Achamal n° 1029 le 21 Janvier 2020

Page 1

‫المندوبية الوزارية لحقوق اإلنسان و المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪:‬‬

‫بين التضارب في الرأي و الغاية المرجوة‬

‫صفحة ‪16‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1029‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 24‬جمادى الأولى ‪� 21 / 1441‬إلى ‪ 27‬يناير ‪2020‬‬

‫األنشطة القطاعية ‪ /‬مغرب ‪2020‬‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫‪ 3‬ـ الصناعة‬

‫صفحة ‪17‬‬

‫األزمة بالقناة التلفزية الثانية‬

‫هل تفعلها هذه المرة‬ ‫سميرة سيطايل ؟‬ ‫صفحة ‪16‬‬

‫حكومة‬ ‫البيجيدي‬

‫كلمة الشمال‬

‫نيران صديقة‬

‫نور الدين الصايل ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫صفحة ‪2‬‬

‫الحلقة‬ ‫التاسعة‬ ‫الصفحة ‪20‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫العدد ‪1029‬‬

‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫كلمة الشمال‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫في أجمل بلد‬ ‫في العالم‪...‬‬ ‫أمورنا تقضى بشكل غريب في أجمل بلد في‬ ‫العالم‪ ،‬ففي الوقت الذي يزدهر فيه «الشفوي»‪،‬‬ ‫سواء بالمجالس الحكومية والسياسية أو بمجالس‬ ‫األسر والحياة العامــة‪ ،‬إلى درجـــة «أن الواحـد‬ ‫فينا يقول غير هنا يبـــات» يأتي الواقع ليكذب كل‬ ‫شيء‪ ،‬بل وليعري كل هم‪ ،‬بما في ذلك «الطناجر»‬ ‫الحكـــوميـــة و «صحـــون» المراكـــز واإلدارات‬ ‫والمؤسسات الكبرى‪ ،‬فتطفــو «الحمـــوضـــة»‬ ‫و«الباكتيريا» على سطح األحداث‪ .‬لكن سرعان ما‬ ‫يتم إيجاد األجوبة المناسبة والمبررات المحكمة‬ ‫من قبل من يعنيهم األمر‪ ،‬كلما دعت الضرورة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬قصد تغطية الشمس بالغربال ولقول‪« :‬أن‬ ‫العام زين»‪.‬ذلك أن الحكومة وإلى عهد قريب‪،‬‬ ‫كما يعلم الجميع‪ ،‬نهجت وتنهج سياسة التقشف‪،‬‬ ‫بموازاة مع الفضائح التي تتعاقب‪ ،‬الواحدة تلو‬ ‫األخرى‪ ،‬على شكل اختالسات تستهدف الماليير‬ ‫من المال العام‪ ،‬دون أن يعرف الرأي العام مصيرها‬ ‫أو مصير «حراميها»‪ ،‬خاصة إذا كان من فصيلة‬ ‫«الديناصورات» التي ينتهي معهـــا قول «عفا اهلل‬ ‫عما سلف» !‬ ‫بينما إذا تورط مواطن بسيط وهذا غالبا ما‬ ‫يحدث‪ ،‬في اختالس زهيد ما‪ ،‬فإنه لن يفلت من‬ ‫العقاب والجزاء على قدر جرمه وفعلته‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬أمورنا تقضى بشكل غريب في أجمل‬ ‫بلد في العالم‪ ،‬ففي الوقــت الذي يدور الحديث‪،‬‬ ‫بين الفينة واألخرى‪ ،‬حول نعمة الماء‪ ،‬هذه المادة‬ ‫الحيوية التي سيعاني العالم ويالتها في السنوات‬ ‫القليلة المقبلة‪ ،‬حسب بعض الخبراء والمنظرين‪،‬‬ ‫والمغرب واحــد من الدول المهددة بمواجهــة‬ ‫هذه األزمة‪ ،‬حيث تفطنت الدولة لهذا المشكل‬ ‫المحذق بالبالد في القادم من السنوات‪ ،‬وبالتالي‬ ‫قامت وتقوم بحملة إشهارية‪ ،‬عبر مختلف الوسائل‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬للحفاظ على المــاء الشــروب بحســن‬ ‫تدبيره‪ ‬‬ ‫واستعمالـــه‪ ،‬كشـــف‪ ،‬مؤخــرا‪ ،‬أحمـد رضــــا‬ ‫الشامي‪ ،‬رئيس المجلس االقتصادي واالجتماعي‬ ‫والبيئي أن الماء الشــروب يتم إهداره‪ ،‬بسقي‬ ‫المالعب الرياضية ومالعــب‪« ‬الكولــف» والحدائق‬ ‫والمنتزهات‪ ،‬وبالتالي أوصى بمنع السقي به‪ ،‬فما‬ ‫كان لسعد الدين العثماني الذي ترأس اجتماعا‬ ‫للجنة الوزارية للماء‪ ،‬أخيرا‪ ،‬بالرباط لالطالع على‬ ‫مختلف محاور ومكونات مشروع المخطط الوطني‬ ‫للماء للفترة ما بين (‪ )2050 - 2020‬إال أن يرسل‬ ‫منشورا وزاريا إلى مختلـــف اإلدارات المركزيـــة‬ ‫والمجالس الجهــــويــة واإلقليميــة والواليــات‬ ‫والعماالت ومسؤولي المالعب الرياضية بمختلف‬ ‫أنواعها‪ ،‬بما في ذلك مركب محمد السادس لكرة‬ ‫القدم الذي يضم عشرات المالعب والحدائق‪ ،‬غير‬ ‫أن المسؤولين عن الجامعة والمصالح الوالئية‬ ‫والمجالس الجهوية نفوا كل التهم التي وجهها‬ ‫لهم أحمد رضـــا الشامــي‪« ،‬بــراق ما تقشاع»‬ ‫مؤكدين أنهــم بريئــون من التهــم المنسوبة‬ ‫إليهم‪ ،‬ألنهم وضعــوا محطات‪ ،‬بهــدف معالجة‬ ‫المياه العادمة وأحواضا لجمع مياه األمطار‪.‬فمن‬ ‫على صواب؟ ومن يكذب‪ ،‬بقضاء أموره في أجمل‬ ‫بلد في العالم ؟‬ ‫منذ بضعة أيام‪ ،‬وجه مجموعــة من التجــار‬ ‫المتضررين عدة شكايات إلى‪ ‬رؤســاء المجالــس‬ ‫ورؤساء المصالح المعنية‪ ،‬ملتمسين منهم رفع‬ ‫الضرر عنهم‪ ،‬المتمثل في المنافسة‪ ،‬غير الشريفة‪،‬‬ ‫وعندما تم بعد ذلك االتصال بعمدة طنجة‪ ،‬بشأن‬ ‫موضوعهم‪ ،‬قال أنه ال علم له بالموضوع‪ ،‬بل ولم‬ ‫يتوصل بأي‪ ‬شكاية منهم‪ ،‬فمن يخفي شكايات‬ ‫عباد الرحمان ويحول دون وقوعها بيد من صوتوا‬ ‫عليه‪ ،‬خالل االنتخابت الجماعية الماضية ؟‬ ‫هكذا تقضى أمورنا في أجمل بلد في العالم‪!.‬‬

‫نيران صديقة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫• عبد اإلله المويسي‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫إطالق النار على «حكومة العثماني» كان قد‬ ‫بدأ في وقت مبكر جدا مع الحملة الشرسة التي‬ ‫كان قد خاضها عبداإلله بنكيران‪ ،‬أوال باتخاذه‬ ‫لمسافة تنظيمية من الحزب والتي كادت أن تتطور‬ ‫لتصل إلى سقف انعزاله العمل السياسي‪ ،‬وبدأت‬ ‫أيضا من خالله تعبيره‪ ،‬في أكثر من مناسبة‪ ،‬عن‬ ‫إحساسه بالمرارة الشديدة تجاه التراخي الذي‬ ‫أبداه بعض أقطاب االستوزار من مسألة استبعاده‬ ‫من رئاسة الحكومة‪ ،‬إن لم نقل إحساسه بالمرارة‬ ‫الشديدة تجاه موقف الخذالن الذي قابله به العديد‬ ‫من إخوانه المقربيــن الذي كان قد وصل وقتها‬ ‫إلى حد معاملته بكثير من الجفاء‪ ،‬بل وحتى تفادي‬ ‫مالقاته في السياقــــات االجتماعيـــة واإلنسانيـــة‬ ‫العادية‪ ،‬وتواصلت إلى حد اآلن عبر خرجاته‬ ‫التواصليـة التي لم يكـن يخفى على‬ ‫المتتبعيـن الحرج الشديد الذي كانت‬ ‫تضع الحكومة فيه‪.‬‬ ‫غير أن إطالق النــار‪ ،‬فيمـــا‬ ‫يبدو‪ ،‬سيتواصل في طرح نفسه‬ ‫بصفته قدرا سيئا مسلطا على‬ ‫حكومة العثماني‪.‬‬ ‫وعلـــــــى إثــــــــــر‬ ‫التهـديــد الــــذي أعــــرب‬ ‫عنه وزيـــر التجــارة‬ ‫والصناعـــة‪،‬‬ ‫مـــــوالي‬ ‫حفيــظ‬ ‫العلـمــي‬ ‫مـؤ خــر ا ‪،‬‬ ‫بـ «تمزيـق‬ ‫ا تفــــا ق‬ ‫التبادل‬ ‫الحــر مـع تركــيا»‪ ،‬ظهر في الواجهة هذه المرة‬ ‫محمد نجيب بوليف الوزير المنتدب السابق لدى‬ ‫رئيس الحكومة مكلف بالشؤون العامة والحكامة‬ ‫في‪ ‬حكومة بنكيران متصديا‪ ،‬بشكل هجومي صريح‪،‬‬ ‫ألداء الحكومة ولتعاطيها السالب مع االستراتيجيات‬ ‫االقتصادية للبالد‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق التجاذبي ذكر بوليف‪ ،‬وهو‬ ‫أيضا القيادي في حزب العدالة والتنمية‪ ،‬أنه يرفض‬ ‫استعمال هذه اللغة في العالقات الدولية للمملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬وأن هذا التعبير ال يمكن أن يكون طريقة‬ ‫ناجحة في التعامل بين بلدين‪.‬‬ ‫مضيفا في موقف تفاعلي مع موقف موالي‬ ‫حفيظ العلمي أنه «ال يمكن التكهن بأصدقاء الغد‬ ‫أو الخصوم»‪ ،‬وموضحا أنه‪« :‬كم من صديق تجاري‬ ‫واقتصادي قد يصبح منافسا شرسا‪ ،‬أو خصما‪ ،‬وكم‬

‫من خصم يمكن أن يتحول إلى صديق مرحلي أو‬ ‫دائم»‪.‬‬ ‫خرجة بوليف قد تفسر على أنها ردة فعل تجاه‬ ‫وجوده خارج الدائرة الحكومية‪ ،‬لكنها ال تعدم تأويال‬ ‫ال يمكن عزله عن حملة تصويب الضربات من تحت‬ ‫الحزام للحكومة ‪.‬‬ ‫في حوار أجرته صحيفة األيام مع وزير الشغل‬ ‫واإلدماج المهني السابــق محمد يتيـــم بعددها‬ ‫األسبوعي بتاريخ ‪ 15‬يناير ‪ ،2020‬أحاط القيادي في‬ ‫حزب العدالة والتنمية محمد يتيم تصريحاته بالكثير‬ ‫من إمكانات التأويالت المفتوحة‪.‬‬ ‫حوار محمد يتيم مع صحيفة األيـــام مصدر‬ ‫في الواجهة األولى بعنوان فصيح هو‪« ..‬أدعــو‬ ‫لعودة بنكيـران»‪ ،‬كما أن تفاصيــل الحـوار‬ ‫عرفـــت إشادات قوية بالدور التاريخي لعبد‬ ‫اإلله بنكيران في صون الحزب وضمان‬ ‫استمراريته‪.‬‬ ‫ومهــــمـــا تـــكـــــن‬ ‫الدالالت التي قــد تحيل‬ ‫عليــهــــا تصريحـــات‬ ‫يتـــيــــم‪ ،‬إال أنهـــــا‬ ‫وبالقــراءة التحليليـة‬ ‫السياسيــة‪ ،‬ومــــع‬ ‫استحضـار اإلبعــاد‬ ‫القــســــــري أو‬ ‫ا لطـــو عـــــي‬ ‫لمحمد يتيم‬ ‫مـــن‬ ‫الدائــــرة‬ ‫الحكومية‪،‬‬ ‫ال يمكـــن‬ ‫تبـــر ئتهـا‬ ‫من انخراطها العام في المناخ المزعج الذي يحيط‬ ‫بحكومة سعدالدين العثماني‪.‬‬ ‫كـــــل الـــدراســــات السوسيــــــوثقافيــــة‪،‬‬ ‫والسوسيونفسية‪ ،‬تؤكد انزالق الحــزب اإلسالمي‬ ‫داخليا نحو المواجهات التي انزاحــــت عمـــا هو‬ ‫سياسي وتنظيمـي‪ ،‬واتخــذت أبعادهــا الذاتيـــة‬ ‫والمصلحيـــــة‪ ،‬أججتهــــا طبعـــا سيناريوهــــات‬ ‫االستوزار واالستنصاب‪.‬‬ ‫إن الذي على علم باألدبيات التربويـــة ألبناء‬ ‫الحركة اإلسالمية‪ ،‬وعلى علم بالقيم والمثل التي‬ ‫تلقن لهم في المحاضن الخاصة‪ ،‬يدرك بشكل جيد‬ ‫أنهم ال يضطرون إلى المواجهـــات العمومية إال‬ ‫عندما تهزم فيه المرجعيات السياسية المرجعيات‬ ‫الدينية‪.‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫محمد وطـــا�ش‬ ‫محمد العطـالتي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫درد‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫حين نتحدث عن المشروع الملكي الخاص باستكمال تهيئة مدينة تطوان العتيقة‪،‬‬ ‫لنسترجع جمالها ووظيفتها االقتصادية والعمرانية والتجارية والسياحية والتاريخية‬ ‫والفنية‪ ،‬فإننا نتحدث عن مشروع هام رُصدت له ميزانية قدرها ‪ 350‬مليون درهم‪.‬‬ ‫والمشروع يرتكز على ثالثة محاور‪:‬‬ ‫المحور األول‪ :‬تأهيل المجال العمراني بغالف مالي قيمته ‪ 193‬مليون درهم‪،‬‬ ‫سيهمُّ‪:‬‬ ‫ترميم ‪ 150‬بناية آيلة للسقوط‪ -‬معالجة البنايات المخربة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫استكمال ترميم وتدعيم األقواس‪ -‬تجهيز المسارات الرئيسية باألسقف‬ ‫• ‬ ‫الخشبية‪.‬‬ ‫ترميم أربعة مساجد‪ :‬المصيمدي‪ -‬الرَّبطة‪ -‬الجامع الجديدة‪ -‬جامع الساقية‬ ‫• ‬ ‫الفوقية‪.‬‬ ‫تعميم ودعم إنارة أسوار المدينة العتيقة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫إنجاز مرأب للسيارات بالباب السفلي‪.‬‬ ‫• ‬ ‫المحور الثاني‪ :‬ترميم وتأهيل التراث بغالف مالي قيمته ‪ 117‬مليون درهم يهمُّ‪:‬‬ ‫متابعة إصالح القصبة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫مواكبة إصالح سجن «المطامر»‪.‬‬ ‫• ‬ ‫إصالح «دار البومبة» وزاوية سيدي الصعيدي‪ ،‬و‪ 30‬سقاية‪.‬‬ ‫• ‬ ‫المحور الثالث‪ :‬تنمية الجاذبية السياحية واالقتصادية للمدينة بمبلغ ‪ 40‬مليون‬ ‫درهم تهمُّ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫خلق ثالث مسارات سياحية طولها ‪ 3.5‬كلم‪.‬‬ ‫• ‬ ‫اقتناء منزلين تاريخيين‪.‬‬ ‫• ‬ ‫تهيئة متحفين لصيانة التراث‪.‬‬ ‫• ‬ ‫إحداث مأوى للشباب‪.‬‬ ‫• ‬ ‫إحداث أسواق صغرى للقرب‪.‬‬ ‫• ‬ ‫تثبيت كاميرات للمراقبة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأشير في النهاية إلى أن األشغال تسير سيرا حسنا في بعض المجاالت‪ .‬وتتعثر أو‬ ‫تتعذر في مجاالت أخرى كسجن «المطامر»‪ .‬فهذا المشروع لم يراوح مكانه بعد‪ .‬كما‬ ‫أن المساجد المذكورة أعاله‪ ،‬لم تمتد إليها يد اإلصالح لحد اآلن‪.‬‬ ‫والمهم‪ ،‬المتابعة‪ ،‬والحرص على صرف الميزانية المرصودة‪ ،‬بالكيفية المطلوبة‪.‬‬ ‫وعلى اهلل قصْد السبيل‪.‬‬

‫وأخيراً كلية متعددة‬ ‫التخصصات‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫ال تشدني كثيرا األخبار التي يكون وراءها تسرع في إصدار‬ ‫األحكام على اآلخرين‪ ،‬وقد تكون صغيرة وتصبح كبيرة‪ ،‬وقد تكون‬ ‫كبيرة وتصبح صغيرة‪ ،‬وهي مازالت طرية وتخضع للتحريات والبحث‬ ‫والتحقيق‪.‬‬ ‫الرجة األخيرة التي خدشت صورة جامعة عبدالمالك السعدي‬ ‫كقلعة من قالع العلم والتربية والتي تجسد‪ ،‬نظريا‪ ،‬سباحة البعض‬ ‫ضد مجرى التخليق‪ ،‬انعكست ارتداداتها سريعا حتى لم نعد نتبين‬ ‫الواقع من الخيال‪ ،‬والحقيقة من اإلشاعات‪ ،‬والصدق من الكذب‬ ‫والحقد من الموضوعية‪ ،‬والقضية بين يدي المؤسسات المختصة‬ ‫التي هي وحدها لها القول الفصل في البداية والنهاية‪.‬‬ ‫الخبر اإليجابي الذي أثارني خالفا للرجـة المؤسفــة‪ ،‬والذي‬ ‫ارتبط كذلك بجامعة‬ ‫عبدالمالك السعـــدي‬ ‫هو المصادقــــة على‬ ‫اتفاقية بنـــاء كليـــة‬ ‫متعـــددة التخصصات‬ ‫بشفشاون من طرف‬ ‫مجلس هذه الجامعة‪.‬‬ ‫لقد كــان له أيضــا‬ ‫وقعه السريــع ليس‬ ‫فقط عند المتتبعين‬ ‫من الجمهـــور الواسع‬ ‫بل لدى المسؤولين؛‬ ‫فالكـــــل استبشـــر‬ ‫بتحقيق هذا المشروع‬ ‫الـذي كـــان مطلبـــا‬ ‫طـــال انتظـــاره من‬ ‫طرف نخبــة وسكـــان‬ ‫شفشاون بعد تحقيقه‪ ،‬منذ زمان في العرائش‪ ،‬ومؤخرا في القصر‬ ‫الكبير‪.‬‬ ‫أمر مشروع هذه الكليــة ثبـت في زيارة وزير التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحـــث العلمي األخيــرة‬ ‫لشفشاون‪ ،‬حيث كان وعد الوزير سعيد أمزازي والوفاء بالوعد‪،‬‬ ‫كما قال رئيس المجلس اإلقليمي لشفشاون في إحدى تدويناته‬ ‫بخصوص هذا الموضوع‪.‬‬ ‫لقد أفرح خبر إنشاء كلية متعددة التخصصات أهل شفشاون‪،‬‬ ‫ألن هذه الحاضرة العريقة التي تكاد تكون مغبونة ال تنفرد بأية‬ ‫ميزة في التقسيم المؤسساتي بتراب للجهة على خالف عواصم‬ ‫الجهة األخرى‪ ،‬فكل المؤسسات الكبرى موجودة في طنجة أو في‬

‫‪3‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫تطوان وغيرهما‪ ،‬في حين بقيت شفشاون على مر السنين‪ ،‬بعد‬ ‫االستقالل‪ ،‬ذيال لهذه العواصم في كل شيء‪.‬‬ ‫ولو أن ما بين الفكرة وتنزيلها على أرض الواقــع ومابين‬ ‫اتخاذ القرار وتنفيذه‪ ،‬قد تطول المسافة وقد تقصر‪ -‬ونتمى أن ال‬ ‫يكون الشأن كما كان بالنسبة لكلية الطب والمستشفى الجامعي‬ ‫بطنجة‪ -‬فإن إقليم شفشاون ربح على الورق‪ ،‬وكل شيء يبدأ من‬ ‫هنا‪ ،‬مؤسسة كبرى سيكون لها انعكاسات على حياتها الثقافية‬ ‫والعلمية والرياضية واالقتصادية‪ ،‬كما سيكون لها أثر إيجابي‬ ‫على جيوب األسر البسيطة التي كان يشكل انتقال أبنائها للجامعة‬ ‫هاجسا ثقيال لها إن لم يكن وراء انقطاع العديد منهم عن الدراسة‪.‬‬ ‫ومع هذا؛ فمن باب التوقع واالستشراف إعمال التفكير منذ‬ ‫اآلن في إشكـال النقل‬ ‫والسكـــن‪ ...‬الجامعي‪،‬‬ ‫وفي انتقــاء الشعــب‬ ‫والمســــارات التــــي‬ ‫يمكــن أن تكـون لها‬ ‫قـــوة الجــذب بعناية‬ ‫فائقـة‪ ،‬ثـــم العمـــل‬ ‫على تهيـــيء المحيط‬ ‫العام الحتضان هــذه‬ ‫المؤسسة العلمية بما‬ ‫يجعل لها ارتباطا قويا‬ ‫بمحيطهـــا وإشعاعــا‬ ‫ليـس فقـــط داخــل‬ ‫اإلقليم بل في الجهـــة‬ ‫والوطن عامة‪.‬‬ ‫إن كلمـــة الكلية‬ ‫كان لها دائمــا رنين‬ ‫جميل في رؤوس الشباب المتعلم‪ ،‬إنها عالمة على االنتقال من‬ ‫مرحلة الحماية األسرية إلى مرحلة االعتماد على الذات والتحرر من‬ ‫القيود واكتساب التجارب والوعي الالزم والسالح العلمي والمهني‬ ‫لالنطالق نحو اآلفاق والدخول إلى معترك الحياة‪.‬‬ ‫وال شك أن إنشاء كلية بشفشاون سيكون له أثر على األجيال‬ ‫المقبلة من المتعلمين‪ ،‬فالدراسة الجامعية قرب األهل ستختلف‬ ‫كثيرا عن الدراسة بعيدا عنهم‪ ،‬فكل شيء يتغير في عصرنا بسرعة‬ ‫مما يقتضي امتالك قدرة فائقة على التكيف‪ ،‬وشفشاون رغم بطء‬ ‫التغير الذي يمسها لن تبقى معزولة عن سنة التغيير‪ ،‬فهذه الكلية‬ ‫ستكون إحدى وجوه التغيير الذي نأمل أن يكون شامال وبوابة‬ ‫لدخول اإلقليم إلى العالم الحديث من بابه الواسع‪.‬‬

‫أغنيات قطبية ‪..‬‬ ‫)‪(3/2‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬ ‫‪ 2‬ـ مدخل إيقاعي ‪ :‬موسيقى الشعر بحر بشكله المطلق ‪ ،‬وماء بشكله المطلق ‪ ،‬وأما‬ ‫األوزان فهي عناصر في تركيب الماء وليست كل الماء‪ ..‬واإليقاع في تجارب الشعراء الموهوبين‬ ‫فاعلية تعبرعن نفسها بذكاء ؛ فمن صح طبعه وذوقه لم يكن بحاجة لنظم الشعر بالعروض‪..‬‬ ‫وأما الوزن فيبقى عنصرا ديناميا ينهض بوظيفة جوهرية هي التنظيم الجمالي ‪ ..‬يزاوج الشاعر‬ ‫قطب الريسوني في أنساق اختياراته اإليقاعية الظاهرة بين نمطين ؛ عمودي وتفعيلي ؛‬ ‫فمجموع نصوص مدونته «أغنيات السرب الحزين» أربعة وعشرون نصا ؛ نسجت في أبحر‬ ‫خليلية هي ‪ :‬البسيط والكامل والوافر‪ .‬وفي نسق تفعيلي‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ‪ 1‬البسيط ‪ :‬وهو من البحور الثمانية التي أولع الشعراء بركوبها منذ العصر الجاهلي‬ ‫التساع أفقه وامتداد رقعته‪..‬وعناوين نصوصه في المدونة المذكورة ‪:‬‬ ‫هدية الحرف ‪:‬‬ ‫إني أهدهد حرفي في عرائشـه كما يهدهد في مهـوده القمـــر‬ ‫ريحانة المهج ‪:‬‬ ‫يا فتنة السح‪،‬يا ريحانة المهــج يا فلـــة رقصــت‪ ،‬ريـــا من األرج‬ ‫حادي الشرق‪:‬‬ ‫مليحة الشعرما ردت له طلبا سكرى بريشته اذ تنثر العجبا‬ ‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬الكامل ‪ :‬وهو منبثق من الرجز‪،‬تتميز تفاعيله باستمرارية متدفقة ‪ ،‬وجريان‬ ‫متصل؛ حد أنه يمكن كتابة نصوص نثرية بتفاعيله ؛ ومن ذلك ‪ « :‬يا سيدي ‪ :‬أنا بعض‬ ‫محسوبيك من زمن بعيد ‪،‬غير أني لم أكن أسطيع أن ألقاك كي أفضي اليك بما يجول بخاطري ؛‬ ‫مما يؤرق كل ذي حس ووجدان ‪ ،‬فلو أنصفتني ‪ ،‬فنفضت عني ما تراكم من غبار الظلم والعدوان‬ ‫والخطب العصيب ‪ ..‬هذي رسالة مخلص لك شاكر‪ ،‬ما كنت قد أسديت من فضل عليه مدى‬ ‫الزمان مخلد‪ ،‬واسلم وقاك اهلل يا رب المكارم والسالم‪».‬‬ ‫وأما عناوين نصوصه في مدونة الشاعر قطب تاما أو مجزوءا فهي ‪:‬‬ ‫‪..‬وترجل الحادي ‪:‬‬ ‫جف الرحيـق بزهرنا والعنبر وترجل الحادي ‪،‬وطاح المزهر‬ ‫شهد اليراع ‪:‬‬ ‫شهد اليراع جــواهــره فوق الدفاتر ساحــــره‬ ‫لواعج ‪:‬‬ ‫وحدي أنا في غربتـــي والجرح والناي الحزين‬ ‫وجع القصيدة ‪:‬‬ ‫هذي الحروف الراعفه هذي القوافي الواكفـــه‬ ‫‪ 2‬ـ ‪ 3‬الوافر‪ :‬وهو من البحور‪ ،‬ذات اإليقاع الغنائي المنساب في األسماع والمؤتلف في‬ ‫األذواق ‪ ،‬وأصله هزج ‪ ،‬اختاره الشاعر قطب مجزوءا في ‪:‬‬ ‫نشوة ‪:‬‬ ‫هنا في جدول الزهـــر هنا في جنة السحـــــر‬ ‫قيثار الحرف ‪:‬‬ ‫حروف لو سقينـــاهـــا رحيــــق القلــب ألوانــا‬ ‫‪ 2‬ـ ‪ 4‬أنساق تفعيلية ‪ :‬اجتزأ الشاعر قطب من تفاعيل بحور ما سمح له بصياغة غنائية‬ ‫لشعره ؛ فمن تفاعيل المتدارك ـ وهو ثماني التفاعيل ‪..‬ذوأمشاج وأنماط ال يجمعها نمط واحد‬ ‫كما يقال ـ ركز على تفعيلتي ‪ :‬فعلن بتسكين العين وفتحها في نصوص ‪:‬‬ ‫ماذا أرسم ؟‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫هذا نبضي‬ ‫ورق ومناديل‬ ‫فارسم وطنا‪..‬‬ ‫الوصايا األربع ‪:‬‬ ‫أوصتني‪..‬‬ ‫نشوى‬ ‫بعنادها‬ ‫وانتقى من تفاعيل المتقارب ـ وهو ثماني التفاعيل‪..‬من األوزان القريبة من النثر‪..‬منه‬ ‫انتفض الطويل ‪ ،‬ويصح فيه القول أنه نثر موزون ـ ومن نصوص الشاعر قطب في هذا النسق‬ ‫التفعيلي « فعولن» ‪ « /‬فعول» ‪:‬‬ ‫خيمة الشعر ‪:‬‬ ‫لك اآلن أن تنثر الورد‬ ‫واألقحوان‬ ‫على عتبات اللهاث الجريح‬ ‫سيدة البهاء ‪:‬‬ ‫بالد ترعرع صفصافها في دمي‬ ‫وغرد شحرورها‬ ‫األطلسي‬ ‫على مرقمي‬ ‫هنا القاهرة ‪:‬‬ ‫هنا القاهره‬ ‫هنا النيل‬ ‫يرفع كف التحيه‬ ‫غنائية على جدار بغداد ‪:‬‬ ‫أمن مزنة‬ ‫تصبب‬ ‫هذا الجمال الوريف‬ ‫وهذا الرواء الشفيف ؟‬ ‫عروس المدائن ‪:‬‬ ‫هي امرأة هبطت من‬ ‫جنان الندى‬ ‫وكرم الغيوم‬ ‫مدثرة بالبهاء‬ ‫تعير الصباح‬ ‫قناديله‬ ‫وريش الضياء‬ ‫من سيرة الورد ‪:‬‬ ‫هنا وردة في‬ ‫البياض‬ ‫متوجةبالعقيق‬ ‫مبللةبالرحيق‬ ‫ومن الكامل المنبثق من الرجز صاغ الشاعر قطب معانيه في تفعيلة «متفاعلن » ‪:‬‬ ‫مرثية الغياب ‪:‬‬ ‫إيه صالح‬ ‫كم طعنة أردت‬ ‫صبيا في المعامع‬ ‫والبطاح‪..‬‬ ‫الفهم الدقيق والعميق لمكون اإليقاع في تجربة الشاعر قطب يحتاج إلى وقفات في‬ ‫صلة اإليقاع بالوزن وخصائص األصوات الساكنة واللينة وتفاوت المقاطع بين الطول والقصر‬ ‫ومستويات النبر وغير ذلك من الوقفات غير المنتهية وال الثابتة ‪..‬وقد اكتفينا بالتلميح ‪..‬ومهما‬ ‫يكن من أمر‪ ،‬فموقف الشاعر غير موقف القارئ أو الدارس‪..‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1029‬ـ الثالثاء ‪ 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫الفنا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫طر‬

‫أسامة‬ ‫عبد الدايم‬ ‫ي الأصصيل‬

‫ب‬

‫حاوره عبداإلله المويسي‬

‫يعتبر الفنان أسامة عبد الدايم من األصوات الطربية المغربية المشهود لها بجودة األداء‬ ‫في مجال الغناء األصيل‪ .‬وهو خريج المعهد الوطني للموسيقى وحاصل على شهادة تنويه‬ ‫خاص في الغناء بمهرجان أنغام سنة ‪ 1994‬الذي تنظمه التلفزة المغربية‪ ،‬كما أنه حاصل على‬ ‫شهادة تقدير في الغناء منحتها له القناة الثانية‪ .‬أصدر الفنان أسامة عبدالدايم أربعة ألبومات‪.‬‬ ‫وهو معروف بمناصرته لألغنية المغربية الطربية األصيلة‪ .‬التقت به جريدة «الشمال» وأجرت‬ ‫معه الحوار التالي‪.‬‬

‫ـ نبدأ بالسؤال التقليــدي حـول البدايــات‬ ‫األولى التي مهدت لمجيئك إلى عالم الغناء‪ ،‬؟‬

‫إذا ما كنت أتذكر جيدا‪ ،‬فإن البدايات األولى التي‬ ‫مهدت لمجيئي إلى عالم الغناء هي عشقي للطرب‬ ‫منذ صغري‪ .‬كما أنني أتذكر أن ذلك لم يكن سهال‬ ‫أبدا‪ ،‬إذ أني ووجهت بمعارضة كبيرة من طرف األهل‪.‬‬ ‫غير أنني وبفضل تعلقي الشديد بالفن والسماع‪ ،‬ومع‬ ‫إصراري على المضي في إيماني بموهبتــي تالشت‬ ‫هذه المعارضة ‪ ،‬وهو األمر الذي توج بالتحاقي بالمعهد‬ ‫الموسيقي بطنجة‪ ،‬حيث تلقيت أصول األداء على يد كبار‬ ‫األساتذة‪ ،‬ومن من تم كانت انطالقتي الفنية‪.‬‬ ‫ـ أين يمكن تصنيـف تجربة الغـناء عنـد‬ ‫الفنان أسامة عبدالدايم؟‬

‫تجربتي أصنفها في المنحى الذي أحسست أنني‬ ‫ميال إليه بشدة‪ ،‬وهو الفن الطربي في بعده األصيل‪.‬‬ ‫غير أنني في كثير من األحيان كنت أشعر أن هناك رغبة‬ ‫قوية تحذوني نحو تجديد األداء في بعض أغاني الرواد‬ ‫التي كنت أشعر أن الجمهور شغوف جدا بها‪ ،‬وأنه ما‬ ‫ينفك يطالبني بها في كل المناسبات‪.‬‬ ‫ـ السي عبد الدايم أسسـت «معهـد ألفـا»‬ ‫لتدريس الموسيقى‪ .‬حدثنا عن هذا المشـروع‪...‬‬ ‫مصدر الفكرة‪...‬األهداف‪ ...‬الصعوبات‪ ...‬الصدى‬ ‫الذي لقيته فكرة المعهد؟‬ ‫«معهد ألفا» هو مولود ثقافي جديد يجمع بين‬ ‫التربية والفن والموسيقى‪ ،‬وهو في األصل فكرة كانت‬

‫تراودني كثيرا نظرا لشعوري المستمر بالنقص الحاد‬ ‫الذي تعرفه الثقافة الموسيقية في ما يخص التأطير‬ ‫النظري الفني والموسيقي‪ ،‬وفي ما يخص أيضا جانب‬ ‫الممارسة التطبيقية‪ .‬كما أن المعهد يريد أن يضطلع‬ ‫بمهمة نبيلة جدا وهي تقريب أصول الفن بصفة‬ ‫عامة إلى المتلقي‪ ،‬ونزع تلك الصورة النمطية أو لربما‬ ‫التلقائية عنه‪ ،‬وذلك من خالل توفير تكوينات عصرية‬ ‫تستند إلى أساليب علمية متقدمة وأن أسعى بكل ما‬ ‫أوتيت من جهد معرفي موسيقي إلى أن أجعل هذا‬ ‫المشروع يضطلع بهذه المهمة الوطنية خدمة للفن‬ ‫ببالدنا‪ ،‬وطبعا كما هو الحال بالنسبة لكل المشروعات‪،‬‬ ‫أظن أن بعض الصعوبات قد تقف في وجهي‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها أن األمر يكمن في الفكرة في حد ذاتها‪ ،‬فكرة‬ ‫أن يكون هناك معهد يجمع بين التربية والفن بكل‬ ‫تجلياته‪.‬‬ ‫ـ ما تقييمك لألغنية المغربية الطربية؟‬ ‫أعتقد أن األغنية المغربية الطربية تسير بخطى‬ ‫وئيدة‪ ،‬مع حمولة فنية متجددة تحاول أن تراعي ذكاء‬ ‫الجمهور المغربي وتطلعاته‪ ،‬وذوقه الراقي المشهود له‬ ‫به‪ .‬لكن‪ ،‬في تقديري‪ ،‬تبقى المحاوالت جد خجولة‪ .‬وأنا‬ ‫واثق وكلي أمل أنها تسير نحو تحقيق المرجو منها‪.‬‬ ‫ـ ما تقييمك لألغنية الشبابية؟‬ ‫في اعتقادي الراسخ أن موضوع األغنية الشبابية‬ ‫هو موضوع يتطلب بحثا عميقا من الناحية المعرفية‪،‬‬ ‫يتداخل فيه الثقافي باالجتماعي‪ ،‬بحث يحاول أن يرصد‬

‫ح‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬

‫مع‬

‫هذه الظاهرة في ارتباطها الوثيق بتطور المجتمع‬ ‫المغربي على جميع المستويات‪.‬‬

‫ـ ما هــي آخـر مستجــدات الفنــان السي‬ ‫عبد الدايم ؟‬

‫االنطباع الرائج هو أنه قد أصبح سهال جدا أن تقدم‬ ‫أغنية يستهلكها المستمع بسرعة‪ ،‬وينساها بنفس‬ ‫السرعة‪ .‬ولهذا شخصيا أرى أن على المطربين الشباب‬ ‫التحلي بالذكاء‪ ،‬وأن يتجلى ذلك في اختيار المواضيع‬ ‫التي تتناغم مع الشريحة الشبابية من جهة‪ ،‬وتجيب عن‬ ‫أحاسيسهم من جهة ثانية‪ ،‬لكن دون الزيغ عن التراث‬ ‫المغربي القح‪.‬‬

‫لدي مشـروع فنـي لطالما راودنـي حلم بتحقيقه‪،‬‬ ‫وهو العمل على ترجمة بعض األعمال العالمية إلى‬ ‫اللغة العربية‪ .‬وهكذا ارتأيت أن استهل هذه الخطوة‬ ‫بأغنية ‪ My way‬للفنان األمريكي «فرانك سيناترا» ‪،‬‬ ‫وهي بترجمة من توقيع الشاعر المغربي األستاذ بالل‬ ‫الدواس ‪ .‬ونحن اآلن بصدد الترتيبات النهائية لتنفيذه‪.‬‬

‫ـ تعرف الساحة الفنية انتشار ظاهرة إعادة‬ ‫أداء أغاني الرود‪ ،‬هل هي تعظيم ألغنية الزمن‬ ‫الجميل واحتفاء بها أم عجـز واضـح عن إنتـاج‬ ‫مثلها؟‬ ‫هو ليس عجزا بقدر ما هو تأصيل لألصل‪ ،‬وتكريم‬ ‫للرواد‪ ،‬وطريقة إليصال هذا الموروث الغنائي للجيل‬ ‫الصاعد‪ .‬وهي مسؤولية ينبغي أن نتقاسمها جميعا‪،‬‬ ‫جهات مسؤولة وفنانون ‪.‬‬ ‫وإذا نظرنا من جانب آخر والذي قد يبدو معه األمر‬ ‫وكأنه عجز‪ ،‬ففي اعتقادي اأنه متعلق بالنقص في‬ ‫الدعم‪ .‬فمعلوم لدى الخبيرين بالمجال الموسيقي أن‬ ‫األغنية الطربية تكلفتها عالية من حيث توفير النص‬ ‫الغنائي‪ ،‬وإنجاز اللحن المناسب لها‪ ،‬وإحاطتها باإلشهار‬ ‫المطلوب‪ .‬وأؤكد لك بأن لدينا مطربين أكفاء في المجال‬ ‫الطربي غير أنهم تنقصهم فقط المادة الخام‪.‬‬ ‫ـ تميز السي عبد الدايم بأدائه للفن الطربي‬ ‫األصيل‪ ،‬هل تفكر في تغيير المسار عبر تبني‬ ‫أساليب توظف التقنيات الحديثة؟‬ ‫بكل تأكيد‪ .‬الموسيقى في نظري هي التجديد‪ ،‬وهي‬ ‫البحث المستمر إلغنائها عبر إدخال مختلف التقنيات‬ ‫المستحدثة‪ .‬وأعتقــد جازمــا أن جوهـر تألق األغنيـــة‬ ‫المغربية يكمن في سعيها المتواصل لتجديد نفسها‪،‬‬ ‫ألن حقيقة التراث الغنائي المغربي أنه حمال لجميع أنوع‬ ‫الطرب بفضل غنى مكوناته الثقافية‪ .‬هذا من جانب‪،‬‬ ‫ومن جانب آخر فالتطوير والتجديد سيساعد األغنية‬ ‫المغربيــة على اقتحـام العالمية وهذا يحتاج لبساط‬ ‫تقني عال ‪.‬‬

‫هذا إضافة إلى محاولة إعادة تسجيل بعض األعمال‬ ‫العربية الخالدة بطريقة حداثية معاصرة‪ ،‬سواء على‬ ‫مستوى تقنيات الصوت‪ ،‬أو التوزيع أو التسويق‪.‬‬ ‫ـ ما العمل الفني الذي تمنى السي عبدالدايم‬ ‫لو أنه هو من أداه؟‬

‫هي في الحقيقة أعمال متعددة تمنيت لو أنني من‬ ‫أداها‪ ،‬خصوصا وأني حريص دائما على االطالع على‬ ‫األلوان الغنائية المختلفة‪ ،‬لكن تبقى قصيدة «أنا وليلى»‬ ‫للموسيقار العربي الكبير كاظم الساهر أكثر المقطوعات‬ ‫الغنائية التي تمنيت لو أديتها‪.‬‬ ‫ـ ما الذي يطالـب بـــه السـي عبدـالدايم‬ ‫المعنيين باألغنية المغربية‪ ...‬مسؤوليـــن‪..‬‬ ‫ملحنين‪....‬منتجين‪...‬مستمعين‪...‬كتاب كلمات‬ ‫‪ ...‬وغيرهم؟‬

‫أنا أناشد كل الفاعلين في الحقل الثقافي والفني من‬ ‫أجل الرفع من سقف الدعم المادي والمعنوي‪.‬‬

‫أما للممارسين فهم مطالبون بمزيد من الثقة في‬ ‫الرسالة السامية التي يحملونها‪ ،‬والعمل بصدق من‬ ‫أجل إيصالها‪ ،‬والكف عن الخوض في انتقادات ال جدوى‬ ‫منها‪ ،‬وتعويضها بالعمل الجاد ليبقى الفن الحقيقي‬ ‫قائما ‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة‪.‬‬

‫الشكر الجزيل لكم ولطاقم جريدتكم على االهتمام‬ ‫بالشأن الثقافي ببالدنا‪ .‬ومن شأن هذه اللقاءات أن‬ ‫ترفــع من معنويـات الغيوريـن على الفن الجاد وعلى‬ ‫استمراريته‪.‬‬


‫الشمال الفني‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫الواقعية المحدثة‬ ‫عند الفنان الرائد علي نخشى‬ ‫بقلم‪ :‬محمد الشاوي(*)‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬يناير ‪2020‬‬

‫‪5‬‬

‫بيننا‬ ‫وبينهم‪...‬‬ ‫مسافات من‬ ‫الفنون‪ ‬‬ ‫• يوسف سعدون‬

‫‪ 1‬ـ تقريض‪:‬‬ ‫يقول الدكتور حسن الطريبق واصفا‬ ‫الفنان علي نخشى من خالل أعماله‪« :‬ألنَّه‬ ‫يعيش في زحمة الواقع المغربي واإلنساني‪،‬‬ ‫ويرصد ما يراه ليس بمفهوم الواقعية‬ ‫الفوتوغرافية البليدة‪ ،‬وإنما بمفهوم الفنان‬ ‫الذي يقتحم ما استغلق فهمه على الناس»‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ نص المقال‪:‬‬ ‫إن الحديث عن قامة فنية مثل الفنان‬ ‫واألستاذ علي نخشى؛ هو حديث بالضرورة‬ ‫عن جيل الرواد بمدرسة تطوان الذي ينتمي‬ ‫إليه‪ ،‬إذ يمكن إدراجه ضمن الرعيل األول الذي‬ ‫بصم ذاكرة الفنون الجميلة بهذه المدرسة‪.‬‬ ‫ينتسب الفنان علي نخشى إلى أسرة عريقة‬ ‫بمدينة القصر الكبير عُرفت بأصالة التربية‬ ‫وحداثة الذوق‪ ،‬أنجبت علماء أجالء‪ ،‬وباحثين‬ ‫وفنانين‪ ،‬وأساتذة ومربيون…‬ ‫وال شك أن اهتمامه بالفن التشكيلي ظهر بشكل ملحوظ‬ ‫بموهبة قل نظيرها منذ طفولته المبكرة من خالل محاكاته‬ ‫لمعالم مدينة القصر الكبير برسومات على الورق وأخرى‬ ‫بالصباغة كانت وثيقة الصلة بشخوص وجماعات‪ ،‬في أماكن‬ ‫متعددة كالتجمعات داخل األسواق‪ ،‬وسط المدينة‪ ،‬المقاهي‪،‬‬ ‫المصلى‪ ،‬الحديقة العمومية…‬ ‫بعد ذلك صُقلت هذه الموهبة بشكل أكاديمي وعلمي‬ ‫عندما أقدم على دراسة الفن والتخصص فيه بالمدرسة الوطنية‬ ‫للفنون الجميلة بتطوان سنة ‪ 1957‬ليتخرج منها سنة ‪،1959‬‬ ‫مشيدا لنفسه تجربة فريدة تقوم على أساس البحث في الواقعية‬ ‫المُحدثة وتطوير نموذج المعلم األول «ماريانو بيرطوتشي»‬ ‫الذي كانت رسوماته هو وغيره من المدرسين بالمدرسة الوطنية‬ ‫للفنون الجميلة‪ ،‬تُمثل نموذجاً تعبيرياً نسج على منواله طالب‬ ‫الفن أعمالهم‪ ،‬فتأثروا به أيما تأثر‪ ،‬حيث أسعفهم في التعبير عن‬ ‫بيئتهم االجتماعية في قالب واقعي محاكاتي عماده نظرة الفنان‬ ‫لهذا الواقع‪ ،‬والعمل على تشكيله بالصباغة وتوسل هندسة‬ ‫المنظور‪.‬‬ ‫لقد استطاع الفنان علي نخشى تطوير مؤهالته األكاديمية‬ ‫باستكمال الدراسة العليا‪ ،‬والبحث عن آفاق جديدة للتخصص‪،‬‬ ‫لكي ينسج أسلوبا فنيا يمتاز به عن غيره‪ ،‬فاتجه نحو الجارة إسبانيا‬ ‫بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بمدريد سنة ‪1960/1961‬‬ ‫بمدرسة الفنون الجميلة بسانطا إيسابيل دي هونكريا بإشبيليا‪،‬‬ ‫ثم بمدرسة «سان فرناندو» مدريد‪ ،‬التي تخرج منها سنة‬ ‫‪ 1965‬محصال على دبلوم األستاذية في الرسم الذي خول له‬

‫مهمة التدريس بالمدرسة الوطنية للفنون‬ ‫الجميلة بتطوان‪ .‬كما درس الحفر ‪GRAVEUR‬‬ ‫بمدريد‪ ،‬وبنفس المدينة درس ‪Lithographie‬‬ ‫بالمدرسة الوطنية لفنون الطباعة والحفر‪ ،‬حيث‬ ‫استفاد أيضاً من عدة تكوينات بمتحف اللوفر‬ ‫بفرنسا والمتحف البريطاني بانجلترا‪ ،‬وهو من‬ ‫الفنانين المغاربة المؤسسين للجمعية الوطنية‬ ‫األولى للفنون الجميلة بتطوان‪ .‬وتقلد رحمه اهلل‬ ‫في في آخر مسيرته المهنية إدارة دار الصنائع‬ ‫والفنون الوطنية بتطوان‪.‬‬ ‫وإذا تأملنا لوحاته فهي تحمل مضامين‬ ‫«ثرة النبع‪ ،‬تتجاوز فيها األلوان‪-‬كل األلوان‪-‬‬ ‫وتتناسق بصورة ملفتة للنظر (…) استطاع أن‬ ‫يكتب خاصية التحكم في ناصية تجربته بإخضاع‬ ‫األلوان إلرادته أو األحسن أقــول‪ ،‬لموهبتــه‪،‬‬ ‫في نطاق النسبية طبعا أي في نطاق المقارنة‬ ‫مع بعض رفاق دربه من فنانينا المغاربة‪)…( .‬‬ ‫واقعيته ليست مقصورة على ماهو مغربي‪ ،‬ولكنها كثيرا ما‬ ‫تتميز بإنسانيتها وبانفتاح روحها عبرها على هموم وأحزان غير‬ ‫مواطنيه في غير ما التزام اجتماعي أو سياسي»‪.‬‬ ‫(د‪ .‬حسن الطريبق)‪.‬‬ ‫إن هذه الواقعية في صيغتها المحدثة والمتجاوزة للواقعية‬ ‫في صيغتها المفرطة والدقيقة عند الفنان علي نخشى‪ ،‬تتداخل‬ ‫في أعماله مع أشكال تعبيرية أخرى تنهل من صميم ما هو‬ ‫إنساني من قضايا وموضوعات تجعل المتلقي يبحث عن خيط‬ ‫ناظم يقوده لبناء المعرفة البصرية المالئمة‪ .‬إنها معرفة أرادها‬ ‫الفنان علي نخشى أن تكتسي طابعا وجوديا وجماليا تومئ بشدة‬ ‫األحاسيس وتجعلنا نتأمل معه أشياء نعيد التعرف إليها وكأننا‬ ‫نستذكرها بالعودة إلى ذاكرتنا طويلة المدى لكي تستقر في‬ ‫ً‬ ‫حاضرنا راسمة لنا فضاءات وأزقة وشخوصاً‬ ‫مرتمية في عوالم‬ ‫حرينة تارة‪ ،‬وتارة أخرى تجعلنا نبحث عن فكرة التطهي ر �‪le ca‬‬ ‫‪ tharsis‬التي نادى بها الفيلسوف أرسطو لكي نُخرج أحاسيسنا‬ ‫وانفعاالتنا حتى تستجيب لقدر أعماله الفنية‪ .‬فنعيش معه داخل‬ ‫عوالمه الممكنة نتنفس معه أحاسيس دفينة‪ ،‬تجعلنا نفرح‬ ‫أحيانا ونشعر بالحنين للرومانسية الجميلة‪ ،‬ضاربين جدار القلق‬ ‫والبؤس لكي نعيش معه أجمل األحاسيس الجمالية داخل قالب‬ ‫تصويري يؤرخ للعالقة الرابطة بين اإلنسان والطبيعة والعالم‬ ‫من حوله‪.‬‬ ‫_________‬ ‫(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن‪.‬‬

‫تضمنت زيارتي الحالية لفرنسا تجديد اللقاء مع‪ ‬مجموعة‬ ‫من األسر‪ ‬الصديقة سواء من أصول مغربية أو فرنسية ‪....‬وفي‬ ‫خضم‪ ‬األحاديث المتشعبة التي جلنا عبرها في الشأن السياسي‬ ‫واالجتماعي والثقافي‪،‬وعند معرفة البعض من هذه األسر أنني‬ ‫فنان تشكيلي مغربي‪،‬تناسلت األسئلة حول تجربتي والمدرسة‬ ‫التي أمثلها ومشروعي الفني‪،‬فوجدت نفسي أمام أشخاص لهم‬ ‫ثقافة تشكيلية عميقة سواء على مستوى تاريخ الفن أو على‬ ‫مستوى مواكبة مستجدات الساحة الفنية العالمية ‪...‬وكأنني‬ ‫كنت مع نقاد متخصصين‪.‬‬ ‫األمر لم يقـــف عند هذا الحد‪،‬بل فاجأني الكثيرون منهم‪،‬‬ ‫بكونهم يمارســون الفن بشكــل هاو ولهم لوحات يفتخرون‬ ‫بها وأطلعوني عليها‪ ،‬سواء تلك المثبتة على جدران منازلهم‬ ‫أو عبر شاشات هواتفهم‪ ..‬ووجدت أيضا داخل أسرة واحدة أن‬ ‫جل األفراد يرسمون ولهم دراية بالتقنيات والمفاهيم األولية‬ ‫للتشكيل‪..‬‬ ‫ولي في أسرة الصديقة هيلين فرتان مثــال حي لهــذه‬ ‫الحاالت حيث أنها ترسم‪ ،‬وزوجها كذلك‪،‬ولها أيضا بمنزلها‬ ‫لوحات مبهرة لوالدها‪ ،‬وهي تعتبر نفسها محترفة‪،‬لكن األمر‬ ‫يختلف عند زوجها المتفرغ لوظيفته وأبيها الذي الزال يفتخر‬ ‫بمحاوالته تقليد فان غوغ أو سيزان‪ ،‬منذ ما يزيد عن خمسين‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫وللحقيقـة أقــول أنني‪ ‬فوجئت بالمستــوى الجيد ألعمال‬ ‫بعض هؤالء الصديقات واألصدقاء والذين ال‪ ‬يعتبرون أنفسهم‬ ‫فنانين‪..‬بل هم حسب تقديرهم هاوون ويلجؤون لأللوان‬ ‫فقط من حين آلخر من أجل الترفيه أو الترويح عن النفس من‬ ‫ضغوطات الحياة المدنية المعاصرة‪..‬‬ ‫وحينما اقترحت على بعضهم التفكير في تنظيم معارض‬ ‫أو احتراف الفن‪،‬رفضوا الفكرة بشكل قاطع القتناعهم أن‬ ‫المسافة بينهم وبين هذا االحتراف شاسعة لكونهم يؤمنون‬ ‫بالتخصص‪.‬‬ ‫وبعد التأمل في هذه الحاالت‪...‬وبعد حديثنا حول مناهجهم‬ ‫التعليمية‪ ‬استخلصت أنها (المناهج) تستحضر التربية الفنية في‬ ‫شموليتها‪،‬سطعت أمامي حقيقة ثابتة تتمثل في كون‪ ‬التعليم‬ ‫الفني مسألة أساسية لديهم من أجل اكتساب بعض تقنيات‬ ‫العمل التشكيلي‪ ،‬و التمكن من الثقافة الفنية التي تساعدهم‬ ‫على فهم مكونات الفنون التشكيلية و معرفة تاريخها وتطورها‪.‬‬ ‫ويشكل هذا التوجه جزءا من أسرار حضارتهم ونهضتهم‪..‬وما‬ ‫يقال عن واقع الفنون التشكيلية عندهم‪ ،‬ينسحب أيضا على‬ ‫باقي الفنون من موسيقى ومسرح حيث نجد ان المواطن‬ ‫البسيط في الغرب‪ ‬له دراية بتاريخ هذه الفنون وروادها ‪.‬‬ ‫إذن‪،‬التعليم الفني بالمناهج الغربية عنصر أساسي ضمن‬ ‫مكونات العملية التعليمية‪،‬وضرورته تأتي‪ ‬من أجل الحفاظ على‬ ‫الذوق‪ ‬العام وكذا نشر ثقافة الجمال ‪،‬وهذا المنهج ينطلق من‬ ‫أهمية الفنون في النهوض بحضارة الوطن ورقي المواطن‪..،‬‬ ‫وحينما أرجع لوضع بلدي‪ ،‬وأتأمـــل واقــع التعليـم الفني‬ ‫عندنا‪ ،‬ال أجرؤ على المقارنة بيننا وبين ماهو معمول به عند‬ ‫اآلخر‪،‬وذلك لغياب أدنى شروط هذه المقارنة‪،‬فالتربية الفنية‪ ‬‬ ‫ببالدنا‪ ‬أعدمتها السياسات التعليمية العتبارات متعددة منها‬ ‫ماهو مادي ومنها ماهو معنوي مرتبط باختيارات تعادي الجمال‬ ‫عند مسؤولينا وتعتبره ثانويا‪.‬‬ ‫وهذا التوجه هو سبب من أسباب تخلفنا وحاجز أمام انتشار‬ ‫الثقافة الفنية بيننا‪.‬وهو األمر الذي جعل الفن غريبا عنا وغائبا‬ ‫في ثقافتنا واهتماماتنا‪..‬األمر الذي جعل بعض األسر عندنا ال‬ ‫تفتخر بطاقات من يبدعون من أفرادها وال‪ ‬تشجع أبناءها على‬ ‫اإلقبال على الفن‪..‬‬ ‫وهذا التوجه أيضا ساهم بشكل فظيع في انتشار‪ ‬الرداءة‬ ‫بيننا‪،‬وعمل على تجهيل الفرد فنيا‪ ،‬وتسبب في تلوث الذوق‬ ‫العام!!!‬ ‫ولوقف هذه اآلفــة‪ ...‬صار لزاما‪ ‬على المسؤولين إعــادة‬ ‫االعتبار للتربية الفنية‪ ‬في مناهجنا التعليمية من أجل نهضة‬ ‫البلد‪،‬وذلك لكي‪ ‬ال تتكرر لعبة إعدام شعبة الفلسفة في مرحلة‬ ‫ما لغايات‪ ،‬الزلنا نجني عواقبها السلبية لحد اآلن‪..‬‬ ‫تولوز في ‪17‬يناير ‪2020‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مشروع تهيئة وتجهيز حي «الرومان» بالحسيمة‬ ‫يشارف على نهايته‬

‫أشادت اللجنة المكلفة بتتبع إعادة إسكان‬ ‫حي «الرومان» بمدينة الحسيمة‪ ،‬بتنفيذ‬ ‫المصالح المعنية التزاماتها فيما يتعلق بهذا‬ ‫المشروع‪ ،‬تحت إشراف فريد شوراق عامل‬ ‫اإلقليم الخبير في مجال الدراسات الترابية‪.‬‬ ‫وقالت اللجنة في بيان لها توصلت الجريدة‬ ‫بنصــه‪ ،‬أن «هــذا المشروع تم الشروع في‬ ‫انجازه سنة ‪ ،2018‬تنفيذا للتعليمات الملكية‪،‬‬ ‫الرامية إلى العناية بساكنة دور الصفيح‪ ،‬وتوفير‬ ‫السكن الالئق لها‪ ،‬وأن السلطات المحلية‬ ‫عملت على ايالء عناية خاصة لهذا الحي‪ ،‬وذلك‬ ‫بتوفير اإلعتمادات الالزمة بغرض إعداد تجزئة‬ ‫سكنية لتوفير بقع أرضية مجهزة لفائدة هاته‬ ‫الساكنة»‪.‬‬ ‫وأضافت أن حي الرمان يحـتوي على ما‬ ‫يناهز ‪ 90‬منزال قصديريا تم بناؤها بصفة‬ ‫عشوائية من طرف ساكنة الحي‪ ،‬وان أغلبية‬ ‫الساكنة انخرطت بشكل ايجابي في إخالء‬ ‫منازلها طواعية باستثناء خمسة أشخاص من‬ ‫قاطني الحي الذين رفضوا إخالء مساكنهم‬ ‫بسبب التشويش عليهم من بعض األشخاص‬ ‫الذين لهم مصالح في أن يبقى الحي على ماهو‬ ‫عليه‪.‬‬

‫وكشفـــت اللجنــة في هذا الصدد أنه‬ ‫«بمبادرة من السلطات اإلقليمية تمت تأدية‬ ‫السومة الكرائية لكل الساكنة دون استثناء‬ ‫إلى حين انتهاء أشغال التجزئة وتسليم البقع‬ ‫األرضية المجهزة ألصحابها وبالتالي لم تكن‬ ‫هناك أي عائلة مشردة‪ ،‬وأن السلطات العمومية‬ ‫أوفت بجميع وعودها تجاه هذه الفئة من‬

‫المواطنين تحت اإلشراف الفعلي لعامل إقليم‬ ‫الحسيمة»‪..‬‬ ‫وأضافت في ذات البيــان أن المشــــروع‬ ‫يوجد حاليا في األطوار النهائية وسيتم تسليم‬ ‫بقع الشطر األول للمستفيدين‪ ،‬أواخر شهر‬ ‫يناير الجاري على أبعد تقدير‪.‬‬

‫القطاع السياحي بالحسيمة تحت مجهر المنتدى‬ ‫المتوسطي للسياحة‬

‫عقــد المنتدى المتوسطــي للسياحــة‬ ‫اجتماع عمل بمدينة الحسيمة يوم السبت ‪11‬‬ ‫يناير الجاري بحضور مجموعة من الفاعلين‬ ‫والمستثمريـــن السياحيـــن الذي حضروا إلى‬ ‫الحسيمة من طنجة تطوان وشفشاون‪.‬‬ ‫ويأتي هذا االجتماع الثاني من نوعه على‬ ‫الصعيد الجهوي في اطار سلسلة من اللقاءات‬ ‫واالجتماعات التي يعقدها المنتدى لتبادل الرؤى‬ ‫حول تنمية القطاع السياحي‪.‬‬ ‫كما نظم مساء نفس اليوم لقاء بفضاء‬ ‫ميرامار حضره العديد من الفاعلين والشخصيات‬ ‫المدنية‪ ،‬وقد شكل هذا اللقاء فرصة لطرح‬ ‫العديد من التصورات واألفكار الجديدة بوضع‬ ‫تصور نموذجي لتنمية وتطوير قطاع السياحة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ .‬قدمت في‬ ‫مستهله من جانبها قدمت نائبة رئيس المنتدى‬ ‫ورقة تقديمية تحدثت فيها عن المنتدى‬ ‫وأهدافه‪ ،‬كما قدمت مجموعة من االقتراحات‬ ‫والتصورات التي تعكس توجهات األخير من أجل‬ ‫الدفع بقطاع السياحة إلى األمام‪.‬‬ ‫وعرض بعض المتدخلين في حديثهم جل‬ ‫اإلكراهات التي تحول دون تطوير قطاع السياحة‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬والسبل الناجعة لتجاوزها وتطوير‬ ‫القطاع‪ .‬وأكد احد الفاعلين السياحيين أن‬ ‫السياحة بالحسيمة ستعرف تحوال تطورا تنمويا‬ ‫هاما في المستقبل‪ ،‬خصوصا بعد االنتهاء من‬

‫بعض المشاريع السياحية بالسواني وبوجيبار‪.‬‬ ‫وطالب متدخلون اخرون بضرورة تدخل‬ ‫الدولة في تجويد الخدمات وضبط معايير‬ ‫الجودة والرقي بخدمات االستقبال إضافة إلى‬ ‫تحديد األثمنة المتعلقة بالمبيت في الوحدات‬ ‫الفندقية وطرح أسعار تفضيلية تشجيعية‬ ‫على طول السنة الستدامة النشاط الفندقي‬ ‫والسياحيبالمنطقة‪.‬‬ ‫وختاما كرم المنتدى المتوسطي للسياحة‬ ‫األستاذ أحمد المرابط‪ ،‬وأحد المستثمرين في‬ ‫القطاع السياحي بالحسيمة في مرحلة الستينيات‬

‫والسبعينيات‪ ،‬ويتعلق األمر ببوعزة دريوش‪.‬‬ ‫وانهالت عبارات الثنــــاء واإلطــراء على‬ ‫المحتفى بهما من قبل بعض الحاضرين‬ ‫الذين قدموا شهادات في حقهما‪ .‬كما تال أحد‬ ‫الحاضرين قصيدتين شعريتين مدح بهما‬ ‫المكرمين‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬تم زيـــارة مدينة المزمــة‬ ‫التاريخية بعد إنهاء الشطر األول من ترميم‬ ‫وذلك يوم األحد صباحا رفقة الوفد الجهوي‬ ‫المرافق للمنتدى من أجل التعريف بهذه‬ ‫المنطقةالسياحية‪.‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫العيون‪..‬الحافيظي يتفقد محطتي‬ ‫تحلية مياه البحر والمياه العادمة‬

‫بالتزامن مع انعقاد مجلس إدارة وكالة‬ ‫الحوض المائي للساقية الحمراء‪-‬واد الذهب‬ ‫قام عبد الرحيم الحافظي المدير العام للمكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يوم‬ ‫الجمعة ‪ 10‬يناير ‪ 2020‬بزيارة لعدة أوراش على‬ ‫صعيد مدينة العيون والمتعلقة خصوصا بتقوية‬ ‫التزويد بالماء الصالح للشرب والتطهير السائل‪.‬‬ ‫وهمت هذه األوراش‪,‬مشروع تقوية تزويد‬ ‫مدينة العيون بواسطة محطة جديدة لتحلية‬ ‫مياه البحر بصبيب إضافي يصل إلى ‪ 26000‬متر‬ ‫مكعب في اليوم والذي سيمكن عند الشروع في‬ ‫استغالله شهر يونيو ‪ 2021‬من الرفع من القدرة‬ ‫اإلنتاجية لمحطات تحلية مياه البحر إلى ‪52000‬‬ ‫متر مكعب في اليوم‪.‬‬ ‫كما يضم هذا المشروع إضافة الى‬ ‫المحطة‪ ،‬تقوية إنتاج الماء الخام وإنجاز ‪3‬‬ ‫خزانات بسعة إجمالية تصل الى ‪ 5500‬متر‬ ‫مكعب ومحطات للضخ ووضع نظام للتحكم عن‬ ‫بعد‪ .‬وسيمكن هذا المشروع‪ ،‬الذي تبلغ كلفته‬ ‫‪ 440‬مليون درهم‪ ،‬من تغطية حاجيات مدينة‬ ‫العيون والمراكز المجاورة لها إلى غاية ‪,2040‬‬ ‫علما بأن مشروع محطة تحلية مياه البحر يضم‬ ‫شطرا ثانيا يتمثل في إنجاز مأخذ مباشر لمياه‬ ‫البحر والذي سيتم إنجازه في ‪.2023‬‬ ‫و زار الحافيظي أيضا مشروع إنجاز محطة‬ ‫لمعالجة المياه العادمة بصبيب ‪ 18600‬متر‬ ‫مكعب في اليوم‪ ,‬فيما ستمكن هذه المحطة‬

‫انتحار خمسيني بجماعة بني أحمد‬ ‫إمكزن دائرة تارجيست‬

‫انتخاب رفيق مجعيط رئيسا للمجلس البلدي للناطور‬ ‫خلفا لحوليش‬

‫انتخب صباح يوم األربعاء‪ ،‬رفيق مجعيط‪،‬‬ ‫مرشح حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬رئيسا جديدا‬ ‫لجماعةالناظور‪.‬‬ ‫وصوت على رفيق مجعيط‪ ،‬عشرون من‬ ‫األعضاء الحاضرين في الجلســة‪ ،‬فيما غابت‬ ‫األغلبية المكونة من ‪ 23‬مستشارا ومستشارة‪.‬‬ ‫وترشح لمنصب الرئاســة‪ ،‬كل من رفيق‬ ‫مجعيط عن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬و ليلى‬ ‫أحكيم وكيلة الحركة الشعبية‪.‬‬ ‫وأعلنــت ليلى احكيــم سحب ترشيحها‬ ‫لمنصب الرئاسة‪ ،‬وهو الطلب الذي قوبـــل‬ ‫بالرفض من طرف السلطـــة المحلية لعدم‬ ‫انسجامه والمساطر القانونيــــة الجاري بها‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫وغاب عن جلسة انتخاب الرئيس‪ ،‬مرشح‬

‫حزب العدالة والتنمية وفريقه‪ ،‬ووكيل الئحة‬ ‫التجمع الوطني لألحرار واألعضاء المشكلون‬ ‫لالئحته‪.‬‬ ‫وتم اعالن مجعيط رئيسا في الدور األول‬ ‫لالقتراع بالرغم من عدم توفره على األغلبية‬ ‫المطلقة من األصوات‪ ،‬وفقا لما هو منصوص‬ ‫عليه في المادة ‪ 13‬من القانـــون التنظيمي‬ ‫للجماعات‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن انعقــاد الجلسة دون‬ ‫حضور األغلبية المطلقة‪ ،‬طرح اشكاال قانونيا‬ ‫بين الحاضرين والمتابعين لمجريات اعادة‬ ‫انتخاب الرئيس الجديد لجماعة الناظور ونوابه‪،‬‬ ‫حيث انتخب مجعيط رئيسا بحضور أقلية مكونة‬ ‫من ‪ 20‬عضوا‪.‬‬

‫التي تعتمد على تقنية الحمأة المنشطة من‬ ‫المحافظة على البيئة إضافة إلى إعادة استعمال‬ ‫المياه المعالجة لسقى المساحات الخضراء مما‬ ‫سيمكن من اقتصاد استعمال المياه الصالحة‬ ‫للشرب المستغلة لهذا الغرض‪.‬‬ ‫كما وقف المدير العام للمكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والماء الصالح للشرب على مستوى‬ ‫تقدم األشغال وأعطى تعليماته من أجل التسريع‬ ‫من وتيرتها حتى يتم الشروع في استغالل‬ ‫المشاريع في اآلجال المحددة لها كما أعطى‬ ‫تعليماته لوضع برنامج لالقتصاد في الماء‬ ‫وتحسين مردودية شبكات التوزيع نظرا لندرة‬ ‫المياه على مستوى اإلقليم‪.‬‬ ‫الحافيظــي قــام كذلك بزيارة للمحطة‬ ‫الحرارية الجديدة للعيون التي تصل قدرتها‬ ‫االجمالية إلى ‪ 72‬ميغاواط والتي جاءت لتعزيز‬ ‫المحطة الحرارية القديمــة التي أنشئت سنة‬ ‫‪ 1989‬بقدرة ‪ 21‬ميغاواط‪.‬‬ ‫وتمثل هذه الطاقة اإلجمالية البالغة ‪93‬‬ ‫ميغاواط دعماً مهماً لتلبية حاجيات جهة العيون‬ ‫ الساقية الحمراء من الطاقة الكهربائية في‬‫حالة عدم توفر الشبكة‪ .‬تستجيب هذه المحطة‬ ‫الحرارية الجديدة لجميع المعايير الدولية في‬ ‫مجال الحفاظ على البيئة حيث تتوفر على مركز‬ ‫لمعالجة النفايات الصناعية ومعالجة المياه‬ ‫العادمة‪.‬‬

‫أقدم رجل خمسيني‪ ،‬زوال مؤخراً‪ ،‬بدوار‬ ‫الرمان جماعة بني أحمد إمكزن دائرة تارجيست‬ ‫اقليم الحسيمة‪ ،‬على اإلنتحــار في ظــــروف‬ ‫غامضة‪ ،‬حيــث ال تزال األبحاث جارية لمعرفة‬ ‫األسباب الحقيقية التي دفعته لذلك‪.‬‬ ‫وحســـب مصادر محليــة فإن الرجـــل‬

‫الخمسيني‪ ،‬المتزوج واألب لسبعة أطفال‪ ،‬وضع‬ ‫حبال على عنقه وأنهى حياته شنقاً في منزله‬ ‫الكائن بدوار “الرمان”‪.‬‬ ‫وقد حلت السلطات المحلية بعين المكان‬ ‫بمجرد سماعها بالخبر‪ ،‬حيث تم فتح تحقيق في‬ ‫الموضوع لمعرفة أسباب الوفاة ودواعي اإلنتحار‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير‬

‫تخليد الذكرى ‪ 76‬لتقديم وثيقة المطالبة‬ ‫باالستقالل‬

‫في سياق احتفاالت الشعب المغربي وفي‬ ‫طليعته أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش‬ ‫التحرير بالذكرى ‪ 76‬لتقديم وثيقة المطالبة‬ ‫باالستقالل‪ ،‬هذا الحدث النوعي والجيلي الذي‬ ‫شكل منعطفا حاسما ومفصليا في ملحمة الكفاح‬ ‫الوطني في سبيل الحرية واالستقالل والوحدة‪،‬‬ ‫بقيادة جاللة المغفور له محمد الخامس طيب‬ ‫اهلل ثراه‪ ،‬بالتحام وثيق مع قادة الحركة الوطنية‪،‬‬ ‫وكافة أطياف الشعب المغربي دفاعــا عن‬ ‫المقدسات الدينية والثوابت الوطنية ‪.‬‬ ‫استقبل فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة‬ ‫والتحرير بالقصر الكبير‪ ،‬عددا من الزيارات‬ ‫التعريفية لفائدة المؤسســـات التعليميــة‪،‬‬ ‫وجمعيات المجتمـــع المدني‪ ،‬شكلت فرصة‬ ‫لتعريفهم بمحطات تاريخ الحركة الوطنية‬ ‫والمقاومة وجيش التحرير‪ ،‬من خالل توظيف‬ ‫رصيد الفضاء من الصور والوثائق والمعروضات‬ ‫التاريخية وغيرها‪.‬وفي نفس السيــاق استفــاد‬ ‫الزوار من عدد من العروض التاريخية حول‬ ‫موضوع هذا الحدث التاريخي الهام ‪.‬‬ ‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬وفي سيــاق تعزيـــز‬ ‫انفتاح الفضاء على محيطه السوسيوثقافي‪ ،‬تم‬ ‫تنظيم مائدة مستديرة بتنسيق مع جمعيات‬

‫المجتمع المدني تحت شعار «حدث تقديم وثيقة‬ ‫المطالبة االستقالل‪ :‬الدالالت والعبر»‬ ‫استهلت المائـــدة المستديــرة بكلمـة‬ ‫األستاذة مريم الخلوفي قدمـت خاللها فيها‬ ‫السياق العام لتنظيم اللقاء ‪،‬مرحبة بالحضور‬ ‫تم القي الكلمـة الدكتـــور محمد الصمدي‬ ‫الذي قدم نبذة عن ملحمة الكفاح الوطني ‪،‬‬ ‫مبرزا في ‪ 11‬يناير ‪ 1944‬قام رجال‪ ‬الحركة‬ ‫الوطنية‪ ‬بتنسيق مع الملك محمد الخامس‪،‬‬ ‫بخوض معركة نضاليـــة حاسمــة‪ .‬تمثلـــت‬ ‫في تقديم وثيقة المطالبة باالستقالل إلى‬ ‫سلطات‪ ‬الحمايـــة الفرنسية‪ ‬وتسليم نســـخ‬ ‫منها إلى المقيم العام‪ ‬غابرييــل بيــو ‪ ‬وإلى‬

‫القنصلين العامين‪ ‬لبريطانيا العظمى‪ ‬والواليات‬ ‫المتحدة‪ ‬وإلى الجنرال ديغول ‪.‬‬ ‫فقدمت الحركة الوطنية وثيقة يوم ‪11‬يناير‬ ‫‪ 1944‬تطالب فيها باستقالل المغرب ووحدة‬ ‫ترابه‪.‬‬ ‫وبفضل هذه الملحمة البطولية المجيدة‬ ‫تحقق أمل األمة المغربية قاطبة في عودة بطل‬ ‫التحرير ورمز المقاومة جاللة المغفور له محمد‬ ‫الخامس طيب اهلل ثراه حامال معه لواء الحرية‬ ‫واالستقالل ومعلنا عن االنتقــال من الجهــاد‬ ‫األصغر إلى الجهاد األكبر من أجل بناء المغرب‬ ‫الجديد الحر المستقل ‪.‬‬

‫جمعية المحامين الشباب بالعرائش‬ ‫تنظم حفل توقيع كتاب العصفور‬

‫نظمـــت جمعيـــة المحامون الشبـــاب‬ ‫بالعرائش يوم الخميس ‪16‬يناير ‪ ،2020‬حفل‬ ‫توقيع رواية ”العصفور” لصاحبها المناضل‬ ‫األستاذ عبد اهلل الزيدي بالمكتبة الوسائطية‬ ‫عبد الصمد الكنفاوي‪.‬‬ ‫وقد حضر هـــذا الحفـــل مجموعـــة من‬ ‫الشخصيات المدنية والسياسية بالمدينة‪،‬‬ ‫حيت انطلق هذا الحفل بكلمة الكاتب المحلي‬ ‫للجمعية‪ ،‬ليعرض بعدها شريط فيديو يوثق‬ ‫أهم اللحظات التي عايشها كاتب الرواية في‬ ‫مسيرته الزاخرة بالعطاء في عدّة ميادين‪.‬‬ ‫ويقع الكتاب الذي في ‪ 250‬صفحة من‬ ‫الحجم المتوسط يتضمن مذكرات وشهادات‬ ‫وأسرار تروى ألول مرة على لسان الحقوقي‬ ‫والمحامي عبد اهلل الزيدي‪ ،‬عاشها خالل اعتقاله‬ ‫على خلفية ترافعه بجلسات محاكمة طلبة ”‬ ‫االتحاد الوطني لطلبة المغــرب ” بالمحكمة‬ ‫االبتدائيةبتطوان‪.‬‬ ‫مذكرة العصفور مروية معتقل‪ ،‬منذ لحظة‬ ‫االعتقال ودخوله لقسم الشرطة واستجوابـــه‬ ‫ومحاكمته وصوال باللحظات األولى في الزنزانة‬ ‫ولحظات انتظار اإلفراج عنه‪ ،‬وهي رحلة ال تتم‬

‫الك�شف املبكر‬ ‫لداء ال�سرطان‬

‫إال بالتسلح بالصبر ألنه مفتاح الفرج والوسيلة‬ ‫الوحيدةللتحمل‪.‬‬ ‫والكتاب يعتبر إضافة نوعيــة للمكتبـــة‬ ‫المغربية‪ ،‬وإلى صنف ما اصطلـــح عليه بأدب‬ ‫السجون‪ ،‬ما يميزه هو كتابته بلغة جميلة أقرب‬ ‫إلى لغة الحكي الروائي‪ ،‬وفي نفس الوقت هو‬

‫مرافعة قانونية بلغة أخرى لقضية االعتقال الذي‬ ‫طال الكاتب وخلفياته‪ ،‬فعبر كل الفصول ‪32‬‬ ‫يستحضر الكاتب الخروقات التي طالت متابعته‬ ‫واعتقاله وذلك باإلشـــارة إلى الفصول من‬ ‫القانون (المدني والجنائي)‪ ،‬كما يوثق لمرافعة‬ ‫هيئة الدفاع التي أزرته‪:‬‬

‫حملة تحسيسية لجمعية أمل لمحاربة‬ ‫السرطان بالقصر الكبير‬

‫نظمت جمعية أمل لمحاربة السرطان‬ ‫بالقصر الكبير حملة تحسيسية لداء السرطان‬ ‫تم خاللها جمع التوقيعات في إطار الحملة‬ ‫الوطنية لدعم صندوق مرضى السرطان وذلك‬ ‫بحديقة السالم أمام مقهى الرياض يوم الجمعة‬ ‫‪10‬يناير ‪ 2020‬بالقصر الكبير ‪.‬‬ ‫وخالل هذه الحملة التحسيسية عبرت‬ ‫نجاة النو رئيسة جمعية أمل لمحاربة السرطان‬ ‫بالقصر الكبير أن الجمعية مستمرة في حملة‬ ‫جمع التوقيعات الخاصة بالعريضة الموجهة‬ ‫لرئيس الحكومة من أجل خلق صندوق خاص‬ ‫بدعم مرضى السرطان‪ « ‬كلنا معا من أجل دعم‬ ‫مرضى السرطان» ‪ ،‬كما عبرت عن شكرها‬ ‫للمواطنين الذين اقبلوا على توقيع العريضة‬ ‫كما اعتبر ت أن «مقترح إحداث صندوق‬ ‫مكافحة مرض السرطان هو عبارة عن مورد‬ ‫مالي قار يروم دعم وتقديم تغطية شاملة‬ ‫لهؤالء المرضى ومساعدتهم في نفقات العالج‬ ‫«موضحة في نفس السياق‪ ،‬أن « الطبقة الفقيرة‬ ‫والمتوسطة ال نتوفران على اإلمكانيات المادية‬ ‫لمواجهته»‪.‬‬

‫ويذكر أن حملــة التوقيعــات‪ ،‬انطلقـت‬ ‫تزامنا مع حملة لمرضى السرطان على مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي شعارها ”ما بغينـــاش‬ ‫نموتو بالسرطان‪ ،‬انخرط فيهــا عدد من‬

‫المواطنين المغاربة يطالبون من خاللهــا‬ ‫رئيس الحكومــة بإحداث حساب خصوصـي‬ ‫لدى الخزينة العامة للملكة‪ ،‬يسمى « صندوق‬ ‫مكافحة»‪.‬‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫عامل إقليم العرائش يعطي انطالقة‬ ‫عملية «رعاية‪»2020-2019 ‬‬

‫تنفيذ للتعليمات الملكية السامية الرامية‬ ‫إلى توفير الرعاية الالزمة واالستجابة للحاجيات‬ ‫من الخدمات الصحية لفائدة‪ ‬ساكنة المناطق‬ ‫المتضررة بفعل موجات البرد‪ ،‬وفي إطار‪ ‬عملية‬ ‫“رعاية ‪ ”2020-2019‬قام السيد‪ ‬العالمين‪ ‬ب‬ ‫وعاصــــم‪ ‬عامــل إقليــــم العرائش اليوم‪ ‬الثل‬ ‫اثاء‪ 14 ‬يناير‪ 2020 ‬بإعطاء انطالقة عملية‬ ‫“رعاية‪ ”2020–2019 ‬بمركــز جماعة‪ ‬زعــرورة‪،‬‬ ‫من خالل قافلة طبية منظمة تحت‪ ‬إشــــراف‬ ‫المندوبية اإلقليمية لوزارة الصحة‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مــع السلطـــات اإلقليمية والمحلية‪ .‬وقد تمت‬ ‫هــذه العملية‪ ‬بحضور المصالح األمنيـــة‬ ‫واإلدارية وبرلمانييــن ومنتخبين‪ ،‬وقد‪ ‬عرفت‬ ‫هذه العملية‪ ‬اقباال‪ ‬كبيرا وجندت لها المصالح‬ ‫الصحية‪ 69 ‬إطارا طبيا من مختلف التخصصات‬ ‫الطبية‪ ‬يشمل‪ 13 ‬أطباء‪ ‬اختصاصيين‪12 ‬من‬ ‫الطب العام‪ ‬و‪ 34‬ممرض وممرضة‪ ‬و‪ 10‬من‪ ‬ال‬ ‫إداريين‪ ‬وباإلضافة إلى‪ 3 ‬فاعلين عن المجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫وبلغ‪ ‬عدد‪ ‬المستفيدين‪ 2365 ‬مستفيد‪ ،‬‬ ‫موزعين‪ ‬على الشكل التالي‪ 792 :‬فحص طب‬ ‫عام‪ ،‬و‪ 570‬فحص طب اختصاصي موزعة على‬ ‫الشكل التالي‪ : ‬‬ ‫–‪ ‬طب األسنان‪ 200‬مستفيدة‪ ‬ومستفيد‪،‬‬ ‫–‪ ‬طب األطفال‪ 27‬مستفيدة‪ ‬ومستفيد‪،‬‬ ‫–‪ ‬األمـــراض الجلديــــة ‪ 70‬مستفيـــد‬ ‫ومستفيدة ‪،‬‬ ‫–‪ ‬الجراحة العامة ‪ 23‬مستفيدة ومستفيد‪،‬‬ ‫–‪ ‬أمراض القلب و الشرايين ‪ 21‬مستفيد‬ ‫ومستفيدة‪،‬‬ ‫–‪ ‬طب‪ ‬النساء‪ ‬و التوليد ‪ 35‬مستفيدة‪،‬‬ ‫–‪ ‬طب‪ ‬العيون ‪ 90 :‬مستفيداً‪.‬‬

‫–‪ ‬الروماتيزم‪ 22 :‬مستفيدا‬ ‫–‪ ‬الجهاز‪ ‬الهضمي ‪ 23 :‬مستفيدا‬ ‫–‪ ‬جراحة العظام ‪ :45‬مستفيدا‬ ‫–‪ ‬االنف‪ ‬و الحنجرة ‪ 14‬مستفيدا‬ ‫وبلغت‪ ‬البرامج الصحيـــة ‪ 1003‬عمليــة‬ ‫موزعة على الشكل‪ ‬األتي‪:‬‬ ‫–‪ ‬معالجة‪ 118 ‬نقطــــة ماء‪ ‬استفاد منها‬ ‫‪ 15‬مدشر‬ ‫–‪ ‬الصحة المدرسية‪ 116‬مستفيد‬ ‫–‪ ‬صحة‪ ‬األم‪ ‬و الطفل ‪98‬مستفيدة‬ ‫–‪ ‬قياس‪ ‬الضغط الدموي و السكري ‪671‬‬ ‫و‪ ‬بالمـــوازاة مع عمليـــة “رعايـــــة” ست‬ ‫قـــوم‪ ‬المديرية‪ ‬اإلقليميـة‪ ‬للميـــاه والغابـات‬ ‫ومحاربة التصحر بتوزيع‪ 100 ‬من‪ ‬األفرنة‪ ‬على‬ ‫المستفيدين من عملية رعاية‪.‬‬ ‫ومـــــــوازاة مــــع عملـــيــة ”رعايـــــة‬ ‫‪ 2020-2019‬وفي‪ ‬إطــــار‪ ‬برنامــــج عمــــل‬ ‫الخلية‪ ‬اإلقليمية‪ ‬للتنمية االقتصادية القروية‬ ‫للريــــف الغــــربـي “‪ ”DERRO‬خصصــت‬ ‫الخلية‪ ‬اإلقليميـــــة‪ 14.000 ‬شجـــرة مثمــرة‬ ‫لهذه العملية وزعــت منها ‪ 1000‬شجيــــرة‬ ‫زيتون لفائدة التعاونيــــات‪ ‬الفالحية‪ ‬العاملة‬ ‫بجماعة‪ ‬زعرورة‪.‬‬ ‫وتهـدف هــذه العملـــيـــة إلى اتخــــاذ‬ ‫تدابير‪ ‬استباقية‪ ‬لمواجهــــة موجــة البــــرد‬ ‫وانخفاض درجة الحرارة‪ ،‬خصوصا في المناطق‬ ‫الجبلية؛ ‪ ‬وإيــالء‪ ‬االهتمـــام الالزم للفئـــات‬ ‫الهشة‪ ،‬واتخاذ جميع التدابير الضرورية وفق‬ ‫منهجية‪ ‬تشاركية‪ ‬مع كل المتدخلين‪ ،‬لمساعدة‬ ‫هذه الفئات وتوفير اإليواء والتغذية والتطبيب‬ ‫لها‪.‬وذلك بتعاون وثيق مع المصالح المختصة‬ ‫المعنية‪.‬‬

‫الوكالة المستقلة لتوزيع الماء‬ ‫والكهرباء وتنزيل أحد أكبر مشاريع‬ ‫البنيات التحتية بمدينة العرائش‬

‫نظمت الوكالة المستقلة لتوزيـع المـــاء‬ ‫والكهرباء بالعرائش ” الراديل ” يوم األربعاء ‪15‬‬ ‫يناير ‪ ، 2020‬ندوة صحفية بمقر الوكالة الكائنة‬ ‫بحي المغرب الجديد‪.‬‬ ‫وقد جاءت هذه الندوة تنويرا للرأي العام‬ ‫بعد الجدل الواسع الذي عرفه متتبعو الشأن‬ ‫المحلي حول األشغال التي طالت كال من شارع‬ ‫سيد العربي والحفرة التي تم حفرها بغابة‬ ‫اليبيكا ‪.‬‬ ‫وقد قدمت الوكالــة عرضــا مفصال حول‬ ‫المشروع الذي هو قيد اإلنجاز ‪ ،‬والمتمثل في‬

‫إنشاء نفق الصرف الصحي الرئيسي كجزء من‬ ‫مشروع تطوير البنية التحتية للصرف الصحي‬ ‫بالعرائش ‪ ،‬وينجز هذا المشروع في إطار البرنامج‬ ‫الوطني لتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة‬ ‫بمساهمة وزارة الداخلية والوزارة المنتدبة لدى‬ ‫وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة‬ ‫بالبيئة ‪.‬‬ ‫ويبلغ الطول اإلجمالي للنفق ‪ 2150‬متر‬ ‫طوال وبين ‪ 6‬و‪ 7‬أمتار عرضا ‪ ،‬يمتد هذا النفق‬ ‫من شارع باحنيني إلى غابة اليبيكا عبر ‪ 4‬قنوات‬ ‫للحفر تبلغ ‪ 30‬متر تحت األرض ‪..‬‬


‫العدد ‪1029‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫مدرسة دار الصنعة بتطوان في ذكراها المئوية‬ ‫ودور الحاج عبد السالم بنونة في تأسيسها‬ ‫(‪)2/2‬‬ ‫أما النقطة الثانية التي أردت التركيز عليها‪ ،‬فهي ما يتعلق‬ ‫بالبحث الذي كتبه الحاج عبد السالم بنونة تحت عنوان‪« :‬تحفة‬ ‫اإلخوان في الصنائع القديمة بتطوان»‪ ،‬وهو عبارة عن دراسة قام‬ ‫بها حول الموضوع المذكور‪ ،‬مصرحا بأنه إنما قام بذلك‪ ،‬تبعا لما‬ ‫كان يعتبره من أهمية لهذه الصنائع التي تعود بالنفع الكبير على‬ ‫البالد‪ ،‬خاصة وأن األحوال قد قضت من التغييرات ما صيّر أسواق‬ ‫هذه الصنائع كاسدة‪ ،‬األمر الذي جعل المجمع العلمي المغربي‬ ‫التطواني‪ ،‬يقوم باستنهاض الهمم للبحث في هذا الموضوع‪،‬‬ ‫وبتخصيص جوائز لمن يبرع في التفصيالت عن هذا المشروع‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن أولى من اهتم بذلك من رجاالت تطوان‪،‬‬ ‫هو فارسها في هذا الميدان‪ ،‬ونعني به الحاج عبد السالم بنونة‪،‬‬ ‫الذي تجند للقيام بالمهمة‪ ،‬أوال‪ ،‬مساهمة منه في توثيق ما يتعلق‬ ‫بهذا التراث قبل اندثاره‪ ،‬وثانيا‪ ،‬تعريفا للسلطة اإلسبانية الحامية‬ ‫بموروثنا الحرفي وتراثنا الحضاري الرفيع‪.‬‬ ‫وسيرًا منه في هذا االتجاه‪ ،‬فلقد استغل كون مدينة سبتة في‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬كانت مرتعا لما كان يعرف باألسواق األدبية‪ ،‬حيث‬ ‫كان األدباء والكتاب والباحثون من اإلسبان‬ ‫والمغاربة‪ ،‬يساهمون بدراساتهم وأبحاثهم‬ ‫في مواضيع تاريخية وأدبية واجتماعية وغيرها‪،‬‬ ‫وذلك ضمن مباراة علمية ثقافية‪ ،‬فيتم فيها‬ ‫اختيار أحسن البحوث‪ ،‬لينال أصحابها جوائز‬ ‫مادية ومعنوية‪ ،‬كما تتوج أعمالهم بتكريمهم‬ ‫في الحفل الختامي لألسواق األدبية المذكورة‪،‬‬ ‫التي تندرج ضمن الحفالت السنوية المعروفة‬ ‫بالحفالت الزهرية لمدينة سبتة (‪Fiestas‬‬ ‫‪.)Florales de Ceuta‬‬ ‫ففي هذا اإلطار‪ ،‬قدم الحاج عبد السالم‬ ‫بنونة بحثه المذكور لمهرجان سنة ‪1918‬م‪،‬‬ ‫معتنيا بإبراز قيمة الصناعات القديمة والحرف‬ ‫التقليدية العريقة بتطوان‪ ،‬فأحرز على جائزة‬ ‫مرموقة‪ .‬وقد تم نشر هذا البحث ما بين‬ ‫غشت وأكتوبر سنة ‪1918‬م‪ ،‬وذلك فوق‬ ‫صفحات أعداد جريدة «شمال إفريقية»‬ ‫التي كانت تصدر بتطوان آنذاك‪.‬‬ ‫وما دمنـــا في مراسيـــم األحتفـال‬ ‫بمدرسة الصنائع‪ ،‬فال بأس أن نشير إلى‬ ‫محتويات هذا البحث الذي هو عبارة عن‬ ‫دراسة تاريخية واجتماعية واقتصادية‬ ‫وحرفية دقيقة‪ ،‬تساعد على معرفة كثير‬ ‫من المعطيات المحدِّدة للوضع العام‬ ‫في القطاع الحرفــي لمدينـــة تطوان‪،‬‬ ‫ثم إنه تقرير موجز مفصل‪ ،‬من طرف‬ ‫شخصية نشيطة مهتمة‪ ،‬متتبعة للمسار‬ ‫االقتصادي للبلد‪ ،‬راغبة في إحداث ثورة‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬وذلك بعرض ما كان‪،‬‬ ‫وما هو كائن‪ ،‬ثم ما ينبغي أن يكون‪،‬‬ ‫في ميدان أهم الصنائع والحرف التي‬ ‫كانت تعتبر مصدر عيش لكثير من األسر‬ ‫والعائالت التطوانية‪.‬‬ ‫وهذا البحث‪ ،‬وإن كــــان مختصــرًا‬ ‫مقتضبًا‪ ،‬إال أن المؤلف رحمه‬ ‫اهلل‪ ،‬قد أتى فيــه بمعلومات‬ ‫وبإحصــــاءات مهمــــة فــي‬ ‫الموضوع‪ ،‬تتعلق بتاريخ كل‬ ‫حرفة من الحرف التي تحدث‬ ‫عنها‪ ،‬مع أسماء أشهر البارعين‬ ‫فيها‪ ،‬وبيان عددهم‪ ،‬وخاصة‬ ‫في مدينة تطوان‪ ،‬ومع اإلشارة‬ ‫أحيانـا إلى من قصــد هـــذه‬ ‫المدينة من معلمــي مدينــة‬ ‫فاس المختصيــن في تلـــك‬ ‫الحرف‪.‬‬ ‫أما القطاعــات التي وقـف‬ ‫عليها البحث وبيّن معطياتها‬ ‫وجزئياتها‪ ،‬فهي كاآلتي‪:‬‬ ‫الحياكـــة – أي النسيـــج‬ ‫أو صناعة الثياب‪ :‬إذ تحدث‬

‫عبدالسالم بنونة‬

‫بقلم‪ :‬حسناء داود‬ ‫الباحث في هذا الفصل عن المنسوجات من الحرير‪ ،‬وكذا من الصوف‬ ‫ومن القطن والكتان‪ ،‬ثم وقف عند عمليات الصباغة والتبييض وما‬ ‫يتطلبه كل ذلك من خبرة واطالع‪.‬‬ ‫الدباغة أو صناعة الجلود‪ :‬وقد أشار في هذا الفصل إلى المدابغ‬ ‫بتطوان‪ ،‬وفصل الكالم في أنواع الجلود والعمليات التي تخضع لها‪ ،‬وكذا‬ ‫المراحل التي تمر بها حتى تصبح صالحة لالستعمال‪.‬‬ ‫الخرازة أو صناعة األحذية‪ :‬وقد وقف في هذا الفصل على قطاع‬ ‫الخرازين وما يصنع به من أنواع االحذية واألكياس والحقائب وغيرها‪.‬‬ ‫صناعة الفخار‪ :‬بما في ذلك تفصيل الكالم عن المواد األولية في‬ ‫هذه الصناعة‪ ،‬ومراحل تهيئ الطين بواسطة الدوار‪ ،‬مرورا من عمليات‬ ‫العجين والتجفيف واإلنضاج‪ ،‬ووصوال إلى الطالء بما يعرف بمادة المين‪،‬‬ ‫وذلك بطريقة التخليط أو التدهين‪.‬‬ ‫صناعة األسلحة النارية‪ :‬فاعتبارا لكون أهم معامل السالح بالمغرب‬ ‫قديما هي تلك التي كانت بمدينة تطوان‪ ،‬نجد الباحث قد عرّف بالقطع‬ ‫التي يتكون منها السالح‪ ،‬وبالمختصين في صناعتها‪ ،‬وهم الجعايبية‬ ‫والسرايرية والزنايدية‪ ،‬كما تحدث عن صناعة البارود‪ ،‬وعن تزيين‬ ‫األسلحة من طرف المختصين في ذلك‪.‬‬ ‫صناعــة الصابـــون‪ :‬وهي آخر صنعـــة‬ ‫تطرق لها الباحث باقتضاب‪ ،‬معرفا بالمواد‬ ‫المستعملة فيها‪.‬‬ ‫ولعله من الطرائـــف التي تلفت انتباه‬ ‫القارئ لهذا البحث‪ ،‬أن خرازي مدينة تطوان‬ ‫كانوا يصنعون األحذية الخاصة بفالحي مصر‬ ‫(البلغة الملسّسة)‪ ،‬بل إنهم كانوا ينتجون‬ ‫منها اآلالف التي يتم تصديرها سنويا إلى تجار‬ ‫ذلك البلد العربي الشقيق‪ .‬ومن ذلك أيضا‪ ،‬ما‬ ‫أثبته مؤلف البحث عن ما كان بتطوان من‬ ‫ازدهار لصناعة األسلحة النارية‪ ،‬وكثرة ما كان‬ ‫بها من معلمين بارعين‪ ،‬مما يعزز فكرة الدور‬ ‫الجهادي الذي كانت تقوم به هذه المدينة‪،‬‬ ‫للدفاع عن حوزة الثغور الوطنية‪.‬‬ ‫ثم إن الحــاج عبد السالم بنونـــة‬ ‫يورد إحصائيات دقيقة‪ ،‬وأرقاما ومقادير‬ ‫وتعليقات‪ ،‬تدل كلها على أنه كان على‬ ‫صلة قريبة جدا بالحرف التي تحدث عنها‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن تفاصيل هذا البحث‪،‬‬ ‫تدل على حسن اطالع الرجل أيضا على‬ ‫علم الكيمياء‪ ،‬وتعريف المواد المستعملة‬ ‫والمعتمدة في الصناعات التقليدية‪ ،‬وفي‬ ‫الميدان الحرفي عموما‪ ،‬وكذا اطالعِه‬ ‫على معانيها ومشتقاتها وأصولها وكيفية‬ ‫إعدادها‪ .‬ثم إنه يحرص على توضيح‬ ‫جميع مراحل العمليات التي تتطلبها كل‬ ‫حرفة‪ ،‬حسب الطرق المعينة لها‪ ،‬للحصول‬ ‫على أفضل النتائج وأضمنها‪.‬‬ ‫بقي فقط أن أشير إلى أنني شخصيا‬ ‫قد أوليت هذا البحـــث اهتماما خاصا‪،‬‬ ‫فأصدرتــه بتعـــاون بين مؤسسة محمد‬ ‫داود للتاريخ والثقافة ومكتبة سلمى‬ ‫الثقافية بتطوان سنة ‪ ،2016‬تحت عنوان‪:‬‬ ‫«تحفة اإلخوان في الصنائـــع‬ ‫القديمة بتطـوان للمرحـــوم‬ ‫الحاج عبد السالم بنونة»‪.‬‬ ‫وبهذا أكــون قد حاولـــت‬ ‫الوقــوف على الدور الكبيـــر‬ ‫الذي أداه الحاج عبد السالم‬ ‫بنونة في هذا القطاع‪ ،‬رحمه‬ ‫اهلل رحمة واسعة‪ ،‬وجزاه خيرا‬ ‫عما قدمــه لصالــح مدينته‬ ‫ووطنه‪ .‬وهنيئا لمدرسة دار‬ ‫الصنعة بذكراهـــا المئوية‪،‬‬ ‫وهنيئا لمديرهـا ولمؤطريها‬ ‫ومؤطراتهــــا ولتـــالميذهـــا‬ ‫وتلميذاتهـا بهـــذه المعلمة‪،‬‬ ‫وبهذا العطاء البهي‪ ،‬ومزيدا‬ ‫لها من النجاح والتألق‪.‬‬


‫امللحـق الثقافـي‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1029‬ـ الثالثاء ‪ 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫مغیربیة‬

‫شهقة غارقة فيَّ‬ ‫الزجال‬

‫ابتسام الحمري‬

‫ف �ساعة قلبي رم�ش‬

‫وحلمي يعي�ش وير�ضع مني النور‬

‫رفرف بني �ضلوعي‬

‫و�شكون فينا الك�سدة و�شكون فينا‬

‫وغرد نوتات ت�سكر‬

‫الروح‬

‫نت تقويل حياي‬

‫و�شكون فينا اللي �سبق وكان جنة‬

‫و�أنا نقول لروحي موتي‪..‬‬

‫و�شكون فينا اللي يغ�سل وجه التفاحة‬

‫موتي فيه وخلي جنونك �صالة‬

‫با�ش يعي�ش احلب‬

‫فتنة‪ ..‬عط�ش ليل‪..‬‬ ‫�شهقة غارقة َّيف‬

‫هاكا عمري �شمعة بني يديك‬ ‫ن�ضوي خطواتك‬

‫ف �ساعة هرب الوقت‬

‫و�أنا حايل يغرقني فحالك‬

‫يّ‬ ‫وخان الهبال فق�صيدة‬

‫نلوح البارح ونزرع زهرة فجبينك‬

‫وخاين حلقي و�سرطتك َّيف‬

‫نهر�س الوقت ونلقاك حتوم‬

‫�سر الب�سني فذاتي‬

‫نهر�س الوقت عوتاين‬

‫تكون فرا�شة ترفرف َّيف‬

‫ونلقاك فالوقت كت�سناين‬

‫تن�شر لوانك فالظالم‬

‫تنف�س ظلي فلحظة مامتوت‬

‫وبال ت�أ�شرية ن�سافر فيك‬ ‫وت�سافر َّيف وتعي�ش‬

‫نخلي ال�شم�س ت�شرق ف�شفتك‬ ‫وتغرب ملي تغرب احلياة !‬

‫مغيربية‬ ‫جاية تدبب‬ ‫تتخبى و ترگب‬ ‫جارية على شمس‬ ‫تهرب و تعگب‬ ‫بغات تغرب‬ ‫ما تصيب‬ ‫مكتفها النهار‬ ‫ب سبيب‪...‬‬ ‫و الضليمة لون‬ ‫مشطون‬ ‫و تودر‬ ‫بني نهار مسگد‬ ‫و ليل توگض‬ ‫لون ف لون‬ ‫ك قهوة تاهت‬ ‫ف حليب‬ ‫لون مغبون‬ ‫يتعگگر‬ ‫واد حلو کب ف بحر‬ ‫و ف ملحو مات‬ ‫غریب‬ ‫لون بالفگعة مدهون‬ ‫عزري و‪ ‬معفر‬ ‫بزز توزر‬ ‫ف عرس‬ ‫الدیب‪......‬‬ ‫و خيالك‬ ‫يدي ف خيالي‬ ‫و يجيييب‬ ‫كان گالس فيا‬ ‫قريب‬ ‫سامر على احالمي‬ ‫يستف لشواق و يسامي‬ ‫و يعگر ب تفگادو‬ ‫لگلييب‪....‬‬ ‫خيالك‬ ‫داك خليال‬ ‫مسرج خيالي‬ ‫مخليه مرفوع‬ ‫عاصر ف التفكيرة‬ ‫دوالي‬ ‫و جايب الليل‬ ‫ف دفوع‪ ‬‬ ‫سالفه مسبي ياللي‬

‫الزجال أمين زغنون‬ ‫ف كحل الرموش‬ ‫مجموع‬ ‫جاي بعينيك يشالي‬ ‫رافد الهدية بالطوع‬ ‫غريبي راكب على ازرگ‬ ‫و برييد من النفقة‬ ‫مگلوع‬ ‫و گمرة مشمرة ف طبگ‬ ‫وفات و دار ليها السبوع‪...‬‬ ‫خيالك‬ ‫داك خليال‬ ‫رشم ب دسارتو‬ ‫احلال‬ ‫وشم قصيدة‬ ‫ف حنك ملقال‬ ‫و گال و گال و گال‬ ‫گلع الصفا‬ ‫من اخلبال‬ ‫سل العطفة‬ ‫من لهبال‬ ‫و راحة ل عناد السؤال‬ ‫ساگ‪ ‬شوفتك الزينة‬ ‫و نوض ف الدخال‬ ‫شال و شال و شال‬ ‫روييينة‪...‬‬ ‫كانت فيها عينك‬ ‫سفيينة‬ ‫تشرگ الليل‬ ‫ترشگ رموشها ف مواجو‬ ‫مقادف ‪...‬‬ ‫و كانت السما‬ ‫دفييينة‪ ‬‬ ‫على جاللها شربيل‬ ‫و النجوم فيها عگیيگ‬ ‫مساتف‪...‬‬

‫و كنتي انتي زويينة‬ ‫القد مييل‬ ‫لبها و السر عليك‬ ‫ترادف‪...‬‬ ‫كانت‪ ‬حتى احللمة‬ ‫حنينة ‪...‬‬ ‫مادة‬ ‫بال منة‬ ‫البزولة‬ ‫شادة‬ ‫ف اخلاطر ركنة‬ ‫بال خاطر معزولة‬ ‫تبرول ل فياقنا‬ ‫تصاور‬ ‫بالعشق و اخلاطر‬ ‫مغزولة‬ ‫و تراري ب هبالنا‬ ‫و تساعف‪...‬‬ ‫كانت للنغمة‪ ‬‬ ‫تتاوينا‬ ‫ملي يشيط السكات‬ ‫من كالم بهات‬ ‫ملي تفوت الشوفة‬ ‫ف صقيلها الغوات‬ ‫يحرك املوال‬ ‫ف مجبد احللق‬ ‫سربات‬ ‫و يجيب الساكن‬ ‫ف دفا العطفة‬ ‫وجبات‬ ‫يتگعد احلال‬ ‫على طول عالمنا‬ ‫واگف‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬يناير ‪2020‬‬

‫‪10‬‬

‫غمــزة الضــو‬

‫الزجال‬

‫بحال الحب‬ ‫بحال الموت‬ ‫الزجال المصطفى حماص‬

‫با�ش تقتل با�ش متوت يا مالك املوت‬

‫نقيها من ال�شوك‬

‫بحال احلب بحال املوت‬

‫و لوحها يف طريق خوك ‪.‬‬

‫بجوج َك يجيو على غفلة‬

‫راه العمر ربيع ْخ�ضر‬

‫بجوج ما َك ْيعلمو�ش ‪.‬‬

‫ْو الروح َك ترعى فيه‬

‫املوت باب م�سدود‬

‫اما هاد الك�سدة‪ْ ‬‬ ‫ال�ش ْتليق‬

‫و ال�ساروت عند مالك املوت‬

‫اذا مازرعت املحبة‬

‫احلب باب حملول‬

‫يف كل طريق ‪.‬‬

‫و املاليكة حار�ساه‬

‫مادام املوت فيا يت�سنى‬

‫احلب �شرع‬

‫خليني يف طريق املحبة نفنى‬

‫احلب ملة‬

‫كال�شمعة يف اخللوة تذوب‬

‫احلب دين‬

‫ْن َ�صفي دواخلي و نتطهر من الذنوب‬

‫احلب زرعو اهلل يف قلب النملة‬

‫نفنى �آنا و تعي�ش املحبة‬

‫قبل ما يخلق بونا �آدم من طني‬

‫و ّيتمحى �ضوي يف نور املحبوب‬

‫احلب باب ما يدخلوه�ش ال�شياطني ‪.‬‬

‫مبلي بالع�شق و ما بغيت نتوب ‪.‬‬

‫الع�شق و احلب زريعة الرب‬

‫املحبة واد احلى من ُ‬ ‫ال�س َكر‬

‫يف قلب العبد‬

‫وانا البحر ما ْك َرهت ْ‬ ‫الزيادة‬

‫و حق الرب ْو تفتح قلبك‬

‫ُكب يا واد احلب خليني َن ْ�سكر‬

‫ْحتى تلقى فيه الورد‬

‫ياك �سكرة الع�شق ْحتى هي عبادة‬

‫نخرج من بابو �صحيح ف�صيح‬ ‫ّ‬ ‫توقف جنمتي العلم‬ ‫نطرين�سابق الرّ يح‪....‬‬ ‫ن�سيح مداد‬ ‫نتو�ضّ ا بناري‬ ‫نكون مولود وميالد‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫نتوجع‬ ‫نزحم‬ ‫نحلم‬ ‫ّ‬ ‫نخلي احللمه تتزاد‪..‬‬ ‫نتولد فيها‬ ‫ّ‬ ‫نتجدد‬ ‫تتولد ّ‬ ‫مني‬ ‫ّ‬ ‫تتعدد‬ ‫نكون را�سي بني يديها‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫نتوجع‬ ‫نزحم‬ ‫نحلم واللي لها لها‪.....‬‬ ‫ندور مع ّ‬ ‫الكنا�ش حرف‪..‬‬ ‫نزم‬ ‫نكون جناح طري‬ ‫ّ‬ ‫نتعلم‬ ‫ّ‬ ‫ننطق جراحي‬ ‫نخمّ م‪.....‬‬ ‫نكتب را�سي والنجمه بحر‪..‬‬ ‫نخرج من رمادي طري ُح ْر‪...‬‬ ‫�أنا ف احللمه غيمه‬ ‫ّ‬ ‫نت�سنى رعده تربق‪..‬‬

‫غمزة الضو‬

‫با�ش حْتب با�ش تتحب يا مالك احلب عفاك بغيت وحدة‬

‫ّ‬ ‫ير�شك ال�ضو نفطه ف احللمه‪...‬‬ ‫قبل ما‬ ‫قبل ما حتبل الكلمه ب�شروق اخليال‪...‬‬ ‫يحط‪ ‬ا�صبعُ ه ف را�سي‪..‬‬ ‫يفي�ض باملعنى كا�سي‬ ‫نقول لزماين ها انت �شرب‬ ‫َ‬ ‫فتحت جنمه ليا دراعها‪......‬‬ ‫ّ‬ ‫طليت منها ‪..‬‬ ‫قلت جني غيث عل الورق‪..‬‬ ‫نغط�س ف ّ‬ ‫ون�ص ْب‪.....‬‬ ‫النور ُ‬ ‫قبل ما يح�سب التاريخ خ�سارته بال�صبعان‪..‬‬ ‫ي�شوفو غمزة ال�ضو العميان‪..‬‬ ‫يقولوا‪ :‬باقي العقل عط�شان‪...‬‬ ‫كان خراب‪..‬‬ ‫يد اخللق برّا عل الكتاب‪..‬‬ ‫كنت وحيد نطل عل الثقب‬ ‫من ذك النجمه ّ‬ ‫الناق�شة حرويف معاين‪..‬‬ ‫النجمه املوقفاين �سما‬ ‫الواقفه هي رحم احللمه‪..‬‬ ‫�شفت وجهي ف املا‪..‬‬ ‫لقيت براتي عل الورق �سماد‪..‬‬ ‫لقيت را�سي ولد املداد‪......‬‬ ‫قريت ف ال�شعا‪ ..‬هروبي من الظلمه‬ ‫�سعفت را�سي‪ ..‬حطيت �شمعه ف اخلوا‬ ‫قلت ها عقلي ها تخمامي وما نوى‪....‬‬ ‫�ضربني �سيف النور‪..‬‬ ‫قب�ضت ف جاليلو ‪....‬‬ ‫وكلما رحلت �سهوة ف التيه‬ ‫ندخل �سوق را�سي‪....‬‬ ‫وا�ش انا اجلاي من النور‬ ‫وال ظالمي غارق فيه‪...‬‬ ‫كانت رحلتي عقبه‬ ‫الظالم يحلف بالرقبه الظامل‬ ‫ينتف حليته زغبه بزغبه‬ ‫يرعب بفتوته �شحال من عامل‪....‬‬ ‫طليت‪..‬‬ ‫لقيت جنمتي موقفه العلم‬ ‫حابله كر�شها لفمها‬ ‫لقيتني انا ف كر�شها قلم‬ ‫والد وولد �صلبها‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫نتخطى عتبة الهبال‪..‬‬

‫ابراهيم ازنيدر‬

‫�أنا ف الكلمه قيمه‬ ‫ْ‬ ‫و‪...‬رق‪..‬‬ ‫ميزانها �شعره‬ ‫�أنا غيث ف بوار ال�صّ مت‬ ‫خيال عا�صي معناد‬ ‫�أنا ف الأ�صل ولد املداد‪ ..........‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫جرّب تموت‬

‫الزجال‬

‫سعيد الجيداني‬

‫يا ابنت اهلل‬ ‫الزجال‬

‫جرّب تموت‬

‫بغيت زين اهلل‬ ‫اقريب ووا�ضح‬ ‫ن�شوف نف�سي ب نف�سي‬ ‫وخ تعذبني ‪..‬‬ ‫�آنا كامل‬ ‫ف حمراب الع�شق حمجور ‪..‬‬ ‫روحي ف ذاتي‬ ‫ن�صلي تن�صلني‬ ‫ف عامل مغمور‬ ‫ليام تدور وتدور‬ ‫تلقاين وحدي‬ ‫خلف التيه جمبور‬ ‫نربي على النور‬ ‫ف كرنة احلب‬ ‫تدفعني ال�شهوة للبوح‬ ‫وجترين اطريق ال�سر اللور ‪..‬‬ ‫جترين ب قيد حمكم‬ ‫مفتول بخيط الروح‬ ‫و�آنا مفتون م�صمم‬ ‫نقول مقتول مقتول‬ ‫وخ عيفاين للجروح‬ ‫م�سلم ال�شوفة‬ ‫ت�سبقني لعتبة اخللوة‬ ‫تفتح خوخة اخلربه‬ ‫يفيق عقلي ف غيابي‬ ‫ي�سمع ماتقول خيوط الروح‬ ‫ف وجه ال�سيوف الرا�شده‬ ‫ف حرية العقول‬ ‫كل عقل ف عقل‬ ‫عقل يكمل عقل‬

‫عبد المجيد الباهلي‬

‫وعقيل يفتح عقل‬ ‫حتى يبان ال�ساهل عااايل‬ ‫ويبان ح�ضورك بيبان م�شرعه‬ ‫للقلب داامي‬ ‫ك املا «ء» ال�صايف‬ ‫ي�صب ف كااا�س ال�سكرااان‬ ‫خمر غااايل ‪..‬‬ ‫و�آنا امليت بال�شوق‬ ‫ح�شمااان مني‬ ‫�إيه ح�شمااان مني‬ ‫وانت �آنايا‬ ‫خبيني را �شوفتك عراتني‬ ‫نخرج من لر�ض �صبي‬ ‫ن�سل �سيف �شقااايا‬ ‫وف م�صبك نحيا‬ ‫وانت ات�صبي ات�صبي‬ ‫ات�صب حب اهلل‬ ‫منو مان�شبع‬ ‫ن�شيع ذاتي‬ ‫وفيك ن�شفع‬ ‫ب�شكل مف�ضوووح‬ ‫ولييييك ن�سمع‬ ‫ب هم�س الروح‬ ‫ن�شنع ونتمتع‬ ‫املاليكة تقدرين‬ ‫بااا�ش نقدر نكون �إن�سااان‬ ‫والناف�س الورد‬ ‫ملي يفوووح ‪...‬‬

‫يا ابنت اهلل‬

‫ُغ بلعاني‬ ‫موتة احلمار زعمة‬ ‫و شوف‬ ‫من حتت الكفن‬ ‫سجل فيديو‬ ‫بالفن‬ ‫أصدق فيلم غتشوفو في حياتك‬ ‫صورة و صوت‬ ‫شوف‬ ‫شحال من شوفة شافتو‬ ‫شوف‬ ‫شكون حداگ ف جميع الوراق‬ ‫شكون أحسب العواد في التفراق‬ ‫شكون بكا من نيتو حر ّ الفراق‬ ‫شوف‬ ‫بنص عني و حضي إال يشوفوك‬ ‫شوف‬ ‫الغسال‬ ‫ّ‬ ‫ملي شاف وسخك‬ ‫آش گال‬ ‫شوف‬ ‫شحال من جوف سخنوه‬ ‫ذوك اللُگمات‬ ‫شوف‬ ‫واش امليت‬ ‫نيت كيتعذب بالغواث‬ ‫شوف‬ ‫ذوك اللي گلتی أنت كيبغوك‬ ‫واش في الگنازة تبعوك‬ ‫شوف‬ ‫شكون ق ّبلك‬ ‫شكون ق ّبرك‬ ‫و وقف يترحم عليك‬ ‫شوف‬ ‫واش الدود عزيز عليه املوت‬ ‫و ال غ يعافك كيف عافوك اخلوت‬ ‫شوف‬ ‫أما أكثر واش عذاب القبر‬ ‫و لهاد عيشة الزمر‬ ‫شوف‬ ‫سجل و أحسب‬ ‫حس‬ ‫علي خلبار‬ ‫و رد‬ ‫ّ‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬يناير ‪2020‬‬

‫‪11‬‬


‫العدد ‪1029‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬يناير ‪2020‬‬

‫‪12‬‬

‫وهاني مداد قصيدة‬ ‫نتاوي الحرف ومعناه‬ ‫باش العالم‬ ‫يولي الباس‪..‬‬ ‫هاكا خلق حفيظ العالم باللغة‪ ،‬وخلق اللغة بالعالم‪ ،‬وفكرني بفيتغنشتاين ملي‬ ‫كان يقول ( الحدود ديال اللغة هي الحدود ديال العالم‪ ،‬تاحاجة ما برا‪ ،‬تا حاجة ما‬ ‫لداخل) ‪.‬‬ ‫وحتى حفيظ ما خرجش لغة قريش من زجالو‪ ،‬هو خرج من حبسها األيديولوجي‬ ‫وورّاها وجها فالمراية‪ ،‬مراية الفن والشعر‪ ،‬كا نقصد الروح دالشعر اللي ما كتسدش‬ ‫عليها البيبان‪.‬‬ ‫ويال شفنا العنوان الثاني (شكون بحالي) أكيد غانفهمو أن لعبة الداللة مقصودة‬ ‫بوعي‪ ،‬مرة أخرى الدال واحد والمدلوالت مختلفة بحالي بمعنى المثلية ( من مثلي)‬ ‫وبمعنى الحال الصوفي (من حاله كحالي)‪.‬‬ ‫ومرة أخرى كا يغطس الشاعر فالحال الصوفي ويتوحد مع الوجود ويلوي الليل‬ ‫على راسه ويلبس القمرة ويحزمها بالهبال‪ ،‬ويتفكربلي ما بحالو حد‪ ،‬واخا هو كلشي‬ ‫فنفس هو بوحدو فالقصيدة ارادتو وارادتها متاحدين على شكل‪Monothele� :‬‬ ‫‪ tism‬المونوتوليزم‪:‬‬ ‫كايقول على القصيدة‪:‬‬ ‫( فين ما بغات نديها‬ ‫وفين ما بغات نحط رحالي )‬ ‫واللغة اللي عطات لكلمة «الحال» جوج معاني ولتجربة الشاعر جوج عوالم‪ ،‬هي‬ ‫اللي تقدر تخلق من التناقض انسجام‪ ،‬ومن المجرد محسوس‪ ..‬كايقول‪:‬‬ ‫ما فيها باس‬ ‫إلى مت على كلمتي‬ ‫باش نحيا تاني‪.‬‬ ‫ويال فهمنا اللعبة سهال نذوقو حالوتها‪ ،‬فقصيدة (شي ‪ ...‬أمنيات‪ )،‬أمنية كلمة زوينة‬ ‫فدارجتنا ‪ ...‬وكان الشاعر كا يلعب ماشي بمعناها الثاني فلغة قريش ولكن بحمولتها الثقافية‪،‬‬ ‫والدينية‪ ،‬كا تقول اآلية ‪ 52‬من سورة الحج ( هادي واقيلة ما يصالحش نترجموها)‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِي ِ�إ اَّل ِ�إ َذا مَتَ َّنى �أَ ْلقَى َّ‬ ‫َو َما �أَ ْر َ�س ْل َنا مِن َق ْبل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن�س ُخ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ال�ش ْي َط ُ‬ ‫ول َو اَل َنب ٍّ‬ ‫َ َ‬ ‫ان يِف �أ ْ َّ‬ ‫ِك مِن َّر ُ�س ٍ‬ ‫ُ‬ ‫هَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫هَّ‬ ‫هَّ‬ ‫الل َما ُي ْلقِي َّ‬ ‫ِيم َح ِ‬ ‫ان ُث َّم ُي ْح ِ‬ ‫يم (‪)52‬‬ ‫ك ٌ‬ ‫ك ُم الل �آ َيا ِت ِه َوالل َعل ٌ‬ ‫ال�ش ْي َط ُ‬ ‫والزجال فالقصيدة كا يقول ما تمنى وما تمنى شيطانه‪ ،‬وفمرات هو كايملي على الشيطان‪،‬‬ ‫كا يتمرد على خيره وشره‪ ،‬فمرات كا يوحي لو شيطانه الوحي وهو كا يقول الغرانيق‪..‬‬ ‫فهاد النص حفيظ ماشي غير كيعارض سفر التكوين كيما دار أمل دنقل فديوان العهد‬ ‫االتي‪ ..‬ولكن كا يديرلو (باروديا )حديثة فيها ريحة الكوميديا السوداء ديال بريخت والعبثية‬ ‫ديال كامي والجاهلية د عمرو ولد كلثوم‪ ،‬فهاد النص كا يعلم الشاعر الشيطان كيفاش كا يكون‬ ‫الرفض‪ ،‬لو كان الشاعر هو ادم مايقبلش ومايرضاش وماياكلش وما يشرفوش وما يكونش‪...،‬‬ ‫ما يتسناش تتلعب «الصين» يال كان السكريبت فيه الشجرة والتفاحة والنزول‪...‬‬ ‫ما يكتفيش بالتفاحة‪ ،‬يتمرمد مع الشجرة ويتكركب معاها لألرض بارادتو‪ ،‬ويخرج بال دفيع‪...‬‬ ‫حفيظ فديوان وشي‪ ..‬وفتجربتو كاملة كايلعب ماشي غي بلغة قريش‪ ،‬وانما كايخرج من‬ ‫جالبة الثقافة الضيقة وكايلعب كبير‪..‬‬ ‫كل نقطة فديوانو رمز تديك لبحر المعنى وتردك عطشان‪:‬‬ ‫نقطة البداية رمز وبرهان‪:‬‬ ‫(كل حرف أصله نقطة‬ ‫ما كيعمر جوف الحروف غير المداد )‬ ‫‪//‬‬ ‫كل بنادم أصله نطفة‬ ‫ما يمال عين ابن آدم إال التراب‬ ‫(نقطة سخونة‬ ‫خفت نحطها على الورقة )‬ ‫‪//‬‬ ‫كتبتْ راجل وكتبت امرا‬ ‫ونقط للحتف‬ ‫(فأعلى نقطة ترتاح )‬ ‫‪//‬‬ ‫أعلى نقطة هي انت‬ ‫روحك ‪ /‬انت‬ ‫أنت السما‬ ‫وانت السيمرغ‬ ‫( نقطة فيضت الكاس‬ ‫حيت كان صابر بال قياس )‬ ‫‪//‬‬ ‫يال فاضت كاس الزجال‬ ‫تفيض بالد‬ ‫نقطة النهاية‬ ‫قال لي سلطان الما‬ ‫دير نقطة ورجع للصدر‬ ‫ها النقطة واهلل يستر ‪.‬‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ�سلطان الـ َمـا‬ ‫الزجال‬

‫عمر األزمي‬

‫ْلطا ْن الـ َمـا‬ ‫� ُس‬

‫فاش كا تعرّف على شاعر حقيقي‪ ،‬خاصك تراجع كل ما كا تعرف على الشعر وتراجع حتى‬ ‫داكشي اللي ما كتعرفش‪.‬‬ ‫كا يقول أدونيس ما كاينش شعر كاين غي الشعراء‬ ‫وهكا بديت كانفهم من أول جلسة مع عادل لطفي ومن بعدو مع دليلة فخري وسي احمد‬ ‫المسيح وميمون الغازي أن الزجل ماشي نوع د الشعر وماشي لغة د الشعر وماشي قضية‪ ،‬الزجل‬ ‫هو الزجل ‪ ...‬او بالمنطق ديال ادونيس الزجل هو الزجال‪..‬‬ ‫وملي سمعت حفيظ اول مرة ‪ ...‬وشفت عينيه كيبريو وهو كايقرا فالصفاحة فهمت انه‬ ‫كاينين الزجالة وكاين حفيظ ‪ .‬كيما كاينين الزجالة وكاين احمد المسيح وكاينين الزجالة وكاين‬ ‫عادل‪....‬‬ ‫واللي قرا بحالي وعاش بحالي مع حفيظ اللمتوني‪ ،‬او سمحولي نقول اللي عاش حفيظ‬ ‫اللمتوني من حقو يدّعي أنه قرا النقيطات اللي من بعد «شي» اللي كيعرف شكون هو حمادي‬ ‫هو اللي يعرف يقرا شي ‪..‬‬ ‫ماشي ‪!! ...‬‬ ‫أول ما قريت هاذ العمل تفكرت كالم كان كيقولو الطيب الصديقي‪:‬‬ ‫‪Je fais pas le meilleur théâtre je fais le théâtre autrement‬‬ ‫وحفيظ اللمتوني ما كايكتبش احسن زجل‪ ،‬حيت ما كاينش األفضل فالفن‪ ،‬كاين المختلف‪.‬‬ ‫والمختلف هنا ماشي بمعنى الفن من أجل التجريب ولكن بمعنى التجريب من أجل الفن‪.‬‬ ‫ملي اختار حفيظ الدارجة ماكانش باغي يخدم ايديلوجيا وال قضية منبرية‪ ،‬بالعكس كان غي‬ ‫كيدير للما خاطرو وكينحت فالصخرة د العالم ثقبة منين يدوز الواد ‪:‬‬ ‫كيقول‪:‬‬ ‫أنا ماشي من قريش‬ ‫ماشي ما قاريش‬ ‫من قديم خرجت سيبويه من زجالي‬ ‫خفت عليها تولي مبراصة‬ ‫بعد حالوتها‬ ‫وعسل معانيها ترجع تمساس‬ ‫وانا متأكد أن حفيظ عارف العمق الثقافي ديال هاذ القرار‪ ،‬وعارف انها مغامرة‪ ،‬حيت واخا‬ ‫ميكونش التجريب فالفن من اهتماماتك يكفي انك تختار هاد االختيار د الزجل (خصوصا من‬ ‫الناحية ديال اللغة) فواحد المرحلة حساسة كا يعرفها قطار الشعر المغربي‪ .‬فراك بغيتي او‬ ‫كرهتي قبالة المدفع ديال التجريب‪ ..‬يال ما كنتيش فيها المجرِّب غاتكون انت المجرّب وانت‬ ‫التجربة‪.‬‬ ‫الزجل اليوم بكل التراكمات ديالو مازال تجربة‪ ..‬حيت كاين بزاف د المثقفين فالمغرب اللي‬ ‫مازال ما خرجوش دماغهوم شوية للهوا يضربو الغربي‪ ،‬وفنفس الوقت مازال بزاف ديال الزجالة‬ ‫ما بغاوش يطلو من السور ويعرفو انه را على برا من خيمتهم كاين العالم‪.‬‬ ‫حفيظ اللمتوني فنظري ماشي حيّد لغة قريش من زجالو‪ ،‬ولكن حيّد منها القداسة‪ ،‬طفا‬ ‫عليها البروجيكتور ديال الضو اللي كيغطي وجه الممثل فاش كيلعب الدور ديال شي نبي‪..‬‬ ‫يال شفنا العنوان ديال اول قصيدة فكناش شي‪ ( ..‬يقدر) غا ننتبهو أن استعمال الدارجة‬ ‫لهاد الكلمة كيتوافق مع المعنى العربي ‪ /‬القريشي اللي فيه القدرة واالستطاعة‪ ...‬ولكن فنفس‬ ‫الوقت كيفتح داللتها على معاني أخرى فالدارجة‪ :‬يقدر بمعنى يمكن‪..‬‬ ‫والغريب أن القصيدة كا تستفد من هاد الطاقة الداللية المتعددة للكلمة فالنص‪ ..‬وكا تخليه‬ ‫يدور بين معنى اإلمكان ومعنى االستطاعة ومن بعد كتخاوي المعاني بتامعليت وبشاعرية‪.‬‬ ‫كان محتمل يكون قبل بني وطاس فوق الصفاحة‪ ..‬وكان ممكن تطيح القمرة فكاسو او‬ ‫تغني لو ملوية ‪ ...‬ولكن ملي كا تكمْل االحتماالت وكاتلبسو وكا ت ّلبسو القصيدة كا يولي يقدر‬ ‫يكون سحابة ويفوتها لهيه‪ ،‬يتخلق ويخلق يتسقى ويسقي‪..‬‬ ‫قبل الكتابة كان احتمال‪ ،‬ومع الكتابة زال الشك من القدرة وبقا اليقين ‪...‬الكتابة كوجيطو‬ ‫الشاعر‬ ‫(أنا مداد إذن كاينة القصيدة‬ ‫وكاينة القصيدة إذن كاين العالم)‬ ‫كا يقول ‪:‬‬ ‫ورجعت نسيل ثاني‬


‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)929‬‬

‫‪13‬‬

‫البحث في تاريخ شمال المغرب‪:‬‬ ‫حصيلة سنة ‪2019‬‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫(تتمة)‬ ‫‪ 4‬ـ ندوات علمية ‪:‬‬

‫عرفت سنة ‪ 2019‬تنظيم العديد من الندوات العلمية التي تركت آثارها لدى قطاعات‬ ‫واسعة من الباحثين على مستويات واسعة‪ ،‬تجاوز البعض منها الحدود الوطنية‪ .‬على‬ ‫رأس هذه الندوات ‪:‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬دور التعليم الحر بتطوان ومساهمته في الحركة الوطنية بشمال المغرب‪-‬‬ ‫المدرسة األهلية والمعهد الحر نموذجا‪ ،‬تنظيم‪ :‬جمعية قدماء المعهد الحر بتطوان‪،‬‬ ‫تطوان‪ 25 .‬يناير‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬الحاج المختار أحرضان‪ ،‬تنظيم‪ :‬فرع طنجة المدينة لمؤسسة طنجة الكبرى‬ ‫للشباب والديمقراطية ومقاطعة طنجة المدينة‪ 1 ،‬فبراير‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬ثورة األندلسيين بجبال البشرات جنوبي غرناطة‪ -‬من البواعث إلى العواقب‪،‬‬ ‫تنظيم‪ :‬الجمعية المغربية للدراسات األندلسية وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة‪،‬‬ ‫الدار البيضاء ‪ 8-7‬فبراير‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬مناهل التاريخ‪ ،‬التاريخ في خدمة التنمية‪ -‬القصر الكبير نموذجا‪ ،‬تنظيم‪:‬‬ ‫الجمعية المغربية للبحث التاريخي والمكتبة الوطنية بالرباط‪ ،‬الرباط ‪ 21‬فبراير‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬طنجة في العصر الوسيط‪ -‬المجال‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الثقافة والسلطة‪ ،‬تنظيم‪:‬‬ ‫المركز الثقافي أحمد بوكماخ‪ ،‬طنجة ‪ 21 20- 19-‬أبريل‪.‬‬ ‫ـ مائدة مستديرة‪ :‬األبحاث األثرية في خدمة تثمين‬ ‫موقع ليكسوس‪ ،‬تنظيم‪ :‬المعهد الوطني لعلوم اآلثار‬ ‫والتراث‪ ،‬العرائش ‪ 21‬أبريل‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬الحركة العلمية بطنجة ونواحيها‪ :‬قضايا‬ ‫وأعالم‪ ،‬تنظيم‪ :‬جمعية الثقافة وإحياء التراث ومركز‬ ‫عوارف الفكر والمعرفة‪ ،‬طنجة ‪ 27‬أبريل‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬العقيدة والتصوف في فكر الشيــخ أحمد‬ ‫بن عجيبة‪ ،‬تنظيم‪ :‬نقابة الشرفاء العجيبيين والرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء‪ ،‬مرتيل ‪ 2‬ماي‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬المقاومات بمدينة العرائش من سنة ‪1610‬‬ ‫إلى ‪ ،1956‬تنظيم‪ :‬المندوبية السامية لقدماء المقاومين‬ ‫وأعضاء جيش التحرير وشركاء محليين‪ ،‬العرائش ‪12‬‬ ‫يونيو‪.‬‬ ‫ـندوة‪ :‬راهنية العالمة عبد اهلل كنون‪ ،‬تنظيم‪ :‬مجلس‬ ‫مقاطعة فاس المدينة ومركز مدارك للدراسات واألبحاث‬ ‫في العلوم اإلنسانية وعلوم التربية‪ ،‬فاس ‪ 28‬يونيو‪.‬‬ ‫ـندوة‪ :‬قبيلة غمارة‪ -‬األصول‪ ،‬المجال‪ ،‬التاريخ واألعالم‪،‬‬ ‫تنظيم‪ :‬جمعية القرية للثقافة والتنمية وجمعية اشماعلة‬ ‫النسوية وجمعية قدماء تالميذ المؤسسة اإلعدادية عمر‬ ‫الجيدي‪ ،‬السطيحات ‪ 5‬يوليوز‪.‬‬ ‫ـندوة‪ :‬مالمح من التاريـخ الثقافـي الحديـــث بشمـال‬ ‫المغرب ‪ -‬شفشـاون نموذجــا‪ ،‬تنظيــم‪ :‬المركـز الثقافـي‬ ‫بشفشاون‪ 4 ،‬أكتوبر‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬شـرق بالد الريـف في التاريخ واآلثــار والمعمار‪،‬‬ ‫تنظيم‪ :‬مؤسسـة اإلدريسي المغربيــة اإلسبانيـة للبحـــث‬ ‫التاريخي واألثري والمعماري والكلية المتعددة التخصصات‬ ‫بالناظور‪ ،‬الناظور ‪ 12-11-10-9‬أكتوبر‪.‬‬ ‫ـ ندوة ‪ :‬دور الحاج عبد السالم بنونـــة في تأسيس دار‬ ‫الصناعة‪ ،‬تنظيم‪ :‬مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان‪،‬‬ ‫‪ 10‬أكتوبر‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬مالمح من الحياة الثقافية والرياضية إبان عهد الحماية‪ -‬تطوان نموذجا‪،‬‬ ‫تنظيم‪ :‬نادي تطوان الثقافي‪ ،‬تطوان ‪ 18‬أكتوبر‪.‬‬ ‫ـ مائدة علمية‪ :‬الخريطة األركيولوجية للريف الساحلي‪ ،‬تنظيم‪ :‬المعهد الوطني‬ ‫لعلوم األركيولوجيا والتراث‪ ،‬الرباط ‪ 14‬أكتوبر‪.‬‬ ‫‪ – 5‬مذكرات وسير األعالم ‪:‬‬ ‫الزالت اإلصدارات المرتبطة بهذا المجال محدودة إلى حد كبير‪ ،‬ومن أبرز ما صدر‬ ‫بهذا الخصوص سنة ‪ ،2019‬نذكر ‪:‬‬ ‫ـ أسماء المصلوحي‪ ،‬أسماء وأعالم في ذاكرة تطوان‪.‬‬ ‫ـ البشير المسري‪ ،‬مبدعات من شمال المغرب‪ ،‬جزآن‪.‬‬ ‫ـ الخضر الورياشي‪ ،‬في صحبة هؤالء‪ -‬شهادات وذكريات‪.‬‬ ‫ـ محمد بناني‪ ،‬مذكرات المقاوم محمد بناني‪ -‬حقائق نادرة عن مقاومة االستعمار‬ ‫اإلسباني في مناطق تطوان‪ -‬العرائش‪ -‬أصيال‪ -‬القصر الكبير‪ -‬الشاون‪ ،‬إعداد‪ :‬دنيا‬ ‫بناني‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫‪6‬ـ أطاريح جامعية‪:‬‬ ‫عرف هذا المجال تواتر تقديم رسائل جامعية اختارت إعادة مقاربة تاريخ شمال‬ ‫المغرب‪ ،‬من منطلقات متباينة وعلى ضوء رؤى منهجية تجديدية‪ ،‬اختلفت في ركائزها‬ ‫األكاديمية وفي قيمها المعرفية‪ .‬وقد حظيت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬ ‫بنصيب األسد من هذا التراكم‪ ،‬من دون أن يعني ذلك بالضرورة إحداث تحول نوعي‬ ‫في مجال الدراسة التاريخية النقدية وفي أسئلتها المهيكلة وفي أنساق توظيف المادة‬ ‫المصدرية والوثائقية‪ .‬على رأس هذه األطاريح الخاصة بشهادة الدكتوراه‪ ،‬نذكر‪:‬‬ ‫ـ حفيظة بوحسي‪ ،‬نظام األحباس بمدينة طنجة‪1684-1956 :‬م‪ ،‬شهادة الدكتوراه‪،‬‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر المهراز بفاس‪ 5 ،‬فبراير ‪.2019‬‬ ‫ـ محمد أمالل‪ ،‬األدب الشعبي في شمال المغرب‪ :‬شفشاون وربوعها نموذجا‪-‬‬ ‫تصنيف وتحليل لألمثال السائرة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ 14 ،‬فبراير‬ ‫‪.2019‬‬ ‫ـ بثينة بن األمين‪ ،‬التعليم الفني بالمغرب خالل عهد الحماية‪ -‬نموذج‪ :‬مدرسة‬ ‫الصنائع ومدرسة الفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط‪ 1 ،‬مارس ‪.2019‬‬ ‫ـ ارحمي عاهد‪ ،‬تصور النخبة المثقفة بمنطقة الحماية اإلسبانية لمشروع النهضة‬ ‫الوطنية (‪1913-1936‬م)‪ ،‬شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس‪-‬‬ ‫فاس‪ 15 ،‬يوليوز ‪.2019‬‬ ‫ـ البقالي خالد‪ ،‬شمال المغرب وأوربا خالل القرنين‬ ‫السابع عشر والثامن عشر‪ ،‬شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس‪ -‬فاس‪ 15 ،‬يوليوز‬ ‫‪.2019‬‬ ‫ـ محمد البغوري‪ ،‬الزاوية العجيبية ‪ -‬دراسة في‬ ‫إسهاماتها التاريخية واألدبية واالجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بتطوان‪ 15 ،‬يوليوز ‪.2019‬‬ ‫ـ أنس اليمالحي‪ ،‬السياسة االستعمارية اإلسبانية‬ ‫وعالقتها بالصحافة ‪ ،1912-1954‬شهادة الدكتوراه‪،‬‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ 16 ،‬أكتوبر‬ ‫‪.2019‬‬ ‫ـ سعيد أغزيل‪ ،‬قبيلة أنجرة واالستعمار اإلسباني‬ ‫‪ ،1912-1956‬شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ 28 ،‬نوفمبر ‪.2019‬‬ ‫‪7‬ـ التاريخ الثقافي المعاصر ‪:‬‬ ‫أصبح حقل التاريخ الثقافي يثير اهتماما متزايدا‬ ‫لدى رواد “التاريخ الجديد”‪ ،‬خاصة مع تزايد الوعي‬ ‫بأهمية العمل على مستوى البحث في تاريخ‬ ‫الذهنيات المحلية وتعبيراتها الرمزية المتعددة‪،‬‬ ‫وتوظيفاتها اإلبداعية المتشعبة‪ .‬وعلى رأس ما‬ ‫صدر بهذا الخصوص‪ ،‬نذكر ‪:‬‬ ‫ـ هدى المجاطي‪ ،‬الحياة الثقافية في شمال‬ ‫المغرب من خالل الصحافة المكتوبة (‪1912-‬‬ ‫‪.)1956‬‬ ‫ـ عبد الملك العسـري‪ ،‬نماذج وصور من‬ ‫اللسان القصري الدارج‪.‬‬ ‫ـ محمـد بودشيــش‪ ،‬من األدب الشعبـي‬ ‫المغربي‪ :‬حكايات شعبية من الريف‪.‬‬ ‫ـ محمد داود‪ ،‬األمثال العامية في تطوان والبالد العربية‪ ،‬ج‪ ،1 .‬مراجعة وتنسيق‬ ‫وإضافات‪ :‬حسناء داود‪.‬‬ ‫ـ عبد العزيز جدير‪ ،‬بول بولز ورواة طنجة‪.‬‬ ‫ـ مفدي زكرياء‪ ،‬إلى الريف المغربي الثائــر من إبن الجزائر ‪ -‬قصيدة إلى الثوار‬ ‫الريفيين بقيادة عبد الكريم الخطابي من الطالب مفدي زكرياء بجامع الزيتونة بتونس‬ ‫سنة ‪ 1925‬وعمره ‪ 17‬سنة‪.‬‬ ‫ـ فرناندو كاستيلو‪ ،‬قطعة من طنجة (باإلسبانية)‪.‬‬ ‫ـ أحمد بن الخياط السختة‪ ،‬الجبل الكبيرـ ذاكرة طنجة المدينة المغربية‪.‬‬ ‫ومع كل هذا التراكم المثير‪ ،‬يبدو أن الموضوع أضحى يطرح تحديات حقيقية‬ ‫بالنسبة للباحثين‪ ،‬من أجل توسيع دوائر البحث واالرتقاء بها إلى مستويات أكاديمية‬ ‫تمنحها عناصر االحترام العلمي المطلوب‪ .‬لذلك‪ ،‬فاألمر أصبح يطرح نفسه بصيغ‬ ‫مجددة‪ ،‬مع تزايد إيقاع انفتاح المؤسسات الجامعية على محيطها الجمعوي الفاعل‬ ‫وعلى مراكزها البحثية المتخصصة‪ .‬إنه مشروع للحاضر من أجل المستقبل‪ ،‬فأسئلة‬ ‫هذا الغد المنتظر تظل في صلب إشكاالت واقع اليوم وإفرازاته المركبة والمتداخلة‪،‬‬ ‫كما أن التباسات الراهن ترتبط بتأجيل الحسم المعرفي في أسئلة الماضي الجماعي‪،‬‬ ‫بتناقضاته وبوطوبياته وبطابوهاته‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪1029‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫قراءة في كتاب‬

‫«عبد السالم الهراس ‪ :‬إنساناً ومفكراً وأديباً»‬ ‫من أين أبدؤها مقدّم ًة وفيّ ًة لعطاء أحد رجاالت المغرب العربي‪ ،‬واإلسالمي المعاصر‪ ،‬وجسرًا يمر‬ ‫عبرها الكتابُ تشوّ ًفا إلى معانقة أعمال العلاّ مة «عبد السالم الهرّاس» ‪ -‬رحمة اهلل عليه ‪ -‬للتعريف بها‪،‬‬ ‫وإطالع القرّاء‪ ،‬والباحثين عليها؟‬ ‫ٌ‬ ‫وعنوان كبيرٌ‪( :‬مسؤولية القلم)‪ ،‬من عالم‬ ‫لكتاب صدرُه كلم ٌة عظيم ٌة‪،‬‬ ‫وكيف أستهلها مقال ًة تقريظي ًة‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫والفصْل في لسا ِنهِ العربيِّ؛ وأنا‬ ‫بالفضْل في عطائه‪،‬‬ ‫مشهود له‬ ‫الباحث في دياجير العلم‪ ،‬والفكر عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبيل أتحسّس بها منارات‪ ،‬ع ّلي آنس بها قبسًا من المعرفة؟‬ ‫ٍ‬ ‫إنما إلحاحُ صديقي الباحث «محمد حمّاني» عليّ في ذلك؛ أرغمني على طلب كأس شاي من‬ ‫الجرأة في إحدى مقاهي تطوان األندلسية الهوى‪ ،‬والمجاورة لشقيقتها‬ ‫«شفشاون»‪ ،‬اللتين تقاسمتا عنوان مقاومة المالحقة اإلسبانية‪ ،‬وعنفوان‬ ‫ُ‬ ‫المجد الموريسكي المحتضن لجبال الشمال المغربي؛‬ ‫وحيث استنشق‬ ‫المرحوم العلاّ مة «الهرّاس» بدايات أنفاسه الطفولية‪ ،‬والشبابية؛‬ ‫فهممت بسكوب قليل من مداد الفخر أدوّن به سطورًا عاشق ًة للمارّين‬ ‫من عبق التّاريخ‪ ،‬وع ّلها تفي ببعض جهاد العالمة «الهرّاس» العلمي‪،‬‬ ‫وتح ّقق مراد صديقي «محمد حمّاني» كاتب هذه السيرة‪.‬‬ ‫وعلى عفوية هذه الكلمة؛ سوف أُجمل حديثي في عنوانين‪ :‬األول‬ ‫حول (رمزية الكتيّب)؛ والثاني حــول (العالمــة عبد السالم الهرّاس‪:‬‬ ‫شخصية الكتيب)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أما فيما يتصل بهذا الكتيب‪« :‬عبدُ السال ِم الهـرَّاسُ إِنسانــا‪،‬‬ ‫وَم َف ِّكرًا‪ ،‬وَأَدِيبا‪»..‬؛ للباحث الواعد األريب «محمد حماني»‪ ،‬فبقدر ما هو‬ ‫تعريف بأحد رجاالت الحركة العلمية اإلصالحية؛ فهو ‪ -‬أيضا ‪ -‬عبار ٌة عن‬ ‫ُ‬ ‫وثيقةٍ تاريخيّةٍ نادرةٍ وضعها‬ ‫الباحث لكل من آنس من نفسه مزيدًا من‬ ‫ّ‬ ‫البحْثِ في شخصيّةٍ مغربيّةٍ عالمةٍ‪ .‬فقد تنقل الكاتبُ بين بساتين‬ ‫التاريخ؛ لينتقيَ لنا أجمل الزهور التي زيّن بها المرحومُ حياته العلمية‪،‬‬ ‫من مقاالتٍ معرفيّةٍ‪ ،‬ودراساتٍ تاريخيةٍ‪ ،‬وتحْقيقاتٍ علميةٍ‪ .‬كما قدم‬ ‫لنا عصارة ترجمية للمرحوم «الهرّاس» تلخّص حياته منذ نشأته؛‬ ‫مرورًا بمراحل طلبه العلمي‪ ،‬وجهاده الوطني‪ ،‬وانتها ًء بعطاءاته العلمية‪،‬‬ ‫والتّربوية‪ .‬والكتيّبُ ‪ -‬بحقّ ‪ -‬مرآة سيرة تاريخية أعتبرُها إضافة جميلة‬ ‫للمكتبة األدبيّة‪ ،‬والعلميّة المؤرخة لرواد الحركة اإلصالحيّة الوطنية‪.‬‬ ‫وأما فيما يتع ّلـــق بعلاّ متنـــا «عبد السالم الهرّاس» ‪ -‬رحمه اهلل ‪:-‬‬ ‫ُ‬ ‫الباحث‪ ،‬لم يكتفِ بفتح ذاكرتنا على عدد من الكتب‬ ‫فكما يبدو ممّا دبجه‬ ‫والمخطوطات‪ ،‬بل وصل رحمنا العلميّة مع كتّاب كبار لوالهم ‪ -‬ربما ‪-‬‬ ‫ما عرفتْهم ُ‬ ‫األمة مثل ما عرفتهم؛ ولعل على رأسهم المفكر «مالك بن‬ ‫نبي»‪ ،‬الذي إليه يعود ُ‬ ‫فضل التعريف به لما دعا «عبد الصبور شاهين»‬ ‫إلى ترجمة كتبه‪ ،‬والعناية بها؛ يحكي العالمة «عبد السالم الهرّاس» بداية رحلة نقل كتب «مالك» إلى‬ ‫العربية‪ ،‬وتشوفه إلى ترجمتها لمّا سأل «عبد الصبور شاهين» الذي التقاه ألول مرة‪« :‬هل لك أن تترجم‬ ‫كتاب “الظاهرة القرآنية”‪ ،‬لألستاذ «مالك بن نبي» فيكون لك ذخرا في الدنيا واآلخرة‪ .‬وهكذا بدأنا العمل‪،‬‬ ‫ولما قرأ علينا ترجمته لمقدمة الكتاب أخذت أحسن ساعة يدٍ عندي جديدة‪ ،‬وقدمتها له هدية مكافأة له‬ ‫على هذا اإلنجاز المبشّر بالخير‪ ،‬فاستمرّ في ترجمة بقيّة الفصول‪ ،‬وانتقل إلى مراجعة ترجمة “شروط‬ ‫النهضة”(‪.)1‬‬

‫وهي قصة الترجمة الخالدة نفسها التي يروي فصولها المرحوم «عبد الصبور شاهين»؛ قائال‪:‬‬ ‫«وأنا داخل إلى دار العلوم؛ كي أحضر المحاضرة للسنة التّمهيدية ففوجئت بواحد؛ يقول لي‪ :‬أستاذ‬ ‫عبد الصبور‪ ،‬قال لي‪ :‬أنا عبد السالم الهراس من المملكة المغربية قلت له‪ :‬أهال‪ ،‬وسهال‪ ،‬ومرحبا؛ فقال‬ ‫لي‪ :‬تترجم كتابا‪ ،‬يعني‪ :‬تحب أن تترجم كتابًا‪ .‬وأنا لم أقل له‪ ،‬ولم أقل ألي أحد‪ :‬إنّي سأعمل في ترجمة‬ ‫الكتب؛ ولكن اهلل أرسله لكي يفتح لي طريقا فكانت النتيجة؛ قلت له‪ :‬ال يوجد مانع ما الكتاب؟ قال لي‪:‬‬ ‫كتاب (الظاهرة القرآنية)؛ قلت له أرني إياه فجاءني بالكتاب؛ فأخذته فعكفت عليه مع أنني مشغول بكلية‬ ‫التربية والسنة التمهيدية؛ فعكفت على قراءته‪ ،‬وترجمت منه فصلين ومؤلف هذا الكتاب (مالك بن نبي)‪،‬‬ ‫الذي هو جزائري‪ ،‬وترجمت منه فصلين وذهبت إلى (مالك بن نبي) فكانت البداية في االشتغال بالتّرجمة‬ ‫في حياتي‪.)2( ».‬‬ ‫إن هذا العمل الذي عرّف بشخصيـــة َنأتْ بنفسهــا ‪ -‬بعيدًا ‪ -‬عن‬ ‫األضواء الالمعة‪ ،‬ال يخلو من رمزية؛ ألن أمثال «الهرّاس» كثيرون في‬ ‫بالدنا العربيــة‪ ،‬واإلسالمية الممتدّة ‪ -‬عربًا كانوا؛ أو عجما؛ أو غيرها‬ ‫ فعدَدٌ منهم عرف باالشتغال في صمتٍ خدم ًة ألمته‪ ،‬و َآثرَ الخفا َء‪،‬‬‫الظهور‪ ،‬والبروز؛ ألنه ّ‬ ‫والسِّتْرَ على ّ‬ ‫تمثل معنى الحكمة القرآنية‪« :‬فأما‬ ‫الزبد فيذهب جفا ًء‪ ‬وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في األرض» (الرعد‪.)17/‬‬ ‫ومن هؤالء على سبيل التمثيل الشيخ «محمد بن العربي العلوي»‪..‬‬ ‫والعالمة «عبد الهادي بوطالب»‪ ..‬والشيخ «المكي الناصري»‪ ..‬والعالمة‬ ‫«العربي اللوه»‪ ..‬والعــالمــة «أحمد بن تاويت» التطوانــي‪ ..‬والدكتور‬ ‫«إدريس الكتاني»‪ ،‬والمفكر «المهدي بن عبود»؛ وغيرهم كثير‪ ..‬الذين‬ ‫لم ينالوا حظا وافرا من العناية بتراثهم األدبيّ‪ ،‬والعلميّ‪ ،‬واإلصْالحيّ‪.‬‬ ‫وإن كان ال بد من توجيـــهٍ علميٍّ في الموضـــوع‪ ،‬وتوصيـــاتٍ‬ ‫استشرافيّةٍ؛ فإنّي أختمُ هذه الدّيباجة بالتّذكير‪ ،‬واإلشارة على‬ ‫صديقي الباحث «محمد حمانــي»‪ ،‬أو غيـره ممن سنحت له الفرصة‪،‬‬ ‫ووجدت له المناسبة بتوسيع النظر‪ ،‬والبحْث في شخصياتٍ علميةٍ‬ ‫أخرى؛ كالتي ذكرتُ سل ًفا‪ ،‬تعْري ًفا بها‪ ،‬ووفا ًء لها على خِدْمَاتها‬ ‫العلميّةِ الجليلةِ‪ .‬ولمَ ال تكـون سلسلة متوالية ‪ -‬وفا ًء‪ ،‬وتقديرًا ‪-‬‬ ‫لجهود هؤالء العلماء؟‬ ‫ْ‬ ‫وإذ أنوّه بجهد الباحث‪ ،‬وسعيه العلمي المشكور في هذا العمل؛‬ ‫فإني أهنّئه على ما بذله من جهدٍ‪ ،‬واسْت ْ‬ ‫جمع لمعلوماتٍ‬ ‫في‬ ‫للوسع‬ ‫راغ‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تاريخيّةٍ‪ ،‬وإحاطةٍ ترجميّةٍ‪ ،‬في مثل هذه القضايا التي تركتها القرائحُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫البحثية‪.‬‬ ‫العلمية‪ ،‬واألقالمُ‬

‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫وفي األخير؛ أرجو له كل التّوفيق والسداد‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬ ‫في تطوان‪ ،‬غرة شهر ذي الحجة ‪1440‬‬

‫(‪ )1‬حوار‪ / ‬د‪ .‬عبد السالم الهراس‪ / ‬مالك بن نبي‪ ‬الكاتب ‪:‬المحجة‪ 3 ،‬ديسمبر‪ 2005 ,‬في‪ ‬العدد ‪ / 245‬ثقافة‪ ‬‬ ‫(‪ )2‬البصائر والهيئة نت‪ ،‬تقلبان صفحات المسيرة العلمية والدعوية للعالمة الدكتور عبد الصبور شاهين‪ ،‬حوار‬ ‫حسين الدليمي‪ ،‬الحلقة االولى‪.‬‬

‫يلتمسون من اهلل الرَّحمة‪..‬‬ ‫‪...‬و محبَّة المعنيين بمرض السرطان‪ ،‬وقد أحبَّ الصبيُّ أمَّهُ ونشأ في أحضانها ورضعَ وشرب‬ ‫وارتوى من ثدييها لبناً خالصاً ‪ .‬وهي الكريمة التي اصطحبتهُ إلى الحمام العتيق وهو غضٌّ غريرٌ‪ ،‬فتشير‬ ‫عليه بعدم النظر إلى السيدات المستحمات‪ ،‬بعد ْ‬ ‫أن تُرَخص «الطيَّابة» للصبيّ الصغير السنّ مُرافقة‬ ‫أمّه‪ ،‬ولم يكن يفهم معنىً لذلك ‪ .‬يتذكرُ الصبيُّ َّ‬ ‫أن أمَّهُ وهي زهرَة الحياة الدنيا‪ ،‬رحمها اهلل‪ ،‬كانتْ‬ ‫تعاني من ألم حادّ وحارق ومستمرّ ‪ .‬ال شكّ أنه (المرض) لم يكن‬ ‫يتعلق بدورة الطمث‪ْ ،‬‬ ‫وإن كان األمر يتعلق بتغيرات في قنوات نقل‬ ‫الحليب‪ ،‬يؤدي إلى نوع من «الكيس» في الثدي‪ ،‬يقتضي إجراء‬ ‫جراحة الستئصال «الكيس»‪ ،‬بل كان الثديُ قد أصيب بسرطان‬ ‫خلصتْ إليها فحوصات طبية ‪ .‬لستُ أتذكر ْ‬ ‫إن كان الثدي المصاب‬ ‫األيمن أم األيسر ! وهل كان سرطان حميدٌ أمْ خبيث؟ أعبّر اآلن‬ ‫بأثر رجعي‪ ،‬ما تعاقب الليل والنهار‪ ،‬عن ماعانته األمُّ الكريمة‪ ،‬التي‬ ‫كانت ال تفترُ عن إحاطتي (الصبيُّ) ليل نهار بعناية فائقة‪ ،‬وهي‬ ‫موْلد الرعاية‪ ،‬حتى ال يلمح اإلبن على قسمات محياها عالمات‬ ‫الحزن ‪ .‬لم تكن للطبّ في الخمسينيات من القرن العشرين‬ ‫فاعليته التي تستدعي اإلعجاب بتطور العلم الحالي ‪ُّ .‬‬ ‫فكل الناس‬ ‫معنيون بمرض السرطان‪ ،‬الذي يُسببه نموّ غير طبيعي لخاليا‬ ‫جسم اإلنسان‪ ،‬والتي هي الوحدات األساسية للجسم البشري‪ ،‬وقد‬ ‫تتكاثر بأسلوب فوْضوي ‪ .‬هو مرضٌ قديمٌ ظهر مع اإلنسان‬ ‫البدائي‪ ،‬وقد تطوَّرَ عالجه مع تقدُّم العلم ‪ .‬وهو ليس مُعْدياً‪،‬‬ ‫وإنَّما إذ يعرفُ ارتفاعاً ملفتاً للنظر ‪َّ .‬‬ ‫لعل من إحدى أسباب اإلصابة بهذا الداء ‪ :‬التوتر النفسي‪ ،‬وضعف‬ ‫التغذية أو اإلفراط فيها‪ ،‬والبدانة‪ ،‬واالنتقال الفجائي من نظام غذائي إلى آخر‪ ،‬ثم التدخين والخمرة‬ ‫والقمار‪ ،‬والتلوث بشتى أشكاله ‪ .‬كما يُخاطب األطباء بضمير المتلقين‪ ،‬تجنب المواد الكيماوية في الطعام‬ ‫والمواد المُعلبة والمُعبَّأة في البالستيك الذي يُفرز «الديكوسين» المسببة للسرطان‪ .‬وعدم تناوُل‬ ‫السكر الصناعي‪ ،‬واإلفراط في تناول اللحوم الحمراء‪ ،‬واإلفراط أيضاً في الحليب ومشتقاته ‪ .‬ينبغي على‬

‫بقلم ‪ :‬د‪.‬الحسان شهيد‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫المجتمع ْ‬ ‫أن يتجنب كلمات ال يُفهمُ لها معنىً‪ ،‬كوْن هذا الداء قاتل‪ ،‬ومُعدي‪ ،‬وعقاب من اهلل‪ ،‬مما يزيد‬ ‫للمريض في االنعزال والهلع والعزوف عن االحتكاك بالمجتمع ‪ .‬وقد تدفع بالمريض إلى طريق مظلمة‬ ‫مرهقة لنفسيته ‪ .‬وللتخفيف من معاناة المريض النفسية والمادية ونبضات أآلمه ‪ ..‬لنضع أنفسنا مكان‬ ‫هؤالء المرضى‪ ،‬ألننا جميعاً معنيون ‪ .‬فالعناية بنفسية المريض تُعدُّ من أولويات العالج ‪ .‬ثم مساندة‬ ‫المرضى في محنتهم المريرة‪ ،‬تستدعي من السلطات المختصة‬ ‫والمجتمع المدني ومن ذوي اإلحسان‪ ،‬تأسيس جمعية تُعنى‬ ‫وتهتمُّ بمرضى السرطان من أجل تسهيل الخدمات الصحية‬ ‫المخصصة لهذا الداء‪ ،‬الذي يرتدي نوعاً من األقنعة المخيفة ‪.‬‬ ‫من هنا يأتي الكشف المبكر والوقاية للحدّ من عوامل انتشاره‬ ‫في سنّ مُبكرة ‪ .‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬من‬ ‫كان في حاجة أخيه كان اهلل في حاجته‪ »..‬وقد استوقفتني روح‬ ‫طيبة لجماعة من المواطنين ذوي القلوب النبيلة الذين عملوا‬ ‫على تأسيس جمعية «السرطان‪...‬كلنا معنيون» ‪..‬أهدافها تتجلى‬ ‫في التخفيف من معاناة المريض‪ ،‬والوقاية من المرض‪ ،‬والحدّ‬ ‫من عوامل اإلصابة ‪ .‬الجمعية على صفحات أوراق بيضاء في خدمة‬ ‫أربع مئة مريض‪ ،‬جلهم من الطبقة الفقيرة ‪ .‬تُكابد الجمعية من‬ ‫الجانب المادي ألجل مصاريف العالج الباهضة ‪ .‬وحتى تمارس‬ ‫المرأة والرجل الجمعويان اللجوء إلى فعل الخير لخدمة مرضى‬ ‫داء السرطان‪ ،‬المرجو من وزارة الداخلية المعنية تفعيل الفديرالية‪ ،‬وتشبيك المؤسسات التي تعنى‬ ‫بهذا المرض ‪،‬من أجل ْ‬ ‫أن تتوصل الجمعية باإلعانات‪ ،‬للحدّ من انتشار الداء وعالج المرضى المصابين‪،‬‬ ‫بالمساندة القانونية واإلدارية للمرضى لولوج الخدمات الصحية‪ ،‬لكي تعود المرأة ويعود الرجل إلى مجرى‬ ‫الحياة ‪..‬هل ستقوم األمُّ بعد انهيارها ؟ ما أكرمَ األمُّ وما أكرم األب‪ ،‬وما أشدَّ فراقهما على أنفاس‬ ‫أبنائهما ‪( ..‬جمعية السرطان‪...‬كلنا معنيون ‪ .‬شارع أبو العالء المعري رقم ‪ 45‬تطوان‪ /‬المغرب‪ /‬الهاتف‬ ‫‪. ) 0539990986‬‬


‫العدد ‪1029‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫‪15‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)39‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪ ،‬كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية‬ ‫بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪،‬‬ ‫معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر صفحات جريدة الشمال الغراء‪،‬‬ ‫التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد‬ ‫أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬ثمّ ثنّينا برسائل ولده العالمة الوزير محمد‪ ،‬وبعدها ثلثنا بما عثرنا عليه من رسائل العالمة شيخ العلوم‪ ،‬سيدي محمد المرير رحمه اهلل‪ .‬وننتقل في هذه الحلقات إلى رسائل العالمة شيخ الجماعة سيدي أحمد الزواقي‬ ‫رحمه اهلل‪.‬‬

‫[الرسالة‪]145 :‬‬

‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫ّ‬ ‫ومحل ولدنا البارّ البركة األفضل‪ ،‬العالم السري األمثل‪ ،‬أبا السرور موالي‬ ‫سيادة الشريف األجل‪،‬‬ ‫البشير أفيالل‪ ،‬حفظ اهلل مجادتك‪ ،‬وحرس بمنّه نجابتك‪ ،‬وسالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصلني األعزّ كتابك بتاريخ ‪ ،28‬مؤذنا بعافيتكم أدامها المولى‪ ،‬وبأنّك ال زلت مشمّراً عن‬ ‫ساق العزم على تحصيل ما يناقل به الربع الباقي‪ ،‬يسّر اهلل ذلك عاج ًال‪ ،‬وذلك كمال الظنّ بك‪ ،‬وبوصول‬ ‫‪ 1000‬على يد محبّنا الفقيه سيدي محمد الرقيواق الطنجي بواسطة الحاج عمر الشقور‪ ،‬ومن مراعاة أدبك‬ ‫وورعك قيّدتَ ذلك في ورقة وجهتها طي كتابك آمرا بالتحفظ عليها واالعتناء بها‪ ،‬وإلى اآلن ما وصلني‬ ‫جواب الفقيه المذكور‪ ،‬ولم أدر سبب ذلك وموجبه‪ ،‬هذا وما أعلمك به كركيش من عزمه على إفراغ الدار‬ ‫لما ذكره‪ ،‬وما طلبه منك لكريم بن عبد الغفور اللبّادي فأنت سيدي وما ظهر لك‪ ،‬غير ّ‬ ‫أن العقدة لمدّة‬ ‫ال يساعد عليها للع ّلة التي أبديتَها‪ ،‬وهو توقع اإلياب دائماً‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن كراهيتك إلكرائها لمن يستعين على‬ ‫أداء إكرائها بإكراء أماكنها هو نظري وال أعدل عنه‪ ،‬ولو أدّى لسقوط كثير ممّا كانت مكتراة به‪ ،‬إذ ال‬ ‫فائدة للكثرة مع األول للخراب‪ ،‬وقد كانت وصلت التّحفة قبل هذا صحبة الحاج العربي الطوب‪ ،‬أتحفك‬ ‫اهلل بما تريد‪.‬‬ ‫وفرحنا بما أبرزته القدرة الباهرة من ازدياد ولد لصنوكم البار موالي عبد السالم‪ ،‬جعله اهلل مباركاً‬ ‫سعيدا‪ ،‬والحمد هلل على سالمة والدته‪ ،‬وال شكّ إن فسح اهلل في العمر وقدّر األوبة لحضرتكم أن يؤدي‬ ‫دين ما فاتنا من حضور العقيقة بعد أتمّ السالم عليه وعلى أخويه العالمة سيدي محمد وموالي أحمد‬ ‫والبركة والدتكم‪ ،‬مستنزال من سيادة الجميع صالح الدعوات في الخلوات والجلوات‪ ،‬ودمتم بخير والسالم‪.‬‬ ‫في ‪ 29‬رجب عام ‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬

‫[الرسالة‪]146 :‬‬

‫وصلى‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫محل ولدنا البار األمجد الشريف‬ ‫األسعد‪ ،‬العالم البركة األنجد‪ ،‬أبا‬ ‫السرور موالي البشير أفيالل أدام اهلل‬ ‫عزك في الحال والمآل‪ ،‬وسالم على‬ ‫سيادتك ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصلني يومه األعز‬ ‫كتابك بتاريخ ‪ 12‬مهنئا بالعيد المبارك‬ ‫األعز‪ ،‬والموسم األشهر‪ ،‬هناكم اهلل‬ ‫بكل خير‪ ،‬ووقى عزيز جنابكم ّ‬ ‫كل ضير‪،‬‬ ‫وأعاده عليكم وعلى جميع المسلمين‬ ‫بغاية المنى والسرور‪ ،‬وشنفت السمع‬ ‫باستقامة أحوال الصدر‪ ،‬فهنيئا له‪،‬‬ ‫أدام اهلل لنا وله التوفيق‪ ،‬وهدانا‬ ‫أحسن طريق‪ ،‬وقد كتبت له قبل في‬ ‫قضية وأدرجت له في آخر الكتاب أني‬ ‫أستعطف جنابه في األخذ بيدي في‬ ‫اإلراحة من الخطبة والرجوع للقيام‬ ‫بما كنت مشتغال به من اإلمامة‬ ‫والتدريس‪ ،‬وقد وعدني بأنه سيبذل‬ ‫المجهود في ذلك‪ ،‬فلتكن سيادتك‬ ‫على بال أنت وأخوك العالمة سيدي‬ ‫محمد بعد أتم السالم عليه خير معين‪.‬‬ ‫وما ذكرته مما عزم عليه من لم‬ ‫تعرّج المروءة بفنائه قد وصل ونشطت غاية لشرح القضية‪ ،‬فجزاك اهلل خيرا‪ ،‬وما ذكرته عن سيدي أحمد‬ ‫بن يوسف فالحمد هلل على سالمته‪ ،‬وأمس وصل لهنا العالمة الشريف موالي عبد اهلل الفضيلي‪ ،‬وقد‬ ‫لقيته في الجامع وأبى من اإلقامة هنا يومه‪ ،‬لعزمه على الذهاب يومه للعرائش وقد يصل لهناكم وأراك‬ ‫يا سيدي لم تعرج على الكتاب الذي وجهته لك صحبة الصهر سالم الصفار جوابا عن كتابك الذي أنبأت‬ ‫فيه عن كمال االعتناء بضيافة األهل واألوالد‪ ،‬وخشيت أال يكون وصلك‪ .‬مس ّلما أيضا على السيدة المباركة‬ ‫والدتكم‪ ،‬وعلى أخويك موالي أحمد وموالي عبد السالم‪ ،‬وألتمس من الجميع صالح أدعيتكم والسالم في‬ ‫‪ 17‬ربيع النبوي األنور عام ‪1350‬هـ‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬

‫[الرسالة‪]147 :‬‬

‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫سيادة الشريف األديب‪ ،‬العالم األلمعي األريب‪ ،‬ذا األخالق السنية والمآثر السمية‪ ،‬أبا السرور موالي‬ ‫البشير أفيالل‪ ،‬حفظ اهلل مجادتك في الحال والمآل‪ ،‬وسالم عليك ورحمة اهلل ما قال قائل ربي اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصلني األعز كتابك بتاريخ ‪ 29‬من الماضي شارحا ما كان وما رأيتموه والحمد هلل؛ من‬ ‫االعتناء بجنابكم من قبل ما ذكرتم‪ ،‬فسرنا ذلك غاية السرور‪ ،‬لوال ما كان من السيارة التي ركبتموها‬ ‫من وقوفها في عدة أماكن حتى لم تصلوا لدياركم إ ّال قرب العشاء‪ ،‬فقد تألمت لذلك والحمد هلل على‬

‫السالمة‪ ،‬فلتسامحوني بالفضل منكم إذ كنت السبب في وقوفها ذهابا وإيابا‪ ،‬وأما ما شرحته سيدي لحال‬ ‫المتقدم الرجوع وحال المستعجل للجزيرة الخضراء‪ ،‬حيث غلبته الحرارة‪ ،‬وعدم تعين أوقات حلول السفراء‪،‬‬ ‫فقد جاءت الدعوة ليلة الجمعة لالحتفال بدار الحاج وألفاني مجيء المكتوب نائما‪ ،‬ألني أستعجل النوم‬ ‫ما امكنني ألجل النهوض لصالة الفجر بالجامع‪ ،‬ولم تعلمني الخادم القابض له وقتئذ‪ ،‬وما رأيته إال بعد‬ ‫تيقظي من النوم بعد الصالة‪ ،‬وقد سافر من دعى وربك يخلق ما يشاء ويختار‪ ،‬وقد أخبرتَ أن الحاكم‬ ‫الجديد ينزل يومه بسبتة وأن جماعة تذهب للقائد ثمة‪ ،‬ونطلبه جل عاله اللطف في جميع األحوال‪.‬‬ ‫أما مجلكم فله الثقة التامة فعلى جنابكم في األخذ بيده فيما تقدمت المذاكرة فيه‪ ،‬ثم بعد انتظار ما‬ ‫تبرزه األقدار من الشؤون المقدرة في األزل‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫كل حال فنسأله سبحانه الثبات والتأييد فيما يريده منا‪.‬‬ ‫مسلما على اإلخوة األجلة سيدي محمد وموالي عبد السالم وموالي أحمد‪ ،‬وعلى السيدة الوالدة‪ ،‬مؤمال‬ ‫من الجميع صالح األدعية‪ ،‬وقد وضعت خط يدكم المبارك مع أخويه‪ ،‬وإني واهلل أستحيي من على جنابكم‬ ‫في تكليفي وإياكم بما الشأن أن يرفض لوال ما جبلتم عليه‪ ،‬وأكرمنا به من كمال محبتكم واعتنائكم‪،‬‬ ‫وأما إبدال المصحوب بالفرنك ثم بالحسني فال داعي لالستعجال قبل ظهور ما يشترى‪ ،‬مسلما أيضا على‬ ‫رفيقكم الفقيه المدرس سيدي الحاج عبد السالم‪ ،‬ودمتم بخير والسالم في ‪ 3‬صفر الخير عام ‪1350‬هـ‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬

‫[الرسالة‪]148 :‬‬

‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫سيادة الشريف األجل‪ ،‬الفقيه العالم المبجل‪ ،‬محل الوالد البار األفضل‪ ،‬موالي البشير أفيالل رعاك اهلل‬ ‫وسالم عليك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد وصل األعز كتابك بتاريخ ‪ 22‬من الماضي موذنا بعافيتكم فالحمد هلل‪ ،‬وبما شافهت به‬ ‫األديب السيد عبد السالم جنينو من الحالتين‪ ،‬وما تعلق به الخاطر من الرغبة في حضوركم لدينا مع‬ ‫الفقيه المحب السيد الحاج عبد السالم‪ ،‬فأما ما شافهت به المذكور فإن األمر كذلك والحمد هلل على‬ ‫كل حال‪ ،‬والحالة األولى من رسل السفر‬ ‫نسأله سبحانه أن يثبتنا على اإليمان وأال‬ ‫يشمت بنا عدونا الشيطان‪ ،‬وقد كانت‬ ‫الحالة األولى ولكم العافية خروجاً في غير‬ ‫موضع من البدن‪ ،‬وأما تأخر السيد الحاج‬ ‫عبد السالم فقد اعتذر لعبد الرحمن بنونة‬ ‫بموت صهره واشتغاله بتقييد متروكه‪،‬‬ ‫وقد مكنه مما دفعته له من معجون‬ ‫األترج‪ ،‬وقد وصل أكرمك اهلل بكل خير‪.‬‬ ‫وأما قضية محبنا سيدي محمد‬ ‫الرقيواق فقد حضر هنا باستدعاء بعض‬ ‫أصحابه لنزهة شعبان فأعلمني بلقيه‬ ‫إياك بطنجة‪ ،‬وما وقعت المشافهة به‪ ،‬وقد‬ ‫وضعت خط يدك المبارك حيث وضع الذي‬ ‫قبله‪ ،‬فجزاك اهلل سيدي عنا أحسن الجزاء‪،‬‬ ‫وأما ما ذكرته من إكراء الدار البن عالل‬ ‫ب ‪ 30‬ريال فنص على شرط ما تكفل لك‬ ‫به غير واحد فهو نظر سديد‪ ،‬مسلما على‬ ‫كافة إخوتك األجلة‪ ،‬ونرجوا اهلل أن يعجل‬ ‫شفاء حليلة موالي عبد السالم‪ ،‬والمؤمل‬ ‫من جميعكم ومن السيدة والدتكم صالح‬ ‫الدعاء‪ ،‬ودمتم بخير والسالم‪.‬‬ ‫في يوم األربعاء فاتح رمضان‬ ‫المعظم‪ ،‬جعله اهلل علينا وعلى جميع‬ ‫المسلمين مباركا سعيدا‪ ،‬وممن تفضل‬ ‫اهلل عليهم بالعتق عام ‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬

‫[الرسالة‪]149 :‬‬

‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫سيادة الشريف األجل‪ ،‬ومحل والدنا العالم المبجل‪ ،‬موالي البشير أفيالل حفظك اهلل ورعاك وسالم‬ ‫عليك ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد قدمت لك على يد الشريف الفقيه سيدي محمد أخريف كتابا أعلمتك فيه بأني كتبت لحبنا‬ ‫ومحل أخينا الفقيه األديب سيدي محمد الرقيواق بأن ينوب عني ببيع ما يفي ثمنه بما يكون منضما‬ ‫للنزر الذي بيدي ثمنا للمشتري‪ ،‬ويومه قبضت كتابك موذنا بكونه قبل قبض ذلك الكتاب‪ ،‬وقد اتفق‬ ‫أن الموكل المذكور على البيع هنا‪ ،‬وقد أطلعته على كتابك وخرجت معه على أن يعجل ببيع ما ذكر وأن‬ ‫يوجه الثمن ليدك‪ ،‬وإن أزعجك الحال ولم يكن تحت يدك ما تنوب عني في دفعه ريثما يطلب ذلك‪ ،‬فطير‬ ‫لي اإلعالم بطلب من الشريف سيدي أحمد ابن عبود أن يسلفني ذلك أو ما تيسر ريثما ينتظرني ثمن ما‬ ‫يبلغ‪ ،‬مسلما على أخواتك والسيدة المباركة والدتك‪ ،‬والمؤمل من جميعكم صالح دعواتكم والسالم في‬ ‫‪ 19‬محرم الحرام فاتح عام ‪1349‬هـ‪.‬‬ ‫أحمد الزواقي‬


‫‪16‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫المندوبية الوزارية لحقوق اإلنسان و المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪:‬‬

‫بين التضارب في الرأي و الغاية المرجوة‬

‫أثار التقرير األخير للمندوب الوزاري لحقوق اإلنسان شوقي بنيوب حول أحداث‬ ‫الحسيمة الذي يعتبر «التقرير الرسمي حول أحداث الحسيمة وحماية حقوق‬ ‫اإلنسان»‪ ،‬في ندوة صحافية بمقر «وكالة المغرب العربي لألنباء» عدة ردود‬ ‫وتعليقات متباينة حيث رأى المندوب الوزاري أن التقرير أجاب عن عديد‬ ‫التساؤالت المتعلقة بكيفية معالجة ما وقع بالحسيمة‪ ،‬سواء من الناحية‬ ‫األمنية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وعن المندوب الوزاري دائما رد التقرير على جميع‬ ‫االنتقادات التي وُجهت إلى طريقة تعامل الدولة أمنيا مع حراك الحسيمة‪ ،‬بل‬ ‫ودحض التهم التي نسبت للمقاربة األمنية التي اعتمدتها السلطات العمومية‪.‬‬ ‫وذلك بدافع التدخل الحمائي أو التفاعل الديناميكي‪ ,‬تلقائيا أو بناء على‬ ‫طلب‪ ،‬مع ادعاءات حصول انتهاكات‪ ،‬في سياق وقائع ذات طبيعة‬ ‫فردية أو جماعية‪ ،‬محددة في الزمان والمكان‪ ،‬أو في إطار أحداث‬ ‫توتر‪ .‬وهو التفاعل الذي يندرج‪ ،‬في نطاق صيانة الحقوق‬ ‫والحريات المنصوص عليها في الدستور والتزامات المملكة‬ ‫المغربية في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫إال أن بعض الهيئات الحقوقية لم تستوعب ما جاء به‬ ‫التقرير وذهبت إلى اتهامه باالنحياز للدولة‪ ،‬ومحاولة تبرئتها‬ ‫من أحداث الريف وكونه اكتسى الصبغة المفرطة للرسمية‬ ‫بدل الصبغة الحقوقية لهذا تقرير‪ .‬وذهب آخرون إلى اعتبار‬ ‫تقرير المندوب الوزاري المكلف بحقوق اإلنسان حول أحداث‬ ‫الحسيمة‪ ،‬فارغ وال يستجيب للمعايير الحقوقية‪ .‬‬ ‫لكن النقطة التي أججت النقاش هي نعت المندوب الوزاري‬ ‫تقــريـر المجلس الوطني بالجبن السياسي‪ ,‬هنا نحن أمــام‬ ‫مؤسستين رسميتين لهما نفس القصد أي الدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنسان بالمعايير الدولية والكونية للحقوق‪ .‬السؤال هنا‪ ،‬هل‬ ‫نحن أمام تضارب المواقف الرسمية تجاه أحداث الريف؟‬ ‫المندوب الوزاري له رأي آخر أال وهو أن بين التقريرين توجد فروق من ناحية االختصاصات واألهداف‪،‬‬ ‫فالفرق بين التقريرين‪ ،‬يظهر جليا في طبيعة كل مؤسسة واآلليات المعتمدة‪ ،‬فالمجلس الوطني يشتغل‬ ‫في نطاق مبادئ باريس والقانون المنظم‪ ،‬على عكس المندوبية الوزارية تنطلق من اختصاص أصلي حيث‬

‫• الدكتور محمد البوشوكي‬

‫أن السلطات العمومية هي صاحبة االختصاص األصلي في حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬المجلس‬ ‫الوطني يتدخل على وجه االستباق بناءا على طلب أو من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫فرق آخر حسب المندوب الوزاري في مجال التدخل الحمائي‪ ,‬وهو المتعلق باالختصاص‬ ‫الصريح للقانون وحالته‪ ،‬التصدي للتعذيب‪ ،‬هنا يتحدث المندوب عن ادعــاءات‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬مشيرا إلى العالقة التي تربط المغرب‬ ‫بنظام اإلجراءات والمساطر الخاصة وتقارير اإلتحاد ووزارة الخارجية‬ ‫األمريكية‪ ،‬حيث نجد نوعا من التطابق والتناغم في ما يخص‬ ‫التوصيات والخالصات‪.‬‬

‫زيادة على ذلك رأى بعض المهتمين بالشأن الحقوقــي‬ ‫المغربي‪ ،‬وبغض النظر عن المؤاخذات التي سجلها‬ ‫آخرون في تقرير المندوب الوزاري حول أحداث الريف‪،‬‬ ‫لمسوا فيه إشارات تحسب له وغيـــر مسبوقـــة في‬ ‫التقارير الرسمية‪ ،‬حيث خص التقرير الوزاري الجزء‬ ‫الثاني منه للتعليقات والردود أغلبها للمعارضين‬ ‫من بينها انتقادات وردود أفعال رافضة لما جاء‬ ‫في التقرير إلى حد وصفه يذهب إلى تبرئة الدولة‬ ‫وإدانة المحتجين‪.‬‬

‫بين هذا الجدل والتضارب في المواقـف ونعــت المندوب‬ ‫الوزاري تقرير المجلـــس الوطني لحقـوق اإلنســان‬ ‫ب«الجبن السياسي»‪ ،‬ألم يكن من الحكمـة أن تكون‬ ‫مؤسسة حقوقية واحدة كمخاطب وحيد ألحداث الريف‪،‬‬ ‫شوقي بونيوب‬ ‫لنضمن على األقل الحق في الوصول للمعلومة‬ ‫وتفاديا لكثرة التقارير‪ ،‬مع العلم أن هناك هدف عام‬ ‫مشترك بين منهجية المؤسستين في نطاق اختصاصاتهما‪ ،‬أال وهو حماية حقوق اإلنسان وذلك من خالل‬ ‫الوقوف على كمية المعطيات النوعية والتوصل إلى استنتاجات والخروج بتوصيات طابعها األساسي الحيادية‬ ‫والشفافية‪ ،‬احتراما لمبادئ دولة الحق والقانون‪.‬‬

‫األزمة بالقناة التلفزية الثانية‬

‫هل تفعلها هذه المرة سميرة سيطايل ؟‬ ‫أوردت الصحافـة الوطنيـــة‪ ،‬نهايـــة‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬أخبـــارا حول المغادرة‬ ‫الطوعية المرتقبة لإلعالميــة سميــــرة‬ ‫سيطايـــل‪ ،‬بعــد أن وضعـــت ملفهـــا‬ ‫لالستفادة من تعويض محتـــرم عن‬ ‫اشتغالها بقنــاة «دوزيم» لمدة تناهز‬ ‫‪ 20‬سنة‪ ،‬حيث كانــت بدأت مشوارها‬ ‫بهذه القنــاة‪ ،‬صحفية متدربــة‪ ،‬قادمة‬ ‫من مسقط رأسها بفرنسا‪ ،‬ثم تسلقت‬ ‫المناصب‪ ،‬فأصبحت مديرة لألخبار ونائبة‬ ‫لمدير قناة «دوزيم»‪ .‬ومع مرور السنوات‪،‬‬ ‫أطلق عليها لقب «المرأة الحديدية» من‬ ‫طرف السياسيين واإلعالميين‪ ،‬بيد أن‬ ‫هذا اللقب نادرا ما قد يستحقه رجل أو‬ ‫امرأة عن جدارة واستحقاق‪ ،‬لوال استغالل‬ ‫النفوذ واالحتمــاء بجهــات معينــة‪،‬‬ ‫األمر الذي يجعل من الشخص العادي‬ ‫‪ ،‬ذي المؤهالت المتوسطة‪ ،‬يركب على‬ ‫األخضر واليابس و» يطحن الدنيا طحنا»!‬

‫• محمد إمغران‬

‫جفت «المرقة» في وقــت تعرف القنـــاة‬ ‫الثانية أزمة مالية خانقة‪ ،‬قـــد تشهد‬ ‫بسببها تغييرات‪ ،‬جراء تسجيل اختالالت‬ ‫تهم القناة ذاتهــا من طرف المجلس‬ ‫األعلى للحسابات‪ ،‬كـــان اهلل في عونه‬ ‫ألنه تعب كثيرا في ضبــط اختالالت‬ ‫واختالسات على المستـــوى الوطني في‬ ‫شتى القطاعــات‪ ،‬دون أن يوازي ذلك‬ ‫إعمال القانـون وتفعيله‪ ،‬خاصــة في‬ ‫مساءلة ومحاسبة الرؤوس الكبيــــرة‪،‬‬ ‫بالشكل المطلوب‪.‬‬ ‫ولإلشـــارة‪ ،‬منــذ سنــة ‪ 2012‬كان‬ ‫موظفو القناة الثانية خاضوا مظاهرة‬ ‫احتجاجية أمام مقر عملهم‪ ،‬تحت شعار»‬ ‫ارحلي‪ ،‬ياسميرة»‪.‬لكن «الحديد» بفعل‬ ‫النفوذ وليس بفعل غيره من األوصاف‬ ‫والمؤهالت‪ ،‬استعصى عليهم‪ ،‬قبل أن‬ ‫يحين وقت الرحيل‪ ،‬المكتوب في أجندة‬ ‫الغيب عند الخالــق عز وجــل في اليوم‬

‫وأضافت المصادر أن سيطايل قد يتم‬ ‫لشغل‬ ‫إلحاقها بسفارة المغرب بفرنسا‪،‬‬ ‫والشهر والسنة‪.‬‬ ‫منصب مهم‪ ،‬ربما خلفا للسفير المغربي شكيب بنموسى‪ ،‬المعين من طرف جاللة الملك على رأس‬ ‫ومعروف عن سميرة سيطايل إعالنها العداء لإلسالميين وخاصة لحزب العدالة والتنمية الذي‬ ‫اللجنة التي سيعهد لها بوضع المخطط التنموي الجديد للمملكة‪.‬وتروج أيضا إمكانية تعيين‬ ‫سيطايل على رأس الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري « الهاكا» خلفا للرئيسة الحالية‪ ،‬أمينة حملته مسؤولية أحداث ‪ 16‬ماي ‪ 2003‬في مقابالتها مع اإلعالم الفرونكفوني‪ ،‬المغربي والفرنسي‪.‬‬ ‫المريني التي تجتاز مرحلة مرض‪ ،‬شافاها اهلل‪.‬أو قد تعين سميرة على رأس وكالة المغرب العربي‬ ‫وأشارت ذات المصادر إلى أن شغيلة القناة الثانية تترقب في ذهول ما قد تخبئه لهم األيام‬ ‫لألنباء‪ ،‬خلفا لخليل الهاشمي الذي بلغ سن التقاعد‪.‬‬ ‫القليلة المقبلة بخصوص مصدر عيشهم‪ ،‬علما أن ضمنهم كفاءات قادرة على التحدي ومواجهة‬ ‫وأوضحت المصادر ذاتها أن سميرة سيطايل ليست هذه هي المرة األولى التي تضع ملف األعاصير المهنية‪ ،‬كيفما كان حجمها‪ ،‬وهم رهن اإلشارة للمشاركة في قيادة قاطرة «دوزيم»‪،‬‬ ‫المغادرة الطوعية‪ ،‬بل حاولت المغادرة عدة مرات‪ ،‬كما يفعل السياسيون عندما يهددون بالمغادرة فقط ينقصنا في المغرب مراعاة األمانة واإلخالص وتطبيق القانون‪ ،‬بوضع األشخاص المناسبين‬ ‫واالستقالة‪ ،‬قبل أن يتراجعوا‪ ،‬حيث تعتدل أمزجتهم ويطيب لهم خاطرهم وتزهر نشوتهم‪ ،‬حسب في األماكن المناسبة والقطع تماما مع «باك صاحبي» أو « انت ديالنا»‪ ،‬دون التركيز على كفاءات‬ ‫«راسي وال باس»‪.‬فهل ستفعلها هذه المرة سميرة سيطايل وتغادر قناة «عين السبع» بعد أن وشروط واختيارات فيصلية‪ ،‬قد تحسم في المردود المنشود على مستوى كل األصعدة‪.‬‬


‫العدد ‪1029‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫األنشطة القطاعية ‪ /‬مغرب ‪2020‬‬

‫‪ 3‬ـ الصناعة‬

‫• بقلم ‪ :‬الدكتور عبد الحق بخـات‬

‫اجلزء‬ ‫الأول‬

‫الهدف الرئيسي ‪« :‬أولوية العاصمة المغربية»‬

‫في أعقاب االستقالل‪ ،‬ولتعويض نظام استيراد المنتجات المصنعة‪ ،‬ومن أجل دمج التجارة الدولية‪ ،‬نفذ المغرب سياسة تصنيع مدعومة بآليات حماية التجارة والحواجز‬ ‫الجمركية‪ ،‬والحوافز المالية والضريبية‪.‬‬ ‫ساهمت هذه اإلستراتيجية في ظهور نخبة من رواد األعمال‪ ،‬المستمدة من األوساط التقليدية للتجارة والزراعة‪ ،‬الذين شكلوا األساس األول للرأسمالية الصناعية‬ ‫المغربية‪ .‬لقد شهدنا‪ ،‬خالل الستينيات والسبعينيات‪ ،‬إنشاء العديد من شركات التصنيع الكبرى والصناعات المختلفة‪ .‬كما استثمرت الدولة على نطاق واسع في هذا القطاع‬ ‫متعدد األوجه من خالل الشركات التابعة لها‪ ،‬والتي تمت خصخصتها في وقت الحق‪ ،‬لتعزيز القطاع الخاص‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬تدور الصناعة المغربية حول عدة قطاعات‪ :‬السيارات‪ ،‬صناعة الطيران‪ ،‬النسيج والمالبس‪ ،‬الجلود‪ ،‬اإللكترونيات‪ ،‬الكهربائية‪ ،‬الكيمياء ‪ -‬علم الكيمياء‪ ،‬الصيدلة‪،‬‬ ‫مواد البناء‪ ،‬الطاقات المتجددة‪ ،‬المعادن‪ ،‬الصناعات الغذائية‪.‬‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬عمل المغرب على تطوير واستقرار مصداقيته في القطاع الصناعي القائم على االقتصاد الليبرالي‪ .‬حدود المملكة مفتوحة وسوقها مزدهر وموثوق‬ ‫به‪ ،‬وبالتالي ديناميكية صناعية ال جدال فيها تشجع الصناعيين األجانب على االستثمار في المغرب بسبب قدرتها التنافسية المتطورة مقارنة ببلدان أخرى‪.‬‬ ‫من بين نقاط الضعف التي تم تحديدها في البداية‪ ،‬كانت هناك مخاوف من أن التعليم األساسي المحدود الذي توفره المدرسة العامة المغربية سيشكل ً‬ ‫عائقا فيما‬ ‫يتعلق بالموارد البشرية وبالتالي يبطئ التنمية الصناعية‪ ،‬لكننا سرعان ما تم استدراك األمر من خالل التكوين المهني إليجاد حلول التوظيف في المدارس ومعاهد‬ ‫التكوين المتخصصة ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمنسوجات والفنادق والسيارات والطيران‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫لذلك يجد المستثمرون أنه من السهل العثور على اليد العاملة الماهرة والفعالة بسعر تنافسي‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تشير التوقعات إلى ما مجموعه ‪ 557778‬وظيفة‬ ‫صناعية في نهاية عام ‪ ،2020‬منها في قطاع السيارات بنسبة ‪ ،٪ 29‬تليها « ‪ )٪ l’offshoring « (18‬؛ الصناعات الغذائية (‪ ،)٪ 16‬والمالبس النسيجية (‪ ،)٪ 13‬والصناعات‬ ‫المعدنية (‪ ،)٪ 6‬والبناء (‪ )٪ 4‬وعلم الطيران (‪)٪ 3‬‬ ‫مؤشر مهم آخر‪ :‬بلغت الصادرات الصناعية ‪ 149.4‬مليار درهم‪ ،‬مسجلة زيادة سنوية بمعدل ‪ ٪ 10.3‬منذ عام ‪ .2014‬ويعزى هذا األداء إلى التحول التدريجي للنسيج‬ ‫الصناعي الذي أصبح ً‬ ‫كثيفا وكبيرًا من قبل تجارة التصدير ‪.‬‬ ‫أحد األهداف الرئيسية اليوم هو إدخال رأس المال المغربي في القطاعات الصناعية المتقدمة‪ ،‬ذات رأس المال األجنبي في الغالب‪.‬‬ ‫حسب القطاعات‪ ،‬تجدر اإلشارة‬ ‫إلى أن صناعة السيارات المغربية‬ ‫قد ارتفعــت إلى مستويات نمـــو‬ ‫مستدامة على مــدى السنـــوات‬ ‫العشر الماضية‪ .‬أداؤها ملحوظ‬ ‫بشكل خـاص في التصديـــر ومن‬ ‫حيث خلق فرص العمل‪ ،‬وهي‬ ‫مؤشرات يولد فيها القطاع نمواً‬ ‫سنوياً يبلغ حجم مبيعاته ‪ 60‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫يتم دعم موقع المغرب‪،‬‬ ‫باعتباره الصرح األفريقي الرائد‬ ‫إلنتاج وتصدير المعدات والسيارات‪،‬‬ ‫من خالل إنشاء مجموعات أجنبية‬ ‫مشهورة مثل ‪Renault, Snop,‬‬ ‫‪Gmd, Bamesa, Delphi,‬‬ ‫‪Yazaki, Sews, Saint‬‬‫‪Gobain et plus récemment‬‬ ‫‪.PSA Peugeot-Citroën‬‬ ‫يشهد قطاع الطيران المغربي‪،‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬نمواً ملحوظـــاً‪ ،‬حيــــث‬ ‫أظهر في السنوات األخيرة دينامية الفتة‪.‬‬ ‫تطـــور الصناعــات المتنوعــة‪ ،‬وال سيما األسالك‪ ،‬والميكانيكا‪ ،‬وصنـــع «الغاليات»‪،‬‬ ‫التركيـــب والميكانيكي‪ ،‬يضع المغرب كوجهة مميزة للتعاقد مع الطيران‪.‬‬ ‫أحد األمثلة البارزة لظهور صناعة الطيـــران في المغـــرب هو إنشـــاء الطائرة الضخمة‬ ‫التي تشكل قاطرة جديدة لتطوير القطاع‪ ،‬وذلك بسبب النتائج االقتصادية لتنمية الصادرات‬ ‫المغربية والنسيج الصناعي المحلي‪.‬‬ ‫باستثمار حوالي ‪ 200‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬سيوفــر هذا المشـروع في نهاية المطاف ‪850‬‬ ‫وظيفة مباشرة و ‪ 4،400‬وظيفة غير مباشرة‪ .‬يؤكد التقرير األخير لشركات عالمية كبرى‪ ،‬مثل‬ ‫‪ ،Eaton, Aerolia, Hexcel, Alcoa et Stelia‬قدرة المغرب على جذب رواد الصناعة‪.‬‬ ‫يضم هــذا القطــــاع ‪ 130‬شركـــة تأسســــت في ‪ 15‬عـامـا‪ ،‬أهمها ‪Eads, Boeing,‬‬ ‫‪Safran, Lisi Aerospace, Le Piston Français, Daher, Souriau, Ratier Figeac,‬‬ ‫‪..Eaton, Aerolia, Les Ateliers de La Haute Garonne, Alcoa, Hexcel et Stelia‬‬ ‫مبيعاتها اإلجمالية ‪ 1.2‬مليار دوالر‪ .‬توظف ‪ 1535‬شخصًا وتساهم بنسبة ‪ 4٪‬في الصادرات‪.‬‬ ‫للقطاع جمعية مهنية تدعى «‪Groupement des Industries Marocaines‬‬ ‫‪.)Aéronautiques et Spatiales (GIMAS‬‬ ‫بالنسبة لقطاع النسيج والمالبس الذي يعتبر استراتيجياً في النشاط الصناعي الوطني‪ ،‬فإن‬ ‫لديه ‪ 1200‬شركة توظف ‪ 165000‬شخص وتضمن ‪ ٪ 5‬من اإلنتاج الصناعي الوطني ‪،‬بمبلغ‬ ‫تصدير ‪ 34.2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫في سياق األزمة االقتصادية التي أثرت على شركائها الرئيسيين (ال سيما إسبانيا وفرنسا‬ ‫التي تستوعب ما يقرب من ‪ ٪ 60‬من صادرات القطاع)‪ ،‬أظهر قطاع النسيج مرونة‪.‬‬ ‫من أجل االستفادة بشكل أفضل من إمكاناتها وتحقيق نمو مستدام‪ ،‬وضعت الدولة رؤية‬

‫شاملة‪ ،‬تدمج ك ً‬ ‫ال من التصدير والسوق‬ ‫الوطنية‪ ،‬وهو هدف يتم السعي لتحقيقه‬ ‫في إطار خطة التسريع الصناعي ‪2020-‬‬ ‫‪.2014‬‬ ‫ستكون نقطــة ارتكاز الدعم بشكل‬ ‫خاص على ظهور مصدر إنتاجية تنافسية‬ ‫ومبتكرة في مجال النسيج‪ ،‬من أجل جذب‬ ‫المزيد من االستثمار األجنبي المباشر‪،‬‬ ‫وخاصة الصينية‪.‬‬ ‫الشركات البارزة هي ‪Fruit Of The‬‬ ‫‪ Loom‬و ‪.Décathlon‬‬ ‫للقطــاع جمعيــــة مهنية تسمـــى‬ ‫«الجمعية المغربية لصناعـــات النسيج‬ ‫والمالبس (‪.»)AMITH‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬يضم قطاع الجلود‬ ‫‪ 300‬شركة ويعمل به ‪ 21000‬شخص‪.‬‬ ‫وتبلغ قيمة مبيعاتهــا ‪ 4.7‬مليار درهم‪،‬‬ ‫وتولد ‪ 3.9‬مليار درهم من الصادرات‪.‬‬ ‫تغطي صناعـــة الجلـــود المغربيـــة‬ ‫أنشطة متنوعة‪ .‬يتكون من فرع دباغة‬ ‫أساسي يتم تصديره جزئيًا ولكنه يعمل بشكل أساسي لتلبيـــة احتياجات السوق المحلية ؛‬ ‫فرع السلع والمالبس الجلدية‪ ،‬وكذلك صناعة األحذية الموجهة تقريبا للتصدير‪.‬‬ ‫يعتبر قطاع الجلود قطاعًا تاريخيًا متأصلاً في الثقافـــة المغربيــة‪ ،‬وهو أكبر داعم‬ ‫للتصدير‪.‬‬ ‫إن التمايــز والجـودة مع أكبـــر قدر من االبتكار واإلبداع وكذلك االستجابة والخدمة‪ ،‬هو‬ ‫اإلطار الذي تقوم عليه االستراتيجيــة الحاليــة والمستقبلية لقطاع الجلود المغربي‪.‬‬ ‫هذا القطــاع لــه جمعية مهنية تسمى «االتحاد المغربي للصناعات الجلدية «‪.»FEDIC‬‬ ‫فيما يتعلق بقطاع اإللكترونيات‪ ،‬فقد شهد تطوراً مستمراً في السنوات األخيرة مع‬ ‫فرص متناميــة‪ ،‬وهي‪ :‬تطوير المزيد والمزيد من المنتجات‪ ،‬ذات القيمة المضافة العالية ؛‬ ‫ظهور مقاولين من أفضل تكامل ؛ وزيادة حصة اإللكترونيـــات في صناعـــات السيــــارات‪،‬‬ ‫والطيـــران‪ ،‬والسكـــك الحديدية‪ ،‬والطاقة المتجددة‪ ،‬والدفاع واألمن‪.‬‬ ‫في األفق ؛ احتمال االستفادة من إمكانيات نقل جزء كبير من اإللكترونيات من أوروبا الغربية‬ ‫إلى المغرب‪ .‬يشجع استهداف هذا السوق ظهور قطاعات جديدة‪ ،‬ذات قيمة مضافة عالية مثل‬ ‫اإلضاءة وكفاءة الطاقة والقطاع الكهربائي واألمن الخاص والعام والطاقات المتجددة‪.‬‬ ‫للوصول إلى إمكانات المغرب الكاملة في مجال اإللكترونيات‪ ،‬فإن الدولة مصممة على‬ ‫دعم تطوير هذا القطاع من خالل تقديم عرض يركز على تطوير اإللكترونيات المتخصصة‪،‬‬ ‫مما يتيح للبلد أن يصبح صرحا لإلنتاج والتصدير إلى أوروبا‪.‬‬ ‫الشركات الرئيسية في هذا القطاع هي‪ Stmicroelectronics :‬و ‪Lear Corporation‬‬ ‫‪ Automotive Electronics Morocco‬و ‪ Crouzet‬و ‪ Eolane‬و ‪BM Electronics‬‬ ‫‪.Systems‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪1029‬‬

‫‪18‬‬

‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫أين المفهوم الجديد للسلطة التي نادى بها جاللة‬ ‫الملك المفدى محمد السادس (في سنة ‪ )1999‬وأين‬ ‫الوطنيون األفذاذ كما كانوا بالقصر الكبير‪ّ :‬؟!‬ ‫والزيارة الملكية المرتقبة بها‪...‬‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬ ‫العقليات المتحجرة‪ ،‬وكما أكد أيضا فيه ((يجعل غاية هذا العمل‬ ‫(تتمة)‬ ‫هذه المدينة التاريخية والوطنية الغيورة والمنسية بشهدائها إفراز رجال دولة يتميزون بالدفاع عن مشروع مجتمعي والتفاني‬ ‫األبرار في معركة وادي المخازن الشهيرة التي هزمت البرتغاليين في خدمته ال ابتغاء مصلحة شخصية أو فئوية)‪.‬‬ ‫وكيف يعمل الموظفون وتكون مردوديتهم عالية في هدوء‬ ‫ولم تترك المد الصليبي يصل إلى إفريقيا والعالم العربي‬ ‫واإلسالمي وهزمته بجمع المؤونة كلها والعتاد الحربي برجاالتها واتزان وهم في سكناهم كلهم بعيدون عن عملهم قرابة ‪15‬‬ ‫وعلمائها وشرفائها الغيورين ورجاالت أبناء المغرب الذين حيتهم كيلو مترا والمواطنون ستزداد معاناتهم بإبعاد إدارتهم إذ من‬ ‫ورحبت بهم وأعانتهم كلهم على االنتصار لهذا الوطن‪ ،‬وكذلك جماعة سوق القلة مثال التي تبعد عن مدينة القصر الكبير بـ‬ ‫كانت سباقة بأن تأوي الوطنيين الخلص وتقف بجانبهم عندما ‪ 50‬كلم تقريبـــا ستزداد لهــم ‪ 15‬كيلــو متــــرا أخرى وكلفة‬ ‫الطاكســي مثـال للتوجه‬ ‫كانـــوا يقدمـــون إليـه‬ ‫إلى الدائــــرة الحاليــة‬ ‫فـــي سنــوات االستعمار‬ ‫‪ 50‬درهم وأكثــر حاليــا‬ ‫الغاشم من جميع أنحــاء‬ ‫باإلضافــــة إلى ثـــالث‬ ‫المغرب وتحميهــم‪ ،‬بل‬ ‫ساعات أخرى للوصــول‬ ‫سبقــت مدنـــا أخـــرى‬ ‫على البهيمــة إذا كـان‬ ‫بشمــال المغـــرب لمــا‬ ‫المواطـــن ساكنــا فـــي‬ ‫منــــح االستعـــــمـــار‬ ‫أواخر حدود جماعة القلة‬ ‫الفرنـســـي لجــــنــــوب‬ ‫فأحـــرى الوصـــول إلى‬ ‫المـغــــرب االستقــــالل‬ ‫المقر الذي يريدونه لها‬ ‫بالمطــــالــــبــــة فــــي‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫مظاهرة كبــرى توفـي‬ ‫وأختم هذه النظرة‬ ‫فيها شهداء من القصر‬ ‫الحقة باآليـة الكريمـــة‬ ‫الكبير في يوم الجمعة‬ ‫التي أتـم بها صاحـــب‬ ‫‪ 5‬مارس ‪ 1956‬ومنهــم‬ ‫الجاللة خطابه المذكور‬ ‫الشهـــيــــد عبــــد اهلل‬ ‫بقبة البرلمان ‪( :‬إن اهلل‬ ‫اليعقوبي ولد عمتـــي‪،‬‬ ‫ال يغير ما بقــــوم حتى‬ ‫ومنهـــم مـن قطعـــت‬ ‫صورة هي لجزء من الحديقة التي كانت مقابل سور ضريح سيدي بوا حمد الذي يبنون‬ ‫يغيـــروا مــا بأنفسهم)‬ ‫أرجلهــم كحمامــة وبن‬ ‫فيه المراحيض الجديدة‪ :‬وفي الصورة عبد القادر أحمد بن قادور في الوسط وحسن‬ ‫صدق اهلل العظيم (من‬ ‫المهــدي‪ ،‬كمـا كانـــوا‬ ‫النجاعي على اليمين‪ ،‬ومصطفى الحفيان الغرباوي على يسار الصورة في سنة ‪.1961‬‬ ‫سورة الرعد اآلية ‪.11‬‬ ‫سيقطعـــــون رجـــــل‬ ‫وفي كتابه نبع يصدع‬ ‫الوطنــــي المــرحــــوم‬ ‫الوزانـــــي وشهــــداء عديديـــن‪ ،‬وكـــان هــذا الدافــــع األكبر بقول الحق الذي أكده جاللتـــه) هذا من مقال لي نشرته بجريدة‬ ‫لرئيس إسبانيــا الجنرال فرانكــو الذي استدعى رائد التحرير الصباح الغـراء “العدد”‪ 211 :‬ليـــوم الثالثــاء ‪2000/12/12‬‬ ‫بالمغرب واألمة المغربية راعينا ورائد ثورة ‪ 20‬غشت سنة ‪ 1953‬بالصفحة ‪ 10‬وكتبت تحته آنذاك بقلم‪ :‬متصرف مساعد بدائرة‬ ‫والذي نفي هو وأسرته الشريفة إلى كورسيكا ومدغشقر الراحل القصر الكبير قبل أن يرجع اسم هاته الدائرة دائرة اللوكوس‪.‬‬ ‫وهل بعض المسؤوليــن المعنيين يرجعـون إلى الحقيقـة‬ ‫محمد الخامس قدس اهلل روحه ورحمه اهلل الرحمات الواسعة‬ ‫أب الوطنيين األحرار واألفذاد‪ ،‬والذي قام بعد استقالل المغرب والصواب‪ ،‬فيرجعون األمور إلى نصابها‪ ،‬بإصالحح وترميم على‬ ‫برحالت عديدة لهذه المدينة لفتح الحدود االستعمارية (الديوانة الطراز الحديث شكال ومضمونا باشويــة القصر الكبيـــر حتى‬ ‫بعرباوة) بين شمال المغرب وجنوبه‪ ،‬ولتغيير النقود ولتدشين يرجع لها الباشا الحالي في حلتها المصلوحة جيدا ليقوم هو‬ ‫ومن معه بأشغاله وأعماله العديدة مع موظفيــه وموظفاته‬ ‫موسم الحرث الفتتاح السنة الفالحية‪.‬‬ ‫وكما أشرت وذكرت في المقدمة قال جاللته في خطابه على أحسن ما يرام‪ ،‬وفي مكاتب حديثة تليق بمقامهم‪ ،‬ويرجع‬ ‫السامي والمدوي‪ ،‬والذي في بداية عهده بالملك أكد بكل عناية موظفوا وموظفات دائرة اللوكوس (دائرة القصر الكبير التسمية‬ ‫وتصميم صاحب الجاللة محمد السادس نصره اهلل وأيده عندما القديمة) إلى مقــر دائرتهم هاتــه بالقصر الكبير التي بنيت‬ ‫افتتح يوم ‪ 13‬أكتوبر ‪ 1999‬بالدورة األولى من السنة التشريعية بشكلها على حســاب أعمالهم ليرجعوا بنشاط وحبور وحيوية‬ ‫الرابعة للوالية المذكورة للبرلمان من جملة ما قال في خطابه كعادتهم إلى مكاتبهم قريبين من مساكنهم ومن أعمالهم‬ ‫المولوي السامي‪( :‬إن المرور إلى مغرب الغد ال يمكن أن يتم اليومية‪ ،‬مقربيـن هــذه اإلدارة إلى المواطنيــن والمواطنات‬ ‫دون القطيعة مع العقلية المتحجرة وترسيخ ثقافة وأخالق العمل الذين يعانون كثيرا في تنقالتهم وحياتهم البدوية‪ ،‬ألن هذه‬ ‫واالعتماد على النفس واالجتهاد واالستقامة وخدمة الصالح العام الدائرة كانت لألمالك المخزنية محسوبة على الدائرة منذ أيام‬ ‫ألن منطق التطور يفرض بالضرورة منظومة اجتماعية وسياسية االستعمار الغاشم (حيث كانت تسمى المراقبة للمراقب العام‬ ‫بهذه المدينة وكانت مساحتها شاسعة وبها جنان أي غرسة‬ ‫قائمة على ممارسة سلوكية جديدة)‪.‬‬ ‫فهل حقا نفذ هذا وكان تطبيقه واضحا في الكثير مما نرى كبيرة تحيط بها من كل جانب‪ ،‬وكانت توجد دار كبيرة فوقها‬ ‫ونسمع‪ ،‬ومثال من ذلك ما يتردد أخيرا من إشاعات جد مؤكدة عن وهي سكنى لرئيس الدائرة وأخذوا من مساحتها اآلن بناية دار‬ ‫تغيير مقر مكتب دائرة القصر الكبير (أي دائرة اللوكوس)‪ ،‬الكائن الثقافة محمد الخمار الكنوني من رواد الشعر المغربي الحديث‬ ‫بمدينة القصر الكبير منذ أن جاء االستقالل للمغرب إلى مكان ـ ولترجع لموظفيها وموظفاتها ليزدادوا عمال بيسر ونتائج جد‬ ‫يبعد عن المدينة التي تقع وسط قيادات بوادي هذه المدينة‪ .‬سارة براحة ألجسادهم وأنفسهم‪ ،‬هل يسمع بعض المسؤولين‬ ‫وقع هذا بدون استشارة أعضاء ورؤساء المجالس الجماعية المعنيين باألمر لخطابات جاللة الملك المفدى حامينا وموحدنا‬ ‫المحلية المنتخبة أو استشارة المعنيين باألمر من مواطنين وباني المغرب الحديث محمد السادس حفظه اهلل ورعاه‪ ،‬القائد‬ ‫وموظفين فالكل مستاء من إبعاد الدائرة عن مكانها) (‪ )1‬من األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية‬ ‫مقال لي بعنوان‪“( :‬هل من انفتاح لدائرة القصر الكبير (أي دائرة المغربية؟‪.‬‬ ‫(انتهى)‬ ‫اللوكوس حاليا كما أصبحت تسمى) أمام العقلية المتحجرة؟!)‬ ‫(ألنه في نفس الخطاب المولوي السامي قال جاللته (‪ ...‬مع تمتيع‬ ‫المواطنين والمستثمرين بإدارة قريبة لتلبية ما يحتاجونه من‬ ‫خدمات أساسية)‪.‬‬ ‫رقم ‪490‬‬ ‫وإن تغيير مفهوم السلطة القديم بالجديد كان يوم ‪12‬‬ ‫أكتوبر ‪ 1999‬إذ قال جاللة الملك بالحرف “ونريد في هذه‬ ‫المناسبة أن نعرض لمفهوم جديد للسلطة وما يرتبط بها‬ ‫مبني على رعاية المصالح العمومية والشؤون المحلية والحريات‬ ‫الفردية والجماعات وعلى السهر على األمن واالستقرار وتدبير‬ ‫الشأن المحلي والمحافظة على السلم االجتماعي‪.‬‬ ‫فهذه الكلمات الوضاءة لجاللة الملك تكشف عن تصور قوي‬ ‫وعميق لمفهوم جديد للسلطة والتوجهات التي نادى بها جاللته‬ ‫سواء في تعامل رجال السلطة مع الشأن العام أو في سلوكهم‬ ‫اليومي مع محيطهم هذا مما أكده في خطابه المذكور بالحياة‬ ‫السياسية الجديدة بحجرة بيضاء ناصعة وبالكلمة السامية التي‬ ‫ألقاها أمام المسؤولين عن الواليات والجهات والعماالت واألقاليم‬ ‫بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1999‬في الدار البيضاء‪ .‬فكان بذلك تطبيق‬ ‫شعار تقريب اإلدارة من المواطنين شيئا أساسيا ليساهم في‬ ‫التنمية االجتماعية واالقتصادية وتغيير العقليات المتحجرة ألن‬ ‫الغد كما قال جاللته في الخطاب المذكور يتطلب القطيعة مع‬

‫حل السودوكو‬

‫لعبة السودوكو (‪)490‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫صفحة‬

‫‪19‬‬ ‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬يناير ‪2020‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫الجامعة تكرس عطالة‬ ‫المدرب المغربي‬

‫المدرب امحمد فاخر‬

‫بالشفاء والعافية‬ ‫تعرض المسيـــر حســـن‬

‫شمــالل الرئيس األسبـق التحاد‬ ‫طنجـــة لكرة السلة وعضو‬ ‫المكتب الحالي للفريـــق وعضو‬ ‫المكتــب المديــري للجامعـــة‬ ‫الملكية المغربيـة لكرة السلـة‬ ‫لوعكة صحية ألزمته الفراش‪.‬‬ ‫بالمنـاسبـــــة نتمـــى‬ ‫له الشفــاء والعــودة لمزاولـة‬ ‫مهامه والمساهمـة في دعم‬ ‫فريق اتحاد طنجة لكرة السلة‪.‬‬

‫على هامش هزيمة االتحاد القاسية‬ ‫أمام الرجاء‪..‬‬

‫حان وقت التغيير‬

‫المدرب هشام الدميعي‬

‫في الوقت الذي كانت فيه كل المكونات الرياضية تتوقع ان تتفهم الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم أوضاع المدربين ومعاناتهم وترفع الحيف الذي‬ ‫يطالهم من خالل «قانون المدرب» الذي يحرمهم من تدريب أكثرمن فريق‬ ‫واحد في الموسم ويعرضهم للبطالة والعطالة لمدة طويلة ‪..‬اذا بها تكرس هذا‬ ‫القانون المثير للجدل ضدا على الجميع‪.‬‬ ‫القرار ترك انطباعا سيئا لدى الجميع وجعل جامعة الكرة تغلق الباب أمام‬ ‫األطر الوطنية المغربية وتشرعها أمام األجانب الذين يتكاثرون موسما بعد آخر‬ ‫في بطولة الدوري االحترافي المغربي‪.‬‬ ‫مما يجعـل المدرب المغربــي عرضة لإلقالة في أي وقـت وتبقـى عالقته‬ ‫بالفريق تحكمها النتائج فقط‪ ..‬دون اعتبار لكرامته ومؤهالته‪.‬‬ ‫وقد عاين الجميع منذ انطالقة البطولة الكم الهائل من المدربين الذين‬ ‫اقيلوا من مناصبهم بسبب سوء النتائج ولم يجدوا من يدافع عنهم ويحفظ لهم‬ ‫كرامتهم‪ ..‬وحتى القانون الذي كان من المفروض أن يحميهم ويقف إلى جانبهم‬ ‫تنكر لهم وكرس معاناتهم‪.‬‬ ‫وقبـــل انتهــاء مرحلــة الذهاب من المحتمل أن تتواصل رقصة المدربين‪،‬‬ ‫حيث تتوجه األنظار صوب كل من امحمد فاخر وهشــام الدميعي لكي يلتحقا‬ ‫بركب المدربين المقالين بسبب سوء النتائج وعدم قدرة «قانون المدرب» على‬ ‫حمايتهما والدفاع عن حقوقهما‪ ...‬والبقية تأتي‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يتعاقد مع األصباحي‬ ‫واإليفواري ماتياس‬ ‫أكمل اتحاد طنجة تعاقداته بالنسبة للميركاتو الشتوي بضم العبين جديدين ‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر بكل من أنس األصباحي العب الوداد الرياضي البيضاوي واإليفواري‬ ‫كاتي ماتياس‪ -‬القادم من أولمبيك خريبكة‪.‬‬ ‫وبذلك يكون اتحاد طنجة قد انتدب ‪ 8‬العبين خالل فترة االنتقاالت الشتوية في‬ ‫محاولة منه لسد الخصاص في الدفاع ووسط الميدان وفي الخط األمامي‪.‬‬

‫الهزيمة النكراء الي مني بها اتحاد طنجة بميدانـــه‬ ‫وأمام جماهيــره ضد الرجــاء الرياضي البيضـاوي تطرح‬ ‫اكثر من تساؤل حول وضعية ومصير فارس البوغاز الذي‬ ‫يعاني حاليا ضمن اندية اسفل الترتيب بعدما أصبح ضمن‬ ‫المههدين بالنزول إلى القسم الثاني‪..‬‬ ‫فبعـــد مبـاراة الديربــي الشمـظالي والقتاليـة التي‬ ‫أظهرها اتحاد طنجة اعتقد المتفائلون أن الفريق ربما‬ ‫سيستعيد ما فقدمه خالل الجوالت األولى لبطولة الدوري‬ ‫االحترافي‪ ..‬غير أن العكس هو الذي حصل أمام الرجاء‪...‬‬ ‫االتحاد بال روح والعبوه كاألشباح يجرون وراء الكــرة دون‬ ‫خطــة أو نهج أمام فريق منظم رغم غياب العديــد من‬ ‫العبيه االساسيين‪ ..‬ورغم تعب السفر إلى الجزائر وخوضه‬ ‫لمباراتين حاسمتين امام اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل‪.‬‬ ‫والمشاكل التي عاشها جراء عـــدم خوضه لمبـــاراة‬ ‫مؤجلة أمام الدفاع الجديدي‪.‬‬ ‫الهزيمة النكراء التي ألحقها الفريق البيضاوي باتحاد‬ ‫طنجة يجب أال تمر مرور الكرام وعلى السيد الوالي أن‬ ‫يتدخل إليقاف النزيف‪ ..‬ألن األمور بلغت درجة من العبث‬ ‫ال يمكن السكوت أو التستر عليها‪ ..‬والمكونات الرياضية‬ ‫بعاصمة البوغاز لم تعد قادرة على تحمل المزيد خاصة‬

‫المغرب التطواني يضم‬ ‫الصفصافي واليوسفي‬ ‫أنهى المغـرب التطوانـــي تعاقــداتــه بالنسبـــة‬ ‫للميركاتو الشتــوي بانتداب العبين جديدين ويتعلق‬ ‫األمر بكل من مصطفى اليوسفـي قادما من فريق‬ ‫المولوديــة الوجديـــة ومصطفـــى اليوسفي العـب‬ ‫الجيش الملكي سابقا‪.‬‬ ‫ويسعى المغرب التطواني من وراء هذا التعاقد‬ ‫إلى تعويض رحيل نجمه محمد المكعازي إلى نادي‬ ‫الوداد البيضاوي‪.‬‬

‫وأن الفريق ومنذ فوزه بلقب البطولة وهو يسير من سيء‬ ‫إلى أسوء رغم األموال الطائلة التي خصصت له من طرف‬ ‫المحتضنين الذين فقدوا الثقة في الفريق لكونه لم يعد‬ ‫قادرا على تقديم الدعاية واإلشهار لمنتوجاتهم نتيجة‬ ‫نتائجـــه السلبية المتكــررة وسياسة النتداب العديــد‬ ‫من الالعبين كل موســم دون تقديم اإلضافة المرجوة‬ ‫والمساهمة في تحسين مردودية وأداء الفريق للوصول‬ ‫إلى تحقيق النتائج اإليجابية‪..‬‬ ‫وهنا ال بـــأس من تقديم نموذج عن العشوائيـة‪...‬‬ ‫فخالل الميركاتو الشتــوي الحالي تــم فــك االرتبـــاط‬ ‫بالمهاجم ايوب الكعداوي بدعوى أنه لم يعد قادرا على‬ ‫العطاء وتسجيل األهداف‪.‬‬ ‫ومباشرة انتقل الالعب إلى نادي أولمبيك أسفي‪ ..‬وفي‬ ‫أول مشاركة له أمام اتحاد جدة السعودي برسم ذهاب‬ ‫الدور ربع النهائي لكأس محمد السادس لألندي األبطال‬ ‫سجل هدف القرش المسفيــوي مما منحه التعادل وقوى‬ ‫حظوظه للتاهل إلى الدور قبل النهائي‪.‬‬ ‫إذن يمكن القــول أن الوضع داخـــل اتحاد طنجة‬ ‫اليحتمل‪ ..‬نتائج سلبية‪ ...‬وضعية كارثية وغضب جماهيري‬ ‫عارم‪ ..‬فماذا تنتظر السلطات إليقاف النزيف‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬ينايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1029‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة التـا�سعة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي‬ ‫والعربـي واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة‬ ‫سفر معنوية وروحية إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫نور الدين ال�صايل‬ ‫اإلعالمي والناقد السينمائي‬

‫المحور الثاني ـ المسار العام ـ‬

‫يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل‪ ،‬في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي‬ ‫والمجتمعي الوطني‪ ،‬بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام‪ .‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الباحث والكاتب‬ ‫واإلعالمي والمهتم بأسئلة السينما‪ ،‬وهو المدير السابق لقناة ‪ 2M‬والذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية‬ ‫نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية‪ ،‬وهو الذي سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي‬ ‫للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل إشعاعها‪.‬‬ ‫تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفـر»‪ ،‬من خالل جلسات حواريــة حــول‬ ‫مشوارات حياته نقدمها للقارئ تباعاً‪.‬‬

‫ـ السي نورالدين‪ ،‬بعدما كنا في الحلقة‬ ‫الثامنة قد تحدثنا بتفصيل عن تجربتك‬ ‫في القناة الثانية واللمسات التي تركتها‪،‬‬ ‫والمشاريع التي أصبحت مرتبطة باسمك‪،‬‬ ‫خصوصا في ما يتعلق بتبني استراتيجية‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬والعديد من اإلجراءات التي بصمت‬ ‫وجود األستاذ نورالدين على رأس هذه‬ ‫المؤسسة‪ ،‬أريد منك اآلن أن تحدثني عن‬ ‫السياق الذي انتهت معه مهمتك بالقناة‬ ‫الثانية؟‬ ‫المهمة الرئيسيـــة التي كنت قـــد‬ ‫اضطلعت بها في القناة الثانية كانت‬ ‫محددة مسبقا‪ ،‬وكنت قد أشرت إلى‬ ‫ذلك في حلقات مرت‪ ،‬وهي إنهاء‪ ،‬بشكل‬ ‫كامل‪ ،‬الحالة المالية الحرجة والسيئة جدا‬ ‫التي كانت تجتازها القناة سنة ‪،2000‬‬ ‫وإيجاد حلول لتسويتها تماما‪ .‬وكما يعلم‬ ‫المتتبعون أن القناة خالل سنة ‪ 2000‬كانت‬ ‫قد استهلكت أو استنفذت ميزانيتها‪ ،‬وعلى‬ ‫إثره كانت قد وصلت إلى وضع قد تضطر‬ ‫معه إلى التوقف‪ .‬بعد ثالث سنوات من‬ ‫اشتغالي بالقناة ما سيحدث هو أن القناة‬ ‫كانت قد استرجعت رأس مالها كامال‪ ،‬وكنا‬

‫خاللها قد أنشانا شبكة جديدة سمحت‬ ‫لنا باالنفتاح على العالم بعدما كنا قد‬ ‫اقتنينا أربعة أقمار اصطناعية‪ ،‬وهكذا مثال‬ ‫أصبحت القناة تغطي الجغرافيا اإلفريقية‪،‬‬ ‫ثم أنها على المستوى الوطني كانت قد‬ ‫أصبحت القناة األولى‪ ،‬بدون منازع‪ ،‬سواء‬ ‫على مستوى نسب المشاهدة أو على‬ ‫مستوى جودة منتوجاتها والتي أذكر منها‬ ‫أننا استطعنا ان نلبي انتظارات المشاهد‬ ‫المغربي في المجال الكروي‪ ،‬وكما سبق أن‬ ‫أشرت لك أننا برمجنا بث مبارايات وطنية‬ ‫ودولية يومي الثالثاء واألربعاء‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫الليغا اإلسبانية واإليطالية‪ .‬بمعنى آخر‬ ‫أننا استطعنا أن نضفي بشكل راتب البعد‬ ‫الكروي على القناة الذي يوفر المتفرج‪ ،‬دون‬ ‫أن أنسى أيضا البعد الثقافي الذي أوليناه‬ ‫عناة محترمة‪ ،‬نفس الشي يمكن اإلشارة‬ ‫إليه بالنسبة للمادة السينمائية‪ .‬وال داعي‬ ‫هنا أن أذكرك بتبني استراتيجية اإلنتاج وعيا‬ ‫مني بأن القناة التي ال تنتج ال مستقبل لها‪.‬‬ ‫لما أصبحت القناة مستقرة من‬ ‫الناحية المالية‪ ،‬وأصبحت قناة جدية من‬ ‫ناحية البرمجة‪ ،‬تبين أن المهمة التي‬

‫جئت من أجلها قد استنفذت‪ ،‬أو لنقل أن‬ ‫المهمة كانت قد تم تأديتها على الوجه‬ ‫المطلوب ووصلنا إلى تحقيق األهداف التي‬ ‫كانت مسطرة مسبقا‪ .‬هنا بقي األمر أمام‬ ‫الدولة التخاذ القرار المناسب فيما يتعلق‬ ‫باالختيارات التالية المفروض اتخاذها بعد‬ ‫أن أصبحت القناة اآلن بمستوى رفيع في‬ ‫البعد الوطني والمغاربي واإلفريقي‪ .‬في‬ ‫هذا السياق أذكر أن قرارين كان قد اتخذا‪.‬‬ ‫القرار األول كان هو أن يتم تجميع القناتين‪،‬‬ ‫األولى والثانية ليخضعا معا لما يسمى‬ ‫بالقطب السمعي البصري‪ .‬طبعا مع بقاء كل‬ ‫قناة تشتغل على حدى‪ .‬ومعنى ذلك بوضوح‬ ‫أن مهمتي أنا شخصيا كمدير للقناة الثانية‬ ‫قد انتهت‪.‬‬ ‫بعدها مباشرة عينت رئيسا للمركز‬ ‫السينمائيالمغربي؟‬ ‫نعم‪ .‬خالل هذه الفترة قرر صاحب‬ ‫الجاللة تعييني في المركـــز السينمائي‬ ‫المغربي بمهمة واضحة وهي أن يصبح‬ ‫المركز فاعال حقيقيا في المجال السينمائي‬ ‫في المغرب وخارجه‪.‬‬ ‫في أي سنة بالضبط؟‬ ‫عينت بالمركز في نهاية سنة‪،2003‬‬ ‫وطبعا بفلسفة وحيدة ورؤية وحيدة وهدف‬ ‫وحيد وراء مجيئي وهو أن يتأسس عملي‬ ‫وفق مرحلتين أساسيتين لكل منهما هدف‪.‬‬ ‫األولى هي اإلنتاج والثانية تتعلق بالقاعات‬ ‫السينمائية‪ .‬يعني بالسوق الداخلية‪ ،‬أي‬ ‫تهييء السوق الداخلي الستهالك المنتوج‬ ‫الوطني‪ ،‬وبهذا ستمنح لهذا المنتوج فرصة‬ ‫حقيقية لكي يتنمى‪.‬‬ ‫تعلم أن وقتها خالل ‪ 2003‬و ‪2004‬‬ ‫وبالنسبة للسنوات قبلها كان المغرب‪،‬‬ ‫وحسب كل سنة‪ ،‬ينتج فيلمين أو ثالثة او‬ ‫لربما أربعة‪ .‬المهم أن المعدل المتوسط‬ ‫لإلنتاج كان هو فيلمين في السنة‪ ،‬وأقول‬ ‫تقريبا‪ .‬وهنا اتضح هدفي األساسي‪ ،‬وهو أن‬ ‫نتبنى خطة تصاعدية على مستوى اإلنتاج‬ ‫تبدأ بالتوالي من ‪ 5‬إلى ‪ 8‬إلى ‪ 10‬إلى ‪12‬‬ ‫فيلما سنويا بناء على ميكانيزمات معروفة‪،‬‬ ‫على األقل‪ ،‬على مستوى االستراتيجيات‬ ‫السينمائية األوروبية‪ ،‬وهي تجاوز فكرة‬ ‫المنح أو المساعادات التي تقدمها الدولة‬ ‫واالنتقال إلى خطة تسبيق لإليرادات‬ ‫المستقبلية للفيلم‪ .‬لماذا هذا األمر؟ على‬ ‫األقل في تقديري للخروج من الصورة‬ ‫التي يمكن أن يظهر فيها السينمائي‬ ‫وكأنه يتسول‪ ،‬أو يطلب مساعدة إنسانية‪.‬‬ ‫وللشروع في الدخول للمرحلة المقننة‪ ،‬يعني‬ ‫الخاضعة للتقنين المسطري وليس للبعد‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وعلى رأس هذا البعد المسطري‬

‫هو وجود عقد مبرم بين طرفين‪ .‬فالدولة‬ ‫بواسطة المركز السينمائي المغربي‬ ‫تقدم لك مبلغا ماليا أوليا على أساس أن‬ ‫السينمائي لما ينتج عمله ويخرج لألسواق‬ ‫الوطنية او الدولية تسترجع الدولة منه‬ ‫قسطا يتم االتفاق حوله‪ .‬وإذا أردت التوضيح‬ ‫اكثر أسوق لك مجاال تقديريا‪ .‬مثال إذا‬ ‫منحت الدولة للسينمائي ‪ 3‬ماليين درهما‬ ‫عن فيلم‪ ،‬بينما كلفه هو االمر ‪ 6‬ماليين‬ ‫تستخلص منك الدولة عن كل درهم ‪ 40‬أو‬ ‫‪ 50‬في المائة إلى أن تسد الدين الذي في‬ ‫ذمتك‪ .‬طبعا على علم ودراية بالضعف الذي‬ ‫يعرفه المغرب‪ ،‬وهو ضعف السوق الداخلية‪.‬‬ ‫ألننا وقتها لم نكن نتوفر إال على ‪ 60‬شاشة‬ ‫إن لم تخني الذاكرة‪ .‬وأقول الشاشات‬ ‫وليس القاعات‪ ،‬ألن هناك قاعات متعددة‬ ‫الشاشات‪ .‬مع وصول ‪ 2003‬كانت الشاشات‬ ‫قد اقتربت من المائة‪ ،‬بعده ستعرف بعض‬ ‫التراجع‪ ،‬وهذا أمر له عالقة بأصحاب القاعات‬ ‫قد نعود له الحقا‪.‬‬ ‫فرغم علمنـــا بأن الســوق المغربية‬ ‫الداخلية ضعيفة إال أن األمر لقي استحسانا‬ ‫من قبل المنتجين المغاربــة وأصحـــاب‬ ‫المهنة‪ ،‬أوال ألنهم رأوا جليا أن دورا مهما‬ ‫يضطلع به المركز السينمائي المغربي في‬ ‫اإلنتاج وهو دور الدولة‪ ،‬وثانيا ألن األمر‬ ‫يخضع لتعاقد يتم خالله التعامل مسطريا‬ ‫بين أناس راشدين ومسؤولين‪ ،‬خارج‬ ‫نطاق الصورة السابقة التي كانت تجعل‬ ‫السينمائيينوكأنهميتسولون‪.‬‬ ‫وهكـــذا انطلقنــــا‪ ،‬وشــــرعنـــا في‬ ‫استراتيجيتنا الجديدة سنة ‪2004‬و ‪2005‬‬ ‫بخطة تصاعدية أنتجنا خاللها ثمانية أفالم‬ ‫ثم ‪ 10‬ثم ‪ 12‬ثم ‪ 15‬إلى أن استقر اإلنتاج‬ ‫بعد خمس سنوات بعشرين فيلما سنويا‬

‫األخيرة‬

‫بعدها وصلنا إلى ‪ ،25‬وكان الهدف أن‬ ‫نوصل المغرب إلى سقف ‪ 40‬فيلما روائيا‬ ‫طويال سنويا بعد ‪ 10‬أو ‪ 15‬سنة الحقة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة فهو رصيد قوي ومشرف‪ .‬فنحن‬ ‫نعلم أن أكبر دولة على مستوى اإلنتاج‬ ‫السينمائي العربي هي مصر والتي كانت‬ ‫تنتتج سنويا ما معدله ‪ 30‬إلى ‪ 35‬فيلما‬ ‫في السنة‪ .‬وكوننا نقول نحن في المغرب‬ ‫أننا نطمح إلى أن نصل إلى ‪ 30‬أو ‪ 35‬فهذا‬ ‫في المتناول‪ .‬وللحقيقة أنه يمكن للمغرب‬ ‫أن يصل إلى هذا السقف بكل سهولة‪ .‬في‬ ‫الوقت الذي إذا علمنا فيه أن هناك دوال‬ ‫عربية تقف عند حدود فيلمين أو ثالثة في‬ ‫السنة‪ .‬فتونس مثال في السنوات القوية‬ ‫بالنسبة إليها تنتج بين ‪ 6‬أو ‪ 7‬أفالم وقتئذ‪.‬‬

‫بهذه الطريقة وجدنــــا حال للمعادلة‬ ‫األولى التي هي معادلة اإلنتـــاج‪ .‬طبعا‬ ‫قد تسألني هل حصل ان هناك فيلما قد‬ ‫أرجع ما في ذمته من دين فسأجيبك بكل‬ ‫صدق بال‪ ،‬نظرا ألننا في حاجة استراتيجية‬ ‫لتطوير سوق االستهالك لكي يستوعب‬ ‫هذه اإلنتاجات المغربية ويتماشى معها‬ ‫في األفق الطموح الذي دخلته‪ .‬وكما تعلم‬ ‫فالمشاريع االستراتيجية غالبا ما تبدأ وفق‬ ‫منطق التدرج في التنفيذ‪ .‬فال يمكنك مثال‬ ‫أن تتجه في نفس الوقت وأنت في خضم‬ ‫تدبير معضلة اإلنتاج إلى تدبير معضلة‬ ‫أخرى وهي القاعات واالستهالك‪.‬‬

‫السي نورالدين نتوفق عند الحد ونترك‬ ‫للحلقة العاشرة للحديث عن تفاصيل الخطة‬ ‫الثانية وهي تدبير القاعات السينمائية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.