Achamal n° 1023 le 10 Décembre 2019

Page 1

‫نور الدين الصايل‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫الجلسات األولى حول الجهوية‬ ‫المتقدمة‬

‫الحلقة‬ ‫الثالثة‬

‫وأذكر جيدا أن مع عودتي إلى المغرب شعرت أني‬ ‫جئت بإيمان راسخ يقوم على أساس االعتقاد بأن النضال‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بالنسبة لي أنا‪ ،‬ال يمكن أن يكون إال ثقافيا‪.‬‬

‫ما الذي يعرقل العملية ؟‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫المهرجان الدولي‬ ‫للسينما بمراكش‬ ‫صفحة ‪4‬‬

‫صفحة ‪17‬‬

‫إعالم جهوي متقدم‬ ‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬

‫المالحق الثقافية‬ ‫مواعيد اللمة الفكرية‬

‫العدد ‪ 1023‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 13‬ربيع الثاين ‪� 10 / 1441‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫�صفحات ‪12 - 11 - 10 - 9‬‬

‫األحزاب المغربية‬ ‫السياسي الممتثل والمثقف النقدي‬

‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫صدر خالل هذه السنة كتاب مميز جدا للفيلسوف الكندي «آالن دونو» يحمل عنوان «‪ ،»La médiocratie‬ترجمه مؤخرا إلى العربية الدكتور مشاعل‬ ‫عبدالعزيز الهاجري‪ ،‬واختار له عبارة «نظام التفاهة» كمعادل داللي للعنوان األصلي بالفرنسية‪.‬‬ ‫الكتاب الذي وضع صاحبه في قلب خارطة الجدل المعرفي يعالج قضية تشغل بشدة الرأي العام المتتبع للحالة اإلنسانية الراهنة والمتعلقة بفلسفة‬ ‫إدارة المجاالت المجتمعية الحيوية مثل السياسة واالقتصاد واإلعالم والفن واألدب‪.‬‬ ‫يقول «الكتاب»‪:‬‬ ‫«ال لزوم لهذه الكتب المعقدة التي تقرأها‪ ،‬ال تكن فخوراً وال روحاني ًا‪ ،‬فهذا يظهرك متكبراً‪ .‬ال تقدم أي فكرة جيدة‪ ،‬فستكون عرضة للنقد‪ .‬ال تحمل نظرة‬ ‫ثاقبة‪ ،‬وسع مقلتيك‪ ،‬أرخ شفتيك‪ ،‬فكر بميوعة وكن كذلك‪ ...‬عليك أن تكون قاب ً‬ ‫ال للتعليب»‪:‬‬ ‫سياق هذا االستطراد هو الندوة الفكرية التي نظمها المركز العربي لألبحاث بشراكة مع مؤسسة «هانس زايل» األلمانية حول موضوع “الدولة المدنية‬ ‫بين التحديث السياسي والتحديث الثقافي” يوم ‪ 06‬ديسمبر ‪ 2019‬بمدينة الرباط‪.‬‬ ‫وقد كانت الندوة مناسبة لمطارحة النظر النقدي حول مفهوم الدولة المدنية عبر التحليل والتفصيل في أصوله الفكرية‪ ،‬المبنية باألساس على الحداثة‬ ‫السياسية والتي تستند بدورها إلى مفاهيم عريضة كالمواطنة والتمثيلية والحقوق والدور الوظيفي المحايد للدولة‪ ،‬والفصل بين السلطات‪...‬‬ ‫وقد تميزت الندوة بورقة نقدية جريئة ألقاها المفكر المغربي محمد سبيال‪ ،‬أثار من خاللها مسألة وضعية المثقفَ المغربي‪ ،‬المشتغل بالحقل المدني‪،‬‬ ‫داخل هيكلة األحزاب السياسية‪ ،‬خاصة إذا كان هذا المثقف يتمتع بحس نقدي تساؤلي‪.‬‬ ‫الدكتور محمد سبيال أشار إلى أن هذه العينة من المثقفين غالبا ما يكون مصيرها التعتيم والتهميش والطمس‪ ،‬ما يجعل صوتها خافتا ال يكاد يصل‬ ‫إلى السياق التداولي العمومي‪.‬‬ ‫وقد أرجع سبيال أسباب هذا اإلقصاء الممنهج للمثقفين النقديين داخل أحزابنا المغربية‪ ،‬وخصوصا اليسارية منها‪ ،‬إلى كون «القبائل الحزبية ترتاح‬ ‫في االنصياع واالمتثال والطاعة والوالء»‪ ،‬وهو األمر الذي غالبا ما تجد صداه في «البروفايالت» المطبوعة بالتفاهة والسطحية والغوغائية‪ ،‬ما يجعل المثقف‬ ‫يتنحى من المشهد‪ ،‬ويبرز‪ ،‬في المقابل‪ ،‬السياسي المتحلي بالدهاء الساعي إلى نيل رضى القيادة والظفر منها بمكتسباته الشخصية‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫صراع «البزُّوَلة»‬ ‫في المغرب‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬

‫مغارات‪..‬‬

‫محمد سدحي‬ ‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫االحتاد‪ ،‬عمال �أمانور‬ ‫وح َّمام «ال ْع َياالت» !!‬ ‫استجابة لدعوة مفتوحــة‪ ،‬من المناضــل الوحــدوي في‬ ‫نقابة االتحاد المغربي للشغل الصديق عبد السالم الميموني‪،‬‬ ‫إلى التضامن مع عمال شركة «أمانور» في صراعهم النقابي‬ ‫ومقاومتهم للقرش األبيض واألسنان المهندة لمجنديه من‬ ‫جنس ألواننا (الفاقعة)‪ ،‬حملت ثقل أطرافي المتهالكة من فرط‬ ‫طاحونة اليومي‪ ،‬وتزودت ببعض ما بقي في الرأس والقلب من‬ ‫حب وتضامن مع المقهورين ونقم على أكلة اللحوم البشرية‪،‬‬ ‫وقصدت‪ ،‬صبيحة األحد فاتح دجنبر الجاري‪ ،‬مقر نقابتنا العتيدة‬ ‫«االتحاد المغربي للشغل» في جـــو مفعم بروح التضامن‪ ..‬كل‬ ‫التضامن‪.‬‬ ‫وللتذكير فقط‪ ،‬لم تسمح الظروف الخاصة والعامة للداعي‬ ‫لكم بالخير بزيارة مقر االتحاد (في حلته الجديدة) منذ أن كان‬ ‫المناضل الفذ المعتقل اليساري سابقاً عزيزنا مصطفى بنهادي‬ ‫(بوقرطاس) مكلفاً بالشؤون اإلدارية لالتحاد المحلي‪ ،‬حتى‬ ‫وإن كنت أحضر في مسيرات فاتح ماي التي تتوج بخطاب العيد‬ ‫األممي من منصة خارجية‪ ...‬غير أن انتماءنا إلى المركزية النقابية‬ ‫األولى في المغرب (تاريخياً وتمثي ً‬ ‫ال) لم تشبه شائبة ولم تنب عنه‬ ‫نائبة‪ ،‬ولم يبلغ اختالفنا‪ ،‬يوم ما‪ ،‬مع من سبقنا أو لحق بنا‪ ،‬حدود‬ ‫القطيعة أو العداء‪ ،‬وظل احترامنا لمقررات المؤتمرات واجباً‪ ،‬رغم‬ ‫المالحظات ووجهات النظر الخاصة‪...‬‬ ‫أنا اآلن في باب مقر االتحاد‪ ،‬تجاوزت بائع عصير البرتقال‬ ‫(التاريخي)‪ ..‬أولى المالحظات‪ :‬عرف المقر إصالحات هامة على‬ ‫مستوى البنى التحتية‪ ..‬سأصعد الدرجات إلى الطابق األول لكي‬ ‫أرى ما إذا كانت (البنيات الفوقية) عرفت هي األخرى إصالحاً‪ ..‬وهي‬ ‫مناسبة جميلة لزيارة صديقنا العزيز علي عبد الصادق الكاتب‬ ‫العام الحالي لالتحاد بطنجة‪...‬‬ ‫إلى هنا‪ ،‬كل شيء يبدو «يمّاد د عادي»‪...‬‬ ‫غير أن الغريب والمحزن والحافر في الخاطر‪ ،‬هو أن ننسى‬ ‫موضوع التضامن مع عمال أمانور كما يجب‪ ،‬وننشغل بالالمعقول‬ ‫و’’الخرذالي» فيما آلت إليه األمور في (العقلية النقابية) لسيدة لم‬ ‫تشب في غمار مبادئ وهوية االتحاد المبنية على أسس الوحدة‬ ‫و االستقاللية والديمقراطية‪ ...‬وشابت في الوقت بدل الضائع‬ ‫للمنظمة التي دخلها الريح من كل جانب سعياً من الجهات التي‬ ‫في البال إلى جعلها مهابة الجانب‪...‬‬ ‫الحاصل‪ :‬صادف مجيئنا انعقاد مؤتمر فرع «االتحاد التقدمي‬ ‫لنساء المغرب» المنضوي تحت لواء الالتحاد المغربي للشغل‪،‬‬ ‫داخل القاعة الكبرى‪ ،‬في سياق المطالبة بحماية المرأة من‬ ‫كل أشكال التمييز والعنف‪ ...‬وقبل أن تنطلق أشغال المؤتمر‪،‬‬ ‫خرجت السيدة تلك‪ ،‬فاتحة شهية الصراخ لديها في وجوهنا‬ ‫نحن مناضلين في صفوف الشبيبة العاملة على ما أذكر‪ ،‬وأعضاء‬ ‫الجامعة الوطنية للتعليم‪ ،‬وربما ممثلين نقابين في القطاع الخاص‬ ‫وأنا‪ ،‬مع أن أحداً منا لم يلج القاعة التي كانت تضم المؤتمرات‪ ،‬وال‬ ‫زاحم النساء التقدميات‪ ،‬يا حسرة‪ ،‬فيما هنّ منكبات عليه‪ ،‬مع العلم‬ ‫أن المقر يحتوي على مكتب الكاتب العام وغرف أخرى ومكاتب‪،‬‬ ‫تضم اجتماعات الممثلين النقابيين لمختلف القطاعات وفق جدول‬ ‫زمني محدد‪ ،‬وال يحجز المقر كله لفرع أو فصيل بعينه‪ ...‬السيدة‬ ‫التقدمية أسمعتنا كالما قاسياً باعتبارنا (رجا ًال) اقتحموا بوقاحة‬ ‫وقلة أدب فضا ًء حريمياً مغلقاً‪ ..‬وطردتنا كما يطرد الذكور من‬ ‫مدخل حمام «العياالت»‪ ...‬لألسف‪.‬‬ ‫غمغمت‪ ،‬لحظتها‪ ،‬ببعض الكالم الذي لن يقدم شيء أمام‬ ‫الذي جرى‪ ،‬وما كنت أعلم أنه صار يجري ويدور في مؤسسة نقابية‬ ‫عمالية راكمت المنجز تلو المنجز على درب النضال الذي ينتصر‬ ‫للمرأة باعتبارها عنصراً فاع ً‬ ‫ال في العمل النقابي وليس مجرد‬ ‫كورال يصطف في الخلف للزينة والزغاريد وهلم حريماً‪...‬‬

‫• نلتقي‪! ‬‬

‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫محمد العطالتي‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫‪atlati.mohammed@gmail.com‬‬ ‫قبل أيام معدودة‪ ،‬وعبر تطبيقات تواصلية‬ ‫انتشر بين جمهور عريض من الناس‪ ،‬مقطع‬ ‫من فيديو لحوار كـــان قد أجـــراه الصحفي‪،‬‬ ‫المعتقل على خلفيـة أحــداث الريــف‪ ،‬حميد‬ ‫المهداوي مع رئيــس جهـة طنجة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة آنذاك إلياس العماري‪ ،‬و ربما كان‬ ‫موضوع هذا الحوار هو الوضع السياسي في‬ ‫البلد المعبر عنه وقتئذ بعدم قدرة بنكيران‬ ‫على تشكيل حكومة جديدة لواليته الثانية‬ ‫المفترضة‪.‬‬ ‫المقطــع موضــوع التداول الواسع‪ ،‬عبر‬ ‫التطبيقات االلكترونية‪ ،‬و المجتزء من حوار‬ ‫مطول ال يبلغ سوى ثوان معدودة‪ ،‬و رغم قصر‬ ‫مدته إلى أن ضيف الحوار العماري كرر لست‬ ‫مرات كلمة «مضحكة» بالدارجة المغربية هي‬ ‫«البزولة»‪ ،‬و هي مصطلح يعني في معجــم‬ ‫اللغــة العربيــة الداللـة على «الضِّرع» الذي‬ ‫يُرْضع منه اللبن‪ ،‬و حسب تحليل السيد إلياس‬ ‫العماري الذي يمكـن استنتاجه من المقطع‬ ‫المذكور‪ ،‬فإن أصــل المشكلة السياسية في‬ ‫المغرب هي الصراع على اإلمساك بمصادر‬ ‫«التعيـش»‪ ،‬وهي ذات المصادر التي أطلـق‬ ‫عليها السيد الياس العماري اسم «البزولة»‪،‬‬ ‫كتلخيص شامل منه لطبيعة الصراع السياسي‬ ‫في المغرب‪.‬‬ ‫و الحقيقة أن إلياس العماري‪ ،‬الرئيس‬ ‫السابق للجهة و اليساري السابق‪ ،‬و األمين‬

‫العام السابق‪ ،‬و بحكم احتكاك الرجل المباشر‬ ‫بأركان السلطــة القائمــة‪ ،‬احتكاكـا استمـــر‬ ‫فترة ليسـت بالقصيرة‪ ،‬فاألرجـح أنه تمكن‪،‬‬ ‫عبر التجريب و الممارسة الفعلية و دون أية‬ ‫تعقيدات نظرية و تجريدية‪ ،‬من استخالص‬ ‫الدروس المناسبة و العبر المالئمة‪ ،‬وذلك قبل‬ ‫االنتهاء بخالصة مفادها هو أن جوهر «الصراع‬ ‫السياسي» يقوم بالمغرب على قاعدة اإلمساك‬ ‫بمصادر « اللبن»‪.‬‬ ‫لقد فســر العمــاري‪ ،‬من خالل مقطـــع‬ ‫الفيديو‪ ،‬الذي ال تتعدى مدته الزمنية ثالثين‬ ‫ثانية‪ ،‬أن سبب إحجام الحكومة عن استكمال‬ ‫التشريعات المالئمة إلدارة األوضاع بشكل‬ ‫«عادل» هــو عدم الرغبة في التخلي عن لذة‬ ‫مذاق «البزولـة» و تولي‪ ،‬بدل ذلك‪ ،‬مهمة‬ ‫اإلمساك بقرني «البقرة» ليتمكن المنتظرون‬ ‫من بلوغ دورهــم في إمســاك «البزولـــة»‬ ‫بأفواههم‪.‬‬ ‫الخالصــة التي اقتنـــع بها الرفيق إلياس‬ ‫العماري‪ ،‬عبر عنها بشكل صريـــح و عـفــــوي‬ ‫للغايــة‪ ،‬و ربمــا كان الســر في تلك الصراحــة‬ ‫و العفوية أن الرجل كان‪ ،‬كعادته‪ ،‬يفكر باللغة‬ ‫الريفية و ينطق‪ ،‬في حديثه‪ ،‬باللغة الدارجة‪ ،‬ما‬ ‫جعله رسوال أمينا جاء ليبشر ببداية التأسيس‬ ‫الفعلي لنظرية جديدة في علم السياسة قد‬ ‫تحمل في غالب الظن اسم « صراع البزّو َلة‬ ‫في المغرب»‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫محمد وطـــا�ش‬ ‫محمد العطـالتي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫درد‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫حين احتضنني فضاء متحف المقاومة وجيش التحرير‪ ،‬عشية ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2019‬لم أكن أتوقع‬ ‫أن أجد نفسي في حضرة فرقة من الصيادلة‪ ،‬تابعة لجمعية رباط الفتح‪ ،‬استهوتها الموسيقى‬ ‫الغرناطية‪ ،‬فأسّست أًسُسَهَا تحت اسم «كورال ماندولين»‪ ،‬وانطلقت تشدو بأعذب األلحان‪ ،‬وأرق‬ ‫األنغام‪ ،‬وتنشر عًُرفها الطيّب في كل مكان‪.‬‬ ‫وما يعجبك في هذه المجموعة الفنية من الهواة‪ ،‬ومحبّي هذا النوع من الطرب‪ ،‬أنها تضم‬ ‫الكبير والصغير‪ ،‬والرجل والمرأة‪ ،‬والشاب والشابة‪ .‬الكل يردد في صوت متناغم ‪-‬على إيقاع اآللة‬ ‫التي يعزف عليها‪ -‬مقطوعات َّ‬ ‫آية في فن الكلمة الموزونة‪ ،‬تحت إشراف قائد الفرقة الفنان رشيد‬ ‫التُّومي‪ ،‬الذي يحتضنُ هو اآلخر «ماندُولينه»‪.‬‬ ‫والشيء الذي سرَّني وأثلج صدري‪َّ .‬‬ ‫أن الحضور كان متميزاً كمّاً ونوعاً‪ .‬والشيء الذي سرني‬ ‫أكثر‪ ،‬أن جميع المدعوين والمدعوات تجاوبوا مع الفرقة‪ ،‬ورددوا معها عدداً من المقاطع‪،‬وشجعوها‬ ‫بمشاركتهم وتصفيقاتهم‪.‬‬ ‫وهنا وَجدْتني أَشدُّ على يد الرئيس المنتدب لجمعية تطاون أسمير‪ ،‬األخ عبد السالم‬

‫الشعشوع‪ ،‬ألنه رحب بهذه المجموعة‪ ،‬حين التمستْ منه أن يشاركها في تنظيم هذه التظاهرة‬ ‫الفنية‪ ،‬وفتح لها صدره‪ ،‬واختار لها هذا الفضاء المناسب‪ :‬دار ابن عبود بعبقها التاريخي‪ ،‬وفضائها‬ ‫الرحب‪ .‬فال يستقيم فنُّ اآللة األندلسية أو فن الطرب الغرناطي األصيل‪ ،‬إال في مثل هذه الدُّور‬ ‫التاريخية‪.‬‬ ‫فإقامة حفل‪ ،‬أياً كان هذا الحفل‪ ،‬وكيفما كان هذا الحفل‪ ،‬ال بُدَّ له من شروط‪ ،‬أهمُّها في‬ ‫نظري استقطابُ الجُمهور‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ولعل صيادلتنا عرفوا كيف‬ ‫يستَميلون المدعوّين‪ ،‬وكيف يختارون المادَّة المناسبة‪.‬‬

‫والحق‪ ،‬أننا في حاجة ماسَّة ألمثال هذه الجلسات‪ ،‬وألمثال هذه األمسيات‪ .‬فقد مللنا وسئمنا‬ ‫المحاضرات والندوات‪ ،‬وتاقت نفوسنا وآذاننا لسماع أحلى وأعذب النغمات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تحية شكر وامتنان‪ ،‬وتقدير واحترام‪ ،‬لجمعية الصيادلة المغاربة‪ :‬فرع تطوان‪ ،‬ولجمعية تطوان‬ ‫أسمير‪ ،‬على تشريفي بالدعوة‪ ،‬وعلى حسن االستقبال وكرم الضيافة‪.‬‬

‫َّ‬ ‫رَن الهاتف جزع‪ّ ...‬‬ ‫رَن مرة أخرى‪...‬‬ ‫‬‫رن الهاتف في آخر المساء‪ ،‬ربما خطأ‪ ،‬خبر غير مهم‪ ،‬شح االعتماد‪ ...‬رن‬ ‫مرة ثانية‪ ،‬ربما المرسل لديه حاجة‪ ،‬طلب معلومة‪ ،‬دعوة‪ ،‬نبأ عاجل‪...‬كان‬ ‫الصوت معروفا لكنه حاد ومتشقق‪ ،‬ما الخطب‪...‬؟‪.‬‬ ‫ أريد رقم هاتف م‪.‬س‪.‬‬‫ انتظر دقيقة سأبحث عنه في قائمة األرقام‪.‬‬‫ أنا في الحي ولكنني ال أعرف منزل‬‫الدكتور‪...‬‬ ‫ هل هي زيارة عمل أم مودة؟‪.‬‬‫ زيارة مودة؛ وأضاف بحدة تشبه اللوم‪:‬‬‫الدكتور مريض‪...‬‬ ‫ يا آاااهلل‪.! ‬‬‫دار رأسه دوارن الغيوم‪ ،‬ثم أخذته موجة‬ ‫تأنيب فإحساس بالتقصير‪ ،‬ألن الدكتور‪...‬‬ ‫بالنسبة إليه قمر في القلب ال يأفل وشمس‬ ‫في العقل ال تغيب‪ ،‬لكنه استغرب كيف لم‬ ‫تنقد يده لحسه المرهف وحدسه العميق‪،‬‬ ‫وهو لم يره منذ مدة؛ فحتى في عيد هذه‬ ‫السنة لم يجتمعوا تحت ظــــالل شجـرة‬ ‫الفقيدة أمه‪ ،‬لم يكن عليه ببساطة إال نقر‬ ‫رقمه المحفوظ في هاتفيه ليسمع صوته‬ ‫المليء بالرقة والكرم‪ ،‬والذي يغمره دائما‬ ‫باالطمئنان ويشعـــره بالتفــاؤل وينعشه‬ ‫قهقهةباالنشراح‪...‬‬ ‫نقر للتو رقم م‪.‬س ليخبر ويستخبر‪،‬‬ ‫سمع وجوما في صوته‪.‬‬ ‫أهال وسهال‪.‬‬ ‫ •‬ ‫كيف الحال؟‪.‬‬ ‫ •‬ ‫الحمد هلل‪.! ‬‬ ‫ •‬ ‫لم يكذبه إحساسه وحدسه‪ ،‬إن األمر‬ ‫جلل‪ ،‬وكأن حطام كل الدنيا نزل عليه‪ .‬ران‬ ‫الصمت بينهما‪ ،‬ولم يزد أن قال باستسالم‪:‬‬ ‫سلم لي عليه بحرارة‪ ،‬سأعيد‬ ‫ •‬ ‫االتصال قريبا‪.‬‬ ‫الهاتف تحول في يده إلى قطعة جمر‪ ،‬تطايرت شراراته في كل جانب‬ ‫(صحة المرء للسقام طريق‪ #‬وطريق الفناء هذا البقاء‪...‬وما أنفاسنا إال‬ ‫حساب‪# ‬وما حركاتنا إال فناء)‪ ،‬ولف الذهول المكان‪ ،‬و عاد حزن الزمان‪ ،‬جرح‬ ‫آخر ينغرس في جرح لم يندمل كانغراس النصال على موضع النصال‪.‬‬ ‫تكررت بقلق النقرات على أرقام األحباب ( أخاك أخاك إن من ال أخا له=‬ ‫كساع إلى الهيجا بغير سالح)‪ ،‬اهتزت غصون الشجرة جزعا لهول االبتالء‬ ‫فكأن لتغاريدها نحيب على الجذع الذي مسه سقم‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫‪...‬‬ ‫( نحلت إلى أن كدت أنكر صورتي‬ ‫وأخشى لفرط السقم أن أتنهدا‬ ‫مبيتي على الوثير ليانه‬ ‫وأحسبني فوق األسنة والمدى‬ ‫كأن خيوط المهد صارت عقاربا‬ ‫كأن وسادي قد تحول جلمدا)‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫( وما المرء إال بإخوانه‬ ‫كما تقبض الكف بالمعصم‬ ‫و الخير في الكف مقطوعة‬ ‫وال خير في الساعد األجذم)‬ ‫‪...‬‬ ‫و ( ال تضجرن مريضا جئت عائده= إن‬ ‫العيادة يوم إثر يومين) ولكن هيهات فشوق‬ ‫اللقاء ال يزيد إال عطشا‪! ...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫رن الهاتــف ليال مــرة أخــرى بعد أيام‬ ‫معدودات‪ ،‬إنه الصوت المستعجل للطبيب‬ ‫الصديق‪.‬‬ ‫ • أهال وسهال‪.‬‬ ‫ • كيف الحال؟‪.‬‬ ‫ • الحمد هلل‪.‬‬ ‫نزل النبأ جرعـات كالبوارق والصواعق‬ ‫عليه‪ ،‬كانت معظم أغصان الشجرة مجتمعة‬ ‫تدير شجون الحديث الذي ال يعلو عليه حادث‪،‬‬ ‫سمع الكل مادار بين الطبيب وصديقه‪ ،‬تالقت‬ ‫النظرات في شدة‪ ،‬اختلت موازيـن المكـان‪،‬‬ ‫وبسرعة الخيال كانت السيارة تمخر بهم عباب‬ ‫الطريق المظلم في سباق مع الزمن لعل‪...‬‬ ‫وأزيز محركها في تنافر مع الصمت الذي ال تقطعه إال اتصاالت متكررة مع‬ ‫بقية أغصان الشجرة هناك‪...‬‬ ‫حطت السيارة رحالها وهي تتبع األخرى كي ال تضيع العنوان‪ ،‬صعدنا‪،‬‬ ‫صمت وقرح في العيون ثم انهيار‪...‬‬ ‫ال إله إال اهلل (نعلل بالدواء إذا مرضنا= فهل يشفي من الموت الدواء‪...‬‬ ‫ونختار الطبيب فهل طبيب= يؤخر ما يقدمه القضاء) احتد العناق‪(،‬الحزن يقلق‬ ‫والتجمل يردع= والدمع بينهما عصي طيع)‪ ،‬ثم انهمر الدمع مدرارا‪ ...‬فخيم‬ ‫صمت يشبه الغربة األبدية‪...‬‬

‫ندوة ‪ :‬التطرف‬ ‫العنيف بالمغرب‬ ‫‪4/2‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫وقائع الجلسة األولى‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قــدم أ‪.‬د المحجوب الهيبــة عرضــا مركـزا حـول‬ ‫المقاربة المؤسساتية لمواجهة التطـرف العنيف؛ معتمدا‬ ‫على توصيف أفقي للظاهرة‪ ،‬وما تطرحه من إشكاليات على‬ ‫المستويين الوطني والدولي‪..‬مؤكدا أن التطرف العنيف‬ ‫انتهاك لمبادئ حقوق ومقاصد األمم المتحدة‪ ،‬وتهديد‬ ‫يسعى إلى تقويض شروط السالم والتنمية المستدامة؛‬ ‫مشيرا إلى أن التطرف العنيف يهدد أمم األرض كلها «مع‬ ‫مالحظة كونه ظاهرة معقدة لم يضبط لحد اآلن لها تعريف‬ ‫أوحد شمال» لفكر وممارسة جماعات «القاعدة» «داعش»‬ ‫«بوكو حرام» وهي ذات نتائج وخيمة على الكرامة اآلدمية‬ ‫والسلم اإلنساني‪..‬‬ ‫وألمح الدكتور الهيبة إلى أن سوء الحكامة في التدبير‬ ‫عامل حاسم في تنامي التطرف واستفحال أزمات إنسانية‬ ‫ميسمها الرئيس التدفقات المليونية للبشر من جهة إلى‬ ‫أخرى نشدانا للسالم‪.‬‬ ‫ولم يفت الدكتور الهيبة اإللماع إلى يقظة المغرب في‬ ‫مواجهة مخاطر محتملة‪ ..‬مشيرا إلى أن محاربة التطرف‬ ‫يتعين أن تكون مرجعيتها موافقة لميثاق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وإذا كان نطــاق التطـرف في اتساع؛ فاألمـر يستدعي‬ ‫التحصن بخطة العمل للوقايـــة من التطــرف العنيـــف؛‬ ‫فالتدابير األمنية صلبة مطلوبة لكنها غير كافية لمواجهة‬ ‫شر مستطير ‪ ..‬وهذا يستدعي في نظر الهيبة‪:‬‬ ‫ مالءمة وتكييف كافة التدابير المتعلقة بمناهضة‬‫التطرف العنيف‪.‬‬ ‫ تطبيق برامج خاصة في سياقات وفئات محددة تغطي‬‫مجاالت واسعة‪..‬‬ ‫ االنفتاح على شبكات الستباق التنظيمات والحركات‬‫العنيفة‪..‬‬ ‫ تعزيزعمل المنظمات غير الحكومية‪..‬‬‫ تعزيز العمل اإلعالمي‪.‬‬‫ تعزيز وتحفيز وتطوير كافة الشراكات العاملة في‬‫المجال (حكومية وغير حكومية)‪.‬‬ ‫ إعادة النظر في كافة المفاهيم والنزاعات بشكل‬‫يأخذ بعين االعتبار السياقات المحلية‪.‬‬ ‫ تشجيع البحث العلمي حول الوقاية من التطرف‪.‬‬‫وقبل أن يختم الدكتور الهيبة عرضه الحظ‪:‬‬ ‫أ ـ أن أوجه غموض ما زالت تعرفهـا مشاريــع األمم‬ ‫المتحدة؛ وهذا أمر يلحق ضررا بالغا بحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ب ـ منــذ سنــة ‪ 2017‬واألمـم المتحدة تباشر مكافحة‬ ‫اإلرهاب في ‪ 47‬دولة‪ ،‬لكنهــا تواجه تحديــات كبيرة في‬ ‫صياغة برامج وقائية!‬ ‫ج ‪ -‬تعزيز حقوق اإلنسان يعرف تحديا كبيرا ألسباب‬ ‫منها‪:/‬‬ ‫• إعطاء األولوية للدولة‪.‬‬ ‫• توسيع صالحيات الشرطة والمخابرات لقمع عمل‬ ‫المجتمع المدني‪..‬‬ ‫• مباشرة «اعتقاالت وقائية»‪.‬‬ ‫• ضعف الحكامة في التدبير العام‪.‬‬ ‫• المبالغة في استعمال العنف باسم مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫• توسع نطاق االنطواء الهوياتي باسم الدين أو باسم‬ ‫ثقافة منغلقة‪!..‬؟‬ ‫• ضعف الخبرة‪..‬‬ ‫• مشكلة التمويل‪...‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1023‬ـ الثالثاء ‪ 10‬إلى ‪ 16‬ديسمبر ‪2019‬‬

‫كبار الوجوه السينمائية العالمية‬ ‫بمهرجان مراكش السينمائي‬ ‫خالل دورته الـ ‪18‬‬

‫عرفت الدورة الـ‪ 18‬من المهرجان الدولي للسينما بمدينة مراكش‪،‬‬ ‫الذي أقيم خالل الفترة بين ‪ 29‬نونبر و‪ 7‬دجنبر الجاري تنظيم عدد من‬ ‫نجوم السينما العالمية لقاءات خالل مشاركتهم جمعتهم بمحبتي الفن‬ ‫السابع‪.‬‬ ‫وقد افتتحت اللقــاء األول خـالل اليوم الثاني للمهرجـان‪ ،‬الممثلة‬ ‫الفرنسية ماريون كوتيار‪ ،‬التي شاركت في عدد من األفالم العالمية‬ ‫ونالت مجموعة من الجوائز‪ .‬وخالل اليوم الثالث التقى حضور المهرجان‬ ‫بالفنانة اإليرانية غولشفيته فرحاني‪.‬‬

‫ويوم الثالثاء ‪ 2‬دجنبر عرف المهرجان لقاء مع المنتج البريطاني‬ ‫جريمي طوماس والمخرج الفرنسي برتراند تافرنيي‪.‬‬

‫وكان المهرجان الذي اختتم السبت‪ ،‬استضاف العام الماضي المخرج‬ ‫األمريكي مارتن سكورسيزي والممثل الشهير روبرت دي نيرو‪.‬‬ ‫وقال الممثل األمريكي وسط تصفيق الحضور الحار «أنا أنتمي إلى‬ ‫عائلة رواة‪ ،‬وعندما كنت طف ً‬ ‫ال كنت أقف مدهوشاً كلما سمعت عبارة‬ ‫(كان يا مكان)‪ ،‬ألن القصص تسحرنا وتلهمنا ويمكنها أن تقيم رابطاً‬ ‫فيما بيننا»‪.‬‬ ‫ومضى يقول «نعيش اليوم في عالم متشعب يبدو فيه أن الظلمات‬ ‫لها الغلبة‪ ،‬لذا أنشأت معهد ساندانس لدعم األصوات المستقلة التي ال‬ ‫تجد مكانها في الثقافة المهيمنة»‪.‬‬ ‫وقد سلمته بعد ذلك المخرجة الفرنسية ريبيكا سلوتوفسكي‬ ‫والممثلة الفرنسية اإليطالية كيارا ماستروياني‪ ،‬الجائزة الفخرية‪.‬‬ ‫ويُعتبر روبرت ريدفورد أسطورة في أوساط السينما‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن أنه‬ ‫مناضل من أجل قضية السينما المستقلة والبيئة‪.‬‬

‫مهرجان األناقة والموضا‬

‫على السجادة الحمراء لقصر المؤتمرات في مراكش‪ ،‬تنافست‬ ‫الممثالت على األناقة والسحر لحضور حفل افتتاح الدورة الثامنة عشرة‬ ‫للمهرجان السينمائي الدولي‪ .‬إذاً قامت تيلدا سوينتون‪ ،‬رئيسة لجنة‬ ‫التحكيم بالسير على السجادة الحمراء بتايور وردي زاهي اللون من‬ ‫توقيع المصمم الفرنسي حيدر أكرمان‪ ،‬ولعبت كيارا ماستروياني بطاقة‬ ‫الرصانة المهيبة في ثوب أسود طويل‪.‬‬

‫عشر‪ .‬طوال األمسية الخاصة‪ ،‬قدّم الضيوف عرضًا من المالبس‬ ‫المدهشة‪ .‬على ذراع مصمم األحذية كريستيان لوبوتان‪ ،‬بدت فريدة‬ ‫خلفة باروكيّة أكثر من أي وقت مضى من خالل اختيار بذلة مطبّعة‬ ‫بالجاكار‪ .‬من جانبها‪ ،‬اختارت الممثلة اإليطالية سفيفا ألفيتي البهجة‬ ‫من خالل زي لتومي هيلفيغر في ثوب من الساتان الشفاف‪.‬‬ ‫وإذا كان هناك إطاللة أدهشت الجميع‪ ،‬فهي بالفعل اإلطاللة‬ ‫السوداء الكاملة لماريون كوتيارد‪ .‬قدمت ممثلة «‪ »La Môme‬انطباعًا‬ ‫أنيقا دائمًا من خالل تحيّتها الخاصة لدار شانيل‪ .‬لهذه المناسبة‪ ،‬بدت‬ ‫الممثلة الفرنسية في قمة األناقة حيث ظهرت بقميص مع خط عنق‬ ‫جميل وتنورة طويلة منسدلة بنعومة من مجموعة شانيل ‪ -‬األلبسة‬ ‫الجاهزة لربيع وصيف عام ‪.2020‬‬

‫الفنانة اإليرانية‬

‫غولشفيته فرحاني‬

‫السينما األكرانيــة حضرت بدورها في المهرجـان‪ ،‬عبر المخرج‬ ‫األوكراني سيرجي لوزينستا‪ ،‬بالقاعة الملكية لقصر المؤتمرات خالل‬ ‫اليوم الرابع من فعاليات الدورة الثامنة عشر‪.‬‬ ‫كما عقد صاحب‪ ‬فيلم‪ ‬يد إلهية (‪ )2002‬الذي فــاز بجائزة لجنـة‬ ‫التحكيم بمهرجان كان سنة ‪ ،2002‬الفلسطيني إيليا سليمان‪ ،‬لقاء‬ ‫ونقاشا مع معجبيه ومحبي السينما‪.‬‬ ‫وعرف الختام يوم الجمعــة ‪ ،2019/12/07‬حفــل تكريـم عمــالق‬ ‫السينما األمريكية روبرت ريدفورد‪ ،‬الذي قاسم الحضور تجربته الطويلة‬ ‫مخرجا ووممثال في عوالم «هوليوود»‪.‬‬ ‫هكذا تسلم الممثل والمخرج والمنتج األمريكي روبرت ريدفورد‬ ‫مساء الجمعة‪ ،‬جائزة فخريــة تكرِّم مجمــل مسيرتــه خالل مهرجان‬ ‫مراكش الدولي للفيلم‪ ،‬مع وقوف الحضور مصفقاً له‪.‬‬ ‫وقال ريدفورد البالغ ‪ 83‬عاماً وهو الضيف الرئيس في الدورة الـ‪18‬‬ ‫من مهرجان مراكش الدولي للفيلم «زرت مراكش للمرة األخيرة سنة‬ ‫‪ 2001‬خالل تصوير فيلم سباي غايم‪ ،‬وأنا سعيد جداً بالعودة»‪.‬‬

‫األيقونة الهندية‬

‫بريانكا شوبرا‬

‫في مكان ليس ببعيد عنهما‪ ،‬اختارت نعومي واتس المزيد من‬ ‫الصقل في ثوب مع أزهار مطرزة من دار إيرديم‪.‬‬ ‫ممثالت أخريات لم يفتقرن إلى الجرأة على السجادة الحمراء أيضاً‪.‬‬ ‫فبعد إلقاء الضوء على أرضية ‪ ،Dance with the Stars‬كانت ليندا‬ ‫هاردي تشع‪ ،‬تقريبا بدون مكياج‪ ،‬في ثوب من الساتان الذهبي يذكرنا‬ ‫مباشر ًة بغرفة المالبس لدى الطبقة األرستقراطية في القرن التاسع‬

‫الممثلة الفرنسية‬

‫ماريون كوتيار‪،‬‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫الشمال الفني‬

‫«بيـــان فـنـي »‬ ‫« بيــان‬ ‫فـنـــي»‬ ‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة من المبدعين‪ ،‬يقدم‬ ‫عبرها الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد يوقعه التشكيلي والناقد الفني بنيون�س عمريو�ش‬

‫أنا الموقع أسفله‪:‬‬

‫بنيونس عميروش من مواليد مدينة وجدة‪ ،‬فنان تشكيلي وناقد فني‪.‬‬ ‫مفتش منسق جهوي لمادتَيْ التربية التشكيلية والفنون التطبيقية بأكاديمية‬ ‫جهة الدار البيضاء‪ -‬سطات للتربية والتكوين‪ ،‬أستاذتاريخ الفن الحديث والجماليات‬ ‫معتمد بالمدرسة العليا لألساتذة بمكناس‪ -‬جامعة موالي إسماعيل‪ :‬الماستر‬ ‫المتخصص في التعليم الفني والتربية الجمالية (‪ ،)2016 2012-‬وبكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة المولى إسماعيل بمكناس‪ :‬مسلك التاريخ والحضارات‬ ‫(‪ .)2009 – 2004‬رئيس الجمعية المغربية للنقد الفني‪ ،‬عضو مكتب الجمعية‬ ‫المغربية للفنون التشكيلية‪ ،‬عضو مكتب النقابة المغربية للفنانين التشكيليين‬ ‫المحترفين‪ ،‬عضو اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬عضو االستشارة الثقافية والفنية واإلعالمية‬ ‫بمركز المولى إسماعيل للدراسات واألبحاث في اللغة واآلداب والفنون ‪ -‬جامعة‬ ‫المولى إسماعيل بمكناس‪ ،‬عضو المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة‪ ،‬عضو‬ ‫الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي‪ ،‬عضو شرفي بجمعية الباحثين الشباب في‬ ‫اللغة واألدب بكلية آداب مكناس‪ .‬رئيس سابق لجمعية «أنفاس» للفنون التشكيلية‬ ‫بمكناس (‪ .)96 - 95 ،93 - 1992‬عضو هيئة تحرير مجلة «الفنون» التي تصدرها‬ ‫وزارة الثقافة واالتصال بالمغرب‪ .‬مؤلف ومترجم للعديد من المقاالت والدراسات‬ ‫حول الفنون التشكيلية والصورة عموما منشورة في الصحف المغربية واللندنية‬ ‫ولوموند ديبلوماتيك‪ ،‬وفي العديد من المجالت العربية المحكمة‪ .‬متعاون بمجلة‬ ‫«زنار» للفنون المعاصرة والتراث البصري سابقا‪ ،‬عضو هيئة تحرير مجلة «‪Matrice‬‬ ‫‪ »des arts‬سابقا‪ .‬صحفي متعاون مكلف بالكتابة حول الفن سابقا (يومية «العلم»‪،‬‬ ‫أسبوعية «الصحيفة»‪ ،‬أسبوعية «األخبار المغربية»)‪ .‬صدر له‪ :‬قراءات في التصوير‬ ‫المغربي المعاصر‪ -‬الجزء األول‪ ،‬منشورات اتحاد كتاب المغرب‪ ،2015 ،‬وله قيد‬ ‫الطبع‪ :‬الجزء الثاني بنفس العنوان عن منشورات مقاربات بفاس‪ .‬فضال عن عديد‬ ‫اإلصدارات باالشتراك مع مجموعة من الباحثين‪ .‬نظم عدة معارض فردية وشارك‬ ‫في العديد من المعارض واللقاءات الفنية بالمغرب وخارجه‪ .‬حائز على جائزة لجنة‬ ‫التحكيم بالصالون الدولي السادس للفن المعاصر حول الموسيقى‪ -‬أنجو بفرنسا‬ ‫في ‪.1996‬‬

‫المسار الفني‬

‫تعود أولى معارضي الفردية إلى ‪ 1983‬ببهو مندوبية السياحة بوجدة‪،‬‬ ‫كتدشين لوضع الممارسة التشكيلية على محمل الجد‪ ،‬وقد باتت إحدى هواياتي‬ ‫المفضلة منذ الصغر‪ .‬مثل هذا المقام‪ ،‬يدفعني للنبش عن البدايات الستقدام أول‬ ‫«الكتابة» وأول «الرسم»‪ ،‬أيهما األسبق إذن؟ في الصفوف االبتدائية كنت أعمل على‬ ‫تحسين خطي (مادة الخط)‪ ،‬علما أن تجويد الخط يتطلب رسم الحرف بالريشة طبقا‬ ‫لقواعد المقاييس‪ .‬من رسم الحرف والدفع به نحو خط الرقعة في الكِبَر‪ ،‬تحولت‬ ‫آنئذ إلى رسم المشاهد والنماذج والشخوص نقال عن الرسوم التوضيحي ة �‪Illus‬‬ ‫‪ trations‬الجذابة‪ ،‬المطبوعة بكتاب «التالوة» (سلسلة «إقرأ» ألحمد بوكماخ)‪ ،‬ما‬ ‫سيمنحني التميز في قسم «الشهادة» (القسم النهائي ابتدائي) بتحفيز من معلمي‬ ‫السي الطيب الزروقي الذي كان ينوه برسوماتي التي كنت أنجزها على صفحات‬ ‫دفتر المحفوظات‪ .‬في السلك الثانوي األول بدأت أرسم البورتريهات وأشارك‬ ‫بتصاويري في أنشطة المؤسسة‪ ،‬وكنت حينها أتقن رسم القلوب والورود التي كنت‬ ‫أنقشها على صفحات دفتر ذكريات فتيات الفصل‪ ،‬ورود مصحوبة بكتابة شذرية‬ ‫قريبة من الغزل‪ .‬هكذا ظلت الكتابة رفيقة دائمة للرسم‪ ،‬بداية من الوقت الذي‬ ‫انبثق فيه الرسم «الفني» كامتداد لرسم الخط‪ .‬لعل هذا المَيْل األولي الموسوم‬ ‫بالمزاوجة «الكتابية»‪ ،‬بات يتأرجح بين ركود ونشاط‪ ،‬إلى أن اتخذ إيقاع سَيْره‪،‬‬ ‫ليصير باكرا محور وجود وحياة‪ .‬صاحَبت الخواطر واإلنشاءات «المدرسية» الرسوم‬ ‫التعليمية التي تتوسل بالنقل والمحاكاة‪ .‬بعد التكوين الموصول بمرحلة النضج‪ ،‬ال‬ ‫بد وأن يتخذ المسار خطا تصاعديا‪ ،‬يقوم على الوعي بجدوى التعبير التشكيلي‪ ،‬وما‬ ‫يترتب عنه من التزامات وبحوث وتجديد المعارف التقنية منها والنظرية على حد‬ ‫سواء‪ ،‬ضمن ديمومة ذاتية تتوغل في صلب الحياة‪.‬‬

‫المشروع الفني‪ :‬بين التشكيل والنقد الفني‬

‫إن الدوافع التي تعمل على تحفيز ديمومة اإلنتاجية في الكتابة حول الفن‬

‫لدي‪ ،‬إنما هي تناسل طبيعي لفعل التصوير ‪ Peinture‬ذاته‪ .‬الكتابة بالنسبة‬ ‫إلي مسألة مالزمة للنَّ َفس اإلبداعي‪ ،‬فإنجاز لوحة أو إنجاز نص‪ ،‬ينبعثان من فعل‬ ‫الكتابة وبفعل الكتابة‪ .‬وحتى في زمن الكتابة والتأمل الفكري‪ ،‬فإني ‪ -‬بطريقة أو‬ ‫َ‬ ‫بوَساطتِه بناء عمل فني أو أصوغ من خالله أفكارا‬ ‫بأخرى ‪ -‬أمارس «تصويرا»‪ ،‬أعيد‬ ‫تمس مسألة جمالية‪ ،‬إذ تضعني الكتابة في موقف المتأمل الذي يصبو إلى التأليف‬ ‫والمعرفة الفكرية والعلمية على الدوام‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬أجد نفسي متموضعا بأريحية‬ ‫فائقة بين ّ‬ ‫خطيْن‪« ،‬المُنْحَني» (‪ )La courbe‬و»المستقيم»‪ ،‬أي بين خط الجمال‬ ‫وخط الواجب‪ :‬باألول أمارس اإلبداع التشكيلي وبالثاني أمارس الكتابة النقدية‪ .‬من‬ ‫ثمة‪ ،‬تبقى كال الممارستَيْن التشكيلية والنقدية عندي كتابة‪ .‬وإن كنت أقر بأني‬ ‫مشدود أكثر إلى اإلبداع التشكيلي‪ ،‬إلى خط الجمال بوصفه «األصل»‪ ،‬فإني أعترف‬ ‫بقيمة خط الواجب‪ :‬الكتابة النقدية علمتني كيف أمنح مكاني لآلخرين‪.‬‬ ‫يظل البحث في َّ‬ ‫شقيْه التطبيقي والتنظيري‪ ،‬في المنطلق والمنتهى‪ ،‬تنقيبا‬ ‫عن مكامن السحر في العمل الفني‪ ،‬بوصفه جوابا رامزا وإيحائيا على أسئلة كثيرة‬ ‫واع بذلك‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫تثيرها الحياة في مواجهة الفنان‪ ،‬وقد يكون الفنان نفسه غير ٍ‬ ‫فإن تأمل مثل هذا األمر يبدو في غاية من األهمية‪ .‬ومثل هذا المقام يدفعنا لتأمل‬ ‫ذواتنا والغوص في أسرارها ومتاهاتها‪ ،‬علنا نقترب من أجسادنا‪ .‬وعليه‪ ،‬أعتبر اللوحة‬ ‫امتدادا ألصابعي‪ ،‬وال يمكن بأي حال من األحوال أن تتشكل بعيدا عن جسدي‪،‬‬ ‫فهي بهذا المعنى جسدي اآلخر المتعدد الغامض والهارب‪ ،‬والذي ال يُتاح لي دائما‬ ‫الحديث إليه‪ .‬إنها جسدي الخاص في مقابل جسدي العام العادي اليومي‪ ،‬الماثل‬ ‫َّ‬ ‫المُشَكلة من أشياء ذات أبعاد‬ ‫لألنظار واألعيان‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن اللوحة جسدي اآلخر‪،‬‬ ‫مادية ورمزية ونفسية ومن تصورات وتجارب وذكريات‪ ،‬واللغة جذر من هذه األبعاد‬ ‫والتصورات والتجارب والذكريا‪.‬‬

‫واقع التشكيل بالمغرب‬

‫عرفت األلفية الجديدة عديد المنجزات على مستوى البنيات التي يمكن‬ ‫أن تساهم في تقدم الحقل التشكيلي بالمغرب‪ ،‬كازدياد عدد القاعات الخاصة‬ ‫بالعواصم (الدار البيضاء‪ ،‬الرباط‪ ،‬مراكش‪ ،‬طنجة)‪ ،‬وتخصيص الدعم للقطاع‬ ‫التشكيلي كسائر الفنون األخرى من لدن وزارة الثقافة‪ ،‬واهتمام مؤسسات الرعاية‬ ‫التابعة للمؤسسات البنكية بتنظيم المعارض الفنية‪ ،‬وتحريك عجلة المؤسسات‬ ‫الخاصة بالبيع العلني‪ ،‬إضافة على إنشاء متحف محمد السادس للفن الحديث‬ ‫والمعاصر بالرباط‪ ...‬كل هذه التحوالت اإليجابية ستخلق الحوافز لتوسيع دائرة‬ ‫الناشطين في المجال التشكيلي من تشكيليين وجُمّاع ‪Collectionneurs‬‬ ‫وتجار اللوحات ومختلف الوسطاء‪ .‬يمكن القول‪ ،‬مقارنة مع الماضي القريب‪ ،‬لقد‬ ‫صار بإمكان عدد من الفنانين المحترفين العيش من عائدات أعمالهم ولو ببعض‬ ‫الصعوبة‪ ،‬غير أن القطاع ما زال في حاجة إلى المزيد من التنظيم‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫بالجانب التشريعي والقانوني وما يمس الخبرة وحقوق المؤلف‪ .‬مع األلفية الجديدة‬ ‫الموصولة بتنامي استعمال التكنولوجيا الرقمية وما يتصل بها من وسائل االتصال‬ ‫الحديثة‪ ،‬صار بإمكان الفنان التشكيلي عرض لوحاته ضمن شبكة األنترنيت‪،‬‬ ‫الستقطاب المقتنين ومدراء القاعات والمهتمين بعامة‪ .‬كما انفتح اإلعالم بشكل‬ ‫أكثر على الفن التشكيلي وخاصة اإلعالم الرقمي‪ ،‬بالرغم مما يقال عنه‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من تزكيته لعديد الدخالء المعدمي الموهبة‪ ،‬بحيث ال يمكن الحديث عن صحافة‬ ‫فنية متخصصة كما هو األمر في العالم الغربي‪ .‬بطيعة الحال‪ ،‬ما زال هناك إقبال‬ ‫أكثر على أعمال الفنانين الرواد‪ ،‬إذ تُباع أعمالهم ولمرات كثيرة لتصعيد الربح‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي برزت في الساحة أسماء األجيال الجديدة وبأساليب ذات بال‪ ،‬غير أن‬ ‫انتشارها في السوق يبقى محدودا مقارنة مع األوائل‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‬

‫في الخَتْم أحب أن أعرب عن شكري لجريدة الشمال‪ ،‬ومن خاللها أشكر‬ ‫الصديق الفنان المثقف يوسف سعدون الذي ما زال يصر على بعث الفن وثقافة‬ ‫الفن على ضفاف «الشمال» الغراء‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫فوضى إبداعية برواق ضفاف‬ ‫بالرباط‬

‫تحت إشراف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة‬ ‫المقيمين بالخــارج‪ ،‬يعــرض الفنان التشكيلي‬ ‫الفرنسي من أصل مغربي جان نوما كو ‪JEAN‬‬ ‫‪« NUMA CAUX‬فوضاه اإليداعية» برواق ضفاف‬ ‫بالرباط من ‪21‬نونبر إلى غاية ‪ 20‬دجنبر‪. 2019‬‬ ‫وهذا الفنان هو فرنسي من أصول مغربية‪ ،‬فنان‬ ‫معاصر‪،‬من مواليد مدينة مراكش التي رضع من‬ ‫ثدي فضاءاتها ومن تنوع خصائصها عشق الفن‬ ‫فشكلت له مصدرا رئيسيا ومهما لإلبداع‪،‬مراكش‬ ‫هذه‪،‬بأصالتها‪ ،‬وفضاءاتهــا الساحرة‪ ،‬وبحدائق‬ ‫ماجوريل بزرقته النيلية المتميزة‪ ،‬هي ملهمته‬ ‫بامتياز‪،‬ومنها انطلقت خطواته األولى لعوالم‬ ‫الفنون‪،‬‬ ‫عبر لوحاته المعروضة في هذا المعرض‬ ‫الباذخ‪،‬يكشف لنا الفنان جان نوما كو جزءا‬ ‫من عالمه وهواجســـه وانفعاالته‪ ،‬تجربتـــه‬ ‫شخصية ومتفردة‪،‬وتمتح من عوالم الفنون‬ ‫المعاصرة‪،‬يتقاسم لوحاته خليط من االنتماء‪،‬او‬ ‫باألحرى‪ ،‬انتماء واحد ببعدين‪ ،‬بعد جنوبي حيث‬ ‫دفء المولد‪،‬وبعد شمالي مصدر ‪-‬حيث االستقرار‪-‬‬ ‫بفضاء ألوانه الباردة‪ ،‬انتماؤه ل «هناك» يتعزز‬ ‫بارتباطه ل «هنا» وهو بهذا االنتماء المزدوج‬ ‫جغرافيا‪ ،‬يتوفق غالبا في بسط مواضيع لوحاته‬ ‫التي نرى فيها عشقا مزدوجا لكنه متكافئ‪.‬‬

‫أعمالــــه تتميـــز بتركيبات وتناغـــم لأللوان‬ ‫رغم سيطرة األزرق‪ ،‬وتزيد من قوة تعبيراتها‪،‬‬ ‫لطخات متحكم فيها تؤثث مكونات العمل‪،‬‬ ‫خطوطه المضافة والدفينة‪،‬وحركية فرشاته‬ ‫القوية‪،‬تشكالن بديال عن المادة (‪)La matierre‬‬ ‫أو باألحرى هي المادة حين تمارس العين خدعتها‪.‬‬ ‫المساحات اللونية عنده تتحول إلى هذه المادة‬ ‫وبتضاد األفقي والعمودي عبر خطوطه‪،‬يكون‬ ‫الفنان بصدد مقاربة جدلية الثابت والمتحرك‬ ‫والسكون والحركة التي تزخر بها الطبيعة والحياة‪.‬‬ ‫هو هكذا جــان نوما كو‪ ،‬عاشـق لأللوان‪،‬‬ ‫فخور بانتماء مزدوج‪،‬وبهذا اإلحساس‪،‬يرسم لنا‬ ‫جسورا للتعايش بين عالمين يسكنانه‪.‬عالمين‬ ‫يمارس عبرهما طقوس إبداع جنوني ال حدود‬ ‫له‪،‬حريته اإلبداعية يستلهمها من حرية تنقله بين‬ ‫فضاءين‪،‬دونما تأشيرة سفر‪،‬أو إثبات هوية‪،‬هويته‬ ‫الوحيدة هي أعماله الفنية التي تتيح له السفر‬ ‫عبر أروقة فرنسا والمغرب ومن بعدها دول أخرى‬ ‫يبسط من خاللها رؤيته للعالم عبر تجربة صباغية‬ ‫معاصرة تواجه فوضى العالم بفوضاه التشكيلية‪...‬‬ ‫هو عبر هذه الفوضى‪ ،‬وعبر السفر بجواز سفر‬ ‫اإلبــداع‪ ،‬يقول كفى لهذه القتامـــة التي تغزو‬ ‫حياتنا‪،‬ومرحبا لفوضى تنبع من زرقة الحلم‪.‬‬

‫ي‪.‬س‬

‫وأخيرا‪ ،‬مشروع «قانون التتبع»‬ ‫يرى النور من أجل إنصاف الفنانين‬ ‫وورثتهم‬ ‫صادق المجلس الحكومــي مؤخــرا على‬ ‫مشروع قانون التتبع الذي ينصف الفنان في‬ ‫حياته وكذلك ورثته بعد مماته‪ ،‬وهذا المشروع‬ ‫يعطي الحق للفنــان الستفادة من نسبـــة‬ ‫مائوية من مبيعات منجزاته الفنية حينما يعاد‬ ‫بيعها‪ ،‬وللوقوف أكثر على هذا المشروع‪ ،‬كان‬ ‫لنا اتصال بالفنان محمد اإلدريسي المنصوري‬ ‫رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين‬ ‫المحترفين وأدلى للشمال بالتصريح التالي ‪:‬‬ ‫« أسفـــرت المناظــرة الوطنية للفنون‬ ‫التشكيليــة بالمغـــرب والتي انعقـــدت في‬ ‫دجنبر‪ 2018‬على مجموعة من التوصيات أهمها‬ ‫المطالبة بإخراج قانون التتبع إلى الوجود ‪،‬والذي‬ ‫يعطي للفنان التشكيلي حق االستفادة من‬ ‫المردود المادي ألعماله في حالة إعادة بيعها‬ ‫وذلك على غرار ما هو معمــول به في الدول‬ ‫الغربية‪ .‬وللحقيقة أقول ان وزير الثقافة السابق‬ ‫محمد األعرج له الفضل في إخراج هذا المشروع‬ ‫إلى الوجود من خالل لجنة مكونة من نقابتنا‬ ‫والمكتب المغربي لحقوق المؤلف‪.‬‬ ‫وحسب هذا المشروع فالفنان التشكيلي‬ ‫المغربي أصبــح له الحـق في االستفــادة من‬ ‫مبيعات اعماله الفنية إذا أما عيد بيعها بنسبة‬ ‫‪ 5‬في المأائة‪ ،‬وحتى بعد وفاته‪ ،‬يمكن لورثته‬ ‫االستفادة بنفس النسبة لمدة مهمة قد‬ ‫تصل إلى حدود ‪ 70‬سنة‪،‬كما يتضمن القانون‬ ‫الجانب الزجري ويتمثل في فرض غرامة مالية‬ ‫لمن ال يمتثل لهذا القانون‪ .‬وهذا كله في‬ ‫صالح الفنان حيث ان الواقع يحيلنا على حاالت‬

‫محمد اإلدريسي المنصوري‬

‫مأساوية لفنانين وورثتهم والذين يعيشون في‬ ‫ظروف مأساوية في الوقت الذي تباع لوحاتهم‬ ‫بالماليين‪ ،‬هنا أسوق حالة الفنان المرحوم‬ ‫عباس صالدي الذي وصلت قيمة أعماله لـ ‪500‬‬ ‫مليون سنتيم في الوقت الذي تعاني فيه أخته‬ ‫من الحاجة والفقر والمرض‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن وزير الثقافة واالتصال‬ ‫الحالي أحال هذا المشروع للمجلس الحكومي‬ ‫الذي صادق عليه وسيحـــال على البرلمـــان‬ ‫للمصادقة عليه‪.»..‬‬

‫ي‪.‬س‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫بودرا ‪ :‬لم أكن ألحظى برئاسة المنظمة العالمية‬ ‫للمدن لوال إشعاع الدور الريادي لجاللة الملك‪‎‬‬ ‫قال رئيس الجمعية المغربيـــة لرؤساء‬ ‫مجالس الجماعات‪ ،‬محمــد بودرا‪ ،‬إن انتخاب‬ ‫المغرب على رأس المنظمة العالمية للمدن‬ ‫المتحدة والحكومات المحلية‪ ،‬يعكس التموقع‬ ‫المتقدم للمغرب ضمن القارة اإلفريقية‪.‬‬ ‫واعتبرها نتيجة حتمية للثقة‪ ،‬التي تضعها‬ ‫دول إفريقيا في المغرب ليكون صوتها بهذه‬ ‫المنظمة الدولية‪.‬‬ ‫وأكــد بودرا‪ ،‬الذي كان يتحدث في لقـــاء‬ ‫صحافي الخميس ‪28‬نونبر ‪ 2019‬بالرباط‪ ،‬أن‬ ‫نجاح المغرب في إحراز رئاسة هذه المنظمة‬ ‫جاء بفضل وحدة المنتخبين المغاربة واألفارقة‪.‬‬ ‫وشدد بودرا على أنه التتويج‪ ،‬الذي يعزز رؤية‬ ‫المغرب المتصلة بإفريقيا وجهوده الرامية‬ ‫إلى التوحيد وتقوية موقع القارة في إطار رؤية‬ ‫ملكية داعمة للتكتل والوحدة اإلفريقيين‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬زاد بودرا‪ ،‬الذي تم انتخابه رئيسا‬ ‫للمنظمة‪ ،‬موضحا أن الثقة‪ ،‬التي حظي بها‬ ‫المغرب‪ ،‬حيث حصل مرشحه‪ ،‬الذي هو‪ ،‬على‬ ‫مائة صوت مقابل ‪60‬صوتا لمرشـــح روسيا‬ ‫و ـ‪50‬ـ صوتا لمرشــــح لشبونـــة (اسبانيا)‪،‬‬ ‫تعكـــس االعتراف بريـــادة المغـــرب على‬ ‫مستوى تحقيـــق الديمقراطية المحلية وتطوير‬ ‫الالمركزية وتنزيل الجهوية الموسعة‪ ،‬وتحقيق‬ ‫التنمية المحلية‪.‬‬ ‫وزاد بودرا مؤكدا «لم أكن ألحظى برئاسة‬ ‫هذه المنظمة لوال إشعاع الدور الريادي للملك‬ ‫في توحيد الصف اإلفريقــي ودعم قضايــاه‬ ‫العادلة»‪.‬‬ ‫وأبــرز بودرا أن توجــه المملكة ينسجم‬ ‫مع المرجعيات األممية وااللتزامات الدولية‬ ‫والقارية ذات األهداف العالمية‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫أهداف التنمية األممية برسم‪ ،2030 ‬واتفاق‬ ‫باريس حول التغيرات المناخية‪ ،‬عبر االنخراط‬ ‫الفعلي في العديد من اإلطارات واالتفاقيات‬ ‫والمبادئ‪ ،‬وذلك بإصدار قوانین ومخططات‬ ‫العمل اإلجرائية‪ ،‬ترسيخا ألسس نموذج تنموي‬ ‫مستدام ومدمج يضع اإلنسان في صلب‬ ‫االهتمام‪.‬‬ ‫وشدد بودرا‪ ،‬الذي هو رئيس المجلس‬ ‫الجماعي للحسيمة ورئيس الجمعية المغربية‬ ‫لرؤساء مجالس الجماعات‪ ،‬على أن تتويج‬

‫محمد بودرا يراسل الوكالة الوطنية للموانئ‬ ‫في موضوع بناء سور يحجب الرؤية عن شاطئ‬ ‫«كيمادو» بالحسيمة‬ ‫بعد شروع شركة أوكلت من طرف الوكالة الوطنية للموانئ‪ ،‬في تشييد حائط إسمنتي‬ ‫بمحيط شاطئ كيمادو الذي يعتبر رمزا للحسيمة والمحطة البحرية للحسيمة‪ ،‬تسبب في حجب‬ ‫منظر الشاطئ والبحر‪ ،‬ما يعكس سلبا على جمالية مدينتنا الغالية‪ ،‬قمت باالتصال في هذا‬ ‫الصدد بالسيد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموانئ بالحسيمة‪ ،‬اتفقنا على إعادة النظر في‬ ‫هذا السياج وتغييره انسجاما مع مبدأنا في الحفاط على جمالية مدينتنا‪.‬‬ ‫بالمناسبة أشكر السيد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموانئ لتفاعله اإليجابي في هذا‬ ‫الموضوع‪.‬‬

‫لنتضامن من أجل المرأة‬ ‫المغرب برئاسة هذه المنظمة العالمية يعكس‬ ‫الدور الريادي للملك محمد السادس في توحيد‬ ‫الصف اإلفريقي ونصرة قضاياه العادلة‪ ،‬خاصة‬ ‫في ما‪ ‬يتعلـــق بالتنميــة المستدامة ودعم‬ ‫عالقات التعاون جنوب‪-‬جنوب‪.‬‬ ‫ولفت بودرا إلى أن مشاركة المغرب في‬ ‫القمة السادسة للمؤتمر العالمي للمنظمة‪،‬‬ ‫التي انعقدت بدوربان (جنوب إفريقيا) ما بين‬ ‫‪ 11‬و‪ 15‬من نونبر ‪ ،2019‬كانت نابعة من‬ ‫اإليمان بكــون الجماعات الترابية أصبحت‬ ‫تشكل إحدى الرافعــات الداعمـــة للتنمية‬ ‫وللدبلوماسية الرسمية‪ ،‬على مستوى تعزيز‬ ‫العالقات الخارجية‪ ،‬وتبادل الخبرات والتجارب‬ ‫مع مختلف الدول‪ ،‬سواء ضمن إطار ثنائي أو‬ ‫متعدد األطراف أو دولي‪.‬‬ ‫وأوضــح بودرا‪ ‬قائــال في هذا السيـــاق ‪:‬‬ ‫«ذهبنا كوفد مغربي موحد و لم نذهب لطرح‬ ‫أنفسنا كبديل للقيادة ورؤية متفردة‪ ،‬كانت‬ ‫مشاركتنا انطالقا من إيماننا بكون الجماعات‬ ‫تشكل إحدى الرافعات للتنمية والديبلوماسية‬ ‫الرسمية على مستوى تعزيز العالقات الخارجية‬ ‫وتبادل الخبرات»‪.‬‬ ‫وأثنى بودرا على االشتغال المكثف للوفد‬ ‫المغربي‪ ،‬الذي وصفه بالرفيع لضمه مسؤولين‬ ‫عن الدبلوماسية الخارجية ومسؤولي وزارة‬ ‫الداخلية ممثلي مديرية الجماعات المحلية‬

‫فضال عن المنتخبين الترابيين أعضاء الجمعية‬ ‫المغربية لرؤساء المجالس الجماعية ‪.‬‬ ‫وأشار بودرا‪ ،‬في هــذا الصــدد‪ ،‬إلى أن‬ ‫الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات‬ ‫سعت منذ تأسيسهــا إلى توطيــد حضـــورها‬ ‫وعالقتها باالنضمام إلى المنظمات والهيئات‬ ‫والشبكات الدولية والقارية واإلقليمية‪ ،‬بهدف‬ ‫المساهمة في تعزيز القيم الدولية والوطنية‬ ‫للتضامن حـــول قضايــا التنمية المستدامة‪،‬‬ ‫والعدالة المجالية‪ ،‬ومواجهة إكراهات التغيرات‬ ‫المناخية والبيئية‪.‬‬ ‫ولفت بودرا أن المغرب مدعو خالل واليته‬ ‫هذه‪ ،‬التي تمتد على ثالث سنوات‪ ،‬إلى إحداث‬ ‫الفارق اإليجابي في ظرفية تأخذ فيها التحديات‬ ‫في مجال التنمية على المستوى المحلي بعدا‬ ‫دوليا‪ ،‬ولمواكبة المشاريع الكبرى‪ ،‬التي تشتغل‬ ‫عليها المنظمة من قبيل التغيرات المناخية‬ ‫والتغذية والهجرة والمساواة بين الجنسين‪.‬‬ ‫وتعمـــل المنظمــة العالميــة للمدن‬ ‫والحكومات المحلية المتحدة‪ ،‬التي تمثل ‪250‬‬ ‫ألف مدينة وجهة و‪ 175‬جمعيـــة و‪ 5‬ماليير‬ ‫نسمة من ساكنة العالم وتضم ‪ 140‬دولة‬ ‫عضوا‪ ،‬على إسماع صوت الجماعات عبر العالم‬ ‫في المحافل الدولية باعتبارها عضوا مالحظا‬ ‫في األمم المتحدة وتشارك في جميع برامـــج‬ ‫المنظمة األممية‪.‬‬

‫انطالق حملة للتبرع بالدم تحت شعار‬ ‫“يااله نتنافسو باش نتبرعو بالدم من أجل الحياة”‪ ‬‬

‫عرفت ساحة الباشوية بمدينة الحسيمة‬ ‫يوم الخميس انطالقة حملة للتبرع بالدم‬ ‫تنظمها جمعية “الحسيمة أجيال” بتنسيق مع‬ ‫المركز الجهوي لتحاقن الدم بالحسيمة تحت‬ ‫شعار “يااله نتنافسو باش نتبرعو بالدم من‬ ‫أجل الحياة‪.‬‬ ‫هذه المبادرة اإلنسانية تقام على مدى‬ ‫ثالثة أيام بتعاون مع المديريــة اإلقليمية‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫لوزارة الصحــة بالحسيمــة وفرع الحسيمة‬ ‫لجمعية المغربية لواهبي الدم‪.‬‬ ‫وأشار عبيد العيسـاوي رئيس جمعية‬ ‫“الحسيمة أجيال” إلى األهمية التي تكتسيها‬ ‫عمليات التبرع بالدم ودورهــا في توفير‬ ‫مخزونات هامـــة من الدم وإنقـــاذ األرواح‬ ‫البشرية‪ ،‬وضرورة انخراط كافة الفاعلين من‬ ‫أجل إنجاح هذه المبادرات اإلنسانية‪.‬‬

‫وأوضح العيساوي أن هذه الحملة عرفت‬ ‫إقباال وانخراطا كبير لساكنة إقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫خصوصا منهم الشباب والشابات‪.‬‬ ‫وأكد العيســاوي على أن هذه الحملـــة‬ ‫تسعى لتوفير كمية مهمة من مخزون الدم‬ ‫للمركز االستشفائي اإلقليمي ‪.‬‬

‫المرأة هي نبع الحنان والرقة‪ ،‬هي عماد‬ ‫الدين وإن شئت هي الخالة والعمة والجدة‬ ‫واألم واألخت والزوجة ‪...‬التي تحتل مكانة القمم‬ ‫والتقدير الجلل واجبين من ارحامها‪ ،‬وهذا هو‬ ‫منهج الخالق عز وجل في تحديد تعريف المرأة‪،‬‬ ‫ومالها وما عليها وفي نفس الوقت هي نصف‬ ‫المجتمع ‪،‬احتلت مراكز اإلبداع والتفكير والتميز‬ ‫في كثير من مجاالت الحياة ‪،‬فاالنثى مكملة‬ ‫للذكر في منهج الكتاب الكريم وسنة خير البشر‬ ‫من عدة مواقع فاكرم بها من المرأة وانعم بها‬ ‫من مكانة‪ ،‬ولكن مايزيد المشكلة تعقيدا في‬ ‫ترويج مصطلح حقوق المرأة الغربي المشبوه‬ ‫من خارج مجتمعنا‪ ،‬هو تقصيرنا الواضح في‬ ‫منحها حقوقها الشرعية من مواقعها األسرية‬ ‫واإلجتماعية المختلفة وهذا مايحفز افراد‬ ‫المجتمع على‪ ‬تعنيف المرأة واإلسقاط من قدرها‬ ‫وشأنها‪ ،‬سواء كان التعنيف جسديا او جنسيا او‬ ‫نفسيا مع تعرضها للتهميش والتميز العنصري‬ ‫الذي يمارسه الرجال عليها في كافة أنحاء العالم‪.‬‬ ‫ومن اسباب العنف ‪:‬‬ ‫ــ عدم االستقالل المادي للمرأة‪ ‬‬ ‫ــ انفجار الرجل المكبوت اجتماعيا عليها‬ ‫ــ بعض العادات والتقاليد المتوارثة‪ ،‬تقزم‬ ‫وتصغر من قدرها في المجتمع‪ ‬‬ ‫ــ تقبل المرأة لممارسة العنف عليها‬

‫ــ الجهل‪ ‬‬ ‫ــ تربية الرجل على أساس العنف‪ ‬‬ ‫ــ عدم مساعدة الجهات المعنية وتقديم يد‬ ‫العون بسبب بعض القوانين المجحفة‪.‬‬ ‫ومن مظاهر العنف‪: ‬‬ ‫ــ العنف المادي كسلب أموالها وما تجنيه‬ ‫من طرف الرجل‪ ‬‬ ‫ــ العنف الجنســي‪ ،‬مثل التهديد بهتك‬ ‫عرضها‪ ‬‬ ‫ــ العنف النفســي مثــل سبها وشتمها‬ ‫والتقليل من قيمتها‪ ‬‬ ‫ــ العنف الجسدي كالضرب والجرح‪ ‬‬ ‫و لكن إذا وضعنا يدا واحدة متضامنة‬ ‫ومتالحمة مناشدة «ال للعنف ضد المرأة « وان‬ ‫نتصدوا ألي شكل من أشكال العنف ضدها‬ ‫كالعمل على توعيتها نفسيا بحقوقها وبقيمتها‬ ‫وإنشاء مشاريع وفرص وورشات لها وفرض‬ ‫تعليمها وإنشاء برامج تثقيفية توعوية سليمة‬ ‫فيما يخصها ورفضها لتعنيف واألساس هو نشر‬ ‫الوعي باهميتها في المجتمع‪ ،‬فلوالها لذبلت‬ ‫األرض من انامها وكل هذا توهيب باذن ربها‪.‬‬

‫تفكيك خلية فرخانة‪ ..‬العناصر‬ ‫األمنية المغربية تؤكد مرة أخرى‬ ‫على مهنية عالية‬

‫تواصل مصالح األمن المغربية حربها ضد‬ ‫اإلرهابيين‪ ،‬بمهنية عالية‪ ،‬حيث تمكن المكتب‬ ‫المركزي لألبحاث القضائية التابع للمديرية‬ ‫العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع‬ ‫الشرطة الوطنية االسبانية‪ ،‬يوم األربعاء‪ ،‬من‬ ‫تفكيك خلية إرهابية موالية ل«داعش» وحاملة‬ ‫لمشاريع إرهابية تتكون من أربعة عناصر‬ ‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 24‬و‪ 39‬سنة‪ .‬‬ ‫هذه العملية النوعية‪ ،‬التي تكشف مدى‬ ‫مهنية وكفاءة العناصر األمنيـــة المغربيـــة‪،‬‬ ‫أسفرت عن حجز أجهــزة ومعدات إلكترونية‬

‫وهواتف نقالة وأقنعة وكتب ومخطوطات ذات‬ ‫طابع متطرف‪ .‬‬ ‫وتأتي هذه العمليــة في إطار الجهــود‬ ‫المتواصلة للتصدي للخطر االرهابي‪ ،‬كما أنها‬ ‫تندرج في إطار التعاون األمني المشترك بين‬ ‫المصالح األمنية المغربية ونظيرتها اإلسبانية‪،‬‬ ‫خاصة في ظل تصاعـــد حدة الخطر اإلرهابي‬ ‫الذي يتربـــص بالمملكة وسعــــي أتبـــاع‬ ‫تنظيم «داعش» لتكثيف أنشطته خارج بؤر‬ ‫التوتر معتمدا على حمالت تحريضية موجهة‬ ‫لمناصريه بمختلف الدول‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫‪7‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫إكراهات إقليم العرائش تحت مجهر المجلس‬ ‫اإلقليمي لحزب العدالة والتنمية‬

‫تحت شعار ” جميعا من أجل كسب رهان‬ ‫الديمقراطية والتنمية ” عقدت الكتابة اإلقليمية‬ ‫لحزب العدالة والتنمية العرائش الدورة الثانية‬ ‫للمجلس اإلقليمي للحزب بمدينة القصر الكبير‬ ‫يوم األحد ‪ 01‬دجنبر ‪ .2019‬وتميزت أشغال‬ ‫هذه الدورة بالمحاضرة االفتتاحية لألخ محمد‬ ‫الحمداوي عضو األمانة العامة والنائب البرلماني‬ ‫عن دائرة العرائش‪ ،‬التي أبرز من خاللها السياق‬ ‫الدولي واإلقليمي والوطني الذي يطبع المرحلة‬ ‫الراهنة‪ ،‬مؤكدا على خصوصيات المرحلة التي‬ ‫يمر بها الحزب وقدرته على تجاوز جملة من‬ ‫اإلكراهات والصعوبات عبر الحوار الوطني‬ ‫بمستوياته المركزية والجهوية واإلقليمية‪ ،‬وما‬ ‫أسفر عنه من خالصات وتوصيات ينكب الحزب‬ ‫حاليا بمختلف هياكله على أجرأتها وتفعيلها‪،‬‬ ‫داعيا الجميع إلى اإلسهام في استكمال حالة‬ ‫التعافيالداخليللحزبوتسريععمليةاإلستئناف‬ ‫نحو انطالقة جديدة للتواصل والتأطير‪ .‬كما نوه‬ ‫بالتعديل الحكومي ومنهجية إجرائه ومخرجاته‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدم الكاتب اإلقليمي للحزب أحمد‬ ‫الخاطب تقرير األداء السنوي لسنة ‪،2019‬‬ ‫مثمنا بدوره انتقال الحزب من مرحلة إجراء‬ ‫محطة الحوار الداخلي إلى مرحلة أجرأة وتفعيل‬ ‫توصياته وخالصاته على المستوى المجالي‪،‬‬ ‫ومنوها بأهمية الملتقى الوطنــي للكتاب‬ ‫المجاليين الذي شكل فرصة إلعطاء انطالقة‬ ‫جديدة لعمل المسؤولين المجاليين‪ ،‬داعيا كل‬ ‫أعضاء الحزب باإلقليم إلى التفاعل اإليجابي مع‬ ‫متطلبات المرحلة وتحدياتها من أجل كسب‬ ‫رهان الديمقراطية والتنمية‪ .‬كما تم تقديم‬ ‫التقرير المالي لنفس السنة‪ .‬وبعد المناقشة‬ ‫التي تمت في أجواء من المسؤولية وااللتزام‪،‬‬

‫تم تقديم ومناقشة البرنامج السنوي والميزانية‬ ‫السنوية لسنة ‪ ،2020‬والمصادقة عليهما‪.‬‬ ‫وقد شكل انعقاد هذه الدورة فرصة ألعضاء‬ ‫المجلس اإلقليمي للحزب لمناقشة مجمل‬ ‫القضايا والمستجدات على الساحة السياسية‬ ‫الوطنية والمحلية‪ ،‬وفي هذا السياق أكد أعضاء‬ ‫المجلس على ما يلي‪:‬‬ ‫– التنويه بإنجاز التعديل الحكومي برئاسة‬ ‫األخ األمين العام للحزب ورئيس الحكومة‬ ‫الدكتور سعد الدين العثماني‪ ،‬وفق منهجية‬ ‫جديدة أسفرت عن تقليص في عدد الوزراء توخيا‬ ‫للفعالية والرفع من وتيرة اإلنجاز‬ ‫– التأكيد على أهمية الحصيلة المشرفة‬ ‫للعمل الحكومي برئاسة األخ األمين العام‬ ‫الدكتور سعد الدين العثماني‪ ،‬مع التأكيد أيضا‬ ‫على دعم مسار اإلصالح الذي تنهجه الحكومة‬ ‫في مختلف القطاعات‪.‬‬ ‫– تثمين األهمية التي تحظى بها البرامج‬ ‫واإلصالحات االجتماعية في العمل الحكومي‬ ‫وقانون المالية لسنة ‪ 2020‬لتقليص الفوارق‬ ‫االجتماعية والهشاشة ومحاربة الفقر والهدر‬ ‫المدرسي…‬ ‫– التأكيد على أولوية تنمية العالم القروي‬ ‫في السياسة الحكومية عبر تفعيل أمثل لصندوق‬ ‫التنمية القروية ومحاربة الفوارق المجالية‪.‬‬ ‫– التأكيــــد على أولويــة اإلصالحــات‬ ‫االقتصادية وتقوية االستثمار لخلق مزيد من‬ ‫فرص التنمية االقتصادية واالجتماعية وتوفير‬ ‫مزيد من مناصب الشغل لفائدة الشباب‪.‬‬ ‫– الدعوة إلى اعتبار إعادة النظر في النموذج‬

‫التنموي فرصة لتحقيق العدالـــة االجتماعية‬ ‫والمجالية بالشكل الذي يضمن توزيعا عادال‬ ‫للثروة الوطنية ويحفظ كرامة المواطنين في‬ ‫مختلف مناطق وجهات البالد‪.‬‬ ‫– الدعوة إلى التعجيل بمعالجة إشكاالت‬ ‫التنمية االجتماعيـــة بإقليم العرائــش‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمتها وضعية قطاع الصحة ‪.‬‬ ‫– دعوة جميع المصالح الالممركزة باإلقليم‬ ‫إلى التفاعـل اإليجابي مع مطالـب الساكنــة‬ ‫والمجتمع المدني‪ ،‬والتواصل اإليجابي خدمة‬ ‫للصالح العام‪.‬‬ ‫– االعتزاز بأداء منتخبي الحزب باإلقليم‬ ‫في الجماعات الترابية ومجلس اإلقليم ومجلس‬ ‫الجهة والغرف المهنية‪ ،‬والنائب البرلماني للحزب‬ ‫محمد الحمداوي عن دائرة العرائش‪ ،‬و دعوتهم‬ ‫جميعا إلى الرفع من وتيرة العمل واإلنجاز‬ ‫خدمة لساكنة اإلقليم وتنميته االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫– دعــوة كل الهيئات المجالية للحزب‬ ‫وهيئاته الموازية وكافة مناضليه ومناضالته‬ ‫باإلقليم إلى الرفع من وتيرة العمل النضالي‬ ‫واالستمرار في نهـــج سياســة القـــرب من‬ ‫المواطنين والمواطنات بكل صدق وإخالص‪.‬‬ ‫– التعبير عن التجند الدائم للدفاع عن‬ ‫القضية الوطنية واإلسهام الفعال في إنجاح‬ ‫مسيرةالديمقراطيةوالتنمية‪.‬‬ ‫– التنويه بموقف المغرب الداعم باستمرار‬ ‫للقضية الفلسطينية‪ .‬ودعوة المجتمع المغربي‬ ‫بكافة مكوناته لمناهضة كل أشكال التطبيع‬ ‫والمحاوالت الرامية إلى طمس حقائق التاريخ‬ ‫باالحتالل واالستيطان ‪.‬‬

‫إجراءات احترازية لمواجهة البرد بإقليم العرائش‬

‫عقدت اللجنة اإلقليمية لليقظة والتتبع‬ ‫لمواجهة آثار موجة البرد بإقليم العرائش‪،‬‬ ‫الجمعة‪ 28‬نونبر ‪ 2019‬بمقر العمالة‪ ،‬اجتماع‬ ‫عمل لتحديد سلسلة من التدابير من أجل‬ ‫تخفيف آثار موجة البرد على السكان في وضعية‬ ‫هشاشة‪.‬‬ ‫ويأتي عقد هذا االجتماع‪ ،‬الذي ترأسه عامل‬ ‫إقليم‪ ،‬العالمين بوعصام‪ ،‬بحضور السلطات‬ ‫المحلية واألمنية والمنتخبين ورؤساء المصالح‬ ‫الخارجية والجماعات الترابية‪ ،‬تنفيذا للتعليمات‬ ‫الملكية السامية الرامية إلى توفير الرعاية‬ ‫الالزمة واالستجابة للحاجيات وتقديم الخدمات‬ ‫الصحية لفائدة ساكنة المناطق المتضررة بفعل‬ ‫موجات البرد‪ ،‬وفي إطار عملية “رعاية ‪2019-‬‬ ‫‪ ،2020″‬حسب بالغ لعمالة إقليم العرائش‪.‬‬ ‫وحسب العروض المقدمة خالل االجتماع‪،‬‬ ‫ستتضمن هذه العملية‪ ،‬التي ستجري بتنسيق‬ ‫بين مختلف المصالح المعنية‪ ،‬تنظيم قوافل‬ ‫طبية لالستجابة للحاجيات من الخدمات الصحية‬ ‫لفائدة ساكنة المناطق الجبلية المتضررة بفعل‬ ‫موجات البرد‪ ،‬ومساعدة الفئات الهشة باإلقليم‬ ‫من خالل توفير اإليواء والتغذية والتطبيب‬ ‫والتدفئة‪.‬‬ ‫وأكد السيد العالمين بوعصام‪ ،‬في كلمة‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬أن اإلدارة الترابية تحرص على‬ ‫مواكبة وتنسيق مختلف الجهود المبذولة من‬ ‫طرف المتدخلين لمواجهة آثار البرد‪ ،‬سواء على‬

‫الصعيد اإلقليمي أو على الصعيد المحلي‪ ،‬داعيا‬ ‫الجميع إلى التجند بما يلزم من الجدية ونكران‬ ‫الذات لضمان نجاح هذه العملية على غرار‬ ‫السنواتالماضية‪.‬‬ ‫وألح السيد العامل على ضرورة التنسيق‬ ‫بين مختلف المتدخلين و توحيد الجهود مع‬ ‫إشراك ممثلي الجماعات الترابية وكذا القطاعات‬ ‫المعنية‪ ،‬وتسخير كافة الوسائل اللوجيستيكية‬ ‫الضرورية لتحقيق األهداف المسطرة‪.‬‬

‫وقدم المندوب اإلقليمــي لوزارة الصحة‬ ‫خالل االجتماع حصيلة المخطــط العملــي‬ ‫االقليمي للموسم ‪ ،2019/2018‬كما تمت‬ ‫مناقشة اإلجراءات والترتيبات الواجب اتخاذها‬ ‫إلعداد مخطط عمل للموسم الحالي‪.‬‬ ‫كما أنه من المرتقب أن تنطلق خالل األيام‬ ‫القليلة المقبلة عمليات توزيع بعض األغطية‬ ‫واأللبسة وأفران التدفئة على الساكنة بالمناطق‬ ‫الجبلية بإقليم العرائش‪.‬‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫ندوة وطنية حول الجهوية‬ ‫المتقدمة والنموذج التنموي الجديد‬ ‫بالعرائش‬

‫نظــم المركـــز المغربـــي للسياسات‬ ‫العمومية وتدبير األزمات بالكلية المتعددة‬ ‫التخصصات‪ ‬بالعرائش‪ ‬يوم ‪ 5‬دجنبر‪ 2019‬ندوة‬ ‫وطنية تحت شعار “الجهوية المتقدمة والنموذج‬ ‫التنمويالجديد”‬ ‫هذه الـــدوة المنظمــة تحت إشراف‬ ‫عمالة‪ ‬إقليم‪ ‬العرائش‪ ‬وبتنسيق مع المجالس‬ ‫المنتخبة‪،‬حاولت ان تقارب مسألة الجهوية في‬ ‫عالقتها بالنموذج التنموي الجديد الذي يتوخاه‬ ‫المغرب‪ ،‬من زوايا قانونية وسياسية واقتصادية‬ ‫وثقافية‪.‬‬ ‫وأشار المنظمون إلى المقاربة المتعددة‬ ‫األبعاد لموضوع الندوة الذي يروم اإلجابة على‬ ‫اإلشكال الرئيسي المتمثل في سؤال المرحلة‬ ‫وحول عالقة النموذج التنموي والجهوية‪.‬‬ ‫وحسب أرضية الندوة‪ ،‬فقد شهد المغرب‬ ‫عدة تطورات خالل السنوات األخيرة انطلقت‬ ‫بتأسيس دستور ‪ 2011‬وصدور القوانين‬ ‫التنظيمية للجماعات الترابية سنة ‪ 2015‬وباقي‬ ‫النصوص القانونية ذات الصلة والتي خولت‬ ‫للجماعات الترابية صالحيات تدبيرية واسعة‪.‬‬ ‫فقرات الندوة أدارها باقتدار اإلعالمي‬ ‫خالد شطيبات والتي تضمنت برمجة العروض‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫عرض الدكتور احمد رضى الشامي رئيس‬ ‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي تحت‬ ‫موضوع “أي دور للمؤسسات الدستورية في‬ ‫النموذج التنموي الجديد”‪.‬‬ ‫والدكتور محمد العمراني بوخبزة عميد‬ ‫كلية الحقوق بتطوان في موضوع ” الجهوية في‬ ‫عمق أي تنمية‪.‬‬ ‫جاء عرض األستاذ سعيــد خيرون نائب‬ ‫رئيسة جهة طنجة تطوان الحسيمة متمحورا‬ ‫في مداخلته حول «التدبير الجهوي‪ ،‬مالمح القوة‬ ‫والضعف ‪.‬‬ ‫وعبد الحفيظ ادمينو رئيس شعبة القانون‬ ‫العام بكلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية السويسي بالرباط حول موضوع‬

‫«التدبير الجهوي ورهان فعالية السياسات‬ ‫والبرامجالتنموية»‪،‬‬ ‫وعبد الواحد الخمــال أستــاذ بالكليـــة‬ ‫المتعددة التخصصات‪ ‬بالعرائش‪ ‬تناول موضوع‬ ‫«مآالت البعد الدستوري لصدارة الجهة في‬ ‫بلورة النموذج التنموي الجديد‪ :‬ممكنات الفعل‬ ‫وتحدياتالتفعيل‬ ‫وعبد الغني بوعياد عميد كلية الحقوق‬ ‫مكناس مداخلته في موضوع «النموذج التنموي‬ ‫الجديد المغربي‪ :‬التحديات ووجهات النظر» ‪.‬‬ ‫والدكتور حسنة كجي أستــاذة جامعــة‬ ‫ومنسقة ماستر القانون والسياسات البيئية‬ ‫في موضوع ” إدماج البعد البيئي في النموذج‬ ‫التنمويالجديد”‪.‬‬ ‫وبالمناسبة أشار المنظمون إلى أن البعد‬ ‫المجالي أصبح ركيزة أساسية ومهمة للنموذج‬ ‫التنموي الجديد‪ ،‬خاصة وأن هناك ارتباطا وثيقا‬ ‫بين النموذج التنموي الجديد الذي يريده‬ ‫المغرب وبين الجهوية المتقدمة‪.‬‬ ‫واعتبــر المركــز المغربـــي للسياسات‬ ‫العمومية وتدبير األزمات أن طرح هذا الموضوع‬ ‫بهذه الصيغة للنقاش العمومي يروم “القيام‬ ‫بتحليل علمي أكاديمي للوضع الراهن‪ ،‬السيما‬ ‫وأن الجميع يقر اليوم بحاجة المغرب إلى تبني‬ ‫نموذج تنموي جديد”‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن النموذج التنموي المأمول‪،‬‬ ‫ينبغي أن ينطلق من تثمين المكتسبات‪ ،‬ثم‬ ‫الوقوف على اإلخفاقات لتقييمها بقصد تجاوزها‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬كما يتعين أن ينبني على‬ ‫سياسة جهوية واضحة وقابلة للتنفيذ‪ ،‬في‬ ‫المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫والبيئية‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار التوازنات المجالية‬ ‫لكل جهة‪ ،‬وقد تميزت هذه الندوة الوطنية‬ ‫بتكريم الدكتور محمد يحيا عميد كلية الحقوق‬ ‫بطنجة ‪.‬‬

‫األستاذ محمد المجدوب كاتبا عاما جديدا‬ ‫لجمعية المحامين الشباب بالقصر الكبير‬ ‫عقدت جمعية المحامين الشباب بالقصر‬ ‫الكبير‪ ‬يوم األربعاء ‪ 4‬دجنبر ‪ 2019‬بالمحكمة‬ ‫االبتدائية‪ ،‬الجمـــع العام لتجديــد المكتب‬ ‫المحلي الذي دعا إليه المكتب المسير‪ ،‬وبعد‬ ‫تالوة التقريرين األدبي والمالي مــن طـــرف‬ ‫المكتب السابق والمصادقة عليهما وتقديم‬ ‫استقالته‪ ،‬تم انتخـــاب مكتب جديد لجمعية‬ ‫المحامين الشباب ‪ ‬والذي جاء كالتالي ‪:‬‬

‫الكاتب العام‪:‬ذ‪ .‬محمد المجدوب‬ ‫نائبه‪:‬ذ‪ /‬أحمد الجعفري‬ ‫األمين‪ :‬ذ‪./‬عبد المنعم المريني‬ ‫نائبه ‪ :‬ذ ‪ /‬ياسر األشقر‬ ‫المقررة ‪:‬ذة‪ /‬ابتسام الشلوشي‬ ‫نائبها ‪ :‬ذ ‪/‬محمد العسري‬ ‫المستشار‪ :‬ذ‪./‬عبد النبي الحمومي‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪8‬‬

‫من �أعالم طنجة املعا�رصين ‪:‬‬

‫الكاتب والصحافي محمد البشير المسري‬ ‫• إعداد‪ :‬عدنان الوهابي‬ ‫ينتمي األستاذ محمد البشير المسري إلى جيل‬ ‫حمل على عاتقه مهام إشاعة االستنارة‪ ،‬وترسيخ روح‬ ‫العطاء‪ ،‬لذلك حافظ هذا الجيل على امتداده وحضوره‬ ‫الوازنين في األجيال الالحقة‪ .‬تتجسد في محمد البشير‬ ‫المسري كل مزايا مجاييله‪ :‬القدرة على االستمرار‬ ‫في رفع التحديات الكبرى‪ ،‬التحلي بروح المواطنة في‬ ‫أبعادها القصية‪ ،‬التواضع‪.‬‬ ‫ينحدر من أصول أندلسيــة غمارية و من مدشر‬ ‫تاغسة قبيلة بن كرير‪ ،‬نزح والده المرحوم العربي‬ ‫المسري إلى تطوان قبل منتصف ثالثينات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬وبها تزوج والدته المرحومة خديجة كركيشة‬ ‫ذات الجذور األنجرية األندلسية‪.‬‬ ‫ازداد بحومـــة السويقــة داخل أســـوار مدينــة‬ ‫تطوان العتيقة سنة ‪1948‬م‪ ،‬وحين بلغ سن اإلدراك‬ ‫ألحقه والده بكتاب الحي لحفظ القرآن وتعلم مبادئ‬ ‫الكتابة والقراءة‪ ،‬لكنه لم يتم حفظ القرآن إذ التحق‬ ‫للدراسة بالمدرسة الفرنسوية‪ ،‬وعلى إثر قيام السلطات‬ ‫اإلستعمارية الفرنسية بنفي السلطان الشرعي للبالد‬ ‫السلطان محمد الخامس قام أباء وأولياء التالميذ‬ ‫المغاربة بسحب أبنائهم من هذه المدرسة احتجاجا‬ ‫على هذا القرار الظالم والجائر‪ ،‬فالتحق التلميذ محمد‬ ‫البشير المسري آنذاك بمدرسة موالي اسماعيل االبتدائية وظل بها إلى أن حصل على الشهادة االبتدائية‬ ‫سنة ‪1961/1960‬م‪ ،‬ليلتحق بعد ذلك بثانوية القاضي عياض‪ ،‬وهناك درس على ثلة من األساتذة من‬ ‫بينهم‪:‬‬ ‫األستاذ محمد البهاوي السوسي الذي كان آنذاك بطال للمغرب في الشطرنج‪ ،‬ومن مؤسسي الجامعة‬ ‫المغربية للشطرنج‪ ،‬ومن الخطاطين المهرة الذين اشتهروا بجمالية الخط وإتقان مبادئه وفنونه‪.‬‬ ‫كما درس على األستاذ عبد الهادي الحسيسن‪ ،‬فقرأ عليه مادة األدب‪ ،‬وكان األستاذ الحسيسن يمد‬ ‫التالميذ بالمعلومات والنصائح ليبحروا في يم الحياة‪.‬‬ ‫وتصادف أثناء دراسته في مدرسة القاضي عياض أن التحق بها الدكتور أحمد محمد اإلدريسي حارسا‬ ‫عاما‪ ،‬الذي كان يلقبه أصدقاؤه ب « العالم» نسبة إلى العلم‪ .‬ألنه يعد من الراسخين في أسرار اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬والضالعين في فهم واستيعاب التراث الشعري العربي‪ ،‬ثم ألنه موسوعة ثقافية‪ ،‬كانت تمشي‬ ‫على القدمين‪.‬ومازال األستاذ محمد البشير المسري يذكر فضله عليه وعلى بقية تالميذ القاضي عياض‬ ‫في تلك الفترة‪ ،‬حيث كان يشجعهم على الكتابة األدبية في المجالت الحائطية – كان لكل قسم مجلة‬ ‫يشرف عليها ويحرص أن تكون هي األفضل‪ -‬ويحثهم على عشق المسرح والتمثيل‪ ،‬بعد أن فتح قاعة‬ ‫أبواب المسرح المتواجدة بالثانوية أمامهم‪ ،‬وكان له الفضل في إنشاء فرقة الهالل التطوانية للموسيقى‪،‬‬ ‫فقد تكونت نواتها األولى على يديه‪ ،‬داخل ثانوية القاضي عياض‪.‬‬ ‫و أثناء دراسة التلميذ البشير المسري بثانوية القاضي عيض أن التحق بها الدكتور أحمد اإلدريسي‬ ‫أثناءأثثثبعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة ‪1967‬م‪ ،‬رحل محمد البشير المسري إلى فاس لمتابعة‬ ‫دراسته الجامعية بكلية اآلداب بظهر المهراز التابعة يومئذ لجامعة محمد الخامس بالرباط‪ .‬وهناك‬ ‫توسعت مداركه ونمت قدراته فانفتح أكثر على المعرفة والمطالعة والنضال السياسي‪ ،‬فحضر مجموعة من‬ ‫الندوات التي كانت تعقد برحاب الكلية‪ ،‬كما كانت له كتابات قصصية‪ .‬وتعرف على مجموعة من األصدقاء‬

‫الذين سيحملون مشعل الثقافة واألدب والفكر بشمال‬ ‫المغرب من بينهم‪ :‬الشاعر محمد الشيخي والشاعر‬ ‫أحمد الميموني واألديب إدريس الملياني‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1970‬حصل على دبلوم أستاذ السلك‬ ‫األول من فرع المدرسة العليا لألساتذة العليا بتطوان‪.‬‬ ‫فعمل بعد تخرجه أستاذا للغة العربية بالبيضاء لمدة‬ ‫اثني عشر سنة ‪1982/1970‬م‪ ،‬ليلتحق بعد ذلك للعمل‬ ‫بمدينة طنجة إلى حدود سنة ‪2005‬م حيث استفاد من‬ ‫المغادرة الطوعية‪ ،‬ليتفرغ كليا للكتابة والصحافة‪.‬‬ ‫بدأ األستاذ محمد البشير المسري مسيرته العلمية‬ ‫كاتبا للقصة القصيرة‪ ،‬ثم تحول إلى الكتابة الرياضية‪،‬‬ ‫قبل أن يلج مجال النقد االجتماعي على أعمدة‬ ‫الصحافة‪ ،‬التي عشقها وكانت دائما ذلك الحبيب األول‬ ‫بالنسبة إليه‪ .‬فقد عشق الكتاب وأدمن المطالعة منذ‬ ‫نعومته‪ ،‬والفضل يعود ألمه التي لم تكن تبخل عليه‬ ‫رغم ضعف اإلمكانيات‪ ،‬وفي سنة ‪1966‬م نشر أولى‬ ‫قصصه القصيرة على أعمدة جريدة العلم‪ ،‬وهو تلميذ‬ ‫بالخامسة ثانوي‪.‬‬ ‫وعند انتقاله من البيضاء إلى طنجة عمل محررا‬ ‫مسؤوال عن صفحتي الرياضة بجريدة (الخضراء‬ ‫الجديدة)‪ ،‬لكنه سيجد بغيته حين أسس شيخه الراحل‬ ‫خالد مشبال وكالة شراع لخدمات اإلعالم والتواصل‪.‬‬ ‫حيث أصبحت مقاالته الرياضية تنشر على نطاق واسع ‪.‬‬ ‫يعتبر محمد البشير المسري من مؤسسي جريدة الشمال‪ ،‬وشغل رئاسة القسم الرياضي بها‪ .‬ثم‬ ‫انتقل إلى القسم الثقافي والفني‪.‬‬ ‫وفي كل هذه التمظهرات التي برز فيها قلمه‪ ،‬لم يتخل محمد البشير المسري عن صفته االستثنائية‪:‬‬ ‫وهي أنه محاور من الطراز األول‪ .‬فعندما تطالع حواراته تخرج بالمالحظات التالية‪ - :‬شهادة األستاذ حسن‬ ‫بريــش في حق األستاذ محمد البشير المســري‪( ،‬هؤالء حاورتهــم) ص ‪: 298-‬‬ ‫• إحاطة المحاور‪ ،‬محمد البشير المسري‪ ،‬بمجمل التفاصيل والخلفيات التي تؤطر موضوع الحوار‪.‬‬ ‫• انتقاء جيد للمحاور‪ ،‬ذلك أن محمد البشير المسري‪ ،‬رجل الحوار بامتياز ال يعنيه الحوار في حد ذاته‪،‬‬ ‫بقدرما تعنيه القضايا التي يحرص على إزاحة ستار التعتيم عنها‪.‬‬ ‫• إجراء حوار مفتوح على كل االحتماالت‪ ،‬وقابل لكل التأويالت دون أية خلفية مؤطرة مسبقا‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 2012‬قدم استقالته من الصحافة وتفرغ للكتابة والتأليف‪ ،‬وصدر له لحد اآلن ستة كتب‪،‬‬ ‫هي‪:‬‬ ‫• هؤالء حاورتهم‪ ،‬رجال من تطوان ‪ -‬مشترك مع األستاذ حسن بريش‪، -‬‬ ‫• رجال ونساء من تطوان‪،‬‬ ‫• خيال مريض‪،‬‬ ‫• الشيخ والمريد‪،‬‬ ‫• مبدعات من شمال المغرب‪،‬‬ ‫وله أربعع مجامع قصصية من جنس القصة القصيرة جدا جاهزة للطبع‪ .‬ويشتغل راهنا على المجموعة‬ ‫الثانية من مشروعه الطموح ‪ :‬مبدعات من شمال المغرب‪.‬‬

‫انتقادات لطريقة تسيير الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش‬ ‫استنكر األساتذة المنخرطون في النقابة المغربية‬ ‫للتعليـم العالي و البحـــث العلمي بالكلية المتعددة‬ ‫التخصصات بالعرائش‪ ،‬الممارســات اإلنفرادية التي‬ ‫يقوم بها عميد الكلية وضرب كل ما له صلة بالتسيير‬ ‫التشاركي و الديمقراطية الداخلية‪.‬‬ ‫وأوضح األساتذة في بالغ لهم‪ ،‬أن عميد الكلية‬ ‫أقدم على العديد من القرارات التي ساهمت في تغييب‬ ‫دور مجلس المؤسسة‪ ،‬كـ”تغيير معالم بنايات الكلية‬ ‫دون علم مجلس الكلية و لو حتى إخباره بمراد هذه‬ ‫التغييرات”‪ ،‬حيث شمل ذلك “هدم مصلحة الشؤون‬ ‫الطالبية األصلية للمؤسسة و إغالق أبوابها‪ ،‬وتجزيء‬ ‫المكتبة عبر البناء داخلها و إخراجها من إطار المكتبة‬ ‫إلى شيء آخر”‪.‬‬ ‫وانتقد األساتذة في بالغهم “عدم إخراج محاضر‬ ‫مجالس الكلية التي ال تروق‪ ‬العميد إلى عموم األساتذة‬ ‫وعدم إرسالها إلى رئاسة الجامعة”‪ ،‬ومنها يذكر البالغ‬ ‫“تقرير المجلس حول مناقشة مشروع دفتر المعايير‬ ‫البيداغوجية الوطنية لنظام البكالوريوس المقترح‪ ،‬مراسلة الجامعة حول الطلبة الذين يدرسون بالقصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وتغيير تخصص بعض المناصب المالية المخصصة للكلية لسنة‪.”2018‬‬ ‫وعرج بيان األساتذة بالكلية إلى الشؤون البيداغوجية والتي اعتبرها أنها آخر اهتمامات عميد الكلية‪،‬‬

‫مضيفا أنه “رغم تخصيص الجامعة لمبلغ يقارب ‪40‬‬ ‫مليون سنتيم (سنة ‪ )2018‬لشراء وسائــل األعمـــال‬ ‫التطبيقية‪ ،‬فإن العميد و إلى حدود الساعة لم يف بوعده‬ ‫في اقتناء المعدات الالزمة للقيام باألعمال التطبيقية‬ ‫بالنسبة للمسالك العلمية‪ ،‬األمر الذي أثر سلبا على‬ ‫السير البيداغوجي بالكلية”‪ ،‬حيث “لم يتم حسب إنجاز‬ ‫األعمال التطبيقية باألغلبية الساحقة لوحدات المسالك‬ ‫العلمية هذه الدورة”‪.‬‬ ‫كما زاد البالغ في تعداد اختالالت العميد داخل‬ ‫الكلية‪ ،‬كـ”عدم شراء الكتب الخاصة بالطلبة و التي تم‬ ‫تقديم الئحتها على وجه االستعجال السنة الفارطة‪ ،‬رغم‬ ‫تعهد العميد بفعل ذلك قبل نهاية السنة الماضية”‪،‬‬ ‫و”أداء واجبات الساعات اإلضافية و العرضية‪ ،‬يشوبه نوع‬ ‫من الضبابية لعدم التعامل مع الكل بنفس المنطق”‪،‬‬ ‫حيث تتم انتقائية و تقزيم لبعض المستحقات بالنسبة‬ ‫لبعض األساتذة‪ ،‬وتقزيم هذه المستحقات للبعض اآلخر‪.‬‬ ‫وفي نهاية البالغ‪ ،‬طالب األساتذة بالتراجع عن هذه الممارسات االنفرادية وتبني نهج التشاركية‬ ‫والنجاعة في تدبير أمور الكلية‪ ،‬لتجنيبها أزمة تدبير قد تتفاقم‪.‬‬


‫امللحـق الثقافـي‬ ‫‪9‬‬

‫خـا�ص‬

‫العدد ‪ 1023‬ـ الثالثاء ‪ 10‬إلى ‪ 16‬ديسمبر ‪2019‬‬

‫جتربة املالحق الثقافية في املغرب‬

‫المالحق‬ ‫الثقافية‬

‫�إعداد وتن�سيق ‪:‬‬

‫ـــ عبدالإله الـمويـ�سي‬

‫وحدها الثقافة تنقذنا من التطرف‬ ‫�أ�سعدتني كثريا املغامرة اجلميلة التي خا�ضها ال�شاعر ال�صديق عبد‬ ‫الإله املوي�سي وهو ي�ؤ�س�س جلريدة «ال�شمال» وملحقها «ال�شمال الثقايف»‬ ‫تنقذنا من ثقل الرداءة حيث �صارت الثقافة م�س�ألة ثانوية و�أ�صبح احلنني‬ ‫�إلى املالحق الثقافية التي كتبنا يف ف�ضاءاتها ملحا‪ .‬وها هو يوا�صل ح�ضوره‬ ‫اجلاد واملتميز داخل امل�شهد الثقايف الوطني‪ ،‬حمت�ضنا التجارب الفكرية‬ ‫وال�شعرية والإبداعية عموما باختالف �أ�شكالها‪ ،‬وح�سا�سياتها‪ ،‬واجتاهاتها‪،‬‬ ‫وحماوال يف �آن واحد �أن ي�سهم – من وراء ال�صورة – يف تكري�س �أخالق احلوار‬ ‫الثقايف ويف تعزيز تقاليد ثقافية جادة وحقيقية يف بالدنا‪� ،‬إذ ميد ج�سر‬ ‫التوا�صل و�صلة الرحم بني �أجيال متباعدة‪ .‬عند اطالعي على العدد الذي‬ ‫خ�ص�صته اجلريدة للق�صيدة الثمانينية �أدركت معنى �أن تعرف بجيل كامل‬ ‫و�أنت تن�سج خيوطا قد تبدو �صغرية ورقيقة لكنها من�سجمة وعميقة تنقل‬ ‫لل�شعراء ال�شباب ما كان عليه ال�شعر املغربي والنقلة التي حققها هذا اجليل‬ ‫يف حواره مع من �سبقه‪ .‬ذكرت يف كلمتي التي �ألقيتها ب�إحدى جامعات‬ ‫تون�س العا�صمة ملخ�صا لبع�ض عوامل جناح امللحق الثقايف و�إ�سهامه يف بناء‬ ‫الثقافة الوطنية باعتباره منوذجا لف�ضاء يحتاج �إليه ال�شعراء والكتاب‬ ‫متثيال حل�ضورهم وتكرميا لإبداعهم‪ .‬وال �شك �أن هذا التوا�صل الذي ي�سهم‬

‫يف �إجنازه «ال�شمال الثقايف»‪ ،‬ف�ضال عن الفورة النوعية‬ ‫التي �شهدتها الكتابات الفكرية والنقدية والرتجمات‬ ‫يف املغرب‪ ،‬قد يجعلنا نتفاءل فيما يخ�ص الإقبال‬ ‫على الكتاب املغربي‪ ،‬وعلى ن�شر مقاالت املغاربة‬ ‫وبحوثهم و�إبداعهم الأدبي يف كثري من املنابر منير السرحاني‬ ‫العربية‪ .‬لكم نحن يف حاجة �إلى ملحق ثقايف بهذا العمق‪ ،‬يعيد القارئ‬ ‫املغربي �إلى الق�صيدة والن�ص اجلاد‪ ،‬ي�ساهم يف �إرهاف ال�سمع للقراء والكتاب‬ ‫على حد �سواء‪ ،‬وي�سعى �إلى اتباع مبد�أ االنفتاح على خمتلف احل�سا�سيات‬ ‫الإبداعية والفكرية وال�سيا�سية‪ ،‬واالحتفاء اجلميل بالن�ص الإبداعي –‬ ‫�شعرا و�سردا ‪ ،-‬وتنويع املادة الثقافية والإخبارية‪ ،‬والتزام روح التوازن بني‬ ‫خمتلف التيارات امل�ؤثثة للم�شهد الثقايف املغربي والعربي‪ ...‬مبعنى �أن ي�صري‬ ‫ً‬ ‫وكهوال ون�ساء‪ ،‬متحزبني �أو غري متحزبني‪ ،‬و‬ ‫منربا للكتاب املغاربة‪� ،‬شبابا‬ ‫ملتقى للأطياف جميعها‪ ،‬يف مواجهة خطر بد�أ يهدد اجل�سد الثقايف كله‪،‬‬ ‫وهو تهمي�ش مت�صاعد حل�ضور املثقف يف القرار احلزبي وال�سيا�سي ومواجها‬ ‫خلطر االنحراف الثقايف والفكري الذي نتجرعه يوميا من خالل قطرات‬ ‫الرداءة ال�سامة جل�سد الفكر‪ ،‬يف ا�ستهتار وغفلة منا‪.‬‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫نجيب العوفي‬

‫املالحق الثقافية ‪ /‬مواعيد الل ّمة الفكرية‬ ‫سامح درويش‬

‫محا�ضن ل�صنع النخب الثقافية‬ ‫اليوم‪ ،‬لم يعد االختيار الورقي هو االختيار الوحيد للقراءة‬ ‫واكتساب المعرفة‪ ،‬بل أصبح هناك اختيار ثان هو االختيار الرقمي‪،‬‬ ‫وليس أمامنا إال أن نقبل بهذه الحقيقة ونتكيف معها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫أن نتفهم هذا التحول ونتفاعل معه بشكل يتوخى الحفاظ على‬ ‫الهدف وليس على الوسيلة‪ ،‬فحتى عهد قريب أي حتى مطلع‬ ‫األلفية الثالثة كانت المالحق الثقافية لبعض الجرائـد المغربية‬ ‫السيـارة – ونخص بالذكر هنا ملحق العلم الثقافي والملحق‬ ‫الثقافي لالتحاد االشتراكي ‪ -‬تشكل نقط إشعاع ثقافي حقيقي‪،‬‬ ‫ومشاتل خصبة للمنتوج الثقافي الوطني‪ ،‬كما كانت تشكل‬ ‫محاضن لصنع النخب الثقافية ومنابر للتعبير عن الحضور الثقافي‬ ‫في نبض المجتمع‪ ،‬وقنوات لصنع الموقف والرأي العام الثقافيين‪،‬‬ ‫بالرغم من أنها كانت بمثابة محميات ثقافية للتوجهات‬ ‫اإليديولوجية والحزبية‪ ،‬حيث لم تكن عدد من األسماء تظهر‬ ‫بملحق العلم مثال‪ ،‬ولم تكن أسماء أخرى تطلع بملحق االتحاد‬ ‫إال من قبيل التمويه من حين آلخر أو من قبيل االعتراف الذي لم‬ ‫يعد منه بدّ‪ ،‬كما أن هذه المحميات لم تكن تخلو من درجة مما‬ ‫دأبنا في المغرب على تسميتـه بـ «اإلخوانيات»‪ ،‬مما خلق العديد‬ ‫من نمور الورق وتسبب في انتفاخ الكثير من األناوات‪ ،‬مقابل‬ ‫طمس عدد من األقالم المقتدرة أو على األقل الحد من جاذبيتها‬ ‫وحضورها ولو داخل المحمية الواحدة‪ ،‬ومقابل عدم تثمين عدد‬ ‫من التجارب في اإلبداع والكتابة والبحث والنقد‪ ،‬مما ساهم بدوره‬ ‫في تهزيل المشهد الثقافي المغربي ‪ .‬غير أن الوضع قد تغير اليوم‬ ‫بفعل الفجوة الرقمية واإليديولوجية معا‪ ،‬فتحرر هذان المنبران‬ ‫الثقافيان العريقان من اشتراطات األمس‪ ،‬وانفتحت هذه المحمية‬ ‫على تلك‪ ،‬وأصبح الرهان المشترك هو إعادة المعنى والحضور‬ ‫للفعل الثقافي في مجتمع يتخبط أمام أسئلة كبيرة تخص حاضره‬ ‫ومستقبله ‪ ..‬فيما تسارع القنوات الرقمية في صنع نموذج ثقافي‬ ‫جديد بعيد عن وصاية أو انضباط‪.‬‬

‫ال تستقيم صحافة متنورة على سكتها السوية‬ ‫وتؤتي ثمارها المرجــوة‪ ،‬بدون منابر ومالحق‬ ‫ثقافية تحضن اصـــوات األدبــاء والمفكريــــن‬ ‫والفنانين‪ ،‬حارسي القيم الرمزيـــة – المعنوية‬ ‫للمجتمع‪.‬‬ ‫علما بأن الثقافة يجب أن تكــون في صلب‬ ‫الصحافة‪ ،‬ال ذيْال لها ْ‬ ‫وتكملة ‪.‬‬ ‫ومن إيجابيــات المنابر الصحفية الوطنيــة‬ ‫على اختالف مشاربها وأطيافها السياسية‪ ،‬انها‬ ‫أولت الثقافة نصيبا من اهتمامها وخصصت لها‬ ‫مالحق أسبوعية أوصفحات يومية تصون للثقافة‬ ‫بعض حرمتها ورمزيتها ‪.‬‬ ‫وأتوقف هنا قليال عند نموذجين بارزين من‬ ‫هذه المنابر الثقافية‪ ،‬كانت لي ولرفاق جيلي‬ ‫معهما رفقة طويلة وجميلة على امتداد عقود من‬ ‫السنوات‪ ،‬وهما ( العلم الثقافي ) و ( المحررالثقافي)‬ ‫الذي تحول بعد مصادرة جريدة (المحرر) إلى‬ ‫(االتحاد الثقافي ) ‪.‬‬ ‫منبران إعالميان وثقافيان كان لهما حضور‬ ‫بهي في المشهد الثقافي المغربي‪ ،‬وبخاصة في‬ ‫فترة السبعينيات الغراء – الغبْراء‪ ،‬في آن ‪.‬‬ ‫وحصْنـــان عتيـــدان‪ ،‬مختلفـــان سياسيـــا‬ ‫وإيديولوجيـــا ومؤتلفـــان ثقافيـــا واستراتيجيا‪،‬‬ ‫بصما مرحلة ثقافية وسياسية بالغة الحساسية‬ ‫والسخونة ‪.‬‬ ‫وعلى ذكر ( العلم الثقافي )‪ ،‬ال بد من تحية‬ ‫امتنان وعرفان لروح الفقيــد العزيز عبد الجبار‬ ‫السحيمي‪ ،‬المؤسس الفعلي ل ( العلم الثقافي )‪،‬‬ ‫والذي أشرع أبوابه بأريحية ثقافية أصيلة‬

‫وفي صمود المالحق الثقافية الورقية في وجه‬ ‫الزحف الشبكي – الرقمي‪ ،‬صمود لألصيل في‬ ‫وجه الدخيل العابر للمكان والزمان ‪.‬‬

‫لكل األدباء المغاربة من يمين ويسار ‪.‬‬ ‫وبخاصة بعد الحجب القسري لجريدة (المحرر) ‪.‬‬

‫صمود لرصانة الورقي‪ ،‬أمام خفة وهشاشة‬ ‫الرقمي ‪.‬‬

‫فكان ( العلم الثقافي ) رئـة ثقافية للجميع‪،‬‬ ‫أيام الجمر والرصاص سيئة الذكر ‪.‬‬ ‫كان (العلم الثقافي) و (المحرر الثقافي) قبلة‬ ‫انظار المثقفين والقراء على السواء ‪.‬‬ ‫ومنتدى اإلبداع والفكر والحوار‪ ،‬وحلبة للنقد‬ ‫والسجال والنزال ‪ .‬وكان للمنبرين انتشار رائع في‬ ‫أوساط القراء‪ ،‬يوم كان للقراءة سوق نافقة في‬

‫المجتمع المغربي‪ ،‬قبل زحف األنترنيت والهواتف‬ ‫المحمولة والعولمة الرعناء ‪.‬‬ ‫وكانت السجاالت الفكرية واألدبية والسياسية‬ ‫التي حمي وطيسها بين مثقفي المنبرين‪ ،‬مالئة‬ ‫المشهد الثقافي وشاغلة الناس ‪.‬‬ ‫في كنف وحضن المنبرين‪ ،‬أقلعت وأينعت‬ ‫أسماء أدبية وفكرية وازنة‪ ،‬هي التي أثثت المشهد‬ ‫الثقافي المغربي على امتداد السبعينيات‪ ،‬وقرعت‬ ‫أجراس الحداثــة المغربية في الشعـــر والقصة‬ ‫والرواية والنقد ‪.‬‬ ‫وما تزال البقية الصالحة من هذه األسماء‬ ‫الوازنة صامدة في الميدان‪ ،‬متجددة مع الزمان ‪.‬‬ ‫والجميل الذي يفرح ويبهج القلب والفكر‪ ،‬أن‬ ‫يستمر ويدأب هذان المنبران‪ ،‬رغم وعثاء الطريق‬ ‫وتقلب األحوال‪ ،‬بعد طوفان العولمة اإلعالمية‬ ‫والثقافية وهيمنة الرقمي على الورقي ‪.‬‬ ‫والجميل أيضا‪ ،‬ان تتجاور وتتحاور عبر هذين‬ ‫المنبريــن‪ ،‬أجيــال الثقافــة المغربية الحديثة‪،‬‬ ‫من جيل التأسيس والريـــادة‪ ،‬إلى جيل الهايكو‬ ‫والقصة القصيرة جدا واألدب الرقمي‪ ،‬بمختلف‬ ‫تجلياته وتمثالته ‪.‬‬

‫نحيي بهذه المناسبة‪ ،‬كل األدباء الفضالء‬ ‫الذين يتعاقبون على دفــة المالحق الثقافية –‬ ‫األدبية في مشهدنا الصحفي المكتوب ‪.‬‬ ‫إنهـــم الحمـــاة والجنود األماميون للغتنـــا‬ ‫العربية‪ ،‬ولقيمنا االدبية واإلبداعية األصيلة في‬ ‫هذا الزمن الخالسي – الهجين ‪.‬‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫اإلبداع ‪ :‬بين الريادة والتبعية‬

‫‪11‬‬

‫كان اإلبداع في البدء أبا الصحافة وموجهها ‪ ،‬يوم كان األدباء‪ ،‬في الوطن‬ ‫العربي على األقل‪ ،‬ومنذ عصر النهضة تحديداً‪ ،‬أول من فكر في إنشاء الصحف‪،‬‬ ‫وقد ظلت الصحافة لذلك مرآة للنشاط األدبي والفكري ‪ ،‬وظل اإلبداع على‬ ‫رأس اهتماماتها‪ ،‬ذلك الرتباطها بنوع من القراء ‪ ،‬كان منذ البدء يطلب فيها‬ ‫أن تزوده بما يرضي ذوقه األدبي ‪ ،‬ويشبع نهمه المعرفي‪ ،‬و يستجيب آلفاق‬ ‫انتظاره التي كانت بال حدود و‪ ،‬إن لم تختلف عما كانت تحَدِّدُهُ رؤيتُه إلى‬ ‫العالم واألشياء‪ ،‬وهكذا كنا نجد على رأس إدارة الصحف العربية األولى مفكرين‬ ‫ومبدعين كباراً‪ ،‬طوال المراحل التي ظلت فيها الثقافة سيدة الصحافة ‪ ،‬والعمل‬ ‫الثقافي واإلبداعي مادتها األولى‪.‬‬ ‫وفي المغرب ‪ ،‬حتى في سنوات االستعمار ‪ ،‬منذ ثالثينات القرن العشرين ‪،‬‬ ‫كان األدباء هم األسبق إلى إنشاء الصحف‪ ،‬ومع سنوات االستقالل األولى ‪ ،‬أدرك‬ ‫زعماء األحزاب السياسية أهمية الجريدة بالنسبة إلى الحزب ‪ ،‬فهي لسانه‪،‬‬ ‫لكنهم رغم ذلك لم يجادلوا حول جدارة أن يكون المبدع ‪ ،‬من هذا الحزب أو‬ ‫ذاك على رأس إدارة الجريدة‪ .‬األمثلة كثيرة‪ ،‬إال أن حركية الميدان السياسي‬ ‫في المغرب فرضت أن يذهب كبار مبدعيه إلى العمل في صحف المعارضة التي‬ ‫رغم ظروفها القاسية في ستينيات القرن الماضي واستمرارها ألسنة ناطقة‬ ‫بأحوال حزبها‪ ،‬إال أنها احتفظت في مكان القلب منها بصفحة لالهتمامات‬ ‫األدبية والفكرية‪ ،‬سمَّتْها «الملحق الثقافي»‪ .‬كما حدث في جريدتي العلم‬ ‫والتحرير في الفترة المذكورة‪ ،‬ثم « المحرر» و«االتحاد الوطني» و «الكفاح‬ ‫الوطني» (التي أصبحت «البيان» ثم «بيان اليوم» التي أصيح لها ملحقها‬ ‫الثقافي األسبوعي ) منذ سبعينيات ق‪.20 .‬‬ ‫ولن نتوقف أمام هذا الحدث الصحفي االنقالبي ‪،‬الذي نقل الثقافة التي‬ ‫كانت رائدته‪ ،‬إلى وضعية التابع أو « الملحق» ليصير في زمن خلط األوراق‬ ‫وسيادة راي المال وأشياء أخرى‪ ،‬للثقافة واإلبداع من ضمنها ‪ ،‬السطر األخير‪.‬‬ ‫ورغم ذلك استطاع أدباء اضطلعوا باإلشراف على مالحق ثقافية أن يصنعوا‬ ‫من أجسامهم ‪ ،‬وهم يبذلون قصارى جهودهم‪ ،‬جسوراً إلى نهضة ثقافية‬ ‫كانت عالماتها متميزة في الثقافة العربية شرقاً وغرباً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أشكال النضال الرائعة التي بذل فيها أدباء مغاربة متميزون‬ ‫إذ ال تُنسى‬ ‫جهوداً مضنية ‪ ،‬حتى في زمن اعتبارهم ضيوفاً على الجريدة التي أصبحت لها‬ ‫أبواب تقدمها إلى قرائها بحسب اختالف ميولهم‪ ،‬فظهرت مالحق تربوية‬ ‫واقتصادية و رياضية‪ ،‬بل إن من الصحف من ساير هوى الرأي العام فأنشأ‬ ‫ملحقاً إسالمياً في زمن بداية ظهور التيار اإلسالمي الذي تبلور في ما تشهده‬ ‫الساحة اليوم من صراعات سياسية ذات مسوح دينية‪.‬‬ ‫في بدء حركة ظهور المالحق الثقافية كان هناك «التحرير الثقافي» و«العلم‬ ‫الثقافي»‪ ،‬في شكل صفحتين في قلب الجريدة ‪ ،‬وبعد احتجاب التحرير «بحكم‬ ‫المنع»‪ ،‬استقلت جريدة العلم التي حولت منافستها جريدة األنباء التي بادرت‬ ‫إلى نشر ملحق ثقافي مستقل لم يعمر طوي ً‬ ‫ال ‪ ،‬للمقاطعة الجماعية التي جوبه‬ ‫بها‪ ،‬فقد حرم األدباء على أنفسهم النشر في صحف الحكومة ‪ ،‬بل اعتبروا‬ ‫النشر فيها عاراً‪ .‬مع اإلشارة بفخر زائد أن مشاركة المبدعين المغاربة في‬ ‫كل هذه المالحق‪ ،‬وفي جميع المراحل‪ ،‬كانت دائماً مشاركة نضالية‪ ،‬تراعي‬ ‫وضعية جرائد الرأي التي كانت معرضة دائماً للحجز والمنع ‪ .‬وهذا َّأثر على نوع‬ ‫اإلنتاج المنشور فيها فقد كان دائماً فكراً وإبداعاً متميزين باالنتماء إلى المسار‬ ‫التاريخي لإلنسان المغربي‪.‬‬ ‫حتى كانت المبادرة الرائعة لألديب الكاتب المرحوم عبد الجبار السحيمي‬ ‫الذي حول ملحق « العلم الثقافي» محور استقطاب لكل الكتاب المغاربة بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية ‪ ،‬فاضطلع ملحق عبد الجبار بدور أدبي وسياسي منذ ظهوره في‬ ‫فبراير ‪. 1969‬‬ ‫فعلى ساحة هذا الملحق تبلو ر إنتاج جيلين هما ‪ :‬جيل الستينيات الذي كان استفاد من الملحق الثقافي وهو ال يزال على شكل تينك الصفحتين اللتين كانتا تتوسطان الجريدة‪،‬‬ ‫وجيل السبعينيات الذي كان قد «تدرَّبَ»ـ قبل اقتحام «الملحق الثقافي» في حالة استقالله ـ على صفحة «أصوات» بنفس الجريدة‪.‬‬ ‫الحقيقة أن مما يبعث على الفخر ذاتياً‪ ،‬أن تكون قصائد كاتب هذه السطور قد « قبلت» على صفحات‪ ،‬ملحق « العلم الثقافي» منذ عدده الرابع أواخر شهر مارس‪ ،‬وهو ما زال‬ ‫في العشرين من عمري‪ ،‬فظهرت قصيدته « نبوءة» التي تلتها على صفحات نفس الملحق ما يقارب العشرين قصيدة ‪ ،‬إلى أن كان ظهور جريدة « المحرر» خالل سنوات سبعينيات‬ ‫القرن الماضي ‪ ،‬وعلى ملحقها كان انتظام صفوف جيل السبعينيات شعراء وكتاب قصة وروائيين وأنواع أدبية أخرى‪ .‬وعلى صفحات هده الجريدة نشرت أعمالنا اإلبداعية المشاغبة‬ ‫سياسياً ونقدياً ثقافياً‪ ،‬بعد أن كانت تتعرض للرقابة الفكرية والتربوية على صفحات العلم الثقافي ( الذي لم يكن يملك أن « يتمرّد» كليا عن أيديولوجيا الحزب المحافظ الذي‬ ‫كانت العلم لسان حاله) لتتبلور مالمح عطاء مغربي بسمات متميزة تحمل مالمح تلك المرحلة العظيمة بكل جراحاتها وآالمها التي أسفرت عن نتاج أدبي رائد‪.‬‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثقافة وال�صحافة‬ ‫(جتربة املالحق الثقافية باملغرب)‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫محمد بشكار‬ ‫عبد الدين حمروش‬

‫نشأت الصحافة في سياق «نهضة» فكرية وأدبية‪ .‬وقد كان وراء ذلك متطلبات بورجوازية‪،‬‬ ‫تالقت شعاراتها مع الطموح في التحرير‪ ،‬عبر اإلصرار على اإلصالح الديني والبحث العلمي‪-‬‬ ‫الفكري‪ .‬فابتداء من القرن السادس عشر بالتحديد‪ ،‬بدأت األسماء الكبيرة تبرز في مختلف‬ ‫العلوم والفنون‪ .‬وفي ظل نجاح البورجوازية اإلنجليزية الباهر‪ ،‬في مطلع القرن الثامن عشر‪،‬‬ ‫صدرت أول صحيفة يومية‪ ،‬في إنجلترا والعالم‪ ،‬وهي «ديلي كرانت» التي صدر عددها األول‬ ‫في لندن عام‪ . 1702‬وبالنظر إلى ما أفرزته الثورة الصناعية‪ ،‬خالل هذا العصر‪ ،‬فقد كان‬ ‫طبيعيا أن يلتحق كبار الكتاب واألدباء بالكتابة في الصحف‪ .‬ذلك أن ضيق فاعلية األدب‪ ،‬على‬ ‫مستوى نشر القيم البورجوازية بشكل واسع‪ ،‬سرّع من وتيرة التحاق الكتاب‪ /‬األدباء بالكتابة‬ ‫في الصحف‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬تبنّى العديد من هؤالء أسلوب الصحافة الحادّ في الكتابة‪،‬‬ ‫للتعبير عن انخراطهم النضالي المباشر في المجتمع‪ ،‬من أمثال دانيال ديفو‪ ،‬جوناثان‬ ‫سويفت‪ ،‬ريتشارد ستيل‪ ،‬جوزيف أديسون وهنري فيلدينغ‪.‬‬ ‫وفي ظل سياسة التضييق والقمع‪ ،‬التي اتبعها نابليون ضد خصومه في فرنسا‪ ،‬تمّ طرد‬ ‫العديد من الصحافيين والكتاب من الصحف السياسية‪ .‬وطبيعي أال يكون أمام هؤالء الكتاب‪،‬‬ ‫غير العمل داخل الصحف األدبية‪ .‬وفي هذه «الهجرة» المُعاكِسة‪ ،‬بالمقارنة مع نظيرتها‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬يمكن تحديد معالم االختالف بين الصحافة و األدب‪ ،‬من حيث اللغة واألسلوب‬ ‫وطرق المعالجة‪ .‬وإذا كان ظهور الصحافة مرتبطا‪ ،‬في أحد أوجُهه‪ ،‬بعدم قدرة األدب على‬ ‫التغلغل الواسع بين الناس‪ /‬الجماهير‪ ،‬فإن من الحيف عدم التنويه إلى الدور النضالي‬ ‫الذي لعبه ُ‬ ‫الكتاب والمفكرون‪ ،‬على صعيد دعم الحق في الصحافة‪ ،‬أي الحق في الحصول‬ ‫على المعلومة‪ .‬ولعل خير ما يمكن االستشهاد به‪ ،‬في هذا المقام‪ ،‬هو ما قاله الفيلسوف‬ ‫والشاعر اإلنجليزي «جون ملتون»‪ ،‬منذ عام ‪ ،1644‬دفاعا عن الصحافة‪ ،‬في ُكرّاسه المذكور‬ ‫«إيروباغتيكا»‪.‬‬ ‫بالنسبة لنشأة الصحافة في المغرب‪ ،‬سنقفز إلى سنة ‪ 1820‬حيث ظهرت صحيفة «المتحرر‬ ‫اإلفريقي» بسبتة المحتلة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬ستخرج إلى الوجود صحيفة «صدى تطوان»‪ ،‬التي صدرت‬ ‫في أعقاب احتالل المدينة سنة ‪ .1860‬عموما‪ ،‬يمكن االتفاق على أن والدة الصحافة المغربية‪،‬‬ ‫من الناحية الجغرافية‪ ،‬قد تمّت في شمال المغرب (طنجة وتطوان وسبتة)‪ .‬غير أن األسباب‬ ‫الموضوعية‪ ،‬التي كانت خلف تلك النشأة‪ ،‬توزعت بين التمهيد الحتالل المغرب‪ /‬الحماية (من‬ ‫قبل الصحافة األجنبية)‪ ،‬والدفاع عن السيادة الوطنية واستقاللها في مرحلة متأخرة (من قبل‬ ‫رجاالت الحركة الوطنية)‪ .‬غير أن الصحف التي ظلت تتكرر على ألسنة الباحثين‪ ،‬في البدايات‬ ‫األولى للصحافة المغربية‪ ،‬بالمقارنة مع باقي الصحف‪ ،‬هناك «المغرب» (‪ ،)1900‬و«السعادة»‬ ‫(‪ ،)1905‬إضافة إلى مجلتي «الصباح» و«لسان المغرب» (‪ .)1907‬بالموازاة مع هذه اإلشارات‪،‬‬ ‫يستطيع المهتم تسجيل المساهمة الكبرى لألدباء والمفكرين‪ ،‬سواء في تأسيس الصحف أم‬ ‫في تحرير موادها‪.‬‬ ‫وفي عالقة الصحافة بالثقافة‪ ،‬يمكن اعتبار نشأة المالحق الثقافية بمثابة تكريس لطبيعة‬ ‫النشأة‪ ،‬التي ألمحنا إلى بعض تجلياتها سابقا‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬يمكن التمييز‪ ،‬في سياق ظهور‬ ‫المالحق الثقافية المغربية‪ ،‬بين ثالث محطات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الصحافة الحزبية‪ :‬وتبرز‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬تجربة المالحق الثقافية الخاصة بالصحف‬ ‫الوطنية التالية‪« :‬العلم»‪« ،‬المحرر‪ /‬االتحاد» و«أنوال»‪ .‬وبحكم أن في خلفية هذه الصحف‬ ‫أحزابا‪ ،‬تعتبر سليلة ما يسمى الحركة الوطنية‪ ،‬فمن الطبيعي أن تحظى الثقافة باهتمام‬ ‫مركزي‪ ،‬في شكل إصدار صفحات ثقافية‪ ،‬مُلحقة كانت أم مُستقلة‪ .‬وبحكم سياق المرحلة‪،‬‬ ‫حيث كان المثقف طرفا في حركية التغيير‪ ،‬فقد وجدنا مثقفين كبارا (أدباء ومفكرين)‬ ‫يساهمون في المالحق الثقافية‪ ،‬سواء عبر الكتابة أو عبر اإلشراف والتنسيق واالستشارة؛‬ ‫‪ - 2‬الصحافة المستقلة‪ :‬على الرغم من الجديد‪ ،‬الذي أفرزه هذا النمط من الصحافة‪،‬‬ ‫على مستويي المقاربة واإلخراج‪ ،‬إال أن «الثقافي» ظل على هامش «السياسي» إلى حد بعيد‪.‬‬ ‫وبتعبير أوضح‪ ،‬فالثقافة ستتنازل عن استقاللها لصالح «المنوعات» و«األخبار الفنية»‪ .‬ومع‬ ‫تقدير الجهد الذي تبذله «المساء»‪ ،‬في السنوات القليلة األخيرة‪ ،‬إال أنه جهد يظل يفتقد إلى‬ ‫النظرة االستراتيجية الشمولية‪ :‬غياب الخلفية الثقافية (ذات البعد السياسي)‪ ،‬سطحية المواد‬ ‫المنشورة (مواد ثقافية سريعة)‪ ،‬ضمور الحجم المخصص للملحق الثقافي؛‬ ‫‪ - 3‬الصحافة اإللكترونية‪ :‬ال أحد بإمكانه أن ينكر األدوار‪ ،‬التي غدت تضطلع بها المواقع‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬في مجالي التنشيط والترويج للمواد الثقافية‪ .‬وبذلك‪ ،‬تكون قد فتحت الثورة‬ ‫الرقمية األبواب الثقافية على مصراعيها‪ .‬والمالحظ أن بقدر تراجع الصحافة الورقية‪ ،‬ترتفع‬ ‫أسهم الصحافة اإللكترونية‪ .‬وعلى الرغم من غياب «موقع» ثقافي مغربي‪ ،‬ذي مصداقية‬ ‫واتساع وإشعاع‪ ،‬إال أن وجود غيره في دول عربية أخرى (وحتى أجنبية)‪ ،‬يفي بالمطلوب من‬ ‫هذه النواحي‪ .‬وال غرابة في أن غير قليل من ُكتابنا استطاعوا‪ ،‬بحكم مداومتهم على النشر‬ ‫في المواقع اإللكترونية‪ ،‬الترويج ألسمائهم وإبداعاتهم الثقافية واألدبية‪ .‬السؤال‪ ،‬اآلن‪،‬‬ ‫هو‪ :‬إلى أي حدّ يستطيع «اإللكتروني» أن يعوض «الورقي»؟ وبأي أثمان‪ ،‬على الثقافة أن‬ ‫تؤديها؟‬

‫ُم ْبتد�أٌ َر َف َعنا ِلن�صري َخرب ًا‪!..‬‬ ‫ال أعرف كلما َّ‬ ‫أهل عام جديد هل أزْدادُ به أو أن ُقصُ عمراً‪ ،‬والحقيقة التي‬ ‫ٌ‬ ‫إنسان من باقي البشرية‪ ،‬إنما أؤول إلى‬ ‫ال تقبل غلطاً في الحساب و ألنني‬ ‫نقصان أما التراكم في السنين فيُحْتسب مجده لما ننجزه من أعمال ولو‬ ‫بجرَّة مِكنسة تطرد بعض الزوائد عساها تفسح المجال لما يُفيد الناس‪،‬‬ ‫وتنال بذلك صفتها التاريخانية كأيِّ منارة في بحر المعرفة هي المنطلق وهي‬ ‫المرجع‪!..‬‬ ‫كذلك هو ملحق العلم الثقافي الذي بالسنة الجديدة (‪ )2019‬يُقفل‬ ‫نصف قرن من الفعل الثقافي المغربي الجاد و الهادف دون أن يهدفَ إلى‬ ‫منصب وزاري ما أكثر من عبروا حاملين ِوزْره على‬ ‫أي كرسي في البرلمان أو‬ ‫ٍ‬ ‫ظهر الثقافة فمنهم من احترق ومنهم من أشرق‪ ،‬ولن نصرخ بشكوى الشاعر‬ ‫سَأماً حتى لو بلغْنا ثمانين حوْال في هذا التواجُد األدبي المواظب الذي لم‬ ‫يُخلف موعده األسبوعي مع القارئ كما لم يفسح حيِّزا لحكِّ الرأس إال إذا‬ ‫أردنا القبض على فكرة‪!..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومن الصُّدف التي تُصيب الهدف وتجعلكَ فاغرا فمك مبهوتا ولو لم‬ ‫تكن مُتطيِّراً قدريّاً‪ ،‬أن تاريخ ميالد ملحق العلم َّ‬ ‫مُوثقٌ ليس في ذاكرة‬ ‫األرشيف الثقافي المغربي فقط بل أيضا في بطاقتي الوطنية وهو نفس تاريخ‬ ‫ميالدي عام ‪ 1969‬رغم االختالف في يوم الملحق‬ ‫وشهْره فقد كان في السابع من فبراير وهو اختالف ال يُفسد في الساعة‬ ‫عقرباً ولو كان مسموما‪ ،‬أما يوم ميالدي فلن تجدوه مناسبا لحظكم في كل‬ ‫الشهور َّ‬ ‫ألن رقمه سيء يُعيِّرون به عالمنا حيث نعيش بوصفه ثالثيا‪!..‬‬ ‫َّ‬ ‫قلدني األديب عبد الجبار السحيمي مسؤولية ملحق «العلم الثقافي» التي‬ ‫ما زلت أنوء بشرفها على رقبتي عام ‪ 2004‬أيْ منذ أربع عشرة سنة قدْ تنقص‬ ‫أو تزيد بساعات أو أيام أو شهور‪ ،‬و منذئذٍ وأنا واضِعٌ لساني في فمي ليس‬ ‫ِّ‬ ‫المُتكلمة‪ ،‬أن أتحدث‬ ‫خرساً إنما ألني أفضِّل بدل االلتحاق بفيالق المُرْتجلة‬ ‫كاتبا لالفتتاحية كل أسبوع‪ ،‬وإذا لم تُسعفني الكلمة أكسر رتابة النثر بالشِّعر‬ ‫ُّ‬ ‫بتطلعي للمستقبل قادما‪ ،‬أما الرواية فما‬ ‫و أنشر قصيدة من ديوان أجعله‬ ‫زلتُ أنتظر أن تندمل المالمح المُمزَّقة لبعض الوجوه كي أكتبها أوضح‪،‬‬ ‫كنت أفرح مغتبطا كلما كتب أحدهم عن الملحق أو سجَّل أطروحة بصدده وما‬ ‫أكثرها لو نفضْنا الغبار عن رفوف جامعاتنا المغربية‪ ،‬فهو رغم بعض النماذج‬ ‫التقليدية التي سبقته األول الرائد في بلدنا بطرازه الحداثي المستقل سواء‬ ‫من حيث شكله (التابلويد) أو مضمونه الفكري الذي لم يفرض على كاتب أو‬ ‫مثقف اإلنتماء لحزب الزعيم والعالمة عالل الفاسي الذي يُصدره إيمانا بجدوى‬ ‫الثقافة في التعبير عن إرادة الشعوب‪ ،‬فكان «العلم الثقافي» في ذروة الغليان‬ ‫اإليديولوجي والمد اليساري طيلة السبعينيات حاضنا لكتابات أدباء يُراسلونه‬ ‫من أقصى يسار زنازينهم بالمعتقل‪ ،‬أما اليوم وبعد أن انقرضتْ الكثير من‬ ‫اليقينيات السياسية في عصرنا المعلوماتي الذي يجعلكَ تتحسَّس جسمك‬ ‫هل أنت واقعيٌّ أم مجرد كائن افتراضي‪ ،‬ما زلتَ تجد من يضرب الصنج‬ ‫بأخماسه وإذا كان في ُلؤمه كريما فبأسداسه عازفا على ثنائيات بائدة من‬ ‫قبيلة هذا يميني و ذاك يساري علماً أنه يأكل بهما معاً‪ ،‬وهو بتزييفه للتاريخ‬ ‫و ادعائه لزعامات فارغة لن يتالعب بالعقول إال التي اتخذت في االنتهازية‬ ‫سبيال وبعثتهُ بين الناس ديناصورا‪!..‬‬ ‫قد ال يعجبني العجب الذي ينطوي في كثير من مفاجاءته على ما ال يسُرُّ‬ ‫عدوا أو حبيبا‪ ،‬ولكن أعترف بيني وبين نفسي التي تحاول أن تُصالحني‬ ‫فأخاصمها عُنو ًة كي ال أصاب بالغرور‪ ،‬أن ملحق « العلم الثقافي» بفضل‬ ‫أقالمه الوازنة والموزونة َّ‬ ‫حقق ذيوعاً امتد واصال بإشعاعه األدبي إلى كل‬ ‫األصقاع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والربوع مغربا و مشرقا‪ .‬ولكمْ أغتبط وأنا أنظر كيف تتَّسع يوما عن يوم‬ ‫رقعته الجغرافية رغم اإلكراهات بنفس حجم اتِّساع حُضنه لكل األجيال ما‬ ‫دامت تتوفر في ما يكتبونه شروط األدبية‪ ،‬و كأنه يقول بلسان حالي‪ :‬أنا في‬ ‫حدودي الضيقة ال حدود لي‪!..‬‬ ‫الملحق رغم أنَّه ليس قطعة أرضية في ملكية أحد وتستدعي كأي عقار‬ ‫التحفيظ‪ ،‬فهو ٌ‬ ‫إرث ثقافي مغربي للجميع نَصيبٌ في مساحاته التي لن‬ ‫َ‬ ‫تُجْدِينا بياضاتها إبداعا‪ ،‬ولكمْ يعجبني أن تجد أحد الكثرة ممن يُكِنُّون‬ ‫له الغيْرة يكاد يصبح في كل المنتديات والندوات ناطقا غير رسمي باسمه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فيتملكه بلسانه ولو لم ُ‬ ‫تط ْله يدُه‬ ‫جشع‬ ‫وقد تنْقلبُ غيْرتُه على الملحق إلى ٍ‬ ‫فهي مثل بصيرته قصيرة‪،‬‬


‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)923‬‬

‫‪13‬‬

‫رواية “الشريفة”‬

‫ظلت مدينة طنجة تمارس غوايتها المشتهاة على نفوس مريديها‪ .‬وظلت المدينة حضنا‬ ‫دافئا الستلهام الذاكرة الجماعية‪ ،‬قبل تطويعها واستثمارها في أعمال تخييلية وإبداعية متواترة‪.‬‬ ‫وظلت طنجة مرفأ مشرعا على رحابة فعل التأمل‪ ،‬وعلى متعة تذوق قيم الجمال‪ ،‬وعلى تلمس معالم‬ ‫البهاء‪ .‬لذلك‪ ،‬أضحت فضاءات المدينة‪ ،‬ووجوه أناسها‪ ،‬وسرديات محكياتها‪ ،‬وشواهد أمكنتها‪ ،‬نقاطا‬ ‫ارتكازية لكتابة تخييلية أحسنت اإلنصات لنبض التحول في عوالم طنجة العجيبة‪ ،‬طنجة التاريخ‬ ‫والذاكرة‪ ،‬طنجة التمثل والهوية‪ ،‬وطنجة الميراث والمآل‪.‬‬ ‫لقد قيل الشيء الكثير عن أسرار مدينة طنجة الناهضة من عبق التاريخ‪ ،‬وكتبت مصنفات عدة‬ ‫عن عشق طنجة الصوفي‪ ،‬وأنجزت دراسات على دراسات لتشريح تراكم الكتابة عن طنجة‪ .‬ومع كل‬ ‫ذلك‪ ،‬ظلت المدينة كتابا مفتوحا ومتجددا باستمرار‪ ،‬ومغتنيا بالكتابة حوله وحول طقوس العشق‬ ‫األخاذ الذي تجاوز الحدود واألمكنة والقارات والجغرافيات الوجوه واألسماء‪ .‬ولعل ذلك ما جعل منها‬ ‫فضاءا أثيرا الستنساخ القصص العجيبة ل”ألف ليلة وليلة”‪ ،‬بل وإلجراء التقابالت الممكنة بين سقف‬ ‫الخيال وحدود الواقع‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬اغتنى مجال تلقي الكتابة اإلبداعية المشتغلة حول الذاكرة‬ ‫الجماعية للمدينة بتراكم فريد ال نعتقد أن أي مدينة مغربية أخرى حظيت به‪ .‬لقد أصبح كتاب طنجة‬ ‫شرفة مفتوحة على شغف عشاق المدينة ومريديها‪ ،‬كل يساهم فيه بمكنونات ذاكرته‪ ،‬وكل ينحت‬ ‫فيه مساره الخاص انطالقا من تجربته الشخصية مع عوالم المدينة ومع دهشة عشقها األخاذ‪.‬‬ ‫ولعل هذا ما جعل البحث التاريخي الوطني المعاصر ينحو أكثر فأكثر‪ ،‬نحو االنفتاح على النصوص‬ ‫اإلبداعية‪ ،‬شعرا ونثرا وتشكيال ومسرحا وسينمائيا‪ ،‬من أجل تحويلها إلى أرضية لتفكيك واقع طنجة‬ ‫وعمق هويتها الثقافية المميزة‪ ،‬خاصة وأن األمر يتعلق بكتابات إبداعية وتخييلية متحررة من صرامة‬ ‫الكتابة التاريخية الوفية لمنطق الوثيقة المادية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ازداد االنفتاح على هذه األعمال‬ ‫بالنظر لقدرتها الكبيرة على التوثيق للتراث الرمزي غير المدون‪ ،‬في إطار كتابة نسقية تحسن التقاط التفاصيل‬ ‫الكامنة في ضمائر الناس وفي التعبيرات المجردة التي تصنع مكونات الذاكرة الجماعية‪ .‬فعين المبدع قادرة التقاط‬ ‫التفاصيل المنفلتة من بين إواليات صنعة كتابة التاريخ‪ ،‬ومن بين سرديات الكتابة العالمة التي تنتجها النخب‬ ‫في إطار تماهيها مع المحكيات التقليدانية‪ .‬هي عودة لإلنصات للنبض اليومي لحياة الناس البسطاء‪ ،‬في نظمهم‬ ‫المعيشية اليومية‪ ،‬وفي أنساقهم الفكرية المميزة‪ ،‬وفي حميمياتهم المخصوصة‪ ،‬وفي أحالمهم المؤجلة بتعبيراتها‬ ‫المادية والرمزية الكثيفة والمتداخلة‪ .‬وال شك أن االنفتاح على هذا النوع من التمثالت الذهنية لواقع طنجة “الذي‬ ‫كان”‪ ،‬يقدم زادا خصبا لمؤرخي المرحلة الراهنة قصد تفكيك البنى االجتماعية واإلنتروبولوجية والثقافية المركبة‬ ‫والمتداخلة لواقع طنجة الرمزي‪ ،‬ولتراثها التاريخي غير المدون‪.‬‬ ‫في إطار هذا التصور العام‪ ،‬يندرج اهتمامنا بقراءة رواية “الشريفة”‪ ،‬للمبدع يوسف شبعة الحضري‪ ،‬الصادرة في‬ ‫طبعتها األولى سنة ‪ ،2017‬كمحاولة إلضفاء بعد إجرائي على المحددات العلمية والمنهجية التي أضحى علم التاريخ‬ ‫الراهن ينفتح –من خاللها‪ -‬على النصوص اإلبداعية عموما‪ ،‬وعلى الكتابات الروائية بشكل خاص‪ .‬فإذا كان الشعر‬ ‫العربي القديم قد اعتبر ديوانا للعرب‪ ،‬فإن الرواية أضحت سجال للذاكرة الجماعية للعرب خالل المرحلة الراهنة‪ .‬فهل‬ ‫يمكن أن نكتب تاريخ مدينة القاهرة بدون االسترشاد بأعمال نجيب محفوظ؟ وهل باإلمكان الكتابة عن تحوالت‬ ‫منطقة الخليج العربي بدون العودة ألعمال عبد الرحمن منيب‪ .‬وهل باإلمكان القبض بتفاصيل مخاضات القضية‬ ‫الفلسطينية بدون العودة المتواصلة لتشريح نصوص غسان كنفاني؟ وهل نستطيع قراءة واقع مغرب االستعمار‬ ‫واالنتقال نحو االستقالل بدون االنفتاح على نصوص عبد الكريم غالب؟ وهل باإلمكان فهم تحوالت الواقع العربي‬ ‫المأزوم بدون االسترشاد بنصوص حنا مينة؟ وكيف يمكن اإلمساك بتاريخ الذهنيات المحلية ببالد المغرب بدون‬ ‫اإلحالة المستمرة على النصوص الروائية للرائدين عبد اهلل العروي وأحمد التوفيق؟‪...‬‬ ‫على هدي هذه األسئلة المدخلية‪ ،‬أمكن تأطير تقديمنا للرواية موضوع هذه المادة‪ ،‬بطرح سؤالنا المدخلي‪ :‬هل‬ ‫يمكن اإلمساك بتالبيب الذاكرة الجماعية لعوالم طنجة خالل عقود القرن الماضي بدون العودة لنص “الشريفة”‪ .‬لقد‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫استطاعت هذه الرواية تقديم احتفاء استثنائي بعوالم حميمية تشكل العمق اإلنساني لمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬من خالل محكيات عائلية ترتبط بمسار أسرة طنجاوية بامتياز‪ ،‬أسرة تختزل نظيمة‬ ‫القيم والسلوك لدى األسر المحلية من خالل شخصياتها الفاعلة‪ ،‬حيث تتعايش أهواء شتى‪،‬‬ ‫وحيث تتداخل مواقف مختلفة‪ ،‬تجمع بين المتناقضات القائمة وبين األحالم المشروعة‪ .‬في هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬تنتصب شخصيات موزعة في مواقفها بين الخير والشر‪ ،‬بين الحب والبغض‪ ،‬بين الوفاء‬ ‫والطمع‪ ،‬بين البراءة والمكر‪ ،‬بين الجنون والحكمة‪ ،‬بين اإلحسان والخداع‪ ...،‬صفات بشرية‬ ‫نجدها في كل بقاع العالم‪ ،‬لكنها اكتست سمة طنجاوية بامتياز عندما ربطها يوسف شبعة‬ ‫الحضري بعوالم طنجة المخصوصة‪ ،‬بدءا من شخصية “الشريفة” نفسها والتي تختزل قيم‬ ‫العطاء والبذل‪ ،‬ومرورا بكل الشخصيات األخرى التي أثثت فضاء الرواية‪ ،‬مثل “يما رحمة”‪ ،‬وعبد‬ ‫المجيد‪ ،‬وعبد الرحمان‪ ،‬وإدريس‪ ،‬وخالد‪ ،‬وخديجة‪ ،‬والزيالشي‪ ،‬وعبسليمو زوج “يما رحمة”‪...،‬‬ ‫لم يكتف الكاتب باستثمار كثافة الفعل والموقف والسلوك لدى كل واحد من شخصيات‬ ‫نصه الروائي‪ ،‬بل نجح في تحويل األمر إلى سيرة ذاتية‪/‬جماعية لدى كل واحد من الشخصيات‬ ‫المذكورة‪ .‬ولقد رسخ هذا األفق العام‪ ،‬بانفتاح هائل على أعالم الفكر والثقافة والعطاء بالمدينة‬ ‫وبتوظيف عطائهم داخل بنية السرد‪ ،‬مثلما فعل مع كل من الشيخ محمد بن الصديق‪ ،‬وأحمد‬ ‫بن عجيبة‪ ،‬ومحمد شكري‪ ،‬ومحمد شبعة‪ ،‬والعربي اليعقوبي‪ ،‬وبول بولز‪ ،‬وتينيسي وليامز‪ ،‬وإيف‬ ‫سان لوران‪ ،‬وكالوديو برافو‪ ،‬وهنري ماتيس‪ ،‬وأوجين دي الكروا‪ ،‬وعبد اللطيف بن جلون الذي‬ ‫كان عامال على مدينة طنجة بعيد االستقالل‪ ...،‬وبموازاة استحضار أسماء طنجة ذات القيمة‬ ‫الثقافية واالعتبارية‪ ،‬حرص المؤلف على استحضار الفضاءات المؤثثة لألمكنة التي احتضنت‬ ‫دروب السرد ومتاهاته‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تحضر األمكنة كموجه لألحداث وللذاكرة‪ ،‬مثلما هو الحال –على سبيل المثال‬ ‫ال الحصر‪ -‬مع فضاءات شارع الحرية‪ ،‬وسينما ألكسار وكابيتول‪ ،‬وشارع باستور‪ ،‬والسوق البراني‪ ،‬وحي المصلى‪،‬‬ ‫والزاوية الدرقاوية‪ ،‬وطريق خوصفات‪ ،‬ودار البارود‪ ،‬وحي مارشان‪ ،‬وحي القصبة‪ ،‬ومستشفى الدوق دي طوبار‪،‬‬ ‫ومستشفى القرطبي‪ ،‬وحي حسنونة‪ ،‬ومقهى الحافة‪ ،‬والباليا‪ ،‬وأوطيل المنزه‪ ،‬وحي بني مكادة‪ ،‬ومسرح سيربانطيس‪،‬‬ ‫وطريق الصياغين‪ ،‬وفندق الشجرة‪...،‬‬ ‫أمكنة على أمكنة‪ ،‬ووجوه على وجوه‪ ،‬ورموز على رموز‪ ،‬وشواهد على شواهد‪ ،‬تعيد رسم الذاكرة الجماعية لمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬في إطار كتابة استرجاعية تتجاوز سقف الكتابة الخطية للسير الذاتية بمعناها الحصري الضيق‪ ،‬لتحتفي على‬ ‫طريقتها اإلبداعية بعوالمها اإلنسانية المخصوصة‪ ،‬القائمة والمندثرة‪ .‬ولعل هذا ما أدرك بعده الروائي التأصيلي‬ ‫األستاذ محمد المسعودي‪ ،‬عندما قال في كلمته التصديرية‪“ :‬إن رواية “الشريفة” للكاتب يوسف شبعة الحضري‬ ‫تشكل سردا خالصا لوجه المدينة ولوجه أهلها‪ ،‬وبعض شخصياتها المعروفة‪ ...،‬إن مجموعة من الوقائع واألحداث‬ ‫التي عاشها كثيرون من سكان المدينة‪ ،‬توفق شبعة في توظيفها توظيفا روائيا محكما‪ ،‬فأحسن السبك‪ ،‬وأحسن‬ ‫الوصف‪ ،‬وأتقن تطريز عمله بما يشد القارئ ويبهره وبما يمتعه‪.”...‬‬ ‫هي حبكة روائية قوية‪ ،‬جمعت بين سالسة اللغة‪ ،‬وبين كثافة توظيف المتخيل الجماعي‪ ،‬ثم بين القدرة على‬ ‫استلهام ممكنات الواقع والتاريخ قصد تحويلها ألرضية صلبة تنهض عليها ملكة التخييل وموهبة السرد‪ .‬لقد أحسن‬ ‫األستاذ شبعة اإلمساك بأطراف الخيط الرقيق والرفيع الرابط بين حدود الواقع والتاريخ والمعاناة الشخصية من‬ ‫جهة‪ ،‬وبين سقف الخيال واإلبداع من جهة ثانية‪ .‬وفي ذلك إضافة نوعية هامة‪ ،‬ال شك وأنها ترتقي بصاحبها إلى‬ ‫مصاف رموز طنجة المبدعة‪ ،‬ممن ظلوا يصنعون معالم التميز‪ ،‬ونبوغ العطاء‪ ،‬وسمو اإلبداع‪ ،‬داخل مكونات الهوية‬ ‫الثقافية للمدينة‪ ،‬باألمس واليوم‪.‬‬

‫األديب المغربي العربي بنجلون‬

‫في ضيافة الطفولة القارئة بمدينة تطوان‬ ‫عرفت قاعة الندوات بالمركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين بتطوان‪ ،‬يوم‬ ‫الجمعة ‪ 29‬نوفمبر ‪ ،2019‬يوما سيخلده التاريخ الثقافي للمدينة‪ ،‬ويُسجَّل في مسار منتدى الروافد للثقافة‬ ‫والفنون‪ ،‬ورئيسته الدكتورة فاطمة الميموني‪ ،‬عالمة وامضة ال يخبو وهجها؛ وذلك باستضافة قامة مغربية‬ ‫في األدب المغربي‪ ،‬األديب ورجل التربية والتدريس‪ ،‬العربي بنجلون‪ ،‬فكان أن زغردت الطفولة وانتشت‪،‬‬ ‫ففاضت تعابير وإمكانات من الوعي‪ ،‬ألجمت ألسنة الحضور‪.‬‬ ‫ساهم بحضورهم الباذخ أدباء المدينة ومبدعوها‪ ،‬وأطر جامعية‪ ،‬فكان من بين كل هؤالء المسرحي‬ ‫رضوان حدادو‪ ،‬والروائي عبد الجليل التهامي الوزاني‪ ،‬والشاعر حسن مارصو‪ ،‬والناقد والمحقق األكاديمي‬ ‫الدكتور محمد الفهري‪ ،‬باإلضافة إلى مهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة‪ ،‬وأطر من رجال التعليم ونسائه‪،‬‬ ‫وآباء بعض الحضور من األطفال‪/‬القراء‪ ،‬الذين شاركوا بمداخالتهم الناضجة والعميقة‪ ،‬ذات المرجعية‬ ‫القرائية‪ ،‬فكان أن ضجت القاعة بوعي آت يينع ويزهر‪.‬‬ ‫أطر اللقاء الدكتورة فاطمة الميموني‪ ،‬التي قدمت الضيف بكلمات الترحيب مع تعريف مقتضب‪،‬‬ ‫تاله شريط مصور يفصل حياة األديب العربي بنجلون‪ ،‬وعطاءه في الكتابة والتأليف‪ ،‬ثم ما قدمه للطفولة‬ ‫المغربية والعربية من أعمال رسخته كاسم فاعل في ذاكرة الصغار والكبار ببالدنا وبباقي دول العلم‪ ،‬إذ كان‬ ‫أن اعتمدت المنظومات التعليمية األوروبية بعض أبحاثه‪ ،‬ضمن تطبيقها ألطروحة التعليم غير النظامي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى اشتغاله في مجال اإلعالم مع كل من هولندا وسويسرا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بصمت‬ ‫فعالية هذا الحدث عالم ٌة فارقة في اللقاءات الثقافية‪ ،‬وكسرت توقعات قواعد الكبار‪ ،‬ذلك أن‬ ‫حضور وتفاعل األطفال‪ ،‬كاد يفوق حضور الكبار؛ فكان تجاوب الضيف الكبير مميزا وراقيا‪ ،‬إذ سمى هذه الفئة‬ ‫من ضيوف القاعة بالكبار‪ ،‬وبعيدا عن األساليب الفوقية أو الوعظية‪ ،‬أخذت حواراته معهم باهتمام وإعجاب‬ ‫باقي الحضور‪ ،‬وأبهجت صدور األطفال الكبار‪ ،‬وأطلقت ألسنتهم بالسؤال والتفاعل المباشر مع نجمهم في‬ ‫التصور القرائي لديهم‪.‬‬ ‫بعد فقرة التقديم‪ ،‬أعطيت الكلمة للزهرة حمودان التي قدمت عرضا استقرائيا في المسار اإلبداعي‬ ‫للضيف‪ ،‬تحت عنوان‪ “ :‬البعد االمبيريقي في أعمال األديب المغربي العربي بنجلون”‪ ،‬في محاولة للكشف‬ ‫عن المشروع الفكري‪/‬الوطني لديه؛ وذلك من خالل قراءة عتبات العنوان ألعماله‪ .‬تلتها مداخلة الناقد خالد‬ ‫البقالي القاسمي‪ ،‬حول كتاب “األدب المغربي” من تأليف المحتفى به‪ ،‬ليفتح باب الحوار والمناقشة‪ ،‬فتفاعلت‬ ‫القاعة بكافة فئاتها العمرية‪ ،‬حيث فك عقال السؤال وتألقت المعرفة‪ ،‬وغدقت على الجموع فيوضات تجربة‬ ‫متفردة بوجودها الفاعل والمؤثر في الثقافة المغربية المعاصرة‪ ،‬أفادت الجميع‪.‬‬ ‫تم اختتام الحفل التكريمي لرائد الكتابة للطفل ببالدنا‪ ،‬األديب والباحث والمفكر العربي بنجلون‬ ‫بتسليمه درع منتدى الروافد للثقافة والفنون‪ ،‬والشواهد التقديرية على المساهمين في تنشيط الحدث‪،‬‬ ‫بمن فيهم األطفال الذين كانت لديهم مداخالت في هذا اللقاء‪ .‬كما قام الضيف بتوقيع بعض كتبه‪ ،‬وأخذ‬ ‫صور تذكارية مع الحضور‪.‬‬ ‫ومما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬الجهود القيمة للسيد عماد العطار المسؤول عن التنشيط الثقافي بالمركز‬ ‫السوسيوثقافي لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين بتطوان‪ ،‬من أجل إنجاح هذا اللقاء‪ ،‬وكذا‬ ‫األستاذة سعاد الخياط‪ ،‬وباقي الطاقم التربوي النسائي الذي أشرف على تأطير أطفال نادي القراءة بالمركز‪.‬‬

‫الزهرة حمودان‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪14‬‬

‫الظلم ظلمات يوم القيامة‬ ‫للهَّ ُ‬ ‫للهَّ ُ‬ ‫هفت �إليه �سمعي وهو ي�سعى يف ّ‬ ‫كل عمل �صالح‪ ،‬امتثاال للخالق من الأعمال أَ� ِي‪ْ :‬‬ ‫‪� ...‬أ ْر ُ‬ ‫اط ُلبُ وا ا ْل ِه َداي َ​َة ِم ِّني أَ� َّي َن ْو ٍع ِم ْنهَا (�أَهْ ِد ُك ْم) ‪ِ :‬إ� ْذ اَل َه ِاد َي ِ�إ اَّل ا ‪ ،‬و َ​َل ْو اَل ا مَ ا اهْ َت َديْ َنا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاً‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ور ِّ‬ ‫ور ُّ‬ ‫الد ْني َِويَّ ِة ت ْك ِمي ِل ْل َم ْرت َبتينْ ِ ‪ ،‬مُ ْقت ِ�ص ًرا‬ ‫ين َّي ِة �ش َر َع فيِ ْ أ‬ ‫اتقوا الظلم‪ ،‬ف� َّإن الظلم ظلمات يوم القيامة ‪ .‬ولقول اهلل َو ا ف َرغ ِم َن اِال ْم ِت َن ِان ِب ْ أ‬ ‫النبي “�صلعم” ‪:‬‬ ‫‪ .‬ومبا جاء به‬ ‫الد ِ‬ ‫ّ‬ ‫المُ ِ‬ ‫المُ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ينْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ�ص ِف الجْ َ َّن ِة‪�ِ { :‬إ َّن َل َك �أَ اَّل‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫�س‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫َال‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫َه‬ ‫و‬ ‫َا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ك‬ ‫عَ‬ ‫ْ ِ ِ عَ‬ ‫وَ‬ ‫أن�صرنك‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫تبارك وتعالى‪ْ � ،‬أي تقد َ‬ ‫ْ‬ ‫�س وتنز َه وتعاظمَ ‪ ،‬وجتلى وعلت قدرَته ‪ :‬وعزتي وجاليل ل َ‬ ‫فيِ‬ ‫ْ َ يْ ِ‬ ‫ولو بعد حني ‪ .‬وقد �أ�شار اخلطيب‪ ،‬وكلما ذكرهُ الذاكرون (اهلل) يُ قرنون ا�سم اجلاللة ب تجَ ُ و َع ِفيهَا و اَ​َل َت ْع َرى – َو�إِ َّن َك اَل َت ْظ َم�أُ ِفيهَا و اَ​َل َت ْ�ض َحى} [طه‪ 119 - 118 :‬و َ​َلعَ َّل َت ْر َ‬ ‫ك َّ‬ ‫الظ َم ِ أ�‬ ‫{�س َر ِاب َ‬ ‫اء ِب َد اَل َل ِة المْ ُ َقاب َ​َل ِة َن ْحوَ َق ْو ِل ِه َتعَ َ‬ ‫يل َت ِق ُ‬ ‫ْ‬ ‫“تبارك وتعالى” ‪ .‬فالدنيا مزرعة الآخرة‪ ،‬منها �أداء اهلل يف حقه‪ ،‬وقد بُ ْ‬ ‫يك ُم الحْ َ َّر} [النحل‪ 81 :‬أَ� ْي‪ :‬وَا ْلبرَ ْ دَ ‪.‬‬ ‫الى‪َ :‬‬ ‫اك ِت َف ٌ‬ ‫نيت على تقوى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اَّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ�س ْط ُت‬ ‫َادي كلك ْم َج ِائعٌ ) �أ ْي‪ :‬محُ ْ ت ٌ‬ ‫اج �إِلى الطعَ ِام (�إِل مَ ْن �أ ْطعَ ْمت ُه) �أ ْي‪ :‬مَ ْن �أ ْطعَ ْمت ُه َوب َ‬ ‫�ضال �إال مَ ن هديته (يَا ِعب ِ‬ ‫واملحبة والوئام ‪ .‬ف�إياكم والظلم ‪ .‬كلكم‬ ‫من اهلل تبارك وتعالى‪ ،‬باملودَّ ة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫امَ‬ ‫وت وَا ْل ُق َّو َة‬ ‫ري‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫َت‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫اب‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الط‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫اط‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫ا�س‬ ‫(ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ز‬ ‫الر‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫عَ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ‬ ‫بُ‬ ‫ْ ِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫والربد ‪,‬‬ ‫احلر‬ ‫فا�ستهدوين ‪ ..‬وي�ست�شهد اخلطيب بداللة املقابلة‪� ،‬إذ ي�شري �إلى الظم إ� و�إلى‬ ‫عَ ِ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ُ ونيِ‬ ‫اج �إِ َلى َ�سترْ ِ عَ ْور َِت ِه َو ِ�إ َلى َّ‬ ‫الأكل واللبا�س‪ ،‬وهي كلمات جوامع ‪ .‬على امل�ؤمن �أنْ ي�سعى ّ‬ ‫الت َن ُّع ِم ِب�أَ ْنوَ ِاع‬ ‫َادي ُك ُّل ُك ْم عَ ٍار �أَ ْي‪ :‬محُ ْ َت ٌ‬ ‫يحتاج �إلى ِم ْن ب َِابي‪�( ،‬أُ ْط ِع ْم ُك ْم)‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫لكل عمل �صالح‪� ،‬إذ به‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اَّ‬ ‫َ‬ ‫ا�س َت ْك ُ�سونيِ ) أَ� ِي‪ْ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫اط ُلبُ وا ِم ِّني ا ْل ُك ْ�سوَ َة ( َ�أ ْك ُ�س ُك ْم)‪� :‬أَ ْي‪� :‬أُي َِّ�س ْر‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫�س‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َز‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َا�س‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫النبي “�صلعم” ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ مَ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يتطر َق �إليه �شك فيما جاء به‬ ‫رحمة اهلل‪ ،‬بقلوب ت�صل �إلى معرفته ‪ .‬و�أنْ ال‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أر�سله اهلل َّ‬ ‫جل وعال ب�شرياً ونذيراً ‪ .‬لنعمل على لك ْم َحال ِتك ْم‪َ ،‬و�أ ِزيل عَ ْنك ْم مَ َ�س ِاوئ ك ْ�ش ِف َ�س ْو� ِآتك ْم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وهوالرحمة ا ُملهداة والنعمة ا ُمل�سداة‪ ،‬الذي �‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َالنه َِار َو أَ� َنا �أَ ْغ ِف ُر ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫(بال َّل ْي ِل و َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وب َج ِميعً ا)‬ ‫‪.‬‬ ‫ون‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬ ‫ون‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫َاد‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫َا‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫الذ ُن َ‬ ‫ِ بُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ال�سر والعلن‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫و�سد �أل�سنتنا عن اللغو والنميمة ‪ .‬ملا ن�شتمل عليه‬ ‫محُ ا�سبة �أنف�سنا ونراقبها يف‬ ‫ّ‬ ‫َال ْذ َك ِار َو َن ْح ِو ِه َما‪َ .‬‬ ‫وقدره‪ ،‬وهو النا�صر (اهلل) �أَ ْي‪ِ :‬ب َّ‬ ‫ا�س َت ْغ ِف ُرونيِ ) �أَ ِي‪ْ :‬‬ ‫اط ُلبُ وا المْ َ ْغ ِف َر َة ِم ِّني‬ ‫الت ْوب َِة‪� ،‬أَ ْو ِب اِال ْ�س ِت ْغ َف ِار و َْ أ‬ ‫ّ‬ ‫من ح�سن الظن باهلل َّ‬ ‫(ف ْ‬ ‫وجل ‪َّ � .‬إن امل�سلم ي�ؤمن بق�ضاء اهلل تعالى َ‬ ‫عز‬ ‫َ‬ ‫َ�ضمِّ ِه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ض ِاد و َ‬ ‫َادي �ِإ َّن ُك ْم َل ْن َت ْب ُل ُغوا َ‬ ‫�ض ِّري) ‪ِ :‬ب َف ْت ِح َّ‬ ‫ْ‬ ‫(ف َت ُ�ض ُّرونيِ ‪ ،‬و َ​َل ْن َت ْب ُل ُغوا‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫َا‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫(‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ْ ْ‬ ‫ثم الأجر على ْ‬ ‫قدر طاعة اهلل تعالى ور�سوله “�صلعم”‪ ،‬من تقوى اهلل‪ ،‬والت�صديق‬ ‫لدينه ‪َّ .‬‬ ‫ل ْن ُف ِ�س ُك ْم َو�إِنْ �أَ َ�س ْ�أ مُ ْ‬ ‫يغ�سل َن ْف ِعي َف َت ْن َفعُ ونيِ )‪� :‬إِنْ �أَ ْح َ�س ْن ُت ْم َ�أ ْح َ�س ْن ُت ْم ِ َ أ‬ ‫ت َف َلهَا‪ ،‬و َ​َه َذا مَ ْع َنى َق ْو ِل ِه‪( :‬يَا‬ ‫َ‬ ‫وملن �أراد احلياة يف �أبهى ُحللها عليه �أنْ‬ ‫بالغيب‪ ،‬لكي ت�ستنه�ض به الهمم العالية ‪ْ .‬‬ ‫ود َ‬ ‫وج ُد‪َ ،‬والمْ ُ َرادُ َج ِميعُ ُك ْم ( َو ِ�إ ْن َ�س ُك ْم‪،‬‬ ‫م ْن َ�سيُ َ‬ ‫ين ( َو� ِآخ َر ُك ْم) ‪ :‬مِ َّ‬ ‫َادي َل ْو �أَ َّن �أَ َّو َل ُك ْم) أَ� ْي‪ِ :‬م َن المْ َ ْو ُج ِ‬ ‫ال�شم�س نهاراً يف ِعب ِ‬ ‫لكي ت�سطع ُ‬ ‫ُ‬ ‫له‬ ‫وال�شيطان‪،‬‬ ‫قلبه بالعفو واملغفرة‪ ،‬ليُ خرج منها النف�س‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الت ْقوَ ى ِب أَ�نْ َت ُك ُ‬ ‫َاح ٍد ِم ْن ُك ْم) �أَ ْي‪َ :‬ل ْو ُك ْن ُت ْم عَ َلى َغاي َِة َّ‬ ‫ونوا‬ ‫يتفاءل كما تتفاءل و َِج َّن ُك ْم َك ُانوا عَ َلى �أَ ْت َقى َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال�صباح البهيج‪ ،‬وهي �شم�س البهاء الأ�صيل عند الغروب ‪� .‬إذا بامل�سلم‬ ‫َاح ٍد ِم ْن ُك ْم‪( .‬مَ ا َزادَ َذ ِل َك) �أَ ْي‪ :‬مَ ا ُذ ِك َر (فيِ مُ ْل ِكي َ�ش ْي ًئا‬ ‫َج ِميعً ا عَ َلى َت ْقوَ ى �أَ ْت َقى َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ‬ ‫ثم مقام العفو عند املقدرة‪ ،‬كما جاء يف بيت من ال�شعر على ل�سان ال�شريف‬ ‫الع�صافري ‪َّ .‬‬ ‫َاح ٍد‬ ‫هطال َف َت ْن َفعُ ونيِ ‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫َادي‪َ ،‬ل ْو �أَ َّن أَ� َّو َل ُك ْم َو� ِآخ َر ُك ْم َو إِ� ْن َ�س ُك ْم و َِج َّن ُك ْم َك ُانوا عَ َلى أَ� ْف َج ِر َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ‬ ‫ً‬ ‫ثانية ~ �سقى زما َنكَ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫الر�ضي‪ ،‬واقتب�سه ال�شيخ عائ�ض القرين ‪ :‬يا ليلة العفو�أال ُعدتت‬ ‫يف َ‬ ‫�ص) ‪ِ :‬ب َّ‬ ‫َادي َل ْو َ أ� َّن َ�أ َّو َل ُك ْم‪،‬‬ ‫عبد و�إليه راجعٌ ‪ ،‬للنظر �إلى وجهه الكرمي يوم لقاء اهلل تبارك وتعالى‪ِ .‬م ْن ُك ْم‪ ،‬مَ ا َن َق َ‬ ‫(م ْن مُ ْل ِكي َ�ش ْي ًئا)‪( .‬يَا ِعب ِ‬ ‫(ذ ِل َك) �أَ ْي‪ :‬مَ ا ُذ ِك َر ِ‬ ‫الت ْخ ِف ِ‬ ‫من الديمَ ‪ .‬ف�أنا هلل ٌ‬ ‫َاح ٍد)‪َ :‬ق َ‬ ‫ال‬ ‫ا�س َت َم ُّروا (فيِ َ‬ ‫يد) أَ� ْي‪ :‬مَ َق ٍام (و ِ‬ ‫�ص ِع ٍ‬ ‫َو� ِآخ َر ُك ْم َو ِ إ� ْن َ�س ُك ْم و َِج َّن ُك ْم َقامُ وا) �أَ ْي‪ :‬و َ​َق ُفوا �أَ ِو ْ‬ ‫خطبتي اجلمعة للفقيه الدكتور حممد‬ ‫لذلك �شكلت‬ ‫ْ‬ ‫َج ِه ْ أَ‬ ‫ال�ص ِع ُ‬ ‫�ض‪،‬‬ ‫ابْ ُن َح َج ٍر‪َّ :‬‬ ‫اب وَعَ َلى و ْ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫يد يُ ْط َل ُق عَ َلى الترُّ َ ِ‬ ‫احلافظ الرو�سي د ْر�س ًا يدعو �إلى ال�شريعة التي قامت‬ ‫ال ِّ‬ ‫و َُهوَ المْ ُ َرادُ ُه َنا‪َ .‬‬ ‫ون‪َ .‬ق َ‬ ‫(ف َ�س�أَ ُلونيِ ) �أَ ْي‪ُ :‬ك ُّلهُ ْم �أَ ْج َمعُ َ‬ ‫يب ُّي‬ ‫على الرحمة ‪ :‬احلمد هلل �إِ َّن َ‬ ‫الط ِ‬ ‫هلل َن ْح َم ُدهُ َو َن ْ�س َت ِع ُ‬ ‫ين ُه‬ ‫احل ْم َد ِ‬ ‫ُ للهَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل َّن‬ ‫َاح ٍد‪ َ ِ ،‬أ‬ ‫و‬ ‫ام‬ ‫ق‬ ‫اع‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫ال�س‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫‪:‬‬‫ا‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫َح‬ ‫ر‬ ‫‬‫َّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ اِ ْ ِ َ ِ فيِ مَ ٍ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وب إِ� َل ْي ِه‪َ ،‬و َنعُ ُ‬ ‫اهلل‬ ‫يه َو َن ْ�ش ُك ُرهُ َو َن ْ�س َت ْغ ِف ُرهُ َو َن ُت ُ‬ ‫وذ ِب ِ‬ ‫َو َن ْ�س َتهْ ِد ِ‬ ‫ما يُ ْد ِه ُ‬ ‫�ش المْ َ ْ�س� َ‬ ‫ُ‬ ‫ؤول وَيُ ِه ُّم َوي َْع ُ�س ُر‬ ‫َت َز ُ‬ ‫ال�س�ؤَ ِال وَا ْز ِد َحامَ هُ ْم مِ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احمَ ُّ‬ ‫ات أ� ْع َم ِال َنا‪ ،‬مَ ْن يَهْ ِد اهلل َف َ‬ ‫ال مُ ِ�ض َّل‬ ‫ور أ� ْن ُف ِ�س َنا و َ​َ�س ِ ّي َئ ِ‬ ‫ِم ْن ُ�ش ُر ِ‬ ‫اف مَ َط ِال ِب ِه ْم‪َ ،‬‬ ‫اح مَ � ِآر ِب ِه ْم َو ِ�إ ْ�سعَ ُ‬ ‫ْ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ َّ َ َ َّ ُ‬ ‫ان‬ ‫عَ َل ْي ِه ِ�إنجْ َ ُ‬ ‫(ف�أَ ْع َط ْي ُت ُك َّل ِ�إ ْن َ�س ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َحدهَُ‬ ‫له وَمَ ْن يُ �ض ِلل فال ه ِادي له‪َ ،‬و�أ�شهَد �أال �إِله ِ�إال اهلل و ْ‬ ‫مَ ْ َ‬ ‫�ص َذ ِل َك)‬ ‫َاح ٍد (مَ ا َن َق َ‬ ‫ان و ِ‬ ‫�س أ� َل َت ُه) �أَ ْي‪ :‬فيِ � ٍآن و ِ‬ ‫َاح ٍد‪َ ،‬وفيِ مَ َك ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َ�ش ِر َ‬ ‫َح ِبي َب َنا وقدوتنا‬ ‫يك َل ُه َو أ� ْ�شه َُد �أ َّن َ�سيِّ َد َنا ونبينا و َ‬ ‫ال َتعَ َ‬ ‫(ما ِع ْن ِدي) ‪َ :‬ق َ‬ ‫الى‪َ { :‬و�ِإنْ ِم ْن َ�ش ْي ٍء ِ�إ اَّل‬ ‫�أَ ِي‪ ِْ :‬إ‬ ‫اء مِ َّ‬ ‫ال ْع َط ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫يمنا وَق ِائدنا وَق َّرة �أ ْعيُ ِننا محُ َ َّمدا عَ ْب ُدهُ‬ ‫ومعلمنا وَعَ ِظ َ‬ ‫�ص) أَ� ْي‪َ :‬ك َّ‬ ‫�ص‬ ‫ِع ْن َد َنا َخ َز ِائ ُن ُه} [احلجر‪�( 21 :‬إِ اَّل َك َما ي َْن ُق ُ‬ ‫الن ْق ِ‬ ‫َور َُ�س ُ‬ ‫و�ص ْفوَ ُة َخ ْ‬ ‫آله‪،‬‬ ‫�‬ ‫وعلى‬ ‫و�سلم‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫�صلى‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ول ُه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ش ْي ِء ا َّل ِذي ي َْن ُق ُ�ص ُه (المْ ِ ْخي ُ‬ ‫�أَ ِو َّ‬ ‫البْ َر ُة ( ِ�إ َذا �أُدْ ِخ َل‬ ‫َط)‪ ،‬أَ� ِي‪ ِْ :‬إ‬ ‫بلغ الر�سالة‪ ،‬و�أدى الأمانة‪ ،‬ون�صح الأمة‪ ،‬وجاهد يف اهلل‬ ‫َح َر)‪� .‬أقول قويل هذا‪....‬‬ ‫ا ْلب ْ‬ ‫حق جهاده حتى �أتاه اليقني‪ ،‬من يطع اهلل ور�سوله فقد‬ ‫اخلطبة الثانية‪ :‬احلمد هلل رب العاملني‪......‬‬ ‫هدي �إلى �صراط م�ستقيم‪ ،‬ومن يع�صهما فال ي�ضر �إال‬ ‫َادي‪� ،‬إِنمَّ َ ا ِه َي) أَ� ِي‪ :‬ا ْل ِق َّ�ص ُة (�أَ ْع َم ُال ُك ْم �أُ ْح ِ�صيهَا)‬ ‫(يَا ِعب ِ‬ ‫نف�سه‪ ،‬وال ي�ضر اهلل �شيئا‪� ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫�أَ ْي‪� :‬أَ ْح َف ُظهَا َو�أَ ْك ُتبُ هَا (عَ َل ْي ُك ْم)‪ُ .‬‬ ‫(ث َّم ُ أ�و َِّف ُ‬ ‫اها) ‪َّ :‬‬ ‫يك ْم ِ�إيَّ َ‬ ‫الت ْو ِفي َُة‬ ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫بتقوى‬ ‫ونف�سي‬ ‫عباد اهلل تعالى‪� :‬أو�صيكم‬ ‫الت َم ِام أَ� ْي‪� :‬أُ ْع ِط ُ‬ ‫َاح ٍد عَ َلى َّ‬ ‫اء �أَ ْع َم ِال ُك ْم‬ ‫يك ْم َج َز َ‬ ‫اء َح ٍّق و ِ‬ ‫إِ� ْع َط ُ‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫و َِافيًا َتامًّ ا‪ِ� ،‬إنْ َخيرْ ًا َف َخيرْ ٌ َو ِ�إنْ َ�ش ًّرا َف َ�ش ٌر‪َ .‬‬ ‫َج َد َخيرْ ًا)‬ ‫(ف َم ْن و َ‬ ‫ُ للهَّ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫عَ ْن �أَ ِبي َذرٍّ ‪ -‬ر َِ�ض َي اللهَّ ُ عَ ْن ُه ‪َ -‬ق َ‬ ‫ا‬ ‫ول‬ ‫َ�س‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يق َخيرْ ٍ ِم ْن َربِّ ِه وَعَ َم َل َخيرْ ٍ ِم ْن َن ْف ِ�س ِه َ‬ ‫�أَ ْي‪َ :‬ت ْو ِف َ‬ ‫َح َم ِد‬ ‫(ف ْلي ْ‬ ‫للهَّ ُ‬ ‫يما ي َْر ِوي عَ ِن اللهَّ ِ ‪َ -‬تبَار َ‬ ‫َك‬ ‫�ص َّلى ا عَ َل ْي ِه و َ​َ�س َّلمَ ‪ِ -‬ف َ‬ ‫ َ‬‫للهَّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َج َد‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫َم‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫ي‬ ‫َاد‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫يق‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫)‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫عَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ِ ِ ِيَّ اهُ ِ يرْ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نيِّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫الظ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫َاد‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫َا‬ ‫ي‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫‬‫ى‬ ‫ال‬ ‫عَ‬ ‫مَ‬ ‫و َ​َتعَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َغيرْ َ َذ ِل َك) أَ� ْي‪�َ :‬ش ًّرا �أَ ْو �أَعَ َّم ِم ْن ُه َ‬ ‫لَ َّن ُه‬ ‫(فلاَ ي َُلومَ َّن �إِ اَّل َن ْف َ�س ُه)‪ ِ :‬أ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َادي‬ ‫َن ْف ِ�سي‪ ،‬و َ‬ ‫َجعَ لته ب َْينك ْم محُ َ َّرمً ا‪ ،‬ف تظا وا‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫�ص َد َر ِم ْن َن ْف ِ�س ِه‪� ،‬أَ ْو ِ أَ‬ ‫َاق عَ َلى َ‬ ‫ري ِ�إ َل ْي ِه‬ ‫�ضلاَ ِل ِه ا َّل ِذي �أُ ِ�ش َ‬ ‫َ‬ ‫ل َّن ُه ب ٍ‬ ‫َ‬ ‫�ض ٌّ‬ ‫ُك ُّل ُك ْم َ‬ ‫َادي‬ ‫ا�س َتهْ ُدونيِ �أهْ ِد ُك ْم‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫ال ِإ� اَّل مَ ْن َه َديْ ُت ُه; َف ْ‬ ‫�ض ٌّ‬ ‫ِب َق ْو ِل ِه‪ُ :‬ك ُّل ُك ْم َ‬ ‫ال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا�ستط ِع ُمونيِ أ�ط ِع ْمك ْم‪ .‬يَا‬ ‫َ‬ ‫ُك ُّل ُك ْم َج ِائعٌ �إِل مَ ْن �أطعَ ْمت ُه; ف ْ‬ ‫اهلل وَمَ َ‬ ‫ون عَ َلى َّ‬ ‫�ص ُّل َ‬ ‫الن ِب ِ ّي يَا‬ ‫عباد اهلل تعالى‪ِ :‬إ� َّن‬ ‫ال ِئ َك َت ُه يُ َ‬ ‫ا�س َت ْك ُ�سونيِ �أَ ْك ُ�س ُك ْم‪ .‬يَا‬ ‫ِعب ِ‬ ‫َادي ُك ُّل ُك ْم عَ ٍار ِإ� اَّل مَ ْن َك َ�س ْو ُت ُه; َف ْ‬ ‫�أَيُّ هَا ا َّل ِذ َ‬ ‫يما (‪� )٥٦‬سورة‬ ‫ين َءامَ ُنو ْا َ‬ ‫�ص ُّلو ْا عَ َل ْي ِه و َ​َ�س ِ ّل ُمو ْا َت ْ�س ِل ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َالنه َِار‪َ ،‬و�أ َنا أ� ْغ ِف ُر ُّ‬ ‫ون ِبال َّل ْي ِل و َّ‬ ‫َادي �إِ َّن ُك ْم ت ْخ ِطئ َ‬ ‫وب‬ ‫الذ ُن َ‬ ‫ِعب ِ‬ ‫ءال‬ ‫الأحزاب‪َ .56/‬ال َّلهُ َّم َ‬ ‫�ص ِ ّل عَ لى َ�س ِ ّي ِدنا محُ َ َّم ٍد وعَ لى ِ‬ ‫َ‬ ‫الدكتور محمد الحافظ الروسي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َادي �إِنك ْم لن ت ْبلغوا‬ ‫ا�ستغ ِف ُرونيِ �أغ ِف ْر لك ْم‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫َج ِميعً ا‪ ،‬ف ْ‬ ‫ءال‬ ‫َ�س ِ ّي ِدنا‬ ‫حمم ٍد َك َما َ‬ ‫�ص َّل ْي َت عَ لى َ�س ِ ّي ِدنا �إِبْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫راهيمَ وعلى ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َاد‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫َا‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫وا‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫عُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ونيِ‬ ‫�ض ِّري َف َت ُ�ض نيِ‬ ‫ءال َ�س ِ ّي ِدنا‬ ‫وبار ْك على َ�س ِ ّي ِدنا‬ ‫َ�س ِ ّي ِدنا �ِإبْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫حمم ٍد وعلى ِ‬ ‫راهيمَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َل ْو �أن أ� َّولك ْم‪َ ،‬و� ِآخ َرك ْم‪َ ،‬و ِ�إن َ�سك ْم‪ ،‬و َِجنك ْم كانوا عَ لى �أتقى‬ ‫م ٌ‬ ‫راهيمَ �إِ َّن َك َح ِم ٌ‬ ‫يد‪.‬‬ ‫ءال َ�س ِ ّي ِدنا �إِبْ ِ‬ ‫حمم ٍد َك َما بار َْك َت على َ�س ِ ّي ِدنا �إِبْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫راهيمَ وعلى ِ‬ ‫يد جَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َادي َل ْو �أ َّن �أ َّو َل ُك ْم َو� ِآخ َر ُك ْم‪َ ،‬و ِ�إ ْن َ�س ُك ْم‪،‬‬ ‫َاح ٍد ِم ْن ُك ْم; مَ ا َزادَ َذ ِل َك فيِ مُ ْل ِكي َ�ش ْي ًئا‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫َق ْل ِب ر َُج ٍل و ِ‬ ‫وار�ض اللهم عن �سادتنا وموالينا �أبي بكر وعمر وعثمان وعلي‪� ،‬أ�صحاب الف�ضل اجللي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َاح ٍد ِمنك ْم مَ ا نق َ‬ ‫�ص ذ ِلك ِم ْن مُ ل ِكي �ش ْيئا‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫و َِج َّن ُك ْم‪َ ،‬ك ُانوا عَ لى �أف َج ِر قل ِب ر َُج ٍل و ِ‬ ‫َادي وعن �سائر الع�شرة‪ ،‬الكرام الربرة‪ ،‬وعن �صحابة ر�سول اهلل �أجمعني‪ ،‬الهداة املهتدين‪ ،‬وعنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َل ْو �أَ َّن �أَ َّو َل ُك ْم َو� ِآخ َر ُك ْم‪َ ،‬و ِ�إ ْن َ�س ُك ْم‪ ،‬و َِج َّن ُك ْم َقامُ وا فيِ َ‬ ‫يد و ِ‬ ‫�ص ِع ٍ‬ ‫َاح ٍد‪َ ،‬ف َ�س�أ ُلونيِ َف�أ ْع َط ْي ُت ُك َّل �ِإ ْن َ�س ٍ‬ ‫ان معهم بف�ضلك وجودك يا �أرحم الراحمني‪.‬‬ ‫مَ ْ َ‬ ‫�ص المْ ِ ْخي ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َادي �إِنمَّ َ ا ِه َي‬ ‫�ص َذ ِل َك مِ َّ‬ ‫�س�أ َل َت ُه; مَ ا َن َق َ‬ ‫ما ِع ْن ِدي �إِ اَّل َك َما ي َْن ُق ُ‬ ‫َح َر‪ .‬يَا ِعب ِ‬ ‫َط �إِ َذا �أُدْ ِخ َل ا ْلب ْ‬ ‫اهلل َتعالى ‪ :‬يَا �أَيُّ ها َّ‬ ‫يم (‪ )١‬ي َْومَ َت َر ْو َنهَا‬ ‫يَقول‬ ‫ال�ساعَ ِة َ�ش ْى ٌء عَ ِظ ٌ‬ ‫الن ُ‬ ‫ا�س َّت ُقو ْا رَبَّ ُك ْم �إِ َّن َز ْل َز َل َة َّ‬ ‫َ‬ ‫للهَّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أَ ْع َم ُال ُك ْم �أ ْح ِ�صيهَا عَ َل ْي ُك ْم‪ُ ،‬ث َّم �أو َِّف ُ‬ ‫يك ْم ِ إ�يَّ َ‬ ‫َح َم ِد ا ‪ .‬و َِم ْن و َ‬ ‫اها‪َ .‬ف َم ْن و َ‬ ‫َج َد َخيرْ ًا َف ْلي ْ‬ ‫�ضعَ ْت و َ​َت َ‬ ‫َج َد َغيرْ َ َت ْذ َه ُل ُك ُّل مُ ْر ِ�ضعَ ٍة عَ َّما أَ� ْر َ‬ ‫ات َح ْم ٍل َح ْم َلهَا و َ​َت َرى َّ‬ ‫ا�س ُ�س َكارَى وَمَ ا ُه ْم‬ ‫الن َ‬ ‫�ضعُ ُك ُّل َذ ِ‬ ‫َذ ِل َك َفلاَ ي َُلومَ َّن �إِ اَّل َن ْف َ�س ُه» ‪َ .‬روَاهُ مُ ْ�س ِل ٌم‪.‬‬ ‫يد (‪ )٢‬ال َّلهُ َّم ْغ ِف ْر ِل ْل ُم�ؤْ ِم ِن َ‬ ‫اهلل َ�ش ِد ٌ‬ ‫وات‪،‬‬ ‫ِب ُ�س َكارَى و َ​َل ِك َّن عَ َذ َ‬ ‫نات الأَ ْح ِ‬ ‫ياء ِم ْنهُ ْم وَالأَ ْم ِ‬ ‫ني َوالمْ ُ �ؤْ ِم ِ‬ ‫اب ِ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫للهَّ‬ ‫ُ للهَّ‬ ‫يما ي َْر ِوي عَ ِن ا ِ َتبَار َ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫عَ ْن �أَ ِبي َذرٍّ َق َ‬ ‫ال ر َُ�س‬ ‫�ص َّلى ا عَ َل ْي ِه و َ​َ�س َّلمَ ‪ِ -‬ف َ‬ ‫ول ا ِ ‪َ -‬‬ ‫َك) �أَ ْي‪َ :‬ال َّلهُ َّم ِ�إ ّنا َنعُ ُ‬ ‫وبنا‪ ،‬ال َّلهُ َّم‬ ‫وم ْن َ�ش ِ ّر �أَ ْل ِ�س َن ِتنا ِ‬ ‫�صارنا ِ‬ ‫ماعنا ِ‬ ‫وذ ِب َك ِم ْن َ�ش ِ ّر �أَ ْ�س ِ‬ ‫وم ْن َ�ش ِ ّر َ�أبْ ِ‬ ‫وم ْن َ�ش ِ ّر ُق ُل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َت َك َ‬ ‫اث َر َخيرْ ُ هُ و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َظه َ​َر فيِ َهذا الخْ يرْ ِ ب َْع ُ‬ ‫وق َ‬ ‫ني‪�( .‬أنــ َّـ ُه قال‪:‬‬ ‫�ض �أث ِر ِه‪( ،‬و َ​َتعَ الى) �أ ْي‪ :‬عَ ْن مُ �شا َبه َِة المْ ْخل ِ‬ ‫وجهْ َلنا و�إِ ْ�س َ‬ ‫رافنا يف �أَ ْم ِرنا وما أَ� ْن َت �أَ ْع َل ُم ِب ِه ِم ّنا‪ ،‬ال َّلهُ َّم ْ‬ ‫ْ‬ ‫اغ ِف ْر َلنا ِج َّدنا‬ ‫اغ ِف ْر َلنا َخ ِطي َئ َتنا َ‬ ‫الظ ْلمَ عَ َلى َن ْف ِ�سي» ) �أَ ْي‪َ :‬ت َق َّد ْ�س ُت عَ ْن ُه و َ​َتعَ َ‬ ‫َادي �إِنيِّ َح َّر ْم ُت ُّ‬ ‫ال ْي ُت‪َ ،‬فهُ وَ فيِ َح ِّقي َكالمْ ُ َح َّر ِم‬ ‫“ يَا ِعب ِ‬ ‫وه ْز َلنا َ‬ ‫وخ َط�أَنا وعَ ْم َدنا‪ ،‬ال َّلهُ َّم ْ‬ ‫َ‬ ‫اغ ِف ْر َلنا ما َق َّد ْمنا وما �أَ َّخ ْرنا وما أَ� ْ�س َر ْرنا وما �أَ ْع َل ّنا وما �أَ ْن َت‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫حَ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫َي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫َج‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ظ‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫�ص‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا�س‬ ‫الن‬ ‫فيِ َح ِّق‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا)‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ا‪.‬‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫يظ‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ًا‬ ‫مي‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫يُ‬ ‫َ‬ ‫مً‬ ‫محُ‬ ‫ٌ‬ ‫عَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الد ْنيا َح َ�س َنةً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فيِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ءاتنا يف ُّ‬ ‫�أ ْعل ُم ِب ِه ِم ّنا‪ ،‬أ� ْن َت المْ ق ِ ّدمُ و أ� ْن َت المْ �ؤ ِ ّخ ُر و أ� ْن َت عَ لى ك ِل �ش ْى ٍء ق ِدير‪ ،‬رَبَّ نا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نيِّ‬ ‫لمَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫وم ِم ْن ظالمِ ِ ِه ك َما فيِ ا ِد ِ‬ ‫دين َغيرْ َ ِ ّ‬ ‫ذاب َّ‬ ‫ني وَال مُ ِ�ض ِ ّل َ‬ ‫�ضال َ‬ ‫(فلاَ َتظا وا)‪ :‬ل يَظ ِل ُم ب َْع�ضك ْم ب َْع�ضا‪ ،‬ف�إِ �أنت ِق ُم ِلل َمظل ِ‬ ‫الن ِار ال َّلهُ َّم ْجعَ ْل َنا ُهدا ًة مُ هْ َت َ‬ ‫ني ال َّلهُ َّم‬ ‫يث‪ “ :‬وَيف ال ِآخ َر ِة َح َ�س َن ًة و َِق َنا عَ َ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫ال َتعَ َ‬ ‫ني» “‪ .‬و َ​َق َ‬ ‫ول ا َتعَ َ‬ ‫«ي َُق ُ‬ ‫الى‪{ :‬و اَ​َل حَ ْ‬ ‫ت ِ�س نَ َّ‬ ‫ب‬ ‫الى َج َّل َجلاَ ُل ُه َ أ‬ ‫وم و َ​َل ْو ب َْع َد ِح ٍ‬ ‫ل ْن َت ِ�ص َر َّن ِل ْل َم ْظ ُل ِ‬ ‫عاتنا و َْك ِفنا ما �أَ َه َّمنا و َِق َنا َ�ش َّر ما َن َت َخ َّو ُف‪.‬‬ ‫راتنا و َ​َء ِام ْن ر َْو ِ‬ ‫ْ�سترُ ْ عَ ْو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاً‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫نمَّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اللهَّ َ َغ ِاف عَ َّما ي َْع َمل الظالمِ َ‬ ‫يه أ‬ ‫�صارُ } [�إبراهيم‪ 44 :‬فهُ وَ‬ ‫البْ َ‬ ‫ون‪� .‬إِ ا يُ وَ خ ُر ُه ْم ِلي َْو ٍم ت�شخ ُ‬ ‫�ص ِف ِ‬ ‫وان�صر اللهم بن�صرك املبني �أمري امل�ؤمنني موالنا حممدا ال�ساد�س ن�صرا تعز به الدين‪،‬‬ ‫َادي)‪َ :‬ك َّررَهُ ِل َّ‬ ‫يمُ ْ ِه ُل و اَ​َل يُ هْ ِم ُل (يَا ِعب ِ‬ ‫لت ْن ِب ِ‬ ‫يه عَ َلى َف َخامَ ِت ِه و اَِال ْع ِت َن ِاء ِب َ�ش أْ� ِن ِه‪� .‬أو هو ِ�إمي ٌ‬ ‫َاء ِ�إ َلى وتخذل به الكافرين والفا�سقني واملنافقني‪ ،‬واجعل اللهم منهاجك العظيم منهاجه‪ ،‬ونور‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مُ ْق َت َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�ضى ا ْلعُ بُ ِ‬ ‫وديَّ ِة ِم َن اِالف ِتق ِار �إِلى مُ َراعَ ِاة َحق ُّ‬ ‫وب َّي ِة‪( .‬كلك ْم �ضال) �أ ْي‪ :‬عَ ْن كل ك َم ٍ‬ ‫الربُ ِ‬ ‫ال النبوة �سراجه‪ ،‬واق�ض لنا وله كل حاجة‪ ،‬واحفظه يف ويل عهده الأمري املولى احل�سن‪ ،‬ويف‬ ‫َاع ِه ْم َل َ‬ ‫ين َّي ٍة َودُ ْني َِويَّ ٍة ( ِإ� اَّل مَ ْن َه َديْ ُت ُه)‪ :‬يُ َراد �أَ َّنهُ ْم َل ْو ُت ِر ُكوا بمِ َا فيِ ِطب ِ‬ ‫و َ​َ�سعَ ادَ ٍة ِد ِ‬ ‫�ض ُّلوا‪ ،‬و َُهوَ اَل �سائر عائلته ال�شريفة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ود يُ ول ُد عَ لى ا ْل ِف ْط َر ِة “ ف�إِ َّن المْ َرادَ ِبا ْل ِف ْط َر ِة‬ ‫َال�س مُ ‪ “ :-‬ك ُّل مَ ْول ٍ‬ ‫يُ َنافيِ َق ْو َل ُه ‪ -‬عَ ل ْي ِه َّ‬ ‫ال�ص ُة و َّ‬ ‫�سبحان ربك رب العزة عما ي�صفون و�سالم على املر�سلني واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬ ‫ال ْ�سلاَ ِم‪َ .‬‬ ‫ال�ضلاَ َل ِة َجه َ‬ ‫يد‪َ ،‬والمْ ُ َرادَ ِب َّ‬ ‫َّ‬ ‫الت ْو ِح ُ‬ ‫ا�س َتهْ ُدونيِ )‬ ‫َان و َُح ُد ِ‬ ‫المي ِ‬ ‫َال ُة َت ْف ِ�ص ِ‬ ‫(ف ْ‬ ‫ود ْ إِ‬ ‫يل �أَ ْح َك ِام ْ إِ‬ ‫عبد المجيد اإلدريسي‬


‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫موائدُ الحرفِ‬

‫(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)‬

‫بين دفتيّ هذا َ‬ ‫شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريـخ‬ ‫الك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونخيلـــة‬ ‫حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ‪،‬‬ ‫واللغـــة واألدب‪ ،‬وهـــي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وبـــاعــــث على‬ ‫لإلينــاس‪،‬‬ ‫ة‬ ‫مجلبـــ‬ ‫ُّعهـا‬ ‫و‬ ‫وتنـــ‬ ‫تحقيقاتٍ وجواباتٍ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫التروّح؛ َّ‬ ‫وتستـــروحُ إلى التنقــل بين‬ ‫ألن النفس تسأمُ النمط الواحدَ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أفانين الكالم‪ ..‬ولعـل القارىء يجـد فيها متنفسـهُ إذا تم ّلكه الضجرُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوحشة‪ ..‬واهلل الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫واستفرغتهُ‬

‫ٌ‬ ‫أ�صويل‬ ‫لكتاب فقهي �‬ ‫تقريظ‬ ‫‪. 94‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ُّ‬ ‫أ�صويل ح�سني املهداوي تقريظ باكورته‪�( :‬سوانح اخلاطر)‪ ،‬فبادرت‬ ‫طلب مني الأخ الباحث ال‬ ‫والتفرغ لدواعي‬ ‫�إلى الإجابة‪ ،‬ويف النية �أن تكون كلماتي حافزاً له على اال�ستزادة من فيو�ض القلم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قرظت به العمل‪:‬‬ ‫الكتابة‪ .‬وهذا ُّ‬ ‫ن�ص ما َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يهتاج وي�ضطرم حتى ترى له مفي�ضا � َّأي مفي�ض يف‬ ‫ملتعلج اخلاطر دبيبا كدبيب النمل‪..‬‬ ‫« �إن‬ ‫ُ‬ ‫و�صاحب هذه الباقة من املقاالت وال�سوانح �أ�ضناه التفكري يف مطالب �أمته‪ ،‬وم�ستقبلها‬ ‫�صنائع القلم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫املرموق‪ ،‬فقام بني رجالها منادي ًا ب�ضرورة ا�سرتجاع منوذجني ب�شريني‪ :‬العامل العامل‪ ،‬واملتع ّلم الكامل‪،‬‬ ‫�صالح �أول هذه الأمة‪ ،‬وبهما يكون �صالح �آخرها‪..‬‬ ‫وبهما كان‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫أ�صولية‪،‬‬ ‫الفقهية وال‬ ‫ال�صبغة‬ ‫والغالب عليها‬ ‫وم�شارب‪،‬‬ ‫ألوان‬ ‫وال�شق الأول من باقته‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مقاالت ذات � ٍ‬ ‫ُ‬ ‫قلمه ّ‬ ‫تفرغ له مدة غري ق�صرية من عمره‪ ،‬و�إذا كانت هذه املقاالت ال تنزع‬ ‫�صبغة‬ ‫وهي‬ ‫ِ‬ ‫وفنه الذي ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫البحثي؛ ف�إن الغر�ض منها‬ ‫حكيك‬ ‫والت‬ ‫أ�صول‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫والرد‬ ‫بالتوثيق‪،‬‬ ‫يحتفل‬ ‫ا‬ ‫�صرف‬ ‫ا‬ ‫أكادميي‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫منزع‬ ‫ِّ‬ ‫� ُ‬ ‫َّ‬ ‫املحنك‬ ‫ونفوذ‪ ،‬ك�ش�أن الطبيب‬ ‫ح�سم‬ ‫أفكار ت�ضع اليد على الإ�شكال‪ ،‬وت�صف املخرج منه يف‬ ‫ٍ‬ ‫إثارة لمُ ٍع و� ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الذي يقع على ع ّلة العليل ب�أوّ ل النظر !‬ ‫ومن مقاالته اجلديدة حديثه عن النقد الفقهي عند مالكية الأندل�س‪ ،‬وهي ظاهرة و�ضيئة‬ ‫م�ستقل بر�أ�سه �سريى النور قريب ًا‪ ،‬وكم وددت �أن ي�شري‬ ‫بحث‬ ‫يف املدر�سة الأندل�سية‪ُ ،‬عنيت بها يف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫باحثنا �إلى �أحد �أعالمها امل�شهورين ـ وقد َّ‬ ‫�صاحلةـ وهو الفقيه النقادة ابن الفخار‬ ‫جملة‬ ‫عد منهم‬ ‫القرطبي (ت‪ 419‬هـ) �صاحب (التب�صرة) يف نقد ر�سالة ابن �أبي زيد‪ ،‬و�صاحب (�إ�صالح الغلط الواقع‬ ‫يف وثائق ابن العطار)‪ ،‬و�صاحب (االنت�صار لأهل املدينة) يف الرد على ال�شافعي‪ ،‬وال �أعلم من علماء‬ ‫الأندل�س من فرى فريه يف النقد واال�ستدراك‪.‬‬ ‫ثم �إنني ر�أيت الباحث الفا�ضل يحكي اخلالف يف م�س�ألة العمل بال�ضعيف‪ ،‬وال ي�سرتوح �إلى ر� ٍأي‬ ‫ترجيح‪ ،‬وهذا على خالف �أ�صل البيان الذي من �ش�أنه تخلي�ص القارىء من عمايته‪ ،‬ولو ا�ستدرك‬ ‫�أو‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ذلك يف مو�ضعه لكان ح�سنا‪� .‬أما اختياره يف بع�ض امل�سائل فال �أراجعه فيه؛ �إذ لي�س من عادتي‬ ‫التحجري والإنكار يف موارد اخلالف‪ ،‬ولكل وجهة هو مو ّليها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�سوانح يف العلم والفكر وجمايل احلياة‪ ،‬و�إين لأوثر �أن �أ�سمِّ يَها �شموع ًا؛‬ ‫ال�شق الثاين من الباقة‬ ‫ويف‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫حة ذكرتني‬ ‫مطالعة‪� ،‬إلى كونها ذات‬ ‫جتربة‪ ،‬ونخبة‬ ‫ملا حوته بني جانحتيها من ع�صارة‬ ‫�صياغة جمن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتر�سل الأدباء الكبارـ ومن عيونها‪:‬‬ ‫باحلكم العطائية‪،‬‬ ‫ـ �أحيان ًا ـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫« �أ�صعب �شيء على العامل �أال يُ فهَم كالمه‪ ،‬فيرُ مى مبا لي�س فيه»‬ ‫علم يبعدك عن م�سالك الو�صول‪ ،‬ومقام‬ ‫« �إمنا يُ طلب العلم للو�صول �إلى معرفة اهلل تعالى‪ ،‬وكل ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وخ�سران يف الدنيا والآخرة »‪.‬‬ ‫نقمة‬ ‫الو�صل‪ ،‬فهو‬ ‫ظلم‪ ،‬و�أقبح منه ن�شره عند ما ال يعرف َّ‬ ‫حقه»‪.‬‬ ‫« كتمان العلم ٌ‬ ‫ً‬ ‫عارية عن التعقيب‪ ،‬وهي �إنكار ال�شيعة الإمامية للقيا�س؛ ملعار�ضته‬ ‫وثمة فائدة �سانحة �سيقت‬ ‫ّ‬ ‫يظن �أن‬ ‫مقام الع�صمة‪� ،‬أو والية الفقيه؛ �إذ تعينّ القول بعد ا�ستيفاء الفائدة‪( :‬وهو باطل)‪ ،‬حتى ال‬ ‫يف حكاية مذهبهم وال�سكوت عليه �إقراراً لهم‪ ،‬ويف القراء �أغمارٌ و�أغرارٌ ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رطيبة يف ظالل هذه ال�سوانح ـ‬ ‫�سويعات‬ ‫خامتة �أحلى يف الل�سان ـ وقد �أم�ضيت‬ ‫وال �أجد هنا‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫احتفاء بقلمه املمرع‪،‬‬ ‫من قول العرب‪ ( :‬أ� ْم َرعَ ت فان ِزل ‪� ..)..‬أقولها لأخي الباحث احل�سني مهداوي‬ ‫ً‬ ‫وتهنئة بباقته الن�ضرة »‪.‬‬

‫‪ . 95‬فائد ٌة � ٌ‬ ‫أدبية‬

‫ً‬ ‫دالية رثى بها حمدث املغرب‬ ‫بكنا�شة الفقيه الأديب حممد عالل البختي التطواين‬ ‫وجدت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫�أحمد بن ال�صديق الغماري‪ ،‬وهي من جيِّ د �شعره‪ ،‬وله غريها مما ُّ‬ ‫ون�صها‪:‬‬ ‫يعد من عيون �أدب الفقهاء‪ّ ،‬‬ ‫احلزن يف ِج ْذ ِم الف� ِؤاد= و� َ‬ ‫َ‬ ‫واد‬ ‫أَ� َث ْر َت‬ ‫ال�س ِ‬ ‫أوك ْف َت الدمو َع من َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫به عمادي‬ ‫أناعيه‬ ‫عمداً= �‬ ‫و�‬ ‫ك�سرت ِ‬ ‫ِ‬ ‫أحرقت احل�شا بجواهُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عامل الدنيا فريداً = ْ‬ ‫البالد‬ ‫اجلهالة يف‬ ‫ف�شت‬ ‫وقد‬ ‫�أَ ْتنعىى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫اخليانـــــة ُّ‬ ‫�أتنعاهُ �أم َ‬ ‫هـاد‬ ‫لــمـا = تردَّ ى يف‬ ‫ني‬ ‫كل ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلــــــق َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫� َ‬ ‫امل�ستفاد‬ ‫املال خلف‬ ‫أبان‬ ‫ِ‬ ‫احلق مُ ًّرا �إذ تــوارى= بُ غـاة ِ‬ ‫لعقـــــده ِقمَ ُم ِّ‬ ‫�أقامَ الدين ْ‬ ‫ـداد‬ ‫تخر‬ ‫بح ْـز ٍم =‬ ‫م�ض َط ِلع ًا َ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الوحي َّ‬ ‫ودل العامل َ‬ ‫بال�سداد‬ ‫املنز ِل‬ ‫كنـوز = من‬ ‫ني على‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وروَّ ُ‬ ‫�صاد‬ ‫حاح = ِّ‬ ‫رهم وت�شفي كل ِ‬ ‫تب�ص ْ‬ ‫اه ْم ب� ٍ‬ ‫آثار ِ�ص ٍ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫و� َ‬ ‫ُ‬ ‫�س‬ ‫عاد‬ ‫بق‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫=‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫املختار‬ ‫م‬ ‫أمتعهُ‬ ‫هُ‬ ‫معَ‬ ‫أجل َ‬ ‫رب من ِب ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫� ِأج َّد َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫للعواد‬ ‫النواحي‬ ‫أظلمت‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫=‬ ‫ف‬ ‫�س‬ ‫خ‬ ‫ر‬ ‫البد‬ ‫أ�صاب‬ ‫�‬ ‫هل‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫املعـاد‬ ‫� ِأج َّدك هل �أقامَ احلربُ دوما = بقف ٍر ال يعودُ �إلى‬ ‫ِ‬ ‫يه انتحاب ًا = ِّ‬ ‫َ‬ ‫فيا دُ‬ ‫احلداد‬ ‫وظلي من �أ�ساه يف‬ ‫ِ‬ ‫نياي ب َِّك ِ‬ ‫ْ‬ ‫وغاد‬ ‫راو ْح = ريا�ض ًا ح َّلها َط ِرب ًا‪،‬‬ ‫اهلل‬ ‫ح‬ ‫رو‬ ‫ر‬ ‫را‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ويا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ . 96‬فتوى من نوازل ال�صيام‬ ‫ُ�سئلت‪ :‬هل الغ�سيل الكلوي يُ ُّ‬ ‫عد من املفطرات؟‬ ‫َ‬ ‫ف� ُ‬ ‫َّ‬ ‫مفطر‪،‬‬ ‫الكلوي‬ ‫أجبت‪ :‬اختلف الفقهاء املعا�صرون يف هذه امل�س�ألة على قولني‪ :‬الأول‪� :‬أن الغ�سيل‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والراجح َّ‬ ‫ُّ‬ ‫جمرد ا�ستخراج للدم و�إعادته‬ ‫الكلوي‬ ‫الغ�سيل‬ ‫ف�صيل‪ :‬ف�إذا كان‬ ‫الت‬ ‫والثاين‪� :‬أنه ال يُ فطر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫�إلى اجل�سم بعد تنقيته من املواد ال�ضارة؛ ف�إنه ال ُّ‬ ‫يعد من املفطرات؛ النتفاء املعاين التي ع َّلق‬ ‫ٌ‬ ‫معرت�ض ب�أن الدم الذي يُ عاد �إلى اجل�سم يلحق مبعنى التغذية‬ ‫ال�شارع عليها الإفطار‪ .‬وقد يعرت�ض‬ ‫ُ‬ ‫وينته�ض �إذا كان الداخل �إلى اجل�سم‬ ‫ي�صح‬ ‫والتقوية‪ ،‬فينتق�ض به ال�صوم‪ ،‬واجلواب‪� :‬أن هذا الإحلاق‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫الكلوي‬ ‫أجنبي ُق�صد به الغذاء على نحو ما يقع يف حاالت �إعطاء الدم للمري�ض‪� ،‬أما يف الغ�سيل‬ ‫دمٌ �‬ ‫ٌّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫أ�صلي م�صفى ي�شبه الدم اجلاري يف العروق‪ ،‬فال يقوم به معنى‬ ‫فالدمُ الذي يُ عاد �ضخه يف اجل�سم دمٌ � ٌّ‬ ‫من املعاين املعتربة يف الإفطار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫مبواد مغذيَّ ٍة كاجللوكوز وغريه‪ ،‬فهو يف معنى الإبر املغذية‪،‬‬ ‫الكلوي م�صحوب ًا‬ ‫الغ�سيل‬ ‫و�إذا كان‬ ‫ٍ‬ ‫وف�سادُ‬ ‫ظاهر‪ ،‬واهلل �أعلم‪.‬‬ ‫به‬ ‫ال�صوم‬ ‫ٌ‬

‫بقلم ‪ :‬قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ‬ ‫ٌ‬ ‫تاريخية‬ ‫‪ . 97‬فائدة‬ ‫ٌ‬ ‫مرا�سلة من القائم ب�أعمال املفو�ضية امللكية مبدريد بالنيابة �إلى‬ ‫من تاريخ ما �أهمله التاريخ‬ ‫ن�صها‪:‬‬ ‫رئي�س الديوان اخلليفي بتطوان ال�سيد �أحمد بن الب�شري اله�سكوري‪ ،‬وهذا ّ‬ ‫« وزارة اخلارجية ‪ /‬املفو�ضية امللكية امل�صرية مبدينة مدريد‬ ‫رقم القرار‪678 :‬‬ ‫رقم امللف‪1 / 1 / 3 :‬‬ ‫ح�ضرة �صاحب ال�سعادة ال�سيد �أحمد بن الب�شري اله�سكوري رئي�س الديوان اخلليفي ‪ /‬تطوان‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫ف�أت�شرف ب�إبالغ �سعادتكم �أنني تلقيت من وزارة اخلارجية امللكية بالقاهرة كتاب ًا ملكي ًا موجهاً‬ ‫من ح�ضرة �صاحب اجلاللة موالي امللك املعظم فاروق الأول �إلى ح�ضرة �صاحب ال�سمو الإمرباطوري‬ ‫موالي اخلليفة‪ ،‬ومعه جمموعة من طوابع الربيد التذكارية الجتماع زهرة �أن�شا�ص يف مايو ‪1946‬م‪.‬‬ ‫وملا كان موالي �أعزه اهلل قد حباين �شخ�صي ًا ب�شرف تقدمي الكتاب امللكي وجمموعة الطوابع‬ ‫�إلى ح�ضرة �صاحب ال�سمو الإمرباطوري‪ ،‬ف�إين �أكون ممتن ًا لو تكرمتم �سعادتكم برفع ما ّ‬ ‫تقدم �إلى‬ ‫أت�شرف فيه باملقابلة‪ ،‬ويزيد من امتناين �أن ي�صلني من �سعادتكم‬ ‫ّ‬ ‫�سموه‪ ،‬واحل�صول على ميعاد � ّ‬ ‫ممكنة‪.‬‬ ‫فر�صة‬ ‫�إخطار بذلك يف �أقرب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومع الإعراب عن خال�ص �شكري و�أطيب متنياتي‪� ،‬أرجو من �سعادتكم التكرم بقبول عظيم‬ ‫االحرتام وفائق التحية‪.‬‬ ‫القائم ب�أعمال املفو�ضية امللكية مبدريد بالنيابة‬ ‫التوقيع‬ ‫مدريد يف ‪ 23‬ذي القعدة ‪ 1366‬هـ‬ ‫‪� 8‬أكتوبر ‪1947‬م ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫معلومات عن العالقات الدبلوما�سية املغربية‬ ‫قلت‪ :‬وهذه الوثيقة التاريخية نغنم منها‬ ‫ٍ‬ ‫امل�صرية يف عهد احلماية‪ ،‬وما �أحوج هذه املرحلة من تاريخ �شمال املغرب �إلى الدرا�سة؛ �إذ ثغر الإهمال‬ ‫ثغرات ال ُت ُّ‬ ‫�سد �إال با�ستنطاق جملة من الوثائق وحتليل مادتها ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫فيها‬ ‫ٍ‬ ‫والثقافية‪.‬‬

‫‪� . 98‬شهادة‬ ‫ُّ‬ ‫اجلياين‬ ‫ُطلب مني الإدالء ب�شهادتي يف ت�أبني الأ�ستاذ املربي ال�صادق عبد ال�سالم ال�صفار‬ ‫ُّ‬ ‫علي‪ ،‬وكنت تلميذاً مبدر�سته‬ ‫التطواين داراً وقراراً و�إقباراً‪ ،‬ف�سارعت �إلى الإجابة‬ ‫جناراً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وفاء بحقه َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫اجلم‪ .‬وقد و�سمت ال�شهادة بعنوان‪:‬‬ ‫أدبه‬ ‫(الف�ضيلة)‪ ،‬مغمورا بحدبه ولطفه‪ ،‬م�ستفيدا من‬ ‫ِّ‬ ‫علمه و� ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون�صها‪:‬‬ ‫« رجل يف بيتي «‪ّ ،‬‬ ‫ماء‪!..‬‬ ‫« يف �سريَتي‪� ..‬‬ ‫أ�سماء ال كال ْأ�س ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫آباء ‪!..‬‬ ‫ل‬ ‫كا‬ ‫ال‬ ‫آباء‬ ‫�‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫طفولتي ‪ٌ ..‬‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫واحد ا�سمه ُ‬ ‫يف ْ‬ ‫ال�سالم ال�صفار‪..‬‬ ‫عبد‬ ‫مدر َ​َ�ستي ‪ ..‬رجل‬ ‫ِ‬ ‫والوجه ِّ‬ ‫فيه �أَ َن َ�س ٌة َ‬ ‫ول َط َف ٌة‪ ،‬و� ِإر ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َجيانيِ ُّ َّ‬ ‫فاق‬ ‫اليد‬ ‫مغربي‬ ‫تطواين الهَوَ ى‪،‬‬ ‫الن ْبعَ ِة‪،‬‬ ‫�سان‪ِ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والل ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫بيته‪،‬‬ ‫قلبه‪،‬‬ ‫�ساعات أَ� ْرب ٍَع‪:‬‬ ‫�صار ٌف عن‬ ‫و�‬ ‫وح ْل ٌم َ‬ ‫و�ساعة ِلع ِ‬ ‫�ساعة ِلع ِ‬ ‫مارة ِ‬ ‫إح�سان‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وح ْزمٌ ‪ ،‬ال ي ْ‬ ‫َ�ص ِر ُف ُه ِ‬ ‫مارة ِ‬ ‫فيَ‬ ‫فيَ‬ ‫فيَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫مدر�سته‪،‬‬ ‫لعمارة‬ ‫و�ساعة‬ ‫العمل‬ ‫فيه �إال ُء‬ ‫و�ساعة ِلع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ليوم ال َء ِ‬ ‫مارة وَط ِنه‪َّ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫وال�ساعات الأربعُ ٌء ٍ‬ ‫ال�ص ِالح‪َ ،‬‬ ‫الر ِابح‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫والك ْ�س ِب َّ‬ ‫الف�ضيلة) �أب َا َ�ش ِفيق ًا ر َِفيق ًا‪ ..‬ال َيبرْ ُح مك َتبُ ُه � ِآه ً‬ ‫بيته َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫َ‬ ‫الميذ‪ ،‬وال‬ ‫بالت‬ ‫الثاين (مدر�سة‬ ‫كان يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وواح ٌد يتزوَّ دُ من ُح ِّب‬ ‫�صيحة‪،‬‬ ‫وواحد يتزوَّ دُ من َن‬ ‫أدب‪،‬‬ ‫عندهُ ِم ْنهُ ْم ِزحامٌ ‪،‬‬ ‫يزال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فواحد يتزوَّ دُ من � ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫يد‪..‬‬ ‫اب‪ ،‬والعَ ل ِم‪ ،‬والن�ش ِ‬ ‫الترُّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كذلك َ‬ ‫كان‪ ..‬وكذلك كان ْت ْ‬ ‫الوطن‪..‬‬ ‫لن�شيد‬ ‫باحيا‬ ‫�ص‬ ‫مدر َ​َ�ست ُه ُع�شا َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫اللبا�س‬ ‫الـم َط َّر َز على‬ ‫املدر�سة مُ َت َف ِّقداً �شعا َر‬ ‫بباب‬ ‫ف‬ ‫يق‬ ‫ا‬ ‫�صباح‬ ‫الثامنة‬ ‫اعة‬ ‫ال�س‬ ‫اململكة ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ازدَ‬ ‫ترديد‬ ‫يف‬ ‫ع‬ ‫و�شر‬ ‫ا‬ ‫بوق‬ ‫أخذ‬ ‫�‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫مو�ض‬ ‫ف‬ ‫�ص‬ ‫كل‬ ‫أخذ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫فوف‬ ‫بال�ص‬ ‫احة‬ ‫ال�س‬ ‫مت‬ ‫ح‬ ‫إذا‬ ‫�‬ ‫حتى‬ ‫املدر�س ِّي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫عَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تجُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الوطني‪ ،‬ومن‬ ‫�شيد‬ ‫ثم ي�شريُ‬ ‫�ساي ُرهُ و ِاوبُ ه �شطرا �شطرا‪ ،‬ونغمَ ة نغمَ ة‪َّ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِّ‬ ‫حوله الأ�صوات الغ�ضة ت ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ�ست ْق ِبل �صباحا جديداً من‬ ‫القاعات‪ ،‬في َْغدو كل ِ�س ْر ٍب �إلى ُع�ش ِه‬ ‫باالن�صراف �إلى‬ ‫احلادي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫الدرا�سي؛ لي ْ‬ ‫(الف�ضيلة)‪..‬‬ ‫باحات‬ ‫�ص‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ابعة‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫دَ‬ ‫لوحة على اجلدار‬ ‫وك ْن ُت �أرمُ ُق‬ ‫وال�س‬ ‫اد�سة‬ ‫ال�س‬ ‫ابن‬ ‫أنا‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ات‬ ‫ومر‬ ‫ات‬ ‫مر‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫مَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ٍ‬ ‫ِ ِ ّ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و�ضاء ٍة َ‬ ‫الطري�س‬ ‫الرجل هو‬ ‫املدير)‪ .‬مل �أُدْ ِر ْك �أن‬ ‫والد‬ ‫وه ْيب ٍَة‪ ،‬و�أُ ّح ِّد ُث نف�سي‪( :‬لع َّله‬ ‫لرجل ذي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫يومَ‬ ‫ريح‬ ‫ال�ض‬ ‫لزيارة‬ ‫ا‬ ‫موعد‬ ‫له‬ ‫رب‬ ‫و�ض‬ ‫‪،‬‬ ‫الدرا�سي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫�ص‬ ‫ا�ستدعى‬ ‫إال‬ ‫�‬ ‫الزعيم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الطري�سي‪ ،‬وهو ي�شريُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ففه ُ‬ ‫برجال كانوا �أ�سما َر‬ ‫وح ِف ٌّي‬ ‫بار‬ ‫املدارك‪� ،‬أن‬ ‫تاء‬ ‫مت �‬ ‫�إلى‬ ‫آنذاك‪ ،‬مع َف ِ‬ ‫مبدينت ِه‪َ ،‬‬ ‫ال�صفار ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللوحة‪ِ ..‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫�ص َح ِائ ِفها‪..‬‬ ‫واتها‪ ،‬وزينة َ‬ ‫رُ ِ‬ ‫ً‬ ‫فدعني � ّ‬ ‫وخلي َِة َن ْح ٍل‪..‬‬ ‫قدمية �إلى‬ ‫حو َل َت َث َك َن ًة‬ ‫أحد ُث ُ‬ ‫ْ‬ ‫كم‪� ،‬إذن‪ ،‬عن ي َِد َ‬ ‫ناع ّ‬ ‫رو�ضة براعمَ ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫�ص ٍ‬ ‫أكل من ِّ‬ ‫الف ِتيَّ ِة ت� ُ‬ ‫كل َّ‬ ‫�شراب خم َت ِل ٌف � ُ‬ ‫ف�إذا بالعقول َ‬ ‫واء‬ ‫بطونها‬ ‫يخرج من‬ ‫ٌ‬ ‫رات‪ ،‬ثمَ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الثمَ ِ‬ ‫ألوان ُه‪ ،‬فيه رُ ٌ‬ ‫فاء‪! ..‬‬ ‫ِ‬ ‫و�ش ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫دَ‬ ‫باحي‪،‬‬ ‫ال�ص‬ ‫املدر�س ِّي‬ ‫ظام‬ ‫الفائق الذي �شف عنه الل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْعني � َأحدث ْ‬ ‫با�س املمَ يَّ ز‪ ،‬والن�شيد َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫كم عن الن ِ‬ ‫َ‬ ‫ت�صاحب ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�صغرية َّ‬ ‫وبطائق‬ ‫التخر ِج‪،‬‬ ‫ف�صل‬ ‫و�ض �إلى‬ ‫لميذ �أو ي�صاحبُ ها من‬ ‫الت‬ ‫رجات‬ ‫للد‬ ‫وكرا�س ٌة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ف�صل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫برتقالية ت�شجيعيَّ ٌة للمتفوِّ ق َ‬ ‫تواكب �أعيادَ‬ ‫لقبور‬ ‫مو�سمية‬ ‫وزيارات‬ ‫الوطن‪،‬‬ ‫أن�شطة �صفيَّ ٌة‬ ‫ني‪ ،‬و�‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املدينة‪..‬‬ ‫أعالم‬ ‫ِ‬ ‫� ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫�سة‪،‬‬ ‫وح ‪ ..‬كانوا يتفقدون‬ ‫دعني �أحدثك ْم عن املعلمني �أو عن ِ‬ ‫بالب�سمة‪ ،‬وي�ؤدبون باله َْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫بال�س ِم ّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫عني‬ ‫باح �إلى �أن‬ ‫ال�صف ِار تمَ ْ ُخ ُر �سفي َن ُتهُ م ُع َ‬ ‫ال�س ِ‬ ‫بورة �أحالمَ نا َّ‬ ‫باب َّ‬ ‫وير�سمون على َّ‬ ‫ال�صغري َة‪ ..‬وعلى ِ‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫َت ْر ُ�سوَ يف مَ َ‬ ‫امل�سائ ِّي ‪! ..‬‬ ‫رف ِئها‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أجل َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ذلك‬ ‫باذخ ًا‪ ،‬وجعَ َل �أيامَ ها �أعياداً‪..‬‬ ‫�س‬ ‫ال�صفارُ‬ ‫(الف�ضيلة)‪َ ،‬‬ ‫لقد � َّأ�س َ‬ ‫و�سمَ َك َ�س ْق َفها ِ‬ ‫وبذل ل ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثان‪ ،‬وتالميذهُ ن َ�س ٌب‬ ‫ير َحل؛ ف�صيته‬ ‫أنفا�س ُه‬ ‫ونفائ َ�سه‪ ،‬ف�إذا قالوا ‪ :‬لقد َ‬ ‫� َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫عمر ٍ‬ ‫رحل‪ ..‬فقل‪ :‬الأ�ستاذ ال ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فكيف �إذا َ‬ ‫وعمَ ُر‪ ،‬وبالل‪ِ ..‬ن ْعمَ ال‬ ‫أجناله‪:‬‬ ‫كان من �‬ ‫وكفاحه ِعمارة ومَ نارة‪..‬‬ ‫ممدودٌ ‪،‬‬ ‫حمم ٌد‪ُ ،‬‬ ‫أ�سماء ِون ْعمَ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الوارثون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أ�ستاذ ‪.»..‬‬ ‫ا�سمه ال‬ ‫واحد‬ ‫رجل‬ ‫َنعَ ْم‪ ..‬كان يف مَ ْدرَ�ستي الأولى‬


‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫ِحما ُر مدر�سـة اجلامع الكبري‬ ‫طنجة ‪1909‬‬

‫لم يكن اختيار صورة غالف كتابي «مدرسة الجامع الكبير بطنجة» يُشغل بالي إلاّ بعد أن انتهيتُ من تأليفه‪،‬‬ ‫ولما فتشتُ عن صورة يكون لها بموضوع الكتاب مَتَاتٌ وصِ َل ٌة أسعفني الحظ في العثور على صورة قديمة‬ ‫لواجهة المدرسة إلاَّ أَ َّن ِببَا ِبهَا كان يقفُ حمارٌ[‪ ،]1‬وقد حاولتُ ً‬ ‫عَبَثا عند بعض المصورين ‪ -‬بتقنيات الناظم اآللي‬ ‫الحديثة (الفوطوشوب)‪ْ -‬‬ ‫أن أمسح مِنْ عَ َلى الصورة أثر ذلك الحيوان الذي ال ينسجم وجوده بباب مدرسة‪ ،‬ولكن‬ ‫العَمَلِيّة لم تسفر إال عن صورة باهتة شوهاء ومُشوَّشَة ال تصلح كوجه للكتاب‪ ،‬فانصرفت عن االهتمام بها إلى‬ ‫البحث عن صورة أخرى‪ ،‬وانتهى األمر إلى اختيار صورة نافورة تنفث الماء وسط بستان تصطف عن يمينه وشماله‬ ‫األشجار المورقة الخضراء‪ ،‬وهي صورة جميلة لمنظر خالب ينطبق عليها المقطع الغنائي‬ ‫المشهور‪« :‬الماء‪ ،‬والخُضرة‪ ،‬والوجه الحسن» ولكنها في الحقيقة لم تكن وجها حسنا‬ ‫لكتابي إلنها صورة ال عالقة لها بموضوع التأليف‪.‬‬ ‫بعد مُدّة وقفتُ على وثائق جديدة حول المدرسة شعرتُ بأنها «تقرص أذني»‬ ‫وتقول لي‪« :‬يا ُفالن‪ّ ،‬‬ ‫إن الحمار الذي ظهر في الصورة المذكورة‪ ،‬والذي استنكفتَ من‬ ‫وضعه على غالف كتابك الذي يحكي تاريخ مدرسة الجامع الكبير بطنجة‪ ،‬هو «من أهل‬ ‫الدار»‪ ،‬إيه و«عنصر أصيل» في مؤسسة المدرسة»‪ ،‬فشعرتُ ببعض الذنب وكثير من‬ ‫الحرج‪ .‬لقد كان اإلنصاف يقتضي بأن أحجز له مكانا داخل الكتاب المذكور السيما في‬ ‫الصفحات التي تكلمت فيها حول سقاية المدرسة‪ ،‬فهذه السقاية كان يأتيها الماء من‬ ‫سانية تقع بداخل المدرسة‪ ،‬وكانت السانية يجيئها الماء عبر قنوات من عيون تقع خارج‬ ‫أسوار المدينة غير معروف موضعها على وجه التحديد‪ ،‬وكانت السانية المذكورة على‬ ‫درجة كبيرة نسبيا من العُمق (‪ 16‬مترا)‪ّ ،‬‬ ‫وأن الذي كان يتولى تطليع الماء منها ليتم‬ ‫بعد ذلك تمريره في قنوات إلى صهريج ميضأة الجامع الكبير‪ ،‬وإلى سقاية المدرسة‬ ‫الكائنة على جهة الطريق العام‪ ،‬هو ذلك الحمار الذي جهدتُ أنا ظلما وعدوانا في إخفاء‬ ‫صُورته وإلغاء تاريخه وسِيرَتِهِ‪ ،‬إنه هو الذي كان يقوم بتدوير الناعورة التي نُصبت‬ ‫على السانية خصيصا لتلك الوظيفة المشار إليها‪.‬‬ ‫وكان قد ّ‬ ‫شذ عني ّ‬ ‫أن مؤرخ طنجة الفقيه محمد بن العياشي سكيرج (ت‪1969.‬م)‬ ‫تك ّلم على سانية المدرسة وأشار إلى وظيفة الحمار المذكورة‪ ،‬فقال‪« :‬وعن يمين‬ ‫الدّاخل لهذه المدرسة باب ينفذ لحوش من البناء المتقن‪ ،‬مساحته نحو الثمان خطوات‬ ‫في مثلها‪ ،‬وفي غاربه الغربي من الجهة البحرية شبه بيت‪ ،‬وبوسط هذه الساحة سانية‬ ‫كبرى يجتمع فيها الماء اآلتي من خارج المدينة بقصد‬ ‫كنيف المسجد المذكور‪ ،‬يجتمع فيها ثم يذهب بعد‬ ‫استخراجه منها إلى صهريج الميضأة المقابلة له التي‬ ‫تَقدّم القول فيها‪ ،‬وكان الماء ُ‬ ‫قبل يستخرج منها‬ ‫بناعورة يديرها برذون أو شبهه‪ .. ،‬ويتكلف الحبس‬ ‫لذلك عدة مصاريف»[‪.]2‬‬ ‫وقد عَبَّرَ المؤرخ محمد سكيرج عن حمار سانية‬ ‫المدرسة بلفظ عام هو‪ :‬ال ِب َ‬ ‫رْذ ُ‬ ‫وْن أي الدَّاب َُّة[‪.]3‬‬ ‫ولع ّله لهذا السبب لم يكن للحمار المذكور حظ في‬ ‫لفت انتباهي إليه أثناء كتابة تاريخ مدرسة الجامع‬ ‫الكبير‪ ،‬فعسى أن تُعيد له هذه المقالة بعض التقدير‬ ‫واالعتبار‪ ،‬فهو الذي أنفق ربيع عمره في مهنة كلها‬ ‫امتهان ومتاعب لكي يوفر الماء ألبناء البلد الذين‬ ‫يقصدون سقاية المدرسة أو ميضأة الجامع الكبير‪.‬‬ ‫وإذا ُكنْتُ قد قرّرت أعاله ّ‬ ‫أن الحمار المذكور‬ ‫«عنصر أصيل» في مؤسسة المدرسة فألنني عثرت في‬ ‫الوثائق على ما يدل على ذلك‪َ ،‬ف َلمْ أتعدّ الحقيقة في‬ ‫التقرير المذكور‪ ،‬وحسبي في هذا المقام أن أذكر ّ‬ ‫أن‬ ‫كناش[‪ ]4‬حبس المسجد األعظم بطنجة‪ ،‬الذي يحصي‬ ‫صائره لشهور عام ‪1327‬هـ‪1909/‬م‪ ،‬يشهد على ّ‬ ‫أن‬ ‫حمار سانية المدرسة كان ساكنا بالمدرسة‪ ،‬وله فيها‬ ‫بيتٌ‪ ،‬وأَنَّهُ كان يتمتع ببعض االحترام‪ْ ،‬اكتَسَبَهُ‬ ‫مِنْ توقيره لنفسه‪ ،‬وإخالصه في عمله‪ ،‬حتى إنه‬ ‫فرض على المسؤولين على المؤسّسة التعليمية التي‬ ‫يشتغل فيها أَ ْن ِّ‬ ‫يُوَفرُوا له بَاباً يستره مِنْ أعين الرُّ َقباء‪ ،‬ويَقِيهِ حَرَّ الصيف و َقرَّ‬ ‫َ‬ ‫الشتاء‪ ،‬في كناش األحباس المذكور نقرأ أنَّهُ في يوم ‪ 30‬رجب من عام ‪1327‬هـ‬ ‫صرفت نظارة األحباس «‪[ 120‬بليون] ثمن باب لبيت الحمار بالسانية»[‪.]5‬‬ ‫أن مونته (أي قوته وغذاءه) كانت َ‬ ‫ومن طريف أخبار حمار مدرستنا ّ‬ ‫تُك ِّلف نظارة‬ ‫األحباس ‪ 100‬بليون[‪ ]6‬في الشهر‪ ،‬بينما كان الشخص المكلف باإلشراف على تدويره‬ ‫وقت االشتغال بتطليع الماء من السانية‪ ،‬ويقوم بتوفير علفه‪ ،‬وتنظيف بيته‪ ،‬كان‬ ‫يتقاضى ‪ 90‬بليونا في الشهر أي بنقص ‪ 10‬بليون عن «مرتب» الحمار‪ ،‬وكفى بهذا‬ ‫شاهدا على «سُمُوِّ» حمار مدرستنا‪ ،‬نقرأ في الكناش المذكور هذه البيانات‪:‬‬ ‫«‪ 14‬رمضان ‪1327‬هـ ‪[ 100 :‬بليون] مُونَة حمار سانية المدرسة عن الشهر‬ ‫الفارط‪ ،‬وأجرة القائم به ‪.]7[»90‬‬ ‫وبعد حوالي شهر من التاريخ المتقدِّم سُج َ‬ ‫ِّل في الكناش المذكور البيانات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫«‪ 17‬شوال ‪1327‬هـ ‪[ 100 :‬بليون] مُونَة حمار سانية المدرسة عن الشهر‬ ‫الفارط‪ ،‬وأجرة القائم ‪.]8[»90‬‬ ‫ونفس البيانات نجدها تتكرّر شهريا في األوراق التي تلي التاريخ المذكور[‪.]9‬‬ ‫مما يعني أن المبلغ المالي المذكور كان هو مرتب الحمار القار‪.‬‬ ‫َظ َّل حمار مدرسة الجامع الكبير َقائِمًا بأعباء الوظيفة التي فرضها عليه بعض‬ ‫بني البشر عُقوداً مِنَ السِّ ِنين‪ ،‬إلى أن دخل طنجة طالبٌ من أهل تطوان عَيَّنَهُ‬ ‫المخزن ناظرا على أحباس طنجة‪ ،‬فقد كان مَ ْقدمه على الثغر الطنجي المحروس َف ْأ َل‬ ‫خَيْر على حمار مدرستنا الذي سوف تبدأ حظوظه باالزدهار منذ ذلك التاريخ‪ ،‬وفي هذا‬ ‫ٍ‬ ‫الصدد يذكر الفقيه محمد بن العياشي سكيرج ّ‬ ‫أن الحمار المذكور َظ َّل مشتغال بتدوير‬ ‫ناعورة سانية المدرسة «إلى أن هبّت رياح السَّعَادَة ِبتَوْلِيَةِ الطالب األمين السيد‬ ‫محمد َ‬ ‫الرْكيْنَة ناظراً بالعام الحالي‪ ،‬وأَ َ‬ ‫نَار كهربائية‬ ‫ب‬ ‫نفسها‬ ‫مِنْ‬ ‫َّارَة‬ ‫بْدَل تلك الناعورة ذات القالليش بناعورة دَو‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫• بقلم ‪ :‬د‪ .‬رشيد العفاقي‬

‫على شكل لطيف نقي بديع ظريف‪ ،‬فصار الماء في بضع دقائق يصعد إلى األعالي وينزل بالقناة الذاهبة لصهريج‬ ‫الكنيف المذكور وتوابعه على غاية ما يرام من السهولة واليسر»[‪.]10‬‬ ‫لقد كان تعيين الفقيه محمد الركينة على أحباس طنجة في عام ‪1333‬هـ‪1914/‬م[‪ ،]11‬وبَعْدَ هذا التاريخ آن‬ ‫ين التي قضاها في الدّوران حول سانية المدرسة من أجل توفير الماء‬ ‫لحمار المدرسة أن يستريح من دَوْخَةِ السِّ ِن ِ‬ ‫لمخلوقات من غير جنسه‪ .‬لقد كان استبدال الناعورة الخشبية بآلة كهربائية لتطليع الماء من سانية المدرسة بردا‬ ‫وسالما على حمار المدرسة‪ ،‬وكذلك راحة لنظارة األحباس التي لم تعد تصرف على تلك‬ ‫الوظيفة أمواال كبيرة‪ ،‬بحيث صارت تكلفتها ّ‬ ‫أقل بكثير مما كانت عليه في العهد السابق‬ ‫(عهد الناعورة والحمار)‪ ،‬فقد سأل الفقيه محمد سكيرج ناظر األحباس المذكور عن مصاريف‬ ‫اآللة الجديدة‪ ،‬فأجابه بالقول‪« :‬إنه ال يتجاوز مائتي ريال تثنية من سكة اإلسبنيول داخل‬ ‫فيها البالط وغيره‪ ،‬فقابلناه بما كان يُصَيَّرُ سابقا على الناعورة ومديرها (يعني الحمار)‬ ‫وراتب مقابله إلخ ‪ ..‬فألفيناها في خالل عامين اثنين ِّ‬ ‫يُخَلص[‪ ]12‬جميع ذلك وتبقى هي‬ ‫فضال للحُبس‪ ،‬وصائرها اليومي لنارها الكهربائية ال يتجاوز نصف عشر الريال المخزني‬ ‫أعني بليونا واحدا في اليوم»[‪.]13‬‬ ‫قال سكيرج بعد هذا‪« :‬فهذه اآللة من مآثر هذا السيد (يعني الناظر الركينة)‪ ،‬فجزاه‬ ‫اهلل صالحا عن نفسه‪ ،‬وجعله ذكرى وموعظة للغير من أبناء جنسه»[‪.]14‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعل حمار مدرستنا لو ُقدِّر له أن يكون عاقال ويعلم بصنيع الناظر الركينة المذكور‬ ‫َلدَعَى له بمثل دعاء سكيرج المتقدم وزيادة‪ ،‬إال أن حكمة العليم الخبير قضت بأن ال‬ ‫يفقه ما يدور حوله‪ ،‬وهلل في خلقه شؤون َ‬ ‫وحِكم‪ ،‬وَهَبَ للناس عقوال تعي وألسنة تنطق‬ ‫بالشكر‪ ،‬وجعل لبقية مخلوقاته نظاما آخر في الفهم والكالم ال يدركه أصحاب العقول‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫ومدرستنا ال تتفرد بهذا األمر‪ ،‬فقد كان لبعض مدارس المغرب في القديم حمارها‬ ‫الخاص بها‪ ،‬يحكي محمد حمادي الحلو في كتابه «األمل الموؤود» قصة حمار مدرسة‬ ‫حدائق الوداية برباط الفتح‪ ،‬فيقول‪« :‬وفي أعلى الحديقة يوجد صهريج تسقى من مائه‬ ‫الحديقة بواسطة ناعورة جميلة تصعد الماء من البئر ويديرها حمار موظف لدى إدارة‬ ‫اآلثار والفنون الجميلة‪ ،‬هو حمار لمدرسة الذائع الصيت‪ .‬ولهذا الحمار قصة طريفة هي‬ ‫التي سأحاول سردها بإيجاز‪ .‬عندما مات الحمار الذي سبقه‬ ‫في القيام بمهمة تدوير الناعورة وحملته مصالح المكتب‬ ‫الصحي إلى حيث ال أدري بناء على طلب مستعجل من‬ ‫المسيو دوليفيكاسيتي المسؤول عن الحديقة ومرافقها‪،‬‬ ‫اتصل هذا األخير الهاتف بالمراقب الفرنسي المشرف على‬ ‫أحواز الرباط‪ ،‬وأخبره أنه سيزوره يوم السوق األسبوعي‬ ‫إلحدى القرى المجاورة للعاصمة ليشتري حمارا جيدا‬ ‫لناعورة حدائق لمدرسة»[‪.]15‬‬ ‫وللقصة بقية‪ .. ،‬ومن أغرب ما فيها ّ‬ ‫أن حمار المدرسة‬ ‫الجديد كان يقرض الشعر‪ ،‬راجعها في الكتاب المذكور ْ‬ ‫إن‬ ‫كنتَ تحب ُّ‬ ‫الطرَف[‪.]16‬‬ ‫والحقيقة ّ‬ ‫أن وجود الحمير والبغال في مؤسسات‬ ‫وإدارات المخزن في الزمن القديم كان أمرا عاديا‪ ،‬حتى إن‬ ‫بعض هذه المؤسسات كان لها اصطبالت خاصة باألحصنة‬ ‫والخيول التي تستعمل في المراسيم المخزنية‪ ،‬أو البغال‬ ‫والحمير التي يُعتمد عليها في إنجاز أغراض وشؤون‬ ‫اإلدارات والبلديات‪ ،‬ولذلك فإن تو ّفر مدرسة الجامع الكبير‬ ‫بطنجة على حمار خاص بها لم يكن بدعة في ذلك العصر‪،‬‬ ‫لقد كان أمرا شائعا‪ ،‬وإذا أردنا أن نجد لذلك مثيال ونظيرا‬ ‫في حياتنا الحالية ُقلنا‪ :‬إن حمار المدرسة‪ ،‬وغيره من حمير‬ ‫المؤسسات المخزنية والبلدية في ذلك الزمان‪ ،‬كان يقوم‬ ‫بما تقوم به اليوم «سيارة الدّولة»‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اإلحاالت والهوامش ‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬نشرتها مجلة (‪ )Mauritania‬في أحد أعدادها الصادر بمدينة طنجة عام‬ ‫‪1947‬م‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬رياض البهجة في تاريخ طنجة‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪40.‬‬ ‫[‪ ]3‬الفيروزآبادي‪ ،‬القاموس المحيط ‪( :‬مادة بذن) ‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬هذا الكناش وهو عبارة عن محاسبة أنشأها الناظران األجالن الطالب العدل‬ ‫األرضى السيد المختار بن الفقيه المرحوم باهلل سيدي محمد التمسماني‪ ،‬والفقيه‬ ‫ّ‬ ‫األجل السيد العربي بن الفقيه المحتسب المرحوم السيد أحمد أبرودي‪ ،‬وبأوّلها‬ ‫شهادة مؤرّخة بأوائل صفر الخير عام ‪1327‬هـ ألربعة من عدول طنجة‪ ،‬وهم‪ :‬محمد‬ ‫بن محمد المدوّر‪ ،‬والمختار بن محمد أُسِدْهُم‪ ،‬ومحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬ومحمد‬ ‫بن محمد بن يحيى‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬كناش حبس المسجد األعظم بطنجة لعام ‪1327‬هـ‪1909 /‬م – الورقة ‪.10‬أ‬ ‫[‪ ]6‬هنا ينبغي أن نتدخّل لتسكين روع القارئ الذي ال يعرف قيمة «بليون»‬ ‫المغاربة في ذلك الزمان‪ ،‬فقد كان يساوي سُدُس الفرنك أو السنتيم‪.‬‬ ‫[‪ ]7‬كناش حبس المسجد األعظم بطنجة – الورقة ‪.12‬أ‬ ‫[‪ ]8‬كناش حبس المسجد األعظم بطنجة – الورقة ‪.14‬أ‬ ‫[‪ ]9‬كناش حبس المسجد األعظم بطنجة – الورقة ‪.14‬ب ‪.16 /‬أ‬ ‫[‪ ]10‬محمد بن العياشي سكيرج‪ ،‬رياض البهجة في تاريخ طنجة‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪40.‬‬ ‫[‪ ]11‬رياض البهجة في تاريخ طنجة‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪18.‬‬ ‫[‪ ]12‬خ ّلص ‪ :‬لفظ دارج يعني «دَ َفع الثمن»‪.‬‬ ‫[‪ ]13‬رياض البهجة في تاريخ طنجة‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪40.‬‬ ‫[‪ ]14‬نفسه (ج‪ ،2.‬ص‪.)40.‬‬ ‫[‪ ]15‬محمد حمادي الحلو‪ ،‬األمل الموؤود (مجموعة قصصية)‪ ،‬مطبعة التومي –‬ ‫الولجة (سال)‪2000.‬م‪ ،‬ص‪47.‬‬ ‫[‪ ]16‬قصة (حمار لمدرسة) تقع في ص‪45-53.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫الجلسات األولى حول الجهوية المتقدمة‬

‫ما الذي يعرقل العملية ؟‬ ‫• بقلم ‪ :‬الدكتور عبد الحق بخـات‬ ‫لقد كان تطبيق الجهوية المتقدمة متعثرا منذ إطالقه قبل أكثر من أربع سنوات ‪ ،‬لعدة أسباب‪ :‬فعالية ممارسة جميع الكفاءات ‪،‬‬ ‫وتحديد وضعية المؤسسات الجهوية‪ ،‬بل وحتى فهم هذه الجهوية من قبل الممثلين المنتخبين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من الواضح أنه حتى ذلك الحين ‪ ،‬كانت هذه الجهوية تقدم‬ ‫شكوكا ومخاطر بأن تكون ‪ ،‬مثل بعض التجارب الفاشلة السابقة ‪،‬‬ ‫مشروعًا غير ناجح‪.‬‬ ‫إن اآللية المتعثرة التي تحكم سير العمل في الجهوية اليوم هي تتويج لعملية تطورية لم تحقق بالفعل كل انتظارات المواطنين‪،‬‬ ‫في حين كان من المأمول أن تصبح الجهة مجتمعًا يمكن للحكومة الجهوية بموجب دستور عام ‪ ، 1992‬وبمجرد أن يحكمها القانون‬ ‫‪ ، 47-96‬أن تصبح مجالاً وظيفيًا للتنمية االجتماعية واالقتصادية المتكاملة‪.‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬ليس هذا هو الحال ألنه على الرغم من وجود تغييرات سطحية بالفعل ‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالهندسة الشاملة‬ ‫للهياكل الالمركزية ‪ ،‬يجب االعتراف بأن هذه العملية قد شهدت العديد من الرهانات ‪ ،‬التي أثقلتها دائما في كل مكان‪ .‬موارد مالية‬ ‫غير كافية ؛ الموارد البشرية غير الماهرة والكفاءات التي تكاد ال تذكر ‪ ،‬واالفتقار إلى المديرين التنفيذيين‪ ،‬أولئك الذين تم تعيينهم‬ ‫على مزاج الرئيس قصد سد الثغرات ‪ ،‬ال شيء أكثر من ذلك‪ .‬في النهاية ‪ ،‬يمكن أن تكون نتيجة هذه التجربة مجرد فشل‪.‬‬ ‫وبالتالي ‪ ،‬في ظل غياب التدبير الفوري والتفكير في العديد من الرهانات التي تؤثر على الجهوية المتقدمة ‪ ،‬فاآلمن أن هذه‬ ‫الجهوية ال ينتظر منها الكثير ‪ ...‬إال إذا كانت الخطوة التالية ستجلب بصيصا من الضوء لهذا المشروع االستراتيجي الذي هو على‬ ‫جدول أعمال االهتمامات الوطنية ‪ ،‬مع تسجيل مالحظة أن هذا ال يمكن من تحقيق المشروع دون التنفيذ الناجح إلصالح الالمركزية‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫هذه الخطوة التالية ‪ ،‬التي نأمل أن تكون هذه المرة هي الخطوة الصحيحة ‪ ،‬تم تجسيدها في «الجلسات األولى حول الجهوية‬ ‫المتقدمة» والتي سيطرح خاللها سعد الدين العثماني وعبد الوافي لفتيت تحديات هذا المشروع االستراتيجي أمام العديد من‬ ‫الشركاء ‪.‬‬ ‫األنظار ستتركز ناحية أكادير ‪ ،‬يوم ‪ 21‬ديسمبر الحالي ‪ ،‬على أمل أن نرى ‪ ،‬وأخيرا ‪ ،‬رسم نهاية النفق!‬

‫في الواقع‪ ،‬ما المقصود بالضبط بالجهوية المتقدمة‪ ،‬هذا‬ ‫الورش الهائل الذي يشد اهتمام الجميع؟‬ ‫يوضح المدير العام للسلطات المحلية‪ ،‬خالد سفير‪ ،‬المسؤول‬ ‫عن تنفيـذ هـذا المشـروع‪ ،‬ما يلـي ‪« :‬هـذا مشـروع استراتيـجـي‬ ‫ال يزال مفتوحا على المدى الطويل‪ ،‬يجب أن نضمن للجهات‬ ‫تقاربا أفضل واستهدا ًفا للسياسات العمومية والمساهمة في‬ ‫الحد من التباينات‪ .‬إنه أو ًال وقبل كل شيء اختيار ملكي أعلنه‬ ‫جاللـــة الملـك في عام ‪ ،2008‬إلضفاء الطابع الجهوي على‬ ‫السياسات العمومية وتحقيق تقارب أفضل واستهداف هذه‬ ‫السياسات»‪ ،‬يشرح قائ ً‬ ‫ال‪« :‬الهدف هو‪ :‬ضمان تطور أفضل‬ ‫للمملكة ومكافحة التباينات الجهوية واالجتماعية‪ ،‬مع تحسين‬ ‫توزيع جهود الدولة على جميع الجهات»‪.‬‬ ‫وف ًقا لما قاله خالد سفير‪« ،‬بدأت عملية بناء هذا المشروع‬ ‫بانتخابات أكتوبر ‪ 2015‬وإنشاء مجالس جهوية جديدة منتخبة‪،‬‬ ‫ألول مرة في تاريخ المغرب‪ ،‬عن طريق االقتراع العام المباشر‪.‬‬ ‫تولت هذه المجالس السلطة في نهاية عام ‪ .2015‬وكانت هذه‬ ‫نقطة االنطالق نحو الجهوية‬ ‫المتقــدمـــة‪ .‬وفيما يتعلـــق‬ ‫باألرقام المالية والمحاسباتية‪،‬‬ ‫ستكون المجالـــس الجهوية‬ ‫قد استلمت بحلول نهاية عام‬ ‫‪ 2021‬حوالي ‪ 50‬مليار درهم»‪.‬‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬كان من‬ ‫المفترض أن يــؤدي االنتقال‬ ‫إلى الجهويـــة المتقدمــة‪،‬‬ ‫وهي ثمــــرة مجموعـــة من‬ ‫التجارب األجنبية مع مراعـــاة‬ ‫الخصوصيات الوطنيـــة‪ ،‬إلى‬ ‫تحقيق إرادة جديــدة لتعزيز‬ ‫كفاءة التدخـــالت العموميــة‬ ‫من أجـل إرضـــاء احتياجـــات‬ ‫المواطنيـــن المغاربــــة على‬ ‫المستوى الجهوي‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬قدمـــت هذه المبادرة‪ ،‬من الناحية النظرية‪،‬‬ ‫ابتكارات مهمة‪ ،‬بما في ذلك إضفاء الطابع الديمقراطي على‬ ‫عمل الجهة من خالل انتخاب المجالس الجهوية عن طريق‬ ‫االقتراع العام ‪ ...‬خلق حرية اإلدارة الرائعة؛ تعزيز االستقالل‬ ‫المالي الجهوي واالبتكارات من حيث الحكم عبر إنشاء وكاالت‬ ‫تنفيذ المشاريع الجهوية‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن الجهوية‬ ‫المتقدمة‪ ،‬من الناحية النظرية‪ ،‬كشفت عن رغبة مؤكدة في‬ ‫التغلب على جهوية المظهر الذي أقامه القانون ‪ .47-96‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فمن الواضح اليوم أن هذا المشروع المبتكـر يتعطـل‬ ‫وال يتقدم ح ًقا‪ .‬يمكن ذكر عدة أسباب لشرح هذا الموقف‪ .‬أو ًال‪،‬‬ ‫يجب أن ندرك استحالة قيام الجهات بتنظيم نفسها بنفسها‪.‬‬ ‫ينص القانون على بعض الجوانب المهمة للتنظيم اإلداري‬ ‫الداخلي للجهات‪ .‬وليس للمجالس الجهوية صالحية إجراء أي‬ ‫تعديالت عليها‪ .‬هذا هو الحال خاصة بالنسبة للجان الدائمة‬ ‫اإللزامية والمخطط التنظيمي الجهوي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫يتم تحديد تنظيم آليات اإلدارة المبتكرة مسب ًقا من قبل‬ ‫السلطة المركزية‪ ،‬مما يسبب تأخيرًا في تحديد حالة وكاالت‬ ‫تنفيذ المشروع الجهوية‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬ربما بسبب االفتقار إلى الثقة ولكن أيضًا بسبب‬ ‫عدم الكفاءة الحقيقية للمديرين الجهويين‪ ،‬الذين ليس لديهم‬ ‫مرجع في بعض األحيان‪ ،‬فإن الجهوية المتقدمة تمنح حرية‬ ‫إدارية قليلة جدًا للجهات كمجموعات ترابية‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬يدرك المرء أن العالقات بين المركز والمحيط‬ ‫الخارجي قد أُنشئت مع األخذ في االعتبار درجة تقدير األول‬ ‫مقارنة بالثاني‪.‬‬ ‫ينشأ الحاجز اآلخر الذي يعوق أي تقدم في الهيكلة الجهوية‬ ‫عن سوء فهم الممثلين المنتخبين أنفسهم لروح هذا اإلصالح‬ ‫الالمركزي‪ .‬تتطلب التحديات التي تواجهها هذه الهيكلة‬ ‫الجهوية مهارات واضحة من حيث الالمركزية والكفاءات اإلدارية‬ ‫رفيعة المستوى والتطبيق الفعال على أرض الواقع‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فإن ما يمكن أن نراه في جهات معينة‪ ،‬مثل جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬هو أنه حتى في استقالة المكتب السابق في اآلونة‬ ‫األخيرة‪ ،‬لوحظ غياب المسؤولين الجهويين‪ ،‬مع عدم االتفاق‬ ‫حول تعريف بعض القضايا الجهوية المتزايدة التعقيد‪.‬‬ ‫لم يثبت المكتب الجديد‬ ‫نفسه بعد‪ ،‬لكن ما زال الوقت‬ ‫مبكرًا لتقييم أداءاته‪.‬‬ ‫في جميـــع األحـــوال‪ ،‬كما‬ ‫حاولنـــا التوضيح‪ ،‬فإن األمــر‬ ‫يتطلب أكثـــر من مجـرد الئحة‬ ‫شـبــه متجانســة إلى جانـــب‬ ‫مجمـوعــــة من الموظفــيــن‬ ‫غيـر مؤهليــن إلدارة الجهوية‬ ‫المتقدمة‪.‬‬ ‫واليــــوم‪ ،‬يكمـــن أمـــــل‬ ‫إنهــاء هذا المأزق في الجهــد‬ ‫المشترك المقبـــل بين رئاسة‬ ‫الوزراء ووزارة الداخليـة‪ ،‬اللذين‬ ‫يتشاركـان في تنظيم‪ ،‬جلسات‬ ‫يوم ‪ 21‬من شهر ديسمبر ‪.‬‬ ‫تتعلق هذه الخطوة بإصدار سلسلة من النصوص القانونية‬ ‫لوضع إطار قانوني لإلصالح الذي يستهدف الالمركزية اإلدارية‪،‬‬ ‫والذي يهدف إلى إنشاء كيان يجمع في كل جهة تمثيل عشرات‬ ‫الوزارات‪ .‬ولكن سيكون من الضروري االنتظار حتى نهاية عام‬ ‫‪ 2020‬حتى نتمكن من رؤية تجسيد هذا الكيان‪.‬‬ ‫سوف يتمتع هذا النظام بميزة استهداف السياسات‬ ‫العمومية بشكل أفضل‪ ،‬خاصة على المستوى الجهوي‪ ،‬فالجهات‬ ‫الفاعلة من المسؤولين المنتخبين وممثلي الدولة على دراية‬ ‫بالجهات ويمكنهم اتخاذ خيارات هادفة بشكل أفضل من تلك‬ ‫التي اتخذت على المستوى المركزي‪.‬‬ ‫الميزة الثانية‪ ،‬إن العمل على مستوى عقود برامج الدولة‬ ‫الجهة سوف يسمح بتقارب أفضل للسياسات العمومية‪ ،‬بين‬ ‫االستراتيجيات الوطنية واحتياجات الجهات‪.‬‬ ‫الميزة األخيرة‪ ،‬الحد من الفوارق االجتماعية والترابية‪ ،‬ألنه‬ ‫على مستوى الجهات‪ ،‬هناك معرفة أفضل بالمناطق التي تسمح‬ ‫بتحسين وسائل مكافحة هذه الفوارق‪.‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬ ‫• محمد إمغران‬

‫أين هي «باب دارنا» ؟‬ ‫قضيــة «بــاب دارنا» تستحق أن تحول إلى فيلم‬ ‫سينمائي لتوثيــق‪ ‬أخطــر جريمــة في تاريخ المغــرب‬ ‫المعاصر‪ ،‬ارتكبها لصوص أنيقون‪ ،‬تالعبوا بمئات األسر‪.‬‬ ‫وهي القضية التي تابعها ويتابعها الرأي العام‪ ،‬بكثير‬ ‫من الفضول‪ ،‬الممزوج باالشمئزاز‪.‬‬ ‫وتتعلق بمجموعة عقارية نصبت على جيش عرمرم‬ ‫من المواطنين الذين لجؤوا إليها للحصول على وحدات‬ ‫سكنية بمناطق بالمغرب‪ ،‬تم تسويقها لهم افتراضيا‪،‬‬ ‫منذ سنة ‪ ،2016‬كما أعطيت لهم وعود بتسلم شققهم‪،‬‬ ‫خالل سنة ‪.2018‬‬ ‫وخالل الشهر الماضي‪ ،‬تأكد الضحايــا من تأخــر‬ ‫الشروع في األشغــال‪ ،‬حيــث خاضوا‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬وقفات‬ ‫احتجاجية أمام مقر الشركــة ضــد أساليـــب التدليس‬ ‫والتحايل من طرف المسؤولين عن المجموعة العقارية‬ ‫«باب دارنا» التي سخرت موثقين ومصالح المصادقة‬ ‫على اإلمضاءات التي تضمنتها العقود المبرمة وخارج‬ ‫أوقات العمل إلى غاية السادسة مساء بإحدى الملحقات‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫كما استعانت الشركة العقارية المذكورة بفنانين‬ ‫مغاربـــة سوقــوا لهم مشاريعهــم من خالل وصالت‬ ‫إشهارية‪ ‬عبر قنوات عمومية‪ ،‬مما شجع زبنــاء‪ ‬آخرين‬ ‫لإلقبال على الشركة والتعامل معها‪.‬‬ ‫وحسب مصادر إعالميــة وبنـــاء على المعطيات‬ ‫األولية‪ ،‬بخصوص عمليات جرد أمــوال الضحايا‪ ،‬فقد‬ ‫بلغت ما مجموعــه ‪ 50‬مليار سنتيم ويعلم اهلل‪ ‬الطريقة‬ ‫التي جمع بها كـل زبــون ماله للحصــول على سكــن‬ ‫اقتصادي‪ ،‬ال يتعدى مبلغ ‪ 25‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫فهناك من سددهــا من جوعـــه وملبسه ومأكلـــه‬ ‫وهناك‪ ‬من‪ ‬اقترضها بالدموع والبكاء‪.‬‬ ‫ثم قامت بإيهامهم واعتبارهم بأنهم منخرطون‬ ‫في وداديـــات سكنيــة‪ ،‬تحمل العديـد من األسمـــاء‬ ‫العقارية‪ ،‬وذلك من خالل بند ضمن العقد الذي وقعوا‬ ‫عليه‪ .‬كما استعـان رئيــس الشركة بخدمات محاسب‬ ‫أفريقي هو نفسه تحايل على الزبناء‪.‬ومن غرائب هذه‬ ‫المجموعة العقارية أنها سيجت قطعة أرضية‪ ،‬ستقام‬ ‫عليها المشاريع السكنية المتفق عليها من باب التمويه‬ ‫فقط‪ ،‬قبل أن يتبين للضحايا أن هذه القطعة األرضية‬ ‫تابعة لتعاونية‪ ،‬دون اقتنائها بشكل نهائي من طرف‬ ‫المجموعة العقارية المذكورة‪.‬والمثير كذلك هو أنه‬ ‫حتى بعض الضحايا الذين أرادوا استرجاع أموالهم‪،‬‬ ‫تسلموا شيكات بدون رصيد‪.‬‬ ‫ونظرا للتالعبات الصـــادرة عــن «باب دارنا» فقد‬ ‫بلغت شكايات الزبناء الموجهة إليها ما مجموعه ‪855‬‬ ‫شكاية‪.‬بينما المجموعة العقارية في كل مرة تأتي‬ ‫بمبررات جديدة‪ ،‬منها أن لها مشاكل مالية مع المالكين‬ ‫األصليين للقطع األرضية التي ستقام عليها المشاريع‬ ‫السكنية‪.‬وهكذا تركت مئات من الضحيايا في حيرة من‬ ‫أمرهم وهم يتساءلون‪ « :‬أين باب دارنا» ؟ يحدث هذا‬ ‫في دولة يفترض أنها دولة المؤسسات‪ ،‬واحسرتاه‪ ،‬في‬ ‫الوقت التي نصبت هذه المجموعة العقارية بمساعدة‬ ‫إدارات عمومية وأشخاص «محلفين» على ضحايا كثر‪.‬‬ ‫ورغم أن رئيس المجموعة العقارية هو أشهر من نار‬ ‫على علم وتوجد في حقه مذكرة بحث على الصعيد‬ ‫الوطني‪ ،‬فإن الضحايا أنفسهم هم من اعتقلوه‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫بين شوارع الدار البيضاء‪.‬‬ ‫يذكر أنه ضمن الضحايا يوجد كذلك مغاربة الخارج‪،‬‬ ‫لتكون هذه الفضيحة ضربة موجعة لالستثمار والسياحة‬ ‫ودولة القانون‪ ،‬باألحرى وإلى إشعار آخر‪.‬‬


‫العدد ‪1023‬‬

‫‪18‬‬

‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫مسجد الزاوية البقالية بتطوان‬ ‫يتحول الى مرحاض عمومي ‪ ..‬؟‬

‫لعبة السودوكو (‪)484‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫• حمزة الحساني‪‎‬‬

‫من المعلوم أن تطوان أصبحت تراثا إنسانيا عالميا‪،‬‬ ‫تشد إليها رحال السياح من مختلف بقاع العالم‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك السياحة الروحية‪.‬‬ ‫تطوان جوهرة أندلسية صغيرة حافظت على أصالتها‬ ‫وهويتها‪ ،‬لقرون خلت عددا‪ ،‬ولكنها اليوم تكاد أن تقف‬ ‫عاجزة أمام أيادي البغاة !‬ ‫مسجد الزاوية البقالية بتطوان الذي تأسس خواتم‬ ‫القرن الثامن عشـر‪ ،‬يتحــول أمام ذهــل الغيورين إلى‬ ‫مرحاض عمومي‪ ،‬وطاولة لبيع المناديل «الكلينيكس»‪.‬‬ ‫حسب القانون المنظم لهذا القطـــاع فإن المسجد‬ ‫والزاوية والضريح لهم نفس الحرمة‪.‬‬ ‫حين وقفــت على الحادث أول األمر‪ ،‬شعـرت بجرح‬ ‫داخلي‪ ،‬وغيرة على بيت من بيوت اهلل‪ ،‬كيف لبيت وخلوة‬ ‫يذكر فيها اسم اهلل‪ ،‬تتحول إلى مرحاض عمومي ‪ ..‬؟!‬ ‫كنا نتأسـف على المساجد التي ضاعــت باألندلس‪،‬‬ ‫فتحولت إلى بيوت هلل في صورة كنائس‪ ،‬وهي بيوت اهلل‬ ‫أيضا‪ ،‬بينما نحن كنا أحط من ذلك‪ ،‬فحولنا بيت اهلل إلى‬ ‫مرحاض ! ليكون النصارى أرأف بدين اهلل منا ؟!‬ ‫إننا من خالل مختلف المنابر المتاحة‪ ،‬نناشد موالنا‬ ‫أمير المؤمنين‪ ،‬بصفته ممثــال روحيا لألمة‪ ،‬أن ينتصر‬ ‫لهكذا قضايا‪ ،‬فيطهر هذا األمــر تطهيرا‪ ،‬حيث وقفـــت‬ ‫األوقاف عاجزة وما انتصرت لبيت اهلل «بيوتي في األرض‬ ‫المساجد‪ ،‬وزواري عمارها»‪.‬‬ ‫تطـــوان لها هويتهــا ومكانتها الروحية األصيلة‪،‬‬ ‫وبتصنيفها كتـــراث عالمــي تزداد قيمتهــا التراثيـــة‪،‬‬ ‫واستقطابها السياحـــي لمختلـــف األغراض العمرانية‬ ‫واالجتماعية والروحية بالدرجة األولى‪ ،‬دائما كانت محل‬ ‫احترام لألديان السماوية‪.‬‬ ‫وال يفوتني هنا أن أعاتب على وزارة الثقافة‪ :‬أفعجزت‬ ‫عن كتابة جملة مفيدة مركبة تركيبا لغويا صحيحا بيافطة‬ ‫هذه الزاوية ؟ وهي الجملة التي تكرر خطأها اللغوي بكل‬ ‫معالم المدينة القديمــة لتطوان ؟ من عجز عن صياغة‬ ‫جملة‪ ،‬أيستطيع حماية صرح عمراني ؟!!!‬ ‫الخطأ ‪« :‬تطوان تراثا عالميا إنسانيا»‬ ‫الصواب‪« :‬تطوان تراث عالمي إنساني»‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫رقم ‪484‬‬


‫صفحة‬

‫‪19‬‬

‫وقفة احتجاجية لجمعية المد األزرق‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫هل انتهى عهد بلخيضر ؟‬

‫اكد حسن بلخيضر في تصريحات صحفية ابتعاده عن أي نشاط يتعلق‬ ‫باتحاد طنجة بعد الحملة التي تعرض لها خالل الجمع العام االستثنائي للفريق‪..‬‬ ‫واالنتقادات الشديدة التي وجهت إليه‪.‬‬ ‫ويبدو أن عبد الحميد أبرشان رئيس الفريق رضخ لضغط المنخرطين‬ ‫وأعضاء المكتب المسير والجماهير وقرر فك االرتباط بحسن بلخيضر بعدما‬ ‫فهم الرسالة جيداً‪.‬‬ ‫وكان بلخيضر قد تعرض لحملة من طرف عشاق وأنصار الفريق التي كانت‬ ‫تلقبه باآلمر الناهي والرئيس في الخفاء حيث كان يدير كل الشؤون في الخفاء ‪.‬‬ ‫رئيس الفريــق تعــرض هــو اآلخر لالنتقاد من قبل المنخرطين الذين‬ ‫اتهموه بعدم الر ضوخ لمطالبهم بضرورة توضيح الدور الذي سيقوم به‬ ‫بلخيضر والسيما بعد إيقافه ككاتب عام للفريق من قبل الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم لمدة سنتين ‪ ..‬وتعيين كاتب عام بدله هو األستاذ ربيع‬ ‫المولوع واتهامه باتخاذ العديد من القرارات دون علم األعضاء وخاصة ما يتعلق‬ ‫منها باالنتدابات التي تتسم دوما بالسرية والعشوائية وتذاكر المباريبات التي‬ ‫اليتم نشر عددها ومداخيلها‪.‬‬ ‫أنصار النادي بدورهم طالبوا الرئيس بتوضيــح الدور الحقيقي المنوط‬ ‫بالسيد بلخيضر وكان دائما يكتفي بالقول أنه يشكل يده اليمنى ويثق فيه‪.‬‬ ‫غير أنه وبعد كل مادار في الجمع العام االستثنائي كان البد من مراجعة‬ ‫األمور ووضع حد لدور بلخيضر والسيما بعد ما وصلت األمور لدرجة اتهامه‬ ‫بتبدير أموال الفريق وإنشاء فيال والمطالبة بتطبيق مبدأ «من أين لك هذا؟»‪.‬‬ ‫إذن وبعد ذهاب بلخيضر الذي البد أن نذكر أنه قام خالل عهده بببعض‬ ‫األمور لصالح الفريق رغم االنتقادات التي وجهت إليه كيف ستسير األمور‬ ‫مستقبال وهل سينهج الفريق مبدأ الشفافية في االنتدابات المقبلة‪ ...‬ويوضح‬ ‫للجميع كل األمور‪ ...‬لننتظر ؟‪...‬‬

‫نعمان أعراب يغيب عن المالعب‬ ‫لمدة شهرين‬

‫نظمت جمعية المد األزرق ألنصار اتحاد طنجة لكرة القدم وقفة احتجاجية أمام‬ ‫والية جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة احتجاجا ما أسمته عشوائية التسيير داخل‬ ‫الفريق وضرورة تشكيل مكتب مسير يكون في مستوى تطلعات المدينة‪.‬‬

‫في الجمع العام للمغرب التطواني المصادقة على‬ ‫التقريرين األدبي والمالي وتحويل فريق الحمامة‬ ‫إلى شركة رياضية‬

‫انعقد الخميس الماضي الجمــع العام لفريــق المغــرب‬ ‫التطواني لكرة القدم بحضور‪ 40‬منخرطا من أصل ‪.52‬‬ ‫وافتتح الجمع بكلمة لرئيس الفريق رضوان الغازي رحب‬ ‫فيها بالحاضرين مذكرا بالفتــرة الزاهيــة التي عاشها فريـق‬ ‫الحمامة على عهد الرئيس السابق عبد المالك أبرون وأعضاء‬ ‫مكتبه المسير‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن هذا الجمع ينعقــد بمتغيرات جديدة على‬ ‫المستوى اإلداري والقانوني من خالل عمل المكتب على توهج‬ ‫النادي على مستويات عدة‪ ،‬وكذا انخراطه في برامـــج الوزارة‬ ‫الوصية ومخططات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من‬ ‫خالل إحداث شركات رياضية ومالءمة قانون النادي مع قانون‬ ‫التربية البدنيـــة ‪ 30.09‬ومصادقتـــه على النظام األساسي‬ ‫النموذجي والقانون الداخلي والقيام بإجراءات المصادقة على‬ ‫قرار تحويل الفريق من جمعية إلى شركة رياضية تباشر التسيير‬ ‫االحترافي وتدبير شؤونه تقنيا وإداريا وماليا‪.‬‬ ‫إضافـة إلى متغيرات أخرى مرتبطة بميزانيــة النادي التي‬ ‫الزالت تعـاني من العجز نتيجة تقلص المداخيل وعدم التزام‬ ‫بعض الجهــات المانحة بتعهداتها تجــاه النادي‪ ..‬إضافة إلى‬

‫صعوبة تكوين فريق تنافسي قادر على مجاراة إيقاع البطولة‬ ‫االحترافية‪ .. .‬حيث استطاع المغرب التطواني ضمــان البقــاء‬ ‫ضمن اندية الصفوة رغم الصعاب التــي ال زمت المكتب في‬ ‫الموسم المنصرم‪.‬‬ ‫وبعد كلمة الرئيس االفتتاحية القى الكاتب العام األستاذ‬ ‫عمر البقالي التقرير األدبي مستعرضا خالله مشوار الفريق في‬ ‫الموسم الماضي ثم المنازعات والعالقات العامة‪.‬‬ ‫وبعد مناقشة مستفيضة تمت المصادقة على هذا التقرير‪.‬‬ ‫وألقى بعد ذلك أمين المال عبد اإلله بنمخلوف التقرير‬ ‫المالي موضحـــا أن ميزانيـــة المغرب التطوانـي شهـــدت‬ ‫عجزا بقيمة ‪ 931 90 385 .2‬درهما‪.‬حيث ناهزت المصاريف‬ ‫ما مجمــوعــه ‪ 55.009.985.32‬درهما‪ ...‬وبلغـت المداخيـــل‬ ‫‪ 30 .600 .067 .56‬درهما‪.‬‬ ‫وبعد المناقشة صادق المنخرطــون على التقريــر المالي‬ ‫باألغلبية‪.‬‬ ‫وإثر ذلك قــدم رئيس النادي مشروع ميزانيــة التسيير‬ ‫لموسم ‪. 2020-2019‬‬ ‫ووجه الجمع برقية والء وإخالص إلى الديوان الملكي‪.‬‬

‫المغرب التطواني يواجه‬ ‫الرجاء غداً بالدار البيضاء‬

‫الدميعي بعد التعادل أمام أ‪ .‬خريبكة‬

‫«نقطة أحسن من ال شيء»‬

‫بعدما التقى الفتح الرباطي يوم السبت الماضي يواجه‬ ‫المغرب التطواني غدا األربعاء بالدار البيضــاء فريق الرجــاء‬ ‫البيضاوي برسم مؤجل الجولة الرابعــة من بطولــة الدوري‬ ‫االحترافي المغربي‪ .‬وستقام المباراة على الساعة السابعة مساء‬ ‫بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء‪.‬‬

‫النسخة الثالثة لنادي أسرة‬ ‫اتحاد طنجة‬

‫تعرض العب اتحاد طنجة نعمان أعراب لالصابة خالل مباراة فريقه أمام أولمبيك‬ ‫خريبكة برسم مؤجل الجولة السابعة من بطولة الدوري اال حترافي‪.‬‬ ‫وقد اكدت الكشوفات الطبية أن الالعب أعراب يعاني من التواء في كاحل رجله‬ ‫اليسرى‪.‬‬ ‫األمر الذي سيرغمه عن االبتعاد عن المالعب لفترة ال تقل عن ‪ 6‬أسابيع‪.‬‬ ‫وكان الالعب أعراب قد سجل هدف اتحاد طنجة أمام أولمبيك خريبكة بقذيقة‬ ‫صاروخية استقرت في شباك أولمبيك خريبكة في الشوط األول‪.‬‬ ‫وغيابه سيترك فراغا كبيرا في تشكيلة فارس البوغاز ‪.‬‬

‫نظمـت جمعيــة اتحاد طنجة لكرة السلـــة بقاعة الزياتن‬ ‫بطتجة النسخة الثالثة لنادي أسرة االتحاد‪.‬‬ ‫ويهــدف هــذا البرنامــج إلى تمكيــن اآلبــاء واألمهات‬ ‫من ممارسة كرة السلة مع أبنائهم في نشاط ترفيهي مميز‬ ‫ومشاركتهم متعة اللعب واألنشطة الموازية للكرة البرتقالية‪.‬‬ ‫وأشرف على البـرنامـج المديـر الرياضي للجمعية اإلطار‬ ‫الوطني خليل الرواس بمساعـدة أطر مدرسة اتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة‪.‬‬ ‫وهذا يأتي لمـــلء الفــراغ في انتظـــار انطالق مسابقات‬ ‫البطولة الوطنية لكرة السلة التي طال انتظارها‪.‬‬

‫أبدى هشام الدميعي مدرب اتحاد طنجة أسفه إلهدار فريقه‬ ‫الفوز أمام أولمبيك خريبكة برسم مؤجل الجولة السابعة من‬ ‫بطولة الدوري المغربي االحترافي‪.‬‬ ‫وقال أن الالعبين فرطوا في الفوز بطريقة غريبة وأتاحو‬ ‫الفرصة للمنافس للعــودة في النتيجــة بسبــب سوء التركيز‬ ‫والسيما في الشوط الثاني‪.‬‬ ‫الدميعي أوضح أنه كان يتمنى الفوز إال أن المنافس كان‬ ‫له رأي آخر‪ ..‬مشيرا أنه يشكو سوء التركيبة والعجز في بعض‬ ‫المراكز وهذا ما سيعمل عليه خالل فترة االنتقاالت الشتوية‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫وعبر عن أمله في أن يتوقف النزيف في صفوف الفريق الذي‬ ‫تنتظره مهمة صعبة ال تحتمل الخطأ‪.‬‬ ‫مبرزا أن «نقطة واحدة أحسن من ال شيء»‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1023‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الثالثة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة‬ ‫سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫نور الدين ال�صايل‬ ‫اإلعالمي والناقد السينمائي‬

‫المحور األول ـ المسار الخاص ـ‬

‫يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل‪ ،‬في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي‬ ‫والمجتمعي الوطني‪ ،‬بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام‪ .‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الباحث والكاتب‬ ‫واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما‪ ،‬وهو المدير السابق لقناة ‪ 2M‬والذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية‬ ‫نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي‬ ‫للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها‪.‬‬ ‫تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفر»‪ ،‬من خالل جلسات حواريــة حــول‬ ‫مشوارات حياته نقدمها للقارئ تباعا‪.‬‬ ‫يكاد يصعب الفصل بين المناضل‬ ‫والمثقف‪ ،‬خصوصا إذا ما استحضرنا‬ ‫أننا‪ ،‬في لحظات معينة من تجربة‬ ‫الوعي المغربي العام‪ ،‬كنا ملتصقين‬ ‫بشكل طاغ جدا بـ «نظرية االلتزام»‬ ‫التي قد دعا إليك جون بول سارتر‪،‬‬ ‫ولربما من قبله ارتبطت هذه النظرية‬ ‫بـ «ليني»‪.‬‬ ‫أين ارتسمت الحدود ‪ ،‬منذ البداية‪،‬‬ ‫في شخصية نورالدين الصايل‪ ،‬بين‬ ‫المثقف والسياسي؟ بيــن المنظــر‬ ‫المتعالي‪ ،‬وبين المندمــج واقيا بين‬ ‫الناس يسعى إلى خدمتهم بشكل‬ ‫مباشر‪. .‬‬ ‫التدريب الذي مررت به في لبنان‬ ‫استنشقت فيه هواء يرتبط بالفكر‬ ‫اإليديولوجي العربــــي آنـــذاك‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك من أفكار تتعلق بالقومية‬ ‫العربية‪ .‬واطلعــت على نمط تفكير‬ ‫الناس هناك‪ ،‬وهو الشيء الذي منحني‬ ‫نوعا من التفكير مفاده أننا كنا نعيشه‬ ‫داخل شكل من الهذيان‪.‬‬ ‫من جانب آخر اطلعت خالل تلك‬ ‫الفترة على كل أشكـــال االنزالقات‬ ‫اإليديولوجيـــة‪ ،‬وعرفـــت كيــف أن‬ ‫أسباب االنقسام العربي أقوى بكثير‬ ‫مما يمكن أن يدفع لتشكيل وحدة‬ ‫حقيقية‪ .‬بعد ذلك عدت إلى المغرب‪،‬‬ ‫وكانت قد حدثت أمور كثيرة في‬ ‫المشهد السياسيي المغربي‪ ،‬منها‬ ‫االنقالب األول لعام ‪ .1971‬ومنها‬ ‫أيضا ذلك الجو من التوترات الجديدة‬ ‫التي لم آخذها أنا بهذه الحدة‪ ،‬فقد‬ ‫حصل وقتها أن محاكـم المغــرب‬ ‫أصدرت عقوبات ب‪ 15‬سنة سجنا أو‬ ‫أكثر في حق أشخاص كنت أعيش‬ ‫بالقرب منهم‪ .‬وهكذا كما تالحظ‬ ‫فقد تطورت األمــور في ظرف يقل‬ ‫عن سنتين‪ ،‬وبشكل متسارع جدا‪.‬‬ ‫وأذكر جيدا أن مع عودتي إلى المغرب‬ ‫شعرت أني جئت بإيمان راسخ يقوم‬ ‫على أساس االعتقــــاد بأن النضال‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بالنسبة لي أنا‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫يكون إال ثقافيا‪ ،‬أي عن طريق النضال‬ ‫الثقافي الذي أعتبره حقيقيا‪ .‬فالنضال‬ ‫السياسي المباشر ‪ ،‬بالنسبة إلينا نحن‬ ‫كطلبة‪ ،‬ارتأيت بأنه طويل المدى‪ ،‬وال‬ ‫ً‬ ‫حقيقة بين الجماهير‬ ‫يكون منغمسا‬ ‫الشعبية‪.‬‬

‫وهكذا شعرت‪ ،‬أو قلت مع نفسي‪،‬‬ ‫أنه ال بد من إعـــادة تنظيم فكرك‬ ‫اإليديولوجي‪ ،‬بل وقلبــه رأسا على‬ ‫عقب‪ ،‬أو أنك ستبقى تتحرك في دائرة‬ ‫المثقف الواعي‪ ،‬العالــم بكل شيء‪،‬‬ ‫بل والمتوفـــر على حلول سياسية‬ ‫واجتماعية وثقافية‪ ،‬لكنها حلوال بدون‬ ‫انغماس حقيقــي وسط الجماهيـــر‬ ‫الشعبية التي تريدها أن تتحرك معك‬ ‫وأنت بعيد عنها‪.‬‬ ‫في لبنان مثال الحظت أن كثيرا‬ ‫من األمور واالنشغاالت النظرية التي‬ ‫كان يتحدث فيها أفواج من العرب‬ ‫تظل نظرية‪ ،‬غير أنها على مستوى‬ ‫تجلياتها في الممارســة الحقيقيـــة‬ ‫او الميدانية غالبا ما كانت تدفعني‬ ‫إلى تساؤل مقلق وهو‪ ..‬إلى أيــن‬ ‫سيؤدي هذا؟ هل لديك فعال إمكانية‬ ‫تغيير شيء أم ال؟ وكنت أرى أنه من‬ ‫األجدى لك‪ ،‬وأنت مثقف‪ ،‬أن تبقى في‬ ‫المجال الذي تتحكم فيه فعال‪ ،‬وتتقنه‪،‬‬ ‫وتعطي من خالله وسائل علمية أو‬ ‫إيديولوجية حقيقية للناس من أجل‬ ‫استعمالها فيما بعد‪ .‬وهذا في تقديري‬ ‫هو ما يسمى بالنضال الثقافي‪.‬‬

‫طبعا هي المرحلة التي ستعرف‬ ‫حضور نورالدين الصايـــل ثقافــيا‬ ‫عبر المشهد السينمائي‪ ،‬وبالضبــط‬ ‫عبر «الجامعــة الوطنيــة لألنديـــة‬ ‫السينمائية»؟‬ ‫نعم‪ .‬فبعد سنـــة من رجوعـــي‬ ‫للمغرب‪ ،‬وبناء على قراري هذا‪ ،‬وبناء‬ ‫على التكوين الذي استطعت الحصول‬ ‫عليه‪ ،‬وكان تكوينا فلسفيا ثقافيا‪،‬‬ ‫قررنا الدخول في مرحلـــة النضــال‬ ‫الثقافي الذي اتخذ وقتها شكل أو‬ ‫صيغة «الجامعـــة الوطنية لألندية‬ ‫السينمائية» وهو المكان الذي أصبح‬ ‫فضاء للنقـــاش العمومــي المفتوح‬ ‫وللتعبير عن التعــارض والتناقض‪.‬‬ ‫وهكذا مع توالي األيام والتصورات‬ ‫أصبحت القاعات السينمائية تحتضن‬ ‫نقاشات مطولة تـــدوم لساعـــات‪،‬‬ ‫وبمشاركة مئات من الحاضرين‪ ،‬وأذكر‬ ‫كيف أن هذا النقاش يحتملنا جميعا‬ ‫على الرغم من أن كل واحد منا كان‬ ‫يحمل معه اختياراته السياسية‪ .‬بل‬ ‫أننا كنا نعيش تطاحنات حقيقية خالل‬ ‫النقاشات داخـــــل القاعات‪ ،‬بمناسبة‬ ‫عرض أي فيلم يتم تقديمه‪ .‬وكنـــا‬

‫نعتبر ذلك المكان بمثابة منفذ وحيد‬ ‫في تلك المرحلة التاريخية المعروفة‬ ‫بسنوات الرصــــاص‪ ،‬أي أنه أصبـــح‬ ‫المتنفس الوحيد لفكر يتحاور ويتبادل‬ ‫الرأي في إطار يمكن القول بشأنه‬ ‫إنه كان شكال ديمقراطيا‪ .‬ويتم من‬

‫األخيرة‬

‫خالله احترام الرأي اآلخر رغم أنك ال‬ ‫تؤمن به مطلقا‪ .‬فاألندية السينمائية‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬خالل العشر سنوات التي‬ ‫توليت فيها الرئاسة‪ ،‬من ‪ 1973‬إلى‬ ‫‪ ،1983‬كانـت تشكــل حقيقـة منبرا‬ ‫للخطاب الحر‪ ،‬رغم كل الصعوبات التي‬ ‫كانت تعيشها هذه األندية في أرجــاء‬ ‫التراب الوطني المغربي‪ ،‬بحيث كان‬ ‫لدينا ما يقارب ‪ 50‬ناديا في خمسين‬ ‫مدينة‪ ،‬وكل ناد يتوفـر على أزيد من‬ ‫ألف أو ألف وخمسمائة منخرط‪ .‬وهذه‬ ‫مجـرد مالحظــة لتوضيــح االمتداد‬ ‫والبعد الجماهيري الذي عشناه خالل‬ ‫تلك المرحلة إلى أن خرجت من هذه‬ ‫المنظمة‪ ،‬أي إلى حدود سنة ‪.1983‬‬ ‫وطبعا فقد تابعت الجامعة الوطنية‬ ‫لألندية السينمائية مسيرتها‪.‬‬ ‫هذه بعض األمور التي عشتها‪،‬‬ ‫بكيفية عامة‪ ،‬منذ أن غادرت طنجة‪،‬‬ ‫ومنذ ان جئت إلى مدينة الرباط سنة‬ ‫‪.1964‬‬ ‫السي نور الدين سنترك للحلقــة‬ ‫القادمة الجواب عن سؤال مفصلي في‬ ‫مسارك هو تقلـــدك لمناصب مهمة‬ ‫تماشت مع رؤيتك لألمور المتعلقة‬ ‫بالبناء من داخل النضال الثقافــي‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بانتقالك إلى إدارتك‬ ‫قناة ‪ ،2M‬ثم تدبير شأن مرفق قوي‬ ‫هو المركز السينمائي المغربي‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.