ْل ُغ َ‬ ‫ُي َنادِ ي‬ ‫�أَ ْخ َتفِي‬

‫بِجِ َوارِ جِ دَارِ َل ْي َلى‬ ‫�أَ ْب ُ�سط َ�ش َبابِيكَهُ‬ ‫َو َق ْلبِي ِ�ش َت ٌاء‬

‫مِب ِْع َط ِف ُا َّ‬ ‫ل�ش ْم ِ�س‬ ‫يح‬ ‫َو�أَ ُم ُّر مِ ْن ُث ْق ِب ُا ِّ‬ ‫لر ِ‬ ‫َو�أَ ْن َتظِ ُر ‪..‬‬

‫ل�ص ْم ِت‬ ‫َو َر َاء َم َقاعِ ِد ُا َّ‬ ‫�أُفقِي َ�شاحِ ٌب‬

‫َت َت َ�سا َق ُط مِ نْهُ َع َناقِي ُد َن ًدى‬ ‫َت ْرثِي َه َذا ُا مْ َ‬ ‫ل َ�س ْاء‪.‬‬ ‫ود ‪..‬‬ ‫َو�أَ ُع ُ‬

‫مِ ْث َل ُج ْند ٍِّي ِب َال ُق َّب َعةٍ‬ ‫َي ْحكِي َع ْن َو َطنٍ مِ ْن َو َر ْق‬

‫َي ْ�ض َح ُك‬ ‫َي ْبكِي‬

‫ي ُ�ض ُلوعِ هِ َي ْح رَت ِْق‪.‬‬ ‫َو َب نْ َ‬ ‫َف َي ْغ ُدو مِ ْث َل طِ اِئرٍ َ�سجِ ني‬

‫وح ِل ْل َمدِي َنةِ ُال َّناعِ َ�سة‬ ‫َي ُب ُ‬ ‫َع ْن ُح ْل ِم َل ْي َلةٍ َخ رْ�ضاء‬ ‫ُا ْ�س رَ َ‬ ‫اح بِجِ َوارِ َها‬ ‫ت َ‬ ‫َي ْجرِ ُفهُ اُلحْ َ نِني‬ ‫َف ُا ْك َت َفى ِب ُا ْل ِغ َناء‬ ‫ُم َت َج ِّو ًال فيِ ُا َّ‬ ‫يق‬ ‫لطرِ ِ‬

‫ي‬ ‫ُم ْن َت ِع ًال َح ْر َف نْ ِ‬ ‫مِ ْن َنارٍ َو َم ْاء ‪.‬‬ ‫�أَق ُِف‬

‫ا�ص ُفهُ‬ ‫َال َت َن ُام َع َو ِ‬ ‫�ض‬ ‫ت ُف مِ ْث َل �أَ ْر ٍ‬ ‫َي ْر جَ ِ‬ ‫لر َث ْاء‪.‬‬ ‫ُي َحا�صرِ ُ َها ُا ِّ‬ ‫اق ُا ْل َق ْل ِب ُا مْ ُ‬ ‫ل ْت َع ِب‬ ‫�أَ ُج ُّر َ�س َ‬ ‫َو َ�أ َنا فيِ َن ْف ِ�س ُا مْ َ‬ ‫ل َكانِ‬

‫�أَ�شرْ َ ُب َق ْه َو َة ُا ِال ْنتِظار‪.‬‬ ‫ل�ص َبا َبةِ ِب َل ْونِ ُا ِّ‬ ‫ل�ض َي ْاء‬ ‫َث ْو ُب ُا َّ‬ ‫َي ْق َتحِ ُمنِي َك ُر�ؤْ َيا َعاب َِرة‬

‫ِ�صتُهُ ؟‬ ‫َما ق َّ‬ ‫َي رَ َ‬ ‫ت َّن ُح ب َِرائ َِحةِ ُا ْل ُف ِّل‬ ‫َك ْي �أَ َر ْاه‪.‬‬

‫ات ُا ْل َع ْط َ�شى ُال َّذا ِب َلة‬ ‫ُال َّل َح َظ ُ‬ ‫مَ ُ‬ ‫ت ُّر �سرَ ِي ًعا‬ ‫َت ْد ُخ ُل ُح ْج َر َة ِ�ش ْعرِ ي‬ ‫َت ْن رُ ُ‬ ‫ث َر َ�سائ َِل ُا َّلل ْيلِ‬ ‫َق َر�أْ ُت َها‬

‫ي َي َد ْيهِ‬ ‫َع َّلنِي �أُ ْب�صرِ ُ يِن َب نْ َ‬ ‫َف َت َذ َّك ْر ُت ِب�أَ َّن َنا لاَ َن ْل َتقِي!!‪..‬‬

‫الشاعر محمد العصامي‬

‫�أذكرينـي‪!!!...‬‬ ‫�أذكريني ‪...‬‬

‫مبتهجا يواكب �رس حلمك‬

‫ومي�ضا خارج حدود الزمن‬

‫على �ضفاف الغفوة تت�آزر الر�ؤى‬

‫ف�أهل احلال يف بلدي‬ ‫ي�ستبلدونني بابت�سامتهم الباهتة‬ ‫�أذكريني ‪...‬‬ ‫و�أنا �أرمق منعطفي‬ ‫على �أهذابك‬ ‫حني �أمد لك مييني‬ ‫و�أمتدد لك نب�ضا يقتلع �رساب �شكي‬ ‫ويعلن لك يقيني ‪...‬‬ ‫اذكريني ‪..‬‬ ‫وانا �أمتطي الأدهم‬ ‫من قبيلة مزاب الى جبل زالغ ‪..‬‬ ‫مطال على فا�س‬ ‫�أغنيك نوبة �آ�آ�آ�آ�آه يا �سلطاين ‪...‬‬ ‫�أذكريني ‪..‬‬ ‫و�أنا �أخط ق�صيدي‬ ‫على خا�رصتك‬ ‫عندما �أغري الوقت‬ ‫على نوا�صيك تظم�أ يل ربوعك‬

‫لت�سكن م�سافاتك البي�ضاء‬ ‫على حيطان الزمن والتاريخ‬ ‫حيث ر�صعت كالما حلكايتك‬ ‫�أذكريني ‪...‬‬ ‫مع حمرة امل�ساء‬ ‫يف جفنيك‬ ‫مع �صهيل الريح على ربوعك‬ ‫على �سلطة القهر اللعينة‬ ‫مع حر خيوط ال�شم�س‬ ‫على ج�سدك امل�شع ‪...‬‬ ‫�أذكريني ‪...‬‬ ‫مع انحناءة ال�سنابل‬ ‫يف تربة �سهويل الغذراء‬ ‫واغر�سي الف�أ�س يف دواخل احلجر‬ ‫كي ينفجر ب�ؤ�س الكلمات‬ ‫وينت�شي نب�ضك بنبعي الزالل‬

‫و�أم�سح عنك غفوة الزمن ‪...‬‬

‫يف �شوارع الأ�شياء ‪...‬‬

‫�أذكريني ‪...‬‬

‫�أذكريني ‪...‬‬

‫و�أنت تر�صدين نبع و�صلي‬ ‫حني ي�شنق احلرف‬ ‫م�صلوبا على جيدك‬ ‫حني يتعرث ال�س�ؤال على �أعتابك‬ ‫حني ت�ضيع الأجوبة خارج موج هديرك‬ ‫حني �أكون ذاكرة على ر�صيف عمرك‬ ‫‪...‬‬ ‫�أذكريني ‪...‬‬

‫حينما تعلمني �أن ال�شاعر رحل‬ ‫و�أن النوار�س ق�صت �أجنحتها حدادا‬ ‫و�أن املوج غفى على ال�شط�آن امتدادا‬ ‫و�أن كحل العيون �صار رمادا‬ ‫و�أن ال�صنوبر �شذب نف�سه قبل الأوان‬

‫تعدادا‬

‫و�أن الأر�ض تنعيه مبلء اجلراح‬

‫كلما هل �صبحك‬

‫و�أن ذرات الرمل تنذب الوطن املباح‬

‫يخرتقني نداه ع�شقا‬

‫و�أن العذارى �سافرات بال و�شاح ‪...‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫الشاعر ياسين الحراق‬

‫ال�شعراء العا ّقون مي�ضون‬ ‫�إلى اهلل بوردة‬ ‫�ستق�ضي وقتك بال ّتفكري‬

‫َ‬ ‫دموعك التي خ ّب�أتها يف قلب غيمة‪.‬‬ ‫و‬

‫يف ح ّبة الكرز التي هوت من‬ ‫�شجرة بعيدة‬

‫�ستعر ُج �صوب ال ّثمرة التي كنتها‬ ‫ّ‬ ‫لرتى بذرة القدر هازئة‬ ‫بجناحي نحلة‬ ‫فوق ر� َ‬ ‫أ�سك‬

‫ثمة الكثري من ّ‬ ‫ال�شعريات امل�ؤجلة‬ ‫و الغيمات ّ‬ ‫ال�شاحبة ‪...‬‬

‫يبتل ّ‬ ‫لن ّ‬ ‫امل�صفرتني‬ ‫الطني يف يديك‬ ‫ّ‬

‫�ستح ّدق كثري ًا‬

‫يف عيني ن�رس تائه‬

‫وتغ ّني للعذـارى ال ّذاهبـات �إلى‬ ‫احلياة‬ ‫حيثما تذهب‬

‫�ستق ّلب ح ّبات ال ّذاكرة‬ ‫تباع ًا‬

‫و تبتلع احلوت الذي احتواك ذات‬ ‫يوم‬ ‫غري عابئ‬

‫بفرا�شات اخلطيئة و هي ّ‬ ‫حتط‬ ‫على �شفتيك‬ ‫غري عابئ‬ ‫بدحرجة رّ‬ ‫الند التي تركتك‬

‫حار�س ًا لليباب‪.‬‬ ‫حيثما تذهب‬

‫حيثما تذهب‬ ‫�ستمطر عيناك ّ‬ ‫الكف اليتيمة‬ ‫احلب‬ ‫و ر ّبات ّ‬ ‫ويتامى الأر�ض املحروقة‬ ‫ال�صحراء‬ ‫ال حتفل بيد امل�سافر يف ّ‬ ‫و ب�سفينة العائدين من ّ‬ ‫الطوفان‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعراء العا ّقون مي�ضون �إلى الله بوردة‬ ‫متا�سك‬ ‫لرت�شف عرقك الأ�شهى ‪...‬‬ ‫ثمة غري القيامة تقاي�ضها ب�شتلة‬ ‫لي�س ّ‬ ‫ال�صدر ‪.‬‬ ‫يف ّ‬ ‫حيثما تذهب‬ ‫َ‬ ‫�سيتبعك �صليب الوجود‬ ‫و الأ�سفار املرتعة باخلديعة‬ ‫و اجلموع‬ ‫�سيتبعك الذين ماتوا بجلطة‬ ‫يف القلب‪.‬‬ ‫• يا�سني احلراق‪� ،‬شاعر من مواليد مدينة الق�رص‬ ‫الكبري �صدر له ديوان بغري جناح ‪ ،‬ديوان قيد‬ ‫الطبع « ورد يف طا�سات �شاحبة»‪.‬‬

‫ِ‬ ‫يم!‬ ‫َِج ْر ٍو َيت ٍ‬

‫‪ -1‬م َت ٌّد فيِ ال َّْليلِ ‪:‬‬ ‫مُ ْ‬

‫‪ ‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َااااااه‬ ‫َي ُج ُّر يِن الل ْيل‪� ‬إلى َمت ْ‬ ‫َح يِ َ‬ ‫ان ال َّد ْم ِع‪ ‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لاَ �أَ ْلوِ ي َعلى ُحل ٍم‪ ‬‬ ‫ِري‪،‬‬ ‫�أَ ْو َ�صف ْ‬ ‫َ‬ ‫يء قِط َاراتِي‬ ‫جَ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫ات‬ ‫مِ نْ جِ َهةِ ال ِّذ ْك َر َي ِ‬ ‫�ص َر َّناتِي‬ ‫َوت َْر ُق ُ‬ ‫مِ نْ َ�ض ْيم �أَ َّناتِي‪،‬‬ ‫�أَ ْقب ُ‬ ‫ِ�ض َج ْمر ًا‬ ‫َي ْحرِ ُق �أَ ْر ِ�ص َفتِي‪،‬‬ ‫�أَ ْحمِ ْل َح َقائ َِب مِ نْ ُج ُروحِ ي‪،‬‬ ‫ا�ص ُم‬ ‫َت ْل َف ُظنِي ا ْل َع َو ِ‬ ‫َكجِ ْروٍ َيت ِْيم ‪،‬‬ ‫�أَ ُل ُ‬ ‫وذ �إِ َلى ظِ ٍّل فيِ ا َّلل ْيلِ‬ ‫ِيد‪،‬‬ ‫َو�إِ َلى حِ ْ�ضنِ َغ ْي ٍم مِ نْ َ�ض َب ٍ‬ ‫اب �شرَ ْ‬ ‫‪ ‬و�أَ ْم َتطِ ي َ�ص ْه َو َة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِق ْندِيلٍ َمن ِ�س ٍّي‬ ‫يب ‪.‬‬ ‫فيِ َك ْه ٍف مِ نْ َ�ص ْم ٍت َرهِ ْ‬ ‫�أَ َنا الزَّ َمنُ ا ْل َهارِ ُب‪ ‬‬ ‫ي�س‬ ‫يح �إِ َلى َف َرادِ ِ‬ ‫َم َع ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ا ْل َوهْ ِم َّ‬ ‫ال�ضارِ ِب‬ ‫فيِ الحْ ِ َق ِب ا ْل َبعِي َد ْة‪...‬‬

‫الشاعر صالح الدين بشار‬ ‫‪ - ‬املتنبي‪- ‬‬ ‫�أُ َعا ِن ُد‬

‫اع‪: ‬‬ ‫‪2‬ـ َ‬ ‫‪ ‬علَى َ�سبِيلِ ال َْو َد ِ‬ ‫ال�شارِ ِع َّ‬ ‫الطوِ ْ‬ ‫فيِ هَ َذا َّ‬ ‫يل‬ ‫مْ ُ‬ ‫ال ْم َت ِّد فيِ ا َّلل ْيلِ َو مْ َ‬ ‫ال َط ْر‬ ‫َي ْج ِذ ُبنِي َر ْم ِ�سي‪ ،‬‬ ‫ون مِ َ‬ ‫ل�أْدُ َبةِ ‪ ‬‬ ‫َي ْد ُع يِ‬ ‫َ‬ ‫خِ ْ�ص ٍب ُم ِ�ش ٍّع ِب�أ ْن َوارٍ‬ ‫�ص‪ ‬‬ ‫ت َْر ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا�سفلت ٍ‬ ‫َع َلى ْ‬ ‫�س‪ ‬‬ ‫ُم ْد َل ِه ٍّم ِب َد ِم �أَ ْغلاَ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا�س‪ ‬‬ ‫َو َ�شلاَّ لٍ ‪ ‬مِ نْ نَزْ ِع �أق َب ٍ‬ ‫يف خْ َ‬ ‫َي ْغ ِ�س ُل َنزِ َ‬ ‫ات‪...‬‬ ‫ال َط َو ْ‬ ‫‪------------‬‬

‫الن�ص الثاين ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫اااااااك!‪*...‬‬ ‫ب َد‬ ‫كُ ْن مِ َ‬

‫‪ ‬‬ ‫( �أُرِ ي ُد مِ نْ زَ َمن ِ​ِي َذا �أَ ْن ُي َب ِّل َغنِي‪ ‬‬ ‫َما مَ ْل ُي َب ِّل ْغهُ مِ نْ َن ْف ِ�سهِ الزَّ َمنُ ‪( ‬‬

‫(‪)1‬‬

‫زَ َمنِي‬ ‫ِيق مِ نْ ُج ُنون‬ ‫با َيل ُ‬ ‫مِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو�أ ْرك ُب‪ ‬‬ ‫يح هَ ْو َج ْاء ‪،‬‬ ‫رِ‬ ‫َ�ص ْه َو َة ٍ‬ ‫�أَ ْم ُخ ُر‪ ‬‬ ‫اب مْ ُ‬ ‫ال ْ�س َتحِ يلِ‬ ‫ُع َب َ‬ ‫ات َر ْع َن ْاء ‪ ،‬‬ ‫ا ْل َقادِ ِم مِ نْ َو َراءِ َغ ْي َم ٍ‬ ‫�أَ ْخ ُر ُق‪ ‬‬ ‫مْ ُ‬ ‫الزْ نَ ُع ْن َو ًة ‪،‬‬ ‫�أَ رْ�ض ُِب فيِ‪ ‬‬ ‫ال�س ُد ِم‪ ‬‬ ‫جَ َ‬ ‫ماهِ لِ ُّ‬ ‫وب ال َّن ْار‪،‬‬ ‫َودُ ُر ِ‬ ‫�أُ ْ�ص ِه ُر ُروحِ ي‪ ‬‬ ‫ات ‪،‬‬ ‫فيِ ُل ِّج ا ْل َع ْت َم ِ‬ ‫�أَ ْط َع ُن َها بِخِ ْن َجرٍ‬ ‫مِ نْ َ�ص ِهيلِ ُح ُلول‬ ‫َو ْ�ش ًما فيِ َظ َم�إِ ال ِق َف ْار‪... ‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َجرو يتيم!‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫حيثما تذهب‬

‫َ‬ ‫أزهارك القدمية‬ ‫�ستحمل �‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫(‪)2‬‬

‫َوب َِ�سيلٍ مِ نْ ُطو َفان‬ ‫ال ْ�س ِخ مْ ُ‬ ‫ِير مْ َ‬ ‫ال َع َّم ِد‬ ‫�أُ َ�صارِ ع ْ هَ د َ‬ ‫بِطِ لاَ ءٍ مِ نْ ُب ْه َتانِ‬ ‫يق‬ ‫يخ َغرِ ٍ‬ ‫�أَ ْ�س َوارِ َتارِ ٍ‬ ‫فيِ ُغ َب َارٍ َو ْق ٍت َلق َ‬ ‫ِيطةٍ ‪ ‬‬ ‫�ص َع َلى ُع ْري َِها َغ َب ْاء‪ ‬‬ ‫َي ْر ُق ْ‬ ‫َ‬ ‫ري �أ ْن َو ْاء…‬ ‫َو َ�شخِ ُ‬

‫(‪)3‬‬

‫ال�ص ِه ُيل ْ أَ‬ ‫ال ْب َر ُق‪! ‬‬ ‫َيا هَ َذا َّ‬ ‫فيِ َم َدى َو ْم ِ�ض َك‪،‬‬ ‫ات �أُ ْفق َِك‬ ‫َف َل َو ُ‬ ‫َب َي ٌ‬ ‫ا�ض مِ نْ ُع ْ�ش َو ِة َغ ْورِ َك‬ ‫ا ْل َّ�ضارِ ِب فيِ ُن ْ�س ِغ ُج ْرحِ َك‬ ‫َو َك ْبوِ َخ ْيل َِك‪ ،‬‬ ‫َ‬ ‫اااااااك‪: ‬‬ ‫ب َد‬ ‫ُكنْ مِ َ‬ ‫«زَ َم ًنا َي ْب ُل ُغ مِ نْ َن ْف ِ�سهِ‬ ‫َما مَ ْل َي ْ�س َتطِ ْعهُ الزَّ َمنُ »‪...‬‬ ‫‪----------‬‬

‫* الألفات ال�سبع مبدى ال�سموات ال�سبع‪ ،‬وكاف اخلطاب‬ ‫مداي الالمتناهي‪...‬‬


‫العدد ‪1003‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫رواء مكة (‪)2‬‬ ‫محمد بنقدور الوهراني‬

‫أحاول عبثا أن ال أنسى‬ ‫الشاعرة رشيدة الشانك‬ ‫قديسة انت «تشمس»‬ ‫أحب هذا الحب‬ ‫تعالي ندردش قليال بالكلمات‬ ‫نلبس جبة االستعارات‬ ‫نتجاوز قليال عتبة المجاز‬ ‫تعالي‬ ‫نعبث بأصابع الماء‬ ‫ليصحو قلبي الحجري‬ ‫أهبه خلسة‬ ‫لغجر الماء‬ ‫«»»»»»»»»»»‬ ‫كل مسودات الشعر‬ ‫تدريب على النطق فوكاليزم‬ ‫ترويض ألصبع الديناميت‬ ‫انتظار بينيلوب ليوليسيس‬ ‫كل مسودات الشعر‬ ‫فاتورة لم تسدد بعد‬ ‫زخات مطر اعتقلتها السماء‬ ‫فخاخ تتحايل علينا‬ ‫عنيفة األجواء يا رب الناس‬ ‫غاصة بأمنيات الخاسرين‬ ‫لم احدثكم ‪..‬عني‬

‫ما بحث ‪..‬عني‬ ‫حبلى‪ ..‬أنا‬ ‫بمواجع حب‬ ‫فوانيس ليل‬ ‫سليلة عجر الماء‬ ‫مجنونة نوتات هذا «األحد «يا صغيري‬ ‫تتسلل خفية لجدار القلب‬ ‫تفتح علب الظالم‬ ‫تريث قليال‬ ‫ليلة اخرى‬ ‫أحاول عبثا أن انسى‬ ‫«»»»»»»»»»»»»»‬ ‫ليس للغابة أبواب‬ ‫اجلدها بالسوط‬ ‫استحوذ على صمتها‬ ‫حين تئن اعشاشها‬ ‫يكفي عود ثقاب مجروح‬ ‫ليكتب لعنتها‬

‫العشاق‬ ‫ماذا ُ‬ ‫أقول للعاشقينَ‬ ‫َ‬ ‫يحملون األرضَ‬ ‫الذينَ‬ ‫َ‬ ‫يتعبون؟‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫يحملون النّهرَ‬ ‫الذينَ‬ ‫في ُ‬ ‫أك ِّف ِهم‬ ‫وينتصرون ل ّل ْ‬ ‫َ‬ ‫يل؟‬

‫***‬ ‫رؤوسهم غيم ٌة ساخنةٌ‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫أدركت خرائطهَا‬ ‫الرّيح ‪،‬‬ ‫بحقائب‬ ‫ووطن يذرعُ الجسرَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫والرّسائِل‪.‬‬ ‫يذرعُ دروبَ المتاهاتِ‬ ‫***‬ ‫ّ‬ ‫على الضفةِ‬ ‫كانت ورد ُة األسرا ِر‬ ‫تجمعُنا في حكاياتٍ طويلةٍ ‪،‬‬ ‫وكان ال ّل ُ‬ ‫َ‬ ‫يل قريباً من مينائِهِ‬ ‫ك ُلعبةِ الحصادِ والمرايا ‪،‬‬ ‫يومضُ بسنابلهِ وجمراتِهِ‬ ‫الفراغ الممدودة‬ ‫ويمتطي يد‬ ‫ِ‬ ‫بقليل منَ الضّو ْء‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫الشاعر عبد الجواد الخنيفي‬

‫كانت رواية (رواء مكة) مجرد متن إبداعي يتداول في حدوده الدنيا بين‬ ‫المتابعين لجنس الرواية المغاربة‪ ،‬قبل أن يتحدث عنها الداعية اإلسالمي‬ ‫(أبو زيد المقرئ اإلدريسي) في برنامج إعالمي‪ ،‬بين مجمع صغير من‬ ‫الفقهاء والدعاة‪.‬‬ ‫كان تمجيد (المقرئ) للعمل الروائي بمثابة يد سحرية رفعت مبيعاته‬ ‫إلى أعلى مستوى‪ ،‬إذ في وقت قياسي نفذت نسخ الرواية من األسواق‪ ،‬في‬ ‫سابقة ربما ال يوجد لها شبيه في تاريخ بيع الكتاب في المغرب‪.‬‬ ‫اعتبر بعض المتتبعين حديث المقرئ اإلدريسي‪ ،‬المسهب والحماسي‪،‬‬ ‫عن الرواية نوعا من االستقطاب اإليديولوجي الذي سقط في فخه حسن‬ ‫أوريد‪.‬‬ ‫البعض اآلخر‪ ،‬اعتبر سكوت حسن أوريد‪ ،‬أو قبوله للتوظيف‬ ‫اإليديولوجي للرواية‪ ،‬حسابا تجاريا جاريا‪ ،‬كانت تموله مبيعات الرواية في‬ ‫أوساط اإلسالميين‪ ،‬المستفيد الرئيسي منها جيب حسن أوريد‪.‬‬ ‫بعض آخر اعتبر الرواية حقيقة روحية توصل إليها حسن أوريد‪ ،‬واقتنع‬ ‫بخلفيتها الدينية وتمثلها في الرواية كما في الحياة‪.‬‬ ‫الكثير من هؤالء وأولئك لم يلتفتوا إلى العمل في بعده األدبي‬ ‫اإلبداعي‪ ،‬واكتفوا بإحاالته الدينية‪ ،‬على اعتبار أنه يمثل تلك الرجعة‬ ‫الدراماتيكية التي يحتاجها اإلنسان لتنقله من الظالم إلى النور‪ ،‬بالمفهوم‬ ‫الديني‪.‬‬ ‫لماذا أغلبية المتعاملين مع رواية رواء مكة كانوا يبحثون بين دفتيها‬ ‫عن ضرورة اإليمان وأهميته‪ ،‬عوض البحث عن القيمة األدبية للعمل؟‬ ‫هل بالفعل موضوع التوبة هو الطيمة الموضوعاتية لرواية رواء مكة؟‬ ‫هل المعالجات اإليديولوجية التي رافقت الرواية يمكن أن تكون بديال‬ ‫عن المرافقات التحليلية األدبية‪ ،‬التي تعطي للعمل األدبي قيمته‪ ،‬وتمكن‬ ‫من النظر إليه وفق محددات العمل الروائي الناجح؟‬ ‫هل بهذه المعالجة يمكن تعويض الفقر النقدي الذي قوبلت به‬ ‫الرواية؟‬ ‫لماذا لم يهتم عدد من المهتمين بالجانب الفني للسيرة األدبية في‬ ‫الرواية‪ ،‬وركزوا فقط على الجانب النفسي والوجداني والفكري للكاتب؟‬ ‫لماذا لم يوقف حسن أوريد هذا البوليميك‪ ،‬ويقطع الشك بيقين أن‬ ‫الرواية مجرد عمل إبداعي ال يحتمل التأويل والتوظيف من طرف أي جهة‬ ‫من جهات التعاطي مع الحج كركن من أركان اإلسالم القائم على التوبة‬ ‫بدرجة أولى؟‬ ‫هل التوبة هي ما يبحث عنه حسن أوريد؟‬ ‫وهل التوبة‪ ،‬إذا سلمنا بها كمحدد موضوعي للرواية‪ ،‬تعني أن حسن‬ ‫أوريد يقترب من اإلسالم السياسي‪ ،‬في أفق البحث عن قنوات اتصال‬ ‫تنظيمية يمكن أن تعيده إلى المربع السياسي األول‪ ،‬مع تغيير المواقع‬ ‫التي تتأسس على تغيير المواقف التي ال يخفيها الكاتب‪ ،‬سواء كانت فكرية‬ ‫أو سياسية أو اجتماعية؟‬ ‫هل يمكن ان نرى حسن أوريد مرشحا محتمال بين لوائح اإلسالميين‬ ‫في االنتخابات التشريعية المقبلة؟‬ ‫هل محاولة استقطاب اإلسالميين لحسن أوريد هو نوع من تعويض‬ ‫غياب أدباء له وزن وصيت وصدى؟‬ ‫ما المانع من زواج حسن أوريد باإلسالم السياسي‪ ،‬شرعيا أو عرفيا أو‬ ‫كاثوليكيا؟‬ ‫هل تكون رحلة السياسة المفترضة‪ ،‬التي يشم رائحتها بعض‬ ‫المتنبئين‪ ،‬قائمة على رحلة الحج التي يقدمها حسن أوريد كمرحلة جديدة‬ ‫في حياته؟‬ ‫أليس هذا اللغط الكبير الذي يدور حول حسن أوريد من جهات‬ ‫متعددة‪ ،‬معلومة ومعروفة بتوجهاتها الرسمية‪ ،‬يمكن اعتباره تقديرا قبليا‬ ‫للموقف‪ ،‬ووقوفا في وجه إمكانية انحراف جديدة؟‬ ‫في إحدى المداخالت التأطيرية لحركة ‪20‬فبراير سنة ‪ 2013‬تساءل‬ ‫حسن أوريد حينها‪ ،‬هل للفاعلين السياسيين القدرة على االعتراف‬ ‫بأخطائهم المرتكبة دون االختباء وراء األعذار‪.‬‬ ‫حسن أوريد‪ ،‬نفسه‪ ،‬وهو يوقع رواية رواء مكة في شهر ماي الماضي‬ ‫بمدينة الدار البيضاء قال‪ ،‬يجب أسلمة الحداثة للتماشي مع تقاليد‬ ‫المغاربة‪ ،‬أو لكي نحافظ على تقاليد الدولة المسلمة الحديثة‪.‬‬ ‫تفاصيل كثيرة يمكن أن تفرزها مقولة قدرة اعتراف الفاعلين‬ ‫السياسيين بأخطائهم‪ ،‬وتفاصيل كثيرة أخرى يمكن أن تقدمها مقولة‬ ‫أسلمة الحداثة‪ ،‬ومادام الشيطان دائما يكمن في التفاصيل‪ ،‬يبقى أحقية‬ ‫معرفة هل شيطان الرواية‪ ،‬على غرار شيطان الشعر‪ ،‬الذي ألهم حسن أوريد‬ ‫كتابة رواء مكة‪ ،‬ألهمه كيف يروج لروايته تجاريا‪ ،‬وكيف يوظفها إلمكانية‬ ‫تصفية حسابات سياسية وفكرية مع جهات كان بعضها يحاربه العتبارات‬ ‫فكرية‪ ،‬وبعضها كانت تريد له أن يُنسى‪.‬‬ ‫هل حقيقة أن حسن أوريد الذي أخرج من الباب‪ ،‬يريد العودة من‬ ‫النافذة؟‬


‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫ثالثية دار الشعر‬

‫قلم‪:‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫تربويات‬ ‫•عبد الغني بلقاسم‬

‫المديرية اإلقليمية بطنجة أصيلة‬ ‫تتوج التالميذ المتفوقين دراسياً‬ ‫والمدير اإلقليمي رشيد ريان يبصم‬ ‫على موسم دراسي متميز‬ ‫‪...‬منْ تصوُر نسقي يتفاعل في اتجاه التعبير عن الشعر في زواج‬ ‫رومانسي بين الشعر والتشكيل بمحبَّة ووئام ‪ .‬احتفا ًء بالشعراء المغاربة‪ ،‬وهم‬ ‫يتزينون للحبِّ‪ ،‬الستحضار الطيب من البساتين الفيحاء ‪،‬من ربيع العمر على‬ ‫صهوات اإلجادة في الدورة الثالثة لدار الشعر بتطوان‪ ،‬وهي تشير إلى قِيَم‬ ‫أدبية لثنائية الشعر العمودي والحرّ ‪ .‬مما استدعى حضور نخبة من األدباء‬ ‫للتالقح بين المشاعر اإلبداعية والفكر في مرايا أدبية من عبقرية الكلمة‪ ،‬على‬ ‫لسجال ثقافي ‪ .‬وهي رسالة نبيلة تشكل إبداع‬ ‫سحر الورق‪ ،‬وبمداد حريري ِ‬ ‫أدبائها‪ ،‬على نحو نازك المالئكة من أرض الرافدين ‪ .‬وحتى تتضح الصورة‬ ‫وتكتمل لتفوُقها‪ ،‬الذي بدأت‪ْ ،‬‬ ‫ببَذرة اللغة والمشاعر والخيال‪ .‬أما صاحب‬ ‫التحرير والتنوير‪ ،‬األستاذ األديب مخلص الصغيرْ‪ ،‬مدير دار الشعر بتطوان‪،‬‬ ‫فقد حدَّدَ الوجه من الحصاد الشعري الموغلة في خفايا األشواق الستشراف‬ ‫الطريق إلى اإلبداع لتتذوَقه طبلة األ ُذن قبل العين ‪...‬‬ ‫شهدت مدينة تطوان عرسا شعريا كبيرا يوم الجمعة‪ 21 ،‬يوينو الجاري‪،‬‬ ‫بمناسبة افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان الشعراء المغاربة‪ ،‬الذي تنظمه دار‬ ‫الشعر بتطوان‪ ،‬تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس‪.‬‬ ‫حفل كبير حضره أزيد من ألف و‪ 500‬متتبع‪ ،‬من عشاق الشعر في المدينة‪ ،‬ومن‬ ‫مدن أخرى‪ ،‬ودول عربية وأجنبية‪ ،‬وأحيته الفنانة اللبنانية أميمة الخليل‪ ،‬رفقة‬ ‫الموسيقار هاني سبليني وفرقة أصدقاء دار الشعر للموسيقى العربية‪.‬‬ ‫واستهل الكاتب العام لوزارة الثقافة واالتصال السيد عبد اإلله عفيفي‬ ‫حفل افتتاح المهرجان ليلقي كلمة باسم وزير الثقافة واالتصال‪ ،‬ذهب فيها إلى‬ ‫أننا إنما «نلتقي اليوم في واحد من أبهى المهرجانات الشعرية التي تحتضنها‬ ‫بالدنا‪ ،‬وهو المهرجان الذي تنظمه دار الشعر بتطوان‪ ،‬وتشرف عليه وزارة‬ ‫الثقافة واالتصال‪ ،‬ومعها دائرة الثقافة في حكومة الشارقة»‪.‬‬ ‫كما يأتي هذا المهرجان تتويجا لسلسلة من التظاهرات الشعرية‬ ‫المنتظمة والراقية التي تنظمها دار الشعر بتطوان‪ ،‬منذ إحداثها في ربيع‬ ‫‪ ،2016‬بناء على مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة ودائرة الثقافة في حكومة‬ ‫الشارقة‪ ،‬يضيف الكاتب العام للوزارة‪ .‬وهي‪ ،‬حسبه‪« ،‬مبادرة شعرية رفيعة‬ ‫وتظاهرة سامقة‪ ،‬تندرج ضمن المبادرة الشعرية والثقافية الكبرى لحاكم‬ ‫الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي‪ ،‬والمتعلقة بإحداث بيوت للشعر‬ ‫في سائر أقطار الوطن العربي»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال رئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة سعادة عبد اهلل‬ ‫رحاب‬ ‫العويس عن الدورة الحالية من المهرجان «إنها دورة جديدة تنعقد في ِ‬ ‫الشعر‪ ،‬فِي مهرجا ِنه الذي يسعد على الدوام باحتضان الشعراء وضيوفِه‬ ‫الكرام‪ ،‬في مدينةِ سالم واطمئنان‪ ،‬حيث يأتي اإلبداع مكمال لصفاتها‬ ‫ٍ‬ ‫ومواصفاتها‪ ...‬إنها تطوان‪ ،‬وكأننا نرى حمامَتها البيضاء‪ ،‬وهي تنشد الشعرَ‬ ‫مبتهج ًة بمهرجانه‪ ،‬من خالل تعاون وثيق‪ ،‬تعزز عراه العالقات المتينة بين‬ ‫خالل قيادةٍ رشيدةٍ‬ ‫دولة اإلمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية‪ ،‬من ِ‬ ‫تؤمن بأن العمل العربي المشترك هو سبيل لرقي وسالم مجتمعاتنا»‪ .‬وأضاف‬ ‫المغرب‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬وفي الوطن العربي‪،‬‬ ‫العويس بأن الساحة الثقافية في‬ ‫ِ‬ ‫قد «شهدت األنشطة الثقافية التي نظمتها دار الشعر بتطوان‪ ،‬تلك األنشطة‬ ‫التي تنوعت مفرداتها األدبية والفنية‪ ،‬حتى وصل صداها أقصى المشرق‬ ‫العربي‪ ،‬مرورا بجميع البالد العربية‪ ،‬في رفد الساحةِ الثقافيةِ العربية بمزيد‬ ‫من األسماء الموهوبة‪ ،‬والقاماتِ األدبية المعطاءة‪.».‬‬ ‫وكرم المهرجان الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال‪ ،‬أحد مؤسسي‬ ‫القصيدة المغربية الحديثة‪ ،‬هنا في تطوان‪ ،‬منذ مطالع الخمسينيات‪ ،‬والشاعر‬ ‫األكثر تأثيرا في األجيال الشعرية الالحقة‪ ،‬واألكثر إثراء للمدونة الشعرية‬ ‫المغربية والعربية‪ ،‬عبر سلسلة من األعمال الشعرية التي لم تنضب ولم تتوقف‬ ‫عن النبض منذ ستين عاما‪ .‬كما كرم المهرجان اإلعالمية المغربية أسمهان‬ ‫عمور‪ ،‬ووصفها بأنها «ناي عبر األثير»‪ ،‬والصوت الذي أمتع المستمعين في‬ ‫اإلذاعات الوطنية والعربية بروائع البرامج الثقافية واألدبية‪.‬‬ ‫وأدت الفنانة أميمة الخليل ساعات من الغناء واألداء الباهر‪ ،‬أمام تفاعل‬ ‫ساكنة مدينة تطوان‪ ،‬التي توافدت على مسرح سينما إسبانيول‪ ،‬قبل أن‬ ‫يتواصل حفل افتتاح المهرجان مع الطفل الفنان حمزة لبيض‪ ،‬الذي صدح‬ ‫بموشحات عربية خالدة‪ ،‬وهو يختتم حفل افتتاح استثنائي وقياسي لمهرجان‬ ‫الشعراء المغاربة بتطوان‪.‬‬ ‫وانطلق اليوم الثاني من المهرجان‪ ،‬صبيحة السبت ‪ 22‬يونيو‪ ،‬من‬ ‫مدرسة الصنائع والفنون الوطنية‪ ،‬بلقاء مفتوح مع الفنانة اللبنانية أميمة‬ ‫الخليل والمؤلف الموسيقي هاني سبليني‪ ،‬بينما حاورتهما الفنانة سميرة‬ ‫القادري‪ .‬لقاء تحدثت فيه أميمة عن سيرتها مع الموسيقى والغناء منذ‬ ‫طفولتها‪ ،‬وعالقتها بوالدها عازف العود‪ ،‬قبل أن تلتقي بالفنان مارسيل خليفة‪،‬‬ ‫الذي اكتشف موهبتها‪ ،‬وال يزال أستاذا بمرتبة األب أيضا‪ .‬كما توقفت أميمة‪،‬‬ ‫ومعها زوجها هاني سبليني‪ ،‬عند مشاريعهما الموسيقية الجديدة‪ ،‬واستمرار‬ ‫عنايتهما بالموسيقى الراقية والشعر‪ ،‬بعيدا عن األغنية التجارية واالستهالكية‪.‬‬ ‫بعدها‪ ،‬جرت وقائع الندوة الكبرى للمهرجان‪ ،‬في موضوع «نقد الشعر في‬ ‫المغرب»‪ ،‬بمشاركة كل من عز الدين الشنتوف وحورية الخمليشي ومحمد آيت‬ ‫لعميم وسفيان الماجدي‪.‬‬ ‫وانطلقت الندوة من قناعة مفادها أنه «ال أحد يماري في أزمة نقد‬ ‫الشعر بالمغرب‪ ،‬وخاصة في عدم قدرته على صوغ سؤاله المعرفي‪ .‬وحددت‬ ‫الندوة مجموعة من المداخل لمساءلة هذا الوضع‪ ،‬بدءا بمدخل التراكم‪ ،‬الذي‬ ‫يسائل غياب النقد في ظل كثرة اإلنتاج الشعري‪ .‬ثم مدخل البحث العلمي‪،‬‬ ‫متغير أكاديمي يسمح بإعادة النظر في أدوات النقد وفي‬ ‫الذي يسائل غياب‬ ‫ٍ‬ ‫أنماط خطابه‪ .‬وثالثا‪ ،‬مدخل اإلعالم‪ ،‬الذي يسائل سلطة اإلعالم التي حلت‬ ‫محل الدرس األكاديمي‪ ،‬في ظل تداخل السياسي والثقافي‪.‬‬ ‫وفي المساء‪ ،‬جرى افتتاح المعرض الجماعي «معلقات تشكيلية»‪،‬‬

‫بمشاركة مجموعة من فناني مدرسة تطوان‪ ،‬وفي طليعتهم الفنان عبد‬ ‫السالم نوار‪.‬‬ ‫معرض يقيم حوارا بين القصيدة واللوحة‪ ،‬في مهرجان الشعراء المغاربة‬ ‫بتطوان‪ .‬هذه المدينة التي كانت مهدا للحركة الشعرية الحديثة في المغرب‪،‬‬ ‫مثلما كانت مهدا للحركة التشكيلية المغربية‪ ،‬وهي تستضيف أول مدرسة‬ ‫مغربية للفنون الجميلة تأسست سنة ‪ ،1945‬في الوقت الذي انطلقت فيه‬ ‫الحداثة الشعرية من المدينة نفسها‪.‬‬ ‫ويقترح المعرض أعماال لفناني تطوان‪ ،‬خريجي هذه المدرسة‪ ،‬عبر‬ ‫أجيال مختلفة‪ ،‬وهم يقدمون تجارب تشكيلية رفيعة‪ ،‬تستند إلى مرجعيات‬ ‫راسخة وإلى اتجاهات فنية واختيارات جمالية كونية‪ .‬كما يضم المعرض أعماال‬ ‫لفنانين مطبوعين‪ ،‬استهوتهم تجربة التشكيل‪ ،‬وخاضوا مغامرة اإلبداع في‬ ‫مدينة تطوان‪.‬‬ ‫ورغم االختالف بين هؤالء وهؤالء‪ ،‬فإن تطوان التشكيلية هي التي‬ ‫تالقي بين تجاربهم‪ .‬تطوان أفقا للتشكيل‪ ،‬ومنطلقا للفنان التشكيلي‪ .‬ويشهد‬ ‫التاريخ أن ماريانو بيرتوتشي‪ ،‬مؤسس مدرسة تطوان‪ ،‬في األربعينيات‪ ،‬قد تأثر‬ ‫هو اآلخر بتطوان وسحره ضياؤها وألهمه‪ ،‬فقدم أعماال مغايرة للتي رسمها‬ ‫قبل أن يصل إلى تطوان‪ ،‬أو حين كان يقيم في سبتة‪ ،‬في العشرينيات من‬ ‫القرن الماضي‪ .‬ففي هذه المرحلة‪ ،‬وفي هذه المدينة‪ ،‬تحرر بيرتوتشي من‬ ‫الرسم لينشغل باللون‪ ،‬وبلمسة انطباعية ال تحتمل خفتها‪ ،‬وبفرشاة مرهفة‪،‬‬ ‫كل ذلك بسبب هذا االنبهار بضياء تطوان‪ ،‬لينصرف الفنان المؤسس‬ ‫إلى االهتمام باللون‪ ،‬والتركيز على البياض‪ ،‬الذي يسطع من أعمال باقي‬ ‫الفنانين المشاركين في هذا المعرض‪ ،‬الذي يقام في قاعة تحمل اسم‬ ‫ماريانو بيرتوتشي‪ ،‬وفي ضيافة مدرسة الصنائع والفنون الوطنية‪ ،‬في الذكرى‬ ‫المائوية لتأسيسها‪ ،‬وفي ضيافة دار الشعر بتطوان‪.‬‬ ‫وبعدها‪ ،‬انطلقت أمسية «الشعراء المغاربة‪ :‬أصوات ولغات» في حديقة‬ ‫مدرسة الصنائع والفنون الوطنية‪ ،‬بمشاركة الشاعرة األمازيغية حياة بوترفاس‬ ‫والشاعر الحساني محمد النعمة بيروك‪ ،‬والشاعر جمال الدين بنحيون‪،‬‬ ‫الذي يكتب باللغة اإلنجليزية‪ ،‬والشاعر أحمد مغارة باإلسبانية والشاعر منير‬ ‫السرحاني بالفرنسية‪ .‬وانتهت األمسية الشعرية الثانية للمهرجان على أنغام‬ ‫عازف القانون محمد رشدي المفرج‪.‬‬ ‫وانطلق اليوم األخير من المهرجان بلقاء مفتوح مع الشاعر عبد الكريم‬ ‫الطبال‪ ،‬في كحديقة مدرسة الصنائع والفنون الوطنية‪ ،‬بينما حاوره الكاتب‬ ‫والناقد المغربي عبد اللطيف البازي‪ .‬وكان لقاء مكاشفة تحدث فيه عبد الكريم‬ ‫الطبال عن عالقته بمدينة تطوان‪ ،‬هنا حيث نشر أولى قصائده في مجلة‬ ‫األنيس‪ ،‬ثم في مجلة المعتمد‪ ،‬في بداية الخمسينيات‪ ،‬بينما يكرم اليوم في‬ ‫تطوان من جديد‪ ،‬في مهرجان الشعراء المغاربة‪.‬‬ ‫بعدها‪ ،‬انطلقت صبيحة شعرية في فضاء الحديقة‪ ،‬بمشاركة عبد الناصر‬ ‫لقاح ودنيا الشدادي ومحمد العربي غجو‪ ،‬رفقة عازفي الكمان في فرقة دار‬ ‫الشعر للموسيقى العربية‪.‬‬ ‫مساء‪ ،‬وفي حديقة دار الشعر بتطوان‪ ،‬بفضاء المتحف األثري‪ ،‬انطلق حفل‬ ‫اختتام المهرجان باإلعالن عن جائزة الديوان األول للشعراء الشباب في دورتها‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫وباسم لجنة التحكيم‪ ،‬التي ضمت في عضويتها كال من الشاعرة أمينة‬ ‫المريني والناقد محمد بنعياد والشاعر الحسن أوحمو األحمدي والناقد محمد‬ ‫آيت لعميم‪ ،‬أعلن األخير عن المتوجين بالجائزة‪ ،‬من بين عشرات الدواوين‬ ‫المرشحة‪ ،‬والتي «تشتمل على شعرية واعدة»‪ ،‬بحسب قرار اللجنة‪« .‬وقد‬ ‫تراوحت هذه المجاميع الشعرية بين شعرية تمتح من المعجم الصوفي‬ ‫وتوظيف النص القرأني‪ ،‬اقتباسا ومحاكاة على مستوى األسلوب واإليقاع‪،‬‬ ‫وبين شعرية تنحو نحو التأمل في الكتابة واالشتغال على منجز قصيدة النثر‪،‬‬ ‫ومحاولة الغوص في طبيعة األشياء اليومية والتأمل‪ ،‬بغية اقتناص اللحظة»‪.‬‬ ‫وختمت اللجنة تقريرها بالتشديد على أن النصوص المختارة إنما «تشترك‬ ‫في قوة اللغة بانزياحاتها وعمقها الداللي‪ ،‬مع حس إيقاعي واضح‪ ،‬وغني في‬ ‫التشكيالت اللغوية واألسلوبية»‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬كانت الرتبة األولى مناصفة بين الشاعر بوبكر لمليتي عن ديوانه‬ ‫«حشرجة في صوت القدر»‪ ،‬والشاعر عثمان الهيشو عن ديوان «عندما يعرج‬ ‫الدم»‪ .‬أما الجائزة الثانية‪ ،‬فآلت للشاعرة سارة بن الحرة عن ديوانها «إيذن‬ ‫لي وال تفتني»‪ ،‬والثالثة للشاعر محمد الحسني عن ديوانه «في غياهب العزلة‬ ‫األولى»‪ .‬بينما نوهت اللجنة بديوان الشاعر األمازيغي أحمد بالج‪ ،‬وهو بعنوان‬ ‫«تدرت كي إيزواغ تسومكا»‪ .‬وقرأ الفائزون قصائد من أعمالهم المتوجة‪ ،‬قبل‬ ‫انطالق الندوة الختامية بمشاركة الشاعر محمود عبد الغني والشاعرة فاطمة‬ ‫الميموني والشاعر نوفل السعيدي‪ ،‬ليتم بعدها تسليم شهادات التكريم‬ ‫للفنانين التشكيليين الذين شاركوا في معرض «معلقات تشكيلية»‪.‬‬ ‫أما الفنانة زينب أفيالل‪ ،‬فقد أحيت حفل اختتام الدورة الثالثة من‬ ‫مهرجان الشعراء المغاربة‪ ،‬في حديقة دار الشعر بتطوان‪ ،‬وهي تقدم روائع‬ ‫الطرب العربي‪ ،‬وبدائع الموشحات األندلسية‪ ،‬في سهرة تألقت فيها ساكنة‬ ‫مدينة تطوان‪ ،‬وهي تودع دورة استثنائية من مهرجان الشعراء المغاربة‬ ‫بتطوان‪ ،‬في انتظار دورة أخرى‪.‬‬ ‫وقد أجاد الشاعر حسان بن ثابت أشعارا في الشعر ‪:‬‬

‫ك�سبا و� ْإن ُحقفا‬ ‫لب امل ْرء َي ُ‬ ‫�إمنا ال�شعر ُّ‬ ‫عر�ض ُه على املجال�س � ْإن ْ‬ ‫بيـت ُي ُ‬ ‫قـــال �إذا �أن�شـدتــ ُه �صدفــا‬ ‫أنت قائل ُه‬ ‫ٌ‬ ‫بيت � َ‬ ‫أح�سن ٍ‬ ‫و� َّإن � َ‬

‫نظمت مديرية طنجة أصيلة‪ ،‬عشية يوم االثنين ‪ 15‬يوليوز الجاري بمدرج عبد اهلل‬ ‫كنون بثانوية موالي الحسن لألقسام التحضيرية‪ ،‬حفال تربويا بهيجا جمع بين االحتفال‬ ‫بالذكرى العشرين لتربع صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل على عرش‬ ‫أسالفه المنعمين‪ ،‬واالحتفاء بالتلميذات والتالميذ المتفوقين دراسيا‪.‬‬ ‫حضر هذا الحفل عدد من الشخصيات على رأسهم السيد الكاتب العام لوالية طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬وبعض رؤساء المصالح الخارجية وممثلي اإلقليم بالبرلمان والمنتخبين‪،‬‬ ‫وممثل االكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫السيد رشيد ريان المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية والسيد حسن عبو رئيس‬ ‫الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التالميذ بالمغرب وعدد من الفاعلين‬ ‫التربويين واإلداريين وممثلي جمعيات المجتمع المدني بإقليم طنجة‪ ،‬وأسر المحتفى بهم‪.‬‬ ‫خالل الكلمة االفتتاحية؛ رحب السيد المدير اإلقليمي‪ ،‬بجميع الحاضرين مبرزا أهمية‬ ‫هذا الحفل‪ ‬التربوي‪ ،‬الذي يتزامن واالستعدادات لالحتفال بعيد العرش المجيد‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫هذه االحتفاالت أصبحت تقليدا تربويا تلتزم به المديرية اإلقليمية من أجل تقويم أداء‬ ‫المنظومة التربوية على مستوى اإلقليم‪ .‬وهي كذلك محطة مهمة يحتفى من خاللها‬ ‫بالتالميذ المتميزين في مختلف األسالك التعليمية‪ ،‬تشجيعا لهم وعرفانا بطاقاتهم‬ ‫الخالقة وقدرتهم على التميز و الخلق و اإلبداع‪ ،‬وتحفيزهم على األداء الجيد و العمل المثمر‬ ‫والدؤوب لتحقيق أفضل النتائج واالستحقاقات‪.‬‬ ‫خالل هذه الكلمة‪ ،‬ذكر السيد المدير اإلقليمي أهم العمليات التي همت تنزيل‬ ‫مضامين الرؤية االستراتيجية ‪2030/2015‬؛ المتمثلة في فتح اثني عشرة(‪ )12‬مؤسسة‬ ‫تعليمية جديدة‪ ،‬وفتح العديد من حجرات التعليم األولي‪ ،‬وكذا انطالق أشغال بناء‬ ‫حجرات أخرى في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬واإلعالن عن بناء مائة وواحد‬ ‫وستون (‪)161‬حجرة إضافية ضمن المجهودات المبذولة من طرف األكاديمية الجهوية‪.‬‬ ‫وبخصوص الدعم االجتماعي فقد أشار السيد المدير اإلقليمي إلى أن عدد المستفيدين‬ ‫من هذا الدعم قد عرف ارتفاعا ملحوظا‪ ،‬وأن المديرية ستعمل خالل السنة المقبلة على‬ ‫الرفع من قيمة المنح المخصصة للمستفيدين‪.‬‬ ‫بعد ذلك استعرض المدير اإلقليمي إحصائيات دقيقة عن نتائج االمتحانات‬ ‫اإلشهادية لهذا الموسم والتي كانت مشرفة وايجابية‪ ،‬حيث بلغت نسبة النجاح ‪71.58%‬‬ ‫بالنسبة للباكلوريا خالل الدورتين‪ ،‬و ‪ 60.08%‬بالنسبة للسلك الثانوي اإلعدادي خالفا‬ ‫للموسم الدراسي الفارط ‪ ،54.72%‬في حين بلغت نسبة النجاح بالمستوى اإلشهادي‬ ‫االبتدائي ‪ 90.83%‬مقابل ‪ 88.17%‬بالنسبة للسنة الدراسية الماضية‪ .‬كما ذكر السيد‬ ‫المدير اإلقليمي بنسبة النجاح لدى المترشحات والمترشحين في وضعية إعاقة‪ ،‬والتي‬ ‫بلغت ‪ 94.20%‬بالنسبة لجميع األسالك التعليمية‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة قدم السيد المدير اإلقليمي أطيب التهاني للمتفوقات والمتفوقين‬ ‫والمتميزات والمتميزين متمنيا لهم المزيد من التألق و النجاح في مسيرة البذل و العطاء‪،‬‬ ‫مؤكدا أنه ما كان لهذه المديرية أن تحقق مثل هذه اإلنجازات المثمرة لوال تضافر جهود‬ ‫الجميع بدءا من رؤساء المصالح بالمديرية وعلى رأسهم رئيس مصلحة الشؤون التربوية‬ ‫السيد عبد اإلله الفزازي‪ ،‬والفريق اإلقليمي الساهر على إعداد وتنظيم وتتبع االمتحانات‪،‬‬ ‫واألساتذة ورؤساء المؤسسات التعليمية والمفتشين والموجهين واإلداريين والتقنيين‬ ‫الذين أبانوا عن حس وطني وغيرة تربوية عالية‪ ،‬كما أشاد بمساهمة شركاء المديرية‬ ‫في تحقيق هذه النتائج المحمودة‪ ‬وتحديدا‪ ‬جمعيات أمهات وآباء وأولياء التالميذ‪ ،‬والفرقاء‬ ‫االجتماعيين‪ ،‬وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬والقطاع الخاص واألسر‪ ،‬كما نوه بمختلف‬ ‫وسائل‪ ‬اإلعالم التي تواكب برامج ومشاريع وأنشطة المديرية‪ ،‬كما قدم الشكر والتقدير‬ ‫للسيد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة عامل عمالة طنجة أصيلة والسيد والي أمن‬ ‫طنجة على مشاركتهم الفعالة في أنشطة الحياة المدرسية وعلى توفير المناخ المالئم‬ ‫إلنجاح مختلف محطات االمتحانات اإلشهادية‪.‬‬ ‫هذا وتميز الحفل بتقديم مقطوعات موسيقية وأغاني وطنية تخلد لذكرى عيد‬ ‫العرش المجيد أداها تالميذ الثانوية التأهيلية ابن الخطيب‪ .‬وتخلل الحفل توزيع جوائز‬ ‫تحفيزية وشهادات تقديرية على التالميذ المتفوقين في االمتحانات اإلشهادية وعلى‬ ‫المؤسسات الحاصلة على أعلى نسبة نجاح بالمديرية اإلقليمية باإلضافة إلى تتويج األطر‬ ‫اإلدارية والتربوية وتالمذتهم المبدعين الحاصلين على مراتب مشرفة خالل مشاركتهم‬ ‫في مختلف التظاهرات الثقافية والرياضية والفنية‪.‬‬ ‫وبهذا الحفل البهيج تكون مديرية طنجة أصيلة قد أسدلت الستار على سنة دراسية‬ ‫عرفت تميزا ملحوظا؛ إن على مستوى التدبير اإلداري للمسؤولين عن الشأن التربوي‬ ‫باإلقليم أو على مستوى النتائج المحصل عليها باألقسام اإلشهادية‪.‬‬


‫العدد ‪1003‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫‪14‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)22‬‬

‫قد‪ :‬الدكتور يونس السباح‬ ‫يم‬ ‫‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫رياً‬ ‫رفداً‬ ‫وع‬ ‫معيّن‪،‬‬ ‫كان‬ ‫موض‬ ‫طة‬ ‫وبزمان‬ ‫حس إلنشاء‪ ،‬وديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً‬ ‫أدبياً‬ ‫كما تعدّ أيضاً فنّاً‬ ‫ًّ‬ ‫رف‪ ،‬وكنت صادقة‬ ‫رونق الح‬ ‫قال‬ ‫ً‬ ‫قه‪...‬‬ ‫رسةبيناوَلدمثال‬ ‫عأرشيفهالذي‬ ‫ليه‬ ‫ً‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫عو‬ ‫ليهم‬ ‫كمّهائال‬ ‫رد‬ ‫ة‬ ‫رمنهذالبيت‪.‬‬ ‫عبر‬ ‫ريخاً‬ ‫راً‬ ‫راً‬ ‫ّ‬ ‫حبالسّبقهو‬ ‫ل‬ ‫رأنئبألقدمتا‬ ‫القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬وقد استوفينا رسائله –حسبما عثرنا عليه‪ -‬في الحلقات الماضية من هذه الجريدة‪ ،‬ونثنّي برسائل ولده العالمة الوزير‬ ‫سيدي محمد أفيالل الصادرة منه والواردة عليه‪.‬‬ ‫وتركهم في ظلمات ال يبصرون)‪ ،‬فيا خسارة لمن لم ينظر لعواقب‬ ‫[الرسالة التاسعة والسبعون]‬ ‫األمور‪ ،‬ويا قبح من قاتل الناس بأنواع الشرور‪( ،‬إن اهلل ال يظلم الناس‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي‬ ‫شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون)‪( ،‬ما أصاب من مصيبة فبما‬ ‫التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله ويفيده ببعض األحداث‬ ‫كسبت أيديكم)‪ ،‬على أن المتوفى جدير بالتأسف عليه لما كان جبل‬ ‫التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫عليه من األخالق الحسنة‪ ،‬رحمه اهلل رحمة واسعة‪ ،‬وقد تذكرت اآلن‬ ‫محمد‬ ‫وموالنا‬ ‫سيدنا‬ ‫على‬ ‫اهلل‬ ‫وصلى‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫قول (ع) ل (ق) في بعض مكاتبه وقت تولية ولد النجار‪ :‬أن من أدرك‬ ‫وآله وصحبه وسلم‬ ‫الكلمة ولم يعمل بمقتضاها فما أعطاها حقها‪ ،‬وأنشد له األبيات‪:‬‬ ‫بكل‬ ‫الخيرات‬ ‫من‬ ‫الجدير‬ ‫الوالد‪،‬‬ ‫سيدنا‬ ‫راحتي‬ ‫بعد تقبيل‬ ‫إذا ظفرت يداك فال تقصر *** فإن الدهر عادته يخون إلخ‬ ‫طارف وتالد‪ ،‬وإقرائك جميل السالم‪ ،‬وجليل التّحيّة واإلكرام‪،‬‬ ‫فانظر هل تصدر هذه المقالة إال من جاهل معجب بنفسه‪ ،‬غير‬ ‫حل مني ّ‬ ‫فقد وافاني خطابك الذي ّ‬ ‫محل اإلثمد من الجفون‪ ،‬حيث‬ ‫ناظر لعواقبه‪ ،‬واهلل يعفو عن الجميع‪ ،‬وقد فقد ركن عظيم من دار‬ ‫إنّه أفاد تمام عافيتكم التي بسببها قرّت العيون‪ ،‬ومعلماً فيه‬ ‫المخزن بوفاة المذكور‪ ،‬وتعطلت األمور لعدم معرفة الوزيرين‪ ،‬وسافر‬ ‫باطالعك صهر ابن العم على كتابي‪ ،‬وإطالعه إياك على كتابك‬ ‫الوارد له من (س)‪ ،‬بتطييب نفسه‪ ،‬وبظهور عالمة الخيبة في وجه‬ ‫ابن المواز إلسبانيا مع ابن ناصر غنام‪ ،‬وازنيبر والكردودي‪ ،‬فاهلل‬ ‫ّ‬ ‫اطمأن خاطره‪ ،‬واقرّ ناظره‪ ،‬اعتماداً على‬ ‫الخصم‪ ،‬بعد أن كان‬ ‫يتولى أمور المسلمين‪ ،‬وهذا ما وجب به اإلعالم‪ ،‬وال بأس أن تكتم‬ ‫مكاتب من أرادوا (أن يطفئوا نور اهلل بأفواههم ويأبى اهلل إال أن‬ ‫هذا الخبر حتى يشيع في مكاتب الغير‪ ،‬مسلما على جميع األهل‪ ،‬ومن‬ ‫يتمّ نوره لو كره الكافرون)‪ ،‬فالحمد هلل الذي ردّهم بكيدهم في‬ ‫هنا جميع السادة الفاسيون‪ ،‬والسالم‪.‬‬ ‫نحرهم‪ ،‬وخيّب سعيهم بأسرهم‪ .‬وبقبضك كتابي (ط) و (س) في‬ ‫في ‪ 5‬جمادى ‪ 2‬عام ‪1327‬هـ‪ .‬والمقدم على أوالد المتوفى‬ ‫شأن البقعة المنفذة لـ (س)‬ ‫المذكور زوجته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اطمأن اآلن خاطر (ق) بوصول تلك الظواهر بعد‬ ‫فقط من (سي)‪ ،‬فقد اطلعت على تلك المكاتب ك ّلها هنا‪ ،‬وقد‬ ‫أن كان مشوشاً من أجلها خشية الضياع بالبوسطة‪ ،‬وقد وهب (س) نصفها لـ (سي) بخط يده‪ ،‬وبطلب سيدتنا الوالدة‬ ‫[الرسالة الواحدة والثمانون]‬ ‫توجيه شربية وسبنية وفق الرسم الموجه طي الكتاب‪ ،‬فتلبية ألمرها‪ ،‬وسمعا وطاعة لمرغوبها‪ ،‬فقد صادفني الحال وقتئذ‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله ويفيده ببعض‬ ‫متوجها لدار ابن مسعود اللفت‪ ،‬ألجل إكرام صنعه ألشعاش‪ ،‬فتكلمت معه في شأنهما‪ ،‬والشكّ في أنّه يبالغ المجهود‬ ‫في جودتهما لمزيد اتّصال لي به‪ ،‬ونطلب اهلل أن يتيسّرا قريبا قريبا حتى نوجههما مع أشعاش‪ ،‬وهو عن قريب يتوجه األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫لحضرتكم‪ ،‬وقد تالقى بالسلطان‪ ،‬وال أظنّه يحظى بشيء من تلك المطالب إ ّال بتجديد الظواهر‪ ،‬وأمّا ما يؤمّله من قبض‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫ما صبر على الحلواء في العام الفارط‪ ،‬وترتيب بعض المرتّب له وألخيه‪ ،‬وإعطائه أمَ ًة تقوم بما يصنع لك‪ ،‬فال ينفذ له‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيدنا الوالد‪ ،‬الجدير من الخيرات بكل طارف وتالد‪ ،‬وإقرائك جميل السالم‪ ،‬وجليل التحية واإلكرام‪،‬‬ ‫قطعا‪ .‬والمريد الزال ببيت المدرسة‪ ،‬وسينتقل للسكنى هنا بالزاوية بعد أن يسّرت له بيتين صغيرين على يد سيدي أحمد فقد وافاني كتابك األعز‪ ،‬أفاد تمام العافية التي هي القصد األهم‪ ،‬مترجيا انقضاء هرج الطلبة بسالم‪ ،‬وطالبا تعيين‬ ‫بن يوسف مفتقرين إلى شيء من اإلصالح وسيصير عليهما من ماله‪ .‬وأمّا الدليرو فقد استوطن بيت الريسونيين‪ ،‬هذا المقروآت‪ .‬أمّا سبب هرجهم فهو تغلب سكان المصباحية من اإلعراب على من يسكن بها من طلبة الجبال‪ ،‬ومنعهم من‬ ‫وال يكون إال بلغكم الخبر بعزل ازنيبر وتولية المقري مكانه على يد (س)‪ ،‬بعد أن شرط على المقري أن تكون مصارفته الخبزة وطلبهم االستقالل بالمدرسة‪ ،‬ولم تزل دعواهم تروج كل ذلك األسبوع حتى جمع العلماء بالقرويين كال الفريقين‪،‬‬ ‫معه‪ ،‬حتى إنه اآلن ال [‪ ]...‬مع (ط) أبذاً وفي [‪ ]...‬يقع البدل لألمناء إذا كان ذلك هو المانع‪ ،‬والمعزول سيذهب عامال بالدار فتصالحا على شروط عديدة‪ ،‬فمضى ذلك األسبوع كله في البطالة لذلك الهرج‪ ،‬وأضيف إليه األسبوع الموالي كله أيضا‬ ‫البيضاء‪ ،‬وال تسأل عن حاله‪ ،‬وقد ككان رشح ابن المواز للذهاب للدار البيضاء أيضا لغرض فلم يزل يتملق‪ ،‬وإلى اآلن لم ألجل عاشوراء‪ ،‬فكانت مدة البطالة ‪ 15‬أياما‪ ،‬واألمر هلل‪ .‬وأما المقروآت فنصاب العراقي أول باب القسمة‪ ،‬ونصاب الشرادي‬ ‫يعف‪ ،‬وأما ابن سلمان فقد وصل يوم الجمعة الفارطة‪ ،‬وأمر بالمالقاة مع (س) فاغتاظ ومرض‪ ،‬وصبيحة أمس تاريخه توفي‪ ،‬أثناء االعتكاف‪ ،‬ونصاب [‪ ]...‬لذا قول المتن‪( :‬فإن عفا فوصية إلخ)‪ ،‬ونصاب التحفة في التوقيف‪ ،‬والسبكي في الخميس أول‬ ‫ولعل (ط) سيحوز داره ألنّه وجه أمناء على تجهيزه‪ ،‬وأمّا موالي مَحمد فقد وصل يوم الجمعة الفارط على أسوإ حال بعد مبحث األمر‪ ،‬والزقاقية أول فصل‪ :‬وفي البلدة الغراء فاس إلخ‪.‬‬ ‫أن كانت نادت به تلك القبائل سلطانا ودخل بادهم في رجليه راكبا على دابة تحمل الجير‪ ،‬ووجد عنده طابعا كبيرا وستة‬ ‫ومعلما بانتصاب باعيسى والفقيه المدرس الفرطاخ للشهادة‪ ،‬وما طلبه الثاني من الناظر إلخ أما األول فهو وإن‬ ‫من تماثيله‪ ،‬وعدة من مكاتبه بأمر القبائل ببيعته‪ ،‬وعدة من المكاتب كانت ترد عليه من بعض الناس‪ ،‬يحثونه على كان جيد اإلدراك‪ ،‬إال أنه لم يكن مشتغال بالقراءة‪ ،‬وأفعاله الخبيثة تنافي العدالة‪ ،‬وأما الثاني فحسبه التلبيس على الناس‪،‬‬ ‫القيام واشتعال نار الفتنة‪ ،‬منهم ولد العبدالوي مقدم التجانيين‪ ،‬فقبض عليه وحلق لحيته وشرح يده بالجير والملح والعياذ والتزيّي ظاهرا بشيم الصلحاء‪ ،‬وكثيرا ما كان يستتر معي بذلك‪ ،‬ويرى لنفسه في ذلك نفعا عظيما طالما صام الخميس‬ ‫باهلل‪ ،‬ومنهم عبد بخاري فعل به كذلك‪ ،‬وزاد قلع أربعة من أضراسه‪ ،‬ومنهم إدريس القماح فلم يجده هنا‪ ،‬وقد كتب لسائر واإلثنين‪ ،‬وواظب على قراءة الحزب بموالنا إدريس ليعطى المعروف‪ ،‬وينال الملبوس‪ ،‬وقد أنتج له ذلك الناموس هنا‬ ‫المراسي بالقبض عليه إن ظهر هنالك‪ ،‬والزال يبحث على كل من كان يكاتبه‪ ،‬والشائع هنا أنه وجه للقبض على أناس ذلك المأمول‪ ،‬ويظهر من القاضي أنه ال يمنع أحدا من العدالة فاألمر هلل‪ .‬لقد كان محمل الشهادة صناعة جليلة شريفة‬ ‫بالرباط وغيرها كانوا يكاتبونه فما أقبح الفضول‪ ،‬واألمر هلل‪ .‬وقد قدم سيدي محمد بن جعفر وتالقينا معه وفرحنا بقدومه‬ ‫وبضاعة عالية عنيفة‪ ،‬وقد حدث من اإلخالل والتهاون ما أدى إلى تعطيل شروطها‪ ،‬وصار يتخللها من كان ال يطمع في‬ ‫بسالمة وعافية‪ ،‬نفعنا اهلل به‪ .‬وقد أخبرت بوفاة السيد عبد السالم التليدي‪ ،‬فهنيئا له حيث مات شهيدا‪ ،‬رزق اهلل الصبر‬ ‫لمس مروطها‪.‬‬ ‫ألهله‪ ،‬وعظم أجركم في فقده‪ ،‬وقد جدد ظهير الرهوني وسيوجه له في اإلثر مسلما منا على اإلخوة واألختين والصهرين‬ ‫فسدت خطة الوثيقة لما** أن بدا كل جاهل يدعيها‬ ‫وسائر الطلبة‪ ،‬ومن هنا الرفيق وأبناء عنه والخمال والمرير والدليرو وأشعاش والخطيب‪ ،‬وما ذكرته من استيصاء والده‬ ‫عليه هو ال يسمع لنصيحة أحد‪ ،‬وقد أخذ الكتانيون بمجامع قلبه‪ ،‬وجوانب لبّه‪ ،‬وال يرى الفضل لغيرهم‪ ،‬وكان أن يعبدهم‪،‬‬ ‫لم تكن غير روضة فاستبيحت ***فقد أكل ناعق يرتعيها‬ ‫وال إخاله يحصل على طائل إن بقي على ما هو عليه اليوم من ذهابه لزاويتهم كل عشية وإخراجه الورد بها فاهلل يلهمه‬ ‫وبان الذي أشيع على السمسار من عدم استبداله هو بجُعل إلخ‪ ،‬قد تحققت بعد ذلك بأنه يتكاتب مع السفير‪ ،‬ويظهر‬ ‫رشده‪ ،‬وهذا ما وجب به اإلعالم‪ ،‬ونطلب منكم صالح الدعاء والسالم‪ .‬في [‪ ]..‬ذي القعدة عام ‪1326‬هـ‪.‬‬ ‫له السفير بعض التودد ظاهرا‪ ،‬واهلل أعلم بالباطن‪ ،‬فقد طلب السفير عدم استبدال أخيه فلم يجب‪ ،‬وقد زعم (ق) أنه أخبر‬ ‫محمد‬ ‫هنا بأن والده ينتقل للخدمة بآسفي‪ ،‬فذهب في الحال لعند كاتب المقرئ موالي عمر‪ ،‬فسأله عن ذلك‪ ،‬فأخبره بعدم صحة‬ ‫الخبر‪ ،‬وأن جواب األمير قد جاء من باريس ل(ط)‪ ،‬وخرج األمر بعدم إقرار أحد من المستخدمين إال الطيب التازي عن شك‪،‬‬ ‫وربما تقع العواشر غد تاريخه والناس هنا في االحتياج إلى المطر‪ ،‬وقد نزل أمس تاريخه شيء قليل ال يجدي‪.‬‬ ‫وأنه كتب في شأن إقرار الفقيه الصفار‪ ،‬فأجيب بالمنع‪ ،‬وأنه لم يتعين [‪ ]...‬من تطوان لعدم تعجيلهم الدراهم‪ ،‬والشك في‬ ‫العدول‪ ،‬هذا وقد ظهر من شره أهل فاس على الخدمة ما لم يخطر ببال‪ ،‬فقد بذل في مرسى طنجة التازي الساكن بمخفية‬ ‫[الرسالة الثمانين]‬ ‫‪ 1200‬لويز‪ ،‬وبوبكر جسوس في مرسى الصويرة مع عمالتها أو الدار البيضاء عن شك‪ 1000 ،‬لبرات‪ ،‬وقس عليهما‪ ،‬وتعيّن‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله ويفيده ببعض أيضا عبد اللطيف التازي صنو عمر أمينا‪ ،‬وتعيّن صقليان عدلين‪ ،‬وأخبرني ميكوا بأنه كان تعين أمينا بتطوان مع ولد (ك)‬ ‫األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫بلويز ‪ 250‬لكل واحد‪ ،‬فجاء ابن العيساوي وبرادة فزاد عليه‪ ،‬وتعين هو بدله‪ ،‬وتأخر اآلخر بعد أن طمع الموعودون بحيازة‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫المكاتب الشريفة‪ ،‬أخبروا بأنه وقعت الكتابة ثانيا لباريس‪ ،‬وقد بدا للمقري وولده ظهور كبير‪ ،‬وقد شاع هنا بكثرة أن الولد‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيدنا الوالد‪ ،‬وإقرائك جميل السالم‪ ،‬فال زائد على ما قدمته لك ُ‬ ‫قبل سوى اإلعالم اآلن بانتقال استقل بخطة أبيه‪ ،‬وأباه بخطة وزارة البحر‪ ،‬وبعد أن بنى (ط) بيته ورأى بعض النفرة من الكالوي معه أمره بالتزوج بابنته‬ ‫السيد العباس الفاسي لدار البقاء والرحمة صبيحة يوم تاريخه‪ ،‬بعد أن الزم الفراش تسعة أيام‪ ،‬وأعيا األطباء دواؤه‪ ،‬وأيسوا لتتمّ األلفة بينهما فعقد النكاح عليها وتقدر لها في الصداق خمسة آالف ريال و ‪ 4‬دمالج من الذهب و‪ 4‬خالخل منه‪ ،‬وتاجا‬ ‫من حياته لمرضه بالداء المسمى ّ‬ ‫الطحال‪ ،‬غفر اهلل لنا وله‪ ،‬وألحقه بصالح أسالفه‪ ،‬وقد حضرت جاللة السلطان جنازته فأتى من الذهب مرصعا بالجواهر‪ ،‬ومدجتين وخواتم وعددا من الثياب الرفيقة‪ ،‬ووجّه ذلك صحبة الموسيقى وأكابر المخزن‪،‬‬ ‫لباب الدار وأُحضر بين يديه نجاله‪ ،‬فصار يقبلهما والدمع يتحدر من جفنيه‪ ،‬ثم ذهب مع الجنازة بنفسه‪ ،‬إلى أن أتى معها وكان يوما مشهودا‪ ،‬واستدعى المقري على الوزارء ثم العلماء‪ .‬وإعارة البيت إلى اآلن لم أكتبها‪ّ ،‬‬ ‫ألن (ق) ما طلبني بها بعد‪،‬‬ ‫لزاويتنا هذه‪ ،‬وصلى عليها‪ ،‬ثم وقف على القبر إلى أن حُشر وهو يقرأ مع الناس وبوجهه أثر الحزن‪ ،‬ثم ذهب لحال سبيله‪ ،‬وإن وقع الطلب وأجبته‪ ،‬وقد زعم أنّه تك ّلم مع المقري في شأن الطوب فأجابه بعدم علمه باستبداله‪ ،‬وأنّه إن عزم على‬ ‫وترك أمينا يفرق الدراهم على الفقراء نيابة عنه‪ ،‬وهذا كله يدل على كذب ما كان شيع عليه من انتقائه من عين الرضى عوده كتب له بذلك فخشي أن يكتب بعد ذلك العامل‪ ،‬وتزداد عداوته‪ ،‬فسكت اآلن إلى أن يعزل العامل أو تضعف شوكته‪.‬‬ ‫إلى عين السخط‪ ،‬ولكن المنية لم تخطر ببال‪ ،‬فسبحان مقلب األحوال‪( ،‬إذا جاء اجلهم ال يستاخرون ساعة وال يستقدمون)‪ ،‬وقد ظهر السمن الجديد بكثرة واشتدّ البرد غاية‪ ،‬وكان الناس إلى المطر في حاجة‪ ،‬وقد نزل أمس أمس تاريخه شيء‬ ‫والبقاء والدوام هلل‪ .‬وال تسأل عن حال (ق) وعما دهاه من النحول حتى كدت أن ال أميزه ساعة تعزيته‪ ،‬فاآلن يعتبر ويزداد من األمطار والزالت السماء مغيمة‪ .‬مسلما منا على جميع القرابة‪ ،‬ومن هنا الفاسيون وطلبتنا‪ ،‬وقد أعلم السمسار ولده ّ‬ ‫بأن‬ ‫تيقنا بأن تلك الرياسة إنما هي أضغاث أحالم‪ ،‬وأن المغرور من اغتر بالدنيا التي ال تدوم على حال‪ ،‬وسرورها غير تام‪ ،‬وجو سيدي المصطفى سرق خزينته واتهم به العمري ولم يجد له سبيال لحمايته‪ ،‬ولم تعلمني بذلك والسالم‪ .‬في يوم الخميس‬ ‫إقبالها ال ينفك عن قتام‪ ،‬وكذلك الذي كان ينظر أنها كلمة باقية في عقبه إلى يوم يبعثون‪ ،‬تغافال عن معاجلة الممنون‪ 15 ،‬من المحرم فاتح عام ‪1328‬هـ‪.‬‬ ‫وقد كتب للمرير والده يأمره بالمجيئ لصلة الرحم في شهر المولد‪ ،‬فقلق من ذلك ولده وكتب له يستعطفه في‬ ‫فاآلن قد ركدت ريحه‪ ،‬وخبت مصابيحه‪ ،‬وارتمت الرياسة عنه بالترحل‪ ،‬وآذنت بالتحول‪ ،‬واحتلت تلك الصولة منه يد الزمان‬ ‫بعد ما ساعده وأخذ منه األمان‪ ،‬وأصبح وكلمته كأمس الدابر‪ ،‬ما له من قوة وال ناصر‪ ،‬وال شك أن هذا المصاب يؤثر التأثير التأخر لشعبان‪ .‬وقولك إن السكويلة الفرنسوية تتبع بغيرها‪ ،‬فلقد رأيت عيانا عسكر البوليص منظما هنا كتنظيمه ببلدنا‬ ‫الشديد فيمن ولي على يديه‪ ،‬من كل وغد يليه‪ ،‬وخصوصاً ولد (ج) اآلن حال اهلل بينهم وبين مناهم‪( ،‬ذهب اهلل بنورهم في الكسوة والحرب وكون رؤساءه من النصارى‪ ،‬إال أنه لم يفرق باألزقة‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫‪15‬‬

‫في الذكرى ‪ 441‬الخالدة لمعركة وادي المخازن التي أوقفت‬ ‫قلم‪:‬‬ ‫الزحف البرتغالي عن إفريقيا والعالم اإلسالمي‪...‬‬ ‫عبد القادر أحمد بن قدور *‬ ‫للعمل على بسط قوته ونفوذه للسيطرة على المغرب واحتالله‪ ،‬ولكن قد برهن المغاربة على ذكائهم عندما استدرجوا‬ ‫جنود البرتغال حتى وصلوا بهم إلى منطقة وادي المخازن‪ ،‬وظلوا في السهل الكائن على اليمين لنهر لوكوس المحادي‬ ‫لمدينة القصر الكبير التاريخية والعريقة‪ ،‬حيث كان لدى البرتغال أسطوال يفوق عدد وحداته ‪ 500‬قطعة بحرية نقل على‬ ‫متنها جيشا نظاميا يضم كثيرا من المرتزقة والحشود الحليفة الداعمة‪ ،‬فضال عن وضع الملك اإلسباني رهن إشارة ملك‬ ‫البرتغال وحدات بحرية أخرى انضمت إلى الجيش البرتغالي‪.‬‬ ‫وهكذا كان يوم اإلثنين ‪ 4‬غشت ‪ 1578‬م قد وقعت ودارت معركة وادي المخازن الكبرى بجماعة السواكن‪ ،‬حيث‬ ‫قطع المغاربة جسر النهر لكي ال تعمل جيوش البرتغاليين الغازية للرجوع إلى ميناء العرائش‪ ،‬وانهزم البرتغاليون أشد‬ ‫هزيمة إذ قتل ملكهم مع الملك المخلوع محمد المتوكل‪ ،‬كما توفي السلطان عبد المالك السعدي المرحوم برحمة اهلل‬ ‫الواسعة أثناء المعركة الفاصلة بسبب تسمم تعرض له من األعداء كما يقول بعض المؤرخين‪.‬‬ ‫كما أخفى الملك أحمد‬ ‫المنصور الذهبي خبر وفاته أثناء‬ ‫المعركة ليواصل قيادتها بتجربة‬ ‫وحنكة وفطنة نادرة‪ ،‬وبهذا االنتصار‬ ‫للمغاربة كسبوا نصرا ومجدا كبيرا‬ ‫ومتميزا‪ ،‬حيث بقيت هيبة لبلدنا‬ ‫العريق منذ تلك الفترة الحرجة‬ ‫في ذلك التاريخ إلى اآلن‪ ،‬وقد‬ ‫بقيت له مكانة عالية في إفريقيا‬ ‫خاصة والعالم أجمع‪ ،‬إذ كان محطة‬ ‫كبرى ضد الغزو البرتغالي لكي ال‬ ‫يستمر في حربه وغزوه إلفريقيا‬ ‫والعالم العربي واإلسالمي خاصة‪،‬‬ ‫ألن هذه المعركة كانت من طرف‬ ‫البرتغاليين صليبية‪ ،‬مع المد والعتاد‬ ‫والجنود البرتغاليين وبعض الدول‬ ‫االستعمارية الغربية التي ساعدتهم‬ ‫ومولتهمكثيرا‪.‬‬ ‫وبهذا النصر المبين للمغرب والمغاربة كافة الذين جاؤوا من كل أنحاء البالد وساندوا الوطن التليد في هذه المعركة‬ ‫الفاصلة بالنصر والتضحيات الجسام ظلت بالدنا مبعث فخر وسؤدد وعز وشرف ودارا للسالم واإلسالم واألمن واألمان‬ ‫وتهابها الدول‪ ،‬واحتمى بها المسلمون دائما في حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬كما كانت لها الحظوة الكبيرة في العالم‬ ‫واحترام مستمر ال مثيل له من كل دول العالم أجمع إلى هاته الفترة الهامة في تاريخ األمم والشعوب‪.‬‬

‫ـ يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير العتيد يوم ‪ 4‬غشت ‪ 2019‬الذكرى ‪ 441‬لمعركة وادي‬ ‫المخازن الخالدة والتاريخية المجيدة التي تجلت في أروع صورة للبطولة والصمود للدفاع عن حوزة الوطن الغالي والعزيز‪،‬‬ ‫وإعالءا لراية اإلسالم المتين‪ ،‬وكذلك إلعالء كلمة أساسية في تاريخ الشعوب وانطالقها نحو التقدم بهذا الوطن الصامد‪،‬‬ ‫ومواجهة بكل حزم للصليبيين بالثوابت الوطنية والمقدسات اإلسالمية‪ ،‬وكل المقومات الحضارية والتاريخية‪.‬‬ ‫وهذا يأتي في فترة ومناسبة غالية علينا جميعا وهي االحتفاالت الكبيرة لألمة المغربية بالذكرى ‪ 20‬التي تربع فيها‬ ‫صاحب الجاللة والمهابة محمد السادس حفظه اهلل على العرش العلوي الشريف والتي نتوخى خاللها إبراز المعاني الكبيرة‬ ‫لالعتزازبكلالمالحمالتاريخيةوالوطنيةوالعملعلىالتعريفبهالنستلهمقيمهاالمجيدةإلعالءكلصروحالمغرباألقصى‬ ‫الجديد بقيادة عاهلنا المفدى الملك الشاب الذي ال زال يواصل المسيرة الجهادية الكبرى االقتصادية واالجتماعية للبناء من‬ ‫جديد الصرح لوطننا الغالي لالرتقاء بنا قدما إلى مدارج التقدم والحداثة المتواصلة والعمل كذلك لبناء الديمقراطية الحقة‬ ‫والنمو المضطرد والمستدام بكل أبعاده االجتماعية واالقتصادية والثقافية والبيئية والفكر المتنور واإلسالم المستنير‪،‬‬ ‫واإلشعاع الحضاري المتميز لبلدنا‬ ‫وترسيخ قيم اإلخـــاء واإلســـالم‬ ‫الساطع الحصـيــف بكــل فضائل‬ ‫االنسجـــام والتضامــن اإلفريقي‬ ‫مع التعـــاون بالفضائل والتآخي‬ ‫والتسامح واالعتدال‪ ،‬وكل المبادئ‬ ‫اإلنسانيةالعليا‪.‬‬ ‫وألننا نحتفل بهــذه الذكرى‬ ‫الغالية لنعتز برمزيتها وقيمتها‬ ‫التاريخية الكبرى‪ ،‬والستحضـار كل‬ ‫المالحم التاريخية الكبرى للكفــاح‬ ‫الوطني لبالدنا العزيزة من أجل‬ ‫االستقالل المجيد والوحدة الترابية‬ ‫للعمل على استلهام القيم المثلى‬ ‫لروح الصمود من أجــل االلتحــام‬ ‫بالتعبئة الوطنية السائرة إلى األمام‬ ‫بكل أبناء وبنات ورجاالت ونســاء‬ ‫وطننا في أقصى تخـوم الصحـراء‬ ‫المغربية إلى أقصى ربوع الشمال ببالدنا التواقة إلى التغيير السائر بالبناء والتشييد‪ .‬وال بد من اإلشارة بمناسبة االحتفاالت‬ ‫بذكرى معركة وادي المخازن أو معركة القصر الكبير أو الملوك الثالثة فقد وقعت في ظروف صعبة إقليميا ودوليا دقيقة‪ ،‬في‬ ‫وقت دخل فيها العثمانيون في مواجهات دولية عسكرية كبيرة مع القوى العسكرية األوربية‪ ،‬ألن أطماع االستعمار آنذاك‬ ‫تزايدت للسيطرة على شمال إفريقيا للقيام باستغالل الموانىء األطلسية وغيرها‪ ،‬وخاصة مرسى مدينة العرائش ألهميته‬ ‫كما قال أحد المؤرخين اإلسبانيين‪.‬‬ ‫الكبرى‬ ‫ر‬ ‫ءبعا‬ ‫ير‬ ‫الا مو في‬ ‫كب‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫ولما كانت األطماع الخارجية على المغرب الحبيب قوية‪ ،‬نهج السلطان العظيم عبد المالك السعدي نهجا قويما‬ ‫عال‬ ‫مي‬ ‫ومتزنا حتى استطاع بفضل حنكته وتجربته وذكائه إلاو‬ ‫بمع رجاالت مدينة القصر الكبير المجاهدة خاصة والمغاربة المقاومين‬ ‫ر‬ ‫ـب‬ ‫فو‬ ‫يةولدا ‪ ‬‬ ‫ر‬ ‫لعا بنظمة في‬ ‫رع‬ ‫لمغا‬ ‫ش لعضاو‬ ‫استقالل وطننا وسيادته عندما غامر ملك البرتغال بأطماعه التوسعية‬ ‫يحافظ بدربته وحنكته السياسية على‬ ‫األقحاح أن‬

‫عالم من‬ ‫�أ‬ ‫املغرب ‪:‬‬ ‫�شمال‬

‫الفقيه محمد بن الهاشمي الب ّقاش‬

‫خصاله وأخالقه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫دَمِث األخالق‪َ ،‬طيّب العشرة‪ ،‬هيّنا ليّنا‪،‬‬ ‫ كان المترجم رحمه اهلل‬‫وقورا‪ ،‬صادقا‪ ،‬جريئا في الحق‪ ،‬ذا عزّة وأنفة‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ وكان يُربّي ّ‬‫بالنّظرة‪ ،‬ق ّلما يضرب طالبا‪ ،‬وإذا ضرب يكون‬ ‫الطلبة‬ ‫من باب التّأديب ال التقبيح والتجريح‪.‬‬ ‫ وكان صاحب ُطرفة مع حضور البديهة في الجواب‪ ،‬من ذلك ّ‬‫أن‬ ‫بعض النّاس أراد أن ّ‬ ‫يتهكم على الفقيه فسأله مستشكال‪ :‬الخمر‬ ‫لم يردْ تحريمه في القرآن؟ فأجابه الفقيه دون تريّث‪ :‬والعَذِرة لم‬ ‫يرد تحريمها في القرآن‪َ ،‬ف ُك ْلها‪.‬‬ ‫ ولم ُ‬‫يَكن متسرّعا في الفتوى‪ ،‬وإنّما كان دائم التّردّد على أعالم‬ ‫فقهاء قبيلته للسّؤال والتأكد‪ ،‬من ذلك أنّه دخل ذات يوم مسجدا‬ ‫للصّالة وقد فاتته صالة الجماعة؛ فصلى الظهر منفردا في وقت‬ ‫العصر بنيّة الجمع؛ ألنّه مسافر‪ ،‬وفجأة أحسّ ّ‬ ‫بأن جماعة خلفه‬ ‫تص ّلي‪ ،‬فبعد أن أنهى صالته التفت إليهم قائال‪ :‬إنّي كنت أص ّلي‬ ‫بنيّة الظهر‪ ،‬وأنتم ص ّليتم بنية العصر‪ ..‬وأرى بأنّه ال بأس في‬ ‫ذلك‪ ،‬واهلل أعلم‪ .‬ثمّ توجّه إلى الفقيه محمد بن أحمد الرّغيوي‬ ‫ّ‬ ‫للتأكد‪ ،‬فأجابه بجواز اختالف النّية بين اإلمام والمأموم في‬ ‫الصّالة‪ .‬فحمد اهلل على ذلك‪.‬‬ ‫ وألجل ذلك لهج الناس ّ‬‫بالثناء عليه‪ ،‬وحظي بالقبول لديهم‪ ،‬أمثال‪:‬‬ ‫ شيخه الفقيه عبد السالم ابن عجيبة كان يقدّر علمه‪ ،‬وخلقه‪،‬‬‫ولذلك رشّحه لإلمامة‪.‬‬ ‫ األستاذ المؤرّخ العيّاشي المريني‪ ،‬كان يعتمد عليه في التأريخ‬‫للنّضال الجبلي‪ ،‬ويصفه باألستاذ المرحوم الفقيه السّيّد الب ّقاش‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ األستاذ أحمد بنياية ح ّاله ب‪ :‬الفقيه المدرّر‪ ،‬األستاذ المقرئ (‪.)2‬‬‫ األستاذ النّحوي محمد العشيري الحَامّي وسمه بالفقيه المقرئ‪.‬‬‫فيما شافهني به‪.‬‬ ‫ األستاذ األديب الشّاعر محمد الرّغيوي وصفه باألستاذ المربي‪،‬‬‫الـمُ ْلهم في التّعامل مع الصّبيان‪ .‬فيما أخبرني به‪ .‬وقال فيه‬ ‫َ‬ ‫أجْمَل فيها أوصافه وخالله‪ ،‬وإليك قصيده الموسوم بـ‪:‬‬ ‫شعرا‪،‬‬ ‫(أبي الثاني)‪:‬‬

‫(‪)2/2‬‬

‫ّ‬ ‫المعظم‬ ‫لقد صرتُ من فرط التّحنّن والجوى = أحنّ إلى لقيا فقيهي‬ ‫وأصبحتُ في شوق إليك يزيدني = غراما إلى ذاك الغرام المكتّم‬ ‫فدعني أعانقْ لحية الفضل والتُّقى = بوجهك هذا المُزْهر المتبسّم‬ ‫نعم‪ ،‬وأناجي ُّ‬ ‫الطهر تحت ظاللها = وألثمها لثم المشُوق المتيّم‬ ‫وأقرأ في إشراقها آية الهدى = حروفا من النّور المشعّ المُنمْنم‬ ‫لقد شيّبتها طاعة وزهادة = وحبّك هلل الذي به تحتمي‬ ‫هي اللحية البيضاء زادتك في الورى = جالال وتوقيرا وهيبة ضرغم‬ ‫مو ّقرة ممشوطة فكأنّها = ململمة حتّى وإن لم تُ َلمْ َلم‬ ‫ومن فوقها تلك العمامة إنّها = لمن حُسْن ما يُبْهي الرّجال ْ‬ ‫وأك ِرم‬ ‫تعمّمتها إذ أنت خير من يرتدي = عمامة عزّ بالفخار مدعّم‬ ‫وجلبابة فضفاضة تلكم ا ّلتي = هي البذلة الفضلى لدى كل مسلم‬ ‫زَم‬ ‫ففاخرْ بها أهل الزّمان الذين لم = يَ ُفوا بعهودٍ للشريعة تُ ْل ِ‬ ‫فأنت على نهج الرّسول مُفاخرٌ= بمبدئك األسمى الذي لم يُهدّم‬ ‫فإن ُذكر األخيار بالفضل والتُّقى = رأوا لك سهما فائقا ّ‬ ‫كل أسهم‬ ‫وإن ُذكروا بالمجد كنت مبرّزا = ترودُ ميادين العُلى غير مُحْجم‬ ‫وأعْظِم‬ ‫مَفاخر لم يُصبح جديرا بمثلها = سِواك فيا ْأك ِرم بهنّ‬ ‫ِ‬ ‫ثمّ يقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تذكر عهود الخير كيف تصرّمت = وأمسى لها طيبٌ بمِسْكٍ مختّم‬ ‫لقد كنت كالسلطان فيها متوّجا = تدير شؤون الملك في غير ْ‬ ‫مَظ َلم‬ ‫وشعبك حُ ّفاظ الكتاب أتَوْكَ من = جميع بالد اهلل قصد التّع ّلم‬ ‫وجندك أطفال (ا ْلمَعَمْرَةِ) لوحُهُمْ = سالحٌ به يحمون عرش المُعَ ّلم‬ ‫ّ‬ ‫المتحكم‬ ‫وأنت عليه جالس متربّع = تهشّ بسوط اآلمر‬ ‫عبوس مُجَهَّم‬ ‫فكنت عطوفا ال تُريهم فظاظ ًة = وال وجه جبّار‬ ‫ٍ‬ ‫وكنت رحيما مشفقا متسامحا = بشوش المُحيّا المع المتبسّم‬ ‫مهيبا وقورا في الرّعيّة عادال = كريما مُسْرفا في التّح ّلم‬

‫‪-‬‬

‫‪.19102/7 1‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫فمثلك من يدعو ويُرجى دعاؤه = ومثلك من يحظى ّ‬ ‫بكل تقدّم‬ ‫لعمرُك ّ‬ ‫إن األجر حُزْت كثيره = إليك على قدر الصّال والتّصوّم‬ ‫كل مدشر = وفي ّ‬ ‫بهذا ملكت النّاس في ّ‬ ‫كل بيت تُ ْلتقى بالتّكرّم‬ ‫بقيتَ زمانا ذاك شأنك في القرى = تُقام بك األختام في كل موسم‬ ‫ويقصدك الزّوار في طلب الشّفا = ألنّك معروف بنبل التّوسّم‬ ‫فصرت شريفا صالحا متقصّدا = تُراد لرُ ْقيا المتوجّع المتأ ّلم‬ ‫وداعا وداعا يا فقيهي ّ‬ ‫فإن لي = لسانا بفضل منك لم يتلعثم‬ ‫قضى لك حقّ الشّكر ْإذ أنْتَ أه ُله = قضاء مَدين عاجل الدّين َ‬ ‫مُرغم‬ ‫ٍ‬ ‫إليك أبي الثاني زكيّ تحيّة = ّ‬ ‫من ابْنك المُتع ّلم‬ ‫معطرة ِ‬ ‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫لم يكن المترجم رحمه اهلل مولعا بالتأليف‪ ،‬وإنّما كان شغوفا بالتّقييد‪،‬‬ ‫وممّا قيّد‪:‬‬ ‫‪ - 1‬نُبذة من حياتي‪ ،‬وهي سيرة ذاتية مختصرة ابتدأها بمولده‬ ‫سنة ‪1321‬هـ‪1903/‬م ونشأته وأطوار تع ّلمه‪ ،‬ثم ختمها برحلته الحجازية‬ ‫سنة ‪1389‬هـ‪1970/‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬نُبذة عن ال ّقراء السبعة وبعض ُقرّاء البدور الثالثة بأنجرة‪.‬‬ ‫وفاته‪:‬‬ ‫توفي رحمه اهلل فجر يوم الجمعة ‪ 25‬جمادى األولى ‪1403‬هـ موافق ‪11‬‬ ‫مارس ‪1983‬م‪ ،‬بمدينة طنجة‪ ،‬ودُفِنَ بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫مصادر التّرجمة‪:‬‬ ‫ معلومات شفهية عن األستاذ محمد الرغيوي‪ ،‬تلميذ المترجم‪.‬‬‫ نبذة من حياتي للمترجم‪.‬‬‫ نبذة عن القرّاء السّبعة وبعض قرّاء البدور ّ‬‫الثالثة للمترجم‪.‬‬ ‫ النّضال الجبلي ج‪ 2‬للعياشي المريني‪.‬‬‫‪ -‬تراجم أعالم أنجرة ألحمد بنياية‪.‬‬

‫إلى أن يقول‪:‬‬ ‫عرفتك ًّ‬ ‫عفا طاهر القلب تتّقي = بدينك أن تُمنى بخبث محرّم‬ ‫عرفتُ خصاال فيك لم أر مثلها = سوى عند شيخي أنت يا خير مسلم‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫صالة ونسكا واحتسابا وهيبة = من اهلل أن تلقاه في ثوب مأثم‬ ‫تقوم ال ّليالي ساجدا متهجّدا = وتُصبح في صوم قليل التّك ّلم‬ ‫تزهّدتَ في الدّنيا وعشتَ على التُّقى = نقيّا نظيف ّ‬ ‫‪.26/3‬‬ ‫ي)نّضالجب‬ ‫(‪1‬‬ ‫الثوب والصّدر والفم‬ ‫سالم على ذاك المحيّا المكرّم = سالم مُحبّ قاصد متكرّم‬ ‫رة‪.89‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫تُناجي إالهًا أن يُغيث عباده = ويُنقذهم من قادحات جهنّم‬ ‫المُسَ ّلم‬ ‫عالمأنج‬ ‫إليك أبي الثاني أزفّ قصيدتي = ألقضيَ لألستاذ حقّ‬


‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)905‬‬

‫‪16‬‬

‫“أصيال ‪ :‬قراءات بيبليوغرافية‬ ‫تصنيفية”‬

‫صدر خالل الفترة األخيرة كتابي الجديد المعنون ب”أصيال‪ :‬قراءات بيبليوغرافية تصنيفية”‪،‬‬ ‫في ما مجموعه ‪ 575‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ولالقتراب من سقف المضامين العامة لهذا‬ ‫التجميع البيبليوغرافي التركيبي الخاص بماضي مدينة أصيال‪ ،‬نقترح إعادة نشر نص التقديم العام‬ ‫الذي وضعناه للكتاب‪ .‬يقول التقديم‪:‬‬ ‫ظل موضوع “أصيال” مجاال مشرعا أمام جهود قطاعات عريضة من باحثي المغرب المعاصر‪،‬‬ ‫تجميعا للوثائق الغميسة وللمصادر الدفينة وللدراسات المجددة‪ ،‬وتحليال‬ ‫للسياقات‪ ،‬وتركيبا للوقائع ولألحداث‪ ،‬وتقييما للخالصات‪ .‬ولم يكن‬ ‫باإلمكان حصر حقول الدراسة البيبليوغرافية والتصنيفية‪ ،‬وال قول الكلمة‬ ‫األخيرة فيها‪ ،‬مادام هذا الحقل قد ظل يحبل ب”الجديد” ويفرز أنماطا‬ ‫متعددة من النبش ومن التوثيق ومن اإلبداع‪ ،‬أنماطا اختلفت في رؤاها‬ ‫وفي منطلقاتها وفي مرجعياتها وفي آفاقها‪ ،‬لكنها التقت في “العودة”‬ ‫للتأمل في عطاء “المكان” وفي زخمه التاريخي وفي غناه الحضاري وفي‬ ‫تحوالت ماضيه وفي إبداالت واقعه الراهن‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫واعتبارا لكل ذلك‪ ،‬فقد حرصنا على الحفاظ على الخطوط العامة للتبويب الذي اعتمدناه‬ ‫في كتابنا السابق حول بيبليوغرافيا مدينة أصيال‪ ،‬وتجنبنا – في الكثير من الحاالت – النزوع نحو‬ ‫استخالص األحكام التفاضلية حول القيمة العلمية بالنسبة لهذا العنوان أو ذاك‪ .‬كما أن ترتيب‬ ‫العناوين ال يعني بالضرورة أهمية هذا العمل مقارنة بذاك‪ ،‬فاألمر مرتبط بضرورات منهجية‬ ‫بالدرجة األولى‪ .‬أما تقييم رصيد المنجز‪ ،‬فتلك مسألة علمية صرفة تستحضر آخر مستجدات البحث‬ ‫األكاديمي المتخصص في التنقيب عن المظان وعن الشواهد وعن اآلثار‬ ‫المادية والرمزية التي خلفتها المدينة عبر حقب تاريخها المديد‪ .‬إنه‬ ‫عمل تقني يرتبط ب”صنعة كتابة التاريخ”‪ ،‬بشكل يتجاوز القراءات‬ ‫التبسيطية الحدثية للوقائع وللسياقات‪ ،‬إلى مستوى تركيب مقومات‬ ‫النقد الداخلي والنقد الخارجي للنصوص وللمتون‪ ،‬وإدماج هذا التركيب‬ ‫في إطار نسق تحليلي نقدي ومتجانس‪ ،‬سواء على مستوى تحديث‬ ‫ذهنيات قراءة النصوص‪ ،‬أم على مستوى تقييم عطاء هذه النصوص‪،‬‬ ‫وتوسيع آفاق استغاللها في إطار مجدد‪ ،‬يستوعب حدود التطورات‬ ‫الهائلة التي عرفها عطاء عمل المدارس التاريخية المتخصصة على‬ ‫الصعيد العالمي‪.‬‬

‫وإذا كنا قد خصصنا مضامين كتابنا الذي صدر سنة ‪ 2007‬تحت‬ ‫عنوان “أصيال‪ :‬حصيلة البحث التاريخي واألركيولوجي”‪ ،‬لتجميع الالئحة‬ ‫البيبليوغرافية األولية الخاصة بماضي مدينة أصيال‪ ،‬فإن نزول الكتاب إلى‬ ‫ونظرا لغنى مجال الدراسة ولتشعب آفاقه‪ ،‬فقد ارتأينا حصر مواد‬ ‫السوق وتفاعل المتلقي – وخاصة المتخصص منه – مع “جديده”‪ ،‬قد‬ ‫الكتاب في العناوين المركزية المستقلة لإلصدارات‪ ،‬مع تجاوز – في الغالب‬ ‫شكل خير محفز لالستمرار في تطوير تجربة إنجاز فهرس بيبليوغرافي‬ ‫األعم – المقاالت والدراسات المنفصلة التي نشرت على صفحات الدوريات‬ ‫شامل لتاريخ مدينة أصيال وظالل ذلك على واقع الفترة المعاصرة‪ .‬إضافة‬ ‫المتخصصة أو في مجموع المجالت والجرائد الوطنية‪ .‬وقد استثنينا من‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬فقد استفدنا من الكثير من المالحظات ‪ -‬الوجيهة والدقيقة‬ ‫ذلك بعض المقاالت التي تكتسي قيمة مرجعية أو تأسيسية لمعالم‬ ‫في الغالب األعم – التي نبهنا إليها العديد من الباحثين ومن المهتمين‪،‬‬ ‫تنظيم االشتغال األكاديمي على تحوالت ماضي مدينة أصيال وكذا‬ ‫سواء من داخل المدينة أم من خارجها‪ ،‬وسواء على مستوى اإلغفال –‬ ‫على مختلف أنماط المخلفات المادية والرمزية واإلبداعية المتوارثة‬ ‫غير المقصود بطبيعة الحال – لبعض العناوين‪ ،‬أم على مستوى اإلطار‬ ‫المنهجي الذي انتظمت في سياقه مواد الكتاب‪ ،‬أم على مستوى ضرورات‬ ‫عن هذه التحوالت‪ .‬ومعلوم أن رصد هذه التحوالت‪ ،‬يضعنا أمام مهام‬ ‫تطوير التجربة وتوسيعها وإغنائها‪ .‬لذلك‪ ،‬فإني أجد نفسي ملزما بتقديم‬ ‫االنفتاح على جل حقول المعرفة واإلبداع ذات الصلة بآفاق الكتابة في‬ ‫أسمى عبارات الشكر واالمتنان لكل من بادر بتنبيهي إلى بعض أوجه‬ ‫هذا الموضوع‪ ،‬بشكل يسمح بتجاوز الطابع التخصصي الحصري لمجال‬ ‫ثغرات إنجاز كتاب “أصيال‪ :‬حصيلة البحث التاريخي واألركيولوجي”‪ ،‬وكذلك‬ ‫الكتابة التاريخية‪ ،‬ويؤسس لمعالم االنفتاح على كل ما يمكن أن يغني‬ ‫لكل من ظل حريصا على دعم عملي المتواضع‪ ،‬بالتوجيه وبالتحفيز‬ ‫حقول المعرفة التاريخية من مختلف التخصصات المعرفية‪ ،‬سواء منها‬ ‫وبالتقويم‪ ،‬من أمثال الشاعر المهدي أخريف والشاعر محمد البوعناني‬ ‫تلك المرتبطة برحابة العلوم اإلنسانية أم بصرامة العلوم الحقة أم‬ ‫والشاعر المرحوم مغيث البوعناني واإلعالمي خالد مشبال والمؤرخ‬ ‫بالطابع التخييلي الواسع للكتابات ولألعمال الفنية واإلبداعية‪.‬‬ ‫البحاثة المرحوم محمد ابن عزوز حكيم والصديق الخضر غيالن واألستاذ البشير البقالي غالف الكتاب‬ ‫ومن البديهي التأكيد على أن هذا العمل سيبقى ناقصا‪ ،‬ما لم تتبعه إنجازات‬ ‫والدكتور مصطفى يعلى‪...‬‬ ‫وبما أن مجال كتابة تاريخ مدينة أصيال يبقى مجاال بكرا بالنسبة للباحثين وللمؤرخين‪ ،‬فقد مسترسلة في مجال اهتمامه‪ ،‬كما أنه – من الوارد جدا – أن يكون قد تغافل عن التعريف ببعض‬ ‫ارتأيت تطوير تجربة كتابي السابق‪ ،‬من خالل توسيع مجال الدراسة وتجاوز منطق اللوائح العامة األعمال ذات الصلة‪ ،‬مما لم تتوفر إمكانية الوصول إليه أو الوقوف عند مضامينه‪ .‬فاألمر يبقى –‬ ‫واالنتقال إلى تقديم تعاريف تركيبية لكل عنوان على حدى‪ ،‬وترتيب مضامينه‪ ،‬وتقييم خطوطه في نهاية المطاف – صفة مالزمة لكل إنجازات البحث العلمي التي تبقى مفتوحة أمام كل جهود‬ ‫العامة وأبعاده القيمية‪ ،‬منهجيا ومعرفيا‪ .‬وغني عن التذكير أن هذا النوع من األعمال البيبليوغرافية‪ ،‬اإلغناء والمراجعة التي ال والء لها إال لمصداقية آليات التنقيب وإلجرائية منطلقات البحث والتحليل‬ ‫ال يقدم نفسه بديال عن ثوابت الكتابة التاريخية النقدية التي تسمح بالحكم على قيمة هذا العمل والتركيب والتقييم‪ .‬وحسبنا أننا اجتهدنا‪ ،‬فإن كنا قد أصبنا فذلك فضل من عند اهلل سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫أو ذاك‪ ،‬ذلك أن الهاجس الذي تحكم في عملنا ظل يراوح قاعدة تجميع مظان المنجز‪ ،‬الوطني وإن كنا قد أخطئنا فذلك من أنفسنا ومن تقصيرنا في البحث وفي الدراسة‪ .‬وال شك أن عملنا‬ ‫والدولي حول تحوالت ماضي أصيال وحول امتدادات ذلك على واقعنا المعاصر وعلى مختلف أنماط سيظل – في جميع األحوال – مجرد نقطة في مجرى “كتاب أصيال”‪ ،‬البد وأن تعقبه همم مؤرخي‬ ‫التمثالت الذهنية واألنساق المعيشية واإلنتاجات الفنية واإلبداعية التي أفرزتها‪ /‬وتفرزها نخب المرحلة وباحثيها‪ ،‬سواء من داخل المدينة أم من خارجها‪ ،‬بحثا عن بياض ماضي هذه المدينة‬ ‫المدينة في سياق تطورها التاريخي وإفرازات تالقحها الحضاري الطويل المدى‪.‬‬ ‫األصيل‪ ،‬كما تبلور في فضائها الجغرافي وفي محيطها الجهوي والوطني والدولي‪ ،‬باألمس واليوم‪.‬‬

‫الإعالمي م�صطفى بديع ال�سو�سي يف دار البقاء‬ ‫انتقل إلى دار البقاء زميلنا العزيز المرحوم‬

‫م�صطفى بديع ال�سو�سي‬

‫الذي وافته المنية بعد مرض لم ينفع معه عالج‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 17‬يوليوز ‪ ،2019‬حيث‬ ‫شيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬و ووري الثرى بمقبرة سيدي اعمار بعد‬ ‫صالة العصر بمسجد الموحدين‪ ،‬في اليوم الموالي‪.‬‬ ‫وكان الفقيد‪ ،‬قيد حياته‪ ،‬من خيرة الصحافيين النزهاء الذين أفنوا حياتهم في مجال‬ ‫الصحافة واإلعالم‪ ،‬حيث ترأس هيئة تحرير جريدة الخضراء األصيلة أواخر التسعينيات‪،‬‬ ‫واشتغل‪ ،‬بعدها‪ ،‬بهيئة تحرير جريدة االختيار الديمقراطي‪ ،‬ثم أسس جريدة المدينة التي‬ ‫كانت تعنى بشؤون الجهة‪ .‬كما اشتغل الفقيد في العديد من المنابر اإلعالمية الوطنية بالرباط والبيضاء‪ ،‬ثم عاد إلى مسقط‬ ‫رأسه طنجة في السنوات األخيرة‪ ،‬حيث كان مشرفا على القسم العربي بجريدة طنجة‪ ،‬وساهم بكتاباته القيمة في عدة صحف‬ ‫ومجالت في الوطن العربي‪..‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة «الشمال»‪ ،‬بأحر التعازي إلى كافة أفراد أسرة الفقيد‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه‬ ‫فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫تعزية يف وفاة �شقيق الإعالمي ال�سنكاوي الغلبزوري باحل�سيمة‬ ‫ببالغ الحزن واألسى تلقينا نبأ وفاة شقيق اإلعالمي السنكاوي الغلبزوري بالحسيمة‪ ،‬وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬يتقدم‬ ‫اإلعالمي فكري ولد علي‪ ،‬أصالة عن نفسه ونيابة عن أسرة جريدة الشمال بأسمى عبارات التعازي والمواساة لعائلة الفقيد‪،‬‬ ‫ضارعين إلى العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة‪ ،‬ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين‪،‬‬ ‫وان يلهم ذويه جميل الصبر و أحسن العزاء‪.‬‬ ‫نسأل اهلل تعالى أن يغفر له ويرحمه‪ ،‬ويكرم مثواه‪ ،‬ويوسع مدخلها‪ ،‬وأن يجازيه بالحسنات إحسانا‪ ،‬وعن السيئات عفوًا‬ ‫وغفرانا ‪ ..‬وأن يغسله بالماء والثلج والبرد‪ ،‬وأن ينقيه من الذنوب والخطايا‪ ،‬كما ينقى الثوب األبيض من الدنس‪ ..‬وأن يخلف‬ ‫عليه بدار خير من داره‪ ،‬وأهل خير من أهله‪.‬‬

‫}‬

‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫َف ْ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لب نداء ربه المشمول‬ ‫بعفو اهلل المرحوم‬

‫األستاذ الحاج‬ ‫محمد‬ ‫بن عبد القادر‬ ‫الزكاري‬ ‫يوم الخميس ‪ 15‬ذو القعدة ‪ 18 - 1440‬يوليوز ‪ ، 2019‬ودفن في‬ ‫اليوم الموالي في مقبرة موالي علي بن راشد بشفشاون‪.‬‬ ‫‪ ‬وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير جريدة الشمال بأحر‬ ‫التعازي وأصدق المواساة إلى أرملته الفاضلة الحاجة فضولة بوبكر‬ ‫وأبنائه‪ :‬محمد‪،‬ياسين‪ ،‬أ سامة‪،‬معاذ‪ ،‬شفيقة‪ ،‬أسماء وإيمــان سائلين‬ ‫المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته‬ ‫ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬


‫العدد ‪1003‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫خوان أندريس ‪JUAN ANDRES‬‬ ‫(‪)1817-1740‬‬

‫والتأثير العربي في الثقافة اإلسبانية‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬ ‫تعليمه كله في إسبانيا اإلسالمية على أيدي العرب‬ ‫وعن كتبهم ومدارسهم أخذ المعارف النافعة في‬ ‫الطب والكيمياء التي نشرها في أوربا‪.‬‬ ‫وذهب أندريس كذلك إلى أن الفيلسوف‬ ‫الكتالني ‪ LULIO‬مدين لألدب العربي في كثير‪،‬‬ ‫وأن أعالم الطب األوربي قبل النهضة أمثال جلبيترو‬ ‫وجيرالمو إنما نهلوا من كتب العرب‪ ،‬ومن مؤلفات‬ ‫أبو القاسم الزهراوي على وجه الخصوص‪ ،‬وأن بيير‬ ‫دانيل هوست ذهب إلى أن ديكارت أخذ عن أعالم‬ ‫الفكر اإلسالمي مبدأه الرئيسي الذي يقول ‪»:‬إن‬ ‫كل من يستطيع أن يفكر فهو موجود» وأن كبلر‬ ‫استوحى اكتشافه األفالك الدائرية للكواكب من‬ ‫كتابات البطروجي وأن بعض آراء سانتو توماس في‬ ‫اإللهيات مستقاة من كتب العرب «ولو لم يكن للعرب‬ ‫من الفضل إال االحتفاظ بذخائر العلوم التي أهلتها‬ ‫الشعوب األوروبية ونقلها‪ ،‬وإيداعها أيدي الناس‬ ‫عن طيب خاطر الستحقوا من أهل األدب المحدثين‬ ‫الشكر والعرفان» أما عن إسبانيا اإلسالمية خاصة‬ ‫فقد أشار «أندريس» إلى حقيقة خطيرة‪ ،‬أثبتها البحث‬ ‫العلمي فيما بعد وهي أن الناس في األندلس كانوا‬ ‫يستعملون لغتين دارجتين ‪ :‬أحدهما عربية واألخرى‬ ‫(رومانثية ‪ )ROMANCE‬وان كتدرائية طليطلة تضم‬ ‫مئات الوثائق باللغة العربية‪ ،‬خلفها النصارى الذين‬ ‫كانوا يستخدمون العربية في حياتهم‪.‬‬ ‫وذهب إلى أن الشعر اإلسباني إنما نشأ أول‬ ‫أمره تقليدا للشعر العربي‪ ،‬وانتهى إلى هذا الرأي‬ ‫استنتاجا وقال‪ :‬إن اختالط النصارى والمسلمين من‬ ‫الطبيعي أن يدفع األول إلى تقليد اآلخرين‪ ،‬ويمضي‬ ‫مع تفكيره المنطقي ‪ :‬وصور هذا الشعر وقوالبه‬ ‫حرية بأن تنتقل إلى بروفانس عن طريق الصالت‬ ‫المتبادلة بين الفرنسيين واإلسبان – نصارى‬ ‫ومسلمين‪ -‬وتجوال شعراء التروبادور‪ ،‬فنشأ‬ ‫الشعر البروفانسي على أساس من الشعر‬ ‫العربي‪ ،‬فهو ينتسب إلى العرب أكثر مما‬ ‫ينتسب إلى اليونان والالثين‪ ،‬إذ لم يكن لدى‬ ‫البروفانسيين علم بهذين األدبين في حين‬ ‫أن شعر العرب كان أقرب إليهم موردا‪.‬‬ ‫ويؤكد أن قواعد القافية التي اتبعها‬ ‫الشعر الشعبي‪ ،‬إسبانيا كان أو بروفانسيا‪،‬‬ ‫وأساليب صياغة الشعر الحديث ونظمه‬ ‫مأخوذة عن العرب‪ ،‬وكذلك قصص الخرافات‬ ‫والحكايات ترجع في نشأتها إلى أصول عربية‪.‬‬ ‫وقد بقيت هذه اإلشارات المجملة التي‬ ‫كتبها خوان أندريس دون إثبات مؤكد في‬ ‫عصره‪ ،‬ألن شيء من آثار األندلسيين لم‬ ‫يكن قد نشر إذ ذاك أما اليوم وبعد قرنين‬ ‫من الزمن على صدور كتابه فإننا نستطيع‬ ‫أن نذكر الكثير عن أثر المسلمين في آداب‬ ‫من جاء بعدهم من الشعوب األوربية وخاصة‬ ‫اإلسبان(‪.)4‬‬ ‫إن هذه اآلراء واألحكام‬ ‫والجرأة على كتابتها ونشرها في‬ ‫ذلك الوقت من طرف راهب منفي‬ ‫ألنه طرد من إسبانيا عام ‪1765‬‬ ‫ألسباب داخلية متعلقة بخالفات‬ ‫داخل التنظيم الكنيسي المسيحي‬ ‫– ما كان لها لتقبل وخصوصا من‬ ‫طرف معاصريه الذين عارضوا آراءه‬ ‫واعتبروها من نسيج الخيال ونشطوا‬ ‫في الرد عليها سواء في إيطاليا أو‬ ‫في باقي الدول األوربية ‪.‬‬

‫كتب الكثير عن التأثير العربـي اإلسالمي في‬ ‫الثقافة الغربية وتناول الباحثون والمهتمون هذا‬ ‫الموضوع بالدراسة والتحليل والمقارنة‪ ،‬فأبرزوا الدور‬ ‫الهام الذي لعبته الثقافة العربية اإلسالمية كثقافة‬ ‫إنسانية متطلعة إلى أفق أخالقي رفيع المستوى‪،‬‬ ‫يعطي الحضارة امتدادها اإلنساني‪ ،‬ويرتقي بمستوى‬ ‫الطموح البشري ليجعله طموحا بانيا ومعبرا عن‬ ‫كرامة اإلنسان وسمو وعيه‪ ،‬وقد حظيت هذه‬ ‫الثقافة بالتقدير واإلعجاب من طرف الشعوب التي‬ ‫ارتبطت باإلسالم دينا وثقافة وحضارة ويعتبر الراهب‬ ‫اإلسباني خوان أندريس أول من أشار إلى األثر العربي‬ ‫في الثقافة اإلسبانية خاصة واألوربية عامة‪ .‬فقد ألف‬ ‫كتابا عن أصول األدب عامة وتطوراته وحالته الراهنة‬ ‫باللغة اإليطالية ونشره في سبعة مجلدات وذلك بين‬ ‫سنتي (‪ )1782-1798‬وترجمه إلى اإلسبانية بين‬ ‫سنتي (‪)1784-1806‬‬ ‫‪ORIGEN PROGRESOS Y ESTADO‬‬ ‫‪.ACTUAL DE TODA LA LITERATURA‬‬ ‫فجر فيه الكثير من القضايا األدبية والفكرية‬ ‫والتاريخية ‪«:‬وأعلن أن كل ما بلغته أوربا من نهضة‬ ‫في العلوم والفنون واآلداب إنما كان بفضل ما تلقته‬ ‫من العرب عن طريق األندلس وصقلية اإلسالمية»(‪.)1‬‬ ‫وقال أندريس»بينما تصرف المدارس الكنسية‬ ‫جهدها إلى تلقين الناس األناشيد الدينية‪ ،‬وتعلمهم‬ ‫القراءة وعد األرقام‪ ،‬وبينما نجد الناس في فرنسا‬ ‫كلها يهرعون إلى متز وسواسون يكتب أناشيدهم‬ ‫الكنائسية لكي يقوموها على النحو المتبع في كنائس‬ ‫روما‪ ،‬نجد العرب يبعثون السفارات الستجالب الكتب‬ ‫القيمة ما بين إغريقية والتينية ‪ ،‬ويقيمون المراصد‬ ‫لدراسة الفلك‪ ،‬ويقومون بالرحالت ليستزيدوا من‬ ‫العلم بالتاريخ الطبيعي وينشئون المدارس‬ ‫لتدرس فيها العلوم بشتى صنوفها»(‪.)2‬‬ ‫والجديـــر بالذكـــر أن أحكـــام الراهـــب‬ ‫خوان أندريس هذه قد أسسها على كتاب‬ ‫العالم اللبناني الماروني ميخائيل الغزيري‬ ‫‪ )MIGUEL CASIRI(1701-1791‬الذي‬ ‫استدعته الحكومة اإلسبانية إلى مدريد سنة‬ ‫‪1738‬م وعينته موظفا في المكتبة الملكية‬ ‫بمدريد‪ ،‬ومديرا مساعدا لمكتبة األسكوريال‪،‬‬ ‫ومترجما للملك في اللغات الشرقية وعهدت‬ ‫إليه الحكومة اإلسبانية منذ البداية بالمهمة‬ ‫الرئيسية التي دعته إلى القيام بها‪ ،‬وهي دراسة‬ ‫المجموعة العربية باألسكوريال والتعريف‬ ‫بـها‪ ،‬ونزل الغزيري بقصــــر األسكوريـــال‬ ‫في سنة ‪ 1749‬ولبث مقيما به حتى سنة‬ ‫‪1753‬م‪ ،‬وفي سنة ‪1760‬م أصدر الجزء األول‬ ‫من فهرسه الالتيني الشهير بعنوان (المكتبة‬ ‫العربية اإلسبانية في األسكوريال)‪ .‬واتبع في‬ ‫وضعه قاعدة التركيز وهي تدور حول المواد‬ ‫والتحليالت‪ ،‬وجرى على أسلوب االقتباسات‬ ‫الموجزة والمطولة في إبراز قيمة‬ ‫المخطوطات ذات األهمية الخاصة‬ ‫وترجمة هذه اإلقتباسات إلى‬ ‫الالتينية (‪.)3‬‬ ‫وتتلخص أفكار هـــذا الراهــب‬ ‫في أن كل ماهو موجود في أوروبا‬ ‫من الحضارة إنما يديــن للعرب‬ ‫وإلى المسلمين وأن الفضـــل في‬ ‫قيام الدراســات الطبيـــة في أوربــا‬ ‫يرجع إلى ما كتبــه العرب‪ ،‬وأن قيام‬ ‫التأليف العلمي في أوربــا في الطــب‬ ‫والرياضيات والعلوم الطبيعية مرجعه‬ ‫إلى العرب وتأييدا لرأيه ذكر أسماء‬ ‫‪ ,GERBERTO :‬و ‪CAMPAMO‬‬ ‫‪ DENOVARA‬و ‪ADELARDO‬‬ ‫‪ ALFONSOELSABIO‬و‪MORALY‬‬ ‫علوم العرب إلى أروبا وذهب‬ ‫و‪ BATH‬وقال إنهم أعالم حركة انتقال‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫من‬ ‫السابع‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫‪ANTEOJOS‬‬ ‫العدسات‬ ‫عن‬ ‫ر‪.‬باكون استقى مادة مؤلفه‬ ‫م‪.‬ص‬ ‫لسادس‪1980.‬‬ ‫قافي‬ ‫‪1‬‬ ‫إلى أن روجر ثالوسم‬ ‫(أوبتيكا) للحسن بن الهيثم‪ ،‬وأن فيتاليون اختصر النظريات التي أودعها ذلك العالم المسلم ‪.128‬‬ ‫حسيمؤنس‪.‬ص‪.533‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ر‬ ‫وشرحها ‪ ،‬وأن ليوناردو بساما أخذ علم الجبر من مؤلفات العرب‪ ،‬ونقل عنهم‬ ‫في نفس الكتاب‬ ‫عان‪-‬‬ ‫‪19881‬‬ ‫عبداهلل‬ ‫‪3‬‬ ‫«أنلسياتحمد‬ ‫في‬ ‫العربي‬ ‫الحساب‬ ‫علم‬ ‫درس‬ ‫جيربرت‬ ‫وأن‬ ‫ألهلها‪،‬‬ ‫وعلمها‬ ‫أروبا‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫وأدخلها‬ ‫األرقام العربية‬ ‫‪.212-9‬‬ ‫كوريالص‬ ‫الى‪.536‬‬ ‫كراألندلسي»‪.‬من‪534‬‬ ‫‪4‬‬ ‫إسبانيا اإلسالمية وأدخله إلى المدارس األوربية‪ ،‬وأن ‪ RONALDO DI VILLANOVA‬تلقى‬


‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)466‬‬

‫رحلة محمد داود إلى الرباط في وفد تطوان‪ ،‬لتهنئة‬ ‫جاللة الملك محمد الخامس بمناسبة عيد الفطر‬

‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫شوال ‪1375‬ه‪ /‬ماي‪1956‬م‬ ‫(الحلقة الثالثة واألخيرة)‬ ‫بما اعتذرت له بالرباط‪ ،‬وقد يدعوني للعشاء وأنا أريد العودة لسال‬ ‫مساء – وسرنا نحن ‪ 3‬لدار عامل ناحية الدار البيضاء‪ ،‬فلم نجد بها‬ ‫العامل فسرنا لعين الذياب حيث البحر والشاطئ والكل يستعد للصيف‪،‬‬ ‫وجلسنا بقهوة وشربنا مبردات خلصها الرفيق‪ .‬والمنظر بحري لطيف‪،‬‬ ‫ثم عدنا للعمالة واتصلنا أوال بالكاتب بن عبد اهلل وهو لطيف المقابلة‪،‬‬ ‫ولعله روداني‪ ،‬ثم عرض عليه المذكوري قضية الرفيق وأنه صاحب‬ ‫سيارات نقل‪ ،‬وفي أيام المحنة اشتركوا مع فرنسي يحمي مصالحهم‪،‬‬ ‫واآلن انقلب الحال فصار الفرنسي يطلب حمايتهم‪ ،‬وقد طلبوا أن‬ ‫يسمح لهم بالنقل من مكان‪ ....‬إلى الدار البيضاء حيث ال سيارة هناك‬ ‫للنقل‪ ،‬فعرض اآلخر على‪...‬فرفض ذلك بعضهم‪ ،‬وقيل له إن اآلخر بيد‬ ‫العامل فجاء إليه‪ ،‬فعرض الكاتب القضية على العامل الذكي عبد الحميد‬ ‫الزموري‪ ،‬وهو شاب حليق اللحية والشارب أسمر اللون يلبس اإلفرنجي‬ ‫وبعينيه نظارات سوداء‪ ،‬ودخلنا إليه فرحب وما قصر‪ ،‬وتذاكرنا وتواضع‬ ‫وقال إن الواجب علي أن أزورك أنا‪ ،‬وعرض على المذكوري وأخيه امحمد‬ ‫قيادة قبيلة بني‪ ......‬فأبى وقال ال أرضى بوظيف المحمدي – وزارة‬ ‫الداخلية وقد تعبت أنا وأخي وأريد الراحة‪ ،‬ولديك ابنا أخي وظفهما إن‬ ‫شئت‪ ،‬وتحدثوا كثيرا عن عصابات القتل والنهب ووجوب التضامن‬ ‫للقضاء عليها‪ ،‬وذكر أن الحمداوي سيسند إليه قضاء ولعله‬ ‫بسطات‪ .‬ثم ودعناه وسرنا في السيارة‪ ،‬وفي طريقنا‬ ‫إلى الدار الحظت تطوانيين فنزلت ونزل المذكوري‪،‬‬ ‫فوجدنا الحاج محمد الركينة وابنه الطيب والعربي‬ ‫بن محمد الفاسي وعبد القادر بن مرزوق ومعه امرأة‬ ‫لعلها زوج الركينة‪ ،‬فقال الركينة‪ :‬جئت أزورك هلل‪،‬‬ ‫فدخلنا دار المذكوري جميعا والحمداوي والمذكوري‬ ‫وأخوه ورفيقه صاحب النقل والفرنسيوي والركينة‪.‬‬ ‫وتغذينا في مجلسين غذاء كفانا والسالم‪ .‬وشربنا‬ ‫األتاي وأثناءه جاء من تطوان عالل الصردو ومحمد‬ ‫الغريش بائع الفواكه وزوجه والرايس علي‬ ‫الغماري ومحمد بن علي الرباطي بائع الفواكه‬ ‫بالرباط في سيارة هذا وشربوا معنا األتاي‪ ،‬ثم‬ ‫ذكرت السفر فطلب مني المذكوريون البقاء‬ ‫بإصرار‪ ،‬فاعتذرت وأصررت‪ ،‬وقال الركينة‪ :‬أنه‬ ‫سيسافر في المساء وهم ‪ – 6‬وكان مع الصردو‬ ‫‪ 6‬أيضا‪ ،‬والسيارة كبيرة فقالوا لي اركب معهم‬ ‫فقبلت وودعت المذكوري وسرت مع الحمداوي‬ ‫بسيارته لداره‪ ،‬وتبعتنا سيارة بن علي لدار الحمداوي وأعطاني بطاقة‬ ‫زيارة له ومنها‪ :‬محمد الحمداوي مدير مدرسة األميرة عائشة – الدار‬ ‫البيضاء – تليفون ‪ – 27095‬ودرنا وساروا لقضاء المرافق في متاجر‬ ‫وجلسنا بقهوة شربت فيها مبرد بيبسي كوال ب ‪ 50‬فرنك‪ .‬ثم ركبنا‬ ‫قرب المغرب بعد أن شربنا مبردا في قهوة على نفقة الغريش‪ ،‬وساق‬ ‫بن علي السيارة إلى الرباط وقال‪ :‬إن طعام ‪ 5‬يكفي ‪ 6‬والفراش موجود‬ ‫لدينا فبت معنا وغدا ‪...‬فشكرته واعتذرت فقال الرايس علي‪ ،‬أنا آخذك‬ ‫بسيارتي لسال‪ ،‬وركبنا سيارته ومعنا الغريش و ‪ ....‬لدار التطواني وبها‬ ‫الفقيه‪ ،‬وحضر محمد البقالي فقلت إني بقيت ال أرى الزهيري وإبراهيم‬ ‫الكتاني‪ ،‬وتعشيت وعبد السالم الوزاني المتجول‪ ،‬وذهب الفقيه لرئاسة‬ ‫الجمعية الخيرية‪ ،‬وصليت ونمت وحدي بالبيت‪ ،‬وفي وسط الليل جاء‬ ‫الفقيه ونام به أيضا‪ ،‬وغسلت في دوش عمومي ب ‪ 60‬ف أمام بالصة‬ ‫سال‪ ،‬وفطرت والفقيه‪ ،‬ثم سرت في سيارة إلى الرباط وزرت جريدة‬ ‫العلم وسلمت فيها على‪ ....‬وهما قاسم الزهيري وإبراهيم الكتاني‪،‬‬ ‫كما سلمت على بركاش وعبد الجليل القباج « المدير » و ‪ ...‬الكاتب‬ ‫ورأيت حسن الكرفطي والطريبق والوزاني من المصنفين‪ ،‬وتركت‬ ‫بطاقة لعبد الكريم حجي مدير « المغرب « ودعاني الزهيري للغذاء معه‬ ‫فقبلت وجاءت زوجه فأخبرها بذلك‪ .‬وهي سافر تسوق سيارتها بيدها‪،‬‬ ‫وتصفحت جرائد وصورا بمكتب قاسم وتلفنا ألحمد بناني فقيل لنا إنه‬ ‫ذهب لقصر السالم حيث السلطان‪ ،‬فقال لي قاسم اذهب إليه فقلت ال‬ ‫أستحسن الذهاب بدون موعد – وصحبني المدير القباج إلى المطبعة‬ ‫وقال لي إنه أوصى على آلة جديدة تصنع بألمانيا فتطبع ‪ 50‬ألف عدد‬ ‫في الساعة‪ .‬ولديهم اآلن آلتا لينوتيب بهما تصفف الجريدة‪ ،‬وسيكون‬ ‫لديهم بعد قليل‪ ....‬منها‪ .‬ورأيت آلة جديدة لصنع الحروف في مختلف‬ ‫األحجام‪ ،‬وبهذه المطبعة تطبع اآلن جريدة العلم الصباحية والمغرب‬ ‫المسائية‪ .‬وذكر لي قاسم أنهم يريدون كاتبا محررا مترجما من تطوان‬ ‫ألن عبد الكريم غالب سيوظف بوزارة الخارجية قريبا‪ ،‬ومكتب غالب مع‬ ‫مكتب قاسم في بيت واحد وليس معهما ثالث‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫تقديم‪ :‬الدكتور إسماعيل شارية‬ ‫ومعنا قنصل إسبانيا الجيد بالرباط وهو الذي حل محل‪ .....‬الذي هو‬ ‫أول سفير عين بالرباط ومعه زوجه وابنته التي ستسافر إلسبانيا للزواج‬ ‫بها‪ ،‬وحضر المكي بادو المكناسي‪ ،‬وهو كهل وعرفته قديما وهو شهم‬ ‫اعتنى بي كثيرا وأظنه مفتشا بوزارة األحباس‪ ،‬ومعه أخوه عبد الرحمن‬ ‫الشاب الجميل اللطيف‪ ،‬وقد عقد على ابنة سي أحمد بناني هو وموالي‬ ‫أحمد اإلدريسي أستاذ العربية لألمير موالي عبد اهلل ابن السلطان‪،‬‬ ‫وذكر لي أنه سيدخل في الصيف القريب‪ ،‬وتحدثنا كثيرا‪ ،‬وذهب األجانب‬ ‫وبقينا وحدنا نتحدث‪ ،‬وأتى رجل برسالة من الطريس إلى بناني يقدم‬ ‫له فيها وفدا لبني عمارت يريد مقابلة السلطان‪ ،‬فقال لي بناني هل هو‬ ‫مهم؟ فقلت هم على حدود المنطقة وكانوا يقيدون المكافحين فقال‪:‬‬ ‫إذن يقابلهم سيدنا‪ ،‬وقال لي هل تقدر على فراق تطوان؟ فقلت إن‬ ‫وجودي بتطوان أنفع وأفيد‪ .‬ولعله يريد توظيفي بالرباط بدل ما يشاع‬ ‫من إسناد عمالة تطوان وناحيتها إلي‪ .‬وتكلم عن التاريخ فقال‪ :‬يحسن‬ ‫أن أختصر األصل اختصارا وسطا‪...‬؟ وقلت له هل ترى من الواجب‬ ‫علي أن أقابل سيدنا وإني ما تأخرت عن ذلك إال شفقة عليه من كثرة‬ ‫المقابالت‪ ،‬فقال سأنوب عنك في ذلك وعواطفك معروفة عند سيدنا‪.‬‬ ‫وذكر لي أنه طاف كثيرا في منتصف ليلة وجوده مع السلطان‬ ‫بتطوان ليصل لدارنا س ‪ 12‬فلم ينته لذلك وذكرني أن‬ ‫رقم تليفون داره بالرباط هو ‪ ،24597‬ووظيفه هو‬ ‫مدير التشريفات بالقصر الملكي بالرباط‪ ،‬وطلب‬ ‫مني أن أرسل مختصر التاريخ بإهداء إلى ولي‬ ‫العهد موالي الحسن واألمير موالي عبد اهلل‬ ‫ لالعائشة – لال مليكة – لال نزهة‪ .‬وودعته‬‫ألسافر غدا صباحا‪.‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وقال لي‪ :‬إن سائقه يوصلني ليال‪،‬‬ ‫فتقدم بادو وأخوه إلى سيارتيهما‪ ،‬فركبت‬ ‫مع عبد الرحمن وأوصلني إلى سال‪ ،‬وكان‬ ‫عبد الوهاب يغني في الطريق أنا والعذاب‬ ‫والهوى عايشين لبعضنا‪ ،‬فقال هذه أغنية‬ ‫جميلة لعبد الوهاب‪ ،‬فقلت هي رائعة خالدة‪،‬‬ ‫وودعته وودعني بباب دار التطواني طالبا‬ ‫مني أن أسلم على الفقيه بعد س ‪ ،12‬ونمت‬ ‫وحدي في البيت اليميني ونام الفقيه في‬ ‫الصالة‪.‬‬ ‫وأصبحت في دار التطواني بسال‪ ،‬ونهضت مبكرا قبل الشروق‬ ‫وتوضأت وجمعت حوائجي وأنهضت الفقيه‪ ،‬فقال قيل معنا‪ ،‬فاعتذرت‬ ‫وودعته فتأثر‪ ،‬وحملت حقيبتي لألوطوبيس فركبته إلى الرباط‬ ‫وتقدمت لمحطة سطيام وطلبت ورقة للعرائش‪ ،‬فقال حتى يأتي كار‬ ‫الدار البيضاء‪ ،‬ووصل في الساعة ‪ 7‬وربع فأخذت ورقة إلى العرائش ب‬ ‫‪ 800‬فرنك‪ ،‬وركبت في كار به الفقيه محمد بن عياد الخمسي وولده‪،‬‬ ‫وقد جاء بضفة خاصة لحضور حفالت العيد‪ ،‬وخرجنا س ‪ 7.15‬إدارية‪،‬‬ ‫ومررنا بالقنيطرة حيث ركب معنا المختار التمسماني وزوجه وفتاة‪ ،‬وفي‬ ‫أربعاء الغرب شربت كأس حليب جيد ب ‪ 30‬فرنك‪ ،‬ومررنا بحدود عرباوة‬ ‫فوقفنا هناك كثيرا‪ ،‬ولكن لم يطلب منا نحن المغربيين أي شيء‪ ،‬ال‬ ‫جواز وال ورقة تعريف وال فتشت حقائبنا كأننا لسنا في حدود‪.‬‬ ‫أما األجانب فقد طولبوا بذلك‪ ،‬وفي العرائش نزلت وأخذت ورقة‬ ‫بالنسيانا إلى تطوان أظنها ب ‪ . 80-28‬وطلب مني المكلف الجواز‬ ‫فدفعت له التعريف الشخصي‪ ،‬وقلت ما طلب منا أحد شيئا من هذا‬ ‫من الدار البيضاء إلى هنا‪ ،‬فقال هذا أمر رسمي أمامك فقرأته فإذا به‬ ‫من المراقب المحلي يحيل على ظهير خليفي بوجوب اتخاذ التعريف‬ ‫الشخصي والتهديد والعقاب لمخالف‪ ،‬فقلت هذا األمر يجب أن يمزق‬ ‫ولم يبق لإلسبانيين حق في إصدار مثل هذا األمر الذي ال وجود لمثله‬ ‫في المغرب المستقل‪....‬فسكت‪.‬‬ ‫وتغذيت في مطعم إسباني طرطية ب ‪ ،8.85‬ولقيت مدرسين‬ ‫أربعة‪ :‬منهم محمد الشنتوف مدير مدرسة‪ ،‬وهو الذي يهنيني كتابة‬ ‫باألعياد دائما‪ ،‬وقالوا نتمنى في كل حين عودتك للتعليم‪ .‬وركبنا‬ ‫السيارة في الساعة ‪ 1.30‬وقصدنا إلى تطوان‪ ،‬وفي دار الشاوي أكلت‬ ‫بيضا وخبزا‪ ،‬ثم وصلنا تطوان فركبت طرولي لدارنا ووجدت األهل‬ ‫بخير والحمد هلل‪ ،‬وقضيت المساء كله بالدار وجاءة إحسان وباتت معنا‬ ‫وتعشينا عاديا ونمنا والحمد هلل على السالمة‪.‬‬ ‫أما أفراد الوفد فقد عادوا متفرقين‪ ،‬وكشف الحال أن منظمي سفر‬ ‫الوفد لم يحسنوا التصرف وأخطأوا في التقدير واألمر هلل‪.‬‬

‫وصل وقت الغذاء‪ ،‬فركبت مع قاسم سيارته وسرنا لداره بدور‬ ‫الجامع قرب الدار التي كان يسكنها أحمد بناني بشارع المارتين‪ ،‬ولقينا‬ ‫قربها الحسن بن عبد الوهاب مع ابن المرابط وآخر ذاهبين للغذاء‬ ‫بدار بن عبد اهلل زوج ابنة المرابط‪ .‬ودخلنا دار قاسم‪ ،‬وتغذيت بها‬ ‫معه بحضور زوجه حليمة الشرايبية ابنة فاطمة أخت سي أحمد بناني‬ ‫وهو مربيها ومزوجها من قاسم‪ ،‬وشربنا األتاي‪ ،‬فتلفنت لبناني فقال‪:‬‬ ‫رقم‪466‬‬ ‫ال سالم وال كالم‪ ،‬كنت أظن أني أول من يقرأ تاريخك‪ ،‬فقلت‪ :‬هل أنت‬ ‫في اليقظة أم في المنام؟ فقال إني أنتظرك لتتعشى معي ‪ ..‬فقلت نعم‪،‬‬ ‫ثم ركبنا سيارة قاسم وقادتها زوجه ومعنا بنوه‪ ،‬ونزل هو بالعلم وزادت‬ ‫زوجه معي إلى محطة طاكسيات سال ونزلت‪ ،‬ثم ركبت طاكسي سال‬ ‫حيث جلست بدار التطواني‪ ،‬وحضر القاضي سابقا بأربعاء الغرب سي‬ ‫أحمد بن قاسم الزياني المنصوري‪ ،‬وهو أديب متأنق يكتب ويقول‬ ‫الشعر ويحفظ كالم الشعراء‪ ،‬وسكناه بأربعاء الغرب وأصله من مكناس‬ ‫وزيان ووالده مترجم باإلتحاف‪ ،‬وكان مقيما مؤقتا مع السلطان موالي‬ ‫الحسن‪ ،‬ودعاني لزيارته بأربعاء‪ ...‬وركبت معه سيارته الفخمة وأوصلني‬ ‫إلدارة العلم‪ ،‬وجلست مع قاسم قليال ثم خرجنا وأخذني لداره‪ .....‬حيث‬ ‫توضأت وصليت وركبت أوطوبيس لدار سي أحمد بناني‪ ،‬حيث تعشينا‬

‫حل السودوكو‬

‫(انتهى)‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫نهضة بركان تعتذر عن المشاركة‬ ‫في دوري ابن بطوطة‬ ‫صفحة‬

‫‪19‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫لقجع هل يصطاد الثعلب ؟‬ ‫كل المعطيات تشير إلى أن االنفصال عن المدرب الفرنسي هيرفي رونار أصبح‬ ‫مسألة وقت فقط وربما يتم ذلك خالل هذا األسبوع بعد اجتماع رئيس الجامعة‬ ‫فوزي لقجع بفعاليات الكرة المغربية من رؤساء ومدربين بالصخيرات واطالعهـم‬ ‫على وضعيـة الكرة المغربيــة وما تم االتفاق عليه في االجتماع الذي عقده مع‬ ‫رونار بعد العودة من مصر واإلقصاء المبكر والمخيب لآلمال أمام منتخب بنين‪.‬‬ ‫رونار اعترف وقال صراحة أنه يتحمل هزيمة اإلقصاء‪ ..‬وما دام اعترف‪..‬وما دام‬ ‫أنه لم يف بااللتزامات المنصوص عليها في العقد الذي يربطه بالجامعة فما عليه‬ ‫سوى الرحيل ومن دون تعويضات ‪.‬‬ ‫ذلك أن الثعلب ورغم كونه أهل األسود لكأس العالم بروسيا وكأس األمم‬ ‫اإلفريقية فقد فشل في تحقيق أي إنجاز مع المنتخـب المغربي‪ ،‬كما فعل مع‬ ‫منتخبي زامبيا وكوت ديفوار‪.‬‬ ‫وكان واضحا منذ بدء التحضيــرات لبطولة كأس األمم اإلفريقية بمصر وبعد‬ ‫هزيمة المنتخب في وديتي غامبيا وزامبيا بمراكش أنه لن يذهب بعيدا‪ ..‬وتجلى‬ ‫ذلك أيضا أمام منتخبات ناميبيا وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا رغم التاهل وأيضا‬ ‫أمام منتخب بنين المتواضع الذي لم يسبق له ان فاز علينا في السابق‪.‬‬ ‫واآلن تأكد المغاربة أن الثعلب كان يبيع الوهم للمغاربة منذ سنوات وأنه‬ ‫أناني واليستشير مع طاقمه المساعد‪ ..‬ورفع راية اإلقصاء في وجه العبي الدوري‬ ‫االحترافي المغربي رغم ظهورهم بمستويات جيدة في دوري األبطال وكأس‬ ‫االتحاد اإلفريقي وخاصة العبـــي الوداد والرجاء وحسنية أكادير ونهضة بركان‪.‬‬ ‫كما تغاضى عن استدعاء محسن ياجور هداف الدوري االحترافي ولم يهتم‬ ‫بالمهاجم حمد اهلل هداف الدوري السعودي‪.‬‬ ‫أخطاء كثيرة إذن ارتكبها رونار ساهمت في الفشـل الذريع وفي اإلقصاء‬ ‫المخيب لآلمال مما أصاب المغاربة بالخيبــة والمرارة وما على لقجع كرئيس‬ ‫للجامعة إال أن يكون حازما ويصطاد الثعلب‪.‬‬

‫الئحة المكتب الجديد‬ ‫التحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫بعد ما منح الجمع العام التحاد طنجة الرئيس عبد الحميد أبرشان صالحية‬ ‫تجديد ثلث أعضاء المكتب‪ ،‬تم تشكيل المكتب المسير الجديد لفارس البوغاز لعام‬ ‫‪ 2020-2019‬على النحو التالي ‪:‬‬ ‫• الرئيس ‪ :‬عبد الحميد أبرشان ‪.‬‬ ‫• النائب األول للرئيس‪ :‬عبد السالم العسري‬ ‫• النائب الثاني للرئيس‪ :‬عبد الر حمان اليعقوبي‪.‬‬ ‫• الكاتب العام‪ :‬ربيع المولوع‬ ‫• نائبه ‪ :‬عبد السالم العيدوني‬ ‫• أمين المال ‪ :‬أحمد ابن المختار‬ ‫• نائبه ‪ :‬سعيد الزكري‪.‬‬ ‫مستشارون‪ :‬عدنان الوسيني الساحلي‪-‬عبد القادر الطاهر‪ -‬أحمد اسيد هبان‪ -‬محمد‬ ‫سعيد بنعمر‪-‬عزيز الصمدي‪ -‬رشيد الحسني‪-‬غسان الشلهوب‪-‬نبيل التوزاني‪.‬‬ ‫اللجان المساعدة ‪:‬‬ ‫ـ محمد بلمكي‪ :‬رئيس لجنة التواصل واإلعالم‪.‬‬ ‫ـ محمد شاعو‪ :‬رئيس لجنة التسويق‪.‬‬ ‫ـ مصطفى البروجي‪ :‬رئيس لجنة الشؤون الخار جية‪.‬‬ ‫ـ أنس الوسيني‪ :‬رئيس لجنة التكوين والفئات الصغرى‪.‬‬ ‫ـ جمال العتانبي‪ :‬رئيس لجنة التنظيم‪.‬‬ ‫ـ سيف الدين النائب‪ :‬رئيس لجنة الشؤون االجتماعية لالعبين القدامى‬ ‫ـ خليل الرويسي ‪ :‬رئيس لجنة البنيات التحتية‪.‬‬

‫علمت «الشمال» أن فريق النهضة البركانية اعتذر عن المشاركة في دوري ابن بطوطة الدولي‬ ‫الذي سيقام ابتداء من ‪ 23‬يوليوز الجاري‪ ،‬و عليه تم تعيير برناج هذا الدوري الذي اصبح‬ ‫كالتالي‪.‬‬ ‫يوم ‪ 23‬يوليوز الرجاء الرياضي يواجه ليغانيس اإلسباني‬ ‫ويوم ‪ 27‬من نفس الشهر اتحاد طنجة يلتقي فريق ليغانيس اإلسباني الذي سيقيم‬ ‫معسكرا تدريبيا بطنجة استعدادا لبطولة الليغا‪.‬‬ ‫و إثر ذلك سيدخل فارس البوغاز في تربص مغلق بطنجة يطير بعده في الفاتح من غشت‬ ‫إلى تركيا إلقامة تربص مغلق بضواحي إسطنبول يخوض خالله العديد من المباريات الودية‬ ‫استعدادا للموسم القادم‪ ،‬حيث سيكون على اتحاد طنجة اللعب على عدة واجهات «الدوري‬ ‫االحترافي‪-‬اتصاالت المغرب» وكأس العرش وكأس العرب‪.‬‬

‫المنتخب الجزائري بطالً إلفريقيا‬ ‫للمرة الثانية‬

‫اسدل الستار على بطولة كأس األمم اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم التي جرت بمصر‪ ..‬وتوج المنتخب الجزائري بلقب‬ ‫‪ 2019‬عقب انتصاره في النهاية على منتخب السنغــال‬ ‫بهدف دون مقابل من توقيع الالعب بغداد بونجاح‪.‬‬ ‫وبذلك أحرزت الجزائـــر لقبهــا الثـانـي بعد األول عام‬ ‫‪ 1990‬على أرضها‪.‬‬ ‫واحتسب الحكم الكامروني الذي قاد اللقاء ركلة جزاء‬ ‫للسينغال في الدقيقة ‪ 60‬بعدما لمست الكرة يد الالعب‬ ‫الجزائري عدالن بديورة‪ ..‬لكنه عاد ليلغيه بعدما استعان‬ ‫بتقنية الفار‪.‬‬ ‫كأس إفريقيا ‪ 2021‬بالكامرون‬ ‫المغرب في المجموعة الخامسة‪.‬‬ ‫أسفرت قرعة تصفيات كأس إفريقيا لألمم التي ستقام‬ ‫عام ‪ 2021‬بالكامــرون تواجد المغــرب في المجموعـــة‬ ‫الخامسة إلى جانب منتخبات موريتانيا وإفريقيا الوسطى‬ ‫وبوروندي‪.‬‬

‫المنتخب الجزائري حامل اللقـــب وضعتــه القرعـــة‬ ‫في المجموعة الثانية مع منتخبـــات زامبيــا وزيمبابـوي‬ ‫وبوتسوانا‪.‬‬ ‫والمنتخـب التونسـي جــاء في المجموعــة العاشـــرة‬ ‫إلى جانب منتخبات ليبيا وتانزانيا وغينيا‪.‬‬ ‫تعديل نظام مسابقتي دوري األبطال وكأس الكاف‪.‬‬ ‫قرر االتحاد اإلفريقي خــالل اجتماعــه بالقاهرة تغيير‬ ‫نظام مسابقتي دوري األبطال وكــأس الكــاف واستبدال‬ ‫مباراتي الذهاب واإلياب بمباراة واحدة نهائية على أرض‬ ‫محايدة بداية من الموسم المقبل ‪.‬‬ ‫وسيفتح الكاف الباب أمام المدن الراغبة في استضافة‬ ‫المباراتين‪.‬‬ ‫وبخصوص مباراة إياب الدور النهائي لدوري األبطــال‬ ‫بين الترجي التونســي والوداد المغربي ينتظــر االتحــاد‬ ‫اإلفريقي لكرة القــدم قرار محكمــة التحكيم الرياضــي‬ ‫«تاس» في ‪ 31‬يوليوز الجاري إلعادتها خارج تونس‪.‬‬

‫يوسف أنور رابع انتدابات‬ ‫اتحاد طنجة‬

‫حجز حافلة اتحاد طنجة‬

‫الحظ المتتبعون للشأن الرياضي‬ ‫غياب حافلة اتحاد طنجـة في اآلونــة‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫و بعد البحـث واالستفسار تأكد‬ ‫أن حافلة فارس البوغاز تعرضت لحجز‬ ‫قضائي تحفظي نتيجة دعوى قضائية‬ ‫رفعها الالعب السابـــق عبد الصمد‬ ‫امعيش مقابــل مستحقــات عالقــة‬ ‫له بذمة الفريق بقيمـــة ‪ 45‬مليون‬ ‫سنتيم‪.‬‬ ‫ويحاول اتحاد طنجة حاليا اتخاذ كل التدابير من أجل إعادة الحافلة قبل‬ ‫انطالق منافسات بطولة الدوري االحترافي‪.‬‬

‫تعاقد فريق اتحاد لكرة القدم رسميا مع المهاجم يوسف أنور‬ ‫لمدة موسمين قادما من الفتح الرباطي في صفقة انتقال حر‪.‬‬ ‫يوســف أنـور الذي سبــق أن جاور الوداد الفاسي والرجاء‬ ‫البيضاوي والجيش الملكي والفتــح الرباطي تم تقديمـه خالل‬ ‫إحدى الحصص التدريبية للفريق الذي دخل معسكرا تدريبيا مغلقا‬ ‫بطنجة إلى غاية ‪27‬من يوليوز الجاري موعد اللقاء الودي الدولي‬ ‫الذي سيخوضه ضد فريف ليغانيس اإلسباني في إطار تحضيراته‬ ‫للموسم القادم‪.‬‬ ‫ويعتبر يوسف أنور رابع انتدابات اتحاد طنجة في الميركاتو‬ ‫الصيفي الحالي بعد سديل العــب الرجـاء ومصطفى كمارا العب‬ ‫المنتخب األولمبي اإليفواري وعبد المطلب العب الرشاد البرنوصي‪.‬‬

‫المغرب التطواني يعسكر‬ ‫بالمحمدية ويعين اإلسباني‬ ‫بيدرو بنعلي كمدير رياضي‬

‫بعد التربص اإلعدادي األول الذي أقيم بملعب سانية‬ ‫الرمل بتطوان دخل فريق الحمامة البيضاء في المرحلة‬ ‫الثانية‪ ،‬حيث يقيم حاليـــا معسكــرا تدريبيــا بالمحمدية‬ ‫لمدة ‪14‬يوما يخــوض خالله العديد من المباريات الودية‬ ‫قبل العودة إلى تطوان في الرابع من شهر غشت المقبل‬ ‫إلتمام التحضيرات بملعب سانية الرمل استعدادا لمنافستي‬ ‫الدوري االحترافي وكأس العرش‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر تعاقـد المغرب التطوانــي مـع المدرب‬ ‫اإلسباني بيدرو بنعلي كمدير رياضي للفريق‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يوليوز ‪2019‬‬

‫العدد ‪1003‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة ال�ساد�سة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربي والعربي واإلنساني بمختلف‬ ‫تعبيراته‪ ،‬تسائلها حول تجربتها في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بها عبر تذكرة سفر معنوية وروحية إلى الماضي وإلى‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫تذكرة السفرالثالثة مع اإلعالمية ثريا الصواف‪ ،‬أحد أبرز الوجوه التلفزيونية المغربية ما بين مرحلة الثمانينيات‬ ‫والتسعينيات و ‪ ،2000‬فقد أغنت المشاهدة التلفزية المغربية بتجربتها المؤكدة‪ ،‬وطبعتها بالعديد من اإلنجازات الفارقة‬ ‫وقتها‪ ،‬فقد حاورت المرأة بشجاعة نادرة كبار الشخصيات السياسية والثقافية العالمية‪ ،‬من رؤساء الدول والحكومات‪،‬‬ ‫وكانت أول إعالمية مغربية استطاعت أن تلج إلى عوالم الداخلية للقصر الملكي المغربي في مهمة إعالمية لم تكن سهلة‬ ‫على اإلطالق‪.‬‬

‫• عبد اإلله المويسي‬

‫تعرفنـــا‪ ،‬من خاللـك‪ ،‬على أهــم‬ ‫المراحل التي عرفتها انطالقة ‪2M‬سنة‬ ‫‪ ،1989‬وتعرفنا أيضا على االختيارات‬ ‫التحريرية التي تبنتها وقتها‪.‬‬ ‫أريد منك اآلن أن تحدثينا عن أهم‬ ‫المهام التي أوكلت لــك بدايــة‪ ،‬ثم‬ ‫بعدها االتطورات التي عرفها مشوارك‬ ‫بهذه القناة‪ ،‬والبصمات الحقيقية التي‬ ‫تركنها في تاريخها ؟‬

‫كان برنامج «‪ »Entretien‬مجدوال يوم‬ ‫األحد على الساعة ‪ 9‬مساء‪ .‬وكان ضيوفي‬ ‫استثنائيين جدا‪ ،‬يشملون رؤساء دول وحكومات‬ ‫كانوا يزورون المغرب‪ .‬وأذكر منهم‪:‬‬ ‫ـ نيلسون مانديال‪ ،‬رئيس دولة جنوب‬ ‫إفريقيا‪.‬‬

‫كما سبق أن أشرت لك فمساري بقناة ‪2M‬‬ ‫استرسل من ‪ 1991‬إلى سنة ‪ .2014‬وعرف‬ ‫منعطفات متعددة‪ ،‬كما عرف أيضا اهتزازات‪.‬‬ ‫ولذلك فاإلجابة عن سؤالك تأخذني بعيدا‬ ‫في هذه التجربة المميزة من عمري‪ .‬تتراءى‬ ‫أمامي اآلن محطات ومواقف وأحداث ونجاحات‬ ‫وإخفاقات كثيرة‪ .‬وسأحاول قدر اإلمكان أن‬ ‫أستحضر التوالي الزمني واإلنساني والفكري‬ ‫والمهني الذي أتصور انه ترك بصمات في‬ ‫ذاكرتي وعواطفي‪.‬‬ ‫خطوتُ خطوتي األولى بـ ‪ 2M‬مفتتــح‬ ‫سنة ‪ ،1991‬وبدأت كمقدمة أخبار‪ .‬بعد ذلك‪،‬‬ ‫وبحكم تراكم خبرتي في األداء‪ ،‬انتقلت للعمل‬ ‫في مسؤوليات أخرى تعلقت بإنجاز مختلف أنواع‬ ‫الروبورتاجات الميدانية‪ ،‬إضافة إلى تغطية‬ ‫األحداث الوطنية والدولية كبرى‪ .‬ثم‪ ،‬وفي‬ ‫إطار الخبرات الخصبة التي اكتسبتها مع توالي‬ ‫العمل‪ ،‬كلفت بتنشيط برامج رئيسية كبرى حول‬ ‫مواضيع مختلف ذات أهمية كبرى كانت تشغل‬

‫ـ ماريو سواريس رئيس البرتغال‪.‬‬ ‫ـ دينيس ساسو نغيسو رئيس جمهورية‬ ‫الكونغو‪.‬‬ ‫ـ بيتر روم الرئيس الروماني‪.‬‬ ‫ـ ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية‪.‬‬ ‫ـ شيمون بيريز رئيس الوزراء اإلسرائيلي‪.‬‬

‫بال المتابعين لقناتنا‪ .‬ولست أدري في أي سنة‬ ‫بالضبط ارتقيت وأصبحت رئيسة تحرير‪ .‬غير‬ ‫أني رغم ذلك كنت بالموازاة أدير‪ ،‬كل أسبوع‪،‬‬ ‫من خالل نافذة كان اسمها «وجهة نظر»‪،‬‬ ‫مقابالت وحوارات خفيفة مهمة على هامش‬ ‫نشرة األخبار‪.‬‬ ‫ومع أني أفخر بكل ما أنجزته مع ‪ 2M‬من‬ ‫مهمات‪ ،‬وإذا شئت أن أخصص شيئا استثنائيا‬ ‫بالذكر طبع مساري وجعلني أحظى بصورة قوية‬ ‫لدى المشاهدين والمتابعين‪ ،‬فهو أنني أعددت‬ ‫وقمت بتنشيط البرنامج الشهير«‪،»Entretien‬‬ ‫وكان يعتبر برنامجا رئيسيا بـ ‪ ،2M‬ويحقق نسبة‬ ‫مشاهدة عالية جدا‪.‬‬

‫ـ ملك موناكو ألبرت‪.‬‬ ‫ـ خوسيه لويس زاباتيرو‪ .‬رئيس الحكومة‬ ‫اإلسبانية‪.‬‬ ‫ـ ليونيل جوسبان‪ ،‬رئيس الوزراء الفرنسي‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى شخصيات بارزة في الشؤون‬ ‫المالية والمنظمـات الدوليــة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الرؤساء‪ :‬باسكال المي (‪ ،)OMC‬جون ولفنسون‬ ‫(البنك الدولي)‪ ،‬جاكي سيليبي (االنتربول)‪.‬‬ ‫طبعا دون أن أنسى حدثا ذا أهمية قصوى‬ ‫في مساري‪ ،‬وبوأني مكانة عظيمة من حيث‬ ‫قيمة عملي وهو تكليفي بتغطية المجلس‬ ‫الوزاري برئاسة صاحب الجاللة بالقصر الملكي‬ ‫بالرباط‪.‬‬

‫وطبعا الحدث لم يكن عاديا‪ ،‬فقد كنت‬ ‫اإلعالمية األولى التي يحصل لها شرف دخول‬ ‫القصر الملكي في مهمة عمل‪ .‬وال يزال الحدث‬ ‫يزدهر باستمرار في عقلي وقلبي‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬أظن ‪ ،‬أنني لست في حاجة‬ ‫إلى التذكير بأنني خالل مسيرتي الطويلة‪ ،‬حزت‬ ‫على جوائز ذات قيمة مميزة‪ ،‬وحظيت بتكريمات‬ ‫(‪15‬نساء مميزات) عن عملي كصحفية‪ ،‬ولجودة‬ ‫برنامج «‪ »Entretien‬الخاص بي‪.‬‬ ‫في مارس ‪ ، 2012‬تميزت أيضاً بين النساء‬ ‫الخمس الالئي ساهمن‪ ،‬بسبب عملهن‪ ،‬في‬ ‫تحرير المرأة وتطور المجتمع المغربي‪.‬‬ ‫في نوفمبر ‪ ،2012‬سلمني رئيس الحكومة‬ ‫السيد عبد اإلله بنكيران‪ ،‬شخصيا «جائزة‬ ‫الصحافة الوطنية الكبرى»‪.‬‬ ‫في يونيو ‪ ،2015‬تم انتخابي كعضوة في‬ ‫المرصد الوطني لتعزيز صورة المرأة‪.‬‬ ‫في يوليوز ‪ ،2018‬تم تعييني صحفية‬ ‫فخرية بالمجلس الوطني للصحافة‪ ،‬وهو هيئة‬ ‫دستورية مسؤولة عن التنظيم الذاتي للصحافة‪.‬‬ ‫كل هذا أنا مدينة فيه لحرصي الشديد‬ ‫على أدائي لعملي بكل المسؤولية والمهنية‬

‫المقترنين باحترام أخالقيات المهنة‪ ،‬ومدينة‬ ‫فيه أيضا لحب الناس وتقديراتهم وتفاعلهم مع‬ ‫مساري‪.‬‬ ‫شغفي بعملي كان وقودا حقيقيا لكل ما‬ ‫وصلت إليه‪ .‬هذا ما ساعدني في بناء نفسي‪،‬‬ ‫ومنحني القوة والعزيمة على النجاح‪ .‬تغلبت على‬ ‫مخاوفي وشكوكي‪ .‬أدركت أنه كان علي إثبات‬ ‫نفسي منذ البداية‪ ،‬إلدراك المفاتيح السرية‬ ‫والسحرية للعمل الصحفي‪.‬‬ ‫كنت في عملي أبذل قصارى جهدي لتحقيق‬ ‫األفضل في المادة اإلعالميــة‪ ،‬وفي أسلــوب‬ ‫تقديمها‪ .‬في مختلف أنواع التقارير والتعليقات‬ ‫والمقابالت التي أحرص على أن تكون خالية من‬ ‫العيوب‪.‬‬ ‫كل يوم‪ ،‬كانــت تتبايــن الموضوعــات‬ ‫وأساليبها وف ًقا لنوعية األخبار‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫تحطيم الروتين بالنسبة إلي‪ ،‬والملل بالنسبة‬ ‫للمشاهد‪ .‬كنت مضطرة إلى مضاعفة انتباهي‬ ‫وذكائي على الدوام‪ .‬وخالل هذا كله عودت‬ ‫نفسي على أن أقرأ وأعيد قراءة الوثائق المحصلة‬ ‫بين يدي عدة مرات‪ ،‬لفهم جوهر الموضوع‬ ‫بالتفصيل‪ .‬كنت أدرك أن االنضباط الذهني‬ ‫هو الضامن االحترازي‪ ،‬واالختبار األكثر حساسية‬ ‫لهذه المهنة‪.‬‬ ‫خـالل عـرض األخبـــار التلفزيونية‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن مشاعري اإلنسانيــة الطارئة التي‬ ‫تنتابني‪ ،‬كنت أواجه الكاميرا‪ ،‬وأحرص على أن‬ ‫أكون في مزاج جيد ورائق‪ .‬كنت أتخلى في مخدع‬ ‫المالبس عن مختلف العواطف واألفكار السيئة‬ ‫من يومياتي والتي يمكــن أن يظهر لها أثــر‬ ‫مشوش على أدائي المهني‪.‬‬ ‫عندما كنت أصل إلى األستوديو‪ ،‬وقبل‬ ‫حوالي نصف ساعة من بث األخبار التلفزيونية‪،‬‬ ‫كنت أتسلح بالثقـة وسرعـة الذكـاء والوضوح‬ ‫الالزم أمام األفكار‪ .‬كنــت أتـرك للمهنيـــة‬ ‫واالحترافية يأخذان مكانتهما المستحقة‪ .‬خالل‬ ‫‪ 26‬دقيقة من البث المباشر كنت أهيئ نفسي‬

‫الإعالمية ثريا ال�صواف‬ ‫بالموازاة كي أكون قادر ًة أيضاً على التعامل مع‬ ‫المخاطر والمنزلقات المفاجئة‪ .‬كنت منظمة‬ ‫تنظيما جيدا في عملي‪ ،‬ولم أترك أي فرصة‬ ‫ممكنة للصدفة ‪ ،‬األمر الذي لم يعرضني ألي‬ ‫مشكلة‪ ،‬ألنني حقا سعيــت إلى حد الهوس‬ ‫للوصول إلى الكمال‪ .‬بالطبــع‪ ،‬لم أفلــت من‬ ‫اإلجهاد واإلرهاق‪ ،‬ومن التوتر أيضا‪ ،‬خصوصا مع‬ ‫الثواني األولى على الهواء‪ .‬وفي نظري فإن كل‬ ‫هذا كان يمكن التحكم فيه‪ .‬لكن أثناء مواجهة‬ ‫الكاميرا‪ ،‬األمر مختلف ألنك قد تواجه أشياء لعينة‬ ‫مثل انفالت بعض التفاصيل‪ ،‬أو ظهور تعابير‬ ‫تحدٍ كبير‬ ‫التلعثم والتردد في أدائك‪ .‬لكن وفي ّ‬

‫مع نفسي‪ ،‬خصوصا وأنا أعلم مسبقا أنني مراقبة‬ ‫من قبل األنظار المركزة للمشاهدين‪ ،‬كنت أعي‬ ‫خطورة األمر فأحزم نفسي وأنجح في مهمتي‪.‬‬ ‫ما يقارب ‪ 3‬سنوات ضمنت أداء موفقا جداً‬ ‫في تقديم األخبار‪.‬‬ ‫بعد أن أثبتت نفسي كمقدمة لألخبار‪،‬‬ ‫التفتت إلى العمل الميداني‪ ،‬األمر الذي تطلب‬ ‫مني جهدا من الدينامية في التحــرك‪ ،‬ومن‬ ‫اإلبداع والحرفية واالنفتاح الذهني‪ .‬تركت أناقة‬ ‫األستوديوهات وفخامتها‪ ،‬واتجهت إلى عالــم‬

‫الروبورتاجات الصعب والمثير‪ .‬مارست مهنتي‬ ‫بالكامل كصحفية ميدانية‪ .‬وهكذا تم إثراء‬ ‫النشرة اإلخبارية باألحداث الوطنية اليومية‪،‬‬ ‫حول مختلف الموضوعات المتعلقة باالقتصاد‬ ‫وبما هو اجتماعي‪ ،‬أو أنشطة الحكومة‪ .‬ولم تكن‬ ‫هذه األخيرة تتصدر األخبار ما لم تتميز بأهمية‬ ‫خاصة جداً‪.‬‬ ‫كانت ‪ 2M‬حقاً مغامرة رائعة ساهمت في‬ ‫إعادة تشكيل المشهد السياسي‪ ،‬ومهدت‬ ‫الطريق لمفهوم جديد هو الدمقرطة‪ .‬بالنسبة‬ ‫إلي لم يكن لدي لون سياسي محدد‪ .‬كنت‬ ‫مثالية بل إنسانية‪ ،‬أتعاطى مع األمور وفق ما‬ ‫يحقق األفضل لبدي وقناتي‪.‬‬

‫وهكذا وعياً مني بهذا االنتقال‪ ،‬والتزاما‬ ‫كامال منــي بأهميتــه انخرطت في مشــروع‬ ‫المستقبل الرائع هذا‪.‬‬ ‫ويجب أن يقال هنا‪ ،‬أن المعلومات بـ ‪2M‬‬ ‫كانت شحيحة‪ ،‬وأننا كنا قليلين جداً‪ ،‬وبوسائل‬ ‫عمل ضعيفة‪ .‬لكننا صراحة كنا نتحايل على األمر‬ ‫بطرق فيها فعالية ذاتية أحيانا إلنجاح الحلم‪.‬‬ ‫كان لدي اعتقاد مارسته بحزم وهو أنني أمام‬ ‫تلفزيون‪ ،‬بصرف أي نظــر‪ ،‬يجرؤ ويتحدى كي‬ ‫يكون‪.‬‬

‫لكن المتتبعين الحظوا أن ثورية الصواف اختفت عن شاشة ‪2M‬‬ ‫وهي في أوج عطائها‪ .‬أسئلة كثيرة طرحت حول هذا الغياب‪ .‬سنترك‬ ‫اإلجابة عنها للحلقة القادة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.