Achamal n° 1012 le 24 Septembre 2019

Page 1

‫محمد األشعري‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫الحلقة‬ ‫الثامنة‬

‫أعتقد أن هناك أجيال جديدة من الكتاب يجب عليها أن‬ ‫تكون في مقدمة من يهتم بحياة االتحاد‪ ،‬إذا كانت لديها‬ ‫هذه الرغبة‪ .‬ويجب أال نتصور مع ذلك أننا سنستعيد صورة‬ ‫ما لالتحاد من الماضي‪ .‬البد أن نعي بأن على االتحاد أن يتخذ‬ ‫شكال آخر من أشكال العمل الثقافي‪،‬‬ ‫الصفحة ‪20‬‬

‫خا�ص‬

‫تقييم اإلنجازات وتحديد أوجه‬ ‫القصور وتفعيل أدوات التغيير‬ ‫كمقدمة للنموذج التنموي الجديد‬

‫عن الدورة‬

‫صفحة ‪8‬‬

‫الدكتور عبد اللطيف‬ ‫الزكري في ذمة اهلل‬

‫‪25‬‬

‫من مهرجان تطوان لسينما البحر‬ ‫األبيض المتوسط‬

‫الحلقة األولى‬

‫إعالم جهوي متقدم‬ ‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫�صفحات ‪12 - 11 - 10 - 9‬‬

‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫العـدد ‪ 1012‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثـالثــاء ‪ 24‬مـحـرم ‪� 24 / 1441‬إلى ‪� 30‬شـتنبـر ‪2019‬‬

‫صفحة ‪13‬‬

‫جرت العادة المخيبة لآلمال جدا‪ ،‬على امتداد عصور من تاريخنا المغربي السياسي‪ ،‬ولربما من التاريخ العربي عموما‪ ،‬أن تصنف المسألة الثقافية ضمن الترتيبات‬ ‫المتأخرة في االنشغاالت الحكومية‪ .‬بل إنها غالبا ما كانت تُأخذ‪ ،‬من جانب التعاطي معها‪ ،‬على أنها مكون ذو بعد تكميلي‪ ،‬إن لم نقل ذا بعد ترفيهي يلبي الحاجيات‬ ‫االمتيازية الزائدة عند الناس‪.‬‬ ‫لسنا في حاجة إلى التأكيد على أن المكون الثقافي في تاريخ الشعوب العظيمة شكل دائما الواجهة الحضارية التي تُقدم بها نفسها إلى العالم‪ .‬ولسنا في حاجة أيضا‬ ‫إلى التأكيد على أنها أولته العناية القصوى في سياساتها التدبيرية‪ ،‬وأنها هيأت له من البنيات والهياكل المادية والرمزية ما يجعله يندرج ضمن المقدسات الوطنية عندها‪،‬‬ ‫وعند أجيالها المتعاقبة‪.‬‬ ‫مرد هذا الكالم هو الموعد التاريخي المضروب مع المغاربة من خالل التعديل الوزاري المرتقب الذي دعا إليه الملك‪.‬‬ ‫يحلم المغاربة بأن يلمسوا في هذا التعديل الوزاري إرادة وطنية حقيقية لترجمة تطلعاتهم الرمزية في أن يروا عقودا من تراكمهم الثقافي الذي أنجزته أجيال من‬ ‫المثقفين والمفكرين والفنانين‪ ،‬تتجسد في سياسة ثقافية متقدمة جدا تقطع مع العقلية الترفيهية التنشيطية‪ ،‬وتنتقل إلى أفق مادي ترسخ فيه وجودها عبر هياكل‬ ‫وبنيات رمزية واقعية‪.‬‬ ‫إن تراث عبداهلل كنون ومحمد عابد الجابري ومحمد شكري وعبدالكريم غالب ومحمد زفزاف وأحمد المجاطي ومحمد الخمار الكنوني ومحمد القاسمي وعبد اهلل العروي‬ ‫وعبدالفتاح كيليطو وخناتة بنونة‪ ،‬وكل األسماء الرمزية السابقة والالحقة‪ ،‬ومن مختلف األجيال الفكرية‪ ،‬يحتاج هذا التراث إلى أن يجسد في معالم ثقافية مادية ملموسة‪.‬‬ ‫نحلم جميعنا في نرى مثال «بيوتات» هؤالء الرموز تتحول إلى «مزارات» تقصد للوقوف على الوجه الحضاري المغربي المعاصر في صورته التمثيلية‪.‬‬ ‫نحتاج أن تخلد معالمنا الثقافية اإلنسانية بالمنجزات التي تصمد في وجه التاريخ‪ ،‬وليس بالتنشيطات المبهرجة‪.‬‬ ‫نحتاج أوال وأخيرا أن يعاد النظر في الترتيب األولوي للقطاعات الحقيقية التي تؤسس الحضارات‪ .‬وال أظن أن أحدا يشك في ان الثقافة أوالها‪.‬‬ ‫نحتاج أن يضع رئيس الحكومة كل هذا في اعتباراته وهو يرسم معالم المغرب الجديد الذي نريده من خالل حكومته الثانية‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1012‬‬

‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫في ضرورة الفن‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬

‫مغارات‪..‬‬

‫محمد سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫بين «البام» و»البيجيدي»‬ ‫مرة أخرى‪!! ‬‬ ‫المقارنة بين الحزبين الغريمين البارزين‪ ،‬في ساحتنا السياسية‪،‬‬ ‫تكاد تكون مستحيلة‪ ،‬خاصة وأن القواسم المشتركة‪ ،‬والخاصيات التي‬ ‫تميز كل حزب‪ ،‬ال تستقر على حال‪ ،‬وال تنفصل عن محال‪ ..‬وتخبرنا‬ ‫العناكب عن خيوطها الواهية‪ ،‬من جهة‪ ،‬والمتشابكة من جهة‬ ‫أخرى‪ ..‬المهم‪ ،‬يصاب بالدوار‪ ،‬إن لم نقل بالخبل‪ ،‬من يحاول فك هذه‬ ‫الخيوط‪ ،‬أو مجرد سل بعضها‪ ..‬ومع ذلك‪ ،‬سنغامر بهذه المحاولة‪،‬‬ ‫ليس من أجل التسلية‪ ،‬فقط‪..‬‬ ‫األصالة والمعاصرة‪ :‬المعاصرة‪ ،‬قد يقصد بها الحداثة‪ ،‬بمفهوم‬ ‫ما‪ ،‬واالنفتاح على المحيط‪ ،‬داخلياً وخارجياً‪ ،‬في السياسة واالقتصاد‬ ‫والثقافة وما يتناسب معها‪ ..‬األصالة‪ :‬حمالة أوجه‪ ،‬كما يقول الفقهاء‪.‬‬ ‫ومهما تشبث «البام» باألصالة‪ ،‬فإنه سيقف‪ ،‬ال محالة‪ ،‬عند الحد الذي‬ ‫يستقر فيه «البيجيدي»‪ ،‬في الدين والدنيا‪ ..‬وبذلك‪ ،‬سيصبح للدال‬ ‫أكثر من مدلول‪..‬‬ ‫العدالة والتنمية‪ :‬إذا ما تحدثنا عن العدالة السماوية‪ ،‬فإننا‪،‬‬ ‫شرطاً‪ ،‬نؤول إلى األصل الذي من األصالة في كثير من األشياء‪..‬‬ ‫أما إذا نزلنا إلى العدالة األرضية‪ ،‬فإن ذلك من روح المعاصرة‪ ،‬وال‬ ‫شك‪ ..‬وبقيت لنا التنمية‪ :‬أليست التنمية‪ ،‬بمفهوم ما‪ ،‬بنتاً للعصر‪:‬‬ ‫أب المعاصرة؟‬ ‫الخالصة األولية‪ :‬ينتسب الحزبان‪ ،‬معاً‪ ،‬ولو على سبيل التسمية‪،‬‬ ‫إلى نفس الساللة‪.‬‬ ‫قبل هبات نسائم الربيع على بالد المغرب (األقصى)‪ ،‬وقبيل خروج‬ ‫فؤاد عالي الهمة من الحزب وعودته إلى المربع الملكي‪ ،‬كان النعت‬ ‫المقترن بالوافد الجديد يحدث تأتأة لدى غالبية من يطلق عليه‪ :‬حزب‬ ‫القصر‪ ..‬هذا عن البام‪ .‬ولكن ماذا عن البيجيدي الذي شهد النور على‬ ‫يد رجل جاء من القصر‪ ،‬وإلى القصر عاد‪ ،‬إلى أن تواله المولى حز وجل‬ ‫برحمته؟‬ ‫نعيد طرح السؤال‪ ،‬على سبيل التدقيق‪:‬‬ ‫ أيهما حزب القصر‪ ،‬البيجيدي أم البام؟‬‫جوابنا المتواضع‪:‬‬ ‫ كالهما (أو ال أحد‪.)..‬‬‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬طار إلى سدة الحكومة على أجنحة طيور‬ ‫‪ 20‬فبراير التي (نقبت) حزب األصالة والمعاصرة في بؤبؤي عينيه‪:‬‬ ‫الهمة والعماري‪ ،‬فيما يشبه قول الشاعر (مع تحوير فادح)‪ :‬مصائب‬ ‫حزب عند حزب فوائد‪.‬‬ ‫ولما وقف حمار الحكومة (التي يقودها البيجيدي) في عقبة‬ ‫المعارضة (التي ينشطها البام)‪ ،‬جاء الحزب الذي تضرر من الحراك‬ ‫ليلوح بإمكانية الخروج إلى الشارع في طبعة جديدة منقحة ومزيدة‬ ‫لحركة ‪ 20‬فبراير‪ ،‬الحركة التي جاءت بالعدالة والتنمية إلى الحكم‪،‬‬ ‫وساهمت في تقليص حجم األصالة والمعاصرة وإجباره على ركوب‬ ‫قطار المعارضة‪ ،‬بعدما تخلف القطار السريع الذي سمي قيد حياته‪:‬‬ ‫‪..G8‬‬ ‫نعود لطرح السؤال‪ ،‬من جديد‪:‬‬ ‫ أيهما معبود الجماهير؟‬‫سوف لن نغامر بالجواب هذه المرة‪ ،‬حتى نشهد االستحقاقات‬ ‫المنتظرة في العام ‪.2021‬‬ ‫يقول البام‪ :‬إن البيجيدي يبيع الوهم للمغاربة‪ ،‬ويستغل‬ ‫المشترك‪ ،‬في إشارة إلى الدين‪..‬‬ ‫ويقول البجيدي‪ :‬إن البام يوزع بطائق االنخراط على العفاريت‪،‬‬ ‫ويستغل المشترك‪ ،‬في إشارة إلى اإلدارة‪..‬‬ ‫ومن جديد‪ ،‬نلقي بسؤالنا‪ ،‬في الهواء‪ ،‬مباشرة معكم‪:‬‬ ‫ أيهما يستغل المشترك‪ ،‬البيجيدي أم البام؟‬‫جوابنا المحتشم‪:‬‬ ‫ كالهما (أو ال أحد)‪.‬‬‫البيجيدي‪ ،‬أنهكه جر «جاليل» «سلهام» السلطة القشيب‪ ،‬بينما‬ ‫البام ضاق عنه جلباب المعارضة الضيق أص ًال‪ ،‬وأصبحا يتخبطان (من‬ ‫المس)‪ ،‬وإن لم ينهار أحدهما أو كالهما فإن حليب القصر الذي رضعاه‬ ‫في صباهما هو الذي سينفعهما‪...‬‬

‫‪ -‬نلتقي‪! ‬‬

‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫محمد العطالتي‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫‪atlati.mohammed@gmail.com‬‬ ‫لعل من أبرز العالمات والمؤشرات الدالة على‬ ‫مستوى وطبيعة ثقافة المجتمعات اإلنسانية‪،‬‬ ‫على مر التاريخ‪ ،‬مدى سيادة وانتشار اإلنتاج‬ ‫الفني في أوساطها‪ ،‬فالمجتمعات البشرية‪ ،‬بهذا‬ ‫المعنى‪ ،‬ترتقي أو توصف بالرقي حينما تكون‬ ‫مجتمعات منتجة ومستهلكة للفنون في آن واحد‪،‬‬ ‫بينما تهوي هذه المجتمعات إلى الدرك األسفل‬ ‫في سلم البشرية كلما تضاءلت مساهماتها في‬ ‫مسألة اإلنتاج اإلبداعي‪.‬‬ ‫و تحتل السينما‪ ،‬إلى جانب األشكال الفنية‬ ‫األخرى‪ ،‬باعتبارها « المعادلة اإلشكالية الكبرى‬ ‫بين الفن والصناعة»‪ ،‬بحسب تعريف بول روثا‪،‬‬ ‫المكانة األبرز في َّ‬ ‫سُلم الفنون البشرية‪ ،‬وعاكسا‬ ‫قويا وواضحا لدرجة تقدم الشعوب واتجاهها‬ ‫نحو المزيد من التطور‪ ،‬وتأسيسا على ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫كان من المنطق السليم أن تظهر السينما‪ ،‬كفن‬ ‫سابع‪ ،‬للوجود في أحضان مجتمعات بلغت درجات‬ ‫شامخة من التقدم الشامل في كل ميادين‬ ‫الحياة‪ ،‬وكان ذلك منذ أزيد من مائة سنة في‬ ‫دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا والواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫و مع التسليـم بهذا المعطى الثابــت في‬ ‫تاريخ السينما ‪ ،‬كمنتج ثقافي يعود للمجتمعات‬ ‫المتحضرة‪ ،‬لنا أن نتساءل عن واقع الفن في‬ ‫مجتمعاتنا العربية اإلسالمية‪ ،‬وعن ماهية الدور‬ ‫السلبي الذي قامت‪ ،‬والزالت تقوم به‪ ،‬التيارات‬ ‫السلفية الماضوية عبر محاولة صنع جدار يفصل‬ ‫المجتمع عن طبيعته البشرية عن طريق إذاعة‬ ‫فتاوى تتعلق بتحريم «الفنون» استنادا لمرجعيات‬ ‫ظالمية‪ ،‬وهنا ال بد من التذكير بمسألة هامة ‪،‬‬ ‫فقد تأخر دخول آلة الطباعة إلى العالم العربي‪،‬‬ ‫من خالل القطر المصري‪ ،‬مدة تزيد من مائة‬ ‫سنة‪ ،‬وكانت تلك هي المدة الضرورية إلجراء‬ ‫القياس الفقهي واالجتهاد النظري بحثا عن‬ ‫األدلة الشرعية التي يمكن اعتمادها من أجل رفع‬ ‫التحريم عن استعمال اآللة الطابعة‪ ،‬ال لشيء إال‬ ‫لكونها منتوجا «غربيا كافرا»‪ ،‬يحتمل أن يكون‬ ‫المراد منه محاربة العقيدة اإلسالمية وتحريف‬ ‫معتنقيها المسلمين عن ديانتهم‪ ،! ‬ولنا أن‬ ‫نتصور كم ساهمت الفتاوي الظالمية في إبعاد‬ ‫الناس عن وسائل التعبير ومنع العلم والثقافة‬ ‫من االنتشار بينهم‪.‬‬ ‫استحضر في هذا السياق أن مهرجان السينما‬ ‫المتوسطية بمدينة تطوان‪ ،‬وهو موضوع‬ ‫الملحق الثقافي لجريدة الشمال‪ ،‬قد بلغ سنته‬ ‫الخامسة والثالثون‪ ،‬والشك أنها فترة قصيرة‬ ‫من الناحية الزمنية‪ ،‬رغم أنها‪ ،‬من الزاوية الفنية‪،‬‬ ‫فترة مديدة بالنظر إلى ما أنجزه هذا المهرجان‬ ‫السينمائي المتوسطي من مساهمات في طريق‬

‫نشر القيم اإلنسانية الموحدة ومن خدمة للفن‬ ‫في أبعاده القيمية العالمية‪.‬‬ ‫و لغـــرابـة الصـدف وتماهــي «األرقــــام»‪،‬‬ ‫أن الفترة الزمنية التي عمرهــا مهرجــان تطوان‬ ‫السينمائي وهي خمسة وثالثون عاما‪ ،‬هي نفس‬ ‫الفترة الزمنية التي استلزمتها السياسة‪ ،‬في بلد‬ ‫مشرقي كالمملكة العربية السعودية‪ ،‬من أجل‬ ‫«استعادة» السينما ورفع التحريم الديني عنها‪،‬‬ ‫لكن برغم هذا الرفع‪ ،‬غير المعلن رسميا‪ ،‬ال زالت‬ ‫فتاوى التحريم رائجة في المجتمع البدائي‪ ،‬فوفق‬ ‫مصادر عديدة‪ ،‬أعاد مفتي السعودية التأكيد بــ‬ ‫«أن الترخيص للحفالت الغنائية‪ ،‬وإعداد دور‬ ‫سينما‪ ،‬حرام لالثنين معاً لما ينطويان عليه من‬ ‫مفسدة لألخالق والقيم‪ ! ».‬بل إن الشيخ نفسه‪،‬‬ ‫وهو رئيس هيئة كبار العلماء‪ ،‬أكد أن السينما‬ ‫«ال خير فيها وهي مجرد ضرر وإفساد لألخالق‬ ‫وتدمير للقيم «‪! ‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬ال يجوز أن نقارن بين مجتمع مغربي‬ ‫يعيش على ضفاف المتوسط ‪ ،‬يطل على أروبا‬ ‫صانعة الحضارة المعاصرة‪ ،‬وبين مجتمع موغل‬ ‫في الثقافة المعادية للقيم اإلنسانية‪ ،‬مجتمع ال‬ ‫زالت تحكمه عقيدة البلهاء وفتاوى األغبياء‪ ،‬لكننا‪،‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ما زلنا في حاجة إلى جرعات إضافية في‬ ‫إنتاج سياسة كفيلة باإلبداع وإنتاج المزيد من‬ ‫الشروط الفكرية والموضوعية التي بإمكانها‬ ‫الدفع في اتجاه تطوير المجتمع على مستويات‬ ‫متعددة‪ ،‬بدءا تطوير التعليم والتربية‪ ،‬وليس‬ ‫انتهاء بتطوير التصنيع‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬فهذا مطمح ال يمكن أن يتحقق‬ ‫إال من خالل إذاعة الشروط الفكرية واألدبية‬ ‫الكفيلة بتحرير الناس من جبروت التسلط ومن‬ ‫ادعاءات ومزاعم الكهان‪.‬‬ ‫لقد كانت تطوان‪ ،‬عبر تاريخهــا المديد‬ ‫حاضرة متقدمة في شمال البالد‪ ،‬وخالل فترة‬ ‫َ‬ ‫منشأ لمجتمع متآلف‪،‬‬ ‫الحماية اإلسبانية تحديدا ‪،‬‬ ‫يجمع بين أصالة الماضي وإبداعات الحاضر‪ ،‬ما‬ ‫مكن المدينة من تبوأ المكانة الرائدة بشمال‬ ‫المملكة في إنتاج المعرفة والفنون والجنوح‬ ‫إلى السلم واإلخاء‪ .‬ولذلك فالراجح أن الشيخ‬ ‫أبو العباس الرهوني لم ينذر حياته عبثا من‬ ‫أجل تصنيف مؤلفه الشهير «عمدة الراوين في‬ ‫تاريخ تطاوين»‪ ،‬فالرجل أدرك تمام اإلدراك أنها‬ ‫حاضرة للثقافة بكل أبعادها اإلنسانية‪ ،‬وهي‬ ‫لذلك لن تبخس األشياء قيمتها وستظل على‬ ‫الدوام تلك المدينة المتوسطية المحاربة من‬ ‫أجل «ضرورة الفن»‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫درد‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫ُطلب منه أن يتحدث عن نفسه‪ ،‬فسُقط في يده‪ ،‬ألن المتحدث عن نفسه البد‬ ‫أن يزكيها‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى يقول‪« :‬وال ت ّ‬ ‫ُزك ــوا �أنف�سكــم‪ ،‬هو �أعلــم مب ــن‬ ‫اتقى»‪.‬‬ ‫وهو امتثاال لهذا النهي اإللهي‪ ،‬ال يريد أن يضفي على نفسه من الصفات‪ ،‬ما‬ ‫يتعارض مع تربيته وسلوكه‪ .‬فهو رجل بسيط آتاه اهلل ِنعمَ الكفاف والعفاف والغنى‬ ‫عن الناس‪ ،‬فحمد اهلل وشكره‪ ،‬ودخل في صوفته راضيا بما قسمه اهلل له‪ ،‬قنوعا‬ ‫بنصيبه من الدنيا‪ ،‬مبتغيا فيما آتاه اهلل الدار اآلخرة‪.‬‬ ‫يسعى إلى األسواق كما يسعى الناس‪ ،‬ويتصفح الجرائد كما يتصفحها الناس‪،‬‬ ‫ويشاهد التلفاز كما يشاهده الناس‪ ،‬ويتخبط في بعض المشاكل العائليـة‪ ،‬كما‬ ‫يتخبط كثير من أرباب األسر‪ ،‬ويفرح لفرح أبنائه وحَفدته‪ ،‬ويحزن إذا أصاب أحدَهم‬ ‫مكروه‪ ،‬ويصطدم بالمساطر اإلدارية كما يصطدم بها ُّ‬ ‫كل متردد على اإلدارات‪،‬‬ ‫ويتسابق إلى المساجد كما يتسابق إليها الحريصون على أداء الصلوات الخمس‬ ‫في أوقاتها‪ ،‬و‪. ...‬‬ ‫هو مواطن بسيط ال يريد إال الستر‪ ،‬لذا ال يستطيع أن يتحدث عن نفسه‪ ،‬وحتى‬ ‫إذا لبى الطلب‪ ،‬فماذا يستطيع أن يقول؟ هل سيقول‪ :‬إنه كان موظفا مستقيما في‬ ‫أداء واجبه؟ وإذا قال هذا‪ ،‬فإنه لن يأتي بجديد‪ ،‬فالكل يدّعي أنه يقوم بواجبه على‬ ‫أحسن وجه وأتمه‪ ،‬األستاذ‪ ،‬المدير‪ ،‬الشرطي‪ ،‬البواب‪ ،‬القائد‪ ،‬التاجر‪ ...‬كل هؤالء‬ ‫وغيرهم يدعون األمانة‪ ،‬وتحمل المسؤولية‪ ،‬والنزاهة المطلقة‪.‬‬ ‫وإذن‪ ،‬فليـس هنـاك مقصر‪ ،‬وليس هنـــاك مفرّط‪ ،‬وليس هناك متقاعس أو‬ ‫متكاسل‪.‬‬ ‫لهذا السبب ارتجَّ عليه حين طلب منه أن يقدم نبذة عن حياته‪.‬‬ ‫ثم إن كل واجب يؤديه أي موظف‪ ،‬يتقاضى عنه أجرا‪ ،‬فهو إذا أدى واجبه‪ ،‬فقد‬ ‫ّ‬ ‫أحل الراتب الذي يتسلمه على رأس كل شهر‪ ،‬أي جعله حالال طيبا‪ ،‬فليس في‬ ‫تفصيل القول في هذا الموضوع‪ ،‬ما يجعله بطال في نظر الناس‪.‬‬ ‫ف ْليقل خيراً أو ليصمت‪ ،‬والخير هنا‪ ،‬حمد اهلل وشكرُه على ما آتاه من أسباب‬ ‫النجاح والفالح‪ ،‬والصمت هنا صمتٌ عن التبجح بأداء األمانة‪ ،‬وتحمل المسؤولية‪.‬‬

‫خيمة الرحالة بدل رفو‬ ‫‪-‬‬

‫عادت الخيمة الزرقاء إلى أرض مخيم أزيالن‪ ،‬يحرص صاحبها الرحالة‬ ‫بدل رفو أن ترسو في نفس المكان الذي رست به منذ لقائه األول بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬إنها خيمة من طابقين‪ ،‬يقول بدل مزهوا وهو يشير بيديه‬ ‫إليها‪ ،‬ويضيف مبتسما‪-‬وكأنه يسخر من الفخفخة واللهاث واللهف على‬ ‫اإلقامة في فنادق مترفة ‪« :‬إنها قوية وذكية ال تخشى الرعد والبرق‬ ‫والمطر»‪.‬‬ ‫الخيمة الزرقاء الحانية تواضعا تطل من دكتها على سماء زرقاء وعلى‬ ‫نجوم و قمر‪ ،‬تحفها أشجار ال تموت إال واقفة بظاللها الوارفة‪ ،‬يقف بدل‬ ‫بجانبها بلحيته البيضاء‪ ،‬التي زادته وقارا وحكمة‪ ،‬كلما هم باستقبال‬ ‫ضيوفه الذين يصعدون من المدينة للتمتع بأحاديث ومسامرات‬ ‫صقر الجبل المليئة حكما وقيما‪ ،‬ودهشة وفتنة‪ ،‬وسخرية وإعالءا لراية‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫ال تكتمل معاني الرحالت إال بالخيمة الفعلية‪ ،‬و إن كانت الراحلة‬ ‫تغيرت و ال توجد إال مجازا‪ ،‬ألن الرحالة بدل رفو ال يأتي على صهوة‬ ‫الفرس أو سنام الناقة‪ ،‬لكنني أتصور أن من يعشق الخيمة ال يمكن أن‬ ‫ال تجري في دمه أخبار القوافل ومغامرات الرحالين السابقين وإن امتطى‬ ‫طيارة أو قطارا أو حافلة اضطرارا في زمن الحداثة‪...‬ويسر بدل ألصدقائه‬ ‫وكأنه يعتذر بأنه يفضل أن يدخل البلدان برا فالطريق بالنسبة له جزء‬ ‫من الرحلة سواء كانت عامرة بالناس وبحركاتهم وسكناتهم أو مقفرة‬ ‫تزهو فيها الطبيعة بسحرها الخالد‪.‬‬ ‫في الخيمة ينسج بدل قصصه وحكاياته وأحالمه‪ ،‬ويرتاح من تعب‬ ‫األيام والسنين‪ ،‬تحمله الذكريات إلى أراضي وطئتها قدماه في شتى‬ ‫بقاع الدنيا‪ ،‬شرقا وغربا‪ ،‬شماال وجنوبا‪ .‬بالخيمة التي تحتضن الطبيعة‬ ‫وتحتضنها الطبيعة بنسائمها و همساتها وتغريداتها‪ ،‬بهبوبها وعوائها‬ ‫ونهامها‪ ،...‬يصادف أيضا من افتتنوا بالسفر والتخييم‪ ،‬فتثري قصصهم‬ ‫مخزونه اإلنساني وتجاربه الحياتية الخصبة‪.‬‬ ‫بجانب الخيمة استضاف الرحالة بدل رفو رئيس بلدية شفشاون‬ ‫محمد السفياني الذي قلده في لقاء أدبي سابق وشاح المواطنة الفخرية‪،‬‬

‫‪3‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫و تبادل معه الحديث في جلسة بسيطة بساطة الكبار‪ ،‬والحديث ذو‬ ‫شجون‪.‬‬ ‫بجانب الخيمة يلتقي الرحالة أصدقاءه األوفياء من مختلف الشرائح‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وكأنه يفصح عن هويتـه التي تقول ‪« :‬كل قلـوب النـاس‬ ‫جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر»‪.‬‬ ‫بجانب الخيمة تذوقنا نكهة الشاي العراقي مع األسفنج الشفشاوني‪،‬‬ ‫واحتسينا مختلف أنواع القهوة الشرقية والغربية مع الحلوى‪ ،‬على إيقاع‬ ‫الضحكات المجلجلة في اآلفاق ونغمات القيتارة الكالسيكية و أنامل منير‬ ‫بشير والمواويل العربية‪ ،‬بجانب الخيمة كان بدل جدال كرقص الفراشة‬ ‫يكتب في مخيلته سطور لقاء الغد‪.‬‬ ‫في الغد؛ الجمعة ‪ 20‬من سبتمبر نزل الرحالة بدل رفو من خيمته‬ ‫إلى خيمة أخرى ليحكي لجمهور شفشاون‪-‬برحاب المعلمة األندلسية‪/‬‬ ‫المركز الثقافي بالهوتة في لقاء نظمه‪ ،‬جماعة‪ ،‬منتدى الحوار للفنون‬ ‫والثقافات وجمعية فضاءات تشكيلية وجمعية أصدقاء المعتمد‪ -‬عن ما‬ ‫شاهده وسمعه وتذوقه وخبره في رحالته‪ ،‬وليروي بشغف عن مدينته‬ ‫األثيرة شفشاون جوهرة عقد مازاره‪،‬‬ ‫في هذا اللقاء األدبي االحتفالي الراقي وقع بدل رفو كذلك الجزء‬ ‫األول من كتابه «العالم بعيون كردية»‪ ،‬وهو كتاب في أدب الرحلة وضع‬ ‫بين دفتيه ست عشرة رحلة في قالب مشوق وممتع‪ ،‬وقد كتب مقدمته‬ ‫الدكتور عبداإلله الصائغ‪ ،‬كما وقع كتابه «أطفال الهند علموني‪ /‬قصائد‬ ‫وشهادات من األدب الكوردي في المهجر» الذي يتضمن قصائد الرحالة‬ ‫وشهادات لكتاب وشخصيات عربية عن تجربته كشاعر ورحالة مبدع في‬ ‫أدب الرحلة المعاصر‪ ،‬و الكتاب صاغ مقدمته الشاعر والناقد المغربي‬ ‫الحسن العابدي‪.‬‬ ‫وإني أتخيل اآلن الخيمة الزرقاء ترقص دفئا وغناء تحت ضوء القمر‪،‬‬ ‫وتشرئب إلى مواعيد ثقافية وأدبية أخرى يلتقي فيها بدل رفو بأصدقائه‬ ‫وجمهوره‪ ،‬كما أتخيلها كبساط الريح يرحل ببدل رفو إلى حيث تهفو‬ ‫نفسه؛ إلى عوالم الحرية والجمال واإلنسان‪.‬‬

‫دفاعا عن هوية‬ ‫جامعة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في ثاني عشر ماي ‪ 2002‬مثلت المنظمة المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان ـ وأنا عضو في مكتبها الوطني ـ في ندوة «التنوع‬ ‫الثقافي وعالمية حقوق اإلنسان» بالرباط‪ ،‬بحضور أعضاء‬ ‫من الفيدرالية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬والجمعية المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬والمنظمة المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وممثلي‬ ‫مؤسسات ثقافية‪ ،‬وأكاديميين وإعالميين‪..‬‬ ‫كانت الندوة فرصة لحـوار حقوقـي معمق ومسؤول في‬ ‫ظرفية خاصة‪..‬‬ ‫تحدث األستاذ أحمد شوقي بنيوب في استهالل الندوة‬ ‫المذكورة ـ وهو وقتئذ نائب رئيس المنظمة المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان ـ فأتت بعض بياناته في الموضوع منسجمــة بل‬ ‫متطابقــة مع بعض ما سطرتــه من رؤوس أفكـار‪ ،‬دون أن‬ ‫نكون قد نسقنا في هذا‪ ،‬فلم أستغرب من مكتوباته ووارداته؛‬ ‫فقد كنا أناسا علموا مشربهم‪.‬‬ ‫ما يحضرني من تلك الكلمة التي ألقيتها تذكيري ببعض‬ ‫المنطلقات المبدئية ؛ منها أن المنظمة ‪:‬‬ ‫• مكون رئيس من مكونات المجتمــع الحقوقي بالمغــرب‬ ‫متشبثة بأدبيات الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫• تربــط بيـــن عالميــة الحقـوق وبين الخصوصيــات ذات‬ ‫األبعاد الثقافية‪.‬‬ ‫• تعتبر الندوة فاتحة لتأصيل نقاش حقوقي معمق في ‪:‬‬ ‫أ ـ الهوية‬ ‫ب ـ الثقافة‬ ‫ج ـ اللغة‬ ‫• تؤكــد أن النقاش ال بد أن يكــون موسومـا بالعلميـــة‬ ‫والمسؤولية‬ ‫• ترى أن الحقـوق الثقافية األمازيغيــة أداة حاضنة لماهية‬ ‫الهوية الجامعة لألمة المغربية‪.‬‬ ‫• تدافــع عن أعمــال الحقـوق الثقافيــة األمـازيغيــة‪ ،‬دونما‬ ‫سقوط في مطبات هوية ضيقة وخطابات عرقية‪..‬‬ ‫• تعلن أن النظر المسدد يربط بين الثقافــة األمازيغية‬ ‫وبين المكون الثقافي العربي اإلسالمي لألمــة المغربية؛‬ ‫وهذا البيان والتبيين وارد في ديباجة قانونها األساس‪.‬‬ ‫• تربط بين هــذا المطلب العزيز وبين مطلب أعز ؛ هو‬ ‫دمقرطة المجتمع وبناء دولة الحق‪.‬‬ ‫• تسجــل حصول تقدم نوعي في أوضاع حـقوق اإلنسان‬ ‫بالمغرب‪ ،‬مع ضرورة لفت نظر من يهمــه األمــر أن هذا‬ ‫التقدم في حاجة إلى دعم ؛ لكـون سقف الحقوق ما زال‬ ‫يستحثنا‪.‬‬ ‫• توضح أن استحداث «المعهد الملكي للثقافة األمازيغية»‬ ‫مكسب جليل ألعمال الحقــوق الثقافيــة األمازيغيــة مع‬ ‫تطوير آليات التعاطي مع هذه الحقوق ‪.‬‬ ‫وبعد ‪،‬‬ ‫فقد قلت كالمــي الذي مضى عليــه سبع عشرة سنــة‪،‬‬ ‫والمتحصل ‪:‬‬ ‫• كسب المجتمع المغربي دستوراً جديداً‪..‬‬ ‫• نص هذا القانون األسمى على دسترة األمازيغية ‪..‬‬ ‫• عطاء التنزيل في هذا المنحى ما زال ضعيفاً ‪..‬‬ ‫• أصوات نشاز تشوش على هذا المكسب ب ‪:‬‬ ‫ـ الدفاع عن هوية ضيقة‪..‬‬ ‫ـ الدفاع عن الفرنكوفونية‪..‬‬ ‫ـ الدعوة إلى توسيع فضاء التلهيج‪..‬‬ ‫ـ محاربة اللغة العربية ( لغة الهوية الجامعة )‪..‬‬ ‫ـ الهجوم على الدين اإلسالمي وقيمه ‪..‬‬


‫الشمال الفني‬

‫ح‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬

‫‪4‬‬

‫مع‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1012‬ـ الثالثاء ‪ 17‬إلى ‪ 30‬شتنبر ‪2019‬‬

‫املو�سيقي وعازف �آلة العود‬

‫ه�شام الزبريي‬ ‫حاوره يوسف سعدون‬

‫هشام الزبيري‪ ،‬واحد من الموسيقيين الذين برزوا بشكل كبير في المشهد‬ ‫الفني بتطوان والمغرب‪ ،‬كمـا سجل حضوره القوي كعازف على آلة العـود في‬ ‫مجموعة من التظاهرات الموسيقية الوطنية والعالمية‪ ،‬وهو ال يكتفي بالعزف‬ ‫فقط ‪ ،‬بل له مجموعـة من األنشطــة الموازية من خالل بعـض المبـادرات التي‬ ‫تهدف إلى صـون التــراث الموسيقي األصيـل والتنقيـب على المواهـب الفنيـة‬ ‫الصاعدة واحتضانها‪.‬‬ ‫• من يكون هشام الزبيري ؟‬

‫•• أنا من مواليد مدينة تطوان‪ ،‬منذ صغري وأنا مولع‬ ‫بالموسيقى والطرب‪ ،‬لهذا دخلت للمعهد الموسيقي‬ ‫بتطوان‪ ،‬وتخصصت في الموسيقى األندلسية‪ ،‬وكانت‬ ‫صدمتي كبيرة حينما لم أتمكن من دراسة آلة العود‬ ‫النعدام هذه المادة في المعهد‪ ،‬فاكتفيت بدراسة‬ ‫الصولفيج وبعض اآلالت الموسيقية كالساكسافون‬ ‫والكالرينيت والكونطرباس والكمان‪ .‬كما درست‬ ‫الموسيقى األندلسية ‪.‬‬ ‫• وكيف تمكنت من العزف على آلة العود؟‬

‫•• بالنسبة لهذه اآللة‪ ،‬فعشقي لها دفعني للبحث‬ ‫عن طرق لتعلمها‪ ،‬فربطت االتصال عبر المراسلة مع‬ ‫مجموعة من األساتذة العرب أهمهم شربل روحانة من‬ ‫لبنان‪ ،‬ثم تطور اهتمامي بالموسيقى العربية والعزف‬ ‫على آلة العود على يد المرحوم األستاذ الكبير محمد‬ ‫البوعناني بمدينة طنجة لمدة ثالث سنوات‪.‬‬ ‫• ماذا عن مشوارك الفني؟‬

‫عضو عازف أول بالجوق األندلسي للمعهد الموسيقي‬ ‫بتطوان منذ ‪,1994‬‬ ‫مساري الفني عرف مشاركــات عديــدة في عــدة‬ ‫مهرجانات وملتقيات موسيقية سـواء داخــل المغرب‬ ‫أو خارجه‪ .‬وأذكر بعض المهرجانات كمهرجان العود‬ ‫بتطوان( أربع مرات ) ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس‬ ‫ومهرجانالموسيقىاألندلسيةبشفشاونوالدارالبيضاء‬ ‫ومهرجان موازين ومهرجان الصويرة وأصيلة وغيرها‪،‬‬ ‫كما شاركت في عدة تظاهرات موسيقية دولية في‬ ‫الواليات المتحدة االمريكية وفرنسا وألمانيا وإسبانيا‬

‫وإنجلترا وإيطاليا وكرواتيا والبرتغال ورومانيا وفلسطين‬ ‫والعديد من الدول‪ ،‬وتبقى مشاركتي في المهرجان‬ ‫الدولي للعود بالمعهد العربي بباريز سنة‪ 2010‬ممثال‬ ‫المغرب وبحضور شربل روحانة من لبنان وفوزي العائدي‬ ‫من العراق وتين روبين من فرنسا من أهم مشاركاتي‬ ‫الدولية‪ ،‬كما منحت لي الحكومة األندلسية منحة لدراسة‬ ‫الموسيقى بالمعهد العالي بإشبيلية‪.‬‬ ‫• ماهي األسماء الفنية التي تعاملت معها ؟‬ ‫•• باإلضافة لألسماء التي ذكرتها سابقا‪،‬تبقى الفنانة‬ ‫الكبيرة سميرة القادري من أهم األسماء التي رافقتها‬

‫•• مشواري الفني طويل والحمد هلل‪ ،‬وعبر هذا‬ ‫المسار حصلت على مجموعة من الجوائز في العزف على‬ ‫آلة العود في عدة تظاهرات منذ سنة ‪ 1997‬بالرباط‪،‬‬ ‫وتوالت جوائزي عبر شهادة اإلتقان األول في العزف على‬ ‫العود بالرباط سنة ‪ 1998‬وكذلك الجائزة الشرفية في‬ ‫العزف على العود سنة ‪ 1999‬ودائما بالرباط‪.‬‬

‫في عدة مناسبات‪ ،‬هناك ايضا الفنانة ماريا فالفيردي‬ ‫من إسبانيا وكذلك الفنانة المتألقة أميمة الخليل حيث‬ ‫كنت واحدا من العازفين لها ضمن فرقة إبداع التطوانية‬ ‫ضمن مهرجان الشعر المغربي المنظم من طرف دار‬ ‫الشعر بتطوان خالل هذه السنة‪.‬‬ ‫• ماذا عن فرقة بنت غرناطة ؟‬

‫•• هذه الفرقة تأسست سنة ‪،1999‬وأنا رئيسها حاليا‬ ‫‪،‬وتعمل هذه الفرقة على اكتشاف المواهب وتكوينها‬ ‫واحتضانها والحفاظ على التراث الموسيقي والطرب‬ ‫األصيل ‪،‬وتعمل على تكوين مجموعة من المطربين‬ ‫حيث تخرج منها العديد من األصوات الرائعة كعزيز‬ ‫بوحدادة ويوسف زين وزينب أفيالل ونهاد البارودي‬ ‫وعصام سرحان وإيمان القندوسـي وسكينة األزمـي‬ ‫وغيرهم من األسماء‪ .‬كما استطاعت هذه الفرقة أن‬ ‫تسجل حضورهــا القــوي في الساحة الفنية المحلية‬ ‫والوطنية‪،‬‬ ‫• هـل لديـك اهتمامــات أخـرى في مجـــال‬ ‫الموسيقى ؟‬

‫•• باإلضافة لعزفي على آلة العود ‪،‬فأنا أتقن العزف‬ ‫على آلة القانون وأحضر مرارا كعازف على هذه اآللة‬ ‫في مجموعة من المناسبات‪ ،‬كما أهتم بمجال التأليف‬ ‫الموسيقي حيث أعتبر من القالئل الذين يشتغلون على‬ ‫زواج الطبوع األندلسية وإيقاعاتها‪.‬‬ ‫• كلمة أخيرة ؟‬

‫أشتغل منذ سنة ‪ 1995‬أستـاذا بنظام الحصص‬ ‫بالمعهد الموسيقي بتطوان ‪،‬وأنا ايضا رئيس فرقة بنت‬ ‫غرناطة وعضو مؤسس لفرقة أرابيسك‪ ،‬وأفتخر بكوني‬

‫•• شكـراً لجريدة «الشمال» التي كانـت والزالت‬ ‫مواكبة لمساري الفني منذ بداياته‪.‬‬

‫السينما ودورها في محاربة العنف المبني على النوع االجتماعي‬ ‫نظمت جمعية منتدى المجازين بالقصر الكبير بشراكة‬ ‫مع جمعية نعمـة للتنميـة‪ ،‬ورشة تكوينيـة حول موضـوع‬ ‫“قانون رقم ‪ 19.12‬المتعلق بتحديــد شــروط الشغـــل‬ ‫والتشغيل للعامالت والعمال المنزليين وعالقتـه بمناهضة‬ ‫العنف المبني على النـوع ‪ ‬االجتماعي وذلك بقاعة المواطنة‬ ‫بدار الثقافة محمد الخمـار الكنوني بالقصــر الكبير يـوم‬ ‫السبت ‪14‬شتنبر ‪. 2019‬‬ ‫في البداية أوضح األستاذ جـــالل الحمدوني رئيــس‬ ‫جمعية منتدى الموجزين للمشاركات والمشاركين اإلطار‬ ‫العام للندوة والسياق التي جــاءت فيه‪ ،‬وكذا اختيار مدينة‬ ‫القصر الكبير محطة من محطات قافلة جمعية نعمة للتعريف‬ ‫بدور السينما في محاربة العنف المبني على النوع االجتماعي‪.‬‬ ‫بعد ذلك تناولت الكلمة المناضلة الحقوقية السيدة ‪ ‬حفيظة بنصالح‪ ،‬رئيسة جمعية نعمة‬ ‫للتنمية‪ ،‬مبرزة في كلمتها سياق خروج هذا المشروع الذي يقوم على محاربة العنف المبني على‬ ‫النوع‪ ،‬مؤكدة على كون المجتمع المدني‪ ،‬يمتلك اليد القوية في محاربة ما اعتبرته ” آفة اإلقصاء‬ ‫والتهميش” في حق المرأة ‪.‬‬ ‫في حين قدمت األستاذة زينب الفرنيني‪ ،‬الخبيرة الدولية في قضايا المرأة‪ ،‬عرضا يتضمن‬

‫مشـروع “دور السينما في محاربــة العنــف المبنــي على‬ ‫النوع االجتماعي”‪ ،‬على مرآى من مجموعة من الفاعلين‬ ‫الجمعويين بالقصر الكبير ‪ .‬كما قدمت محورين رئيسيين‬ ‫في مداخلتها‪ ،‬المحـور األول حول تقديـم القـانــون رقم‬ ‫‪ 19.12‬المتعلق بتحديد شروط الشغل والتشغيل للعامالت‬ ‫والعمال المنزليين والذي جاء من أجل تبسيط مقتضيات‬ ‫القانون وتنزيله والتحسيس والترافع لحماية والنهوض‬ ‫بالحقوق اإلنسانية للنساء واألطفال في وضعيـة صعبـــة‬ ‫والمحور الثاني تناول القانون رقم ‪ 103.13‬الذي يتعلق‬ ‫بمحاربة العنف ضد النساء ‪ ،‬الذي دخل حيز التنفيذ ويروم‬ ‫حمايــة المــرأة ضــد العنــف بما في ذلك التحرش‬

‫واالعتداءات الجنسية‪.‬‬ ‫ودخل النقاش‪ ،‬في جو من الحماس‪ ،‬بعد فتح الباب للحضور من اجل اإلدالء بدلوهم في ما‬ ‫تضمنته الورشة‪.‬‬ ‫ويندرج هذا اللقاء ضمن برنامج مشترك بين جمعية نعمة للتنمية بالرباط ومنتدى المجازين‬ ‫بالقصر الكبير‪ ،‬والهادف إلى النهوض بالحقوق اإلنسانية للنساء‪ ،‬من خالل محاربة كل أشكال العنف‬ ‫المبني على النوع‪ ،‬والذي تتعرض له النساء‪ ‬في شتى المجاالت ‪.‬‬

‫ع‪ .‬بربوحة‬


‫العدد ‪1012‬‬

‫الشمال الفني‬

‫بيــان فـنـي »‬ ‫«‬ ‫فـنـــي»‬ ‫«بيـــان‬

‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة من المبدعين‪ ،‬يقدم‬ ‫عبرها الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد يوقعه الفنان التشكيلي ابراهيم ا َ‬ ‫حل ْي�سن‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫الفن التشكيلي‬ ‫بالمغرب وأسئلة‬ ‫الهوية‬

‫(‪)2/1‬‬ ‫بقلم‪ :‬محمد ال�شاوي(*)‬ ‫‪ - 1‬توطئة‪:‬‬

‫أنا الموقع أسفله‪:‬‬ ‫ابراهيم الحَيْسن ‪ -‬من مواليد ‪ 1967‬بالطنطان ‪ -‬فنان وناقد‬ ‫تشكيلي وكاتب عام اتحاد كتاب المغرب‪ -‬فرع العيون‪ .‬باحث في‬ ‫التراث األدبي والجمالي الصحراوي ورئيس تحرير مجلة «ثقافة‬ ‫الصحراء» (فصلية متخصصة)‪ .‬له عدة إصدارات حول الثقافة‬ ‫الشعبية المحلية والتربية الجمالية والفنون التشكيلية‪ ،‬آخرها كتاب‬ ‫حول «االستشراق الفني في المغرب‪ -‬أيقونوغرافيا مغايرة» وآخر‬ ‫يرصد تجربة الكاريكاتير لدى مجموعة من الفنانين المغاربة الرواد‬ ‫والشباب‪.‬‬ ‫حاصل على جائــزة الشارقــة في البحث النقـدي التشكيلي‬ ‫بالشارقة ( إ‪ .‬ع‪ .‬م‪ ).‬ثالث مرات سنوات ‪ 2010 ،2009‬و‪،2017‬‬ ‫عن دراسات نقدية تتعلق بأوهام الحداثة في التجربة التشكيلية‬ ‫المغربية‪ ،‬فن األنستليشن العربي والتشكيل العربي المعاصر في‬ ‫ضوء كارتوغرافيا الفن الرَّاهن‪.‬‬

‫المشروع الفني الرَّاهن‪:‬‬ ‫يتأسس مشروعي الفني الرَّاهن في مجال التعبير الصباغي‬ ‫على تيمة الترحال ‪ ،Nomadisme‬ذلك أنه بحكم انتمائي لها‪،‬‬ ‫شكلت الصحراء دائماً بالنسبة لي فضا ًء واسعاً وممتداً أستقي منه‬ ‫عناصر التعبير واإلبداع‪ ،‬الصحراء كمجال وكثقافة وكتاريخ‪ .‬يمتد‬ ‫هذا األمر ويتسع بفعل األبحاث والدراسات المتنوِّعة التي أنجزتها‬ ‫طيلة سنوات‪ ،‬وقد همَّت بالخصوص الطقوس والعادات الشعبية‬ ‫وأشكال التواصل الثقافي والرمزي في الصحراء‪ ،‬إلى جانب األدب‬ ‫الشعبي والتعبيرات الشفاهية التي نجد صداها في هذه التجربة‬ ‫الفنية ولو بطريقة غير مباشرة‪.‬‬ ‫من ثمَّ أمسى التوظيف التشكيلي لمفهوم الترحال ينهض في‬ ‫لوحاتي على دالالت كثيرة ترسم (بمعنى جمالي ما) نمط العيش‬ ‫السائد لدى رحل الصحراء والقائم باألساس على البداوة والتقشف‬ ‫وتدبير الندرة ‪..Rareté‬نجد هذه الدالالت تتمثل في اآلثار‬ ‫المتولدة عن تطبيقات لونية محلية ناتجة عن استعمال خامات‬ ‫صحراوية‪ ،‬متعاضدة أهمها النيلة ‪ Indigo‬والحَمِّيرَة وغيرها من‬ ‫المواد والخامات التي تحيا وتعيش وتتشابك داخل نسق إستتيقي‬ ‫يدعو المتلقي إلى استيعاب سؤال الهوية والخصوصية في الثقافة‬ ‫الصحراوية‪ ،‬وقد تجلى هذا األمر بوضوح خالل معرضي الفردي‬ ‫«آثار مترحلة» الذي أقمته خالل السنتين الماضيتين بكل من‬ ‫أكادير والرباط‪ .‬وحاليا أشتغل على «األحجام المترحلة» في تجربة‬ ‫تشكيلية جديدة أوظف فيها عناصر عضوية وخامات مأخوذة من‬ ‫التراث المادي الصحراوي‪.‬‬

‫التجربة النقدية‪:‬‬ ‫في الواقع يصعب الحديث عن التجربة النقدية في الحقل‬ ‫التشكيلي عقب االشتغال واإلنتاج على مدار ثالثة عقود من البحث‬ ‫والكتابة رافقتها إكراهات جمَّة تتصل أو ًال بحداثة الفنون البصرية‬ ‫وإشكالية التلقي الجمالي في بالدنا مع ما يصاحب ذلك من ندرة‬ ‫المراجع وفرص التكوين‪ ،‬وثانيا القتران مجال الكتابة بالمرسم‬ ‫وإنتاج اللوحة‪ .‬والحال أن الجمع بين هذين الحقلين اإلبداعيين‬ ‫الواسعين رغم التقائهما وحاجة كل منها إلى اآلخر يعد أمراً صعبا‬ ‫للغاية‪ .‬ال أخفي ‪-‬وهذا مبرِّر غيابي لفترة غير قصيرة عن المعارض‬ ‫الفردية‪ -‬أن الكتابة النقدية في الفن التشكيلي أخذت مني وقتاً‬ ‫طوي ً‬ ‫ال ومتعباً‪ ،‬لكنه تُوِّجَ بإنجاز مجموعة من المقاربات والدراسات‬ ‫الفنية التي وجدت طريقها إلى النشر والتداول‪ ،‬البعض منها‬ ‫همَّ ديداكتيك التربية التشكيلية‪ ،‬والبعض األخر اهتم بالفنون‬ ‫التشكيلية والعربية‪ ،‬إلى جانب أخرى تناولت مواضيع متنوعة‪ ،‬منها‬ ‫الفن والسياسة‪ ،‬الشعري والتشكيلي‪ ،‬التلقي الجمالي‪ ،‬الصورة‪،‬‬ ‫الجسد‪ ،‬الرسم الكاريكاتيري‪..‬إلخ‪.‬‬

‫مجال الكتابة النقدية في الفن متاهات عديدة ومغامرة إبداعية‬ ‫كبيرة تقتضي المعرفة الحصيفة بتاريخ الفن وفلسفته وتاريخيته‪،‬‬ ‫وأيضاً الخبرة التقنية الوافية إلى جانب التوفر على لغة تعبيرية‬ ‫متخصِّصة‪ .‬الكتابة التزام‪ ،‬واإلبداع التشكيلي التزام كذلك‪ ،‬فالبُدَّ‬ ‫لهما من تهييء الوقت الكافي واالهتمام الالزم لتبليغ الرسالة على‬ ‫نحو فاعل ومؤثر‪..‬‬

‫واقع الفنون التشكيلية في المغرب‪:‬‬ ‫ليس أمراً سه ً‬ ‫ال تقييم حصيلة وواقع الفنون التشكيلية في‬ ‫المغرب بشكل سريع‪ ،‬ألن األمر يحتاج إلى تظافر جهود المهتمين‬ ‫والمسؤولين المباشرين واشتغالهم جنباً إلى جنب ضمن مشروع‬ ‫فني جاد ومتكامل‪ .‬إال أن هذا ال يمنع من إبداء مالحظات تسم‬ ‫الممارسة التشكيلية في المغرب والتي ال تزال بحاجة إلى مزيد من‬ ‫الجهد ومراكمة البحث والتجريب وتطوير سبل وصيغ الممارسة‬ ‫اإلبداعية إن على مستوى اإلنتاج التشكيلي‪ ،‬أو على مستوى الكتابة‬ ‫النقدية والمواكبة اإلعالمية المتخصصة ودعم الدرس الجمالي‬ ‫بالمدرسة المغربية‪ ،‬فضال عن االرتقاء بالمؤسسات والبنيات التحتية‬ ‫الثقافية المتصلة بالفعل اإلبداعي التشكيلي كقاعات العرض أو‬ ‫المراسم (المفتوحة والمشتركة) والمتاحف وغير ذلك كثير‪.‬‬ ‫زد على ذلك أن السوق الفنية في المغرب مطبوعة بالفوضوية‬ ‫والعشوائية وقد أمست مرتعا لمحترفي النصب واالحتيال وتزييف‬ ‫القطع الفنية وبيعها للمغفلين‪ ،‬بل فضاء موسوماً بممارسات دنيئة‬ ‫مسيئة للفن والفنانين سواء بطريقة مباشرة‪ ،‬أو عن طريق التسليع‬ ‫اإللكتروني ضمن مواقع وعروض افتراضية إغرائية رغم أن هذا‬ ‫األسلوب ال يزال ضعيفاً في المغرب‪ ،‬إلى جانب الفراغ القانوني‬ ‫الذي يمأل ساحة اإلبداع التشكيلي في المغرب‪ ،‬وأعني بذلك‬ ‫االفتقار إلى نصوص قانونية وتشريعية «تؤطر» العالقة بين‬ ‫المقتني والفنان وتحمي بصمات هذا األخير من مكر السماسرة‬ ‫وأالعيب تجار الفن‪.‬‬ ‫هذا دون الحديث عن الدور الباهت لمتحف محمد السادس‬ ‫للفن الحديث والمعاصر في الرباط‪ ،‬وكذا الزبونية والمحسوبية‬ ‫التي تمارسها بعض المؤسسات المصرفية ودور الرعاي ة �‪Mécé‬‬ ‫‪ nat‬وسقوط الكثير منها في اقتناء أعمال تشكيلية متواضعة‬ ‫ساهم فيها وسطاء محسوبون على الفن وعلى الكتابة النقدية لهم‬ ‫نفوذ داخل لجن االنتقاء‪.‬‬ ‫وسط هذا الواقع المأزوم والمعطوب‪ ،‬يظل الحديث عن المنجز‬ ‫التشكيلي والجمالي في المغرب حديثاً موسوماً بالكثير من اللبس‬ ‫والغموض والتحفظ بسبب الظروف المذكورة‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‪:‬‬ ‫أتمنى أن تتعاضد الجهود الفردية والجماعية بما يخدم ويفيد‬ ‫الساحة التشكيلية في المغرب‪ ،‬ومنح المبدعين الشباب الفرص‬ ‫واإلمكانيات الضرورية إلبراز ملكاتهم الفنية التي ال تجد صداها‬ ‫كثيراً سوى بالخارج‪ ،‬وأعتقد بأن مستقبل هذا القطاع رهين أيضاً‬ ‫بخلق المزيد من البنيات التحتية وتفعيلها وإنعاش السوق الفنية‪،‬‬ ‫مثلما يظل مرتبطا بشروط التحفيز على اإلبداع والكتابة النقدية‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن إعادة النظر في الدرس الجمالي ومناهج تدريسه في‬ ‫المدرسة المغربية‪ .‬وال أريد الفرصة تمر دون أن أنوه بهذا‬ ‫الجهد اإلعالمي التثقيفي المتميز الذي يعكس الحيوية الجديدة‬ ‫لجريدة الشمال‪..‬مع متمنياتي لكم بمزيد من االستمرارية‬ ‫والترسيخ‪..‬‬

‫يروم هذا المقال النقدي مقاربة إشكالين رئيسيين‪:‬‬ ‫لماذا سؤال الهوية في التشكيل المغربي؟‬ ‫وما السبيل لفهم هذه الهوية خدمة لدور الفنان التشكيلي المعاصر‪،‬‬ ‫ومحاولة إلدراجها ‪ ‬ضمن النسق الفكري والجمالي الذي راكمناه وفق أجيال‬ ‫متعاقبة بصمت تاريخا تشكيليا مغربيا؟ ‪ ‬‬ ‫‪ - 2‬عرض المقال‪:‬‬ ‫يعتبر الفن من أرقى أشكال التعبير البشري على اإلطالق‪ ،‬وذلك لكونه‬ ‫ينبني على العقل والتأمل‪ ،‬والتخطيط المسبق الذي يُحقق الغاية اإلبداعية‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى الفنون اإلنسانية ارتأيت أن أتحدث عن الفن التشكيلي‬ ‫المغربي باعتباره فنا من الفنون التي عرفها العالم‪ ،‬وما زال يتطلع إلى‬ ‫معرفتها‪ .‬فهو متجددٌ بتجدد الرؤى والمقاربات الجمالية‪ ،‬وفي اآلن نفسه‬ ‫يعاني من التكرار لنماذج من األشباه والنظائر‪ .‬إذ يصعب المجازفة بالقول‬ ‫إننا نعيش استقالال تشكيليا ذاتيا‪ .‬ما دام هاجس تقدم الغرب يسكننا‪،‬‬ ‫وتبعيته الفكرية والسياسية واإلقتصادية‪ ...‬تُحتم علينا مسايرته‪.‬‬ ‫لكن المالحظ أن‪ ‬الفن التشكيلي بالمغرب يشكو مواجهة الغرب‪،‬‬ ‫ليس في المعنى الجمالي للمحتوى التشكيلي‪ ،‬بل في الكشف عن الدالالت‬ ‫والمعاني التي تؤثث الهندسة الجمالية للمحتوى التشكيلي نفسه في‬ ‫عالقته بأبعاده البحثية‪ .‬وتعاليا على هذه المواجهة‪ ،‬كانت محاولة الرواد‬ ‫األوائل تهدف بالضرورة إلى التعريف بهذا الفن والرقي به نحو الغرب‪،‬‬ ‫سيرا في طريق التنافس اإلبداعي داخل الساحة الفنية العالمية‪ .‬وهو‬ ‫تنافس يجعلنا نقف وقفة تأمل أمام المنجزات التشكيلية التي راكمناها‪.‬‬ ‫وهي منجزات تعددت مذاهبها‪ ،‬بتعدد المقاربات والتصورات الفنية التي‬ ‫تأسست عليها‪.‬‬ ‫كان أمل الرواد يسير في اتجاه خلق محاولة لمضاهاة الغرب على‬ ‫مستوى حصيلته الفنية بتبيئة أساليبه إلى أساليب جديدة تخدم الثقافة‬ ‫البصرية المغربية‪ .‬وهي أساليب دالة على مسألة التمذهب الفني من‬ ‫جهة‪ ،‬وعلى تطوير وتجديد المذاهب الفنية داخل نسقها العام من جهة‬ ‫ثانية‪ .‬لقد تلقى جيل الرواد تكوينهم في الدول الغربية كفرنسا التي اتجه‬ ‫نحوها تشكيليو المنطقة الوسطى وجنوب المغرب وغربه‪ ،‬بينما إسبانيا‬ ‫فقد تكوّن فيها تشكيليو منطقة الشمال‪ .‬بل إن ‪ ‬عملية التكوين والبحث‬ ‫اتجهت أيضاً‪ ‬إلى دول ‪ ‬أخرى باحتشام ‪ ‬كهوالندا‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬وانجلترا‪،‬‬ ‫وألمانيا‪ .‬وكذلك إيطاليا‪ ،‬وروسيا التي تصدت لها ‪ ‬أمريكا بحكم صراعهما‬ ‫السياسي والتاريخي‪ ،‬ومن خالل صناعة فنانين وفق نموذجها اإليديولوجي‬ ‫الذي يخدم مصالحها االقتصادية والسياسية‪ .‬‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬كان طموح الرواد أيضا هو بناء هوية حضارية‬ ‫لطالبهم‪ ‬وتلقينهم مبادئ الفن وقواعده ومدارسه‪ ،‬كما جسدها تاريخ‬ ‫الفن‪ .‬قصد المشاركة به في الرقي بالذوق البصري للمجتمع المغربي‬ ‫وللثقافة المغربية على وجه التحديد‪ .‬وتبعا لهذا الطموح استفاذ طالب‬ ‫الفن من توجيهات الرواد‪ ،‬بالعمل على استكمال التكوين والبحث‬ ‫خارج الوطن‪ .‬ألن الدراسة العليا بالمغرب صعبة المنال‪ ،‬وسلك الماستر‬ ‫والدكتوراه عبارة عن أفكار لم تُطبَّق بعد في سياسـة بنــاء الكليات‬ ‫والمعاهد العليا للفن بالمغرب‪ .‬وفي هذا اإلطار يمكننا أن نصنف مراحل‬ ‫تطور الفن التشكيلي في عالقته بأسئلة الهوية إلى ثالثة أصناف يمكن‬ ‫بيانها على النحو اآلتي‪ :‬‬ ‫أ) الصنف األول‪ :‬وهو الجيل الذي ذهب للدراسة والتعريف بالثقافة‬ ‫والهوية المغربية‪ .‬حيث ارتكز أسلوبه على نهج واقعي تصويري‪ ،‬يقتفي‬ ‫أثر محاكاة الطبيعة والواقع اإلجتماعي وإعادة تمثيلهما‪ .‬فنجد مثال‪ :‬صور‬ ‫البدو‪ ،‬البرابرة‪ ،‬سكان الجبال‪ ،‬الحصان‪ ،‬الفروسية الشعبية‪ ،‬المرأة القروية‪،‬‬ ‫كناوة‪ ،‬اللباس التقليدي المغربي‪...‬بمعنى آخر تلك الرسومات التي ارتبطت‬ ‫بالطبيعة الحية أوالميتة‪ ،‬باستحضار خصوصيات المرحلة والمدرسة التي‬ ‫تأثر بها الفنان التشكيلي‪ .‬فهذا الصنف‪ ‬فولكلوري شك ً‬ ‫ال ومضموناً‪ ،‬لم يرق‬ ‫إلى مستوى الفن العَالِم الذي ارتبط بتيارات‪ ‬واتجاهات فكرية وفلسفية‬ ‫عرفها الغرب‪ ،‬والتي خرجت من رحم الثورة الكبرى للعلوم اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪ ‬ب) الصنف الثاني‪ :‬وهو الجيل الذي استفاذ من التكوين األجنبي‬ ‫وعمل على خلق فن تشكيلي وفق المقومات الغربية‪ .‬إذ ظل يحاكي‬ ‫ويجسد تشكيلياً ما تعرفه الساحة الفنية من جديد‪ ،‬محاو ًال مجاوزة الجيل‬ ‫الفولكوري‪ .‬وهو الشيء الذي ساهم في عملية تكوين طالب الفن بالمغرب‬ ‫من قبل من أُسندت إليهم مهمة التدريس‪ .‬فقد كانت المجاوزة صعبة‬ ‫المنال بفعل عالقة التأثير والتأثر‪ .‬فمعاهد الفن عندنا ال بد أن تُدرج‬ ‫ضمن مقرراتها مدارس الفن‪ .‬كما أن الطالب الفنان ال بد أن يتأثر بالتوجه‬ ‫الذي يراه مناسبا لمؤهالته ولسوق الفن‪ .‬فمن الطبيعي أن يتأثر المتعلم‬ ‫بأستاذه فينسج على منواله‪ ،‬إال في بعض االسثتناءات بالنظر إلى التجارب‬ ‫التي تتسم بالفرادة اإلبداعية‪.‬‬ ‫(يتبع)‬ ‫______________‬ ‫(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫فتوحات عبد اللطيف شهبون‬ ‫لع ّلني بهذا العنوان الصوفي اإلشراقي‪،‬‬ ‫أعـزفُ على الوتر ذاته الذي يعــزف عليـــه‬ ‫عبداللطيف شهبون مزاميـــره وأناشيده‬ ‫الشجية الطلية‪ ،‬وأقتـــربُ من األجـــواء‬ ‫األدبية والروحية الراقية التي يُحلق فيها‪،‬‬ ‫مبدعا شاعرا‪ ،‬وباحثا متمرّسا‪ ،‬وكاتبا أديبا‪،‬‬ ‫ومناضال حقوقيا‪ ،‬وإنسانا رائعا ي ْق ُطر إنسانية‬ ‫ودماثة ونبال‪.‬‬ ‫لقد فتح اهلل عليه فتوحات سنية وكشف‬ ‫له أسرارا بهية‪.‬‬ ‫وتلتمع في الذاكــرة هنا أقبــــاسُ‬ ‫الفتوحـــات ّ‬ ‫المكيـــة – الروحيــة لعمــدة‬ ‫المتصوّفيــن محيـي الديـن بن عربــي‪.‬‬ ‫وهو أحد األصفيــاء والخ ّالن المرموقيـــن‬ ‫لعبد اللطيف شهبون‪.‬‬ ‫وأصفياء وخ ّالن عبد اللطيف بالمناسبة‬ ‫ُك ْثر‪ ،‬ومن ملل ونحل مختلفة بال حواجز‬ ‫أو حدود‪ ،‬من أقصـى األصالة إلى أقصـى‬ ‫الحداثة‪ ،‬بال انغالقية أو شوفينية‪ .‬مهتديا‬ ‫في ذلك بهدْي ابن عربي‪:‬‬ ‫توجهـت‬ ‫“�أدين بدين احلب �أ ّنى ّ‬ ‫فاحلب ديني و�إمياين”‬ ‫ركائبه ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن مرجعية عبد اللطيف األدبية‪،‬‬ ‫طافحة بالنصـوص الغائبــة واأللواح‬ ‫المحفوظة وآثــار األوليـن واآلخريــن‬ ‫وال ُقدامىوالمحدثين‪.‬‬ ‫وتقودني كلمـة ( ُفتـــوحـات) إلى‬ ‫الداللة المُجاورة المعبّرة عن فتوحـات‬ ‫عبد اللطيف شهبــون األدبية والثقافية‬ ‫المجســـدة لمشـروعــه الفكــري الوارف‬ ‫المتعــدد األفنــان‪ ،‬فهو باحث وأستـــاذ‬ ‫جامعي محنّك من أعمدة كليــــة اآلداب‬ ‫بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان‪ ،‬نسلت‬ ‫وأيْنعت على يديه أجيال من الباحثيــن‬ ‫والمبدعين الذيــن أصبــح لبعضهـم وزن‬ ‫وحضور أدبي‪ .‬وأشرف على كمّ هائل من‬ ‫الرسائل واألطاريح الجامعية‪.‬‬ ‫إنه بحـق مشتــل جامعي وأب روحــي‬ ‫ألجيال‪.‬‬ ‫وال يكتمل الحديث عن عبد اللطيف‬ ‫شهبـون الجامــعــي – األكاديمــي دون‬ ‫استحضار أطروحته الفاتحة – الباذخة عن‬ ‫شعر الشيخ المتصوف واألديب الشاعـــر‬ ‫المغربي أحمد بن عبد القادر التستاوتي‬ ‫المتوفى سنة ‪ 1127‬هجرية ‪ ( .‬شعر أحمد‬ ‫بن عبد القادر التستاوتي ‪ /‬جمع وتحقيق‬ ‫وتقديم الدكتور عبد اللطيف شهبون)‪.‬‬ ‫وهي األطروحة التي حفر فيها عميقـــا‬ ‫في منجم نفيس من مناجم النبوغ المغربي‪،‬‬ ‫سيرا على نهج الع ّالمة عبد اهلل كنون‪.‬‬ ‫السفر األدبي والعلمي الباذخ‬ ‫وفي هذا ِّ‬ ‫بجزءيـه األول والثاني والذي يناهــز ‪963‬‬ ‫صفحة من القطع الكبير‪ ،‬أثبت عبد اللطيف‬ ‫شهبون بالحجة والقرينة أنه يُسامت كبار‬ ‫المحققين العرب في صناعة التحقيق‪ ،‬دق ًة‬ ‫وعلما وإحاطة وتحرّيا وإضاءة‪ ،‬مُس ّلحا‬ ‫بثقافته التراثية من جهة وخبرته بالنظريات‬ ‫والمناهج الحديثة من جهة ثانية‪.‬‬ ‫ومرْكب التحقيق وعْر‪ .‬ودونـــه‪ ،‬كما‬ ‫يقال‪ ،‬خرْط القتاد‪ .‬وال يقدر على خوض هذا‬ ‫الغمار إال من اشتد ساعده وامتلك العدّة‬ ‫والعتاد‪.‬‬ ‫ذلك مـا تحقــق للمحقـــق الدارس‬ ‫عبد اللطيف شهبون في هــــذا السفــــر‬ ‫األدبي والعلمي الباذخ‪ ،‬الذي ازْدهت به‬ ‫المكتبة األدبية المغربية التراثية‪.‬‬ ‫وأكاد أزعم أن عكوفه الوئيـــد على‬ ‫تجربة التستاوتي الصوفية والشعرية‪ ،‬كان‬ ‫بمثابة هزّة وجدانية وانعطافة فكرية في‬ ‫مساره‪ .‬حيث وجد نفسه بعدئـذ مغمورا‬ ‫بأنوار التصوّف داخال في الحضرة‪.‬‬

‫‪ -‬نجيب العوفي‬

‫هي بوْصلة عبد اللطيف الهادية وسراجه‬ ‫المنير‪ ،‬في عالم لجّي‪ ،‬تالطمت أمواجه‬ ‫وطمّت ْأثباجه‪.‬‬ ‫وتنهمر ُفيوضات الروح غدَقا‪ ،‬في وجه‬ ‫هذه األمواج – األثباج‪:‬‬ ‫(إذا رجت مسافاتي‬ ‫وألقت في بحار الشوق‬ ‫صبواتي‪،‬‬ ‫فقد خفقت‬ ‫في لجّالعشق‬ ‫راياتي ‪..‬‬ ‫وتاهت‬ ‫في مغاني السين ‪..‬‬ ‫فيوض‬ ‫مـنفيوضاتـــي)‪.‬‬ ‫(من مجموعة – ‪ ..‬وذاتي رأيت – ص‪) 29‬‬

‫إلى جـــانــب عبد اللطيــف‬ ‫الباحــث االكاديمي‪ّ ،‬‬ ‫يُطل علينا عبد اللطيف‬ ‫الشاعر المبدع الذي يبوح لنا بذات نفسه‬ ‫ويحلق بنا في أجواء تجربته الروحية‪ ،‬على‬ ‫جناح الكلمة العربية ْ‬ ‫العذبة التي جعل منها‬ ‫بُراق إسْرائه ومعراجه الروحيين‪ ،‬ولسانه‬ ‫الشعري والشّعوري المُبين‪.‬‬ ‫ونستحضر في هذا المقام نفائســه‬ ‫ونفثاته الشعرية الرّوحية‪:‬‬ ‫– كما لو رآني‬ ‫– وذاتي رأيت‬ ‫– إليك انتهيت‬ ‫وفي أشعاره الصوفية الجميلة يأتينا‬ ‫عبد اللطيف بالسحر الحالل ويضعنا تجاه‬

‫تجربة شعرية صوفية أصيلة قلبا وقالبا‪،‬‬ ‫بلغة إشراقية ورواقية خاصّة‪ ،‬راشحة من‬ ‫شغاف الروح‪ ،‬ومح ّلقة في السماوات العُلى‪.‬‬ ‫في مغاني المعاني ومعاني المعاني‪.‬‬ ‫لغة صوفية تحمل توقيع ونبض‬ ‫صاحبها‪.‬‬ ‫ويخامرني إحساس‪ ،‬كما ألمحــتُ‪،‬‬ ‫بأن عبد اللطيف شهبون منذ صُحْبته‬ ‫األكاديمية والروحيــــة الطويلة للشاعـــر‬ ‫المتصوّف التستاوتي‪ ،‬طاف به طائــــف‬ ‫التصوف ومسه مسه‪.‬‬ ‫وفي مداغ وبصحبة الشيخ الصوفي‬ ‫حمزة الكتاني‪ ،‬رمى بنفسه في الحضرة‪:‬‬ ‫( أال يا سيدي‬

‫إني قطعت األرض‬ ‫في سير حثيث‬ ‫ع ّلني ألقاك‬ ‫فارْكبني‬ ‫براق الذكر‪،‬‬ ‫سرّج لي‬ ‫جياد العزّ بالنظرة‪،‬‬ ‫رميت النفس للحضرة‪.‬‬ ‫(من مجموعة – غدا تلقاه – ص ‪) 16‬‬

‫ومنذ هذه الرحلة العلمية – الروحية‬ ‫– الوجوديـــة والنضاليــة أيضا‪ ،‬المحلقة‬ ‫بين األرض والسمــاء‪ ،‬والحمأ المسنون‬ ‫والمَلكوت األعلى‪ ،‬أصبحت مشكاة الروح‬

‫ولعبد اللطيف شهبــون فتوحاتـــه‬ ‫الصحفية األدبية أيضا‪ .‬فهو كاتب وأديب‬ ‫صحفي من طينة خاصة‪ .‬له حضور مستمر‬ ‫في المشهد الصحفي اإلعالمي‪ ،‬وبخاصة‬ ‫من خـــالل عموده األدبي األسبوعي في‬ ‫جريدة (الشمال) الغرّاء‪ ،‬على امتداد عقود‬ ‫من الزمان‪ .‬وما تزال محْبرة الرجل مَعينا‬ ‫نميرا وثرّا‪ ،‬يروي المتعطشين إلى الماء‬ ‫الزالل‪.‬‬ ‫ولإلشــارة‪ ،‬أعـــرفُ عبد اللطيف منذ‬ ‫سنوات الصبا األولى الجميلة‪ ،‬شماليا ُقحاً‬ ‫يهيم حبا بالمرابع والديار‪ ،‬وال يُطيق نأياً‬ ‫عن المنزل األول والحبيب األول‪ .‬وهو الذي‬ ‫يختصر العالم في جغرافيته الداخلية‪.‬‬ ‫فهو شفشاونــي المولــد والطفولة‪،‬‬ ‫وتطواني الصبا والشباب‪ ،‬وطنجاوي اإلقامة‬ ‫والمستقر‪.‬‬ ‫لكن تبقى روحه محلقــة دائماً في‬ ‫ّ‬ ‫المحل األرفع‪ .‬وربما لشماليته هذه‪ ،‬ظل‬ ‫صيْته في األغلب شماليا‪.‬‬ ‫ولن أغادر هذه السطور‪ ،‬دون اإلشارة‬ ‫إلى الفتوحات النضالية والسياسية الصامتة‬ ‫و”الصوفية” لعبد اللطيف شهبون‪ ،‬والتي‬ ‫يتركها دائما في منطقة الظل‪.‬‬ ‫فهو مناضل حقوقــي عريق‪ ،‬لم يألُ‬ ‫جهدا في سبيل الدفاع عن ضحايا القمع‬ ‫واالعتقال والمحاكمة و( المستضعفين من‬ ‫الرجال والنساء والولدان)‪.‬‬ ‫وجدير بالتنويه هنا‪ ،‬أن عبد اللطيف‬ ‫يعدّ مــن قدمـــاء المحاربين في هـــذا‬ ‫المضمار‪ ،‬قبل أن تكثر وتنتشر جمعيات‬ ‫الدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬في الفاضي وفي‬ ‫المليان‪.‬‬ ‫وقبل أن يرتفع شعار المصالحة وجبر‬ ‫الضرر وعفا اهلل عما سلف‪.‬‬ ‫ال أريد لكلمتي هذه اإلحاطة بالتجربة‬ ‫األدبية والثقافية الوارفــة لعبــد اللطيف‬ ‫شهبون‪ ،‬وحسبـي من القـالدة ما أحـاط‬ ‫بالعنق‪.‬‬ ‫وعبد اللطيف من بعدُ‪ ،‬هو أحد الجنود‬ ‫البواسل من جيلي السبعيني المنذور للزوابع‬ ‫والتوابع‪ ،‬بمختلف أطيافه ومنازعه ومشاربه‪،‬‬ ‫تفرّقت بينهم السبل والهمّ واحد‪.‬‬ ‫وبعد كل هذه الهمـوم واألشـواق‬ ‫واألشواك التي اعتصرت منا أعمارنا‪ ،‬ما ترانا‬ ‫نعيد من الدهر أو يعيد علينا الدهر‪ ،‬إال‬ ‫مكرورا من الهموم والشجون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن حال ومآل أحالمنا الكبيرة على‬ ‫الدوام ( كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء‬ ‫حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) ‪ .‬سورة النور‬ ‫– اآلية ‪ 39‬لكن بفتوحات الروح دائما‪،‬‬ ‫وبفتوحات العقل‪ ،‬نواجه ُقبح العالم وتعاسته‬ ‫ووحشيته‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير)‬

‫مباراة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء‬ ‫وسؤال الشفافية‬

‫موجة غضب عارمة في صفوف الرأي العام‬ ‫بإقليم العرائش تفجرت بحر هذا األسبوع اثر‬ ‫اإلعالن عن النتائج األولية للمدعوين الجتياز‬ ‫مباراة التوظيف المنظمـة من طـرف الوكالـة‬ ‫المستقلة لتوزيــع المـاء والكهرباء بالعرائش‬ ‫والمزمع تنظيمها في األيام القليلة القادمة ‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار أصدرت عدد من الهيئات‬ ‫والفعاليات السياسيــة والنقابيــة والمنظمات‬ ‫الشبيبية بيانات استنكارية وطالبت بتدخـــل‬ ‫وزارة الداخلية بفتح تحقيـق نزيه ودقيــق في‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫ومن الهيئــات التي سارعــت إلى إصدار‬ ‫بيان المنظمات الشبيبيــة لكل من حركـــة‬ ‫شبيبـة الديمقراطيــة التقدميــة والشبيبـــة‬ ‫االتحادية‪ ،‬والنهج الديمقراطي‪ ،‬شبيبة الطليعة‬ ‫الديمقراطي االشتراكي عبروا من خالله عن‬ ‫استنكارهم لطريقة تدبير المباراة التي وصفوها‬ ‫باإلقصاء والتهميش الذي طال أبناء اإلقليم‪.‬‬ ‫الهيئات النقابية بالقطاع التابعة لالتحاد‬ ‫المغربي للشغل بدورها سجلت استغرابها من‬ ‫اإلقصاء المتعمد ألبناء اإلقليم مطالبة بالتراجع‬ ‫الفوري عن المنهجية المعتمدة في إجراء هذه‬ ‫المباراة واالستعداد لخوض كافــة األشكـــال‬ ‫النضالية المشروعة ‪.‬‬ ‫وقد اتسعت دائرة االحتجاج لتشمل كذلك‬ ‫حتى بعض البرلمانيين باإلقليم والمنتخبين‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫الهيئة المغربية للشباب الملكي‬ ‫الصحراوي فرع العرائش تنظم‬ ‫الملتقى العلمي األول‬ ‫تحت شعار ‪:‬‬

‫«دعوة الديانات السماوية إلى نبذ العنف والكراهية»‬

‫خاصة رئيس جماعة القصر الكبير والبرلماني‬ ‫عن دائرة العرائش السيد محمد السيمو الذي‬ ‫راسل الجهــات الوصيــة عن القطـاع مطالبــا‬ ‫بإنصاف أبناء المنطقة التي تعانـي أصال من‬ ‫انسداد آفــاق التشغيــل مشـددا على ضرورة‬ ‫تكريس سياسة القرب في التشغيل بما ينسجم‬ ‫والتوجهاتالوطنية‪.‬‬ ‫ومن التجاوزات المسجلــة في البيانــات‬

‫الصادرة اإلعالن عن المناصب المتبارى بشأنها‬ ‫وفق شروط مفصلة على المقاس ‪،‬والمتمثلة‬ ‫في تهريب االمتحان خارج المدينة‪ ،‬وانتقاء عدد‬ ‫قليل من أبناء اإلقليم ‪22‬من أصل ‪142‬مرشح‬ ‫واستدعاء ‪15‬مرشــح من أصـل ‪18‬من مدينة‬ ‫بعينها مما يطرح أكثر من عالمة استفهام ‪.‬‬

‫ع‪ .‬بربوحة‬

‫العرائش‬

‫قطاع الفالحة بكل تجلياته على طاولة دورة‬ ‫المجلس اإلقليمي لشهر شتنبر العادية‬

‫ّ‬ ‫نظمت ‪ ‬الهيئة المغربية للشباب الملكي‬ ‫الصحراوي فرع العرائش بشراكة ودعم من‬ ‫المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير‬ ‫وبتنسيق مع عمالة إقليم العرائش ‪ ،‬المجلس‬ ‫اإلقليمي للعرائش المجلس العلمي المحلي ‪،‬‬ ‫المندوبية اإلقليمية للشؤون اإلسالمية ‪ ،‬غرفة‬ ‫التجارة والصناعة والخدمات‪ ،‬جمعية القبس‬ ‫للتضامن االجتماعي ورعاية ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة والكشفية الحسنية المغربية فرع القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬الملتقى العلمي األول تحت شعار‪« :‬دعوة‬ ‫الديانات السماوية إلى نبذ العنف والكراهية»‬ ‫يوم الجمعة ‪13‬شتنبر ‪ 2019‬بالقاعة الكبرى‬ ‫المجاورة لمقر البلدية ‪.‬‬ ‫وقدْ شارك في أشغال هذه الملتقى العلمي‬ ‫كل من السادة األساتذة‪:‬‬ ‫ • األستــاذة حسناء البطانــي تطرقت‬ ‫في مداخلتها إلى أن المغرب أرض‬ ‫الحرية والتسامح والتعايش بين أتباع‬ ‫الديانات السماوية ‪.‬‬ ‫ • األستاذ الشيــخ الكيمـــاوي تنــاول‬ ‫بالتحليـــل دعــوة اإلسـالم وجميــع‬ ‫الديانات السماوية إلى التسامح ونبذ‬ ‫الكراهية‪ ‬ونشر قيم اإلنسانية ‪.‬‬ ‫وقد أدار اللقاء األستاذ عبد الصمد جابون‪،‬‬ ‫كما أبرز المشاركون في هذا اللقاء الفكري أن‬ ‫المغرب أرض التسامح والتآخي ‪ ،‬كما أجمعت‬

‫المداخالت على أن المغرب كان والزال أرض‬ ‫المودة والصداقة والمحبة‪ ،‬عــاش على أرضـه‬ ‫المسلمون واليهود والمسيحيون في تــــآخ‬ ‫وسالم‪ ،‬كما مارس كل مؤمن طقوسه الدينية‬ ‫بحرية تامة‪.‬‬ ‫ودعا المشاركون إلى دعم قيم المعرفة‬ ‫المتبادلة واألخوة البشرية والتعايش المشترك‬ ‫الستعادة الحكمة والعدالة واإلحسان ونبذ‬ ‫الكراهية والعداء والتطرف واإلرهاب والعنـــف‬ ‫والحروب‪.‬‬ ‫كما أوصى المشاركون في الملتقى إلى‬ ‫تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي وتبني‬ ‫المبادرات الرامية إلى نشـــر ثقافـة التسامــح‬ ‫والتعايش بين أتبــاع الديانـــات السماويـــة‬ ‫ومواجهة حمالت االزدراء والكراهية ‪.‬‬ ‫وقد صرح لجريدة الشمال رئيس الهيئة‬ ‫المغربية للشبــاب الملكي الصحـــراوي فرع‬ ‫العرائش محمد حمادي أن أهداف الملتقى‬ ‫هو توعية المواطن والمجتمع المدني بأهمية‬ ‫المحبة والتأكيد على أن المغرب بلد للسلم‬ ‫والسالم ‪ ،‬والتحسيس بأهمية التعايش بين‬ ‫األديان ونشر المحبة واألخوة بين جميع البشر‬ ‫والتوضيح بان الدين ال يدعو إلى التطرف‬ ‫والعصبية والدين أساس للسعادة ولبنة للمحبة‬ ‫والسالم ‪.‬‬

‫حجز أزيد من ‪ 1000‬قرص‬ ‫لسم الفئران تباع بمحل للمواد‬ ‫الغذائية بمدينة القصر الكبير‬

‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 34‬من القانون‬ ‫التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت‬ ‫واألقاليم‪ ،‬وتبعا لمقتضيات القانـون الداخلي‬ ‫للمجلس‪ ،‬عقد المجلـس اإلقليمـي للعرائش‬ ‫دورته العادية لشهر شتنبر ‪ ،2019‬ابتداء من‬ ‫الساعة العاشرة والنصف صباحا يوم اإلثنين‬ ‫‪9‬شتنبر ‪ ،2019‬بمقر االجتماعات بالعمالة ‪،‬‬ ‫وتضمن جدول أعمالها النقط التالية ‪:‬‬ ‫ • المصادقة على مشروع ميزانية السنة‬ ‫المالية ‪.2020‬‬

‫مرفق النقل المدرسي عن طريق‬ ‫شركةالتنمية‪.‬‬ ‫ •‬

‫الدراسة والموافقــة على إحـــداث‬ ‫شركة التنمية للنقل المدرسي بإقليم‬ ‫العرائش‪.‬‬

‫ •‬

‫ •‬

‫تحويل اعتمادات وفق الجدول رفقته‪.‬‬

‫الدراسـة والمصادقـــة على مشروع‬ ‫اتفـاقيــة الشراكـة تتعلـق بتمويــل‬ ‫وإنجاز برنامج معالجة السكن المهدد‬ ‫باالنهيار بالمدينة العتيقــة للقصر‬ ‫الكبير‪.‬‬

‫ •‬

‫المصادقة على تحيين المقرر المتعلق‬ ‫باالتفاقـية المبرمــة بين مجلـــس‬ ‫إقليم العرائش وجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة حول دعم النقل المدرسي‬ ‫بإقليمالعرائش‪.‬‬

‫ •‬

‫الدراسة والمصادقـــة على مشـــروع‬ ‫اتفاقية الشراكة تتعلــق بتمويـــل‬ ‫وإنجـاز برنامــج معالجــة السكــن‬ ‫المهدد باالنهيار بالمدينة العتيقة‬ ‫للعرائش‪.‬‬

‫ •‬

‫الدراسة والموافقة على إحداث مرفق‬ ‫عمومـي خـــاص بالنقل المدرســي‬ ‫بإقليمالعرائش‪.‬‬

‫ •‬

‫دراسة ومناقشة تدبير الملك الغابوي‬ ‫بإقليمالعرائش‪.‬‬

‫ •‬

‫الدراسة والموافقة على طريقة لتدبير‬

‫ •‬

‫دراسة ومناقشة قضايـــا القطـــاع‬ ‫الفالحي باإلقليم المحددة في ‪:‬‬

‫ • التجهيز الهيدرو فالحــي بالمـــدار‬ ‫المشمول بالري‪.‬‬ ‫ • تدابـيــر اكتــراء األراضي الحبسيــة‬ ‫وأراضي أمـــالك الدولة لالستثمـــار‬ ‫الفالحي‪.‬‬ ‫ • تجويــد الصيــغ المعتمــدة إلنتـــاج‬ ‫وتسويق البذور المختارة ‪.‬‬ ‫بحضور المدير الجهوي لالستثمار الفالحي‬ ‫للوكوس ‪ ،‬حيث شكل موضوع القطاع الفالحي‬ ‫باإلقليم محورا رئيسيا في أشغال الدورة حيث‬ ‫أثير حوله نقاش مستفيض تمحور حول عالقة‬ ‫المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي للوكوس‬ ‫بالفالحين وبالمشاريــع المبرمجــة ومسافــة‬ ‫إنجازها على أرض الواقع ‪.‬‬ ‫وقد طالب أعضاء المجلس المدير الجهوي‬ ‫لالستثمار الفالحي للوكوس‪ ،‬بالزيادة في حصة‬ ‫الماء لفائدة فالحي اإلقليم‪ ،‬واستمرار وزارة‬ ‫الفالحة في تقديم الدعم للفالحين‪ ،‬وتحسين‬ ‫خدمة مياه السقي وصيانة المسالك الفالحية‬ ‫ودعم مشاريع تنمية القطاع الفالحي باإلقليم‪،‬‬ ‫وتجويد الصيغ المعتمدة إلنتاج وتسوية البذور‬ ‫المختارة ‪.‬‬

‫بتعليمات من السيد عامل إقليم العرائش وتحت إشراف السيد باشا المدينة قامت‬ ‫يوم الخميس ‪13‬شتنبر ‪ 2019‬لجنة إقليمية مختلطة مكونة من قسم الشؤون االقتصادية‬ ‫والتنسيق بالعمالة ‪ ،‬والقسم االقتصادي واالجتماعي بباشاوية المدينة والمكتب الوطني‬ ‫للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية ومصلحة مراقبة المنتوجات الحيوانية وذات أصل حيواني‬ ‫والمكتب الصحي الجماعي وممثل مندوبية وزارة الصحة بالعرائش وممثلي رجال األمن وممثل‬ ‫الجمعية المغربية لحماية المستهلك‪ ‬والدفاع عن حقوقه بمدينة القصر الكبير بجولة لمراقبة‬ ‫مدى تموين المدينة بمختلف المواد الغذائية ومراقبة جودة المواد المعروضة بمحالت بيع‬ ‫المواد الغذائية ومحالت بيع الدجاج واللحم ومحالت تقديم الخدمات وبيع مشتقات الحليب‬ ‫(الزبدة واللبن وسيكوك ) بمدينة القصر الكبير ‪.‬‬ ‫و شملت هذه الجولة مجموعة من المحالت التجارية ومحالت الخدمات بسوق اللة رقية‬ ‫ونواحيه حيث تم ضبط أزيد من ‪ 1000‬قرص لسم الفئران تباع مختلطة مع سلع للمواد‬ ‫الغذائية بأحد المحالت التجارية للمواد الغذائية وما يفوق ‪ 500‬قرص من دواء وجع الرأس‬ ‫أسبروا المهربة‪ ،‬و ‪ 28‬لتر من عسل السكر التي ال تتوفر على مقومات السالمة الصحية‬ ‫ومجهولة المصدر ‪ ,‬ومجموعة مهمة من المواد الغذائية الفاسدة ‪ ,‬و‪ 28‬كيلوغرام من‬ ‫األكياس البالستيكية الممنوعة من االستعمال ‪.‬‬ ‫وفى ختام الجولة تم نقل جميع المواد الغذائية الفاسدة إلى المستودع البلدي وإتالفها‬ ‫مع تسليم كمية أقراص سم الفئران إلى مصلحة الطبيب الجماعي بغية االحتفاظ بها إلى غاية‬ ‫التنسيق مع الجهات المخول لها إتالف مثل هذه المواد السامة ‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫تقييم اإلنجازات‪ ،‬وتحديد أوجه القصور‬ ‫وتفعيل أدوات التغيير‬ ‫كمقدمة للنموذج التنموي الجديد‬ ‫«أي نموذج تنموي نريده للمغرب؟»‬

‫حول هذا الموضوع بالضبط يتركز التفكير منذ آخر خطاب ملكي‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بإجراء تقييم لمسار التنمية الذي تجتازه المملكة‪ ،‬وتحديد المكاسب‬ ‫ونقاط الضعف من أجل إلقاء نظرة ثاقبة على المخاطر والتحديات التي يجب على‬ ‫الدولة مواجهتها‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬يمكننا تحديد معايير األداء لإلجراءات التصحيحية واإلنتاجية المستدامة‬ ‫التي يتعين القيام بها‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬رسم تحديدات مرجعية حول نموذج التنمية الجديد‬ ‫الذي نطمح أن يكون شامال‪ ،‬تنافسيا‪ ،‬ومتمتعا بالذكاء‪ ،‬حتى يسمح بإنشاء نظام‬ ‫يكون نطاق مردوديته إيجابي ًا بالنسبة لجميع فئات الشعب المغربي‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل احترام الحقوق والحريات األساسية‪ ،‬وصون كرامته‪ ،‬وتوفير تكافؤ الفرص أمام‬ ‫الجميع للولوج إلى العمل‪ ،‬ثم الرعاية الطبية وضمان الحق في التمدرس بالنسبة‬ ‫لجميع األطفال‪ ،‬وأخيراً تعزيز السكن االجتماعي‪.‬‬ ‫وبالتالي سيكون من الممكن استدراك التأخر الحاصل على المستوى االقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬وجعل المغرب دولة ناشئة حقيقية‪.‬‬ ‫يجب أن يجسد النمــوذج الجديد المأمول استراتيجية طويلـة األمـــد بالنسبة‬ ‫لالقتصاد وللمجتمع بجميـع مكوناتــه‪ ،‬تهم السياسات العامــة‪ ،‬واالستراتيجيات‬ ‫النظام االقتصادي الحالي لم ينجح في الحد من التفاوتــات‬ ‫بين مختلـف طبقاــت المجتمع المغربي‪ ،‬وفي تقليص‬ ‫التباينــات بيــن جهـــات المملكة‪.‬‬ ‫هــذا النظـام المنطــوي على العـــديـــد مـن قضايــــا‬ ‫اإلشكــاليـــة في التنميــة االقتصاديـــة (النمـو المنخفض‪،‬‬ ‫العـجــز التجاري‪ ،‬ارتفاع معـدل البطالة‪ ،‬الدين العام‬ ‫المقلق‪ ،‬الديناميات الهشة لتجويــد منـاخ األعمال‬ ‫ولدعـم ومرافقــة المقاوالت الصغـرى والمتوسطــة‬ ‫الحجم‪ ،‬وقضايا أخرى) يحتــاج إصالحاً حقيقياً قائماً‬ ‫على منطق االنفصال عن الماضي‪ ،‬بعيداً عن الحلول‬ ‫الترقيعية أو تمطيط أمد إصالحها‪.‬‬ ‫بينما اكتسبـــت االستثـــمـــارات في البنـــيـــة‬ ‫التحتية زخماً على مدى العقدين الماضيين‪ ،‬لم يكن‬ ‫لالستثمارات والتمويالت األخرى المختلفة تأثير‬ ‫كاف على احتياجات حقيقية متعددة اخرى للمجتمع‬ ‫المغربي على مستوى المدينة والقرية‪.‬‬ ‫على العكس من ذلك‪ ،‬نحن نعيش إيقاع خطر اضمحــالل‬ ‫الطبقـــة الوسطى‪ ،‬وإيقـــاع االنخفــــاض في الترتـــيــــب‬ ‫االجتماعي بالنسبة للعديد من الفئات‪ ،‬واالحتياج المدقع الذي‬ ‫يقع تحت عتبة الفقر‪.‬‬ ‫األسوأ من ذلك! أننا نعايش والدة جيل يعاني‬ ‫من يأس شديد يتشكـــل من عــدة عوامـل سلبية‪،‬‬ ‫أهمها ترك التمدرس اإللزامي‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والهجرة‬ ‫القروية‪ ،‬والعديد من االختــالالت التي تؤثـــر على‬ ‫سالمة المجتمع مثل استهالك المخـــدرات‪ ،‬وانعدام‬ ‫األمن وظاهرة العنف التي أصبحت شائعة ومتفشية‬ ‫في الطرق العامة‪.‬‬ ‫بناء نموذج جديد للتنمية هو أو ًال وقبل كل شيء‬ ‫ضرورة حتمية للنمو االجتماعي ‪ -‬االقتصادي‪ ،‬والدفاع‬ ‫عن مصالح المواطنين واحتياجاتهم األساسية التي‬ ‫تضمن لهم حياة كريمة‪ .‬وهو األمر الذي‪ ،‬ربما‪ ،‬يعيد‬ ‫إحياء الثقة في المؤسسات الوطنية‪ ،‬شريطة أن تتطور‬ ‫عقليات بعض المسؤولين في االتجاه الصائب‪ .‬ففي‬ ‫كثير من األحيــان‪ ،‬ينتابنا شعــور مؤلم للغايـة بأنه‬ ‫يتم التملص من اختـالل المسـؤوليـة كلما تعلـق‬ ‫األمر بإدارة المصالـح العمومية‪ ،‬حتى يبدو األمر وكأن‬ ‫ال أحد كان مسؤوال عن ذلك‪.‬‬ ‫في واقع األمر‪ ،‬فإن المغاربة ال يحترمون وال يبدون اإلعجاب‬ ‫إال بملكهم‪ ،‬ألنهم يدركون جيــدا أن جاللتـه يبذل قصـارى‬ ‫جهده بإرادته الشخصية‪ ،‬ويدركون أيضا أن اليد الواحدة ال‬ ‫تصفق‪.‬‬ ‫يجب التأكيد والتذكير على أنه‪ ،‬لمدة ‪ 20‬عامًا‪ ،‬اكتشف‬ ‫المغاربة بأن لمسة وبصمة الملك كانت وراء كل حدث جلب‬ ‫بصيصًا من األمل إلى هذا البلد‪.‬‬ ‫ورغم أن المغرب يتمتع بهياكل مؤهلة للتدبير اإلداري‬ ‫الجيــد‪ ،‬فالمــدن والبلديات لديهـــا مجالس منتخبـــة‪ ،‬ويتم‬

‫بقلم ‪ :‬الدكتور‬

‫عبد الحق بخات‬

‫ً‬ ‫خاصـة األعمال‬ ‫القطاعية‪ ،‬بما في ذلك التعليم والصحة والفالحة ونظام الضرائب‪،‬‬ ‫المقاوالتية واالستثمار الوطني واألجنبي‪ ،‬ومتيحـي فرص العمل‪ ،‬ومنتجي الثروة‪.‬‬ ‫وذلك إلنهاء‪ ،‬أو على األقل‪ ،‬لتخفيف التفاوتات االجتماعية واإلقليمية مستقبال‪.‬‬ ‫إعداد ذلك يتطلب تحديداً مسبقا للقوى الرئيسية المنوط بها تأطير عملية صنع‬ ‫القرار داخل اللجنة الخاصة التي سيتم تثبيتها قريبًا لوضع النموذج الجديد للتنمية‪.‬‬ ‫ومن هنا تأتي الحاجة إلى اللجوء إلى الكفاءات المنصوص عليها في الخطاب الملكي‪،‬‬ ‫بعيدًا عن أي زبونية أو حسابات سياسية‪ ،‬التي حتى اآلن‪ ،‬لم تضف أي قيمة ملموسة‬ ‫للمواطن المغربي‪ ،‬خاصة بالنسبة للفئات المتدنية في السلم االجتماعي‪.‬‬ ‫األلم شديد‪ ،‬المغاربة نساء ورجاال يريدون تغيير هذا‪ ،‬حتى لو تطلــب األمر‬ ‫االستفادة من التكنوقراط‪.‬‬ ‫يجب أن يتمتع أعضاء اللجنة المختصة بالنضج والجـرأة والعبقرية والحياد‬ ‫والشعور الكبير بالمسؤولية والمبادرة الالزمة لرسم الطريق التي ينبغي نهجها‪،‬‬ ‫والقتراح الحلول التواقة إلى تحسين الحياة المعيشيى اليومية للمغاربة في المناطق‬ ‫الحضرية والقروية‪.‬‬ ‫الشك إذن في أن نموذج التنمية الجديـد سيفتــح المجال لتحقيق األولويات‬ ‫االقتصادية واالجتماعية التي ستضع المواطن في المعادلة‪.‬‬

‫التصويت على ميزانياتها‪ ،‬ويتم توزيعها‪ ،‬إال أن أغلب المغاربة‬ ‫يبدون غير راضين على ما يتم إنجازه‪.‬‬ ‫والدليل األكثر بالغة على ذلك هو عندما يتم اإلعالن عن‬ ‫زيارة ملكية إلى هذه المدينة أو تلك‪.‬‬ ‫في تلك اللحظة‪ ،‬وبأعجوبـــة‪ ،‬تبــــدأ أسراب الموظفين‬

‫“‬

‫األموال العمومية؛ اإلغتناء السريع لبعض المسؤولين الذين‬ ‫لم يكن يتمتعون في األصل بأية موارد اقتصادية ذاتية‬ ‫تسمح لهم بذلك‪ ،‬وعلى نحو مفرط‪ .‬أجور باهظة‪ ،‬معاشات‬ ‫غير مبررة للوزراء والبرلمانييـــن؛ فوائد ال حصر لهـا‪ ،‬مثـــل‬ ‫سيارات الخدمــة التي ال تـعد وال تحصــى الموزعة بسخاء‬ ‫كبير‪ ،‬مع قسائم الوقـود المجانيــة؛ توزيــع مناصب رفيعة‬ ‫المستوى مرتهنة للمحسوبية السياسية وغيرها‬ ‫من العالقات العائلية أو الودية‪ ،‬وقبل كل شيء‪،‬‬ ‫الفسـاد واإلفـالت من العقـاب اللذين يقوضان‬ ‫عمل اإلدارة‪.‬‬ ‫أمر آخر بالغ الخطــورة هو انعــــدام العالقــة‬ ‫المفترضة بين المسؤولية والمساءلة‪.‬‬ ‫هذا العــدد الكبيــر من العوامل يجعـــل من‬ ‫الممكن فهم األسباب العامة لالختالالت التي‬ ‫تؤثر على الحكومة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ليس من المستغــرب أن الغالبيـــة العظمى من‬ ‫مواطني هــذا البلــد ال يمنحــون الثقــة‪ ،‬وال المصداقية‬ ‫للطبقة السياسية التي تنتخب الجهلة في كل اقتراع‪.‬‬ ‫لذلك الينبغي التشكي من االمتنــاع عن التصويـــت في‬ ‫االنتخابات‪ .‬وال ينبغي أن نحتج عندما يعبر المواطن المغربي‬ ‫العادي عن عدم ثقته في مكونات اإلدارة والهيئات‬ ‫المنتخبة‪.‬‬ ‫مع قليل من الكرامة أو بقيــة من الشــرف‪ ،‬يجب‬ ‫على الوكـالء الذين سيتعرفـون على أنفسهـم تقديم‬ ‫استقالتهم‪ .‬ونحن نعلم أنهم لن يجرؤوا على ذلك‪،‬‬ ‫فإننا ننصحهم‪ ،‬على األقل‪ ،‬بالمحاولة‪ ،‬وأن يتخلوا عن‬ ‫عجزهم‪ ،‬من أجـل تحسيـن جـودة الخدمات المقدمة‬ ‫للمستخدميـــن‪ ،‬وضمــان إدارة جــيــدة للمصــالـــح‬ ‫العمومية‪ ،‬استنادا إلى التسيير والكفاءة‪ .‬يجب عليهم‬ ‫إعالء مصلحة الوطن على المصلحة الذاتية‪ ،‬وأن يكفوا‬ ‫عن حساباتهم االنتهازية‪ ،‬وأن يغلبوا المبادئ والكرامة‪.‬‬ ‫بطبيعـــة الحـــال‪ ،‬ستظــل مشاركــة المواطـــن‬ ‫قائمـــة وأساسيــة‪ ،‬وسيتعيـن على الجميـــع تقديم‬ ‫مساهماتهــم في التعديالت المتوقعة‪.‬‬ ‫دورها الرئيسي هو وضع األصبع على االختالالت‪،‬‬ ‫والتنديد بالخراف الجرباء‪.‬‬ ‫من المؤكـــد أن مهمــة لجنة التفكيـر المأمولة لن تكون‬ ‫سهلة‪ .‬لديها مهمة حساسة وحيوية لوضع األساس لمغرب‬ ‫جديد كما يريده الملك والشعب‪.‬‬ ‫لقــد حــان الوقـــت لهــؤالء الساســة‪ ،‬ولكل التوجهـــات‬ ‫المشبوهة‪ ،‬لالبتعــاد عن الطريق‪ ،‬والسماح لألشخاص ذوي‬ ‫الهدف النبيل بإصالح األضرار التي ارتكبها هؤالء االنتهازيون‬ ‫لسنوات ‪!...‬‬ ‫لقد تسببوا في الكثير من األذى لهذا البلد‪ ،‬وعليهم أن‬ ‫يتنحوا عن المشهد قبل أن تكنسهم رياح التغيير!‬

‫�أكيــد �أن العديد من الر�ؤو�س ت�سقط يف مثل هذه‬ ‫املنا�سبات‪ ،‬وكلهم يعي�شون على وقـع اخلوف من الغ�ضبة‬ ‫امللكية‪ .‬غري �أننا من النادر �أن نرى خلفاء ه�ؤالء املخلوعني‬ ‫يتعظون ويقومون بعمل �أف�ضل من �سابقيهم‬ ‫المحليين في إبراز كفاءاتهم المهنيــة‪ ،‬ويظهر المسؤولون‬ ‫المحليون مواهبهم على أرض الواقــع‪ .‬تزرع األعـالم عالية‬ ‫مرفرفة‪ ،‬وتبدو البولفــارات والشوارع والساحات الدائرية‬ ‫بنظافة منقطعة النظير‪ ،‬ويسود األمن وينشـط في األركـــان‬ ‫والزوايا‪ .‬كل شيء يبدو في غاية األلق‪.‬‬

‫وبمجرد ما يغادر الملك‪ ،‬فإن الخمول والتراخي يأخذان‬ ‫مكانهما من جديد!‬ ‫أكيــد أن العديد من الرؤوس تسقــط في مثل هــــذه‬ ‫المناسبات‪ ،‬وكلهم يعيشون على وقـــع الخوف من الغضبـــة‬ ‫الملكية‪ .‬غير أننـــا من النادر أن نرى خلفـــاء هؤالء المخلوعين‬ ‫يتعظون ويقومون بعمل أفضل من سابقيهم‪.‬‬ ‫عـــالوة على ذلك‪ ،‬عندمـــا يتعلـــق األمر بالمسؤوليـــن‬ ‫المنتخبين المحليين‪ ،‬وبالكفــاءات التدبيرية واإلدارية‪ ،‬فإن‬ ‫المباالتهم تظل مصونة بحكم مدة صالحياتهم االنتخابية‪.‬‬ ‫التدبير السيء يشمل العديد من المجاالت‪ ،‬مع تبديـــد‬

‫”‬


‫امللحق الثقايف‬ ‫‪9‬‬

‫خا�ص‬

‫العدد ‪ 1012‬ـ الثالثاء ‪ 17‬إلى ‪ 30‬شتنبر ‪2019‬‬

‫عن الدورة ‪25‬‬ ‫من مهرجان تطوان لسينما‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫الحلقة األولى‬

‫إعداد وتنسيق ‪:‬‬

‫عبد اإلله المويسي‬ ‫ومحمد العطالتي‬

‫عزالدين بوركة‬

‫(شاعر وباحث مغربي)‬

‫«تطوان»‪ ..‬مهرجان الريادة والعراقة‬ ‫ال أبالغ إذا قلت إن صداقتي بالعزيز جدا‪ ،‬الناقد المغربي الراحل‬ ‫«مصطفى المسناوي»‪،‬استمرت بعد رحيله المؤلم المفاجئ عام ‪..2015‬‬ ‫فكما كنا نحضر سويا المهرجانات السينمائية ونتناقش حول عشقنا‬ ‫المشترك‪ ،‬الفن السابع‪ ،‬فقد كان المسناوي سبب حضوري مهرجان‬ ‫تطوان الدولي لسينما بلدان البحر المتوسط ألول مرة عام ‪2017‬‬ ‫عضوا في لجنة تحكيم جائزة النقد التي تحمل اسمه‪ ،‬ودخولي عالم‬ ‫ذلك المهرجان الرائد العريق الذي يستحق كل دعم من كل سينمائي‬ ‫داخل وخارج المغرب لكي يواصل أداء دوره الفني والثقافي والتنويري‪،‬‬ ‫ليس فقط في المغرب‪ ،‬ولكن في المنطقة كلها‪.‬‬ ‫هناك الكثير من المهرجانات المغربية والعربية‪ ،‬ولكن «تطوان»‬ ‫يتميز بأنه مهرجان حميم‪ ،‬يتالحم مع جمهوره‪ ،‬ويقيم عروضه بين‬ ‫الناس في قلب مدينة تطوان الشمالية الجميلة العريقة‪ ،‬في دور عرض‬ ‫حميمة هي األخرى أقربها إلى قلبي «أبينيدا» وقاعة المعهد الفرنسي‪.‬‬ ‫وكما تتالحم إدارة المهرجان مع الجمهور‪ ،‬فإن أفرادها يتالحمون مع‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬ويعملون بروح جماعية مدهشة ال تستطيع إزاءها أن‬ ‫تميز األدوار والمناصب‪ ،‬بل يعمل الجميع وكأنهم شخص واحد بشوش‬ ‫ومتعاون‪ ،‬من الذين يتولون القيادة‪ ،‬األصدقاء األعزاء أحمد الحسني‬ ‫ونور الدين بن إدريس وعبد اللطيف البازي وإدريس السكايكة ومحمد‬ ‫هاني‪ ،‬إلى الشبان النشطين الذين يتعاونون معهم‪.‬‬ ‫األهم أنه مهرجان رائد يعي جيدا هويته المتوسطية التي تميزه‬ ‫عن غيره‪ ،‬ولذلك يقيم الندوات الموسعة وحلقات البحث والورش لبحث‬ ‫قضايا في غاية األهمية تتعلق بشكل مباشر بتلك الهوية المتوسطية‬ ‫وبقضايا المتوسط الحساسة‪ ..‬ومن أهم اللقاءات التي حضرتها ووقفت‬ ‫على أهميتها‪ ،‬الندوة الموسعة التي أُقيمت حول الهجرة غير الشرعية‬ ‫عام ‪ 2017‬تحت عنوان»الحدود في السينما المتوسطية»‪ ،‬وشارك فيها‬ ‫نقاد سينمائيون وباحثون جادون ناقشوا مجموعة من المحاور‪،‬من‬

‫أسامة عبد الفتاح‬

‫صحفي بالقسم الثقافي باألهرام‬ ‫ومسؤول بإدارة مهرجان القاهرة‬ ‫السينمائي الدولي‬

‫بينها «الحدود والهجرة السرية»‪ ،‬و «صورة المهاجر في السينما‬ ‫األوربية»‪،‬من خالل نماذج إسبانية وفرنسية وإيطالية‪،‬وقضية «الحدود‬ ‫والنزاعات»‪،‬وموضوع «الحدود في السينما الفلسطينية»‪.‬‬ ‫والبد أن أشير إلى ملتقى المعاهد السينمائية المتخصصة الذي‬ ‫استضافه مهرجان تطوان لالستفادة من التجارب المتوسطية في‬ ‫تطوير مدارس السينما ومعاهدها‪ ،‬والوقوف على آخر المستجدات‬

‫الفريق االمسير للمهرجان‬

‫وأحدث أساليب تدريس السينما في المنظومة التعليمية المتوسطية‬ ‫عربيا وأوروبيا‪ .‬وواصل المهرجان بذلك انفتاحه على المؤسسات‬ ‫التعليمية والتربوية‪ ،‬بهدف تعميم المعرفة السينمائية‪ ،‬وتضمينها في‬ ‫المقررات والعمليات التعليمية‪.‬‬ ‫وأعجبني – وأثار اهتمامي أيضا – الموضوع الذي تم اختياره للندوة‬ ‫الرئيسية ‪ ،2018‬وهو «السينما والحريات»‪ ،‬وكان في نفس الوقت‬ ‫شعارا لدورة ذلك العام‪ .‬وكان الهدف من الندوة بحث إشكاليات العالقة‬ ‫بين حريات اإلبداع ومختلف السلطات (السياسية والدينية واألخالقية‬ ‫والفنية‪ ،‬الخ)‪ ،‬مع محاولة اإلحاطة بهذه المفاهيم المعقدة التي تؤسس‬ ‫للعالقة بين المواطنين والسلطة وفهم مختلف أبعادها‪.‬‬ ‫وكان المهرجان سباقا‪ ،‬في ندوته الكبرى للعام الحالي‪ ،‬وفي دورة‬ ‫احتفاله بيوبيله الفضي‪ ،‬إلى االنتصار للمرأة وبحث قضيتها السينمائية‬ ‫تحديدا من خالل مناقشة موضوع»السينماالمتوسطية بصيغة‬ ‫المؤنث»‪ ،‬من منطلق أن السينما‪ ،‬وإن كانت فنا شعبيا يفتح أبوابَه‬ ‫للجنسين‪ ،‬إال أنها مازالت خاضعة لهيمنة الرجال‪ ،‬وال تمنح المرأة‬ ‫نفس حظوظ الرجل‪ ،‬خاصة في العالم العربي‪ ،‬حيث تعد السينمائيات‬ ‫على األصابع‪ ،‬لتظل الفوارق واضحة وصارخة في المجتمع العربي‬ ‫السينمائي‪.‬‬ ‫قضايا مهمة وبرامج ثقافية ثرية وعميقة ال يلتفت إليها الكثير من‬ ‫المهرجانات العربية‪ ..‬ولكي يستمر مهرجان تطوان في أداء ذلك الدور‬ ‫الثقافي التنويري‪ ،‬أدعو إلى ما دعا إليه يوما المجلس اإلداري لمؤسسة‬ ‫المهرجان من ضرورة وفاء جميعا ألطراف بالتزاماتها من أجل دعم‬ ‫المهرجان‪ ،‬وخاصة الجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬مع التوجه نحو تنوع‬ ‫مصادر الدعم والتمويل واالنفتاح على القطاع الخاص‪،‬والتفكير في‬ ‫الحصول على تمويالت دولية‪.‬‬

‫عبد الرحيم الخصار‬


‫العدد ‪1012‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫شهادة الفنان عبد الكريم الوزاني‬ ‫األستاذ عبد الكريم‪ ،‬بصفتك واحدا من األسماء الفنية الكبيرة في مجال التشكيل بالمغرب‪،‬‬ ‫والتي واكبت مهرجان السينما بتطوان‪ ،‬أريد منك شهادة قصيرة حول هذا المهرجان‪ ،‬من‬ ‫ناحية‪ ،‬وأريد أن تحدثني عن عالقتك التي امتدت معه لسنوات؟‬

‫‪10‬‬

‫ذعبد الكريم ‪ :‬مساء الخير‪ ،‬بالنسبة لي فعالقة السينما بالتشكيل ابتدأت بمدينة تطوان‪ ،‬مع بداية‬ ‫الثمانينات‪ ،‬خالل فترة أحمد حسني‪ ،‬الذي أمضى فترة‪ ،‬يمكن القول أنها كانت مريرة‪ ،‬وكان وقتها شابا‬ ‫طموحا التحق بنادي السينما وقام بتجديده‪ ،‬وحين تعرفت على الرجل الذي كان معروفا باسم «خاي أحمد»‪،‬‬ ‫عبر أحاديث أصدقاء آخرين‪ ،‬جاءني ذات يوم وطرح علي فكرة التعاون معه‪ ،‬و كنت معجبا به كشاب في تلك‬ ‫الفترة‪ ،‬فرحبت بالفكرة واعتبرتها من دواعي سعادتى‪ ،‬وهكذا بدأنا نشتغل بطرق ومعدات «بدائية»‪ ،‬وكنا‬ ‫نطلق على هذه الوسائل التقليدية تسمية « مطبعة األرجل»‪ ،‬وكان «خاي أحمد» يزورني كل جمعة ويخبرني‬ ‫بعنوان الشريط الذي سنقوم بعرضه‪ ،‬وكنا نقوم بعملية طبع الملصقات اإلعالنية على الورق الرمادي الذي‬ ‫كانت تُ َلفُّ فيه مادة السكر‪ ،‬و كان أرخص ما يمكن الحصول عليه في تلك الفترة‪ .‬وفي كل يوم سبت تصبح‬ ‫مدينة تطوان مليئة بالملصقات السينمائية‪ .‬فنسجت بيننا عالقة صداقة على هذا النحو‪ ،‬وبالطبع فبدون‬ ‫صداقة ال يمكن ألي شيء أن يتم‪ ،‬و كان شيئا جميال‪.‬‬ ‫و بخصوص المهرجان السينمائي لتطوان‪ ،‬أظن أن له مستقبل طويل ‪ ،‬ألني أعتقد أن جو الصداقة‬ ‫والحميمية واألخوة و الصراحة كذلك‪ ،‬ال نظير له‪ ،‬فنحن أصدقاء دائمون و هو ما يوفر إمكانية االستمرار‬ ‫في العمل المشترك‪ ،‬وأود التأكيد في هذا السياق على أننا انطلقنا بوسائل بسيطة جدا‪ ،‬أي أننا غرسنا بذرة‬ ‫فشرعت في النمو إلى أن غدت شجرة كبيرة‪.‬‬

‫فهذا العمل انطلق من ال شيء‪ ،‬والزلت أتذكر أنني‪ ،‬رفقة السيد إدريس سكيكة‪ ،‬كنا نعد أشكال هندسية‬ ‫خشبية ترسم عليها ملصقات المهرجان التي ستنصب في اليوم الموالي فنستمر في العمل إلى ما غاية حلول‬ ‫الفجر‪ ،‬ودون مقابل‪ ،‬ألن ذلك العمل كان يعجبنا ويدخل الفرحة إلى قلوبنا‪ ،‬و كنا سعداء بذلك‪ ،‬و هذا ال يمكن‬ ‫أن يعوض‪ .‬وطبعا تحولت مسيرة المهرجان بعد ذلك نحو العمل بقواعد مضبوطة‪ ،‬وال زلت إلى اليوم أشتغل‬ ‫على إعداد الملصقات السينمائية‪ ،‬وسأظل كذلك إلى آخر حياتي‪.‬‬

‫النجمان حممد مفتاح وعمرو �سعد‬

‫ور�شة‬

‫تكرمي الفنان حممد ال�شوبي يف الدورة الف�ضية‬

‫حممد بوي�سف الركاب متفاعال‬ ‫مع النجمة الإ�سبانية لوي�سا كافا�سا‬

‫الناقد عبد الكرمي ال�شيكر‬

‫الفنان عبد الكرمي الوزاين‬

‫املخرج �أحمد بوالن‬

‫ال�سينمائي واملو�سيقي الإيطايل‬ ‫روبرطو جياكومو ب�شيوتا‬ ‫رئي�س جلنة حتكيم‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫مهرجان يستشرف المستقبل‬ ‫نور الدين بندريس (مدير المهرجان)‬ ‫بفضل إرادة وشغف مجموعة من عشاق السينما المرتبطين بحركية‬ ‫األندية السينمائية في السبعينات والثمانينات والذين إلتأموا في‬ ‫جمعية أصدقاء السينما بتطوان‪ ،‬رأى النور مهرجان تطوان السينمائي‬ ‫ووضع نصب عينيه الدفاع عن سينما متوسطية جديدة ومنفتحة‪،‬‬ ‫والترويج لها ‪ .‬ومن «ملتقى سينمائي» إلى «مهرجان متوسطي» لم‬ ‫تكن هنالك سوى خطوة خطتها الجمعية برزانة وتبصر لتتحول هذه‬ ‫التظاهرة اليوم إلى أحد أهم المهرجانات السينمائية بحوض البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫لقد كان مهرجان تطوان رائدا في اختياره للبعد المتوسطي‬ ‫كمحدد لهوية هذه التظاهرة‪ ،‬وفي عمله على التعريف بسينما مختلفة‬ ‫عن تلك التي تعرض في القاعات وحاملة لقيم كونية ومرتبطة‬ ‫بالمواضيع التي تشغل المواطنين في المجتمعات المتوسطية‪.‬‬ ‫ومنظمو هذه التظاهرة يتحكم فيهم هاجس اقتسام عشقهم‬ ‫للفن السابع والرغبة في إقناع متلقين جدد بأهمية الفرجة السينمائية‬ ‫وتنوعها والحرية التي تشعها‪ .‬لذا حرصوا على عرض أعمال أولى‬ ‫لمخرجين شباب إلى جانب تقديم عروض أولى لسينمائيين مكرسين‪،‬‬ ‫وحرصوا اقتراح أفالم وثائقية وأخرى تخييلية مرورا بسينما التحريك ‪.‬‬ ‫ففي كل دورة تتم برمجة ‪ 80‬فيلما هي بمثابة دعوة للسفر لوجهات‬ ‫متباينة وبعضها بعيد‪ ،‬ويتم تقديم برنامج ثقافي متكامل متضمن‬

‫لموائـــد مستــديــرة ولقــاءات‬ ‫ولحظات تكريم واستعادة لتجارب‬ ‫ومحاضرات وماستر كالسات‪.‬‬ ‫وفي السنة المقبلة‪ ،‬وبمناسبة‬ ‫انعقــــاد الدورة ‪ ،26‬سيحتفــل‬ ‫المهرجان بالذكرى ‪ 35‬لتأسيسه‪،‬‬ ‫وستكون لحظة قويـة سيتـم فيها‬ ‫التذكير بجهود جيل المؤسسين‬ ‫وسيعترف الجيل الجديد بإسهامات‬ ‫أعضاء مؤسسين رحلوا وأقصد‬ ‫نور الدين بندريس والنجمة اإليطالية‬ ‫حسن اليعقوبي وأحمد المرجاني‪،‬‬ ‫كلوديا كاردينالي‬ ‫وسيعلن تقديره ألعضاء مؤسسين‬ ‫مازالوا يحملون المشعل ويؤمنون‬ ‫وبالنسبة إلي شخصيا‪ ،‬فإن هذه السنوات الطويلة التي قضيتها‬ ‫بهذا المشروع المتفرد الذي يضيء ليس فقـط مدينة تطــوان‬ ‫جهة الشمال‪ ،‬بل يضيء البالد بأكملها‪ .‬هؤالء األعضاء المكابرون بجمعية أصدقاء السينما بتطوان وبمهرجان تطوان لسينما البحر‬ ‫والمتشبثون بهذا الحلم هم أحمد الحسني وادريس السكايكة ومحمد األبيض المتوسط كانت بمثابة تجارب أساسية وغنية في مساري‬ ‫بويسف الركاب الذين يعملون كل ما في مقدرتهم إليصال خبرتهم ‪ ،‬كما أن مسؤوليتي بالمهرجان علمتني وتعلمني فلسفة اإلقتسام‬ ‫وتجاربهم الغنية مع الشباب ليظل هدفهم األسمى هو استمرارية والعمل الجماعي والوعي بضرورة المساهمــة في تطويــر مدينتنـا‬ ‫المهرجان واتساع إشعاعه‪.‬‬ ‫ووطننا‪.‬‬

‫اجلياليل واجلوهري‬

‫حممد عبد الرحمن التازي‬

‫مالك �أخمي�س و بديعة ال�صنهاجي‬

‫احتفاء بالراحل ح�سن اليعقوبي‬

‫تقدمي فيلم امليمات الثالث‬

‫‪11‬‬

‫الفنانة منال ال�صديقي‬


‫العدد ‪1012‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫حوارمع‬

‫رئيس مؤسسة مهرجان تطوان‬ ‫لسينما البحر األبيض المتوسط‬

‫أحمد الحسني‬ ‫يحتل «مهرجان تطوان لسينما البحر األبيض المتوسط» موقعا مفصليا في المشهد السينمائي المغربي‬ ‫والعربي واإلنساني‪ .‬وقد راكم المهرجان على امتداد ‪ 25‬دورة من الحضور الالفت رصيدا معتبرا في مقاربة‬ ‫األسئلة المتواصلة المرافقة لتحوالت الفن السابع‪ .‬وبمناسبة دورته األخيرة التقت جريدة «الشمال» برئيس‬ ‫مؤسسة المهرجان‪ ،‬وأجرت معه الحوار التالي‪.‬‬

‫أستاذ أحمد‪ ،‬لنبدأ بسؤال تقليدي‪ ،‬وأطلب‬ ‫منك ورقة تقديميـة حول مهرجـان تطوان‬ ‫السينمائي‪.‬‬ ‫أشكرك في البداية على اهتمامكم بمهرجان‬ ‫تطوان السينمائي‪ ،‬والحقيقة أن مهرجان تطوان‬ ‫السينمائي قد انطلق سنة ‪ 1985‬كتظاهرة‬ ‫محلية وطنية وحتى آنذاك نظمت من قبل نادي‬ ‫الشاشة‪ ،‬الذي كان عضوا في الجامعة الوطنية‬ ‫لألندية السينمائية‪ ،‬وفي ‪ 86‬أسسنا جمعية‬ ‫أصدقاء السينما وتبنت الجمعية هذا المشروع‬ ‫‪،‬مهرجان تطوان السينمائي‪ ،‬الذي بقي تظاهرة‬ ‫محلية‪ ،‬حيث كانت الدورة الثانية مغربية اسبانية‪،‬‬ ‫وبعده الدورة الثالثة التي كانت مغربية فرنسية‪،‬‬ ‫وخالل هذه الدورة كان التفكيـر في االنطالق‬ ‫إلى مهرجان دولي متوسطي‪ ،‬وطبعا فإن هذا‬ ‫االنتقال جاء بناء على طلب مجموعة من األصدقاء‬ ‫والمؤسسات المتوسطية‪ ،‬وجاء كذلك على بناء‬ ‫على طلب مجموعة من الصحفيين الذين كانوا‬ ‫حاضرين وكذا مخرجين كبار كانوا حاضرين أيضا‬ ‫في الدورة الثالثة‪ ،‬وكانت مجلة «كلمة» هي‬ ‫التي أصدرت أول بالغ صحفي وإعالن عن انطالق‬ ‫هذا المهرجان بتطوان لسينما البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬وطبعا كانت الدورة األولى ثقافية‬ ‫فنية لم تكن فيها مسابقات‪ ،‬كانت فقط ندوات‬ ‫وعروض سينمائية إلى حدود الدورة العاشرة‪،‬‬ ‫وكان من الدورة األولى إلى الدورة التاسعة‬ ‫تحت اسم « ملتقى تطوان لسينما البحر األبيض‬ ‫المتوسط» وفي الدورة العاشرة‪،‬أي طوال عشر‬ ‫سنوات أو أكثر‪ ،‬انطلقنا باسم جديد هو « مهرجان‬ ‫تطوان لسينما البحر األبيض المتوسط»‪.‬‬ ‫والدورة العاشرة كانت بالطبع أول دورة فيها‬ ‫لجنة مسابقة ولجنة تحكيم وجوائز‪ ،‬هذا االنتقال‬ ‫كان ضروريا ألن مجموعة من شركاء مهرجان‬ ‫تطوان‪ ،‬سواء الشركاء من القطاع العام أو القطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬طلبوا هذا االنتقال‪ ،‬وفعال ساهموا معنا‬ ‫في هذا االنتقال ابتداء من الدورة العاشرة إلى‬ ‫الدورة ‪ 25‬لمهرجان تطوان‪ ،‬و في نفس التطور أو‬ ‫األفق‪ ،‬وفي أي مهرجان هناك مستويات مختلفة‪،‬‬ ‫لكن المستوى األساسي هو مهرجان ثقافي فني‬ ‫متميز‪ ،‬بحضور دائم وبمستوى كبير‪ ،‬أسماء كبيرة‬ ‫من البحر األبيض المتوسط حضرت‪ ،‬كيوسف‬ ‫شاهين وصالح أبو سيف‪ ،‬ومجموعة كبيرة من‬

‫األسماء التي استضافتها جل دورات مهرجان‬ ‫تطوان السينمائي‪.‬‬ ‫أستاذ أحمد‪ ،‬ما الذي تتصور أن مهرجــان‬ ‫تطوان قد قدمه للمشهــد السينمائي‪ ،‬سواء‬ ‫على المستوى المحلي أو الوطني أو العربي أو‬ ‫اإلنساني بشكل عام؟‬ ‫طبعا‪ ،‬خالل ‪ 35‬سنة من العمل السينمائي‪،‬‬ ‫مساهمة مهرجــان تطــوان السينمائي في‬ ‫المشهد الثقافي السينمائي كانت مؤثرة وكانت‬ ‫كبيرة‪ ،‬أوال على مستوى نشر الثقافة السينمائية‬ ‫وسط فئات واسعة من الشباب‪ ،‬وكذلك كان‬ ‫له دور في التعريف بمدينة تطوان وبالمغرب‬ ‫كدولة تنتمي للبحر األبيض المتوسط‪ .‬ويمكن‬ ‫القول إننا بالرجوع إلى السنوات األولى لمهرجان‬ ‫تطوان‪ ،‬من ‪ 1985‬إلى بداية ‪ ،2001‬كان عدد‬ ‫المهرجانات في المغرب قليل‪ ،‬وذلك ينسحب‬ ‫على العالم العربي كذلك‪ ،‬وبمهرجان تطوان‬ ‫قدم مجموعة من السينمائيين أفالمهم األولى‪،‬‬ ‫وقدم نقاد كانوا آنذاك شبابا لقاءاتهم األولى‬ ‫مع مخرجين سينمائيين‪ .‬هذا تاريخ ال يمكن‬ ‫أن ينكره أحــد‪ ،‬فمهرجان تطوان كان مدرسة‬ ‫ثقافية سينمائيـة متميزة منذ ‪ 35‬سنـة‪ ،‬وله‬

‫تأثير ليس فقط على المستوى المحلي بل على‬ ‫المستوى العربي والمتوسطي‪ ،‬إذ أن له مساهمة‬ ‫أساسية في الترويج للسينما المتوسطية وفي‬ ‫نشر الثقافة المغربية وكذلك التعريف بالمغرب‬ ‫وبثقافته وبحضارته في مجموعة من دول البحر‬ ‫المتوسط عبر لقاءات تتسم بالحرفية وذات نزوع‬ ‫إنساني ‪.‬‬ ‫أكيد أن مهرجان تطوان يشتغل برؤية‬ ‫أو بتصور واضح‪ ،‬وأكيد أنه يطمح إلى ترويج‬ ‫مجموعـة من القيـم اإلنسانيـة‪ ،‬أتمنى أن‬ ‫تحدثني‪ ،‬ولو بشكل مختصر‪ ،‬عن القيم التي‬ ‫يهدف مهرجان تطوان إلى إبالغها للمتلقي‪.‬‬ ‫مهرجان تطوان منذ انطالقــه كانــت له‬ ‫مجموعة من األهداف تؤطرها مجموعة من القيم‬ ‫الكونية‪ ،‬كقيم السلم الذي هو شعار أساسي‪،‬‬ ‫خصوصا ونحن في البحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫في حاجة لهذا الشعار‪ ،‬ألنه في السنوات األخيرة‬ ‫اندلعت حروب كثيـرة وعرفنــا أزمــات كثيــرة‬ ‫كالهجرة ومآسيها‪ .‬البحر المتوسط لم يعد بحرا‬ ‫هادئا كما كان‪ ،‬بل أصبح يعرف مجموعة من‬ ‫التوترات العقائدية‪ ،‬وهذا أمر لم يكن في السابق‬ ‫على األقل في الفترة التي تأسس فيها مهرجان‬ ‫تطوان السينمائي‪ ،‬كذلك هناك مبدأ أساسي‬

‫‪12‬‬

‫هو الحرية الفردية والدفاع عن الحريات العامة‪.‬‬ ‫في إحدى الدورات األخيرة‪ ،‬كان محور مهرجان‬ ‫تطوان هو الحرية في كل المجاالت‪ ،‬العقائدية‪،‬‬ ‫السياسية‪ ،‬الفردية‪ .‬كان الشعار األساسي هو‬ ‫الحرية‪.‬‬ ‫ســؤال أخيــر أستــاذ أحمـــد‪ ،‬ارتباطــا‬ ‫بالمهرجان‪ ،‬ما هـو في نظركــم الحلـم الذي‬ ‫تودون أنتم في اللجنة التنظيمية تحقيقه بعد‬ ‫كل هذه السنوات من المسؤولية في تنظيم‬ ‫هذا المهرجان ؟‬ ‫طبعا لدينا أحــالم كثيرة ‪،‬في الحقيقة إذا‬ ‫توقفت األحالم‪ ،‬توقف مهرجان تطوان‪ ،‬هي‬ ‫أحالم فريق مهرجان تطوان‪ ،‬نحلم أن نرتقي‬ ‫من مهرجان كالسيكي إلى جيــل جديد من‬ ‫المهرجانات التي توجــد حاليا على المستوى‬ ‫العالمي‪ ،‬مهرجانات منتجة‪ ،‬منتجة ألفالم‪ ،‬منتجة‬ ‫لسيناريوهات‪ ،‬منتجة إلبداعات سينمائية‪ ،‬أو‬ ‫منتجة مساهمة في دورة اإلنتاج السينمائي‪.‬‬ ‫ونحن نطمح أن نكون ضمن هذه المهرجانات‬ ‫العالمية مستقبـال‪ .‬وخــالل الدورة المقبلة‪،‬‬ ‫سننظم ندوة متمحورة حول هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ونطمح إلى خلق سوق سينمائية لترويج الفيلم‬ ‫المغربي وكذلك خلق مختبر لإلبداع السينمائي‬ ‫المغربي‪ ،‬سواء على مستوى الكتابة أو دعم‬ ‫اإلنتاج‪ .‬هذا مشروع‪ ،‬هذا حلم‪ ،‬ال يمكن لمهرجان‬ ‫تطوان أن يحققه اآلن بسبب شح اإلمكانيات‬ ‫المالية‪ .‬لكن إذا ما حصل المهرجان على دعم‬ ‫مالئم‪ ،‬سوف يمكننا اإلنتقال إلى هذه المرحلة‬ ‫المغايرة‪ ،‬مرحلة الجيل الجديد من المهرجانات‬ ‫السينمائية‪ ،‬المهرجانات المنتجة‪.‬‬


‫العدد ‪1012‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫ما هذا الشيء المنهار الذي يعيق حركة المرور‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫?‬

‫اعذرونا عن جهلنا بالتراث‪ ،‬ولكن هل هناك من بإمكانه أن ينير فهمنا حول هذا‬ ‫«النصب» الجاثم بكل فخر وسط شارع الحدادين بحي «سيدي بو عراقية» ؟‬ ‫مثلنا‪ ،‬يتساءل كثير من الناس عن تاريخ هذا «القوس» المتداعي‪ ،‬الذي يعرقل‬ ‫حركة المرور عند تقاطع طريقين يربطان بين منطقتين استراتيجيتين في المدينة‪.‬‬ ‫مع تقصي المعلومات‪ ،‬تبين أنه أثر متبق من الجدار القديم لمقبرة تم استبدالها‬ ‫بمساحة خضراء جميلة‪.‬‬ ‫من الواضح أن أصدقاءنا المدافعين عن تراث المدينة هم وحدهم القادرون على‬ ‫تنويرنا بخصوص هذا «النصب « الذي ال يمكن أن يوجد له تفسير تاريخي عن وضعه‬ ‫المتداعي‪ ،‬وال عن الموقع الغريب حيث يجثم‪.‬‬ ‫ربما الحقا تم طرح السؤال على عمدة المدينة السيد العبدالوي‪ ،‬مع العلم أنه ليس‬ ‫منشئ هذه التحفة‪ ،‬التي ال نعرف جزءها األسطوري من مدينتنا‪.‬‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬نحن بال شك جاهلون بالتراث ونسأل فقط على سبيل المعرفة‪.‬‬ ‫لتنوروا إذن أفهامنا حتى نتمكن‪ ،‬بدورنا‪ ،‬من إفهام الناس الذين يتساءلون عن‬ ‫وجود «النصب»‪.‬‬ ‫وبطابع «تفكيهي»‪ ،‬يروج بين الناس تفسير مفاده أنه ال يوجد سبب معقول‬

‫ومقنع كون مدينة فاس حظيت بحق تمتعها بـ «برج إيفل» أنشأه لها عمدتها السابق‬ ‫السيد «شباط»‪ ،‬في حين أن طنجة ال يحق لها أن تستفرد بـ «قوس النصر» هذا الذي‬ ‫ال نكاد نعرف العبقري الذي هندسه؟‬ ‫لكن أهل فاس أدركوا‪ ،‬بوعي كامل‪ ،‬الخطأ الفادح فتخلصوا منه‪ ،‬في حين أن «قوس‬ ‫سيدي بوعراقية» بطنجة ال يزال إلى اآلن جز ًءا اعتياديا من المشهد العام للمدينة‪،‬‬ ‫دون أن يهتم أحد بالبشاعة الجمالية وال الهندسية التي يحيل عليها‪.‬‬ ‫كيف يمكننا تقديم تفسيرات لزوار مدينتنا بخصوص هذا المشهد النشاز؟ نترك‬ ‫األمر للمدافعين عن تراث طنجة ذوي الخبرة‪ ،‬والذين نتوقع رد فعلهم بخصوص‬ ‫استهجاننا للمشهد‪ ،‬ونتوقع أيضا أنهم لن يفوتوا الفرصة لتوجيه االتهام باستسهال‬ ‫التعاطي مع التراث التاريخي للمدينة‪.‬‬ ‫ويبدو أنه من األجدى‪ ،‬بدل ذلك‪ ،‬أن يقدموا للرأي العام تفسيرا تاريخيا معقوال‬ ‫حول هذا «النصب»‪ .‬ونعدهــم أننا على استعــداد كي نخصص لهم ضمن أعمدة‬ ‫جريدتنا كل المساحة الالزمة لذلك‪.‬‬ ‫في انتظار ذلك‪ ،‬سوف يستمر معظم «الطنجاويين» في التساؤل‪« :‬ما هذا الشيء‬ ‫«المنهار» الذي يعيق حركة المرور‪.‬‬

‫شيعت بعد ظهر يوم الجمعة ‪ 20‬محرم ‪ 20 - 1441‬شتنبر ‪2019‬‬ ‫جنازة المرحوم‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫الدكتور عبد اللطيف الزكري‬

‫‪ ‬كان المرحوم عبد اللطيف رمزا من رموز طنجة العالمة‪ ،‬وبهذه المناسبة األليمة تتقدم‬ ‫هيئة تحرير جريدتي طنجة والشمال وجمعية أعمدة ورابطة كاتبات المغرب بطنجة وبنية‬ ‫البحث ملتقى الدراسات المغربية واألندلسية‪ ‬بآداب تطوان بأحر التعازي إلى أرملته وابنته‬ ‫وابنه وكافة أفراد أسرته الكريمة سائلين المولى عز وجل أن يثيب المرحوم عبد اللطيف على‬ ‫كل ما قدمه من خدمات جليلة ألجيال من التالميذ والمثقفين بطنجة ويلهم ذويه ومحبيه‬ ‫صبرا جميال‪.‬‬

‫األستاذ البشير الريسوني‬ ‫مفتش التعليم ومسؤول اإلدارة التربوية بنيابة طنجة سابقا‪،‬‬ ‫مساء يوم الجمعة ‪ 13‬محرم ‪ 13 - 1441‬شتنبر ‪.2019‬‬ ‫‪ ‬وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير جريدتـي طنجــة والشمال بأحر التعازي‬ ‫وأصدق المواساة إلى أرملته الفاضلة السيدة العزيزة الريسوني وابنه زهير وابنتــه زينب‬ ‫وسائر أفـراد العائلة الريسونية‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن يلهمهم صبـرا جميـال ويثيــب‬ ‫المرحوم ويسكنه فسيح جناته‪ .‬‬


‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫لماذا غاب العقل العلمي عن األستاذ ؟‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ُّ ...‬‬ ‫كل منْ يرَكزُ فكرَهُ في العلم والمعرفة له ُغرَرُ المكارم ‪ ..‬ذا األستاذ‬ ‫الذي يملي قواعده التي ال تخضع لمنظومة علمية‪ ،‬ومحاولة منه التغريب‬ ‫– النبهاره بحرية ال حدّلها في الغرب‪ ،‬ال بعلمه‪ -‬عن حديث رسول هلل –ص‪-‬‬ ‫ومرجعية هذا الحديث من كتاب اهلل في اآلية الكريمة – فإلهكم إلهٌ واحدٌ‪ ،‬فلهُ‬ ‫أسلموا‪ ،‬وبشر المخبتين –صدق اهلل العظيم‪ ،‬اآلية ‪34‬من سورة الحج‪ .‬والحديث‪،‬‬ ‫أسلم تسلم لك اآلخرة‪ ،‬وقد فهمه األستاذ أحمد وشرحه شرحا لفظيا على هواه‪،‬‬ ‫وفسرَه –و ْ‬ ‫إن لم تسلمْ لم تسلمْ‪ ،-‬بل للقراءة داللة النصّ وما قامت به القرائن‬ ‫بداللة اللغة وشهادة االستعمال –أ‪.‬د‪.‬محمد الحافظ الروسي‪ ،-‬وليست بالهوى‬ ‫وبنية اإلساءة‪ .‬وحتى لو لم تكن تملك آليات وأدوات قراءة النصوص‪ .‬ولم تكن‬ ‫من أهل الشرع والسيرة وفقه الحديث والبالغة والجمع بين النصوص الشرعية‪،‬‬ ‫والموازنة بينها‪ ،‬ثمّ معرفة قواعد الترجيح‪ ،‬وأنت يا أستاذ تغوص في فقه لكي‬ ‫تصحح األسانيد‪ ،‬فأضحيت شخصاً قوَّا ًال‪ ،‬تتكلم فيما التفهم من هذه العلوم‬ ‫الشرعية شيئاً‪ ،‬بل إشباعاً لذاتك وشهرتك‪ .‬مما أسقطك في تفسير الحديث على‬ ‫أن تسلم وإما ْ‬ ‫هذا النحو –إما ْ‬ ‫أن تموت‪.-‬و حين فند أقولك العلماء والمتخصصون‬ ‫خرجت عن آداب الحوار‪ ،‬أبنت عن نواياك بلجوئك إلى نعت مُخالفيك بألفاظ‬ ‫ال تليق بأستاذ يدَّعي حرية الرأي والحداثة وبالحوار العلمي‪ .‬إذن أنت تجادل‬ ‫وتكابر وال تناظر ! اسمح لي أيها األستاذ ْ‬ ‫أن أحيلك على كتاب آداب البحث‬ ‫والمناظرة لعالمة الروم طاشكبري زادة‪ ،‬يشرح فيه آداب البحث وأخالق المناظرة‬ ‫من أجل إظهار الصواب مع العصمة من الخطإ عند المُحاجَّة‪ .‬وعند الحوار‬ ‫بين المتناظرين‪ ،‬وهذا ما لم تلتزمْ به أيها األستاذ ! وانزلقت نحو الشذوذ في‬ ‫خطاباتك على –اليوتوب‪ -‬وهي مُوجهة في األساس إلى من تمدرسوا على كتاب‬ ‫مدرسي عقيم تلقنوه أجيال من التالميذ والطلبة المغاربة‪ ،‬ولم يكن يحتوي على‬ ‫النزر من العلوم الشرعية ليتمكنوا من اآلليات والقواعد العلمية التي تمكنهم من‬ ‫غربلة مزاعمك‪ .‬ويتوجه األستاذ بخطابه الستقطاب من ليس لهم معرفة كافية‬ ‫بأدوات وآليات وقواعد تعينهم من استنتاج مقاصد محاربي العقيدة اإلسالمية‬ ‫بالوكالة‪ .‬ومنهم بعض الجامعيين يتمتعون بسالسة اللسان وبمصدر –إشعاع‪-‬‬ ‫لتجنيد ذوي اإليمان الضعيف النبهارهم بالتقدم الغربي من خالل منهج تربوي‬ ‫–أجنبي‪ -‬وهم يفتقدون إلى أجهزية فكرية لضحد افتراءات أمثال –كاري حنكو‪-‬‬ ‫وكاري لسانه باسم الكوْنية والحداثة وحرية الجنس‪ ،‬ممتطيا فرس –طروادة‪-‬‬ ‫لتجييش ما بداخله لمحاربة اللغة العربية وكتاب اهلل عز ّ‬ ‫وجل بغياً وعدْواً‪ ،‬لترضى‬ ‫عنه اليهود والنصارى ؟! وتكالباً على حقوق اإلنسان ‪ ..‬أما الطلبة الذين درسوا‬ ‫في البعثات األجنبية فحدّث وال حرج !‪ -‬فهؤالء هم زبناء األستاذ إذا قمنا بمسح‬ ‫من أجل ذلك على التواصل االجتماعي‪ .-‬ليست وحدك أيها األستاذ‪ ،‬فهناك أيضاً‬ ‫من يقفزون علينا بمظالتهم المهترئة وينحون إيديلوجيتك‪ ،‬باستغالل النسب‬ ‫العالية من األمية والجهل‪ ،‬وتخلف المجتمع‪ ،‬ليلسعوا الجسم الضعيف لهذا‬ ‫المجتمع‪ .‬ويزكون أنفسهم بنماذج فاسدة من بعض من يُنسبون على اإلسالم‪،‬‬ ‫بسلوكاتهم الشاذة‪ ،‬للحكم على العقيدة اإلسالم وهي منهم براء‪ .‬لقول اهلل َّ‬ ‫جل‬ ‫وعال ‪ :‬واهلل غنيٌّ عن العالمين – صدق اهلل العظيم‪-‬سورة العنكبوت‪ -‬عوَضاً له‬ ‫من سحر الكالم الذي يتشدَّقُ به ‪،‬كان عليه ْ‬ ‫أن يقوم ببحث علمي للخروج من‬ ‫أزمة العقل العربي‪ ،‬بتحليل أسبابها المعرفية والثقافية والسياسية! ال باستغالل‬ ‫هذه األزمة‪ ،‬فتتمنَّع من ذلك حتى غاب عنك العقل العلمي وعن مشروعك‬ ‫الفكري الزائف‪ .‬ربما تكون هذه الوسيلة من –عسى ْ‬ ‫أن‪ ،-‬إلعادة اكتشاف العقل‬

‫موائدُ الحرفِ‬

‫(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)‬

‫آية من سورة «النساء» تزين مدخل جامعة هارفورد‬ ‫العلمي العربي الذي نسعى إليه وبما يُوَطدُهُ بعد تيه‪ ،‬عند استغاللك أيها‬ ‫األستاذ واقعنا المأزوم لتنهض بعض األبواق ولتسيء للغة العربية ومن خاللها‬ ‫إلى العقيدة اإلسالمية ! خطابك خطاب إنشائي انفعالي يعزف على عود ارتختْ‬ ‫أوتارُهُ ولمْ تعدْ مُحكمة الشدّ‪ .‬لينسب ألعظم شخصية في التأريخ التي جاءت‬ ‫على لسان –مايكل هارت‪ -‬في كتابه العظماء المائة الذي أحيلك عليه‪ .‬وسوف‬ ‫أكتفي بذكر بعض علماء الغرب الذين عظموا خاتم النبيين محمد –ص‪ -‬ومنهم‬ ‫من أسلم‪ ،‬وهم دكاترة وباحثين من أكبر جامعات العالم‪ ،‬كالصوربون وأوكسفورد‬ ‫وهارفارد ‪ ..‬روجي كارودي الذي اعتنق اإلسالم‪ ،‬و–جيفري النج‪ -‬بروفيسور في‬ ‫علم الرياضيات من جامعة‪-‬كانساس‪ -‬بالواليات المتحدة األمريكية والبروفيسور‬ ‫–يوشدي كوزاي‪ -‬من اليابان‪ ،‬والبروفيسور األمريكي –بالمر‪ ،-‬والعالم التيالندي‬ ‫–تاجاس‪ -‬وهو العالم المتخصص في علم األجنة‪ ،‬والعالم الفرنسي –موريس‬ ‫بوكاي‪ ،-‬والعالم األسترالي –روبيرت عيلهم‪ -‬وقد اعتنق اإلسالم وهو من هو‬ ‫من علماء األجنة ليشهد ويؤكد َّ‬ ‫أن المسلمة هي أطهر نساء األرض‪ .‬وآخراً وليس‬ ‫أخيراً العالم األلماني –فيلي بوتولو‪ -‬أستاذ علم النفس‪ .‬وكل هؤالء وآخرون‬ ‫اعتنقوا اإلسالم بأبحاثهم العلمية ‪.‬وهم نخبة من علماء الغرب والشرق قد‬ ‫خلصوا في أرقى المختبرات العلمية إلى عين الحقيقة وهي عقيدة اإلسالم‪ ،‬وهم‬ ‫أساتذة في الفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم الكونية الذي تستعمله أنت‬ ‫كمصطلح لنوع من –الديانة العصرية‪ .‬والتي تزعم أنت أيها األستاذ المحترم‪،‬‬ ‫أن اإلسالم انتشر بالسيف َّ‬ ‫َّ‬ ‫وأن رسالته تهديدية ! وهؤالء العلماء يؤمنون بدين‬ ‫اإلسالم دين السالم والحب والحوار وحقوق اإلنسان ورفض العنف واحترام عقيدة‬

‫بين دفتيّ هذا َ‬ ‫شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريـخ‬ ‫الك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونخيلـــة‬ ‫حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ‪،‬‬ ‫واللغـــة واألدب‪ ،‬وهـــي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وبـــاعــــث على‬ ‫لإلينــاس‪،‬‬ ‫ة‬ ‫مجلبـــ‬ ‫ُّعهـا‬ ‫و‬ ‫وتنـــ‬ ‫تحقيقاتٍ وجواباتٍ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫التروّح؛ َّ‬ ‫التنقــل بين‬ ‫وتستـــروحُ إلى‬ ‫الواحدَ‪،‬‬ ‫النمط‬ ‫تسأمُ‬ ‫ألن النفس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫أفانين الكالم‪ ..‬ولعـل القارىء يجـد فيها متنفسـهُ إذا تملكه الضجرُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوحشة‪ ..‬واهلل الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫واستفرغتهُ‬

‫‪ . 33‬من �أدب املرا�سالت العلمية‬

‫وقفتُ على رسالة من شيخنا ومجيزنا العالم المشارك محمد أبي خبزة الحسني إلى الفقيه الداعية محمد عبد الملك حجاج ـ رحمه‬ ‫اهلل ـ‪ ،‬وهي ال تخلو من فوائدَ حديثيةٍ وتاريخيةٍ‪ ،‬ومن ِّ‬ ‫خط شيخنا نقلتُ‪:‬‬ ‫« األخ في اهلل تعالى األستاذ العالمة الداعية سيدي محمد بن عبد الملك حجاج المحترم‬ ‫السالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‬ ‫الحديث الذي ذكرتَ لي أمس راغباً في الكشف عنه في السنن األربعة للتأكد من طعن أبي عمر بن عبد البر فيه باإلرسال‬ ‫َ‬ ‫واالنقطاع‪ ،‬وجدته في تلك ِ ِّ‬ ‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬جاء أعرابيٌّ إلى النبي _‬ ‫طرق عن سماكٍ بن حرب عن‬ ‫الكتب كلها مروياً من ٍ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فقال‪ :‬رأيت الهالل‪ ،‬قال أتشهد أن ال إله إال اهلل وأن محمداً عبده ورسوله؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال ‪ :‬يا بالل‪ :‬أذن في الناس‬ ‫فليصوموا غداً‪.‬‬ ‫رواه أبو داود رقم (‪.)2340‬‬ ‫ورواه الترمذيُّ (‪ ،)134 /1‬وقال عقِبه‪ :‬حديث ابن عباس فيه اختالف‪ ،‬وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك عن عكرمة عن النبي‬ ‫ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ مرس ًال‪ .‬وأكثر أصحاب سماكٍ رووه عن سماك عن عكرمة عن النبي مرسَ ًال‪.‬‬ ‫ورواه النسائي (‪ ،)1/300‬وابن ماجه رقم (‪ ،)1652‬والدراميُّ وابن الجارود وابن حبان والدارقطنيُّ والحاكم والبيهقيُّ ك ّلهم من‬ ‫ٌ‬ ‫مرسل‪ ،‬وقد تقدَّم‬ ‫طرق عن سماكٍ‪ ،‬وصححه الحاكم في (المستدرك)‪ ،‬ووافقه الذهبيُّ في تلخيصهِ‪ ،‬لكن رجّح جماع ٌة من مخرجيه أنه‬ ‫ٍ‬ ‫كالمُ الترمذيِّ فيه‪ ،‬وقال النسائيُّ كما في (نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية) (‪ )2/443‬للزيلعيِّ‪ :‬وهذا ـ يعني إرسال الحديث ـ‬ ‫يُلقنُ َّ‬ ‫أولى بالصواب؛ ألن سماكاً كان َّ‬ ‫فيتلقن‪ ،‬وابن المبارك أثبتُ في سفيان من الفضل (يعني‪ :‬الفضل بن موسى الذي رواه موصو ًال‬ ‫عن سفيان)‪ ،‬بينما رواه ابن المبارك عن سفيان مرس ًال‪ .‬يضافُ إلى هؤالء ابن عبد البر وهو حافظ ثبت‪.‬‬ ‫بهذا يظهر أن الحديث مرسلٌضعيفٌ‪ ،‬وال يثبت موصو ًال‪ ،‬ويغني عنه في الباب ما رواه أبو داود رقم (‪ ،)2342‬والدارمي وابن حبان‬ ‫والبيهقي عن ابن عمر قال‪ :‬تراءى الناس الهالل فأخبرت النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ أني رأيته‪ ،‬فصام وأمر الناس بصيامه‪ .‬وهو‬ ‫صحيحٌ كما قال ابن حزم في المحلى (‪ ،)6/236‬وأقره الحافظ ابن حجر في التلخيص (‪.)2/187‬‬ ‫وقد تذكرت أنكم كتبتم قديماً في المعركة العلمية التي دارت بتطوان على صفحات جريدة األخبار بين الدكتور الهاللي والسيد‬ ‫أحمد بن الصديق والناصر الكتاني في توهين سماك بن حرب‪ ،‬وقلتم البن الصديق الذي احتج به‪ :‬كيف تحتجون به وقد ضعفتموه‬ ‫في كتابكم في نصرة القبض‪ ..‬أو شيئاً من هذا‪ ،‬فهل تذكرون ؟ فإنني كنت دون بلوغ‪ ،‬ولكني حفظت اسم سماك بن حرب‪ ،‬وسمعت‬ ‫الطلبة يرددون هذا‪.‬‬ ‫وأخيراً تقبلوا تقديري والسالم ‪.‬‬ ‫تطوان في ‪ 21‬رجب ‪1402‬‬ ‫أخوكم محمد بوخبزة «‪.‬‬

‫‪ . 34‬فائدة � ٌ‬ ‫أدبية‬

‫اآلخرين –لكم دينكم ولي دين‪ ،‬صدق اهلل العظيم‪ .‬وقال َّ‬ ‫جل في عاله ‪ :‬ولو شاء‬ ‫ربُّك آلمن من في األرض كلهم جميعا‪ ،‬أفأنت تُكرهُ الناس حتى يكونوا مومنين‬ ‫–صدق اهلل العظيم ‪-،‬سورة يونس اآلية‪ 99-‬وهي آيات بينات‪ .‬فأين الرسالة‬ ‫التهديدية واإلرهابية في هذه النصوص ؟ وأين مقامك من هؤالء يا أستاذ ؟‬ ‫ُّ‬ ‫فكل ما توصلت إليه في –أبحاثك‪ -‬أسلم تسلم‪ ،‬خدمة للمشروع الكلونيالي ! ألم‬ ‫تقرأ – وما أرسلناك إال رحمة للعالمين –صدق اهلل العظيم‪ ،‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‬ ‫‪ .107‬ما موقع األستاذ من العلوم الشرعية ومن األجرمية والبن عاشر والورقات‬‫والمنطق ثم مفتاح الوصول إلى علم األصول للشيخ خليل والفرائض العصمية‪،‬‬ ‫دون نسيان موَطأ اإلمام مالك والحديث والتفسير وجمع الجوامع وسنن أبي‬ ‫داوود والترميذي وصحيح مسلم والبخاري – إن لم تطعن فيها ‪ -‬ثم عمدَ ُة‬ ‫األحكام البن دقيق العيد لإلمام النووي والتمهيد لعبد البرّ والرسالة العضدية‪،‬‬ ‫مع المرشد ورسالة أبي زيد القيرواني‪ ،‬يضعون لها ما يناسبها من المصطلحات‬ ‫العلمية لسالمة األسلوب في اللغة ‪ ..‬واألستاذ يصف دروس التربية اإلسالمية‬ ‫بالخطورة‪ ،‬ليلتقي برأيه مع اإلسرائيليات‪ .‬ثم يعود إلى مصطلح لفظ –الكوْنية‪،-‬‬ ‫باالقتصار من الدّين على ما يُقاس على بذلة ذوي عقلية العقيدة الكوْنية ! ْ‬ ‫وإن‬ ‫تباينتْ مراجع العقائد‪ ،‬أليس هذا استعمار فكري ؟ قال ّ‬ ‫جل وعال في سورة البقرة‪،‬‬ ‫اآلية ‪ : 61‬قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫القائل هنا هو محمد –ص‪ -‬والشرح جاء على لسان األستاذ في حوار لحديثه –‬ ‫أسلم تسلم ‪ -..‬زاعماً أنها قراءة لفعل األمر وهو يفتقد إلى تحليل أجناس الكالم‬ ‫في آداب النبوّة‪ .‬فالمقال المطابق لمقتضى المقام المقاصدي في فهم المعنى‬ ‫المراد ‪..‬و ُّ‬ ‫كل الرسائل التي بعث بها رسول اهلل –ص‪ -‬إلى الملوك ليس فيها‬ ‫أيُّ نوْع يدَّعيه األستاذ‪ ،‬دون حجة وال برهان ! فكانت خطابات رسول اهلل‪-‬ص‪-‬‬ ‫وهي موثقة‪ ،‬تبدأ بالسالم لجبابرة الدول‪ ،‬فإذا أسلموا سلمتْ لهم الدنيا واآلخرة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وإن لم يفعلوا‪ ،‬فلكم دينكم ولي دين ‪ ..‬مثال على ذلك‪ ،‬ملك الحبشة النجاشي‪.‬‬ ‫لك ْ‬ ‫أن تطلع على ما قاله الزرقاني في هذا الشأن‪ .‬هي جملة في غاية االختصار‬ ‫ونهاية اإليجاز والبالغة وجمع المعاني –أسلم تسلم لك الدُنيا واآلخرة‪ .-‬هي‬ ‫جملة بين األمر والترغيب في –تسلم‪ -‬وليس –الترهيب‪ -‬كما تدَّعي أيها األستاذ‬ ‫! فتقدير الناس من خالل كالمهم وأفعالهم وبما يصدُر عنهم‪ ،‬وهو خطاب ال‬ ‫يكون بمنأى عن تمثل صاحبه ‪.‬ال تنخرط في إدمان عيوب المجتمع وربما تسعى‬ ‫إلى الشهرة واألضواء‪ ،‬وهو سالح ذو حدَّين‪ ،‬لتنتحل نوعاً من الكبرياء‪ ،‬يُغدق‬ ‫عليك بعمى األلوان‪ .‬فالكتابة تعبير عن شظايا الروح‪- ،‬و قل الروح من أمر ربّي‪،‬‬ ‫وما أوتيتم من العلم إال قلي ًال‪ -‬صدق اهلل العظيم‪ .‬نسأل اهلل تعالى لك الهداية ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫وإن شرف العلم من شرف المعلوم ‪..‬‬

‫مجموعة (امرأة على الرفِّ) لألديبة مريم بن بخثة‪ ،‬تاجٌ على مفرق القصة القصيرة جداً بالمغرب؛ وال أعلم مِن األديبات المغربيات‬ ‫الومض وتقطير الحكي (بعبارة نجيب العوفي)‪ ،‬وكستْ لغتها‬ ‫مَن يلحقُ بغبارها في هذا الفنِّ‪ ،‬بله أن يبزَّها؛ إذ استمكنت من أدوات‬ ‫ِ‬ ‫رقيق‪..‬‬ ‫بكسا ٍء‬ ‫ّ‬ ‫شعري ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومن تعاجيب بيانها في هذه المجموعة قصة « ورطة» ‪:‬‬ ‫« كان الحرفُ يئنُّ من شحِّ مدادهِ‪..‬‬

‫بقلم ‪ :‬قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ‬ ‫بياض ورقهِ‪..‬‬ ‫كان المدادُ يئنُّ من شحِّ ِ‬ ‫كان الكاتبُ يئنُّ من شحِّ جيبهِ الذي عجزَ أن ِّ‬ ‫يوفر له مداداً وبياضاً يسكنان وجعَ حرفهِ‪.»..‬‬ ‫وهذه النُّدَفُ لها ـ بالمجموعةِ ـ أخواتٌ في الرِّقة والشُّفوف‪ ..‬فطاب مِغزَل مريم‪ ،‬وطابَ منسوجُها القصصيُّ !‬

‫ٌ‬ ‫أ�صولية‬ ‫‪ . 35‬فائدة �‬

‫لعلماء األصول مسبوكاتٌ مصطلحية رائق ٌة‪ ،‬فتجد للعالم اصطالحاً خاصاً به‪ ،‬ال بدَّ من اإلحاطة به لفهم كالمه‪ ،‬وتحقيق‬ ‫مراده‪ .‬ومن هذه البابة‪:‬‬ ‫‪ . 1‬مصطلح (االحتكام) عند الغزاليِّ لم أجده عند غيره بمعنى‪ :‬ما ال يُعقل معناه وال يُدرك وجه اللطف فيه كالمقادير واألعداد‪..‬‬ ‫والقاعدة عنده ‪ :‬األصل في العبادات االحتكامات‪.‬‬ ‫‪ . 2‬مصطلح (الفقه الحي) عند ابن القيم ‪ ،‬ومراده منه‪ :‬ما طرق القلوب بال استئذان؛ لسماحته‪ ،‬واتساعه‪ ،‬وإدالئه إلى وقائع الحياة‬ ‫واألحياء‪ .‬ولم يكن االجتهادُ العمريُّ إال فقهاً حيّاً دائراً مع المناطات المتجدِّدة حيث دارت‪.‬‬ ‫‪ . 3‬مصطلح (العواري)عند الشاطبي‪ ،‬والمقصود به‪ :‬المسائل التي ِّ‬ ‫تكثر حاشية علم األصول على حساب صلبه‪ ،‬وال يعود منها عائدٌ‬ ‫تنبني عليه فروعٌ فقهي ٌة وآداب شرعيّ ٌة‪ ،‬كمسألة اإلباحة هل هي تكليفٌ أم ال ؟‬

‫تاريخية و� ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أدبية‬ ‫‪ .36‬فائدة‬

‫لعلماء تطوان وأدبائها أوليّاتٌ في المضمار األدبيِّ والصحفيِّ‪ ،‬نعدُّ منها وال نعدِّدها‪:‬‬ ‫‪ . 1‬محمد العربي الخطيب (ت‪1980‬م)‪ ،‬رأس تحريرَ أول جريدة عربية بتطوان‪ ،‬وهي جريدة ( اإلصالح‪1917 :‬م)‪ ،‬وقد كتب عنه‬ ‫نجله األستاذ إسماعيل كتاباً سمّاه ‪ ( :‬محمد العربي الخطيب‪ :‬رائد الصحافة المغربية )‪.‬‬ ‫‪ . 2‬محمد الطنجي (ت‪1991‬م)‪ ،‬أسس أول مجلة دينية سلفية بالمغرب‪ ،‬وهي مجلة (اإلرشاد الديني‪1939( :‬م)‪ ،‬وجاء في مفتتح‬ ‫العدد األول‪( :‬اإلرشاد الديني مجلة ثقافية تخدم اإلسالم بروح سلفية‪ ،‬يؤيدها السنيون المخلصون لدينهم‪.)..‬‬ ‫‪ . 3‬بركة المنتصر الريسوني (ت‪1979‬م)‪ ،‬أسس أول مجلة رياضية بالمغرب‪ ،‬وهي مجلة ( الرابطة الرياضية‪1951 :‬م)‪.‬‬ ‫‪ . 4‬محمد الصباغ (ت‪2013‬م)‪ ،‬بذر البذور األولى لقصيدة النثر المغربية في ديوانه ( شجرة النار‪1954 :‬م)‪ ،‬ووطأ األكناف للكتابة‬ ‫الشذرية بمجموعته‪ ( :‬شموع على الطريق‪1968 :‬م)‪ ،‬إلى عالقة وطيدة غير مسبوقة بأعالم األدب اإلسباني واللبناني‪..‬‬ ‫‪ . 5‬محمد المنتصر الريسوني (ت‪2000‬م)‪ ،‬رائد األدب اإلسالمي بالمغرب‪ ،‬وقادح شرارته األولى بديوانه (على درب اهلل‪1978 :‬م)‪،‬‬ ‫وقد صدّر الديوان بمقدمة ضافية في التنظير لهذا األدب‪.‬‬

‫فائدة � ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أدبية‬ ‫‪. 37‬‬

‫ٌّ‬ ‫بوحية ذاتُ مساقاتٍ ودالالتٍ‪ ،‬وفنٌّ يحوجُ إلى مهارةٍ في الصّوغ وتقطير الحروف‪ ..‬وال أستسيغ‬ ‫اإلهداء في أوائل الكتب عتب ٌة‬ ‫أن يُكتب اإلهداء بقلم رديء؛ فإنه زين ٌة لِ َلبَّةِ الكتاب‪ ،‬ووشيٌ يغري بمصاحبته‪ ،‬وكم من كتاب َّ‬ ‫اطرحته لفسولةِ مقدمته أو إهدائه ‪! ..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومن أرقِّ اإلهداءات قول الشاعر بلند الحيدري في ديوانه‪( :‬أغاني الحارس المتعب)‪:‬‬ ‫فلق جديدٍ»‪.‬‬ ‫صباح مع بسمته وجوعهِ وبراءته موعداً مع ٍ‬ ‫« إلى بائع الصحف الصّغير الذي تعوّد أن يحمل إليَّ كل ٍ‬ ‫ومن أطرفها قول أدهم شرقاوي في كتابه (كش ملك)‪:‬‬ ‫« إلى مدرس اللغة العربية‪ ..‬الذي قذف الدفتر في وجهي‪ ،‬وقال لي‪ :‬ستموت قبل أن تكتب جمل ًة مفيد ًة «‪.‬‬


‫العدد ‪1012‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫‪15‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)28‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪،‬‬ ‫كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة‬ ‫اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي‬ ‫يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى‬ ‫أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر‬ ‫صفحات جريدة الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو‬ ‫القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬وقد استوفينا رسائله –حسبما عثرنا عليه‪ -‬في الحلقات الماضية من هذه الجريدة‪ ،‬ونثنّي برسائل ولده العالمة الوزير سيدي‬ ‫محمد أفيالل الصادرة منه والواردة عليه‪.‬‬

‫[الرسالة‪]108 :‬‬ ‫[من محمد المرير إلى صديقه محمد أفيالل‪ ،‬يخبره فيها بأحواله‪ ،‬ويطلعه على ماجريات أخباره]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫من تمّ في العالء تمام البدْر‪ّ ،‬‬ ‫وحل في الورى كما ح ّلت في الليالي ليلة القدر‪ ،‬ونال السيادة فطيما‬ ‫وكهال‪ ،‬ولبّته المكانة بأهال وسهال‪ ،‬قسّ الفصاحة وسحبانها‪ ،‬ومن ّ‬ ‫غذته في صباه ألبانها المرصّع في‬ ‫أطواق الصحائف الدرر ببنانه‪ ،‬والمجلي غرر الخرائد ببيانه‪ ،‬درّة الشرفاء‪ ،‬ونخبة األدباء الفقهاء‪ ،‬موالي‬ ‫محمد‪ ،‬الزلت راقيا مراقي السعود‪ ،‬البسا من المجد مفوّف البرود‪ ،‬وسالم عليك ما أخصب ربع عالئك‪،‬‬ ‫وتألأل بدر سنائك‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد بزغ من مطلعكم طالع سعيد‪ ،‬فكان للسّرور مبدئا ومعيد‪ ،‬فألقى عبيدكم إليه القلب‬ ‫وهو شهيد‪ّ ،‬‬ ‫فكل ما نثرتَه أسماك اهلل على صفحاته من الجواهر فقد الفكرة‪ ،‬وأدّت باالبتهال هلل في‬ ‫تأييد أخوّتكم شكره‪ ،‬هذا‪ ،‬وقد كان ّ‬ ‫حل الحضرة الطالب األنجد‪ ،‬السيّد العربي الخطيب‪ ،‬وشنّف سمعنا‬ ‫بأخباركم العاطرة‪ ،‬فكانت للنفس أشهى من نسيم الهاجرة‪ ،‬وشوّقنا لطلعتكم البهيّة‪ ،‬ل ّفنا اهلل بها في‬ ‫ساعة سنيّة‪ .‬وقد أكدت علينا في تعجيل المراجعة بقضية الفزاري‪ ،‬فاعلم ّ‬ ‫أن الفزاري منذ ورد كتابك وأنا‬ ‫أطلبه فال أجده‪ ،‬وال أدري ّ‬ ‫محل استقراره‪ ،‬حتّى نبّهني السيّد محمد أشعاش لرصده بالزاوية التيجانية‪ ،‬بل‬ ‫ذهب معي يوما بالجنب‪ ،‬فحينئذ لقيته وشرحتُ له القضية فودت بيده كتابا من عندك تذكر له القضية‬ ‫فيه‪ .‬وهو مغتاظ؛ إذ لم يتوصّل برسم البراءة إلى اآلن‪ ،‬فقال لي‪ّ :‬‬ ‫إن سيّدي محمد فرّط حيث لم يوجّهه‬ ‫(بالتنوكيرت)‪ ،‬فقلت له‪ :‬واهلل ما فرّطت إ ّ‬ ‫ال أنت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث لم تذكر له ذلك‪ ،‬ولقد اعتنى بشأنك غاية‪،‬‬ ‫ولقد شاهدت أهله يوجّهون له على أغراضهم‬ ‫وال يعتني بهم اعتناءه بشأنك‪ ،‬واآلن اعذره حيث‬ ‫إنّه ليس هناك بصدد قضاء المآرب‪ ،‬وعمل معي‬ ‫أنّه سيكتب لك‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫كل حال؛ فهذا الرجل‬ ‫حامض‪ .‬وقد ذكر لي أنه سيوجه لك بالبوسطى‬ ‫ما بقي من ثمن الشربية‪ ،‬وقد كان ورد الخبر‬ ‫بعزم السلطان أيده اهلل‪ ،‬على زيارة هذه الحضرة‬ ‫التطوانية‪ ،‬والناس من ذلك فرقتان‪ ،‬فرقة فرحت‬ ‫للفرجة والمسرّة‪ ،‬وأخرى وجلت خوفاً على ما في‬ ‫الصّرّة‪ ،‬ويكون في علمك افتتــاح الهمزية‬ ‫بالزاوية الريسونية‪ ،‬والناس الذي يحضرون ال‬ ‫تسأل عن عددهم‪ .‬والفقيه يطالع جدّا‪ ،‬ال يترك‬ ‫في ابن حجر ومحشّيه شيئاً‪ ،‬فضال عن بنّيس‪،‬‬ ‫ويزيد زيادات من كتب التفسير والسّيَر‪ .‬كما‬ ‫افتتح السيد أحمد الزواقي مختصر السّعد‪،‬‬ ‫والغماري المية الز ّقاق‪ .‬ومن الشائع هنا ّ‬ ‫أن‬ ‫تلك النواحي تشوشت من خروج السلطان‪ ،‬ال‬ ‫جعله اهلل صحيحا‪ ،‬وال يروج من األخبار بهذا‬ ‫النواحي شيء‪ .‬وأمس أمسه تو ّفي ولد للسيد‬ ‫محمد المرير‬ ‫الحاج العربي بنّونة‪ ،‬أعني الولد الذي ولد له مع‬ ‫راغونة‪ ،‬جعله اهلل لوالديه فرطا النيرين الشمس‬ ‫والقمر‪ .‬واألخ المحبّ الشريف سيدي محمد الدبّاغ‪ ،‬وعلى سيّدي علي الفاسي وعلى سيدي أحمد وسيدي‬ ‫عبد الرحمن وسيدي أحمد التطواني‪ ،‬وإن ظهر لك تهنئته نيابة عنا فلك الفضل‪ ،‬كما يس ّلم عليك األخ‬ ‫السيّد عبد السالم بنونة بأتمه‪ ،‬واألخ السيّد عبد السالم‪ ،‬والشريف سيدي محمد ابن المكي‪ ،‬ووالدنا‪،‬‬ ‫وتَراه في هذه األيام مريض جدّاً‪ ،‬لكن ال يترك الخروج‪ ،‬فاسأل من سيادتك أن تدعو لنا بشفائه‪ ،‬ال أرانا‬ ‫اهلل فيكم إال ما يسرّ‪ ،‬وعلى محبّتكم والسالم‪ .‬وفي ‪ 4‬ربيع األنوار عام ‪1329‬هـ‪.‬‬ ‫مج ّلكم‪ :‬محمد المرير وفقه اهلل‬

‫[الرسالة‪]109 :‬‬

‫[من محمد المرير إلى صديقه السيد البشير أفيالل‪ ،‬يدعوه فيها ألكل المشمش‪ ،‬وتجاب أطراف‬ ‫الحديث‪ ،‬ويخبره فيها عن ذكرياته مع صفوة أصدقائه ممن كانوا يرتادون جنان المشمش]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫سيادة األخ األصفى‪ ،‬والحب األودّ األوفى‪ ،‬الفقيه الع ّ‬ ‫المة الشريف سيّدي البشير أفيالل‪ ،‬وصل‬ ‫ ‬ ‫اهلل بالعزّ طلعتكم‪ ،‬ووالى بتمام العلوّ رفعتكم‪ ،‬وسالم عليكم ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫أمّا بعد‪ ،‬فقد تسلمت رسالتكم األنيقة‪ ،‬ومشرفتكم المدبّجة بالمعاني المفوّفة الرقيقة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫المفعمة طروق كلماتها من البالغة بألوان‪ ،‬والمملوءة فقر اشجاعها بصنوف اآلداب صنوان وغير‬ ‫صنوان‪ ،‬فأنت عن مكنون الوداد وجميل االعتقاد إلى تلميحات لتلك المواسم‪ ،‬وتمليحات بأيّام كانت‬ ‫ثغورها بلثم الشفاه المشمش بواسم‪ ،‬حيث كانت المجالس مثارا لدقائق العلوم‪ ،‬ومدارا تتجارى فيه‬ ‫ثواقب الفهوم‪ ،‬وأندية ندية أغصان اإلنشاءات واإلنشادات‪ ،‬ممزوج جدّها بطرائف الفكاهات والدعابات‪،‬‬ ‫إلى ما شئت من نفس عذبة الشيم‪ ،‬وأخالق تروق ّ‬ ‫كل ما يغالي في القيم‪ ،‬وخلوص ودّ وصفاء‪ّ ،‬‬ ‫كأن‬ ‫مزاجه عسل وماء‪ ،‬إذ كان يزور الصديق الصديق بنشر الحديث وأخذ العلوم‪ ،‬وأما إذ صار الصديق يزور‬ ‫الصديق ّ‬ ‫لبث القاق وأكل اللحوم‪ ،‬فتبدّلت الحال‪ ،‬ونسخت الحقائق بالحال‪ ،‬وأظلم جوّ اإلخاء‪ ،‬وانكدر‬

‫واصفرّ وجه التودّد واكفهرّ‪ ،‬وأصبحت مساجلة المذاكرة محاربة‪ ،‬ومباحثة المحاضرة محاصرة‪ ،‬وطوي‬ ‫بساط الموائد‪ ،‬وحذفت أصول حروف مشمشها فكيف بالزوائد‪ ،‬واعتمد في ذلك كتاب البخالء للجاحظ‪،‬‬ ‫وأصبح من يرتاد مائدة صاحب المشمش أكبر مغضب له وغائظ‪ ،‬حتّى أنشذ في ذلك‪:‬‬

‫رجاء الذي يبغي طعام موائدي‬

‫أظنّ رجاء للنتاج من العقم‬

‫وكان أن يعتقد ال قدّر اهلل‪ ،‬قول أبي العال‪:‬‬

‫وظنّ بسائر اإلخوان شرّا‬ ‫فلو خبرتم الجوزاء خبــري‬

‫وال تأمـــن على شـر فـؤادا‬ ‫لما طلعت مخافة أن تصادا‬

‫أستغفر اهلل‪ ،‬إال فئة قليلة هي ثمرة القلوب‪ ،‬وقرّة العيون‪ ،‬وضالة الودّ المنشودة‪ ،‬وقبلة‬ ‫ ‬ ‫األنس المقصودة‪ ،‬ثمّ هم شموس في أفق األندية‪ ،‬وتيجان على معارف المحافل البهية‪ ،‬كمثل سادتكم‬ ‫بارك اهلل في مدتها‪ ،‬وزاد في غرتها ورفعتها‪ .‬أما ما لهجتم به من حال إخواننا طلبة طنجة وما هم عليه‬ ‫من األوصاف الحميدة من حسن األوصاف‪ ،‬واالتّصاف بسمات اإلنصاف‪ ،‬وتحليهم مجلى [‪ ]...‬والتوادد‪،‬‬ ‫واعتصامهم بحبل التناصر والتعاضد‪ ،‬رغم قصورهم في المعارف‪ ،‬وانتقاصهم من كل تالد من المال‬ ‫وطارف‪ ،‬فأظنّ واهلل أعلم ّ‬ ‫أن ذلك ناشئ من ضعف داء الحسد بينهم‪ .‬أمّا بتطواننا جبر اهلل كسرها‪،‬‬ ‫ودارك بألطافه أمرها‪ ،‬ففشوّ هذا الدّاء بها قد قطع األوصال‪ ،‬وقضى على ما أمر اهلل به أن يوصل‬ ‫باالنفصال‪ ،‬وملئت بسببه [‪ ]...‬قلوب‪ ،‬وانطوت أسرارهم على األحقاد مما ال يعلمه إال عالم الغيوب‪،‬‬ ‫والسيما بعد حدوث هذه الوظائف التي يتمنى الخارج‬ ‫عنها أن يطوف على أصحابها من ربهم طائف‪:‬‬

‫ّ‬ ‫كل العداوات قد يرجى إزالتها‬ ‫إّ‬ ‫ال عداوة من عاداك من حسد‬

‫[الرسالة‪]110 :‬‬

‫ولكن هي المقادير تجري كما يريد مجريها‪ ،‬وتنفذ‬ ‫كما يشاء مصرفها ومبديها‪ ،‬فهي تدور بما يسوء‬ ‫ويسرّ‪ ،‬وينفع ويضرّ‪ ،‬وما ترك من الجهل شيئا من‬ ‫أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره اهلل فيه‪ ،‬ولو‬ ‫شاء سبحانه لوفق ّ‬ ‫الكل للتآلف والتوادد‪ ،‬ومحا ظلمة‬ ‫التباعد بنور التقارب‪ ،‬حتّى يؤكل المشمش بمرآى من‬ ‫أشجاره‪ ،‬ومسمع من تارج أنواره‪ ،‬وتغريد أطياره‪ ،‬وإنشاد‬ ‫منشديه‪ ،‬وترنّم أوتاره‪ ،‬فيعود األنس بلقاء األصفياء‬ ‫واإلخوان‪ ،‬أتمّ وابهى ممّا كان في العصور الحسان‪،‬‬ ‫وتجدّد لفصول المذاكرة والمؤانسة العهود‪ ،‬وينشر‬ ‫بها في فساتين المشمش األعالم والبنود‪ ،‬وتجتنى‬ ‫ثمار المنى مع ثمار المشمش دانية القطوف‪ ،‬وتجتلى‬ ‫شموس االئتالف مأمونة الكسوف‪ ،‬إنّه على ذلك قدير‪،‬‬ ‫وبعادل اإلجابة جدير‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫في ‪ 17‬شعبان عام ‪1369‬هـ موافق ‪ 3‬ينيه سنة‬ ‫‪1950‬م‪.‬‬ ‫صديقكم‪ :‬محمد المرير‬

‫[من محمد المرير إلى صديقه السيد محمد أفيالل‪ ،‬يجيبه في عن استئذان فتح كوة في بيته بسبب‬ ‫ظلمة فيه]‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫صديقنا األعزّ األرضى‪ ،‬الفقيه العالمة األحظى‪ ،‬الشريف الجليل المفضال‪ ،‬سيدي محمد أفيالل‪،‬‬ ‫رعاكم اهلل وسالم عليكم ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬وصلتني بطاقتك شارحا فيها حال الظلمة التي في بيت الدار التي في شركة سيادتكم بحومة‬ ‫العيون‪ ،‬وأنّه [‪ ]...‬اآلن بإمكان فتح كوّة يستضيء منها البيت المذكور‪ ،‬وتوقفتم على مشاورة أخيكم‪،‬‬ ‫كل ما ّ‬ ‫وصار بالبال ّ‬ ‫خطه قلمكم‪ ،‬أما هذه المناسبة فهي من الغنائم التي ال تتوقف على المشاورة‪،‬‬ ‫فلتفعل سيادتكم في ذلك ما تراه يحيد الفكرة‪ ،‬ولتسارع إلى ذلك مسارعة الظمآن إلى الماء‪ّ ،‬‬ ‫ألن الفرصة‬ ‫كما فيا لمثل خُلسة‪ ،‬نعم نظري أنّه إن أمكن فتح كوتين فهو أولى وأكمل‪ ،‬كما في ّ‬ ‫أن األولى والمناسب‬ ‫أن تفتح الكوة أو الكوّتان في علو الحائط بحيث تكون محاذية للسقف في منعة من االطالع على داخل‬ ‫البيت‪ ،‬وتكون الدار صالحة لسكنى المسلمين وغيرهم‪ ،‬كما أنّه إن ظهر لسيادتكم زيادة إصالح في‬ ‫تلك الدار بتجديد فراشها وتنميقها بنحو ا ّللوسة حتى يرغب في كرائها علية الناس فحسن‪ ،‬أمّا الكوّة‬ ‫أو الكوّتان فالعجل العجل بذلك ما أمكن‪ ،‬وغيره إن تأخر يتدارك‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫كل حال لما يتم إصالح البيت‬ ‫المحدث عنه يجعل الدار أربعة عشر ‪ 14‬رياال‪ ،‬حسبما تتوافق سيادتكم في ذلك مع صهرنا‪ ،‬حيث يرد‬ ‫إليكم بحول اهلل‪ ،‬يعود سالمنا على سيادة الوزير‪ ،‬وعلى الصهرين سيدي عالل أفيالل‪ ،‬وسيدي علي‬ ‫الخطيب‪ ،‬وعلى كافة األحبة‪ ،‬منا عليكم صهرنا وولده‪ ،‬وعلى المحبّة والسالم‪ .‬في ‪ 29‬ربيع النبوي األنور‬ ‫عام ‪1340‬هـ‪.‬‬ ‫أخوكم‪ :‬محمد المرير وفقه اهلل‬


‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)913‬‬

‫‪16‬‬

‫“طنجة بدر البدور”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الزالت مدينة طنجة تمارس غوايتها المشتهاة على مريديها‪ ،‬والزالت فضاءاتها تحمل‬ ‫ولالقتراب من السقف العام لهذا األفق‪ ،‬يمكن االستشهاد ببعض مما كتبه محمد مخلوفي‬ ‫عناصر اإللهام المتجدد‪ ،‬والزالت وجوه أناسها البسطاء مصدر التماهي والوجد‪ ،‬والزالت معالم في نصه االفتتاحي “طنجة بدر البدور”‪ ،‬حيث يقول‪“ :‬ال أغازل مدينة طنجة وال أحابيها‪ ،‬وإنما‬ ‫أقول عنها ما رأيته فيها‪ ،‬وسمعته عنها‪ ،‬وعشته بين أحضانها ردحا‬ ‫تمثالتنا حولها أرضية الشتغال آلة التخييل واالبتكار واإلبداع‪ .‬ونتيجة‬ ‫من أيامها ولياليها‪ ...‬وقر في نفسي أنها تعيش في مدينة ذات طابع‬ ‫لذلك‪ ،‬أضحت الكتابة عن طنجة انشغاال مركزيا لقطاعات عريضة من‬ ‫أوربي‪ ،‬أو أنها مدينة تستلهم شكل وجودها منه‪ .‬ال‪ ،‬ال‪ ،‬ليس األمر‬ ‫كتاب المغرب الراهن ومبدعيه ومفكريه‪ ،‬من داخل المدينة ومن‬ ‫كذلك بتاتا‪ ،‬بل هنا أيضا‪ ،‬في حزام طنجة كله‪ ،‬تتوزع أحياء شعبية‪،‬‬ ‫خارجها‪ ،‬سواء بالنسبة لمن طاب له االستقرار بين ربوعها أم بالنسبة‬ ‫يسود فيها نفس المناخ الذي ألفته في مدينتك‪ ...‬كحي بني مكادة‪،‬‬ ‫لمن قدر له المرور اللحظي بفضاءاتها‪ .‬هي كتابات وتمثالت إنسانية‬ ‫والعوامة‪ ،‬وحومة الشوك‪ ،‬وحي الدرادب‪ ،‬بل وبلغ بهما حومة صدام‪،‬‬ ‫احتفائية‪ ،‬ظلت تنهل من معين طنجة‪ ،‬لتنتج كل هذا الخصب الذي‬ ‫ثم عادوا إلى قعر المدينة‪ ،‬فاخترق بها الشابان “سوق الداخل”‪ ،‬بعد‬ ‫نسميه نهر طنجة الدافق‪ ،‬عنوان هوية طنجة الثقافية وأفق حلمها‬ ‫تمتعهم بمنظر الساحة الكبرى المنسقة الجنبات والمسماة بساحة‬ ‫النوسطالجي الذي يتجاوز حدود الزمن وامتداد المكان‪ ،‬ليفرز مسارات‬ ‫تاسع أبريل‪ ،‬والتي كان اسمها الذائع على كل لسان “سوق برى”‪،‬‬ ‫موازية تنهل من شواهد الفضاء العام ومن تراثه الرمزي الالمادي‪،‬‬ ‫ومشوا صعدا عبر الدرب الطويل األفعواني الذي انتهى بهم إلى باب‬ ‫الخصب والمتنوع‪ ،‬وكذا من مكنونات الذاكرة الفردية‪/‬الجماعية التي‬ ‫ضريح الرحالة ابن بطوطة‪ ،‬وفي نسبة الضريح تشكك بين الباحثين‪،‬‬ ‫تنتظم في إطارها أنساق اإلبداع الثقافي الراهن‪ ،‬المنتشي بعناصر‬ ‫ثم إلى المتحف الغني بالتحف الممتعة والمثيرة لالنتباه‪ ،‬ومنه إلى‬ ‫االفتتان داخل سحر طنجة‪ ،‬حسب ما عكسته أعمال الرواد‪ ،‬من أمثال‬ ‫القبور الصخرية‪ ،‬فمنطقة مرشان ذات المركب الرياضي المميز‪،‬‬ ‫محمد شكري والطاهر بن جلون والزبير بن بوشتى‪...‬‬ ‫وبعدها استراحة طويلة في مقهى الحافة‪ ،‬ملتقى الفنانين والمبدعين‬ ‫في سياق تجدد مياه هذا النهر الدافق‪ ،‬يندرج صدور المجموعة‬ ‫من سائر الجنسيات‪ ،‬ولكن أيضا ملتقى المسافرين الممتطين لظهر‬ ‫القصصية للمبدع محمد مخلوفي‪ ،‬تحت عنوان “طنجة بدر البدور”‪،‬‬ ‫مواد تمأل الرئتين فتحلق بمخيلتهم إلى السماوات السبع‪ ،‬ولعمري‪،‬‬ ‫عند مطلع سنــة ‪ ،2017‬في ما مجموعه ‪ 75‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫فهم وحدهم من بين سائر المخلوقات‪ ،‬القادرون على تجاوز سدرة‬ ‫المتوسط‪ .‬ويمكن القول إن هذا العمل يستجيب لمحددات األفق‬ ‫المنتهى‪ ،‬ورؤية ما يرى وما ال يرى هناك‪( ”...‬ص ص‪.)4-3 .‬‬ ‫العام لنسق التوظيفات اإلبداعية لمعالم فضاء مدينة طنجة داخل‬ ‫ويتابع المؤلف غوايتـــه برصد عناصر االفتتـان لدى ذات إحدى‬ ‫بنية السرد المغربي المعاصر‪ ،‬حيث االنتشاء بالحلم‪ ،‬وحيث نزوع ذات‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫الشخوص الرئيسيين لنصه‪ ،‬قائال‪“ :‬سكن قلبها حب المدينة‪ ،‬وصارت‬ ‫المبدع نحو أنسنة الفضاء العام ونحو االحتفاء بحميمياته المخصوصة المتفاعلة‬ ‫المناطق بمثابة األعضاء من اإلنسان‪ ،‬فحي القصبة عضو‪ ،‬وحومة مرشان عضو‪،‬‬ ‫مع مختلف أوجه الخصب داخل مكونات هذا الفضاء العام‪.‬‬ ‫وسوق الداخل‪ ،‬وسوق برى‪ ،‬عضوان‪ ،‬وسور المعكازين بل النشيطين عضو‪ ،‬وباقي األحياء‬ ‫وإذا كنا ال ننوي –في هذا المقام‪ -‬إنجاز قراءة نقدية تفكيكية لنسق الكتابة اإلبداعية لدى والحارات والمرافق والمساحات‪ ،‬وامتدادات الجبل‪ ،‬والطوق البحري الذي يتعانق فيه البحر‬ ‫محمد مخلوفي‪ ،‬مما ال يدخل في مجال اهتمامنا وال في آفاق اختصاصنا‪ ،‬فإننا –في المقابل‪ -‬األبيض المتوسط والمحيط األطلسي عناقهما األبدي عند أقدام المدينة يقبالنها بموجاتهما‬ ‫نرى أن نصوص هذه المجموعة القصصية تحمل الكثير من الصفات التي تجعل منها مجاال الحانية بكرة وأصيال‪ ،‬ويمجدانها بصلواتهما المكتومة مع طلوع الشمس وغروبها‪ ،‬وبزوغ القمر‬ ‫ومدخال للتوثيق إلبداالت حقل تاريخ الذهنيات وتفرعاته المنهجية الشغوفة برصد عطاء وأفوله‪ ،‬وتأللؤ النجوم وتواريها‪ ،‬كلها‪ ،‬جميعا مجتمعة‪ ،‬عيون للمدينة وآذان‪ ،‬وجوانح وجوارح‪،‬‬ ‫النخب المبدعة في سعيها نحو بناء الصرح المميز للهوية الثقافية المحلية للمدينة‪ .‬ومن ورئات تتناغم متجاوبة لتشعر المحب بكيان المدينة وذاتها‪ ،‬ووحدتها وتفردها وتميزها عن‬ ‫هذا المنطلق بالذات تبدو الكتابة عن طنجة وعن سحرها األخاذ‪ ،‬انعكاسا لنظيمة التمثالت سائر ما عداها من المدن التي نبتت هنا وهناك في سائر أرجاء المعمور‪( ”...‬ص‪.)8 .‬‬ ‫الفردية والجماعية التي أضحت تثمر كل هذا الخصب في الكتابة وفي التأمل وفي التشريح‪ .‬هي‬ ‫هذا هو سحر طنجة وترياق الوجود الذي ألهم مخيلة المبدعين والكتاب والفنانين على مر‬ ‫كتابة طنجة المستحضرة لعناصر التميز‪ ،‬والمنتشية بعناصر الجمال وبسكينة الروح وبطراوة العصور‪ .‬إنه سحر طنجة المتجدد‪ ،‬حيث تغيب الجغرافيا ويندثر التاريخ لتندمج محطاته ووقائعه‬ ‫الوجوه‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬هي كتابة طنجة القادرة على توثيق القيم الرمزية وإعادة صياغتها في في إطار نسق فكري دافق بروافد متعددة‪ ،‬ال شك وأن جذوره ومنابعه تخترق محددات الواقع‬ ‫أعمال إبداعية تضمن لها البقاء والخلود‪.‬‬ ‫لتجنح بملكة الخيال والتخييل نحو الضفاف الرحبة للعوالم المتوسطية الفسيحة‪.‬‬

‫تربويات‬

‫كيف يمكن تحقيق التفاعل بين األسرة‬ ‫والمدرسة من أجل بناء الجودة‪...‬؟‬ ‫‪-‬‬

‫إن الحديث عن اإلصالح التربوي يستدعي التفكير بجدية‬ ‫في الدور الذي يمكن أن تقوم به األسرة تجاه المدرسة‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن هناك تكامال متينا بين المؤسستين‪ ،‬وامتدادا في‬ ‫وظائفهما‪ .‬إذ ال يمكن للمنظومة التربوية أن تنهض بأعبائها‬ ‫وواجباتها على أحسن وجه إال في ظل تعاون وثيق بين قطبين‬ ‫رئيسيين هما األسرة والمدرسة‪.‬‬ ‫فاألسرة هي المؤسسة التربوية األولى التي تشكل‬ ‫رؤية الطفل للعالم والحياة‪ ،‬وتصوغ قيمه التي سيواجه بها‬ ‫الواقع خارج فضاء األسرة‪ ،‬لذلك اعتبرت من أهم المؤسسات‬ ‫المجتمعية التي يمكن أن تقيم عالقة شراكة مع المدرسة‪،‬‬ ‫حيث أن اآلباء هم المسؤولون بالدرجة األولى عن أبنائهم‬ ‫و يعملون لصالحهم أو ًال وأخيراً‪ ،‬فاآلباء يلعبون دورا محوريا‬ ‫مع المعلمين في عملية تعلم أبنائهم‪ ،‬وعندما يعملون سويا‬ ‫ً بإخالص وفاعلية وبتخطيط سليم‪ ،‬فإنهم ال شك يسهمون‬ ‫في تحقيق األهداف المدرسية‪.‬‬ ‫والمدرسة هي أهم مؤسسة لتربية الطفل بعد األسرة‪ .‬فهي تكمل دور األسرة بتعليم الطفل وإمداده‬ ‫بالمهارات الالزمة لصقل تكوينه وملكاته ووضع الخطوط العامة لهذا التكوين‪ ،‬من خالل المناهـج الدراسية‪،‬‬ ‫وال يمكن أن تنجح العملية التعليمية بدون تفاعل إيجابي لهاتين المؤسستين‪.‬‬ ‫إال أنه‪ ،‬على الرغم من المجهودات المبذولة من قبل المسؤولين المتعاقبين على وزارة التربية الوطنية‬ ‫المغربية؛ لتكريس تفاعل حقيقي بين األسرة والمدرسة وتوفير مقومات الفضاء الالزم لهذا التفاعل‪ ،‬فإن‬ ‫االندماج بين هذين القطبين لم يكتمل بالشكل المطلوب‪ ،‬ليتحقق على امتداد التراب الوطني بحواضره وقراه‪،‬‬ ‫ولتصبح المدرسة فضاء تربويا وتعليميا وثقافيا‪ ،‬ذا إشعاع ملموس على الوسط العائلي والمحيط المحلي‪،‬‬ ‫بل أكثر من ذلك‪ ،‬فإن االرتباط العضوي ما بين األسرة والمنظومة التربوية قد عرف اختالال أدى إلى انفصام‬

‫عبد الغني بلقا�سم‬

‫المؤسستين‪ ،‬المدرسة واألسرة‪ ،‬عن بعضيهما البعض‪ ،‬وتعثر‬ ‫عملية التكامل بين أدوارهما في عملية النهوض بالتربية‬ ‫والتعليمببالدنا‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ولتجاوز هذا التباعد‪ ،‬أصبح من الضروري استحضار‬ ‫األسرة في كل ما تقوم به المؤسسة التعليمية على المستوى‬ ‫الوطني والجهوي والمحلي‪ ،‬باعتبارها امتدادا للمدرسة‪ ،‬فاألمر‪،‬‬ ‫هنا ال يتعلق بإصدار المراسالت والمذكرات أو بلقاءات مع آباء‬ ‫وأولياء التالميذ‪, ،‬إنما يتعلق بمأسسة جديدة للترابط بين‬ ‫المؤسسة التعليمية ومؤسسة األسرة‪ ،‬وبتوفير شروط ومناخ‬ ‫وآليات هذه المأسسة‪ .‬وبهذا‪ ،‬يتحتم على المدرسة القيام‬ ‫بمجهودات في اتجاه األسرة واستحضارها بشكل مستمر‪،‬‬ ‫و إرساء سلوكات جديدة وثقافة جديدة‪ ،‬تقرب المدرسة من‬ ‫األسرة وتدمجها في محيطها‪ .‬ولبلوغ هذا الهدف البد من‬ ‫تأهيل المجالس التقنية بالمؤسسات التعليمية‪ :‬مجالس‬ ‫التدبير مثال ومجالس التالميذ‪ ...‬ثم إبداع آليات جديدة تساعد على إقامة جسور بين القطبين(المدرسة‪ ،‬األسرة)‪،‬‬ ‫كاعتماد مقاربة األبواب المفتوحة للمدارس بشكل منتظم وخالق‪ ،‬وإشراك األسر في نشاطات المدرسة‪ ،‬بالقدر‬ ‫الذي يخلق جوا من التآلف بينهم وبين الفاعلين التربويين‪...‬‬ ‫واألسرة بدورها مطالبة باالنخراط في هذا التوجه‪ ،‬من أجل تكامل دورها مع دور المدرسة‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫تشكل جمعيات أمهات وآباء التالميذ آلية مناسبة لربط جسور التواصل بين القطبين‪ ،‬وضمان التفاعل بينهما‬ ‫وتيسير تحقيق التكامل إلعطائه مداه الحقيقي‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬فإن عملية إعادة االرتباط ما بين األسرة والمدرسة لتحقيق اإلصالح التربوي المنشود‬ ‫يتطلب العمل المتواصل بشكل إرادي ومسؤول من قبل كل الفاعلين التربويين‪ ،‬وجعل دور اآلباء ال يقتصر على‬ ‫االنخراط اإليجابي والفعال في تفعيل الحياة المدرسية‪ ،‬وإنما يتعداه إلى المساهمة الفعالة في أجرأة أي مشروع‬ ‫إصالحي للمنظومة التربوية ببالدنا ضمانا لمصلحة ناشئتنا‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫محمد بن إبراهيم‬ ‫(الشاعر األسطورة)‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬ ‫بين يدي الملك عبد العزيز في السعودية‬

‫يقول األستاذ عبد الكريم غالب‪« :‬لم يشتهر شاعر مغربي في‬ ‫العصر الحديث في سيرته كما اشتهر محمد بن إبراهيم (شاعر‬ ‫الحمراء)‪ ،‬ولم يتحدث المجدون والهازلون عن حياة شاعر في عصره‬ ‫كما تحدثوا عن حياته‪ .‬وقد يعود ذلك إلى تفرد حياته‪ ،‬وخصوصية‬ ‫شعره في مضامينه‪ ،‬وبخاصة في هزله وخمرياته أكثر مما يعود إلى‬ ‫جودة هذا الشعر وإبداعه الفني» (عالم شاعر الحمراء) ص‪.41:‬‬

‫اشتاق الشاعر محمد بن إبراهيم (شاعر الحمراء) لزيارة البقاع‬ ‫المقدسة‪ ،‬وأداء مناسك الحج فأسعفه الباشا الكالوي إلى ذلك‪ ،‬ومكنه‬ ‫من السفر وذلك سنة ‪1935‬م‪ .‬وفي الحجاز نظم قصيدة في مدح‬ ‫الملك (عبد العزيز آل سعود) تحت عنوان‪« :‬من المغرب األقصى أتتك‬ ‫تحية» وقد ألقاها بين يديه في حفل بهيج حضرته وفود عربية منها‬ ‫وفد مصر برئاسة رئيس مجلس الشيوخ السيد بسيوني الذي دعاه‬ ‫لزيارة مصر عند العودة إلى بالده‪ .‬وقد أعجب الملك عبد العزيز‬ ‫بالقصيدة‪ ،‬فقربه ومنحه جائزة قيمة‪ ،‬وكان لذلك الحدث الصدى‬ ‫لدى أدباء الحجاز وتعتبر من أبرز قصائده وأنجحها من حيث الصياغة‬ ‫اللغويـة واألدبيـة‪ ،‬ومن حيـث الصور الشعريـة‪ ،‬وقـد وفـر كما يقـول‬ ‫ عبد الكريم غالب ‪ -‬كل طاقاته اللغوية والفنية‪ ،‬ولعله استعد لها‬‫كما لم يستعد ألية قصيدة أخرى‪ ،‬أراد أن يظهر كشاعر فحل في‬ ‫جزيرة الشعراء‪.‬‬ ‫فمن حيث المضمون نجد فيها جزء تقليديا من األمداح التي‬ ‫درج عليها الشاعر‪ :‬الجود والندى والشجاعة والفروسية والنور الذي‬ ‫يلمع في غسق الدجى‪ ،‬وجزء آخر من القصيدة يتحدث فيه الشاعر عن‬ ‫النهضة اإلسالمية التي أيقظها السعوديون‪ ،‬ثم يتلخص الشاعر من‬ ‫نصرة عبد العزيز لإلسالم إلى غزاوته‪ ،‬حيث يرمز في عدد من األبيات‬ ‫إلى الوقائع واإلنتصارات التي أحرزها الملك عبد العزيز خالل توحيده‬ ‫للمملكة العربية السعودية‪ .‬والقصيدة طويلة في ‪ 87‬بيتا‪ ،‬نقتبس‬ ‫منها هذه األبيات‪:‬‬

‫فمن يكون شاعر الحمراء؟‬

‫ارتبط اسمه بمدينة مراكش ارتباطا حميميا‪ ،‬فلم يفارقه في حياته‬ ‫وبعد مماته‪ .‬تلقته وليدا سنة ‪1898‬م‪ ،‬واحتضنته صبيا وشابا‪ ،‬ففي‬ ‫إحدى كتابها حفظ القرآن الكريم بروايتي ابن كثير وأبي عمر البري‪،‬‬ ‫كما حفظ غالب المتون العلمية‪ ،‬ثم عكف على دراسة العلوم الدينية‬ ‫بكلية ابن يوسف بمراكش‪ ،‬ثم بجامعة القرويين بفاس‪.‬‬ ‫لقد احتفظ الشاعر من دراسته بمراكش وفاس ببعض (اإلجازات)‬ ‫«التي كان شيوخ العلم يجيزون بها طلبتهم حينما يأنسون منهم‬ ‫العلم واإلدراك ويالحظون مواصلتهم الدرس‪ ...‬األولى للشيخ أبي‬ ‫شعيب الدكالي مؤرخة في ‪ 13‬شوال ‪ 1343‬هـ بفاس‪ .‬والثانية من‬ ‫الشيخ عباس محمد بن إبراهيم التعارجي بمراكش في السنة بعدها‬ ‫‪ »1344‬غالب ‪/‬ص‪.56 :‬‬ ‫عندما عاد من فاس إلى مسقط رأسه مراكش انقطع إلى التدريس‬ ‫زمنا غير طويل بالكلية اليوسفيـة‪ ،‬كمــا درس بمدرسة الباشا‬ ‫الكالوي التي أسسـت في نهايــة سنة ‪1923‬م‪ ،‬بعد ذالك عيـــن‬ ‫موظفا بالمحكمـة بمراكــش قـبـل أن ينتــدب في سنـة ‪1933‬م‬ ‫كاتبا ملحقا بباشا مراكش‪.‬‬

‫كما شئت مر فالدهـــر ممتثـــل أمـــرا‬

‫شاعر تأدب بين الفقهاء‪:‬‬ ‫لقد وصفته اإلجازتان التي حصال عليها «باألديب األنجب» و «بالفقيه األديب»‪ .‬وقد رسخت قدماه في‬ ‫العلوم الشرعية من فقه ونحو وبالغة وتفسير وحديث‪ .‬وكان والده يريد أن يصبح كأحد علماء (ابن يوسف)‬ ‫يتلقون انحناءات التقدير واإلكبار‪ ،‬وقبالت األيدي ظاهرا وباطنا من لدن الطبقات الشعبية‪ ،‬ولكن ميله إلى‬ ‫األدب طغى على العلوم الفقهية واللغوية «جذبني األدب ‪ -‬الذي كنت أغالب ثورة منه تعصف في أعماقي ‪-‬‬ ‫جذبة قوية» فعكف عندئذ على دراسة النصوص األدبية ودواوين الشعراء‪ .‬فساءت العالقة مع والده الذي لم‬ ‫يأل جهدا في انتشاله من عالم األدب والشعر خصوصا‪ ،‬وتوجيهه نحو ما كان يراه صالحا‪.‬‬ ‫لقد «قرأ الكثير من الشعر حتى صقل أسلوبه وأتقن صناعته‪ ،‬وأصبح في إمكانه أن يقول فيجيد على قدر ما‬ ‫كان الموضوع في إمكانه أن يوحي له باإلجادة وكان على استعداد نفسي‪ ،‬أو ال يجيد على قدر ما كان الموضوع‬ ‫ضحال يصرفه عن اإلجادة» غالب ‪ /‬ص‪.57 :‬‬ ‫فتضخم عالمه في مجال الشعر والنكتة وسرعة البديهة‪ ،‬والذكاء‪ ،‬ينظم الشعر وينشده في المنتدبات‪،‬‬ ‫وبين أصدقائه‪ ،‬إلى أن اشتهر شهرة تجاوزت حدود المغرب فكان لهذه الشهرة الصدى البعيد في األوساط‬ ‫السياسية‪ ،‬تمخضت عن اقتناص الشاعر‪ ،‬والوقوع في حبال باشا مراكش المستبد التهامي الكالوي‪ ،‬فكان من‬ ‫الطبيعي أن يختنق الشاعر‪ ،‬وأن يسلك اتجاها خاصا في شعره‪ ،‬حسبما تمليه ظروف الحماية‪ ،‬فراح يتردد على‬ ‫بيته ليستفيد من نواله وثروته‪ ،‬واتخذ من الشعر حرفة التكسب التي اقترفها شعراء قبله»‪(.‬شاعر الحمراء‪/‬‬ ‫التهامي السكيتي‪ /‬مجلة دعوة الحق‪ /‬عدد‪ /2‬السنة ‪1965 /9‬م ص‪.)110:‬‬ ‫لقد تناول في شعره المدح والهجاء والغزل واالجتماع هجا باشا فاس بوشتى البغدادي صنيع الحماية‬ ‫الفرنسية عند تنكيله بالمواطنين المناضلين ضد االستعمار الفرنسي‪ ،‬ومدح الكالوي وثار في وجه المحتل‬ ‫عندما ألقي القبض على بعض المثقفين بمراكش‪ ،‬وبكى القدس وفلسطين‪ ،‬ودعا إلى مساندة فرنسا ضد‬ ‫هتلر والنازية‪ ،‬وتحدث عن الجرائم التي ارتكبتها إيطاليا في ليبيا وقتلهم زعيمها عمر المختار‪ ،‬ومدح بعض‬ ‫ملوك العرب والمسلمين ومثقفيهم‪( ،‬محمد الخامس‪ ،‬الملك فاروق‪ ،‬الملك السعودي عبد العزيز‪ )...‬وتفجع لحالة‬ ‫البؤساء والمقهورين‪...‬‬ ‫ويعتبر أول شاعر أخرج الشعر المغربي من تلك البيئة الضيقة‪ ،‬التي سلكها شعراء المغرب قبله‪ .‬وأحدث‬ ‫بذلك ضجة مدوية في األوساط األدبية‪ ،‬وتعرض لعقدة نفسية على إثر السخرية التي كانت تلحقه من جراء‬ ‫سلوكه الشخصي‪ ،‬رغم إكباره وتقديره من طرف األدباء‪.‬‬ ‫كما عرف عنه ولعه بالغرائب والنوادر‪ ،‬حيث كان ينقب عنها تنقيبا في الكتب ويتلقفها من ألسن جهابدة‬ ‫الكالم والقول‪ ،‬وكانت مجالسه معمورة بالقيل والقال والسخرية والتنكير والتعجيز في أوزان الشعر‪ ،‬ومشكل‬ ‫النحو‪ ،‬وغريب اللغة‪ ،‬واألحاجي‪.‬‬

‫شاعر الحمراء وأزمة اإلنتماء‬

‫قال األستاذ الناقد أحمد اليابوري ‪« :‬إن الشاعر محمد بن إبراهيم (شاعر الحمراء) عاش ما يمكن أن نسميه‬ ‫أزمة االنتماء‪ ،‬وإذا كان من الطبيعي أن ينخرط في آن واحد في سلك الفقهاء وزمرة الشعراء‪ ،‬وفي الحركة‬ ‫الوطنية غير أن عوامل ذاتية تتعلق بمزاجه الخاص وطبعه‪ ،‬وأخرى اجتماعية تتصل بموقعه الطبقي ساهمت‬ ‫في إبعاده عن الدوائر الثقافية والسياسية على السواء‪ ،‬ويبدو أحيانا أن مؤامرة دبرت ضد شاعر متوسط‬ ‫شعبي نبغ في قرض الشعر‪ ،‬وتردي في الحرمان‪ ،‬والمحرم والشذوذ‪ ،‬وأصبح بالنسبة لآلخرين مشهدا للفرجة‪،‬‬ ‫وموضوعا لإلشهار»‪( .‬الميثاق الثقافي‪ /‬عدد‪ :‬أبريل ‪1987‬م‪ /‬ص‪.)8:‬‬ ‫كان يعاني صراعا داخليا أثر على نفسه‪ ،‬وقد جسد ذلك في األبيات الشعرية التالية التي توضح بجالء ذلك‪،‬‬ ‫حيث يقول‪:‬‬ ‫بربك هل أبصرت أسخف من عقلي وهل فـوق وجـه األرض أحمـق مثلــي‬ ‫وكم أدعي علمـــا وحسن ثقافــــة ومـا جاهـل إال ومــن فوقــه جهلـــي‬ ‫وأرمي بنفسـي في صفـــوف أراذل ولست لهم شكال وليسوا على شكلـي‬ ‫وقضيت عمـري هكـذا في تناقـض ففي الهزل ذو جد وفي الجد ذو هـزل‬ ‫نعم أنا ذو فضل فغطتــه سيرتـي فما أنا ذو فضــل وإن كنـت ذا فضـل‬ ‫(ديوان روض الزيتون ‪ /‬ج‪ :‬األول ‪ /‬ص‪)250 :‬‬

‫قال عنه األستاذ أحمد التوفيق في تصديره لديوان الشاعر (روض الزيتون) الذي ضبطه وجمعه الدكتور‬ ‫أحمد شوقي بنبين «شاعر تأدب بين الفقهاء ولكنه أبى أن يسمع الفقيه الذي هو تحت برنوسه‪ ،‬ألنه آثر أن‬ ‫يكون نائما عندما يستيقظ الواعظ وأن يكون مثال عندما ينام الناسك‪ .‬ذلك زمن كان الصحو فيه من قبل‬ ‫العذاب»‪.‬‬

‫تسوق ظبـاه خلفـــك الفتــح والنصــرا‬ ‫رأتك المعالــي كفـأ ها حيـــن أقبلـــت‬ ‫ومـــا طلـبــت إال القبـــول لهـا مهــرا‬ ‫إلى الفارس المغوار ألقت زمامهـــا سلوا الطعنة النجــالء والفتـكـة البكـرا‬ ‫فسرت بها كالنـور في غسـق الدجى وكنت من اإلسراع كالطيف في المسرى‬ ‫وأبقيت من مجــد تليــــد أرومــــة وأحييت من ديـن به عمــــت البشــرى‬ ‫وما وطئت أقدامك الربــع ماحـــــال من اليمن إال أعشـب الروض وأخضــرا‬ ‫******‬ ‫مليـــك إذا أبصرتـــه يــوم جـوده ترى الطـود يدعى من سماحتــه بحــرا‬ ‫أفخر ملوك األرض ال زلت فخرهــم ويكفيهــم أن ال تــزال لهــم فخـــــرا‬ ‫أنرت من اإلســالم سدفـــــه ليلــه ولـوالك لإلســــالم ما أبصــر الفجـــرا‬ ‫أتذكر يا عبد العزيـــز ولم تكـــــن بناس وليد الجهـل قـد سـدل الستـرا‬ ‫******‬ ‫بكيرية واليـوم في القــوم يومهـا يطالب نسـر الموت في هامهم وكـرا‬ ‫ويـوم سـديــر والريـاض ومحمـــل ويوم الحسا والوشم والشمر والشقرا‬ ‫ويـــوم عسيـر والقصيم وحائـــــل وبالجوف والسرحان قد حصروا حصرا‬ ‫فأفنيتهــــم قتــــال وأســرا وذلــة وكان جزاء الظالـــم القتــل واألســرا‬ ‫ولم تنس حق الحلم حين أسرتهـم ومقلتهم عبـــرى وأنفاسهـــم حــرى‬ ‫فدم لحمى األســالم تحمـي لــواءه ودم لبني األسـالم ان تستند ظهـــرا‬ ‫ود رابضـا حــول العــرين والتنـــم فمــا زالت األعـــداء ترمقـــه شـــزرا‬ ‫ومن شاعر لم يعرف المدح شعـــره فخدها على استحيائها غــادة بكـــرا‬ ‫وعزة نفــــــس ال تبيــــح لشاعــــر مديحا ولكن كان مني الثنـــا شكــرا‬ ‫فما هي إال ســـرد أعمــالـــك التــي أضاءت فغطى نورهـا البـر و البحـــر‬ ‫وعفـــوا أيا موالي إن كنـت عاجـــزا على حصرما األرقام أعجزهــا حصـرا‬ ‫فما أنت اال الشمـس يرتــد طرفنــا كليـــال اذا رمنا لنبصرهـــا قســــرا‬ ‫وكيف يعد الشعــر منـك محاسنـــا ولو أنني أفنيـت في مدحك الشعــرا‬ ‫******‬ ‫من المغرب األقصى أتتــك تحيــــة يبلغهـا عن أهلهـــا شاعـر الحمــرا‬ ‫(الديوان ‪ /‬ج ‪ I‬ص‪ 151 :‬إلى ‪)162‬‬

‫وأثناء عودته من الحجاز عرج على مصر صحبة بسيوني وفيها أتيح له االتصال بأكابر أدبائها وصادف‬ ‫مناسبات اقتضت منه أن ينشد من شعره؛ وقد ذكر الشاعر في رحلته التي نشرها في ثالث حلقات بجريدة‬ ‫«التقدم» ألحمد بن احساين النجار السالوي‪ ،‬نشرت تحت عنوان ‘بين األدب المصري واألدب المغربي» سنة‬ ‫‪1940‬م أن األستاذ كامل زيتون أقام حفلة تكريم على شرفه باسم رابطة موظفي الحكومة المصرية‪ ،‬حضرها‬ ‫نخبة من األدباء منهم الدكتور محمد حسين هيكل والدكتور نمر فارس صاحب «المقتطف» والدكتور محجوب‬ ‫ثابت واألستاذ إبراهيم عبد القادر المازني‪ .‬وألقى األستاذ أبو الوفاء محمود رمزي نظيم قصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫أهال وسهال شاعر الحمراء ومعـدن الفطنــة والذكـــاء‬ ‫ونبعه اإلخالص والوفـــاء والخلق الكريـــم والحيــــاة‬ ‫أهال به حل ضفـاف النيـل يرتع فوق السندس الجميل‬ ‫ضيفا لشعب ناهض نبيل يفــرح بالضيــف وبالنزيــل‬ ‫******‬ ‫أنت الفتى المثقف األديب أنت التقــي واألخ الحبيـــب‬ ‫نكتفي بهذا‪ ،‬فقد كانت له في مصر أنشطة أدبية عديدة يمكن الرجوع إلى ما كتبه الدكتور إبراهيم‬ ‫السوالمي في «العلم الثقافي» أبريل ‪ -‬ماي ‪1974‬م‪ ،‬في أربع حلقات التي تعرض فيها ‪ -‬كما قال ‪ -‬لجوانب من‬ ‫شخصية الشاعر وحياته لم يعرض لها أحد ممن تناولوا سيرته وشعره‪ ،‬أو عرضوا لها في إيجاز‪.‬‬


‫العدد ‪1012‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫استفادة ‪ 56‬ألف تلميذ من المبادرة الملكية‬ ‫“مليون محفظة” بإقليم الحسيمة‬ ‫بلغ عدد التالمــيذ المستفيدين‬ ‫م��ن المب��ادرة الملكي��ة “ملي��ون‬ ‫محفظة” برس��م الموس��م الدراسي‬ ‫الحالي على مستوى إقليم الحسيمة‬ ‫حوال��ي ‪ 56‬ألف��ا و ‪ 500‬مس��تفيد‪،‬‬ ‫بزيادة بنس��بة ‪ 10‬في المائة مقارنة‬ ‫بالموسمالماضي‪.‬‬ ‫ويتوزع هؤالء التالميذ‪ ،‬حس��ب‬ ‫معطيات للمديري��ة اإلقليمية لوزارة‬ ‫التــربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫بالحس��يمة‪ ،‬عل��ى ‪ 45‬أل��ف و ‪600‬‬ ‫تلمي��ذة وتلمي��ذة ف��ي المس��توى‬ ‫االبتدائي ونحو ‪ 10‬آالف و ‪ 880‬تلميذ وتلميذة بالمستوى اإلعدادي‪.‬‬ ‫ووصل مجموع التلميذات المستفيدات من هذه المبادرة نحو ‪26‬‬ ‫ألف و‪ 700‬تلميذة‪ ،‬ضمنهن ‪ 21‬ألف و ‪ 900‬تلميذة يتابعن دراستهن في‬ ‫المستوىاالبتدائي‪.‬‬ ‫وخصصت لهذه العملية‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ ،‬ميزانية إجمالية بلغت‬ ‫نحو ‪5‬ر‪ 8‬ماليين درهم‪.‬‬ ‫وأوضح المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية بالحسيمة‪ ،‬أنه تم في‬ ‫إطار المبادرة الملكية “مليون محفظة” بالحسيمة توزيع المحافظ واللوازم‬

‫‪18‬‬

‫المدرس��ية والمق��ررات الجدي��دة‬ ‫عل��ى التلمي��ذات والتالمي��ذ‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن الموس��م الدراسي الحالي‬ ‫تميز بتجديد المنه��اج التربوي في‬ ‫المستويين الثالث والرابع ابتدائي‪.‬‬ ‫وأض��اف أن نس��بة توزي��ع‬ ‫المحافظ واللوازم المدرسية باإلقليم‬ ‫بلغت مائة في المائة‪ ،‬حيث أشرفت‬ ‫جميع المؤسسات التعليمية باإلقليم‬ ‫على توزيع الكت��ب واللوازم الخاصة‬ ‫بها على التالميذ والتلميذات‪.‬‬ ‫يذكــر أن عــدد التالميــذ‬ ‫الذين التحقوا بمختلف المؤسسات التعليمية بإقليم الحسيمة برسم‬ ‫الموسم الدراسي الحالي ‪ 2020/2019‬الذي انطلق تحت شعار “من أجل‬ ‫مدرسة مواطنة دامجة”‪ ،‬بلغ حوالي ‪ 75‬ألف تلميذ وتلميذة‪.‬‬ ‫وبلغ عدد المؤسسات التعليمية التي خصصت الستقبال التالميذ‬ ‫والتلميذات باإلقليم خالل الموسم الدراسي الجاري ‪ 204‬مؤسسة تعليمية‬ ‫تتوزع على ‪ 143‬مؤسسة ابتدائية‪ ،‬و ‪ 40‬مؤسسة ثانوية إعدادية‪ ،‬و‪21‬‬ ‫ثانويةتأهيلية‪.‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)473‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫(و‪.‬م‪.‬ع)‬

‫سدود كبرى بجهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫تسجل تراجعا في مخزونها المائي‬

‫بلغت نسبة ملء حقينة السدود الواقعة في تراب جهة طنجة ‪-‬تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬إلى غاية ‪ 13‬شتنب‪ ،‬الجاري‪ ،‬حوالي ‪ 4،57‬في المائة‪ ،‬وذلك‬‫حسب معطيات لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪.‬‬ ‫وأوضح تقرير أعده قطاع الماء التابع للوزارة بأن المخزون المائي‬ ‫للسدود الواقعة فوق تراب جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة بلغ ‪7،747‬‬ ‫مليون متر مكعب‪ ،‬مقابل ‪ 9،726‬مليون متر مكعب خالل نفس الفترة من‬ ‫السنةالماضية‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن سد وادي المخازن بإقليم العرائش‪ ،‬أكب‪ ،‬سدود‬ ‫الجهة‪ ،‬سجل نسبة ملء وصلت إلى ‪ 9،80‬في المائة مقابل ‪ 3،76‬في‬ ‫المائة العام الماضي‪ ،‬أي أن حجم المخزون المائي ناهز ‪ 626،544‬مليون‬ ‫متر مكعب‪ ،‬مقابل ‪ 120،513‬مليون متر مكعب في اليوم نفسه من العام‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫كما ناهزت حقينة سد ‪ 9‬أبريل بعمالة طنجة – أصيلة ‪ 636،87‬مليون‬ ‫متر مكعب‪ ،‬بمعدل ملء وصل إلى ‪ 2،29‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 636،123‬مليون‬ ‫مت‪ ،‬مكعب ومعدل ملء في حدود ‪ 2،41‬في المائة خالل العام الماضي‪،‬‬ ‫فيما سجل سد أسمير بإقليم تطوان نسبة ملء تصل إلى ‪ 1،52‬في المائة‪،‬‬ ‫أي بمخزون مائي بلغ ‪ 285،20‬مليون مت‪ ،‬مكعب‪ ،‬مقابل ‪ 749،22‬مليون‬ ‫متر مكعب و‪ 4،58‬في المائة العام الماضي‪.‬‬

‫وبلغ المخزون المائي لسد موالي الحسن بن المهدي ‪263،15‬‬ ‫مليون متر مكعب (‪ 2،65‬في المائة)‪ ،‬مقابل ‪ 717،15‬مليون متر مكعب‬ ‫العام الماضي (‪ 1،67‬في المائة)‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لسد طنجة المتوسط بإقليم الفحص أنجرة‪ ،‬فقد بلغت‬ ‫حقينته ‪ 014،15‬مليون متر مكعب (‪ 2،68‬في المائة)‪ ،‬مقابل ‪514،19‬‬ ‫مليون متر مكعب (‪ 6،88‬في المئة) العام الماضي‪ ،‬وسد ابن بطوطة‬ ‫‪ 668،9‬مليون متر مكعب (‪ 2،33‬بالمئة) مقابل ‪ 066،21‬مليون متر مكعب‬ ‫(‪ 3،72‬في المائة العام الماضي‪).‬‬ ‫وبلغت حقينة سد عبد الكريم الخطابي بإقليم الحسيمة ‪183،6‬‬ ‫مليون متر مكعب (‪ 4،52‬في المائة) مقابل ‪ 328،7‬مليون متر مكعب‬ ‫(‪ 2،62‬في المائةالعام الماضي)‪ ،‬وسد النخلة بإقليم تطوان ‪234،1‬‬ ‫مليون متر مكعب (‪ 3،29‬في المائة) مقابل ‪ 3،33‬خالل نفس الفترة من‬ ‫العام الماضي‪.‬‬ ‫وبخصوص سد الجمعة بإقليم الحسيمة‪ ،‬فقد سجل حقينة بـ ‪116،1‬‬ ‫مليون متر مكعب بنسبة ملء بلغت ‪ 6،21‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 325،2‬مليون‬ ‫متر مكعب خالل نفس الفترة من السنة الماضية (‪ 1،45‬في المائة)‪ ،‬بينما‬ ‫امتأل سد موالي بوشتى بإقليم شفشاون بنسبة ‪ 95‬في المائة‪ ،‬لتبلغ‬ ‫حقينته اإلجمالية ‪ 534،11‬مليون متر مكعب‪.‬‬

‫�إعـالن قـانونـي ‪Annonce Légale‬‬

‫‪GERANCE : Mr. BOUBAKER LOHMANE est désigné‬‬ ‫‪en qualité de gérant unique de la société et cela pour une‬‬ ‫‪durée illimitée.‬‬ ‫‪ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de‬‬ ‫‪chaque année.‬‬ ‫‪BENEFICES : ils sont repartis entre les associés après‬‬ ‫‪prélèvement de la réserve légale (5%) proportionnellement‬‬ ‫‪à leurs apports au capital social.‬‬ ‫‪DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au‬‬ ‫‪secrétariat-greffe du tribunal de commerce de Tanger en‬‬ ‫‪date du 19/09/2019.‬‬ ‫‪Le gérant‬‬ ‫‪Mr. BOUBAKER LOHMANE‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫‪** LOHMANE CONST ** SARL AU‬‬

‫‪Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 12/09/2019‬‬ ‫‪à Tanger. Il a établi les statuts d’une société à responsabilité‬‬ ‫‪limitée a associé unique dont les caractéristiques suivantes :‬‬ ‫‪DENOMINATION : ** LOHMANE CONST**SARL‬‬ ‫‪AU au capital social : 100.000 dirhams divise en 1000 parts‬‬ ‫‪de 100 (CENT) dirhams chaque part Repartis comme suit :‬‬ ‫‪Mr. BOUBAKER LOHMANE : 1000 parts.‬‬ ‫‪OBJET: la société a pour objet principalement :‬‬ ‫‪TRAVAUX DE CONSTRUCTION.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL: MESNANA RDC LOT 6989 EN‬‬ ‫‪FACE SOUK AL KOURB –TANGER-‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪473‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫ماذا يعني تواجد أبرشان‬ ‫في المكتب المديري لجامعة الكرة ؟‬

‫‪19‬‬

‫مصطفى‬ ‫البقالي‬ ‫مديراً لمركز التكوين التحاد طنجة‬ ‫تم تعيين اإلطار مصطفى البقالي الطاهري مدير لمركز التكوين التحاد طنجة بالزياتن‪.‬‬ ‫البقالي الطاهري ينتمي إلى المدرسة اإلسبانية وهو من أبنــاء حي السواني وسبــق له‬ ‫اللعب لفريق علم طنجة‪.‬‬ ‫وقد تدرج في تكوينه بالجامعة الكتالونية لكرة القدم‪.‬‬

‫حكيمي يتحدث عن عودته لريال مدريد‬ ‫وعالقته بالمدرب زيدان‬

‫تواجد عبد الحميد أبرشان رئيس اتحاد طنجة لكرة القدم ضمن أعضاء‬ ‫المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم له أكثر من داللة‪.‬‬ ‫فهو يندرج ضمن خطة لقجع رئيس الجامعة لضخ دماء جديدة في شرايين‬ ‫الجامعة بعد سيل االنتقادات وعدم قيام مجموعة من األعضاء السابقين‬ ‫بمهامهم على الوجه األكمل‪ ...‬وكذا فسح المجال أمام عناصر جديدة‪.‬‬ ‫وبالنسبة التحاد طنجة ماذا يعني تواجد رئيسه في المكتب الجامعي‪.‬‬ ‫في السابق عانى فارس البوغاز من قرارات جامعية وكان مهضوم الحقوق‬ ‫في نزاعاته مع الجامعة‪.‬‬ ‫وكانت بعض األطراف تستغل عدم تواجد ممثل عن الفريق لتلحق به‬ ‫األضرار والعقوبات‪.‬‬ ‫ونتذكر جميعا عقوبة اإليقاف القاسية التي سبق أن تعرض لها السيد‬ ‫بلخيضر الكاتب العام السابق للفريق لموسمين‪ ..‬ال لشيء سوى لكونه انتقد‬ ‫بعض القرارات الجامعية‪.‬‬ ‫ونتذكر أيضا كيف كان العديد من الحكام يهضمون الحقوق المشروعة‬ ‫التحاد طنجة ويعمدون إلى التسبب في خسارته‪ ..‬ألنهم يعلمون أنه ال يتوفر‬ ‫على ممثل داخل الجهاز التنفيذي للجامعة لكي يدافع عن حقوقه‪.‬‬ ‫واليوم ها هو أبرشان يكسب الرهان ويصبح عضوا داخل الجامعة‪ ..‬فهل‬ ‫سيكون ذلك فأ ًال حسنا على االتحاد‪ ..‬ودعامة للدفاع عن حقوقه المشروعة ‪...‬‬ ‫إنه مجرد سؤال‪.‬‬

‫كشف الدولي المغربي أشرف حكيمي العب نادي دورتموند‬ ‫األلماني عن موقفه من العودة الى فريقه األم ريال مدريد بعد‬ ‫انتهاء فترة اعارته الى الفريق االلماني‪.‬‬ ‫وتحدث المدافع المغربي خالل مقابلة صحفية مع جريدة‬ ‫«ماركا» اإلسبانية عن عودته إلى الفريق الملكي بعد انتهاء‬ ‫فترة إعارته حيث يقضي موسمه الثاني معارا على التوالي قائال‪.‬‬ ‫«في حال رغب الريال في عودتي سأوافق على الفور‪ ..‬لكنني‬ ‫أركز حاليا مع دورتموند وبعدها سأرى ماسيحدث»‪.‬‬ ‫وبخصوص العام األول له داخل المالعـب األلمانيــة قال‬ ‫النجم المغربي الشاب‪:‬‬ ‫«بالنسبة لى ما حدث أعتبره توازنا إيجابيا في حياتي ‪ ...‬لقد‬ ‫تعلمت الكثير وتحسن مستواي كالعب وكشخص»‪.‬‬

‫بن رحو يفضل اللعب‬ ‫للمغرب عوضاً عن الجزائر‬

‫وأضاف ‪« :‬وصلت إلى بلد مختلف مع ثقافة وأشياء أخرى‬ ‫تماما عما اعتدت عليه‪ ..‬وقد ساعدني هذا العام في التعلم‬ ‫والنضوج والتحسن حيث أصبحت أكثر خبرة مقارنة بالماضي‪.‬‬ ‫وأصبحت لدي االستمرارية في دورتموند أكثر مما كنت عليه في‬ ‫مدريد وهذا أمر طبيعي‪ ..‬واآلن أنا أشرف جديد»‪.‬‬ ‫واوضح الالعب حكيمي أن هدف فريقه تحقيق المزيد من‬ ‫اإلنجازات واأللقاب بعد الفوز بكأس السوبر األلمانية على حساب‬ ‫الغريم التقليدي باييرن ميونيخ‪ ...‬لدينا فريق جيد وديناميكي‬ ‫ومجموعة جيدة ونأمل في تحقيق أهداف أخرى وعن رايه في‬ ‫المدرب زين الدين زيدان قال أنه مدرب مقتدر وبإمكانه السير‬ ‫مع ريال مدريد إلى أبعد الحدود رغم الخسارة أمام باريس‬ ‫سانجيرمان في دوري أبطال أوربا‪.‬‬

‫المنتخب المغربي يتقدم‬ ‫رتبتين في تصنيف الفيفا‬

‫البرنامج الكامل‬ ‫للدور ‪ 16‬لكأس‬ ‫العرش‬

‫اتحاد طنجة يواجه الفتح يوم الجمعة‬ ‫أعلنت لجنة البرمجة التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن برنا مج الدور‬ ‫‪ 16‬لكأس العرش لكرة القدم لموسم ‪.2019-2018‬‬ ‫وجاء كالتالي‪.‬‬ ‫يوم األربعاء ‪ 25‬شتنبر‬ ‫االتحاد التوروكي ‪ -‬االتحاد الزموري للخميسات س‪.16‬‬ ‫االتحاد البيضاوي‪-‬أولمبيك الدشيرةس‪.16‬‬ ‫شباب أطلس خنيفرة‪ -‬نهضة الزمامرة س‪.17‬‬ ‫سريع وادي زم‪ -‬النادي الرياضي السالمي س‪.17‬‬ ‫المغرب التطواني‪-‬الراسينغ البيضاوي س‪.19‬‬ ‫يوم الجمعة‪ 27‬شتنبر‬ ‫اتحاد طنجة ‪ -‬الفتح الرياضي س‪20‬‬ ‫األربعاء ‪ 3‬أكتوبر حسنية أكادير ‪ -‬جمعية سال س‪.19‬‬ ‫فيما لم يحدد موعد مباراة الدفاع الحسني الجديدي ضد الفائز من لقاء الوداد‬ ‫الرياضي والجيش الملكي‪.‬‬

‫حسم ياسين بن رحو نجم نادي بوردو الفرنسي موقفه‬ ‫بعدما اختار تمثيل ألوان المنتخب المغربي لكرة القدم بدال من‬ ‫الجزائر وفرنسا‪.‬‬ ‫بن رحو الذي كان محور متابعة من قبل االتحاد الجزائري‬ ‫لكرة القدم رفض حمل القميص الجزائري واختار اللعب للمغرب‬ ‫بلد والده‪.‬‬ ‫وسيكون صاحب ‪ 20‬سنة مرشحا لدعم المنتخب المغربي‬ ‫خالل المعسكرات القادمة بعدما منح موافقته النهائية للمدرب‬ ‫الوطني وحيد خاليلو زيتش باالنضمام إلى تشكيلة األسود‪.‬‬

‫تقدم المنتخب المغربي لكرة القدم رتبتين في التصنيف العالمي‬ ‫الجديد لالتحادالدولي لكرة القدم «فيفا» وأصبح يحتل المرتبة ‪.39‬‬ ‫وعلى المستوى القاري يتواجد أسود األطلس في المرتبة الخامسة‬ ‫خلف كل من السينغال وتونس ونيجيريا والجزائر بطلة إفريقيا‪.‬‬ ‫وعلى صعيد مقدمة التصنيف العالمي للفيفا احتفظــت بلجيكـــا‬ ‫بالصد ارة متقدمة على فرنسا وجاءت البرازيل في الرتبة الثالثة‪.‬‬ ‫وفيما يلي الترتيب على المستوى العالمي‪.‬‬ ‫‪ 1‬بلجيكا‪.‬‬ ‫‪ 2‬فرنسا‪.‬‬ ‫‪ 3‬البرازيل‬ ‫‪ 4‬انجلترا‪.‬‬

‫‪ 5‬البرتغال‪.‬‬ ‫‪ 6‬االورغواي‪.‬‬ ‫‪ 7‬اسبانيا‬ ‫‪ 8‬أوكرانيا‪.‬‬

‫‪ 9‬كولومبيا‬ ‫‪10‬اال رجنتين‪.‬‬ ‫‪ 20‬السينغال‪.‬‬ ‫‪ 29‬تونس‬

‫‪ 34‬نيجيريا‪.‬‬ ‫‪ 38‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪39‬المغرب‪.‬‬ ‫‪49‬مصر‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬شتنرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1012‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫السلسلة الرابعة‬

‫احللقة الثامنة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة‬ ‫سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫مع األستاذ‬

‫محمد األشعري‬ ‫المحور الثاني ـ المسار الثقافي ـ‬

‫يحضر األستاذ محمد األشعري‪ ،‬في مخيال القراء المغاربة والمشتغلين بالحقل السياسي والمجتمعي الوطني‪،‬‬ ‫بصيغة الواحد المتعدد‪ ،‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الشاعر والكاتب الروائي والمناضل السياسي والناشط الحقوقي‪،‬‬ ‫وواحد من أبرز وجوه معتقلي سنوات الرصاص‪ .‬وهو الوزير الذي انعطف بمشروع الثقافة الوطنية نحو أفق اتسمت‬ ‫فيه بتبني مفهوم الصناعة الثقافية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة اتحاد كتاب المغرب لثالث دورات‬ ‫عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل ديناميتها وإنتاجيتها‪.‬‬

‫طبعا السي محمد‪ ،‬هذ الصورة القوية‬ ‫التي حظي بها اتحاد كتاب المغرب لــدى‬ ‫شرائــح متنوعــة من المثقفين المغاربة‪،‬‬ ‫من خالل ما أنجزه على امتداد سنوات من‬ ‫النضال الجاد والمسؤول جعلـت الجميع‬ ‫وقتها يحلم ويتمنى االلتحاق واالنتساب‬ ‫إلى هذه المؤسسة العتيدة‪.‬‬ ‫بعد الكثيـر من المستجـدات التي‬ ‫طرأت على صورة االتحاد االعتبارية‪ ،‬كيف‬ ‫يتعاطـى السي محمـد مع «احتمـاالت»‬ ‫ممكنة‪ ،‬ربما ذات طابع سيء أو سلبي تجاه‬ ‫االتحاد؟‬ ‫أظن‪ ،‬أنه يجب وضع التحول الذي عرفه‬ ‫اتحاد كتاب المغرب في سياقه العام‪ ،‬فما‬ ‫نعيشه اآلن لم يعد هو نفس سياق السبعينات‬ ‫والثمانينات‪ ،‬ألن مسار التغيير السياسي الذي‬ ‫عرفه المغرب والذي تراوح بين االنفتاح النسبي‬ ‫والقبضة الحديدية‪ ،‬حتى الوصول إلى منعطف‬ ‫مغاير بتعديل الدستور وفتح الباب أمام تجربة‬ ‫التناوب‪ ،‬كل هذا غير بعمق كثيرا من األشياء‪،‬‬ ‫ومن بينها شروط العمل السياسي والثقافي‪.‬‬ ‫هناك هيئات كثيرة لم تتكيف مع هذا التحول‬ ‫ومن بينها اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬وعوض أن‬ ‫تبني استراتيجيات جديدة للحفاظ على نفسها‬ ‫استكانت الى إنجازات الماضي وإلى أدوار‬ ‫الماضي دون أن تدرك أن ال شيء أسهل في‬ ‫النسيان من الصورة المكرسة والجامدة‪ .‬البد‬

‫إذن أن نأخذ اتحاد كتاب المغرب في هذا السياق‪،‬‬ ‫فاألحزاب لم تعد هي األحزاب‪ ،‬والصحافة لم تعد‬ ‫هي الصحافة‪ ،‬والجمعيات لم تعد هي الجمعيات‪.‬‬ ‫إذا كان اتحاد كتاب المغرب يريد أن يستمر فعليه‬ ‫أن يجد لنفسه دورا جديدا له مصداقية وله قبول‬ ‫لدى الرأي العام الثقافي ويعبر عن حاجة حقيقية‬ ‫يستشعرها الكتاب والرأي العام الوطني‪ ،‬وهذا‬ ‫األمر البد أن تقوم به أجيال جديدة من الكتاب‬ ‫لهم رؤيتهم للعمل الثقافي وأساليب عملهم‪،‬‬ ‫وال يمكن لألجيال القديمة أن تقوم بذلك نيابة‬ ‫عنهم أو مصادرة لحقهم في انجاز شيء مختلف‬ ‫يحافظ على قيم االتحاد‪ ،‬ويبتكر صيغ المستقبل‪،‬‬ ‫إذ مهما يكن فال أحد يستطيع أن يبعث اتحادا‬ ‫بصيغةالماضي‪.‬‬ ‫أعتقد أن هناك أجيال جديدة من الكتاب‬ ‫يجب عليها أن تكون في مقدمة من يهتم بحياة‬ ‫االتحاد‪ ،‬إذا كانت لديها هذه الرغبة‪ .‬ويجب أال‬ ‫نتصور مع ذلك أننا سنستعيد صورة ما لالتحاد‬ ‫من الماضي‪ .‬البد أن نعي بأن على االتحاد أن‬ ‫يتخذ شكال آخر من أشكال العمل الثقافي‪ ،‬ليس‬ ‫بالضرورة الشكل الذي فتحنا عليه أعيننا نحن‬ ‫في السابق‪ .‬لقد كانت لمجلة «آفاق» مثال صيت‬ ‫كبير داخل الوسط الثقافي‪ ،‬ولها رصيد قوي‬ ‫من المصداقية‪ .‬اآلن ال يمكن أن تحصل على‬ ‫انخراط الناس واهتمامهم فقط بمجلة‪ .‬من‬ ‫جانب آخر‪ ،‬البد أن تلعب المواقع الكترونية‪،‬‬ ‫والحضور في وسائط التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫واضطالع الذين ينتمون إلى ثقافة هذا‬

‫العصر‪ ،‬وألدوات هذا العصر‪ ،‬البد أن يقوم‬ ‫كل هذا بإحياء فكرة االتحاد بطريقة تالئم‬ ‫المستجدات‪.‬‬ ‫إن كل دعوة إلى تحنيط االتحاد في صورة‬ ‫ماضوية ال عالقة لها بالواقع‪ ،‬وال بتحوالت‬ ‫الواقع هي ضرب من الجنون‪ ،‬ومسألة ال يمكن‬ ‫أن تقبل‪ .‬لست من الذين يحبون تدبيج هجاءات‬ ‫مستمرة لما نحن عليه‪ ،‬لكننا نتحول شئنا أم‬ ‫أبينا‪.‬‬ ‫يجب أن ينصب التفكير على األشياء العملية‬ ‫البسيطة‪ ،‬وأن نتوقف عن تضخيم أنفسنا‪.‬‬ ‫هذه منظمة مهنية بسيطة يجب أن تفكر‬ ‫في قضايا القراءة والنشر وتوزيع الكتاب ومكانة‬ ‫األدب في المدرسة وفي الجامعة وفي المجتمع‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬وفي قضايا حرية التفكير والتعبير‬ ‫واإلبداع‪ ،‬وفي ربط الجسور مع الناس‪ ،‬في‬ ‫التعاون مع أندية القراءة ومع جمعيات كثيرة‬ ‫في مغرب اليوم تُقاسمنا نفس االهتمامات‪،‬‬ ‫يجب أن يقبل االتحاد أنه منظمة بسيطة وليس‬ ‫عمالقا وإال فسيكون عمالقا بأقدام من طين‪.‬‬

‫مهمة االتحاد األساسية هي أن يستعمل‬ ‫الوسائل المتاحة اليوم‪ ،‬وبالطريقة التي تستعمل‬ ‫اليوم لصالح الثقافة المغربية عموما ولصالح‬ ‫الكتاب )وألح على هذه المسألة(‪ ،‬وأن يعتبر نفسه‬ ‫لبنة ضمن لبنات كثيرة‪ .‬الصوت المفرد والوحيد‬ ‫الذي كان يمثله االتحاد لم يعد ممكنا اآلن‪،‬‬ ‫هناك أندية للقراءة تقوم بعمل كبير‪ ،‬ربما أفضل‬ ‫ألف مرة مما يقوم به االتحاد اليوم‪ ،‬وأنا شخصيا‬ ‫أستفيد كثيرا من اللقاءات التي تنظم من قبل‬ ‫أندية للقراءة‪ ،‬وأكثر مما يمكن أن أستفيد‬ ‫من هذه اللقاءات التي ينظمها االتحاد‪ .‬هناك‬ ‫أيضا مواقع تهتم بالثقافة وبالمجال الثقافي‬ ‫ولكنها تفتقر إلى فاعلين لهم عالقة مباشرة‬ ‫بهذا المجال‪ ،‬ولذلك ترى كثيرا من االضطراب‬ ‫المسجل في هذا المجال‪.‬‬ ‫نحن نحتاج اليوم إلى االهتمام بالنص‬ ‫األدبي على مستوى القراءة وعلى مستوى‬ ‫المدرسة وعلى مستوى الجامعة‪ ،‬نحتاج إلى‬ ‫تنشيط نقاش واسع حول األدب‪ ،‬حول ضرورة‬ ‫األدب‪ ،‬حول خصائص األدب‪ ،‬حول الجماليات‬ ‫التي يساهم بها األدب في تكوين رؤيتنا للعالم‪.‬‬ ‫نحن نحتاج كذلك إلى وضع اعتباري للكاتب في‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬وأن ال يكون آخر من يلتفت إليه‪ .‬غير‬ ‫مقبول أنه حتى في بطاقة الهوية أو جواز السفر‪،‬‬ ‫ال يمكن اليوم أن تحصل على حقك‪ ،‬كما في‬

‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬بأن تكون لك صفة كاتب أو‬ ‫شاعر في الخانة الخاصة بالمهنة‪.‬‬ ‫إذن نحتاج لوضع اعتباري للكاتب في‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬نحتاج للدفاع عن حقوقه‪.‬‬ ‫كثير من دور النشر تهضم الكاتب في‬ ‫حقوقه‪ ،‬ونحتاج كذلك للدفاع عن حرية الكاتب‬ ‫وحرية الكتابة‪ .‬نحن حتى اليوم نعيش‪ ،‬في‬ ‫بلداننا‪ ،‬نوعا من الرقابة المزدوجة على النص‬ ‫األدبي‪ ،‬الرقابة السياسية والرقابة األخالقية‬ ‫الظالمية‪ ،‬ويجب أن تكون هناك هيئات تقوم‬

‫بمقاومة مثل هذه التعسفات‪ .‬وإذا استطاع اتحاد‬ ‫كتاب المغرب أن يتحول إلى هيئة تقوم بهذا‬ ‫العمل المباشر‪ ،‬فأنا متأكد أن الجميع سيسعد‬ ‫بوجودها‪.‬‬

‫أظن السي محمد بأن هذا ما يفترض‬ ‫أن يقوم به االتحاد‪ ،‬وطبعا قـام به في‬

‫األخيرة‬

‫السابق‪ ،‬لكنه اليوم آل إلى وضع محزن‪،‬‬ ‫وضع ينذر بانتهائه هو نفسه كمنظمة‬ ‫وليس فقط كأدوار‪.‬‬

‫كما قلت‪ ،‬إذا تطورت األمور في االتجاه‬ ‫الذي ذكرت فهذا أمر جيد‪ ،‬وسيكون منطقيا‬ ‫ومطابقا للتحوالت التي نعيشها‪ .‬وإذا لم يحصل‬ ‫فكن متأكدا أنني لست من الذين سيقيمون‬ ‫«مناحة» كبرى لوفاة االتحاد‪.‬‬ ‫إن الهيئات بدورها تصل أيضا إلى نقطة‬ ‫النهاية في حياتها‪ ،‬إما أن تتحول تحوال تصبح‬ ‫معه وجودا آخر له دور يختاره بكل حرية وبكل‬ ‫وعي‪ ،‬وإما ال تستطيع أن تقوم بهذا التحول‬ ‫فتنتهي‪.‬‬ ‫لقد حدثت أشياء مماثلة حتى في المجال‬ ‫السياسي‪ ،‬حيث األمور أكثر قوة‪ ،‬وأكثر حساسية‪.‬‬ ‫يجب أال يكــون لنـا الهوس بتقديس‬ ‫اإلطارات‪ .‬اإلطارات هي ما هي عليه‪ ،‬وليس ما‬ ‫نتمنى أن تكون عليه أو تبقى عليه‪ .‬ويجب أن‬ ‫تكون لنا الجرأة على االنتقال إلى أدوار أخرى‪.‬‬ ‫إذا تأكد أن اتحاد كتاب المغرب لم يعد صالحا‪،‬‬ ‫فيجب أن ال نتمسك بإطارات جوفاء‪ .‬فاإلطارات‬ ‫هي أيضا كائنات حية تعيش وتموت‪.‬‬ ‫إذا كان أعضاء االتحاد اليوم قادرين على‬ ‫ابتكار صيغ جديدة الستمرار االتحاد‪ ،‬فهذا‬ ‫مطلوب ونتمناه‪ ،‬لكن إذا لم يستطيعوا ذلك‪،‬‬ ‫فأظن أنهم حتى إذا لم يعلنوا هم أنفسهم‬ ‫موته‪ ،‬فالحياة ستتكفل بذلك‪.‬‬

‫في الحلقة القادمة سننتقل إلى المحور‬ ‫الثالث والمتعلـق بالمسار السياسي في‬ ‫مشوار األستاذ محمد األشعري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.