Achamal n° 1022 le 03 Décembre 2019

Page 1

‫نور الدين الصايل‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫الحلقة‬ ‫الثالثة‬

‫وأذكر جيدا أن مع عودتي إلى المغرب شعرت أني‬ ‫جئت بإيمان راسخ يقوم على أساس االعتقاد بأن النضال‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بالنسبة لي أنا‪ ،‬ال يمكن أن يكون إال ثقافيا‬

‫تقاعد الوزراء‬ ‫والبرلمانيين‬

‫العثماني يتخلى‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫امللحق‬ ‫القانوين‬

‫صفحة ‪17‬‬

‫حوار مع النا�شر‬

‫ال�شهري‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫محمد البوشوكي‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬

‫�صفحات ‪12 - 11 - 10 - 9‬‬

‫العدد ‪ 1022‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 06‬ربيع الثاين ‪� 03 / 1441‬إلى‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫طارق السليكي‬ ‫اجلزء الثاين‬

‫صفحة ‪4‬‬

‫اللجوء الثقافي‬ ‫الكتاب المغربي وجوائز الخليج‬

‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫عرفت الدينامية الثقافية والفكرية واإلبداعية العربية مؤخرا انتقاال ملحوظا جدا على مستوى االتجاه نحو تشجيع الكتاب العربي عبر إحداث فورة‬ ‫منقطعة المثيل في «الجوائز»‪ ،‬تمنح ُ‬ ‫لكتاب من مختلف الجنسيات العربية‪.‬‬ ‫وإلن كانت «الظاهرة» تبدو‪ ،‬في مجملها على األقل‪ ،‬ذات بعد معرفي قوي بكل ما قد يحتمله من معان إيجابية‪ ،‬تسعى إلى تتويج مجهودات الفكر العربي‪،‬‬ ‫فإنها‪ ،‬وبكل تأكيد‪ ،‬تنطوي في سياقها على العديد من الدالالت السياسية والسوسيوثقافية تستوجب وضعها داخل المساءلة المعرفية واأليديولوجية‪،‬‬ ‫خصوصا وأنها أثارت على مستوى التعاطي معها‪ ،‬عربيا وعالميا‪ ،‬زخما قويا من االنتقادات وصلت أحيانا إلى مستوى التشكيك في جدواها المعرفي والفكري‪.‬‬ ‫نستحضر هنا‪ ..‬الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)‪ .‬جائزة كتارا للرواية العربية‪ .‬جائزة ابن بطوطة ألدب الرحلة‪ .‬جائزة الشارقة لإلبداع العربي ‪.‬‬ ‫جائزة الشيخ حمد للترجمة‪ .‬جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ .‬جائزة الملك عبد اهلل بن عبد العزيز العالمية للترجمة‪ .‬جائزة دبي الشعرية‪ .‬جائزة سلطان بن علي‬ ‫العويس‪ .‬جائزة سيف غباش‪ -‬بانيبال للترجمة األدبية من العربية إلى اإلنجليزية‪ .‬جائزة عبدالعزيز سعود البابطين لإلبداع الشعري‪...‬والالئحة تطول‪.‬‬ ‫والجدير بالتذكير هنا أيضا أن هذه «الجوائز» تفرد للحاصلين عليها تعويضات مالية خيالية تقطع األنفاس‪ ،‬وتفتح «الشهوات المعرفية»‪.‬‬ ‫النصيب المغربي من هذه «الجوائز» كان بحجم مثير جدا لالنتباه‪ ،‬حيث عرف إقبال الكتاب والمبدعين المغاربة على مائدة هذه «الجوائز» ارتفاعا مهوال‬ ‫في أرقامه‪ .‬ويكاد يحصل اآلن أن الجميع يضع أمام أفق الكتابة لديه‪ ،‬وفي الترتيب األولي‪ ،‬الحصول على إحدى هذه «الجوائز‪.‬‬ ‫في النسخة األخيرة من جائز «الشيخ زايد» ‪ 2019‬ـ ‪ 2020‬بجميع فروعها المعرفية‪ ،‬استطاع سبعة كتاب مغاربة ضمان تواجدهم ضمن القائمة الطويلة‪.‬‬ ‫السؤال الذي يلح معرفيا على طرح نفسه هو لماذا يجد الكتاب المغاربة أنفسهم في حالة «لجوء ثقافي» نحو ضفاف أخرى يبحثون فيها عن الوضع‬ ‫االعتباري‪ ،‬وعن االمتياز المالي؟‬ ‫ال يهمنا حاليا‪ ،‬في هذا الجزء من إثارة الموضوع‪ ،‬التفصيل في الخلفيات المتوارية وراء هذه «الجوائز»‪ ،‬لكن يعنينا بالدرجة األولى أن نشير إلى أن‬ ‫المغرب‪ ،‬بمنجزه الفكري القوي المتراكم عبر قرون من العطاء‪ ،‬يستحق أكثر من جائزة يتيمة تحمل اسم وزارة الثقافة وليس مؤسسة الدولة المغربية‬ ‫العريقة‪.‬‬ ‫الوعي بهذا العمق الفكري للمغرب‪ ،‬الذي يرشحه دائما لحصد هذه الكثرة من الجوائز‪ ،‬هو الكفيل الوحيد بإخراج كتابنا من حرج اللجوء القسري نحو‬ ‫عالم ثقافي أكثر سحرية‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫«الطبيعة‬ ‫االنشطارية»‬ ‫مغارات‪..‬‬

‫محمد سدحي‬ ‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫مقاطعة بني مكادة‪..‬‬ ‫دورة نموذجية‪!! ..‬‬

‫على سبيل الذكرى‪ ،‬ولكل غاية مفيدة؛‬ ‫ها هي تدور‪ ..‬في قاعة مقاطعة بني مكادة تدور‪ ..‬دورة‬ ‫المجلس‪ ..‬ودورة المياه‪ ...‬وكل شيء يدور إال رأس رئيس الدائرة‬ ‫الذي يأبى إال أن يؤكد على أن رأس السلطة كدية‪ ...‬ال تدور‪.‬‬ ‫بدأ النهار بشمس حارقة‪ ..‬وانطلقت أشغال الدورة بحرارة‬ ‫مفرطة‪ ،‬ستخمد تدريجياً مع تسرب الملل وطول االستماع للكالم‬ ‫المبتذل والمكرر الخالي من أي عنصر مفاجأة يغري بتحمل وطأة‬ ‫الجلوس لمدة تطول وال يعرف حدها وقدها‪..‬‬ ‫وألن لكل شيء خريف‪ ،‬وليس في دورة الخريف هذه ما يذكر‪،‬‬ ‫سنقلب األمر هز ًال و«تفلية» حتى نتمكن من اختراق جدار الروتين‬ ‫الذي يطغى‪ ،‬غالباً‪ ،‬على متابعاتنا لمثل هذه المناسبات الدائرة‪...‬‬ ‫ببطء السالحف‪.‬‬ ‫بادئ ذي بدء‪ ،‬دخل الفاعل الجمعوي عبد الحفيظ شنكاو‬ ‫طو ًال في رئيس الجلسة فؤاد العماري (نائب الرئيس يومئذٍ) وثنى‬ ‫برئيس الدائرة عندما تحالفا على أحد المواطنين من الحضور‬ ‫والذي اشتط غضباً وكاد يفرقع رمانة عالقة الحب غير الشرعية‬ ‫بين الرشوة الحسناء والفتى الوحش المدعو ترخيص البناء‪ ..‬وألن‬ ‫حفيظ وضع األصبع في العين التي كانت موضوعة فوق الطاولة‪،‬‬ ‫فإن األقالم قد رفعت‪ ،‬وجفت األفواه من الريق الناشف أص ً‬ ‫ال‬ ‫وفص ً‬ ‫ال (من فصول مسرحية الديمقراطية المحلية على الطريقة‬ ‫المكادية‪ ..‬فرجتكم ممتعة)‪.‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬فتحت باب قاعة االجتماعات بالحس الالزم در ًء ألي‬ ‫إزعاج‪ ،‬سلمت على األستاذ محمد علي طبجي وجلست ساتراً‬ ‫عالمة «المؤسسة التي» على حقيبتي التي لم يكن لي غيرها في‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬ثم بدأت أدون ما يلي‪:‬‬ ‫ ألول مرة في تاريخ هذا المجلس‪ ،‬سواء في صيغته القروية أو‬‫بعد دخوله العهد الحضري‪ ،‬يجلس السادة األعضاء «الشالغمية»‬ ‫كتفاً لكتف مع شقائقهم من العنصر الذي يحتاجه المجلس الموقر‬ ‫كثيراً في الزغاريد‪..‬‬ ‫ على عكس باقي مقاطعات المدينة‪ ،‬يحظى مجلس مقاطعة‬‫بني مكادة بقاعة في المستوى المطلوب‪ ،‬ومجهزة بالصوتيات‪،‬‬ ‫ولو أنها غير مكيفة‪ ..‬عن «التكيف» في هذه المنطقة المتميزة‬ ‫من تراب الوطن‪ ،‬ال تخمم‪...‬‬ ‫ أعضاء حزب العدالة والتنمية (المعارض يومها) يسرفون‬‫في الحديث‪ :‬وعجبت لهذا التعطش للكالم‪ ،‬خاصة وأن «الماتش»‬ ‫الزال في بدايته‪..‬‬ ‫ الفقيه الخضري قيدوم المستشارين الجماعيين لمن ال‬‫يعرفه‪ ،‬عندما فطن لقلة الماء والخضرة في قلعته طنجة المدينة‬ ‫بعث بقريبته ألجل إتمام تكوينها بجامعة بني مكادة المختلطة‪..‬‬ ‫ استعمال الحاسوب المحمول خالل أشغال الدورة‪ ،‬ألول‬‫مرة‪ ،‬ال يلغي المقاربات التقليدية للمواضيع والقضايا المطروحة‬ ‫للنقاش‪..‬‬ ‫ صناديد المجلس تخلفوا عن الحضور في هذه الدورة‪ ..‬هل‬‫هي شيخوخة عبد الكريم غالب‪ ...‬اللعينة؟ أم أن عبد الرحمان‬ ‫أربعين وامحمد الزموري في مهمة خارج تراب المقاطعة؟ في‬ ‫قصريهما بالمنطقة البعيدة عن ضجيج «شْعيّب»‪..‬‬ ‫ الرئيس محمد الحمامي نفسه سجل غيابه القوي في هذه‬‫الحصة المخصصة للتمارين التمهيدية‪..‬‬ ‫ العضو الريش قال كالماً غير جميل في حق رئيسه‪ ..‬ولن‬‫لقاض عادل أن‬ ‫نكرر ما قاله ألن المعني بالتهم كان غائباً‪ ،‬والبد ٍ‬ ‫يسمع لطرفي النزاع‪ ...‬أي نزاع‪.‬‬ ‫ مرت ساعة ونيّف على موعد صالة الظهر قبل أن يطلب‬‫العضو المجتهد وقتها األستاذ بوليف توقيف الجلسة ألجل‬ ‫الصالة‪ ،‬طبقاً لمقتضيات القانون الداخلي‪ ..‬وحتى الذين ال‬ ‫يقيمون الصالة وجدوها فرصة ذهبية لالستراحة وأخذ «شي‬ ‫كويرّو» يذهب النوم المتربص بالجفون في هذا اليوم القائظ‬ ‫الباعث على الكسل‪..‬‬ ‫أنا نفسي وجدتها فرصة للمغادرة‪ ..‬طويت الطريق طياً إلى‬ ‫جحيمي االضطراري‪ ،‬يراودني هذا السؤال‪:‬‬ ‫ ماذا لو كنت عضوا في مجلس كهذا؟ وجدت الجرأة الكافية‬‫وهلل الحمد ألجيب شيطاني بهذا الجواب‪:‬‬ ‫ كنت سأكون بن( قاف) مطرّق‪...‬‬‫وانتهى كل شيء على ما يرام‪ ...‬وما يبرم‪.‬‬ ‫‪ -‬نلتقي‪! ‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫محمد العطالتي‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫‪atlati.mohammed@gmail.com‬‬ ‫بعد إعالن االستعمار األوروبي انسحابه‬ ‫على التوالي من دول عربية أعلنها محميات أو‬ ‫مستعمرات تابعة له على امتداد عقود‪ ،‬اتجهت‬ ‫هذه الدول نحو إقامة أنظمة تتباين طبائعها‬ ‫في الظاهر بين واحدة تتبنــــى «خطابات»‬ ‫الشرق االشتراكي‪ ،‬وأخرى تميل نحو الغرب‬ ‫الرأسمالي‪.‬‬ ‫لكن ما جمــع بين هــذه البلـــدان‬ ‫«المستقلة» هو خطاب واحد ينهل من بئر‬ ‫جافة إسمها «الوحدة «‪ ،‬وسارعت لتأسيس‬ ‫إطار فارغ يحمل اسم «جامعة الدول العربية»‬ ‫كغطاء إقليمي يعكس هذه الوحدة‪ ،‬واعتقد‬ ‫الجميع أن نهضة العرب لن تتم‪ ،‬بعد حول‬ ‫اهلل وقوته‪ ،‬إال بوحدتهم واتحادهم‪ ،‬وهكذا‬ ‫لم تكف األنظمة‪ ،‬على اختالف مذاهبها وعلى‬ ‫مر األزمنة‪ ،‬عن ترديد شعار «الوحدة» وأنها‬ ‫ستكون العصا السحرية التي ستُن ِز ُل غيث‬ ‫النماء على الشعوب من السماء‪.! ‬‬ ‫البلــدان التي صُنِّفت في خانــــة‬ ‫«الرِّجعيات» مارست خطاب الوحدة‪،‬على األقل‬ ‫في دوائرها القطرية‪ ،‬ورافعت بصوت الوحدة‬ ‫وإيقاعها الرتيب‪ ،‬المُمِل‪ ،‬أما البلدان التي‬ ‫استولى ذوو التوجهات «الناصرية» و«البعثية»‬ ‫على الحكم فيها‪ ،‬فقد رفعت سقف «الوحدة»‬ ‫عاليا‪ ،‬ليشمل كل األقطار التي تعتبر‪ ،‬بحسب‬ ‫تنظيراتهم البهلوانية‪ ،‬دوال «عربية»‪.‬‬ ‫ظاهرة «الوحدة»‪ ،‬تبين‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬أنها‬ ‫لم تكن مؤسسة على رؤية علمية استشرافية‬ ‫تنهل من العلوم الحديثة‪ ،‬بل كانت مجرد‬ ‫حماسة فارغة من أي محتوى يُعوّل عليه‪،‬‬ ‫ومجرد سفسطة موجهة الستهالك «الرعايــا»‬ ‫الذين يتمتعـــون بدرجة ممتازة في البالدة‪،‬‬ ‫تفوق غباء الحاكمين‪. ! ‬‬ ‫هزالة مشروع الوحدة العربية اتضح سريعا‬ ‫باإلعالن عن إنشاء ما سمي «الجمهورية‬ ‫العربية المتحدة» بين مصر وسوريا كتحقيق‬ ‫ألحد أحالم جمال عبد الناصر سنة أواخر‬ ‫الخمسينات‪ ،‬حيث أعلنت «الوحدة» سنـــة‬ ‫‪ 1958‬بميثاق وقعــــه شكري القوتلي‬ ‫وجمال عبد الناصر‪ ،‬قبل أن «يرتد» عبد‬ ‫الكريم النحالوي‪ ،‬بانقالب عسكري‪ ،‬على هذه‬ ‫«الوحدة» الميتة‪ ،‬ويعلن قيام الجمهورية‬

‫العربية السورية‪ ،‬والمضحك في األمر ان مصر‬ ‫احتفظت باسم «الجمهورية العربية المتحدة»‬ ‫حتى بداية السبعينات‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬وبالضفة الشمالية حيث يفكر‬ ‫الناس هناك بمنطق العلم والمعرفة‪ ،‬انتظم‬ ‫األوروبيون في «سوقهم» كمشروع اقتصادي‬ ‫وسياسي‪ ،‬وبدون بهرجة أو شعارات‪ ،‬وقعت‬ ‫الدول معاهدة روما معلنة في تاريخ يتزامن‪،‬‬ ‫مع تاريخ إعالن «الوحدة المصرية السورية»‪،‬‬ ‫عن قيام السوق األوروبية المشتركة‪ .‬وبعد‬ ‫مرور أربعة عقود على إعالن «السوق»‪ ،‬نجح‬ ‫األوروبيون في تجاوز مرحلة «السوقية»‪،‬‬ ‫وانخرطوا فعليا‪ ،‬باتفاقــــيــة «ماسترخت»‬ ‫في بنـاء كيان دولي جديـــد اسمه «االتحاد‬ ‫األوروبي»‪.‬‬ ‫الواقع العربي ال يكشف عورة العرب في‬ ‫مزاعمهم الوحدوية‪ ،‬بل يثبــت طبيعتهم‬ ‫«االنقسامية»‪ ،‬والدليل على ذلك ما أتى به‬ ‫«الفصل» المُروع من تاريخ العرب الذي‬ ‫أصرُّوا على تسميته أيضا «ربيعا عربيا»‪،‬بلدان‬ ‫هذا الربيع استعادت عافيتها االنقسامية‪،‬و‬ ‫يبدو أن عدد دول «الجامعة» قد يكون مرشحا‬ ‫للتضاعف‪ ،‬وهكذا سنصبح في غضون سنين‬ ‫معدودة أمام ضيوف جدد على «نادي الوحدة‬ ‫العربية»‬ ‫المغرب‪ ،‬وإن لم يكن مرشحا لالنقسام‪،‬‬ ‫ألسباب متعددة‪ ،‬فإنه أيضا استعاد طبيعته‬ ‫«االنقسامية» بسبب استمرار سيادة ثقافة‬ ‫القبيلة التي تحدث عنها الجابري مطوال‪،‬‬ ‫وهكذا انتقل الحديث السياسي بين النخب‬ ‫من معالجــة القضايا «الوطنية» إلى سياق‬ ‫مناقشة مواضيع «الجهوية» وصار الجميع‬ ‫ينصب نفســـه مدافعا عن الجهوية الحقيقية‪،‬‬ ‫أي تلك الجهوية التي تمنح لقبيلته أو‬ ‫عشيرته‪ ،‬أو حتى لحاضرته‪ ،‬موقع الصدارة‪،‬‬ ‫بل إن عدوى الصراع البين ـ قبلي انتقلت‬ ‫لتشمل مناطق كانت تعتبر موحدة تاريخيا لغة‬ ‫وثقافة وتضاريس‪ ،‬لنعود من خيال الوحدة‬ ‫الميتافزيقية إلى «الطبيعة االنشطارية»‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫محمد وطـــا�ش‬ ‫محمد العطـالتي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫درد‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫إلجابة الدعوة أصول يجب مراعاتها‪ ،‬وطقوس ينبغي احترامها‪ ،‬كما احترمَها اآلباء واألجداد‪،‬‬ ‫أبسطها أو أدناها‪ ،‬اللباس المناسب للمقام‪.‬‬ ‫وال يخفى على أحد‪ ،‬ما يبذله صاحب الدعوة من جهود‪ ،‬وما ينفقه بسخاء وأريحية‪ ،‬لتوفير‬ ‫وسائل الراحة للمدعوين‪ ،‬واالحتفاء بهم‪.‬‬ ‫فإذا قابل المدعوُّ هذه الحفاوة بالهندام الحسن‪ ،‬فإنه سيكون قد قابل اإلحسان باإلحسان‪،‬‬ ‫وشاطر المحتفل مشاطرة األخ ألخيه‪ ،‬والصديق لصديقه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مستنكراً من الخاص والعامّ‪.‬‬ ‫وإذا قصَّر أحدهما في حق اآلخر‪ ،‬بدا هذا التقصير واضحا للعيان‪،‬‬ ‫لمَ أثير هذا الموضوع وأً ّ‬ ‫َّ‬ ‫والمسلمات؟‬ ‫ذكر به رغم علمنا أنه من البديهيات‬ ‫ألن قريبا من أقربائي الذين يعرفون للتقاليد واألعراف قدرها‪ ،‬دُعي لحفل زواج‪ ،‬حشد له‬ ‫صاحبه كل ما تشتهيه األنفس وتلذ األعين‪ ،‬فالحظ أن عددا عديدا من المدعوين‪ ،‬لم يتجاوبوا مع‬ ‫المحتفِل‪ ،‬ولم يكلفوا أنفسهم عناء اللباس المناسب لهذا الحفل البهيج‪ ،‬فهبوا إلى قاعة االحتفال‬ ‫في جُبّاتهم التي اعتادوا ارتداءها في منازلهم‪ ،‬وبأحذيتهم التي ألفوا أن يلبسوها في األسواق‪،‬‬ ‫وبالمالبس التي ال تتالءم مع المناسبة‪ ،‬وبدا منظرهم هذا متنافيا مع القاعة التي هيأها مُموّن‬ ‫حفالت له صيته وسمعته‪ ،‬ومع مظاهر الزينة التي عمت المكان‪.‬‬ ‫تأسف قريبي لهذه الظاهرة التي قد يفسرها البعض بأنها عدم اكتراث‪ ،‬أو قلة اهتمام بالداعي‬ ‫والدعوة والمدعوين‪ ،‬وتساءل‪ :‬لمَ ال يكف هؤالء عن حضور هذه المناسبات ماداموا يجدون مشَقة‬ ‫في االستعداد لها والتأقلم معها؟‬ ‫وترحم على أيام زمان‪ ،‬يوم كان المُشاهد لكرة القدم‪ ،‬ينزل إلى ملعب سانية الرمل‪ ،‬وهو في‬ ‫أحسن حلة‪ ،‬ويوم كان المعجب بالمسرح‪ ،‬يحرص على حضور المسرحيات وهو في كامل زينته‪،‬‬ ‫ويوم كان الناس يحترمون الحفالت أيّاً كان نوعها‪ ،‬ويستعدون لها كما يستعدون لألعياد‪.‬‬ ‫ترحم على أيام زمان‪ ،‬وهو يريني صورة يبدو فيها في منصة الملعب‪ ،‬إلى جانب مشاهدين‬ ‫آخرين‪ ،‬وهم يلبسون مالبس تدل على احتفائهم بالمقابلة التي يشاهدونها‪.‬‬ ‫رحم اهلل أيام زمان‪ ،‬فقد كان الناس فيها يعرفون للتقاليد واألعراف قيمتها‪ ،‬ويقدرونها حق‬ ‫قدرها‪ ،‬أما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل‪ ،‬والغث بالسمين‪ .‬فال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ندوة ‪ :‬التطرف‬ ‫العنيف بالمغرب‬ ‫‪4/1‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫« التطرف العنيف « تحد جديد يواجهه المنتظم الدولي‪،‬‬ ‫ومقاربة هذا الخطر الماحق تحتاج إلى مرتكزات أمنية‬ ‫واقتصادية واجتماعية وثقافية وإعالمية وتربوبة وحقوقية؛‬ ‫بما يضمن كرامة الناس وحقهم في العيش اآلمن‪..‬‬ ‫وهذا جوهر عمل األجهزة األمنية والفاعلين السياسيين‬ ‫والمدنيين والمؤسسات الرسمية للدولة‪.‬‬ ‫كانت بالدنا مسرحا لمخاطر إرهابية‪ ،‬وتجربتها في‬ ‫التصدي اليقظ للتطرف العنيف حظيت‪/‬تحظى باهتمام‬ ‫دولي‪..‬‬ ‫إن الوقوف المنتظم على الجوانب الفكرية والنظرية‬ ‫للتطرف العنيف في بالدنا مازال يستدعي منا‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اإلقرار بمحدودية المواجهة األمنية‪.‬‬

‫مدينة وادي لو تحتضن دورة تكوينية‬ ‫في موضوع «التنمية القروية»‬ ‫‬‫في إطــار إعــداد وتنفيذ برنامج تكوينـــي حول التنمية القروية‪ ،‬والحكامة‬ ‫الجيدة‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والسياحة القروية وغيرها‪ ،‬لفائدة المنتخبين واألطر التقنية‬ ‫واإلدارية للجماعات المحليــة المستهدفة بمحاور العمل المشترك بيـــن‬ ‫مؤسســـة فامسي وفيدراليـــة «أنمار» للجماعات المحلية بشمال المغرب‬ ‫واألندلــس‪ ،‬احتضنـــت مدينة وادي لو دورة تكوينية من ‪ 25‬إلى ‪ 29‬نونبر‬ ‫‪ 2019‬تمحورت حول ابتكارات المجاالت الترابية‪ ،‬والتخطيط االستراتيجي‬ ‫للتنمية القـــرويــة‪ ،‬والتنميـــة القرويــة واالنتقال الديموغرافي والسياسي‪ ،‬ثم‬ ‫االقتصاد اإلجتماعي والتضامني‪.‬‬ ‫وفي نفس اإلطـــار كانــت‬ ‫مدينة الحسيمـــة قد احتنضت‬ ‫كذلك دورة تكوينية مـــن ‪28‬‬ ‫أكتوبــر إلى فاتــح نونبر ‪2019‬‬ ‫انصبت محاورها على التنميـــة‬ ‫القروية بين العولمة واستدامة‬ ‫الموارد‪ ،‬وسياسات وبرامج التنمية‬ ‫القروية‪ ،‬واالبتكــارات في مجال‬ ‫التنمية القروية‪ ،‬ثم االقتصــاد‬ ‫الدائري وخريطة الفاعليــن في‬ ‫مجال التنمية القروية‪.‬‬ ‫ويستهــدف هذا التكوين‪،‬‬ ‫حسب المنظمين‪ ،‬تقوية قدرات‬ ‫ومهارات وكفـــاءات المجــاالت‬ ‫الترابية المنضوية تحـــت لـــواء‬ ‫فيدرالية أنمار(‪ 20‬جماعة ترابية)‬ ‫في مجال تخطيط وتدبير وتتبع‬ ‫وتقييم مشاريع التنمية القروية‬ ‫عبر تملك آليــات وميكانيزمات‬ ‫الحكامةواالستدامة‪.‬‬ ‫ومن الشركاء األساسيين‬ ‫لهذا البرنامج التكويني نجد‬ ‫جهة طنجة ـ تطـــوان ـ الحسيمة‬ ‫و المجلس اإلقليمي لخاييـــن‬ ‫والحكومة األندلسية‪ ،‬وتقـــوم‬ ‫فيدرالية «أنمــــار» بدعـــم من‬ ‫الصندوق األندلسي للبلديات من أجل التضامن الدولي‪ ،‬بالتشجيع على تبادل‬ ‫الخبرات وتعزيز التواصل بين الجماعات على مستوى شمال المغرب واألندلس‪،‬‬ ‫والتحفيز على انخراط الجماعات القروية في مجال التخطيط والبرمجة‪.‬‬ ‫ويرأس فيدرالية «أنمار» الجماعة الحضرية لتطوان في شخص رئيسها‬ ‫األستاذ محمد إدعمار منذ سنة ‪ 2014‬حيث جددت فيه الثقة السنة الفارطة‬ ‫لقيادة الفيدرالية لوالية ثالثة تمتد إلى سنة ‪ ،2020‬وهو الذي يقود مدينة‬ ‫تطوان لوالية ثانية تنتهي سنة ‪ 2021‬في إطار تحالف حزبي مع حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة‪.‬‬ ‫واستفاد المشاركون من الدورة التكوينية بمدينة وادي لو من زيارة‬ ‫ميدانية واستطالعية شملت المتحف اإليكولوجي بشفشاون التابع للمياه‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫والغابات والذي تم إحداثه سنة ‪ ،2004‬وكذا جمعية تالسمطان العاملة في‬ ‫المجالين البيئي والتنموي والتي تأسست في أواخر القرن الماضي‪ ،‬ثم المأوى‬ ‫المرحلي لزاوية أقشور‪.‬‬ ‫وقد قدمت للمشاركين خالل هذه الزيارة عروض و شروحات من طرف‬ ‫مديرة المتحف ورئيس الجمعية و مسير المأوى‪ ،‬اطلعوا من خاللها على‬ ‫المجهودات المبذولة بإقليم شفشاون للمحافظة على الثروة الطبيعية الغنية‬ ‫وتثمينها بما ينعكس إيجابيا على مستوى عيش السكان وعلى وعيهم بضرورة‬ ‫التعامل بمنطق االستدامة مع‬ ‫محيطهم‪ ،‬كما اطلعوا كذلك على‬ ‫الصعوبات واإلكراهات التي تواجه‬ ‫المجهودات والمبادرات (البرامج‬ ‫والمشاريع) التي تستهدف التنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬والتي تحتـــــاج إلى‬ ‫بحوث ودراسات سوسيو‪-‬ثقافية‬ ‫ميدانية عميقة ونفس طويل‬ ‫من أجل اجتراح مقاربات ومخارج‬ ‫ناجعة ومقبولة اجتماعيــا لما‬ ‫يمكن تسميته ب « مأزق التنمية‬ ‫بمناطق زراعة القنب الهندي»‪.‬‬ ‫وحضر هذه الدورة منتخبون‬ ‫وموظفون وفاعلون مدنيون من‬ ‫جماعــات‪ :‬وادي لو‪ ،‬والمالليين‪،‬‬ ‫وبني ليث‪ ،‬والغديـــر‪ ،‬وتنقوب‪،‬‬ ‫وشفشاون‪ ،‬وكـــذا مجموعــــة‬ ‫الجماعات الترابية «بوهاشم»‪،...‬‬ ‫وقد أطرها أساتذة جامعيون‬ ‫وباحثون وخبراء مغاربة في مجال‬ ‫التنمية المجالية باختصاصاتها‬ ‫المتعددة‪.‬‬ ‫وقد نوه المشاركون بحفاوة‬ ‫االستقبال الذي خصصته جماعة‬ ‫وادي لو لهم‪ ،‬حيث ألقى النائب‬ ‫األول لرئيس الجماعة في افتتاح‬ ‫الدورة التكوينية كلمة ترحيبية‬ ‫بليغة و حارة‪ ،‬شدد فيها على األهمية القصوى للرأسمال البشري في كل تنمية‬ ‫وعلى دور التكوين في تقوية هذا الرأسمال وإغنائه‪ ،‬على اعتبار أن اإلنسان‬ ‫أصبح موردا يوازي الموارد األخرى بل يبزها ويعتبر محركها‪ ،‬و به تكون التنمية‬ ‫وإليه يجب أن تعود‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة أن جماعة وادي لو تعد عضوا نشيطا في فيدرالية «أنمار»‪،‬‬ ‫وقد سجلت الجماعة خالل العقد األخير قفزة تنموية نوعية‪ ،‬وواضحة‪ ،‬وتأهيال‬ ‫حضريا هائال ومدهشا‪ ،‬ومن الرهانات المستقبلية األساسية لهذه الجماعة‬ ‫الساحلية هو االبتكار والتشجيع على خلق أنشطة إضافية و استقطاب استثمارات‬ ‫جديدة من أجل تحريك المدينة ومحيطها الخلفي والترويج المجالي لهما بما‬ ‫يعزز مكسب موسم االصطياف التقليدي الذي يسجل الذروة في جذب الزوار‪.‬‬

‫ب‪ -‬توسيع هذه المواجهة استنادا إلى مقومات‬ ‫فكرية وتربوية لترسيخ ثقافة المواطنة وحقوق اإلنسان‬ ‫والديمقراطية‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق العام بادر مركز دراسات حقوق‬ ‫اإلنسان والديمقراطية – في إطار استراتيجيته العامة في‬ ‫ثقافة حقوق اإلنسان تحسيسا وتكوينا‪ -‬يوم الخميس ‪28‬‬ ‫نوفمبر ‪ 2019‬بالرباط بالشراكة مع مؤسسة فريدرش‬ ‫إيبرت إلى عقد ندوة‪« :‬التطرف العنيف في المغرب‪ :‬حصيلة‬ ‫تجربة وتحديات مرحلة» بتأطير‪ :‬متدخلين أكاديميين‬ ‫وخبراء ومسؤولين من المديرية العامة لألمن الوطني‬ ‫ومن المندوبية العامة إلدارة السجون‪ ،‬وإعادة اإلدماج‪،‬‬ ‫وباحثين مختصين وممثلي جمعيات ضحايا اإلرهاب‪..‬‬ ‫ومشاركين حقوقيين وإعالميين على امتداد جلستين؛‬ ‫خصصت أوالهما للمقاربة المؤسساتية لظاهرة التطرف‬ ‫العنيف‪..‬‬ ‫وانكبت ثانيتهما على دور الفكر والفاعل المدني في‬ ‫مناهضة التطرف العنيف‪.‬‬ ‫وحدد األستاذ الحبيب بلكوش (مدير المركز) أهداف‬ ‫الندوة في‪:‬‬ ‫• السعي إلى بناء مقاربة شاملة للظاهرة في‬ ‫مستوياتها األمنية والسياسية واالقتصادية والثقافية‬ ‫واإلعالمية والتربوية‪..‬‬ ‫• بلورة استراتيجيات وطنية ضد اإلرهاب والتطرف‪.‬‬ ‫• مساءلة مختلف الفاعلين؛ في حقول التربية‬ ‫والتعليم والثقافة واإلعالم والبحث العلمي‪ ..‬ومدنيا في‬ ‫منجز المجتمع المعرفي‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫حوار‬ ‫لنا�شر‬ ‫مع ا‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫طارق السليكي‬

‫دار �سليكي �أخوين‬ ‫(‪)2/2‬‬ ‫على هام�ش م�شاركته مبعر�ض بلغراد ب�صربيا‬ ‫• حاوره عبد اإلله المويسي‬

‫بعد نجاح تجربة بلغــراد‪ ،‬هل تفكـــر دار‬ ‫«سليكي أخويـــن» في المضي بتجربة السفر‬ ‫بالكتاب المغربـي إلى جغرافيات مماثلــة في‬ ‫البعد؟‬ ‫‪ ‬في الواقع كل التجــارب التي خضناهـــا‬ ‫بنجاحاتها وبإخفاقاتها أعتبرها قيمة مضافة في‬ ‫تجربتنا المهنية ولو أن عالم صربيا كان مغايرا‬ ‫بفضل الظروف التي توفرت وكما سبق لي أن‬ ‫أشرت سابقا أن الطموح الذي نراهن عليه هو أن‬ ‫ال تغيب الشمس عن الكتاب المغربي وأن يصير‬ ‫حاضرا في كل المعارض العالمية شرقا وغربا‬ ‫وشماال وجنوبا‪ .‬نفكر بشكل جدي اقتحام جغرافيا‬ ‫الجنوب اإلفريقي مع االحتفاظ بمواعيدنا السنوية‬ ‫لدول المشرق‪ .‬وحتى ال أستبــق األحداث خالل‬ ‫نهاية هذه السنة سنجلس معا أنا وشريكي أخي‬ ‫كريم لتقييم السنة التي تغلق أبوابها ولهندسة‬ ‫المرحلة المقبلة واالتفاق على خطة عمل جديدة‬ ‫بعد سنة كانت حافلة باألحداث والنجاحات التي‬ ‫اليمكن تحقيقها لوال ثقة وتشجيع العديد من‬ ‫حكماء الدار الذين ساندونا منذ البداية والكتاب‬ ‫والمؤسسات الذين يعتبرون سليكــي أخويـــن‬ ‫مشروع الجميع بدون استثناء‪.‬‬ ‫يحضر الثالوث الكاتب الناشر القارئ في‬ ‫أذهان كثيرين مقترنا بغموض نابع من الجهل‬ ‫بحقيقته‪ .‬نريد منك تسليط بعض الضوء الالزم‬ ‫حول طبيعة هذا الثالثي ووضعيته وحيثياته‬ ‫بالمغرب؟‬ ‫‪ ‬الناشر هو الركيزة االساسية في عملية نشر‬ ‫الكتاب وهو الوحيد الذي يتدخل في الجميع‬ ‫من العنوان إلى الغالف الرابع مرورا بالمحتوى‬ ‫وباإلخراج والطبع إلى التسويـــق وصوال عند‬ ‫القارئ‪ ،‬هناك العديد من الكتاب من ينعتون دور‬ ‫النشر بأنهم تجار وهم في ذلك محقون وليس‬ ‫انتقاصا فمن المفروض أن دار النشر مقاولة‬ ‫تجارية كسائر المقاوالت تختلف عنهم في نوعية‬ ‫المنتوج؛ المشكلة كل المشكلة هو أن يكون‬ ‫الكاتب تاجرا‪ ،‬حتى صار الكاتب يتبجح ويتدمر‬ ‫في اآلن نفسه عن تحمله عبء مصاريف الطبع‬ ‫وتوزيع العمل؛ ربما بدأت بوادر استيعاب مهنة‬ ‫الناشر الذي لواله سيبقى الكتاب سجين رف‬ ‫صاحبه ولن يتجاوز حدود الشارع الذي يقطن فيه‬ ‫ولن يتجاوز حدود جغرافيا المعارف‪ .‬بين الكاتب‬ ‫والقارئ مسافات اليمكن قطعها إال الذي يؤمن‬ ‫بالمغامرة‪ ،‬المحسوبة طبعا‪ ،‬بآالت حاسبة ومذكرة‬ ‫مليئة باستراتيجيات ومخططات‪ ،‬ومن هنا أقول‬ ‫أن الذي يستهزئ من كون أن الناشر الينبغــي‬

‫أن يكون تجاريا ينبغي له أن يعيد النظر في كل‬ ‫المسلمات التي يعتقد بها‪ .‬وفي األخيـــر أظن أن‬ ‫الناشر شمعة تحترق ليحيى الكاتب والقارئ‪.‬‬ ‫كيـــف تتصــورون في دار «سليكــــي‬ ‫أخوين»إمكانية النهوض بصناعــة الكتاب في‬ ‫سياقاته كلها‪ ....‬جــودة النشر قوة التوزيع‬ ‫والرفع من نسب القراءة‪.....‬؟‬ ‫أكاد ال أصدق أننا قطعنا مسيرة أكثر من ‪25‬‬ ‫سنة من العمل المتواصل‪ ،‬استطعنا من خاللها‬ ‫أن نُخرج عالم النشر من المركز‪ ،‬الدار البيضاء‬ ‫والرباط‪ ،‬لتنتشر بجهة الشمال فظهرت مجموعة‬ ‫من الدور رغم قلتها لكننا استطعنا أن نقدم‬ ‫منتوجا بمواصفات جد محترمة بل ربما في طليعة‬ ‫اإلنتاجات العربية‪ ،‬وبكل فخر فإن كتبنا من حيث‬ ‫جودتها فهي محترمة بل جميلة على األقل إخراجا‬ ‫وحرفا وورقا وحتى المنشورات فقد اتجهنا نحو‬ ‫الدراسات والفلسفة والتاريخ أكثر من اإلبداع نظرا‬ ‫للطلب الذي يعرف هذا النوع من الكتب‪.‬‬ ‫أزمة التوزيع وغيــاب مؤسسات يمكـــن أن‬ ‫تستثمر في هذا المجال‪ ،‬مما يجعل الكتاب في‬ ‫مأزق‪ ،‬إذ الوحيد الذي يمكنه أن يفك أسر الكتاب‬ ‫ليصل إلى قارئ مهما بَعُد هو الناشر‪ .‬على كل‬ ‫حال حتى لو وجد موزعون محترفون فالناشر‬ ‫ينبغي أن يحضر المعارض ليطور إمكاناته وأدواته‬

‫وعالقاته وهذا ال يمكن إال أن ينعكس إيجابا على‬ ‫صناعة الكتاب والثقافة بشكل عام‪.‬‬ ‫شاركـــت الدار مؤخرا بالمعرض المغاربي‬ ‫بوجدة‪ ،‬وقد تواترت األخبار حول جودة تنظيمه‪.‬‬ ‫ما هي انطباعاتك حوله؟‬ ‫‪ ‬كانت دهشتي التوصف عند حضور معرض‬ ‫وجدة‪ ،‬فضاء بمقاييس عالية وبمستوى تنظيمي‬ ‫عالي‪ ،‬مع العلم أن الميزانية المخصصة له أقل‬ ‫بكثير بل بكثير من معرض الدار البيضاء‪ ،‬هنا‬ ‫تكمن الحكمة وليس هناك سر‪ ،‬اإلرادة زائد‬ ‫المهنية تجعلك تؤمن أن المجال للمعجزات‪،‬‬ ‫هناك الممكن وكفى‪ ،‬هذا هو المغرب المأمول‪،‬‬ ‫الحياة فرصة وحيدة‪ ،‬يجب استهالك ماتبقى من‬ ‫العمر في اإلتقان والحب والشغف والجمال‪ ،‬ولنبني‬ ‫محطات تسافر عبرها األمم واألجيال المقبلة‬ ‫النذكر مما سبقنا إال من خط وعزف وصنع أما‬ ‫الكائنات الهاضمة كأنها لم توجد قط‪.‬‬ ‫معرض وجدة مفخرة المغاربة ونافذة مضيئة‬ ‫للمغرب‪ ،‬نتمناها نموذجا للمعرض الدولي للدار‬ ‫البيضاء وباقي أقاليم المملكة‪ ،‬مسافة األلف ميل‬ ‫تبتدأ بخطوة وقد قطعنا شوطا البأس به‪.‬‬ ‫مع الثورة التي تعرفهـــا اإلنسانية على‬ ‫المستوى اإللكتروني والرقمـي‪ .‬هل لديكـــم‬ ‫تخوفات تجاه الكتاب الورقي وصناعاته؟‬ ‫‪ ‬الكِتاب وجد لكي يبقى‪ ،‬والناشرون هم من‬ ‫أنتجوا الكتب اإلليكترونية ووظفوا اإلعالميات‬

‫‪4‬‬

‫مع االبقاء على الورقي‪ ،‬هل التليفزيون واألقراص‬ ‫المدمجة استطاعت أن تغلق أبواب السينما‬ ‫والمسارح وقاعات العروض‪ ،‬بل على العكس من‬ ‫ذلك‪ ،‬الكتاب االليكتروني اليمكن إال أن يخدم‬ ‫الورقي بل هناك كتب تركت الورقي لتصبح على‬ ‫االليكتروني فقط كالموسوعات العلمية وهو‬ ‫اختيار وليس أن هذا دمر هذا‪ ،‬بل لم يعد هذا النوع‬ ‫من المعرفة تستوعبه دفتي كتاب‪ .‬المستقبل‬ ‫لالثنين معا الورقي واالليكتروني‪ ،‬ويجب االشتغال‬ ‫عليهما معا فنحن نستعمل اللوحات الرقمية‬ ‫والهاتف الذكي والحاسوب المحمول وحاسوب‬ ‫المكتب وال جهاز واحد من هؤالء يلغي اآلخر فلكل‬ ‫مجال استعماله بل ومستعمله أيضا‪ .‬ال خوف وال‬ ‫هم يحزنون‪.‬‬ ‫هل تفكر الدار إسوة بمثيالتها في البلدان‬ ‫المتقدمة في االنتقال إلى االهتمام بالكتاب على‬ ‫مستوى الترويج له من خالل تنظيم تظاهرات أو‬ ‫جوائز أو تتويجات تحمل إسم الدار؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬هناك تفكير في تنظيم تظاهرات ولقاءات‬ ‫فكرية وتوقيعات في القادم من األيام وذلك‬ ‫بشراكات مع مجموعة من الفاعلين في القطاع‬ ‫لتقريب الجمهور أكثر من دفئ الكتاب أما بالنسبة‬ ‫للجوائز ربما المسألة الزالت بعيدة على األقل‬ ‫في هذه اللحظة ألنها ربما تزعج أكثر مما تحفز‬ ‫والجائزة بالنسبة لي هي أن نزيد من رفع نسبة‬ ‫القراءة‪.‬‬ ‫تحظـى ثقافــة الكتـــاب بعناية مخجلـــة‬ ‫في وسائـــل اإلعـــالم العمومية‪...‬التلفزيونات‬ ‫والراديوهات والجرائد والمجالت الوطنية‪ .‬كيف‬ ‫تتعاطون مع ذلك؟‬ ‫‪ ‬هذا أكيد‪ ،‬الثقافة في وسائل اإلعالم العمومية‬ ‫تبعث على األسف وكأن ثقافة الكتاب للراشدين‬ ‫فقط حتى نرى ذلك النادر منها في أوقات غير‬ ‫مالئمة بتاتا‪ .‬طبعا مع بعض االستثناءات وهي‬ ‫تقاوم من أجل البقاء‪ .‬لإلعالم القدرة على التأثير‬ ‫في الوعي العام وتصورات وأفكار األفراد والوحيد‬ ‫الذي يدخل البيوت دون استئذان‪ ‬ومن تم فمن‬ ‫واجبها التعريف بالمنتوج الفكري المغربي‬ ‫فاإلعالم العمومي لكل المغاربة فليكن إعالما‬ ‫مكونا صانعا للجمال بدل التطبيع‬ ‫محَ ِّررا منقذا ِّ‬ ‫طوال ساعات البث مع الغباء‪ ،‬والعدمية والسلبية‬ ‫المتجئرة في المجتمع المغربي أساسها اإلعالم‪،‬‬ ‫واإلعالم هو النافذة التي يطل العالم علينا من‬ ‫خاللها‪ ،‬فلتكن إذن على األقل منصفة إذ أحيانا‬ ‫أشك أنها ستصمد في المستقبل ألنها لم تعد‬ ‫تخاطب المغاربة وال حتى إعطاء صورة منيرة عن‬ ‫المغرب‪ .‬‬


‫العدد‪1022‬‬ ‫العدد‬ ‫‪1022‬‬

‫الشمال الفني‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫الفنان عبد السالم نوار‬ ‫تكريم بطعم العتاب!‬

‫• محمد الزبيري‬

‫يشعر الكاتب المغربي أنه لم يصل بعد إلى تحقيق الوضع االعتباري‬ ‫المفترض‪ ،‬كما الشأن في كل دول العالم الراقية‪،‬‬ ‫‪ ‬لدى المبدع والكاتب وضع اعتباري اليضاهيه أحد في ذهنية كل شرائح‬ ‫المجتمع ولكن ينبغي على المبدع بشكل عام أن يكون خالقا سخيا في إنتاجه‬ ‫صوفيا في سلوكه منشغال بهموم اإلبداع والكتابة وقريبا من المجتمع يعيش مع‬ ‫الناس وألجل الناس منشغال بهمومهم ال بهم‪ ،‬والشهرة تأتي باإلنتاج وأن يثق‬ ‫في أن لكل مجاله ولكل عمل‪.‬‬ ‫س‪ 9‬ـ تعتبر القرصنة (االستنساخ غير القانوني) من التهديدات الكبيرة التي‬ ‫تعترض الكتاب‪ .‬كيف تواجه الدار مثل هذا؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬التهديدات التي يمكن أن تواجه صناعة الكتاب هو العزوف عن القراءة‪،‬‬ ‫القرصنة عنوان كبير للنجاح‪ ،‬عنوان بارز أن المجتمع في حاجة إلى المزيد وإشارة‬ ‫قوية إلعادة النظر في التسويق والثمن والقنوات المستعملة‪ .‬القرصنة احتجاج‬ ‫قبل أن تكون جريمة في عالم الكتاب‪ ،‬الذي يبحث عن كتاب ليقرأه ولم يجده إال‬ ‫مقرصَنا فهو مجرم لطيف‪ .‬‬ ‫كيف ترون أثمنة الكتاب المغربي؟‬

‫‪ ‬أثمنة الكتب تتحكم فيها عدة عوامل‪ ،‬وليس بالضرورة حجم وعدد الورق‪،‬‬ ‫الكتاب األكاديمي غير اإلبداع‪ ،‬هناك كتاب متخصص نفعي دائما ما يكون‬ ‫ثمنه أغلى في حين أن اإلبداع هو للمتعة بالدرجة األولى ثمنه أقل‪ ،‬وحتى نضع‬ ‫المستهلك وكل المتدخلين في الصورة فللكتاب تكلفته وهو بشكل عام ليس‬ ‫بالمرهق ماديا إذ الذي يقرأ يمكن له أن يضحي بعدة كماليات ألجل الكتاب والذي‬ ‫اليقرأ لن يقرأ حتى ولو أهديته الكتاب بالمجان‪ ،‬وفي الغالب هؤالء هم المتضرعون‬ ‫من غالء ثمن الكتاب الذي في غالب األحيان اليتجاوز ثمنه علبة السجائر‪ .‬‬ ‫كلمة أخيرة توجهها الدار للكاتب المغربي؟‬

‫الرهان األول الذي ينبغي للكاتب والمبدع أن يراهن عليه هو اإلنتشار‪ ،‬أن‬ ‫يوصل أفكاره ويشاركها مع قراء العالم‪ ،‬وهذا لن يتحقق إال باإليمان أن لكل مجاله‪.‬‬ ‫أن يثق الكاتب في الناشر وأن تكون مبنية على المهنية بدل العواطف التي‬ ‫تكاد تخرب كل الميادين‪ ،‬تغييب العقل والمهنية والمنطق‪ .‬أن يعيش الكاتب مع‬ ‫الناس ويسيطر على السوداوية غير المنتجة‪.‬‬ ‫الكاتب نبض المجتمع وروحه‪ ،‬خُلق ليواجه بياض الورق واألفكار في العتمات‪،‬‬ ‫فاالختالف واالرتباك بين الكاتب والناشر هو سر نجاح هذا الزواج الذي ينتج قارئا‬ ‫نموذجا دائما يذكرهما أينما حل وارتحل‪.‬‬

‫تكريما للفنان التطواني المرموق‪ ،‬التشكيلي واألستاذ بمعهد‬ ‫الفنون الجميلة بتطوان ألحقاب عديدة‪ ،‬السيد عبد السالم نوار‪،‬‬ ‫وبمادرة من مؤسسة امغارة الرباحي للتراث والثقافة ـ تطوان‪،‬‬ ‫وبتعاون مع إدارة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬وطبقا‬ ‫لبرنامج التكريم‪ ،‬افتتح يوم الخميس ‪ 14/11/2019‬معرض استعادي‬ ‫ألعمال للفنان نوار بقاعة المكي امغارة‪ ،‬وضم البرنامج تنظم معرض‬ ‫ألعمال حوالي ‪ 40‬تشكيليا‪ ،‬من طلبة وزمالء وأصدقاء الفنان نوار يوم‬ ‫الجمعة ‪ 15/11/2019‬بدار الصنعة بتطوان‪ ،‬تقرر افتتاحه على الساعة‬ ‫الخامسة مساء‪ .‬فيما ضم برنامج التكريم يوم السبت ‪16/11/2019‬‬ ‫تقديم كتاب قيم بعنوان‪« :‬تطوان‪ ،‬مائة سنة من الفن» للباحث‬ ‫المؤلف األستاذ أحمد امغارة‪ ،‬بنادي تطوان الثقافي‪.‬‬ ‫ما نحن بصدده في هذه المتابعة هو المعرض المقام بدار‬ ‫الصنعة‪ .‬إذ للمشاركة في هذه المناسبة المهمة التي بالشك لها‬ ‫عدة إيجابيات؛ منها االعتراف بالفضل لفنان أصيل وأستاذ كبير‪ ،‬قدم‬ ‫للتشكيل المغربي خدمة جليلة‪ ،‬وأثرى منجزه بأعمال خالدة‪ ،‬ترقى‬ ‫لمستوى العالمية‪ ،‬وتضاهي أعمال األساتذة العالميين الكبار‪ ،‬كما‬ ‫تلقينا على يديه الكثير من أصول الفن أيام الدراسة بمعهد الفنون‬ ‫الجميلة بتطوان‪ ،‬على غرار عدة أجيال من طلبة المعهد الذين ساهم‬ ‫مشكورا في تكوينهم تكوينا فنيا متينا على مر أحقاب من جهة‪ ،‬ومن‬ ‫جهة أخرى ترسيخا لثقافة االعتراف‪ ،‬التي يبدوا أن النخبة المثقفة‬ ‫الماسكة بزمام المبادرة في مجتمعنا المغربي المعاصر قد تنكرت‬ ‫لتلك الثقافة أوتجاهلتها بشكل أو بآخر‪.‬‬ ‫وتكس��يرا لتلك القاعدة البئيس��ة التي قلت عنها ذات مرة‪ ،‬إنها‬ ‫أصبح��ت قاع��دة مغربية‬ ‫بامتياز‪ ،‬وقلت كذلك إنها‬ ‫قاع��دة ملعون��ة بالفعل؛‬ ‫إذ يتعل��ق األم��ر بحفالت‬ ‫التكري��م وطقوس المدح‬ ‫والثن��اء الت��ي اعتدنا على‬ ‫تنظيمه��ا ـ عل��ى قلته��ا‬ ‫ـ لفنانين��ا ومبدعين��ا‬ ‫وعظمائن��ا‪ ،‬لك��ن بع��د‬ ‫أن يصبح��وا ف��ي ع��داد‬ ‫أصحاب القبور! كذلك من‬ ‫إيجابي��ات ه��ذه المبادرة‬ ‫االلتق��اء بفناني��ن كبارا‪،‬‬ ‫وأس��اتذة أعزاء‪ ،‬وأصدقاء‬ ‫نتقاس��م معهـــ��م ه��م‬ ‫اإلبداع‪ ،‬ولم تتح لنا فرصة‬ ‫اللقاء ببعضهم منذ سنوات بل منذ عقود‪.‬‬ ‫ما أن تلقيت دعوة مشكورة من األستاذ أحمد مغارة‪ ،‬للمشاركة‬ ‫في معرض جماعي يقام بدار الصنعة بتطوان‪ ،‬تكريما لهذا الفنان‬ ‫األصيل‪ ،‬حتى تركت ما كان بيدي‪ ،‬مجهزا عملي للمشاركة‪ ،‬معدا العدة‬ ‫ألقطع مسافة حوالي ‪ 140‬كلم‪ ،‬من خارج مدينة القصر الكبير إلى‬ ‫تطوان؛ حيث حضرت إلى دار الصنعة في الموعد المحدد‪ ،‬فلم أجد‬ ‫غير األستاذ أحمد مغارة‪ ،‬وربما ثالثة أشخاص يساعدونه في وضع‬ ‫لمسات ماقبل االفتتاح‪ ..‬وكان أول الواصلين الفنان التطواني المعروف‬ ‫محمد بوزوبع‪ ،‬الذي يبدوا أنه هو اآلخر تفاجأ بعدم حضور الفنانين‬ ‫والمدعوين في الموعد المحدد‪ .‬وما أن بدأنا نتحدث معا عند مدخل‬ ‫قاعة العرض‪ ،‬حتى أخذ في اإل فصاح عن استيائه بصراحته المعهودة‪،‬‬ ‫معربا عن مالحظات في الصميم؛ مفادها أن هذا التكريم متواضع‬ ‫وبسيط جدا إذا ما قورن بقامة سامقة في عالم الفن‪ ،‬كالفنان عبد‬ ‫السالم نوار‪ ،‬الذي يجب أن ينظم له حفل يليق بمكانته‪ ،‬كفنان كبير‬ ‫وكمكون متفاني‪ .‬وهي مالحظات كانت قد خالجتني منذ البداية‪ ،‬حتى‬ ‫قبل أن أحضر إلى تطوان؛ ويتعلق األمر خصوصا بما قد يعتبر ارتجاال أو‬ ‫نقصا في إمكانيات الجهة المتبنية للمبادرة‪ ،‬أو تقصيرا من المنظمين‬ ‫في إحاطة المناسبة بما يليق بها من هالة إعالمية‪ ،‬وكأنها لم تأخذ‬ ‫الوقت الكافي لذلك‪ .‬ولعل أبسط مظهر من مظاهر ذلك يتجلى في‬ ‫غياب ملصق الئق بالمناسبة‪ ،‬حتى نتمكن من نشره على أوسع نطاق‪،‬‬ ‫للترويج للحدث إعالميا‪ .‬وهو ما كنا نرجوه؛ إذ لم نجد مانتقاسمه عبر‬

‫وسائل التواصل االجتماعي على األقل‪ ،‬للتعريف بالمناسبة‪ .‬هذا فضال‬ ‫عن عدم وجود (كاتالوج) أو ورقة عن المعرض‪..‬‬ ‫وصل المشاركون والمدعوون والمهتمون زرافات‪ ،‬فرادى‬ ‫وجماعات‪ ،‬على فترة زمنية متفرقة‪ ،‬بعد انصرام وقت طويل على‬ ‫الموعد المعلن‪ ،‬ربما وفاء منا لعادتنا كمغاربة‪ ! ‬وحان وقت إلقاء‬ ‫بعض الكلمات وتقديم بعض الشهادات في حق الفنان المحتفى به؛‬ ‫فكانت كلمة الجهة المنظمة التي ألقاها األستاذ أحمد مغارة‪ ،‬الذي‬ ‫شكر الحاضرين والفنانين المشاركين وكل المساهمين في إنجاح‬ ‫هذا الحفل‪ ،‬ونوه بإبداع وشخص وأخالق وتضحيات الفنان المحتفى‬ ‫به‪ ،‬وأشار إلى أن هذا التكريم ينظم بتعاون بين مؤسسة امغارة‬ ‫الرباحي من جهة‪ ،‬والمعهد الوطني للفنون الجميلة من جهة أخرى‪،‬‬ ‫دون أي دعم من أية جهة أخرى‪ ،‬خالفا لما يروج له البعض‪ .‬ثم تناول‬ ‫الكلمة الفنان عبد السالم نوار‪ ،‬والذي بعدما أثنى على المنظمين‬ ‫وشكر المشاركين والحاضرين‪ ،‬كانت بعد ذلك كل كلماته العفوية‬ ‫الصادقة‪ ،‬بطعم العتاب واللوم‪ ،‬الذي يخفي مرارة حارقة‪ ،‬وينم عن‬ ‫إحساس دفين بالغبن المتراكم لسنوات؛ جراء ما عاناه هذا الفنان‬ ‫من تهميش وإقصاء وظلم وتهميش على مر أحقاب‪ ..‬حسب قوله‪.‬‬ ‫ليتناول الكلمة بعد ذلك الفنان سعيد تاكشوت‪ ،‬الذي يبدو ـ من خالل‬ ‫الطريقة التي انتزع بها الكلمة انتزاعا‪ ،‬ومن خالل رد فعل المنظمين ـ‬ ‫أن تدخله لم يكن في برنامجهم أو حسبانهم‪ ،‬بل فاجأهم في الواقع‪.‬‬ ‫كما أن كلمته التي اتسمت بنوع من الحدة‪ ،‬وربما التبخيس إن صح‬ ‫التعبير؛ عابت على المنظمين عدة جوانب‪ ،‬اعتبرها المتدخل نقصا‬ ‫وتقزيما واستصغارا للمحتفى به‪ .‬متسائال بلهجة ال تخلو من نبرة‬ ‫مستهزئة عن غباب الحلوياـــت والشــــاي‪ !! ‬لينسحب مخلفــا موجـــة‬ ‫من ردود الفعل المتباينة‪،‬‬ ‫تراوحـــت بين ضاحــك‬ ‫ومؤيد ومستهزء وساخر‬ ‫وغاضب! بل أكثر من ذلك‬ ‫اعتبر المتدخل أن الحق‬ ‫للجمعية في تنظيم حفل‬ ‫التكريم هذا! متسائال‬ ‫عن غياب وزارة الثقافة‬ ‫التي هي الجهة الوحيدة ـ‬ ‫في نظره ـ التي يجب أن‬ ‫تنظم هذا الحفل‪ .‬ليتدارك‬ ‫الموقف بعد ذلك الفنان‬ ‫يوسف سعدون‪ ،‬بتدخلـــه‬ ‫الذي أثنى فيه على‬ ‫المبادرة؛ مذكرا بأصالة‬ ‫إبداع الفنان عبد السالم‬ ‫نوار‪ ،‬منوها بمجهوداته كأستاذ مكون‪ ،‬مبرزا مكانته ومقامه الرفيع‬ ‫على صعيد التشكيل المغربي‪..‬ثم كانت كلمة عبد ربه‪ ،،‬بصفتي أحد‬ ‫قدماء طلبة الفنون الجميلة الذين كانوا محظوظين فعال‪ ،‬بتلقي أصول‬ ‫الفن على يد هذا المبدع الرائد وزمالئه بمعهد الفنون الجميلة‪..‬‬ ‫فتشرفت بإهدائه بعض مؤلفاتي الفنية المتواضعة‪ .‬لتلي ذلك كلمة‬ ‫الفنان محمد غزولة‪ ،‬الذي ذكر بالمكانة المتميزة للمحتفى به‪ ،‬وبما‬ ‫بذله من مجهودات مخلصة في تكوين طلبة الفنون وتحبيب الفن‬ ‫لهم‪ ،‬وتقريبهم من عالم اإلبداع‪ ،‬مؤكدا للفنان عبد السالم نوار ـ‬ ‫وهو يحضنه في مشهد مؤثرـ أن طلبته من الفنانين الذين يدينون‬ ‫له بالكثير‪ ،‬لن يتنكروا لفضله‪ ،‬ولن يتخلوا عنه مهما تنكر له الزمان‪،‬‬ ‫وسيظل مكرما دائما في وجدانهم! لتتوالى بعد ذلك بعض المداخالت‬ ‫على نفس المنوال‪..‬‬ ‫عموما تبقى هذه المبادرة محمودة ومشكورة وإيجابية‪ .‬وكما‬ ‫قلت في مداخلتي المتواضعة‪ ،‬إقتداء بالقاعدة الفقهية القائلة‪( :‬ما ال‬ ‫يدرك كله ال يترك جله)‪ .‬بغض النظر عن ما يمكن أن يعتبره البعض‬ ‫ارتجاال أو نقصا أو تقصيرا‪ ،‬فإن الجهة المنظمة تستحق الشكر والتقدير‬ ‫على مبادرتها هذه التي تكسر جدار الصمت المضروب على بعض‬ ‫رموز التشكيل المغربي‪ ،‬وإعادة االعتبار لهم ولو معنويا‪ ،‬عوض تركهم‬ ‫يرحلون في صمت‪ .‬فقد كان تكريما صادقا وناجحا‪ ،‬مكن من إعادة‬ ‫االعتبار لفنان كبير يستحق كل التكريم والتقدير‪ ،‬وكان حفال فتح قنوات‬ ‫الحوار وتبادل اآلراء بين الفنانين والمهتمين‪ ،‬وكان مناسبة لتجديد‬ ‫العهد والتالقي بين كثير من المبدعين‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫تنصيب وكيلي الملك لدى المحكمتين االبتدائية‬ ‫واالستئنافية بالحسيمة‬

‫شهـــدت محكمـــة االستئناف بمدينــة‬ ‫الحسيمة مؤخرا حفل تنصيب إسماعيل حمدي‬ ‫في منصب الوكيل العام للملك لدى محكمة‬ ‫االستئناف بالحسيمة بعدما كان يتقلد مهام‬ ‫وكيل الملك بابتدائية سوق أربعاء الغرب‪.‬‬ ‫ويعتبر اسماعيل حمدي من مواليد الدار‬ ‫البيضاء سنة ‪ ،1969‬وهو حاصل على اإلجازة‬ ‫في العلوم القانونية‪ ،‬وسبق له أن شغل‬ ‫مناصب‪ :‬نائب وكيل الملك لدى المحكمة‬ ‫االبتدائية بالدار البيضاء‪ -‬أنفا‪ ،‬وقاض ملحق‬ ‫بإدارة السجون وإعادة اإلدماج وقاض ملحق‬ ‫بمديرية الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل‬ ‫وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بأزرو‬ ‫ووكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بسيدي‬ ‫سليمان ووكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‬ ‫بسوق أربعاء الغرب‪.‬‬ ‫كما تــم أيضــا وفي زوال نفــس اليوم‪،‬‬ ‫تنصيب أحمد البنوضي في منصب وكيل الملك‬ ‫لدى المحكمة االبتدائية بالحسيمة قادما إليها‬ ‫من تطوان بعدما كان يشغل بها منصب نائب‬ ‫وكيل الملك بابتدائية تطوان‪.‬‬ ‫ويعتبر أحمد البنوضي من مواليد مدينة‬ ‫الحسيمة سنة ‪ ،1979‬وهو حاصل على اإلجازة‬ ‫في الحقوق‪ ،‬ودبلوم الدراسات المعمقة في‬ ‫القانون‪ ،‬وسبق أن شغـــل مناصــب‪ :‬قاض‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بتاونات وقاض بالمحكمة‬ ‫االبتدائية بميدلت ونائب وكيل الملك لدى‬ ‫المحكمة االبتدائية بتطوان‪.‬‬ ‫وحضر حفل التنصيب السيد الكاتب العام‬ ‫لعمالة الحسيمة و عدد من ممثلي السلطات‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬وقضاة المحكمتين‪ ،‬والموظفين‪،‬‬ ‫والمحامين والوكيل العام للملك لدى محكمة‬ ‫االستئناف بالحسيمة و نوابــه‪ ،‬ووكيل الملك‬ ‫لدى ابتدائية الحسيمـــة ونوابه‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫لرئيس المجلس اإلقليمي ورؤساء المصالح‬ ‫الخارجية‪ ،‬وعدد من الشخصيــات المدنيــــة‬ ‫والعسكرية‬

‫المكتب الوطني للكهرباء والماء‬ ‫الصالح للشرب و «مازن» ومجموعة‬ ‫«ناريفا وإينيل جرين باور»‬

‫السيد إسماعيل حمدي الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالحسيمة‬

‫السيد احمد البنوضي في منصب وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بالحسيمة‬

‫الحسيمة ‪ :‬تكريم الكاتب والديبلوماسي‬ ‫محمد محمد الخطابي‬

‫ــ مسار حافل باإلنجازات والمحطات؛ انطلق فيه الرجل من «الخزامى» ليعبر نحو العالم ــ‬

‫في حفل بهيج احتضنته دار الثقافة األمير‬ ‫موالي الحسن بالحسيمة يوم ‪ 15‬نونبر ‪2019‬؛‬ ‫حظي الكاتب والديبلوماسي السابق محمد‬ ‫محمد الخطابي بالتفاتة خاصة من طرف‬ ‫فعاليات منتدى الريف للسياحة والتنمية في‬ ‫دورته األولى التي نظمت تحت شعار» نحو‬ ‫تنويع مداخل التنمية‪ :‬إدماج الموروث الثقافي‬ ‫في السياحة نموذجا»‬ ‫الحفل حضره ثلـــة من أهل الكلمـــة؛‬ ‫الفكر واإلبداع واإلعالم والثقافة‪...‬لإلحتفاء‬ ‫بمسار هذا الرجل الذي بصم الحياة الثقافية‬ ‫بكتابات وإبداعات متعددة األجناس؛ ومتنوعة‬ ‫الميوالت؛ موسوعية اإلهتمامات؛ طبعا إلى‬ ‫جانب تألقه في مساره المهني كديبلوماسي‬ ‫سبق أن نال عدة أوسمة وتوشيحات من بينها‬ ‫وسام االمتياز الديمقراطي األعلى «سيمون‬ ‫بوليفار» من طرف مجلس النواب الكولومبي‬ ‫‪ 2008‬ووسام «سان كارلوس» درجة الحمالة‬ ‫الكبرى من طرف رئيس الجمهورية الكولومبية‬ ‫الذي يمنح لألشخاص الذين لديهم مساهمات‬ ‫على صعيد العالقات الدولية‪.‬‬ ‫ومحمد محمد الخطـــابـــي بدأ مساره‬ ‫الديبلوماسي مستشاراً سياسياً وثقافياً وقائماً‬ ‫بأعمال سفارات المغرب في ّ‬ ‫كل من مدريد‪،‬‬ ‫طرابلس‪ ،‬المكسيك‪ ،‬والبيرو‪ ،‬وقنصلاً عاماً‬ ‫للمملكة المغربية في ّ‬ ‫كل من جزر الكناري‬ ‫ومدريد‪ ،‬وعميداً للسلك القنصلي المعتمد‬ ‫بهما وسفيراً مفوّضاً وفوق العادة للمغرب في‬ ‫ّ‬ ‫كل من كولومبيا‪ ،‬واإلكوادور‪ ،‬بنما‪ ،‬ترينيداد‬ ‫وطوباغو‪.‬‬ ‫وتناول الكلمة في حفل تكريم الكاتب‬ ‫والديبلوماسي محمد محمد الخطابي كل من‬ ‫عبد الكريم صديق؛ أحمد المفتوحي؛ عبد‬ ‫الحكيم الخطابي؛ محمد المرابطي ومريم‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫الخطابي الذين أشاروا إلى جوانب مهمة من‬ ‫حياة المحتفى به استعرضت مسار تحصيله‬ ‫الدراسي في المغرب أو جامعة عين شمس‬ ‫بالقاهرة ستينيات القرن الماضي؛ وكذا جانب‬ ‫من حياته المهنية كسفير وكاتب في مختلف‬ ‫صنوف اإلبداع األدبية؛ الفنية؛ اإلجتماعية؛‬ ‫السياسية والفكرية حيث أشادوا جميعا بالمسار‬ ‫النوعي والكمي لهذا الهرم‪.‬‬ ‫وبالمناسبة؛ تسلـــم محمــد محمــــد‬ ‫الخطابي «درع الخزامى» من يدي الدكتور‬ ‫الحسين الورغي أستاذ بالمدرسة الوطنية‬ ‫للعلوم التطبيقية؛ والذي خصصه منتدى‬ ‫الريف للسياحة والتنمية كدرع تكريم واحتفاء‬ ‫بالشخصيات التي تألقت في مختلف صنوف‬ ‫المعارف والعلوم وفي مجاالت مهنية مختلفة‪.‬‬ ‫مسار أخر من حياة الرجل؛ لم يكن‬ ‫ليمضي دون التفاتة خالل حفل افتتاح المنتدى‪،‬‬ ‫وهو المتعلق بالكتابة اإلعالمية والصحافية‬

‫واشتغاله في هذا المجال لعقود من الزمن‬ ‫حيث سبق أن كان عضوا ديوان وزير اإلعالم‪،‬‬ ‫ورئيساً لمصلحة النشر بنفس الوزارة؛ ملحقاً‬ ‫صحافياً بالعديد من التمثيليات الديبلوماسبة‬ ‫المغربية؛ كما عمل في اإلذاعة والتلفزة‬ ‫المغربية حيث أنتج العديد من البرامج اإلذاعية‬ ‫والتلفزيونية في اﻵداب‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والفكر‪،‬‬ ‫واللغة؛ كما لزال الرجل يسهم في العديد من‬ ‫المجالت والجرائد المرموقة في العالم العربي‪،‬‬ ‫وإسبانيا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وأمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫هذا دون نسيان أن المحتفى به سبق‬ ‫ان كان مسئو ًال عن «أبواب ثابتة» في مجلة‬ ‫«اللسان العربي» التي تصـدر عن مكتــــب‬ ‫تنسيق التعريب في الوطن العربي التابع‬ ‫للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‬ ‫(ألكسو)‪( ،‬جامعة الدول العربية) واعتبارا لكل‬ ‫هذه الجوانب المضيئة والمتميزة في الحياة‬ ‫اإلعالميــة للكاتــب محمد محمد الخطابي‬ ‫وتقديرا لها؛ واعترافا بغزارة أنتاجه اإلعالمي‬ ‫والصحفي قــدم األستاذ فــؤاد الغلبـــزوري‬ ‫للمحتفى به تذكارا باسم جريدة «أصوات‬ ‫الريف» ونيابة عن مختلف مكونات أسرة‬ ‫اإلعالم والصحافة المحلية والجهوية‪.‬‬ ‫وبما أن الحفل تزامن وغمرة اإلحتفاالت‬ ‫بذكرى ميالد خير البريـــة؛ فقد كان الختام‬ ‫مسكا واختتم التكريم بوصالت من فن المديح‬ ‫والسماع شنفت بها أسماع الحاضرين مجموعة‬ ‫سيدي جمال عمار لألداء الصوفي؛ احتفاءا‬ ‫بمسار خاص لرجل تجعلك وانت تجوب شوارع‬ ‫السيرة الذاتية للمحتفى به ‪-‬كما قال الشاعر‬ ‫الواعد اسماعيل حبيب اهلل‪ -‬تضيع في ازدحام‬ ‫اإلنجازات والمحطات انطالقا من الخزامى‪/‬‬ ‫الحسيمة ليعبر نحو العالم‪.‬‬

‫وقع كل من المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫والماء الصالح للشرب والوكالة المغربية للطاقة‬ ‫المستدامة «مازن» والمجموعة المكلفة بتطوير‬ ‫المشروع الريحــي المندمـــج ‪ 850‬ميكاواط‬ ‫والمكونة من «ناريفا» (المغرب) و»إينيل جرين‬ ‫باور» (إيطاليا) ‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 19‬نونبر ‪ 2019‬على‬ ‫العقود المتعلقة بتنفيذ مشروع الرحبة الريحية‬ ‫لبوجدور ‪ 300‬ميكاواط‪.‬‬ ‫تــم توقيـــع العقــود من طــرف السيد‬ ‫عبد الرحيم الحافظـي‪ ،‬المدير العام للمكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والماء الصالـــح للشـــرب‪،‬‬ ‫والسيد مصطفى الباكوري‪ ،‬الرئيس المدير‬ ‫العام لوكالة مازن وكذا من طرف شركة مشروع‬ ‫«الحقل الريحي ببوجدور»‪.‬‬ ‫مشروع الرحبة الريحية لبوجدور (‪300‬‬ ‫ميكاواط) يقع على بعد حوالي ‪ 7‬كلم شمال‬ ‫شرق مدينة بوجدور (إقليم بوجدور) و تقدر‬ ‫تكلفته اإلجمالية ب ‪ 4‬مليار درهم و سيتم‬ ‫تشغيل المشروع تدريجيا ابتدأ من ‪.2021‬‬ ‫المشروع الريحي المندمج ‪ 850‬ميكاواط‬ ‫يضم خمس رحبات ريحية «ميدلـــت ‪180 -‬‬ ‫ميكاواط»‪« ،‬بوجدور ‪ 100 -‬ميكاواط»‪« ،‬جبل‬ ‫لحديد (الصويرة) ‪ 200 -‬ميكاواط» «تيسكراد‬

‫(طرفاية) ‪ 300 -‬ميكــاواط»‪ ،‬و «طنجة ‪II - 70‬‬ ‫ميكاواط «و يعتبر مكونا رئيسيا لالستراتيجية‬ ‫الوطنية الطاقية التي تهدف إلى تثمين الطاقات‬ ‫المتجددة بغية الوصول إلى ‪ 52‬في المائة من‬ ‫القدرة الكهربائية المنشأة انطالقا من الطاقات‬ ‫المتجددة في أفق سنة ‪.2030‬‬ ‫يجدر التذكير أنه في سنة ‪ ،2016‬فازت‬ ‫مجموعة الشركات ناريفا القابضة (المغرب)‬ ‫وإينيل جرين باور (إيطاليا) بشراكة مع المصنع‬ ‫العالمي للعنفات الريحية« «�‪SIEMENS GA‬‬ ‫‪( MESA RENEWABLE‬ألمانيا)» بطلـب‬ ‫العروض الدولي المتعلق بتطوير وصياغة‬ ‫وتمويل وبناء وتشغيل وصيانة المشروع الريحي‬ ‫المندمج ‪ 850‬ميكاواط‪ .‬وقد مكن هذا المشروع‬ ‫الضخم من خلق وإبراز صناعة ريحيــة محلية‬ ‫والسيما بفضل إنشاء مصنع لتصنيع العنفات‬ ‫الريحية بمدينة طنجة تقدر طاقته اإلنتاجية‬ ‫حوالي ‪ 600‬وحدة سنويـــاً (ما يعـــادل ‪600‬‬ ‫ميكاواط سنويا)‪.‬‬ ‫سيمكن إنتاج الكهربــاء المتوقـــع لهذا‬ ‫المشروع من توفيــر حوالي ‪ 2،380،000‬طن‬ ‫من ثاني أكسيد الكربون سنويا‪ ،‬وهو ما يعادل‬ ‫استهالك مدينة بحجم مدينة الدار البيضاء‪.‬‬

‫مديرية الحموشي تكشف حقيقة‬ ‫تعرض مغني «الراب» لالختطاف‬ ‫واالحتجاز بالحسيمة‬

‫نفت المديرية العامـــة لألمن الوطني‪،‬‬ ‫بشكل قاطع‪ ،‬اإلشاعة التي تم تداولها عبر‬ ‫حساب على موقع التواصل االجتماعي “تويتر”‪،‬‬ ‫والتي زعمت تعرض مغني راب ينحدر من‬ ‫مدينة الحسيمة لالختطاف واالحتجاز من قبل‬ ‫مصالح األمن‪ ،‬وذلك على خلفية نشره ألغنية‬ ‫ذات حمولة سياسية‪.‬‬ ‫وتنويرا للرأي العام الوطنــي‪ ،‬تدحض‬ ‫المديرية العامة لألمن الوطني الخبر الوارد في‬ ‫هذه التغريدة‪ ،‬وتعتبره يدخل في خانة األخبار‬ ‫الزائفة‪ ،‬إذ لم يثبت نهائيا توقيف أي شخص‬

‫بالهوية المذكورة‪ ،‬أو القيام بأي إجراء مقيد‬ ‫أو سالب للحرية في حقه‪ ،‬وأن ما تم نشره في‬ ‫هذا الصدد مجرد مزاعم واهية ال أساس لها‬ ‫من الصحة‪.‬‬ ‫وإذ تحرص مصالح المديرية العامة لألمن‬ ‫الوطني على تفنيد هذه اإلشاعة‪ ،‬فإنها تجدد‬ ‫التأكيد على أن جميــع اإلجراءات المسطرية‬ ‫المتعلقة بالبحث والتوقيف تخضع للمقتضيات‬ ‫القانونية ذات الصلة وتجري تحت اإلشراف‬ ‫المباشر للنيابات العامة المختصة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫المنصة الرقمية «رخص» خدمة إلكترونية جديدة‬ ‫بجماعة القصر الكبير‬

‫إلرساء قواعد الحكامة الجيدة وتجويد‬ ‫الخدمات المقدمة للمواطنين والمقاوالت‪ ،‬تم‬ ‫تفعيل عملية إعمال مساطر التدبير الالمادي‬ ‫المتعلقة بإيداع ومعالجة الطلبات واستصدار‬ ‫التراخيص عبر المنصة الرقمية “‪Rokhas.‬‬ ‫‪ ”ma‬بجماعة القصر الكبير تهدف إلى توفير‬ ‫تدبير الكتروني سلس وشفاف للمساطر اإلدارية‬ ‫يتفاعل معه كافة المتدخلين‪ ،‬بدءا من المرتفق‬ ‫الذي يقوم بإيداع الطلب إلى غاية إمضاء الرخصة‬ ‫رقميا من طرف رئيس الجماعة المعنية ووضعها‬ ‫رهن إشارة طالبها في الفضاء المخصص له‬ ‫داخل المنصة‪ ،‬مرورا بتوفير كافة اإلمكانيات‬ ‫التقنية ألعضاء اللجان من أجل دراسة الملفات‬ ‫رقميا وتدوين مالحظاتهم وإمضائها إلكترونيا‪.‬‬ ‫فإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود ‪ ،‬يترجم‬ ‫الجهود الكبرى المبذولة من طرف السلطة‬ ‫الوالئية لتعبئة كل المتدخلين من رؤساء‬ ‫الجماعات واإلدارات والهيآت المعنية وتوفير كل‬ ‫الظروف لالنخراط في هذا الورش الذي يوثق‬ ‫لتوظيف التكنولوجيات الحديثة بهدف تطوير‬ ‫وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين‬

‫بالوحدات الترابية باإلقليم‪ .‬تنزيال لهذا البرنامج‬ ‫تم يومه الثالثاء ‪ 26‬نونبر ‪ 2019‬االنطالقة‬ ‫الرسمية للعمل بالمنصة الرقمية الخاصة‬ ‫بالتدبير الالمادي للرخص بقسم التعمير و ذلك‬

‫بتوقيع إلكتروني ألول رخصة بناء من طرف‬ ‫نائب الرئيس السيد عبد السالم البياتي رفقة‬ ‫رئيس مصلحة التعمير محمد الصادقي واألطر‬ ‫الهندسية والتقنية بالمصلحة ‪.‬‬

‫جامعة عبد المالك السعدي تنظم البطولة الجهوية‬ ‫للعدو الريفي بكلية العرائش وتحتفي‬ ‫باألبطال المغاربة‬

‫نظمـــت الكليــة المتعددة التخصصات‬ ‫بالعرائش بتعاون مع النادي الرياضي االولمبي‬ ‫يوم الخميس ‪ 28‬نونبر ‪ 2019‬بحلبة الكلية ‪،‬‬ ‫البطولة الجهوية للعدو الريفي الجامعي برسم‬ ‫الموسم الجامعي ‪.2020-2019‬‬ ‫وعرفت هذه التظاهرة الرياضية الجامعية‬ ‫مشاركة متميزة وكثيفة للعدائين والعداءات‬ ‫الذين يمثلون مختلف المؤسسات التابعة‬ ‫لجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬بجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة للذكور و اإلناث‪.‬‬ ‫كما عــرف الجانـــب التنظيمــي للبطولة‬ ‫تنظيما واعدادا تقنيا محكما ‪.‬‬ ‫كما أن حفل توزيع الجوائز والميداليات‬ ‫على الفائزين بالمراتب األولى في هذه التظاهرة‬ ‫الرياضية‪ ،‬كان متميزا وتحت الرئاسة الفعلية‬ ‫للدكتور محمد الرامي‪ ،‬وبحضور عميد الكلية‬ ‫متعددة االختصاصات بالعرائش‪ ،‬وباشا مدينة‬ ‫العرائش‪ ،‬والمكتب المسير للنـــادي الرياضي‬ ‫االولمبي ‪.‬‬ ‫وقد تميزت هذه البطولة بتنظيم سباقين‬ ‫للفئة العمرية أقل من ‪ 25‬سنة‪ .‬األول مفتوح في‬ ‫وجه اإلناث‪ ،‬والثاني في وجه الذكور‪.‬‬ ‫وبنفس المناسبة‪ ،‬أقـــام رئيس الجامعة‬ ‫الدكتور محمد الرامــي بتكريـــم البطليـــن‬ ‫العالميين‪ ،‬عادل الكوش وأيمن الشنتوف‪ ،‬وكذا‬ ‫البطلين الوطنيين أحمد الزواوي و عبد الكريم‬ ‫الزختي اعترافا لهم جميعا بالدور الذي لعبوه في‬ ‫إعالء الراية المغربية‪.‬‬

‫وبخصوص النتائج النهائيـــة للبطولــة‬ ‫الجهوية للعدو الريفي فقد جاءت على الشكل‬ ‫األتي ‪:‬‬ ‫* صنف اإلنـــاث ‪ :‬المرتبة األولى لمياء‬ ‫الغريب من كلية الحقوق بتطوان‪،‬‬ ‫المرتبة الثانية فاطمة الزهراء اللهج من‬ ‫الكلية متعددة االختصاصات بالعرائش‪،‬‬ ‫المرتبة الثالثة سامية أمقـــال من كلية‬ ‫الحقوق بتطوان‪.‬‬ ‫* صنف الذكور‪ ،‬على التوالي‪ :‬عبد الكريم‬ ‫الزختي و عمر العزوزي وأيمن المرابك وهم من‬ ‫كلية الحقوق بتطوان‪.‬‬

‫أما نتائج الفـرق فقــد جاءت على التوالي‬ ‫بالنسبة للذكور‪ :‬كلية الحقوق بتطوان متبوعة‬ ‫بالحي الجامعي بتطوان ثم الكليــة متعددة‬ ‫التخصصات بالعرائش‪ .‬فيما جـــاءت النتائـــج‬ ‫بالنسبة لإلناث على التوالي ‪ :‬كليــة الحقوق‬ ‫بتطوان متبوعة بكلية اآلداب بمرتيل ثم الحية‬ ‫الجامعيبتطوان‬ ‫واختتمت التظاهـــرة الرياضية بتوزيـــع‬ ‫الجوائز على الفائزين فيما تم تنظيم لقـــــاء‬ ‫مفتوح مع البطلين العالميين عادل الكاوش‬ ‫وأيمن الشنتوف ‪.‬‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫العرائش ‪ :‬فاجعة مقتل الطفل‬

‫محمد علي‬

‫شهدت مدينـة العرائــش‪ ،‬صبــاح يــوم‬ ‫األربعاء ‪ 27‬نوفمبر‪ ،‬إعادة تمثيل جريمة قتل‬ ‫الطفل «محمد علي التــي هـــزت الرأي العام‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫وحسب مصادر محلية مطلعة فإن عناصر‬ ‫الشرطة األمنية والقضائية وصلوا إلى منزل األب‬ ‫القاتل في حدود الساعة ‪ 7‬صباحا‪ ،‬تفاديا لوقوع‬ ‫أي مشاكل مع الساكنة‪.‬‬ ‫وتابعت المصادر أن األب وخالل تمثيل‬ ‫أطوار جريمته الشنيعة ‪ ،‬أستعمل سطل ماء من‬ ‫النوع الكبير لخنق ابنه (سبع سنوات)‪ ،‬قبل أن‬ ‫تقوم زوجته الثانية بتقطيع جسده ووضع كل‬

‫حول اختفاء شيك من ملف رائج‬ ‫بمحكمة القصر الكبير‪ ‬و النقابة‬ ‫الديمقراطية للعدل تصدر بيانا‬

‫اصدر المكتب المحلي للنقابة الديمقراطية‬ ‫للعدل بالقصر الكبير بيانا حول اختفاء شيك من‬ ‫ملف رائج بمحكمة القصر الكبير‪:‬‬ ‫و حسب بيان للنقابة الديمقراطية للعدل‬ ‫عبر مكتبها المحلي بالقصر الكبير أن شيكا‬ ‫بنكيا بقيمة ‪ 35000‬درهم ( خمسة وثالثون‬ ‫ألف درهم ) اختفى من أحد الملفات الرائجة‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بالقصر الكبير وهو ملف‬ ‫جنحي عادي محكوم ابتدائيا والزال في طور‬ ‫التبليغ‪.‬‬ ‫و يضيف البيان فإن إحدى الموظفــات‬ ‫بالمحكمة تفا جئت بعدم وجود الشيك في‬ ‫الملف‪ ،‬حيث أبلغت المكتب المحلي للنقابة‬ ‫الديمقراطية للعدل بتاريخ ‪ 30‬أكتوبر الماضي‪،‬‬ ‫حيت انتظر المكتب المحلي تدخل اإلدارة محليا‬ ‫التخاذ ما يلزم اتخاذه من إجراءات قانونية‬

‫أجريت مؤخراً بمصحة اكدال بالرباط عملية‬ ‫جراحية على شرايين القلب وصفها األطباء بأنها‬ ‫كانت بالغة الخطورة وتطلبت منهم وقتا يناهز‬ ‫ساعتين ونصف كللت بالنجاح ومن باب االعتراف‬ ‫بالفضل والجميل أرى من الواجب أن أتوجه‬ ‫بالشكر واالمتنان إلى الجهات اآلتية ‪:‬‬ ‫إلى الدكاتــــرة الذين أشــــرفـــوا على‬ ‫إجراء العملية خاصة الدكتور أسد الشعرة‬ ‫والدكتورة غزالن الشرادى والدكاترة الذين‬ ‫واكبوا و يواكبون فترة عالجي بالمصحة بالليل‬ ‫والنهار واليفوتني أن اشكر طاقم الممرضين‬ ‫المساعدين بغرفة الجراحة وجميــع العاملين‬ ‫بالمصحــة على تفانيهم فى العمل وخدمــــة‬ ‫المرضى بصفة عامة والى مصحة أكدال كمرفق‬ ‫استشفائيمميز‪.‬‬ ‫إلى هيأة المحامين بطنجة وعلى رأسها‬

‫األستاذ النقيب إبراهيم السماللى على دعمها‬ ‫المادي والمعنوي وجميــع زمالئي وموظفي‬ ‫المحكمة وأطرها ومكوناتها‪ ،‬إلى جمعية البحت‬ ‫التاريخي واالجتماعي فى شخص رئيسها‬

‫األستاذ المهدي المجول‬

‫قبل إصداره للبيان المذكور بهذه الواقعة‬ ‫التي اعتبرها المكتب المحلي تؤثر على القضاء‬ ‫المهني داخل المحكمة‪.‬‬ ‫كما أعلن المكتب المحلي للنقابة‬ ‫الديمقراطية للعدل بالقصر الكبير عن إدانته‬ ‫الشديدة لهذا الفعل الجرمي الغريب والدخيل‬ ‫على موظفي اإلدارة القضائية بهذه المحكمة‬ ‫المعروفة بنظافة ونزاهة سلوكهم المهني‬ ‫وانضباطهم ونقائهم في أداء واجبهم‬ ‫وطالب المكتب المحلي وزير العدل ورئاسة‬ ‫النيابة العامة بتحمل مسؤولياتهم وفتح تحقيق‬ ‫عاجل ونزيه ومسؤول للضرب بيد من حديد‬ ‫على مرتكب هذا الجرم أيا كان موقعه أو صفته‬ ‫حفاظا على فضاء مهن يسليم وإرجاع الثقة لكل‬ ‫العاملين بهذه المحكمة ‪ ،‬ورفع مستوى التعبئة‬ ‫لدى كافة الموظفين دفاعا عن كرامتهم ‪.‬‬

‫انتخاب مكتب جمعية البناة‬ ‫بالقصر الكبير‬

‫بعد نجاح عملية دقيقة على القلب األستاذ المهدي المجول‬ ‫يوجه كلمة عميقة وصادقة إلى محبيه ومتتبعيه‬ ‫األستــاذ محمد أخريــف وإلى الشخصيـــــات‬ ‫والرموز الوطنية التي زارتني كالدكتور عبد اهلل‬ ‫الساعــف واألستاذ محمد السكتاوي والكثير من‬ ‫األدباءوالمثقفين‪.‬‬ ‫وأخيرا أجدني عاجزا عن إيجاد أية صيغة‬ ‫تفى بتبليغ الشكر والتقدير لهذا الكم الهائل‬ ‫من األحباب واألصدقاء والمعارف والمتعاطفين‬ ‫الذين ابكتني تعاليقهم و دعواتهم وأهدوني‬ ‫من الدعم النفسي ما ساعدني بعد إيماني بقدرة‬ ‫الخالق على تحمل صعوبة اللحظة ‪ ،‬فجزاكم اهلل‬ ‫خيرا و دمتم جميعا أحبائي بصحة و عافية ‪.‬‬

‫قطعة في كيس بهدف إخفاء آثار الجريمة النكراء‬ ‫ووضعها داخل ثالجة في منزل العائلة‪ .‬‬ ‫حيث أن المعنية باألمر لم تحضر معه إلى‬ ‫مسرح الجريمة بعد تعرضها لإلغماء‪ ،‬فيما تم‬ ‫نقلها إلى المستشفى اإلقليمي لالمريم تحت‬ ‫حراسة أمنية مشددة‪ ،‬على أن تتم إعادتها‬ ‫لمسرح الجريمة في وقت الحق‪ ،‬من أجل تمثيل‬ ‫وقائع مشاركتها في الجريمة‪.‬‬ ‫وعليه فقد قامت الشرطة بإقفال محضر‬ ‫القضية باتهام كل من األب وزوجته بجريمة قتل‬ ‫العمد المؤدي الى الموت والتمثيل بجثة ‪ ،‬على‬ ‫أن يتم تقديمهما يوم الخميس ‪ 28‬نونبر أمام‬ ‫أنظار العدالة الستكمال أطوار التحقيق ‪.‬‬

‫انعقد بمقر مدرسة عالل الفاسي الفكرية‬ ‫(حزب االستقالل )بالقصر الكبير يوم السبت‬ ‫‪ 23‬نونبر ‪ 2019‬المؤتمر الثاني لجمعية البناة‬ ‫بحضور عضو المكتب التنفيذي ومنسق جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة احمد الرميقي والمفتش‬ ‫اإلقليمي لحزب االستقالل السيد حسن عامر‪،‬‬ ‫و قد تم انتخاب أيوب الفاللي العالوي كاتبا‬ ‫للجمعية بالقصر الكبير‪ ‬ولإلشارة فان جمعية‬ ‫البناة هي جمعية تهتم باالوراش و المبادرات‬ ‫التطوعية الهادفة لتحقيق التنمية المندمجة‬ ‫وجاءت الئحة أعضاء المكتب على الشكل‬ ‫التالي ‪:‬‬

‫الكاتب ‪ :‬ايوب الفياللي العالوي‬ ‫النائب االول ‪ :‬لمياء الحضي‬ ‫النائب الثاني ‪ :‬بشرى خبات‬ ‫النائب الثالث ‪ :‬اسامة غولن‬ ‫امينة المال ‪ :‬حنان البيدي‬ ‫نائبها ‪ :‬إبراهيم بن طالب‬ ‫المقررة ‪ :‬ابتسام العثماني‬ ‫نائبتها ‪ :‬فاطمة الزهراء البوعناني‬ ‫المستشارون ‪ :‬سامية – حاتم الوحيدي –‬ ‫مريم الحقيوي – عماد غيوان – سهام السهيعي‪.‬‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫لوامع الشعر وبوارق التصوف‬ ‫ودورهما في األمن الروحي‬ ‫إذا كان الشاعر الكبير «رامبو» قد قال يوما‪« :‬إن الشعر هو الحياة»‪ ،‬فنحن نؤكد بأن‬ ‫التصوف هو الحياة‪ ،‬بل ما ألطف وأعذب هذه الحياة التي يحياها الصوفي العارف المحقق‪،‬‬ ‫وتلك الحياة التي يستشعرها الشاعر الحقيق والمرهف‪ .‬فالتجربة الصوفية تشكل رافدا رهيبا‬ ‫لتهذيب النفوس‪ ،‬واإلسراء بها للمقامات ومنازل سامقة علية‪ .‬إن الفكر الصوفي يتغذى‬ ‫بالنفحات القدسية واإلشراقات الربانية‪ ،‬واللطائف الرحمانية‪ ،‬وبها نتطلع لمعرفة الحقيقة‬ ‫والوقوف على عين اليقين‪ ،‬وكل هذه اإلشراقات والنفحات واللطائف لن تجود بها أنساق‬ ‫المنظومة الفكرية‪ ،‬مهما برعت في االبتكار‪ ،‬وتفننت في اإلبداع‪ .‬إنها تتأتى فقط بالتجربة‬ ‫اإليمانية الحقيقية العميقة‪ ،‬المطعمة والمتشبعة بالذوق ألسرار لحظات لقاءين‪ :‬الملكوتي‬ ‫والجبروتي‪ ،‬والمعتاد المقدس‪ ،‬والعبودية المطلقة‪ ،‬والربوبية المحجبة‪ .‬ذوق تنميه التربية‬ ‫الروحية‪ ،‬عبر قنوات العبادات والرياضات والقربات‪ ،‬خالل محطات معلومة مضبوطة‪ ،‬ومعارج‬ ‫متدرجة ومقامات إحسانية‪ ،‬تنتهي بالتحلي بألوان كماالت النموذج اإلنساني األمثل‪ .‬إن هذه‬ ‫النفحات واإلشراقات واللطائف التي حرس رجال المعرفة باهلل وأهل الصالح والوالية‪ ،‬أن تبقى‬ ‫نابضة حية‪ ،‬تفيض حبا ورحمة‪ ،‬وتترجم في واقع الحياة‪ ،‬بذال وعطاء وضياء عن الذات ونكرانا‬ ‫لها‪ ،‬وثمال بحب الحقيقة‪ ،‬وهياما بها‪ ،‬هياما يذيب في أعماق النفس عوامل التشتت والفرقة‪،‬‬ ‫ويكسر قيود الحس الوهمي‪ ،‬فينمحي عبث األسماء واأللقاب‪ ،‬وزيفها في نعت العبودية هلل‬ ‫وحده‪ ،‬وتضمحل حدود الماديات وفواصلها‪ ،‬فال رسم وال وسم‪ ،‬إال وسم الفاقة لمن «له ما في‬ ‫السموات وما في األرض»‪ ،‬واالفتقار إلمداداته‪ ،‬في الحركة والنفس‪ ،‬حتى يكون من فاقك في‬ ‫العبودية‪ ،‬والشعور بالفاقة هو الذي أربى عنك في العزة والشرف والكرامة‪ .‬إن هذه النفحات‬ ‫واللطائف الدافقة بالحيوية والدفء‪ ،‬و الطمأنينة والرضى‪ ،‬هي التي يمكن أن تخلص إنسان‬ ‫اليوم من براثن القلق والجشع‪ ،‬وتقديس «األنا»‪ ،‬ونصب العوائق‪ ،‬وتخليد األوهام والترهات‬ ‫وسقط المتاع‪ ،‬وتلميع الواجهات‪ ،‬واإلسراف في نهب خيرات الكون‪ ،‬وابتداع سبل ووسائل‬ ‫دماره‪ ،‬بال وازع من منطق‪ ،‬وال وازع من ضمير‪ ،‬سوى منطق االستهالكية المريضة وضمير‬ ‫األنانية والتنافسية الشرهة المجنونة‪ ...‬ما أحوج إنسان لحظتنا التاريخية وشرطنا الوجودي‬ ‫الراهن‪ ،‬وبعد أن حار حكماء العالم وفالسفته‪ ‬ومهندسو التاريخ المعاصر والحياة اإلنسانية‪ ،‬في‬ ‫العثور على البدائل‪ ،‬وسفن النجاة من ربقة الزمن الماحق وعواصفه الهوجاء‪ ،‬التي أتت على‬ ‫األخضر واليابس‪ ،‬وزادت الوضعية تأزما وأوجاعا نفسية‪ ،‬وآالما عقلية‪ ،‬وقيما جرت اإلنسانية‬ ‫لمزيد من الضياع والخواء‪ ،‬وأمراض شتى وغريبة‪ ...‬عجز الطب بكل ما أوتي من قوة‪ ،‬وخبرة‬ ‫واكتشافات وأبحاث وتجارب واجتهادات‪ ،‬على وصفها وفهمها‪ ،‬فباألحرى مداواتها ومشافاتها‬ ‫بقوانين طبية صارمة‪ .‬وبالتالي إسعاد الناس والمجتمع‪ .‬وإرجاع الثقة لهذا اإلنسان الضعيف‬ ‫والهلوع الجزوع‪ ،‬درويش وجوده التاريخي‪ ،‬الحائر الولهان‪ ،‬القلق الذي يحتاج المنقذ والمخلص‬ ‫من أزمات ومعضالت عصره‪ .‬هذا اإلنسان الذي ذاق درعا من ضروب العنف المادي والمعنوي‬ ‫الرمزي‪ ،‬عنف سيتغلغل في دخيلته‪ ،‬ليتحول إلى عنف روحي‪ ...‬ما أحوج العالم في هذا الخضم‬ ‫المضطرم إلى قيم روحية‪ ،‬وعقيدة موحدة‪ ،‬تحمل المحبة لكل الشعوب‪ ،‬وكل األمم بال ميز‬ ‫وال حيز‪ ،‬تحدد اإليمان بالعدالة‪ ،‬والسمو اإلنساني‪ ،‬وتحفظ مبادئ التعدد والخالف واالختالف‬ ‫وتقيم التوازن بين طموحات اإلنسان‪ ،‬ومؤهالت العلم‪ ،‬وسائر شكول اآلداب والفنون‪ ،‬وباقي‬ ‫أنماط الخطاب اإلنساني‪ ،‬وإبداعاته المتنوعة‪ ،‬وثروات الكون‪ ،‬وتنمي حسا أخالقيا وسلوكيا‪،‬‬ ‫يقف بالمرصاد في وجه المبتدعات والمخترعات‪ ،‬التي ال تخدم اإلنسانية‪ ،‬وال تؤمن بقاء‬ ‫الكون والكائنات‪ ..‬إنما قيم المحبة والتسامح‪ ،‬والقبول بالغير والمختلف التي صبها المتصوفة‬ ‫المحققين فوارة في قلوب المؤمنين‪ ،‬وفي كل فج غميق وعميق‪ .‬واتخذوها شعارا للتعافي في‬ ‫اهلل‪ ،‬والتجالس‪ ،‬والتباذل والتزاور والتآزر‪ ،‬والتحابب في اهلل وبين عياله‪ ...‬وتجردها من الوسائل‬ ‫الموصلة إلى حب ال غائي وال مشروط‪ ،‬وال حكمته المصالح والمآرب األنانية الضيقة‪...‬‬ ‫الفكر الصوفي والتربية السلوكية‪ ،‬من بيدهما رأب الصدوع الشارخة‪ .‬والتصوف وحده له‬ ‫المكنة السفينة‪ ،‬وحتى الكونية على رص الصفوف المبعثرة‪ ،‬بين أفكار وقوميات‪ ،‬واتجاهات‬ ‫وتيارات وحساسيات‪ ،‬وصهر الشعوب مهما تنافرت وتناكرت في بوتقة واحدة برفق ولين‬ ‫وقيم ناعمة‪ ،‬مستمدة من اإللهامات الربانية والنفحات الرحمانية‪ ،‬واللطائف النورانية‪ ،‬شيمها‬ ‫الرفيعة‪ ،‬وتوحيدها الراسخ‪ ،‬الذي حول أحقاد وإحن مجتمعات الكراهية إلى ألفة ورحمة ورأفة‬ ‫أنيسة‪ ..‬فلسفة عميقة خالصة يمثلها دين اإلسالم‪ ،‬دين شامل ينطلق من القضايا التي يناط‬ ‫بها مصير اإلنسان وخالصه‪ ،‬ويمتد ليعم مختلف مجاالت نشاطاته الحالية والمآلية‪ ،‬دون أن‬ ‫يهمل المتغيرات والمستجدات الطارئة‪ ،‬والعوائد واألعراف المميزة لكل شعب وأمة وثقافة‪،‬‬ ‫تشوفات وعوارف ومطالب يحبل بها الفكر الصوفي‪ ،‬وتلقحها التربية والتجربة الصوفية‪...‬‬ ‫إن العالم بقاداته وزعمائه‪ ،‬من المفكرين و الخبراء‪ ،‬ونخبه االقتصادية والسياسية‪ ،‬وأمخاخه‬ ‫في مجال االستشفاء‪ ،‬والصحة النفسية‪ ...‬نتجرأ ونقول‪ :‬جلهم فشل وخابت مساعيه‪ ،‬وخارت‬

‫• محمد البغوري‬

‫عزائمه في الوقوف على العلل واألدواء والترياقات‪ ،‬الشافية والنصيحة الكافية‪ .‬بعدما جرب‬ ‫العالم وعلق آماله وحدوده ورسومه‪ ،‬على إيديولوجيات كثيرة‪ ،‬ومذاهب متنوعة وطروحات‬ ‫طرائق قدد‪ ...‬إن سيرة التصوف ومناقبه زاخرة بنماذج وأعالم‪ ،‬جاهدوا وكابدوا‪ ،‬فشاهدوا‬ ‫وذاقوا اللذاذات‪ ،‬وشعروا باالمتالء الروحي‪ ،‬فعاشوا االستقامة السيكولوجية‪ .‬بل جسدوا‬ ‫بكل ذلك اإلنسان الكامل‪ ،‬الذي عجنته المقامات واألحوال‪ ،‬فسمدته بأعالق وذخائر نفيسة‪،‬‬ ‫خالصة طهرانية‪ ...‬نماذج تشوفت لمداوات النفوس المنخورة‪ ،‬واستشفاء آالم العقل والروح‪،‬‬ ‫وباقي مكونات هذا اإلنسان المشتكي والمتهافت‪ ،‬إنسان أصابه القصور والهوان‪ ،‬وجندلته‬ ‫الهزيمة النفسية‪ ،‬قامات سامقة وأعالم استثنائية‪ ،‬ونوابت ليست على شواكل ومضاهات‪ ،‬جاد‬ ‫بها المجتمع والتاريخ العربي واإلسالمي‪ ،‬من أقران فيلسوف المتصوفة ومتصوف الفالسفة‪،‬‬ ‫سيدي محيي الدين ابن عربي‪ ،‬وأبي حامد الغزالي‪ ،‬وأبي حيان التوحيدي‪ ،‬الذي أنسن لحظته‬ ‫التاريخية‪ ،‬وجالل الدين الرومي‪ ،‬وسعيد النورسي‪ ،‬ومحمد إقبال‪ ،‬والقطب موالي عبد السالم‬ ‫بن مشيش صاحب التصلية اإلشكالية‪ ،‬التي أشكلت على القوم‪ ،‬فأفاضت محابر الشراح‪ ،‬وأرقت‬ ‫قرائح الفهام والمفسرين وأصحاب الذوق واألسرار‪ ،‬تصلية ال زالت تضرب بأطنابها في مفاوز‬ ‫االنفالت واالستغوار‪ ،‬وتدعو للمزيد من القراءة والتأويل والشرح‪ :‬تصوفا وعرفانا‪ ،‬وتفلسفا‬ ‫وافتتانا‪ ،‬وبالغة وشعرا‪ ،‬وخياال وإبداعا‪ .‬نفكر في وحدة الوجود بصيغة معاصرة‪ ،‬ووحدة الشهود‬ ‫مع الشيخ سيدي أحمد بن عجيبة بمفاتيح التجليات‪ ،‬وضرورات زمننا بإشكاالته الملحة‪ .‬وندعو‬ ‫للتصالح مع الخيال والفن والجمال الروحي‪ ،‬والعقل األخالقي السلوكي‪ ،‬ليس بالمعنى الكنطي‬ ‫والعقالنية األداتية الصارمة‪ ،‬ولكن بالروافد الصوفية‪ ،‬والسوابغ الشعرية‪ .‬روافد وسوابغ تحقق‬ ‫القران السعيد و األسعد مع الصوفي والشاعر‪.‬‬ ‫الحياة المعاصرة بعللها وأسقامها تحتاج لمنقذين إنسانيين‪ ،‬ورجال حكماء واصلين كمل‪،‬‬ ‫تهيأت لهم األسباب وتمتنت عراهم في اإلصالح والتقويم‪ ،‬وترميم الهياكل بالنور والعوارف‪،‬‬ ‫والنفحات واللطائف‪ ..‬إن التجربة الصوفية‪ ،‬وأفكار الكشف وأبكار العرفان‪ ،‬لن تخطئ األهداف‪،‬‬ ‫كل ذلك ال تخفى أهميته في تحقيق األمن الروحي‪ ،‬كما هي التجربة الشعرية‪ ،‬األخت الشقيقة‬ ‫والرضيعة للتجربة الصوفية‪ ،‬وشريكة لها في الهدف والمقاصد‪ ..‬فكال من الشاعر والصوفي‪،‬‬ ‫يعيش صامتا‪ ،‬ويكون لكل واحد منهما عميق األثر كالنور‪ ،‬ويحلمان بعالم أبهى وأجمل‪ ،‬يترقرق‬ ‫قيما عليا وشيما علية نافعة للعباد والبالد والشرط اإلنساني‪ ...‬الصوفي والشاعر على حد سواء‪،‬‬ ‫يتذوقان التجربتين الصوفية والشعرية‪ ،‬ويتناغمان معها‪ ،‬ويتقمصان روحها‪ ،‬وتعيش نفس كل‬ ‫واحد منهما في تجربتهما‪ ،‬بمشاعر وأحاسيس مرعبة ورهيبة‪ ،‬تهدهد في كيان كل واحد منهما‪،‬‬ ‫وقلبهما حقيقة وأسرارا ال تنتهي‪ ،‬وال يتعرف عليها إال المحققون‪ ،‬وكبار الذواقة والعشاق‪..‬‬ ‫الشعر بإيحاءاته وإشعاعاته الحسية والمعنوية‪ ،‬وكذلك األمر بخصوص الصوفي الذي يجود‬ ‫بمواجده ومجاهداته ورياضاته وتضرعه ودموعه‪ ،‬لينخلع عن ذاته‪ ،‬ويتخلى عنها وعن الدنيا‬ ‫كلها‪ ،‬تشوفا وتشوقا إلى الفوز بالفناء في الذات األسمى‪ ،‬والمقامات السمية والرفيعة‪ .‬الصوفي‬ ‫والشاعر دائما هما في حوار متصل ومتعاطف مع ذلك السر المكشوف‪ ،‬مع التجربة الصوفية‬ ‫نتعرف على دواخل أنفسنا‪ ،‬فالفكر يسرح ويعثر على ضالته وهو منغمس بالكلية في عملية‬ ‫التفكير والتدبر‪ .‬الصوفي يجهد نفسه بغية أن يدرك عواره وأزماته‪ ،‬فيهب بكل قواه وتفانيه‪،‬‬ ‫من أجل التحرر من العوائق والمعيقات‪ ،‬التي تكبله وتحول بينه وبين مطالبه العالية العلية‪.‬‬ ‫نفس الصوفي تتأرجح بين قوسي‪ ،‬العدم واألمل‪ ،‬يتعب من أجل أن تلمع روحه ببوارق األمل‪،‬‬ ‫وعوارف المعرفة‪ ،‬يتعذب من أجل العذوبة والفردوس الداخلي‪ ،‬فردوس يجعل حياة المتصوف‬ ‫ترقى في المقامات‪ ،‬وتضخ فيه الرجاء الصافي والمعنى الشافي‪.‬‬ ‫محصول الكالم‪ ،‬إن التجربة الصوفية التي ننتصر لها بالقوة و الفعل‪ ،‬تلك التي تحرص‬ ‫على المعنى الحقيقي للتصوف‪ ،‬أي‪ :‬التصوف الطهراني الخالص‪ ،‬المسمد بالعناصر األصيلة‪،‬‬ ‫والمتفقه بالشريعة والمجسد لروح الدين الحق والحقيقي‪ ،‬تصوفا يراعي األسس الفلسفية‬ ‫والجمالية األصيلة واليانع الطاهرة‪ .‬وليس ذلك التصوف الذي تريد جهات كثيرة أن تلوي‬ ‫أعناقه‪ ،‬وتحوره إلى مجرد فلكلور وثقافة فرجوية شعبية وموسمية هجينة‪ ...‬إن الحاجة للعقل‬ ‫الصوفي والجمال الذوقي‪ ،‬أصبحت ملحة وضرورية للملمة الشتات ورتق فتوق الزمن التاريخي‪،‬‬ ‫بأعطابه وشوائبه الالمحدودة‪ ،‬المستفزة والضاغطة‪ .‬يقول سيدي أحمد بن عجيبة «ما من‬ ‫علم إال ويمكن االستغناء عنه في وقت من األوقات‪ ،‬إال علم التصوف فال يمكن االستغناء عنه‬ ‫في وقت من األوقات»‪ ،‬ويقول أحد الزهاد األوائل وهو إبراهيم بن أدهم «لو عرف الناس ما‬ ‫نحن فيه من متعة وسعادة‪ ،‬لجالدونا عليه بالسيوف»‪ ...‬التجربة الصوفية رهان جاللي موصل‪،‬‬ ‫واستحقاق جمالي مبهج ومدهش‪ ،‬لكن باإليماءات والتلويحات‪ ،‬وحسن النيات‪ ،‬ورغبة عارمة في‬ ‫االنتقال من عالم التلوين لعالم التمكين‪.‬‬


‫امللحق القانوين‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1022‬ـ الثالثاء ‪ 03‬إلى ‪ 09‬ديسمبر ‪2019‬‬

‫نزاع الصحراء ‪ :‬البعد اإلقليمي‬

‫الموساوي العجالوي‬ ‫مركز إفريقيا والشرق األوسط للدراسات‬ ‫البعد التاريخي في نزاع الصحراء‬ ‫لكل نزاع مرجعية وإحالة تاريخية تشكل‬ ‫هويته‪ ،‬ونزاع الصحراء الذي ناهز ستة عقود‬ ‫وليس أربعة كما يروج له‪ ،‬يجد إحالته التاريخية في‬ ‫الزمن الممتد من ‪1972‬يناير إلى فبراير ‪،1976‬‬ ‫مع فترة مفصلية أنتجت كل هياكل نزاع الصحراء‪،‬‬ ‫يتعلق األمر بالفترة الممتدة من يونيو ‪ 1975‬إلى‬ ‫فبراير ‪. 1976‬‬ ‫في سنة الفترة الفاصلة ما بين ‪- 1969‬‬ ‫‪ 1972‬عرفت المنطقة توافق المغرب والجزائر‬ ‫وموريتانيا على حل المشاكل الترابية‪ ،‬وموازاة‬ ‫مع المخططات اإلسبانية في الصحراء‪ ،‬المرتبطة‬ ‫بالتحوالت الداخلية التي عرفتها إسبانيا أواخر عهد‬ ‫مرحلة فرانكو‪ ،‬بدأ الحضور المغربي مشعا على‬ ‫الساحة اإلفريقية‪ ،‬لقطع الطريق أمام المؤامرات‬ ‫االستعمارية اإلسبانية في الصحراء الغربية‪.‬برزت‬ ‫قضية استرجاع الصحراء الغربية من اسبانيا‬ ‫على الخصوص بعد بدء الحديث عن خلق دولة‬ ‫في هذه المنطقة‪ ،‬تكون تابعة إلسبانيا شكال‬ ‫ومضمونا‪،‬وفي هذا السياق كتبت مقاالت حينها‬ ‫تشبه ما يتم اإلعداد له في الصحراء الغربية‬ ‫بما تم في فلسطين سنة ‪ .1947‬كمقال الولي‬ ‫مصطفى( مؤسس البوليزاريو في ماي ‪ )1973‬في‬ ‫مجلة أنفاس‪ ،‬عدد مزدوج يناير ‪ :1972‬بعنوان‬ ‫«فلسطين جديدة في الصحراء»‪.‬‬ ‫ففي سنة ‪ 1969‬أعادت إسبانيا للمغرب‬ ‫منطقة سيدي إفني‪ ،‬في حين عملت على االحتفاظ‬ ‫بالصحراء الغربية‪ ،‬موازاة مع ذلك عملت اسبانيا‬ ‫على تحقيق األهداف التالية‪ ،‬محو الشخصية‬ ‫المغربية من الصحراء الغربية‪ ،‬التي كانت تدعى‬ ‫حينها باالسبانية‪ ،‬وذلك عن طريق عدد من‬ ‫اإلجراءات‪ ،‬تقوية نفوذ الدول الكبرى في الصحراء‬ ‫الغربية لحماية النفوذ االستعماري‪ ،‬تهجير السكان‪،‬‬ ‫تقوية االستيطان االسباني‪ ،‬وتمكين الجالية‬ ‫االسبانية من جميع وسائل السيطرة والنفوذ‪،‬‬ ‫وتقوية الجهاز العسكري واألمني‪ ،‬فأصبح عدد‬ ‫الجنود ضعف عدد السكان ثالث مرات‪ ،‬باالضافة‬ ‫الى خلق جهاز تمثيلي للسكان ‪ ،‬أطلق عليه اسم»‬ ‫الجماعة»‪ ،‬و اتفاقية لتمديد القواعد األمريكية في‬ ‫إسبانيا‪ ،‬ونقل القاعدة األمريكية المقفلة في ليبيا‬ ‫إلى الداخلة‪ ،‬غداة انقالب القذافي على الملك‬ ‫السنوسي في الفاتح من شتنبر‪.‬‬ ‫كما أعلنت إسبانيا أن الصحراء الغربية كانت‬ ‫في األصل أرض خالء ال تخضع ألي سيادة أو إدارة‬ ‫للتهرب من تطبيق قرار تصفية االستعمار‪ ،‬وشنت‬ ‫حملة دبلوماسية بأن أمر الصحراء الغربية ال يهم‬ ‫المغرب فقط‪ ،‬بل الدول المجاورة أيضا‪ ،‬وعند فشل‬ ‫هذه الخطة جهرت إسبانيا بموقف جديد‪ ،‬وهو أن‬ ‫المسألة التهم إال طرفين‪ ،‬اإلسبان والصحراويين‪،‬‬ ‫وهو أمر ظل قائما في خطاب عدد من األحزاب‬ ‫اليمينية‪ ،‬إلى يومنا هذا‪ ،‬و التي تعد امتدادا‬ ‫للمرحلةالفرنكوية‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1970‬عقد مؤتمر ثالثي بمدينة‬ ‫نواذيبو بموريتانيا بين الملك الحسن الثاني و‬ ‫رئيس موريتانيا المختار ولد داده ورئيس الجزائر‬ ‫هواري بومدين لمناقشة مسألة الصحراء‪ .‬ثم‬ ‫كان تأسيس «الحركة الطليعية لتحرير الصحراء»‬ ‫بزعامة محمد سيدي إبراهيم بصيرين الذي‬ ‫له روابط بقلعة السراغنة‪ ،‬ودرس في المشرق‬ ‫وكان يدافع عن مغربية الصحراء‪ .‬وفي ‪17‬‬ ‫يونيو‪ 1970‬كانت انتفاضة الزملة في مدينة‬ ‫العيون ضد إسبنة الصحراء ‪ ،‬وقد انتهت هذه‬ ‫االنتفاضة بمقتل واعتقال العديد من السكان‪.‬‬ ‫في ‪1973‬يوليوز حصل اجتماع قمة بين الملك‬ ‫الحسن الثاني والرئيسين الموريتاني والجزائري‪،‬‬ ‫أكد فيها بومدين االنتصار للمغرب في قضية‬ ‫أسبنة الصحراء الغربية‪ .‬وخطب بوتفليقة‪ ،‬الذي‬ ‫كان وزير خارجية بومدين في قمة وزارية إفريقية‬ ‫بأديس أبيبا بأن الجزائر تضع كامل إمكانياتها‬ ‫لمساندة المغرب في استعادة الصحراء ـ في سنة‬

‫‪ 1974‬لجأت إسبانيا في إلى تنظيم إحصاء أسقطت‬ ‫منه القبائل الصحراوية المهجرة إلى الشمال أواخر‬ ‫عقد الخمسينات والستينات من القرن الماضي‪،‬‬ ‫وكان الهدف من ذلك خلق دويلة صحراوية تابعة‬ ‫إلسبانيا‪ ،‬هذا اإلحصاء سيصبح مرجعية أساسية‬ ‫في الثمانينات والتسعينات بالنسبة لألمم المتحدة‬ ‫وأطراف النزاع‪.‬‬ ‫وأصدرت إسبانيا قانون الجنسية الصحراوية‬ ‫ووافق عليه مجلس الجماعة الصحراوي‪ .‬وفي ‪20‬‬ ‫غشت ‪1974‬أعلنت إسبانيا عن نيتها في إجراء‬ ‫استفتاء لتقرير المصير‪.‬‬ ‫أمام التحركات اإلسبانية في الصحراء الغربية‬ ‫تجندت الدول اإلفريقية ومنظمة الوحدة اإلفريقية‬ ‫للدفع بالمغرب وموريتانيا لتوحيد جهودهما من‬ ‫أجل قطع الطريق على إسبانيا‪ ،‬وفي هذا الصدد‪،‬‬ ‫أعطى الكاتب العام لمنظمة الوحدة اإلفريقية‬ ‫وليام مبوموا تصريحا بتاريخ ‪ 29‬أكتوبر ‪،1974‬‬ ‫رفض فيه قيام إسبانيا باستفتاء في الصحراء‬ ‫الغربية‪ ،‬واعتبر األمر استعمارا جديدا‪ ،‬وابتهج‬ ‫النضمام موريتانيا إلى المبادرة المغربية‪.‬‬ ‫‪ :1975‬لماذا قرر الملك الحسن الثاني‬ ‫المسيرةالخضراء‬ ‫مع إصرار إسبانيا على خلق دولة في الصحراء‪،‬‬ ‫وإصرار المغرب على تطبيق تقرير المصير في‬ ‫المنطقة‪ ،‬احتدت المواجهة في ألمم المتحدة‪،‬‬ ‫فتقرر إرسال بعثة استطالع وتقصي إلى « الصحراء‬ ‫اإلسبانية»‪ ،‬وهو تقرير تم تغييبه سواء في إحاالت‬ ‫قرارات مجلس األمن‪ ،‬بل إن المغرب ال يتذكره وال‬ ‫يستعمله رغم أهميته بالنسبة للطرح المغربي‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بتقرير أعدته لجنة أممية زارت الصحراء‬ ‫اإلسبانية في ماي ويونيو من العام ‪ ،1975‬تقرر‬ ‫إرسالها إلى الصحراء بموجب قرار اممي رقم‬ ‫‪ 3292‬صادر عن الجمعية العامة بتاريخ ‪ 13‬دجنبر‬ ‫‪ ،1974‬وخلص التقرير إلى صعوبة إجراء استفتاء‬ ‫لتشتت التركزات السكانية وإلى نمط العيش‬ ‫المرتبط بالترحال‪ ،‬وأن نسبة المستقرين ال‬ ‫تتعدى بضعة آالف في العيون والداخلة والسمارة‪،‬‬ ‫وخلص التقرير إلى توصيات تطالب باتخاذ كافة‬ ‫اإلجراءات لتمكين كل الصحراويين لهم ارتباط‬ ‫باإلقليم للتقرير في مصيرهم وإرادتهم في مناخ‬ ‫األمن والسلم‪ .‬وطالبت الجمعية العامة « في هذا‬ ‫القرار إصدار فتوى من محكمة العدل الدولية‪،‬‬ ‫وطلبت من اللجنة الخاصة المعنيةبحالة تنفيذ‬ ‫منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة أن‬ ‫تبقي الحالة في اإلقليم قيد النظر‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫إيفاد بعثة زائرة إلى اإلقليم»‪ ( .‬ينظر قرار الجمعية‬ ‫العامة الصحراء اإلسبانية‪ ،‬رقم ‪ .3458‬د‪)30 -‬‬ ‫وحثت الجمعية العامة في نفس القرار « الدولة‬ ‫القائمة باإلدارة( اسبانيا) على تأجيل االستفتاء‬ ‫الذي تعتزم إجراؤه في الصحراء اإلسبانية إلى أن‬ ‫تبث الجمعية العامة في أمر السياسة التي يتعين‬ ‫اتباعها لإلسراع بإنهاء استعمار اإلقليم وفقا للقرار‬ ‫‪ (1514‬د‪ )15 -‬في أحسن األحوال الممكنة ‪،‬‬ ‫في ضوء الفتوى التي ستصدرها محكمة العدل‬ ‫الدولية» ( نفس المصدر)‪ .‬وحمل القرار رقم ‪،3458‬‬ ‫الصادر عن الجمعية العامة بتاريخ ‪ 10‬دجنبر ‪1975‬‬ ‫إحاالت إلى هذا تقرير اللجنة التي زارت الصحراء‬ ‫‪ ،‬وإلى فتوى محكمة العدل الدولية‪ ،‬التي أصدرت‬ ‫في ‪ 16‬أكتوبر‪ ،‬رأيا يقضي بوجود عالقات تاريخية‬ ‫بين الصحراء الغربية‪/‬اإلسبانية من جهة والمغرب‬ ‫وموريتانيا من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وأصدر مجلس المن قرارات متعلقة بالصحراء‬ ‫( ‪ 377‬و‪ 379‬و‪ . )380‬في هذه اللحظة التاريخية‬ ‫وقطعا لمناورات إسبانيا المعلنة‪ ،‬وتحركات ليبيا‬ ‫والجزائر من وراء الستار‪ ،‬قرر الملك الراحل إنجاز‬ ‫مسيرة خضراء نحو األقاليم الصحراوية لقطع‬ ‫الطريق أمام مناورات اسبانيا والجزائر وليبيا‪ ،‬فكانت‬ ‫اتفاقية مدريد بين المغرب واسبانيا وموريتانيا‬ ‫‪ ،‬وهي االتفاقية التي تبنتها األمم المتحدة في‬ ‫نفس القرار المذكور أعاله في الالئحة ب‪ ،‬الفقرة‬

‫األولى من أنها أخذت علما باالتفاق الثالثي الذي‬ ‫سلم لألمين العام بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1975‬والذي‬ ‫جاء بعد تحرك المسيرة الخضراء يوم ‪ 14‬نوفمبر‬ ‫‪ .1975‬ويقضي االتفاق انسحاب اسبانيا من‬ ‫اإلقليم يوم ‪ 28‬فبراير ‪ .1976‬وفي الفقرة الثانية‬ ‫يتحدث القرار عن السكان الصحراويين‪ ،‬وليس‬ ‫الشعب الصحراوي‪ ،‬رغم اإلشارة إلى قرار ‪1514‬‬ ‫المرتبط بتقرير مصير الشعوب‪.‬‬ ‫في شهر نوفمبر تغير الموقف الجزائري إلى‬ ‫الجهر بالعداء لالتفاق الثالثي فالدولة الجزائرية‬ ‫كانت ترى في اتفاقية مدريد خلخلة للتوازنات‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬فتقوية المغرب من خالل استرجاعه‬ ‫للصحراء‪ ،‬والتوافق مع موريتانيا‪ ،‬سيجعل منه بلدا‬ ‫قويا‪ ،‬وهذا يتناقض مع السياسة الجزائرية العاملة‬ ‫على إضعاف المغرب بهدف الهيمنة اإلقليمية‪،‬‬ ‫إضافة إلى أن المغرب سيتمكن من مناجم‬ ‫الفوسفات ببوكراع‪ ،‬ومن الثروات البحرية‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر سيقوي المغرب اقتصاديا‪ .‬في هذا السياق‪،‬‬ ‫خلق احتضان الجمهورية العربية الليبية لجبهة‬ ‫البوليزاريو‪ ،‬شعورا لدى الجزائر بتمدد ليبيا نحو‬ ‫الغرب‪ ،‬في منطقة اعتبرتها الجزائر مجاال حيويا‬ ‫لها‪.‬في هذا السياق تبنت الحكومة الجزائرية‬ ‫بشكل علني جبهة البوليزاريو‪ ،‬ودفعت بها إلى‬ ‫تأسيس حكومة‪ ،‬وإعالن قيام «الجمهورية العربية‬ ‫الديمقراطية الصحراوية» ( ‪ 27‬فبراير ‪،)1976‬‬ ‫ومنحت لها منطقة متنازع حولها مع المغرب‪،‬‬ ‫تندوف‪ ،‬مقرا لهذه «الدولة»‪ ،‬وكان هذا خرق‬ ‫لميثاق منظمة الوحدة اإلفريقية من وضع تراب‬ ‫أي بلد كقاعدة الستهداف دولة مجاورة‪ .‬ووجدت‬ ‫الجزائر دعما من ليبيا في سياق تداعيات احتضان‬ ‫ليبيا للتنظيم السري داخل االتحاد الوطني للقوات‬ ‫الشعبية‪ .‬الموقف الجزائري من الصحراء الغربية‬ ‫يخدم « الدول اإلفريقية التقدمية»‪ ،‬من حيث أن‬ ‫إضعاف المغرب وإسقاط النظام السياسي سيؤدي‬ ‫إلى خدمة استراتيجية لحلف االتحاد السوفياتي‬ ‫آنذاك على اعتبار الموقع االستراتيجي للمغرب‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر تغير الموقف الجزائري فجأة‬ ‫بين أكتوبر ‪ 1975‬و‪ 26‬فبراير ‪ ،1976‬وعند إعالن‬ ‫االتفاق الثالثي حاولت تغيير الواقع على األرض‬ ‫من خالل تدخل عسكري‪ ،‬إذ تسربت فرق من‬ ‫الجيش الجزائري نحو الصحراء‪ ،‬واصطدمت بقوات‬ ‫مسلحة ملكية في ما سيعرف في مابعد بأمغاال‪،‬‬ ‫قتل فيها ‪ 200‬عسكري جزائري‪ ،‬وتم أسر ‪،106‬‬ ‫أطلق سراحهم بعد وساطة سعودية‪ ،.‬لكن القوات‬ ‫الجزائرية عاودت الهجوم على الموقع المغربي‬ ‫في أمغاال‪ ،‬فاستشاط الحسن الثاني غضبا وأرسل‬ ‫رسالة قوية إلى الرئيس الجزائري‪ ،‬ونشرت مجلة‬ ‫الجيشالملكي نص هذه الرسالة التي رسمت‬ ‫مالمح النظام الجزائري وعالقاته بنزاع الصحراء‪:‬‬ ‫الرسالة موقعة بتاريخ األحد ‪ 15‬فبراير‪،‬‬ ‫ويذكر في الملك الرئيس بومدين بمواقفه‬ ‫السابقة بشأن الصحراء خاصة خالل صيف ‪،1975‬‬ ‫أي مباشرة بعد زيارة البعثة األممية للصحراء‪ ،‬يقول‬ ‫الحسن الثاني في رسالته‪ « :‬لقد أخبرتموني رسميا‬ ‫ثالث مرات خالل صيف ‪ ،1975‬بقولكم الذي أعيده‬ ‫عليكم بالحرف الواحد‪ « :‬قولوا لملك المغرب‪ ،‬ثم‬ ‫قولوا له بالتأكيد أنه مهما كانت خالفتنا حول‬ ‫مشكل الصحراء‪ ،‬وكيف كانت نهاية النزاع بينه‬ ‫وبين اسبانيا‪ ،‬فإني أتعهد له بأنه سوف ال يرى‬ ‫أبدا جنديا جزائريا أو عتادا عسكريا جزائري فوق‬ ‫تراب الصحراء لمحاربة الشقيق المغربي» وذكر‬ ‫الحسن الثاني بأسماء الرسل الذين حملوا رسالة‬ ‫بومدين وهم بورقيبة وسيدار سنغور والمختار‬ ‫ولد دادة‪ ،‬وأضاف الحسن الثاني أن نفس التعهد‬ ‫أكده وزير الخارجية‪ ،‬عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬وأضاف‬ ‫الملك في رسالته‪ « :‬إال أنه حدث ما يدعو حقا‬ ‫إلى الدهشة واالستغراب‪ ! ‬ذلك يا سيادة الرئيس‬ ‫إن القوات المسلحة الملكية وجدت نفسها يوم‬ ‫‪ 29‬يناير ‪ 1976‬في مواجهة الجيش الوطني‬ ‫الشعبي في أمغاال التي هي جزء ال يتجزأ من‬ ‫الصحراء وسال الدم بين شعبينا ألنكم لم توفوا‬ ‫بعهدكم‪ »....‬وتابع الملك رسالته بالقول‪ « :‬فمن‬ ‫أجل شرف بالدكم وشعبكم اللذين تطبعهما‬ ‫كثير من النعوت التاريخية‪ ،‬أناشدكم أن تجنبوا‬ ‫المغرب والجزائر مأساة أخرى‪ .‬وأطلب منكم كذلك‬ ‫إما أن تعملوا بحرب مكشوفة ومعلنة جهارا‪ ،‬وإما‬ ‫بسالم مضمون دوليا على جعل حد في المستقبل‬ ‫للقول السائد في بالدي وبين أفراد شعبي أن‬ ‫الجزائر يعادل مدلولها مدلول التقلب وعدم الوفاء‬ ‫بالعهود‪.»...‬‬

‫إعداد ‪ :‬د‪ .‬محمد البوشوكي‬ ‫دكتور في القانون العام‬ ‫‪mohamedelbouchouki@gmail.com‬‬

‫الحكم الذاتي بين المبادرة‬ ‫و الضرورة‬

‫تتكون مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم المغرب بها رسميا إلى األمم المتحدة منذ‬ ‫سنة ‪ 2007‬من ‪ 35‬مادة‪ ،‬وتنص على توفر جهة الصحراء على شرطة وبرلمان وحكومة‬ ‫محلية‪ ،‬مع احتفاظ المملكة بمقومات السيادة‪ ،‬ال سيما العلم والنشيد الوطني والعملة‪،‬‬ ‫المقومات المرتبطة باالختصاصات الدستورية والدينية للملك أما السلطة التنفيذية‬ ‫فتمارس من طرف رئيس حكومة ينتخبه برلمان الحكم الذاتي للجهة و ينصبه الملك‬ ‫ويكون رئيس حكومة الحكم الذاتي هذا ممثال للدولة المغربية في تلك الجهة ومسؤوال‬ ‫‪ ‬‬ ‫أمام برلمان الجهة‪.‬‬ ‫أكد العديد من الخبراء الدوليين‪ ،‬في تدخالت أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة‬ ‫لألمم المتحدة بنيويورك‪ ،‬على وجاهة مبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء‬ ‫المغربية واستجابتها للمبادئ والمعايير الدولية في مجال تسوية النزاعات ‪ ،‬وقد نكاد‬ ‫نجزم أن قضية الوحدة الترابية تمر بمرحلة دقيقة وحاسمة‪ ،‬إذ تفيد كل المؤشرات‪،‬‬ ‫والمظاهر‪ ،‬والوقائع والمعطيات أن ملف نزاع الصحراء المغربية وصل عتبة النهاية‪،‬‬ ‫هذا ما أكده و في سابقة فريدة من نوعها حين دعا ريكاردو سانتشيث سيرا‪ ،‬مؤسس‬ ‫ورئيس المجلس البيروفي للصداقة مع البوليساريو‪ ،‬االنفصاليين إلى اغتنام الفرصة‬ ‫التاريخية التي تتيحها العملية السياسية لألمم المتحدة وقبول مقترح الحكم الذاتي‪،‬‬ ‫الذي تقدم به المغرب لطي صفحة النزاع االقليمي حول الصحراء المغربية وذلك في‬ ‫مقال تحليلي نشر على الموقع اإلخباري « بيروإنفورما» شهر فبراير األخير‪.‬‬ ‫وأكدت مجموعة تضم عشرين بلدا يدعمون الوحدة الترابية للمملكة على‬ ‫أهمية مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب‪ ،‬مشيرين إلى أن هذا الحل حظي‬ ‫باعتراف مجلس األمن التابع لألمم المتحدة كطريق وحيد ومتفرد من شأنه تسوية هذا‬ ‫النزاع اإلقليمي‪ ،‬والذي تعتبر الجزائر مسؤولة عنه بسبب دعمها المالي‪ ،‬والدبلوماسي‬ ‫والعسكري النفصاليي البوليساريو‪.‬‬ ‫‪ ‬و تعتبر مبادرة الحكم الذاتي مبادرة توافقية وخالقة‪ ،‬مسؤولة ومنفتحة‪ ،‬ستمكن‪،‬‬ ‫بالنظر لمضمونها وغايتها‪ ،‬جميع الصحراويين‪ ،‬سواء منهم المقيمون داخل المملكة‪،‬‬ ‫أو الموجودون بالخارج‪ ،‬من التدبير الديمقراطي لشؤونهم المحلية‪ ،‬من خالل هيئات‬ ‫تمثيلية‪ ،‬تشريعية وتنفيذية‪ ،‬وقضائية ‪.‬‬ ‫فهي إذن مبادرة مغربية مغربية سلمت منذ سنوات لألمم المتحدة تكفل المملكة‬ ‫المغربیة‪ ،‬من خالل هذه المبادرة‪ ،‬لكافة الصحراویین‪ ،‬سواء الموجودین في الداخل‬ ‫أو في الخارج‪ ،‬مكانتهم الالئقة ودورهم الكامل في مختلف هیئات الجهة ومؤسساتها‪،‬‬ ‫بعیدا عن أي تمییز أو إقصاء‪.‬‬ ‫من هنا يمكن أن نؤكد أن هاته المبادرة كانت و ال تزال مبادرة حكيمة كان‬ ‫المغرب ذكيا في التعامل مع القضية رغم األخطاء التي ارتكبت في الماضي فأصبحنا‬ ‫أمام أمر ضروري أال و هو حتمية تنزيل الحكم الذاتي كحل وحيد يكفل الحقوق للجميع‬ ‫بشهادة جل المتدخلين و الفاعلين األساسيين في النزاع المفتعل الذي عمر أكثر من‬ ‫أربعين سنة فهي ضرورة لعدة أسباب يمكن أن نذكر منها‪ :‬‬ ‫ ال يمكن أن يتصور المجتمع الدولي وجود دويلة صغيرة في المنطقة لما لها‬‫من تداعيات أمنية سلبية تشجع على توسيع رقعة اإلرهاب الذي أصبح يتغلغل إقليميا‪.‬‬ ‫ زيادة عدد الدول التي ال تعترف بالكيان الوهمي‪ ،‬والذي يفوق حاليا ‪ 163‬دولة‪.‬‬‫ الشراكات واالتفاقيات التي تجمع المغرب بالقوى الكبرى‪ ،‬وعدد من الدول‬‫الشقيقة والصديقة‪ ،‬والتي تشمل كل جهات المملكة‪ ،‬بما فيها األقاليم الصحراوية ‪.‬‬ ‫ـ احترام المعايير الدولية في هذا المجال و هي ثالث خصائص و هي توزيع‬ ‫االختصاصات بين المركز و الجهات و أن تمنح للجهة موارد مالية كافية ثم وجود‬ ‫محاكم عليا بالجهة موضحة أن المبادرة المغربية احترمت هذه الشروط كلها‪.‬‬ ‫ـ تجاوز النماذج الدولية ‪ ،‬باختصاصين أساسيين ‪ ،‬و هما ‪ ،‬أوال الشرطة المحلية ‪ ،‬و‬ ‫هو أمر نادر على الصعيد الدولي ‪ ،‬و الثاني ‪ ،‬أن هذه الجهة ستقوم بإبرام عالقات و‬ ‫شراكات مع الجهات الدولية‪.‬‬ ‫ـ توفير ضمانات دستورية للحكم الذاتي لجهة الصحراء المغربية ‪.‬‬ ‫كل هاته المعطيات جاءت لتفسر أن اهتمام األسرة الدولية بمقترح الحكم الذاتي‬ ‫إلقليم الصحراء جاء ليعبر عن انتهاء عهد تطبيق تقرير المصير المؤدي لالنفصال و‬ ‫بداية العمل بمبدأ تقرير المصير الديمقراطي كسبيل حديث للحكم ‪ ،‬أنه تغيير في‬ ‫قواعد و أسس الدولة الوطنية ‪ ،‬كما كان متعارف عليها قديما‪ .‬فالدول و بدرجات‬ ‫متفاوتة‪ ،‬تعيش أزمة حكم سواء في الشمال أو الجنوب‪ ،‬فتطبيق مبدأ تقرير المصير في‬ ‫الكثير من الدول المجهرية التي ال تتوفر على مقومات‬ ‫الماضي تمخض عنه‬ ‫الحياة و األمن و التنمية لمواطنيها‪ ،‬و األخطر من ذلك‪ ،‬تحولت هذه الكيانات الصغيرة‬ ‫إلى بؤر لنشر العنف و اإلرهاب و تصديره إلى الدول المجاورة و إلى العالم كله‪.‬‬ ‫ولذلك يمنن القول أن مبادرة الحكم الذاتي انتقلت من مرحلة المبادرة إلى مرحلة‬ ‫الضرورة بل إلى الخيار الوحيد و األوحد لحل قضية الصحراء المغربية التي عمرت طويال‪،‬‬ ‫فلم تكون هناك الصحراء دولة قبل اإلستعمار و لم يكون هناك شعب يسمى بالشعب‬ ‫الصحراوي بل قبائل صحراوية متنقلة بين المغرب و إفريقيا كانت دائما تربطها عالقة‬ ‫وطيدة بالمغرب عن طريق بيعة السالطين المغربية‪ ،‬بل أكثر من ذلك إلى درجة‬ ‫اعتراف لسالطين المغرب بالوصاية الدينية و المدنية و بهذا المشروع‪ ،‬يكون المغرب‬ ‫قد وضع حدا لمبدأ تقرير المصير المؤدي إلى االنفصال و تعويضه بمبدأ تقرير المصير‬ ‫الذي يعني الديمقراطية التشاركية أو الديمقراطية المحلية‪.‬‬ ‫وعلى سبيل الختم ال يمكن للمغرب ملكا وشعبا أن يقبل من دون الحكم الذاتي‬ ‫حال لقضية الصحراء المغربية كحل جاد و ذو مصداقية استحسنه المنتظم الدولي‬ ‫بكافة مكوناته فالصحراء المغربية و كما جاء على لسان الملك الراحل الحسن الثاني‬ ‫في عدة خطب ليست مسألة حدود بل مسألة وجود‪.‬‬


‫الشمال القانوني‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫ما هي دالالت وخلفيات القرار‬ ‫األممي رقم ‪ 2494‬بشـأن‬ ‫الصحراء ؟‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫زواج الكونطرا‪ ...‬طفالت قيد الرهن‬

‫األستاذة مارية الشرقاوي‬

‫كاتبة وباحثة في قضايا النوع االجتماعي‬

‫محمد الزهراوي‬ ‫أستاذ العلوم السياسية جامعة القاضي‬ ‫عياض مراكش‬ ‫استدل الستار وانتهت فترة الترقب‬ ‫واالنتظار بعد إصدار مجلس األمن لقراره رقم‬ ‫‪ 2494‬بشأن الصحراء يوم األربعاء ‪ 30‬أكتوبر‪،‬‬ ‫وقبل الخوض في مضمون القرار والخوص في‬ ‫متونه ومحتواه‪ ،‬البد من التذكير بأن سياقات‬ ‫والظروف المحيطة بهذا القرار مختلفة نوعا ما‬ ‫عن السابق‬ ‫إذا يأتي في ظل غياب أو ذهاب أبرز‬ ‫المنافحين والمدافعين عن أطروحة خصوم‬ ‫المغرب من داخل اإلدارة األمريكية‪ ،‬وبالتحديد‪،‬‬ ‫جون بولتون مستشار األمن القومي السابق‬ ‫الذي أقاله الرئيس األمريكي ترامب بسبب‬ ‫مواقفه إزاء مجموعة من الملفات الحيوية‬ ‫واإلستراتيجية‪ .‬هذا‪ ،‬باإلضافة‪ ،‬الستمرار شغور‬ ‫منصب المبعوث الخاص لالمين العام لمدة‬ ‫تزيد عن خمسة شهور بعد استقالة هوست‬ ‫كولر خالل شهر ماي الماضي‪ .‬باإلضافة كذلك‪،‬‬ ‫إلى األوضاع الداخلية التي تعيشها الجزائر‪.‬‬ ‫معطى آخر‪ ،‬ال يقل أهمية عن االعتبارات‬ ‫السابقة‪ ،‬وهو تحول الموقف األمريكي الذي بدا‬ ‫جليا من خالل تعامل إدارة ترامب بمرونة مع‬ ‫الموقف المغربي مقارنة بمواقفها السابقة التي‬ ‫كانت تتسم بالصرامة والصالبة والغموض‪،‬‬ ‫نظرا لمجموعة من االعتبارات‪ .‬لكن‪ ،‬من‬ ‫الواضح‪ ،‬أن المملكة تمكنت من تخطي األزمة‬ ‫غير المعلنة أو حالة الفتور التي اعترت العالقة‬ ‫بين الطرفين منذ مجيء ترامب‪.‬‬ ‫أما على مستوى مضمون القرار‪ ،‬فقد‬ ‫صوتت ‪ 13‬دولة لصالح القرار مع امتناع كل‬ ‫من روسيا وجنوب إفريقيا عن التصويت‪ ،‬وهذا‬ ‫االمتناع غير مفاجئ وكان متوقعا بالنظر إلى‬ ‫مضامين القرار التي تصب في مجملها في‬ ‫اتجاه الحفاظ على الوضع الراهن الذي ال يخدم‬ ‫أطروحة االنفصال‪.‬‬ ‫نص القرار يتضمن ‪ 16‬توصية‪ ،‬الجانب‬ ‫األكبر منها مطابق ومستنسخ عن القرارات‬ ‫السابقة‪ ،‬مع وجود بعض التوصيات المغايرة‬ ‫أو الطارئة و التي تحمل في طياتها بعض‬ ‫الرسائل والدالالت‪ ،‬ويمكن اإلشارة إلى الجوانب‬ ‫المشفرة والظاهرة من القرار رقم ‪ ،2494‬من‬ ‫خالل ثالث مالحظات رئيسية‬ ‫األولى‪ ،‬التوصية األولى تشير إلى تمديد‬

‫بعثة المينورسو لمدة سنة‪ ،‬وذلك بالعكس‬ ‫القرارات الثالثة األخيرة‪-‬ما قبل هذا القرار‪-‬‬ ‫التي نصت على التمديد لمدة ستة أشهر‪،‬‬ ‫وقد خاض المغرب في كواليس مجلس األمن‬ ‫حرب دبلوماسية من أجل العودة إلى التمديد‬ ‫السنوي‪ .‬لكن‪ ،‬إقرار هذا التحول‪ ،‬والعودة لمدة‬ ‫سنة يرتبط ربما بالسياقات السابقة التي جاء‬ ‫فيها القرار‪ ،‬مما يشكل انتكاسة وضربة موجعة‬ ‫لإلطراف األخرى الموالية لألطروحة االنفصال‪.‬‬ ‫الثانية‪ ،‬التوصية الثانية تركز على ضرورة‬ ‫أو الحاجة إلى التوصل إلى حل سياسي واقعي‬ ‫وعملي ودائم لمسألة الصحراء الغربية‪ ،‬وهي‬ ‫إشارة مهمة وجوهرية‪ ،‬خاصة وأن المرجعية‬ ‫األساسية لمقولة «الواقعية والعملية « موجودة‬ ‫ضمن قرارات مجلس األمن‪ ،‬وبالتحديد القرار‬ ‫رقم ‪ 1813‬إذ سبق وأن تبنى مجلس األمن‬ ‫توصيات األمين العام لألمم المتحدة‪ ،‬التي تعزز‬ ‫الخالصات التي أدلى بها المبعوث الشخصي‬ ‫بيتر فان والسوم أمام مجلس األمن في ‪21‬‬ ‫أبريل ‪ ،2008‬حيث توصل هذا المبعوث بعد‬ ‫إشرافه على أربعة جوالت من المفاوضات إلى‬ ‫خالصة مفادها أن « كيانا مستقال في الصحراء‪،‬‬ ‫ليس ولن يكون خيارا واقعيا‪».‬‬ ‫الثالثة‪ ،‬اإلشارة إلى المفاوضات‬ ‫المتجددة وربطها بالمحادثات الرباعية ضمن‬ ‫التوصية الثالثة‪ ،‬وهو ما يكرس دور الجزائر‬ ‫الرئيسي في ملف النزاع‪ ،‬حيث باتت صيغة «‬ ‫المحادثات الرباعية(المغرب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬موريتانيا‪،‬‬ ‫البوبيساريو)‪ ،‬تحل بشكال تدريجيا محل « دول‬ ‫الجوار»ضمن توصيات قرارات مجلس األمن‪.‬‬ ‫وهذا المعطى‪ ،‬يؤشر على بداية حدوث التغيير‬ ‫على مستوى تركيبة أطراف النزاع ضمن‬ ‫مرجعية مجلس األمن‪.‬‬ ‫ختاما‪ ،‬ومن خالل مضمون القرار ‪2494‬‬ ‫الذي يكرس الوضع القائم « الستاتيكو»‪،‬‬ ‫وبالنظر إلى البيان الذي أصدرته البوليساريو‬ ‫مباشرة بعد صدور هذا القرار‪ ،‬الذي جاء بنبرة‬ ‫يائسة ومكسورة‪ ،‬حيث حاولت إخفاء انتكاستها‬ ‫من خالل توظيف مفردات ومصطلحات‬ ‫تهديدية وتصعيدية‪ ،‬فالمالحظ‪ ،‬أن ملف‬ ‫الصحراء يتجه نحو نقطة الصفر‪ ،‬وهو ما ينذر‬ ‫بانفجار أو انفالت في مخيمات تندوف‪.‬‬

‫زواج القاصرات نزيف لم ينضب‪ ،‬حيث صرح وزير العدل‬ ‫السابق بأنه سنة ‪ 2018‬بلغ ‪ 25514‬عقدا أي بنسبة ‪9,13‬‬ ‫‪ %‬من مجموع العقود المسجلة خالل نفس السنة‪ .‬مع أن‬ ‫مدونة األسرة حددت سن الزواج في ‪ 18‬سنة مع استثناء‬ ‫ضيق يمنح القاضي المكلف بتزويج القاصرات إمكانية منح‬ ‫اإلذن بتزويج القاصر وفق شروط وضمانات محددة ‪ .‬لكن‬ ‫حال الواقع يحكي عن عدد أكبر مما صرح به وزير العدل‪،‬‬ ‫باعتبار أن بعض األسر تلجا لطرق أخرى وخارج فضاء‬ ‫األسرة لتزويج بناتهم حيث يوجد ببعض مناطق المغرب ما‬ ‫يسمى زواج الكونطرا وهو موضوع مقالي‪ ،‬ولإلحاطة بهدا‬ ‫الموضوع أطرح أسئلة من قبيل ‪:‬‬ ‫ما مفهوم زواج الكونطرا ؟‬ ‫ماهي األسباب التي تجعل األسر ترمي ببناتها‬ ‫للمجهول ؟‬ ‫كيف السبيل للحد مما يسمى زواج الكونطرا ؟‬ ‫مفهوم زواج الكونطرا ‪ :‬زواج الكونطرا هو تزويج طفلة‬ ‫قاصر بمقتضى عقد دين يبرم بين رجل غالبا ما يكون‬ ‫ميسورا أو يعيش خارج المغرب وبين ولي القاصر‪ ،‬يحرر‬ ‫ويشهد عليه لدى الجماعات المحلية‪ ،‬وبذلك فمضمونه‬ ‫اعتراف بدين مما يجعله عقدا مدنيا حيث تختل فيه شروط‬ ‫الزواج الواردة بمدونة األسرة التي عرفت الزواج في المادة‬ ‫‪ 4‬على أنه ميثاق تراض‪ ‬وترابط شرعي بين رجل وامرأة‬ ‫على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة‬ ‫مستقرة‪ ،‬برعاية الزوجين طبقا ألحكام هذه المدونة‪ ،‬كما‬ ‫نصت المادة ‪ 19‬على أن أهلية الزواج تكتمل بإتمام الفتى‬ ‫والفتاة المتمتعين بقواهما العقلية ‪ 18‬سنة شمسية كاملة ‪.‬‬ ‫ومن خالل هدا المفهوم لما يسمى زواج الكونطرا نجد‬ ‫أن معناه الحقيقي المخفي والصادم هو عقد رهن وليس‬ ‫عقد زواج‪ ،‬يرهن بموجبه أب أو أم الفتاة فلذة كبدهما لرجل‬ ‫مقابل مبلغ مالي‪ ،‬بحيث يختلف تماما عما نصت عليه مدونة‬ ‫األسرة‪ ،‬مدونة األسرة التي لم تعرف النور إال بعد مخاض‬ ‫عسير‪ ،‬ناضلت من أجلها جمعيات ومنظمات نسائية حتى‬ ‫يتسنى للمرأة أن تكون لها قيمتها وسط مجتمع ذكوري‬ ‫طالما تعامل معها كجسد ال كانسان مهمته الوحيدة منح‬ ‫المتعة الجنسية وإنجاب األطفال وخدمة البيت‪ ،‬ال تملك‬ ‫حق القرار بل القرار يمارس عليها ‪ .‬إال أنه ولألسف الشديد‬ ‫الزال هناك أشخاص يتبنون أفكارا ترفض الخنوع للقانون‬ ‫فيتحايلون على مقتضياته التي تمنع زواج القاصرات وال‬ ‫تمنح اإلذن إال في حاالت معينة حسب السلطة التقديرية‬ ‫للقاضي المكلف بتزويج القاصرات‪ ،‬مستغلين أموالهم وفقر‬ ‫وجهل أهل الطفلة القاصر‪.‬‬ ‫أسباب زواج الكونطرا‬ ‫زواج الكونطرا ظاهرة‪ ،‬كون الظاهرة كمفهوم عام تشير‬ ‫إلى حدث نشاز حدث غير طبيعي‪ ،‬وما يسمى بزواج الكونطرا‬ ‫في المغرب يعتبر حدثا غير عاديا‪ ،‬على أساس أن المغرب‬ ‫انخرط مند أكثر من عقدين في مسلسل من اإلصالحات‬ ‫بهدف إرساء مجتمع ديمقراطي حداثي تصان فيه كرامة‬ ‫اإلنسان ‪ .‬ومدونة األسرة تبقى نموذجا لإلصالحات‬ ‫الجوهرية التي قام بها المغرب‪ ،‬في حين زواج الكونطرا‬ ‫تختل فيه شروط الزواج الواردة بمدونة األسرة وبالتالي هو‬ ‫ظاهرة بالمغرب‪ ،‬ومادام لكل ظاهرة أسباب فلزواج الكونطرا‬ ‫أسباب تتضح من خالل المناطق التي ينتشر فيها والوضعية‬ ‫االجتماعية لألسر التي تتجه لهذا النوع من الزواج‪ ،‬فحسب‬ ‫تقرير جاء به المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬ ‫أن هذا النوع من الزواج ينتشر في نواحي قلعة السراغنة‬ ‫ونواحي مراكش بنسبة أكبر من بعض المناطق األخرى‬ ‫التي يمارس فيها‪ ،‬وبهذا ا يتضح أن األسباب يمكن إجمالها‬ ‫في الفقر واألمية والهذر المدرسي وكذلك الجهل بالقانون‪،‬‬ ‫معضالت الزالت متفشية في هده المناطق وفي مناطق‬

‫أخرى سيما بالبوادي والمناطق النائية‪ ،‬الشيء الذي يؤكده‬ ‫تقرير أصدرته المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم‬ ‫الوطني للمرأة القروية تبلغ نسبة األمية حوالي ‪ 60‬بالمائة‬ ‫لدى النساء القرويات‪ ،‬بمعنى أكثر من النصف لم يلجن‬ ‫المدارس ناهيك عمن ولجن وبعدها لم يكملن دراستهن‬ ‫«الهذر المدرسي»‪ ،‬هاته الفئة من الفتيات غالبا ما يكون‬ ‫مصيرهن الزواج إما بالفاتحة أو بكونطرا في حالة رفض‬ ‫القاضي المكلف بتزويج القاصر منحهن اإلذن بالزواج حسب‬ ‫سلطته التقديرية ‪.‬‬ ‫وكذلك نجد المؤشر الصادر عن مؤسسة «سوشيال‬ ‫بروجرس إمبيراتيف» األمريكية أن المغرب سجل تراجعا‬ ‫في مجال التعليم والوصول إلى المعرفة األساسية حيث‬ ‫احتل المرتبة الـ‪ 101‬عالمياً‪ .‬وهذا المؤشريقيس معدل‬ ‫القراءة والكتابة لدى البالغين‪ ،‬ومعدل االلتحاق بالمدارس‬ ‫االبتدائية والمساواة بين الجنسين في االلتحاق بالتعليم‬ ‫الثانوي والحق في الحصول على تعليم جيد‪.‬‬ ‫تداعيات زواج الكونطرا ‪:‬‬ ‫زواج الكونطرا هو استغالل جنسي تؤدي ثمنه القاصر‬ ‫بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة‪ ،‬فالرجل الذي يبرم‬ ‫عقد دين ال عقد زواج للتمكن من فتاة قاصر الزالت في‬ ‫حاجة لحنان والديها ‪،‬الزالت في حاجة إلى التكوين‪ ،‬لم‬ ‫يكتمل نضجها العقلي بعد فأكيد هو طالب جسد‪،‬طالب‬ ‫متعة جنسية ال اقل وال أكثر ‪،‬وبالتالي فمصير هذا النوع‬ ‫من الزواج الفشل ‪،‬فبعد أن يستمتع بالفتاة غالبا ما يرفض‬ ‫توثيق الزواج عند بلوغها سن األهلية أي ‪ 18‬سنة ‪،‬فيتخلى‬ ‫عنها وهي في ربيع عمرها بطفل أو طفلين‪ ،‬لتجد نفسها في‬ ‫نهاية المطاف مسئولة عن أطفال في حاجة لألكل والتعليم‬ ‫والتطبيب وهي غير مسلحة ال بمستوى تعليمي وال تكويني‬ ‫يؤهلها الولوج إلى سوق الشغل‪ ،‬في مجتمع غاب فيه‬ ‫التكافل العائلي واالجتماعي‪ ،‬وغابت فيه المسؤولية الجدية‬ ‫للدولة اتجاه مواطنيها الضعفاء ‪،‬إذن في هاته الحالة مرحبا‬ ‫بطفولة محرومة ومشردة‪ ،‬مرحبا بنساء قد تبيع جسدها‬ ‫وعفتها لسد الرمق وبالتالي مرحبا بكارثة على المجتمع‬ ‫تضاف إلى باقي الكوارث االجتماعية ‪.‬‬ ‫نظرا لما يشكله زواج القاصرات بصفة عامة وزواج‬ ‫الكونطرا موضوع المقال بصفة خاصة من أثار كارثية سواء‬ ‫على مستقبل القاصر أو على المجتمع أصبح لزاما تشريع‬ ‫نص قانوني لمتابعة طرفي هدا النوع من العقود‪ ،‬باعتبارها‬ ‫عقودا صورية مضمونها يسيء للقاصر ويرمي بمصيرها‬ ‫للمجهول ودلك من أجل الردع ومنح العبرة لآلخرين ‪ .‬لكن‬ ‫المقاربة القانونية وحدها غير كافية للحد من هاته الظاهرة‬ ‫التي تسيء للقاصر وللمجتمع معا‪ ،‬فادا كانت هناك رغبة‬ ‫حقيقية في القضاء على تزويج القاصرات بصفة عامة وزواج‬ ‫الكونطرا بصفة خاصة يجب القضاء على أسبابها‪ ،‬فتشريع‬ ‫ترسانة قانونية وحدها لن تجدي نفعا إذا لم تصاحبها‬ ‫إجراءات موازية فعلية على أرض الواقع أذكر منها ‪:‬‬ ‫تحقيق عدالة اجتماعية ودلك بالرفع من مستوى عيش‬ ‫األسر وتقديم المساعدات لهم‪.‬‬ ‫تحقيق عدالة مجالية بتقريب الخدمات األساسية‬ ‫لساكنة البوادي والقرى والمناطق النائية‪.‬‬ ‫محاربة األمية والهذر المدرسي بتشجيع األسر على‬ ‫تعليم بناتهم وإنشاء إعداديات وثانويات ومراكز التكوين‬ ‫قريبة من الدواوير‪ ،‬فمن أسباب الهذر المدرسي بعد هاته‬ ‫المؤسسات عن الدوار الذي تقطن به الفتاة وخوف األسر‬ ‫من المس في شرفهم ‪.‬‬ ‫على اإلعالم والجمعيات القيام بحمالت توعية وتحسيس‬ ‫بمخاطر زواج الكونطرا بصفة خاصة وزواج القاصرات بصفة‬ ‫عامة ‪.‬‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫الشمال القانوني‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫قانون اإلجهاض بين تجادبات الحق‬ ‫في الحياة والحرية الشخصية‬ ‫الجنائي المجرمة لإلجهاض مع إضافة ثالث حاالت جديدة استثنائية تبيح‬ ‫اإلجهاض ‪ -‬دون شك – من النقط المعقدة التي تشغل المجتمع‬ ‫الدولي‪ ،‬ويشغل بال المرأة على اعتبار أنه يعنيها بالدرجة األولى وهي‬ ‫اإلجهاض وهي‪:‬‬ ‫التي تتحمل خطورته‪ .‬كما يشترك في هذه اإلشكالية المعقدة أهل الفكر‬ ‫• حاالت الحمل الناتج عن االغتصاب؛‬ ‫ورجال القانون والسياسة وعلماء الطب وعلماء االجتماع‪ ،‬ويشكل فقهاء‬ ‫• حاالت الحمل الناتج عن زنا المحارم؛‬ ‫الدين الصدارة‪ ،‬حيث يتولون أمورا ترتبط بحياة الروح والجسد‪ ،‬فحياة‬ ‫اإلنسان التي ليس ألحد عليها من سلطة إال الذي وضع فيها الروح‬ ‫• حاالت التشوهات الخلقية الخطيرة واألمراض الصعبة التي‬ ‫وهو اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫قد يصاب بها الجنين‪.‬‬ ‫ويعتبر اإلجهاض من أقدم المشاكل التي عاشتها البشرية‬ ‫وكاستنتاج لما تطرقنا إليه بخصوص القانون المغربي‪،‬‬ ‫وتضاربت حوله أقوال الفقه الديني والقانوني والحقوقي بين مؤيد‬ ‫فالمبدأ أن القانون المغربي اعتبر اإلجهاض جريمة قتل‬ ‫وعارض له‪ ،‬واختلفت التشريعات الوطنية بين إباحته وتجريمه‪،‬‬ ‫ال يسمح بها القانون إال في استثناء وحيد على أمل إضافة‬ ‫غير أن الخالف وصل اليوم إلى أوجه‪ ،‬وقبل الغوص بشكل عميق ال‬ ‫االستثناءات المشار إليها أعاله‪ ،‬هذا الوضع القانوني ساهم‬ ‫بد من تبيان البعض من الحجج التي يدفع بها كل اتجاه من هذين‬ ‫في استمرار التنافر بين الدعوة إلى حرية اإلجهاض والدعوة‬ ‫التوجهين المتنافرين‪:‬‬ ‫إلى مناهضة هذه الحرية‪ ،‬واعتبرت األولى أن األمر متعلق‬ ‫• يرى مؤيدو إباحة اإلجهاض أن فيه مخرجًا لتفادي االنفجار‬ ‫بحق من الحقوق الكونية للمرأة غير القابلة للتجزؤ تحت مقولة‬ ‫يخففُ عن المرأة متاعب الحياة‪ِّ ،‬‬ ‫السكاني‪ ،‬وأنه ِّ‬ ‫على‬ ‫ويوفر لها القدرة‬ ‫«حرية المرأة على جسدها‪ ،‬وبأن الجنين جزء منها وملك لها»‪،‬‬ ‫وسيلة‬ ‫وأنه‬ ‫لألمومة‪،‬‬ ‫اختيارها‬ ‫في‬ ‫التامة‬ ‫والحرية‬ ‫عملها‪،‬‬ ‫االنصراف إلى‬ ‫أما الدعوة األخرى فتعتبر األمر بمثابة حرب ضد التنظيمات‬ ‫ُّ‬ ‫استحالة‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫سفاحًا‪،‬‬ ‫حمله‬ ‫لمن‬ ‫الجنين‬ ‫للتخلص من‬ ‫النسائية التي تنادي باإلجهاض وبالتالي بشيوع العالقات‬ ‫ً‬ ‫اإلجهاض‬ ‫عمليات‬ ‫منع‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ق‬ ‫مطل‬ ‫الجنسية الرضائية خارج مؤسسة الزواج‪ ،‬وأيضا‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫رقابة‬ ‫عن‬ ‫بعيدًا‬ ‫تتمُّ‬ ‫قد‬ ‫العمليات‬ ‫ضد األطباء الذين يقومون بهذه العمليات‬ ‫ويتاجرون بالبشر‪.‬‬ ‫• أمـــــا مؤيــــدو تجريـــم اإلجهـــاض‬ ‫فيقولون‪« :‬إن الجنين كائن حي‪ ،‬واإلجهاض‬ ‫ونرى – من وجهة نظرنا – أن لكل مجتمع‬ ‫َقتْل نفس بريئة‪ ،‬وإن إباحته ستؤدي إلى شيوع‬ ‫خصوصيات تتعلق بهويته‪ ،‬وال يمكن أن ننساق‬ ‫الفاحشة‪ ،‬وإن نتائجه تبقى خطِرة على الصحة‬ ‫مع إمالءات خارجية كيفما كان نوعها سياسية‬ ‫والسالمة مهما تقدم الطب‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن أنه‬ ‫أو اقتصادية‪ ،‬وحتى بعض الدول الغربية‬ ‫أوخليفا‬ ‫منير‬ ‫ِّ‬ ‫يقوِّض بنيان الجماعة‪،‬‬ ‫ويقلل من المواليد‪،‬‬ ‫التي هي متقدمة‪ ،‬مازالت تحترم الخصوصية‬ ‫ِّ‬ ‫ويقلل بالتالي من الموارد البشرية الضرورية‬ ‫أستاذ القانون الخاص بالكلية المتعددة التخصصات « تازة»‬ ‫الكاثوليكية‪ ،‬على اعتبار أن التوجه الكاثوليكي‬ ‫لبناء المجتمع وضمان استمراريته‪ ،‬ما ينعكس‬ ‫في الموضوع واضح ويتمثل في واجب احترام‬ ‫سلبًا على الوضع االقتصادي للمجتمع‪.‬‬ ‫«الحق في الحياة» وبالتالي تجريم اإلجهاض‬ ‫وبخصوص القانون المغربي – الذي يهمنا بالدرجة األولى‪ -‬نسجل كمالحظة أولى كمبدأ وإباحته في استثناءات يصعب معها قبول استمرارية الحمل‪.‬‬ ‫أن المشرع المغربي لم يعط تعريفا دقيقا لإلجهاض‪ ،‬فتعرض لمسألة تجريمه في‬ ‫ونناشد المشرع المغربي من أجل اإلسراع لتعديل القانون الجنائي مع ضرورة اإلبقاء‬ ‫عشرة فصول من القانون الجنائي (الفصل ‪ 449‬إلى ‪ ،)458‬وبقراءتنا لهذه الفصول على تجريم اإلجهاض المرتبط بالجنين الناتج عن العالقات الجنسية الرضائية خارج‬ ‫يتضح أن المشرع كان واضحا في اختيار الموقف الثاني المتمثل في رفض إباحة مؤسسة الزواج والتي ال تتماشى مع خصوصيات المجتمع المغربي‪ ،‬وإذا ما دفعنا بالحق‬ ‫اإلجهاض وبالتالي وضخ نصوص عقابية باستثناء حالة وحيدة متوقفة على ضرورة في الحرية الشخصية‪ ،‬فإننا ندفع كذلك بحق المجتمع المغربي في احترام خصوصياته‬ ‫المحافظة على صحة األم بتدخل من الطبيب بشكل عالني وبإذن من الزوج‪.‬‬ ‫(في إطار احترام الحرية الشخصية المجتمعية)‪ ،‬وعلى هذا األساس ننادي باإلبقاء على‬ ‫وكمالحظة ثانية اتضح لنا – بصفتي باحث في الموضوع‪ -‬أن هاجس السياسة التجريم مع توسيع دائرة الحاالت التي يباح فيها اإلجهاض على النحو التالي‪:‬‬ ‫اإلنجابية حاضر بقوة وكخلفية تدفع من يتولى صناعة التشريع إلى طرح الموضوع‬ ‫• حاالت الخطورة على حياة المرأة الحامل‪،‬‬ ‫قصد سن قانون يستطع أن يضمن ‪ -‬في اعتقادنا‪ -‬مسألتين‪ ،‬األولى مرتبطة بجودة‬ ‫• إذا كان الحمل ناتج عن اغتصاب أو زنا المحارم‬ ‫وتحسين النسل‪ ،‬والثانية متعلقة بالحد من النمو الديموغرافي المهول في ظل األوضاع‬ ‫• إذا كانت الفتاة الحامل قاصرا أو تعاني من خلل عقلي‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والمالية الصعبة التي تمر بها الدولة في هذه الفترة الحرجة‪.‬‬ ‫• حالة ثبوت إصابة الجنين بتشوهات خطيرة غير قابلة للعالج وقت التشخيص‬ ‫من جانب آخر فبعد موجة من التجادبات بين مؤيد إلباحة اإلجهاض ( أنصار الحرية‬ ‫الشخصية) ومؤيد لتجريمه (أنصار الحق في الحياة)‪ ،‬أعلن جاللة الملك محمد السادس الطبي‪.‬‬ ‫نصره اهلل عن تكليف وزير العدل والحريات ووزير األوقاف ورئيس المجلس الوطني‬ ‫كما نشير ‪ -‬ودائما من وجهة نظرنا ‪ -‬أنه في حالة الفساد وإذا ما أثبت الطب‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬إليجاد حل تشاوري للموضوع قصد إمكانية تعديل فصول القانون أن الجنين يشكل الخطورة على الفاعلة (وهنا أقصد العالقات الرضائية خارج مؤسسة‬ ‫الجنائي المغربي بخصوص اإلجهاض‪ ،‬حيث أعلن الديوان الملكي في ‪ 15‬ماي ‪ 2015‬الزواج)‪ ،‬يسمح في هذه الحالة باإلجهاض مع اإلبقاء على جريمة الفساد ضدها‪ ،‬وأيضا‬ ‫عن نتائج المشاورات والتي تصب في غالبيتها نحو اإلبقاء على مقتضيات القانون إذا ثبت طبيا أن الجنين يعاني من تشوهات خطيرة فيسمح لها باإلجهاض‪.‬‬


‫الشمال القانوني‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫عقوبة اإلعدام في علم اإلجرام (‪)4/1‬‬ ‫جرت العادة أن يطرح موضوع عقوبة‬ ‫اإلعدام في إطار العلوم القانونية والسياسية‪،‬‬ ‫وبالضبط في ضوء الفقه الجنائي‪ .‬ويتبين أن‬ ‫هذا الطرح ال يؤدي إلى قناعة مطلقة بالعمل‬ ‫بعقوبة اإلعدام أو بإلغائها ألن البراهين‬ ‫والحجج التي يستعملها تقبل وتبرر النتيجتين‬ ‫معا وال تسمح باختيار إحداهما دون األخرى‪.‬‬ ‫ونظرا لالرتبــاط المتين بين القانون‬ ‫الجنائي وعلم اإلجــرام‪ ،‬ومحاولة المشرع‬ ‫الجنائي أن يؤســس مقتضيــات التجريم‬ ‫والعقاب والسياسة الجنائية بصفة عامة‪ ،‬على‬ ‫نتائج وخالصات علم اإلجرام‪ ،‬يمكن أن يكون‬ ‫طرح عقوبة اإلعدام في ضوء علم اإلجرام‬ ‫مساعدا مهما على اتخاذ موقف سليم باإلبقاء‬ ‫عليها أو بإلغائها‪.‬‬

‫محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪.‬‬

‫وتتجلى شمولية النقاش المرتكزة على حقول‬ ‫معرفية غير علم اإلجرام‪ ،‬في تعرض المعنيين به إلى‬ ‫كل جوانب موضوع عقوبة اإلعدام أو الحقول العلمية‬ ‫التي تبرز فيها‪ ،‬القانونية‪ ،‬السياسية‪ ،‬الفلسفية‪،‬‬ ‫االجتماعية والدينية‪ .‬وغالبا ما ظلت النتيجة محتملة‬ ‫للوجهين النقيضين االعتماد واإللغاء‪ ،‬أو قابلة للنقاش‬ ‫لغياب الحجة الحاسمة لصالح موقف ضد اآلخر‪ ،‬وذلك‬ ‫لغموض معنى العقوبة في اإلعدام وكذا لصعوبة‬ ‫إدخال اإلعدام في حق العقاب الذي يعترف به للدولة‬ ‫ضمن سلطاتها السياسية الشرعية‪ .‬ولعل طريقة‬ ‫إلغائه في إنجلترا نهاية القرن العشرين خير دليل‬ ‫على هذا المنظور ألنها تأسست على الواقع وليس‬ ‫على التنظير‪ ،‬في مرحلتين للتوقيف الموقت على وجه‬ ‫التجربة لمعرفة أثر ذلك التوقيف على كمية ونوعية‬ ‫اإلجرام‪ ،‬ثم قرر المشرع اإللغاء بصفة نهائية بعدما‬ ‫تأكد له أن ترك العمل باإلعدام ال يؤدي إلى تكاثر‬ ‫الجرائم التي يعاقب عليها باإلعدام ‪ .‬وتم اإللغاء‬ ‫بفرنسا دفعة واحدة بقانون من البرلمان‪ ،‬دون اكتراث‬ ‫بالواقع ورأي المجتمع في الحالتين‪.‬‬

‫دراسة عقوبة اإلعدام أو قراءتها في ضوء‬ ‫علم اإلجرام تتطلب إبداء مالحظات أولية‬ ‫أستاذ بجامعة محمد الخامس‪ .‬وزير العدل سابقا‬ ‫أساسية منبثقة من تاريخ اإلعدام كعقوبة‬ ‫ومن الطبيعة الخالفية التي تعتبر عقوبة‬ ‫لكن‪ ،‬ورغم احتداد النقاش السياسي والقانوني‪،‬‬ ‫اإلعدام تدبيرا جزائيا‪،‬والتي تنطلق من التعبير ذاته «عقوبة اإلعدام» سواء من زاوية المضمون أومن‬ ‫وظهور وتطور علم اإلجرام منذ فجر القرن العشرين‪ ،‬استمر سكوت مطبق تقريبا حول مركز عقوبة‬ ‫زاوية التركيب اللغوي‪.‬‬ ‫اإلعدام في علم اإلجرام والحالة أن محوره الدقيق والعميق هو اإلجرام ومكافحته‪ ،‬مما يبرر التساؤل‬ ‫من حيث التاريخ‪ ،‬يالحظ العمل باإلعدام كعقوبة منذ الحضارات القديمة كالفرعونية والبابلية عن السبب في ذلك؟ ربما يرجع السبب في هذا إلى ابتعاده عن المناقشات السياسية وتركيزه على‬ ‫واإلغريقية واليونانية‪ ،‬بناء على معتقدات مختلفة تدخل ضمنها الديانات السماوية بما فيها اإلسالم‪ .‬معاينة وتحليل ظاهرة اإلجرام كمعطاة مرضية إنسانية واجتماعية‪ ،‬لصيقة باإلنسان كلما تواجد في نظام‬ ‫ويجدر التنويه بخصوص اإلسالم أن القرآن يحصر نطاق العقوبة في البغي والقتل العمد‪ ،‬على وجه مجتمعي‪ ،‬تفرض أساسا فهم أسبابها من أجل التوصل إلى معالجتها سواء من خالل العناية باإلنسان أو‬ ‫القصاص في الحالة األخيرة‪ .‬وأضافت السنة الردة والزنى بعد اإلحصان‪ .‬ويشترط تطبيق اإلعدام دائما المجتمع‪.‬‬ ‫توفر شروط جدية تضيق من إمكانية إجرائه‪.‬‬ ‫خالفية معنى عبارة «عقوبة اإلعدام»‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بالطبيعة الخالفية لتصور اإلعدام كعقوبة فإنها تثير مشكال مبدئيا جوهريا مفاهيميا‬ ‫نالحظ هنا عدم تجانس التركيبة اللغوية أو تنافر عناصرها بشكل يفرغها من كل معنى مفيد في‬ ‫باإلضافة إلى الصيغة غير المفيدة لمعنى عبارة «عقوبة اإلعدام» أو تنافر التعبير وافتقاده ألي معنى الخطاب‪ .‬فال يمكن عقليا وال منطقيا تصور إضافة مفهوم اإلعدام إلى مفهوم العقوبة والجمع بينهما‬ ‫سليم‪ ،‬مما يقتضي الوقوف بداية عند استحالة اعتماد اإلعدام كعقوبة على مستوى المبادئ العامة أو للتعبير عن معنى معين‪ .‬ويتجلى عدم قيام المعنى بشكل واضح سواء من منظور العقوبة أو من مفهوم‬ ‫اإلعدام‪.‬‬ ‫المشتركة بين علم اإلجرام والقانون الجنائي والعلوم المتداخلة معهما‪.‬‬ ‫ويتميز علم اإلجرام في حد ذاته بعجزه عن تأسيس موقف علمي واضح حول المسألة إذ يتسم تصوره‬ ‫للظاهرة اإلجرامية في نظريات التجريد الذاتي أو النفساني بنشاز استثنائي يقبل العمل باإلعدام‪ ،‬كما ال‬ ‫يخلو تصوره لنفس الظاهرة في ضوء النظريات االجتماعية والسياسية بنوع من االفتعالية في التطبيق‪.‬‬ ‫ استحالة تصور اإلعدام بمفهوم العقوبة في المبادئ‬‫العامة ‪.‬‬ ‫يتضح من التطور التاريخي ومن اختالف األمكنة في العالم‬ ‫أنه يستحيل الجزم بقبول اإلعدام كعقوبة أو كتدبير جزائي له‬ ‫طبيعة أخرى مما تقتضيه الحياة المجتمعية‪ .‬كما تسري ذات‬ ‫المالحظة على وجود التصور في حد ذاته لمعنى صحيح تؤديه‬ ‫عبارة «عقوبة اإلعدام» من الناحية االصطالحية والمنطقية‪.‬‬ ‫خالفية التصور في الزمان والمكان‪.‬‬ ‫كانت مسألة قبول عقوبة اإلعدام في المنظومة الجزائية‬ ‫محل خالف ونقاش أزلي وكوني شامل‪ ،‬في الزمان والمكان‬ ‫والنطاق‪.‬‬ ‫من حيث أزلية النقاش وطبيعته الكونية‪ ،‬منذ فجر التاريخ‪،‬‬ ‫نقتصر في ذلك على ما بعد القرن الثامن عشر‪ .‬وتعثرت المواقف‬ ‫بين الترك واالعتماد في كل الدول‪ ،‬ونكتفي منها بدول أوروبا‬ ‫وخاصة فرنسا وإنجلترا وإيطاليا‪ .‬وتعثر تكريس العقوبة أو‬ ‫اعتمادها بالدول التي تقررها في القانون الوضعي‪ ،‬بين التطبيق‬ ‫العام على كل أنواع الجرائم أو حصره على الجرائم العادية‬ ‫لبشاعتها في نظر المشرعين‪ ،‬أو السياسية لخطورتها القصوى‬ ‫في نظر الحكام ومنظري التشريع‪ .‬ولم يكن لعلم اإلجرام أي مجال في النقاش ألنه لم يكن قد ظهر بعد‬ ‫على الساحة الفكرية المتعلقة باإلجرام وال تعرف إمكانية مكافحته القانونية واالجتماعية لعقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫ولكن منذ فجر القرن العشرين نسجل هيمنة خط عام‪ ،‬قانوني وسياسي‪ ،‬دائما خارج علم اإلجرام‪ ،‬نحو‬ ‫اإللغاء في الكثير من الدول‪ ،‬بالرغم عن غياب الحجة القطعية أو الحاسمة بين دعاة اإللغاء والمدافعين‬ ‫عن االستمرار في التكريس‪ .‬ويتميز الوضع العالمي اليوم باإللغاء في أغلبية الدول المنضوية في هيئة‬ ‫األمم المتحدة‪ .‬وصارت البعض منها تتراجع وتكرس اإلعدام من جديد أمام تفاقم اإلجرام المنظم‬ ‫واإلرهاب‪ .‬ويبقى المغرب من بين الدول المستمرة في العمل بعقوبة اإلعدام في القانون الجنائي رغم‬ ‫أن تنفيذ األحكام الصادرة بها توقف منذ ‪ .1993‬وبصرف النظر عن موافقة أو معارضة موقف المغرب‪،‬‬ ‫يمكن القول بأن القانون يتسم بعيب شكلي يضاعف النفور منه‪ .‬ذلك أنه يقرر اإلعدام في أزيد من ثالثين‬ ‫حالة جرمية تشترك جميعها في القتل بحيث كان باإلمكان االقتصار على جريمة القتل العمد‪ ،‬ومنع العمل‬ ‫بظروف التخفيف عند االقتضاء في بعض الحاالت‪.‬‬ ‫ولعل مثال فرنسا وإنجلترا في طريقة اإللغاء خير دليل على نهج اإللغاء المرتكز على قرار سياسي‬ ‫عوض المبرر العلمي‪ ،‬حتى في الربع األخير من القرن الماضي‪ .‬ومن الغريب أن هذه الطريقة سادت رغم‬ ‫ما ساهمت به البوادر األولى لعلم اإلجرام في مناقشة الموضوع‪ ،‬النطالقها واعتمادها على معطيات‬ ‫علمية مغايرة للنظريات القانونية وخاصة منها الجزائية‪ ،‬والنظريات السياسية واالجتماعية‪.‬‬

‫من زاوية عنصر العقوبة‪ ،‬يبقى معناها القانوني العام‪ ،‬وحتى المعاني األخرى من دينية وأخالقية‬ ‫وتأديبية وغيرها السائدة في أدبيات هذه المجاالت‪ ،‬هو جعل الجاني يتألم ماديا أو معنويا من تدبير‬ ‫يؤذي جسده أو حريته أو أمواله أو مشاعره (سمعة‪ ،‬شرف‪ ،‬عرض‪ ،‬الخ‪ .).‬العقوبة إحساس باأللم يهدف‬ ‫إلى التخويف منها ومن ارتكاب الفعل المسبب لها‪ ،‬وإلى الجزاء المترتب عن الضرر المجتمعي‪ ،‬أي مقابلة‬ ‫الجريمة بثمنها‪ ،‬وإلى إصالح السلوك و إعادة اإلدماج بالمجتمع‪.‬‬ ‫وتتميز العقوبة الجنائية دائما بجرح أو بإهانة شخصية الجاني في‬ ‫عمقها وبإذاللها في عين المجتمع‪.‬‬ ‫وال يتأتى هذا إال حين تنصب التدابير العقابية على إنسان‬ ‫حي وكامل الوعي واإلرادة‪ ،‬بالتالي تقتضي العقوبة بقاء الشخص‬ ‫المعاقب حيا ليشعر باأللم وليربط بينه وبين السلوك اإلجرامي‬ ‫ومسئوليته عنه‪ ،‬ألن قتله يعني استحالة تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫من زاوية عنصر اإلعدام فهو قتل أو تحقيق للموت بمعنى‬ ‫وضع حد للحياة أي الشرط الذي بدونه يزول معنى العقوبة‪.‬‬ ‫فتحويل اإلنسان من كائن أو مخلوق حي كامل الوعي بالمسؤولية‬ ‫إلى جسم ميت ال حياة وال إحساس وال شعور له‪ ،‬يفرض تساؤال‬ ‫مبدئيا يتعلق بمن يتحمل العقوبة أو على من تقع العقوبة؟ إذا‬ ‫تعلق األمر باإلنسان الجاني فإعدامه يعني تغييبه وبالتالي حصر‬ ‫العقوبة في اللحظة السابقة لموته‪ ،‬وإذا كان الميت هو المقصود‬ ‫فهو اليبقى بإنسان باالصطالح القانوني‪ .‬فالقانون‪ ،‬منذ قرون‬ ‫عديدة‪ ،‬ال ينظم العقوبة إال على اإلنسان من أجل تحقيق غاياتها‬ ‫المجسدة في األلم والردع الخاص والعام واإلصالح وإعادة‬ ‫اإلدماج‪ ،‬مما ال يمكن تصوره في الميت وال في جثمانه‪.‬‬ ‫وال يمكن تصوره في شخص غير الجاني‪ ،‬مثل األسرة والقبيلة وغيرها‪ ،‬لما في ذلك من داللة على‬ ‫اعتماد مسؤولية جماعية بدائية‪ ،‬وعلى تنفيذ انتقام ضد أبرياء‪ ،‬ومن االعتداء وخرق أبسط حقوق اإلنسان‬ ‫بإنزال األذى بمن لم يقترف إثما وال خطأ ولم يظهر انحرافا في سلوكه وال يحتاج إلى إصالح‪ .‬بالتالي ال‬ ‫يبقى إال جواز اعتبار اإلعدام شكال لالنتقام أو لسلوك بدائي ال يميز في العقوبة جانبها الجزائي المبني‬ ‫على مسؤولية اإلنسان الفرد عن أفعاله‪ ،‬وال يمكن معرفة ضد من يقع ألن الجاني قد مات وألن غيره‬ ‫ليس جانيا‪.‬‬ ‫الخالصة أن مفهوم اإلعدام ال يتطابق مع مفهوم العقوبة كمؤسسة قانونية وال معنوية وال أخالقية‪،‬‬ ‫وبتعبير آخر يجوز القول بأن اإلعدام ليس عقوبة بالمعنى القانوني‪ ،‬وهذا يجعل من مناقشة اعتماده أو‬ ‫إلغائه بناء على األدوات القانونية عمال فارغا من كل معنى‪ ،‬سواء في إطار الفكر القانوني أو الفلسفي‪.‬‬ ‫بالفعل تجري المناقشة المنصبة على العمل باإلعدام في إطار قناعات فكرية وحضارية‪ ،‬مهما تنوعت‬ ‫منابعها أو مراجعها‪ ،‬متأرجحة بين المبررات السياسية واالجتماعية واالقتصادية والدينية‪ ،‬رغم إقحام‬ ‫جوانب قانونية فيها من ردع وتهديد للجناة المحتملين‪ .‬ويقتصر القانون‪ ،‬شكليا فقط‪ ،‬على تكريس‬ ‫الموقف سياسيا تبعا لما وصل إليه النقاش من الزوايا االجتماعية واالقتصادية والدينية‪.‬‬ ‫وتبعا لفشل هذا النوع من التنظير في تأسيس مفهوم عقالني لعقوبة اإلعدام‪ ،‬يصير من المفيد‬ ‫أن يتوجه النقاش والبحث إلى حقل فكري آخر‪ .‬وهنا يبرز علم اإلجرام بقوة ويفرض اللجوء إليه لما له من‬ ‫عالقة وطيدة بالعقوبة وبالجريمة‪.‬‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)922‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫“الشيخ والمريد ‪ -‬رحلة ربع قرن”‬

‫ال يمكن الكتابة عن التحوالت النوعية للتجارب اإلعالمية الرائدة‬ ‫بمنطقة الشمال بدون اإلحالة المستمرة على عطاء اإلعالمي الرائد المرحوم‬ ‫خالد مشبال‪ .‬وال يمكن التوثيق للمبادرات التجديدية في مجال اإلعالم‬ ‫الجهوي الراشد بمغربنا الراهن‪ ،‬بدون البحث في “أوراق” تجارب األستاذ‬ ‫مشبال‪ ،‬إعالميا جريئا‪ ،‬ومثقفا مسؤوال‪ ،‬ووطنيا أصيال‪ .‬لقد قيل الشيء الكثير‬ ‫عن تجربة خالد مشبال داخل إذاعة طنجة‪ ،‬وكذا داخل “وكالة شراع لخدمات‬ ‫اإلعالم واالتصال”‪ ،‬ثم داخل جريدة “الشمال”‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فالزال رفاقه‬ ‫يحملون ذكريات الميالد في قلوبهم‪ ،‬ويسعون لالحتفاء بهذه الذكريات‬ ‫باعتبارها إحدى أنبل تجارب العطاء والتأسيس التي طبعت المشهد اإلعالمي‬ ‫بمنطقة الشمال خصوصا‪ ،‬وبعموم البالد‪ .‬لقد كانت للفقيد مشبال عناصر‬ ‫المبادرة‪ ،‬وهو يخترق –رفقة رفيقه عبد الحق بخات‪ -‬غمار التأسيس لتجربة‬ ‫أول جريدة جهوية بالمغرب‪ .‬يومها كان المشروع مجرد حلم بعيد المنال‪،‬‬ ‫وكانت ترجمته تستلزم توفير إرادات حديدية لتجاوز إكراهات المرحلة‬ ‫وأعطاب شروط تقديم منتوج إعالمي مبادر‪ ،‬راشد‪ ،‬ومؤسس‪ .‬انطلقت سفينة‬ ‫جريدة “الشمال” سنة ‪ ،1999‬وبسرعة قياسية‪ ،‬التقت حولها قطاعات واسعة‬ ‫من نخب منطقة الشمال وباحثيها ومثقفيها ومبدعيها‪ ،‬حافزها في ذلك‬ ‫اإلسهام في إنجاح مشروع البديل المنشود‪ ،‬وأفقها اإلخالص لهذا الشمال‬ ‫العظيم‪ ،‬كانتماء وكهوية وكثقافة وكمصير‪ .‬لذلك‪ ،‬لم نفاجأ بتواتر الكتابة‬ ‫على صفحات الجريدة ألسماء صنعت‪/‬وتصنع معالم البهاء الثقافي بمنطقة‬ ‫الشمال‪ ،‬منها من انتقل إلى دار البقاء ومنها من اليزال يمسك بالجمر‪ .‬أقول‬ ‫هذا الكالم وأنا أستحضر أسماء رواد الجريدة الذين يعود لهم الفضل في‬ ‫رعاية “دوحة” الشمال‪ ،‬من أجيال مختلفة ومن اهتمامات شتى‪ ،‬من أمثال‬ ‫عبد الصمد العشاب‪ ،‬وعبد العزيز خلوق التمسماني‪ ،‬ومحمد ابن عزوز حكيم‪ ،‬ورضوان احدادو‪ ،‬وعبد‬ ‫الجليل الزاوي‪ ،‬ومحمد العياشي الحمدوني‪ ،‬وعمر أجانا‪ ،‬وهدى المجاطي‪ ،‬وأبو الخير الناصري‪ ،‬ومحمد‬ ‫بنقدور الوهراني‪ ،‬وبدر العمراني‪ ،‬وقطب الريسوني‪ ،‬وعبد المجيد اإلدريسي‪ ،‬ومحمد العربي الزكاري‪،‬‬ ‫وعبد اإلله المويسي‪...،‬‬ ‫لقد تحولت “الشمال” إلى مدرسة للتأصيل لقيم االحتفاء بالجهة‪ ،‬بالمواكبة وبالتتبع وبالتحليل‬ ‫وباستنطاق الذاكرة‪ ،‬بل تحولت إلى مرجع لالستلهام وللكتابة ولالستفادة من التجربة المتميزة التي‬ ‫وضع بذرتها الفقيد العزيز األستاذ خالد مشبال‪ .‬لذلك‪ ،‬كان من الالزم أن يعود المساهمون في بناء‬ ‫هذا الصرح إلى استنفار ذاكرة الجريدة من خالل تجاربهم الخاصة في االشتغال وفي الكتابة‪ .‬في هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬يندرج صدور كتاب “الشيخ والمريد‪ -‬رحلة ربع قرن”‪ ،‬لألستاذ محمد البشير المسري‪ ،‬سنة ‪،2017‬‬ ‫وذلك في ما مجموعه ‪ 101‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب‪ ،‬تجسيد لمبدأ اإلخالص‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫في العالقات اإلنسانية أوال‪ ،‬ثم المهنية ثانيا‪ ،‬التي جمعت األستاذ المسري‬ ‫بالمرحوم مشبال‪ .‬وهي العالقات التي أثمرت عطاء مسترسال وخاصة داخل‬ ‫“وكالة شراع” وجريدة “الشمال”‪ .‬لقد اختار األستاذ المسري االحتفاء بطريقته‬ ‫الخاصة برفيقه مشبال‪ ،‬فانحاز نحو التوثيق لتفاصيل الحياة اليومية التي‬ ‫جمعت بين الرجلين وهما يخوضان غمار التجارب اإلعالمية المشار إليها‪.‬‬ ‫كان المبدأ األساسي في هذا الغمار يتمثل في الوفاء للمبدأ وللثقة المتبادلة‬ ‫واالستعداد المتواصل للعطاء وللتضحية‪ ،‬على الرغم من كل الصعاب ومن‬ ‫كل اإلكراهات ومن كل المحبطات‪.‬‬ ‫ولقد لخص األستاذ عبد الجبار العلمي المضامين العامة للكتاب‪ ،‬في‬ ‫كلمة تقديمية‪ ،‬جاء فيها‪“ :‬يشتمل هذا الكتاب على مجموعة من يوميات أو‬ ‫مذكرات‪ ...‬ال تتبع مسارا خطيا كرونولوجيا متصال‪ ...‬يسجل فيها كاتبها محمد‬ ‫البشير المسري ذكرياته في العمل الصحفي الرياضي والثقافي عبر مرحلتين‬ ‫أساسيتين‪ :‬أ‪ -‬مرحلة ما قبل “وكالة شراع لخدمات اإلعالم واالتصال” وجريدة‬ ‫“الشمال”‪ ،‬وهي المرحلة التي تمثل تجربته الصحافية األولى في جريدة‬ ‫“الخضراء الجديدة” التي كانت تصدر في طنجة لصاحبها أحمد إفزارن‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مرحلة العمل في الوكالة والجريدة إلى جانب الصحافي واإلذاعي الذائع‬ ‫الصيت خالد مشبال‪ ،‬باعتباره محررا صحافيا متعاونا غير مأجور‪ .‬ومن الجدير‬ ‫بالمالحظة أن هذه اليوميات‪ ،‬وإن كانت تتعلق أساسا بذكريات العمل في‬ ‫الصحافة الرياضية والثقافية بالمؤسستين الصحافيتين المذكورتين أعاله‪،‬‬ ‫فهي ال تخلو من ارتدادات زمنية عديدة إلى فترات مختلفة من حياة البشير‬ ‫المسري‪ ،‬سواء في أسرته بين والديه وإخوته‪ ،‬أو في مرتع طفولته وصباه في‬ ‫حومة “التوتة” بتطوان‪ ،...‬أو غيرها من الذكريات البعيدة العصية عن النسيان‪( ”...‬ص ص‪.)8-7 .‬‬ ‫إنه سرد استرجاعي‪ ،‬ال يرتبط فقط برصيد منجز األستاذ المسري من موقعه كفاعل إعالمي بارز‬ ‫بمنطقة الشمال‪ ،‬بقدر ما أنه احتفاء حميمي بالتجربة اإلنسانية الرائعة التي جمعت الكاتب برفيقه‬ ‫األستاذ مشبال‪ .‬لذلك‪ ،‬فالكتاب‪ ،‬وقبل أن يكون توثيقا لسيرة المؤلف‪ ،‬يحمل عناصر غزيرة للتوثيق‬ ‫لسيرة األستاذ مشبال نفسه‪ .‬وبذلك انخرط األستاذ المسري‪ ،‬وربما من حيث ال يدري‪ ،‬في طقوس‬ ‫تجسيد الوفاء لرائد الصحافة الراشدة بمنطقة الشمال‪ ،‬الفقيد العزيز األستاذ خالد مشبال‪ .‬أضف إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬أن األمر يظل مرتبطا –في نهاية المطاف‪ -‬بتوثيق دقيق الهتمامات النخب المثقفة بمنطقة‬ ‫الشمال وألشكال انخراطها في مجمل التحوالت الثقافية والفكرية التي أضحت تصنع للمنطقة هويتها‬ ‫الحضارية المميزة‪.‬‬

‫«العدالة لألطفال» موضوع ورشة بمحكمة وزان‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫بعيدا عن لقاءات البهرجة التي يفتري من يقف وراءها على المقاربة التشاركية ‪ ،‬كان فضاء المحكمة االبتدائية بوزان على‬ ‫موعد يوم األربعاء ‪ 20‬نونبر مع مائدة مستديرة انكب فيها المشاركات والمشاركون من الصفين العمومي والمدني على موضوع‬ ‫‘ العدالة لألطفال « ‪.‬‬ ‫الورشة جاءت بدعوة من األستاذ ياسين الراضي نائب وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية ‪ ،‬بصفته رئيسا لخلية التكفل باألطفال‬ ‫والنساء ضحايا العنف ‪ ،‬وذلك تخليدا لليوم العالمي للطفل ( ‪ 20‬نونبر) الذي يتزامن االحتفال به هذه السنة مع مرور ‪ 30‬سنة على‬ ‫اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل ‪ ،‬وهي االتفاقية التي صادق عليها المغرب بتاريخ ‪ 12‬يونيه ‪، 1993‬‬ ‫وانتصر دستور ‪ 2011‬لروحها ‪.‬‬ ‫لم تكن الغاية من تنظيم هذه الورشة النبش في واقع الطفولة المغربية ومنها طفولة دار الضمانة الكبرى ‪ ،‬فواقع الحال‬ ‫يشهد على أن الحقوق األساسية للطفل بإقليم وزان منتهكة ‪ ،‬ولم ولن تنجح المساحيق في اخفائه ‪ ،‬ولكن المشاركات والمشاركون‬ ‫في الورشة توقفوا عند الفاتورة الثقيلة التي يؤديها األطفال ضحايا األوضاع الصعبة ‪ ،‬أوضاع تضعهم في نزاع ‪ ‬مع القانون ‪ ،‬حيث‬ ‫سيركبون قطار الجنوح الذي ينقلهم إلى محطات االحتجاز التي بها تتعطل حريتهم ‪.‬‬ ‫خلص النقاش الذي تقدم فيه رئيس خلية التكفل بورقة رسملت ‪ ‬في البداية المكتسبات التي حققها المغرب في مجال حقوق‬ ‫الطفل ‪ ،‬ووقفت ( الورقة) ‪ ‬باألرقام واإلحصائيات عند المؤشرات التي تبصم على أن ظاهرة خالف األحداث مع القانون في تصاعد‬ ‫مستمر ‪ ( ،‬خلص) إلى استحضار المصلحة الفضلى للطفل الموجود في نزاع مع القانون ‪ ،‬وذلك بوضع آليات تجنب األطفال الجانحين‬ ‫اآلثار السلبية للحرمان من الحرية ‪ ،‬والقطع مع احتجاز األطفال إال عند الضرورة القصوى ‪ ،‬واالحتفاظ ‪ ‬بالطفل الذي ينتظر المحاكمة‬ ‫في المجتمع وليس في الزنزانة ‪ ،‬و االستفادة من التجارب الدولية الناجحة ‪ ،‬وإعداد األطر والفضاءات الكفيلة بأنسنة حرمان األحداث‬ ‫من حريتهم ‪... ،‬‬ ‫يذكر بأن هذه الورشة حضرها وساهم في إثراء النقاش بها‪ ،‬فاعلون حقوقيون ومدنيون‪ ،‬وممثالت وممثلو قطاعات‬ ‫حكومية‪ ،‬وعضوات وأعضاء خلية التكفل باألطفال والنساء ضحايا العنف ‪ ،‬والمساعدات االجتماعيات بالنيابة العامة والمحكمة‬ ‫االبتدائية والمستشفى اإلقليمي بوزان ‪ ،‬وممثلة المنطقة اإلقليمية لألمن الوطني ‪ ،‬وممثل الدرك الملكي ‪.....‬‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫�أعالم‬ ‫ال�شمال ‪:‬‬ ‫من‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫معرفتي باألستاذ محمد بلمختار بألمين العلمي‬ ‫• بقلم‪ :‬األستاذ محمد بن يعقوب‬

‫كانت معرفتي بالرجل َ‬ ‫بداية القرن الواحد والعشرين في مناسبة توقيع ديواني األول‪( :‬لم ينطفئ الثلج)‪ ،‬المنظم من‬ ‫طرف مندوبية الثقافة بشفشاون‪ ،‬وقد أعرب عن تعاطفه باقتناء نسخة من الديوان َّ‬ ‫وقعتُها له‪ .‬وقبلها كانت معرفتي به‬ ‫معرفة سماع‪ :‬كرجل تعليم من شفشاون بمؤهالت متعددة يسكن في طنجة‪ .‬ولم أزل التقي به في شفشاون من خالل‬ ‫زياراته المتكررة لها بَ ْلدَ ًة تجمعه بها أواصرُ؛ في مقدمتها آصرة االنتماء‪ ،‬وما تنفتح عليه هذه اآلصرة من عالقات أسرية‬ ‫واجتماعيةوأخالقية‪.‬‬ ‫وقد تُرجمتْ هذه المعرفة فيما بعد إلى تواصل حميد‪ ،‬تُؤَثثه جلساتٌ ببعض مقاهي المدينة‪ ،‬يتم فيها تجاذب‬ ‫َ‬ ‫الذاتية في عالقتها بشيوخ َّ‬ ‫وأشخاص عاشرهم‬ ‫تَلقى عنهم‪،‬‬ ‫أطراف الحديث حول مواضيع‪ :‬في مقدمتها ما يخص سيرته‬ ‫ٍ‬ ‫أو رافقهم في حياته‪ .‬وكان ال يَضِنُّ بما يعرفه في‬ ‫المجال‪ ،‬وقد رجعتُ إليه فيما ألفته من أبحاث في‬ ‫طليعتها‪::‬‬ ‫كتاب ‪( :‬الهاشمــي السفياني رجـــل زمانـــه‬ ‫بشفشاون)(‪،)1‬‬ ‫وكتاب‪( :‬شفشاون ـ ظواهر وعادات من معالم‬ ‫التراث الالمادي) في جزئه األول(‪.)2‬‬ ‫ومما وقفتُ عليه في موضوع تواصلي معه‪:‬‬ ‫أنه من مواليد يناير سنة ‪1927‬م بشفشاون‪ .‬وكان ـ‬ ‫قيد حياته ـ رحمه اهلل يؤكد لي هذا التاريخ‬ ‫كتاريخ‬ ‫ٍ‬ ‫لميالده‪ ،‬مقارن ًة بتاريخ ميالد ابن عمه األديب‬ ‫المشمول بعفو اهلل األستاذ المدني باألمين العلمي‬ ‫الذي كان ِبحَس ِبهِ سنة ‪1928‬م‪ .‬ومقارن ًة بتاريخ ميالد‬ ‫بعض الالمعين من شفشاون ممن يصغرونه سنّاً في‬ ‫وثائقهم‪ ،‬ويكبرونه واقعاً‪ ،‬وذلك بحجج مادية يدلي إلي‬ ‫بها مُدَّعِياً رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وفي موضوع تعلمه‪ :‬حدثني أنه تعلم أول ما‬ ‫تعلم في ُ‬ ‫الكتاب على يد الفقيه سيدي محمد الشلي‬ ‫(تـ‪1964 :‬م)(‪ )3‬بقوس الشرفاء من حومة السويقة‪،‬‬ ‫ثم على يد الفقيه سيدي العياشي البقالي (تـ‪1967:‬م)‬ ‫(‪ )4‬بحومة العنصر‪ ،‬ثم الفقيه سيدي أحمد بنسعيد‬ ‫(تـ‪1961 :‬م)(‪ )5‬بسيدي بلحسن من حومة السويقة‪،‬‬ ‫ثم انتسب لمدرسة موالي علي ابن راشد التي كان‬ ‫ممن تلقى عليهم فيها الفقيهُ سيدي عبد السالم‬ ‫بودياب (ت‪1958 :‬م)(‪ .)6‬وفي سنة ‪1943‬م؛ تَدخَّل‬ ‫السيد مَحمد باألمين العلمي (تـ‪1973 :‬م)(‪ ،)7‬مدفوعاً‬ ‫من مدير المعهد الديني بشفشاون‪ ،‬فأخذ بيد صاحبنا‬ ‫لتسجيله طالباً متابعاً به‪ ،‬حتى سنة ‪1947‬م تاريخ‬ ‫ذهابه إلى فاس‪ ،‬ومستواه الدراسي الثالثة ابتدائي‪.‬‬ ‫وممن دخل معه المعهد الديني بشفشاون في نفس‬ ‫السنة التي دخله فيها السادة‪ :‬محمد السفياني وعبد‬ ‫الكريم الطبال والمدني العلمي‪ .‬وممن تلقى عنهم به‬ ‫الشيوخ األجالء السادة‪:‬‬ ‫ـ المفضل بن زروق‪ :‬وكان يدرسُ الشيخ خليل بشرح الزرقاني‪.‬‬ ‫ـ محمد أصبان‪( :‬تـ‪1984:‬م)(‪ )8‬وكان يدرس مصطلح الحديث‪.‬‬ ‫ـ محمد أحرميم‪ :‬وكان يدرس األجرومية واأللفية والمية األفعال‪.‬‬ ‫ـ محمد اللغداس‪( :‬تـ‪1982:‬م)(‪ )9‬وكان يدرس العلوم العصرية التي كان يدخل فيها التاريخ والجغرافية وتدبيرُ‬ ‫الصحةوالحسابُ‪.‬‬ ‫ـ محمد البقالي‪ :‬وكان وطنياً ظاهراً من أصدقاء الزعيم عبدالخالق الطريس‪ ،‬وكان يدرس الفقه من خالل “ابن عاشر‬ ‫“بشرح “الميارة”‪.‬‬ ‫وبسبب مرض التيفود الذي حصد الكثير بالمدينة سنة ‪1945‬م؛ فقد توفي ثالثة شيوخ أفذاذ من هؤالء هم‪ :‬الفقيه‬ ‫ابن زروق‪ ،‬والفقيه أحرميم والفقيه البقالي‪ ،‬فنزل مستوى المعهد برحيل هؤالء؛ مما كان سبباً مباشراً في انتقال صاحبنا إلى‬ ‫فاس سنة ‪1947‬م ليتابع بالقرويين‪ ،‬إال أنه اتخذ من هذه السنة سنة تحضيرية‪ ،‬عمل خاللها على تدارك مواد مدرسية لم‬ ‫يكن تعامل معها بمعهد شفشاون‪ .‬وفي سنة ‪1948‬م؛ كان انتسابه الفعلي للقرويين؛ حيث سُج َ‬ ‫ِّل بالثالثة االبتدائي بعد‬ ‫اختبار لمستواه المعرفي‪ .‬وفي غمرة الفوضى التي واكبت نفي الملك محمد الخامس‪ ،‬سنة ‪1953‬م؛ ترك القرويين‪ ،‬لينخرط‬ ‫في سلك الوظيفة بالتعليم االبتدائي مدرساً بـ”تافوغالت” من إقليم وجدة‪ ،‬ـ بعد مباراة أهلته لذلك ـ ابتداء من أكتوبر سنة‬ ‫‪1953‬م‪ .‬وفي سنة ‪1957‬م انتقل إلى طنجة بصفته مدرساً في االبتدائي حتى سنة ‪1962‬م؛ حيث انتدِب أستاذاً للتعليم‬ ‫الثانوي بملحقة ثانوية ابن الخطيب‪ ،‬التي أصبحت إعدادية مستقلة فيها‪ ،‬والتي ظل بها حتى تقاعده سنة ‪1992‬م‪ .‬وبطنجة‬ ‫كان استقراره حتى وفاته رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وفي مجال فن المديح والسماع؛ فقد حدثني قيد حياته رحمه اهلل أن زاوية سيدي الحاج الشريف بقوس الشرفاء‬ ‫األمينيين من حي السويقة بشفشاون كانت مدرسته األولى‪ ،‬وقد كانت الزاوية األولى في المدينة تمث ًال لهذا الفن المغربي‬ ‫األصيل الذي يزاوج روحاً بين تصريف النوبات الموسيقية األندلسية‪ ،‬وبين األذكار الصوفية لكبار شعراء الصوفية‪ :‬كابن‬ ‫الفارض (تـ‪1235 :‬م) والحلبي (تـ‪1708 :‬م) والحراق (تـ‪1845 :‬م) وشقور العلمي (‪1905‬م)(‪ ، )10‬وغيرهم‪ ،‬بل واإلنتاج الذاتي‬ ‫الذي كان ينظمه موضوعاً رجال هذه الصناعة من الشفشاونيين االذي عُرفوا بباعهم االطويل في المجال‪ :‬كسيدي مَحمد‬ ‫بن علي باألمين العلمي المذكور‪ ،‬وسيدي الهاشمي بن عبد السالم السفياني (تـ‪1986 :‬م)(‪ ،)11‬وسيدي محمد بن عبد‬ ‫ٌ‬ ‫السالم الورياشي (تـ‪1985 :‬م)(‪ :)12‬نجومٌ كانت لهم صوالت وجوالت في هذا الفن‪ ،‬وكانت‬ ‫شفشاون بهم تتألق في‬ ‫سمائه بارزة بين المدن المغربية األصيلة التي تعرف هذا الفن‪ ،‬وتتميز به وطنياً‪.‬‬ ‫كانت إذن زاوية سيدي الحاج الشريف مدرسته األولى؛ باعتبار أنها زاوية األسرة األمينية بقوس الشرفاء‪ ،‬وباعتبار‬ ‫وجود اسم كبير مُ َقدَّماً عليها‪ ،‬متبحراً في حفظ الكالم المنشود في المديح والسماع‪ ،‬ومتمكناً من آلياته الفنية والموسيقية‬ ‫األندلسية‪ .‬وعليه ـ في زاويته ـ كان يجتمع كبارُ المنشدين والموَلعين من كل زوايا المدينة‪ ،‬فكانت زاوية سيدي الحاج‬ ‫الشريف بهذا مدرسة كبيرة في هذا الفن الجميل لغاية منتصف األربعينيات‪ ،‬تلقى فيها الكثيرون ومنهم مُتَرْجَمُنَا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الفنان الفقيهُ‬ ‫ثم كانت الزاوية الشقورية في مرحلة الحقة مدرستُه الثانية في الميدان‪ ،‬و كان مُ َقدَّماً عليها‬ ‫الصوفيُّ سيدي الهاشمي السفياني أحدُ رواد هذا الفن‪ ،‬والذي سطع نجمه بدوره مجالياً ووطنياً‪ ،‬وخاصة بعد وفاة سيدي‬ ‫مَحمد باألمين سنة ‪1973‬م‪.‬‬ ‫وعلى ذكر الزاوية الشقورية وسيدي الهاشمي السفياني؛ مما ذكر لنا األستاذ محمد بالمختار العلمي ـ قيد حياته ـ‬ ‫رحمه اهلل كأحد تالمذة المرحوم السيد الهاشمي السفياني‪ :‬أنه مما تعلمه من أستاذه المذكور في منهجية اإلنشاد‪ :‬أن‬ ‫المتدخل ُّ‬ ‫لِتَلقفِ اإلنشاد الفردي عن زميله مُواصِ ًال فيما يُصطلح عليه ب”البيْتيْن”؛ عليه أن يكون حافظاً للمتداول من‬ ‫الصنعة في نوبتها؛ بحيث يكون المُترَدَّدُ إنشاداً‬ ‫مديح أو سواهما‪ ،‬فإذا لم يكن‬ ‫أو‬ ‫نَسيب‬ ‫من‬ ‫سابقه‬ ‫موضوع‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫مجال تطبيقي لهذا الدرس؛ يحكي الراوي أنه في‬ ‫لهذا المتدخل ما يتدخل به في الموضوع‪ ،‬ترك األمر لغيره مُتجاوَزاً‪ .‬وفي ٍ‬ ‫إحدى الجلسات اإلنشادية بالزاوية الشقورية كان المنشِد المرحوم السيد الحسن بن عزوز (تـ‪1983 :‬م)(‪ )13‬بصدد إنشادٍ‬ ‫فردي لصنعة هي بيتان من قصيدة هما‪:‬‬ ‫ً‬ ‫قْ‬ ‫بـــر َا‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫متـوت‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫فحقك‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫�ص‬ ‫بــه‬ ‫فمـت‬ ‫احلياة‬ ‫هو‬ ‫� َّإن الغرام‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أرق من الن�سيم �إذا �رسى‬ ‫خلوت مع احلبيب وبيننا‬ ‫ولقد‬ ‫�س � ُّ‬ ‫ُ‬ ‫رِ ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫المتتلمذ اإلنشادَ عن صاحبه‪ ،‬متابعاً ما يفيده البيت األول من معنى‪ ،‬صادحاً بهذا البيت‪:‬‬ ‫فكان أن تَ َل َّقفَ الراوي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫سَـمِعْنَا أطعْـنَـا ثم مُتْـنا فَـبَلـغُـوا =‬ ‫سالمي إلى مَنْ كان للوصل يَمْنَعُ‬ ‫فاستحسن السيد الهاشمي التدخل مبتهجاً لما‬ ‫مَكِين عنده ‪ ،‬وظل أليام‬ ‫كان من الراوي من توفق‬ ‫ٍ‬ ‫كلما رآه أبدى له إعجابه بما كان منه ج ْلسَتَه‪.‬‬ ‫ولقد زودني المرحوم السيد محمد بلمختار‬ ‫العلمي بمراجع في موضوع الموسيقى األندلسية‬ ‫فناً وتطوراً من خالل رجاالتها المغارية المحدثين‬ ‫المتصدرين الذي أخذ معظمهم ـ إن لم يكن‬ ‫كلهم ـ من أساتذة هذا الفن بشفشاون عن الفنان‬ ‫سيدي مَحمد باألمين العلمي‪ ،‬وعن الفنان سيدي‬ ‫الهاشمي السفياني‪ :‬كاألستاذ أحمد الوكيلي (تـ‪:‬‬ ‫‪1989‬م) رئيس الجوق الوطني بالرباط‪ ،‬والفنان‬ ‫محمد العربي التمسماني (تـ‪2001 :‬م) رئيس حوق‬ ‫تطوان للموسيقى األندلسية‪ ،‬وسواهما‪ ،‬وكنت يومئذ‬ ‫بصدد تأليف كتابي عن المرحوم السيد الهاشمي‬ ‫السفياني المعنون بـ‪( :‬الهاشمي السفياني رجل زمانه‬ ‫بشفشاون‪ 1914 :‬ـ ‪.)1986‬‬ ‫ُّ‬ ‫وتَوَفرُ أستاذنا المرحوم السيد محمد بلمختار‬ ‫العلمي على هذه المراجع مما يدل على حضوره القوي‬ ‫في مادتها‪ ،‬وقد أُس ِندت له ـ فيما حدثني به سنة‬ ‫‪2006‬م ـ دروسٌ في فن المديح والسماع بالمعهد‬ ‫الموسيقي بشفشاون‪ ،‬كان يحضر إليها من مدينة‬ ‫طنجة مقر سكناه‪.‬‬ ‫وللمرحوم محمد بلمختار العلمي اهتمامات‬ ‫غيرُ اهتمامه بالموسيقى األندلسية وطبوعها؛ فلقد‬ ‫كان يكتب الشعر‪ ،‬وكان ولعه بالقصيدة التقليدية مما‬ ‫ميز مسيرته األدبية الشعرية‪.‬‬ ‫وشعر األستاذ محمد بلمختار العلمي يتسم‬ ‫برومانسية كالسيكية تجد مرجعيتها فيما كان يصلنا‬ ‫في النصف األول من القرن العشرين من شعراء‬ ‫الشرق الكالسيكيين كأحمد شوقي وحافظ إبراهيم‪،‬‬ ‫والمُحدَثين كالسياب وجبران‪ ،‬وفيما كان يتمثله‬ ‫شعراؤنا المغاربة في المرحلة من هذا الشعر أو ذاك‪ ،‬مرتقين إلى النهل من الشعر العربي األصيل في مختلف عصوره‪،‬‬ ‫مُجيدين في ترجمته حسب مؤهالتهم الثقافية المعرفية والفنية‬ ‫عاملين على تقليده‪ِ ،‬‬ ‫ولقد أهداني شاعرنا يوماً قصيدة َّ‬ ‫وَقعَهَا بتوقيعه بتاريخ‪ 8 :‬ماي ‪2008‬م‪ ،‬تحت عنوان‪(::‬الحب المحض)‪ .‬ويتغنى‬ ‫فيها بحب بالده‪ .‬ويصدرها بقوله‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ل أ� ِع ْ‬ ‫عا�شق ًا هِ ْم ُت يف ُر ُبوع بالدي �شادي ًا مَ ْ‬ ‫ي َ�شـادِي‬ ‫�ش ب َِها َغ رْ َُ‬ ‫ـــــب البـــالدِ وال جْأم َـــادِ‬ ‫ُ‬ ‫ـــت ب ُِح ِّ‬

‫الق�صيــــــد تَغَ ن َّْيـــ‬ ‫كُ ل َ​َّما �شاقني‬ ‫ُ‬ ‫ويختمهابقوله‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِام ِتنَانِكِ َ�شادِ ي‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫اه‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ــــــا‬ ‫اي‬ ‫ط‬ ‫ِع‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫أنا‬ ‫�‬ ‫زْ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُّ ُ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َو ُمحِ ٌّب مِل َْن أَ� َح َّبــــكِ أُ� ّمــ ًا َو ُمرِ ي ٌد َو أَ�نْ ِ‬ ‫ـت كُ لُّ ُم َرادِ ي‬ ‫وهي قصيدة لها من فن الشعر ما يؤهلها لتُصَنَّفَ من الشعر الكالسيكي بنظمها في الخفيف‪ ،‬وَ ِبنَ َف ِسهَا الجياش‬ ‫َ‬ ‫المُعطى‪ .‬بدءاً من العنوان‪ :‬الحب المحض‪ ،‬وعبر مسالك النص وصفاً‪.‬‬ ‫المتخايل في بنائه التركيبي السهل المأخذ والمباشر‬ ‫طبعاً لست هنا في مجال تحليلي للنص‪ ،‬بقدر ما أحاوله من تقديم شاعرية أستاذنا رحمه اهلل باقتضاب‪ ،‬من خالل هذا‬ ‫النموذج من نصوصه الكثيرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ومما عرفته عنه محا ًال أنه كان شاعرا رَثا ًء ألهل العلم والوجهاء من أصدقائه‪ ،‬وهو دليل على وفائه وصدق طويته‪.‬‬ ‫والشعر كان جانباً من اهتماماته‪.‬‬ ‫ومن منطلق كونه َ‬ ‫رجل تربية‪ ،‬فقد أصبح العطاء سجية فيه؛ من مباشرته للتعليم بطوريْه‪ :‬االبتدائي واإلعدادي‪ ،‬إلى‬ ‫مساعدته للطلبة الجامعيين والباحثين فيما يقصدونه له‪ ،‬فلم نسمع عن أحدهم التجأ إليه في أمر توفر لديه ومنعه‪ ،‬جزاه‬ ‫اهلل أحسن الجزاء على ما قدم من عمل صالح‪ .‬وإنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫ـــــــــــــ‬

‫اإلحاالت‪:‬‬

‫‪1‬ـ كتاب صدر عن مطبعة الخليج العربي بتطوان سنة ‪.2009‬‬ ‫‪ 2‬ـ كتاب صدر عن مطبعة الخليج العربي بتطوان سنة ‪.2016‬‬ ‫‪ 3‬ـ انظر ترجمته في كتابنا‪( :‬في ضيافة الكتاب وأشهر معلمي القرآن الكريم بشفشاون في عهد الحماية‪ .)1920/1956 :‬الصادر‬ ‫عن مطبعة الخليج العربي بتطوان سنة ‪ .2009‬ص‪115 :‬ـ ‪122‬‬ ‫‪ 4‬ـ المصدر السابق ص‪ 298 :‬ـ ‪.305‬‬ ‫‪ 5‬ـ المصدر السابق‪ .‬ص‪ 247 :‬ـ ‪.266‬‬ ‫‪ 6‬ـ المصدر السابق ص‪ 208 :‬ـ ‪.211‬‬ ‫‪ 7‬ـ انظر ترجمته في كتابنا‪ :‬شفشاون‪ /‬طواهر وعادات من معالم التراث الالمادي‪ .‬ج‪ .1 :‬ص‪ 46 :‬ـ ‪.51‬‬ ‫‪ 8‬ـ انظر ترجمته في كتابنا‪“ :‬في ضيافة الكتاب وأشهر معلمي القرآن الكريم بشفشاون في عهد الحماية‪ ”.1920/1956 :‬الصادر‬ ‫عن مطبعة الخليج العربي بتطوان سنة ‪ .2009‬ص‪143 :‬ـ ‪.250‬‬ ‫‪ 9‬ـ انظر في ترجمته‪ :‬جريدة الميثاق التابعة لرابطة علماء المغرب‪ .‬ع‪ 17 /378 :‬يناير ‪ .1982‬ص‪.2 :‬‬ ‫‪ 10‬ـ انظر ترجمته في شأن ترجمته كتاب‪ :‬ديوان الشريف الحسيب العبد المنيب أبي الحسن علي شقور‪ .‬إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور‪:‬‬ ‫عبد السالم شقور‪ .‬إصدار سنة ‪.2000‬‬ ‫‪ 11‬ـ انظر في شأن ترجمته كتابنا‪( :‬الهاشمي السفياني رجل زمانه بشفشاون‪ 1914 /‬ـ ‪ ،)1986‬إصدار سنة ‪.2009‬‬ ‫‪12‬ـ انظر ترجمته في كتابنا‪ :‬شفشاون‪ /‬طواهر وعادات من معالم التراث الالمادي‪ .‬ج‪ .1 :‬ص‪ 64 :‬ـ ‪.75‬‬ ‫‪ 13‬ـ كان رحمه اهلل من كبار مسمعي المدينة‪ ،‬وكان عمله ـ مما نعرفه ـ ببلدية شفشاون‪.‬‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫في الذكرى ‪ 37‬لوفاة األديب الراحل‪ :‬محمد األمين أبو أحمد‬ ‫نبذة مختصرة عن حياته وسيرته مع‬ ‫مقاربة أولية في كتابات هذا األديب الراحل ‪...‬‬

‫عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫اإلعالمي والحقوقي واألديب‬ ‫والعضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية‬ ‫ـ فرع المغرب ـ‬

‫ومما يثير األسف واألسى في نفوس عارفي هذا المبدع المتألق والمناضل األدبي القوي‪،‬‬ ‫أن المرحوم محمد األمين أبو أحمد لم ينل حقه كأديب أغنى الساحة الثقافية في القصر‬ ‫الكبير خاصة ومجمل المدن الشمالية إذ وهو في سن ‪ 19‬سنة خالل ‪ 1969‬وهو الزال في‬ ‫السنة األولى من كلية اآلداب أي المدرسة العليا لألساتذة نشر دراسة عميقة ومهمة بمجلة‬ ‫(دعوة الحق) عن الشاعر العظيم حسان بن ثابت األنصاري المخضرم الذي عاش بين فترتين‬ ‫في عصر النبي سيدنا محمد (صلعم) وعصر الجاهلية‪ ،‬وما يزال الجحود من نصيب هذا الرجل‬ ‫الموهوب رغم رحيله مبكرا عن دنيانا وهو في ريعان شبابه وعمره ال تتجاوز ‪ 32‬سنة من‬ ‫حياته القصيرة المعطاء والغناء‪ ...‬من أجل الشباب والبؤساء والمقهورين والفئات الشعبية‬ ‫للدفاع عنهم بالقلم واإلبداع والشعور الوطني الخالق للمناداة بقضاياهم اإلنسانية التواقة‬ ‫لإلصالح والتغيير المنشود‪...‬‬ ‫وفي ختام هاته النبذة القصيرة عن حياته البد من الذكر أنه في مناسبتين وطنيتين‬ ‫هامتين وهما االحتفال بعيد العرش المجيد للراحل كرم اهلل مثواه وخلد في الصالحات ذكراه‬ ‫المفدى جاللة الملك الحسن الثاني المرحوم برحمة اهلل الواسعة‪ ،‬شاركت مع األديب المذكور‬ ‫في مسابقتين لسنتين متتابعتين بخطبتين وكلمتين خالل الستينات من القرن الماضي في‬ ‫حفل بهيج وكبير بسينما أسطوريا التي ضاعت‪( ،‬والمأسوف عليها) بهذه المناسبة حيث ضاع‬ ‫فيها سكان هذه المدينة ـ فأخذ محمد األمين أبو أحمد خالل المسابقة والحفل البهيج الجائزة‬ ‫األولى بكلمته وخطبته وأخذت الجائزة الثانية بعده (أنا عبد ربه) وأخذ المرحوم (عبد العزيز‬ ‫الغرابلي الجعفري) الجائزة الثالثة آنذاك‪.‬‬

‫ـ وفاء لجيل الرواد ولعطاءاتهم الثقافية واألدبية الغزيرة والمتنورة‪ ،‬والتي تركت‬ ‫بعد وفاتها بصمات هامة وأساسية في صرح األدب والفكر‪ ،‬وجهدها المخلص في‬ ‫خدمة قضايا المجتمع والوطن بحب وغيرة وطنية فذة‪...‬‬ ‫ـ ولد األديب القصري محمد األمين أبو أحمد سنة ‪ ،1950‬وهو اإلبن الوحيد‬ ‫لوالديه‪ ،‬وقد برزت مواهبه منذ الصغر‪ ،‬بدأ دراسته الموفقة بمدرسة رأس الدائرة (ابن‬ ‫خلدون حاليا) وبالثانوية المحمدية أشهر مدارس القصر الكبير العريقة والصامدة‪.‬‬ ‫كما درس باللغات العربية واإلسبانية واللغة الثالثة الفرنسية‪ ،‬نظرا لنجابته اختاره‬ ‫المرحوم أحمد اجزناي مدير الثانوية المحمدية‪ ،‬المحنك والتربوي الكبير كاتبا عاما‬ ‫لنادي هذه الثانوية كما اختارني بدوري نائبا عنه سنة ‪ ،1966‬كما انتخب كاتبا عاما‬ ‫ورئيسا لجمعية شعلة المسرح‪ ،‬وعبد ربه أمينا عاما لها ومكلفا بالعالقات العامة بها‪،‬‬ ‫وقد كنا معا من مؤسسي هاته الجمعية التي احتضنت مهرجانين هامين لها سنة‬ ‫‪ 1971 – 1970‬من مثل هذه المهرجانات الثقافية من قبل وربما المنطقة كلها‪...‬‬ ‫اعترف بنجاحها كل من حضرها مساهما أو مستمعا إلى مهرجان جمعية المعتمد بن‬ ‫عباد سنة ‪ 1965‬بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫وقد عرفت جمعية شعلة المسرح في عهد محمد األمين أبو أحمد إشعاعا واسعا‪،‬‬ ‫إذ ساهم في تنشيطها عبر تشخيص عدة مسرحيات‪ :‬كمسرحية (من أجل الوطن)‬ ‫التي ألفت الفصل األول منها‪ ،‬وألف هذا األديب العزيز فصلها الثاني وهي باللغة‬ ‫العربية الفصحى‪ ،‬ومسرحية (عمتي ستوت) من تأليف الشاعر الفذ واألستاذ المبرز‬ ‫مصطفى الطريبق التي شخصناها ومثلناها (بسينما مونو منطال) بمدينة تطوان‬ ‫الوعي المسرحي والنقدي (الشعري والقصصي)‬ ‫األديب الراحل محمد األمين أبو أحمد وهو‬ ‫بن‬ ‫المعتمد‬ ‫خالل الستينات من القرن الماضي‪ ،‬وكذلك المسرحية الشعرية عن «مأساة‬ ‫يقدم كعادته إحدى النشاطات‪...‬‬ ‫لهذا الكاتب المبدع‪...‬‬ ‫عباد» للشاعر الفذ والدكتور الجامعي األديب حسن الطريبق الذي ندعو اهلل له بالشفاء‬ ‫ـ كما سلف الذكر عند المرحوم محمد األمين أبو أحمد أن األدب األصيل ليس تصويرا سطحيا للحياة الواقعية‬ ‫العاجل وطول العمر والتي قدمت للمسابقة بمندوبية الشبيبة والرياضية بمدينة تطوان كذلك‪ ،‬والذي ترأسها‬ ‫تنعكس عليه أحوال الناس على نحو مستمر‪ ،‬وإنما هو عمق وتجدير مسؤول لتلك الحياة في شتى مناحيها وتقلباتها‪.‬‬ ‫المسرحي الراحل المرحوم ادريس التادلي سنة ‪ ،1970‬ومسرحية (خيانة عم) والتي شخصتها مع بعض أعضاء هاته‬ ‫يكتب في مقالة (منشورة بجريدة العلم الغراء بتاريخ ‪ 10‬غشت ‪ )1969‬بعنوان ((صور من الشعر المغربي‬ ‫الجمعية بسينما أسطوريا بالقصر الكبير المأسوف عليها‪ ،‬ومسرحية (وفاء العرش) التاريخية عن محاكمة قائد من‬ ‫المعاصر)) إن هناك محاوالت طيبة جيدة في ميدان الشعر أكدت وجودها واستطاعت أن ترتفع إلى حد ما بالشعر‬ ‫طرف الملك الراحل موالي إسماعيل العلوي لمؤلفها األستاذ الجليل المرحوم برحمة اهلل الواسعة عبد اهلل شقرون‬ ‫المغربي إلى مرتبة كريمة محمودة على الرغم من استمرار المحاوالت المتعثرة وتشويه بعض أصحابها لمفهوم‬ ‫مدير إذاعة الرباط سابقا وغير ذلك‪ ،‬وشخصت (أنا عبد ربه القائد المرتشي) والذي يمثل الملك الراحل موالي‬ ‫الشعر وحقيقته‪ ...‬ويبدو أن أهم ما يلفت نظرنا أن هذا الشعر عرف تطورا ليس قليل األهمية خصوصا بعد انتقال‬ ‫إسماعيل اآلنف الذكر قدس اهلل روحه المذكور محمد األمين أبو أحمد وهو يحاكم القائد بنفسه وفي يده السيف‬ ‫القصيدة العربية من مرحلتها األولى التي كانت تتسم بالبساطة والسذاجة إلى مرحلة جديدة ناضجة‪ ،‬سواء من‬ ‫بحنكة وجرأة وشجاعة الملوك العلويين األحرار‪.‬‬ ‫ناحية الموضوعات والمضامين والبناء الفني المتماسك‪ ...‬وقد ال نحتاج إلى تأكيد أهمية هذه المرحلة خصوصا بعد‬ ‫كان المرحوم محمد األمين أبو أحمد من ذلك الصنف النادر حقا والذي يزداد وبذرة األدب والفن اختلطتا بدمه‬ ‫ظهور دراسات جادة في موضوع الشعر الجديد وعالقته بالتطور االجتماعي‬ ‫منذ أن كان نطفة‪ ،‬كما كنت مع هذا األديب ننشر جريدة حائطية بنفس‬ ‫والثقافي في البالد العربية‪ .‬ويكفي أن نشير إلى أن استجابة القراء لهذه‬ ‫الثانوية كل يوم تسمى (صباح الخير) وهي بخط اليد‪.‬‬ ‫االتجاهات الحديثة في الشكل والمضمون خصوصا وأنها تسعى جاهدة إلى‬ ‫كما عرفنا هذا األديب وهو لما يزل في دراسته الثانوية دؤوبا‬ ‫معالجة قضايا جديدة خصبة بوضوح وأمانة عاطفية صادقة»))‪.‬‬ ‫على مطالعة الكتب والمجالت والجرائد‪ ،‬كانت بعيدة عن أقرانه‪ ،‬يتلذد‬ ‫بمكنوناتها‪ ،‬ليقدم زبدتها إلى شباب مدينته ـ التي يهيم بحبها حتى‬ ‫أما عن شعرائا فينبه إلى أنــه ((إذا انتقلنا بصفة خاصة إلى شعرنا‬ ‫النخاع ـ على هيأة محاضرات يجابه من خاللها جمهورا غفيرا وهو الشاب‬ ‫المغربي وجدنا أن هناك تباينا معهودا في االتجاهات والمفاهيم الشعرية‪،‬‬ ‫اليافع‪ ،‬كان تلميذا نجيبا وذكيا طيبا يفوق أقرانه في الدراسة‪ ،‬وقد شخص‬ ‫خصوصا وأن شعراءنا يعانون من عدة مشاكل وأزمات تتمثل في‪:‬‬ ‫األديب عدة مسرحيات‪ ،‬وكانت كتاباته القصصية عبارة عن لوحات أدبية عبر‬ ‫‪ . 1‬انعدام مقاييس نقدية ثابتة تخضع الشعر لعوامل نفسية‬ ‫فيها عن هموم وآراء الفئات الشعبية الطموحة والتواقة إلى الرقي والتقدم‬ ‫وفسيولوجية وظروف اجتماعية وسياسية معينة‪ .‬وتفسره على ضوء هذه‬ ‫المنشود والعيش الكريم‪.‬‬ ‫العوامل وتحت تأثيرها‪.‬‬ ‫ويحصل تطور في اهتمامه بشؤون الفكر والثقافة والمسرح‪ ،‬فينشئ‬ ‫‪ . 2‬اتجاه بعض النقاد في المغرب إلى تفسير الشعر المغربي من خالل‬ ‫معي جمعية ثقافية‪ ،‬أطلقنا عليها إسم ((جمعية شعلة المسرح)) وقد صار‬ ‫مقاييس ووجهات نظر جد محلية مما يجعل شعرنا إقليميا ضيقا‪.‬‬ ‫ناديها مأوى لشباب المدينة يتطارحون فيها قضايا أدبية وأنشطة عديدة‬ ‫‪ . 3‬حيرة الشعراء بين تناول قضايا محلية خاصة‪ ،‬وموضوعات إنسانية‬ ‫واحتفاالت بمناسبات أعياد وطنية نقدم فيها خطبا بحضور أعضاء هاته‬ ‫عامة‪ ،‬وظهور أثر هذه الحيرة واضحا في نتاج بعضهم‪.‬‬ ‫الجمعية ومدير دار الشباب ورجال وطنيين مهتمين نستدعهم لمثل هاته‬ ‫‪ . 4‬تجربة الكثير من شعرائنا محصورة في نطاق ضيق معين باإلضافة‬ ‫االحتفاالت‪ ،‬ومن األنشطة بها االحتفال بذكرى أمير الشعراء أحمد شوقي‬ ‫إلى محاولة الظهور والنضج قبل األوان))‪.‬‬ ‫بمرور ‪ 100‬سنة على وفاته والذي قدم فيه الشاعر المتألق والفذ أحمد بمناسبة عيد االستقالل المجيد يوم ‪ 18‬نوفمبر ‪ 1965‬ألقى عبد القادر أحمد‬ ‫وينتقل األديب المرحوم بعد ذلك إلى الحديث عن النقد الشعري‬ ‫الطود قصيدة لذكراه الخالدة بهذه المناسبة‪ ،‬كما كنا ننشر مجلة حائطية بن قدور خطابا وكلمة بعنوان‪( :‬ذكرى وموعظة) وذلك في المهرجان الذي بالمغرب فيشرح حاله وهمومه في تلك الفترة بالقول الواضح المكشوف‪:‬‬ ‫بأقالم أعضاء هاته الجمعية تسمى ((الشعلة)) بخط اليد‪ ،‬ولقد نشر عدة أقامته (جمعية شعلة المسرح والشبيبة الديمقراطية) في مقر الجمعية‬ ‫((‪ ...‬وباستثناء محاوالت إبراهيم السوالمي وحسن الوراكلي‪ ،‬وإبراهيم‬ ‫مقاالت ودراسات أدبية في عدد من الصحف الوطنية‪ ،‬والمجالت ومراسالت بحضور مدير الشبيبة والرياضة بالقصر الكبير السيد بنحيون وبعض الخطيب ومحمد الهرادي وبعض الدراسات المتفرقة التي تنشر من حين‬ ‫عن القصر الكبير بجريدة «العلم» ومجلة «األطلس» التي كان يصدرها الفعاليات الوطنية وأعضاء هذه الجمعية للتمثيل والثقافة‪.‬‬ ‫آلخرب ((أفاق) و((دعوة الحق)) و((أقالم)) فإن الحركة النقدية بالمغرب تكاد‬ ‫الصحفي الالمع مصطفى العلوي بعد مجلة «المشاهد» واتسمت كتاباته‬ ‫تكون راكدة فاترة‪.))...‬‬ ‫القصصية بتركيزها على المهمشين‪ ،‬ومعالجتها لهموم الفئات الشعبية المحرومة من العيش الكريم بمدينة‬ ‫وإذا كانت المسؤولية تفرض على الكاتب أن يكون في الطليعة فإنها نفس المسؤولية التي تدفع به إلى الثورة‬ ‫القصر الكبير عبر قصص جريئة تستند إلى مرجعية نضالية عتيدة وثقافية داعية إلى التغيير والتقدم البناء للشعوب‬ ‫على األوضاع المتعفنة متجاوزا واقعا يناهضه بالقطع إلى عالم يتسم بالصدق والصفاء‪.‬‬ ‫واألمم‪...‬‬ ‫قد يثير غضب الناس وحنقهم‪ ،‬ولكنه ال يعبأ بهم مادامت اآلفاق التي يرتادها ولو خياليا آفاق سليمة في عالمه‬ ‫بالتعليم‬ ‫ويلتحق‬ ‫‪،1968‬‬ ‫سنة‬ ‫يونيو‬ ‫شهر‬ ‫في‬ ‫العصرية‬ ‫اآلداب‬ ‫في‬ ‫الباكالوريا‬ ‫شهادة‬ ‫على‬ ‫الراحل‬ ‫ويحصل‬ ‫وكتاباته المتزنة الهادفة‪.‬‬ ‫العالي بالمدرسة العليا لألساتذة بمدينة فاس التاريخية الفذة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1972‬أحرز على شهادة اإلجازة في األدب‬ ‫واألديب المرحوم اآلنف الذكر كان بين الفينة واألخرى ينشر أحيانا مذكرات في جريدة «العلم»‪ ،‬وقصصا‬ ‫من جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل‪ ،‬وأصبح أستاذا للسلك الثاني الثانوي للغة العربية بوجدة ثم انتقل إلى مدينة‬ ‫عديدة بملحقها الثقافي اجتماعية معبرة عن أوضاعنا االجتماعية وغيرها‪ ،‬كما كان من قبل ينشرها في الستينات‬ ‫فاس بعد ذلك ليدرس بها‪ ،‬وبعد مدة توفي يوم األحد ‪ 5‬ديسمبر سنة ‪ 1982‬في مدينة فاس في ظروف غامضة‪،‬‬ ‫بصفحة «أصوات» التي كانت صفحة للناشئين يشجع بها األديب العزيز المرحوم عبد الجبار السحيمي مبدع القصة‬ ‫ولم يعط الترخيص وكيل الدولة بها إلى والده لنقله ليدفن في مسقط رأسه القصر الكبير إال بعد أن وافق على‬ ‫الجديدة المغربية البليغة والرمزية أحيانا‪.‬‬ ‫التوقيع لوكيل الدولة بأنه لن يتابع أي أحد تسبب في ما حدث له من وفاة بسبب الجروح القاسية والخطيرة التي‬ ‫وبعدما يشعر أن هذا الناشئ في اآلدب أو الخاطرة أو القصة قد نضج ينشر له بالملحق الثقافي «للعلم»‬ ‫أصابته في رأسه‪.‬‬ ‫الغراء كما فعل مع هذا األديب وغيره من األدباء الذين بدؤوا خطواتهم بنشر إنتاجاتهم بهذه الجريدة العمالقة‬ ‫ودفن المرحوم برحمة اهلل الواسعة بضريح الشريف أحمد العربي الفاسي بحي القطانين حومة باب الواد‬ ‫والمفتوحة لجميع األقالم دون تمييز وال محاباة‪...‬‬ ‫القريب من المسجد األعظم بالقصر الكبير بعد يومين من وفاته وذلك في يوم الثالثاء ‪ 7‬ديسمبر من نفس السنة‪.‬‬ ‫كما كان ينشر في الصفحة األخيرة مذكراته متواصلة في كثير من األحيان مدير جريدة «العلم» آنذاك كل يوم‬ ‫والبد من اإلشارة بأنه عثر عليه متأثرا بجراح فادحة في رأسه وهو مشجى وملقى في الشارع العام‪ ...‬ورغم نقله‬ ‫األربعاء‪ ،‬األديب الكبير واأللمعي الروائي والقصاص‪ ...‬الخ المرحوم برحمة اهلل الواسعة األستاذ المبجل‪ :‬عبد الكريم‬ ‫إلى المستشفى الذي ظل به لما يقرب من أسبوعين بين الحياة والموت‪ ،‬فإنه لفظ أنفاسه األخيرة على إثر تلك‬ ‫غالب‪ ،‬واألديب الفذ المرحوم برحمة اهلل الواسعة ذو القصص والمذكرات المؤثرة والبليغة والمعبرة عن فترات‬ ‫اإلصابة القاسية والبليغة التي ال يعلم إال اهلل من تسبب فيها‪...‬‬ ‫من حياة العيش والناس بالمغرب األستاذ الجليل عبد الجبار السحيمى‪ ،‬والدكتور المفوه والعزيز إبراهيم السوالمي‬ ‫وكان المرحوم نموذجا للخلق الطيب‪ ،‬ال يؤذي أحدا سواء بالقول أو العمل‪ ...‬ال تراه يتحدث مع أصدقائه‬ ‫وصديقي األعز األستاذ الجليل محمد الهرادي والمرحوم األستاذ الجليل عبد السالم الطريبق النائب لمندوبية‬ ‫وزمالئه إال في شؤون الثقافة يستقي مصدرها من هنا وهناك ومن كثير من المصادر والمؤلفات األساسية في الفكر‬ ‫التعليم بشفشاون ومدير الثانوية سابقا والمترجم وغير ذلك وبعض اآلدباء المرموقين اآلخرين‪ ،‬ونتمنى من‬ ‫األصيل والثقافة واإلبداع القديمة والحديثة والمتواصلة‪...‬‬ ‫أعماقنا وجوارحنا أن يرجع األدباء والمبدعون واإلعالميون إلى كتابة (مذكرات العلم) األسبوعية الثقافية والفكرية‬ ‫ولوال الظروف التي تربصت به لكان محمد األمين أبو أحمد أديبا غزير العطاء بعدة مؤلفات ثقافية وقصصية‬ ‫لترجع الصدى الكبير للثقافة المغربية خاصة والعربية عامة لنا ولألجيال الالحقة لتنهض العزائم والهمم للشباب‬ ‫متميزة عديدة ونقدية وبناءة وهامة باألداء‪ ،‬فلتهنأ روحك الوثابة والطيبة في مثواها األخير أيها العزيز والصديق‬ ‫التواق لمعرفة األدب واإلبداع والفكر األصيل والمذكرات الخالقة بالحيواة والمؤثرة في األجيال الحالية والمقبلة‪،‬‬ ‫الوفي والمخلص‪ ...‬وليجد ذووك وأصدقاؤك عزاءهم فيما تركته فيهم من تأثير بدماثه أخالقك وطيبوبة شخصك‬ ‫ولتؤرخ لمراحل عديدة من التاريخ الثقافي والفكري واالجتماعي والحياة عامة لنبني بذلك صرح األمة على أسس‬ ‫وعزتك ولطافتك في المعشر والمجالس والمحاضرات والندوات‪...‬‬ ‫تطلعية إلى حياة أفضل بنماذج من حيوات معاشة وخالقة ونموذجية بالعطاءات المتقدمة والمتينة لتظل هدى‬ ‫ويعتبر األدب عند هذا األديب المفوه ليس تصويرا سطحيا للحياة الواقعية‪ ،‬تنعكس عليه أحوال الناس على‬ ‫ونبراسا لنا جميعا كمبدعين ومثقفين بالثقافة المتنورة والمتطلعة إلى اآلفاق الرحبة والجميلة للوصول باإلنسان‬ ‫نحو مستمر‪ ،‬وإنما مقاربة عميقة لتلك الحياة في مختلف مناحيها وتقلباتها‪ ،‬وهو ملتزم بقضايا المجتمع والوطن‪،‬‬ ‫وله شعور مرهف بالمعاناة اإلنسانية الخالصة‪.‬‬ ‫واإلنسانية إلى العال والتقدم المنشود بالعالم المتفتح‪ ...‬ومن أجل السلم والسالم الذي يتطلع له كل إنسان ذو‬ ‫إلى جانب كتاباته في القصة والمسرح‪ ،‬كان لألديب الراحل محمد األمين أبو أحمد إسهامات قيمة في مجال‬ ‫كرامة ومحبة وعلو الشأن وذو أخالق حميدة عالية وراقية وسليمة‪ ،‬ولتكون المذكرات مثل المذكرات العديدة لكبار‬ ‫مقاربة الشعر المغربي نقديا‪ ،‬وكانت دراساته النقدية في هذا المجال تتسم بالموضوعية والصراحة التامة في إبراز‬ ‫العظماء في العالم التي الزالت راسخة في أذهاننا إلى اآلن تمتعنا وترشدنا إلى سبل الهدى وتفيدنا وتغنينا في‬ ‫قوة أو هشاشة النصوص األدبية‪.‬‬ ‫حياتنا التي ستشير بهدينا إلى األفضل في هذه الدنيا الزائلة والفانية‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫حوار‬ ‫مع‬

‫‪16‬‬

‫الدكتور محمد أمزيان‬

‫رئيس مركز الدراسات القانونية واالجتماعية بالحسيمة‬

‫يدعو من الحسيمة محكمة النقض إلى نشر جميع قراراتها‬ ‫على البوابة اإللكترونية‬

‫• أجرى الحوار فكري ولد علي‬

‫على هامش تنظيم ندوة وطنية بالحسيمة حول موضوع حماية الملكية العقارية في ضوء المستجدات التشريعية من طرف مركز الدراسات‬ ‫القانونية واالجتماعية‪ ،‬والتي استضافت ثلة من األكاديمين والمتخصصين من أساتذة جامعيين وقضاة من محكمة النقض واالستئناف وكذا‬ ‫من ممارسين محامين ومحافظين‪ ،‬والتي خلصت إلى مجموعة من التوصيات‪ ،‬وفي هذا الحوار الدكتــور محمد أمزيـان رئيس مركز الدراسات‬ ‫القانونية واالجتماعية بالحسيمة يسلط مزيدا من الضوء على الموضوع‪.‬‬ ‫• ما الغاية من تنظيم نــدوة حول حمايــة‬ ‫الملكية العقـــارية في ضــوء المستجـــدات‬ ‫التشريعية؟‬ ‫• • يأتي تنظيم هذه الندوة تنفيذا للبرنامج‬

‫تعديل وتتميم مجموعة من المقتضيات إن على‬ ‫المستوى المدني أو على المستوى الزجري‪ ،‬فأما‬ ‫الشق المدني فقد ألزم المشرع في المعامالت‬ ‫العقارية التي تبرم بناء على الوكالة بضرورة أن‬ ‫تكون رسمية أو ثابتة التاريخ ومحررة من لدن‬ ‫من له الصفة طبقا لمقتضيات المادة الرابعة من‬ ‫مدونة الحقوق العينية‪ ،‬أما الجانب الزجري فقد‬ ‫أوكل مجموعة من االختصاصات للنيابة العامة‬ ‫وقضاة التحقيق ورؤساء المحاكــم بما في ذلك‬ ‫مسطرة عقل الممتلكات التي تثــار فيها شبهة‬ ‫جريمة االستيالء على عقــارات الغيـــر‪ ،‬فضال عن‬ ‫التنصيص على مجموعة من العقوبات التي قد‬ ‫ينالها بعض المهنيين الذين لهم عالقة في هذا‬ ‫الشأن‪.‬‬

‫• هـل التحفيط العقاري يحصن الملكية‬ ‫العقارية من أي اعتداء؟‬ ‫• • أوال حق الملكية مضمون ومحصن دستوريا‪،‬‬

‫العقار والتي تخللتها مناقشات رفيعة المستوى من‬ ‫الحضور سواء في الجلسات الصباحية أو المسائية‪،‬‬ ‫توجت بمجموعة من التوصيات منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬دعوة المشرع إلى تبني سياسة تشريعية‬ ‫واضحـــة المعالــم ال من حيث ربــط النصــوص‬ ‫التشريعية بغاياتها وال من حيــث المصطلحــات‬ ‫والمفاهيم‪ ،‬درءا للغموض؛‬ ‫‪ - 2‬تبني المقاربة التشاركية في صياغة القواعد‬ ‫القانونية ذات الصلة بالملكية العقارية؛‬ ‫‪ - 3‬التشريع لقاعدة قانونية صريحة تحقق العدالة بين المقيد حسن النية والمالك األصلي؛‬ ‫‪ - 4‬الحد من التضخم التشريعي من خالل تجميع النصوص القانونية المتعلقة باألنظمة‬ ‫العقارية في مدونة خاصة‪ ،‬باعتبارها مدخال أساسيا لحماية الملكية العقارية؛‬ ‫‪ - 5‬توحيد أنظمة التوثيق بالمغرب في مدونة واحدة؛‬ ‫‪ - 6‬توحيد اإلجتهاد القضائي في المنازعات العقارية لتحقيق األمن العقاري؛‬ ‫‪ - 7‬إعادة صياغة مقتضيات المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية‪ ،‬ومالءمتها مع‬ ‫مضمون المادة ‪ 174‬من نفس المدونة؛‬ ‫‪ - 8‬نشر االجتهادات القضائية في الشبكة العنكبوتية خاصة منها في المادة العقارية‬ ‫لتيسير االستفادة منها من طرف الجميع؛‬ ‫‪ - 9‬التنصيص صراحة على استثناء األمالك العقارية للجماعات الساللية من قاعدة التطهير‬ ‫على غرار األمالك الحبسية؛‬ ‫‪ - 10‬إلغاء مقتضيات المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية‪.‬‬

‫المسطر من طـرف مركــز الدراســات القانونيــة‬ ‫واالجتماعية من جهة‪ ،‬ومن جهــة أخرى لمواكبة‬ ‫السياق الوطني الذي يعرف نقاشا قانونيا وفقهيا‬ ‫حول ما شهدته قوانين العقار من مستجدات في‬ ‫مجال حماية الملكية العقارية‪ ،‬الذي يتطلب ضرورة‬ ‫الوقوف عند هذه المقتضيات ومدارستها من أجل‬ ‫الخروج ببعض التوصيات ورفعهــا إلى الجهات‬ ‫المعنية ألخذها بعين االعتبار‪ ،‬وذلك باالستعانة‬ ‫بمجموعة من رجاالت القانون والقضاء الذين‬ ‫وقفوا عند هذا الموضوع بشكل جد مفصل‪ ،‬وما‬ ‫األصداء الطيبة التي تركتها أشغال هذه الندوة‪،‬‬ ‫المنظمة بمدينة الحسيمة‪ ،‬لدى جميع المتتبعين‬ ‫لخير دليل على ذلك‪.‬‬

‫خاصة في الفصل ‪ 35‬منه الذي أكد على أن حق‬ ‫الملكية مضمون وال يمكن المساس به إال إذا‬ ‫اقتضته متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫لبالدنا‪ ،‬وال يسقط هذا الحق إال بنزع الملكية من‬ ‫خالل اتباع القواعد القانونية المعمول بها في هذا‬ ‫المجال‪ .‬ومما ال جدال فيه أن التحفيظ العقاري هو‬ ‫الوسيلة األساسية لحماية الملكية العقارية ويمنح لهذا الحق مناعة متينة من الصعوبة بمكان‬ ‫زعزعته‪ ،‬بالنظر إلى المساطر المتبعة في عملية التحفيظ والمراحل التي تقطعها بدءا بإيداع‬ ‫مطلب التحفيظ ومرورا بالتحديد ونشر اإلعالن بالجريدة الرسمية وانتهاء باتخاذ قرار التحفيظ‬ ‫تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وأمام أهمية تحفيظ العقارات في زرع الطمأنينة في نفوس المالك‬ ‫وبالتالي تحقيق الثقة في المعامالت العقارية وفي السوق العقاري بصفة عامة‪ ،‬فإنه كان من‬ ‫باب أولى أال يكون عرضة لالعتداء والتدليس والتحايل وبالتالي ضربا في مبدأ األمن العقاري‪،‬‬ ‫غير أن التطور الحاصل على جميع المستويات برزت ظواهر خطيرة جدا‪ ،‬تضرب في العمق هذا‬ ‫األمن من خالل ابتكار وسائل احتيالية مختلفة هدفها األساسي هو االستيالء على عقارات الغير‪،‬‬ ‫محفظة كانت أو غير محفظة‪.‬‬

‫• ما هي أهم المستجدات التي جاء بها المشرع لتحصين الملكية العقارية؟‬ ‫• • إن القصور التشريعي الذي كان يشوب مجموعة من المقتضيات والتي جعلها‬

‫محترفوالنصب على عقارات الغير مطية للوصل إلى أهدافهم‪ ،‬ساهم بشكل كبير في تفشي هذه‬ ‫الظاهرة‪ .‬وبالنظر إلى خطورة هذا األمر عمل المشرع المغربي على سد هذا القصور وأقدم على‬

‫• ما هي التوصيات التي خلصت إليها هذه‬ ‫الندوة؟‬ ‫• • هذه الندوة التي شارك فيها خبراء في مادة‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫تقاعد الوزراء والبرلمانيين‬

‫العثماني يتخلى‬ ‫• بقلم ‪ :‬الدكتور عبد الحق بخـات‬ ‫ال يتلقى البرلمانيون المغاربة راتب ًا شهريا بل مبلغًا إجماليًا (معفى من الضرائب) يبلغ ‪ 36000‬درهم شهريًا‪ .‬إضافة إلى‬ ‫استفادتهم من المواصالت المجانية طيلة مدة واليتهم (‪ 5‬سنوات) ‪ ،‬يدفعون خاللها مساهمة إلزامية قدرها ‪ 2900‬درهم لتقاعدهم‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى ‪ ،‬و بنا ًء على تعليمات من الملك الحسن الثاني ‪ ،‬يحصل رئيس الحكومة على ‪ 70،000‬درهم‪ ،‬ويحصل كل وزير على‬ ‫‪ ، 55000‬و ‪ 45،000‬لوزير الخارجية‪ .‬تنضاف إليها تكاليف مجانية تخص المياه والكهرباء ووقود سيارات خدمتهم‪ ،‬مع إقامة لرئيس‬ ‫الحكومة بفيال تقع في حي األميرات بالرباط‪.‬‬ ‫والمبدأ ‪ ،‬إن لم يكن المنطق ‪ ،‬هو أنه بمجرد إتمام الوالية ‪ ،‬يجب على الوزير أو البرلماني أن يستأنف حياته كمواطن عادي ‪ ،‬دون‬ ‫أي سبب لالستمرار في االستفادة من األموال العامة دون استحقاق ‪.‬‬ ‫نشأ جدل كبير حول هذه القضية في األوساط الشعبية‪ ،‬بل وحتى في الدوائر الرسمية‪.‬‬ ‫غير أن دفع معاشات البرلمانيين وصل إلى طريق مسدود بسبب انهيار صندوق التقاعد ‪ ،‬والذي كان يعاني من عجز خطير وتم‬ ‫تعليقه منذ خريف عام ‪.2017‬‬ ‫لفهم المشكلة ‪ ،‬يجب أن نعود إلى أصل هذا الجدل ‪ ،‬وبالضبط حين كان النقاش حول خطة تقاعد البرلمانيين ال يزال جنينيا‪.‬‬

‫نزلـــت الصاعقـــة على رأس البرلمانييـــن المتقاعدين‬ ‫والمزاولين حاليًا بالضبط في ‪ 15‬كانون األول (ديسمبر)‬ ‫‪ ، 2015‬خالل برنامج حواري على القناة التلفزيونية الوطنية‬ ‫األولى ‪ ،‬حين أيقظت الوزيرة المنتدبة المسؤولة عن المياه‬ ‫شرف أفيالل عضو حزب التقدم واالشتراكية (‪ )PPS‬وحشا نائما‬ ‫من خالل تصريحها الذي قالت فيه بأن «البرلمانيين يحصلون‬ ‫فقط على جوج فرانك «لتقاعدهم»‪ ،‬مع معاش تقاعدي قدره‬ ‫‪ 8000‬درهم‪..‬‬ ‫هذه الشرارة أشعلت على الفور فتيال قابال لالنفجار‪.‬‬ ‫في واقع األمر ‪ ،‬منذ ذلك الحين ‪ ،‬أصبح المغاربة حساسين‬ ‫للغاية تجاه هذه القضية وهم يتفاعلون بقوة مع النقاش الدائر‬ ‫حول المعاشات التقاعدية المخصصة لبرلمانييهم الذين لم‬ ‫يعودوا برلمانيين ‪ ،‬ووزراءهم الذين لم يعودوا وزراء ‪ ،‬مقارنة‬ ‫بواقع البلد الذي ال يتعدى الحد األدنى لألجور فيه ‪ 2300‬درهم‪،‬‬ ‫حيث يواجه واحد من كل أربعة مغاربة معاناة معيشية قاسية‬ ‫معتبرين أن العمل الذي يؤديه هؤالء السياسيون ليس وظيفة‬ ‫تؤهلهم للحصول على معاش تقاعدي ‪ ،‬ال سيما وأن مهمة‬ ‫نائب أو مستشار في البرلمان يتم التماسها من قبل البرلماني‬ ‫نفسه هو ويرشح نفسه‬ ‫لالنتخابات‪.‬‬ ‫دعنا ننظر إلى األمـــر‬ ‫بنوع من المنطق ‪ ،‬بمجرد‬ ‫ما تنتهي واليته ‪ ،‬يجب على‬ ‫الوزير أو البرلماني استئناف‬ ‫حياته كمواطن عادي ‪ ،‬دون‬ ‫أي سبب لمواصلة المطالبة‬ ‫بأي تعويض ‪ ،‬ودون أي حق‬ ‫في استمرارية اللقب‪.‬‬ ‫وهنــاك نقطــة أخــرى‬ ‫مشكوك فيها وهي تكاثر‬ ‫الواليات البرلمانيـة التي ‪،‬‬ ‫وف ًقا للمراقبين المطلعين‪،‬‬ ‫ينبغي أن تقتـــصــر على‬ ‫واليتين ؛ لكن هذا موضوع‬ ‫آخر للنقاش‪.‬‬ ‫اليــــــوم‪ ،‬المشكلــــة‬ ‫الحاسمة التي تنشــأ دون‬ ‫شك عندما يتـــم تصــور‬ ‫األشياء باستخفـــاف ودون‬ ‫أي أساس هي أن دفع معاشات التقاعد للبرلمانيين قد تعطل‬ ‫بسبب إنهاك صندوق معاشاتهم التقاعدية ‪،‬و الذي عانى من‬ ‫النقص بشكل خطير بسبب التخلف عن السداد منذ خريف عام‬ ‫‪.2017‬‬ ‫أدت هذه القضية الشائكة إلى مشروع قانون من المفترض‬ ‫أن يُنعش هذا النظام المفلس عن طريق رفع سن التقاعد إلى‬ ‫‪ 65‬عامًا ‪ ،‬والحفاظ على مساهمات النواب والدولة بـ ‪2900‬‬ ‫درهما‪ ،‬و تخفيض المعاش إلى ‪ 3500‬درهم ‪ ،‬بد ًال من ‪5000‬‬ ‫درهم حاليًا‪.‬‬ ‫إذا كان عبد اإلله بنكيران ‪ ،‬بصفته رئيسًا للحكومة في ذلك‬ ‫الوقت ‪ ،‬قد تحايل على المشكلة برفضه التورط في هذا النقاش‬ ‫المتفجر ‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال إن هذه المشكلة ال تهم الحكومة ‪ ،‬ولكنها‬ ‫مسؤولية البرلمان وحده ‪ ،‬فإن خلفه سعد الدين العثماني ‪،‬‬ ‫من جهته عبر بصيغة واضحة ‪ ،‬منذ وصوله ‪ ،‬عن رفضه القاطع‬ ‫إلنقاذ صندوق المعاشات التقاعدية للبرلمانيين على حساب‬ ‫الدولة‪« :‬لن أضع قرشًا واحدًا في معاشات البرلمانيين!!! «‪،‬‬ ‫رددها مرات عديدة ‪ ،‬بصوت ‪.‬‬ ‫لكن المفاجأة!‬ ‫يكشف مشروع قانون المالية ‪ 2020‬الذي تمت مناقشته في‬ ‫البرلمان أن سعد الدين العثماني فاجأ الجميع ‪ ،‬ليتنازل أخيراً عن‬ ‫موقفه من خالل السماح لوزير االقتصاد والمالية بإدراج غالف‬

‫إنقاذ هذا المشروع من أجل ‪ 13،746،000‬درهم كـ «مساهمة‬ ‫من الدولة» في هذه المعاشات‪ .‬تم تقديم عدة تفسيرات لهذا‬ ‫التقلب ‪ ،‬من قبل خبراء ‪ ،‬بد ًء من المناورات السياسية لحزب‬ ‫العدالة والتنمية ‪ ،‬إلى الحملة االنتخابية السابقة ألوانها‪.‬‬ ‫ومهما يكن األمر ‪ ،‬فإن األزمة لم تنته ألنه منذ ‪ 19‬نوفمبر‪،‬‬ ‫فقد تمت العودة بالموضوع إلى نقطة الصفر من قبل عضوة‬ ‫في حزب األصالة والمعاصرة ‪ ،‬ابتسام العزاوي ‪ ،‬التي أشعلت نار‬ ‫الجدل من جديد عبر الدعوة إلى اإللغاء التام للتقاعد الممنوح‬ ‫للبرلمانيين‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن هذا الحزب اليساري هو الوحيد الذي‬ ‫ظل ملتزماً ‪ ،‬مع فدرالية اليسار ‪ ،‬بهذا اإللغاء منذ البداية ‪ ،‬في‬ ‫حين أن التشكيالت السياسية األخرى ال تستحضره إال على‬ ‫المستوى الشفاهي في الخطب الشعوبية ‪ ،‬الظاهرة بشكل بارز‬ ‫في سباق االنتخابات المقبلة‪.‬‬ ‫يتضمن مشروع ابتسام العزاوي أحكاما إللغاء هذا التقاعد‪.‬‬ ‫وهي مقسمة إلى أربعة أقسام‪ :‬الغرض من المشروع‪،‬‬ ‫واإلجــــراء الواجـــب اتباعـــه إلعــادة تحصيل المساهمات‬ ‫ووقف الرسوم‪ .‬يضاف إلى ذلك عودة المساهمات الشهرية‬ ‫للبرلمانيين إلى صندوق‬ ‫المعاشات بعــــد خصـــم‬ ‫المبالغ المخصصة بالفعل‬ ‫وتعليق االقتطــاعات من‬ ‫مصدرها بمجــرد دخـــول‬ ‫القانون حيز التنفيذ‪.‬‬ ‫تعتقـد النائبـــة‪ ،‬التي‬ ‫يبدو أنها تستلهم التجربة‬ ‫الناجحة لألردن ولبنان في‬ ‫إلغاء التقاعـــد ‪ ،‬أن «دور‬ ‫البرلماني جزء من مهمة‬ ‫وطنية نبيلة‪ ،‬محددة في‬ ‫الزمـــان والمكــان‪ .‬إنها‬ ‫ليســـت وظيفــة تتطلب‬ ‫إسناد معــــاش خـــاص‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬يجـــب أال تتجاوز‬ ‫االستفادة مـدة الواليـــة‬ ‫البرلمانية»‪.‬‬ ‫وبالتالــــي‪ ،‬تطالــــب‬ ‫النائبــة عــــن األصالــــة‬ ‫والمعاصرة باإللغــاء التام‬ ‫للقوانين السابقة المتعلقة بمعاشات للبرلمانيين‪.‬‬ ‫«إنه أمر سخيف! يحتد الجدل ‪ ،‬ولم نتمكن من إيجاد إجماع‬ ‫حتى اليوم» ‪ ،‬تعرب ابتسام العزاوي عن أسفها تجاه االنشغال‬ ‫عن القضايا االستراتيجية والمهمة بمناقشة هذا الملف الذي‬ ‫ندور حوله منذ سنوات‪.‬‬ ‫وهكذا ‪ ،‬فإن مسألة تقاعد البرلمانيين تعود إلى الواجهة‬ ‫من جديد‪.‬‬ ‫هل يجب علينا إلغاء أو إصالح هذا التقاعد؟‬ ‫فحص مشروع القانون سيكون حاسما‪.‬‬ ‫وغني عن القول أن هذا الموضوع حساس للغاية في هذه‬ ‫الفترة االنتخابية الحاسمة بالمغرب (‪ 2021‬هو عام االنتخابات‬ ‫التشريعية)‪ .‬المزايدات السياسية في أوجها‪.‬‬ ‫يبدو أن حزب العدالة والتنمية في السلطة يريد استخدام‬ ‫سياسة متقادمة لتغيير معالم المسارات‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للرأي العام ‪ ،‬فهي مستمرة وعالمات لوضع حد‬ ‫لهدر األموال العامة ‪ ،‬ولتأسيس إدارة اقتصادية سليمة مهمتها‬ ‫األساسية التركيز على تحسين الظروف المعيشية لربع سكان‬ ‫المغرب المهمشين والمعزولين في المناطق القروية القاسية‬ ‫بدون ماء ‪ ،‬بدون كهرباء ‪ ،‬بدون مدرسة ‪ ،‬بدون مستشفى ‪،‬‬ ‫بدون وسائل العيش األساسية ‪!...‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬ ‫• محمد إمغران‬

‫حول السجون‬ ‫واكتظاظها‬

‫السجون ممتلئة عن آخرهــا‪ ،‬مكتظــة باألطفال‬ ‫والشباب‪ ،‬بالرجال والنساء‪.‬والحديث عن هذا المعطى‬ ‫ليس وليد اليوم‪ ،‬بل هو واقــع معيش‪ ،‬منذ سنين‪،‬‬ ‫يحكي عنه أفراد أسرالسجناء وحتى السجينات والسجناء‬ ‫أنفسهم عندما يفرج عنهم ويغادرون الزنازن‪ ،‬قبل أن‬ ‫يعود بعضهم إليها من جديد‪ ،‬وقد أصبح بارعا في فنون‬ ‫السرقة والنصب واالحتيال واعتراض السبيل واالعتداء‬ ‫على المواطنين‪ ،‬ألن ما يجري بالسجون بعيد عن‬ ‫مفهوم «اإلصالح»‪ ،‬علما أن اإلصالح بات عزيزالمنال‬ ‫حتى في المراكزوالمؤسسات التربوية التي أحدثت‬ ‫خصيصا لهذا الغرض‪.‬‬ ‫ويكفي أن تستميل أي سجين مفرج عنه في مصادفة‬ ‫معينة‪ ،‬دون كاميرا ودون أن تبين له أنك مدفوع إلى‬ ‫مساءلته‪ ،‬ثم تحاول كسب وده واستفساره عن الوضع‬ ‫في السجن‪ ،‬ليقول لك ما لم يقله مالك في الخمر‪.‬‬ ‫ذلك أن كــل الممنوعــات موجودة‪ ،‬من حشيش‬ ‫وأقراص مهلوسة وسجائــر وغيرهــا‪ ،‬باإلضافــة إلى‬ ‫«االعتداءات المتنوعة» التي يتعرض لها النزالء فيما‬ ‫بينهم والمعاملة الجافة والقاسية من طرف بعض‬ ‫الموظفين والتي تختلف تجاه هؤالء النزالء‪ ،‬حسب‬ ‫أريحية وكرم كل نزيل‪ ،‬فماذا يمكن أن ننتظرمن حياة‬ ‫الزنازن هاته‪ ،‬غيرتفريخ جيوش محبطة يائسة وحاقدة‪،‬‬ ‫تصطدم عند اإلفراج عنها بالواقع المر‪ ،‬حيث الفرص‬ ‫شغل متوفرة والإدماجا حقيقيا‪ ،‬النتشالها من براثن‬ ‫الضياع وحمايتها من الرجوع ثانية إلى معانقة حيطان‬ ‫الزنازن‪.‬‬ ‫صحيح أن السجن ليس فندقــــا من خمس نجوم‬ ‫والينبغي له أن يكون كذلك‪ ،‬ألن معاقبة السجين‬ ‫تقتضي حرمانه من الحرية ومن بعض األمورواألشياء‪،‬‬ ‫لكن في نفس الوقت الينبغي انتهاك حقوقه‪ ،‬ومعاملته‬ ‫بأساليب الميز واالنتقاء‪.‬ثم إن االعتقال االحتياطي يمثل‬ ‫نصف «سكان» المؤسسات السجنية بالمغرب‪ ،‬أغلبهم‬ ‫يغادرالزنازن بأحكام البراءة‪.‬‬ ‫مصطفى الرميـــد‪ ،‬وزير الدولـــة المكلف بحقوق‬ ‫اإلنسان والعالقة مع البرلمان جاء متأخرا ليقول معترفا‪:‬‬ ‫«إن السجون تعرف اكتظاظا فعليا‪ ،‬معتبرا ذلك ظاهرة‬ ‫مؤلمة ومسيئة» ردا على انتقادات بعض الفرق النيابة‬ ‫في دورة انعقدت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بمجلس المستشارين‪.‬وأكد‬ ‫الوزيرذاته بناء ما مجموعه ‪ 17‬سجنا جديدا بمساحة‬ ‫إيواء بلغت ‪ 51‬ألفا و‪ 55‬مترا مربعا‪ ،‬فيما تم إغالق ما‬ ‫مجموعه ‪ 15‬سجنا لم يعد صالحا إليواء السجناء‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى افتتاح سجني «طنطان» و«بركان» ومواصلة أشغال‬ ‫بناء أربعة سجون بطاقة استيعابية إجمالية تقدرب‪5800‬‬ ‫سريربمدن العرائش ووجدة وأصيلة والجديدة ‪ ،2‬فضال‬ ‫عن بناء سجن جديد ب‪ 600‬سريربالداخلة وبرمجة بناء‬ ‫مؤسسة سجنية بالعيون‪ ،‬طاقتها االستيعابية ‪1300‬‬ ‫سرير‪ ،‬باإلضافة إلى توسعة وإعادة تأهيل سجون أخرى‪.‬‬ ‫وهكذا يبدوأن حل مشكل اكتظاظ السجون بالنزالء‬ ‫لدينا هو بناء سجون أخرى‪ ،‬مع ما يتبع ذلك من ميزانيات‬ ‫ضخمة من المال العام‪ ،‬ومصاريف دائمة متمثلة في‬ ‫الملبس و«تطبيب» وإطعام السجناء‪...‬‬ ‫أال يمكن‪ ،‬إذن‪ ،‬االستفادة من تجارب عالمية لها‬ ‫طرق إصالحية متميزة وعقوبات بديلة ؟‬ ‫وآخرا‪ ،‬البأس من الوقوف قليال عند هذه المقولة‪:‬‬ ‫«ما أكثر الذين يسرقون‪ ،‬دون أن يشموا رائحة‬ ‫السجون»‪.‬‬


‫العدد ‪1022‬‬

‫‪18‬‬

‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)483‬‬

‫المسرح مرآة المجتمع‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫‪...‬هو موْسم الحصاد المسرحي ‪،‬و نحن ال نبالغ على‬ ‫وضعيته في بالدنا‪ .‬وهل يجوز لنا ْ‬ ‫أن نأخذ النص المسرحي‬ ‫وتقييمه بمعيار العرض المسرحي الحديث ؟ لعلنا من‬ ‫خالل عروض المهرجان الوطني الواحد والعشرين لهذه‬ ‫السنة (من ‪ /15/11‬إلى ‪2019/11/22‬م)‪ ،‬نجدُ لهُ أجوبة‬ ‫عن تشخيص الواقع والتعبير عن بعضه‪ْ .‬‬ ‫وإن كانت رسالة‬ ‫النبل تجمعهما‪ ،‬لمعالجة قضايا سياسية واجتماعية وفنية‬ ‫بقوالب ميلودرامية مختلفة بشأن عصرَيْهما‪ .‬وهل كان‬ ‫الجمهور يتوق إلى المسرح أكثر من يومه هذا ؟ بحكم‬ ‫عصر التلفاز والهواتف الذكية‪ ،‬تلهيه عن اندفاعه نحو‬ ‫المسرح المباشر الحيّ الذي يخلق المتعة والعالقة بين‬ ‫الجمهور والممثل والمخرج‪ ،‬ليجسّدَ واقعية المجتمع‪،‬‬ ‫واإلسهام في نقد سلبياته بالضحكة المُبْطنة‪ ،‬وسخرية‬ ‫الهمز واللمز الهادف‪ ،‬في إطار المسرح الكالسيكي ‪ ،‬مع‬ ‫مُوَاكبة العصر‪ .‬إذ المسرح لغة ووسيلة للتعاطي مع‬ ‫األحداث والتفاعل مع المشاهد‪ ،‬على قنطرة خشبة مسرح‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫بدأ المهرجان على مرآى ومسمع من الجمهور‪ ،‬على‬ ‫لسان الفنانة حنان الخالدي‪ ،‬بقدرة وكفاءة بيّنة‪ ،‬وبصفاء‬ ‫الكلمة وجمالية التعبير‪ ،‬لتشُدَّ إليها األنظار‪ ،‬وهي‬ ‫مُكترثة بالشاعرية عند تقديمها برنامج المهرجان‪ ،‬بدْءاً‬ ‫بتكريم نون النسوَة في شخص الفنانة *نجاة الخطيب‬ ‫العاشقة للفنّ‪ .‬الدائمة الحضور لمنجزاتها المسرحية‪،‬‬ ‫مع حمادي عمّور وعبد الصمد دينيا ومحمد حسن‬ ‫الجندي والطيب الصديقي‪ ،‬كما شاركت في العديد من‬ ‫المسلسالت‪ .‬وكانت لها أعمال فنية مع فرقة محمد أحمد‬ ‫البصري ‪ .‬أنجبتْ خمسة أبناء ثم غادرها زوجها إلى دار‬ ‫البقاء‪ .‬فعادتْ بعد حين للتجديد مع عبد الصمد دينيا‪.‬‬ ‫وإن كان التكريم متأخراً‬ ‫فجاء أخيراً دور *أحمد العلوي‪ْ ،‬‬ ‫جدّاً في الزمان‪ .‬وهو تكريم مُستحقٌّ وتنطبق عليه‬ ‫كل شروط االستحقاق‪ ،‬إذ يتحلى باإلنصاف لفنان صنعَ‬ ‫النجومية على مدى ستين عاماً‪ ،‬كان حاضراً بشكل‬ ‫قويّ على خشبة المسرح وبمشاركته في عدَّة أفالم‬ ‫عالمية‪ .‬وقد كتب ثالثة مسلسالت وأربع مسرحيات‪ .‬وهو‬ ‫الذي تميَّزَ في دَوْر ابن بطوطة في فيلم تليفزيوني‬ ‫كندي‪*.‬في لقاء يستجيس ذاكرة آل الجندي‪ ،‬كان تكريم‬ ‫ال فلسطينياً‬ ‫الفنان أنور الجندي بحكايته منذ كان طف ً‬ ‫في مسرحية»القضية»‪ .‬فهو الفنان المسرحي والكاتب‬ ‫والمخرج والمقتبس والمؤلف مع فرقة «مسرح الفنون»‪.‬‬ ‫وقد قدم مجموعة كبيرة من العروض تفوق المائتين‬ ‫والخمسين‪ .‬وهو الذي نشأ وترعرع في بيت الفن وشربه‬ ‫واستنشق هواه‪ ،‬إذ هو ابن الفنانة فاطمة بنزيان ومحمد‬

‫حسن الجندي‪ ،‬اللذين رحال إلى دار البقاء رحمهما اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬وفي قلبيهما غصّة ‪..‬عاد أنور إلى الدراما اإلذاعية‬ ‫ْ‬ ‫وإن كــان العكــس في التليفزيون‪ .‬هو نمط مسرحي‬ ‫عمَّرَ طوي ً‬ ‫ال لمدة خمس سنوات بوتيرة أسبوعية‪ .‬كما‬ ‫َّ‬ ‫أن ألخته الدكتورة أعماال إبداعية كذلك‪ .‬إذ هو تكريم‬ ‫لعائلة متشبعة بلغة الضاد وتطرب بالفصحى ‪ ..‬فكان‬ ‫للفنان *حميد البوكيلي أيضاً تكريم الئق‪ ،‬وهو من رعيل‬ ‫الفنون الدرامية بالمعمورة بين سنتي «‪،»1971/70‬‬ ‫والمخرج والممثل في العديد من األعمال المسرحية‬ ‫منها «ماحدْها تقاقي» إلى مسرحية «امرأة‪..‬و امرأة»‪.‬‬ ‫وقد أحرز على الجائزة الكبرى عن مسرحية «تيك تاك»‬ ‫بمهرجان المسرح األكاديمي ‪ .‬وإبداعه شاهد له في‬ ‫اإلذاعة والتليفزيون والسينما ‪ ..‬ولم تتأخر الفنانة حنان‬ ‫الخالدي من تقديم وتدوين الحصاد المسرحي للمهرجان‬ ‫الذي أنتج اثنى عشر مسرحية تعرض للمسابقة الرسمية‪،‬‬ ‫واثنى عشر مسرحية للعروض الموازية‪ .‬ثالثة منها‬ ‫لألطفال‪ ،‬اثنان بالمدارس والثالثة بالسجن المحلي لقسم‬ ‫األحداث‪ .‬واألربع األخريات تعرض بمسرح لالعائشة‬ ‫بالمضيق‪ ،‬وأربعة مثيالتها تعرض بمسرح المركز الثقافي‬ ‫بمدينة الفنيدق ‪ ..‬وإذ السن المهرجان ندوة فكرية‬ ‫حول موضوع «المهرجانات العربية من المحلية إلى‬ ‫نهضة مسرحية عربية» بمشاركة مجموعة من أساتيذ‬ ‫التخصص المسرحي ‪..‬مع امتداد الخبرة‪ ،‬تقام يوم غد‬ ‫للعروض مناقشات‪ .‬وقد تمَّ توقيع بعض اإلصدارات‪،‬‬ ‫وأقيمت أيضاً ورشات في الثانويات وفي المركز الثقافي‬ ‫بمرتيل‪ ،‬كما كان للسجن المحلي نصيبه من التشخيص‬ ‫‪ ..‬ثمَّ ظل عشية ختام المهرجان‪ ،‬الممثل والمخرج‬ ‫والسينارست والسينوغراف والحضور‪ ،‬وهم مسكونون‬ ‫بالتوتر والترقب‪ ،‬حتى تمَّ اإلفصاح عن النتائج والجوائز‬ ‫التي جاءتْ على الشكل التالي ‪ /1 :‬جائزة األمل‪ -‬رباب‬ ‫الخشيبي في مسرحية راضية ( فرقة فركانيزم – سال) ‪..‬‬ ‫‪ /2‬جائزة التشخيص إناثا‪ ،‬مناصفة بين جليلة التلمسي‬ ‫في مسرحية قاعة االنتظار‪ ،‬وهاجر الحامدي عن مسرحية‪،‬‬ ‫يرما سماء أخرى ‪ /3..‬جائزة التشخيص ذكورا وهي أيضا‬ ‫مناصفة بين سعيد الهراسي عن مسرحية يرما وحسن‬ ‫ميكيات عن مسرحية النمس ‪ /4 ..‬جائزة المالبس‬ ‫استحقتها شدال عن مسرحية النمس ‪ /5 ..‬السينوغرافيا‬ ‫استحوذ عليها أحمد بن ميمون عن مسرحية قاعة االنتظار‬ ‫‪ /6..‬جائزة اإلخراج استقرَّتْ عند محمد الحرّ عن مسرحية‬ ‫يرْما سماء أخرى ‪/7 ..‬فكانت الجائزة الكبرى وهي جائزة‬ ‫النص تبسمتْ لمسرحية‪ ،‬يرما سماء أخرى ‪..‬و قد تحلتْ‬ ‫الفنانة القديرة حنان الخالدي بتقديم المهرجان عن‬ ‫تلقائية سرعان ما مضى بنا اللقاء عن نهايته ‪..‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫رقم ‪483‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫صفحة‬

‫‪19‬‬ ‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫رسائل خاليلوزيتش‬ ‫وجه الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش العديد من الرسائـل للجماهيـــر‬ ‫المغربية ولالعبي الفريق الوطني ‪.‬‬ ‫وقلل من حظوظ األسود في التأهل لكأس العالم القادمة‪.‬‬ ‫وقال خاليلوزيتش في أحاديث إذاعية ‪« :‬قلت في السابق انه بهذه الكيفية‬ ‫وبعد المستويات الفنية التي وقفت عليها أن المنتخب المغربي ال يملك حظوظا‬ ‫للتواجد في المونديال المقبل‪.‬‬ ‫وهذا الكالم لم يعجب البعض‪ ..‬وهو الدافع الذي كان ينبغي التعامل معه‬ ‫بذكاء ألنه يعكس عدم رضاي على األداء والشكل والفاعلية وهي األشياء التي‬ ‫جئت من أجلها»‪.‬‬ ‫وبشأن موقفه من العبي الدوري المحلي قال خاليلوزيتش‪« :‬فور تعييني في‬ ‫منصبي تحدثت عن وليد الكرتي العب الوداد البيضاوي وقلت أنه يشكو من‬ ‫زيادة في الوزن ومن نسبة الذهون‪ ...‬ارتفعت األصوات المنتقدة‪ .‬لم يفهموا‬ ‫أن هذا ليس موقفي‪ ..‬بل هي خالصة بيانات علمية تقاس بأجهزة متطورة»‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر قال خاليلوزيتش‪« :‬صدمني رد فعل الجماهير بعد نتيجة التعادل‬ ‫أمام منتخب موريتانيا وحرصت على البقاء بالملعب التعرف على موقفهم‪ ..‬وكان‬ ‫أغلبهـم يهتفـون ضد الالعبين وكل واحـد فيهـم لـه تصـوره الفني وهذا أمر‬ ‫ال يصدق‪.‬‬ ‫خاليلوزيتش صب جام غضبه على اإلعالم ألنه انتقده بعد بداية متوسطة‬ ‫كان يحتاج فيها لبعض الوقت للتعرف على الالعبين مشيرا إلى تصريحاته كانت‬ ‫عفوية وأنه ليس منا فقا وال يتصنع الكالم‪.‬‬ ‫ترى ما الذي كان يثصده الناخب الوطني من وراء هذه الرسائل‪.‬‬ ‫هل كان ينتظر السكوت على النتائج واألداء السلبي للمنتخب في الوديات‬ ‫أمام منتخبات ضعيفة ترق أبدا لمستواه‪ ...‬وهل كان ينتظر التصفيـــق على‬ ‫التعادل األول من نوعه أمام منتخب موريتانيا ‪ ...‬وهل يريد من الصحافة أن‬ ‫تدير وجهها لتأخر األسود في التصنيف العالمي بعد تسلمه مقاليد الطاقم‬ ‫الفني ألسود األطلس‪.‬‬ ‫لقد شاهدنا بعض التعثرات للفريق الوطني في كأس إفريقيا لألمم مع‬ ‫المدرب الفرنسي هيرفي رونار‪..‬‬ ‫ولكننا بالمقابل شاهدنا منتخبا مغربيــا قويــا في كأس العالم األخيرة‬ ‫بروسيا‪ ..‬ولم نسمع تبريرات من رونار‪ .‬وعندما يقول خاليلوزيتش من اآلن أن‬ ‫حظوظ المنتخب المغربي ضئيلة للتأهل لكاس العالم القادمة أال يعني ذلك‬ ‫بأنه فشل مقدما في تكوين فريق وأنه بدا يتنصل من مسؤولياته مع البداية‪.‬‬ ‫إن على الناخب الوطني أن يتحمل النقد سواء من الجماهير أو من الصحافة‬ ‫وأن يعمل على إرضاء الجميع ويعمل على فتح المجال أمام الالعب المحلي‪..‬‬ ‫وخاصة بعدما حضر مباراة الديربي البيضا وي‬ ‫بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء وما عاينه من مستوى وحماس‬ ‫وماقدمه العبو الفريقين وبخاصة العب الرجاء محسن متولي‪.‬‬ ‫وآخيرا على خاليلوزيتش أن يعرف أنه تعاقد مع الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم من أجل تكوين فريق وطني قادر على تحقيق النتائج اإليجابية ال أن‬ ‫يبعث الرسائل لتبرير فشله‪.‬‬

‫الجمع العام للمغرب التطواني‬ ‫بعد غد الخميس‬

‫يعقد المغرب التطواني بعد غد الخميس جمعه العام السنوي العادي للموسم‬ ‫الرياضي ‪.2020-2019‬‬ ‫وياتي هذا القرار رغبة من المكتب المديري لفريق الحمامة في احترام الضوابط‬ ‫القانو نية والتنظيمية المتعلقة بالجموع العامة وفقا لنظامه األساسي ولقانون التربية‬ ‫البدنية ‪.30.09‬‬ ‫ومن المنتظر أن يتحول الفريق التطواني إلى شركة رياضية مساهمة طبقا لقانون‬ ‫االحتراف الذي سنته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪.‬‬

‫أبرشان يفاوض األرجنتيني غاموندي‬ ‫ذكرت بعض المصادر المقربة‬ ‫من اتحاد طنجة أن رئيس الفريق‬ ‫عبد الحميد أبرشان ربما يكون قد‬ ‫التقى المدرب األرجنتيني غاموندي‬ ‫يوم الخميس الماضي في إسبانيا في‬ ‫محاولة إلقناعه بتولي مهمة مشرف‬ ‫عام على الفريق‪ .‬وال يعرف لحد اآلن‬ ‫ماذا تقرر خالل هذا االجتماع‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر فتح أبرشان قنوات‬ ‫االتصال مع شركة السيارات الراعية‬ ‫للفريق بعد انتهاء العقد الذي يربطهما‬ ‫في أفق إبرام عقد جديد‪.‬‬

‫عبد الرحيم طاليب ينتقم من‬ ‫اتحاد طنجة ويذيقه هزيمة مرة‬

‫برسم منافسات الجولة الثامنة لبطولة الدور االحترافي‬ ‫المغربي لكرة القدم مني اتحاد طنجة بهزيمة ساحقة في‬ ‫الرباط أمام الجيش الملكي ‪..4-1‬‬ ‫انهيار كامل لدفاع فارس البوغاز وأخطاء دفاعية عرف‬ ‫الفريق العسكري كيف يستغلها ويرفع الغلة إلى أربعـــة أهداف ‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة الذي كان المتتبعون يعتقدون أن فوزه على‬ ‫يوسفية برشيد سيمنحـه شحنـة من الفعالية للعودة بنتيجة‬ ‫ايجابية من العاصمة ظهـــر بمستــوى أقل من مستواه‪ ،‬وأكد‬ ‫أنه اليحسن التصرف خارج قواعده‪ ..‬وكرر نفس األخطاء التي‬ ‫ارتكبها أمام الوداد مما يعني أنه ال يزال يعاني من هشاشة‬ ‫الدفاع ويحتاج إلى التصحيح وإلى عمل جبــار من قبل الطاقم‬ ‫الفني إلعادة الفريق إلى السكة الصحيحة‪.‬‬ ‫عبد الرحيم طالب الذي أقيــل من منصب المشــرف العام‬ ‫التحاد طنجة قبل انطالق الموسـم الحالي انتقــم لنفسه‪..‬‬ ‫وحقق فوزا كاسحا استعاد به ثقة أنصار الفريق العسكري‪.‬‬

‫هشام الدميعي مدرب اتحاد طنجة‬

‫«الهدف األول بعثر أوراقنا»‬

‫وتعقيبــــا على الهزيمــة القاسيــة أمام الفريق العسكري‬

‫بالرباط قال هشام الدميعــي مدرب اتحاد طنجة ‪« :‬أن فريقه‬ ‫يجتاز وضعية صعبة وينتظره عمل جبار مشيرا إلى أن الظرفية‬ ‫صعبة وأسبوع واحد لم يكن كافيا من أجل الظهور بوجه مثالي‬ ‫أمام الجيش‪.‬‬ ‫وختم بالقول أن الهدف األول شتت تركيز الالعبين واليجب‬ ‫االختباء وراء المبررات»‪.‬‬

‫هل يتخطى االتحاد العثرة‬ ‫أمام أولمبيك خريبكة؟‬

‫يوم غد األربعــاء يستقبــل اتحــاد طنجـــة‬ ‫على ملعـــب ابن بطوطـــة فريــق أولمبيــــك‬ ‫خريبكة برسم مؤجل الجولة السابعــة لبطولة‬ ‫الدوري االحترافي‪.‬‬ ‫مباراة ال تقبل القسمة على اثنيــن بالنسبــة لفارس البوغاز‬ ‫الستعادة ثقته بنفسه خاصة أمام الفريق الخريبكي الذي يعيش‬ ‫بدوره أزمة نتائج أدت إلى استقالة مدربه رشيد الطوسي عقب‬ ‫الهزيمة القاسية داخل الميدان أمام المولودية الوجدية ‪.4-1‬‬ ‫هـــذه المبـــاراة تحتـــاج إلى ضبــط النفــس والتسلــح‬ ‫بالعزيمة إلعادة البسمة لجماهير اتحاد طنجة‪.‬‬

‫مدرب وادي دجلة المصري‬ ‫متمسك بالالعب‬ ‫عبد الكبير الوادي‬

‫إخضاع العبي البطولة‬ ‫االحترافية للكشف‬ ‫عن المنشطات‬

‫يراهن اليونانــي «تاكيس جونياس» مدرب فريق وادي‬ ‫دجلة المصري على المهاجم المغربي عبد الكبير الوادي لقيادة‬ ‫المجموعة لتحقيــق نتائج إيجابية في قادم الدورات وتحقيق‬ ‫أهداف الموسم الحالي‪.‬‬ ‫ونفى مصدر مطلع داخل الطاقم الفني للفريق المصري‬ ‫أن يكون المدرب قــد طلــب رحيل الالعب المغربي خالل فترة‬ ‫االنتقاالت الشتوية المقبلة‪.‬‬ ‫وكان الالعب عبد الكبير الوادي قد انضم لفريق وادي دجلة‬ ‫المصري بعقد لمدة ثالثة مواسم قادما من اتحاد طنجة‪.‬‬

‫راسلت العصبة الوطنيـــة االحترافية لكرة القدم األندية‬ ‫المغربية لتسهيل عملية مراقبـة تعاطــي الالعبين للمنشطات‪.‬‬ ‫وأكد بالغ صادر عن العصبـــة أن جميع العبــي البطولـــة‬ ‫االحترافية بقسميها األول والثاني سيخضعون للكشـــف عن‬ ‫المنشطات قبل وبعدكل مباراة‪.‬‬ ‫وحسب نفس البالغ فإن إجراءات الفحص ضد المنشطات‬ ‫دخلت حيز التطبيق ابتداء من يوم الجمعة الماضي بمناسبـــة‬ ‫مباراة الجيـــش الملكي – اتحاد طنجــة برسم الجولة الثامنة‬ ‫تحت إشراف المنظمة اإلقليمية لمكافحة المنشطـــات بتعــاون‬ ‫مع وزارة الثقـــافــة و الشبــــاب والرياضـة واللجنة الوطنية‬ ‫األولمبية‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1022‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الثالثة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة سفر‬ ‫معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫اإلعالمي والناقد السينمائي‬

‫نور الدين ال�صايل‬ ‫المحور األول ـ المسار الخاص ـ‬

‫يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل‪ ،‬في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي‬ ‫والمجتمعي الوطني‪ ،‬بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام‪ .‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الباحث والكاتب‬ ‫واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما‪ ،‬وهو المدير السابق لقناة ‪ 2M‬والذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية نحو‬ ‫أفق اتسمت فيه بالدينامية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي للسينما‬ ‫لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها‪.‬‬ ‫تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفر»‪ ،‬من خالل جلسات حواريــة حــول مشوارات‬ ‫حياته نقدمها للقارئ تباعا‪.‬‬ ‫يكاد يصعب الفصل بين المناضل‬ ‫والمثقف‪ ،‬خصوصا إذا ما استحضرنا‬ ‫أننا‪ ،‬في لحظات معينة من تجربة‬ ‫الوعي المغربي العام‪ ،‬كنا ملتصقين‬ ‫بشكل طاغ جدا بـ «نظرية االلتزام»‬ ‫التي قد دعا إليك جون بول سارتر‪،‬‬ ‫ولربما من قبله ارتبطت هذه النظرية‬ ‫بـ «ليني»‪.‬‬ ‫أين ارتسمت الحدود ‪ ،‬منذ البداية‪،‬‬ ‫في شخصية نورالدين الصايل‪ ،‬بين‬ ‫المثقف والسياسي؟ بين المنظر‬ ‫المتعالي‪ ،‬وبين المندمج واقيا بين‬ ‫الناس يسعى إلى خدمتهم بشكل‬ ‫مباشر‪. .‬‬ ‫التدريب الذي مررت به في لبنان‬ ‫استنشقت فيه هواء يرتبط بالفكر‬ ‫اإليديولوجي العربــــي آنـــذاك‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك من أفكار تتعلق بالقومية‬ ‫العربية‪ .‬واطلعــت على نمط تفكير‬ ‫الناس هناك‪ ،‬وهو الشيء الذي منحني‬ ‫نوعا من التفكير مفاده أننا كنا نعيشه‬ ‫داخل شكل من الهذيان‪.‬‬ ‫من جانب آخر اطلعت خالل تلك‬ ‫الفترة على كل أشكـــال االنزالقات‬ ‫اإليديولوجيـــة‪ ،‬وعرفـــت كيــف أن‬ ‫أسباب االنقسام العربي أقوى بكثير‬ ‫مما يمكن أن يدفع لتشكيل وحدة‬ ‫حقيقية‪ .‬بعد ذلك عدت إلى المغرب‪،‬‬ ‫وكانت قد حدثت أمور كثيرة في‬

‫المشهد السياسيي المغربي‪ ،‬منها‬ ‫االنقالب األول لعام ‪ .1971‬ومنها‬ ‫أيضا ذلك الجو من التوترات الجديدة‬ ‫التي لم آخذها أنا بهذه الحدة‪ ،‬فقد‬ ‫حصل وقتها أن محاكـم المغــرب‬ ‫أصدرت عقوبات ب‪ 15‬سنة سجنا أو‬ ‫أكثر في حق أشخاص كنت أعيش‬ ‫بالقرب منهم‪ .‬وهكذا كما تالحظ‬ ‫فقد تطورت األمــور في ظرف يقل‬ ‫عن سنتين‪ ،‬وبشكل متسارع جدا‪.‬‬ ‫وأذكر جيدا أن مع عودتي إلى المغرب‬ ‫شعرت أني جئت بإيمان راسخ يقوم‬ ‫على أساس االعتقــــاد بأن النضال‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بالنسبة لي أنا‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫يكون إال ثقافيا‪ ،‬أي عن طريق النضال‬ ‫الثقافي الذي أعتبره حقيقيا‪ .‬فالنضال‬ ‫السياسي المباشر ‪ ،‬بالنسبة إلينا نحن‬ ‫كطلبة‪ ،‬ارتأيت بأنه طويل المدى‪ ،‬وال‬ ‫ً‬ ‫يكون منغمسا‬ ‫حقيقة بين الجماهير‬ ‫الشعبية‪.‬‬ ‫وهكذا شعرت‪ ،‬أو قلت مع نفسي‪،‬‬ ‫أنه ال بد من إعـــادة تنظيم فكرك‬ ‫اإليديولوجي‪ ،‬بل وقلبــه رأسا على‬ ‫عقب‪ ،‬أو أنك ستبقى تتحرك في دائرة‬ ‫المثقف الواعي‪ ،‬العالــم بكل شيء‪،‬‬ ‫بل والمتوفـــر على حلول سياسية‬ ‫واجتماعية وثقافية‪ ،‬لكنها حلوال بدون‬ ‫انغماس حقيقــي وسط الجماهيـــر‬ ‫الشعبية التي تريدها أن تتحرك معك‬ ‫وأنت بعيد عنها‪.‬‬

‫في لبنان مثال الحظت أن كثيرا‬ ‫من األمور واالنشغاالت النظرية التي‬ ‫كان يتحدث فيها أفواج من العرب‬ ‫تظل نظرية‪ ،‬غير أنها على مستوى‬ ‫تجلياتها في الممارســة الحقيقيـــة‬ ‫او الميدانية غالبا ما كانت تدفعني‬ ‫إلى تساؤل مقلق وهو‪ ..‬إلى أيــن‬ ‫سيؤدي هذا؟ هل لديك فعال إمكانية‬ ‫تغيير شيء أم ال؟ وكنت أرى أنه من‬ ‫األجدى لك‪ ،‬وأنت مثقف‪ ،‬أن تبقى في‬ ‫المجال الذي تتحكم فيه فعال‪ ،‬وتتقنه‪،‬‬ ‫وتعطي من خالله وسائل علمية أو‬ ‫إيديولوجية حقيقية للناس من أجل‬ ‫استعمالها فيما بعد‪ .‬وهذا في تقديري‬ ‫هو ما يسمى بالنضال الثقافي‪.‬‬ ‫طبعا هي المرحلة التي ستعرف‬ ‫حضور نورالدين الصايـــل ثقافــيا‬ ‫عبر المشهد السينمائي‪ ،‬وبالضبــط‬ ‫عبر «الجامعــة الوطنيــة لألنديـــة‬ ‫السينمائية»؟‬ ‫نعم‪ .‬فبعد سنـــة من رجوعـــي‬ ‫للمغرب‪ ،‬وبناء على قراري هذا‪ ،‬وبناء‬ ‫على التكوين الذي استطعت الحصول‬ ‫عليه‪ ،‬وكان تكوينا فلسفيا ثقافيا‪،‬‬ ‫قررنا الدخول في مرحلـــة النضــال‬

‫الثقافي الذي اتخذ وقتها شكل أو‬ ‫صيغة «الجامعـــة الوطنية لألندية‬ ‫السينمائية» وهو المكان الذي أصبح‬ ‫فضاء للنقـــاش العمومــي المفتوح‬ ‫وللتعبير عن التعــارض والتناقض‪.‬‬ ‫وهكذا مع توالي األيام والتصورات‬ ‫أصبحت القاعات السينمائية تحتضن‬ ‫نقاشات مطولة تـــدوم لساعـــات‪،‬‬ ‫وبمشاركة مئات من الحاضرين‪ ،‬وأذكر‬ ‫كيف أن هذا النقاش يحتملنا جميعا‬ ‫على الرغم من أن كل واحد منا كان‬ ‫يحمل معه اختياراته السياسية‪ .‬بل‬ ‫أننا كنا نعيش تطاحنات حقيقية خالل‬ ‫النقاشات داخـــــل القاعات‪ ،‬بمناسبة‬ ‫عرض أي فيلم يتم تقديمه‪ .‬وكنـــا‬ ‫نعتبر ذلك المكان بمثابة منفذ وحيد‬ ‫في تلك المرحلة التاريخية المعروفة‬ ‫بسنوات الرصــــاص‪ ،‬أي أنه أصبـــح‬ ‫المتنفس الوحيد لفكر يتحاور ويتبادل‬ ‫الرأي في إطار يمكن القول بشأنه‬ ‫إنه كان شكال ديمقراطيا‪ .‬ويتم من‬ ‫خالله احترام الرأي اآلخر رغم أنك ال‬ ‫تؤمن به مطلقا‪ .‬فاألندية السينمائية‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬خالل العشر سنوات التي‬ ‫توليت فيها الرئاسة‪ ،‬من ‪ 1973‬إلى‬

‫األخيرة‬

‫‪ ، 1983‬كانت تشكل حقيقة منبرا‬ ‫للخطاب الحر‪ ،‬رغم كل الصعوبات التي‬ ‫كانت تعيشها هذه األندية في أرجاء‬ ‫التراب الوطني المغربي‪ ،‬بحيث كان‬ ‫لدينا ما يقارب ‪ 50‬ناديا في خمسين‬ ‫مدينة‪ ،‬وكل ناد يتوفر على أزيد من‬ ‫ألف أو ألف وخمسمائة منخرط‪ .‬وهذه‬ ‫مجرد مالحظة لتوضيــح االمتداد‬ ‫والبعد الجماهيري الذي عشناه خالل‬ ‫تلك المرحلة إلى أن خرجت من هذه‬ ‫المنظمة‪ ،‬أي إلى حدود سنة ‪.1983‬‬ ‫وطبعا فقد تابعت الجامعة الوطنية‬ ‫لألندية السينمائية مسيرتها‪.‬‬ ‫هذه بعض األمور التي عشتها‪،‬‬ ‫بكيفية عامة‪ ،‬منذ أن غادرت طنجة‪،‬‬ ‫ومنذ ان جئت إلى مدينة الرباط سنة‬ ‫‪.1964‬‬ ‫السي نورالدين سنترك للحلقة‬ ‫القادمة الجواب عن سؤال مفصلي في‬ ‫مسارك هو تقلـــدك لمناصب مهمة‬ ‫تماشت مع رؤيتك لألمور المتعلقة‬ ‫بالبناء من داخل النضال الثقافــي‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بانتقالك إلى إدارتك‬ ‫قناة ‪ ،2M‬ثم تدبير شأن مرفق قوي‬ ‫هو المركز السينمائي المغربي‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.