نور الدين الصايل
ضيف سلسلة «تذكرة سفر»
أرقام مثيرة للقلق حول اإلدمان المتعدد
الحلقة الرابعة
كـان الهـدف هو إعــادة النظـر في طـرق تدريـس الفلسفة بالمغرب مما يجعلها تؤدي دورا أفضل وأعمق. والطريقة التي كنا قد توخيناها وقتها هي طريقــة تدريسها بالنصوص. الصفحة 20
ضـد النـزول في الجحيم صفحة 17
حوار مع
اختتام المهرجان الدولي الخامس لمدارس السينما بتطوان
إعالم جهوي متقدم
مصطفى الغاشي
املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 :
صفحة 4
العدد 1024ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثاء 20ربيع الثاين � 17 / 1441إلى 23دي�سمرب 2019
الكاتب وال�صحايف
محمد بوخزار صفحة 16
اليـوتوبـرز «نخب» البعد
كلمة الشمال عبد اإلله المويسي
قبل عقود من الزمن كنا ،نحن األجيال السابقة التواقة إلى تلبية احتياجاتها التواصلية بكل أصنافها ،كنا نلتف حول أسماء «رمزية» بعينها ،استطاعت برسوخها أن تشد انتباهنا وتعلقنا بكل ما تنتجه من مواد تواصلية ،راكمتها بتجربتها المستندة إلى الخبرة والمعرفة والعلم الدقيق باألشياء .وتتقاطر على ذهني هنا أسماء قوية ارتبطت بإعالم الراديو وأخرى بالتلفزيون وأخرى بالمنشورات والصحف والمجالت المكتوبة ،سيضيق المجال بذكر أسماءها تفصيليا. مرد هذا التذكير ،هو الهجمة الشرسة التي يعرفها الحقل التواصلي االفتراضي أو الرقمي المعاصر من قبل وجوه تتصدر واجهاته التفاعلية االجتماعية بتحطيم أرقام مهولة في نسب المشاهدة والمتابعة ،ومنها طبعا المتابعة الحية المباشرة ،وجوه ما يسمى بـ « اليوتوبرز». هذه الوجوه المفتقرة إلى أبسط متطلبات التواصل ،من معرفة تخصصية مجالية ،وقدرات مهنية مميزة في األداء التواصلي ،وأحيانا إلى المظهر «الفزيولوجي» المقنع ،هذه الوجوه تتحدث بجراءة منقطعة النظير في مختلف مجاالت االنشغاالت العمومية .تتحدث في االقتصاد والسياسات الوطنية والدولية ،وتتحدث في االجتهادات الحقوقية والدينية واإليكولوجية ،وغيرها مما يفترض أنه موكول إلى أهل االختصاص .وتتشكل هذه الوجوه من مختلف الشرائح ،العمرية واالجتماعية والفئوية واألجناسية. مطلقا ،لسنا ضد حق الناس ،كل الناس ،في التعبير عن آرائهم وتفاعالتهم مع محيطات الحياة ،لكننا أيض ًا لسنا بالبالهة إياها التي يفترضها فينا المهندسون السياسيون الخفيون ،والتي تقتضي أن تجعلنا نرضخ إلرادات هدفها االستراتيجي هو تسطيح التواصل اإلنساني من جهة ،وهدفها األسمى هو صناعة «نخب» بائسة تدعمها بنسب المشاهدة المتعالية جدا في أفق القضاء الكامل والنهائي على أي إمكانية مستقبلية لمزيد من الحديث عن «األنتلجنسيات» ،التي تهدد األنظمة بقوتها التواصلية المعرفية العقالنية الراسخة. أثار الكتاب األخير للفيلسوف الكندي «أالن دونو» « ،»La Médiocratieالذي ترجم تحت عدة عنوان منها «سيطرة التافهين» أو «نظام التفاهة» ،أثار العديد من اإلشكاالت المقلقة المتعلقة بتصدر هذه الوجوه المشهود لها بالسطحية والتفاهة والهزال ،للمنصات العمومية. وطبعا الحقل التواصلي المعاصر غير مستثنى من « نظام التفاهة» هذا ،حيث أصبحنا نجد أنفسنا يوميا محاصرين بمظاهره المستفحلة ،ألننا مضطرون لولوج وسائط التواصل االجتماعي الحديثة. إنها فعال «نخب» البعد ...البعد المعرفي ،والبعد التفاعلي العقالني.
جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة ،التحريـر ،الإ�شهـار 7 :مكرر ،زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي info@achamal.ma :ـ املوقع الإلكرتوين www.achamal.ma :
العدد 1024
2
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع
المدرسة العليا لألساتذة /تطوان
فرقة البحث :تحليل الخطاب واللغات وحوار الثقافات
سلسلة كاتب وكتاب
جائزة المدرسة العليا لألساتذة تطوان للدراسات النقدية
دورة «زهور كرام» مارس 2020
في إطار «سلسلة كاتب وكتاب» تنظم فرقة البحث في تحليل الخطاب واللغات وحوار الثقافات بالمدرسة العليا لألساتذة ،تطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ،المغرب،
جائزة المدرسة العليا لألساتذة تطوان للدراسات النقدية دورة «زهور كرام»
ستقام فعاليات الدورة خالل شهر مارس ،2020احتفاء بالكاتبة :مبدعة وناقدة ،وستفتح أمام النقاد الشباب العرب تحت سن األربعين .وستخصص للجائزة مكافأة مالية ،مجموعها 5000 درهما وشهادة تقديرية ،وستنشر األوراق النقدية الحاصلة على الرتبة األولى والثانية والثالثة ،في عدد من أعداد مجلة «عيون السرد» المحكمة ،التي تصدر عن فرقة البحث بالمدرسة العليا لألساتذة .تطوان. ينبغي أن تكون المقالة النقدية حول عمل روائي أو نقدي للمبدعة ،زهور كرام ،متضمنة لــ 10000كلمة إلى 16000كلمة على األكثر ،وأن تراعي الضوابط العلمية واألكاديمية ،وترسل المقاالت مرفقة بسيرة علمية للمترشح ،وبنسخة من بطاقة الهوية (بطاقة وطنية أو جواز السفر) قبل 15فبراير 2020إلى البريد اإللكتروني الخاص بالجائزة: livrecrivain@gmail.com الدكتورة زهور كرام ،أستاذة جامعية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية أكدال ،الرباط/عضو في لجان تحكيم متعددة؛ منها: جائزة العويس وجائزة الكتاب لوزارة الثقافة المغربية ،وجائزة كتارا ولجان تحكيم أخرى/عضو في هيئات استشارية وعلمية لمجالت مغربية وعربية/عضو لجان قراءة مخطوطات لدور نشر مغربية وعربية/منظمة لمؤتمرات وندوات عربية ودولية /رئيسة مشاريع بحثية ووحدات دكتوراه/حصلت على توشيح ملكي للكفاءة الوطنية /2012مسؤولة عن سلسلة روابط رقمية... صدر لها :غيثة تقطف القمر ،دار األمان الرباط /ربات الخدور ،مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي عن دار الرؤيا بالقاهرة /األدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأمالت مفاهيمية ،عن دار الرؤيا بالقاهرة /مولد الروح (مجموعة قصصية) منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب بالدارالبيضاء /بيبليوغرافيا المبدعات المغاربيات ،دار األمان ،الرباط باالشتراك مع الدكتور محمد قاسمي /قالدة قرنفل (رواية) دار الثقافة/السرد النسائي العربي مقاربة في المفهوم والخطاب (نقد) منشورات مدارس/في ضيافة الرقابة (دراسة نقدية) عن منشورات الزمن (المغرب)/ .سفر في اإلنسان( .شذرات-نصوص) عن منشورات البوكيلي (المغرب). /جسد ومدينة (رواية) عن دار وليلي (المغرب).
ت من
كتاب»
املوقع الإلكرتوين :
«هل اإلسالم دين و دولة ؟»
www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات رئيس التحرير :
محمد العطالتي
عبد الإلـه املـوي�سـي
atlati.mohammed@gmail.com طوال مختلــف العصور البشريــة ،ومنــذ بدء الخليقة على هــذه األرض ،شكل الديـن ظاهرة إنسانية واجتماعية ممتـــدة في الزمان والمكــان، بحيث وجد اإلنسان نفسه ،على الدوام ،مجبرا على البحث عن «دين ما» ِّ يمكنه من االحتماء بظالله في مواجهة «قضايــا» كبرى مثـــل أصل الوجود والغاية منه ،أو إشكاالت معرفيــة تتعلق بمصير اإلنسان بعد الموت ،باعتباره اللغز المجهول األكبر، وغير ذلك من القضايا الوجودية. و بالرغم من أن إشكاالت مثــل هذه تحولت، في فترة الحقة ،لتشكل تلك المواضيع األساسية للفلسفة ،إال أن اإلنسان ظــل ،على امتداد وعيه بالوجود ،وفيا ومخلصا لفكرة الدين ،بل وبضرورة وجوده ،حتى ولو حصل ذلك بدون امتالك اإلنسان قوة فكرية قادرة على تفسير هذا «الدين» وتبرير ضرورته بأدوات العقل وقواعد المنطق .وقد يكون هذا ما جعل الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون يقول بأنه «وُجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات ،ولكنه لم توجد قط جماعة بال ديانة». ومن هنا ،ظهرت في تاريـخ البشريـة أصنــاف عديدة من األديان وأشكال متنوعــة من التدين، وهي أديان ومعتقـدات يستعصـي ،بشكل مطلق، أمر تعدادها وتمييز بعضها عن بعض .غير أن التاريخ درج ،وبشكل يكاد يكون مطلقا ،على التمييز بين تلك :األديان «األرضية» التي ابتكرها الناس، وبين األديان «السماوية التوحيدية» التي تفضل الرب بإنزالها على عباده ،وهـذه ،تشكلت من ثالث ديانات ،أولها اليهودية ،تليها المسيحية ،وذلك َ قبل أن يُنْزل اإلسالمُ مُعلنا عن ختم نزول مزيد من الديانات. بعيدا عن الغوص في تاريخ األديان أو محاوالت دراستها من خالل علم مستقل هو «علم األديان»، فإن اإلحصائيات تقدر أن «المسيحية» تعتبر ديانة ثلث سكان العالم ،فيما تعتبـــر «اليهودية» ديانة نسبة ال تبلغ الواحد بالمائة من ساكنة العالم، وهذا في الوقت الذي يشكـل فيه «اإلسالم» ديان ًة لِ ِنسْبةٍ تفوقُ خُمُس سكان العالم. رغم اعتبار هذه اإلحصائيات غير دقيقة بما يكفي ،بالنسبة ألعداد المتدينين بمختلف الديانات السماوية ،فإن السؤال الذي يجب أن يطرح بإلحاح، وبالضبط في حالة دين «اإلسالم» ،يتعلق أساسا بالبحث عن هذا الســر الذي جعلــه دينا «مُهاب
الجانب» ،سـواء كــان ذلك بالنسبــة لمعتنقيــه أو بالنسبة لمخالفيه؟ لقد ظهر اإلسالم في العقــد األول من القرن السابع لميالد المسيح ،واستطاع ،بعد سنوات من ظهوره ،وتحديدا خالل فترة خالفة أبي بكر وعمر، أستطاع االنتقال من مجرد «فرقة» إلى دين مكتمل األركان ،وذلك بشكل متواز مع تأسيس نواة دولة ٍ الخالفة التي امتدت حدودها الجغرافية إلى أقصى أرجاء العالم المعروف آنذاك. و بالطبع فقد مرت «الدولة» الجديدة بمراحل سياسية متوترة وبصراعات دامية ابتدأت أطوارها منذ وفاة الرسول محمد غير أنها تمكنت مع توالي السنين من تحقيق توسع كبير وتأسيس حضارة جديدة تحت لواء دين جديد ،وذلك قبل أن تتغير األحوال وتتحول الدولــة «اإلسالمية الخليفية»، بفعل قوانين التاريخ ،إلى حالة االنهيار واألفول. و بالرغم من أن أفول نجم الحضارة اإلسالمية قد انعكس بصورة سلبية على واقع دين اإلسالم، إال أن ذلك لم يضع نهاية تاريخية لهذا الدين، رغم تراجعه وتوقفه عن االنتشار ،بل بقي حيا حتى اكتشف المسلمون أن قطار حياة األمم البشرية قد فاتهم ،وأنهم يقبعون اآلن في «الدرك األسفل من النار». بعد «اكتشافهــم» األمر ،وبدل البحــث في األسباب الحقيقية لهذا النزول من قمة الحضارة نحو حضيض التخلف ،اعتقد المسلمون أنهم لم يبلغوا هذا الدرك المخزي إال بعــد حيادهـــم عن طريق اإلسالم القويــم ،! فالتخلي عن اإلسالم، بالنسبة لهم ،هو تخل عن كل شيء ،فاإلنسان لن يؤسس دولة بغير دين اإلسالم ،ولن يسعد بغير اإلسالم دينا ،ولن يتطور بغير اإلسالم عقيدة ،ومن هنا ،طرح هؤالء فكرة إعادة بناء «الدولة اإلسالمية» التي تكونت في مخيلتهـم عبر مختلف القصص والروايات التي صورت عصــر «الدولة االسالمية» كمجتمع أفضل من «المدينة الفاضلة» نفسها، ولهذا لن يكون غريبا أبدا ظهور المزيد من القادة على شاكلة البغدادي يتولون إعادة نشر اإلسالم من جديد وفرضه على الجميع. رغم بــؤس المصدر الفكري الذي تنهل منه كائنــات تفكــر بطريقـة معجــزة «إحياء الموتى»، إال أن األمر مع ذلك ،يفرض سؤاال محوريا وضخما أمام الناس يقول « :هل اإلسالم دين ودولة؟».
هيئة التحرير :
عبد اللطيف �شهبون زبيـدة الورياغلـي �أ�سامـة الزكــاري ر�ضوان احدادو هدى املجاطـي محمد �إمغــران محمد وطـــا�ش محمد العطـالتي محمد �سـدحــي عبد احلـي مفتـاح م�صطفى ال�سباعي اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
محمد طارق بخات اإلخراج والتصفيف:
«جريدة ال�شمال» عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مـكـــرر ،زنقـة عمــر بــن عبد العزيز ـ طنجــة ـ الهاتــف : 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 الفاكــ�س : 05.39.94.57.09 الربيد الإلكرتوين : info@achamal.com achamal2000 @gmail.com
«وبعد ؛ فإني لما شرعت في جمع أخبار األذكياء ،وذكرت بعض المنقول عنهم ليكون مثا ًال يُحتذى ،آثرت أن أجمع أخبار الحمقى والمغفلين ،هكذا قدم جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ،المعروف بابن الجوزي، الذي عاش في القرن السادس للهجرة ،مؤلفه« :أخبار الحمقى والمغفلين ،من الفقهاء و المفسرين ،والرواة والمحدثين ،والشعراء والمتأدبين ،والكتاب والمتعلمين ،والتجار والمتسببين ،وطوائف تتصل بالغفلة بسبب متين». في هذا الركن ،سننشر مقتطفات من هذا الكتاب التراثي باعتباره يستحق إمتاع القارئ.
� 10آالف ن�سخــة
في الحمق و الجنون
التوزيع:
ُ �صر ْف ُت ُم ْغ َ�ضب ًا ومل ن: تدرون ما جرى بيني وبني �أمري امل�ؤمنني هرون الر�شيد ؟ كان يل �إليه ذَ ْن ٌب، « قال امل�أمو فان َ فدخلت ُم�س ِّلم ًا عليه فقال: � ْأغ ُر ْب يا � ْأح َمق... ْ ُ ُ ُ ُ َ َ َ َ ُ ّ َ َّ مَ خُ خُ ف�س ْر ُت م ُك ت ن ت ن ك إن � و . اهلل فا ع ك ن ع ف َنا ت ن ن تك إن � ؟ ي ن م كان أم � ريط ف الت ك ِن م � أ . الهجر بك ادى ت وقد عري �ش ت لي : رقعة إيل � فكتب � ْأدخُ ل �إليه �أيام ًا، فاع ُف َع ّنيِ ... ِ ِ َْ َ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ُ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ َ ه: ُق ْل َت يل :يا �أحمق ،ولو ُق ْل َت يل :يا �أر َعن كان � َ َ َ ّ َ َ ي...فقال: ما الفرق بينهما ؟ أ�سهل َع َل َّ فرناه... فقلت ل غ فقد ك ل كان إن � و ناك، فر َغ ت ا�س د ق ف لنا نب الذ كان �إليه فقال ْ � :إن ُ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ َ و�صاحب ُف َ هُ حول الرجال زالت عنه ،و�أما ا ُحلمق ف�إنه غريزة». ن ق فار إذا � ف بتهن، ح �ص طول من الرجل فتلحق الن�ساء عن تتولد الرعونة قلت له : َ ُ ْ َ الو�سيلة ّ �صود �إال ب َِك ْ�ش ِف املَ ْعنى فنقول: َم ْعنى ا ُحل ْم ِق َّ ريق �إىل املَطلوبَ ،معَ ِ�ص َّحة والط ِ املق ُ « ...وقد ذَ َكرنا ما يتعلق بال ُّلغة يف هذا ،وال َي ْظ ُ هر ْ والت ْغفيل هو ال َغ َل ُط يف َ َ الو ّ�صال �إىل �صود ُه �صحيح، َّ املَ ْق�صود ،ب ِِخ ِ ولكن ُ�سلو َكهُ الو�سي َلةِ واملَ ْق�صودِ جميع ًا ...فال ْأح َم ُق َم ْق ُ ور ْ�ؤ َيتُه يف الطريق َ بار ٌة عن ا َخل َل ِل يف َ فا�سد ُ الف ا ُجلنون ف�إنه عِ َ الطريق ٌ َ َ ً ُ َ ُ �صود هذا الرجل طار ا طائر أن � : ذلك ن ف ختار... ي ال ما تار يخ فهو د، فا�س ت إ�شار � ل �ص � أ واملجنون �صحيحة، غري مِ ِ ِهِ من �أمري ،ف�أ َم َر �أن ُيغ َلق ُ ُ ال َغ َر�ض ُ فم ْق ُ باب املدينة ! َ ْ ْ ُ َ ْ ْ ِح ْف ُظ الطائر.»!
�سبـريــ�س Sapress
قتطفا
«م
سحب من هذا العدد :
الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
I.S.S.N : 1114-1832
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
درد
شة
م�صطفى حجاج
دردشة حين نتناول موضوع التقاعد ،فإننا نتطرق لفئة عريضة من المواطنين ،أعطت للوطن معظم سنوات عمرها ،مقابل رواتب هزيلة ،التسمن وال تغني من جوع .فلما أحيلت على المعاش ،تجمدت رواتبها ،بدعوى اإلكراهات الراهنة ،والظرفية االقتصادية الصعبة. والمبرران ال يترددان على أفواه المسؤولين ،إال إذا همَّ األمر هذه الشريحة من المستضعفين .أما كبار القوم ،فيعيشون في بحبوحة من العيش ،ال نحسدهم عليها، بقدر ما نطلب القليل من التقشف ،الذي قد يشعر الجميع بأننا في مركب واحد ،وفي وطن واحد ،وأن ما يمس البسطاء ،قد يلقي بظالله على األغنياء. والحديث عن سيناريوهات إعادة الحياة لصناديق التقاعد ،يعلو حينا ،ويخفتُ أحيانا. فإذا خَ َفتَ قلنا :إن األمور تسير ،وإذا ارتفع ،وضعنا أيدينا على قلوبنا خوفا ووجال. وبين تناول الموضوعَ ، وغضّ الطرف عنه ،ننتظـر اليــد التي ستمتــد إلى هــذه الصناديق ،فتضخ فيها ما يضخ أحيانا في بعض المؤسسات إذا أوشكت على اإلفالس، فتستعيد عافيتها ونشاطها ،وتسترجع حيويتها وعنفوانها. والحكومة الحالية ليست المسؤولة عما وصلت إليه األمور في هذا الصندوق ،وفي صناديق مماثلة .فهذا إرث ثقيل ورثته عن األسالف .واألسالف كانوا إذا استعصى عليهم أمر ،تركوه لمن يأتي بعدهم من الخَلف. وهكذا نسمع عن التعليم ما نسمع ،ونرى في مستشفياتنا ما نرى ،ونقرأ على صدور الجرائد والمجالت ما ارتكبه بعض المسؤولين من تجاوزات مسَّت المال العام ،ونتوجس خيفة مما يرُوج عن صندوق المقاصة ،ونعيش حالة من عدم االستقرار ،مردها هذا التشويش الممارس علينا من وسائل اإلعالم. والكل يدّعي المواطنة ،والكل يتحلى – أو يتظاهـر بالتحلي – بروح المسؤوليـة، والكل يزعُم أنه يعمل للصالح العام. فأين العقدة إذن؟ وأين الحل؟ وما هو السبيل؟ وما هوَ المخرَج في وقت استعصى علينا فيه تلمُّس الطريق ،والخروجُ إلى بر األمان؟ فاللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجاً ،وفي كل شدة فرَجاً.
دوائـر الغربـة -
أرقب من شرفتي ما تبقى من غمام السنة اآلفلة ،أفرك يدي ،ففي اليد خطوط الحكايات واالنكسارات واآلمال ،ثم أسهو وسط دخان لعين ينحرق توهجا وهو يحرق ماء الغربة الذي يجري منذ أن كان نطفة. أتابع مجرى الماء فينسرب في اتجاهات شتى ،يسمق ،يغور ،يتبدد، يتكاثف ،أحاول جاهدا كل مرة أن أجمع تالبيبه ،فيستعصي علي األمر كمن ينقض غزله وهو مصمم على قطف النجوم. تطل شرارة هنا أو يشير قبس هناك أو يلمع نور هنالك ،أتأهب كنمر يشتم طريدته ،أنصت ،أتنفس من الداخل ،أضبط حركات جسدي ،فأرى وال أرى ،والمنفذ لي إال أن أرتكز على نقطة ألستطيع المسك بخيط الدائرة. أسمع من ينادي من الداخل فال أرد؛ تزداد قوة المناداة فتشوش على ما أنا فيه؛ وألتفت كمن يرمشt ،يزداد رماد الدخان كثافة ،تضيع النقطة فأعيد الكرة علني أظفر بأخرى. يأتي صوت متقطع من بعيد كتراخي أوتار سمفونية ،بعد شد، تتهادى على أمواج المقامات ،تهب ريح خفيفة باردة يعقبها انتثار حبات من السماء على مسام األديم فيعبق مسك التراب. كم تطربه رائحة ذاك المسك وتروي عطشه تلك الحبات ،ال يدري كيف تنسج تلك الكيمياء بينه وبين السماء واألرض ،لكنه يحسب أن ذلك بعضا من ماء غربته كصمت أبيه الذي ورثه عن جده ،وانحباس حبل الرواية بين األجيال في بيته ،وتناثر جذور عائلته في البادية، واستعصاء التجذر في الحاضرة كعسر الهضم ،وإصرار جدته منانة على
3
عبد الحي مفتاح
العودة للمقام في بيت الطين البدوي بعد أن قضت سنوات في بيت ابنها القرميدي السقف ،وكأنها لم تطق سنين الغربة التي تحملتها على مضض تعلقا بابنها الوحيد قبل رحيله... أتابع انهمار حبات المطر دون توقف ،في الشارع الخالي من المارة إال من بعض القطط التائهة ،والذي أصبح جداول صغيرة ،حيث إن المصباح الشحيح أضفى عليه شحوبا وجوديا ،وربما هالة رومانسية بالنسبة آلخر يطل مثلي من شرفة بعيدة. هذا الشحوب ساعده كمشهد على ربط الخيط بنقطة من النقط الستعادة الدائرة ،و باستغراب قبض على غربة الحكايات الطفولية المفتقدة «عل بنا ياحجار د دي الحسنى واألجار» ،ثم صعقته غربة اليتم المبكر ،وقبلها غربته أمام اللوح وهو قد تعود على حرية المروج والبراري ودفء البيت وشغب األصدقاء في األزقة والمالعب ،ثم غربة األيام األولى في المدرسة... وأنا أنتقل من غربة إلى غربة كما أنتقل من مقطورة قطار إلى أخرى، كنت أتعصر عبثا ألعثر على المحرك والوقود ،فهذه الغربة مستمرة ،رغم تجارب الحياة وخبراتها التي علمتني الكثير و قربتني أكثر من نفسي؛ إنها رمادية ،ومتحركة كالرمال ،كلما حسبت أنك مسكت بخيط منها ضاعت خيوط أخرى. علت المناداة ،فصفق الباب تاركا وراءه خيوط دخان والمشهد الشتوي الحالم ،مر كشبح نحو عشه ،غرق في رواية «السكينة» ألتيال بارتيش التي ليس لها من السكينة إال العنوان...
ندوة :التطرف العنيف بالمغرب 4/3 عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
في موضوع «المقاربة االستباقية في مواجهة التطرف العنيـف» قدم السيد رشيد السميري؛ ممثل المديرية العامة لألمن الوطني، عرضا حول التجربة المغربية في محاربة اإلرهاب بين في بدايته أن: اإلرهاب يهدد السالم واألمن الدوليين وهو في اتساع!.. موقف المغرب واضح حازم إزاء هذا الخطر؛ وهو منخرط فيكافة الجهود الدولية الرامية إلى نشر قيم التسامح واالعتدال. العقل اإلرهابي منذ سنة 2003يلبس «قناع الدين» قانون 03-03المتعلق بمكافحة اإلرهاب يعالج:• تجريم األفعال الداخلية ضمن الجرائم. • القواعد المسطرية المتعلقة بالجرائم اإلرهابية. • المعلومات المالية. أحداث 16ماي 2003حتمت على المغرب وضع استراتيجيةمتعددة األبعاد تنبني على: • النهوض بالجوانب االجتماعية والتربوية والدينية. • العمليات االستباقية. خطة العمل لتنزيل االستراتيجية المذكورة تقوم على:• التعاون مع مختلف المصالح األمنية. • تعزيز الترسانة القانونية. • تأهيل العنصر البشري. • إنشاء مكتب وطني لمحاربة اإلرهاب. • استحداث مركز وطني لنفس الغاية. • معالجة المعلومات المالية (تمويل اإلرهاب) أسس عمل المصالح األمنية ترتكز على:• تعزيز الموارد البشرية األمنية.. • تبادل المعلومات األمنية محليا ووطنيا. • تكثيف المراقبة األمنية. • مراقبة األنترنيت. • تتبع ذوي السوابق القضائية. • تنظيم حمالت أمنية استباقية. • إعداد برامج تحسيسية خاصة بالوسطين المدرسي والمدني. • تقوية قدرات الرصد في مواقـع العبـور بالحـدود (الموانئ- المواقع البرية) • اعتماد تعاون مع الدول الصديقة. •التعاون مع المنظمات الدولية. استغالل الجماعات اإلرهابية للمتغيرات االجتماعية التي عرفتهاالساحة العربية سنة 2011لتأسيس قواعـد خلفيـة والحصول على موارد إعالمية خاصة شبكـــات التواصل االجتماعي للترويــج «لدولة الخالفة». استقطاب العديد من أبناء الجاليات المقيمة في الخارج وكذاأبناء مواطني الدولة المغربية. المملكة المغربية لم تكن في منأى عن نتائج هذه المتغيرات. قانون 86.14بتاريخ 2015/06/01المرتبط بظاهرة االلتحاقببؤر التوتر. تلقي المستقطبين من الخاليا اإلرهابية لتداريب داخل أو خارجالمملكة الرتكاب جرائم إرهابية. تزايد أعداد المقاتلين اإلرهابيين العائدين بعد اندحار تنظيم«الدولة اإلسالمية» «داعش» ..مما يطرح تحديات جديدة بالنظر إلى: أ -مراكمتهم خبرة إرهابية. ب -تكوينهم اإليديولوجي المتطرف. ج -كونهم قنابل موقوتة قابلة للتفعيل. د -استعمالهم لجوازات سفر مزورة. هـ -تصريحهم وحملهم لجوازات سفر مغلوطة.. و -استخدامهم لمسارات الهجرة غير الشرعية.. تصنيف المجموعات اإلرهابية إلى:أ -صنف قاتل حتى قتل.. ب -صنف غادر عبر الحدود التركية. ج -صنف اختفى دون معرفة وجهته!؟ المقاربة األمنية المعتمدة تستند إلى:• شراكات من التعاون الصادق. • مقاربة تشاركية. • تفعيل اتفاقيات التعاون الدولي. • تفعيل نظام المعلومات. • تفعيل الجهود الوطنية لتطوير آليات مراقبة الحدود (مدريد/ الرباط/باريس/بروكسيل).
الشمال الفني 4
إشراف الفنان يوسف سعدون
العدد 1024ـ الثالثاء 17إلى 23ديسمبر 2019
عرفت تطوان تنظيم الدورة اخلام�سة للمهرجان الدويل ملدار�س ال�سينما املنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بتطوان يف دورته اخلام�سة ،والذي �صار منا�سبة للوقوف على م�ستوى م�ساهمة مدار�س ال�سينما عرب العامل يف تطور احلركة ال�سينمائية العاملية باعتبارها ج�سرا للفعل ال�سينمائي املحرتف ،ولهذه الدورة خ�صو�صيات متعددة نقف عندها عرب هذا امللف اخلا�ص التي �أعدته ال�شمال الفني . * ي .س عميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان الدكتور
مصطفى الغاشي
المهرجان الدولي الخامس لمدارس السينما بتطوان
للشمال :
“
نحن بصدد تأسيس فعل سينمائي جاد مفتوح على املستقبل عرب هذا املهرجان
”
هي مناسبة للذكرى الخامسة نجتمــع فيها لالحتفـــاء بالسينمــا من خـــالل مهرجان مدارس السينمــا المنظم كـل سنة من طـــرف جمعيــة بدايات وكلية اآلداب والعلوم اإلنسانيــة بتطوان،هي احتفاء بالسينما أيضا ،احتفاء بالشبـاب الذين يشتغلـون بالسينمـــا بالمغرب وخــــارج المغـــرب ،يتنـــافســون على جوائز رمزيـة ،ولكن بإحســاس للحب للسينما،هي محاولة أيضا للتعبير عن عشق وتقدير هذا الفن وتأسيس مدرسة بخصوصية مغربية مفتوحة على العالم العربـي والدولي عبر هـــذا المهرجـان الناجح على المستوى التنظيمي بصورة احترافية والمتمثلــة في لجنة التحكيم التي لها بصمتها المتوسطيـة والعربية واألوروبية، نحن في هذا اللقــاء ،نؤســس لفعل سينمائـي جديـــد إن شاء اهلل بالنسبة للمغــرب عبــر هــؤالء الشبــاب الذيـن يشتغلون بالسينما في اإلجازة والماستر والدكتوراه .وهذا شــيء جديد تتميز به كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان .. إننا عبر هذه الكلية ومنذ زمن طويل نحاول التأسيــس للفعــل السينمائـــي الجاد رغم ضعـف اإلمكانيات وبالمجهود الذاتي ..نحاول المساهمة في التأسيس لفعل سينمائي مفتوح على المستقبل.
عرفت تطــوان انطالق مهرجان مدارس السينمـــا والمنظم من طــرف كلـيـة اآلداب والعلــوم اإلنسانيــة بتطـوان وجمعيــة بدايات يــوم 26نوــنبـــر 2019 بمشاركة 75فيلمـا يمثــل 63مدرسة ومعهدا للتكوين السينمائي ب 33بلدا في فعاليات الدورة الخامســـة للمهرجان الدولي لمدارس السينما بتطوان. وانطلــقـــت فعاليــــات المهرجان ،مســــاء اإلثنين بقاعــة سينما «إسبانيول» بتطوان ،في تظاهرة تحتفي بمدارس السينما عبر العالم وبإبداعـات طلبـــة الفــــن السابع ،من خــالل مشاركة 39فيلما روائيا و 21فيلما وثائقيا و 15فيلما تحريكيا في المسابقة الرسمية للمهرجان. وصار المهرجان ،المنظم بمبادرة من طلبة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان بشراكة مع جمعية بدايات وبدعم من المركز السينمائي المغربي ،يشكــل مرجعـــا في العالم العربـــي واإلفريقي ،كما يفرض نفسه بقوة كموعد متميز على المستوى الدولي. وأكد مدير المهرجان ،حميد العيدوني ،في تصريح لوكالة المغرب العربي لألنباء ،أن هذه الدورة الخامسة تكتسي «داللة خاصة» لكونها تتزامن مع الذكرى العاشرة النطالق التكوينات السينمائية بجامعة عبد المالك السعدي. وسجل أن هــذه الدورة تتميز بنجاحها في استقطاب عدد كبير من األفالم المنتجة بمختلف مدارس ومعاهد السينما عبر العالم ،موضحا أن المشاركة في المهرجان انتقلت من 20مدرسة من 35بلدا ب 35فيلما خالل الدورة السابقة
إلى 63مدرسة من 33بلدا من القارات الخمس خالل الدورة الحالية ،حيث تم انتقاء األفالم ال 75 المشاركة من بين حوالي 3200طلبا تلقته إدارة المهرجان. كما أشار حميد العيدوني إلى أن الدورة الحالية ستعرف انفتاحا على المدرسة العمومية بإطالق تكوين بشراكة مع المديريتين اإلقليميتين للتربية الوطنية بكل من تطوان والمضيق – الفنيدق في مجال التربية على الصورة بإشراف من خبراء فرنسيين ،إلى جانب برمجة عروض فنية لألطفال. من جانبه ،اعتبر رئيس المهرجان وعميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل ،مصطفى الغاشي ،أن هذا التظاهرة ولدت من رحم جامعة عبد المالك السعدي ،معتبرا أن المهرجان تتويج لجهود كبيرة بذلت منذ عام 1987من طرف مجموعة البحث والدراسات السينمائية والسمعية البصرية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان، التابعة للجامعة.
والحــــــــظ أن جـامـــعـــة عبد المالك السعدي كانت سباقــة إلى االهتمـام بهــذا الجنس اإلبداعي والثقافي، حيــث تم إحداث سنة 2009 إجازة مهنية فــي الدراســــات السينمائية ،أعقبهــــا سنــة 2012ماســتـــر متخصص في الفيلـــم الوثائقـــي ،ثم إطالق دكتــــوراه متخصصة فـــي الفــنـــون والدراســـات السينمائية والسمعية البصرية والمشهدية ،وهي األولى من نوعها على الصعيد الوطني. وتميز حفــل االفتتاح ،الذي حضره ثلة من عشـــاق الفن السابع ونخبة من المختصيـن واألســــاتــــذة الجامعيـــين، بتكريم كـــل من السينمائي واألكاديمي المغربـي حمــادي كيروم والسينمائية األلمانية المتخـــصصـــة في األفـــالم الوثائقية فيوال شفيق. كما عرف االفتتاح تقديم لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان ،والتـــي ترأسها األستاذة الجامعية فيالريتي فوستي من اليونان بعضوية كل من المخرجة فيوال شفيق من ألمانيا وروكسان ريو من فرنسا وحمادي كيروم من المغرب. وتخلل فقـرات حفل االفتتاح عرض فيلمين قصيرين األول بعنـــوان «صديقتي المدرسة»، لمخرجه العربي بنشقرون ( ،)1956والثاني بعنوان «فيروز فنهارها» لمخرجيه فؤاد الزعري وهشام أيت أوكراب (.)2016 وتواصل فقرات المهرجان ،الذي امتد إلى غاية يوم 30نونبر الجاري ،ببرنامج غني ضم إلى جانب عروض المسابقة الرسمية دروسا في السينما وتكوينات تطبيقية لفائدة الطلبة ،من بينها ماستر كالس في جمالية الصورة السينمائية وآخر حول األفالم الوثائقية والربيع العربي.
العدد 1024
الشمال الفني
اختتام الدورة الخامسة للمهرجان الدولي لمدارس السينما بتطوان
«فيداك»
اختتمــت يوم السبت 30نونبــر 2019بمدينة تطــوان فعاليــات الدورة الخامسة من المهرجان الدولي لمدارس ومعاهد السينما (فيداك) الذي ينظم من طرف جمعية بدايات ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ،جامعة عبد المالك السعدي ،وبدعم من المركز السينمائي المغربي .المهرجان يهدف إلى تشجيع أعمال المبدعين الشباب من مختلف أنحاء العالم المنتمين لمختلف مدارس السينما والجامعات ،ويصبو ألن يكون بمثابة قاعدة لتبادل المعارف والتجارب بين هؤالء الشباب. وتعتبر كلية اآلداب بتطــوان متفــردة ورائــدة على مستــوى التكوينــات السينمائية مثل اإلجازة المهنية ،الماستر المتخصص في السينما الوثائقية، وتكوين الدكتوراه في الدراسات السينمائية السمعية البصرية والمشهدية ،كما مكنت المجهودات التي قام بها مختبر األبحاث والدراسات السينمائةية�GRECA LABمنذ سنة 1987في مجال البحث والتكوين على حد سواء من جعل السينما محور بحث أولوي وميدان اختصاص معترف به بالجامعة. وعرف»فيداك» هذه الدورة مشاركة 75فيلما في المسابقة الرسمية اختيرت من بين 3200فيلم ،تمثل 63مدرسة سينمائية ،تنتمي إلى 33دولة من مختلف بقاع العالم ،والتي تشكل توليفة فنية متنوعة مكونة من 39فيلما روائيا ،و21 فيلما وثائقيا ،و 15فيلما تحريكيا ،أفالم تحمل قيما إنسانية وعالمية ،تنافست أمام لجنة تحكيم مكونة من أربعة أعالم سينمائية ،وأمام جمهور استثنائي عودنا على إقباله الكبير والمتفرد على العروض الفيلمية. كما عرف المهرجان تكريم شخصيات بارزة من المغرب وأوروبا من أهمهم الناقد والباحث السينمائي حمادي كيروم ومؤرخة السينما األلمانية فيوال شفيق. و عرف المهرجان انطالق قطب «التربية على الصورة» بتكوينات خصت أساتذة التعليم االبتدائي و طلبة ماستر السينما الوثائقية أشرف عليهما اختصاصيون من مارسيليا و لندن فيلم سكول .وتوجت أعمال هذا القطب بعرض سينمائي خاص بالجمهور الناشئ عرف حضورا استثنائيا فاق 900مشاهد .و يمكن اعتبار هذا العرض من العالمات المضيئة و المميزة لهذه الدورة. كما عرفت الدورة عرض فيلم مصطفى الدرقاوي «أحداث بدون داللة» وتقديم مشروع رقمنة األفالم المغربية و خاصة فيلم فريدة بنليزيد. و كان االحتفاء بمرور 10سنوات من انطالق التكوينات السينمائية بكلية آداب تطوان مناسبة لعرض 10أفالم تخرج حازت على جوائز وطنية و دولية تم إصدارها في قرص مدمج. وفي حفل بهيج وحضور وازن ،أعلنت رئيسة لجنة التحكيم اليونانية فيالري تيكوتسي نتائج المسابقة الرسمية والتي كانت على الشكل اآلتي: • الجائزة الكبرى :فيلم THE SHEPHERDللمخرج النرويجي Brwa .Vahabpour • جائزة لجنة التحكيم :فيلم HER NAME WASللمخرجة البلجيكية .Helena Dalemans • جائزة أحسن فيلم روائي :فيلم THE CULTUREللمخرج النرويجي .Ernst De Geer • جائزة أحسن فيلم وثائقي :فيلم NOT FOR REALللمخرجة الفرنسية .Mona Maire • جائزة سينما التحريك :فيل م INANIMATEللمخرجة�Lucia Bulghe .roni • جائزة حقوق اإلنسان :فيلم زوج بغال للمخرجة هدى رحماني من ماستر السينما الوثائقية بتطوان. • جائزة الجمهور :فيلم ريتا للمخرجة لبنى بريق من ماستر السينما الوثائقية بتطوان. • تنويه خاص :فيلم CROSS FILMللمخرج اليوناني Konstantinos .Stathis وأشار مدير المهرجان األستاذ حميد العيدوني في كلمته الختامية، مستشهدا بمحمود درويـــش ،و قال مخاطبا الحضور ان الحلم متواصـل بجعل السينما في قلب مشروع ثقافي ،حداثي ومنفتح على المستقبــل «على قدر حلمنا تتسع األرض» وأضاف وهــو يقدم الفريق الشــاب الذي سهر على إعداد و تنفيــذ برنامج الدورة عن فخــره و اعتزازه بهم و قال مخاطبا إياهم مستشهدا بالشاعر أدونيس :
الشباب طريقنا إلى األكثر إضاءة وجما ً ال الشباب جوهرة األزمنة والتواريخ أنتم جوهرة األزمنة والتواريخ
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
5
«بيـــان فـنـي » « بيــان فـنـــي» إعداد :يوسف سعدون
بيان فني ،هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة من المبدعين ،يقدم عبرها الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم ،وهو غير ملزم ألي جهة.. بيان هذا العدد يوقعه الفنان التشكيلي
محمد اجلعماطي
أنا الموقع أسفله:
محمد الجعماطي،فنان تشكيلي ،من مواليد تطوان في 16يونيو ,1961 خريج شعبة الفنون التطبيقية بفاس والمركز التربوي الجهوي بطنجة ،والسلك الخاص للفنون التشكيلية بالرباط ،حاصل على دبلوم مفتش ممتاز في التعليم الثانوي للتربية التشكيلية والفنون التطبيقية بالرباط .شاءت األقدار أن ال أتابع دراستي بالمدرسة العليا للفنون التطبيقية بروبي بفرنسا لظروف خاصة ،حيث قبلت لمتابعة الدراسة بها بعد حصولي على الدبلوم التقني المغربي في الفنون التطبيقية من الثانوية التقنية البوليفالون ابن الهيثم بفاس ،حينها لم يكن أمامي غير ولوج المراكز التربوية الجهوية آنذاك والتي تخرجت منه بعد سنتين من التكوين أستاذا للتربية التشكيلية ،في سن مبكر تحملت مهمة التدريس كأغلبية أقراني من جيلي المتخرجين من الفنون التطبيقية . بعد سنتين اجتزت مباراة السلك الخاص الملحق بالمدرسة العليا لألساتذة آنذاك بالرباط للترقي لدرجة أستاذ السلك الثاني من التعليم الثانوي ‘ التأهيلي حاليا ‘ بعد التكوين ،درست بثانوية الحسن الثاني بتطوان ،ثم اجتزت مرة ثانية مباراة التوظيف المباشر لمفتشي التعليم الثانوي ،نجحت وتم تعييني رسميا مفتشا إقليميا بنيابة بتطوان والتي كانت تشرف على شفشاون ،العرائش والقصر الكبير ووزان سنة .1990 ثم عينت مرة أخرى مفتشا وطنيا لشعب الفنون التطبيقية ،لينتهي مساري المهني بتقاعد نسبي اضطررت لتقديمه بعد طلبي اإلعفاء من التفتيش وتأطير أساتذة الشعب التقنية للفنون التطبيقية وطنيًا ،ألسباب يعلمها المهتمون، بعدها مفتشًا للفنون التطبيقية والتربية التشكيلية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ًثم قدمت طلب التقاعد النسبي وأستجيب له ،فعدت لالشتغال كليا بمرسمي في تطوان ،بعيدًا عن مشاكل التعليم المستعصية الفهم والحل غالبا بسبب شرذمة من اإلنتهازيين الذين ال تهمهم غير التعويضات والساعات اإلضافية ،واإلشتغال بربع الساعات الواجبة أو دخول متاهات .البيروقراطية .
المسار الفني
لم يكن مساري الفني مرتبطا بمساري التربوي ،ولو كان كذلك لما استطعت بفضل اهلل سبحانه وتعالى ،االستمرار منذ أربعة عقود في العمل الدؤوب والمستمر في التشكيل وصباغة المحمول تحديدا ،إضافة للقلق الفكري والوجداني ،الذي يمتح من متابعتي لإلبداع األدبي (القصة والرواية) والفكر اإلنساني (نيتش ...فوكو وسارتر ،وكتابات .العروي وعابد الجابري ،والخطيبي )..كما كانت تستهويني الكتابات الشعرية واألدبية لدرويش ،وروايات زفزاف وشكري ،وعبد الرحمان منيف )...أما الرسم الكاريكاتوري فكنت أمارسه منذ المرحلة الثانوية حيث راكمت لدي ‘ بلوكات’ عديدة أحتفظ بها من سبعينيات القرن الماضي وما زلت أتابع رسمها إلى اليوم ،التي تشكل بالنسبة لي قراءات فنية لمجريات أحداث آنية ،شكلت في الواقع جزء من ذاكرتي الفنية التي نشرت منها القليل على مواقع التواصل اإلجتماعي، وكتب عنها صديقي األستاذ محمد الخشين مقاالت ،وصديقي األستاذ محمد الشاوي مقالاً طويلاً ،كما زميلي صديقي الناقد والتشكيلي محمد خصيف بمقال افتتاحي على كاتالوك فخم بمعرضي بقاعة مؤسسة محمد السادس لألعمال االجتماعية والثقافية بالرباط . أما تجربتي الصباغية فكتب عنها في البدايات الصحفي محمد الصوصي العلوي ومحمد أحمد امغارة باإلسبانية ،وعبد العزيز المرابط بالفرنسية ،كما تتسم كتابات صديقي الشاعر الفرانكوفوني محمد الجرودي بشاعرية نقدية فنية عميقة، وأعتذر بالمناسبة ان نسيت من وثق لمساري الفني . تنبني تجربتي التشكيلية المتواضعة من الناحية التقنية المهاراتية على أسس ذات أبعاد تشخيصية تعبيرية انطباعية غالبًا ،تأثرت بشكل مباشر بالمحيط المباشر ومدرسة تطوان تحديدا ،التي عملت أقالم وأسماء معينة على تهميش وجودها كنقطة مضيئة في حركة التشكيل المغربي ،بل عمل بعض من داخل بناية
‘ مدرسة الفنون الجميلة بتطوان ‘ ألن مدرسة تطوان ال ترتبط بهذه المؤسسة فقط بل بتطوان التي عرفت تواجدا تاريخيا أكثر من فنان جاؤوا من الخارج واآلخر منها من جهات من المغرب ،تطوان ونواحيها لوحدها تشكل منبع مصدر إلهام نوراني لكل من مرٌَ بها فباألحرى من عشقها حتى الجنون وسكنت وجدانه وفكره . لكن مع األسف الشديد من قدم تاريخها الفني بخصوصياته ‘ قربانا ‘ لتوجهات مغلوطة ادعت المعاصرة زي ًفا ،وباسم الحداثة وروح العصر والتجديد لقضاء مآرب شتى كلها تصب في مصالحها الضيقة والشخصية ،ومن كان يعارضها تم إقصاؤه خارج دائرة األضواء التي كانت تأتي خيوط أشعتها من مراكز أكاديميات ومؤسسات عالمية للتشارك والتعاون الفني ،حولتها بعض األسماء المعروفة وسيلة للمشاركة في بييناالت ومعارض وطنية ودولية دون المرور عبر الطرق الديموقراطية الشفافة الختيار من يمثلها فنيا ،وهذا ليس بمعلومة نكرة بل أضحت قاعدة عامة لهذا المجال ،وهي التي شملت منذ بدايات تاريخ التشكيل المغربي ما يسميه العامة التشكيليون ‘ لوبيات ‘تشتغل ‘بالفن ‘ في الفن ومن أجل الفن والمتفانون في اإلقصاء ‘. في وقتنا الحالي لم تعد هناك نفس الفرص وبنفس الصيغ كما كانت سابقا، وحامل المشروع الفني تشابه مع حامل مشروع مقاولتي ،ألن توجهاته يحكمها منطق وقانون ‘سواقة’ الفن الذين بدورهم تحكمهم آلة الرأسمالية المتوحشة ومراكز ذات نفس المسارات واإلستراتيجيات،األهم عندها بلوغ ‘ األهداف ‘�objec tifsكالمؤسسات المالية . لكن تظل التجارب الفردية والتعاون بين الفنانين السبيل الوحيد واألوحد للخروج من متاهات وضعتهم فيها ظروف زادها تعقيدًا تدني المستوى النظري والتطبيقي الفني للفاعلين وشركاء في المجال مع ضيق األفق الذي أفرزته السياسات العمومية في مجال التربية والثقافة والفنون .
واقع الفنون التشكيلية بالمغرب :
واقع التشكيل بالمغرب يتسم عمومًا بنوع من التقهقر على مستوى مواكبة الفكر والمعرفة ،بسبب انسالخه عن حركية وديناميكية باقي الفنون واآلداب ،بل وبعد التشكيليين عن المثقفين والمفكرين الجادين الملتزمين ،كما كان الشأن في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ،بالرغم من االنشغاالت المختلفة والنوعية التي تعرفها مراسم ومشاغل بعض الفنانين ،الملتقيات والمعارض هنا وهناك بربوع الوطن ،وتحولت ‘ لمواسم ‘ هي أقرب الحتفالية سياحية منها لفنية وإبداعية تروم البحث العميق . كذلك نعيش شيزوفرينيا فنية كانعكاس حتمي لمؤثرات النظم والقيم والتحوالت المجتمعية الثقافية ،بفعل توالي أزمات القطاعات المرتبطة مباشرة بتكوين شخصية الفرد المغربي ،منها مناهج التعليم التي زاد فيها تهميش التربية الفنية مع حكومة يقودها حزب ال اهتمامات ابداعية وفنية له . كما تشكل قضية ‘ الفن المعاصر ‘ بصيغتها المغربية ،والتي لها توجهات يتحكم في خيوطها سوق الفن عبر آليات ووسائط متعددة ترتبط بقاعدة الفن المعاصر الفرنكفوني ،ولكم مرجعية ما أدعيه في الواقع وما أفرز من مواقف آخرها، تعاطف تشكيليين مع الصهاينة ومشاركتهم بيينال لتهويد القدس ضدًا على قرارات منظمة األمم المتحدة والجامعة العربية . و يظل مشروعي هو العمل وليس غيره من أجل التشكيل ورقي الذوق العام .
مع تحياتي
6
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
مجتمع ـ سياسة ـ حقوق هل من حضر للتمييز بسبب اإلعاقة في ورش تأهيل شوارع وزان؟
وزان :محمد حمضي
ال قيمــة للوثيقــة الدستورية التي توافق عليها المغاربـــة في شهــر يوليوز ،2011إن لــــم يلمــس المواطنـــات والمواطنون بأن أحكام القانون األسمــى المذكور تبوصل السياسات العمومية التي يتم تنزيلها على أكثر من مستوى . في هذا اإلطار وجب التذكير -ما دام التذكير ينفع المؤمنات والمؤمنين -بأن المؤسسة المنتخبـــة التي أطلقــت ورش تأهيل بعض شوارع دار الضمانة مطالبة باالنتصار للمقاربة الحقوقية في اإلنجاز ، وذلك بتنزيلها لما جاء في تصدير الدستور من التزام المملكة المغربية ب «حضر ومكافحة كل أشكال التمييز ،بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو االنتماء االجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو اإلعاقة أو أي وضع شخصي ،مهما كان» ،وتقيدها الصارم بما هو مفصل بالقانون 03-10 المتعلق بالواوجيات . الورش المذكــور الذي يشــرف على إنجازه المجلس اإلقليمــي يتعلــق بتأهيل بعض شوارع وزان التي ريف وجهها ،التدبير العشوائي لشأنها المحلي ،وأفقدها ذلك هويتها البصرية .وحسب مصدر على إلمام بالمشروع ،فإن الغالف المالي المخصص لذلك يقدر بماليير السنتيمات ،الجزء األكبر من هذا الغالف المالي موروث من الزيارة الملكية لدار الضمانة نهاية ، 2006حيث كان جاللته قد أشرف على إعطاء انطالقة ورش تأهيل دار الضمانة ،وهو التأهيل الذي نسفته الحسابات السياسوية الساقطة ،وال زالت بعض مشاريعه معطلة إلى اليوم ،لكن المقتضى الدستوري الذي يتحدث عن ربط
مدخل باب المسجد المسؤولية بالمحاسبة لم ينجح في اختراق الحواجز المنتصبة عند مدخل المدينة وهو ما حفز أكثر من جهة ادارية ومنتخبة على االستمرار في التدبير المبني على خنق الحكامة في أدنى مستوياتها . ولتجنيب مشروع التأهيل الحالي من «التمييز بسبب اإلعاقة» وجبت اإلشارة إلى أن التنوع البشري الذي يشكــل المشهد السكاني لدار الضمانة ،يستوجب أن تقدم
خدمات هذا المشروع على طبق الحقوق لكل األشخاص ،ومن هذه الحقوق ،الحق في الولوج دون االعتماد على اآلخر . لذلك يشدد الطيف الحقوقي الذي يتابع تنزيل التأهيل المذكور بأن تعزز األرصفة بالولوجيات ،نفس مطلب الولوجيات يجب أن يشمل مدخل بناية مقاطعة حي العدير، والمسجد المجاور لها ،بعد أن كان العشرات من المواطنات والمواطنين محرومين
مدخل مقاطعة حي العدير من الصالة بالمسجد المذكور ،ومن إنجاز وثائقهم بالملحقة االدارية بعين المكان . وبمناسبة إطالق ورش تأهيل بعض شوارع وزان التي كان التأهيل المشوه قد شملها قبل سنوات ،فإن أصوات كثيرة تلتمس من والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة الدخول على مسار هذا المشروع الذي قد يشكل مدخال لمصالحة وزان مع هويتها البصرية والحضرية ،وذلك بإقناع
مدير أكاديمية وزارة التربيـة الوطنيـــة بالسماح للمجلس اإلقليمي باعتباره صاحب مشروع التأهيل ،بتوسيع الرصيف المحاذي لقطعة أرضية توجد في حوزة ثانوية ابن زهر ،وتمتد من باب المقر المؤقت للعمالة إلى مدخل الملعب البلدي ،خصوصا وأن القطعة األرضية غير صالحة ألي استعمال غير توسيع الرصيف الذي يمتد على طول شارع موالي الحسن.
جماعة بني حرشان خارج المخططات الوطنية والجهوية لفك العزلة وتقليص الفوارق المجالية قــد ال يصدق عاقــل أن جماعـــة من جماعات جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، المائة والخمسين ،توجد على هــذه الحــال من اإلهمال والالمباالة من جانب السلطات المحلية والمجالس المنخبة . يتعلق األمر بجماعة بني حرشـــان، الواقعة بين مدينتي طنجة وتطوان ،يؤدي إليها منعرج برأس العقبة ،على الطريق الوطنية رقم ،2قبل المنحدر المؤدي إلى جماعة عين الحصن. الطريق الرابطة بين رأس العقبة واثنين بني حرشان ،والتي تربط أكثر من عشر دواوير بالسوق األسبوعي الذي يعتبر منصة أساسية للترويج التجاري ولحركة التبادل بالنسبة لسكان تلك الدواوير ،كما هو الشأن بالنسبة لسائر الجماعات القروية بالجهة ،والتي هي في الواقع مسلك قروي تقليدي ،تم نحته باإلستعمال المتواصل للسكان ودوابهم ،توجد في حالة يرثى لها من التدهور واإلهمال ،حيث إن هذه الطريق بتعذر استعمالها شهورا في السنة حيث إنها تتحول إلى أرض حرث غير سالكة تماما ،بما يتجمع على طولها من مياه األمطار ،وما تجرفه المياه من طوب وأوحال وأحجار وأشجار ،ما يشكل عزلة حقيقية لسكان كافة دواوير الجماعة ويوقف حركة الحياة االجتماعية بالنسبة إليهم ،بعد أن تتعذر المواصالت ،ويصعب إنقاذ المرضى
والحوامل الالئي يضطر السكان إلى نقلهن داخل توابت أو محامل الموتى ،وفي ذلك انكسار لمعنوياتهن ،وزعزعة لتوازنهن النفساني ،وهن على وشك الوضع ،بما يشكله ذلك من خطورة على حياتهن. ونفس الصعوبة في التعامل من كبار السن ،الذين تتطلب حلتهم الصحية نقلهم غرة للمراكز الصحية أو المستشفيات .أما التمدرس فيشهد في هذه الجماعن ما يشهده في غيرها من الجماعات التي توجد في نفس وضعيتها المتدهورة.
وكثيرا مت نسمع عن برامج وطنية ودهوية لفك العزلة عن وداخل المجال القروي ،في إطار العدالة المجالية ،ومنها البرنامجالوطنيالثانيللطرقالقروية،األذي يهدف إلى الرفع من مستوى الولوجية الترابية والذي خصص له غالف مالي بقيمة 14,4ماليير درهم .والذي حقق نسبة تفوق 80بالمائة ،بالنسبة للطرق القروية، في انتظار البرنامج الثالث ،الذي نرجو أن تستفيد منه جهة طنجة ،والدواوير المحيطة بها ،اعتبارا إلى أن التوسع العمراني سوف يشملها وهو ما يفرض الشروع في إنجاز البنيات التحتية الكفيلة بتهيئها الحضري.
وإذا كان البرنامج الحكومي قد جعل من تقليص الفوارق المجالية إحدى أولوياته، فإن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو األقرب للوقوف على مشاكل الولوج بالعالم القروي بهذه الجهة أعلن عقب اجتماع دورة أكتوبر الماضي أنه خصص مبلغ 118مليون و 248ألف درهم لتمويل مشاريع تندرج في مخطط تنمية العالم القروي وفك العزلة عن سكانه في األقاليم الثمانية لجهة .كما خصص مجلس الجهة غالفا ماليا بقيمة 20مليون درهم لتأهيل العالم القروي ،ومبلغ 7ماليين درهم لدعم مشاريع التزود بالماء الصالح للشرب والربط
بالشبكة الوطنية للكهرباء ،و مبلغ 3ماليين درهم لحفر اآلبار واألثقاب المائية وتجهيزها وقد استبشرنا خيرا بهذا القرار وعاد إلينا األمل في أن يتم ،أخيرا ،االلتفات إلى معاناتنا اليومية مع الطريق الذي يعتبر شريان الحياة ،واعتبرنا أن برنامج الجهة البد وأن يوجه اهتماماته لجوار مدينتي طنجة وتطوان ،ويعالـــج مشكلة الولوج الترابي داخل هذه المنطقــة التي تعتبر قاطرة التنمية االقتصادية واالجتماعية والسياحيةللجهة. وبخصوص السياحة ،ف‘ن جماعة بني حرشان ومحيطها يتوفران على مؤهالت سياحية هـــامــة يمكــن استغاللها في مخططات للتنمية المجالية بالنسبة لهذه المنطقة التي توجد بين ثالثة أقطاب سياحية ،طنجة ،تطوان والشاون . وإن سكان هذه الجماعــة ليطالبون عبر هذا المنبر مجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ،والسلطات الجهوية واإلقليمية والمحلية ،باإلهتمام بجماعة بني حرشان والتعجيل ببناء مقطع الطريق بين رأس العقبة والجماعة ،احتراما لحقوق المواطنين في عيش كريم وبيئة سليمة وظروف مناسبة لممارسة حقوق المواطنة الكريمة .
مواطنون من سكان الجماعة
7
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
مجتمع ـ سياسة ـ حقوق عبد العالي بن ربوحة
(مراسل من القصر الكبير/العرائش)
«وحدة اليسار و الحركات االحتجاجية» موضوع ندوة سياسية لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية فرع القصر الكبير
نظمت حركــة الشبيبــة الديمقراطيــة التقدمية فرع القصر الكبير يوم السبت 7دجنبر 2019بالقاعة الكبرى المجاورة لمقر جماعة القصر الكبير ،ندوة سياسية ،تحت عنوان ”:وحدة اليسار والحركات االحتجاجية ” وقد أطر هذه الندوة كل من :
* محمد مجاهد األمين العام السابق للحزب االشتراكي الموحد:
* عبد السالم العزيز اآلمين العام لحزب المؤتمر الوطني االتحادي:
* مصطفى البراهمة الكاتب الوطني لحزب النهجالديمقراطي. * حكيمة الشاوي نائبة األمين العام لحزب الطلبة الديمقراطي االشتراكي: * عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان . * عبد الوهاب التذموري المنسق العام لمنتدى حقوق اإلنسان لشمال المغرب. انصبت جل التدخالت حول تشخيص واقع اليسار المغربي وضرورة تجاوز المعيقات الذاتية
والموضوعية من أجل خلق قطب يساري ممانع خصوصا في ظل التراجع المسجل ،سواء على المستوى السياسي أو الحقوقي ،وضرورة خلق جبهة ديمقراطية تقدمية من شأنها حلحلة الوضع السياسي الراهن . كما تناولت الندوة دور الفاعل السياسي في تنشيط ودعم الحركات االحتجاجية ،حيث تمحورت جل التدخالت على ضرورة انخراط اليسار في دينامية الحركات االحتجاجية ،من أجل تحقيق دولة الكرامة والحريات وتدعيم لدولة الحق والقانون .
احتفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد االستقالل بالمركز الثقافي البلدي بالقصر الكبير
تحت شعـــار « :لنرتق بمواهب أطفالنا» ،واحتفاال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد االستقالل وتنفيذا لبرنامجها السنوي التربوي والثقافي ،نظمت رابطة كاتبات المغرب فرع القصر الكبير وجمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات مدرسة فاطمة األندلسية بشراكة مع المركز الثقافي البلدي يوم األحد 8دجنبر 2019بالمركز الثقافي البلدي السويقة نشاطا تربويا خاصا باألطفال، وذلك لترسيخ قيم المواطنة والتحسيس بأهمية الوحدة الترابية والهوية المغربية ،لالعتزاز باالنتماء إلى الوطن واالفتخار بتاريخه العريق وإنجازاته الخالدة ...نشاطا احتفاليا بهيجا عمت فيه الفرحة أرجاء المركز الثقافي البلدي للتعريف بالمناسبة الغالية على قلوب كل المغاربة ,وقد كانت فرصة لعرض إبداعات تالميذ المؤسسة التربوية خالل اللقاء الذي تميز بتنوع فقراته وتقديم عروض مسرحية و أناشيد وطنية وتربوية ولوحات تعبيرية من أداء تلميــذات مدرســة فاطمـــة األندلسية. وبالمناسبة اعتبرت األستاذة أمل طريبق ،واألستاذة جميلة الوديني ،واألستاذة بشرى األشهب هذا النشاط فرصة يستحضر خاللها التالميذ واألجيال الصاعدة السياق التاريخي لألحداث التاريخية العظيمة والملحمة الكبرى الحافلة بفصول مشرقة وعبر ودروس عميقة ، وبطوالت عظيمة وتضحيات جسيمة ومواقف تاريخية خالدة صنعتها ثورة الملك والشعب التي تفجرت طاقاتها إيمانا والتزاما ووفاء بالعهد وتشبتا بالوطنية الخالصة في أسمى مظاهرها .وقد عبر كل من أباء وأولياء التالميذ والسادة األساتذة والضيوف ،عن مدى إعجابهم بمستوى التنظيم ونجاح الحفل . واختتم الحفل بتكريـــم رابطة كاتبات المغرب لألستاذة جميلة الوديني ،رئيسة جمعية أمهات وآباء وأولياء أمور التالميذ لمدرسة فاطمة األندلسية ،اعترافا بمجهوداتهـا في االرتقــاء بجودةالمتعلمات.
وقد تناول في مداخلته األرشفة اإللكترونية وضرورة تقعيدها واستغالل آلياتها لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي بمدينة العرائش ،مستعرضا رؤية الجمعية ومشروعها الطموح في هذا االتجاه. • األستاذ رشيد الركراك ،الكاتب العام لجمعية األطر التقنية واإلدارية لجماعة العرائش ،الذي قدم من خالل مداخلته قراءة في قانون 69/99المنظم لألرشيف الوطني.
السجن المدني بالقصر الكبير يحتفل باليوم الوطني للسجين
في إطار التوجيهات الرامية للنهوض بمنظومة إدماج وإرساء فلسفة إعادة إدماج السجناء وتكريس المفهوم اإلصالحي داخل المؤسسات السجنية، وبمناسبة االحتفال باليوم الوطني للسجين ومدى تأثيره على نفسية النزالء ،نظمت المؤسسة السجنية بمدينة القصر الكبير بشراكة مع إدارة المركز الثقافي البلدي ،يوم االثنين 9دجنبر 2019لقاءا تواصليا ثقافيا لفائدة النزالء ،وتميّز اللقاء الثقافي بفقرات فنية متنوعية وإلقاء قصائد شعرية ،وعرف الحفل تميزا ، ،تجاوب معه جل النزالء نظرا لما تخلل الحفل من وصالت فنية وسكيشات هزلية من تقديم جمعية سفراء الفن برئاسة الفنان البهي عصام الحيطي وقد سطع نجم الفنان الواعد يونس بلمفتاح كما شهدت األمسية مسابقات في األمثال والحكم لفائدة النزالء والتي تعتبر فرصة للمبدعين في ممارسة هوايتهم وتنمية قدراتهم واكتساب مهارات جديدة لتشجيعهم على تهذيب سلوكهم ،إيمانا بأن المواهب تحتاج إلى من يرعاها ويرقى بها ويشعرها بأهميتها وقيمتها. أشار السيد علي الكواز في كلمة عن المؤسسة السجنية إلى أهمية هذا االحتفال الذي يأتي في إطار السياسةواإلستراتيجيةالعامةالتيتنهجهاالمندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج ،ومن جهته ابرز كذلك مثل هذه األنشطة الثقافية والتربوية
هي مناسبة لتهييئ الظروف المالئمة إلعادة إدماج السجناء وربطهم بمحيطهم االجتماعي وتيسير ظروف إيوائهم وصون كرامتهم وجعــل الفضـاء السجني فضاء للتأهيل وإعادة اإلدماج ،مضيفا أن تخليد اليوم الوطني للسجين يشكل محطة لتقييم ما تم تحقيقه خالل السنة الماضية وباألخص على مستوى الحقل التربوي والثقافي والتكويني ،كما أنه مناسبة لوضع البرامج المستقبلية وخلق جسور التواصل مع القطاعات الحكومية الشريكة وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بالموضوع. ومن جهة أخرى ،أوضحــت األستـــاذة بشرى األشهـــب مديرة المركز الثقافي ،أهمية هـــذه األنشطة والتي تروم ربـــط الصلــة بين السجين والمجتمع ،والعمـــل على ربط النزيل بمحيطه االجتماعي ،عبر تحقيق المقاربة التشاركية مع مختلف شركاء والفعاليات الداعمة لفلسفة اإلصالح وإعادة اإلدماج بعد اإلفراج عنه . ويبقى الهدف األسمى من تنظيم مثل هذه األنشطة داخل أسوار المؤسسة الحبسية فرصة لتطوير ذات السجين ،ونافذة تمنحه إطاللة على الغذ الذي يجب أن يكون فاعال فيه ،ويكون إنسانا ايجابيا محققا اندماجا فعليا يمكنه من تحقيق تغير في حياته مستفيدا من تجربته .
تزويج القاصرات عنف ضد الطفالت مشرعن بالقانون
العرائش « :األرشيف ذاكرة األمم» ندوة علمية بالمركز السوسيو ثقافي ليكسوس
بمناسبة اليوم الوطني لألرشيف ،شاركــت جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافــي والبحث التاريخي إلى جانب مؤسسة أرشيف المغرب في ندوة علمية حول موضوع“ :األرشيف ذاكرة األمم” والتي نظمها القسم الثقافي واالجتماعي والرياضي بجماعة العرائش يوم الخميس 5دجنبــر 2019 بالمركز السوسيو ثقافي ليكسوس ،الندوة التي عرفت مشاركة السادة األساتذة: • الدكتور خالد عيش ،رئيس مصلحة البحث الوثائقي واالطالع بمؤسسة أرشيف المغرب ،والذي تمحورت مداخلته حول تفكيك بعض االصطالحات والمفاهيم المتداخلة من قبيل األرشفة واألرشيف والذاكرة والتاريخ ،مستعرضا الكرونولوجية التاريخية لألرشيف في إطارها المفاهيمي ووفق سياقاتها الوظيفية ،ثم ختم كلمته بتقديم عرض شامل عن مؤسسة أرشيف المغرب. • األستاذ محمد عزلي ،رئيس جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي،
benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991
وكان اللقاء الذي سيره األستاذ مراد الجوهري وحضره نخبة من أطر الجماعة وبعض المهتمين الذين شاركوا في خلق نقاش جاد في مجمله ومثمر ،قد افتتح بكلمة للسيدة نادية رحال ،نائبة رئيس المجلس الجماعي المفــوض لها بالقسم الثقافي االجتماعي والرياضـــي ،واختتم بكلمة الدكتور مشيــج القرقــري ،النائب األول لرئيــس جماعة العرائش.
أمام تنامي ظاهرة تزويج القاصرات واستفحالها بين أوساط المجتمع المغربي ،نظمت جمعية األنوار النسوية لألعمال االجتماعية والتربوية والثقافية بالقصر الكبير ،بتنسيق مع اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان لجهة طنجة تطوان الحسيمة ندوة علمية حول موضوع «تزويج القاصرات عنف ضد الطفالت مشرعن بالقانون « وذلك تخليدا لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء ،واليوم العالمي لحقوق اإلنسان وذلك يوم السبت 7دجنبر 2019بدار الثقافة محمد الخمار الكنوني بمشاركة حقوقيين وإعالميين ودكاترة متخصصين في الطب النفسي وفعاليات المجتمع المدني. وفي كلمتها االفتتاحية أثارت األستاذة نسيبة الطود رئيسة جمعية األنوار النسوية لألعمال االجتماعية والتربوية والثقافية من المنحى التصاعدي الذي يعرفه زواج الطفالت القاصرات خصوصا بالجهة التي تعرف انتشارا واسعا للظاهرة والذي تؤكده التحقيقات التي أجريت من طرف قوافل طبية وحقوقية فضال عن بحوث في هذا الشأن ،مشيرة إلى االنعكاسات السلبية التي تؤثر على النواة األولى للمجتمع والمتمثلة في األسرة للتداعيات السلبية على مستقبل األسرة والمجتمع ما يستدعي العمل على توفير إمكانيات للحد من ظاهرة تزويج القاصرات والتعاطي معه باعتباره انتهاكا لحقوق الطفل والذي يقتضي معالجة شمولية تراعي أبعاد الظاهرة ،وأسبابها ومضاعفاتها الصحية واالجتماعية التي تنطلق من مسؤولية الدولة في حماية حقوق الطفل ضد العنف والتمييز على أساس الجنس ،.وضمان سالمتهن النفسية والجسدية. كما تضمن برنامج الندوة العلمية العروض التالية:
ــ العرض األول :لألستاذة سلمى الطود حول تزويج القاصرات :عنف وانتهاك للحقوق اإلنسانية للطفالت. ــ العرض الثاني :لألستاذة نزهة الصقلي وزيرة سابقة وفاعلة نسائية وحقوقية حول موضوع تزويج القاصرات جريمة ضد الطفالت وضد المجتمع . ــ العرض الثالث :لألستاذ عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الفكر اإلسالمي تزويج القاصرات بين الفقه والمجتمع . ــ العرض الرابع :لألستاذة سعاد النجار، ممثلة المجلس الجهوي لحقوق اإلنسان طنجة تطوان الحسيمة ،الذي تطرق إلى ضرورة مواصلة التعبئة للحد من ظاهرة تزويج الطفالت عبر اعتماد تشريعات تروم نبذ تزويج المبكر للقاصرات . ويهدف هذا اللقاء الذي يندرج في إطار تفعيل اختصاصات المجلس الوطني لحقوق اإلنسان الرامية إلى تعزيز حماية حقوق اإلنسان والنهوض بها ،وعمله على مالءمة القوانين الوطنية مع المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان ،إلى تسليط الضوء على إشكالية تزويج الطفالت والوقوف على أهم مؤشرات هذه الظاهرة وطنيا ،وتدارس مسبباتها وتداعياتها وآثارها التي تمس بحقوق الطفالت األساسية كالتعليم والرعاية والحماية الصحية واألسرية وغيرها من الحقوق االقتصادية واالجتماعية التي تنص عليها اتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل والتي صادق عليها المغرب في 1993 وكذلك الدستور المغربي لسنة . 2011 كما عرفت الندوة نقاشا مستفيضا المس كل الجوانب المؤثرة في موضوع التزويج القصري للقاصرات كما تمحورت جل المداخالت حول نبذ كل أشكال العنف ضد الطفالت خاصة اإلجبار في الزواج في سن مبكر .
العدد 1024
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
8
�أطاريح جامعية
قبيلة أنجرة واالستعمار اإلسباني 1912ـ 1956م شهدت مؤخرا بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة عبدالملك السعدي بتطوان ،مناقشة أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه (مركز الدكتوراه في اآلداب والعلوم اإلنسانية والترجمة ـ تكوين الدكتوراه :شمال المغرب وعالقته بحضارات الحوض المتوسطي) ،تقدم بها الطالب الباحث سعيد اغزيل ،وقد تألفت لجنة المناقشة من السادة األساتذة: ـ الدكتور جمال عاطف رئيساً ـ الدكتور عبدالحفيظ حمان مشرفاً ـ الدكتور مصطفى الغاشي عضواً ـ الدكتور محمد العمراني بوخبزة عضواً ـ الدكتور عبد الواحد أكمير عضواً. وبعد المداولة أعلنت اللجنة منح الطالب الباحث سعيد اغزيل شهادة الدكتوراه ،بميزة مشرف جدّا مع التوصية بالطبع. وفيما يلي نص التقرير المختصر الذي تقدم به الباحث بين يدي اللجنة العلمية المشرفة على مناقشة األطروحة:
تزايد اهتمام الباحثين المغاربة بالدراسات المنوغرافية التي تتناول التاريخ المحلي و تسلط األضواء بشكل مركز على منطقة محددة في الزمان و المكان ،كما تعمل على تقصي تطور األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية فيها .وتبعا لذلك فهذه الدراسة هي ألوضاع قبيلة أنجرة سياسيا واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ولظروف االحتالل االسباني ودور المقاومة الذي لعبته هذه القبيلة في التصدي للتغلغل االستعماري عموما منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر .
مما يجعل التساؤل مشروعا عن أسباب ذلك أوال وثانيا عن محطات االحتالل الرئيسية واالستراتيجية التي نهجتها إسبانيا في ذلك في الفصل األول .لقد كانت مواجهة االحتالل في سياق المقاومة المسلحة أمرًا تلقائيا ألهبته نداءات الجهاد ضد االحتالل االسباني ،مع خصوصية بارزة ميزت هذه المقاومة و تتمثل في غياب قيادات ذات كاريزما مؤثرة وموحدة للمقاومة هذا إذا استثنينا أحمد الريسوني المثير للجدل بين األنجريين والمؤرخين وهو ما تناول الفصل الثاني .
وقد استدعى ذلك اإلجابة عن مجموعة من التساؤالت من قبيل هل كان لظروف حرب تطوان أثر على تطور األوضاع التي عرفتها القبيلة الحقا؟ هل طول مدة مقاومة االحتالل اإلسباني تدل فعال على وجود مقاومة منظمة؟ هل أحدث األجنبي /اآلخر بالقبيلة ما يدعم نظريتها الكولونيالية المتمثلة في النهوض بالواقع المتخلف للمغرب عموما بحيث ساهم في تفاعل حضاري بين المستعمر والمستعمر؟ هل ستتوقف تداعيات المرحلة الكولونيالية عند خروج االستعمار المباشر أم ستستمر تداعياتها إلى ما بعد ذلك؟
وبما أن المشروع االمبريالي قائم على بنية فكرية تسعى إلى تغيير الواقع و تأطيره انطالقا من قاعدة فكرية جديدة فقد سعى االحتالل االسباني إلى إدخال مجموعة من التنظيمات اإلدارية واالقتصادية واالجتماعية تمت محاولة رصدها من خالل األرشيف اإلسباني ضمن ما ادعاه مشروعا حضاريا .إن هذه المتغيرات ستكون لها تداعيات كبرى على صعيد البنية التقليدية للقبيلة و تفكيكها تدريجيا حيث أثرت بشكل كبير على ذهنية اإلنسان األنجري و الجبلي عموما وهو ما خصص له الفصل الثالث .إال أن هذه اآلثار سوف لن تتوقف مع انحسار االحتالل اإلسباني بعد 1956م بل ستستمر ذبذباتها لم تتوقف طيلة العقود الالحقة مما يدفع إلى االنفتاح على أفاق هذه التداعيات على ما بعد 1956م وهو ما تم رصده الفصل الرابع .
لقد تميز النصف الثاني من القرن التاسع عشر بحدة التنافس بين القوى اإلمبريالية حول المغرب كسياق عام .أما السياق الخاص فيبدأ مع وضع إسبانيا أقدامها التوسعية بشمال المغرب من جهة مليلية ومن جهة سبتة .و هذه األخيرة تقع ضمن المجال الترابي ألنجرة حيث شكلت القبيلة عبءا ثقيال إلسبانيا أثناء حرب تطوان 1860و ذكرى سيئة مع انطالق مشروعها التوسعي ،هذا إضافة كونها تشكل مجالها القبلي المباشر حيث الولوج من وإلى سبتة من أنجرة شبه يومي . وإذا تم تجاوز هذه العالقة الوثيقة بين سبتة وأنجرة فإن هذه األخيرة أيضا تمتد إلى مجال آخر شديد الحساسية لدوره الديبلوماسي إنها مدينة طنجة التي عرفت وضعية سياسية استثنائية خالل القرن التاسع عشر تمثلت في الدور الدبلوماسي الذي لعبته على مدار قرن من الزمان حيث أصبحت مركزا للسياسة الخارجية للمخزن المغربي ومقرا للقناصل األجانب الذين كان لهم ـــ إلى جانب جالياتهم ــــ تأثير على مختلف مناحي الحياة االجتماعية والسياسية بالمدينة و بمحيطها المجاور لها جهة الشمال الشرقي .هذا في وقت كانت عالقة القبيلة مع المخزن في مد و جزر منذ حرب تطوان 1860؛ فال هي قبيلة تنتمي إلى عوالم السيبة و ال هي قبيلة تدخل ضمن قبائل الكيش رغم دور حراسة حدود سبتة الذي أوكل لها ،الشيء الذي انعكس بشكل واضح على بنية القبيلة الداخلية فتجاذبتها النعوت :تارة هي قبيلة متمردة وتارة أخرى هي قبيلة طائعة .لقد تفاعل العامل الخارجي المتمثل في إسبانيا و مشاريعها مع الواقع الداخلي المتخلف البئيس الذي يعيش على اقتصاد الكفاف ليساهم في نسج عالقات متباينة بين الفعل و رد الفعل. تمت معالجة هذا الموضوع بتقسيمه إلى قسمين ،حيث خصص القسم األول للسياق العام لالحتالل اإلسباني لشمال المغرب و قبيلة أنجرة منذ 1860م من خالل االعتماد على مقاربة االنتقال من العام إلى الخاص ،فتضمن الفصل األول تقعيدا مفاهيميا للعالقة بين القبيلة والمخزن عموما ثم موقع المغرب في المخططات الكولونيالية اإلسبانية كفصل ثاني ،وشمال المغرب ضمن سياق المشروع االمبريالي اإلسباني في الفصل الثالث ،ثم الفصل الرابع الذي تضمن وصفا للحالة العامة لجبالة و أنجرة قبل االحتالل اإلسباني. واختتم هذا القسم بخالصة تركيبية شكلت االنطالق نحو المحطة المحورية من هذه األطروحة أال وهي االحتالل اإلسباني للقبيلة والسياسة االستعمارية وتداعياتها وهو محور القسم الثاني. مثل االحتالل المباشر للقبيلة واقعا جديدا ،ذلك أن األنجريين كانوا متعودين على االحتالل األوروبي للثغور وعلى مهاجمتهم من الضفة األخرى بين الفينة و األخرى .إال أن الجديد هذه المرة يتمثل في احتالل شامل مع مشروع إداري واقتصادي وثقافي استغرق سنوات عدة يمكن تحديد مجالها بين 1912م و1927م
و تضمنت الخالصة التركيبة للقسم الثاني الوقوف على أهمية المقاومة و الصعوبات التي واجهها االحتالل اإلسباني وتداعيات هذا االحتالل االقتصادية والسياسية والثقافية على المنطقة خالل وبعد مرحلة نهاية الحماية و آثارها العامة. وقد انتهت األطروحة إلى مجموعة من النتائج حول طبيعة عالقة المخزن بالقبيلة وطبيعة المقاومة الشعبية التي ستشكل في مرحلة من المراحل امتدادا لمقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي التي وصلت إلى مشارف سبتة وطنجة حيث لم تكن مقاومة محمد بن عبد الكريم مقاومة ريفية بل مقاومة للقائل الريفية والغمارية والجبلية ومنها المقاومة بأنجرة ،لذا فتسميتها بمقاومة الريف وجبالة أقرب للصواب من مصطلح المقاومة الريفية .وأخيرا ال تخفى أهمية األرشيف اإلسباني .فالوثائق تظل مصدرا مهما لدراسة وإلعادة إنتاج تاريخ تلك المرحلة ،فال دراسة تاريخية في غياب الوثائق وال أجوبة عن الفرضيات المقترحة في أي أطروحة بدون استنطاق الوثيقة التاريخية وهو ما ساهم به هذا األرشيف بنسبة مهمة من االستقراء والتحليل .ولألسف لم يتم االنتباه إلى توثيق الروايات الشفهية خالل هذه المرحلة ،فقد كانت ستزيد الكتابة التاريخية إضاءة للمرحلة وتأكيداً أو نفياً لما وثقته هذه المذكرات والمراسالت والتي بنت كل ما كتبته بناء على الرواية الشفهية المحلية. فاألطروحة إذن تحكم في صيرورتها إيقاع وصفي سردي يعتمد على المقاربة التاريخية مع االشتغال على تقنية تحليل المضمون والمقابلة مع من عايشوا جزءا من هذه المرحلة .هذا الوصف واكبته دراسة تحليلية للوثائق مع الرهان على الموضوعية والصرامة العلمية من خالل التفاعل بين ما هو سياسي وسوسيواقتصادي وبين ما هو ثقافي وفكري حينما يستدعي المقام ذلك .لقد كان منحى هذه األطروحة مونوغرافيا مع محاولة التركيز على الكتابة التاريخية النسقية التركيبية حتى يتمكن من كتابة التاريخ برؤيا جديدة تتجاوز مرحلة ما بعد الكتابة التاريخية لالستقالل .لذا كان الدفع في اتجاه التجديد مع اعتبار ما تم التوصل إليه من نتائج ،ما هو إال مقدمات لبحوث قادمة .فما زال هناك العديد من القضايا تحتاج إلى الدراسة و التمحيص إذا كنا بالفعل نتلبس حقيقة بفعل التأريخ. و اهلل و لي التوفيق.
امللحـق الثقافـي 9
الكتابة غامضة وموحشة ولكنّ أحدًا ال يجبرك عليها
العدد 1024ـ الثالثاء 17إلى 23ديسمبر 2019
• بقلم ريتشارد فورد • ترجمة منى الرفاعي
ؤخرا�« :أنا ال �أكتب� ،إنه ٌ ٌ عمل م�سبب للك�آبة� ،أنا فقط �أجت ّول يف �أنحاء املنزل بدون معرفة ما �أفعل .العامل يبدو رتي ًبا جد ًا». �أخربين �صديق من «مونتانا» م� ً ّ �شيء عن الكتابة مبجرد �أن يبد�أ برنامج «مركز الريا�ضة» . دائما� ،أن�سى متا ًما كل ٍ “جرب �أن ت�شغل التلفاز ،هذا ينفع معي ً ن�صحته وقلتّ : ً فرتات طويلة قد تبدو فيها حياتي الكتابية �أحيا ًنا غري منتجة كتاب ًيا �أكرث من كونها منتجة، طويلة، لفرتات الكتابة عن ا بعيد البقاء يف جنحت هذه ا م عا الثالثني خالل و�أنا �أعني ذلك، ً ٍ ٍ وهي حقيقة �أ�ؤ ّيدها ب�شدّ ة. ّ متفق عل ْيه .وبال �شك �سوف جتادل بع�ض الأنف�س املغرورة ابتهاج نقدي يف احلقيقة ،طوال هذه الفرتة كتبت فقط �سبعة كتب ،وب�ش�أن تلك ال�سبعة الكتب مل ين�ش�أ حتى اللحظة �أي هتاف ٍ ٍ ّ مما أف�ضل � ا ب كات أكون � ف�سوف في، ق تو فرتات من أنق�صت � و أقل � ب�شكل أ�سا�سيات بجهد �أكرب ،ع ّما لو اعتمدت على ال هو�سا ،عما لو عملت على نف�سي ً ّ ٍ عما لو كنت كتبت �أكرث ،ع ّما لو كنت �أكرث ً �أنا عليه الآن.
�صمتك �شا�سع ثقيل. �صمتك يخيفني ،يرهقني.
ينفلت من بني ذراعيك ت�ضمني حيث قد �أموت يف �أي حلظة منذ �أبدية.
مل تعد �شفتاك يل، وال يديك التي �أع�شق، ال �صدرك حيث ا�ستمعت ، ل�ضربات قلبك.
�صمتك الطويل ي�ؤملني. الكثري من الأمل ي�سببه �صمتك القاتل ي�ؤملني �أكرث من غيابك.
�صمتك يقتلني كل �ساعة كل يوم ،بني الأحالم � ،أموت. �أنا �أعي�ش ميتة ...دونك بجانبي.
قصيدة
صدى الصمت ECOS DEL SILENCIO Alicia Rosell Vega/ España • ترجمة عبد الإله املوي�سي
Tu silencio es largo y espeso. Tu silencio me asusta y hiere. Ya resbalé de tus brazos amados donde creía morir a cada instante desde hacía una eternidad... Ya no tengo tu boca cerca ni tus manos que yo adoraba, ni tu pecho donde escuchaba, -hecho eco-, el latir de tu corazón. Tu largo silencio me hace daño. Tanto dolor me causa tu mortal silencio que me hiere más que tu ausencia. Tu silencio me mata a cada hora cada día, -entre sueños-, yo muero. Vivo muerta... sin ti a mi lado.
بكل احلذر �أثناء االنتظار �أن�صت �إلى ال�صوت املفارق لب�سمتك احلنوة املميتة...
Rompí mi cautela en la espera por escuchar el sonido distante de tu dulce y amorosa risa...
لكن ب�صمات يديك ما زالت على يدي الفارغة. وقبالت فمك احلارقة ُتثلــج �شفتــي.
Pero las huellas de tus manos siguen en mis manos vacías. Y los besos de tu boca ardiente yacen helados en mis labios.
تركت فراغا بداخلي ، ك�سرت جوهر املر�أة. �أع�ضائي تفتقدك هناك ، حيث مرقد الوليد الذي �أبدا لن نح�صل عليه.
Dejaste un vacío en mi interior, rompiste mi esencia de mujer. Mis órganos te extrañan allí, donde queda el hueco del hijo que jamás podremos tener.
�صمتك القاتل وح�شي ال�صدى املفقود ل�صوتك احلبيب بعد �أجمل معركة خ�ضتها.
مل يعد لدي حديقة لقبالتك. كم �أفتقد زهرة �شفتيك على �شرنقة فمي. �إذا �أعطيتني كلمة واحدة فقط ... �إذا فقط �أ�سمعتني بع�ض �صراخك ، �سيكون كافيا كي حتييني ... رغم �أن ال �شيء يعيدك �إيل.
Tu silencio mortal es requiebro del eco perdido de tu voz amada tras la más bella batalla que libré. Ya no tengo el jardín de tus besos. Cuánto extraño la flor de tus labios sobre el capullo de la boca mía. Si me brindaras tan solo una palabra... Si lanzaras un grito de tu garganta, sería suficiente para resucitarme... Aunque nada te devuelva a mí.
العدد 1024
الشمال الثقافي
إبراهيم بالعواد
مل �أكن �أتوقع �أن �أموت
جئت فقط لأزور احلياة فوق كر�سيها الف�ضي و�أُ َط ْم ِئن عكازها �أن ظهري �صالح للنكز و�صدري يت�سع لتدريب جيو�شك على الطاعة و�أحاول �أن �أدُ ل هذه احل�شود من املالئكة التائهني مثلي.. الباحثني عن لقمة عي�ش حتت رعايتك, عن رائحة الدم يف املجازر عن وخز الن�سيان يف دمي عن مكان جيد ملالقاتك عن �سيدة تبكي لأن زوجها عاد �سليما من احلرب ومل ت�صبه �أي ر�صا�صة من الر�سائل التي تبعث بها دائما نهاية كل يوم, ويف كل مرة تت�سلق فيه الوحدة �أ�سوار البيت, دون تقدمي ر�شوة لكهنوتك العائدين من العمل.. دون موعد ل�صالة وال نفري �إلى ار�ض يقطنها ال�ضجر. ال ت�صلح حتى للموت. �إنني �أ�شبه احلطابني يا اهلل مثل �أي غيمة تعي�سة �ألب�س كوابي�سي الثقيلة و�أخرج �إلى جدول قريب حيث يعوي كلب هرم وتن�صت له الأودية و�أنظر �أي�ضا �إليك, �أنظر مطوال �إليك لأرو�ض الي�أ�س الذي يحفر بئرا عميقا لأمنياتنا و�أحاول خلع مالب�سي لرتى كم طفح احلب عن الكلمات كم ارتع�ش الوعد من املفردات الباردة. كم يكفي هذا الثقب املتحرك يف ج�سد الدنيا ليتوقف عن ال�سهر .
َن ِز ٌ يف
صالح الدين بشر �ص ْو َب َكوَ ِاك َب فيِ مَ ْو ٍج َه ِارب ٍ َ ُق َّد ْت ِم ْن َ�سوَ ِاد المَ َعَ ان
َن ِز ٌ يف ي َْر ُك ُ الر ْم ِل �ض َك َد َّوامَ ِة ّ اب ا ْلعُ ْم ِر َ�س َر ُ َهيُ َ اء ولى َ �ص ْح َر َ
فيِ يمَ ٍّ ِم َن َّ ال�ش ْم ِ�س َو َزو َِابعَ ِم َن َّ ال�ض ْي ِم و َّ َالزمَ ِن َالَمَ ِل و ْ أ
المْ ُ ث َا ِخ ِم ِلوَ َج ِع المْ ُ ُد ِن و خَ َ الَ ْنهُ ٍر ا�ض ْ أ َم ِ َّ ا�ش الث ِاوي ِ َات فيِ أَ� ْح َر ِ الَ ْحلاَ ِم ْ أ َت�أْ ُك ُل َّ النا َر اء َت ْ�ش َر ُب المْ َ َ الرمَ ادَ َت ِّ�س ُف َّ
َت ْذرَع ُ ُّ وب الد ُر َ يح يم ِّ َه ِائ َم ًة عَ َلى َه ِ�ش ِ الر ِ وح... و ََهب ِ َاء ُّ الر ِ
ُتعَ انيِ ل�س ِان ِم ْن عَ ْج ِز ِّال َ و َُع ْ�س ِر َّ الت َدانيِ ... ****
نــــز يــــف
ها �أنت يا �إلهي تنظر �إلينا حفاة..عراة.. نقطع ال�شوارع ونرتك خلفنا جراحا على الطريق و�أخرى على ظاللنا, ومن �أعني الهواء ت�سقط رغباتنا وترك�ض خلف اخلريف. ها �أنت تنظر �إلينا يا اهلل ورغم �أنني مل �أراك من قبل ومل ي�سبق يل �أنا �ألقيتك يف مطعم وال قر�أت عنك يف جملة �أو جريدة. �أنظر �إليك.. وتكرب يف داخلي غابة ال�سكينة و�أحاول ترتيب الليل يف عيوين والنهار �أمام �صوت �أمي عندما يبدو النهار م�ستحيال
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
**** ي َْر ُك ُ اح َن ِم ْن َهوَ اء... �ض ا ْلعُ ْم ُر َطوَ ِ مُ َّدنيِ «ِ »Don Quijotteب َ�س ْي ِف َك اق اب َه ِذي َْ أ أَ� ْق َطعُ ِر َق َ ال ْع َن ِ َاحا َت ْ�ص َط ُّف �أَ ْ�شب ً ود ِم ْن لحُ ُ ٍ ود و َُعهُ ٍ
يم َو ر َِم ٍ جَ ُ ال�سبُ ِل ، ت ُ و�س َف َر ِاد َ ي�س ُّ ُت ْر ِع ُب َج َن ِائ َن الحْ ُ ْل ِم ، �ض مَ َ َت ُق ُّ اجعَ الحْ َ ْر ِف ، �ض ِ
10
َت ِه ُ و جُ ْ �ض ُن ْ�س َغ َّ الد ْم ِع ...
**** ي َْر ُك ُ ات َغ ْي ٍم َ�ش ِاردَ ٍة �ض ا ْلعُ ْم ُر َح َّب ِ الط َ َت ْر َك ُب ُ�س ُف َن ُّ وف ِان
ي َْر ُك ُ �ض ا ْلعُ ْم ُر َج َح ِاف َل ِم ْن أَ� ْعوَ ٍام ا�س َ �ض ِام َر ٍة... َو�أَ ْف َر ٍ
َج َث ْو َت « »Don Quijotteعَ َلى ُر ْك َب َت ّْي
َه ِزمي ٍَة، و ََكب َْو َت عَ َلى مَ ْدمَ ِع �أَ ْ�سوَ ٍار َح ِزي َن ٍة ات فيِ ِح َد ٍاد عَ َلى َ �ص ْهوَ ٍ اء ب َْك َم َ َو َن ْخلاَ ٍت عَ ْج َفاء مُ َ �ض َّم َخ ٍة ِب ِح َّناء �ص َخ ْل َخ اً ال َج ِريح ًا َت ْر ُق ُ عَ َلى عَ ْو َ�س ٍج َق ِائ ٍظ
ِم ْن َج ْم ٍر َو َظ ِهري ٍَة... ****
ي َْر ُك ُ َا�س ُّ وب �ض ا ْلعُ ْم ُرمُ ْث َخن ًا فيِ َيب ِ الد ُر ِ هوب حَ ْ وم ِل ّ ال�س ِ َاب ُت ْ�ش ِب ُه ُ�س ْح َن ِ ات َيب ٍ
و َ اب َخ َر ٍ الَ ْج َ�س ِاد يل ْ أ فيِ َت َف ِ ا�ص ِ َو ا ْل ِبلاَ ِد
َت ِئ ُّن ِم ْن َف ْر ِط َ�س ْو ِط جْ َ ال اَّل ِد ِب ُق َّف ٍاز
َان ير َو ُق ْ�ضب ٍ ِم ْن َح ِر ٍ و َِع َظ ٍام ا�س… َو�أَ ْع َر ْ
الشمال الثقافي
العدد 1024
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
11
القاتل زليخة موساوي
محمد العربي غجو * (�شاعر ومرتجم)
الإعالم الثقايف احللقة الأ�ضعف يف جممل املمار�سة الإعالمية الوطنية يعترب الإعالم الثقايف احللقة الأ�ضعف يف جممل املمار�سة الإعالمية الوطنية ب�أقطابها ال�سمعية والب�صرية والورقية. �أوال لأن �سيا�سة الدولة يف هذا املجال منذ كانت مل تول الثقافة املرتبة التي ت�ستحقها ومل تعتربها الرافعة اال�سرتاتيجية ال�ضرورية للنهو�ض ب�سائر املجاالت بل اعتربتها يف كثري من الأحيان ن�شاطا هام�شيا فولكلوريا ،هذا �إن مل تكن يف مراحل معينة قد حاربتها ونا�صبت رموزها العداء. حني نتحدث عن الإعالم الثقايف عامة والورقي حتديدا تنت�صب �أمام �أعيننا جتربة املالحق الثقافية لل�صحف الوطنية وما قدمته يف مراحل طويلة وممتدة من تاريخنا احلديث من خدمات ثقافية انعك�ست ب�شكل وا�ضح ومبا�شر على احلركية الثقافية والإبداعية ببالدنا و�ساهمت يف ظهور العديد من الأ�صوات الإبداعية التي كان لها باعها الطويل يف ال�ساحة الثقافية الوطنية والعربية . جتربة املالحق الثقافية بعد �أن كانت مقت�صرة على بع�ض ال�صحف ذات االمتداد احلزبي (العلم -االحتاد اال�شرتاكي – البيان – املنعطف -امليثاق � )..أ�صبحت اليوم ويف ظل تعدد امل�شهد الإعالمي تقليدا معمما وم�ساحة لالبتكار واالجتهاد ورهانا ممكنا وقائما لتوفري مادة ثقافية قادرة على جذب و�إثارة انتباه قارئ مفرت�ض تت�أكد يوما عن يوم حقيقة هجرته املتوا�صلة ملا هو ورقي نحو الف�ضاء الرقمي .حقيقة يتعني على مهند�سي ومالكي امل�شاريع الإعالمية التكيف معها وابتكار ال�صيغ الكفيلة بتجويد وع�صرنة املنتوج الثقايف ا�ستجابة لتحديات املناف�سة بكل �أ�شكالها و�ألوانها .. وطرح «جريدة ال�شمال» ملو�ضوع «جتربة املالحق الثقافية» يف هذا الظرف بالذات ال�شك نابع من �إدراكها كون هذه التجربة مبا لها وما عليها تقف يف «مفرتق طرق» حا�سم وم�صريي .فهي �إما �أن ت�صوغ لنف�سها هوية وم�سارا جديدين فتكون مواكبة وم�سايرة للنب�ض املت�سارع ملفردات الواقع الإعالمي والرقمي اجلديد �أو �أنها ب�إبقائها على موا�صفاتها التقليدية املعروفة �ستكون معر�ضة للتهمي�ش واالنزواء �إن مل نقـــل لالنقرا�ض والزوال وهو ما ال نتمناه على �أية حال.
و�ضعت الكتـــاب على املن�ضدة ال�صغرية جنب ال�سرير وا�ستغرقت يف نوم عميق. كان كتابـــا لكوليــت حتكـــي فيه االردة املراهـقـة ثم املــر�أة املتزوجة بقرار عائلي عن وحدتها و جنونهـا. تتخيلهـــا تغــرق يف ق�صــ�ص ّ على مـــدار ال�ساعـــة ،ق�صـــ�ص فظيعة مليئــة بالدم واجلرائم واالختطـــاف .تغــرق فيهــا كــي تن�ســى ،لكنهـــا ال تن�سى .كانــت حتلم باحلب ،ذلك احلب العا�صف كربكــــان الذي يقتلـــع العا�شق واملع�شوق من اجلذور ويرمي بهما يف غياهــب اجلنون .حب طــاغ ال يخ�ضع للم�ألوف ،حب يجرجـــر �صاحبيه يف الطني. عبـاد �إلى ينظر املعتمــــد بن ّ زوجته اعتمــــاد وبناتهـا يرفعن الأثواب احلريرية عن �سيقانهن العاجية ،يت�ضاحكن ويتقافزن يف بركــة العنرب ،امل�سك والكافور املعجون مباء الورد .لكل واحد طينه .هكذا تكون تراتبية الطني. � ّ أعدي يل الطني كي �أحيا �شعرا. �صنع الريح من املاء زرد هذا ما قاله املاء ذات م�ساء للأمري حممد بن عباد وهو ي�سري جنب النهر مع �صاحبه ابن عمار. عمار .كانت لعبتهما املف�ضلة �أن يتناوبا على �صدر �أو عجز البيت. اكمل البيت يا ابن ّ نّ وجم ابن عمار ومل ت�سعفه خميلته� .أطلت اجلارية التي كانت ت�صب �أغرا�ض موالتها زوجة الرميك بن احلجاج ثم �أكملت البيت وهي تنظر �إلى الأمري بعينيها ال�ساحرتني: �أي درع لقتال لو جمد. ّ عجز البيت جعل الأمري ي�سقط يف احلب مثلما �سقط يو�سف يف اجلب .حتولت اجلارية رمودة �إلى �صاحبة اجلاللة اعتماد الرميكية و ا�شتق امللك ا�سمه اجلديد من حروف ا�سمها. طلب الدليل ال�سياحي من ليلى �أن تقول كلمة بعد �أن انتهى من �سرد حكاية املعتمد بن عباد. يفنى امللك ويفنى امللوك ويبقى ال�شعر .قالت ليلى دون �أن يرف لها جفن. من يقف يف �أغمات على قرب املعتمد بن عباد وزوجته اعتماد الرميكية ي�سمع احلكاية بحذافريها كما �سمعتها ليلى ال�شاعرة التي �أتت من تون�س كي تزور قرب امللك العا�شق. غادرت ال�ساردة يف رواية كوليت �صفحات اجلريدة التي كانت تخبئها حتت كتاب التاريخ .يف املدر�سة نال التاريخ عالمة توبيخ. دائما يف�شل التاريخ �أمام احلب� .أمل يحك هومريو�س كيف �أ�شعل باري�س نار االقتتال يف مدينة طروادة ملا اختطف فاتنته هيلني؟ ت�سلل الرجل الو�سيم الذي كانت �شرطة باري�س تبحث عنه ،ت�سلل من �صفحات اجلريدة �إلى ر�صيف ال�شارع الذي متر منه الفتاة ذاهبة وعائدة من مدر�ستها .ع�شقته و�أ�سرتها نظراته ال�ساحرة. وعدها �أن ي�أتي يوما ويخطفها كي يعي�شا ق�صة حبهما. قدمت مني ورقة و قلما لأنطوان ابن خالها ،ع�شيقها و زوجها امل�ستقبلي . اكتب يل ر�سالة �إلى حبيبي� .أنا حممومة وال �أ�ستطيع �أن �أفعل ذلك بنف�سي. ذات م�ساء ملحت مني ظال مي�شي حتت نافذتها.بل �سمعت خطواته .عرفته من خطواته. �ضيعتها حا�سة �سمعها .مل تدر كيف وجدت نف�سها جتري بحثا عن القاتل يف �شوارع باري�س. يف ليل ماطر ،كانت الدروب �ضيقة و ال�ساحات فارغة �إال من بع�ض املوم�سات و قوادين من الدرجة الثالثة .مل تخف من الريح تعربد يف ال�شوارع املقفرة وال حتى من ظالم القناطر .كل ما كانت تخاف منه هو �أال جتد حبيبها الذي كانت تنتظره حممومة ومتقدة احلوا�س .مل جتده لكنها فتحت عينيها على باري�س الليل ،باري�س الظالم ،تلك الباري�س الأخرى التي كانت جتهلها كما كانت جتهل �أنها تع�شق القاتل..
العدد 1024
صة قصيرة
ق
الشمال الثقافي
ال�ســ َّقــــــاء َّ
هناك ،عند مدخل ذاك احلي العتيق ،كان ي�ضع بَّ ا براهيم كر�س ّ ًيا �أخر�ساَ ،عمَّ ر حينا من الدهر ،حتى ْ اهترَ�أ واختفى لون �صباغته ،رفيقه الوحيد يف زقاق �ضيق منعزل ،يجل�س َ َّ عليه لي�ست�أن�س باملا ّ َرة ،بعينني غارقتني يف الذبول ،حتكيان ق�سوة �سنوات ق�ضاها من عمره، قبل �أن ينطق ل�سانه بحرف .خلف بيته املت�آكل ،التفت ُ�ش َجيرْ ة ب�أغ�صان ياب�سة ،زرعها منذ مدة طويلة ،كان ي�سقيها ُ وي َق ِّلم ما َت َ�شعَّ َب منها ،فكانت مر�آة يرى فيها رغبته يف اال�ستمرار والبقاء ،وهي حتاول �أن تقاوم مثله نوازل الدهر. غطى َّ برونزي غامقّ ، كان ِل ِ�س ْح َنة بَّ ا براهيم ٌ ٌّ كل وجهه تقريبا ،مل يح�صل عليه لون من َحمَّ امَ ات اال�ستجمام ال�صيفية� ،أو من انبطاحه فوق رمال �شاطئ ترفيهي � ،مّإنا �أهدته �إيّ اه َل َ�س ُ عات ال�شم�س احلارقة ،مقابل عمله الكادح حتت �أ�شعتها ،فقد �أفنى الرجل �شبابه يعمل بجد ،كي ُي ؤَ� ِّمن لقمة عي�ش نظيفة لأبنائه الأربعةَّ ، ك�سقاء �أو كبائع ماء يف الأ�سواق الأ�سبوعية املتنقلة ،ب�ضواحي مدينة الق�صر الكبري ،يتكئ ال�سبعني ،ويحمل فوق ظهره ُامل ْح َدو َْدب وعاءً من جلد املعز ،يغيب بني احلني والآخر ،ليملأ �أح�شاءه مبياه عذبة �صافية، كالنيا�شنيَ ، وعلى �صدره ا�ستقرت �أكواب ال ُعروة لها َّ وت َد َّلى بع�ضها الآخر من حزام بدلته ُ ُ ْ ْ املزرك�شة ،وبيده ناقو�س نحا�سي ،يقرعه مع كل خطوة �أو خطوتني يخطوهما ،وينادي ب�صوت �أَبَحٍّ : �أيها العطا�شى ..املاء هلل!..َ َّ مل تكن َب َ�ش ُ رة بَّ ا براهيم املحروقة ،الهديّ ة الوحيدة التي ت�سلمها من الزمن ،بل �أهدته ميّ اه ،ف�أ�صبحت تلك الأخاديد ُ ال�سنون �أي�ضا ،جتاعيد ومل�سات ظهرت على حُ َ واحل َفر ،تر�سم كفاح طويل ،عا�شها بَّ ا براهيم العجوز حكاية خارطتها على وجنتيه وحتت عينيه ،تروي ٍ ب�صرب و�إميان. ُ ُ ُ ْ ُ م�شيت نحوه بخطوات متثاقلة ،وك�أنني أ�ق ِبل على �شخ�ص معتوه ،قد ال تكون ردة فعله حممودة العواقب ،حتى �إذا دنوت منهَ ،حيَّ يْ ته حتية �إجالل ،و�أنا �أنحني فوق ر�أ�سه لأُ َقبِّ َله،
ة من الواقع
قص
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
12
• سعيد نعام /إسبانيا
معلمي ،و�أ�ساتذتي، وكان هذا د�أبي مع كل من �أ�صادف من َّ و�أ�صدقاء والدي رحمه اهلل ،و�س�ألته عما �إذا كان ما يزال يتذكرين ،ف�أجاب: كيف ال �أتذكر كرميا ابن كرمي..؟!ان�شرحت نف�سي وابتهجت ل�سماع هذه الكلمات ،لكنني حاولت �أن ال ينعك�س ذلك على مالحمي ،فاكتفيت بابت�سامة خفيفة يف وجهه ،ثم ر�أيت ً طريقا لنهايتها، دمعة َت ِف ُّر من عينيه ،عجز عن كبحها ،وتاهت بني الأخاديد ،قبل �أن تعرف َّ وتتحدث عن حجم القهر الذي كابده بَّ ا براهيم امل�سكني ،وعن العَوَ ز والإمالق الذي وقع اتفاقه مع احلياة ،ب�صالحية غري منتهية الأجل ،وا�سرت�سل قائال: لقد كان والدك رحمه اهلل رجال �سخيا ،حنونا ،يحب اخلري للنا�س ،واليتوانى َقيْ دَأُ� مْ ُ نلة عن مَ ِّد يد امل�ساعدة للجميع ،كنت مبجرد ما �أقرتب من «ر َْحب َِته»* و�أدق الناقو�س، َ الباعة واملارَّة على ح�سابه ،ف�أروي ظم أ� كل من حويل، ينادي علي ،ويطلب مني �أن أَ� ْ�س ِق َي حتى �إذا مل يتبق من يطلب ماءً � ،أمرين �أن �أُ ْف ِر َغ َّ اجلراب على الأر�ضَ ،تيَمُّ نا الثمالة الباقية يف ِ بربكة ال�سماء ،ورحمة اخلالق لعباده ،ثم ُي�سرع �إلى حمفظته املعلقة بعنقهُ ، ويخرج منها «الربكة»� ،أو كما كان يحلو له �أن ُي َ�سمِّ يَها ،ف�أُ�سَ ُّر مبا مينحني دون �أن �أ�ستعطيَه.. يا َل ِت ْل َك الأيام اجلميلة!.. وقف بَّ ا براهيم متململاً ،ي�ستند بيده اليمنى �إلى احلائط ،و َي َّت ِكئ بالي�سرى على كتفي، بال ،ك�أ�سماله التي كان يبتاعها من �سوق املتال�شيات ،برُ َق ٍع طافت فيها هنا بج�سد منهك ٍ وهناك ،وكانت تبدو عليها مل�سة �أنامله املرتع�شة.
ـــــــــــــــ
* «الرحبة» بقعة �أر�ضية �صغرية خم�ص�صة لعر�ض منتوج الفوم َ والق َّطانيات� ،أمام جتار اجلملة ،بالأ�سواق الأ�سبوعية املتنقلة ،مبدينة الق�صر الكبري.
حار�س القطـار
تبا� ،صارت تراودين ومنذ مدة لي�ست بالق�صرية وب�إحلاح غريب فكرة مثرية جدا وخطرية :بت �أخطط �أن �أترك عنوة القطار القادم من ال�شمال ي�صطدم بالقطار الآخر الآتي من اجلنوب يف هذه املحطة النائية والثانوية .كان القطاران يلجان املحطة يف نف�س التوقيت مرتان يف اليوم وميران ب�سرعة كالربق كل واحد يف �سكته التي ال تبعد عن ال�سكة الأخرى �إال ب�أقل من ن�صف مرت ،الكثري من النا�س ال ي�ستوعب جيدا �أهمية وظيفة حار�س قطار ،تخيلوا معي حجم الكارثة وامل�صيبة لو �أن حار�س القطار تقاع�س �أو ن�سي �ضبط ال�سكة ب�شكل �صحيح فلن ينجو �أحد من امل�سافرين حني ي�صطدم القطاران ببع�ضهما البع�ض ليتحوال بعد ذلك �إلى ركام من حديد ونار و�أ�شالء ب�شرية ممزقة .قبل ن�صف �ساعة من ولوج القطار املحطة كانت ت�صلني �إ�شارة �إنذار على �شكل جر�س يرن يف مكتبي ال�صغري فكنت �أجته مبا�شرة �إلى �آلة حديدية منت�صبة بالقرب من ال�سكة وهي عبارة عن عمودين حديديني �شبه متقاطعني فكنت �أم�سك مبقب�ض العمود احلديدي الأول و�أ�سحبه بقوة �إلى الأ�سفل فتتباعد ال�سكتان عن بع�ضهما بعدما كانتا �سكة واحدة، املو�ضوع برمته لن يكلفني �أي جمهود ،يكفيني فقط �أن �أجتاهل �إ�شارة �إنذار اجلر�س و�أترك ال�سكة يف و�ضعيتها الأولى ،خط واحد ال غري لتحل الفاجعة با�صطدام قطارين �سيجدان �أنف�سهما فج�أة وجه لوجه! �أعتقد �أن �أ�سو�أ قرار اتخذته يف حياتي حني كنت مراهقا يف املرحلة الأولى من التعليم الثانوي يوم طاوعت �صديقي املغفل والأبله فيليب يف الذهاب �إلى �إدارة ال�سكة احلديدية وولوج قاعة االمتحانات من �أجل اجتياز مباراة وظيفة «حار�س قطار» ،كان فيليب ك�سوال جدا ويعاين من �ضعف �شديد يف الريا�ضيات واللغات الأجنبية وهما املادتان الأ�سا�سيتان يف االمتحان ،اتفقنا قبل ولوج القاعة �أن �أكتب ا�سمه الثالثي يف ورقة االمتحان اخلا�صة بي بينما هو ي�ضع �إ�سمي يف ورقته ،كنت متيقنا من جناح فيليب لأين �أجبت على كل التمارين مبهارة و�إتقان كما كنت متيقنا �أكرث من ر�سوبي ليقيني من توا�ضع م�ستوى �صديقي فليب الذي لن يفلح �أبدا يف �أي مترين ب�سيط ،ويف الأخري �سي�سلم للجنة امل�شرفة على املباراة ورقة االمتحان التي حتمل ا�سمي بي�ضاء كما ت�سلمها �أول مرة ،لكن النتيجة كانت �صادمة ،جنحت �أنا ور�سب فليب وك�أن �إدارة مكتب ال�سكك احلديدية كانت تبحث عن املر�شحني الأكرث بالدة .مل تكن يل يف بادئ الأمر �أدنى رغبة يف �أن �أ�شتغل « حار�س قطار» لكن املو�ضوع مع مرور الوقت �صار مغريا جدا حني علمت �أين �سوف �أتقا�ضى عند نهاية كل �شهر ورقة مالية من ثالثني خلدة ،والتي ال ميكن �أبدا مقارنتها مب�صرويف الهزيل الذي �أح�صل عليه من والدي العجوز املقبل على التقاعد� ،إذا كان م�صرويف الآن ال يتعدى خلدة
واحدة كل �أ�سبوعني كيف �سيكـون عليه احلــــــال عنـــدمـــا يتقـــاعـــد والــــدي ويتقلـــــ�ص راتبــــه �إلى الن�صف؟ كمــا �أن البذلـة الأنيقة حلار�س قطار والتي ت�شبه �إلى حد ما زي • محمد الجباري/هولندا �ضباط اجلي�ش كان لها ت�أثيــر كبيــر يف ح�سم م�س�ألة اختياري والتحاقي بفوج املتدربني مبدر�سة ال�سكك احلديدية مبدينة الهاي. مرت �سريعا فرتة التدريب والتي مل تتجاوز ثالثة �شهور ووجدت نف�سي ذات يوم خريفي �أ�شتغل يف حمطة ثانوية ونائية على مقربة من احلدود الأملانية ،رمبا �شعرت يف بداية الأمر ببع�ض االرتياح وب�أين حمظوظ جدا �أ�شتغل يف حمطة للعبور ال تتوقف بها القطارات فلن �أكون معنيا �إذن ب�شغب و�ضجيج امل�سافرين وم�شاكلهم التي ال تنتهي �أو جمربا على الدخول يف معارك طوال النهار مع بع�ض الل�صو�ص الذين يركبون القطار بدون تذكرة �سفر ولن �أ�صطدم مطلقا مع بع�ض النازيني الأملان الهاربني من العدالة نحو الأرا�ضي الهولندية� .إن عملي مريح فيكفيني �أن �أنتبه �إلى رنني جر�س الإنذار لتغيري من و�ضعية ال�سكة كلما �صادف مرور قطارين باملحطة ،لكني مع مرور الوقت اكت�شفت �أن �أ�سو أ� مكان ميكن �أن ي�شتغل فيه حار�س قطار حني يجد نف�سه وحيدا يف مكان خال من النا�س ،منظر الأ�شجار املنت�صبة �أمامي كل يوم وال�ساعة الكبرية املعلقة تتدلى من ال�سقف هذا هو امل�شهد الوحيد الذي كان يتكرر مبلل ورتابة قاهرة ،كان الأمر �أ�شبه بزنزانة انفرادية ،الذين خربوا ال�سجن ي�ستوعبون جيدا املعنى الكارثي والدرامي �أن تق�ضي �أياما من احلب�س منعزال عن امل�ساجني وحيدا يف زنزانة قامتة حيث يتكرر امل�شهد ذاته يف روتني بئي�س طول الوقت.
(يتبع)
العدد 1024
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()924
13
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
“التاريخ وما بعد الكولونيالية”
من معالم قوة “درس التاريخ” المعاصر ،هذا النزوح الجماعي نحو مساءلة المحددات النظرية المؤطرة لمهنة صناعة كتابة التاريخ ،سواء على المستوى العالمي أم العربي أم المغربي .لم تعد الكتابة التاريخية مجرد نزوة عاطفية إلرضاء شغف “الذاكرة الجماعية” الراغبة في االنتشاء بعناصر “المشترك الوطني” كمبرر للشرعيات وللسلط وللمقدس ،بقدر ما أنها تحولت إلى “ذاكرة تاريخية” ،بحس نقدي مبادر ،وبروح علمية مجددة ،وبأسئلة تفكيكية ال تكتفي بإعادة تقليب المتون واإلسطوغرافيات ،ولكنها تتجاوز ذلك إلى مستوى مساءلة اليقينيات واليوطوبيات وعناصر المسكوت عنه أو الموجهة في أرصدة المنجز الوطني والعالمي ذي الصلة .وإذا كان الحقبة الكولونيالة التي سلخت فترة طويلة من عمر شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية ،قد خلفت تراكما هائال من األعمال الوظيفية التي أطرت مهام الغزو واالحتالل االستعماريين ،فإن الرد على تهافت تخريجاتها وعلى تقييم حصيلة منجزها قد استنفذ أدواره مع تبلور معالم الكتابة التاريخية الوطنية المرتبطة بصدمة التحول نحو االستقالل ،مثلما عكسته –على سبيل المثال ال الحصر -نماذج المدرسة الوطنية التي برزت بالمغرب عند فجر االستقالل ،وأنتجت رصيدا غنيا من األعمال المؤسسة التي ظلت مشغولة بهاجس الرد على أطروحات االستعمار ،وبمنحى تفنيد أحكامه الجاهزة التي اختيرت كقوالب جاهزة لتحنيط مجمل حلقات تاريخ المغرب الطويل .ولعل في رصيد أعمال مرجعية مثل تلك التي خلفها أعالم كبار من أمثال المختار السوسي ومحمد داود وعبد الرحمان بن زيدان وعبد اهلل كنون ومحمد المنوني ،خير دليل على ما نقول. ومع تطور ذهنيات الكتابة التاريخية ،اتضح أن أسئلة هذا المنحى المفرط في اإلخالص “لوطنيته” وفي الوفاء “ألصالته” وفي تمثل “مغربيته” ،قد استنفذ أدواره واستوعب جل تناقضات واقعه بعد أن أشبع نهمه في التماهي مع عظمة األمس في مقابل انتكاسات الراهن. وتزامن ذلك مع بروز توجهات عالمية في كتابة التاريخ لم تعد تقبل بالسباحة داخل دوائر النسق الكولونيالي المجدد ،وخاصة على مستوى إنتاج الخطابات ما بعد الكولونيالية وأدواتها االستيعابية واالختزالية المهيمنة .وقد كان ألعمال المفكر األمريكي -الفلسطيني إدوارد سعيد ،دوره في بلورة رؤى بديلة لهذه الخطابات ،انطالقا من مداخل نقده آلفة االستشراق وللصور النمطية للشرق ،الساكن ،الهادئ ،الخاضع لمسلماته ،والمطمئن ليقينياته ،والمستكين آلليات سقوطه .لقد نجح إدوارد سعيد في خلق تيار جارف لنقد ثقافي بديل ،أعاد تفكيك مسلمات الخطاب ما بعد الكولونيالي ،في أفق إبراز سقطاته المنهجية والمعرفية كمدخل إلعادة اكتشاف “الشرق” لذاته أوال ،ثم التحرر من سلط الدوائر التي أطرها “الغرب” لكي يتقمصها “الشرق” ويستوعبها ويحولها إلى أساس وحيد للتأصيل لقيم الحداثة والنهوض وتجاوز إكراهات الراهن. لم يعد من المقبول أن يسجن الشرق ذاته وإبداعه وانتظاراته وشروط تحوله الحضاري داخل القفص البراق الذي أنتجه الغرب ما بعد الكولونيالي .فهل سنقبل –مثال -بإخضاع التحقيب األوربي الذي يوزع مسار أوربا بين العهود األربعة، القديمة والوسيطة والحديثة والمعاصرة ،لتقديم تنميط جاهز على حلقات ماضينا؟ كيف أمكن اختزال التراكم اإلبداعي البشري في عطاء عصر األنوار األوربي؟ وهل يستطيع الشرق إنتاج عصر أنواره الخاص وحداثته الخاصة وعقالنيته المميزة؟ لماذا يراد للعالم أن يضفي على مداخل الحداثة الغربية صفة إنسانية وكونية تجعلها صالحة لكل زمان ولكل مكان؟ وما نصيب باقي شعوب األرض من هذا اإلرث اإلنساني؟ أال تحمل إسهامات هذه الشعوب معالم خطابات مؤسسة لمناحي ما بعد الحداثة؟ وكيف أمكن إضفاء بعد كوني على تحول مجتمعي ظل يعكس سيرورة تطور المجتمعات الغربية ،في مقابل تبخيس عطاء “التابع”؟ أال يمكن اعتبار ذلك تجديدا للخطاب الكولونيالي الفاقع ،الموجه ،والمهيمن ،والجارف؟ في إطار االنشغال بهذه القضايا المدخلية ،وقع االنفتاح على ممكنات النقد الثقافي المنتج للرموز األصيلة وللقيم المحلية وألشكال تساكن الشعوب األصلية مع مجاالتها الجغرافية ومع شواهد أمكنتها ومع أنساق إبداعها الرمزي ومع نظمها المعيشية اليومية .فكانت النتيجة ،تفكيك علمي ألساطير “المركز والهامش” ،في مقابل انبثاق ذات “التابع” والمهمش والمنسي المتطلع إلسماع صوته ،وذلك في إطار جهد علمي رصين إلعادة اإلنصات لنبض “التاريخ من أسفل”. هذا التاريخ الذي ظل يصر على التمرد على مسلمات الغرب وعلى أسئلته المركزية في الفكر وفي الوجود وفي التاريخ ،مقابل البحث عن آفاق جديدة للتأصيل للتاريخ المحلي وللذاكرة المحلية وللرموز المحلية ،وقبل كل ذلك للمسارات المحلية التي تصنع لعطاء الشعوب عمقها الفرداني ،بعيدا عن آفة تعميم تالوين الخطاب التاريخاني التحنيطي ،وبعيدا عن بريق خطابات الحداثة التي سجنت أسئلة “التابع” داخل دوائر االنشغاالت الثقافية للغرب المهيمن أوال وأخيرا. لقد كان لبروز هذه الرؤى المتمردة على نظيمة الفكر اإلطالقي ما بعد الكولونيالي ،آثاره الكبرى على مجال الكتابة
�أ�سامـة الزكاري zougariousama@gmail.com
التاريخية الوطنية المغربية الراهنة .فبرزت أعمال سعت إلى استيعاب التحوالت النقدية العميقة للحظة المغربية ،عبر الجمع بين الزاد النظري المتين المستلهم ألنساق تطور مدارس الكتابة التاريخية العالمية من جهة أولى ،ثم عبر البحث عن وضع الجسور الضرورية نحو مغربة مكتسبات هذه المدارس وتوفير البيئة العلمية المغربية الضرورية إلضفاء طابع إجرائي أكاديمي على مختلف أشكال التعاطي مع خصوبة حقل الدراسة من جهة ثانية .ولعل من األمثلة الدالة والمؤسسة بهذا الخصوص ،تلك التي راكمها –على سبيل المثال ال الحصر -كل من األساتذة عبد األحد السبتي ومحمد حبيدة وعبد المجيد القدوري ومحمد القبلي وعبد الرحمن المودن .هي أعمال تسائل الكتابة التاريخية ،لتجعل من “صناعها” ومن روادها مجاال للدراسة وللتأمل وللتشريح ،مما يعطي للبحث التاريخي هويته المجددة وألقه المستدام .هي أسئلة تفكيكية ،ال تقبل بالجاهز عنوانا ،وال بالعلم صنما ،وال بالبريق مرجعا .وفي المقابل ،فإنها تحسن اإلنصات لنبض التحول العلمي ،قبل أن تستوعب مرجعياته الحداثية الغربية وتتجاوزها بأسئلتها التأسيسية وبرؤاها التفكيكية للسلط المقدسة لألموات والماسكة بخناق األحياء ،تحت عناوين براقة ،تتقاطع مع ارتدادات تيارات “الحداثة المعطوبة” ،حسب التعبير األثير للشاعر المغربي محمد بنيس. في إطار تزايد االهتمام بالبحث في خبايا هذا التحول داخل مجال العطاء األكاديمي التخصصي المغربي ،يندرج صدور كتاب “التاريخ وما بعد الكولونيالية” ،لألستاذ خالد طحطح ،عند مطلع سنة ،2019في ما مجموعه 231من الصفحات ذات الحجم الكبير. ولقد لخصت الكلمة التقديمية األفق العام للبحث الذي انشغل به المؤلف عندما قالت: “بعد االستشراق ،تطورت نظرية الخطاب ما بعد الكولونيالي مع عدد من الباحثين والمختصين في اتجاهات معرفية متعددة ،وهو ما وفر اآلليات الضرورية لتفكيك المركزية الغربية وسردياتها الكبرى ،وتم بذلك تجاوز ثنائية المركز والهامش التي كانت من أساسيات الخطاب الكولونيالي ،لتبدأ بذلك مرحلة إتاحة المجال أمام التابع للتعبير عن ذاته بأشكال متعددة ،فظهرت كتابات جديدة عبرت عن الثقافات المحلية دون أن تقع أسيرة “الحداثة األوربية” .وهو ما يعني أن التمثيل التاريخي خالل مرحلة الكولونيالية لم يكن سوى خطاب للهيمنة ...إن تفكيك المركزية الغربية وسردياتها الكبرى ،وتجاوز ثنائية المركز والهامش في الخطاب الكولونيالي هو مشروع ما بعد حداثي ،ومشروع ما بعد استعماري ،وأيضا هو مشروع دراسات التابع ،ووليد التجربة االستعمارية والتحديات التي طرحتها”... (ص ص.)16-15 . ولالستجابة لهذا األفق العام في مقاربة الموضوع ،نحا األستاذ طحطح نحو توزيع مضامين عمله بين فصلين متكاملين في الرؤية وفي المنهج .ففي الفصل األول ،حرص المؤلف على تقديم اإلطار النظري الناظم لعناصر الدراسة، بحثا عن معالم “التاريخ المجدد” ،من خالل قضاياه الكبرى ،مثل إدوارد سعيد وانبثاق دراسات ما بعد الكولونيالية ،والبنوية: من الصعود إلى األفول ،والتخييل التاريخي :أو ما وراء السرد التاريخي ،وأفول صرح التاريخانية ،ومواطن الحداثة في صحوة دراسات التابع ،وقضايا البسيكوتاريخ ،والكتابة األنوية ،وذاكرة األماكن .أما في الفصل الثاني ،فقد انتقل المؤلف لتجريب عدته المنهجية لمقاربة عدة “مسارات متقاطعة” في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر ،مثلما هو الحال مع صراعات الزوايا والسلطة في المغرب خالل عهد الدولة العلوية ،وظاهرة التكفير في المغرب خالل القرن ،19والمعتقدات القديمة في شمال إفريقيا من خالل تعبيراتها المتمثلة في طقوس االستمطار ،والعالقات المغربية العثمانية بين القرنين16و.19 وفي مجمل هذه المحاور ،ظل المؤلف حريصا على تعزيز متنه بزاد نظري غزير ،سعى إلى البحث عن أساليب التعبير عن حموالته من خالل قضايا تاريخ المغرب وتحوالته المجالية والسياسية والثقافية واألنتروبولوجية المتداخلة .وقد عزز نبشه ،باالنفتاح على رصيد هائل من المادة البيبليوغرافية األصلية ،بعد إخضاعها ألسئلة تفكيكية فاحصة ،صنعت العين الثاقبة للمؤلف ،وهي العين التي ال تقبل بالمسلمات ،وال تغض الطرف عن التفاصيل ،وال تقبل بسقف األسئلة ما بعد الكولونيالية .هي أسئلة النقد الثقافي الذي ينفتح على عطاء مجمل المعارف والعلوم واآلداب والثقافات واإلبداعات ،ليدمجها داخل نظيمة التفكير والسؤال والبحث والتشريح .وفي ذلك ،تجاوز صريح لنمط االستكانة لإلسطوغرافيات الكالسيكية والمتوارثة والمجددة ،وصيحة من أجل االنخراط في العصر والفعل فيه وتوجيه مساراته ،بعيدا عن دوائر “المركز” ،وبعيدا عن أصنامه المفروضة ،وقريبا من مكامن الذات ومن أسئلتها الحارقة والمنتجة لعناصر الخصب والتميز.
«من العين» عنوان معرض للجيل الجديد من الفنانين بـغاليري «كينت» طنجة «انخراط في أسئلة الهوية والصراع واالستهالك واالحتراق والتآكل والذوبان والتشويش المؤبد لرؤية األفراد للمحيط ولآلخرين»
(الرباط) -يشارك نخبة من الفنانين في المعرض الفني األول «من العين» الذي يستغور تجارب تشكيلية حالمة ومتباينة في طرائق اشتغالها انطالقا من قوى هذه الحاسة التي تعد منبعا أساسا للفنون جميعها؛ حيث سيتحول رواق «كينيت» بطنجة إلى أثر فني مفتوح على كل االحتماالت الجمالية المعاصرة مثلما عودتنا طنجة التي خلدها فنانون كبار في ذاكرة وحاضر ومستقبل الفنون التشكيلية؛ وذلك انسجاما مع فلسفة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان وسعيه الدائم إلى بناء عالقات التناسج بين الفضاء األكاديمي وفضاءات العرض داخل المجال العمومي .إن هذا المعرض المنظم من طرف المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان ورواق « كينيت» ومعهد سيرفانتس بطنجة يفتتح يوم 13دجنبر 2019في الساعة السابعة مساء ،ويستمر إلى غاية 13يناير من الشهر القادم يقوم – حسب المنظمين -على فكرة ضرورة تقديم أسماء فنية من الجيل الجديد للمشهد الفني الوطني بهدف «ضخ تعابير وأفكار لها طرافتها ،والتعريف بمساراتها ورهاناتها التجريبية منذ مشاريع تخرجها ،وعلى امتداد المدة الزمنية القصيرة ،لدخولها حيز االحتراف التشكيلي ،بإسهاماتها المميزة عبر إقامات فنية ،ومسابقات ،وتتويج بعضها بجوائز وطنية ودولية كما يشير إلى ذلك المهدي الزواق مدير المعهد. وعن هذا المعرض يصرح األستاذ الجامعي ،والناقد األدبي والفني د.شرف الدين ماجدولين« :تعود عالقتي بأعمال هذه المجموعة إلى مرحلة إشرافي على مشاريع تخرج بعضهم (خديجة الجايي وأميمة الكرسيفي ومحسن رحاوي) أو تدريسي ومناقشتي لمشاريع الباقين (محمد نجمي وإنصاف العسري) ،ولعل ما يلفت االنتباه في هذه األعمال منذ الوهلة األولى هو رهانها على تطويع األداة المألوفة والمتداولة ،الختيارات صعبة ،ضمن حقول أنهكتها المهارات الراسخة ،فمن الرسم إلى التصوير إلى النحت المعاصر إلى التجهيز تتوالى المقترحات المراهنة على تنويع السند والشكل واألسلوب اللتقاط موضوعات تتخطى نطاق الدوائر الذاتية والمحلية ،واالنخراط في أسئلة الهوية والصراع واالستهالك واالحتراق والتآكل والذوبان والتشويش المؤبد لرؤية األفراد للمحيط ولآلخرين». كما يؤكد الفنان التشكيلي عمر سعدون مفوض المعرض أن القاسم المشترك في اختيار الفنانين المشاركين في هذه النسخة األولى ينطلق من مساحات االشتغال داخل المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان وفلسفته الرامية إلى بناء أسئلة خاصة لدى هؤالء الفنانين الجدد بما يتيح تجديد الرؤية الجمالية والتشكيلية وجعلها تختلف عن المعهود وعن أساليب المعالجة ،وتنسجم مع روح االبتكار في الفن المعاصر. إن هذه المبادرة االستثنائية التي تغير منهاج العالقة التي عادة ما تسم عالقة الفضاء الجامعي بالمبدعين ،لهي دافع قوي نحو براديغمات فنية معاصرة قابلة ألن تشكل هويات فنية جديدة في مسير التشكيل المغربي وفنونه المعاصرة.
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
رسائل تطوانية
14
من أرشيف الدبلوماسي األديب
سيدي التهامي أفيالل التطواني حفظه اهلل ()36
إعداد وتقديم :الدكتور يونس السباحYounes_sebbah@hotmail.com
تقديم
تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ ،باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة ،والفوائد الغميسة النادرة ،التي ال توجد في غيرها ،ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن، كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً ًّ مستقال بنفسه ،بما تحمله من صادق التعبير ،وجميل اإلحساس ،وحسن اإلنشاء ،وبديع السّبك ،وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط ،ورونق الحرف ،وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية ،والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً ال ،أو بين تلميذ وشيخه ،أو الصديق وصديقه... ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات ،ما تحتويه خزانة األديب الشاعر ،والدبلوماسي السابق ،أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد ،سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل ،وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ كمّا هائ ً ال من الرسائل ،معظمها صادرة عن أفراد أسرته ،كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل ،أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي ،أو أخيه األديب ،سيدي البشير أفيالل ،أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا البيت. ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية ،ولم يسبق أن رأت النور ،أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس ،استأذنّا صاحب األرشيف ،الشريف المذكور ،في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة الشمال الغراء ،التي تستأثر بنشرها ،فوافق مشكوراً مأجوراً ،وقمنا نحن برقن هذه الرسائل ،وصنّفناها حسب ّ كل شخص (منه/عليه) ،وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً ،فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير ،والفقيه الكبير ،سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت1339:هـ) ،ثمّ ثنّينا برسائل ولده العالمة الوزير محمد ،وبعدها ثلثنا بما عثرنا عليه من رسائل العالمة شيخ العلوم ،سيدي محمد المرير رحمه اهلل .وننتقل في هذه الحلقات إلى رسائل العالمة شيخ الجماعة سيدي أحمد الزواقي رحمه اهلل.
[الرسالة]125 :
[ من العالمة شيخ الجماعة أحمد الزواقي إلى تلميذه العالمة األديب سيدي البشير أفيالل يطمئن عليه، ويستفسره في شأن مناقلة] ... وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه الحمد هلل وحده سيادة الشريف األجل ،الفقيه العالم المبجّل ،موالي البشير أفيالل رعاك اهلل وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته. وبعد ،فال زائد على ما قدمناه لك جوابُا عن كتابك ،سوى السؤال عنك ،وعن كل من له تعلق بأذيالك، واإلعالم بمجيء حِبّنا الفقيه األديب سيدي محمد الرقيواق ،واعلم بأنه ترك لك على يد الحاج عمر الشقور خمسمائة ريال بنفسه ،وسألني هل كتبت لي بذلك؟ فقلت له :لم يعرّج لي عن هذا في كتابه ،فلعله كتب قبل قبض ذلك. هذا وقد ظهر لي أنه إذا تعذرت المناقلة إ ّال بعوض كثير فلتترك اآلن ريثما تقل الرغبات ،وربك يفعل ما يشاء ويختار ،مسلمُا على كافة إخوتك ،والمؤمل منكم صالح األدعية ،والسالم في 17شعبان عام 1349هـ. أحمد الزواقي
[الرسالة]126 :
[ من العالمة شيخ الجماعة أحمد الزواقي إلى تلميذه العالمة األديب سيدي البشير أفيالل يطمئن عليه ،ويستفسره في شأن اختيار دار] ...
وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه الحمد هلل وحده ّ محمل ولدنا البار ،الشريف األطهر ،البركة األنور ،الفقيه حفظ اهلل بمنّه وعمّ بجميل ستره سيادة األديب ،العالم األلمعي األريب ،موالي البشير أفيالل ،وسالم على مقامه الرّفيع ورحمة موالنا تعمّ جانبك المنيع. وبعد ،فقد قبضت كتابك األعزّ مؤذناً بعافيتك والحمد هلل ،وبما عانيته وقاسيته في خدمة حبّكم ح ّقاً وصدقاً ،التي لوال كمال محبتكم التي يكافئكم المولى ّ جل جالله عليها ،لكان جنابكم ينزّه عنها ،وذلك في األسباب المحصّلة لشراء 3/4ما لورثة بوسلهام في الدار المعهودة ،إلى أن حصل الظفر بذلك بريال 6700بإضافة ،200 جعال لعبد القادر السالوي على تكميله الصفقة الخ ،ما شرحته ،داعياً لمنوبكم بأن يمتّع بطول الحياة هو وذرّيته، بعد التهنئة بالتم ّلك ،فهنأكم اهلل ّ بكل خير ،وتقبّل دعاكم ،وأطال عمركم في طاعة اهلل ورضاه ،وما عثرتم عليه بواسطة سيدي محمد أخريف من [ ]...وهو بليون ونصف في ّ كل شهر الخ ،فأنت سيّدي الزلت وال تزال على ما تقدّم من التفويض فيها لمجادتك ،فما استحسنته استحسنتُه والعكس بالعكس ،ثمّ إن استروحتم من جانب سيادة الشريف العالمة صنوكم سيدي محمد بعد أتمّ السالم عليه وعلى أخويكما موالي أحمد وموالي عبد السالم ،أو من غيره [ ]...لحضرتكم وأراحتني مما [ ]...عن ريب ،فلتُبق فارغة للنزول فيها من أوّل األمر ،وإال فلتتفضل بإكرائها ممن ال يتعذر إخراجه متى دعت الحاجة إلى ذلك ،مس ّلماً أيضاً على ّ كل من هو منكم وإليكم ،طالباً صالح أدعيتكم والسالم .في 22ذي الحجة الحرام ،متمّ عام 1348هـ. أحمد الزواقي كان اهلل له وتواله بمنّه
[الرسالة]129 :
وصلى اهلل على سيدنا
الحمد هلل وحده محمد وآله وصحبه سيادة الشريف الجليل ،العالم البركة األثيل ،موالي البشير بن موالي التهامي أفيالل ،رعى اهلل مجادتك ،وحرس بمنه نجابتك ،وسالم تام على مقامك، ورحمة اهلل تؤم كريم جنابك ،وبركاته تخيم بسمي فنائك. وبعد ،فيومه وصلني األعز كتابك ،شارحا ما لم يتقدم شرحه من أمر الدار ،ومن ذلك أنه انحصر طلب الورثة فيها في 7000ريال ،بحيث سيدي أنه غاية مطلبهم ،وأعجبتكم وال سيما حيث انظم إلى ذلك نظر صنوكم األجل موالي أحمد بعد أتم السالم عليه كباقي األخوة سيدي محمد وموالي عبد السالم ،فال بأس باإلمضاء من غير توقف على حضوري الذي هو اآلن متعذر وعيدكم سيدي مبارك سعيد ،أعاده اهلل علينا وعلى سائر المسلمين بما تحمد عاقبته في الدارين ،والمولى يقيكم ملجأ األنام ،بجاه جدكم سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأفضل الصالة والسالم آمين .في 9حجة الحرام متم عام 1348هـ. أخوكم وصديقكم أحمد الزواقي.
[ من العالمة شيخ الجماعة أحمد الزواقي إلى تلميذه العالمة األديب سيدي البشير أفيالل يطمئن عليه ،ويستفسره في أمور بيع وشراء]
[الرسالة]127 :
[ من العالمة شيخ الجماعة أحمد الزواقي إلى تلميذه العالمة األديب سيدي البشير أفيالل يطمئن عليه ،ويعلمه بحاله]...
الفقيه العالمة سيدي أحمد بن الطاهر الزواقي
الحمد هلل وحده أنعم اهلل صباح سيدنا الشريف البركة موالي البشير أفيالل وسالم عليك ورحمة اهلل. وبعد ،فالمؤمل من على جنابك اإلخبار أوّال عما نزل بذاتك الكريمة من النزلة الجوية التي هي أحد العارضين المانعين مجادتك من زيارة األخ ،ثم اإلخبار ثانيا بما كان من الع ْلوي ،ثم ثالثا هل كان من سيادتك لقى لبنونة وساكن الدار ،وقد كنت عزمت على النزول لمالقاتك ولكن حيث إن اليوم يوم الجمعة يقتضي االشتغال بالنظر في الخطبة وغير ذلك ،وبه وجب إعالمك والسالم. من كاتبه أحمد الزواقي.
[الرسالة]128 :
[ من العالمة شيخ الجماعة أحمد الزواقي إلى تلميذه العالمة األديب سيدي البشير أفيالل يطمئن عليه ،ويبارك له شهر القيام] وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه الحمد هلل وحده سيادة الشريف االجل ،ومحل الوالد العالم المبجل ،موالي البشير أفيالل حفظ اهلل مجادتك ،وحرس بمنه نجابتك ،وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته. وبعد ،فقد وصل األعز كتابك مبيّنا بطلوع هذا الشهر المبارك الذي أكرم به هذه األمة المحمدية، فهناكم اهلل بكل خير ،وتفضل على جميعنا بالقيام بحرمته ،وإنا لنا الحظ األوفر من مشاهدة عظمته ،ويصلك صحبة حامله شبلتان ،المؤمل منك التفضل بقبولهما على قلتهما ،فإنك أهل لذلك ،مسلما على كافة اإلخوة األجلة، والسيدة المباركة والدتكم ،وعلى صهركم ابن عمكم موالي الحسن ،وكل من هو منكم وإليكم ،طالبا من الجميع صالح أدعيتكم ،والسالم. في 5رمضان المعظم عام 1349هـ. أحمد الزواقي.
[الرسالة]128 :
وصلى اهلل على سيّدنا محمد وآله وصحبه الحمد هلل وحده ّ محل الولد البارّ األمجد ،الشريف العالم البركة األسعد ،أبا السرور موالي البشير أفيالل الحسني العلمي ،رعى اهلل مجادتك ،وحرس بمنّه نجابتك، وسالم على سيادتك ورحمة اهلل وبركاته. وبعد ،فقد وافاني األعزّ كتابك بتاريخ 28من الماضي ،مجدّدا العهد، وسائ ًال عن األحوال ،ومعلماً بوصولك لتطوان ،وصو ًال مصحوباً -والحمد هلل- بالسالمة والعافية .أمّا السؤال فنحن بخير والحمد هلل ،واألمر بفضل اهلل في االزدياد على ما تركتم ،نسأله سبحانه أن يؤدّي عنّا شكر نعمائه ،وأمّا اإلعالم بوصولكم كما ذكرتم ،فذاك غاية المُنى ،وأمّا ثناؤكم بالمجاملة التي قوبلتم أن عين الرضى عن ّ بها فمعلوم ّ كل عيب كليلة ،ولوال ما تتحققه من صدق مودتكم ،وخلوص محبّتكم لعُدّ ما ذكرتموه ازدراء ،إذ ال مناسبة بين ما كان من جنابكم ،وما رأيتموه ،لكنّي أرجوا اهلل أن يتولى مكافأتكم بما هو أهله ،وأن يتفضل علينا جميعاً بالجمع في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هذا ،وما أعلمت به سيدي مما كان منك من المذاكرة مع ابن عمك وصهرك موالي الحسن في شأن الرخصة الخ ،فقد ظهر ّ أن األولى التأخير ألوّل شعبان ليكون النّزول بالدّار التي جعلكم الكريم المفضال سبباً في تحصيلها ،وإن ظهر لك خالف هذا أعلمني ،وقد سرّني لقاؤكم محبّنا وصديقنا الفقيه األديب سيدي محمّد الرقيواق ،وما توسمتموه فيه من ظهور محبّته لجانبنا فهو الذي نعتقده ،جعلنا اهلل جميعاً من المتحابين في اهلل، مس ّلما على الشرفاء األج ّلة كافة أخوتكم ،وعلى السيدة المباركة الصالحة المحبّة لموالنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والدتكم ،طالبا منها ومنكم صالح الدعوات ،وعلى رفيقكم الفقيه المدرّس سيدي الحاج عبد السالم ،وقد ترك هنا الموسى ،وعن قريب يصله بحول اهلل ،ودمتم بخير ،والسالم .في 3ربيع الثاني عام 1349هـ. أحمد الزواقي
[ من العالمة شيخ الجماعة أحمد الزواقي إلى تلميذه العالمة األديب سيدي البشير أفيالل يطمئن عليه، ويشرح له بعض ما جرى بينهما من أمور البيع والشراء]
[الرسالة]130 :
[ من العالمة شيخ الجماعة أحمد الزواقي إلى تلميذه العالمة األديب سيدي البشير أفيالل يطمئن عليه، ويبارك له عيد الفطر السعيد] وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه الحمد هلل وحده سيادة ّ محل الولد األبر ،الشريف األطهر ،العالم األغر ،موالي البشير أفيالل حفظ اهلل مجادتك ،وحرس بمنه نجابتك ،وسالم عليك ورحمة اهلل ،ما دامت تتلى آيات اهلل. وبعد ،فيومه وصلني األعزّ كتابك مهنيا بهذا العيد السعيد ،والموسم المبارك الحميد ،هنأكم اهلل ّ بكل خير، ووقاكم ّ كل شرّ وضير ،وجعل جميعنا ممّن تقبل اهلل صيامهم وقيامهم بمحض فضله وكرمه ،وأطال عمركم في ً عافية وأمان ،وقد رئي عندنا الهالل بعد الغروب من يوم األربعاء ،كما رئي عندكم ،وكانت أيضا والحمد هلل رؤية عامّة ،مس ّلماً على كا ّفة اإلخوة السادة األج ّلة ،وعلى السيّدة المباركة والدتكم ،متّعكم اهلل برضاها ،والتمس من جميعكم صالح أدعيتكم ،والسالم .في يوم الجمعة ثاني شوال األبرك عام 1349هـ. أحمد الزواقي
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
موائدُ الحرفِ
(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)
15
بين دفتيّ هذا َ شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريـخ الك ِ ُ ُ ونخيلـــة حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ، واللغـــة واألدب ،وهـــي ٌ ٌ وبـــاعــــث على لإلينــاس، ة مجلبـــ ُّعهـا و وتنـــ تحقيقاتٍ وجواباتٍ، ِ َ ّ التروّح؛ َّ وتستـــروحُ إلى التنقــل بين ألن النفس تسأمُ النمط الواحدَ، ِ ِ أفانين الكالم ..ولعـل القارىء يجـد فيها متنفسـهُ إذا تم ّلكه الضجرُ، ِ ُ الوحشة ..واهلل الهادي إلى سواء السبيل. واستفرغتهُ
حديثي كتاب .99تقريظ ٍ ٍ
الغماري �أن � َ ُّ أقرظ حتقيقه طلب مني الأخ الأود الزاهد العابد املحدث حممد �أحنا�ش املالكي ،فبادرت جميباً لكتاب ( املقرتح يف �شرح �أبيات ابن فرح ) لأبي حف�ص عمر الفا�سي ِّ وم�سعف ًا ،وكيف يل �أن � ُأكعَّ والرجل من خرية �شباب �أهل احلديث ،و�أحر�صهم على تلقينه ن�ص التقريظ: والعمل به .ودونك ُّ «�إن َّ احلديثي ٌّ فن �أثريٌ عند علماء ال�سنة ،ومدرِّ �سي علومها ،وقد كان امل�صطلح النظمَ يف ِّ ِ َ ُ ً ٌ ِّ املحدثني ،وي�ضبط �أزمَّ ة ا�صطالحهم �ضبطا يقطع لل�سان لبع�ضهم يقر ُب الفهمَ به ِّ ارتيا�ض ِ ِ ً عودُ ها �إال بعد دابر االلتياث و�سوء الفهم .وكذلك ال�ش�أن يف العلوم جميعا ال ي�ستح�صد ا�ستقرار امل�صطلحات واملفاهيم. ِ جهارة �ش� ٍأن يف هذا ِّ الفن، إ�شبيلي (ت 699هـ) من وال يختلف اثنان فيما حازه ابن فرح ال ٍ ُّ نّ أعلم من يزاحمه فيها �إال حممد بن �أحمد � فال والتفن مع ًا� ،أما الريادة الريادة ُ مرجعها �إلى ِّ بن خليل اخلويي مبنظومته� ( :أق�صى الأمل وال�سول يف علوم �أحاديث الر�سول ) ،و�أما نُّ التفن فكفى به �شاهداً بح�سن البيان ،مع ا�شتمالها على �ألقاب غزلية �إذا َن ِ�س ْم َتها َف َغ َم ْت َك َّ ِ َّ احلديث ،وان�صرافها �إلى غر�ض التعليم .و�إذا وزانتها بالأنظام التعليمية الذائعة يف جمال ْ َ فحمة ّ ال�صبح ! الدجى التفاوت ما بني ألفيت من والوق ِع � ال�ص ْوغ ِ ِ ِ َّ وطلعة ّ
فاق ال�سوق َّ وقد َن َفق �سوق منظومة ( غرامي �صحيح ) ،و َن ُ جال ٌب ،فعكف على �شرحها ّ حذ ٌ متباينة ،كابن عبد الهادي احلنبلي (ت 744هـ) ،وابن جماعة م�شارب اق كبارٌ من َ ٍ ال�شافعي (ت 819هـ) ،وابن قنفد الق�سنطيني املالكي (ت 810هـ) ،وابن قطلوبغا احلنفي (ت 879هـ) ،وحممد بن �إبراهيم التتائي املالكي (ت 942هـ) ،و�أبي حف�ص عمر الفا�سي �سماه ب ( املقرتح يف �شرح �أبيات م�ستح�س ٌن �شرح املالكي (ت 1188هـ) .ولهذا الأخري ٌ ٌ َ مليح ّ الغماري ،ف�صالَ َ ّ ُّ حمدث مرتيل الأ�ستاذ حممد �أحنا�ش لتحقيقه �أخونا ونهد ابن فرح )، ِ ِّ ً ّ وات�ساع دائرة املقابلة ،لكنه كان الن�سخ، د تعد مع أوائه، ل على ا �صابر ، امليدان جملي ًا يف ِ ِ ُ ي�ستحلي َّ حب خلدمة املحب ا�ستحالء �صب حمبوبه ،وكيف ال وهو الذي فطمَ على ِّ ِّ الن َ َ ِ ِ َ َ َّ ْ ذوق، عافية قلمه من آن�س � إذا � حتى يها.. د وه داها أ�شد ل ا وبلغ حجرها، يف ال�سنة ،وربا بهُ ِ ٍ َ قريحة� ،أجراه يف ت�صانيف ح�سان ،م�سجوعة العنوان( :الفتوحات الوهبية يف و�شباب َ ٍ �شرح املنظومة البيقونية) ،و(في�ض اللطيف من �أحكام احلديث ال�ضعيف) و(الإجابة عما �أ�شكل من خمالفات ال�صحابة) . ّ ِّ والبالغي للمنظومة، اللغوي حتف ُل ُه بال�ضبط حتقيق الأخ املذكور وامل�ستجادُ من ِّ ِ وا�صطيادُ هُ جلواهر النقول من بحار امل�صادر الأ�صيلة ،فال تعلق بيده ٌ درة من درر العلماء ُ تذييل �شرح ود�سها يف كتابه على �سبيل الإحتاف والإطراف .ومن �إحتافه و�إطرافه �إال ّ ألقاب احلديث من اثنتني وع�شرين بيت ًا، � يف الفا�سي لعمر مبنظومة الغرامية املنظومة ٍ ِّ ِ ظاهر ال تخطئه نول ابن فرح ،ومل يفر فريه يف الإجادة والتفنن ،مع تك ّلف ن�سج فيها على ْ ٍ يف �أنظام الفقهاء ! ِّ عني الفا�سي ،لكان يف ذلك ن�ص منظومة ولو تب َّل َغ �أخونا املحقق ب�إيراد ِّ ٌ ِّ ا�ستكفاء َّ وقر ُة ٍ َ َ َّ وافية ،حتى ليقومُ من للباحثني ،لكنه �أبى �إال �أن يحققها على ن�سختني ،و يذيِّ لها بتعاليق ٍ ٌّ العافية أ�صحاب � يف إال � أعهده علمي مل � �سخاء م�ستقل بر�أ�سه ،وهذاـ لعمري ـ �شرح الهوام�ش ٌ ِ ٌ ٌّ ِ ِ واجللد. ِّ ال�ستا َر � َ املحقق _ وقد �أوتي من خ�صال ال�صرب والإح�سان ما مل ألفت أرخي ّ وقبل �أن � َ يُ �ؤت غريه _ �إلى �أن َّ َّ وجدته يف الفن الذي املخطوط نفا�سة أولويات تدور مع للتحقيق � ِ ِ ٍ َ يديل �إليه ،و�أقول لهّ : فارد نفي�س �أو علق يدك _ يف �شد كتاب ٍ ِ م�ستقبل الأيام _ على ٍ ٍ ٍ بحبوحة من ِنعَ ِم ِه العفي ،و�إ َّنك لفي القلم يقوم هذا فلمثل ، احلديثية ال�صنعة ُ ِ ٍ كتب َّ ُّ من ِ َ َّ توجب زكاة الن�شر والبالغ.»..
.100فتوى من م�سائل املعامالت ً َّ ُ عمال مواطن و�إن مل ي�شرتطها �أو يعرقل للموظف �أن يقبل الهدية من �سئلت :هل يجوز ٍ من �أعماله؟ و�إين لأ�شجع زوجي على قبول الهدايا؛ لأنني ال �أرى يف ذلك ب�أ�س ًا �إال �أن يكون متعدي ًا متعمِّ داً عرقلة الأعمال ا�ستجالب ًا للمال .فما ر�أيكم ؟ ً ٌ ف� ُ معاملة ر�شوة ،و�إن كان املوظف ال ي�شرتطها وال يعرقل أجبت :حكم هذه الهدية �أنها ً ٌ ً ً ا�ستقباال ،وهذه حاال �أو ذريعة �إلى حماباة املهدي إدارية ا�ستجالب ًا للمال؛ ذلك �أن الهدية � ُ الذريعة ّ �سدها الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم عندما قال للرجل الذي ا�ستعمله على �صدقات بني �سليم ( :فهال جل�ست يف بيت �أبيك و�أمك حتى ت�أتيَك هديتك �إن كنت �صادق ًا) اخلطابي من هذا احلديث قاعدة�( :إن كل �أمر يتذرع به �إلى حمظور فهو ( .)1وانتزع ُّ حمظورٌ ) (.)2 ٌ َ َ عري�ض ف�ساد ذريعة �إلى ا�ستبان �أن فتح باب الهدايا للموظفني ا�ستمهد هذا، و�إذا ٍ ٍ ً ً مرت�ش م�شروطة فهو يف الواليات والإدارات احلكومية ،ومن قبل هدية م�شروطة �أو غري ٍ ٍ ملعون ،و� ُ ٌ حرام. مال آكل ٍ ٍ َّ ولتكف عن حتري�ضه على ك�سب زوجها وقوت عيالها، ولتتقي الأخت اهلل تعالى يف ِ ا�ستجالب الهدايا �أو قبولها ،ولتجعل قدوتها ف�ضليات الن�ساء من ال�سلف ،فقد كانت تقول
بقلم :قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ وال�ضر ،وال ن�صرب على الواحدة منهن لزوجها�( :إياك وك�سب احلرام ف�إنا ن�صرب على اجلوع ّ النار) .واهلل �أعلم.
.101فائد ٌة � ٌ أدبية ُ الرافعي � ّ أ�شد الولع ،وحر�صت على اقتناء �آثاره منذ ريّ ق ال�شباب ،و�إن كنت أدب ِّ ولعت ب� ِ ّ الفتية من العمر �أ�ست�صعب ن�سجه العايل ،و�إ�شارته البعيدة ،ومع ذلك �أجله، يف هذه املرحلة ّ وم�سرتاح لب، و�أجد له يف نف�سي حظوة �أي حظوة ،.وكيف ال و�أدبه لطالب العربية منتزه ٍّ ُ ٍ ٌ وطرفة من طرف القلم ..وكان من ثمار هذه ال�صلة الوثقى ب�أدبه �أنني ا�ستظهرت خاطر، ٍ عرج يف قلمي ،ويف كل مرة �أحوم وال �أرد، من �أ�ساليبه ال�شيء الكثري ،وحاكيت �صوغه على ٍ و�أرمي وال �أقرط�س ! وقد َّ ال�س ْوق كالم الكنا�شة درراً من عن يل �أن �أ�سوق يف هذه ِ ِّ الرافعي ،وال �أريد بهذا َّ ِ َّ بهارج اعم �أن �أدبه ُ ّ جمرد الإطراف والإمتاع؛ و�إمنا �أق�صد بالق�صد الأول �إدحا�ض زعمَ الز ِ ٌ ُ أمل �شاغرة من �صور، ومعار�ض لفظ، ِ ٍ احلكمة واملعنى ال�شريف ! ومن ت�أمل هذا الأدب ف�ضل ت� ٍ ٍ ُّ عربي مبني، بل�سان ورواح ،ويجلوها �سراح الرافعي ي�شك الفكرة الرائعة يف ال مياري يف �أن ٍ َّ ٍ ٍ ٍ َ ِّ ال�سري ،والإيقاع احل ْلو ! وهاك الرائق ،واملخرج ف�إذا باملعاين تختال يف مطارف من ال َّلفظ َّ ً قليال من كثري: من درره ال َّلوامع ٌ تروه النف�س �أ�صبحَ ق�صيف ًا( .تاريخ �آداب العرب.)1/4 : روحي ف�إن مل غ�صن القلم .1 ُ ِ ٌّ � .2إمنا كان العلم كالرو�ض :يق�صر بع�ض �أغ�صانه في�سهل على كل متناول ،ويطول ّ فيكد يد الفارع املتطاول( .تاريخ �آداب العرب.)1/12 : بع�ض فروعه .3كثرياً ما جتود عيوب النوابغ بالقواعد التي ّ تعد حما�سن العلوم( .تاريخ �آداب العرب.)1/313 : .4من �ش�ؤم الكذب �أنه ال ي�ستغني منه �شيء بنف�سه �إال افت�ضح ،ولذا حتتاج الكذبة كثري ( .تاريخ �آداب العرب.)344 / 1 : كذب الواحدة يف �إثباتها �إلى ٍ ٍ � .5آفة الرواية رقة الأمانة( .تاريخ �آداب العرب.)1/344 : النا�س مَ ْن ٌ بهة( .تاريخ �آداب العرب.)1/345 : .6االنفراد يف ا�صطالح ِ
.7من حذق �شيئ ًا مل ي�صرب على الزيادة منه( .تاريخ �آداب العرب.)1/360 : .8العلم منذ وُ جد �إمنا تخل�ص حقائقه باجلدال ،فرحم اهلل الغالب فيه واملغلوب. (تاريخ �آداب العرب.)1/410 : ثوب لب�سته الغانية فهو معر�ضها .وهو � .9أح�سن ال�شعر ما كانت زينته منه ،وكل ٍ ً ُّ أبيات :بيت يُ �ستح�سن ،وبيت ي�سري ،وبيت يندر ،وبيت يُ جن به جنونا ،وما عندي �أربعة � ٍ حمتط ٌب( .على وجني زهرها ،ال يرغب فيها �إال عدا ذلك فكال�شجرة التي ُنف�ض ثمرهاُ ، ِ ال�سفود� :ص .)23 .10ال�شعراء كامل�صابيح ،ما على �أحدها �أن يت�ألق بنور غريه ما دام يف كل م�صباح زيته ،غري �أن �أكرث م�صابيح اليوم كهربائية ،ي�ستوي اجلمع منها يف اال�ستمداد من م�صدر واحد( .على ال�سفود� :ص .)30 ٍ املخرب ،وال دين ملن ال ت�شمئز .11النف�س �أ�سمى من املادة الدنيئة ،و�أقوى من الزمن ِّ ثابتة( .وحي القلم: بقوة احلياة طبيعية ،وحتمل هموم أنفة ٍ ٍ ٍ نف�سه من الدناءة ب� ٍ .)1/267 ثالث :عمل الرجل على �أن يكون يف مو�ضعه من الواجبات خالل � .12إمنا الرجولة يف ٍ ٍ ك ّلها قبل �أن يكون يف هواه ،وقبوله ذلك املو�ضع بقبول العامل الواثق من �أجره العظيم، والثالثة :قدرته على العمل والقبول �إلى النهاية( .وحي القلم.)273 /1 : عم هذا الدين ب�أخالقه ف�شمل الأر�ض �أو �أكرثها ،ف�إن يعم ال�سالم �إال �إذا ّ .13فلي�س ّ َ منتزع ًا من طبيعة الرتاحم ،ف�إما انت�سخ به قانون التنازع قانون العامل حينئذ ي�صبح الطبيعي ،و�إما ك�سر ِ�ش َّرته ،ويولد املولود يومئذ وتولد معه الأخالق الإن�سانية( .وحي القلم.)300 /1 : ً َّ إقباال بالت�سليم الذي يخرج به من ال�صالة؛ يقبل امل�سلم على الدنيا و�أهلها � .14 جديداً :من جهتي ال�سالم والرحمة ( .وحي القلم.)1/305 : ً قوة ُ متقلقال يف اخللق هي التي جتعل الرجل العظيم ثابت ًا يف مركز تاريخه ال ّ .15 تواريخ النا�س( .وحي القلم.)316 /1 : حي ًا يف الوجود كله ،ومتى �سلمت .16متى ا�ستنار القلب كان حي ًا يف �صاحبه ،وكان ّ ٌ احلياة من تعقيد اخليال الفا�سد مل يكن بني الإن�سان وبني اهلل �إال حياة هي احلق واخلري، ٌ حياة هي الرحمة واحلب ( .وحي القلم.)324 /1 : ومل يكن بينه وبني النا�س �إال ــــــــــــــــ
الهوام�ش: ( )1رواه البخاري برقم ،6979 »:وم�سلم برقم.1832 : ( )2معامل ال�سنن.3/8 ،
العدد 1024
وار ح
مع
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
16
الكاتب وال�صحايف
محمد بوخزار
()2/1
يعد الأ�ستاذ حممد بوخزار �أحد الوجوه الإعالمية العريقة باملغرب ،ر�سخ جتربة مهنية تراكمت على امتداد عقود من الزمن ا�شتغل خاللها مبجموعة من ال�صحف الوطنية والعربية الرئي�سة...العلم ،االحتاد اال�شرتاكي ،التحرير ،ال�شرق الأو�سط ،وغريها. وكان ال�سي حممد بوخزار ،بحكم ثقافته و�إتقانه للغات الأجنبية ،من الإعالميني الذي ا�ستطاعوا �أن ي�شدوا �إليهم القراء بقوة بحكم امتالكه لأ�سلوب مميز يف �صياغة مواده ال�صحفية من جانب ،وبحكم احرتامه لذكاء القراء عرب اختياراته التي ات�سمت باملهنية واجلدية والعمق املعريف. مبنا�سبة ح�صوله على « اجلائزة التقديرية الوطنية الكربى لل�صحافة» هذا الأ�سبوع ،التقت به جريدة «ال�شمال» و�أجرت معه احلوار التايل. • كيف تقدم اإلعالمي ،محمد بوخزار ،إلى القراء المغاربة وإلى قراء العالم االفتراضي الذين يتابعونك؟ •• تسمية أو صفة «إعالمي» كبيرة علي؛ فهذا تخصص أصبحت له قواعد علمية ال تتوفر جميعها في شخصي المتواضع؛ بالنظر إلى أنني لست خريج معهد متخصص ،وبالتالي فإن الصفة التي أطمئن إليها هي كاتب صحافي ،حريص على االستزادة من الجديد في الميدان ومحاولة مواكبته قدر اإلمكان .ليس هذا تواضعا زائفا مني ولكنها الحقيقة التي ال أسعى إلى تغييرها. • نبدأ بالسؤال عن بداياتك األولى في مجال اإلعالم. •• الصدفة هي التي قادتني إلى هواية غلبت المهنة ،والتعرف على عوالمها الجذابة .لو عينت مدرسا في مدينة أخرى غير الرباط ،لكنت في أحسن األحوال قارئا عاديا للصحف. إن تعرفي الشخصي على كتاب وصحافيين مرموقين في بداية السبعينيات ،مثل محمد العربي المساري ،وعبد الجبارالسحيمي ،أتاح لي الولوج إلى مطبخ جريدة «العلم» ،وكانت الصحيفة الوحيدة األكثر توزيعا وانتشارا بل مرجعا ودليال عن الحياة الثقافية والسياسية ،في تلك الفترة المحتقنة سياسيا المتوترة اجتماعيا. أكيد أن شغفي بالصحافة ،ذلل الصعوبات في طريقي ألصبح محررا متدربا منذ بداية اشتغالي متعاونا مع «العلم» وبتعويض رمزي مشجع.
تعلمت في «العلم» القواعد األولى للتحرير الصحفي :التزام الموضوعية والتعبير بلغة بعيدة عن العاطفة والمبالغة ،والحرص على اإلحاطة بكل جوانب الموضوع مع االحتفاظ بالٍرأي الشخصي خاصة إن كان مخالفا لخط تحرير الجريدة ؛ كذلك أن أضع في االعتبار دائما سلطة رقابة القارئ. وفرت « العلم» وهي لسان حال حزب االستقالل ،مساحات من الحرية المعقولة للمحررين العاملين بها ،خاصة حينما تكون المادة الصحافية من إنتاجهم ال تتعارض مع توجهات الحزب (تحقيق /رأي /تحليل )...وتلك أجناس يكون مسموحا فيها بجرعة من بهارات الذاتية وبنصيب من الخيال وتجويد في األسلوب. انشغلت بالقضايا العربية والدولية ،مستفيدا من إلمامي باللغتين اإلسبانية والفرنسية ، اللتين أتاحتا لي االستفادة من تقنية التحرير المتبعة في وكاالت األخبار ،بما فيها وكالة المغرب العربي لألنباء ،في عهد مؤسسها الراحل المهدي بنونة ،قبل أن تضع الدولة عليها يدها بالكامل ، على إثر فشل محاولتين انقالبيتين .كان بنونة يسير فوق خطين متعارضين حاول التوفيق بينهما بصعوبة اعترف بها بعد تأميم الوكالة ،محاولة الجمع بين مقتضيات المهنة ومتطلبات السلطة. من جهته ،شجعني عبد الجبار السحيمي ،على االنضمام إلى القسم الثقافي والصفحة األخيرة في الجريدة التي عكست ذوقه الرفيع في انتقاء المواد الخفيفة واستكتابه لعدد من كتاب المغرب إلمداد الصفحة بمذكراتهم وكتابة األعمدة المركزة . قضيت في «العلم» حوالي ثالث سنوات .اعتبرتني الجريدة واحدا من أسرة تحريرها ،وفيها توثقت عالقات الصداقة مع المساري والسحيمي .وحين تعاونت بعد «العلم» مع جريدة «المحرر»، لم أشعر بأني غيرت المكان ،فالجريدتان معارضتان والعالقة كانت جيدة بين االستقالل واالتحاد االشتراكي في إطار تحالف الكتلة الوطنية .وفي هذه الفترة كنت أوافي المطبوعة االتحادية بموضوعات مختلفة لم تخرج عن السياسة والثقافة . • هل يمكن الحديث عن تيار إعالمي معين ينتمي إليه السي محمد بوخزار ؟ •• ال أحب أن ال أسجن نفسي داخل قفص إعالمي .الصحافة وأقصد بها المكتوبة تستند على دعامتين كبيرتين ...تحكم األولى قواعد المهنة كما هي متعارف عليها في البيئات التي نشأت بها الصحافة ،وأعني بالقواعد هنا المصداقية والموضوعية واحترام الحياة الشخصية واالبتعاد كلية عن الكذب وقلب الحقائق وعدم االستسالم لإلغراءات ،وبذلك حازت صفة ومرتبة السلطة الرابعة وأطلق عليها لقب صاحبة الجاللة. أما الدعامة الثانية ،فتتسم بمرونة أكثر تتيح قدرا من الحرية للممارس من أجل االجتهاد والمبادرة واالبتكار وإعمال الذاتية دون تجاوز للقواعد األصلية بصورة مضمرة أو صريحة .
جربت حظي مع كل األلوان دون ادعاء القدرة على اإلجادة فيها .يخامرني االعتقاد أو الوهم أني كنت موفقا في إجراء الحوارات وكتابة البورتريهات وإنجاز تغطيات لظواهر وأنشطة ثقافية. • حصل السي محمد ،هذه السنة على الجائزة التقديرية للصحافة الوطنية .كيف تلقيتم المبادرة ؟ أال تعتبرون أنها جاءت متأخرة ،بالنظر إلى ما قدمتموه لإلعالم ارتبط بالعمر كله؟ •• أوال لم تأت الجائزة متقدمة وال متأخرة .ثانيا ،هذا سؤال يحرجني ذاتيا .لم أحلم في يوم بهذه الجائزة وال سعيت إليها بأي شكل من األشكال .وحيث إنها جاءت بسالسة وبمحض إرادة وقناعة زمالء ،فإني سررت بها غاية السرور .وبعيدا عن أي تواضع زائف ،أقول إن الحظ وقف إلى جانبي ،مؤمنا أن هذا التكريم الذي أشكر عليه اللجنة رئيسا وأعضاء ،ليس هبة أو مجاملة لشخصي ألني لم أملك سلطة على قرار اللجنة.
نعم .أعتبر نفسي ضمن قائمة المستحقين لها وفي مستوى بعض من نالوها قبلي عل األقل؛ وبالتالي فال يمكن لي إال أن أعبر عن شكري وامتناني لكل من كان سببا فيما حدث.. إنك تعلم أخي ،أن الجوائز التقديرية تمنح مكافأة العتبارات وحيثيات شتى ،يختلط فيها اإلنجاز المحقق بمنعرجات المسار المهني ومدى الوفاء واإلخالص للمهنة والتضحية من أجل إعالء قيمها المرجعية. ال أحب أن أضفي على ما بذلته من جهد في ورش الصحافة أوصافا خارقة .استفدت من مؤازرة وتشجيع قامات سامقة في مجالي الفكر والصحافة .جازاهم اهلل عني خيرا . • عرفت الممارسة اإلعالمية المغربية ،بروز إعالميين استطاعوا تشكيل حالة «كاريزما» ارتبط بها المغاربة .هل تسمح الحالة اليوم بالحديث عن هذه الطينة من الصحافيين؟ •• أتساءل عن جواز إطالق نعت « الكاريزما» على المشتغلين في حقل الصحافة .الكاريزما أو قوة الجاذبية وسحرها ،يمكن حصرها في المؤهالت والصفات الشخصية على التواصل التفاعلي مع الجمهور (الوسامة ،قوة اإلقناع ،الفصاحة ،استمالة الجمهور وكذا امتالك الشخص الكاريزمي لكيمياء خاصة تفتح له قلوب الناس وعقولهم).
نعم ،يمكن أن يتسم الصحافي بصفات مماثلة ،حين يكون مقنعا وموضوعيا وذا مصداقية وعلى خلق مهني ،ومعبرا عن قيم الضمير الجمعي ؛ فضال عن تحكمه في أسرار وليس أدوات المهنة .قلم الصحافي وأسلوبه الجذاب واقتحامه صعاب المغامرة وقدرته على التجديد المستمر؛ كلها بالتأكيد عالمات «الكاريزما» األمثلة في المغرب موجودة .أذكر من الراحلين :المساري، السحيمي ،غالب ،محمد باهي ،محمد الطنجاوي ومصطفى القرشاوي وغيرهم .تميز كل واحد من هؤالء الراحلين الكبار بأسلوبه المتفرد ،فمنحه صفة «كاريزما» وحظوة لدى القراء.
(يتبع)
17
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
أرقام مثيرة للقلق حول اإلدمان المتعدد
ضـد النـزول في الجحيم • بقلم :الدكتور عبد الحق بخـات خلصت دراسة حديثة إلى وجود ما ال يقل عن 800000مدمن مخدرات بالمغرب .وأشارت إلى أن هذا الرقم يخص مستهلكي المخدرات على األقل مرة واحدة يومياً ،و بأن ٪ 74منهم ال يدركون المخاطر التي يتعرضون لها. هذه الظاهرة منتشرة على نطاق واسع بين الفئة العمرية من 18إلى 28عام ،وتمتد إلى القاصرين دون سن 15 عام ًا. وعموماً ،يأتي هؤالء المدمنون من أحزمة البؤس المحيطة بالمدن الكبرى ،حيث يكون استهالك المنشطات العقلية المختلفة مرتفعا ًجداً .ومع ذلك ،هناك أيض ًا ما يقرب من 20000مدمن يتعاطون المخدرات القوية ،مثل الهيروين والكوكايين. تتوزع أنواع العقاقير الـ 17المستخدمة في المغرب ما بين الكحول إلى األمفيتامينات ثم القنب و السجائر اإللكترونية. ويحتل «القرقوبي» ،الذي يعرف باسم مخدرات العنف ،المكان المفضل الترتيب. سؤال واحد هو :لماذا يتم استهالك المخدرات ؟ تختلف األسباب من شخص آلخر ،وسنحاول ،أدناه ،تحديد مختلف المداخل التي تؤدي إلى الجحيم .
لإلجابة عن السؤال «لماذا يتم استهالك المخدرات؟ غالبا ما يظهر في الواجهة األولية الدورًا الحاسم للبيئة والمحيط المتعلقة بكل فرد ،حيث تبرز التأثيرات النفسية أو االجتماعية القادمة من األسرة أو األصدقاء أو الرفاق في الشوارع أو زمالء العمل أو غيرهم ،مما يتسبب في تعاطي المخدرات. في مثل هذه الحاالت ،يمكن اعتبار استهالك المخدرات وسيلة لتخفيف الضغط عن األسرة أو التوتر المهني أو الزوجي .فالمدمن يعتبرها ح ًال يتيح له مواجهة صعوبات حياته من ناحية ،ومن ناحية ثانية كطريقة لفصله عن الواقع الذي يحيط به. يعد االكتئاب والتوتر جز ًءا من االضطرابات النفسية التي يمكن أن تدفع بعض األشخاص إلى اإلدمان على المخدرات .وجها لوجه مع حالة الحزن العميق ،وخيبات األمل ،يمكن أن ينظر إلى المخدرات على أنها قوة ساحرة جالبة للمتعة ومخففة لآلالم. سبب آخر يتأتى من الشارع ،وخاصة بالنسبة للمراهقين عندما يرغبون في تجربة المخدرات عن طريق الفضول ،أو لتقليد األصدقاء الذين يرغبون في الهروب من القلق والملل ،وهو أمر شائع للغاية في سن البلوغ .ولكن أيضا لتغيير المزاج أو مسايرة الموضة .وهذا ما يسمى تعاطي المخدرات الترفيهية. في البداية ،يُقال إن آثار نعاطي المخدرات تظل عرضية ومحدودة في الزمان والمكان ،حتى اليوم الذي يدرك فيه المرء أنه محاصر تدريجياً من خالل الشعور بالحاجة الملحة إلى تناول المخدرات خارج المناسبات االحتفالية أو االجتماعات الودية. من هناك يصبح استخدام المخدرات جز ًء ال يمكن السيطرة عليه من حياة األفراد ،مما يؤدي إلى اإلدمان والحاجة المفرطة ،إلى درجة االعتقاد بعدم القدرة على العمل بدون هذا المخدر. األسوأ هو أن بعض الناس يتعاطون أكثر من مخدر في وقت واحد؛ وهذا هو ما يعرف باسم « ،»polytoxicomaniaحيث تتراكم اآلثار الجانبية تشير األرقام إلى أن 3.93٪من المدمنين المغاربة الذين تزيد أعمارهم عن 15سنة يستهلكون الحشيش؛ و ٪ 2من المشروبات الكحولية .و،٪ 0.18 من المهيجــات العقليــة .و ٪ 0.04من المذيبـات .و ٪ 0.05من الكوكاييـن و 0.02من المواد األفيونية. على أي حال ،تكون النتائج ضارة بالصحة ألن استخدام المخدرات يزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب والنوبات القلبية ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة. على المستوى االجتماعي ،تكون العواقب وخيمة أيضًا عندما تدرك أن سلوك مدمن المخدرات ال يمكن التنبؤ بنتائجه في المجتمع ،ويمكنه الوقوع دون وعي في الفجور ،وحتى الجريمة ،وتعريض حياته وحياة اآلخرين للخطر ومستقبله إلى االنحراف. «القرقوبي» وحده ،يُعتبر سالح دمار شامل ،وبخلط مزيجً من المهيجات العقلية والفيوم والكحول والحشيش والغراء يصبح السلوك عنيفــا للغاية يؤدي إلى الجنون و ردود فعل عدوانية جدا وعندما يتعلق األمر بالمدمنيــن من النساء ،فإن ذلك يزج بهن إلى اإلقصاء االجتماعي والبغاء.
ولعل األخطر هو أن ال يمر يوم واحد دون أن نسمع عن أطفال الصغار مسلحين بالشظايا الزجاجية ينشرون الذعر تحت تأثير المخدرات ،ويرتكبون العنف والسرقة واالغتصاب واالعتداء وحتى القتل للحصول على جرعاتهم المخدرة. هناك اآلن أحياء بأكملها محتجزة كرهينة من قبل هذا النوع من المجرمين. األشخاص المتعاطون «للقرقوبي» هم مرضى نفسيين بالفعل؛ فهذا المنتوج يجردهم من كل قدراتهم ،ويجعلهم مستعدين إليذاء أنفسهم، ويمكن أن يموتوا بعد عامين من االستهالك. وفقا للخبراء ،لمكافحة آفة إدمان المخدرات تبقى الوقاية السالح المركزي األكثر فعالية .ولكن عندما يكون الوباء قد تجذر ،فإنه يتطلب تصديا عنيفا لكبح أو على األقل إلبطاء الوقوع في الجحيم. في تقريرها السنوي األخير عن المخدرات ،ركزت األمم المتحدة على سلسلة من التدابير األساسية .إنهم يهتمون بشكل خاص بالوقاية من تعاطي المخدرات في البيئة األسرية والمدارس .يجب أن تأخذ التدخالت في االعتبار مواطن الضعف الفردية والبيئية للسكان. في المغرب ،على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة وجمعيات المجتمع المدني ،انتشرت آفة المخدرات ،وأحدثت الدمار ،خاصة بين الشباب. نعتبر إذن أن التحدي الكبير يكمن في زيادة الوعي بين السكان الذين ال يدركون الطبيعة الخطرة لتعاطي المخدرات بجميع أشكاله .ال يوجد مخدر خطير وآخر أقل خطورة .إنها جميعها كارثية على الصحة وعلى المجتمع إذا أخذنا في الحسبان الفوضى التي تولدها باعتبارها مخاطر قصوى في نقل األمراض مثل اإليدز والتهاب الكبد واألمراض المنقولة جنسياً والسل ،من بين أمور أخرى. هذا البيان األسود محفوف بالمخاطر ويتطلب استجابة سريعة وفعالة. إذا ما اعتبرنا أن بناء مراكز العالج مهم للغاية ألنه يساهم في إزالة هذه السموم وإعادة تأهيل مدمني المخدرات ،فإن أولويات أخرى تبقى قائمة مثل توعية الشباب ،والوقاية على مستوى األسرة والمدرسة والجمعيات التي يمكن أن تسهم بشكل فعال في هذا الدور الوقائي. من ناحية أخرى ،هناك الترسانة القانونية المرتبطة بتعاطي المخدرات، ويجب على مدمني المخدرات الخضوع لها نتيجة جرائمهم المرتكبة في انتهاك للقانون ،لكنهم يحتاجون أيضاً إلى مراقبة طبية على مستوى المرافق الصحية ،وكذلك في السجن .هذا سوف يعالج هذه الظاهرة كمشكلة صحية عامة ،مع اتباع نهج يحترم حقوق اإلنسان. الجانب اآلخر ،واألهم من ذلك ،هو مطاردة هؤالء العمالقة الكبار الذين يستوردون المخدرات إلى بالدنا ،ثم هؤالء التجار الذين يزرعون المخدرات في شوارعنا ،في األماكن الشعبية بين شبابنا وحتى في مدارسنا. على الرغم من جهود الشرطة ،تنتشر المخدرات كالنار في الهشيم. وهذا يحتاج إلى دراسة أخرى .جرح آخر قد ينفتح أمامنا.
قطرات مداد ُ
?
• محمد إمغران
هل هو عطش قـادم
كما أسلفنا في أحد أعدادنا السابقــة من هــذه الجريدة ،يبدو أن خطـر شــح الميــاه الشروب قادم، ال قدر اهلل.فهل ستعود أزمة الماء الصالح للشرب ،مرة أخرى ،لتعيد إلى األذهان األزمـة التي عرفتها مدينة طنجة ،أواخر التسعينــات؟ ففي هذا الصــدد ،وحســب العديد من المصادر اإلعالمية ،استدعى ،مؤخرا ،محمد تمهيدية ،والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة ،المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء ،باإلضافة إلى عمال مدن الجهة ورؤساء أقاليمها في اجتماع ،وصف بالمستعجل لتدارس وتدارك أزمة العطش التي باتت تهدد الجهة ،بسبب تراجع حقينة سدي ابن بطوطة والحاشف ،بنسب تتفاوت ،وصلت إلى 25في المئة ،ألول مرة ،منذ فترة طويلة جدا.وأضافت المصادر ذاتها أن المشكل الينحصر ،فقط ،في طنجة ،بل يتعداها إلى باقي مدن وقرى الجهة ،حيث شهدت ،مؤخرا ،مصالح جماعات إقليم وزان هي األخرى اجتماعات لتدارس أزمة الماء الشروب بكل من جماعتي «زومي» وقلعة «بوقرة» التابعتين لدائرة «زومي» في محاولة للبحث عن سبل تنفيذ مشاريع ،ذات صلة .وبحضور عامل هذا اإلقليم، فقد تم تحسيس بعض المنتخبيــن بضرورة القيام بزيارات ميدانية والوقوف عن قرب لمعرفة إلى أي حد تقدمت األشغال المتعلقــة بتزويـــد عدد من الدواوير الكائنة بالجماعتين بالماء الصالح للشرب ،انطالقا من سد الوحدة . هذه المعضلة جعلت وزارة الداخلية تدخل على الخط داعية إلى إيجاد حــل وبالتالي البحث عن أسباب فشل مشاريع ملكية ،ذات صلة ،في الوقت الذي كان من المفروض أن يجد سكان جماعة «زومي» الماء الشروب خالل شهر يونيو الماضي ،بنـاء على الربط المفترض للسقايات بالدواوير العطشى ،حيث الزال مشكل التدخل المحدود مطروحا ،دون الحسم فيه .وأضافت المصادر نفسها أن هذا الملف تم طرحـه ،تحت قبة البرلمان، إذ تضمن خروقات شابت مشروعا ملكيا خاصا بتزويد جميع الدواوير المجاورة إلقليم وزان بالمــاء الصالح للشرب ،بهدف مواجهة األزمة ،إذ توصلــت المصالح الوزارية المختصة بهذا الملف ،للتحقيــق في حيثياته وبالتالي اتخاذ اإلجراءات الالزمة التي حالت ،دون إنجاح المشروع الذي رصد له غالف مالي كبير ،ورغم ذلك فقد تم إهماله. وتبقى الصراعات السياسية بإقليــم وزان السبب الرئيس لهذا المشكــل ،فكل طرف يرمي بالكرة في مرمى اآلخر ،وكأنهم ينتظــرون أن تنــزل مائدة من السماء ،ترضي تواكلهم.وهذا في المجمل هو العمل السياسي في المغــرب الذي يشهد تراشقات بإظهار الحقد ،تارة ،وبالرغبة في االنتقام ،تارة أخرى ،والضحية في نهاية المطاف هو المواطن الذي يجوع ويعطش ويتعب وينتظر ما اليأتي ،فهل نعمة الماء يليق بها استهتار السياسيين وتقاعــس المسؤولين إلى هذه الدرجة ؟ وآخيرا ،البـأس من القول لمن يستهتــرون بهـذه النعمة« :التضيعوا الماء ولو كنتم على نهر جار.أليس بالماء تستمر الحياة ؟».
18
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
لعبة السودوكو ()485
أحبُّ السينما • بقلم :عبد المجيد اإلدريسي
أصل اللعبة
لعبة السودوكو اليابانية األصل « ،»SUDOKUكانت معروفة منذ الثمانينيات في اليابان ،إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة .2005
معنى كلمة سودوكو
كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية ()Nikagiru Sujiwa Dokushin وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة .Nikol
كيف تلعبها ؟
اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة ،وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل منطقة مكونة من تسع خانات ،وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من 1إلى ،9حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه أو السطر أو القطر ،وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات.
مفيدة لكن معقدة
اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق ،ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد ،حسب الفئة المستهدفة.
...شدَّتني قصة فيلم من الخيال العلمي بعنوان «ماذا يريدُ الرجال؟» .من بطولة «تارجي هينسون» و«إخراج «آدم شالكمان» ومن تأليف المبدع «ناسني مايرز» .تتعرَّضُ فيها البطلة «آلي ديفز» ،في عملها من مديريها إلى حساسية التهميش الممنهج ،إلى ْ أن تصابَ بحادثة ،فيها على ما يُغايرها ،إلى سماع أفكار مَنْ حولها ،فتُصبحَ على مسافة ُ يُخوّل لها أن تكون سيدة مما يتبادرُ إلى ذهنهم من تفكير، المواقف .وقد تمَّ عرض الفيلم خالل شهر فبراير 2019م. على لسان مُقدّمة المهرجان الدولي لمدارس السينما بتطوان ،سُالف السْرايي ،سيّدة الحفل ،جاءتْ التفاصيل الدالة للسهر على عمل دؤوب ،كالنمل حول كثيب النمال (بكسر النون) ،لتقديم اللجنة المنظمة التي تكوَّنتْ من اثنى عشر أستاذ وعشرين مساهمة ومساهم .ثمَّ لجنة التحكيم الرباعية من «فيوال شفيق» و«د.فيالرتي كونري» و«روكسان ريو» و«د. حمادي كروم» ..تالها عرْضٌ شيّقٌ لقصة فيلم واقعي ،كانت بطلتها معلمة بمدرسة على تخوم الجبال النائية .لتنتهي إلى تساؤل ،أنها لم تتخيل قط نفسها مُدَرسة في البادية ،وسوف تعيش في أعالى الجبال التي تفتقد إلى ألبسط وسائل الحياة ! ولسوء حظها كانتْ فائضة وليس لها قسم رسمي ،مما جعلها «وهي التي تحكي» تنتقل من مدرسة إلى مدرسة بين الفيافي والقفار ،والتقلب في أوضاع المعاناة ،من قساوة المكان إلى األخطار المُحدقة بها ،لعل َّ ذئب يفترسها ،أو تصبح فريسة لخنزير ،أو طائش يلتهمها ..عُرض الفيلم على نغمات موسيقى األخوان الرحباني لصوت فيروز المالئكي في أغنية «زروني ّ كل سنة مرّة ،حرام تنسوني بالمرَّة» .بملكة متألقة أثناء إلقاء دروسها وبوسائل اإليضاح المسرحية ،أحبَّتْ التالميذ ،ومن خاللهم استهوها سحرُ الكالم في التمثيل .فالتحقت بالمعهد العالي للتمثيل بالرباط رغم معارضة والديْها .فصافحتْ المسرح بمسرح الشارع تحت عنوان «فاطمـــة في نهارها»، لتعبّرَ عن حساسية السلوك السيئ والعالقات المخالفة بين البشر وارتدائهم األقنعة ..ولالطالع على اإلطــار المعرفـــي لمحاربة األمية ،عُرض فيلم «هذه مدرستنا» لسنة 1956م بمدارسة مجموعة محمد الخامس بالرباط ..ثم جاءتْ لحظة التكريم ،بدْءاً بالدكتور حمادي كروم (بثالث نقط على الكاف) الكتشاف كنه شخصيته .فقد يخشى ْ أن يلتفت حوله فتضيع منه شخصيته .وهو الذي كان بواسطة السينما ،يُهربها إلى الكلية في الوقت الفائض الما وراء الساعة الخامسة والعشرين ليتجاوز الحياة اليومية .هو حبه للسينما من الفئة الرئيسية وجمالية األفالم والناقد المستفز ،ليجرؤ على العيش محاوال نحث الصورة واختياره ْ أن يتواصل مع الصورة ،لالنفتاح على اآلخر .إذ تغرد مقدمة المهرجان بتكريم السيدة «فيوليا شفيق» من الفئة الرئيسية أيضاً للسينما الوثائقية والثورات الربيعية .وقد راكم المهرجان الدولي لماستر مدارس السينما في دورته الحالية إلى مقتطفات لعشر سنوات من التدريب السنيمائي ليضيئ مصابيح عدة أفالم إلثنان وثالثين سنة من السينما ( )2019/1987بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ،جامعة عبد المالك السعدي ..قطب التميُز من البحث والتكوين واإلبداع ..فمنذ اللقاء
الدولي األول لمدارس السينما الذي سيؤول إلى الثاني والثالث والرابع ،إلى الدورة الخامسة لهذه السنة تحت شعار»أميرايْ». هي السينما التي تمثل أحد أعمدة العالم الثقافي ،وإحدى مقامات الرسالة النبيلة .نفحة من عطر المهرجان وهو يضيئ الشمعة الخامسة بعرض من األفالم بلغ عددهم»»36« .»75 من إبداع الخيال العلمي ،و« »17من األفالم الوثائقية و «»14 فيلم للرسوم المتحركة ،واألفالم األخرى التجريبية وللمقاومة .. تبدتْ إنتاجاتها من مدارس السينما من القارات الخمس منها: «التركية/البولونية/الواليات المتحدة األمريكية/الرومانية/ اإلسبانية/النرويجية/اللبنانية/اإلفريقيةالجنوبية/الفرنسية/ ا لبلجيكية /ا لنمسا و ية /ا لتشيكية /أ با خستا نية /أ ر جا نتينية / المجرية/الكلومبية/اإليرانية/السوفاكية/التونسية/البرطانية/ ا لبو سنية /ا لهر ز كو فينية /ا ال لما نية /ا لبر تغا لية /ا لتا نز ا نية / اليونانية .»/وقد كان من تنوَّعتْ مواضيع األفالم ،وكيف أن السيدة سالف السرايي أضحتْ تشحن تعابيرها بأوتار صوتية ناعمة تناسب فضاء سينما «إسبانيول» البهيج لتتويج المهرجان بعرض فيلم لقصة من الواقع لسيدة مغربية من المقاومة الفلسطينية ،بعنوان «ريتا» ،اسم الطفلة التي أنجبتها من زوجها المقاوم الفلسطيني .األب واألمُّ فدوى ينتميان إلى المقاومة الفلسطينية وهي تحكي عن جرائم االحتالل اإلسرائيلي ،وهي شاهدة إثبات «للجينوسيد» الذي يرتكبه الكيان الصهيوني .. وقد فاز هذا الفيلم بجائزة الجمهور ..من إخراج وإنتاج ماستر كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية برئاسة المايسترو الدكتور حميد العيدوني وجمعية بدايات .تتجددُ الفرجة كلما عرضت األفالم المشوقة لإلبداع السينمائي لتتنافس على ثمانية جوائز رسمية للمهرجان «ماستر السينما» 1-:الجائزة الكبرى2- /الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم 3- /جائزة الرسوم المتحركة 4- /جائزة أحسن فيلم وثائقي 5- /جائزة أحسن فيلم للخيال العلمي/ 6جائزة حقوق اإلنسان ،من إخرج طالبة في الماستر ،هدىالرحماني ،تحت عنوان»زوج بغال» 7- /جائزة مسابقة دولية/ 8جائزة تطوان الوثائقية .»/تشهد رحاب كلية اآلداب صبيحةكل اليوم التالي للعروض بقاعة العميد الكتاني مناقشات ألساتيذ العارفين بصناعة السينما .كما تم تكريم الفئة الرئيسة لرواد السينما المغربية للمقاومة في شخص المبدع مصطفى الدرْقاوي المحترف في صناعة فيلم الخيال العلمي، واستحضار نبذة عن الذاكرة وسيرته الذاتية .كما ينعم الحضور ويستشعر أنه في حضرة المبدعين ،كاألستاذ أحمد المعنوني الراعي للترويج منذ سنة 2017م ،للمهرجان وهو مدير الصورة والسيناريست والمخرج المتخصص في صناعة السينما الوثائقية ..أدرك الجمهور معنى حرية السينما عندما شاهد عرض فيلم «الميخور -األجود» ،بتقنية عالية مع سحر اإلبداع الوثائقي ،إذ به يعالج قضية «الحركة» من شواطئ العرائش إلى الضفة األخرى ،وكان قد نال الجائزة األولى بالمهرجان الدولي للسينما بمراكش ..بحكم منصب الدكتور حميد العيدوني ،وهو أعمق إدراكا لمعنى الماستر والدكوراة لصناعة السينما في كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ..فهناك أهل العلم الذين يُحسنون الظنَّ بمستقبل األيام ..وأيُّ إنجاز تختزله هذه الكلمة ..
حل السودوكو لجميع إعالناتكم اإلشهارية واإلدارية يف جريدة
االتصال على الرقم : 0539943008
رقم 485
سرعة المالحظة
بين الصورة واألصل 7اختالفات ،حاول أن تهتدي إليها.
صفحة
19 �إعداد :م�صطفى ال�سباعي
العدد 1024
الثالثاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
مجرد رأي :
دور الصحافة الرياضية في الحد من شغب المالعب
نظم المركــز اإلعالمــي المتوسطي بطنجة ندوة وطنيـة في موضـوع « :دور الصحافة الرياضية في الحد من شغب المالعب» .شارك فيها األساتذة بدر الدين اإلدريسي ومنصف زواغي والمدرب هشام اإلدريسي وممثل عن إدارة األمن الوطني... ونشطها الزميل عبد اهلل الجعفري.
إشادة دولية بمركز محمد السادس لكرة القدم
كالسيكو األرض لمن يبتسم غدا لبرشلونة أم للريال
الحديث إال عن كالسيكو األرض الذي سيجمـــع غدا األربعاء الغريميـــن التقليديين برشلونة وريال مدريد على ملعب نوكامب .وهو الديربي الذي تأجل عن موعده بسبب األحداث التي شهدها إقليم كتالونيا. كالسيكو هذا الموسم يأتي في ظرف يعرف فيه الفريقان انتعاشة كروية، سواء على صعيد الليغا أو دوري أبطال أوربا. كما يأتي بعد تتويج األرجنتيني ليونيل ميسي بالكرة الذهبية للمرة السادسة. ومما يعطي أهمية كبرى لمباراة األربعاء أنها تأتي أيضا في ظرف يتقاسم خالله الفريقان صدارة الليغا برصيد 34نقطة لكل منهما مع امتياز للريال بالنسبة العامة لألهداف. وبالنسبة للهدافين ميسي في الصدارة بمجموع 12هدفا وبفارق هدف وحيد عن الفرنسي كريم بنزيمة مما يؤجج الصراع بينهما. مباراة الغد ستكون هامة بالنسبة للمدرب الفرنسـي زين الدين زيدان لكونها سترسم معالم فريق ريال مدريد خالل الموسم الحالي بشكل عام. فالفوز يعني مواصلة تصدر الليغـــا بمفرده وبفــارق نقـــاط ....والهزيمة تساوي العكس لبرشلونة والتعادل يبقي األمور على ما هي عليه. لكن الفوز يبقى مهما للغاية بالنسبة للفريق األبيض لتأكيد مجهودات زيدان خالل الفترة الماضية بعد استالمه مقاليد فريق شبه ميت ثم محاولة بعثه من جديد. وبعيدا عن كل ذلك هناك مباراة أخرى وسط الميدان وستكون نارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فضمن صفوف الفريقين عناصر قوية على الصعيدين الدفاعي وعلى صعيد ربط الخطوط . وقد الحظنا أن وسط ميدان األبيض في حالة بدنية وفنية رائعـــة. وفي الهجــوم تتجه األنظار إلى األرجنتيني ليونيل ميسي الذي سيقود الخط األمامي لبرشلونة وكريم بنزيمة هداف ريال مدريــد والتي يأتي في المرتبة الثانية وراء الزئبق بفارق هدف وحيد. إذن كل القرائن تشير أن مباراة األربعاء ستكون شيقة وسيطبعها الصراع والتنافس من الفريقين.
تحدث فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربي لكرة القدم عن الشروط الضرورية التي يستوجب معها الولوج إلى مركز محمد السادس لكرة القدم. وأشار رئيس الجامعــة إلى أن الكفــاءة والخبرة والتجربة والتاريخ الكروي من بين الشروط األساسية لكل من يريــد العمل داخل هذه المؤسسة الوطنيـة و التي ستكون فرصة لصنع جيل جديد من المواهب الكرويــة المعول عليها لحمل المشعل في المستقبل و تحقيق النتائج المرجوة. ووضع لقجع التكوين كخيار استراتيجي ومحوري ضمن برنامج عمله ..حيث أكد على ضرورة تفعيل هــذا المعطى من خالل مراكز التكوين ومساعدة الفرق الوطنية وفرض دفتر التحمالت. وأوضح أنه ال يوجد أي مبـــرر للمكتب الجامعي في حال فشله في تدبير ملف المنتخب األول حيث قال أن جميع الشروط والظروف متوفرة للمكتب الجامعي المقبل النجاح تجربة الفريق الوطني المقبل على استحقاقات مهمة. وتطرق لقجع لإلشــادة الدولية التي لقيها افتتاح مركــز محمد السادس لكرة القدم وقال إن الجامعة تلقت العديد من
مدافع فرنسي على رادار اتحاد طنجة
االتصاالت تهنئها على إنجاز هذه المعلمة الرياضية التي ستقفز بالبنية التحتية الرياضية وستقدم دفعة قوية للمنتخب. كما أشـــار إلى أن لجنــة عن االتحــاد الدولي لكرة القدم «فيفا» زارت مركب محمد السادس لكرة القدم عشرة أيام قبل افتتاحه وتدشينه من قبل الملك محمد السادس ..حيث أكدت أنه من أفضل ما يوجد بالعالم لكونه يتوفر على مرافق ذات جودة عالمية ويستجيب لكل المعايير التي تعتمدها الفيفا ...لذا يحق لكل مغربي أن يفتخر بهذه المعلمة ،كونها األفضل على المستوى القاري والعالمي. وتجدر اإلشارة إلى أن الملك كان قد دشن مركب محمد السادس لكرة القدم الذي بني على مساحــة 29.3هكتــــار بمنطقة حصين بسال ويحتوي على بنيات وتجهيــزات حديثـــة ومتطورة .وبه إقامات للمنتخب الوطني و 4أجنحة و3وحدات لإليواء. ويشتمل على أربعة مالعب بالعشـــب الطبيعي وثالثـــة بالعشب االصطناعي وملعب لكرة القدم داخل القاعة ومسبحا أولمبيا في الهواء الطلق وملعبين لكرة المضرب وملعب لكرة القدم الشاطئية.
المغرب التطواني يحتج على الحكم زوراق
نهضة بركان تواجه اتحاد طنجة اليوم
يحتضن الملعب البلدي ببركان مساء يومه الثالثاء مباراة مؤجلة بين فريقي نهضة بر كان واتحاد طنجة. فارس البوغاز الذي اليزال يعيش على إيقاع الفوز الذي حققه على حساب رجاء بني مالل استعد طيلة األسبوع وسافر األحد إلى وجدة بالطائرة ومنها إلى بركان.
تغريم اتحاد طنجة بسبب جماهيره
غرمت لجنة االنضباط والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فريق اتحاد طنجة مبلغ مليوني سنتيم بسبب استعمال جماهيره للشهب االصطناعية خالل مواجهته لفريق رجاء بني مالل برسم مؤجل الجولة الثالثة لبطولة الدوري االحترافي. كما سلطت غرامة على المغرب التطواني بقيمة 3000درهم بسبب جمع العبيه أربعة إنذارات خالل مباراة مؤجلة أمام الفتح الرباطي.
سيخوض المدافـــع الفرنســي ذو األصــل المغربي سفيان الموذن فترة اختبـــار مع اتحــاد طنجة مباشرة بعد مباراة نهضة الزمامرة في أفق التعاقد معه في حال إقتناع الطاقم الفني لفارس البوغاز بمؤهالته. سفيان الموذن يلعب كمتوسط ميدان دفاعي وهو خريج مدرسة نادي سانتيتين الفرنسي. وقد لعب لبعض أنديـــة الدرجــة الثانية في فرنسا قبل االنتقال إلى نادي سيسكا السلوفاكي حيث لعب 15مباراة من أصل 18سجل خاللهـــا 3أهداف. وكان هشــام الدميعــي مدرب اتحاد طنجة قد أعلن مرارا أنه سيسعى خالل فترة االنتقاالت الشتوية إلى تعزيز ترسانة االتحاد البشرية بأربعة العبين على األقل في المراكز التي يشكو فيها الخصاص.
أبدى المكتب المسير لفريــق المغرب التطواني امتعاضه من الطريقة التي أدار بها الحكم «عادل زوراق» مباراته أمـام الرجــاء التي انهزم فيها بهدف دون رد برسم مؤجل الجولة الثالثـــة لبطولــة الدوري االحترافــي المغربي. وأكد المكتب في بيان له أن فريقه تعرض لظلم تحكيمي من الحكم زوراق مؤكدا أنها ليست المرة األولى التي يتعرض فيها لظلم مشابه. وأضاف أن الحكم زوراق قام بكل ما في وسعه ليحرم المغرب التطواني من تسجيل نتيجة إيجابية ..معتبرا أن طرد العبه «سيسوكو» كان قاسيـــا مـع حرمان الفريق من هــدف مشروع. وعبر فريق الحمامــة عن استغرابه من عدم األخــذ بعيـــن االعتبار الشكايات التي تقدم بها إلى اللجنة المركزية للتحكيم في مناسبات سابقة. وأكد أنه سيعقــد اجتماعا من أجل تحديد التدابيـــر التي سيتخذها للدفاع عن مصالحه. وكانت المباراة المؤجلة عن الجولـــة الرابعة قد انتهت لصالح الرجــاء بهدف الالعب ماالنغو .وعرفت طرد ال عب المغرب التطواني سيسوكو. ورغم الهزيمة فقد احتفظ فريق الحمامة بالصدارة .
الثالثـاء � 17إلى 23دي�سمرب 2019
العدد 1024
تذكرة سفر
األخيرة
احللقة الرابعة
لقاءات حوارية ،في حلقات متسلسلة ،مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي والعربـي واإلنساني ،تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة ،وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل. • عبد اإلله المويسي ـ محمد العطالتي
نور الدين ال�صايل اإلعالمي والناقد السينمائي
المحور األول ـ المسار الخاص ـ
يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل ،في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي والمجتمعي الوطني ،بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام .فهو اإلنسان أوال ،وهو الباحث والكاتب واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما ،وهو المدير السابق لقناة 2Mوالذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية ،وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها. تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفـر» ،من خالل جلسات حواريــة حــول مشوارات حياته نقدمها للقارئ تباعاً. • السـي نور الديــن :في الحلقـات الثالث السابقة ،وبعد األسئلة المتعلقة بالمسار الشخصــي لألستــاذ نــور الدين، بداية في طنجة وبعدها في مدينة الرباط واشتغاله في مجال التدريس ومعرفته بالكثير من الحيثيات ،وبعد ذلك سفره إلى لبنان واطالعه على مرجعيات فكرية وسياسية قد يكون تأثر بها قبل عودته إلى المغرب ،انطلقــت مرحلــة متميزة في حياتــك ،وهــي التي أسس فيها السي نور الدين تجربة النادي السينمائي بالمغرب ،تلك المؤسسة التي لعبت دورا مهما في التأطير السينمائي لدى الطلبة والمثقفين، السـؤال اآلن هــو حول الممهـدات التي هيأت السي نور الدين ليصبح مشرفا على مؤسســة وطنية كبــرى مهتمة بالمجال السينمائي والفني وأيضا بالمجال السمعي البصري وهي مؤسسة ،2Mيريد القراء المغاربة أن يعرفوا بداية كيف جاءت فكــرة ترشيح الصايل لتقلد هذا المنصب ،وبعده سنتحدث عن أهم ما ميز اشتغالك بها. •• الحقيقة أنه بعد أن تحملت مسؤولية إدارة البرامج في التلفزة المغربية بالقناة األولى ابتداء من سنة ،1984وبعد أن توقف مسار تدريسي لمادة الفلسفة على يد وزير التعليم آنذاك ،حصلت أمور كثيرة ،سأحاول ان أستحضر البعض منها مما أعتبره قد أثر على تطورات مساري. ابتداء من سنـــة 1979كان قـــد تم تعييني رئيسا للجنة برمجة تدريس الفلسفة بصفتي مفتشا للمادة ،واخترت بتنسيق مع
عز الدين العراقي
الوزارة بعض مدرسي الفلسفة للعمل معي في هذه اللجنة ،ممن كانوا على مستوى مشرف في مجال الفلسفة .وكان الهدف هو إعادة النظر في طرق تدريس هذه المادة بالمغرب مما يجعلها تؤدي دورا أفضل وأعمق .والطريقة التي كنا قد توخيناها وقتها هي طريقــة تدريسها بالنصوص. وكانـــت الخلفيــة من وراء ذلك هي أن يتحول دور األستاذ إلى إرشاد التالميذ إلى النصوص ،ومعانيها ومستويات الفهم فيها، وطبعا فهذا ال ينفي كون األستاذ هو من يقوم بإعداد الدرس وخطاطاته العامة ،لكن األساس في العملية كلها كان هو التعامل المباشر مع النصوص الكبرى للفلسفة ،بدءاً من أفالطون مرورا إلى كانط وابن خلدون وإلى الفارابي وابن رشد وديكارت ،وكان يفترض أيضا التعامل على أساس اعتبار الفلسفة مادة لتعميق التفكير الشخصي إزاء واقع يكون بشكل دائم واقعا قابال للفهم والتغيير .فالتلميذ حين يلتحق بقسم دراسة الفلسفة يكون متعطشا لمعرفة هذه األفكار ومصدرها .وفكرة تدريس الفلسفة بالنصوص بالنسبة لنا كانت قضية مهمة للغاية ،وألجل هذا كانت اللجنة تسهر على اختيار النصوص ،وأحيانا على ترجمة هذه النصوص ،وكنا نقوم بإرسال هذه األوراق التي نقوم بطبعها ،داخل هذه اللجنة ،إلى كل المؤسسات التي تقوم بدورها بإعادة طبعها وتوزيعها ،بحيث كانت هناك حيوية كبيرة غريبة جدا وإرادة عميقة صارت معها الفلسفة ،أكاد أقول ،وكأنهــا شــيء حـــي في التدريس ،بمعنى أن عمل اللجنة منح «الحياة» لتدريس الفلسفة. و بخصوص ،اإلخوة الذيـــن قمــــت باختيارهم لاللتحاق بي في اللجنة المذكورة هم :السي أحمد المتمسك ،وهو ال زال يشتغل إلى اليوم بالدار البيضاء ،والسي محمد العيادي رحمه اهلل الذي كان من أبرز
مدرسي مادة الفلسفة ،ونعيمة الشرقاوي وكانت أستاذة بالرباط آنذاك ،والسي أحمد السباعي وكان أيضا مدرسا للفلسفة هنا بالرباط ،إذن كان معي مدرسان من الدار البيضاء ومدرسان من الرباط ،بينما أتولى أنا مهمة اإلشراف . هذه اللجنة قامت بعمل رائع وهائل خالل فترة بداية الثمانينات ،إلى أن أصبح التعامل مع الفلسفة بواسطة النصوص شيئا طبيعيا .وهكذا الحظنا أن التالميذ وجدوا أمامهم جسورا للتعمق في بحث مواضيع الفلسفة من أصولها ،وبالطبع، فالمسألة لم تكن هينة وسهلة ،إذ تطلب األمر إعادة النظر في تكوين المدرسين، وكنا نشرف عليه عبر ورشات عمل وتنقلنا إلى مختلف بقاع المغرب لتقديم شروحات وتفسيرات حول هذه الطريقة المعتمدة، وطبعا فإن مجموعة من المفتشين الذين جرى توظيفهم لهذه الغاية ،كانوا معنا في العملية ،وتولوا شـرح أهــداف وطــرق هذه العملية ،التي بدأت تعطي نتائــج يمكن القول أنها ال بأس بها .إال أنه في مرحلة الحقة ،تقريبا ما بين 83و 84على ما أتذكر ،فإن الوزير الــذي تولى حقيبة التربية والتعليم وقتها وهو األستاذ عز الدين العراقي ،رحمه اهلل ،أراد أن يفرض علينا ،ال أريد أن أقول وصاية بل نوعا من التفتيش المضاد من طرف بعض األساتذة الذين استقدمهم من مصر ،اثنان منهم من جامعة األزهر ،واآلخر هو مفتش لمادة الفلسفة في األقسام العادية بمصر .وتعاملنا معهم بكيفية طبيعية استمعوا إثرها إلينا، واستمعنا إليهم ،ولم نكن نظن أن هؤالء جاؤوا لتقييم عملنا بل اعتقدنا أن الوزير لديه رغبة في التعامل اإليجابي مع مبادرتنا، فإذا باألمر أن هؤالء جاؤوا إلجراء رقابة وتفتيش على طاقتنا الفلسفية والفكرية، ومن المؤكد أنهم قدموا للوزير تقريرا بشأن ذلك ،ومن المؤكد أن الوزير رأى أن التقرير المقدم له أفهمه بأن تدريس الفلسفة ربما كان يُخالف «شيئاً» لم نتمكن من معرفة طبيعته ،قد يكون متعلقا بما هو إيديولوجي شخصي على ما أظن ،ولكنه في الواقع لم يخالف أسس الفكر الفلسفي. وهكذا تطورت األمور إلى أن اجتمعنا مرة بالوزير ،وكنا حوالي 15أو 20شخصا في إحدى قاعات الوزارة ،وفسر لنا بأنه بناء على المعلومات التي توصل بها ،وعلى جدية التقارير المنجزة في الموضوع تبين أن
تدريس الفلسفة بواسطة النصوص يعتبر أمرا لم يحــظ بنــوع من الشرعية تجعله قابال للتعميم ،وحاولنا من جانبنا أن نقنع السيد الوزير بأن تلك الطريقة هي األنجع في جعل التلميذ يطلع على نصوص ربما قد ال تتاح له الفرصة لالطالع عليها من جانب، ومن جانب آخر فمن التالميذ من قد يتجه نحــو دراسـة الصيدلة أو الطب أو البيطرة أو الرياضيـات المعمقة أو في التاريخ والجغرافيا أو في العلوم السياسية أو القانون ،ولن يجد نفسه مع نصوص فلسفية حية ستساعده بكل تأكيد ،على اعتبار أن الفلسفة هي جامعة لكل العلوم والمعارف .غير أن هذا لم يكن على ما يبدو مقنعا بالنسبة للوزير، الذي أخبرنا ،في نهاية االجتماع ،بأن قراره سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من الدخول المدرسي القادم ،وبأنه سيلغي تدريس الفلسفة باعتبارها مـادة مستقلة بهذا اإلسم ،وسيصبح تدريسها باسم آخر هـو «الفكر اإلسالمي» الذي يحتوي ضمنيا على الفلسفة بكيفية شاملة ،وأخبرنا بأنه ليــس من الضـروري أن يتم تدريس الفلسفة بالطريقة التي أردناها نحن في اللجنة، وأضاف بأننا نحن العرب لدينا فكرنا الفلسفي ولدينا فالسفتنا ،وطبعا نحن في اللجنة لم ننف ذلك ،بل إن النصوص التي كنا نوزعها على التالميذ ،تضمنت فالسفة مسلمين وعرب ،كالكندي وابن رشد وغيرهما ،فهذه أسماء يعترف بها الجميع في تاريخ الفلسفة ،حتى في الغرب ،وما بالك نحن ،ربما ال يوجد فالسفة عرب امتدوا إلى القرن ،19وذلك فقط ألننا لم نجدهم، وحتى إن وجــدوا فإنهم غير مقيدين في اإلنجازات المعاصرة ،بينما في نفس القرن
تجد فالسفـــة ألمــان وفالسفة فرنسيين وفالسفة اإلنجليز ،فنحــن لم ندخـــل في تدريس الفلسفة بكيفية «إقليمية» ،نحن ندرس الفكــر الفلسفي بمعنـاه الواسع.
في النهايــة لم يقتنــع الوزير ،وقال نحن سندرس الفكر اإلسالمي ،وتدريس الفلسفة ال يمر بالضرورة عبــر طريقتكم، وهكذا أصبحنا نحن األعضاء الخمسة في تلك اللجنة بدون عمل ،وفي هذه اللحظة، أواخر سنة ،1983تبين لي أنه من األفضل أن أبحث عن مكان آخر لالشتغال ،ألنه أصبح من غير الممكن أن أستمر مفتشا لمادة لم تعد موجودة في البرامــج والمقررات الدراسية ،فهذا سيكـون أمـــرا مفتقدا ألي معنى.
هنا انتقلــت ،بفضل بعض األصدقاء الذين قدموني لوزير اإلعالم آنذاك السيد عبد اللطيف الفياللـــي رحمه اهلل ،والذي أخذ الفكرة بجدية حيث عرض علي بداية االشتغـــال معــه في ديوانـه ريثما تتبين األمور .وعلمت بعدها أن الرجل قد كان من متابعي البرامج التي كنت أعدها لإلذاعة، الشاشة السوداء ،والمجلة السينمائية ،وقبل ذلك بقليل كنت في التلفيزيون أعد برنامج النادي السينمائي ،وكان السي الفياللي من الناس الذين تابعوا هذه الحصص ،وهكذا اشتغلت معه في الديوان لمدة تقارب الشهر فقط من أجل التأقلم ،وذلك قبل أن يخبرني بأنه سيقوم بتعييني مديرا للبرامج باإلذاعة والتليفزيون ،وقال لي :إن النصيحة التي أقدمها لك هي أننا ال نتوفر على اعتمادات مالية كافية ولذلك فنحن نريد عمال يجذب اهتمام الناس ،وكانت خاللها قناة 2Mتنجز فقط 7أو 8ساعات من البث في اليوم.
عبد اللطيف الفياليل