Achamal n° 1025 le 24 Décembre 2019

Page 1

‫نور الدين الصايل‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫الحلقة‬ ‫الخامسة‬

‫وهنا تدخل إدريس البصري وزير الداخلية آنذاك بشكل مباشر‪،‬‬ ‫ونتج عن ذلك أن انتهى األمر بإقالة عبد اللطيف الفياللي من منصبه‬ ‫في وزارة اإلعالم‪ ،‬واكتفي به في الخارجية فقط‪ ،‬وهكذا ضم وزير‬ ‫الداخلية إدريس البصري حقيبة اإلعالم إلى نفسه‪ ،‬فأصبح بالتالي‬ ‫هو الوزير المباشر بالنسبة إلينا‪.‬‬

‫أي مستقبل للعالقات المغربية الجزائرية؟‬

‫الرئيس الجزائري الجديد‬ ‫عبد المجيد تبون وأول خطأ‬ ‫دبلوماسي تجاه المغرب‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫انطالق الميركاتو الشتوي‬ ‫في المغرب‬

‫ساهمت بنسبة ‪%8،6‬‬ ‫في الناتج الداخلي الخام‬

‫إعالم جهوي متقدم‬ ‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫صفحة ‪6‬‬

‫صفحة ‪17‬‬

‫العدد ‪ 1025‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 27‬ربيع الثاين ‪� 24 / 1441‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫اتحاد طنجة يمر‬ ‫بفترة عصيبة ويحتاج‬ ‫لتعزيز صفوفه‬

‫صفحة ‪19‬‬

‫اليوم العالمي للغة العربية‬

‫كتائب «العامية» بالمغرب‬

‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫كما يعرف الجميع فإن االحتفال باللغة العربية عالميا (اللغة الفصحى طبعا) يصادف يوم ‪18‬دجنبر من كل سنة‪ ،‬لكونه اليوم الذي أصدرت فيه‪ ‬الجمعية‬ ‫العامة لألمم المتحدة‪ ‬قرارها رقم ‪ ،3190/1973‬والذي تقرر بموجبه إدخال‪ ‬اللغة العربية‪ ‬ضمن‪ ‬اللغات الرسمية‪ ،‬ولغات العمل في‪ ‬األمم المتحدة‪ .‬وهو اقتراح‬ ‫كان قد تقدمت به‪ ‬المملكة المغربية‪ ‬والمملكة العربية السعودية‪ ‬خالل انعقاد الدورة ‪ 190‬للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو‪.‬‬ ‫يتحدث اللغة العربية‪ ،‬بصفتها لغة أولى‪ ،‬ما يفوق نصف مليار من الناس‪ ،‬ويتحدث بها‪ ،‬بصفتها لغة ثانية أكثر من مليار نسمة‪.‬‬ ‫ويأتي هذا التذكير‪ ،‬هنا‪ ،‬لتوضيح أمر أساسي هو أن اللغة العربية مثلت دائما اختيارا معتبرا لفئة تشكل جزء بنيويا من مجموع ساكنة األرض‪ ،‬بصرف النظر‬ ‫عن كون فكرة العدد قد ال تكون مجدية في رصد بقاء أو حيوية أية لغة‪.‬‬ ‫وقد عرفت اللغة العربية عبر تاريخها الراسخ تجاذبات قوية بخصوص مسألة أحقية تمثيليتها لألجناس واإلثنيات واألعراق المشكلة لمكوناتها الجغرافية‪،‬‬ ‫تبلورت في عدة ردود‪ ،‬طبعا تبقى أهمها في المرحلة المعاصرة الدعوة التي تزعمها في ستينيات القرن سعيد عقل‪ ،‬أحد أكبر دعاة‪ ‬القومية‪ ‬اللبنانية‪ ،‬وأحد أكبر‬ ‫الذين ساهموا في تأطير فكرها‪ ‬اإليديولوجي‪ ‬من خالل التركيز على «الخاصية اللبنانية» المستندة على العنصر الفينيقي غير المنتسب إلى المحيط العربي‪.‬‬ ‫ودعوة سعيد عقل كانت صريحة بخصوص التخلي عن اللغة العربية الفصحى‪ ،‬واستبدالها باللهجة العامية كلغة قومية لبنانية استخدمت أبجدية التينية‬ ‫بأحرف مصممة حديثا لتتناسب مع علم األصوات اللبناني حيث‪ ‬احتوت ‪ 36‬حرف ًا‪.‬‬ ‫المغرب المعاصر لم يستثنى من هذه التجاذبات‪ .‬وهكذا عرف في اآلونة األخيرة مبادرة فريدة من نوعها قادها نورالدين عيوش‪ ،‬ودعا من خالها إلى‬ ‫تدريس «العامية» وترسيمها كلغة وطنية‪ ،‬بل وألف إثرها قاموسه الشهير خاصا بشرح ألفاظ «العامية»‪ .‬وهي المبادرة التي عرفت أكبر نسبة «تفكيه» على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫لم يقتصر األمر على «عيوش»‪ ،‬بل تعداه إلى بروز «كتائب» مجندة انتشرت في اإلعالم بكل أصنافه‪ ،‬وفي مواقع التواصل االفتراضي‪ ،‬وبين المدونين‪،‬‬ ‫وتعداه األمر إلى يافطات اإلشهار العمومية‪ ،‬والمنشورات الدعائية‪...‬تعمل جادة على ترسيخ استعمال «العامية» في المجال التداولي االجتماعي بعد أن فشلت‬ ‫في فرضه دستوريا‪.‬‬ ‫هذه «الكتائب» المجندة تواجَه اليوم بحالة «استهزاء» عارمة من قبل المغاربة الذين يرون في فتحهم لمعركة الفصحى والعامية تحويال مشيطنا لمجال‬ ‫المعركة الحقيقي المتمثل في محاربة الظلم والفساد‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫‪ 500‬قاصر مغربي‬ ‫يعيشون في العراء‬ ‫في سبتة لرفضهم‬ ‫البقاء في مراكز اإليواء‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫بدعة‬ ‫دستورية ؟‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫محمد العطالتي‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫‪atlati.mohammed@gmail.com‬‬

‫أفادت تقارير إسبانية أن سلطات مدينة سبتة‬ ‫المحتلة‪ ،‬أحصت وجود ‪ 500‬قاصر غير مصحوب‬ ‫دخلوا المدينة بطريقة غير شرعية‪ ،‬غالبيتهم من‬ ‫المغاربة‪.‬‬ ‫وأوضحـت التقارير إن حكومـة المدينة تعـرف‬ ‫حالة طوارئ بسبــب الضغـط الكبير للقاصرين‬ ‫الذين يعيش أغلبيتهم حالة التشرد بين شوارع‬ ‫المدينة ومينائها‪ ،‬رافضين البقـــاء في مراكــــز‬ ‫اإليواء‪.‬‬ ‫وأشارت مصادر محلية أن ‪ 60‬قاصراً مغربياً‬ ‫غير مصحوب دخلوا إلى المدينة خالل األسابيع‬ ‫األولى من شهر كانون األول‪ /‬ديسمبر الجاري‪،‬‬ ‫حيث إن المشاكل الموجودة على مستوى معبر‬ ‫«تراخال» وعدم السيطرة الجيدة على المنافذ‬ ‫الحدودية قد ساهم في تفاقم الوضع‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر نفسها أن عدم وجود سيطرة‬ ‫حقيقية على حدود معبر «تراخال» له عالقة كبيرة‬ ‫بالوضع الحالي‪ ،‬ألنه هو الطريق الذي اختاره‬ ‫القصر لدخول سبتة والذهاب مباشرة إلى الميناء‪،‬‬ ‫والبحث عن وسيلة للهروب إلى إسبانيا‪ ،‬حيث إن‬ ‫هذا المعبر هو أسهل الطرق التي تسمح بدخول‬ ‫عدد أكبر من المغاربة القاصرين وليس فقط‬ ‫البالغين‪.‬‬ ‫وقالت وزارة الداخلية اإلسبانية‪ ،‬في تموز‪/‬‬ ‫يوليو الماضي‪ ،‬ان مدينة سبتة تأتي في المركز‬ ‫األول من حيــث استقبالهــا للقاصريــن غيــر‬ ‫المصحوبين‪ ،‬يليها إقليم أندلوسيا‪ ،‬ثم مليلية‬ ‫وكاتالونيا‪ ،‬ويشكل القاصرون المغاربة ‪ 75‬في‬ ‫المئة من مجمــوع القاصريــن غير المصحوبين‬ ‫الموجودين على أراضيها‪.‬‬

‫طفات‬

‫«مقت‬

‫من ك‬

‫تاب»‬

‫‪2‬‬

‫بعد مضي فترة طويلة على مرحلة‬ ‫المواعيد الرسمية وعلى لحظات المحطات‬ ‫االنتخابية التي جـاءت بعـد التعديـــالت‬ ‫المجراة على القانون األساسي للمملكة‬ ‫وما تبعه من إصدار دستور جديـد‪ ،‬ال بد‬ ‫أن األمر يستدعـي‪ ،‬وعلى وجه السرعــة‬ ‫الخالقـــة‪ ،‬الخوض في مهــام التقيــيم‬ ‫الموضوعي لواقع المغـرب الراهن‪ ،‬دون‬ ‫مجافاة للحقيقـة وابتعــاد عن الصواب‪،‬‬ ‫ودون االختباء وراء «الستائر اإليديولوجية‬ ‫والثقافية» البائدة‪.‬‬

‫أما ما لحق الصحة من علل وأوباء فهي‬ ‫غير قابلة لإلحصاء واالستكشــاف‪ ،‬ظهر‬ ‫معها صنف جديد من األطبــاء «الرقــاة»‪،‬‬ ‫أما السكن فقد كــان موضوع تالعبات‬ ‫اغتنى من ورائها «الثعالب» وانتشر العباد‬ ‫في مستنقعات العشوائيات كاألرانب‪ ،‬أما‬ ‫الفقر فقد خيم على البــر والجـو والبحر‪،‬‬ ‫حيث بإمكانك أن تصادف كل يـــوم ألف‬ ‫متسول ومتسولة وهم يمارسون طقوس‬ ‫االستجداء‪.‬‬

‫و بالطبع‪ ،‬فإن التقييم الموضوعي‬ ‫َ‬ ‫يطول‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬واقع حياة‬ ‫يجب أن‬ ‫المغاربة ودرجة تطور مسارهم في اتجاه‬ ‫الحصول على حياة مستقرة تنتفي فيها‬ ‫مظاهر البؤس وتنتشر فيها عالمات الفرح‬ ‫ومؤشرات السعادة‪ ،‬فالسعادة غاية البشر‬ ‫ومنتهاها‪.‬‬

‫من هنا فإن األسئلة المركزية اآلتية‬ ‫مباشرة بعد إجراء التشخيص الموضوعي‪،‬‬ ‫تكتسب قوتها وبرهانهـا ألنهــا أسئلة‬ ‫تبحث في األسباب التي أدت إلى تشكل‬ ‫هذا الواقع المريـع ؟ فلماذا يغامر الفقراء‬ ‫بحياتهم من أجــل حلم ؟ ولمـاذا يتجنس‬ ‫الميسورون بجنسيات أخرى؟ ولماذا تنعم‬ ‫القلة برغد العيش وتشقى الكثرة بالفقر‬ ‫والمرض والجهل؟‬

‫ومن أجل تقييم األشياء على حقيقتها‪،‬‬ ‫فإن تشخيصها‪ ،‬بحسب قواعد الموضوع‪،‬‬ ‫يعتبر أول مرحلــة في العمليـة‪ ،‬وهــذا‬ ‫إنها أسئلة كثيفـة ومعقدة األطراف‬ ‫يعني‪ ،‬بالنسبة للمجتمــع المغربـي‪ ،‬كما‬ ‫بالنسبة لمجتمعـــات بشرية أخــرى‪ ،‬أن والجوانب‪ ،‬لكنها واضحــة بشكــل ال غبار‬ ‫هذا التشخيص يجب أن يشمل العناصر عليه‪ ،‬أسئلة لم تجب عنها حكومات متعاقبة‬ ‫األساسية المفترض وجودها بالضــرورة منذ االستقالل وإلى يوم الناس هذا‪ ،‬لقد‬ ‫لضمان لحياة رغيدة‪.‬‬ ‫مرت بالمغرب عواصف هوجـاء كادت في‬ ‫العناصــر‪ ،‬المعلومـــة من الحيــــاة مناسبات عديدة أن تسقطــه في وضــع‬ ‫بالضرورة‪ ،‬األساسية لبلوغ العيش الرغيد‪ ،‬أشد بؤسا من الحاضر‪ ،‬وخالل كل فترات‬ ‫أجملها حسـن أوريد في «خمسة ملفات العواصف فإن السبب كان واحدا هو الجهر‬ ‫أساسيــة‪ ،‬هي «التعليم‪ ،‬الصحـة‪ ،‬السكن‪ ،‬بمطالب العدالة والتوزيع العادل للسلطة‬ ‫الفقر والشغــل»‪ ،‬فاألمر يتعلق بوجــوب والمال‪.‬‬ ‫توفير تعليم قوي وصحــة وسكن وشغـل‬ ‫لقـد فشلـت الحكومات المتعاقبة في‬ ‫للجميع‪ ،‬والقضاء على الفقر‪.‬‬ ‫بناء مغرب قوي وعادل‪ ،‬ونجحت في إخفاء‬ ‫وضع هــذه األشيــاء الخمس مجتمعة‬ ‫تحت مجهر التقييم يفيد بأن المغرب األعراض المدمرة لسوء اإلدارة والتسيير‪،‬‬ ‫يعيش على وقع تدهور عميق على مستوى فهل بإمكــان «لجنــة النموذج التنموي»‬ ‫التعليم والتدريس‪ ،‬فالمدارس والجامعات أن تنجــح فيمـا فشلت فيه الحكومــات؟‬ ‫العمومية ال تنتج من البلداء واألغبياء سوى أم أن األمر ال يعدو كونه مجرد «بدعــة‬ ‫من «اتصل منهم بالغفلة بسبب متين»‪ ،‬دستورية» ؟‬

‫«وبعد ؛ فإني لما شرعت في جمع أخبار األذكياء‪ ،‬وذكرت بعض المنقول عنهم ليكون مثا ًال‬ ‫يُحتذى‪ ،‬آثرت أن أجمع أخبار الحمقى والمغفلين‪ ،‬هكذا قدم جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن‪،‬‬ ‫المعروف بابن الجوزي‪ ،‬الذي عاش في القرن السادس للهجرة‪ ،‬مؤلفه‪« :‬أخبار الحمقى والمغفلين‪،‬‬ ‫من الفقهاء و المفسرين‪ ،‬والرواة والمحدثين‪ ،‬والشعراء والمتأدبين‪ ،‬والكتاب والمتعلمين‪ ،‬والتجار‬ ‫والمتسببين‪ ،‬وطوائف تتصل بالغفلة بسبب متين»‪.‬‬ ‫في هذا الركن‪ ،‬سننشر مقتطفات من هذا الكتاب التراثي باعتباره يستحق إمتاع القارئ‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫محمد وطـــا�ش‬ ‫محمد العطـالتي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫“ عالمات ا ُ‬ ‫حلمق»‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫« ومن‬ ‫ال�سنُّ‬ ‫ِ‬ ‫�ساب �شيءٍ ِمن ال ِع ْلم و�إنْ َق ّل‪ ،‬ف�إذا َغ َل َب ِّ‬ ‫عالمات ال ْأحمق ُخ ُل ُّو ُه من ال ِع ْل ِم � ْأ�ص ًال ‪ ،‬ف�إنّ الع ْق َل ال ُبدَّ �أنْ ُي َح ِّرك �إلى ا ْك ِت ِ‬ ‫ول ُي َح ِّ�ص ْل �شيئ ًا منَ ال ِع ْلم د ََّل على ا ُ‬ ‫َ‬ ‫مَ ْ‬ ‫حل ْمق‏‪.‬‏ قال الأعم�ش‏ ‏‪� :‬إذا ر� ُ‬ ‫�شيء منَ ال ِع ْلم � ْأح َب ْب ُت �أنْ � ْأ�ص َف َعه‏‪.‬‏ وقال‬ ‫أيت‬ ‫ال�شيخ ل ْي َ�س ِعنْد ُه ٌ‬ ‫إليه َ‬ ‫فاع َل ْم �أ َّن ُه‬ ‫واحد‪َ ،‬ف َحدِّ ْث ُه ِب‬ ‫حديث ال أَ� ْ�ص َل َله‪ ،‬ف�إِنْ ر�أ ْي َت ُه � ْأ�صغى � ِ‬ ‫م ِل ٍ�س ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وق ِب َله‪ْ ،‬‬ ‫الأ�صمعي‏‪:‬‏ �إذا �أ َر ْد َت �أن َت ْع ِرف ع ْق َل ال َّر ُجل يف جَ ْ‬ ‫� ْأح َمق و�إنْ َ�أ ْن َك َر ُه فهو عا ِقل‏»‪.‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫درد‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫حين حضرتُ عشية الجمعة ‪ 22‬نوفمبر ‪ 2019‬األمسية التأبينية لفقيد الحركة الوطنية‬ ‫األستاذ عبد السالم الصفار‪ ،‬احتفظتُ على غير عادتي بالمطوية التي تسلمتها بمدخل قاعة‬ ‫المكتبة الداودية‪ ،‬ألستعين بها وأتكئ عليها في دردشتي هاته‪.‬‬ ‫المطوية تصدرتْها صور ُة األستاذ الصفار‪ ،‬رحمه اهلل وأكرم مثواه‪ ،‬وفوقها ُكتب بخط واضح‬ ‫اسما الجمعيتين اللتين نظمتا األمسية‪ ،‬وهما‪ :‬النادي الثقافي عبد القادر الشمشام‪ ،‬ومؤسسة‬ ‫محمد داود‪.‬‬ ‫وانفردت الصفحة الثانية بالبرنامج‪.‬‬ ‫واختصت الصفحة الثالثة بنبذة موجزة لحياة الراحل‪.‬‬ ‫وكان أول ما افتتحت به الجلسة األولى‪ ،‬قراءة الفاتحة على روح المرحوم‪ ،‬ثم قراءة آيات بينات‬ ‫من الذكر الحكيم‪.‬‬ ‫وآخر ما ختمت به الجلسة الثانية‪ ،‬توزيعُ الشواهد على المتدخلين السادة األساتذة‪ :‬محمد‬ ‫الفهري‪ -‬رضوان احدادو ‪ -‬عبد اللطيف شهبون‪ -‬قطب الريسوني‪ -‬إسماعيل شارية‪ -‬سعيد يفلح‬ ‫العمراني‪ -‬البشير المسري‪ -‬عبد القادر الزكاري‪ -‬األستاذة حسناء داود‪ -‬األستاذ محمد امغارة الذي‬ ‫أتحفنا بشريط مصور لمسيرة الراحل‪.‬‬ ‫وتناولت الشهادات التي قيلت في حق الرجل ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫انخراطه ‪ -‬وهو ابن عشر سنوات‪ -‬في حزب اإلصالح الوطني‪ ،‬وتعرُّضَه ألذى المحتل‬ ‫‪-1‬‬ ‫اإلسباني من ضرب وتنكيل‪ ،‬وزجٍّ في غياهب السجون‪ ،‬خصوصاً إثر انتفاضة ‪.1948‬‬ ‫‪ - 2‬اتصاَله ‪ -‬عبر البريد اإلنجليزي ‪ -‬بالسلطان محمد الخامس طيلة فترة تواجُده بالمنفى‪،‬‬ ‫وتزويدَ جاللته بمجريات األمور‪ ،‬وصور المظاهرات والتجمعات التي كان ينظمها حزب‬ ‫اإلصالح الوطني بتطوان‪ ،‬وما تمخض عنه هذا المجهود المبذول‪ ،‬من إشادة جاللة الملك‬ ‫– بعد عودته من المنفى – بمواقف عبد السالم الصفار‪ ،‬ووطنيته وجهاده‪.‬‬ ‫‪ - 3‬دورَه الريادي في التعليم الحر بتطوان‪ ،‬إذ أسس رفقة إخوانه في جمعية الطالب المغربية‪:‬‬ ‫مدرسة الشَّعب‪ ،‬ومدرسة موالي الحسن‪ ،‬ومدرسة األميرة عائشة‪ ،‬ومدرسة األميرة فاطمة‪،‬‬ ‫التي عُرفت فيما بعد باسم مدرسة الفضيلة‪ ،‬والتي تولى إدارتها منذ ‪ 1953‬إلى أن أرغمه‬ ‫المرض على تسليمها ليدٍ أمينةٍ‪ ،‬هي يدُ ابنه البكر األستاذ عمر الصفار وفقه اهلل‪.‬‬ ‫‪ - 4‬انتخابهُ عضواً للمجلس البلدي بتطوان ثالث مرات متواليات منذ ‪ ،1962‬وكيف كان أثناء‬ ‫هذه الفترات الممثل األمين للمدينة وسكانها‪ ،‬والمدافع الغيور على مصالحها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تحية شكر وامتنان‪ ،‬لجميع الذين ساهموا في إنجاح هذه الجلسة‪ ،‬والرحمة والمغفرة للراحل‬ ‫َ‬ ‫العزيز‪ ،‬والصبرَ‬ ‫الجميل ألهل بيته ورفاقه‪.‬‬

‫شفشاون ‪2019‬‬ ‫‬‫ها هي سنة ‪ 2019‬توشك أن تودعنا‪ ،‬قد نقاربها من زاوية شخصية‬ ‫أو زوايا أخرى متعددة‪ ،‬وهنا اخترت أن أتناولها من زاوية «سياسة القرب»‬ ‫الجارية على ألسنتنا في كل وقت وحين‪ ،‬فالهموم الذاتية ال تعد و التحصى‬ ‫وقد تكون موضوعا ليوميات أو محكيات متنوعة‪ ،...‬في حين أن الشأن‬ ‫الجماعي إذا تم تناوله موضوعيا يمكن أن يكون نظريا محط اتفاق أو اختالف‬ ‫من كتل محصورة‪.‬‬ ‫شفشاون في سنة ‪ 2019‬عاشت أحداثا خلفت نقاشا فارقا وسط الرأي‬ ‫العام انعكست أثاره على أحاديث الشارع العام وكذا على تدوينات وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي واإلعالم بصفة عامة‪.‬‬ ‫كان أول األحداث فنيا تشكيليا وهو صباغة الدروج الخارجية المؤدية إلى‬ ‫الباب الرئيسي لمقبرة وضريح موالي علي بن راشد باأللوان القوس قزحية‪،‬‬ ‫هذا الحدث كان يمكن أن يمر خلسة و دون انتباه‪ ،‬لكن التأويل األخالقي الذي‬ ‫أعطي لتلك األلوان أدخله‬ ‫إلى ساحة النقاش العام‪،‬‬ ‫وتمخض عنه تدافع قانوني‬ ‫يتعلق باالختصاص الترابي‬ ‫وبمن يملك قرار الترخيص‬ ‫الستثمار الفضاءات العمومية‬ ‫فنيا على اعتبار أنها فضاءات‬ ‫عمومية مشتركة‪.‬‬ ‫ومع أن النقــاش كـــان‬ ‫فيه تجاذب صحي وأخذ ورد‬ ‫بين األطراف المؤسساتية‬ ‫واألشخاص‪ ،‬فقـــد تكفلــت‬ ‫األيام بتجميـــد اإلشكــال‬ ‫فبهتت األلوان وكأن شيئــا‬ ‫لم يكن‪ ،‬في حين أن الهوية‬ ‫البصرية للمدينــــة وكــل‬ ‫تجديد أو تزيين فيها‪ ،‬تبقى‬ ‫شأنا يحتاج إلى حوار وتشاور‬ ‫بين األطراف المؤسساتية و المجتمع المدني دون خلفيات أو انغالق أو توتر‬ ‫زائد عن مقتضى الحال‪.‬‬ ‫الحدث الثاني إداري تنظيمي مرتبط بالشرطة اإلدارية ويتعلق بما‬ ‫سمي ب»تحرير الملك العمومي الجماعي»‪ ،‬هذا التحرير‪ ،‬كما يرى المراقبون‬ ‫للشأن المحلي‪ ،‬كان مطلبا لفئات عريضة من المجتمع الشفشاوني بحت‬ ‫حناجرها‪ ،‬وكذا بشكل ضمني انشغاال للمؤسسة المنتخبة التي كانت تتعامل‬ ‫مع الزحف التجاري العشوائي ببرغماتية و تحفظ بمبرر أن إشكال استباحة‬ ‫معالم المدينة السياحية وساحاتها وشوارعها و أزقتها وكل شبر فيها تقريبا‪،‬‬ ‫يفرض للتغلب عليه التعاون و التنسيق‪ ،‬كل في إطار اختصاصاته‪ ،‬بين‬ ‫المؤسسات والسلطات المعنية‪...‬‬ ‫ومع أن الحدث تخللته بعض المناوشات و المقاومات‪ ،‬وكذا بعض‬ ‫العثرات المنهجية والتواصلية‪ ،‬حسب المتتبعين‪ ،‬فإن عملية التحرير حظيت‬ ‫برضى الرأي العام الشفشاوني لكون المدينة استعادت من خاللها‪ ،‬إلى‬ ‫حد ما‪ ،‬أنفاسها الطبيعية ورونقها‪ ،‬إال أن الضرورة‪ ،‬حسب نفس المتتبعين‪،‬‬

‫‪3‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫تقتضي الحيطة والحذر حتى ال تعود حليمة لعادتها القديمة‪ ،‬وتقتضي أيضا‬ ‫استمرار اجتراح الحلول االجتماعية الناجعة لرفع كل تضرر‪.‬‬ ‫الحدث الثالث انبجس فجأة ودون سابق إنذار‪ ،‬وربما تفقس عن الحدث‬ ‫السابق‪ ،‬وهم النقاش الحاد حول الهوية البصرية للمدينة القديمة ما بين‬ ‫األزرق واألبيض «المرشوش» بالنيلة (الشيبي)‪ ،‬حيث انقسم الرأي بين‬ ‫منتصر للون األزرق والذي عزز صف أغلبية مجلس المدينة ورئيسه على‬ ‫اعتبار أن مس «األزرق» خط أحمر لكون مصير المدينة السياحي والتنموي‬ ‫أصبح مرتبطا به كعالمة تجارية ترابية‪ ،‬وبين منتصر للون المدينة التاريخي‬ ‫المتوارث(األبيض الذي يرش بالنيلة)‪ ،‬ومنتقد للفوضى التي سقطت فيها‬ ‫الهوية البصرية للمدينة‪ ،‬والذي انحاز إليه بعض المثقفين وعلى رأسهم‬ ‫شاعر المدينة عبدالكريم الطبال‪ ،‬الذي ارتبط عنده هذا اللون بذكرى‬ ‫األندلس و بالصفاء‪.‬‬ ‫وقــد تمخــض هذا‬ ‫التدافع عن احتـرام ذائقة‬ ‫السكــان و الدعـــوة إلى‬ ‫تأطيـــر هذه الذائقة بما‬ ‫يقيها من الزيغــــان في‬ ‫إطار الضوابط التعميرية‬ ‫المعمول بها‪.‬‬ ‫الحـدث الرابع والذي‬ ‫سرق األضـواء في األيـام‬ ‫األخيرة هو ورش النظافة‬ ‫الذي استفات منـه مقبرة‬ ‫موالي علي بن راشد التي‬ ‫تطل على الشارع الرئيسي‬ ‫للمدينة والذي باشرته‬ ‫السلطة المحلية باعتماد‬ ‫أساسي على أعوانها‪ ،‬حيث‬ ‫أعــاد هذا الورش النقاش‬ ‫العمومي إلى االحتــدام حول دائرة االختصاصات بين المؤسسة المنتخبة‬ ‫والسـلطة اإلدارية‪ ،‬على اعتبار أن نظافة المقبرة‪ ،‬حسب المتعجبين‪ ،‬موكولة‬ ‫إلى الشركة التي تدبر مرفق التطهير الصلب وفق اتفاقية التدبير المفوض‬ ‫في الموضوع‪ ،‬في حين أن شريحة المتعاطفين مع الورش استحسنته‬ ‫كفعل يدخل في خانة الخير الذي يؤجر صاحبه‪ ،‬خصوصا وأن األمر يتعلق‬ ‫بمقبرة رئيسية تحتاج إلى عناية مستمرة‪ ،‬ألن لها رمزية وموقع استراتجي‬ ‫بالمدينة‪.‬‬ ‫وأنا أتذكر هذه األحداث‪ ،‬فقد كان حدث المناظرة الوطنية حول‬ ‫الجهوية المتقدمة الذي تابعت أطواره في الصباح والمساء يسائلني و يستفز‬ ‫تفكيري‪ ،‬فكثير مما قيل في هذا افتتاحية هذا المناظرة وورشاتها له عالقة‬ ‫بشكل ما بأحداث شفشاون ‪ 2019‬التي كتبت عنها‪ ،‬إذ أن ورش الالمركزية‬ ‫رغم الخطوات الكبيرة التي خطاها والمكتسبات الكثيرة التي حققها يستدعي‬ ‫دائما إعمال أدوات التقييم والتشديب والتقويم والتجويد التي تسمح بتدقيق‬ ‫االختصاصات وتحديث اآلليات وتقوية الموارد‪ ،‬وترسيخ قيم الثقة و التعاون‬ ‫والتضامن والتكامل ومستلزمات الحكامة الرشيدة‪.‬‬

‫ندوة ‪ :‬التطرف‬ ‫العنيف بالمغرب‬ ‫‪4/3‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في موضوع «المقاربة االستباقية في مواجهة التطرف العنيـف»‬ ‫قدم السيد رشيد السميري؛ ممثل المديرية العامة لألمن الوطني‪،‬‬ ‫عرضا حول التجربة المغربية في محاربة اإلرهاب بين في بدايته أن‪:‬‬ ‫ اإلرهاب يهدد السالم واألمن الدوليين وهو في اتساع‪!..‬‬‫ موقف المغرب واضح حازم إزاء هذا الخطر؛ وهو منخرط في‬‫كافة الجهود الدولية الرامية إلى نشر قيم التسامح واالعتدال‪.‬‬ ‫ العقل اإلرهابي منذ سنة ‪ 2003‬يلبس «قناع الدين»‬‫ قانون ‪ 03-03‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب يعالج‪:‬‬‫• تجريم األفعال الداخلية ضمن الجرائم‪.‬‬ ‫• القواعد المسطرية المتعلقة بالجرائم اإلرهابية‪.‬‬ ‫• المعلومات المالية‪.‬‬ ‫ أحداث ‪ 16‬ماي ‪ 2003‬حتمت على المغرب وضع استراتيجية‬‫متعددة األبعاد تنبني على‪:‬‬ ‫• النهوض بالجوانب االجتماعية والتربوية والدينية‪.‬‬ ‫• العمليات االستباقية‪.‬‬ ‫ خطة العمل لتنزيل االستراتيجية المذكورة تقوم على‪:‬‬‫• التعاون مع مختلف المصالح األمنية‪.‬‬ ‫• تعزيز الترسانة القانونية‪.‬‬ ‫• تأهيل العنصر البشري‪.‬‬ ‫• إنشاء مكتب وطني لمحاربة اإلرهاب‪.‬‬ ‫• استحداث مركز وطني لنفس الغاية‪.‬‬ ‫• معالجة المعلومات المالية (تمويل اإلرهاب)‬ ‫ أسس عمل المصالح األمنية ترتكز على‪:‬‬‫• تعزيز الموارد البشرية األمنية‪..‬‬ ‫• تبادل المعلومات األمنية محليا ووطنيا‪.‬‬ ‫• تكثيف المراقبة األمنية‪.‬‬ ‫• مراقبة األنترنيت‪.‬‬ ‫• تتبع ذوي السوابق القضائية‪.‬‬ ‫• تنظيم حمالت أمنية استباقية‪.‬‬ ‫• إعداد برامج تحسيسية خاصة بالوسطين المدرسي والمدني‪.‬‬ ‫• تقوية قدرات الرصد في مواقـع العبـور بالحـدود (الموانئ‪-‬‬ ‫المواقع البرية)‬ ‫• اعتماد تعاون مع الدول الصديقة‪.‬‬ ‫•التعاون مع المنظمات الدولية‪.‬‬ ‫ استغالل الجماعات اإلرهابية للمتغيرات االجتماعية التي عرفتها‬‫الساحة العربية سنة ‪ 2011‬لتأسيس قواعـد خلفيـة والحصول على‬ ‫موارد إعالمية خاصة شبكـــات التواصل االجتماعي للترويــج «لدولة‬ ‫الخالفة»‪.‬‬ ‫ استقطاب العديد من أبناء الجاليات المقيمة في الخارج وكذا‬‫أبناء مواطني الدولة المغربية‪.‬‬ ‫ المملكة المغربية لم تكن في منأى عن نتائج هذه المتغيرات‪.‬‬‫ قانون ‪ 86.14‬بتاريخ ‪ 2015/06/01‬المرتبط بظاهرة االلتحاق‬‫ببؤر التوتر‪.‬‬ ‫ تلقي المستقطبين من الخاليا اإلرهابية لتداريب داخل أو خارج‬‫المملكة الرتكاب جرائم إرهابية‪.‬‬ ‫ تزايد أعداد المقاتلين اإلرهابيين العائدين بعد اندحار تنظيم‬‫«الدولة اإلسالمية» «داعش»‪ ..‬مما يطرح تحديات جديدة بالنظر إلى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مراكمتهم خبرة إرهابية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تكوينهم اإليديولوجي المتطرف‪.‬‬ ‫ج‪ -‬كونهم قنابل موقوتة قابلة للتفعيل‪.‬‬ ‫د‪ -‬استعمالهم لجوازات سفر مزورة‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬تصريحهم وحملهم لجوازات سفر مغلوطة‪..‬‬ ‫و‪ -‬استخدامهم لمسارات الهجرة غير الشرعية‪..‬‬ ‫ تصنيف المجموعات اإلرهابية إلى‪:‬‬‫أ‪ -‬صنف قاتل حتى قتل‪..‬‬ ‫ب‪ -‬صنف غادر عبر الحدود التركية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬صنف اختفى دون معرفة وجهته!؟‬ ‫ المقاربة األمنية المعتمدة تستند إلى‪:‬‬‫• شراكات من التعاون الصادق‪.‬‬ ‫• مقاربة تشاركية‪.‬‬ ‫• تفعيل اتفاقيات التعاون الدولي‪.‬‬ ‫• تفعيل نظام المعلومات‪.‬‬ ‫• تفعيل الجهود الوطنية لتطوير آليات مراقبة الحدود (مدريد‪/‬‬ ‫الرباط‪/‬باريس‪/‬بروكسيل)‪.‬‬


‫الشمال الفني‬

‫ح‬

‫‪4‬‬

‫وا‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1025‬ـ الثالثاء ‪ 24‬إلى ‪ 30‬ديسمبر ‪2019‬‬

‫الفنان والنحات‬

‫محمد غزولـة‬

‫محمد غزولة‪،‬واحد من النحاتين المرموقين بالمغرب‪،‬يتميزبأسلوبه الذي يعتمد على االشتغال ببقايا‬ ‫ومتالشيات القطع الحديدية‪،،‬يطوع هذه القطع بمهارة كبيرة ويحول هذه المواد الصلبة والخشنة‬ ‫إلى تحف فنية تنطق بمعالم الجمال والفرح‪ ،،‬هو يغازل ذاكرتنا الجماعية بإبداع حاالت الفرح التي تغمر‬ ‫اإلنسان في عالقته بالموروث الثقافي والفني ‪...‬يقدم لنا مشاهد الفرح عبر نحت حاالت عزف ورقص ولعب‬ ‫طفولي‪ ،‬يعرج بنا أيضا نحو جلساتنا الحميمية حول «براد الشاي» الذي يجمعنا‪.‬‬ ‫هو صديق للفرح رغم اإلحباط الذي الزمه من أجل فرض فن النحت ضمن المكونات األخرى للفنون‬ ‫التشكيلية‪،‬أعتبره شخصيا فنانا مناضال ألجل هذه الغاية السامية ‪..‬ورغم الجحود الذي يواجه به‪،‬الزال‬ ‫يراوده حلم يتمثل في إنجاز منحوتات بالفضاء العام بتطوان‪ ،‬ومن أجل هذه الغاية‪،،‬طرق مجموعة من‬ ‫األبواب‪،‬وقدم العديد من المشاريع ‪،‬لكن دون جدوى ‪.‬‬ ‫اغتنمت الشمال فرصة معرضه الحالي الذي ينظمه له المعهد الوطني للفنون الجميلة برواق المكي‬ ‫مغارة بتطوان‪،‬وأجرت معه الحوار التالي ‪:‬‬ ‫حاوره ‪ :‬يوسف سعدون‬ ‫• من يكون الفنان محمد غزولة ؟‬ ‫•• محمد غزولة فنان نحات خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة سنة ‪ 1988‬أمارس فن النحت منذ‬ ‫زمن طويل‪،‬قدمت خالله تجربتي الفنية التي تعتمد على توظيف المتالشيات من القطع الحديدية في أعمالي‬ ‫الفنية‪،‬وشاركت في مجموعة من التظاهرات الفنية داخل المغرب وخارجه‪.‬‬

‫• ماذا يمكن ان تقول لنا عن تجربتك الفنية ؟‬ ‫•• بدأت تجربتي الفنية منذ تخرجي من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة ( تخصص النحت)‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫بداياتي كانت منذ الطفولة حيث اكتشفت موهبتي في عالم التشكيل‪،‬وكنت أميل الى الرسم والصباغة كمرحلة‬ ‫أولى‪ ،‬راكمت بذاكرتي مجموعة من الصور عبر المشاهدة لعدة معارض وكنت أعيد إبداعها ‪ ,‬ومع الممارسة‬ ‫استطعت صقل موهبتي‪،‬وتطورت هذه الموهبة أثناء دراستي بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة‪.‬‬

‫• كيف جاء اهتمامك بالنحت ؟‬

‫•• التجربـة بدأت بالصباغــة الزيتيــة التي ظلــت‬ ‫بالنسبة لي مالذي المفضل للتعبير عن انشغاالتي‬ ‫وأحاسيسي‪،‬لكن‪،‬مع اختيــاري التخصص في النحــت‬ ‫بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة‪،‬وجدت نفسي أهجر‬ ‫الصباغة وأركز اهتمامي على هذا الفن المستعصي‪ ،‬بل‬ ‫إنني بعد تخرجي‪،‬صرت محترفا في مجال النحت‪ ،‬بحيث‬ ‫اشتغلت على الحديد كمادة أولية‪ ،‬وفلسفتي في اختياري‬ ‫لهذه المادة الصلبة هي أوال توظيف المتالشيات‬ ‫منها وكذا تطويعها لكي تتحول إلى أشياء ذات قيمة‬ ‫جمالية‪ ،‬إنني بهذه الطريقة أريد أن أقول أن الخشونة‬ ‫يمكن ترويضها وتحويلها للجمال والفرح‪ .‬ومع تراكم‬ ‫تجربتي‪،‬يمكن لي حاليا أن أتحدث عن أسلوب يحمل‬ ‫بصمتي وطابعي الخاص ‪.‬‬ ‫أعمالي تجريدية وتدخل في مجــــال النحــت‬ ‫التركيبي بحيث تتأرجح بين التجريدي والتشخيصي‪،‬‬ ‫البعد التجريدي يتمثل في تغييبي للتفاصيل‪ ،‬والبعد‬ ‫التشخيصي يكمن في الشكـــل العام الذي أقدم به‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫منحوتاتي تدعو المتلقي للخوض في مضمون‬ ‫العمل ‪ ،‬لكي يستشف ويستخلص كل تعبيراته وأبعاده‬ ‫الرمزية‪ ،‬وفي ما يخص تقنيات النحت أستعمل بقايا‬ ‫الحديد ‪ ,‬األسالك ‪ ,‬المسامير ‪ ,‬اللواليب ‪ ,‬أجزاء السيارات‬ ‫بحيث تساعد هذه األدوات في بناء العمل من جهة وفي المساعدة على التجريب الذي اعتبره أساس التطور في‬ ‫مجال النحت التركيبي ‪.‬‬

‫• ماذا عن معرضك الحالي المقام برواق المكي مغارة بتطوان ؟‬ ‫•• في البداية كانت الفكرة هي تقديم ملف لوزارة الثقافة لطلب دعم مشروع معرض فردي‪،‬لكن لألسف لم‬ ‫أتوصل بالدعم ‪ ,‬عندها قمت بطلب قاعة المكي مغارة من السيد مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة الدكتور‬

‫المهدي الزواق الذي رحب بالفكرة وبادر بأريحية كبيرة‬ ‫لتنظيم معرضي هذا‪،‬ووفر لي كل شروط النجاح بما في‬ ‫ذلك برمجته ضمن ليلة األروقة‪ .،‬وأغتنم هذه المناسبة‬ ‫ومن خالل منبركم لكي أجدد له شكري الكبير‪.‬‬

‫• ماذا عن واقع النحت بالمغرب ؟‬

‫•• بدأ المتلقي المغربي يهتم بهذا الفن وأصبح‬ ‫المجتمـع يقبل به كمكون إبداعـي بعدمـا ارتبط في‬ ‫مخيلته بموروث ال داعي للخوض في تفاصيله هنا‪،‬لكن‪،‬‬ ‫ورغم هذا االهتمام النسبي‪ ،‬فإن فن النحت ال يمكن‬ ‫ترويجه بسهولة‪،‬هناك صعوبات كبيرة في فرضه كواحد‬ ‫من مكونات الفنون التشكيلية ‪،‬حيث الزال اإلقبال على‬ ‫اللوحة أكثر‪ ،‬ونتيجة لهذه الوضعية‪ ،‬فالفنان النحات‬ ‫يعاني دائما من هذا المشكل‪،‬ونحن نسجل لألسف هذا‬ ‫التردي في الوقت الذي يعرف فيه النحت على المستوى‬ ‫العالمي تقدما وحضورا قويا ويتم توظيفه جماليا في‬ ‫الساحات العمومية والحدائق والمؤسسات‪،‬‬ ‫شخصيا تقدمت بالعديد من المشاريع للجهات‬ ‫المسؤولة من أجل إنجاز منحوتـات بالفضــاء العام‬ ‫بتطوان‪ ،‬وكانت أمنيتي أن أترك بصمتي الفنية في‬ ‫مكان ما بمدينتي‪ ،‬لكن لألسف أالقي دائما اإلهمال‬ ‫وعدم االستجابة‪،‬‬

‫• كلمة أخيرة ‪:‬‬

‫•• أتمنى ان يحظى هذا النوع من الفن باالهتمام الذي يستحقه وأن ينتبه إليه المسؤولون لكي يكون له‬ ‫حضور في فضاءاتنا العامة ومؤسساتنا وذلك من أجل نشر ثقافة الجمال ‪.‬‬ ‫وشكرا للشمال الفني الذي يعمل جاهدا على تغطية النقص الحاصل في اإلعالم الفني الجاد‪.‬‬


‫الشمال الفني‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫املعهد الوطني للفنون اجلميلة بتطوان‬ ‫ينفتح على بع�ض الأروقة اخلا�صة‬ ‫عمال باختياراتـه المتمثلــة في االنفتـــاح‬ ‫على مجموعة من المؤسسات الفنية العامة‬ ‫والخاصة‪،‬نظم المعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بتطوان معرضــا ‪ -‬بشراكــة مع رواق كانــت‬ ‫ومؤسسة سيرفانطيس بطنجة ‪-‬عنونه ب «من‬ ‫العين» بقاعة رواق‪.KENT‬‬ ‫وقدم المعهد أجياال مرت من فضاءاته‬ ‫العريقة والتي عملت على تطوير مشاريعها‬ ‫الفنية بروح منفتحة على مستجدات الفنون‬ ‫المعاصرة عبر العالم‪،‬سواء على المستوى‬ ‫التقني أو المفاهيمي وتعد هذه المبادرة اعترافا‬ ‫بهذه األسمـــاء الفنية الطموحة والتي ترسم‬ ‫بثبـــات خطواتها الفنيـــة المتألقة في الساحة‬ ‫التشكيلية‪،‬وكان حفل االفتتاح فرصة للحضور‬ ‫واالضطالع على هذه التجارب المتنوعة والجريئة‬ ‫وفتح حوار مباشر مع فنانين شباب يجسدون كل‬ ‫صور الطموح واالجتهاد والبحث الفني الجاد‪،‬‬ ‫األسماء التي اختارها المعهد في هذه‬ ‫الخطوة الفنية البديعة هي ‪:‬‬ ‫إنصاف العسري‪،‬‬ ‫أميمةالكرسيفي‪،‬‬ ‫خديجة الجايي‪،‬‬ ‫محمد نوجمي‪،‬‬ ‫محسن رحاوي‬

‫عن الإ�ساءة ملعامل‬ ‫اجلمال بالف�ضاءات‬ ‫والقاعات العامة‬ ‫• يوسف سعدون‬

‫ونقرأ في كاتالوغ المعرض تقديما بديعا‬ ‫للدكتور الناقد شرف الدين مجدولين الذي‬ ‫أكد من خالله «أن هذه األسماء هي نتاج‬ ‫لمؤسسة أكاديمية‪،‬وحصيلة لمدرسة فنية‪،‬في‬ ‫أكثر حلقاتها التصاقا بالراهن التشكيلي للفــن‬ ‫المعاصر بالمغرب‪،‬نتاج وامتداد يسعى لتقديم‬ ‫اجتهاد ال يخلو من صيغ مقنعة في حقل بات‬ ‫اليوم مزدحما بما ال حصر له من أساليب‬ ‫وإبدعات تعبيرية‪.‬‬ ‫* افتتح المعـــرض يوم ‪13‬دجنبــــر‬ ‫وسيستمر إلى غاية ‪13‬يناير‪.2020‬‬ ‫وكان لجريــدة الشمال شرف حضور حفل‬ ‫افتتاح هذا المعرض‪.‬‬

‫ي‪،‬س‬

‫«استهالل»‬ ‫حين ارتـأى المعهد الوطني للفنـون‬ ‫الجميلة تنظيم معرض ‪« :‬من العين»‪،‬‬ ‫بالشراكــة مع رواق «كانــت» ومعهـــد‬ ‫سيرفانتس بطنجة‪ ،‬كان الدافع هو تقديم‬ ‫أسمــاء فنيــة من جيل جديد للمشهد‬ ‫الفني الوطني‪ ،‬من شأنها أن تضخ تعابير‬ ‫وأفكارا لها طرافتها للتداول العام‪ ،‬كما‬ ‫مثل المعرض مناسبة للتعريف بمسارات‬ ‫الفتة لالنتباه‪ ،‬منذ مشاريع تخرجها‪ ،‬وعلى‬ ‫امتداد المدة الزمنية القصيرة‪ ،‬لدخولها حيز‬ ‫االحتراف التشكيلي‪ ،‬بإسهاماتها المميزة‬ ‫عبر إقامات فنية‪ ،‬ومسابقات‪ ،‬وتتويج بعضها‬ ‫بجوائز وطنية ودولية‪.‬‬ ‫والشيء األكيد أن المعرض الحالي‬ ‫بما سعينا إلى توفيره له من شروط‪ ،‬مع‬ ‫شركائنا‪ ،‬يمثل لحظة مهمة في اشتغال‬ ‫المعهد الوطني للفنون الجميلة األكاديمي‬ ‫والثقافي‪ ،‬والذي يتخطى الرهان على‬ ‫تكوين أجيال من الفنانين المنفتحين على‬ ‫مستجدات التشكيل عبر العالم‪ ،‬والدفع‬ ‫بهم إلى الساحة الثقافية سنويا‪ ،‬وإنما‬ ‫أيضا وبشكل أساسي‪ ،‬متابعة مساراتهم‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫المهدي الزواق‬

‫مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان‬

‫والحرص على ضمان اندماجهم في الساحة‬ ‫الفنية وطنيا ودوليا‪.‬‬ ‫وغني عــن البيــان أن هـــذه المهمة‬ ‫ليست وليدة اليوم‪ ،‬فقد كان المعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة منذ عهد مديره‬ ‫األسبق الفنان الراحل محمد السرغيني‪،‬‬ ‫مشرفا على الخطوات األولى إلنجازات‬ ‫الخريجين‪ ،‬الوافدين من تكوين أكاديمي‬

‫متين‪ ،‬حيــث كان يتـم تنظيم معارض‬ ‫سنوية لهم‪ ،‬برواق باب الرواح بالرباط‪،‬‬ ‫تكون منطلقا إلنجازات الحقة وهو ما أفرز‬ ‫تجارب مهمة صارت اليوم من عالمات‬ ‫المشهد الفني المغربي‪.‬‬ ‫بهذا المعــرض إذن يستأنف المعهد‬ ‫الوطني للفنون الجميلة مهمة التعريف‬ ‫ببعض أهم خريجيه وقد اخترنا هذه السنة‬ ‫عينة تخرجت خالل السنوات الخمس‬ ‫األخيرة‪ ،‬على أن يتم ابتداء من السنة‬ ‫القادمة اختيار المتميزين واألوائل‪ ،‬من قبل‬ ‫لجنة مختصة من المؤسسات المنظمة‪،‬‬ ‫بناء على اتفاقية الشراكة الموقعة في هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬وذلك لتقديم أعمالهم في معارض‬ ‫مماثلة‪ ،‬وهو ما سيسمــح‪ ،‬بكل تأكيد‪،‬‬ ‫بتوسيع دائرة العرض والمنتوج الفني‪،‬‬ ‫لتستوعــب ما يحفل به المشهــد الراهن‬ ‫من أساليب وأشكال وخيارات فنية معاصرة‪.‬‬ ‫• تقديم بكاتالوغ المعرض‪.‬‬

‫يعاني الفضاء العام ببالدنا من غياب معالم الجمال المتمثلة‬ ‫في المنحوتات أو التراكيب الفنية أو النافورات وغيرها‪،‬وإن وجدت‬ ‫بعض منها في بعض الساحات العمومية‪،‬فإنها تعاني من اإلهمال‬ ‫و اإلساءة و التخريب‪،،‬وهذا الواقع ينعكس على الذوق العام وعلى‬ ‫نفسية المواطن الذي يعاني من تلوث بصري مصدره هذه‬ ‫الفوضى التي تغمر فضاءاتنا العامة ‪،‬فوضى يتقاسمها احتالل‬ ‫الملك العمومي وانتشار الباعة الجائلين وبعض المهن الموسمية‬ ‫وغياب المساحات الخضراء مما جعل مدننا عبارة عن تراكم من‬ ‫العلب اإلسمنتية تنعدم فيها أدنى معالم الجمال‪.‬‬ ‫وحتى النافورات على قلتها ‪،‬فهي تظل دائمة معطلة وال تضخ‬ ‫مياهها سوى في بعض المناسبات‪،‬ولنا في تطوان النموذج حيث‬ ‫أن نافورتها الجميلة والتاريخية ال تشتغل سوى في أيام األعياد‬ ‫الوطنية خصوصا في وقت تواجد العاهل المغربي بها‪ ،‬وكأن‬ ‫المواطن ليس له الحق في االستمتاع برقصات مياهها على‬ ‫نغمات يابنت بالدي للمرحوم عبدالصادق شقارة‪،،‬‬ ‫وما يحز في النفس أكثر هو واقع حال مدينة سبتة السليبة‬ ‫والمجاورة لتطوان حيث تنتشر المنحوثات والنافورات في جل‬ ‫األماكن‪،‬ولن تجد نافورة معطلة مهما كانت الظروف ‪...‬‬ ‫هي إذن عقلية مشتركة لدى معظم مسؤولي تسيير‬ ‫الشأن العام ببالدنا‪ ،‬حيث ال يستحضرون الشرط الجمالي في‬ ‫تصاميم تهيئة المدن‪ ،‬واليعطون األهمية لتزيين الفضاءات‬ ‫العامة باألعمال الفنية‪ ،‬ويقتصرون فقط على زرع النخيل على‬ ‫األرصفة حتى صارت مدننا عبارة عن مشتل لهذه الشجرة ‪.‬‬ ‫رؤساء وعمـداء المدن عندنا‪ ،‬ال يتوفـرون على ثقافة جمالية‪،‬‬ ‫وهذا ليس عيباً‪ ،‬ويمكن لهم تدارك هذا النقص باالستشارة‬ ‫مع الفنانين والنحاتين وتوظيف بعض أعمال هؤالء في بعض‬ ‫األماكن والساحات العمومية‪ ،‬وذلك حتى ال تتكرر بعض الجرائم‬ ‫التي حصلت في بعض المدن والمتمثلة في اإلجهاز على بعض‬ ‫معالم الجمال كما وقع مع حديقة السالم بالقصر الكبير والتي‬ ‫كانت تحفة أندلسية بنافورتها األصيلة‪،‬وكذا النافورة التي كانت‬ ‫مقابلة لمقر البرلمان بالرباط والتي كانت مركبة تركيبا جميال‬ ‫بأصناف نادرة من الحجر والتي استبدلت بنافورة عادية ال تثير‬ ‫االهتمام‪ ،‬األمثلة كثيرة في هذا الشأن حيث يمكننا الوقوف أيضا‬ ‫على سرقة الضفادع النحاسية بنافورة حديقة شفشاون وتبديلها‬ ‫بنسخ مشوهة‪ ..‬وحتى الجداريات التي ينجزها بعض الفنانين ال‬ ‫تسلم من العبث أو اإلتالف سواء من طرف البعض ومن جهات‬ ‫مسؤولة كما وقع بجداريات مدخل إعدادية ابن بطوطة بالمضيق‬ ‫حيث عمدت السلطة في االنتخابات السابقة على إعدامها بالطالء‬ ‫األبيض وذلك من أجل رسم خانات خاصة باإلعالنات االنتخابية‪.‬‬ ‫والمؤسف أيضا أن تنتقل هذه العقلية التي تعادي الجمال‬ ‫لبعض المؤسسات العمومية أو النوادي الخاصة ‪،‬حيث سجلنا‬ ‫مؤخرا تحويل منحوتة جميلة للفنان المجدد عبدالكريم الوزاني‬ ‫بمستشفى سانية الرمل بتطوان إلى أداة تعلق عليها ألواح‬ ‫التشوير للمستشفى‪،‬كما يعرف أحد النوادي بنفس المدينة‬ ‫اإلساءة المستمرة إلحدى لوحات الفنان المقتدر والمدير السابق‬ ‫لمدرسة الفنون الجميلة المرحوم محمد السرغيني حيث صارت‬ ‫تثبت عليها الفتات وملصقات بعض األنشطة التي تنظم هناك‪.‬‬ ‫مما أثار سخطا واحتجاجا من طرف مثقفي وفناني المدينة والذي‬ ‫قدمت على إثره إدارة النادي اعتذارا ووعدا بعدم تكرار هذه‬ ‫اإلساءة‪.‬‬ ‫إنها بعض عناصر التلوث الجمالي الذي تعاني منه مدننا‬ ‫ومؤسساتنا‪،‬وهذا التلوث ينعكس سلبا على نفسية وذوق‬ ‫المواطن الذي يفتقد لفسحة ومتعة والستراحة العين في زمن‬ ‫األعباء والمعاناة والضغط اليومي‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫توقيع اتفاقية شراكة وتعاون‬ ‫بين الجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية (فرع تطوان) وجمعية مبادرات‬ ‫تربوية للتجديد والبحث التربوي وإدماج تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫تطوان ‪ :‬ندى المسري‬ ‫وقعت يوم الثالثاء ‪ 10‬دجنبر ‪2019‬‬ ‫بمدينة تطوان كل من الجمعية المغربية‬ ‫لمدرسي اللغة الفرنسية (فرع تطوان)‬ ‫وجمعية مبادرات تربوية للتجديد والبحث‬ ‫التربوي وإدماج تكنولوجيا المعلومات‬ ‫واالتصال بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫اتفاقية شراكـــة تؤســس لتعـــاون بين‬ ‫الجمعيتين في مجاالت اشتغالهما‪.‬‬ ‫وتعكس هذه االتفاقية رغبة الجمعيتين‬ ‫في العمل المشترك من أجل تعزيز قدراتهما‬ ‫والمساهمة في تحقيق أهدافهما التربوية‬ ‫والتكوينية والثقافية واالجتماعية‪ .‬وذلك‬ ‫بدراسة سبل التعاون من أجل إعداد برنامج‬ ‫عمل مشترك‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن ‘’جمعية مبادرات‬ ‫تربوية للتجديد والبحث التربوي وإدماج‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالتصــال بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة’’ تأسست بمدينة‬ ‫شفشاون بتاريــخ ‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬ومن‬ ‫أهدافها المساهمة في تطويـر و تنميــة‬ ‫قطاع التعليم ببالدنا‪ ،‬إدماج التكنولوجيا‬ ‫الحديثة في العمل التربوي وتأهيل العنصر‬ ‫البشري واالهتمام به ودعم قدراته‪ ،‬تعزيز‬ ‫الوعي التربوي والثقافــي واالجتماعــي‬ ‫والرياضي والبيئي والتنموي والمعلوماتي‬

‫في صفـــوف المتعلمين ودعم وتثمين‬ ‫قدراتهم ومواهبهـــم‪ ،‬المساهمــة في‬ ‫المشاريع التنموية المتعلقة بالحقل التربوي‬ ‫والثقافي والفني‪ ،‬تطويــر آليــات اشتغــال‬ ‫الفاعل التربوي والتعريف بالمستجدات‬ ‫التربوية والبيداغوجية والديداكتيكية وربط‬ ‫أواصر التعاون وتبادل الخبرات مع الجهات‬ ‫الحكومية وغير الحكومية ذات األهداف‬ ‫المماثلة واالهتمامات المشتركة سواء‬ ‫الوطنية أو الدولية طبقا للقوانين الجاري‬ ‫بها العمل‪.‬‬ ‫ولبلوغ أهدافها‪ ،‬تعتمـــد ‘’جمعيــة‬ ‫مبادرات تربوية للتجديد والبحث التربوي‬ ‫وإدماج تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة’’ على كل‬ ‫الوسائل المسموح بها قانونيا كتنظيم‬ ‫دورات تكوينية‪ ،‬محاضرات‪ ،‬ندوات‪ ،‬حوارات‬ ‫فكرية‪ ،‬مهرجانـــات‪ ،‬ممارسة التنشيـط‬ ‫التربوي والثقافــي بجميــع المؤسســات‬ ‫والمرافق العمومية والخاصة المؤهلة لذلك‬ ‫وبالهواء الطلق‪ ،‬عبر توظيف كل وسائل‬ ‫العمل التربوي والثقافي والفني والرياضي‬ ‫واإلعالمي والترفيهي‪ ،‬اإلصدارات الثقافية‬ ‫والفكرية والعلمية‪ ،‬التنسيق مع الجمعيات‬ ‫والمؤسسات والهيئات الحكومية الوطنية‬ ‫والدوليـــة ذات األهــداف واالهتمامــات‬ ‫المشتركة خاصة فيما يتعلق بالرفع من‬ ‫مستوى الفعل التربوي ببالدنا‪.‬‬

‫كما تجــدر اإلشـــارة أن ‘’الجمعيـــة‬ ‫المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية’’‪ ،‬التي‬ ‫تم تأسيسها في ‪ 27‬يونيو ‪ ،1971‬تهدف‬ ‫إلى لم شمل كل المهتمين بتدريس‬ ‫اللغة الفرنسية بالمغرب‪ ،‬تقاسم التجارب‬ ‫واألبحاث التربوية لالرتقاء بتدريس اللغة‬ ‫الفرنسية كلغة أجنبية وتحسين الظروف‬ ‫العامة والخاصـة لتدريسهـا‪ ،‬تشجيــع‬ ‫مبادرات وإبداعات مدرسي اللغة الفرنسية‪،‬‬ ‫المساهمة في النقاش والحوار التربوي‬ ‫وطنيا ودوليا حول تدريس اللغة الفرنسية‬

‫وخاصةحولالبرامجوالمناهجواستراتيجيات‬ ‫التعليم والتعلم وتقديم اقتراحات منخرطي‬ ‫الجمعية بخصوصها‪ ،‬العمل على االرتقاء‬ ‫باآلداب والثقافات الفرنكوفونية من خالل‬ ‫إصدارات وتظاهــرات ثقافيـة وتربويــة‪،‬‬ ‫المساهمــة في التكويـن وامتالك اللغة‬ ‫والحضارة الفرنسيتين وديداكتيك مادة‬ ‫اللغة الفرنسية‪ ،‬عقد شراكات مع منظمات‬ ‫وطنية ودولية تتقاسم نفس األهداف‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه األهداف‪ ،‬تنظم الجمعية‬ ‫منذ تأسيسها‪ ،‬عدة أنشطة ثقافية وتربوية‬

‫كالمؤتمرات الوطنية والجامعات الصيفية‬ ‫والمناظــرات والمنتديـــات والتكوينـــات‬ ‫والمباريــات‪ ...‬كما أنها تشـارك بصفــة‬ ‫منتظمة في مختلــف الملتقيات الدولية‬ ‫وتعمل على إصدار ونشر كل ما من شأنه‬ ‫االرتقاء بتــدريس اللغة الفرنسية ونشر‬ ‫الثقافة الفرنكفونيــة‪ .‬ومن بين أهـــم‬ ‫شركائها وزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫والمعهد الفرنسي بالمغرب واألكاديميات‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين‪.‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة ساهمت بنسبة ‪%8،6‬‬ ‫في الناتج الداخلي الخام‬

‫ساهمتجهةطنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫في الناتج الداخلي الخام سنة ‪ 2017‬بنسبة‬ ‫‪ 8،6‬في المائــة‪ ،‬لتحتل بذلك المركــز‬ ‫الخامس ضمن الجهات األكثر خلقا للثروة‪،‬‬ ‫حسب تقرير أعدته وزارة االقتصاد والمالية‬ ‫وإصالح اإلدارة‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر ذاته أن الجهة التي‬ ‫تحتل موقعا استراتيجيا على اعتبار أنها تقع‬ ‫جنوب مضيق جبل طارق وتفرض نفسها‬ ‫كملتقى للمبادالت البحرية الدولية‪ ،‬سجلت‬ ‫سنتي ‪ 2010‬و‪ 2017‬معدل نمو يصل إلى‬ ‫‪ 4،6‬في المائة‪ ،‬السيما بفضل عمالة طنجة‬ ‫أصيلة وإقليم تطوان اللذين يستحوذان‬‫معا على أزيد من ‪ 58‬في المائة من الثروة‬ ‫التي تملكها الجهة‪.‬‬ ‫وتحتل جهة طنجة ‪-‬تطوان ‪-‬الحسيمة‪،‬‬ ‫التي تعتبر أقرب منطقة في القارة اإلفريقية‬ ‫إلى أوروبا‪ ،‬وتعد صلة وصل حقيقية بين‬ ‫القارتين‪ ،‬المرتبة الثانية على الصعيد‬ ‫الوطني من حيث حجم الصادرات‪ ،‬حيث‬ ‫مثلت نحو ‪ 25‬في المائة من الصادرات‬ ‫الصناعية الوطنية سنة ‪ .2013‬وفي الواقع‪،‬‬ ‫تتميز هذه الجهة بعرض لوجيستي تنافسي‬ ‫ويد عاملة شابة ومؤهلة‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن اقتصاد الجهة تهيمن‬ ‫عليه أنشطة قطاع الخدمات التي تمثل‬ ‫حوالي ‪ 8،4‬في المائة من القيمة المضافة‬ ‫للقطاع الثالث و ‪ 55،2‬في المائة من إجمالي‬ ‫القيمة المضافة للجهة‪ ،‬فيما يحتل القطاع‬ ‫الثاني المرتبة الثانية على المستوى الوطني‬

‫بمساهمته بنحو ‪ 9،8‬في المائة‪ ،‬بفضل‬ ‫قطاع الصناعة‪.‬‬ ‫من جهتــه‪ ،‬يساهـم القطاع األولي‬ ‫المدعوم بنحو ‪ 90‬في المائـة من قطــاع‬ ‫الفالحة مقابل ‪ 10‬في المائة لقطاع الصيد‬ ‫البحري‪ ،‬بنحو ‪ 8،2‬في المائة في الناتــج‬ ‫الداخلي الخــام األولي الوطني‪ ،‬وبحوالي‬ ‫‪ 12،9‬في المائـة على مستـوى القيمـة‬ ‫المضافة للجهة‪ ،‬تستحوذ العرائش على نحو‬ ‫‪ 36‬في المائة منها‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬استفادت الجهة من‬ ‫استثمار عمومي توقعي يناهز ‪ 7،4‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬يمثل حصة تقدر بـ‪ 7‬في المائة من‬ ‫استثمار المؤسسات والمقاوالت العمومية‬ ‫على المستوى الوطني‪ ،‬ممــا خول الجهة‬

‫احتالل المرتبة الرابعة على الصعيد الوطني‬ ‫خلف كل من جهات الدار البيضاء ‪-‬سطات‬ ‫(‪ 36‬في المائة)‪ ،‬والرباط ‪-‬سال ‪-‬القنيطرة‬ ‫(‪ 17‬في المائة) ومراكش ‪-‬آسفي (‪ 10‬في‬ ‫المائة)‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بمعدل البطالة بالجهة‪،‬‬ ‫فقد شهد ارتفاعا ملحوظا ليستقر في حدود‬ ‫‪ 7،8‬في المائة سنة ‪ ،2018‬مقابل ‪ 9،6‬في‬ ‫المائة سنة ‪ ،2016‬وهو نسبة جيدة مقارنة‬ ‫بالمعدل الوطني البالغ ‪ 9،8‬في المائة‪.‬‬ ‫وأشارت الوثيقة ذاتها إلى أن النساء‬ ‫يعانين من نسبة بطالة مرتفعة مقارنة‬ ‫بالرجال‪ ،‬حيث تبلغ هذه النسبة لديهن‬ ‫‪ 13،8‬في المائة مقابل ‪ 8،6‬في المائة لدى‬ ‫الرجال سنة ‪ ،2016‬أي بفارق بلغ ‪ 5،2‬نقطة‪،‬‬

‫مسجلة أن نسبة البطالة تختلف من إقليم‬ ‫آلخر على مستوى الجهة‪ ،‬حيث تبلغ ‪20،5‬‬ ‫في المائة بإقليم تطوان‪ ،‬مقابل ‪ 3،8‬في‬ ‫المائة بإقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بجــودة الحياة‪ ،‬أفــاد‬ ‫التقرير بأن ‪ 93،5‬في المائة من ساكنة‬ ‫الجهة تستطيـع الولــوج إلى الكهربـــاء‪،‬‬ ‫متجاوزة بالتالي المعدل الوطني المقــدر‬ ‫بـ ‪ 91،6‬في المائة‪ ،‬لكن الوثيقة أشارت إلى‬ ‫أن ‪ 63،9‬في المائة فقط من ساكنة الجهة‬ ‫زودت بخدمات الماء الصالح للشرب سنة‬ ‫‪ ،2014‬بفارق كبيــر عن المستوى الوطني‬ ‫البالغ ‪ 73‬في المائة‪.‬‬ ‫من جهتـه‪ ،‬يبلــغ مستوى البعد عن‬ ‫الطريق المعبدة بالجهة ‪ 4،3‬كيلومتر‪ ،‬وهو‬

‫معدل مرتفع مقارنة بالمعدل الوطني البالغ‬ ‫‪ 3‬كيلومترات فقط‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته‪ ،‬فإن الجهة احتلت‬ ‫سنة ‪ 2014‬المرتبة الثالثة وطنيا في ما‬ ‫يتعلق بمعدل البطالة‪ ،‬بنسبة بلغت ‪ 2،6‬في‬ ‫المائة مقابل ‪ 4،8‬في المائة على المستوى‬ ‫الوطني‪ .‬كما سجلت أداء جيدا في ما يتعلق‬ ‫بمعدلالهشاشةمقارنةبالمستوىالوطني‪،‬‬ ‫حيث بلغ معدل الهشاشة بالجهة ‪ 9،6‬في‬ ‫المائة مقابل ‪( 12،5‬المعدل الوطني)‪ .‬غير‬ ‫أن التقرير سجل في المقابل استمرار وجود‬ ‫التفاوتات على مستوى أقاليم الجهة تناهز‬ ‫في بعض الحاالت فارق ‪ 14‬نقطة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشار التقرير إلى أن‬ ‫الجهة التي تحتل الرتبة الثالثة وطنيا في ما‬ ‫يتعلق بالكثافة السكانية‪ ،‬سجلت متوسط‬ ‫سنوات دراسة بلغ ‪ 5،18‬سنة في ‪، 2014‬‬ ‫أي معدال أقل من المتوسط الوطني البالغ‬ ‫‪ 5،64‬سنة‪ ،‬فيما وصل معدل األمية لدى‬ ‫ساكنة الجهة البالغة من العمر ‪ 10‬سنوات‬ ‫فما فوق إلى ‪ 31‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 23،2‬في‬ ‫المائة على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشــارة إلى أن جهة طنجة‬ ‫ تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬التي يغطي القطاع‬‫الغابــوي نحو ‪ 31‬في المائة من مساحتها‬ ‫اإلجمالية‪ ،‬تتوفر على مؤهالت سياحية هامة‬ ‫تساهم في تنميتها االقتصادية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى حقول للطاقة الريحية تساهم في إنجاز‬ ‫مركبات ريحية إلنتاج الكهرباء‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫فعاليات اليوم الدراسي حول التعليم األولي‬ ‫تحت شعار ‪« :‬مستقبلنا ال ينتظر»‬

‫في إطار تنزيل برامج المرحلة الثالثة من‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وحرصاً على تزكية‬ ‫الحوار والتشاور بين مختلف الفعاليات اإلقليمية‬ ‫العاملة في مجال التعليم األولي‪ ،‬ترأس السيد عامل‬ ‫إقليم العرائش صبيحة االثنين ‪ 16‬دجنبر ‪،2019‬‬ ‫فعاليات اليوم الدراسي حول التعليم األولي؛ الذي‬ ‫اختير له شعار “مستقبلنا ال ينتظر”‪.‬‬ ‫وقد حضر أشغال هذا الملتقى كل من رجال‬ ‫السلطة و المسؤولين عن المصالح الخارجية للدولة‬ ‫ورؤساء الجماعات الترابية واألطر التربوية واألساتذة‬ ‫والفاعلين الجمعويين والخبراء والمهتمين بمجال‬ ‫التعليم األولي‪.‬‬ ‫وتم خالل هذا اللقاء‪ ،‬تقديم مجموعة من‬ ‫العروض والتدخالت ركزت في مجملها على ضرورة‬ ‫تدعيم المكتسبات التي حققها إقليم العرائش في‬ ‫مجال دعم وتعميم التعليم األولي‪ ،‬مع التأكيد على‬ ‫تعزيز تحسين كفاءة وجودة الخدمات المقدمة في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية‬

‫التي دعت إلى ضرورةإعطاء دفعة قوية لبرامج التعليم‬ ‫األولي‪ ،‬وذلك من خالل المداخالت والمحاور التالية‪:‬‬ ‫• عرض السيد المدير اإلقليمي لوزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي كان حول‬ ‫موضوع‪:‬‬ ‫• عرض السيد خالد صبري مفتش تربوي كان‬ ‫حول موضوع‪“ :‬قراءة في اإلطار المنهاجي للتعليم‬ ‫األولي”‬ ‫وعلى هامش هذا الملتقى اإلقليمي حول‬ ‫التعليم األولي‪ ،‬وبعد اختتام فعالياته في تمام الساعة‬ ‫‪ 12.30‬زوا ًال‪ ،‬أشرف السيد عامل صاحب الجاللة على‬ ‫إقليم العرائش على تدشين منصة الشباب لإلدماج‬ ‫االقتصادي المحدثة بمركز محمد العواد للتكوين‬ ‫المهني بحي الوفاء بالعرائش؛ والتي تندرج في إطار‬ ‫تنزيل برنامج تحسين الدخل واإلدماج االقتصادي‬ ‫للشباب ؛ الذين تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 18‬و ‪34‬‬ ‫سنة؛ إذ ستشكل هذه المنصة ملتقىللتفاعل بين‬ ‫مختلف المتدخلين العاملين في مجال إدماج الشباب‬

‫في التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬كما تمثل إجابة‬ ‫واقعية النتظارات الشباب فيمايخص البحث عن‬ ‫فرص الشغل وتشجيع إحداث المقاوالت والولوج إلى‬ ‫المعلومة على اعتبار أنها ستعمل بتنسيق مع كافة‬ ‫المتدخلين وخاصة ممثلين عن وكالة إنعاش التشغيل‬ ‫والكفاءات‪ ،‬معهد التكنولوجيا التطبيقية والتكوين‬ ‫المهني‪ ،‬المديرية اإلقليمية للشغل واإلدماج المهني‪،‬‬ ‫ممثلي الكلية المتعددة التخصصات وممثلين عن‬ ‫القطاع الخاص‪.‬‬ ‫كما قام كذلك السيد العامل بزيارة السوق‬ ‫التضامني لتسويق المنتوجات المجالية؛ المتواجد‬ ‫بمحاذاة المركب اإلقليمي للصناعة التقليدية‬ ‫بالعرائش؛ ويندرج هذا الفضاء الذي أنجز في إطار‬ ‫برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في سياق‬ ‫مواكبة التعاونيات والمجموعات ذات النفع االقتصادي‬ ‫على تنمية وتسويق منتوجاتهم المجالية والولوج‬ ‫إلى األسواق المحلية‪ ،‬تثميناً لبرامج تشجيع األنشطة‬ ‫المدرة للدخل وتحسين سالسل اإلنتاج‪.‬‬

‫عامل ‪ ‬إقليم‪ ‬العرائش يقوم بزيارة تفقدية لسجني‬ ‫العرائش والقصر الكبير‬

‫بناء على مقتضيات المادتين ‪620‬و ‪ 621‬من‬ ‫قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬قامت في حدود الساعة‬ ‫العاشرة من صباح يوم األربعاء ‪ 14‬أبريل الجاري‪،‬‬ ‫اللجنة اإلقليمية المكلفة بمراقبة السجون برئاسة‬ ‫عامل إقليم‪ ‬العرائش‪ ‬السيد العالمين‪ ‬بوعصام‪ ،‬بزيارة‬ ‫تفقديةإلىالسجنالمحلي‪ ‬لمدينة‪ ‬العرائشوالسجن‬ ‫المحلي لمدينة القصر الكبير لمعاينة الوضع الداخلي‬ ‫للمؤسستين ومعرفة واقع السجناء بهذه األخيرة‪.‬‬ ‫وقد قام السيد عامل‪ ‬إقليم‪ ‬العرائش وأعضاء‬

‫اللجنة‪ ‬اإلقليمية المرافقـــة له‪ ‬إلى‪ ‬جانب‪ ‬السلطات‬ ‫القضائيـــة والمصــالـــح‪ ‬األمنيـــة‪ ‬ومساعــديـــه‪ ‬‬ ‫األقربون‪ ، ‬بزيارة جميع المرافق المتواجدة داخل‬ ‫المؤسستين‪ ‬السجنيتين‪ ،‬حيث قاموا بجولة شاملة‬ ‫للمرافق الداخلية واألجنحة المتواجدة‪ ‬بها‪ ‬من قبيل‬ ‫جناح األحداث والنساء والرجال حيث قاموا بزيـارة ‪ ‬‬ ‫تفقدية‪ ‬للمقتصديـة‪ ‬والوقـــوف على‪ ‬المؤونة‪ ‬التي‬ ‫تتوفر عليها ومعاينة وضعية المطبخ وزيـــارة‪ ‬الجناح‬ ‫الخاص بالمرافق الصحية وجنــاح‪ ‬األوراش المهنيــة‬

‫التي توجد‪ ‬بسجني العرائــش و القصر الكبـــير ‪ ،‬حيث‬ ‫قدمت للجنة‪ ‬شروحات‪ ‬حول مختلف‪ ‬األوراش‪ ‬داخــل‬ ‫المؤسستين‪ ‬السجنيتين‪.‬‬ ‫وأعرب‪ ‬أعضاء‪ ‬اللجنة والفعاليات التي رافقتها ‪،‬‬ ‫عن ارتياحهم‪ ‬لألوضاع‪ ‬العامة بسجني‪ ‬القصر‪ ‬الكبير‬ ‫و العرائش ‪ ،‬إزاء األحوال الصحية والغذائية والمهنية‬ ‫للسجناء والتي تتماشى وفق‪ ‬مايتطابق والتشريعات‬ ‫المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية وفي‬ ‫مواده المتعلقة باحترام حقوق السجناء‪.‬‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫لقاء تربوي تواصلي لفائدة مربيات‬ ‫ومربو التعليم األولي بمدينة‬ ‫القصر الكبير‬

‫في إطار تنزيل برنامج اللقـاءات التربويـة‪ ‬‬ ‫التكوينية الخاصة بقطاع التعليم األولي نظمت‬ ‫جمعية مربيات ومربي التعليم األولي لقــاء‬ ‫تربويا تواصليا خاصا بمربيات و مربي التعليم‬ ‫األولي‪ ‬يوم األربعاء ‪18‬دجنبر ‪ 2019‬بقاعــة دار‬ ‫الثقافة محمد الخمار الكنوني‬ ‫و‪ ‬قد حضر هذا اللقاء األستاذ حسن فريد‬ ‫رئيس الهيئة الوطنية لمربي التعليم األولي‬ ‫ومربيات التعليم األولي بالمدينة ومدراء بعض‬ ‫المدارس التعليمية وآباء وأولياء التالميذ ‪.‬‬ ‫انطلق اللقــاء بكلمـة رئيسة الجمعيــة‬ ‫األستاذة خديجة بنصالـــح في كلمتها أشارت‬ ‫إلى السياق العام للقاء كما أعربت عن سعادتها‬ ‫باالنخراط الجدي والمسؤول للمربيات والمربين‬ ‫في هذا اللقاء من أجل تحقيق إقالع حقيقي‬ ‫لمنظومة التربية والتكوين‪ ،‬مؤكدة على أهمية‬ ‫هذا الورش باعتباره عامال أساسيا في تكوين‬ ‫شخصية الطفل وبناء الشخصية من الناحية‬ ‫النفسية والحسية والحركية والعقلية ‪.‬‬ ‫وفي كلمته أشــار األستاذ حسن فريد‬ ‫بأن هذه المحطــة تأتي في إطـــار تفعيــل‬

‫التوجيهات الملكيـة المرتبطــة بالنهــوض‬ ‫بالتعليم األولي‪ ،‬وتنزيال لمشاريـع الرؤيــة‬ ‫االستراتيجية ‪ 2030/2015‬وخاصة المشروع‬ ‫المندمج رقم ‪ 11‬الهادف إلى االرتقاء بالتعليم‬ ‫األولي وتسريع وتيرة تعميمه‪ ،‬وتنفيذا للمخطط‬ ‫الجهوي واإلقليمي في شقه المتعلق بالمجال‬ ‫التربوي‪.‬‬ ‫وحول اإلطــار المنهاجي للتعليم األولي‬ ‫بهدف االرتقــاء باألداء المهنــي للمربيات‬ ‫والمربين والرفع من كفاءاتهم بما يؤهلهم‬ ‫ألداء مهامهم على أحسن وجه ‪ ،‬ويساعدهم‬ ‫على اكتساب المهارات والكفايات والمعارف‬ ‫البيداغوجية والمنهجية والنفسية التي يتطلبها‬ ‫تدبير أقسام التعليم األولي ويحتاجها المربون‬ ‫والمربيات في التعامل اليومي مع األطفال من‬ ‫الفئة العمرية ‪ 05-04‬سنوات” ‪.‬‬ ‫كما عرف اللقاء كلمـات وقصائد شعرية‬ ‫لتالميذ كما شهد الحفل تكريم األستاذة أمينة‬ ‫كريبة قيدومة واختتم الحفل بتقديم شواهد‬ ‫تقديرية للمشاركين نظرا إلسهاماتهم القيمة‬ ‫في إثراء النقاش واغناء اللقاء ‪.‬‬

‫تجديد المكتب النقابي االتحاد المغربي‬ ‫للشغل فرع الجماعات المحلية‬ ‫بإقليم العرائش‬

‫في إطار إعادة الهيكلة والتجديد الذي تعرفه‬ ‫نقابات الجماعات المحلية بالمغرب ‪ ،‬عقدت نقابة‬ ‫االتحاد المغربي للشغل فرع الجماعات المحلية‬ ‫بإقليم العرائش ‪ ،‬يوم األحد ‪ 15‬دجنبر ‪ 2019‬جمعها‬ ‫العام التجديدي بمقر نقابة ‪ UMT‬بالعرائش ‪ ،‬هذا‬ ‫الجمع الذي عرف مناقشة إكراهات العمل النقابي‬ ‫بجماعات إقليم العرائش ‪ ،‬وبعد نقاش مستفيض‬ ‫خرج الجمع العام بتشكيلة جديدة وشابة للمكتب‬ ‫النقابي للجماعات المحلية بالعرائش المنضوي تحت‬ ‫لواء االتحاد المغربي للشغل‪.‬‬ ‫وقد جاءت تشكيلة المكتب كالتالي ‪:‬‬

‫الكاتب اإلقليمي ‪ :‬محمد مرون‬ ‫النائب األول ‪ :‬أشرف الجرموني االدريسي‬ ‫النائب الثاني ‪ :‬الخليل الجباري‬ ‫أمين المال ‪ :‬محمد بليط‬ ‫نائبه ‪ :‬الحسين خيرون‬ ‫المقرر ‪ :‬مصطفة التونسي‬ ‫نائبته ‪ :‬لطيفة الموساتي‬

‫المستشارون المكلفون بمهام ‪ :‬حنان البوطي‪،‬‬ ‫الخليل المرضي ‪ ،‬عز الدين البزار ‪ ،‬محمد توفيق‪.‬‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫ندوة ذات ُبعد مغاربـي‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬االستمساك بديمومة الحركة الوطنية المغاربية‪ ،‬على مستوى المستندات وإمكانية‬ ‫التعاون بين التونسيين والمغاربة والجزائريين‪ ،‬الذين غابـوا عن الندوة العلميـة بمتحف‬ ‫المقاومة بتطوان‪ ،‬إلعادة قراءة تاريخ المغرب العربي من خالل الوثائق‪ .‬كتاب «هذه تونس»‬ ‫لحبيب ثامر‪ ،‬وكتاب «الحركة االستقاللية في المغرب العربي» لعالل الفاسي‪ ،‬وكتاب «هذه‬ ‫مراكش» لعبد المجيد بنجلون ‪ ،‬و مؤلفات أخرى ذات الصلة‪ .‬للبحث عن منفذ إلى الرأي العام‬ ‫العربي وكسب الدول العربية في خضمّ الحرب األهلية اإلسبانية سنة ‪1938‬م‪ ،‬أقدمت هذه‬ ‫األخيرة مع الخليفة السلطاني بتطوان‪ ،‬إلى إرسال البعثة الطالبية «‪41‬طالب»‪ ،‬إلى القاهرة‬ ‫لمتابعة دراستهم‪ .‬استراتيجية الدكتاتورية اإلسبانية‪ ،‬بحثا عن تأييد العرب لها في أمريكا‬ ‫الآلتينية‪ ،‬وعلى تزكيتها للقضية الفلسطينية‪ .‬وقد أعقبتها بعثة ذ‪.‬الطريس «‪9‬طالب»‪ ،‬بعد‬ ‫تأسيس بيت المغرب‪ ،‬إال َّ‬ ‫أن هؤالء الطلبة لم يكونوا حاصلين على الشهادة الثانوية تؤهلهم‬ ‫إلى ولوج الجامعة‪ .‬وقد عيَّنتْ السلطات اإلسبانية مُفوَضاً أو مُخبراً ليُقدّم تقارير عنهم‬ ‫عن حالهم وترحالهم‪ .‬إال َّ‬ ‫أن البعثات الطالبية تأثرت بالنهضة الوطنية والسياسية التي‬ ‫كانت سائدة في بالد الكنانة‪ .‬فانصهروا وانخرطوا في طالئعها‪ .‬مما أثمر بذور الشرّ في‬ ‫نفسية المخبر‪ ،‬حُيال الوعي الوطني للطلبة المغاربة‪ .‬فقام بإرجاع سبعة عشر منهم مُع ّل ً‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ليُقل عددهم ! وقد شعرتْ السلطات الكلونيالية اإلسبانية‬ ‫ذلك بتقاعسهم عن التحصيل‪،‬‬ ‫بمستوى وطنية البعثة‪ ،‬فقرَّرَتْ إغالق بيت المغرب وتشريد الطلبة ! إذ كان للشهيد امحمد‬ ‫أحمد بن عبود دورا رياديا في الحفاظ على بيت المغرب قائما على ضفاف النيل‪ ،‬الستكشاف‬ ‫كنه شخصيته‪ ،‬بعد اتصاالته بالسلطات العليا المصرية‪ .‬فأضحى الشهيد ممثال لمكتب الدفاع‬ ‫عن مراكش‪ .‬وقد استقبله الرئيس السوري شكري القواتلي ورئيس مجلس الوزراء‪ ،‬كما‬ ‫استقبله الرئيس اللبناني بشار الخوري‪ ،‬فانتقل بعدها إلى عَمَّان لمقابلة ملك األردن عبد اهلل‬ ‫الهاشمي‪ .‬وبهذه األنشطة دخلتْ قضية المغرب في طور جديد‪ ،‬لالستحواذ وكسب أصوات‬ ‫بلدان أمريكا الالتينية‪ ،‬وهو الدور الذي كانت تقوم به البعثة الخليفية‪ .‬فكان من الطبيعي ْ‬ ‫أن‬ ‫يثير هذا األمر حفيظة المقيم العام اإلسباني آنذاك «باريال»‪ .‬فلم يتأخر الخليفة السلطاني‬ ‫بطمأنة «باريال» ويمكرُ به‪ .‬التكالب االستعماري على المغرب والمكيال بمكيالين‪ ،‬بتملقها‬ ‫للعرب من جهة‪ ،‬وعقليتها الكلونيالية في شمال المغرب وأقصى جنوبه‪ ،‬وهي التي كانتْ في‬ ‫عُزلة تامة ودولية‪ .‬من بين أنشطة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ ،‬سعيه لفكرة فتح مكتب‬ ‫تابع للجامعة العربية بطنجة‪ ،‬وإنشاء جامعة بها‪ .‬بيد َّ‬ ‫أن الجامعة العربية كانت تفضل فتح‬ ‫ثانوية‪ ،‬لينبعث روح العلم منها كلبنة لتأسيس الجامعة بكلياتها‪ .‬شاءتْ األقدار بمشيئة اهلل‬ ‫تعالى‪َّ ،‬‬ ‫أن عبد السالم بن األهدل اليمني قد بعث برسالة إلى محمد علي الطاهر الفلسطيني‪،‬‬ ‫يُخبره فيها َّ‬ ‫أن الباخرة «كاتومبا» تحمل على ظهرها األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫وعائلته‪ ،‬وهي الرسالة التي رُفعتْ إلى الملك فاروق‪ .‬فالتقط الفكرة الشهيد امحمد بن أحمد‬ ‫بن عبود ليبادر برفقة عبد المجيد بن جلون وعبد الكريم غالب إلى إنزال الزعيم محمد بن عبد‬ ‫الكريم الخطابي من الباخرة بالسويس بتاريخ ‪1947/1/1‬م‪ ،‬ليستقبله الملك فاروق ويُرَحب‬ ‫به في مصر‪« .‬من مراسالت الشهيد امحمد أحمد بن عبود»‪ ،‬والنضال الوطني‪ ،‬لثامر وعلي‬ ‫عبد اهلل الحمامي الوطني الجزائري الذي كان هو بدوره قد زار طنجة وتطوان‪ ،‬وهو من أصل‬ ‫ريفي بقرية تسمى «الحمام» ومن خالل الكتب «هذه مراكش» و«هذه تونس» و«أعالم من‬ ‫المشرق والمغرب» لعالل الفاسي‪ ،‬وقد كتبوها بروح وطنية‪ .‬إال أننا سوف نحتاج إلى كثير‬ ‫من المستندات ولإلشارة إلى إشكالية الوثائق‪« ،‬محمد الزنيبار»‪ ..‬وفي نفس السنة ‪1947‬م‪،‬‬ ‫توصل عزام باشا األمين العام لجامعة الدول العربية من سلطان المغرب وثيقة‪ ،‬لعرْض قضية‬ ‫استقالل المغرب على أنظار األمم المتحدة بنيويورك‪ ،‬بوفد يترأسه األمير محمد بن عبد‬

‫الكريم الخطابي‪ ،‬فأفشلت المبادرة ! بيد َّ‬ ‫أن المهدي بنونة كان له دور هام بنيويورك بعدما‬ ‫اختير ممثال للمغرب العربي بتأييد من الحبيب بورقيبة‪ ،‬للتعريف بالحركة الوطنية المغاربية‪.‬‬ ‫حينما يكون للزمان معنى َّ‬ ‫فإن المهدي بنونة قام بعدَّة ندوات ومحاضرات‪ ،‬كتلك التي‬ ‫ألقاها بإحدى الكنائس‪ ،‬وقد نُشرتْ على عدَّة أصعدة‪ .‬كما نشرت جريدة «هيرالد تربون»‬ ‫األمريكية محاضرات ألقاها على الجالية اليهودية يدعو فيها إلى استقالل المغرب العربي‪.‬‬ ‫حتى خصصت بعض المحطات اإلذاعية برنامجا عن المغرب‪ .‬وقد طالب الصحفي األمريكي‬ ‫«ميستر كرام»‪ ،‬الممانعة في تطبيق قانون «فيشي» على المغاربة‪ .‬بعد انهيار المنظومة‬ ‫االستعمارية التقليدية الفرنسية في معركة «ديان بيان فو» سنة ‪1954‬م‪ .‬أحسبني حريصا‬ ‫على ذكر هذه الهزيمة للجيش الفرنسي برئاسة الجنيرال «جياب»‪ ،‬الطالعه على نظرية الحرب‬ ‫الشعبية من ابتكار األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬والتي كان قد انتصر فيها على فيلق‬ ‫بكامله في معركة أنوال برئاسة الجنيرال «سيلفيستري» القتيل والتي دوَّنها التاريخ بكارثة‬ ‫أنوال‪ .‬فأصبحت الظرفية مناسبة للمطالبة باستقالل المغرب العربي‪ ،‬بعد تأسيس لجنة تحرير‬ ‫«المغرب العربي»‪ ،‬برئاسة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬والذي كان بحكم صداه‬ ‫وسمعته في الجهاد‪ ،‬وذكر اسمه فقط يفتح أبوابا كانت موصدة من قبل‪ .‬إال َّ‬ ‫أن األمير كان‬ ‫بعد هذه الخطوة األولى‪ ،‬كان يسعى إلى بناء جيش التحرير المغاربي بالسالح برئاسته وقد‬ ‫شغل صفة النائب أخوه محمد‪ ،‬والكتابة العامة لبورقيبة‪ ،‬ثم أسندت صفة األمين إلى امحمد‬ ‫بن أحمد بن عبود‪ .‬غير َّ‬ ‫أن عالل الفاسي من حزب االستقالل كان يرفض ضمّ حزب الشورى‬ ‫واالستقالل مع حزبه‪ .‬كما َّ‬ ‫أن بعض النخب في المغرب لم تكن تريد إنشاء جيش التحرير‬ ‫المغاربي بل كانت تفضل المفاوضات مع االستعمار‪ ،‬فأحدث شرخاً لهذه المبادرة ! من هؤالء‬ ‫القليبي في تونس‪ ،‬بينما فرحة حشاد رجح فكرة المقاومة المسلحة‪ .‬في الخمسينيات‪ ،‬زارا‬ ‫المغرب موفدان من بن عبد الكريم‪ ،‬وهما الهاشمي الطوْد وحمادي العزيز‪ ،‬وعند لقائهم‬ ‫بزعماء حزب االستقالل وحزب الشورى‪ ،‬لم يكونوا يحبدون المقاومة العسكرية التي كانت‬ ‫تشكل خطراً على فرنسا‪ .‬وبورقيبة بدوره كان على اتصال بفرنسا من أجل فتح المفاوضات‬ ‫معها لنيل االستقالل الداخلي‪ .‬وقد راهن «إدكار فور» رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك على‬ ‫المفاوضات مع حزب االستقالل وحزب الشورى بمبادرة «إكس ليبان» ‪..‬فازداد التباين مع‬ ‫ّ‬ ‫المقاومة التي كان يدافع عنها األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ .‬إذ‬ ‫المحتل هو الذي خرج‬ ‫مستفيداً‪ .‬فدخل السلطان محمد بن يوسف إلى «سانكلو»‪ ،‬وتوقفت المقاومة التي أجهضتها‬ ‫النخب السياسية‪َّ ،‬‬ ‫ألن االستعمار كان يريد المحافظة على مصالحه في المغرب العربي‪ .‬ومن‬ ‫االستمساك بديمومة البداية للحركة الوطنية التي خلفت العديد من الشهداء‪ ،‬ثمَّ بحثت‬ ‫عنهم في عزلة القلم ما كان راقدا تحت الثرى وهم ثالثة شهداء‪ ،‬امحمد أحمد بن عبود من‬ ‫المغرب والحبيب ثامر من تونس وعلي عبد اهلل الحمامي من الجزائر التحقوا بالرفيق األعلى‬ ‫جراء حادثة طائرة بجبال باكستان بتاريخ ‪1949/12/12‬م‪ ،‬عند عوْدتهم من مؤتمر االقتصاد‬ ‫اإلسالمي ‪...‬تلك هي مشيئة اهلل َّ‬ ‫جل وعال القائل في محكم الكتاب «و ال تحسبنَّ الذين قتلوا‬ ‫في سبيل اهلل أمواتا بل أحيا ٌء عند ربّهم يرزقون» صدق اهلل العظيم‪ ،‬سورة آل عمران اآلية‬ ‫‪..169‬‬


‫امللحـق الثقافـي‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1025‬ـ الثالثاء ‪ 24‬إلى ‪ 30‬ديسمبر ‪2019‬‬

‫زجال اليوم‬ ‫ّ‬ ‫�إعداد وتقدمي‬

‫دليلة فخري‬ ‫ي�أتي هذا امللف اخلا�ص يف �إطار انفتاح جريدة‬ ‫ال�شمال من خالل ملحقها الثقايف على الزجل املغربي‬ ‫باعتباره جن�سا �أدبيا �شعريا مغربي الهوية �إن�ساين‬ ‫الأفق‪..‬ونقدم فيه للقارئ مادة �إبداعية متنوعة‬ ‫تنتمي كلها �إلى الزجل املغربي ويخت�ص كل منها‬ ‫بخ�صائ�ص مميزة له عن غريها من التجارب ‪ ،‬وهذه‬ ‫اخل�صي�صة بالتحديد هي �أبرز ما مييز التجربة‬ ‫الزجلية املغربية اليوم‪� ،‬إذ �أن �إبداعية الن�ص تنبع‬ ‫من فرادته من جهة وتنوع خلفياته املنطلق منها‬ ‫والآفاق التي ي�ست�شرفها ويف هذا يختلف كل زجال‬ ‫عن الآخر‪�،‬إذ لكل منهم هواج�سه التي حتركه وقلقه‬ ‫الوجودي الذي به يحيا‪ ،‬غري �أن هذا ال يعني القطيعة‬ ‫مع الهوية بل على العك�س ينطلق الزجال من هذه‬ ‫الهوية املحلية لالنفتاح على امل�شرتك الإن�ساين حيثما‬ ‫وجد‪.‬‬ ‫�إن «ف�صل اللغة عن الهوية غري ممكن وغري مفيد‬ ‫فقدر اللغة �أن تظل حمور الهوية الثقافية « كما يقول‬ ‫�أمني معلوف يف «الهويات القاتلة»‪ ،‬وال�شاعر‪/‬الزجال‬ ‫اليوم �أر�ضه لغته ت�ضيق به فيو�سعها باملجاز و القلق‪،‬‬ ‫يطوي ال�سماء بيد وبالأخرى ير�سم �سماوات تت�سع‬ ‫لر�ؤاه‪ ،‬ر�ؤى الزجال‪/‬ال�شاعر التي ترى �أبعد من «هنا»‬ ‫تفرط‬ ‫و»الآن»‪ ،‬الر�ؤى التي تتجاوز املحلية دون �أن ّ‬ ‫فيها‪ ،‬وتنفتح على الكوين والإن�ساين والوجودي بكامل‬ ‫جتلياته وت�شظياته و�أبعاده اجلمالية والفل�سفية‬ ‫‪..‬من اللغة الأم‪ ،‬لغة الأر�ض والهواء واملاء ينطلق‬ ‫زجال اليوم ليمنح هويته الثقافية �ألوانا مل تعهدها‬ ‫و�أجنحة حتلق بها بعيدا لتتجاوز نف�سها وتتجاوز‬ ‫احلدود ال�ضيقة التي ر�سمت لها �أو التي قيل يف زمن‬ ‫غابر �إن الق�صيدة الزجلية غري م�سموح لها بتجاوزها‬ ‫يوما‪..‬ها قد جتاوزتها‪�..‬إنها هوية حية‪ ،‬ت�ؤمن بنف�سها‬ ‫وت�ؤمن بقدرتها على جتاوز نف�سها يف الآن ذاته‪�..‬إن‬ ‫التجاوز امل�ستمر للأ�شكال والر�ؤى والقوالب املحددة‬ ‫�سلفا هو ما مينح الإبداع حيويته وكينونته وقدرته‬ ‫على البقاء واخللود بالرغم من كل حماوالت �إخرا�سه‪..‬‬ ‫والناظر �إلى املنجز ال�شعري الزجلي يف الفرتة الأخرية‬ ‫لن يحتاج كثري ت�أمل ليدرك �سريورة هذا التجديد‬ ‫امل�ستمر يف �أ�شكال الكتابة الزجلية حتى ال يكاد النقد‬ ‫يواكبها وي�سايرها‪.‬ميكن احلديث هنا عن تراكم كمي‬ ‫كبري تخللته فلتات نوعية ر�سخت هويتها اخلا�صة‬ ‫وت�سري جمتمعة نحو ت�شكيل ح�سا�سية جديدة يف‬ ‫الزجل املغربي ال ينكرها عاقل‪.‬‬ ‫(البقية ص ‪)10‬‬

‫خـا�ص‬

‫عن الزجل‬ ‫المغربي‬ ‫• عبد اللطيف البازي‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫زجال اليوم‬ ‫ّ‬

‫الشاعرة‪ /‬الزجالة‬

‫دليلة فخري‬

‫(تتمة ص ‪)9‬‬

‫من عنق الزجاجة خرج زجال اليــوم‪ ،‬تاركـا وراءه‬ ‫�شرنقة الأحقية والأهلية الإبداعية‪ ،‬من خالل الكتابة‬ ‫وحدها يثبت تلك الأهلية‪ ،‬وهو يف غنى عن ذلك على‬ ‫كل حال‪ ،‬الأحق عنده الأ�سئلة الكثرية التي تدور يف ر�أ�س‬ ‫الق�صيدة‪،‬الأ�سئلة التي بال جواب‪ ،‬الأولى عنده ال�شك الذي‬ ‫يلوك اللغة والأجدر املعنى املخاتل يف ر�أ�س اجلبل‪ ،‬كل معنى‬ ‫جاهز لغم‪ ،‬كل يقني كمني‪ ،‬الأفق �أعمى والع�صا الواحدة ال‬ ‫تكفي‪ ،‬لذلك جتاوز الزجال اليوم ع�صاه القدمية ليتوك�أ‬ ‫ال على املوروث ال�شعبي فح�سب بل على كل ما من �ش�أنه �أن‬ ‫يغنـي الق�صيـدة الزجليـة ويجعـل منهـا كائنـا �شعريا فـذا‬ ‫ال ي�شبه غريه وال غريه ي�شبهه‪..‬وكذلك كان يف جتارب‬ ‫كثرية لعل القارئ يطلع على بع�ضها من خالل هذا امللف‪.‬‬ ‫«�إن املثقفني ال هم واقعيون وال هم مثاليون �إنهم كائنات‬ ‫�ضبابية ملبدة» روالن بارت «�أ�سطوريات»‪ ،‬من هنا حتديدا‬ ‫ت�أتي �ضبابية الن�ص‪ ،‬من �ضبابية الروح التي كتبت الن�ص‪،‬‬ ‫ال�شاعر كائن �ضبابي بالفطرة‪ ،‬بينما ينحاز غريه للو�ضوح‪،‬‬ ‫ينحاز هو للغيم‪ ،‬لكي جتاريه البد �أن جتيد فن النظر �إلى‬ ‫ال�سماء �أو �صعودها �إذ النظر وحده ال يكفي‪� ..‬إن زجال اليوم‬ ‫ال يقل �ضبابية عن ال�ضباب‪ ،‬احذر و�أنت تقر�أ له �أن تتلب�سك‬ ‫لعنة ال�ضباب وتخرجك من منطقة �صفائك و�صفوك‪.‬‬ ‫الكتابة باجل�سد‪ ،‬الكتابة بالدم‪،‬الكتابة باحلال‪،‬الكتابة‬ ‫باملقد�س‪،‬الكتابة باملدن�س‪ ،‬الكتابة بال�صورة ال�سينمائية‪،‬‬ ‫الكتابة بالت�شكيل‪ ...‬كلهـا كتابـات يكتــب بها زجال اليوم‬ ‫عب من معني قفز �إلى �آخر وهكذا حتى‬ ‫وال يكتفي‪..‬كلما ّ‬ ‫تفي�ض روحه بال�شعر الذي يفي�ض به‪..‬تعددت املرجعيات‬ ‫والهوية واحدة‪..‬هوية ال�شعر الذي �إليه ننت�سب‪..‬‬ ‫«الن�ص �أ�شبه بقطعة مو�سيقية والقارئ �أ�شبه بعازف‬ ‫االورك�سرتا « بول ريكور‪..‬زجال اليوم يعزف على �أكرث من‬ ‫مقام‪..‬الريتم الكال�سيكي الواحد مل يعد مغريا وال جمديا‪،‬‬ ‫بينما يجد �ضالته يف مقام ال�صبا وتقول �أيها القارئ لقد‬ ‫�أم�سكت ر�أ�س اخليط‪..‬جتده انتقل بخفة نوتة �سل�سلة �إلى‬ ‫مقام �آخر ومو�سيقى �أخرى ‪� Jazz‬أو ‪ POP‬مثال‪ ..‬عليك‬ ‫�أيها القارئ �أن تتمتع مبرونة عازف يف �أورك�سرتا كبرية حتت‬ ‫قيادة مو�سيقار جمنون‪..‬وما ال�شعر �إن مل يكن جنونا؟ �أمل‬ ‫يقل مي�شيل فوكو يف مناق�شة �أطروحته‪»:‬للحديث عن‬ ‫اجلنون ينبغي امتالك موهبة �شاعر» وجهان �إذن هما لعملة‬ ‫واحدة‪..‬عملة �صعبة‪..‬ال يقدر على ّ‬ ‫�صكها �أي كان‪..‬نقدم لك‬ ‫ّ‬ ‫متكنا‬ ‫عزيزي القارئ يف هذا امللف ُنتفا من هذا اجلنون مما‬ ‫من ا�ستخال�صه من الزجاالت والزجالني الذين توا�صلنا‬ ‫معهم م�شكورين ونرجو لك قراءة ممتعة‪.‬‬

‫ج َّن ِتي‪...‬‬ ‫ربعني �سنة هدي‪ ‬‬ ‫با�ش مت‪ ..‬‬ ‫ومازالة بينكم‪ ‬‬ ‫نحفر كليمات ‪...‬‬ ‫ننق�ش احلال‪ ‬‬ ‫على وجه كدبة‬ ‫كدبناها كاملني‪....‬‬ ‫مرة مرة‪ ‬‬ ‫كنهرب بني ال�سطور‬ ‫كنعوم ف‪ ‬بيا�ض الورقة‬ ‫كنغني ‪...‬‬ ‫كن�شطح‪...‬‬ ‫كنغوت‪ ...‬‬ ‫كنتعرى‪...‬مني‬ ‫منكم‪...‬‬ ‫من احلياة‪ ‬‬ ‫وكنلب�سني بحال �شي جنة‪ ‬‬ ‫كاع الع�شاق كيدخلو ملقامي‬ ‫كاع النا�س ‪:‬‬ ‫اللي فيهم �شوية من اهلل‬ ‫اللي فيهم �شوية د االن�سان‪ ‬‬ ‫حتى الغابة وطيورها‪ ‬‬ ‫كانت فرحانة بجنتي‪ ‬‬ ‫كالت التفاح بالخوف‪..‬‬ ‫حتى لبحر دخل لقلبي‪ ‬‬ ‫برا�سو مرفوع‪ ‬‬ ‫غ�سل �سماه بروحي‬ ‫وحقق ال�سعادة‪ ‬‬ ‫م�سح دموعو‪ ‬‬ ‫وحلف عمرو ي�سرط‬ ‫ال�صرب ‪...‬‬ ‫عمرو يقطع طريق النور‬ ‫حتى اجلبال‪ ‬‬

‫الشاعرة‪/‬الزجالة‬

‫صباح بنداوود‬

‫عطاوين املحبة عربون‬ ‫ودخلو من الباب الكبري‪ ‬‬ ‫�شرطت عليهم ي�صاحلو ال�سما‬ ‫ويخليوها تخوي قلبها‬ ‫حتى «كيوبيد» حلف‪ ‬‬ ‫بلي �شوفتي‪ ‬‬ ‫�ضربت �سهامو‪ ‬‬ ‫واملحبة ف جنتي‪ ‬‬ ‫لقات غيوانها‪ ...‬‬ ‫«�أفروديت» دميا على باب‪ ‬‬ ‫جنتي تفتل ملحبة‬ ‫على قد زواري‪ ‬‬ ‫حتني للبنات نقطات‪ ‬‬ ‫احلرية عل وجه �سعدهم‬ ‫تعري �صدر الكلمة‪ ‬‬ ‫تر�ضع الوقت‪ ‬‬ ‫معاين املحبة‬ ‫حتل باب ال�شهوة‬ ‫ف وجه الظالم‪ ‬‬ ‫ت�سكر بالنور‬ ‫وتقطر �سالف‬ ‫يديف لون احلياة‬ ‫ونرجع لل�سطر‪ ‬‬ ‫ونقول‬ ‫حمالها حلمة‬ ‫و�أنا فيها جنة‪ ‬‬

‫‪10‬‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫لخبار في راس القصيدة‬ ‫الشاعر ‪ /‬الزجال‬

‫الشاعر ‪ /‬الزجال مراد القادري‬

‫الطروطور‬ ‫يال َ‬ ‫ُك ّـنـا�ش ْ دْ ْ‬ ‫اخلطوَ ْه‬ ‫َال ّ‬ ‫الظ ْل‪ْ ...‬و ُّ‬ ‫ِ�س ِّج ْل دْ ي ْ‬ ‫ال�ضــو‬ ‫َ‬ ‫يـر‪ْ ...‬ق ْـب ْل مَ ا ْن ُـد ُ‬ ‫وللط ْ‬ ‫وز ْ‬ ‫وارال ُخ ْـر‪،‬‬ ‫روط‬ ‫ْ�س ْ‬ ‫المـ َنا ال ِأخ ْ‬ ‫ّ‬ ‫روطوا ْر ْف َـر ْ‬ ‫ا�ش دْ ا ُمل ْ‬ ‫الط ْ‬ ‫وت‬ ‫ْو َحدائ ِـ ْق ْمعَ َ‬ ‫ـمـا‬ ‫ال�س َ‬ ‫لقة ْف ْ‬ ‫د ْر ْب بْ ال جّ َ‬ ‫اه‬ ‫ات ْ‬ ‫ْ‬ ‫اللهف الك ُـ ْ‬ ‫ون‬ ‫راب‬ ‫حَم ْـ ْ‬ ‫‪Boite vocale‬‬ ‫دْ ِّ‬ ‫الت ُ‬ ‫ـلف ْ‬ ‫ـون‬ ‫و�س� ْ‬ ‫ؤال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ــرح ُـو‬ ‫الطـ‬ ‫ِدميا‪،‬‬ ‫روطـوار‪ْ ...‬ي َط ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وت ّ‬ ‫ْ‬ ‫عال�ش ُ�ص ْ‬ ‫الط ُالون ْيجـَ ْرح ُـو‬ ‫�ص ْق ْع ِـل ْ‬ ‫يه‬ ‫ْ‬ ‫يب َ‬ ‫وعال�ش الك ُـ ْل ْ‬ ‫وه ُـوَ‬ ‫الحوال ِل ْ‬ ‫يه‬ ‫ّ‬ ‫‪...‬القـوه ْ‬ ‫ـلم‬ ‫ي ْ‬ ‫َح ْ‬ ‫َ‬ ‫ـو‪...‬ت ْـن ْ‬ ‫بت‬ ‫ْب َو ْردَ ة ْف َك ْـر ُ�ش‬ ‫ّ‬ ‫ا‪...‬والـز ْف ْ‬ ‫ـت‬ ‫يم‬ ‫ال�س َ‬ ‫تـَ ْه َـزم ْ ّ‬ ‫االخ َ‬ ‫لم ْب َ‬ ‫الق ْـرمُ ودْ الل ّـي ْف ْ‬ ‫�ض ْر‬ ‫ي ْ‬ ‫َح ْ‬ ‫لم ْب ال ْ‬ ‫الب َح ْـر‬ ‫ي ْ‬ ‫َح ْ‬ ‫أزرق ال ّلـي ْف ْ‬ ‫ْ‬ ‫وت َغـلـبُ ــو‪،‬‬ ‫دمعَ ه‬ ‫ْ‬ ‫اح ْت ‪ ...‬جـَ ْـنـب ُـو‬ ‫� ْإيال َط َ‬ ‫ـ�ش ْع ْ‬ ‫ـرف ْ‬ ‫وما تي َْع ْ‬ ‫ـال�ش‬ ‫ُهو مَ دبُ وغ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ودميَا مَ ْ�صبُ وغ ْ‬ ‫االبـيـَ ْ‬ ‫االح َم ْر‪.‬‬ ‫ْب‬ ‫�ض ْو ْ‬ ‫ْ‬

‫أحمد لمسيح‬

‫‪1‬‬ ‫اخرتت من خيول الريح اجدع ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫�سرجتو‬ ‫ّ‬ ‫وخليت للفيقة جلامو ‪،‬‬ ‫يف غيمة م ْر ْبـطو ‪.‬‬ ‫َّملـا َّ‬ ‫حرك يف قلبها‬ ‫تزلزلت ونطحت ختها ‪.‬‬ ‫ثقل عليَّ ُحلمي – َحملي و زلقت من ظهرو ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�شديت يف دموع الغيمة حتى َ‬ ‫و�ص ْلت للأر�ض ‪،‬‬ ‫ذايب يف دموع الغيمة ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫تـ�سقات منها �شجرة – عاد نابتة ‪،‬‬ ‫كربت وع�ش َّـات فيها ع�صفورة ‪.‬‬ ‫كلما زغردت لغ�صان ن�شدات ‪:‬‬ ‫�أنا �شاهدة ‪ /‬عارفة �سر الق�صيدة ‪.‬‬ ‫تبور�شت ب�سمة يف لزهار ‪،‬‬ ‫وانا ما بغيت ْن�شـفى منها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الق�صيدة كلمة ال�سر‬ ‫دموع الغيوم نازلة ّ‬ ‫تغني بني �سوالف الريح ‪،‬‬ ‫تن�سج « ِ�س ْفر َّ‬ ‫الت ْكوين « ‪ -‬حاجباها الأنوار عليه‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫هبيلة–يت�سـَ ّنى يكون ‪.....‬‬ ‫وهو بذرة‬ ‫( طاح من منقار « ع�صفورة » يف «ب�ستان»‬ ‫ترعى «فرا�شة » انغامو ونحلة تقرا ازهارو ‪....‬‬ ‫«�سمكة» جماورة بحر جذبان تتخيطو مع خوه )‬ ‫قالوله ‪ :‬قل « كلمة ال�سر « تنبث ْوت َّ‬ ‫ـفـنـن ‪.‬‬ ‫قال ‪........ :‬‬ ‫تب�س َمت َّ‬ ‫ْ‬ ‫اللة الق�صيدة ‪ ،‬قالت ‪ :‬انت احميمق‪.‬‬ ‫و‪ ....‬قالت ‪ :‬كن ‪.‬‬ ‫وهو ‪ْ ...‬ب َغى ْيكون ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب�سمة ‪ ....‬حرويف‬ ‫يا ب�سمة حرويف مل َّـا تهبال‬ ‫ق�صيدتي انت نقطة ال�صوفية‬ ‫وانا توهمتني لك كون ‪،‬‬ ‫فت�شت َّيف وتهت ‪.‬‬ ‫�شحال من غيمة فرا�شي ؟‬ ‫و�شحال من ريح كانت �شراعي ؟‬ ‫طفت دواخلي‬ ‫ون�سيت �أنك �أ�صل الكون ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫الشمال الثقافـــــــــي‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫النفس الحداثي‬ ‫في التجربة‬ ‫الزجلية المغربية‬

‫«تمثالت ذاتية»‬ ‫الشاعر ‪ /‬الزجال‬

‫احميدة بلبالي‬ ‫تعرف التجربة الزجلية املغربية يف ال�سنوات‬ ‫الأخرية حركية مهمة على م�ستــوى الإ�صدارات‬ ‫والأم�سيات وامللتقيات واملتابعات النقدية والفكرية‬ ‫ومن خالل �أي�ضا البحث الأكادميي باجلامعات‬ ‫املغربية والرتجمة‪.‬‬ ‫من موقع املمار�س للكتابة الزجلية والطامح‪/‬‬ ‫الطامع لالنتماء ل�شعرائها ي�سرين �أن �أ�ساهم يف‬ ‫احلوار الذي تعرفه ال�ساحة الزجلية وفق متثالتي‬ ‫وان�شغاالتــي اخلا�صة وهو دور يف ر�أيي يلزمنــا‬ ‫كمبدعني الدفاع عليه خللـــق حوار مع املهتمني‬ ‫والنقاد وخلق تفاعل ميكننا من تر�سيخ وتطوير‬ ‫�إبداعنا‪.‬‬ ‫بداية البد من الوقوف على بع�ض املالحظات ‪.‬‬ ‫• غالبا ما نتحدث عن الزجل يف املغرب جمعا‬ ‫بينما هو �أمناط و �ألــوان متنوعة ( ملحون ‪/‬‬ ‫رباعيات ‪ /‬زجل غنائـي‪ /‬جمذوبيات‪ /‬نظم ‪/‬‬ ‫ق�صيدة حديثة‪ /‬حداثية‪.)...‬بينما جند الأمر‬ ‫خمتلفا يف بلدان عربية �أخرى حيث التمييز بني‬ ‫ال�شعر ال�شعبي وال�شعر العامي والنبطي وامليجانا‬ ‫والزجل حتى �أنه يف بع�ض الأقطار يعترب الزجل‬ ‫�أدنى مراتب الكتابة بالعامية‪.‬‬ ‫• غالبا ما ينطلق بعـــ�ض الباحثني والنقــاد‬ ‫من انتمــاء الزجــل للثقافــة ال�شعبية ويبنون‬ ‫�أطروحاتهم وفق هذا املبد�أ‪.‬‬ ‫• الق�صيدة احلداثية وفق ما ت�شتغل عليه‬ ‫ثلة من املبدعني حلفاء يف الر�ؤية ر�ؤية االنتماء‬ ‫لل�شعر‪:‬‬ ‫ ال تدخل يف الثقافة ال�شعبية‪ .‬على اعتبار‬‫الثقافة ال�شعبية �شفهية بامتياز تلقائية ب�سيطة‬ ‫تعتمد الإيقاعات وم�ستوى بالغتها ب�سيط يف‬ ‫متناول الكل‪ .‬املنتج فيها جمهول وتردد الفكر‬ ‫امل�شرتك والر�ؤية العادية �أي ت�أخذ اجلاهز وتعيده‬

‫بنف�س الر�ؤية ‪ .‬الق�صيدة الآن مدونة وموقعة لها‬ ‫هوية مكتوبة ب�إ�صرار وتر�صد مبعنى الكاتب �أو‬ ‫املنتج يعي جمال ا�شتغاله ‪.‬‬ ‫ لي�ست ل�سان حال اجلماعة‪ .‬الزجال مل يعد‬‫«براح» اجلماعة وال جمــذوب ينطــق «باحلال»‬ ‫ي�سوق �سلعته ولي�ست �صدى ال�سيا�سي‬ ‫�أو حكيم‬ ‫ّ‬ ‫احلزبي‪.‬‬ ‫ هي ثــورة على التقليــد ‪ .‬ال تقــد�س املا�ضي‬‫وال حتاكي القائم طبعا ال تنفي بل تهدم لتبني‬ ‫من جديد معمارها اخلا�ص‬ ‫ هي �صوت الذات وتفاعلها مع العامل‪ ،‬غو�ص يف‬‫الأنا ‪ ،‬فتح باب للداخل ق�صد البحث عن ما تر�سب‬ ‫من الأنا اجلماعية يف الأنا الفردية‪ /‬جواب عن‬ ‫الآن بكل تعقيداته لذا نظرتها مركبة ‪ /‬معقدة‪/‬‬ ‫جمردة ‪ /‬غام�ضة ‪ /‬ت�سا�ؤلية ‪ /‬كما �أ�سئلة الواقع‬ ‫وطموح الإن�سان يف بعده الكوين ‪.‬‬ ‫ هي منفتحة على كل الأجنا�س الأدبية‬‫والأبعاد الفكرية‪ .‬ال تلغي‪ /‬ال تنفي‪ /‬ال تتعار�ض‪/‬‬ ‫حتتوي هذا التعدد وتنحت منه فرادتها ‪.‬‬ ‫ لغتها تتجدد وفق جتدد الواقع مب�ستواه‬‫و�أ�سئلته الراهنة‪.‬وهي بهذا ت�ساهم يف تطوير اللغة‬ ‫عرب نحت تراكيب جديدة قادرة على م�سايرة‬ ‫م�ستجدات الواقع ‪ .‬طبعا التجربة تعي �إمكانيات‬ ‫اللغة الدارجة قوتها وحدودها وتعمل على تو�سيع‬ ‫الوعاء اللغوي ( تو�سيع الوعاء ال يعني الغرابة‬ ‫يف اللغة عرب الإغراق يف تدريج الف�صيح ب�شكل‬ ‫م�صطنع بل تنحت ب�سال�سة غري �صادمة لتغني‬ ‫الفقر الذي قد يعرتي لغة الزجال وهو يقارب‬ ‫جماالت خارج املعتاد وخارج اليومي ( فل�سفة ‪/‬‬ ‫�صوفية ‪ /‬تكنلوجيا ‪ /‬فكر �سيا�سي ‪).... /‬‬ ‫ جتريبية بطبعها مبعنى م�شروع مفتوح‬‫ومتفتح ال تقبل التنميط والقولبة وال تر�سى على‬ ‫بر‪ ،‬هي يف حركية وجتدد و جتاوز دائم لذاتها‪.‬‬

‫ قتل م�ستمر للأب ‪( .‬قتل داخلي مبعنى قتل‬‫الزجال لأبوة الق�صائد ليتمكن من تطوير جتربته‬ ‫وال�سمو بها وجعله يخرتق احلقب والأجيال فنيا‬ ‫وال يبقى قانتا متكل�سا يف ركن من جتربته والتفرج‬ ‫على قطار الإبداع الذي مير ب�سرعة ‪ .‬قتل خارجي‬ ‫مبعنى قتل الأب الروحي ال ويل �صالح يف الإبداع‬ ‫هكذا ن�ضمن �شباب التجربة الدائم وال�شباب‬ ‫طبيعته ثورية ‪.‬‬ ‫ وظيفة الق�صيدة �إنتــاج اجلمــال ومتعــة‬‫الده�شة‪ .‬ر�سالتها ذات بعد �إن�ساين وقيمها قيم‬ ‫كونية ‪ .‬هي ثورة على البنيات الفوقية املوروثة ‪.‬‬ ‫متجددة وحاملة كما �أحالم القادم من الأيام‪.‬‬ ‫ هي ن�ص يعك�س التجربة الوجودية التي‬‫تعي�شها الذات ال�شاعرة كر�ؤيا للعامل وموقف فني‬ ‫من القيم الإن�سانية ومن الوجود عامة‪.‬‬ ‫ الق�صيدة ن�ص متمنع ال يقدم نف�سه ب�سهولة‬‫‪ ،‬يتطلب ا�ستح�ضار ف�ضاءات وهوام�ش رموز‬ ‫و�أ�ساطري حتتاج �سفرا يف عوامل لي�ست بال�ضرورة‬ ‫انعكا�سا و�صفيا للمعي�شي ولليومي‪.‬‬ ‫ املتلقي وفق منظورها ذكــي لذا ت�شركــه‬‫يف �إنتاج املعنى والداللة �أي تراهن على املتلقي‬ ‫املتفاعل املت�سلح بثقافــة عامة كبيــرة‪ .‬الن�ص‬ ‫يكت�سب حيواته من القارئ‪/‬املتلقي عرب ا�ستعاد‬ ‫القراءة والك�شف والت�أويل عرب الكامن يف الن�ص من‬ ‫�أفعال و�إ�شارات ورموز ‪....‬‬ ‫ مبدعها مل يعد كاتبا من الدرجة الثانية �أو‬‫�شاعر ظل ‪ ،‬هو يحمل م�شروعا فكريا وفنيا ‪ ،‬مهمته‬ ‫االنتقال بالقارئ ‪/‬امل�ستمع من الذوقية العامية �إلى‬ ‫الذوقية ال�شعرية حمكوم عليه باحلياة وع�صره‬ ‫الذهبي يف امل�ستقبل ولي�س يف املا�ضي‪ .‬ي�ساءل‬ ‫ويفح�ص جتربته با�ستمرار يتجدد حرفه كماء‬ ‫نهر كي ال ت�ستحم فيه ق�صائده مرتني‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)925‬‬

‫‪13‬‬

‫“جرد حول التراث الالمادي المرتبط‬ ‫بثقافة التغذية المتوسطية‬ ‫بشفشاون”‬

‫أصبــح البحـث التاريخي المعاصـر ينحــو بشكـل متواصل نحو‬ ‫االنفتاح على مكتسبات العلوم الدقيقة‪ ،‬وكذا على استثمار الطفرات‬ ‫الهائلة التي تعرفها مختلف مجاالت العلوم اإلنسانية المتشعبة‪ .‬كما‬ ‫أضحى ينحو –باستمرار‪ -‬نحو تجاوز منطق الوثيقة المادية المدونة‪،‬‬ ‫والتحليق نحو آفاق رحبة فرضها منطق توسيع مفهوم الوثيقة‬ ‫التاريخية نفسه‪ ،‬عبر االنفتاح على مجاالت لم تكن تندرج ضمن صنعة‬ ‫كتابة التاريخ‪ .‬فكانت النتيجة بروز معالم توجهات بديلة للكتابة‬ ‫التاريخية المجددة التي لم تعد تحصر دوائر اشتغالها ضمن عطاء‬ ‫اإلسطوغرافيات الكالسيكية المدونة المتوارثة‪ ،‬وال ضمن المحكيات‬ ‫السردية التنميطية‪ ،‬وال ضمن نماذج المتون المرتبطة بتجليات‬ ‫عطاء النخب العالمة داخل مجالها الزمني والجغرافي المخصوص‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار أضحت العودة للبحث في خبايا تاريخ الذهنيات‬ ‫الجماعية‪ ،‬والتاريخ الالمادي‪ ،‬والتراث الرمزي‪ ،‬من مقومات البحث‬ ‫التاريخي المجدد والمبادر‪ ،‬الجريء والمؤسس‪ ،‬الفاحص والمدقق‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬كان لزاما العودة للبحث في تفاصيل الواقع اليومي للناس‪،‬‬ ‫أناس الهامش ووجوه المغرب العميق‪ ،‬عبر التوجه نحو األقاصي‬ ‫لتحريك برك النظم المعيشية واألنساق الرمزية والثقافية والروحية‬ ‫التي يراكمها المجتمع في سياق تطوراته التاريخية الطويلة المدى‪.‬‬ ‫لم يعد المؤرخ يكتفي بترديد المحكيات التقليدية‪ ،‬وال باستنساخ‬ ‫سياقاتها ومحركاتها وأبعادها‪ ،‬بل أصبح أكثر جرأة في مساءلة‬ ‫شواهد الراهن‪ ،‬المدونة والمادية والرمزية‪ ،‬قصد تفكيك مضامينها‬ ‫وتحويلها إلى بؤر متجددة إلنتاج المعرفة التاريخية‪.‬‬ ‫في إطار هــذا التصور العام‪ ،‬يندرج اهتمامنا بتقديم كتـــاب‬ ‫“جرد حول التراث الالمادي المرتبط بثقافة التغذية المتوسطية‬ ‫لشفشاون”‪ ،‬لكل من تانيا ميرلو وحكمة العلمي‪ ،‬وبترجمة لألستاذ محمد القاضي‪ .‬والكتاب‪ ،‬الصادر‬ ‫بدون تاريخ‪ ،‬يندرج في إطار مشروع “منهجية البحــث التشاركي حول الموروث الالمادي لثقافـة‬ ‫التغذية المتوسطية لمدينة شفشاون وترويجها فنيا”‪ ،‬وهو المشروع المحتضن من طرف االتحاد‬ ‫األوربي من خالل البرنامج اإلقليمي “ميد للثقافة”‪ .‬لذلك‪ ،‬فد تضافرت جهود عدة‪ ،‬وعمل فريق بحث‬ ‫ميداني متعدد التخصصات‪ ،‬مما أثمر نتائج تقنية بالغة األهمية في التوثيق لمجال التراث الالمادي‬ ‫لمدينة شفشاون وأحوازها‪ ،‬بخصوصياتها المحلية واإلقليمية الضيقة‪ ،‬وبامتداداتها المتوسطية‬ ‫الواسعة والمتشعبة‪ .‬ولقد أجملت الكلمة التقديمية معالم األفق العام لهذا التصور‪ ،‬عندما قالت‪:‬‬ ‫“إن إقليم شفشاون المتموقع وسط جبال منطقة “جبالة” ضمن سلسلة جبال الريف الغربية‪ ،‬يحتفظ‬ ‫بتراث ثقافي قديم‪ ،‬وممارسات معرفية محلية‪ ،‬والتي تم تمريرها من جيل إلى جيل عبر قرون من‬ ‫الزمن‪ .‬كل هذه المعلومات والممارسات الخاصة ترتبط بضرورة الحياة‪ ،‬ومالءمتها مع الوسط‬ ‫الجبلي‪ ،‬والفضل يعود في ذلك إلى الزراعة والثروة الحيوانية‪ ،‬والتنوع في نظام الطبخ‪ .‬يتوفر إقليمنا‬ ‫على خصوصيات تساعده على الحفاظ وما يزال على الكثير من التقاليد الزراعية الغذائية‪ ،‬ولكنه‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫كغيره من األقاليم يواجه الكثير من التغييرات في نمط عيش الساكنة‪.‬‬ ‫تلك التحوالت التي قد تحدث مع الزمن اختفاء هذه الحمولة المعرفية‬ ‫المحلية مستقبال‪ ،‬ما لم نتخذ إجراءات لحمايتها‪( ”...‬ص‪.)17 .‬‬ ‫ولحماية هذا التراث الخصب والغني‪ ،‬كان البــد من االنطالق من‬ ‫تحقيق الجرد التصنيفي لمكوناتــه وربطـها بامتداداتهـا وبتأثيراتهــا‬ ‫وبتأثراتها المتوسطية العديدة‪ .‬ولعل هذا ما سعى الكتاب إلى تقديمه‬ ‫في فصوله الخمسة عشر من زاويــة البحـث المجهــري المشتغل على‬ ‫الجزئيات المنسية في معيش الناس وفي نظمهـم الخاصــة لتدبير‬ ‫إكراهات الطبيعة والوسط والحاجيات والتهميش‪ .‬وإلضفاء طابع علمي‬ ‫وإجرائي مونوغرافي على خطوات البحث‪ ،‬حرص الكتاب على تقديم‬ ‫فصل خاص بتوضيح منهجية البحث وأدواته المعتمدة مثل االستبيانات‪،‬‬ ‫والمقابالت‪ ،‬وطرق تفريغ المواد المحصل عليها وتصنيفها واستغاللها‪.‬‬ ‫كما حرص القائمون على الكتاب على تقديم مدخل تركيبي حول تاريخ‬ ‫مدينة شفشاون‪ ،‬مع التعريف بمجمل الدواوير المشاركة في العمل‪ ،‬قبل‬ ‫االسترسال في تقديم نتائج هذا التنقيب الميداني في الفصول الموالية‬ ‫التي رتبت بطريقة موضوعاتية غطت جوانب البحث المتكاملة‪ ،‬مثل‬ ‫التراث الفالحي‪ ،‬واألنظمة الغذائية‪ ،‬وقطاع المواشي‪ ،‬وثقافة استغالل‬ ‫مادة الحليب ومشتقاتها‪ ،‬وقطاع الصيد التقليدي‪ ،‬وأشكال استغالل‬ ‫الفضاء الغابوي‪ ،‬وبنية األسواق المحلية‪ ،‬وخصائص المطبخ القديم‪،‬‬ ‫وحصيلة تراكم األطعمة القديمة المتوارثة وتلك المرتبطة بالمناسبات‪،‬‬ ‫وخصائص الحرف المعتمدة ارتباطا بالتغذية‪ ،‬وأنظمة اإلنارة التقليدية‪،‬‬ ‫ثم رصيد األقوال والحكم واألهازيج واألغاني واألحاجي المرتبطة بموضوع الدراسة‪.‬‬ ‫ولعل من عناصر قوة العمل‪ ،‬تعزيزه بسلسلة هامة من الجداول اإلحصائية والموضوعاتية‬ ‫والجغرافية‪ ،‬والصور الفوتوغرافية‪ ،‬والروايات الشفوية‪ .‬وإذا أضفنا إلى كل ذلك‪ ،‬قوة الترجمة العربية‬ ‫وسالستها التي ارتبطت بالعمل الهام الذي قام به األستاذ محمد القاضي‪ ،‬أمكن القول إننا أمام‬ ‫عمل تأسيسي يمكن أن يشكل نموذجا يحتذى به بالنسبة لجهات المغرب األخرى‪ ،‬بحثا في الجزئيات‬ ‫وفي التفاصيل “األخرى” التي يحبل بها الهامش‪ .‬وبالنسبة للبحث التاريخي المتخصص‪ ،‬فال شك أن‬ ‫العمل يفتح األعين على اإلمكانيات الهائلة التي تتيحها توجهات االنفتاح على المجاالت الرحبة لعطاء‬ ‫“العلوم المجاورة”‪ .‬هي كتابة مجددة‪ ،‬بعمق تاريخي واضح‪ ،‬وبنفس تنقيبي فاحص‪ ،‬وبرؤية تجديدية‬ ‫تعيد مد الجسور العلمية لتحقيق التصالح الضروري بين مدارس البحث التاريخي المعاصر من جهة‪،‬‬ ‫وبين غزارة الهامش المنسي لكن المحفوظ في ذهنيات أفراد المجتمع وفي تعبيرات حياتهم اليومية‬ ‫من جهة ثانية‪.‬‬

‫حسن بيريش وأسماء المصلوحي‬

‫يصدران كتاباً جديداً يؤرخ للمشاريع الملكية في تطوان‬ ‫في حلة أنيقة‪ ،‬صدر عن جماعة تطوان كتاب هو األول من نوعه‬ ‫في مجاله ومضمونه‪ ،‬بعنوان ‪:‬‬

‫الملك محمد السادس وتطوان‬ ‫عالقـة ملك بـمدينـة‬

‫للمؤلفين الكاتبين حسن بيريش وأسماء المصلوحي‬ ‫الكتاب‪ ،‬الذي كتب مقدمته الدكتور محمد إدعمار رئيس جماعة تطوان‪ ،‬يتضمن ‪ 12‬فصال تؤرخ‬ ‫لألوراش التنموية الملكية التي أطلقهــا الملك محمد السادس في إقليـم تطـوان خالل الفتـرة‬ ‫الممتدة من سنـــة ‪ 1999‬إلى سنة ‪.2019‬‬ ‫الكتاب‪ ،‬الذي اجتهـــد حسن بيريش وأسماء المصلوحي في إثــراء خزانـة الكتب المغربية به‪،‬‬ ‫يعتبر وثيقة تاريخية ذات قيمة‪ ،‬تخلد مسلسل التنمية السوسيو اقتصادية التي شهدها إقليم تطوان‬ ‫خالل عشرين عاما من حكم الملك محمد السادس‪.‬‬ ‫يشار إلى أن جماعة تطوان ستنظم حفال كبيرا لتقديم وتوقيع هذا الكتاب القيم يوم الخميس‬ ‫ثاني يناير ‪ 2020‬على الساعة الخامسة مساء بقاعة غرفة التجارة والصناعة بتطــوان‪ ،‬بحضور‬ ‫ومشاركــة ثلــة من الفاعلين الثقافيين والسياسييـــن والجمعويين وشخصيــات بــارزة من مدينــة‬ ‫تطوان وطنجــة والرباط‪.‬‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)36‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية‬ ‫بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪،‬‬ ‫معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة الشمال الغراء‪،‬‬ ‫التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد‬ ‫أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬ثمّ ثنّينا برسائل ولده العالمة الوزير محمد‪ ،‬وبعدها ثلثنا بما عثرنا عليه من رسائل العالمة شيخ العلوم‪ ،‬سيدي محمد المرير رحمه اهلل‪ .‬وننتقل في هذه الحلقات إلى رسائل العالمة شيخ الجماعة سيدي أحمد الزواقي‬ ‫رحمه اهلل‪.‬‬

‫[الرسالة‪]135 :‬‬

‫[الرسالة‪]132 :‬‬

‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫سيادة الشريف األجل‪ ،‬العالم األديب المبجل‪ ،‬موالي البشير أفيالل‪ ،‬حفظ اهلل مجادتك‪،‬‬ ‫وحرس بمنّه نجابتك‪ ،‬وسالم عليك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصلني األعز كتابك بتاريخ ‪ 8‬مؤذنا بعافيتكم والحمد هلل‪ ،‬ومهنّيا بهذا‬ ‫العيد السعيد‪ ،‬والموسم األكبر الحميد‪ ،‬هناكم اهلل بكل خير‪ ،‬ووقاكم وإيانا ّ‬ ‫كل شرّ وضير‪،‬‬ ‫وفسح في أعماركم بطاعة اهلل‪ ،‬ورزق جميعنا االستغراق في ذات موالنا رسول اهلل‪ ،‬ومنبئا بما‬ ‫أخبركم به الطالب سيدي محمد الطويل عنّي من استغرابي نزولكم الخ‪ ،‬فلتعلم سيادتك‬ ‫رعاها اهلل‪ ،‬أنّي لم أستغرب ذلك مطلقاً‪ ،‬بل مصحوبا بالتماس عذر لو كانت الرواية صحيحة‪،‬‬ ‫متعلال بحول المقصود عند اإلياب مع شدّة التشوف واألوام لمالقاتكم‪ ،‬أمّا من حيث إنّها‬ ‫ال أصل لها‪ ،‬فلم يبق إال استصحاب التشوف األصلي لطلعتكم‪ ،‬والتمتّع بمشاهدتكم‪،‬‬ ‫ومذاكرتكم‪ ،‬نطلب أن تسمح بذلك والدتكم المباركة بعد أتمّ ما يليق من على جنابها‬ ‫السالم‪ ،‬واستنزال صالح دعواتها‪ ،‬وما ذكرت سيدي من تبديلكم الهواء في الشهر الماضي‬ ‫ببستان ابن عمّكم سيدي عبد اهلل‪ ،‬فبالصحة والعافية‪ ،‬وأمّا ما ظهر لكم من اإلقامة في‬ ‫[الرسالة‪]136 :‬‬ ‫مدة المصيف بتلكم الحضرة فال يخفاكم ّ‬ ‫أن مقصودي اإلياب مع تقليد الخطة غيري‪ ،‬وغاية‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫التدبير الذي أجعله وسيلة لذلك عدم المساعدة على ما يراد مني من الكبراء مما يظهر‬ ‫ّ‬ ‫محل ولدنا البار‪ ،‬الشريف األجل‪ ،‬الفقيه البركة األفضل‪ ،‬موالي البشير حفظك اهلل وسالم‬ ‫الفقيه العالمة‬ ‫لهم أنه ال بأس بذلك‪ ،‬وأنّه ال يمس بشرف الخطة‪( ،‬وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني‬ ‫على سيادتك ورحمته‪.‬‬ ‫مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا)‪ ،‬مسلما على إخوتك الفضالء‪ ،‬وقد كتبت‬ ‫سيدي أحمد بن الطاهر الزواقي‬ ‫لسيدي محمد كتابا شركت فيه الفقيه سيدي أحمد الرهوني‪ ،‬فلتطلب مني الجواب عاجال‪،‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فيومه وصل كتابك بتاريخ ‪ 9‬وتاريخ ‪ 13‬استفدنا منهما عافيتكم والحمد هلل‪ ،‬وفي‬ ‫واهلل يحفظكم ويرعاكم على الدوام‪ ،‬ودمتم بخير والسالم‪ .‬في ‪ 11‬حجة الحرام متم عام‬ ‫األول أجبت عما كنا كتبنا به لمحبنا الفقيه سيدي محمد الرقيواق‪ ،‬مبديا ما حصل لكم من‬ ‫‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫النّشاط [‪ ]...‬مكارم أخالقكم‪ ،‬وشدة اعتنائكم‪ ،‬وأنكم قبضتم ما تركه السيد الحاج عمرو‬ ‫مجلكم أحمد الزواقي الشقوي من ‪ 2500‬ريال مخزنين وقد كان قبل هذا كتب لي وأنه توجّه لتطوان‪ ،‬وتأسّف على عدم لقيكم من غير‬ ‫أن يعلم بأي ّ‬ ‫محل‪ ،‬وقد ظننت أنك سافرت للغربية فصرت أنتظر قدومك علينا‪ ،‬حتى ورد يومه كتابك معلما أنكم‬ ‫ببوجراح بقصد تبديل الهواء‪ ،‬سعيا في مرضاة والدتكم المباركة‪ ،‬بعد السالم عليها وعلى ما يليق بعلي مقامها‪،‬‬ ‫[الرسالة‪]133 :‬‬ ‫واستنزال صالح دعواتها‪ ،‬وعلى إخوتك العالمة سيدي محمد‪ ،‬والحمد هلل على سالمته‪ ،‬وسيدي عبد السالم وسيدي‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫أحمد‪ ،‬وفي ثاني كتابين أعلمت ما كان من أمر الضريبة عن [‪ ،30 ]...‬وأن المؤدى ريال حسني وبليون ‪،43.04‬‬ ‫ّ‬ ‫اهلل‬ ‫حفظ‬ ‫أفيالل‪،‬‬ ‫البشير‬ ‫موالي‬ ‫المبجّل‪،‬‬ ‫البركة‬ ‫العالم‬ ‫البارّ‪،‬‬ ‫ولدنا‬ ‫ومحل‬ ‫األجل‪،‬‬ ‫الشريف‬ ‫سيادة‬ ‫ ‬ ‫فالمصيبة إذا عمّت هانت‪ ،‬واهلل يتو ّلى مكافأتك بما هو أهله‪ ،‬والسالم في ‪ 15‬صفر عام ‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫سيادتك‪ ،‬وأدام في سماء المعالي سموك ومجادتك‪ ،‬وسالم عليك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وافاني األعزّ كتابك بتاريخ ‪ 13‬مؤذنا بدوام محبّتك‪ ،‬ال قطع اهلل حبلها‪ ،‬وجعل [‪ ]...‬االنتظام في‬ ‫[الرسالة‪]137 :‬‬ ‫سلك المتحابين في اهلل‪ ،‬الذين يظلهم اهلل في ظله يوم ال ظل إال ظله‪ .‬وأمّا ما أعلمك به الصهر السيد محمد ابن‬ ‫األبّار من العزم على الحلول بطرفكم أوائل الشهر المقبل‪ ،‬فقد كان األمر كذلك قبل تخييم المنيّة بفناء الوزير‪،‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫تلبية لدعوة األصهار‪ ،‬وحيث انتقل المذكور للدّار اآلخرة‪ ،‬ظهر لي أن أنتظر حلول من يجل محله‪ ،‬فأتوسل حينئذ‬ ‫حفظ اهلل بمنّه وعمّ بجميل ستره جناب الشريف األجل‪ ،‬الفقيه العالم البركة المبجّل‪ ،‬موالي البشير أفيالل‪،‬‬ ‫بالكتابة له بعد التهنئة و[‪ ]...‬وبسيادتك صنوك العالمة سيدي محمد‪ ،‬وبسيادة وزير العدلية العالمة سيدي أحمد وسالم تامّ على سيادتك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫الرهوني بعد أتمّ السالم عليهما في اإلعفاء من خطة القضاء‪ ،‬والرجوع لخصوص وظيفي التدريس بـ [‪ ]...‬والمسجد‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وافاني األعز كتابك بتاريخ ‪ 29‬من الماضي مؤذنا باغتفارك العارض الذي وقع العثور عليه في جانب‬ ‫كل من الثمن والمثمّن‪ ،‬موافقا بشهادة ّ‬ ‫األعظم واإلمامة‪ ،‬وقد سرّني احتفال األهالي بالحاكم الحالي بمناسبة اعتالئه منصب القيمية العامة عسى أن يكون المبيع‪ ،‬لكون ّ‬ ‫كل من وقف على ذلك‪ ،‬لطفافته وقلة أهمّيته‪ ،‬وأنّه حصل‬ ‫ذلك سببا في لنسخ الحقد [‪ ]...‬بما وقع قبل‪ ،‬وقد فرحت لعدم حضوري هناك [‪ ]...‬وقت اضطرام الفتنة لما يخفاكم لك االطمئنان‪ ،‬وإلغاء ذلك العارض المشوش قبل‪ ،‬فذلك حسن‪ ،‬وأما ما تل ّقيته من سيادة أخيكم العالمة سيدي‬ ‫ّ‬ ‫أن العدو الحسود ينتهز الفرصة [‪ ]...‬لغلبة الهوى‪ ،‬وأما ختمك سيدي الكتاب بلطيف اللوم والعتاب على عدم تطيير محمد بعد أتمّ السالم عليه‪ ،‬فنسأله سبحانه التأييد في ّ‬ ‫كل ما يريده منا‪ ،‬أمّا اختيار المخلص والحمد هلل في‬ ‫اإلعالم لعلي جنابكم بتلك اإلرادة‪ ،‬فسبب ذلك؛ أوال‪ :‬ما كان من فسحة الزمان‪ ،‬وعدم العلم بما يحدثه اهلل‪ ،‬وثانيا‪ :‬محبّتكم‪ ،‬لو خيّر لكان يختار اإلراحة‪ .‬ودعوى عدم بقاء ما يكدّر صفاء الخاطر ممن ذكرته عن شأن البطائق‪ ،‬فما‬ ‫موت الوزير وترجّي ما ذكر‪ ،‬وإال فمعاذ اهلل أن يحصل العزم الشديد‪ ،‬وال أعلمكم بذلك‪ ،‬أبقى اهلل لنا بركتكم‪ ،‬مس ّلما سلكته هو عين الصواب‪ ،‬وأمّا كون العارض من باب العيب أو من باب بيع اإلنسان ماله ومال غيره‪ ،‬فلم يسعني‬ ‫أيضا على أخويك موالي أحمد وموالي عبد السام‪ ،‬وعلى السيدة الصالحة المباركة والدتكم‪ ،‬مؤمّال من جميعكم إال مراجعة ذلك على ما ينبغي‪ ،‬وإن كان المتبادر هو األوّل‪ ،‬على ّ‬ ‫أن الظاهر أن الثاني ال يخرج عن األوّل لما في‬ ‫صالح دعواتكم‪ ،‬والسالم‪ .‬في ‪ 16‬محرم الحرام‪ ،‬فاتح عام ‪1350‬هـ‪.‬‬ ‫البيع حينئذ من التدليس‪ ،‬وليكن من سيادتك وسيادة أخيك المذكور مذاكرة ومراجعة بينكما للمسألة‪ ،‬ففي ذلك‬ ‫مجلكم أحمد الزواقي الكفاية‪ ،‬وقد ّ‬ ‫تذكرت بهذا مذاكرة وقعت بمجلس الشورى بمجلس والدكم المرحوم في مسألة تكلمت فيها مع من‬ ‫كان يكره ما أبديتُه فيها‪ ،‬فأبدى مخالفة‪ ،‬فقلت لوالدكم رحمه اهلل‪ ،‬وقد كان ساكتاً‪ :‬تأمّل يا سيدي هذا‪ ،‬وأردت‬ ‫[الرسالة‪]134 :‬‬ ‫أن أمكنه من الوثيقة التي كانت موضوعاً للمذاكرة‪ ،‬فلم يقبضها رحمه اهلل‪ ،‬قائال‪ :‬في فهمك الكفاية‪ .‬ومعاذ اهلل‬ ‫أن يكون قال ذلك مجرد تحسين ّ‬ ‫الظن‪ ،‬أن تكون وجهت لها المفتاح ريثما ننتظرها‪ ،‬ثمّ ترده‪ ،‬مسلما أيضا على‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫أخويك موالي أحمد‪ ،‬وموالي عبد السالم‪ ،‬وعلى السيدة الصالحة المباركة والدتكم‪ ،‬متّعكم اهلل برضاها‪ ،‬ورزقنا‬ ‫ّ‬ ‫محل الولد‪ ،‬الشريف الفقيه األجل الغطريف‪ ،‬موالي البشير أفيالل رعاك اهلل وسالم على سيادتك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وإياكم وإياها االستغراق في محبّة سيّد الوجود‪ ،‬والسبب في ّ‬ ‫كل موجود‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى آله‪ ،‬وألتمس منكم‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصل األعزّ كتابك‪ ،‬وما ذكرته صار بالبال‪ ،‬وقد كتبت لصاحبنا بطنجة الفقيه سيدي محمد الرقيواق ومنها صالح دعاواتكم‪ ،‬وما ذكرته عن الشريف سيدي الزمزمي فإن كان بصدد المرور من هنا فلتقل للشريف سيدي‬ ‫أن ينوب عني في بيع ما يكون ثمنه موفيا بثمن المشترَى أو جله‪ ،‬نطلب اهلل أن ييسر في تحصيل ذلك عاجال‪ ،‬الحسن بن عبد الوهاب بعد السالم عليهما‪ ،‬إن كان عازما على الرجوع لفاس يصحبه‪ ،‬عسى أن يكون في ذلك خير‬ ‫مسلما على الشرفاء إخوتك‪ ،‬وكل سائل عنا ودمتم بخير والسالم‪.‬‬ ‫لمعرفته ببعض الطلبة‪ ،‬إذ ال يمكن حصول المقصود منهم بواسطتي لما ال يخفاكم‪ .‬والسالم‪ .‬في ‪ 4‬محرم الحرام‪،‬‬ ‫في ‪ 12‬محرم الحرام فاتح عام ‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫فاتح عام ‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬ ‫أحمد الزواقي‬

‫}‬

‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫محل الولد البار ألمجد‪ ،‬الشريف الفقيه العالم األسعد‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬حفظك اهلل‬ ‫وسالم عليك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصلني األعز كتابك بتاريخ ‪ ،5‬مجيبا عن كتابين‪ ،‬مبدياً غلطي في فهم‬ ‫مرادك من العبارة‪ ،‬فالخطب سهل‪ ،‬وجزاك اهلل عني ما هو أهله‪ ،‬ويومه أو غدا أكتب لسيدي‬ ‫محمد الرقيواق يسلك في مبيع ما ذكر مسلك [‪ ]...‬واهلل سبحانه يتو ّلى مكافأتك‪ ]...[ ،‬من‬ ‫هنا الشريف سيدي الزمزمي‪ ،‬وال زال الشريف سيدي محمد بن المكي ورفيقه بالعرائش‪،‬‬ ‫مسلما على والدتكم المباركة راجيا منك ومنها صالح األدعية‪ ،‬وعلى اآلخرين موالي أحمد‬ ‫وموالي عبد السالم‪ ،‬ونطلب اهلل أن [‪ ]...‬سيدي محمد بعد السالم عليه أيضاً من الجولة‬ ‫الرسمية‪ ،‬سالما معافى‪ ،‬وبه وجب إعالمك‪ ،‬وعلى خالص مودتك والسالم‪ .‬في ‪ 25‬محرم‬ ‫الحرام‪ .‬فاتح ‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬

‫�ص َل َو ٌ‬ ‫ون أُ�و َلئ َ‬ ‫�صا َب ْت ُه ْم ُم ِ‬ ‫يب ٌة َقا ُلوا �إِ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ِن‬ ‫ل َو�إِ َّنا �إِ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫ِك َع َل ْيهِ ْم َ‬ ‫ين �ِإ َذا أَ� َ‬ ‫ين ا َّلذِ َ‬ ‫ال�صاب ِ​ِر َ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ات م ْ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫�ص َ‬ ‫َو َب رِّ ِ‬ ‫ِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُو َلئ َ‬ ‫ون {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫ال ْهت َُد َ‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 48‬سنة‪ ،‬لبت نداء ربها المشمولة بعفو اهلل المرحومة‬

‫مليكة الدريوش‬

‫زوجة زميلنا مصطفى أشرقي ـ تقني بجريدة طنجة ـ‬ ‫وذلك يوم األربعاء ‪ 11‬دجنبر ‪ 2019‬وشيع جثمانها الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف ودفن بمقبرة سيدي الفرجاني‪ ،‬بعد صالة العصر بمسجد‬ ‫الحديقة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة «الشمال» بأحر التعازي إلى زوجها الزميل مصطفى أشرقي وإلى ابنيهما المهدي وأنس وإخوتهما من األب‪ ،‬العربي وليلى وعثمان وسعاد‬ ‫واسماعيل وشاكيرا وإلى إخوة الفقيدة‪ ،‬مصطفى وتورية والياقوت وعايشة وحميد وخالد وعبد العزيز وعلي وادريس وكذا إلى جميع أفراد عائالت الدرويش وأشرقي والفياللي والمهاجر‪،‬‬ ‫راجية لهم الصبر والسلوان وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫التربية على حقوق اإلنسان من الضروريات والواجبات‬ ‫والطاعة واالختالف بهذه الحقوق في اإلسالم إلى أين؟!‬ ‫بقلم • عبد القادر أحمد بن قدور*‬ ‫أوجه هذا المقال إلى أي أحد منا قد حرم من حقه في يوم من األيام‪ ،‬وفي أي زمن من األزمان‪...‬‬ ‫في البداية أستلهم ما قاله أحد الفالسفة الفرنسيين «ديكارت»‪« :‬أنا أمتلك حقوقا فأنا موجود»‪.‬‬ ‫ألن كلمة وعبارة حقوق اإلنسان لها داللة قانونية‪ ،‬أي تنظيم المجتمع البشري للحقوق الطبيعية واألصلية‬ ‫بواسطة وضع قوانين تحمي هذه الحقوق وتضمنها فعليا ال شكليا فقط دون تطبيقها‪ ،‬وذلك باالستجابة إلى‬ ‫تطلع كل إنسان ليتمكن من أن يحيا حياة فيها كرامته وأمنه ويحصل فيها على كل حقوقه‪ ...‬وبكل هذا يدخل‬ ‫اإلنسان كيفما كان في نظام اجتماعي وقانوني سليم إذا تحققت له الحقوق وحقق الواجبات عليه‪ ،‬وضمن ممارستها‬ ‫واستمرارها‪.‬‬ ‫لهذا كله ظلت منذ مدة طويلة حقوق اإلنسان توثق من لدن الهيئات والمنظمات الدولية والكونية والوطنية‪،‬‬ ‫الحكومية أو غير الحكومية‪ ،‬كما أصبحت هذه الحقوق يدافع عنها في المحاضرات والندوات والمؤتمرات واللقاءات‬ ‫العديدة خالل صيغتها العامة أو الخاصة‪...‬‬ ‫لذلك كانت المدرسة تعتبر جسرا أساسيا لتدرس فيه وتنمى تلك الحقوق لتحقق موقعا لها في شخصية كل‬ ‫فرد فيها‪ ،‬وفي المجتمع ككل‪ ...‬بتوسيع التعريف بها‪ ،‬وترسيخ مبادئها وقيمها اإلنسانية الدائمة إذا تحققت‪ ،‬وهناك‬ ‫دالئل على هذا‪ :‬مثال ((دعت الجمعية العامة لألمم المتحدة خالل سنة ‪ ،1968‬إلى تدريس حقوق اإلنسان بالتدريج‬ ‫في المقررات الدراسية للمرحلتين االبتدائية والثانوية‪ ،‬ودعت إلى اغتنام كل فرصة السترعاء اهتمام طالبهم إلى‬ ‫الدور المتزايد الذي تلعبه منظومة األمم المتحدة من أجل تعزيز العدل االجتماعي‪.)1( ))...‬‬ ‫وفي مؤتمر طهران سنة ‪ ،1968‬تقرر ((أن تدعى جميع وسائل التعليم من أجل إتاحة الفرصة للشباب ألن يشب‬ ‫بروح احترام الكرامة اإلنسانية والتساوي في الحقوق))‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ ،1978‬تم تنظيم مؤتمر دولي في «فيينا»‪ ،‬من طرف اليونسكو‪ ،‬حول «تدريس حقوق اإلنسان»‪.‬‬ ‫وفي وطننا العزيز يمكن تسجيل االهتمام بحقوق اإلنسان ومزاياها الهامة في الحياة العامة وفي المؤسسات‬ ‫قصد ترسيخ حقوق اإلنسان عن طريق مؤسسات التربية والتعليم في برامج العديد من الجمعيات الخاصة والمهتمة‬ ‫بهذا المجال منذ سنوات عديدة مثل «الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان» و «العصبة المغربية لحقوق اإلنسان»‬ ‫و«المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان» والهيئة الوطنية لحقوق اإلنسان» و«المركز المغربي لحقوق اإلنسان‬ ‫و»جمعية مجموعات منظمة العفو الدولية بالمغرب» و«مجموعة من الجمعيات النسائية» و«جمعية التربية على‬ ‫حقوق اإلنسان» وغيرها من الجمعيات الحقوقية األخرى ‪ ...‬الخ ‪..‬‬ ‫كما نجد أحد األمثلة على ذلك خالل الندوة التي نظمتها النقابة الوطنية للتعليم في‪ 11 ،10 ،09 :‬يونيو‬ ‫‪ .1989‬حول ((حقوق اإلنسان في المدرسة المغاربية‪(( :‬الواقع واآلفاق))‪.‬‬ ‫كما أن فرع الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان بالقصر الكبير قد نظم محاضرات وندوات في مدارس بالقصر‬ ‫الكبير بهذا الشأن‪ ،‬وذلك لتوعية التالميذ والتلميذات بحقوق اإلنسان وفوائدها ومميزاتها ليحبب لهم ويغرس‬ ‫في عقولهم أهمية معرفة حقوق اإلنسان وتطبيقها مستقبال في حياتهم العامة وآنيا ويزداد اهتمامهم بهذا‬ ‫الموضوع ومحبتهم له‪ ،‬وفروع هاته الجمعية وجمعيات حقوقية أخرى نظمت كذلك ملتقيات ومحاضرات وندوات‬ ‫في بعض المدارس وغيرها لتنشر دعوات حقوق اإلنسان ببلدنا وتترسخ مبادئها في العقول‪ ،‬لتعمل بها األجيال‬ ‫وتتأثر بمبادئها تطبيقيا ومالمسة ليستطيع كل أحد منا بالعمل على ترسيخها والعمل بمبادئها في حياتنا الحاضرة‬ ‫والمستقبلية‪.‬‬ ‫ونجد كذلك هنا اتفاقية وزارة التربية الوطنية والوزارة المكلفة بحقوق اإلنسان ((على أهمية دعم نشر ثقافة‬ ‫حقوق اإلنسان بالمدرسة المغربية‪ ))...‬وعلى أن تدريسها ليس ضرورة تربوية فقط‪ ،‬وإنما هو أيضا ضرورة حضارية‬ ‫وتاريخية‪.‬‬ ‫تلك هي نماذج من قرارات ودعوات عديدة قد صدرت من جهات كثيرة لتؤكد على ضرورة تعزير حقوق اإلنسان‬ ‫وممارستها في حياتنا اليومية‪ ،‬ودعمها وذلك ((من خالل برامج فعالة للتدريس والتربية واإلعالم)) وذلك إيمانا‬ ‫بالدور اإليجابي الذي يمكن أن تقوم به التربية والتعليم في التوعية بحقوق اإلنسان‪ ،‬مما يتطلب أن تصبح هه‬ ‫الحقوق‪ ،‬جزءا من المقررات الدراسية‪ ،‬وأن تدخل كعنصر أساسي في بنيتها))‪.‬‬ ‫وبهذا المنطوق يعتبر حقل التربية والتدريس هو مجال لدعم الثقافة الحقوقية‪ ،‬وهو رهان قائم على المدرس‬ ‫من حيث هو الشخص األساسي الذي يعمل على نجاح مثل هذه المبادرات‪ ،‬لذا فهو يتحمل مسؤولية كبيرة في إبالغ‬ ‫رسالة حقوق اإلنسان وهو عمل هادف ليؤكد على الكرامة اإلنسانية والدفاع عن كل إنسان إنسان كيفما كان‬ ‫وعن حقوقه وقيمته واعتباره‪ ،‬لذلك فقد يقتضي أن يساهم كل مدرس ومشتغل في حقل التربية والتعليم‬ ‫النبيل والهادف إلى األفضل‪ ،‬وعليه بهذا األساس أن يدرج مبادئ ثقافة حقوق اإلنسان وقيمتها في برامج‬ ‫عمله التدريسي‪ ،‬وأن يعمل على تفاعله مع كل متعلم متعلم‪ ،‬وذلك بالتدريج والكياسة ليحقق هذا الهدف‬ ‫الحقوقي لكل المتعلمين بالنظر إلى قدراتهم في الفهم واإلدراك وخاصة عندما يكونون في سنين مبكرة‬ ‫والزالوا يافعين‪.‬‬ ‫لهذا يجب أن نسأل عن أسس الحق‪ ،‬وعن داللته وعن االعتراف بشرعيته‪ ،‬وعما إذا كنا نتمتع به حقا‪،‬‬ ‫فماذا يمكن أن تكون تلك األسس؟ ومن أين يستمد الحق قوته على اإللزام؟ هل من سلطة اإلكراه أم من‬ ‫قيمه األخالقية؟ هل يمكن أن يقام الحق على القوة؟ أال تتحول القوة التي تطلب تأسيس الحق ضربا من العنف‬ ‫الدال على يأس من اإلنسان‪ ،‬وافتقار إلى القيمة اإلنسانية وإنكار للعدالة‪ .‬وإذا كان األمر كذلك‪ .‬أال يكون‬ ‫العنف مرفوضا من كل الوجوه؟ وإذا كانت الفلسفة روحا نقدية تساؤلية تكشف عن المسكوت عنه وتفكر فيما‬ ‫ال يفكر فيه‪ ،‬أال تكون بذلك رفضا مطلقا للعنف اعترافا بشرعية الحق وصاحبه؟ وهل يمكن مع ذلك أن توصي‬ ‫باستعماله‪/‬كيفما كنت؟‬ ‫هل من الحق أن تلجأ إلى العنف انتصارا للحق؟ إنها تساؤالت تدفعنا إلى أن نحدد عالقة العنف بالقانون والحق‬ ‫في حضارة اليوم‪ ،‬حضارة قاعدتها إخضاع الحق والحقيقة لمن هم أشد قوة‪.‬‬ ‫فلم يعد مباحا لإلنسان أن يكون إنسانا إال إذا كان يدافع عن قضية اإلنسان عامة‪.‬‬ ‫ونحن ال نجد لمفهوم الحق داللة واحدة‪ ،‬فهو خصب ومرتبط بالحضور اإلنساني‪ ،‬إذ تعددت وتنوعت معانيه‪،‬‬ ‫وارتبط تطور مدلوله بتطور حضارة المجتمع اإلنساني‪ ،‬حتى إن هذا التنوع الداللي تجسم فيه التصور االجتماعي‪،‬‬ ‫فاعتبر الحق ما هو صواب وحقيقة (قول حق = قول صواب)‪ ،‬ويعد أيضا ((ما يرجع إلى الذات كنصيب في شيء)) (حق‬ ‫المرء في ‪ )...‬وعبر الحق عن الذات اإللهية أو عن إحدى صفاتها باعتبار ما تمثله من وجود حق وعدل مطلق‪.‬‬ ‫ويعرف الحق أيضا بجملة القواعد والمبادئ التي تشرع للفرد في عالقته بالغير أن يفعل بحرية‪ ،‬فيمثل الحق‬ ‫بذلك حدود فاعلية الذات وحريتها فالحق بهذا المعنى هو ما هو مشروع وقانوني‪.‬‬ ‫وختاما أشير كذلك إلى الطاعة واالختالف على ضوء حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ :‬واالختالف هو حق من حقوق‬ ‫اإلنسان ـ أو العبد ـ بما هو فرد مجتمعي يتمثل اعتقادا محددا يمكن ان يفرض في جملة األحيان سلوكا محددا‪،‬‬ ‫لكن أن إقرار هذين المبدأين‪ ،‬الطاعة واالختالف‪ ،‬ال يمضي من غير قيد وبإطالق‪ ،‬إذ أن كل شيء يجري وفق شروط‬ ‫وتحديدات وقيود‪.‬‬ ‫ينطلق ((االجتماع البشري اإلسالمي من مسألة أساسية هي أن الوازع السلطاني شرط ال بد منه إلقامة بنيان‬ ‫هذا االجتماع وقد استجمع اإلمام الغزالي هذه المسلمة بالقول أوال ((إن السلطان ضروري في نظام الدين‪ ،‬ونظام‬ ‫الدنيا ضروري في نظام الدين))‪ ،‬ثم بتقرير القول ((إن نظام الدين ال يحصل إال بنظام الدنيا‪ ،‬ونظام الدنيا ال يحصل‬ ‫(‪)2‬‬ ‫إال بإمام مطاع))‬ ‫والذي جسدته قبله وقبل الغزالي في التراث الفقهي واألصولي اإلسالمي فكرة وجوب نصب ((اإلمام المطاع))‬ ‫من المؤكد أن اإليمان هو شرط أول ضروري لهذا االجتماع‪ ،‬لكنه وحده ال يكفي فالسلطة السياسية القاهرة هي‬

‫التي تضمن للمشروع االجتماعي السياسي المستند إلى اإليمان صالحه ونجاحه‪ ،‬لكن ذلك ال يتم إال بالسياسة‬ ‫((العادلة)) التي تؤسسها عند مفكري (األحكام السلطانية) و(السياسة الشرعية) كما قال اهلل تعالى وتبارك في القرآن‬ ‫الكريم‪(( :‬إن اهلل يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن اهلل نعما يعظكم‬ ‫به إن اهلل كان سميعا بصيرا‪ .‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم في‬ ‫شيء فردوه إلى اهلل والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويال)) ((سورة النساء)) اآليتان‬ ‫‪ 58‬ـ ‪.59‬‬ ‫يكشف هذا النص مفاهيم عديدة‪ ،‬ويأتي مفهوم الطاعة في مقدمتها‪.‬‬ ‫وهل هذه الطاعة واجبة في كل الظروف واألحوال؟! بتعبير آخر‪ :‬هل ثمة ((حق لإلنسان المسلم في أن ((يخرج))‬ ‫من هذه الطاعة وأن ((يعصى)) سلطان أولياء األمور ويكسر حلقة االنصياع المطلق لهم ويعرض وحدة الجماعة‬ ‫وديمومتها للخطر؟!وإذا كان نبذ الطاعة مشروعا فبأي معنى هو كذلك؟‬ ‫وهنا نجد أن ((النظام السني)) يبدي حرصا شديدا على مبدأ العدل بما هو مبدأ ملزم لإلمام إال أنه يتخلى عنه‬ ‫في احــوال محـددة‪ .‬والعبـارة التي تنسـب إلى عمرو بن العاص‪ ،‬فاتح مصر وحاكمها في خالفـة عثمان ومعاويـة‪،‬‬ ‫تعبر تعبيرا صادقا عن هذا المذهب‪(( :‬سلطان عادل خير من سلطان ظالم‪ ،‬وسلطان ظالم غشوم خير من فتنة‬ ‫تدوم)) (‪.)3‬‬ ‫وال بد من ذكر ما أشارت إليه منظمة العفو الدولية بالتزامن مع تخليد اليوم العالمي لحقوق اإلنسان يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 10‬دجنبر ‪ 2019‬في تقرير يكشف ان أهم المخاوف اليومية‪ ،‬التي تواجه الشباب‪ ،‬تتمثل في الفساد وعدم‬ ‫االستقرار االقتصادي‪.‬‬ ‫(‪ )....‬إلى أن قالت ودعت «أمنستي» في هذه المناسبة العالمية (أي في الذكرى ‪ 71‬لصدور الميثاق العالمي‬ ‫لحقوق اإلنسان) الحكومات إلى أن تستهل العقد الجديد بإجراءات لمعالجة حالة الطوارئ المناخية‪ ،‬وتقليص عدم‬ ‫المساواة في الدخول‪ ،‬وطرح إصالحات حقيقية بغية إنهاء انتهاكات حقوق اإلنسان)) (‪ .)4‬أي البد من منح كل الحقوق‬ ‫ألصحابها كيفما كانوا وفي هذا السياق أصدرت الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان بيانا هاما بهذه المناسبة‬ ‫العالمية من جملة ما قالت فيه حيث أكدت الجمعية (المذكورة) في تقرير حقوقي جديد أن «الجو العام بالمغرب‬ ‫موسوم بالتردي المتزايد لوضعية حقوق اإلنسان‪ ،‬في كافة المجاالت المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية والبيئية والتنموية وحقوق الفئات‪.‬‬ ‫إلى ان قالت (ولفتت الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬االنتباه إلى أن «المدافعين والمدافعات عن‬ ‫حقوق اإلنسان يتعرضون للتضييق والتشهير والمتابعات القضائية االنتقامية‪ ،‬ولمس خطير بحرياتهم‬ ‫وحقوقهم) (‪.)5( )...‬‬ ‫(كما وقع لي ولغيري من الحقوقيين المذكورين لمس بحقوقنا األكيدة بدالئل وبراهين عديدة وقانونية‬ ‫وغير ذلك‪ ،‬ألنه لو كان الفهم الحقيقي للتربية عن حقوق اإلنسان والمواطنة الحقة‪ ،‬ولتطبيق وتنفيذ القوانين‬ ‫بحذافيرها دون تمييز وال ضغوطات لحصلنا على حقوقنا كلها نحن ضحايا االنتهاكات الجسمية لحقوق اإلنسان‬ ‫المحرومين منها منذ عدد من السنين‪ ،‬واألعوام وإلى اآلن‪ ،‬وكذلك نحن بعض المدافعين عن حقوق اإلنسان‬ ‫والنشطاء الحقوقيين المظلومين جدا ببلدنا وببعض الدول العربية واإلسالمية وغيرها من الدول الظالمة لمثل‬ ‫هؤالء‪ :‬أيها بعض المسؤولين الحكوميين وغيرهم المعنيين باألمر في وطننا الحبيب والعزيز وفي بعض بلدان‬ ‫أخرى بالعالم أجمع‪.‬‬ ‫وفي تقرير لجماعة العدل واإلحسان حول حقوق اإلنسان بالمغرب خالل سنة ‪ 2019‬بعنوان‪« :‬العدل واإلحسان‬ ‫ترسم لوحة سوداء حول حقوق اإلنسان من جملة ما ذكرت فيه‪( :‬الفئة الثالثة التي تؤكد تراجع الحريات والحقوق‪،‬‬ ‫بحسب تقرير الجماعة‪ ،‬تتمثل في التضييق على المعارضين والمدافعين عن حقوق اإلنسان الذين تجري التنصت‬ ‫عليهم‪ ،‬واستهداف حياتهم الشخصية»‪ ،‬وقالت إن هذا المعطى يعد جديدا وانكشفت خالل سنة ‪ 2019‬وأنا أعتقد‬ ‫كذلك أنه منذ سنوات خلت كان هذا‪ ،‬بعدما أظهرت منظمة العفو الدولية‪ ،‬في تقرير لها‪ ،‬كيف أن التجسس على‬ ‫المعارضين جرى باالستعانة بالكيان الصهيوني)) (‪ .)6‬وفي العدد االخير لمجلة المناهل الفصلية التي صدرت عن‬ ‫وزارة الثقافة والشبيبة والرياضة للشهور ‪ 3‬أي في (أكتوبر‪ ،‬نونبر‪ ،‬دجنبر ‪ )2019‬بالعدد‪ 97 :‬في دراسة هامة وتاريخية‬ ‫وأساسية بالعالم العربي واإلسالمي والمغاربي للدكتور المبرز واألستاذ محمد المصباحي (أستاذ باحث في الفلسفة‬ ‫والفكر العربي اإلسالمي) بعنوان‪ :‬قيمة العدالة والظلم عند ابن رشد (مفكر وفيلسوف كبير أندلسي) في مقدمتها‪:‬‬ ‫أهمية العدالة ويقول‪« :‬ال يعدو العدل إشكاال أي موضوعا فلسفيا إال إذا تحول إلى ظلم‪ ،‬أو إذا أوشك أن يصير كذلك‪:‬‬ ‫وبالتالي فإن الموضوع الحقيقي لصناعة العدل هو الظلم‪ ،‬وهو األمور الخارجة عن حد االعتدال بالتعدي على حقوق‬ ‫الغير وإلحاق األذى بهم‪ ،‬أو اإلخالل بمبادئ الشريعة أو ممارسة االحتيال والكذب وانتهاك العقود والمواثيق من أجل‬ ‫هذا كان األمر في صناعة العدل كاألمر في صناعة الطب)‪ ،‬ويضيف في صفحة أخرى ما يلي‪( :‬والحال أن الظلم أظهر‬ ‫من العدل‪ ،‬وهو ما يوجب علينا أن نبدأ بالبحث عن حقيقة الظلم عساها تهدينا إلدراك ماهية العدل)‪.‬‬ ‫وأشير إلى هنا ألهمية التربية على حقوق اإلنسان إذ لو كان أي ظالم تربى تربية حقوقية منذ الصغر والطفولة‬ ‫والشباب وتعمق فيها وفهمها الفهم الحقيقي في الكبر أكثر‪ ،‬وتمكن منها في حياته العملية مع اآلخرين‪ ،‬لما أصبح‬ ‫يتعسف ويظلم أي أحد وألصبح عادال بطبعه وطبيعته ألن ضميره سيخدشه إذا أراد االنحراف عنه وكذلك لدماثة‬ ‫اخالقه وحبه الكبير للعدل والعدالة الحقة‪ ،‬ويظل يعمل دائما ضد الظلم والتعسف المقيت بضمير حي‪ ،‬كما شرح‬ ‫ذلك الدكتور الجليل والمفكر الكبير محمد المصباحي المحنك بالتجارب العديدة وبحبه الكبير للفلسفة والفالسفة‬ ‫وخاصة تخصصه في فلسفة المعلم األكبر ابن رشد الذي أغنى العالم بشساعة فلسفته الرشيدة والمتنورة‬ ‫والمتفتحة‪ ،‬وذلك في بحثه القيم ودراسته الغنية بالعطاءات والدالالت عن قيمة العدالة والعدل والظلم عند ابن‬ ‫رشد األندلسي والعالم األلمعي األساسي في الفكر والفلسفة العميقة المؤثرة والبليغة‪...‬‬ ‫وال بد من التذكير أن الدستور المغربي الصادر في ‪ 1‬يوليو ‪ 2011‬ينص صراحة في الباب الثاني المتعلق‬ ‫بالحريات والحقوق األساسية بالفصل ‪ 25‬كالتالي‪ :‬حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها‪.‬‬ ‫حرية اإلبداع والنشر والعرض في مجاالت األدب والفن والبحث العلمي والتقني مضمونة‪.‬‬ ‫القصر الكبير في يوم الجمعة ‪2019/12/13‬‬ ‫* الحقوقي واإلعالمي واألديب والعضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية ـ فرع المغرب ـ‬

‫ــــــــــــــ‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫مبادئ تدريس حقوق اإلنسان‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك ‪ ،1968‬ص‪.5 :‬‬ ‫أبوحامد الغزالي ((االقتصاد في االعتقاد))‪ ،‬تحقيق عادل العوا‪( ،‬بيروت)‪ ،‬دار األمانة‪ ،1969 ،‬ص‪ 214 :‬ـ ‪.215‬‬ ‫وقد عزز ابن خلدون هذا المذهب (المقدمة‪ :‬تاريخ العالمة ابن خلدون‪ :‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام‬ ‫العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر (تونس الدار التونسية للنشر ‪ )1989‬ج‪.‬أ‪ ،‬ص‪ 78 :‬ـ ‪79‬‬ ‫و‪ 253‬ـ ‪ )244‬وأحمد بن إسحاق بن جعفر اليعقوبي‪ ،‬تاريخ اليعقوبي‪ 2 ،‬مج (بيروت‪ :‬دار صادر (ـ‪ ،)19‬مج ‪ 2‬ص ‪222‬‬ ‫وأبو حامد محمد بن محمد الغزالي إحياء علوم الدين(بيروت‪ :‬دار المعرفة‪( ،‬د‪.‬ن) ج‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫من ج «أخبار اليوم» العتيدة والصامدة ليوم األربعاء ‪ 11‬دجنبر ‪ ،2019‬ص ‪ .7‬العدد‪.3062 :‬‬ ‫من نفس العدد للجريدة المذكورة‪ ،‬صبحة ‪.2‬‬ ‫من جريدة «أخبار اليوم» ليوم الخميس ‪ 12‬دجنبر ‪ 2019‬العدد ‪ ،3063‬ص‪.2‬‬


‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫وار‬ ‫ح‬

‫مع‬

‫‪16‬‬

‫الكاتب وال�صحايف‬

‫محمد بوخزار‬

‫(‪)2/2‬‬

‫يعد الأ�ستاذ حممد بوخزار �أحد الوجوه الإعالمية العريقة باملغرب‪ ،‬ر�سخ جتربة مهنية تراكمت على امتداد عقود من الزمن ا�شتغل خاللها مبجموعة‬ ‫من ال�صحف الوطنية والعربية الرئي�سة‪...‬العلم‪ ،‬االحتاد اال�شرتاكي‪ ،‬التحرير‪ ،‬ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫وكان ال�سي حممد بوخزار‪ ،‬بحكم ثقافته و�إتقانه للغات الأجنبية‪ ،‬من الإعالميني الذين ا�ستطاعوا �أن ي�شدوا �إليهم القراء بقوة بحكم امتالكه لأ�سلوب‬ ‫مميز يف �صياغة مواده ال�صحفية من جانب‪ ،‬وبحكم احرتامه لذكاء القراء عرب اختياراته التي ات�سمت باملهنية واجلدية والعمق املعريف‪.‬‬ ‫مبنا�سبة ح�صوله على «اجلائزة التقديرية الوطنية الكربى لل�صحافة»‪ ،‬التقت به جريدة «ال�شمال» و�أجرت معه احلوار التايل‪.‬‬

‫• ما هو أطرف حدث طبع مشوارك في تجربتك الصحافية ؟‬ ‫•• لم يحدث ما يستحق التوقف عنده ‪ .‬باستثناء خالفات طبيعية‬ ‫وإنسانية في مطبخ الجريدة ‪ ،‬فإني لم أصادف إشكاالت كبرى‪.‬‬ ‫نشاطي الصحافي مارسته كهواية طاغية على وظيفتي األولى ‪،‬‬ ‫باستقالل وبمزاجي الخاص‪ ،‬قبل التعاون مع مكتب جريدة «الشرق‬ ‫األوسط» بالرباط ‪ ،‬لفترتين مدتهما أكثر من ‪ 12‬عاما‪ ،‬شغلت‬ ‫خاللها مهاما وتكليفات متدرجة من محرر إلى مساعد للمسؤول‬ ‫عن التحرير ونائبا له أو عنه خالل غيابه وبكافة الصالحيات‪ .‬في تلك‬ ‫الفترة بذلت جهودا مضنية وبصورة يومية‪ ،‬على حساب صحتي‬ ‫وأعصابي لمساعدة عدد من الصحافيين مروا بالجريدة اللندنية ‪،‬‬ ‫حتى تستوفي مساهماتهم شروط الصياغة المقبولة وقابلة للنشر‬ ‫في منبر دولي‪.‬‬

‫بدرجة وعي المجتمع وإشاعة أجواء الديمقراطية والحرية‪ ،‬وأيضا‬ ‫تقبل الرأي العام لها والتسليم بها كسلطة معنوية رادعة‪.‬‬ ‫ما يوجد بالمغرب إجماال هو صحافة الرأي والمواقف ‪ ،‬مطبوعة‬ ‫بالجرأة والنقد الشديد للسلطة ‪ ،‬أي أنها لم تتخلص نهائيا من علة‬ ‫أو مزايا الخلقة الحزبية ‪.‬‬ ‫أكيد أن المغرب يتجه نحو تأسيس صحافة مستقلة‪ ،‬وإن كان‬ ‫الطريق غير سالك لها بسهولة الوضع في العقود األخيرة ‪.‬‬ ‫أتساءل من جهتي‪ ،‬هل تساعد فورة الحرية وانفجار الثورة‬ ‫المعلوماتية على انبثاق صحافة مستقلة بالمعايير المدونة‬ ‫الكالسيكية في األدبيات اإلعالمية؟ إنه إشكال دقيق يستلزم نقاشا‬ ‫معمقنا يستشرف إكراهات المستقبل ‪.‬‬ ‫وباختصار ‪ ،‬ليس في اإلمكان أبدع مما كان‪ ،‬وال داعي لألسف‬ ‫إن كان منسوب االستقاللية الصحافية ضعيفا ‪ .‬من المؤكد أن‬ ‫المغرب‪ ،‬سائر مثل مجتمعات كثيرة نحو عصر مغاير‪ ،‬سيفرز معايير‬ ‫جديدة على الصحافة‪ .‬ما أتوقعه شخصيا هو استقالل المستهلك‬ ‫عن الصحافة بانتفاء حاجته إليها‪ ،‬كونه سيصبح قادرا بمفرده على‬ ‫تحديد مواقفه وصياغة قناعاته بفضل ما تتيحه له المعرفة الوافدة‬ ‫بأقصى سرعتها‪.‬‬

‫• ما هي تقديراتك بخصوص مستقبل الصحافة الورقية في‬ ‫مجال االستهالك اإلعالمي العمومي؟ وحدثنا عن انتظارات الحقل‬ ‫الصحفي؟‬ ‫ليس هذا سؤاال صعبا فقط بل هو امتحان عسير للذهن‪ .‬األمر‬ ‫مرتبط بالفكر المتقدم المشرع على احتماالت يجب التسليم بأنها‬ ‫آتية وال مفر منها ؛ ليست مقصورة على المجتمع المغربي‪.‬‬ ‫•• ما دمنا نالحظ تراجعا مستمرا للصحافة الورقية ‪ ،‬ونحن ما‬ ‫نحن عليه من مستوى التقدم التكنولوجي‪ ،‬فكيف سيكون حالنا‬ ‫وحال الصحافة بعد عقد من الزمن؟ أكيد أن الحوامل الورقية‬ ‫(كتب وصحف) لن تنقرض وتختفي نهائيا‪ ،‬لكن موقعها ووظيفتها‬ ‫سيتغيران قطعا وستفسح المجال طائعة أو مكرهة لوسائط جديدة‪.‬‬ ‫لست متأكدا من امتالك الوسط اإلعالمي في المغرب القدرة على‬ ‫التحكم في وسائل المالءمة واالنتقال السلس من مرحلة مولية‬ ‫إلى أخرى مقتحمة ‪ ..‬وفي جميع األحوال يجدر بنا أن ال نشيطن‬ ‫المستقبل ونلعنه قبل معرفة ما يحمله إلينا‪.‬‬ ‫• كلمة أخيرة لقراء صحيفة الشمال‪.‬‬ ‫•• لست في موقع إسداء النصح و اإلرشاد‪ .‬لدي فقط انطباعات‬ ‫ومالحظات من وحي التجربة‪ .‬أولها ضرورة المراهنة على الصحافة‬ ‫الجهوية ‪ ،‬فقد تكون األطول عمرا لقربها من المستهلك واتصالها‬ ‫بمعيشه‪ ،‬في زمن االعتزاز بالهويات المفردة والخصوصيات المحلية‬ ‫ثقافيا وفنيا واجتماعيا‪ .‬تلك الخصوصية قد تطيل عمر الصحافة‬ ‫الجهوية‪ ،‬إن عرفت كيف تتجاوب مع مقتضيات العصر الرقمي ‪.‬‬

‫لم أكافأ بامتياز مادي أو معنوي لقاء عملي ب «الشرق األوسط»‪،‬‬ ‫وما استلمته منها كتعويض عن مواد كتبتها‪ ،‬يقل بكثير عن التعب‬ ‫الذي تحملته‪ .‬وكم حزنت يوم قرر جاهل‪ ،‬االستغناء عن خدماتي بناء‬ ‫على وشاية كاذبة من شخص وضيع أرفض أن أصافحه حتى اآلن ‪،‬‬ ‫ألنه افترى علي كذبا ‪.‬‬ ‫وبصراحة فقد ضاق بي المكان في «الشرق األوسط» بعد ذهاب‬ ‫الزميل طلحة جبريل ‪ ،‬حين افتقدت الثقة التي وضع في شخصي‬ ‫بدون حدود مثلما تحمل مالحظاتي وانتقاداتي ‪ .‬فلما حل محله‬ ‫شخص ال يفرق بين المذاهب األربعة ‪ ،‬صعقت وقررت أن ال أستمر‬ ‫مع شخص ال صلة له بالمهنة وأخالقها من قريب أو بعيد ‪.‬‬ ‫قدر لي أن أعود لذات الجريدة في تجربة مغايـرة ‪ .‬أقـر بأنـي‬ ‫ما تعلمته من «الشرق األوسط» يفوق أي تعويض مادي مهما كان‬ ‫حجمه‪ .‬ال أنسى أريحية رئيس التحرير حينئذ ‪ ،‬األستاذ عثمان العمير‬ ‫الذي تعاطف معي وشجعني على رفع دعوى قضائية ضد الجريدة‬ ‫وهو ما فعلته إرضاء لرغبته وأخالقه العالية‪ ،‬دون أن أسال عن مصير‬ ‫الدعوى حتى اآلن‪.‬‬ ‫• المغــرب عـرف في المراحل األخيـرة ما يسمى بالصحافـة‬ ‫المستقلة التي جاءت كإرادة ملتبسة للتصدي لإلعالم الحزبي ‪ .‬كيف‬ ‫تنظرون إلى الصحافة المستقلة ؟‬ ‫•• يجب أن ال نخجل إن شككنا في وجود صحافة مستقلة‬ ‫بالمغرب ‪ .‬الخالف محصور في المعنى الذي نقصده بـ «المستقلة»‬ ‫التي ال يجوز القطع بوجودها أو عدمه‪ .‬الصحافة المغربية نشأت‬ ‫حزبية بهدف تعبئة وتوعية المغاربة ضد االستعمار وترسيخ قيم‬ ‫الديمقراطية والعدالة والمساواة ؛ لذلك ظلت منحازة حاملة لهويتها‬ ‫األصلية بل أسيرة لها باعتبارها رديفا مكمال للتأطير الحزبي‪.‬‬

‫• حظيت جريدة االتحاد االشتراكي على امتـداد عقــود من‬ ‫الزمن باهتمام كبير من القراء المغاربة وشكلت رصيدا تاريخيا‬ ‫مهما في تجربة اإلعالم المغربي‪ .‬كيف تقيم موقعها اآلن على‬ ‫ضوء التطورات الهائلة التي يعرفها المجال اإلعالمي مع الثــورة‬ ‫المعلوماتية‪.‬‬ ‫•• برأيي المتواضع فإن تراجع الصحافة الحزبية ‪ ،‬ال يوازيه تطور‬ ‫وقوة الصحافة المستقلة وال توجد منافسة محتدمة بينهما‪ ،‬ألسباب‬ ‫أتيت على ذكر بعضها في جواب سابق‪.‬‬ ‫نعم ‪ ،‬لعبت جريدة االتحاد االشتراكي ‪ ،‬وقبلها المحرر ‪ ،‬وقبل‬ ‫االثنتين التحرير أدوارا تاريخية مشهودة في سبيل االرتقاء بالمهنة‪.‬‬ ‫يشهد على ذلك توزيعها والتفاف الرأي العام المغربي حولها في‬ ‫ذروة المد الحزبي وانتكاسته بسبب بطش السلطة ‪.‬‬ ‫الصحافة االتحادية في مختلف مراحلها وتعبيراتها‪ ،‬كانت صوت‬ ‫الفئات الناهضة في المجتمع المتطلعة إلى وضع مادي ومعنوي‬ ‫أفضل‪ ،‬ما أدى إلى صدام الحزب مع السلطة تجلى في منع صحافته‬ ‫من الصدور ومعاناة الكثير من المنتسبين لالتحاد الوطني ثم‬ ‫االشتراكي ‪.‬‬

‫ال يمكن للصحافة أن تكون مستقلة بالكامل‪ ،‬ما دام انتشارها‬ ‫ضيقا وإيراداتها محدودة‪ .‬يرتبط تحرر الصحافة من معطف التبعية‬

‫يختلف الوضع اآلن ‪ ،‬فقد أصاب التراجع سمة ما كان يسمى‬ ‫بالصحافة الوطنية ‪ ،‬كنتيجة منطقية لألمراض الحزبية الداخلية‬ ‫التي أثرت بالغا على أدائها ‪،‬كونها لم تحسن اإلصغاء لنبض‬ ‫المجتمع وانشغاالت أجيال متالحقة من شباب مفصول عن القيم‬ ‫الوطنية التي باتت جزءا من الماضي من وجهة نظرهم‪ .‬حالة‬ ‫التراجع وخفوت اإلشعاع هي إذن نتيجة منطقية وتحصيل حاصل‬

‫صراع عنيف ومقاومة بطولية لشطط السلطة‪ ،‬أفرز تعاطفا‬ ‫وتأييدا شعبيا ال حدود لهما‪ ،‬ساهم في خلق أسطورة الصحافة‬ ‫االتحادية التي احتضنت أقالما شابة وأفكارا تقدمية وطورت أساليب‬ ‫الكتابة‪.‬‬

‫أعلم أن صناعة صحافـة جهويـة عملية صعبـة للغايـة ‪ ،‬لكنها‬ ‫ال يمكن أن تعيش إال إذا كانت معبرا إجباريا نحو الصحافة القومية ‪.‬‬ ‫وبخصوص جريدة «الشمال» أتمنى من ناشرها أن يراعي‬ ‫أنه ورث تركة إعالمية جديرة بالعناية والرعاية‪ ،‬وأن ال ينسى أنها‬ ‫تصدر في طنجة حيث خرجت للشارع أول جريدة مغربية‪ ،‬طبقا‬ ‫لبعض المصادر‪ ،‬وأن «الشمال» أخيرا هي بنت ونتاج بيئة مدت‬ ‫المغرب بساللة من الصحافيين‪ ،‬أثرت الرصيد الصحافي في المغرب‬ ‫المعاصر‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫أي مستقبل للعالقات المغربية الجزائرية؟‬

‫الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون‬ ‫وأول خطأ دبلوماسي تجاه المغرب‬ ‫• بقلم ‪ :‬الدكتور عبد الحق بخـات‬ ‫أظهرت االنتخابات الجزائرية األخيرة أن شبح عبد العزيز بوتفليقة ال يزال يلوح في أفق المشهد السياسي الجزائري وأن التغيير العميق‬ ‫الذي يطالب به الشعب الجزائري الشجاع لم يتحقق بعد‪.‬‬ ‫تمكن اللواء أحمد قايد صالح ‪ ،‬الذي يتولى زمام األمور في البالد ‪ ،‬من إحكام قبضته على الشعب دون الحاجة إلى اللجوء إلى العنف ‪ ،‬مستغال‬ ‫السلمية الحكيمة التي أبان عنها حراك الشوارع الجزائرية‪ ،‬والتي أبان من خاللها الشعب الجزائري الشقيق عن وعي متزن ونبيل‪ ،‬وعن حرص‬ ‫ذكي لعدم إغراق البلد في الفوضى‪.‬‬ ‫لذلك يمكننا القول أنه إذا خرجت البالد سالمة من هذه المواجهات التي استمرت لعدة أشهر‪ ،‬والتي من المحتمل أن تستمر لفترة أطول ‪،‬‬ ‫فإن الشعب الجزائري ‪ ،‬على عكس ذلك ‪ ،‬سيكون مضطرا للخضوع إلرادة عشيرة بوتفليقة ‪ ،‬أو على األقل لمن تبقى منها ‪ ،‬إذا علمنا بأن العديد‬ ‫من عناصر هذه الطغمة الحاكمة ‪ ،‬وهم غير مرغوب فيهم ‪،‬وضعوا جانب ًا أو خلف القضبان‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى ‪ ،‬فإن أولئك الذين يدينون بالوالء ألحمد قايد صالح ‪ ،‬يخرجون من الظل ويظهرون مجددًا في دائرة الضوء‪ .‬هذه هي‬ ‫الحالة‪ ،‬من بين حاالت أخرى ‪ ،‬عبد المجيد تبون ‪ ،‬الرئيس الجديد ورئيس الوزراء السابق لعبد العزيز بوتفليقة ‪ ،‬الذي سبق فصله ‪ ،‬كما نتذكر ‪،‬‬ ‫من قبل شقيق الرئيس المخلوع ‪ ،‬سعيد بوتفليقة الذي يقبع اآلن في السجن‪.‬‬ ‫غير أننا نؤكد أن كل هذا هو جزء من سياسة الجزائر الداخلية والسيادية‪ ،‬وجزء من إرادة شعبها ‪ ،‬ونحن لسنا معنيين على اإلطالق بما‬ ‫يحدث أو يمكن أن يحدث مع جيراننا في الجهة الشرقية‪.‬‬ ‫من جانب آخر ‪ ،‬فنحن مهتمون جدًا بكل ما يتعلق بعالقات الجزائر المستقبلية مع المغرب‪.‬‬ ‫وبالتالي ‪ ،‬نحن مندهشون لمالحظة أن عبد المجيد تبون بدأ رئاسته بخطأ دبلوماسي فادح يشترط فيه إمكانية إعادة فتح الحدود المغربية‬ ‫الجزائرية من خالل تقديم اعتذارات من قبل المغرب للجزائر ‪ ،‬متناسيا الكثير حول تاريخ بلده الذي نوصيه بمراجعته‪.‬‬ ‫في غضون ذلك ‪ ،‬ننصح تبون بالجلوس بشكل مريح على كرسيه الرئاسي ‪ ،‬وبتشغيل جهاز التلفزيون الخاص به‪ ،‬وباالنتظار بصبر لالعتذار‬ ‫الذي ستقدمه المملكة المغربية ‪ ...‬والذي لن يأتي أبدًا ‪!...‬‬

‫نالحظ أن الجنرال أحمد جاد صالح يبدو أنه قد فتح الطريق أمام الرئيس‬ ‫الجديد عبد المجيد تبون الذي‪ ،‬على ما يبدو أنه انحاز لخيار االستمرارية المتوترة‬ ‫مع المملكة المغربية الجارة‪.‬‬ ‫هذا له تفسير عندما نعلم أن النزاع الجزائري ‪ -‬المغربي كان دائمًا بمثابة‬ ‫العمود الفقري للقادة الجزائريين لتبرير األخطاء الفادحة التي ارتكبوها في نظام‬ ‫الحكم‪ ،‬والتي تستند حصريًا إلى برنامج النفط والغاز الذي يضع البالد تحت‬ ‫رحمة التقلبات التي تحدث مع االنخفاضات المتعاقبة في سعر النفط‪ ،‬وبالتالي‬ ‫جر البالد إلى أزمات اقتصادية ال رجعة فيها‪.‬‬ ‫لم يكن أبدًا هذا التحول متوقعا‪ ،‬وبد ًال من السعي إلى تحسين األمر من‬ ‫خالل إنعاش وتحرير االقتصاد العام في بلدهم‪ ،‬فإن الحكام الجزائريين‪ ،‬أو على‬ ‫األقل أغلبية معروفة منهم‪ ،‬قد فضلوا تحويل ماليين الدوالرات إلى حساباتهم‬ ‫الشخصية التي تم فتحها في البنوك األوروبية واألمريكية‪ ،‬وإلخماد غضب‬ ‫الشعب المضطر إلى دفع ثمن اللحم بما يعادل ‪ 600‬درهم للكيلو الواحد‪ ،‬والموز‬ ‫بما يقدر بـ ‪ 500‬درهم‪،‬‬ ‫ارتأوا عزو هذا الوضع المأساوي إلى المملكة المجاورة‪ ،‬مما قد يجعل‬ ‫مواطنيها يرون في المغرب صورة الشرير الذي يقوض اقتصادهم‪ ،‬بل ويشكل‬ ‫مصدراً رئيسا لمشاكلهم‪.‬‬ ‫في الوقت نفسه‪ ،‬حاول‬ ‫هؤالء الحكام إخفاء الحقيقة‬ ‫من خــالل دحــض شهادات‬ ‫الســـائحيـــن الجزائرييـــن‬ ‫الذين تتاح لهم فرصة زيارة‬ ‫المغـــرب‪ ،‬والذيــن يثمنون‬ ‫ويتفاخرون بأمانة‪ ،‬وبشكــل‬ ‫إيجابي بالتطور المذهـــل‬ ‫الذي تشهـــده المملكـــة‬ ‫على المستويات المعيشيــة‬ ‫الكريمة‪.‬‬ ‫لذلك ال ينبغـي لنــا أن‬ ‫نتوقع تغييراً بينا في العالقات‬ ‫الجزائرية المغربية خصوصا‬ ‫وأن تبون سبــق له أن برهن‬ ‫على ذلك خــــالل حملـتـــه‬ ‫االنتخابية‪.‬‬ ‫دون التورط في أي أوهام‪ ،‬يجب علينا أن نعترف بأن العالقات الجزائرية‬ ‫المغربية من المتوقع أن تصبح أكثر تعقيدًا‪ ،‬ونتوقع أن تظل الحدود المغربية‬ ‫مغلقة بين البلدين‪ ،‬وأن أزمة الصحراء المغربية لن تحل‪ ،‬على األقل‪ ،‬في األمد‬ ‫القريب‪ ،‬رغم حسن نية المغرب؛ وأن البوليساريو سوف تستمر في االستفادة من‬ ‫حماية وسخاء حكام الجزائر‪ ،‬ومن الرعي المحصل من جيوب دافعي الضرائب‬ ‫الجزائريين؛ وأخيراً‪ ،‬أن يظل االتحاد المغاربي مجرد حلم‪ ،‬ليس إال‪ ،‬عند شعوب‬ ‫المغرب الكبير ‪...‬‬ ‫بعد استجوابه من قبل الصحافة‪ ،‬في ‪ 24‬نوفمبر‪ ،‬أثناء حملته االنتخابية‬ ‫الرئاسية‪ ،‬حول احتمال إعادة فتح الحدود مع المغرب ‪،‬اشترط عبد المجيد تبون‬ ‫بخصوص ذلك تقديم االعتذار الرسمي للجزائر من قبل المغرب وملكه‪.‬‬ ‫هكذا قدّر تبون أنه في عام ‪ ،1994‬قام الرئيس زروال «بإغالق الحدود‬ ‫بين البلدين‪ ،‬بعد أن اتهم المغرب خطأ (كذا) الجزائريين بالوقوف وراء الهجوم‬ ‫اإلرهابي على فندق أسني بمدينة مراكش‪ ،‬وفرض تأشيرة دخول على المواطنين‬ ‫الجزائريين‪ ،‬مضي ًفا أنه» إذا اعتذرت الرباط والتزمت علنًا بعدم معاودة التصرف‬ ‫بهذه الطريقة‪ ،‬فيمكننا إعادة فتح الحدود»‪.‬‬ ‫وواضح أن عبد المجيد تبون فضل تجاهل حقيقة أن اإلرهابيين الذين‬ ‫ارتكبوا هذا العمل اإلرهابي الهمجي هم بالفعل جزائريون نشؤوا في فرنسا‪.‬‬ ‫يتساءل المرء‪ ،‬إذن‪ ،‬ما هي رؤية تبون فيما يتعلق برد فعل المغرب تجاه هذا‬

‫العمل اإلرهابي الذي استهدفه؟ ربما كان يرغب في أن تعامل المملكة هؤالء‬ ‫المجرمين «كشخصيات مهمة» لمجرد أنهم جزائريون؟‬ ‫لكن دعنا ننتقل ونسأل أنفسنا‪ :‬إذن لماذا يجب على المغرب أن يعتذر ؟‪.‬‬ ‫ربما بسبب ردة فعله التي اتخذت طابعا مسالما عبر اللجوء إلى ما هو‬ ‫قانوني وأمني‪ ،‬خاصة وأن التحقيق كشف أن ‪ 4‬مجموعات من ‪ 7‬أشخاص من‬ ‫أصل جزائري كانت ستنفذ بالموازاة هجمات أخرى في كل من طنجة وفاس والدار‬ ‫البيضاء ومراكش‪.‬‬ ‫وبعد ذلك‪ ،‬إذا كان علينا أن نعتذر‪ ،‬فلنحاول إنعاش الذاكرة القصيرة‬ ‫للرئيس الجزائري الجديد‪ :‬أليس الجزائر هي التي يجب عليها أن تعتذر للمغرب‬ ‫ألنها أنكرت بجحود التضحيات العظيمة للشعب المغربي تجاه الشقيقة الجزائر‬ ‫خالل السنوات الطويلة من نضالها للحصول على االستقالل؟‬ ‫أليس الجزائر هي التي يجب أن تعتذر للمغرب لغزو األراضي المغربية‬ ‫بمجرد إعالن االستقالل في أوائل الستينيات؟‬ ‫أليس الجزائر هي التي ينبغي أن تعتذر للمغرب بسبب تشريد ‪45000‬‬ ‫أسرة مغربية مقيمة بالجزائر‪ ،‬من ممتلكاتها وطردها بشكل تعسفي عشية عيد‬ ‫األضحى عام ‪ ،1975‬عن طريق تكديسهم‪ ،‬قبل حتى أن ينتعلوا أحذيتهم‪ ،‬في‬ ‫شاحنـات‪ ،‬واإللقاء بهم على‬ ‫الحدود المغربية بالقرب من‬ ‫جوج بغال؟‬ ‫إذا كانت هناك اعتذارات‬ ‫يجـب تقديمها‪ ،‬فإن الجزائر‬ ‫هي من عليهــــا تقديمها‬ ‫للمغرب‪ ،‬ألنهـا خلقـــت من‬ ‫عدم كيانـــا وهميــا يدعــى‬ ‫«البوليساريــو» وشرعـت في‬ ‫تسليحــه ألكثـر من أربعــة‬ ‫عقــود‪ ،‬وبالتالـي الطعـن في‬ ‫الوحدة الترابيــة لمملكـــة‬ ‫عريقة تمتد من طنجة إلى‬ ‫الغويرة‪.‬‬ ‫ولنسجل هنا أن المملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬على الرغم من كل‬ ‫هذا‪ ،‬كانت دائماً أول من‬ ‫قدم تنازالت من أجل إعادة‬ ‫االتصال بجيرانه الجزائريين‪ ،‬ورغم أن مواقفه كانت وما زالت مشروعة في نظر‬ ‫األمة كاملة‪ ،‬كما في عيون المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫مسألة التأشيرة التي أثارها تبون متأخرا بربع قرن من الزمن‪ ،‬كانت قد‬ ‫ألغيت من قبل المغرب أو ًال‪ ،‬في عام ‪ ،2004‬ثم الجزائر في عام ‪.2005‬‬ ‫مد الملك يده مرتين إلى الجزائر لتسوية النزاعات الثنائية‪ .‬لكنها لم تقابل‬ ‫بالجدوى المطلوبة‪..‬‬ ‫ال يهم‪ ،‬ألن الصحراء مغربية‪ .‬والصحراء بكل خير في ظل سيادة المغرب‪،‬‬ ‫والمغرب بكل خير في صحرائه‪.‬‬ ‫و «الشعبان الجزائري والمغربي يتحابان بقوة»‪ .‬أليس السيد عبد المجيد‬ ‫تبون هو الذي عبر عن ذلك بنفسه في لحظة وضوح مع النفس‪ ،‬مدركاً أن‬ ‫الشرعية السياسية لن تأتي أبداً من خالل نشر الكراهية بين شقيقين‪.‬‬ ‫صحيح أن ملك المغرب‪ ،‬المعروف بنهجه الهادئ والمتوازن‪ ،‬قد سمح بمرور‬ ‫هذا الخطأ الدبلوماسي الجديد للسيد عبد المجيد تبون‪ ،‬قبل أن يبعث له تهانيه‬ ‫الخالصة ومتمنياته الطيبة في مهامه‪ ،‬مجددا له دعوته السابقة من أجل فتح‬ ‫صفحة جديدة في العالقات بين البلدين الجارين‪ ،‬على أساس الثقة المتبادلة‬ ‫والحوار البناء‪.‬‬ ‫إن هذا يذكرنا بروح المثل الحكيم الدقيق‪ ،‬الذي يعود إلى القرن الثامن‪،‬‬ ‫والذي يقول‪« :‬لنتحدث أقل‪ ،‬ولكن لنتحدث جيدًا!»‪.‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫ليس لها طفولة‬ ‫وال شيخوخة‬ ‫اللغـة العربية ماضيــة في انتشارهـــا‬ ‫عبر العالم‪ ،‬أحب من أحب وكره من كـــره‪،‬‬ ‫إذ يكفيها أنها لغــة الكتــاب المنزل على‬ ‫آخرالرسل‪ ،‬المبعوث للعالمين‪ ،‬محمد صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ .‬ويكفيها كذلك أنها قوية‬ ‫وغنية وصامدة‪ ،‬منذ أكثرمن أربعة عشرقرنا‪،‬‬ ‫في الوقت الذي انقرضت وانمحت العديد من‬ ‫اللغات القديمة‪.‬‬ ‫مرد هذه المقدمــة إلى اليوم العالمي‬ ‫لتخليد اللغة العربية والذي يصادف تلريخ‬ ‫‪ 19‬دجنبر من كل سنــة‪ ،‬وهو اليوم الذي‬ ‫يمرعاديا عندنا‪ ،‬فــال برامـج في المستــوى‬ ‫تخصص له عبر وسائل اإلعــالم‪ ،‬المكتــوب‬ ‫والمسموع والمرئي‪ ،‬اللهم بعض الدردشات‬ ‫وبعض االنطباعات التي يتم الوقوف عندها‪،‬‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬فيما يحاكي «دقيقة صمت»‬ ‫ترحما على لغة الضاد‪ ،‬اللغـــة التي يراد‬ ‫بها الشر‪ ،‬حيث تتعرض للقصف من طرف‬ ‫الصهاينة ومن طرف من يدور في فلكهم‪،‬‬ ‫حيث يسعون إلى النيل منها والتشكيك في‬ ‫قدراتها على مختلف المستويات‪ ،‬بما فيها‬ ‫العلمية واإلعجازية‪.‬وكم يكون األمر مقلقا‬ ‫لديهم‪ ،‬عندما يظهر‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪،‬‬ ‫طفل يرتل القرآن ترتيال‪ ،‬بمخارج حروف‬ ‫مدهشة وبنطق سليم آليات حكيمة رائعة‪،‬‬ ‫وإذا بهذا الطفل ينتمي إلى دولة‪ ،‬لغتها‬ ‫الرسمية ليست هي العربية‪.‬ويكبرقلقهم في‬ ‫كثيرمن خرجات أطفال غيرعرب‪ ،‬استهوتهم‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬فانغمسوا فيها ببراعة‪ ،‬نطقا‬ ‫وأداء ولحنا‪.‬‬ ‫والحق أقول أنه في الوقت الذي يتزايد‬ ‫عدد متعلمي العربية والناطقين بها عالميا‬ ‫وتزداد قيمـــة هــذه اللغــة في العديد من‬ ‫المجاالت‪ ،‬بما في ذلك الجامعات والمعاهد‬ ‫الدولية ووسائل اإلعالم‪ ،‬بأنواعها وأصنافها‬ ‫كافة‪ ،‬فإنه في بالدنا الزالت لغة المستعمر‬ ‫تفعل فعلها‪ ،‬إذ يــراد تغليبهــا باإلدارات‬ ‫والمؤسسات العمومية‪.‬‬ ‫أكثــر من هـذا أن البرلمـــان المغربي‬ ‫بغرفتيه مرر في وقـــت سابق قانون اإلطار‬ ‫‪ 51.17‬الذي يجعــل من الفرنسيــة لغــة‬ ‫لتدريـس المواد العلمية في أسالك التعليم‪،‬‬ ‫سواء اإلعدادي أو الثانوي أو التأهيلي‪ ،‬تحت‬ ‫ذريعة االنفتاح على اللغات األجنبية‪ ،‬علما‬ ‫وكما يعلم الكثيرون أن الفرنسية ليست لغة‬ ‫علم وليست كذلك لغة تواصل‪ ،‬عبرالعالم‪.‬‬ ‫واألهم من هذا كله هو أن العديد من‬ ‫المسؤولين وأصحاب القرار عندنا هم في‬ ‫الحاجة إلى االنفتاح على العربية‪ ،‬أوال‪.‬هذه‬ ‫اللغة التي قيل في حقها الكثيروالكثير ومما‬ ‫قيل فيها‪:‬‬ ‫«اللغة العربية أصل اللغات‪ ،‬حيث بدأت‬ ‫فجــأة على غاية الكمال‪ ،‬وهذا أغرب ما وقــع‬ ‫في تـاريــخ البشـــر‪ ،‬فليــس لهـــا طفـولـــة‬ ‫وال شيخوخة‪.»...‬‬


‫العدد ‪1025‬‬

‫موائدُ‬ ‫الحرفِ‬

‫(ديوان فوائد وعوائد‬ ‫ومحا�ضرات)‬

‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫بين دفتيّ هذا َ‬ ‫شكــول فـوائـــدُ في الفقــه واألصول‬ ‫الك‬ ‫ِ‬ ‫والتاريـخ واللـــغـــة واألدب‪ ،‬وهـــي حصيلــــ ُة مطالــعـــاتٍ‬ ‫وسماعــاتٍ‪ ،‬ونخيلـــ ُة تحقيقاتٍ وجواباتٍ‪ ،‬وتنـــوُّعهـا مجلبـــ ٌة‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫التروّح؛ َّ‬ ‫ألن النفـس تسـأمُ‬ ‫وبـــاعــــث على‬ ‫لإلينــاس‪،‬‬ ‫النمط‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الواحدَ‪ ،‬وتستـــر ِوحُ إلى التنقــل بين‬ ‫أفانين الكالم‪ ..‬ولعـل‬ ‫ِ‬ ‫القارىء يجـد فيها متنفسـهُ إذا تملّكه الضجرُ‪ ،‬واستفرغتهُ‬ ‫الوحش ُة‪ ..‬واهلل الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫فقهية‬ ‫‪ .102‬فائدة‬ ‫قال بعض العلماء الفضالء في إثبات سنيّة الرَّفع والقبض‪:‬‬ ‫سُنَن = من‬ ‫القبضُ والرَّفعُ مما صحَّ من‬ ‫نسْخ وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرسول بال ٍ‬ ‫وَهَن‬ ‫ِ‬ ‫العقل متَّبعاً = آثارَ شي ٍء لم تُخ َلقْ ولم ُ‬ ‫فال ُ‬ ‫ــن‬ ‫تكنْ يا صحيحَ ِ‬ ‫تَك ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تاريخية‬ ‫فائدة‬ ‫‪.103‬‬ ‫وجدت بكناشة الفقيه األديب محمد بن أحمد عالل البختي الحسني‬ ‫تزكية علمي ًة في حق شيخ ِّ‬ ‫محققي تطوان العالم السلفيِّ محمد أبي خبزة‬ ‫الحسني‪ ،‬وهذا نصّها‪:‬‬ ‫“ الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد أفضل‬ ‫رسله وأكمل أنبيائه أجمعين‪ ،‬وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين‪ ،‬أما‬ ‫بعد‪:‬‬ ‫فقد رغب إلي األخ األديب الشريف الفاضل اللبيب سيدي محمد بن‬ ‫المرحوم الفقيه سيدي األمين بوخبزة في تحرير شهادة له بما أعلمه فيه‬ ‫واسع في علوم األدب والفقه‬ ‫وأعهده لديه من ثقافة صحيحةٍ‬ ‫واطالع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والحديث والتفسير واألخالق من نحو وصرف وعروض ولغةٍ وآثار وغيرها‬ ‫مما يتوقف عليه أديبٌ مثله من الشباب المثقف الطموح إلى الكمال‪،‬‬ ‫وبما أحسست فيه من قوّة عارضة‪ ،‬وضبطِ ذاكرةٍ‪ ،‬ورهافة حسٍّ‪ ،‬وسرعة‬ ‫أخالق‬ ‫غرض‪ ،‬في دماثةِ‬ ‫خاطر‪ ،‬وصحّة إدراكٍ‪ ،‬ونصاعةِ بيانٍ‪ ،‬وسموِّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دين‪،‬‬ ‫واشتمال بالعفاف وطهارة الرداء‪ ،‬ولطافةِ إنتاج‪ ،‬وصفاء نفس‬ ‫ٍ‬ ‫ومتانةِ ِّ ٍ‬ ‫صفاء الطل واألنداء‪ ،‬وغيرها من الفضائل والمزايا التي ال أطيق لها حصراً‬ ‫وال أستقصيها ذكراً‪َّ ..‬‬ ‫وقل أن يجمعها شابٌ مثله حديث السنّ‪ ،‬ممن‬ ‫يتعين عليهم ُّ‬ ‫بث ما آتاهم اهلل تعالى من العلم‪ ،‬والتحديث بما أوالهم‬ ‫من الفهم‪ ،‬وينتفع بهم الطالب‪ ،‬ويستفيد منهم األصحاب‪ ،‬وتتح ّلى بهم‬ ‫المعاهد العلمية‪ ،‬وتستنير بهم األندية ْ‬ ‫الحِكمية؛ فلبيت في ذلك طلبه‪،‬‬ ‫وح ّققت فيما سطرته رغبه‪ ،‬شاهداً به ومخبراً من كان غاف ًال عنه‪ ،‬وإن لم‬ ‫أكن ممن تزيِّن شهادتُهم‪ ،‬أو يرفع ثناؤُهُم؛ لقصر باعي وضيق اطالعي‪،‬‬ ‫ولكني كرهت تخييب أمله‪ ،‬وأحببت إنجاح قصده وعمله‪ ،‬أتم اهلل لنا وله ما‬ ‫أسبغ من النعمة‪ ،‬وبدا به من الرحمة‪ ،‬إنه هو البَّر الرحيم‪.‬‬ ‫وكتبه عبد اهلل الفقير إلى رحمته ونعماه محمد بن أحمد عالل البختي‬ ‫الحسني اإلدريسي لطف اهلل به وتواله في ثامن شهر ربيع اآلخر عام ستة‬ ‫وسبعين وثالثمائة وألف ‪ 12 /‬نونبر ‪1956‬م‪“ .‬‬ ‫فائدة � ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أدبية‬ ‫‪.104‬‬ ‫حدّثني األديب الكبير محمد الصباغ في مناسبةٍ عائليةٍ‪ ،‬وكان‬ ‫المرض قد بلغ منه مبلغه‪ ،‬وأصابته رعش ٌة في يده وفمهِ‪ ،‬أنه شرع في‬ ‫كتابة رواية فلسفية بعنوان‪( :‬رغوة األصيل)‪ ،‬وفيها شيء من سيرته‪ ،‬وكالمٌ‬ ‫عن مرحلة شيخوخته‪ ..‬ولعل المنية عاجلته قبل إتمامها‪.‬‬ ‫بشهور ك ّلف بعضُ ورثته األستاذ محمد العربي المساري‬ ‫وبعد وفاته‬ ‫ٍ‬ ‫ـ رحمه اهلل ـ بطباعةِ مجموعةٍ مخطوطةٍ له بعنوان‪( :‬مدينتي الفاضلة)‪،‬‬ ‫لكنَّه لم يضطلع بهذه المهمة‪ ،‬فوسّدها إلى األستاذ األديب رضوان‬ ‫حريز‪ ،‬ولعله ينتظر إذناً من‬ ‫حرز ٍ‬ ‫احدادو‪ ،‬والمجموعة‪ ،‬اآلن‪ ،‬بين يديه في ٍ‬ ‫الورثة بطباعتها‪ .‬وقد حدَّثني بأن مضمونها يدور على أعالم عاصرهم‬ ‫ٍ‬ ‫الصباغ‪َ ،‬‬ ‫ونهل من حياضهم متع ّلماً ومستفيداً‪ ،‬كعبد اهلل كنون‪ ،‬وعالل‬ ‫الفاسي‪ ،‬وامحمد عزيمان‪..‬‬ ‫مات الصباغ ولم يورّث شركاتٍ وعمائرَ‪ ..‬لكنّه ورّث كلماتٍ باذخ ًة‬ ‫وسال ًال خضراء !‬ ‫فقهية وحديثيةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ .105‬فائدةٌ‬ ‫قال الرافعي ـ رحمه اهلل ـ في مقالته (القديم والجديد)‪ ،‬وهو أحد‬ ‫ردوده على طه حسين في (وحي القلم) ‪( :‬قال بعضهم‪ :‬إن “ لو “ تفتح عمل‬ ‫الشيطان‪ ،‬يريد أنها أدا ٌة التمني‪.)..‬‬ ‫ٌ‬ ‫حديث‬ ‫مجهول‬ ‫لقائل‬ ‫عزاه‬ ‫ما‬ ‫ألن‬ ‫ِّ؛‬ ‫ي‬ ‫الرافع‬ ‫قلتُ‪ :‬وهذا قصورٌ من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫صحيحٌ رواه مسلم في كتاب القدر‪ ،‬باب اإليمان بالقدر واإلذعان له‪ ،‬عن أبي‬ ‫هريرة‪ ،‬وفيه‪( :‬وإن أصابك شيء فال تقل‪ :‬لو أني فعلت كان كذا وكذا‪ ،‬ولكن‬ ‫قل‪ :‬قدر اهلل وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان) ‪ ،‬ورواه ابن ماجه في‬ ‫كتاب الزهد‪ ،‬باب التوكل واليقين‪ ،‬بلفظ ‪( :‬فإن غلبك أمرٌ فقل‪ :‬قدر اهلل وما‬ ‫شاء فعل‪ ،‬وإياك واللو؛ فإن اللو تفتح عمل الشيطان)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫تفصيل في استعمال “ لو “‪ ،‬فإذا كان على وجه التأسف على‬ ‫وللعلماء‬ ‫الماضي والجزع من المقدور‪ ،‬فهذا من المنهي عنه المشمول بنصّ‬ ‫الحديث؛ ألن فيه اعتراضاً على القدر ال يوسوس به إال الشيطان‪ ،‬وإذا كان‬ ‫لبيان العلم النافع كقوله تعالى‪( :‬لو كان فيهما آله ٌة إال اهلل لفسدتا)‪ ،‬أو‬ ‫لمحبة الخير والحسرة على فواته كقول الرسول ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ ‪:‬‬ ‫(لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي)‪ ،‬فنحو هذا ال حرج فيه؛‬

‫بقلم ‪ :‬قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ‬ ‫ألن التأسف على فوات الطاعات والخيرات محمودٌ‪ ،‬وهو من باب حرص‬ ‫العبد على االغتنام‪ .‬وللنووي في شرحه على صحيح مسلم‪ ،‬ولشيخ اإلسالم‬ ‫ابن تيمية في فتاويه تفصيل رائق في هذه المسألة فليراجع‪.‬‬ ‫‪ .106‬فتوى من م�سائل البيئة‬ ‫سُئلتُ‪ :‬نسكن في مناطقَ باردةٍ‪ ،‬فنحتاج إلى قطع أشجار الغابات‬ ‫لغرض التدفئة‪ ،‬فهل يحرّم ذلك لكونه قطعاً للغرس ؟‬ ‫فأجبتُ‪ :‬إذا كان البرد شديداً ال يتحمله أهل المنطقة‪ ،‬وأعوزت‬ ‫بحساب‬ ‫بدائل التدفئة‪ ،‬فجائزٌ أن يقطع من أشجار الغابة‬ ‫ومقدار‪ ،‬أي بقدر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ما تندفع به الحاجة ويستوفى الغرض‪ ،‬على أن يُحرص على غرس بديل‬ ‫للمقطوع في مستقبل األيام حتّى يسدَّ مسدّه في وظيفته الحيوية‪ .‬أما‬ ‫إذا كان الغرض من القطع تحسينياً مع وجود (التكييف الكهربائي)؛ فإن هذا‬ ‫الفعل يُعدُّ تعدياً صارخاً على البيئة النباتية‪ ،‬وعبثاً بمخلوقات اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وقد توعّد الحديث الصريح قاطعَ السّدرة بتصويب رأسه في النار‪ ،‬فما‬ ‫بالك بمن قطع أشجار الغابات لغير ضرورةٍ أو مصلحةٍ راجحةٍ‪ .‬وال يخفى أن‬ ‫الغابات تجلب األمطار‪ ،‬وتلطف الجو‪ ،‬وتأوي من الحيوانات أصنافاً‪ ،‬والتطاول‬ ‫عليها بالقطع واالستئصال يفضي إلى اختالل التوازن البيئي‪ ،‬وهو ضررٌ‬ ‫عامٌ متعدٍّ إلى األمة‪ ،‬أما تفويت االنتفاع باألشجار في تحسين مرافق الحياة‬ ‫فضرر خاصٌ متعدٍّ إلى أفراد قليلين مهما اتسعت دائرتهم أو ضاقت‪،‬‬ ‫فيقضى للعموم على الخصوص ابتغا ًء للمصلحة العامة‪ ،‬وشدّاً على حبلها‪.‬‬ ‫واهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪ .107‬ترجمة‬ ‫كان لداعية تطوان وخطيبها ِّ‬ ‫الفذ األستاذ إسماعيل الخطيب ـ رحمه‬ ‫اهلل ـ كناش ٌة مخطوطة بعنوان (وفيات أعيان تطوان)‪ ،‬وطريقته فيها أن‬ ‫يدوّن ترجم ًة للمتوفى عالماً كان أو عامياً‪ ،‬مبتدئاً بتاريخ وفاته‪ ،‬ومختتماً‬ ‫بأسماء أوضاعه‪ ،‬إذا كان المترجَم به من أرباب العلم والتأليف‪ .‬ومن‬ ‫التراجم التي أمدني بصورةٍ منها ترجمة (محمد بن أحمد عالل البختي) ‪،‬‬ ‫وبها بياضات َّ‬ ‫لعله مُلئت قبل وفاته‪ .‬ونصُّ الترجمة ‪:‬‬ ‫“ توفي (‪ 5‬مارس ‪1980‬م)‬ ‫ولد عام ‪1918 ....‬م بحي العيون بتطوان‪ ،‬ـوحفظ القرآن قبل أن‬ ‫يتجاوز العاشرة‪ ،‬ثم التحق بحلق الجامع الكبير‪ ،‬فأخذ عن الزواقي والفرطاخ‬ ‫وابن تاويت وغيرهم‪ ،‬واستمر ِّ‬ ‫متعلماً إلى حدود سنة ‪1941‬م؛ حيث تلقى‬ ‫جمل ًة من العلوم المختلفة‪ ،‬غير أن اهتمامه كان منصبّاً على النحو والبالغة‪.‬‬ ‫وتاقت نفسه لالستزادة بالتوجه إلى فاس‪ ،‬غير أن والده شجعه على‬ ‫االنخراط في الشغل‪ ،‬واالكتفاء بما حصَّل بتطوان‪ ،‬غير أن العمل الذي‬ ‫انخرط فيه وهو العدالة‪ ،‬لم يمنعه من متابعة األخذ والتلقي والدراسة‪.‬‬ ‫وفي عام ‪1942‬م التحق معلماً للغة العربية بمدرسة الغنمية‪ ،‬ثم عمل‬ ‫مديراً لمدرسة ‪ ....‬االبتدائية‪ ،‬ثم انتقل إلى مؤسسات تعليمية أخرى‪ ،‬إلى‬ ‫أن أسندت له مهمة اإلشراف على مدرسة ورش القرآنية بالجنوي‪ ،‬إلى أن‬ ‫أحيل على التقاعد في وضعيةٍ إداريةٍ سيئةٍ‪.‬‬ ‫وقد استفاد من علمه ثلة من طلبة الكراسي العلمية بالجامع الكبير؛‬ ‫حيث أسند إليه كرسي النحو والبالغة‪ ،‬فكان يدرس لطلبته األلفية بعدة‬ ‫شروح‪ ،‬وقد حثه الطلبة على أن يدرس لهم كتاب (الكامل) للمبرد فلبّى‬ ‫رغبتهم‪ .‬كما أنه ظل لعدة سنوات يدرس النحو واألصول ببيته لمجموعة‬ ‫من الطلبة‪ ،‬ويلقي درساً في التفسير والسيرة على بعض وجهاء المدينة‪،‬‬ ‫كما يشارك في لقاءات علمية تقام في المنازل بالتناوب‪ ،‬وفي ندوة الفقيه‬ ‫المرير األسبوعية التي كان يسرد بها تفسير الحافظ ابن كثير‪ ،‬بينما يتولى‬ ‫الفقيه المرير الشرح واإليضاح “‪.‬‬ ‫‪ .108‬فائدة تاريخية‬ ‫من المراسالت الواردة على الجد الفقيه الموثق النسابة أحمد بن‬ ‫الصادق الريسوني (ت ‪1393‬هـ) ‪:‬‬ ‫وزارة الداخلية‬ ‫“ المملكة المغربية الشريفة‬ ‫عمالة إقليم تطوان‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫حضرة الفقيه المحترم السيد موالي أحمد بن الصادق الريسوني‬ ‫خطيب مسجد سيدي الحاج علي بركة‪:‬‬ ‫السالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫فتصلكم مع هذا نسخة من نص الخطبة الدينية التي سيلقيها‬ ‫حضرة صاحب الجاللة موالنا الملك حفظه اهلل في صالة الجمعة ‪ 13‬ربيع‬ ‫الثاني عام ‪1376‬هـ‪ ،‬والتي وصلتنا من الديوان الملكي‪ ،‬وذلك بقصد‬ ‫قيامكم بإلقائها في صالة الجمعة في نفس اليوم المذكور‪ ،‬والسالم‪.‬‬ ‫تطوان ‪ 12‬ربيع الثاني ‪1376‬هـ‪.‬‬ ‫العامل الطيب بنونة “‬

‫حل السودوكو‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫‪18‬‬

‫رقم ‪486‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)486‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫صفحة‬

‫‪19‬‬ ‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫أعراب يعود للتداريب الجماعية لالتحاد‬

‫عاد الالعب نعمـان أعراب الستئنــاف‬ ‫التدريبات مع فريقه اتحاد طنجة دون لمس‬ ‫الكرة بعد أن خلع الجبيرة التي كان يحملها‬ ‫جراء اإلصابة التي تعرض لها على مستـوى‬ ‫الكاحل‪.‬‬ ‫ويخضع الالعـب أعراب لتدريبات خاصة‬ ‫تقتصر على الركض مع الالعبين فقط بعدما‬ ‫منحه الطاقم الطبي للفريق فترة راحة لمدة ‪6‬‬ ‫أسابيع‪.‬‬ ‫وينتظر أن يقـرر الجهـاز الطبي للفريق‬ ‫بشأن مشاركة بعض الالعبين الذين عانوا من‬ ‫اإلصابة في الفترة األخيرة‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بكل من أيمن سديل ومهدي الخالطي وأحمد الشنتوف وكمال آيت الحاج‪.‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫انطالق الميركاتو الشتوي في المغرب‬

‫آن األوان لتغيير قانون المدربين‬

‫اتحاد طنجة يمر بفترة عصيبة ويحتاج‬ ‫لتعزيز صفوفه‬

‫ظاهرة استبــدال المدربيـن في الدوري االحترافي المغربي بشطريه بدأت‬ ‫مبكرا هذا الموسم‪ ...‬وأتت على رؤس العديد من المدربين رغم سمعتهم‬ ‫وأهليتهم وأحقيتهم‪ .‬وآخرهم وليس آخرهم يوسف فرتوت مدرب فريق نهضة‬ ‫الزمامرة الصاعد الجديد لدوري األضواء‪.‬‬ ‫وقد أثر ذلك بشكل سلبي على مستوى ونتائج العديد من األندية التي وجدت‬ ‫نفسها تبدأ من الصفر وتعيد صرف أموال جديدة والتعاقد مع مدربين جدد في‬ ‫محاولة إلنقاذ ما يمكن إنقاذه‪.‬‬ ‫المدرب المغربي بدوره ونظرا للمشاكل التي عاشها ويعيشها بسبب قانون‬ ‫المدربين الذي ال يسمح سوى باإلشراف على فريق واحد في الموسم يجد نفسه‬ ‫في أغلب األحيان أمام بطالة فرضها عليه هذا القانون «الجائر»‪..‬‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بدأت تستشعر خطورة هذا القانون‬ ‫وتأثيره السلبي على المدربين وهو ما جعلها تفكر في نهج أسلوب آخر يمكن‬ ‫المدرب من تدريب فريقين من نفس الدرجة وفي نفس الموسم ‪.‬‬ ‫وتأتي رغبــة الجامعة في تغييــر قانون المدربين من أجل مكافحة بطالة‬ ‫المدربين ومنح المدربين الذين فشلوا مع فريق ما‪ ،‬فرصة ثانية بدل انتظار‬ ‫موسم بأكمله‪.‬‬ ‫وكانت البطولة االحترافية المغربية قد شهدت مع بداية هذا الموسم عدة‬ ‫تغييرات على األطقم الفنية للعديد من األندية ومنها نهضة بركان والرجاء‬ ‫البيضاوي واتحاد طنجة ورجاء بني مالل وخميس الزمامرة والكوكب المراكشي‬ ‫والمغرب الفاسي وشباب المحمديـة «وباقي العاطي يعطي»‪ ،‬الشـيء الذي أثر‬ ‫سلبـا على البطــولـة االحترافية وعلى مسيـرة واستعـدادات العديد من أنديـة‬ ‫القسمين‪.‬‬

‫ابتــداء من ‪ 20‬دجنبر الجــاري انطلقــت فتـرة االنتقاالت‬ ‫الشتوية في المغرب بالنسبة للقسمين األول والثاني واألندية‬ ‫التي تمثل المغرب في المنافسات القارية‪.‬‬ ‫وتراهن عدة أندية من بينها اتحاد طنجــة على هذه الفترة‬ ‫للتعاقد مع مجموعة من الالعبين لتعزيز صفوفها وسد الثغرات‬ ‫في بعض المراكز‪ ..‬وفك االرتباط بالذين لم يقدموا اإلضافة‬ ‫حتى اليظلوا عبئا على النادي‪.‬‬ ‫وكان مدرب اتحاد طنجة هشـام الدميعي قد أشار بعد‬ ‫هزيمة فريقه أمام نهضة بركان في مباراة مؤجلة بهدفين‬ ‫لصفر أن فريقه يمر بفترة صعبة ولكن عليه أن يؤمن بقدراته‬ ‫والبحث عن سبل إلعادته إلى الطريق الصحيح‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫فارس البوغــاز يشكـو خصاصا كبيرا في التركيبـة البشريـة‬

‫وهذا ما يفرض عليه تعزيز صفوفه خالل الميركاتنو الشتوي‬ ‫الحالي‪.‬‬ ‫وفعال فإن فارس البوغاز الذي عودنا دوما على العديد من‬ ‫االنتدابات دون طائل ودون معرفة من يقوم بذلك يحتاج إلى‬ ‫عناصر متمرسة في جميع المراكز لسد الثغرات‪.‬‬ ‫فهل سيترك هذا األمر للمدرب الدميعي الذي يعرف أين‬ ‫الخصاص والبدائل ويتمكن من حل هذه اإلشكالية دون‬ ‫تدخل من هذا الطرف أو ذالك‪ ..‬ودون تدخل من السماسرة‬ ‫وعمالؤهـم‪ ...‬أم أن األمــور ستظـل على حالها دون تغييــر‪.‬‬ ‫ونحن نعرف جيــدا استقامـة المدرب الدميعــي الذي يتجنب‬ ‫دوما الخوض في الماء العكر‪ ...‬وينسحب في صمت أمام كثرة‬ ‫التدخالت ويترك الجمل بما حمل‪.‬‬

‫تغريم نادي برشلونة بسبب جماهيره‬

‫عقوبة قاسية في حق‬ ‫العب المغرب التطواني سيسوكو‬ ‫وقعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقوبة توقيف قاسية في حق مهاجم‬ ‫المغرب التطواني المالي عبد اهلل سيسوكو على خلفية طرده خالل مواجهة الرجاء‬ ‫البيضاوي ورفضه االمتثال لقرارات الحكم عادل زوراق بمغادرة الملعب‪.‬‬ ‫وتمثلث العقوبة في إيقاف الالعب سيسوكو لمدة ثالث مباريات نافذة مع تغريمه‬ ‫مبلع ‪ 3000‬درهم‪ ..‬وهو القرار الذي قابله المغرب التطواني باال ستئناف السيما وأن‬ ‫سيسوكو لم يطرد مباشرة بل بعدما تلقى البطاقة الصفراء الثانية التي اعترض عليها‬ ‫فريق الحمامة‪.‬‬

‫قررت لجنة المسابقات باالتحاد اإلسباني لكرة القدم تغريم‬ ‫نادي برشلونة مبلغ ‪1500‬يورو بسبب قيام جماهيره بإلقاء‬ ‫الكرات الصفراء على أرضية الملعـب خالل مباراة الكالسيكـو‬ ‫أمام ريال مدريد‪.‬‬ ‫كما حذرت اللجنة النـادي الكتالوني من إغـالق جـزء من‬ ‫مدرجات ملعب «كامب نو» في حال تكرار هذا األمر‪.‬‬ ‫وكانـت جماهيـر برشلونـة قد تسببت في إيقـاف مباراة‬

‫الكالسيكو دقائق قليلة في الشوط الثاني بعد رمي كرات صفراء‬ ‫على الملعب إلى جانب رفع الفتات تطالب باستقالل كتالونيا عن‬ ‫إسبانيا وهو ما أتبثه حكم المباراة في تقريره بعرض الكرات‬ ‫الصفراء التي كتب عليها «جلسوا‪ ..‬وتفاوضوا‪...‬‬ ‫وكانت مباراة الكالسيكو التي جمعت الغريمين التقليديين‬ ‫بعد طول انتظار نتيجة األحداث التي يشهدها إقليم كتالونيا قد‬ ‫انتهت بتعادل سلبي‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬دي�سمرب ‪2019‬‬

‫العدد ‪1025‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫األخيرة‬

‫احللقة اخلام�سة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة‬ ‫سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي ـ محمد العطالتي‬

‫نور الدين ال�صايل‬ ‫اإلعالمي والناقد السينمائي‬

‫المحور األول ـ المسار الخاص ـ‬

‫يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل‪ ،‬في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي‬ ‫والمجتمعي الوطني‪ ،‬بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام‪ .‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الباحث والكاتب‬ ‫واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما‪ ،‬وهو المدير السابق لقناة ‪ 2M‬والذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية‬ ‫نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي‬ ‫للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها‪.‬‬ ‫تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفـر»‪ ،‬من خالل جلسات حواريــة حــول‬ ‫مشوارات حياته نقدمها للقارئ تباعاً‪.‬‬

‫املهدي املنجرة‬ ‫• السي نور الدين قبل أن ننتقل إلى‬ ‫الحديث عن تجربتك بالقناة الثانية‪ ،‬نبقى‬ ‫في سياق الحديث عن هـذه البرمجـة‬ ‫الجديدة لمادة الفلسفــة وتعويضهـــا‬ ‫بمادة الفكر االسالمي‪ ،‬في تقديري‪ ،‬ألم‬ ‫يكن لذلك ارتباط بالموقف الذي سـاد‬ ‫في الثمانينات‪ ،‬وعبرت من خالله الدولة‬ ‫المغربية عن إرادتهــا في التخلص من‬ ‫الفلسفة‪ ،‬باعتبارهــا مـادة كانت تمنح‬ ‫القدرة على التحليل النقدي ‪ ،‬وباعتبارها‬ ‫مادة ساهمت في تنامي المد اليساري؟‬ ‫•• هذا التفسير نشأ بعديا‪ ،‬أي بعدما‬ ‫مرت‪ 20‬أو ‪ 25‬سنة ‪ ،‬وقد تم استخالص‬ ‫ذلك بعد النتائج الكارثية التي ميزت واقع‬ ‫التعليم أنذاك‪ .‬وشخصيا لم أتعامل مع‬ ‫هذه القضية بأية بارانويا‪ .‬ال نقول بأن‬ ‫هذا كان مقصودا ‪ ،‬نحن كنا نعتبر مادة‬ ‫الفلسفة تقدم إفادات عظيمة للتلميذ في‬ ‫القسم األخير من التعليم الثانوي‪ ،‬ونحن‬ ‫كنا أساتذة ندرس هذه المادة اعتبرنا أنها‬ ‫من الضروريات‪ ،‬يطلع على منجزاتها‪،‬‬ ‫وقد ينساها أو يتذكرها‪ ،‬وهذا أمر آخر‪.‬‬ ‫وإذا بدأنا نقول بأنها تنتج فكرا قد يكون‬ ‫معارضا لألنظمة بكيفية عامة أو تؤسس‬ ‫لديه بعدا إيديولوجيا‪ ،‬وهذا قد يكون‬ ‫صحيحا وممكنا‪ ،‬غير أنه قد يكون صحيحا‬ ‫وممكنا حتى بالنسبة لمواد أخرى كالتاريخ‬ ‫والجغرافيا وكذلك بالنسبة لتدريس اللغة‬ ‫الفرنسية أو حتى تدريس اللغة العربية‪.‬‬ ‫فإذا كان األستاذ يريد تسويق إيديولوجيا‬ ‫معينة فقد يفعل ذلك من خالل نص‬ ‫من نصوص األدب العربي ويتعمق فيه‬ ‫ويعطيه أبعادا ربما قد ال تراها أنت‪ .‬في‬ ‫نظري هذه قضايا تبسيطية ربما ال تعبر‬ ‫عن الواقع التاريخي وال عن اتخاذ المواقف‬ ‫التي اتخذت آنذاك‪ .‬ولكنني ال أنكر بأن‬

‫هذه الفكرة التي تحدثت عنها قد تكون‬ ‫صائبة‪ ،‬أي النظر الى الفلسفة‪ ،‬باعتبارها‬ ‫مادة تسبب «المشاكل» وتعلم التالميذ‬ ‫النظر العقلي‪.‬‬ ‫هل تدريس الفلسفة كان مبنيا على‬ ‫بعد إيديولوجي صِرْف‪ ،‬أو أن يدرس بغية‬ ‫تطوير مناهج التفكير العقلي والتحليل‬ ‫االبستيمولوجي في مجال التعامل مع‬ ‫المعرفة بشكل عام؟ هنا السؤال المنهجي‪.‬‬ ‫نحن كنا نتبنى البعد الثاني‪ ،‬وهو الذي‬ ‫كان يهمنا‪ .‬وأذكر هنا أن كثيرا من الناس‬ ‫أعربوا عن ارتياحهم تجاه هذه الكيفية التي‬ ‫درسنا بها الفلسفة والتي كانت تستهدف‬ ‫تعميق البعد االبستيمولوجي المعرفي‪،‬‬ ‫وطبعا هناك من وجه لنا االنتقادات‬ ‫إيديولوجيا بسبب ذلك‪ .‬لم يكن هناك‬ ‫تتبع دقيق الختياراتنا‪ ،‬ونحن كنا خمسة‬ ‫أشخاص مسؤولين‪ ،‬لديهم نوعا من صفة‬ ‫العالم بموضوعه‪ ،‬وكنا ندرك «حدودنا»‬

‫بشكل واضح‪ ،‬ويبدو لي بأن الوزير آنذاك‬ ‫هو من كان لديه موقفا إيديولوجيا مسبقا‬ ‫من االستراتيجية المنبنية على البعد‬ ‫االبستيمولوجي التي تبنيناها نحن في‬ ‫اللجنة‪ .‬على كل حال‪ ،‬فقد توقفت القضية‬ ‫عند هذا الحد‪ ،‬وغادرت أنا منصبي‪ ،‬كما‬ ‫سبق أن أشرت إلى ذلك‪ ،‬واشتعلت مع‬ ‫وزير اإلعالم السيد عبد اللطيف الفياللي‬ ‫في ديوانه‪ ،‬وعينني كمدير للبرامج‪،‬‬ ‫وكان آنذاك على ما أتذكر وزيرا للخارجية‬ ‫واالعالم‪ ،‬اشتغلــت معه لمــدة سنتين‬ ‫بكيفية ممتازة ما بين ‪ ، 85 – 84‬وأنشأناها‬ ‫تلفزيونا ‪ ،‬بوسائل كانت متواضعة جدا‬ ‫‪ ،‬وذلك بالقناة األولى‪ ،‬واعتمدنا برامج‬ ‫تحقق االحترام أوال لنفسها‪ ،‬وبالتوازي مع‬ ‫ذلك تحقق احترام الناس‪ .‬وكنا نختار أجود‬ ‫البرامج والمسلسالت العربية واألجنبية‪،‬‬ ‫بل وانتقلنا إلى برامج كنا نعدها وننتجها‬ ‫نحن‪ ،‬وأتذكر أننا في هذا الوقت لم يكن‬ ‫لدينا مديرا للتلفزيون‪ ،‬كان وقتها يوجد‬ ‫منصب المدير العام لإلذاعة والتلفزة‪ ،‬ولم‬ ‫يكن مديرا للتلفزيون ‪ ،‬وأنا كنت أتقلد‬ ‫منصب مدير للبرامج‪ ،‬وأتذكر أيضا أنه‬ ‫كان هناك منصب مدير األخبار‪ .‬وعموما‬ ‫كنا نحن المديرين ننسق فيما بيننا‪.‬‬ ‫وهكذا في مثل هذه الظروف شرعنا‬ ‫في إنتاج عدد من البرامج الخاصة بنا‪،‬‬ ‫ومن بين هذه البرامج التي أنتجناها‬ ‫برنامج كنت أعده منذ ‪ 1985‬يحمل اسم‬ ‫«وثيقة» ‪ ،‬وهو عبارة عن برنامج يستضيف‬ ‫وجوها يجري معها نقاشا لمدة ساعة‬ ‫أو ساعة ونصف معتمدا على الوثائق‪،‬‬ ‫وأنجزنا أيضا برنامجين أو ثالثة كانت لها‬

‫العربي بن امبارك‬

‫املهدي بنعبود‬ ‫قوة مميزة في االستهالك لدى الجمهور‪،‬‬ ‫وقد كان شيئا جميال جدا‪ ،‬وكنا نفتخر‬ ‫بهذا‪ .‬وأتذكر هنا أننا أنجزنا برنامجا مع‬ ‫العربي بن مبارك‪ ،‬وكان مؤثرا بكيفيـة‬ ‫ال تتصور‪ ،‬ولألسف فأنا ال أعرف إن كان‬ ‫هذا ال يزال محفوظا بأرشيف التلفزيون‬ ‫أم أنه ضاع‪ ،‬وأنجزنا برنامجا ثانيا ‪ ،‬وكان‬ ‫يعرض على التلفزة كل شهر‪ ،‬وكنا أجريناه‬ ‫مع المهدي المنجرة‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬آنذاك‪،‬‬ ‫وكان برنامجا شد بقوة اهتمام الناس‪،‬‬ ‫بما كان للمهدي آنذاك ‪ ،‬بين ‪85 – 84‬‬ ‫من وزن تحليلي ولياقة ممتازة في التناول‪،‬‬ ‫كان ناجحا جدا ‪ ،‬كما أنجزنا برنامجا ثالثا‬ ‫مع االستاذ المهدي بنعبود ‪ ،‬الذي كان‬ ‫سفيرا في الواليات المتحدة‪ ،‬وكان من‬ ‫رجاالت المقاومة ‪ ،‬وأذكر أن هذا البرنامج‬ ‫قامت حوله ضجة كبيرة ‪ ،‬ألنه ‪ ،‬وهو يعيد‬ ‫التأريخ للحركة الطالبية في فرنسا أبان‬ ‫كيف كانت تشتغل لفائدة الوطن عن بعد‪،‬‬ ‫وكيف كان التعلق بالملك محمد الخامس‬ ‫رحمه اهلل‪ ،‬وتكلم خالل البرنامج بكيفية‬ ‫فيها احترام كبير ومطلق‪ .‬غير أنه فيما‬ ‫يبدو أن حديث المهدي بنعبود عن الملك‬ ‫باعتباره صديقا حميما له‪ ،‬لم تُعجب‬ ‫أناسا ربما يرتبطون كثيرا وشكليا بـ‬ ‫«البروتوكول»‪ ،‬وهنا تدخل وزير الداخلية‬ ‫آنذاك بشكل مباشر‪ ،‬ونتج عن ذلك أن‬ ‫انتهى األمر بإقالة وزير اإلعالم آنذاك عبد‬ ‫اللطيف الفياللي من منصبه في وزارة‬ ‫اإلعالم‪ ،‬واكتفوا به في الخارجية فقط‪،‬‬ ‫وهكذا ضم وزير الداخلية إدريس البصري‬ ‫حقيبة اإلعالم إلى نفسه‪ ،‬فأصبح بالتالي‬ ‫هو الوزير المباشر بالنسبة إلينا‪.‬‬ ‫وللتذكير‪ ،‬وبالنسبــــة لوضعيتـــي‬ ‫شخصيا‪ ،‬فقد كنت الأزال احتفظ بمنصبي‬ ‫كمفتش معار لوزارة اإلعــالم‪ .‬وحيــــن‬

‫التقيت بالوزير الجديد طلبت منه بأدب‬ ‫إن كان مسموحا لي بالعودة إلى وزارتي‬ ‫األصلية‪ ،‬وزارة التعليم‪ ،‬وقال لي ‪ :‬عافاك‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬أريدك أن تتابع األمور التي بدأتها مع‬ ‫السي الفياللي وبنفس اإليقاع وستكون‬ ‫هناك وسائل جديدة توضع بين أيديكم‬ ‫لتصبح القناة في المستوى المطلوب‬ ‫وليفتخر الوطن وصاحب الجاللة بهذا‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬فقلت له ال بأس‪ .‬وفعال منحت‬ ‫لنا وسائل لم نكن لنحلم بها‪ ،‬وأقول هذا‬ ‫بكل الوضوح‪ .‬ففي سنة ‪ 85‬أو ‪ 86‬كنا قد‬ ‫توصلنا بمساعدات كانت تمكننا من شراء‬ ‫أي فليم وبرمجته كيفما نريد‪.‬‬

‫في هذه المرحلة بالضبط انخرطنا‬ ‫في مشروع ما كان يطلق عليه وقتها‬ ‫شعار‪« :‬التلفزة تتحرك»‪ .‬وأذكر أننا أدخلنا‬ ‫فيها أناس ومنتجين ووجوه جديدة وغير‬ ‫مألوفة‪ ،‬إلى درجة أن فيلم «فيليني»‬ ‫الشهير الذي كان قد مر في مهرجان‬ ‫«كان»‪ ،‬استطعنا مباشرة بعد ذلك من‬ ‫برمجته مباشرة بالتلفزة المغربية‪ ،‬بمعنى‬ ‫أننا كنا نتوفر على الوسائل الضرورية‬ ‫والحقيقية‪ .‬وأنا بدوري عدت من خالل‬ ‫برنامج «سينما منتصف الليل» الذي كنت‬ ‫أقدم عبره فيلما أو فيلمين كل سبت أو‬ ‫أحد‪ .‬وهذا يظهر بشكل جلي أننا فعال كنا‬ ‫نتوفر على الوسائل الالزمة لالشتغال‪.‬‬

‫• السي نور الدين‪ ،‬في خضم هـذه‬ ‫المرحلة سيعــرف حضـورك بالقنـاة‬ ‫األولى نوعا من الخفوت إذا صح التعبير‪،‬‬ ‫ومباشرة بعده ستنتقـل إلى القنــاة‬ ‫الثانية‪ .‬كيف حصل ذلك؟‬ ‫نتـــرك اإلجابــة عن هذا السـؤال‬ ‫للحلقة القادمة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.