Achamal n° 1006 le 13 Août 2019

Page 1

‫محمد األشعري‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫الخطاب الملكي‬

‫الحلقة‬ ‫الثانية‬

‫حياتي األسرية هي هذه‪ .‬بقيت مرتبطا أيضا بأسرتي‬ ‫في زرهون‪ ،‬وبأخوتي الذين توجهـوا في مسارات مختلفة‪.‬‬ ‫وأستمر حتى اآلن في اعتبار الحياة األسرية جزء أساسيا‬ ‫في الداللة على الشخص‪.‬‬ ‫الصفحة ‪20‬‬

‫ت�شخي�ص مت ا�ستيعابه وفهمه!‬

‫و اآلن ؟‬

‫‪ 90‬بالمائة نسبة‬ ‫تقدم المشاريع المنجزة‬ ‫ببرنامج الحسيمة‬

‫صفحة ‪8‬‬

‫المندوبية السامية لقدماء‬ ‫المقاومين تحيي الذكرى‬ ‫‪ 441‬لمعـركـة‬

‫«منارة المتوسط»‬

‫وادي المخازن‬

‫إعالم جهوي متقدم‬ ‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫صفحة ‪6‬‬

‫العـدد ‪ 1006‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثـالثــاء ‪ 11‬ذو احلجة ‪� 13 / 1440‬إلى ‪ 19‬غـ�شـت ‪2019‬‬

‫صفحة ‪7‬‬

‫السباق الذي كانت نتيجته شبه معروفة‬

‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫كما تتبع الرأي العام انتخاب عبد السالم أحيزون رئيسا للجامعة الملكية أللعاب القوى للمرة الرابعة على التوالي‪ ،‬خالل الجمع‬ ‫العام العادي للجامعة نفسها‪ ،‬المنعقد بالرباط يوم االثنين ‪ 5‬غشت الجاري بالرباط‪.‬‬ ‫وكان أحيزون فاز على منافسه هشام الكروج البطل العالمي في مسافة ‪ 1500‬متر الذي غضب وأشعل مجموعة من منابر‬ ‫ومواقع التواصل االجتماعي بخصوص مسألة االنقالب على القانون األساسي للجمعيات الرياضية وترجيح كفة عبد السالم أحيزون‬ ‫الذي يشغل كذلك منصب المدير العام التصاالت المغرب‪ ،‬وذلك لالستمرار في منصبه رئيسا لهذه الجامعة لوالية جديدة‪.‬‬ ‫ورغم كل ما قيل ويقال بشأن هذه النتيجة التي شابها أصال نوع من تخاذل قانونـي‪ ،‬انتهى باالنقالب على األعراف أو القوانين‬ ‫الجاري بها العمل‪ ،‬فيما يتعلق بالقانون األساسي للجمعيات الرياضية‪ ،‬كما سلف القول‪ ،‬فإن نهاية السباق نحو منصب الجامعة‬ ‫كانت شبه معروفة‪ ،‬منذ بداية انطالقها االنتخابي‪ ،‬بدليل أن من يملك المال أو باألحرى الكفاءة والمؤهالت‪ ،‬خاصة على المستوى‬ ‫العلمي واإلداري‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن شبكة من العالقات المتشعبة والوازنة‪ ،‬حزبي ًا وسياسي ًا وحكومي ًا‪ ،‬يكون في الغالب هو المرشح للفوز‬ ‫بمنصب معين‪.‬‬ ‫وعالقة بما سبق‪ ،‬ألم يقل «وليام شكسبير» ‪« :‬إذا ما انطلق المال فكل السبل له ممهدة» ؟‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبوع • الإدارة‪ ،‬التحرير‪ ،‬الإ�شهار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتوين ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫مغارات‪..‬‬

‫محمد سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫خالد مشبال‪..‬‬ ‫حتى ال ننسى‪! ...‬‬ ‫من تكون أيها الذي ال يملك سوى بطاقة حب يتيمة‬ ‫وقليل‬ ‫للمدينة و «كمشة» أفكار وبضعة رؤوس أقالم‬ ‫ٍ‬ ‫من الدم الساخن في العروق المبتلة‪ ،‬حتى تجرأ على نعي‬ ‫األستاذ خالد‪ ..‬خالد الذكر‪ ،‬بتوصيف الوفي األعز حسن‬ ‫بيريش؟‬ ‫يا شبيهي في مرآة الدقة‪! ‬‬ ‫الرجل نار موقـدة على عَ َلم شامخ سامق يطاول‬ ‫السحاب في األعالي‪ ،‬تغار منه األقمار واألطيار‪ ،‬وتعطيه‬ ‫األدواح «تعظيم سالم»‪...‬‬ ‫ِّ‬ ‫وفر مفرداتــك المنتقــاة من بساتيـــن الغيــر‪،‬‬ ‫واتلواصلوات الصمت أخيْر لك إن كنت تعلم أوال تعلم‪...‬‬ ‫وال تُمعن‪ ،‬رحمك اهلل‪ ،‬في اجتراح أطراف الكالم من‬ ‫قاموس الموتى‪...‬‬ ‫إن الذي شقى وجرى وسهر وتحمل وصبر وثابر وبادر‬ ‫وأنجز وأبدع وبنى وتعلم َّ‬ ‫وعلم وأرسى وقعَّد وشيد ثم‬ ‫ذهب‪ ،‬لم يمت‪...‬‬ ‫ولم يستسلم للمحو‪...‬‬ ‫وهو بريء من نقصان فعل «كان»‪...‬‬ ‫وال يقبل في حقه‪( :‬كان رج ً‬ ‫ال وكان‪ .)...‬هو كائن‬ ‫ويكون ما دام الكون في عهدة بني االنسان‪...‬‬ ‫خالد مشبال‪ :‬األستاذ الذي‪..‬‬ ‫علمنا السحر‪ ..‬سحر صاحبة الصولجان‪.‬‬ ‫علمنا السير بثبات‪ ،‬على األرض الصلبة‪ ،‬وعلى‬ ‫الصراط المستقيم‪.‬‬ ‫علمنا كيف نزرع‪ ،‬وال نتعجل الحصاد‪ ،‬في مواسم‬ ‫الطفيليات‪.‬‬ ‫علمنا شجاعة القفز على الحواجز‪ ،‬على حد تعبير‬ ‫الزميلة العزيزة فاطمة األفريقي‪ ،‬ومراوغة الرقيب بمهارة‬ ‫تجعله يرى الخطوط الحمراء خضراء في عز الخريف‪.‬‬ ‫علمنا‪ ،‬في وكالة شراع وجريدة الشمال بالخصوص‪،‬‬ ‫كيف نلتزم بخط تحريري منفتح ومتحرر ومختلف‪.‬‬ ‫علمنا شروط الجودة‪ ،‬وعلمنا احترام ذكاء القارئ‪،‬‬ ‫وعلمنا‪...‬‬ ‫أفضال الرجل على الداعي لكم بالخير ال تُعد‪ ..‬فيها‬ ‫الشخصي وفي الموضوعي‪...‬‬ ‫رحمة اهلل عليك أستاذنا الجليل خالد مشبال‪..‬‬ ‫نلتقي!‬

‫‪2‬‬

‫عبد الرحمان اليوسفي‪..‬‬ ‫هذا الرجل‪...‬‬ ‫هناك بعض األمور والمواقف التي اليمكن أن يمر عليها المرء مر الكرام‪ ،‬بل تجعله‬ ‫يتوقف مع نفسه لحظة ليتأمل في معانيها ودالالتها ما شاء اهلل له أن يتأمل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يخرج بخالصات وقنـاعات ودروس‪ ،‬الشـك أنها ستكون مفيدة له ومعـززة لرصيده‬ ‫المعرفي و الحياتي‪ ،‬بصفة عامة‪.‬‬ ‫سياق هذا الكالم مرده هنا إلى لحظة تاريخية تتمثل في إطالق جاللة الملك محمد‬ ‫السادس اسم الوزير األول السابق عبد الرحمان اليوسفي على الفـوج الجديد من الضباط‬ ‫المتخرجين من مختلـف المعاهـد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية‪ ،‬بمناسبة‬ ‫احتفاالت الذكرى العشرين لتربع جاللته على عرش أسالفه الميامين‪ .‬ليــس إطـالق‬ ‫إسم الوزير السابق فقط على الفــوج المذكور‪ ،‬بل قال جاللته بساحة المشور بالقصر‬ ‫الملكي بتطوان مخاطبا المتخرجين في حفل أداء القسم من طرف ما مجموعه ‪1839‬‬ ‫ضابطا ‪..« :‬فكونوا رعاكم اهلل في مستوى ما يجسده هذا االسم من معاني االستقامة‬ ‫وااللتــزام والثبــات على المبــادئ والغيرة الوطنيــة الصادقة‪ ،»..‬كما أضاف جاللته أن‬ ‫قراره جاء لكون عبد الرحمان اليوسفي‪« :‬يتقاسم معنا ومع الملكين الراحلين الحسن‬ ‫الثاني ومحمد الخامس نفس المبادئ الثابتة في حب الوطن‪ ،‬والتشبث بمقدسات األمة‬ ‫وبالوحدة الترابية للمملكة والدفاع عن مصالحها العليا‪ »..‬كما يعتز جاللته «بما يجمعه‬ ‫باليوسفي شخصيا من روابط قوية ووطيدة وعطف خاص متبادل»‪.‬‬ ‫والشك أن اليوسفي يستحق هذه االلتفاتة الملكية السامية كشخص‪ ،‬بغــض النظـر‬ ‫عن إديولوجيته أو انتمائه الحزبي لكونه ثابتا في مبادئه محب للوطن ومدافعا عن أبناء‬ ‫هذا الوطن أمام تكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫اليوسفي متواضع كذلك‪ ،‬لم يكن يوما يتباهى أو يتفنن أو يتصنع في خرجاته‬ ‫اإلعالمية أو االنتخابية‪..‬لم يكن ممثال مثل السواد األعظم من سياسيي آخر الزمان الذين‬ ‫راكموا الثروات ووزعوا المناصب على أبنائهم وأقاربهم‪.‬بيد أن اليوسفي لو كان أراد هذا‬ ‫لما حصره أحد‪ ،‬ألنه كان مؤمنا بأفكاره وقناعاته‪ ،‬محبا للعدالة االجتماعية‪ ،‬ال فرق بين‬ ‫هذا وذاك‪ ،‬الجميع لديه يستحق الشيء حسب كفاءته ومؤهالته العلمية والعملية‪..‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬فكاتب هذه السطور شاءت األقدار أن يتقرب من أفراد أسرة وعائلة عبد‬ ‫الرحمان اليوسفي بطنجة‪ ،‬علما أن هذا الوزير األول السابق هو من مواليد طنجة‪ ،‬فثبت‬ ‫لكاتب هذه السطور أن اليوسفي كان يزورهم في بعض المناسبات ويتواصل معهم‬ ‫أحيانا عبر الهاتف‪ ،‬لكن لم يتدخل لفائدتهم يوما في أمور وظيفة أو في مسألة االستفادة‬ ‫من ريع معين‪..‬‬ ‫كاتب هذه السطور يتذكر كيف أن أخت عبد الرحمان اليوسفي من والدته عندما‬ ‫ولجت مستشفى الدوق دي طوفار للعالج لم تشر إلى كونها أختا للوزير األول السابق‪،‬‬ ‫بل ذهبت مثل أيها الناس وانتظرت دورها‪ ،‬إلى أن حصلت على سريرها‪ ،‬لكن سرعان ما‬ ‫تسرب الخبر حول هويتها ‪ ،‬فإذا بالعناية بها والرعاية تزدادان‪ ،‬بشكل ملحوظ من طرف‬ ‫العاملين‪ ،‬وقتئذ‪ ،‬بمستشفى الدوق دي طوفار بطنجة‪ ،‬قبل أن تفارق الحياة فيما بعد‪.‬‬ ‫إنه مثال للقيم والمبادئ‪ ،‬للمروءة والتواضع‪ ،‬وقف عنده جاللة الملك‪ ،‬ليطلق اسم‬ ‫اليوسفي على الفوج الجديـد من الضبـاط المتخرجيـن لهذه السنـة‪ ،‬فهل وصلت الرسالة‬ ‫إلى سياسيين ورجال‪ ،‬كل من موقعه‪ ،‬اليحترمون الوطن‪ ،‬بل ال يحترمون حتى أنفسهم‪،‬‬ ‫وهم يتاجرون في كل شيء؟‬

‫معاناة المسافرين‬ ‫المتوجهين إلى المدن‬ ‫التي ال تشملها السكك‬ ‫الحديدية‬

‫بين الفينة واألخرى‪،‬وكعادة قطاراتنا‪،‬غالبا ما تعرف‬ ‫بعض الرحالت تأخيرا في توقيت االنطالقة ألسباب متعددة‬ ‫غالبا ما يتم التبرير لها بالمشاكل التقنية‪،‬وتزداد معاناة‬ ‫المسافرين الذين يكملون الرحلة عبر الحافلة للمدن التي‬ ‫ال يصلها القطارخصوصا في الليل حيث ال تنتظرهم الحافلة‬ ‫فتحاول إدارة المحطةالمستقبلة التنكر لهم‪ ‬بمبرر أنها ال‬ ‫علم لها بالتأخير‪.‬‬ ‫آخر هذه الحاالت هو ما وقع للمسافرين من مدينة‬ ‫مراكش والمتوجهين لتطوان مساء يوم األحد ‪4‬غشت‬ ‫والذين عانوا الكثير جراء تأخر القطار و ارتفاع درجة الحرارة‬ ‫وانتظارهم زهاء نصف ساعة بالرصيف واحتجازهم بالعربات‬ ‫زهاء ساعة دون مكيفات جراء (عطل ميكانيكي)‪،‬وعند‬ ‫وصولهم لمحطة طنجة المدينة‪،‬لم يجدوا الحافلة لنقلهم‬ ‫لتطوان بذريعة أن إدارة المحطة لم تكن على علم‬ ‫بمشكل التأخير‪،‬فاختار العديد منهم البحث عن وسائلهم‬ ‫الخاصة للوصول لتطوان باستثناء أسرة تشبثت بحقها عبر‬

‫أسلوب االحتجاج والمطالبة بالوصول لمقصدها في ظروف‬ ‫مناسبة خصوصا وأن الوقت كان متأخرا‪،‬وبعد مراطون من‬ ‫المفاوضات و فشل اإلدارة في محاوالت التملص والتهرب‬ ‫من تحمل المسؤولية ورفض الحلول المقترحة بما في ذلك‬ ‫التعويض المادي للتذكرتين‪،‬لم تجد اإلدارة من حل سوى‬ ‫نقل األسرة لتطوان عبر سيارة األجرة‪.‬‬ ‫هذا الحدث يتكرر باستمرار ويعكس سوء التواصل بين‬ ‫محطات القطار‪،‬حيث ال يتم اإلشعار بمثل هذه الحاالت التي‬ ‫يتسبب فيها تأخير مواعيد انطالق القطارات‪،‬ويجد المسافر‬ ‫نفسه في نهاية المطاف دون ضمانات إلكمال الرحلة‬ ‫امام تعنث اإلدارة بمبرر أنها لم تشعر بالتأخير‪،‬مما يضطر‬ ‫العديد من المسافرين للبحث عن حلول شخصية درءا لحرب‬ ‫األعصاب التي تمارسها عليهم إدارة المحطة المستقبلة‬ ‫عبر موظفين تنقصهم التجربة في التواصل مع المسافرين‬ ‫وإقناعهم‪،‬بل منهم من ال يبدي االحترام المفروض‪ ،‬أثناء‬ ‫تقبل الشكاية واالحتجاج‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫لم تعد فرحة العيد‪ ،‬بطعم ونكهة فرحتنا في األيام الخوالي‪ ،‬أيام اآلباء واألجداد رضوان اهلل عليهم‪ .‬‬ ‫لقد شابها الفتور والوهَن‪ ،‬وحال لونها وتغير‪ ،‬وتبدل صفوها وتكدّر‪.‬‬ ‫فلماذا؟ هل ألن أعيادنا الدينية أصبحت تشكل عبءاً ثقي ً‬ ‫ال على كاهلنا؟‪ ‬‬ ‫هل ألن الظروف لم تعد مواتية إلقامة طقوس األعياد‪ ،‬خصوصا أعياد األضحية؟‪ ‬‬ ‫هل ألن أسرنا تفككت وتشرذمت‪ ،‬ودُورنا ضاقت وتعلبت؟‪ ‬‬ ‫فرحة العيد قديما‪ ،‬كانت ترتسم على محيانا منذ تشرع األسرة في إعداد العُدة الستقباله‬ ‫والترحيب به‪ .‬‬ ‫و العدة تقتضي شراء المالبس الجديدة‪ ،‬وتقتضي صنع الحلويات المناسبة‪ ،‬وتقتضي وضع بعض‬ ‫اللمسات على الدار‪ ،‬وتقتضي تجيير وتبييض الدرب الذي تقع فيه هذه الدار‪ ،‬بتنسيق مع الجيران‪،‬‬ ‫وتتطلب أشياء أخرى ال تحضرني اآلن‪ .‬‬ ‫ثم إذا حل العيد‪ ،‬فهذا إيذان بصلة األرحام‪ ،‬وزيارة األهل والخالن‪ .‬‬ ‫و كم تجدني أقارن بين أمهاتنا وأمهات اليوم‪ ،‬فأجد فرحة أولئك صافية رائقة‪ ،‬رغم األعباء التي‬ ‫يتحملنها في هذه المناسبات بصدر رحب‪ ،‬وبوجوه ضاحكة مستبشرة‪.‬‬ ‫أما فرحة نسائنا في هذا العهد‪ ،‬فهي كما قلت في مستهل حديثي‪ ،‬فاترة واهنة‪ ،‬علما بأن اآلالت‬ ‫خففت عنهن الكثير من األثقال واألحمال‪ .‬‬ ‫مصلى العيد‪ ،‬هو المكان الذي كنا نتسابق إليه مع إشراقة صبيحة العيد‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬كنا نردد بصوت واحد منغّم‪« :‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬ال إله إال اهلل‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬وهلل الحمد على ما‬ ‫هدانا‪ ،‬اللهم اجعلنا من الشاكرين»‪ .‬‬ ‫و هنا كنا نسمع خطب العيد التي تناوب على إلقائها الخطيبان الكبيران‪ :‬محمد الترغي وإسماعيل‬ ‫الخطيب تغمدهما اهلل بواسع رحمته‪ .‬‬ ‫المصلى كما عهدناه‪ ،‬كان في غاية البساطة‪ ،‬به محراب ومنبر حجري‪ ،‬ومحاط بسور‪ .‬‬ ‫و يوم بني على أنقاضه مسجد‪ ،‬لم يعد لمدينة تطوان على سعتها وامتدادها‪ ،‬مصلى‪ ،‬فيه‬ ‫مواصفات المصلى القديم‪ .‬‬ ‫إن تطوان ‪ -‬وهي تتهيكل وتتجمل ‪ -‬لتكون في مستوى العاصمة الصيفية ألمير المؤمنين‪،‬‬ ‫وحامي حمى الملة والدين‪ ،‬في مسيس الحاجة إلى أكثر من مُص ّلى‪ ،‬تتوفر فيه شروط صالة العيدين‪ .‬‬ ‫و هذا دور المجلس المحلي لمدينة تطوان‪ ،‬ودور مديرية الشؤون اإلسالمية بتطوان‪.‬‬ ‫وال أعتقد أن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ستبخل على تطوان بهذه الفضاءات الدينية‪ ،‬إذا‬ ‫ما التمسنا منها اقتناءها وتسييجها‪.‬‬

‫من تراث طنجة‬ ‫العالمة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫مكنني صديقي العزيز األستاذ محمد األمين الخصاصي من‬ ‫نسخة خطية لنظمية توسلية كتبها جده المرحوم العالمة الشيخ‬ ‫سيدي امحمد ( فتحا ) بن محمد ( ضما ) الخصاصي «كان اهلل‬ ‫ولوالديه ولجميع المسلمين يوم األخذ بالنواصي»‪.‬‬ ‫تقع هذه النظمية في اثنين وثالثين ومائتي بيت ‪ ،‬استهلها‬ ‫بقوله ‪:‬‬ ‫هو دواء قلبي السقيــــــــم‬

‫باسم االله الرحمن الرحيم‬ ‫نحمدك اللهم يا إلــــــــهي‬

‫ونشكر النعمى بال تناهي‬

‫وختمها بقوله ‪:‬‬ ‫ناظمها محمد الخصـاصي‬ ‫وكان ربه له والمومنيــن‬

‫فتحا ‪ ،‬وقاه ربه المعاصـــي‬ ‫ولجميع المسلمين والصالحيـــن‬

‫• تزامن موضوع هذه النظمية مع واقع حال بالدنا زمن‬ ‫االحتالل اإلسباني والفرنسي‪ ،‬وقد كثف الناظم ذلك في قوله ‪:‬‬ ‫إن العدو صار يستعيـــن‬

‫بمن سعى بالكفر يستديــن‬

‫• صيغت النظمية في بحر الرجز ؛ وهو مطية الشعراء لرتابة‬ ‫مقاطعه‪ ،‬وقلة انكساره ‪،‬ومصاحبته النفعاالت النفس وحركات‬ ‫الجسم؛ مما يحول دون حصول نشاز نغمي‪ ..‬وغير خاف أن الرجز‬

‫تربويات‬

‫أصل لجمهرة من بحور ؛ خاصة الرمل والهزج والسريع‪..‬‬

‫اللغة العربية وتحديات الفرنسة والعامية‬

‫• عبد الغني بلقاسم‬

‫شهدت الساحة التعليمية مؤخرا جدال‬ ‫واسعا حول تعزيز مكانة اللغات األجنبية‬ ‫خاصة اللغة الفرنسية بالمدارس المغربية‪،‬‬ ‫وانقسمت اآلراء إلى قسمين‪ :‬قسم يدعو إلى‬ ‫التناوب اللغوي‪ ،‬ويعتبره خيارا تربويا يستثمر‬ ‫في التعليم المزدوج أو المتعدد اللغات‪ ،‬بهدف‬ ‫تنويع لغات التدريس‪ .‬و قسم ثاني يعتبر‬ ‫إدخال لغة القوة االستعمارية خيانة للوطن‬ ‫وللدستور؛ الذي نص في فصله الخامس‬ ‫على أن‪« :‬تظل العربية اللغة الرسمية للدولة‪،‬‬ ‫وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها وتنمية‬ ‫استعمالها»‪.‬‬ ‫إن معركة اللغة العربية اليوم‪ ،‬من أجل‬ ‫البقاء التداولي تجري على ساحات ثالث؛‬ ‫أوالها الساحة الثقافية من حيث خالصة الفكر‬ ‫وعصارة الفن‪ ،‬وفضاء اإلبداع‪ .‬وثانيها ساحة‬ ‫اإلعالم الذي عرف تطورا كبيرا عبر أجهزته‬ ‫المختلفة وتحول إلى مدرسة كبرى تسوق‬ ‫المعلومة وتروج الثقافة ولكنها تلقن أيضا‬ ‫ملكات اللغة‪!! ‬؟‪ .‬وثالثها الساحة التعليمية‬ ‫المدرسة بكل مستوياتها ومراتبها بدء من‬ ‫رياض األطفال ومرورا بالمستويات التعليمية‬ ‫‪ /‬االبتدائية واإلعدادية والتأهيلية ووصوال إلى‬ ‫الجامعات والمؤسسات األكاديمية‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬إن الجدل الدائر اليوم حول‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬ما هو إال جزء يسير من الحملة‬ ‫الشرسة التي تشن على اللغة العربية‪ ،‬من‬ ‫قبل أبنائها قبل أعدائها‪ ،‬ممن يحملون‬ ‫توجها سلبيا نحو اللغة العربية‪ ،‬دافعهم إلى‬ ‫ذلك إما جهلهم بميزات هذه اللغة وسماتها‬ ‫المتفردة‪ ،‬أو قد يكون دافعهم اإلحباط الذي‬ ‫يعيشونه جراء انهزام األمة العربية‪ ،‬وتخلفها‬ ‫وقعودها عن اللحاق بركب األمم المتحضرة‬ ‫‪ .‬فيولون وجوههم شطر الغرب يقلدون‬ ‫أساليبه‪ ،‬وينظرون بمنظاره ويرددون مقوالته‬ ‫بشكل أعمى‪ ،‬ويمارسون احتقار الذات بطريقة‬ ‫محزنة‪ .‬ومرد ذلك إلى ضعف الهوية عندهم‪،‬‬ ‫وفقدان الثقة بالنفس‪ ،‬وعقدة النقص‬ ‫واإلحساس بالدونية التي خلفها االستعمار‬ ‫دون برء‪ ،‬فيحتقرون كل ما يمت لألمة بصلة‪،‬‬ ‫وعلى رأس ما يحتقرون لغة األمة وثقافتها‬

‫‪3‬‬

‫وأساليب حياتها‪ ،‬بل ذهبوا أبعد من ذلك حين‬ ‫شككوا في صالحيتها الحتواء العلوم الحديثة‪،‬‬ ‫وتحدثوا بأصوات مرتفعة عـن عجزهـا‬ ‫عـن متابعـة التقـدم الحضـاري‪ ،‬واتهموهـا‬ ‫بالصعوبـة‪ ،‬ورموهـا بالخـروج علـى المنطـق‪.‬‬ ‫و قذفـوا خطهـا وحروفهـا‪ ،‬بـل دعـوا إلى‬ ‫تبديلهـا‪ ،‬وبذلـوا الكثـير مـن القـول والعمـل‪،‬‬ ‫وأخرجوهـا مـن نطـاق الطبيعـة الـتي تنتظـم‬ ‫اللغـات كلهـا حـين زعمـوا أنـك في اللغـات‬ ‫األخـرى تقـرأ لتفهـم‪ ،‬بينمـا نحـن في العربيـة‬ ‫نفهـم لنقـرأ‪ .‬وقالـوا في نحوهـا وصرفهـا‬ ‫مـا لم يقلـه مالـك في الخمـر! وكأنها لم‬ ‫تكـن اللغـة الـتي وسـعت‪ ،‬حقبـا مـن الدهـر‪،‬‬ ‫العلـوم والمعـارف كلهـا‪ ...‬وكأنها لم تكـن‬ ‫اللغـة الـتي أنشـأت حضـارة‪ ،‬وأنبتـت ثقافـة‪،‬‬ ‫وكتبـت آالف الكتـب في كل ضـروب الصنائـع‬ ‫والفنـونوالعلـوم‪.‬‬ ‫ يضاف إلى حملة «المتفرنسين»‪:‬‬‫الحملة الكونية الثقافية التي تسعى‪ ،‬في‬ ‫كنهها‪ ،‬إلى النيل من كل الثقافات اإلنسانية‬ ‫ذات الجذور الحضارية المتأصلة وفي مقدمتها‬ ‫الثقافة العربية‪ ،‬وتتوسل هذه الحمالت‬ ‫العدائية دائما بالعامل اللغوي‪ ،‬وكثيرا ما‬ ‫تتعلل بأن اللغة العربية الفصحى لغة مفارقات‬ ‫للواقع الحي المعيش‪ ،‬فتحاول أن تبث الوهم‬ ‫بأن لغة الواقع ‪،‬العامية مثال‪ ،‬هي التي يجب أن‬ ‫تصبح اللغة الرسمية‪ ،‬وهذا معناه تحويلها‪ ،‬أي‬ ‫العامية‪ ،‬إلى لغة تعليمية ثم إلى لغة إبداعية‪.‬‬ ‫أما المرمى البعيد هو أن تلقى اللغة العربية‬ ‫نفس مصير اللغة الالتينية التي تحللت إلى‬ ‫لهجات ثم تطورت إلى لغات قائمة الذات‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد أستحضر ما قاله العقاد‬ ‫مدافعا عن اللغة العربية‪ « :‬إن الحملـة علـى‬ ‫اللغـة في األقطـار األخـرى إنمـا هـي حملـة‬ ‫علـى لسـانها أو علـى أدبها وثمـرات تفكيرهـا‬ ‫علـى أبعـد احتمـال‪ ،‬ولكـن الحملـة علـى لغتنـا‬ ‫نحـن‪ ،‬حملـة علـى كل شـىء يعنينـا‪ ،‬وعلـى‬ ‫كل تقليـد مـن تقاليدنـا االجتماعية والدينيـة‪،‬‬ ‫وعلـى اللسـان والفكـر في ضربـة واحـدة‪ ،‬ألن‬ ‫زوال اللغـة في أكثـر األمـم يبقيهـا في جميـع‬ ‫مقوماتهـا غـير ألفاظهـا‪ ،‬ولكـن زوال اللغـة‬

‫العربيـة ال يبقـي للعـربي أو المسـلم قوامـا‬ ‫يميـزه عـن سـائر األقـوام‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من كل الضربات الموجعة‪،‬‬ ‫فان للغة العربية حصونها المنيعة؛ يكفي‬ ‫أن نقول بأنها مؤيدة بوعد رباني صادق( إنا‬ ‫نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر اآلية‬ ‫‪ ، 9‬ولها رجاالتها البررة الذين يتجشمون عناء‬ ‫الدفاع عنها في المحافل الدولية‪ ،‬ويقارعون‬ ‫بالحجة والدليل عالميتها ‪ ،‬ويفندون الدعاوي‬ ‫الباطلة ضدها‪ ،‬ويثبتون أنها لغة حية ثرية‬ ‫سلسة‪ ،‬لغة قياسية مرنة‪ ،‬بها إمكانات‬ ‫ضخمة تؤهلها لالستجابة لمتطلبات العصور‪،‬‬ ‫واألجيال المتعاقبة‪ ،‬والمعارف المتجددة‪.‬‬ ‫وفي هذا يقول وليم ورك ‪« :‬إن للعربية لينا‬ ‫ومرونة يمكنانها من التكيف وفقا لمقتضيات‬ ‫العصر»‪.‬‬ ‫إن إصالح أوضاع اللغة العربية‪ ،‬ومواجهة‬ ‫أعدائها أصبح فرض عين على كل متكلم‬ ‫بلغة الضاد‪ ،‬فال يمكن المضي في دعم لغتنا‬ ‫بواسطة مؤسسة واحدة أو وزارة واحدة‪ ،‬ألن‬ ‫النهوض باللغة العربية ودعمها في نهاية‬ ‫األمر‪ ،‬مسألة ثقافية عامة تهم كل المؤسسات‬ ‫والوزارات وليس وزارة التربية الوطنية وحدها‪،‬‬ ‫‪ ،‬رغم جسامة دورها‪.‬‬ ‫لهذا‪ ،‬علينا أن نعمل جميعا ما يعمل‬ ‫المخلصون لبلدانهم في جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫بالتركيز على تعليم اللغة األم بين أبنائها‪،‬‬ ‫وترسيخ احترامها في نفوسهم‪ ،‬واالعتماد‬ ‫على ثرائها اللغوي المتعدد في إغناء حياتنا‬ ‫المعاصرة بفنون العلوم والمعارف؛ عن‬ ‫طريق الترجمة والتعليم بهذه اللغة‪ ،‬كي‬ ‫تنشأ هذه العلوم نشأة عربية وتتوطن بيننا‬ ‫وتشيع فينا‪ ،‬فنسهم فيها بالقدر الذي يرفعنا‬ ‫إلى مصاف الدول المنتجة‪ ،‬بدل االعتماد على‬ ‫النمط االستهالكي السائد بيننا‪ ،‬والذي عززته‬ ‫لسوء الحظ معرفتنا باللغة األجنبية‪ .‬فأصبحنا‬ ‫سماسرة للغرب في تجارته وصناعته وفنونه‬ ‫وأفكاره‪ .‬وربطتنا هذه اللغة األجنبية بعجلته‪،‬‬ ‫ندور معها حيث تدور بعيون معصوبة‪ ،‬وعقول‬ ‫مغلولة‪ ،‬غاية مبتغاها التقليد األعمى دون‬ ‫النظر إلى مصلحة وطنية أو غاية سامية‪.‬‬

‫• اختار العالمة الخصاصي لنظميته صيغة قولية توسلية‬ ‫أ ـ بالدعاء إلى اهلل وبأسمائه الحسنى ؛مصداقا لقوله تعالى‬ ‫«وهلل األسماء الحسنى فادعوه به»‪.‬‬ ‫ب ـ بالدعاء إلى اهلل بنبيه الكريم طلبا لشفاعته ‪.‬‬ ‫وقد أمر رب العزة عباده المؤمنين بالتوسل اليه باألعمال‬ ‫الصالحة والطاعات والقربات ‪ ،‬وأثنى على المتوسلين بقوله ‪:‬‬ ‫« أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ‪،‬‬ ‫ويرجون رحمته ‪ ،‬ويخافون عذابه»‪.‬‬ ‫• أقام العالمة الخصاصي معماراً دالليا لنظميته مكونا من ‪:‬‬ ‫ـ شكر فصالة وسالم‬ ‫ـ تذكير بذات رب العالمين وصفاته ثم بيان لعجيب خلقه‬ ‫ـ تنبيه على وحدانية الخالق‬ ‫ـ انغمار في التماس الدعاء بإظهار الدين المحمدي‬ ‫ـ توسل بسور القرآن الكريم بدءا وختما‬ ‫ـ توسل بأسماء اهلل الحسنى‬ ‫• أشار العالمة الخصاصي في ثنايا هذا النص التوسلي إلى‬ ‫إفادته من العارفين باهلل الشيخين سيدي أحمد زروق وسيدي‬ ‫محمد بن ناصر الدرعي رضي اهلل عنهما تلميحا كما في قوله ‪:‬‬ ‫يا رب أظهر ديننا المحمدي‬

‫واجعل ختام عزه كما بدي‬

‫أو تصريحا كما في قوله ‪:‬‬ ‫فهذه منظومة وجدتــــها فكثيرا من نظمه أخذتـــها‬ ‫وقد رأيت مثلها منثـــــوره نسبتهــا لزرق* مشهـوره‬ ‫قرأت هذه النظمية المباركة للعالمة سيدي محمد الخصاصي‬ ‫فتذكرت عزيزي المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي ؛ لكونه‬ ‫أول من نبهني إلى مخطوطه في تفسير القرآن الكريم‪ ،‬كما نبهني‬ ‫إلى حلقات دروسه العلمية ‪ .‬رحم اهلل العالمة الشيخ سيدي محمد‬ ‫الخصاصي رمزا من رموز طنجة العالمة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬ ‫يقصد الشيخ زروق ‪ ،‬وقد حذف الواو لضرورة الوزن‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫حو‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫مع‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1006‬ـ الثالثاء ‪ 13‬إلى ‪ 19‬غشت ‪2019‬‬

‫الفنانة الريفية‬

‫يسرا طارق‬ ‫أجرى الحوار‪ :‬فكري ولدعلي‬

‫• بداية الفنانة يسرا طارق هل يمكن أن‬ ‫نقدم من خالل الجريدة نبذة موجزة عن مسارك‬ ‫الفني والمهني بصفة عامة؟‬ ‫• • البداية كانت كجميع الفنانين‪ ،‬حيث غالبا ما‬ ‫تكون هاته البداية من األنشطة المدرسية‪ ،‬وعندما‬ ‫تكتشف نفسك وميوالتك‪ ،‬تبتدئ البداية والحكاية‪ ،‬أما‬ ‫أنا فكانت ميوالتي تتجه نحو كل ما يتعلق بالصحافة‪،‬‬ ‫حيث كنت أجد نفسي في التقديم‪ ،‬وتحرير التقارير في‬ ‫كل الجمعيات التي انخرطت فيها‪ ،‬أو ترأستها‪ ،‬لكن مع‬ ‫توالي السنوات وقلة التوجيه‪ ،‬لم أعر االهتمام الكافي‬ ‫لهاته الموهبة‪ ،‬حيث وجدت نفسي أتجه نحو الغناء‪،‬‬ ‫ثم التمثيل‪ ،‬ثم عدت إلى التقديم‪ ،‬لكن هاته المرة‬ ‫أتيحت لي الفرصة كمقدمة برنامج ـ نتات ـ على القناة‬ ‫األمازيغية لمدة ثالث سنوات وهناك صقلت الموهبة‬ ‫وطورت التجربة‪ ،‬حتى أصبحت يسرا طارق على ما عليه‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫• نعم‪ ،‬المعـروف عن الفنانــة يسرا طارق‬ ‫أنها كذلك صحفية ومنشطة تلفزية‪ ،‬هالّ حدثت‬ ‫القراء عن مهنة التنشيط التلفزي؟‬ ‫• • في األصل كنت دائما صحفية كما سردت‬ ‫سابقا‪ ،‬لكن عندما ال يجد اإلنسان الفرصة إلثبات‬ ‫الذات‪ ،‬يحاول كل منا التوجه إلى أقرب األنواع إلفراغ‬ ‫طاقته‪ ،‬لكن الرجوع إلى األصل أصل كما يقال‪ ،‬فمهنة‬ ‫الصحافة كانت دائما تستهويني وال تفارق قلبي‪ ،‬وبعد‬ ‫التجربة التي تعلمت فيها أصول الصحافة والتنشيط‬ ‫والتي أعتز بها‪ -‬حيث كانت البدايـة مع القنــاة‬‫األمازيغية التي انتظرناها كثيرا‪ ،‬وبعد انتهـاء مــدة‬ ‫برنامج «نتات» قررت فعال احتراف الصحافة‪ ،‬فالتجأت‬ ‫إلى المدرسة العليا للصحافة والتواصل بالدار البيضاء‬ ‫ألصقل موهبتي وأطور إمكانياتي‪ ،‬ألن مهنة الصحافة‬ ‫كما يقال مهنة المتاعب‪ ،‬وأنا أقول إنها مهنة العلوم‪،‬‬ ‫حيث يجب على الصحافي التسلح بجميع أنواع العلوم‪،‬‬ ‫ليستطيع تحليل ومتابعة جميع الميادين ‪.‬‬ ‫• كيــف ترين واقــع التنشيط التلفــزي‬ ‫األمازيغي؟‬ ‫• • في تطور مستمر‪ ،‬البداية كانت مشرفة‪ ،‬وهذا‬ ‫راجع إلى القنوات اإلذاعية التي كانت منذ البداية‪،‬‬ ‫لكن ال يجب علينا الحكم على تجربة ما في بدايتها‪،‬‬

‫وخصوصا التنشيط التلفزي فيجب أن نراكم التجارب‬ ‫لنصل إلى األحسن‪ ،‬اآلن نتوفر على قناة أمازيغية‬ ‫تنافس القنوات العريقة‪ ،‬وهذا يجب أن نعتز به‬ ‫ونشارك في تطويره بالنقد البناء وليس االنطباعات‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫• ما هي مالحظاتك الشخصية على تجربة‬ ‫القناة الثامنة؟ إلى أي حــد يمكــن أن نقـول‬ ‫أنها تجسد الواقع األمازيغــي على مختلــف‬ ‫المستويات؟‬ ‫• • كما قلت فهي اآلن أصبحت تنافس القنوات‬ ‫العريقة‪ ،‬وهي في سنتها الرابعة فقط‪ ،‬وهذا في‬ ‫حد ذاته بداية متقدمة‪ ،‬ينقصنا الكثير‪ ،‬لكن مع‬ ‫توالي السنين وتراكم التجارب سنصل إلى المستوى‬ ‫المشرف‪ ،‬أما عن إمكانية تجسيد الواقع األمازيغي‬ ‫وعلى مختلف المستوايات‪ ،‬فهذا لن يحصل بين‬ ‫عشية وضحاها‪ ،‬وذلك راجع إلى معطيات عدة‪ ،‬منها‬ ‫ضرورة توفر اإلمكانيات البشرية أوال‪ ،‬ثم المادية‬ ‫ثانيا‪ ،‬ثم الوقت‪ ،‬يجب أن نعطي الفرصة للمسؤولين‬ ‫على القناة‪ ،‬لبناء أسس متينة‪ ،‬وهدا يتطلب الوقت ثم‬ ‫الوقت‪ ،‬البداية مشرفة وأنا أعي ما أقول‪ ،‬فلو قارنت‬ ‫بداية القناة األمازيغية مع بداية قنوات أخريات لتضح‬ ‫لك الفرق‪ ،‬برامج في المستوى المطلوب‪ ،‬صحافيين‬ ‫محترفين‪ ،‬قناة تتجدد كل سنـة‪ ،‬اتركـوا الجنيـن‬ ‫يكبـــر‪.‬‬ ‫• هل هذه القناة في نظرك تواكب الطاقات‬ ‫النسائية األمازيغية بالشكل الذي تستحقه هذه‬ ‫الطاقات؟‬ ‫• • طبعا وإن أحصيت البرامج التي تعتني بالمرأة‬ ‫األمازيغية‪ ،‬أو الفقرات الكتشفت الحقيقة‪ ،‬ألن من‬ ‫أصعب األمور أن توازن بين كل فئات المجتمع‪،‬‬ ‫فليس هناك المرأة فقط‪ ،‬إنما يوجد الطفل والرجل‬ ‫ومواضيع أخرى يجب على القناة التطرق إليها‪ ،‬وكما‬ ‫تعلم فالقناة الزالت ال تبث على مدار ‪ 24‬ساعة‪،‬‬ ‫واإلمكانيات الزالت محدودة وخصوصا البشرية‪،‬‬ ‫طبعا أطمح إلى األكثر كوني امرأة‪ ،‬وأريد أن أساهم‬ ‫في مواكبة الطاقات النسائية بالخصوص‪ ،‬لكن مع‬ ‫الصبر والمثابرة ستجد الطاقات النسائية مكانتها في‬ ‫القناة‪.‬‬ ‫• كانت لك تجربة في التمثيل‪ ،‬هالّ ذكرت‬ ‫القراء باألعمال الفنية التي شاركت فيها؟‬ ‫• • التمثيل‪ ،‬في الصراحة هو من األشياء التي‬ ‫أفادتني في بناء شخصيتي‪ ،‬وصراحة يحز في نفسي‬ ‫أننا ال نتوفر على معهد لدراسة التمثيل في منطقة‬ ‫الريف‪ ،‬لما له دور في تكوين الشخصية والتربية‪ ،‬وأنا‬ ‫كلما أتيحت لي الفرصة للتمثيل تجدني جد متحمسة‪،‬‬ ‫دائما ما أحاول أن أستفيد من كل التجارب‪ ،‬حيث‬ ‫سبق وأن شاركت في الشريط السينمائي ـ ميغيس‬ ‫ـ للمخرج جمال بلمجدوب‪ ،‬ثم في الشريط السينمائي‬ ‫أديوس كارمن ـ لمخرجه محمد أمين‪ ،‬ثم في الفيلم‬‫السينمائي المغربي ـالوشاح األحمرـ لمخرجه محمد‬ ‫اليونسي‪ ،‬والذي سيكون جاهزا خالل نهاية السنة‪،‬‬ ‫حيث انتهينا من التصوير مؤخرا في كل من جرادة‬ ‫وتازة‪...‬كانت تجربة جديدة بكل المقاييس‪ ،‬وأعتز‬ ‫بها ألنني أعتبرها أول مشاركة في فيلم سينمائي غير‬ ‫ناطق باللغة األمازيغية‪ ،‬كما اعتبرت مناداة المخرج‬ ‫علي‪ ،‬واختياره لي‪ ،‬كان من أجل موهبتي وليس لغتي‪.‬‬ ‫• يمكن أن نقول أن الريــف عـرف خـالل‬ ‫السنوات األخيرة نهضة فنية بالخصوص على‬ ‫مستوى المسرح واإلنتاج التلفزي‪ ،‬أنت واحدة من‬ ‫الممارسات للفن كيف تقرئين هذا الواقع؟‬ ‫• • قراءة إيجابية‪ ،‬ونظرة محفزة‪ ،‬ومرد هذا إلى‬ ‫وجود القناة األمازيغية أوال ثم إلى المجهودات التي‬

‫تقوم بها جميع الفعاليات الريفية‪ ،‬سواء كانت فعاليات‬ ‫سياسية أو جمعوية أو مجهودات فنانين تجمعهم‬ ‫الغيرة على المنطقة‪ ،‬وأنا من خالل هذا المنبر أوجه‬ ‫الشكر لكل من يساهم في هذا التطور‪.‬‬ ‫• أال تعتقدين أن الهامش والمركز ينسحب‬ ‫حتى على المجال الفني والثقافي‪ ،‬حيث نرى أن‬ ‫هناك ربما نوعا من التهميش للطاقات الفنية‬ ‫المنحدرة من الشمال؟‬ ‫• • غير موافقة على ما تقول‪ ،‬والدليل هو ما قلته‬ ‫في حوارنا هذا عن مشاركتي في فيلم سينمائي كبير‬ ‫ـالوشاح األحمرـ وأنا أنحدر من منطقة الريف وأعتز‬ ‫بانتمائي له‪ ،‬إنما الحقيقة أننا نحن ال زلنا لم نتوفر‬ ‫على تجربة كبيرة للمنافسة وإثبات الذات حاليا‪ ،‬ولكن‬ ‫مع هاته الطفرة وهذا التحول الذي نلمسه في جميع‬ ‫الميادين بمنطقة الريف سيحدث تغيرا مهما‪ ،‬فبعد ‪5‬‬ ‫سنوات سيكون ربما كالم آخر‪.‬‬ ‫• يسرا طارق أيضا مغنية وسبق لك أن‬ ‫أصدرت ألبوما‪ ،‬ماذا عن هذه التجربة؟‬ ‫• • تجربة جميلة بكل ما تحملــه من معانــات‬ ‫وأخطاء‪ ،‬هي تجربــة آتــت في مرحلــة البحــث عن‬ ‫نفسي‪ ،‬أعتز بها وأتمنى أن أعيدها في ظروف أحسن‬ ‫وبإمكانيات كبيرة واختيارات ترقى إلى المستوى‬ ‫الكبير‪ ،‬حتى أرضى على نفسي أوال‪.‬‬

‫فـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ن‬

‫• وماذا عن تجربة األزياء؟‬ ‫• • في الحقيقية أنا لست فنانة شاملة وال أود أن‬ ‫أكون كذلك‪ ،‬إنما هي تجارب يشجعني عليها األحباب‪،‬‬ ‫حيث يرونني فيها‪ ،‬وأنا أعتبرها من ضمن التجارب التي‬ ‫أطور فيها إمكانياتي الفنية‪ ،‬وأشكر كل من يساعدني‬ ‫على ذلك‪.‬‬ ‫• لو لم تكن يسرا طارق فنانة ومنشطة‬ ‫تلفزية ماذا كانت ستختار من المهن ولماذا؟‬

‫• • أنا لم أر نفسي يوما غير ما قلته‪ ،‬وصدقني‬ ‫إن قلت لك إنني محظوظة حيث أشتغل فيما تمنيت‬ ‫واخترت‪ ،‬وهذا لم يأت بالسهولة طبعا‪ ،‬فلقد عانيت‬ ‫وصمدت أمام أما الكثير من العوائق لكي ال أغير‬ ‫مساري‪.‬‬ ‫في كلمات‪:‬‬ ‫• البحر‬ ‫التأمل ومراجعة الذات‪.‬‬ ‫• الجبل‬ ‫الشموخ والجذور‬ ‫• الزي األمازيغي‬ ‫األصالة والهوية‬ ‫• راال بويا‬ ‫التراث‪.‬‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫الشمال الفني‬

‫بيــان فـنـي »‬ ‫«‬ ‫فـنـــي»‬ ‫«بيـــان‬

‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة من المبدعين‪ ،‬يقدم عبرها‬ ‫الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد يوقعه الفنان التشكيلي اإلمام دجيمي‪.‎‬‬

‫ أنا الموقع أسفله ‪:‬‬‫اإلمام دجيمي من مواليد مدينة أكادير بتاريخ ‪06‬‬ ‫دجنبر ‪ ،1970‬فنان تشكيلي وأستاذ التربية التشكيلية وفاعل‬ ‫مدني وسياسي بالمدينة نفسها‪ ..‬من أسرة صحراوية عرفت‬ ‫االعتقال السياسي واالختطاف القسري سنوات ما اصطلح‬ ‫عليه بسنوات الرصاص‪ ..‬وترعرعت في بيت طغى فيه النقاش‬ ‫السياسي أكثر من أي حقل فكري آخر‪ ..‬لذا وجدت نفسي‬ ‫أعيش بين الفنان التشكيلي والفاعل السياسي المرتبط‬ ‫بواقع المواطن وانتظاراته‪..‬‬

‫• المسار الفني ‪:‬‬

‫كأغلب الفنانين ارتبط مساري الفني من خربشات‬ ‫الطفولة ثم الدراسة بشعبة الفنون التشكيلية بثانوية الحسن‬ ‫الثاني بمراكش‪ ،‬وااللتحاق بالمركز التربوي الجهوي ألتخرج‬ ‫منه أستاذا للتربية التشكيلية‪ ..‬تالها االنضمام وتأسيس‬ ‫جمعية تهتم بالفن التشكيلي وتنظيم العديد من التظاهرات‬ ‫التشكيلية جهويا ووطنيا وخارج الوطن‪ ..‬وعُ ِرف مساري‬ ‫الفني بمقاربة ونهج فني واع بهدف ودور الفن المعاصر‬ ‫في واقعنا الحالي‪ ..‬وعلى دور الفنان داخل المجتمع‪ ،‬ومدى‬ ‫استيعابه للتحوالت الفكرية والمجتمعية‪ ،‬إلى جانب النظرة‬ ‫الكونية لألشياء‪ ..‬وتجاوز المعيقات الفكرية الموروثة في‬ ‫تراثنا الثقافي العربي واإلسالمي‪ ..‬والسعي إلى تطوير نظرتنا‬ ‫للعالم ومحيطنا اإلقليمي‪ ،‬والمساهمة في نشر ثقافة التنوير‪.‬‬

‫• المشروع الفني ‪:‬‬

‫يتجلى في سبر أغوار التراث الصخري في الصحراء المرتبط‬ ‫بالنقوش الصخرية‪ ،‬واالضطالع على تقنياته وأساليبه‪..‬‬ ‫ومساءلته إبداعيّاً وجماليّاً من خالل تنظيم معارض تشكيلية‬ ‫متنوِّعة تضمُّ اللوحات الصباغية واإلرساءات التشكيلي ة�‪Ins‬‬ ‫‪ tallations‬والفوتوغرافيات المعبِّرة عن وعي الفنان بقيمة‬ ‫هذه اآلثار‪ ،‬لذلك جعلت تجربتي الفنية األخيرة ممتدة وشكال‬ ‫من أشكال التحسيس بأهمية المتروكات واللقى والنقوش‬ ‫الصخرية التي تتعرَّض يوما بعد يوم في الصحراء للتفتت‬ ‫واالنقراض والضياع واالندثار بسبب عوامل الطبيعة من‬ ‫جهة‪ ،‬وبسبب عمليات النهب والسلب التي تمارسها جهات‬ ‫برَّانية دخيلة في غياب حماية حقيقية مؤسَّسة وتصدٍّ واسع‬ ‫لكل اعتداء يمس الذاكرة الثقافية والتاريخية الصحراوية‪..‬‬ ‫وال يرقى إلى طموحنا في الحماية والتحسيس‪ ..‬وال شك أني‬ ‫أحاول من خالل هذه المعارض المساهمة في كتابة وإعادة‬ ‫كتابة جزء من تاريخ األثر‪ ..‬وأثر التاريخ في الصحراء رغم ما‬ ‫يرافق ذلك من إكراهات‪ ،‬لكن بأفق جمالي مفتوح وحالم‬ ‫يشعرني بانتمائي وبمسؤوليتي كفنان وكإنسان‪..‬‬

‫• االهتمامات األركيولوجية ‪:‬‬

‫إن هذا الموروث اإلنساني العالمي المرتبط بالنقوش‬ ‫الصخرية‪ ،‬وما يتعرض له من تخريب وسرقة وتدمير هو ما‬ ‫دفعني لاللتزام بالدفاع عنه واالهتمام بأركيوليوجيا ما قبل‬ ‫التاريخ بالصحراء‪ ..‬والعودة إلى مدرجات الجامعة ونيل اإلجازة‬ ‫في التاريخ حول موضوع «فنون ما قبل التاريخ‪ ..‬قراءة في‬ ‫تاريخ الفن‪ ..‬النقوش الصخرية بالساقية الحمراء نموذجا»‪..‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫محترف الفدان للمسرح‬ ‫تطلق الدورة الثانية لجائزة‬ ‫رضوان احدادو‬ ‫للنص المسرحي‬

‫واإلعداد لماستر حول موضوع تقنيات وأساليب النقوش‬ ‫الصخرية قبل وقبيل التاريخ بإقليم الساقية الحمراء‪..‬‬ ‫وكما هو معلوم أن التراث المادي الصحراوي يحبل‬ ‫بالعديد من اآلثار والشواهد المادية الضاربة في العراقة‬ ‫والقِدم‪ ،‬من ذلك النقوش الصخرية التي تعد ذاكرة مشتركة‬ ‫وحافظة جمعية تختزل في عمقها نقوشات صخرية قائمة‬ ‫على التعدُّد والتنويع‪ .‬وبالنظر إلى طبيعتها (التاريخية‬ ‫والفنية)‪ ،‬يتضح على أنها تؤرِّخ لفترات مهمة من حياة‬ ‫المجموعات البشرية بالصحراء‪ ،‬إذ أن الرسومات المكتشفة‬ ‫التي تختزنها الصخور واألشكال والرموز والتصاوير‬‫المفردة (الموتيفات) التي تغطيه‪ -‬تعكس‪ ،‬في نواح تعبيرية‬ ‫كثيرة‪ ،‬أنماط العيش في الصحراء في مراحل وظروف بيئية‬ ‫متعددة‪ ..‬إلى جانب عديد من اآلثار والبقايا التي تكشف عن‬ ‫الدالئل والرموز والرسومات التي تشير إلى تنظيمات بشرية‬ ‫وتشكالت حيوانية قديمة وعناصر ملموسة مازالت تحفظ أثر‬ ‫حياة سحيقة كانت هناك‪.‬‬

‫• الفن التشكيلي بالمغرب ‪:‬‬ ‫ال يمكن أن ننكر فضل ونضاالت مجموعة من الفنانين‬ ‫التشكيليين الراحلين منهم واألحياء‪ ..‬الذين سهروا وساهموا‬ ‫في إبراز الفعل التشكيلي بالمغرب‪ ..‬إن على المستوى‬ ‫اإلبداعي أو البيداغوجي أو الحقوقي أو التسويقي‪ ..‬كل حسب‬ ‫اجتهاده‪ ،‬سواء كان بشكل فردي أو جماعي داخل جمعيات‬ ‫وطنية أو نقابات‪ ..‬وسواء اتفقنا أو اختلفنا معهم‪ ..‬فما تحقق‬ ‫على أرض الواقع مقارنة مع الدول المجاورة ال يمكن نكرانه‬ ‫وإن كان ال يرقى إلى مستوى طموحاتنا‪ ..‬وأرى أن الساحة‬ ‫الفنية المغربية في تطور وابتكار متجدد‪ ،‬وجرأة في تناول‬ ‫الموضوعات‪ ،‬وخلخلة لطابوهات الثالوث المقدس «الدين‬ ‫والجنس والسياسة» ومالمستها للقضايا الفكرية والفلسفية‬ ‫المعاصرة‪ ..‬وكذا تميزها على المستوى اإلبداعي‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫مع فناني الدول العربية واألفريقية‪ ،‬وأما بخصوص مستقبل‬ ‫الفن البصري المغربي المعاصر‪ ،‬فأنا متفائل لما ينتجه بشكل‬ ‫مسؤول وواع المبدعون الشباب اليوم‪ ،‬ومواكبتهم للتطور‬ ‫التشكيلي البصري على المستوى الدولي‪.‬‬

‫• الطموح واآلمال ‪:‬‬ ‫أنا بطبعي دائما متفائل كما أسلفت‪ ،‬طموحاتنا كبيرة‬ ‫وآمالنا أكبر‪ ..‬وعلى الفنان الحقيقي أن ينخرط في قضاياه‬ ‫المحلية والدولية سواء كانت إنسانية أو فكرية أو فلسفية‬ ‫أو جمالية‪ ..‬وأن يطور تجاربه دون السقوط العكسي في‬ ‫برجه العاجي‪ ..‬وأن يواكب التجارب العالمية من حيث‬ ‫المناولة واإلنجاز والمقاربة والتقنية‪ ..‬فالعالم أصبح قرية‬ ‫صغيرة‪ ،‬ووسائل االتصال والتواصل قربت المسافات والرؤى‬ ‫والمناهج‪ ..‬وما علينا سوى االنخراط بكل وعي ومسؤولية‪،‬‬ ‫لنضمن لنا موقع قدم في هذا الخضم أو ال نكون‪.‬‬ ‫مع تحياتي وتقديراتي‪.‬‬

‫بعد النجاح الالفت الذي حققته في نسختها األولى تعود جائزة‬ ‫رضوان احدادو للنص المسرحي في دورتها الثانية بنفس متجدد‬ ‫وهدف واحد‪ ،‬هو ترسيخ ثقافة االعتراف عبر المنجز اإلبداعي‪.‬‬ ‫تطلــق جمعيــة محتــرف الفدان للمسرح والتشنيــط الثقافــي‬ ‫إذن النسخة الثانية لجائزة رضوان احدادو للنص المسرحي في إطار‬ ‫برنامجها المتكامل للتوطين المسرحي بالمركز الثقافي الفنيدق بدعم‬ ‫من وزارة الثقافة واالتصال قطاع الثقافة‪.‬‬ ‫وإضافة إلى قيمة اإلعتراف التي يُرسِخها إطالق الجائزة باسم‬ ‫الكاتب المبدع رضوان احدادو أحد أيقونات المسرح المغربي خاصة في‬ ‫شمال المملكة‪ ،‬فإن الجائزة تروم باألساس الدفع بالجيل الجديد نحو‬ ‫احتراف الكتابة المسرحية والتنويه بالمُنجز المسرحي المكتوب من‬ ‫طرف فئات الشباب‪.‬‬ ‫تُفتح المشاركة في وجه الشباب المغربي ما بين ‪ 18‬و ‪ 40‬سنة‬ ‫شريطة أن ال يكون النص المسرحي قد شارك في مسابقة أخرى مماثلة‬ ‫وأن يكون مرقونا بصيغة الوورد ومرفوقا بسيرة ذاتية وصورة شخصية‬ ‫للمشارك أو المشاركة‪ ،‬وتبعث المساهمات على البريد اإللكتروني‬ ‫للجائزة ‪ prix.alfeddane@gmail.com‬في أجل أقصاه ‪ 30‬شتمبر‬ ‫‪.2019‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إل» أن النسخة األولى للجائزة قد فاز بها الكاتب‬ ‫والفنان المسرحي إسماعيل فالحي عن نص «داخل المطعم» و كانت‬ ‫لجنة تحكيم الدورة األولى للجائزة قد تكونت من القاص واألديب‬ ‫الراحل محسن أخريف والفنان المسرحي عبد السالم الصحراوي و الناقد‬ ‫محمد أهواري و ترأستها الفنانة سميرة قادري‪.‬‬

‫خلية اإلعالم واإلتصال‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة)‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫الجامعة للجميع للتعليم مدى الحياة تنظم النسخة الرابعة الدكتور محمد بودرا ‪« :‬لتفعيل‬ ‫من مهرجان ذكرى معركة القصر الكبير‪..‬‬ ‫مضامين الخطاب الملكي يجب‬ ‫القطع مع السياسات المركزية»‬

‫نظمت الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة‬ ‫فرع القصر الكبير بتنسيق مع المجلس الجماعي‬ ‫المحلي النسخة الرابعة لمهرجان ذكرى معركة‬ ‫القصر الكبير ‪.1578‬‬ ‫تحت شعار‪ « :‬تثمين الثـــراث وصيانته‬ ‫خطوة نحوة إشعاعه السياحي»‪ ،‬وذلك يومــي‬ ‫‪ 4/5‬غشت ‪ 2019‬بالقصر الكبير بحضور‬ ‫أعضـــاء المجلــــس الجماعي ومدير المعهد‬ ‫الدولي للكنفدرالية االلمانية لتعليم الكبار‪.‬‬ ‫‪ DVV‬األستاذ السعيد الدكالي واالعضاء‬ ‫الشرفيين للجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة‬ ‫بالقصر الكبير الدكتور عبد الحميد بنعزوز‬ ‫والدكتورة ربيعة بوعلي بنعزوز وثلة من‬ ‫المثقفين والمهتمين جمعيات المجتمع المدني‬ ‫ومواقع إعالمية‪.‬‬ ‫انطلقت الندوة التي سيرهـــا بامتيـــاز‬ ‫األستاذ ادريس حيدر بكلمة تمهيدية بسط‬ ‫فيها السياق العام الذي يأتي فيه المهرجـان‬ ‫الرابع لذكرى معركة القصر الكبير منذ نسخته‬ ‫األولى واالنفتاح على الموروث الثقافي المادي‬ ‫والالمادي بالنسبة للمدينة بإبراز مميزاته وقد‬ ‫توج بتشوير المدينة وتوأمة القصر الكبير مع‬ ‫مدينة الغوس البرتغالية واالنفتاح على الضفة‬ ‫األخرى من أجل تنمية محلية‪.‬وهو العامل الذي‬ ‫تسعى إليه خالل هذه الدورة بتنزيل مشاريع من‬ ‫التنظير الى التطبيق ‪.‬‬ ‫األستاذ رشيد الجلولي منســق الجامعة‬ ‫للجميع بدوره تطرق إلى الرؤية العامة للجامة‬ ‫واالستراتجية المستقبلية التي ترى بها المدينة‬ ‫والدائرتها من خالل مسار سياحي ايكولوجي‪.‬‬ ‫السيدة إلهام الركاع ممثلة المجلس الجماعي‬ ‫تدخلت بكلمة تضمنت الشكــر والتنويـــه‬ ‫باالعمال التي تقوم بها الجامعة للجميع لصالح‬ ‫الساكنة والمدينة ودور المجلس الجماعي في‬ ‫تنزيل كل ما يهم التنمية المحلية‪ .‬تخلل الندوة‬ ‫عرض شريط تحت عنوان القصر الكبير جوهرة‬ ‫بين النهر والبحر للمخرج عصام عفيفي‪.‬‬ ‫شاركـــت في النــدوة أسمــاء أكادميــة‬

‫وجمعوية بامتياز بحيت قدم الدكتور محمد‬ ‫سعيد المرتجي مداخلــة في موضوع «مركز‬ ‫تثمين تراث القصر الكبير ومجالها أي تصور‬ ‫لدى مجموعات متحفية « تطرق فيها إلى التراث‬ ‫القصري المادي والالمادي والتعريف بالصناعة‬ ‫المحلية وتسويقها من خالل التعريف بها ‪.‬‬ ‫االستاذ محمد أخريف بدوره تطرق في‬ ‫مداخلته المعنونة «التعريف بالتراث على ارض‬ ‫الواقع تنمية للفرد والمجتمع» عرف من خالها‬ ‫بالمناطق السياحية داخل المدينة وفي الدائرة‬ ‫وكيفية تشويره من خالل التعريف به وإبرازه‬ ‫محليا اقليميا وطنيا ودوليا‪.‬‬ ‫عضو المجلــس الجماعـــي السيد رشيد‬ ‫الصبار بدوره تدخل بموضوع «الجماعة الترابية‬ ‫ودورها في حفظ التراث من أجل التنمية»‬ ‫تطرق من خاللها إلى دور الجماعة في إشراك‬ ‫كل الفاعلين في تنزيل برامج ذات طابع تنموي‬ ‫كما أن دورها األول في حفظ التراث وتتمينه‬ ‫باعتباره ذاكرة وتاريخا‪.‬‬ ‫األستاذ أمين أيوب الخادري عن جمعية‬ ‫القصر للصيد تدخل بموضوع «الصيد بالقصبة‬ ‫وافاق التنمية السياحية بالمنطقة» مبرزا دور‬ ‫المنطقة التي تقع عليها المدينة باعتبارها تقرب‬ ‫من البحر بما يناهز ‪ 12‬كيلومتر (الهيايضة)‬ ‫و قرب سد وادي المخازن الذي بدوره يعتبر‬ ‫منطقة غنية للصيد بالقصبة ونهر اللكوس على‬ ‫ضفاف المدينة والدائرة وهذا ما يجعل المدينة‬ ‫ذات طابع رياضي سياحي بامتياز وكدا اقتصادي‬

‫تنموي وكل ما ينقصه مدار سياحي وإقامات‬ ‫سياحيةلالستقبال‪.‬‬ ‫وعن الجمعية الوطنية ألرباب المقاهي‬ ‫والمطاعم بالمغرب الفرع المحلي تدخل االستاذ‬ ‫الريسوني بموضوع«المطاعم والمقاهي قاطرة‬ ‫للسياحة بالمنطقــة» من خاللها تطرق لدور‬ ‫المقاهي والمطاعم في جلب السياح من خالل‬ ‫المعاملة الجيدة والخدمات المتميزة المحلية‬ ‫وأكد أن كل هذا يكون في خدمــة السائح‬ ‫سواء من الداخل او الخارج‪ ،‬كما تطرق إلى دور‬ ‫التكوين المستمر من أجل تقديم خدمات ذات‬ ‫مستوى يليق بالسياحة وبالتنمية المحلية‪.‬‬ ‫كما عرفت فعاليات اليوم التاني للمهرجان‬ ‫الحفل الختامي باحتفاالت الشـــارع ‪street‬‬ ‫‪ art‬وذلك بشارع موالي علي بوغالب والذي‬ ‫نظم من طرف الجامعة للجميع بالقصر الكبير‬ ‫والمجلس الجماعي للمدينة وقد تضمن فقرات‬ ‫فنية متنوعة من الثراث المحلي ‪ :‬جنة هسبريس‬ ‫اسطورة نهر اللكوس وهرقل والتفاح الذهبي‪،‬‬ ‫طقوس بوجلود وموسيقى التراث جهجوكة‪،‬‬ ‫ليلة الحكوز وطقوسها المحلية ‪،‬اللباس المحلي‬ ‫من الحايك التقليدي إلى اللباس العصري كما‬ ‫تخلل الحفل مسابقات تراثية‪ ،‬الجرات المعلقة‬ ‫الجري باألكياس مسابقة أكل أكبر عدد من‬ ‫السفنج التقليدي‪ ....‬وشنفت أسماع المتتبعين‬ ‫بوصالت غنائية متنوعة‪.‬‬

‫أمينة بنونة‬

‫السيد عبد الرحيم الحافظي‪ ،‬المدير العام للمكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والماء الصالح للشرب يجتمع مع مسؤولي‬ ‫الجمعية المغربية لمقاوالت مد القنوات (‪)AMEC‬‬ ‫ويشاركهم الرؤية االستراتيجية الجديدة للمكتب‬ ‫عقد السيد عبد الرحيم الحافظي‪ ،‬المدير‬ ‫العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح‬ ‫للشرب اجتماعًا مع مسؤولي الجمعية المغربية‬ ‫لمقاوالت مد القنوات (‪ )AMEC‬لدراسة وضعية‬ ‫العالقات بين المكتب وأرباب المقاوالت األعضاء‬ ‫في الجمعية التي تعمل في قطاع الماء والتطهير‬ ‫السائل وكذا مسألة أداء المكتب لمستحقات‬ ‫المقاوالت‪.‬‬ ‫افتتح السيد الحافظي االجتمــاع بعـرض‬ ‫السياق الحالي ووضعية المشاريع وأهم منجزات‬ ‫المكتب‪.‬‬ ‫كما قدم الرؤيــة الجديــدة للمكتــب‬ ‫كمؤسسة استراتيجية تواكب تنمية البالد‪،‬‬ ‫وهي رؤية تتميز أساسًا بتنفيذ خارطة طريق‬ ‫للتحسين واإلصالح للمحاور ذات األولوية في‬ ‫أفق ‪.2030‬‬ ‫من حيث رصيد االستثمار على مدار‬ ‫العشرين سنة الماضية‪ ،‬فقـد أنجز المكتب‬ ‫في مجاالت الماء الشروب والتطهير السائل‬ ‫استثمارا اجماليا يصل إلى ‪ 53.5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫قــدم السيد الحافظــي أيضا المبادئ‬ ‫التوجيهية إلعداد عقــد برنامج جديد بيـــن‬ ‫الدولة والمكتب للفترة ‪ 2023-2019‬على ضوء‬ ‫التغيرات العميقة التي يعرفها قطاع الكهرباء‬ ‫والماء بالمغرب‪.‬‬ ‫خالل هذه الفترة (‪ ،)2023-2019‬وضع‬

‫المكتب خطة طموحة للتجهيز تماشيا مع‬ ‫التوجهات االستراتيجية باستثمارات بقيمة‬ ‫‪ 51.6‬مليار درهم‪ .‬وصل الغالف المخصص‬ ‫للماء الشروب إلى ‪ 20.9‬مليار درهم‪ ،‬وسيتم‬ ‫تخصيص ‪ 4.6‬مليار درهم لمجال التطهير‬ ‫السائل‪.‬‬ ‫كان هذا االجتماع الهام مع مسؤولي‬ ‫الجمعية فرصة لمناقشة مسألة آجال دفع‬ ‫المستحقات‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تم تقديم‬ ‫توضيحات للمقاوالت حول األسباب التي أدت‬ ‫إلى هذه الوضعية وخطة العمل التي وضعها‬ ‫المكتب للحد من متأخرات دفع المستحقات على‬ ‫المدى القصير‪.‬‬

‫وسيتم اتخاذ تدابير أخرى على المدى‬ ‫المتوسط كجزء من المفاوضات الجارية بين‬ ‫الدولة والمكتب لوضع اللمسات األخيرة على‬ ‫العقد البرنامج ‪ 2023-2019‬والذي تمت‬ ‫الموافقة على خطته للتجهيز خالل اجتماع‬ ‫المجلس اإلداري المنعقد في ‪ 10‬يوليوز ‪.2019‬‬ ‫وفي نهاية االجتماع‪ ،‬أكد السيد الحافظي‬ ‫على التزام المكتب لتعزيــز العالقــات مـــع‬ ‫المقاوالت المغربية العاملة في قطاع الماء‬ ‫الشروب والتطهير السائل بهدف المساهمة في‬ ‫التنمية االجتماعية واالقتصادية التي تعرفها‬ ‫البالد تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪.‬‬

‫كشف رئيس بلديـــة الحسيمـــة‪ ،‬محمد‬ ‫بودرا‪ ،‬على أنه من أجــل تفعيــل مضامين‬ ‫الخطاب الملكي فيجب القطع مع السياسات‬ ‫المركزية التي تنهجها األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫وأكد بودرا في تدوينة له عبر صفحته‬ ‫الخاصة بموقع التواصل اإلجتماعي فايس‬ ‫بوك‪ ،‬أن الملكية توحدنا‪ ،‬مشيرا الى مقتطف‬ ‫من الخطاب الملكي‪“ ،‬ان المغرب ملك لجميع‬ ‫المغاربة وهو بيتنا‪ ،‬وعلينا جميعا كل من موقعه‬ ‫ان نساهم في بنائه وتنميته وان نحافظ على‬ ‫وحدته وأمنه واستقراره‪ .‬مغرب يتسع لكل‬ ‫ابنائه‪ ،‬ويتمتع فيه الجميع‪ ،‬دون استثناء أو تمييز‪،‬‬ ‫بنفس الحقوق ونفس الواجبات في ظل الحرية‬ ‫والكرامةاإلنسانية”‪.‬‬

‫وأضاف بودرا في ذات التدوينة قائــال‪:‬‬ ‫“لتفعيل مضاميــن الخطــاب الملكي يجــب‬ ‫القطع مع السياسات المركزية التي تنتهجها‬ ‫االحزاب السياسية والتي نتجت عنها تفاوتات‬ ‫كبيرة في مـــجاالت الخدمات االجتماعيـــة‬ ‫كالصحة والتعليم وتحفيز االستثمار وتشغيل‬ ‫الشباب‪ .‬كما يجب تغيير عقليات التمييز بين‬ ‫المغاربة واحترام االختالف والتنوع الثقافي‬ ‫واللغوي وتفعيل الجهوية المتقدمة”‪.‬‬ ‫وختم بودرا تدوينه بالقول “كنت والزلت‬ ‫أقول ان النموذج المغربي الناجح يجب أن يرتكز‬ ‫على ملكية قوية وجهوية متقدمة”‪.‬‬

‫‪ 90‬بالمائة نسبة تقدم المشاريع المنجزة‬ ‫ببرنامج الحسيمة «منارة المتوسط»‬

‫أفادت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‬ ‫والماء بأن نسبة تقدم أشغال المشاريع‬ ‫المهيكلة التي استفاد منها إقليم الحسيمة‬ ‫في إطار التنمية المجالية‪ ،‬برنامج الحسيمة‬ ‫“منارة المتوسط”‪ ،‬بلغت في بعض المناطق‬ ‫‪ 90‬بالمائةانية إجمالية تقدر ب ‪ 6.5‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬منها ‪ 714‬مليون درهم‪ ،‬وتهم توسيع‬ ‫وتقوية أهم المحاور الطرقية مع إعادة بناء عدد‬ ‫من المنشآت الفنية باإلقليم‪ ،‬ترمي إلى تطوير‬ ‫وتقوية ستة محاور طرقية على طول إجمالي‬ ‫قدره ‪ 155‬كلم‪ ،‬مع إعادة بناء ‪ 12‬منشأة فنية‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أشارت الوزارة إلى أن‬ ‫نسبة تقدم األشغال بالطريق اإلقليمية رقم‬ ‫‪ ،5207‬الرابطة بين مريقة وبني حديفة على‬ ‫طول ‪ 19.5‬كلم‪ ،‬التي تم تمويلها من قبل‬ ‫المجلس الجهوي لطنجة تطوان الحسيمة‬ ‫بتكلفة إجمالية تقدر بـ‪ 44‬مليون درهم‪ ،‬تبلغ‬ ‫حاليا نسبة ‪ 90‬بالمائة‪ ،‬فيما تبلغ هذه النسبة‬ ‫حاليا ‪ 70‬بالمائة بالطريق الوطنية رقم ‪ 8‬على‬ ‫المقطع الرابط بين تركيست وكال يريس (على‬ ‫طول ‪ 32‬كلم)‪ ،‬مع بناء ‪ 7‬منشآت فنية بمبلغ‬ ‫إجمالي ‪ 188‬مليون درهم من تمويل المجلس‬ ‫الجهوي لطنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫وحسب الوزارة‪ ،‬فإن األشغال بالطريق‬ ‫اإلقليمية رقم ‪ ،5209‬الرابطة بين آيت قمرة‬

‫والحسيمة عبر أزموران على طول ‪ 13‬كلم‪،‬‬ ‫والتي كلفت مبلغا إجماليا قدره ‪ 49‬مليون درهم‬ ‫من تمويل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‬ ‫والماء‪ ،‬عرفت نسبة تقدم حاليا بنسبة ‪90‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬فيما تبلغ نسبة سير األشغال بالطريق‬ ‫اإلقليمية رقم ‪ ،5201‬الرابطة بين لخاللفة‬ ‫وتاغازوت على طول ‪ 13.4‬كلم‪ ،‬بمبلغ إجمالي‬ ‫قدره ‪ 22‬مليون درهم من تمويل الوزارة‪ ،‬حاليا‬ ‫‪ 99‬بالمائة‪.‬‬ ‫كما عرفت األشغال على الطريق اإلقليمية‬ ‫رقم ‪ ،4115‬الرابطة بين موالي أحمد الشريف‬ ‫والجبهة على طول ‪ 15‬كلم بمبلغ إجمالي‬ ‫قدره ‪ 20‬مليون درهم من تمويل الوزارة‪،‬‬ ‫تسجيل نسبة تقدم بلغت حاليا ‪ 90‬بالمائة‪،‬‬ ‫بينما تبلغ هذه النسبة بالطريق الجهوية رقم‬ ‫‪ ،509‬الرابطة لخاللفة وإساكن على طول ‪53‬‬ ‫كلم‪ ،‬مع بناء ‪ 5‬منشآت فنية بمبلغ إجمالي قدره‬ ‫‪ 305‬مليون درهم من تمويل الوزارة‪ ،‬حاليا ‪20‬‬ ‫بالمائة‪.‬‬ ‫وسجلت الوزارة أن هذه األشغال تهدف إلى‬ ‫تحديث الشبكة الطرقية بإقليم الحسيمة والرفع‬ ‫من مستوى خدمات المحاور الطرقية باإلقليم‪،‬‬ ‫إضافة إلى تحسين شروط السالمة الطرقية‬ ‫وراحة مستعملي الطريق‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫(مراسل من القصر الكبير)‬

‫المندوبية السامية لقدماء المقاومين تحيي الذكرى‬ ‫‪ 441‬لمعركة وادي المخازن‬

‫نزار بركة ‪ :‬يطالب برفع التهميش‬ ‫عن أرض معركة وادي الخازن المجيدة‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬ ‫تحت شعار ‪ :‬معـركــة وادي المـخازن ‪:‬‬ ‫«عمق تاريخي وعنوان للتنمية االقتصادية‬ ‫االجتماعية باقليم العرائش «نظمت المندوبية‬ ‫السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش‬ ‫التحرير وجمــاعــة السواكـن يــوم األحـد‬ ‫‪ 4‬غشت ‪ ،2019‬مهرجانــا خطابيـــا بجماعة‬ ‫السواكن بإقليم العرائش‪ ،‬إلحيــاء لذكــرى‬ ‫‪ 441‬لمعركة وادي المخازن تحـــت رئاســة‬ ‫المندوب السامي ألعضاء المقاومة وجيـش‬ ‫تحرير وعامل إقليم العرائش وبحضور أسرة‬ ‫المقاومة وجيش تحرير وعدد من المنتخبين‬ ‫وشخصيات مدنية وعسكرية‪ ،‬ورئيس جماعة‬ ‫السواكن خالل المهرجان تم إلقاء كلمات‬ ‫وشهادات اتستحضرت األبعــاد الرمزيـــة‬ ‫والدالالت العميقة لهــذا الحــدث الوطنــي‪،‬‬ ‫وفي معرض حديثه أشار السيد مصطفى‬ ‫الكثيري‪ ،‬المندوب السامي للمقاومة وأعضاء‬ ‫جيش التحرير‪ ،‬إن تخليد ذكرى معركة وادي‬ ‫المخازن لها أهمية كبرى باعتبارها ملحمة‬ ‫كونية في تاريخ الكفاح الوطني كما تمثل‬ ‫استلهام القيَم والمعاني لهذه المحطة‬ ‫التاريخية الفاصلة‪.‬‬ ‫المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش‬ ‫التحرير أكد على التزام المندوبيــة بالحفاظ‬ ‫على الذاكرة من خالل جمع وكتابة وحفظ‬ ‫فصول تاريخ المملكـة المغربية المتعلقــة‬ ‫بمراحل الكفاح ومقاومة العرش والشعب‪،‬‬ ‫من اجل الحرية والكرامة واالستقالل والوحدة‬ ‫الترابية كما أكد أن المندوبية السامية وضعت‬ ‫رهن اشارة القراء سلسلة من اإلصدارات التي‬

‫تضم ‪41‬كتابا تتناول تاريخ المقاومة بالمغرب‪،‬‬ ‫تلبية لرغبة زوار فضاءات الذاكرة التاريخية‬ ‫للمقاومة والتحرير عبر ربوع الوطن ‪.‬‬ ‫واستطـرد الكثيـــري ّ‬ ‫أن معركــة وادي‬ ‫المخازن تُعدّ مفخرة يعتز بها المغاربة‬ ‫والمسلمون؛ «ألنها مَعْ َلمة بارزة لصالبة‬ ‫المغاربة في مواجهة العدوان الخارجي‪ ،‬وهي‬ ‫درس في الجهاد»‪ ،‬مضيفا‪« :‬هذه الملحمة‬ ‫تجسّد االرتباط المتين بين المغاربة كلما‬ ‫تعرضوا لألطماع الخارجية‪ ،‬وتؤكد أن قوتنا في‬ ‫وحدتنا»‪.‬‬

‫وبهذه المناسبة‪ ،‬تم تكريم صفوة من‬ ‫المنتمين ألسرة المقاومة وجيش التحرير‪،‬‬ ‫وفاء وإشادة بمناقبهم الحميدة وخدماتهم‬ ‫الجليلة وتضحياتهم الجسام في سبيل الحرية‬ ‫واالستقالل والوحدة الترابية‪.‬‬ ‫كما تم الوقوف بضريــح عبد المالك‬ ‫السعدي للترحم على األرواح الطاهرة لشهداء‬ ‫الحرية واالستقالل وفي طليعتهم جاللة‬ ‫المغفور له محمد الخامس‪ ،‬ورفيقه في الكفاح‬ ‫والمنفى جاللة المغفور له الحسن الثاني قدس‬ ‫اهلل روحيهما ‪.‬‬

‫‪ ‬ذكرى معركة القصر الكبير و سبل تثمين التراث‬ ‫و صيانته نحو إشعاع سياحي محلي‬

‫ترأس األمين العام لحــزب االستقــالل‬ ‫األستاذ نزار بركة ‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 2‬غشت ‪2019‬‬ ‫بالمركز الثقافي بجماعة السواكن مهرجانا‬ ‫خطابيا حاشدا تخليدا للذكرى ‪ 441‬لمعركة‬ ‫وادي المخازن المجيدة التي جسدت أروع‬ ‫صور الصمود والتضحية من أجل الدفاع عن‬ ‫عزة وكرامة ووحدة الوطن‪ ،‬وذلك تحت شعار‬ ‫«معركة وادي المخازن استثمار ألجل التنمية»‬ ‫وعرف هذا اللقاء ‪ ،‬حضور عبد الواحد‬ ‫الفاسي نجل الزعيم عالل الفاسي وحضور‬ ‫اإلخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب‪ ،‬إلى‬ ‫جانب منتخبي المنطقة‪ ،‬وأعضاء المجلس‬ ‫الوطني وممثلي مؤسسات الحزب ومنظماته‬ ‫الموازية وممثلي فعاليات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى الحضور الهام لمناضلي‬ ‫ومناضالت الحزب الذين أتوا من مختلف‬ ‫مناطق جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ .‬‬ ‫وتميز المهرجان الخطابي بالكلمة التي‬ ‫ألقاها األمين العام لحزب االستقالل نزار بركة‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬والتي سبقها إلقاء النشيد الوطني‬ ‫ونشيد الحزب‪ ،‬إلى جانب تالوة آيات بينات من‬ ‫الذكر الحكيم‪ ،‬وتالوة سورة الفاتحة ترحما على‬ ‫أروح شهداء الوطن ‪.‬‬ ‫وتناول األخ نزار بركة الكلمة‪ ،‬معبرا في‬ ‫مستهلها عن سعادته بمشاركة هذا الجمع‬ ‫المبارك في تخليد ملحمة تاريخية عظيمة‬ ‫في تاريخ بالدنا‪ ،‬هي ذكرى معركة وادي‬ ‫المخازن الخالدة التي هي مبعث افتخار واعتزاز‬ ‫للمغاربة والمسلمين قاطبة‪ ،‬والتي يحيي حزب‬ ‫االستقالل ذكراها الـ‪ 441‬هذه السنة تحت‬ ‫شعار‪« :‬معركة وادي المخازن استثمار ألجل‬ ‫التنمية»‪.‬‬ ‫وتوجه األخ األمين العام بالشكر إلى كافة‬ ‫األخوات واإلخوة المنتخبين واألطر والمناضلين‬

‫االستقالليين بإقليم العرائش ‪ ،‬الذين دأبوا‬ ‫على إحياء هذه الذكرى منذ دعا إليها الزعيم‬ ‫المرحوم عالل الفاسي سنة ‪ ،1957‬لتصبح هذه‬ ‫المحطة واحدة من المناسبات الوطنية الكبرى‬ ‫التي يخلدها المغاربة إلى اليوم‪ .‬‬ ‫وأشار األخ نزار بركة إلى أن حــــزب‬ ‫االستقالل يواصل على نهج وخطى الزعيم‬ ‫عالل الفاسي االحتفاء بهذه الذكرى ‪ ،‬لما تمثله‬ ‫من معاني التضامن واالتحاد والوحدة ولما‬ ‫تجسده من سمو وشموخ الشعب المغربي‬ ‫وتشبثه بحريته واستقالله وسيادته على كامل‬ ‫ترابه بقيادة ملوكه األفذاذ دفاعا عن الوطن‬ ‫وإعالء لراية اإلسالم‪ ،‬وتبويئ المغرب مكانته‬ ‫وموقعه الفاعل على الصعيدين اإلقليمي‬ ‫والدولي‪ .‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬ذكر األخ األمين العام‬ ‫بما قاله الزعيم عالل الفاسي في محاضرة‬ ‫له حول «معركة الملوك الثالثة» ألقاها في‬ ‫مهرجان نظمه فرع حزب االستقالل بمدينة‬ ‫القصر الكبير بتاريخ ‪ 31‬يوليوز ‪1957‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬ذكر األخ األمين العام‬ ‫للوضع المقلق الذي تعيشه المنطقة داعيا إلى‬ ‫رفع التهميش عن ارض معركة وادي المخازن‬ ‫المجيدة‬ ‫كما تم الحديث عن حصيلة الحكومة‬ ‫واصفا الحصيلة بالضعيفة ‪ ،‬مشيرا إلى مكامن‬ ‫الخلل والمتمتلة في عدم التوزيع المجالي غير‬ ‫العادل للمؤسسات التي تخدم المواطن ‪ ،‬كما‬ ‫عبر عن استيائه لتباين الحاصل بين طبقات‬ ‫المجتمع المغربي الناتج عن عدم قيام الحكومة‬ ‫بدورها في تأهيل المواطن وضمان كرامته‬ ‫وصيانة حقوقه ‪.‬‬

‫ع‪.‬ب‪.‬ر‬

‫القصر الكبير ‪ :‬جمعية فضاء األندلس‬ ‫تنظم معرضها البيئي الثاني‬

‫تحت عنــوان «تثميــن التراث وصيانتـه‬ ‫خطوة نحو إشعاعه السياحي» نظـم كل من‬ ‫الجامعة للجميع والمجلس الجماعي لمدينة‬ ‫القصر الكبير ندوة علمية بالقاعة الكبرى‬ ‫للبلدية يوم األحد ‪4‬غشت ‪ ،2019‬إحياء‬ ‫للذكرى ‪ 441‬لمعركة القصر الكبير ‪ ،‬تم خاللها‬ ‫تقديم عروض قيمة تمحورت حول تثمين‬ ‫التراث الالمادي وكيفية صيانته ‪ ،‬والعمل على‬ ‫إبراز إشعاع سياحي استثمارا للموروث المادي‬ ‫والتاريخي للمدينة ‪.‬‬ ‫فقرات الندوة أدارهـا باقتـــدار األستاذ‬ ‫إدريس حيــدر كما تضمـن برنامــج الندوة‬ ‫العلمية تقديم عرض شريط وثائقي «القصر‬ ‫الكبير جوهرة بين النهر والبحر « كما تم‬ ‫تقديم العروض التالية‪:‬‬ ‫• العرض األول‪ :‬مركز تثمين تراث مدينة‬ ‫القصر الكبير ومجالها أي تصور لذي مجموعات‬ ‫متحفية الدكتور محمد سعيد المرتجي ‪.‬‬ ‫• العرض الثاني‪ :‬التعريــف بالتراث على‬

‫ارض الواقع تنمية للفرد والمجتمع لألستاذ‬ ‫محمد أخريف‬ ‫• العرض الثالث‪ :‬الجماعة الترابية ودورها‬ ‫في حفظ التراث من اجل التنمية لألستاذ رشيد‬ ‫الصبار ‪.‬‬ ‫• العرض الرابع ‪ :‬الصيد بالقصبة وأفاق‬ ‫التنمية السياحية بالمنطقة لألستاذ أمين‬ ‫أيوب خادري‬ ‫• العرض الخامس‪ :‬المطاعم والمقاهي‬ ‫قاطرة للسياحة بالمنطقة لألستاذ عبد الصمد‬ ‫الريسولي‪.‬‬ ‫وعرف هذا اليوم الدراسي حضور عدد‬ ‫مهم من الخبراء و الباحثين األكاديميين‬ ‫المنسق المحلي للجامعة للجميع األستاذ‬ ‫رشيد الجلولي أكد لجريدة الشمال أن الهدف‬ ‫من تنظيم هذه الندوة هو ترجمة األفكار‬ ‫النظرية حول السياحة والتاريخ المشترك إلى‬ ‫مشاريع عملية من اجل انجاز مدار سياحي‬

‫بالمنطقة يخلق حركية ثقافية ورواج اقتصادي‬ ‫محلي مع تنشيط السياحة الداخلية للمدينة‬ ‫والعمل على جدب السياح عبر اعتماد قنوات‬ ‫تنشيط وتسخير المعالم األثرية والحضارية‬ ‫الالمادية للمدينة ‪.‬‬ ‫كما أشار السيد رشيـــد صبــار كاتــب‬ ‫المجلس الجماعي إلى أن الجماعة تتطلع بأن‬ ‫تكون مدينة القصر الكبير عاصمة لمنطقة‬ ‫لوكوس على اعتبار ما عرفته المدينة مؤخرا‬ ‫من تطور ملحوظ على مستوى توفير الخدمات‬ ‫المؤسساتية و تقريب اإلدارة من المواطنين‬ ‫و تجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين‪ .‬كما‬ ‫سجل أن معركة القصر الكبير تشكل محطة‬ ‫فاصلة في تاريخ المملكة و حدثا بارزا يجب‬ ‫االشتغال عليه من زوايا متعددة من أجل‬ ‫تثمين الثراث المشتــرك و تحقيــق تنميـــة‬ ‫سياحية محلية‪.‬‬

‫ع‪.‬ب‪.‬ر‬

‫في إطار االحتفال بالذكرى العشرين لعيد‬ ‫العرش المجيد و تحت شعار ‪« :‬تثمين النفايات‬ ‫واجهة للفن واإلبداع وحماية البيئة «نظمت‬ ‫جمعية فضاء األندلس بالقصر الكبير المعرض‬ ‫البيئي الثاني المنظم من ‪5‬الى ‪9‬غشت‬ ‫‪ ،2019‬و الذي خصص لتثمين النفايات وبقايا‬ ‫المخلفات وتحويلها إلى تحف ومجسمات فنية‬ ‫صديقة للبيئة‪ ،‬والمعرض الفني يهدف إلى‬ ‫الحفاظ والتوعية البيئية والتعريف بأهداف‬ ‫الجمعية من خالل تزيين فضاءات المدينة‬ ‫وفرصة لالستثمار الجيد للمتالشيات وتكريس‬ ‫ثقافة اإلبداع لدى الناشئة ‪.‬‬ ‫كما يهدف المعرض إلى المساهمة في‬ ‫توعية وإعداد أجيال جديدة قادرة على مواجهة‬

‫المشاكل البيئية وإيجاد الحلول العمليـــة‪،‬‬ ‫والمساهمة في اإلشعــاع الثقافـــي والفني‬ ‫والبيئي بمساهمة الطاقات اإلبداعية لفناني‬ ‫الجمعية التي لها بصمات مختلفــة داخـــل‬ ‫المؤسسات التعليمية أو على مستوى أحياء‬ ‫المدينة‪ ،‬وذلك من اجل غرس ثقافة اإلبداع‬ ‫والبيئة وإعطاء صورة مشرفة عن المدينة وعن‬ ‫مهارات أبنائها المتعددة في كل مجاالت الفن‬ ‫واإلبداع‬ ‫كما يتضمن المعرض تسليط الضوء على‬ ‫العديد من النماذج البيئية التطبيقية المختلفة‬ ‫وتحويل النفايات والمخلفات إلى أدوات جمالية‬ ‫تساهم في تنظيم المجال ورو نقته‪.‬‬

‫ع‪.‬ب‪.‬ر‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫‪8‬‬

‫الخطاب الملكي تشخيص تم استيعابه وفهمه‪! ‬‬

‫واآلن؟‬

‫بقلم ‪ :‬الدكتور‬ ‫عبدالحق بخات‬ ‫بقلم ‪:‬‬

‫الدكتور‬ ‫عبدالحق بخات‬

‫يمثل الخطاب الملكي الذي ألقاه صاحب الجاللة بمناسبة عيد العرش نقطة تحول جديدة في بناء مغرب أكثر قربا من انشغاالت المواطنين‪ ،‬كما أنه يمثل نقطة تدارك‬ ‫وتصحيح للتفاوتات االجتماعية والمجالية‪.‬‬ ‫لقد ركز الخطاب‪ ،‬بشكل حازم على تلبية احتياجات المغاربة وتقليص الفوارق عبر إصالحات تنظر بواقعية إلى مشكل بطالة الشباب وتحسين الخدمات العامة المستجيبة‬ ‫النتظارات المواطنين‪ ،‬ما ليست الحال عليه اليوم‪ ،‬حيث أن وضعية العوز والبؤس التي يعيش فيها العديد من المغاربة‪ ،‬في المدينة كما في البادية واضحة ومحزنة‪ ،‬بل وحتى‬ ‫محبطة!‬ ‫قدمت السنوات العشرون األخيرة من الحكم‪ ،‬بما يكفي‪ ،‬تشخيصا شامال لالحتياجات وللعجز في المجال االجتماعي‪ ،‬األمر الذي يثير التشكيك في أهمية نموذج التنمية‬ ‫الوطنية‪ ،‬خصوصا أن التقارير كانت واضحة ‪ :‬كشفت السنوات األخيرة عجز هذا النموذج اإلنمائي على تلبية االحتياجات المتزايدة لبعض المواطنين والحد من أوجه عدم المساواة‬ ‫والتفاوت الجغرافي‪.‬‬ ‫على أساس هذه المسلمة غير السارة‪ ،‬يستحضر جاللته الخطوط العريضة للحلول التشغيلية التي تعتبر شرطا أساسيا لولوج مرحلة جديدة تتالشى معها التباينات الصارخة‬ ‫والسلوكيات المولدة لإلحباط‪ .‬يتعلق األمر باالنتصار لقيم العمل وااللتزام المسؤول والجدارة وبتكافئ الفرص‪.‬‬ ‫لمواجهة هذه التحديات االقتصادية واالجتماعية العديدة‪ ،‬قرر جاللته تشكيل لجنة خاصة مكلفة بالنموذج الجديد للتنمية‪ ،‬وهو هيكل سيتعين عليه إشراك الجهات‬ ‫األكاديمية إلى جانب الكفاءات الوطنية‪ ،‬من القطاع العام ومن القطاع الخاص‪.‬‬ ‫أحد األسئلة الجوهرية هو معرفة ما إذا كانت العقليات التي تم تثبيتها أدركت بحدة الذهن معنى «التغيير الكبير» الذي دعا إليه الملك‪.‬‬ ‫لكي ال تبقى األمور رهن ما هو نظري‪ ،‬لنتخيل ما الذي يجب القيام به آنيا أو مستقبال‪.‬‬

‫إن رئيس الحكومة هو أول من يجب عليه اقتراح دماء جديدة لتدبير إدارة جيدة للوطن‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يتطلب مهارات جديدة في مختلف المناصب ومستويات المسؤولية‪ .‬إن توجيهات الملك واضحة من حيث‬ ‫أنها تؤكد على الحاجة إلى البحث عن المهارات‪ ،‬وليس مجرد تغيير األشخاص‪.‬‬ ‫ال يوجد حتى اآلن أي ذكر للكيفية التي يجب على رئيس الحكومة القيام بها فيما يخص البحث في‬ ‫ملفات الشخصيات القابلة لالستوزار‪ ،‬واختيارها دون أن يؤثر ذلك على فريقه‪ ،‬ودون أن يعطي المعارضة‬ ‫الفرصة لتقوية نفسها‪.‬‬ ‫على أي حال‪ ،‬ربما لن تكون المهمة سهلة بالنسبة للعثماني الذي‪ ،‬كما سبق أن أوضحنا في العمود‬ ‫األخير‪ ،‬سيتم وضعه‪ ،‬كما كان أسالفه‪ ،‬تحت نير األحزاب السياسية المشكلة لألغلبية‪ .‬لهذا السبب‪،‬‬ ‫فرئيس الحكومة حتى اآلن‪ ،‬مجبر على قبول أي شخص في أي منصب مهما كانت أهميته‪ .‬ومع أي تردد‬ ‫فسترفع في وجهه البطاقة الحمراء ‪!...‬‬ ‫غير أن الشروط الجديدة الممالة اآلن من قبل الملك‪ ،‬تقلل إلى حد كبير من هامش مناورة األحزاب‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫سيتعين على العثماني أيضا أن يضع في الحسبان ضغط المعارضة من داخل حزبه بقيادة عبد اإلله‬ ‫بنكيران‪ ،‬الذي لم يستوعب قط إقالته من رئاسة الحكومة ومن األمانة العامة لحزبه‪.‬‬ ‫نفترض أن حزب العدالة والتنمية معرض لالهتزاز بشدة‪ ،‬وأن رئيسه سيكون مضطرا لخوض لعبة‬ ‫التوازنات‪.‬‬ ‫ضخ دم جديد يفترض أيضاً الخضوع للعديد من المعايير‪ ،‬بما في ذلك المستوى العالي والكفاءة‬ ‫والبصيرة والنزاهة والحياد‪ ،‬والعديد من األفعال أكثر من األقوال‪ .‬نحن بحاجة إلى أطر شابة من النساء‬ ‫والرجال إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬يتحلون بالعزم والكفاءة والشجاعة واإلرادة‪.‬‬ ‫سيكون األمر أشبه بالبحث عن إبرة في‬ ‫كومة قش‪ ،‬إذا ما أخذنا في االعتبار العقلية‬ ‫التي عودنـا عليهـــا سياسيونا لعقــود من‬ ‫الزمن‪ ،‬والتي يعرفها األوائل من جيلنـــا‪ ،‬مثل‬ ‫حزب االستقالل الذي أغرق المـغرب في ‪55‬‬ ‫سنة من الركود التعليمي؛ يليه حزب االتحاد‬ ‫االشتراكي المليء بالصـــراخ؛ حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة الذي يتمزق داخليا؛ حزب التقدم‬ ‫واالشتراكية الذي أبان عن محدوديته‪ ،‬وحزب‬ ‫الحركة الشعبية الذي ينطفئ تدريجيا‪.‬‬ ‫حتى قيـــادة حــزب العـدالــة والتنمية‬ ‫باعتباره المحــور الرئيســـي ألي تحالــــف‬ ‫مع األغلبية‪ ،‬قــد هُزمت اآلن‪ ،‬فالفترتــان‬ ‫المتتاليتان اللتان أحرزهما منــذ عام ‪2012‬‬ ‫قد شهدتــا إلى حد كبيــر على حدود مهاراته‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫حزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى السلطة بعد غضب شعبي و خيبة أمل من األحزاب التقليدية‬ ‫األخرى‪ ،‬انتهى بدوره إلى تخيب اآلمال‪.‬‬ ‫ثم هناك األحزاب السياسية األخرى؛ التي تصطف وتتحين الفرصة للتكشير عن أسنانها من وقت‬ ‫آلخر‪ .‬بدون فعالية‪ ،‬بدون برنامج محدد مسبقا‪ ،‬بدون أي جديد تقدمه‪ .‬بخالف ذلك‪ ،‬فهي مجرد «أفواه‬ ‫كبيرة» تتحدث دون أن تقول شيئا‪ ،‬وفي الغالب بلغة شعبوية وديماغوجية مبشرة بالعجائب في كل‬ ‫مناسبة انتخابية‪.‬‬ ‫الوضع الحالي أيضًا تولد عن «حظ انتخابي» أوصل العديد من مناضلي األحزاب السياسية إلى شغل‬ ‫مناصب وزارية‪ ،‬بينما كان حلمهم في معظم األحيان ينحصر في الظفر بمنصب أقل‪ .‬أقاربهم وأصدقاؤهم‬ ‫فوجئوا بهؤالء الذين عاشوا في شقق قبل اإلقامة في فيالت فاخرة بجانب البحر‪ ،‬على حساب الدولة‪،‬‬ ‫متمتعين بتقاعد مريح مدى الحياة‪.‬‬ ‫مع استثناءات قليلة نادرة‪ ،‬ال يمكن للعثماني االعتماد على هذا الجيل الحالم‪ ،‬الذي ال يزال بعيدًا عن‬ ‫تقديم نموذج الدماء الجديدة التي يطمح إليه الملك‪.‬‬ ‫إن نجاعة «الحل» ستكمن‪ ،‬ربما‪ ،‬في اختيار محدد لتكنوقراطيين غير مسيسين !!!‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن أصواتا تخشى على مستقبلها‪ ،‬تقف بالفعل ضد هذا االختيار‪ ،‬مثل ما يفعل السيد‬ ‫وهبي من حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬الذي هو من بين أولئك الذين يريدون التغيير ولكن مع السياسيين‬ ‫وليس التكنوقراط‪.‬‬ ‫«عندما تحدث الملك في خطاب عيد العرش عن الكفاءات‪ ،‬فكر المثقفون المتملقون على الفور في‬ ‫التكنوقراط‪ ،‬وهم يعرفون بحكم الواقع أنهم يشكلون كارثة»‪ .‬كما قال‪.‬‬ ‫هل األمر صحيح أم ال‪ ،‬يبقى أن يتم التحقق منها‪.‬‬ ‫في انتظار ذلك‪ ،‬دعونا نتمنى حظاً سعيداً لرئيس الحكومـة‪ ،‬الطبيب النفسي الجيد على وجــه‬ ‫الخصوص‪ ،‬في انتظار الدخول المقبل للحكم على النتائج‪.‬‬ ‫تظل الحقيقة هي أنه عمليا لم تتم بعد مناقشة التعديل الوزاري‪ ،‬غير أن الشغل الشاغل داخل‬ ‫األحزاب هو هذا التعديل‪.‬‬ ‫بعد االستحسان الذي قوبلت به محتويات الخطاب الملكي‪ ،‬تخوض قيادات األحزاب السياسية في‬

‫التوقعات حول التعديل الحكومي المقبل‪ ،‬في الوقت الذي يتم فيه التنبؤ بتحليالت تتأرجح بين التفاؤل‬ ‫والتشاؤم‪.‬‬ ‫داخل حزب رئيس الحكومة‪ ،‬الوضع متوتر‪ ،‬أعضاء وقادة حزب العدالة والتنمية يتأثرون بشكل خاص‬ ‫بالكتابات‪ ،‬خاصة على شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬التي تحكم على وزراء حزب حزب بعدم الكفاءة‪ ،‬من‬ ‫حيث أن الخاسر األكبر في التعديل الوزاري المقبل‪ ،‬ألن معظم وزرائه فشلوا في مهامهم سابقاً‪.‬‬ ‫سيكون هذا هو حال‪ ،‬من بين أمور أخرى كثيرة‪ ،‬وزير الدولة للنقل‪ ،‬نجيب بوليف الذي تم تعيينه‬ ‫رئيسا لعدة قطاعات حكومية دون أن تكون لديه الكفـاءات المطلوبة‪ ،‬أو بسيمة الحقاوي المتهمة‬ ‫بالتراخي في معالجة وضع األسرة المغربية‪ ،‬وسالمة النساء واألطفال‪ .‬لقد شغلت كرسي الوزارة دون‬ ‫أن تحل المشكالت االجتماعية التي تقوض المجتمع المغربي‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬حطمت رقما قياسيا في‬ ‫حركات االحتجاج التي واجهت وزارتها مقارنة بالقطاعات الوزارية األخرى‪.‬‬ ‫من بين المرشحين اآلخرين الذين تم االتصال بهم في البداية‪ ،‬نجد محمد يتيم الذي اهتم بحياته‬ ‫الخاصة بد ًال من حل مشاكل البطالة المستفحلة بين الشباب‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬سيضطر األمين العام لحزب‬ ‫المصباح إلى «جلب» شخصيات جديدة أكثر كفاءة من خارج الدوائر اإلسالمية‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬سيكون‬ ‫هو هدف تبادل إطالق النار بين صقور الحزب الذين سيكونون «ضحايا» للتعديل الوزاري المقبل‪ .‬ليس‬ ‫سراً أن ‪ PJD‬يفتقر إلى األطر والمهارات‪ ،‬ال سيما في مجال إتقان إدارة المشاريع الكبرى المفترضة وفق‬ ‫النموذج التنموي الجيد‪.‬‬ ‫حزب العدالة والتنمية ليس الوحيد الذي يجتاز هذا الموقف‪ .‬إدارة هذه المرحلة أيضًا تعني بعض‬ ‫قادة األحزاب السياسية‪ ،‬التي تعاني تشكيالتها من وضع داخلي هش ال تحسد عليه‪.‬‬ ‫تأتي اإلشارة األولى المزعجة من األمين‬ ‫العام للحركة الشعبية محنــد لعنصـر‪ ،‬الذي‬ ‫جمع‪ ،‬على نحــو عاجل‪ ،‬مكتبــه السياســي‬ ‫للتداول في السيناريوهات المحتملة للتعديل‬ ‫الوزاري الجديد‪ ،‬والتي سيتفاوض في شأنها‬ ‫مع رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫تجدر اإلشــارة إلى أن العقليــات التي ال‬ ‫تزال قائمة لم تستوعب أسس التغيير الكبير‬ ‫التي دعا إليها الملك‪ .‬المثال األكثر وضوحا‬ ‫يأتي من عبد اإلله بنكيران‪ ،‬رئيس الحكومة‬ ‫السابــق الذي ما يزال يطمــح في استعـــادة‬ ‫منصبه‪ .‬هذا فقط!‬ ‫عقد وزيـــر الداخليـة عبد الوافي لفتيت‬ ‫اجتماعاً في تطوان مع والة وعمال األقاليــم‬ ‫ورؤســـاء الجهـــات‪ ،‬فضــ ًال عـــن مسؤولـي اإلدارة المركزية‪ .‬االجتماع كان فرصة لتجديد الدعوة إلى‬ ‫جميع مصالح وزارة الداخلية لبذل المزيد من الجهود لتحقيق إنزال جيد للمبادئ وللتوجيهات الملكية‪،‬‬ ‫على أساس ضمان مصلحة المواطنين و الوفاء بمسؤولياتهم‪ ،‬بكل اإلخالص والشفافية والمثابرة‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬تستعد الوزارة المكلفة باإلصالح اإلداري اآلن للدخول البرلماني في شهر أكتوبر لعرض‬ ‫مجموعة من مشاريع القوانين‪.‬‬ ‫إنها مسألة إعطاء «نفس جديد» لإلدارة المغربية التي تحتاج إلى إصالح مهم‪ ،‬رغم أن هذا القطاع‬ ‫قد تطور خالل العشرين سنة الماضية‪ .‬يتعلق النص األول بقانون يحدد «ميثاق الخدمات العامة»‪ ،‬عبر‬ ‫إنشاء إطار يحسن مناخ الخدمات والحكامة الجيدة‪ .‬النص الثاني متعلق بإنشــاء إطار مرجعي للمهام‬ ‫والكفاءات ‪:‬‬ ‫«لدينا عجز في ثقافـة الكفاءات‪ ،‬هذا المرسوم هو المدخل الرئيسي إلصالح الخدمة العامة»‪ ،‬كما‬ ‫تقول الوزارة‪ .‬ويتعلق مشروع القانون الثالث بالسياسة الوقائية ومكافحة الرشوة‪ ،‬ويهدف إلى تعزيز‬ ‫السلطات في هذا المجال‪ .‬ويتعلق التشريع األخير بتنقيح القانون األساسي بشأن التعيينات في المناصب‬ ‫العليا‪.‬‬ ‫هل سنكون أكثر فعالية عمليا بدل االكتفاء باألقوال؟‬ ‫باإلضافة إلى هذه الجوانب المختلفة‪ ،‬حث الملك محمد السادس الرأسمالية المحلية بالظهور أكثر‬ ‫دينامية‪ ،‬وأكثر وطنية‪ ،‬وذلك بالمشاركة الفعالة في االستثمار المنتج‪ ،‬مع االنفتاح على الرأسمال األجنبي‪،‬‬ ‫تفاعال مع مقتضيات العولمة‪.‬‬ ‫إن قطاعات جديدة ستكون مفتوحة أمام المنافسة األجنبية‪ ،‬والتي بالتأكيد‪ ،‬لن ترضي جميع أولئك‬ ‫الذين يستندون لعقود من الزمن‪ ،‬وبشكل مريح‪ ،‬إلى امتيازات دون أي قيمة مضافة بالنسبة للمواطنين‬ ‫والشباب‪..‬‬ ‫إنها انتفاضة حقيقية في العمـق‪ ،‬بحيث ستستعد البالد كي تعيـش تنفيذ اإلصالحات والسياسات‬ ‫قصد تحسين أوضاع الماليين من المغاربة خالل الخريف المقبل‪.‬‬


‫امللحق الثقايف‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1006‬ـ الثالثاء ‪ 13‬إلى ‪ 19‬غشت ‪2019‬‬

‫هكذا‬

‫الشاعرة رودي سليمان‬

‫قصائد‬ ‫جسد واحد ال يكفي‪ ،‬للحب سبعون عاما‬ ‫أريد ان استلقي هنا‪،‬‬ ‫أنظر‪ ،‬العشب جاف وخشن‪ ،‬يليق بمشهد أحمر‪.‬‬ ‫قدمي تنزف بعد جري طويل‪،‬خلف األرانب‪،‬‬ ‫أمزق قطعة من قميصك‪ ،‬ألوح بها عكس الريح ‪.‬‬ ‫تلبس قدمي فرو أرنب رمادي‪ ،‬كما لو كنت هابيل‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬

‫فتحت ثالث صنابير ذهبية‬ ‫صنبور ماء‬ ‫صنبور حليب‬ ‫صنبور عنب‬ ‫سقى الماء بذرة الحب داخلي‬ ‫واخترق الحليب حفرك السوداء بقلبي‬ ‫أما العنب‪ ،‬جعلني أرقص وأغني‪،‬‬ ‫‪...Ne me quitte pas‬‬ ‫‪-------------‬‬‫كنت قريبا إلى درجة عدم الرؤية‬ ‫اتذكرك‪ ،‬عندما أنسى‬ ‫وأنا الرأس الذي رمى ذاكرته في النهر‬ ‫الذي سقطنا فيه معا‪،‬‬ ‫أنت سبحت‪ ،‬أنا لم أجدني‪.‬‬ ‫‪------------‬‬‫كان حلما مائال نحو هناك ‪...‬‬ ‫فستان الدوم ممزق فوق جسدي‬ ‫ساقي اليمنى تلوح لي من بعيد‬ ‫يد ثالثة تنبث بضلعي‬ ‫كلما فكرت في الركض‪ ،‬وجدتني أقفز ألعلى‬ ‫كلما فكرت في التوقف‪ ،‬أجدني أركض‬ ‫كلما صرخت‪ ،‬خرجت من لساني عاريا محلقا‬ ‫‪J’étais sûre de moi, je vivais tranquille‬‬ ‫‪Et ta main dans ma main je croisais les doigts.‬‬ ‫إنه حلم‬ ‫انه حلم‬ ‫‪J’étais sûre de moi, je vivais tranquille‬‬ ‫‪.Et ta main dans ma main je croisais les doigts‬‬ ‫لم يصر كابوسا بعد‪،‬‬ ‫حتى فتحت عيني وكان خدي المحشو بعشب قبرك غارقا في‬ ‫التراب‪.‬‬ ‫‪Bravo tu as gagné, et moi j’ai tout perdu.‬‬ ‫‪--------------‬‬‫الجدار الساقط في حب ما‪،‬‬ ‫الجدار المنطوي على ظهره‪،‬‬ ‫الجدار الباكي‪ ،‬في منتصف عمره‪،‬‬ ‫الجدار الذي فقد لونه‪ ،‬بعد بكاء طويل للعالم‪،‬‬ ‫الجدار الذي‪ ،‬حفرته رؤوس السكارى عند الثالثة فجرا‪،‬‬ ‫الجدار الذي‪ ،‬يصير أحيانا مرحاضا للمنسين بال بيوت‪.‬‬

‫الشاعرة نوال شريف‬ ‫الجدار الذي‪ ،‬يلتقي خلفه حبيبان يفرقهما طفل نشوة عابرة‪.‬‬ ‫الجدار الذي‪ ،‬يخرج لسانه كلما التقطت معه صورة‪،‬‬ ‫الجدار الذي‪ ،‬هو أكثر من جدار ‪.‬‬ ‫‪---------‬‬‫الصمت‪،‬‬ ‫الصمت‪ ،‬ليس مجرد كلمة‪،‬‬ ‫إنه جسد بال جيوب‪.‬‬ ‫الصمت‪ ،‬زفرة الطين األولى‪.‬‬ ‫الصمت‪ ،‬شكل هندسي‪،‬مائي‪.‬‬ ‫الصمت نص ‪ ،‬يلوك صوته‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أنا النص‪،‬‬ ‫ال هوية لي‬ ‫ال أحبال صوتية‪ ،‬ترقص بي‬ ‫ال إيقاع لي‬ ‫ال لون لي‬ ‫ال ظل لي‬ ‫أنا الفم الممزق للصمت‪.‬‬ ‫‪----------‬‬‫كان بوسع العالم أن يكون واضحا‪،‬‬ ‫لكن‪...‬‬ ‫كان بوسع الحقيقة أن تكون شظية ملتئمة‬ ‫بدل مرآة منكسرة ‪.‬‬ ‫كان بوسع السماء‪ ،‬أن ال تكون أصال‪.‬‬ ‫كان بوسع جسد القرية‪،‬‬ ‫أن ال يغادره عطر الوحل وأوراق الحناء اليابسة‪،‬‬ ‫كان بوسعها‪ ،‬أن تظل طاهرة دون اغراءات المدينة‪.‬‬ ‫كان بوسعي أن أكبر‪ ،‬لو لم تكن هناك دهشة قابلة للضياع‪.‬‬ ‫‪-------‬‬‫ترقصين بال عاطفة‪،‬‬ ‫هكذا كما نسيم صحراوي‪،‬تقفزين‪.‬‬ ‫تدوسين على الشوك‪،‬والشوق‪.‬‬ ‫صدرك المتخن باللغة ‪،‬ال يظهر‪،‬‬ ‫ظهرك عاري من حقيقة‪.‬‬ ‫ترقصين‪،‬وحدكترقصين‪،‬‬ ‫كنسيم صحراوي‪.‬‬ ‫تدورين كعاصفة من أفاعي‪.‬‬ ‫تتلوى الرغبة في االحتراق‪،‬‬ ‫كلما نفخ فاك الرملي بماء‪.‬‬ ‫‪--------‬‬‫الحب‪،‬‬ ‫هو العشب الذي‪،‬ينبت بعيدا عن الضوء‪.‬‬ ‫هو الفراشة‪ ،‬التي لن تغادر شرنقنها‪.‬‬ ‫هو الصرصور الذي‪،‬قطع لسانه في موسم الحصاد‪.‬‬

‫هكذا‬ ‫أقبّلك ويلمسك جبيني ثم أضعك زاوية القلب‬ ‫ربوني أهلي‬ ‫ركن ما‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫االحتفاظ‬ ‫قبل‬ ‫النعمة‬ ‫أن أقبّل‬ ‫ٍ‬ ‫هكذا‬ ‫أرسم ريشة على سحابة بيضاء‬ ‫لتنمو حتى المساء‬ ‫وأطيّر قلبي إليك لي ً‬ ‫ال (كطائر)‬ ‫نعم أنا الطائر العاشق‬ ‫يحمل بمنقاره صر ًة‬ ‫فيها بقايا القلب المتيبس مذ بعدّتنا المسافات‬ ‫هكذا‬ ‫أمرّن قلبي تمارينه االعتيادية‬ ‫ً‬ ‫لياقة‬ ‫ليكون أكثر‬ ‫وهو يركض خلف عبقك الساحر‬ ‫هكذا‬ ‫أغامر‬ ‫وأتهوّر نحو وكر الدبابير‬ ‫لتلسعني حشرات الغابة الصيفية‬ ‫أبرّر بأكثر من حجة لتورم قلبي من حبك‬ ‫فتتجاهلني ألسنة البشر‬

‫هكذا‬

‫بصقت على صور كثيرة‬ ‫وبعض القصائد التي يسكنها صوتك‬

‫ـسوريا‪ /‬السويد ـ‬

‫هكذا‬ ‫جبال بعيدة‬ ‫في‬ ‫لخرافي‬ ‫(بريفانة)*‬ ‫راعية‬ ‫أصبح‬ ‫ٍ‬ ‫أتعوّد المشي وراء تلك القرابين‬ ‫وأهشها بعصا الرمان الرفيع‬ ‫فأجدُ متسعاً من األرض‬ ‫وحججاً كثيرة‬ ‫ألربي قلبي أن يحبك بتقشّف ريثما أرعى القطيع‬ ‫هكذا‬ ‫تعيش أنتَحياتك باعتيادها‬ ‫وأعيش حياتي بمغامراتها‬ ‫ّ‬ ‫وكأن مغامراتي الكثيرة تاهت عن اعتيادك‬ ‫فحبذا لو نلتقي عند عمود اإلنارة‬ ‫في الشارع األخير قبل البحر‬ ‫والجادة الثانية‬ ‫المدخل األول‬ ‫هناك‬ ‫حيث يشاء القمر االنتحار على صدى خطوتك‬ ‫خروج لك من البيت‬ ‫في كل‬ ‫ٍ‬ ‫وهكذا‬ ‫ُ‬ ‫أهرول في سبيل الشمال‬ ‫وتمشي أنت نحو الجنوب‬ ‫نلتقي‬ ‫حيث وقع مني قلبي‬ ‫ودفع بك الحظ العاثر‬ ‫فيُقال فينا المثل هنا‪:‬‬ ‫(لمة المنحوس على خايب الرجا)‬

‫*بريفانة‪:‬هي حلاّ بة الغنم في الجبال (باللغة الكردية)‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫من أجل عيونك‬ ‫من �أجل �سحر حروفك‬ ‫�س�أ�صدق �أقوال ال�شعراء‬ ‫�س�ألتحف ع�شق املجانني‬ ‫و�أرق�ص حافية القدين‬ ‫�أك�شف عن �ساقي‬ ‫و�أك�شف و�أك�شف‬ ‫من �أجل ا�سمك املو�شوم‬ ‫على �صدري‬ ‫�س�أ�صلي‬ ‫�س�أ�رسد ق�صة اخلروج‬ ‫والعبور القتحام عواملك‬

‫املدججة بالغواية‪..‬‬ ‫دثرين بعطر �أنفا�سك‬ ‫لأرتوي من نبيذك‬

‫حتى الرمق الأخري‪..‬‬ ‫الآن فقط‬

‫�س�أعلم كيف يتحول اللهاث‬ ‫�إلى �سيول جارفة‬

‫كيف ت�صبح احلكمة جنونا‬

‫واجلنون �ضياع يف جحيم‬

‫رمادك‪...‬‬

‫ق�صائد‬

‫قصائد‬

‫هاذ الواد غارق ماغرق جوفنا‬ ‫بارد كيف ال�صمت يل ف خيمتنا‬ ‫حامل كيف حاملني همومنا وهبالنا‬ ‫مخلو�ض مو�سخ ب�شال حماق فينا‬ ‫كيف نقطع الواد ما بانو حجاور‬ ‫من�شفو جنابو‬ ‫كيف ن�رشب جغيماتو‬ ‫هاذ الواد �ساير فينا‬ ‫قطعنا طول وعر�ض وكب هبالو فينا‬ ‫«‪ « « « « « « « ‬‬ ‫كيف ي�صري ف هاد حلمام‬ ‫حلط جنب الواد‬ ‫حامل مر�سال لغبينة‬ ‫من حباب قطعو الواد ماوالو‬ ‫اييه ما والو �سولو فينا‬ ‫‪..‬كيف بقينا من ديك لليلة‬ ‫حلمل فيها الواد‬ ‫غرقنا‪ ......‬وغرق فينا‬ ‫«‪ « « « « « « « « ‬‬ ‫كيف �صبحنا و�رصنا حكاية مكتوبة بحجر الواد‬ ‫وغوات ديك لبهيما من عرفاتو جاي‬ ‫دك لليلة حمل الواد‬ ‫غ�ضب غ�ضبة جمنونة غوت غوتا وجع‬ ‫كال �شبع وزاد وخالنا يتامى ديال الواد‬ ‫«‪ « « « « « « « « ‬‬ ‫لغد جانا قايد لبالد ب�سلهامو وفر�سانو‬ ‫ح�صى فينا لبقى ولتدفن حتت الواد‬ ‫�شال متدفن حتت الواد‬ ‫�شال ممات فوق الواد‬ ‫قايد البالد زمم ف وراقو‬ ‫ح�صى ليتح�صى وما يتح�صى‬ ‫دون �سميات كانوا برا برا برا �ألواد‬ ‫�سميات �صغار كانوا جنب �ألواد‬ ‫لربا الواد كرث من يل جنب الواد‬ ‫قايد البالد جمع �أهل االدوار خطب فينا وقال‬ ‫ياهل �ألواد ولبقاو من حملة الواد‬ ‫مت�سمعو غري لي�رس البال‬ ‫راه جانا وجانا وجبنا من هنا وهنا وبرا ولداخل‬ ‫�شال خري كثري كل واحد منكم ليه �شواري قمح و�شعري‬ ‫وزيد وزيد وزيد‬ ‫«‪ « « « « « « « « « « « ‬‬ ‫ت�سنينا‪..‬ت�سنينا‪..‬ت�سنينا‬ ‫كيف دميا‬ ‫اليوم كيف لبارح‬

‫والبارح كيف ليوم‬ ‫وغدا كيف غدا وغدا كيف بعد غدا‬ ‫وكيف هاذ العام‬ ‫كيف ديك العام‬ ‫ت�سنينات�سنينات�سنينا‬ ‫حتى مات لوقت فينا‬ ‫«‪ « « « « « « « « « ‬‬ ‫م�شفنا �شعري غري الريح‬ ‫مابنينا دار غري خيمة ف دوار‬ ‫ول جنا م�شى و م�شى عند خلارجني برا برا برا الدوار‬ ‫كيف ي�صري قايد لبالد‬ ‫مارحمنا ف وزيعتو‬ ‫الأحباب معزونا فلي حتت تراب‬ ‫كيف ي�صري لكا�س فا �ض من الهم‬ ‫ر�شينا حتت خليمة‬ ‫ولينا حكاية ديال مالني الواد‬ ‫نحكيها كل اليوم جنب الواد‬ ‫ايوا الله يحفظنا ويحفظكم‬ ‫من غ�ضبة الواد‬ ‫وزيعة قايد لبالد‬ ‫وق�سوة �أحباب‬ ‫اللي قطعوا الواد ماوالو �سولو فينا كيف بقينا‬ ‫من دك الليلة حلمل فيها الواد‬ ‫غرقنا‬ ‫وغرق فينا‬

‫وجهك‬ ‫العاري‬ ‫وجهك العاري‬ ‫في شح النهار‬ ‫يئن للعاصفة‬ ‫وأحمر الشفاه الفادح‬ ‫لم يعد‬ ‫ليرسم على شفتيك‬ ‫خارطة القبل‬ ‫وبيني وبينك‬ ‫مسافة عطر‬ ‫وبضع أغنيات‬ ‫تنخر سر الوتر‬ ‫أدنو مني‬ ‫رددي على مسامعي تراتيل‬ ‫عشق أخر‬ ‫فقد سقط عن وجهي‬ ‫ظل المرايا‬ ‫ترنح على الجرح‬ ‫زمن غدر‬ ‫أتهاوى في العشب‬ ‫آخر ورقة‬ ‫تفقدها الشجرة‬ ‫هو العمر‬ ‫لسع الجسد وفر‬ ‫بين الغصن واألرض‬ ‫مسافة ضوء‬ ‫كفيلة بأن تقرأ‬ ‫تفاصيلي الضئيلة‬ ‫على رقعة الكف‬ ‫ال ألم ‪...‬‬ ‫فقد ضاع مني‬ ‫حدس األغنيات‬ ‫وضجيج الذكريات‬ ‫نزفت من أصابعي سويعاتي‬ ‫كما تنزف‬ ‫الغيمة بالمطر‬ ‫مصيري سيدتي‬ ‫أن أطوي صفحاتي‬ ‫أسلم مفاتيحي للقدر‬ ‫سأعلق آمالي كاملة‬ ‫على عتمة الليل‬ ‫أهديها ألول عابر‬ ‫يتسلق حلمي‬ ‫أنزوي كأقصوصة‬ ‫شاخ عنها الحكي‬ ‫تناست شخوصها‬ ‫في آخر سطر‪....‬‬

‫الشاعر عزيز لعمارتي‬

‫وجهك العاري‬

‫تعال نلملم اجلراح‬ ‫�أريد �أن �أراك‬ ‫�أريد �أن �أعرتف‬ ‫�أمام الله ‪�..‬أمام الع�صافري‬ ‫و�أمام كل الغجر‬ ‫�أين ع�شقت القمر‬ ‫من �أجل عيونك‬ ‫�أقر الآن انهزامي‬ ‫حتت وط�أة حبك‬ ‫من �أجل رع�شة �أناملك‬ ‫�أ�سهر ملء جفوين‬

‫الشاعرة هند بنيس‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫‪10‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫ق�صائد‬

‫الشاعر مصطفى حناني‬

‫نص ‪ :‬ايوب الشريفي‬ ‫ترجمة ‪:‬رجاء مرجاني‬ ‫‪Ma mère‬‬ ‫‪ne sait rien‬‬ ‫‪De l’opération césarienne‬‬ ‫‪Elle ne sait pas‬‬ ‫‪Qu’on crie si peu‬‬ ‫‪Là-bas‬‬ ‫‪Et que les femmes ac‬‬‫‪couchent‬‬ ‫‪En dormant‬‬ ‫‪Là-bas...‬‬ ‫‪Elles ne connaissent pas‬‬ ‫‪bien‬‬ ‫‪Ma mère‬‬ ‫‪Elles ne savent pas‬‬ ‫‪Qu’elle accouche‬‬ ‫‪De façon tout à fait diffé‬‬‫‪rente‬‬ ‫‪D’un endroit tout à fait dif‬‬‫‪férent...‬‬ ‫‪Ma mère est la seule à ac‬‬‫‪coucher‬‬ ‫‪De ses yeux‬‬ ‫‪Elle accoucha de mon frère‬‬ ‫‪martyr‬‬ ‫‪Larme après larme‬‬ ‫‪Elle l’a nourri‬‬ ‫‪De hululements la nuit‬‬ ‫‪C’est pourquoi‬‬ ‫‪en toute vitesse‬‬ ‫‪Il a grandi‬‬ ‫‪Maintenant‬‬ ‫‪Il ne bouge pas‬‬ ‫‪Ne parle pas‬‬ ‫‪Sans jambes‬‬ ‫‪Il ne peut aller avec nous‬‬ ‫‪A l’école‬‬ ‫‪Il se contente‬‬ ‫‪d’escalader son visage‬‬ ‫‪Et de grandir‬‬ ‫‪Sous forme de rides....‬‬ ‫أمي‬ ‫التعرف شيء عن الوالدة القيصرية‬ ‫التعرف‬ ‫ان الصراخ قليل هناك‬ ‫وانهنّ َّ‬ ‫يلدن وهن نائمات‪..‬‬ ‫هناك‪...‬‬ ‫اليعرفنَّ امي جيداً ‪،‬‬ ‫اليعرفن‬

‫ ‪Poète :Ayoub Sherifi‬‬‫‪Traduction :Raja Morjani‬‬ ‫بانها تلد بشكل مختلف‬ ‫من مكان مختلف‬ ‫امي الوحيدة تلد من عينيها‬ ‫ولدت اخي الشهيد دمعة دمعة‬ ‫أطعمته العويل ليال‬ ‫لهذا كبر سريعاً‬ ‫هو اآلن‪..‬‬ ‫ال يتحرك‬ ‫ال يتكلم‬ ‫ال ساقين له ليذهب معنا الى المدرسة‬ ‫فقط يتسلق وجهها وينمو على هيئة‬ ‫تجاعيد‪...‬‬ ‫(ترجمة رجاء مرجاني)‬ ‫‪L’année 1988‬‬ ‫‪Mon père est revenu de guerre‬‬ ‫‪Sain et sauf.‬‬ ‫‪Pendant cinq jours‬‬ ‫‪Il n’a pas dit un seul mot‬‬ ‫‪Le matin du sixième jour‬‬ ‫‪Nous l’avons trouvé‬‬ ‫‪Près du mur du jardin‬‬ ‫‪Vêtu d’un tissu noir‬‬ ‫‪Regardant une file de fourmis‬‬ ‫‪Soudain après avoir crié :‬‬ ‫‪«Ils vont bombarder‬‬ ‫»! ‪La maison‬‬ ‫‪Il nous a demandé‬‬ ‫‪De vite nous baisser‬‬ ‫‪Et d’entrer avec elles‬‬ ‫‪Dans le trou du mur.‬‬ ‫عام ‪1988‬‬ ‫عاد ابي من الحرب سالماً‬ ‫ولخمسة ايّام لم ينطق كلمة واحدة‬ ‫صباح اليوم السادس‬ ‫وجدناه جالسا قرب جدار الحديقة‬ ‫يرتدي قماشآ اسود وينظر لسرب من النمل‬ ‫فجأة أمرنا ان ننخفض سريعا‬ ‫وندخل معهم في ثقب الجدار‬ ‫بعد ن صرخ سيقصفون البيت‬

‫أيُّها الجفاف‬ ‫رفقا بصلصالي ‪،‬‬ ‫فقد صار دويالت صغيرة‬ ‫في جغرافيا جسد بال هوية ‪ ،‬وال تاريخ‪....‬‬ ‫أيها السحاب‬ ‫لماذا يعاند ماؤك الريح ‪..‬‬ ‫ويعانق صدر الصبار ‪..‬‬ ‫وال يبكي ‪...‬؟‬ ‫إذ ‪،‬‬ ‫يدميه الشوك ‪،‬‬ ‫والشوق في الحقول خبرة فالح ‪...‬‬ ‫أيها المدى‬ ‫لماذا تفسح الجبال ممراتها للريح ‪،‬‬ ‫وتهدي جداولها للماء ‪ ..‬عنوة ‪...‬؟‬ ‫ما الذي يجعل الجبال تنحني ‪،‬‬ ‫وتراقص السحاب في ذكرى اقتناص البخار ‪...‬؟‬ ‫وما الذي يدفع كل هذه األوجاع في ذاكرتي للتضامن‬ ‫فيما بينها ‪ ..‬ضدي ‪!!...‬‬ ‫وضدي ‪ ،‬منعزل عني ‪..‬‬ ‫وليس معي‪...‬؟‬ ‫وكل هذا العسكر من حولي ‪..‬‬ ‫سياج ‪...‬‬ ‫لست حاكما ‪،‬‬ ‫وال أسيرا ‪..‬‬ ‫وال حتى ‪..‬‬ ‫جاسوسا مزدوجا يا « كويلهو « ‪...‬‬ ‫لتقص ‪،‬‬ ‫عني حكاية من وحي خيالك ‪...‬‬ ‫( كم كانت ‪ ،‬وما تزال تثيرني ازدواجية االستخبار ‪)...‬‬ ‫يغريني ‪..‬‬ ‫صوت الساكسفون ‪،‬‬ ‫حين يتغلب على الطبل في حفالت الوال ِء ‪........‬مْ‬ ‫ويغريني‬ ‫حاجب السلطان ‪،‬‬ ‫عندما ‪..‬‬ ‫يسكت الحضور ‪،‬‬ ‫و يبعدهم عن الكاميرا بطرطقة إصبعين ‪...‬‬ ‫يستفزني‬ ‫« زيوس « حين ‪ ،‬يبتسم في ثغر «هيرا» ويغسل ‪،‬‬ ‫في نهديها تعب المعارك ‪...‬‬ ‫فتبدي هي ‪..‬‬ ‫رضاها ‪،‬‬ ‫مزيحة كل الخدم عن القصر ‪،‬‬ ‫برفع كفها ‪ ،‬مبسوطة‬ ‫كحكم دولي في كرة القدم ‪...‬‬ ‫متجاهلة ‪..‬‬ ‫كل النظرات‬ ‫المستبدة‬ ‫المحيطة‬ ‫بسيف حبيبها في معارك الغرق‬ ‫هيرا ‪...‬‬ ‫يا إلهة الصخر‬ ‫والرمل ‪،‬‬ ‫الذي عال أكتاف سيزيف ‪..‬‬ ‫ولم يسقط ‪...‬‬ ‫يا عشتارنا المسروقة‬ ‫في تخاريف المعتوهين والحمقى‬ ‫وفي الحصى الراحل في سرير وديان‬ ‫جائعة‬ ‫تائهة‬ ‫معربدة‬ ‫تلعق ‪،‬‬ ‫الشؤم ‪..‬‬ ‫والبؤس ‪..‬‬

‫وبؤبؤ ‪ ،‬عينيها ‪ ..‬ال صورة واضحة فيه ‪،‬‬ ‫غير هذا الالشيء ‪...‬‬ ‫أيها الشيء في الالشيء ‪..‬‬ ‫كالخبز‬ ‫بين النار ‪ ،‬والحطب ‪ ..‬في فرن الطين ‪...‬‬ ‫ما‬ ‫الذي تحكيه العجينة للهب النار ‪...‬؟؟‬ ‫كيف ‪،‬‬ ‫يتلقف اللهب السؤال ‪..‬‬ ‫ويتأبطه‬ ‫« إنانكا «بشغف للقاء «ثاناتــــوس»‪ ،‬رب المـــوت‬ ‫اللطيف‪...‬؟‬ ‫تلقفنا الطوى‬ ‫فهات ‪..‬‬ ‫خبزك يا « جايا « العقيمة‬ ‫لتحيا أجنحة « فلوبتاس «‬ ‫وتطير ‪،‬‬ ‫عصافير من أعشاش خمائل جسد الحرمان‬ ‫ونغلق ‪ ،‬بوابات المنافي‬ ‫مصوبين ‪..‬‬ ‫الرصاص نحو رأس «تارتاروس «‬ ‫الطويلة‬ ‫ونخبر ‪ ،‬موج البحر‬ ‫بأن ‪ ،‬صوت الملح في حلوق البجعات ‪،‬‬ ‫عار ‪..‬‬ ‫من الهواء ‪ ..‬ومن األخبار ‪..‬‬ ‫عن وطن ‪،‬‬ ‫انسلخ جلده عن هيكل األسطورة ‪...‬‬ ‫يا ‪،‬‬ ‫وجع المقامات في الحكي عنّا ‪!...‬‬ ‫كيف ‪،‬‬ ‫نبدد القروح ‪...‬؟‬ ‫و ّ‬ ‫كل ‪ ..‬هذه الندوب تدل علينا ‪...‬؟؟‬ ‫وكيف ‪..‬‬ ‫نغسل صوت الحشرجات على أسفلت موانئ ‪..‬‬ ‫من كلس الجوع األبدي ‪...‬؟!‬ ‫ليبتسم ‪..‬‬ ‫عيسى بن هشام ‪،‬‬ ‫ونعيد ‪ ،‬له ‪ ..‬منصب الصوت فينا ‪!...‬‬ ‫يا ‪...‬‬ ‫صوت اهلل الغافي ‪!...‬‬ ‫في وسائد الغيم المسافر ‪..‬‬ ‫أمهلنا ‪...‬قليال ‪،‬‬ ‫من زمن روائح حطب الغابات‬ ‫فنطهوَ ‪..‬‬ ‫من سنابل العمر ‪ ،‬طعاما وفير اللذة‬ ‫ألجساد قتلها الملح ‪...‬‬ ‫وأفسدت ‪،‬‬ ‫نكهتها ‪ ..‬أصوات غيرة األنبياء ‪...‬‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫�سرية‬ ‫ال�شجر‬ ‫آللهة عيون في الماء‬ ‫ال ترسو في أية جهة لليباس‬ ‫هي أبدا تهرس الضباب‬ ‫تمنح لألشياء سيرة الشجر‬ ‫اختراق المحار المشنوق على أبواب المطار‪..‬‬ ‫غطاء الموتى يبور في الريح‬ ‫تنحني صوامع من شمع للمساءات‬ ‫لكنها على الدوام تغوص في األزرق‬ ‫تتخذ شكل المرافئ‬ ‫تخطف صور المرايا المكسرة‬ ‫في المحو‬ ‫هل حقا كانت هنا مظالت؟‬ ‫سحب من أياد اآللهة العطشى‬ ‫للمدى ؟‬ ‫للمطر الساكن في الموت‬ ‫ال أحد له لوح للسفر في المالذ‬

‫الشمال الثقافي‬

‫شعر آخر‬ ‫محمد بنقدور الوهراني‬

‫الشاعر عبدالعزيز أمزيان‬ ‫هي تنهيدة تعاند الصور المرمية في األطراف‬ ‫خرقة بالية تجدد الدم‬ ‫تحفر خطوات الكينونة‬ ‫وأنفاس الغد لرحم سيأتي‬ ‫بال أي معنى‬ ‫وبال أي شكل للقادم من الموت‪..‬‬

‫هل العبقرية من‬ ‫خصائص اإلنسان؟‬ ‫بيسان بن ميمون‬ ‫[‪ ]...‬أينشتاين‪ ،‬بالذات الذي هو النموذج المثاليّ‬ ‫للعبقريّ الحداثيّ‪ ،‬سلم مفتاحاً يتعلق به‪ « :‬الخيال‬ ‫أكثر أهمية من المعرفة‪ .‬فالمعرفة محدودة ‪ ،‬في حين‬ ‫أن الخيال يضم العالم كله‪ ،‬ويحفز التقدم‪ ،‬ويستحث‬ ‫التطور‪ :.‬بشكل أوضح يمكن أن نقول إن العبقرية‬ ‫قد تكون مسألة خيال‪ .‬فهو الذي يدفع ربما البعض‬ ‫إلى فعل أو التفكير في أمور يحظر غالبة الناس على‬ ‫أنفسهم الخوض فيها‪ ،‬وهو الذي يرفع ربما الكوابح‬ ‫المتعلقة بالتربية أو المجتمع ‪ ،‬وذلك لإلبداع بشكل‬ ‫أفضل‪ .‬لقد قام أينشتاين وداروين وبيكاسو وغوته‬ ‫بثورات‪ ،‬كل في مجاله‪ .‬وقد َّ‬ ‫توفر لهم العناصر نفسها‬ ‫التي كانت لمعاصريهم‪ ،‬لكن خيالهم أتاح لهم البعد‬ ‫عن القواعد واألعراف‪.‬‬

‫عملية ال شعورية‬ ‫ُ‬ ‫الخيال؟ لم يسمح أي تفسير بيولوجي‬ ‫ترى مم يحاك‬ ‫إلى يومنا هذا بحل هذا اللغز‪ .‬غير أن عالم الرياضيات‬ ‫الفرنسي الكبير هنري بوان كريه(‪ )1‬أكد على السمة‬ ‫الفجائية لالكتشاف الذي يفرض ذاته على الذهن‬ ‫بالرغم من هذا األخير تقريباً‪ ،‬إذ وصفه باعتباره نوعاً‬ ‫تأويل منطقيّ‬ ‫من القفز ااإلدراكي الي يتعذر على كل‬ ‫ٍ‬ ‫أو عقالني أو شعوري‪.‬‬ ‫يصف بوان كريه هذه العملية بتقسيمها إلى أربعة‬ ‫أطوار‪ :‬التشبُّع‪ ،‬الكمُن‪ ،‬اإلشراق واإلظهار‪.‬‬ ‫فالتشبع هو المرحلة السابقة التي يستوعب الفرد‬ ‫شعورياً فيها معطيات المشكل‪ ،‬ثم تاتي مرحلة الكمون‬ ‫حيث ‪ :‬يقطع الفرد اتصاله» ويفكر في شيء آخر‪ ،‬في‬ ‫حين تواصل المعطيات المستوعبة طريقها على نحو‬ ‫الشعوري‪ .‬وتعد المرحلة الثالثة‪ ،‬وهي اإلشراق األكثر‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫بروزاً ألنه فيها يظهر الحل على شكل غير متوقع‪.‬‬ ‫وتتمثل المرحلة األخيرة وهي اإلظهار‪ ،‬في ترجمة‬ ‫محتوى اإلشراق إلى مصطلحات عقالنية واجتماعية في‬ ‫التحقق منها‪.‬‬ ‫فهل العباقرة إذن «متنورون»؟ لنتروّ قلي ً‬ ‫ال‪ .‬هناك‬ ‫تجربة يختبرها الكثيرون منا في الحياة اليومية‪ :‬عندما‬ ‫يستعصي علينا مشكل مّا كثيراً‪ ،‬إذا بنا نجد حله بعد‬ ‫ليلة نوم ‪ ،‬أو حتى أثناء حلم‪ ،‬يقوم العباقرة بمثل هذا‪،‬‬ ‫إال أن اختالفهم معنا‪ ،‬يكون في أن تحدياتهم تكون‬ ‫علمية أو ً‬ ‫فنية‪ .‬إن ما يبدو كضربة عبقرية قد ال تكون‬ ‫سوى مرحلة أخيرة من سيرورة طويلة ‪ ،‬وغير شعورية‬ ‫في معالجة المعلومة ‪ ،‬إنها سيرورة ‪ ،‬إذ تتأبى على‬ ‫المنطق الخالص‪ ،‬تتيح الفكر اإلبداعي ‪ .‬فها هو ذا‬ ‫َ‬ ‫تخَيَّل‬ ‫أنشتاينْ يخبرنا أنه في عامه السادس عشر ‪،‬‬ ‫ماذا سيحس به إنسان يركب موجة ضوئية‪ ،‬وتجربة‬ ‫تلك الفكرة هي‪ ،‬حسب قوله‪ ،‬ما كان قد قاده نظرية‬ ‫النسبية المحدودة (‪ . )2‬العباقرة هم ببساطة‪ ،‬ربما‬ ‫حالمون كبار يحققون أحالمهم ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــ‬ ‫المصدر‪ :‬عن المجلة الفرنسية(علم وحياة) حول ‪:‬‬ ‫العبقرية وألغازها ـ «عدد فصلي» رقم ‪(22‬يناير ـ فبراير‬ ‫ـ مارس‪« )2017‬أسئلة وأجوبة»‪.‬‬ ‫(‪Henri Poincaré )1‬‬ ‫(‪Relativité restreinte )2‬‬ ‫ترجمة ‪ :‬بيسان بن ميمون ـ القصر الكبير‬

‫يعتبر الكثير من الكتاب الفايسبوكيين أنفسهم‪ ،‬بشكل من األشكال‪،‬‬ ‫موجة جديدة للحداثة‪ ،‬كفكر وكتيار يبحث عن أفق جديد للكتابة‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن الحداثيين حطموا نموذجا شعريا ظل قائما لمدة طويلة‪ ،‬وقدموا في‬ ‫نفس الوقت نموذجهم الشعري اآلخر انطالقا من مستجدات ومستحدثات‬ ‫العصر‪.‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬ليس من حق كتاب قصيدة النثر‪ ،‬الذين يستلهمون النموذج‬ ‫الحداثي رفض ما يكتبه شعراء الفايسبوك‪ ،‬ألن هذا يدخل في مجال حرية‬ ‫الكتابة التي دعا إليها روادهم في وقت من األوقات‪.‬‬ ‫أما مبرر أن العديد من الفايسبوكيين يكتبون بدون شروط كتابية‬ ‫شعرية مضبوطة‪ ،‬وبدون وعي نقدي قائم‪ ،‬فهذا مرده إلى بداية تشكل‬ ‫التجربة وحاجتها إلى تراكم زمني من أجل االستواء‪ ،‬على الرغم من بروز‬ ‫أصوات شعرية متعددة تصرح بعدم حاجتها إلى نموذج شعري ثابت‬ ‫ومضبوط ومحدد‪ ،‬وال إلى محددات معرفية أكاديمية‪ ،‬مادامت هذه الكتابة‬ ‫مفتوحة على مصراعيها في الفضاء بعيدا عن محددات الزمان والمكان‪.‬‬ ‫بل هناك من يذهب أبعد حينما يعتبر أن الكتابة والقراءة هي الجامع‬ ‫الوحيد الذي يربط بين الفايسبوكيين الذين ال يحتاجون ال إلى النقد‬ ‫األدبي وال إلى التنظير المفاهيمي‪ ،‬هم يكتبون ويقرأون‪ ،‬وكفى‪.‬‬ ‫ومن ال تعجبه كتابتهم عليه تطهير نفسه من عوالق وعوائق العهد‬ ‫الشعري والثقافي البائد الذي ّ‬ ‫حطمته الثورة التكنولوجية‪ ،‬والتهيئة للعهد‬ ‫الجديد‪ ،‬فعما قريب ستذهب كل كتب التنظير واإلبداع هباء‪ ،‬وسيبقى‬ ‫الفضاء اإللكتروني الواسع هو المحدد والجامع والمؤطر‪ ،‬بدون تدخل من‬ ‫أي جهة‪ ،‬سواء كانت إيديولوجية أو أدبية‪ ،‬أو مرتبطة بتحكم دور النشر أو‬ ‫لوبيات النشر الورقي‪ ،‬أو التعويضات المالية المتحكمة في منطق الكتابة‪.‬‬ ‫بمعنى آخر‪ ،‬كل مقاييس وشروط الكتابة المعلومة والمعروفة‬ ‫والمتداولة في الواقع األدبي والثقافي الحالي ستختفي‪ ،‬لتحل محلها أخرى‬ ‫منسجمة مع حقلها التداولي اإللكتروني‪.‬‬ ‫إنه‪ ،‬ببساطة‪ ،‬عصر إبداعي آخر‪ ،‬يتبعه‪ ،‬ضرورة‪ ،‬تذوق وتقبُّل وتداول‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫بهذا المنطق‪ ،‬وبهذا الهاجس‪ ،‬يتواصل كتاب الفايسبوك‪ ،‬غير عابئين‬ ‫باألصوات الكثيرة والمتنوعة التي تدعو إلى ضرورة االتكاء على شروط‬ ‫ومواصفات الكتابة كما حددها الكتاب والنقاد والمهتمون‪.‬‬ ‫هذا هو منطق تفكير األغلبية الساحقة من كتاب الفايسبوك‪ ،‬فإلى أي‬ ‫حد تحمل هذه الرؤية وجاهتها؟‬ ‫وهل يمكن تقبل هذا االنحراف‪ ،‬بمفهوم السير الطرقي‪ ،‬عن الطريق‬ ‫التي رسمها األولون والالحقون من الشعراء والنقاد واألدباء؟‬ ‫ومن له السلطة المعنوية أو المعرفية لتأطير أو توجيه هذا النوع من‬ ‫الشعراء وهذا النوع من الشعر؟‬ ‫هل يمكن لهؤالء الشعراء االقتناع بأن الحقل التداولي الذي يمرحون‬ ‫فيه ال يمكن‪ ،‬بأي حال من األحوال‪ ،‬أن يعوض شجرة الشعر التي استظل‬ ‫بها الشراء منذ العهد األول؟‬ ‫ظاهرة الحرية في الكتابة التي يتبناها الكثير من شعراء الفايسبوك‪،‬‬ ‫ويستدلون بها للترويج ألطروحة اختالف وتميز الكتابة الفايسبوكية‪ ،‬سالح‬ ‫ذو حدين‪ ،‬فهو من جهة يفتح المجال أمام كل من يريد الكتابة الشعرية‪،‬‬ ‫وبالتالي يمكن أن ينتج كفاءات شعرية معتبرة تمتلك الموهبة والقدرة‪،‬‬ ‫ولكنه‪ ،‬في نفس الوقت‪ ،‬يمكن أن يبتعد في أغلبيته العامة‪ ،‬عن األصل‬ ‫والنموذج الذي يجب االعتماد عليه من أجل التصنيف والتمييز والتقييم‪.‬‬ ‫يبقى السؤال الجوهري‪ ،‬لمن يكتب الشعراء الزرق الفاسيبوكيون؟‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬هم يكتبون لقارئ افتراضي‪ ،‬لتصبح المنظومة الشعرية كلها‬ ‫افتراضية‪ ،‬وشتان بين االفتراضي والواقعي‪ ،‬بين الوهمي والحقيقي‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫‪13‬‬

‫ينابيع شاعرية من عبق التاريخ‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬ورُبَّ كلمة من اإلحساس الباطن ينعكس على أذن‬ ‫موسيقية‪ ،‬لشاعر يصوغ داللة الكلمة بفرشاة على لوْحة زيتية‬ ‫‪ .‬تناول األديب الشاعر من مجمع النهرين‪ ،‬والتقاء مصبِّ نهر‬ ‫اللكوس بالمحيط األطلسي‪ ،‬عند المدينة األثرية «ليكسوس»‬ ‫لتختتم دار الشعر موسمها‪ ،‬ولتشدَّ إليها نخبة من ألمع الشعراء‬ ‫لصياغة األجود ‪ .‬ولم أجد لي مقعداً ‪..‬تلك هي القصيدة‬ ‫التي افتتح بها األديب مجلس اإلبداع‪ ،‬وهكذا يتخد الشاعر‬ ‫راج ًال‪ ،‬بزاد رومانسي من شجيرات العرائش لظل ظليل ‪ .‬حين‬ ‫يعانق في الحاضرين سموق الشعر‪ ،‬يُالمس بقلمه وصوته‬ ‫الشجي شغاف األفكار‪ ،‬إلى تجذير نصوص شعرية ليبلغ ذروته‬ ‫الطازجة ‪ .‬ما أجمل الصيف وزقوقة العصافير العطشى ترتوي‬ ‫من مياه نهر «ليكسوس»‪ ،‬لتغرِّدَ بشاعرية باذخة مع وهج‬ ‫الشعراء على فضاء لعبق التأريخ من األزمنة المسترسلة‪ ،‬مع‬ ‫كورال ينشدُه الحضور ‪« .‬ليكسوس» هي المرآة التي توحي‬ ‫ألعين الحاضرين‪ ،‬وهي تهوي إلى األصوات‪ ،‬لتلتقط اآلذان‬ ‫«صولفيج» المبدعين ‪ .‬هذا صنيع ناذر لدار الشعر ومديرها‬ ‫الشاعر مخلص الصغِيَّر‪ ،‬التي أثبتت القدرة على اإلبداع الذي‬ ‫يُالمس أوتار الفؤاد ‪ ..‬ومنه وإليه هذا التقديم ‪ :‬نجيب خداري‬ ‫يختتم الموسم الشعري لدار الشعر بتطوان رفقة سامية‬ ‫الصيباري ومحمد بن قدور الوهراني ‪.‬‬ ‫اختتمت دار الشعر بتطوان موسمها الشعري بأمسية‬ ‫«األطالل» في موقع ليكسوس األثري‪ ،‬مساء يوم األحد رابع‬ ‫غشت الجاري‪ .‬وهو الموقع الذي يشهد مشروع تهيئة وتثمين‬ ‫شامل ومندمج‪ ،‬أطلقته وزارة الثقافة واالتصال‪ ،‬بحر هذه‬ ‫السنة‪ ،‬ويستمر إلى غاية ‪. 2021‬‬ ‫«األطالل‪ :‬قراءات شعرية في مواقع أثرية» أمسية‬ ‫شعرية استثنائية احتضنتها ليكسوس‪ ،‬أقدم مدينة في تاريخ‬ ‫المغرب‪ ،‬وحضرها عشاق وأصدقاء دار الشعر‪ ،‬قادمين من‬ ‫تطوان والعرائش‪ ،‬يحملهم نهر اللوكوس إلى فضاء المسرح‬ ‫الروماني الكبير‪ ،‬الذي احتضن هذه التظاهرة الشعرية‬ ‫الكبرى‪ ،‬وهي تسدل الستار على سنة من العناية بالشعر والشعراء‪ ،‬في ضيافة دار الشعر بتطوان‪ ،‬التي أُحدثت بناء‬ ‫على مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة واالتصال في المغرب ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة‪ .‬بينما جاءت هذه‬ ‫األمسية تتويجا لتظاهرة بحور الشعر‪ ،‬التي أقامتها دار الشعر بتطوان‪ ،‬بشراكة مع المديرية اإلقليمية لوزارة الثقافة‬

‫موائدُ الحرفِ‬

‫(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)‬

‫بين دفتيّ هذا َ‬ ‫شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريخ‬ ‫الك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونخيلـــة‬ ‫حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ‪،‬‬ ‫واللغـــة واألدب‪ ،‬وهـــي‬ ‫ٌ‬ ‫وبـــاعــــث على‬ ‫لإلينــاس‪،‬‬ ‫تحقيقاتٍ وجواباتٍ‪ ،‬وتنـــوُّعهـا مجلبـــ ٌة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫التروّح؛ َّ‬ ‫التنقل بين‬ ‫وتستـــروحُ إلى‬ ‫النمط الواحدَ‪،‬‬ ‫ألن النفس تسأمُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أفانين الكالم‪ ..‬ولعل القارىء يجد فيها متنفسهُ إذا تم ّلكه الضجرُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوحشة‪ ..‬واهلل الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫واستفرغتهُ‬

‫ٌ‬ ‫فائدة �أدب َّي ٌة‬ ‫‪.8‬‬

‫األديبُ المصريُّ حسين عفيف (ت ‪1979‬م) أحدُ المنافحين عما يُسمَّى ب (الشّعر المنثور)‪ ،‬ونثرُهُ في غايةِ‬ ‫َ‬ ‫الطرَفِ الشَّاميَّةِ المشهورةِ ْ‬ ‫َّ‬ ‫الطالوةِ والحالوةِ‪ ..‬ال ضريبَ له إال في ُّ‬ ‫مجموعة‬ ‫بنَطفِها العَسَلِيِّ ‪..‬وقد قرأتُ له‬ ‫(الزّنبقة) في طبعتها األولى الصادرة سنة (‪1938‬م)‪ ،‬وأكبرتُ فيه جنوحاً ِّ‬ ‫تعميق شعريَّةِ النثر‪ ،‬مما أغرى‬ ‫مبكراً إلى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المصريّة نيفين فائق بالدَّعوة إلى إعادة النظر في تاريخ ما يُسمّى ب (قصيدة النثر العربية)‪ ،‬ومراجعةِ‬ ‫الباحثة‬ ‫األحكام الدائرةِ حول المشهدِ الرياديِّ لهذه القصيدة‪ ،‬الذي سقط منه اسم حسين عفيف سهواً أو عمداً! وقد‬ ‫ُطبعت أعماله الكاملة بعناية الناقد عبد العزيز الموافي ضمن منشورات المجلس األعلى للثقافة سنة ‪2002‬م‪،‬‬ ‫أعمال استدركتها الباحثة المقتدرة نيفين‬ ‫احتفا ًء بالذكرى المئوية لميالده‪ ،‬لكنَّ ندَّت عن المعتني بجمعها ثالثة‬ ‫ٍ‬ ‫فائق في رسالتها الموسومة بعنوان‪( :‬حسين عفيف‪ :‬مراجعة في تاريخ قصيدة النثر العربية)‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫وجادة‬ ‫‪.9‬‬

‫وجدتُ وريق ًة ُكتب فيها ِّ‬ ‫بخط الوالد األديب الشاعر محمد المنتصر الريسوني ـ رحمه اهلل ـ ‪:‬‬ ‫موضوع يتناقضُ وعقيدتي‪ ،‬فوقعت في حيرةٍ‪ ،‬لكنَّ الحير َة‬ ‫قول قصيدةٍ في‬ ‫« رأيت في المنام أني مجبَرٌ على ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ما لبثت أن تبدّدت حين تماسكتُ متعالياً محتسباً‪ ،‬ولما أفقت وجدت نفسي أردِّدُ ـ على البديهة ـ هذا البيت‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫رجْس»‬ ‫ال‬ ‫أقــول الشِّعــرَ إال خالياً من خبثِ ِ‬ ‫وقد كان هذا البيتُ مطلعاً لقصيدة طويلةٍ نُشرت في صحيفة (النور‪ .‬العدد‪ )226 :‬بعنوان‪( :‬الشعر دعوة حق)‪.‬‬

‫‪ . 10‬من �أدب الر�سائل الإخوانية‬

‫والجماعة الترابية للعرائش والمركز الثقافي بالمدينة‪ ،‬وبتنسيق‬ ‫مع بيت الشعر في المغرب‪ .‬وشهدت «بحور الشعر» إقامة مكتبة‬ ‫شاطئية في فضاء «الشرفة األطلسية»‪ ،‬التي تطل منها العرائش‬ ‫على الضفة األطلسية‪ ،‬وهي الشرفة التي احتضنت أمسية‬ ‫االفتتاح‪ ،‬إلى جانب ورشات في الحكي والتشكيل‪ ،‬ومسابقة‬ ‫في إلقاء الشعر‪ ،‬تنافس المشاركون فيها على «جائرة محسن‬ ‫أخريف»‪ ،‬ابن مدينة العرائش‪.‬‬ ‫واستهل الشاعر نجيب خداري واقعة ليكسوس الشعرية‪،‬‬ ‫مؤكدا في حضرة النهر العظيم انتسابَه للماء‪ ،‬وهو يردد‪:‬‬ ‫«أتحدر‪ /‬مثل ماء على جسد‪ /‬أو جسد على جسد‪ /.‬ويلفني‪،‬‬ ‫والشجرَ‪ ،‬الحفيفْ»‪ .‬وهو ال يزال يجري مثل النهر‪ ،‬حين يضيف‪:‬‬ ‫«الهثا‪ /..‬أجري‪ /،‬وأجري‪ /..‬عساني ألحق غيمتين‪ /‬توشكان‬ ‫على االشتباك»‪ .‬بينما أكد مخلص الصغير‪ ،‬مدير دار الشعر‬ ‫بتطوان‪ ،‬أن نجيب خداري‪« ،‬هو أحد مكتشفي األصوات‬ ‫الشعرية المغربية منذ الثمانينيات‪ ،‬قبل أن يشغل مهمة‬ ‫رئيس لبيت الشعر في المغرب‪ ،‬وهو ال يزال يتعهد التجارب‬ ‫الشعرية الجديدة‪ ،‬مراهنا على المستقبل‪ ،‬كما يليق بشاعر‬ ‫حقيقي»‪.‬‬ ‫أما الشاعرة سامية الصيباري‪ ،‬وهي تقف على أطالل‬ ‫مدينتها العرائش‪ ،‬وتنحدر من أسرة شعرية مرموقة‪ ،‬فقد‬ ‫اختارت الحديث عن بقايا وشم يلوح في ظاهر اليد‪ ،‬بينما‬ ‫«الشامات الثالث البنيات الواضحات‪ /‬عالمات خجل صغرى‪/‬‬ ‫كلما تقدم بي العمرُ تَوَسَّعَتْ‪.»...‬‬ ‫وتفاعل جمهور دار الشعر بتطوان مع عروض موسيقية‬ ‫وفنية من إبداع ثالثي ليكسوس‪ ،‬قبل أن يشارك الشاعر محمد‬ ‫بنقدور الوهراني بقصيدة «وصية النهر»‪ ،‬وهو يخاطبنا مرددا‪:‬‬ ‫«لكي تتهجى وصية النهر‪ /‬بح لنفسك بما صنعت يداك»‪،‬‬ ‫مواصال البوح المديد بمشاعره تجاه نهر اللوكوس وفضته‪.‬‬ ‫وتوافد العشرات من ساكنة العرائش إلى موقع ليكسوس‬ ‫األثري‪ ،‬ومثلهم من أصدقاء دار الشعر القادمين من مدينة تطوان‪ ،‬لحضور لقاء «األطالل»‪ ،‬في حفل اختتام موسم‬ ‫شعري زاخر‪ ،‬شهد تنظيم إحدى وثمانين تظاهرة شعرية‪ ،‬بحضور أزيد من ‪ 400‬مشارك‪ ،‬وآالف الحاضرات والحاضرين‬ ‫الذين يتابعون برامج وفعاليات دار الشعر بتطوان ‪.‬‬

‫أدب الرسائل اإلخوانية‪ ،‬كتابٌ من األديب المفنِّ حسن عبدالكريم الوراكلي إلى أخيه‬ ‫مما وقفتُ عليه من ِ‬ ‫العالم األديب محمد أبي خبزة الحسنيِّ‪ ،‬ومن ِّ‬ ‫خط األول نقلتُ ‪:‬‬ ‫« حضرة األخ األفضل الفقيه األجل محمد أبي خبزة دام سناؤه وسناه في دينه ودنياه‬ ‫ِّ‬ ‫والخِل األصفى‪ ،‬الفقيه العالمة‪،‬‬ ‫تحياتٌ مبارك ٌة طيّبة‪ ،‬وأشواقٌ متدارك ٌة صيِّب ٌة‪ ،‬على حضرة األخ األوفى‪،‬‬ ‫والمحقق الفهامة‪ ،‬أبي أويس محمد أبي خبزة أبقاه اهلل تعالى رفيع القدر واإلمامة‪َ ،‬‬ ‫جليل الشأن في َّ‬ ‫الظعن واإلقامة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫األحفل‪ ،‬وكتابكم األكرمُ األكمل‪ ،‬يهمي بسالمكم الكريم‪ ،‬وينضح بودِّكم‬ ‫أما بعد‪ :‬فقد وصل خطابكم األبرُّ‬ ‫العميم‪ ،‬ويشوِّق في حديثكم المستطاب‪ ،‬وخطابكم المستجاب‪ « :‬باهلل قل وأعد يا طيب الخبر»‪.‬‬ ‫أجل‪ ..‬لقد غمر النفسَ السرور‪ ،‬وعمَّ أقطارها الحبور‪ ،‬حين الح في أفقي‪ ،‬بعد طول غياب‪ ،‬ساور القلب معه‬ ‫شديدُ ارتياب‪ ،‬خطابكم يتألق بالودّ بهاءـ‪ ،‬ويتوهج كطلعة صاحبه بالفضل سناء‪ ،‬وعلى المسك ُّ‬ ‫يدل أريجه‪ ،‬وعن‬ ‫عتاب‬ ‫من‬ ‫بدّ‬ ‫داع لالعتذار عن تأخُّر جواب‪ ،‬وإغباب خطاب‪ ،‬وإذا كان وال‬ ‫ٍ‬ ‫تسعّر الجمر يشفُّ أجيجه‪ .‬ولذا فليس من ٍ‬ ‫عتب فقد َ‬ ‫أبان عن حبٍّ مكين‪ ،‬وهو بين‬ ‫على ذلك‪ ،‬فأنا الذي به ًمن أخي المودود وصديقي الودود لقمين‪ ،‬ومن ٍ‬ ‫األخالء المتقين خير ثوابا وخير عقبا‪.‬‬ ‫ولوال ما تكاثرت على ساحة أخيك من ظباء بالحجاز‪ ،‬غير بعيد عن ذي المجاز‪ ،‬سدَّ من حوله غير مجاز‪ ،‬لكانت‬ ‫قراطيسه إليك تترى‪ ،‬ورسائله بين راحتيك تثرى‪ ،‬وهي مع ذلك ال تغبُّ إال لتتردّد‪ ،‬وال تفتر إال لتتعدّد‪،‬ـ فلله الحمد‬ ‫على منّته‪ ،‬وله الشكر على نعمته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أحاديث بهيّة‪ ،‬وطرائفَ شهيَّة‪َّ ،‬‬ ‫لعل بعضها كان مما‬ ‫وقد شوَّقتَ إلى ما تجمَّع في جعبتكم الثريّة من‬ ‫أردان زيارتكم ألخينا الصفيّ‪ِّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعطرت به ُ‬ ‫وخلنا الوفيّ‪ ،‬ناصر االتباع‪ ،‬وقامع االبتداع‪ ،‬الفقيه ذي الدر المكنون‪،‬‬ ‫المنتصر من آل ريسون‪ ،‬وقلتُ في نفسي‪ :‬وال َ‬ ‫حيلة لي في يأسي‪ :‬ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً !‬ ‫وأما ما كان َ‬ ‫فرط من كالم وسلف‪ ،‬وجرى به القلم إليك وندف‪ ،‬وأنا من (السروات ) على شعف‪ ،‬يل ّفني ليلها‬ ‫الساجي‪ ،‬ز َلفٌ بعد زلف‪ ،‬مما َّ‬ ‫تعل ٍق بالطائف و (هداه )‪ ،‬و(شفاه )‪ ،‬و(نداه )‪ ،‬فهو نفثاتُ محبٍّ عاشق‪ ،‬وتباريحُ مستهام‬ ‫ٍ‬

‫بقلم ‪ :‬قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ‬ ‫وامق‪ ،‬ذكر وطنه‪َّ ،‬‬ ‫وتمثل عطنه‪ ،‬حين لمحَ لهما في تلك الشرفات نظائرَ وأمثاال‪ ،‬وتقرَّى لهما في تلك العرصات‬ ‫مشابهَ وأحواال‪ ،‬فقال ما قال يحسب أنّه ِّ‬ ‫يسكن بذلك لوعته‪ ،‬ووصفَ ما وصف‪ ،‬يظنُّ أنه يهدِّىء بذلك روعته‪ .‬على‬ ‫أنه بمثل قولكَ يقول في مسقط الرأس‪ ،‬حرسه اهلل من كل بأس‪ ،‬وبمثل خيلك‪ ،‬في يقظته ومنامه‪ ،‬بربوعه يجول‪،‬‬ ‫ولسان الحال يترجم عن البلبال‪:‬‬ ‫« تطاوين» لو أن الزمان بها يسخو مُنى النفس ال دار السالم وال الكرخ‬ ‫ومع ذلك فإن أخاك وهو يصابح هذه البقاع الشريفات‪ ،‬ويماسي هذه المواضع المنيفات‪ ،‬في بلد اهلل األمين‬ ‫مهبط الوحي المبين‪ ،‬وعند بيته العتيق مهوى األفئدة من ِّ‬ ‫كل فجٍّ عميق ليجد نفسه‪ ،‬وهو ُّ‬ ‫يعل من مناهلها ويشرب‬ ‫مشرباً رويّا‪ ،‬ويعبُّ من أشذائها ويتمأل عبقاً زكيّا‪ ،‬عاجزاً عن إيفاء الشكر واالمتنان على نعمة ربه عليه بالجوار‬ ‫َ‬ ‫والقول بفصِّه‪ ،‬فقد كاد القلبُ يطير فرحا‪ ،‬والنفس تثب مرحا‪ ،‬يوم تهيَّأت‬ ‫والعرفان‪ .‬وال أكتمكَ الخبرَ بنصّه‪،‬‬ ‫للجوار بفضل اهلل تعالى‪ ،‬الذريعة‪ ،‬ودعاني أخي الدكتور سليمان التويجري للتدريس في كلية الشريعة‪ ،‬هنالك جاش‬ ‫القلب بالشوق وسجر‪ ،‬وسجد الوجه لربي الذي شقَّ سمعه وبصره وشكر‪ .‬على أنّي‪ ،‬وربِّ الكعبة المستوره‪ ،‬وما‬ ‫بقادر ‪ ،‬ما حييت‪ ،‬على شكر هذه النعمة الجليلة والمنّة‬ ‫سور منثوره‪ ،‬ال إخالني ٍ‬ ‫ترطب به ألسنة الطائفين حولها من ٍ‬ ‫الحفيلة‪.‬‬ ‫هذا؛ وبخصوص كتب األوقاف‪ ،‬فإن أصحابنا هناك كرّروا الوعد ولم ينجزوا‪ ،‬أو لم يوفوا به كله‪ ،‬ولو حرصوا‬ ‫ما عجزوا‪ .‬والوزير الجديد ممن وعدت باإلجازة فأنجزت يوم استجازك فأجزت‪ ،‬وعساه أن يذكر لك هذا الصَّنيع ويرعى‬ ‫لك هذا العمل البديع‪ .‬أما سلفه فقد ذكرني موقفه (الصامت) من نقول مؤلف (اإلرشاد إلى سبيل الرشاد) الذي حققه‬ ‫عن رسالة ابن أبي زيد وعقيدتها المخالفة لـ (عقيدة) القوم ما وقفت عليه في ديوان أحمد بن علي بن مشرف من‬ ‫أبياتٍ نظم فيها عقيدة ابن أبي زيد في رسالته‪ ،‬وما غادر منها صغير ًة وال كبيرة !‬ ‫ومن جهةٍ أخرى أخبرك أنه قد زارني اإلخوة ( الشاطبيون) ‪ ،‬وسعدت بلقائهم‪ ،‬وأعجبت بحرص السيد محفوظ‬ ‫على التحصيل‪ ،‬واهتمامه بتدريس ما انتحله من العلوم السنيّة في معهد الشاطبيِّ‪ .‬وقد ذاكرته فتكشفت لي‬ ‫كثير ممن يجلسون إلينا من طلبة العلم‪ ،‬أو يعدون بإشرافنا‬ ‫مذاكرته عن معرفةٍ‬ ‫واطالع أشهد أنني أفتقدهما عند ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رسائلهم‪ ،‬غير أنني لم أحمد للرجل (اندفاعه) في النقاش والحوار العلميين‪ ،‬وهجومه بدون مقدمات‪ ،‬على حلبتهما‪،‬‬ ‫ولكن‪ ،‬من ذا الذي ترضى سجاياه ك ّلها !؟‬ ‫وقد اصطحبت اإلخوة إلى بيت الشيخ محمد الرفاعي‪ ،‬فاحتفى بهم وأكرم وفادتهم‪ ،‬وأعرب عن محبته لكم‬ ‫وتقديره لعلمكم‪ .‬والجديد من أخبار أخينا الشيخ الرفاعي أنه شيَّد للمكتبة مبنى واسعاً وفوقه أقام مجلساً جعله‬ ‫منتدى علمياً يُدعى للحديث فيه‪ ،‬غرَّ َة كل شهر‪ ،‬وفي بعض المرات كل أسبوعين‪ ،‬أحد العلماء والمشايخ من أهل‬ ‫البلد أو (المجاورين) بحضور نخبةٍ من رجاالت العلم والثقافة والطلبة‪ .‬وقد أبى الشيخ إال أن يشركني في (أحاديث)‬ ‫هذا المنتدى‪ ،‬فتحدّثت في غرّة رجب عن (التراث اإلسالمي وأثره في الوحدة الثقافية عند المسلمين)‪ ،‬وأثار الحديث‬ ‫نقاشاً وجد ًال مطولين أفدنا منهما‪.‬‬ ‫وأما الجديد من أخباري العلمية فأهمها صدور مجموعةٍ قصصيةٍ لي ضمن مطبوعات مجلة (المشكاة)‬ ‫المغربية‪ ،‬وتل ّقي دعوة من إذاعة القرآن الكريم هنا لتقديم أحاديث دينية اخترت لها عنواناً رئيساً هو (أقباس من‬ ‫الكتاب والسنة)‪ ،‬وترشيحي من قبل كلية الشريعة لجائزة الملك فيصل عن (الفتاوى األندلسية)‪ ،‬وهذا من حسن‬ ‫ظنِّهم علماً بأن البضاعة مزجاة !‬ ‫وأما موضوع ولدنا أويس فال تشغلن بالك به؛ فإنه ما فتىء كالعهد به‪ّ ،‬‬ ‫يغذ السَّير كالنيِّر األزهر في اإلدالج‪،‬‬ ‫مجالس علم زكيَّة‪ ،‬إال أن تتبدَّد بجدّه‬ ‫أخالق رضيَّة‪ ،‬ودرج في‬ ‫يرنو إلى مواعد االنبالج‪ ،‬وما ظنّكَ بمن نشأ في حج ِر ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫واجتهاده من حوله ُّ‬ ‫الظلم‪ ،‬ومن أشبه أباه فما ظلم‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬ ‫البلد األمين مكة المكرمة في ‪ 28‬شعبان عام ‪ 1420‬هـ »‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجـة‬

‫‪14‬‬

‫ف�ضل يوم عرفة و�أحكام الأ�ضحية‬

‫إن من أفضل أيام العام العشر األوائل من ذي الحجة التي جعلها اهلل‬ ‫زمن وفادة على بيته الحرام كما جعلها ميقاتا لنبيه موسى عليه السالم‪،‬‬ ‫�ش َو ّ َ‬ ‫ال�شف ِْع َوا ْل َوت ِْر‪ ‬‬ ‫ال عَ رْ ٍ‬ ‫وأقسم بها في القرآن الكريم فقال‪َ ( :‬وا ْل َف ْج ِر َو َل َي ٍ‬ ‫َو ّ َ‬ ‫ذل َ‬ ‫ِك َق َ�س ٌم لِذِي حِ ْج ٍر ) وكفى لها بذلك‬ ‫الل ْي ِل �إِ َذا َي�سرْ ِ هَ ْل يِف َ ٰ‬ ‫إعظاما وتبيانا لفضلها‪ ،‬وعن ابن عباس رضي اهلل عنهما عن النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم قال‪« :‬ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى اهلل منه‬ ‫في هذه األيام العشر‪ .‬قالوا وال الجهاد في سبيل اهلل !! قال‪ :‬وال الجهاد‬ ‫في سبيل اهلل‪ ،‬إال رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء»‪،‬‬ ‫وفضل هذه األيام ثابت بأمور كثيرة منها‪:‬‬ ‫·‪ ‬أن اهلل تعالى أقسم بها في اآلية السابقة‪ ،‬وقد ورد عن ابن‬ ‫عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف أن‬ ‫المقصود بها عشر ذي الحجة‪.‬‬ ‫·‪ ‬أن النبي صلى اهلل عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما‬ ‫تقدم في الحديث الصحيح‪.‬‬ ‫·‪ ‬أنه حث فيها على العمل الصالح ‪ :‬لشرف الزمان بالنسبة ألهل‬ ‫األمصار‪ ،‬وشرف المكان لحجاج بيت اهلل الحرام‬ ‫·‪ ‬أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد‬ ‫اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫قال‪« :‬ما من أيام أعظم عند اهلل وال أحب إليه العمل فيهن من‬ ‫هذه األيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد‪.‬‬ ‫وأنه صلى اهلل عليه وسلم كان يصومها ‪.‬فعن هنيدة بن خالد‬ ‫عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى اهلل عليه وسلم قالت‪:‬‬ ‫كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم‬ ‫عاشوراء وثالثة أيام من كل شهر‪ .‬وأول اثنين من الشهر‬ ‫وخميسين « أخرجه النسائي وأبو داود‪.‬‬ ‫·‪ ‬أن فيها يوم عرفة الذي هو من أعظم أيام السنة وأفضلها‪،‬‬ ‫أخرج البزار عن جابر بن عبد اهلل‪ :‬أفضل أيام الدنيا األيام‬ ‫العشر وأفضل أيام العشر يوم عرفة الذي يقف فيه حجاج بيت‬ ‫اهلل الحرام آالف مؤلفة من جميع أقطار الدنيا يقفون هلل وحده‬ ‫بعرفة وقفة ضراعة وابتهال وعبادة ودعاء وإن في هذا االجتماع‬ ‫من الفوائد الدينية والدنيوية الخير الكثير‪ ،‬فاالجتماع داعية إلى‬ ‫التآلف والتعاون وتبادل الرأي في مصلحة الجماعة اإلسالمية‬ ‫دينا ودنيا‪.‬‬ ‫فاغتنموا إخواني فضل هذه األيام وتقربوا فيها إلى اهلل بأنواع‬ ‫الخيرات من إحسان وصدقة‪ ،‬وإعانة إخوانكم على الخير‪ ،‬ونصحهم‬ ‫وتوجيههم إلى أنجع الطرق وأحسنها‪ ،‬وتنفيس كربهم وإماطة األذى عن‬ ‫طريقهم‪ ،‬والتمسوا الثواب واألجر بالصيام‪ ،‬فعن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أنه قال‪ « :‬صيام يوم عرفة إني أحتسب على اهلل أن يكفر السنة‬ ‫التي قبله والسنة التي بعده»‪ .‬ومن فضائل يوم التاسع من ذي الحجة أن‬ ‫اهلل تعالى أنزل فيه على نبينا وهو واقف بعرفة في حجة الوداع التي هي‬ ‫ك َم ْل ُ‬ ‫ك ْم دِ ين ُ‬ ‫ت َل ُ‬ ‫آخر حجة حجها صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ا ْل َي ْو َم �أَ ْ‬ ‫َك ْم‬ ‫ك ْم ن ِْع َمتِي َو َر ِ�ض ُ‬ ‫َو�أَ مْتَ ْم ُ‬ ‫يت َل ُ‬ ‫ت عَ َل ْي ُ‬ ‫ال ْ�س اَل َم دِ ينًا) المائدة ‪،3‬‬ ‫ك ُم ِْ إ‬

‫‪ -‬بقلم الدكتور محمد كنون احل�سني‬

‫ففي البخاري عن عمر رضي اهلل عنه‪ ‬أن رجال من اليهود قال له يا أمير‬ ‫المومنين آية في كتابكم تقرؤونها‪ ،‬لو علينا معشر اليهود نزلت التخذنا‬ ‫ذلك اليوم عيدا‪ ،‬قال أي آية؟ قال‪« :‬اليوم أكملت لكم دينكم‪ »...‬قال عمر‪:‬‬ ‫قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬وهو واقف بعرفة يوم عرفة‪.‬‬ ‫ومن أجل أيام العشر أيضا يوم عيد األضحى الذي هو يوم‪ ‬الحج‬ ‫األكبر ‪ ،‬حض فيه النبي صلى اهلل عليه وسلم على األضحية لمن وجد‬ ‫سعة‪ ،‬وقدر عليها‪ ،‬وقصد صاحبها اتباع السنة‪ .‬فللمضحي بكل شعرة من‬ ‫شعراتها حسنة إذا أخلص نيته هلل وقصد بذبحها التقرب إليه‪ ،‬وهي من‬ ‫شعائر اإلسالم ومن سنن نبينا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬ففي الحديث قيل‬ ‫يارسول اهلل‪ :‬ما هذه األضاحي؟ قال‪ :‬سنة أبيكم إبراهيم‪ ،‬قالوا‪ :‬ما لنا‬ ‫فيها؟ قال‪ :‬بكل شعرة حسنة‪ ،‬قالوا‪ :‬فالصوف؟ قال‪ :‬بكل صوفة حسنة‪،‬‬ ‫وعنه أيضا صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪ « :‬من ضحى طيبة نفسه‬ ‫محتسبا ألضحيته كانت له حجابا من النار»‪.‬‬ ‫فاألضحية سنة مرغب فيها لمن قدر عليها وقربة من القربات‪،‬‬ ‫وجل الناس يعتقدون فرضيتها بل فوق الفروض المحتمة حتى أوقعوا‬ ‫أنفسهم في الضيق والحرج الذي لم يجعله اهلل تعالى في شريعة رسولنا‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فترى اإلنسان يقتحم المشاق والحرج الشديد في‬ ‫تحصيل هذه السنة بنحو السؤال والدين‪ ،‬فيكثر المتسولون الراغبون‬ ‫في شراء أضحية العيد‪ ،‬ويتعدد الباحثون عن السلف والدين لنفس‬ ‫الغرض‪ ،‬وربما ارتكبوا ما فيه محذور من أمور ديننا كاالستدانة بالربا‬ ‫ونحو ذلك‪ ،‬وهم في ارتكاب هذا كله يعتقدون أنهم يتقربون إلى اهلل‪،‬‬ ‫وفي الحقيقة يتقربون إلى أنفسهم‪ ‬وأهليهم‪ ،‬فالسنة والقربة ال تكونا إال‬ ‫بالحالل وصفاء المعامالت‪ ،‬وبدون تضييق على النفس واألهل واألوالد‪،‬‬ ‫واستعمال اإلخالص الذي هو روح األعمال وتصحيح العبادات‪ ،‬وقد قال‬ ‫موالنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬من كسب ماال حراما لم يقبل‬ ‫اهلل منه صدقة وال عتقا وال حجا وال عمرة‪ ،‬وكان له بعدده أوزارا ‪ ،‬وما بقي‬ ‫منه كان زاده إلى النار» ‪ .‬وقد علق صلى اهلل عليه وسلم أمر األضحية‬ ‫على‪ ‬السعة واإلمكان فقال‪« :‬من وجد سعة ولم يضح فال يحضر مصالنا»‬ ‫فالضعيف الذي المال له لشراء األضحية‪ ‬ليس عليه شيء‪ ،‬إذ اليجوز أن‬ ‫يبيع اإلنسان من حوائجه الضروريات ويسعى في تحصيل ثمن األضحية‬ ‫من أوجه محرمة أو مكروهة‪ ،‬فقد ضحى رسول اهلل صلى اله عليه وسلم‬ ‫عن ضعفاء أمته‪ ،‬فمن لم يجد سعة وعجز عن األضحية فالثواب حاصل‬ ‫له من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وحسب نيابته‪ ،‬فقد روي أنه صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين فقرب أحدهما فقال‪ « :‬اللهم منك‬ ‫ولك‪ ،‬اللهم هذا عن محمد وآل بيته»‪ ،‬ثم قرب اآلخر فقال‪« :‬بسم اهلل‬ ‫اللهم هذا منك ولك‪ ،‬اللهم هذا عن من وحدك من أمتي»‪.‬‬ ‫وإذا كان النبي صلى اهلل عليه وسلم قد رفع الحرج على الضعفاء‬ ‫والمساكين فناب عنهم في أضحيتهم وضمن لهم الثواب واألجر‪،‬‬ ‫فإنه نبه الذين ال يقومون بهذه السنة مع قدرتهم عليها بتنبيه دقيق‬ ‫وإشارة موحية بالزجر والتقريع‪ ،‬فقد قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬من وجد‬ ‫سعة ولم يضح فال يحضر مصالنا» وهي كلمة يقال نظيرها في األسر‬ ‫والمجتمعات كثيرا‪ ،‬ويكون قذف الشخص بها عنوانا على أنه أتى أمرا‬

‫قبيحا جعله غير أهل لمشاركة إخوانه فيما هم قائمون به من أعمال‬ ‫نافعة طيبة‪ ،‬ويجتمعون ألجله من خير وبر‪ ،‬أما في موضوعنا فإن المقرر‬ ‫أن صالة العيد سنة من سنن الرسول‪ ،‬والضحايا سنة نبي اهلل إبراهيم‪،‬‬ ‫وكلتا السنتين من مظاهر التحبب إلى اهلل في ذلك اليوم‪ ،‬وهما شعيرتا‬ ‫اليوم لغير الحاج‪ ،‬فالتارك لألضحية مع يسر وسعة رزق إما بخيل والبخيل‬ ‫بغيض إلى اهلل‪ ،‬وإما مستهين بالسنة مستهتر بمناسك دينه مستخف‬ ‫بالشعيرة‪ ،‬فصالته العيد ألصق بالرياء وأقرب إلى النفاق‪ ،‬وقد أصبح‬ ‫البعض يفضل السفر إلى الخارج أو شراء اللحم الجاهز ‪ ،‬استهتارا بسنة‬ ‫نبي اهلل وتكبرا عن التقرب إلى اهلل في هذا اليوم المبارك‪.‬‬ ‫فاحرصوا إخواني على فعل هذه السنة الكربمة‪ ،‬وتأهبوا إلقامة‬ ‫صالة العيد بالمصلى في وقتها وعلى سنتها وهيئتها‪ ،‬مكبرين بتكبير‬ ‫اإلمام فيها وفي خطبتها وفي طريقكم إلى المصلى وما دمتم جالسين‬ ‫في مصالكم قبل خروج اإلمام‪ ،‬واحرصوا على الذهاب للمصلى العام‪،‬‬ ‫فإن صالة العيد في غير المصلى من غير ضرورة داعية بدعة مكروهة‪،‬‬ ‫ألن في خروج المسلمين إلى المصلى إظهار لشعيرة اإلسالم وزينته‪،‬‬ ‫فتزينوا بلبس الجديد من الثياب‪ ،‬واغتسلوا استحباب ومسوا الطيب‪،‬‬ ‫وأخروا الفطر إلى أن ترجعوا من المصلى ومن صبر حتى يكون أول أكله‬ ‫من كبد أضحيته فهوا أفضل ‪ ،‬لما رواه أصحاب السنن عن عائشة قالت‪:‬‬ ‫كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يفطر يوم الفطر قبل أن يغدو إلى‬ ‫المصلى‪ ،‬وكان ال يطعم يوم النحر حتى يصلي وينحر‪ ،‬فيأكل من كبد‬ ‫أضحيته‪.‬‬ ‫·‪ ‬وقد أمر صلى اهلل عليه وسلم الذابح بحد شفرته والرفق‬ ‫بذبيحته‪ ،‬كما أمر من ذبح قبل الصالة وذبح اإلمام بإعادة‬ ‫أضحيته‪.‬‬ ‫·‪ ‬ومن السنة أن يذبح اإلنسان األضحية بيده‪ ،‬وإن عجز ينيب عنه‬ ‫من يقوم بذبحها مع حضوره على ذلك‪.‬‬ ‫·‪ ‬وكلوا من أضاحيكم وتصدقوا منها على الفقراء والمحتاجين‪،‬‬ ‫واحذروا بيع جلودها أو شيء منها‪ ،‬فإنه حرام باإلجماع‪ ،‬ففي‬ ‫الحديث‪« :‬من باع جلد أضحيته فال أضحية له»‪ ،‬وعنه صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أيضا‪ « :‬ال تبيعوا لحوم الهدي واألضاحي واستمتعوا‬ ‫بجلودها وال تبيعوها» ‪.‬‬ ‫·‪ ‬وكبروا اهلل ثالث تكبيرات إثر خمس عشرة فريضة من ظهر يوم‬ ‫العيد إلى صبح يوم الرابع‪.‬‬ ‫·‪ ‬واحرصوا إخواني المسلمين على نظافتكم ونظافة حيكم‬ ‫وأزقتكم ‪ ،‬فليس من اإلسالم ما نشاهده من أوساخ وأوحال‬ ‫بالطرق والساحات‪ ،‬وما يرمى به من األزبال‪ ‬والقاذورات في‬ ‫الممرات والشوارع‪ ،‬فلنحرص جميعا على جمع األزبال في‬ ‫األكياس وتسليمها للمشرفين على جمعها‪ ،‬ولنعمل على‬ ‫نظافة بيئتنا من كل ما يضر بها‪ ،‬ونظافة محيطنا من كل ما‬ ‫يشوه به‪ ،‬ولنكن أحرص الناس على التحلي بالمظهر الالئق‬ ‫باإلسالم والمسلمين من نظافة وسماحة ونصح وتصافح‪،‬‬ ‫وعيدكم مبارك سعيد‪.‬‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫‪15‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)24‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪،‬‬ ‫كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة‬ ‫اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي‬ ‫يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى‬ ‫أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر‬ ‫صفحات جريدة الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو‬ ‫القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬وقد استوفينا رسائله –حسبما عثرنا عليه‪ -‬في الحلقات الماضية من هذه الجريدة‪ ،‬ونثنّي برسائل ولده العالمة الوزير‬ ‫سيدي محمد أفيالل الصادرة منه والواردة عليه‪.‬‬ ‫[الرسالة الخامسة والثمانون]‬ ‫[من السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى صديقه العالمة سيدي أحمد سكيرج‪ ،‬يجيبه فيها على مطلوبه‪ّ ،‬‬ ‫ويوثق سيرته الذاتية بخط يده]‪.‬‬ ‫للسيّد أحمد سكيرج‬ ‫الحمد هلل وأستغفر اهلل وأصلي وأسلم على رسول اهلل‬ ‫جوابا عن عريضتكم التي شرفتم بها العبد الضعيف‪ ،‬مقترحين عليه فيها الجواب عن أسئلتكم لتدرج في جملة تراجم من تشرف‬ ‫بمالقاتكم‪ ،‬أو سمعتم بفضله من أهل العصر الذين تجاوز عددهم لحدّ اآلن األلف بتأليفكم المفيد‪ ،‬أقول إسعافاً لكم حيث لم يصادف‬ ‫عذري قبولكم‪.‬‬ ‫(ذكر االسم واللقب والنسب)‪:‬‬ ‫ •‬ ‫العبد الضعيف هو محمد بن التهامي بن محمد بن الهاشمي بن الهاشمي بن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد‬ ‫بن يوسف بن أحمد بن أحمد بن القطب الواضح موالنا عبد السالم بن مشيش الحسني العلمي‪ ،‬وعمود نسبه إلى سيّدنا علي رضي‬ ‫اهلل عنه ال يخفى عليكم‪.‬‬ ‫(تاريخ االزدياد وفي أي بلدة)‪:‬‬ ‫ •‬ ‫ازداد العبد الحقير بتطوان في ‪ 16‬جمادى عام ‪1301‬م‪.‬‬ ‫(ذكر بعض المشايخ)‪:‬‬ ‫ •‬ ‫(ذكر ّ‬ ‫الخطة وما تقلب فيه من الوظائف الخ)‪:‬‬ ‫ •‬ ‫أقول في ترجمة الحياة باختصار‪ :‬إنّني بعد أن حفظت والحمد هلل كتاب اهلل وعدة متون صرت أتعاطى الدروس العلمية عام‬ ‫‪1316‬هـ على أشياخي بتطوان‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫والدي المرحوم المتوفى عام ‪1339‬هـ ‪ 28‬جمادى ‪ 1‬في خطة قضاة تطوان‪ ،‬وقد كان ولي القضاء عام ‪1314‬هـ‪.‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه الشريف سيدي أحمد الزواقي الذي ولي قضاء تطوان أو ًال بعد وفاة الوالد‪ ،‬وقضاء القصر ثانياً‪ ،‬ثمّ استعفي منه‬ ‫ •‬ ‫وهو اآلن شيخ الجماعة بتطوان‪.‬‬ ‫والفقيه سيدي أحمد الرهوني الذي ال تجهلون ترجمته‪ ،‬وهو اآلن وزير العدلية وقاضي القضاة ورئيس االستيناف‪.‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه المشارك الشريف سيدي محمد بن أحمد البقالي الذي ولي قضاء تطوان لما استعفي الوالد عام ‪1327‬هـ‪ ،‬إلى‬ ‫ •‬ ‫أن أعفي من القضاء بعد عام وبضعة شهور‪ ،‬توفي في العقد الرابع من قرننا الحاضر‪.‬‬ ‫والفقيه سيدي محمد بن األبار المتوفى عام ‪1337‬هـ‪.‬‬ ‫ •‬ ‫والفقيه سيدي أحمد العمراني الذي كان خليفة للوالد في القضاء‪ ،‬ثمّ عيّن قاضيا بالعرائش‪ ،‬ثمّ بأصيال ثم بالقصر‪ ،‬ثمّ‬ ‫ •‬ ‫أعفي لما أصابه داء الفالج‪ ،‬وتو ّفي آخر العام الماضي‪.‬‬ ‫وفي أواسط الحجة عام ‪1322‬هـ انتقلت لفاس فقرأت على من سيذكر‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ سيدي أحمد بن الخياط‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 2‬ـ سيدي محمد القادري‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 3‬ـ سيدي محمد بن جعفر الكتاني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 4‬ـ سيدي أحمد بن الجياللي االمغاري‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 5‬ـ سيدي التهامي كنون‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 6‬ـ سيدي عبد السالم الهواري‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 7‬ـ سيدي أحمد بن رشيد العراقي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 8‬ـ سيدي أحمد بن المامون البلغيثي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 9‬ـ الشيخ شعيب الدكالي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 10‬ــ سيدي عبد الرحمن بن القرشي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 11‬ــ سيدي الفاطمي الشرادي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 12‬ـ ـسيدي عبد العزيز بناني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 13‬ـ أخوه سيدي عبد السالم وغيرهم‪ .‬وأجازني منهم كتابة‬ ‫ ‬ ‫من على اسمه هذه العالمة‪.‬‬ ‫ورجعت لمسقط الرّاس أواخر رمضان عام ‪1329‬هـ حيث أقمت‬ ‫بضعة أيام ثم ذهبت ألداء فريضة الحج أوائل شوال‪ ،‬فعرجت على‬ ‫اإلسكندرية ومصر‪ ،‬وحضرت بعض الدروس بالجامع األزهر وبالضريح‬ ‫الحسيني‪ ،‬كما تلقيت بعضها في المدينة المنورة بالمسجد النبوي‪ ،‬وخصوصا على شيخنا الشريف البركة سيدي محمد بن جعفر الكتاني‪.‬‬ ‫أمّا ّ‬ ‫مكة فلم أحضر بها درساً النحراف كان بصحتي‪ ،‬عاقني عن ذلك‪ ،‬كما تل ّقيت بعض الدروس بالجامع األموي في دمشق الشام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بمحل إقامته بالمدرسة‪ .‬ثمّ لمّا حططت الرحال بتطوان أذن لي‬ ‫وأجازني بها كتابة الشيخ بدر الدين المحدّث الشهير‪ ،‬الذي زرته‬ ‫في العدالة ولم تكن نفسي إليها ميّالة‪ ،‬واشتغلت بالتدريس بالجامع األعظم ففتحت األلفية بشرح المكودي وتوضيح ابن هشام‪ ،‬ثمّ‬ ‫الجرومية ثمّ نظم االستعارة للشيخ الطيب بن كيران‪ ،‬ثمّ الس ّلم بشرح الشيخ بناني‪ ،‬ثمّ األربعين النووية‪ ،‬ثم المختصر بسرد الشيخ‬ ‫الدردير وبناني‪ ،‬إلى أن وصلت اآلن إلى أثناء البيوع‪ ،‬وكان التدريس أوال مجانا على الجميع وبدون مرتبة‪ ،‬ثمّ بعد سنوات ‪ 3‬عينت مدرسا‬ ‫من المرتبة ‪ 2‬بواسطة المجمع العلمي الذي كان تألف من جلة من بها من العلماء‪ ،‬وكان كاتبه أحد أعضائه‪ .‬وفي ‪ 25‬قعدة عام ‪1341‬هـ‬ ‫عينت مدرسا من الرتبة األولى‪ ،‬كما أذن لي في اإلفتاء من قاضي العاصمة ووزير العدلية عام ‪1333‬هـ‪ ،‬كما أذن وقتئذ فيه لرفيقي‬ ‫وصديقي الفقيه سيدي محمد المرير الذي كان إذ ذاك كاتباً بإدارة العدلية‪ .‬وعينت عام ‪1330‬هـ لما تألفت وزارة العدلية كاتبا أوّ ًال بها‪،‬‬ ‫ثم شغلت وظيف العدلية استقال ًال في ‪ 25‬محرم عام ‪1342‬هـ بأمر مولوي لما تأخر الرئيس ألسباب سياسية إلى رجع لوظيفه في ‪28‬‬ ‫محرم قعدة عامه‪ ،‬وعينت عضواً بالمجمع العلمي‪ ،‬ثم عضوا في اللجنة المختلطة التي تألفت للبحث في مياه البلدة التطوانية‪ ،‬ثمّ عيّنت‬ ‫عضواً في جمعية العلماء التي تألفت للبحث في الجلسة والجزاء والمفتاح المنسوبة لألحباس‪ ،‬وفي فاتح هذه السنة ‪1939‬م عينت بظهير‬ ‫شريف مستشاراً أوّ ًال لالستئناف تحت رئاسة وزير العدلية‪.‬‬ ‫(ذكر بعض المآثر من تأليف ونحوه)‪:‬‬ ‫ •‬ ‫إن العبد الضعيف ليس له من ذلك ما يذكر به [‪ ]...‬وإنّما له ما يأتي‪:‬‬ ‫اإللمام بالشعر وأدواره‪ ،‬ولمحة من تاريخه وأخباره‪ .‬اشتمل على الخ ما في الهرسة‪.‬‬ ‫ •‬ ‫تقييد يتعلق بالمياه وأقسامها وأحكامها الشرعية‪ ،‬قيّده كاتبه لمّا عيّن عضوا من لجنة مختلطة للبحث في مياه تطوان‬ ‫ •‬ ‫وما يختص به األهالي‪ ،‬وما للمخزن حق التداخل فيه‪.‬‬ ‫ورحلتي الحجازية التي الزال البعض منها لم يخرج من المسودة‪.‬‬ ‫ •‬ ‫وتنبيه األكياس الذي قرضه ووافق عليه علماء تطوان قدماؤهم وعصريهم‪ ،‬وعلماء طنجة وفي مقدمتهم سيادتكم‪ ،‬وإن‬ ‫ •‬ ‫كنا لم نكتف من قلمكم السيال بنثركم البليغ‪ ،‬بل ال زلنا متعطشين لالرتواء من معين نظمكم البديع‪ ،‬بان ما شفعتموه به كنا لكم من‬ ‫الشاكرين‪.‬‬ ‫وقد شرع كاتبه في اختصار االستقصاء اختصارا غير مخل فتجنبنا فيه التطويل الممل متعرضا لجميع ما ذكره فيه مؤلفه‬ ‫ •‬ ‫بعبارة مختصرة‪ ،‬مقدر أن يأتي جرمه في نحو الربع من األصل‪.‬‬

‫(ذكر ما يؤثر من نظم أو نثر)‪:‬‬ ‫ •‬ ‫ّ‬ ‫إن كاتبه كان اهلل له‪ ،‬زمن الصبا ووقت تعاطي القراءة ولوع [‪ ]...‬الشعر و [‪ ]...‬في الجملة‪ ،‬وله مقطعات وقصائد شعرية غرامية‬ ‫ووعظية‪ ،‬ومساجالت أدبية‪ ،‬وتشطير وتخميس لمقطعات له ولغيره من أدباء تطوان وفاس‪ ،‬مشتملة على أنواع من الجناس وعلى‬ ‫غيره من المحسنات البديعية‪ ،‬ومع هذا لم يكن من المكثرين‪ ،‬بل كان من المق ّلين بحيث ال يتجاوز ما قاله من األبيات األلف‪ ،‬على أنّه‬ ‫بعد قفوله من فاس جمدت قريحته‪ ،‬وصار نظم الشعر في حقة من األمر الصعب‪ ،‬وإذ ذاك صار يتعلل أو يتسلى بقول بعضهم‪-‬وأظنه‬ ‫الشافعي‪ :‬ولوال الشعر الخ‪ ،‬والحقيقة ما علمت‪.‬‬ ‫هذه ترجمة من يستحق أن يقال له‪( :‬مادح نفسه يقرئك السالم)‪ ،‬وقد جاءت كحاطب ليل‪ ،‬ولسيادتكم الفضل في إسقاط ما ترونه‬ ‫معدوداً في صف التطويل‪ ،‬والسالم التام عليكم من مجلكم ومخلص ودكم‪.‬‬ ‫محمد بن التهامي أفيالل لطف اهلل به في فاتح ربيع ‪ 2‬عام ‪1351‬هـ‬ ‫[الرسالة السادسة والثمانون]‬ ‫[من العالمة السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده صديقه العالمة محمد سكيرج يشكره على تقريظه لكتاب أفيالل (تنبيه األكياس)]‪.‬‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫المحب األوفى واألخ األصفى‪ ،‬الفقيه العالمة األديب‪ ،‬الناظم الناثر‪ ،‬سيدي محمد سكيرج سالم عليكم ورحمة اهلل‪ ،‬عن خير موالنا‬ ‫أيّده اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فلقد ح ّلت األمانة بمحلها بعد أن حظيت بمهر مثلها‪ ،‬وهو كفء لها‪ ،‬واطلعت على ما رقمته أنامل أولئك األجلة‪ ،‬السادات‬ ‫العلماء األهلة‪ ،‬وفي مقدمتهم سيادتكم نظما ونثرا في تحبير تلك العجالة التي تناولتموها ‪-‬والحمد هلل‪ ،-‬بيد القبول‪ ،‬والحظتموها بعين‬ ‫الرضى‪ ،‬وذلك منتهى المأمول‪ ،‬فح ّليتم جيدها بما ألبسها مكانة مكانة واعتباراً‪ ،‬وأيّدتموها باألدلة والبراهين التي زادتها قوة وانتصاراً‬ ‫وإنني أشكر لحضراتكم ما تفضلتم به عليّ من عبارات الثناء الذي ال أرى نفسي مستحقا لمثله‪ ،‬حيث إني ما قمت إال بواجب‪ ،‬وال ثناء‬ ‫على واجب‪ ،‬فشكرا لكم شكرا‪ ،‬والرجاء كل الرجاء أن يهدي اهلل قومنا المتثال أوامر تلك النصوص‪ ،‬وللمبادرة لتالفي الحالة‪ ،‬ال فرق بين‬ ‫العموم والخصوص‪ ،‬كي يعمّ األجر والثواب الواعظ والمُتّعظ‪ ،‬والمحبّذ والمؤيّد‪ ،‬ويشملنا الحديث الشريف الدال على الخير كفاعله‬ ‫(إلن يهدي اهلل بك رجال واحداً‪ )...‬الحديث‪ .‬وما ذلك على اهلل بعزيز‪ ،‬نعم المولى ونعم النصير‪ ،‬وعلى اإلخوة الدائمة والسالم‪ .‬في ‪ 4‬ذي‬ ‫الحجة عام ‪1350‬هـ‪.‬‬ ‫مجلكم محمد بن التهامي أفيالل لطف اهلل به‪.‬‬ ‫[الرسالة السابعة والثمانون]‬ ‫[من العالمة السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى صديقه الزبير سكيرج يعزيه في مصابه‪ ،‬ويصبّره على فقد أهله]‪.‬‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله‬ ‫محبّنا األجل الفاضل المحترم‪ ،‬سيدي الزبير السكيرج‪ ،‬سالم عليك‬ ‫ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فموجبه تقديم التعزية لسيادتكم بالمصيبة التي ألمّت بكم‪،‬‬ ‫وهي انتقال روح فقيدتكم العزيزة لدار البقاء والرحمة‪ّ ،‬‬ ‫عظم اهلل أجركم في‬ ‫فقدها‪ ،‬وألهمكم الصبر الجميل من بعدها‪ ،‬وال فوجئتم بعدُ بما تكرهون‪،‬‬ ‫وعلى المحبّة والسالم‪ .‬في ‪ 21‬رجب عام ‪1343‬هـ‪.‬‬ ‫محمد أفيالل لطف اهلل به‬ ‫[الرسالة الثامنة والثمانون]‬ ‫[من العالمة السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى صديقه السيد محمد سكيرج‬ ‫يعزيه في مصابه‪ ،‬ويصبّره على فقد أهله]‪.‬‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله‬ ‫محل األخ األرضى‪ ،‬الفقيه العالمة األجل األحظى‪ ،‬سيدي محمد السكيرج‪،‬‬ ‫سالم عليكم ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فموجبه تقديم التعزية مع إبداء األسف الشديد لسيادتكم على‬ ‫فقد حليلتكم التي انتقلت روحها لعالم الملكوت‪ ،‬فإنا هلل وإنا إليه راجعون‪،‬‬ ‫عظم اهلل أجركم في فقدها‪ ،‬وألهمكم وذويها الصبر الجميل من بعدها‪،‬‬ ‫وال فوجئتم بعدها بما تكرهون‪ ،‬وعلى األخوة والسالم‪ .‬في ‪ 21‬رجب عام‬ ‫‪1343‬هـ‪.‬‬ ‫محمد بن التهامي أفيالل‪.‬‬ ‫[الرسالة التاسعة والثمانون]‬ ‫[من العالمة السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى صديقه العالمة محمد سكيرج يعزيه في مقد صهرته وصبّره على هذا المصاب الجلل]‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫محبّنا الفقيه العالمة األديب الشاعر الناثر اللوذعي‪ ،‬األستاذ الشيخ السيد محمد السكيرج‪ ،‬سالم عليكم ورحمة اهلل عن خير موالنا‬ ‫أيّده اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فبمزيد األسف نرفع لكم من صميم الفؤاد تعزيتنا الحارة في مصابكم بفقد صهرتكم المرحومة‪ ،‬أم شريكة حياتكم‪ ،‬وجدّة‬ ‫أفالذ كبدكم‪ ،‬فإنا هلل وإنا إليه راجعون‪ ،‬تسليما ألمره ورضى بقضائه وقدره‪ ،‬عظم اهلل أجركم في فقدها‪ ،‬وأنالكم الصبر الجميل من‬ ‫بعدها‪ ،‬وال أفجعكم بعد بما تكرهون‪ ،‬وعلى المحبة والسالم‪ .‬في ‪ 9‬شوال األبرك عام ‪1359‬هـ‪.‬‬ ‫مجلكم محمد أفيالل لطف اهلل به‪.‬‬ ‫[الرسالة التسعون]‬ ‫[من العالمة السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى صديقه العالمة محمد سكيرج يجيبه عن تهنئة عيد األضحى ]‪.‬‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه‬ ‫جناب الفقيه العالمة األجل‪ ،‬العدل المدرس األحفل‪ ،‬المحب السيد محمد سكيرج‪ ،‬سالم عليكم ورحمة اهلل عن خير موالنا أيده اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصل كتابكم مهنئين بعيد النحر األسعد‪ ،‬وموسم الحج األنجد‪ ،‬هناكم اهلل ببلوغ المنى‪ ،‬ونيل األماني والمتمنّى‪،‬‬ ‫وأمدّكم بعنايته وتأييدها‪ ،‬إلى أن تستقبلوا مواسم وأعياداً في ظل الراحة التامة واألمن المستطاب‪ ،‬مع سرور مستدام‪ ،‬وعلى المحبّة‬ ‫والسالم‪.‬‬ ‫في ‪ 22‬ذي الحجة عام ‪1359‬هـ موافق ‪ 20‬يناير سنة ‪1941‬م‪.‬‬ ‫محمد أفيالل لطف اهلل به‪.‬‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)908‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫المثل العامي األندلسي في‬ ‫الدراسات العربية واالستعرابية‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫المكتوب “ ويفتح الباب أمام أوجه االستثمار األكاديمي المجدد في مجاالت‬ ‫صدر كتاب “المثل العامي األندلسي في الدراسات العربية واالستعرابية –‬ ‫نموذج ‘ حدائق األزاهر ‘ ألبي بكر بن عاصم الغرناطي”‪ ،‬لمؤلفه رشيد العطار‪،‬‬ ‫علمية متداخلة‪ ،‬لعل أبرزها التاريخ والسوسيولوجيا واألنتروبولوجيا واللسانيات‬ ‫سنة ‪ ،2015‬ضمن منشورات جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر‬ ‫والشعر والسرد ‪...‬‬ ‫الكبير‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 447‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والكتاب‪،‬‬ ‫تتوزع مضامين كتاب “ المثل العامي األندلسي في الدراسات العربية‬ ‫ ‬ ‫في األصل‪ ،‬أطروحة جامعية‪ ،‬تقدم بها صاحبها لنيل شهادة الدكتوراه في‬ ‫واالستعرابية “‪ ،‬بين أربعة أبواب مركزية‪ ،‬تتفرع عنها فصول فرعية انساقت‬ ‫اآلداب من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي‬ ‫مع رؤية المؤلف في منهجيته العلمية لتجميع المظان وفي تحليل المتون‬ ‫بتطوان سنة ‪ .2003‬وقد نحا فيها نحو العودة لتفكيك خطاب األمثال الشعبية‬ ‫وفي تفكيك الخطاب وفي الكشف عن السياقات التاريخية واللسانية للتركيبات‬ ‫األندلسية‪ ،‬باعتبارها اختزاال لمجمل القيم والحكم والنظيمات األخالقية التي‬ ‫البالغية التي ينهض عليها نسق المثل الشعبي‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬اهتم الباب‬ ‫يبدعها المجتمع في سياق تطوراته التاريخية الطويلة المدى‪ .‬وبتعبير آخر‪،‬‬ ‫األول برصد معالم نشأة المثل العامي األندلسي وتطوره‪ ،‬مركزا على إبراز‬ ‫فاألمثال تشكل استثمارا إنسانيا راقيا لتجارب الشعوب‪ ،‬بعيدا عن رقابة النخب‬ ‫التقاطعات القائمة بين األمثال الشرقية والمثل العامي األندلسي‪ ،‬سواء على‬ ‫العالمة وعن سطوتها المحددة لمعالم هيمنة القوى المجتمعية المتحكمة‬ ‫مستوى الروافد أم على مستوى الحموالت البالغية والفنية والنقدية‪ ،‬مركزا‬ ‫في إنتاج الرموز واألفكار والمرجعيات الفكرية‪.‬‬ ‫على التأريخ لظروف ميالد المثل العامي األندلسي وتطوره‪ .‬وفي الباب الثاني‪،‬‬ ‫األمثال‬ ‫دراسة‬ ‫تفتحه‬ ‫الذي‬ ‫العام‬ ‫ولقد حدد عبد اهلل بنور مالمح هذا األفق‬ ‫انتقل المؤلف لتشريح ذخائر العمل الهام الذي خلفه ابن عاصم الغرناطي في‬ ‫فريدة‬ ‫فكرية‬ ‫ظاهرة‬ ‫األمثال‬ ‫تعتبر‬ ‫الشعبية‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية ‪“ :‬‬ ‫كتابه “ حدائق األزاهر “‪ ،‬باعتباره خالصة ألمثال العامة باألندلس‪ .‬وقد ركز‬ ‫وإيجازها‬ ‫والتركيبية‪،‬‬ ‫اللغوية‬ ‫لطبيعتها‬ ‫ومتميزة في اآلداب العالمية‪ ،‬نظرا‬ ‫المؤلف في هذا النبش على رصد معالم الحياة العامة بالمجتمع الغرناطي‬ ‫بالرمز‬ ‫عنها‬ ‫يعبر‬ ‫تجربة‬ ‫خالصة‬ ‫أنها‬ ‫إلى‬ ‫الشديد وداللتها العميقة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫من خالل المؤلف المذكور‪ ،‬وخاصة بالنسبة لتحوالت العالقات البشرية بين‬ ‫أو اإليحاء أو اإلشارة المباشرة في شتى ميادين الحياة اليومية‪ ،‬ويعالج حاالتها‬ ‫مكونات السكان‪ ،‬ولوضعية رجال السلطة في المجتمع الغرناطي‪ ،‬ولمظاهر‬ ‫من خالل الوقائع والعادات والتقاليد والممارسات‪ .‬وهي بكل صيغها تظل‬ ‫إبداالت واقع األسرة والمدرسة‪ ،‬ولمظاهر خصائص االقتصاد الغرناطي‪ ،‬ثم‬ ‫معبرة عن حكمة الشعوب‪ ،‬وخاصة تجاربهم‪ ،‬ورؤيتهم لألشياء المحيطة بهم‪،‬‬ ‫لرصد بعض اآلفات واألمراض االجتماعية داخل المجتمع الغرناطي‪ .‬وفي نفس‬ ‫وما بأنفسهم وخباياهم‪ .‬واألمثال الشعبية تعد خزانا كبيرا لثقافة أمتنا لغة‬ ‫اإلطار‪ ،‬سعى المؤلف إلى رصد معالم االمتدادات العميقة لألمثال العامية خارج‬ ‫وتاريخا واجتماعا واقتصادا وثقافة وحضارة‪ .‬هذا التاريخ العامي ‪ /‬الشعبي‬ ‫حدودها الجغرافية الحصرية الضيقة‪ ،‬وتحديدا بمنطقة شمال المغرب ثم داخل‬ ‫انتقل إلينا عن طريق التواتر بعيدا عن التاريخ الرسمي وتدخل األهواء‪ .‬إن‬ ‫بنية األمثال اإلسبانية نفسها‪.‬‬ ‫المثل العامي عصارة فكر متزن ألمة من األمم‪ ،‬وخزان حضارتها بلسان‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫وفي الباب الثالث‪ ،‬توقف المؤلف إلنجاز دراسة تركيبية حول معالم حضور المثل‬ ‫شعبها‪ ،‬ومرآة مجتمعها‪ ،‬يؤرخ بها الشعب تاريخه وحضارته بجوامع الكلم‪ ،‬يجد فيها‬ ‫الباحث المنصف‪ ،‬صورة كاملة بلسان عامي خال من التصنع والتكلف‪ ،‬ميال إلى السهولة والبساطة العامي األندلسي في الدراسات العربية والمغربية‪ ،‬من خالل النبش في رصيد منجز بعض أعالم هذا‬ ‫المجال‪ ،‬مثلما هو الحال مع أعمال عفيف عبد الرحمن وعبد العزيز األهواني ومحمد بنشريفة‪ .‬أما الباب‬ ‫والعمق ‪ ( “ ...‬ص‪.) 8 .‬‬ ‫وبموجب هذا التحديد العلمي الدقيق‪ ،‬تصبح األمثال الشعبية سجال للتاريخ غير المدون‪ ،‬يمكن الرابع من الكتاب‪ ،‬فقد خصصه المؤلف للتعريف بحصيلة عمل االستعراب اإلسباني في قضايا األدب‬ ‫أن يجد الباحث داخله الكثير من الذخائر التي توفر المادة الخام الضرورية لتفسير الظواهر التاريخية األندلسي واألمثال الشعبية المحلية‪ ،‬مركزا – بشكل خاص – على نماذج أعمال كل من جنثالث بالنثيا‬ ‫وإبداالت الحياة العامة وأشكال تطويع اإلنسان للمجال ولمحيطه في سعيه المتواصل نحو االرتقاء وإيميليو غارثيا غومس ومارينا ماروغان غومس‪.‬‬ ‫بظروفه المعيشية ونحو رسم حدود العالقات القائمة ‪ /‬أو المفترضة مع محيطه المكاني والبشري‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬نجح رشيد العطار في تقديم عمل شيق‪ ،‬يفتح الباب لتطوير الكثير من جوانب الدراسات‬ ‫وبهذه الصفة‪ ،‬تكتسي األمثال قيمة كبرى في التأصيل لدراسة مكنونات التاريخ الرمزي ومعالم تطور األندلسية بامتداداتها اإلنسانية واإلبداعية والهوياتية المغربية الراهنة‪ .‬وإذا كان العمل قد استند‬ ‫الذهنيات الجماعية وإفرازاتها الالمادية واإلبداعية والسلوكية المتداخلة في إطار الهوية الثقافية في مادته الخام إلى رصيد التراث الشفوي المتوارث‪ ،‬فإن ذلك ينسجم – تماما – مع التوجهات الراهنة‬ ‫الجماعية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن العودة المتجددة لتشريح مضامين متون هذه األمثال‪ ،‬وتجاوز النظرة التبخيسية لمناهج البحث التاريخي المعاصر‪ ،‬بخصوص االنفتاح على ذخائر “ األرصدة المحكية “ وتمهيد المجال‬ ‫التي ظلت تربطها بإبداعات “ العامة “‪ ،‬تظل من األمور المحورية في كل جهود االستغالل العلمي الراشد لتفكيك مضامينها ولربطها بسياقاتها‪ ،‬في أفق استثمار ذخائرها في الكتابات التاريخية النسقية‬ ‫للتراث الشفاهي غير المادي الذي ظلت تتوارثه األجيال على مدى الفترات الزمنية الطويلة‪ ،‬مضمنة إياه المجددة‪ .‬إنه رهان مدارس التاريخ الراهن الذي أضحى ينظر لهذا التراث الشفاهي باعتباره “وثيقة”‪،‬‬ ‫كل عناصر الحكمة التي ما هي – في نهاية المطاف – إال عصارة تراث الشعب اليومية‪ ،‬بعيدا عن سطوة لها قيمتها اإلنسانية والحضارية األكيدة‪ ،‬مادامت تعبر عن إبداع “العامة” وعن عطاء “الهامش” وعن‬ ‫المركز وعن إقصاء النخب وعن رقابة الوصي‪ .‬إنه إبداع من الشعب ومن أجل الشعب‪ ،‬يتجاوز سلطة “ حكمة “المنبوذين”‪.‬‬

‫عبارة «قطع رؤوسهن» توقع أستاذا بالقصر الكبير‬ ‫في شباك رجال األمن‬

‫أوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني‪،‬‬ ‫مساء اإلثنين ‪ 5‬غشت الجاري ‪ ،‬أستاذا للتعليم االبتدائي‪ ،‬يبلغ من العمر ‪ 26‬سنة من مواليد مدينة‬ ‫القصر الكبير ‪ ،‬بعد نشره لتدوينة يشيد فيها بأعمال إرهابية ويحرض على ارتكاب جرائم خطيرة‬ ‫في حق سائحات أجنبيات‪.‬‬ ‫وأفاد بالغ للمديرية العامة لألمن الوطني أنه جرى توقيف المشتبه فيه بمدينة القصر الكبير‬ ‫في أعقاب نشره لتدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل االجتماعي «فايسبوك»‪ ،‬يشيد‬ ‫فيها بأعمال إرهابية ويحرض على ارتكاب أفعال إجرامية خطيرة في حق سائحات أجنبيات يقمن‬ ‫بأعمال تطوعية‪.‬‬ ‫وقد مكنت‪ ،‬يضيف البالغ‪ ،‬عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية من حجز حاسوب‬ ‫محمول وهاتف نقال في ملكية الشخص الموقوف‪ ،‬يشتبه في استخدامها في نشر التدوينة التي‬ ‫تتضمن جرائم مرتبطة بقضايا اإلرهاب والتطرف‪.‬‬ ‫وقد تم االحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث الذي يجري‬ ‫تحت إشراف النيابة العامة المختصة بقضايا اإلرهاب‪ ،‬وذلك للكشف عن جميع ظروف ومالبسات‬ ‫هذه القضية‪ ،‬وكذا تحديد كافة دوافعها وخلفياتها‪.‬‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫مستشرقون أنصفوا العرب ‪:‬‬

‫(‪)3/2‬‬

‫أندريه ميكيل والحوار بين الثقافتين‬ ‫أنــــدريـــــه ميكـــــيـــل‬ ‫وعالـــم االستشراق ‪ /‬بـــدايــــة‬ ‫االتصال ‪:‬‬ ‫يقــول عن نفســـه في هــذا‬ ‫الموضوع ‪« :‬جئت من خارج العالم‬ ‫العربي‪ ،‬جئت إليه بفعـل دوافـــع‬ ‫يمكن أن أقـول عنها ‪ :‬إنها كانــت‬ ‫دوافع فلكلورية في البداية‪ ،‬ألن‬ ‫ما كان يهمني هو هــذا الشرق‬ ‫الذي كونت عنه فكرة منذ طفولتي‬ ‫األولى وتعلقت به‪ ،‬هذا العالم الذي‬ ‫جذب كل اهتماماتي وبالتحديد‬ ‫عالم «ألف ليلة وليلة»‪ ،‬عالم المآذن‬ ‫وأشجار النخيل‪ ...‬العالم الذي عرفته‬ ‫عن طريق التاريخ االستعماري وعن‬ ‫طريق الغزوة االستعمارية للجزائر‪،‬‬ ‫وعن طريق كل ما يمكن أن يتخيل‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬شرق األسطورة‬ ‫والبطولة‪ ،‬وبعد أن خصصت وقتا ما‬ ‫لتعلم اللغة العربية بدأت أكتشف‬ ‫النصوص األدبية العربية‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن أقول إني عشــت شهــورا بل‬ ‫سنوات صعبة ألني لم أكن تخلصت‬ ‫بعد من كل الرواسب القديمة ومن‬ ‫نماذجي الفكرية الخاصة‪ ،‬وقد‬ ‫تطلب األمر سنوات عديدة قبل أن‬ ‫أستعيد حقيقة وهي أن الشعر العربي الذي أدرسه ليس شعري‪ ،‬وإن النحو‬ ‫العربي هو شيء آخر يختلف عن القوالب النحوية التي درست بها لغتي‪،‬‬ ‫وإن الطريقة التي كتب بها التاريخ العربي ليست بالضرورة نفس الطريقة‬ ‫التي كتب بها تاريخي»‪.‬‬ ‫لقد انصب اهتمامه كمستشرق على الوطن العربي من المحيط إلى‬ ‫الخليج أدبا ولغة وحضارة وقضايا وهموما‪ ،‬بدءا بالشعر العربي القديم من‬ ‫المعلقات إلى الشعر العباسي فالحديث‪ ،‬ثم مرورا بعالم الجغرافية اإلنسانية‬ ‫للعالم اإلسالمي‪ ،‬ودراسة نصوص النحويين العرب المحدثين مع التركيز‬ ‫على كل ما يدور حول تصريف األفعال‪ ،‬مع الدعوة إلى بذل الجهود لجعل‬ ‫«اللغة العربية في متناول الشعب‪ ،‬أي أن تنشر في صفوف المجتمع الواسع‬ ‫في فرنسا وأروبا لالطالع على الثقافة العربية والحضارة العربية‪ ...‬وإنه‬ ‫من الصعب أن تدرس حضارة ما إذا لم تحظ هذه الحضارة ولو بدرجة‬ ‫قليلة من االهتمام والعطف والمحبة‪ ».‬وباختصار فإنه يريد قبل كل شيئ‬ ‫أن يعرف ما يقوله العرب وما يفكرون فيه دون أن يعكس عليهم أفكاره‬ ‫ونظراته إلى األشياء‪ .‬وأن ال يحصر الدراسات العربية في قفص‪ ،‬ألن زمن‬ ‫مثل هذا الحصر قد ولى وانتهى‪ ،‬إنه يريد أن يعامل «األدب العربي واللغة‬ ‫العربية كند لسائر الحضارات‪».‬‬ ‫ومن يتابع أعماله الفكرية أو يطلع على ما أنجزه من دراسات وما ألقاه من محاضرات في‬ ‫المعاهد العليا والمنابر الثقافية المختلفة‪ ،‬يتبين أن هذا المفكر الباحث نسيج وحده بين المهتمين‬ ‫من علماء الغرب المنصرفين للدراسات العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬فقد أعطى أبحاثه الكثير من‬ ‫الجهد وذلك من خالل عمله الخاص كدارس‬ ‫وباحث وتوجيه الباحثين والطالب الذين‬ ‫يعملون تحت إشرافه‪ .‬كما ساهم في دائرة‬ ‫المعارف اإلسالمية‪ ،‬ودائرة المعارف العالمية‬ ‫ودائرة معارف (الروس) الفرنسية‪ .‬وكصديقه‬ ‫(جاك بيرك) يكره كلمة (مستشرق) ويقول‪:‬‬ ‫«إنها تصطحب دائما بنكهة استعمارية‪.‬‬ ‫لذلك أفضل بدلها بكلمة (مستعرب)» ألن‬ ‫ما يعنيني هو العالم العربي‪ ...‬وإن ما أريده‬ ‫هو أن ندرس العرب كممثلين لعصر ثقافي‪،‬‬ ‫كما ندرس الثقافة األلمانية كتعبير عن عهد‬ ‫ثقافي‪ ،‬وبنفس الطريقــة التي ندرس بها‬ ‫الثقافة األنكلو ـ سكسونية‪ ،‬أو العالم اإليطالي‬ ‫أو اإلبيري‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫اهتماماته االستشراقية‪:‬‬ ‫كــان الشعــر العربــي قديمــه‬ ‫وحديثــه هاجسه األول الذي استأثر‬ ‫به ونال إعجابه وحظي باهتمامه‪،‬‬ ‫فكان بداية االنطالق إلى عالمه‪ ،‬ومن‬ ‫خالله سيكتشف عبقرية اللغة العربية‬ ‫وغنى تأثيرها في األدب والثقافة‬ ‫والحضارة العربية‪.‬‬ ‫«إن هــــذا الشعــر يحيرنـي‬ ‫أو بعبارة أكثر حدة‪ ،‬فإن هذا الشعر‬ ‫لم يكن يخاطبني‪ ،‬وكنت أوثر عليه‬ ‫الشعر الفرنسي‪ ،‬وذات يوم تساءلت‪:‬‬ ‫بالنسبة للعرب فإن هذه النصوص‬ ‫هي الشعر األصيل‪ ،‬وعندئذ فإما أن‬ ‫نقول – شأن مستشرقين تقليديين‬ ‫– بأن الشعر العربي ليس شعرا‬ ‫ولكنه سلسلة كليشيهات وتنضيدات‬ ‫معجمية بعيدة تماما عن ما ندعوه‬ ‫نحن شعرا إلى حد أن ننفي عنه صفة‬ ‫الشعرية‪ .‬فيكون هذا هو االختيار‬ ‫األول‪ ،‬وحينئذ نخلص إلى أن العرب‬ ‫ال يفهمون شيئا في الشعر‪ .‬وإما أن‬ ‫نطرح السؤال بصيغة مغايرة‪ :‬يقول‬ ‫العرب إن شعرهم شعر أصيل‪ .‬فواحد‬ ‫من اثنين‪ :‬إما أن العرب بلهاء أو أنني‬ ‫أنا هو األبله‪ .‬وكان ال بد من بحـث األمـر فبدأت باعتماد البنيوية‪ ،‬غصت‬ ‫في هذا الشعر‪ ،‬ورأيت كيف يصنــع‪ ،‬إذ الشعــر صناعــة أوال وأحببت‬ ‫الشعر العربي» ‪.‬‬ ‫فأصبح بذلك واحدا من المتخصصين في األدب العربي قديمه‬ ‫وحديثه في فرنسا وذلك بما ينشره من كتب وما يسطره من مقاالت‬ ‫في هذا الموضوع‪ .‬وعانق الشاعر العراقي بدر شاكر السياب شعرا وحبا‬ ‫وإبداعا‪ .‬ويعتبره من أكبر الشعراء العرب المعاصرين‪ .‬وأكثرهم مكانة‬ ‫عنده ألنه يشاركه في اإلحساس الكامل لألشياء‪ ،‬نظرته للحياة يجدها‬ ‫تماما هي تلك النظرة التي عنده‪ ،‬إن عالم السياب هو عالمه‪...‬حبب إليه‬ ‫الشعر العربي المعاصر برمته وقاده حبه إلى تذوق هذا الشعر ويرى «أن‬ ‫السياب هو الصوت الشعري العظيم في العراق والعالم العربي المعاصر‪.‬‬ ‫ويرى في الشعر بصورة عامة‪ :‬أن الشاعر لن يكون مبدعا عظيما حتى‬ ‫يقرأ ويتمثل الشعراء العظام» ‪ .‬وقد خصه بدراسة مع ترجمة ألهم‬ ‫أشعاره إلى اللغة الفرنسية في كتاب صدر في باريس من منشورات‬ ‫(دار سندباد) تحت عنوان‪( :‬السياب ‪ :‬الخليج والنهر) (‪Le Golf et le‬‬ ‫‪.)Fleuve‬‬ ‫رسم فيه صورة زمنية لمسلسل نتاج الشاعر‪ ،‬فقد اختار قصائده من‬ ‫دواوين صدرت للشاعر على التوالي من أزهار وأساطير حتى آخر ديوان صدر بعد وفاته‪ .‬كما خص‬ ‫الشاعر المتنبي بدراسة مهمة تحت عنوان‬ ‫(المتنبي شاعر عربي) نشرت في مجلة األقالم‬ ‫العراقية ‪ /‬عدد خاص صدر بمناسبة مهرجان‬ ‫أبي الطيب المتنبي بالعراق سنة ‪1978‬م بدأها‬ ‫بالحديث عن استحضار ذكرى ذلك الذي فعل‬ ‫الكثير من أجل تعريف أروبا بالمتنبي‪ ،‬ذكرى‬ ‫المأسوف عليه معلمي (ريجيس بالشير) الذي‬ ‫ما تزال أطروحته العظيمة اإلتقان‪ ،‬وقد نشرت‬ ‫عام ‪1935‬م‪ ،‬ما تزال حتى اآلن‪ ،‬ولكثيرين منا‬ ‫عربا وفرنسيين‪ ،‬الدستور بامتياز للدراسات‬ ‫المتنبئية‪.‬‬ ‫وإن موضوع هذا البحث مدين له أيضا‬ ‫بالكثير‪ ،‬ألنه لم يفعل أحد الكثير من ريجيس‬ ‫بالشير‪ ،‬ليجعلنا نتفهم أسباب مجد المتنبي‬ ‫في األقطار العربية‪ ،‬وذلك البعد الذي أدعوه‬ ‫ملحميا‪ ،‬ألن شعبنا بأكمله يجد نفسه في‬ ‫أعمال الشاعر‪.‬‬


‫العدد ‪1006‬‬

‫‪18‬‬

‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫هل األخالق والديمقراطية ومنح الحقوق‬ ‫وسيادة القانون والعدالة على الكل‬ ‫يقدم األمم والشعوب أم ماذا؟!‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬

‫لعبة السودوكو (‪)468‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫من المعلــوم أن الديمقراطيـــة لها شكـل ومضمــون‪،‬‬ ‫فشكلها قـد يتحـــدد في مؤسســـات وقوانيـــن‪ ،‬وإعالن تام‬ ‫لحقوق اإلنسان الحقيقية ولحرية الصحافة والعمل الفعلي‬ ‫على استقالل القضاء‪ ،‬إذ هذا يهيئ للحياة السياسية مناخا‬ ‫نقيا وعزة وازدهارا وحصانة وأساسا متينا‪ ،‬ومضمونها هو ما‬ ‫يستقر في ضمير الجماعة والفرد من إيمان تام وراسخ بتلك‬ ‫القيم‪ ،‬إذ يضمن لها الممارسة السليمة في الحياة الخاصة‬ ‫والعامة‪ ،‬وتظهــر كذلك عنــد المعاملة بين اآلبــاء واألبنـــاء‬ ‫والرؤساء والمرؤوسين والموظفين والموظفات والجمهور‬ ‫الواسع والفرد‪ ،‬أي فهي ال تصير مضمونا قبلما تصبح أخالقا‬ ‫عامة‪ ،‬وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي‪:‬‬

‫وإنما األمم األخالق ما بقيت‬ ‫فإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‬

‫كما قد تصبح تقاليد اجتماعية ورؤية تامة وشاملة في‬ ‫الحياة والكون وبين الناس‪.‬‬ ‫الديمقراطية ال جدوى منها كثيرا إذا توافرت مظاهرها‬ ‫وبقي إلى جانبها اضطهاد للمرأة‪ ،‬أو مصادرة للرأي‪ ،‬كيفما‬ ‫كان هذا الراي‪ ،‬أو تفرقة وإن هانت بسبب العنصر أو الدين‪ ،‬أو‬ ‫محاولة لفرض مذهب ما بالقوة‪ ،‬أو اتجاه نحو تضخيم الرقابة‪،‬‬ ‫أو تأييـــد الرأي عنــد المناقشـة بالحدة واختالق األكاذيب‪،‬‬ ‫وافتعال الحوادث‪ ،‬وهذا قد يتساوى مع العنف في الهدف‪ ،‬وإن‬ ‫اختلفت عنه في وسيلته‪...‬‬ ‫ومن المعروف أن االضطهاد والظلم والمصادرة والعنف‬ ‫والكذب والتضليل من خصائص الحياة المنكوبة‪ ،‬باالستبداد‪،‬‬ ‫إال أنها قدد تتسلل إلى الديمقراطية متنكرة في غير لباسها‬ ‫األصلي نافثة سمومها‪ ،‬تحت لواء غير لوائها‪.‬‬ ‫هذا وقد تعمــل فينا عملها في غيبة من وعينا‪ ،‬ويمس‬ ‫نيتنا‪ ،‬فقد نسيء استعمال القيم‪ ،‬ونحن نتوهــم أننا نمارس‬ ‫حقوقنا الديمقراطية‪ ،‬في حين أننا نعاني من رواسب امراض‬ ‫قد أصابتنا في عهد الظلم والطغيان‪ ،‬ألن األخالق الديمقراطية‬ ‫قد تنكر ذلك كله أشد اإلنكار‪.‬‬ ‫ولن نصل إلى الديمقراطية الحقيقية والحقوق الحقة‬ ‫والعدالة االجتماعية حتى نتخلق بأخالقها األكيدة‪.‬‬ ‫كل شيء يتحقــق بالوصول إلى الهدف‪ ،‬عندما يضنينا‬ ‫اإلحساس العـــام بالالمبـــاالة‪ ،‬وانحصار الكثيريـــن منا في‬ ‫مصالحهم الذاتيـة‪ ،‬يتمنى دائما المفكـــرون والمبدعـــون‬ ‫الحقيقيون أن يجدوا العالج الحاسم في هدف عام يستقطب‬ ‫القلوب ويستأثر بالهمم‪ ،‬وتستوي في األفق منارة تهتدي بها‬ ‫السفن في ليل الظلمات البهيم‪ ،‬وإنني أتعجب كل العجب‬ ‫عمن يتساءل عن هدف في بعض البلدان التي تعاني من مر‬ ‫المعاناة بالتخلف‪ ،‬ويعمل ويتطلع إلى التقدم الذي يزهر غير‬ ‫بعيد منا ويتجسد في العلم والثقافة والفكر والصناعة والزراعة‬ ‫والعالقات اإلنسانية الرفيعة والنموذجية‪ ،‬إضافة إلى ما ينبض‬ ‫في تراثنا من قيم ومبادئ سامية وأمثلة الزالت باقية‪ ،‬فإذا لم‬ ‫يصلح كل ذلك ليكون هدفا‪ ،‬فما الهدف إذن؟! وكيف ينبغي‬ ‫له أن يكون؟!‬

‫الهدف راسخ وقائــم‪ ،‬بل علينا نحن أن نبذل جهدا كبيرا‬ ‫لبلوغه بما نضع من خطط‪ ،‬ونقدم من عمل‪ ،‬وبما نهيئ له‬ ‫من جو صالح بما يكون فيه من ديمقراطية‪ ،‬وسيادة القانون‬ ‫على الكل بدون محاباة وال تمييز‪ ،‬ومطاردة االنحراف‪ ،‬وإذا‬ ‫كان هذا فال بد أن يمارس سحره في النفوس‪ ،‬ويعد المسرح‬ ‫والرجال لخلــق مسرحيـة تاريخية جديدة جذيـرة بالشعــب‬ ‫وتاريخه العريق والمجيد‪ ...‬ربما أنه لم يحظ بالعناية الكافية‬ ‫التي تبلورت في وجدان الشعب‪ ،‬كما أن هناك بعض المعاناة‬ ‫والثقة المفقودة‪ ،‬معاناة أفرزتها األزمة االقتصادية‪ ،‬وثقة‬ ‫فقدت في خضم الفساد المستشري‪ ،‬وتبعا لهذا لم يلق الجهد‬ ‫الصادق المبذول والمتواصل ما يستحقه من تقدير ومؤازرة‬ ‫وعناية تامة واكتسحت األعمال والرجال ريح مغبرة من الشك‬ ‫وسوء الظن‪ ،‬وإنني أنظر إلى هذا في حزن وأسف بالغين‪ ،‬بل‬ ‫إنني ألرجو أن أكون مخطئا في هذا التصور‪ ،‬وأن يكون الواقع‬ ‫أدعى للتفاؤل والرضا ومهما يكن من أمر فما أحوجنا اآلن إلى‬ ‫تجديد اإلدارة وبعثها من جديد لتقـوم على العلم وااللتزام‬ ‫وما أحوجنا إلى تطهير شامل يجتث الفساد والظلم من جذوره‬ ‫الماضية والحاضرة‪.‬‬ ‫هذه مهمة وطنية ال تقبل التأجيل أو التردد لكي تنفخ‬ ‫في األرواح الجامدة اإليمان القوي والحماس والجدية األكيدة‬ ‫والمتواصلة والسائرة بكل بلد إلى النماء الحقيقي والتقدم‬ ‫المنشود الذي يصل بوطننا الغالي والعزيز إلى أعلى عليين‬ ‫من الرقي الحضاري والتطور البناء والخالق في أفق وتطلعات‬ ‫اإلنسانية الهادفـــة إلى األفضـل باإلنســان ذوي األخالق‬ ‫والمروءة العالية والسامية العاملة من أجل تقدم بلدها‪،‬‬ ‫واألمم والشعوب بالعالم أجمع‪.‬‬ ‫ـ القصر الكبير في يوم ‪2019/08/04‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫* األديب واإلعالمي‬ ‫والعضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية ‪ ‬ـ فرع المغرب‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪468‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫تكريم مصطفى بوراس‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫الكرة المغربية في حاجة إلى التغيير‬

‫ال يجادل أحد في كون الكرة المغربية تعاني من عدة مشاكل وتحتاج إلى‬ ‫التغيير في برامجها وهيكلتها وإلى ضخ دماء واطر شابة قادرة على العطاء بشكل‬ ‫يتالءم ومنظومة االحتراف‪.‬‬ ‫واليوم الدراسي الذي انعقد مؤخرا بالصخيرات وضع يده على الداء وكيفية‬ ‫الدواء‪.‬‬ ‫وتأكد خالل هذا اليوم الذي عرف مشاركة المدربين واألطر التقنية والعصب‬ ‫أنه ولتطوير الممارسة الكروية في بالدنا هناك مجموعة من النقاط التي البد‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ نشر كرة القدم بالمدن والبوادي‪.‬‬‫تدبير الجانب التسويقي والمالي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪.‬‬‫ ضرورة انطالق الموسم الكروي المقبل بالشركات الرياضية عوضا عن‬‫األندية لتطوير المنتوج الكروي المغربي‪.‬‬ ‫ استقاللية العصبة الوطنية االحترافية عن الجامعة لتتولى مهامها بكيفية‬‫مثالية دون تدخل وذلك تالفيا لكل تأويالت مغلوطة‪.‬‬ ‫ تقييم وتوزيع المهام على العصب األربع حسب االختصاص‪.‬‬‫ فتح المجال أمام الالعب المحلي داخل كل المنتخبات الوطنية إلعادة االعتبار‬‫للكرة الوطنية‪.‬‬

‫المغرب التطواني يواجه نادي الجزيرة‬ ‫الخضراء يوم ‪16‬غشت‬

‫‪19‬‬ ‫في إطار االحتفال بعيد العرش وإحياء لذكرى الزمن الجميل احتضن ملعب القرية‬ ‫الرياضية بطنجة دورياً في كرة القدم بمشاركة قدماء العبي اتحاد طنجة وقدماء العبي حسنية‬ ‫طنجة وفريق الجالية المغربية بالخارج‪.‬‬ ‫وخالل هذا الدوري تم تكريم مصطفى بوراس أحد الفعاليات الر ياضية بطنجة‪.‬‬

‫لهذه األسباب تأجل اإلعالن عن خليفة‬ ‫المدرب هيرفي رونار‬

‫قرر فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم تأجيل‬ ‫الكشـــف عن اسم المــدرب الجديــد الذي سيعــوض الفرنســي‬ ‫هيرفي رونار في مهمة تدريب األسـود‪.‬‬ ‫وحسب مصادر مؤكـدة فإن رئيـس الجامعــة استقر على‬ ‫البوسني وحيد حاليو زيتش لتعويض الثعلب‪.‬‬ ‫وينتظر فقط إنهاء المدرب البوسنــي وحيـد حاليلوزيتش‬ ‫الرتباطه رسميا مع نـادي «نانت» الفرنسي‪.‬‬ ‫وحسم إشكاليـة الشـرط الجزائـي لتقديمه بصفة رسميـة‬ ‫في مؤتمر صحفي نهاية األسبوع المقبل‪.‬‬

‫ويرغب لقجع في تقديم وحيد حاليلوزيتش رفقة المدير‬ ‫التقني الجديد الويليزي أوسيان روبير وباقي مدربي المنتخبات‬ ‫المغربية جميعهم في ذات المؤتمر‪.‬‬

‫وكانت صحيفــة «ليكيب» الفرنسيـة قد أكدت أن المدرب‬ ‫حاليلوزيتش قد استقال من تدريــب فريق نانت ليخوض تجربة‬ ‫احترافية جديدة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشـارة إلى أن المدرب حاليلوزيتش يعــرف الكرة‬ ‫المغربية وقد سبق أن درب الرجاء الرياضي‪.‬‬

‫أوغني يقترب من تدريب شباب الحسيمة‬ ‫بلغت المفاوضات بين إدارة نـادي شباب الريــف الحسيمي‬ ‫والمدرب أوغني مرحلة متقدمة‪ .‬ومن المتوقع أن يتعاقد الطرفان‬ ‫قريبا خاصة وأن هذا األخير رحب بعرض الفريق الريفي‪.‬‬ ‫ويسعى شباب الريف الحسيمي لالستفادة من تجربة المدرب‬ ‫أوغني لقيادته للعودة السريعة إلى بطولة الدوري االحترافي بعدما‬ ‫نزل الموسم الماضي إلى القسم الثاني بسبب المشاكل الداخلية‪،‬‬ ‫حيث تناوب على رئاسته ‪ 3‬رؤساء‪.‬‬ ‫وكان حسن أوغني قد درب العديد من األنديةوسبق ان حقق‬ ‫الصعود مع المولودية الوجدية وبلغ الدور النهائي لكأس العرش مع‬ ‫الوداد الفاسي في الموسم الماضي‪.‬‬

‫كمال آيت الحاج ‪:‬‬

‫«سعيد باالنضمام إلى اتحاد طنجة‬ ‫وأتمنى أن أقدم اإلضافة المرجوة»‬

‫في إطار استعداداته للموسم الر ياضي الجديد يواجه فريق المغرب التطواني يوم‬ ‫‪ 16‬غشت الجاري نادي الجزيرة الخضراء اإلسباني‪.‬‬ ‫ويسعى فريق الحمامة البيضاء الذي تعاقد مؤخرا مع المدرب اإلسباني أنخيل فيا‬ ‫ديرو خلفا للمدرب المغربي طارق السكتيوي إلى عدم تكرار أخطاء الموسم الماضي التي‬ ‫كادت أن تعصف به إلى القسم الثاني‪.‬‬ ‫المغرب التطواني عزز أيضاً صفوفه بالعديد من الالعبين ‪.‬‬

‫انضم مؤخرا إلى اتحاد طنجة المدافع كمال آيت الحاج بعقد لمدة‬ ‫موسمين قادما من أولمبيك أسفي‪.‬‬ ‫وعن التحاقه بفارس البوغاز قال آيت الحاج ‪:‬‬ ‫«التحقت باتحاد طنجة بعدما اتصل بي رئيس الفريق وأقنعني‬ ‫بالبرناج المستقبلي للنادي‪ ..‬وأنا جد فرح باالنضمام إلى هذا الفريق أتمنى‬ ‫أن أعطي اإلضافة»‪.‬‬ ‫وعن معسكر تركيــا قال ‪« :‬المعسكر مر في أجواء جيدة والالعبون‬ ‫بدؤوا يستوعبون الخطة وأظن أننا سنكون جاهزين لكأس األندية‬ ‫العربية لألبطال‪.‬‬ ‫وبالنسبة لجماهير اتحاد طنجة قال آيت الحاج ‪« :‬جماهير اتحاد طنجة‬ ‫معروفة بعشقها لكرة القدم وأتمنى أن أقدم لها اإلضافة وأعيد إليها رفقة‬ ‫باقي الالعبين فرحة البطولـــة‪ ،‬وإن شاء اهلل سنكــون في الموعد لتحقيق‬ ‫خطوة إلى األمام ‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬غ�شت ‪2019‬‬

‫العدد ‪1006‬‬

‫السلسلة الرابعة‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الثانية‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة سفر‬ ‫معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫مع األستاذ‬

‫محمد األشعري‬ ‫المحور األول ـ المسار الخاص ـ‬

‫يحضر األستاذ محمد األشعري‪ ،‬في مخيال القراء المغاربة والمشتغلين بالحقل السياسي والمجتمعي الوطني‪،‬‬ ‫بصيغة الواحد المتعدد‪ ،‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الشاعر والكاتب الروائي والمناضل السياسي والناشط الحقوقي‪ ،‬وواحد‬ ‫من أبرز وجوه معتقلي سنوات الرصاص‪ .‬وهو الوزير الذي انعطف بمشروع الثقافة الوطنية نحو أفق اتسمت فيه بتبني‬ ‫مفهوم الصناعة الثقافية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة اتحاد كتاب المغرب لثالث دورات عرفت خاللها‬ ‫هذه المؤسسة أقوى مراحل ديناميتها وإنتاجيتها‪.‬‬ ‫وضع شبه ملتبس لم يكن أمرا سهال وهينا‪.‬‬ ‫لكن كما قلت لك قبل قليل كنت دائما في‬ ‫عالقة أسرية متضامنة ومحتضنة‪ .‬فإخوتي‬ ‫وزوجتي لم يحصل مطلقـــا أن أخضعــوني‬ ‫للمحاسبة‪ .‬كان الثقة كبيرة لديهم في أن ما‬ ‫أفعله هو اختياري الشخصي الحر‪ ،‬واحترموه‬ ‫كثيراً دون ان يتدخلوا فيه‪ ،‬وتضامنوا معي‬ ‫في لحظات صعبة بالرغم من أنهم دفعوا‬ ‫ثمن تبعات اختياراتي الشخصية هذه‪ .‬بل‬ ‫إنهم لم يعبروا عن أي انزعاج من ذلك‪.‬‬

‫ـ السي محمد‪ ،‬أرغب في أن أتقل معك‬ ‫للحديث عن نواح أكثر حميمية في حياتك‪.‬‬ ‫أن نتعرف على السي محمد األشعري الزوج‪،‬‬ ‫ورب األسرة‪ ،‬وكيف يدير السي محمد‬ ‫عواطفه الحميمية الخاصة‪ ،‬وهل هناك‬ ‫أشياء استثنائية تريد أن يعرفها المغاربة‬ ‫في حياتك الصغيرة؟‬

‫على اإلطالق‪ .‬كل أصدقائي في تلك المرحلة‬ ‫تزوجوا بهذه الطريقة‪ .‬واليوم أراهم يزوجون‬ ‫أبناءهم بطريقة تقليدية ترجع إلى القرن‬ ‫الثامن عشر (يضحك)‪ .‬وهذا في الواقع يعطي‬ ‫فكرة عن العودة المكرورة والفاجعة أحيانا‬ ‫للتقليدية في حياتنا‪.‬‬ ‫حياتي األسرية هي هذه‪ .‬بقيت مرتبطا‬ ‫أيضا بأسرتي في زرهون‪ ،‬وبأخوتي الذين‬ ‫توجهوا في مسارات مختلفة‪ .‬وأستمر حتى‬ ‫اآلن في اعتبار الحياة األسرية جزء أساسيا‬ ‫في الداللة على الشخص‪ .‬وأعتبرها منسجمة‬ ‫تماما مع تصوري للحياة‪ ،‬وتصوري للتجربة‬ ‫اإلنسانية التي يمكن خوضها في عالم‬ ‫اليوم‪.‬‬

‫في الواقع من الصعب أن تقدمني كرب‬ ‫أسرة‪ ،‬فأنا لست رب أسرة بالمعنى الكالسكي‪،‬‬ ‫ليس فقط ألنني وزوجتي لم ننجب‪ ،‬ولكن‬ ‫لسبب طبيعي هو أنني لسـت لـدي أطفــال‪،‬‬ ‫وألن مسار تشكل عائلتي الصغيرة كان ضمن‬ ‫سياق نحن أبعد ما نكون عليه اليوم‪ .‬كان في‬ ‫سياق فورة منتصف السبعينيات ونهايتها‪،‬‬ ‫عندما كان الشبـاب‪ ،‬وأنا واحد منهـم ‪ :‬ما‬ ‫يزالون يؤمنون بأن الخطوة األولى لخوض‬ ‫تجربة الحداثة تبدأ من الحياة الشخصية‪،‬‬ ‫وليس مما هو موجود على األوراق‪ .‬فالحياة‬ ‫الشخصية تتضمن طريقة العيش‪ ،‬وطريقة‬ ‫التمثل‪ ،‬وطريقـة الحـب‪ ،‬والزواج‪ ،‬وغيــره‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فأنا وجيلي لم نتزوج ضمن المناخات‬ ‫العائلية الثقيلة‪ .‬التقيت بزوجتي في الوسط‬

‫بالتأكيد كان للتزاماتــي العامة تأثيـــر‬ ‫على حياتي الشخصية ‪ ،‬لكن يجـب أن أقول‬ ‫أيضا أن هذا كان قد حدث منذ البداية‪ ،‬أو‬

‫الطالبي‪ ،‬وبعد ذلك ذهبت هي الستكمال‬ ‫دراستها في الهندسة المعمارية باالتحاد‬ ‫السوفياتي‪( ،‬المرحوم االتحاد السوفياتي‪...‬‬ ‫(يضحك)‪ ،‬وبقينا على اتصال‪ ،‬ولما عادت في‬ ‫بداية الثمانينيات تزوجنا‪ .‬لكن بطريقة جد‬ ‫شخصية وال مكان فيها ألي عنصر تقليدي‬

‫االنطالقة‪ .‬فأنا تعرفت على زوجتي في وسط‬ ‫هذه المعمعة الكبيرة‪ .‬جاءت فترة االعتقال‪،‬‬ ‫وفترة التوقـف عن العمـل‪ ،‬وفتـرة الصعوبات‬ ‫المتعلقة بتداعياتهما في الحياة‪ ،‬والتي كان‬ ‫لها أحيانا وقع مادي ملموسا على طريقة‬ ‫ومستوى العيش‪ .‬أن تطرد وأن تصبح في‬

‫ـ داخل هذا المناخ الشخصي‪ ،‬هل‬ ‫يمكن الحديث عن محمد األشعري بمعنى‬ ‫فيه «مخالفة» أو «مغايرة»‪ .‬وأقصد أنني‬ ‫أريد أن أعرف أكثر كيف كان السي محمد‬ ‫يقتطع من اهتماماته الكثيرة هذا الجزء‬ ‫الحميمي؟‬

‫ـ السي محمد دعني أعود معك من جديد‬ ‫إلى بعض األسس األولى التي تشكلت منها‬ ‫شخصيتك العمومية‪ ،‬من الناحية الثقافية‬ ‫وال من ناحية الوعي السياسي‪ .‬أنا فهمت‬ ‫منك أن مكتبة ثانوية موالي إسماعيل‬ ‫بمكناس لعبت دورا حاسما جعلك تتعرف‬ ‫على بعض الشخصيات والرموز لكن ورقيا‬ ‫إذا صح التعبير‪ .‬لكن األكيد ان السي محمد‬

‫من خالل احتكاكه بالحياة واجه شخصيات‬ ‫واقعية حقيقية‪ ،‬ربما استلهم منها بعض‬ ‫مرجعياته السياسية أو الثقافية‪ .‬أريد‬ ‫أن نتعرف منك على بعض األسماء التي‬ ‫ساهمت في تشكيل مرجعياتك؟‬

‫في الواقع المسألة انبنــت بطريقــــة‬ ‫تدريجية‪ .‬عندما تكون من عائلة فقيرة‪،‬‬ ‫ومن قرية نائية‪ ،‬فإنك ال تجد وسيلة بديهية‬ ‫في طريقك لاللتقاء بشخصيات ذات أهمية‬ ‫كبرى‪ .‬أنا التقيت في أغلب األحيان بناس‬ ‫بسطاء جدا لعبوا دورا كبيرا في حياتي‪.‬‬ ‫أذكر أني عشت في بداية الستينيات تجربة‬ ‫استثنائية في حياتي‪ ،‬وكنت وقتها في عمر‬ ‫ثمان سنوات على ما أظن‪ .‬كان والدي قد‬ ‫اعتقل‪ ،‬وعلمت أنه ستجرى له محاكمة في‬ ‫مدينة موالي إدريس زرهون‪ .‬ودون أن‬ ‫أطلب اإلذن من أي أحد قررت مع نفسي أن‬ ‫أحضر المحاكمة‪ .‬عندما وصلت إلى الساحة‬ ‫الكبيرة المجاورة لمبنى المحكمة ووجدتها‬ ‫مكتظة بجمهور غفير من الناس يصعب معه‬ ‫التصرف‪ .‬وبالصدفة التقيت بأحد أصدقاء‬ ‫والدي الذي تدبر األمر وأدخلني معه إلى‬ ‫القاعة‪ ،‬وجلسنا قريبا من قفص االتهام الذي‬ ‫كان يجلس به والدي‪.‬‬ ‫في هذه المناسبة أوال‪ ،‬حصل أنني ألول‬ ‫مرة أستمع إلى والدي يتحدث أمام القاضي‬ ‫يجيب على أسئلته‪ ،‬وهذا كان قد فاجأني‬ ‫كثيرا ألنني اكتشفت شخصية أخرى لوالدي‬ ‫لم أكن أعرفها‪ .‬وثانيا‪ ،‬في هذه األجواء‪،‬‬

‫تعرفت على أشخاص كانوا يترددون على‬ ‫البيت‪ ،‬وغالبيتهم من الفالحين والتجار‬ ‫البسطاء‪ ،‬ورأيتهم ينتصرون لوالدي ويبدون‬ ‫تضامنهم معه‪.‬‬ ‫وكــان من بينهـــم شخــص يدعـــى‬ ‫«مسعود»‪ ،‬ذكـــر اسمــه كثيــرا في تلــك‬ ‫المحاكمة‪ ،‬وطبعا كانت محاكمـــة ملفقة‬ ‫من أولها إلى آخرها‪ ،‬إذ كان والدي يحاكم‬

‫على أساس الدعوة إلى تأسيس جمهورية‬ ‫(يضحك)‪ .‬وكانت خلفية التلفيق طبعا ألن‬ ‫والدي كان عضوا في حزب االتحاد الوطني‬ ‫للقوات الشعبية‪ ،‬وألنه كان محترما ومحبوبا‬ ‫لدى غالبية الناس‪ ،‬ويتمتع بـ «كاريزما»‪،‬‬ ‫وألنه اكتسح االنتخابات القروية سنة ‪.1961‬‬ ‫فاألمر كله حصل من تدبير الجهة التي كانت‬ ‫تناوئ حزب االتحاد الوطني للقوات الشعبية‪.‬‬ ‫فالغرض كان هو تصفية والدي‪ ،‬وتنحيته من‬ ‫الواجهة‪.‬‬ ‫قلت كان من بينهم مسعود هذا‪ ،‬وهو‬ ‫فالح بسيط من قرية اسمها «عين بزيز»‪،‬‬

‫األخيرة‬

‫والذي سيعتقل اعتقاال آخر مع والدي في‬ ‫قضية أخرى بعد سنة ‪ ،1963‬وسيخرج من‬ ‫هذا االعتقال مختال عقليا بسبب التعذيب‪.‬‬ ‫مثل هؤالء األشخاص هم الذين أثروا تأثيرا‬ ‫قويا في شخصيتي‪ .‬كنت أستحضرهم على‬ ‫الدوام‪ .‬وما كان يثيرني فيهم هو تلك‬ ‫«الجرأة» لديهم على أن يكونوا مقاومين‬ ‫لالستبداد‪ ،‬ولسلطــة سياسيـــة ظالمــة‪،‬‬ ‫بشرطهم البسيط‪ ،‬وأقصد دون أن يكون‬ ‫لديهم ما يؤهلهم لذلك عمليا أو منطقيا‪.‬‬ ‫وأكرر‪ ،‬أن مثل هــؤالء الناس‪ ،‬وبهــذه‬ ‫القيم‪ ،‬هم من أستحضر أكثر‪ .‬ولعل اإلرث‬ ‫األكبر الذي حصلت عليه من والدي بعدما‬ ‫توفي‪ ،‬وكانت وفاته هزة حقيقية في حياة‬ ‫األسرة وفي حياتي أنــا شخصيــا‪ ،‬هو تلك‬ ‫المحبة التي كانوا يغدقونها عليه‪ .‬وكنت‬ ‫قد عبرت عن ذلك في أول عمل أدبي لي‬ ‫نشرته جريدة العلم سنة ‪ ،1967‬وكان‬ ‫بعنوان «في انتظار موت األب»‪ .‬ما حصل‬ ‫في جنازته الرهيبة الغفيرة هو أني اكتشفت‬ ‫أنه يحظى بكمية غير محدودة من المحبة‬ ‫لدى الناس‪ ،‬والمؤكد أنها كانت متبادلة‪،‬‬ ‫واكتشفت معها أيضا أن ما يجب أن أحصل‬ ‫عليه‪ ،‬وبالتأكيد أن أحصل عليه كإرث‪ ،‬هو‬ ‫تلك المحبة‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬وفيما بعد‪ ،‬عندما حققت نوعا‬ ‫من الحرية الشخصية بمجيئي إلى الرباط‬ ‫وأخذ أموري بين يدي‪ ،‬كان الفعل األساسي‬ ‫الذي أحسست أن له تأثيراً مباشراً في‬ ‫حياتي هو «الصداقة» التي ربطتني بكثير‬ ‫من الناس‪ .‬وأصدقائي لعبوا دورا كبيرا‬ ‫في مشواري أكثر مما لعبته ربما األسرة‬ ‫أو القبيلة أو المدينة‪ .‬وما أزال حتى اآلن‬ ‫أعتبر أن الصداقــة منجـم مزود‪ ،‬البتكار‬ ‫طرق جديدة للحياة‪ ،‬والرتياد أراض بكر في‬ ‫األسئلة وفي األجوبة‪ .‬إلى اليوم أعتبر أن‬ ‫الصداقة هي العنصر األهم في بناء الحياة‬ ‫أكثر من غيره‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.