Achamal n° 1028 le 14 Janvier 2020

Page 1

‫نور الدين الصايل‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬ ‫الحلقة‬ ‫الثامنة‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫األنشطة القطاعية ‪ /‬مغرب ‪2020‬‬

‫‪ 2‬ـ الفالحة‬

‫خطة المغرب األخضر‬ ‫بين اإلنجازات والتحديات‬

‫الذكرى المئوية‬ ‫لدار الصنعة بتطوان‬

‫جرائم معاصرة‬

‫التشهير‬ ‫اإللكتروني‬ ‫محمد إمغران‬

‫صفحة ‪2‬‬

‫صفحة ‪17‬‬

‫إعالم جهوي متقدم‬ ‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 1028‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 17‬جمادى الأولى ‪� 14 / 1441‬إلى ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬

‫بقلم‪ :‬حسناء داود‬ ‫صفحة ‪8‬‬

‫سياسة المدينة‬

‫المغرب من فوق‬ ‫كلمة الشمال‬ ‫عبد اإلله المويسي‬

‫ال أحد يستطيع أن ينكر التحوالت «الحضرية» التي شهدها المغرب في اآلونة األخيرة‪ ،‬وال أحد يستطيع أن ينكر أن ذلك يخلف انطباعات مدهشة‬ ‫لدى المغاربة‪ ،‬ولدى األجانب الذي اعتادوا على زيارة المغرب سياحيا‪.‬‬ ‫شملت التحوالت البنية التحتية المتعلقة بشق الطرقات السيارة خارج المدن‪ ،‬وتهيئة الممرات الداخلية بها‪ ،‬وتهيئة «البولفارات»‪ ،‬وإحداث‬ ‫المساحات الخضراء‪ ،‬وتجديد وسائل النقل العمومية‪ ،‬كما شملت تجديد الرؤيا الهندسية المعمارية للعمارات التي تنتصب وسط المدن‪ ،‬وواجهات‬ ‫المحالت التجارية التي تشكل جماليا جنباتها‪ ،‬وشملت أيضا تجديد الرؤيا إلى الشواطئ و «الكورنيشات»‪ .‬وبذلك أصبح المغرب في النظرة «األفقية»‬ ‫مثاال يضرب بخصوص المدينة العربية الحديثة‪.‬‬ ‫غير أن ما يلفت النظر في سياسة المدن هذه أن الرؤيا لدى المسؤولين لم تحقق بعد االنتقال إلى نقطة االرتكاز «العمودية»‪ ،‬التي تسمح بالنظر‬ ‫إلى المغرب من فوق بارتياح كامل‪.‬‬ ‫صورة المغرب من فوق بشعة للغاية‪ ،‬يؤثثها القبح المستفحل‪ .‬فأسطح العمارات والمجمعات السكنية والمنازل األرضية والشركات والمؤسسات‬ ‫العمومية والمركبات التجارية وغيرها مما يشكل مجموع الهندسة المدنية‪ ،‬كلها عبارة عن سوق «خردة» كبيرة تتجمع بها المتروكات والمهمالت‬ ‫من مستعمالتنا‪.‬‬ ‫أكيد ان المغرب يحتاج إلى «صورة فوقية» تتماشى مع إرادته القوية في تحقيق التحول نحو مدينة عصرية «إيكولوجية» بالمعنى الجمالي‪.‬‬ ‫مثار هذا الموضوع بجريدة «الشمال»‪ ،‬وإن كان كما قد يبدو‪ ،‬غير ذي أولوية هيكلية‪ ،‬هو الصورة المذهلة للمدينة األوروبية من فوق والتي‬ ‫نتواجه بها باستمرار‪ ،‬سواء واقعيا ونحن نلتقطها من على متن الطائرات‪ ،‬أو تسجيليا ونحن نستمتع بمشاهدها الجميلة التي تقترحها علينا بعض‬ ‫األفالم السينمائية العالمية‪.‬‬ ‫يعرض شريط للمخرج التسجيلي الفرنسي ‪ Yann Arthus-Bertrand‬تحت عنوان « ‪»Le Maroc vu du ciel‬مشاهد جميلة للمغرب من فوق‪،‬‬ ‫لكننا واثقون أنها صور من وجهة نظر فرنسية انتقائية ال تمثل الحالة الواقعية للمغرب من فوق كما نعيشه نحن المغاربة‪.‬‬ ‫وبدل أن نلتجئ إلى تركيب شريط تسجيلي نبهرج به مشاهد غير حقيقية لواقع المغرب من فوق‪ ،‬علينا أن نتحلى بكامل الوطنية‪ ،‬وأن ندعو‬ ‫المسؤولين عن سياسة المدينة الى إيالء هذه الواجهة من صورة المغرب التي تتراءى يوميا لماليين السياح القادمين إلى بالدنا‪ ،‬إيالءها كل العناية‬ ‫التي تستدعيها‪.‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫«قبل و بعد‬ ‫‪ 13‬النـاير»‬

‫• محمد إمغران‬

‫هل هو زمن الجريمة‬ ‫اإللكترونية ؟‬ ‫بال شك هــذا زمن الجريمــة اإللكترونية‬ ‫التي بدأت تزحف شيئا فشيئا‪ ،‬لتعتدي على‬ ‫الناس وعلى حرمتهم‪ ،‬بل وبالدخول إلى غرف‬ ‫نومهم‪.‬‬ ‫ومن الجرائم اإللكترونية المثيرة‪ ،‬هناك‬ ‫ما بات يعرف بحساب «حمزة مون بيبي» هذا‬ ‫الملف الذي أثار فضول العديد من الناس من‬ ‫مختلف الشرائح‪ ،‬لما أحدثه من فضائح كبيرة‪.‬‬ ‫وهو بالمناسبة‪ ،‬حساب إلكتروني أنشأه في‬ ‫البداية شخص مجهول على تطبيق «سناب‬ ‫شات» سنة ‪ ،2017‬قبــل أن تتداخــل فيه‬ ‫خيوط محيرة‪ ،‬حيث أصبح الحساب يشتغل‬ ‫بدقة استخباراتية‪ ،‬لدرجة أنه بات مرجعا‬ ‫يثير اهتمام الفضوليين الباحثين عن الفرجة‬ ‫المشوبة بالتشفي‪ ،‬خاصة وأن الحســاب‬ ‫اإللكتروني المذكور يقتحم الخصوصية ويدمر‪ ‬‬ ‫حيــاة الناس‪ ،‬بالتوثيــق ألمورهــم الشخصية‬ ‫من أجل اإليقاع بهم وابتزازهم‪ ،‬بل والقضاء‬ ‫على مساراتهم المهنية‪ ،‬والسيما في صفوف‬ ‫المشاهير من الشخصيات في شتى المجاالت‪.‬‬ ‫الحساب ركز في بداياته األولى على فضح‬ ‫المغربيات المقيمات بالخليج‪ ،‬المزاوالت ألقدم‬ ‫مهنة في التاريخ‪ ،‬ثم استهدف مصممات أزياء‬ ‫وفنانات‪ ،‬أشهرهن‪ ،‬سعيدة شرف وسلمى‬ ‫رشيد‪ ،‬باإلضافة إلى الطبيب المـعــروف ب ‪:‬‬ ‫«دوك صمد»‪ .‬كما استهدف الحســاب ذاته‬ ‫رجال القضاء وأرباب فنـــادق‪ ،‬حيــث تعرض‬ ‫ألكثر من ‪ 60‬دعوى قضائية ضد تطاوله‬ ‫على الحياة الخاصة للضحايا‪.‬وبما أن القانون‬ ‫الجنائي المغربي انفتح حديثا على الجرائم‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬شنت النيابة العامة حملة واسعة‬ ‫على مواقع التواصل االجتماعي‪.‬وبناء على‬ ‫الدعاوى المرفوعة على «مون بيبي» تدخلت‬ ‫الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وقامت‬ ‫بتحرياتها وتحقيقاتها‪ ،‬فألقت القبض على ‪6‬‬ ‫أشخاص‪ ،‬معتقلين حاليا‪ ،‬بينما اثنان منهم‬ ‫في حالة سرحان ومتهمة وحيدة هي خارج‬ ‫أرض الوطن‪ ،‬باإلضافة إلى طالب من أكادير‬ ‫تم تقديمه للنيابة العامة‪ ،‬آخر شهر دجنبر من‬ ‫السنة الماضية‪.‬إال أن المفاجأة الكبيرة التي‬ ‫تناولتها مختلف وسائل اإلعالم هي أنه عند‬ ‫التحقيق مع الموقوفين‪ ،‬أثارت إحداهن‪ ،‬اسم‬ ‫المغنية دنيا باطمة وشقيقة هذه األخيرة‪،‬‬ ‫اللتين تم االستماع إليهما‪ ،‬باعتبارهما جزءاً‬ ‫من الحســاب اإللكترونــي الذي كان يمجد‬ ‫ويشيد بباطما وفي نفس الوقت ينتقد ويسيء‬ ‫إلى فنانات لهن عداوات مع «دنيا»‪ ،‬فهل هذه‬ ‫صدفة أو «تهوكيرا» ؟‬ ‫والحق أقول أن الفن لم يعد كما كان من‬ ‫قبل‪ ،‬أيام زمان‪ ،‬عندما كان يجمع بين الصوت‬ ‫العذب والكلمة الجميلة المبدعة وثقافة الفنان‬ ‫وأخالقه وانضباطه ومسؤوليته‪ ،‬بينما اليوم‪،‬‬ ‫«غير لوي فمك وغني‪ ،‬كلشي ولى فنان‪.»...‬‬ ‫أكثر من هذا أن الصحافــة هي نفسها‬ ‫مسؤولة على ميوعة الفن‪ ،‬حيث تخصص‬ ‫يوميا صفحــات باأللوان تتنـــاول الحديث‬ ‫واألخبار الحميمية لـ ‪« :‬فنانيـــن» تافهيـــن‬ ‫ملفاتهم ملوثة بتهم كثيرة وعقولهم فارغة‪،‬‬ ‫فما الجدوى من إفساد ورق الصحف بأخبارهم‬ ‫وأمورهم التافهة ؟‬

‫‪2‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫محمد العطالتي‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫‪atlati.mohammed@gmail.com‬‬ ‫يحتفل األمازيغ‪ ،‬أو السكان األصليـون لمنطقة شمال‬ ‫أفريقيا‪ ،‬بحلول السنة الجديدة في الثالث عشر من يناير‪،‬‬ ‫فعلى غرار باقي شعوب العالم القديمة‪ ،‬سن األمازيغ‪،‬و هم‬ ‫أقدم جنس بشري عرف في التاريخ أنه أول من استوطن‬ ‫هذه المنطقة األفريقية‪ ،‬مناسب ًة احتفالية تخصهم دون‬ ‫غيرهم‪.‬‬ ‫فإذا كان اليهود‪ ،‬انطالقا‬ ‫من تاريخهم الديني وإرث‬ ‫ثقافتهم الممـــزوج باألساطير‬ ‫والحكايات‪ ،‬اختاروا لنفسهم‬ ‫االحتفال برأس السنة العبرية‬ ‫في الفاتح من أكتوبر‪ ،‬وإذا كان‬ ‫المسيحيون قد قرروا االحتفال‬ ‫بسنتهم الجديدة خالل ما‬ ‫يعتقدون أنه تاريخ فعلي لميالد‬ ‫السيد المسيح‪ ،‬فإن أمازيغ‬ ‫العالم اختاروا ألنفسهم تقويما‬ ‫يصادف يوم الثالث عشر من‬ ‫شهر يناير يوم االحتفال بالسنة الجديدة‪.‬‬ ‫و بالرغم من التأثير الكبير للشعوب الوافدة على‬ ‫ثمازغا‪ ،‬أو الموطن األصلي لألمازيغ‪ ،‬ورغم مرور آالف السنين‬ ‫على تاريخ استيطان األمازيغ‬ ‫في شمال أفريقية‪ ،‬بدءا من‬ ‫المغرب غربا إلى مصر شرقا‪،‬‬ ‫ومن البحر األبيض المتوسط‬ ‫شماال إلى نهر النيجر جنوبا‪،‬‬ ‫فإن أبناء مازيغ ظلـــوا طيلة‬ ‫هذه الفترات التاريخية أوفياء‬ ‫لالحتفال بسنتهم الجديدة‪.‬‬ ‫المصادر التاريخية تقول‬ ‫إن االحتفال بالسنة األمازيغية‬ ‫يعتبر كذلك «تخليدا لذكرى‬ ‫انتصار األمازيغ بقيادة ملكهم‬ ‫«شيشنــــاق» على القائـــد‬ ‫الفرعونــيرمسيـــسالثالـــث‬ ‫في موقعة النيل خالل سنة‬ ‫‪ 950‬ما ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ وتولى‬ ‫الحكم بعدها الملك األمازيغي‬ ‫شيشنق قيادة ﺍألﺳﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ للفراعنــة‪ ،‬واعتــبارا‬

‫ت من‬

‫كتاب»‬

‫لقلة توفر األدلة التاريخية حول صحة هذا األمر من عدمه‪،‬‬ ‫وعدم توفرها بشكل واضح ومقنع‪ ،‬فإن الحادث بقي محل‬ ‫جدل واختالف كبيرين بين الباحثين في التاريخ‪ ،‬غير أن‬ ‫الثابت واألكيد في شأن تخليد رأس السنة األمازيغية أن‬ ‫مظاهر االحتفال فيها ظلت على الدوام ومر الحقب احتفاالتٍ‬ ‫ذات طبيعة تجسد ارتباط األمازيغ القوي باألرض وتمسكهم‬ ‫بالهويـــةالثقافيـــةالخاصــة‪،‬‬ ‫فهي احتفــاالت توثــق عادات‬ ‫هذا الشعــب المؤسسة على‬ ‫تقديــس وحضانـــة األرض‪،‬‬ ‫باعتبارها موضوعا للفالحة‪.‬‬ ‫و مفهــوم «الفالحــة»‬ ‫في الثقافــة األمازيغية‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن المؤثرات الميتولوجية‬ ‫والدينية المحتملــة‪ ،‬ليـــس‬ ‫مجرد نشاط زراعي ذا طبيعة‬ ‫اقتصادية موضوعــه األرض‪،‬‬ ‫بل يعني في المقــام األول‬ ‫لديهم أن الفالحة مصدر متجدد للحياة‪ ،‬وهو تجدد ال يتم‬ ‫بصورة جامدة بل عبر العمل والتفاعل المباشر مع هذه‬ ‫األرض‪ ،‬ولذلك فإن معظم االحتفاالت التي تقام بالمناسبة‬ ‫تشهـــدفيالغالـــباستحضار‬ ‫منتوجات ترتبط ارتباطا مباشرا‬ ‫بالفالحة‪ ،‬وهـــو اعتراف في‬ ‫البداية واحتفـــال صريح في‬ ‫النهاية بما عمـــل من أجله‬ ‫الفالح وبالتجاوب الذي حظي‬ ‫به من قبل األرض‪ ،‬تجاوبا جاد‬ ‫بالخير والبركات على أصحاب‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫احتفاال بمناسبــة حلــول‬ ‫السنة األمازيغيــة الجديــدة‬ ‫‪ ،2970‬أو ما اتفق أمازيغ شمال‬ ‫المغرب على تسميته بأسماء‬ ‫متعددة‪ ،‬من بينها «أرْحاكوزْ»‪،‬‬ ‫نهنئ جميع شعـوب العالـــم‬ ‫بالسنة الفالحيـة وكــل عام‬ ‫وأنتم سالمون «قبل وبعــد ‪13‬‬ ‫النـاير»‪.‬‬

‫«وبعد ؛ فإني لما شرعـت في جمــع أخبـــار‬ ‫األذكياء‪ ،‬وذكرت بعـض المنقـــول عنهم ليكون‬ ‫مثا ًال يحتــــذى‪ ،‬آثرت أن أجمــع أخبــار الحمقى‬ ‫والمغفلين»‪ ،‬هكذا قــدم جمـــال الدين أبو الفرج‬ ‫عبد الرحمـن‪ ،‬المعــروف بابن الجوزي‪ ،‬الذي عاش في القرن السادس‬ ‫للهجرة‪ ،‬مؤلفه‪« :‬أخبار الحمقى والمغفلين‪ ،‬من الفقهاء و المفسرين‪،‬‬ ‫والرواة والمحدثين‪ ،‬والشعراء والمتأدبين‪ ،‬والكتاب والمتعلمين‪ ،‬والتجار‬ ‫والمتسببين‪ ،‬وطوائف تتصل بالغفلة بسبب متين»‪.‬‬ ‫في هذا الركن‪ ،‬سننشر مقتطفات من هذا الكتاب التراثي باعتباره‬ ‫يستحق إمتاع القارئ‪.‬‬

‫قتطفا‬

‫«م‬

‫‏القاضي الواهم‪! ‬‬

‫«‏�س�أل امل�أمون رج ًال من �أهل حم�ص عن ق�ضاتهم قا ‏ل‪:‬‏ يا �أمري امل�ؤمنني‪� ،‬إن قا�ضينا‬ ‫ال يفهم‪ ،‬و�إذا فهم وهم ‪ ...‬قال‏‪:‬‏ ويحك‪ ،‬كيف هذا ؟ قال‏‪:‬‏ قدم عليه رجل رج ًال‬ ‫فادعى عليه �أربعة وع�شرين درهم ًا ف�أقر له الآخر ‪ ،‬فقا ‏ل‪:‬‏ �أعطه ‪ ...‬قال‏‪:‬‏ �أ�صلح‬ ‫اهلل القا�ضي‪� ،‬إن يل حمار ًا اكت�سب عليه كل يوم �أربعة دراهم‪� ،‬أنفق على احلمار‬ ‫درهم ًا وعلي درهم ًا و�أدفع له درهمني حتى �إذا اجتمع ما له غاب عني فلم �أره‬ ‫ف�أنفقتها‪ ،‬وما �أعرف وجه ًا �إال �أن يحب�سه القا�ضي �إثنا ع�شر يوم ًا حتى �أجمع له‬ ‫�إياها ‪ ...‬فحب�س �صاحب احلق حتى جمع ماله‪ ،‬ف�ضحك امل�أمون وعزله»‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫محمد وطـــا�ش‬ ‫محمد العطـالتي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫درد‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫هذه شهادة قلتها في حقّ أخينا األستـاذ مصطفى الغـازي‪ ،‬ليضمها إلى عقدِ‬ ‫الشهادات التي وضعها على صدْر كتابه القيم‪« :‬نشأة وتطور الشطرنج المغربي»‪.‬‬ ‫*******************‬ ‫ارتبط أخونا مصطفى الغازي بجمعية تطاون أسمير‪ ،‬منذ تأسست على تقوى من‬ ‫اهلل ورضوان‪ ،‬في مطلع سنة ‪.1995‬‬ ‫فإذا عدَّ من مؤسّسيها األوائل‪ ،‬فإن أرشيف الجمعية سيشهد على هذا‪ .‬فمعظم‬ ‫أوراق ومحاضر التأسيس مكتوبة بخطه‪ ،‬ومبصومة ببصماته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ويــوم فكــرت الجمعيــة في اختيار مديـر لمقرهـا‪،‬‬ ‫يكون صلة وصل بين أعضاء‬ ‫الجمعية والمتعاطفين معها‪ ،‬وبين مكتبها التنفيذي‪ ،‬أجمعت اآلراء على تنصيبه في‬ ‫هذا المنصب‪ ،‬لغيرته على الجمعية‪ ،‬ولخبرته الطويلة في المركز الجهوي المتحانات‬ ‫البكالوريا بتطوان‪ ،‬وباألكاديمية الجهوية لجهة طنجة – تطوان‪ ،‬حيث كان المسؤول‬ ‫األول عن خلية التعليم الخاص‪.‬‬ ‫ومنذ أن تحمل هذه المسؤولية‪ ،‬وهو يعمل بصدق وأمانة على أدائها دون كلل أو‬ ‫ملل‪ .‬وال أذكر أنني دخلتُ إلى مقر جمعيتنا‪ ،‬ووجدتُ أخانا الغازي خالي الوفاض «ينشُّ‬ ‫الذباب»‪ ،‬بل أراه منكباً على إعداد نشرات الجمعية‪ ،‬وتوفير موادها‪ ،‬وتبويب أبوابها‪،‬‬ ‫بتنسيق مع أخينا األستاذ أحمد حجاج‪.‬‬ ‫فإذا وجد المجال فسيحاً لالهتمام بأشياء أخرى‪ ،‬فإنه يجد في مدرسة الشطرنج التي‬ ‫أسسها لتلقين النشء مبادئ هذه الرياضة الفكرية‪ ،‬ميداناً رحباً للتعليم والتهذيب‪.‬‬ ‫والتعليم هو الحرفة أو المهنة التي جمعتنا ُ‬ ‫منذ عين األستاذ الغازي في مشرع‬ ‫بلقصيري وعُينتُ أنا بعده بعام بالقصر الكبير‪ ،‬وهذه المهنة كما صوَّرها أحدهم‬ ‫مهنة السالليم‪ .‬فال تجد حديث المعلمين واألساتذة يدور‪ ،‬دون أن تكون السالليم‬ ‫ودرجات الترقية‪ ،‬في صُلب الموضوع المثار‪ .‬وقد تسلقنا هذه السالليم مدة تقارب‬ ‫األربعين سنة‪ ،‬واستقربنا المقام‪ ،‬بمسقط رأسنا تطوان‪.‬‬ ‫وألخينا الغازي وَ َلعٌ شديد بالعمل الجمعوي‪ ،‬فقد انتخب رئيساً لنادي االتحاد‬ ‫ً‬ ‫مسؤولية بنادي طلبة تطوان لكرة القدم‪ ،‬وشغل منصب‬ ‫بتطوان مرتين‪ ،‬وتحمل‬ ‫نائب الرئيس لجمعية أنصار فريق المغرب التطواني‪ .‬وتحمل مسؤولية رئاسة الهيئة‬ ‫المغربية للشطرنج بتطوان زهاء ‪ 15‬سنة‪ .‬وقام صحبة عدد من الفعاليات التطوانية‬ ‫بتأسيس عدة جمعيات‪ ،‬وأسس نادي تطوان أسمير للشطرنج‪ ،‬و‪. ....‬‬ ‫ومعرفتي بهذا الرجل‪ ،‬جعلتني أرى فيه األب البار‪ ،‬والزوج الصالح‪ ،‬واإلطار المتميز‪،‬‬ ‫واإلنسان المتفائل‪ ،‬الذي ال تفارق االبتسامة وجهه‪.‬‬ ‫إننا حين نجتمع به في مجمع‪ ،‬نترك زمام الحديث له‪ ،‬فهو الذي يعرف كيف يدير‬ ‫دفته‪ ،‬وكيف يمزجه بقفشاته ونُكته‪ ،‬وكيف يحملنا على الضحك والتّرفيه عن النفس‪.‬‬ ‫إنه ٌ‬ ‫رَجل‪ ،‬فإذا جدّ الجدّ‪ ،‬فهو على رأس المجدين‪ ،‬وإذا أشكل أمر‪ ،‬فهو‬ ‫رجال في ٍ‬ ‫«من َّ‬ ‫حاللي العُقد»‪ ،‬وإذا تحمل مسؤولية‪ ،‬أدَّاها على الوجه المطلوب‪ ،‬وإذا شارك في‬ ‫رحلة‪ ،‬كان خير منشط لها‪ ،‬وإذا ‪ ....‬وإذا‪. ....‬‬ ‫بارك اهلل فيه‪ ،‬وبارك في صحته وعافيته‪ ،‬وبارك في عمره‪ ،‬وبارك في ذريته وأهل‬ ‫بيته‪.‬‬

‫قلق الكاتب‬ ‫‬‫على المكتب األسود حاسوب صغير‪ ،‬أوراق بيضاء مشتتة‪ ،‬أقالم‪ ،‬مناديل‬ ‫من الورق وأباجورة حمراء‪ .‬وراء المكتب مكتبة ال صغيرة وال كبيرة‪ ،‬مرتبة‬ ‫كيفما اتفق‪ ،‬وفي ركن منها ملفات منسية منذ قديم الزمان‪ ،‬ولوحات كارتونية‬ ‫ال يعرف مصدرها‪ ،‬انطباعية وكالسيكية و سريالية‪...‬‬ ‫جلس الكاتب على الكرسي المتحرك‪ ،‬شغل الحاسوب الثقيل مثل االنتظار‪،‬‬ ‫تململ‪ ،‬كان يبحث عن وضع مريح لجسده المترهل وخاصة رجليه الطويلتين‪،‬‬ ‫فتح صفحة الوورد البيضاء‪ ،‬ثم سوى أدوات الكتابة على المقاس‪ ،‬لقد كانت‬ ‫لعادة الكتابة قبل الحاسوب طقوسها‪،‬‬ ‫وللكتابة بالحاسوب أيضا طقوسها‬ ‫المبتدعة والتي لم تستقر إال بعد ردح‬ ‫من الزمن‪.‬‬ ‫الرأس اشتعــل شيبا‪ ،‬وقــد امتأل‬ ‫برؤى وتجارب ال حصر لها تتدافع بل‬ ‫تتحارب كأشباه السياسيين عند التقاط‬ ‫الصور لتجد لها مكانا في المقدمة‪،‬‬ ‫كان الواقــع لديه يختلط بالخيــال‪،‬‬ ‫واألوهام تتداخل بالحقائق‪ ،‬والحنين‬ ‫والوجود يتشاكالن‪ ....‬انجذبت نفسه‪،‬‬ ‫هذه المرة‪ ،‬إلى تجريب الحكي المتعدد‬ ‫فانطلق دون حسم‪.‬‬ ‫الغزل األول‪:‬‬ ‫(خطفتهما أضواء المدينة‪ ،‬كانا‬ ‫في ريعان شبابهما‪ ،‬تحابا خلسة وتزوجا‬ ‫جهرا على طاعة اهلل ورسوله‪ ،‬كانت القرية الصغيرة‪ ،‬والحياة الرتيبة المتعبة ال‬ ‫تتسع ألحالمهما‪ ،‬كانا يزوران المدينة يوم السوق األسبوعي‪ ،‬كما زاراها أثناء‬ ‫اإلعداد للعرس‪ ،‬بريقها احتل مخيلتهما البسيطة ووعيهما الهش الذي ال يرى‬ ‫ماوراء األكمة‪ ،‬وما خلف الوداعة والدعة‪...‬‬ ‫استحوذ األمر عل أحاديثهما الحميمية فخاضا فيه باستمرار كما تقلب‬ ‫األرض بالمحراث‪ ،‬ومع أنهما كانا كالمسحورين‪ ،‬فقد كان الخوف من المجهول‬ ‫يؤخر الخطوة الحاسمة‪ ،‬مرت سنة ثم أخرى وكبر الحمل بالخلف‪ ،‬ومع ذلك لم‬ ‫يخفت البريق‪ ،‬وفي ليلة مقمرة عزما ثم حسما ثم سلما أمرهما إلى اهلل‪...‬‬ ‫صار البريق غرفة تشبه العتمة‪ ،‬ورحاب الحقول تقلصت إلى حيطان كسيرة‬ ‫وبهجة البساتين تدلت فوانيس كئيبة‪ ،‬والحياة الرتيبة المتعبة قست كصخرة‬

‫‪3‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫سيزيف اللعينة‪ ،‬وصدى أعيوع بين الجبال والتالل والوديان نزف أنينا داخليا‬ ‫ال يسمعه إال الخالق الرازق‪ ،‬وزاد مع السنين المحبطة الحمل ثقال على ثقل‪،‬‬ ‫فاستحال نسج حلم جديد من الكابوس‪.)....‬‬ ‫الغزل الثاني‪:‬‬ ‫(كان ال يرتاح من كد النهار إال بعد أن ينزوي في مكانه المعتاد بمقهى‬ ‫الشعب‪ ،‬يرحل به قارب األحالم وهو أمام الشاشة الكبيرة‪ ،‬إلى حيث العيون‬ ‫الخضراء‪ ،‬والبيوت الرغيدة‪ ،‬والسيارات الفارهة‪ ،...‬لم يكن يأبه ألصوات‬ ‫الرواد التي تعلو وتنزل مع لعب الدومينو‬ ‫والبارشي والكارتا والرامي‪ ،‬وال تقلقه‬ ‫األدخنة التي تلف المقهى كالضباب‪ ،‬فهو‬ ‫له أيضا شرنقته المدوخة التي يذوب فيها‬ ‫محلقا‪...‬‬ ‫استمرت حياته سنين على هذا الحال‬ ‫حتى أعياه التجديف في السراب‪ ،‬وفي ليلة‬ ‫مقمرة هز حقيبته الرثة على ظهره‪ ،‬وتزنر‬ ‫بما اذخره من عرق الجبين و شح األيام‪،‬‬ ‫كان على موعد سري مع القارب الذي‬ ‫سيطير به إلى ضفاف األحالم الوردية‪.‬‬ ‫في يوم غد كان مكانه في تلك المقهى‬ ‫فارغا‪ ،‬تناسلت األسئلة‪ :‬هل هو مريض‬ ‫أم مسافر؟‪ ،‬هل غير المقهى أم ابتلي‬ ‫بابتالء‪...‬؟‬ ‫بعد سنين كاد أن يصبح فيها ذكرى‪،‬‬ ‫وصلت أخباره مع المخبرين‪ ،‬إنه في بلد من بالد األحالم‪ ،‬تزوج وخلف‪ ،‬ثم تزوج‬ ‫وخلف‪ ،‬قذفه عمل شاق قاس إلى عمل شاق قاس‪ ،‬لم يجد ما كان يعد نفسه به‬ ‫لكنه لم يكن ليرضى أن يعود من حيث أتى‪ ،‬غرق في العبث لوحده حتى أصبح‬ ‫منهكا من شدة العزلة‪ ،‬فاختار ‪،‬أخيرا‪ ،‬عزاء أن يغرق في نفس البحر مع شلل‬ ‫من الغرباء أقاموا في العراء ليل نهار ممنيا نفسه بيأس واستسالم أن يحمله‬ ‫التجديف إلى ركنه في مقهى الشعب‪.)...‬‬ ‫أظلم الحاسوب بغتة‪ ،‬استرخت ضلوع الكاتب‪ ،‬ثم مد رجليه كمن يبحث‬ ‫عن تحريرهما‪ ،‬أغمض عينيه فاستسلم إلى قيلولة لم تكن في الحسبان‪ ،‬ولما‬ ‫استيقظ وجد نفسه خارج خيط الحكي الذي ابتلعه‪ ،‬وشق عليه استئناف الغزل‬ ‫من جديد‪...‬‬

‫أغنيات قطبية ‪*..‬‬ ‫)‪(3/1‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تبدو شاعرية ‪ /‬شعرية قطب الريسوني في مدونته الرابعة « أغنيات السرب‬ ‫الحزين» دالة على ‪:‬‬ ‫فرادة موهبة وتمكن من خصوصيات التعبيربأبعاده الجمالية تجليها نتف‬ ‫ومقطوعات وقصائد‪..‬‬ ‫تجربة نظرمستبطن لفقه الشعر؛ مترجم لمداليله في عتبات وبيانات‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ مدخل معجمي ‪:‬‬ ‫غير خاف على متلقي الخطاب األدبي عموما والشعري خصوصا أن «نظرية‬ ‫المعجم» تؤول لمستحدث نقدي أدبي ألسني‪ .‬لكن هذه الحقيقة ال تنفي كون‬ ‫بعض جهابذة النقد القديم لم يغب عن بالهم أن مبدعين ـ كتابا كانوا أو شعراء‬ ‫ـ كانت لهم مسالك قولية دون سواهم‪ ..‬فقد انتبه الجاحظ ـ مثاال ال حصرا ـ أن‬ ‫بعض الرواة نسبوا خطبة لمعاوية بن أبي سفيان‪ .‬فدلل ـ باعتماد منطق معجمي‬ ‫ـ أن صاحبها هو علي بن أبي طالب‪ .‬فقال ‪:‬‬ ‫« ‪..‬ومنها أن هذا المذهب في تصنيف الناس‪ .‬وفي األخبار عنهم‪ .‬وعما هم‬ ‫فيه من القهر واإلذالل ومن التقية والخوف أشبه بكالم علي وبمعانيه وحاله‪»..‬‬ ‫فحكم لجاحظ منبن على تتبع واستقراء ودربة وخبرة وذوق واصطناع استخدام‬ ‫آليات مالحظة وظيفية تنطلق من منشئات النص وتؤوب انثياال إليه ؛ دونما حاجة‬ ‫آلليات خارجية قد تفسد التوثيق والقراءة والتأويل‪..‬‬ ‫تسمح النصوص الشعرية القطبية بضبط معجم لغوي موسوم بثراء‬ ‫وشمول‪ .‬وانحياز لبالغــة رومانسيــة شفيفة حزينة مصبوبة في غنائية أبنيتها‬ ‫اإليقاعية والصرفية والتركيبية والداللية والصورية‪ ،‬كما أن حصر هذا المعجم‬ ‫الخاص ييسر تقديم صورة أبعد من نظر جزئي وأقرب إلى نظر كلي شكال أو‬ ‫مضمونا ؛ يستكمل معرفة نقدية قوامها استيعاب على هدي قراءة للخطاب‬ ‫الشعري بعناصره الرؤيوية بعد تحليل مفرداته وتصنيفها ووضع جذورها ونسبتها‬ ‫لنصوصها وذكر معانيها العامة ثم السياقية وربطها بحقولها الداللية‪ .‬وهذا‬ ‫المسلك متعذرعلينا في هذا المقام التقديمي‪ .‬لذا سنكتفي بحصر محاوره على‬ ‫وجه التقريب ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 1‬محور الطبيعة بمشموالتها ‪:‬‬ ‫قمر‪.‬شمس‪..‬كرم‪.‬كروم‪..‬زهر‪.‬سوسن‪.‬عريش‪.‬أريج‪.‬نسيم‪.‬أيك‪.‬فراش‪.‬‬ ‫غيمة‪.‬مزنة‪.‬سحاب‪.‬ندى‪.‬جنة‪.‬مخضر‪.‬ربيع‪.‬شتاء‪.‬ليل‪.‬ضحى‪.‬فجر‪.‬ظالم‪.‬ديجور‪.‬‬ ‫نهار‪.‬نور‪.‬ضياء‪.‬صباح‪.‬ظل‪.‬بلج‪.‬مساء‪.‬أشجار‪.‬غصن‪.‬سنديانة‬ ‫‪.‬أيك‪.‬أيكة‪.‬دوحة‪.‬نخلة‪.‬أماليد‪.‬عطر‪.‬طيب‪.‬نسيمكوثر‪.‬أنهار‪.‬جدول‪.‬قطر‪.‬‬ ‫سلسل‪.‬موجة‪.‬معين‪.‬شط‪..‬فاكهة‪.‬عنب‪.‬عنقود‪.‬زيتون‪.‬تين‪.‬رمان‪.‬ثمر‪.‬‬ ‫عرصات‪.‬روض‪.‬خمائل‪.‬عرائس‪.‬مخارف‪.‬غالئل‪.‬سنابل‪.‬عطر‪.‬رحيق‪.‬‬ ‫ورد‪.‬ريحانة‪.‬فلة‪.‬أقحوان‪.‬باب‪.‬برج‪.‬ربوات‪.‬طين‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 2‬محور حركة بمستوييهما النفسي والجسدي‪:‬‬ ‫أهدهد‪.‬يهدهد‪.‬مهد‪.‬مهود‪.‬غامر‪.‬رابض‪.‬راعفة‪.‬حادي‪.‬تظلل‪.‬تمايلت‪.‬تنحدر‪.‬‬ ‫تعشش‪.‬شجت‪.‬تتبختر‪.‬مادت‪.‬هزت‪.‬سرى‪.‬هميت‪..‬رقصت‪.‬شف‪.‬هفا‪.‬يلين‪.‬جرى‪.‬‬ ‫أقبلت‪.‬تنثر‪.‬كسا‪.‬تالقينا‪.‬تتبختر‪.‬أمضينا‪.‬سقيناها‪.‬مادت‪.‬‬ ‫تصبح‪.‬هزت‪.‬سرى‪.‬ودعتها‪.‬تستبيح‪.‬أبحروا‪.‬تضاء‪.‬شجت‪.‬دوت‪.‬زفت‪.‬ذبحوا‪.‬‬ ‫شردوا‪.‬أطفأوا‪.‬تنوشه‪.‬غالوا‪.‬غازلت‪.‬أردت‪ .‬يناوشك‪.‬تخونك‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 3‬محورألفة ومحبة وجمال ‪:‬‬ ‫امرأة‪.‬شرعةالقلب‪.‬فتنة‪.‬مفاتن‪.‬سحر‪.‬مليحة‪.‬حسن‪.‬يناعة‪.‬والهة‪.‬نشوى‪.‬‬ ‫حب‪.‬خدين‪.‬صب‪.‬ولهان‪.‬مهج‪.‬جنان‪.‬جوانح‪.‬شغاف‪.‬أنس‪.‬شوق‪.‬صب‪.‬ولهان‪.‬‬ ‫صبابة‪.‬مواجد‪.‬رواء‪..‬رائق‪.‬نضير‪.‬نضار‪.‬منضور‪.‬بهاء‪.‬جمال‪.‬فرح‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 4‬محور حزن واغتراب وألم وموت‪:‬‬ ‫مواجع‪.‬وجع‪.‬جرح‪.‬حزين‪.‬أنين‪.‬دموع‪.‬وحدي‪.‬أشجان‪.‬مكلوم‪.‬غربة‪..‬واجفة‪.‬‬ ‫نازفة‪.‬هم‪.‬رثاء‪.‬أضغاث‪.‬متعبات‪.‬يباب‪.‬شهيد‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 5‬محور شعر وفن ‪:‬‬ ‫شعر‪.‬شاعر‪.‬قريض‪.‬قصيدة‪.‬قصائد‪.‬قريض‪.‬أوزان‪.‬قواف‪.‬ألحان‪.‬لحن‪.‬‬ ‫طرب‪.‬أغنيات‪.‬نشيد‪ .‬أوتار‪.‬أنغام‪.‬نغمات‪.‬مواويل‪.‬قيثار‪.‬مزمار‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 6‬محورأصوات ‪:‬‬ ‫يصهل‪.‬يحدو‪.‬هتفت‪.‬يغرد‪.‬دوت‪.‬زفت‪.‬شادية‪.‬صدوح‪..‬لهاث‪.‬بحة‪.‬بوح‪.‬هديل‪.‬‬ ‫سجع‪.‬شهقة‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 7‬محور جسد ‪:‬‬ ‫جيد‪.‬أهداب‪.‬ثغر‪.‬رضاب‪.‬قبلت‪.‬نهد‪.‬أصابع‪.‬وريد‪.‬أنامل‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 8‬محور طير ‪:‬‬ ‫شحارير‪.‬أسراب‪.‬بلبل‪.‬نورس‪.‬بغاث‪.‬حمامات‪.‬وكون‪.‬عش‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 9‬محور خيل ‪:‬‬ ‫حصان‪.‬جياد‪.‬خيل‪..‬سنابك‪.‬صهوات‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 10‬محور أدباء وشعراء ‪:‬‬ ‫حسن األمراني‪.‬غازي القصيبي‪.‬محمود درويش‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 11‬محور مكان ‪:‬‬ ‫تطوان‪.‬مدينة‪.‬وطن‪.‬دنيا‪.‬عالم‪.‬عتبات‪.‬خيمة‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 12‬محور زمان ‪:‬‬ ‫دهر‪.‬أزل‪.‬أعوام‪..‬عمر‪.‬طفولة‪.‬صبا‪.‬براعم‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 13‬محور كتابة ‪:‬‬ ‫دفاتر‪.‬دفتر‪.‬حبر‪.‬محبرة‪.‬دواة‪.‬حرف‪.‬أقالم‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 14‬محور نصر وجالل ‪:‬‬ ‫عز‪.‬غلبة‪.‬سلطان‪.‬كبرياء‪.‬مجلل‪.‬حكمة‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 15‬محور حلم ورؤى ‪:‬‬ ‫طيف‪.‬خيال‪.‬نجوى‪.‬سحر‪.‬رؤى‪.‬أحالم‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ ‪ 16‬محورخمرة ‪:‬‬ ‫صهباء‪.‬سكرى‪.‬سكران‪.‬تسكر‪.‬خمر‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* سعدت بالمشاركة في لمة تكريمية لألديب قطب الريسوني نظمها النادي‬ ‫الثقافي عبد القادر الشمشام بحسن رعاية وتنظيم مساء يوم الخميس ثاني يناير ‪2020‬‬ ‫بفدق بريستيج بتطوان ‪،‬بمشاركة العزيزة الشمشام‪ .‬سعيد يفلح العمراني‪ .‬أحمد امغارة‪.‬‬ ‫فاطمة الزهراء بنيس‪ .‬نور الدين األشقر‪ .‬يوسف الفهري‪ .‬محمد الفهري‪ .‬حسن اليمالحي‪.‬‬ ‫الطاهر الطويل‪ .‬أبي الخير الناصري‪.‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫ح‬ ‫وار‬

‫مع‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1028‬ـ الثالثاء ‪ 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫املو�سيقي‬

‫�إليا�س احل�سيني‬

‫إلياس الحسيني‪ ،‬واحد من الموسيقيين الشباب الذين سجلوا إسمهم بقوة في الساحة الفنية في‬ ‫مجال التأليف والتوزيع الموسيقي‪ ،‬مساره الفني يؤشر على صور التألق والتميز‪،‬هو أيضا رئيس فرقة‬ ‫إبداع الموسيقية والتي تضم في صفوفها أجود العازفين بمدينة تطوان‪...‬تألقت هذه الفرقة وعبرت‬ ‫عن إمكانيات كبيرة في العديد من المناسبات ومن أهمها عزفها في السنة الفارطة للمطربة الكبيرة‬ ‫والجادة أميمة الخليل بمسرح إسبانيول ضمن فعاليات مهرجان الشعر المنظم من طرف دار الشعر‬ ‫بتطوان‪..‬والفنان إلياس الحسيني هو ‪:‬‬ ‫* خريج المركز التربوي الجهوي بالرباط شعبة التربية الموسيقية سنة ‪. 1999‬‬ ‫* خريج المعهد الوطني للموسيقى بطنجة حاصل على ‪:‬‬ ‫الجائزة األولى في مادة الكمان العربي ‪.‬‬ ‫اإلتقان األول في مادة الكمان العربي ‪.‬‬ ‫الجائزة الشرفية في مادة الكمان العربي ‪.‬‬ ‫* مؤلف و موزع موسيقي تعامل مع مجموعة من الفنانين على الصعيد الوطني و الدولي‪.‬‬ ‫ولتقريب القراء من تجربة هذه الفرقة المتميزة‪،‬أجرت الشمال الفني مع الموسيقي إلياس الحسيني‬

‫الحوار التالي ‪:‬‬

‫كيف جاءت فكرة تأسيس فرقة إبداع؟‬

‫تأسيس فرقة بمعايير معينة ليست بالفكرة الهينة‬ ‫حيت أنها تتطلب مجهودا ومسؤولية كبيرة وثقة أكبر‬ ‫ممن سيشاركك التجربة‪ .‬لن أنكر الرغبة الملحة التي‬ ‫راودتني دائما ومنذ بدايات ممارساتي الفنية في تكوين‬ ‫فرقة أكاديمية تشتغل وفق برنامج علمي وبمواصفات‬ ‫دقيقة إلنجاح أي مشروع ثقافي فني إال أني كنت مؤمنا‬ ‫دوما بمفهوم االختصاص حيث حاولت أوال صقل‬ ‫تجربتي األكاديمية النظرية على أرض الواقع من خالل‬ ‫تعاملي ومشاركتي في مجموعة من المشاريع الفنية‬ ‫سواء أكانت متعلقة بالتوزيع الموسيقي أو بتسجيل‬ ‫مجموعة من األعمال الفنية في استوديوهات داخل‬ ‫أو خارج الوطن أو تعاملي مع مجموعة من الفنانين‬ ‫على مسارح متعددة ال يسع المجال لذكرها ‪ .‬كل هذا‬ ‫ساهم في تشجيعي على تطبيق الفكرة سنة ‪2016‬‬ ‫فكان أول من شاركتهم فكرة التأسيس هم رفقائي‬ ‫في المسار الفني دائما إخواني وأصدقائي أغلب أعضاء‬

‫حاوره ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫الفرقة وكلي فخر أن يكون ضمنها فنانون من العيار‬ ‫الثقيل فنا و أخالقا و كم هو جميل أن تجد نفسك محاطا‬ ‫بطبق متنوع من الكفاءات يؤثث المسرح ويساهم في‬ ‫أغناء الحوار الفني ففيهم األستاذ واإلطار والمهندس‬ ‫والموظف و محترف الفن ‪......‬‬ ‫تختص فرقة إبداع في تطوير ممارستها الفنية عبر‬ ‫البحث ومحاولة تجديد صورة العرض الفني من خالل‬ ‫تقديم عروض ألعمال خالدة بتوزيع جديد في محاولة‬ ‫إليصاله لكل األجيال‪.‬‬

‫ماهي المحطات الفنية للفرقة ؟‬

‫منذ تأسيسهــا سنة ‪ 2016‬شاركــت الفرقـة في‬ ‫تظاهرات عديدة منها سهرات عرفت مشاركة فنانين‬ ‫معروفين إضافة إلى الملتقيات الثقافية داخل أرض‬ ‫الوطن كما شاركت خارج أرض الوطن في احتفال‬ ‫السفارة المغربية بعيد العرش المجيد ببلغراد ( صربيا)‬ ‫سنة ‪ 2018‬كما كانت هناك محطات فنية مهمة‬ ‫خصوصا المشاركة المشرفة للفرقة مع الفنانة الكبيرة‬

‫أميمة الخليل ضمن فعاليات المهرجان الدولي للشعر‬ ‫في دورته األولى المنظم من طرف دار الشعر بتطوان‬ ‫والتي أعتبرها من أنجح العروض حيث ال يخفى على‬ ‫الجميع كمية الزخم الثقافي والموسيقي الذي راكمته‬ ‫الفنانة طيلة تجربتها مع فرقة الميادين وخصوصا‬ ‫مع الفنان العالمي مارسيل خليفة إضافة إلى تعاملها‬ ‫مع زوجها الفنان والموزع عازف البيانو العالمي هاني‬ ‫سبليني‪ .‬كل هذا جعلها حريصة و دقيقة جدا في انتقاء‬ ‫برنامجها وفريق عملها‪ ،‬فكان الهدف هو تحقيق رهان‬ ‫إنجاح السهرة وإعطائها المستوى التي تستحق ‪ .‬الملفت‬ ‫لالنتباه والذي أعتبره حقيقة مصدر فخر شخصي هو‬ ‫أن تواصلي مع المايسترو هاني سبليني كان هدفه‬ ‫هو االتفاق على برنامج السهرة واإلشراف على حصص‬ ‫التدريب الخاصة بالفرقة الموسيقية خصوصا أن برنامجا‬ ‫من هذا الحجم يتطلب تركيزا وتدقيقا ألنه مرتكز على‬ ‫توزيعات موسيقية لكل آلة‪ ،‬فأثناء حضوره للتمارين‬ ‫التي سبقت السهرة بأربع أيام عبر عن مدى انبهاره‬ ‫باالنسجام الكبير و الدقة المتناهية التي أبان عنها‬ ‫أعضاء الفرقة‪ ،‬الشيء الذي جعله يقرر أن أشرف على‬ ‫تسيير الفرقة أثناء العرض‪ ،‬فكان حقيقة تحديا كبيرا‬ ‫لي‪ ،‬إذ ليس من السهل تحمل مسؤولية إنجاح عمل‬ ‫فني كبير من هذا الحجم ومع هرم فني استرجع معه‬ ‫الجمهور خالدات الزمن الجميل من قصائد لشعراء كبار‬ ‫و مقطوعات ظلت راسخة في أذهان كل من عايشها في‬ ‫ثمانينيات القرن الماضي ‪.‬‬

‫األجمل في األمر هو الشهادة الحية التي أدلت بها‬ ‫أميمة الخليل و هاني سبليني أثناء العرض تنوه به‬ ‫بالمستوى العالي للفرقة الموسيقية ‪.‬‬

‫ماهو البرنامج المستقبلي للفرقة ؟‬

‫فرقة إبداع تحضر ألعمال فنية ثقافية قادمة كما‬ ‫تفتح بابها على مصراعيه لكل عمل ثقافي فني جاد من‬ ‫شأنه أن يعطي صورة مشرفة للعمل الثقافي بتطوان‬ ‫والمغرب عموما ‪.‬‬

‫كلمة أخيرة ‪:‬‬

‫أشكر جريدة الشمال على هذا االهتمام المحفز‬ ‫والتي منحتني فرصة للتعريف بفرقة إبداع‪ ..‬وأتمنى أن‬ ‫تظل الفرقة عند حسن ظن الجمهور المغربي الكريم‪.‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫الشمال الفني‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬

‫‪5‬‬

‫«بيـــان فـنـي »‬ ‫« بيــان‬ ‫فـنـــي»‬ ‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة من المبدعين‪ ،‬يقدم‬ ‫عبرها الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد توقعه الفنانة التشكيلية‬

‫هناء الودغريي‬

‫* شفيق الزكاري‬

‫عندما ي�سمو ال�سفر عرب الفن ‪:‬‬

‫معارض فنية بمطاري مراكش‬ ‫المنارة والرباط‪-‬سال‬ ‫وعيا منه بمكانة مطارات المملكة كواجهة لعرض مختلف تعابير التراث‬ ‫الثقافي والفني‪ ،‬ينظم المكتب الوطني للمطارات‪ ،‬بشراكة مع «‪Fl’âme Art ‬‬ ‫‪ ، » Gallery‬من ‪ 5‬دجنبر ‪ 2019‬إلى ‪ 5‬يونيو ‪ 2020‬معرضين فنيين متجولين‬ ‫بالتناوب؛ المعرض األول جماعي‪ ،‬بمطار مراكش المنارة‪ ،‬يشارك فيه ‪ 9‬فنانين‬ ‫تحت شعار «رواسب السفر»‪ ،1‬في حين سيقام المعرض الثاني للفنان نور الدين‬ ‫فاتحي بمطار الرباط سال‪ ،‬تحت شعار «هواء وأهواء» ‪.2‬‬ ‫ويجمع هذان المعرضان العديد من التيارات التصويرية‪ ‬التي تبرز بشكل‬ ‫صريح اإلبداع والديناميكية التي يتمتع بها المشهد التشكيلي المغربي‪ ،‬حيث‬ ‫يستحضر الفنانون المشاركون من خالل أعمالهم‪ ،‬السفر الثابت‪ ،‬الذي يقومون‬ ‫به دون أن يبرحوا المكان‪ ،‬والذي ينتفض في سياقه الخيال والنفس على‬ ‫الجسد‪ ،‬منصبين نفسيهما كمستكشفين لما تزخر به الحدود االفتراضية التي‬ ‫يعبرونها‪.‬‬

‫أنا الموقعة أسفله‪:‬‬ ‫هناء الودغيري‪،‬من مواليد مدينة فاس‪،‬فنانة تشكيلية محترفة‬ ‫منذ التسعينيات‪.‬‬

‫المسار الفني ‪:‬‬

‫تميزت طفولتي بتعدد المواهب واالهتمامات‪ ،‬وأحسست دائما أن‬ ‫هذه االهتمامات وجدت معي بشكل فطري وترعرت بداخلي‪،‬لكن‪،‬مع‬ ‫مرور الوقت‪،‬انتصر الرسم والتشكيل على جل هذه االهتمامات بما في‬ ‫ذلك القراءة والكتابة‪،‬حيث غالبا ما كانت تثيرني ألوان بعض الخضر‬ ‫والفواكه وبعض التوابل وكذا مسحوق القهوة‪،‬فكنت أقوم بتعصيرها‬ ‫والتلوين بعصيرها خصوصا «الباربا»والقهوة والزعفران‪.‬وغالبا ماكنت‬ ‫أعيد رسم الرسوم الموجودة بأغلفة الكتب والدفاتر بشكل دقيق‪،‬ومع‬ ‫مرور الوقت‪ ،‬وجدتني أرسم الجسد من مخيلتي خصوصا العري عند‬ ‫المرأة‪...‬‬ ‫مع األيام‪،‬عملت على تطوير تجربتي موازاة مع الدراسة‪ .‬سواء‬ ‫عبر االحتكاك بالفنانين أواالعتماد على الذات‪ ،‬كما أن استفادتي من‬ ‫الدروس الخصوصية على يد فنانين أكفاء بفاس مكنتني من ضبط جل‬ ‫قواعد الرسم وتقنيات الصباغة‪.‬وحينما حصل عندي تراكم على مستوى‬ ‫العمل التشكيلي‪،‬انتقلت إلى مرحلة العرض‪ ،‬حيث كان أول ظهور لي‬ ‫ضمن معرض جماعي خالل التسعينيات بمناسبة مرور ‪ 12‬قرن على‬ ‫تأسيس مدينة فاس‪.‬ومن بعده توالت معارضي الفردية و الجماعية‬ ‫بمختلف مدن المغرب وفي الخارج وبالضبط في إيطاليا‪،‬‬

‫المشروع الفني ‪:‬‬

‫تجربتي تعتمد على التجريد‪،‬وتصوري لهذا االتجاه تصور مغاير‬ ‫لما قد يعتقده البعض‪،‬التجريد بالنسبة لي تجسيد لطبيعة اإلنسان‬ ‫الداخلية وتعبير فكري ووجداني لكل األبعاد الجوهرية لطبيعتنا‬

‫الداخلية‪،‬أحاول ترجمة هذه االنفعاالت واألحاسيس عبر مفهوم االنفجار‬ ‫الذي غالبا ما يأتي بعد مخاض عسير‪،‬وتترجمه ألوان وتركيبات تعكس‬ ‫مشاهد خالبة من طبيعتنا الداخلية‪،‬ويحمل مشروعي الفني تيمة‬ ‫«االنتشاء»حيث عنونته ب « في جذور االنتشاء»‪.‬واللحظة اإلبداعية‬ ‫يالنسبة لي عبر هذا المشروع هي نشوة ورعشة حسية بلغة األلوان‬ ‫واألشكال وقوة حركية الفرشاة‪...‬‬ ‫أنا اآلن منهمكة في االشتغال على هذا المشروع‪،‬والذي ستكون له‬ ‫آفاق للعرض عبر مجموعة من المعارض بالداخل والخارج‪.‬‬

‫واقع الفنون التشكيلية بالمغرب ‪:‬‬

‫يتميز واقع التشكيل المغربي بالتنوع والغنى‪،‬لدينا أسماء كبيرة‬ ‫استطاعت أن تفرض نفسها ليس فقط على المستوى المحلي‪،‬بل على‬ ‫المستوى الدولي‪،‬لكن‪،‬لألسف‪،‬هناك طاقات أخرى لم تستطع فرض‬ ‫نفسها وتعيش في الظل‪،‬لذا وجب االهتمام بها من أجل إغناء التجربة‬ ‫التشكيلية بالمغرب‪.‬وأما على مستوى البنيات التحتية فعندنا قاعات‬ ‫مهمة خصوصا في المدن الكبرى‪،‬لكن‪،‬في المدن الصغرى وبعض‬ ‫مدن الهامش تغيب وتنعدم هذه القاعات‪،‬مما يفوت الفرصة على‬ ‫فناني هذه المناطق من عرض أعمالهم‪..‬‬

‫كلمة أخيرة ‪:‬‬

‫أشكر جريدة الشمال على هذه النافذة التي منحتها للفنانين من‬ ‫أجل بسط آرائهم وتقديم تجاربهم‪،‬وأملي ان يكون هناك تواصل دائم‬ ‫بين الفنانين وعبر مختلف األجيال حتى تسود روح التعاون بينهم خدمة‬ ‫للفن التشكيلي بالمغرب‪.‬‬

‫ويدعو الفنانون رجاء أطلسي‪ ،‬نبيل باهيا‪ ،‬رشيد باخوز‪ ،‬عبد الهادي بنبلة‪،‬‬ ‫عبدالكريم األزهر‪ ،‬إبراهيم الحسين‪ ،‬شفيق الزكاري‪ ،‬نورالدين فاتحي وحفيظ‬ ‫مربو من خالل معرضهم المشترك «رواسب السفر» وكذلك الفنان نورالدين‬ ‫فاتحي من خــالل معرضـه «هواء وأهواء»‪ ،‬المسافرين لالستمتاع من خالل‬ ‫اكتشاف أكثر من ‪ 80‬لوحة فنية من مختلف التيارات والمشارب الفنية الغنية‬ ‫والمتباينة‪.‬‬ ‫هو إذن التقاء وتقارب بين الفنانين بمختلف مشاربهم الفنية‪ ،‬على شاكلة‬ ‫المغرب الحديث‪ ،‬والجيل الجديد من المطارات المغربية‪ ،‬حيث تلتقي األصالة‬ ‫والحداثة ويكمل كل منهما اآلخر‪ ،‬مع توفير الظروف ليكون المسافرون على‬ ‫موعد مع الفن والثقافة‪ ،‬عند كل فرصة يزورون فيها مطارات المملكة‪.‬‬ ‫وبمناسبة تنظيم هذين المعرضين‪ ،‬تم طبع دليلين تعريفيين يجمعان‬ ‫كافة األعمال الفنية المقدمة‪ ،‬باإلضافة إلى مسارات الفنانين المشاركين في‬ ‫هذه التجربة االستثنائية‪.‬‬ ‫وهكــذا‪ ،‬فإن مطاراتنــا لم تعد فقـط عبارة عن محطــات جوية لعبـور‬ ‫المسافرين والبضائع‪ ،‬بل أصبحـت عبـارة عن فضاءات حقيقيـة للعيــش‪،‬‬ ‫فباإلضافة إلى الخدمات المختلفة التي تضمن الراحة والرفاهية للمسافرين‪،‬‬ ‫فإننا نعمل باستمرار على الرقي بتجربة المسافر داخل المطار‪ ،‬لكي نجعل منها‬ ‫تجربة غنية بمختلف التعابير الفنية المدرجة على طول مسار المسافرين‪ ،‬لجعل‬ ‫لحظات االنتظار أكثر متعة‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫نزهة بوشارب و فريد شوراق يطلعان بالحسيمة‬ ‫على تقدم أشغال إنجاز عدد من المشاريع السكنية‪‎‬‬

‫حلت السيدة نزهة بوشارب وزيرة إعداد‬ ‫التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة‬ ‫المدينة‪ ،‬مؤخرا‪ ‬بمدينـــة الحسيمة‪ ،‬لتتبـــع‬ ‫ومواكبة المشاريع المبرمجة بمخطط التنمية‬ ‫المجالية إلقليم الحسيمة «الحسيمة منارة‬ ‫المتوسط ‪ ،»2019 - 2015‬وقامت رفقة عامل‬ ‫اإلقليم السيد فريد شوراق بالوقوف ميدانيا‬ ‫على تقدم األشغال بالقطب الحضري لسيدي‬ ‫عابد الذي يعرف أشغال بناء ‪ 1000‬وحدة‬ ‫سكنية منخفضة التكلفة باإلقليم‪ ،‬وكذا تقدم‬ ‫أشغال إعادة تأهيل «حي ميرادور السفلي»‬ ‫الذي يدخل في إطار برنامج الحسيمة منارة‬ ‫المتوسط‪ ،‬باإلضافة إلى زيارة «حي أشاون»‬ ‫الذي يعتبر منطقة مهددة بانجراف التربة‬ ‫والتي تنتشر بها ظاهرة السكن العشوائي‪.‬‬ ‫كما من المرتقب أن تعقد السيدة الوزيرة‬ ‫لقاء مع ممثلي ساكنة حي «اشاون»‪ « ،‬سيدي‬ ‫منصور»‪« ،‬مـــا وراء القـــدس»‪ ،‬وهي األحياء‬

‫التي تعرف «انتشار البناء العشوائي»‪ ،‬حيث‬ ‫باتت الساكنة مهددة بمشاكل انهيار التربة‪،‬‬ ‫وانعدام التجهيزات األساسية‪ ،‬والتي كانت‬ ‫موضوع احتجاج سابق‪ ،‬آخره احتجاج سكان‬ ‫«تحجار تزكاغين» أمــام عمالــة الحسيمة‪،‬‬ ‫للمطالبة بالماء والكهرباء‪ ،‬والربط بشبكة‬ ‫التطهير السائل‪.‬‬ ‫ويعتبر حي « أشاون»‪ ،‬عنوانا لكل خروقات‬ ‫التعمير التي شهدتها الجماعة الحضرية‬ ‫للحسيمة خالل السنين القليلة الماضية‪ ،‬وهو‬ ‫الحي الذي انتشرت فيه كالفطر العديد من‬ ‫الدور السكنية التي تم تشييدها على أراضي‬ ‫مهددة بانجراف التربة‪ ،‬حيث السكان هناك‬ ‫باإلضافة إلى أنهم مهددون بما ال يحمد عقباه‪،‬‬ ‫فإنهم محرومون من أبسط شروط العمران‬ ‫البشري‪ ،‬غير أن الخطير في خرق قانون التعمير‬ ‫في هذا الحي يكمن في صعوبة تصحيح هذه‬ ‫اإلختالالت التي أصبحت مهيكلة في منظومة‬

‫التعمير داخل هذا الحي‪ ،‬بسبب هشاشة البنية‬ ‫التضاريسية وتعرضها لإلنجراف الشديد الذي‬ ‫يزداد تعقيدا مع التساقطات المطرية والهزات‬ ‫الزلزالية التي تضرب المنطقة بين كل فترة‬ ‫وحين‪.‬‬ ‫فباإلضافة إلى اختالالت التعمير والبناء‬ ‫الغير المرخص على أراضي مهددة بانجراف‬ ‫التربة‪ ،‬الذي يشتكـــي منــــه حي «أشاون»‪،‬‬ ‫فإن نفـس الوضعية تعاني منها أحياء «وراء‬ ‫القدس»‪« ،‬سيدي منصور» «بوجيبار» والتي‬ ‫ستكون جزء من محور زيارة الوزيرة‪.‬‬ ‫ورافق السيدة الوزيرة خالل هذه الزيارة‪،‬‬ ‫كل من الكاتـــب العام لقطاع إعداد التراب‬ ‫الوطني والتعمير و الرئيـــس المديــر العام‬ ‫لمجموعة العمران والمديرين المركزيين‬ ‫وكذا مسؤولي الوزارة على المستوى الجهوي‬ ‫والمحلي وممثلي السلطة المحلية‪.‬‬

‫‪ ‬باألرقام عامل الحسيمة ‪ ..‬مشاريع قطاع اإلسكان‬ ‫المنجزة ضمن برنامج «الحسيمة منارة المتوسط»‬ ‫تسير بوتيرة جيدة‬

‫استعرضـت السيـــدة نزهة بوشـــارب‪،‬‬ ‫وزيرة إعـــداد التـــراب الوطنـــي والتعميــر‬ ‫واإلسكــان وسياســـة المدينة‪ ،‬يوم اإلثنين‬ ‫الفارط بالحسيمة‪ ،‬الجهود الحثيثة التي قامت‬ ‫بها الوزارة لدعم التنمية المجالية والتخطيط‬ ‫الحضري بإقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وأبرزت السيدة نزهة بوشارب‪ ،‬في كلمة‬ ‫خالل اجتماع انعقد اليوم بمقر عمالة إقليم‬ ‫الحسيمة بحضور عامل اإلقليم فريد شوراق‬ ‫ورئيس مجلس اإلدارة الجماعية لمجموعة‬ ‫العمران بدر كانوني‪ ،‬أن مساهمة الوزارة في‬ ‫مشاريع برنامج الحسيمة منارة المتوسط الذي‬ ‫أعطى انطالقته صاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس في أكتوبر من سنة ‪ 2015‬بلغت‬ ‫حوالي ‪ 420‬مليون درهم وتروم بالخصوص‬ ‫دعم التأهيل الحضري لإلقليم وتجاوز اإلكراهات‬ ‫التي يعرفها مجاله العمراني‪.‬‬ ‫وتابعت أن الوزارة حرصت على تعميم‬ ‫وثائق التعمير بمختلف الجماعــات الترابيـــة‬ ‫المكونة لجهة طنجة – تطوان‪ -‬الحسيمة‬ ‫بتعاون وتنسيق مع الوكاالت الحضرية المعنية‪،‬‬ ‫مشيرة في هذا الصدد إلى أن إقليم الحسيمة‬ ‫يتوفر حاليا على مخططين لتوجيه التهيئة‬ ‫العمرانية‪ ،‬كما تمت تغطية كافة الجماعات‬ ‫الترابية التابعة له بتصاميم التهيئة وتصاميم‬ ‫تنمية التكتالت القروية‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن ‪ 36‬جماعة ترابية بإقليم‬ ‫الحسيمة تتوفر على وثائق التعمير‪ ،‬مبرزة أنه‬ ‫تمت المصادقة على ‪ 40‬وثيقة تعمير باإلقليم‬ ‫ضمنها مخططان توجيهيان للتهيئة العمرانية‪،‬‬ ‫فضال عن ‪ 19‬تصميم تهيئـــة و‪ 20‬تصميم‬ ‫تنمية‪.‬‬ ‫وأضافت الوزيرة أنه تم أيضا تبني مقاربة‬ ‫متجددة للسياسة الحضريــة الوطنيــة ترتكز‬ ‫باألساس على إعداد مرجعيات تقنيــة جديــدة‬

‫من شأنها تجويد مضامين وثائق التعمير‬ ‫وأجرأة مبادئ التعمير المستدام ومراجعة مناهج‬ ‫التخطيط المجالي المعتمدة وتحيين المنظومة‬ ‫القانونية الخاصة بالقطاع‪ ،‬عالوة على الحرص‬ ‫على تنظيم وتأطير نمو مختلف المجاالت‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬سجلت السيدة بوشارب أن‬ ‫الوزارة بادرت إلى إنجاز مجموعة من الدراسات‬ ‫لدرء المخاطر الطبيعية التي تهدد ساكنة‬ ‫إقليم الحسيمة همت بالخصوص دراسة إلنجاز‬ ‫خريطة القابلية للتعمير إلقليم الحسيمة تم‬ ‫االنتهاء منها سنة ‪ ،2012‬إضافة إلى القيام‬ ‫بدراسة جيولوجية وجيوتقنية أولية سنة ‪2014‬‬ ‫حول مخاطر االنهيارات األرضية في منطقة‬ ‫بوجيبار بمدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫وتابعت أنه تم في مجال اإلسكان اعتماد‬ ‫استراتيجية تدخل ذات بعد محلي‪ ،‬ارتكزت على‬ ‫مصاحبة وتأطير المبادرات المحلية عبر التشاور‬ ‫والتباحث مع الفاعلين والمتدخلين المعنيين‬ ‫على المستوى الترابي في أفق بلورة مشاريع‬ ‫مندمجة ومدمجة متعاقد بشأنها تعتمد التقائية‬ ‫التدخالت والتمويالت‪ ،‬حيث تضطلع الوزارة‬ ‫بدور الرافعة من خالل المساهمة في تمويل‬ ‫المشاريع‪.‬‬ ‫وأشارت‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬إلى أنه تم خالل‬ ‫الفترة الممتدة من ‪ 2002‬إلى نونبر ‪،2019‬‬ ‫التوقيع على ‪ 28‬اتفاقية بإقليم الحسيمة تهدف‬ ‫إلى تحسين ظروف سكن أكثر من ‪ 40‬ألف و‬ ‫‪ 700‬أسرة‪ ،‬تهم العديد من البرامج من أبرزها‬ ‫التأهيل الحضري وإعادة هيكلة األحياء ناقصة‬ ‫التجهيز ومحاربة دور الصفيح والسكن المهدد‬ ‫باالنهيار‪ ،‬بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليار و‬ ‫‪ 505‬مليون درهم‪ ،‬ساهمت فيها الوزارة بحوالي‬ ‫‪ 939‬مليون درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪3‬ر‪ 62‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضافت الوزيرة أنه تم التوقيع على ثالث‬ ‫اتفاقيات في إطار برنامج “مدن بدون صفيح”‬

‫تهدف إلى تحسين ظروف عيش ‪ 594‬أسرة‪،‬‬ ‫بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي ‪ 247‬مليون درهم‪،‬‬ ‫تساهم فيها الوزارة بحوالي ‪ 51,1‬مليون درهم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى اتفاقيتين بغالف مالي يناهز ‪312‬‬ ‫مليون درهم لتحسين ظروف سكن حوالي ‪400‬‬ ‫أسرة قاطنة بالسكن المهدد باالنهيار‪ ،‬بلغت‬ ‫مساهمة الوزارة فيها حوالي ‪ 89‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وعلى مستـــوى السكن الغيـــر قانوني‪،‬‬ ‫أوضحت السيدة نزهة بوشارب أنه تم التوقيع‬ ‫على عشرين اتفاقية لتحسين ظروف عيش‬ ‫األسر بتكلفة إجمالية بلغت ‪ 474,58‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬تبلغ مساهمة الوزارة فيها نحو ‪351,85‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أكد عامل إقليم الحسيمة أن‬ ‫إنجاز المشاريع التي تهم قطاعات اإلسكان‬ ‫والتعمير وسياسة المدينة في إطــار برنامج‬ ‫الحسيمة منارة المتوسط يسير بوتيرة جيدة‪،‬‬ ‫منوها في السياق ذاته بتضافر جهود جميع‬ ‫الفاعلين والمتدخلين كي ترى هذه المشاريع‬ ‫النور في آجالها المحددة‪.‬‬ ‫وتم خالل هذا االجتمــاع‪ ،‬الذي حضره‬ ‫رئيس المجلس اإلقليمـــي للحسيمــة ومدراء‬ ‫مركزيون بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير‬ ‫واإلسكان وسياســة المدينـــة‪ ،‬والمسؤولون‬ ‫الجهويون والمحليــون للوزارة‪ ،‬استعراض‬ ‫تقدم أشغال إنجاز مشاريع برنامج الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط في قطاعات اإلسكان والتعمير‬ ‫وسياسة المدينة‪ ،‬السميا برنامج إحداث ‪5000‬‬ ‫وحدة للسكن االجتماعـــي‪ ،‬وإشكاليــة الدور‬ ‫المهددة باالنهيار باإلقليم‪ ،‬وإعادة إسكان‬ ‫ساكنة تلواق بالحسيمة‪.‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫تعيين جمال الحنفي مديراً جديداً‬ ‫للوكالة الحضرية بالحسيمة بعد نجاح‬ ‫بالناظور والدرويش وجرسيف‬

‫صادق المجلس الحكومي‪ ،‬الذي انعقـــد‬ ‫برئاسة سعد الدين العثماني‪ ،‬اليوم الخميس‪،‬‬ ‫على مقترحات تعيين في مناصب عليا‪ ،‬طبقا‬ ‫ألحكام الفصل ‪ 92‬من الدستور‪ .‬‬ ‫وصادق المجلس على تعيين جمال حنفي‪،‬‬ ‫مديرا للوكالة الحضرية للحسيمة‪ ،‬التابعة‬ ‫لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان‬ ‫وسياسة المدينة‪ ،‬خلفا لعبد لقادر المرابط‪ .‬‬ ‫وكـان المهندس جمـال حنفي الذي تم‬ ‫تعيينه مديرا للوكالــة الحضرية للحسيمة‪،‬‬ ‫يشغل مهمة مدير الوكالة الحضرية للناظور‬ ‫– الدريوش – جرسيف‪ ،‬منذ تعيبنه من طرف‬ ‫المجلس الوزاري في سنة ‪ .2016‬‬

‫وجدير بالذكر ان جمال الحنفي يعتبر من‬ ‫الكفاءات الوطنية العالية ومتخصص في مجاله‪،‬‬ ‫وقد نجح في مهمة على مستوى اقليم الناظور‬ ‫والدرويش وجرسيف‪ ،‬وتمكــن خالل الفتـــرة‬ ‫التي تولها من حل مجموعة من اإلشكاالت‬ ‫الكبرى التي عرفتها هذه األقاليم‪ ،‬وتم اختياره‬ ‫لهذا المنصب بإقليم الحسيمة من اجل اعطاء‬ ‫نفس جديد لهذا القطاع بهذا اإلقليم‪ ،‬واعتبر‬ ‫مجموعة من المتتبعين على ان هذا التعيين‬ ‫يأتي للثقة التي يحضى بها المهندس جمال‬ ‫الحنفي‪ ،‬المعروف بعمله النزيه وتسييره الجيد‬ ‫لهذا القطاع‪ .‬‬

‫انتهاء أشغال ترميم مدينة المزمة‬ ‫األثرية بالحسيمة‪ ‬‬

‫بعد مدة ليست بالقصيرة تم االنتهاء من‬ ‫أعمال ترميم موقع مدينة «رمزمث» «المزمة»‬ ‫الواقع في أجدير بضواحي مدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫وزوال يوم الثالثاء السابع من يناير ‪ ،2020‬تم‬ ‫تسليم نهاية األعمال بحضور األستاذة السيدة‬ ‫جهان الخطابي‪ ،‬مديرة دار الثقافة بالحسيمة‬ ‫والسيدة أميمة محافظة اآلثار بنفس اإلدارة‪،‬‬ ‫والسيد المهندس المكلف بأعمال الترميم‬ ‫والسيد المقــاول المكلـف بأشغـــال الترميم‪.‬‬

‫اكتسب المكان حلة جديدة نظرا لمنظر الجدران‬ ‫واألبواب واألقواس والغرف والنوافذ التي تم‬ ‫ترميمها‪ ،‬باإلضافة إلى الممــرات الجديـــدة‬ ‫وبعض النباتات التي تم غرسها وسقيها بعين‬ ‫المكان‪.‬‬ ‫األمل معقود على االلتفات إلى كل المواقع‬ ‫األثرية والتاريخيـــة بإقليم الحسيمــة‪ ،‬وذلك‬ ‫بترميمها وانتشالها من طي النسيان‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫مائدة مستديرة حول موضوع ‪ :‬الحريات الفردية‬ ‫بين الحق والقانون‬ ‫نظم المركز األكاديمي للدراسات القانونية‬ ‫واالجتماعية بشراكة مع الجامعة للجميع للتعلم‬ ‫مدى الحياة مساء السبت ‪ 04‬يناير ‪ 2020‬بقاعة‬ ‫المواطنة بدار الثقافة محمد الخمار الكنوني‬ ‫ندوة فكرية تناولت موضوع الحريات الفردية‬ ‫بين الحق والقانون ‪ ،‬أطرها كل من األساتذة‪:‬‬ ‫محمد الغفيد اإلطار القانوني بوزارة العدل‬ ‫واألستاذ الروائي رشيد الجلولي كما حضرها‬ ‫أساتذة وحقوقيون وطلبة مهتمون وممثلو‬ ‫منابر إعالمية محلية ‪.‬‬ ‫الندوة قام بتنشيطها وتأطيرها األستاذ‬ ‫عبد اهلل األحمدي ‪.‬‬ ‫استهلت المائدة المستديرة بمداخلة قيمة‬ ‫لألستاذ محمد الغفيد الذي تطرق للموضوع‬ ‫وفق مقاربة تاريخية لمفهوم القانون الجنائي‬ ‫قبل وبعد دستور ‪ 2011‬مشيرا إلى أن المغرب‬ ‫قام ببناء وإصالح عدة مؤسسات دستورية ترسخ‬ ‫لدولة الحق والقانون في ظل احترام الحقوق‬ ‫والحريات ‪.‬‬

‫األستاذ رشيد الجلولي تناول الكلمة في‬ ‫الشق الثاني من الندوة وأحاط موضوع الحريات‬ ‫الفردية من الجانب الفلسفي والفكري والحقوقي‬ ‫منطل ًقا من لمحات حول تطور الخلفيات الحقوقية‬ ‫عبر خوض في تاريخ األنظمة السياسية عبر‬

‫العصور القديم والوسيط والحديث‪.‬‬ ‫الندوة القـــت تفاعال انصهــر من خاللـه‬ ‫الحضور في حيثياته وأبانوا عن مشاركة بناءة‬ ‫أثرت اللقاء‪ ،‬واختتمت الندوة بتسليم شواهد‬ ‫تقديرية على األساتذة المؤطرون‪.‬‬

‫المؤتمر اإلقليمي للجامعة الوطنية للتعليم‬ ‫بإقليم العرائش‬

‫عقدت الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية‬ ‫تحت لواء االتحاد المغربي للشغل يوم ‪ 5‬يناير‬ ‫‪ 2020‬تحت إشراف المكتب التنفيذي والمكتب‬ ‫الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم مؤتمرها‬ ‫اإلقليمي تحت شعار‪« :‬نضال مستمر ضد كل‬ ‫القوانين التراجعية‪ ،‬صونا لحقوق ‪ ‬و مكتسبات‬ ‫الشغيلةالتعليمية»‪.‬‬ ‫في جـــو من المسؤوليـــة والحمــاس‬ ‫واالنضباط لقيم التنظيم‪ ،‬واستشرافا لواقع‬ ‫نضالي نقابي أكثر رصا لصفوف الشغيلة‪،‬‬ ‫تميزت الجلسة االفتتاحية بكلمة كل من اللجنة‬ ‫التحضيريةوالمكتبالتنفيذيوالمكتبالجهوي‬ ‫والكاتبين المحليين لالتحاد لكل من القصر‬ ‫الكبير والعرائش‪ ،‬الذين عبروا بالمناسبة بصدق‬ ‫على ضرورة االنخراط في أوراش اإلصالح‬ ‫بكل مسؤولية شريطة الحفاظ على الحقوق‬ ‫المكتسبة وعدم أداء الشغيلة وحدها لفاتورة‬ ‫ضريبة اإلصالح‪ ،‬وكذا إنقاذ المقاربة االنفرادية‬ ‫للوزارة في موضوع المس في الصميم إصالح‬ ‫النظام التعليمي وتغييب الشركاء االجتماعيين‬ ‫داعين الوزارة إلى فتح حوار وطني جاد ومسؤول‪.‬‬ ‫‪ ‬عرفت الجلسة الثانية افتتــاح أشغـــال‬ ‫المؤتمر بعرض لألوراق األربعــة السياســـة‬ ‫التعليمية‪ ،‬الملف المطلبي‪ ،‬اإلدارة التربوية‪،‬‬ ‫المرأة العاملة بقطاع التعليم‪ .،‬وبعد مناقشة‬ ‫كافة األوراق تمت المصادقة عليها‪ ،‬بعدهــا‬ ‫قراءة التقريرين األدبي والمالي ومناقشتهما‬ ‫والمصادقة عليها‪ ،‬تم تجديد الثقة في السيد‬ ‫عادل الزيتي كاتبا إقليميا للجامعة الوطنية‬ ‫للتعليم ‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬انتخبت اللجنة اإلدارية المكونة‬

‫بيان للرأي‬ ‫العام المحلي‬ ‫لجمعية تجار‬ ‫السوق المركزي‬ ‫(البالصا)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫انتخاب رشيدة الزياني كاتبة عامة‬ ‫للمكتب اإلقليمي لجمعية الماء‬ ‫والطاقة للجميع بالعرائش‬

‫انعقد بالنادي المغربي بالقصر الكبير يوم‬ ‫السبت ‪ 4‬ينايــر ‪ 2020‬الجمع العام التأسيسي‬ ‫النتخــاب المكتــب اإلقليمي للعرائش لجمعية‬ ‫الماء والطاقة للجميع‪ .‬حيت تم انتخاب رشيدة‬ ‫الزياني كاتبة عامة للمكتب اإلقليمي جمعية‬ ‫الماء والطاقة للجميع بالعرائش في إطار‬ ‫الديمقراطية التشاركية واستكمال الهياكل‬ ‫الموازية في األقاليم‪.‬‬ ‫‪ ‬وبعد الكلمة الترحيبية والتنظيمية من‬ ‫طرف رئيسة المكتب الجهوي ومبعوثي المكتب‬ ‫التنفيذي تقدم رئيس اللجنة التحضيرية األخ‬ ‫عبد االله السباعي بشرح المهمــة المنوطــة‬ ‫بالمكتب اإلقليمي ضمــن القانون األساسي‬ ‫وبعد ذلك فتـــح باب النقــاش وتمت معرفة‬ ‫الشكل التقني للتصويت‪ ،‬حيث تم انتخاب‬ ‫رشيدة الزياني كاتبة عامة للمكتب االقليمي‬

‫الذي جاء على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫‪/1‬رشيدة الزياني الكاتبة العامة‬ ‫‪/2‬محمد حاتم الوهابي نائبة الكاتبة العامة‬ ‫‪/3‬عبد الجبار المريني أمين المال‬ ‫‪/4‬سعاد المونسي نائب أمين المال‬ ‫‪/5‬سعيدة بوعشة المقررة‬ ‫‪/6‬احمد الوهابي نائب المقررة‬ ‫‪/7‬الشتوكي احمد مستشار‬ ‫‪/8‬فاطمة الرملي مستشارة‬ ‫‪/9‬نعيمة الصمري مستشارة‬ ‫‪/10‬نعيمة بغايو مستشارة‬ ‫‪/11‬كريم الخرايفي مستشار‬ ‫‪ /12‬مصطفى الشعري مستشار‬ ‫‪/13‬سفيان غيالن مستشار‬ ‫‪/14‬حميد حجيري مستشار‬ ‫‪/15‬سعيد السماللي مستشار‬

‫العرائش ‪ :‬خيمة احتفالية بمناسبة‬ ‫الذكرى الستين لتأسيس حزب‬ ‫االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية‬ ‫من واحد وسبعين عضوا‪ ،‬ومكتــب إقليمي‬ ‫يتكون من سبعة وعشرين عضوا على الشكل‬ ‫اآلتي‪:‬‬ ‫الكاتب اإلقليمي‪ :‬عادل زيتي‬ ‫نوابه‪ :‬فتحية البو‪ -‬البشير الطبجي‪ -‬محمد‬ ‫بوعلول‪ -‬حكيم فداوي‪-‬محمد سعيد‪.‬‬ ‫أمين المال‪ :‬سمير الحبوسي‬ ‫نوابـــه ‪ :‬بومديــان نور الدين ‪ -‬حمزة‬ ‫الهاشمي‪.‬‬ ‫المقرر‪ :‬رشيد الصابري‬ ‫نوابه‪ :‬عبدالحق حراشي‪ -‬محمد احبشان‪.‬‬ ‫المستشارون ‪ :‬رشيــد البوكيلي‪ .‬محمـد‬ ‫حلمي‪ .‬سعيد حمدي‪ .‬رشيد القبالي‪ .‬هشام‬ ‫بوغازي‪ .‬علي المنصـوري‪ .‬أنـس العسراوي‪.‬‬ ‫يونس الحومادي‪ .‬ازعيراط عبد المالك‪ .‬فاطمة‬

‫بن بوشعيب‪ .‬بـالل الهنـــا‪ .‬باهنا عبدالسالم‪.‬‬ ‫السالمي عبدالمالك‪ .‬فـــؤاد الحنفي‪ .‬خولـــة‬ ‫بوعصيد‪.‬‬ ‫وقد عرف المؤتمـــر حضورا وازنا يجسد‬ ‫صمود النقابة أمام كل التحديات والمضايقات‬ ‫التي تواجهها ‪.‬كما عرف هذا المؤتمر تكريم‬ ‫أحد رموز النضال بالجامعة الوطنية للتعليم‬ ‫بالعرائش السيد عبد المالك ازعريط‪.‬‬ ‫ويأتي هذا المؤتمر الذي يعـــد محطة‬ ‫أساسية لنساء ورجال التعليم تثبيتا لمواقف‬ ‫الجامعة الوطنية الرافضة للسياسات التعليمية‬ ‫المتبعة والرامية إلى اإلجهاز على المدرسة‬ ‫العمومية عبر مختلف التدابير التي تهدف إلى‬ ‫خوصصة القطاع وتفكيك الوظيفة العمومية‪.‬‬

‫نظمـت الشبيبــة االتحاديـــة بالعرائش‬ ‫يومي السبت واألحـــد ‪ 28/29‬دجنبر ‪2019‬‬ ‫بساحة المسيرة بالعرائش‪ ،‬خيمة احتفالية‬ ‫بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس حزب االتحاد‬ ‫االشتراكي للقوات الشعبيـة‪ ،‬وذلك انسجاما‬ ‫مع المبادرة التي أطلقها األخ الكاتــب األول‬ ‫للحزب واألخوة أعضاء المكتب الوطني للشبيبة‬ ‫االتحادية‪،‬‬ ‫و قد عرفت الخيمة حضور كل من األستاذ‬ ‫مشيج القرقري عضو المكتب السياسي للحزب‬ ‫واألستاذ محمد الصمـــدي الكاتب اإلقليمي‬ ‫واألستاذ محمد الرزامي كاتب الحزب بالمدينة‪.‬‬ ‫و قد شهــدت الخيمــة االحتفالية زيارة‬

‫وجاء البيان على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫على إثر العراقيل الكثيرة التي يتعرض لها مشروع إصالح وترميم المعلمة التاريخية السوق المركزي البالصا القديمة بالقصر الكبير من أجل فتحه‬ ‫في وجه العموم‪ ،‬ومن أجل عودة التجار والتاجرات لممارسة تجارتهم بعدما أصبحوا تحت عتبة الفقر جراء تأخر فتح السوق الذي انتهت األشغال به رسميا‬ ‫منذ أسابيع‪ ،‬وذلك راجع لعدة تشويشات واتصاالت ملغومة وحسابات سياسية ضيقة أبطالها بعض منعدمي الضمير الذين لم يرقهم النجاح الباهر‬ ‫للمشروع‪ ،‬الذي اشرفنا عليه وتتبعناه كجمعية قانونية خول لها الدستور والقانون الصفة التشاركية في المالحظة والتنسيق مع المجلس البلدي صاحب‬ ‫العقار‪ ،‬وكدالك المقاولة التي تباشر األشغال والتي لم تدخر جهدا في التنسيق معنا في كل كبيرة وصغيرة منذ انطالق األشغال إلى نهايتها‪....‬‬ ‫كذلك تدين جمعية تجار السوق المركزي كل أشكال العرقلة والتشويش من أجل فتح السوق المركزي في وجه سكان مدينة القصر الكبير وعودة‬ ‫التجار لمحالتهم التجارية‪....‬‬ ‫تطالب الجمعية السيد عامل إقليم العرائش والسيد رئيس المجلس البلدي بفتح تحقيق عاجل مع كل من كان سببا في هذا التأخير الذي أنهك‬ ‫التجار وحول حياتهم لجحيم ال يطاق‪....‬‬ ‫ونخبر الرأي العام المحلي أننا سنخوض كل األشكال االحتجاجية القانونية من أجل أن يبتعد عن هذا الفضاء التاريخي هؤالء المنعدمو الضمير‬ ‫والسماسرة وتجار الحمالت االنتخابية المعروفون ب اصطيادهم في الماء العكر‪....‬‬

‫شخصيات وازنة ارتبط اسمها رمزيا باالتحاد‬ ‫وتاريخه‪ ،‬ساهمت في إغناء النقاش حول دواعي‬ ‫وسياق المصالحة واالنفتاح واألفق المرتبط‬ ‫بها من أجل إعادة الحزب إلى الريادة في العمل‬ ‫السياسي والنضال الديمقراطي‪.‬‬ ‫كما عرفت الخيمة االحتفالية بالذكرى‬ ‫الستين عرض أشرطة وثائقية تهم تاريخ الحزب‬ ‫ورموزه وأهم محطاته النضالية‪.‬‬ ‫و في األخير تم إشعال الشموع وقراءة‬ ‫الفاتحة على روح وردة االتحاد المرحومة انتصار‬ ‫خوخو ومن خاللها االحتفاء بموروث الرموز‬ ‫االتحادية كالمهدي وعمر وعبد الرحيم‪.‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫‪8‬‬

‫مدرسة دار الصنعة بتطوان في ذكراها المئوية‬ ‫ودور الحاج عبد السالم بنونة في تأسيسها‬ ‫(‪)2/1‬‬ ‫يعتبر الحاج عبد السالم بنونة علمًا من أعالم تطوان‪،‬‬ ‫فبالرغم من كونه قد كتب له أن يعيش حياة قصيرة‪47 :‬‬ ‫سنة (‪1935 – 1888‬م)‪ ،‬لكنها كانت حياة مليئة بالمناصب‬ ‫والمسؤوليات والمشاريع والمنجزات الوطنية والتربوية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية الضخمــة‪ ،‬التي ترك بواسطتهــا‬ ‫بصمته الملموسة في تاريخ هذه المدينة‪.‬‬ ‫ولعل أقرب مجال يستوجب وقفتنــا اليــوم مع الحاج‬ ‫عبد السالم بنونة‪ ،‬ونحن نخلد الذكرى المئوية لتأسيس دار‬ ‫الصنعة بتطــوان‪ ،‬هو مجـال العنايــة بالصناعات والحرف‬ ‫التقليدية‪ ،‬التي كانت محط اهتمامه‪ ،‬خاصة في الفترة التي‬ ‫تقلد فيها خطة الحسبة بتطوان‪ ،‬أي ما بين سنة ‪1916‬م‬ ‫وسنة ‪1918‬م‪ ،‬فكان بتوليه لهذه الخطة‪ ،‬قريبا من األسواق‪،‬‬ ‫محتكا بأهل الصناعة والحرف‪ ،‬مما سمح له بأن يطلع على‬ ‫مهنهـم‪ ،‬ويتعـرف عن قــرب على خبايــا حرفهم‪ ،‬ودقائق‬ ‫صناعاتهم‪ .‬ومن هنا كان حرصه واهتمامــه منصبا على‬ ‫نقطتين اثنتين‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬ضـرورة بذل الجهـود من أجل الحفــاظ على هذه‬ ‫الحرف‪ ،‬مع تشجيع الشباب على العناية بها واإلقبال عليها‪،‬‬ ‫لضمان استمراريتها عبر األجيال‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬االهتمام بإبراز قيمة الصناعات التقليدية ودورها‬ ‫في حياة مجتمعنا‪ ،‬وذلك بتدوين أهم المعلومات عنها‪ ،‬وعن‬ ‫تاريخها‪ ،‬وعن خصائصها‪ ،‬وكذا أهم الشخصيات المتعاطية‬ ‫لها‪ ،‬خدمة للتاريخ‪ ،‬وتعريفا بها لألجيال الالحقة‪.‬‬ ‫عبدالسالم بنونة‬ ‫ففيما يتعلق بالنقطة األولى‪ ،‬أي مسألة عنايــة الحـاج‬ ‫عبد السالم بنونــة بقطــاع الحرف التقليدية‪ ،‬وتشجيـع‬ ‫الشباب على االنكباب عليها واإلبداع فيها‪ ،‬نجد أنه كان يسعى بكل إلحاح‪ ،‬إلى جعل ذلك القطاع‬ ‫قائما على أساس تعاوني‪ ،‬إما على شكل شركات أو جمعيات أو تعاونيات‪ ،‬بإمكانها أن تنظم‬ ‫األعمال‪ ،‬وتضمن الحقوق للعمال‪ ،‬مما يدل على كونه رحمه اهلل‪ ،‬كان سباقا إلى االبتكار‪ ،‬وإلى‬ ‫خلق المبادرات التنموية واالجتماعية واالقتصادية الهادفة في هذا المجال‪ ،‬وأنه كان ذا فكر‬ ‫تقدمي خالق‪ ،‬وآفاق بعيدة متفتحة‪ ،‬سبق بها أوانه‪.‬‬ ‫ولعل خير دليل على هذه النقطة بالذات‪ ،‬هو ما بذله من جهد في مسألة إنشاء هذه المؤسسة‬ ‫التي تخلد ذكراها المئوية في سنة ‪2019‬م‪ ،‬ذلك أن الفضل األكبر في تأسيسها يرجع إليه‪،‬‬ ‫ألنه كان – إلى جانب اهتمامه وخبرته وحسن اطالعه على هذا الميدان – خير ساع إلى خدمة‬ ‫البالد‪ ،‬والحفاظ على الهوية‪ ،‬وتشجيع الصانع‬ ‫التقليـدي‪ ،‬والحرص على تحقيــق العيـــش‬ ‫الرغيد والرفاهية له‪ ،‬مع ضمان استمرارية‬ ‫العناية بالحرف والفنون التقليدية الراقية التي‬ ‫تتوارثها األجيال خلفا عن سلف‪ .‬فمن هنا‪،‬‬ ‫وبناء على كل هذا‪ ،‬انبثق اقتراح الحاج عبد‬ ‫السالم بنونـة لتأسيس مدرسة تتولى تلقين‬ ‫تلك الحرف والفنــون لجيل الشباب‪ ،‬مواصلة‬ ‫للجهود‪ ،‬وحفظا للتراث؛ وتبعا لهذا السعي‬ ‫الحثيث‪ ،‬كانت هذه المدرسة التي عرفت منذ‬ ‫ذلك الحين بين أهل تطوان – وما زالت تعرف‬ ‫بين عامتهم إلى اليــوم – باسم «مدرسة دار‬ ‫الصنعة»‪.‬‬ ‫هـــذه الدار التي أقـول عنهــا – حفظــا‬ ‫للحقيقة وتسجيال للوقائع كما هي – أنه إذا‬ ‫كان التاريخ قد حفظ للفنان اإلسباني الكبير‬ ‫ماريانو برتوتشي() مجهوداته الجمة في خدمة‬ ‫قطاع الفنون والحرف التقليدية بالمغرب‪،‬‬ ‫وفي ماريانو برتوتشي‬ ‫العناية بهذه المدرسة بالذات‪ ،‬حيــث أبلى‬ ‫البالء الحسن في تجديدها‪ ،‬وفي حسن توزيع‬ ‫محترفاتها وأوراشها‪ ،‬وفي تسيير إدارتهــا‬ ‫وأقسامها‪ ،‬وفي تزيين قاعاتها وحدائقها‪،‬‬ ‫فإنه مما ال شك فيه‪ ،‬أن فضل إنشائها أساسا‪،‬‬ ‫يرجع إلى المجهود الذي قام به الحاج عبد‬ ‫السالم بنونة‪ ،‬في الوقت الذي كان فيه الفنان‬ ‫برتوتشي ما زال بعيدًا عن هذه المدينة‪ ،‬حيث‬ ‫إن هذا األخير قد ولد بغرناطة سنة ‪1884‬م‪،‬‬ ‫ثم انتقل لالستقرار بمالقة‪ ،‬ومنها إلى سان‬ ‫روكي‪ ،‬ولم يغادر شبه الجزيرة اإليبيرية‬ ‫ليستقر بمدينة سبتة إال في سنة ‪1918‬م‪ ،‬أما‬ ‫تطوان فلم يستقر بها إال سنة ‪1930‬م‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬سأحاول أن أرجع إلى‬ ‫البوادر األولى إلنشاء هذه المدرسة‪ ،‬لنساير‬ ‫معا تطورها بإيجاز‪ ،‬إلى أن نصل إلى فترة إدارة‬ ‫الفنان ماريانو بيرتوتشي لها‪.‬‬ ‫فرجوعا إلى شهادات مؤرخي الفترة التي‬ ‫نتحدث عنها‪ ،‬من اإلسبان الذين عايشوا تلك‬

‫بقلم‪ :‬حسناء داود‬ ‫األحداث‪ ،‬نجد أن الفكرة األولى لتأسيس مدرسة من هذا النوع‪،‬‬ ‫قد انبثقت من لدن المجمع العلمي واألدبي المغربي بتطوان‪،‬‬ ‫الذي أسس سنة ‪1916‬م‪ ،‬وكان هذا المجمع يضم شخصيات‬ ‫مغربية وإسبانية مرموقة من أبرزها الحاج عبد السالم بنونة‬ ‫الذي كان هو أمين الصندوق ورئيس لجنة المالية بالنسبة‬ ‫لهذا المجمع‪ ،‬كما كان أحد أعضاء اللجنة القائمة بوضع نظامه‬ ‫الداخلي‪ ،‬فبتحمله كل هذه المهام في المجمع المذكور‪ ،‬ثم‬ ‫بوصفه محتسبا لمدينة تطوان آنذاك‪ ،‬فقد سعى إلى إيجاد‬ ‫وسيلة من الوسائل التي من شأنها أن تحفظ هوية البالد‪،‬‬ ‫وذلك بحفظ تراثها المتمثل في فنونها وصناعاتها التقليدية‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫فمشروع إنشاء مدرسة الفنون والحرف التقليدية بتطوان‬ ‫إذن‪ ،‬قد ابتدأ في أواخر سنة ‪1916‬م‪ ،‬وقد كان هذا المشروع‬ ‫راميا أوال‪ ،‬إلى خلق أوراش تحقق الحفاظ على الصنائع والحرف‬ ‫التقليدية‪ ،‬وتسعى إلى توفير إمكانية تعليم تلك المعارف‪،‬‬ ‫وتمريرها إلى الجيل القادم‪ ،‬على يد أساتذة ومعلمين بارعين‬ ‫في صناعة الجلود والخشب والزرابي وكذا صناعة األسلحة‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫وقد شُرع في تنفيذ هذا المشروع بالضبط سنة ‪1919‬م‪،‬‬ ‫حيث تم تأسيس المدرسة‪ ،‬فعُين أول مدير لها‪ ،‬وهو المهندس‬ ‫اإلسباني القبطان في المدفعية المتقاعد ضون أنطونيو كوط‬ ‫إنساوسطي ‪( Antonio Got Insausti‬سان سيباستيان‬ ‫‪1878‬م – مدريد ‪1939‬م)‪ ،‬وكان أول مقر لهذه المدرسة‪ ،‬هو‬ ‫فندق قرب المدينة القديمة‪ ،‬بجانب حي المالح (الحي اليهودي)‪،‬‬ ‫ثم انتقلت المدرسة في السنة الموالية‪ ،‬وبالضبط‬ ‫في ‪ 19‬يونيه ‪1920‬م‪ ،‬إلى دار في حي لونيطا‬ ‫(المصلى القديمة – رقم ‪ ،)70‬وفي هذه الدار أحدثت‬ ‫أوراش أخرى خاصة بالخشب المطعم وبالرسم‬ ‫الفني والصباغة الفنية وبتقنية الصناعات المعدنية‬ ‫وصناعة الفوانيس‪ .‬ثم إنه لم تنته تلك السنة‬ ‫أيضا‪ ،‬حتى قدّم المدير المذكور للمدرسة استقالته‪،‬‬ ‫ليحل محله المهندس بالمجلس البلدي لتطوان‬ ‫آنذاك‪ ،‬وهو اإلسباني ضون خوصي كوطييريث‬ ‫ليسكورا ‪ ،José Gutiérrez Lescura‬الذي تكلف‬ ‫فيما بعد بهندسة الجناح المغربي في المعرض‬ ‫اإليبيروأمريكاني بإشبيلية لسنة ‪1929‬م‪.‬‬ ‫أما عن المقر الحالي للمدرسة‪ ،‬فلعل النجاح‬ ‫الذي حققته مدرسة الفنون والحرف التقليدية في‬ ‫فترات أوج عطائها‪ ،‬هو الذي دفع رجال السلطة إلى‬ ‫التفكير في تشييد بناية مناسبة تحتضن نشاطها‪،‬‬ ‫وتتمكن من فتح أوراش جديدة بعدد أكبر من‬ ‫مدرسة الصنائع بتطوان‬ ‫التالميذ‪ ،‬وبوسائل أكثر نشاطا وتنمية‪ .‬وهكذا وقع‬ ‫الشروع في بناء هذا المقر الجديد للمدرسة قبالة باب‬ ‫العقلة‪ ،‬وكان ذلك بالضبط في شهر أبريل من سنة‬ ‫‪1926‬م‪ ،‬لينتهي العمل فيه في يوليوز سنة ‪1928‬م‪ ،‬حيث تم االنتقال إليه‪ ،‬فأنشئت فيه أوراش‬ ‫جديدة خاصة بصناعة الفخار والزليج وغيره‪ ،‬مما أتاح لصناع المدرسة أن يساهموا في األعمال‬ ‫المعروضة في معرض إشبيلية المشار إليه سابقا‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه في فترة إدارة كوطييريث ليسكورا للمدرسة‪ ،‬أنشئت أوراش لصناعة الحايطي‬ ‫والوسائد أو الطنافس‪ ،‬وكذا الصناعات الخشبية الرفيعة‪ ،‬والتطعيم الغرناطي‪ ،‬والرسم الفني‪،‬‬ ‫الذي كان مجلبة الستكمال دروس مجموعة من التالميذ الذين لم يكونوا مسجلين أصال‬ ‫بالمدرسة‪.‬‬ ‫أما فترة إدارة الفنان ماريانو بيرتوتشي‪ ،‬أي ابتداء من فاتح يونيه سنة ‪1930‬م‪ ،‬فقد‬ ‫شهدت فيها المدرسة أوج عطائها كما ذكرنا سابقا‪ .‬وذلك بحكم كونه قد عين قبل ذلك‬ ‫مفتشا لقطاع الفنون الجميلة بمنطقة الحماية‬ ‫اإلسبانية بالمغرب‪ ،‬فكان على صلة واطالع‬ ‫ماريانو برتوتشي‬ ‫على ما يجري في هذا القطاع بتطوان‪ ،‬وأعطى‬ ‫الكثير‪ ،‬فهو صاحب العناية بالفنون والحرف‬ ‫والصناعات المغربية‪ ،‬وهو صاحب المبادرات‬ ‫البارزة والكثيــرة التي ال ينكرها أحـد‪ ،‬وهو‬ ‫بالطبع‪ ،‬صاحـب الفضــل على هذه المدرسة‪،‬‬ ‫التي أعطاها من جهده ومن خبرته‪ ،‬ما أضفى‬ ‫عليها طابعا حق لها معه أن تنتج أزكى وأجمل‬ ‫المنتجات التي تفتخر بها الصناعة التقليدية‬ ‫المغربية إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وبهذه الشهادة نستنتج ونؤكد بأن العقل‬ ‫المدبر لفكرة تأسيس مدرسة دار الصنعة‪ ،‬هو‬ ‫الحاج عبد السالم بنونة رحمه اهلل وأحسن إليه‪،‬‬ ‫وأن الذي ساهم في تطور المدرسة وتوسيع‬ ‫دائرة أنشطتها‪ ،‬هو الفنان ماريانو بيرتوتشي‬ ‫الذي طالت مدة إدارته لها من سنة ‪1930‬م‬ ‫إلى حين وفاته بتطوان سنة ‪1955‬م‪.‬‬


‫امللحـق الثقافـي‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1028‬ـ الثالثاء ‪ 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫ربيعة ريحان تقترح رواية جديدة‬ ‫بعد النجاح القوي الذي حققته رواية «طريق الغرام» للروائية املغربية‬ ‫ربيعة ريحان‪ ،‬والتي ت�صدرت واجهة الدرا�سات النقدية التي واكبتها وقتها‪،‬‬ ‫نزلت �إلى الأ�سواق هذا الأ�سبوع الرواية الثانية التي اقرتحتها ريحان على‬ ‫الريربتوار ال�سردي املغربي حتت عنوان «اخلالة ام هاين»‪.‬‬ ‫والرواية من من�شورات دار العني بالقاهرة عن �سنة ‪ ،2020‬و�ستكون حا�ضرة‬ ‫باملعر�ض الدويل للكتاب مب�صر هذه ال�سنة‪.‬‬ ‫ما مييز كتابات ربيعة ريحان الروائية عموما هو احتفا�ؤها الواعي‬ ‫باحل�سا�سيات املغربية يف حمكياتها‪ .‬فاالختيارات اللغوية‪ ،‬والتوظيفات‬ ‫الأ�سطورية واخلرافية والأمثال وال�سجالت االجتماعية واجلغرافيات كلها‬ ‫تقدمها ريحان يف رواياتها باعتبارها مقرتحات جمالية جديدة على ال�سرد‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫�إنه االختالف الذي ي�ؤ�س�س تنوع الوحدة داخل الر�ؤيا ال�سردية العربية‬ ‫كما تبنى ذلك من قبل جاك ديريدا‪.‬‬ ‫«�أم هاين» كون �إن�ساين �سردي ي�سجل الإبداالت االجتماعية التي‬ ‫ت�شهدها الثقافة العربية يف قيمها العليا‪.‬‬

‫مهرجان ال�شارقة لل�شعر العربي‬

‫منصة دولية مضيئة للمسار الثقافي‬ ‫بالتوافــق مع السنــة الجديدة‪ ،‬انطلق‬ ‫مهرجان الشارقـــة للشعـــر العربي‪ ،‬برعاية‬ ‫الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي‬ ‫عضو المجلس األعلى حاكــم الشارقـــة‪،‬‬ ‫وبتنظيم من دائرة الثقافة وإشراف مدير‬ ‫بيت الشعر بالشارقة الشاعر محمد عبد اهلل‬ ‫البريكي‪.‬‬ ‫و احتضن قصر الثقافــة بالشارقة حفل‬ ‫افتتــاح الدورة الثامنــة عشــر يوم األحد ‪5‬‬ ‫يناير واستمـــرت الفعاليـــات حتى يـــوم‬ ‫‪10‬يناير ‪ ،2020‬بمشاركـــة شعـــراء من‬ ‫اإلمارات ومن كل أنحــاء الوطن العربــي‪،‬‬ ‫مع حضور ضيـــوف وإعالميين لمواكبــة‬ ‫هذه التظاهرة الثقافية البارزة من نوعها‪،‬‬ ‫بوصفها من أهم المهرجانات الشعرية في‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫يتضمن البرنامج ست جلسات شعرية‬ ‫تؤثثها أسمــاء بارزة وحاضــرة بقـــوة في‬ ‫ُ‬ ‫الساحة العربية‪ ،‬وتعدّ إضافة نوعية جديدة الى ما قدّم في الدورات السابقة‪ ،‬وذلك دأب‬ ‫دائرة الثقافة بالشارقة في إنشاء منصة لالبداع تثري الساحة الثقافية المحلية والعربية‪ ،‬مع‬ ‫رعاية العديد من التظاهرات البارزة في بيوت الشعر العربية‪.‬‬ ‫و أثناء الدورة سيتم تكريم الشاعرين طالل سالم الصابري من اإلمارات واسماعيل‬ ‫بن عمر زويريق من المغرب‪ ،‬وهما الفائزان بجائزة الشارقة للشعر العربي‪ ،‬كما سيشهد‬ ‫المهرجان توقيع دواوينهم الصادرة عن دائرة الثقافة وذلك احتفاءا بأعمالهم المتميزة‪.‬‬ ‫اما األمسيات الشعرية المبرمجة فهي تؤكد المسار اإلبداعي المهيمن في المهرجان‪،‬‬ ‫ضمن الحراك الشعري النافذ الى الذائقة األدبية عبر كوكبة ساطعة من الشعراء العرب‬ ‫ّ‬ ‫منتقين بد ّقة في هذه الدورة‬ ‫وككل الدورات السابقة‪ ،‬مثل آدم فتحي من تونس‪ ،‬محمد‬ ‫منصور من مصر‪ ،‬بشرى عبد اهلل من االمارات‪ ،‬بدرية البدري من سلطنة عمان‪ ،‬علي‬ ‫حسن ابراهيم من البحرين‪ ،‬مبروك السياري من تونــس‪ ،‬امين الربيع من األردن‪ ،‬بلقاسم‬

‫هدى الهرمي‬ ‫كاتبة‪ /‬تون�س‬ ‫الجيالني من الجزائر‪ ،‬عارف الساعدي من‬ ‫العراق‪ ،‬حسن الزهراني من السعودية‪ ،‬عبد‬ ‫المنعم حسن من مالي‪ ،‬متوكل زروق من‬ ‫السودان‪ .‬اضافة الى عديد كبير من الشعراء‬ ‫العرب الذين أسهموا في الحياة االبداعية‬ ‫وذوي صيت وتجارب شعرية متميزة‪.‬‬

‫إن السعي الحثيث في إنجاح هذا العرس‬ ‫االبداعي المميّز عالمة فارقة في المشهد‬ ‫الثقافــي منــذ االنطالقــة األولى لمهرجان‬ ‫الشارقة للشعر العربـي‪ ،‬لتكريس مشــروع‬ ‫ثقافي بات يؤتي أكله في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫وتحقيق أهدافه المتعددة‪ ،‬أبرزها المحافظة‬ ‫على الهوية العربية وإنشاء نموذج حضاري‬ ‫قـادر على التأثير واالستقطــاب‪ ،‬من خالل‬ ‫حرص دائرة الثقافــة بالشارقـة على تعزيز‬ ‫موقعها العربي واستلهام صبغـة متفــردة‬ ‫على جميع المستويات‪ ،‬لتؤكد مكانتها في‬ ‫الوسط الشعري الخليجي والعربي‪ ،‬انطالقا من تحقيق التوازن بين الشعراء المشاركين‬ ‫وعدم غضّ الطرف عن أصوات شعرية جديدة‪ ،‬مع دعم المبدعين بتكريمهم ومنحهم‬ ‫جائزة الشارقة للشعر العربي‪ ،‬ومن ثمّ إصدار دواوين لعدد من الشعراء العرب وتعزيز‬ ‫الساحة الثقافية بنتاج شعري زاخر‪ ،‬لمبدعين من المشرق والمغرب‪.‬‬ ‫كما أن هذه المنصة الشاهدة على إبداعات عربية متنوعة‪ ،‬استطاعت مدّ جسور التواصل‬ ‫بين رواد الشعر‪ ،‬كما أكدت انها أداة فاعلة لترسيخ روافده بمختلف تيّاراته وأنماطه بين‬ ‫العتيق والحديث‪ ،‬وتوطيد العالقات والروابط الثقافية بين مختلف الشعوب العربية‪ ،‬وأيضا‬ ‫إثراء مهمّ للساحة األدبية وإضافة للقارىء العربي باختالف البيئة واللهجة والرؤى‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل‬ ‫تظاهرة مترعة باللقاءات والندوات والجلسات الشعرية‪ ،‬الحاملة معها اعترافا بالشعر كتراث‬ ‫وفنّ ممتد في عصرنا الحديث وتمسك بالهوية الثقافية‪.‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬

‫‪10‬‬

‫مهرجان القريوان لل�شعر العربي يف دورته الرابعة‬

‫ريادة وإنعاش لزمن الشعر‬

‫كان والزال بيت الشعر بالقيروان نافذة لإلبداع واالدب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتشكل بمالمح ملفتة‬ ‫خوّله تصدّر الواجهة الثقافية‪ ،‬فمضى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجذابة عبر مسيرة عرّج من خاللها ثلة من شعراء تونس‬ ‫والوطن العربي الى أروقة مزدانة بالعطاء وسخاء التجربة‬ ‫الشعرية‪ ،‬تحت رعاية دائرة الثقافة لحكومة الشارقة وباعث بيوت‬ ‫الشعر سموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي‪ ،‬وذلك‬ ‫تجسيما لمشروع ثقافي عربي يؤتي أطروحة االبداع على مدى‬ ‫عقود متتالية من العمل الدؤوب في بيوتها السبعة‪.‬‬ ‫و قد افتتح فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشعر العربي‬ ‫بالقيروان معالي وزير الثقافة الدكتور محمد زين العابدين‬ ‫ورئيس دائرة الثقافة بالشارقة االستاذ عبد اهلل محمد العويس‬ ‫والوفد المصاحب له االستاذ محمد القصير رئيس الشؤون‬ ‫الثقافية واالستاذ الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر‬ ‫بالشارقة‪ ،‬بادارة االستاذة واألديبة القديرة جميلة الماجري‪.‬‬ ‫مثلما تمّ توجيه الدعوة لبلدان‬ ‫افريقية‪ ،‬األمر الذي جعل من هذه‬ ‫الدورة متفرّدة بفسيفساء ابداعية‬ ‫وتدفق شعري منقطع النظير‪،‬‬ ‫بتجمّع أكبر عدد من شعراء تونس‬ ‫وليبيا والجزائر وسوريا وموريتانيا‬ ‫والسينغال‪.‬‬ ‫بدأ المهرجان يوم ‪ 5‬الى غاية‬ ‫يوم ‪ 7‬ديسمبر ‪ّ ، 2019‬‬ ‫نظم خاللها‬ ‫امسياته الشعرية التي شارك فيها‬ ‫العديد من الشعراء من مختلف‬ ‫أنحاء تونس بدءا بالشاعر الكبير‬ ‫منصف الوهايبي‪ ،‬رحيّم الجماعي‪،‬‬ ‫فوزية العلوي‪ ،‬منى الرزقي‪ ،‬سمية‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬صابر العبسي‪ ،‬عبد‬ ‫الحميد بريّك‪ ،‬التهامي الجوادي‪،‬‬ ‫فاضل المهري‪ ،‬ناجي العجبوني‪،‬‬ ‫سالم الشرفي‪ ،‬محمد عادل‬ ‫الهمّامي‪ ،‬نجوى الدوزي‪ ،‬جهاد‬ ‫المثناني‪ ،‬سارة السلطاني‪ ،‬أحمد‬ ‫العجة من سوريا‪ ،‬وهارون عمري‬ ‫من الجزائر‪ ،‬ومحمد المزوغي وهود االماني من ليبيا‪ ،‬وسيدي‬ ‫ولد أمجاد من موريتانيا‪ ،‬ومحمد امبي الندقاري وشيخ أحمد‬ ‫بوسو من السينغال‪.‬‬ ‫و توهّجت األمسيات بقراءات فاخرة ومتنوّعة في مضمونها‬ ‫وتيّاراتها‪ ،‬مترجمة للهويّة‪ ،‬ومعبّرة عن البيئة وتلك الرؤى‬ ‫الجمالية والحسيّة لكل شاعر‪ .‬فتغزّل الشاعر التونسي تهامي‬ ‫ناجي الجوادي بمدينته القيروان قائال فيها ‪:‬‬

‫القيروان حبيبتي‬

‫بل � ُ‬ ‫أكرث‬ ‫ع�شقي لها‬ ‫مع ّ‬ ‫كل يوم يكربُ‬ ‫َ‬ ‫مازلت مثل الطفل‬ ‫تطلب ح�ضنها‬ ‫ُ‬ ‫منذ الطفولة‬ ‫حبها هل تذكرُ ؟‬ ‫القريوان‬ ‫�أمرية �صوّ رتها‬ ‫مثل العرو�س‬ ‫ُ‬ ‫تتبخرت‬ ‫بح�سنها‬ ‫وحفظتها �أيقونة‬ ‫يف مهجتي‬ ‫وبها �أرى‬ ‫كل الوجود و�أب�صرُ‬ ‫وبها � ّ‬ ‫أحلق طائرا‬ ‫يف جوّ ها‬ ‫و� ُّ‬ ‫أ�شق‬ ‫عاملها اجلميل و�أعربُ‬ ‫وبها �أ�سافر عا�شقا‬ ‫يف �سحرها‬ ‫و�أغو�ص‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫اجلمال‬ ‫يف بحر‬ ‫أبحرُ‬

‫فهي العروبة‬ ‫والأ�صالة دائما‬ ‫والكون‬ ‫دونك قريواين مقفرُ‬ ‫ِ‬ ‫القريوان‬ ‫َكعبْ ٍلة �أدْ ْ‬ ‫من ُتها‬ ‫و�أنا‬ ‫عن ُ‬ ‫ك�أنيّ يف هواها ْ‬ ‫رت‬ ‫ومدينتي كالأمّ حتنو دائما‬ ‫وت�ضمني‬ ‫ّ‬ ‫بحنينها �أتعط ُ َر‬ ‫مثل العجوز‬ ‫ترتب الليل الطويل‬ ‫ِبال �أَمَ ٍام مَ ْن َت َق َّد َم للوَ رَا ‪..‬‬ ‫َخ ْطوٌ َث َنى َخ ْطوًا ‪ ،‬يمَ ُ ُّد َفيَعْ ثرُ ُ‬

‫َو ُ‬ ‫اخلي َ‬ ‫َا�ش ٌم‬ ‫الذ ُّل و َْ�ش ٌم َو ِ‬ ‫َان ُة و ِ‬ ‫َل ِك َّن َق ْلبًا مَ يِّ ًتا اَل َي ْ�شعُ رُ‬ ‫إِ� ْن �أَ ْن َكر َْت ِط ً‬ ‫ينا عَ ر َِائ ُ�ش رُ �ؤْ َي ٍة ‪،‬‬

‫َت ِل َف ْت ُعيُ ٌ‬ ‫ون ُثمَّ َي ْت َل ُف محِ ْ َجرُ‬ ‫َو ُّ‬ ‫الث ْق ُب فيِ ُل َغ ِة املَ َج ِاز َت َلعْ ُث ٌم ‪..‬‬

‫ل ُي َح ْك �سَ ُتبَعْ ثرَ ُ‬ ‫َو �سَ َد ُاة َح ْر ٍف مَ ْ‬

‫َك ِف َ‬ ‫ا�ض ِر ْب عَ ُدو ً‬ ‫ْ‬ ‫يك‬ ‫َبعْ ُ�ض َك خِ ْ‬ ‫م َل ٌب ‪..‬‬ ‫فاجل ْذعُ ُي ْ�ص َق ُل َّ‬ ‫وائ ُد ُت ْن َ�شرُ ‪..‬‬ ‫والز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ا�ض ِر ْب ِب َك َّف ْي ُت ْر َب ٍة عَ ْذرَاءَ‬ ‫َو اعْ َ�ش ْق ِط َ‬ ‫ين َها َف ِب ُك ِّل َك ٍّف َبيْ َدرُ ‪...‬‬

‫ت�سامر القمر احلزين وت�سهرُ ‪...‬‬ ‫أما الشاعــرة نجــوى الدوزي فتأنقــت بقصيدة «الوطن‬ ‫الصليب» معتقة بهواجس الوطن ومترعة باالنتماء الى األرض‬ ‫لتقول فيها ‪:‬‬ ‫� ِآم ْن ِب َ�ش ِم ِ�س َك َك ْي َترَى‬ ‫اله َن َ‬ ‫ِ�س ْر ِم ْن ُه َنا َن ْحوَ ُ‬ ‫اك‬ ‫َف َخ ْلف َظهْ ِر َك مُ ْد ِبرُ ‪..‬‬ ‫َو‬

‫و كان للفنّ األصيل حيزا وافر من خالل الوصالت‬ ‫الموسيقية الطربيّة التي صدحت في الفضاء‪ ،‬لتضفي‬ ‫مزيدا من السحر والعبق بشذى األغاني التونسية والعربية‪،‬‬ ‫بقيادة العازف والفنان د‪.‬سميح محجوبي‪ .‬اضافة الى ندوة أدبيّة‬ ‫وفكريّة استقطبت اهتمام الحاضرين بما تطرّقت اليه من‬ ‫تحليل ومناقشة فلسفية ونقديّة تحت عنوان « الشعر والموقف»‬ ‫بمشاركة األساتذة الجامعيين د‪.‬حاتم بن عثمان ود‪.‬محمد هاشم‬ ‫محجوب وبادارة د‪.‬حاتم الفطناسي‪ ،‬اضافة الى تغطية اعالمية‬ ‫محليّة وعربية‪.‬‬ ‫ومن أهمّ وقائع هذا المهرجان‪ ،‬تنوّع التجارب الشعرية‬ ‫واتاحة الفرصة ألسماء جديدة وواعدة‪ ،‬بدءا من براعم بيت‬ ‫الشعر‪ ،‬ومن بينهم سليم الهداجي وسارة فطناسي‪ ،‬تحت اشراف‬ ‫االستاذ والشاعر القيرواني التهامي الجوادي من خالل نادي‬ ‫الشعر والعروض‪ ،‬الذي بدأ يؤتي أكله في تكوين واحتضان جيل‬ ‫جديد من الشعراء‪ ،‬ليغدو منبع معرفة وابداع في حضرة التج ّلى‬ ‫والشغف‪.‬‬ ‫و تمّ االحتفاء بالشعراء المشاركين بباقة من التكريمات‪،‬‬ ‫الشيء الذي عزّز قيمة الشعر في هذه الدورة‪ ،‬كجذوة ال تنطفىء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ليشكل ديوان العرب على الدوام‪ ،‬مع انعاشه بزخم األنشطة‬ ‫وتنويعها السترجاع وهجه ومجده‪.‬‬ ‫لم يكتف المهرجان بذلك‪ ،‬بل أماط اللثام عن مواهب‬ ‫وتجارب جديدة في إطار المواكبة والتواصل‪ ،‬وتمكينهم من‬ ‫المشاركة‪ ،‬حتى تصل أصواتهم ونصوصهم االبداعية في خضم‬ ‫هذه التظاهرة الحاضرة بقوّة في المشهد الثقافي‪.‬‬ ‫و اختتم المهرجان بحضور والي القيروان االستاذ محمد‬ ‫بورقيبة لتكريم بقية المشاركين والمواكبين للدورة الرابعة مثل‬ ‫الشاعرة واالعالمية هدى الهرمي ‪ ،‬اضافة الى تسليط الضوء‬ ‫على منشورات بيت الشعر واالحتفاء بالديوانين الصادرين عن‬ ‫دائرة الثقافة واإلعالم بالشارقة للشاعر حسين الجبيلي والشاعرة‬ ‫اماني الزعيبي‪.‬‬ ‫و قد شهدت هذه الدورة اقباال نوعيّا من حيث األداء‪،‬‬ ‫واكتست بح ّلة جديدة في خضم عمل ديناميكي ومتطور‪ ،‬ممّا‬ ‫أثمر ذلك الحراك التفاعلي المبهر في صفوف الحاضرين‪ ،‬ترافقه‬ ‫اشادة وتقدير للجهود المبذولة في سياق هذا الحدث المتفرّد‬ ‫بالريادة‪ ،‬والذي ارتسمت فيه أصالة القيروان وثقلها في الشأن‬ ‫االبداعي‪ ،‬من خالل ما يستأثر به بيت الشعر من إنجازات لتفعيل‬ ‫المشروع الثقافي‪ ،‬وتأكيد مكانتها في إثراء الساحة الشعرية‬ ‫المحليّة والعربية‪.‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫ق�صة‬ ‫ق�صرية‬

‫مقام الكون‬ ‫يعزف أنغامه‬

‫مشلين بطرس‬

‫ْ‬ ‫طارت مظلتي و�سط رياح قويّ ة خطتها ري�شة مونيه يف لوحاته الإنطباعية‪،‬‬ ‫فخرجت من الإطار �أرك�ض خلفها ً‬ ‫ُ‬ ‫بحثا عن الطبيعة ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ا�ستوقفني �أو�شو قائال‪ :‬احلياة هي �أن نن�ضج ‪ ..‬ال �أن نتقدم يف ال�سن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫�صارخا‪:‬‬ ‫حمطمً ا كل العقول املربجمة‬ ‫ثمّ راح يلوي عنق التاريخ‬ ‫ماذا ّ‬ ‫قدم �أمثال جينكيز خان‪ ،‬ونابليون‪ ،‬نادر �شاه والإ�سكندر للب�شرية ؟‬ ‫ا�ستيقظ على �صراخه بوذا‪ ،‬وقام من حتت �شجرته م�سرعً ا �إلينا يقول‪:‬‬ ‫ يجب �أن يوجد ال�شر‪ ،‬حتى يثبت اخلري طهارته‪ ،‬لذا علينا �أن نتقبل‬‫حت�صن‪ ،‬و�أن يبحث كل واحد منا عن‬ ‫احلياة بكل م�شاكلها‪ ،‬و�أن نخو�ضها دون‬ ‫ّ‬ ‫طريقه بنف�سه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ناي من بعيد‪ ،‬فرتكت �أو�شو وبوذا يتحادثان‪ ،‬ون�سيت �أمر املظلة‬ ‫عال �صوت ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وتتبعت �صوت الأحلان ‪...‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وجدت جربان خليل جربان ّ‬ ‫ر�سالة �أنهاها للتو �إلى مي زيادة‪ ،‬ملحت‬ ‫يغلف‬ ‫عنوانها يقول‪ :‬و�أنني الناي يبقى بعد �أن يفنى الوجود ‪...‬‬ ‫واعدة �إياه ب�أن � ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أ�سلم ر�سالته باليد �إلى مي زيادة‪ ،‬وكاحلمام‬ ‫ودعت جربان‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الزاجل حلقت �أبحث عنها‪ ،‬ف�صادفت رابعة العدوية وقد جتمهر حولها جمع‬ ‫غفري ينعتها باجلنون‬ ‫ت�أملت مالمح وجهها من بعيد فالحت يل ابت�سامتها امل�شرقة على هدوء‬ ‫حمياها تت�ساءل‪:‬‬ ‫ �أين �أ�ضعتم �أنف�سكم‪ ،‬و�أين تبحثون عنها ‪...‬؟‬‫ُ‬ ‫فكرت به تلك اللحظة ‪:‬‬ ‫مل �أجد �سوى ر�سالة جربان لأكتب عليها ما‬ ‫�سطح تالم�س‬ ‫على‬ ‫يطفو‬ ‫أنه‬ ‫ل‬ ‫غوا�صة‪،‬‬ ‫ النور الكامن فيك ال يحتاج �إلى‬‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫عميقا �أعمق من عمق املحيطات حتى تراه‬ ‫وجهه �أنامل ال�شم�س واحلياة‪ ،‬فلتكن‬ ‫ويلم�سه الآخرون فيك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وا�صلت طرياين‪ ،‬لكن مظلتي الهاربة ارتطمت‬ ‫عجل و‬ ‫دونت كلماتي على‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بي وعندما حاولت الإم�ساك بها‪� ،‬سقطت على غيمة كانت حتمل كتاب «هكذا‬ ‫قتلت �شهرزاد» جلمانة حداد ُ‬ ‫ُ‬ ‫آبهة مبهمتي ك�ساعي‬ ‫رحت �أغو�ص بني طياته غري � ٍ‬ ‫أنا�س ّ‬ ‫تبخرت غيومهم‪ ،‬وبقيت �أرواحهم تبحث عن كلمات ال‬ ‫بريد يحمل ر�سائل � ٍ‬ ‫تعرفها اللغة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫واحتفاالت وتتال�شى غيمتي على ّ‬ ‫رق�ص و�أفراحٌ ‪� ،‬أهازيجٌ‬ ‫�سلم املو�سيقى‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ويعزف العود ايقاع الأعرج‪ ،‬واملدور حيث دراوي�ش يدورون ويدورن ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫حا�ضرة يف حماكمة‬ ‫زوبعة من الرياح والغبار تدور بي وتدور‪ ،‬وت�ضعني‬ ‫ً‬ ‫ال�سم‪،‬‬ ‫�سقراط‪ ،‬ف�أراه‬ ‫ماثال �أمام كبري الق�ضاة يجيب‪« :‬ال م�شكلة عندي يف تناول ّ‬ ‫هكذا �أموت من �أجل �أهداف �سامية ‪...‬‬ ‫ويطرق القا�ضي مبطرقته �أن حكمت املحكمة‪ ،‬فيقع كتاب نيت�شه بني �أيدي‬ ‫النازيني وهتلر الذين �أ�سا�ؤوا فهم فل�سفته فقتلوه‪ ،‬وقتلوا ماليني من الب�شر‪،‬‬ ‫ودمروا ً‬ ‫مدنا‪ ،‬وكانت احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خارجا‪ّ � ،‬‬ ‫ً‬ ‫أرد ُد قول‬ ‫رميت باملظلة‬ ‫عدت �إلى لوحة مونيه‪ ،‬وقد‬ ‫ال �أعرف كيف‬ ‫�أفالطون‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫أمطرت ال�سماء حرية‪ ،‬لر�أيت بع�ض العبيد يحملون املظالت‪.‬‬ ‫�أنه لو �‬ ‫�أجابني مونيه‪ :‬عزائي الوحيد يف هذه الدنيا هو وقويف مبا�شرة �أمام‬ ‫الطبيعة �أثناء الر�سم‪ ،‬وقد �سعيت من وراء ذلك �إلى ت�صوير انطباعاتي عن تلك‬ ‫اللحظات �سريعة الزوال فيها‪.‬‬ ‫يعلو ت�صفيق احل�ضور مهنئني مونيه على معر�ضه اجلديد ‪...‬‬ ‫�أخرج و�صديقتي من املعر�ض ور�سالة جربان ماتزال يف يدي‪ّ ،‬‬ ‫نف�ض الر�سالة‬ ‫ونقر�أ‪:‬‬ ‫من نوال ال�سعداوي �إلى الب�شرية جمعاء‬ ‫حتية وبعد ‪...‬‬ ‫لي�س من املمكن ر�سم عامل �أف�ضل من دون حترير عقول الن�ساء‪،‬و�أج�سادهن‪،‬‬‫وفوق كل ذلك لغتهن»‬ ‫ّ‬ ‫ولنحلق عاليًا لأن احلرية ترف�ض حتى الهواء �إذا �أ�سرها‪.‬‬ ‫فلنطر‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬

‫‪11‬‬

‫في الصمت ‪..‬‬ ‫وحني كنا معا ‪..‬‬ ‫يتبخر احل�ضور ‪..‬يتلولب بعيدا عن م�سافات الو�صل‬ ‫يتبخر مع عقارب �ساعة حتدق يف �صمتها املعهود‬ ‫�أردد لنف�سي ‪..‬‬ ‫قويل �شيئا ليت�شظى هذا ال�صمت‬ ‫تت�سارع نب�ضات قلبي قبل �أن تنفرج �شفتاي‬ ‫وات�شظى �أنا‬ ‫فيمتطيني ال�صمت ‪..‬‬ ‫هناك لغة ال �أ�ستعملها‪..‬تفور بداخلي‬ ‫كنبع يف �أعماق جبل حزين‬ ‫هل حتزن اجلبال ؟‬ ‫�أول�سنا نحن اجلبال ؟‬ ‫مل �أكن �أريد االجابة فقط ك�سر هذا ال�صمت املتلبد‪..‬‬ ‫انكم�ش كحلزون فقد ق�شرته‬ ‫ويتلبد ال�صمت طويال‬ ‫يت�ساقط كاجلليد‬ ‫في�سد ل�سانـــي املنافـــد كي ال تخرج كلماتي حمما‬ ‫لأن القلب حدد نب�ضه وكف عن الوجيب ‪..‬‬ ‫مل يعد املاء فقط ما يفور يف �أعماق اجلبل احلزين‬ ‫هناك حمم بركانية تنتظر موعدا ‪..‬‬

‫ربيعة الكوطيط‬

‫في مفترق الكواكب‬ ‫ع�سكري من فرط اجلوع‬ ‫نام بداخلي‪..‬‬ ‫يف معرتك الر�ؤى‬ ‫الأفق من�ضدة و�أنا ورقة‬ ‫يف ازدحام يدخل ال�شيخ‬ ‫يفر�ش جناحه ف�أعرج �إلى �أعلى‬ ‫من بعيد البعيــد ترمقنــي املدن‬ ‫العارية‪...‬‬ ‫ي�شهد الذئب مكيدة الفرار‬ ‫الق�صة وقعت يف البئر‪...‬‬ ‫ويعقوب يف �أقا�صي الذاكرة‬ ‫ال قمي�ص يرد الب�صر‪...‬‬ ‫وال �أنا‪...‬‬

‫سميرة جودي‬

‫مرات �أمد الب�صر‬ ‫ف�أرى الكرة الأر�ضية‪ ...‬ممتلئـــة‬ ‫جدا‪...‬‬ ‫�ساعات احلائط خمتلفة كثريا‪..‬‬ ‫ال �أحد ي�سقط هواءً‬ ‫الكرا�سي حرث‬ ‫والغرباء يلهثون‬ ‫يحرتفون العَدو فقط‪...‬‬ ‫ال �شيء غري العدو‪...‬‬

‫ما اف�سده الدهر‪ ....‬بليغ جدا‬ ‫ّ‬ ‫حد لغتي‬ ‫لن ي�صلحه غري املوت‬ ‫الكل يتمتم بلغته‪...‬‬ ‫و�أنا �أرو�ض لغتي يف الهواء‬ ‫لكن على عجل خانتني املن�ضدة‬ ‫ال�سماء متطر‪...‬‬

‫�أحيانا �أرمق‪� ..‬أنا�سا‬

‫فرد جناحك �أيها ال�شيخ‬ ‫ّ‬

‫لكل واحد �إله‪ ،‬ف�أ�س‪ ،‬وحبل ملفوف‬

‫وارحل وحدك‪...‬‬

‫يف معرتك الر�ؤى‬

‫�أريد �أن �أبقى �سحابة‪....‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬

‫‪12‬‬

‫َهـ َو ٌ�س يِف َب ْ‬ ‫اب ال َه ْرمُون‬

‫أحمد بنميمون‬ ‫أفقتُ من قيلولة استسلمت إليها تحت تأثير دوار كنت قد تمنيت أن‬ ‫أعراض جانبية‬ ‫ينجيني لجوئي االضطراري إلى هذه الغفوة منه‪ ،‬ومن أي‬ ‫ٍ‬ ‫لما أتناوله من أدوية‪ ،‬لكنّ كابوساً كان يضغط عليّ ويعود بي إلى أجواء‬ ‫زمان بعيد‪ ،‬وأنا أرى‪ ،‬ال أدري أين؟ امرأة أدركها الكبر دون أن يكون جسدها‬ ‫قد نال بغيته من تحقيق متعة وصال بأي من أفراد عشيرتها‪ ،‬هؤالء الذين‬ ‫تراهم ال يكفون عن السعي المحموم إلى االرتباط بنسا ٍء حتى وإن ُكنَّ أقل‬ ‫من زهرة جما ًال بين من نراهن من بنات قبيلتها‪ ،‬فدائما هناك من يشبهون‬ ‫قطيع ذكران ممن يطاردونهن‪ ،‬وينهشون مفاتن كانت تتناثر أشال ًء بين‬ ‫أنيابهم‪ ،‬أو تحت براثن أيديهم‪ ،‬أو حتى بين أرجلهم‪.‬‬ ‫ذهَب من أشعة‬ ‫حفنة‬ ‫في منتصف المسافة‪ ،‬ولم يكن باقياً أمامه إال‬ ‫ٍ‬ ‫أصيل يُحتضر‪ ،‬ولم يكُ قد بدا له بعدُ أي دليل على قرب جنانٍ كان قد مشى‬ ‫إليه‪ ،‬وكل ما اتضح له هائ ًال مخيفاً‪ ،‬من ظالم ليله الزاحف ليطويه كان سقفُ‬ ‫خيمة واسعٌ ممتدٌّ ال يتقدم الوقت إال وتسطع فيه مجرات بألوان ذبيحة‪ ،‬أو‬ ‫ميِّتَةٍ منذ قرون‪ ،‬بانعكاسات أرجوانية كالنار لكنها ال تريد أن تعانقه ليدفأ‬ ‫من بردٍ أحسه بدأ يتزايدُ بين أطرافه‪ ،‬بينما يسمع صفيراً خافتاً‪ ،‬قد يكون‬ ‫لهاثه هو‪ ،‬أو ربما كان عزيف جن كثيراً ما لوَّح به في وجوهنا كبارُنا لتخويفنا‬ ‫فال نفكر أن َّ‬ ‫نضِل‪ ،‬فقد يتبعنا شبيهُ هذا الصوت حتى إلى مراقدنا أنَّي كنا‪.‬‬ ‫في منتصف المسافة كاد يستسلم‪ ،‬فيرفع صوته بعواء ليستغيث‪ ،‬لكنه‬ ‫تراجع خشية أن يذهب عواؤه إلى أسماع مفترسين‪ ،‬فيسيل لعابهم على‬ ‫صيد ليليّ سهل‪ ،‬ليس حمَ ًال وإن كان له فتاء لحم وديع‪.‬‬ ‫من منحدراتٍ في دروبه كان ينادي مرتفعات تقرُبُه‪ ،‬حين يرى أشجاراً‬ ‫كسدول َّ‬ ‫غطتْ غابات ترعِـبُه‪ ،‬وال يرى أسواراً منها كان انطالقه قبل قليل‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫أي مصباح يقرِّبُ خطوه إلى هدف قريب‪.‬‬ ‫في منتصف المسافة كان التهامي القفلة شبيهَ ٍ ٍّ‬ ‫ذئاب‬ ‫غزال ضال في ليل ٍ‬ ‫ال يرجم‪ ،‬وعلى بداية كل طريق أمامه كان ال يسمع غير زئير مخالب في قفازات‬ ‫مباغ‪،‬‬ ‫حرير‪ ،‬وال تدعوه متضاحكة إال أنياب في شماتة قساة هازئين‪ ،‬بين أرواح ٍ‬ ‫أو مجازر تسيل بها نفوس ضائعين‪.‬‬ ‫لكنه ال يذكر كيف انتهى‪ ،‬وقد عاد وخطوات جن الخوف في إثره تدفعه‪،‬‬ ‫أهوال راعبةٍ لم يكُ يكشف عنها حتى في‬ ‫بَيْنا بات يطوي داخله صوراً عن ٍ‬ ‫سِرِّه‪ ،‬وعيونُه مغمض ٌة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شهد وهو صغير‬ ‫نهار‪،‬كان فد ِ‬ ‫لمَ يسمعْ أحد منه لوما في ذبح ٍ‬ ‫غزال ذات ٍ‬ ‫َّ‬ ‫صباح ‪ ،‬في السقف بدهليز الدار‪ ،‬فلقد عاد ذلي ًال‪،‬‬ ‫فرح ذات ٍ‬ ‫من عَلقهُ في ٍ‬ ‫يستنجد من بعد فرار‪ ،‬بل وجلس يرى ما كان يُقطع من أشالئه بين أضراس‬ ‫وأسنان‪ ،‬فكل من كانوا حوله يذكرون رقته وأناقته‪ ،‬وشدة نقاء يده التي لم‬ ‫تلوث في أي مناسبة بدم‪ ،‬بل إنه كثيراً ما استنكر بينه وبين نفسه ما كان‬ ‫يراق في بيت العائلة واألقارب من دماء األعياد‪ ،‬وغيرها في شتى المناسبات‪،‬‬ ‫وهو الذي لم يعرف يوما شيئاً مما يقول به النباتيون‪.‬‬ ‫األزقة المتروكة لوداعة خادعة كانت تتفجر بصراخ الجارات جراء ما كان‬ ‫يحدث أحياناً من مشادات أطفال كثيراً ما انتهت إلى معارك بين الكبار كانت‬ ‫تحسم في حينها بتصالح في الغالب‪ ،‬فيعود الهدوء ليهمن على دور أحياء‬ ‫مدينتنا الواطئة الخانعة في الظاهر لما رسمته لها األقدار‪ ،‬لكن هناك ما‬ ‫ينشب بين ساكنيها مما ال يقبل الصلح‪ ،‬غالباً ما يكون ذلك مما يمس مصالح‬ ‫الكبار‪ ،‬شباناً أو مجرد يافعين في ميعة الصبا‪ ،‬حينما تبدأ مشاكسات العيون‬ ‫واألجساد‪ ،‬واكتشاف حاجات ال تلبى إال بالتواصل وليس بإذكاء مزيد التنافر‪،‬‬ ‫لكن ما أقسى ضغوط الواقع حين تلجئ بعضهم إلى االختالس واساليب‬ ‫حِيَل تبدو له غير مكشوفة‪ ،‬لكن األقدار تضحك حين تتسربُ األخبار والصور‬ ‫ٍ‬ ‫إلى الجميع‪ ،‬ليسخروا أو يضحكوا إذا المختلس أو المحتال عاد بخُف حنين‬ ‫يجرر أذيال خيبة‪ ،‬أو مجل ًال بافتضاح مسعاه‪ ،‬وإن كان حقه في‬ ‫ذلك مشروعاً ‪ .‬ويكون له في فشله درس فال يعيد الكرة ‪ ،‬إال بد أن‬ ‫يطرق الباب مستأذنا الذين ال يقرون بالحق إال بعد أن توضع عنق طالبه‬ ‫تحت مقصلة‪ ،‬ال يكاد معها أن يتلمظ بما كان يريد‪ ،‬إال بعد أن يكون وقوع‬ ‫منصلها قد ذهب من زهرة العمر بكل إيحاء سرابي جميل‪.‬‬ ‫فليصرخ الجسد ما شاء له أن يصرخ‪ ،‬وهو في أحضان أهل ليس لهم‬ ‫من وسيلة لحماية أنفسهم من شرور أول العمر أو آخره‪ ،‬إال ما يحمون به‬ ‫من فخاخ فيها خير كثير‪ ،‬هي مثل خيوط العنكبوت ينجو منها القادرون منهم‬ ‫على االختالس واالغتصاب‪ ،‬لكنها ذات نجاعة في اصطياد العاجزين منهم‪،‬‬ ‫الذين ال قوة له غير ما يفيض به ما يرهبهم من أجسادهم هم أنفسهم‪،‬‬ ‫من رغبات الطبيعة‪ ،‬وآمال الروح‪ ،‬كل ما يميز هذه الكائنات التي تجول‬ ‫بين الطرقات وهي ترى وتسمع ما يضرم في أعماق نفوسها النيران‪ .‬وليس‬ ‫بإشباع ما تطلبه المعدة تهدأ األرواح‪ ،‬تشبّ الرغبة فتدفع بالحيارى إلى‬ ‫االحتماء بقمم الجبال‪ .‬لكن سرعان ما يفيء إلى ظل األهل‪ ،‬ملتمسين‬ ‫بينهم خالصاً لم يجدوه وهم يصعدون إلى أقصى األعالي والمرتفعات‪.‬‬ ‫ويا هول مصير من كان يشكو ضيق ذات اليد‪ ،‬فليس غير الجدران واألبواب‪،‬‬ ‫تنهض في وجهه دون أن يسمع أي جواب‪ ،‬رغم ابتهاالت الروح وصلوات‬ ‫الجسد المتحرق‪.‬‬

‫ضحايا عبروا بالحيِّ منهم‪ :‬علي البروجي الخارق الذي الذ‬ ‫آخرَ األمر‪ ،‬وقد غلبه الفقر وكبرياء فطري صان نفسه عن أي هوان‬ ‫رغم جوعه‪ ،‬بكهف مخيف في رأس الماء‪ ،‬وسالم العجل العمالق‬ ‫الذي انفق كل ما كسبه على األكل والشراب‪ ،‬وأحمد بو سبا الذي‬ ‫شبهه من رآه منه بالفأس‪ ،‬وقد أختار التسكع بين المنازل واألحياء‬ ‫متسو ًال‪ ،‬مستغف ًال ما تسمح به الخلوة وهو يتسول أمام أبواب‬ ‫الدور‪ ،‬أمام من تفاجأ بوقفته حذاءها وهو يستعرض ما ينتصب من‬ ‫عضوه بين يديه‪ .‬كانت إقامة أحمد أيضاً داخل كهف أسفل النهر‬ ‫الذي كان يبدو واضحا على مرأى من الجميع‪ ،‬لكن ما كان يجريه‬ ‫من عروض خلوته كان من نصيب عانس احتل وعيها بين حيرة‬ ‫التصوف وفلسفة اليونان وعصر األنوار‪ .‬لكن االنتصار في ما كانت‬ ‫تخوضه من صراعات كان للحيرة‪ ،‬والحيرة التي رحمتها بوقوف‬ ‫االضطراب لديها دوين ذهاب العقل‪ ،‬فتابعت استعراض ساكن‬ ‫الكهف المقابل لحجرة استيهاماتها لعضوه الخروبي الذي كان‬ ‫يطول بشكل يثيرها‪ ،‬بعض ساعات الليل ‪،‬هي التي لم تر من فأسه‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬لتنام أقله حتى تنصرف إلى ما كانت تزاوله من مهنة‬ ‫اثناء النهار‪ .‬ولم يسمع أحد العانس يوما وهي تتقلب بين جوانب‬ ‫مضجعها المشتعل صراخاً‪ ،‬أو يدري مما كان يجيش في أعماقها‬ ‫من نار غير ما حدث يوماً وباحت به إلى أوراقها الخرساء‪.‬‬ ‫لكنَّ صوت فاطمة الزهراء المجنونة كان ذلك اليوم يطرق‬ ‫أسماع كل العابرين حاداً صاخباً في احتجاج‪ ،‬وقد أحاط بمنزلها‬ ‫أطفال ونساء ورجال‪ ،‬رعاة ومحاربين وعاطلين‬ ‫جمع غفير من‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫أفراد‬ ‫ليشاهدوا‬ ‫تجمهروا‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫شغل‬ ‫ال‬ ‫ممن‬ ‫كثيرين‪ ،‬مشردين أو‬ ‫ٍ‬ ‫اشداء‪ ،‬يطلبون أن يقتحموا طابقاً في عمارة مشتركة بينها وبين من تبقى‬ ‫من أفراد أسرتها على قيد الحياة ‪.‬‬ ‫أتذكر يوما عصفت فيه ريح شتوية عاتية‪ ،‬لكن صوت عصفها لم يكن‬ ‫ليغطي على صوت رجل آخر‪ ،‬يسكن مبنى طاحون تقليدية تعطلتْ منذ‬ ‫إيقاف جدول مياه صرف صحي كان يديرها أسفل هذا الحي‪ ،‬هو التهامي‬ ‫القفلة الذي ال تختلف الحكايات عن أن امرأة هي من كانت وراء ما صف به‬ ‫صارخ مبحوح‪ ،‬هو إلى خوار‬ ‫من هوس واضطراب‪ ،‬كان يومها ينادي بصوت ٍ‬ ‫ثور مقيد للذبح أقرب منه إلى صوت كائن بشريٍّ واهن منهك القوى ‪:‬‬ ‫ـ إني أريد أن أحوي ‪...‬أريد امرأة أل‪.....‬يها‪...‬‬ ‫وإزاء المبنى الواطئ القديم حيث كان يقيم «القفلة» كانت تقوم بنايات‬ ‫عالية بنيت حديثاً‪ ،‬ووراءها فوق الطريق الترابية الضيقة غير المعبدة العابرة‬ ‫أمام الرحى المائية المعطلة‪ ،‬توجد دور كثيرة مأهولة‪ ،‬من بينها بيتي‪ ،‬كل‬ ‫من فيها كان يستمع إلى صرخات التهامي مفتاح عروة ‪.‬‬ ‫وحدها كانت أمُّ المهووس من يسمح لها باالقتراب من عشه‪ ،‬فقد‬ ‫كانت تشعره أنها فهمت رسالته‪ ،‬األخرس في الوعي الشعبي ال تفهمه غير‬ ‫أمه‪ ،‬لكن ال حيلة ألم التهامي في جوابه إلى ما يريد‪ ،‬وإن كانت تتألم عميقا‬ ‫لما يقضَّ مضجعه‪ ،‬فتضاعف من سرعة ما تقوم به من تنظيف لمحله وإعادة‬ ‫مصطنع‪،‬‬ ‫تنظيمه‪ ،‬قبل أن تولي هاربة متألمة ‪.‬وكانت نساء يطللن في خفر‬ ‫ٍ‬ ‫مختلسات النظر من شرفات البنايات المجاورة‪ ،‬يظهرن ويختفين كلما سمعن‬ ‫ما يفيض به كالم المهووس الذي يعرفن مقدار ما كان عليه من الشباب‬ ‫واألناقة والوسامة‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬قبل أن تسحر له عاهرة كان ينتقل إليها‬ ‫في طنجة أيام ازدهار مهنته‪ ،‬فتأخذ منه ما كان يأتيها به‪ ،‬من مقادير غير‬ ‫محددة من المال الوفير‪ ،‬ويوم أرادت التخلص منهُ‪ ،‬لبوادر تكاسل بدت عليه‪،‬‬ ‫بثت له شيئاً في وجبة كانت تعرف أنه يأكلها بنهم فرح‪ ،‬حتى صار يتيه على‬ ‫كل طريق ال يلوي على شيء‪ ،‬وال يتذكر أو يهتدي إلى سبيل رجوعه إلى ذاته‪.‬‬ ‫المسكينة أمه‪ ،‬وحدها من كانت تستطيع الدخول إلى مقر إقامته‬ ‫المعزول‪.‬‬ ‫وقليل من الناس من يذكرون كيف كان التهامي القفلة يسير في‬ ‫خيالء إلى صاحبته التي جن بها‪ ،‬وها هو ذا اليوم يضيع‪ ،‬وما من دليل يوصله‬ ‫إلى بيت صاحبته‪ ،‬انطفأت األضواء في داخله‪ ،‬وشمل العالم من حوله ظالم‬ ‫ال يسمح بالرؤية‪...‬‬ ‫كان عصف الريح يشتد‪ ،‬وهدير اندفاع النهر يمأل الوادي وضفاف هذا‬ ‫النهر الذي طالما أمتعه خرير سلسبيله وهو يجري مختفياً بأغصان أشجار‬ ‫خمائل تزاحمت هنا وهناك‪ ،‬حتى قال بعض سكان الحي إن في مدينتهم‬ ‫صفتين ال توجدان إال في جنة النعيم حيث يُسمع صوت الماء وال نهر‪،‬‬ ‫وحيث يوجد ضوء النهار وال شمس‪ ،‬فال يرى من سوف يحظون بها شمساً‬ ‫وال زمهريرا‪ ،‬وفي الحقيقة فإن آخر ما تشرق عليه الشمس في هذه المدينة‬ ‫هو حي الصبانين هذا‪ ،‬لكن جناح أخيلتي كان ال يريد أن يدع ما بيني وبين‬ ‫هَوَس أخرجته عن هدوئه الفردوسي العهود‪،‬‬ ‫ما يشهده الحي من روعات‬ ‫ٍ‬ ‫فاحتارت خُطايَ بين أن أقف شاهداً على ما يحدث تحت نافذتي‪َ ،‬‬ ‫داخل حديقة‬ ‫شيخ طاعن في السنٍّ ال يتوقف عن العمل بكلتا يديه‪ ،‬واالنتقال من هنا إلى‬ ‫هناك وهو في جلبابه األشهب‪ ،‬مثل سنجاب حقيقي‪ ،‬أو ما يجري في بستان‬ ‫(خاي أحمد شهيوات) المثليِّ‪ ،‬من دخول وخروج أفواج من أشباهه محملين‬ ‫بقناني نبيذ وطواجين سمكٍ لذيذة‪ ،‬وبين أن أصعد الئذا بأحضان الجبل‬ ‫حيث ينسيني جمال محيطيَ الطبيعي ما يدور في األعماق‪.‬‬ ‫فمن فوق تبدو المدينة مستسلمة إلى هدوء يتجاوب مع جمال ألوان‬ ‫خالبة تغطيها وتحيط بها‪ ،‬وأجمل ما يرى فيها هذا الجبل الشاهق يحضنها‬ ‫ويحميها‪ ،‬ويتخذ في كل ساعة من ساعات يومها لوناً يقول للشمس أن‬ ‫ليس في أألرض بقعة أجمل سه ًال وال أروع مشهداً من وقفتها منذ ماليين‬ ‫السنين‪ ،‬حتى قبل أن يشيد مجاهدون قلعة كانت معق ًال لهم يوفر لها هذا‬ ‫الشامخ الجليل حصوناً تقيها هجمات من يريد بها شراً‪ ،‬في أي آونة وحين‪.‬‬ ‫لذلك مشت الناس آمنة إلى أغراضها‪ ،‬في الحقول أو بين جدران مآويها‪،‬‬ ‫سعيدة بما توفره لها جهودها الذاتية‪ .‬وما تُمِدُّه به أياديها‪ .‬إال أن شيئاً‬ ‫في دواخل النفس بدأ يتحرك‪ ،‬حين تغيرت وجوه من الحياة في الناس‪ ،‬فانفك‬ ‫ما بين الجيران واإلخوان وبينها‪ ،‬وانفتحت اآلفاق والطرق‪ ،‬نحو الهجرة بعد أن‬ ‫ضاقت فرص الكسب ‪،‬وكان أن شهدت الدنيا موجات هجرات ‪،‬فكثر الدخالء‬ ‫وعابرو السبيل والوجوه غير المعروفة‪ ،‬فأصبحت أبواب البيوت تغلق في‬ ‫مدينة كانت إلى وقت قريب آمنة مطمئنة تعرف العابر من وقع خطواته‪.‬‬ ‫هكذا فأسرة المهووسة فاطمة الزهراء جاءت كالتهامي القفلة من مكان‬ ‫بعيد‪ ،‬فلم يكن اآلباء يولون األمر اهتماماً‪ ،‬حتى بدأ األبناء يعانون ما لم‬ ‫يتوقعه من سَبَـقَ الى االستقرار في هذه األرض‪ ،‬وربما كان من سِيقَ‬ ‫َ‬ ‫مُضْطراً غيْرَ مختار‪.‬‬ ‫إليها‬

‫طنجة‬

‫قصيدة مهداة إلى العروسة طنجة‬ ‫الشاعر المحمدي الطيب‬ ‫َغ َز ٌل َجفا ُر ُ�سلي يدي ول�ساين‬ ‫حتــى � ُ‬ ‫أتيتـــك عا�شق ًا ف�أتاين‬ ‫واطر ما َم َ‬ ‫ْ‬ ‫�ضى‬ ‫وا�سرتجعت نف�سي َخ‬ ‫َ‬ ‫حا�ضر لِ ِع َياين‬ ‫فكـــ� َّأن ما�ضي‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫وتوقفت عجبي عقارب �ساعتي‬ ‫ْ‬ ‫عن ّ‬ ‫وران‬ ‫الد ِ‬ ‫خمدت دقائقها ِ‬ ‫يا مبعث َ ّ‬ ‫الدفني ّ‬ ‫جن ّ‬ ‫ترفقي‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫فمواجــع الأم�س َتهُ ُّ‬ ‫ـد كياين‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�صورة‬ ‫أجمل‬ ‫�سجت بك الأيام �‬ ‫َن‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وحكى ّ‬ ‫الكروان‬ ‫ت�سبيحة‬ ‫ال�شجى‬ ‫ِ‬ ‫بابة خافقي‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيك غزت ُم َق ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان‬ ‫احل�شا ُم َت َع ِّج َل‬ ‫فم�ضى‬ ‫اخلف َق ِ‬ ‫ُ‬ ‫العرو�سة ال ك� ِّأي عرو�سة‬ ‫أنت‬ ‫� ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـتـرقبـــــي مني جميـــل �أغان‬ ‫َف‬ ‫ُ‬ ‫موطني‬ ‫باهلل‬ ‫أنت تحُ َف ُة ِ‬ ‫طنجة � ِ‬ ‫َ‬ ‫معجزاتك ُملتقى ال َب َحران‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِه َب ٌة من اهلل الذي َم َل َ‬ ‫ك املدى‬ ‫أنـــت َما لك ثان‬ ‫اج‬ ‫ِ‬ ‫احلوا�ض ِر � ِ‬ ‫َت ُ‬ ‫الفيحاء ْ‬ ‫دغت ُّ‬ ‫النهى‬ ‫دغ‬ ‫بوع ِك‬ ‫ِ‬ ‫فر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�ساح َل ْي ِك َ�س َباين‬ ‫مب َ�س ِم‬ ‫وجمال‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ملو ِج ِّ‬ ‫�شط ِك َو ْق ُع �أغن َي ِة الهوى‬ ‫َو ْ‬ ‫ثو َر ِان‬ ‫ـــد� ِأة‬ ‫يف هَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال�صلـــــوات � ْأو َ‬ ‫أتاك معانقا َ�ش َ‬ ‫ٌ‬ ‫فق ُّ‬ ‫الدجى‬ ‫غ�سق � ِ‬ ‫فكـــ� مّ َ‬ ‫ــــان‬ ‫ــان يل َت ِقـ َي ِ‬ ‫أنا ِح َّـب ِ‬ ‫وجنومُ ليلِ ِك باملنى اكتنـزت كما‬ ‫َ‬ ‫رحيق ُر�ضابها ال�شفتان‬ ‫َك َن َز ْت‬ ‫َ‬ ‫حتيـة عا�شق‬ ‫وبه ُّـي ِك يُ لقي‬ ‫ِ‬ ‫دوان‬ ‫فمطالع َب َل ِج ال�شمو�س‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وب�شائر‬ ‫هوى‬ ‫كتمت‬ ‫دالئل ِمن ً‬ ‫ٌ‬ ‫لواعجها ُلغى احلدثان *‬ ‫تروي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الهيمان يا �أحلى ُربا‬ ‫ونهارك‬ ‫يهيم كل َجنان‬ ‫مبُ نى النفو�س‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثنيـ ٍـة‬ ‫في�ض‬ ‫ومزاهر اللبالب‬ ‫َّ‬ ‫ـان‬ ‫تزهــــو جدائ ُلهــا بكل ُج َم ِ‬ ‫َ‬ ‫باك ُ‬ ‫وا�ستعذب ْ‬ ‫بنت َخمي َل ٍة‬ ‫َت ِب ُر ِ‬ ‫َ‬ ‫الكروان‬ ‫الكنـــــار وبُ َّحة‬ ‫�صد َح‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫حدائق‬ ‫و�سالفة من ماتعات‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ب�سطت لزائرها جميل تهاين‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جمدها‬ ‫ناف ُح‬ ‫�‬ ‫أهرقل ما َع َم ٌد ُت ِ‬ ‫�إن العرو�ســـة تاجهــــا ب�أمان‬ ‫بـني املدائن ُ�ش ٌ‬ ‫علة وب َِه َّي ٌـة‬ ‫وبها احتفى ُمتلوِّ َنا َّ‬ ‫الد َو َران‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تالق ْ‬ ‫حت‬ ‫بدعني‬ ‫وبها َح َكايَ ا ا ُمل‬ ‫ـــت � ْأ�ش ُ‬ ‫َ‬ ‫تعانق ْ‬ ‫جانهُ ْم و أَ�مانـِ ي‬ ‫َف‬ ‫َ‬ ‫عقبة مل ْ‬ ‫وبها ُ‬ ‫يزل ُم َت َم ْن ِطق ً ا‬ ‫ابن‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ـــه ال َبت ِار غري َج َبان‬ ‫ــام ِ‬ ‫ِب ُح َ�س ِ‬ ‫ُ‬ ‫قابلِ ها ُ�صوى‬ ‫وطريف يُ ُ‬ ‫بدع يف ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫�شاهد ومبان‬ ‫طريفــــة‬ ‫ِب ُربـَا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫التاريخ طارقنا َفهُ ْو‬ ‫خلد‬ ‫وَيُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�ش‬ ‫ان‬ ‫د‬ ‫�س‬ ‫أبطال‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أيقـــونــــة‬ ‫�‬ ‫َ يِّ‬ ‫ِ‬ ‫بطوطة‬ ‫ابن‬ ‫ٍ‬ ‫حاراتها حملت ُخطى ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وان‬ ‫�سابق‬ ‫يح ُت‬ ‫رحلــت َت ِ�س ُ‬ ‫احلـ�ص ِ‬ ‫َ‬ ‫مق ِاب ٌـر َ‬ ‫َو َ‬ ‫واه ٌد‬ ‫للغابـرينَ َ�ش ِ‬ ‫تحَ‬ ‫ْ‬ ‫ان‬ ‫�س‬ ‫من‬ ‫روا�سب‬ ‫كي‬ ‫حيق َ‬ ‫َ‬ ‫زم ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ�سلِ ْ‬ ‫مت روابيها العوايل والرثى‬ ‫َ‬ ‫و»جنمة َ‬ ‫َ‬ ‫وندى املحيط‬ ‫اجل َوالن»‬ ‫ٌ‬ ‫طنجة بن�سائها‬ ‫ها قد تهادت‬ ‫ورجالهــــا الأفذاذ كالثقالن*‬ ‫وبهم َت َك َّل َل ُح ْ�س ُنها وبها�ؤُها‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫من�صورة ُحفظت ب�سبع مثاين‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫* �إعراب الب�صرة ال الكوفة‪.‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)928‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫البحث في تاريخ شمال المغرب‪:‬‬ ‫حصيلة سنة ‪)2/1( 2019‬‬

‫عرفت سنة ‪ 2019‬تواتر صدور منتظم ألعمال مجددة في مجال الكتابة التاريخية‬ ‫المتخصصة في رصد ماضي منطقة الشمال‪ ،‬بشطريها المتكاملين‪ ،‬أي منطقة جبالة ومنطقة‬ ‫الريف‪ .‬وعلى الرغم من أن الكثير من عناصر الدراسة ظلت تنهل من خالصات اهتمامات‬ ‫قطاعية ومونوغرافية تبلورت في إطار التوجهات الكبرى للكتابة التاريخية الوطنية المعاصرة‪،‬‬ ‫فإن عناصر التجديد قد بدت واضحة من خالل أعمال تأسيسية ساهمت‪/‬وتساهم في تحقيق‬ ‫التراكم الضروري لمسائلة حصيلة رصيد المنجز اإلقليمي والجهوي‪ .‬وغني عن التذكير إن‬ ‫مجموع قيم هذه الحصيلة تظل متباينة على مستوى أهميتها التأصيلية لشروط كتابة تاريخية‬ ‫أكاديمية‪ ،‬يمكن أن نراهن عليها في مشاريعنا إلعادة ربط نتائج “درس التاريخ” بجهود تحقيق‬ ‫مشاريع التنمية الثقافية المؤجلة‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أن هذه عملية التجميع تسمح بالكشف عن‬ ‫الرؤى وعن الخليفات وعن المنطلقات المتحكمة في األهداف من وراء االشتغال على آفاق فتح‬ ‫ملفات ذاكرة منطقة الشمال‪ ،‬الجماعية‪/‬العاطفية من جهة أولى‪ ،‬ثم التاريخية‪/‬النقدية من‬ ‫جهة ثانية‪.‬‬ ‫وإذا كنا في هذا المقام ال ننوي تقديم قراءة تقييمية بمفهومها األكاديمي الخالص‪ ،‬فإننا‬ ‫سنسعى –وكما دأبنا على ذلك خالل السنوات القليلة الماضية‪ -‬لتقديم جرد تجميعي لحصيلة‬ ‫المنجز في جانبه الكمي الذي يشكل أرضية للباحثين المتخصصين من أجل إنجاز الدراسات‬ ‫التقييمية الضرورية‪ ،‬تشريحا للمواد الوثائقية والمصدرية‪ ،‬وتحليال للرصيد اإلسطوغرافي‬ ‫المجدد‪ ،‬وتفكيكا للخالصات وللتراكمات المنجزة في مواقع مختلفة وبخلفيات متباينة‪ .‬ويبدو‬ ‫أن أهم األعمال المنجزة‪ ،‬بهذا الخصوص قد انطلقت من حضن مراكز بحثية وإطارات مدنية‬ ‫انخرطت في مغامرة التوثيق إلبداالت تاريخ منطقة الشمال‪ ،‬مثلما هو الحال مع مؤسسة‬ ‫الشهيد امحمد أحمد بن عبود بتطوان‪ ،‬وجمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫بأصيال‪ ،‬ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‪ ،‬والمركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة ومنتدى‬ ‫محمد عبد الكريم الخطابي للفكر والحوار‪ .‬وغني عن التذكير أننا ال نقدم إال األعمال التي‬ ‫أتيحت لنا إمكانية مواكبة صدورها من اإلصدارات التصنيفية دون المقاالت الموزعة عبر‬ ‫الصحف والدوريات‪ ،‬وأي تغافل عن ذكر بعض العناوين يظل مرتبطا بمحدودية هذه المواكبة‬ ‫وبطبيعتها الفردية المطوقة بإكراهات تلقي سوق اإلصدارات ببالدنا‪.‬‬ ‫تتوزع أهم إصدارات سنة ‪ 2019‬حسب هذا التحديد المنهجي‪،‬‬ ‫على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬أعمال قطاعية ومونوغرافية ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫تعزز هذا المجال بصدور أعمال متخصصة وأخرى عامة برزت على‬ ‫هامش اهتمامات علمية تجاور حقل التاريخ‪ ،‬فجاءت متباينة في آفاقها‬ ‫العلمية وفي استجابتها لشروط التحديد العلمي المنهجي والمعرفي‬ ‫المتعارف عليها‪ .‬على رأس هذه العناوين‪ ،‬يمكن أن نذكر ‪:‬‬ ‫ـ مصطفى أعراب‪ ،‬الريف والسلطة المركزية‪ -‬مقاربة تاريخية‬ ‫ألسباب التوتر‪.‬‬ ‫ـ حسناء محمد داود ‪ ،‬الرسالة الوزانية من سيدي التهامي الوزاني‬ ‫إلى محمد داود‪ ،‬منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‬ ‫ومؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪.‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬طنجة في العصر الوسيط‪ :‬المجال‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الثقافة‬ ‫والسلطة‪ ،‬منشورات المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة‪.‬‬ ‫ـ عبد اإلله أوفالح‪ ،‬مدينة الحسيمة من التأسيس إلى االستقالل‬ ‫(‪ ،)1925-1956‬منشورات مجلس الجالية المغربية بالخارج‪.‬‬ ‫ـ خديجة الخديري‪ ،‬التراث األثري لساحل بالد الريف‪.‬‬ ‫ـ محمد الغلبزوري‪ ،‬إشكاالت التسوية األممية والدولية للجرائم‬ ‫والجنح الدولية‪ -‬حالة حرب الريف الكيماوية ‪.1926-1921‬‬ ‫ـ عبد الرحمان الطيبي‪ ،‬فرنسا وحرب الريف التحريرية‪ ،‬منشورات‬ ‫منتدى محمد عبد الكريم الخطابي للفكر والحوار‪.‬‬ ‫ـ المعهد الوطني لعلوم اآلثار والتراث‪ ،‬الريف الساحلي‪ :‬أبحاث أركيولوجية مغربية إيطالية‬ ‫‪ ،2000-2005‬إصدار‪ :‬وزارة الثقافة واالتصال‪.‬‬ ‫ـ الطاهر اللهيوي‪ ،‬تاريخ الزعيم موالي أحمد الريسوني قائد ثورة القبائل الجبلية بشمال‬ ‫المغرب‪ ،‬جزآن‪.‬‬ ‫ـ عمر لمغيبشي‪ ،‬يهود تطوان (‪ -)1492-1900‬دراسة في التاريخ والتحوالت‪ ،‬جزآن‪.‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬الحركة العلمية بالريف خالل العصر الثاني من الدولة العلوية الشريفة خالل‬ ‫القرنين ‪ 19‬و‪ 20‬الميالديين‪ ،‬منشورات المجلس العلمي المحلي إلقليم الدريوش‪.‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬الفتوى واإلفتاء في الريف الشرقي المغربي‪ ،‬منشورات المجلس العلمي المحلي‬ ‫إلقليم الناظور‪.‬‬ ‫ـ أسامة الزكاري‪ ،‬أصيال‪ ..‬ذاكرة العمل الوطني المغربي‪ ،‬منشورات جمعية ابن خلدون‬ ‫للبحث التاريخي واالجتماعي بأصيال‪.‬‬ ‫ـ طه بن فاروق الريسوني‪ ،‬من تاريخ شفشاون‪.‬‬ ‫ـ مصطفى المهماه‪ ،‬أصيلة‪ :‬زمكانية المعالم األثرية والتاريخية‪.‬‬ ‫ـ جمال عاطف‪ ،‬إسبانيا وحرب سيدي ورياش ‪ 1894/1893‬من خالل الوثائق اإلسبانية‪.‬‬ ‫ـجماعي‪ ،‬عبد المالك السعدي ولقاء الملوك الثالثة في وادي المخازن‪ 4 -‬غشت ‪1578-‬‬ ‫نصوص ودراسات‪ ،‬إعداد‪ :‬العزيز شهبر ومصطفى الغاشي ومحمد عبد الواحد العسري‪،‬‬ ‫منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪.‬‬ ‫ـ عادل المرابط‪ ،‬إسهامات الشيخ محمد المكي الناصري في التأسيس للعمل الوطني‬ ‫بشمال المغرب من خالل جريدة الوحدة المغربية‪ ،‬منشورات المندوبية السامية لقدماء‬ ‫المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ـجميل حمداوي‪ ،‬العدوان الكيماوي على منطقة الريف (‪1927 - 1921‬م)‪.‬‬ ‫ـ محمد زاهد‪ ،‬الريف‪ -‬التاريخ والذاكرة‪.‬‬ ‫ـ أوحدو محمد‪ ،‬الريف الشرقي بالمغرب وبنياته التقليدية‪ -‬نموذج قلعية‪.‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬قصبة سلوان‪ :‬التاريخ والحضارة‪ ،‬تنسيق‪ :‬عبد اهلل كموني وميلود كمراس‪،‬‬ ‫منشورات المجلس العلمي المحلي إلقليم الناظور‪.‬‬ ‫ـ رشيد العفاقي‪ ،‬حكاية المفاتيح األندلسية‪ -‬أبحاث في تاريخ األندلسيين (نصوص جديدة)‪.‬‬ ‫ـ ابن عبد الصادق الريفي‪ ،‬المطامر سجن األسرى المسيحيين بقلعة المجاهد أبي الحسن‬ ‫علي بن عبد اهلل الحمامي الريفي وقبة السالطين بطنجة‪ -‬المغرب‪.‬‬ ‫ـ محمد المرجان‪ ،‬مقاربة سوسيولوجية آلليات التغيير االجتماعي بشمال المغرب‪ ،‬منشورات‬ ‫جمعية تطاون أسمير‪.‬‬ ‫ـ جميل حمداوي‪ ،‬تاريخ الريف المعاصر من حركة المقاومة إلى مرحلة التهميش‪.‬‬ ‫ـ محمد المرجان‪ ،‬الرحلة والمعرفة الكولونيالية‪ -‬المغرب بعيون الرحالة اإلسبان خالل‬ ‫القرن التاسع عشر الميالدي‪.‬‬ ‫ـ ابن عبد الصادق الريفي‪ ،‬شهداء ‪ 30‬مارس ‪1952‬م بطنجة‪ -‬المغرب‪.‬‬ ‫ـ محمد ياسين الهبطي‪ ،‬مظاهر من الحياة االجتماعية ببالد غمارة من خالل “األلفية‬ ‫السنية” ألبي محمد عبد اهلل الهبطي‪.‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬تقاطع األنظار في تنوع وثقافة بالد الريف‪.‬‬ ‫ـ جميل حمداوي‪ ،‬الموريسكيون في منطقة الريف‪.‬‬ ‫ـ محمد زوزيو‪ ،‬ظاهرة تقديس األولياء وأثرها على الحياة االجتماعية‪ -‬تطوان نموذجا‪.‬‬ ‫ـ حسناء داود‪ ،‬تطوان‪ -‬سمات ومالمح من الحياة االجتماعية‪ ،‬منشورات مؤسسة محمد داود‬ ‫للتاريخ والثقافة‪.‬‬ ‫ـ المعهـد الوطنـي لعلــوم األركيولوجيا والتــراث‪ ،‬الخريطــة‬ ‫األركيولوجية للمغرب‪ :‬الريف الساحلي‪ -‬أبحاث أركيولوجية مغربية‬ ‫إيطالية بين سنتي ‪ 2000‬و‪( 2005‬بالفرنسية)‬ ‫ـ أنس اليمالحي‪ ،‬بيبليوغرافية صحافة تطوان على عهد الحماية‪.‬‬ ‫ـ خالد الرامي‪ ،‬تدبير الموارد المائية بمدينة تطوان من خالل‬ ‫وثائق حبسية وعائلية ومخزنية‪ ،‬منشورات وزارة األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ دوريات متخصصة ‪:‬‬

‫عرف هذا المجال ترديا خطيرا وفراغا رهيبا لم تستطع نخب المرحلة‬ ‫الراهنة الحد من تداعياته السلبية‪ .‬ويكفي أن نشير إلى مستوى الفراغ‬ ‫الرهيب الذي خلفه رحيل كل من عبد العزيز التمسماني خلوق ومحمد‬ ‫األمين البزاز ومحمد بن عزوز حكيم‪ ،‬وهم األعالم الذي كان لهم الدور‬ ‫المركزي في تخصيب حقل تلقي المعرفة التاريخية‪ ،‬من خالل منابر‬ ‫ودوريات علمية أعطت للشمال إشعاعه العلمي والثقافي الرائد‪ ،‬مثلما‬ ‫هو الحال مع دورية “دار النيابة” ومجلة “الطنجيون” ومجلة “الوثائق‬ ‫الوطنية”‪...‬‬ ‫ـ مجلة الذاكرة‪ ،‬يصدرها مركز الريف للتراث والدراسات واألبحاث‬ ‫بالناظور‪ ،‬العدد ‪ ،3‬ملف‪ :‬التربية والتعليم بالريف‪.‬‬ ‫ـ دورية فضاءات‪ -‬مجلة الجمعية المغربية للدراسات اإليبيرية‬ ‫واإليبيروأمريكية‪ ،‬العدد ‪.2019-2018 ،2-1‬‬ ‫ـ دورية الزقاق‪ ،‬العدد ‪ ،3‬يوليوز ‪2019‬‬ ‫ـ مجلة الذاكرة‪ ،‬يصدرها مركز الريف للتراث والدراسات واألبحاث بالناظور‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ملف‪:‬‬ ‫األدب األمازيغي بالريف المغربي‪.‬‬

‫‪ – 3‬الترجمة ‪:‬‬

‫الزال عطاء حقل الترجمة المرتبط بفضاءات حقل التاريخ يعرف خطوات محدودة‪ ،‬ال تستجيب‬ ‫النتظارات المؤرخين المتخصصين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن رصيد منجز سنة ‪ ،2019‬يقدم قيمة مضافة‬ ‫لرصيد العمل األكاديمي المنفتح على خصوبة فعل الترجمة وعلى عوالمها الرحبة‪ .‬من أهم‬ ‫هذه األعمال‪:‬‬ ‫ـ بول بولز‪ ،‬من الريف إلى طنجة‪ ،‬ترجمة إبراهيم الخطيب‪.‬‬ ‫ـ كارلوس إيسكمبري إينوخو‪ ،‬الجزر الجعفرية من ‪ 1848‬إلى بداية القرن الواحد والعشرين‪،‬‬ ‫ترجمة محمد عبد المومن‪.‬‬ ‫ـ تانيا ميرلو وحكمة العلمي‪ ،‬جرد حول التراث الالمادي المرتبط بثقافة التغذية المتوسطية‬ ‫لشفشاون‪ ،‬ترجمة محمد القاضي‪.‬‬ ‫ـ لورينزو سيلفا‪ ،‬سبع مدن في إفريقيا‪ -‬حكايات من المغرب في فترة الحماية اإلسبانية‪،‬‬ ‫ترجمة أحمد بن رمضان‪.‬‬ ‫ـ أنخيلو كيريلي‪ ،‬مونوغرافيا قبيلة آيت توزين‪ ،‬ترجمة الحسين بوضليب وفريد أمعضشو‪.‬‬ ‫ـ أوغست كور‪ ،‬دولة بني وطاس (‪ ،)1420-1554‬ترجمة محمد فتحة‪ ،‬منشورات كلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية‪ -‬الرباط‪.‬‬ ‫ـ أنخيلو كيريلي‪ ،‬قبيلة أيث يطفت‪ ،‬ترجمة نادية بودرة‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫�أطاريح‬ ‫جامعية‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫‪14‬‬

‫تاريخ األسر العلمية بمدينة طنجة خالل النصف األول‬ ‫من القرن ‪19‬م‪ ،‬والنصف األول من القرن ‪20‬م‬

‫شهدت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة عبدالملك السعدي بتطوان‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 20‬دجنبر ‪2019‬م‪ ،‬مناقشة أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه (مركز دراسات الدكتوراه في اآلداب والعلوم اإلنسانية والترجمة ـ‬

‫تكوين الدكتوراه‪ :‬شمال المغرب وعالقته بحضارات الحوض المتوسطي)‪ ،‬تقدمت بها الطالبة الباحثة ليلى القبيبي‬ ‫والنصف األول من القرن ‪20‬م)‪ .‬وقد تألفت لجنة المناقشة من السادة األساتذة‪:‬‬

‫السنوني‪ ،‬في موضوع‪( :‬تاريخ األسر العلمية بمدينة طنجة خالل النصف األول من القرن ‪19‬م‬

‫ـ الدكتور عبدالحفيظ حمان رئيسا‪ ،‬ـ الدكتور مصطفى الغاشي مشرفاً‪ ،‬ـ الدكتور جمال عاطف رئيساً‪ ،‬ـ الدكتور عبدالسالم الجعماطي عضواً‪ ،‬ـ الدكتور محمد كنون الحسني عضواً‪ .‬ـ‬ ‫الدكتور صالح الدين الشاوش عضواً‪.‬‬ ‫وبعد المداولة أعلنت اللجنة منح الطالبة الباحثة ليلى القبيبي السنوني شهادة الدكتوراه‪ ،‬بميزة مشرف جدّا مع التوصية بالطبع‪ .‬وفيما يلي نص التقرير المختصر الذي تقدمت به الباحثة بين يدي اللجنة العلمية المشرفة‬ ‫على مناقشة األطروحة‪:‬‬ ‫كان وما تزال لألسرة العلمية أهميتها الخاصة في المجتمع االسالمي عموما‪ ،‬إذ حظي العلماء واألدباء عبر مختلف‬ ‫العصور االسالمية بالعناية واالهتمام من قبل السلطة الحاكمة بل من مختلف فئات المجتمع‪ ،‬فكان لهم وضعهم‬ ‫االعتباري المميز فهم ورثة األنبياء‪ ،‬حسب الخطاب الديني اإلسالمي الذي رفع من شأنهم ورغب في احترامهم وتوقيرهم‬ ‫والتودد إليهم كما حض على حضور مجالس العلم التي يؤطرونها‪ .‬فهم اآللة الفقهية التي اجتهدت في استنباط‬ ‫األحكام الشرعية التي تمكن عامة المسلمين من ممارسة كافة شؤون مناحي حياتهم حسبما يقتضيه الشرع‪ .‬فكان‬ ‫أن تبوؤوا المكانة الرفيعة في المجتمع التي زاد من رفعتها توارث الفعل المعرفي واإلرث الثقافي بين طبقات األسرة‬ ‫الواحدة‪.‬‬

‫وقد أنتج علماء طنجة في هذه الفترة مكتبة ضخمة من المصنفات والتآليف في مختلف الفنون‪ ،‬سواء في اإلبداع‬ ‫األدبي أو التأليف العلمي‪ ،‬وساهموا في إغناء فضاء المدينة بالدروس والمواعظ‪ ،‬وقد تم رصد كل ذلك من خالل‬ ‫الباب الثالث « الحركة العلمية بمدينة طنجة» وإن كان علماؤنا قد نبغوا في علم الحديث ــ األسرة الصديقية نموذجا‬ ‫ــ والتفسير كالخصاصي وابن عجيبة‪ ..‬واألدب العربي كعلماء األسرة الكنونية‪ ..‬وألفوا في الفقه واألصول والسيرة‬ ‫والتراجم التاريخ والتصوف‪ ،‬مخلفين ما يزيد عن تسعمائة وخمسين مؤلفا‪ ،‬فقد تم انتقاء ما يتصل بالدراسة التاريخية أو‬ ‫يعتبر رافدا من روافدها ــ شرط انتماء المؤلف للفترة الزمنية المؤطرة لهذا العمل ــ والتي مثلت عينة مهمة دلت على‬ ‫التوجه العام لعلماء المرحلة وفي نفس اآلن أبرزت معالم المشروع الثقافي والعلمي للمدينة‪ .‬فتم عرض الكتب التي‬ ‫ألفت في تاريخ المدينة ‪ ،‬ثم كتب التراجم‪ ،‬والسير الذاتية أو الفهرسات التي تعتبر رافدا من روافد الكتابة التاريخية عامة‬ ‫وتنير الجوانب المتعلقة الحياة الثقافية بشكل خاص‪.‬‬

‫فكانت اإلشكالية المركزية للبحث هي التعرف على طبيعة الدور الذي لعبته األسر العلمية الطنجية في مجتمعها‬ ‫في سياق مرحلة دقيقة من تاريخ المغرب‪ ،‬من النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث تفاقمت الضغوط األوربية‬ ‫على المغرب إلى النصف األول من القرن العشرين أي المرحلة التي عاشت البالد فيها تحت الوصاية األجنبية ‪1912‬م‬ ‫ــــ ‪1956‬م‪.‬‬

‫إضافة إلى مساهمات العلماء في إقامة الدرس بالمساجد حيث أغنوا فضاءاتها بالخطب والمواعظ‪ ،‬وتخرج على‬ ‫أيديهم أفواج من الطلبة والعلماء‪ ،‬كما كان تأثير خطبهم جلي واضح في المجتمع الطنجي الذي استجاب لتوجيهاتهم‬ ‫إن لم نقل أنهم خلقوا حالة من الوعي لدى المغاربة بخطورة المرحلة والتحول الثقافي والحضاري الذي يعمل المستعمر‬ ‫على ترسيخه عبر مختلف الوسائل‪..‬‬

‫ويبحث هذا الموضوع في الدور الذي قامت به هذه األسر العلمية المستقرة في مدينة طنجة ويرصد مساهمتها‬ ‫في إثراء وتنشيط الحركة العلمية درسا وتأليفا وإقراء في فترة تاريخية تمتد من النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬

‫وقد استدعى ذلك طرح تساؤالت حول ماهية الدور الذي لعبته هذه األسر في مجتمعها وما مدى إسهامها في‬ ‫خلق حركة علمية وثقافية بمدينة طنجة ؟ وكذا طبيعة الظروف الذاتية والموضوعية المؤثرة في نشاطها وهل مكن‬ ‫االحتكاك باآلخر من إحداث مساءلة فكرية للواقع المغربي اإلسالمي الذي برزت مالمح انحطاطه مقارنة مع النموذج‬ ‫األوروبي الذي يحمل في طياته مالمح الحداثة والمدنية؟ ومن ثم ما هي الحصيلة العملية لجهود العلماء أبناء هذه‬ ‫األسر؟‬ ‫حظيت األسر العلمية المغربية بعناية المؤرخين وأصحاب التراجم‪ ،‬فألفت كتب ومصنفات اعتنت بجمع أخبارها‬ ‫وتسلسل شرف العلم فيها من اآلباء واألجداد إلى‬ ‫األبناء‪ ،‬ورصدت األدوار الهامة التي مارستها سواء‬ ‫في نشر العلوم الشرعية اإلسالمية تدريسا وتأليفا‪،‬‬ ‫أو في الحفاظ على اللغة العربية وآدابها والدين‬ ‫اإلسالمي وتعاليمه‪.‬‬ ‫إن هذا النوع من التأليف يدل بشكل واضح‬ ‫على المنزلة الفكرية واالجتماعية لهذه األسر‬ ‫انطالقا من موقعها الفقهي والفكري‪ .‬فالحياة على‬ ‫بساطتها كانت تمثل تناسقا بين ما هو فكري وما‬ ‫هو سياسي واقتصادي واجتماعي‪ ،‬فواجب االحترام‬ ‫والمنزلة االجتماعية في مجتمع ينبني في منظومته‬ ‫القيمية والفكرية على الدين فكرا وممارسة‪ ،‬كان‬ ‫من الطبيعي أن ينال الفقهاء وأسرهم حظهم من‬ ‫التراجم والتأليف‪.‬‬ ‫وقد تواجد بمدينة طنجة عـدد من األســـر‬ ‫العالمة التي عمل أفرادهــا على تطوير الفعــل‬ ‫الثقافي والعلمي بها في الحقبة التي سنتناولها‬ ‫بالدراسة‪/‬النصف الثاني من القــرن ‪ 19‬والنصف‬ ‫األول من القرن ‪20‬م‪ ،‬وساهموا بشكل أو بآخر‬ ‫في تطوير الوعي بأخطار المرحلة وبلورة رأي عام‬ ‫مجتمعي متشبث بالهوية ورافض لألطروحات االستعمارية‪.‬‬ ‫تمت معالجة الموضوع من خالل أبواب ثالث‪ ،‬األول بعنوان ‪ « :‬مدينة طنجة من خالل االزدواجية المؤسساتية‬ ‫اإلدارية والتعليمية « تضمن فصال تمهيديا خصص للحديث عن مدينة طنجة باعتبارها الفضاء الذي استوطنته األسر‬ ‫العلمية ــ محور الدراسة ومجال نشاطها وتفاعلها‪ ،‬وألن الضغوط األوربية شكلت عنوان المرحلة فقد تم رصد أهم‬ ‫مظاهرها‪ ،‬المتمثلة في استحداث مؤسسات أجنبية انفردت المدينة بوجودها وكانت عامل ضغط استدعى إيجاد‬ ‫مؤسسات مخزنية جديدة وتفعيل المؤسسات التقليدية‪ ،‬مما جعل المدينة في وضع استثنائي يتحكم في تسيير شؤونها‬ ‫سلطتان على طرفي النقيض‪ :‬األولى أجنبية والثانية محلية‪ ،‬وقد انعكس ذلك على الجانب الثقافي والتعليمي‪ ،‬فحاولت‬ ‫القوى األجنبية إيجاد موطئ قدم لها ضمن النسق الفكري والتعليمي المغربي وعملت كل دولة أوربية ممثلة في طنجة‬ ‫على بناء المدارس والمراكز التربوية بهدف نشر ثقافة بلدها ولغته‪ ،‬كما أن التعليم االسالمي والوطني دافع عن وجوده‬ ‫بفعل تضافر جهود العلماء والمواطنين المخلصين‪.‬‬ ‫من جهة ثانية كان للظرفية السياسية دور كبير في دفع عدد من األسر العلمية لالستقرار في مدينة طنجة على‬ ‫سبيل المثال‪ :‬األسرة الكنونية‪ ،‬أسرة السكيرج‪ ،‬األسرة الصديقية‪ ،‬األسرة الخصاصية وأسرة ابن عجيبة‪ ...‬والتي أغنت ــ‬ ‫إلى جانب من نبغ من أبناء المدينة وأسرها ــــ الحياة العلمية والثقافية وساهمت في إيجاد مكتبة ضخمة من التآليف‬ ‫في مختلف الميادين العلمية واألدبية‪.‬‬ ‫وفي الباب الثاني ‪ « :‬األسر العلمية بمدينة طنجة « تم تناول عدد من األسر العلمية بالبحث في دراسة بنيوية عن‬ ‫أصولها‪ ،‬وترجمة ألبنائها العلماء مع تسليط الضوء على تكوينهم الثقافي المنعكس بالضرورة على إنتاجهم الفكري‬ ‫والمعرفي مع التركيز على الجوانب المشرقة من حياتهم وسيرهم وإبراز ما كان لظروف النشأة والتكوين من تأثير على‬ ‫التوجه العلمي والوظيفي ومن ثم السياسي ويعني هنا الموقف من األجنبي وأسلوب مواجهته‪.‬‬ ‫تم التعريف باثنتي عشرة أسرة علمية اتفقت جميعها من حيث وقوفها في وجه االستعمار ومشاريعه واختلفت‬ ‫من حيث حجم مساهمتها في الفعل الثقافي وتنشيط الحركة العلمية‪ ،‬فكان لبعضها فضل الريادة في إقامة المشاريع‬ ‫الثقافية والعلمية بالمدينة بينما دعمت األخرى وساهمت بفعالية في تنشيط الدرس واإلقراء أو التأليف‪،‬‬ ‫و قد خصصت الباب الثالث للحركة العلمية بمدينة طنجة من خالل مساهمات أسرها العالمة‪ .‬و تطرقت فيه‬ ‫لإلنتاجات الفكرية والصيغ العملية التي أعطت للحركة العلمية زخمها‪ ،‬وقفزت بالمدينة قفزة نوعية في تنشيط المجال‬ ‫الثقافي عامة والتأليفي بوجه خاص‪،‬‬

‫وقد انتهت األطروحة إلى مجموعة من الخالصات أهمها التأكيد على الدور الكبير والمحوري للعلماء المنتمين‬ ‫لهذه األسر في إحياء الفعل الثقافي العلمي سواء من حيث تأليفهم وتدريسهم أو دفاعهم عن الهوية الحضارية ألمتهم‬ ‫أمام الغزو الثقافي االستعماري‪ .‬ولعل األحداث الهامة التي عاشها المغرب في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن‬ ‫العشرين وضياع استقالله بعد معاهدة الحماية‪ ،‬وما صاحبها من تقلبات على المستوى االجتماعي والثقافي كانت‬ ‫بمثابة بواعث جديدة دفعت النخبة المغربية المتعلمة إلى العناية بالتاريخ وتدوينه تعبيرا عن رفض ما آلت إليه أحوال‬ ‫البالد وبحثا عن عزاء في اللحظات المشرقة من تاريخها البعيد‪ ،‬وقد كان علماؤنا على وعي بذلك التيار الجارف الذي‬ ‫مس العادات والتقاليد واللغة والدين وكل البنيات االجتماعية فسعوا إلى إنقاذها وإن بتسجيلها ـــ سواء في مؤلفات‬ ‫مستقلة ـــ أو على هامش سير الرجال والفهرسات‬ ‫بهدف نقلها لألجيال الالحقة التي قد ال تدركها إال‬ ‫في صور باهتة‪.‬‬ ‫كما أن الظرف التاريخي كان كبيرا على حياة‬ ‫األسر العلمية باعتبارها جزءا ال يتجزأ من المجتمع‬ ‫المغربي الذي عانى من االستعمار وسطوته‪،‬‬ ‫فكان من البديهي أن يتخذ أبناؤها العلماء مواقف‬ ‫معادية للتواجد األجنبي بالبالد وأن يسعوا بمختلف‬ ‫الوسائل لدحضه وتحرير البالد من سيطرته‪ ،‬وقد‬ ‫لعب هذا العامل دورا أساسيا في توجيه أنشطة‬ ‫العلماء وتحكم بشكل أو بآخر في إنتاجاتهم‬ ‫وتحركاتهم‪ ،‬كيف ال وهم أعلم بضرورة تطهير‬ ‫أرض اإلسالم من التواجد األجنبي وأكثرهم إصرارا‬ ‫على الوقوف في وجه الظلم واالستبداد الذي كان‬ ‫يمارسه‪ ،‬وبالتالي كان لكل منها مواقف مبدئية‬ ‫مبنية على أرضية الرفض لوجود االحتاللين‬ ‫الفرنسي واإلسباني‪ ،‬وقد اتخذ معظمهم دروسه‬ ‫العلمية وخطبه الوعظية وسيلة لنشر ثقافة الرفض‬ ‫بين األهالي والمثقفين وعبرت معظم التآليف على‬ ‫ربط حاضر األمة بماضيها في محاولة للوقوف في‬ ‫وجه التغريب واالستيالب‪ ،‬إضافة إلى المشاركة الفعلية في النضال وانخراط بعضهم في صفوف الحركة الوطنية‪.‬‬ ‫مع اإلشارة إلي غياب المخزن المغربي في تلك الفترة عن تبني أي نشاط ثقافي ال من حيث بناء المدارس أو المناهج‪،‬‬ ‫بل كان هذا الدور منوطا بسلطات الحماية التي بنت مجموعة من المدارس نشرت من خاللها ثقافتها وأفكارها‪،‬‬ ‫فظهرت من جراء ذلك بعض االجتهادات والمبادرات الفردية التي قادها بعض العلماء‪ ،‬كمشروع تأسيس مدرسة حرة‬ ‫إسالمية الهوية ‪ ..‬عربية اللغة‪ ،‬أسسها العالمة عبد اهلل كنون بمعية ثلة من المخلصين من أبناء المدينة بهدف مقاومة‬ ‫طغيان التعليم األجنبي في طنجة أو الزاوية الدرقاوية الصديقية التي أنشأها السيد محمد بن الصديق مركزا علميا‬ ‫وثقافيا استمد أهميته من أهمية الشيخ المؤسس المتمكن من علوم عصره‪ ،‬الواقف ضد مصالح المستعمر‪ ،‬فكانت‬ ‫الزاوية تبعا لذلك مركزا لنشر العلم من خالل حلقات الدروس وأرضية صلبة لمختلف أشكال النضال ضد المستعمر‬ ‫وثقافته‪ ،‬وقد استمر أبناء الشيخ العلماء في رعاية هذا المشروع من بعده فكان لكل منهم بها دروس وخطب ومواعظ ‪.‬‬ ‫وفي األخير فإن االختالف في الرأي أو وجهات النظر حول بعض القضايا كان قائما داخل األسرة الواحدة‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫وجوده بين األسر بشكل عام‪ ،‬كالموقف من تقلد المناصب الحكومية أو القضائية والعدلية‪ ،‬أو التعليم العصري وربما‬ ‫األجنبي‪ ،‬أو قراءة الجرائد والكتابة فيها إلى غيرها من القضايا‪ .‬وقد كان لهذا االختالف دور إيجابي أكثر منه سلبي بسبب‬ ‫ما أنتجه من تنوع في أدوات االنتاج الثقافي والعلمي مما وسع دائرة الفعل ومساحته و حال دون تغطية جانب دون آخر‪.‬‬ ‫فاألطروحة إذن تحكم في صيرورتها المنهج التاريخي التوثيقي الوصفي‪ ،‬بحيث تم انتقاء عينة تمثيلية للبحث‪،‬‬ ‫اعتمادا على معايير محددة مستوحاة من حياة العلماء من أبناء هذه األسر‪ :‬أولها‪ ،‬االنتماء واألصول التي انحدرت‬ ‫منها األسر العالمة‪ ،‬ثم التكوين العلمي والمعرفي للعلماء موضوع الدراسة‪ ،‬وثالثا‪ ،‬إنتاجهم العلمي بنوعيه التأليفي‬ ‫والتدريسي‪ ،‬والبعد الرابع واألخير‪ ،‬دورها في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة من حيث مساهمتها في صياغة المشروع‬ ‫الثقافي المقاوم الذي كانت مساجد مدينة طنجة وزواياها بما مثلته من مراكز علمية مسرحا له‪ ،‬وقد تم التعامل معها‬ ‫على شكل بنيات مستقلة بذاتها قبل أن يتم تركيبها من خالل مجموعة من االستنتاجات والخالصات‪.‬‬ ‫أما على المستوى الثاني فقد تم اعتماد مجموعة من التقنيات كتقنية « تحليل المضمون» من أجل التعرف على‬ ‫معالم المشروع الثقافي الذي صاغه التواجد الفعلي لهذه األسر وما خطته أنامل علمائها من تآليف ومصنفات‪ ..‬إضافة‬ ‫إلى اعتماد « تقنية المقابلة « للوقوف على آثار الفعل الثقافي والعلمي الذي قامت به هذه األسر في إطار المؤسسات‬ ‫التي أنشأتها أو ساهمت ودعمت وجودها وذلك عبر زيارات مباشرة التقيت خاللها بأفراد ينتمون لهذه األسر وقد أمدني‬ ‫معظمهم بمعلومات هامة وقيمة حول الموضوع‪.‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫مستشرقون أنصفوا العرب ‪:‬‬

‫االستشراق الروسي وخصوصياته‬

‫تقديم‬ ‫تعود صلة روسيا بالشرق اإلسالمي إلى عهود بعيدة‪ ،‬أي إلى العصر العباسي‪ ،‬حينما كان الرحالة المسلمون يرحلون‬ ‫إليها‪ .‬ولعل أشهر هؤالء هو أحمد بن فضالن (‪309‬هـ ‪921 -‬هـ) الذي رحل من بغداد يوم الخميس (‪ 11‬صفر ‪309‬هـ ‪21 /‬‬ ‫يونيو ‪921‬هـ) واستغرقت الرحلة أحد عشر شهرا في الذهاب‪ ،‬وتعتبر رحلته من أهم المراجع عن بالد الروس‪ ،‬ونقل عنها‬ ‫الجغرافيون والمؤرخون من العرب‪ ،‬كلما تحدثوا عن هذه البالد‪.‬‬ ‫وكانت أقطار من التراب الروسي خاضعة لدولة اإلسالم قديما‪ ،‬وتتباهى روسيا اليوم بإسهام رجال منها بنصيب‬ ‫في التراث اإلسالمي أمثال البيروني والفارابي وابن سينا واإلمام البخاري‪ .‬إذا فإن اهتمام الروس بالعرب يرجع إلى بداية‬ ‫الرحالت التجارية والبعثات الدينية األرثوذكسية إلى األماكن المقدسة في فلسطين‪ ،‬ووصف حجاج بيت المقدس رحالتهم‬ ‫إلى تلك األماكن‪ ،‬ومن أشهرهم رحلة األب (دانييل ‪1106‬م ‪1108 -‬م) وقد كتبها بالروسية ثم ترجمت إلى الفرنسية‪ .‬وكان‬ ‫اعتالء بطرس األكبر ( ‪1725 1672-‬م) عرش روسيا القيصرية نقطة تحول في التاريخ الروسي‪ ،‬فقد «حاول جهده إخراج‬ ‫البالد من أوضاعها المتردية‪ ،‬وتسريع عملية النمو والتطور واالنفتاح على العالم الخارجي وربط عالقات متوازنة مع الشرق‬ ‫والغرب‪ .‬فأرسل بعثات تعليمية في االتجاهين‪ .‬وطمع بتلك الموجهة نحو الشرق إلى محاولة تكوين أطر تكون قادرة على‬ ‫تسيير المدارس والمعاهد التي اعتزم إنشاءها واالهتمام بالمخطوطات وتحقيقها وباآلداب الشرقية وترجمتها‪ ،‬مما كان له‬ ‫انعكاس على حركة االستشراق الروسي»(‪.)1‬‬ ‫االستشراق الروسي في القرن ‪19‬م‪:‬‬ ‫ومع بداية القرن التاسع عشر بدأ االهتمام باللغات الشرقية واالستعانة مباشرة بأساتذة شرقيين أسهموا في تدريس‬ ‫اللغة العربية وتلقين قواعدها بكل إتقان‪ ،‬وشرح كل ما يتعلق بالشرق دينا وحضارة وشعبا وتاريخا‪ .‬وحذت روسيا حذو‬ ‫الغرب في األخذ باالستشراق بمعناه العلمي المتجدد‪ ،‬فأعدت له العدة بإرسال البعثات‪ ،‬وإحداث كراسي في جامعاتها تهتم‬ ‫بعلوم وآداب الشرق‪ ،‬وتأليف جمعية لخدمة االستشراق ثم أصدرت المجالت لترويج ما ينتجه مستشرقوها ومستعربوها في‬ ‫الناس‪ .‬وكانت جامعة (خاركوف) أول جامعة أدخلت تدريس اللغة العربية في نظامها التعليمي ثم تلتها جامعة (قازان) ثم‬ ‫جامعة (موسكو)‪ ،‬فجامعة (بطرسبورغ) التي أبحت فيما بعد جامعة لينينغراد‪ .‬وعكف المستشرقون على دراسة اللغة العربية‬ ‫وقواعدها‪ ،‬ونقلها وشرحها باللغة الروسية‪ ،‬فظهر أول كتاب يبحث فيها سنة ‪1827‬م وضعه المستشرق (أ‪.‬ف‪ .‬بولديريفا)‬ ‫تلته كتب عديدة في هذا المجال‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1871‬قام (د‪ .‬بوغوسالفسكي) بترجمة القرآن الكريم نقال عن النص العربي مباشرة‪ ،‬وهي أول ترجمة من‬ ‫هذا النوع‪ ،‬وقريبة من الترجمة التي قام بها عميد االستشراق الروسي (كرانشطوفسكي) وقد استعان بها في عمله على‬ ‫نطاق واسع حتى أن المقدمة التي كتبها لترجمته اعتمد فيها على نفس المقدمة للترجمة الخاصة (ببوغوسالفكسي)‪.‬‬ ‫مهاجرون عرب في خدمة االستشراق‪:‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن عددا من المهاجرين العرب لعبوا أيضا دورا ملموسا في وضع اللبنات األولى في أساس‬ ‫االستشراق الروسي‪ ،‬فقد درسوا وألفوا وكتبوا وساهموا مع مستشرقين روس في إنجاز عدد مهم من الدراسات نذكر منهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كاظم ميرزابك (‪1870 - 1802‬م) لبناني‪ - 2 .‬سليم نوفل (‪1902 - 1828‬م) لبناني‪ - 3 .‬جرجس مرقص (‪1846‬‬ ‫ ‪1912‬م) سوري‪ - 4 .‬أنطوان خشاب (‪1919 - 1874‬م) لبناني‪ - 5 .‬ميخائيل يوسف عطايا ( ‪1924 - 1825‬م) سوري‪.‬‬‫‪ - 6‬بندلي جوزي ( ‪1942 - 1871‬م) فلسطيني‪ - 7 .‬توفيق جبران قزما ( ‪ )1952 - 1882‬لبناني‪ - 8 .‬كلثوم نصر عودة‬ ‫فاسيليفا (‪1965 - 1892‬م) الناصرة (فلسطين) ويطلق عليها أم المستعربين الروس‪ ،‬وكانت تلميذة المستشرق الشهير‬ ‫(كراتشكوفسكي) ومساعدته‪ .‬وأستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة موسكو ومعهد العالقات الدولية‪ .‬وقد تركت مؤلفات‬ ‫عديدة وآثار قديمة‪ - 9 .‬الشيخ محمد عياد الطنطاوي (‪1861 - 1810‬م) مصري وهو شيخ أزهري الذي أصبح أستاذا للغة‬ ‫العربية في جامعة بطرسبورغ‪ ،‬واستطاع أن ينشأ جيال من المستشرقين‪ ،‬وغرس في قلوبهم حب اللغة العربية وإتقانها‬ ‫والتضلع في المسائل اإلسالمية واألفكار الشرقية المليئة بالعلم والحكمة‪ .‬ولعل أهم ما كتب عنه هو ما أنجزه المستشرق‬ ‫الكبير (كراتشكوفسكي) في كتاب حول سيرة حياته‪ .‬وقد ترجمته إلى العربية كلثوم نصر عوده فاسيلفا‪.‬‬ ‫وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ظهرت ظروف أنسب لعمل المستشرقين في روسيا وال سيما بعد فتح قسم‬ ‫اللغة الشرقية بجامعة بطرسبورغ عام ‪1855‬م وفرع تأريخ الشرق التابع للقسم نفسه عام ‪1863‬م‪ .‬وفي عام ‪1885‬م تحول‬ ‫المتحف األسيوي إلى أول مؤسسة اجتمع حولها جميع المستشرقين الروس وتحولت نشرتها الدورية إلى أول مجلة علمية‬ ‫لالستشراق تصدر باللغة الروسية كما استمر تطور المتحف األسيوي حتى بلغ عدد موجودات مكتبته لغاية ثورة أكتوبر أكثر‬ ‫من مائة ألف مجلد‪ .‬تقول الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها (تراثنا بين ماض وحاضر) «استطاعت روسيا منذ إنشاء المتحف‬ ‫األسيوي في بطرسبورغ سنة ‪1818‬م أن تدخل في السباق الدولي على مخطوطات تراثنا فتظفر بمئات األلوف من ذخائره‪،‬‬ ‫وقد بلغ رصيد معهد شعوب آسيا التابع ألكاديمية العلوم لالتحاد السوفياتي إثني عشر ألف مخطوط حتى سنة ‪1963‬م‪،‬‬ ‫بينها خمسة آالف مخطوط عربي إلى جانب سبعة آالف مخطوط عربي في مكتبات أخرى بلينينغراد‪ .‬وبلغ رصيد معهد‬ ‫االستشراق في طشقند ثمانين ألف مخطوط باللغة العربية واللغات الشرقية»‪ .‬ص‪.50 :‬‬ ‫االهتمام بالمخطوطات العربية‪:‬‬ ‫وقد اهتمت بتصنيف المخطوطات العربية في اإلمبراطورية الروسية ثم في االتحاد السوفياتي عدة مصنفات وأدلة‬ ‫آخرها‪ :‬دليل المخطوطات العربية لمعهد االستشراق التابع ألكاديمية العلوم باالتحاد السوفياتي‪ .‬صدر هذا الدليل سنة‬ ‫‪1986‬م عن دار النشر (ناؤوكا) في جزئين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬في ‪ 527‬صفحة مكون من ثالثة أقسام‪ ،‬يهتم القسم األول (وهو باللغة الروسية) بالتعريف اإلجمالي بمكتبة‬ ‫المعهد وتاريخ تكوينها‪.‬‬ ‫أما القسم الثاني فيستعرض محتويات المكتبة مصنفة إلى كمجموعات تتعلق باألصناف المعرفية‪ .‬والقسم الثالث‬ ‫يتعلق بعرض مختصر باللغة اإلنجليزية عن محتويات الدليل‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬يتكون من ‪ 336‬صفحة وهو كشاف لعناوين المؤلفات وأسماء المؤلفين(‪.)2‬‬ ‫الشغف بالشرق‪:‬‬ ‫وينبغي االنتباه بصدد دراسة التراث العربي اإلسالمي في االتحاد السوفياتي إلى أن ذلك ال يعني بالنسبة لهذا البلد‬ ‫نفس ما يعنيه بالنسبة ألروبا والعالم الغربي عموما‪ .‬فهو ليس تراثا (أجنبيا) تماما بالنسبة لالتحاد السوفياتي فهو أيضا‬ ‫في جوانب أساسية منه تراث كل رابع فرد من السكان السوفيات‪ .‬وجدير بالذكر أيضا أن الجدور األولى لالستشراق الروسي‬ ‫بدأت من نبتة أصيلة غير مقتبسة عن االستشراق الغربي‪ .‬فروسيا تعتبر شرقية المالمح اجتماعيا وثقافيا وحضاريا وخاصة‬ ‫القسم األسيوي منها‪ .‬وكما قال المستشرق الروسي (غيريز نيفيتش) «إن دراسة الحضارة العربية هي دراسة لتاريخنا» مجلة‬ ‫العربي‪ /‬عدد‪ 102 :‬ص‪.139 :‬‬ ‫إن هذا الشغف بالشرق هو الذي يفسر لنا وقائع بالغة الداللة وهي البيت الشعري العربي المنقوش على قبر أديب‬

‫‪15‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫روسيا الكبير (تورغينيف ‪1883 - 1818‬م)‪ ،‬واألشعار العربية التي اعتاد األديب الروسي البارز (غريبابدرف ‪1829 - 1975‬م)‬ ‫االستشهاد في كتاباته‪ ،‬وشخصية ناظر المدرسة النائية في رواية‪ ( :‬ن‪ .‬ليسكوف ‪1895 - 1831‬م)‪« ،‬ال ملجأ» والذي‬ ‫أمضى كل حياته في جمع المواد المتعلقة بتاريخ العباسيين‪ .‬وكيف ننسى الشاعر الكبير (بوشكين) المتيم بالشعر العربي‬ ‫واألساطير العربية‪ ،‬والذي أكد بأن العرب هم الذين علموا شعراء الغرب في العصر الوسيط «نشوى الحب ورقته‪ ،‬والذوق‬ ‫الرائع‪ ،‬والبيان الشرقي الجميل» مختارات ‪ /‬المجلد األول ‪ /‬ص‪.41 :‬‬ ‫وفي سنة ‪1918‬م وبعد ثورة أكتوبر االشتراكية دعا الكاتب الكبير مكسيم جوركي إلى إنشاء دار للنشر تتولى ترجمة‬ ‫اآلداب العالمية وباألخص آدب دول الشرق‪ ،‬بما في ذلك األدب العربي إلى اللغة الروسية‪ ،‬وبهذا يكون جوركي الرائد‬ ‫الحقيقي في مد جسور الصداقة بين الشعب السوفياتي والشعوب االخرى‪ ،‬بما فيها الشعب العربي‪.‬‬ ‫وكان األديب الكبير تولستوي (‪1915 - 1828‬م) أول أديب روسي يعقد صالت وروابط شخصية مع كتاب ومفكري‬ ‫البلدان األسيوية واإلفريقية والعربية (مصر) ومد بذلك جسرا حيا بين الثقافة الروسية وثقافة الشعوب الشرقية متأثرا‬ ‫بكتاب (ألف ليلية وليلة)‪.‬‬ ‫خصوصية االستشراق الروسي‪:‬‬ ‫وتميزت المدرسة السوفياتية عن المدرسة الغربية لالستشراق بنظرتها الجديدة للشرق وحضارته‪ ،‬واعتمادها على‬ ‫المنهج المادي ‪ -‬التاريخي في البحث العلمي‪ ،‬وللمرة األولى في تاريخ علم االستشراق بدأت دراسة حركات التحرر العربية‬ ‫وتاريخ نضالها ضد االستعمار الكولونيالي‪ ،‬وكذلك االهتمام بدراسة اقتصاد البلدات العربية‪.‬‬ ‫وهناك ميزة أخرى وهي أن أعمال عدد من أقطاب المدرسة االستشراقية الروسية ممن شرفوا العلم وشرفوا بلدهم‬ ‫بعلمهم الواسع وغزارة كتاباتهم التي تميزت بنزاهة عالية اعترف لهم بها الجميع‪ ،‬وكان لهم الفضل في التعريف بجزء مهم‬ ‫من تراثنا الحضاري العربي واإلسالمي في مختلف أنحاء المعمور نذكر بعضهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬رازين ‪ - 2‬جرجس ‪ - 3‬كريمسكي ‪ - 4‬بارتولد ‪ 5-‬كراتشكوفسكي وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ - 1‬رازين (‪1908 - 1849‬م) (روسي الجنسية من أصل فرنسي‪ ،‬الذي يعتبر المؤسس الرئيسي للمدرسة االستعرابية‬ ‫الروسية الجديدة‪ .‬وتهيئ أطر إستشراقية جديدة‪ .‬ويقيم بارتولد رازين «بأنه دخل تاريخ االستشراق الروسي كمستعرب‬ ‫المع واستاذ بارز وإداري وعالم يرتبط باسمه بحق ازدهار االستشراق الروسي في الربع األخير من القرن التاسع عشر» وقد‬ ‫أبدع فعال في مجال عمله‪ ،‬وكان له دوره الكبير في فهرسة وتصنيف ووصف المخطوطات العربية اإلسالمية وفي استخدامها‬ ‫كمصادر أصيلة لدراسة تاريخ أوربا الشرقية في العصر الوسيط بأسلوب ال يضاهيه فيه أحد كما يؤكد المعنيون بذلك‪.‬‬ ‫وكان على اتصال وثيق بالمستعربين األوربيين في زمانه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬جرجس (‪1887 - 1835‬م) روسي الجنسية ليتواني األصل فجهوده العلمية الكبيرة ونتائج أعماله في مجال‬ ‫التدريس (مؤسسا لالستعراب الحديث في روسيا)‪ .‬ألف كتابا عن (األدب واللغة العربية) اكتسب شهرة واسعة ليس في روسيا‬ ‫وحسب وإنما في أوساط المستشرقين في كل مكان كما قام بتأليف (تاريخ األدب العربي) بطرسبورغ ‪1873‬م وبترجمة‬ ‫(القوانين اإلسالمية) في عام ‪1882‬م‪ .‬إن هذين الكتابين كانا يعتبران من أهم المراجع الروسية في تاريخ االستعراب‬ ‫الروسي حتى الثلث األول من القرن العشرين‪ .‬اشتهر جرجس في تعريفه القارئ الروسي على كتاب (األغاني) لألصفهاني‪.‬‬ ‫وقام في عام ‪1887‬م بتحقيق وكتابة المقدمة للمخطوطة العربية التاريخية (أبو حنيفه الدينابري) أكسبه منهجه العلمي‬ ‫الرصيد شهرة واسعة‪( .‬مجلة الطريق ‪ /‬عدد‪ ،1981 5 :‬ص‪.)87 :‬‬ ‫‪ - 3‬كريمسكي‪1941 - 1871( :‬م) فهو أديب ومستشرق معروف‪ ،‬كان يجيد العديد من اللغات الشرقية وفي مقدمتها‬ ‫اللغة العربية الفصحى مع بعض لهجاتها‪ ،‬حيث عاش لسنوات في سوريا ولبنان‪ .‬مارس تدريس اللغة واألدب العربيين لمدة‬ ‫عشرين عاما‪ ،‬كما درس تاريخ الشعوب اإلسالمية وثقافتها‪ .‬من أشهر مؤلفاته (تاريخ اإلسالم) في ثالثة أجزاء‪ ،‬و (تاريخ العرب‬ ‫واألدب العربي الدنيوي والديني)‪ ،‬و (تاريخ األدب العربي الحديث) كما ترجم أشعارا عربية وفارسية وتركية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬بارتولد‪1930 - 1869( :‬م) ويعتبر من أبرز الشخصيات العلمية التي ظهرت بين الجيل الثاني من المستشرقين‬ ‫الروس والجيل األول من المستشرقين السوفيات‪ .‬عرف بثقافته الرفيعة والمتشبعة وبعقليته التخليلية‪ ،‬وبإجادته لعدد من‬ ‫اللغات الشرقية‪ ،‬بذل جهودا ملموسة إلقامة العديد من المؤسسات األكاديمية‪ ،‬وكان رئيسا لهيئة االستشراق التي أسست‬ ‫في (المتحف األسيوي) عام ‪1921‬م‪ ،‬كما أصدر عددا من المجالت اإلستشراقية مثل مجلتي (عالم اإلسالم) ‪1913 - 1912‬م‬ ‫و (العالم اإلسالمي) ‪1917‬م و (دورية هيئة االستشراق) ‪1930 - 1925‬م‪.‬‬ ‫ألف أكثر من أربعمائة دراسة علمية عن تاريخ شعوب الشرق وجغرافيتها وثقافتها ودياناتها معتمدا باألساس على‬ ‫المصادر الشرقية األصيلة وفي مقدمتها العربية ‪ -‬اإلسالمية‪ .‬وفي سنة ‪1963‬م طبعت مؤلفاته في ‪ 9‬مجلدات ضخمة (‪.)3‬‬ ‫وحسب الباحث (سهيل فرح) المتخصص في االستشراق الروسي أن أهم الدراسات اإلسالمية برأينا كتبها األكاديمي‬ ‫بارتولد‪ .‬فبعد توقف وقلب هذا المستشرق الكبير عن اإلبداع‪ ...‬لم تشهد الدراسات الفلسفية السوفياتية أبحاثا من مستوى‬ ‫عال من األهمية(‪.)4‬‬ ‫كما أهتم اهتماما كبيرا بدراسة المصادر والمراجع العربية التي لها عالقة مباشرة بتاريخ االتحاد السوفياتي‪ ،‬فقد وضع‬ ‫خطته المفضلة لبحث ونشر مجموعة كاملة من هذه المراجع باللغة العربية‪ .‬قال عنه الباحث سهيا فرح‪« :‬يعتبر هذا العالم‬ ‫الكبير عن حق الركن األساسي لالستشراق الروسي والسوفياتي معا فلقد أعطى للتراث العربي عصارة تفكيره وتجربته‬ ‫العلمية‪ ،‬واستطاع أن يكتب دراسات وأبحاثا‪ ،‬وأن يحقق المخطوطات ما يعجز عنه معهد علمي كامل‪.‬‬ ‫ويستحق منا نحن العرب كل احترام وتقدير فلقد ساهمت كتاباته في تشكيل الوعي األدبي والتاريخي والعلمي لدى‬ ‫مجموعة كبرى من المثقفين والباحثين العرب‪ .‬وهو الذي ساهم أيضا في ترسيخ مكانة االستشراق والثقافة العربية في‬ ‫العلم السوفياتي المعاصر كما أن أثره كان واضحا في كل الكتابات الجدية حول الشرق العربي في الثالثينيات واألربعينات‬ ‫من القرن العشرين»(‪.)5‬‬ ‫كان عالما متواضعا‪ ،‬ناجحا‪ ،‬عاش للعلم وخلده التاريخ ضمن العظماء‪ ،‬أوصى أن يزينوا شاهد قبره بهذا المقطع من‬ ‫شعر أبي العتاهية‪:‬‬ ‫«الموت باب وكل الناس داخله»‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ انظر عبد الرحيم الوهابي‪ -‬الملحق الثقافي لجريدة (الميثاق) عدد‪10/10/1994 :‬م ص‪.6 :‬‬ ‫‪ 2‬ـ قام بعرض هذا الدليل الدكتور عبد اللطيف الشاذلي‪ .‬دراسات في تاريخ المغرب‪ .‬العدد‪1990 .7 :‬م‪ .‬جامعة الحسن الثاني‪.‬‬ ‫الدار البيضاء‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ انظر مجلة آفاق عربية‪ .‬عدد‪1981 - 2 :‬م‪ ،‬ص‪ .41 - 26 :‬من تاريخ االستشراق الروسي‪ .‬د كمال مظهر أحمد‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ مجلة الفكر العربي المعاصر‪ :‬عدد ‪1982 / 22 - 21 - 20‬م ص‪102 :‬‬ ‫‪ 5‬ـ مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98 - 97 :‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫‪ZOOM‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫محطات تتفاعـل من خاللها جريدة «الشمال» مع األحداث والوقائع‬ ‫المستجدة بالمجتمع المغربي‪ ،‬تحرص فيها على عرض وجهات نظر‬ ‫مختلف المرجعيات والتعبيرات السياسية المكونة للنسيج المغربي‪.‬‬

‫حوار مع الفاعل الجمعوي بكطالونيا‬ ‫ورئيس جمعية إكسيت‬

‫ياسر سعدون‬

‫«هدفنا في جمعية إكسيت هو ضمان اندماج‬ ‫سلس للمهاجر في المجتمع الكطالني»‬ ‫ياسر سعدون‪ ،‬إطار مغربي متعدد االهتمامات بديار الغربة‪،‬من مواليد القصر الكبير‪،‬اختار االستقرار بكطالونيا منذ ما يزيد‬ ‫عن عشرين سنة وبالضبط بخيرونة‪،..‬يسجل حضوره بقوة في المجتمع المدني الكطالني من خالل أنشطة متنوعة جمعوية‬ ‫ونقابية وفنية‪،‬هو خريج جامعة خيرونة وحاصل على مجموعة من الشهادات ضمن تخصصات متنوعة تتعلق باالندماج والتنمية‬ ‫البشرية المستدامة والتعاون الدولي وشؤون الهجرة‪،‬هو أيضا عضو مسؤول في المكتب التنفيذي لنقابة اللجن العمالية‬ ‫بخيرونة ومتفرغ نقابي ومسؤول على شؤون الهجرة بها‪.‬وباإلضافة لهذا له نشاط فني ضمن فرقة الفاليرا الفلكلورية‬ ‫بخيرونة‪....‬اغتنمت الشمال تواجده بالمغرب وأجرت معه حوارا بصفته رئيسا لجمعية إكسيت‪.‬فكان الحوار التالي ‪:‬‬ ‫• ماذا عن جمعية إكسيت التي تترأسون مكتبها اإلداري؟‬ ‫•• تأسست جمعية إكسيت منذ ‪ 8‬سنوات‪،،‬وإكسيت هي باللغة‬ ‫الكطالنية وتعني التشارك والتالقح الثقافــي ‪ ،‬هي جمعية نشيطة ولدت‬ ‫برغبة مشتركة لمهاجرين مغاربة وإسبان من كطالونيا أبناء مدينة‬ ‫جيرونة ‪.‬‬ ‫وهي جمعية حداثية‪ ،‬متفتحة على جميع الثقافــات التي يزخر بها‬ ‫المجتمع اإلسباني‪ ،‬ونعتمد كأعضاء في تكويننا الداخلي على فلسفة‬ ‫التربية الشعبية لفرايري‪ ،‬فنحن جمعية فرايرية وفية للمنهج التربوي‬ ‫الفلسفي لباولو فرايري التحرري واإلنساني واألممي الذي يجعل من‬ ‫المشاركة عامل أساسي للنجاح ويجعل من التربية وسيلة مهمة لتحويل‬ ‫المجتمعات والقضاء على الفوارق‪ ...‬الجمعية تهتم بقضايا اإلنسان‬ ‫بامتياز‪..،‬بحيث جاءت هذه المبادرة بمنهاج تحرري مخالف لبعض الجمعيات‬ ‫التقليدية بكطالونيا ‪،‬نعتقد أن العقائد ال تؤثر في انتماءاتنا االجتماعية‬ ‫سواء كمهاجرين أو أبناء البلدان المستقبلة‪..‬بهذا المنظور استطاعت‬ ‫الجمعية أن تواجه كل خطابات الكراهية الموجهة ضد المهاجرين بصفة‬ ‫عامة والمغاربة بالخصوص‪ .‬ومصدر هذه الخطاباات هو اليمين المتطرف‬ ‫العنصري ومن يدور في فلكه‪ .‬هدف الجمعية أيضا حماية أبناء الجالية من‬ ‫آفة التطرف الديني الذي بدأ يظهر في أوربا ‪.‬‬ ‫• هل ممكن أن تحدثوننا على األنشطــة التي تقـوم بهــا‬ ‫الجمعية من أجل بلورة أهدافها عمليا؟‬ ‫•• تقوم جمعية إكسيت بأنشطة متعددة تستهدف الجالية المغربية‬ ‫والجاليات األخرى‪ .‬وإعطاء فرص لترسيخ التعايش الجميل الذي يتميز به‬ ‫المجتمع الكطالني ‪.‬ورغم االعتمادات المادية القليلة وفي بعض األحيان‬ ‫المنعدمة‪،‬استطاعت الجمعية بفضل شبابها وأطرها المختلطة تأسيس‬ ‫اتجاه جديد للعمل الجمعوي بالمهجر وخصوصا في كطالونيا وذلك من‬ ‫أجل خلق محور ثقافي مشترك يجسد صور التالقح الثقافي الذي نطمح‬ ‫إليه‪....‬كما أننا نحــاول كسر المفهــوم السائد‬ ‫للتعاون الدولي وتخليصه من مفهومه التقليدي‬ ‫المتمثل في التعاون المادي المحض من الشمال‬ ‫إلى الجنوب‪ ،‬إن التعاون الذي ننشده هو تعاون‬ ‫يساوي بين الطرفين‪.‬وقد يفيد الجنوب الشمال‬ ‫في الكثير من المجاالت‪.‬‬ ‫مند أكثر من عشر سنوات وجمعيتنا تشتغل‬ ‫في حقل التعاون التربوي والذي نعطيه قيمة أكبر‬ ‫في كل أنشطتنا المشتركة‪،‬حيت تنظم الجمعية‬ ‫باشراك نقابة اللجان العمالية الكبرى ‪،‬دورات‬ ‫تكوينية لألساتذة عن طريق تبادل الخبرات بين‬ ‫مدينة جيرونة و شفشاون‪ ،‬هذه الدورات وتبادل‬ ‫الزيارات التكوينة وصلت اآلن للدورة التاسعة ‪،‬‬ ‫فبالنسبة ألسرة التعليم بالمغرب تستفيد من‬ ‫هذه المبادرة لتطويـــر قدراتها البيداغوجية‪،‬‬ ‫كما تكــون للكطالنييــن فرصة للوقـوف على‬ ‫تجربة النظام التعليمي المغربي‪ ،‬وهذه المسألة‬ ‫تساعدهم في التعامـــل مع أطفال الجاليـــة في‬ ‫المدرسة الكطالنية‪.‬‬ ‫من جهـــة أخــرى‪ ،‬دعمــت الجمعيــة النقـــل‬ ‫المدرسي في قرى شفشاون ‪ ،‬حيت وفرت حافالت‬ ‫لنقل األطفال المتمدرسين في جماعة باب تازة‪،‬‬ ‫وجماعة سوق الحد الغدير و جماعة بني دركول‪ ،‬و انخرطت الجمعية في حمالت تضامنية لهذه الغاية في‬ ‫كطالونيا شملت البلديات المانحة وشركات النقل ‪ ،‬كل هذه المشاريع تحققت باإلرادة واإلصرارلكن في غياب‬ ‫دعم مغربي رسمي سواء من وزارة الجالية أوالتمثيليات المغربية الرسمية بالخارج ‪.‬‬ ‫حققنا أيضا مجموعة من اإلنجازات بفضل شراكة مع المجتمع المدني الكطالني و النقابي و الجمعوي‪،‬‬

‫حيت توفر نقابة اللجان العمالية مثال الدعم في كل االستشارات‬ ‫القانونية المتعلقة بالهجرة بطريقة مجانية ‪ ،‬كما تقوم إكسيت بتشجيع‬ ‫االنخراط النقابي والتأطير العمالي أيضا لمحاربة ظاهرة استغالل العمال‬ ‫األجانب ‪،‬حيت نقوم بمشروع ديناميكي جماعي تعبوي تحسيسي باقليم‬ ‫خيرونة عبر ثالثة محاور في الشركة‪ ،‬والمدرسة‪ ،‬وفي الحي وهذا مشروع‬ ‫آخر نقوم به بدعم من الحكومة الكطالنية المكلفة بالهجرة و غياب‬ ‫تام للجهات الرسمية المغربية‪ ،،‬هذا المشروع قام بتعبئة خمسة أفواج‬ ‫من الجالية المغربية لمعرفة حقوقهم العمالية‪ ،‬و كيفية الدفاع عن‬ ‫كرامتهم و شرح مفصل لقانون الشغل اإلسباني وقانون الهجرة‪ ،‬كما‬ ‫تمت تعبئة المدرسة في يوم واحد ضد العنصرية وتقريب الجالية عبر‬ ‫إحياء يوم ثقافي للمغرب ‪ ،‬بحيت شاركت إكسيت بمتطوعيها في تعبئة‬ ‫‪ 16‬مدرسة في يوم واحد‪ ،‬بمشاركة ضيوفها اساتذة شفشاون الذين‬ ‫تركوا صدى طيبا بكطالونيا وكان التحامهم مع الجالية أكثر من رائع‬ ‫‪،‬حيت تعاطى اإلعالم اإلسباني بطريقة فريدة مع هده التجربة التعبوية‪،‬‬ ‫وفي الشق الثالث مشروع«الحي» الذي نشتغل من خالله على تقريب‬ ‫الثقافات وخلق مجاالت مشتركة‪.‬‬

‫• تنظمون في الجمعية رحالت سوسيو ثقافية ‪..‬ماذا يمكن‬ ‫أن تقولوا لنا عن هذه التجربة ؟‬ ‫•• للجمعية مشروع ثقافي يستهدف المغرب من خالل تنظبم رحالت‬ ‫سوسيوتقافية‪ ،‬حيت شارك المئات من األطر اإلسبانية في هذه الرحالت‬ ‫السنوية إلى المغرب‪ ،‬وبالخصوص مدينة شفشاون‪ ،‬والهدف من هذه‬ ‫الرحالت هو التعريف بثقافة وحضارة المغرب‪ ،‬وتقوم هذه الرحالت‬ ‫بإشراك الجمعيات النشيطة و التعاونيات بالمدينة والقرى لتقديم‬ ‫تجاربهم ومشاريعهم للوفود‪ ،‬حيت تنظم الجمعية أوراشا تطوعية‬ ‫مشتركة‪ ،‬وزيارات للتعريف بتراثنا الموريسكي الجميل‪ ،‬وإلقاء الضوء على‬ ‫التجارب الجمعوية الناجحة والمبادرات الجميلة‪ ،‬كما تحظى هده التجربة‬ ‫بدعـــم معنوي من المجلس البلدي والمجلس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬وجماعات قروية مثل باب‬ ‫تازة ولغدير‪ ،‬كما حظينا باستقبال من البرلمان‬ ‫المغربي خالل السنة الفارطة‪.‬‬

‫• ماهي مكانــة جمعية إكسيت ضمن‬ ‫النسيج الجمعوي الكطالني ؟‬ ‫•• منذ أكثر من شهر تم اختيار جمعيتنا من‬ ‫بين ‪26‬جمعية من أصول مختلفة من طرف‬ ‫وزارة الهجرة الكطالنية ووزارة التعاون الخارجي‬ ‫للمشاركــة في طاولــة جديدة لدفــع وتنظيم‬ ‫المهاجرين وتكوينهم للقيام بمشاريع تنموية‬ ‫وتضامنية مع البلـــد األصلي من أجل تسهيل‬ ‫االندماج‪ ،‬حيت كان حضورنـــا بــارزا في هذه‬ ‫التنسيقية وبدأنا في المرحلة األولى التكوينية‬ ‫لنمر الى التنفيد قريبا‪ ،‬فهذه المبادرة تجعل من‬ ‫المهاجرين وسيطين وديبلوماسيين حقيقيين‪.‬‬ ‫لقد أصبحنا نسجـل حضورنا بقوة في النسيج‬ ‫الجمعوي بكطالونيا ونجحنا في تأسيـــس فرع‬ ‫في شفشاون ليشتغل على البرامج التربوية‬ ‫والثقافية‪ ،‬كما أسسنا فرعا في فالينسيا و طراكونا‬ ‫وبرشلونة‪.‬‬

‫كلمة اخيرة ‪:‬‬ ‫أشكر جريدة الشمال التي منحتني هذه الفرصة بالتعريف بجمعية إكسيت واهتماماتها وأهدافها‪،‬وأتمنى‬ ‫من خالل منبركم أن يعمل المسؤولون المغاربة أينما كانوا في دعم عمل جمعيتنا وباقي الجمعيات الهادفة‬ ‫خدمة للصورة اإليجابية للمغرب والتي نسعى لترسيخها‪..‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫‪17‬‬

‫األنشطة القطاعية ‪ /‬مغرب ‪2020‬‬

‫‪ 2‬ـ الفالحة‬

‫• بقلم ‪ :‬الدكتور عبد الحق بخـات‬

‫خطة المغرب األخضر بين اإلنجازات والتحديات‬

‫الزراعة قطاع اقتصادي مهم جدا في المغرب‪ .‬يولد حوالي ‪ ٪ 14‬من الناتج المحلي اإلجمالي ‪ ،‬ولكن مع اختالفات كبيرة (‪ 11‬إلى ‪ )٪ 18‬حسب التغيرات المناخية‪ .‬وهو ما يرهن االقتصاد‬ ‫بأسره‪ :‬يرتبط معدل النمو في البالد بقوة بمعدالت اإلنتاج الزراعي‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬ال تزال الزراعة هي المزود الرئيسي للوظائف في البالد ‪ ،‬متقدما بفارق كبير عن القطاعات االقتصادية‬ ‫األخرى ‪ ،‬مع العلم أن ‪ ٪ 40‬من السكان النشطين يعيشون من األنشطة الزراعية‪.‬‬ ‫تتألف أهم الخضروات في الدولة من الحبوب (القمح والشعير) والفواكه الحمضية (البرتقال والكليمنتين) والزيتون والفواكه األخرى (اللوز والتفاح والمشمش ‪ )...‬والمزروعات السكرية‬ ‫والمحاصيل النباتية بما في ذلك البطاطا والطماطم‪.‬‬ ‫الثروة الحيوانية (األغنام والماعز والماشية واإلبل والدواجن) هي أيضا عنصر مهم في القطاع الزراعي المغربي‪.‬‬ ‫تقدر المساحة الزراعية المنتجة (‪ )UAA‬بـ ‪ 8،700،000‬هكتار ‪ ،‬والتي تمثل فقط ‪ 12.25٪‬من إجمالي مساحة البالد ‪ ،‬مقابل ‪ 20‬مليون هكتار غير منتجة للغاية ‪ ،‬ولكنها تلعب دورًا‬ ‫مهمًا في غذاء قطعان الماشية‪.‬‬ ‫تتميز الزراعة المغربية بتنوع هياكلها االستثمارية‪ ،‬بما في ذلك المزارع الصغيرة وفئة من المزارع متوسطة الحجم الموجهة نحو االستهالك الذاتي والسوق المحلية‪ .‬وفيما يبدو أن‬ ‫وزنهما االقتصادي ضعيف‪ ،‬بينما وقعها االجتماعي هام للغاية‪ .‬ثم هناك المزارع الشاسعة‪ ،‬والشاسعة جدا‪ ،‬ولو بأعداد محدودة تشغل جزءاً كبيراً من المساحات الزراعية ‪ ،‬وتتمتع بإمكانات‬ ‫أكبر بكثير وقدرة على تطبيق التقنيات المتقدمة وتلبية متطلبات األسواق األجنبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قضية المياه أمر حاسم لتنمية الزراعة في البالد‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬توجهت المملكة في وقت مبكر جدًا نحو إنشاء سدود كبيرة وأعمال هيدروليكية صغيرة توفر‬ ‫محيطا مرويًا يمثِّل ‪1.1‬‬ ‫مليون هكتار وتساهم ‪ ،‬بطريقة غزيرة في اإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫تبقى قضية مناطق الزراعة البورية ‪ ،‬والتي ال تزال تشكل ‪ ٪ 83‬من إجمالي المساحة الزراعية بالمغرب‪ ،‬وهي أقل إنتاجية بكثير بسبب تأثرها الشديد خالل سنوات الجفاف وعوامل أخرى‬ ‫مثل النمو والتركيبة السكانية المتسارعة التي تزيد من االستهالك وتزيد من معدل البطالة؛ فضال عن سوء السياسات المؤسسية والحكومية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لهذا السبب ‪ ،‬على الرغم من مزاياها التي ال يمكن إنكارها ‪ ،‬ظلت الزراعة ‪ ،‬حتى وقت قريب ‪ ،‬قطاعًا‬ ‫متخلفا يحتاج إلى استراتيجية جديدة ‪ ،‬وبالتالي تنفيذ «خطة المغرب األخضر (‪.»)PMV‬‬

‫يجب علينا أو ًال أن نكون مقتنعين بأن االستراتيجية الزراعية الجديدة للمغرب ‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫خطة االنتعاش المتوخاة ‪ ،‬ال يمكن بأي حال من األحوال أن تنجح في تحقيق أهدافها ‪ ،‬خصوصا إذا كانت‬ ‫النماذج الحالية إلدارة القطاع الزراعي ‪ ،‬على المستويين المركزي والجهوي ‪ ،‬ال تتمتع ببعد جهوي حقيقي‬ ‫يسمح بالتنمية الزراعية من قبل الجهات الفاعلة المهنية والجهوية‪ .‬إن نموذج التدبير المطلوب ينبغي‬ ‫أن يكون قائما على مبادئ الفعالية والكفاءة والمساءلة ‪ ،‬وعلى توطيد العالقة بين الدولة وخدماتها‬ ‫الالمركزية والجهات الفاعلة‪ .‬من أجل تنمية زراعية وقروية متوازنة ومستدامة‪.‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن القطاع الزراعي والقروي يحتل مكانة اقتصادية واجتماعية مهمة‬ ‫في المغرب ‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل سكان القرى الذين يشكلون نصف إجمالي سكان البالد‪ ،‬حيث يمثل‬ ‫العمل المباشر في الزراعة ‪ ٪ 80‬من العمالة القروية‪.‬‬ ‫تنبع أهمية القطـاع الزراعـي من الجهـود التي لم تتوقــف الدولة عن االضطالع بها منذ االستقالل ‪،‬‬ ‫والتي تتراوح بين عمليات الحرث وسياسة السدود والتنميــة المائيـة الزراعية وتعزيز اإلنتاج المحصولي‬ ‫والحيواني‪ ،‬ومن اإلشـــراف على المزارعين إلى برامج التنمية القروية المتكاملة التي تهدف إلى مكافحة‬ ‫الفقر‪.‬‬ ‫من المؤكد أن هذه الجهود أدت إلى مزايا كبيرة ‪ ،‬لكننا نعرف أنه حتى اآلن ‪ ،‬لم تثبت نماذج تدخل‬ ‫الدولة إال رؤية فقيرة التنمية الزراعية‪.‬‬ ‫عــالوة على ذلك‪ ،‬فــإن أحــد االستنتاجات الرئيسيـــة للدراســـة المرتقبة بشأن الزراعة لعام ‪، 2030‬‬ ‫والتي أجريت تحت قيادة المفوضية العليا للتخطيط (‪ ، )HCP‬تشير إلى أن «السياسات الزراعيـة المتعاقبــة‬ ‫خالل الخمسين سنة الماضية ‪ ،‬حتى وإن حققت تقدماً ال يمكن إنكاره ‪ ،‬فإنها لم تتمكن من تناول التنمية‬ ‫الزراعية بكاملها وفي تنوعها‪ ،‬وفي عالقتها األساسية بالتنمية القروية وباالستدامة‪.‬‬ ‫بل وظلت تجريدية ولم تتمكن من معالجة رأس المال البشري‪ ،‬أو تعبئة العوامل‪ ،‬أو دعم مبادراتها‬ ‫بشكل فعال»‪.‬‬ ‫واليوم ‪ ،‬فإن المغرب مدعو إلى مراجعة استراتيجيته الزراعية بهدف رفع مستوى المهام وإعادة‬ ‫هيكلتها وإعادة تحديدها‪.‬من هذا المنظور ‪ ،‬تم إطالق «خطة المغرب األخضر» (‪ )PMV‬في عام ‪، 2008‬‬ ‫لجعل الزراعة محرك النمو الرئيسي لالقتصاد الوطني خالل السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة‪.‬‬ ‫هذا له نتائج كبيرة من حيث نمو الناتج المحلي اإلجمالي ‪ ،‬وخلق فرص العمل ‪ ،‬والصادرات ومكافحة الفقر‪.‬‬ ‫تخبرنا الحصيلة األولية أنه منذ إطالقه ‪ ،‬أتاح ‪ PMV‬توفير ‪ 48‬مليون يوم عمل إضافي ‪ ،‬أو أكثر من‬ ‫‪ 250،000‬إلى ‪ 300،000‬وظيفة بدوام كامل‪.‬‬

‫من حيث االستثمارات ‪ ،‬فإن أهداف المرحلة األولى من عشر سنوات من ‪ PMV‬هي على الطريق‬ ‫الصحيح للوصول إلى عام ‪ 2020‬مع ‪ ٪ 86‬من اإلنجازات‪.‬‬ ‫وهكذا ‪ ،‬نشأ ‪ 876‬مشروعًا بغالف مالي قيمته ‪ 35‬مليار درهم‪ .‬وقد أقيمت على مساحة إجمالية قدرها‬ ‫‪ 266،600‬هكتار ‪ ،‬أو ‪ ٪ 65‬من الهدف المحدد لعام ‪.2020‬‬ ‫من حيث الزراعة الشاملة ‪ ،‬تم تسليم ‪ 813‬مشروعًا من أجل استثمار ‪ 18‬مليار درهم لصالح ‪667‬‬ ‫‪ 657‬مستفيدًا ‪ ،‬أو ‪ ٪ 86‬من هدف ‪.2020‬‬ ‫في نهاية شهر أكتوبر عام ‪ ، 2018‬تم بناء ‪ 241‬وحدة استصالح وكانت المزارع المعنية بأكثر من‬ ‫‪ 270000‬هكتار ‪ ٪ 60 ،‬منها كانت من الزيتون ‪ ،‬و‪ ٪ 14‬من اللوز ‪ ،‬و‪ ٪ 16‬من الصبار‪.‬‬ ‫بهدف تحسين الظروف المعيشية للمزارعين ‪ ،‬بذلت جهود أيضا في عنصر التنمية القروية ‪ ،‬الذي‬ ‫يعد أحد األهداف الرئيسية لبرنامج ‪ .PMV‬وهو أساسًا تنفيذ‪ ،‬منذ عام ‪ ،2017‬لبرنامج للحد من التباينات‬ ‫االترابية واالجتماعية (‪ ، )PRDTS‬والذي يهدف إلى تنفيذ مشاريع االنفتاح والتعليم الوطني والصحة‬ ‫وإمدادات مياه الشرب‪ .‬والكهربة القروية‪.‬‬ ‫إذا بدا أن هذا التقييم األولي فعال ‪ ،‬فإن مفاتيـــح النجاح في المرحلة الثانية من هذه الخطـــة‬ ‫ستضطر بالضرورة إلى وضع قائمة جرد محدثة للقطاع الزراعي من خالل دراسة القطاعات المختلفة‬ ‫ومختلف الجهــات الفاعلــة حسب بيئتها ومصالحها واستراتيجياتها والمجاالت الشاملة التي تحـــدد تطور‬ ‫القطاعـــات‪ ،‬وهي‪ :‬سياسات المياه واألراضي والدعم؛ التشاور مع جميع أصحاب المصلحة لتطوير الرؤية‬ ‫االستراتيجية للقطاع‪ ،‬مع مراعاة معايير التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬بهدف االرتقاء بالقطاع الزراعي‬ ‫إلى المرتبة األولى في االقتصاد الوطني ؛ تشجيع االستثمار الخاص ‪ ،‬مصحوبة إذا لزم األمر بالمساعدة‬ ‫العمومية ؛ دعم الزراعة الصغيرة ‪ ،‬من خالل تحسين دخل أكثر المزارعين هشاشة ‪ ،‬وخاصة في المناطق‬ ‫المعزولة ؛ تطوير نظام للتنفيذ والتعبئة بنا ًء على اقتراح لخريطة طريق لتنفيذ االستراتيجية ‪ ،‬بالتشاور‬ ‫مع جميع أصحاب المصلحة ؛ وضع خطة عمل توضح األولويات واإلصالحات التي يتعين االضطالع بها‬ ‫على أساس دراسات مجدية تحدد‪ :‬المواعيد النهائية والمسؤوليات والتنظيم والموارد المالية الالزمة‬ ‫للتنفيذ والموارد البشرية‪ ،‬إقناع القطاع الزراعي بديناميكية التطور المتناغم والمتوازن والتطوري الذي‬ ‫يراعي خصائصه ؛ االستفادة القصوى من اإلمكانات ؛ مواجهة تحديات جديدة مع الحفاظ على التوازنات‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫تقدم السنة المالية ‪ 2020‬نفسها على أنها سنة محورية بين الجزء األول والمرحلة الثانية من خطة‬ ‫المغرب األخضر‪ .‬دعونا نأمل أن تكون النتائج على مستوى التطلعات ‪...‬‬


‫العدد ‪1028‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫أين المفهوم الجديد للسلطة التي نادى بها جاللة‬ ‫الملك المفدى محمد السادس (في سنة ‪ )1999‬وأين‬ ‫الوطنيون األفذاذ كما كانوا بالقصر الكبير‪ّ :‬؟!‬ ‫والزيارة الملكية المرتقبة بها‪...‬‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬ ‫قبل أن أشير إلى ما ذكره بتعليماته الصارمة والواقية‬ ‫وتنبيهاته الخالقة والمحذرة لرجال السلطة جاللة الملك‬ ‫المفدى والمحبوب محمد السادس بالمفهوم الجديد‬ ‫للسلطة سنة ‪ 1999‬بالدار البيضاء المدينة الصناعية‬ ‫الكبرى والوطنية الخالقة والوفية برجاالتها األفذاد أمام‬ ‫الحكومة المغربية آنذاك وكبار الدولة للملكة المغربية‬ ‫العتيدة‪...‬‬ ‫أشير بدأ إلى ما آلت إليه مدينة القصر الكبير الوطنية‬ ‫الغراء برجاالتها ووطنييها آنذاك األفذاد التواقة منذ‬ ‫سنوات عديدة إلى التقدم لألفضل والتغيير الذي ينشده‬ ‫عاهلنا المحبوب ورجاالت وأبناء وبنات ونساء هاته المدينة‬ ‫اليتيمة اآلن‪...‬‬ ‫البد من التذكير أن المجلس الجماعي السابق خاب‬ ‫في العمل على إصالحات بها كما يجب‪ ،‬بل كان ال يصلح‬ ‫بعض الشوارع التي يكون بعض سكانها ال يصوتون‬ ‫على جل أعضائه في االنتخابات السابقة أو ليس من‬ ‫جهة حزبهم وغير ذلك‪ ،‬والمجلس الحالي يسير كذلك‬ ‫على هديه أحيانا‪ ،‬المقربين من أعضائه في االنتخابات‬ ‫ييسر إصالح شوارعهم أما الذين ليس من جهتهم أوال‬ ‫يصوتون عليهم فيتركون شوارعهم بدون ترصيف أو‬ ‫إصالح أو اهتمام‪ ،‬ويختارون ترصيف الشوارع ذات الناخبين‬ ‫العديدين لجهتهم‪ ،‬هل هذا عدل أم ماذا‪ ،‬الميزانيات لهذا‬ ‫تأتي لسكان هاته المدينة جمعاء‪ ،‬إذ مثل المجلس السابق‬ ‫ينتقون إصالح الشوارع وترصيفها للسكان الذين يتفقون‬ ‫مع خطواتهم كيفما كانت‪ ،‬كأن أموال الضرائب للسكان‬ ‫اآلخرين تذهب سدى دون نتيجة على الجميع‪ ،‬ويلزم أن‬ ‫ال تبقى المحاباة وال زبونية وال يعمل اآلن مثل ما فعل‬ ‫المجلس السابق‪ ،‬ويعمل المجلس الجماعي الحالي على‬ ‫إصالح وترصيف‪ ،‬األحياء العديدة التي تركها بدون ترصيف‬ ‫منذ مدة طويلة كسابقه مثل األحياء التالية‪ :‬بحي أطاع‬ ‫اهلل حي المسيرة الخضراء في زنقة ‪ 7‬وحيدة بها مجموعة‬ ‫د والذي يمر منه الكثير من الناس والتالميذ والتلميذات‬ ‫المتوجهين للثانويتان اإلعداديتان أبي المحاسن والمهدي‬ ‫بن بركة وهي الزنقة الوحيدة المتروكة في هذا الحي دون‬ ‫ترصيفها بالزفت والكدرون منذ المجلس السابق والحالي‬ ‫وإلى اآلن ولم ترصف كالشوارع األخرى هل عمدا أم ماذا؟!‬ ‫وتجزئة الساللين لم ترصف وتصلح منذ مدة طويلة‪،‬‬ ‫زقق حي البساتين ـ تجزئة الشعبي‪ ،‬تجزئة الشاوي بحي‬ ‫األندلس ـ الطريق الرابطة بين أوالد حميد والمريصة‬ ‫مملؤة بالحفر ولم تصلح منذ مدة طويلة‪ ،‬الطريق المؤدي‬ ‫إلى ثانوية الراشدي غير مصلوحة (ومحفورة بدون تجهيز‬ ‫منذ سنة ونصف تقريبا‪ ،‬وال يمكن أن تمر منها السيارات‪،‬‬ ‫وقد كتبت عنها جريدة “العلم” العزيزة والغراء إلصالحها‬ ‫سريعا‪ ،‬دون جدوى تذكر)‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أنه منـــذ مدة ونحـن نقرأ في بعض‬ ‫الصحف المغربية أن مدينة القصر الكبير قبل انتخابات‬ ‫سنة ‪ 2021‬ستصبح عمالة بها‪ ،‬ونحن قد أصبحنا في سنة‬ ‫‪ ،2020‬وال زلنا ننتظر وخاصة وأن هذه المدينة اليتيمة‬ ‫يتطلع سكانها وساكناتها منذ سنوات وسنوات إلى هذا‬ ‫العمل الهام لتقريب المواطنين والمواطنات من اإلدارات‬ ‫اإلقليمية ألن سكانها ودائرتها أكثر عددا من سكان مدينة‬ ‫العرائش‪ ،‬حيث يبلغ تعداد ساكنتها ما يقرب من ‪ 300‬ألف‬ ‫ساكنة‪ ،‬وهي أكثر كثافة من كثير من المدن المغربية التي‬ ‫أصبحت بها عماالت منذ سنوات عديدة‪ ،‬كما أن أملي وأمل‬ ‫سكانها يترقبون بفارغ الصبر والمتمنيات أن ينعم جاللة‬ ‫الملك المفدى محمد السادس أطال اهلل عمره بزيارة ملكية‬ ‫سامية لهاته المدينة المنسية‪ ،‬ويتطلع سكانها بشوق‬ ‫كبير إلى تلك الزيارة الملكية التي سوف تربط الماضي‬ ‫بالحاضر والمستقبل‪ ،‬والتي ستكون بإذن اهلل فاتحة خير‬ ‫ويمن وبركة على سكان هذه المدينة التاريخية األصيلة‬ ‫المجاهدة التي حملت عبر التاريخ لواء الفداء والجهاد‬ ‫والتضحية الغالية والوفاء للعرش العلوي المجيد‪ ،‬فزيارة‬ ‫جاللة الملك المحبوب محمد السادس حامينا وموحدنا‬ ‫للقصر الكبير‪ ،‬كما أشار إلى ذلك في اجتماع بمقاطعة‬ ‫حي السالم (المرينة) عامل سابق‪ ،‬وذلك إلنشاء مشاريع‬ ‫ومنشآت وإدارات إقليمية جديدة محتاجة لها هاته المدينة‬ ‫كالمحافظة العقارية ومعامل فالحية بها ألن فيها سد وادي‬ ‫المخازن الكبير والهام بالمغرب الذي دشنه الملك الراحل‬ ‫جاللة الملك الحسن الثاني قدس اهلل روحه وخلد في‬ ‫الصالحات ذكراه سنة ‪ 1975‬كما أنها مدينة فالحية بامتياز‬

‫‪18‬‬

‫فهي محاطة بعدد من المداشر والدواوير الفالحية الكبرى‪.‬‬ ‫والغريب في األمر كذلك أن مقر باشوية القصر الكبير‬ ‫مقفل منذ مدة‪ ،‬ولم يتم إصالحه وترميمه لترجع إليه‬ ‫هذه الباشوية حتى يكون على أتمه باإلصالحات والبناءات‬ ‫الحديثة الصالحة أكثر من قبل والمتميزة‪ ،‬ويرجع المقر‬ ‫الموجودة فيه الباشوية مؤقتا والتي رجعت في مكان دائرة‬ ‫اللوكوس (أي دائرة القصر الكبير) والتي كانت سابقا مراقبة‬ ‫للمراقب اإلسباني خالل سنوات االستعمار الغاشم وأصبحت‬ ‫كما سلف بعد االستقالل دائرة القصر الكبير والتي رحلت‬ ‫عنوة ليعاني موظفوها وموظفاتها السفر ذهابا وإيابا‬ ‫إلى مقر سابق وبعيد بأوالد احميد كسابق عهدهم في‬ ‫سنوات سالفة ليتمحنوا ويتعذبوا في كل رحلة للعمل هم‬ ‫والفالحين والفالحات الساكنين بمداشر وجماعات وقيادات‬ ‫متعددة‪ ،‬ألن الفالحين المذكورين سابقا كانوا يأتون‬ ‫لهذه الدائرة لقضاء أغراضهم بدائرتهم المذكورة بمدينة‬ ‫القصر الكبير التي يتبضعون منها‪ ،‬وأحيانا يتوجهون إلى‬ ‫وكاالت للخواص بها وفيها يكتبون شكاياتهم ومعامالتهم‬ ‫التي يحتاجون لها‪ ،‬فيكونون بذلك قد حصلوا على غرضين‪.‬‬ ‫كما أن المجلس الجماعي الحالي أنهى العمل بترميم‬ ‫وإصالح السوق المركزي القديم (البالصا التسمية القديمة)‬ ‫وسط المدينة بأبواب ليست على ما يرام‪ ،‬بل لم يرجعوا له‬ ‫ما كان من قبل منذ أيام االستعمار وفي سنوات الستينات‬ ‫الثالجة الضخمة التي كانت مخصصة للسمك ليظل بها‬ ‫طريا للغد عندما يبقى لتجار السمك بدون بيعه في يومه‬ ‫كما كان رغم أنه صودق على إنجاز هذه الثالجة من جديد‬ ‫في إحدى دورات هذا المجلس الجماعي‪ .‬بل إن تجار هذا‬ ‫السوق منذ شهور عديدة وهم بدون شغل أو تعويض‬ ‫عن ترك متاجرهم ودكاكينهم عند إصالح هذا السوق‪،‬‬ ‫ومن أين يعيشون ويقضون أغراضهم المعيشية واألسرية‬ ‫بتجارتهم الضعيفة المردودية‪ ،‬والزالوا يشتكون ومقفلة‬ ‫هاته الدكاكين والسوق رغم أنه تم إنهاء بناءاته التي‬ ‫ليست على أتمها كما كان منتظرا في ‪ 8‬أشهر وأصبحت‬ ‫‪ 15‬شهرا تقريبا كما أنهم هدموا (الدروج) الذين يصعدون‬ ‫بهم إلى سطح هذا السوق إلصالح سطح إحدى الدكاكين‬ ‫به إذا اقتضى األمر ذلك‪ ...‬الخ‪ ..‬أو لبناء الفوقى‪.‬‬ ‫والذي يؤسف له حقا هو ما يتم بناؤه وسط شارع محمد‬ ‫الخامس وبجانب ضريح سيدي بوا حمد من مراحيض في‬ ‫مكان غير مناسب أبدا لهذه المراحيض حيث كان منذ‬ ‫أيام االستعمار ولسنوات عديدة بعد االستقالل المغرب‬ ‫الحبيب بجانب حائط هذا الضريح توجد كراسي عديدة‬ ‫مبنية (بالزليج) يستريح فيها الناس والساحة المقابلة لهم‬ ‫توجد بها حديقة صغيرة فيها بعض الكراسي كذلك‪ .‬حيث‬ ‫من قبل منذ سنوات عديدة كانت مراحيض مبنية بزنقت‬ ‫الدبان ومراحيض أخرى مقابل مسجد سيدي الهزميري‬ ‫العريق (مقفولة) الذي لحد اآلن لم يصلح‪ ،‬رغم أننا نسمع‬ ‫أنه رصدت ميزانية هامة لبنائه وإصالحه من جديد‬ ‫وسكان هاته المنطقة ينتظرون إنجاز ذلك بفارغ الصبر‪،‬‬ ‫ألنهم كانوا يؤدون صالة الجمعة والصلوات الخمس بها‪،‬‬ ‫ويتوضأون في البناية المقابلة له الذي كان يوجد به البئر‬ ‫وصنابر الماء والمراحيض‪( ...‬ومرحض آخر كان بجانب‬ ‫سوق السمك بالسوق المركزي المذكور (أي بالصا التسمية‬ ‫القديمة) أين هو؟!‪...‬‬

‫(البقية في العدد القادم)‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪489‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)489‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫صفحة‬

‫‪19‬‬ ‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫ماذا بعد تحدي الرجاء ؟‬

‫عدم إجراء المباراة المؤجلة بين الدفاع الحسني الجديدي والرجاء الرياضي‬ ‫البيضاوي ينذر ببداية أزمة قد تكون لها تبعــات بين الفريق األخضر والعصبة‬ ‫االحترافية ورئيسهــا سعيـد الناصيــري الذي يشغــل أيضا منصب رئيس الوداد‬ ‫البيضاوي‪.‬‬ ‫الرجاء حاولت الضغط وعدم الرضوخ لقرار لجنة البرمجة والعصبة االحترافية‬ ‫بدعوى تواجد الفريق بالجزائر إلجراء مباراته أمام شبيبة القبائل برسم دور‬ ‫المجموعات لدوري أبطال إفريقيا بعدما خاضت سابقا بالجزائر مباراة ذهاب دور‬ ‫ربع نهاية كأس محمد السادس لألندية األبطال‪ ..‬ومن الصعــب العـودة من‬ ‫الجزائر إلجـراء مؤجل الدفـــاع الجديدي والعودة مجددا في نفس األسبوع إلى‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫وقد اقترح الرجاء خوض مباراة الجديدة بالفريق الرديف لكن المنخرطين‬ ‫وأنصار الفريق رفضوا هذه الفكرة في الوقت الذي ألحت فيه لجنة البرمجة إلى‬ ‫إجراء اللقاء في موعده المحدد وهو ماحصل‪ ...‬حيث حضر الدفــاع الجديـدي‬ ‫وطاقم التحكيم والمندوب الجامعي إلى ملعب العبدي في الوقت المحدد وغــاب‬ ‫الفريق البيضاوي‪ ...‬الشيء الذي سيعرضـه لعقـوبة قاسيـة تتمثل في الخسارة‬ ‫بثالثة أهداف دون مقابل وخصم نقطة من رصيده‪ ..‬الشيء الذي سيؤثر على‬ ‫حظوظه في المنافسة على لقب الدوري االحترافي هذا الموسم‪.‬‬ ‫تداعيات هذه العقوبة ستطــال أيضا عالقــة الغريمين التقليديين الرجاء‬ ‫والوداد خاصة وأن الفريق األخضر يرى أن سعيـد الناصيـري رئيـس الوداد هو‬ ‫الذي دبر هذا القرار انتقاما من إقصائه من منافســات كأس محمد السادس‬ ‫لألندية األبطال‪ .‬وهذا من شأنه التأثير على عالقة الفريقين البيضاويين وأيضا‬ ‫على جماهيرهما‪.‬‬ ‫وتنتظر كل المكونات الكروية المغربيـة ما سيترتــب عن العقوبـة القاسية‬ ‫التي تعرض لها الرجاء‪.‬‬

‫المهاجم عبد الغني معاوي‬ ‫سعيد بالعـــودة إلى اتحـــاد طنجـــة‬ ‫وسابذل قصارى جهودي للبصم على موسم‬ ‫جيد‪.‬‬ ‫بعد سنوات من الغياب عاد المهاجم‬ ‫عبد الغني معاوي التحـــاد طنجــة خالل‬ ‫الميركاتو الشتوي الحالي لتعزيز صفوف‬ ‫الفريق بعد االنفصال عن المهاجمين أيوب‬ ‫الكعداوي والليبي صالح طاهر‪.‬‬ ‫عن هذه العودة قال معاوي للصحافة‬ ‫الطنجاوية ‪:‬‬ ‫«لقد تحققت عودتي التحـاد طنجـــة‬ ‫بفعل دعم الجماهير التي كانت تتابع مسيرتي وهذا حافز كبير جعلنــي أعود واضع‬ ‫نفسي رهن إشارة اإلدارة‪ ،‬وأشكر الطاقم التقني واإلداري على هذه الثقة وأتمنى أن‬ ‫أكون عند حسن الظن وأبصم على موسم جيد»‪.‬‬ ‫ذلك أن فريق اتحاد طنجة يقول معاوي فريق كبير ويتطور سنة بعد أخرى‬ ‫وأصبح على مر السنوات فريقا احترافيا‪.‬‬ ‫لقد تركت مكانة جيدة لدى جماهير ومكونات مدينة طنجة وأتمنى أن يعود‬ ‫فارس البوغاز إلى سكة النتائــج اإليجابية وأن أكون ضمن المساهمين في إعادة‬ ‫الفرحة والبسمة للجماهير الطنجاوية‪.‬‬

‫عميد اتحاد طنجة السابق ينتقل‬ ‫إلى أولمبيك خريبكة‬ ‫أسامة غريب عميد اتحاد‬ ‫طنجة السابق الذي غادر الفريق‬ ‫خالل فترة االنتقاالت الصيفية‬ ‫الماضية‪ ،‬وبعدما كان قريبا‬ ‫من االنتقال إلى المولودية‬ ‫الوجدية‪ ..‬وبعد فترة غياب تعاقد‬ ‫خالل الميركاتو الشتوي مع‬ ‫فريق أولمبيك خريبكة‪.‬‬

‫ديربي الشمال‬

‫الغالب وال مغلوب‬

‫ديربي الشمال الذي جمع الجارين المغرب التطواني‬ ‫واتحاد طنجة برسم الجولة ‪12‬لبطولة الدوري االحترافي‬ ‫انتهى بدون أهداف‪ ،‬الفريقان نهجا أسلوب الحيطة والحذر‬ ‫مخافة استقبال أهداف تصعب المأمورية‪.‬‬ ‫اتحاد طنجة كان متراص الصفوف وعرف كيف يمتص‬ ‫حماس المحلين وضعطهـــم‬ ‫وضغطهـــم والمغرب التطواني كـــان‬ ‫أكثر احتكارا للكرة لكنه وجد صعوبة كبرى في تخطي‬ ‫الدفاع الطنجي خالل هذا الديربي الذي حبس األنفاس‬ ‫واستقطب جمهورا غفيرا من أنصار الفريقين‪.‬‬ ‫فارس البوغاز الذي عاش ظروفا صعبة بسبب سلسلة‬ ‫النتائج السلبية التي حصدها في المباريات األخيرة جراء‬ ‫إصابة العديد من العبيه راهن خالل هذا الديربي على‬ ‫العناصر الجديدة التي استقدمها وتعاقـــد معهــا خالل‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫الميركاتو الشتوي الحالي‪ ،‬إضافة إلى العناصر العائدة من‬ ‫اإلصابة مهدي الخالطي وآيت الحاج‪ ..‬فيما كان المغرب‬ ‫التطواني محروما من حارسه الرسمــي «بوناكة» الذي‬ ‫أصيب خالل تجمع المنتخب الوطني للمحليين‪.‬‬ ‫وعلى العمــوم فإن التعــادل كان منصفا للفريقيــن‬ ‫رغم كونه لم يرق إلى تطلعات المتتبعين‪ ..‬واتحاد طنجة‬ ‫قدم مؤشــرات على أنه في طريــق التحسن وأن العناصر‬ ‫الجديدة التي انتدبها مؤخـرا ستقدم اإلضافــة المرجـوة‬ ‫خالل اللقاءات المقبلة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة نحيي اللجنــة المنظمة للمبـاراة وأيضا‬ ‫رجال األمن الذين سهروا على األمن والنظام داخل وخارج‬ ‫الملعب وأيضا على طول الطريــق الرابطـة بين تطوان‬ ‫وطنجة‪ ،‬كما نحيي أنصار الفريقين‪.‬‬

‫هشام الدميعي مدرب اتحاد طنجة ‪:‬‬

‫«الفريق استعاد الصالبة الدفاعية ولم يتلق أهداف»‬

‫أكد هشام الدميعي مدرب اتحاد طنجة أن فريقه حقق نتيجة إيجابية بتعادله في ديربي الشمال‬ ‫بتطوان معتبرا أن نقطة من ميدان الخصم تعتبر نتيجة إيجابية بالنظر لما عانيناه من هشاشة في‬ ‫الخط الدفاعي خالل اللقاءات السابقة‪.‬‬ ‫وعن الرسائل شديدة اللهجة التي وجهها الجمهور الطنجاوي لالعبين وإدارة الفريق أوضح‬ ‫الدميعي أنه ركز كثيرا على ذلك في التدريبات مؤكدا أنه كان حب الفريق كثيرا كلما كان االنتقاد‬ ‫قويا‪ ..‬لذا فهم الالعبون الرسالة وقدمو أداء قويا فاق التطلعات متمنيا في نفس الوقت أن تكون‬ ‫مقابلة الديربي بمثابة االنطالقة الحقيقة التحاد طنجة‪.‬‬

‫المهاجم البرتغالي فورتيس يتعاقد مع اتحاد طنجة‬ ‫واصل اتحاد طنجة لكــرة القــدم انتداباته خالل‬ ‫الميركاتو الشتوي الحالي بناء على رغبة المدرب هشام‬ ‫الدميعي في تعزيز صفــوف الفريق استعدادا لبطولة‬ ‫الدوري االحترافي‪.‬‬ ‫فبعد سفيـان المودن وعبد الغني معاوي ومحمد‬ ‫الشيبي وتوفيق أجروتن تعاقد اتحاد طنجة مع المهاجم‬ ‫البرتغالي كارلوس فورتيس على سبيل اإلعارة لمدة ‪6‬‬ ‫أشهر قادما من نادي «كريوفا» الروماني‪.‬‬ ‫وكان المهاجم فورتيس قد لعب للعديد من األندية‬ ‫البرتغالية قبل االحتراف بالدوري الروماني ‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1028‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الثـامـنة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة‬ ‫سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫نور الدين ال�صايل‬ ‫اإلعالمي والناقد السينمائي‬

‫المحور الثاني ـ المسار العام ـ‬

‫يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل‪ ،‬في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي‬ ‫والمجتمعي الوطني‪ ،‬بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام‪ .‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الباحث والكاتب‬ ‫واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما‪ ،‬وهو المدير السابق لقناة ‪ 2M‬والذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية‬ ‫نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي‬ ‫للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها‪.‬‬ ‫تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفـر»‪ ،‬من خالل جلسات حواريــة حــول‬ ‫مشوارات حياته نقدمها للقارئ تباعاً‪.‬‬

‫السي نورالدين‪ ،‬إذا أمكــن‪ ،‬ونحن‬ ‫نتحدث عن المرحلــة القويــة في تاريخ‬ ‫القناة الثانية‪ ،‬اسمح أن أميز في تاريخها‬ ‫بين مرحلتين أساسيتين‪ ،‬وهما مرحلــة‬ ‫«التشفير»‪ ،‬ومرحلة «التعميم» إذا صح‬ ‫التعبير‪ .‬وقد الحظ المتتبعون أن القناة‬ ‫خالل مرحلة «التشفير» كانت أقوى على‬ ‫مستوى جودة منتوجاتها‪ ،‬بينما تميزت‬ ‫مرحلة «التعميم» بالتراجــع عن هــذه‬ ‫الجودة‪.‬‬ ‫من جهتك هل هذا األمر له جانب من‬ ‫الصحة؟‬ ‫هذا األمر صحيح‪ ،‬وليس صحيحا في‬ ‫نفس الوقت‪ .‬وسأشرح األمر ‪:‬‬ ‫المرحلـــة المشفــرة التي امتـــدت‬ ‫من ‪ 1990‬إلى ‪ 1995‬تميزت بالفشل‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وذلك راجع لعدة أسباب وتأتي‬ ‫على رأسها قضية القرصنة والتي اتخذت‬ ‫عدة أشكال‪ .‬فقد يتعاقــــد معك شخص‬ ‫واحد ويقتني منك جهـــاز فك التشفير‪،‬‬ ‫وبعدها يمكن لهذا الشخص أن يشرك‬ ‫معه عدة أشخاص آخرين في نفس الجهاز‪.‬‬ ‫سواء تعلق األمر بالذين كانوا يتخذون‬

‫ذلك كتجارة‪ ،‬أو بالنسبة لألشخاص الذين‬ ‫يقيمون داخل نفس العمارة والتي كانت‬ ‫تكتفي بجهاز واحد‪ .‬أضف إلى ذلك القرصنة‬ ‫بواسطة أشرطة الفيديو‪ ،‬ذلك أن برامج‬ ‫القناة وفي مقدمتها أفالمها المميزة التي‬ ‫كانت تعرضها ألول مرة كانت تصور على‬ ‫األشرطة وتباع في األسواق السوداء‪.‬‬ ‫مثل هذه العوامل في الحقيقة سببت‬ ‫أزمات للقناة‪ ،‬وكان وقتها من الصعب‬ ‫على القناة الدفاع على حقوقها إال إذا كان‬ ‫القانون واضحا وصارما في هذا المجال وهو‬ ‫ما لم يكن متوفرا وقتها‪.‬‬ ‫عندما تقرر أن تصبح غير مشفرة سنة‬ ‫‪ 1995‬حاولت القناة أن تبقى في نفس‬ ‫المستوى من اقتناء البرامج‪ ،‬غير أن حجم‬ ‫الطموح إذا صح التعبير‪ ،‬وخاصة لدى الموارد‬ ‫البشرية‪ ،‬بدأ ينخفض ويتضاءل‪ .‬وهنا البد‬ ‫اوضح أمرا ربما ذا طبيعة مسطرية‪ ،‬وهو أن‬ ‫أي قناة عندما تتحول إلى البث غير المشفر‬ ‫ال يصبح من حقها أو بإمكانها أن تقتني‬ ‫بعض البرامج أو األفالم‪.‬‬ ‫فمنتج األفالم مثال عندما يعلم أنك‬ ‫ستعرض فيلما له خرج لتوه‪ ،‬وأن نسبة‬

‫مشاهدته قد تصل إلى الماليين في حالة‬ ‫عدم التشفير‪ ،‬يطلب منك االنتظار لمرور‬ ‫بعض الوقت على عرضــه في القنـــوات‬ ‫الخاصة‪ ،‬وإال سيفقــد الفيلم دهشتـــه‬ ‫وطراوته إذا صح التعبير‪.‬‬ ‫وهذه أمور كنت شخصيا مطلعا عليها‬ ‫بحكم اشتغالي سابقا بقناة «كنال بلوس»‬ ‫التي كانت مشفرة‪ .‬فعندما تصبح عاجزا‬ ‫واقتناء آخر األفالم وآخر البرامج طبيعيا أن‬ ‫ينخفض مستوى أداءك‪ .‬وشخصيا كنت‬ ‫واعيا بهذا األمر‪ ،‬وغالبا ما كنت أطرح سؤاال‬ ‫منهجيا وهو‪:‬‬ ‫ما هو الحل؟‬ ‫وكنت أتوصل إلى جواب منهجي أيضا‬ ‫وهو‪ :‬اإلنتاج‪.‬‬ ‫والحظ معي‪ .‬لماذا خالل سنة ‪2000‬‬ ‫رغم استمرار تواجـــد هــذه الضغوطـــات‬ ‫الصعبة استطعنا النجاح؟‪ .‬استطعنا النجاح‬ ‫ألنني تبنيت استراتيجية اإلنتاج‪ .‬وكان تبني‬ ‫هذه االستراتيجية هو أول تصريح أدليت‬ ‫به للصحافة عندما طرح علي سؤال حول‬ ‫اقتراحاتي التي سأشتغل بها‪ .‬نعم اإلنتاج‪.‬‬ ‫وهذا ما يفسر لماذا أنتجنا فيلما ومسرحية‬ ‫كل أسبوع‪ ،‬وأنتجنا أفالما وثائقية خاصة بنا‬ ‫نصورها بأنفسنا‪ ،‬وأنتجنا حوارات مباشرة‬ ‫مع الشخصيات الهامة في كل المجاالت‬ ‫العمومية‪ ،‬وأنتجنا برامج أدبية بالمباشر‪،‬‬ ‫وأنتجنا مسلسالت مغربية‪ .‬وهنا اذكر أن‬ ‫من أكبر النجاحات التي حققتها القناة‬ ‫الثانية وقتها هو مسلسل «اللة فاطمة»‬ ‫الذي استطاع ان يشد أنظار كا المغاربة إلى‬ ‫القناة خالل شهر رمضان ومن بعدها وجدنا‬ ‫أنفسنا أمام إلحاح أن ننتج جزأه الثاني‪ .‬طبعا‬ ‫أضف إلى ذلك إنتاجاتنا في المجال الرياضي‬ ‫التي سبق أن شرحتها سابقا‪.‬‬ ‫بهذا استطعنا كما قلــت وبفضـــل‬ ‫سياسة اإلنتاج أن نجعل القناة تتغلب على‬ ‫الضغوطات وأن تنجح في مهمتها‪ ،‬وأن‬ ‫تصبح محترمة جدا على مستوى كل التراب‬ ‫الجغرافي العالمي الذي كانت تبث فيه‪.‬‬ ‫بعد ذلك التحقــت بعملي بالمركــز‬ ‫السينمائي المغربي‪ ،‬وتركت القناة في وضع‬ ‫هي قادرة من خالله على خوض تحدي كل‬ ‫القنوات العالمية آنداك‪.‬‬ ‫لكن السي نورالدين هــذا لم يعد‬ ‫ملموسا اآلن على مستــوى أداء القنــاة‬ ‫الثانية‪ .‬فهي حاليــا‪ ،‬حســب تقديــرات‬ ‫المتتبعين والمراقبين‪ ،‬تعرف أخطر تراجع‬ ‫يمكن أن تعرفه أي قنـاة على مستوى‬ ‫جودة منتوجاتها‪ ،‬وعلى مستــوى جودة‬ ‫مواردها البشرية‪ ،‬ونسب مشاهدتهـــا‪،‬‬ ‫ولربما على مستوى العزلة التي تعيشها‬

‫داخل ترابها الوطني‪ ،‬وهجرة المواطنين‬ ‫إلى قنوات أكثر جودة‪.‬‬ ‫أريد أن أعرف رأيك أو انطباعك حول‬ ‫هذه المسألة‪.‬‬ ‫شخصيا ال يمكن أن أدعي معرفة‬ ‫ما الذي يحصل داخل القناة‪ ،‬لكني في‬ ‫المقابل على دراية واعية بما حققته بالقناة‪،‬‬ ‫وفي هذا السياق ال يمكنني أن أحكم على‬ ‫ما لم تكن لي يد فيه‪ ،‬وفي تقديري أن‬ ‫ذلك سيكون من عدم اللياقة األخالقية‬ ‫والمهنية‪.‬‬ ‫قـــد يكــون ذلك صحيحــا حسب ما‬ ‫يالحظه المتتبعون‪ ،‬غير أني شخصيا لست‬ ‫اآلن متتبعا لمسار تطورات ‪ 2M‬منذ أن‬ ‫غادرتها‪ ،‬أو ألقل أنني لم يعد لي نفس إيقاع‬ ‫تتبع برامجها‪ .‬واستهالكي للتلفزيون اآلن‬ ‫هو استهالك انتقائي‪ ،‬أقتصر على بعض‬ ‫البرامج اإلخبارية ببعض القنوات باللغة‬ ‫اإلنجليزية و الفرنسية‪ ،‬أو حتى ببعض‬ ‫البرامج سواء بالقناة المغربية األولى أو‬ ‫الثانية أو ميدي‪ 1‬برامج حوارية أو برامج‬ ‫النقاشات‪ .‬األهم أن ذلك يتم عندي بكيفية‬ ‫انتقائية وليس بالحس المهني‪ .‬لكن ما‬ ‫يمكن مالحظته فعال‪ ،‬وبكيفية عامة‪ ،‬وهذا‬ ‫يخص التلفزيونات كلها‪ ،‬وفي العالم كله‪،‬‬ ‫أن هناك تقهقر كبير على مستوى التعاطي‬ ‫معها‪ ،‬ربما أو األكيد أن ذلك نابع من‬ ‫أشكال الضغوطات التكنولوجية المعاصرة‬ ‫األخرى‪ ،‬والتي لم نكن نعاني منها نحن‬ ‫ما بين ‪ 2001‬و‪ .2003‬فوقتها لم يكن‬ ‫هذا الصراع والمزاحمة التي تمارسها اآلن‬ ‫الثورة التي أحدثها اإلنترنت‪ ،‬والتي تحول‬ ‫معها التعاطي عبر «السمارت فون» و ‪:‬‬ ‫السترمينغ»‪ ،‬إضافة إلى ثورة الفضائيات‪.‬‬ ‫غير أني واع بأن هذه الضغوطات من‬ ‫المفروض أن تدفعك إلى تحقيق أداء أقوى‬ ‫يستحضر عنصر المنافسات هذه وكيفية‬ ‫مواجهتها‪ .‬ولكن رغم ذلك يصعب علي‬

‫األخيرة‬

‫أن أحكم ألنني ببساطة لست في مصدر‬ ‫اتخاذ القرار‪ .‬التقهقر أكيد أنه واقع‪ ،‬لكن‬ ‫ماهي سبل إيجاد حلول له؟ فأعتقد أني‬ ‫لست في موقع القول عن ما يمكن فعله‬ ‫أو ما يمكن اتخاذه من تدابير وإجراءات‬ ‫للخروج من االزمة‪ .‬فهذا في نظري يحتاج‬ ‫إلى تفكير‪ ،‬ويحتاج إلى تحليل‪ ،‬ويحتاج‬ ‫أيضا إلى إعادة النظر في كثير من األمور‬ ‫المتعلقة بالمجال‪ .‬والواقع أني نسبيا بعيد‬ ‫عن هذا المجال‪.‬‬ ‫السي نور الديـــن‪ ،‬ولو على سبيــل‬ ‫التذكير‪ ،‬كيف جاء تعيينك مديـرا عامـا‬ ‫للقناةالثانية؟‬ ‫بعد اعتالء صاحــب الجاللة محمــد‬ ‫السادس العرش في يوليوز‪ ،‬كانت قد‬ ‫بدأت تظهر في األفق دينامية جديدة غير‬ ‫معهودة‪ ،‬وكانت قد بدأت تجلياتها تقريبا‬ ‫تتجسد مع شهر شتنبر وأكتوبر‪ .‬وقتها كنت‬ ‫أنا ما أزال أنتسب للجالية المقيمة بأوروبا‬ ‫لمدة ‪ 10‬أو ‪ 11‬سنة‪ ،‬وطبعا كنا نتابع كل‬ ‫التطورات المهمة التي تطرأ على البالد‪.‬‬ ‫ولست في حاجة للتذكير أنني لم أنقطع‬ ‫عن االتصال ببلدي المغرب‪ ،‬فسنويا كان‬ ‫لدي تنقلين أو ثالثة إلى المغرب‪ ،‬أضف‬ ‫إلى ذلك زيارة عطلة الصيف السنوية التي‬ ‫تعودت أن أقضيها مع أطفالي هنا‪ ،‬يعني‬ ‫أن العالقة ظلت دائما قائمة بالعديد من‬ ‫األصدقاء‪ ،‬ومن بينهم من أصبحوا في‬ ‫مسؤوليات مهمة في إطار الدولة‪ .‬وهكذا‬ ‫اقترح علي أن أعود إلى المغرب‪ ،‬وأن أهتم‬ ‫بالقناة الثانية التي كانت في وضعية‬ ‫حرجة جدا من الناحية االقتصادية في‬ ‫سنة ‪.2000‬‬ ‫ابتداء من شهر أبريل ‪ 2000‬دخلت‬ ‫إلى المغرب وعينني صاحب الجاللة مديرا‬ ‫عاما للقناة‪ .‬وطبعا األهداف كانت واضحة‬ ‫وهي أن تصبح القناة في مستوى أكثر من‬ ‫المطلوب‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.