Achamal n° 1008 le 27 Août 2019

Page 1

‫محمد األشعري‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫الحلقة‬ ‫الرابعة‬

‫بدأت في الواقع شاعرا وقصاصا‪ ،‬فكنت أكتب القصة‬ ‫القصيرة ونصوصا عبارة عن خواطر‪ ،‬وكنت أبعثها في‬ ‫ذلك الوقت إلى جريدة العلم على عنوانها البريدي بدون‬ ‫أن أكون على معرفة قريبة أو بعيدة بأي شخص يشتغل‬ ‫بالجريدة‪.‬‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫تعديل وزاري‬

‫أحزاب سياسية خارج اللعبة‬ ‫تتحسب لالنضمام إلى الحكومة‬ ‫المقبلة‬ ‫«دار الضمانة»‬ ‫ونواحي عمالة وزان ‪:‬‬

‫حوار مع‬ ‫امللحن وكاتب الكلمات‬

‫إعالم جهوي متقدم‬ ‫مصطفى كومري‬ ‫صفحة ‪4‬‬

‫صفحة ‪8‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العـدد ‪ 1008‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثـالثــاء ‪ 25‬ذو احلجة ‪ 27 / 1440‬غـ�شـت �إلى ‪� 2‬شـتنرب ‪2019‬‬

‫العطشُ «التاريخي»‪،‬‬ ‫التهميش «المستدام»‪،‬‬ ‫أو «السيبة المحكومة»!؟‬ ‫صفحة ‪6‬‬

‫التعديل الحكومي المأمول‬ ‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫الخطاب الملكي كان واضحا في ما يتعلق بالتعديل الوزاري المأمول‪ .‬األمـر يتعلق بضخ دماء جديدة في شريـان تدبير مستقبـل الوطـن‪.‬‬ ‫وال يفهم من ذلك‪ ،‬بكل الوضوح الذي ال يحتاج إلى تأويالت‪ ،‬سوى إسناد المناصب على أساس الكفاءة والنزاهة والمصداقية‪ ،‬وبهدف ملكي أكثر‬ ‫وضوحا هو خلق وتنشيط نموذج تنموي جديد‪ ،‬وتسريع وتيرة اإلصالحات‪ ،‬وإعادة صياغة االستراتيجيات القطاعية استجابة لألسئلة المستجدة‬ ‫باستمرار وطنيا ودوليا‪.‬‬ ‫قد يأخذ التعديل الوزاري صورة الكعكة‪ ،‬وهو ما ال نتمناه‪ ،‬التي سيبذل البعض من أجلها كل طاقاته الظاهرة والخفية للظفر بنصيبه األوفر‬ ‫منها‪ ،‬وأكيد أن ذلك سيكون محبطا لطموحات وآمال المغاربة في رؤية مغربهم الكفء يتجسد ويترسخ‪ ،‬وسيكون أيضا مخيبا آلفاق انتظاراتهم‬ ‫التي تتماهى بشكل تفاعلي متواصل مع الرؤية الملكية المستبصرة‪.‬‬ ‫مما ال شك فيه أن المهمة شاقة بالنسبة لسعد الدين العثماني‪ ،‬الذي ليس أمامه إال مدة زمنية وجيزة كي يضع اللمسات األخيرة على هذا‬ ‫المشروع‪ ،‬ولكي يقدم إلى الملك مقترحات «البروفايالت» الجديدة التي يجدر بها أن تشكل عنوان المرحلة الجديدة‪ .‬المهمة ستكون شاقة‬ ‫داخل حزبه‪ ،‬ومع باقي الفرقاء السياسيين‪ ،‬للوصول إلى توافق يفيد الوطن أكثر مما يلبي الرضا الحزبي أو الشخصي‪.‬‬ ‫إن التعاطي المسؤول مع التوجيهات الملكية يستلزم أن توضع وراء الظهر كل الصعوبات والعراقيل التي قد تنتاب هذا التوافق‪.‬‬ ‫إن القاعدة العلمية واألخالقية إلسناد المناصب ينبغي أن ترتكز على قدر كاف من االحترام الالزم لتوجيهات الملك وطموحاته‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1008‬‬

‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫محمد السادس في خطاب ‪ 20‬غشت ‪:‬‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫التكوين المهني‬ ‫ضرورة ملحة لتأهيل‬ ‫المغرب و رفع تحديات‬ ‫التنافسية االقتصادية‬

‫مغارات‪..‬‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫‪atlati.mohammed@gmail.com‬‬

‫ذوت صفارة «الكوكوط»‪ ..‬صفارة اإلنذار‪ ،‬معلنة عن‬ ‫فشل مخططاتنا السياحية‪ ،‬وبداية احتضار السياحة الداخلية‬ ‫في بلد البحار واألنهار والجبال والفلل‪...‬‬ ‫وفي حالة من الهلع‪ ،‬خوفاً من فرقعة هذه «الدالحة»‬ ‫الموقوتة‪ ،‬لجأ كثير ممن حضر ورأى وشمّ إلى المخابئ‬ ‫السرية الزرقاء‪ ،‬حيـث انطلق حفل تأبين المؤسوف على‬ ‫هالكها المدعوة قيد واقعها (السياحة الداخلية)‪...‬‬ ‫وادخل أنت وزوجك و»طشرون» عيالك وأهلك وذويك‬ ‫إلى أبأس مطعم في المدينة‪ ،‬واطلب‪ ،‬بالكاد‪ ،‬ما يمأل‬ ‫األفواه الواسعة (بتعبير المرحوم محمد زفزاف)‪ ،‬وستعيش‬ ‫بأم حسرتك لحظة السلب والسطو على ما تبقى من نقود‬ ‫صدئة في محفظتك الوطنية المهترئة‪...‬‬ ‫إن هذا لمنكر؛ المأوى الذي ال يستحق أكثر من مائتي‬ ‫درهم أصبح إيجاره ألف درهم لليلة واحدة في مدينة ال‬ ‫يطلع فيها قمر وال تحلق فوقها مالئكة‪ ،‬وكل ما فيها بقايا‬ ‫شاطئ جميل‪ ،‬واسم ينشط ذاكرة الطفولة‪ ،‬وكورنيش‬ ‫وضعت فيه البالد جوف ميزانيتها‪ ،‬وبساط أخضر يسقى‬ ‫بالماء الشروب صباح مساء‪ ،‬الستقبال المواطنين أصحاب‬ ‫الجيوب المنهوكة من فرط فواتير وإتاوات الحياة القاسية‪...‬‬ ‫المقاهي والمطاعم والحانات‪ ،‬تخرج ألسنتها الحارقة‬ ‫لتطال بالسوء حتى الفئة القليلة المرفهة‪ ...‬إن فاتورة جلسة‬ ‫شاي مع العائلة الصغيرة‪ ،‬في شرفة من شرفات المدعوة‬ ‫«مارينا» الحرامية‪ ،‬يكفي إلطعام ستين مسكيناً من (السواح‬ ‫الالجئون) الذي يتخذون من ساحة موزار وساحة وجدة‬ ‫وحديقة مسجد السوريين ومحيط المحطة الطرقية وبناية‬ ‫«كافراد» فنادق ومراقد وناموسيات‪ ،‬يفترشون العشب‬ ‫البلدي ويتغطون بالعراء وبرضا الوالدين‪...‬‬ ‫وفي كل ركن جانبي‪ ،‬وجنب كل حائط مهجور‪ ،‬وبرميل‬ ‫مجرور‪ ،‬ترى الناس يقضون حاجاتهم البيولوجية في‬ ‫مشهد سوريالي (المفهوم قريب من سروالي) مفضوح‪ ،‬وال‬ ‫أحد بمستطاعه أن يحرك ساكنا أو يسكن متحركاً‪ ،‬اللهم‬ ‫الحوقلة وبعضد التذمر المشفوع باألسف‪ ،‬وبالعذر أيضاً‪...‬‬ ‫وعن أصحاب البدالت الصفراء في مستودعات السيارات‬ ‫ال تسأل؛ عصابات تستقوي على الناس وتفرض عليهم أداء‬ ‫مبالغ ال تطلب حتى في المستودعات الخصوصية‪...‬‬ ‫والطمة الكبرى (التي ليس لطامة موالت الكوكوت‬ ‫أي دخل فيها) هي بقاء «القايدة طامو» صامتة أمام هذا‬ ‫االستغالل وهذا التسيب‪...‬‬ ‫دخلت عليكم باهلل والوطن والمخطط التنموي‪ ،‬ماذا‬ ‫عسانا أن نقول لصاحبة «الكوكوت» التي تصفر في قلب‬ ‫«الكوت»؟‬ ‫من المسؤول؟ هي أم غيرها‪...‬‬ ‫بالنسبة للداعي لكم بالخير‪ ،‬ال ألومها وأمثالها‪ ،‬حتى‬ ‫وإن كنت ال أبرر هذا الفعل الذي يضرب مدينة في منطقة‬ ‫حساسة من جسمها‪...‬‬ ‫السياحة الداخلية تستغيث‪ ،‬فهل من «غيثة» في غياب‬ ‫عبد المغيث‪...‬؟‬ ‫• نلتقي!‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫محمد سدحي‬

‫«الكوكوط»‬ ‫في «الكوط»‪!! ‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫محمد العطالتي‬

‫السياحة الداخلية‪..‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫« كغيرها من الجمل و المصطلحات‪ ،‬حظيت عبارة‬ ‫«التكوين المهني» بشتى أصناف التأويل أو االستهزاء‪ ،‬إذ‬ ‫اعتبر في عرف العامة من أجيال السبعينات نوعا من التعليم‬ ‫في إنتاج الحمق و الحمقى‪ ،‬و لذلك حرفوا العبارة لتصبح بدل‬ ‫التكوين المهني مجرد «تكوين بوهالي»‪ ،‬وفق ما ذكره‬ ‫تالميذ سابقون عاصروا فترة السبعينات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫و لعل ظاهرة االنتقاص من المكانة االعتبارية لطالب‬ ‫و خريجي مؤسسات و معاهد التأهيل المهني الزالت رائجة‬ ‫في أوساط المجتمعات المتخلفة كما هي سارية أيضا‬ ‫في المجتمعات األكثر تقدما‪ ،‬فقد ذكرت يومية الشرق‬ ‫األوسط أن ما يعادل خُمُس التالميذ في بريطانيا قيل‬ ‫لهم من مدرسيهم في أسالك التعليم» إنهم أذكى من أن‬ ‫يلتحقوا بالتعليم المهني »‪ ،‬و هذا ال يدل إال على أن مسألة‬ ‫األفضلية بين التعليمين المهني و الجامعي هي مجرد‬ ‫تقييمات تفتقد الموضوعية و تنبني على حواجز نفسية‬ ‫أكثر كونها مؤسسة على التحليل الواقعي و االستنتاج‬ ‫المنطقي‪.‬‬ ‫و تشير إحصائيات صادرة عن وزارة التربية الوطنية‬ ‫و التكوين المهني و التعليم العالي إلى أن عدد الطلبة‬ ‫المسجلين في مختلف الجامعات المغربية العمومية قد بلغ‬ ‫خالل الموسم الجامعي ‪ 2019 – 2018‬قد قارب المليون‬ ‫طالب أي «‪ ،»864.289‬و هو‪ ،‬بحسب مالحظين‪ ،‬رقم ضخم‪،‬‬ ‫ليس بالنظر إلى كونه يدل على حجم الطلبة الجامعيين‬ ‫و النفقات التي يجب تدبيرها‪ ،‬بل أخذا في االعتبار طبيعة‬ ‫المواد و الشعب المسجلة و طبيعة المناهج المعتمدة في‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬و بالتساؤل أيضا عما إذا كان الخريجون‬ ‫السنويون من أسالكه بإمكانهم االنخراط في سوق الشغل‬ ‫بكل مستوياته وتلبية احتياجات القطاعات اإلنتاجية‪.‬‬ ‫و يرى متابعون لوضع التعليم الجامعي بالمغرب أنه‬ ‫بلغ درجة من التضخم تحد من مردوديته و كفاءة خريجيه‪،‬‬ ‫السيما بالنسبة للمؤسسات ذات االستقطاب المفتوح‪.‬‬ ‫فإذا كان المغرب خالل سنوات السبعينات و الثمانينات‬ ‫كان ال يزال يعاني من نقص في الموارد البشرية المكونة‬ ‫لالشتغال سواء في قطاعات التدريس أو اإلدارة العمومية‬ ‫أو في سلك القضاء و المهن المرتبطة به‪ ،‬فإنه في الوقت‬ ‫الراهن في حاجة إلى كفاءات أخرى قادرة على اإلتيان بقيمة‬ ‫جديدة من شأنها التفاعل في تَواِز مع التحول و النمو‬ ‫الذي باتت تعرفه القطاعات اإلنتاجية الثالثة { الصناعة –‬ ‫الفالحة ‪ -‬الخدمات}‪ ،‬و ذلك ما ال يمكن أن تحققه أفواج‬ ‫الخريجين الذين ال تسمح الشهادات التي حصلوا عليها‬ ‫سوى بااللتحاق بسلك من أسالك الوظيفة العمومية‪ ،‬و هو‬ ‫ما يشكل عبئا على الخزينة العامة من دون طائل يذكر‪.‬‬ ‫ويرَجحُ أن يكون السبب وراء حرص و رغبة معظم‬ ‫التالميذ في التوجه نحو الجامعات بدل مؤسسات أخرى‬ ‫للتكوين‪ ،‬عائدا لكونهم يعتقدون بأن «الطريق إلى النجاح‬ ‫هو عن طريق االلتحاق بالجامعات‪ ،‬و النتيجة هي أن الكثير‬ ‫من الخريجين يجدون أنفسهم بعد التخرج في وظائف‬ ‫هامشية بعيدة عن تخصصهم» و ذلك وفق ما وَضَّحت‬ ‫ٌ‬ ‫أبحاث أنجزَتها مؤسسة «إيدج فونديشن» البريطانية‬ ‫نشرتها جريدة الشرق األوسط‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫و تسعى أوساط الصناعة بدول متقدمة كثيرة إلى‬ ‫المطالبة باستعادة االهتمام بالتكوين المهني و إيالئه‬ ‫األولوية‪ ،‬وذلك رغم توفر هذه الدول على نظم تعليمية‬ ‫غاية في التطور نظرا للنقص الذي جرى تسجيله في ما‬ ‫يخص الكفاءات المطلوبة لشغل‪ ،‬بحيث اتجهت الحكومات‬ ‫إلى العمل على تدارك هذا النقص الملحوظ عبر عدد من‬ ‫الوسائل و من بينها العمل على «تحويل تشجيع الشباب‬ ‫من التوجه إلى التعليم الجامعي بأعداد متزايدة إلى التعليم‬ ‫والتدريب المهني المطلوب» وفق ما ذكرت الصحيفة‪.‬‬ ‫و بالنسبة للمغرب‪ ،‬الذي يعد بلدا سائرا في طريق‬ ‫النمو‪ ،‬يمكن القول إن برامج التكوين و التدريب المهني‬ ‫التي انطلقت من بداية الثمانينات قد ساهمت‪ ،‬ولو بشكل‬ ‫محدود‪ ،‬في توفير اليد العاملة المؤهلة لمواكبة تطور‬ ‫الصناعات التي بدأت في الظهور مع اتخاذ المغرب أولى‬ ‫الخطوات في اتجاه تحرير االقتصاد و خوصصة المنشآت‬ ‫الصناعيةالعمومية‪.‬‬ ‫غير أن مسار مشاريع التكوين المهني ظلت‪ ،‬ألسباب‬ ‫متعددة‪ ،‬دون أن تحظى باالهتمام الكامل من قبل الشباب‬ ‫مع انصراف معظمهم لالهتمام بالمؤسسات الجامعية ذات‬ ‫الطبيعةاألكاديمية‪.‬‬ ‫إن التنمية المستدامة التي تسعى خلف تحقيقها‬ ‫معظم القوى السياسية الحية بالبلد ال يمكن أن تتحقق‬ ‫دون إيجاد سبل لخلق التوازنات عبر تشجيع القطاعات‬ ‫المنتجة‪ ،‬وهو أمر لن تتاح له فرص النجاح بشكل كامل‬ ‫بسبب نقص أو غياب الكفاءات المهنية المتنوعة القادرة‬ ‫على تخطي مراحل العمل اليدوي البسيط نحو مراحل‬ ‫التخصص التقني‪ ،‬و هو العمل الذي يقع على كاهل معاهد‬ ‫التكوين المهني التي يجب االهتمام بها على المستوى‬ ‫الحكومي و العمل على تطوير أدائها بشكل أكثر مالءمة‬ ‫لعروض التشغيل المتاحة التي تتجه نحو المزيد من‬ ‫التخصص و التنويع‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬فقد أكد الخطاب الملكي بمناسبة‬ ‫الذكرى الوطنية ‪ 20‬غشت لهذه السنة‪ ،‬على «دور‬ ‫التكوين المهني‪ ،‬و العمل اليدوي في إدماج الشباب» سواء‬ ‫تعلق األمر «حرف الصناعة التقليدية» أو بـــ «الصناعات‬ ‫الغذائية و المهن المرتبطة بالفالحة» أو تعلق األمر بـــ‬ ‫«توفير كفاءات وطنية‪ ،‬في السياحة والخدمات‪ ،‬والمهن‬ ‫الجديدة للمغرب‪ ،‬كصناعة السيارات والطائرات‪ ،‬وفي مجال‬ ‫التكنولوجياتالحديثة»‪.‬‬ ‫و اعتبر الملك في خطابه أن «النهوض بالتكوين‬ ‫المهني أصبح ضرورة ملحة‪ ،‬ليس فقط من أجل توفير‬ ‫فرص العمل‪ ،‬وإنما أيضا لتأهيل المغرب‪ ،‬لرفع تحديات‬ ‫التنافسية االقتصادية‪ ،‬ومواكبة التطورات العالمية»‪،‬‬ ‫وهو اعتبار يلخص حدة التعقيدات التي تفرضها ضرورات‬ ‫التنمية المستدامة في ظل التسارع الذي تعرفه التنافسية‬ ‫بين الدول و التجمعات الصناعية الكبرى‪ ،‬وذلك بصورة ال‬ ‫تدع موطأ قدم للمجتمعات غير المتوفرة على تكوين مهني‬ ‫متطور باعتباره طريقا جديدة و مختلفة للتعلم و اكتساب‬ ‫المهارات الضرورية‪.‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫العدد ‪1008‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫مرتيل أصبح بعد عيد األضحى المبارك‪« ،‬محشرا» ال يطاق‪.‬‬ ‫فطاقته االستعابية ال يمكن أن تتحمل كل هذا الزخم من البشر‪ .‬ومداخله ومخارجه‪،‬‬ ‫وشبكته الطرقية‪ ،‬ال يمكن أن تستقبل هذا األسطول الضخم من المركبات‪ .‬‬ ‫فضاءاته وسويحاته معدودة‪ ،‬وقدرته االستيطانية محدودة‪.‬‬ ‫لذا تكون هذه المناسبة ومثيالتها‪ ،‬فرصة سانحة للمضاربين والمحتكرين‪ .‬‬ ‫الكراء ارتفعت سومته‪ ،‬والمواصالت نزلت مؤشراتها‪ ،‬بفعل المطاردة التي تشاهد‬ ‫كل صباح‪ ‬و مساء‪ ،‬لسيارات األجرة‪ ،‬والحافالت ال تفي بالغرض لقلة العدد‪ ،‬وعدم احترام‬ ‫الوقت‪ .‬‬ ‫والذين أغناهم اهلل عن مطاردة الطاكسي و انتظار الحافلة‪ ،‬يجدون مشقة وعناء في‬ ‫ركن سياراتهم‪ ،‬ويجدون مشقة وعناء مع «مافيا» محطات ومواقف السيارات‪.‬‬ ‫و معنى هذا أن ضيوف مرتيل‪ ،‬لم يجدوا الراحة التي اعتادوها في السنوات الخوالي‪،‬‬ ‫وشعروا بأنهم أصبحوا لقمة سائغة في أفواه السماسرة‪.‬‬ ‫ولعلهم سيحتفظون بذكريات هذه السنة‪.‬‬ ‫و لعلهم ال يفكرون في أخذ وجهتهم إلى شاطئ مرتيل مستقبال‪ ،‬إال بعد حساب‬ ‫وأي حساب‪ .‬فال يلدغ المؤمن من جحر مرتين‪ ،‬وهم لدغوا من هذا الجحر مرارا وتكرارا‪،‬‬ ‫ولكن لدغة هذا الصيف‪ ،‬كانت من الشدة والشراسة والضراوة‪ ،‬بحيث ال ولن تنسى‪ .‬‬ ‫فما رأي مستشارينا المحترمين في بلدية مرتيل؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬ـ هل سيعقدون اجتماعا لمناقشة هذه الوضعية؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬ـ‪ ‬هل سيحاولون إحصاء األخطاء التي حدثت لتالفيها في الصيف القادم إن‬ ‫شاء اهلل؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬ـ‪ ‬هل سيفكرون في خلق منافذ إضافية لمرتيل؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬ـ‪ ‬هل سيفكرون في إيجاد استراحات أو مخيمات أو مآو للضيوف؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬ـ‪ ‬هل سيناقشون مشكل المواصالت؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬ـ‪ ‬هل سيطالبون شركة الحافالت بإضافة مركبات جديدة؟‪ ‬‬ ‫لو فعلوا هذا فسيقدمون لمدينتهم خدمات يشكرون عليها‪ .‬وإذا مروا مر الكرام‬ ‫على هذا الموسم الصيفي بتراكماته ومخلفاته‪ ،‬فسيعطون صورة غير مشرفة لممثلي‬ ‫المدينة والغيورين عليها‪ .‬‬

‫‪ ‬فضاء ‪ -‬أوسطال ‪ -‬يخدش وجه العرائش‪ ‬‬

‫مؤتمر طنجة ‪:‬‬ ‫دروس وعبر‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫اهتم مكتب المنظمـة المغربيــة لإلعالم الجديد بطنجة مشكــورا‬ ‫بتنظيم لقــاء فكري حول موضوع يكتسـي أهمية استثنائية‪ ،‬هو مؤتمــر‬ ‫طنجة لسنة ‪. 1958‬‬ ‫إن العودة الميمونة إلى حدث تاريخي كبير ـ بيننا وبينه ما ينيف عن‬ ‫ستة عقود ـ يكتسي أهمية قصوى في ظرفيتنا الراهنة لكونها تجسد ‪:‬‬ ‫أ ـ مطلب الشعوب المغاربية في الوحدة‪.‬‬ ‫ب ـ حضور طنجة ؛ مدينة المواطن العالمي ابن بطوطة في القضايا‬ ‫الكبرى للمغرب‪ ،‬وفعلها في استقطاب نخب سياسيــة وطنية ومغاربية ؛‬ ‫استقطابا مؤصال ممتدا‪.‬‬ ‫غير خاف على كل مهتم بهذا الشأن في كون العودة إلى مطارحة‬ ‫أفكــار حول مالبسات مؤتمر طنجـة المنعقــد على مدى أربعة أيام من‬ ‫األسبوع األخير لشهر أبريل ‪ 1958‬هو أعز ما يطلب ؛ لوضع حد لهدر‬ ‫سياسي وتوترمفتعل من طرف أوليغارشية العسكر بالجزائر‪.‬‬ ‫لقد حدد المؤتمر المذكور هدفا رئيسا هو ‪:‬‬ ‫« مواصلة الدعم لتحرير الجزائر الشقيقة من االحتالل الفرنسي»‬ ‫وأهم ما جلى قيمة المؤتمر المذكور ‪:‬‬ ‫تخصيصه بتغطية إعالمية واسعة‪..‬‬ ‫حضور شخصيات وطنية وازنة من أمثال المرحومين المهدي بن‬ ‫بركة وعالل الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد وأحمد بالفريج وفرحات عباس‬ ‫والباهي األدغم‪..‬‬ ‫ضبط جدول أعماله في ‪:‬‬ ‫أ ـ صياغة مشروع دعم جبهة تحرير الجزائر‪.‬‬ ‫ب ـ مواصلة تصفية تركة االحتالل الفرنسي في البلدان المغاربية‬ ‫( إدارة واقتصادا ومشكل حدود‪)..‬‬ ‫ج ـ إعداد منظور استشرافي لبناء وحدة مغاربية على أساس جامع‪.‬‬ ‫انتهاؤه بمقررات وتوصيات ‪:‬‬ ‫أ ـ إعالن استمرار االلتزام بمناصرة الجزائر الشقيقة في مقاومة‬ ‫االحتالل الفرنسي‪.‬‬ ‫ب ـ العمل على سد الخصاص البنيوي في المغرب وتونس‪.‬‬ ‫ج ـ وضع إطار سياسي أولي لوحدة مغاربية في إطار فيدرالي مع‬ ‫مراعاة خصوصيات كل بلد‪.‬‬ ‫د ـ استحداث آلية مجلس تأسيسي مغاربي لتجميع وتتبع وتوجيه ما‬ ‫له صلة بالمصالح المشتركة‪.‬‬ ‫هـ ـ العمل الجماعي لتالفي االستفراد الحكومي الذي يمكن أن يصبح‬ ‫منفذ توظيف من طرف المحتلين أو قوى أخرى متربصة مهيمنة‬ ‫وتوسعية‪.‬‬ ‫استفاد الجمهور المثقف من كلمة المجاهد محمد بنسعيــد أيت‬ ‫يدر‪ ،‬وقد كانت بيانا وتبيينا لخلفيات وسياقات ونتائج ذلك الحدث غير‬ ‫المسبــوق‪ ..‬واستفــاد من عروض المشاركيـن‪ ،‬لكن أهم ما تم تنبيــه‬ ‫الغافلين‪ /‬المتغافلين عليه هو ‪:‬‬ ‫• ضرورة التكتل ضد قوى التطرف واإلرهـاب السارية في المنطقة‬ ‫المغاربية‪.‬‬ ‫• االستمساك بعروة القيم البانيــة الجامعة الموحدة والتصــدي‬ ‫ألنشطة الجهات المدافعة عن هويات ضيقة‪..‬‬

‫العرائش ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫ال حديث لزوار الفضاء الغابوي بالعرائش‬ ‫المعروف بفضاء ‪ -‬أوسطال ‪ -‬إال عن الحالة‬ ‫الكارثية التي أصبح عليها في األشهر األخيرة‪،‬‬ ‫فكان أن نتج عنها هجرة جماعية لكل من كان‬ ‫يجد فيه متنفسا إيكولوجيا بعيدا عن ضجيج‬ ‫المدينة وتلوثها ‪.‬‬ ‫صور القبح التي تؤثث هذا الفضاء أكبر‬ ‫إدانة للقائمين على تدبير الشأن المحلي‬ ‫للجماعة الترابية العرائش ‪ .‬فبعد أن كانت‬ ‫جهود قد تضافـرت من أجــل تهييئ هذا‬ ‫الفضاء الغابوي الموجود عند مدخل المدينة‬

‫بتوفير الحد األدنى من الشروط الضرورية‪،‬‬ ‫كالكراسي‪ ،‬واإلنــارة‪ ،‬والممـــرات‪ ،‬وبعــض‬ ‫التجهيزات األولية تحتضـن شغـب األطفال‬ ‫‪ ،......‬وهو ما فتح شهية األسر العرائشية التي‬ ‫ضجرت حياة العلب االسمنتية‪ ،‬بزيارة الفضاء‬ ‫المذكور نهاية كل أسبوع بغاية النزهة‪ ،‬كما‬ ‫أضحى قبلة كل عشاق رياضة المشي‪ ،‬وملتقى‬ ‫التالميذ والطالب استعدادا لالمتحانات ‪ .‬بعد‬ ‫( سبعة أيام الباكور ) سيتلوث الفضاء بكل‬ ‫الروائح الكريهة المسببة للغثيان‪ ،‬وتراكمت‬ ‫أكوام األزبال بكل زواياه لعدم توفير حاويات‬ ‫القمامة‪ ،‬ولعدم استفادة الفضاء من خدمة‬ ‫النظافة التي تنجزها شركة للتدبير المفوض‪،‬‬ ‫وأصبحت الموائـد اإلسمنتـية والكراسـي‬

‫المحيطة بها مجمعا ألوساخ الدنيا‪ ،‬وال يمكن‬ ‫كذلك القفز على بعض التصرفات المشينة‬ ‫لزوار ‪ ‬ينشرون كل أشكال صور القبح المقززة ‪.‬‬ ‫زوار ‪ -‬فضاء أوسطال ‪ -‬يناشدون مختلف‬ ‫الجهات من أجل الدخول على خط رد االعتبار‬ ‫لهذا المتنفس اإليكولوجي الذي تجد فيه‬ ‫ساكنة العرائش ضالتها البيئية‪ ،‬وإطالق‬ ‫برنامج جديد لتأهيله بأهم المرافق بما في‬ ‫ذلك (مراحيض عمومية)‪ ،‬ومواكبة زواره‬ ‫بحمالت تحسيسية للحفاظ على نظافته‬ ‫وحماية تجهيزاته من أي إتالف‪ ،‬‬ ‫وفي انتظار ذلك‪ ،‬فإن الزوار ينتظرون‬ ‫إطالق ورش عاجـل لنظافتــه‪ ،‬وذلك اضعف‬ ‫اإليمان‬

‫• تحسين تنقل األشخــاص اهتداء والتزاما بمعاهدات واتفاقيــات‬ ‫حقوقية‪ ،‬ذات الصلة‪.‬‬ ‫• تشجيع االندماج المغاربي في أفق تجسيد مضامين تنمية مغاربية‬ ‫شاملة‪.‬‬ ‫• إطالق مبادرة مدنية واسعة بين اإلعالميين المغاربيين في هذا‬ ‫المنحى‪.‬‬ ‫• إطالق مبادرات التربية على قيم المواطنة بمحموالتها الكونية ‪.‬‬ ‫نجدد شكرنا لمكتب المنظمة المغربية لإلعالم الجديد بطنجة ‪.‬‬ ‫نجدد رحماتنــا على روح األستاذ خالد مشبال ؛ الرجل الذي اهتــم‬ ‫بالوحدة المغاربية اهتماما استثنائيا‪ ،‬وتراثه في هذا المنحى خالــد في‬ ‫منبر جريدة الشمال ؛ المنبـــر الـذي وضـع لـه ـ رحمه اهلل ـ سقفا ما زلنـا‬ ‫بعيدين عنه كل البعد‪.‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1008‬ـ الثالثاء ‪ 27‬غشت إلى ‪ 2‬شتنبر ‪2019‬‬

‫امللحن وكاتب الكلمات‬

‫م�صطفى كومري‬

‫مصطفى كومري‪ ،‬فنان شاب وطموح‪،‬يخوض غمار كتابة األغنية واللحن وفي بعض‬ ‫األحيان الغناء بروح التجديد واالجتهاد‪،‬اغتنمت جريدة الشمال فرصة تواجده بالمضيق لقضاء‬ ‫عطلته; فكان لنا معه الحوار التالي ‪:‬‬ ‫أجرى الحوار‪ :‬يوسف سعدون‬

‫• كيف يقدم الفنان مصطفى الكومري نفسه للقراء‪.‬؟‬ ‫• • مصطفى كومري من مواليد مدينة سال عشق الفن; مند‬ ‫الطفولةوكان أكتر ميو ًال وانجداباً للشعر والزجل‪..‬‬

‫• ماذا عن تجربتك في كتابة األغنية‪،‬وماهي األسماء التي‬ ‫تعاملت معها؟‬ ‫• • تجربتي مع الكتابة كانت تجربة والزالت ناجحة بفضل اهلل‪.‬‬ ‫كانت غنية بأعمــال كثيرة وفي شتى أنواع الموسيقى مع الكثير من‬ ‫الفنانين الذين كان لي شرف التعامل معهم‪..‬منهم على سبيل المثال‪...‬‬ ‫فيصل‪..‬جدوان‪.....‬الداودية‪..‬الداودي‪..‬الصنهاجي غاني القباج والعديد‬ ‫من األسماء الالمعة‪..‬كان منهم اللبناني رياض العمر وأعمال مع فنانين‬ ‫من البحرين والعراق وتونس ومن جنسيات عربية اخرى‪.‬‬

‫• تجربتك في اللحن‪،‬ولمن لحنت؟‬ ‫• • تجربتي مع اللحن كانت مع أغلب الفنانين الذين سبق لي التعامل‬ ‫معهم في جميع األنماط واأللوان الموسيقية‪ .‬سواء الشعبي المغربي‬ ‫األصيل أو الشعبي المعاصر‪،‬أو الراي زيادة على اللون الخليجي واألغنية‬ ‫الشبابية عموما‪.‬‬

‫• بين الفينــة واألخـرى‪ ،‬تـؤدي بعــض ألحانك؟ماذا عن‬ ‫تجربتك في الغناء؟‬ ‫• • تجربتي في الغناء كانت تجربة مفيدة ولها طعم خاص لكنني‬ ‫توقفت لما يزيد عن خمس سنوات‪..‬ومؤخرا أصدرت عمال من أدائي لقي‬ ‫استحسانا من طرف كل من استمع إليه‪.‬‬

‫• رأيك في واقع األغنية المغربية‪ ،‬وهذه الموجة‬ ‫«الشبابية» التي اقتحمت مجال الطرب؟‬ ‫• • واقع االغنية المغربية واقع يصعب تقييمه ‪..‬ففي العصر‬ ‫الذهبي لألغنية المغربية كانت أغاني جادة وذات رسالةوبها‬ ‫صور شعرية جميلة وبليغة وبألحان خالدة‪.‬‬ ‫أما اليوم‪،‬ومع تناسل الموجة الشبابية ‪،‬هناك القليل‬ ‫منها الذي يصمد‪ ،‬أما الباقي فيكون ظرفيا ويدخل‬ ‫مجال النسيان‪،‬ومع ذلك‪،‬هناك نماذج جادة اعطت‬ ‫الريادة لهذا النوع الغنائي على المستوى العربي‪،‬وذلك‬ ‫لتميزها بألحانها وتوزيعها الموسيقي وأدائها الرائع‪.‬‬ ‫• معروف عنك انك تكتب في أجناس مختلفة‬ ‫لألغنية الشبابية‪(،‬الراي‪،‬الشعبي و‪ )...‬هل يمكن‬ ‫الحديث عن خصوصية الكتابة عبر كل جنس غنائي ؟‬ ‫• • كل لون غنائي له صبغته الخاصة‬ ‫وله انطباع خاص في اختيار الموضوع المناسب له‪...‬‬ ‫فاألغنية العاطفية مثال تختلف عن األغنية االجتماعية‪ ..‬سواء في‬ ‫لون الراي أو الشعبي أو الخليجي‪ ..‬والنقطة األهم والمسيطرة حاليا‬ ‫هي البعد التجاري‪ ،‬لكن مع هذا أنا أنحو نحو الحفاظ على بصمتي في‬ ‫تضمين كتاباتي برسالة سامية داخل العمل الغنائي‪...‬وأتطلع لكي تصمد‬ ‫إبداعاتي في الساحة الفنية لمدة أطول‪.‬‬ ‫• هل سبق لـك أن كتبت لبعض األسمـاء التي فرضت نفسها‬ ‫في الساحة الفنية‪.‬؟وماهي الصعــوبـــات التي تعتــرضــك في‬ ‫الترويــج لكتاباتك‪.‬؟‬ ‫• • بالطبع كانــت لي نجاحـات كثيـرة مـع فنانين المعيـــن‬ ‫ومرموقيــن وبنجاحـات تتفـاوت قيمتهـا حســـب نوعيـة وإســم‬

‫ذاكرة فيلم‬

‫�صوت املو�سيقى‬ ‫• محمد عابد‬

‫بطاقة تقنية ‪:‬‬

‫البلد ‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫السنة ‪1965 :‬‬ ‫سيناريو ‪ :‬إيرنيست ليمان‬ ‫موسيقى ‪ :‬إروين كوستال‬ ‫تصوير ‪ :‬تيد ماكورد‬ ‫تشخيص ‪ :‬كريستوفر بالمر – إليانور باركر – جولي أندروز –‬ ‫ريتشارد هايدن – بيجي وود ‪.‬‬ ‫مدة العرض ‪ 172 :‬دقيقة‬ ‫إخراج ‪ :‬روبرت وايز ‪.‬‬ ‫‪--------------‬‬‫عند نزول الفيلم إلى القاعات السينمائية سنة ‪ ،1965‬تعرض‬ ‫لهجمة شرسة من طرف النقاد السينمائيين ‪ ،‬وفي نفس الوقت لقي‬ ‫استحسانا من طرف الجمهور الواسع ‪ .‬هذه المفارقة‪ ،‬خلقت نقاشا‬ ‫صاخبا حول أهمية الفيلم‪.‬‬

‫هناك من صنفه في خانة السينما التجارية‪ ،‬وهناك‬ ‫من اعتبره فيلما عاديا يمزج بين الموسيقى واللقطات‬ ‫الغارقة في التصوير للجبال والطبيعة ‪ .‬لكن الفيلم‬ ‫صمد أمام كل االنتقادات التي تعرض لها‪ ،‬ليتراجع‬ ‫بعض النقاد عن آرائهم ويعتبرونه فيلما بجودة عالية‬ ‫من الناحية الفنية والتقنية والجمالية ‪.‬‬ ‫الفيلم مأخوذ عن مسرحية‬ ‫موسيقية ل «ريتشـارد روجـــرز»‬ ‫و «أوسكار هامرستاين» وعن‬ ‫رواية ل« هاورد لندساي و «راسل‬ ‫كراوس»‪ .‬هذا االنفتاح على مجالين‬ ‫فنيين‪ ،‬يحسب للمخرج‪ ،‬ويجعل من‬ ‫تعامل السينما مع باقي الحقول‬ ‫الفنية األخرى أرضية للمحاورة‬

‫والمجاورة ‪.‬‬ ‫يفتتح الفيلم بلقطة مصورة بالهيلوكوبتر‪،‬‬ ‫لقطة بانورامية مدهشة‪ ،‬صورت جمال الطبيعة‬ ‫وقدمت للمتفرج مدخال بصريا شاعريا يخدم روح‬ ‫بطلة الفيلم ‪.‬‬ ‫تدور قصة الفيلم حول فتاة تدعى «ماريا»‬ ‫(أدت الدور جولي أندوز) التي تخطف قلب الرجل‬ ‫الكابتن ‪ /‬الوحش ( أدى الدور كريستوفر بالمر )‬ ‫ضدا على البارونة الشريرة ( أدت الدور‪ ،‬إليانور باركر ) ‪ .‬تتزوج ماريا‬ ‫التي كانت تعيش في الدير من الكابتن ‪ /‬الوحش وتجبره على الهرب‬ ‫من النازيين رفقة أوالده ‪.‬‬ ‫رحلة الهروب كانت مجازفة خطيرة‪ ،‬وكانت أيضا فرصة للمخرج‬ ‫ليستعرض قدراته الفنية في تأطير اللقطات وفي تعميق بنية السرد‬ ‫خدمة للعمق الدرامي للقصة ‪.‬‬

‫ح‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬

‫مع‬

‫الفنان‪ ...‬فهناك أعمال ناجحة تسند في بعض األحيان لصوت رائع‬ ‫مغمور‪،‬لكنه ال يتلقى االهتمام اإلعالمي والجماهيري الذي يستحقه‪.‬وهذا‬ ‫يؤسفني كثيرا‪..‬‬ ‫بالنسبة للمشاريع المستقبلية هناك اتصاالت كثيرة وبشكل يومي‬ ‫مع وسطــاء لالشتغال مع أسماء حاضرة بقوة في الساحـة الفنية‪ ...‬ومن‬ ‫منبركم المحترم هذا أعدكم بمفاجآت سترى النور قريبا ‪.‬‬

‫• كلمة أخيرة‪...‬‬ ‫• • شكرا لجريدة الشمال على حسن االستضافة وهذه المساحة التي‬ ‫من خاللها حققت تواصال جميال مع قرائها الرائعين‪..‬‬

‫الهروب عبر جبال األلب النمساوية وتداخل الروايات والقصص‬ ‫الصغيرة عبر أصوات الشخصيات الهاربة‪ ،‬هو المادة الخصبة التي‬ ‫بنى عليها المخرج رؤيته لفيلمه الموسيقي الذي تتداخل فيه الحقيقة‬ ‫بالخيال ‪.‬‬ ‫الفيلم يطرح عبر الموسيقى والحوار‪ ،‬قضية دور المرأة في الحياة‪،‬‬ ‫وفي تأثيرها على تغيير مسار شخص ما‪ ،‬مثل شخصية الكابتن ‪/‬‬ ‫الوحش‪ ،‬المتزمت والمحافظ والرافض لدور‬ ‫النساء الفاعل في المجتمع ‪ ،‬الذي تحرر من سجن‬ ‫أفكاره المستبدة والعنصرية بفضل الشخصية‬ ‫القوية ل»ماريا « العاشقة للموسيقى التي لم‬ ‫تتنازل ولو للحظة واحدة عن مواقفها ‪.‬‬ ‫فضاء المنزل‪ ،‬كان هو الفضاء الذي فرضت‬ ‫فيه «ماريا» ديمقراطيتها في مواجهة استبداد‬ ‫الرجل‪ .‬األسلوب الديمقراطي في فضاء العيش‬ ‫المشترك كان هو هدفها‪ ،‬السلطة وال استبداد‬ ‫للرجل فيه‪ ،‬ألنه في نظرها سينعكس على‬ ‫المجتمع الغارق في االستبداد‪ ،‬وبذلك يكون‬ ‫الضرر‪ ،‬ضرر لألسرة والمجتمع‪ ،‬وللمستقبل أيضا ‪.‬‬ ‫فبالموسيقى‪ ،‬كان إيقاع الفيلم يتغير حسب‬ ‫الحاالت النفسية للشخصيات والمواقف‪ ،‬وكانت‬ ‫مجموعة من الرسائل تمر عبر األغاني الجميلة‬ ‫التي كانت تكمل بكلماتها الشاعرية حوارات‬ ‫الفيلم‪ ،‬مثل أغنية « صوت الموسيقى» وأغنية«دو‬ ‫– ري – مي» وأغنية « أشائي المفضلة» ‪.‬‬ ‫ورغم كل ما قيل عن الفيلم‪ ،‬فإنه يبقى من أنجح األفالم‬ ‫الموسيقية التي عرفها التاريخ‪ ،‬ألن أحداثه تدور حول الموسيقى وحب‬ ‫الموسيقى والحب بين الرجل والمرأة عبر الموسيقى وتغيير سلوكيات‬ ‫الناس بالموسيقى وتربية األطفال بالموسيقى ‪ .‬كل األفكار واآلراء‬ ‫والمواقف كانت تمر عبر الموسيقى ‪.‬‬


‫العدد ‪1008‬‬

‫الشمال الفني‬

‫بيــان فـنـي »‬ ‫«‬ ‫فـنـــي»‬ ‫«بيـــان‬

‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة من المبدعين‪ ،‬يقدم عبرها‬ ‫الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد توقعه الفنانة التشكيلية رشيدة الشاهد‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫في نقد الواقعية‬ ‫التشكيلية‬ ‫اإلسبانية‬ ‫بقلم‪ :‬محمد ال�شاوي(*)‬

‫الفنانة التشكيلية‬

‫رشيدة الشاهد‬ ‫‪ -‬أنا الموقعة أسفله ‪:‬‬

‫ربيعة الشاهد‪ ،‬فنانة تشكيليــة حاصلــة على دبلـوم‬ ‫الدراسات العليـــا للفنـون التطبيقيـة‪ ،‬أستاذة مادة التربيــة‬ ‫التشكيلية‪،‬شاركت في مجموعة من الدورات التكوينية في فن‬ ‫الحفر بإسبانيا‪،‬وكذلك في ورشات اللوحات العمالقة وبفضاء‬ ‫متحف اللوفر بفرنسا‪،‬رئيسة جمعية بصمات للفنون التشكيلية‬ ‫ورئيسة المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بسطات‪،‬شاركت‬ ‫في مجموعة من المعارض الفردية والجماعية داخل المغرب‬ ‫وخارجه‪،‬اشتغلت على مجموعة من المواضيع عبر مساري‬ ‫الفني حيث كانت البداية مع محاكاة األعمال الفنية للفنانين‬ ‫الكبارمثل ليوناردو دافنشي‪،‬حصلت على جائزة الشباب الدولي‬ ‫سنة ‪ 1988‬عن لوحة الجوكاندا‪،‬وكانت عبارة عن إقامة باللوفر‬ ‫لمدة ‪15‬يوم‪،‬اشتغلت على موضوع الفرس والمرأة وشاركت‬ ‫سنة ‪ 1992‬في إكسبو ‪ 92‬بإشبيلية‪ ،‬وظفت أيضا اإليقاعات‬ ‫الموسيقية في تجربتي الفنية من خالل االشتغال على موسيقى‬ ‫شوبان وبتهوفن‪ ،‬ومؤخرا الحاج يونس وسعيد الشرايبي‬ ‫ومنير البشير‪،‬شاركت منذ ‪1987‬بمهرجان أصيلة عبر جداريات‬ ‫ومحترفات في فن الحفر صحبة جورج بهجوري وعمر حليل‬ ‫والمرحومين محمد القاسمي وفريد بلكاهية‪.‬‬

‫تجربة المهرجان الدولي‬

‫لم تكن تجربة المهرجان الدولي بصمات بالرهان السهل‪،‬‬ ‫على اعتبار أن أول دورة للمهرجان كانت سنة ‪ ، 2001‬أي بعد‬ ‫تأسيس الجمعية بسنتين ‪ ،‬لكن الذي جعلنا نقبل التحدي هو‬ ‫إيمان أعضاء الجمعية بهذا المشروع إضافة لكفاءتهم على‬ ‫مستوى التدبير والتسيير ‪ ،‬والحماس الذي كان يحركنا بمساعدة‬ ‫العديد من الفعاليات الفنية وطنيا ودوليا ‪ ،‬وفعال نجحت أول‬ ‫تجربة بامكاناتها المادية واللوجستية البسيطة ‪ ،‬لكن كان‬ ‫الرهان الفعلي على كفاءة الموارد البشرية ‪ ،‬وفعال استطعنا أن‬ ‫نشق الطريق حتى أصبح مهرجان بصمات الدولي حدثا فنيا‬ ‫وضع مكانته ضمن الخريطة الفنية والثقافية وطنيا ودوليا ‪.‬‬ ‫ومما زاد المهرجان طموحا هو تشرفه بالرعاية الملكية‬ ‫السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬ ‫مما زادنا طموحا في تحقيق األفضل ‪ ،‬وأصبح المهرجان سفيرا‬ ‫للثقافة والفنون بالمغرب من خالل االشتغال على العديد من‬ ‫المواضيع والمحاور تركز في مجملها على نشر قيم التسامح‬ ‫والسالم في العالم ‪ ،‬وجعل الفن محركا لهذه القيم ‪ ،‬وفعال‬ ‫استطعنا جعل مدينة سطات عاصمة لحوار الفن والثقافة ‪ ،‬حيث‬ ‫كانت مناسبة للعديد من الفنانين لتدشين انطالقتهم على‬ ‫الصعيدين الوطني والدولي ‪ ،‬كما استطاع المهرجان من خالل‬ ‫بعده الدولي خلق مجال للحوار المباشر بين الفنان وجمهوره‬ ‫خارج نطاق صاالت العرض الضيقة إلى الفضاء الواسع ‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن الفن هو حق من حقوق الناس ‪ ،‬وأداة مهمة لتنمية‬ ‫وعيهم ومهاراتهم ‪.‬‬

‫تجربة إيطاليا ( تشكيليو مغاربة العالم )‬

‫خرجت تجربة إيطاليا من رحم مهرجان بصمات الدولي‬ ‫للفنون بالنظر للتراكمات والنجاحات التي حققها طيلة ‪ 17‬دورة‪،‬‬

‫على مستوى الدبلوماسية الفنية والثقافية ‪ ،‬وجمع الفنانين‬ ‫المغاربة واألجانب على رسالة الفن النبيلة من خالل أنشطة‬ ‫الجمعية في العديد من العواصم الدولية ( فرنسا ‪ ،‬بلجيكا ‪،‬‬ ‫امريكا الشمالية ‪ ،‬كندا ) والعديد من الدول العربية ‪ ،‬لتشكل‬ ‫حلقة وصل بين الفنانين المغاربة عبر العالم ‪.‬‬ ‫ولعل اختيار ايطاليا لم يكن أمرا اعتباطيا ‪ ،‬بل جاء بالنظر‬ ‫لمكانتها التاريخية والفنية والثقافية في بناء التراث اإلنساني من‬ ‫خالل عصر النهضة الثقافية والفنية التي أنارت أوربا والعالم‪،‬‬ ‫من هنا كان لزاما االهتمام بهذه المحطة لتكون منطلقا‬ ‫لتأسيس تجمع تشكيليي مغاربة العالم بمبادرة من طرفي‬ ‫كرئيسة للجمعية وكذا الفنان العالمي أحمد بن يسف ‪ ،‬ومشاركة‬ ‫العديد من الفنانين المغاربة من مختلف أرجاء المعمور ‪ ،‬بهدف‬ ‫بناء جسور للحوار الدائم ‪ ،‬وتبادل التجارب والمهارات من أجل‬ ‫تثمين الفن المغربي ‪ ،‬وإعطاء صورة إيجابية للثقافة والفنون ‪،‬‬ ‫كل من بلد إقامته ‪.‬‬

‫التطلعات واآلفاق‬ ‫برغم اإلنجازات والتراكمات التي حققناها ‪ ،‬مازال يراودنا‬ ‫حلم تحقيق االفضل من خالل جعل مؤسسة بصمات للفنون‬ ‫محطة عالمية لنشر قيم السالم والحوار والتسامح ‪ ،‬وفتح فرصة‬ ‫التألق والنجاح والتألق أمام الفنانين خاصة الذين اليجدون‬ ‫فرصة وبيئة مناسبة لالشتغال والتواصل مع الجمهور ‪ .‬كما‬ ‫نسعى لجعل الفن في متناول الجمهور بعيدا عن الفضاءات‬ ‫الضيقة ( دمقرطة الفن) ‪ ،‬وهذا جزء من الخريطة المستقبلية‪،‬‬ ‫والتي تتضمن العديد من البرامج التي تستهدف في مجملها‬ ‫تطوير الطابع الدولي للمهرجان من خالل محطة إيطاليا ‪ ،‬عبر‬ ‫خلق قنوات للحوار بين الفنانين والشباب ‪ ،‬مع إعطاء االولوية‬ ‫للورشات المتعلقة بالمهن والحرف الفنية ‪ ،‬لجعل الفن جزءا من‬ ‫التنمية ‪ ،‬وإدماج الشباب في النسيج االقتصادي واالجتماعي ‪،‬‬ ‫كما سنعمل على جعل محطة ايطاليا نقطة متميزة في مسارنا‬ ‫من خالل خلق فضاء مثالي لحوار ضفتي المتوسط ‪ ،‬لنبذ خطاب‬ ‫الكراهية ‪ ،‬وتكريس قيم التسامح والسالم بين الشعوب ‪ ،‬كما‬ ‫سنمضي قدما في تطوير تجربة « تجمع تشكيليو مغاربة العالم»‬ ‫ووضع اإلطار القانوني وبرنامج العمل لجمع الفنانين على كلمة‬ ‫واحدة ‪ ،‬واالستفادة من مهاراتهم وتجاربهم ‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‬ ‫أخيرا أتقدم لمنبركم المحترم جريدة الشمال بالشكــر‬ ‫الجزيل على اهتمامكم بتجربتنا الفنية والثقافية ‪ ،‬وهذا دليل‬ ‫على دور اإلعالم كشريك أساسي في تطوير الفنون ‪ ،‬كما أتمنى‬ ‫أن نمضي قدما إعالميين وفنانين نحو األهداف السامية ‪ ،‬وهي‬ ‫جعل بلدنا الغني بتراثه وفنونه إلى األفضل من خالل االستثمار‬ ‫األحسن للثروة غير المادي خدمة للتنمية بالمغرب ‪ ،‬وخدمة‬ ‫للفنان وقضاياه وتطلعاته النبيلة ‪.‬‬

‫عندما تلج متحف «برادُو» بالعاصمة مدريد لمشاهدة األعمال‬ ‫التشكيلية الكالسيكية التي وسمت مراحل تطور الفن التشكيلي‬ ‫اإلسباني؛ فإن المالحظة الجوهرية التي يمكن الوقوف عندها‬ ‫هاهنا‪ ،‬أن سيرورة هذه المراحل اتسمت بالتعبير الفعلي عن البيئة‬ ‫اإلجتماعية والمناخ الثقافي للحركة التشكيلية بإسبانيا‪ .‬وذلك‬ ‫إبان العصر الكالسيكي وعصر النهضة(ق ‪ )16‬ووصوال إلى العصر‬ ‫الحديث (ق ‪ )17‬الذي سطع فيه نجم فيالسكيز والتشكيليين من‬ ‫رواد الحركة الواقعية‪ .‬وأذكر بهذا الصدد أعمال كل من الفنان‬ ‫مُو ِريُو (ق ‪17‬م) والفنان ُغويا (ق ‪18‬م)‪.‬‬ ‫ولعل هذه المالحظة ال تنفصل عن بحث كنت قد بدأت تحرير‬ ‫مسودته‪ ،‬حول موضوع‪<< :‬األثر الكنسي في بزوغ العبقرية‬ ‫التشكيلية بإسبانيا>>‪« .‬دراسة نقدية للواقعية التشكيلية‪ ».‬وهو‬ ‫أثر حسب دراستنا الزم العديد من التشكيليين اإلسبان‪ ،‬إذ تبوءوا‬ ‫من خالله مكانة إجتماعية مرموقة‪ ،‬حيث تمكنوا بفعل سلطة‬ ‫الكنسية التقرب من البالط وسدة النظام السياسي في العهد‬ ‫الحكم الملكي الكالسيكي‪ .‬ومع تناوب السلطة التي كانت تقوم‬ ‫بتمريرها الكنيسة لفائدة أفراد األسرة الملكية‪ .‬وهذا تقليد مازال‬ ‫إلى اليوم رغم الملكية البرلمانية التي تعرفها إسبانيا في تاريخها‬ ‫الراهن‪.‬‬ ‫ويظهر أيضاً وجود إستراتيجية فعالة في تعامل الدولة‬ ‫اإلسبانية مع مؤسساتها الثقافية وخصوصا المتاحف الوطنية‪،‬‬ ‫وعلى رأسها المتحف الوطني للعاصمة مدريد الذي يتوفر على‬ ‫زخم هائل من اللوحات والمنحوتات الكالسيكية التي اتسم بها‬ ‫تاريخ الفن التشكيلي اإلسباني‪ .‬وهي إستراتيجية ارتبطت بتاريخ‬ ‫قديم َقعَّدَ للدور الكنسي في عالقته بميالد الفن التشكيلي‬ ‫الذي خدم أهدافا بعينها‪ ،‬ذات أسس إيديولوجية محضة ساهمت‬ ‫في الحفاظ على النظام الملكي بمعية رجال الدين (الرهبان‪،‬‬ ‫األساقفة‪ ،‬الكرادلة‪ ،‬القساوسة‪ .)...‬فضال عن ذلك فإن شريحة‬ ‫كبرى من السياسيين دافعوا عن النظام الحاكم وعملوا على دعمه‬ ‫واستمراريته‪ ،‬لكونه يخدم مصالحهم‪ .‬بينما الفئة المعارضة فقد‬ ‫شكلت استثنا ًء على مر التاريخ‪ ،‬فمنهم من اعتقلوا واضطهدوا في‬ ‫حياتهم‪ ،‬بل وحتى أفراد عائالتهم‪.‬‬ ‫فبالرغم من توفر متحف «بْرادُو» على أعمال تشكيلية تعبر‬ ‫عن عراقة الثقافة اإلسبانية‪ ،‬فإنها ظلت تخدم إيديولوجية الدولة‬ ‫ونظام حكمها الذي جسدته بصدق عملية أجرأة تلك األعمال‪،‬‬ ‫بلغة النقل الحرفي للطقوس والعادات والتقاليد واألعراف التي‬ ‫كانت آنذاك‪ ،‬ال سيما ما يرتبط بنمط عيش األعيان والطبقات‬ ‫العليا‪.‬‬ ‫وقد استطاع أيضاً فنانون تشكيليون إسبـــان أن يرسمــوا‬ ‫مختلف األنشطة االجتماعية داخل مجال الشغل وحركة البيع‬ ‫والشراء في األسواق‪ ،‬والساحات العمومية‪ ،‬ومختلف مظاهر الحياة‬ ‫اليومية‪ ...‬وكذلك رسم المناظر الجمالية للطبيعة الحية والميتة‬ ‫والبورتريهات التي تعددت بتعدد األغراض والمناسبات‪ ،‬وكذا‬ ‫بتعدد الموقع اإلجتماعي ألصحابها‪...‬‬ ‫وعلى سبيل الختم‪ ،‬فإن هدف هذا المقال هو محاولة الغوص‬ ‫في ثنايا القضايا والموضوعات التي ارتبطت باألعمال التشكيلية‬ ‫الموجودة بمتحف «بْرَادُو» بمدريد‪ ،‬الثاوية خلف تاريخ موغل‬ ‫في القدم‪ ،‬إنه تاريخ الدفاع عن المؤسسات الملكية‪ ،‬بالنظر إلى‬ ‫الدور الهام الذي لعبته الكنيسة في عملية بلورة النظام السياسي‬ ‫اإلسباني الذي استطاع أن يفرض بصمته في الحياة اإلجتماعية‬ ‫والثقافية التي أعاد بلورتها الفنانون التشكيليون اإلسبان في‬ ‫قالب واقعي تصويري‪.‬‬ ‫فما مدى تأثير هذا النوع من اإلديواوجيا في الحركات‬ ‫التشكيلية الحديثة والمعاصرة‪.‬؟‬ ‫______________‬ ‫(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة)‬

‫والي الجهة وعامل اإلقليم في زيارة تفقدية للمحطة‬ ‫البحرية بالحسيمة‬

‫قام والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫السيد محمد مهيدية وعامل إقليم الحسيمة‬ ‫السيد فريد شوراق‪ ،‬صباح يوم الجمعة ‪16‬‬ ‫غشت الجاري‪ ،‬بزيارة تفقدية للوقوف ميدانيا‬ ‫على ظروف عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة‬ ‫بالخارج إلى بلدان إقامتهم بالمهجر‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫قضاء عطلتهم بأرض الوطن‪ ،‬حيث اطمأنا‬ ‫على ظروف سير عملية العبور بحضور المصالح‬ ‫المعنية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن‪،‬‬ ‫من أجل ضمان سالسة العملية وتذليل كل‬ ‫الصعوبات لفائدة مواطنينا المقيمين بالخارج‪،‬‬ ‫خاصة وأن هذه الفترة تشهد إقباال واسعا على‬ ‫العبور بالمحطة البحرية ومختلف نقط العبور‪،‬‬ ‫حيث بلغ عدد الوافدين على مدينة الحسيمة ما‬ ‫يناهز ‪ 70‬ألف مهاجر مند انطالق عملية العبور‬ ‫مرحبا في يونيو المنصرم‪ ،‬إذ أن صيف هذه‬ ‫السنة صادف االحتفال بعيد األضحى المبارك‪..‬‬

‫«دار الضمانة» ونواحي عمالة وزان ‪:‬‬

‫العطشُ «التاريخي»‪ ،‬التهميش «المستدام»‪،‬‬ ‫أو «السيبة المحكومة»!؟‬

‫• بقلم‪ :‬محمد الفرسيوي‬

‫وزان والنواحـي‪« ،‬دار الضمانـة» الشهيــرة‬ ‫والقبائل المجاورة‪ ،‬أو إقليم ‪ /‬عمالة وزان كما صار األمر‬ ‫منذ ‪2009‬؟‪َ ،‬ظلتْ مجرد رُكام بشري وجغرافيات‬ ‫زائدة أو تكميلية‪ ،‬تُقطعُ وتضافُ لهذا اإلقليم أو‬ ‫ذاك‪ ...‬من إقليم القنيطرة‪ ،‬الى إقليم سيدي قاسم‪،‬‬ ‫إلى إقليم شفشاون‪ ...‬وأخيراً وزان عمالة‪...‬؟ ومع‬ ‫هذا التهميش المتواصل للمدينة والنواحي منذ‬ ‫وصول االختيارات السائدة إلى‬ ‫فجر االستقالل‪ ،‬وأمام‬ ‫ِ‬ ‫أوج التفقير بالناس وبالمنطقة أو أمام بلوغ السكين‬ ‫ِ‬ ‫العظم كما يقولون‪ ،‬سكتتِ الدولة على فالحة الكيف‬ ‫منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي بأغلب النواحي‪،‬‬ ‫في أجواء يطبعها تكريس الخوف المستدام في‬ ‫النفوس بواسطة المداهمات الموسمية والمتابعات‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬وبالتفعيل المنظم لسيفِ الشكايات‬ ‫المجهولة والكيدية‪ ...‬فكان ما كان‪ ،‬ويكون‪ ،‬وما قد‬ ‫يكون‪!...‬؟‬ ‫الماء‪ ،‬العطش‪ ،‬انقطاعات الكهرباء المتكررة‬ ‫والمتواصلة‪ ،‬النزاعات التي قد تصيرُ قاتل ًة حول‬ ‫الماء في الدواوير القليلة التي تتوفر بها مصادر‬ ‫مياه طبيعية أو عيون اهلل‪ ،‬حمى الحف ِر المضطردِ‬ ‫والعشوائي والمشبوهِ لآلبار‪ ،‬تخريب وإتالف القنوات‬ ‫الناشفة أص ًال من الماء‪ ،‬وكذا محطات الكهرباء بفعل‬ ‫السرقة المنظمة للتيار الكهربائي الستعماله في الري‬ ‫بتواطؤ مع عيون السلطة النائمة في عسل‬ ‫خصوصاً‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الرشاوي والهدايا‪ ...‬التزايد المضطرد والملحوظ‬ ‫ألعداد المرضى العقالنيين‪ ...‬ما يشبه الطرق‪ ،‬ما‬ ‫يشبه المستوصف‪ ،‬وما يشبه اإلدارة والمسؤولين‬ ‫والمنتخبين والمواطنين عموماً‪ ..‬إنها حالة اإلقليم‬ ‫والمنطقة كل صيف‪ ...‬أما في باقي الفصول‪ ،‬فإن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اللذيذ ينيخُ فوق الديار‪ ،‬يستسلم له الطوب‬ ‫الكسل‬ ‫والحجر من الناس ومن الجماد والحيوان أيضاً‪!...‬‬ ‫القارئُ يُدركُ أن كل عبارةٍ في الفقرتين أعاله‬ ‫ٌ‬ ‫لتحقيق صحافي أو مقاالت في‬ ‫عنوان صالحٌ‬ ‫هي‬ ‫ٍ‬ ‫الموضوع‪ ...‬لذلك سوف أكتفي هنا بمقاربة أسئلة‬ ‫ثالثة؛ ما السر الكامن وراء لغ ِز العطش في وزان‬ ‫كل صيف؟ ولماذا ينقطع الضوء أو تيار الكهرباء‬ ‫عن الناس في النواحي أو في أغلب دواوير زومي‬ ‫كل صيف؟ وأي بديل تنموي‪ ،‬ملموس ومستدام‪،‬‬ ‫لفالحة الخوف والذل والرشاوي القصرية والسجون‬ ‫والمتابعات الدائمة؛ أعني‪ -‬هنا واآلن ودائماً‪ -‬زراعة‬ ‫الكيفاللعينة!؟‬ ‫ما السر الكامن وراء لغ ِز العطش في عمالة‬ ‫وزان كل صيف؟‬ ‫في ‪ ،2009‬بعد مرور حوالي العقد من الزمن‬ ‫على حكم محمد السادس‪ ،‬صارتْ وزان عمالة‪..‬‬ ‫تَنفسَ أهل «دار الضمانة» وقبائل بني مستارة‬ ‫وبني كلة (‪ )...‬الصعداء‪ ،‬مُرددين‪ -‬في السر والعلن‪-‬‬ ‫رحمتك‪ ،‬يا رب‪ ..‬أخيراً‪ ،‬ها قد رُفِعَ الغضبُ والنسيان‬ ‫عنا‪!..‬‬ ‫أخيراً‪ ،‬وليس آخراً طبعاً؟ ُ‬ ‫حيث عبرَ الوقتُ‬ ‫سريعاً‪ -‬حوالي عقدٍ أخر من الزمن!‪ -‬ليَجدَ أَُ‬ ‫المَل‬ ‫نفسه بين سدين أو أكثر (من بينها أكبر سد في‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الدولة ما ًء للشرب‪ ...‬يخرجُ‬ ‫يتسول‬ ‫القارة اإلفريقية؟)‬ ‫لالحتجاج‪ ،‬بينما القنوات وبعض السقايات المنجزة في‬ ‫إطار مشروع ‪ 34‬مليار وزيادة (كأنها تبخرت!؟) تشكو‬ ‫بدورها العطشَ والتهميشَ المزمن‪ ،‬وكذا التعرضَ‬ ‫َ‬ ‫المتواصل لإلتالفِ والخراب‪...‬؟‬

‫فما السر وراء هذا اللغز العجيب؟ من المسؤول؟‬ ‫هل هي الدراسات السيئة؟ هل هو النهب والعبث‬ ‫القاتل؟ هل هي الال كفاءة وضعف الموارد البشرية‬ ‫لدى المكتب الوطني للماء؟ هل هي العين النائمة‬ ‫للسلطات في رغد رشاوي فالحة الكيف اللعينة‬ ‫ومافيات الحشيش؟ هل هم بعض المواطنين الذين‬ ‫تراض مسبق أو‬ ‫اعترضوْا على نزع ما يملكون دونما ٍ‬ ‫تعويض مث ًال؟ وهل هو التواطؤ العام ألخطبوط قوى‬ ‫ٍ‬ ‫الفساد والعبث والثراء الفاحش‪ ،‬المستشري من القمة‬ ‫إلى السفح‪ ،‬من «المنتخب» إلى «صاحب الصوت»‪،‬‬ ‫ومن وزان إلى الضواحي؟‬ ‫مثل هذه األسئلة الواضحة الحارقة وغيرها‪،‬‬ ‫ُطرحتْ وتطرحُ في الصحافة‪ ،‬في وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وفي المساجد وتجمعات الناس على‬ ‫امتداد الدواوير الغارقة في العطش والظالم كل‬ ‫صيف‪ ..‬وال يحتاجُ المرء إلى مزيدٍ من التوضيح‪ ،‬سيما‬ ‫أن شرح الواضحات قد باتَ من المفضحات‪ ،‬في هذه‬ ‫القطعة الغنية طبيعياً من الوطن‪ ،‬والمُ َفقرَةِ سياسياً‬ ‫وتنموياً من لدن الحاكمين أو أغلب المسؤولين‬ ‫الذين تعاقبوْا ويتعاقبون على إدارة الشأن العام بها‪..‬‬ ‫مَن المسؤول عن‬ ‫لماذا العطش‪ ،‬إذن؟ بل ِ‬ ‫عطش العمالة كلها؟ وأين ذهبتْ كل ميزانيات‬ ‫إيصال الماء إلى الناس؟ وهل فع ًال رُفِعَ الغضب‬ ‫عن وزان‪ ،‬فصار عطشاً ومالحق ًة وخوفاً مستداماً‬ ‫أعماق األهالي في الدواوير المترامية‪،‬‬ ‫يُخيمُ على‬ ‫ِ‬ ‫جراء فالحة الكيف اللعينة وتصنيف المنطقة (في‬ ‫تعيينات رجال الدرك والسلطات وغيرهم؟) ضمن‬ ‫المناطق المذرة للثراء السريع‪ ..‬إنها «الكويت»؛ يقول‬ ‫عنها وعن زومي خصوصاً‪ ،‬أفواج المتخرجين الجدد‬ ‫والقدامى معاً‪ ،‬في قلب عاصمة المملكة وغيرها‪...‬‬ ‫ويُجزمُ «عمي الشريف» (هو على مشارف القرن من‬ ‫العمر) أن ال أحد يُعين في قبيلتنا من رجال السلطة‬ ‫(يقصد قبيلة بني مستارة‪ /‬زومي؟) إال إذا كانتْ لديه‬ ‫«الرْكيزة الصْحيحة» أو «الرشوة الغْليظة»‪ ..‬بل هما‬ ‫معاً؛ يضيف أحد الشباب المعطل‪ ،‬الذي كان لحظتها‬ ‫يسرقُ السمعَ لهذا الحديث الحزين‪« ...‬حَامِيهَا‬ ‫حَرامِيها»؛ قال «سي احمد»‪ ،‬وانصرف‪ ،‬إلى بوق‬ ‫مسجد «الخيص» ليخبر الجماعة باالجتماع غداً‪،‬‬ ‫حول مشكلة انقطاع تيار الكهرباء في أيام «العيد‬ ‫الكبير»‪...‬؟؟؟‬ ‫ولماذا ينقطع الضوء عن الناس في النواحي أو‬ ‫في أغلب دواوير زومي؟‬ ‫في مقاربةِ هذا السؤال‪ ،‬يَتفقُ المتدخلون‬ ‫واألطراف الثالثة (المكتب الوطني للماء والكهرباء‪/‬‬ ‫السلطات المحلية‪ /‬غالبية الناس)‪ ،‬على جواب واحد‪،‬‬

‫ومسبب واحدٍ أيضاً‪ ...‬إنهم «سُراق‬ ‫سبب واحد‬ ‫ٍ‬ ‫على ٍ‬ ‫الضوء»‪.‬‬ ‫لقد خَ ِبرَ األهالي في هذه الدواوير المنسية كل‬ ‫«السراق»‪ ..‬من «سراق الزيت» و»سراق السمن»‬ ‫(وهي بالمناسبة كائنات غير آدمية!)‪ ،‬إلى السراق‬ ‫اآلدميين عموماً في الجماعة واإلقليم والجهة مث ًال‪،‬‬ ‫وفي مصالح المخزن المحلي كما يسمونه حتى اآلن‪..‬‬ ‫وهاهم اليوم‪ ،‬يكابدون العيش مع «سراق الضو»‬ ‫و»مافيا الظالم»‪ ،‬في القرن ‪ ...21‬لكن ما عالقة‬ ‫«سراق الضو» بظلمة الناس؟‬ ‫«المْ َقدْمية» في هذه الدواوير المترامية أو‬ ‫مفعول ورغدِ‬ ‫«العيون المُنَومة» للسلطة تحت‬ ‫ِ‬ ‫الرشاوي القبلية والبعدية‪ ،‬يعرفون «سُراق الضوء»‪..‬‬ ‫يعرفونهم واحداً واحداً‪ ..‬ومع كل «مقدم» لوائحُ‬ ‫أصحاب المضخات (البومبات ذات الخيول الوَعْرَة؟ )‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫توصل بأسالكِ وأعمدةِ الكهرباء مباشر ًة‪ ،‬في‬ ‫التي‬ ‫عز الليل والنهار وكل الصيف‪ ،‬وذلك أمام أعين كل‬ ‫السلطة ومرأى كل الناس‪ ...‬فأين المشكل‪ ،‬إذن؟‬ ‫هل هو في الحافلة؟ أم في السائق؟ أم في الركاب؟‬ ‫هل هو من حاميها أم من حراميها؟ أم هو في كل‬ ‫رأس كل هذا؟ في بنية الفساد وغياب‬ ‫هذا‪ ،‬ومن ِ‬ ‫المحاسبة؛ من العمالة والقيادات والدرك والشيوخ‬ ‫والمقدمين والمسؤولين في الجماعات والمكتب‬ ‫الوطني للماء والكهرباء‪ ...‬إلى المنتخبين و»سراق‬ ‫الضو» من «ضعاف النفوس» ومن شبكات التجارة‬ ‫وتهريب الحشيش و»الغبرة»‬ ‫في زراعةِ الكيف‬ ‫ِ‬ ‫عموماً‪...‬؟‬ ‫عموماً‪ ،‬كل هذا َ‬ ‫ُ‬ ‫ويحدث في العلن‪ ...‬لذلك‬ ‫حدث‬ ‫صار بعض المقدمين والشيوخ (حتى ال يُقال كلهم !؟)‬ ‫في الدواوير التي رزقها الرب مصادر المياه الطبيعية‬ ‫(دوار الخيص على سبيل المثال فقط!)‪ ،‬وفي مختلفِ‬ ‫الدواوير التي حُفرتْ فيها عشرات اآلبار (حتى ال يُقال‬ ‫مئات اآلبار أيضاً؟) بواسطة «الصوندا» وغيرها (لم‬ ‫يحُترم في أغلبها ال القانون وال المواصفات الرسمية‬ ‫وال هم يحزنون؟)‪ ،‬ينصحون «سراق الضو»‬ ‫والسكان عموماً بتنظيم عملية السرقة هذه‪ -‬في‬ ‫َ‬ ‫«حَوْكمَة السيبة» ربما؟‪ -‬وذلك بما ال يؤدي‬ ‫سياق‬ ‫إلى الظالم وانقطاع الضوء عن الناس والبيوت‪،‬‬ ‫إلحاق الضرر المبين بباقي المواطنين‬ ‫وإلى‬ ‫ِ‬ ‫الصالحين؟!‬ ‫ُ‬ ‫ويحدث في العلن‪ ،‬في منطقةِ‬ ‫كل هذا حدث‪،‬‬ ‫زومي وفي غيرها‪ ...‬السلطات المحلية تعرفُ «سراق‬ ‫الضو» واحداً واحداً‪ ..‬نفس الجهات الرسمية تعرفُ‬ ‫أسماء كل المخربين واحداً واحداً‪ ..‬الغالبية العظمى‬ ‫من السكان يعرفون ويتحدثون عن هذا وذاك‪ ،‬وعن‬ ‫الرشاوي باألسماء وباألرقام في حاالتٍ كثيرة‪...‬‬ ‫فلمن يشكون الظالمَ والعطشَ والظالمين؟ ومن‬ ‫سيحميهم من ثأِر «حراميها» ومن تواط ِؤ «حاميها»‬ ‫مع «حراميها»‪...‬؟‬ ‫وفي كل األحوال‪ ...‬لقد حان وقتُ تنظيفِ‬ ‫المنطقةِ من كل المفسدين والمستفيدين من‬ ‫هذه «السيبة المنظمة»‪ ،‬وعلى رأسِهم «حاميها»‬ ‫بديل تنموي‪،‬‬ ‫و»حراميها»‪ ...‬أما الجواب عن سؤال؛ أي ٍ‬ ‫ملموس ومستدام‪ ،‬لفالحةِ الخوفِ والذل والرشاوي‬ ‫ٍ‬ ‫القصريةِ والسجونِ والمتابعاتِ الدائمة؛ أعني‪ -‬هنا‬ ‫ً‬ ‫بديل تنموي لزراعةِ الكيفِ والخوفِ‬ ‫أي‬ ‫‬‫ا‬ ‫ودائم‬ ‫واآلن‬ ‫ٍ‬ ‫واإلذالل اللعينة!؟ فهو موضوعنا المقبل‪ ،‬في المقالة‬ ‫ِ‬ ‫القادمة‪ ،‬وذلك بعون اهلل وتوفيقه دوماً‪.‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫‪ 70‬ألف من مغاربة العالم بمختلف‬ ‫الدول األوروبية دخلوا المملكة‬ ‫عبر المحطة البحرية للحسيمة‬

‫أفادت مصادر مطلعة أن عدد الوافدين‬ ‫من مغاربة العالم الذين عادوا إلى أرض الوطن‪،‬‬ ‫عبر ميناء الحسيمة‪ ،‬خالل الفترة الممتدة بين‬ ‫‪ 15‬يونيو المنصرم إلى غاية ‪ 15‬غشت ‪،2019‬‬ ‫ضمن عملية «مرحبا ‪ ،»2019‬بلغ ما مجموعه‬ ‫‪ 70‬ألف مهاجر مغربي مقيمين في مختلف الدول‬ ‫األوروبي‬ ‫وحسب بعض التقديرات‪ ،‬فإن عدد مغاربة‬ ‫العالم الذين عادوا إلى منطقة الحسيمة بلغ‬

‫حوالي ‪ 100‬ألف شخص‪ ،‬والذين فضلوا أيضا‬ ‫العودة عبر مطار الشريف اإلدريسي بالحسيمة‬ ‫وموانئ أخرى مثل الميناء المتوسطي‪.‬‬ ‫هذا ونشير إلى أن المحطة البحرية‬ ‫بالحسيمة عرفت تنظيم ثالثة رحالت في‬ ‫األسبوع‪ ،‬أيام االثنين والثالثاء والجمعة‪ ،‬تنطلق‬ ‫كلها من ميناء موتريل اإلسباني في اتجاه مدينة‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وهو ما ساهم في ارتفاع عودة مغاربة‬ ‫العالم عبر المحطة البحرية الحسيمة‪.‬‬

‫تعيين إبن الناظور عبد المجيد القنودسي‬ ‫رئيسا لقسم الشؤون العامة‬ ‫بعمالة الحسيمة‬ ‫علمنـــا من مصدر مطلـع أنه ستتـــم‬ ‫عملية تنصيب رجال السلطة الجدد المعينين‬ ‫بالمناصب الشاغرة بإقليم الحسيمة يوم ‪27‬‬ ‫غشت ‪ 2019‬خلفا لرجال السلطة الذين تم‬ ‫إعفائهم من مهامهم او تنقليهم الى مناطق‬ ‫اخرى من المملكة بعدما تأجلت بسبب الزيارة‬ ‫الملكيةالمفاجئةلإلقليم‪.‬‬ ‫وكالعادة سيشـــرف على عملية تنصيــب‬ ‫رجال السلطة الجــدد الذين ينحدر غالبيتهم‬ ‫من مناطق الريف ‪ ،‬فريد شــوراق عامل اقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بحضور البرلمانيين والمنتخبيـــن‬ ‫ومختلف المسؤولين القضائيين واألمنيين‬ ‫والمصالح الخارجية وممثلي المجتمع المدني‬ ‫ورجال الصحافة ‪.‬‬ ‫وفي إطار الحركة اإلنتقالية لرجال السلطة‬ ‫الجدد ؛قامت وزارة الداخلية بتعيين عبد المجيد‬ ‫القنودسي القائد األسبــق للملحقـــة األولى‬ ‫بتاونات رئيسا لقسم الشــؤون العامة بعمالة‬ ‫الحسيمة خلفا لعبد السالم الحتاش ‪.‬‬ ‫وجاء تعيين الباشا القندوسي على رأس‬ ‫قسم الشؤون العامة بعمالة إقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫إللمامه‪ ،‬بظروف اإلقليم وبعض المشاكل التي‬ ‫تتخبط فيها‪ ،‬خاصة أنه أدار بحنكة وذكاء شؤون‬ ‫من كبريات الدوائر بإقليم الحسيمة ويتعلق‬ ‫األمر بدائرة بني ورياغل الغربية‪.‬‬ ‫وتدرج القندوسي رئيس قسم الشؤون‬ ‫العامة الجديد‪ ،‬من قائد الملحقة اإلدارية األولى‬ ‫بتاونات إلى قائد الملحقة الثانية بنفس العمالة‬ ‫ثم إنتقل إلى عمالة إقليم تازة ليشغل منصب‬ ‫قائد الملحقة اإلدارية السادسة ؛ثم سرعان ما‬ ‫تم تعيينه رئيس ديوان العامل األسبق محمد‬

‫فتال بإقليم تازة ثم رئيسا لدائرة بني ورياغل‬ ‫الغربية بالحسيمة قبل أن يتم ترقيته وتعيينه‬ ‫رئيسا لقسم الشؤون العامة بنفس اإلقليم‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة أن عبد المجيد القنودسي‬ ‫هو من مواليد ‪ 1971‬بإقليم الناضور ؛حاصل‬ ‫على دبلوم الدراسات العليا المعمقة تخصص‬ ‫القانون االداري وعلم اال دارة ؛خريج المعهد‬ ‫الملكي لالدارة الترابية الفوج ‪42‬؛متزوج وأب‬ ‫لطفلين‪.‬‬ ‫و ينتظر ان ينجح هذا المسؤول المعروف‬ ‫ببشاشته في مهامه نظرا لما يميزه من كفاءة‬ ‫عالية ومن قدرة على التواصل مع الجميع‪.‬‬ ‫هنيئا للقندوسي بهذه الترقية المستحقة‬ ‫ونتمى له المزيد من النجــاح والتوفيــق في‬ ‫مهامه‪.‬‬

‫المندوب اإلقليمي للصحة بالحسيمة ينفي صحة‬ ‫خبر سرقة رضيع من امرأة حامل‬ ‫تداولت بعض الصفحات الفايسبوكية‬ ‫الوهمية خبر يتعلق بسرقة رضيع من‬ ‫امرأة كانت تخضع للوالدة بالمستشفى‬ ‫اإلقليميبالحسيمة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬ومن أجل رفع‬ ‫اللبس حول هذا الخبر‪ ،‬قامت الجريدة‬ ‫باإلتصال بالسيد المندوب اإلقليمــي‬ ‫للصحة‪ ،‬من أجل معرفت مجريات هذا‬ ‫الخبر‪ ،‬حيث أفاد لنا أن هـذا الخبر عار من‬ ‫الصحة والهدف منه تشويه سمعة المستشفى‬ ‫اإلقليمي بالحسيمة ألهداف مجهولة‪ ،‬مضيفا أنه‬ ‫سيتم متابعة كل من تورط في ترويج هذه اإلشاعة‬ ‫الخطيرة أمام القضاء‪.‬‬

‫وحسب مصادر موثوقة أكدوا لنا أن‬ ‫تفاصيل القضية تعود إلى األيام القليلة‬ ‫الماضية عندمــا قصـدت امرأة حامل‬ ‫المستشفى اإلقليمي بالحسيمة لغرض‬ ‫الوالدة‪ ،‬حيث عاينتها طبيبة مختصة‬ ‫معاينة أولية أخبرتها بأنها من المرجح‬ ‫أن تضع توأما بالنظر لبطنها المنتفخ‪،‬‬ ‫غير أنها وبعدما خضعت للكشف بالراديو‬ ‫قبل الوالدة‪ ،‬تبين أنها ستضع مولودا فقط‬ ‫وتم إخبارها باألمر‪ ،‬وبعد انتهاء عملية الوالدة‬ ‫التي مرت في ظروف عادية أخذت األم مولودها‬ ‫الجديد‪ ،‬حسب تعبير المسؤول األول عن قطاع الصحة‬ ‫باإلقليم‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير)‬

‫عمالة إقليم العرائش تحتفل باليوم الوطني للمهاجر‬

‫احتفلت عمالة إقليم العرائش صباح يوم‬ ‫السبت ‪10‬غشت الجاري الذي يصادف اليوم‬ ‫الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج‬ ‫تحت شعار «سياسة القرب في خدمة مغاربة‬ ‫العالم» وترأس هذا الحفل عامل اإلقليم السيد‬ ‫العالمين بوعاصم بحضور الهيئات المنتخبة‬ ‫والمصالح األمنية والمصالح الخارجية‪ ،‬بمشاركة‬ ‫ممثلة دار المهاجر وأفراد من الجالية المغربية‬ ‫المقيمة بالخارج‪،‬‬ ‫في بداية اللقـاء‪ ،‬ألقى السيد العالمين‬ ‫بوعاصم كلمة ترحيبية بالحاضرات والحاضرين‪،‬‬ ‫ذكر من خاللها بالعطف والرعاية الملكية‬ ‫السامية التي تحظى بها جاليتنا بالمهجر‪ ،‬كما‬ ‫نوه بالدور الذي يقوم به مغاربة العالم في‬ ‫الدفاع عن القضايا الوطنية وتمثيل بلدهم‬ ‫أحسن تمثيل‪ .‬وتطرق في معرض كلمته إلى‬

‫المجهودات التي تبذلها مختلـف المصالـح‬ ‫اإلدارية‪ ،‬في سبيـل تكريسـا سياســة القرب‬ ‫والتواصل الدائم والفعال مع أفراد جاليتنا خالل‬ ‫عبورهم إلى أرض الوطن لقضاء العطلة بين‬ ‫ذويهم‬ ‫وتم التأكيد على أن اليوم الوطني‬ ‫للمهاجر يعد محطة سنوية مهمة من أجل‬ ‫ترسيخ قيم المواطنة الحقيقية وكذا االطالع‬ ‫على مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام‬ ‫مغاربة العالم‪ ،‬وتدارس مشاكل الهجرة‬ ‫والظواهر اإليجابية والسلبية المرتبطة بها‪،‬‬ ‫فضال عن كونه محطة للبحث عن الحلول‬ ‫الناجعة والمستدامة لبعض المعيقات التي‬ ‫ترتبط بالخدمات الموجهة ألفـراد الجالية‬ ‫المغربية المقيمة بالخارج والتي تتطور بشكل‬ ‫إيجابي‪ ،‬وفق منظور يبرز الموقع الذي يحتله‬

‫مغاربة العالــم في مخططات واستراتيجيات‬ ‫المغرب الحديث ‪.‬‬ ‫وقد تم االستماع خالل الحفل لمختلف‬ ‫هموم ومشاكــل وانشغـــاالت‪ ،‬أفراد الجالية‬ ‫المغربية‪ ،‬والتي لها عالقة بحياتهم اليومية‪،‬‬ ‫حيث استعرضوا أمام حضور مختلف الجهات‬ ‫المسؤولة‪ ،‬جملة من ملفاتهم العالقة‪ ،‬على‬ ‫المستوى االجتماعي أو االقتصادي‪ ،‬قصد أخذها‬ ‫بعين االعتبار من طرف المسؤولين على صعيد‬ ‫اإلقليم‪ ،‬وإيجاد حلول عاجلة لها ‪ .‬‬ ‫كما تمنى السيد عامل في األخير ألفراد‬ ‫الجالية باإلقليم قضاء عطلة متميــزة وعيد‬ ‫مبارك سعيد بين األهل واألحباب ببلدهم‬ ‫األصل‪ ،‬وقال بأنه رهن إشارة خدمة المواطنين‪.‬‬ ‫وأن مكتب السيد العامـل مفتـوح في وجـه‬ ‫الجميع‪. ‬‬

‫تراجع الحصيلة السمكية بمصايد العرائش‬ ‫يحير الباحثين‬

‫اطلع موقع البحرنيوز عن مصادر مطلعة أن‬ ‫التراجع المتواصل الذي تعرفه مصايد العرائش‪،‬‬ ‫أصبح يشكل مصدر قلق وحيرة حقيقين للمعهد‬ ‫الوطني للبحث في الصيد البحري ‪ ،‬حيث حلت‬ ‫لجنة تضم فريقا من باحتي وأطر المعهد‬ ‫الوطني يوم الجمعة الماضي‪ ‬بميناء المدينة‪.‬‬ ‫وكان لهذا الفريق العلمي لقاء مع مندوب‬ ‫الصيد البحري باإلقليم‪ ،‬إلى جانب فاعلين آخرين‬ ‫من أجل تشخيص التحديات الحقيقية التي‬ ‫تواجه المصايد المحلية‪ .‬فيما‪ ‬يرى مجموعة‬ ‫من المهتمين بتطور الشأن البحري بالعرائش‪،‬‬ ‫في كون التراجع المقلق الذي تعرفه مصايد‬ ‫المنطقة ‪ ،‬هو يعزى لمجموعة من العوامل‬ ‫البيئيةوالمناخيةوالبشرية‪.‬‬ ‫ويرى المهتمون في التقلبات المناخية‬ ‫التي تعرفها السواحل المتوسطية واألطلسية‪،‬‬ ‫وما يوازيها من إرتفاع درجات الحرارة‪ ،‬واحدا من‬ ‫األسباب التي دفعت نحو‪ ‬هجرة بعض األصناف‬ ‫البحرية‪ ،‬في إتجاه المناطق المنخفضة الحرارة‪ .‬‬ ‫كما أن قلة التساقطات‪ ،‬أدت حسب الخبراء‪،‬‬ ‫إلى تشكل صبيب ضعيف لواد لوكوس‪ ،‬الذي‬

‫كان يحمل معه مجموعة من األمالح المعدنية‪،‬‬ ‫المساعدة في تكاثر األسماك السطحية الصغيرة‬ ‫بسواحل العرائش‪.‬‬ ‫ولم تخفي المصادر قلقها من العوامل‬ ‫البشرية‪ ،‬التي تهم إفراط بعض مهني الصيد‬ ‫في إستنزاف واستهداف صغار األسماك ‪ ،‬في‬ ‫فترة التوالد و تكاثر المخزون السمكي‪ ،‬إلى‬ ‫غيرها من العوامل المرتبطة بعمليات جرف‬ ‫الرمال‪ ،‬وكذا التلوث البيئي‪ ،‬كمعطيات ساهمت‬ ‫مجتمعة‪ ‬وبشكل سلبي‪ ،‬في تراجع المخزون‬ ‫السمكي بسواحل المدينة الزرقاء‪ .‬فيما يعتبر‬ ‫فاعلون جمعويون بالعرائش‪ ‬أن تزايد وثيرة‬

‫الشواهد الطبية تجر أربعة‬ ‫أطباء إلى القضاء‬ ‫بمدينة العرائش‬

‫تم تقديم أربعة أطباء‬ ‫على أنظار وكيل الملك لدى‬ ‫المحكمة االبتدائية بمدينة‬ ‫العرائــش يـــوم الخميــس‬ ‫‪15‬غشت الجـاري في حالــة‬ ‫سراح‪ ،‬على خلفيـــة قضية‬ ‫تتعلق بشواهد طبية‪.‬‬ ‫فإن األطباء األربعة‬ ‫الذين عرضوا على وكيل الملك‪ ،‬اثنان منهما من أطباء القطاع الخاص‬ ‫متهمان بمنح شواهد طبية لطبيبين آخرين بالقطاع العام ‪ ،‬متهمين‬ ‫باالستفادة منها من اجل الحصول على رخصة طبية ‪.‬‬ ‫إن عرض األطباء األربعة على وكيل الملك‪ ،‬جاء بناء على شكاية‬ ‫تقدم بها مندوب الصحة بالعرائش ‪ ،‬يطالب بالتحقيق في شواهد‬ ‫طبية منحها طبيبان واستفد منها طبيبان آخران‪.‬‬ ‫ويجري حاليا تحقيق مع األطباء األربعة‪ ،‬حيث من المتوقع أن يتم‬ ‫عرضهم على القضاء في مقبل األسابيع ليقول كلمته في القضية‪.‬‬

‫الضغط الذي تعرفه المصايد المحلية‪ ،‬جراء‬ ‫نزوح العديد من المراكب قادمة من موانئ‬ ‫مجاورة ‪ ،‬يفقد المصيدة توازنها الطبيعي‪ ،‬كما‬ ‫يتسبب في هجرة األسماك‪ .‬‬ ‫وتؤكد بعض اإلحصائيات الرسمية إلى‬ ‫تراجع المخزون السمكي بالمغرب‪ ‬بنسبة ‪40‬‬ ‫في المائة مند سنة ‪ ،1986‬حيث يفيد الباحثون‬ ‫في شؤون الصيد ‪ ،‬أن إستمرار عملية استنزاف‬ ‫الثروات السمكية بنفس الوثيرة‪ ،‬سيقود إلى‬ ‫استنفاذ المخزون السمكي بصفة نهائية خالل‬ ‫سنة ‪ . 2050‬‬

‫وفاة نزيل يوم العيد‬ ‫بعد إضراب عن الطعام‬ ‫لخمسين يوماً‬ ‫لقي نزيــل بالسجــن المحلي‬ ‫بالقصر الكبير مصرعــه يـوم عيـد‬ ‫األضحى جـراء مضاعفات إلضرابه عن‬ ‫الطعام ‪.‬‬ ‫وحسب مصادر مطلعــة فــإن‬ ‫النزيف المسمى قيــد حياته (ي‪.‬ش)‬ ‫لفض أنفاسه األخيرة بالمستشفى‬ ‫اإلقليمي آللة مريم بالعرائش‪ ،‬بعد أن‬ ‫تم نقله على وجه السرعة بعد تدهور حالته الصحية ‪ ،‬جراء اإلضراب عن‬ ‫الطعام الذي خاضه لفترة ناهزت ‪ 50‬يوما ‪.‬‬ ‫وأوضحت نفس المصادر‪ ،‬أن المتوفى من مواليد ‪ 1985‬بطنجة‪ ،‬اعتقل‬ ‫بناء على مسطرة مرجعية تضمنت اعترافات بعض المعتقلين‪ ،‬الذين اتهموه‬ ‫بالمشاركة واالتجار في المخدرات القوية‪ ،‬وهو ما أنكره الهالك طيلة مراحل‬ ‫التحقيق وتمسك ببراءته‪،‬وكان قد طالب بإعادة البحث والتحقيق في القضية ‪،‬‬ ‫كما كان محكوما عليه بأربع سنوات سجنا نافذا‪.‬‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫الوكالة الحضرية للعرائش ـ وزان ‪:‬‬

‫إحداث شباك خاص بمغاربة العالم‬ ‫وتنظيم األبواب المفتوحة‬

‫في إطار مواكبة المقام الصيفي لمغاربة‬ ‫العالم بوطنهـم خـالل سنة ‪ 2019‬وتحسين‬ ‫استقبالهم‪ ‬بهدف قضاء مصالحهم و معالجة‬ ‫قضاياهم‪ ‬المتعلقةبالتعمير‪ ‬بالسرعةالمطلوبة‪،‬‬ ‫وذلك نظراً لإلكراهات الزمنية التي تعترضهم‪،‬‬ ‫عملت الوكالة الحضرية للعرائش ـ وزان على‪:‬‬ ‫‪ ‬إحداث شبـــاك خاص بمغاربــة العالم‬‫بمقرها المتواجد ب ‪ 190‬تجزئة المغرب الجديد‬ ‫بمدينة العرائش وبمقر ملحقتها بمدينة وزان‬ ‫خالل‪ ‬الفترةالصيفية؛‬ ‫‪ ‬تنظيم مداومـة خارج أوقــات أيام عمل‬‫األسبوع إلى غاية السادسة والنصف مسا ًءا‪ ‬بما‬ ‫في ذلك يوم السبت من الساعة التاسعة صباحا‬ ‫إلى غاية الثانية عشرة والنصف بعد الزوال؛‬ ‫‪ – ‬وضع سجليـــن‪ ،‬أحدهمــا بالمقـــر‬

‫الرئيسي للمؤسسة بالعرائش واآلخــر بمقر‬ ‫ملحقتها بوزان‪ ،‬مخصصيـن ألفـراد الجاليــة‬ ‫المغربية المقيمة بالخارج إلبداء مالحظاتهم‬ ‫ومقترحاتهم؛‬ ‫‪ ‬تنظيم‪ ‬األبواب‪ ‬المفتوحة‪ ‬من ‪ 05‬إلى ‪09‬‬‫غشت ‪ 2019‬لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج‬ ‫ألجل تعزيز التواصل والتحسيس ببرامج ومهام‬ ‫الوكالة الحضرية ونوعية الخدمات المقدمة من‬ ‫طرفها داخل مجال نفوذها الترابي؛‬ ‫وقد وضعت هذه المؤسسة رقم الهاتف‪05 ‬‬ ‫‪ 00 17 52 39‬رهن إشــارة مغاربــة العالم‬ ‫قصد تمكينهم من األجوبة على انشغاالتهم‬ ‫بخصوص المساطير والخدمات المقدمة في‬ ‫ميدان التعمير‪ ،‬ومدهم بالمعلومـات حــول‬ ‫المواضيع التي تهمهم‪.‬‬

‫مندوبية المياه والغابات تكشف‬ ‫تفاصيل حريق المرجة الزرقاء‬ ‫بموالي بوسلهام‬

‫كشفت المندوبية السامية للمياه والغابات‬ ‫ومحاربة التصحر‪ ،‬عن تفاصيل الحريق الذي‬ ‫اندلع قبل ثالثة أسابيع في جزء من المروج‬ ‫الجافة للمرجة الزرقاء‪ ،‬في الناحية الشمالية لهذه‬ ‫المنطقة الرطبة الواقعة قرب موالي بوسلهام‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أنه تم تطويقه والسيطرة عليه ولم‬ ‫يعد يشكل أي خطر‪.‬‬ ‫وأوردت المندوبية في بيان توضيحي‪ ،‬ردا‬ ‫على معلومات تناقلتها بعض وسائل اإلعالم‬ ‫الوطنية حول هذه الحريق‪ ،‬بشأن مسألة الحفاظ‬ ‫على التنوع البيولوجي‪ ،‬أن “المنطقة التي‬ ‫تعرضت للحريق ال تعد جزءا من المحمية وال من‬ ‫المنطقة العازلة ضمن التقسيم البيو إيكولوجي‬ ‫لهذه المنطقة الرطبة المصنفة محمية عالمية‬ ‫بموجب اتفاقية رامسار‪ ،‬وال تعد منطقة تعشيش‬ ‫ألي فصيلة من الطيور”‪.‬‬ ‫وأوضحت المندوبية‪ ،‬أن بؤرة الحريق‬ ‫سجلت على جنبات الطريق الجهوية رقم ‪406‬‬ ‫المؤدية إلى مركز مدينة موالي بوسلهام‪ ،‬وأن‬ ‫الحريق امتد على مساحة قاربت ‪ 1,5‬هكتار دون‬ ‫ظهور أي أثر أللسنة اللهب‪ ،‬موضحا أن األمر‬ ‫يتعلق بحريق نشب تحت التربة على عمق عدة‬ ‫سنتيمترات‪ ،‬حيث توجد كميات وفيرة من الذبال‬ ‫الغني بالمواد العضوية ونباتات يابسة بكميات‬ ‫تكفيالشتعالها‪.‬‬

‫وأشار البيان‪ ،‬إلى أن المـــواد النباتيـة‬ ‫المذكورة تحترق ببطء‪ ،‬وهو ما يفسر تسرب‬ ‫غيوم دخانية صغيرة من التربة‪ ،‬مضيفة أن‬ ‫التربة تنهار بعد أن تخمد النار‪ ،‬مخلفة تفاوتا‬ ‫على مستوى االرتفاع يتراوح بين ‪ 50‬سنتيمترا‬ ‫ومتر واحد بين المنطقة المحروقة وتلك التي لم‬ ‫تبلغهاالنيران‪.‬‬ ‫وأضاف البيان ذاته‪ ،‬أن عملية إخماد النار‬ ‫في السبخة تطلبت عزل المنطقة المحترقة قدر‬ ‫اإلمكان لمنع تمددها وتوسعها‪ ،‬وذلك بواسطة‬ ‫حفر خندق على امتدادها لوقف انتشار الحريق‬ ‫وقطع فراغات الهواء التي تؤدي إلى استمراره‬ ‫وظهور الدخان‪.‬‬ ‫وذكرت المندوبية بأن السبخات الجافة‬ ‫تعد أنظمة بيئية ذات خصائص فريدة من حيث‬ ‫السيطرة على الحرائق‪ ،‬وأن مثل هذه البيئة‬ ‫تطرح صعوبات تقنية تتمثل في استخدام‬ ‫آليات ثقيلة قد تعلق في األرضية الموحلة‪.‬‬ ‫ودعت المندوبية إلى توخي أقصى درجات‬ ‫اليقظة واالمتثال للقواعد المتعلقة بحظر حرق‬ ‫النباتات‪ ،‬والتحلي بروح المواطنة‪ ،‬وبشكل‬ ‫خاص عدم إلقاء أعقاب السجائر لما لها من‬ ‫عواقب وخيمة على السكان والنظم البيئية‬ ‫الطبيعية‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫تعديل وزاري‬

‫بقلم ‪ :‬الدكتور‬

‫عبد الحق بخـات‬

‫‪8‬‬

‫أحزاب سياسية خارج اللعبة‬ ‫تتحسب لالنضمام إلى الحكومة‬ ‫المقبلة‬

‫خطاب العرش هز بشدة المشهد السياسي‪ ،‬وخاصة داخل األحزاب السياسية التي تشكل األغلبية‪ ،‬حيث يتوجس الجميع لمعرفة ما إذا كان معنيا‬ ‫بالعجز وعدم الكفاءة الذي شجبه الملك في الحكومة واإلدارة‪.‬‬ ‫في الوقت الذي يتساءل فيه المغاربة عن التشكيلة المقبلة للحكومة‪ ،‬بنا ًء على تعليمات الملك‪ ،‬المتعلقة بضخ دم جديد في شرايين بعض‬ ‫الهيئات التنفيذية واإلدارية‪ ،‬وفي الوقت الذي يكون فيه من المتوقع أن يؤدي تعديل وزاري ال مفر منه إلى توفير حلول فعالة لهذه األجهزة المريضة‬ ‫المفروضة حتى اآلن على رأس البالد‪ ،‬العاجزة عن السيطرة على حناجر المملكة‪ ،‬بعد أن أظهرت حدودها‪.‬‬ ‫في هذه اللحظات الدقيقة‪ ،‬قرر بعض قادة األحزاب‪ ،‬الذين يشعرون أن بنية احزابهم مهتزة تنظيميا أن يتحلقوا حول سعد الدين العثماني‪،‬‬ ‫زعيم حزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف‪ ،‬قصد تحليل الوضع الجديد‪ ،‬والتوصل إلى الحلول الالزمة ‪ ...‬من وجهة نظرهم‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬يبدو أن هؤالء الزعماء‪ ،‬بأغلبيتهم المفترضة والذين تجاوزتهم األحداث‪ ،‬لم يستوعبوا بشكل جيدالخطاب الملكي ‪ ....‬أو هكذا‬ ‫يتظاهرون!‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن نداء الملك الواضح‪ ،‬حث على الشروع في عملية تعيين أعضاء جدد في الحكومة‪ ،‬وفي المناصب العليا‪ ،‬لتنشيط نموذج جديد‬ ‫للتنمية‪ ،‬وتسريع وتيرة اإلصالحات‪ ،‬وإعادة صياغة االستراتيجيات القطاعية‪.‬‬ ‫واألمر يتعلق بالكفاءات المهارات‪ ،‬والتي ال ينبغي ان يفهم انها منعدمة‪ ،‬لكنها نادرة إلى حد ما!‬ ‫في هذه األثناء‪ ،‬تبدو السفينة الحكومية معطلة‪ ،‬و ‪ 35‬وزيراً بالكفاءة أو بغيرها‪ ،‬هائمون في التوقعات خو ًفا من عدم االستمرار في السلطة‪.‬‬ ‫قبل أن نستمر ‪ ،‬يجب علينا أو ًال اإلجابة على سؤال رئيسي‪ :‬كيف يصل كل هؤالء األشخاص غير األكفاء إلى السلطة؟‬ ‫في الواقع‪ ،‬فإن الخلل له جذوره في النظام االنتخابي الذي قاطعته غالبية الناخبين المحتملين‪ ،‬الذين لديهم مستوى معين من التقدير‪،‬‬ ‫والذين لم يعودوا يثقون في بعض األحزاب السياسية‪ ،‬مما يؤدي إلى امتناع شديد عن التصويت ‪ .‬الباقي يأتي وحده‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬ال يخفى على أحد أن النسبة المئوية الصغيرة المتبقية‪ ،‬وهي النسبة التي تشكل غالبية الذين يذهبون إلى صناديق االقتراع‪،‬‬ ‫تنحدر في معظم األحيان من طبقات اجتماعية متواضعة وساذجة‪ .‬هؤالء الناخبون المعوزون الذين يصنعون سعادة العديد من المرشحين عديمي‬ ‫الضمير‪ ،‬المقترحين والمدعومين من قبل أحزابهم‪ ،‬ال يدركون القيمة األخالقية‪ ،‬وال يمتلكون الحس الوطني أمام هؤالء الذين يستطيعون بسهولة‬ ‫شراء أصواتهم‪ ،‬مقابل مبالغ تافهة تمنح في السر‪.‬‬ ‫النتيجة‪ :‬ارتفاع معدل االمتناع عن التصويت في االنتخابات البرلمانية يؤدي إلى تركيبة ال تمثل في نهاية المطاف كل المغاربة الذين ترفض‬ ‫أغلبيتهم العظمى برلمانًا غير تمثيلي‪ .‬ومن هذه التركيبة ينبع الجزء كبيرًا من وزرائنا‪ ،‬معظمهم تفرضه األحزاب السياسية التي تتقاسم الكعكة‪.‬‬ ‫بالعـــودة إلى التعـــديــل الوزاري‬ ‫الوشيك‪ ،‬ال بد من إدراك أن المهمة تبدو‬ ‫شاقة بالنسبة لسعد الدين العثماني الذي‬ ‫ليس لديه إال بضعة أسابيع فقط كي‬ ‫يضع اللمسات األخيرة على هذا المشروع‪،‬‬ ‫وكي يقدم إلى الملك مقترحات البيانات‬ ‫الشخصية لألسماء التي ستنضم إلى‬ ‫فريقه‪.‬‬ ‫في الوقـت الحالي‪ ،‬وفي مواجهــة‬ ‫حجم التوقعات‪ ،‬يبدو أن رئيس الحكومة‬ ‫ما يزال متعثرا‪ً ،‬‬ ‫مدركا أنه سيتعين عليه‬ ‫مواجهة سلسلة من الصعوبات والعديد‬ ‫من العراقيل للوصول إلى توافق مع أحزاب‬ ‫األغلبية على الوزراء أو وزراء الدولة الذين‬ ‫سيتعين عليهم مغادرة السفينة‪ ،‬وخاصة‬ ‫لضمــان حسـن اختيـار «البروفايالت»‬ ‫الجديدة التي سوف تنضم للحكومة‪.‬‬ ‫هذا في وقت تتضح فيه هشاشة‬ ‫تماسك االئتالف الحكومي بسبب عالقات‬ ‫حزب العدالة والتنمية بتشكيالت األغلبية‬ ‫األخرى‪ .‬يتضح هذا من خالل التوترات‬ ‫المتكررة بين حزب العثماني وأحد األحزاب الرئيسية لألغلبية‪ ،‬باعتباره أكبر‬ ‫مزودي الحكومة بالكفاءات‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬من المرجح أن يضعف رئيس حزب العدالة والتنمية‬ ‫بسبب الحروب الداخلية لحزبه‪ ،‬وبالتالي مواجهة التجاذبات من داخل تشكيله‪.‬‬ ‫إلى جانب االعتبارات السياسية‪ ،‬يجب أن تأخذ المفاوضات الخاصة باستبدال‬ ‫بعض الوزراء في االعتبار متطلبات المواصفات الجديدة للحكومة‪.‬‬ ‫خال ًفا للتحكيمات السياسية التي ميزت تقليديًا هذا النوع من التفاوض‪،‬‬ ‫سيتعين على الهندسةالحكومية الجديدة أن يستجيب لضرورات التماسك‬ ‫والكفاءة واإلسراع باإلصالحات‪ .‬في هذا السياق بالذات‪ ،‬يجب أن تكون الكفاءة‬ ‫والجدارة هما الشعار‪.‬‬ ‫يعتقد البعض أن على الحكومة الحالية بقيادة إسالميي حزب العدالة‬ ‫والتنمية مراجعة طموحاتها‪ ،‬والقيام بكل شيء من أجل التنمية االقتصادية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وجعل نظام التعليم يفي باحتياجات الشباب ومتطلبات سوق الشغل‪،‬‬ ‫واالرتقاء الجيد بالصحة‪ ،‬ومحاربة الفساد‪ ،‬ووضع حد لإلهدار مثل تكاليف تقاعد‬ ‫والوزراء غير المبررة للبرلمانيين‪ ،‬ومنع إهمال وإساءة استخدام البيئة‪ ،‬وفي كلمة‬ ‫واحدة‪ ،‬وبكلمة مختصرة استبدال عدم الكفاءة‪.‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬منذ أن تولت الحكم‪ ،‬لم تتمكن هذه الحكومة‪ ،‬مثل سابقتها‪،‬‬ ‫من تنظيف البالد من هذه اآلفات‪ ،‬مما جعل الشعب يفقد الثقة فيها‪ ،‬ويشكك‬ ‫في قدرة أعضاء العدالة والتنمية ومعهم حلفاؤهم على العمل بجدية من أجل‬ ‫تعافي البالد‪.‬‬ ‫لذلك لكي يتم تحقيق القيم أعاله‪ ،‬تحتاج المملكة إلى أدمغة فعالة‪.‬‬ ‫مرجعنا الكبير والجدي هذا األسبوع هو الكاتب البارز الطاهر بن جلون الذي‬ ‫يدعو إلى «ينبغي أن نترك السياسيين للسياسة‪ ،‬وتعيين شخصيات ال تنتمي إلى‬ ‫أي تيار أيديولوجي في المناصب الرئيسية‪ ،‬أشخاص أكفاء‪ ،‬وتكنوقراط هدفهم‬ ‫رفع مستوى النمو ومكافحة التباينات والتفاوتات االجتماعية بشكل علمي‪ .‬يجب‬ ‫أن نترك المجال مفتوحا لألشخاص الجادين الذين هم على استعداد للعمل»‪.‬‬ ‫بالنسبة لمسألة ما ينبغي على األحزاب عمله بعد ذلك‪ ،‬بينما يعمل الوزراء‬

‫التكنوقراط على إصالح الوضع‪ ،‬يدعو‬ ‫الكاتب السياسيين إلى مراجعة أنفسهم‪،‬‬ ‫وإلى عدم إغفال الدور المنوط بهم من‬ ‫أجل بناء ديمقراطية حقيقية ودولة قانون‬ ‫مؤكدة‪.‬‬ ‫«لذلك‪ ،‬من الضروري عدم الخلــط‬ ‫بين الدين والسياسة‪ .‬إن اإلسالم يوجد‬ ‫في القلوب وفي أماكن الصالة‪ ،‬وليس‬ ‫في التجمعات السياسية» يقول الطاهر‬ ‫بنجلون‪ ،‬مضي ًفا أن البالد بحاجــة إلى‬ ‫أدمغة عاملـــة‪ ،‬وأن اإلســالم هــو في‬ ‫قلب غالبية المواطنين‪ ،‬وال حاجــة لحزب‬ ‫سياســي يستخدمه للوصول إلى السلطة‬ ‫إلى حد إزعاج النظام الملكي‪.‬‬ ‫‪ ‬يقترح الكاتــب‪ ،‬من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫تأجيل موعــد االنتخابــات التشريعية‬ ‫المقبلة‪ ،‬لوقـت يسمـح بتهييئ تجمع‬ ‫للمنتخبين المتحصلين على الحد األدنى‬ ‫من التعليم‪ ،‬ولحل مشكلة شراء األصوات‪.‬‬ ‫وقال بن جلون‪« :‬لعالج هذا‪ ،‬هناك‬ ‫حل واحد فقط‪ :‬جعل التصويت إلزاميًا‪،‬‬

‫مع تخليق الحملة االنتخابية»‪.‬‬ ‫يمكن أن نستنتج مؤكدين على أن المشاورات القادمة ستكون ساخنة‬ ‫بالنسبة للعثماني وستستمر فقط من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬يومًا‪ ،‬حتى تكون الحكومة‬ ‫«الجديدة» جاهزة قبل افتتاح السنة التشريعية القادمة من قبل الملك محمد‬ ‫السادس ‪ ،‬أوائل أكتوبر المقبل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬سيكون من الصعب الوفاء بهذه المواعيد ‪ ،‬حيث أن التجاذبات‬ ‫بين األحزاب وداخلها ستكون مشتدة‪ ،‬وسيكون من الصعب العثور على الكفاءات‬ ‫المأمولة حسب رؤية الملك‪ ،‬ما لم يتم استخالصها من التكنوقراطيين غير‬ ‫السياسيين‪ ،‬وهو أمر يتنازع عليه بشدة السياسيون الذين يريدون التمسك‬ ‫بالسلطة بالسير في االتجاه المعاكس لرياح التغيير‪.‬‬ ‫مستجد آخر سيتعلق بالنساء اللواتي يرغبن في الحصول على قطعة من‬ ‫الكعكة خالل التعديل الوزاري المقبل‪ ،‬مع العلم أن «جبهة النساء» آخذة في‬ ‫التبلور بحيث يمكن للمرأة أن تتمثل عدديا‪ ،‬كوزيرات في الفريق الذي سيقود‬ ‫الحكومة‪ ،‬وإدارة المؤسسات العامة‪.‬‬ ‫تتألف هذه الجبهة من نشيطات األحزاب السياسية‪ ،‬وعضوات المركزيات‬ ‫النقابية‪ ،‬ومناضالت جمعويات في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وكذلك من التكنوقراط‪.‬‬ ‫صعوبة المعادلة التي يتعين حلها‪ ،‬كما هو الحال في بنية مجمعة وحادة‪،‬‬ ‫يمكن أن تؤدي إلى تفاقم األزمة المستفحلة بالفعل داخل األغلبية الحكومية‬ ‫الحالية‪ ،‬وربما تؤدي إلى المجهول‪ ،‬حتى لو كان من المخطط تقليل األحزاب‬ ‫التي ستشارك في الحكومة المعدلة إلى أربعة‪ ،‬مما يعني ضمناً الرحيل المحتمل‬ ‫لحزبي ‪ PPS‬و ‪ ، l’UC‬بسبب «التقارير السوداء» الموضوعة ضد وزرائهم‪.‬‬ ‫قد يفيد ذلك األطراف المتبقية األخرى التي‪ ،‬على الرغم من احتمال تقليص‬ ‫الحقائب بشكل كبير ‪ ،‬يمكن أن تعزز وجودها في فريق العثماني في المستقبل‪.‬‬ ‫لن نكون إذن خارج العوائق ألننا سنعاود السير مع نفس الوجوه إلى‬ ‫مستقبلغامض!‬ ‫الدماء الجديدة والكفاءات عليها ان تنتظر أيامًا أفضل‪ ،‬مع العلم أننا أصبحنا‬ ‫نعيش بوادر الغد من اآلن‪!!! ...‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬ ‫• محمد إمغران‬

‫ماذا ستقولون لطنجة‬ ‫التي تكبر كل يوم‬

‫?‬

‫طنجـــة التي تكبــر كل يوم وتشــد إليهــا‬ ‫األنظار من كل حدب وصوب‪ ..‬تشكـــو من‬ ‫حافالت للنقل الحضري ال تأتــي في الموعــد‪...‬‬ ‫طنجة عروس الشمال وموقع السياحة والتاريخ‬ ‫والحضارة‪ ،‬لها أيها القوم حافالت للنقل الحضري‬ ‫دون فرامل‪...‬أما محطاتها فهي مكتظة بالزبناء‪،‬‬ ‫رجاال ونساء وأطفاال‪ ،‬الذين ينتظرون‪ ،‬طوال‬ ‫الوقت‪ ،‬قدوم حافالت متأخرات تمر من أمامهم‬ ‫دون أن تتوقف‪ ،‬ألنها تكون ممتلئة بالركاب‬ ‫والراكبات‪ ،‬المحتكين‪.‬‬ ‫هو‪ ،‬إذن‪ ،‬اكتظاظ في المحطات واكتظاظ‬ ‫على متن الحافــالت في صيف مكتــظ بعباد‬ ‫اهلل‪ ،‬بينما الحاجة تكون ملحة لدى المواطنين‬ ‫البسطاء الذين يرغبون في التنقل عبرالحافالت‬ ‫لقضاء مصالحهم أولتبادل زياراتهم مع بعضهم‬ ‫البعض‪.‬طبعا‪ ،‬ولن نخوض هنا في تجاوزات‬ ‫بعض عاملي أو سائقي الحافالت الذين يعتبرون‬ ‫أنفسهــم‪ ،‬وكأنهــم يسوقــون لوحدهم في‬ ‫الطريق‪ ،‬غيرمكترثين بحق األسبقية أو بأضواء‬ ‫المرور وبأشيـــاء أخرى‪ .‬ولن نستحضركذلك‬ ‫حوادث ووقائع بطنجــة‪ ،‬كانت وراءهــا هــذه‬ ‫الحافالت «المتسيبة»‪ ،‬بل نكتفي بالألسئلة‪ :‬هل‬ ‫قدرالنقل الحضري لطنجة أن يظل مرهونا لدى‬ ‫شركة «ألزا» لوحدها ؟‬ ‫ألم يحن األوان في سياق ما سبق ذكره من‬ ‫عوامل وظروف أن يفكر المسؤولون بجدية في‬ ‫توفيرحافالت نقل كافية للعباد ؟ أليس هناك‬ ‫من حلول لفسـح المجال أمام شركات أخرى‬ ‫تعمل‪ ،‬جنبا إلى جنب‪ ،‬بهدف تغطية جميع‬ ‫الخطوط بالمدينة‪ ،‬وبشكل فعال ؟ ما الفرق بين‬ ‫طنجة ومدن البيضاء والرباط وفاس من حبث‬ ‫حجم مساحاتها واكتظاظها بالسكان والزوار؟ أال‬ ‫يحق لطنجة‪ ،‬نافذة أفريقيا على أوروبا‪ ،‬أن يكون‬ ‫لها أسطول جيد وكبيرجدا للحافالت المختلفة‬ ‫والمتنوعة لسد الخصاص وإلضفاء مسحة من‬ ‫الجمال والبهاء والحضارة على وسائل النقل‬ ‫الحضري ؟ ثم ال ننسى أن فسح المجال أمام‬ ‫مستثمرين وتشجيعهم على ذلك‪ ،‬قد اليصب‬ ‫في مصلحة توفير النقل الكافي للمواطنين‪،‬‬ ‫فحسب‪ ،‬بل سيخلق األمرنوعا من المنافسة في‬ ‫تقديم الجودة وكذا فرصا للتشغيل‪ ،‬وسينتشل‬ ‫عددا كبيرا من شبــاب له قدرات ومؤهـــالت‬ ‫الفتة في المجال ويبحث عن العمل ب‪« :‬الريق‬ ‫الناشف»‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬نهمس لمن يعنيهم األمر‪« :‬ماذا‬ ‫ستقولون لطنجة التي تكبركل يوم وتشد إليها‬ ‫األنظار من كل حدب وصوب‪ ،‬وهي تشكو من‬ ‫حافالت للنقل العمومي ليست في المستوى الذي‬ ‫تستحقه طنجة السياحة والتاريــخ والحضارة ؟»‪.‬‬


‫امللحق الثقايف‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1008‬ـ الثالثاء ‪ 27‬غشت إلى ‪ 2‬شتنبر ‪2019‬‬

‫قصص‬

‫قصائد‬

‫القاصة سناء شفيبرت‬

‫لألطفال‪ ،‬واختفت عن بوابة حديقته الفتة بيعه‪ ،‬ليخفق‬ ‫قلبي عاليا من مجرد التبؤ بالقادم المريب‪.‬‬

‫في فناء صالة االنتخابات كان لقاؤنا األول‪ .‬رأيتها‬ ‫وهي تراقب الناخبين مع أقرانها من المسنين‪ ،‬الذين‬ ‫ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر للخروج من عزلتهم‪،‬‬ ‫واالختالط ببشر ال يزالون طلقاء‪ .‬‬ ‫انتظرتْ خروجي لتحاول إقحامي في محادثة‪ ،‬انتهت‬ ‫بمعرفة الكثير عني‪ ،‬ووعد بلقاء نتركه لظروف الحياة‪.‬‬ ‫كنت كلما مررت في المغيب ‪ ‬بحديقة هذا المكان‬ ‫وجدتها تجلس تحت شجرة الكستناء الضخمة‪ ،‬تنثر فتات‬ ‫الخبز ‪ ‬لعصافيرَ مألت المكان‪.‬‬ ‫وفي إحدى المرات دعتني إلى غرفتها‪ ،‬التي كانت‬ ‫تحوي بعضا من أشيائها الخاصة‪ ،‬التي سمحوا لها‬ ‫بإحضارها إلى هذا الملجأ الصغير‪ .‬‬ ‫كتب كثيرة‪ ،‬والعب أسطوانات قديم‪ ،‬ولوحة المرأة‬ ‫مستلقية على أرض غابة وعيناها مفتوحتان على السماء‪.‬‬ ‫وقوفي أمامها شجعها على المضي في كشف قصة‬ ‫هذه اللوحه‪ ،‬التي رسمتها وهي تعمل مشرفة في بيوت‬ ‫النساء المعنفات‪ ،‬حيث التقت بِـ «يلديز» الفتاة التركية‬ ‫التي هربت من جور زوجها‪ ،‬لتجد مالذا في تلك المنازل‬ ‫السرية‪ .‬‬ ‫ولخمس سنوات عاشت فيها بحذر وتحت حراسة‬ ‫أمنية مشددة‪ ،‬إلى أن لمحها قريب من العائلة وتقفى‬ ‫أثرها دون أن يشعر به أحد‪ ،‬ليقوم زوجها ‪-‬وكما وعد‪-‬‬ ‫بإطالق الرصاص عليها منهيا حياتها القصيرة جثة‬ ‫هامدة ملقاة ‪ ‬على أطراف شارع عام‪ .‬‬ ‫فكان رحيلها ‪-‬بهذه الطريقة‪ -‬نقطة تحول في‬ ‫حياتها بعد أن قررت ترك عملها والتفرغ للرسم‪ ،‬الذي‬ ‫كان عزاءها فيما عايشت‪ .‬‬ ‫كانت هذه اللوحة الوحيدة‪ ،‬التي انتقلت للعيش معها‬ ‫في هذا الملجأ‪ ،‬والعمل الذي رفضت بيعه‪ .‬أطلقت تنهيدة‬ ‫تحمل غصة وقالت لي‪« :‬هذه يلديز صديقتي‪ ،‬التي كانت‬ ‫تحلم أن تقضي يوما كامال مستلقية على أرض غابة‪،‬‬ ‫ترقب السماء ‪-‬كما كانت تفعل وهي طفلة‪ -‬بعد أن قالت‬ ‫لها والدتها قبل رحيلها ‪ ‬المبكر إنها لن تموت كما يقول‬ ‫األطباء‪ ،‬بل ستتحول إلى نجمة في السماء‪ ،‬تنظر إليها كل‬ ‫حين‪ .‬لذلك كان «يلديز « االسم الذي اختارته في بيت‬ ‫النساء المعنفات‪ ،‬لتواري هويتها وراءه‪ ،‬ويعني بالتركية‬ ‫«نجمة»‪.‬‬

‫تنتشر ظاهرة التسويق للموت الذي أصبح تجارة‬ ‫رائجة‪ ،‬تتنافس عليها شركات تبرع في تقديم عروض‬ ‫مبتكرة‪ ،‬لجذب الزبائن‪ ،‬ممن يخططون لجعل رحيلهم‬ ‫احتفالية يودعون بها هذه األرض‪ .‬‬

‫يقع على أطراف غابة ‪-‬تفصل حدودها شرق المدينة‬ ‫َ‬ ‫نوافذهُ القليلة ستائرُ رمادي ٌة سميكة‪،‬‬ ‫عن غربها‪-‬تغطي‬ ‫ويتوسط مقبض خشبي ‪-‬على شكل وجه نسر‪ -‬بوابته‬ ‫الحديدية‪ .‬وعلى مدخل حديقته تنتصب شجرة كستناء‬ ‫ضخمة‪ ،‬تتفرس في وجوه زائريه‪ .‬‬ ‫عشر سنوات قضيتها في هذا الحي‪ ،‬عايشت فيها بيع‬ ‫هذا المنزل ثالث مرات متتالية‪ .‬ال أحد في هذا المكان‬ ‫يتحدث عن غرابة هذا البيت وترك مالكيه له‪ ،‬إما بسبب‬ ‫هروبهم المفاجئ أو موتهم غير المتوقع‪.‬‬ ‫كل ما تتناقله بعض األلسن هي حكاية روتها‬ ‫إحدى المسنات هنا ‪-‬قبل رحيلها عن العالم بأيام‪ -‬عن‬ ‫شابة جاءت من الريف قبل عشرين ‪ ‬عاما‪ ،‬لتعيش مع‬ ‫زوجها في هذا المنزل بعد أن بناه خصيصا ليجمعهما‬ ‫معاً‪ ،‬وعن ‪ ‬الخالفات التي نشبت بينهما بعد إخفاقها في‬ ‫جعله أباً‪ ،‬ما اضطره لالنفصال عنها ثم اختفائها ‪ ‬تماما‬ ‫فيما بعد‪ ،‬لتبدأ مرحلة من الغموض تظلل قصص هذا‬ ‫المكان‪ :‬ابتدا ًء من موت صاحبه وزوجته الثانية وطفليهما‬ ‫اختناقاً بالغاز ‪ ‬ومروراً بحوادث غريبة‪ ،‬كانت نصيب كل‬ ‫من سوَّلت له نفسه شراء هذا البيت‪.‬‬ ‫حضرت أمام عيني كل هذه القصص المريبة وأنا‬ ‫أمر من أمامه‪ ،‬وقد توسطت حديقتَه أرجوح ٌة ملونة‬

‫العروض متنوعة‪ ،‬وتتناسب مع ميزانية وشخصية‬ ‫كل ميت على حده‪ .‬فلمحبي المياه هناك مراسم ‪ ‬دفن‬ ‫خاصة‪ ،‬تقوم الشركة فيها ‪ ‬بنثر رمادهم في مياه البحر‬ ‫أو المحيط‪ ،‬الذي وقع اختيارهم عليه ليعيشوا الحركة‬ ‫األبدية فيه‪ .‬‬ ‫أما عشاق الغابات فيحظون بحديقة خاصة‪ ،‬يرقد‬ ‫فيها مجهولون‪ ،‬اختاروا عدم ذكر أسمائهم‪ ،‬واكتفوا‬ ‫باالنضمام لبشر ‪ ‬دون سابق معرفة‪ ،‬تفادياً للملل األزلي‪.‬‬ ‫وللمحتفين بالطبيعة المحافظين عليها تم ابتكار‬ ‫قارورة رفيقة بالبيئة‪ ،‬تحتضن رمادهم وتذوب معه بعد‬ ‫وقت قصير في التربة‪ ،‬فيكون لهم الفناء الذي تمنوه‪ .‬‬ ‫أما الكالسيكيون فلهم خيارات ‪ ‬واسعة من التوابيت‬ ‫العالية الجودة‪ ،‬التي تضمن ألجسادهم عمراً أطول قبل‬ ‫أن تبدأ بالتحلل‪ .‬ولألثرياء منهم ‪ ‬مجموعة خاصة مزوده‬ ‫بنظام إضاءة وتكييف يتم التحكم فيه من فوق األرض‪ ،‬ما‬ ‫يضمن لهم وقتاً مريحاً في انتظار المجهول‪ .‬‬ ‫وبالنسبة لمتذوقي اإلبداع والراغبين في الظهور‬ ‫فيمكنهم التبرع بأجسادهم لفناني الجثث‪ ،‬الذين‬ ‫يحولونها إلى عمل فني يجوبون به المعارض العالمية‪.‬‬ ‫أما شعار هذه الشركات فهو‪« :‬استثمروا في رقادكم‬ ‫ألنه أطول من حياتكم‪ ،‬فلو كان الموت سيئاً ‪ ‬لما بقي‬ ‫الراحلون فيه كل هذا الوقت»‪.‬‬

‫«للبيع»‬

‫‪ ‬‬

‫طهران‪ /‬إيران‬

‫ذات ظهيرة‬

‫فلسطين‪ /‬ألمانيا‬

‫«يلديز»‬

‫الشاعرة مريم حيدري‬

‫حكايات بعض الحقــب التاريخية تسكن الذاكرة‪،‬‬ ‫وتبقى كاإلرث تتناقلها األجيــال لتصبـــح عصيــة على‬ ‫االندثار‪ .‬‬ ‫ال تجلس إلى كبار السن هنا إال ويحدثونك عن حياة‬ ‫البشر في ألمانيا الشرقية قبل سقوط الجدار ‪ ،‬حريصين‬ ‫على أال يطوي الزمن تفاصيلها‪ .‬‬ ‫كأن يبدأ مسن ‪-‬يبحث في قطار عمن يستمع إليه‪-‬‬ ‫بسرد تفاصيل تعذيبه في أحد سجون المخابرات آنذاك‪،‬‬ ‫ذاكرا طرقهم الماكرة في تسديد الضربات ألجساد‬ ‫السجناء السياسين تحت الماء‪ ،‬ليضمنوا عدم ترك آثار‬ ‫على أجسادهم تدل على فعلتهم‪.‬‬ ‫أو عندما تكون مدعوا إلى حفل زفاف فتحدثك‬ ‫إحدى المسنات عن حزنها‪ ،‬ألنها لم َ‬ ‫تحظ بخاتم عرس‬ ‫من الذهب‪ ،‬لندرة الحصول على الذهب هناك ومعاقبة‬ ‫من يقتنيه بالخفية عن السلطات ومكافأة من يدلي‬ ‫بمعلومات عنه‪.‬‬ ‫أو عندما تلتقي بنساء مارسن مهنة التدريس‬ ‫آنذاك ‪ ،‬وتستمع إلى اعترافاتهن باستجواب تالميذهن‬ ‫للتحقق من إخالص والديهم للنظام ‪ ،‬والتأكد من عدم‬ ‫تخطيطهم للهرب إلى الشطر الغربي من البالد‪ ،‬وحزن‬ ‫إحداهن ‪ ‬وهي تقدم اعترافاً عن جرم ‪-‬انتهى بالتقادم‪-‬‬ ‫حول استجوابها لطفل‪ ،‬وصف لها ببراءة كيف يسهر‬ ‫والداه على خياطة أجزاء منطاد‪ ،‬يخططون للهرب فيه‬ ‫إلى الغرب‪ ،‬وانقطاع حديثها وهي تحاول بصوت مخنوق‬ ‫القول إنها كانت وراء سجن والديه‪ ،‬وتحويله إلى يتيم‬ ‫تتقاذفه بيوت األيتام‪ ،‬فكبر حامال ندب هذا الحدث على‬ ‫روحه‪.‬‬ ‫تستمع كغريب إلى قصصهم‪ ،‬وكأنك التقيتهم‬ ‫لتحمل عبئها معهم‪.‬‬

‫«تجارة الموت»‪ ‬‬

‫أستمع إلى النغمات الفارسية التي أخذتَ تحبّها‬ ‫وأعلق على الجدار صورا تخفي غيابك؛‬ ‫غيابك يشرئبّ‪،‬‬ ‫يُخرج أعضاءه َّ‬ ‫كلها‬ ‫ويهرول في حياتي‪،‬‬ ‫دون أن يلتفت إلى الوراء‪.‬‬ ‫مسرعا كعادتك‬ ‫ّ‬ ‫كأن أفاعيَ سوداء تتلوّى تحت قميصك‬ ‫تمضي‪.‬‬ ‫وإن حدث والتفتَّ‪،‬‬ ‫أنا هناك‬ ‫واقفة‬ ‫أرفو لك على عجل قميصا أبيض‬ ‫وهواجس شاحبة اللون‬ ‫أ َلمِّع نظارتك‪،‬‬ ‫وفي المساء‬ ‫أطفئ لك الضوء في ركن هادئ من البيت‪،‬‬ ‫أطفئ األغاني‬ ‫وأتركك في غبطة مجهولة‪،‬‬ ‫وأصمت‪.‬‬ ‫يسكنني حفيف أرواح شاردة‪.‬‬ ‫*********‬

‫ظهيرة خاوية‬ ‫بال غيمة تجرني إليك‬ ‫بال زنزانة تجمعنا‬ ‫ويد تجلسنا معا خلف طاولة طويلة بال أي غطاء‪.‬‬ ‫بال نجوم «يَزْد» ألشعرَ في البعيد بأمانٍ ال تشبه أمانيّ في األهواز‪،‬‬ ‫اآلن ويدي تفتقد زغبا في الساعدين مخضبا برائحة النخيل‬ ‫العتبات تطير بي إلى جهة غريبة‬ ‫وأنا كالمعتاد دائخة أدور في البيت ناسية نصف ما أريد‬ ‫أقضي الظهيرة خاوية إال من بعض ما قال حافظ الشيرازي‬ ‫والتنبه إلى قليل من دمه يدور فيك أحيانا‪.‬‬ ‫تلك الخاوية هي الظهيرة‬ ‫ومن تسير بظالل كثيفة في شوارع هذه المدينة‬ ‫وبظنون تتكاثف‬ ‫وغیوم من الغیب فوق رأسها ال تبوح بشيء‬ ‫أنا‬ ‫أسير قرب حديقة لم تعد تذكرنا‬ ‫وأتسرب إلى أعناق رجال‬ ‫أحبهم من أول نظرة‬ ‫وأنساهم خالل دقائق في برد طهران‬ ‫وفي ما يخزني كل لحظة عندما أتمشى على األرصفة وال أراك‪.‬‬ ‫من تنسى في كل األحوال‬ ‫أنا‬ ‫أما أنت‪ّ ...‬‬ ‫فتذكر‬ ‫وال تنس أن تدحرج نجمة من ذلك البعيد إلى جوفي‬ ‫أوغيمة‬ ‫إلى‬ ‫الغرفة‬ ‫تجرّني إليك‪.‬‬


‫العدد ‪1008‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫شجرة ليمون‬ ‫القاصة نهلة كـرم‬ ‫القاهرة‪ /‬مصر‬

‫نربّي الخديعة كما نربّي الحمام‬ ‫عالياً على السطح‪.‬‬ ‫نربّي الخديعة كما نربّي النبيذ‬ ‫منخفضاً في القبو‪.‬‬ ‫‪........‬‬ ‫في الطابق الخامس‬ ‫أمضغ رائحة تشرين كمدمني الماريجوانا‬ ‫أدوّر َّ‬ ‫الطعم وأدوخ‬ ‫في التراجيديا التي حشوناها ضحكاً‬ ‫ليسهل على كلينا تمرير ألمه ببساطة‬ ‫كما يُمرر سعر الخبز‪.‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫ُ‬ ‫أمضغ رائحة تشرين‬ ‫وأَغصُّ بشمس تموز‬ ‫يا لتشرين الخبيث‪..‬‬ ‫كيف هرّبت قطعة من الصّيف‬ ‫في سروالك الداخلي؟‬ ‫هنا ٌ‬ ‫هزل قلناه معاً‬ ‫وأبكانا ك ً‬ ‫ال في قصيدته المنفردة‬ ‫هنا قبل ٌة كانت ستأتي‬ ‫لو ُقدّر للحاجز األمني‬ ‫أن يحتفل يوم األربعاء‬ ‫بعيد الحماصنة‬ ‫‪....................‬‬ ‫نربّي الخديعة في الطابق الخامس‪.‬‬ ‫الطائرة التي ترصّدت بائعي البطيخ في السوق‬ ‫كانت تلهو كأي طفل مصاب بالتوحد‬ ‫ال يميز بالونات عيد ميالده‬ ‫عن رأسيّ والديه‬ ‫ُّ‬ ‫كل الرؤوس آيلة إلى االنفجار‬ ‫الطائرة من ذوات االحتياجات الخاصة‬ ‫الجميع تعاطف معها‪.‬‬ ‫المسكينة أخفقت في لعبتها‬ ‫حصدت رؤوس الباعة‬ ‫وأخطأت رؤوس البطيخ‬ ‫‪.............‬‬ ‫َ‬ ‫نربّي الخديعة كما الحمام‬ ‫عالياً على السطح‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الخديعة كما النبيذ‬ ‫نربّي‬ ‫منخفضاً في القبو‪.‬‬ ‫نربي الخديعة في الطابق الخامس‬ ‫كما لم نر ِبها من قبل‪.‬‬ ‫تمرُ الكلمات عبر مسمعي‬ ‫بيضا َء مهشّمة‬ ‫تثير ذكرى مصابيح حديقة‬ ‫أَجهز عليها صبية بالحجارة‬ ‫هل ينطفئ المعنى؟‬ ‫كيف سأقرأ وجهك‬ ‫وروحي محنية‬ ‫كعمود إنارة انتزعوا منه رأسه‪.‬‬

‫سوريا‪ /‬السويد‬

‫قصائد‬

‫«ليس هنا‪..‬بل هناك» تقول السيدة لطفلها صباح كل يوم‬ ‫حين يرش على وجهي الماء‪ ،‬تخبره أن سقي األشجار يكون عند‬ ‫جذورها‪ ،‬وليس في جذعها‪ ،‬لكن الطفل ال يسمع كالمها ويعود‬ ‫ليغسل وجهي صباح كل يوم‪ ،‬كما كنت أفعل قبل أن أصبح‬ ‫شجرة‪.‬‬ ‫في زمن بعيد قرأت خبرًا عن امرأة سويدية تنتظر موافقة‬ ‫الدولة لكي تصير شجرة «توت» بعد موتها‪ ،‬وأن يصير زوجها‬ ‫المتوفي شجرة «سرو» كما حلما معًا‪ ،‬قرأت الخبر بصوت عالي‪،‬‬ ‫ثم صرخت بحماس وأوصيت أمي «ال تدفنوني‪..‬بل أزرعونني‬ ‫مثلهما» شهقت أمي‪ :‬بعد الشر‪ ،‬لكن أختي ليلى ابتسمت وقالت‬ ‫لي‪ :‬أية شجرة؟‪ ،‬سرحت قلي ًال قبل أن أخبرها «شجرة ليمون»‪..‬‬ ‫سألتني»لماذا؟»‪ ،‬بينما كانت والدتي تتابعنا باستنكار وال تفهم‬ ‫لماذا استدعي الموت بمزحة سخيفة‪ ،‬ولماذا تجاريني ليلى في‬ ‫هذا السخف‪ ،‬قلت ما أردت أن تفهمه أمي «ال أريد أن ينقطع‬ ‫عطري بعد الموت»‪ ،‬وأخفيت ما ستفهمه ليلى مهما داريته «أود‬ ‫أن أجذب الناس برائحتي‪ ،‬ثم إذا ما جائوا لقطف ثماري جرحتهم‬ ‫بشوكي‪ ،‬جرح خفيف يذكرهم بي‪ ،‬ويعودون من أجله‪ ،‬وليس من‬ ‫أجل الليمون فحسب»‪.‬‬ ‫ال أذكر ما حدث لينفذوا وصيتي‪ ،‬كل ما اتذكره أنني عشت‬ ‫ظالمًا طوي ًال في رحم األرض‪ ،‬قبل أن أنبت ذات صباح وأرى‬ ‫سماء‪ ،‬وأحلم أن أكبر ألرى البيوت من حولي‪ ،‬ثم أطعمتني أيادٍ‬ ‫لم أر وجوه أصحابها‪ ،‬وحين صرت طويلة كفاية‪ ،‬لم أِر بيتنا ولم‬ ‫أتعرف في الوجوه على أهلي‪ ،‬ربما كان خطئي أنني لم أخبر ليلى‬ ‫بالمكان الذي أود أن أزرع به‪ ،‬كنا قد ضحكنا بعد أن قالت إنها لن‬ ‫تشرب عصير ليمون ولن تأكل طعامًا أوضع فوقه أبدًا‪ ،‬ضحكنا‬ ‫كثيرًا لكن والدتي لم تضحك‪ ،‬ثم نسينا األمر‪ ،‬لكني رحلت قبل‬ ‫أن أتم وصيتي‪.‬‬ ‫لماذا لم يخترعوا هذا األمر قبل أن يموت والدي‪ ،‬لم أكن‬ ‫ألقبل أن يزرعه غيري‪ ،‬كنت سأزرعه بنفسي وأسقيه كل يوم‬ ‫حتى أرى البرتقال يثمر منه‪ ،‬الفاكهة التي أحبها والتي أثق أنه‬ ‫كان سيوصي بأن يصيرها‪ ،‬لو كانوا اخترعوا األمر فقط قبل أن‬ ‫يموت‪ ..‬لنبت في األرض قبلي‪ ،‬ورعاني حيث نبت ورأيت نورًا‬ ‫ولم أجد من أتكلم معه‪ ،‬لو أنك معي يا أبي لكنت حدثتني‬ ‫باللغة التي أفهمها‪ ،‬األشجار هنا يا أبي تهمس ظنًا أنني ال‬ ‫أسمعها وتقول»بها شيء غريب‪ ،‬شيء ال يشبهنا»‪ ،‬واألطفال‬ ‫حين يقولون نكتة وتهتز أغصاني ً‬ ‫ضحكا يصيحون «بها شيء‬ ‫غريب‪ ،‬شيء يشبهنا!»‪ ،‬األطفال يضحكونني ويفهموني أكثر‪،‬‬ ‫هذا الطفل الذي يغسل وجهي كل يوم ال أريده أن يكبر ويفهم‬ ‫أن األشجار تُسقى من الجذور‪ ،‬ال أريده أن يعاملني كما الكبار‪ ،‬بل‬ ‫أريده أن يظل طف ًال يسقيني كما يدله قلبه‪.‬‬ ‫ألمحه في الصباح يحدق بي طوي ًال قبل أن يُلقي بمياهه‬ ‫في جسدي‪ ،‬ووجهي الموزع في كل جزء مني‪ ،‬في زمان مضى‬ ‫كان لكل عضو لي مكان خاص به‪ ،‬لكن حدث أن اختلطت‬ ‫األعضاء حين تفتت جسدي‪ ،‬وصارت أجزائي موزعة‪ ،‬لي جزء‬ ‫من وجهي في الجذور وجزء آخر في الجذع وثالث في األغصان‬ ‫ورابع في األوراق‪ ،‬هذا الطفل يقذف بالمياه كل مرة في جزء من‬ ‫وجهي‪ ،‬وال يمكنني تصديق أنه ال يحس بي‪ ،‬ذات مرة كان يأكل‬ ‫حلوى أسفل ظلي‪ ،‬نظر لي فجأة ورفع حلوته أمام جزء من شفتي‪،‬‬ ‫وقال «خذي»‪ ،‬اهتز جزء من قلبي في الغصون فتأرجحت بشدة‪،‬‬ ‫نظر إلى أعلى ثم نظر إلى مكان به عيني‪ ،‬قبل أن تناديه والدته‬ ‫«أدخل بسرعة‪ ،‬الرياح شديدة في الخارج»‪ ،‬هل كان على قلبي أن‬ ‫يرتج بتلك الشدة فيلفت نظر المرأة إلينا؟!‪.‬‬ ‫في الصباح تشغلني أحاديث األشجار وزقزقة العصافير‪،‬‬ ‫ولعب األطفال وثرثرة الناس‪ ،‬وفي المساء أحيانًا ما يجلس عشاق‬ ‫في كنفي‪ ،‬يكشفون أسرارهم لي‪ ،‬يهتز قلبي بعنف إذا ما سمعت‬ ‫كلمة حب كاذبة‪ ،‬تسقط أوراقي مثلما كانت تسقط بعض‬ ‫خصالت شعري في زمن مضى حين أحزن‪ ،‬ويهتز أيضًا ويهز‬ ‫األغصان بشدة حين يسمع كلمات حب صادقة‪ ،‬ليهدي المحبين‬ ‫ثمرة ليمون‪ ،‬أرسلها لهم لعلهم يتذكرون أن يقتسمون الحب‬ ‫بينهم بالنصف‪ ،‬حتى ال يأخذ أحدهم جزء أكبر‪ ،‬ويشعر بمرارة‬ ‫أكثر من اآلخر‪.‬‬ ‫في الليل ينام الطفل واألشجار والعصافير‪ ،‬ال تعبر أمامي‬ ‫سوى بعض األقدام التي تخفت تدريجيًا كلما أوغل الليل حتى‬ ‫تختفي‪ ،‬يتركني الجميع ألرقي‪ ،‬فناجين القهوة التي كنت أشربها‬

‫فيما مضى لم يذهب تأثيرها عن جسدي حتى اآلن‪ ،‬رحل كل‬ ‫شيء وبقيت القهوة! في تلك اللحظات تتركني األصوات فاستمع‬ ‫إلى داخلي وأفكر «أين ذهب أحبائي؟»‪ ،‬مات أبي قبل أن يخترعوا‬ ‫الدفن البيئي‪ ،‬فأين ذهب اآلخرون؟ هل ماتت والدتي ورفضت‬ ‫أن يزرعها أحد؟ وهل ماتت ليلى؟ وإذا كانت قد ماتت فلماذا لم‬ ‫توص إذن بأن تُزرع بجواري لنؤنس بعضنا في ليالي الشتاء!‬ ‫في منزلنا كانت هناك مدفأة وفشار وتليفزيون وأفالم‬ ‫أجنبية نسهر معًا لنشاهدها‪ ،‬هنا أيضًا توجد أفالم وعروض يا‬ ‫ليلى‪ ،‬ال تخافي من الملل وتعالي لنؤنس بعضنا‪ ،‬النجوم تقدم‬ ‫عروضًا ليلية‪ ،‬أسهر وحدي ألشاهدها وأتذكرك وابتسم‪ ،‬ثم‬ ‫أبكي‪ ،‬لكني أحاول أن أبكي قلي ًال حتى ال تسقط أوراقي من الحزن‪،‬‬ ‫ألنه ما من أحد سيشتري لي مقويات تمنع سقوط أوراقي‪ ،‬مثلما‬ ‫كنا نتبع الوصفات سويًا لتقوية شعرنا ومنعه من السقوط‪ ،‬ما‬ ‫هذا الذي أقوله؟‪ ،‬ال أريدك أن تأتي يا ليلى‪ ،‬استمتعي بحياتك يا‬ ‫حبيبتي‪ ،‬استمتعي حتى النهاية لتحكي لي قصصًا عن حبيبكِ‬ ‫وأبنائك وأحفادك‪ ،‬سأنتظرتك بعد عمر طويل لتحكي لي عن هذا‬ ‫الذي أحببتيه وبكيتي في حضنه كلما تذكرتيني‪ ،‬سأنتظرك حتى‬ ‫أحكي لكِ أيضًا عن سري الذي أخفيته عنكِ حين سألتيني يومًا‬ ‫«مع من كنتِ تتحدثين في الهاتف؟»‪ ،‬لم يكن سرًا كبيرًا يا‬ ‫ليلى‪ ،‬كان شابًا أحببته كثيرًا‪ ،‬لكنه أرهقني جدًا جدًا يا أختي‪،‬‬ ‫كان يمنعني من الحلم دومًا‪ ،‬و يرفض أن يحلم معي بأن نصير‬ ‫شجرتين‪ ،‬حين قلت له عن حلمي بعد الموت وطلبت منه أن‬ ‫يُزرع إلى جواري‪.‬‬ ‫فكرت أن اتنازل عن حلمي بأن أصير شجرة ليمون من‬ ‫أجل أن أكون شجرة فراولة ويكون هو شجرة موز‪ ،‬حتى إذا قطف‬ ‫أحد ثمارنا مزجنا معًا في عصير لنتقابل دومًا داخل كوب واحد‪،‬‬ ‫لكنه سخر مني وقال عني مجنونة ‪ ،‬مثلما كان يصفني دومًا‬ ‫حين أريد شي ًئا ال يعجبه‪ ،‬إذا عرفتِ أين ذهب فال تخبريني حين‬ ‫تأتي‪ ،‬أتوقع أنه فضل البقاء أسفل األرض‪ ،‬حيث يزوره الناس‬ ‫كل عيد‪ ،‬أنا أيضًا يزورني الناس في األعياد‪ ،‬لكنهم ال يأتوني‬ ‫في المناسبات فحسب‪ ،‬بل يأتوني كل يوم‪ ،‬يقفون عند قدمي‬ ‫وقت الظهيرة ليحتموا بي من الشمس‪ ،‬وينامون لي ًال في بعض‬ ‫األحيان ليأنسوني فى وحدتي‪ ،‬وهذا ما كنت أحلم به يا ليلى‪،‬‬ ‫أنتِ الوحيدة التي فهمتيني يا أختي‪ ،‬كنتِ تدركين مدى خوفي‬ ‫من الظالم ومن األماكن المغلقة على أجساد يتركها أحبائها‬ ‫بعد أن يقذفوا التراب عليها‪ ،‬وتلوكها الديدان حتى تتحول إلى‬ ‫هياكل عظمية‪ ،‬تدركين يا حبيبتي مدى رعبي‪ ،‬في زمان ما كنتِ‬ ‫تخيفني قبل النوم بقصص األشباح وكنت ال أنام إال وأنا أغطي‬ ‫وجهي حتى ال يعثر عليَ أي شبح‪ ،‬وحين كبرنا وتقاربنا صرتِ‬ ‫أكثر حنانًا وتوقفتِ عن إخافتي‪ ،‬لكني صرت أخشى األماكن‬ ‫المغلقة‪ ،‬أرفع الغطاء عن وجهي حتى ال أختنق‪ ،‬ال أحب أية أغطية‬ ‫تكتم أنفاسي‪ ،‬أو أغطية تكتم أحالمي‪ ،‬أحب أن تنبت أحالمي‬ ‫وتكبر في البراح‪.‬‬ ‫لن أكذب عليكِ يا ليلى وأقول لكِ إن األشجار هنا تعرف‬ ‫هذا البراح‪ ،‬أقول لكِ صراحة إنها ال تختلف عمن عرفناهم حولنا‪،‬‬ ‫ال يتعدى حلمهم اليوم الذي يعيشونه‪ ،‬األشجارهنا تستيقظ‬ ‫وتأكل وتنام في مواعيد ثابتة‪ ،‬كما أنها ال ترقص إال حين يهزها‬ ‫الريح‪ ،‬أتدركين المصيبة! أنها ال ترقص وحدها‪ ،‬ال تهز أغصانها‬ ‫وتصنع من أوراقها نغمًا إال إذا عبرها الهواء! لكني ال أفعل‬ ‫مثلهم‪ ،‬الزلت أحب الرقص والغناء‪ ،‬وأرقص في كل األوقات كما‬ ‫كنا نفعل‪.‬‬ ‫تعالي يا أختي لنرقص سويًا‪ ،‬ونستمتع معًا بتدليك النمل‬ ‫المجاني ألجسادنا كل يوم‪ ،‬ال‪..‬ال تأتي اآلن‪ ،‬بل عيشي حياتك إلى‬ ‫مداها‪ ،‬واحفظي كل الحواديت‪ ،‬حتى نتسامر حين تأتي‪ ،‬وحتى‬ ‫تأتي سأظل أحلم أحالمًا كثيرة‪ ،‬سأحلم أن يظل هذا الطفل‬ ‫يغسل وجهي ويمنحني حلوى حين يكبر‪ ،‬سأحلم أال يعطل‬ ‫الخريف أوراقي عن الرقص‪ ،‬وأن يختار أحدهم أن يُزرع كشجرة‬ ‫موز بجواري‪ ،‬لنتبادل حبًا حلمت به فيما مضى أسفل القمر‪ ،‬هراء‬ ‫ياليلى كل ما أقوله‪ ..‬أتعرفين ماذا أريد ح ًقا؟ أريدك أن تأتي‬ ‫لتحتضنيني اآلن‪ ،‬حتى لو لن تتحولي إلى شجرة‪ ،‬تعالي زوريني‬ ‫واحضنيني برفق حتى ال تبكيني وتقع أوراقي‪ ،‬فأنا أخاف ياليلى‪،‬‬ ‫أخاف كثيرًا أن تذبل أوراقي وتقع في غير أوانها‪.‬‬

‫قصائد‬

‫الشاعرة سعاد الخطيب‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫خط دفاع أخير‬ ‫الشاعر عمر مجاهد‪ /‬فرنسا‬ ‫هربــت إلى ديــر قصــي‬ ‫ومهجور ال يصل إليه بشر‬ ‫َأل ِّنني أردتــه أن يكــون‬ ‫مالذي‬ ‫وخط دفاعي األخير‬ ‫الذي عندما أدخل فيـــه‬ ‫أختفي وال يراني أحد‬ ‫هـذا …! مَرَدُه أننــي‬ ‫مصاب بالتوحد‬ ‫و خجول جدا‬ ‫وأقيم عالقات تثير الريبة‬ ‫مـــع أشبـــاح مراهـقــات‬ ‫منتحرات‬ ‫تزورنني بالليل‬ ‫وأصاحب أشجــاراً ميتــــة‬ ‫تهوي من تلقاء نفسها‬ ‫قبــل أن تنهـــال عليهــا‬ ‫فؤوس الحطابين‬ ‫أرتـــاد بيـــوت الدعـــارة‬ ‫بخشوع كبير‬ ‫كما يرتاد مؤمن مخدع‬ ‫بوح في كنيسة‬ ‫أريد أن أمرغ هذا الجسد‬ ‫في الخطيئة‬ ‫أنا ال أرتاح إال على صدر‬ ‫المومسات‬ ‫فهن الوحيدات القادرات‬ ‫على منحي طعم الفاجعة‬ ‫وتحويل أجسادهن إلى‬ ‫حائط مبكى‬ ‫وخيبات‬ ‫لقــد كـن شاهــدات على‬ ‫تاريخ طويل‬ ‫من سرقة رحيق الرمان‬ ‫وعلى ما حل ِبنا بعد قضم‬ ‫التفاحة‬ ‫فلم يكن هـذا بالخطـــأ‬ ‫الجسيم والفادح‬

‫لكي ننزل للجحيم‬ ‫لكن …! كان عليه أن يقع‬ ‫كي نبدأ من نقطة ما‬ ‫عليَّ أن أفتـــح عيني وال‬ ‫أخاف‬ ‫وأنزل عميقــا في عزلتـي‬ ‫وال أبرحها أبدا‬ ‫أنام كثيرا ألتخلص من‬ ‫عين الرقيب التي بداخلي‬ ‫أدخل في سبات عميق كي‬ ‫ال يراني‬ ‫أخرج مني متــراخ كظــل‬ ‫ظهيرة قائظة‬ ‫أمشي وأمشي بال هدى‬ ‫إلى أن أقــف أمام أبواب‬ ‫ضخمة‬ ‫بأقفال كبيرة ومزاليج‬ ‫كانت فيما مضى محرمة‬ ‫عليَّ‬ ‫فأدخــل بال تـــردد في‬ ‫ردهاتها المخيفة‬ ‫غيـــر عابـــئ بظالمهـــا‬ ‫المهيب‬ ‫أنظــر من وراء الوعـــي‬ ‫المحنط إليّ‬ ‫فأرى وجهي وال أعرفني‬ ‫وأنظر إلى كــل ندوبـــي‬ ‫القديمة‬ ‫ألول مرة بال خجل‬ ‫وعندما أصحـــو وأجـــد‬ ‫الرقيب وال أراني‬ ‫أعــود ألغــرق ثانية في‬ ‫النوم‬ ‫وهذه المرة كي ال أصحو‬ ‫أبدا‪.‬‬

‫نصوص‬ ‫« عميقة رغوة الملح»‬

‫عميقة ْ‬ ‫رغوة المِلح ‪،‬‬ ‫اُخْتصرت طريق مستقبل‬ ‫ِبوَصف ‪ ..‬يُجيد سرْد مساء‬ ‫من وقع صبوة صباح‬ ‫دون أن يخنق نجوم‬ ‫وال يجعل ريح تبوح عن أبواب غيوم بمدخل فاشل ‪..‬‬ ‫عميقة ْ‬ ‫رغوة الملح ‪،‬‬ ‫حين تُكلل الدّهشة ‪ ..‬بلغة جامحة‬ ‫تنهمر يانعة في مفردات رمل‬ ‫تسكن أوتاد أرض‬ ‫تحرك سكينة فضاءات ‪ ..‬مواسم دالالت‬ ‫لعبور أخضر ‪..‬‬ ‫عميقة رغوة الملح‬ ‫لها األصداف ترتَجل حوارات‬ ‫سؤاالت تلو سؤاالت ‪ ..‬تمشي مُنحنية‬ ‫تستقرّ هادِئة بصدر بُركان ‪..‬‬ ‫يضمحل السُّهاد األعْوج‬ ‫ورائحة المَوقف تنتشِر هائجة‬ ‫نارودرب شقائق النُّعْمان ‪..‬‬ ‫من سُباتِ الجُ ّل‬ ‫ِ‬ ‫عميقة ْ‬ ‫رغوة المِلح‬ ‫فيها الشوق يصدحُ ‪ُ ..‬ألكتشاف مالمح الزبد‬ ‫محطات تبتعِد عن محطات‬ ‫مساءات غريبة‬ ‫حكايا مُتمردة‬ ‫ولغة حبيبة تناجي ِبركة ماء‬ ‫تُغربل سعْيَ خَطايا‬ ‫ترمّم شهقة لوحات ‪ ..‬تنسُج حقيقة ذكرى‬ ‫ذكرى ُقزحية‬ ‫بأبعاد ثالثية‬ ‫لظالل صالة ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫__________________________‬

‫« حنايا الروح»‬ ‫حنايا الرّوح ‪،‬‬ ‫ترافق شفاه الناّي‬ ‫نسمعها جيّداً ‪ ..‬نطرق بابها‬ ‫يشتهينا الرّمل‬ ‫ندرك ّ‬ ‫أن للبحر عيون فوضويّة‬ ‫تحدّق ألجسادنا حتى نتذكر‬ ‫ونبقى طيّبين ‪..‬‬ ‫حنايا الرّوح ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كل نشيد سافر‬ ‫يقطع ريح غابات‬ ‫كشوق جلنار ‪ ..‬اُستهدف أغنية‬ ‫واُنتصر ‪..‬‬ ‫حنايا الرّوح ‪،‬‬ ‫نوتات في سرّ الليل‬ ‫بخطوات ماسيّة‬ ‫عشقها الماء واُلتهمها حطب النار‬ ‫وهي ترافق المارد لحقل الياسمين ‪..‬‬ ‫لحنايا الروح ‪،‬‬ ‫تختلف األلوان ‪ ..‬يبدع التحليق‬ ‫من ذاكرة األرامل تنعم الدّهشة ‪ ،‬فيعت ِرفن للبحر‬ ‫وللقصيدة‬ ‫أن من رحم اَلهة اإلغريق تنضج الحِكمة‬ ‫تنضج وترتفع!‬ ‫ليغمر النّدى في حرُوف فجره ندفة ّ‬ ‫الثلج ‪..‬‬ ‫لحنايا الرّوح ‪،‬‬ ‫مصباح ودمعتين ممزوجتين بسؤال ووردة‬ ‫عن هشّة الشمس الخجولة‬ ‫تعاند رغبة العودة ‪ ..‬تسامر تج ّلي‬ ‫وتنكسر قرب ورق بات همّه لغْز الشّفق ‪..‬‬ ‫___________________________‬

‫« هواء يستيقظ على كفِّ شجرة»‬ ‫تلك الشجرة ‪،‬‬ ‫ال ترغب أن يقرأها عنوان‬ ‫وال أن تكتبها قصيدة ‪..‬‬ ‫سرّها الوحيد‬ ‫أن ت ْفتِن الوجود بالوجدان ‪..‬‬ ‫سرْدها محمّل بظالل‬ ‫تفوق أبجديات‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫الشاعرة نزهة تمار‬ ‫إيطاليا‬

‫تفوق لغة مقموعة في عصرها‬ ‫تفوق هندسة كواكب‬ ‫و زغرودة نساء حوامل ! ‪..‬‬ ‫هي يتيمة ‪،‬‬ ‫تودّع أوراقها القديمة‬ ‫ال ترقص‬ ‫ال تنحني‬ ‫ال تخاف‬ ‫ال تلوّح‬ ‫ال تمشي و ال تنام‬ ‫تفيق فقط لترى التوت البري فوق ثوب صباحاتها‬ ‫ثوبها متمرد تغسله لترى ك ّفها آالف المرات‬ ‫حتى يصافح كينونة الشمس‬ ‫ويدخل دفئ وجد الريحان ‪..‬‬ ‫هنا الشجرة تكبر ‪ ..‬تكبر طيورها‬ ‫وتُقلع الحزن عن خيمتها ‪..‬‬ ‫يستيقظ الهواء‬ ‫هواء نقي ال يمزّقه غبار‬ ‫وال دوران الوقت الكفيف ‪..‬‬ ‫يحوم‬ ‫يمسح دمعة القلب عن األغصان المنكسرة‬ ‫يخيط لها غطاء من أريج ماء الورد الصافي‬ ‫وضفيرة لقاء ‪ ..‬يستشعرها نجم الربيع ‪..‬‬ ‫________________________‬

‫« سيغني الكوخ وقلبك»‬ ‫اُرتفع كغمامة ‪،‬‬ ‫كي ال يشيخ القدر بين أسرار خصوبة المطر ‪..‬‬ ‫شعلة األشجارعالية مقدّسة‬ ‫ستتعطر بأريج خطواتك عن قرب‬ ‫تسامرك‬ ‫تهديك لغة عبارات ومعاني رفيعة‬ ‫بشوق تمنح األنهار داللتها‬ ‫لتبقى األشياء نابضة شاهقة في سماء طريقك ‪..‬‬ ‫كوخك المنزوي سيغنّي‬ ‫سيحمل سيرورة أقواس على كتفيْه لبابك‬ ‫سيغنّي كما غناء األجراس‬ ‫وغناء أبي الجريح من دوران الشمس وحرقة الموج‬ ‫حين ّ‬ ‫غطى وجه القمح كي ال يُهاجر!‬ ‫سيغني الكوخ وقلبك‬ ‫الكواكب ستنزل لتُبعد غبار الريح‬ ‫األسئلة والتأمل سترقص لفصل زاهي في قلب الصالة ‪..‬‬ ‫فالفصول نديّة بروح الفجر‬ ‫كنجمة منسية تبكي وتغرد مع موسيقى هادئة‬ ‫نغمة الماء تكحل عيونها‬ ‫تلوِّن مروج من شقائق نعمان تعطر أنفاسها‬ ‫للذكرى والطموحات الكبيرة‬ ‫كي ال تتدحرج في فوضى ال ّلحظات النفيسة وال مصير‬ ‫الرّهينة ‪..‬‬ ‫أنتَ الغريب في مدارك والوحيد بين أشيائك‬ ‫كن كساعة الشتاء‬ ‫ال تبتعد عن قدمك وال تنسلخ عن ثوبك‬ ‫أنت إيقاع السؤال وضيف أرضك وقناعة لحظتك‬ ‫التحديق صهيلك األبدي‬ ‫الياسمين سيقترب يافعا لن يتكدّس‬ ‫لتسمعك نجوم األساطير جيّدا جيّدا‬ ‫فسفر النهار‬ ‫حتما سيبصره ال ّليل لن يضيع بين التوصيل والتوصيف‬ ‫بشهقة تج ّلي سيلمّعُ بسمة فانوس‬ ‫لأليّام الجليلة ‪..‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫الشاعرة‬ ‫محمد بنقدور الوهراني‬

‫�أبوح بن�صف ع�شقي‬ ‫للطرقات‬ ‫أبوح بنصف عشقي للطرقات‬ ‫والنصف الباقي اغمده في خاصرتي‬ ‫ليغدو شرنقة من عناق‬ ‫أفتش بين تجاعيد المسافات‬ ‫عن وجهك عن رشفة انفاس‬ ‫عن جرعة من ضوء‬ ‫وعن تفاحة أنثى‬ ‫فعانقني‬ ‫كلما عانقت عيناك أحداقي‬

‫التغادرين ‪..‬‬ ‫التغادرني ‪..‬‬ ‫أنتَ الذي تموت في كل غزواتك‬ ‫أنت الذي تنتحر بعد كل معركة‪،‬‬ ‫أنت المتوغل في الغواية ‪..‬‬ ‫المتهافت على البريق ‪،‬الغبي‬ ‫األحمق أنت ‪..‬‬ ‫كان الليل بلون دمي والسماء بلون قمحي‬ ‫حينما تراميتَ‬ ‫على شواطئي كجثة غارقة ‪..‬‬ ‫بألف وجه‬ ‫كيف ل إمرأة مثلي أال تمنحك بعض الحياة!‬ ‫أنا بركان الخيبات ‪..‬‬ ‫أبتلعتُ كل أمواج بحرك الغامض ‪،‬‬ ‫كيف حاولت خنقي بضفيرتي ؟‬

‫الشاعرة نجالء أبو جهجه‪ /‬بيروت‬ ‫عناقك يا عشقي يزيد‬ ‫وهج احتراقي‬ ‫عانقني‬ ‫كما يعانق الريح‬ ‫الشجر‪..‬‬ ‫وكما تعانق السماء القمر‬ ‫فأنا‬ ‫عندما تحتويني أنفاسك‬ ‫أصبح شفاهاً ترتجل‬ ‫القبل‬

‫الشاعرة والتشكيلية‬

‫روناك عزيز‪ /‬السويد‬ ‫كيف جعلت موتي معلناً رجماً بلعناتك؟‬ ‫العاهة المستديمة على قلبك أنا‬ ‫كيف محّوتني بلحظتين ؟‬ ‫ووشمت كل هذا الكذب فوق‬ ‫عتبة روحي‪..‬‬ ‫التغادرني لوعة أسكبه في ماء المحيط‬ ‫ليغدو بلون أحمر ‪..‬‬ ‫وتضحك !‬ ‫تضحك بغباء ‪..‬‬ ‫أراك تقشر رداء الجسد‬ ‫وعبثاً ‪..‬‬ ‫الروح هنا‬ ‫ترقص مع طيفك الخاسر‬

‫تمة إشكال كبير يواجه المهتمين بالشعر والشعراء عندما يتعاملون‬ ‫مع النصوص الشعرية بهاجس التمييز أو عدم التمييز بين الشعراء الذكور‬ ‫والشعراء اإلناث‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬العديد من المتعاطين مع ظواهر الشعر الحديث‪،‬‬ ‫وخاصة في األطروحات والبحوث الجامعية‪ ،‬يالحظون شيوع مصطلحات‪،‬‬ ‫مفاهيميا‪ ،‬من قبيل األدب النسوي والشعر النسائي‪ ،‬وما يدخل في سياق‬ ‫هذه اإلحاالت الجنسية التي لم تلق أبدا اإلجماع المطلوب في التعامل مع‬ ‫مفاهيم أدبية قائمة الذات‪.‬‬ ‫هل هناك شعر نسائي؟‬ ‫أو باألحرى‪ ،‬هل يجب أن يكون هناك شعر نسائي؟‬ ‫يمكن الجواب بسؤال آخر‪ ،‬هل هناك شاعرات ينتمين للتيار النسوي‬ ‫الراديكالي الذي يعتبر الرجل غير ذي جدوى في معادلة المرأة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫هن يجزمن أن على المرأة أن تكتب كأنثى وتؤنث اللغة والمعنى والخطاب؟‬ ‫األكيد أن هناك شاعرات في المشهد الشعري المغربي تمنعن الرجل‬ ‫من الحديث عن المرأة‪ ،‬وتنزعن منه صالحية الحديث عنها وعن معالمها أو‬ ‫مفاتنها‪ ،‬وكل ما يدخل في منظومة إمكانية الحديث بالوكالة‪.‬‬ ‫بهذا المنزع‪ ،‬أليس هذا تعبيرا عن موقع نسائي يتبعه‪ ،‬ضرورة‪ ،‬موقف‬ ‫شعري؟‬ ‫قمة المفارقة والتناقض تظهر عند األغلبية المطلقة من الشاعرات‬ ‫حينما يرفضن التجنيس‪ ،‬وتوصيف كتابتهن بالنسائية‪ ،‬ألن الكتابة واحدة‪،‬‬ ‫سواء كان صاحبها رجال أو امرأة‪ ،‬فالمحدد هو الكتابة وال شيء غير الكتابة‪،‬‬ ‫النص وال شيء غير النص‪ ،‬والقصيدة وال شيء غير القصيدة‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬أال نجد في أغلبية نصوص الشاعرات مرجعا أساسيا هو األنوثة‪،‬‬ ‫سواء كبنية داللية أو كمنزع فني أو كوعي شعري؟‬ ‫الكثير من المتعاملين مع الشعر والشعراء يعتقدون أن أهم ما يمكن‬ ‫إعطاء اإلحالة النسائية للنصوص الشعرية هو عندما تبحر الشاعرة في‬ ‫ذات األنثى وفي جسدها‪ ،‬األمر الذي يجعل مخاطب هذه الذات‪ ،‬في المتن‬ ‫اإلبداعي‪ ،‬لعدد كبير من الشاعرات المغربيات ردا فعليا على تاريخ طويل‬ ‫من الكبت والقمع واالستغالل الممارس في حق المرأة‪.‬‬ ‫أليس من المفروض أن تكتب المرأة بهذا الوعي التاريخي والوجودي‬ ‫والنقدي والشعري؟‬ ‫الشاعرة عندما تكتب عن الذات‪ ،‬فالذات أنثى‪ ،‬وبالتالي يأخذ المكتوب‬ ‫الشعري خصوصياته من جنس كاتبه وقائله‪.‬‬ ‫بموازاة مع الذات يحضر الجسد‪ ،‬بتعبيراته وتمظهراته العديدة‪ ،‬الجسد‬ ‫يعطي ألغلبية نصوص الشاعرات ذاك البعد اإليروسي الشهواني الذي‬ ‫أضحى منزعا تعبيريا يتشارك ويتشابه فيه عدد كبير من الشاعرات‪.‬‬ ‫أليس هذا بدوره ترجمة لدوامات أو فواجع أو زوابع أنثوية يجب أن‬ ‫تربط بجنس قائلها‪ ،‬كذلك؟‬ ‫حتى‪ ،‬والعديد من الشاعرات يحاولن أن يكون تناول الجسد في‬ ‫نصوصهن له بعد آخر‪ ،‬غير مادي‪ ،‬يظل التناول له ملمح رمزي يحيل على‬ ‫وضع أو موقف أو رأي الشاعرة من التاريخ والواقع والحياة التي تحيط‬ ‫بالمرأة‪ ،‬أو هكذا يجب أن يكون الحال‪.‬‬ ‫األديبة لطيفة الزيات‪ ،‬قالت ذات مناسبة‪ ،‬أما أعمالي اإلبداعية‪ ،‬فتحمل‬ ‫بصمتي كامرأة‪ ،‬وتحمل بصمة هذه المرأة التي هي أنا‪...‬وما يصدق علي‪،‬‬ ‫يصدق على كل امرأة عربية مبدعة‪.‬‬ ‫ونحن نتابع شاعرات من حجم مليكة العاصمي‪ ،‬وفاء العمراني‪ ،‬عائشة‬ ‫البصري‪ ،‬ثريا ماجدولين‪ ،‬أمل األخضر‪ ،‬إكرام عبدي‪ ،‬وداد بنموسى‪ ،‬على‬ ‫سبيل المثال وليس الحصر‪ ،‬هل‪ ،‬ونحن نطالع قصائدهن‪ ،‬نقرأهن ونقرأ‬ ‫لهن باعتبارهن شاعرات لهن بصمة في مسيرة الشعر المغربي الحديث‪،‬‬ ‫بدون االنتباه أو اإلحالة إلى جنسهن األنثوي؟‬ ‫قد يكون من نافلة القول‪ ،‬أن الشعر الجيد ال جنس له‪ ،‬ولكن من‬ ‫ضرورات القول كذلك‪ ،‬أن شعرا جيدا المرأة شاعرة يحمل في عمقه الكثير‬ ‫من الخصوصيات والمعاني‪ ،‬هي في آخر المطاف‪ ،‬تجليات ومشاعر ومواقف‬ ‫أنثى‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫عالم من‬ ‫�أ‬ ‫املغرب ‪:‬‬ ‫�شمال‬

‫‪13‬‬

‫الفقيه محمد بن عياد الخمسي‬ ‫الشهير بالفقيه المصري‬

‫الفقيه محمد بن عياد الخمسي‪ ،‬الهوْتي‪.‬‬ ‫لكنه اشتهر بالفقيه المصري‪ ،‬نسبة إلى مصر التي بها درس وأقام مدّة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫ولد بقبيلة األخماس السُّفلى بقرية الهوْتة؛ رُبع بني تليد أوائل القرن‬ ‫الرابع عشر الهجري حوالي ‪1885‬م‪1302/‬هـ‪.‬‬ ‫نشأ بقبيلته الهوْتة حيث تع ّلم الكتابة والقراءة‪ ،‬وحفظ القرآن الكريم على‬ ‫عادة المغاربة بالكتّاب على خاليه الفقيهين‪ :‬أحمد ومحمد السّوسي الزّباخ‪..‬‬ ‫ثمّ تط ّلعت نفسه إلى دراسة العلوم‪ ،‬وحفظ المتون‪ ،‬فطفق يتن ّقل بين‬ ‫القرى والمداشر لينهل من مجالس أعالمها؛ فباألخماس جالس الفقيهين‪:‬‬ ‫علي بوزيد‪ ،‬ومحمد الحدّاد‪ ،‬وببني يدر قرأ على الفقيه السّرحاني‪ ،‬والبقالي‪..‬‬ ‫وببني كرفط استفاد من حلقتي الفقيهين‪ :‬عبدالسالم بن الحاج‪ ،‬والبقالي‬ ‫ببوهاني‪..‬‬ ‫وفي سنة ‪1326‬هـ‪1908/‬م رحل إلى مدينة فاس لألخذ عن مشايخ جامع‬ ‫القرويين‪ّ ،‬‬ ‫وظل به مستفيدا إلى ربيع الثاني من عام ‪ 1330‬هـ‪1911/‬م‪ ،‬فكان‬ ‫أساتذته خالل هذه المدّة‪:‬‬ ‫• العالمة بوشعيب الدّكالي الصديقي‪.‬‬ ‫• الفقيه المؤقت محمد العلمي‪.‬‬ ‫• الفقيه موالي أحمد العلوي‪.‬‬ ‫• العالمة األديب سيدي أحمد بن المامون البلغيثي‪.‬‬ ‫• العالمة أحمد بن الجياللي المغاري‪.‬‬ ‫• الفقيه النوازلي المهدي الوزّاني‪.‬‬ ‫وبعدها خالل سنة ‪1330‬هـ‪1911/‬م يمّم وجهه شطر مصر‪ ،‬عبر الجزائر‬ ‫وتونس‪ ،‬وبتونس قصد جامع الزّيتونة؛ لكنّه لم يأنس فيه مراده‪ ،‬فعجّل‬ ‫بالرحيل وإكمال المسير إلى مصر التي بها الزم حلقات شيوخها الكبار بالجامع‬ ‫األزهر‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫سليم البشري‪ ،‬وابنه عبدالعزيز‪ ،‬وحسونة النّووي‪ ،‬ومحمد األحمدي‬ ‫ّ‬ ‫الظواهري‪ ،‬ومحمد أبو الفضل الجيزاوي‪ ،‬محمد الخضر حسين ‪..‬‬ ‫فحصّل من مجالسهم فنونا متنوعة؛ فيما يزيد على مائة كتاب في نحو‬ ‫سبعين علما؛ كالتفسير‪ ،‬والحديث‪ ،‬والمنطق‪ ،‬والحكمة‪ ،‬واألدب‪ ،‬والجغرافيا‪،‬‬ ‫والحساب‪ ،‬واألصول‪ ،‬والمصطلح‪ ،‬والمعاني‪ ،‬والبيان‪ ،‬والبديع‪ ،‬والكيمياء‪،‬‬

‫موائدُ الحرفِ‬

‫(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)‬

‫والهندسة ‪ ..‬طيلة ‪ 24‬سنة التي قضاها هناك‪ ،‬وختمها بنيل شهادة العالمية‬ ‫الكبرىبتفوّق‪.‬‬ ‫وخاللها اندمج في المجتمع المصري مدرسا بالجامع األزهر لمدة سبع‬ ‫سنوات‪ ،‬وخطيبا‪ ،‬واعظا في محافلها؛ إذ شارك في الحركة الوطنية المصرية التي‬ ‫كان يقودها مصطفى كامل‪ ،‬وخطب في المظاهرات محرّضا على االستعمار‬ ‫الغاصب‪ّ ،‬‬ ‫وحاثا على التمسك بالقضية الوطنية‪ ،‬وخطب أيضا للقضية الفلسطينية‬ ‫معارضا كل أشكال االنتداب البريطاني‪ ،‬فتعرّف عن كثب على زعماء العالم‬ ‫اإلسالمي ‪..‬‬ ‫كما كان له اتّصال بالزعماء المغاربة الذين توافدوا على القاهرة‪ ،‬أمثال‪:‬‬ ‫عبدالخالق ّ‬ ‫الطرّيس‪ ..‬كما كانت له عالقة باألستاذ الحسن بو عياد صاحب كتاب‬ ‫الحركة الوطنية‪ :‬الظهير البربري‪ ،‬وآل المصمودي والدكتور تقي الدّين الهاللي‪..‬‬ ‫واتّصل أيضا بالشيخ محمد الزمزمي ابن الصّديق حينما قدم مع إخوته‬ ‫للدّراسة باألزهر‪ ،‬فسأله الزمزمي‪ :‬ماذا تفعل بعد هذه المدّة التي قضيتها هنا؟‬ ‫فقال له‪ :‬ليس لي أوراق أرجع بها‪ .‬لشدّة انصهاره في المجتمع المصري‪ .‬فخلع‬ ‫الزمزمي جلبابه المغربي‪ ،‬وقال له‪ :‬هذا هو جواز سفرك‪ .‬حدثني بها األستاذ أُبي‬ ‫الزّمزمي‪.‬‬ ‫فبتلك الجلباب قفل المترجم راجعا إلى بلده عام ‪1353‬هـ‪1934/‬م‪ ،‬فدخل‬ ‫تطوان‪ ،‬وتقدم الجتياز امتحان ولوج سلك التدريس بالمعاهد الدينية بشمال‬ ‫المغرب‪ ،‬أمام لجنة علمية؛ مكوّنة من الشّيوخ األعالم‪ :‬محمد التهامي أفيالل‪،‬‬ ‫أحمد الدردابي‪ ،‬محمد اللبادي‪ .‬فنجح بتفوّق‪ ،‬على إثره عُيّن شيخا للمعهد‬ ‫الدّيني بشفشاون‪ ،‬واستمر به مديرا ومدرّسا إلى أن عُزل سنة ‪1375‬هـ‪1956/‬م‪.‬‬ ‫لكن رغم ذلك لم ينقطع عن التدريس حسبة هلل تعالى إلى أن أُعيد للمعهد‪.‬‬ ‫وإزاء ذلك كان يُقيم دروس الوعظ بالمساجد‪ ،‬ويخطب‪ ،‬ويفتي‪ .‬ولم يكن‬ ‫له نشاط في التأليف؛ إال أنّه أثناء مقامه بمصر أسهم بتصحيح بعض الكتب؛‬ ‫منها‪:‬‬ ‫• سنن ابن ماجه القزويني‪.‬‬ ‫• األدب المفرد للبخاري‪.‬‬ ‫• بلوغ المرام البن حجر العسقالني‪.‬‬ ‫وحجّ ضمن الوفد الخليفي بتطوان سنة ‪1357‬هـ‪1939/‬م وقد أرّخ ذلك‬ ‫الشيخ ماء العينين بن العتيق في رحلته‪ ،‬وكان مع ّلم الحجّاج في الباخرة بعد‬ ‫صالة العصر‪.‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫وقد تتلمذ على يديه أجيال من الطلبة؛ منهم من كان له شأن ومكانة‪،‬‬ ‫أمثال‪:‬‬ ‫• السيد محمد الحداد الخمسي المدير األسبق لمدرسة موالي علي بن‬ ‫راشد‪.‬‬ ‫• الفقيه والشاعر عبدالسالم الحضري‪.‬‬ ‫• الفقيه محمد السفياني‪.‬‬ ‫• الفقيه محمد ال ّلحياني‪.‬‬ ‫• الشاعر عبدالقادر المقدّم‪.‬‬ ‫• الشاعر مصطفى الرّيسوني‪.‬‬ ‫• الشاعر عبدالكريم ّ‬ ‫الطبال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وظل على هذا النهج إلى أن وافاه األجل المحتوم بمدينة شفشاون يوم‬ ‫األحد ‪ 17‬جمادى األولى عام ‪1402‬هـ‪ 14 /‬مارس ‪1982‬م‪.‬‬ ‫شهادات قيلت فيه ‪:‬‬ ‫قال الشيخ ماء العينين بن العتيق‪( :‬وأمر الفقيه السيّد محمد بن عيّاد‬ ‫المعروف بالخمسي بتعليمهم فيه بعد صالة العصر‪ ،‬وله خبرة بالعلوم واقتدار‬ ‫وقابلية حسنة في التّعليم)‪.‬‬ ‫وح ّاله األستاذ عبدالرحيم أحمد الجباري ب‪( :‬الشيخ العالمة األلمعي الفقيه)‪.‬‬ ‫ووصف دروسه الدكتور عبداهلل المرابط الترغي ب‪( :‬كان يقيم دروسا‬ ‫رمضانية في المساجد بشفشاون يعمد إلى تفسير القرآن فيها‪ ،‬ويشترك في‬ ‫الجلوس إليه العامة والخاصة‪ ،‬فكان يفيض به الحديث في الموضوع ويجري‬ ‫به االستطراد فيخرج من قضية إلى أخرى‪ ،‬ويعجب النّاس بهذا المنهج الذي ال‬ ‫يرون فيه إال اتّساع أفق الفكر عند الشيخ وقدرته على االستحضار لقضايا العلم‬ ‫والثقافة مما يدعو إليه الموقف أو يستدعيه المقام)‪.‬‬ ‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫• مشاهير علماء المعاهد الدينية بمدن شمال المغرب باعتناء عبدالرحيم الجباري‬ ‫‪.36-37‬‬ ‫• الرحلة المعينية لماء العينين بن العتيق ‪.105‬‬ ‫• أعالم شفشاون خالل القرن الرابع الهجري بحث إجازة لزبيدة العاقل ‪.54-55‬‬ ‫• أعالم شفشاون وأحوازها في القرن العشرين بحث إجازة العتماد الرحموني ‪.18-19‬‬ ‫• من أعالم شمال المغرب للدكتور عبداهلل المرابط الترغي ‪.1/165-166‬‬ ‫• معلومات شفهية عن األستاذين‪ :‬أُبي الزّمزمي وعبداللطيف السماللي‪.‬‬

‫بين دفتيّ هذا َ‬ ‫شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريخ‬ ‫الك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونخيلـــة‬ ‫حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ‪،‬‬ ‫واللغـــة واألدب‪ ،‬وهـــي‬ ‫ٌ‬ ‫وبـــاعــــث على‬ ‫لإلينــاس‪،‬‬ ‫تحقيقاتٍ وجواباتٍ‪ ،‬وتنـــوُّعهـا مجلبـــ ٌة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫التروّح؛ َّ‬ ‫التنقل بين‬ ‫وتستـــروحُ إلى‬ ‫النمط الواحدَ‪،‬‬ ‫ألن النفس تسأمُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أفانين الكالم‪ ..‬ولعل القارىء يجد فيها متنفسهُ إذا تم ّلكه الضجرُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوحشة‪ ..‬واهلل الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫واستفرغتهُ‬

‫ٌ‬ ‫فائدة �أدب َّي ٌة‬ ‫‪. 16‬‬

‫نعمات أحمد فؤاد (ت ‪ 2016‬م)‪ ،‬أديب ٌة مصريَّ ٌة كبير ٌة‪ ،‬سخّرت ق َلمَها للدِّفاع عن حضارةِ مصر وآثا ِرها‪،‬‬ ‫بالنيل تجاوزَ الحدَّ والوصفَ‪ ،‬حتى إنها أعدَّت رسالتها في الدكتوراه عن (نهر‬ ‫وأعالمِها في الفكر واألدب‪ ،‬وشغ ُفها‬ ‫ِ‬ ‫النيل في األدب المصريِّ)‪.‬‬ ‫أجمل ما قرأت لها سيرتها الذاتيَّة‪( :‬القاهرة في حياتي)‪ ،‬وال تربو عليها حالو ًة ونداو ًة إال سير ُة (على‬ ‫ومن ِ‬ ‫الجسر) لبنت الشاطىء‪ ..‬لكنَّ عجبي ال ينقضي من عزوف النقاد عن االحتفاء بسيرة نعمات‪ ،‬ومنهم من أذاع أعما ًال‬ ‫َ‬ ‫عن السِّيَ ِر َّ‬ ‫ذائع في المحافل األدبيّة المصريّة‪ ،‬رشَّحها‬ ‫صاحبة‬ ‫الذاتية النِّسائية ! مع كونها‬ ‫قلم طي ٍِّع‪ ،‬وصيتٍ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إلدارة المجلس األعلى للثقافة‪.‬‬ ‫ويروقني من مقاطع سيرتها قولها‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫الجمال‪ ،‬ويشفُّ من‬ ‫من‬ ‫ُّ‬ ‫ف‬ ‫ير‬ ‫فيها‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫منها‪..‬‬ ‫العينُ‬ ‫تشبعُ‬ ‫ال‬ ‫مطلع حياتي‬ ‫(كانتِ القاهر ُة في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النظافة‪ ..‬كان ركوبُ «الترام» متع ًة‪ ،‬وركوبُ « األتوبيس» متع ًة‪ ..‬كان نهارُها مشرقاً‪ ،‬ولي ُلها ِّ‬ ‫متألقاً‪ ..‬كان الناسُ ـ‬ ‫أعني أه َلها الطيِّبين ـ ال يحجبُ سماحَتَهُمْ زحامٌ أو رغامٌ‪ ،‬إرهاقٌ أو إمالقٌ‪ ..‬كانوا في نعمةٍ يردِّدون معها في‬ ‫مجالسهم‪ِّ « :‬‬ ‫داللي عمل مصر كان في األصل حلوانيّ»)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كبير اسمه أحمد حسن الزيات !‬ ‫أديب‬ ‫ر‬ ‫حجْ‬ ‫في‬ ‫وربا‬ ‫تربّى‬ ‫إذا‬ ‫فكيف‬ ‫‪..‬‬ ‫المضواع‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫النسائ‬ ‫لم‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫رفِ‬ ‫طرف ٌة من ُط‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ٍ‬

‫ُ‬ ‫كتاب �أ�صو ٍّ‬ ‫يل‬ ‫تقريظ‬ ‫‪.17‬‬ ‫ِ‬ ‫حتقيق ٍ‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫َ‬ ‫كتابة تقريظٍ لتحقيقهِ لكتاب‬ ‫طلبَ مني األخ الفاضل الباحث األصوليُّ الدكتور عمر الجميليُّ العراقيُّ‬ ‫المصطلح األصوليِّ‪ ،‬وجهدِ ِّ‬ ‫محققه‬ ‫(الحدود) للباجيِّ (‪ ،)1‬فأسعفتُ طلبتهُ؛ لما أعلمُ من أث ِر الكتاب في مضمار‬ ‫ِ‬ ‫َّفاع‬ ‫المشكو ِر في إخراجه على نسختين‪ ،‬بعد أن ذاعت طبعته في الناس على نسخةٍ واحدةٍ‪ ،‬وهذا مكمَن الغَناء والن ِ‬ ‫في هذه الطبعة الجديدة‪ ،‬يسَّر اهلل تعالى عوائدَها لجمهور الباحثين‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫« َّ‬ ‫إن المصطلحات الشرعي َ​َّة ُ‬ ‫وحوامل معانيهِ‪ ،‬والخطأ فيها خطأ في الفهم عنه‪ ،‬وشذوذ عن‬ ‫الشّارع‪،‬‬ ‫لسان‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫الوحي‬ ‫كلماتِ‬ ‫وحياطةِ‬ ‫َّياتها‪،‬‬ ‫م‬ ‫مس‬ ‫على‬ ‫األسماء‬ ‫إيقاع‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫جميع‬ ‫الشّرائعُ‬ ‫سياقهِ ومجراه‪ .‬فال بدعَ أن تحرصَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحسم مادةِ االلتياثِ وسو ِء الرَّأي؛ بل إن القرآن الكريم لم‬ ‫نصاب المفاهيم؛‬ ‫المفاهيم إلى‬ ‫تصوّراً وتنزي ًال‪ ،‬وردِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتحرّج من الدعوة إلى تغيير المصطلح إذا كان ذريع ًة إلى التشبّه بالكفار في مقالهم وفعالهم ‪ ( :‬يا أيّها الذين‬ ‫آمنوا ال تقولوا ‪ :‬راعنا‪ ،‬وقولوا ‪ :‬انظرنا ‪ [ ) ..‬البقرة ‪ ،] 104 :‬وذلك ليصفوَ الدِّينُ للناس محضاً ال شوْبَ فيه‪ ،‬وال‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫عصر‬ ‫َّشغيب والتَّزييفِ والصدِّ عن سبيل‬ ‫مدخل إلى الت‬ ‫يكون ألهل الباطل‬ ‫ِ‬ ‫اهلل تعالى‪ .‬وقد وُجد منهم ـ في كل ٍ‬ ‫ِّفون يتو ّلجون من باب المصطلح إلفساد الفطر‪ ،‬وتقويض ّ‬ ‫وقطرـ محر َ‬ ‫وعزل األمة عن أسباب وسطيّتها‪،‬‬ ‫الثوابت‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وخيريّتها‪ ،‬وشهودها الحضاريِّ‪ .‬وها هو إمام الظاهرية ابن حزم (ت ‪ 456‬هـ) يقف بالمرصاد لهؤالء المحرِّفين في‬ ‫صدر كتابه ( اإلحكام في أصول األحكام )‪ ،‬فيعرّف بواحدٍ وثمانين مصطلحاً دائراً بين أهل األصول‪ ،‬ويج ّلي سياقَ‬ ‫توطئته المصطلحيّةِ قائ ًال ‪ ( :‬هذا باب خلط فيه كثيرٌ ممن َّ‬ ‫تكلم في معانيه‪ ،‬وشبكَ بين المعاني‪ ،‬وأوقع األسماء‬ ‫على غير مسمياتها‪ ،‬ومزج بين الحقِّ والباطل‪ ،‬فكثر (‪ )2‬لذلك الشّعب وااللتباس‪ ،‬وعظمت المضرّ ُة‪ ،‬وخفيت الحقائق‪،‬‬ ‫ونحن ـ إن شاء اهلل تعالى بحوله وقوته ـ مميّزون معنى ّ‬ ‫كل لفظ على حقيقته) (‪.)3‬‬ ‫والحقُّ َّ‬ ‫عظم‬ ‫أن المصطلحَ األصوليَّ يقتعدُ حيّزاً غير‬ ‫ضئيل في المنظومةِ الشرعيّةِ المصطلحيّةِ؛ لكونِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الصّلب األصوليِّ مصطلحات ربَتْ بـِـرُبُوِّ هذا العلم‪ ،‬واستحصدت باستحصاده‪ ،‬بدءاً من مصطلح (البيان)‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫األصوليّة ـ إلى ذلكَ ـ‬ ‫مفتاحُ المرحلة التأسيسيّة ( الفهميَّة )(‪ )4‬عند إمام األصوليين الشافعيّ‪ .‬والمصطلحاتُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اهتبال باألصل‬ ‫فاالهتبال بها‬ ‫وميزان االقتباس من مداركِ الشَّرع‪،‬‬ ‫مسارب الفهم عن اهلل ورسوله‪،‬‬ ‫تُعدُّ جماعَ‬ ‫ِ‬ ‫الجامع‪ ،‬والقانون النَّاظم‪ .‬ولذلك تح ّفل ّ‬ ‫كتب مستق ّلةٍ برأسها كابن فورك (ت ‪ 406‬هـ) في‬ ‫في‬ ‫بتحريرها‬ ‫الحذاق‬ ‫ٍ‬ ‫كتابه‪( :‬الحدود في األصول)‪ ،‬والباجي (ت ‪474‬هـ) في كتابه (الحدود)‪ ،‬وزكريا األنصاري (ت ‪926‬هـ) في كتابه (الحدود‬ ‫األنيقة والتعريفات الدقيقة)‪ .‬وكان بعضهم يجتزىء بتوطئاتٍ مصطلحيةٍ في صدور الكتب‪ ،‬كأبي الحسين البصريِّ‬

‫بقلم ‪ :‬قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ‬ ‫(ت ‪ 436‬هـ) في (المعتمد)‪ ،‬وأبي يعلى الفراء (ت‪458‬هـ) في ( العدّة )‪ ،‬وابن حزم (ت ‪ 456‬هـ) في (اإلحكام في أصول‬ ‫األحكام)‪.‬‬ ‫ولما كان للمصطلح األصوليِّ ٌ‬ ‫شأن أيّ شأنٍ في منهجيّة الفهم واالستمدادِ‪ ،‬ومسلكيّة التو ّقي من التَّزييف‬ ‫والتَّحريف‪ ،‬فقد سُررت أيمّا سرور بصدور كتاب (الحدود) لمفخرةِ األندلس أبي الوليد الباجيِّ‪ ،‬في طبعةٍ جديدةٍ‬ ‫َّ‬ ‫محققةٍ على نسختين ‪ :‬نسخة الخزانة الحسنية بالرباط‪ ،‬ونسخةِ اإلسكوريال بمدريد‪ ،‬وقد تقدّمتها طبعاتٌ أربعٌ‬ ‫َّ‬ ‫محقق ٌة على نسخةِ اإلسكوريال فقط؛ وأجودها طبعة نزيه حماد التي ذاعت في الناس بجاه صاحبها‪ ،‬وحذقه في‬ ‫صناعة التحقيق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الط ُ‬ ‫العمل الجديدُ أو هذه َّ‬ ‫ُ‬ ‫الخامسة لكتاب (الحدود) يز ّفها إلينا‪ ،‬اليوم‪ ،‬الدكتور عمر الجميليّ‪ ،‬الباحث‬ ‫بعة‬ ‫وهذا‬ ‫األصوليّ‪ ،‬واألستاذ المحاضر بكلية الشريعة بجامعة الشارقة‪ ،‬وقد استفرغ جهداً مشكوراً في ضبط النصِّ‪،‬‬ ‫أسطع تلكم اإلضاءات‪ :‬ردّ تعريفات‬ ‫وتصحيحه‪ ،‬ووشّاه بإضاءاتٍ أصوليّةٍ تزيدُ المفاهيمَ تبياناً وجال ًء‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬ ‫الباجيِّ إلى أصولها‪ ،‬وموازنتها بغيرها‪ ،‬وشرح ُ‬ ‫الـمُث ِل الفقهية التي شدّت معاقدَ الضّبطِ المصطلحيِّ عنده‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المحققُ النَّ َفسَ في تعليقاتٍ ال تخدم الصُّلب في شيء بقدر ما تكثر من حواشيه‪ ،‬ولذلك اقترحتُ‬ ‫وربما أطال‬ ‫ِّ‬ ‫عليه ّ‬ ‫المتن‪ ،‬مغمورةٍ في‬ ‫المحققين الوسطيين‪ ..‬وكنت أنبّهه ـ أحياناًـ على هناتٍ هيّناتٍ في‬ ‫اطراحها قفواً ألث ِر‬ ‫ِ‬ ‫الحريص على الفائدةِ‪ ،‬ويمتثل التَّصحيح على الفور ال التراخي‪.‬‬ ‫ء‬ ‫إصغا‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫فيصغي‬ ‫اإلحسان‪،‬‬ ‫جانب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫متن الباجيِّ لمواضع أجدر بالتعليق؛ إذ في تعاريفهِ ما يُتع ّقبُ لقصوره أو إيهامهِ‪ ،‬كقوله في تعريف‬ ‫في‬ ‫وإن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫نظر اجتهاديٍّ استثنائيٍّ‬ ‫التحكم والتشهّي‪ ،‬ال على‬ ‫االستحسان‪( :‬اختيار القول من غير دليل‪ ،)..‬وهذا ينطبق على‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫المسألة عن نظائرها‪ ،‬ويستثنيها من عموم األقيسةِ ومقتضى القواعد‪ ،‬التفاتاً إلى (لوازم األدلة ومآالتها)(‪،)5‬‬ ‫يقطع‬ ‫ودوراناً مع المصلحة المعتبرة حيث دارت؛ إذ لو أطرد الدليل الكليُّ في مح ّله‪ ،‬واستُصحبَ اقتضاؤه األصليُّ‪ ،‬النخرم‬ ‫ُ‬ ‫المستحسن كما قال ابن رشد الحفيد‪ ،‬فكيف يستقيم تعريفه‬ ‫استحسان‬ ‫بذلك أصل المصلحة والعدل‪ ،‬وعليه يدورُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪( :‬اختيار القول من غير دليل‪ ،)..‬ومداره على اختبار األقيسة‪ ،‬وتغليب الراجح‪ ،‬واستبصار المآل‪ ،‬وهذا الغمراتُ ال‬ ‫يخوضها إال من أصبحَ ذوقه من ذوق الشريعة‪ ،‬وتكيَّف بسمْتها في اإلصدار واإليراد‪.‬‬ ‫تحليل لمنهج الباجيِّ في التعريف األصوليّ والضبطِ‬ ‫وكم وددتُ أن ال يكون قسمُ الدِّراسة خ ْلواً من‬ ‫ٍ‬ ‫المصطلحيِّ‪ ،‬ولمح ّققنا رفدٌ من كتاب‪( :‬المصطلح األصوليّ لدى اإلمام الباجيِّ) ألخينا الدكتور العربي البوهالي‪،‬‬ ‫ولكل وجه ٌة هو ِّ‬ ‫وأن للدراسةِ مقاماً هي أملك به‪ٍّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫المحقق‪َّ ،‬‬ ‫موليها‪ .‬بيد‬ ‫لكنه تع ّلل بأن غرضه الرئيس هو نشر النصِّ‬ ‫ٌ‬ ‫مبحث عقدَ عن نقدِ َّ‬ ‫الطبعات األربع لكتاب (الحدود)‪ ،‬وقد استوفيَ فيه االستدراكُ‬ ‫أنه راقني في التقديم الدراسيِّ‬ ‫مواطن ّ‬ ‫تعثرهم في قراءة النصِّ‪ ،‬مما أنهضَ مسوِّغاتِ إعادة تحقيقه ونشره في الناس‪.‬‬ ‫على أربابها‪ ،‬وتصحيحُ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫عطر على‬ ‫ء‬ ‫بثنا‬ ‫تهنئتي‬ ‫أشفع‬ ‫الحدود)‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫و(تحقيق‬ ‫المآالت)‪،‬‬ ‫(فقه‬ ‫بباكورتيه‪:‬‬ ‫قَ‬ ‫المحق‬ ‫األخَ‬ ‫أهنئ‬ ‫وإني إذ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫مأمون العاقبةِ‪ ،‬كثيرُ‬ ‫الطريق المصطلحيِّ‪ ،‬وهو طريقٌ ـ لو علِمَ ـ‬ ‫نضوج وعيه‪ ،‬وجودة اختياره‪ ،‬وصبره على وعثا ِء‬ ‫ِ‬ ‫ونصاب األسماء‪ ،‬وهما‬ ‫المغنَم‪ ،‬مشى فيه المجّددون وأصحاب الرّساالت‪ ،‬وردّوا الناس ردّاً جمي ًال إلى سواء الفطرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوصف األعظمُ للتديّن‪ ،‬وال غرو؛ فالمصطلح ـ كما قال شيخُ الفنِّ (‪)6‬ـ رسال ٌة لها رسال ٌة‪ ،‬ولن يصلح آخره إال بما‬ ‫صلح به أوله !»‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ )1‬طبع بدار الميمان السعودية‪ ،‬سنة ‪2018‬م‪.‬‬ ‫‪ )2‬في األصل ‪ ( :‬فكثير لذلك )‪ ،‬وصحح هذا الخطأ العربي البوهالي في كتابه ( المصطلح األصولي لدى أبي الوليد الباجيِّ )‪ ،‬ص‬ ‫‪ .11‬وتصحيحه في مح ّله‪.‬‬ ‫‪ )3‬اإلحكام البن حزم‪. 37 / 1 ،‬‬ ‫‪ )4‬هكذا سمّى الدكتور فريد األنصاري ـ رحمه اهلل ـ هذه المرحلة في كتابه ‪ ( :‬المصطلح األصولي عند الشاطبي)‪ ،‬ص ‪.124‬‬ ‫‪ )5‬الموافقات للشاطبيِّ‪.209 / 2 ،‬‬ ‫‪ )6‬هو شيخ الدرس المصطحليِّ بالمغرب العالم الداعية الشاهد البوشيخي‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬ ‫نوقشـت صباحَ يــوم الجمعـة ‪19‬‬ ‫يوليــوز ‪ 2019‬برحــاب كليــة اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬أطروحـة‬ ‫جامعية لنيل الدكتـوراه‪ ،‬في وحـدة‬ ‫التكويـن ‪ :‬النص األدبــي العربـــي‬ ‫القديم بمركز الدكتوراه قاعـة عبد اهلل المرابـط‬ ‫ُ‬ ‫الطالبة الباحثة إنصاف الشعرة في موضوع ‪:‬‬ ‫أعدَتْها‬ ‫الترغــي‪ّ ،‬‬ ‫« الدر المكنون في التعريف بشيخنا سيدي محمد كنون» لمحمد‬ ‫المشرفي‪ ،‬تحقيق وتقديم « بإشراف ‪ :‬األستاذ الدكتور عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي رحمه اهلل واألستاذ الدكتور الطيب الوزاني ‪.‬‬ ‫ونا َقشتْها لجن ٌة من األساتذة الدكاترة تتأ َّلفُ من ‪:‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪14‬‬

‫‪ ‬أ‪.‬د‪ .‬محمد كنون الحسني ‪ :‬رئيسا‬‫‪ ‬أ‪ .‬د‪ .‬الطيب الوزاني ‪ :‬مشرفا ومقرراً‬‫‪ ‬أ‪.‬دة‪ .‬جميلة رزقي ‪ :‬عضوا‬‫‪ ‬أ‪.‬د‪ .‬محمد الفهري ‪ :‬عضوا‬‫‪ ‬أ‪.‬د‪ .‬ابراهيم إيمونن ‪ :‬عضوا‬‫وبعد دفاع الطالبة الباحثة عن مشروعها‪ ،‬ومناقشة اللجنة‬ ‫َ‬ ‫درَجة‬ ‫لها في الموضوع والمنهج والمصادر والعنوان‪ ،‬منحتْ‬ ‫الدكتوراه في اآلداب تخصص النص األدبي العربي القديم‪ ،‬بميزة‬ ‫مشرف جدا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الباحثة بين يدي‬ ‫وفيما يلي‪ ،‬ملخص بالتقديم الذي أد َلت به‬ ‫اللجنة ‪:‬‬

‫تقرير حول مناقشة رسالة دكتوراه للطالبة الباحثة إنصاف الشعرة‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل الذي جمع‬ ‫القلوب على محبته وطاعته‪ ،‬وجعل أخبار الماضين في‬ ‫السطور والصدور‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى‬ ‫آله وصحبه الطيبين الطاهرين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى‬ ‫يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫أصحاب الفضيلة‪ :‬أساتذتي األجالء‪ ،‬أعضاء لجنة‬ ‫المناقشة‪ ،‬إخواني أخواتي الطلبة والطالبات‪ ،‬أيها الحضور‬ ‫الكريم‪ ،‬السالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬ ‫تجمعنا اليوم هذه الجلسة العلمية المباركة ألنال‬ ‫فيها شرف إلقاء هذا العرض المتواضع أمامكم حول ما‬ ‫تضمنته أطروحتي المسماة‪« :‬الدر المكنون في التعريف‬ ‫بشيخنا سيدي محمد كنون» لمحمد المشرفي‪ ،‬تحقيق‬ ‫وتقديم‪ ،‬بإشراف األستاذين الجليلين‪ :‬الدكتور عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح‬ ‫جنانه‪ ،‬والدكتور الطيب الوزاني الشاهدي حفظه اهلل‬ ‫ومتعه بالعافية وطول العمر‪.‬‬ ‫ورغم أن ما تم تحقيقه من تراث المخطوط يعد‬ ‫إضافة مهمة للمكتبة المغربية‪ ،‬إال أن الجزء األكبر من‬ ‫تراثنا ما يزال قابعا في رفوف خزانات المخطوطات‪.‬‬ ‫ومن بين المخطوطات التي ينسحب عليها هذا‬ ‫الكالم كتاب «الدر المكنون في التعريف بشيخنا سيدي‬ ‫محمد كنون» لمؤلفه محمد بن محمد بن مصطفى‬ ‫المشرفي دفين مدينة فاس سنة أربع وثالثين وثالثمائة‬ ‫وألف للهجرة‪ ،‬ست عشرة وتسعمائة وألف للميالد‪ ،‬الذي‬ ‫توزعت أهم المحطات في حياته بين الجزائر والمغرب‪،‬‬ ‫وخلف إنتاجا علميا راوح العشرة‪ ،‬أو ما يزيد عن ذلك بقليل‪،‬‬ ‫لكنه‪ ،‬ولألسف‪ ،‬لم يعرف أغلب تراثه النور بعد‪ .‬ومن هذا‬ ‫المنطلق جاءت فكرة تحقيق تراث محمد المشرفي‪.‬‬ ‫ويظهر لقارئ مخطوط (الدر المكنون) مدى براعة‬ ‫صاحبه وقوة حجاجه‪ .‬وقد كان السبب األساس من وراء‬ ‫تأليفه الرد على من طعن في نسب شيخه محمد بن‬ ‫المدني كنون ودحض كل االفتراءات والظنون‪ ،‬معتمدا‬ ‫في ذلك على دالئل ووثائق‪ ،‬إال أنه أثار ضجة كبرى في‬ ‫أوساط العلماء والمهتمين باألنساب‪ ،‬الذين انقسموا‬ ‫إلى معارض ومؤيد‪ .‬وقد كان موضوع النسب في عصر‬ ‫المشرفي كثيرا ما يطرحه العلماء للنقاش بين الفينة‬ ‫واألخرى وذلك حماية للنسب الشريف من أن يدنس‬ ‫بالدخالء والمدعين‪.‬‬ ‫وقد جعل المشرفي كتابه في مقدمة وبابين‬ ‫وخاتمة‪ ،‬وصدره بخطبة استهلها بعد التسمية والتصلية‬ ‫بتحميد مناسب لموضوع التأليف‪ ،‬وتنويه وإشادة‬ ‫بالعلماء العاملين أمثال شيخه محمد بن المدني كنون‪،‬‬ ‫وتبيين للسبب المباشر لتأليف كتابه ( الدر المكنون )‪،‬‬ ‫ليختم خطبته بتحديد أقسام الكتاب وعنوانه الكامل‪.‬‬ ‫وتناول المشرفي في مقدمة كتابه الحديث عن‬ ‫شرف العلم وأهله وفضيلة اكتسابه وما قيل فيه‪ ،‬فبين‬ ‫فضل العلم والزيادة في طلبه وأهمية مجالسة العلماء‪،‬‬ ‫لما في ذلك من عظيم الفائدة وعميم الخير‪ ،‬مبينا أقسام‬ ‫العلم النافع وأوصاف العلماء العاملين‪ ،‬الذين اصطفاهم‬ ‫اهلل تعالى من عباده وخصهم بوراثة كتابه بهديه‬ ‫وإرشاده‪.‬‬ ‫وخصص المشرفي الباب األول الذي عنونه ب (في‬ ‫التعريف بكاشف الظنون عن مشكالت الفنون شيخنا أبي‬ ‫عبد اهلل سيدي محمد كنون) وقسمه إلى أربعة فصول‪،‬‬ ‫للتعريف بشيخه محمد بن المدني كنون‪ ،‬إذ نوه بقدره‬ ‫وذكر بعض أوصافه الحميدة ومن أخذ عنه من أعيان‬ ‫المشايخ‪ ،‬ثم عرف ببعض أعيان تالمذته وتآليف شيخه‬ ‫الدالة على اجتهاده وحزمه‪ ،‬بعدها انتقل للحديث عن‬ ‫مرض موته وذكر بعض األخبار الدالة على كرامات‬ ‫الشيخ وما قيل فيه من المراثي نظما كانت أو نثرا‪.‬‬ ‫أما الباب الثاني المسمى (في نسبه الجلي ومزيد‬ ‫قدره العلي)‪ ،‬والذي يعد الموضوع األصلي والرئيس‬ ‫لكتابه‪ ،‬فقد خصصه المشرفي للدفاع عن نسب شيخه‬ ‫الديني والطيني‪ ،‬وجعله في فصلين‪.‬‬ ‫وختم المشرفي كتابه بالحديث عن أدب التالمذة‬ ‫وما يجب عليهم للمشايخ من الحقوق‪ ،‬من اجنهاد وتوقير‬ ‫واحترام وبرور بهم‪ ،‬لما في ذلك من البركة الكبيرة والخير‬ ‫العميم‪.‬‬ ‫وفي كل هذا وذاك‪ ،‬نهج المشرفي منهج السلف في‬ ‫االستدالل على كالمه بشواهد تنوعت بين اآليات القرآنية‬ ‫واألحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين والعلماء‬ ‫الصالحين األخيار‪ ،‬مفصال في كل مسألة أوردها‪ ،‬مناقشا‬ ‫لها استنادا إلى أدلة وحجج إقناعية‪ ،‬ومراعيا ترتيب أفكاره‬ ‫وفق تسلسل منطقي محكم البناء‪ ،‬ال يحس معه القارئ‬ ‫وهو ينتقل به من موضوع إلى آخر بملل أو كلل‪...‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬تبرز القيمة الكبيرة لكتاب (الدر المكنون)‬

‫من خالل تنوع مواضيعه وغزارة استطراداته التاريخية‬ ‫والفقهية واألدبية‪ ،‬باعتباره من أهم المصادر التوثيقية‬ ‫التي جمعت الرسوم البينة واستدلت بالحجج الدامغة‬ ‫للداللة على النسبة الشريفة للكنونيين الفاسيين‪ ،‬فضال‬ ‫عن كون الكتاب مصدرا مهما في التراجم‪ ،‬حيث لم يكتف‬ ‫المؤلف فيه بالتعريف بشيخه محمد بن المدني كنون‬ ‫وحسب‪ ،‬وإنما ترجم كذلك لعدد من العلماء الذين تجاوز‬ ‫عددهم ثمانية وخمسين عالما‪ .‬واشتمل الكتاب أيضا على‬ ‫عدة مسائل فقهية وفتاوى دينية أبرزت الجدل الفكري‬ ‫والمذهبي الذي كان سائدا في عصر المشرفي‪ ،‬ومن‬ ‫بينها‪:‬‬ ‫• مسألــة قــراءة القـــرآن الكريم على الميـت‬ ‫وانتفاعــه به‪ ،‬واختلــاف أقــوال الفقهـــاء في‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫• مسألة الطعام المصنوع للميت للقراءة عليه عند‬ ‫تمام سابعه وأقوال الفقهاء في ذلك‪.‬‬ ‫• مسـألــة ســـؤال الملكين وأقوال العلماء في‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وتكمن القيمة العلمية لكتاب (الدر المكنون) كذلك‬ ‫من خالل اعتماد المشرفي على عدد كبير من المصادر‬ ‫التي تنوعت بين كتب التفسير والحديث والفقه واألدب‬ ‫والطبقات والسير وكتب التاريخ والرحالت واألنساب‬ ‫وغيرها‪ ،‬كما تظهر القيمة األدبية لكتاب (الدر المكنون)‬ ‫من خالل براعة مؤلفه المشرفي في النظم والنثر‬ ‫والبالغة والفصاحة‪ ،‬التي بوأته مكانة رفيعة بين أدباء‬ ‫عصره‪ .‬وبذلك صار الكتاب مصدرا مهما جدا استقى‬ ‫منه المؤرخون والباحثون إفادات ونقوال اعتمدوها في‬ ‫أبحاثهم‪ ،‬ومن بينهم‪:‬‬

‫وذخائر نفيسة ال نكاد نجدها في المصادر األخرى‪.‬‬ ‫ولهــذه األسبـاب بدأت أبحـــث في فهــارس‬ ‫المكتبات المحلية والوطنية عن مخطوط ذي قيمة يندرج‬ ‫ضمن علم التراجم‪ ،‬فعثرت على كتاب (الدر المكنون)‪،‬‬ ‫ولما تصفحته واطلعت على مواضيعه‪ ،‬وقع في نفسي أمر‬ ‫تحقيقه‪ ،‬فعرضت األمر على األستاذين المشرفين‪ :‬الدكتور‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬رحمة اهلل عليه‪ ،‬والدكتور الطيب‬ ‫الوزاني الشاهدي‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬فرحبا باالقتراح وشجعاني‬ ‫عليه‪ ،‬فاستعنت باهلل تعالى وتوكلت عليه وطلبت منه‬ ‫التوفيق‪ ،‬وبذلت فيه جهدي‪ ،‬فكان هذا العمل الذي أرجو‬ ‫أن يكون مباركا ونافعا في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ثم إن وصول البحث إلى هذه المرحلة المتقدمة لم‬ ‫يكن أمرا سهال على اإلطالق‪ ،‬فقد واجهتني فيه الكثير من‬ ‫الصعوبات التي تم تذليلها والتغلب عليها بتوفيق من اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬كبر حجم المخطوط وتنوع مواضيعه وصعوبة‬ ‫المقابلة بين نسخه‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صعوبة البحث عن نسخ المخطوط‪ ،‬إذ تطلب‬ ‫األمر مني السفر المتكرر إلى عدد من المكتبات الوطنية‬ ‫للحصول على هذه النسخ‪ ،‬وهي في الحقيقة أصعب مرحلة‬ ‫تعترض الباحث في عملية التحقيق‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬كثرة النقول والمصادر التي اعتمدها المؤلف‬ ‫محمد المشرفي في مخطوطه‪ ،‬وعدم تصريحه بالكثير‬ ‫منها‪ ،‬وهو ما جعل عملية إحالة النصوص األدبية والفقهية‬ ‫والتاريخية إلى مصادرها األصلية عملية صعبة للغاية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬ندرة المصادر والمراجع التي تناولت حياة‬ ‫محمد المشرفي‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬افتقاري إلى ظروف البحث المريحة‪ ،‬بالنظر‬

‫• عبد الحفيظ الفاسي في كتابــه (المدهش‬ ‫المطرب)‪.‬‬ ‫• عبد اهلل بن عبد الصمـــد كنــون في كتابيه‬ ‫(ذكريات مشاهيـر رجــال المغرب) و ( النبوغ‬ ‫المغربي)‪.‬‬ ‫• ادريس بوهليلة في كتابه (الحلل البهية)‪.‬‬ ‫• وآخرون‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن كتاب (الدر المكنون) ذاع‬ ‫صيته خارج المغرب كذلك واستفاد منه عدد من الباحثين‬ ‫الجزائريين والتونسيين‪ ،‬مما يؤكد قيمة الكتاب الكبيرة‬ ‫وأهميته البالغة‪ .‬وبالتالي فإن هذا العمل يروم إخراج نصه‬ ‫خاليا من األخطاء كما أراده وكتبه مؤلفه‪ ،‬وكان هذا من‬ ‫جملة األسباب التي دفعتني إلى اختياره موضوعا لهذه‬ ‫األطروحة‪ ،‬إلى جانب دوافع أخرى أختصرها فيما يلي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬محاولة إحياء التراث العلمي المخطوط وإنقاذه‬ ‫من التلف والضياع واالندثار‪ ،‬إيمانا مني بأن تحقيق‬ ‫مخطوط قيم يعد بمثابة إحياء نفس صالحة‪ ،‬ومن أحيا‬ ‫نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬استكمال تكويني العلمي في األدب واللغة وفي‬ ‫علم التحقيق على وجه الخصوص وضبط آلياته‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ارتباط تقدم البحث العلمي بمدى اهتمام‬ ‫الباحثين بدراسة وتحقيق التراث وإخراجه إلى النور‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬القيمــة العلميــة الكبيرة لكتاب (الدر المكنون)‪،‬‬ ‫الذي تتبيــن من خالل قراءته الثقافـــة الموسوعية‬ ‫للمؤلـف محمد المشرفــي مصحوبـــة بموهبة الذوق التي‬ ‫جعلت كالمه فصيحا وبليغا‪ ،‬فتحققت للقارئ بذلك بالغتا‬ ‫اإلقناع واإلمتاع على حد سواء‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬حرص المؤلـــف محمد المشرفي في كتابه‬ ‫(الدر المكنون) على جمع تراث شيخه محمد بن المدني‬ ‫كنون وتدوينه وحفظه من الضياع‪ ،‬من أشعار وكتب‬

‫إلى ارتباطاتي المهنية والتزاماتي األسرية وعدم تفرغي‬ ‫الكامل له‪.‬‬ ‫ولقد تمت معالجة هذا الموضوع انطالقا من خطة‬ ‫منهجية تكونت من قسمين‪ :‬القسم األول خاص بالتقديم‪،‬‬ ‫ويتضمن أربعة فصول‪ ،‬والقسم الثاني خصصته للتحقيق‪.‬‬ ‫وعن قسم التقديم‪ ،‬فقد تناول الفصل األول منه عصر‬ ‫محمد المشرفي وبيئته‪ ،‬ابتداء من حركات المولى الحسن‬ ‫األول ومحاوالته اإلصالحية‪ ،‬وصوال إلى الحديث عن بيئة‬ ‫المشرفي التي شملت أربعة جوانب‪ ،‬سياسية واجتماعية‬ ‫واقتصادية ثم فكرية‪ ،‬وقسمته إلى مبحثين‪.‬‬ ‫وفي الفصل الثاني‪ ،‬تناولت حياة المؤلف محمد‬ ‫المشرفي‪ ،‬ابتداء من نشأته وتكوينه‪ ،‬إلى هجرته‬ ‫واستقراره بالمغرب ثم وفاته‪ ،‬وقسمته إلى أربعة مباحث‪.‬‬ ‫وفي الفصل الثالث‪ ،‬قمت بدراسة فنية لمخطوط‬ ‫(الدر المكنون)‪ ،‬وتم التعرض أساسا إلى تاريخ تأليف‬ ‫الكتاب وعنوانه ونسبته إلى المؤلف محمد المشرفي‬ ‫ومناسبة تأليفه‪ ،‬فضال عن عرض مصادر الكتاب والوقوف‬ ‫عند قيمته العلمية وأهميته‪ ،‬دون إغفال بعض الوقفات‬ ‫المنهجية مع المخطوط‪ ،‬وجعلته في ثالثة مباحث‪.‬‬ ‫وفي الفصل الرابع‪ ،‬قمت بدراسة النسخ المعتمدة في‬ ‫التحقيق وتقديم نماذج عن كل واحدة منها‪ ،‬وذيلته في‬ ‫األخير بشرح طريقة التحقيق من وضع الرموز والعالمات‬ ‫وغيرها‪ ،‬وجعلته في مبحثين‪.‬‬ ‫وختمت عملي بفهارس عامة ضمنتها اآليات والسور‬ ‫واألحاديث واآلثار واألشعار والحكم واألعالم والقبائل‬ ‫والبلدان واألماكن والمصطلحات الصوفية والكتب‬ ‫المذكورة والمصادر والمراجع والموضوعات‪.‬‬ ‫وإذا كان البحث عن نسخ المخطوط أمرا البد منه‪،‬‬ ‫فقد قمت باستنفاد كامل األسباب للحصول عليها‪ ،‬وبعد‬ ‫االطالع على فهارس المكتبات المحلية والوطنية حصلت‬ ‫بتوفيق من اهلل تعالى على ثالث نسخ خطية للمخطوط‬

‫ونسخة رابعة طبعت على الحجر‪ ،‬وقد اهتديت إلى ترتيبها‬ ‫بعد االطالع عليها وفق اآلتي‪:‬‬ ‫ـ النسخة األولى‪ :‬حصلت عليها من مكتبة عبد اهلل‬ ‫كنون بطنجة تحت رقم عشرة آالف وخمسمائة وثمانية‬ ‫وأربعين ‪ ،10548‬وقد رمزت لها بحرف (ج)‪ ،‬واعتبرتها‬ ‫نسخة أصلية ألن اسم الناسخ معلوم وهو عبد الصمد‬ ‫كنون بن التهامي كنون أخ محمد بن المدني كنون‪ ،‬الذي‬ ‫ترجم له المؤلف في مؤلفه (الدر المكنون)‪ ،‬ولخلوها من‬ ‫البتر والتبييض والضرب والتوسيخ‪.‬‬ ‫ـ النسخة الثانية‪ :‬توجد في المكتبة العامة‬ ‫للمحفوظات بتطوان تحت رقم أربعمائة واثني عشر ‪،412‬‬ ‫ورمزت لها بحرف (ت)‪ ،‬وهي خالية من البتر والتبييض‬ ‫والضرب والتوسيخ‪ ،‬ما عدا في بعض المواضع‪ ،‬غير أن‬ ‫اسم الناسخ لم يذكر وبالتالي يبقى مجهوال وغير معلوم‪.‬‬ ‫ـ النسخة الثالثة‪ :‬توجد بمكتبة عبد اهلل كنون بطنجة‬ ‫تحت رقم عشرة آالف وأربعمائة وسبعة وستين‪،10467‬‬ ‫ورمزت لها بحرف (ط)‪ .‬ولعل هذه النسخة كتبت بخط‬ ‫مؤلفها المشرفي‪ ،‬استنادا إلى ما أشار إليه عبد اهلل كنون‬ ‫في كتابه (ذكريات مشاهير رجال المغرب) حيث قال‪:‬‬ ‫«وقد كانت عندي منه‪ ،‬أي كتاب الدر المكنون‪ ،‬بعض‬ ‫نسخ أهديتها للطالبين من أهل العلم بالجزائر وتونس‬ ‫والمغرب‪ ،‬ونفدت منذ زمان‪ ،‬ولم يبق عندي منه إال نسختان‬ ‫خطيتان إحداهما بخط مؤلفه(‪ »)1‬خاصة وأني حصلت على‬ ‫نسختين من مكتبة عبد اهلل كنون بطنجة‪ ،‬إحداهما بخط‬ ‫عبد الصمد كنون‪ ،‬إال أنني لم أعتمدها النسخة األصلية‬ ‫ألنها غير تامة ومبتورة وبها بياض وضرب‪ ،‬كما أن اسم‬ ‫الناسخ وتاريخ النسخ غير مذكورين‪ ،‬وتوجد عدة صفحات‬ ‫من النسخة كتبت بخط مخالف لخط المؤلف وغير مطابق‬ ‫له‪ ،‬وبمداد القلم الحبر األزرق‪.‬‬ ‫ـ النسخة الرابعة‪ :‬طبعت على الحجر‪ ،‬وقد حصلت‬ ‫عليها‪ ،‬بمشقة شديدة‪ ،‬من الخزانة الحسنية بالرباط تحت‬ ‫رقم ثالثة آالف وتسعمائة وثالثين‪ .3930‬وهي توجد‬ ‫ضمن مجموع يشتمل كذلك على عدة كتب من بينها‪:‬‬ ‫الداء والدواء‪ ،‬النفحات الربانية‪ ،‬فرج الصالة المشيشية‪،‬‬ ‫األحكام المختصرات‪ ،‬ولم أعتمد عليها ألنها لم ترق‬ ‫للجودة المطلوبة‪ ،‬وألن النسخة األصلية للمخطوط إنما‬ ‫تتم مقارنتها بمثيالتها من النسخ الخطية وليس بالنسخ‬ ‫المطبوعة على الحجر‪.‬‬ ‫ويمكن إجمال أهم النتائج التي توصلت إليها من‬ ‫خالل البحث في ما يأتي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬هاجر محمد المشرفي رفقة أبيه من الجزائر إلى‬ ‫المغرب سنة ستين ومائتين وألف للهجرة‪ ،‬أربع وأربعين‬ ‫وثمانمائة وألف للميالد(‪1260‬هـ‪1844/‬م)‪ ،‬ضمن‬ ‫المجموعة التي صحبت محمدا بن عبد اهلل المعروف‬ ‫بساقاط‪ ،‬في قدومه األخير إلى المغرب‪ ،‬وذلك عقب معركة‬ ‫عين طاقين سنة تسع وخمسين ومائتين وألف للهجرة‪،‬‬ ‫ثالث وأربعين وثمانمائة وألف للميالد(‪1259‬هـ‪1843/‬م)‪،‬‬ ‫أي بعد سنتين من صدور فتوى تبيح لألسر الجزائرية‬ ‫الهجرة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬هاجر العربي المشرفي إلى المغرب رفقة ابن‬ ‫عمه محمد بن محمد المشرفي ضمن مجموعة عائلة‬ ‫المشارفة التي تزعمها محمد بن عبد اهلل المعروف‬ ‫بساقاط‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬لم يكن العـربي المشرفــي شيخ محمد‬ ‫المشرفي وابن عمه وحسب‪ ،‬وإنما كان صهره كذلك‪،‬‬ ‫إذ كان العربي المشرفي زوج أخت محمد المشرفي‪.‬‬ ‫وهذا الزواج تحدث عنه ميشو بلير في تقريره‪ ،‬حيث ذكر‬ ‫أن العربي المشرفي بعدما خرج من السجن‪ ،‬تزوج أخت‬ ‫محمد المشرفي الذي هو اليوم قاضي الحياينة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يفسر العالقة الوطيدة التي جمعت بين العربي ومحمد‬ ‫المشرفيين‪ ،‬وصلت إلى حد المدح الحسن والثناء الجميل‪،‬‬ ‫فضال عن تلبية المطالب وإرضاء الرغبات‪.‬‬ ‫وختاما‪ ،‬ال أزعم أن العمل استوفى حقه وال أدعي به‬ ‫الكمال والعصمة من الخطإ أو السهو أو النسيان‪ ،‬فالكمال‬ ‫هلل وحده دون سواه‪ ،‬والنقصان صفة مالزمة لإلنسان‪،‬‬ ‫وإنما حسبي أنني بذلت فيه جهدا‪ ،‬عسى أن يجد فيه‬ ‫الباحث سلوته وضالته‪ .‬ولكل مجتهد نصيب‪ ،‬مصداقا‬ ‫لقول الحبيب المصطفى صلى اهلل عليه وسلم‪ «:‬إذا حكم‬ ‫الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران‪ ،‬وإذا اجتهد فأخطأ فله‬ ‫أجر واحد‪.)2(».‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫ـــــــــــــ‬ ‫‪ .1‬ذكريات مشاهير رجال المغرب‪ ،‬عبد اهلل كنون‪. 690/1 ،‬‬ ‫‪2‬ـ رواه البخاري‪ :‬االعتصام بالكتاب والسنة (‪ )7352‬ومسلم‪:‬‬ ‫األقضية (‪ )1716‬والترمذي‪ :‬األحكام (‪ )1326‬والنسائي‪ :‬آداب‬ ‫القضاة (‪ )5381‬وابن ماجة‪ :‬األحكام (‪ )2314‬وأحمد (‪.)204/4‬‬


‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪15‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)26‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪،‬‬ ‫كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة‬ ‫اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي‬ ‫يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى‬ ‫أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر‬ ‫صفحات جريدة الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو‬ ‫القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬وقد استوفينا رسائله –حسبما عثرنا عليه‪ -‬في الحلقات الماضية من هذه الجريدة‪ ،‬ونثنّي برسائل ولده العالمة الوزير‬ ‫سيدي محمد أفيالل الصادرة منه والواردة عليه‪.‬‬

‫[الرسالة‪]101 :‬‬

‫[من أحمد بن محمد الفياللي إلى صديقه الوزير محمد أفيالل‪ ،‬يطلب وساطته في أمر يهمه]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫حفظ اهلل عناية األخ الفقيه األرضى األجل‪ ،‬الشريف المكرم األنبل‪ ،‬سيدي محمد أفيالل رعاك اهلل وسالم‬ ‫على سيادتك ورحمة اهلل‪ ،‬عن خير موالنا نصره اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فلينهى لمجادتكم أننا قد كتبنا لمحبّ الجميع رفيقكم السيد أحمد الفاسي على مطلب لنا أكيد‪،‬‬ ‫باألعتاب الشريفة‪ ،‬وبعد تنفيد البيت الذي كان بيد والدنا المرحوم محمد بالدباغين بالكراء‪ ،‬والزال بيدنا اآلن‪،‬‬ ‫فالمؤكد به على سيادتكم أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تؤكدوا على المذكور ليذكر ابن عمه الوزير سيدي بلعبّاس الفاسي‬ ‫وعليه‪،‬‬ ‫ليخرج األمر الشريف بقضاء هذا الغرض‪ ،‬وكن عند الظن بك‪ ،‬وحز لنا منه ظهير تنفيده مع كتاب للنّاظر‬ ‫القناوي‪ ،‬ووجّه لنا الجميع صحبة البسطة األلمانية‪ ،‬والمولى سبحانه يكافيكم ويجزيكم عنا خيرا‪ ،‬واسمح لنا‬ ‫في هذا المشاق بعد سالمنا على رفيقكم األمجد سيدي أ؛مد الفاسي بأتمّه‪ ،‬وعلى خالص األخوة والسالم‪ .‬في‬ ‫‪ 22‬من رمضان المعظم عام ‪1326‬هـ‪.‬‬

‫محبكم‪ :‬أحمد بن محمد الفياللي لطف اهلل به‪.‬‬

‫[الرسالة‪]102 :‬‬

‫[من العالمة األديب سيدي محمد‬ ‫سكيرج‪ ،‬إلى صديقه الوزير العالمة‬ ‫سيدي محمد أفيالل ]‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على‬ ‫سيدنا محمد وآله وسلم‬ ‫سيدنا قطب المجادة‪ ]...[ ،‬نيرات‬ ‫السعادة‪ ،‬كوكبها المنير‪ ،‬سيدنا وموالنا‬ ‫(‪ )...‬بعد تقبيل شفتي التقبيل‪ ،‬وتحليل‬ ‫كيمياء لطائفكم بأدوات تلك الحليل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن العبد كان أن يطأ الثريا بما تشرّف‬ ‫به من شرح الرايا المباركة في ذلك‬ ‫المغيا‪ ،‬ويكفينا أنها في [‪ ]...‬وليلة العيد‬ ‫األكبر‪ ،‬بتلك الدار الفسيحة األرجاء‪ ،‬أمّا‬ ‫اشتغال عبدكم بما كان متوجها إليه فال‬ ‫بد منه بدوام رضاكم عليه‪ ،‬حتى صرتم‬ ‫تقبّلون إحدى صفحتي وجهه‪ ،‬وال يخفى‬ ‫ما في هذه أيضاً‪ ،‬نعم مناولتكم لي كأس‬ ‫الماء من يد تلك السيدة التي عرفتموها‬ ‫امرأة‪ ،‬ولمس اليد الدافعة لليد القابضة‪،‬‬ ‫وشعوركم المؤدي لتفكركم أنها لو‬ ‫رأتكم تقبلون الخ مما يشهد لرسوخ‬ ‫قدم الرائي والمرآى له على بساط الوداد‬ ‫القلبي الذي نرجو من كرم اهلل أن يجعله‬ ‫فيه ولوجهه‪ ،‬وممّن يتحابّون فيه‪ .‬ومن‬ ‫اللطائف أن ورود كتابكم صادفني أطالع‬ ‫لطيفة في األحكام الكبرى البن العربي لدى قوله عن [‪( ]...‬قل من حرّم زينة اهلل التي أخرج لعبادة والطيبات‬ ‫من الرزق) عدد ‪ 320‬ج ‪ ،1‬وفيها أنشد ألعرابية طافت بالبيت عريانة إذ لم تجد ما تستر به ‪ ....‬فقالت‪:‬‬

‫اليوم يبدو بعضه أو كله‬

‫وما بدا منه فال أح ّلــه‬

‫وتلك كانت عادتهم يتجرّدون مما يكون عليهم من الثياب ويقولون ال نطوف بثياب عصينا الرب فيها‪،‬‬ ‫وهذا الثوب الذي يطرح ال يعودون إليه‪ ،‬وال يأخذه أحد‪ ،‬بل وال يبالي به أحد‪ ،‬ويسمّى عندهم ال ّلقا‪ ،‬وفيه كان‬ ‫العبيد يشبه نفسه مع من يرى بخسه فوردت بشرتكم فأزالت الوهم‪ ،‬وأكملت العيد األكبر األفخم‪ ،‬فاهلل تعالى‬ ‫يريك ما يبشرك ويكفيك غوائل كل ما يضرك ويحميك من العدا‪ ،‬بجاه سيد الشهدا‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى آله‬ ‫وسلم‪.‬‬

‫‪ 12‬ذي الحجة الحرام متم عام ‪ 51‬عبدكم محمد سكيرج لطف اهلل به‬

‫[الرسالة‪]103 :‬‬

‫[من العالمة األديب سيدي محمد سكيرج‪ ،‬إلى صديقه الوزير العالمة سيدي محمد أفيالل]‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وسلم‬ ‫حفظت شمائل قلم الطرفين‪ ،‬وأديب [‪ ،]...‬الكوكب المنير‪ ،‬والشريف الجليل األثير‪ ،‬ممثل المجادة في‬ ‫الظالل‪ ،‬ومحلل [‪ ]...‬السيادة بحميد الخصال‪ ،‬موالنا البشير أفيالل‪ ،‬الزال القلم طوع يدكم‪ ،‬وع َلم األدب منشورا‬ ‫بمددكم‪ ،‬والسالم عليكم يتوالى ما دامت رحمة المولى تعالى‪ ،‬يليه ّ‬ ‫أن قلمي يستحي أن ينثر علمي بين فسيح‬ ‫قصوركم هذه المشيدة‪ ،‬أو يحرر سنه وإن بأعمال حسنة‪ ،‬تلقاء هذه الجواهر المجيدة‪ ،‬والكرائم الحميدة‪.‬‬ ‫سيدي‪ :‬وصلت تجرّ ذيل المجد مؤتزرة صمّاء نجد‪ ،‬ولكنها أثرت بلطيف نسيمها في عطف وسيمها‪ ،‬بما‬ ‫أشكره من عذب زاللها‪ ،‬وخندريس خاللها‪ ،‬ولذلك سجدت منا الجباه‪ ،‬عند مصادفة لحاظها بكل انتباه‪ ،‬وإقرارا‬ ‫بالحق نقول‪ ،‬وقائل الحق في ميدانه يصول‪ ،‬إني اعترفت أوال لصاحبها بطول الباع‪ ،‬وواسع االطالع‪ ،‬و[‪]...‬‬ ‫استسمن ذا ورم‪ ،‬وكاد النفخ أن يكون في غير ضرم‪ ،‬فإني سأجعلها حرزا‪ ،‬ومن دخائري كنزا‪ ،‬فتعهّدا لها‬

‫بالقيام بمأمورياتها‪ ،‬ومؤتمرا لمنطوقاتها ومفهومياته‪ ،‬على أني سبرت قبال بعض القضية بما صير عندي‬ ‫الميل لترجيح حق من ندبكم سجية ولدي مما أراه لها شرحا ما ابني به صرحا‪ ،‬ومع هذا وذاك فقد كلمني‬ ‫في موضوعها وكلمته‪ ،‬ووعدني ووعدته‪ ،‬وفيه أشرت عليه بنفح واضح إشارة‪ ،‬صادف ناصح لحقه به على عهد‬ ‫يتحقق إن شاء اهلل [‪ ]...‬نعم توثيقا للعهد‪ ،‬وحتى ال يبقى في أي بال نوع خيال [‪ ]...‬ليكون قسطاس عدلكم‬ ‫بين الجانبين‪ ،‬علما بأني كنت أشرت عليه بمقتضاه‪ ،‬وبكم بحول اهلل ينال مرتضاه‪ّ ،‬‬ ‫فأكدوا له العزم‪ ،‬وعرفوه‬ ‫أننا معه‪ ،‬وخصوصا بوجودكم على طريق الحزم‪ ،‬ولعله يخبركم بالوعود‪ ،‬وبما تذاكرناه وعقدناه بيننا من‬ ‫العهود‪ ،‬وأرى الطمئنان البال مما ال يبقي في حسن المآل أدنى وهم مجال‪ ،‬وجود من قوم منكم لديه يدفعه‬ ‫لنا بتعهده بين يديكم بما أبرم معه عندنا‪ ،‬وعلينا بالصفاء‪ ،‬وعليه هو أيضا بالوفاء‪.‬‬

‫في ‪ 11‬صدر الربيعين عام ‪1348‬هـ‪ .‬محمد سكيرج لطف اهلل به‬ ‫وتفضلوا بالجواب عما استزاده هذا الخطاب‬

‫[الرسالة‪]104 :‬‬

‫[من محمد أفيالل إلى والدته الكريمة يخبرها بأحواله‪ ،‬ويرجو صالح دعائها]‬ ‫وصلى اهلل على‬

‫الحمد هلل وحده‬ ‫سيدنا وموالنا محمد وآله‬ ‫بعد تقبيل يد سيدتنا الوالدة المحترمة‬ ‫أعزك اهلل وحفظك والسالم التام عليك‬ ‫ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأجل ما أفاد‬ ‫فقد وافاني كتابك األعز‪،‬‬ ‫سالمتكم وعافيتكم‪ ،‬فحمدت اهلل على هذه‬ ‫النعمة أدام اهلل لنا ولكم مقام العافية بجاه‬ ‫خير البرية‪ ،‬وذكرت أنك استحسنت ما أردته‬ ‫من عدم فراق رفيقي واشتراء بيت بيننا‪ ،‬فقد‬ ‫فعلت ذلك موافقة لرأيك حيث لم ترض‬ ‫بفرقتنا‪ ،‬والخير الكبير فيما اخترته‪ ،‬ونعلمك‬ ‫بأننا قد اشترينا من السمن إحدى عشر‬ ‫رطال‪ ،‬وأظنه ال يكفينا‪ ،‬وربما نزيد شيئا منه‬ ‫بثمانية باليين ونصف للرطل‪ ،‬واشترينا من‬ ‫الخليع عشرين رطال بتسعة باليين وربع‬ ‫بليون للرطل‪ ،‬وبقيت لنا من الخليع القديم‬ ‫نحو الثمانية أرطال ال تؤكل بوجه وال بحال‪،‬‬ ‫وال يتأتى بيعها إال في زمن الشتاء‪ ،‬وأما اليوم‬ ‫فال تباع‪ّ ،‬‬ ‫ولعل الخليع هنا ال يصبر أكثر من‬ ‫عام‪ ،‬وأمّا الحرز الذي أمرتني بإرساله لك‬ ‫ببعد تزويره بضريح موالنا إدريس‪ ،‬فبعد هذا‬ ‫الكتاب نرسله لك‪ ،‬وأما اآلن فقد زاحمني وقت‬ ‫القراءة‪ ،‬ونطلب منك أن ال تنساني من الدعاء‬ ‫الصالح في كل صباح ومساء‪ ،‬مسلما على‬ ‫جميع األهل‪ ،‬وعلى األخ سيدي المفضل وعلى سيدي عالل وسيدي الحسن وسعادة والسالم‪.‬‬

‫ولدك محمد وفقه اللهأ‬

‫[الرسالة‪]105 :‬‬

‫[من الوزير محمد بن موسى إلى صديقه الوزير العالم محمد أفيالل]‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫سيدي األخ العزيز رعاك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل‬ ‫أرجوكم أن تصفحوا وتتجاوزوا عن تقصير في مجاراتكم في الكتابة‪ ،‬فإن األلم عافاكم اهلل منع أطرافي‪،‬‬ ‫ومنها األنامل‪ -‬حرية التصرف‪ ،‬فأوقفني موقف المقصر فيما يجب علي إزاءكم من خالص الشكر على هذا‬‫اإلحسان الفائق‪ ،‬والبرور المنقطع النظير‪.‬‬ ‫قبلت رسالتكم الثانية‪ ،‬فألفيتها كأختها األولى تفيض بعواطف الود والوالء الخالصة لوجه اهلل الكريم‪،‬‬ ‫ويطيل الشرح إجابتكم عن فصولها فصال فصال‪ ،‬فذلك ما أعجز عنه اآلن‪ ،‬وأرجو أن يمن اهلل بعافية تعين على‬ ‫قضاء فرضه‪ ،‬وتوسع الخطى لتناول طوله وعرضه‪ ،‬إنه سميع مجيب‪.‬‬ ‫وجهت إليكم مع صاحبكم سائق السيارة أحمد بن سالم على مفتاح [‪ ]...‬فلم يظهر أثر‪ ،‬فأعدت الكرّة مع‬ ‫الشيخ البقالي‪ ،‬فأجابني بأنه سيصل قريبا فلم يصل‪ ،‬جعل اهلل المانع خيرا‪.‬‬ ‫باألمس زارني الطبيب فأخبر بعد الفحص أن الحالة في تحسن وإن كنت ال أشعر به‪ ،‬اآلن‪ ،‬كما أنه تأمّل‬ ‫المحل وطاب به‪ ،‬فاستحسن غاية االستحسان‪ّ ،‬‬ ‫وأكد بضرورة إبقائه‪ ،‬وابتهج به كثيراً وأفاض في شرح الفرق‬ ‫بينه وبين المحل الذي [‪ ]...‬من الوجهتين النفسية والطبية‪ ،‬والكمال على اهلل‪ ،‬فأعيدوني بقوة من دعائكم‬ ‫الصالح‪ ،‬واهلل يرعاكم ويديمكم ألخيكم‪.‬‬

‫محمد‪ 14 .‬جمادى ‪1379 .1‬هـ‬


‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)910‬‬

‫‪16‬‬

‫“ الحماية اإلسبانية بالمغرب “‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تكتسي العودة المتأنية لتقليب صفحات التجربة االستعمارية اإلسبانية‬ ‫في إطار هذا التوجه البديل‪ ،‬يندرج صدور كتاب “ الحماية اإلسبانية‬ ‫ ‬ ‫بشمال المغرب‪ ،‬أهمية كبرى في إعادة تقييم مجمل السياقات التي أفرزت‬ ‫بالمغرب – التاريخ المتقاطع “‪ ،‬باللغة اإلسبانية‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬في ثالثة أجزاء‬ ‫وضعا قائما اقتطعت إسبانيا بموجبه جزء هاما من تراب المغرب وأخضعته‬ ‫ضخمة‪ ،‬ساهم فيها باحثون من إسبانيا ومن المغرب‪ ،‬بأعمال ودراسات‬ ‫لسيادتها المباشرة‪ .‬ورغم أن الموضوع قد ظل مجاال مفتوحا الستقطاب‬ ‫تشريحية مؤسسة‪ ،‬تشكل خالصة الجهد البديل الذي حددنا معالمه أعاله‪ ،‬في‬ ‫شامل في الضفتين اإليبيرية والمغربية على امتداد عقود القرن الماضي‪،‬‬ ‫مجال مساءلة التهابات العالقات المغربية اإلسبانية الماضية والراهنة‪ .‬وقد‬ ‫فالمؤكد أن مجمل رصيد المنجز قد ظل خاضعا لضغوطات نفسية عميقة‪،‬‬ ‫أشرف كل من مانويل أراغون رييس ومانويل غهيتي خورادو وفتيحة بلباه على‬ ‫هي خالصة تنافر مستدام طبع عالقة المغرب بجاره اإلسباني‪ ,‬ويمكن القول‬ ‫إنجاز هذا العمل‪ ،‬وعلى ترتيب مواده وإخراجها في إطار نظرة نسقية متكاملة‪،‬‬ ‫إن قضايا المغرب التاريخية قد أضحت موضوعا متجددا بامتياز لدى الباحثين‬ ‫اكتست العديد من عناصر الجدة والتميز‪ .‬ففي الجزء األول المكون من ما‬ ‫اإلسبان ولدى قطاعات واسعة من الرأي العام اإلسباني‪ ،‬ليس – فقط –‬ ‫مجموعه ‪ 413‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬نجد دراسات تشريحية حول‬ ‫بالنظر ألهمية التراكم العددي المنجز بهذا الخصوص‪ ،‬ولكن – أساسا –‬ ‫ملفات المرحلة االستعمارية المتعلقة بالقضايا الديموغرافية والسوسيولوجية‬ ‫بالنظر لحجم التداخل الوثيق بين ارتدادات الذاكرة المشتركة بين المغرب‬ ‫والعلمية والتعليمية والصحية والقانونية لنظام الحماية اإلسبانية بشمال‬ ‫وإسبانيا من جهة‪ ،‬وبين مشاكل المرحلة الراهنة من جهة ثانية‪ .‬بمعنى أن‬ ‫المغرب‪ ،‬ساهمت بها نخبة من باحثي الزمن الراهن بإسبانيا وبالمغرب‪،‬‬ ‫ضغط عالقات الجوار ومشاكلها العويصة قد جعلت األمور تختلط في الوعي‬ ‫من أمثال إيكناسيو سانشيث كاالن‪ ،‬وسعد الدين العثماني‪ ،‬وخوسي مانويل‬ ‫الجمعي إلسبان اليوم‪ ،‬ولتفرز انزياحات واسعة نحو شيطنة اٍآلخر المغربي‪،‬‬ ‫وتحو توريطه في جملة من الملفات العالقة‪ ،‬حيث يتداخل التاريخ بالجغرافيا‪،‬‬ ‫كارسيا ماركايو‪ ،‬ومانويل أراغون رييس‪ ،‬وخوسي مانويل بريس‪ ،‬وخيسوس‬ ‫الدين بالسياسة‪ ،‬االقتصاد بالنزعات الهيمنية اإلقليمية بغرب البحر األبيض‬ ‫ألبير سالوينيا‪ ،‬ويوسف أكمير‪ ،‬وميمون أزيزا‪ ،‬ومحمد ظهيري‪ ،‬وبيرنابي لوبيز‬ ‫المتوسط‪ .‬ولعل هذا ما أفرز سيال متدفقا من أحكام القيمة الجاهزة المتداولة‬ ‫كارسيا‪ ،‬وبيكتور موراليس ليزكانو‪ ،‬وخرمان سانشيث أرويو‪.‬‬ ‫لدى إسبان اليوم بخصوص تناقضات داخلية إيبيرية محلية‪ ،‬وارتدادها على‬ ‫وفي الجزء الثاني من الكتاب‪ ،‬والموزع بين ما مجموعه ‪ 459‬صفحة‬ ‫ ‬ ‫الساحل المغربي‪ ،‬مثل قضايا الهجرة السرية والمخدرات واإلرهاب والصيد‬ ‫من الحجم الكبير‪ ،‬نجد دراسات تصنيفية حول قضايا اآلداب والفنون والعلوم‬ ‫البحري ‪ ،...‬مع نزوعات واضحة لتكييف هذه االرتدادات مع قضايا الزمة في‬ ‫ومجموع مكونات التراث الرمزي للمنطقة الخليفية خالل عهد االستعمار‪،‬‬ ‫مختلف المواقف المسبقة تجاه المغرب‪ “ ،‬الجار المقلق “ حسب بعض التعابير‬ ‫بتوقيع نخبة من ألمع الباحثين والفاعلين في المجال الثقافي بالمغرب وإسبانيا‪،‬‬ ‫اإلسبانية للمرحلة الراهنة‪ ،‬عند التعاطي مع قضايا حقوق اإلنسان والصحراء‬ ‫من أمثال بوعبيد بوزيد‪ ،‬وفيديريكو كاسترو موراليس‪ ،‬ومصطفى عديلة‪،‬‬ ‫المغربية ووضعية الثغور الشمالية المحتلة‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أن الصورة‬ ‫وبالوما روبيريز روبيو‪ ،‬وخوسي ساريا‪ ،‬ومحمد بيوسف الركاب‪ ،‬وليون كوهين‬ ‫المرجعية التي أطرت رؤى إسبان اليوم تجاه المغرب والمغاربة‪ ،‬ظلت تمتح‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫ميسونيرو‪ ،‬وعبد القادر الشاوي‪ ،‬وسعيد الجديدي‪ ،‬ورفائيل مارتينيث‪ ،‬وبيسينتي‬ ‫أصولها من حموالت “ وصية إيسابيال الكاثوليكية “‪ ،‬بظاللها على مختلف‬ ‫التمثالت اإلسبانية تجاه صورة الجار المغربي‪ ،‬هذا “ المورو “ المتوحش‪ ،‬الرافض للتمدن‬ ‫موغا روميرو‪ .‬وفي الجزء الثالث الموزعة موادع بين ما مجموعه ‪ 539‬من الصفحات ذات‬ ‫وللتحضر‪ ،‬والناكر لجميل الرسالة الحضارية التي حملتها إسبانيا إلى الساحل اإلفريقي منذ القرن ‪ 15‬الحجم الكبير‪ ،‬احتوى العمل على دراسات متعلقة بقضايا الزمن الراهن‪ ،‬وتحديدا تلك المرتبطة بتبعات‬ ‫م‪ ،‬عقب احتاللها لثغور شمالية من بالد المغرب‪ ،‬ورسختها مع فرض نظام الحماية منذ سنة ‪... 1912‬‬ ‫الغزو العسكري اإلسباني الذي تعرضت له منطقة الشمال خالل العقود األولى من القرن ‪ .20‬وقد احتوى‬ ‫ ‬ ‫ورغم أن مثل هذا الهذيان قد تحول إلى حقائق ال يرقى إليها الشك لدى قطاعات واسعة من هذا الجزء من الكتاب على دراسات مجددة في رؤاها وفي مقارباتها‪ ،‬بشكل ساهم في تقديم نتائج العمل‬ ‫الرأي العام اإلسباني‪ ،‬المهووس بأحالمه الفرانكوية‪ ،‬فالمؤكد أن األمور قد بدأت تعرف نوعا جوهريا من األكاديمي المنجز بالمغرب وإسبانيا من طرف جيل الباحثين المجددين‪ ،‬من أمثال رشيد يشوتي‪ ،‬وماريا‬ ‫التغير‪ ،‬مع تبلور أعمال أكاديمية إسبانية تأصيلية‪ ،‬سعت إلى تصحيح الصورة وإعادة تركيب مكوناتها‪ ،‬روسا دي مادار ياغا‪ ،‬وعبد المجيد بنجلون‪ ،‬ورفائيل غيريرو مورينو‪ ،‬ومحمد العربي المساري‪ ،‬وخوسي‬ ‫بشكل يعيد مقاربة اإلشكاالت التاريخية في عالقات المغرب بإسبانيا‪ ،‬من زاوية البحث العلمي المتحرر لويس إيسابيل سانشيث‪ ،‬وبوغالب العطار‪ ،‬وبيدرو لويس بيريس فرياس‪ ،‬وخوان خوسي أماتي بالنكو‪.‬‬ ‫من ضغوطات المرحلة الراهنة ومن ثقل الحموالت التاريخية التي الزالت ترخي بظاللها على مجمل‬ ‫وبهذه الدراسات الغنية والمتنوعة‪ ،‬أمكن توفير مواد مرجعية‪ ،‬ال شك وأنها تضع األرضية‬ ‫ ‬ ‫الملفات العالقة بين المغرب وإسبانيا‪ .‬وإذا كانت هذه األصوات التزال خافتة على مستوى االمتداد‬ ‫اإلعالمي والتواصل اإلشعاعي داخل إسبانيا‪ ،‬فإن عملها داخل أسوار الجامعة‪ ،‬قد بدأ في نحت معالم لمشروع االشتغال على التجربة الكولونيالية اإلسبانية ببالدنا‪ .‬فالعمل‪ ،‬بسبقه العلمي وبضخامة الجهد‬ ‫توجه بديل يعيد إنصاف معالم الذاكرة المشتركة بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬بالتحرر من كل األحكام الجاهزة المبذول فيه وبتحرره من يوطوبيات الحلم اإلسباني‪ ،‬يمكن أن يشكل محور االنطالق نحو وضع أسس‬ ‫المتوارثة‪ ،‬وباالنفتاح على منطق البحث والتقصي المخلصين لضوابط التنقيب العلمي وأدواته اإلجرائية بديلة إلعادة تقييم الظاهرة االستعمارية اإلسبانية بشمال المغرب‪ ،‬بعيدا عن كل التنميطات الجاهزة‬ ‫في مساءلة الظاهرة الكولونيالية اإلسبانية وتأثيراتها المجهرية على التحوالت التي أدخلتها على مجمل وعن كل األحكام التبخيسية التي ظلت تشكل نسقا للفعل وللمبادرة وللتفكير بالنسبة إلسبانيي العقود‬ ‫أوضاع شمال المغرب‪ ،‬سياسيا واجتماعيا وثقافيا‪.‬‬ ‫الماضية‪ ،‬في إطار تفاعلهم المتواصل مع قضايا الجار المغربي‪.‬‬

‫السياسي الذي يسقط منه سنه‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬هل يمكن لمن لم يشارك في تاريخ العالم أن يكتب فيه؟ ولمن لم‬ ‫يساهم في إنتاج العالم ؟‬ ‫أم هي نزعة عنصرية لموقف تبنته بعض الدول الغربية بنزعة كلونيالية‬ ‫للتراث العلمي العربي‪ .‬هي عملية نابعة من الالشعور الكلونيالي الدفين عند‬ ‫الدول الغربية بتفوق الجنس األبيض عن ماسواه‪ .‬وال حاجة إلى معاودة التوكيد‬ ‫إن اإلدارة األمريكية ال تريد توحيد دول الخليج إال ضد إيران ومن أجل إسرائيل‬ ‫ولتلبية أجندتها بعد تدمير العراق وسوريا وليبيا‬ ‫واليمن التي اقحمت اإلمارات العربية السعودية في‬ ‫حرب عبثية بتحالف أجنبي‪ .‬الذي بدا ينسحب واالمارات‬ ‫لكي تبقى السعودية مكشوفة الظهر‪ .‬تبقى ايران‬ ‫في حرب عبثية بتحالف اجنبي ‪.‬الذي بدا ينسحب‬ ‫واإلمارات لكي تبقى السعودية مكشوفة الظهر ‪.‬تبقى‬ ‫ايران الخطر على اسرائيل وهي الدولة الكبيرة التي‬ ‫تستطيع التحمل إذا اشتعلت الحرب بالوكالة مع اإادارة‬ ‫االمريكية‪ ،‬ربما النيران في االمتداد الطبيعي لدول‬ ‫الخليج وتلتهمها فتندثر الواحدة تلو األخرى فيتم‬ ‫مسحها جغرافيا او عود تها إلى عصر الخيام والجمال‪.‬‬ ‫لتقطيع الدول العربية لحلم إسرائيل وأرض الميعاد‬ ‫بين النهرين من النيل إلى الفرات ‪.‬‬ ‫فالحوار العربي العربي هو الحد الذي يجب اتباعه‬ ‫ألن اإلدارة األمريكية الحالية متقلبة الهوى ومختلفة‬ ‫الصور‪ ،‬ومن يعتمد على سياستها ينحو وراء السراب‪،‬‬ ‫وهي “أمريكا“ تقوم على التحدي االقتصادي“كحرب“‬ ‫مع إيران والصين وحتى حليفتها األروبية لم تنج من‬ ‫ذلك أوربا التي كانت باألمس القريب“أمام أوباما“‬ ‫على قدم واحد معها إلى حين وصول االدارة الترامية‬ ‫ليتغير كل شيء‪ .‬فجاء حصار قطر واعترف باالنقالبات‬ ‫العسكرية ‪ ,‬وكثر الخطب الشتعال النيران فخلقت‬ ‫“شرخا“ بين الحلفاء واإلدارة االمريكية حتى ان السفير‬ ‫البريطاني في واشنطن كان موقفه من الرئيس‬ ‫األمريكي أنه عاجز ال يساعد أوربا‪ .‬وقد تفقد أمريكا‬ ‫قيادة سياسة “العالم“ بفقدانها تبيعتها األوربية!‪ .‬وأن تجد “أمريكا“ بجانبها‬ ‫اوربا اذا نشبت الحرب يبنهما وبين إيران كما حصل ذلك من قبل في حرب‬ ‫الفرية مع العراق بينما هو لطرح التحدي الجديد لألروبيين‪ ،‬وهم يتوسعون‬ ‫لكي يستقلو ابقرارهم عن اإلدارة األمريكية ‪,‬كما كان يؤمن بذلك «المارشيال‬ ‫ديكول»لتخفيض التوتر بين أمريكا وإيران‪ ،‬أوربا تحاول ردع الهوة بينهما ‪.‬كلهم‬

‫يسعون إلى السالم ويطربون على نغمات السلم باوتار مصطلح “اإلرهاب“وكل‬ ‫ذلك استهتارا بعقول “ الخليجيين “ ‪.‬‬ ‫فاألروبيون لن يكونوا مجرورين إلى المواجهة مرة اخرى ثم الذئب ال‬ ‫يلذغ من الجحر مرتين‪ ،‬كل العالم يعلم جيدا أن المشكلة المحورية والكبرى‬ ‫هي إسرائيل‪ .‬فكل من يهدد إسرائيل تقوم اإلدارة األمريكية باصطناع أدلة‬ ‫استخبارية كما فعلت في حرب العراق‪ ,‬وقد ثبت انها كانت أكاذيب من إدارة‬

‫بوش الرتكاب جرائم حرب ضد اإلنسانية في بالد الرافدين ‪.‬‬ ‫وهي اإلدارة األمريكية التي تنتهك القوانين الدولية باسم مرونتها عند‬ ‫عدم قطعية الحجة ‪ .‬تحت أي طائلة يجب أن يحاكم هذا النوع من الجرائم ؟‬ ‫إسرائيل وعقدة الذنب للغرب نحوها مع اإلدارة األمريكية ‪ ,‬تضرب عرض‬ ‫وطول الحائط كل القرارات األممية ومجلس األمن يقرر في ذات الصلة ليسقطه‬

‫“حق النقض“ األمريكي‪.‬من حق عودة الفلسطنيين إلى أراضيهم واالعتراف‬ ‫بالدولتين الى قضية األسرى‪,‬‬ ‫فهذا التوازن ال يفيد مصلحة الدول “العظمى “ ؟ يجب على بعض دول‬ ‫الغرب واإلدارة األمريكية الوضوح السياسي على الخريطة السياسية العالمية‬ ‫فتارة ترفض التباحث مع طالبان ‪ ,‬واآلن تتباحث معهم ‪ ,‬دخلت اإلدارة األمريكية‬ ‫في حرب اقتصادية مع الصين ومع كندا وصراع مع كوريا‬ ‫الشمالية وحصارها اقتصاديا ‪ ،‬وإيران من أجل السالح‬ ‫النووي الذي يهدد حلفاءها وإسرائيل الرئيس وقضية‬ ‫الجدار مع المكسيك ‪.‬الجدار العنصري على غرار الجدار‬ ‫اإلسرائيلي وهو جدار العزل التي قضت محكمة العدل‬ ‫الدولية بعدم مشروعيته ‪.‬‬ ‫وفي قضية “خاشقجي “ تراجع واضح في موقفها‬ ‫عند تصريح الرئيس لن نسمح بالكارثة السياسة‬ ‫أن تضيع لنا مبالغ خيالية فمنذ سنة ‪ 1975‬دخلت‬ ‫االستثمارات السعودية إلى أمريكا‪ .‬وتخشى السعودية‬ ‫أن تحجز المحاكم األمريكيــة المبالــغ الضخمـة من‬ ‫مدخراتها في األبناك األمريكية‪ .‬من جراء كارثة نيويورك‬ ‫“المركز العالمي “ وقضية خاشقجي ثم خرافة التعويض‬ ‫ليهود المدنية “بني قريضة“ السعودية بين المطرقة‬ ‫والسندان وعالقاتها مكثفة مع الواليـــات المتحــدة‬ ‫االقتصادية إذ لديها نسبة عالية من بطالة الشباب‪ ،‬وقد‬ ‫تحولت إلى مقرضة االنتقادات زادت القضايا حدة‪!.‬‬ ‫سياسوية التضخيم االنتخابــي وهم المرشـــح‬ ‫األمريكي بالحديث عن ‪ 110‬مليار دوالر و‪ 40‬ألف منصب‬ ‫شغل ويزعم أن مليون منصب شغل توفره المصادر‬ ‫المالية السعودية على حساب جريمة خاشقجي‪ .‬من‬ ‫الصعوبة أن تحل عقدها مع السعودية؟ فالصفقة ال محيد عنها لكي ال تتحول‬ ‫السعودية القتناء سالحها من روسيا‪ .‬عليها أن تسعى إلى التألف والتوليف‬ ‫لمعظم الخالفات السياسية من سخرية القدر أن هذا السياسي العربي واألمريكي‬ ‫الذي تسقط منه سنه على الهواء ‪ ,‬فبقي للعربي أن تسقط منه كرامته‪ ،‬فترك‬ ‫الحقوق عجز ومهانة‪.‬‬


‫العدد ‪1008‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫مستشرقون أنصفوا العرب ‪:‬‬

‫(‪)3/3‬‬

‫أندريه ميكيل والحوار بين الثقافتين‬ ‫إن أندريه ميكيل ال يتوقف عند أعتاب الشعر والشعراء‪ ،‬بل‬ ‫هو متلهف لدراسة التراث العربي قديمه وجديده‪ .‬فقرأ للجاحظ‬ ‫وأعجب بكتابه (الحيوان) والحظ أن هناك أشياء غامضة في كتاب‬ ‫الجاحظ‪ ،‬وهناك استنتاجات عصرية تشغل البال‪ ،‬وبالمناسبة دعا‬ ‫العرب إلى إعادة قراءة تراثهم القديم وبشكل مدروس يعتمد‬ ‫على التحليل مع الرؤية التاريخية‪ .‬فكل ما عند الجاحظ وأبي‬ ‫نواس لم تصبه الشيخوخة بعد‪ ،‬بينما صارت قصائد الشعراء‬ ‫الفرنسيين القدماء في خبر كان‪.‬‬ ‫«وعلى العرب أن يساهموا مساهمة فعالة في دعم دراسة‬ ‫التراث العربي‪ ،‬وإنهم بحاجة إلى مطالعة جديدة وذكية لمؤلفاتهم‬ ‫القديمة‪ ،‬وهذه حقيقة تحمل أسرارا كبيرة» كما أبدى إعجابا‬ ‫باهرا بأسامة بن منقدْ الكناني‪ ،‬وترجم كتابه (االعتبار) الذي‬ ‫صدر بالمطبعة الوطنية سنة ‪1983‬م واعتبره وثيقة هامة من‬ ‫وثائق الحروب الصليبية‪ ،‬فهو حصيلة استرجاع لماض واستعادته‬ ‫لحوادثه وذكرياته‪ ،‬وتذكر صحبته لرجال العصر من المسلمين‬ ‫ْ‬ ‫الهُدَن «بيد‬ ‫واإلفرنج‪ ،‬وما وقع له معهم في ساحات الحرب وأيام‬ ‫أن أكثر ما يشد أندريه ميكيل إلى أسامة هو ما يصفه بالمفهوم‬ ‫السامي لإلسالم لديه‪ ،‬حيث خصال التعايش والتواصل وافرة‪،‬‬ ‫القائم على أن المجتمع ال ينفتح في أجواء التطرف‪ ،‬والميال إلى‬ ‫االعتدال والحكمة واستخالص العبرة‪ .‬وهذا المفهوم هو أحد‬ ‫أعمدة التجربة االستشراقية المتنورة للمؤلف‪ ،‬البعيدة عن كل‬ ‫تعصب أو تأويل قسري أو إسقاطي‪ ،‬سواء في ما تناولته من الماضي أو ما هي مشاركة به في الحاضر‪».‬‬ ‫كما اشتغل بحكايات (ألف ليلة وليلة) منذ زهاء ثالثين سنة ألنها في نظره (خزانة تاريخ) وانعكاس‬ ‫للمجتمع وشهادة غير مباشرة حول التاريخ‪ ،‬وباتساعها الرحب وسحرها األخاذ‪ ،‬ربما كانت في خضم‬ ‫األدب العالمي الكتاب الوحيد الذي يحلو للمرئ أن ينكب على مطالعته من جديد بمجرد االنتهاء من‬ ‫آخر سطر فيه‪ ،‬فهو الروعة الحقة‪ ،‬وكل حكاية من حكاياته أو ليلة من لياليه صورة لذلك الليل المبدع‬ ‫الخالق الذي يدين له باسمه هذا الكتاب‪ .‬وحلمي أن أكتب قصة معاصرة مستوحاة منها ومن جوها‪.‬‬ ‫فقد بدأ بترجمة وتحليل كتاب (غريب وعجيب) التي نشرها بدار النشر (فالماريون سنة ‪1977‬م)‬ ‫مع دراسة من أربعة فصول تناول فيها بالتحليل كال من المكان والزمان والحدث والخطاب في هذه‬ ‫القصة‪ .‬تلتها أخريات مطبوعة بدار النشر (سندباد عام ‪1981‬م) ثم (سيدات‬ ‫بغداد) بدار النشر (ديجونكير سنة ‪1990‬م)‪ .‬ويعتبر مشروع ترجمة (ألف ليلة‬ ‫وليلة) وهو المشروع الكبير الذي احتضنته دار النشر (كاليمار) ثم دار النشر‬ ‫(فولير) باالشتراك مع جمال الدين بن الشيخ‪ .‬والتكملة اآلن مع دار النشر‬ ‫«البلياد»‪ ،‬امتدادا لذلك «كان ما يهمني في البداية هو معرفة ما إذا كانت‬ ‫حكايات ألف ليلة وليلة مطابقة لمورفولوجية بروب (‪ )PROPP‬ونظريته حول‬ ‫الوظائف‪ .‬وبالمناسبة‪ ،‬فإن حكاية (غريب وعجيب) أبانت عن تفردات كبيرة‪،‬‬ ‫وكان ما شدني فيها بداية‪ ،‬هو التعقيد المدهش في تسلسل الوظائف‪ :‬إذ تنزل‬ ‫بنا الحكاية أحيانا إلى ثمانية أو تسعة مستويات من الكتابة‪ ،‬تستعيد بعدها‬ ‫الوظائف في النص خطاطتها األصلية عبر إدماج التفاوت الزمني لألحداث التي‬ ‫جرت عقب ذلك في ثنايا الحكاية‪ .‬والطرافة األخرى لتلك الحكايات‪ ،‬هو وجود‬ ‫شيئ ما مطوي دائما في خلفية النص‪ ،‬كرسالة خفية تعمل على شحن ميزان‬ ‫أخف الحكايات وأبرزها على األإطالق‪ :‬نقاش أخالقي اساسا أو تفكير سياسي‪،‬‬ ‫أو إعالء شريحة اجتماعية ما‪ ،‬أو حض العرب أنفسهم على استرداد تاريخهم‬ ‫الخاص‪ ».‬بعد ذلك ‪ ،‬جذبه عالم (مجنون ليلى) فاهتم به هو اآلخر وخصص له‬ ‫«أنطولوجية حول شعره» و «رواية حول أسطورة ليلى والمجنون»‪.‬‬ ‫«وابتدعت بعض أبيات «المجنون» قيس بن الملوح‪ ،‬وجمعت فيها بين‬ ‫حريته وحريتي‪ ،‬كما ابتدعت بيتا أهديه إلى ذكرى «المجنون» وسائر الشعراء‬ ‫العرب منذ األزل وإلى األبد‪».‬‬ ‫غير أن اإلضافة العلمية النوعية ألندريه ميكيل في تناول التراث الحضاري‬ ‫العربي تبرز بالخصوص في التعريف بإسهامات الجغرافيين المسلمين في دراسة المحيط الطبيعي‬ ‫ونظرتهم إلى عالمهم وإلى اآلخر في عصر مجدهم‪ .‬وقد خصص لهذا الجانب المعرفي حيزا مهما‬ ‫من وقته‪ ،‬وذلك منذ إنجازه لرسالته الجامعية‬ ‫األولى في الجغرافية العربية حول كتاب (أحسن‬ ‫التقاسيم في معرفة األقاليم للمقدسي) الذي‬ ‫عاش في القرن العاشر الميالدي‪.‬‬ ‫«وبالنسبة ألطروحتي الرئيسية (‪1967‬م)‬ ‫فقد تابعت من خاللها أبحاثي في هذا الحقل‬ ‫الشاسع من الجغرافية البشرية للعالم اإلسالمي‬ ‫حتى منتصف القرن الحادي عشر الميالدي‪.‬‬ ‫وكان السؤال المطروح‪ :‬كيف السبيل إلى‬ ‫تحديد خطاب الجغرافيين العرب‪ ،‬وتأويله في‬ ‫سياق األدب العربي خالل القرون الوسطى؟ هذا‬ ‫الموضوع شغلني طويال‪ ،‬وكان صدور كتابي‬ ‫األول بعنوان الجغرافية والجغرافية البشرية‬ ‫في األدب العربي من البدايات األولى إلى عام‬ ‫‪1050‬م ليس سوى بداية لبحث طويل في‬ ‫كل صور الحياة والعمل والطبيعة والمجتمع‬ ‫التي تتخلل كتابة الجغرافيين‪ ».‬وأعقب ذلك‬ ‫نشر ثالث كتب أخرى وهي‪( :‬األرض واألجنبي‬ ‫‪1975‬م) و (الوسط الطبيعي ‪1980‬م) ‪ ،‬ثم‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫(األعمال واأليام ‪1988‬م)‪.‬‬ ‫إن الجغرافيين في نظره على خالف الشعراء واألدباء‬ ‫والمفكرين‪ ،‬أرادوا أن ينظروا إلى واقع الناس كما هو‪ ،‬وأن‬ ‫يضعوا ذلك بكالم مباشر ولغة بسيطة‪ ،‬فكانوا يهتمون‬ ‫باألسفار وبتدوين ما يالحظون‪ ،‬مما أعطانا رؤية عميقة‬ ‫وواسعة جدا للمجتمع العربي الكالسيكي عن الوضع‬ ‫االجتماعي والسياسي والثقافي والحضاري واالقتصادي ‪.‬‬ ‫فنقلوا إلينا كيف كان يطبخ الخبز في أرمينيا في القرن العاشر‪،‬‬ ‫وكيف كانت تنظم تجارة الزيت ما بين المغرب العربي ومصر‬ ‫في نفس القرن‪.‬‬ ‫«ذلك أن انشغالي بالجغرافيين واستجوابي لثقافتهم‪،‬‬ ‫وبحثي عن ماهية صورة العالم بالنسبة لهؤالء «المسلمين‬ ‫العاديين» الذين هم جغرافيو ذلك الزمان‪ ،‬وترجمتي‬ ‫لنصوصهم التي كانت تهتم باألمور اليومية‪ ،‬جعلني دوما‬ ‫أتساءل‪ :‬ماذا يعني تمثيل الواقع؟ ماذا نقصد بجبل؟ حدود‪،‬‬ ‫مدينة‪ ،‬بحر‪ ،‬إمرأة‪ ،‬أعمال الحقل؟ وأمام اإلشكال الذي يطرحه‬ ‫التمثيل‪ ،‬كيف ال نلتفت إلى البيان واللغة والطريقة التي‬ ‫يتم بها التعبير عن أية صورة؟ إذ ال يمكن فصل العلم عن‬ ‫األدب‪».‬‬ ‫إن مرجعية األطروحة من حيث المنهج تقوم باألساس في مدرسة الحوليات الفرنسية التي ظهرت‬ ‫غداة الحرب العالمية الثانية‪ ،‬القائمة على التفاعل مع علوم إنسانية مجاورة ومكملة كاالقتصاد على‬ ‫التفاعل مع علوم إنسانية مجاورة ومكملة كاالقتصاد وعلم النفس االجتماعي واألنتروبولوجيا‪ ،‬ونفس‬ ‫التأثير بمدرسة الحوليات يظهر بجالء في مؤلفه الجامع (اإلسالم وحضارته من القرن السابع إلى‬ ‫العشرين) حيث يمكن استحسان تحقيب معقول بقدر ما هو موافق للواقع الكرونولوجي‪ ،‬وهو ‪)1( :‬‬ ‫قرن العرب (من محمد ص إلى منتصف القرن الثامن الميالدي‪ )2( .‬عصر اللقاءات‪ :‬التقليد والمواريث‬ ‫األجنبية (من القرن الثامن إلى الحادي عشر الميالدي) (‪ )3‬الهيمنة التركية – المغولية ووجوه اإلسالم‬ ‫الجديد (من القرن الحادي عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر) (‪ )4‬اإلمبريالية و (النهضة) العربية (من‬ ‫القرن التاسع عشر إلى العشرين)‪ .‬وهو في معالجة فصول هذا التحقيب‬ ‫بأسلوب موفق كان يجتهد حسب المستطاع في التقليص من الثغرات‬ ‫اإلخبارية التي خلقتها االستغرافيا العربية التقليدية في مجال معرفة الحياة‬ ‫اليومية وحياة طبقات الفالحين وتعاضديات الصناع والحرفيين‪ ،‬أي ما يمت‬ ‫إلى نمط السير االقتصادي وبالتالي إلى قوى وعالقات اإلنتاج‪.‬‬ ‫لقد قاده هذا االهتمام إلى التركيز على دور الحضارة العربية اإلسالمية‬ ‫وعطائها اإليجابي في ميدان الثقافة والعلوم‪ .‬وأصبح من الذين يدفعون‬ ‫الناس لالعتراف بفضل العرب الحضاري وتكوينهم لألسس المادية‬ ‫والفلسفية للحضارة المعاصرة‪ ،‬ويرى أنه من‪:‬‬ ‫«المضحك أن نقول ‪ :‬إن العرب لم يلعبوا دورا حضاريا‪ ،‬إنهم لعبوا دورا‬ ‫مهما في المحافظة والتطوير واإلبداع‪ .‬لعبوا دورا أساسيا في الرياضيات‬ ‫والعلوم الفيزيائية والكيميائية والكشف عن أراضي مجهولة‪ ،‬وقاسوا الكرة‬ ‫األرضية‪ ،‬ودائرة الطول‪ ،‬ومجاالت واسعة في عالم الطب‪ ..‬لقد لعبوا دورهم‬ ‫الكامل والخاص بهم كشعب ما زال التاريخ اإلنساني شاهدا له بذلك‪».‬‬ ‫وكغيره من المستشرقين الموضوعيين الذين اهتموا بدراسة حضارة‬ ‫العرب ينطلق من فرضية مهمة وهي أن نهضة العالم الغربي في القرون‬ ‫الوسطى قامت على نقطتين أساسيتين مهمتين وهي‪:‬‬ ‫اكتشاف مؤلفات العصور التاريخية اليونانية والرومانية‬ ‫‪ 1‬‬‫والتي كتبت في اللغتين اليونانية والالتينية‪.‬‬ ‫‪ 2‬دور العرب في ترجمة هذه المؤلفات وتوصيلها إلى العالم الغربي والتي ترجمت بعد ذلك‬‫من اللغة العربية إلى اللغات األخرى‪.‬‬ ‫إن كتب ابن رشد وفلسفته‪ ،‬والرازي وطبه‪،‬‬ ‫والفارابي وكشوفاته وان الهيثم وتجاربه‪،‬‬ ‫وابن خلدون ونظرياته وغير هؤالء هم من‬ ‫األسماء التي ما زالت عالقة في أذهان المثقفين‬ ‫الغربيين‪ .‬هذه مساهمة متواضعة عن أحد‬ ‫األقطاب المستشرقين في فرنسا‪ ،‬يتمتع بسعة‬ ‫األفق ورحابة الصدر‪ ،‬وتفتح على أفكار اآلخرين‪،‬‬ ‫يكن صداقة عميقة للعرب‪ ،‬قدم خدمات طيبة‬ ‫في نطاق التعريف بالفكر والحضارة العربية‬ ‫اإلسالمية في فرنسا‪ ،‬ساهم في توطيد أواصر‬ ‫الحوار بين ثقافتين وحضارتين امتدادا من‬ ‫الماضي ووصوال إلى الحاضر‪ .‬ونختم موضوعنا‬ ‫بما قاله المستشرق الفرنسي (فرانسيس المان)‪:‬‬ ‫«إنه من الخطأ إصدار األحكام دون التعامل‬ ‫مع الشخص أو اإلنتاج الذي سنصدر عليه هذا‬ ‫الحكم»‪.‬‬


‫العدد ‪1008‬‬

‫‪18‬‬

‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫المجتمع وهموم الشباب‬ ‫حاليا إلى أين؟!‬ ‫ولماذا كانت احتجاجاته العديدة!!؟‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬

‫لعبة السودوكو (‪)470‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫بمناسبة ذكرى ‪ 20‬غشت ‪ 66‬الخالدة لثورة الملك والشعب‬ ‫بقيادة الملك المظفر محمد الخامس قدس اهلل روحه على‬ ‫االستعمار الغاشم والذكرى ‪ 56‬لعيد الشباب المجيدة لجاللة الملك‬ ‫المفدى محمد السادس حفظه اهلل أكتب هذا المقال وهو كالتالي‪:‬‬ ‫الشباب وواجب أي مجتمع نحوه وخاصة بوطننا الحبيب‬ ‫والغالي‪...‬‬ ‫من المهم أن نعرف واجبنا نحوه‪ ،‬حتى ولو عجزنا عن تأديته‬ ‫كامال لظروف صعبة وقاسية‪ ،‬نحن نعرف حقيقة الوضع ومالبساته‪،‬‬ ‫ولكن ال نغالي في االتهام واللوم‪ ،‬وذلك لنعقد العزم على سد‬ ‫الثغرات ورأب الصدع‪ ،‬ولنعقد العزم كذلك على العمل‪ ،‬لواجب‬ ‫المجتمع ككل نحو الشباب المتطلع إلى اآلفاق الرحبة والمستقبل‬ ‫الذي يرتضيه‪ ،‬فعلى المسؤولين المعنيين أن يهيؤوا له تعليما‬ ‫أساسيا عاما ومهما يعمل على محو أميته بالكامل‪ ،‬ويلقنه تربية‬ ‫وطنية ودينية متفتحـة ومتنـورة وديمقراطية فعالة في حياته‬ ‫اليومية ورياضية‪ ،‬ويجسد له وينفخ فيه روح الوعي بالعالم والحياة‪،‬‬ ‫كما يضيئ في عينيه األهداف السامية والنبيلة‪ ،‬وروح المثابرة‬ ‫والعمل الخالق والبناء لبلدنا المغوارة‪.‬‬ ‫كما يعهد له بالعمل المناسب موافقا الستعداداته النفسية‬ ‫والعقلية‪ ،‬بدءا من العمل اليدوي وكذلك التخصصات العالمية‬ ‫العلمية ويكون االستحقاق لكل ميدان بالكفاءة وحدها‪ ،‬كما قال‬ ‫جاللة الملك محمد السادس حفظه اهلل‪ ،‬دون شريك من امتياز‬ ‫وهوى‪ ،‬كما ينبغي إيجاد له فرص عديدة للعمل داخل بالده أو‬ ‫خارجها بأجور مجزية تتمشى مع األسعار وارتفاعها‪ ،‬وتحل له‬ ‫مشكلة السكن التي ال تقل أهمية عن العمل والتعليم واألجر‬ ‫المناسب‪...‬‬ ‫كما يجب علينا أن نشعره ونعمل على أنه يعيش في أمة‬ ‫يسودها تطبيق القانون بدون محزوبية أو محسوبية‪ ،‬وأنه تحت‬ ‫مظلة القانون وحده وبه يستطيع أن يشتغل في المركز المناسب‬ ‫له والمركز الالئق باستعداداته دون نقص أو زيادة‪ ،‬كما أنه ال‬ ‫توجد امتيازات طبقية أو عائلية أو حزبية تسد طريقه أو تنفيه غريبا‬ ‫في وطنه أو خارج بالده‪.‬‬ ‫كما يجب أن نحترم تطلعاته المبدئية والسياسية لينمو‬ ‫نموا طبيعيا مع أسرته خاليا من اآلفات النفسية القاسية أحيانا‬ ‫بالمظلومين والمضطهدين وأن نتيح له مصادر الثقافة المجانية‬ ‫عن طريق المكتبات العامة المليئة بالكتب الهامة‪ ،‬والمكتبات‬ ‫المدرسية األساسية كالسابق‪ ،‬وبناء قصور الثقافة‪ ،‬والزيادة من‬ ‫بناء نوادي الشباب العديدة المتجددة والرياضية‪ ،‬والعمل على‬ ‫تجديد برامج إذاعية وتلفزية تربيه وتنمي فيه روح وطنية بناءة‬ ‫وخالقة هادفة إلى األفضل والتغيير المنشود للرقي بروح الشباب‬ ‫بالفن الراقي والخالق والموسيقى المتطلعة إلى اآلفاق الوثابة‬ ‫والرحبة والهادفة إلى صقل العقول وإنعاشها بالجودة‪ ،‬المتطلعة‬ ‫إلى اآلفاق الجميلة والرائعة بروح االنشراح المبني على األخالق‬ ‫السامية والمرحة‪...‬‬ ‫كما يعمل القادة بالبالد بأن يضربوا المثل العليا بالجدية‬ ‫واإلخالص واالستقامة والنزاهة ليكونوا قدوة منشودة للجميع‬ ‫ومصباحا منيرا للشباب التواق لإلصالح والتغيير الخالق والبناء‬ ‫الداعي إلى التقدم المضطرد‪ ...‬وعلى المجتمع أن يسأل نفسه‬ ‫ويراجعها ماذا قدم من كل هذا للشباب؟! وفيم عجز أو قصر‬ ‫في ذلك؟! لينجلي له الموقف الحقيقي بينه وبينهم‪ ،‬كما يطالب‬ ‫المجتمع نفسه بالكمال والسمو قبل أن يطالب به الشباب التواق‬ ‫إلى اإلصالح والتغيير المتواصل والمنشود من كل فئات المجتمع‪...‬‬ ‫ألننا ما أن نقترب من شاب‪ ،‬حتى نشعر بوهج النار التي تتقد في‬ ‫صدره‪ ،‬هو دائما غاضب‪ ،‬رافض‪ ،‬ساخط‪ ،‬إن كان يعمل انصبت‬ ‫حملته على نظام العمل وعبثيته‪ ،‬وعجز مرتبه ليسد مطالب الحياة‬ ‫اليومية‪ ،‬ثم ضياعه في سوق المساكن والزواج‪ ،‬وإن كان عاطال‬ ‫فالشكوى أمر وأدهى‪ ،‬عالم كانت الشهادة والدراسة؟! وإذا تطلع‬ ‫للهجرة‪ ،‬لماذا تعترضه المطالب الخرقاء والشروط التعسفية؟!‬ ‫في كل خطوة يخطوها ال غنى له عن واسطة‪ ،‬وعند كل نقلة ال‬ ‫مفر له من رشوة‪ ..‬إذ ال نهاية له من الشكوى‪ ،‬وال حد للسخط وما‬ ‫أكثر من الحكايات واألمثال التي تفجر الحزن واأللم‪ ،‬كأننا نعيش‬ ‫في غابة يسحق فيها القوي الضعيف ال في وطن يخفف من محنته‬ ‫االنتماء والتضامن من أجل التصدي لتحديات الحياة‪.‬‬ ‫وإنني أعرف إننا نجتاز فترة حرجة مملوءة بالمصاعب والشدائد‬ ‫والمحن في أسر الشباب‪ ،‬وإننا لن نعبر جسر الهموم إال على‬ ‫مدى ربما طويل‪ ،‬والدولة إن لم تطالب بالمعجزات فهي مطالبة‬ ‫بالممكن الذي ال يجوز تأجيله أو إهماله أو التردد فيه‪ ...‬ال بد‬ ‫من حصر العاطلين عن العمل ومتابعتهم ومعاونتهم في البحث‬ ‫والتنقيب عن العمل في الداخل أو الخارج‪ ،‬وإرشادهم إلى ضرورة‬ ‫التأهيل له‪...‬‬

‫إذ ال بد من الربط بين التعليم واإلنتاج‪ ،‬بكل حزم وحسم‪،‬‬ ‫وإعداد الشباب للعمل تبعا الحتياجاته من بداية المراحل التعليمية‬ ‫إلى نهايتها‪ ،‬مع وضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار‪ ،‬دون اهتمام‬ ‫باإلرضاء أو اإلفالت المؤقت من الضغوط‪.‬‬ ‫والبدَّ للدولة بأن تحكم بين أبنائها بالعدل والقسطاس‪ ،‬وأن‬ ‫تمحق من قاموس معامالتها المحسوبية والواسطة‪ ،‬فاإلحساس‬ ‫بالعدل الحقيقي يعفي المعذبين في األرض من الكثير من‬ ‫عذاباتهم‪ ،‬ويقضي على شعورهم بانهم ينتمون إلى أمة العامة‬ ‫المهضومة الحق‪ ،‬يتفرجون على أمة القادرين المستأثرين بكل‬ ‫خير‪.‬‬ ‫من أجلنا جميعـا قامــت عــدة احتجاجات ووقفـات سلميــة‬ ‫لمؤسسات عديدة وغيرها وغضب واحتجاجات ومسيرات ‪ 20‬فبراير‬ ‫التي حققت بفضل األمة المغربية وشبابها الناهض ورجاالتها‬ ‫ونسائها وشاباتها وقائدها المحنك الهمام جاللة الملك المفدى‬ ‫القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية‬ ‫محمد السادس حفظه اهلل ورعاه أخونا وأبونا وموحدنا وحامينا‬ ‫وباني المغرب الحديث الذي حقق لنا إنجازا عظيما مع شعبه الوفي‬ ‫دستورنا المغربي لفاتح يوليو ‪ 2011‬بفصوله ‪ 180‬وأبوابه الرابعة‬ ‫عشر‪ ،‬حيث كان احسن دستور مغربي منذ استقالل المغرب سنة‬ ‫‪ 1956‬وأول دستور أنجزه رجال قانون مغاربة باقتراحات وآراء‬ ‫عديدة وهامة وفطاحلة أكفاء في القانون من أجل تحقيق العدالة‬ ‫والحرية الشاملة والديمقراطية التي نتمنى من كل أعماقنا أن‬ ‫تزداد مثابة وتعمقا ببلدنا المغوار وبكل أنحاء المعمور‪ ،‬ودستورنا‬ ‫هذا كما نعرف متأثر وعامل بالمواثيق والقوانين الدولية الهامة‬ ‫واألساسية‪...‬‬ ‫فليكن لنــا نبــراس هادف إلى العـــال والتقــدم المنشـــود‬ ‫والمضطرد في حياتنا العامة والخاصة ومستقبلنا الباسم‪ .‬ال‬ ‫بد أن يكون بالتنفيذ الشامل لمقتضيات فصوله وفقراته وكل‬ ‫أبوابه كلها لتحقيق الحرية والعدل‪ ،‬وليكون من بديهيات حياتنا‬ ‫الخاصة والعامة االستمساك بالحرية والعدالة الحقة المنصفة‬ ‫التي تعطي الحق لكل طالب حقه وليكن مصونا ومضمونا وذلك‬ ‫لنصل بهذا إلى شاطئ النجاة ببلدنا المقدام المتطلع إلى الرقي‬ ‫المنشود والتقدم الحضاري المتواصل والداعم للشباب بالوصول‬ ‫إلى أهدافه التنموية بالعمل والمستقبل الباسم والخالق لفرص‬ ‫الشغل المناسبة والجيدة والبناءة للوطن بقدرات هذا الشباب‬ ‫ورجاالته ونسائه وشاباته التواقة لإلصالح في المملكة المغربية‬ ‫الشريفة والعالم العربي واإلسالمي والعالم اإلنساني األرحب بكل‬ ‫رحابة واقتدار‪.‬‬ ‫ولنحمي العدل والعدالة نقول‪ ،‬العدالة بدون قوة عاجزة‪،‬‬ ‫والقوة بدون عدالة مستبدة‪ .‬والعدالة بدون قوة متنازع عليها‬ ‫لوجود األشرار باستمرار‪ .‬والقوة بدون عدالة متهمة لذلك يجب‬ ‫ضم العدالة للقوة‪ .‬ولتحقيق ذلك ينبغي العمل لكي يصبح ما هو‬ ‫عادل قويا وما هو قوي عادال باستمرار لنحمي شبابنا وبالدنا‪.‬‬ ‫وعبرت عن هذا بمناسبة هاتين الذكرتين العظيمتين‪ ،‬وكما‬ ‫قال اهلل تبارك وتعالى في القرآن الحكيم (وذكر فإن الذكرى تنفع‬ ‫المؤمنين) [من سورة الذاريات اآلية ‪.]55‬‬ ‫ـ القصر الكبير في ‪2019/08/18‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫* األديب واإلعالمي‬ ‫والعضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية ‪ ‬ـ فرع المغرب‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪469‬‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 10‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫املغرب التطواين يف�شل يف احتواء �أزمة املدرب ال�سكتيوي‬ ‫صفحة‬

‫‪19‬‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 2‬شتنرب ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫أخطاء ينبغي تداركها‬

‫في أول ظهور له تعرض اتحاد طنجة لكرة القدم النتقادات حادة من‬ ‫قبل جماهيره بعد الخسارة والعرض الهزيل في كـأس محمد السادس‬ ‫لألندية األبطال بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫هذه المشاركة أظهرت الكثير من نقاط الضعــف واألخطاء التي على‬ ‫المدرب نبيل نغيز تصحيحها قبل بداية الموسم الكروي الجديد‪.‬‬ ‫ارتباك كبير بدا واضحا على أداء دفاع اتحاد طنجة خاصة في الشوط‬ ‫الثاني من مباراة الفريق األولى أمام الرفاع البحريني بسبب األخطاء التي‬ ‫ارتكبها الالعبون والمساحات التي كانوا يتركونها لمهاجمي الفريق اآلخر‬ ‫الذي كان بإمكانه الفوز بأكثر من هدفين لو عرف كيف يستفيد من أخطاء‬ ‫العبي فارس البوغاز‪.‬‬ ‫ولم يظهر االنسجام بين مكونات الخط الدفاعي خاصة مع ظهور العبين‬ ‫جديدين في خط الدفاع وهما أيمن سديل في الجهة اليسرى ومصطفى‬ ‫كمارا في الوسط إلى جانب رضوان المرابط وأيوب الجرفي‪.‬‬ ‫ضعف الدفاع واكبه عقم الهجـوم‪ ،‬حيث لم ينجح مهاجمو اتحاد طنجة‬ ‫في وضع بصمتهــم رغم الفرص السهلــة التي أتيحت لهــم‪ .‬حيث غابت‬ ‫اللمسة األخيرة رغم وجود مجموعة من األسماء من أمثال عبد الكبير الوادي‬ ‫والكعداوي وموكوكو‪.‬‬ ‫ويبدو أن االستغناء عن مجموعة من الالعبين المجربين دفعة واحدة‬ ‫بحجة كبر سنهم كان خطأ كبيرا وخلف تأثيرا واضحا خاصة وأن الفريق لم‬ ‫يبادر إلى تعويضهم بالشكل المثالي‪ ..‬حيث ظهرت خطوط الفريق متباعدة‬ ‫كما غاب صانع األلعاب ومنسق العمليات والربط والقائد الذي يعرف كيف‬ ‫يرتب األمور حين اختالل التوازن‪.‬‬ ‫كما أن غياب مهاجم من حجم أحمد حمودان للموسم الثاني على‬ ‫التوالي كان له أثر بارز على الخط األمامي‪.‬‬ ‫وأخيراً عالمات التعب واإلرهاق كانت بادية على الالعبين مما أثر سلبا‬ ‫على مردودهم‪.‬‬ ‫هذه المالحظات ينبغي على المدرب نبيل نغيز أخذها بعين االعتبار‬ ‫والعمل على تصحيحها قبل انطالق الموسم الكروي حتى ال يتكرر المشهد‬ ‫من جديد وبالتالي يتسبب ذلك في ابتعاد الجماهير عن الميادين‪.‬‬

‫فشـل المكتب المسيــر للمغرب أتلتيك‬ ‫تطوان في التوصل إلى حل مع المدرب طارق‬ ‫السكتيوي حول مستحقاته المالية بعد إقالته‬ ‫من منصبه شهر يوليوز الماضي‪.‬‬ ‫ويطالب السكتيوي بمستحقاته المالية‬ ‫كاملة‪ .‬الشـــيء الذي جعـل مكتـب الفريــق‬ ‫يفاوضه من أجل إيجاد حل يرضي الطرفين‪..‬‬ ‫لكن هذه المفاوضات لم تكلل بالنجاح‪...‬مما‬ ‫جعل المدرب طارق السكتيوي يرفع شكوى للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪.‬‬ ‫وكان المدرب طارق السكتيوي قدالتحق بفريق المغرب أتلتيك تطوان في منتصف الموسم‬ ‫الماضي واستطاع أن ينقذه من النزول إلى القسم الثاني‪.‬‬

‫تصرف لقجع يحرج رؤساء األندية‬ ‫المغربية‬

‫أرسل فوزي لقجع رئيس جامعة الكرة‪ ،‬رسالة قوية‬ ‫لألندية المغربية‪ ،‬بعد‪ ‬قراره المفاجئ بالتنحي عن رئاسة‬ ‫نهضة بركان‪ ،‬بأنه لن يقبل اتهامه مرة أخرى باالنحياز‬ ‫للفريق البركاني ومنحه امتيازات خاصة‪.‬‬ ‫وتخلى لقجع‪ ،‬عن منصبه ألحد نوابه السابقين وهو‬ ‫حكيم بن عبد اهلل‪ ،‬ليعوضه في والية مقبلة تستمر لمدة‬ ‫‪ 4‬سنوات ويصبح أصغر رئيس نادي في دوري المحترفين‬ ‫المغربي‪ ،‬حيث لم يتجاوز عمره ‪ 40‬عاما‪.‬‬ ‫وأكد‪ ‬لقجع خالل عمومية الفريق‪ ،‬أنه ضد السيطرة‬ ‫على المناصب والكراسي لفترات طويلة‪ ،‬معلناً أن مبدأ‬ ‫تكافؤ الفرص هو الذي يسيطر على مسابقة الدوري‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫باستقالته من منصبه‪ ،‬يكون فوزي لقجع قد استجاب‬ ‫لما ظل يصرح به خالل المؤتمرات الصحفية بأنه ال ينبغي‬ ‫لمسئول رياضي بأن يستمر في منصبه ألكثر من واليتين‪.‬‬ ‫لقجع استكمل واليته الثانية مؤخرًا بعد ‪ 10‬سنوات‬

‫اتحاد طنجة‬

‫يبحث عن بديل‬ ‫الوادي‬ ‫مجلس إدارة اتحاد طنجة بدأ التحرك من أجل البحث عن بديل مميز لتعويض الرحيل المحتمل لعبد الكبير‬ ‫الوادي إلى وادي دجلة‪.‬‬ ‫ويسعى نبيل نغيز مدرب اتحاد طنجة‪ ،‬إلى سد الفراغ الذي سيتركه رحيل عبد الكبير الوادي‪ ،‬خاصة أنه يعد‬ ‫من الالعبين األساسيين الذين يعتمد عليهم في الهجوم‪.‬‬ ‫ويبقى زكريا الهريش العب أهلي طرابلس‪ ،‬من أكبر المرشحين لتعويض رحيل‪ ‬الوادي‪ ،‬حيث دخلت إدارة‬ ‫اتحاد طنجة في مفاوضات معه منذ فترة‪.‬‬ ‫وكان اتحاد طنجة قد حسم صفقة صالح طاهر‪ ،‬القادم من نادي أهلي طرابلس‪.‬‬

‫من تواجده على رأس نهضة بركان‪ ،‬وبذلك يمرر رئيس‬ ‫اتحاد الكرة رسالته لبقية رؤساء األندية بضرورة ترك‬ ‫مناصبهم بعد واليتين فقط لفتح المجال أمام الكفاءات‪.‬‬ ‫جاء موقــف لقجـع ليقــدم درسـاً رائعــاً بأنه فضل‬ ‫االنسحاب‪ ‬في عز نجاح نهضة بركان بعد‪ ‬فوز الفريق بلقب‬ ‫كأس العرش وبلوغ نهائي كأس الكونفيدرالية األفريقية‪.‬‬ ‫وشهدت فترة تولي لقجع‪ ،‬دفع قيادة‪ ‬النادي البركاني‪،‬‬ ‫صفقة قياسية غير مسبوقة بالمغرب‪ ،‬من خالل بيع هدافه‬ ‫أيوب الكعبي لنادي هيبي فورتين الصيني بنحو ‪ 6‬ماليين‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫سينعم نادي نهضة بركـان بقليل من الهـدوء بعــد‬ ‫انسحاب فوزي لقجع من المشهد وتنحيه عن رئاسة ناديه‪،‬‬ ‫بعد أن ظل‪ ‬الفريق محط اتهامات بحصوله على امتيازات‬ ‫خاصة ومحاباة من الحكام‪.‬‬ ‫ورد لقجع على الذين شككوا في نزاهة المسابقات‬ ‫التي يرعاها اتحاد الكرة‪ ،‬بالرحيل عن نهضة بركان‪.‬‬

‫نعيم يتخلف‬ ‫عن معسكر‬ ‫المغرب‬ ‫التطواني‬ ‫ببوزنيقة‬ ‫فضل الجهاز الفني لفريق المغرب أتلتيك تطوان بقاء المهاجم زهير نعيم بتطوان من أجل االستمرار‬ ‫في التدريبات الخاصة التي يخضع لها وعدم االلتحاق بالمعسكر الذي يقيمه الفريق ببوزنيقة تحضيرا للموسم‬ ‫القادم‪.‬‬ ‫وكان الالعب زهير نعيم أحد المهاجمين البارزين في الفريق التطواني قد تعرض إلصابة في نهاية‬ ‫الموسم الماضي وخضع لعملية جراحية على مستوى الر كبة‪ ...‬ويخضع حاليا لبرنامج تدريبي خاص لتجهيزه‬ ‫قبل انطالق الموسم الكروي الجديد‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪ 27‬غ�شت �إلى ‪� 02‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1008‬‬

‫السلسلة الرابعة‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الرابعة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة سفر‬ ‫معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫مع األستاذ‬

‫محمد األشعري‬ ‫المحور األول ـ المسار الخاص ـ‬

‫يحضر األستاذ محمد األشعري‪ ،‬في مخيال القراء المغاربة والمشتغلين بالحقل السياسي والمجتمعي الوطني‪،‬‬ ‫بصيغة الواحد المتعدد‪ ،‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الشاعر والكاتب الروائي والمناضل السياسي والناشط الحقوقي‪ ،‬وواحد‬ ‫من أبرز وجوه معتقلي سنوات الرصاص‪ .‬وهو الوزير الذي انعطف بمشروع الثقافة الوطنية نحو أفق اتسمت فيه بتبني‬ ‫مفهوم الصناعة الثقافية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة اتحاد كتاب المغرب لثالث دورات عرفت خاللها‬ ‫هذه المؤسسة أقوى مراحل ديناميتها وإنتاجيتها‪.‬‬ ‫يعتبرون أنفسهم جنودا في خدمة الثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬يدافعون عنها كما يدافعـون عن‬ ‫شيء جوهري في حياتنا‪ .‬ولذلك اكتسبنا‬ ‫منهم‪ ،‬باإلضافة إلى معرفة اللغـة وأسرارها‪،‬‬ ‫ذلك الشغـف باألدب العربي والذي دفعنـي‬ ‫في ما بعد إلى االهتمام بالكتابة واالرتباط‬ ‫بها ارتباطا عضويا إذا صح هذا التعبير‪ .‬وقد‬ ‫نشرت أولى نصوصي في مرحلـة تعليمــي‬ ‫اإلعدادي وأنا ما أزال تلميذا لهذا األستاذ‪.‬‬ ‫هذه العالقة المبكرة باألدب جعلت مسألة‬ ‫الكتابة تحتل الجانب األكبر من حياتي‪ .‬منذ‬ ‫عقود وأنا مرتبط بفعل الكتابة قراءة وشغفا‬ ‫وإبداعا‪ ،‬وال أستطيع أن أتصور نفسي خارج‬ ‫ميكانيزمات الكتابة‪.‬‬

‫• أريد أن أعرف هل هذا االمتزاج بين‬ ‫الممارسة السياسية والوعي بها‪ ،‬وبين‬ ‫انعكاسها على مستوى الكتابة‪ ،‬هل‬ ‫كان مؤطرا نظريا‪ ،‬خصوصا إذا أستحضرنا‬ ‫تأثير نظرية االتزام كفلسفة استلهم‬ ‫منها الكثير من الكتاب رؤيتهم للعالم‬ ‫وقتها؟‬ ‫ليـس بالنسبـة لي شخصيـا‪ ،‬وأظن أن‬ ‫االلتزام‪ ،‬بمعناه األخالقـي‪ ،‬أي االنتصار إلى‬ ‫الحريات والحقوق والعدل والديموقراطية‬ ‫‪..‬الخ‪ ،‬كان حاضرا بقوة بالنسبة للكثير من‬ ‫الشعراء والكتاب من جيلي‪.‬‬ ‫في نظري ليس هناك دائما ارتباط بين‬ ‫هذا االلتزام وبين الكتابة أو مسار الكتابة‬ ‫بحد ذاته‪ ،‬ألن الكثير من الناس يضعون نوعا‬ ‫من التالزم بين الكاتب أو الشاعر الذي له‬ ‫أفكار سياسية‪ ،‬أو له انتماء‪ ،‬وبين ما يكتبه‪.‬‬ ‫الكتابة لها خصوصيته‪ .‬هي ليست مجـــرد‬ ‫مرآة للنظريات التي نؤمن بها‪ ،‬أو المشروع‬ ‫السياسي الذي نحاول أن ننجزه‪ ،‬وهي أيضا‬ ‫عملية حميمية‪ ،‬ومساءلة لحرية الكاتب‬ ‫وثقافته األدبية والفنية‪ ،‬وال يمكن أن نختزل‬ ‫الكتابة في مجرد صوت أو وعاء‪ .‬الكتابة التي‬ ‫حاولت أن تكـون مجرد ناطقـة باسم رأي‬ ‫سياسي أو باسم حزب سياسي فشلت‪ ،‬ولم‬ ‫تكن أبدا كتابة‪ .‬لماذا؟ لسبب بسيط هو أن‬ ‫التعبير عن الرأي السياسي أو االختيار الحزبي‬ ‫أو االنتصار لمشروع فكري يمكن أن يتم عير‬ ‫وسائل مباشرة دون حاجة إلى الفن أو األدب‪.‬‬ ‫السياسي أو اإليديولوجي إذا كان في‬ ‫حاجة إلى األدب فينبغي أن تكون حاجته‬ ‫إنسانية وجودية مثله مثل جميع المواطنين‪.‬‬

‫• كيف نشأت عالقتك بالكتابة؟‬

‫ربما‪ ،‬بطريقة مبكرة جدا‪ ،‬وبالضبط في‬ ‫مراحل أولى من تعليمي الثانوي‪ ،‬وتحت تأثير‬

‫كبير وعميق ألستاذ اللغة العربية آنداك وهو‬ ‫المرحوم األستاذ عبدالكريم الخطابي بثانوية‬ ‫مـوالي إدريس زرهـون‪ .‬في السنـة األولـى‬ ‫إعدادي بدأ يواكب معنا بطريقة ذكية وممتعة‬ ‫تجربة األدب العربي من خالل نصوص قديمة‬ ‫وكالسيكية‪ ،‬منها قصائد من العصر الجاهلي‬ ‫والعباسي‪ .‬وهناك اكتشفت على يديه عددا‬

‫من التجارب الشعرية القديمة‪ ،‬وأيضا بعض‬ ‫التجارب الحديثة خصوصا المدرسة المصرية‪..‬‬ ‫أحمد شوقي على وجه التحديد‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫سأتعرف على الشوقيات‪ ،‬وسيكون ذلك زلزاال‬ ‫حقيقياً في ذائقة الشعرية‪ .‬وكان هذا األستاذ‬ ‫يحتفي كثيرا بالنصوص التي نكتبها بناء‬ ‫على طلبه في الواجبات المدرسية‪ .‬وأول مرة‬ ‫احسست فيها بتأثير نص كتبته هو المرة التي‬ ‫ألح فيها األستاذ على أن أمر في كل األقسام‬ ‫لقراءة ذلك النص‪ .‬بعد ذلك حصل لي نوع من‬ ‫االفتتان باألدب العربي‪ ،‬وبالنصوص الشعرية‬ ‫الحديثة‪ .‬وكنت في مدينة صغيرة ليس فيها‬ ‫أي وسيلة للترفيه أو للمتعة غير القراءة‪.‬‬ ‫نحن كان لنا الحظ أن أساتـذة اللغـة‬ ‫العربية الذين تتلمذنا على أيديهـم كانـوا‬

‫• عندما نتحدث عن الكتابة هنا‪ ،‬فنحن‬ ‫طبعا نتحدث عن الشعر بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫فالسي محمد بدأ شاعرا على ما أظن؟‬

‫السبعينيات‪ ،‬وتعرفت على السي محمد برادة‪،‬‬ ‫حصلت على عضوية اتحاد كتاب المغرب‪،‬‬ ‫وكان وقتها ممكن الحصول على العضوية‬ ‫بنصوص منشـورة متفرقــة في الجرائـــد‬ ‫والمجالت‪ ،‬ولم يكن بالضرورة التوفر على‬ ‫كتاب منشور شرطا أساسيا لذلك‪ .‬وقد خولت‬ ‫لي العضوية الترشح للمكتب المركزي في أول‬ ‫تجربة وأنا صغير جدا سنة ‪ 1976‬مع األستاذ‬ ‫محمد برادة‪ ،‬وهكذا خضت التجربة بناء على‬ ‫تلك العضوية‪.‬‬ ‫سنتان بعد ذلك‪ ،‬وفي إطار اتفاقية بين‬ ‫اتحاد كتاب المغرب واتحاد األدباء والكتاب في‬ ‫العراق‪ ،‬سيصدر لي أول ديوان شعري ببغداد‪،‬‬ ‫جمعت فيه كل تلك النصوص المتفرقة التي‬ ‫نشرتها من قبل‪ ،‬ونصوصا جديدة‪ ،‬وهو‬

‫بدأت في الواقع شاعرا وقصاصا‪ ،‬فكنت‬ ‫أكتب القصة القصيرة ونصوصا عبارة عن‬ ‫خواطر‪ ،‬وكنـت أبعثهـا في ذلك الوقـت إلى‬ ‫جريدة العلم على عنوانها البريدي بدون أن‬ ‫أكون على معرفة قريبة أو بعيدة بأي شخص‬

‫يشتغل بالجريدة‪ ،‬وكذلك في جريدة الكفاح‬ ‫الوطني التي كانت لسان الحزب الشيوعي‬ ‫أنذاك‪ ،‬وكنت أبعث بقصائد إلى المرحـوم‬ ‫الشاعـر «إدريس الجاي» من خالل برنامـج‬ ‫إذاعي له اسمه «حديث األربعاء» على ما‬ ‫أظن‪ ،‬وكان يستقبل فيه قصائـد الناشئة‬ ‫وتلقى على مسامع الناس‪ ،‬وأتذكر أنني كنت‪،‬‬ ‫في تلك الفترة‪ ،‬مواظبا على الظهور في هذا‬ ‫البرنامج‪ ،‬ودائما عن طريـق البريد‪ .‬وكان من‬ ‫بيـــن األسماء األكثر ترددا على هذا البرنامج‬ ‫الشاعر الصديق «حسن األمراني» الذي كان‬ ‫أكبر مني سنا وأنضج من الناحية الشعرية‬ ‫في ذلك الوقت‪ .‬فمدرسة «إدريس الجاي»‬ ‫كان لها تأثير كبير من جانب العالقة التقنية‬ ‫بالكتابة الشعـريـة‪ ..‬في ما يتعلق بالجملة‬ ‫الشعرية‪ ،‬والتفعيلة وغيرها‪ ،‬حيث كان يجري‬ ‫ويقترح تصحيحات استفدت منها كثيــرا في‬ ‫ذلك الوقت‪.‬‬

‫• وكيف تبلورت ظروف إصدار الديوان‬ ‫األول؟‬ ‫في الواقع‪ ،‬كنت أنشر بعض القصائد في‬ ‫صفحات الشباب بجريدة «العلم» و»الكفاح‬ ‫الوطني» وجريدة «المحرر» األسبوعية التي‬ ‫كانت تتعرض باستمرار للمنع‪ .‬وبعدها‪،‬‬ ‫ولفترة طويلة نشرت بشكل متتابع ومتواصل‬ ‫نصوصا كثيرة في الملحق الثقافي‪ .‬وأذكر‬ ‫أنني عندما جئت إلى الرباط في منتصف‬

‫ديوان «صهيل الخيل الجريحة»‪ .‬وهو ديوان‪،‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬جاء بطريقة عفوية تقريبا شعرت‬ ‫معها أنني لم أحضر نفسي كثيرا لصدوره‪.‬‬ ‫وعندما حصلت على الديوان ألول مرة كان‬ ‫شيئا مفاجئا بالنسبة لي‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫وضعني أمام نوع من المسؤولية‪ ،‬أحسست‬ ‫معها أنه لم يعد فقط نصا منشورا في‬ ‫صحيفة تنتهي بانتهاء مدتها اليومية‪ ،‬بل‬ ‫يتعلق األمر بكتاب سيبقى‪ ،‬وسيحمل اسمي‪.‬‬ ‫ومن األشياء الطريفة في صدور هذا الديوان‬ ‫أنني بعثه بعنوان «صهيل الخيول الجريحة»‪،‬‬ ‫فصححه األستــاذ الرسام والشاعـر شفيــق‬ ‫الكمالي‪ ،‬واقترح لفظة «الخيل» بدل الخيول‪،‬‬ ‫على اعتبار أنها جمع في حد ذاتها‪ ،‬وهو أيضا‬ ‫الذي وضع لوحة الغالف‪.‬‬ ‫شاءت الظروف بعد ذلك‪ ،‬بفترة وجيزة‪،‬‬ ‫أن عرفت التجربة الشعرية المغربية نوعا من‬ ‫الغيالن من خالل لقاءات مهمة في الشاون‬ ‫وفاس ومكناس والمحمدية والدار البيضاء‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫وصاحب كل هذه اللقاءات اجتهادات نظرية‬ ‫حول تجربة القصيدة المغربية‪ ،‬ولذلك فمن‬ ‫األشياء النادرة التي ستعرفها هذه التجربة‬ ‫أنها‪ ،‬خالفا لما كان يقع بالنسبة للتجارب‬ ‫العربية‪ ،‬أنها كانت تنتهي بإصدار بيانات‬ ‫شعرية‪ ...‬بيان مكناس وبيان فاس وبيان‬ ‫الشاون‪ ..‬وكانت نوعا من «إعالن النوايا»‪،‬‬ ‫وفي نفس الوقت نوعا من محاولـة تفسيــر‬ ‫رؤيتنا للشعر في ذلك الوقت‪ .‬وقد لعب كثير‬ ‫من شعراء السبعينيات دورا أساسيا في تلك‬ ‫البيانات‪ ،‬وفي هيكلة النقاش حول القصيدة‬ ‫المغربية‪...‬محمد بنيس عبداهلل راجع محمد‬ ‫بنطلحة وأخرون‪ .‬وكنت بينهم أحد الذين‬ ‫يسعون إلى فهم ماهية القصيدة التي نريد‬ ‫أن نكتبها ولماذا‪.‬‬

‫• السي محمد‪ ،‬أنت تعـرف جيدا أن‬ ‫تجربة القصيدة المغربية رافقتها أيضا‬ ‫مقاربات نقدية أكاديمية تصنيفية‪ ،‬إذا‬ ‫صح التعبير‪ ،‬نستحضر أطروحة محمد بنيس‬ ‫التي أدرجت تجربة جيل الستينيات ضمن‬ ‫بنية «السقوط واالنتظار»‪ ،‬ثم أطروحة‬ ‫عبداهلل راجـع التي أطرتـها في بنيـة‬ ‫«الشهـادة واالستشهـاد»‪ .‬األطـروحتان‬ ‫معا أحدثتا جدال قويا في أوساط التداول‬ ‫الثقافي العام لتجربة قصيدتنا المغربية‪،‬‬ ‫بل وخلفتا أحيانا استياء أو عدم قبول‬ ‫«نظري» لما انتهت إليه األطروحتان‪.‬‬ ‫كيـف تعامل السي محمد األشعري‬ ‫مع هاتين األطروحتان‪ ،‬ولربما مع غيرها‬ ‫من المقاربات؟‬ ‫سؤال سنتـرك اإلجابة عنه للحلقـة‬ ‫القادمة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.