نور الدين الصايل
ضيف سلسلة «تذكرة سفر»
الجلسات األولى حول الجهوية المتقدمة
الحلقة الثالثة
وأذكر جيدا أن مع عودتي إلى المغرب شعرت أني جئت بإيمان راسخ يقوم على أساس االعتقاد بأن النضال الحقيقي ،بالنسبة لي أنا ،ال يمكن أن يكون إال ثقافيا.
ما الذي يعرقل العملية ؟
الصفحة 20
المهرجان الدولي للسينما بمراكش صفحة 4
صفحة 17
إعالم جهوي متقدم املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 :
المالحق الثقافية مواعيد اللمة الفكرية
العدد 1023ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثاء 13ربيع الثاين � 10 / 1441إلى 16دي�سمرب 2019
�صفحات 12 - 11 - 10 - 9
األحزاب المغربية السياسي الممتثل والمثقف النقدي
كلمة الشمال عبد اإلله المويسي
صدر خالل هذه السنة كتاب مميز جدا للفيلسوف الكندي «آالن دونو» يحمل عنوان « ،»La médiocratieترجمه مؤخرا إلى العربية الدكتور مشاعل عبدالعزيز الهاجري ،واختار له عبارة «نظام التفاهة» كمعادل داللي للعنوان األصلي بالفرنسية. الكتاب الذي وضع صاحبه في قلب خارطة الجدل المعرفي يعالج قضية تشغل بشدة الرأي العام المتتبع للحالة اإلنسانية الراهنة والمتعلقة بفلسفة إدارة المجاالت المجتمعية الحيوية مثل السياسة واالقتصاد واإلعالم والفن واألدب. يقول «الكتاب»: «ال لزوم لهذه الكتب المعقدة التي تقرأها ،ال تكن فخوراً وال روحاني ًا ،فهذا يظهرك متكبراً .ال تقدم أي فكرة جيدة ،فستكون عرضة للنقد .ال تحمل نظرة ثاقبة ،وسع مقلتيك ،أرخ شفتيك ،فكر بميوعة وكن كذلك ...عليك أن تكون قاب ً ال للتعليب»: سياق هذا االستطراد هو الندوة الفكرية التي نظمها المركز العربي لألبحاث بشراكة مع مؤسسة «هانس زايل» األلمانية حول موضوع “الدولة المدنية بين التحديث السياسي والتحديث الثقافي” يوم 06ديسمبر 2019بمدينة الرباط. وقد كانت الندوة مناسبة لمطارحة النظر النقدي حول مفهوم الدولة المدنية عبر التحليل والتفصيل في أصوله الفكرية ،المبنية باألساس على الحداثة السياسية والتي تستند بدورها إلى مفاهيم عريضة كالمواطنة والتمثيلية والحقوق والدور الوظيفي المحايد للدولة ،والفصل بين السلطات... وقد تميزت الندوة بورقة نقدية جريئة ألقاها المفكر المغربي محمد سبيال ،أثار من خاللها مسألة وضعية المثقفَ المغربي ،المشتغل بالحقل المدني، داخل هيكلة األحزاب السياسية ،خاصة إذا كان هذا المثقف يتمتع بحس نقدي تساؤلي. الدكتور محمد سبيال أشار إلى أن هذه العينة من المثقفين غالبا ما يكون مصيرها التعتيم والتهميش والطمس ،ما يجعل صوتها خافتا ال يكاد يصل إلى السياق التداولي العمومي. وقد أرجع سبيال أسباب هذا اإلقصاء الممنهج للمثقفين النقديين داخل أحزابنا المغربية ،وخصوصا اليسارية منها ،إلى كون «القبائل الحزبية ترتاح في االنصياع واالمتثال والطاعة والوالء» ،وهو األمر الذي غالبا ما تجد صداه في «البروفايالت» المطبوعة بالتفاهة والسطحية والغوغائية ،ما يجعل المثقف يتنحى من المشهد ،ويبرز ،في المقابل ،السياسي المتحلي بالدهاء الساعي إلى نيل رضى القيادة والظفر منها بمكتسباته الشخصية.
جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة ،التحريـر ،الإ�شهـار 7 :مكرر ،زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي info@achamal.ma :ـ املوقع الإلكرتوين www.achamal.ma :
العدد 1023
2
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع
املوقع الإلكرتوين :
صراع «البزُّوَلة» في المغرب
www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات
مغارات..
محمد سدحي sadhimed@gmail.com
االحتاد ،عمال �أمانور وح َّمام «ال ْع َياالت» !! استجابة لدعوة مفتوحــة ،من المناضــل الوحــدوي في نقابة االتحاد المغربي للشغل الصديق عبد السالم الميموني، إلى التضامن مع عمال شركة «أمانور» في صراعهم النقابي ومقاومتهم للقرش األبيض واألسنان المهندة لمجنديه من جنس ألواننا (الفاقعة) ،حملت ثقل أطرافي المتهالكة من فرط طاحونة اليومي ،وتزودت ببعض ما بقي في الرأس والقلب من حب وتضامن مع المقهورين ونقم على أكلة اللحوم البشرية، وقصدت ،صبيحة األحد فاتح دجنبر الجاري ،مقر نقابتنا العتيدة «االتحاد المغربي للشغل» في جـــو مفعم بروح التضامن ..كل التضامن. وللتذكير فقط ،لم تسمح الظروف الخاصة والعامة للداعي لكم بالخير بزيارة مقر االتحاد (في حلته الجديدة) منذ أن كان المناضل الفذ المعتقل اليساري سابقاً عزيزنا مصطفى بنهادي (بوقرطاس) مكلفاً بالشؤون اإلدارية لالتحاد المحلي ،حتى وإن كنت أحضر في مسيرات فاتح ماي التي تتوج بخطاب العيد األممي من منصة خارجية ...غير أن انتماءنا إلى المركزية النقابية األولى في المغرب (تاريخياً وتمثي ً ال) لم تشبه شائبة ولم تنب عنه نائبة ،ولم يبلغ اختالفنا ،يوم ما ،مع من سبقنا أو لحق بنا ،حدود القطيعة أو العداء ،وظل احترامنا لمقررات المؤتمرات واجباً ،رغم المالحظات ووجهات النظر الخاصة... أنا اآلن في باب مقر االتحاد ،تجاوزت بائع عصير البرتقال (التاريخي) ..أولى المالحظات :عرف المقر إصالحات هامة على مستوى البنى التحتية ..سأصعد الدرجات إلى الطابق األول لكي أرى ما إذا كانت (البنيات الفوقية) عرفت هي األخرى إصالحاً ..وهي مناسبة جميلة لزيارة صديقنا العزيز علي عبد الصادق الكاتب العام الحالي لالتحاد بطنجة... إلى هنا ،كل شيء يبدو «يمّاد د عادي»... غير أن الغريب والمحزن والحافر في الخاطر ،هو أن ننسى موضوع التضامن مع عمال أمانور كما يجب ،وننشغل بالالمعقول و’’الخرذالي» فيما آلت إليه األمور في (العقلية النقابية) لسيدة لم تشب في غمار مبادئ وهوية االتحاد المبنية على أسس الوحدة و االستقاللية والديمقراطية ...وشابت في الوقت بدل الضائع للمنظمة التي دخلها الريح من كل جانب سعياً من الجهات التي في البال إلى جعلها مهابة الجانب... الحاصل :صادف مجيئنا انعقاد مؤتمر فرع «االتحاد التقدمي لنساء المغرب» المنضوي تحت لواء الالتحاد المغربي للشغل، داخل القاعة الكبرى ،في سياق المطالبة بحماية المرأة من كل أشكال التمييز والعنف ...وقبل أن تنطلق أشغال المؤتمر، خرجت السيدة تلك ،فاتحة شهية الصراخ لديها في وجوهنا نحن مناضلين في صفوف الشبيبة العاملة على ما أذكر ،وأعضاء الجامعة الوطنية للتعليم ،وربما ممثلين نقابين في القطاع الخاص وأنا ،مع أن أحداً منا لم يلج القاعة التي كانت تضم المؤتمرات ،وال زاحم النساء التقدميات ،يا حسرة ،فيما هنّ منكبات عليه ،مع العلم أن المقر يحتوي على مكتب الكاتب العام وغرف أخرى ومكاتب، تضم اجتماعات الممثلين النقابيين لمختلف القطاعات وفق جدول زمني محدد ،وال يحجز المقر كله لفرع أو فصيل بعينه ...السيدة التقدمية أسمعتنا كالما قاسياً باعتبارنا (رجا ًال) اقتحموا بوقاحة وقلة أدب فضا ًء حريمياً مغلقاً ..وطردتنا كما يطرد الذكور من مدخل حمام «العياالت» ...لألسف. غمغمت ،لحظتها ،ببعض الكالم الذي لن يقدم شيء أمام الذي جرى ،وما كنت أعلم أنه صار يجري ويدور في مؤسسة نقابية عمالية راكمت المنجز تلو المنجز على درب النضال الذي ينتصر للمرأة باعتبارها عنصراً فاع ً ال في العمل النقابي وليس مجرد كورال يصطف في الخلف للزينة والزغاريد وهلم حريماً...
• نلتقي!
رئيس التحرير :
محمد العطالتي
عبد الإلـه املـوي�سـي
atlati.mohammed@gmail.com قبل أيام معدودة ،وعبر تطبيقات تواصلية انتشر بين جمهور عريض من الناس ،مقطع من فيديو لحوار كـــان قد أجـــراه الصحفي، المعتقل على خلفيـة أحــداث الريــف ،حميد المهداوي مع رئيــس جهـة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة آنذاك إلياس العماري ،و ربما كان موضوع هذا الحوار هو الوضع السياسي في البلد المعبر عنه وقتئذ بعدم قدرة بنكيران على تشكيل حكومة جديدة لواليته الثانية المفترضة. المقطــع موضــوع التداول الواسع ،عبر التطبيقات االلكترونية ،و المجتزء من حوار مطول ال يبلغ سوى ثوان معدودة ،و رغم قصر مدته إلى أن ضيف الحوار العماري كرر لست مرات كلمة «مضحكة» بالدارجة المغربية هي «البزولة» ،و هي مصطلح يعني في معجــم اللغــة العربيــة الداللـة على «الضِّرع» الذي يُرْضع منه اللبن ،و حسب تحليل السيد إلياس العماري الذي يمكـن استنتاجه من المقطع المذكور ،فإن أصــل المشكلة السياسية في المغرب هي الصراع على اإلمساك بمصادر «التعيـش» ،وهي ذات المصادر التي أطلـق عليها السيد الياس العماري اسم «البزولة»، كتلخيص شامل منه لطبيعة الصراع السياسي في المغرب. و الحقيقة أن إلياس العماري ،الرئيس السابق للجهة و اليساري السابق ،و األمين
العام السابق ،و بحكم احتكاك الرجل المباشر بأركان السلطــة القائمــة ،احتكاكـا استمـــر فترة ليسـت بالقصيرة ،فاألرجـح أنه تمكن، عبر التجريب و الممارسة الفعلية و دون أية تعقيدات نظرية و تجريدية ،من استخالص الدروس المناسبة و العبر المالئمة ،وذلك قبل االنتهاء بخالصة مفادها هو أن جوهر «الصراع السياسي» يقوم بالمغرب على قاعدة اإلمساك بمصادر « اللبن». لقد فســر العمــاري ،من خالل مقطـــع الفيديو ،الذي ال تتعدى مدته الزمنية ثالثين ثانية ،أن سبب إحجام الحكومة عن استكمال التشريعات المالئمة إلدارة األوضاع بشكل «عادل» هــو عدم الرغبة في التخلي عن لذة مذاق «البزولـة» و تولي ،بدل ذلك ،مهمة اإلمساك بقرني «البقرة» ليتمكن المنتظرون من بلوغ دورهــم في إمســاك «البزولـــة» بأفواههم. الخالصــة التي اقتنـــع بها الرفيق إلياس العماري ،عبر عنها بشكل صريـــح و عـفــــوي للغايــة ،و ربمــا كان الســر في تلك الصراحــة و العفوية أن الرجل كان ،كعادته ،يفكر باللغة الريفية و ينطق ،في حديثه ،باللغة الدارجة ،ما جعله رسوال أمينا جاء ليبشر ببداية التأسيس الفعلي لنظرية جديدة في علم السياسة قد تحمل في غالب الظن اسم « صراع البزّو َلة في المغرب».
هيئة التحرير :
عبد اللطيف �شهبون زبيـدة الورياغلـي �أ�سامـة الزكــاري ر�ضوان احدادو هدى املجاطـي محمد �إمغــران محمد وطـــا�ش محمد العطـالتي محمد �سـدحــي عبد احلـي مفتـاح م�صطفى ال�سباعي اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
محمد طارق بخات اإلخراج والتصفيف:
«جريدة ال�شمال» عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مـكـــرر ،زنقـة عمــر بــن عبد العزيز ـ طنجــة ـ الهاتــف : 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 الفاكــ�س : 05.39.94.57.09 الربيد الإلكرتوين : info@achamal.com achamal2000 @gmail.com سحب من هذا العدد :
� 10آالف ن�سخــة التوزيع:
�سبـريــ�س Sapress الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
I.S.S.N : 1114-1832
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
درد
شة
م�صطفى حجاج
دردشة حين احتضنني فضاء متحف المقاومة وجيش التحرير ،عشية 16نوفمبر ،2019لم أكن أتوقع أن أجد نفسي في حضرة فرقة من الصيادلة ،تابعة لجمعية رباط الفتح ،استهوتها الموسيقى الغرناطية ،فأسّست أًسُسَهَا تحت اسم «كورال ماندولين» ،وانطلقت تشدو بأعذب األلحان ،وأرق األنغام ،وتنشر عًُرفها الطيّب في كل مكان. وما يعجبك في هذه المجموعة الفنية من الهواة ،ومحبّي هذا النوع من الطرب ،أنها تضم الكبير والصغير ،والرجل والمرأة ،والشاب والشابة .الكل يردد في صوت متناغم -على إيقاع اآللة التي يعزف عليها -مقطوعات َّ آية في فن الكلمة الموزونة ،تحت إشراف قائد الفرقة الفنان رشيد التُّومي ،الذي يحتضنُ هو اآلخر «ماندُولينه». والشيء الذي سرَّني وأثلج صدريَّ . أن الحضور كان متميزاً كمّاً ونوعاً .والشيء الذي سرني أكثر ،أن جميع المدعوين والمدعوات تجاوبوا مع الفرقة ،ورددوا معها عدداً من المقاطع،وشجعوها بمشاركتهم وتصفيقاتهم. وهنا وَجدْتني أَشدُّ على يد الرئيس المنتدب لجمعية تطاون أسمير ،األخ عبد السالم
الشعشوع ،ألنه رحب بهذه المجموعة ،حين التمستْ منه أن يشاركها في تنظيم هذه التظاهرة الفنية ،وفتح لها صدره ،واختار لها هذا الفضاء المناسب :دار ابن عبود بعبقها التاريخي ،وفضائها الرحب .فال يستقيم فنُّ اآللة األندلسية أو فن الطرب الغرناطي األصيل ،إال في مثل هذه الدُّور التاريخية. فإقامة حفل ،أياً كان هذا الحفل ،وكيفما كان هذا الحفل ،ال بُدَّ له من شروط ،أهمُّها في نظري استقطابُ الجُمهور. َ ولعل صيادلتنا عرفوا كيف يستَميلون المدعوّين ،وكيف يختارون المادَّة المناسبة.
والحق ،أننا في حاجة ماسَّة ألمثال هذه الجلسات ،وألمثال هذه األمسيات .فقد مللنا وسئمنا المحاضرات والندوات ،وتاقت نفوسنا وآذاننا لسماع أحلى وأعذب النغمات. َ تحية شكر وامتنان ،وتقدير واحترام ،لجمعية الصيادلة المغاربة :فرع تطوان ،ولجمعية تطوان أسمير ،على تشريفي بالدعوة ،وعلى حسن االستقبال وكرم الضيافة.
َّ رَن الهاتف جزعّ ... رَن مرة أخرى... رن الهاتف في آخر المساء ،ربما خطأ ،خبر غير مهم ،شح االعتماد ...رن مرة ثانية ،ربما المرسل لديه حاجة ،طلب معلومة ،دعوة ،نبأ عاجل...كان الصوت معروفا لكنه حاد ومتشقق ،ما الخطب...؟. أريد رقم هاتف م.س. انتظر دقيقة سأبحث عنه في قائمة األرقام. أنا في الحي ولكنني ال أعرف منزلالدكتور... هل هي زيارة عمل أم مودة؟. زيارة مودة؛ وأضاف بحدة تشبه اللوم:الدكتور مريض... يا آاااهلل.! دار رأسه دوارن الغيوم ،ثم أخذته موجة تأنيب فإحساس بالتقصير ،ألن الدكتور... بالنسبة إليه قمر في القلب ال يأفل وشمس في العقل ال تغيب ،لكنه استغرب كيف لم تنقد يده لحسه المرهف وحدسه العميق، وهو لم يره منذ مدة؛ فحتى في عيد هذه السنة لم يجتمعوا تحت ظــــالل شجـرة الفقيدة أمه ،لم يكن عليه ببساطة إال نقر رقمه المحفوظ في هاتفيه ليسمع صوته المليء بالرقة والكرم ،والذي يغمره دائما باالطمئنان ويشعـــره بالتفــاؤل وينعشه قهقهةباالنشراح... نقر للتو رقم م.س ليخبر ويستخبر، سمع وجوما في صوته. أهال وسهال. • كيف الحال؟. • الحمد هلل.! • لم يكذبه إحساسه وحدسه ،إن األمر جلل ،وكأن حطام كل الدنيا نزل عليه .ران الصمت بينهما ،ولم يزد أن قال باستسالم: سلم لي عليه بحرارة ،سأعيد • االتصال قريبا. الهاتف تحول في يده إلى قطعة جمر ،تطايرت شراراته في كل جانب (صحة المرء للسقام طريق #وطريق الفناء هذا البقاء...وما أنفاسنا إال حساب# وما حركاتنا إال فناء) ،ولف الذهول المكان ،و عاد حزن الزمان ،جرح آخر ينغرس في جرح لم يندمل كانغراس النصال على موضع النصال. تكررت بقلق النقرات على أرقام األحباب ( أخاك أخاك إن من ال أخا له= كساع إلى الهيجا بغير سالح) ،اهتزت غصون الشجرة جزعا لهول االبتالء فكأن لتغاريدها نحيب على الجذع الذي مسه سقم.
3
عبد الحي مفتاح
... ( نحلت إلى أن كدت أنكر صورتي وأخشى لفرط السقم أن أتنهدا مبيتي على الوثير ليانه وأحسبني فوق األسنة والمدى كأن خيوط المهد صارت عقاربا كأن وسادي قد تحول جلمدا). ... ( وما المرء إال بإخوانه كما تقبض الكف بالمعصم و الخير في الكف مقطوعة وال خير في الساعد األجذم) ... و ( ال تضجرن مريضا جئت عائده= إن العيادة يوم إثر يومين) ولكن هيهات فشوق اللقاء ال يزيد إال عطشا! ... ... رن الهاتــف ليال مــرة أخــرى بعد أيام معدودات ،إنه الصوت المستعجل للطبيب الصديق. • أهال وسهال. • كيف الحال؟. • الحمد هلل. نزل النبأ جرعـات كالبوارق والصواعق عليه ،كانت معظم أغصان الشجرة مجتمعة تدير شجون الحديث الذي ال يعلو عليه حادث، سمع الكل مادار بين الطبيب وصديقه ،تالقت النظرات في شدة ،اختلت موازيـن المكـان، وبسرعة الخيال كانت السيارة تمخر بهم عباب الطريق المظلم في سباق مع الزمن لعل... وأزيز محركها في تنافر مع الصمت الذي ال تقطعه إال اتصاالت متكررة مع بقية أغصان الشجرة هناك... حطت السيارة رحالها وهي تتبع األخرى كي ال تضيع العنوان ،صعدنا، صمت وقرح في العيون ثم انهيار... ال إله إال اهلل (نعلل بالدواء إذا مرضنا= فهل يشفي من الموت الدواء... ونختار الطبيب فهل طبيب= يؤخر ما يقدمه القضاء) احتد العناق(،الحزن يقلق والتجمل يردع= والدمع بينهما عصي طيع) ،ثم انهمر الدمع مدرارا ...فخيم صمت يشبه الغربة األبدية...
ندوة :التطرف العنيف بالمغرب 4/2 عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
وقائع الجلسة األولى: - 1قــدم أ.د المحجوب الهيبــة عرضــا مركـزا حـول المقاربة المؤسساتية لمواجهة التطـرف العنيف؛ معتمدا على توصيف أفقي للظاهرة ،وما تطرحه من إشكاليات على المستويين الوطني والدولي..مؤكدا أن التطرف العنيف انتهاك لمبادئ حقوق ومقاصد األمم المتحدة ،وتهديد يسعى إلى تقويض شروط السالم والتنمية المستدامة؛ مشيرا إلى أن التطرف العنيف يهدد أمم األرض كلها «مع مالحظة كونه ظاهرة معقدة لم يضبط لحد اآلن لها تعريف أوحد شمال» لفكر وممارسة جماعات «القاعدة» «داعش» «بوكو حرام» وهي ذات نتائج وخيمة على الكرامة اآلدمية والسلم اإلنساني.. وألمح الدكتور الهيبة إلى أن سوء الحكامة في التدبير عامل حاسم في تنامي التطرف واستفحال أزمات إنسانية ميسمها الرئيس التدفقات المليونية للبشر من جهة إلى أخرى نشدانا للسالم. ولم يفت الدكتور الهيبة اإللماع إلى يقظة المغرب في مواجهة مخاطر محتملة ..مشيرا إلى أن محاربة التطرف يتعين أن تكون مرجعيتها موافقة لميثاق األمم المتحدة. وإذا كان نطــاق التطـرف في اتساع؛ فاألمـر يستدعي التحصن بخطة العمل للوقايـــة من التطــرف العنيـــف؛ فالتدابير األمنية صلبة مطلوبة لكنها غير كافية لمواجهة شر مستطير ..وهذا يستدعي في نظر الهيبة: مالءمة وتكييف كافة التدابير المتعلقة بمناهضةالتطرف العنيف. تطبيق برامج خاصة في سياقات وفئات محددة تغطيمجاالت واسعة.. االنفتاح على شبكات الستباق التنظيمات والحركاتالعنيفة.. تعزيزعمل المنظمات غير الحكومية.. تعزيز العمل اإلعالمي. تعزيز وتحفيز وتطوير كافة الشراكات العاملة فيالمجال (حكومية وغير حكومية). إعادة النظر في كافة المفاهيم والنزاعات بشكليأخذ بعين االعتبار السياقات المحلية. تشجيع البحث العلمي حول الوقاية من التطرف.وقبل أن يختم الدكتور الهيبة عرضه الحظ: أ ـ أن أوجه غموض ما زالت تعرفهـا مشاريــع األمم المتحدة؛ وهذا أمر يلحق ضررا بالغا بحقوق اإلنسان. ب ـ منــذ سنــة 2017واألمـم المتحدة تباشر مكافحة اإلرهاب في 47دولة ،لكنهــا تواجه تحديــات كبيرة في صياغة برامج وقائية! ج -تعزيز حقوق اإلنسان يعرف تحديا كبيرا ألسباب منها:/ • إعطاء األولوية للدولة. • توسيع صالحيات الشرطة والمخابرات لقمع عمل المجتمع المدني.. • مباشرة «اعتقاالت وقائية». • ضعف الحكامة في التدبير العام. • المبالغة في استعمال العنف باسم مكافحة اإلرهاب. • توسع نطاق االنطواء الهوياتي باسم الدين أو باسم ثقافة منغلقة!..؟ • ضعف الخبرة.. • مشكلة التمويل...
الشمال الفني 4
إشراف الفنان يوسف سعدون
العدد 1023ـ الثالثاء 10إلى 16ديسمبر 2019
كبار الوجوه السينمائية العالمية بمهرجان مراكش السينمائي خالل دورته الـ 18
عرفت الدورة الـ 18من المهرجان الدولي للسينما بمدينة مراكش، الذي أقيم خالل الفترة بين 29نونبر و 7دجنبر الجاري تنظيم عدد من نجوم السينما العالمية لقاءات خالل مشاركتهم جمعتهم بمحبتي الفن السابع. وقد افتتحت اللقــاء األول خـالل اليوم الثاني للمهرجـان ،الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار ،التي شاركت في عدد من األفالم العالمية ونالت مجموعة من الجوائز .وخالل اليوم الثالث التقى حضور المهرجان بالفنانة اإليرانية غولشفيته فرحاني.
ويوم الثالثاء 2دجنبر عرف المهرجان لقاء مع المنتج البريطاني جريمي طوماس والمخرج الفرنسي برتراند تافرنيي.
وكان المهرجان الذي اختتم السبت ،استضاف العام الماضي المخرج األمريكي مارتن سكورسيزي والممثل الشهير روبرت دي نيرو. وقال الممثل األمريكي وسط تصفيق الحضور الحار «أنا أنتمي إلى عائلة رواة ،وعندما كنت طف ً ال كنت أقف مدهوشاً كلما سمعت عبارة (كان يا مكان) ،ألن القصص تسحرنا وتلهمنا ويمكنها أن تقيم رابطاً فيما بيننا». ومضى يقول «نعيش اليوم في عالم متشعب يبدو فيه أن الظلمات لها الغلبة ،لذا أنشأت معهد ساندانس لدعم األصوات المستقلة التي ال تجد مكانها في الثقافة المهيمنة». وقد سلمته بعد ذلك المخرجة الفرنسية ريبيكا سلوتوفسكي والممثلة الفرنسية اإليطالية كيارا ماستروياني ،الجائزة الفخرية. ويُعتبر روبرت ريدفورد أسطورة في أوساط السينما ،فض ً ال عن أنه مناضل من أجل قضية السينما المستقلة والبيئة.
مهرجان األناقة والموضا
على السجادة الحمراء لقصر المؤتمرات في مراكش ،تنافست الممثالت على األناقة والسحر لحضور حفل افتتاح الدورة الثامنة عشرة للمهرجان السينمائي الدولي .إذاً قامت تيلدا سوينتون ،رئيسة لجنة التحكيم بالسير على السجادة الحمراء بتايور وردي زاهي اللون من توقيع المصمم الفرنسي حيدر أكرمان ،ولعبت كيارا ماستروياني بطاقة الرصانة المهيبة في ثوب أسود طويل.
عشر .طوال األمسية الخاصة ،قدّم الضيوف عرضًا من المالبس المدهشة .على ذراع مصمم األحذية كريستيان لوبوتان ،بدت فريدة خلفة باروكيّة أكثر من أي وقت مضى من خالل اختيار بذلة مطبّعة بالجاكار .من جانبها ،اختارت الممثلة اإليطالية سفيفا ألفيتي البهجة من خالل زي لتومي هيلفيغر في ثوب من الساتان الشفاف. وإذا كان هناك إطاللة أدهشت الجميع ،فهي بالفعل اإلطاللة السوداء الكاملة لماريون كوتيارد .قدمت ممثلة « »La Mômeانطباعًا أنيقا دائمًا من خالل تحيّتها الخاصة لدار شانيل .لهذه المناسبة ،بدت الممثلة الفرنسية في قمة األناقة حيث ظهرت بقميص مع خط عنق جميل وتنورة طويلة منسدلة بنعومة من مجموعة شانيل -األلبسة الجاهزة لربيع وصيف عام .2020
الفنانة اإليرانية
غولشفيته فرحاني
السينما األكرانيــة حضرت بدورها في المهرجـان ،عبر المخرج األوكراني سيرجي لوزينستا ،بالقاعة الملكية لقصر المؤتمرات خالل اليوم الرابع من فعاليات الدورة الثامنة عشر. كما عقد صاحب فيلم يد إلهية ( )2002الذي فــاز بجائزة لجنـة التحكيم بمهرجان كان سنة ،2002الفلسطيني إيليا سليمان ،لقاء ونقاشا مع معجبيه ومحبي السينما. وعرف الختام يوم الجمعــة ،2019/12/07حفــل تكريـم عمــالق السينما األمريكية روبرت ريدفورد ،الذي قاسم الحضور تجربته الطويلة مخرجا ووممثال في عوالم «هوليوود». هكذا تسلم الممثل والمخرج والمنتج األمريكي روبرت ريدفورد مساء الجمعة ،جائزة فخريــة تكرِّم مجمــل مسيرتــه خالل مهرجان مراكش الدولي للفيلم ،مع وقوف الحضور مصفقاً له. وقال ريدفورد البالغ 83عاماً وهو الضيف الرئيس في الدورة الـ18 من مهرجان مراكش الدولي للفيلم «زرت مراكش للمرة األخيرة سنة 2001خالل تصوير فيلم سباي غايم ،وأنا سعيد جداً بالعودة».
األيقونة الهندية
بريانكا شوبرا
في مكان ليس ببعيد عنهما ،اختارت نعومي واتس المزيد من الصقل في ثوب مع أزهار مطرزة من دار إيرديم. ممثالت أخريات لم يفتقرن إلى الجرأة على السجادة الحمراء أيضاً. فبعد إلقاء الضوء على أرضية ،Dance with the Starsكانت ليندا هاردي تشع ،تقريبا بدون مكياج ،في ثوب من الساتان الذهبي يذكرنا مباشر ًة بغرفة المالبس لدى الطبقة األرستقراطية في القرن التاسع
الممثلة الفرنسية
ماريون كوتيار،
العدد 1023
الشمال الفني
«بيـــان فـنـي » « بيــان فـنـــي» إعداد :يوسف سعدون
بيان فني ،هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة من المبدعين ،يقدم عبرها الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم ،وهو غير ملزم ألي جهة.. بيان هذا العدد يوقعه التشكيلي والناقد الفني بنيون�س عمريو�ش
أنا الموقع أسفله:
بنيونس عميروش من مواليد مدينة وجدة ،فنان تشكيلي وناقد فني. مفتش منسق جهوي لمادتَيْ التربية التشكيلية والفنون التطبيقية بأكاديمية جهة الدار البيضاء -سطات للتربية والتكوين ،أستاذتاريخ الفن الحديث والجماليات معتمد بالمدرسة العليا لألساتذة بمكناس -جامعة موالي إسماعيل :الماستر المتخصص في التعليم الفني والتربية الجمالية ( ،)2016 2012-وبكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية -جامعة المولى إسماعيل بمكناس :مسلك التاريخ والحضارات ( .)2009 – 2004رئيس الجمعية المغربية للنقد الفني ،عضو مكتب الجمعية المغربية للفنون التشكيلية ،عضو مكتب النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين ،عضو اتحاد كتاب المغرب ،عضو االستشارة الثقافية والفنية واإلعالمية بمركز المولى إسماعيل للدراسات واألبحاث في اللغة واآلداب والفنون -جامعة المولى إسماعيل بمكناس ،عضو المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة ،عضو الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي ،عضو شرفي بجمعية الباحثين الشباب في اللغة واألدب بكلية آداب مكناس .رئيس سابق لجمعية «أنفاس» للفنون التشكيلية بمكناس ( .)96 - 95 ،93 - 1992عضو هيئة تحرير مجلة «الفنون» التي تصدرها وزارة الثقافة واالتصال بالمغرب .مؤلف ومترجم للعديد من المقاالت والدراسات حول الفنون التشكيلية والصورة عموما منشورة في الصحف المغربية واللندنية ولوموند ديبلوماتيك ،وفي العديد من المجالت العربية المحكمة .متعاون بمجلة «زنار» للفنون المعاصرة والتراث البصري سابقا ،عضو هيئة تحرير مجلة «Matrice »des artsسابقا .صحفي متعاون مكلف بالكتابة حول الفن سابقا (يومية «العلم»، أسبوعية «الصحيفة» ،أسبوعية «األخبار المغربية») .صدر له :قراءات في التصوير المغربي المعاصر -الجزء األول ،منشورات اتحاد كتاب المغرب ،2015 ،وله قيد الطبع :الجزء الثاني بنفس العنوان عن منشورات مقاربات بفاس .فضال عن عديد اإلصدارات باالشتراك مع مجموعة من الباحثين .نظم عدة معارض فردية وشارك في العديد من المعارض واللقاءات الفنية بالمغرب وخارجه .حائز على جائزة لجنة التحكيم بالصالون الدولي السادس للفن المعاصر حول الموسيقى -أنجو بفرنسا في .1996
المسار الفني
تعود أولى معارضي الفردية إلى 1983ببهو مندوبية السياحة بوجدة، كتدشين لوضع الممارسة التشكيلية على محمل الجد ،وقد باتت إحدى هواياتي المفضلة منذ الصغر .مثل هذا المقام ،يدفعني للنبش عن البدايات الستقدام أول «الكتابة» وأول «الرسم» ،أيهما األسبق إذن؟ في الصفوف االبتدائية كنت أعمل على تحسين خطي (مادة الخط) ،علما أن تجويد الخط يتطلب رسم الحرف بالريشة طبقا لقواعد المقاييس .من رسم الحرف والدفع به نحو خط الرقعة في الكِبَر ،تحولت آنئذ إلى رسم المشاهد والنماذج والشخوص نقال عن الرسوم التوضيحي ة �Illus trationsالجذابة ،المطبوعة بكتاب «التالوة» (سلسلة «إقرأ» ألحمد بوكماخ) ،ما سيمنحني التميز في قسم «الشهادة» (القسم النهائي ابتدائي) بتحفيز من معلمي السي الطيب الزروقي الذي كان ينوه برسوماتي التي كنت أنجزها على صفحات دفتر المحفوظات .في السلك الثانوي األول بدأت أرسم البورتريهات وأشارك بتصاويري في أنشطة المؤسسة ،وكنت حينها أتقن رسم القلوب والورود التي كنت أنقشها على صفحات دفتر ذكريات فتيات الفصل ،ورود مصحوبة بكتابة شذرية قريبة من الغزل .هكذا ظلت الكتابة رفيقة دائمة للرسم ،بداية من الوقت الذي انبثق فيه الرسم «الفني» كامتداد لرسم الخط .لعل هذا المَيْل األولي الموسوم بالمزاوجة «الكتابية» ،بات يتأرجح بين ركود ونشاط ،إلى أن اتخذ إيقاع سَيْره، ليصير باكرا محور وجود وحياة .صاحَبت الخواطر واإلنشاءات «المدرسية» الرسوم التعليمية التي تتوسل بالنقل والمحاكاة .بعد التكوين الموصول بمرحلة النضج ،ال بد وأن يتخذ المسار خطا تصاعديا ،يقوم على الوعي بجدوى التعبير التشكيلي ،وما يترتب عنه من التزامات وبحوث وتجديد المعارف التقنية منها والنظرية على حد سواء ،ضمن ديمومة ذاتية تتوغل في صلب الحياة.
المشروع الفني :بين التشكيل والنقد الفني
إن الدوافع التي تعمل على تحفيز ديمومة اإلنتاجية في الكتابة حول الفن
لدي ،إنما هي تناسل طبيعي لفعل التصوير Peintureذاته .الكتابة بالنسبة إلي مسألة مالزمة للنَّ َفس اإلبداعي ،فإنجاز لوحة أو إنجاز نص ،ينبعثان من فعل الكتابة وبفعل الكتابة .وحتى في زمن الكتابة والتأمل الفكري ،فإني -بطريقة أو َ بوَساطتِه بناء عمل فني أو أصوغ من خالله أفكارا بأخرى -أمارس «تصويرا» ،أعيد تمس مسألة جمالية ،إذ تضعني الكتابة في موقف المتأمل الذي يصبو إلى التأليف والمعرفة الفكرية والعلمية على الدوام .بمعنى آخر ،أجد نفسي متموضعا بأريحية فائقة بين ّ خطيْن« ،المُنْحَني» ( )La courbeو»المستقيم» ،أي بين خط الجمال وخط الواجب :باألول أمارس اإلبداع التشكيلي وبالثاني أمارس الكتابة النقدية .من ثمة ،تبقى كال الممارستَيْن التشكيلية والنقدية عندي كتابة .وإن كنت أقر بأني مشدود أكثر إلى اإلبداع التشكيلي ،إلى خط الجمال بوصفه «األصل» ،فإني أعترف بقيمة خط الواجب :الكتابة النقدية علمتني كيف أمنح مكاني لآلخرين. يظل البحث في َّ شقيْه التطبيقي والتنظيري ،في المنطلق والمنتهى ،تنقيبا عن مكامن السحر في العمل الفني ،بوصفه جوابا رامزا وإيحائيا على أسئلة كثيرة واع بذلك .ومن ثم، تثيرها الحياة في مواجهة الفنان ،وقد يكون الفنان نفسه غير ٍ فإن تأمل مثل هذا األمر يبدو في غاية من األهمية .ومثل هذا المقام يدفعنا لتأمل ذواتنا والغوص في أسرارها ومتاهاتها ،علنا نقترب من أجسادنا .وعليه ،أعتبر اللوحة امتدادا ألصابعي ،وال يمكن بأي حال من األحوال أن تتشكل بعيدا عن جسدي، فهي بهذا المعنى جسدي اآلخر المتعدد الغامض والهارب ،والذي ال يُتاح لي دائما الحديث إليه .إنها جسدي الخاص في مقابل جسدي العام العادي اليومي ،الماثل َّ المُشَكلة من أشياء ذات أبعاد لألنظار واألعيان .وعليه ،فإن اللوحة جسدي اآلخر، مادية ورمزية ونفسية ومن تصورات وتجارب وذكريات ،واللغة جذر من هذه األبعاد والتصورات والتجارب والذكريا.
واقع التشكيل بالمغرب
عرفت األلفية الجديدة عديد المنجزات على مستوى البنيات التي يمكن أن تساهم في تقدم الحقل التشكيلي بالمغرب ،كازدياد عدد القاعات الخاصة بالعواصم (الدار البيضاء ،الرباط ،مراكش ،طنجة) ،وتخصيص الدعم للقطاع التشكيلي كسائر الفنون األخرى من لدن وزارة الثقافة ،واهتمام مؤسسات الرعاية التابعة للمؤسسات البنكية بتنظيم المعارض الفنية ،وتحريك عجلة المؤسسات الخاصة بالبيع العلني ،إضافة على إنشاء متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط ...كل هذه التحوالت اإليجابية ستخلق الحوافز لتوسيع دائرة الناشطين في المجال التشكيلي من تشكيليين وجُمّاع Collectionneurs وتجار اللوحات ومختلف الوسطاء .يمكن القول ،مقارنة مع الماضي القريب ،لقد صار بإمكان عدد من الفنانين المحترفين العيش من عائدات أعمالهم ولو ببعض الصعوبة ،غير أن القطاع ما زال في حاجة إلى المزيد من التنظيم ،فيما يتعلق بالجانب التشريعي والقانوني وما يمس الخبرة وحقوق المؤلف .مع األلفية الجديدة الموصولة بتنامي استعمال التكنولوجيا الرقمية وما يتصل بها من وسائل االتصال الحديثة ،صار بإمكان الفنان التشكيلي عرض لوحاته ضمن شبكة األنترنيت، الستقطاب المقتنين ومدراء القاعات والمهتمين بعامة .كما انفتح اإلعالم بشكل أكثر على الفن التشكيلي وخاصة اإلعالم الرقمي ،بالرغم مما يقال عنه ،وبالرغم من تزكيته لعديد الدخالء المعدمي الموهبة ،بحيث ال يمكن الحديث عن صحافة فنية متخصصة كما هو األمر في العالم الغربي .بطيعة الحال ،ما زال هناك إقبال أكثر على أعمال الفنانين الرواد ،إذ تُباع أعمالهم ولمرات كثيرة لتصعيد الربح ،في الوقت الذي برزت في الساحة أسماء األجيال الجديدة وبأساليب ذات بال ،غير أن انتشارها في السوق يبقى محدودا مقارنة مع األوائل.
كلمة أخيرة
في الخَتْم أحب أن أعرب عن شكري لجريدة الشمال ،ومن خاللها أشكر الصديق الفنان المثقف يوسف سعدون الذي ما زال يصر على بعث الفن وثقافة الفن على ضفاف «الشمال» الغراء.
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
5
فوضى إبداعية برواق ضفاف بالرباط
تحت إشراف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخــارج ،يعــرض الفنان التشكيلي الفرنسي من أصل مغربي جان نوما كو JEAN « NUMA CAUXفوضاه اإليداعية» برواق ضفاف بالرباط من 21نونبر إلى غاية 20دجنبر. 2019 وهذا الفنان هو فرنسي من أصول مغربية ،فنان معاصر،من مواليد مدينة مراكش التي رضع من ثدي فضاءاتها ومن تنوع خصائصها عشق الفن فشكلت له مصدرا رئيسيا ومهما لإلبداع،مراكش هذه،بأصالتها ،وفضاءاتهــا الساحرة ،وبحدائق ماجوريل بزرقته النيلية المتميزة ،هي ملهمته بامتياز،ومنها انطلقت خطواته األولى لعوالم الفنون، عبر لوحاته المعروضة في هذا المعرض الباذخ،يكشف لنا الفنان جان نوما كو جزءا من عالمه وهواجســـه وانفعاالته ،تجربتـــه شخصية ومتفردة،وتمتح من عوالم الفنون المعاصرة،يتقاسم لوحاته خليط من االنتماء،او باألحرى ،انتماء واحد ببعدين ،بعد جنوبي حيث دفء المولد،وبعد شمالي مصدر -حيث االستقرار- بفضاء ألوانه الباردة ،انتماؤه ل «هناك» يتعزز بارتباطه ل «هنا» وهو بهذا االنتماء المزدوج جغرافيا ،يتوفق غالبا في بسط مواضيع لوحاته التي نرى فيها عشقا مزدوجا لكنه متكافئ.
أعمالــــه تتميـــز بتركيبات وتناغـــم لأللوان رغم سيطرة األزرق ،وتزيد من قوة تعبيراتها، لطخات متحكم فيها تؤثث مكونات العمل، خطوطه المضافة والدفينة،وحركية فرشاته القوية،تشكالن بديال عن المادة ()La matierre أو باألحرى هي المادة حين تمارس العين خدعتها. المساحات اللونية عنده تتحول إلى هذه المادة وبتضاد األفقي والعمودي عبر خطوطه،يكون الفنان بصدد مقاربة جدلية الثابت والمتحرك والسكون والحركة التي تزخر بها الطبيعة والحياة. هو هكذا جــان نوما كو ،عاشـق لأللوان، فخور بانتماء مزدوج،وبهذا اإلحساس،يرسم لنا جسورا للتعايش بين عالمين يسكنانه.عالمين يمارس عبرهما طقوس إبداع جنوني ال حدود له،حريته اإلبداعية يستلهمها من حرية تنقله بين فضاءين،دونما تأشيرة سفر،أو إثبات هوية،هويته الوحيدة هي أعماله الفنية التي تتيح له السفر عبر أروقة فرنسا والمغرب ومن بعدها دول أخرى يبسط من خاللها رؤيته للعالم عبر تجربة صباغية معاصرة تواجه فوضى العالم بفوضاه التشكيلية... هو عبر هذه الفوضى ،وعبر السفر بجواز سفر اإلبــداع ،يقول كفى لهذه القتامـــة التي تغزو حياتنا،ومرحبا لفوضى تنبع من زرقة الحلم.
ي.س
وأخيرا ،مشروع «قانون التتبع» يرى النور من أجل إنصاف الفنانين وورثتهم صادق المجلس الحكومــي مؤخــرا على مشروع قانون التتبع الذي ينصف الفنان في حياته وكذلك ورثته بعد مماته ،وهذا المشروع يعطي الحق للفنــان الستفادة من نسبـــة مائوية من مبيعات منجزاته الفنية حينما يعاد بيعها ،وللوقوف أكثر على هذا المشروع ،كان لنا اتصال بالفنان محمد اإلدريسي المنصوري رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين وأدلى للشمال بالتصريح التالي : « أسفـــرت المناظــرة الوطنية للفنون التشكيليــة بالمغـــرب والتي انعقـــدت في دجنبر 2018على مجموعة من التوصيات أهمها المطالبة بإخراج قانون التتبع إلى الوجود ،والذي يعطي للفنان التشكيلي حق االستفادة من المردود المادي ألعماله في حالة إعادة بيعها وذلك على غرار ما هو معمــول به في الدول الغربية .وللحقيقة أقول ان وزير الثقافة السابق محمد األعرج له الفضل في إخراج هذا المشروع إلى الوجود من خالل لجنة مكونة من نقابتنا والمكتب المغربي لحقوق المؤلف. وحسب هذا المشروع فالفنان التشكيلي المغربي أصبــح له الحـق في االستفــادة من مبيعات اعماله الفنية إذا أما عيد بيعها بنسبة 5في المأائة ،وحتى بعد وفاته ،يمكن لورثته االستفادة بنفس النسبة لمدة مهمة قد تصل إلى حدود 70سنة،كما يتضمن القانون الجانب الزجري ويتمثل في فرض غرامة مالية لمن ال يمتثل لهذا القانون .وهذا كله في صالح الفنان حيث ان الواقع يحيلنا على حاالت
محمد اإلدريسي المنصوري
مأساوية لفنانين وورثتهم والذين يعيشون في ظروف مأساوية في الوقت الذي تباع لوحاتهم بالماليين ،هنا أسوق حالة الفنان المرحوم عباس صالدي الذي وصلت قيمة أعماله لـ 500 مليون سنتيم في الوقت الذي تعاني فيه أخته من الحاجة والفقر والمرض. وتجدر اإلشارة إلى أن وزير الثقافة واالتصال الحالي أحال هذا المشروع للمجلس الحكومي الذي صادق عليه وسيحـــال على البرلمـــان للمصادقة عليه.»..
ي.س
6
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
مجتمع ـ سياسة ـ حقوق فكري ولد علي
(مراسل من الحسيمة /الناظور)
بودرا :لم أكن ألحظى برئاسة المنظمة العالمية للمدن لوال إشعاع الدور الريادي لجاللة الملك قال رئيس الجمعية المغربيـــة لرؤساء مجالس الجماعات ،محمــد بودرا ،إن انتخاب المغرب على رأس المنظمة العالمية للمدن المتحدة والحكومات المحلية ،يعكس التموقع المتقدم للمغرب ضمن القارة اإلفريقية. واعتبرها نتيجة حتمية للثقة ،التي تضعها دول إفريقيا في المغرب ليكون صوتها بهذه المنظمة الدولية. وأكــد بودرا ،الذي كان يتحدث في لقـــاء صحافي الخميس 28نونبر 2019بالرباط ،أن نجاح المغرب في إحراز رئاسة هذه المنظمة جاء بفضل وحدة المنتخبين المغاربة واألفارقة. وشدد بودرا على أنه التتويج ،الذي يعزز رؤية المغرب المتصلة بإفريقيا وجهوده الرامية إلى التوحيد وتقوية موقع القارة في إطار رؤية ملكية داعمة للتكتل والوحدة اإلفريقيين. كذلك ،زاد بودرا ،الذي تم انتخابه رئيسا للمنظمة ،موضحا أن الثقة ،التي حظي بها المغرب ،حيث حصل مرشحه ،الذي هو ،على مائة صوت مقابل 60صوتا لمرشـــح روسيا و ـ50ـ صوتا لمرشــــح لشبونـــة (اسبانيا)، تعكـــس االعتراف بريـــادة المغـــرب على مستوى تحقيـــق الديمقراطية المحلية وتطوير الالمركزية وتنزيل الجهوية الموسعة ،وتحقيق التنمية المحلية. وزاد بودرا مؤكدا «لم أكن ألحظى برئاسة هذه المنظمة لوال إشعاع الدور الريادي للملك في توحيد الصف اإلفريقــي ودعم قضايــاه العادلة». وأبــرز بودرا أن توجــه المملكة ينسجم مع المرجعيات األممية وااللتزامات الدولية والقارية ذات األهداف العالمية ،وفي مقدمتها أهداف التنمية األممية برسم ،2030 واتفاق باريس حول التغيرات المناخية ،عبر االنخراط الفعلي في العديد من اإلطارات واالتفاقيات والمبادئ ،وذلك بإصدار قوانین ومخططات العمل اإلجرائية ،ترسيخا ألسس نموذج تنموي مستدام ومدمج يضع اإلنسان في صلب االهتمام. وشدد بودرا ،الذي هو رئيس المجلس الجماعي للحسيمة ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات ،على أن تتويج
محمد بودرا يراسل الوكالة الوطنية للموانئ في موضوع بناء سور يحجب الرؤية عن شاطئ «كيمادو» بالحسيمة بعد شروع شركة أوكلت من طرف الوكالة الوطنية للموانئ ،في تشييد حائط إسمنتي بمحيط شاطئ كيمادو الذي يعتبر رمزا للحسيمة والمحطة البحرية للحسيمة ،تسبب في حجب منظر الشاطئ والبحر ،ما يعكس سلبا على جمالية مدينتنا الغالية ،قمت باالتصال في هذا الصدد بالسيد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموانئ بالحسيمة ،اتفقنا على إعادة النظر في هذا السياج وتغييره انسجاما مع مبدأنا في الحفاط على جمالية مدينتنا. بالمناسبة أشكر السيد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموانئ لتفاعله اإليجابي في هذا الموضوع.
لنتضامن من أجل المرأة المغرب برئاسة هذه المنظمة العالمية يعكس الدور الريادي للملك محمد السادس في توحيد الصف اإلفريقي ونصرة قضاياه العادلة ،خاصة في ما يتعلـــق بالتنميــة المستدامة ودعم عالقات التعاون جنوب-جنوب. ولفت بودرا إلى أن مشاركة المغرب في القمة السادسة للمؤتمر العالمي للمنظمة، التي انعقدت بدوربان (جنوب إفريقيا) ما بين 11و 15من نونبر ،2019كانت نابعة من اإليمان بكــون الجماعات الترابية أصبحت تشكل إحدى الرافعــات الداعمـــة للتنمية وللدبلوماسية الرسمية ،على مستوى تعزيز العالقات الخارجية ،وتبادل الخبرات والتجارب مع مختلف الدول ،سواء ضمن إطار ثنائي أو متعدد األطراف أو دولي. وأوضــح بودرا قائــال في هذا السيـــاق : «ذهبنا كوفد مغربي موحد و لم نذهب لطرح أنفسنا كبديل للقيادة ورؤية متفردة ،كانت مشاركتنا انطالقا من إيماننا بكون الجماعات تشكل إحدى الرافعات للتنمية والديبلوماسية الرسمية على مستوى تعزيز العالقات الخارجية وتبادل الخبرات». وأثنى بودرا على االشتغال المكثف للوفد المغربي ،الذي وصفه بالرفيع لضمه مسؤولين عن الدبلوماسية الخارجية ومسؤولي وزارة الداخلية ممثلي مديرية الجماعات المحلية
فضال عن المنتخبين الترابيين أعضاء الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية . وأشار بودرا ،في هــذا الصــدد ،إلى أن الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات سعت منذ تأسيسهــا إلى توطيــد حضـــورها وعالقتها باالنضمام إلى المنظمات والهيئات والشبكات الدولية والقارية واإلقليمية ،بهدف المساهمة في تعزيز القيم الدولية والوطنية للتضامن حـــول قضايــا التنمية المستدامة، والعدالة المجالية ،ومواجهة إكراهات التغيرات المناخية والبيئية. ولفت بودرا أن المغرب مدعو خالل واليته هذه ،التي تمتد على ثالث سنوات ،إلى إحداث الفارق اإليجابي في ظرفية تأخذ فيها التحديات في مجال التنمية على المستوى المحلي بعدا دوليا ،ولمواكبة المشاريع الكبرى ،التي تشتغل عليها المنظمة من قبيل التغيرات المناخية والتغذية والهجرة والمساواة بين الجنسين. وتعمـــل المنظمــة العالميــة للمدن والحكومات المحلية المتحدة ،التي تمثل 250 ألف مدينة وجهة و 175جمعيـــة و 5ماليير نسمة من ساكنة العالم وتضم 140دولة عضوا ،على إسماع صوت الجماعات عبر العالم في المحافل الدولية باعتبارها عضوا مالحظا في األمم المتحدة وتشارك في جميع برامـــج المنظمة األممية.
انطالق حملة للتبرع بالدم تحت شعار “يااله نتنافسو باش نتبرعو بالدم من أجل الحياة”
عرفت ساحة الباشوية بمدينة الحسيمة يوم الخميس انطالقة حملة للتبرع بالدم تنظمها جمعية “الحسيمة أجيال” بتنسيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم بالحسيمة تحت شعار “يااله نتنافسو باش نتبرعو بالدم من أجل الحياة. هذه المبادرة اإلنسانية تقام على مدى ثالثة أيام بتعاون مع المديريــة اإلقليمية
Fikri.press@gmail.com Tél 0661986707
لوزارة الصحــة بالحسيمــة وفرع الحسيمة لجمعية المغربية لواهبي الدم. وأشار عبيد العيسـاوي رئيس جمعية “الحسيمة أجيال” إلى األهمية التي تكتسيها عمليات التبرع بالدم ودورهــا في توفير مخزونات هامـــة من الدم وإنقـــاذ األرواح البشرية ،وضرورة انخراط كافة الفاعلين من أجل إنجاح هذه المبادرات اإلنسانية.
وأوضح العيساوي أن هذه الحملة عرفت إقباال وانخراطا كبير لساكنة إقليم الحسيمة، خصوصا منهم الشباب والشابات. وأكد العيســاوي على أن هذه الحملـــة تسعى لتوفير كمية مهمة من مخزون الدم للمركز االستشفائي اإلقليمي .
المرأة هي نبع الحنان والرقة ،هي عماد الدين وإن شئت هي الخالة والعمة والجدة واألم واألخت والزوجة ...التي تحتل مكانة القمم والتقدير الجلل واجبين من ارحامها ،وهذا هو منهج الخالق عز وجل في تحديد تعريف المرأة، ومالها وما عليها وفي نفس الوقت هي نصف المجتمع ،احتلت مراكز اإلبداع والتفكير والتميز في كثير من مجاالت الحياة ،فاالنثى مكملة للذكر في منهج الكتاب الكريم وسنة خير البشر من عدة مواقع فاكرم بها من المرأة وانعم بها من مكانة ،ولكن مايزيد المشكلة تعقيدا في ترويج مصطلح حقوق المرأة الغربي المشبوه من خارج مجتمعنا ،هو تقصيرنا الواضح في منحها حقوقها الشرعية من مواقعها األسرية واإلجتماعية المختلفة وهذا مايحفز افراد المجتمع على تعنيف المرأة واإلسقاط من قدرها وشأنها ،سواء كان التعنيف جسديا او جنسيا او نفسيا مع تعرضها للتهميش والتميز العنصري الذي يمارسه الرجال عليها في كافة أنحاء العالم. ومن اسباب العنف : ــ عدم االستقالل المادي للمرأة ــ انفجار الرجل المكبوت اجتماعيا عليها ــ بعض العادات والتقاليد المتوارثة ،تقزم وتصغر من قدرها في المجتمع ــ تقبل المرأة لممارسة العنف عليها
ــ الجهل ــ تربية الرجل على أساس العنف ــ عدم مساعدة الجهات المعنية وتقديم يد العون بسبب بعض القوانين المجحفة. ومن مظاهر العنف: ــ العنف المادي كسلب أموالها وما تجنيه من طرف الرجل ــ العنف الجنســي ،مثل التهديد بهتك عرضها ــ العنف النفســي مثــل سبها وشتمها والتقليل من قيمتها ــ العنف الجسدي كالضرب والجرح و لكن إذا وضعنا يدا واحدة متضامنة ومتالحمة مناشدة «ال للعنف ضد المرأة « وان نتصدوا ألي شكل من أشكال العنف ضدها كالعمل على توعيتها نفسيا بحقوقها وبقيمتها وإنشاء مشاريع وفرص وورشات لها وفرض تعليمها وإنشاء برامج تثقيفية توعوية سليمة فيما يخصها ورفضها لتعنيف واألساس هو نشر الوعي باهميتها في المجتمع ،فلوالها لذبلت األرض من انامها وكل هذا توهيب باذن ربها.
تفكيك خلية فرخانة ..العناصر األمنية المغربية تؤكد مرة أخرى على مهنية عالية
تواصل مصالح األمن المغربية حربها ضد اإلرهابيين ،بمهنية عالية ،حيث تمكن المكتب المركزي لألبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع الشرطة الوطنية االسبانية ،يوم األربعاء ،من تفكيك خلية إرهابية موالية ل«داعش» وحاملة لمشاريع إرهابية تتكون من أربعة عناصر تتراوح أعمارهم بين 24و 39سنة . هذه العملية النوعية ،التي تكشف مدى مهنية وكفاءة العناصر األمنيـــة المغربيـــة، أسفرت عن حجز أجهــزة ومعدات إلكترونية
وهواتف نقالة وأقنعة وكتب ومخطوطات ذات طابع متطرف . وتأتي هذه العمليــة في إطار الجهــود المتواصلة للتصدي للخطر االرهابي ،كما أنها تندرج في إطار التعاون األمني المشترك بين المصالح األمنية المغربية ونظيرتها اإلسبانية، خاصة في ظل تصاعـــد حدة الخطر اإلرهابي الذي يتربـــص بالمملكة وسعــــي أتبـــاع تنظيم «داعش» لتكثيف أنشطته خارج بؤر التوتر معتمدا على حمالت تحريضية موجهة لمناصريه بمختلف الدول.
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
7
مجتمع ـ سياسة ـ حقوق عبد العالي بن ربوحة
(مراسل من القصر الكبير/العرائش)
إكراهات إقليم العرائش تحت مجهر المجلس اإلقليمي لحزب العدالة والتنمية
تحت شعار ” جميعا من أجل كسب رهان الديمقراطية والتنمية ” عقدت الكتابة اإلقليمية لحزب العدالة والتنمية العرائش الدورة الثانية للمجلس اإلقليمي للحزب بمدينة القصر الكبير يوم األحد 01دجنبر .2019وتميزت أشغال هذه الدورة بالمحاضرة االفتتاحية لألخ محمد الحمداوي عضو األمانة العامة والنائب البرلماني عن دائرة العرائش ،التي أبرز من خاللها السياق الدولي واإلقليمي والوطني الذي يطبع المرحلة الراهنة ،مؤكدا على خصوصيات المرحلة التي يمر بها الحزب وقدرته على تجاوز جملة من اإلكراهات والصعوبات عبر الحوار الوطني بمستوياته المركزية والجهوية واإلقليمية ،وما أسفر عنه من خالصات وتوصيات ينكب الحزب حاليا بمختلف هياكله على أجرأتها وتفعيلها، داعيا الجميع إلى اإلسهام في استكمال حالة التعافيالداخليللحزبوتسريععمليةاإلستئناف نحو انطالقة جديدة للتواصل والتأطير .كما نوه بالتعديل الحكومي ومنهجية إجرائه ومخرجاته. بعد ذلك قدم الكاتب اإلقليمي للحزب أحمد الخاطب تقرير األداء السنوي لسنة ،2019 مثمنا بدوره انتقال الحزب من مرحلة إجراء محطة الحوار الداخلي إلى مرحلة أجرأة وتفعيل توصياته وخالصاته على المستوى المجالي، ومنوها بأهمية الملتقى الوطنــي للكتاب المجاليين الذي شكل فرصة إلعطاء انطالقة جديدة لعمل المسؤولين المجاليين ،داعيا كل أعضاء الحزب باإلقليم إلى التفاعل اإليجابي مع متطلبات المرحلة وتحدياتها من أجل كسب رهان الديمقراطية والتنمية .كما تم تقديم التقرير المالي لنفس السنة .وبعد المناقشة التي تمت في أجواء من المسؤولية وااللتزام،
تم تقديم ومناقشة البرنامج السنوي والميزانية السنوية لسنة ،2020والمصادقة عليهما. وقد شكل انعقاد هذه الدورة فرصة ألعضاء المجلس اإلقليمي للحزب لمناقشة مجمل القضايا والمستجدات على الساحة السياسية الوطنية والمحلية ،وفي هذا السياق أكد أعضاء المجلس على ما يلي: – التنويه بإنجاز التعديل الحكومي برئاسة األخ األمين العام للحزب ورئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني ،وفق منهجية جديدة أسفرت عن تقليص في عدد الوزراء توخيا للفعالية والرفع من وتيرة اإلنجاز – التأكيد على أهمية الحصيلة المشرفة للعمل الحكومي برئاسة األخ األمين العام الدكتور سعد الدين العثماني ،مع التأكيد أيضا على دعم مسار اإلصالح الذي تنهجه الحكومة في مختلف القطاعات. – تثمين األهمية التي تحظى بها البرامج واإلصالحات االجتماعية في العمل الحكومي وقانون المالية لسنة 2020لتقليص الفوارق االجتماعية والهشاشة ومحاربة الفقر والهدر المدرسي… – التأكيد على أولوية تنمية العالم القروي في السياسة الحكومية عبر تفعيل أمثل لصندوق التنمية القروية ومحاربة الفوارق المجالية. – التأكيــــد على أولويــة اإلصالحــات االقتصادية وتقوية االستثمار لخلق مزيد من فرص التنمية االقتصادية واالجتماعية وتوفير مزيد من مناصب الشغل لفائدة الشباب. – الدعوة إلى اعتبار إعادة النظر في النموذج
التنموي فرصة لتحقيق العدالـــة االجتماعية والمجالية بالشكل الذي يضمن توزيعا عادال للثروة الوطنية ويحفظ كرامة المواطنين في مختلف مناطق وجهات البالد. – الدعوة إلى التعجيل بمعالجة إشكاالت التنمية االجتماعيـــة بإقليم العرائــش ،وفي مقدمتها وضعية قطاع الصحة . – دعوة جميع المصالح الالممركزة باإلقليم إلى التفاعـل اإليجابي مع مطالـب الساكنــة والمجتمع المدني ،والتواصل اإليجابي خدمة للصالح العام. – االعتزاز بأداء منتخبي الحزب باإلقليم في الجماعات الترابية ومجلس اإلقليم ومجلس الجهة والغرف المهنية ،والنائب البرلماني للحزب محمد الحمداوي عن دائرة العرائش ،و دعوتهم جميعا إلى الرفع من وتيرة العمل واإلنجاز خدمة لساكنة اإلقليم وتنميته االقتصادية واالجتماعية. – دعــوة كل الهيئات المجالية للحزب وهيئاته الموازية وكافة مناضليه ومناضالته باإلقليم إلى الرفع من وتيرة العمل النضالي واالستمرار في نهـــج سياســة القـــرب من المواطنين والمواطنات بكل صدق وإخالص. – التعبير عن التجند الدائم للدفاع عن القضية الوطنية واإلسهام الفعال في إنجاح مسيرةالديمقراطيةوالتنمية. – التنويه بموقف المغرب الداعم باستمرار للقضية الفلسطينية .ودعوة المجتمع المغربي بكافة مكوناته لمناهضة كل أشكال التطبيع والمحاوالت الرامية إلى طمس حقائق التاريخ باالحتالل واالستيطان .
إجراءات احترازية لمواجهة البرد بإقليم العرائش
عقدت اللجنة اإلقليمية لليقظة والتتبع لمواجهة آثار موجة البرد بإقليم العرائش، الجمعة 28نونبر 2019بمقر العمالة ،اجتماع عمل لتحديد سلسلة من التدابير من أجل تخفيف آثار موجة البرد على السكان في وضعية هشاشة. ويأتي عقد هذا االجتماع ،الذي ترأسه عامل إقليم ،العالمين بوعصام ،بحضور السلطات المحلية واألمنية والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية والجماعات الترابية ،تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى توفير الرعاية الالزمة واالستجابة للحاجيات وتقديم الخدمات الصحية لفائدة ساكنة المناطق المتضررة بفعل موجات البرد ،وفي إطار عملية “رعاية 2019- ،2020″حسب بالغ لعمالة إقليم العرائش. وحسب العروض المقدمة خالل االجتماع، ستتضمن هذه العملية ،التي ستجري بتنسيق بين مختلف المصالح المعنية ،تنظيم قوافل طبية لالستجابة للحاجيات من الخدمات الصحية لفائدة ساكنة المناطق الجبلية المتضررة بفعل موجات البرد ،ومساعدة الفئات الهشة باإلقليم من خالل توفير اإليواء والتغذية والتطبيب والتدفئة. وأكد السيد العالمين بوعصام ،في كلمة بالمناسبة ،أن اإلدارة الترابية تحرص على مواكبة وتنسيق مختلف الجهود المبذولة من طرف المتدخلين لمواجهة آثار البرد ،سواء على
الصعيد اإلقليمي أو على الصعيد المحلي ،داعيا الجميع إلى التجند بما يلزم من الجدية ونكران الذات لضمان نجاح هذه العملية على غرار السنواتالماضية. وألح السيد العامل على ضرورة التنسيق بين مختلف المتدخلين و توحيد الجهود مع إشراك ممثلي الجماعات الترابية وكذا القطاعات المعنية ،وتسخير كافة الوسائل اللوجيستيكية الضرورية لتحقيق األهداف المسطرة.
وقدم المندوب اإلقليمــي لوزارة الصحة خالل االجتماع حصيلة المخطــط العملــي االقليمي للموسم ،2019/2018كما تمت مناقشة اإلجراءات والترتيبات الواجب اتخاذها إلعداد مخطط عمل للموسم الحالي. كما أنه من المرتقب أن تنطلق خالل األيام القليلة المقبلة عمليات توزيع بعض األغطية واأللبسة وأفران التدفئة على الساكنة بالمناطق الجبلية بإقليم العرائش.
benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991
ندوة وطنية حول الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد بالعرائش
نظــم المركـــز المغربـــي للسياسات العمومية وتدبير األزمات بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش يوم 5دجنبر 2019ندوة وطنية تحت شعار “الجهوية المتقدمة والنموذج التنمويالجديد” هذه الـــدوة المنظمــة تحت إشراف عمالة إقليم العرائش وبتنسيق مع المجالس المنتخبة،حاولت ان تقارب مسألة الجهوية في عالقتها بالنموذج التنموي الجديد الذي يتوخاه المغرب ،من زوايا قانونية وسياسية واقتصادية وثقافية. وأشار المنظمون إلى المقاربة المتعددة األبعاد لموضوع الندوة الذي يروم اإلجابة على اإلشكال الرئيسي المتمثل في سؤال المرحلة وحول عالقة النموذج التنموي والجهوية. وحسب أرضية الندوة ،فقد شهد المغرب عدة تطورات خالل السنوات األخيرة انطلقت بتأسيس دستور 2011وصدور القوانين التنظيمية للجماعات الترابية سنة 2015وباقي النصوص القانونية ذات الصلة والتي خولت للجماعات الترابية صالحيات تدبيرية واسعة. فقرات الندوة أدارها باقتدار اإلعالمي خالد شطيبات والتي تضمنت برمجة العروض التالية: عرض الدكتور احمد رضى الشامي رئيس المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي تحت موضوع “أي دور للمؤسسات الدستورية في النموذج التنموي الجديد”. والدكتور محمد العمراني بوخبزة عميد كلية الحقوق بتطوان في موضوع ” الجهوية في عمق أي تنمية. جاء عرض األستاذ سعيــد خيرون نائب رئيسة جهة طنجة تطوان الحسيمة متمحورا في مداخلته حول «التدبير الجهوي ،مالمح القوة والضعف . وعبد الحفيظ ادمينو رئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي بالرباط حول موضوع
«التدبير الجهوي ورهان فعالية السياسات والبرامجالتنموية»، وعبد الواحد الخمــال أستــاذ بالكليـــة المتعددة التخصصات بالعرائش تناول موضوع «مآالت البعد الدستوري لصدارة الجهة في بلورة النموذج التنموي الجديد :ممكنات الفعل وتحدياتالتفعيل وعبد الغني بوعياد عميد كلية الحقوق مكناس مداخلته في موضوع «النموذج التنموي الجديد المغربي :التحديات ووجهات النظر» . والدكتور حسنة كجي أستــاذة جامعــة ومنسقة ماستر القانون والسياسات البيئية في موضوع ” إدماج البعد البيئي في النموذج التنمويالجديد”. وبالمناسبة أشار المنظمون إلى أن البعد المجالي أصبح ركيزة أساسية ومهمة للنموذج التنموي الجديد ،خاصة وأن هناك ارتباطا وثيقا بين النموذج التنموي الجديد الذي يريده المغرب وبين الجهوية المتقدمة. واعتبــر المركــز المغربـــي للسياسات العمومية وتدبير األزمات أن طرح هذا الموضوع بهذه الصيغة للنقاش العمومي يروم “القيام بتحليل علمي أكاديمي للوضع الراهن ،السيما وأن الجميع يقر اليوم بحاجة المغرب إلى تبني نموذج تنموي جديد”. وأشار إلى أن النموذج التنموي المأمول، ينبغي أن ينطلق من تثمين المكتسبات ،ثم الوقوف على اإلخفاقات لتقييمها بقصد تجاوزها في نهاية المطاف ،كما يتعين أن ينبني على سياسة جهوية واضحة وقابلة للتنفيذ ،في المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية ،تأخذ بعين االعتبار التوازنات المجالية لكل جهة ،وقد تميزت هذه الندوة الوطنية بتكريم الدكتور محمد يحيا عميد كلية الحقوق بطنجة .
األستاذ محمد المجدوب كاتبا عاما جديدا لجمعية المحامين الشباب بالقصر الكبير عقدت جمعية المحامين الشباب بالقصر الكبير يوم األربعاء 4دجنبر 2019بالمحكمة االبتدائية ،الجمـــع العام لتجديــد المكتب المحلي الذي دعا إليه المكتب المسير ،وبعد تالوة التقريرين األدبي والمالي مــن طـــرف المكتب السابق والمصادقة عليهما وتقديم استقالته ،تم انتخـــاب مكتب جديد لجمعية المحامين الشباب والذي جاء كالتالي :
الكاتب العام:ذ .محمد المجدوب نائبه:ذ /أحمد الجعفري األمين :ذ./عبد المنعم المريني نائبه :ذ /ياسر األشقر المقررة :ذة /ابتسام الشلوشي نائبها :ذ /محمد العسري المستشار :ذ./عبد النبي الحمومي
العدد 1023
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
8
من �أعالم طنجة املعا�رصين :
الكاتب والصحافي محمد البشير المسري • إعداد :عدنان الوهابي ينتمي األستاذ محمد البشير المسري إلى جيل حمل على عاتقه مهام إشاعة االستنارة ،وترسيخ روح العطاء ،لذلك حافظ هذا الجيل على امتداده وحضوره الوازنين في األجيال الالحقة .تتجسد في محمد البشير المسري كل مزايا مجاييله :القدرة على االستمرار في رفع التحديات الكبرى ،التحلي بروح المواطنة في أبعادها القصية ،التواضع. ينحدر من أصول أندلسيــة غمارية و من مدشر تاغسة قبيلة بن كرير ،نزح والده المرحوم العربي المسري إلى تطوان قبل منتصف ثالثينات القرن الماضي ،وبها تزوج والدته المرحومة خديجة كركيشة ذات الجذور األنجرية األندلسية. ازداد بحومـــة السويقــة داخل أســـوار مدينــة تطوان العتيقة سنة 1948م ،وحين بلغ سن اإلدراك ألحقه والده بكتاب الحي لحفظ القرآن وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة ،لكنه لم يتم حفظ القرآن إذ التحق للدراسة بالمدرسة الفرنسوية ،وعلى إثر قيام السلطات اإلستعمارية الفرنسية بنفي السلطان الشرعي للبالد السلطان محمد الخامس قام أباء وأولياء التالميذ المغاربة بسحب أبنائهم من هذه المدرسة احتجاجا على هذا القرار الظالم والجائر ،فالتحق التلميذ محمد البشير المسري آنذاك بمدرسة موالي اسماعيل االبتدائية وظل بها إلى أن حصل على الشهادة االبتدائية سنة 1961/1960م ،ليلتحق بعد ذلك بثانوية القاضي عياض ،وهناك درس على ثلة من األساتذة من بينهم: األستاذ محمد البهاوي السوسي الذي كان آنذاك بطال للمغرب في الشطرنج ،ومن مؤسسي الجامعة المغربية للشطرنج ،ومن الخطاطين المهرة الذين اشتهروا بجمالية الخط وإتقان مبادئه وفنونه. كما درس على األستاذ عبد الهادي الحسيسن ،فقرأ عليه مادة األدب ،وكان األستاذ الحسيسن يمد التالميذ بالمعلومات والنصائح ليبحروا في يم الحياة. وتصادف أثناء دراسته في مدرسة القاضي عياض أن التحق بها الدكتور أحمد محمد اإلدريسي حارسا عاما ،الذي كان يلقبه أصدقاؤه ب « العالم» نسبة إلى العلم .ألنه يعد من الراسخين في أسرار اللغة العربية ،والضالعين في فهم واستيعاب التراث الشعري العربي ،ثم ألنه موسوعة ثقافية ،كانت تمشي على القدمين.ومازال األستاذ محمد البشير المسري يذكر فضله عليه وعلى بقية تالميذ القاضي عياض في تلك الفترة ،حيث كان يشجعهم على الكتابة األدبية في المجالت الحائطية – كان لكل قسم مجلة يشرف عليها ويحرص أن تكون هي األفضل -ويحثهم على عشق المسرح والتمثيل ،بعد أن فتح قاعة أبواب المسرح المتواجدة بالثانوية أمامهم ،وكان له الفضل في إنشاء فرقة الهالل التطوانية للموسيقى، فقد تكونت نواتها األولى على يديه ،داخل ثانوية القاضي عياض. و أثناء دراسة التلميذ البشير المسري بثانوية القاضي عيض أن التحق بها الدكتور أحمد اإلدريسي أثناءأثثثبعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة 1967م ،رحل محمد البشير المسري إلى فاس لمتابعة دراسته الجامعية بكلية اآلداب بظهر المهراز التابعة يومئذ لجامعة محمد الخامس بالرباط .وهناك توسعت مداركه ونمت قدراته فانفتح أكثر على المعرفة والمطالعة والنضال السياسي ،فحضر مجموعة من الندوات التي كانت تعقد برحاب الكلية ،كما كانت له كتابات قصصية .وتعرف على مجموعة من األصدقاء
الذين سيحملون مشعل الثقافة واألدب والفكر بشمال المغرب من بينهم :الشاعر محمد الشيخي والشاعر أحمد الميموني واألديب إدريس الملياني. وفي سنة 1970حصل على دبلوم أستاذ السلك األول من فرع المدرسة العليا لألساتذة العليا بتطوان. فعمل بعد تخرجه أستاذا للغة العربية بالبيضاء لمدة اثني عشر سنة 1982/1970م ،ليلتحق بعد ذلك للعمل بمدينة طنجة إلى حدود سنة 2005م حيث استفاد من المغادرة الطوعية ،ليتفرغ كليا للكتابة والصحافة. بدأ األستاذ محمد البشير المسري مسيرته العلمية كاتبا للقصة القصيرة ،ثم تحول إلى الكتابة الرياضية، قبل أن يلج مجال النقد االجتماعي على أعمدة الصحافة ،التي عشقها وكانت دائما ذلك الحبيب األول بالنسبة إليه .فقد عشق الكتاب وأدمن المطالعة منذ نعومته ،والفضل يعود ألمه التي لم تكن تبخل عليه رغم ضعف اإلمكانيات ،وفي سنة 1966م نشر أولى قصصه القصيرة على أعمدة جريدة العلم ،وهو تلميذ بالخامسة ثانوي. وعند انتقاله من البيضاء إلى طنجة عمل محررا مسؤوال عن صفحتي الرياضة بجريدة (الخضراء الجديدة) ،لكنه سيجد بغيته حين أسس شيخه الراحل خالد مشبال وكالة شراع لخدمات اإلعالم والتواصل. حيث أصبحت مقاالته الرياضية تنشر على نطاق واسع . يعتبر محمد البشير المسري من مؤسسي جريدة الشمال ،وشغل رئاسة القسم الرياضي بها .ثم انتقل إلى القسم الثقافي والفني. وفي كل هذه التمظهرات التي برز فيها قلمه ،لم يتخل محمد البشير المسري عن صفته االستثنائية: وهي أنه محاور من الطراز األول .فعندما تطالع حواراته تخرج بالمالحظات التالية - :شهادة األستاذ حسن بريــش في حق األستاذ محمد البشير المســري( ،هؤالء حاورتهــم) ص : 298- • إحاطة المحاور ،محمد البشير المسري ،بمجمل التفاصيل والخلفيات التي تؤطر موضوع الحوار. • انتقاء جيد للمحاور ،ذلك أن محمد البشير المسري ،رجل الحوار بامتياز ال يعنيه الحوار في حد ذاته، بقدرما تعنيه القضايا التي يحرص على إزاحة ستار التعتيم عنها. • إجراء حوار مفتوح على كل االحتماالت ،وقابل لكل التأويالت دون أية خلفية مؤطرة مسبقا. وفي سنة 2012قدم استقالته من الصحافة وتفرغ للكتابة والتأليف ،وصدر له لحد اآلن ستة كتب، هي: • هؤالء حاورتهم ،رجال من تطوان -مشترك مع األستاذ حسن بريش، - • رجال ونساء من تطوان، • خيال مريض، • الشيخ والمريد، • مبدعات من شمال المغرب، وله أربعع مجامع قصصية من جنس القصة القصيرة جدا جاهزة للطبع .ويشتغل راهنا على المجموعة الثانية من مشروعه الطموح :مبدعات من شمال المغرب.
انتقادات لطريقة تسيير الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش استنكر األساتذة المنخرطون في النقابة المغربية للتعليـم العالي و البحـــث العلمي بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش ،الممارســات اإلنفرادية التي يقوم بها عميد الكلية وضرب كل ما له صلة بالتسيير التشاركي و الديمقراطية الداخلية. وأوضح األساتذة في بالغ لهم ،أن عميد الكلية أقدم على العديد من القرارات التي ساهمت في تغييب دور مجلس المؤسسة ،كـ”تغيير معالم بنايات الكلية دون علم مجلس الكلية و لو حتى إخباره بمراد هذه التغييرات” ،حيث شمل ذلك “هدم مصلحة الشؤون الطالبية األصلية للمؤسسة و إغالق أبوابها ،وتجزيء المكتبة عبر البناء داخلها و إخراجها من إطار المكتبة إلى شيء آخر”. وانتقد األساتذة في بالغهم “عدم إخراج محاضر مجالس الكلية التي ال تروق العميد إلى عموم األساتذة وعدم إرسالها إلى رئاسة الجامعة” ،ومنها يذكر البالغ “تقرير المجلس حول مناقشة مشروع دفتر المعايير البيداغوجية الوطنية لنظام البكالوريوس المقترح ،مراسلة الجامعة حول الطلبة الذين يدرسون بالقصر الكبير ،وتغيير تخصص بعض المناصب المالية المخصصة للكلية لسنة.”2018 وعرج بيان األساتذة بالكلية إلى الشؤون البيداغوجية والتي اعتبرها أنها آخر اهتمامات عميد الكلية،
مضيفا أنه “رغم تخصيص الجامعة لمبلغ يقارب 40 مليون سنتيم (سنة )2018لشراء وسائــل األعمـــال التطبيقية ،فإن العميد و إلى حدود الساعة لم يف بوعده في اقتناء المعدات الالزمة للقيام باألعمال التطبيقية بالنسبة للمسالك العلمية ،األمر الذي أثر سلبا على السير البيداغوجي بالكلية” ،حيث “لم يتم حسب إنجاز األعمال التطبيقية باألغلبية الساحقة لوحدات المسالك العلمية هذه الدورة”. كما زاد البالغ في تعداد اختالالت العميد داخل الكلية ،كـ”عدم شراء الكتب الخاصة بالطلبة و التي تم تقديم الئحتها على وجه االستعجال السنة الفارطة ،رغم تعهد العميد بفعل ذلك قبل نهاية السنة الماضية”، و”أداء واجبات الساعات اإلضافية و العرضية ،يشوبه نوع من الضبابية لعدم التعامل مع الكل بنفس المنطق”، حيث تتم انتقائية و تقزيم لبعض المستحقات بالنسبة لبعض األساتذة ،وتقزيم هذه المستحقات للبعض اآلخر. وفي نهاية البالغ ،طالب األساتذة بالتراجع عن هذه الممارسات االنفرادية وتبني نهج التشاركية والنجاعة في تدبير أمور الكلية ،لتجنيبها أزمة تدبير قد تتفاقم.
امللحـق الثقافـي 9
خـا�ص
العدد 1023ـ الثالثاء 10إلى 16ديسمبر 2019
جتربة املالحق الثقافية في املغرب
المالحق الثقافية
�إعداد وتن�سيق :
ـــ عبدالإله الـمويـ�سي
وحدها الثقافة تنقذنا من التطرف �أ�سعدتني كثريا املغامرة اجلميلة التي خا�ضها ال�شاعر ال�صديق عبد الإله املوي�سي وهو ي�ؤ�س�س جلريدة «ال�شمال» وملحقها «ال�شمال الثقايف» تنقذنا من ثقل الرداءة حيث �صارت الثقافة م�س�ألة ثانوية و�أ�صبح احلنني �إلى املالحق الثقافية التي كتبنا يف ف�ضاءاتها ملحا .وها هو يوا�صل ح�ضوره اجلاد واملتميز داخل امل�شهد الثقايف الوطني ،حمت�ضنا التجارب الفكرية وال�شعرية والإبداعية عموما باختالف �أ�شكالها ،وح�سا�سياتها ،واجتاهاتها، وحماوال يف �آن واحد �أن ي�سهم – من وراء ال�صورة – يف تكري�س �أخالق احلوار الثقايف ويف تعزيز تقاليد ثقافية جادة وحقيقية يف بالدنا� ،إذ ميد ج�سر التوا�صل و�صلة الرحم بني �أجيال متباعدة .عند اطالعي على العدد الذي خ�ص�صته اجلريدة للق�صيدة الثمانينية �أدركت معنى �أن تعرف بجيل كامل و�أنت تن�سج خيوطا قد تبدو �صغرية ورقيقة لكنها من�سجمة وعميقة تنقل لل�شعراء ال�شباب ما كان عليه ال�شعر املغربي والنقلة التي حققها هذا اجليل يف حواره مع من �سبقه .ذكرت يف كلمتي التي �ألقيتها ب�إحدى جامعات تون�س العا�صمة ملخ�صا لبع�ض عوامل جناح امللحق الثقايف و�إ�سهامه يف بناء الثقافة الوطنية باعتباره منوذجا لف�ضاء يحتاج �إليه ال�شعراء والكتاب متثيال حل�ضورهم وتكرميا لإبداعهم .وال �شك �أن هذا التوا�صل الذي ي�سهم
يف �إجنازه «ال�شمال الثقايف» ،ف�ضال عن الفورة النوعية التي �شهدتها الكتابات الفكرية والنقدية والرتجمات يف املغرب ،قد يجعلنا نتفاءل فيما يخ�ص الإقبال على الكتاب املغربي ،وعلى ن�شر مقاالت املغاربة وبحوثهم و�إبداعهم الأدبي يف كثري من املنابر منير السرحاني العربية .لكم نحن يف حاجة �إلى ملحق ثقايف بهذا العمق ،يعيد القارئ املغربي �إلى الق�صيدة والن�ص اجلاد ،ي�ساهم يف �إرهاف ال�سمع للقراء والكتاب على حد �سواء ،وي�سعى �إلى اتباع مبد�أ االنفتاح على خمتلف احل�سا�سيات الإبداعية والفكرية وال�سيا�سية ،واالحتفاء اجلميل بالن�ص الإبداعي – �شعرا و�سردا ،-وتنويع املادة الثقافية والإخبارية ،والتزام روح التوازن بني خمتلف التيارات امل�ؤثثة للم�شهد الثقايف املغربي والعربي ...مبعنى �أن ي�صري ً وكهوال ون�ساء ،متحزبني �أو غري متحزبني ،و منربا للكتاب املغاربة� ،شبابا ملتقى للأطياف جميعها ،يف مواجهة خطر بد�أ يهدد اجل�سد الثقايف كله، وهو تهمي�ش مت�صاعد حل�ضور املثقف يف القرار احلزبي وال�سيا�سي ومواجها خلطر االنحراف الثقايف والفكري الذي نتجرعه يوميا من خالل قطرات الرداءة ال�سامة جل�سد الفكر ،يف ا�ستهتار وغفلة منا.
العدد 1023
الشمال الثقافي
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
10
نجيب العوفي
املالحق الثقافية /مواعيد الل ّمة الفكرية سامح درويش
محا�ضن ل�صنع النخب الثقافية اليوم ،لم يعد االختيار الورقي هو االختيار الوحيد للقراءة واكتساب المعرفة ،بل أصبح هناك اختيار ثان هو االختيار الرقمي، وليس أمامنا إال أن نقبل بهذه الحقيقة ونتكيف معها ،وبالتالي أن نتفهم هذا التحول ونتفاعل معه بشكل يتوخى الحفاظ على الهدف وليس على الوسيلة ،فحتى عهد قريب أي حتى مطلع األلفية الثالثة كانت المالحق الثقافية لبعض الجرائـد المغربية السيـارة – ونخص بالذكر هنا ملحق العلم الثقافي والملحق الثقافي لالتحاد االشتراكي -تشكل نقط إشعاع ثقافي حقيقي، ومشاتل خصبة للمنتوج الثقافي الوطني ،كما كانت تشكل محاضن لصنع النخب الثقافية ومنابر للتعبير عن الحضور الثقافي في نبض المجتمع ،وقنوات لصنع الموقف والرأي العام الثقافيين، بالرغم من أنها كانت بمثابة محميات ثقافية للتوجهات اإليديولوجية والحزبية ،حيث لم تكن عدد من األسماء تظهر بملحق العلم مثال ،ولم تكن أسماء أخرى تطلع بملحق االتحاد إال من قبيل التمويه من حين آلخر أو من قبيل االعتراف الذي لم يعد منه بدّ ،كما أن هذه المحميات لم تكن تخلو من درجة مما دأبنا في المغرب على تسميتـه بـ «اإلخوانيات» ،مما خلق العديد من نمور الورق وتسبب في انتفاخ الكثير من األناوات ،مقابل طمس عدد من األقالم المقتدرة أو على األقل الحد من جاذبيتها وحضورها ولو داخل المحمية الواحدة ،ومقابل عدم تثمين عدد من التجارب في اإلبداع والكتابة والبحث والنقد ،مما ساهم بدوره في تهزيل المشهد الثقافي المغربي .غير أن الوضع قد تغير اليوم بفعل الفجوة الرقمية واإليديولوجية معا ،فتحرر هذان المنبران الثقافيان العريقان من اشتراطات األمس ،وانفتحت هذه المحمية على تلك ،وأصبح الرهان المشترك هو إعادة المعنى والحضور للفعل الثقافي في مجتمع يتخبط أمام أسئلة كبيرة تخص حاضره ومستقبله ..فيما تسارع القنوات الرقمية في صنع نموذج ثقافي جديد بعيد عن وصاية أو انضباط.
ال تستقيم صحافة متنورة على سكتها السوية وتؤتي ثمارها المرجــوة ،بدون منابر ومالحق ثقافية تحضن اصـــوات األدبــاء والمفكريــــن والفنانين ،حارسي القيم الرمزيـــة – المعنوية للمجتمع. علما بأن الثقافة يجب أن تكــون في صلب الصحافة ،ال ذيْال لها ْ وتكملة . ومن إيجابيــات المنابر الصحفية الوطنيــة على اختالف مشاربها وأطيافها السياسية ،انها أولت الثقافة نصيبا من اهتمامها وخصصت لها مالحق أسبوعية أوصفحات يومية تصون للثقافة بعض حرمتها ورمزيتها . وأتوقف هنا قليال عند نموذجين بارزين من هذه المنابر الثقافية ،كانت لي ولرفاق جيلي معهما رفقة طويلة وجميلة على امتداد عقود من السنوات ،وهما ( العلم الثقافي ) و ( المحررالثقافي) الذي تحول بعد مصادرة جريدة (المحرر) إلى (االتحاد الثقافي ) . منبران إعالميان وثقافيان كان لهما حضور بهي في المشهد الثقافي المغربي ،وبخاصة في فترة السبعينيات الغراء – الغبْراء ،في آن . وحصْنـــان عتيـــدان ،مختلفـــان سياسيـــا وإيديولوجيـــا ومؤتلفـــان ثقافيـــا واستراتيجيا، بصما مرحلة ثقافية وسياسية بالغة الحساسية والسخونة . وعلى ذكر ( العلم الثقافي ) ،ال بد من تحية امتنان وعرفان لروح الفقيــد العزيز عبد الجبار السحيمي ،المؤسس الفعلي ل ( العلم الثقافي )، والذي أشرع أبوابه بأريحية ثقافية أصيلة
وفي صمود المالحق الثقافية الورقية في وجه الزحف الشبكي – الرقمي ،صمود لألصيل في وجه الدخيل العابر للمكان والزمان .
لكل األدباء المغاربة من يمين ويسار . وبخاصة بعد الحجب القسري لجريدة (المحرر) .
صمود لرصانة الورقي ،أمام خفة وهشاشة الرقمي .
فكان ( العلم الثقافي ) رئـة ثقافية للجميع، أيام الجمر والرصاص سيئة الذكر . كان (العلم الثقافي) و (المحرر الثقافي) قبلة انظار المثقفين والقراء على السواء . ومنتدى اإلبداع والفكر والحوار ،وحلبة للنقد والسجال والنزال .وكان للمنبرين انتشار رائع في أوساط القراء ،يوم كان للقراءة سوق نافقة في
المجتمع المغربي ،قبل زحف األنترنيت والهواتف المحمولة والعولمة الرعناء . وكانت السجاالت الفكرية واألدبية والسياسية التي حمي وطيسها بين مثقفي المنبرين ،مالئة المشهد الثقافي وشاغلة الناس . في كنف وحضن المنبرين ،أقلعت وأينعت أسماء أدبية وفكرية وازنة ،هي التي أثثت المشهد الثقافي المغربي على امتداد السبعينيات ،وقرعت أجراس الحداثــة المغربية في الشعـــر والقصة والرواية والنقد . وما تزال البقية الصالحة من هذه األسماء الوازنة صامدة في الميدان ،متجددة مع الزمان . والجميل الذي يفرح ويبهج القلب والفكر ،أن يستمر ويدأب هذان المنبران ،رغم وعثاء الطريق وتقلب األحوال ،بعد طوفان العولمة اإلعالمية والثقافية وهيمنة الرقمي على الورقي . والجميل أيضا ،ان تتجاور وتتحاور عبر هذين المنبريــن ،أجيــال الثقافــة المغربية الحديثة، من جيل التأسيس والريـــادة ،إلى جيل الهايكو والقصة القصيرة جدا واألدب الرقمي ،بمختلف تجلياته وتمثالته .
نحيي بهذه المناسبة ،كل األدباء الفضالء الذين يتعاقبون على دفــة المالحق الثقافية – األدبية في مشهدنا الصحفي المكتوب . إنهـــم الحمـــاة والجنود األماميون للغتنـــا العربية ،ولقيمنا االدبية واإلبداعية األصيلة في هذا الزمن الخالسي – الهجين .
العدد 1023
الشمال الثقافي
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
اإلبداع :بين الريادة والتبعية
11
كان اإلبداع في البدء أبا الصحافة وموجهها ،يوم كان األدباء ،في الوطن العربي على األقل ،ومنذ عصر النهضة تحديداً ،أول من فكر في إنشاء الصحف، وقد ظلت الصحافة لذلك مرآة للنشاط األدبي والفكري ،وظل اإلبداع على رأس اهتماماتها ،ذلك الرتباطها بنوع من القراء ،كان منذ البدء يطلب فيها أن تزوده بما يرضي ذوقه األدبي ،ويشبع نهمه المعرفي ،و يستجيب آلفاق انتظاره التي كانت بال حدود و ،إن لم تختلف عما كانت تحَدِّدُهُ رؤيتُه إلى العالم واألشياء ،وهكذا كنا نجد على رأس إدارة الصحف العربية األولى مفكرين ومبدعين كباراً ،طوال المراحل التي ظلت فيها الثقافة سيدة الصحافة ،والعمل الثقافي واإلبداعي مادتها األولى. وفي المغرب ،حتى في سنوات االستعمار ،منذ ثالثينات القرن العشرين ، كان األدباء هم األسبق إلى إنشاء الصحف ،ومع سنوات االستقالل األولى ،أدرك زعماء األحزاب السياسية أهمية الجريدة بالنسبة إلى الحزب ،فهي لسانه، لكنهم رغم ذلك لم يجادلوا حول جدارة أن يكون المبدع ،من هذا الحزب أو ذاك على رأس إدارة الجريدة .األمثلة كثيرة ،إال أن حركية الميدان السياسي في المغرب فرضت أن يذهب كبار مبدعيه إلى العمل في صحف المعارضة التي رغم ظروفها القاسية في ستينيات القرن الماضي واستمرارها ألسنة ناطقة بأحوال حزبها ،إال أنها احتفظت في مكان القلب منها بصفحة لالهتمامات األدبية والفكرية ،سمَّتْها «الملحق الثقافي» .كما حدث في جريدتي العلم والتحرير في الفترة المذكورة ،ثم « المحرر» و«االتحاد الوطني» و «الكفاح الوطني» (التي أصبحت «البيان» ثم «بيان اليوم» التي أصيح لها ملحقها الثقافي األسبوعي ) منذ سبعينيات ق.20 . ولن نتوقف أمام هذا الحدث الصحفي االنقالبي ،الذي نقل الثقافة التي كانت رائدته ،إلى وضعية التابع أو « الملحق» ليصير في زمن خلط األوراق وسيادة راي المال وأشياء أخرى ،للثقافة واإلبداع من ضمنها ،السطر األخير. ورغم ذلك استطاع أدباء اضطلعوا باإلشراف على مالحق ثقافية أن يصنعوا من أجسامهم ،وهم يبذلون قصارى جهودهم ،جسوراً إلى نهضة ثقافية كانت عالماتها متميزة في الثقافة العربية شرقاً وغرباً. ُ أشكال النضال الرائعة التي بذل فيها أدباء مغاربة متميزون إذ ال تُنسى جهوداً مضنية ،حتى في زمن اعتبارهم ضيوفاً على الجريدة التي أصبحت لها أبواب تقدمها إلى قرائها بحسب اختالف ميولهم ،فظهرت مالحق تربوية واقتصادية و رياضية ،بل إن من الصحف من ساير هوى الرأي العام فأنشأ ملحقاً إسالمياً في زمن بداية ظهور التيار اإلسالمي الذي تبلور في ما تشهده الساحة اليوم من صراعات سياسية ذات مسوح دينية. في بدء حركة ظهور المالحق الثقافية كان هناك «التحرير الثقافي» و«العلم الثقافي» ،في شكل صفحتين في قلب الجريدة ،وبعد احتجاب التحرير «بحكم المنع» ،استقلت جريدة العلم التي حولت منافستها جريدة األنباء التي بادرت إلى نشر ملحق ثقافي مستقل لم يعمر طوي ً ال ،للمقاطعة الجماعية التي جوبه بها ،فقد حرم األدباء على أنفسهم النشر في صحف الحكومة ،بل اعتبروا النشر فيها عاراً .مع اإلشارة بفخر زائد أن مشاركة المبدعين المغاربة في كل هذه المالحق ،وفي جميع المراحل ،كانت دائماً مشاركة نضالية ،تراعي وضعية جرائد الرأي التي كانت معرضة دائماً للحجز والمنع .وهذا َّأثر على نوع اإلنتاج المنشور فيها فقد كان دائماً فكراً وإبداعاً متميزين باالنتماء إلى المسار التاريخي لإلنسان المغربي. حتى كانت المبادرة الرائعة لألديب الكاتب المرحوم عبد الجبار السحيمي الذي حول ملحق « العلم الثقافي» محور استقطاب لكل الكتاب المغاربة بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية ،فاضطلع ملحق عبد الجبار بدور أدبي وسياسي منذ ظهوره في فبراير . 1969 فعلى ساحة هذا الملحق تبلو ر إنتاج جيلين هما :جيل الستينيات الذي كان استفاد من الملحق الثقافي وهو ال يزال على شكل تينك الصفحتين اللتين كانتا تتوسطان الجريدة، وجيل السبعينيات الذي كان قد «تدرَّبَ»ـ قبل اقتحام «الملحق الثقافي» في حالة استقالله ـ على صفحة «أصوات» بنفس الجريدة. الحقيقة أن مما يبعث على الفخر ذاتياً ،أن تكون قصائد كاتب هذه السطور قد « قبلت» على صفحات ،ملحق « العلم الثقافي» منذ عدده الرابع أواخر شهر مارس ،وهو ما زال في العشرين من عمري ،فظهرت قصيدته « نبوءة» التي تلتها على صفحات نفس الملحق ما يقارب العشرين قصيدة ،إلى أن كان ظهور جريدة « المحرر» خالل سنوات سبعينيات القرن الماضي ،وعلى ملحقها كان انتظام صفوف جيل السبعينيات شعراء وكتاب قصة وروائيين وأنواع أدبية أخرى .وعلى صفحات هده الجريدة نشرت أعمالنا اإلبداعية المشاغبة سياسياً ونقدياً ثقافياً ،بعد أن كانت تتعرض للرقابة الفكرية والتربوية على صفحات العلم الثقافي ( الذي لم يكن يملك أن « يتمرّد» كليا عن أيديولوجيا الحزب المحافظ الذي كانت العلم لسان حاله) لتتبلور مالمح عطاء مغربي بسمات متميزة تحمل مالمح تلك المرحلة العظيمة بكل جراحاتها وآالمها التي أسفرت عن نتاج أدبي رائد.
العدد 1023
الشمال الثقافي
الثقافة وال�صحافة (جتربة املالحق الثقافية باملغرب)
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
12
محمد بشكار عبد الدين حمروش
نشأت الصحافة في سياق «نهضة» فكرية وأدبية .وقد كان وراء ذلك متطلبات بورجوازية، تالقت شعاراتها مع الطموح في التحرير ،عبر اإلصرار على اإلصالح الديني والبحث العلمي- الفكري .فابتداء من القرن السادس عشر بالتحديد ،بدأت األسماء الكبيرة تبرز في مختلف العلوم والفنون .وفي ظل نجاح البورجوازية اإلنجليزية الباهر ،في مطلع القرن الثامن عشر، صدرت أول صحيفة يومية ،في إنجلترا والعالم ،وهي «ديلي كرانت» التي صدر عددها األول في لندن عام . 1702وبالنظر إلى ما أفرزته الثورة الصناعية ،خالل هذا العصر ،فقد كان طبيعيا أن يلتحق كبار الكتاب واألدباء بالكتابة في الصحف .ذلك أن ضيق فاعلية األدب ،على مستوى نشر القيم البورجوازية بشكل واسع ،سرّع من وتيرة التحاق الكتاب /األدباء بالكتابة في الصحف .وأكثر من ذلك ،تبنّى العديد من هؤالء أسلوب الصحافة الحادّ في الكتابة، للتعبير عن انخراطهم النضالي المباشر في المجتمع ،من أمثال دانيال ديفو ،جوناثان سويفت ،ريتشارد ستيل ،جوزيف أديسون وهنري فيلدينغ. وفي ظل سياسة التضييق والقمع ،التي اتبعها نابليون ضد خصومه في فرنسا ،تمّ طرد العديد من الصحافيين والكتاب من الصحف السياسية .وطبيعي أال يكون أمام هؤالء الكتاب، غير العمل داخل الصحف األدبية .وفي هذه «الهجرة» المُعاكِسة ،بالمقارنة مع نظيرتها اإلنجليزية ،يمكن تحديد معالم االختالف بين الصحافة و األدب ،من حيث اللغة واألسلوب وطرق المعالجة .وإذا كان ظهور الصحافة مرتبطا ،في أحد أوجُهه ،بعدم قدرة األدب على التغلغل الواسع بين الناس /الجماهير ،فإن من الحيف عدم التنويه إلى الدور النضالي الذي لعبه ُ الكتاب والمفكرون ،على صعيد دعم الحق في الصحافة ،أي الحق في الحصول على المعلومة .ولعل خير ما يمكن االستشهاد به ،في هذا المقام ،هو ما قاله الفيلسوف والشاعر اإلنجليزي «جون ملتون» ،منذ عام ،1644دفاعا عن الصحافة ،في ُكرّاسه المذكور «إيروباغتيكا». بالنسبة لنشأة الصحافة في المغرب ،سنقفز إلى سنة 1820حيث ظهرت صحيفة «المتحرر اإلفريقي» بسبتة المحتلة .بعد ذلك ،ستخرج إلى الوجود صحيفة «صدى تطوان» ،التي صدرت في أعقاب احتالل المدينة سنة .1860عموما ،يمكن االتفاق على أن والدة الصحافة المغربية، من الناحية الجغرافية ،قد تمّت في شمال المغرب (طنجة وتطوان وسبتة) .غير أن األسباب الموضوعية ،التي كانت خلف تلك النشأة ،توزعت بين التمهيد الحتالل المغرب /الحماية (من قبل الصحافة األجنبية) ،والدفاع عن السيادة الوطنية واستقاللها في مرحلة متأخرة (من قبل رجاالت الحركة الوطنية) .غير أن الصحف التي ظلت تتكرر على ألسنة الباحثين ،في البدايات األولى للصحافة المغربية ،بالمقارنة مع باقي الصحف ،هناك «المغرب» ( ،)1900و«السعادة» ( ،)1905إضافة إلى مجلتي «الصباح» و«لسان المغرب» ( .)1907بالموازاة مع هذه اإلشارات، يستطيع المهتم تسجيل المساهمة الكبرى لألدباء والمفكرين ،سواء في تأسيس الصحف أم في تحرير موادها. وفي عالقة الصحافة بالثقافة ،يمكن اعتبار نشأة المالحق الثقافية بمثابة تكريس لطبيعة النشأة ،التي ألمحنا إلى بعض تجلياتها سابقا .وبشكل عام ،يمكن التمييز ،في سياق ظهور المالحق الثقافية المغربية ،بين ثالث محطات: - 1الصحافة الحزبية :وتبرز ،في هذا اإلطار ،تجربة المالحق الثقافية الخاصة بالصحف الوطنية التالية« :العلم»« ،المحرر /االتحاد» و«أنوال» .وبحكم أن في خلفية هذه الصحف أحزابا ،تعتبر سليلة ما يسمى الحركة الوطنية ،فمن الطبيعي أن تحظى الثقافة باهتمام مركزي ،في شكل إصدار صفحات ثقافية ،مُلحقة كانت أم مُستقلة .وبحكم سياق المرحلة، حيث كان المثقف طرفا في حركية التغيير ،فقد وجدنا مثقفين كبارا (أدباء ومفكرين) يساهمون في المالحق الثقافية ،سواء عبر الكتابة أو عبر اإلشراف والتنسيق واالستشارة؛ - 2الصحافة المستقلة :على الرغم من الجديد ،الذي أفرزه هذا النمط من الصحافة، على مستويي المقاربة واإلخراج ،إال أن «الثقافي» ظل على هامش «السياسي» إلى حد بعيد. وبتعبير أوضح ،فالثقافة ستتنازل عن استقاللها لصالح «المنوعات» و«األخبار الفنية» .ومع تقدير الجهد الذي تبذله «المساء» ،في السنوات القليلة األخيرة ،إال أنه جهد يظل يفتقد إلى النظرة االستراتيجية الشمولية :غياب الخلفية الثقافية (ذات البعد السياسي) ،سطحية المواد المنشورة (مواد ثقافية سريعة) ،ضمور الحجم المخصص للملحق الثقافي؛ - 3الصحافة اإللكترونية :ال أحد بإمكانه أن ينكر األدوار ،التي غدت تضطلع بها المواقع اإللكترونية ،في مجالي التنشيط والترويج للمواد الثقافية .وبذلك ،تكون قد فتحت الثورة الرقمية األبواب الثقافية على مصراعيها .والمالحظ أن بقدر تراجع الصحافة الورقية ،ترتفع أسهم الصحافة اإللكترونية .وعلى الرغم من غياب «موقع» ثقافي مغربي ،ذي مصداقية واتساع وإشعاع ،إال أن وجود غيره في دول عربية أخرى (وحتى أجنبية) ،يفي بالمطلوب من هذه النواحي .وال غرابة في أن غير قليل من ُكتابنا استطاعوا ،بحكم مداومتهم على النشر في المواقع اإللكترونية ،الترويج ألسمائهم وإبداعاتهم الثقافية واألدبية .السؤال ،اآلن، هو :إلى أي حدّ يستطيع «اإللكتروني» أن يعوض «الورقي»؟ وبأي أثمان ،على الثقافة أن تؤديها؟
ُم ْبتد�أٌ َر َف َعنا ِلن�صري َخرب ًا!.. ال أعرف كلما َّ أهل عام جديد هل أزْدادُ به أو أن ُقصُ عمراً ،والحقيقة التي ٌ إنسان من باقي البشرية ،إنما أؤول إلى ال تقبل غلطاً في الحساب و ألنني نقصان أما التراكم في السنين فيُحْتسب مجده لما ننجزه من أعمال ولو بجرَّة مِكنسة تطرد بعض الزوائد عساها تفسح المجال لما يُفيد الناس، وتنال بذلك صفتها التاريخانية كأيِّ منارة في بحر المعرفة هي المنطلق وهي المرجع!.. كذلك هو ملحق العلم الثقافي الذي بالسنة الجديدة ( )2019يُقفل نصف قرن من الفعل الثقافي المغربي الجاد و الهادف دون أن يهدفَ إلى منصب وزاري ما أكثر من عبروا حاملين ِوزْره على أي كرسي في البرلمان أو ٍ ظهر الثقافة فمنهم من احترق ومنهم من أشرق ،ولن نصرخ بشكوى الشاعر سَأماً حتى لو بلغْنا ثمانين حوْال في هذا التواجُد األدبي المواظب الذي لم يُخلف موعده األسبوعي مع القارئ كما لم يفسح حيِّزا لحكِّ الرأس إال إذا أردنا القبض على فكرة!.. ً ً ومن الصُّدف التي تُصيب الهدف وتجعلكَ فاغرا فمك مبهوتا ولو لم تكن مُتطيِّراً قدريّاً ،أن تاريخ ميالد ملحق العلم َّ مُوثقٌ ليس في ذاكرة األرشيف الثقافي المغربي فقط بل أيضا في بطاقتي الوطنية وهو نفس تاريخ ميالدي عام 1969رغم االختالف في يوم الملحق وشهْره فقد كان في السابع من فبراير وهو اختالف ال يُفسد في الساعة عقرباً ولو كان مسموما ،أما يوم ميالدي فلن تجدوه مناسبا لحظكم في كل الشهور َّ ألن رقمه سيء يُعيِّرون به عالمنا حيث نعيش بوصفه ثالثيا!.. َّ قلدني األديب عبد الجبار السحيمي مسؤولية ملحق «العلم الثقافي» التي ما زلت أنوء بشرفها على رقبتي عام 2004أيْ منذ أربع عشرة سنة قدْ تنقص أو تزيد بساعات أو أيام أو شهور ،و منذئذٍ وأنا واضِعٌ لساني في فمي ليس ِّ المُتكلمة ،أن أتحدث خرساً إنما ألني أفضِّل بدل االلتحاق بفيالق المُرْتجلة كاتبا لالفتتاحية كل أسبوع ،وإذا لم تُسعفني الكلمة أكسر رتابة النثر بالشِّعر ُّ بتطلعي للمستقبل قادما ،أما الرواية فما و أنشر قصيدة من ديوان أجعله زلتُ أنتظر أن تندمل المالمح المُمزَّقة لبعض الوجوه كي أكتبها أوضح، كنت أفرح مغتبطا كلما كتب أحدهم عن الملحق أو سجَّل أطروحة بصدده وما أكثرها لو نفضْنا الغبار عن رفوف جامعاتنا المغربية ،فهو رغم بعض النماذج التقليدية التي سبقته األول الرائد في بلدنا بطرازه الحداثي المستقل سواء من حيث شكله (التابلويد) أو مضمونه الفكري الذي لم يفرض على كاتب أو مثقف اإلنتماء لحزب الزعيم والعالمة عالل الفاسي الذي يُصدره إيمانا بجدوى الثقافة في التعبير عن إرادة الشعوب ،فكان «العلم الثقافي» في ذروة الغليان اإليديولوجي والمد اليساري طيلة السبعينيات حاضنا لكتابات أدباء يُراسلونه من أقصى يسار زنازينهم بالمعتقل ،أما اليوم وبعد أن انقرضتْ الكثير من اليقينيات السياسية في عصرنا المعلوماتي الذي يجعلكَ تتحسَّس جسمك هل أنت واقعيٌّ أم مجرد كائن افتراضي ،ما زلتَ تجد من يضرب الصنج بأخماسه وإذا كان في ُلؤمه كريما فبأسداسه عازفا على ثنائيات بائدة من قبيلة هذا يميني و ذاك يساري علماً أنه يأكل بهما معاً ،وهو بتزييفه للتاريخ و ادعائه لزعامات فارغة لن يتالعب بالعقول إال التي اتخذت في االنتهازية سبيال وبعثتهُ بين الناس ديناصورا!.. قد ال يعجبني العجب الذي ينطوي في كثير من مفاجاءته على ما ال يسُرُّ عدوا أو حبيبا ،ولكن أعترف بيني وبين نفسي التي تحاول أن تُصالحني فأخاصمها عُنو ًة كي ال أصاب بالغرور ،أن ملحق « العلم الثقافي» بفضل أقالمه الوازنة والموزونة َّ حقق ذيوعاً امتد واصال بإشعاعه األدبي إلى كل األصقاع َ َ والربوع مغربا و مشرقا .ولكمْ أغتبط وأنا أنظر كيف تتَّسع يوما عن يوم رقعته الجغرافية رغم اإلكراهات بنفس حجم اتِّساع حُضنه لكل األجيال ما دامت تتوفر في ما يكتبونه شروط األدبية ،و كأنه يقول بلسان حالي :أنا في حدودي الضيقة ال حدود لي!.. الملحق رغم أنَّه ليس قطعة أرضية في ملكية أحد وتستدعي كأي عقار التحفيظ ،فهو ٌ إرث ثقافي مغربي للجميع نَصيبٌ في مساحاته التي لن َ تُجْدِينا بياضاتها إبداعا ،ولكمْ يعجبني أن تجد أحد الكثرة ممن يُكِنُّون له الغيْرة يكاد يصبح في كل المنتديات والندوات ناطقا غير رسمي باسمه، َّ فيتملكه بلسانه ولو لم ُ تط ْله يدُه جشع وقد تنْقلبُ غيْرتُه على الملحق إلى ٍ فهي مثل بصيرته قصيرة،
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()923
13
رواية “الشريفة”
ظلت مدينة طنجة تمارس غوايتها المشتهاة على نفوس مريديها .وظلت المدينة حضنا دافئا الستلهام الذاكرة الجماعية ،قبل تطويعها واستثمارها في أعمال تخييلية وإبداعية متواترة. وظلت طنجة مرفأ مشرعا على رحابة فعل التأمل ،وعلى متعة تذوق قيم الجمال ،وعلى تلمس معالم البهاء .لذلك ،أضحت فضاءات المدينة ،ووجوه أناسها ،وسرديات محكياتها ،وشواهد أمكنتها ،نقاطا ارتكازية لكتابة تخييلية أحسنت اإلنصات لنبض التحول في عوالم طنجة العجيبة ،طنجة التاريخ والذاكرة ،طنجة التمثل والهوية ،وطنجة الميراث والمآل. لقد قيل الشيء الكثير عن أسرار مدينة طنجة الناهضة من عبق التاريخ ،وكتبت مصنفات عدة عن عشق طنجة الصوفي ،وأنجزت دراسات على دراسات لتشريح تراكم الكتابة عن طنجة .ومع كل ذلك ،ظلت المدينة كتابا مفتوحا ومتجددا باستمرار ،ومغتنيا بالكتابة حوله وحول طقوس العشق األخاذ الذي تجاوز الحدود واألمكنة والقارات والجغرافيات الوجوه واألسماء .ولعل ذلك ما جعل منها فضاءا أثيرا الستنساخ القصص العجيبة ل”ألف ليلة وليلة” ،بل وإلجراء التقابالت الممكنة بين سقف الخيال وحدود الواقع .ونتيجة لذلك ،اغتنى مجال تلقي الكتابة اإلبداعية المشتغلة حول الذاكرة الجماعية للمدينة بتراكم فريد ال نعتقد أن أي مدينة مغربية أخرى حظيت به .لقد أصبح كتاب طنجة شرفة مفتوحة على شغف عشاق المدينة ومريديها ،كل يساهم فيه بمكنونات ذاكرته ،وكل ينحت فيه مساره الخاص انطالقا من تجربته الشخصية مع عوالم المدينة ومع دهشة عشقها األخاذ. ولعل هذا ما جعل البحث التاريخي الوطني المعاصر ينحو أكثر فأكثر ،نحو االنفتاح على النصوص اإلبداعية ،شعرا ونثرا وتشكيال ومسرحا وسينمائيا ،من أجل تحويلها إلى أرضية لتفكيك واقع طنجة وعمق هويتها الثقافية المميزة ،خاصة وأن األمر يتعلق بكتابات إبداعية وتخييلية متحررة من صرامة الكتابة التاريخية الوفية لمنطق الوثيقة المادية .ونتيجة لذلك ،ازداد االنفتاح على هذه األعمال بالنظر لقدرتها الكبيرة على التوثيق للتراث الرمزي غير المدون ،في إطار كتابة نسقية تحسن التقاط التفاصيل الكامنة في ضمائر الناس وفي التعبيرات المجردة التي تصنع مكونات الذاكرة الجماعية .فعين المبدع قادرة التقاط التفاصيل المنفلتة من بين إواليات صنعة كتابة التاريخ ،ومن بين سرديات الكتابة العالمة التي تنتجها النخب في إطار تماهيها مع المحكيات التقليدانية .هي عودة لإلنصات للنبض اليومي لحياة الناس البسطاء ،في نظمهم المعيشية اليومية ،وفي أنساقهم الفكرية المميزة ،وفي حميمياتهم المخصوصة ،وفي أحالمهم المؤجلة بتعبيراتها المادية والرمزية الكثيفة والمتداخلة .وال شك أن االنفتاح على هذا النوع من التمثالت الذهنية لواقع طنجة “الذي كان” ،يقدم زادا خصبا لمؤرخي المرحلة الراهنة قصد تفكيك البنى االجتماعية واإلنتروبولوجية والثقافية المركبة والمتداخلة لواقع طنجة الرمزي ،ولتراثها التاريخي غير المدون. في إطار هذا التصور العام ،يندرج اهتمامنا بقراءة رواية “الشريفة” ،للمبدع يوسف شبعة الحضري ،الصادرة في طبعتها األولى سنة ،2017كمحاولة إلضفاء بعد إجرائي على المحددات العلمية والمنهجية التي أضحى علم التاريخ الراهن ينفتح –من خاللها -على النصوص اإلبداعية عموما ،وعلى الكتابات الروائية بشكل خاص .فإذا كان الشعر العربي القديم قد اعتبر ديوانا للعرب ،فإن الرواية أضحت سجال للذاكرة الجماعية للعرب خالل المرحلة الراهنة .فهل يمكن أن نكتب تاريخ مدينة القاهرة بدون االسترشاد بأعمال نجيب محفوظ؟ وهل باإلمكان الكتابة عن تحوالت منطقة الخليج العربي بدون العودة ألعمال عبد الرحمن منيب .وهل باإلمكان القبض بتفاصيل مخاضات القضية الفلسطينية بدون العودة المتواصلة لتشريح نصوص غسان كنفاني؟ وهل نستطيع قراءة واقع مغرب االستعمار واالنتقال نحو االستقالل بدون االنفتاح على نصوص عبد الكريم غالب؟ وهل باإلمكان فهم تحوالت الواقع العربي المأزوم بدون االسترشاد بنصوص حنا مينة؟ وكيف يمكن اإلمساك بتاريخ الذهنيات المحلية ببالد المغرب بدون اإلحالة المستمرة على النصوص الروائية للرائدين عبد اهلل العروي وأحمد التوفيق؟... على هدي هذه األسئلة المدخلية ،أمكن تأطير تقديمنا للرواية موضوع هذه المادة ،بطرح سؤالنا المدخلي :هل يمكن اإلمساك بتالبيب الذاكرة الجماعية لعوالم طنجة خالل عقود القرن الماضي بدون العودة لنص “الشريفة” .لقد
�أ�سامـة الزكاري zougariousama@gmail.com
استطاعت هذه الرواية تقديم احتفاء استثنائي بعوالم حميمية تشكل العمق اإلنساني لمدينة طنجة ،من خالل محكيات عائلية ترتبط بمسار أسرة طنجاوية بامتياز ،أسرة تختزل نظيمة القيم والسلوك لدى األسر المحلية من خالل شخصياتها الفاعلة ،حيث تتعايش أهواء شتى، وحيث تتداخل مواقف مختلفة ،تجمع بين المتناقضات القائمة وبين األحالم المشروعة .في هذا اإلطار ،تنتصب شخصيات موزعة في مواقفها بين الخير والشر ،بين الحب والبغض ،بين الوفاء والطمع ،بين البراءة والمكر ،بين الجنون والحكمة ،بين اإلحسان والخداع ...،صفات بشرية نجدها في كل بقاع العالم ،لكنها اكتست سمة طنجاوية بامتياز عندما ربطها يوسف شبعة الحضري بعوالم طنجة المخصوصة ،بدءا من شخصية “الشريفة” نفسها والتي تختزل قيم العطاء والبذل ،ومرورا بكل الشخصيات األخرى التي أثثت فضاء الرواية ،مثل “يما رحمة” ،وعبد المجيد ،وعبد الرحمان ،وإدريس ،وخالد ،وخديجة ،والزيالشي ،وعبسليمو زوج “يما رحمة”...، لم يكتف الكاتب باستثمار كثافة الفعل والموقف والسلوك لدى كل واحد من شخصيات نصه الروائي ،بل نجح في تحويل األمر إلى سيرة ذاتية/جماعية لدى كل واحد من الشخصيات المذكورة .ولقد رسخ هذا األفق العام ،بانفتاح هائل على أعالم الفكر والثقافة والعطاء بالمدينة وبتوظيف عطائهم داخل بنية السرد ،مثلما فعل مع كل من الشيخ محمد بن الصديق ،وأحمد بن عجيبة ،ومحمد شكري ،ومحمد شبعة ،والعربي اليعقوبي ،وبول بولز ،وتينيسي وليامز ،وإيف سان لوران ،وكالوديو برافو ،وهنري ماتيس ،وأوجين دي الكروا ،وعبد اللطيف بن جلون الذي كان عامال على مدينة طنجة بعيد االستقالل ...،وبموازاة استحضار أسماء طنجة ذات القيمة الثقافية واالعتبارية ،حرص المؤلف على استحضار الفضاءات المؤثثة لألمكنة التي احتضنت دروب السرد ومتاهاته .في هذا اإلطار ،تحضر األمكنة كموجه لألحداث وللذاكرة ،مثلما هو الحال –على سبيل المثال ال الحصر -مع فضاءات شارع الحرية ،وسينما ألكسار وكابيتول ،وشارع باستور ،والسوق البراني ،وحي المصلى، والزاوية الدرقاوية ،وطريق خوصفات ،ودار البارود ،وحي مارشان ،وحي القصبة ،ومستشفى الدوق دي طوبار، ومستشفى القرطبي ،وحي حسنونة ،ومقهى الحافة ،والباليا ،وأوطيل المنزه ،وحي بني مكادة ،ومسرح سيربانطيس، وطريق الصياغين ،وفندق الشجرة...، أمكنة على أمكنة ،ووجوه على وجوه ،ورموز على رموز ،وشواهد على شواهد ،تعيد رسم الذاكرة الجماعية لمدينة طنجة ،في إطار كتابة استرجاعية تتجاوز سقف الكتابة الخطية للسير الذاتية بمعناها الحصري الضيق ،لتحتفي على طريقتها اإلبداعية بعوالمها اإلنسانية المخصوصة ،القائمة والمندثرة .ولعل هذا ما أدرك بعده الروائي التأصيلي األستاذ محمد المسعودي ،عندما قال في كلمته التصديرية“ :إن رواية “الشريفة” للكاتب يوسف شبعة الحضري تشكل سردا خالصا لوجه المدينة ولوجه أهلها ،وبعض شخصياتها المعروفة ...،إن مجموعة من الوقائع واألحداث التي عاشها كثيرون من سكان المدينة ،توفق شبعة في توظيفها توظيفا روائيا محكما ،فأحسن السبك ،وأحسن الوصف ،وأتقن تطريز عمله بما يشد القارئ ويبهره وبما يمتعه.”... هي حبكة روائية قوية ،جمعت بين سالسة اللغة ،وبين كثافة توظيف المتخيل الجماعي ،ثم بين القدرة على استلهام ممكنات الواقع والتاريخ قصد تحويلها ألرضية صلبة تنهض عليها ملكة التخييل وموهبة السرد .لقد أحسن األستاذ شبعة اإلمساك بأطراف الخيط الرقيق والرفيع الرابط بين حدود الواقع والتاريخ والمعاناة الشخصية من جهة ،وبين سقف الخيال واإلبداع من جهة ثانية .وفي ذلك إضافة نوعية هامة ،ال شك وأنها ترتقي بصاحبها إلى مصاف رموز طنجة المبدعة ،ممن ظلوا يصنعون معالم التميز ،ونبوغ العطاء ،وسمو اإلبداع ،داخل مكونات الهوية الثقافية للمدينة ،باألمس واليوم.
األديب المغربي العربي بنجلون
في ضيافة الطفولة القارئة بمدينة تطوان عرفت قاعة الندوات بالمركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين بتطوان ،يوم الجمعة 29نوفمبر ،2019يوما سيخلده التاريخ الثقافي للمدينة ،ويُسجَّل في مسار منتدى الروافد للثقافة والفنون ،ورئيسته الدكتورة فاطمة الميموني ،عالمة وامضة ال يخبو وهجها؛ وذلك باستضافة قامة مغربية في األدب المغربي ،األديب ورجل التربية والتدريس ،العربي بنجلون ،فكان أن زغردت الطفولة وانتشت، ففاضت تعابير وإمكانات من الوعي ،ألجمت ألسنة الحضور. ساهم بحضورهم الباذخ أدباء المدينة ومبدعوها ،وأطر جامعية ،فكان من بين كل هؤالء المسرحي رضوان حدادو ،والروائي عبد الجليل التهامي الوزاني ،والشاعر حسن مارصو ،والناقد والمحقق األكاديمي الدكتور محمد الفهري ،باإلضافة إلى مهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة ،وأطر من رجال التعليم ونسائه، وآباء بعض الحضور من األطفال/القراء ،الذين شاركوا بمداخالتهم الناضجة والعميقة ،ذات المرجعية القرائية ،فكان أن ضجت القاعة بوعي آت يينع ويزهر. أطر اللقاء الدكتورة فاطمة الميموني ،التي قدمت الضيف بكلمات الترحيب مع تعريف مقتضب، تاله شريط مصور يفصل حياة األديب العربي بنجلون ،وعطاءه في الكتابة والتأليف ،ثم ما قدمه للطفولة المغربية والعربية من أعمال رسخته كاسم فاعل في ذاكرة الصغار والكبار ببالدنا وبباقي دول العلم ،إذ كان أن اعتمدت المنظومات التعليمية األوروبية بعض أبحاثه ،ضمن تطبيقها ألطروحة التعليم غير النظامي، باإلضافة إلى اشتغاله في مجال اإلعالم مع كل من هولندا وسويسرا. َ بصمت فعالية هذا الحدث عالم ٌة فارقة في اللقاءات الثقافية ،وكسرت توقعات قواعد الكبار ،ذلك أن حضور وتفاعل األطفال ،كاد يفوق حضور الكبار؛ فكان تجاوب الضيف الكبير مميزا وراقيا ،إذ سمى هذه الفئة من ضيوف القاعة بالكبار ،وبعيدا عن األساليب الفوقية أو الوعظية ،أخذت حواراته معهم باهتمام وإعجاب باقي الحضور ،وأبهجت صدور األطفال الكبار ،وأطلقت ألسنتهم بالسؤال والتفاعل المباشر مع نجمهم في التصور القرائي لديهم. بعد فقرة التقديم ،أعطيت الكلمة للزهرة حمودان التي قدمت عرضا استقرائيا في المسار اإلبداعي للضيف ،تحت عنوان “ :البعد االمبيريقي في أعمال األديب المغربي العربي بنجلون” ،في محاولة للكشف عن المشروع الفكري/الوطني لديه؛ وذلك من خالل قراءة عتبات العنوان ألعماله .تلتها مداخلة الناقد خالد البقالي القاسمي ،حول كتاب “األدب المغربي” من تأليف المحتفى به ،ليفتح باب الحوار والمناقشة ،فتفاعلت القاعة بكافة فئاتها العمرية ،حيث فك عقال السؤال وتألقت المعرفة ،وغدقت على الجموع فيوضات تجربة متفردة بوجودها الفاعل والمؤثر في الثقافة المغربية المعاصرة ،أفادت الجميع. تم اختتام الحفل التكريمي لرائد الكتابة للطفل ببالدنا ،األديب والباحث والمفكر العربي بنجلون بتسليمه درع منتدى الروافد للثقافة والفنون ،والشواهد التقديرية على المساهمين في تنشيط الحدث، بمن فيهم األطفال الذين كانت لديهم مداخالت في هذا اللقاء .كما قام الضيف بتوقيع بعض كتبه ،وأخذ صور تذكارية مع الحضور. ومما تجدر اإلشارة إليه ،الجهود القيمة للسيد عماد العطار المسؤول عن التنشيط الثقافي بالمركز السوسيوثقافي لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين بتطوان ،من أجل إنجاح هذا اللقاء ،وكذا األستاذة سعاد الخياط ،وباقي الطاقم التربوي النسائي الذي أشرف على تأطير أطفال نادي القراءة بالمركز.
الزهرة حمودان
العدد 1023
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
14
الظلم ظلمات يوم القيامة للهَّ ُ للهَّ ُ هفت �إليه �سمعي وهو ي�سعى يف ّ كل عمل �صالح ،امتثاال للخالق من الأعمال أَ� ِيْ : � ...أ ْر ُ اط ُلبُ وا ا ْل ِه َداي ََة ِم ِّني أَ� َّي َن ْو ٍع ِم ْنهَا (�أَهْ ِد ُك ْم) ِ :إ� ْذ اَل َه ِاد َي ِ�إ اَّل ا ،و ََل ْو اَل ا مَ ا اهْ َت َديْ َنا، ُ ُ َ َ لاً لمَ َ َ َ َ َّ َ ور ِّ ور ُّ الد ْني َِويَّ ِة ت ْك ِمي ِل ْل َم ْرت َبتينْ ِ ،مُ ْقت ِ�ص ًرا ين َّي ِة �ش َر َع فيِ ْ أ اتقوا الظلم ،ف� َّإن الظلم ظلمات يوم القيامة .ولقول اهلل َو ا ف َرغ ِم َن اِال ْم ِت َن ِان ِب ْ أ النبي “�صلعم” : .ومبا جاء به الد ِ ّ المُ ِ المُ ِ ُّ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ُّ َ َ ْ ْ ْ ْ َّ َّ َّ ْ ُ َ ُ ينْ ْ َّ ْ َ�ص ِف الجْ َ َّن ِة�ِ { :إ َّن َل َك �أَ اَّل و ى ال ت ه ل و �س ب ل َال و ل ك أ ال َه و َا، ه ن م م ه أ ال ن ر م أ ال ى ل ق ك عَ ْ ِ ِ عَ وَ أن�صرنك َّ ِ ِ ْ ُ تبارك وتعالىْ � ،أي تقد َ ْ �س وتنز َه وتعاظمَ ،وجتلى وعلت قدرَته :وعزتي وجاليل ل َ فيِ ْ َ يْ ِ ولو بعد حني .وقد �أ�شار اخلطيب ،وكلما ذكرهُ الذاكرون (اهلل) يُ قرنون ا�سم اجلاللة ب تجَ ُ و َع ِفيهَا و اََل َت ْع َرى – َو�إِ َّن َك اَل َت ْظ َم�أُ ِفيهَا و اََل َت ْ�ض َحى} [طه 119 - 118 :و ََلعَ َّل َت ْر َ ك َّ الظ َم ِ أ� {�س َر ِاب َ اء ِب َد اَل َل ِة المْ ُ َقاب ََل ِة َن ْحوَ َق ْو ِل ِه َتعَ َ يل َت ِق ُ ْ “تبارك وتعالى” .فالدنيا مزرعة الآخرة ،منها �أداء اهلل يف حقه ،وقد بُ ْ يك ُم الحْ َ َّر} [النحل 81 :أَ� ْي :وَا ْلبرَ ْ دَ . الىَ : اك ِت َف ٌ نيت على تقوى َ َ َ َ َ ُ اَّ َّ َ ُّ ُ ُ ُ ٌ َ�س ْط ُت َادي كلك ْم َج ِائعٌ ) �أ ْي :محُ ْ ت ٌ اج �إِلى الطعَ ِام (�إِل مَ ْن �أ ْطعَ ْمت ُه) �أ ْي :مَ ْن �أ ْطعَ ْمت ُه َوب َ �ضال �إال مَ ن هديته (يَا ِعب ِ واملحبة والوئام .ف�إياكم والظلم .كلكم من اهلل تبارك وتعالى ،باملودَّ ة َّ َ َ َ َ ُ َ َّ َ ُ َ ُ َ َ ْ ْ ْ ْ ُ ْ ْ امَ وت وَا ْل ُق َّو َة ري �س ي َت و ي اب ن ج ن م الط وا ل اط : ي أ � ) م ع ط ت ا�س (ف . ه ت ي ن غ � أ و ق ز الر ه ي ل ق ل ا عَ َ ْ ِ َ بُ ْ ِ ِّ ِ ْ ْ والربد , احلر فا�ستهدوين ..وي�ست�شهد اخلطيب بداللة املقابلة� ،إذ ي�شري �إلى الظم إ� و�إلى عَ ِ َ ِ ْ ِ ّ ِ ُ ونيِ اج �إِ َلى َ�سترْ ِ عَ ْور َِت ِه َو ِ�إ َلى َّ الأكل واللبا�س ،وهي كلمات جوامع .على امل�ؤمن �أنْ ي�سعى ّ الت َن ُّع ِم ِب�أَ ْنوَ ِاع َادي ُك ُّل ُك ْم عَ ٍار �أَ ْي :محُ ْ َت ٌ يحتاج �إلى ِم ْن ب َِابي�( ،أُ ْط ِع ْم ُك ْم) .يَا ِعب ِ لكل عمل �صالح� ،إذ به ُ َ َ ُ اَّ َ ا�س َت ْك ُ�سونيِ ) أَ� ِيْ : ُ ٌّ ْ اط ُلبُ وا ِم ِّني ا ْل ُك ْ�سوَ َة ( َ�أ ْك ُ�س ُك ْم)� :أَ ْي� :أُي َِّ�س ْر ف ، ه ت و �س ك ن ل � إ ( ه ت ن ي َز و ه َا�س ب ل النبي “�صلعم” ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ مَ َ ْ ْ يتطر َق �إليه �شك فيما جاء به رحمة اهلل ،بقلوب ت�صل �إلى معرفته .و�أنْ ال َّ ُّ ُ َ اَ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ أر�سله اهلل َّ جل وعال ب�شرياً ونذيراً .لنعمل على لك ْم َحال ِتك ْمَ ،و�أ ِزيل عَ ْنك ْم مَ َ�س ِاوئ ك ْ�ش ِف َ�س ْو� ِآتك ْم. ُ وهوالرحمة ا ُملهداة والنعمة ا ُمل�سداة ،الذي � َ ُ ُ ُ َالنه َِار َو أَ� َنا �أَ ْغ ِف ُر ُّ ُ َ َّ ْ لمْ (بال َّل ْي ِل و َّ ْ َ َ وب َج ِميعً ا) . ون ن ذ ت ى ن ع ا و : ) ون � ؤ ط خ ت م ك ن إ � ي َاد ب ع َا ي ( الذ ُن َ ِ بُ ِ ِ ِ ِ ْ َ ْ ال�سر والعلنّ ، ِ و�سد �أل�سنتنا عن اللغو والنميمة .ملا ن�شتمل عليه محُ ا�سبة �أنف�سنا ونراقبها يف ّ َال ْذ َك ِار َو َن ْح ِو ِه َماَ . وقدره ،وهو النا�صر (اهلل) �أَ ْيِ :ب َّ ا�س َت ْغ ِف ُرونيِ ) �أَ ِيْ : اط ُلبُ وا المْ َ ْغ ِف َر َة ِم ِّني الت ْوب َِة� ،أَ ْو ِب اِال ْ�س ِت ْغ َف ِار و َْ أ ّ من ح�سن الظن باهلل َّ (ف ْ وجل َّ � .إن امل�سلم ي�ؤمن بق�ضاء اهلل تعالى َ عز َ َ�ضمِّ ِه َ َ ُ ال�ض ِاد و َ َادي �ِإ َّن ُك ْم َل ْن َت ْب ُل ُغوا َ �ض ِّري) ِ :ب َف ْت ِح َّ ْ (ف َت ُ�ض ُّرونيِ ،و ََل ْن َت ْب ُل ُغوا ب ع َا ي . م ك ل ر ف غ أ � ( ِ ِ ِ ْ ْ ثم الأجر على ْ قدر طاعة اهلل تعالى ور�سوله “�صلعم” ،من تقوى اهلل ،والت�صديق لدينه َّ . ل ْن ُف ِ�س ُك ْم َو�إِنْ �أَ َ�س ْ�أ مُ ْ يغ�سل َن ْف ِعي َف َت ْن َفعُ ونيِ )� :إِنْ �أَ ْح َ�س ْن ُت ْم َ�أ ْح َ�س ْن ُت ْم ِ َ أ ت َف َلهَا ،و ََه َذا مَ ْع َنى َق ْو ِل ِه( :يَا َ وملن �أراد احلياة يف �أبهى ُحللها عليه �أنْ بالغيب ،لكي ت�ستنه�ض به الهمم العالية ْ . ود َ وج ُدَ ،والمْ ُ َرادُ َج ِميعُ ُك ْم ( َو ِ�إ ْن َ�س ُك ْم، م ْن َ�سيُ َ ين ( َو� ِآخ َر ُك ْم) :مِ َّ َادي َل ْو �أَ َّن �أَ َّو َل ُك ْم) أَ� ْيِ :م َن المْ َ ْو ُج ِ ال�شم�س نهاراً يف ِعب ِ لكي ت�سطع ُ ُ له وال�شيطان، قلبه بالعفو واملغفرة ،ليُ خرج منها النف�س ُ ْ الت ْقوَ ى ِب أَ�نْ َت ُك ُ َاح ٍد ِم ْن ُك ْم) �أَ ْيَ :ل ْو ُك ْن ُت ْم عَ َلى َغاي َِة َّ ونوا يتفاءل كما تتفاءل و َِج َّن ُك ْم َك ُانوا عَ َلى �أَ ْت َقى َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ ُ ال�صباح البهيج ،وهي �شم�س البهاء الأ�صيل عند الغروب � .إذا بامل�سلم َاح ٍد ِم ْن ُك ْم( .مَ ا َزادَ َذ ِل َك) �أَ ْي :مَ ا ُذ ِك َر (فيِ مُ ْل ِكي َ�ش ْي ًئا َج ِميعً ا عَ َلى َت ْقوَ ى �أَ ْت َقى َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ ثم مقام العفو عند املقدرة ،كما جاء يف بيت من ال�شعر على ل�سان ال�شريف الع�صافري َّ . َاح ٍد هطال َف َت ْن َفعُ ونيِ .يَا ِعب ِ َاديَ ،ل ْو �أَ َّن أَ� َّو َل ُك ْم َو� ِآخ َر ُك ْم َو إِ� ْن َ�س ُك ْم و َِج َّن ُك ْم َك ُانوا عَ َلى أَ� ْف َج ِر َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ ً ثانية ~ �سقى زما َنكَ ٌ ْ الر�ضي ،واقتب�سه ال�شيخ عائ�ض القرين :يا ليلة العفو�أال ُعدتت يف َ �ص) ِ :ب َّ َادي َل ْو َ أ� َّن َ�أ َّو َل ُك ْم، عبد و�إليه راجعٌ ،للنظر �إلى وجهه الكرمي يوم لقاء اهلل تبارك وتعالىِ .م ْن ُك ْم ،مَ ا َن َق َ (م ْن مُ ْل ِكي َ�ش ْي ًئا)( .يَا ِعب ِ (ذ ِل َك) �أَ ْي :مَ ا ُذ ِك َر ِ الت ْخ ِف ِ من الديمَ .ف�أنا هلل ٌ َاح ٍد)َ :ق َ ال ا�س َت َم ُّروا (فيِ َ يد) أَ� ْي :مَ َق ٍام (و ِ �ص ِع ٍ َو� ِآخ َر ُك ْم َو ِ إ� ْن َ�س ُك ْم و َِج َّن ُك ْم َقامُ وا) �أَ ْي :و ََق ُفوا �أَ ِو ْ خطبتي اجلمعة للفقيه الدكتور حممد لذلك �شكلت ْ َج ِه ْ أَ ال�ص ِع ُ �ض، ابْ ُن َح َج ٍرَّ : اب وَعَ َلى و ْ ال ْر ِ يد يُ ْط َل ُق عَ َلى الترُّ َ ِ احلافظ الرو�سي د ْر�س ًا يدعو �إلى ال�شريعة التي قامت ال ِّ و َُهوَ المْ ُ َرادُ ُه َناَ . ونَ .ق َ (ف َ�س�أَ ُلونيِ ) �أَ ْيُ :ك ُّلهُ ْم �أَ ْج َمعُ َ يب ُّي على الرحمة :احلمد هلل �إِ َّن َ الط ِ هلل َن ْح َم ُدهُ َو َن ْ�س َت ِع ُ ين ُه احل ْم َد ِ ُ للهَّ ُ َ َ َ َ َ ل َّن َاح ٍد َ ِ ،أ و ام ق اع م ت ج ال ب ال � ؤ ال�س د ي ق :ا ه م َح ر َّ ِ َ ِ اِ ْ ِ َ ِ فيِ مَ ٍ ِ ُّ وب إِ� َل ْي ِهَ ،و َنعُ ُ اهلل يه َو َن ْ�ش ُك ُرهُ َو َن ْ�س َت ْغ ِف ُرهُ َو َن ُت ُ وذ ِب ِ َو َن ْ�س َتهْ ِد ِ ما يُ ْد ِه ُ �ش المْ َ ْ�س� َ ُ ؤول وَيُ ِه ُّم َوي َْع ُ�س ُر َت َز ُ ال�س�ؤَ ِال وَا ْز ِد َحامَ هُ ْم مِ َّ َ َ احمَ ُّ ات أ� ْع َم ِال َنا ،مَ ْن يَهْ ِد اهلل َف َ ال مُ ِ�ض َّل ور أ� ْن ُف ِ�س َنا و ََ�س ِ ّي َئ ِ ِم ْن ُ�ش ُر ِ اف مَ َط ِال ِب ِه ْمَ ، اح مَ � ِآر ِب ِه ْم َو ِ�إ ْ�سعَ ُ ْ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ َّ َ َ َّ ُ ان عَ َل ْي ِه ِ�إنجْ َ ُ (ف�أَ ْع َط ْي ُت ُك َّل ِ�إ ْن َ�س ٍ ُ َحدهَُ له وَمَ ْن يُ �ض ِلل فال ه ِادي لهَ ،و�أ�شهَد �أال �إِله ِ�إال اهلل و ْ مَ ْ َ �ص َذ ِل َك) َاح ٍد (مَ ا َن َق َ ان و ِ �س أ� َل َت ُه) �أَ ْي :فيِ � ٍآن و ِ َاح ٍدَ ،وفيِ مَ َك ٍ َ َ ال َ�ش ِر َ َح ِبي َب َنا وقدوتنا يك َل ُه َو أ� ْ�شه َُد �أ َّن َ�سيِّ َد َنا ونبينا و َ ال َتعَ َ (ما ِع ْن ِدي) َ :ق َ الىَ { :و�ِإنْ ِم ْن َ�ش ْي ٍء ِ�إ اَّل �أَ ِي ِْ :إ اء مِ َّ ال ْع َط ُ َ َ ُ َ َ َ َ َ ً يمنا وَق ِائدنا وَق َّرة �أ ْعيُ ِننا محُ َ َّمدا عَ ْب ُدهُ ومعلمنا وَعَ ِظ َ �ص) أَ� ْيَ :ك َّ �ص ِع ْن َد َنا َخ َز ِائ ُن ُه} [احلجر�( 21 :إِ اَّل َك َما ي َْن ُق ُ الن ْق ِ َور َُ�س ُ و�ص ْفوَ ُة َخ ْ آله، � وعلى و�سلم عليه اهلل �صلى ، ه ق ل ول ُه َ ِ ِ ال�ش ْي ِء ا َّل ِذي ي َْن ُق ُ�ص ُه (المْ ِ ْخي ُ �أَ ِو َّ البْ َر ُة ( ِ�إ َذا �أُدْ ِخ َل َط) ،أَ� ِي ِْ :إ بلغ الر�سالة ،و�أدى الأمانة ،ون�صح الأمة ،وجاهد يف اهلل َح َر)� .أقول قويل هذا.... ا ْلب ْ حق جهاده حتى �أتاه اليقني ،من يطع اهلل ور�سوله فقد اخلطبة الثانية :احلمد هلل رب العاملني...... هدي �إلى �صراط م�ستقيم ،ومن يع�صهما فال ي�ضر �إال َادي� ،إِنمَّ َ ا ِه َي) أَ� ِي :ا ْل ِق َّ�ص ُة (�أَ ْع َم ُال ُك ْم �أُ ْح ِ�صيهَا) (يَا ِعب ِ نف�سه ،وال ي�ضر اهلل �شيئا� ،أما بعد: �أَ ْي� :أَ ْح َف ُظهَا َو�أَ ْك ُتبُ هَا (عَ َل ْي ُك ْم)ُ . (ث َّم ُ أ�و َِّف ُ اها) َّ : يك ْم ِ�إيَّ َ الت ْو ِفي َُة عز اهلل بتقوى ونف�سي عباد اهلل تعالى� :أو�صيكم الت َم ِام أَ� ْي� :أُ ْع ِط ُ َاح ٍد عَ َلى َّ اء �أَ ْع َم ِال ُك ْم يك ْم َج َز َ اء َح ٍّق و ِ إِ� ْع َط ُ وجل. و َِافيًا َتامًّ اِ� ،إنْ َخيرْ ًا َف َخيرْ ٌ َو ِ�إنْ َ�ش ًّرا َف َ�ش ٌرَ . َج َد َخيرْ ًا) (ف َم ْن و َ ُ للهَّ الَ :ق َ عَ ْن �أَ ِبي َذرٍّ -ر َِ�ض َي اللهَّ ُ عَ ْن ُه َ -ق َ ا ول َ�س ر ال ُ ِ يق َخيرْ ٍ ِم ْن َربِّ ِه وَعَ َم َل َخيرْ ٍ ِم ْن َن ْف ِ�س ِه َ �أَ ْيَ :ت ْو ِف َ َح َم ِد (ف ْلي ْ للهَّ ُ يما ي َْر ِوي عَ ِن اللهَّ ِ َ -تبَار َ َك �ص َّلى ا عَ َل ْي ِه و ََ�س َّلمَ ِ -ف َ َللهَّ َ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ ُ ْ َج َد و ن َم و ( ي َاد ه ل ا ه ن أ ل خ ل ل � إ ه يق ف و � ) ت ى ل : ي أ ا ْ عَ َ ِ ِ ْ ِ ِ ِ ِيَّ اهُ ِ يرْ ِ ِ َ َ َ َ نيِّ َ ُّ َّ ْ ُ ُ ى ل ل الظ ت م ر ح � إ ي َاد ب ع َا ي « : ال ق ه ن � أ ى ال عَ مَ و ََتعَ َ ِ ِ ْ َّ ِ َغيرْ َ َذ ِل َك) أَ� ْي�َ :ش ًّرا �أَ ْو �أَعَ َّم ِم ْن ُه َ لَ َّن ُه (فلاَ ي َُلومَ َّن �إِ اَّل َن ْف َ�س ُه) ِ :أ َ لاَ َ لمَ َ ُ ُ ُ َ ْ ُ َادي َن ْف ِ�سي ،و َ َجعَ لته ب َْينك ْم محُ َ َّرمً ا ،ف تظا وا .يَا ِعب ِ �ص َد َر ِم ْن َن ْف ِ�س ِه� ،أَ ْو ِ أَ َاق عَ َلى َ ري ِ�إ َل ْي ِه �ضلاَ ِل ِه ا َّل ِذي �أُ ِ�ش َ َ ل َّن ُه ب ٍ َ �ض ٌّ ُك ُّل ُك ْم َ َادي ا�س َتهْ ُدونيِ �أهْ ِد ُك ْم .يَا ِعب ِ ال ِإ� اَّل مَ ْن َه َديْ ُت ُه; َف ْ �ض ٌّ ِب َق ْو ِل ِهُ :ك ُّل ُك ْم َ ال. َ ُ َ اَّ َ ُ ُ ْ ْ ْ ا�ستط ِع ُمونيِ أ�ط ِع ْمك ْم .يَا َ ُك ُّل ُك ْم َج ِائعٌ �إِل مَ ْن �أطعَ ْمت ُه; ف ْ اهلل وَمَ َ ون عَ َلى َّ �ص ُّل َ الن ِب ِ ّي يَا عباد اهلل تعالىِ :إ� َّن ال ِئ َك َت ُه يُ َ ا�س َت ْك ُ�سونيِ �أَ ْك ُ�س ُك ْم .يَا ِعب ِ َادي ُك ُّل ُك ْم عَ ٍار ِإ� اَّل مَ ْن َك َ�س ْو ُت ُه; َف ْ �أَيُّ هَا ا َّل ِذ َ يما (� )٥٦سورة ين َءامَ ُنو ْا َ �ص ُّلو ْا عَ َل ْي ِه و ََ�س ِ ّل ُمو ْا َت ْ�س ِل ً َ َ ُ ُ َالنه َِارَ ،و�أ َنا أ� ْغ ِف ُر ُّ ون ِبال َّل ْي ِل و َّ َادي �إِ َّن ُك ْم ت ْخ ِطئ َ وب الذ ُن َ ِعب ِ ءال الأحزابَ .56/ال َّلهُ َّم َ �ص ِ ّل عَ لى َ�س ِ ّي ِدنا محُ َ َّم ٍد وعَ لى ِ َ الدكتور محمد الحافظ الروسي َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ُ َّ ْ ْ ْ َادي �إِنك ْم لن ت ْبلغوا ا�ستغ ِف ُرونيِ �أغ ِف ْر لك ْم .يَا ِعب ِ َج ِميعً ا ،ف ْ ءال َ�س ِ ّي ِدنا حمم ٍد َك َما َ �ص َّل ْي َت عَ لى َ�س ِ ّي ِدنا �إِبْ ِ ّ راهيمَ وعلى ِ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َ ْ ْ ْ ي َاد ب ع َا ي . ف ن ت ف ي ع ف ن وا غ ل ب ت ن َل و ، و ر عُ ِ ِ ِ ْ ُّ ونيِ �ض ِّري َف َت ُ�ض نيِ ءال َ�س ِ ّي ِدنا وبار ْك على َ�س ِ ّي ِدنا َ�س ِ ّي ِدنا �ِإبْ ِ ّ حمم ٍد وعلى ِ راهيمَ ِ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ ُ ُ َ ْ َّ ْ َّ َل ْو �أن أ� َّولك ْمَ ،و� ِآخ َرك ْمَ ،و ِ�إن َ�سك ْم ،و َِجنك ْم كانوا عَ لى �أتقى م ٌ راهيمَ �إِ َّن َك َح ِم ٌ يد. ءال َ�س ِ ّي ِدنا �إِبْ ِ حمم ٍد َك َما بار َْك َت على َ�س ِ ّي ِدنا �إِبْ ِ ّ راهيمَ وعلى ِ يد جَ ِ َ َ َادي َل ْو �أ َّن �أ َّو َل ُك ْم َو� ِآخ َر ُك ْمَ ،و ِ�إ ْن َ�س ُك ْم، َاح ٍد ِم ْن ُك ْم; مَ ا َزادَ َذ ِل َك فيِ مُ ْل ِكي َ�ش ْي ًئا .يَا ِعب ِ َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ وار�ض اللهم عن �سادتنا وموالينا �أبي بكر وعمر وعثمان وعلي� ،أ�صحاب الف�ضل اجللي، َ َ َ َ َ َ ً َ ُ َ ْ ْ ْ ْ َاح ٍد ِمنك ْم مَ ا نق َ �ص ذ ِلك ِم ْن مُ ل ِكي �ش ْيئا .يَا ِعب ِ و َِج َّن ُك ْمَ ،ك ُانوا عَ لى �أف َج ِر قل ِب ر َُج ٍل و ِ َادي وعن �سائر الع�شرة ،الكرام الربرة ،وعن �صحابة ر�سول اهلل �أجمعني ،الهداة املهتدين ،وعنا َ َ َل ْو �أَ َّن �أَ َّو َل ُك ْم َو� ِآخ َر ُك ْمَ ،و ِ�إ ْن َ�س ُك ْم ،و َِج َّن ُك ْم َقامُ وا فيِ َ يد و ِ �ص ِع ٍ َاح ٍدَ ،ف َ�س�أ ُلونيِ َف�أ ْع َط ْي ُت ُك َّل �ِإ ْن َ�س ٍ ان معهم بف�ضلك وجودك يا �أرحم الراحمني. مَ ْ َ �ص المْ ِ ْخي ُ ُ ُ ُ َادي �إِنمَّ َ ا ِه َي �ص َذ ِل َك مِ َّ �س�أ َل َت ُه; مَ ا َن َق َ ما ِع ْن ِدي �إِ اَّل َك َما ي َْن ُق ُ َح َر .يَا ِعب ِ َط �إِ َذا �أُدْ ِخ َل ا ْلب ْ اهلل َتعالى :يَا �أَيُّ ها َّ يم ( )١ي َْومَ َت َر ْو َنهَا يَقول ال�ساعَ ِة َ�ش ْى ٌء عَ ِظ ٌ الن ُ ا�س َّت ُقو ْا رَبَّ ُك ْم �إِ َّن َز ْل َز َل َة َّ َ للهَّ ُ ُ �أَ ْع َم ُال ُك ْم �أ ْح ِ�صيهَا عَ َل ْي ُك ْمُ ،ث َّم �أو َِّف ُ يك ْم ِ إ�يَّ َ َح َم ِد ا .و َِم ْن و َ اهاَ .ف َم ْن و َ َج َد َخيرْ ًا َف ْلي ْ �ضعَ ْت و ََت َ َج َد َغيرْ َ َت ْذ َه ُل ُك ُّل مُ ْر ِ�ضعَ ٍة عَ َّما أَ� ْر َ ات َح ْم ٍل َح ْم َلهَا و ََت َرى َّ ا�س ُ�س َكارَى وَمَ ا ُه ْم الن َ �ضعُ ُك ُّل َذ ِ َذ ِل َك َفلاَ ي َُلومَ َّن �إِ اَّل َن ْف َ�س ُه» َ .روَاهُ مُ ْ�س ِل ٌم. يد ( )٢ال َّلهُ َّم ْغ ِف ْر ِل ْل ُم�ؤْ ِم ِن َ اهلل َ�ش ِد ٌ وات، ِب ُ�س َكارَى و ََل ِك َّن عَ َذ َ نات الأَ ْح ِ ياء ِم ْنهُ ْم وَالأَ ْم ِ ني َوالمْ ُ �ؤْ ِم ِ اب ِ ُ للهَّ للهَّ ُ للهَّ يما ي َْر ِوي عَ ِن ا ِ َتبَار َ الَ :ق َ عَ ْن �أَ ِبي َذرٍّ َق َ ال ر َُ�س �ص َّلى ا عَ َل ْي ِه و ََ�س َّلمَ ِ -ف َ ول ا ِ َ - َك) �أَ ْيَ :ال َّلهُ َّم ِ�إ ّنا َنعُ ُ وبنا ،ال َّلهُ َّم وم ْن َ�ش ِ ّر �أَ ْل ِ�س َن ِتنا ِ �صارنا ِ ماعنا ِ وذ ِب َك ِم ْن َ�ش ِ ّر �أَ ْ�س ِ وم ْن َ�ش ِ ّر َ�أبْ ِ وم ْن َ�ش ِ ّر ُق ُل ِ َ َ َ َ َ َ َت َك َ اث َر َخيرْ ُ هُ و َ َ َ َ َ َ ُ َظه ََر فيِ َهذا الخْ يرْ ِ ب َْع ُ وق َ ني�( .أنــ َّـ ُه قال: �ض �أث ِر ِه( ،و ََتعَ الى) �أ ْي :عَ ْن مُ �شا َبه َِة المْ ْخل ِ وجهْ َلنا و�إِ ْ�س َ رافنا يف �أَ ْم ِرنا وما أَ� ْن َت �أَ ْع َل ُم ِب ِه ِم ّنا ،ال َّلهُ َّم ْ ْ اغ ِف ْر َلنا ِج َّدنا اغ ِف ْر َلنا َخ ِطي َئ َتنا َ الظ ْلمَ عَ َلى َن ْف ِ�سي» ) �أَ ْيَ :ت َق َّد ْ�س ُت عَ ْن ُه و ََتعَ َ َادي �إِنيِّ َح َّر ْم ُت ُّ ال ْي ُتَ ،فهُ وَ فيِ َح ِّقي َكالمْ ُ َح َّر ِم “ يَا ِعب ِ وه ْز َلنا َ وخ َط�أَنا وعَ ْم َدنا ،ال َّلهُ َّم ْ َ اغ ِف ْر َلنا ما َق َّد ْمنا وما �أَ َّخ ْرنا وما أَ� ْ�س َر ْرنا وما �أَ ْع َل ّنا وما �أَ ْن َت َ اَ ً ُ حَ َ ِّ َ ُ ُ َ ْ ْ ْ ْ َّ ُ ًّ َ َ َ َ م ك ن َي ب ه ت ل َج و ( ، م ل ظ ه ق ح و �ص ت ل ذ � إ ، ا�س الن فيِ َح ِّق ت ي � أ ا): ر ا. د ج ا يظ ل غ ًا مي ر ْ يُ َ مً محُ ٌ عَ َ َ َ رُ َّ َ ِ ِ ْ ْ َ الد ْنيا َح َ�س َنةً َ َ َّ ُ ُ ُ َ ّ فيِ َ ِ ِ ِ ِ ءاتنا يف ُّ �أ ْعل ُم ِب ِه ِم ّنا ،أ� ْن َت المْ ق ِ ّدمُ و أ� ْن َت المْ �ؤ ِ ّخ ُر و أ� ْن َت عَ لى ك ِل �ش ْى ٍء ق ِدير ،رَبَّ نا ِ َ َ َ َ اَ َ َ َ نيِّ لمَ ُ ُ ً َ ُ ُ ْ ْ ْ لحْ ْ وم ِم ْن ظالمِ ِ ِه ك َما فيِ ا ِد ِ دين َغيرْ َ ِ ّ ذاب َّ ني وَال مُ ِ�ض ِ ّل َ �ضال َ (فلاَ َتظا وا) :ل يَظ ِل ُم ب َْع�ضك ْم ب َْع�ضا ،ف�إِ �أنت ِق ُم ِلل َمظل ِ الن ِار ال َّلهُ َّم ْجعَ ْل َنا ُهدا ًة مُ هْ َت َ ني ال َّلهُ َّم يث “ :وَيف ال ِآخ َر ِة َح َ�س َن ًة و َِق َنا عَ َ ُ للهَّ َ ال َتعَ َ ني» “ .و ََق َ ول ا َتعَ َ «ي َُق ُ الى{ :و اََل حَ ْ ت ِ�س نَ َّ ب الى َج َّل َجلاَ ُل ُه َ أ وم و ََل ْو ب َْع َد ِح ٍ ل ْن َت ِ�ص َر َّن ِل ْل َم ْظ ُل ِ عاتنا و َْك ِفنا ما �أَ َه َّمنا و َِق َنا َ�ش َّر ما َن َت َخ َّو ُف. راتنا و ََء ِام ْن ر َْو ِ ْ�سترُ ْ عَ ْو ِ َ َ لاً ِّ َ ُ ُ َ َ َّ نمَّ ْ ْ اللهَّ َ َغ ِاف عَ َّما ي َْع َمل الظالمِ َ يه أ �صارُ } [�إبراهيم 44 :فهُ وَ البْ َ ون� .إِ ا يُ وَ خ ُر ُه ْم ِلي َْو ٍم ت�شخ ُ �ص ِف ِ وان�صر اللهم بن�صرك املبني �أمري امل�ؤمنني موالنا حممدا ال�ساد�س ن�صرا تعز به الدين، َادي)َ :ك َّررَهُ ِل َّ يمُ ْ ِه ُل و اََل يُ هْ ِم ُل (يَا ِعب ِ لت ْن ِب ِ يه عَ َلى َف َخامَ ِت ِه و اَِال ْع ِت َن ِاء ِب َ�ش أْ� ِن ِه� .أو هو ِ�إمي ٌ َاء ِ�إ َلى وتخذل به الكافرين والفا�سقني واملنافقني ،واجعل اللهم منهاجك العظيم منهاجه ،ونور َ ِّ َ َ ُ ُ ِّ مُ ْق َت َ ُّ ٌّ ُ َ َ ْ �ضى ا ْلعُ بُ ِ وديَّ ِة ِم َن اِالف ِتق ِار �إِلى مُ َراعَ ِاة َحق ُّ وب َّي ِة( .كلك ْم �ضال) �أ ْي :عَ ْن كل ك َم ٍ الربُ ِ ال النبوة �سراجه ،واق�ض لنا وله كل حاجة ،واحفظه يف ويل عهده الأمري املولى احل�سن ،ويف َاع ِه ْم َل َ ين َّي ٍة َودُ ْني َِويَّ ٍة ( ِإ� اَّل مَ ْن َه َديْ ُت ُه) :يُ َراد �أَ َّنهُ ْم َل ْو ُت ِر ُكوا بمِ َا فيِ ِطب ِ و ََ�سعَ ادَ ٍة ِد ِ �ض ُّلوا ،و َُهوَ اَل �سائر عائلته ال�شريفة. َ لاَ لاَ َ َ َ ُ ُ ُ ود يُ ول ُد عَ لى ا ْل ِف ْط َر ِة “ ف�إِ َّن المْ َرادَ ِبا ْل ِف ْط َر ِة َال�س مُ “ :-ك ُّل مَ ْول ٍ يُ َنافيِ َق ْو َل ُه -عَ ل ْي ِه َّ ال�ص ُة و َّ �سبحان ربك رب العزة عما ي�صفون و�سالم على املر�سلني واحلمد هلل رب العاملني. ال ْ�سلاَ ِمَ . ال�ضلاَ َل ِة َجه َ يدَ ،والمْ ُ َرادَ ِب َّ َّ الت ْو ِح ُ ا�س َتهْ ُدونيِ ) َان و َُح ُد ِ المي ِ َال ُة َت ْف ِ�ص ِ (ف ْ ود ْ إِ يل �أَ ْح َك ِام ْ إِ عبد المجيد اإلدريسي
15
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
موائدُ الحرفِ
(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)
بين دفتيّ هذا َ شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريـخ الك ِ ُ ُ ونخيلـــة حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ، واللغـــة واألدب ،وهـــي ٌ ٌ وبـــاعــــث على لإلينــاس، ة مجلبـــ ُّعهـا و وتنـــ تحقيقاتٍ وجواباتٍ، ِ َ ّ التروّح؛ َّ وتستـــروحُ إلى التنقــل بين ألن النفس تسأمُ النمط الواحدَ، ِ ِ أفانين الكالم ..ولعـل القارىء يجـد فيها متنفسـهُ إذا تم ّلكه الضجرُ، ِ ُ الوحشة ..واهلل الهادي إلى سواء السبيل. واستفرغتهُ
ٌ أ�صويل لكتاب فقهي � تقريظ . 94 ٍ ٍ
ُّ أ�صويل ح�سني املهداوي تقريظ باكورته�( :سوانح اخلاطر) ،فبادرت طلب مني الأخ الباحث ال والتفرغ لدواعي �إلى الإجابة ،ويف النية �أن تكون كلماتي حافزاً له على اال�ستزادة من فيو�ض القلم، ّ قرظت به العمل: الكتابة .وهذا ُّ ن�ص ما َّ َ ً ً يهتاج وي�ضطرم حتى ترى له مفي�ضا � َّأي مفي�ض يف ملتعلج اخلاطر دبيبا كدبيب النمل.. « �إن ُ و�صاحب هذه الباقة من املقاالت وال�سوانح �أ�ضناه التفكري يف مطالب �أمته ،وم�ستقبلها �صنائع القلم.. ُ املرموق ،فقام بني رجالها منادي ًا ب�ضرورة ا�سرتجاع منوذجني ب�شريني :العامل العامل ،واملتع ّلم الكامل، �صالح �أول هذه الأمة ،وبهما يكون �صالح �آخرها.. وبهما كان ُ ُ ُ ُ ٌ ُّ أ�صولية، الفقهية وال ال�صبغة والغالب عليها وم�شارب، ألوان وال�شق الأول من باقته َ ُ مقاالت ذات � ٍ ُ قلمه ّ تفرغ له مدة غري ق�صرية من عمره ،و�إذا كانت هذه املقاالت ال تنزع �صبغة وهي ِ وفنه الذي ّ ً ً ً ّ ِّ البحثي؛ ف�إن الغر�ض منها حكيك والت أ�صول، ل ا إلى � والرد بالتوثيق، يحتفل ا �صرف ا أكادميي � ا منزع ِّ � ُ َّ املحنك ونفوذ ،ك�ش�أن الطبيب ح�سم أفكار ت�ضع اليد على الإ�شكال ،وت�صف املخرج منه يف ٍ إثارة لمُ ٍع و� ٍ ٍ الذي يقع على ع ّلة العليل ب�أوّ ل النظر ! ومن مقاالته اجلديدة حديثه عن النقد الفقهي عند مالكية الأندل�س ،وهي ظاهرة و�ضيئة م�ستقل بر�أ�سه �سريى النور قريب ًا ،وكم وددت �أن ي�شري بحث يف املدر�سة الأندل�سيةُ ،عنيت بها يف ٍ ٍ ً ً باحثنا �إلى �أحد �أعالمها امل�شهورين ـ وقد َّ �صاحلةـ وهو الفقيه النقادة ابن الفخار جملة عد منهم القرطبي (ت 419هـ) �صاحب (التب�صرة) يف نقد ر�سالة ابن �أبي زيد ،و�صاحب (�إ�صالح الغلط الواقع يف وثائق ابن العطار) ،و�صاحب (االنت�صار لأهل املدينة) يف الرد على ال�شافعي ،وال �أعلم من علماء الأندل�س من فرى فريه يف النقد واال�ستدراك. ثم �إنني ر�أيت الباحث الفا�ضل يحكي اخلالف يف م�س�ألة العمل بال�ضعيف ،وال ي�سرتوح �إلى ر� ٍأي ترجيح ،وهذا على خالف �أ�صل البيان الذي من �ش�أنه تخلي�ص القارىء من عمايته ،ولو ا�ستدرك �أو ٍ ً ذلك يف مو�ضعه لكان ح�سنا� .أما اختياره يف بع�ض امل�سائل فال �أراجعه فيه؛ �إذ لي�س من عادتي التحجري والإنكار يف موارد اخلالف ،ولكل وجهة هو مو ّليها. ّ �سوانح يف العلم والفكر وجمايل احلياة ،و�إين لأوثر �أن �أ�سمِّ يَها �شموع ًا؛ ال�شق الثاين من الباقة ويف ُ َّ حة ذكرتني مطالعة� ،إلى كونها ذات جتربة ،ونخبة ملا حوته بني جانحتيها من ع�صارة �صياغة جمن ٍ ٍ ٍ ٍ وتر�سل الأدباء الكبارـ ومن عيونها: باحلكم العطائية، ـ �أحيان ًا ـ ِ ّ « �أ�صعب �شيء على العامل �أال يُ فهَم كالمه ،فيرُ مى مبا لي�س فيه» علم يبعدك عن م�سالك الو�صول ،ومقام « �إمنا يُ طلب العلم للو�صول �إلى معرفة اهلل تعالى ،وكل ٍ ٌ ٌ وخ�سران يف الدنيا والآخرة ». نقمة الو�صل ،فهو ظلم ،و�أقبح منه ن�شره عند ما ال يعرف َّ حقه». « كتمان العلم ٌ ً عارية عن التعقيب ،وهي �إنكار ال�شيعة الإمامية للقيا�س؛ ملعار�ضته وثمة فائدة �سانحة �سيقت ّ يظن �أن مقام الع�صمة� ،أو والية الفقيه؛ �إذ تعينّ القول بعد ا�ستيفاء الفائدة( :وهو باطل) ،حتى ال يف حكاية مذهبهم وال�سكوت عليه �إقراراً لهم ،ويف القراء �أغمارٌ و�أغرارٌ .. ً ً رطيبة يف ظالل هذه ال�سوانح ـ �سويعات خامتة �أحلى يف الل�سان ـ وقد �أم�ضيت وال �أجد هنا ٍ َ ْ ْ ْ احتفاء بقلمه املمرع، من قول العرب ( :أ� ْم َرعَ ت فان ِزل � ..)..أقولها لأخي الباحث احل�سني مهداوي ً وتهنئة بباقته الن�ضرة ».
. 95فائد ٌة � ٌ أدبية
ً دالية رثى بها حمدث املغرب بكنا�شة الفقيه الأديب حممد عالل البختي التطواين وجدت ِ ُ �أحمد بن ال�صديق الغماري ،وهي من جيِّ د �شعره ،وله غريها مما ُّ ون�صها: يعد من عيون �أدب الفقهاءّ ، احلزن يف ِج ْذ ِم الف� ِؤاد= و� َ َ واد أَ� َث ْر َت ال�س ِ أوك ْف َت الدمو َع من َّ َ َ به عمادي أناعيه عمداً= � و� ك�سرت ِ ِ أحرقت احل�شا بجواهُ ْ ُ َ عامل الدنيا فريداً = ْ البالد اجلهالة يف ف�شت وقد �أَ ْتنعىى ِ ِ ِّ اخليانـــــة ُّ �أتنعاهُ �أم َ هـاد لــمـا = تردَّ ى يف ني كل ِ ِ احلــــــق َّ َ ُ َّ � َ امل�ستفاد املال خلف أبان ِ احلق مُ ًّرا �إذ تــوارى= بُ غـاة ِ لعقـــــده ِقمَ ُم ِّ �أقامَ الدين ْ ـداد تخر بح ْـز ٍم = م�ض َط ِلع ًا َ ِ ال�ش ِ ُّ َّ الوحي َّ ودل العامل َ بال�سداد املنز ِل كنـوز = من ني على ِ ٍ ِ ُ َّ وروَّ ُ �صاد حاح = ِّ رهم وت�شفي كل ِ تب�ص ْ اه ْم ب� ٍ آثار ِ�ص ٍ َ ً و� َ ُ �س عاد بق م � و = ال ب ق املختار م أمتعهُ هُ معَ أجل َ رب من ِب ِ ْ ْ ْ ِ ٍ � ِأج َّد َ َ ٌ للعواد النواحي أظلمت � و = ف �س خ ر البد أ�صاب � هل ك َ ِ ِ َ ْ َ َ ً َ ْ املعـاد � ِأج َّدك هل �أقامَ احلربُ دوما = بقف ٍر ال يعودُ �إلى ِ يه انتحاب ًا = ِّ َ فيا دُ احلداد وظلي من �أ�ساه يف ِ نياي ب َِّك ِ ْ وغاد راو ْح = ريا�ض ًا ح َّلها َط ِرب ًا، اهلل ح رو ر را د م ويا َ ِ ِ ْ ِ ِ
. 96فتوى من نوازل ال�صيام ُ�سئلت :هل الغ�سيل الكلوي يُ ُّ عد من املفطرات؟ َ ف� ُ َّ مفطر، الكلوي أجبت :اختلف الفقهاء املعا�صرون يف هذه امل�س�ألة على قولني :الأول� :أن الغ�سيل ٌ ُ ُ والراجح َّ ُّ جمرد ا�ستخراج للدم و�إعادته الكلوي الغ�سيل ف�صيل :ف�إذا كان الت والثاين� :أنه ال يُ فطر، ُ َّ �إلى اجل�سم بعد تنقيته من املواد ال�ضارة؛ ف�إنه ال ُّ يعد من املفطرات؛ النتفاء املعاين التي ع َّلق ٌ معرت�ض ب�أن الدم الذي يُ عاد �إلى اجل�سم يلحق مبعنى التغذية ال�شارع عليها الإفطار .وقد يعرت�ض ُ وينته�ض �إذا كان الداخل �إلى اجل�سم ي�صح والتقوية ،فينتق�ض به ال�صوم ،واجلواب� :أن هذا الإحلاق ُّ ِّ الكلوي أجنبي ُق�صد به الغذاء على نحو ما يقع يف حاالت �إعطاء الدم للمري�ض� ،أما يف الغ�سيل دمٌ � ٌّ ّ َّ أ�صلي م�صفى ي�شبه الدم اجلاري يف العروق ،فال يقوم به معنى فالدمُ الذي يُ عاد �ضخه يف اجل�سم دمٌ � ٌّ من املعاين املعتربة يف الإفطار. ُ ُّ مبواد مغذيَّ ٍة كاجللوكوز وغريه ،فهو يف معنى الإبر املغذية، الكلوي م�صحوب ًا الغ�سيل و�إذا كان ٍ وف�سادُ ظاهر ،واهلل �أعلم. به ال�صوم ٌ
بقلم :قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ ٌ تاريخية . 97فائدة ٌ مرا�سلة من القائم ب�أعمال املفو�ضية امللكية مبدريد بالنيابة �إلى من تاريخ ما �أهمله التاريخ ن�صها: رئي�س الديوان اخلليفي بتطوان ال�سيد �أحمد بن الب�شري اله�سكوري ،وهذا ّ « وزارة اخلارجية /املفو�ضية امللكية امل�صرية مبدينة مدريد رقم القرار678 : رقم امللف1 / 1 / 3 : ح�ضرة �صاحب ال�سعادة ال�سيد �أحمد بن الب�شري اله�سكوري رئي�س الديوان اخلليفي /تطوان ال�سالم عليكم ورحمة اهلل ،وبعد: ف�أت�شرف ب�إبالغ �سعادتكم �أنني تلقيت من وزارة اخلارجية امللكية بالقاهرة كتاب ًا ملكي ًا موجهاً من ح�ضرة �صاحب اجلاللة موالي امللك املعظم فاروق الأول �إلى ح�ضرة �صاحب ال�سمو الإمرباطوري موالي اخلليفة ،ومعه جمموعة من طوابع الربيد التذكارية الجتماع زهرة �أن�شا�ص يف مايو 1946م. وملا كان موالي �أعزه اهلل قد حباين �شخ�صي ًا ب�شرف تقدمي الكتاب امللكي وجمموعة الطوابع �إلى ح�ضرة �صاحب ال�سمو الإمرباطوري ،ف�إين �أكون ممتن ًا لو تكرمتم �سعادتكم برفع ما ّ تقدم �إلى أت�شرف فيه باملقابلة ،ويزيد من امتناين �أن ي�صلني من �سعادتكم ّ �سموه ،واحل�صول على ميعاد � ّ ممكنة. فر�صة �إخطار بذلك يف �أقرب ٍ ٍ ومع الإعراب عن خال�ص �شكري و�أطيب متنياتي� ،أرجو من �سعادتكم التكرم بقبول عظيم االحرتام وفائق التحية. القائم ب�أعمال املفو�ضية امللكية مبدريد بالنيابة التوقيع مدريد يف 23ذي القعدة 1366هـ � 8أكتوبر 1947م . ُ معلومات عن العالقات الدبلوما�سية املغربية قلت :وهذه الوثيقة التاريخية نغنم منها ٍ امل�صرية يف عهد احلماية ،وما �أحوج هذه املرحلة من تاريخ �شمال املغرب �إلى الدرا�سة؛ �إذ ثغر الإهمال ثغرات ال ُت ُّ �سد �إال با�ستنطاق جملة من الوثائق وحتليل مادتها ال�سيا�سية واالجتماعية فيها ٍ والثقافية.
� . 98شهادة ُّ اجلياين ُطلب مني الإدالء ب�شهادتي يف ت�أبني الأ�ستاذ املربي ال�صادق عبد ال�سالم ال�صفار ُّ علي ،وكنت تلميذاً مبدر�سته التطواين داراً وقراراً و�إقباراً ،ف�سارعت �إلى الإجابة جناراً، ً وفاء بحقه َّ ً ً ُ اجلم .وقد و�سمت ال�شهادة بعنوان: أدبه (الف�ضيلة) ،مغمورا بحدبه ولطفه ،م�ستفيدا من ِّ علمه و� ِ ِ ون�صها: « رجل يف بيتي «ّ ، ماء!.. « يف �سريَتي� .. أ�سماء ال كال ْأ�س ِ ٌ َ آباء !.. ل كا ال آباء � يف ِ طفولتي ٌ .. ٌ َّ ُ ٌ واحد ا�سمه ُ يف ْ ال�سالم ال�صفار.. عبد مدر ََ�ستي ..رجل ِ والوجه ِّ فيه �أَ َن َ�س ٌة َ ول َط َف ٌة ،و� ِإر ٌ ُّ َجيانيِ ُّ َّ فاق اليد مغربي تطواين الهَوَ ى، الن ْبعَ ِة، �سانِ .. ِ ِ والل ِ ُّ ٌ بيته، قلبه، �ساعات أَ� ْرب ٍَع: �صار ٌف عن و� وح ْل ٌم َ و�ساعة ِلع ِ �ساعة ِلع ِ مارة ِ إح�سانِ ، ٍ ٍ ٍ وح ْزمٌ ،ال ي ْ َ�ص ِر ُف ُه ِ مارة ِ فيَ فيَ فيَ َ ُ ْ ْ ْ مدر�سته، لعمارة و�ساعة العمل فيه �إال ُء و�ساعة ِلع ِ ِ ِ ٍ ٍ ليوم ال َء ِ مارة وَط ِنهَّ .. ِ وال�ساعات الأربعُ ٌء ٍ ال�ص ِالحَ ، الر ِابح.. َّ والك ْ�س ِب َّ الف�ضيلة) �أب َا َ�ش ِفيق ًا ر َِفيق ًا ..ال َيبرْ ُح مك َتبُ ُه � ِآه ً بيته َّ ال َّ َ الميذ ،وال بالت الثاين (مدر�سة كان يف ِ ِ ِ ُ َ ٌ ٌ وواح ٌد يتزوَّ دُ من ُح ِّب �صيحة، وواحد يتزوَّ دُ من َن أدب، عندهُ ِم ْنهُ ْم ِزحامٌ ، يزال ِ ٍ فواحد يتزوَّ دُ من � ٍ ِّ َ يد.. اب ،والعَ ل ِم ،والن�ش ِ الترُّ ِ َ َ ً ً ّ َ ُ كذلك َ كان ..وكذلك كان ْت ْ الوطن.. لن�شيد باحيا �ص مدر ََ�ست ُه ُع�شا َ ّ ِ ِ ً ُ اللبا�س الـم َط َّر َز على املدر�سة مُ َت َف ِّقداً �شعا َر بباب ف يق ا �صباح الثامنة اعة ال�س اململكة ُ ِ ِ ِ ِ يف َّ ِ ِ ُ َ َ ٍّ ً ُّ ُ ازدَ ترديد يف ع و�شر ا بوق أخذ � ، ه مو�ض ف �ص كل أخذ � و ، فوف بال�ص احة ال�س مت ح إذا � حتى املدر�س ِّي، َ عَ َ َ ِ ِ ِ ِ ُّ ِ َّ ً ً ُ ُ تجُ ُ َ َ ّ َّ ً ً ْ ْ َّ ُ الوطني ،ومن �شيد ثم ي�شريُ �ساي ُرهُ و ِاوبُ ه �شطرا �شطرا ،ونغمَ ة نغمَ ةَّ .. ِ الن ِ ِّ حوله الأ�صوات الغ�ضة ت ِ ِّ َ ً َ ُّ َ�ست ْق ِبل �صباحا جديداً من القاعات ،في َْغدو كل ِ�س ْر ٍب �إلى ُع�ش ِه باالن�صراف �إلى احلادي ِ ِ ِّ الدرا�سي؛ لي ْ (الف�ضيلة).. باحات �ص َ ِ ِ ً َ ابعةُ ، َ ُ ْ ْ ُ دَ لوحة على اجلدار وك ْن ُت �أرمُ ُق وال�س اد�سة ال�س ابن أنا � و ، ات ومر ات مر ه ب ت ك إلى � ت ف ل مَ ِ ِ ّ ٍ ِ ِ ّ ٍ َّ َّ َ ُ و�ضاء ٍة َ الطري�س الرجل هو املدير) .مل �أُدْ ِر ْك �أن والد وه ْيب ٍَة ،و�أُ ّح ِّد ُث نف�سي( :لع َّله لرجل ذي َ ُ ٍ ِ ِّ َ َّ ً يومَ ريح ال�ض لزيارة ا موعد له رب و�ض ، الدرا�سي ي ف �ص ا�ستدعى إال � الزعيم َ ُ الطري�سي ،وهو ي�شريُ َ ِ ِّ َّ ِ َ َّ ففه ُ برجال كانوا �أ�سما َر وح ِف ٌّي بار املدارك� ،أن تاء مت � �إلى آنذاك ،مع َف ِ مبدينت ِهَ ، ال�صفار ٌّ ِ ِ ِ اللوحةِ .. ٍ َ �ص َح ِائ ِفها.. واتها ،وزينة َ رُ ِ ً فدعني � ّ وخلي َِة َن ْح ٍل.. قدمية �إلى حو َل َت َث َك َن ًة أحد ُث ُ ْ كم� ،إذن ،عن ي َِد َ ناع ّ رو�ضة براعمَ ِ ، ِ �ص ٍ أكل من ِّ الف ِتيَّ ِة ت� ُ كل َّ �شراب خم َت ِل ٌف � ُ ف�إذا بالعقول َ واء بطونها يخرج من ٌ رات ،ثمَ ُ ِ الثمَ ِ ألوان ُه ،فيه رُ ٌ فاء! .. ِ و�ش ٌ ِّ ُ ِّ َّ َّ ُ ّ دَ باحي، ال�ص املدر�س ِّي ظام الفائق الذي �شف عنه الل ُ ِ ْعني � َأحدث ْ با�س املمَ يَّ ز ،والن�شيد َّ ُّ ِ كم عن الن ِ َ ت�صاحب ِّ ٌ ُ �صغرية َّ وبطائق التخر ِج، ف�صل و�ض �إلى لميذ �أو ي�صاحبُ ها من الت رجات للد وكرا�س ٌة ُ َ ِ ف�صل َّ ِ ِ ّ الر ِ ٌ ٌ ٌ ٌ برتقالية ت�شجيعيَّ ٌة للمتفوِّ ق َ تواكب �أعيادَ لقبور مو�سمية وزيارات الوطن، أن�شطة �صفيَّ ٌة ني ،و� ُ ِ ِ املدينة.. أعالم ِ � ِ ِّ ُ ُ َّ ِّ ِّ �سة، وح ..كانوا يتفقدون دعني �أحدثك ْم عن املعلمني �أو عن ِ بالب�سمة ،وي�ؤدبون باله َْم ِ ِ بال�س ِم ّ الر ِ ّ َ عني باح �إلى �أن ال�صف ِار تمَ ْ ُخ ُر �سفي َن ُتهُ م ُع َ ال�س ِ بورة �أحالمَ نا َّ باب َّ وير�سمون على َّ ال�صغري َة ..وعلى ِ ال�ص ِ َت ْر ُ�سوَ يف مَ َ امل�سائ ِّي ! .. رف ِئها ِ َ أجل َ َ ّ َ ذلك باذخ ًا ،وجعَ َل �أيامَ ها �أعياداً.. �س ال�صفارُ (الف�ضيلة)َ ، لقد � َّأ�س َ و�سمَ َك َ�س ْق َفها ِ وبذل ل ِ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ ُ ُ ثان ،وتالميذهُ ن َ�س ٌب ير َحل؛ ف�صيته أنفا�س ُه ونفائ َ�سه ،ف�إذا قالوا :لقد َ � َ ِ ٌ عمر ٍ رحل ..فقل :الأ�ستاذ ال ْ ٌ ٌ َ ُ فكيف �إذا َ وعمَ ُر ،وباللِ ..ن ْعمَ ال أجناله: كان من � وكفاحه ِعمارة ومَ نارة.. ممدودٌ ، حمم ٌدُ ، أ�سماء ِون ْعمَ ِ ُ َّ الوارثون. ِ ٌ ُ ُ ٌ أ�ستاذ .».. ا�سمه ال واحد رجل َنعَ ْم ..كان يف مَ ْدرَ�ستي الأولى
16
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
ِحما ُر مدر�سـة اجلامع الكبري طنجة 1909
لم يكن اختيار صورة غالف كتابي «مدرسة الجامع الكبير بطنجة» يُشغل بالي إلاّ بعد أن انتهيتُ من تأليفه، ولما فتشتُ عن صورة يكون لها بموضوع الكتاب مَتَاتٌ وصِ َل ٌة أسعفني الحظ في العثور على صورة قديمة لواجهة المدرسة إلاَّ أَ َّن ِببَا ِبهَا كان يقفُ حمارٌ[ ،]1وقد حاولتُ ً عَبَثا عند بعض المصورين -بتقنيات الناظم اآللي الحديثة (الفوطوشوب)ْ - أن أمسح مِنْ عَ َلى الصورة أثر ذلك الحيوان الذي ال ينسجم وجوده بباب مدرسة ،ولكن العَمَلِيّة لم تسفر إال عن صورة باهتة شوهاء ومُشوَّشَة ال تصلح كوجه للكتاب ،فانصرفت عن االهتمام بها إلى البحث عن صورة أخرى ،وانتهى األمر إلى اختيار صورة نافورة تنفث الماء وسط بستان تصطف عن يمينه وشماله األشجار المورقة الخضراء ،وهي صورة جميلة لمنظر خالب ينطبق عليها المقطع الغنائي المشهور« :الماء ،والخُضرة ،والوجه الحسن» ولكنها في الحقيقة لم تكن وجها حسنا لكتابي إلنها صورة ال عالقة لها بموضوع التأليف. بعد مُدّة وقفتُ على وثائق جديدة حول المدرسة شعرتُ بأنها «تقرص أذني» وتقول لي« :يا ُفالنّ ، إن الحمار الذي ظهر في الصورة المذكورة ،والذي استنكفتَ من وضعه على غالف كتابك الذي يحكي تاريخ مدرسة الجامع الكبير بطنجة ،هو «من أهل الدار» ،إيه و«عنصر أصيل» في مؤسسة المدرسة» ،فشعرتُ ببعض الذنب وكثير من الحرج .لقد كان اإلنصاف يقتضي بأن أحجز له مكانا داخل الكتاب المذكور السيما في الصفحات التي تكلمت فيها حول سقاية المدرسة ،فهذه السقاية كان يأتيها الماء من سانية تقع بداخل المدرسة ،وكانت السانية يجيئها الماء عبر قنوات من عيون تقع خارج أسوار المدينة غير معروف موضعها على وجه التحديد ،وكانت السانية المذكورة على درجة كبيرة نسبيا من العُمق ( 16مترا)ّ ، وأن الذي كان يتولى تطليع الماء منها ليتم بعد ذلك تمريره في قنوات إلى صهريج ميضأة الجامع الكبير ،وإلى سقاية المدرسة الكائنة على جهة الطريق العام ،هو ذلك الحمار الذي جهدتُ أنا ظلما وعدوانا في إخفاء صُورته وإلغاء تاريخه وسِيرَتِهِ ،إنه هو الذي كان يقوم بتدوير الناعورة التي نُصبت على السانية خصيصا لتلك الوظيفة المشار إليها. وكان قد ّ شذ عني ّ أن مؤرخ طنجة الفقيه محمد بن العياشي سكيرج (ت1969.م) تك ّلم على سانية المدرسة وأشار إلى وظيفة الحمار المذكورة ،فقال« :وعن يمين الدّاخل لهذه المدرسة باب ينفذ لحوش من البناء المتقن ،مساحته نحو الثمان خطوات في مثلها ،وفي غاربه الغربي من الجهة البحرية شبه بيت ،وبوسط هذه الساحة سانية كبرى يجتمع فيها الماء اآلتي من خارج المدينة بقصد كنيف المسجد المذكور ،يجتمع فيها ثم يذهب بعد استخراجه منها إلى صهريج الميضأة المقابلة له التي تَقدّم القول فيها ،وكان الماء ُ قبل يستخرج منها بناعورة يديرها برذون أو شبهه .. ،ويتكلف الحبس لذلك عدة مصاريف»[.]2 وقد عَبَّرَ المؤرخ محمد سكيرج عن حمار سانية المدرسة بلفظ عام هو :ال ِب َ رْذ ُ وْن أي الدَّاب َُّة[.]3 ولع ّله لهذا السبب لم يكن للحمار المذكور حظ في لفت انتباهي إليه أثناء كتابة تاريخ مدرسة الجامع الكبير ،فعسى أن تُعيد له هذه المقالة بعض التقدير واالعتبار ،فهو الذي أنفق ربيع عمره في مهنة كلها امتهان ومتاعب لكي يوفر الماء ألبناء البلد الذين يقصدون سقاية المدرسة أو ميضأة الجامع الكبير. وإذا ُكنْتُ قد قرّرت أعاله ّ أن الحمار المذكور «عنصر أصيل» في مؤسسة المدرسة فألنني عثرت في الوثائق على ما يدل على ذلكَ ،ف َلمْ أتعدّ الحقيقة في التقرير المذكور ،وحسبي في هذا المقام أن أذكر ّ أن كناش[ ]4حبس المسجد األعظم بطنجة ،الذي يحصي صائره لشهور عام 1327هـ1909/م ،يشهد على ّ أن حمار سانية المدرسة كان ساكنا بالمدرسة ،وله فيها بيتٌ ،وأَنَّهُ كان يتمتع ببعض االحترامْ ،اكتَسَبَهُ مِنْ توقيره لنفسه ،وإخالصه في عمله ،حتى إنه فرض على المسؤولين على المؤسّسة التعليمية التي يشتغل فيها أَ ْن ِّ يُوَفرُوا له بَاباً يستره مِنْ أعين الرُّ َقباء ،ويَقِيهِ حَرَّ الصيف و َقرَّ َ الشتاء ،في كناش األحباس المذكور نقرأ أنَّهُ في يوم 30رجب من عام 1327هـ صرفت نظارة األحباس «[ 120بليون] ثمن باب لبيت الحمار بالسانية»[.]5 أن مونته (أي قوته وغذاءه) كانت َ ومن طريف أخبار حمار مدرستنا ّ تُك ِّلف نظارة األحباس 100بليون[ ]6في الشهر ،بينما كان الشخص المكلف باإلشراف على تدويره وقت االشتغال بتطليع الماء من السانية ،ويقوم بتوفير علفه ،وتنظيف بيته ،كان يتقاضى 90بليونا في الشهر أي بنقص 10بليون عن «مرتب» الحمار ،وكفى بهذا شاهدا على «سُمُوِّ» حمار مدرستنا ،نقرأ في الكناش المذكور هذه البيانات: « 14رمضان 1327هـ [ 100 :بليون] مُونَة حمار سانية المدرسة عن الشهر الفارط ،وأجرة القائم به .]7[»90 وبعد حوالي شهر من التاريخ المتقدِّم سُج َ ِّل في الكناش المذكور البيانات التالية: « 17شوال 1327هـ [ 100 :بليون] مُونَة حمار سانية المدرسة عن الشهر الفارط ،وأجرة القائم .]8[»90 ونفس البيانات نجدها تتكرّر شهريا في األوراق التي تلي التاريخ المذكور[.]9 مما يعني أن المبلغ المالي المذكور كان هو مرتب الحمار القار. َظ َّل حمار مدرسة الجامع الكبير َقائِمًا بأعباء الوظيفة التي فرضها عليه بعض بني البشر عُقوداً مِنَ السِّ ِنين ،إلى أن دخل طنجة طالبٌ من أهل تطوان عَيَّنَهُ المخزن ناظرا على أحباس طنجة ،فقد كان مَ ْقدمه على الثغر الطنجي المحروس َف ْأ َل خَيْر على حمار مدرستنا الذي سوف تبدأ حظوظه باالزدهار منذ ذلك التاريخ ،وفي هذا ٍ الصدد يذكر الفقيه محمد بن العياشي سكيرج ّ أن الحمار المذكور َظ َّل مشتغال بتدوير ناعورة سانية المدرسة «إلى أن هبّت رياح السَّعَادَة ِبتَوْلِيَةِ الطالب األمين السيد محمد َ الرْكيْنَة ناظراً بالعام الحالي ،وأَ َ نَار كهربائية ب نفسها مِنْ َّارَة بْدَل تلك الناعورة ذات القالليش بناعورة دَو ِ ٍ
• بقلم :د .رشيد العفاقي
على شكل لطيف نقي بديع ظريف ،فصار الماء في بضع دقائق يصعد إلى األعالي وينزل بالقناة الذاهبة لصهريج الكنيف المذكور وتوابعه على غاية ما يرام من السهولة واليسر»[.]10 لقد كان تعيين الفقيه محمد الركينة على أحباس طنجة في عام 1333هـ1914/م[ ،]11وبَعْدَ هذا التاريخ آن ين التي قضاها في الدّوران حول سانية المدرسة من أجل توفير الماء لحمار المدرسة أن يستريح من دَوْخَةِ السِّ ِن ِ لمخلوقات من غير جنسه .لقد كان استبدال الناعورة الخشبية بآلة كهربائية لتطليع الماء من سانية المدرسة بردا وسالما على حمار المدرسة ،وكذلك راحة لنظارة األحباس التي لم تعد تصرف على تلك الوظيفة أمواال كبيرة ،بحيث صارت تكلفتها ّ أقل بكثير مما كانت عليه في العهد السابق (عهد الناعورة والحمار) ،فقد سأل الفقيه محمد سكيرج ناظر األحباس المذكور عن مصاريف اآللة الجديدة ،فأجابه بالقول« :إنه ال يتجاوز مائتي ريال تثنية من سكة اإلسبنيول داخل فيها البالط وغيره ،فقابلناه بما كان يُصَيَّرُ سابقا على الناعورة ومديرها (يعني الحمار) وراتب مقابله إلخ ..فألفيناها في خالل عامين اثنين ِّ يُخَلص[ ]12جميع ذلك وتبقى هي فضال للحُبس ،وصائرها اليومي لنارها الكهربائية ال يتجاوز نصف عشر الريال المخزني أعني بليونا واحدا في اليوم»[.]13 قال سكيرج بعد هذا« :فهذه اآللة من مآثر هذا السيد (يعني الناظر الركينة) ،فجزاه اهلل صالحا عن نفسه ،وجعله ذكرى وموعظة للغير من أبناء جنسه»[.]14 ّ ولعل حمار مدرستنا لو ُقدِّر له أن يكون عاقال ويعلم بصنيع الناظر الركينة المذكور َلدَعَى له بمثل دعاء سكيرج المتقدم وزيادة ،إال أن حكمة العليم الخبير قضت بأن ال يفقه ما يدور حوله ،وهلل في خلقه شؤون َ وحِكم ،وَهَبَ للناس عقوال تعي وألسنة تنطق بالشكر ،وجعل لبقية مخلوقاته نظاما آخر في الفهم والكالم ال يدركه أصحاب العقول اإلنسانية. ومدرستنا ال تتفرد بهذا األمر ،فقد كان لبعض مدارس المغرب في القديم حمارها الخاص بها ،يحكي محمد حمادي الحلو في كتابه «األمل الموؤود» قصة حمار مدرسة حدائق الوداية برباط الفتح ،فيقول« :وفي أعلى الحديقة يوجد صهريج تسقى من مائه الحديقة بواسطة ناعورة جميلة تصعد الماء من البئر ويديرها حمار موظف لدى إدارة اآلثار والفنون الجميلة ،هو حمار لمدرسة الذائع الصيت .ولهذا الحمار قصة طريفة هي التي سأحاول سردها بإيجاز .عندما مات الحمار الذي سبقه في القيام بمهمة تدوير الناعورة وحملته مصالح المكتب الصحي إلى حيث ال أدري بناء على طلب مستعجل من المسيو دوليفيكاسيتي المسؤول عن الحديقة ومرافقها، اتصل هذا األخير الهاتف بالمراقب الفرنسي المشرف على أحواز الرباط ،وأخبره أنه سيزوره يوم السوق األسبوعي إلحدى القرى المجاورة للعاصمة ليشتري حمارا جيدا لناعورة حدائق لمدرسة»[.]15 وللقصة بقية .. ،ومن أغرب ما فيها ّ أن حمار المدرسة الجديد كان يقرض الشعر ،راجعها في الكتاب المذكور ْ إن كنتَ تحب ُّ الطرَف[.]16 والحقيقة ّ أن وجود الحمير والبغال في مؤسسات وإدارات المخزن في الزمن القديم كان أمرا عاديا ،حتى إن بعض هذه المؤسسات كان لها اصطبالت خاصة باألحصنة والخيول التي تستعمل في المراسيم المخزنية ،أو البغال والحمير التي يُعتمد عليها في إنجاز أغراض وشؤون اإلدارات والبلديات ،ولذلك فإن تو ّفر مدرسة الجامع الكبير بطنجة على حمار خاص بها لم يكن بدعة في ذلك العصر، لقد كان أمرا شائعا ،وإذا أردنا أن نجد لذلك مثيال ونظيرا في حياتنا الحالية ُقلنا :إن حمار المدرسة ،وغيره من حمير المؤسسات المخزنية والبلدية في ذلك الزمان ،كان يقوم بما تقوم به اليوم «سيارة الدّولة».
ـــــــــــــــــــــــــ اإلحاالت والهوامش : [ ]1نشرتها مجلة ( )Mauritaniaفي أحد أعدادها الصادر بمدينة طنجة عام 1947م. [ ]2رياض البهجة في تاريخ طنجة ،ج ،2.ص40. [ ]3الفيروزآبادي ،القاموس المحيط ( :مادة بذن) . [ ]4هذا الكناش وهو عبارة عن محاسبة أنشأها الناظران األجالن الطالب العدل األرضى السيد المختار بن الفقيه المرحوم باهلل سيدي محمد التمسماني ،والفقيه ّ األجل السيد العربي بن الفقيه المحتسب المرحوم السيد أحمد أبرودي ،وبأوّلها شهادة مؤرّخة بأوائل صفر الخير عام 1327هـ ألربعة من عدول طنجة ،وهم :محمد بن محمد المدوّر ،والمختار بن محمد أُسِدْهُم ،ومحمد بن محمد بن يحيى ،ومحمد بن محمد بن يحيى. [ ]5كناش حبس المسجد األعظم بطنجة لعام 1327هـ1909 /م – الورقة .10أ [ ]6هنا ينبغي أن نتدخّل لتسكين روع القارئ الذي ال يعرف قيمة «بليون» المغاربة في ذلك الزمان ،فقد كان يساوي سُدُس الفرنك أو السنتيم. [ ]7كناش حبس المسجد األعظم بطنجة – الورقة .12أ [ ]8كناش حبس المسجد األعظم بطنجة – الورقة .14أ [ ]9كناش حبس المسجد األعظم بطنجة – الورقة .14ب .16 /أ [ ]10محمد بن العياشي سكيرج ،رياض البهجة في تاريخ طنجة ،ج ،2.ص40. [ ]11رياض البهجة في تاريخ طنجة ،ج ،2.ص18. [ ]12خ ّلص :لفظ دارج يعني «دَ َفع الثمن». [ ]13رياض البهجة في تاريخ طنجة ،ج ،2.ص40. [ ]14نفسه (ج ،2.ص.)40. [ ]15محمد حمادي الحلو ،األمل الموؤود (مجموعة قصصية) ،مطبعة التومي – الولجة (سال)2000.م ،ص47. [ ]16قصة (حمار لمدرسة) تقع في ص45-53.
17
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
الجلسات األولى حول الجهوية المتقدمة
ما الذي يعرقل العملية ؟ • بقلم :الدكتور عبد الحق بخـات لقد كان تطبيق الجهوية المتقدمة متعثرا منذ إطالقه قبل أكثر من أربع سنوات ،لعدة أسباب :فعالية ممارسة جميع الكفاءات ، وتحديد وضعية المؤسسات الجهوية ،بل وحتى فهم هذه الجهوية من قبل الممثلين المنتخبين. ً من الواضح أنه حتى ذلك الحين ،كانت هذه الجهوية تقدم شكوكا ومخاطر بأن تكون ،مثل بعض التجارب الفاشلة السابقة ، مشروعًا غير ناجح. إن اآللية المتعثرة التي تحكم سير العمل في الجهوية اليوم هي تتويج لعملية تطورية لم تحقق بالفعل كل انتظارات المواطنين، في حين كان من المأمول أن تصبح الجهة مجتمعًا يمكن للحكومة الجهوية بموجب دستور عام ، 1992وبمجرد أن يحكمها القانون ، 47-96أن تصبح مجالاً وظيفيًا للتنمية االجتماعية واالقتصادية المتكاملة. ومع ذلك ،ليس هذا هو الحال ألنه على الرغم من وجود تغييرات سطحية بالفعل ،ال سيما فيما يتعلق بالهندسة الشاملة للهياكل الالمركزية ،يجب االعتراف بأن هذه العملية قد شهدت العديد من الرهانات ،التي أثقلتها دائما في كل مكان .موارد مالية غير كافية ؛ الموارد البشرية غير الماهرة والكفاءات التي تكاد ال تذكر ،واالفتقار إلى المديرين التنفيذيين ،أولئك الذين تم تعيينهم على مزاج الرئيس قصد سد الثغرات ،ال شيء أكثر من ذلك .في النهاية ،يمكن أن تكون نتيجة هذه التجربة مجرد فشل. وبالتالي ،في ظل غياب التدبير الفوري والتفكير في العديد من الرهانات التي تؤثر على الجهوية المتقدمة ،فاآلمن أن هذه الجهوية ال ينتظر منها الكثير ...إال إذا كانت الخطوة التالية ستجلب بصيصا من الضوء لهذا المشروع االستراتيجي الذي هو على جدول أعمال االهتمامات الوطنية ،مع تسجيل مالحظة أن هذا ال يمكن من تحقيق المشروع دون التنفيذ الناجح إلصالح الالمركزية اإلدارية. هذه الخطوة التالية ،التي نأمل أن تكون هذه المرة هي الخطوة الصحيحة ،تم تجسيدها في «الجلسات األولى حول الجهوية المتقدمة» والتي سيطرح خاللها سعد الدين العثماني وعبد الوافي لفتيت تحديات هذا المشروع االستراتيجي أمام العديد من الشركاء . األنظار ستتركز ناحية أكادير ،يوم 21ديسمبر الحالي ،على أمل أن نرى ،وأخيرا ،رسم نهاية النفق!
في الواقع ،ما المقصود بالضبط بالجهوية المتقدمة ،هذا الورش الهائل الذي يشد اهتمام الجميع؟ يوضح المدير العام للسلطات المحلية ،خالد سفير ،المسؤول عن تنفيـذ هـذا المشـروع ،ما يلـي « :هـذا مشـروع استراتيـجـي ال يزال مفتوحا على المدى الطويل ،يجب أن نضمن للجهات تقاربا أفضل واستهدا ًفا للسياسات العمومية والمساهمة في الحد من التباينات .إنه أو ًال وقبل كل شيء اختيار ملكي أعلنه جاللـــة الملـك في عام ،2008إلضفاء الطابع الجهوي على السياسات العمومية وتحقيق تقارب أفضل واستهداف هذه السياسات» ،يشرح قائ ً ال« :الهدف هو :ضمان تطور أفضل للمملكة ومكافحة التباينات الجهوية واالجتماعية ،مع تحسين توزيع جهود الدولة على جميع الجهات». وف ًقا لما قاله خالد سفير« ،بدأت عملية بناء هذا المشروع بانتخابات أكتوبر 2015وإنشاء مجالس جهوية جديدة منتخبة، ألول مرة في تاريخ المغرب ،عن طريق االقتراع العام المباشر. تولت هذه المجالس السلطة في نهاية عام .2015وكانت هذه نقطة االنطالق نحو الجهوية المتقــدمـــة .وفيما يتعلـــق باألرقام المالية والمحاسباتية، ستكون المجالـــس الجهوية قد استلمت بحلول نهاية عام 2021حوالي 50مليار درهم». على أرض الواقع ،كان من المفترض أن يــؤدي االنتقال إلى الجهويـــة المتقدمــة، وهي ثمــــرة مجموعـــة من التجارب األجنبية مع مراعـــاة الخصوصيات الوطنيـــة ،إلى تحقيق إرادة جديــدة لتعزيز كفاءة التدخـــالت العموميــة من أجـل إرضـــاء احتياجـــات المواطنيـــن المغاربــــة على المستوى الجهوي. بالطبع ،قدمـــت هذه المبادرة ،من الناحية النظرية، ابتكارات مهمة ،بما في ذلك إضفاء الطابع الديمقراطي على عمل الجهة من خالل انتخاب المجالس الجهوية عن طريق االقتراع العام ...خلق حرية اإلدارة الرائعة؛ تعزيز االستقالل المالي الجهوي واالبتكارات من حيث الحكم عبر إنشاء وكاالت تنفيذ المشاريع الجهوية .وعالوة على ذلك ،فإن الجهوية المتقدمة ،من الناحية النظرية ،كشفت عن رغبة مؤكدة في التغلب على جهوية المظهر الذي أقامه القانون .47-96ومع ذلك ،فمن الواضح اليوم أن هذا المشروع المبتكـر يتعطـل وال يتقدم ح ًقا .يمكن ذكر عدة أسباب لشرح هذا الموقف .أو ًال، يجب أن ندرك استحالة قيام الجهات بتنظيم نفسها بنفسها. ينص القانون على بعض الجوانب المهمة للتنظيم اإلداري الداخلي للجهات .وليس للمجالس الجهوية صالحية إجراء أي تعديالت عليها .هذا هو الحال خاصة بالنسبة للجان الدائمة اإللزامية والمخطط التنظيمي الجهوي .باإلضافة إلى ذلك، يتم تحديد تنظيم آليات اإلدارة المبتكرة مسب ًقا من قبل السلطة المركزية ،مما يسبب تأخيرًا في تحديد حالة وكاالت تنفيذ المشروع الجهوية.
لذلك ،ربما بسبب االفتقار إلى الثقة ولكن أيضًا بسبب عدم الكفاءة الحقيقية للمديرين الجهويين ،الذين ليس لديهم مرجع في بعض األحيان ،فإن الجهوية المتقدمة تمنح حرية إدارية قليلة جدًا للجهات كمجموعات ترابية. في الواقع ،يدرك المرء أن العالقات بين المركز والمحيط الخارجي قد أُنشئت مع األخذ في االعتبار درجة تقدير األول مقارنة بالثاني. ينشأ الحاجز اآلخر الذي يعوق أي تقدم في الهيكلة الجهوية عن سوء فهم الممثلين المنتخبين أنفسهم لروح هذا اإلصالح الالمركزي .تتطلب التحديات التي تواجهها هذه الهيكلة الجهوية مهارات واضحة من حيث الالمركزية والكفاءات اإلدارية رفيعة المستوى والتطبيق الفعال على أرض الواقع .ومع ذلك، فإن ما يمكن أن نراه في جهات معينة ،مثل جهة طنجة تطوان الحسيمة ،هو أنه حتى في استقالة المكتب السابق في اآلونة األخيرة ،لوحظ غياب المسؤولين الجهويين ،مع عدم االتفاق حول تعريف بعض القضايا الجهوية المتزايدة التعقيد. لم يثبت المكتب الجديد نفسه بعد ،لكن ما زال الوقت مبكرًا لتقييم أداءاته. في جميـــع األحـــوال ،كما حاولنـــا التوضيح ،فإن األمــر يتطلب أكثـــر من مجـرد الئحة شـبــه متجانســة إلى جانـــب مجمـوعــــة من الموظفــيــن غيـر مؤهليــن إلدارة الجهوية المتقدمة. واليــــوم ،يكمـــن أمـــــل إنهــاء هذا المأزق في الجهــد المشترك المقبـــل بين رئاسة الوزراء ووزارة الداخليـة ،اللذين يتشاركـان في تنظيم ،جلسات يوم 21من شهر ديسمبر . تتعلق هذه الخطوة بإصدار سلسلة من النصوص القانونية لوضع إطار قانوني لإلصالح الذي يستهدف الالمركزية اإلدارية، والذي يهدف إلى إنشاء كيان يجمع في كل جهة تمثيل عشرات الوزارات .ولكن سيكون من الضروري االنتظار حتى نهاية عام 2020حتى نتمكن من رؤية تجسيد هذا الكيان. سوف يتمتع هذا النظام بميزة استهداف السياسات العمومية بشكل أفضل ،خاصة على المستوى الجهوي ،فالجهات الفاعلة من المسؤولين المنتخبين وممثلي الدولة على دراية بالجهات ويمكنهم اتخاذ خيارات هادفة بشكل أفضل من تلك التي اتخذت على المستوى المركزي. الميزة الثانية ،إن العمل على مستوى عقود برامج الدولة الجهة سوف يسمح بتقارب أفضل للسياسات العمومية ،بين االستراتيجيات الوطنية واحتياجات الجهات. الميزة األخيرة ،الحد من الفوارق االجتماعية والترابية ،ألنه على مستوى الجهات ،هناك معرفة أفضل بالمناطق التي تسمح بتحسين وسائل مكافحة هذه الفوارق.
قطرات مداد ُ • محمد إمغران
أين هي «باب دارنا» ؟ قضيــة «بــاب دارنا» تستحق أن تحول إلى فيلم سينمائي لتوثيــق أخطــر جريمــة في تاريخ المغــرب المعاصر ،ارتكبها لصوص أنيقون ،تالعبوا بمئات األسر. وهي القضية التي تابعها ويتابعها الرأي العام ،بكثير من الفضول ،الممزوج باالشمئزاز. وتتعلق بمجموعة عقارية نصبت على جيش عرمرم من المواطنين الذين لجؤوا إليها للحصول على وحدات سكنية بمناطق بالمغرب ،تم تسويقها لهم افتراضيا، منذ سنة ،2016كما أعطيت لهم وعود بتسلم شققهم، خالل سنة .2018 وخالل الشهر الماضي ،تأكد الضحايــا من تأخــر الشروع في األشغــال ،حيــث خاضوا ،مؤخرا ،وقفات احتجاجية أمام مقر الشركــة ضــد أساليـــب التدليس والتحايل من طرف المسؤولين عن المجموعة العقارية «باب دارنا» التي سخرت موثقين ومصالح المصادقة على اإلمضاءات التي تضمنتها العقود المبرمة وخارج أوقات العمل إلى غاية السادسة مساء بإحدى الملحقات اإلدارية. كما استعانت الشركة العقارية المذكورة بفنانين مغاربـــة سوقــوا لهم مشاريعهــم من خالل وصالت إشهارية عبر قنوات عمومية ،مما شجع زبنــاء آخرين لإلقبال على الشركة والتعامل معها. وحسب مصادر إعالميــة وبنـــاء على المعطيات األولية ،بخصوص عمليات جرد أمــوال الضحايا ،فقد بلغت ما مجموعــه 50مليار سنتيم ويعلم اهلل الطريقة التي جمع بها كـل زبــون ماله للحصــول على سكــن اقتصادي ،ال يتعدى مبلغ 25مليون سنتيم. فهناك من سددهــا من جوعـــه وملبسه ومأكلـــه وهناك من اقترضها بالدموع والبكاء. ثم قامت بإيهامهم واعتبارهم بأنهم منخرطون في وداديـــات سكنيــة ،تحمل العديـد من األسمـــاء العقارية ،وذلك من خالل بند ضمن العقد الذي وقعوا عليه .كما استعـان رئيــس الشركة بخدمات محاسب أفريقي هو نفسه تحايل على الزبناء.ومن غرائب هذه المجموعة العقارية أنها سيجت قطعة أرضية ،ستقام عليها المشاريع السكنية المتفق عليها من باب التمويه فقط ،قبل أن يتبين للضحايا أن هذه القطعة األرضية تابعة لتعاونية ،دون اقتنائها بشكل نهائي من طرف المجموعة العقارية المذكورة.والمثير كذلك هو أنه حتى بعض الضحايا الذين أرادوا استرجاع أموالهم، تسلموا شيكات بدون رصيد. ونظرا للتالعبات الصـــادرة عــن «باب دارنا» فقد بلغت شكايات الزبناء الموجهة إليها ما مجموعه 855 شكاية.بينما المجموعة العقارية في كل مرة تأتي بمبررات جديدة ،منها أن لها مشاكل مالية مع المالكين األصليين للقطع األرضية التي ستقام عليها المشاريع السكنية.وهكذا تركت مئات من الضحيايا في حيرة من أمرهم وهم يتساءلون « :أين باب دارنا» ؟ يحدث هذا في دولة يفترض أنها دولة المؤسسات ،واحسرتاه ،في الوقت التي نصبت هذه المجموعة العقارية بمساعدة إدارات عمومية وأشخاص «محلفين» على ضحايا كثر. ورغم أن رئيس المجموعة العقارية هو أشهر من نار على علم وتوجد في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني ،فإن الضحايا أنفسهم هم من اعتقلوه ،مؤخرا، بين شوارع الدار البيضاء. يذكر أنه ضمن الضحايا يوجد كذلك مغاربة الخارج، لتكون هذه الفضيحة ضربة موجعة لالستثمار والسياحة ودولة القانون ،باألحرى وإلى إشعار آخر.
العدد 1023
18
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
مسجد الزاوية البقالية بتطوان يتحول الى مرحاض عمومي ..؟
لعبة السودوكو ()484 أصل اللعبة
لعبة السودوكو اليابانية األصل « ،»SUDOKUكانت معروفة منذ الثمانينيات في اليابان ،إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة .2005
معنى كلمة سودوكو
كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية ()Nikagiru Sujiwa Dokushin وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة .Nikol
كيف تلعبها ؟
اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة ،وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل منطقة مكونة من تسع خانات ،وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من 1إلى ،9حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه أو السطر أو القطر ،وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات.
مفيدة لكن معقدة
اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق ،ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد ،حسب الفئة المستهدفة.
• حمزة الحساني
من المعلوم أن تطوان أصبحت تراثا إنسانيا عالميا، تشد إليها رحال السياح من مختلف بقاع العالم ،بما في ذلك السياحة الروحية. تطوان جوهرة أندلسية صغيرة حافظت على أصالتها وهويتها ،لقرون خلت عددا ،ولكنها اليوم تكاد أن تقف عاجزة أمام أيادي البغاة ! مسجد الزاوية البقالية بتطوان الذي تأسس خواتم القرن الثامن عشـر ،يتحــول أمام ذهــل الغيورين إلى مرحاض عمومي ،وطاولة لبيع المناديل «الكلينيكس». حسب القانون المنظم لهذا القطـــاع فإن المسجد والزاوية والضريح لهم نفس الحرمة. حين وقفــت على الحادث أول األمر ،شعـرت بجرح داخلي ،وغيرة على بيت من بيوت اهلل ،كيف لبيت وخلوة يذكر فيها اسم اهلل ،تتحول إلى مرحاض عمومي ..؟! كنا نتأسـف على المساجد التي ضاعــت باألندلس، فتحولت إلى بيوت هلل في صورة كنائس ،وهي بيوت اهلل أيضا ،بينما نحن كنا أحط من ذلك ،فحولنا بيت اهلل إلى مرحاض ! ليكون النصارى أرأف بدين اهلل منا ؟! إننا من خالل مختلف المنابر المتاحة ،نناشد موالنا أمير المؤمنين ،بصفته ممثــال روحيا لألمة ،أن ينتصر لهكذا قضايا ،فيطهر هذا األمــر تطهيرا ،حيث وقفـــت األوقاف عاجزة وما انتصرت لبيت اهلل «بيوتي في األرض المساجد ،وزواري عمارها». تطـــوان لها هويتهــا ومكانتها الروحية األصيلة، وبتصنيفها كتـــراث عالمــي تزداد قيمتهــا التراثيـــة، واستقطابها السياحـــي لمختلـــف األغراض العمرانية واالجتماعية والروحية بالدرجة األولى ،دائما كانت محل احترام لألديان السماوية. وال يفوتني هنا أن أعاتب على وزارة الثقافة :أفعجزت عن كتابة جملة مفيدة مركبة تركيبا لغويا صحيحا بيافطة هذه الزاوية ؟ وهي الجملة التي تكرر خطأها اللغوي بكل معالم المدينة القديمــة لتطوان ؟ من عجز عن صياغة جملة ،أيستطيع حماية صرح عمراني ؟!!! الخطأ « :تطوان تراثا عالميا إنسانيا» الصواب« :تطوان تراث عالمي إنساني».
سرعة المالحظة
بين الصورة واألصل 7اختالفات ،حاول أن تهتدي إليها.
حل السودوكو لجميع إعالناتكم اإلشهارية واإلدارية يف جريدة
االتصال على الرقم : 0539943008
رقم 484
صفحة
19
وقفة احتجاجية لجمعية المد األزرق
�إعداد :م�صطفى ال�سباعي
العدد 1023
الثالثاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
مجرد رأي :
هل انتهى عهد بلخيضر ؟
اكد حسن بلخيضر في تصريحات صحفية ابتعاده عن أي نشاط يتعلق باتحاد طنجة بعد الحملة التي تعرض لها خالل الجمع العام االستثنائي للفريق.. واالنتقادات الشديدة التي وجهت إليه. ويبدو أن عبد الحميد أبرشان رئيس الفريق رضخ لضغط المنخرطين وأعضاء المكتب المسير والجماهير وقرر فك االرتباط بحسن بلخيضر بعدما فهم الرسالة جيداً. وكان بلخيضر قد تعرض لحملة من طرف عشاق وأنصار الفريق التي كانت تلقبه باآلمر الناهي والرئيس في الخفاء حيث كان يدير كل الشؤون في الخفاء . رئيس الفريــق تعــرض هــو اآلخر لالنتقاد من قبل المنخرطين الذين اتهموه بعدم الر ضوخ لمطالبهم بضرورة توضيح الدور الذي سيقوم به بلخيضر والسيما بعد إيقافه ككاتب عام للفريق من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمدة سنتين ..وتعيين كاتب عام بدله هو األستاذ ربيع المولوع واتهامه باتخاذ العديد من القرارات دون علم األعضاء وخاصة ما يتعلق منها باالنتدابات التي تتسم دوما بالسرية والعشوائية وتذاكر المباريبات التي اليتم نشر عددها ومداخيلها. أنصار النادي بدورهم طالبوا الرئيس بتوضيــح الدور الحقيقي المنوط بالسيد بلخيضر وكان دائما يكتفي بالقول أنه يشكل يده اليمنى ويثق فيه. غير أنه وبعد كل مادار في الجمع العام االستثنائي كان البد من مراجعة األمور ووضع حد لدور بلخيضر والسيما بعد ما وصلت األمور لدرجة اتهامه بتبدير أموال الفريق وإنشاء فيال والمطالبة بتطبيق مبدأ «من أين لك هذا؟». إذن وبعد ذهاب بلخيضر الذي البد أن نذكر أنه قام خالل عهده بببعض األمور لصالح الفريق رغم االنتقادات التي وجهت إليه كيف ستسير األمور مستقبال وهل سينهج الفريق مبدأ الشفافية في االنتدابات المقبلة ...ويوضح للجميع كل األمور ...لننتظر ؟...
نعمان أعراب يغيب عن المالعب لمدة شهرين
نظمت جمعية المد األزرق ألنصار اتحاد طنجة لكرة القدم وقفة احتجاجية أمام والية جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة احتجاجا ما أسمته عشوائية التسيير داخل الفريق وضرورة تشكيل مكتب مسير يكون في مستوى تطلعات المدينة.
في الجمع العام للمغرب التطواني المصادقة على التقريرين األدبي والمالي وتحويل فريق الحمامة إلى شركة رياضية
انعقد الخميس الماضي الجمــع العام لفريــق المغــرب التطواني لكرة القدم بحضور 40منخرطا من أصل .52 وافتتح الجمع بكلمة لرئيس الفريق رضوان الغازي رحب فيها بالحاضرين مذكرا بالفتــرة الزاهيــة التي عاشها فريـق الحمامة على عهد الرئيس السابق عبد المالك أبرون وأعضاء مكتبه المسير. وأشار إلى أن هذا الجمع ينعقــد بمتغيرات جديدة على المستوى اإلداري والقانوني من خالل عمل المكتب على توهج النادي على مستويات عدة ،وكذا انخراطه في برامـــج الوزارة الوصية ومخططات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من خالل إحداث شركات رياضية ومالءمة قانون النادي مع قانون التربية البدنيـــة 30.09ومصادقتـــه على النظام األساسي النموذجي والقانون الداخلي والقيام بإجراءات المصادقة على قرار تحويل الفريق من جمعية إلى شركة رياضية تباشر التسيير االحترافي وتدبير شؤونه تقنيا وإداريا وماليا. إضافـة إلى متغيرات أخرى مرتبطة بميزانيــة النادي التي الزالت تعـاني من العجز نتيجة تقلص المداخيل وعدم التزام بعض الجهــات المانحة بتعهداتها تجــاه النادي ..إضافة إلى
صعوبة تكوين فريق تنافسي قادر على مجاراة إيقاع البطولة االحترافية .. .حيث استطاع المغرب التطواني ضمــان البقــاء ضمن اندية الصفوة رغم الصعاب التــي ال زمت المكتب في الموسم المنصرم. وبعد كلمة الرئيس االفتتاحية القى الكاتب العام األستاذ عمر البقالي التقرير األدبي مستعرضا خالله مشوار الفريق في الموسم الماضي ثم المنازعات والعالقات العامة. وبعد مناقشة مستفيضة تمت المصادقة على هذا التقرير. وألقى بعد ذلك أمين المال عبد اإلله بنمخلوف التقرير المالي موضحـــا أن ميزانيـــة المغرب التطوانـي شهـــدت عجزا بقيمة 931 90 385 .2درهما.حيث ناهزت المصاريف ما مجمــوعــه 55.009.985.32درهما ...وبلغـت المداخيـــل 30 .600 .067 .56درهما. وبعد المناقشة صادق المنخرطــون على التقريــر المالي باألغلبية. وإثر ذلك قــدم رئيس النادي مشروع ميزانيــة التسيير لموسم . 2020-2019 ووجه الجمع برقية والء وإخالص إلى الديوان الملكي.
المغرب التطواني يواجه الرجاء غداً بالدار البيضاء
الدميعي بعد التعادل أمام أ .خريبكة
«نقطة أحسن من ال شيء»
بعدما التقى الفتح الرباطي يوم السبت الماضي يواجه المغرب التطواني غدا األربعاء بالدار البيضــاء فريق الرجــاء البيضاوي برسم مؤجل الجولة الرابعــة من بطولــة الدوري االحترافي المغربي .وستقام المباراة على الساعة السابعة مساء بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
النسخة الثالثة لنادي أسرة اتحاد طنجة
تعرض العب اتحاد طنجة نعمان أعراب لالصابة خالل مباراة فريقه أمام أولمبيك خريبكة برسم مؤجل الجولة السابعة من بطولة الدوري اال حترافي. وقد اكدت الكشوفات الطبية أن الالعب أعراب يعاني من التواء في كاحل رجله اليسرى. األمر الذي سيرغمه عن االبتعاد عن المالعب لفترة ال تقل عن 6أسابيع. وكان الالعب أعراب قد سجل هدف اتحاد طنجة أمام أولمبيك خريبكة بقذيقة صاروخية استقرت في شباك أولمبيك خريبكة في الشوط األول. وغيابه سيترك فراغا كبيرا في تشكيلة فارس البوغاز .
نظمـت جمعيــة اتحاد طنجة لكرة السلـــة بقاعة الزياتن بطتجة النسخة الثالثة لنادي أسرة االتحاد. ويهــدف هــذا البرنامــج إلى تمكيــن اآلبــاء واألمهات من ممارسة كرة السلة مع أبنائهم في نشاط ترفيهي مميز ومشاركتهم متعة اللعب واألنشطة الموازية للكرة البرتقالية. وأشرف على البـرنامـج المديـر الرياضي للجمعية اإلطار الوطني خليل الرواس بمساعـدة أطر مدرسة اتحاد طنجة لكرة السلة. وهذا يأتي لمـــلء الفــراغ في انتظـــار انطالق مسابقات البطولة الوطنية لكرة السلة التي طال انتظارها.
أبدى هشام الدميعي مدرب اتحاد طنجة أسفه إلهدار فريقه الفوز أمام أولمبيك خريبكة برسم مؤجل الجولة السابعة من بطولة الدوري المغربي االحترافي. وقال أن الالعبين فرطوا في الفوز بطريقة غريبة وأتاحو الفرصة للمنافس للعــودة في النتيجــة بسبــب سوء التركيز والسيما في الشوط الثاني. الدميعي أوضح أنه كان يتمنى الفوز إال أن المنافس كان له رأي آخر ..مشيرا أنه يشكو سوء التركيبة والعجز في بعض المراكز وهذا ما سيعمل عليه خالل فترة االنتقاالت الشتوية المقبلة. وعبر عن أمله في أن يتوقف النزيف في صفوف الفريق الذي تنتظره مهمة صعبة ال تحتمل الخطأ. مبرزا أن «نقطة واحدة أحسن من ال شيء».
الثالثـاء � 10إلى 16دي�سمرب 2019
العدد 1023
تذكرة سفر
احللقة الثالثة
لقاءات حوارية ،في حلقات متسلسلة ،مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي والعربـي واإلنساني ،تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة ،وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل. • عبد اإلله المويسي
نور الدين ال�صايل اإلعالمي والناقد السينمائي
المحور األول ـ المسار الخاص ـ
يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل ،في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي والمجتمعي الوطني ،بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام .فهو اإلنسان أوال ،وهو الباحث والكاتب واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما ،وهو المدير السابق لقناة 2Mوالذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية ،وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها. تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفر» ،من خالل جلسات حواريــة حــول مشوارات حياته نقدمها للقارئ تباعا. يكاد يصعب الفصل بين المناضل والمثقف ،خصوصا إذا ما استحضرنا أننا ،في لحظات معينة من تجربة الوعي المغربي العام ،كنا ملتصقين بشكل طاغ جدا بـ «نظرية االلتزام» التي قد دعا إليك جون بول سارتر، ولربما من قبله ارتبطت هذه النظرية بـ «ليني». أين ارتسمت الحدود ،منذ البداية، في شخصية نورالدين الصايل ،بين المثقف والسياسي؟ بيــن المنظــر المتعالي ،وبين المندمــج واقيا بين الناس يسعى إلى خدمتهم بشكل مباشر. . التدريب الذي مررت به في لبنان استنشقت فيه هواء يرتبط بالفكر اإليديولوجي العربــــي آنـــذاك ،بما في ذلك من أفكار تتعلق بالقومية العربية .واطلعــت على نمط تفكير الناس هناك ،وهو الشيء الذي منحني نوعا من التفكير مفاده أننا كنا نعيشه داخل شكل من الهذيان. من جانب آخر اطلعت خالل تلك الفترة على كل أشكـــال االنزالقات اإليديولوجيـــة ،وعرفـــت كيــف أن أسباب االنقسام العربي أقوى بكثير مما يمكن أن يدفع لتشكيل وحدة حقيقية .بعد ذلك عدت إلى المغرب، وكانت قد حدثت أمور كثيرة في المشهد السياسيي المغربي ،منها االنقالب األول لعام .1971ومنها أيضا ذلك الجو من التوترات الجديدة التي لم آخذها أنا بهذه الحدة ،فقد حصل وقتها أن محاكـم المغــرب أصدرت عقوبات ب 15سنة سجنا أو أكثر في حق أشخاص كنت أعيش بالقرب منهم .وهكذا كما تالحظ فقد تطورت األمــور في ظرف يقل عن سنتين ،وبشكل متسارع جدا. وأذكر جيدا أن مع عودتي إلى المغرب شعرت أني جئت بإيمان راسخ يقوم على أساس االعتقــــاد بأن النضال الحقيقي ،بالنسبة لي أنا ،ال يمكن أن يكون إال ثقافيا ،أي عن طريق النضال الثقافي الذي أعتبره حقيقيا .فالنضال السياسي المباشر ،بالنسبة إلينا نحن كطلبة ،ارتأيت بأنه طويل المدى ،وال ً حقيقة بين الجماهير يكون منغمسا الشعبية.
وهكذا شعرت ،أو قلت مع نفسي، أنه ال بد من إعـــادة تنظيم فكرك اإليديولوجي ،بل وقلبــه رأسا على عقب ،أو أنك ستبقى تتحرك في دائرة المثقف الواعي ،العالــم بكل شيء، بل والمتوفـــر على حلول سياسية واجتماعية وثقافية ،لكنها حلوال بدون انغماس حقيقــي وسط الجماهيـــر الشعبية التي تريدها أن تتحرك معك وأنت بعيد عنها. في لبنان مثال الحظت أن كثيرا من األمور واالنشغاالت النظرية التي كان يتحدث فيها أفواج من العرب تظل نظرية ،غير أنها على مستوى تجلياتها في الممارســة الحقيقيـــة او الميدانية غالبا ما كانت تدفعني إلى تساؤل مقلق وهو ..إلى أيــن سيؤدي هذا؟ هل لديك فعال إمكانية تغيير شيء أم ال؟ وكنت أرى أنه من األجدى لك ،وأنت مثقف ،أن تبقى في المجال الذي تتحكم فيه فعال ،وتتقنه، وتعطي من خالله وسائل علمية أو إيديولوجية حقيقية للناس من أجل استعمالها فيما بعد .وهذا في تقديري هو ما يسمى بالنضال الثقافي.
طبعا هي المرحلة التي ستعرف حضور نورالدين الصايـــل ثقافــيا عبر المشهد السينمائي ،وبالضبــط عبر «الجامعــة الوطنيــة لألنديـــة السينمائية»؟ نعم .فبعد سنـــة من رجوعـــي للمغرب ،وبناء على قراري هذا ،وبناء على التكوين الذي استطعت الحصول عليه ،وكان تكوينا فلسفيا ثقافيا، قررنا الدخول في مرحلـــة النضــال الثقافي الذي اتخذ وقتها شكل أو صيغة «الجامعـــة الوطنية لألندية السينمائية» وهو المكان الذي أصبح فضاء للنقـــاش العمومــي المفتوح وللتعبير عن التعــارض والتناقض. وهكذا مع توالي األيام والتصورات أصبحت القاعات السينمائية تحتضن نقاشات مطولة تـــدوم لساعـــات، وبمشاركة مئات من الحاضرين ،وأذكر كيف أن هذا النقاش يحتملنا جميعا على الرغم من أن كل واحد منا كان يحمل معه اختياراته السياسية .بل أننا كنا نعيش تطاحنات حقيقية خالل النقاشات داخـــــل القاعات ،بمناسبة عرض أي فيلم يتم تقديمه .وكنـــا
نعتبر ذلك المكان بمثابة منفذ وحيد في تلك المرحلة التاريخية المعروفة بسنوات الرصــــاص ،أي أنه أصبـــح المتنفس الوحيد لفكر يتحاور ويتبادل الرأي في إطار يمكن القول بشأنه إنه كان شكال ديمقراطيا .ويتم من
األخيرة
خالله احترام الرأي اآلخر رغم أنك ال تؤمن به مطلقا .فاألندية السينمائية في الحقيقة ،خالل العشر سنوات التي توليت فيها الرئاسة ،من 1973إلى ،1983كانـت تشكــل حقيقـة منبرا للخطاب الحر ،رغم كل الصعوبات التي كانت تعيشها هذه األندية في أرجــاء التراب الوطني المغربي ،بحيث كان لدينا ما يقارب 50ناديا في خمسين مدينة ،وكل ناد يتوفـر على أزيد من ألف أو ألف وخمسمائة منخرط .وهذه مجـرد مالحظــة لتوضيــح االمتداد والبعد الجماهيري الذي عشناه خالل تلك المرحلة إلى أن خرجت من هذه المنظمة ،أي إلى حدود سنة .1983 وطبعا فقد تابعت الجامعة الوطنية لألندية السينمائية مسيرتها. هذه بعض األمور التي عشتها، بكيفية عامة ،منذ أن غادرت طنجة، ومنذ ان جئت إلى مدينة الرباط سنة .1964 السي نور الدين سنترك للحلقــة القادمة الجواب عن سؤال مفصلي في مسارك هو تقلـــدك لمناصب مهمة تماشت مع رؤيتك لألمور المتعلقة بالبناء من داخل النضال الثقافــي. ويتعلق األمر بانتقالك إلى إدارتك قناة ،2Mثم تدبير شأن مرفق قوي هو المركز السينمائي المغربي.