نور الدين الصايل
ضيف سلسلة «تذكرة سفر»
الحلقة األولى
بعد الحصول على اإلجازة والشهادة التكميلية دخلت إلى المدرسة العليا لألساتذة التي قضيت بها سنة واحدة ،بعدها أصبحت أدرس الفلسفة مباشرة بثانوية موالي يوسف وأنا ما أزال يافعا جدا ولربما في سن العشرين عاما.
الصفحة 20
صدى الخطاب الملكي
من المسيرة الخضراء إلى مسيرة التقدم شمال /جنوب صفحة 8
حوار مع النا�شر
حوار مع الفنانة القديرة
صباح الشنا صفحة 5 - 4
إعالم جهوي متقدم املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 : العدد 1020ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثاء 21ربيع الأول � 19 / 1441إلى 25نوفمرب 2019
طارق السليكي
على هام�ش م�شاركته مبعر�ض بلغراد ب�صربيا صفحة 13
نهاية التلفزيون كلمة الشمال عبد اإلله المويسي
كل المؤشرات الواقعية اآلن تؤكد على أن التلفزيون ،في كل دول العالم ،صار وسيلة تقليدية متأخرة جدا في أداء المهام اإلخبارية والتواصلية والتثقيفية والترفيهية .وعلى الرغم من كل التطورات التقنية واالستطيقية المهولة التي تعرفها صناعة التلفزيون ،فإن أرقام الواقع تؤكد على أن المجتمع اإلنساني لم يعد يشعر بأنه في حاجة إلى هذا الجهاز الذي تحول فجأة إلى قطعة أثرية تؤثت ديكور البيت. تطبيقات أخرى على مختلف األجهزة الرقمية الجديدة أصبحت تضلع بهذه األدوار ،وفي مختلف الوضعيات التي يمكن أن يوجد عليها اإلنسان ،وفي أسرع اآلماد الممكنة ،تطبيقات تأتي على رأسها المواقع اإللكترونية وصفحات التواصل االجتماعي وبرامج المحادثات الخاصة..وغيرها. في الشارع العام ،على كراسي المقاهي ،أثناء السياقة ،على متن القطارات والبواخر والطائرات ،في المنتزهات ،بل وحتى داخل مكاتب العمل واألقسام الدراسية صار التواصل ممكنا وسريعا ومباشرا يغني عن التلفزيون .يمكنك أن تتخابر وأن تحصل على المعلومة وأن تحظى بحقك في التثقيف وأن تتابع بالنقل الحي كل أحداث الكون فقط من جهاز بحجم اليد تحمله في جيب سترتك. على المستوى االجتماعي األسري لم يعد بإمكان التلفزيون أن يمارس سطوته وإغراءاته على أفراد البيت الغارقين أصال وسط أضواء شاشاتهم بين أيديهم. على المستوى السياسي واالستراتيجي لنتذكر كلنا السيناريو الرهيب الذي حصل إبان االنقالب العسكري الفاشل في تركيا .ففي الوقت الذي التجأت فيه القوات العسكرية االنقالبية بشكل تقليدي إلى احتالل مقرات التلفزيونات قصد بث بيانها االنقالبيّ ، تمكن أردوغان وعبر تطبيق «فيس تايم» من إجراء اتصال هاتفي مباشر مع مذيعة قناة أخبار «سي أن أن ترك» ،وأطلق دعوة طمأنة لشعبه بأنه ال يزال في مأمن ،بل ودعا الشارع وجها لوجه إلى النزول لمعارضة االنقالب. وهكذا هزمت مكالمة سريعة على جهاز صغير جدا مقر تلفزيون بكل معداته الضخمة ،ليتمكن الرئيس في صبيحة يوم 16يوليو من العودة إلى إسطنبول وإعالن القضاء على المحاولة التي لم تكن لتفشل إال بعدما نجح أردوغان في الظهور عبر هذه الخدمة اإللكترونية الذكية «فيس تايم». لسنا في حاجة إلى التذكير بمزيد من األمثلة على مستوى استراتيجيات أخرى. انتهى التلفزيون فعال.
جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة ،التحريـر ،الإ�شهـار 7 :مكرر ،زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي info@achamal.ma :ـ املوقع الإلكرتوين www.achamal.ma :
العدد 1020
قطرات مداد ُ • محمد إمغران
نقطة نقطة «يضيع الحليب»
من فترة إلى أخرى يطفو فوق السطح الحديث عن التبرع بالدم ،هذه المادة الثمينة جدا الستمرار الجسم البشري في أداء وظائفه كاملة وبالتالي استمرار حياة البشر.وبمعنى آخر ،لوال الدم وخاصة الصحي والسليم منه لما انتعش الجسم البشري ولما عانق الحياة في أمن وسالم.وبالرغم من قيمـة هذه المـادة الحيويــة التي أودعها اهلل في عروق وشرايين عباده ،فإن أمورها ليست على ما يرام والسيما بمدينة في حجم طنجة التي تكبر كل يوم وتمتلئ بالبشر ،القادمين من كل حدب وصوب ،فضال عن المزدادين والساكنين بها الكثر ،أبا عن جد.ذلك أنه كلما أثير الحديث عن الدم إال وذكرمعه مركزتحاقن الدم بطنجة أو ما يعرف ب«:نقطة الحليب»، هذه التسمية الغريبة التي يجهل الكثيرون أمرها ،مع أن «كراطن لحليب» موجودة في السوق وفي كل مكان وهناك من يتبرع بها ،بكميات وافرة ،لفائدة األمهات واألطفال من المعوزين واليتامى ،فلماذا «نقطة» فقط من الحليب ؟ وبالمناسبة ،فالمركــز المذكـــور بــات ال يغطــي حاجيات المواطنين والمرضى ،بالشكل المطلوب ،في «طنجة الكبرى» ،ســواء على مستوى بنايتــه الضيقة وطاقته االستيعابية المحدودة أو على مستوى موارده البشرية التي تعرف الخصاص ،مما يؤثر على المداومة المفترضة والعمل المتواصل للمركز ،فضال عن بعض العقليات اإلدارية به التي تحتكم إلى «المزاج» في تعاملها وخاصة عندما يتعلق األمر بالمواطنين الذين ينظمون حمالت للتبرع بالدم ،بهدف إنقاذ حياة قريب لهم في حالة مستعجلة ،فال يجدون آذانا صاغية والخدمات إيجابية بهذا المركزالذي يبدو أنه ال يتجاوب في مثل هذه الظروف والمواقف مع رغبات وتوسالت مرتاديه وزواره.أكثر من هذا ،حتى أولئك المتطوعين والمتبرعبين بدمائهم لوجه اهلل ـ وليس بالضرورة أن يضحوا ب« :حليبهم األحمر» لفائدة أقاربهم ـ يالمسون عدم التجاوب اإليجابي معهم بالمركز ذاته ،بغض النظر عن صبرهم على طابوراالنتظار والملل والرتابة القاتلة «عرق بعرق». وبطبيعة الحال ،فهذه األمور إذا ما استفحلت ،فإن التبرع بالدم من طرف المواطنين سوف يعرف تراجعا أكبر ،مما سيعقد األمور أكثـــر فأكثر ،بخصوص هذه المادة الحيوية التي قد يحتاجها المواطن اإلنسان في لحظة من اللحظات والتي يتساءل الرأي العام من حين آلخرحول مجراها ومستقرها وهو يالحظ العدد الكبير للمتبرعين بدمائهم في كثير من المناسبات ،غير أنهم عندما يكونون في حاجة إليها ،يضطرون إلى البدء من الصفر ،بطرق األبواب والقيام بالحمالت إلنقاذ حياة شخص في خطر ،أجره عند اهلل. وعلى سبيل المثال ،ال الحصر ،منذ بضع سنوات ،حل مواطن بمقرهذه الجريدة راغبا في نشر شكايته ضد مسؤول بالمركز المذكور وكان المشتكي ينوي أيضا اللجوء إلى القضاء والسبب هو أنــه «مشى غير يتبرع بدمو ،لقى راسو معصب وفتاح فمو». وخالصة القول ،أن التبرع بالدم واحدة من أساليب شكرنعمة الصحة وليديمها اهلل على المتبرع ،فرجاء أال يعبث المعنيون باألمر بهذه «الرسالة النبيلة».
2
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.com
كم يستحق ذلك الجرم من عقاب ؟
ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات رئيس التحرير :
محمد العطالتي
عبد الإلـه املـوي�سـي
atlati.mohammed@gmail.com
ال شك أمـــام الناظــر في أن التأثيــرات المباشرة لوسائط التواصل الحديثة على سلوك المجتمعات البشرية قد أصبحت أكثر وضوحا للعيان بشكل يظهر أن تلك الوسائط ،التي يتداول الجمهور من خاللها في كل القضايا، ممسكة فعال بزمام قيادة وتوجيه النقاشات العامة قبل االنتهاء والخروج بخالصات معينة يتبناها الجمهور ،ويشتغل ،سواء بوعي منه أو بدونه ،تحت مظلتها وتأثيرها المباشر ،وهذا يدفع للقول بأن الوسائط الحديثة للتواصل هي في واقع األمر عامل مركزي بالنسبة إلحداث «تحول ثقافي» ،تحول يشمل بدرجة أولى أنماط التفكير السائدة لدى الجمهور والعامة، ويهيؤنها ،تبعا لذلك ،إلنتاج «نمط جديد للتفكير» ،نمط يتجه حتما نحو عدم إقامــة أي اعتبار يذكر أمام أية « طابوهـات» محتملة. و لعل الجميع يعرف أننا ،إلى زمن قريب ،كنا ال نستطيع ،على سبيل التمثيل ،الحديث عالنية وجهرا عن طبيعة العالقات الثنائية التي تجمع بين الجنسين ،سواء تلك الواقعة منها في دائرة «الشرعية» أو القائمة منها خارج تلك الدائرة، لكننا اآلن ،بسبب انتشار وذيــوع استعمال الوسائط التواصليـــة ،أصبحنـــا نملك القدرة بمجرد ضغطة زر على «نشــر» و «استقبال» التفاصيل الكاملة لما كان يعتبر حتى أمد قريب من فصيلة «المحرمات» و«الفواحش». آخر ضحايا «التعرية» ،المنسوبة لوسائل التواصل االجتماعي ،هو الشيخ محمد الفيزازي، فقد علم «الجمهور» أن الرجل الشيخ متعدد الزيجات ،فقد تزوج األولى في عشرينات سنه وهي ابنة خمس عشرة سنة ،ثم الثانية ،وكانت ثالثينية ،وبعدهما الثالثة وكانت فلسطينية، وذلك قبل أن يعلم الجمهــور أن فتـــاة أخرى زعمت أن الشيخ تزوج بها من دون عقد موثق. لكن األمر لم يقف عند هذا المستوى من التعريف بأحوال الشيخ المدنية ،بل تعداه إلى درجة كشفت للجمهور صورة ومضمون وثيقة فريدة تحمل توقيعي الشيخ وسيدة أخرى، ويشهد اإلثنان بمقتضى هذه الورقة أنهما
متزوجان منذ تاريخ معين ،لكن المفاجأة كانت غير متوقعة ،إذ بدل تمرير هـــذه «الوثيقة الزوجية» أمام الجهــة العدليـــة والقضائية لتكتسب الشرعية المفترضة ،فإن الشيخ كفى نفسه عنــاء المساطـر التوثيقية وتقدم أمام أول ضابــط إداري في مكتب لــــ «تصديق اإلمضاءات» قبل أن ينطلق لالحتفال بشهر مُح ّلى تمام التحلية. األسئلة التي يفترض طرحها بخصوص النازلة متعددة ،ولعل أولها هو التساؤل عن الطبيعة القانونيـــة لهــذا التصرف ،ومـا إذا كان فعال فريدا أم متكررا ومتعارفا عليه بين الجمهور ؟ وهل تقوم وثيقة «إدارية» مقام الوثيقة العدلية ؟ .ومن جهة الفقه اإلسالمي، يفترض طرح أسئلة تتعلق بمدى صحة هذا «الزواج اإلداري» ؟ وما إذا كان مستوفيا حقيق ًة ألركان الزواج الخمســة :الصيغــة ،الصداق، العاقِدَيْن ،الشهود والولي ؟ لكن السؤال المركزي ،الذي يُغفلـــه أو يتناساه الجميع ،يتعلق بمدى توافق التصرف القانوني لمحمد الفيزازي عبر تلك الوثيقة مع «دين اإلسالم» ،فالرجل «مسلم» ،لكن الناس الذين اعتادوا فهم اإلسالم على بناء على تفسيرات فقهائهم و مفسريهم ،ال يعيرون اهتماما للموضوع ،إذ سيوقعهم في ارتباك فقهي لن يستطيعوا أمامــه إقامــة مُفاضلة بين نص وضعي دنيوي يفرض شروطا معينة لصحة نوع من العقود وبين نص سماوي مطلق الداللة يقولَ « :و�إِ ْن خِ ْفت ُْم �أَ اَّل ُتقْ�سِ ُطوا انك ُحوا َما َط َ اب َل ُ ن يِف ا ْل َيتَا َمى َف ِ كم ِّم َ اع َف إِ� ْن خِ ْفت ُْم �أَلاَّ َ الن َِّ�سا ِء َم ْثنَى َو ُث اَلث َو ُر َب َ َ ك ْ ت أ� مْيَان ُ ت َْعدِ ُلوا َف َواحِ َد ًة أَ� ْو َما َم َل َ ُك ْم َذل َ ِك أَ� ْدنَى أَ� اَّل ت َُع ُولوا». فهل خالف الشيخ محمد الفيزازي تعاليم اإلسالم وسنة رسوله؟ أم أنه التزم بتعاليمــه ؟ وهل انضبط الرجل للقوانين الوضعية أم أنه خالفها وناهضها ؟ وكم يستحق لقاء ذلك الجرم من عقاب ؟
هيئة التحرير :
عبد اللطيف �شهبون زبيـدة الورياغلـي �أ�سامـة الزكــاري ر�ضوان احدادو هدى املجاطـي محمد �إمغــران محمد وطـــا�ش محمد العطـالتي محمد �سـدحــي عبد احلـي مفتـاح م�صطفى ال�سباعي اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
محمد طارق بخات اإلخراج والتصفيف:
«جريدة ال�شمال» عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مـكـــرر ،زنقـة عمــر بــن عبد العزيز ـ طنجــة ـ الهاتــف : 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 الفاكــ�س : 05.39.94.57.09 الربيد الإلكرتوين : info@achamal.com achamal2000 @gmail.com سحب من هذا العدد :
� 10آالف ن�سخــة التوزيع:
�سبـريــ�س Sapress الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
I.S.S.N : 1114-1832
العدد 1020
درد
شة
م�صطفى حجاج
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
دردشة كلما زار الرباط ،وجد نفسه يزورها لعيادة صديق ،أو االطمئنان على قريب. لذا تكون ِوجهته -غالباً -مصحة أكدال ،أو مصحة حسان ،أو مستشفى الشيخ زايد ،أو المستشفى المتعدد التخصصات. وفي كل مرة يغشى فيها هذه األماكن ،يلمس المعاملة الالإنسانية التي يتعامل بها بعض األطباء والممرضين مع مرضاهم .فبدال من أن ترى على شفاههم بسمة األمل ،وعلى وجوههم إشراقة التفاؤل ،تراهم يتصرفون تصرفات ال تتالءم مع مالئكة الرحمة ،ورجال السماحة والشهامة. لِمَ طغت األرقام على هذه الفضاءات؟ ما الذي غيَّر النفوس؟ وما الذي جعل األمراض تكشّر عن أنيابها وتتوعد المرضى بأسوأ العواقب وأوخم النتائج؟ هل انعكست هذه الصورة على وجوه بعض أفراد الطاقم الطبي ،فصيَّرتها عبوسا قمطريرا ،تتوجس منها الخيفة ،وتتوقع الشر المستطير؟ أما آن األوان لتتغير هذه الصورة ،وتغدو مصحاتنا جنان الرحمة ،ورياض األمل، على غرار مستشفيات الدول المجاورة لنا؟ فاللهم ربَّ الناس ،أذِهب الباس ،اشْف أنت الشافي ،ال شفاء إال شفاؤك ،شفا ًء ال يغادر س َقما.
في أجواء االحتفال بعيد االستقالل المجلس اإلقليمي لشفشاون يدعم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وجمعيات المجتمع المدني بشفشاون عبد الحي مفتاحبمقر عمالة إقليم شفشاون عقد المجلس اإلقليمي لشفشاون دورة استثنائية يوم األربعاء 13نونبر 2019تحت رئاسة عبد الرحيم بوعزة رئيس المجلس وبحضور محمد علمي ودان عامل اإلقليم. في هذه الدورة درس المجلس وصادق على اتفاقية شراكة مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخصوص تجهيز فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بشفشاون. ويأتي إبرام هذه االتفاقية في إطار الجهود المبذولة لتأهيل هذا الفضاء ليلعب الدور المنوط به في ترسيخ القيم الوطنية والتعريف بكفاح الشعب وتضحياته ،رجاال ونساء ،دفاعا عن استقالل الوطن وحرمته ،وكذا العمل من أجل ربط الحاضر الواعد بالماضي المشرق وإشاعة الروح التي زرعها جيل المقاومة وسط األجيال الحالية والمقبلة. وكان المجلس اإلقليمي ،وعيا منه بما للذاكرة الوطنية والتاريخية من أهمية وبما قدمته منطقة جبالة عامة وإقليم شفشاون خاصة في مسار الكفاح الوطني ،قد ساهم في بناء فضاء الذاكرة العتباره من المؤسسات التي يجب أن تحتل مكانة فعلية ،رمزية وثقافية على صعيد اإلقليم في صيانة الهوية الوطنية والتاريخ المجيد للشعب المغربي. وانطالقا من الحاجيات التي يعبر عنها المجتمع المدني ،ومن أجل دعم الدينامية التي أبان عنها منذ سنوات ،يستمر المجلس اإلقليمي في توجهه الرامي إلى بلورة عالقة مؤسساتية مع الجمعيات الفاعلة باإلقليم سواء منها العاملة في المجال الخيري واإلنساني أو النشيطة في المجال الرياضي واالجتماعي ،حيث صادق في هذه الدورة على ثالثة مشاريع مقررات تتعلق باتفاقيات شراكة مع هذه الجمعيات. وينعكس الدعم الذي يقدمه المجلس اإلقليمي للجمعيات في االرتفاع المطرد ألرقام االعتمادات المخصصة بالميزانية والتي من المتوقع أن تفوق أربعة ماليين وسبعمائة ألف درهم في السنة المقبلة . تقديرات مشروع ميزانية إقليم شفشاون لسنة 2020الذي صودق عليه في هذه الدورة ،تتوقع تراجعا في المداخيل بما يقارب مليون وخمسمائة ألف درهم( سنة 39018800 :2019درهم ،سنة:2020 37500000درهم) ،رغم أن تحمالت اإلقليم تزداد على مستوى النفقات في مجال الدعم (المساهمة بمايفوق مليون وتسعمائة ألف درهم في مجموعات الجماعات الترابية لحفظ الصحة وبوهاشم و «التعاون»، ولفائدة الجامعات) ،وتستمر فيما يخص فوائد القروض من صندوق التجهيز الجماعي والتي خصصت لمشاريع التأهيل الحضري للمراكز القروية ،باإلضافة إلى حاجيات التنمية االجتماعية وخاصة ما يتعلق باإلعانات المقدمة للجمعيات والمؤسسات المحلية ،وتغطية مصاريف التسيير اإللزامية. المجلس اإلقليمي انتخب ثالثة مناديب لتمثيله في مجموعة الجماعات الترابية» التعاون» وهم السادة :مخلوف مرزوق ،أحمد أوطلي وعبدالحي الطيار ،وقد كان المجلس في دورة سابقة وافق على االنضمام لهذه المجموعة ،و تعتبر هذه المؤسسة الجماعية التي صدر القرار بإحداثها من طرف السلطة المختصة أداة تضامنية هامة لفك العزلة بإقليم شفشاون الصعب ذي الطبيعة القروية والجبلية ،ومن شأن االستثمار األمثل للوسائل واآلليات التي تتوفر عليها هذه المجموعة، وكذا تعزيزها بالموارد المالية والبشرية المؤهلة ،خاصة التقنية ،الرفع من منسوب الحكامة والفعالية والمردودية على اعتبار أن الحاجيات المعبر عنها من طرف الجماعات القروية والسكان تتطور سواء فيما يرتبط بالمهام التقليدية المتمثلة في فتح المسالك وصيانتها أو بالمهام الجديدة المرتبطة بتأهيل الشبكة الطرقية الجماعية باإلقليم إلخ. وسيساهم المجلس اإلقليمي في هذه المجموعة بمليون درهم سنويا ،وهو ما سيشكل دعما ماليا لها ،وربما سيفتح آفاقا جديدة لشراكات أكثر قوة بما يخدم مصلحة اإلقليم وسكانه في مجال النقل الذي يبقى عصيا في كثير من األحيان و بما يساهم أيضا في إنعاش االقتصاد وفي تحسين مستوى العيش.
3
نبوية.. عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
..وأنا متوجه الى مداغ ؛ موطن السر المحمدي وصلتني هدية كريمة من الصديق األستاذ الدكتور عبد اهلل السعيدي؛ المواطن العماني .وأما القصيدة فنبوية للشاعر جمال المال؛ نسجهــــا في بحر متسع األفق ،ممتد الرقعة ،جميل اإليقاع هو البسيط ،وأنشدها صوت نافذ لماجد الغافـري ،فأردت تعميم الفائدة بها في ظرفية الجالل والجمال والفرح بميالد رسول اهلل.
النبـي أنسل من عتمة المعنى ،أغيب سدى خلعت نعلي ،ال ظال ،وال جسدا أمشي على الماء ،هل في الماء من قبس ؟ لما بدوت اختفى ،لما اختفيت بدا ؟ يرتد صوت من النار التي اتقدت ، يا رب ،يا رب :من فينا الذي اتقدا ؟ أكان صوتك إذ ناديتني ولها ؟ أم كنت من صاح بي ،والنار محض صدى ؟ وثم ألف نبي ،دونهم أمم ، ووحده كان مشهودا ومنفردا ؛ كان اللواء رفيعا وهو يحمله ، وكان في ظله العشاق والشهدا تروي النقوش القديمات التي نسيت في حائط البحر أن البحر قد نفدا، وأي أم نبي مثل آمنة ؛ وقد تراءت قصور الروم إذ ولدا أضاعك العقال من كل خاطرة ، وضيعتك قلوب في الذي اعتقدا نقول :كان بسيطا ،ها هنا حجر،
عبدالرحيم بوعزة
هنا توضأ ،صلى ،ها هنا سجدا يا أيها القدم المنسي داخلنا : فتشت عنك وكلي منك قد وجدا يا من له كانت األخالق معجزة ما عاب قط طعاما ،ال ،وما انتقدا ال تبك يا عمر الفاروق إن ترك الحصير في جنبه ختما إذا رقدا فذاك من لغة في أبجديتها ؛ أن الحرير يساوي ذلك اللبدا محمد ،واستوى الرحمن وهو على عرش عظيم فسمى نفسه الصمدا محمد :يا مقامات معمدة : بالطين عبدا رسوال كيفما عبدا سواد عينيك ليل العارفين سروا به ،فغابوا ،أضاعوا الدرب والبلدا أتوا إلى البئر مشدوهين وارتحلوا
المجلس اإلقليمي
وأشعلوا في الغياب القلب والكبدا وافيت بابك حيث األرض متعبة أقول شعرا كثيرا فيك مجتهدا فلست كعبا وإن بانت سعاد وإن أبقتني اليوم متبوال بها سهدا وال الذي أشرقت شعرا كواكبه درية لم يسعها في الفضاء مدى كل القصائد ـ مهما قيل ـ ناقصة فالعفو إال من النقاد والرشدا والعفو منك رسول اهلل معذرة
فضاء الذاكرة التاريخية
إن حملوها على غير الذي قصدا
الشمال الفني 4
ح و ا ر
مع
إشراف الفنان يوسف سعدون
العدد 1020ـ الثالثاء 19إلى 25نوفمبر 2019
الفنانة القديرة
صباح الشنا
اسم الفنانة صباح الشنا من األسماء التي وشمت بحضورها الفني القوي وجدان المغاربة على امتداد سنوات من العطاء .قد يكون ذلك نابع من اختيارها وميلها إلى طبيعة الفن الطربي األصيل الذي يحظى عادة بالتقدير الكبير ،غير أن ما تمتلكه الفنانة صباح من خصوصيات على مستوى خامة صوتها وطريقتها في األداء وحرصها على أن تجد لنفسها أسلوبا يميزها عن غيرها هو الذي جعلها تؤسس اسما تعلق به المستمع المغربي ،وجعلها تحفر تجربة أملت احترامها على األذواق. أكيد أن هذا االسم يحضر في مشاعر المغاربة ،لكن ما يحتاج إلى التأكيد أكثر هو الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الجهات المسؤولة عن دعم تجربة الفن المغربي وإيالئه ما هو جدير به من تتويج الزم، خصوصا أن مثل هذه التجارب هي في أصلها دبلوماسية موازية تخدم صورة المغرب ومكانته أمام باقي الشعوب. ولدت الفنانة صباح الشنا بمدينة بالرباط وترعرعت بها ،غير أنها خاضت مشوارها الدراسي في المرحلة االبتدائية وألثانوية بمدينة بسال ،لتلتحق بعدها باآلفاق الجامعية بالرباط. تقيم الفنانة صباحا حاليا بمدينة سال ،وهي أم لطفل عمره 13سنة .كما تتميز حياتها باهتمامات بالطفولة والشباب والمجتمع المدني • أجرى الحوار عبد اإلله المويسي التقت بها الشمال وأجرت معها الحوار التالي.
فنانتنا صباح نبدأ معك بالسؤل التقليدي حول البدايات األولى التي مهدت لمجيئك إلى عالم الغناء؟
الرائد عبد النبي اجلرياري
بدايتي األولى كانت منذ الطفولة عبر برامج متعددة إذاعية وتلفزيونية خاصة ببرامج األطفال ،وأذكر انني خالل هذه المرحلة قدمت عروضا مسرحية رلى جانب الفنانة الممثلة الكبيرة آمال الثمار وعدة ممثلين ومسرحيين رواد آنذاك. بعدها أخذت مسيرتي تطلعات أخرى ستطبع حياتي وتؤثر فيها بشكل قوي ،ولعل أهمها مشاركتي ببرنامج «مواهب» المدرسة العصامية الشهيرة التي كان يشرف عليها أستاذنا وأبونا الروحي المرحوم عبد النبي الجراري. وما يزال عالقا في ذهني إلى اآلن ،ويمنحني إحساسا روحيا قويا أنني كنت أصغر مشاركة ،ربما في سن التاسعة ،ولعل أدائي كان مقنعا الشيء الذي أثار انتباه الموسيقار والفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي، ودفعه إلى اختياري ضمن مجموعة كورال األطفال للمشاركة الى جانبه في أغنية وطنية. وهكذا استمر األمر تلقائيا في التطور إلى أن بلغت سن الرابعة عشر وخضت تجربة برنامج مواهب ،وحظيت بفرصة قلدت فيها أغنية وعدي للفنانة سميرة بن سعيد.
حضرت الفنانة صباح بقوة في وجدان المستمعين المغاربة، غير أنها على ما يبدو توارت عن األنظار ..إلى ماذا تعزو الفنانة صباح هذا ؟
صحيح ،فقد كنت قد غبت عن ميدان الغناء لمدة أكثر من عشر سنوات ،وذلك ألسباب عائلية محضة ،غير أنني وإليماني القوي بدور الفن في حياة األشخاص وفي حياة األمم وجدتني ربما بدوافع روحية أنساق نحو العودة ،وهكذا جاءت العودة القوية ،أوال تحقيقا لحب قوي بداخلي للغناء ،وثانيا نزوال عند طلب جمهوري ومجموعة من األصدقاء، وأيضا رغبة في إرضاء ابني. هذا من جهة ،ومن جهة أخرى كذلك لما ارتأيت بأنني ماتزال في جعبتي ما يمكن أن أقدمه كعطاءات فنية قد أخدم بها المجتمع من خالل تناول مجموعة من المواضيع بإمكانها الرقي بشبابنا وأبنائنا رجال المستقبل.
أيـــن يمكـن تصنيـف تجربــة الغنــاء عـند الفنانة صبـــاح الشنا؟ في جملة بسيطة أنا أعتبر نفسي مطربة األجيال ،ذلك أنني أجد في نفسي القدرة على مسايرة ومعايشة جميع األعمار ،وذلك بحكم التجربة
مع الفنانة الكبرية نعيمة �سميح
العدد 1020
الشمال الفني
«المنجز في مطلقه».. جديد عبد الكبير ربيع
التي اكتسبتها وأنا أعاصر الرواد منذ بدايتي .أكيد أن تجربة الغناء لدي تصنف ضمن الغناء الطربي ،غير أنني قادرة على جعل صفة «الطربية» هذه تستجيب لذوق كل األجيال.
هل الفنانة القديرة صباح راضية عما قدمته لحد اآلن من منجز غنائي؟
الحمد هلل لحد اآلن أعتبر نفسي أعطيت ما يمكن إعطاؤه، غير أنني أعتبر أن الفنان الحقيقي هو الذي يكون دائم البحث عما هو أكمل ،ويبذل الجهد لتحقيق ذلك .وشخصيا مازال في جعبتي الكثير مما يمكن أن أغني به تجربة األغنية المغربية والعربية وحتى اإلنسانية ،فقط ينقصني الدعم المادي .فلدي مشاريع وتطلعات تخص أعماال جد هادفة تنتظر الدعم ،وهذا ما يجعل األمور تمشي ببطء.
• عزالدين بوركة ضمن منشورات « »H2 / 61.26بالدار البيضاء ،وتحت إشراف وتنسيق الفنان والناقد محمد رشدي ،صدر المنجز الفني النقدي «عبد الكبير ربيع ..المنجز في مطلقه» ،وهو مجلد ضخم ،من الحجم الكبير يمتد على مدى 276صفحة ،بضمن في طياته إلى جانب صور أعمال الفنان التشكيلي الرائد عبد الكبير ربيع ،نصوصا دراسية وقرائية تتراوح بين الفلسفية والظاهراتية والشاعرية ،من إنجاز ثلة من الباحثين الجماليين ،كل من إليزابيث شامبون وجان كلود غويك وجان النكري ومصطفى الشباك وآالن فالمان ،هذا باإلضافة لنصوص الفنان نفسه، حول تجربته الشخصية وما راكمه من خبرات تنعشها الذاكرة ،وما أبهر بصره ونظره من موضوعات وأماكن ،إذ يعدّ عبد الكبير ربيع من فناني جيله المغاربة القالئل الذي ،باإلضافة لنشاطه الفني ،قد طور نشاطا للكتابة وندوات تركز على أعماله الخاصة ،وكذلك أعمال اآلخرين ....ما يجعله مؤلفا فريدا من حيث االشتغال ،يؤسس لتجربة تأليفية رائدة في المجال الجمالي بالمغرب.
ما تقييمك لألغنية المغربية الطربية؟
أظن أنه بعد تغييب وتهميش استمر طويال لألغنية الطربية ،فإننا نراها جميعاً تحقق عودتها القوية من جديد، وذلك تحقيقا لطلبات الجمهور المغربي ،صاحب األذن الموسيقية الذواقة ،وهذا ما يجعلنا نرى الشباب يعيدون أداء األغاني المغربية والعربية الطربية بلمسة شبابية ،وذلك في نظري اقتناع بقوتها.
ما تقييمك لألغنية الشبابية؟
األغنية الشبابية لعبت دورا في إيصال الفن المغربي إلى العالمية عبر بعض الفنانين الذين استعملوا أساليب جديدة في التوزيع واحتفظوا بالخصوصية المغربية ،الشيء الذي جعل فنانين عربا من جميع الدول يقلدون األغنية المغربية ويشاركون بمهرجــان موازيـــن وهــم يؤدون ويرددون الفن المغربي األصيل.
وفي هذا الصدد يقول الفنان محمد رشدي في تقديمه للمؤلف الجمالي « ،تو ّلدت وبرزت فكرة إنجاز هذه المونوغرافيا حول النشاط الفني لعبد الكبير ربيع ،عن تلك اللقاءات الودية والفكرية التي كانت جمعتني به ،بشكل مستمر وبال انقطاع ،والتي كانت تحُ ّفها ُ متعة تبادل أطراف الحديث عن الفن والحياة .فسعيت بالتالي ،وبشكل مباشر ،إلى قياس صعوبة إنجاز مشروع افتتاحيةٍ من هذا الحجم .ويرجع هذا األمر إلى جانب الصداقة التي تجمعني به ،إلى كونه فنانا كبيرا تجاوز مساره ً ً الفني النصف قرن من الزمنٌ . عميقة إبداعية فنان راكمَ وراءه خبر ًة ً ً وتجربة حياتية أكيدة» .مضيفا ،اقترحتُ عليه أال نرضى بتأليف ومكثفة
تميزت الفنانة صبـــاح بأدائهــا للفن الطربي األصيل، هل تفكرين في تغيير المسار عبر تبني أساليب توظف التقنيات الحديثة؟
أكيد ،فأنا مع التغيير ومسايرة العصر ،لكن شريطة أن أقدم أعماال أحافظ فيها على النكهة الطربية ،وإن شئت القول أن أحقق األصالة والمعاصرة.
كيف تقيم الفنانة صباح اهتمام التلفزيون المغربي ووسائل اإلعالم بشكل عام باألغنية المغربية؟
الحمد هلل في وقت طغت األغنية الشبابية على الساحة الفنية إال أن اإلعالم والتلفزيون المغربي أدركا أنه ال يجب أن يكون هناك أي فصل بين الشباب والرواد وجيل الوسط، فأصبحوا يعطون لكل ذي حق حقه.
ما الذي تطالــب بــــه صبـــاح الشنــا المعنييــن باألغنية المغربية ...مسؤوليــن ..ملحنين ....منتجين... مستمعين...كتاب كلمات ...وغيرهم؟ حتى نبقي على األغنية المغربية ،أظن أنه يجب على المسؤولين والمهتمين بهذا القطاع منحه الدعم الكامل، واالهتمام الالزم ،خصوصا عندما يتعلق األمر باألغنية الهادفة،
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
5
وذلك ألن الفن رسالة علينا أن نقوم بإيصالها على أكمل وجه.
ما هي آخر مستجدات الفنانة صباح؟
طبعا الجديد هو أغنية «سال مدينتي» ،وهي من كلمات مدير أعمالي السيد بدر الدين األشهب ،ومن ألحان مصطفى هالل ،وإعادة التوزيع الموسيقي للمايسترو رضى االدريسي، وهي بمثابة عمل مشترك مهدى لمدينة سال العريقة .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فأنا اآلن بصدد تهييئ «ألبوم» جديد سيحاول أن يلبي أذواق كل األعمار. طبعا دون أن أنسى مشاركتي في افتتاح األوبرا بمصر ضمن وفد مغربي يتكون من الفنانين ،مطربين وممثلين. إضافة إلى أغنية «ولد ميمتو» من كلمات الشاعر الغنائي المميز عبيري بوشعيب وألحان الملحن المخضرم محمد شفيق. وأيضا «أغنية صباح الخير» من كلمات الشاعر صاحب القلم الذهبي ،مصطفى بنزهرة الحراث وألحان محمد شفيق.
كلمة اخيرة لقراء جريدة الشمال؟
تحياتي وشكري وامتناني لجريدة الشمال الفني على هذا الحوار ،وعلى االعتراف بمساري وتدوينه .أما للجمهور المغربي وقراء جريدة «الشمال» الفني أقول لهم شكرا على حبكم وتشجيعكم ودعمكم المتفاني ،ولهذا أعدكم بالجديد الذي سينال إعجابكم. أحبكم من كل قلبي ،تحياتي.
مع الفنانة العربية �سمرية توفيق
مع املو�سيقار عبد القادر الرا�شدي
صُوَّر» Beau-livreمشابه لما يتمّ اقتراحه يوما بعد آخر «مج ّلدِ ٍ في المغرب .إذ إن الغرض من هذا العمل ال يكمن في القيام بوسيلة تسويقية جذابة قد تخاطر بالتضحية بالنص التحليلي ،لصالح كتابة تملقية ،وصور جميلة ألعمال أسيئة قراءتها». ركزت إليزابيث شامبون اهتمامها ،على إشكالية الرسم كصباغة والصباغة كرسم ،مع التأكيد على المقاربة الغرافيكية للفنان، وخصوصية كتابته التشكيلية والطريقة الذي يخلق بها عالمات ذات قيمة فنية ،بينما إجابة عن سؤال :ما هي فرادة الفعل اإلبداعي عند هذا الفنان واشتغاله الشعري؟ وما هي محصلتهما التشكيلية والفنية؟ وانطالقا من مقاربة شعرية ،طوّر جان-كلود لوغويك تحليله ألعمال الفنان التجريدية .إذ يسعى في بحثه إلى الكشف عن أهمية المراحل المختلفة في نشأة أعمال الفنان .هذا ويعمل عبد الكبير ربيع على إنشاء فضاءات تشكيلية تسجل زمن سيرورة إبرازها للوجود منفتحة على بعض األبعاد الميتافيزيقية ،مستكشفا بال أي انقطاع العالقة القائمة بين الظل والضوء .إذ بحثا عن الضور عبر الظل كان هذا هو المسعى الذي حاول جان النكري إيضاحه ،بدءاً من تحليل ظاهراتي للحركية التي ينتهجها ربيع وهو ينجز أعماله .وبالمقابل يوضح ميشيل غيران، من خالل النزعتين التعبيريتين ال ّلتين اعتدنا وضعهما في مواجهة بعضهما البعض ،التشخيصية والتجريدية ،كيف أن الفن لدى ربيع يستقي مصادره من ذاكرة حية لألماكن واألزمنة .أما مصطفى الشباك فحاول اإلجابة عن إشكالية ،ما هي الغاية من هذه الحركة الدؤوبة بين التشخيصية والتجريدية في منجز ربيع ،وكيف يغذي هذا األمر االستيعاب الذاتي في انفتاحه على الروحانية؟ ويوضح أالن فالمان في نهاية المطاف بأن أيّ لوحة لـعبد الكبير ربيع ال تُنجَز إال كصيرورة شعرية خالصة ،لتكشف عن سيمفونية بمقدورها أن ينبثق عنها الضوء لتمسنا بشكل أفضل ،بل في أعماق أنفسنا ،في أقصى أعماقنا الوجودية ،وتو ّلد فينا طاقة عاطفية عالية.
6
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
العدد 1020
مجتمع ـ سياسة ـ حقوق فكري ولد علي
(مراسل من الحسيمة /الناظور)
قطاع السياحة بالمغرب يحتاج إلى تدخل جراحي
Fikri.press@gmail.com Tél 0661986707
تنقيالت جديدة في صفوف المسؤولين القضائيين بالحسيمة
أفرج المجلس األعلى للسلطة القضائية، اليوم الثالثاء 12نوفمبر الجاري ،عن الحركة االنتقالية الجديدة لقضاة ووكالء الملك ورؤساء المحكمة بعدد من المدن ،والتي شملت 32 مستشارا ووكيل عاما ووكيال للملك. وتم تعيين أحمد البنوضي نائب وكيل الملك لدى المحكمة اإلبتدائية بتطوان في منصب وكيل الملك بالمحكمة اإلبتدائية
بالحسيمة ،واألستاذ عبد اللطيف الهدان القاضي بالمحكمة التجارية بطنجة في منصب رئيس نفس المحكمة (المحكمة التجارية بطنجة). وعين إسماعيل حمدي وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بسوق أربعاء الغرب ،للقيام بمهام وكيل عام لدى محكمــة اإلستئناف بالحسيمة.
الغيام يدعو لتطوير آليات المالحقة الجنائية في الجريمة العابرة للحدود
في اآلونة األخيرة عرف المغرب موجة غالء وركود مست بعمق القطاع السياحي وخصوصا المدن التي تعتمد على السياحة... هذه األزمة التي خلفت استياء وسط المغاربة حيث أن نتيجة تضافر العديد من العوامل، وعلى رأسها إقناع المواطن بالسياحة الداخلية وهذه مسؤولية وزارة السياحة ،التي تتحملها على عاتقها ،ومن جراء ذلك نرى أن ناقوس الخطر يدق على االنعكاسات السلبية على بعض المدن ،حيث يتميز المغرب بمؤهالت سياحة متنوعة. وهي مسؤولية وزارة السياحة عن ضبط األسعار وتحسين الخدمات والمواصالت والطرق وكذا خلق منتزهات ترفيهية وتحسين الفنادق وأسعارها ...والشقق المفروشة ...لكن
هذا أمر جد صعب ،حيث النشاط السياحي مازال في حاجة إلى التطور ،فما هي مؤهالت المغرب السياحية؟ وما الشروط المطلوبة لتطوير هذا القطاع؟ من بين المشاكل التي تواجه تطور السياحة المغربية :موسمية القطاع، حيث ترتفع الليالي السياحيـة فقط خالل الصيف ،عدم احترام الوكاالت لعامــل الزمن وعدم انتظام الرحالت الجوية ،تعرض السياح للمضايقات في أماكن تجمعاتهم ،ضعف جودة الخدمات المرتبطة بالسياحة ،ضعف وسائل التنشيط مما يشعر السياح بالملل. وللنهوض بالقطاع السياحي ،يجب اتخاذ عدة تدابير ،من بينها :تطوير البنيات التحتية كالطرق -المطارات -وسائل النقل واالتصال، تشجيع االستثمار من أجل بناء وترميم الفنادق
وتجهيز المركبات السياحية الفنادق ،تطوير التنظيم واإلشهار على مستوى وزارة السياحة ووكاالت األسفار ،تنويع السياحة باستغالل كافة أنواع المؤهالت الطبيعية للبالد ،تشجيع السياحة الداخلية علما أنها تكلفه أمواال أكثر مما يدفعه خارج بلده ،للتخفيف من موسمية السياحة الدولية وتراجعها خالل فترة األزمات... واالهتمام بالعنصر البشري بتوعية السكان بأهمية السياحة وتكوين العاملين في القطاع، وكذا االهتمام بالمدن الساحلية. في اآلونة األخيرة عرف المغرب موجة غالء وركود مست بعمق القطاع السياحي وخصوصا المدن التي تعتمد على السياحة...
فكري ولد علي
افتتاح المهرجان الدولي للسينما بالناظور بتكريم شخصيات صحافية وسينمائية
افتتح المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة ،يوماالثنين بالناظور ،فعاليات دورته الثامنة ،بتكريم كل من المخرج المغربي أحمد بوالن ،والمنتج عبد الرحيم هربال ،والكاتب االمازيغي محمد بودهان ،إضافة إلى المصورة والصحافية زليخة أسيدون باعتبارها أول مصورة صحافية في المغرب. المهرجان الذي اختار لنسختــه الحالية من 11إلى 16نونبر الجاري ،شعـار «ذاكرة المستقبل» ،عرف حفل افتتاحه حضور عدد من الفاعلين السياسيين والحقوقيين ،وقد حظي أيضا بزيارة خاصة من طرف الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس ،الذي قدم خصيصا لتسلم الجائزة الدولية «ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم» ،عرفانا لما قام به من جهود لتثبيت أسس المصالحة في بالده. وذكر عبد الســـالم بوطيــب ،رئـيس المهرجان ،في كلمته االفتتاحية الموجهة للحاضرين ،بأن اشتغال المركز على قضايا الذاكرة والديمقراطية والسلم ،ال يهدف بأن يجعل من هذا األخير تيارا حقوقيا رجعيا يتشبث بالماضي ،ويحاول إعادة تكراره بدون استحضار سياقات األحداث. وأضاف ’’بل وجب علينا ،وهذا منهجنا واختيارنا ،أن نجعل الماضي بجميع انجازاته وأخطائه وإجابياته و سلبياته الحطب النبيل من أجلالمستقبل‘‘. وثاني األشياء ،التي شدد عليها بوطيب ودعا إلى أن تكون حاضرة بقوة ،تتجلى في تحقيق الحفاظ على المكتسبات الثقافية والحقوقية ،وخلق فضاءات اضافية للتعبير الحر
الهادف إلى استعمال الذكاء الجماعي ’’من أجل المساهمة في انتقال بلدنا إلى البلد الذي نريده، أال وهو وطن يتسع للجميع وراء القيادة الرشيدة للملك محمد السادس‘‘. من جهة ثانية ،استحضر رئيس المهرجان، في كلمته االفتتاحية ،سياق حصول على جائزة ايميليو كاستالر الدوليـــة للدفاع عن حقوق االنسان و الحريات بالجارة اسبانيا ،وعلق على هذا التتويج قائال’’ :لم أجد أبلغ من قصيدة ألعبر بها عن تقييم ما نشتغل عليه في مركز الذاكرة أكثر من استحضار قصيدة الراحل الشاعر محمود درويش والتي قال في مطلعها على هذه األرض ما يستحق الحياة‘‘. إلى ذلك ،اعتبر بوطيب ،المساهمة في بناء
الوطن بنفس تصالحي يستحضر المستقبل بقوة من ضمن األهداف التي يروم المهرجان تحقيقها ،وذلك دون االلتفــات إلى الماضي، إال ألخذ العبر والدروس منــه ،ألن المستقبل هو األهم بالنسبة لألبناء واألحفاد ،لذا فاختيار تيمة «ذاكرة المستقبل» وفقا للمتحدث ،ليس اعتباطيا او نزوة ،بل هو اختيار بعد تفكير عميق و استشارات واسعة. جدير بالذكــر ،أن حفل االفتتـــاح قد تم نقله من منتجع أطاليون إلى المركب الثقافي بالناظور بسبب سوء األحوال الجوية ،وقد عرف تنظيم فقرات تراثية من الريف وإسبانيا ،قدمت كلوحات فنية الستقبال الحاضرين.
إن الحديث عن بعض الظواهر اإلجتماعية بالمنطق القانوني يجب أن ال يثير االستغراب لطالما أن القاعدة القانونية تتصف بكونها قاعدة إجتماعية باألساس تتفاعل إيجابا وسلبا مع محيطها والواقع المعاش ومنه فإن المقاربة الجنائية لبعض األفعال المتمثلة سواءا في تدنيس العلم الوطني أو المس برموزه عن طريق التحريض على بث كراهية الوطن باستغالل ماكر لبعض األوضاع االجتماعية واإلقتصادية يجعلنا محل مسائلة مشروعة تالمس بشكل أو بآخر مفهوم النجاعة الجنائية ؟ فالمعلوم أن قواعد القانون الجنائي المحددة ال تعدوا أن تكون مجرد جملة من األفعال المتفق على مخالفتها واستهجان وقوعها هذا الذي يسمى بمبدأ التجريم المالزم لمفهوم العقاب أو الردع بيد أن ألي مجتمع قيم وأيما مجتمع ضاعت قيمه ضاع إال أن الواقع المعاش فرض ضرورة تسليط الضوء على التطور الملحوظ الجريمة العابرة للحدود، التي يستغل فيها سهولة الولوج للوسائط االجتماعية تارة والتواجد المادي خارج أرض الوطن بغرض للتملص من المسؤولية الجنائية يجعلنا ال محالة أمام تحديات كبرى تدفع في اتجاه التفكير لتطوير أدوات وأساليب المالحقة الجنائية والتصدي لمثل هاته اآلفة اإلجرامية والعمل على إيجاد مضادات تشريعية تحد من انتشارها والتي يظهر فيها الخيار الدبلوماسي أو البروتوكولي كخيارين ال محيد عنهما اسوة بتجارب دول أخرى التي لم تكتفي بين تشريعات داخلية زاجرة بقدر ما عززت ترسانتها القانونية االتفاقيات ثنائية أو جماعية لفرض نفاذ قانونها على مواطنيها ولو تواجدوا خارج أراضي أوطانهم متى عمدوا لمخالفة قانون بلدهم وعالقة بهذا الموضوع جاءت مقتضيات الفصل 267/1الذي نص على أنه « :يعاقب من ستة أشهر الى ثالث سنوات حبسا وبغرامة من 10.000درهم الى 100.000درهم كل من أهان بإحدى الوسائل المشار إليها في الفصل 263أعاله ،أو بأي وسيلة أخرى علم المملكة ورموزها كما هو منصوص عليه في الفصل 267/4أدناه . واذا إرتكبت االهانة خالل إجتماع أو تجمع فإن العقوبة تكون بالحبس من سنة إلى خمس سنوات حبسا وبغرامة من 10.000درهم إلى 100.000درهم »... فالبين من خالل النص المشار إليه أعاله أن المشرع المغربي إنتهج مبدأ التدرج في العقوبة مميزا بين ذات الفعل المكون لجريمة إهانة علم المملكة أو رموزها وبين ظروف ارتكابها ذلك أن مجرد إتيانها بشكل مجرد شئ وبين اتيانها خالل إجتماع وتجمع شئ آخر، كأن األمر يتعلق بظروف تشديد أو صور من صور ارتكاب الجريمة دون تحديد ما إذا ارتكبت داخل أرض الوطن أم خارجه مما يجعله نافذا بكال الحالتين معا ،إال أن صعوبة نفاذ قوانين دولة خارج حدودها الترابية في بعض الجرائم الماسة باالوطان والمجتمعات يفرض علينا اليوم بمناسبة مراجعة مجموعة القانون الجنائي والمسطرة الجنائية التفكير في تدارك مثل
شريف الغيام أستاذ زائر بكليات الحقوق
هاته الظواهر المستجدة ذات الطبيعة الجرمية الماسة بالشعور الوجداني للمغاربة وترابطهم الوطني الذي دون شك يعد من أهم األولويات الحمائية لكونه يرتبط ارتباط الوجود والعدم بالكيان الواحد والوطن الواحد كما أن استباحة التطاول على رموزه أمر غير مقبول بتاتا فما بالك إن كانت هاته االستباحة بدوافع عدائية واضحة تنم على إعالء أعالم أخرى بغض النظر عن طبيعتها في مقابل إحراق علم وطني الشئ الذي خلف استفزازا عميقا وماسا بالوجدان الجماعي للمواطنين واهانة هويتهم عن طريق نشر مقاطع الفيديوا الذي وثق بموجبه األفعال الجريمية بمختلف صفحات التواصل اإلجتماعي وتداوله المفرط التي أماطت اللثام على معالم الجريمة المتطورة التي تنهل من التطور التكنولوجي والربط بشبكات األنترنت وما صاحبه بالعالم االفتراضي المتعدد األلوان بغاية تمرير مغالطات مقصودة لدفع المتلقين رشداء كانوا أو قاصرين لتحريضهم على إتيان أفعال مجرمة قانونا تحت اسم الحرية أو الديموقراطية أو غيرها من األمور المشروعة. فاالستظالل بالحقوق المشروعة تحت مطية ارتكاب أفعال غير مشروعة ال يجب أن تنال من الموازنة في الحقوق المقرونة بإتيان الواجبات التي يظل فيها ممارسة الحق مالزما للوفاء بالواجب ال يمكن أن تؤتى عن طريق مخالفة القانون أو إشاعة عدم اإلحترام الواجب له ،ألنه ميثاق آمر بين كل مكونات المجتمع كما أن التعطش للحق أو وجوده ال يعطي االحقية لمرتكبه اإلفالت من المسؤولية الجنائية متى كانت مخالفته لها تستوجب ذلك. لذلك فصناعة المناعة الفكرية للمتلقين سواءا كانوا أفراد أو جماعات من بث بعض الدعايات او االستغالل الماكر للعواطف أو أي من الحاالت االجتماعية أو اإلنسانية أصبحت واجبا على عاتق الجميع بما في ذلك المشرع الذي يظل السبيل األخير لردع مرتكبي هاته األفعال عن طريق تطوير اآلليات الجنائية من جهة وقبل منها لما ال تطوير المرجعيات األخالقية والتربوية بغرض حمايتها من االنجراف وإعادة اإلعتبار للواجبات قبل الحقوق دون إغفال ضرورة محاربة التطبيع مع بعض األفعال واألعمال التي قد تكون مخالفة للقانون مهما كانت البواعث والدوافع الرتكابها .
7
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
العدد 1020
مجتمع ـ سياسة ـ حقوق عبد العالي بن ربوحة
(مراسل من القصر الكبير/العرائش)
وفد برتغالي هام في زيارة تاريخية لمدينة القصر الكبير
مدينة القصر الكبير تعيش يوما مشهودا في تعزيز العالقات المغربية البرتغالية وفتح أفاق واعدة لتنمية مدينتنا العريقة ،مدينة القصر الكبير بعد معركة الملوك الثالثة تفتح صفحة جديدة في تاريخ العالقات المغربية البرتغالية وبعد مرحلة الصراع في الماضي البعيد . هناك اليوم وفي الحاضر والمستقبل صفحة مبنية على التعاون واألمل وترسيخ السالم في منطقة البحر األبيض المتوسط الذي كان ملتقى الحضارات اإلنسانية وتنمية العالقات لما فيه خير الشعوب وتقدمها ونماؤها . وفي هذا السياق عاشت مدينة القصر الكبير يوم الجمعة 08نونبر 2019حدثا تاريخيا متميزا من خالل زيارة وفد برتغالي ضم فخامة سفيرة البرتغال وعمدة مدينة الغوس وعدد من رؤساء الجماعات المحلية -البرتغالية وعدد من البرلمانيين يمثلون البرلمان البرتغالي ونخبة من رجال الثقافة والفكر والبحث التاريخي من أرقى الجامعات البرتغالية وذلك في إطار تدعيم مسار توأمة مدينة القصر الكبير بمدينة الغوس . هذا الحدث الهام الذي اشرف عليه المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير بتنسيق مع الجامعة للجميع يهدف إلى النهوض بالمدينة على كافة المستويات والسيما في إطار تثمين الرصيد الحضاري والتاريخي وتيسير انفتاحه على الموروث اإلنساني واستشراف مستقبل واعد لمنطقة حوض اللوكوس في إطار تصور متكامل اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا وفق تنمية مجالية مستدامة. وتجدر اإلشارة أن هذه المبادرة المتعلقة بتوأمة مدينتنا العريقة مع مدينة الغوس قد حظيت بالعناية والموافقة الشريفة لصاحب الجاللة محمد السادس نصره اهلل ،بما يستلزم متابعة دائمة للتوجيهات
الملكية السامية في هذا اإلطار بما ينسجم ورؤية جاللته في ترسيخ ثقافة التعاون و السلم بين الشعوب وبما يدعم مواصلة مسيرة النماء واالزدهار لبلدنا الغالي . رئيس المجلس الجماعي محمد السيمو عبر عن سعادته واعتزازه لهذا الحدث الهام وبما يحمله من دالالت عميقة وكذا انعكاساته االيجابية الكبرى على المسار التنموي لمدينتنا االصيلة ,وفتح افاق واعدة في افق تثمين رصيدها التاريخي والحضاري وتعزيز فرص التنمية المحلية عالوة على االشعاع الثقافي والحضاري واعتبار كل ذلك قيمة مضافة لكل ماسبق.
برنامج هذا الحدث الهام عرف جولة للوفد البرتغالي بأرض المعركة التاريخية بالجماعة الترابية السواكن عالوة على حفل استقبال بدار الرميقي بمدينة القصر الكبير ومعاينة دار القائد السفياني سابقا بحي باب الواد قبالة المسجد األعظم حيث محل االحتفاظ بجثمان الملك البرتغالي سبيستيان حيث من المقرر أن يجعل من هذا العقار مركزا ثقافيا للبحث التاريخي في العالقات المغربية البرتغالية . كما تضمن فعاليـــات هذا اليوم الهام تدشين اللوحة الرسمية المتعلقة بإطالق اسم مدينة الغوس على شارع البلدية بالمدينة .
التوجهات الجديدة للسياسة الجنائية بالمغرب محور الندوة العلمية بالقصر الكبير
benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991
ابن مدينة القصر الكبير يوسف العزوزي يتوج بلقب أفضل مخترع في العالم العربي مخترع دعامة تعديل تدفق الدم
فـــاز المغربــي يوسف العــزوزي ،بلقـــب أفضل مخترع في العالم العربي ،عن الموسم الحادي عشر لبرنامج تلفزيون الواقع التعليمي الترفيهي «نجوم العلوم» ،الذي أطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وشهدت الحلقة الختامية إسدال الستار على موسم آخر من «نجوم العلوم» الذي يبثه «التلفزيون العربي» وسبع قنوات تلفزيونية في المنطقة. وبعد منافسة شرسة ،نجح الطبيب المغربي الذي يبلغ من العمر 27عاماً في االستحواذ على النسبة الكبـــرى من أصوات الجمهــور ولجنــــة التحكيم. وقد حصل مشروعه «دعامة لتعديل تدفق الدم» ،على أعلى العالمات ،وبلغت 93.8ليحصد لقب
العرائش :وزير الدفاع اإلسباني األسبق يزور العرائش
قــام وزيـر الدفــاع اإلسباني اأسبـق خوسيه أنطونيو ألونسو منتصف األسبوع الماضي ،بزيارة مدينة العرائش وكان برفقته عدد من المسؤولين اإلسبان إلى جانب بعض أصدقائه ،من ضمنهم مسؤولي إحدى القنوات التلفزيونية اإلسبانية. فإن خوسيه أنطونيو ألونسو وصل إلى مدينة طنجة حيث أقام لبضعة أيام قبل أن يبدأ جولته بكل من مدينتي العرائش و تطوان ،حيث زار مجموعة من المناطق التاريخية كساحة دار المخزن و المدينة القديمة بالعرائش كما انه نزل بمعيـــة مرافقيه بأحد مطاعم المدينة المشهور بتقديمه وجبــات السمك. و ظهر وزير الدفاع اإلسباني السابق في مدينة
نظم المركز الوطني للدراســات و األبحـــاث القانونية والقضائية بالقصر الكبير ندوة علمية وطنية حول موضوع «التوجهات الجديدة للسياسة الجنائية بالمغرب « -محاولة التقييم -وذلك يوم الجمعة 8 نونبر 2019بقاعة دار الثقافة الخمار الكنوني بالقصر الكبير. افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة رئيس المركز األستاذ عزيز العروسي ،الذي عبر عن ترحيبه بالسادة الحاضرين والمؤطرين ،التي عرفت تكريم أحد رجاالت القانون بالمغرب الدكتور محمد اإلدريسي العلمي المشيشي وزير العدل األسبق .لتعطى انطالقة الندوة العلمية من طرف الدكتور عبد اللطيف الشنتوف رئيس نادي قضاة المغرب مسير الجلسة العلمية ،معبرا عن أهمية هذا الموضوع في ظل ما يعرفه المشهد القضائي من تحوالت أبرزها استقالل النيابة العامة ،والرتباطه بعدة قوانين أهمها القانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية وقانون السجون. المحتفى به الدكتور العلمي المشيشي اعتبر تكريمه تكريما للمعرفة يتقاسمها مع الجميع ،وأوضح أن السياسة الجنائية بالمغرب هي الطريقة التي يقرر بها المشرع الوضعية اإلجرامية والوسائل التي يمكن بها معالجة هدا اإلجرام ،وفي سياق متصل أعتبر الدكتور هشام مالطي مدير الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل ،أن نشأة السياسة الجنائية بدأت مع الحياة البشرية ،فال يمكن الحديث عن سياسة جنائية واحدة ،فهي تتعدد بتعدد المفاهيم والمرجعيات والتي تتوافق على عنصر مكافحة الجريمة من خالل تدابير تتخذها الدولة ،ليضيف بعد ذلك بأن المغرب في منعطف يتميز باكراهات ومتغيرات أهمها استقالل النيابة العامة وتضخم عدد القضايا وتدخل المنتظم الدولي. أما المداخلة التالية تحدت فيها الدكتور جعفر العلوي أستاذ بكلية الحقوق بفاس عن مراحل
السياسة الجنائية التشريعية المغربية مند سنة 1959 إلى سنة ،2002مع إبراز المالمح المحددة لكل مرحلة،وتكلم المتدخل عما سماه بمرحلة عودة الروح للقانون الجنائي سنة ،2002بحيث حاول استرداد جزء من الصرح الليبرالي بتكريس االنفتاح على مستوى احترام الحقوق الفردية ،وضمانات المحاكمة العادلة ومالئمة واقع البالد مع قوانين جديدة .أما األستاذ الجامعي بكلية الحقوق بطنجة ومنسق ماستر العلوم الجنائية والدراسات األمنية وحقوق اإلنسان الدكتور هشام بوحوص ،فاعتبر تكريم الدكتور العلمي المشيشي هو بمثابة عرفان لما قدمه المحتفى به من سخاء علمي كبير ،مبرزا أن السياسة الجنائية بالمغرب عرفت تحوالت كبرى سواء على المستوى الدستوري أو المؤسساتي و التشريعي ،وقد تحدث عن التوجهات
الحديثة للسياسة الجنائيــة المغربيـــة وارتباطها بالمضمون والمحتوى ،وأبرز التوجهات القادرة على تحصين وحماية السياسة الجنائية المغربية وحددها في الدسترة ،والتدويل والموازنة بين الخصوصيات المحلية واالتفاقيات الدولية. وفي ختام الندوة تم تقديم شهادات في حق المحتفى به لما قدمه للساحة العلمية والقضائية مبرزة محاسن الدكتــور العلمــي المشيشــــي والمحطات التي مر منها بعد ذلك تم تقديم هدايا ودروع تذكارية وشواهد تقديرية للمحاضرين من طرف مسؤولين قضائييين وإداريين ومستشارين ومحامين ومجتمع مدني ليسدل الستار عن الندوة بحفلة شاي على شرف الحضور.
موكب الشريف المصباحي يجوب شوارع مدينة العرائش احتفاال بذكرى المولد النبوي الشريف
تقليد سنوي وطقوس احتفالية شعبية تحتضنها مدينة العرائش كل سنة بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف. في هذا اإلطار شهدت المدينة يوم الثالثاء 12
نونبر 2019طقوسا احتفالية بأحد أطفال أسرة “لال منانة المصباحية” ،وسط حضور شعبي غفير وعلى أنغام الفرق الموسيقية التراثية المختلفة من أمثال “عيساوة” و “كناوة” ،وهو احتفال بات يحظى بمتابعة وإقبال كبير سنة تلو األخرى .
البرنامج ،باإلضافة إلى جائزة نقدية بقيمة 300ألف دوالر أميركي. وتهدف دعامة تعديل تدفق الدم إلى مساعدة مرضى فشل القلب االحتقاني ،عبر تحسين كفاءة توزيع الدم . وتجدر اإلشارة إلى أن الطالب «يوسف العزوزي» من أسرة علمية فوالده هو البروفسور «مصطفى العزوزي» الجراح العالمي في أمراض الدماغ واألعصاب المزداد بمدينة القصر الكبير ،وابنه «يوسف» ولد بمدينة الرباط وهو خريج المدرسة األمريكية بالرباط ،وانتقل بعدها لجامعة أوكسفورد البريطانية الشهيرة ودرس هناك لمدة ثالث سنوات، وانتقل بعدها إلى جامعة بوسطن األمريكية ،ودرس الطب باللغة اإلنجليزية في الجامعات التركية ليبصم على اختراعه في تخصص القلب والشرايين..
العرائش بمالبس مغربية تقليدية ،كما تناول غداءه رفقة مجموعة من مرافقيه اإلسبان بمطعم تقليدي بالمدينة.
السلطات المحلية بمدينة القصر الكبير تحجز أزيد من طنين ونصفاً من األكياس البالستيكية الممنوعة من االستعمال
تمكنت السلطات المحلية بمدينة القصر الكبير من حجز طنين 620كيلو غرام مِن األكياس البالستيكية المعدة لالستعمال يوم األربعاء 13نونبر .2019 وجاءت هذه العملية بناء على معلومات ومعطيات توصلت بها كل من السلطات المحلية والشرطة اإلدارية ،تفيد أن أحد المحالت المتواجدة بشارع 16بحي السالم المرينة تحول إلى مستودع لألكياس البالستيكية المحظور استعمالها ،حيث كان الواقفون وراءه يشتغلون ليال ،من أجل إنتاج وإعداد كميات من األكياس البالستيكية التي يتم ترويجها بعدد من األسواق والمحالت التجارية ،رغم الحظر القانوني المفروض عليها من طرف السلطات. وقد مكنت هذه العملية ،إضافة إلى حجز الكميات المهمة من األكياس البالستيكية ،من حجز اآللتين تستعمالن في عملية التصنيع ،إضافة إلى ميزانين كبيرين للوزن يستعمالن في وزن المحجوز مع كمية قليلة من البالستيك الغير المصنع . وقد جاءت عملية التوقيف بعد تتبع وترصد من طرف السلطات المحلية والشرطة اإلدارية للمحل بتعاون مع جمعية حماية المستهلك ,وبعد التأكد من أن المحل يستعمل لتخزين األكياس البالستيكية حاصرت الشرطة اإلدارية والسلطات المحلية في دورية عربة مملوءة باألكياس البالستيكية كانت قد غادرت المستودع فتدخلت لجنة مختلطة يقودها رئيس الدائرة الحضرية المرينة وقائد المقاطعة
الخامسة وخليفة قائد المقاطعة الخامسة وأعوانه والشرطة اإلدارية ورئيس الدائرة الثانية لألمن ونائبه وعناصره ورجال القوات المساعدة وبحضور ممثلي جمعية حماية المستهلك ،فتم تطويق المحل والتنسيق مع النيابة العامة ألخذ اإلدن بالدخول وبعد توصلهم بالترخيص من النيابة العامة طالبت اللجنة مالك المحل بفتحه أو إستعمال القوة فتم تلبية طلب اللجنة وقام بفتح المستودع فتفاجؤوا بالكمية الكبيرة التي كانت مخزنة هناك . وعلى إثر هدا العمل تم إعتقال صاحب المحجوز من طرف رجال األمن ونقله لمفوضية األمن بمدينة القصر الكبير إلتمام البحث تحت رئاسة النيابة العامة وحجز جميع األكياس البالستيكية التي تم العثور عليها في المستودع ونقلها بشاحنتان إلى الميزان البلدي لوزنها وتسليمها لعمالة إقليم العرائش للتكفل بإتالفها ،وفي نفس السياق قامت السلطات المحلية بتحرير محاضر قانونية للمتورط ،وسيتم إحالتهم إلى الجهات المعنية .
العدد 1020
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
8
صدى الخطاب الملكي
• بقلم :الدكتور عبد الحق بخـات
من المسيرة الخضراء إلى مسيرة التقدم شمال /جنوب
لقد عمل المغرب ،الذي نبذ العنف دائما وانحاز حضاريا إلى خيار الحوار ،واهتم بتحقيق التقدم واالزدهار لبالده ،عمل بال كلل لمدة 44عامًا على إضفاء الشرعية بكل السالم على وحدته الترابية من طنجة إلى كويرة. ظهرت هذه الروح الحكيمة والعقالنية مرة أخرى في الخطاب المهم الذي ألقاه الملك محمد السادس في السادس من نوفمبر ،بمناسبة االحتفال بالذكرى السنوية الرابعة واألربعين للمسيرة الخضراء ويمكن اعتباره عالمة فارقة في عملية استكمال الوحدة الترابية للمملكة. في هذا الخطاب المتجه نحو المستقبل ،أكد جاللته على أن «المسيرة الخضراء كانت وستظل الرمز المطلق للتعايش الذي يوحد العرش والشعب بشكل ال ينفصم». أعلن صاحب الجاللة الذي أصر على وحدة المملكة غير القابلة للتجزيء ،عن خطط لتعزيز التنمية الشاملة على المستوى الوطني ،مكررًا إرادة الملك والشعب في االلتزام السلمي بعملية األمم المتحدة وقرارات مجلس األمن ،من أجل حل توافقي لـ «مغربية ال جدال فيها» ألقاليمنا الجنوبية. ً موقفا واضحًا ،مستوحى من إيمان ال يتزعزع بالعدالة في قضيتها وشرعية حقوقها»، وقال جاللته« :فيما يتعلق بمغربية الصحراء ،فقد أظهرت المملكة دائمًا ً مضيفا أن هذا المنظور تعززه حقيقة أن عدد الدوب الساحبة العترافها يتنامى باستمرار ،بعد أن وصل اليوم إلى 163دولة ،ال تعترف بهذا الكيان الوهمي «البوليساريو» .هذا باإلضافة إلى االتفاقيات االستراتيجية المهمة التي تربط المغرب بالقوى الكبرى وبعدد من البلدان األخرى ،والتي تغطي جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك األقاليم الجنوبية الموحدة. إن الصدى اإليجابي للخطاب الملكي وصل مداه إلى الجزائر وموريتانيا ،حيث ظهرت مواقف جديدة لمسؤولي نواكشوط وقادة سياسيين كبار في الجزائر لصالح مغربية الصحراء التي ال جدال فيها. إيمان المملكة الذي ال يتزعزع بعدالة قضيتها الوطنية األولى ،وااللتزام الدولي الكبير بحقوق المغرب الثابتة في صحرائه يجعله في موقع القوة من إدارة التفاوض على نتيجة سياسية واقعية لهذا النزاع المصطنع الموروث من عصر الحرب الباردة البائد. «اإليمان الذي جعل استعادة الصحراء ممكنًا في عام 1975ال يزال مستمراً حتى اليوم ،وما زالت روح المسيرة الخضراء تدفعنا إلى األمام ونحن نلتزم بتطوير ناجح للمغرب» قال الملك مؤكدا من جديد طموح المغرب في أقاليمه الجنوبية التي «تشكل حلقة وصل حقيقية بين المغرب وبقية إفريقيا» .جغرافيا وإنسانيا واقتصاديا، مشددا على أنه ،منذ ذلك الحين ،تغيرت خريطة المغرب حيث أشار محمد السادس إلى أن إعدادات الوطن ،حيث الرباط في الطرف الشمالي من التراب الوطني ،وأكادير في وسطها ،ما تزال في إطار االستيعاب .مع وضع ذلك في االعتبار ،دعا جاللته إلى التفكير الجاد في إنشاء خط سكة حديد بين مراكش وأكادير ،مع األخذ في الحسبان إمكانية توسع يشمل بقية األقاليم الجنوبية. وقال الملك «ندعو أيضًا إلى تطوير شبكة الطرق التي نعززها بالفعل من خالل إنشاء الطريق السريع أكادير الداخلة» ،شريطة أن يسهم هذا الخط ليس فقط في فتح المجال بأكمله أمام المنطقة ،ولكن خاصة تنميتها وتطويرها اقتصاديا. «يجـــــب أن يعــزز نــــقـــل األشخاص والبضائع من خــالل دعم القطاعات االقتصادية بشكل عام ،وأنشطة التصدير والسياحة بشكـــل خاص ،مع العلم أن البنية التحتية هي وسيلة أساسية لخلق العديد من فرص العمل ليس فقط في جهة سوس ،ولكن أيضا في جميع المناطق المجاورة ،مضيفا: «المغرب الذي نريده يجب أن يبنى بروح من الوئام والتكامــل بيــن المناطق» .أصــر محمـــد السادس على أن التنمية الترابيــة يجــب أن تستنـــد إلى التعاون بين المناطق وتكاملها. «إن اهتمامنا بضمان تنمية متوازنة وعادلة ،تستفيد منه جميع مناطق المملكــة يوازيه التزامنا بإقامة عالقــات صحيـة قويـــة مع الدول الشقيقة المغاربية» في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أنه من بين فقرات الخطاب الملكي التي حظيت باهتمام خاص ،تلك التي تعلقت بتوحيد المغرب الكبير ،حيث دعا القادة المغاربيين الجدد إلى الخروج من «الجمود» المزمن في ما يتعلق بالصراع المصطنع الذي نشأ حول الصحراء ،وذلك من أجل تفعيل البناء المغاربي الذي تطمح إليه شعوب المنطقة. لقد كان لهذا النداء صدى قوي في عواصم البلدان المعنية. في نواكشوط ،على سبيل المثال ،تبنى وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل أحمد ولد أحمد موق ًفا إيجابيًا وبنا ًءا على الفور ،والذي يعتقد أن الوقت قد حان إلغالق فصل الصراع المصطنع حول قضية الصحراء. وقال الوزير «موريتانيا ال يمكن أن تظل محصورة في موقف المتفرج في ما يتعلق بالصراع في الصحراء» ،مضي ًفا« :نريد حل هذا النزاع في أسرع وقت ممكن ،ألن الوقت قد حان إليجاد حل عادل ومستدام ومقبول لجميع األطراف .هذا الصراع تسبب في الكثير من المعاناة لشعوب المنطقة أدت إلى تعطيل اتحاد المغرب العربي. في الجزائر أيضًا ،على الرغم من عدم وجود صدى على المستوى الرسمي ،فإن الرد الذي يتعارض
مع السياسة العدوانية التي يتبعها النظام العسكري الجزائري تجاه المغرب يقدمه لنا علي بن فليس، رئيس الوزراء السابق والمرشح لالنتخابات الرئاسية دجنبر المقبل ،الذي استوعب يد ملك المغرب الممدودة للجزائر لتسوية الخالفات الثنائية ،قائ ً ال بشكل تلقائي« :تطبيع العالقات بين الجزائر والرباط يعتمد على إنشاء لجنة مغربية جزائرية مشتركة مكلفة بدراسة سبل إصالح الخالفات الثنائية بين البلدين .إن المغاربة هم إخواننا وجيراننا والجزائريون ليسوا أعداء المغرب وال خصوم الشعب المغربي ». ولدى سؤاله عن مسألة إغالق الحدود المشتركة منذ عام ،1994قال بنفليس بأنه يؤيد إعادة فتح الحدود ،مقدرا بأنه «يجب طرح هذا السؤال في سياق ملف كامل». وحث قائ ً ال «علينا التفاوض والمناقشة» ،دون استثناء إمكانية الوصول إلى «حلول من خالل الحوار واالجتماعات». إن هذا االخروج الصريـــح للسيد علي بنفليــس شكــل صدى ينضـاف إلى تصريـــح القائد الجزائري عمار سعداني الزعيم السابق لجبهة التحرير الوطنــي ( )FLNوالرئـــــيـــس السابــــق للبرلمـــان الجزائري) ،والذي قبل أقل من شهر ،قال بكل بوضوح: «الصحراء كانت وال تزال مغربية!» شكـراً لجبهـــة البوليساريو التي لم تثمـــن خــروج الوزيــر الموريتـــانـــي متهــمـــة إيــــاه بتأييد موقــف الربــــاط بشــأن النزاع الصحراوي .ومــع ذلك ،فإن االنفصاليين يعيشون في ظل صمت حــذر ،إذ أن البيانات ذات الصلـــة من الزعيمين الجزائريين تقوض حسابـــات البوليساريـــو المدعومة علنيــا من قبل الجيش الجزائري ،وغير المعتبرة من قبل الشعب الجزائري ،والمتجاهلة على نحو متزايد في العالم. على الجبهة القارية ،أكد الملك عزم المغرب على أن يصبح العباً رئيسياً في بناء إفريقيا الغد« .تريد بالدنا زيادة مستوى التجارة ،وكذلك حجم االستثمارات المغربية في جميع أنحاء القارة ،بنا ًء على المصالح المتبادلة النافعة. وقال الملك «الصحراء المغربية هي بوابة المغرب إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ،وتحتل المملكة اآلن مكانة بارزة في إفريقيا من خالل العالقات اإلنسانية واالقتصادية والسياسية والثقافية والدينية». هذه هي الخطوط الرئيسية للخطاب الملكي ،والتي تشكل فرصة جديدة لتسليط الضوء أيضًا على نموذج التنمية االقتصادية ألقاليمنا الصحراوية ،حيث حشدت استثمارات ضخمة بلغت 7.7مليار يورو خالل الفترة 2021-2015والتي تدعم مجموعة من 650مشروعًا كجزء من سياسة متكاملة تركز على تعزيز التأثير االقتصادي واالجتماعي لألقاليم الجنوبية ،والتي من المقرر أن تصبح مركزًا رئيسيًا للخدمات اللوجستية ومركزًا إقليميًا حقيقيًا. نخلص إلى القول أنه بإمكان أعداء الوحدة الترابية للمملكة تخيل األمر! المغرب بخير في صحرائه ،والصحراء مغربية !
امللحـق الثقافـي 9
العدد 1020ـ الثالثاء 19إلى 25نوفمبر 2019
خـا�ص
الشعر الثمانيني
الق�صيدة الثمانينية باملغرب �أ�سئلة املـ�آل �إعداد وتن�سيق :
ـــ عبدال�سـالم امل�سـاوي ـــ عبدالإله الـمويـ�سي
ال�شعر الثمانيني يف املغرب المرجعيات ..والمتخيل بالتركيز على فترة الثمانينيات التي يستهدف هذا الملف مساءلتها ،نستطيع القول إن مرجعية الثمانينيين تتكون أساسا من رصيد المقروء الغربي إبداعا وفـكرا ،خصوصا بعد انفتاح المناهج التعليـمية على الثقافتين الفرنسية واإلنجليزية، وبتوجيه من النماذج الشعرية التي أخذت تفرض وجودها كاتجاهات فنية قائمة الذات لشـعراء من سوريا (أدونيس) وفلسطين (محمود درويش) والـعراق (السياب والبياتي وسعدي يوسف) .باإلضافة ــ طبعا ــ إلى مرجعية المعيش في الزمن المغربي المعاصـر ،تلـك التـي تعطـي للنص نكهته الحيوية. لقد أدرك الشعراء الثمانينيون أن النص الحقيقي ال يكتسب شرعيته كفن من الرفض الجاهز والموقف المهيأ في أروقة المقرات الحزبية ،ذلك أن النص ليس شارة احتجاج تعمل في السطح ..بل هو الشكل األخير الذي تسفر عنه مواجهة الذات للعالم باللغة المنفتحة على تعدديتها. إن أول خصوصية تصادفنا في الشعر الثمانيني هي أن المعنى محروس بأقفال الصياغة وألغاز العبور إلى داخل النص ،بمعنى أنه ال مجال لالستهالك المجاني والسريع الذي عودنا عليه النص السبعيني أيام كان العنوان يكفي لنقل صورة مختصرة عنه ،علما بأن لهذا التوجه مبرراته في الثقافة والمجتمع .وعندما نقول أقفال الصياغة وألغاز العبور إلى النص فإننا نقصد ــ بالطبع ــ الوظيفة الشعرية التي أصبحت هاجسا أساسيا عند الشعراء ،ألنها هي القادرة على احتضان تلك العالقة المعقدة بين اللفظ والمعنــى التي طالمـا أرقت حبر النقــاد القدامى والمحدثـيـــن .والوظيفة الشعرية تستهدف في النص الثمانيني تقييد المعنى بالمعنى أو تكثيف اللغة بحثا عن شكل
فني يرتفع بالتجربة إلى أفق تمتين األواصر بين الداللة والرؤية. إنه لما كان الوزن العروضي هو المكون الرئيس في الشعر المغربي الستيني والسبعيني أو هو شفيع الشعراء أمام نقادهم، فإن التطويح به جزئيا أو كليا في النص الثمانيني كان عالمة دالة على أن ثمة مكونات أخرى ستكتسب مكانة الوزن من دون أن تكون هذه المكونات محددة بشكل دقيق أو حاضرة في وعي الشاعر سلفا .ولربما أسعفنا المصطلح الذي عبر عنه الشاعر محمد بنيس بـ (الشعرية المفتوحة)؛ ألن مكونات النص الثمانيني متعددة ويصعب ضبطها بلغة واصفة مباشرة ،أو حصرها في خانات معدودة .وفي اعتقادنا أن النقاد لم يبارحوا أفقا سهال متيسرا ،وهم يعيدون كالم بعضهم البعض أثناء ادعائهم الكتابة عن هذه التجربة؛ ألن الخلفية النظرية التي يصدرون عنها ،ما تزال أسيرة التصورات النقدية التقليدية. بمعنى أنها ال تساير ذلك المدى المفتوح الذي تخترقه اللغة الشعرية. لقد تحدد مصير هذه اللغة بمصير المفهوم الشعري وتوجهات الوظيفة ..فالشاعر الثمانيني ال يهمه أن يسمى شاعرا بقدر ما ينشغل بمواجهة مفارقات الوجود والمجتمع بمفارقات لغوية أقوى وأحدّ؛ وهو يركب أقصى درجات المكر التعبيري من أجل تحقيق هذه الغاية متمثال في ذلك كل ما تتيحه اللغة من وسائل الكشف ،وما توفره كذلك من أستار اإلخفاء .إنها لعبة تتراوح بين اإلفصاح عندما يدعو المألوف إلى التكتم ،وبين اإللغــاز والطمس عندما يتعلق األمر بالمعروف والسائد. وإذا كانت النماذج النصية السابقة عليه ،تركب مطية األساطير الجاهزة ركوبا متعثرا في غالب األحيان ،فقد كان على
• عبد السالم المساوي النص الثمانيني أن يخلق إطارا جماليا خارج المتخيل الموطوء، وذلك بواسطة إيجاد أساطيره الخاصة التي ينتمي أبطالها الخارقون إلى المعيش اليومي دون أن يفتقدوا إلى العجائبية التي وسمت مواقف األبطال الميثولوجيين وأفعالهم .فليس شرطا أن يكبر المعنى ويتضخم إال إذا تدخلت اآللهة وأنصافها في حياة البشر على النحو الذي نقرأه في كتب األساطير القديمة. إن اإليقاع الجديد للحياة أوجد من المفاهيم واألنماط ما يدهش صناع النماذج العليا أنفسهم في األزمنة المقدسة. لذلك تختفي تلك القضايا الكبرى لتعوضها القضايا الصغرى المدعومة بالتدفق المنساب لألشياء والناس والكائنات في الحياة الحقيقية ،دون الوقوع ــ طبعا ــ في شرك المباشرة والتقرير .كما أن المتخيل في هذه النصوص ال يساوم على عمقه بالرغم من تراجع الحضور الشكلي للصورة الشعرية؛ بل نستطيع القول إن الصورة لم تعد تتغذى على بهرجة البالغة.. البالغة التي جرى التقعيد لها اعتمادا على النصوص الرسمية (النصوص المقدسة وشبه المقدسة .)..وهكذا حلت الصورة الذهنية محل الصورة اللفظية التي تدفع بالمعنى إلى التضخم تشبيها أو مجاورة أو مبالغة؛ ألن الصورة الذهنية تراهن أساسا على اختمار التجارب ونضجها في وجدان الشاعر وفكره بالقدر المطلوب فنيا. إن المتخيل الجديد يراهن على التحول الحقيقي للمعنى، وتحول المعنى كفيل بأن يخترع لغته معجما وتركيبا ورموزا.. هذا هو الحد الجوهري الذي تتأسس به الحساسية الجديدة التي تؤشر على وجود وعي شعري مختلف ،وإن كان هذا الوعي ال يجحد خلفياته المرجعية المتنوعة.
(البقية ص )10
العدد 1020
الشمال الثقافي
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
10
ال�شعر الثمانيني يف املغرب المرجعيات ..والمتخيل (تتمة ص )9 قد تطرح مسألة اإليقاع في النص الثمانيني موضوعا إشكاليا لم يحسم فيه إلى اآلن ،وإن حاول بعض الشعراء والنقاد أن يعلنوا في حقل التداول عن مصطلح يختزل التشعبات ويرضي الباحثين عن الحلول الجاهزة .وهو مصطلح (قصيدة النثر) .وهو حل وجد ــ فيما يبدو لنا ــ مشروعيته المؤقتة في غياب الدراسة الشمولية التي ينبغي أن تنطلق من أسس نظرية غير محكومة بالقوانين السالفة ،وغير متكئة على استراتيجية المقارنة الظالمة ،بل يجب أن تخلق منهجها الخاص ،ذاك الذي توجد مالمحه األولية في رحم النصوص اإلبداعية ذاتها .فأمام توسع مفهوم اإليقاع وتعدد مستوياته ،فإنه لم يعد من مبرر لالكتفاء بمقارنة العروضين ــ القديم والحديث ــ بالبنيات اإليقاعية المفتوحة التي تبشر بها هذه النصوص. وإذا كنا قد سلمنا بوجود شعرية داخلية مختلفة عن الشعرية الخارجية المحددة في قوانين علمية سبق تركيمها في كتب البالغة والعروض ،فإن محك السؤال سيظل مرهونا بالحفر في هذه الشعرية الداخلية والكشف عن طبقاتها المتداخلة .وما نقوله ،هنا ،عن النصوص الثمانينية ال يعني التعميم والتعويم ،ألن ثمة نصوص أخرى تظل منضبطة لتعاليم القواعد السالفة وإن كانت تنتسب في تاريخيتها إلى عقد الثمانينيات .إن المعيار ال بد أن يستند إلى رؤية نقدية شمولية تضع في اعتبارها قضية تداخل أزمنة شعرية في مرحلة زمنية واحدة .وربما يكمن هنا سر المغالطات التي تنطوي عليها فكرة التجييل أو التحقيب. سيكون ،إذا ،من باب التكرار التذكير بأن النص الشعري ال ينوجد باإليقاع فحسب ،أو ال تتحدد وضعيته باإلطار الخارجي الجاهز ،فهذا تصور سبق التنصيص عليه من قبل الرومانسيين ودعاة التجديد بعدهم ،كما أن بيانات أدونيس الشعرية وزمالئه في مجلة (شعر) كيوسف الخال وإنسي الحاج ،قد أتخمتنا بتصورات نظرية ــ متطرفة أحيانا ــ كانت في الغالب تفوق المتحقق من نصوصهم اإلبداعية؛ ولكننا لن نغامر إذا قلنا إن السبق النظري عندهم قد أتى أكله في نصوص الشعراء المغاربة الموسومين بالثمانينيين .ليس ألنهم تلقفوا بشائر التجديد وطبقوها، ولكن ألن الشروط الذاتية والموضوعية قد وجدت ــ أخيرا ــ طريقها إلى حالتهم ،ال سيما بعد أن تشبع وعيهم بتلك الخلفيات. إننا ،ونحن نرصد تحوالت النص الثمانيني ،ال نعني سيادة النمط الواحد لدى كل األسماء ،كما ال نصادر على التحوالت التي عرفتها نصوص الشعراء السابقين عليهم ممن ظهرت أسماؤهم في ساحة التداول الشعرية في المغرب إبان عقدي الستينات والسبعينات؛ ألن من هؤالء من أدركه إعصار التحول فقرر شن القطيعة مع التجربة السابقة ،التي فرضها منطق التوجه اإليديولوجي ،لينخرط في تجربة أخرى تستجيب للوعي الجمالي الجديد .وربما فاق بعضهم في ذلك النماذج التي يكتبها الثمانينيون .من يقرأ اليوم نصوص الشعراء :محمد السرغيني ،ومحمد بنطلحة ،ومحمد بنيس ،ومحمد األشعري ،والمهدي أخريف ،ورشيد المومني ،وأحمد بلبداوي وغيرهم ،سيعــرف أن نصوصهم الحالية أكثر جدة وانفتاحا على أفـــق شعري مختلـــف من نصوص بعض الشعراء المنتميــن بالفعــل إلى الثمانينيات. ثمة مؤشر آخر ال ينبغي استبعاده ،ونحن نحاول االقتراب من الشعر الثمانيني ،وهو ما يمكن أن نصطلح عليه بـ «المقصدية» ،ذلك أن أية تجربة فنية مهما غالت في توجهاتها الحداثية ،فإنها تظل مرهونة بما يريد وعي المبدع أو الوعيه توصيله إلى المتلقي ،ألن النص الشعري هو قبل كل شيء خطاب يستوعب أطرافه التداولية؛ والوجود الضروري لهذه األطراف يحتم قيام الجدوى من وجود التجربة النصية .وهكذا تتواشج العالئق المتنوعة ليسفر األمر عن حمولة معنوية شديدة الكثافة تعطي متلقيها بحسب قدرته المعرفية والحدسية ،وتبعا لصبره على اختراق األدغال الرمزية كي يتمكن من استخالص المعنى الذي يبقى بحاجة إلى معنى.
جيل الثمانينيات «جيل الثمانينيات ،حقق تحوالت مشهودا لها في بنية القصيدة المغربية ،رغم تقصير النقد حاليا في االنتباه إليها ،إذ شكلت تلك المرحلة انتقاال بين الجيل السبعيني الذي ّ مثل البداية الحقيقية لشعر الحداثة بالمغرب وجيل التسعينيات الذي وجد أمامه طريقا معبدة الختيار آفاق مغايرة .وككل مرحلة انتقالية وجد ً ً نابعة من السؤال الرئيسي متنوعة جيلنا أمامه تحدياتٍ ٌ جدال حول عالقة المثقف بالواقع ،نجم عن هذا السؤال ثقافي عميق حول عالقة القصيدة من جهة بتحوالت العصر ،بعد طغيان ما سمِّيَ بشعر االلتزام عند شعراء السبعينات ،ومن جهة أخرى في مدى حفاظها على مائها الشعري الجمالي وانسيابها المطلق في عوالم الذات الشاعرة ..وبين الحفاظ على قصيدة التفعيلة أو االنسياق وراء قصيدة النثر ..جيل الثمانينات عرف نقاشا طويال على صفحات المجالت والجرائد الجادة حول قضايا ثقافية ..الشيء الذي يفتقد اآلن.. كان الظرف السياسي حارقا نهاية السبعينات، وصادفت بداية الثمانينات بداية دراستي الجامعية، وبالتالي بداية االنخراط مع الطلبة في قضايا سياسية ..فكان طبيعيا أن تأتي أولى القصائد محملة
ثريا ماجدولين بعشق الوطن ،ولم أجد كبير عناء في نشر قصائدي على صفحات الجريدة رغم سني المبكرة( سبعة عشر سنة) خاصة وأن األقالم النسائية كانت قليلة جدا آنذاك ..ولم يكن الظرف الثقافي بمنأى عن السياسي ..بل كان رديفا له ..وكان أغلب ما نشرته في هذه البدايات عبارة عن قصائدَ نضاليةٍ وعن واقع سياسي موقوت .. في هذه الفترة لم يكن هناك تساهل مع المبدعين الشباب..كنا ننشر في جريدة المحرر، ومنا من كان ينشر في جريدة العلم أو البيان ،وكانت هناك متابعة دائمة لما نكتب من طرف النقاد ،حيث تتولى تلك الجرائد نشر مقاالت نقدية عن كتاباتنا الشعرية ،وغالبا ما كانت تلك القراءات قاسية..لم تكن هناك مجامالت ،إذ لم يكن هناك تواصل أو معرفة مسبقة بأوالئك النقاد ،كانت كتاباتهم عبارة عن تقييم للقصائد المنشورة ،شكال وموضوعا ولغة وبنية وتخييال وصورة وإيقاعا ..كأنما هي امتحان لنا للمضي أو للتوقف عن كتابة القصيدة ..ومازلت أحتفظ بنسخ من تلك األعداد من جريدة المحرر الرائدة ..وأقول اآلن ليت تلك المتابعة النقدية استمرت اآلن ،بنفس الن َفس ،لعلها تفيد في غربلة المشهد الشعري الراهن. »...! ..
حة ِّ رائ َ واء البَعيدة وَال ال�ش ِ ال � ْأ�ستطيعُ �أن � ْأمنعَ ِ عات ُ َّ عن ُلغتي .كلما َح ُ اخل ْبز ْ أم�سك ِبك اولت � ْأن � ِ بائ ِ ِ ُ ُ َ ُ و ْ لما ال�سريعة .ك َ ت�سبقني �إلى ُّ ال�صور َّ َجدت �صورة � ِأبي ْ ً َ ُ ُ رَ ُ ْ َحاولت � ْأن �أعتف باحل ّب تبيعُ وجدت �أمِّ ي َجال�سة ِ َ ٌ َ ُ ٌ �ضج وحدي و َر�أ�سي ُ�سوق قروية ت ُّ اخل ْب َز .وها �أ َنذا ْ دائم ًا هذا َّ الناعم َّ ال�ضجيج َّ النائي ي َْقرتب ِ ِّ َّ ْ عاقب الن ْ�سيان ،وَهذا االغ ِتباط الذي يُ ِ َهذا التذكر ِ يت ِبال عَ زاء. يُ وجه مَ ٍ ُ وجهي ،ك�أ َّنه ْ �ضيء ْ
من ديوان: �أذى كاحلب
حسن نجمي
الشمال الثقافي
العدد 1020
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
11
أحمد العمراوي ٌ تخلف �أ َنا مُ فهم العالقة عن ْ ال�صفر َّ بينْ والدائرة ِّ واالم ِتداد بني ا ْلعتبة ْ بينْ َهاء الآه
و�ألف االبتداء مُ ِّ تخلف اع رِتايف لعدم ْ ِب َج ْدوى � َ إدخال �آلة كن�س � ْأفكاري َت ِ بوَ �سائل جديدة يف �أ�سفل خُ ّ مي
حيث ال َ أر�ضة ْ تجمام ًا ا�س ْ مُت ِار�س ْ ياحي ًا ِ�س ّ راق ْ �صفراء عَ لى � ْأو ٍ ُ أتوهمها يوم � ُ كنت ذات ْ املِ فتاح غي ٍب َن ْحو ْ َك�ش ُفني ي ِ
الر�أْ�س ِب َ اب بينْ َّ حج ٍ َو� ْأ�ستار ما اخرتتها من ق�صيدة: �أنا مغربي ومتخلف طبع ًا
وفاء العمراني كي ال � ْأق ِط َ ف َّ الزبَد ِل ْ َو�أ�سكن الزوايا �أو كالعُ ّليق ُ باجل ْدران �أَ ْ�ص َطدم علي �أن �أعدو �إلى حريتي – َ �ض ْوئي ّ حيث تركتني � ُ أ�سكن اجلذوة وال َ�س ْقف يل �أَ ْ�سكن َّ �سي ُجني الظن وال ي َِقني يُ ّ
� ُ املوج أ�سكن ْ العا�شقني وقلوب ُ ِ ِ�ضفايف هان يف رجِّ امل�ألوف : قال يل �آخري – ِر يِ اخرجي مني وحملك َاك �أنت وحبك الأخري – �أَ ْرو ِ اخرجا من جنتي!!
من ديوان :حني ال بيت
أوزع ُّ فا�صلي النجوم يف مَ ِ َ�س� ِ
أ�شرعُ يف القلب ُج�سور الغياب وَ�س� ِ رجفة املَوت �أداري ْ الليل حني تخبو يف مَ ِ فاتن ْ �سحاب مينحني ِخيامَ ه تك�سو ينابيع َ ُ واملوت زنبقة ْ اجل�سد كيف �أخرج من مثواك ْ
ثم �أن�شر �سوادي يف ف�ضائك َّ ال�شجي تة ْ املنفى كنب ِ وَحيدة ْ يف � ْأجرا�س ُتعلن دوم ًا بُ كائي
نجيب خداري اقرتبي الغرفة ،الآن� ،أكرث ابرتاداً والقلب... زادت �أحزانه والطيور ،التي يف اللوحة ْ غادرت اقرتبي ما الذي ي�ؤجج الرغبة يف زمن حتت ال�صفر؟ هل هو مكر ال�سرير �أم بئر عميقة بيننا؟ من ديوان :يد ال ت�سمعني
ُ الغارق يف َج�سدي الكون وهذا ْ ُ نزيف َزنابق َّ حطت يف مدافن الق ْلب ي�صغر هذا َ اجل�سد ْ ُ اجلدران الغافيات يف َ�شكلها ال َّل ْولبي و�أنا َرمادٌ نا�سخ يف املِ ر�آة � َأت َ أك�ش ُف ْ عنف الجْ َ �سد و� ِ َ وخوائي قدمية �أُغنية َ غجر ِ ْ كانت َت�سرق َج�سدي ُ وتودعه َن�شيد المْ َاء
ُ كنت �أحفظ ُحزنها ُ فا�صيلها ام ْت َت َف حَّ
من ديوان :تراتيل
الزهرة المنصوري
الشمال الثقافي
العدد 1020
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
12
يف املوت ،يف احلياة املا�ضية
عبد السالم المساوي
ُ ت َت َّ احد ًا حَ ْ ً اّ ُ ظ ال�ش ْم ِ�س و ل يد ر َ ِ �أ ِ ِ الَ ْم ِك َ نة ا ْل َق ِدمي ََة َت َر ْك ُت َل ُه ْ أ اهي َوالمْ َ َق ِ
اء ا ْل ُق َدامَ ى َت َر ْك ُت َل ُه ْ أ الَ ْ�ص ِد َق َ
عزيز أزغاي ثانية .يف � َّ ْ الوا�ضحة .يف اللحظة ثانية .يف أقل من يف ِ ٍ ٍ التام .يف مَ ْ�ش َت ِل َ ْ اخليانات. ا�سرتاحة الغ َز ْل .يف الغمو�ض ّْ ِ ِ
ارمتاءة من نحو العدمْ .يف العدمْ .يف يف ِ ِ التفاتة ُامل ْؤ� ِ ْ ْ مظالت. بعيد بال �شتاء الليل .يف تواتر البهلوان احلر ْة .يف ٍ ٍ ِ
ْ الكورال .يف املو�سيقى .يف �شجن العزف املنفردْ .يف يف ِ ِ ْ التبا�س الرتاتيل .يف الة املاكر ْة .يف مو�سيقى اجلا ْز .يف َّ ال�ص ِ ِ أ�صابع. أطراف ال الأحاجي .يف الت�سلل على � ِ ِ الغمو�ض الغياب .يف املي ِت .يف ْ يف ال�شرودْ .يف احل�ضور ّ ِ الناعم .يف �سواد الأدعية .يف احلرب اخلفي .يف ر�سائل ْ اجلراحني. املنتحرين .يف م�شارط القطن .يف مق�صات َّ الل ِعب على احلبال .يف ُامل َت ِع َّ يف َّ اله�شة .يف الهدايا املاكر ْة. يف الأموال .فيما تبقى من ر�أ�س املال .يف الغمو�ض الذي ُ يربك املالئكة .يف َ�ش َر ِك القنا�صني .يف املوت .يف احلياة املا�ضية.. ()...
ثم كانت ُ ْ يد اهلل و َُد َ ود ًة، ود ُخطى املجروح َ وهي َت ُق ُ ني ْ ثانية. �سماء نحو ٍ
و َّ َالن َدامَ ى ا�س َت ْغ َل َق َك ْي َي�أْ ُخ َذ عَ ْنهُ ْم مَ ا ْ ِم ْن �أَ ْ�س َر ِاري.. ُر ْك ِني فيِ الجْ َ ِر َ يد ِة لَ ْو َه ِام ِه َت َر ْك ُت ُه ِ أ َوالمْ ِ َن َّ�صات ا َّل ِتي َه َج ْر ُتهَا �صا َر يُ َر ِّددُ فيها َ ب َْع َ �ض �أَ ْ�ص َد ِائي.. َت َر ْك ُت َل ُه ُك َّل َ�ش ْي ٍء وَا ْنعَ َط ْف ُت مِ َ اج ِعي بوَ ِ
َن ْحوَ َز ِاوي ٍَة فيِ المْ َ ِدي َن ِة �ص ِاد ُف ِظ ِّلي َلعَ ِّلي �أُ َ
�س و َِحيداً َو�أَ ْج ِل ُ وحي.. ِبا ْل ُق ْر ِب ِم ْن ُر ِ
َك ِرهْ ُت ِّ الظلاَ َل ا َّلتي يمَ ْ ِ�شي ِبهَا وفيها َاحداً تحَ ْ َت َّ يد ِظ ًّ �أُ ِر ُ ال�ش ْم ِ�س.. ال و ِ ُك ْن ُت �أَ ْح ِم ُل ُه عَ َلى َك ِت ِفي
يزيف َك َ �ص ْخ َر ِة ِ�س ِ و�س َ أُ� َه ْد ِه ُدهُ مِ ُ يقى: ب ِ َ (ل ْي ِلي َط ِويل مَ ا عَ ْن ُدو ِنهَايَة)... ات ِع َن ٍب َن ِاد ٍر َو أُ� ْل ِق ُم ُه َح َّب ِ ِم ْن بُ ْ�س َت ِان َنا ا ْلعَ ِتيق..
ي َْومَ هَا
َ َكا َن ِت َّ َاب ب َِار َز ٍة ال�شوَ ِارعُ ِب�أ ْني ٍ و ََك َ ا�صي ِدمَ اء �س مَ َّ�ص ِ ان وَا ْلعَ َ�س ُ
اح َة المْ ُ َقاوَمَ ِة َو�أَ َنا أَ� ْعبرُ ُ ِب ِه َ�س َ يح َت ْع ِز ُف فيِ ال َّل ْي ِل َالر ُ و ِّ وع.. و ْ َ�ص َل َة ا ْلبرَ ْ ِد وَالجْ ُ ِ
َك َ َجهُ ُه َك ِط ْف ٍل َخ ِائ ٍف ان و ْ ا�س ِت ْج َداء وفيِ عَ ْي َن ْي ِه أَ� ْل ُف ْ يما ب َْعد عَ َّل ْم ُت ُه ِف َ َك ْي َ ف يُ ْف ٍر َغ ا ْل ِق ِّني َن َة َّ الد ْور َِق فيِ دُ َ ون أَ� ْن ي َُثو َر بُ ْر َك ُانهَا وَعَ َّل ْم ُت ُه َك ْي َ ف ي َُح ُّل مُ عَ ادَ َل ًة فيِ الحْ َ يَاة َلة ِب ُن ُق ٍ ود َق ِلي ٍ و َِب ْ�ض ِع �أُ ْم ِن َّيات
و ََك ْي َ وع ف ي َِ�سريُ َبينْ َ الجْ ُ ُم ِ و َ َال ي َْن َح ِني لأحد.. َل ِك َّنه َغ َفا َذ َ ات َل ْي َل ٍة َو َر�أَى فيِ المْ َ َنام
�أَ َّن ُه ي ْ دان َخ ُط ُب يف المْ َ ْي ِ
�صار كل ليلة يحلم َ فل ْم َيبرْ َْح ِو َ�سادَ َة ُ اجل ُنون ِل َذ ِلك َفهوَ مَ ا ي ََزال ِإ� َلى ْال َآن ي ْ َخ ُط ُب فيِ المْ َ َنام!!
العدد 1020
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
13
حوار لنا�شر مع ا
طارق السليكي
دار �سليكي �أخوين على هام�ش م�شاركته مبعر�ض بلغراد ب�صربيا
شاركــت دار «سليكي أخويـن» في العديد من المعـارض الدولية ،غير أن مشاركتها هذه السنة تميزت باقتحامها لفضاء جغرافي يبدو أكثر إثارة ،ويتعلق األمر بالمشاركة في المعرض الدولي للكتاب بصربيا .كيــف تبلورت فكـرة السفر بالكتاب المغربي إلى أفق بهذا البعد؟
في الواقع كان المغرب السنة الفارطة 2019ضيف شرف الدورة وعرف حضور مجموعة من دور النشر المغربية وسألت العديد هذه السنة إن كان أحدا سيسجل حضوره في معرض بلغراد فعلمت أن ال أحد سيحضر فقررنا كمؤسسة أن نحضر ولنركب هذا التحدي إذ ال يحق أن يكون المغرب ضيفا للشرف والسنة الموالية لن تعرف حضورا مغربيا البتة وفكرنا أن تكون تجربة من بين التجارب فرصة الكتشاف اآلخر ومعرفة هذا القطر من العالم كيف يشتغل وفي كل حال من األحوال ستكون مفيدة ،خصوصا وأن ضيف شرف هذه السنة هو دولة مصر الشقيقة قلت ربما أتقاسم معهم بعضا من زوارهم.
أول ما يتبادر إلى الذهن في مثل هذه المشاركة هو عائق اللغة ،كيف تنظرون إلى القدرة التنافسية للغة العربية أمام اللغة الصربية ،أو كيف قدرتم إمكانية جلب قارئ بعيد تماما لغويا؟
فحسب التجربة ،القارئ باللغة العربية موجود في كل بقـاع الدنيا وال أعني بالضرورة القارئ العربي ،والمستقبل ينبغي التأسيس له والذي اليجازف بشيء ال يمكن أن يربح أي شيء وكما أقول دائما أن طموحنا في الدار وربما يشاركني في هذا العديد من دور النشر أن الكتــاب المغربي ال ينبغي أن تغيب عنه الشمس ،وهذا يتطلب كثيرا من الحب والشغف واإليمان بمقولة من سار على الدرب وصل ،في صربيا ،وفي الصين وفي كل الدنيا الناس متشبعة بلغتها ومؤمنة بها وتتطور بها ومن خاللها ،هذه عقدة العربي ،يظل طول الوقت يعبر عن إعجازها وإمكاناتها المذهلة ويخجل من جهله للغات أخرى أو يتبجح بها على حساب اللغة األم .دعنا نركب هذا التحدي الجميل ولنتمسك بأن األرض كروية الشكل مهما حاول المتشككون.
أريد أن تضعنا في قلب األجواء التنظيمية لمعرض بلغراد؟
وبالمناسبة كانت تجربة استثنائية بكل المقاييس جعلتني أستبشر خيرا في المستقبل وكما يقول« :درويش على هذه األرض ما يستحق الحياة».
الحظت تواجدا عينيا للسفير المغربي برواقكم .مـــا هــي تقديراتكم لوعي هذا الرجل بالدور الذي يمكن أن تلعبــه الثقافة في التعريف بالمغرب ديبلوماسيا؟
سفير المملكة بصربيا السيد أمين بلحاج كان حاضرا حتى قبل االفتتاح بمعية مجموعة من موظفي السفارة لتجهيز الرواق معي والسهر على كل صغيرة وكبيرة وأقام حفل عشاء على شرف المشاركة المغربية أنا واألستاذ المدالوي الذي قدم محاضرتين هناك تحت عنوان التعدد الثقافي والهوية ،إذ عبر عن فرحه وشكره على مشاركتي لهذه السنة ،وال أخفيك سرا إن قلت لك أنني أول مرة أحس بدفء الوطن، الديبلوماسيا المغربية يمكن أن تجعل من أي مكان من العالم وطنا.
ما هي الصعوبات التي تتصورون أنها قد تواجـه ترويـــج الكتاب المغربي دوليا؟
المطلوب حسب اعتقادي هو أن تكون هناك عزيمة وإرادة حقيقية من لدن صناع الكتاب؛ الكتاب بضاعة يجب تسويقها كما تسوق كل بضاعات الدنيا لذلك يجب البحث عن بدائل عوض الجلوس والبكاء والنحب ،رب ضارة نافعة ،أزمة التوزيع هي التي جعلت العديد من دور النشر تركب مغامرة المعارض ،وفي هذا اليفوتني أن أحيي وزارة الثقافة على مجهودات الكبيرة في دعم الكتاب حتى العديد من المعارض الجهوية والدولية وشكري وامتناني للسيد عبد اهلل صديق مدير المعارض على سعة صدره ودعمه وأحمد السرغيني كذلك ،ويبقى أن النجاح اليمكن أن يتحقق إال بتضافر المجهودات وتغييب الذاتية واألنانية واستحضار المهنية. وحتى نكون منصفين فالمغرب حاضر في العديد من المعارض الدولية في انتظار أن نغطي القرات الخمس ونتغلب على المخاوف التي تسكننا وأن نكف عن االنتقاص من ذواتنا ونركب البحور دون الخوف من الغرق.
مع هذه المشاركات الدولية المتعددة والنوعية ،كيف ترون إمكانية تطوير أداء المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء؟
أول ماينبغي اإلشارة إليه هو أن هناك مبنى ضخم مخصص للمعارض بشتى أنواعها إذ يشتغل على مدى السنة مكون من عدة أجنحه القاعة الكبرى دائرية على شكـل ملعب للثيران بقبة عالية وبهندسة مبتكرة وتعود لعقود من الزمن والتزال البنايات بكل فضاءاتها تحتفظ بكامل بهائها وجمالها والمعرض يجانب نهــر الدانوب األروقــة واألرضيـــة والترتيب والنظافة وكأنك في عرس حقيقي . هناك أشياء أثارتني وربما مميزة لهــذا المعرض بالذات إذ تجد جناحا كبيرا في طابق علوي خصص للكتـاب المستعمل بأثمنــة جد زهيدة وهناك جناح خاص بالكنائس والكاتدرائيات تبيع فيها منتوجاتها وكتبها وحتى وزارتي الدفاع والشرطة لهما أروقتهما ،باإلضافة إلى قاعات للمحاضرات والندوات .باختصار معرض يفتح شهيتك بشراهة لتعانق الجمال والمحبة وتغير نظرتك للعالم.
الجمال هو سر العالم ،الشكل اليمكن إلى ينجح أو يفشل العملية برمتها حتى القنابل يتفننون في تشكيلها وتزينها فما بالك بالثقافة، أال يحق للكِتاب ُ والكتّاب واإلنسان المغربي بشكل عام أن يلج فضاء نظيفا جميال كل رفوفه وأروقته تنشد القديم والحب والجمال ،لذلك فضاء المعرض ينبغي أن يكون محفزا ،الرهان الحقيقي هو في الجيل الصاعد وأطفال اليوم هم كفاءات الغد ،هؤالء هم المغرب المأمول، الكتاب بجميع فروعه ومعارفه وفنونه لن يغير العالم ولكن يمكن أن يغير نظرتنا إلى هذا العالم ،وهذا هو المهم ،كما يقول أخي الكبير والمؤسس للدار خالد سليكي« جاليلي اكتشف أن األرض كروية فغير نظرة اإلنسان إلى العالم ومن هنا بدأت الرحلة».
حضور مؤسسة سليكي أخوين حاضرة بقوة في العديد من المعارض العربية أيضا ،فهناك مواعيد سنوية قارة مثل معرض الدار البيضاء وتونس والجزائر والشارقة والدوحة والكويت وآخرين إذ ال ينبغي نسيان أننا نتقاسم نفس اللغة وبفضل الحضور المغربي وفي هذا أحيي جميع الدور المغربية بالدور الجبار الذي تقوم به في نشر الثقافة المغربية في دول المشرق ،إذ صار الكِتاب والمبدعون المغاربة منافسين أقوياء على المستوى العربي بل ويحصدون األلقاب في كل مجاالت المعرفة. ومن هنا أحيي ،كريم سليكي ،أخي ورفيق الدرب على صبره وتحمله عناء السفر من معرض إلى آخر دون كلل ،ونرسم معا مستقبال نؤمن بأنه أحسن.
صناعة الكتاب في المغرب تسير بخطى واثقة وفي تحسن كبير شكال ومضمونا وهناك إقبال مثير على الكتاب المغربي وبدأ اإليمان بأن الكتاب صناعة يتداخل فيها عدة شركاء من الكاتب أو المبدع إلى الناشر إلى المطبعة إلى الموزع إلى المكتبة وصوال عند القارئ ونحن قطعنا شوطا طويال بدأت خيوط هؤالء الشركاء تتضح وظيفة كل واحد منهم؛ ولكن لي اليقين أن المستقبل أجمل ونحن اآلن نؤسس لهذا المستقبل.
ماذا عن المشاركات العربية األخرى؟
هل حظيت مشاركة «دار سيليكي أخوين» بالعناية الالئقة من قبل السفارة المغربية ببلغراد بصفتها دبلوماسية موازية؟
من هذا المنبر أتقدم بشكري العميق إلى السيد محمد األمين بلحاج سفير المملكة المغربية بصربيا وحرمه السيدة صفاء السجلماسي وكذا السيد أمين العزاوي على حضورهم ودعمهم الالمحدود ومواكبتهم للمعرض طيلة المدة ،كما كانو ا حريصين على أن يكون المغرب حاضرا بطريقة مشرفة ،إذ نظم حفل استقبال في الرواق المغربي حضره العديد من السفراء والشخصيات الديبلوماسية ،كما تم تنظيم لقاء مفتوح مع أعضاء المقهى األدبي الفرنكفوني ببلغراد لمناقشة مجموعة من المنشورات وكذا التعريف بمهنة الناشر ووضعهم في التجربة .
في نفــس السيـاق ،ومع غنى مشاركتكــم ،كيـــف ترون صناعة الكتاب في المغرب؟
كيف تتخيلون الصورة الممكنة التي يمكن أن تدعمكم بها وزارة الثقافة بالمغرب الكتاب المغربي على مستوى النشر والتوزيع واالستهالك؟
كما أشرت من قبل يجب اعتبار الوزارة الوصية على القطاع شريكا وهي أيضا داعم أساسي للمشاريع الثقافية بالبالد ولكنها ليست الوزارة الوحيدة المعنية فكل الوزارات والهيآت الحكومية والخاصة هي معنية بتنمية الثقافة وينبغي أن يكون هم الجميع بدون استثناء ،الكفاءات والنخب التصنعها المختبرات ،الكفـــاءات والنخــب استثمار مضمون تنتجها المعاهد والمؤسسات التعليمية والمكتبات والثقافة ،لذلك مثلما وزارة الثقافة معنية ،فكل القطاعات األخرى معنية.
كلمة أخيرة بخصوص االقبال على الكتاب المغربي؟
الكتاب المغربي بخير ،مهنة النشر تمشي نحو أفق أجمل ،نطمع في أن تكون كل الدبلوماسيات المغربية خارج الوطن حاضرة فنحن نمثل المغرب فليكُ في صدرنا مغرب واحد.
العدد 1020
14
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
من �أعالم طنجة املعا�رصين
األستاذ الدكتور محمد علي بن الصديق
()1
• إعداد :عنان الوهابي ولد األستاذ الدكتور محمد علي بن الصديق بطنجة صبيحة يوم الخميس ثاني جمادى األولى 1373هـ الموافق 7يناير 1954م. تربى المترجم له في أحضان أسرة اشتهر أفرادها بالعلم والتصوف والصالح ،فوالده هو العالمة الفقيه المفتي أبو المجد السيد الحسن بن محمد المنصور بن الصديق الغماري الطنجي (ت 2010م) .ووالدته هي أم لبابة زينب بنت الحاج محمد جابر من مريدي الشيخ سيدي محمد بن الصديق في السلوك والتصوف ( ت2017م). اشتهر أجداده من جهة األب بالوالية والصالح ،منهم السيد عبد المؤمن الكبير ،الذي كان من أولياء القرن التاسع الهجري ،الخامس عشر الميالدي ،ومدفنه بقبيلة بني يزناسن ،ويعرف بأبي القبرين ،وكذا حفيده السيد عبد المؤمن الصغير دفين تجكان ،وجد والده األدنى القطب الشهير السيد أحمد بن عبد المومن ( ت 1262/1845م) أما جده محمد بن الصديق فقد كان غزير العلم ،سالكا طريق التصوف على نهج الطريقة الدرقاوية الشاذلية ،وكان شيخا لها بمدينة طنجة ،حيث بنى زاوية جمعت بين التربية الصوفية وتدريس العلم ،وكان له أتباع وتالمذة من جل أنحاء المغرب. في هذا الجو العلمي تربى الدكتور محمد علي بن الصديق ونشأ ،فبدأ دراسته االبتدائية بمدرسة سيدي المنظري بتطوان سنــة 1960م ،قبل أن تستقر أسرته الصغيرة بطنجة فدرس بمدرسة مرشان سابقا “الحسن األول” حاليا، ثم بإعدادية ابن األبار ،وحين أتم دراسته اإلعدادية ولج ثانوية ابن الخطيب وبها حصّل على شهادة الباكلوريا. وبموازاة مع دراستـه النظامية كان المترجم له يتلقى دروسا خاصة على علماء أسرته الصديقية ،فأخـــذ عن والده العالمة سيدي الحسن بن الصديـق ،دروسا في النحو والصرف واألصول ،وحضر بعض دروسه في التفسير والسيرة والمنطق وشرح بردة البوصيري التي كان يلقيها بالزاوية الصديقية .كما حضر دروس عمه العالمة سيدي ابراهيم بن الصديــق ،فدرس عليه مصطلح الحديث ودروس الحديـــث من كتاب “إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطالني” .مع صحبة وزمالــة علمية امتدّت من سنة 1985م إلى سنة 2003م، فاعتبره المترجم له أستاذه الثاني بعد والده ،رحمهما اهلل تعالى .كما حضر دروس عمه الحافظ السيد أبي الفضل عبد اهلل بن الصديق الغماري الطنجي ،فدرس عليه أجزاء من سنن الترمذي ،وأخرى من كتاب نيل األوطار للحافظ الشوكاني ،بالزاوية الصديقية بعد صالة الصبح .ودرس عليه بمفرده بسطح الزاوية رسالة “نخبة الفكر” للحافظ ابن حجر. هذه الحلقات العلمية النيرة التي جلس فيها إلى علماء األسرة الصديقية األفذاذ، أهلته ليستمد منهم المشروعية ،فأجازوه رواية ودراية ،فأجازه والده أبو المجد الحسن بن الصديق بجميع ما أجازه به شيوخه في العلم ومنها إجازاته من طرف أخويه سيدي أحمد وسيدي عبد اهلل والعالمة األديب مسند زمانه عبد الحي الكتاني وجميع كبار علماء القرويين الذين درس عليهم .وأجازه شيخه وعمه الحافظ أبو الفضل عبد اهلل بن الصديق الغماري إجازتين :عامة وخاصة وعنه أخذ النسبة في الطريقة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا سافر المترجم له إلى فرنسا لمتابعة دراسته بمدينة تولوز بجامعة بول ساباتيي شعبة رياضيات -فيزياء ،لكنه لظروف خاصة لم يكمل دراسته بها. فعاد إلى طنجة وعمل بها مدرسا بإعدادية محمد الخامس. وتاقت نفسه بعد ذلك إلى متابعة دراسته ،فالتحق بكلية أصول الدين بتطوان وتخرّج منها. وقد درس بها على مجموعة من الشيوخ منهم :الشيخ ابراهيم بن الصديق ،والشيخ امحند الورياغلي ،والشيخ محمد الشاط ،واألستاذ عبد السالم الكنوني ،واألستاذ عبد اهلل التمسماني، واألستاذ اسماعيل الخطيب ،األستاذ أحمد الخطابي ،واألستاذ محمد كركب ،واألستاذ أحمد الخياطي ،واألستاذ محمد العاقل ،واألستاذ محمد شالبي ،واألستاذ بوزلماط ،واألستاذ عبد الكريم شهبون ،والشيخ محمد بن يعيش ،والشيخ عبد الهادي احسيسن ،واألستاذ أحمد العسري... عيّن األستاذ محمد علي بن الصديق بعد ذلك أستاذا للغة العربية بالتعليم الثانوي ،ورغم انشغاالته المهنية فإن صلته بالدراسة لم تنقطع وظل شغف وحب العلم يتملكانه فقرر متابعة دراسته العليا ،فالتحق بدار الحديث الحسنية وتخرّج منها حاصال على الشهادة المعمّقة تخصص علوم القرآن والحديث ،وكان بحث تخرجه في موضوع “علو السند المغربي من خالل فهرست التاودي بن سودة”.
انتسب بعد ذلك األستاذ محمد علي بن الصديق إلى كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط وتخلى عن مشروع الدبلوم من دار الحديث الحسنية ،لكنه لم يتخل عن الدراسة فحصل على الشهادة المعمّقة في الدراسات اإلسالمية بها ،ثم دبلوم الدراسات العليا (دكتوراه السلك الثالث) في اآلداب (تخصص حديث) ثم دكتوراه الدولة في اآلداب (تخصص فقه مالكي) . وقد درس في هذه الكلية على مجموعة من األساتذة األعالم منهم :فاروق حمادة ،مهدي بن عبود ،عصمت عبد اللطيف دندش ،محمد المنوني ،د.سلطان ،عبد اهلل الداودي ،محمد العطار، محمد بلبشير ،التهامي الراجي ،الشاهد البوشيخي... فعين إثر ذلك أستاذا مساعدا متدربا بكلية اآلداب جامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة ،ثم انتقل سنة 1988م للتدريس بكلية أصول الدين جامعة القرويين -وقد غيّر اسمها بظهير رسمي إلى “ كلية أصول الدين وحوار الحضارات” -ثم أستاذا محاضرا بها ثم أستاذا للتعليم العالي بنفس الكلية ،والزال يمارس التدريس بالكلية إلى يومنا هذا ،بارك اهلل في عمره ،حيث عمل بالتعليم العالي لمدّة اثنين وثالثين سنة تخرّج على يديه جم غفير من الطلبة حملوا مشعل المعرفة والعلم بربوع المغرب الحبيب. وأشـــرف على العديـــد من البحــوث الجامعية ،وقد تجاوز عدد األطاريح التي أشرف عليها أو ساهم في تقويمها أو مناقشتها المائة بحث على مستوى الدكتوراه والدبلوم فقط ،بله ما دونها من مشاريع الماستر واإلجازة وهي تتسم بالجدّة والطرافة وقد توزعت موضوعاتها في علوم شتى مثل علم الكالم والتفسير والحديث والفقه وأصوله والمقاصد ،لكن الغالب عليها أطاريح في علمي الحديــث والفقــه المالكــي العتبار التخصص. شارك الدكتور محمد علي بن الصديق في نـدوات ومؤتمرات عديــدة ومتنوعـة امتدّت ألكثر من ثالثــة عقــود ،بالمغرب وخارجه سواء بأوربا أو دول الخليج. وله مجموعــة كبيرة من المؤلفـــات والكتب منها ما خرج إلى الوجــود ومنها المرقون الذي ينتظر الطبع والنشر ،ونجد من بين هذه المؤلفات: • كتاب “صحيفتا عمرو بن شعيب وبهز بن حكيم عن أبيهما عن جدهما “ -جمع ودراسة وتحقيق – طبعة وزارة األوقاف المغربية سنة 1991م. • كتاب “ عبد الرحمن بن القاسم وآثره في الفقه المالكي – أصله أطروحة دكتوراه الدولة في الفقه المالكي سنة 1995م . • كتاب “الصحيفة الصادقة لعبد اهلل بن عمرو بن العاص”-أول تدوين للحديث النبوي في عهد النبي صلى اهلل عليه وسلم -جمع ودراسة وتحقيق “ ،تحت الطبع. • “صحيفة معاوية بن حيدة من أوائل ما دون من حديث رسول اهلل “، • كتاب إتحاف القاري بدرر من صحيح البخاري مرقون قيد الطبع. • كتاب “علو السند المغربي من خالل فهرست التاودي بن سودة -وأصله الرد على الحافظ السّخاوي في الفتح المغيث .“ -مرقون لم يكمل. • كتاب منهجية االستنباط عند اإلمام مالك –دراسة أصولية مقارنة -مرقون. • الدرر والفوائد في ترجمة السيد الوالد أبي المجد الحسن بن محمد بن الصديق الغماري” قيد الطبع. • كتاب “ ما ال يسع جهله لطالب الفقه واألصول على مذهب اإلمام مالك وغيره من المذاهب” مرقون ،قيد الطبع . الهامش : )1مصادر ترجمة الدكتور محمد علي بن الصديق :معلومات شخصية أمدني بها ـ مشكورا ـ المترجم له – في ضيافة كاتب ،سلسلة من اللقاءات التي يجريها األستاذ عمر قرباش وتنشر في جريدة طنجة.
15
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
العدد 1020
موائدُ الحرفِ
(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)
بين دفتيّ هذا َ شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريـخ الك ِ ُ ُ ونخيلـــة حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ، واللغـــة واألدب ،وهـــي ٌ وبـــاعــــث على لإلينــاس، تحقيقاتٍ وجواباتٍ ،وتنـــوُّعهـا مجلبـــ ٌة ِ َ ّ التروّح؛ َّ التنقــل بين وتستـــروحُ إلى النمط الواحدَ، ألن النفس تسأمُ ِ ِ ّ أفانين الكالم ..ولعـل القارىء يجـد فيها متنفسـهُ إذا تملكه الضجرُ، ِ ُ الوحشة ..واهلل الهادي إلى سواء السبيل. واستفرغتهُ
� . 83شهاد ٌة نف ً عرفتُ عبد الواحد أخريف التطوانيَّ شاعراً مكثراً ،ونحوياً بارعاً ،ومدرّساً َّ اعة ،وباحثاً في تاريخ تطوان ،وصوفيّاً طرقيّاً في فكره ومشربهِ ..إال َّ أن صيته كان مقروناً بالشعر الذي أخلص له وتبتّل في محرابه عقوداً من الزمن؛ بل إن الرجل لم يزاحمه مزاحمٌ في اعتالء منابر ديوان ٌ ٌ حافل لم ير الرثاء ،وتصدّر قوافل المنشدين في األعياد الوطنية .وقد التأم له من ذلك األهل والصِّحابُ في طباعته ونشره ،فكان َّ ُ يتعلل باإلعوا ِز الماديِّ، النور بعد ،وكم ألحَّ عليه وضيق ذات اليد ! وقد شغفت في ريِّق الشباب وأوائل الطلب بأحاديثه اإلذاعية عن أعالم تطوان ،وكنت أجلس إليها مصغياً مستفيداً ،فيروقني منها حسن التلخيص ،وصفاء الديباجة ،ووكوف الفائدة ..ومن هذه األحاديث استصفى كتابه من (من أعالم تطوان) ،وهو كتاب يسدّ ً ثلمة في تاريخ المدينة على هناته الهيّنات ،ومبالغته الممجوجة في خلع التحليات على المترجمين لهم! وكانت دروسه النحوية والتفسيرية والحديثية ذات صدى مرنان في مساجد تطوان وزواياها، ال وتحقيقاً للمناط ،وتكراراً يعكف على تجويدها ،ويتأنق في إلقائها ،ويطيل النفس شرحاً وتمثي ً للعبارة ،فإذا بالمتن المدروس كالقمر في ليلة إضحيان. ونشاطه في الصحافة موفورٌ مشكورٌ ،فقد رأس تحرير مجلة (األمانة) ،وأذاع مقاالته وقصائده في منابر شتى كـ( :دعوة الحق) ،و(النصر) ،و(المناهل) ،و(األنيس) ،و(األنوار) ،و(العلم) و (النور) ..وما زلت أذكر جيداً مقاله النقديَّ عن كتاب (الثابت والمتحول) ،وكيف فوّق سهامه النقدية لمنظومة أدونيس ومنطقه االستغرابي ،منكراً عليه اجتراءه على الثوابت، وزهده في تراث األمة!
بقلم :قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ محبوه وعارفوه بكلمات رثاء ووفاء ،وبايعه من بايعه بحتريَّ تطوان ،وليس هذا اللقب بهين!.. وكانت األمنية التي تجيش في النفس أن يكرَّم الرجل في حياته؛ فإن الحدا َة جميعاً يحبون أن يسمعوا لحدوهم ً رنَّة وصدى بين رفقاء المسير وإخوان الدَّرب... رحم اهلل أديب النحاة عبد الواحد أخريف ،وأدام عقبه األدبيَّ ،وعوّض تطوان خيراً ،وألهم أبناءها الصبر والسلوان ،وإنا هلل وإنا إليه راجعون.
ٌ طريفة .84
من طرائف البحوث الجامعية ـ أو من طوامِّها ـ أن طالباً قال في رسالتهـ وكنت عضواً مناقِشاً ـ( :كما قلت في موسوعتي الفقهية) ،وقد وردت العبارة في تضاعيف كالم طويل ٍ عزو ! فسألت الطالب وقت المناقشة( :هل ألفت موسوعة فقهية) ؟ فأجاب: الذيول من غير ٍ (ال ..أنا ما زلت مبتدئاً ،وهذه الرسالة باكورتي) ،فقلت له( :فمن أين لك هذه العبارة ؟) ،فبهت وبهت مشرفه !..والعبارة للبورنو صاحب (موسوعة القواعد الفقهية) ،وقد نقل عنه الطالبُ صفحات ولم يعز! ولو تصفح المشرف الرسالة حق التص ّفح ،لما جاز عليه هذا السَّلخ ..ومصائب اإلشراف فنون!
ٌ أ�صولية .85فائد ٌة �
من بواكير النظم األصولي عند المالكية رجزٌ مشطورٌ مزدوجٌ ألبي عبد اهلل محمد بن علي بن عبد الكريم الفندالوي المعروف بابن الكتاني (ت 597هـ) ،وقد احتفظ اللبليُّ بأوله، وضمَّنه فهرسته: الباطل لقمع الفاضــــل= مبتعثِ الحكيـم الحمد هلل ِ ِ ِ الرسْل ِ ِ
وتعجبني من شعره قصيدة (الشعر والحياة) ،وقد نسج فيها على نول الشعراء الحالمين، وكأني به رضيع المدرسة المهجرية أو العصبة األندلسية ،ومن أبياتها الجياد:
اعلمْ َّ اعتبار ثانِ بأن الفقهَ في اللسـانِ= العلـمُ من غي ِر ٍ
يا ظــــالل الحيــاة في ألوانــهِ = ونشيدَ الخلود في ألحانـهِ
بالقطع الشرع = علمٌ لحكـم ثابتٍ أهل وهو في اصطالح ِ ِ ِ ِ ٍ
وزهو افتتانهِ نْـ=ـن وفي سحره الجمال في لوحةِ ال َف ومجالي ِ ِ ِ ُ ـ=ـب سروراً بهِ ،وفي أشجانهِ وحديث الشعو ِر من رعشةِ الق ْل ِ الربيع في إبّانـــــــــــــهِ وربيعاً يدومُ حسْناً إذا وَ ْلـ=ــ َلتْ زهورُ ِ وعبيراً يذكي النفوس السكـــارى=عاشقاتِ القصيدِ في أوزانهِ الكئيب من أحزانهِ الحُبْـ=ـب،ودمعُ أنتَ همسُ الشِّفاهِ في معبدِ ِ ِ إلى أن يقول: امرؤ القيس في ظاللكَ يخطو = والمعري يشجيه شدو حنانهِ القريض يخطــــــرُ تيهـاً = ويُميل الدنا بسحـ ِر بيانـهِ ونبيُّ ِ عمرُ الشع ِر والعذارى مُناهُ = معجباتٌ بشعرهِ وجُمانـهِ (لم تسر أمة إلى الحـــــق إال = بهدى الشعر أو خطى شيطانهِ) ُ الزمان من ألحانـهِ ذاك شوقي ومن كشوقي إذا َغنْـ=ـنى فغنّى بيد أن هذا النَّفسَ الشعريَّ المضواعَ ٌ قليل في شعره على وفرته ،ولذلك كان شعره ـ َّ َّ المصفى ! القريض المعسول المقفى من عندي ـ أقربَ إلى الكالم الموزون ِ وآخر لقاء جمعني بالفقيد كان بدارة األديب الدكتور حسن الوراكلي ـ رحمه اهلل ـ؛ إذ َّ حل ضيفاً مكرَّماً على ندوة (زمزم) ،وتصدَّر للحديث عن مساره الشعريِّ ،وذكرياته في الصبا والمنشأ والتكوين األدبي .ومن طرائف ما ذكر أنه تقدّم بقصيدة في مدح الخليفة السلطاني موالي الحسن بن المهدي العلوي ،فاستدعاه وزيره الشاعر الفحل محمد ابن موسى المنبهي، وراجعه في أشياء من القصيدة ،ومنها تذكيرُ اليد ،وكان سبق قلم من الشاعر! ٍ وقد عقدت جمعية تطاوين أسمير ـ مشكور ًة مأجور ًة ـ تكريماً لألديب الراحل ،أدلى فيه
ثم أصوله على المواضعــــهْ = أدل ٌة تفضي إليهِ قاطعهْ
وكان هذا الرجز من المرويات األصولية الدائرة باألندلس ،ويرويه اللبليُّ عن (الشيخ الزاهد الورع أبي بكر يحيى بن ثابت البهراني عن العالم الزاهد أبي عبد اهلل محمد بن علي بن عبد الكريم الفندالوي المعروف بابن الكتاني) صاحب الرَّجز .وقد وقف عليه المراكشيُّ صاحب (الذيل والتكملة) واستنبله (.)1
ٌ تاريخية .86فائد ٌة
لعلماء المغرب عناية بالغ ٌة بتدوين الكناشات ،والكناشة دفترٌ يودعه المدوِّن النوادر والغرائب واإلفادات والنقول المستحسنة والفوائد الملتقطة ،وقد تزخر بمعلوماتٍ تاريخيةٍ تضنّ بها تصانيف المؤرخين أنفسهم .وقد حرّر المؤرخ األستاذ محمد المنوني ـ رحمه اهلل ـ مقا ًال نفيساً عن (الكناشات المغربية ودورها في الكشف عن الدفائن التاريخية) ،وهو منشورٌ بمجلة (المناهل) المغربية. وقد يكون للعالم كناشاتٌ متعدد ٌة كمحمد بن أحمد العبدي الكانوني الذي وُجد له ما يربو على ( )15كناشة كما أفاده ابن سودة في (دليل مؤرخ المغرب األقصى) ،وقد يكون للعالم كناشة واحد ٌة حفيل ٌة ذات أجزاء ،ومن هذا الصنف كناشة الوزير محمد بن أحمد اليحمدي (ت ؟)، وهي من محفوظات الخزانة الزيدانية بمكناس في عشر مجلدات ضخام. وإن عجبت فاعجب أن المنونيَّ عدّ مجموعات عبد اهلل كنون( :التعاشيب) ،و(واحة الفكر) ،و (خل وبقل) ،و (أزهار برية) في نمط الكناشات( ،)2وفي هذا التصنيف نظرٌ؛ ألن هذه المجموعات كتاب على العادة ـ في أصلها ـ مقاالتٌ منشورة في منابر الصحافة ،فجمعت بين جانحتي ٍ الفاشية بين كتاب مصر :طه حسين ،والعقاد ،والمازني ،ومحمود شاكر ..إذ كانت الصحافة، آنذاك ،حضناً أثيراً للكتبة والباحثين.. ــــــــــــ
)1الذيل والتكملة.332 / 8 ، )2المصادر العربية لتاريخ المغرب.102 / 2 ،
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
العدد 1020
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()920
16
“أصيال :رؤى محلقة في األعالي” (ديوان شعر)
استطاعت مدينة أصيال أن تشكل مصدرا لإللهام اإلبداعي لدى قطاعات
عريضة من زوارها ومن مريديها ومن ضيوفها .واستطاعت فضاءاتها المكانية أن تفتح أبواب التأمل وملكات التخييل ،قصد إنتاج نصوص وأعمال اكتست الكثير من القيم اإلنسانية السامية التي تصنع للمدينة بهاءها الحضاري المتوارث عبر األزمنة والعصور .ال يتعلق األمر بكتابات نوسطالجية حالمة ،وال بأعمال نرجسية مغرقة في تماهيها مع ذاتها ومع عناصر حميمياتها المخصوصة ،بقدر ما أنها أعمال تنحو نحو االحتفاء بخصوبة المكان وبطراوة الوجوه وبعمق الرموز ،ثم تحويلها إلى مجال رحب لالشتغال وللتفكيك واالستثمار ،سردا وشعرا وتشكيال ومسرحا... وإذا كانت مبادرة ترسيخ هذا النهج قد ارتبطت بتجارب الكتابة لدى أبناء المدينة من مبدعين ومثقفين ،مثلما هو الحال –على سبيل المثال ال الحصر -مع أعمال أحمد عبد السالم البقالي ومحمد البوعناني والمهدي أخريف وأحمد هاشم الريسوني ومحمد المليحي وخليل الغريب ومحمد أوالد محند وإدريس علوش ،...فالمؤكد أن األمر يظل أكثر ارتباطا بتجارب رواد المدينة وعشاقها ومريديها ،ممن رمت بهم الصدف إلى ضفاف أحضانها الشاعرية ،فخلفوا عنها كتابات وأعمال ،ال شك وأنها أصبحت مصدرا للبحث في صور التمثالت الذهنية الجماعية التي تخلقها فضاءات المدينة ومكنونات المخيال الجماعي ،مما يسهم في القبض بمعالم الهوية الثقافية المحلية التي تطلب أمر صقلها وترصيصها عقودا زمنية طويلة ،قبل أن تصبح عنوانا لهذا االنتماء الحضاري الذي نستظل بظالله الوارفة تحت اسم مدينة أصيال .ولعل في نصوص إبداعية وتأملية مرجعية لمبدعين مغاربة وأجانب ،خير مثال على هذه الخاصية ،ذلك أن الزوار يلتفتون –في الغالب األعم -إلى الكثير من الجزئيات والتفاصيل المجهرية التي قد ال تثير أدنى اهتمام لدى أبناء المدينة، بحكم انتظامها داخل نسق الحياة اليومية االعتيادية ،والذي ال يستحق –في نظرهم -أن يكون موضوعا للتدوين أو للتوثيق أو لالستثمار .بمعنى آخر ،إن ما قد يبدو اعتياديا لدى صانعي هذه التفاصيل ،قد ال يكون كذلك لدى المريدين من الزوار ،بحكم طابعه المخصوص بسمات قد ال تكون موجودة في أي جزء آخر من العالم غير هذه المدينة .نقول هذا الكالم ،ونحن نستحضر نصوصا تأسيسية في مجال توظيف غنى المكان في إنتاج أعمال وتجارب إبداعية ،كان لها دور مركزي في تخليد الكثير من عناصر التراث الرمزي للمدينة ،مثلما هو الحال مع رواية “المجرى الثابت” إلدمون عمران المالح ،أو مع نص “المقهى األزرق” لنفس المبدع ،أو مع رواية
�أ�سامـة الزكاري zougariousama@gmail.com
“رحيل البحر” لمحمد عز الدين التازي ،أو مع نص “خرائط تمشي في رأسي” ألحمد المديني ،أو مع رواية “أصيال” لجميل عطية إبراهيم ،أو مع نصوص “أصيلة ...أصيلة” لشاكر نوري...، في سياق تدفق نهر “كتابة أصيال” ،يندرج صدور ديوان “أصيال.. رؤى محلقة في األعالي” ،باللغة اإلسبانية ،للشاعر اإلسباني المتيم بحب أصيال خابيير بارييو دي الموطا ،سنة ،1992في شكل احتفاء باذخ بمعشوقة مارست سلطة رهيبة على ذات المبدع وجعلته يترجم ذلك في نصوص ال شك وأنها تعيد اإلنصات لنبض التحول العميق داخل مكونات المكان الثري وعبر مالمح وجوه الناس البسطاء .تحضر فضاءات مدينة أصيال داخل نصوص الديوان كشواهد على أصالة االنتماء وعلى جمال العين الملتقطة لعناصر الخصب والتميز ،مثلما هو الحال مع نص “باب القصبة” أو مع نص “القريقية”. ولعل من مالمح التميز في هذا النمط من التوظيف الشاعري، ابتعاده عن تقديم كليشيهات كارطبوسطالية (بطائق بريدية) براقة ،وكذا عن تقديم رؤى مفرطة في االنغالق وفي التمركز حول شوفينياتها وفي االطمئنان إلى يقينياتها .وفي المقابل ،نحا المؤلف – بشكل واضح -نحو التوثيق لما ال يمكن التوثيق له خارج منطق اشتغال الكتابة اإلبداعية التخييلية .وهي قضايا ،يجد الكاتب المتخصص، بمعناه الحصري الضيق ،الكثير من الصعوبة لإلمساك بتفاصيلها ولتدوينها ولتطويعها في سعيه لتحويلها إلى أرضية للتأمل وللتفكيك
وللتحليل ولالستثمار. يحضر التاريخ بين صفحات هذا الديوان ،كمعالم شاهدة الزالت تبسط سلطتها التاريخية على الساكنة وعلى الزوار ،كما يحضر كوجوه مرت من هنا وتركت بصمات ال تمحى ،مثلما هو الحال مع الملك البرتغالي دون سبستيان الذي قتل في معركة وادي المخازن سنة ،1578 بعد أن كان قد مر من مدينة أصيال في الظروف التاريخية المعروفة ،مخلفا وقائع الزالت كتب التاريخ اإليبيري والمغربي تحفظ تفاصيلها ووقائعها ،وهي الوقائع التي استطاع خابيير باريو دي الموطا توظيف دالالتها التاريخية داخل إحدى نصوصه التخييلية واالستلهامية للديوان .وال شك أن قراءة مثل هذه التوظيفات تساهم في توفير المادة الخام الضرورية للبحث في خصوبة عطاء التاريخ الثقافي المنتج للرموز وللتعبيرات الفنية والجمالية المرتبطة بفضاءات المدينة وبتحوالت تاريخها المديد ،ليس فقط بالنسبة ألبناء المدينة ،ولكن -كذلك – بالنسبة لكل مريديها ولكل عشاقها الذين أصابتهم لوثة فتنة المكان وعمق الرموز وروعة الوجوه.
المهرجان الدولي لسينما المدارس بتطوان في دورته الخامسة 30 – 25نونبر 2019
ندى المسري -تطوان تنظم كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان (جامعة عبد المالك السعدي) وجمعية بدايات بدعم من المركز السينمائي المغربي الدورة الخامسة للمهرجان الدولي لسينما المدارس بتطوان ،وذلك من اإلثنين 25إلى السبت 30نونبر 2019بقاعة المسرح اإلسباني التاريخية بتطوان.. هذا المهرجان الذي يعتبر ملتقى سينمائيا بامتياز لطلبة معاهد ومدارس السينما بالمغرب وخارجه ،يهدف إلى تشجيع المبدعين الشباب من جميع أنحاء العالم سواء كانوا ينتمون لمدارس السينما أو الجامعات أو معاهد التكوين في مهن الصورة السينمائية. وحسب البالغ الصحفي للمهرجان ،فقد عرفت هذه الدورة مشاركة كبيرة وإقباال مهما وهو ما يؤكد نجاح المهرجان وانتشاره وأثره وسمعته االحترافية والمهنية على المستوى الدولي ،حيث تم تسجيل 3200فيلما عبر الموقع الرسمي للمهرجان ،سيتبارى منها 75فيلما تم اختياره من طرف لجنة االنتقاء للمشاركة في المسابقة الرسمية 39 :فيلما روائيا و21 فيلما وثائقيا و 15فيلما تحريكيا .هذه األفالم المتبارية التي تمثل 33بلدا و 63مدرسة ومعهدا سينمائيا من جميع أنحاء العالم ،تحمل في طياتها مضامينا وقيما إنسانية وكونية نبيلة كالتسامح واالحترام والتضامن والعدالة واألخوة والمحبة ،وتتناول عدة تيمات : الهوية، الهجرة ،الشباب ،أزمات المراهقة ،الطفولة ،الوحدة ،السينما ،الشيخوخة ،المصاعب...، يشار إلى أن تنظيم هذا الحدث الثقافي الهام يأتي كتتويج للمجهودات الكبيرة التي تبذلها منذ سنة ،1987مجموعة البحث والدراسات السينمائية والسمعية البصرية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان .وهي رائدة في مجال البحث السينمائي في المغرب .والفضل في ذلك يرجع لمدير المهرجان ورئيس جمعية بدايات األستاذ حميد العيدوني الذي أدمج منذ سنوات ،البحث والتكوين واإلبداع السينمائي :اإلجازة المهنية في الدراسات السينمائية، ماستر متخصص في السينما الوثائقية ،دراسات الدكتوراه في الفنون والدراسات السينمائية والسمعية البصرية والمشهدية وتنظيم هذا المهرجان الدولي.
العدد 1020
م�ست�رشقون �أن�صفوا العرب
17
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
فيديريكو أرابوس مستعرب إسباني أحب العرب ودافع عن قضاياهم
مدخل: ربما كانت إسبانيا أخصب دول أروبا في االنفتاح على الثقافة العربية واإلسالمية منذ سقوط غرناطة سنة 1492م وإلى اليوم .وقد تنامت هذه الثقافة بين مد وجزر ،وكان االهتمام أكثر باألندلس حضارة وثقافة وعلما وأدبا وفنا .وكما يرى للمستعرب (خوسي ميكيل بويرتا) «أن دراسة العربية والتاريخ العربي ال تعني دراسة ثقافة أجنبية ،وإنما هي جزء من تاريخ إسبانيا ...فأنا أدرس تاريخ بالدي المكتوب من اليمين إلى اليسار»(.)1 إذا فإن االستعراب اإلسباني له مزاياه الخاصة التي هي نتائج التاريخ وأيضا نتاج ألعمال المستعربين أنفسهم ،وعدد هذه األعمال والدراسات في تزايد مضطرد دائما ،وتطورت مهامه داخل مجموعة من المستعربين المعاصرين .تقول الدكتورة نيبيس باراديال الباحثة والكاتبة وأستاذة بجامعة أوتونوما إنه خالل عقد السبعينيات من القرن الماضي تداعى فريق من المدرسين الجامعيين المتحمسين حول بيدرو مارتنيث مونتابيث في جامعة «أوتونوما» بمدريد ،التي كانت سباقة إلى هذا التوجه الجديد لالستعراب االسباني ،وفتحوا قاعات الجامعة الستقبال المعارف المتعلقة بالثقافة العربية الحديثة ،ولم يهملوا دراسة التاريخ وال الثقافة والفكر الكالسيكي ،لكنهم فتحوا المجال لدراسة األدب العربي الحديث، وعلم االجتماع في العالمين العربي اإلسالمي والفكر اإلسالمي المعاصر .وقد طرحت للبحث قضايا الشعوبية ،أو ملوك الطوائف ،وكذلك القومية العربية وموضوع المرأة العربية ،وبدأت دراسة وتحليل آثار الجاحظ وطه حسين وفدوى طوفان والبياتي والسياب ،...ألن الهدف كان التوسع وليس االختزال واألهم من ذلك ،كان المقصود هو الحصول على االعتراف من الجامعات اإلسبانية والمجتمع اإلسباني ككل بهذه المهمة لكي يبدأ االهتمام بالتطورات الجارية في عالم قريب جدا منا جغرافيا وثقافية ومتابعتها ...عالم متزايد األهمية ومجهول المصير في الوقت ذاته»( .)2ومن بين هؤالء المستعربين الذين اتجهوا نحو هذه الوجهة الجديدة نذكر المستعرب فيديريكو أربوس الباحث والمترجم ،له نشاط علمي وجماهيري ملحوظ في مجال الدراسات االستعرابية ،وخاصة في ميدان الشعر العربي المعاصر. من هو فيديريكو آربوس؟ من مواليد 13فبراير 1946م ،حاصل على شهادة الدكتوراه في اللغات السامية من جامعة مدريد (كومبلوتنسي) شغل أستاذا لألدب العربي الحديث والمعاصر بنفس الجامعة .تقلد بعد ذلك مناصب مهمة بوزارة الخارجية اإلسبانية (مترجما ومحررا بقسم الشرق األوسط) .مارس الكتابة والترجمة من اللغة العربية إلى اإلسبانية ،وخصوصا الشعر العربي المعاصر( .ترجم لعبد الوهاب البياتي -وأدونيس وشفيق الكمالي ،وحسن عبد اهلل القرشي (سعودي) ،ومحمد بنيس، ونجيب محفوظ ،وبنسالم حميش .)...كان مسؤوال عن المركز الثقافي اإلسباني في االسكندرية ( )1997 - 1993ومديرا لمعهد سيرفانطيس بالقاهرة (2000 2003م) وفي الدار البيضاء بالمغرب .ومديرا لنفس المعهد في بالرباط منذسنة 2007م ،إلى أن أحيل على التقاعد .كانت مواقفه المناصرة للقضايا العربية بكل ما لها من تبعات تحسب عليه من بعض الدوائر المناهضة للعرب .وقد عرف بذلك داخل إسبانيا وخارجها .كم جادل وناهض ودافع وناظر على شاشة التلفيزيون اإلسبانية أو في مؤتمرات وندوات ومحاضرات عن العرب وقضاياهم الشائكة منها أو العابرة.حصل على جائزة الترجمة سنة 1988م وهي جائزة ذات أهمية كبيرة تشرف عليها وزارة الثقافة واألكاديمية الملكية للغة باسبانيا. ترجم إلى اللغة اإلسبانية مع األستاذ (سيرافين فانخول) رحلة ابن بطوطة تحت عنوان (ابن بطوطة من خالل اإلسالم) .وصدرت عن دارEDITORA: NACIONALبمدريد سنة 1981م. لقاء صدفة بالعالم العربي: يقول آربوس في حوار معه ...« :كانت بداية لقائي بالعالم العربي مصادفة، فقد بدأت دراستي الجامعية في كلية الطب ولكني لم استمر بها سوى أربعة أشهر ثم في كلية الطب ولكني لن استمر بها سوى أربعة أشهر ثم التحقت بكلية الفلسفة واآلداب للتخصص في اآلداب اإلسباني ،ولكن القدر تدخل ليحول مجرى حياتي إذ كان أستاذ األدب اإلسباني سيئا للغاية بينما جدب انتباهي أسلوب أستاذ اللغة العربية كما جذبتني اللغة كلغة غنية في التعبير وكونها لغة ذات إمكانيات عظيمة وكانت هذه بداية الطريق»(.)3 جذبته اللغة العربية بسحرها وغناها لينغمس في شعرها الحديث الذي استأثر به واهتم بجماله ومعانيها ،فاختار الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي فترجم أشعاره (ثمانية دواوينه) وأعد رسالة الماجستير عن شعره في المنفى، والدكتوراه عن األسطورة في شعره« .إن تخصصي في ترجمة الشعر العربي المعاصر وخاصة شعر عبد الوهاب البياتي وأدونيس يرجع إلى اهتمامي باألدب العربي عامة وبالشعر خاصة ،وعند اختيار موضوع بحث التخرج تناولت مع أستاذي بيدرومارتنيث مونتابيث عدة موضوعات من بينها البياتي كواحد من كبار الشعراء في ذلك الحين ،أي في أواخر الستينات. ومن خالل دراستي لهذا النوع من الشعر تفتحت لي مجاالت جمة لتعريف القارئ اإلسباني بوجه من أوجه األدب العالمي. ومازلت أبذل جهدا في هذا الطريق الشاق ألن ترجمة الشعر من لغة إلى أخرى عمل شاق ولكنه في الوقت ذاته عمل مرض خاصة عندما تتوصل إلى التعبير عن المعنى بدقة»(.)4 هل يترجم الشعر؟ فعال ،إن ترجمة الشعر صعبة وقد نبه إلى ذلك الجاحظ منذ قرون ،ويرى (أوكتافيوبات) في دراسة له عن (الترجمة: األدب واألدبية) التي يقول فيها « إن الحكم الكبير حول إمكانية الترجمة سقط على الشعر ،وهو حكم فريد ،وإذا تذكرنا بأن الكثير من األشعار الممتازة في كل لغة من لغات الغرب هي ترجمات ،وإن الكثير من تلك الترجمات هي أعمال لشعراء كبار .منذ سنوات حدد الناقد واللغوي الفرنسي (جورج مونان) في كتابه الذي عالج فيه قضية الترجمة المدلوالت الدالة للنص ،غير أنه يكاد يكون اإلجماع جول الرأي الذي يحكم على استحالة ترجمة المدلوالت التي تدل على أكثر من معنى. إن واقع األصداء واالنعكاسات والعالقات بين الصوت والمعنى ،فالشعر هو نسيج من الدالالت ،إذا فهو ال يترجم ...والكثير من الشعراء المعاصرين يؤكدون باستحالة ترجمة الشعر ،أحيانا يهز مهم حب غير معتدل للمادة الشفاهية أو ألنهم وقعوا في فخ الذاتية»(.)5 وللمستعرب اإلسباني بيدرومارتنيث مونتابيث رأي أصبح راسخا في تجربته ومواقفه وهو يتمثل بضرورة أن تكون الترجمة بصيغ شعرية ،كما ينبغي أن توضع المترجمات في إطار شعري ،وإن أكثرية النصوص العربية المعاصرة التي ترجمت إلى بعض اللغات ،وبالذات اللغة اإلسبانية تحس فيها بغياب البعد الشعري ،وهي في بعض األحيان تكون خالية من أية مادة أدبية أو شعرية بمعنى الفن ...والمترجم ينبغي أن يأخذ في االعتبار ضرورة إبراز المستويات األسلوبية واللغوية المتباينة في النصوص األدبية ،وأن يبرز المستوى الشخصي الفني لكل أديب(.)6 ويبدو أن المنهجية التي ينهجها فيدريكو آربوس في تعامله مع ترجمة الشعر يمكن تلخيصها حسب رأيه ،وهي محاولة فهم القصيدة أوال ،ليس فقط معاني الكلمات ،بل كل ما يتعلق بها من ثقافة ،ثم يترجمها بحيث يقرأها القارئ اإلسباني كما لو كانت قصيدة مكتوبة أصال باللغة اإلسبانية ،كذلك يحاول الحفاظ على اإليقاع الداخلي للقصيدة وتجنب أي محاولة نقل آلي للوزن أو القافية حتى ال تتحول الترجمة إلى مجرد شرح للقصيدة وهذا بعيد عن مهمة الترجمة(.)7 ولكن هذا ال يخلو من الصعوبات ،ولعل أبرزها اختالف البنية في اللغتين :العربية واإلسبانية .فهناك تركيبات في قواعد اللغة العربية تستخدم في الشعر ألنها تتوافق مع اإليقاع الشعري والعروض كذلك بالنسبة ألوزان الشعر الحر «ولهذا يلجأ المترجم أحيانا إلى محاورة الجملة حتى يتوصل إلى نقل المعنى الصحيح .أنا أترجم القصيدة ترجمة حرفية أوال ثم أحول التركيبات اللغوية والشعرية إلى أبيات إسبانية مع وجود األصل العربي كمرجع»(.)8 وتجدر اإلشارة هنا إلى أن آربوس كان سباقا إلى ترجمة الشعر السعودي المعاصر إلى اللغة اإلسبانية ،فقد ترجم مختارات من أشعار حسن عبد اهلل القرشي.
-
بقلم الباحث :
محمد القاضي
لماذا التركيز أكثر على شعر البياتي؟ «ركزت جهودي على الدراسة وترجمة الشعر العربي المعاصر وبشكل خاص من خالل أعمال الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي.)9(»... وقد خص هذا الشاعر بدراسة قيمة تحت عنوان (الموت في الحياة) كتعبير عن المواضيع المحورية في شعر عبد الوهاب البياتي) ألقاها في مدريد يوم 29فبراير 1980م بمناسبة األسبوع الثقافي العربي ،ومما جاء فيها: في سنة 1968م ،نشر عبد الوهاب البياتي ديوانه (الموت في الحياة) الذي نعمل على تحليله في هذه الدراسة ،حيث نجد أن األساطير التي تستخدم كما هي في صفحاته هي أساسا أساطير تموز وعشتار والمجموعة األسطورية البطولية كملحمة جلجامش التي ترغمنا على طرح قضيتين سابقتين حول األساطير عموما وحول األساطير البابلية خصوصا ...إن البياتي يكثف كل هذه المادة األسطورية في ديوانه وذلك في عالقة جدلية من توتران وتناقضات :التناقض المضاعف موت -حياة /موت -بعث ،التي تعبر عنها استعاريا األساطير المتداخلة ل :عشتار وتموز. تبدو دائما مقترنة بالتوتر طبيعة -ثقافة /حرية -نفي تمثلها ملحمة جلجامش التي يأخذ منها الشاعر جمال وحتى أبياتا كاملة .وأكثر من ذلك داخل هذه الثنائية األخيرة يورد توثرا جديدا .التوتر الذي أحدثته الثقافة -النفي المعبر عنها بواسطة الرمز األسطوري للمدينة «هي ستيل» في مواجهة الثقافة -الحرية التي تعكسها أسطورة المدينة المثالية .كل ذلك يبقى مؤشرا في إطار فسيح جدا أمام المكان -زماني .ابتداء من اآلثر الذي تركته في أبيات وقصائد تلميحات أدبية - ثقافية وآيات قرآنية معينة حتى انتقال وانصهار هذا العالم األسطوري والرمز في عصر الحالي .معناه أن البياتي يعيد خلق وإعداد األساطير السالفة الذكر في مدلول ثوري .على أي حال .ثالثة هي النماذج األسطورية الرئيسية التي نجدها ماثلة في ديوان (الموت في الحياة) وهي : - 1المدينة المثالية ونقيضها المدينة العدائية - 2البطل «الثوري» - 3رمز الحب الخالد :منبع أولي للوجود .للذي تجسده عائشة(.)10 كما خصص ترجمة (الذي يأتي وال يأتي) للبياتي إلى اللغة اإلسباني .بمقدم رائعة ،باعتباره أول عمل كامل للشاعر يترجم إلى اللغة اإلسبانية ،فقد فضلت أن أقدم للقارئ اإلسباني العمل األكثر تكامال في بنيته .والذي رسمت فيه النماذج األسطورية والرمزية بدقة أكبر .والحق أن كثيرا من التعبيرات (الموتيفات) والموضوعات الرئيسية التي جاءت في ديوان (الذي يأتي وال يأتي) نجدها مصوغة من جديد أو متوسعا فيها في ديوان (الموت في الحياة) وليس هذا فقط وإنما تأتي أيضا متبلورة كعنصر رئيسي في القصائد األكثر أهمية .والبنية الشعرية التي بدأت مع ديوان (الذي يأتي وال يأتي) ندخل بنا في إحداثيات تاريخية أسطورية. وتجعلنا نفكر في طبيعة العمل األدبي نفسه(.)11 ابن بطوطه من خالل اإلسالم: قام المستعرب اإلسباني فيديريكو آربوس بتوجيه اهتمامه أيضا إلى األعمال الكالسيكية العربية في القرون الوسطى ،فترجم «رحلة ابن بطوطة» مصحوبة بدراسة ومقدمة بالتعاون مع رفيقة األستاذ سيرافين فانخول في سبعين صفحة مرفوقة بثماني خرائط للطرق التي سلكها في تنقالته ابن بطوطة انطالقا من مدينة طنجة مسقط رأسه ،وصوال إلى مصر والشام والجزيرة العربية وإفريقيا الوسطى والشرقية وتركيا وجنوب روسيا ،وبالد فارس والهند والجزر المجاورة لها واندونيسيا والصين وقد تطرق المترجمات لدراسة تحليلية ألدب الرحالت العربي وحياة ابن بطوطة ورحلته مع تقييم ألدبه واألهمية التاريخية للكتاب. وتمكن المترجمات كذلك من تحقيق وإنجاز عمل جدي في محاولة لدعم التقارب بين الثقافتين العربية واإلسبانية وتسليط الضوء على كتاب له أهميته التاريخية والعملية واألدبية والسوسيولوجيا. والغريب في الموضوع هو أن عددا من الشعوب التي زارها ابن بطوطة وجدت في رحلته مرجعا أساسيا الكتشاف جزء مهم من تاريخها .كما أن اللغة المستعملة في الترجمة سليمة وسهلة مما يجعل فهمها في متناول جميع القراء إن عملهما يستحق التنويه. إن أعمال آربوس إلى جانب أعمال أخرى لمستعربين إسبان أمثال مونتابيث، وكارمن رويث برافو ،وماريا خيسوس فيغيرا ،وخوسي ماريا فورنياس ،وخوليو كورتيس وغيرهم الذين يشكلون نخبة ممتازة ،عرفوا بجديتهم على مستوى الثقافة اإلسبانية ليس في إسبانيا وحدها، وإنما في العالم الناطق باللغة اإلسبانية ،يضاف إلى ذلك أن اإلهتمام بالثقافة العربية في إسبانيا في السنوات األخيرة يدعو إلى التفاؤل ،ويندر أن يمر شهر دون أن يصدر كتاب عن الثقافة العربية تأليفا أو ترجمة .ويرى آربوس إنه: ابتداء من عام 1960م ،ازداد عدد الدراسات العامة والتراجم األدبية بشكل ملحوظ ألسباب مختلفة؛ كما أن األجيال الجديدة من المستعربين اإلسبان ،وغالبيتهم من الجامعيين وأيضا من الباحثين والمترجمين غير الجامعيين ،بدأوا في االهتمام بالمشرق األدنى واألوسط بشكل عام ،وبالعالم العربي المعاصر بشكل متزايد. كما أن ٌ األقسام األكاديمية المتخصصة في دراسة اللغة واألدب العربي تزايدت وتعددت موادها الدراسية ،ليس فقط في جامعات مدريد وبرشلونة ،ولكن أيضا في كليات اآلداب بجنوب إسبانيا (غرناطة إشبيلية ومالقة) أو في الشرق اإلسباني. باإلضافة إلى ذلك ،فإن دور النشر العامة والخاصة بدأت في اإلهتمام بشؤون العالم العربي واإلسالمي ،حيث نرى ظهور سالسل من المطبوعات التي تركز على ترجمة النصوص األدبية العربية من العصور الوسطى والمعاصرة بشكل خاص. إن أعمال االستعراب اإلسباني الجديد التي تحول كصر الدائرة الضيقة للعلماء والمتخصصين سواء عن طريق دور النشر أو النشر الدوري ،هي نتاج عمل البروفيسور مارتينيث مونتابيث ومجموعة من المستعربين الذين اجتازوا مرحلة التأهيل، خالل منتصف أو نهاية الستينات مثل :فيغيرا ،بييغاس ،فانخول ،ديل آمو ،غارولو ،رويث برابو ،وأنا أيضا من بين آخرين عديدين(.)12 ويبرئ االستعراب اإلسباني من احتمال ولو من بعيد عن استغالله كدعامة فكرية أو ثقافية لإلمبريالية بأي شكل من األشكال .فهدفه كان وما زال هو االهتمام بالبحث ومعرفة العالم العربية المعاصر ،وتعريف المواطن اإلسباني عامة والجامعي اإلسباني خاصة بهذا العالم(.)13
الهوامش : )1صحيفة (العلم) عدد1/6/2002:م. )2حوار معه في مجلة آفاق عربية /1986 - 4ص.122 : )3انظر صحيفة الشرق األوسط ،عدد12/1994 /4 :م ،ص.17: )4نفس المرجع. )5انظرCUADERNOS MARGINAKES -N 18 :وقمنا بترجمة الدراسة إلى اللغة العربية مع إدريس المصمودي ،نشر في (االتحاد االشتراكي) -الملحق الثقافي -عدد 4 :يوليوز 1993م ،ص.6-7 : )6انظر حوار معه في مجلة آفاق عربية /عدد /1986 /4 :ص.122 : )7حوار معه /مرجع سابق. )8المرجع نفسه. )9حوار معه في صحيفة (العلم) المغربية /عدد / 24 :نونبر 1996م /ص.12 : )10أنظر ترجمة هذه الدراسة إلى العربية في صحيفة (الميثاق الثقافي) في ثالث حلقات :ماي 1994م ترجمها :عبد السالم مصباح ومصطفى عائشة. )11انظر المقدمة مترجمة إلى العربية في مجلة (فنون العراقية) عدد :نونبر 1981م ص .53 – 52 :قام بترجمتها حامد أبو أحمد. )12حوار معه في صحيفة (العلم) مرجع سابق. )13المرجع نفسه.
العدد 1020
18
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
الديمقراطية التشاركية في ضيافة مخيم شبابي بوزان
لعبة السودوكو ()481 أصل اللعبة
لعبة السودوكو اليابانية األصل « ،»SUDOKUكانت معروفة منذ الثمانينيات في اليابان ،إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة .2005
معنى كلمة سودوكو
كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية ()Nikagiru Sujiwa Dokushin وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة .Nikol
كيف تلعبها ؟
اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة ،وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل منطقة مكونة من تسع خانات ،وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من 1إلى ،9حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه أو السطر أو القطر ،وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات.
مفيدة لكن معقدة
اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق ،ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد ،حسب الفئة المستهدفة.
وزان :محمد حمضي
إذا كان « الشباب هو الزمن الذي أمامنا» كما سبق وجاء ذلك على لسان الرئيس الفرنسي فراسوا ميتران، وهو يقدم تعريفا دقيقا لهذه الفئة ،فإن بالدنا التي تمد جسور التواصل مع العالم ،في حاجة ماسة لتأطير هذه الفئة العريضة من بناتها وأبنائها ،وتقوية قدراتهم، والتفاعل السريع وااليجابي مع انتظاراتهم لمواجهة كل تحديات المستقبل ،وجعلهم في منأى عن التيارات الهدامة التي تصطاد في بركة أوضاعهم االجتماعية الصعبة . في هذا السياق ،ومساهمة منها في تسليط كشافات الضوء على ما جاء به دستور 2011من أحكام أفاضت في توسيع المشاركة المواطنة ،ومن أجل االرتقاء بأداء المجتمع المدني بإقليم وزان ،نظمت المديرية اإلقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة مخيما شبابيا خالل أيام 12/11/10/9نونبر الجاري ،تمحورت ورشاته حول «المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية ». المخيم الشبابي الذي استضــاف أشغالــه وفقراته الفنية ،المركز المتعدد االختصاصات ،بجماعة عين بيضاء
الترابية ،الواقعة تحت النفوذ الترابي إلقليم وزان ،كان الشباب المشارك فيه القادم من مختلف الجماعات الترابية باإلقليم( ،كان) على موعــد مع أربـــع ورشات تكوينية، أحاطت الورشة األولى بموضوع اإلطار القانوني المنظم للجمعيات .ومنها سينتقـــل المشاركـــات والمشاركون في ورشتين الحقتين إلى تعميــق النقاش في مفهوم الديمقراطية التشاركية وسياق اعتمادها في دستور ،2011والقوانين المنظمة آللياتها المتعددة .وألن الديمقراطية التشاركية لم تأتي كبديل عن الديمقراطية التمثيلية فقد التقى شباب المخيم مع رئيس جماعة عين بيضاء في ورشة الشباب والعمل الجماعي . يذكر بأن المخيم الشبابي انطلقت أشغاله بجلسة افتتاحية ترأستها المديرة اإلقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بوزان ،كما أن مختلــف الورشات صادقت على جملة من التوصيات تتجه كلها نحو جعل الشباب فاعال في مسلسل التنمية ،وذلك بتعزيز وتوسيع دائرة المشاركة المواطنة ،وضخ جرعات من المصداقية في هذه اآلليات التي تشكل هيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع للجماعات الترابية إحداها .
حل السودوكو لجميع إعالناتكم اإلشهارية واإلدارية يف جريدة
االتصال على الرقم : 0539943008
رقم 481
سرعة المالحظة
بين الصورة واألصل 7اختالفات ،حاول أن تهتدي إليها.
صفحة
19 �إعداد :م�صطفى ال�سباعي
العدد 1020
الثالثاء � 19إلى 25نوفمرب 2019
مجرد رأي :
هل هي بداية نهاية المدرب الوطني خاليلوزيتش
رغم األداء الضعيف والنتائج السلبية في المباريات األربــع الودية التي خاضها مع أسود األطلس حاولنا قدر المستطاع عدم التسرع والحكم على مصير المنتخب الوطني حتى ال نتهم بالسوداوية ومحاولة عرقلة مسيرة المدرب وحيد خاليلوزيتش. لكن من خالل أول مباراة رسمية لالسود مع منتخب موريتانيا وهو من المنتخبات الصاعدة التي الزالت تحاول شق طريقها أن نتعادل بميداننا وأمام جماهيرنا ونضيع نقطتين ثمينتين فهذا أمر ال يبشر بخير. ويجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا بخصوص مصير الفريق الوطني في هذه التصفيات وخاصة إذا ما انهزمنا يوم الثالثاء خارج الميدان أمام منتخب بوروندي الذي انهزم بثالثية أمام منتخب إفريقيا الوسطى ويسعى للتعويض. والسؤال الذي بدأ يطرح بقوة بعد التعادل أمام منتخب موريتانيــا هل سيستمر خاليلو زيتش في منصبه؟ إنه هو المسؤول األول عن هذا التعثر ومن جاء به وتعاقد معه ونصبـــه يتحمل هو اآلخر المسؤولية ألن أي نتيجة من غير االنتصار أمام بوروندي وهو أيضا من المنتخبات الضعيفة قاريا سيعيدنا إلى الصفر وسيجعل إقالة المدرب وحيد خاليلوزيتش أمرا ضروريا ويصبح التساؤل عن المبلغ الذي يتوجب على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم دفعه إلقالته ،وهل سنبقي عليه حتى ولو تعثر مستقبال تالفيا ألداء الشرط الجزائي؟ أسئلة أصبحت تطرج بإلحاح بعد اإلخفاق أمام منتخب موريتانيا. المدرب خاليلوزيتش وفي محاولة منه المتصاص غضب الجميع وتهدئة األوضاع ،قال في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة. «المنتخب المغربي يحتاج للدعم لتفادي ممارسة الضغط على الالعبين من خالل االنتقادات التي تشتت تفكيرهم.».. وختم بالقول« :المنتخب المغربي يحتاج إلى انتصار واحد من أجل استعادة الثقة وإعادة االستقرار». إذن انتظروا االنتصار األول...
3مدربين على رادار اتحاد طنجة لكرة القدم
هشام الدميعي
محمد أمين بنهاشم
عزيز العامري
بعد فشل المفاوضات مع اإلطار الوطني جمال السالمي الذي انتقل رسميا لتدريب الرجاء الرياضي فتحت اللجنة المؤقتة المكلفة بتصريف األعمال باتحاد طنجة مفاوضات جديدة من أجل التعاقد مع مدرب جديد لخالفة الجزائري نبيل نغيز الذي تم اال نفصال عنه بعد اإلقصاء من مربع نهاية كأس العرش على يد فريق حسنية أكادير . وعلمت «المنتخب» أن ثالثة مدربين مغاربة يوجدون حاليا على رادار اتحاد طنجة ويتعلق األمر بكل من هشام الدميعي و محمد أمين بنهاشم وعزيز العامري.
تأجيل الجمع العام للمغرب التطواني قرر فريق المغرب التطواني تأجيل جمعه العام السنوي العادي للموسم الر ياضي 2019-2018إلى يوم الخميس 5دجنبر المقبل بعد أن كان مقررا عقده الخميس 14 نونبر الجاري. ويأتي قرار التأجيل رغبة من المكتب المديري للنادي في احترام جميع الضوابط القانونية والتنظيمية المتعلقة بالجموع العامة وفقا لنظامه األساسي ولقانون التربية البدنية .30.09
بعد تراجع الرئيس عن االستقالة ...أزمة اتحاد طنجة في طريقها إلى الحل
احتضنت قاعــة الندوات بملعب ابن بطوطـة مساء الجمعة اشغال الجمع العام االستثنائي لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم. هذا الجمع الذي جاء بعد فترة فراغ عاشها النادي جراء االستقالة الجماعية التي قدمهــا المكتب المديري بعد الهزيمة اإلقصاء من كأس العــرش والتي كان من مخلفاتها االنفصال عن المدرب الجزائري نبيل نغيز بعد أربع دورات. افتتح الجمع بكلمة للسيد سيف الدين النايب رئيس لجنة تصريف اال عمال اوضح فيها أن طنجة تعيش لحظة مع التاريخ ومع التصحيح معلنا افتتاح أشغال هذا الجمع االستثنائي .مبرزا أن مهمة اللجنة كانت تتمثل في سد الفراغ ومحاولة التفاوض مع مدرب جديد لإلشراف على الطاقم الفني للفريق. وأوضح ضرورة الحسم في الوضعية التي يعيشها الفريق مؤكداان اتحاد طنجة فريق كبير. إثر ذلك تنــاول الكلمة السيد عبد الحميد أبرشان الرئيس المستقيل وبنبرة حزينة أشار إلى المجهودات التي بذلها برفقة المكتب المسير لمدة سبع سنوات والنجاحات التي تحققت وأدت إلى الظفر بلقب البطولة االحترافية ألول مرة في تاريخ فارس البوغاز رغم قلة اإلمكانيات حيث بذل المكتب المسير جهودا جبارة وقام باتصاالت شخصية بمؤسسات ومحتضنين من أجل إيجاد موارد مالية بعد توقف منح السلطات المحلية. وبعد هذه الجهــود الجبارة كنـــا نتمنى ونأمل ألن يساندنا الجميع وتكون لدينا ميزانية قوية بعدما أحرزنا المرتبة الخامسة بمبلغ 26مليون درهم ...لكن عوض أن نجد المساندة والدعم لم نجد سوى من يتهمنا و يهدم كل ما بنيناه في سنوات. لقد سمعنا السب والشتم والرشق بالحجارة ..هل هذا هو الجزاء. لذلك يقول أبرشان لم أعد قادرا على الذهاب إلى الملعب الذي أصبح بالنسبة لي وألوالدي نقطة سوداء ومصدر إهانة ألعضاء المكتــب وحتى مداخيل الملعــب اصبحت هزيلة بفعـــل بعض التصرفات الطائشــة مثل اطالق الشهب االصطناعية مما يؤدي إلى غرامات مالية تثقل كاهل الفريق. وأمام كل ذلك قررت تقديــم االستقالة و طلبت من الجميع تحمل المسؤولية ووضع القطيعة مع مثل هذه
األعمال حتى يتمكن الفريق من مواصلة السير. وبعد أن شكر لجنة تصريف األعمال على ماقامت به طيلة اسبوعين أكد أبرشان أن استقالته الرجعــة فيها وشكر كل من له نية حسنة من رجال أمن ووقاية مدنية وقوات مساعدة ورجال إعـــالم وكل من واكــب مسيرة الفريق وأعلن انسحابه. وتنـاول ممثل وزارة الثقافـــة والشبيبـــة والرياضة الكلمة فأكد أنه بعد التاكيد تم اإلعالن عن استقالة الرئيس دون التوصل باستقالة المكتب مشيرا إلى أن للمنخرطين الحق فيطلب النظر في استقالة الفريق. وإثر ذلك تناول الكلمة عدد من المنخرطين فطلبوا من الر ئيس سعة الصدر رغم ما تعرض له من سب وقذف وكالم ساقط وألحوا على : ضمان مواصلة مشواره كرئيس للفريق إلى غاية انتهاءالموسم الكروي الحالي. إجراء عملية مسح شاملة للفريق. ضرورة وضع النقاط على الحروف بخصـوص شيءغامض بين الجماهير واحد األعضاء غير المرغوب فيه من قبلهم. رسم خطة طريق على المدى المتوسط- هيكلة جديدة للمكتب المسير. تخفيض ثمن االنخراط لتوسيع قاعدة المنخرطين. إنقاذ الموسم من الضياع. تهديد المستشهرين باال بتعاد نظرا ال رتباظهمبشخص أبرشان. تشكيل لجنة إلعادة ترتيب البيت الداخلى التحاد طنجة.وتعيين مدرب جديد للفريق. الرئيس شكر المنخرطيــن وطالب بضرورة محاسبة الذين يبثـون الفوضى وهــددو سيف الدين النايب أمام الجميغ أن الرئيس عبد الحميــد أبرشان وأمــام ضغط الجميع قرر التراجع عن االستقالة. وباإلجماع رفض المنخرطون استقالة الرئيس الذي غادر القاعة. وبعد انتظــار أعلن سيــف الدين النايب أن الرئيس ورضوخا عند طلب الجميـــع تراجــع عن قرار االستقالة وسيعقد ندوة صحفية في القريب.
الثالثـاء � 19إلى 25نـوفمرب 2019
العدد 1020
تذكرة سفر
احللقة األولى
لقاءات حوارية ،في حلقات متسلسلة ،مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي والعربـي واإلنساني ،تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة ،وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل. • عبد اإلله المويسي
اإلعالمي والناقد السينمائي
نور الدين ال�صايل المحور األول ـ المسار الخاص ـ
يحضر األستاذ نورالدين الصايل ،في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي والمجتمعي الوطني ،بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام .فهو اإلنسان أوال ،وهو الباحث والكاتب واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما ،وهو المدير السابق لقناة 2Mوالذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية ،وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها. تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفر» ،من خالل جلسات حوارية حول مشوارات حياته نقدمها للقارئ تباعا.
ـ األستاذ نورالدين سنبدأ معك الحديث، بصفتك واحدا من الشخصيات العمومية بالمغرب والتي شغلت الرأي العام بحضورها الالفت ،عن المراحل األولى من حياتك. أكيد أن الكثير من المغاربة يرغبون في معرفة حياة هذه الشخصية ،خصوصا بعض التفاصيل المؤثرة في مسارك .واسمح لي أن أبدأ معك من خصوصيات طفولتك؟ ـ نعم ،وكما يعلم الجميع فإن بداياتي األولى كانت بمدينة طنجة حيث ولدت .وأنا أتصور أن التأثير األول الذي يمكن أن أكون قد خضت له في طنجة هو أن هذه المدينة كانت مدينة االنفتاح واالختالط ،وكانت ،وقت طفولتي ،ما تزال تنعم بالصفة الدولية التي عرفت بها .ولذلك فأنا عشت بها ،وبالتحديد قبل االستقالل ،وتشربت هذه القيم منذ البداية .وأذكر جيدا وأنا الأزال في عمر الرابعة أو الخامسة كيف أني كنت أخرج إلى فضاءاتها العمومية وأنا أنعم بكل األمن الذي كان يطبعها ،بعيدا عن أية مخاطرة للتعرض للتعنيف .بل إن حياتي الطفولية بدت منذ البداية غنية بهذا التنوع العرقي أو االثني أو الثقافي ،وما أزال أذكر جيدا أني كنت أخرج للعب فأجد نفسي أتقاسم ذلك مع اطفال من جنسيات مختلفة...إسبان وفرنسيين ومغاربة مسلمين ومغاربة يهود .ما أريد أن أقوله
بالضبط هو أن هذا االنفتاح على مستوى تعدد العالئق االجتماعية انعكس على مستوى انفتاح تفكيري منذ البداية .ولربما هذه خاصية تطبع جيال كامال من أبناء طنجة الذين عايشوا هذه المرحلةالدولية. وللتذكير فأنا ازددت بحي معروف بطنجة هو حي «المصلى» ،غير أن األسرة فيمـــا بعد انتقلـــت إلى حي آخــر هـــو حي «خوصافـــات» المؤدي إلى حي «مرشان» ،وكنت وقتها ما أزال أجتاز مراحل طفولتي األولى .ولذلك فإن اغلب الذكريات التي ما أزال أحتفظ بها تأتيني من مراحل طفولتي بحي «خوصافات» ،وقد كان حيا بطابع إسباني قوي ،وكانت خاصيته أنه يجمع في تكويناته الجغرافية الواسعة انتماءات رياضية أو اختيارات كروية ،فمثال نصف أبناء شارع «إيطاليا» من اليمين كانوا مدريديين، فيما النصف األيسر مناصرون لبرشلونة ،بينما كانت أقلية صغيرة جدا تقطن حيث كانت توجد مدرسة ابن الخطيب تؤيد فريق «ريال بيتيس». وهكذا فطبيعي جدا أن تكون التأثيرات األولى ذات طبيعة كروية. بعدما وصلت إلى سن السادسة أو السابعة كانت قد بدأت خطواتي الطفولية تتسع بعيدا إلى أن أخذت أتجول وأعرف جيدا «حي إيطاليا» حيث كانت توجد به قاعتان للسينما هما «ألكازار» و «دوكابيطول» ،وهنا سيبدأ التأثير
الثاني في حياتي ،وهو االكتشاف واالنبهار بالمادة السينمائية .وأذكر أنه كان يسمح لنا في هذه السن المبكرة بأن نقتني نصف تذكرة الدخول لنحظى بمتعة مشاهدة األفالم. في السنة السادسة كنت قد التحقت أيضا بالدراسة بإيعاز من والدتي التي كانت تفضل التحاقي بتعليم معاصر تأسيا بإخوانها الذين كانوا قد التحقوا من قبل بالمدارس العمومية التي كانت تدرس فيها المواد العصرية مزدوجة اللغة .فيما كان والدي يفضل أن أتابع تعليمي بـ «المسيد» ،وطبعا كان ربما حلمه ،وبحكم المسار الذي اختطه هو حيث كان إماما و»عدال» في نفس الوقت ،أن أسير في نفس المسار الذي سار فيه هو .ولكن فيما يبدو أن أمر دراستي خضع لنقاش أسري انتهى في نهاية المطاف بانتصار رغبة والدتي وهكذا التحقت بالتعليم العموميالعصري. ومما أذكره جيدا هو أنني كنت أجتاز وقتها مرحلة الدراسة االبتدائية ،وكنـــا نتوجــه إلى المدرسة على شكل أفواج أو مجموعات مقتربة من بعضها ،وهي نفس المجموعة التي كنت أقصد معها قاعات السينما ،حيث كنا أحيانا نقتسم التذكرة الواحدة بين اثنين. والواقع أني خضعت لثالثـــة تأثيــرات في حياتي تعالقت فيما بينهـــا ،وهي الريـــاضة والسينما ثم المدرسة. وعلى ذكـــر المدرســـة وعالقتهــــا بالمؤثرين اآلخرين ،أذكر جيدا أن اتفاقا جرى بيني وبين والدي لضمان استمرارية تمتعي بامتيازات خوض االختيارات األخرى .وكان مفاد هذا االتفاق هو أن والدي اشترط علي أن أحقق التفوق الدراسي طيلة األيام األولى من األسبوع كي أتمكن من الظفر بنهاية األسبوع والتصرف فيها كما أشاء .وهو االتفاق الذي وجدت فيه تحفيزا ،إذا ما كنت فعال أرغب في أن أتمتع بباقي مواهبي .وأذكر أن االتفاق قد تم احترامه من قبل الطرفين. وهكذا تفوقت في دراستي من جانب، وتمتعت من جانب آخر بكل حقوقي في الخروج مع األصدقاء والذهاب إلى السينما ،وفي مزاولة رياضة كرة القدم ،وبذلك شعرت أنني أحقق كل التسليات الممكنة والمتاحة أمامي. المرحلة الثالثة إذا شئت القول ،هو أنني
فيما بعد بدأت مع أصدقائي أبتعد قليال عن شارع “إيطاليا» ،وبدأت أصل إلى حدود « السوق الداخلي» حيث كانت توجد سينما «فوكس»، وقليال أبعد من ذلك إلى أن استطعت أن أشكل ما يشبه الخطاطة عن قاعات السينما في طنجة بأكملها .فقاعة «ألكازار أوكابيطول» مختصة بالسينما األمريكية الناطقة باإلسبانية ،وقاعة «فوكس» بطابع أفالمها المصرية الناطقة بالعربية. خالصة القول ،هــذه هي المقاربـــات األساسية التي عشتها وأنا طفل .السينما بتوجهات العامة ،كرة القدم ما بين فضاءات «مرشان» و «المصلى» و «السوانـــي» ،ثم المدرسة العمومية العصرية خصوصا وأني ارتبطت خاللها بأسماء مدرسين أثروا في شخصيتي خصوصا في السنوات الثالث األولى من مشواري الدراسي بمدرسة عصرية مزدوجة «بشارع بنجيو» قرب مدرسة «عبداهلل كنون»، الموجودة ما بين «خوصافات» و«مرشان». وأستحضر بشكل دقيق األستاذ السي بنسعيد واألستاذ الزواوي ثم السي الزرهوني .وأكيد أن هناك أستاذة أخرون تلوا في حياتي غير أنني أستحضر هؤالء الثالثة بشكل خاص ،وكان تأثيرهم كبيرا في حياتي ألنهم جعلوني أرغب أكثر في الدراسة أوال ،وفي التعلق باللغة العربية والفرنسية ثانيا .وأركز هنا أكثر على ترغيبي في اللغة الفرنسية خصوصا إذا ما علمنا أن مجال تداولنا اللغوي بطنجة كان إسبانيا محضا، بل وحتى في حياتنا اليومية كنا محاصرين بالمصطلحاتاإلسبانية. ـ هذا الســي نور الديـن عن المرحلة االبتدائية ،ومـــاذا عن المرحلــة الثانويــة والجامعية ،وماهي المواد التي تفوقــت أو تميزت فيها خالل هذه المرحلة وهل كان توجهك علمياً أم أدبياً؟ ـ أنا في الحقيقة كنت أحاول أن أتميز في كل المواد ،غير أنني ولربما طلبا من الوالد الذي كان يميل إلى اللغة العربية ،وحيث كان بارعا في نحوها وعلومها التي يدرسها بالمعهد اإلسالمي ،اخترت أن أجتاز الباكلوريا في تخصص أدبي على الرغم من أنني كنت مميزا في مواد الشعبة العلمية .وأتذكر أنني لما سافرت إلى الرباط في أكتوبر سنة 1964
األخيرة
الستكمال دراستي الجامعية فكرت في أن أدخل شعبة الرياضيات كاختيار أول بحكم أنني كنت قد غادرت األسرة وبدأت أتخلص من وصاياتها. غير أن األمر آل بي إلى شعبة الفلسفة لما رأيت أنها تتقاطع مع المنطق والرياضيات اللذين كنت أميل إليهما .وهكذا خضت مضماري مع الفلسفة في السنة األولى التي عادة ما تكون مشتركة ،ثم بعدها السنة الثانية التي وجهني التخصص فيها نحو المنطق الرياضي واالبستمولوجيا .وهكذا تعلقت بالفلسفة باعتبارها فكرا شموليا يهتم بكل ما يمكن أن يتبلور في اإلنتاجات العقلية عند اإلنسان ،إضافة إلى أن الجامعة أخذتني إلى اهتمامات أخرى متعلقة بالحياة النقابية وغيرها. وللتذكير فقط أنني ما بين 1965و1967 كنت قد حصلت على شهادة اإلجازة في سنتين بعدما استطعت بتركيز مجهوداتي أن أدمج هاتين السنتين معا وأحصل على شهادتهما في سنة واحدة ،إضافة إلى الشهادة التكميلية في تاريخ الفلسفة. بعد الحصول على اإلجازة والشهادة التكميلية دخلت إلى المدرسة العليا لألساتذة التي قضيت بها سنة واحدة ،بعدها أصبحت أدرس الفلسفة مباشرة بثانوية موالي يوسف وأنا ما أزال يافعا جدا ولربما في سن العشرين عاما .وهنا أضيف أنني التحقت بمجال الوظيفة في هذا الوقت المبكر ،ألنني كنت أجد نفسي أكثر في تحقيق استقاللي االقتصادي ،وتخلصي من عبء مساعدات األسرة ،وللتخفيف أيضا على األسرة التي كان يعيل فيها والدي ثمانية أفراد. ومن الطرائف التي كنت ما فتئت أصادفها في حياتي ،أنني مثال وأنا في سن العشرين كنت أدرس تالميذ في سنة الثامنة العشر ،ولربما كنا نتقاسم نفس الحياة المعيشية على الرغم من الفارق في الوظائف بيننا..أنا أستاذ وهم تالميذ. وما أزال لحد اآلن ألتقي ببعضهم وأفتخر بهم. ودعني أعترف لك بأن هؤالء التالميذ كانوا على مستوى عال من المعرفة والثقافة ،وهو األمر الذي كان يدفعني إلى المزيد من البحث واالطالع لمواكبة شغفهم المعرفي ولتوفير االحترام لديهم .وهكذا استمر األمر إلى أن غادرت التدريس بالقسم 1976وأصبحت مفتشا لمادة الفلسفة واستمر عملي بهذه الصفة إلى سنة .1983