Achamal n° 1030 le 28 Janvier 2020

Page 1

‫قلق حول �إجنازات احلكومة والأورا�ش‬ ‫وواقع املواطن‬

‫صفحة ‪4‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1030‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 30‬جمادى الأولى ‪ 28 / 1441‬يناير �إلى ‪ 03‬فرباير ‪2020‬‬

‫األنشطة القطاعية ‪ /‬مغرب ‪2020‬‬

‫‪3‬ـال�صناعـة‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫اجلزء‬ ‫الثاين‬

‫صفحة ‪5‬‬

‫ترسيم الحدود البحرية المغربية ‪:‬‬

‫التوج�س الإ�سباين غري املربر !!!‬ ‫صفحة ‪4‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬ ‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫حوار مع‬

‫النكتة القاتلة‬

‫حممد �أحمد عدة‬

‫الصفحة ‪2‬‬

‫اإلعالمي بــ “ميدي ‪ 1‬تيفي”‬

‫نور الدين ال�صايل ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫الصفحة ‪16‬‬

‫الحلقة‬

‫العاشرة الصفحة ‪20‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1030‬‬

‫النكتة القاتلة‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬ ‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫«ليـس األمـر مثيــرا للضحـك‪ ...‬إننــا فعال أبطــــال‬ ‫خارقــون»‪.‬‬ ‫بهذه العبارة علق «خواكين فينيكس» بطل فيلم ‪ Joker‬على الضجة‬ ‫الكبيرة التي رافقت النجاح منقطع النظير للفيلم‪.‬‬ ‫من جانبه كانت رغبة مخرج الفيلم «تود فيليبس» في تقديم وجهة‬ ‫نظر سينمائية تصور سيناريوهات نفسية اإلنسان المعاصر‪ ،‬وهو يتخيل فنيا‬ ‫إمكانية التحول إلى أبطال خارقين ونحن نواجه اضطراب العالم‪.‬‬ ‫ومعلوم أن جغرافية مشاهدة الفيلم قد اتسعت لتشمل‪ ،‬دون أية مبالغة‪،‬‬ ‫الخريطة اإلنسانية‪ ،‬فيما اقترب عرضه من تسجيل رقم تاريخي قياسي في‬ ‫شباك التذاكر ليصبح أول فيلم مصنف ”للكبار فقط“ يتجاوز حاجز المليار دوالر‬ ‫في أسابيعه األولى‪.‬‬ ‫ليست أولويتنا‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬تقديم قراءة تقنية سينمائية للفيلم‪ ،‬فهذا‬ ‫أمر ال يدخل في مجال اختصاصنا‪ ،‬إنما نهدف‪ ،‬في حد أدنى من التفاعل مع ما‬ ‫يحيط بنا من خطابات‪ ،‬إلى استجالء خلفيات الرسائل التي يستبطنها الفيلم‪.‬‬ ‫تتعايش داخل أطروحة الفيلم أربعة خطابات‪.‬‬ ‫خطاب التراجيديا‪.‬‬ ‫الذي يقتــرحه الفيلــم‬ ‫هـو سلسلـــة مـــن‬ ‫المشاهد تمثل منتهى‬ ‫االضطرابـــات التـــي‬ ‫تعصـــف بالمجتمــــع‬ ‫اإلنسانـــي المعاصــر‪،‬‬ ‫والمتمثلة أساســا في‬ ‫التفكك األسري األليم‪،‬‬ ‫حيث تنتفـــي إمكانية‬ ‫معرفة حقيقة الروابط‬ ‫بين المكونات النووية‬ ‫للعائلة‪ ...‬عنـف الشارع‬ ‫الذي تبدو معه إمكانية‬ ‫الخوض السلمي للحياة‬ ‫اليومـيــــة كمغـامــرة‬ ‫أسطورية تتطلب حــداً‬ ‫أعلى من البطولـــة‪...‬‬ ‫التغول الرأسمالي الذي‬ ‫تستشري مظاهره في المعامالت القاسية بين مالكي المقاوالت واألجراء‬ ‫المستضعفين وانعدام فرص العمل واللجوء المنهجي إلى وقف اإلمدادات‬ ‫والتمويالت عن الخدمات االجتماعية‪...‬االستهتار العنيف بالوضع البيئي حيث‬ ‫العشوائيات ووساخة الشارع العام‪...‬االنتهاك الصارخ لحقوق التطبيب وانعدام‬ ‫رعاية الفئات الهشة صحيا‪...‬االزدراء البليغ بحياة الهامش بكل ما يستوجبه‬ ‫األمر من انعدام أبسط مظاهر العيش الكريم ‪..‬فساد النخب السياسية‬ ‫واستقواؤها وتوظيفها للنفود وممارستها لمواطنتها المستعلية بناء على‬ ‫أجندتها االنتخابية‪...‬هزالة فرص العمل‪ ....‬قهر الشيخوخة‪...‬ألم التشرد‪...‬‬ ‫مرارة اإلقصاء االجتماعي‪....‬وكل ما يعطي صورة بانورامية عن إنسانية بئيسة‬ ‫ضلت الطريق‪.‬‬ ‫خطاب الكوميديا‪ .‬والذي يطالبك إلزاميا بتقمص الفرح والضحك‬ ‫واالستقرار االجتماعي (وهنا تبرز بوضوح كامل لجوء «خواكين فينيكس»‬ ‫القسري إلى رسم االبتسامة على وجهه بتحريف مالمحه عن طريق استعمال‬ ‫يديه)‪ .‬هذا الخطاب الذي يطالبك بصراحة كاملة بامتهان حرفة «المهرج»‬ ‫التي تبدو معها استعاريا مبتهجا بحياتك راضيا بأقساطها التي تلقى لك‬ ‫جزافيا وكأنها صدقات خيرية‪ ،‬قادرا على مواصلة العيش مهما كلفك األمر‪،‬‬ ‫مواصلتها بكل ما يتطلبه األمر منك من احتراف متقن للبالهة‪ ،‬واحتراف أكثر‬ ‫إتقانا للخروق‪ .‬أي أن تكون خارقا للعادة‪.‬‬ ‫خلفية هذا الخطاب الكوميدي تعززه استراتيجية سينمائية ذكية‬ ‫بالتجاء المخرج «تود فيليبس» إلى االستعانة بخطاب موازي أليم جسدته‬ ‫أغنية «ابتسم» للمغني الفكاهي الشهير ‪ Jimmy Durante‬حيث تقول‬ ‫األغنية‪:‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫‪2‬‬

‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫محمد �إمغران‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫ابتسم‬ ‫بينما قلبك باألوجاع يئن‪.‬‬ ‫ابتسم‬ ‫رغم أنه مفطور ومنكسر‪.‬‬ ‫عندما تجد غيوما ملبدة في سمائك‬ ‫ابتسم‬ ‫وستدبر أمرك وتواصل العيش‪.‬‬ ‫ابتسم في أثناء خوفك وألمك‪.‬‬ ‫ابتسم‬ ‫وسترى غدا شمسا تسطع ألجلك‪.‬‬ ‫ابتسم‬ ‫ما الفائدة من البكاء‪.‬‬ ‫الخطاب الرسمي‪ .‬وفي جزء خلفي منه تطفو على السطح مؤسسة‬ ‫اإلعالم الرأسمالية المعنية أساسا بالربح القائم على المتاجرة الواضحة‬ ‫باأللم اإلنساني‪ .‬كـــل‬ ‫الموضوعـــات التــــي‬ ‫تصدرت شاشـات البث‬ ‫اإلعالمي تجتهــد كــي‬ ‫تقدم مشاهـد الخطاب‬ ‫التراجيـــدي اإلنسانـي‬ ‫بصيغة تفكيهية جالبة‬ ‫للضحـــك‪ ،‬خلفيتهــــا‬ ‫األساسيـــةاالستهـــزاء‬ ‫وتحويل الحقيقـــة إلى‬ ‫نكتة‪.‬‬ ‫كما تبرز‪ ،‬في وجه‬ ‫آخـر‪ ،‬لهــذا الخطـــاب‬ ‫مؤسســة األمن‪ ،‬والتي‬ ‫قدمها المخرج على أنها‬ ‫مختصة‪ ،‬وعلى استعداد‬ ‫كامل لصناعة ما يكفي‬ ‫من التهم‪ ،‬وهي تغض‬ ‫النظر عن قضايا الفساد الحقيقية التي تعصف بالمجتمع اإلنساني‪.‬‬ ‫هذا إضافة إلى بروز عديد من المؤسسات الرسمية األخرى كالمشافي‬ ‫واإلدارات العمومية في بعدها البيروقراطي الذي تصعب معه قضاء الحاجات‬ ‫االضطرارية ولو كانت في شكل الحصول على وثيقة إدارية بسيطة‪.‬‬ ‫خطاب الجريمة والعنـــف‪ .‬فيلــم «جوكــر» يستبطن خطابا آخر حذرت‬ ‫منه العديد من االنتقادات الموجهة له‪ ،‬وهو خطاب الجريمة والعنف‪ .‬إذ حاول‬ ‫الفيلم أن يثير االنتباه إلى أن السيناريو األكبر (سيناريو السينما وسيناريو‬ ‫الواقع) مفتـوح على احتمـــاالت قصــوى قــد تأخــذ صبغــة المباغتة والفجاءة‬ ‫في أية لحظة مواتيــة ممكنة‪ ،‬حيـث ال تكون تتوقعها أو تنتظرها‪.‬‬ ‫«خواكين فينيكس» سيجد نفسه مضطرا مع تواطؤ الخطابات الثالثة‬ ‫ضده إلى تبني استراتيجية العنف إلبالغ صوته‪ ،‬وإثبات وجوده‪.‬‬ ‫الشارع العام سينتظم داخـــل حركـــة اسمهــا «كلنا مهرجون»‪،‬‬ ‫وسينزلون في مظاهرات عارمة‪ .‬وحيث أن لغة التواصل اإلنساني قد عجزت‬ ‫عن أداء دورها األصلي في الجهر بالحقيقة كان االلتجاء إلى لغة استعارية هي‬ ‫لغة الفوضى‪.‬‬ ‫وحيث أن الوجه اإلنساني قد عجز عن إبالغ حقيقة تعابيره المقموعة‬ ‫تمت االستعانة باألقنعة‪.‬‬ ‫أربعــة خطابــات تؤسس لفيلم أكبـــر اسمـــه «الحياة المعاصرة‬ ‫المضطربة»‪.‬‬ ‫إنها البشرية بين الواقع والسينما‪..‬بين الحقيقة والخيال‪...‬بين الوجه‬ ‫والقناع‪...‬بين الجنون والعقل‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫الجوالت الميدانية‬ ‫أفضل طريقة لمحاربة‬ ‫البناء العشوائي‬ ‫انتشار البناء العشوائي بالمدينة أو بالجهة ليس‬ ‫بوليد اليوم‪ ،‬بل هو في مد وجزر‪ ،‬حسب يقظة السلطة‪..‬‬ ‫واألجواء‪ ..‬وحتى األهواء‪ ،‬ولكن هذا النــوع من البنــــاء‬ ‫هو حالل على «فالن» وحرام على «فرتالن»‪.‬وكم من‬ ‫متضررين زاروا مقر هذه الجريدة‪ ،‬إليصال استغاثاتهم‪،‬‬ ‫بشأن هذا البناء الذي ينغص عليهم حياتهم ويستهدف‬ ‫حرمتهم وال من يرفع الضرر عنهم !‬ ‫الوالي محمد مهيدية التقـــط‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أصداء هذه‬ ‫الظاهرة وعقد اجتماعا طارئا مع رجال السلطة ورؤساء‬ ‫المقاطعات األربع ومن يمثلهم‪ ،‬خصصه لمحاربة البناء‬ ‫العشوائي‪ ،‬مستعمال أسلوبا‪ ،‬شديد اللهجـــة‪ ،‬مصدرا‬ ‫تعليماته بالشروع في هدم البنايات العشوائية‪.‬‬ ‫أكثر من هذا هــدد الوالي بتفعيـــل المتابعة الجنائية‬ ‫في حق أي متورط‪ ،‬سواء كان رجل أو عون سلطة أو رئيسا‬ ‫منتخبا‪ ،‬ثبت تورطه في التستر عن البناء العشوائي‪،‬‬ ‫المنتشر كالفطر والذي أثار حفيظة مهيدية‪ ،‬وخاصة‬ ‫بالنفوذ الترابي للمنطقة اإلدارية ‪ 24‬ببني مكادة‪ ،‬وبالنفوذ‬ ‫الترابي ‪ 10‬مكرر بمغوغة‪ ،‬وكذا بمنطقة «مسنانة»‪.‬وأكد‬ ‫المسؤول األول على رأس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫أنه سيتم التنسيق مع النيابة العامة‪ ،‬قصد تفعيل‬ ‫المتابعات القضائية في حق المخالفين الذين يشجعون‬ ‫البناء العشوائي‪ ،‬مع عزمه القيام بجوالت ميدانية‪ ،‬الهدف‬ ‫منها الحرص على تنفيذ تعليماته الخاصة بمحاربة البناء‬ ‫العشوائي‪.‬‬ ‫ولإلشــــارة‪ ،‬فالجــوالت الميـــدانيــة المباغتـــة‬ ‫والمتواصلة هي أفضل طريقـــة لمحاربـــة كل المشاكــل‪،‬‬ ‫ســواء تلك التي لها ارتـباط بالبنـــاء العشوائي أو ما لها‬ ‫ارتباط باالنفالت األمني أو تلك التي لها عالقة بقطاع‬ ‫النظافة‪ ،‬والسيما إذا رافقت ذلك النوايا الحسنة‪ ،‬للقطع مع‬ ‫أوجه الفوضى المتجلية في كل شيء‪.‬‬ ‫وجديربالذكر أن الصرامة‪ ،‬المرحب بها من طرف‬ ‫الغيورين من جانب الرأي العام المحلي والتي أبان عنها‬ ‫الوالي محمد مهيدية من خالل عزمه القيام بمحاربة البناء‬ ‫العشوائي‪ ،‬تعود بأذهاننا إلى مسؤولين كبار سبقوه في‬ ‫تحمل مسؤولية مهامهم بطنجة‪ ،‬حيث حاولوا تطبيق‬ ‫القانون في مزاولة أشغالهم المختلفة‪ ،‬إال أن األمر سرعان‬ ‫ما بدا وكأنه كالم الليل الذي يمحوه النهار‪.‬وهذه هي‬ ‫العلة التي تصمد دائما في وجه تفعيل أية تعليمات‪ ،‬من‬ ‫شأنها النهوض بما يخدم الشأن المحلي ويدفع بالمدينة‬ ‫وبالجهة وبالبالد إلى مراتب متقدمة في شتى الميادين‪،‬‬ ‫لوال بعض الممارسات المرفوضة‪ ،‬منها ما يقف خلفها‬ ‫كالنفوذ أو القرابة أو الزمالة أو الصداقة أو «الفالوس»‪.‬‬ ‫سنـــرى‪ ،‬إذن‪ ،‬كيف ستجـرى األمــور في عهد الوالي‬ ‫محمد مهيدية‪ ،‬وخاصة على مستوى محاربة البناء‬ ‫العشوائي‪ ،‬هذه الظاهرة التي تسيــل لعاب العديد من‬ ‫المشاركين فيها‪ ،‬من منعشين عقارييـن عشوائيين‬ ‫وسماسرة وبعض رجال السلطة وأعوانهم‪ ،‬حيث يجنون‬ ‫أمواال طائلة‪ ،‬فتظهرعليهم عالمات االغتناء الفاحــش‪،‬‬ ‫بيــد أن وضعيتهــم االجتماعية تكون معروفة عند‬ ‫الخاص والعام‪ ،‬بينما رواتبهم الشهرية‪ ،‬فتكون محدودة‬ ‫نسبيا‪« ،‬كلشي دبا فاياق عاياق»‪ ،‬أليس كذلك‪.‬؟‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬ ‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬ ‫هـدى املجـاطـي‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1030‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫النبش في الذاكرة‪ ،‬قد تكون له نتائج طيبة‪ ،‬إذا كان الباحث في سن األربعين‪ ،‬أو ما دونها‬ ‫بقليل‪ .‬أما إذا كان على عتبة السبعين‪ ،‬أو تجاوزها بسنين‪ ،‬فمن المتعذر عليه‪ ،‬أن يَخرج من‬ ‫أدراج الذاكرة بشيء ذي بال‪ ،‬خصوصا إذا كانت المسافة الزمنية بينه وبين ما يود استخالصه‪،‬‬ ‫أو التأكد منه‪ ،‬تقارب الخمسين سنة أو تزيد‪.‬‬ ‫هذا ما قلتُه بالحرف‪ ،‬لرفيق الدراسة‪ ،‬األستاذ محمد الفتوحي الذي جمعني وإياه فصل من‬ ‫فصول المعهد الديني‪ ،‬حين التمس مني أن أسعفه ببعض المعلومات‪ ،‬التي يعتزم االستعانة‬ ‫بها في بحثه الخاص بالفترة الممتدة بين منتصف الخمسينات‪ ،‬ومنتصف الستينات من القرن‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫ومع هذا حاولت وحاولت‪ ،‬فلم أظفر إال ببعض الومضات‪ ،‬التي ال تسمن وال تغني من جوع‪.‬‬ ‫تذكرتُ مثال الرحلة التي قطعها التعليم الديني من مهده بالجامع الكبير إلى مستقره‬ ‫بثانوية القاضي ابن العربي‪ ،‬فقد انتقل من الحصُر إلى المقاعد الدراسية‪ ،‬ومن الطريقة‬ ‫التقليدية التي كانت عبارة عن حلقات شبيهة بدروس الوعظ واإلرشاد‪ ،‬إلى النمط العصري‬ ‫المتمثل في األقسام والفصول‪ ،‬ولكنه لم يبارح المدينة العتيقة‪ ،‬وكانت دار بوهالل أول محطة‪،‬‬ ‫ثم انتقل إلى «دار الضياف» أو الضيوف بالمطامر‪ ،‬ثم انتقل إلى دار ابن عبود بالمالح البالي‪.‬‬

‫شة‬

‫ويوم قرر المسؤولون إخراجه إلى المدينة العصرية‪ ،‬احتضنته «دار الگباص» المجاورة لمقر‬ ‫العمالة القديم‪ ،‬ثم جيء به إلى الجناح المالصق لمندوبية وزارة التربية الوطنية‪ ،‬ثم استقر‬ ‫لفترة طويلة بالثكنة العسكرية بباب النوادر‪ ،‬وكانت نهاية المطاف أن استكان بمقره الحالي‬ ‫جوار مسجد الحسن الثاني تحت الفتة القاضي ابن العربي‪.‬‬ ‫وأثناء هذه الرحلة الشاقة المضنية‪ ،‬ف َقدَ التعليم الديني شِقه االبتدائي‪ ،‬ورافده األساسي‪.‬‬ ‫ولحد الساعة‪ ،‬ال أدري مَن تربص به الدوائر‪ ،‬أو من قطع عليه الطريق‪.‬‬ ‫أكيد أنهم أعداء العربية‪ ،‬فقد استأصلوا هذا الشق من جسم التعليم الديني‪ ،‬ليظل لهم‬ ‫المجال رحبا واسعا لفرنسة أبنائنا حسب خطة مدروسة‪ ،‬ومؤامرة محبوكة‪.‬‬ ‫وقد كان أساتذتنا رضوان اهلل عليهم يتوقعون هذا‪ ،‬ويحسبون له الحساب‪ .‬على رأس هؤالء‬ ‫المرحوم برحمة اهلل األستاذ سيدي أحمد بن تاويت الذي كان يدرسنا مادتي التفسير واألصول‪،‬‬ ‫والمرحوم برحمة اهلل األستاذ الباحث سعيد أعراب الذي درّسنا األدب والبالغة‪.‬‬ ‫وحين أتذكر أستاذنا جلول النقاشي –بارك اهلل في عمره‪ -‬أذكر حبه للعربية وتفننه في‬ ‫استعمال الغريب منها‪ ،‬كما أذكر مادة الفرائض التي استعصى علينا فهمها على مقاعد الدراسة‪،‬‬ ‫وكيف أسْـلست لنا قيادها لما اضطلعنا بمهمة التدريس‪.‬‬ ‫يُجمع على هذا وذاك‪ ،‬الطلبة الذين رافقوني في مشواري‪ ،‬كالمرحوم األستاذ عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي رحمه اهلل‪ ،‬واألستاذ محمد السكاكي‪ ،‬متعه اهلل بالصحة والعافية‪،‬واألستاذ عبد‬ ‫اهلل بوزرهون طيب اهلل ثراه‪ ،‬وآخرون‪.‬‬ ‫وأعود ثانية إلى أخينا األستاذ المفتوحي‪ ،‬الذي فتح عليّ وعليكم هذا الباب ألقول‪ :‬كم نندم‬ ‫على المراحل التي قطعناها في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬دون أن نُدون أو نسجل ولو شذرات مما مر‬ ‫بنا‪ .‬وها نحن نحك رؤوسنا‪ ،‬فال نظفر بما يفيد‪ ،‬وبما يشفي الغليل‪.‬‬ ‫فليغفر اهلل لنا‪ ،‬وليسامحنا‪.‬‬

‫شارة النصر !‬ ‫‬‫جلس ليتناول فطوره بشرفة المقهى‪ ،‬فرك عينيه المتعبتين من طول‬ ‫السهر‪ ،‬أطل على الشارع إللهاء نفسه ألن الئحة الزبناء قبله هذا الصباح‬ ‫طويلة‪ ،‬الحظ حركة غير عادية‪ ،‬وتجمعا صغيرا من الجنسين مابرح يكبر‬ ‫ويتسع مع مرور الدقائق‪ ،‬وفي اللحظة التي عاد النادل بما طلبه‪ ،‬كانت‬ ‫الالفتات تتقدم الجمع واألصوات تتعالى بإيقاع يرتفع ثم ينزل على فترات‪.‬‬ ‫رآه وسط األصوات يرفع شارة النصر كلما أحس بخفوت أو ارتخاء‪،‬‬ ‫فالحماس ضروري كمن يزند النار دون كلل‪ ،‬حتى ال يتمكن االرتياب‬ ‫واليأس من شرايين الجمع‪ ،‬فالمعركة ال زالت في بدايتها‪.‬‬ ‫عادل‪ ،‬صديق لشقيق رفيق الذي يرفع الشارة متقمصا دوره القيادي‬ ‫بين رفاقه‪ ،‬أكمل دراساته القانونية في إحدى الجامعات المشهورة‪ ،‬عرف‬ ‫بين أصدقـــائـــه بحذقـــه‬ ‫واستيعابه السريع لما يقرأ‪،‬‬ ‫لذلك لم ترهبه االمتحانات‬ ‫ومر منها كلها بسالم‬ ‫وتفوق‪ ،‬رغم أنه ال يشرع في‬ ‫اإلعداد لها إال في األسابيع‬ ‫القليلة الفاصلة عن يومها‪،‬‬ ‫وبعض المواد ال يراها إال‬ ‫في ليلة االمتحان البيضاء‪،‬‬ ‫مركزا على موضوعات دون‬ ‫أخرى كمن يقامر‪ .‬تنبأ له‬ ‫العديد من أصدقائه بمسار‬ ‫أكاديمي زاخر‪ ،‬لكنـــه خيب‬ ‫جميع التخمينات‪ ،‬لما عـــاد‬ ‫إلى بلدتـــه في استراحـــة‬ ‫محارب ليعيـــش وضعيــة‬ ‫تشبه البطالة؛ جرب خاللها‬ ‫مختلف المباريات‪ ،‬ويئس من جديتها حتى كاد يفقد األمل وثقتـــه في‬ ‫نفســه‪ .‬اآلن‪ ،‬وكم من ميـــاه جرت تحت الجسر‪ ،‬يفكــر بخفة روح أنـــه‬ ‫كــان سيخطـئ الطريق‪ ،‬فقد أصبح محاميا يضرب له ألف حساب داخل‬ ‫المحاكم‪ ،‬وتخفض له األعين خارجها لوجاهته ولكلمته المسموعة‬ ‫ولعالمات الثراء الظاهرة للعيان عليه‪.‬‬ ‫تعالت األصوات‪ ،‬انسل ضباب كثيف إلى مقلتيه‪ ،‬واهتز كيانه المرتوي‬ ‫كالشبع‪ ،‬فهو لم ينس السنين الجميلة بلياليها الحالمة‪ ،‬ونهرها الشحيحة‬ ‫التي تزينها ساحة النضال وهنيهات التبرجز في األيام األولى للمنحة‪ ،‬فقد‬ ‫كانت النقاشات التي تبدو له أبدية في الغرف المغلقة أو تحت ظالل حلقات‬ ‫الرفاق أو في شمس المقاهي‪ ،...‬تعرج كل مرة على ثنائية االنتحار الطبقي‬

‫‪3‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫واالرتقاء الطبقي‪ ،‬وبالتبعية على حق المناضل في المتعة الذي كان يسرف‬ ‫البعض في تأويله فيتقهقر عنده إلى بوهيمية رخيصة‪.‬‬ ‫التحق بعادل زميله أمين الذي يحمل محفظة من النوع الرفيع في‬ ‫انسجام مع أناقته الالفتة التي ورثها أبا عن جد‪ ،‬طلب هو اآلخر فطوره‬ ‫ولكن الباذخ‪ ،‬ألن شهيته غير مجروحة بعادة التدخين المقلقة‪ ،‬كان يبدو‬ ‫أنه مستعجل ويتكلم بسرعة‪ ،‬أخبر عادل بجلسة اليوم التي تخص ملف‬ ‫الدفاع عن معطلين اعتصموا سلميا أمام إحدى المؤسسات العمومية‪،‬‬ ‫كان عادل بطبيعة الحال على علم بها‪ ،‬ألنه لم ينصب في الملف العتبارات‬ ‫مسطرية فقط‪ ،‬فهو يعتبر الدفاع عن القضايا المرتبطة بحقوق اإلنسان‬ ‫واجبا أخالقيا قبل أن يكون مهنيا‪ ،‬والمكان المناسب للمعطلين هو اإلدارة‬ ‫والمدرسة والشركة والمصنع‬ ‫والضيعة‪...‬ال‪ ...‬والحديث ذو‬ ‫شجون‪ ،‬ثم إن المبادئ التي‬ ‫تشبع بها أثناء حياته الجامعية‬ ‫راسخة تشبه المداد الذي ال‬ ‫يمحى‪.‬‬ ‫تحــدث عـادل ألميـن عن‬ ‫أخيه رفيق وعـن شارة النصر‬ ‫المتميزة التي يرفعهــا‪ ،‬ابتسم‬ ‫رفيــق في شجن وأسر له فيما‬ ‫يشبـــه الحميميـــــة‪ :‬إنه من‬ ‫طينتنا‪ ،‬إنه يشبهنــا‪ ،‬لقد رضع‬ ‫الحليب الذي رضعنـــاه‪ ،‬وسرت‬ ‫في شرايينــه دماؤنــــا‪ ،‬الشيء‬ ‫الذي يختلــف فيـــه عنا هو أنه‬ ‫طوباوي جدا رغم دراسته لألدب اإلنجليزي في الجامعة‪ ،‬ورغم أن األمريكان‬ ‫واإلنجليز‪ ،‬كما تعرف يا عادل‪ ،‬مغرقان في البراغماتية أكثر من الشعوب‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫استمــــر النقــاش بيــــن الزميلين كمقابلة هادئة في كرة الطاولة‪،‬‬ ‫أطال عادل قليال في تحليل خبر مشروع إنشاء كلية في بلدته من جميع‬ ‫الوجوه‪ ،‬رد عليه أمين بقلق االستعجال‪ :‬أن التعليم بكل مستوياته حق‬ ‫أساسي لجميع أبناء الشعب ولكن األمر يدعو إلى إطالة النظر بإمعان‬ ‫وإعادته بدقة‪ ،...‬ثم رفع شارة النصر كالتي يرفعها أخوه رفيق في الشارع‬ ‫المقابل وأسرع الخطو قبل أن تبدأ الجلسة ويتهم باإلهمال النضالي‬ ‫وموقف الالمباالة‪ ،‬إن لم يكن بالتخاذل‪...‬‬

‫أغنيات قطبية ‪..‬‬ ‫)‪(3/3‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬ ‫‪ : 3‬شاعرية المكان ‪:‬تستوقفنا نصوص الشاعر قطب في‪:‬‬ ‫فضاءات قاهرة المعز‪:‬‬ ‫سدرة الغرباء‪..‬ونجمة الشعراء‪..‬وقبة الحكماء‪..‬وموطن البسطاء‪..‬ومستحم‬ ‫النزالء‪..‬‬ ‫فضاءات بغداد المجد ‪:‬‬ ‫عاشقة ماء الحياة‪..‬أم نخيل معمم بكبرياء‪..‬بنت فرات مجيدة‪..‬تيجان أجداد‬ ‫‪..‬دون أن تفوته سانحة تسجيل حضور وموقف أمام نوازل ‪ /‬فواجع الغزو‪..‬‬ ‫فضاءات تطوان الوجد ‪:‬‬ ‫إذا كان عزيزنا المرحوم محمد أنقار قد نبهنا إلى بالغة األمكنة ‪ ،‬فقال ‪« :‬‬ ‫لو تعلمنا النظر إلى األمكنة بوصفها كيانات إنسانية سنتعلم في الوقت ذاته كيف‬ ‫نؤسس النقد األدبي والبالغة ذاتها‪.»..‬‬ ‫ثم قال رحمه اهلل ‪ « :‬هكذا تعلمنا المدن وتلهمنا وتقربنا حثيثا الى الحقيقة»‪.‬‬ ‫وقال رحمه اهلل ‪ « :‬تطوان علمتني الدرس الذي يقول ‪ :‬المكان الذي تعاركه على‬ ‫التو وال يلهمك آنيا ‪ ،‬ال بد أن يكون مصدر الهامك ؛ طال الزمن أم قصر »‪.‬‬ ‫هي ذي تطوان ذات حضور في آثار علمائها وعالماتها وأدبائها وأديباتها؛سلم‬ ‫مدنية ‪ ،‬نسق قيم‪ ،.‬كيان ألفة‪ ،.‬رياض عشاق ‪ ،‬معين تخييل ‪ ،‬زناد مواهب ‪ ،‬مسقط‬ ‫قلوب‪..‬‬ ‫يقول الشاعر قطب في عتبة ديوانه « أغنيات السرب الحزين» ‪:‬‬ ‫« ال أخفي على الناس جميعا أن تطوان أم الهديل ؛ هي التي طيبتني ببخور‬ ‫الشعر‪ ،‬واستضافت ريشتي تحت فيء خمائلها ؛ فليلها ونهارها واخضرار أفيائها يمطر‬ ‫شعرا ‪..‬ومناديل عشيقاتها تتصبب قافية أو أغنية أو نغمة سكرى ‪ »..‬ويضيف ‪ « :‬ال‬ ‫أذكر مكانا تضمخت فيه حروفي بطيب المجامر وبخور الشعر مثل تطوان ‪.»..‬‬ ‫يصور الشاعر قطب انجذابه نحو مدرج طفولته ويجليه في صورة امرأة هبطت‬ ‫من محل أرفع هو اآلن دالئل خيرات وخمرة غيمات ؛ بل كون أزلي مغطى بحسن مانح‬ ‫نوره للصبح‪ ،‬داع عشاقه لالحتفاء بمفاتنه ‪:‬‬ ‫• عروس المدائن ‪:‬‬ ‫هي امرأة هبطت‬ ‫من جنان الندى‬ ‫وكرم الغيوم‪..‬‬ ‫• لواعج ‪:‬‬ ‫تطوان أنت صبابتي وشريعة الصب الجنون‬ ‫حال الشاعر قطب مع مدينته ـ مرتع الصبا والطفولة واألمن واألمان ـ ال يشذ‬ ‫فيه عن نظرائه من أدباء تطوان لكن منفرد بلغة خاصة‪ ..‬وأما تطوان في الزمن‬ ‫الحاضر ففضاء استهدفه الترويع على حد تعبير الشاعر أحمد الطريبق أحمد ‪:‬‬ ‫من روع الحمام‬ ‫وزرع الحمام ؟‬ ‫ويبقى فضاء تطوان مثيرا رغم رسائل أحزانه ؛ يبقى فضاء تطوان شاهدا على‬ ‫إغواء وغواية كما يقول الشاعرالعراقي سامي مهدي لحواضر في وصف مدن بأرض‬ ‫اهلل الواسعة ‪:‬‬ ‫مدن كالنساء؛‬ ‫لكل شجاها‬ ‫وغوايتها‬ ‫حين يأتي المساء‬ ‫مدن كالحساء‪..‬‬ ‫‪ 4‬ـ خصائص الصورة ‪:‬ترتبط جماليات الصورة الشعرية بالخيال يقظة وحلما ؛‬ ‫ذلك أن المعاني في الطريق ‪ ،‬معلومة لدى الجميع لكن قيمتها كامنة في طرق التعبير‬ ‫عنها ‪ ،‬ومكون االستعارة آلية رئيسة في التعبير المصور ؛ حيث تنق داللة اللفظ‬ ‫المعين المختار الى دالالت غيرمتوقعة أو معتادة ؛ لكنها ذات صلة وثيقة بالنفس‪..‬‬ ‫وقد منح الشاعر قطب لصوره الشعرية حركة وحياة إلى جوامد فارتدت وبدت حية‬ ‫مثيرة‪..‬وتحولت من ثبات ورتابة الى خصوبة وامتداد في أشكالها البسيطة والمركبة‬ ‫وفي تواليها وتعالقها‪..‬وبيبليوغرافية االستعارة في « أغنيات السرب الحزين» تتميز‬ ‫بكونها ذات ‪:‬‬ ‫• مرجعية ‪ :‬تحيل على جوالن في المدونات الشعرية العربية‪..‬‬ ‫• نظام ‪ :‬يؤشر على احكام صنعة القول الشعري‪..‬‬ ‫• وظيفة ‪ :‬تفصح عن أداء المعنى في ثوب جماليات التصوير‪..‬‬ ‫في المدونة القطبية فيض من براعات التصوير ؛ فمن ذلك ‪:‬‬ ‫وجد بليل‪..‬‬ ‫غصن يئن‪..‬‬ ‫كرمة متحسرة ‪..‬‬ ‫أغنية مزهرة‪..‬‬ ‫خيال راشق‪..‬‬ ‫فلة راقصة‪..‬‬ ‫سواسن بواحة‪..‬‬ ‫أزاهر فرحة‪..‬‬ ‫نخلة ساجدة‪..‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1030‬‬

‫ترسيم الحدود البحرية المغربية ‪:‬‬

‫التوجس اإلسباني الغير مبرر؟‬ ‫• محمد البوشوكي (دكتور في القانون العام)‬ ‫إن ترسيم الحدود البحرية المغربية يعتبر خطوة هامة في اتجاه بسط المملكة سيادتها البحرية‬ ‫على األقاليم الجنوبية ‪ ،‬وجاء ذلك عبر مصادقة البرلمان المغربي باإلجماع يوم األربعاء الماضي على‬ ‫مشروعي قانون يتيحان بسط نفوذ المغرب على المياه البحرية لألقاليم الجنوبية‪ ،‬وفرصة لخلق‬ ‫قطب اقتصادي يعود بالنفع على الجهة كلها‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بالقانون رقم ‪ 38.17‬بتغييـــر‬ ‫وتتميم القانون رقم ‪ 1.81‬المنشـأة بموجبــه‬ ‫منطقة اقتصاديـة خالصــة على مسافة ‪200‬‬ ‫ميل بحري عرض الشواطئ المغربية‪ ،‬ومشروع‬ ‫قانون رقم ‪ 37.17‬بتغيير وتتميم الظهير‬ ‫الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.73.211‬الصادر‬ ‫في ‪ 26‬من محرم ‪ 2( 1393‬مارس ‪)1973‬‬ ‫المعينة بموجبه حدود المياه اإلقليمية‪ .‬هاته‬ ‫الخطوة تحسب للبرلمان المغربي رغم أنهــا‬ ‫جاءت متأخرة شيئا ما‪.‬؟‬

‫هذا القرار بشكل أحادي‪ ،‬مع العلم أن مشروعي القانونين هدفهما األساس بسط الوالية القانونية‬ ‫للمملكة على كافة مجاالتها البحرية‪..‬‬

‫هذا التخوف اإلسباني من الخطوة المغربية التي تعبر عن موقف سيادي خاص بالمغرب وله كامل‬ ‫الحق والسيادة في ترسيم حدوده المائية‪ ،‬له‬ ‫تداعيات أخرى يمكن أن نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫ـ الجدل الذي ســوف يحيى حـول أرخبيل‬ ‫جزر الكنــاري الواقعــة جنوب المغرب والتابعة‬ ‫إلسبانيا‪.‬‬

‫ـ الثروات البحرية التي سيتم استغاللها‬ ‫من طرف المغرب الموجــودة بقــوة القانون‬ ‫تحت نفوذ المغرب‪.‬‬

‫ـ إمكانية خلــق مناطـــق صناعيــة في‬ ‫األقاليم الجنوبية تنافس الجارة اإلسبانية‪.‬‬

‫هذا ومن جهتها أكدت الجهات الرسميــة‬ ‫المغــــربيــــة أن مشــــروعـــي القانونيـــن‬ ‫المتعلقين بترسيم حدود المملكة في الميــاه‬ ‫اإلقليمية يهدفان إلى «سد الفراغ التشريعي‬ ‫يَسم المنظومـــة القانونيـة الوطنيــة‬ ‫الذي ِ‬ ‫المتعلقة بالمجاالت البحرية‪ ،‬ومالءمتها مع‬ ‫سيادة المغرب الداخلية الكاملـــة على كـــل‬ ‫أراضيه ومياهه من طنجة إلى الكويرة»‪.‬‬ ‫غير أن الجارة اإلسبانية عبرت عن امتعاضها من الخطوة المغربية مبررتا ذلك بأن ترسيم الحدود‬ ‫المائية المغربية المجاورة‪ ،‬ينبغي أن يتم في إطار اتفاق مشترك‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا األمر يجب أن يتم‬ ‫في إطار اتفاقية األمم المتحدة حول البحار واحترام تام للقانون الدولي‪ ،‬هذا التوجس تلته تصريحات‬ ‫رسمية لبعض المسئولين نصفها بالغير مبررة‪ ،‬حيث قالت وزيرة الخارجية اإلسبانية أن المغرب اتخذ‬

‫هذا االمتعــاض «طبعـــا الغريب» يقابلـه‬ ‫وبشكل طبيعي الموقف الرسمي المغربي‬ ‫وذلك على لسان وزير الخارجية المغربي ناصر‬ ‫بوريطــة الذي اعتبر أن هــذا القـرار يدخل‬ ‫في إطار «حـــرص المغرب على حماية وصون‬ ‫مصالحه العليا على مستوى ترابه كما على‬ ‫المستوى الجيوسياسي للمنطقة»‪.‬‬

‫من هنا يمكن أن نقول أنه عندما تستفيق الدول النامية وتطالب بأبسط الحقوق المتعارف عليها‬ ‫في القوانين والمواثيق الدولية‪ ،‬يصبح ذلك خرقا سافرا للقانون الدولي الذي هو في األصل مكتوب‬ ‫من طرف األمم القوية مراعاة لمصالحها العليا؟‪.‬‬

‫حول إنجازات الحكومة واألوراش واألرقام وواقع المواطن‬ ‫باألشكال واأللوان‬

‫ما فتئ سعد الدين العثماني‪ ،‬رئيس الحكومة المغربية يستعرض إنجازات هذه األخيرة في كل‬ ‫فرصة تتاح له متحدثا عن الجهود المبذولة في شتى القطاعات وعن تحقيق مجموعة من البرامج‬ ‫التي وعدت بها في برنامجها الحكومي على مستويات عدة‪ ،‬اقتصادية واجتماعية وإدارية‪ ،‬فضال‬ ‫عن الحكامة ومحاربة الفساد‪ ،‬وكأنه يقوم بحملة انتخابية‪ ،‬قبل األوان‪ ،‬خاصة وأن سنة ‪ 2021‬تلوح‬ ‫في األفق‪ ،‬حيث يقترب موعد إجراء هذه االنتخابات‪.‬‬ ‫العثماني في كل فرصة تتـــاح له‪ ،‬يشير إلى‬ ‫العمل الكبير الذي قامت وتقوم به الحكومة وإلى‬ ‫النتائج الطيبة المحققة‪ ،‬كانتقال المغرب على‬ ‫مستوى مؤشر مالمسة الرشوة من المرتبة ‪90‬‬ ‫التي كان يحتلها عالميا سنة ‪ 2016‬إلى المرتبة ‪73‬‬ ‫التي سجلها سنة ‪.2018‬يتحدث كذلك عن تحسن‬ ‫عرفه مؤشر مكافحة الفساد‪ ،‬فضال عن التقدم الذي‬ ‫أحرزه المغرب على مستوى مؤشر األعمال‪ ،‬حيث‬ ‫احتل السنة الماضية الرتبة ‪ 53‬عالميا‪ ،‬بعدما كان‬ ‫مصنفا في المرتبة ‪ 128‬عالميا سنة ‪.2010‬كما‬ ‫يشير رئيس الحكومة إلى مجموعة من األوراش‪،‬‬ ‫مهيكلة ومستقبلية‪ ،‬تخدم التعليم والصحة‬ ‫والحماية االجتماعية‪ ،‬وكذا توسيع التغطية‬ ‫الصحية‪.‬والحقيقة المعروفة هي أن السياسي‪،‬‬ ‫سواء كان رئيسا للحكومة أو شخصا آخر يكون‬ ‫مجيدا للغة األرقام واإلحصاءات والتخمينات وحتى‬ ‫المراوغات في شرح أو توضيح كثير من المعطيات والمعلومات‪.‬بيد أن المعيش اليومي للمواطن‬ ‫يبقى ولسنين بعيدا كل البعد عن أرقام التفاؤل وعن األعمال المنجزة‪ ،‬هنا وهناك‪.‬‬ ‫المواطن‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬منذ أن فتح عينيه وهو يشكو من طريقة قضاء أغراضه اإلدارية المختلفة‪،‬‬ ‫حيث يصطدم بتعقيدات معينة أو بتماطالت تلمح بأن عليه أن يكون سخيا إذا كان يرغب في‬ ‫الحصول على مراده بالسرعة النهائية ل‪« :‬عويطة» أو « الكروج» علما بأن بعض الخدمات اإلدارية‬ ‫ال تتطلب كثيرا من الوقت أو إرهاقا لألعصاب‪.‬وقس على ذلك ظروف المستشفيات ومآسيها التي‬ ‫يعرفها جميع المغاربة والراغبين منهم في العالج‪ ،‬باإلضافة إلى الهموم التي تعيشها المدرسة‬ ‫العمومية أو الضبابية التي تخيم على التعليم بشهادة العاملين في سلكه والذين عندما تتاح لهم‬ ‫فرصة الحديث بشأنه‪ ،‬فإنهم يدلون بارتسامات كمن يبكون على األطالل‪!.‬‬ ‫المواطن‪ ،‬ياسيدي‪ ،‬يشكو من ظروفه االجتماعية القاسية‪ ،‬المتمثلة في غالء المعيشة وضعف‬

‫• محمد إمغران‬

‫القدرة الشرائية وتفشي البطالة وامتالء المقاهي‪ ،‬صباح مساء‪ ،‬بجيش عرمرم من العاطلين‪،‬‬ ‫المخدرين بالحشيش والبارصا والريال‪.‬‬ ‫وال يخفى على أحد‪ ،‬كون الواقع يفضح كل شيء من الصباح إلى الليل‪ ،‬فماذا عسى أن تقدم‬ ‫له األرقام «المتفائلة» والمؤشرات «الحلوة» التي تظل عبارة عن سراب‪ ،‬إذا كان المواطن اليتمتع‬ ‫بكثير من الحقوق التي يضمنها له الدستور واليالمس كرامة العيش التي يتطلع إليها ‪.‬؟‬ ‫البد من إضافة مسألة أخرى‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬وهي‬ ‫أنه إذا تحسنت ظروف المواطنين‪ ،‬بشكل ملموس‪،‬‬ ‫فإن المعيش اليومي سيحكي عنها بوضوح‪ ،‬شتاء‬ ‫وصيفا‪ ،‬في الشارع وفي المقهى وفي السوق وفي‬ ‫الحديقة العمومية وفي كل مكان‪ ،‬حينئذ إذا أرادت‬ ‫المنظمات والمؤسسات الدولية المهتمة باإلحصاءات‬ ‫والمؤشرات االجتماعية واالقتصادية أن تقول أن‬ ‫المغرب يحتل آخر رتبة عالمية وهي ‪ 196‬أو ‪,195‬‬ ‫فهذا لن يهم في شيء‪ ،‬إطالقا‪ ،‬مادام المواطنون‬ ‫مطمئنين على واقعهم اليومي‪ ،‬يشتغلون ويأكلون‬ ‫ويشربون ويتمتعون بجودة التعليم ويستفيدون من‬ ‫التغطية الصحية و‪..‬و‪..‬‬ ‫والمثير في األمر‪ ،‬وفي ظل انتظارات المواطنين‪،‬‬ ‫بخصوص تطلعهم إلى تحسن ظروفهم في العديد من‬ ‫المجاالت‪ ،‬يشير األمين العام لحزب العدالة والتنمية‬ ‫إلى أن هذا األخير الذي يقود الحكومة سيتصدر محطة‬ ‫‪ ،2021‬مع أن الحزب يعيش أزمة‪ ،‬أحب من أحب وكره‬ ‫من كره‪.‬أكثر من هذا أنه خذل نسبة كبيرة من الناخبين الذين منحوه أصواتهم‪ ،‬دون أن يفي‬ ‫بوعوده تجاههم‪ ،‬لفائدة تحسين ظروفهم االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬بل على العكس من ذلك‬ ‫أغرقهم‪ ،‬بارتفاع أسعار المعيشة والضرائب وانتفاخ الفاتورات المختلفة‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذا كله‪ ،‬فإن إخوان الحزب صاروا يتراشقون فيما بينهم‪ ،‬عبر وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬كخرجات و «اليفات» عبد اإلله بن كيران وغيره‪ ،‬كما يتطاحنون‪ ،‬بسبب أطماع المناصب‬ ‫والسلطة‪ ،‬حتى أنه لم يعد لديهم أي حرج في إثارة أعمال النميمة‪ ،‬ضد بعضهم البعض‪ ،‬مع أن‬ ‫حزب اإلخوان يعد افتراضا أولى األحزاب بالتمعن في اآلية الكريمة‪:‬‬ ‫أو مقتطف من سورة الحجرات ‪ ،‬اآلية ‪: 12‬‬

‫«والجت�س�سوا وال يغتب بع�ضكم بع�ضا‪»..‬‬

‫�صدق اهلل العظيم‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫األنشطة القطاعية ‪ /‬مغرب ‪2020‬‬

‫‪ 3‬ـ الصناعة‬

‫• بقلم ‪ :‬الدكتور عبد الحق بخـات‬

‫اجلزء‬ ‫الثاين‬

‫الهدف الرئيسي ‪« :‬أولوية العاصمة المغربية»‬

‫في العدد السابق ‪ ،‬قمنا بتقديم الجزء األول من هذه الدراسة التي تركز على الصناعة في المغرب‪ ،‬حيث تحدثنا عن قطاعات السيارات ‪،‬‬ ‫صناعة الطيران ‪ ،‬المنسوجات والمالبس والجلود واإللكترونيات‪.‬‬ ‫في هذا الفصل الثاني واألخير ‪ ،‬نقترب‪ ،‬بأكبر قدر ممكن من التفصيل‪ ،‬من القطاعات األخرى وهي قطاعات الكهرباء والكيمياء والصيدليات‬ ‫ومواد البناء والطاقات المتجددة والمعادن‪ ،‬وأخيرا األغذية والمواد الغذائية‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بالقطاع الكهربائي‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أنه على الرغم من أنه ال يمثل سوى ‪ ٪ 31‬من جميع‬ ‫الشركات في القطاع‪ ،‬فإن أنشطة تصنيع األسالك والكابالت المعزولة‪ ،‬وكذلك معدات التوزيع والتحكم‬ ‫الكهربائية ‪،‬تحقق ‪ ٪ 86‬من الصادرات‪ ٪ 79 ،‬من االستثمارات‪ ٪ 72 ،‬من اإلنتاج و ‪ ٪ 65‬من القيمة المضافة‬ ‫للصناعة الكهربائية‪.‬‬ ‫منذ إطالق برنامج كهربة القرى المعمم (‪ )PERG‬في عام ‪ ،1995‬الذي نفذته إلى حد كبير من قبل‬ ‫الشركات المغربية بمنتوجات مصنوعة محليا‪ ،‬شهد القطاع الكهربائي ديناميكية كبيرة‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن هذا القطاع موجه بحزم نحو الخارج‪ ،‬ال سيما تجاه السوق األفريقية‪ ،‬من خالل‬ ‫تصدير التجربة المغربية في مجال كهربة الريف‪.‬‬ ‫الشركات الرئيسية في هذا القطاع هي‪ Abb :‬و ‪ Nexans‬و ‪ Ingelec‬و ‪Cegelec Simon‬‬ ‫‪ International‬و ‪ )Omnium General d’Electricité (OGE‬و ‪Schneider Electric Eaton‬‬ ‫‪Electric‬‬ ‫ال يمكن فصل الصناعات الكيميائية والبراكيماوية (‪ )ICP‬عن المكتب الشريف للفوسفاط(‪،)OCP‬‬ ‫الشركة الرائدة في كيمياء الفوسفاط‪ ،‬والتي تمثل أنشطتها ‪ ٪ 52‬من حجم مبيعات القطاع‪ ٪ 90 ،‬من‬ ‫الصادرات‪ ٪ 67 ،‬من االستثمارات و ‪ ٪ 22‬من فرص العمل‪.‬‬ ‫تحتل هذه الصناعات‪ ،‬التي شهدت تنمية مستدامة‪ ،‬مكانًا مهمًا في االقتصاد الوطني من خالل تنوع‬ ‫منتجاتها وارتباطها العضوي باألنشطة االقتصادية األخرى ‪.‬‬ ‫يشمــل القطـــاع العديــد من الشركـــات‪ ،‬أهمهـــا ‪OCP، Procter & Gamble، International :‬‬ ‫‪Paper (Ip)، Atlas Peintures، Société Nationale d’Electrolyse et de Pétrochimie (SNEP)،‬‬ ‫‪.GPC، Sevam‬‬ ‫يتمتع قطاع مواد البنـــاء‪ ،‬من جانبـــه‪،‬‬ ‫بأهمية كبيرة في الصناعة الوطنية من خالل‬ ‫الروابط التي يحتفظ بها مع بقية األنشطة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وبشكل خاص مع أنشطة البناء‬ ‫والسياحة وأعمال البنية التحتية‪.‬‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬وبفضل السياسات‬ ‫القطاعية التي تستهدف اإلسكان والسياحة‬ ‫وصناعة محركات النمو‪ ،‬شهدت صناعة مواد‬ ‫البناء تطوراً غير مسبوق‪.‬‬ ‫وتبلغ مبيعات القطاع ‪ 37‬مليار درهم‬ ‫ويعمل به ‪ 27،500‬شخص‪.‬‬ ‫الشركات الرئيسية في هـــذا القطــاع‬ ‫هي‪ Lafarge Maroc :‬و ‪Ciments du‬‬ ‫‪ Maroc Super Cérame‬و ‪ Roca‬و‬ ‫‪ Granimarbre‬و ‪Briqueterie Slaoui‬‬ ‫و ‪.Sadet‬‬ ‫مــن بيـــن الصنـــاعــات المتجــددة‬ ‫التي أدمجت المغرب‪ ،‬هناك قطــاع الطاقــة‬ ‫المتجددة الذي يقع في صميــم السياسة‬ ‫الوطنية للطاقة‪ ،‬والتي تتجه نحو تنويع مصادر إمدادات الطاقة‪ ،‬بهدف جلب في عام ‪ ،2020‬مساهمة‬ ‫الطاقات الخضراء ‪ ٪ 42‬من إجمالي الطاقة الكهربائية المركبة‪.‬‬ ‫تمثل جودة الطاقة‪ ،‬إلى جانب تطوير الطاقات المتجددة‪ ،‬أولوية في االستراتيجية الوطنية‪ :‬الطموح هو‬ ‫توفير ‪ ٪ 12‬من استهالك الطاقة في عام ‪ 2020‬و ‪ ٪ 15‬في عام ‪ .2030‬من هذا المنظور‪ ،‬تم تنفيذ إجراءات‬ ‫كفاءة الطاقة في جميع القطاعات الرئيسية‪ ،‬ال سيما النقل والصناعة والبناء‪.‬‬ ‫بالنظر إلى إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة المتاحة للمملكة‪ ،‬يتم التخطيط لبناء مزيج متنوع من‬ ‫الطاقة تستفيد منه الطاقات المتجددة‪ ،‬لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء‪ ،‬والحفاظ على البيئة وتقليل‬ ‫اعتماد المملكة على الطاقة في مواجهة الخارج‪.‬‬ ‫لمواجهة هذه التحديات‪ ،‬أطلق المغرب برنامجًا متكاملاً واسع النطاق إلنتاج الكهرباء من الطاقات‬ ‫المتجددة‪ .‬إنه أحد أكبر المشاريع في جميع أنحاء العالم‪ ،‬حيث يستهدف طاقة إجمالية تبلغ ‪ 4000‬ميغاوات‬ ‫بحلول عام ‪ ،2020‬من خالل بناء مزارع رياح جديدة وإنشاء خمس محطات للطاقة الشمسية‪.‬‬ ‫الشركات العاملة في هذا القطاع هي‪ Droben Maroc :‬و ‪Cleanergy Maroc Delattre Levivier‬‬ ‫‪ )Maroc (DLM‬و ‪ Delta Holding‬و ‪.Jet Alu Maroc‬‬ ‫نأتي إلى قطاع الصناعات الميكانيكية والمعدنية (‪ )IMM‬الذي يعد حلقة أساسية في سلسلة التوريد‬ ‫الصناعية‪ ،‬من خالل دورها كمورد ألسواق التطبيقات المتعددة‪ ،‬بما في ذلك البناء والطاقة والنقل‬ ‫والزراعة‪.‬‬

‫تعد الصناعة المعدنية واألشغال المعدنية الفروع الرئيسية لقطاع الصناعات الميكانيكية والمعدنية‬ ‫(‪ .)IMM‬فهي تمثل ‪ ٪ 82‬من الصادرات‪ ،‬و ‪ ٪ 94‬من االستثمارات و ‪ ٪ 91‬من اإلنتاج‪ ،‬مما أدى إلى مبيعات‬ ‫بلغت ‪ 46.8‬مليار درهم وتوظف ‪ 67600‬من اليد العاملة‪.‬‬ ‫الشركات الرئيسية في القطاع هي‪،Sonasid، Maghrebsteel ،Univers Acier، Ynna Steel :‬‬ ‫و ‪.Somasteel‬‬ ‫إن قطاع النقل إلى الخارج‪ ،‬الذي يمثل مرحلتنا قبل األخيرة‪ ،‬مزدهر باالقتصاد الوطني بسبب قدرته على‬ ‫خلق فرص عمل للشباب ومساهمته في الميزان التجاري للبالد‪.‬‬ ‫األنشطة الخارجية تنقسم بشكل أساسي إلى مجالين رئيسيين وستة قطاعات‪:‬‬ ‫* مجال ‪ BPO‬الذي يشمل األنشطة ‪ /‬الوظائف اإلدارية العامة‪ ،‬وأنشطة إدارة عالقات العمالة وأنشطة‬ ‫تجارية محددة ؛‬ ‫* مجال ‪ ITO‬والذي يشمل أنشطة إدارة البنية التحتية وأنشطة تطوير البرمجيات وأنشطة صيانة‬ ‫التطبيقات‪.‬‬ ‫في هذا العام ‪ ،2020‬كان الهدف المحدد في خطة التسريع الصناعي (‪ )PAI‬هو الوصول إلى الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي بقيمة ‪ 16‬مليار درهم و‪ 100000‬وظيفة‪.‬‬ ‫الشركات الرئيسية العاملة في الخارج هي‪ Capgemini :‬و ‪ Cgi‬و ‪ Bnp Paribas‬و ‪ Axa‬و ‪ IBM‬و‬ ‫‪ Accenture‬و‪ Dell‬و ‪ Amazon‬و ‪ Ubisoft‬و ‪ Webhelp‬و ‪ Atos‬و ‪ Steria Gfi Informatique‬و ‪.Sqli‬‬ ‫الجزء األخير من هذه المقاربة يتعلق بقطاع الصناعات الغذائية والزراعية‪.‬‬ ‫صناعة المواد الغذائية هي القطاع الرئيسي لالقتصاد المغربي‪ ،‬حيث يبلغ إنتاجها ‪ 142‬مليار درهم‬ ‫أو ‪ 14٪‬مخصصة للتصدير‪ ،‬بمبلغ ‪ 22‬مليار‬ ‫درهم أي ما يعادل ‪ ٪ 11.2‬من الصادرات‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫العمالة في هذا القطاع تبلغ ‪137.535‬‬ ‫أجيراً‪.‬‬ ‫بالنسبة للتجارة المغربية مع االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬فــــإن الرقــم هو ‪ .٪ 51.4‬تظل‬ ‫إسبانيا وفرنسا شريكين تجاريين رئيسيين‬ ‫للمغرب‪ ،‬حيث يمثالن أكثر من ‪ 55٪‬من‬ ‫إجمالي التجارة مع االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫تعتبر األغذية الزراعية (الزراعة وصناعة‬ ‫األغذية الزراعيــة) واحـــدة من محركـــات‬ ‫االقتصاد المغربي‪ .‬ويمثل حوالي ‪ ٪ 20‬من‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي و ‪ ٪ 20‬من صادرات‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫يتميز هذا القطاع بمجموعة واسعة من‬ ‫الفاعلين واألصناف (الحبوب والسكر ومنتجات‬ ‫األلبان والحمضيات والدواجن واللحوم‬ ‫واألسماك والزيتون والبسكويت والحلويات‬ ‫والشوكوالته والمعكرونة والكسكس)‪ .‬كما‬ ‫أنه يلعب دوراً هاماً في تعزيز األمن الغذائي‬ ‫الوطني‪ ،‬وفي خلق فرص العمل وجلب العمالت األجنبية من خالل الصادرات‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن اإلنتاج المغربي‬ ‫يغطي ‪ ٪ 100‬من احتياجات اللحوم والفواكه والخضروات‪ ،‬و ‪ ٪ 82‬من الحليب‪ ،‬و ‪ ٪ 50‬من السكر‪ ،‬و ‪٪ 60‬‬ ‫من الحبوب‪ ،‬أو ‪ ٪ 20‬من الزيوت‪.‬‬ ‫مع أكثر من ‪ 2050‬وحدة (‪ ٪ 26‬من المنشآت الصناعية في البالد)‪ ،‬تدر صناعة معالجة األغذية عائدات‬ ‫سنوية تتجاوز ‪ 100‬مليار درهم في المتوسط‪ ،‬وخلق ما يقرب من ‪ 110،000‬وظيفة‪.‬‬ ‫تصل صادرات األغذية المغربية‪ ،‬التي تتألف من األسماك والفواكه والخضروات وزيت الزيتون وما إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬إلى ‪ 44.9‬مليار درهم‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ ٪ 20.6‬من إجمالي صادرات البالد وحوالي ‪ ٪ 23‬من إنتاج القطاع‪.‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬تظهر بنية الصادرات غلبة ثالثة قطاعات والتي تساهم بنسبة تصل إلى ‪ ٪ 78‬من إجمالي‬ ‫المبيعات‪ :‬المنتجات السمكية والفواكه الحمضية والطماطم والخضروات المجمدة‪.‬‬ ‫تمثل منتجات المأكوالت البحرية أكثر من نصف صادرات الصناعات الزراعية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬المغرب‬ ‫هو الرائد العالمي في السردين‪.‬‬ ‫أكثر من ‪ ٪ 90‬من صادرات المنتجات الغذائية الزراعية تصل إلى االتحاد األوروبي‪ .‬الدول الرئيسية‬ ‫للعمالء هي فرنسا‪ ،‬التي تمثل حوالي ‪ ٪ 38.9‬من صادرات المنتجات الزراعية المغربية‪ ،‬تليها روسيا (‪14.6‬‬ ‫‪ ،)٪‬وإسبانيا (‪ )٪ 13.1‬وهولندا ‪.٪ 9 ،9‬‬ ‫تهدف خارطة الطريق الجديدة إلى توفير أكثر من ‪ 38000‬وظيفة دائمة بحلول عام ‪ 2021‬وحجم‬ ‫مبيعات سنوي إضافي قدره ‪ 42‬مليار درهم‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1030‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫السلطات بالحسيمة تقدم بديالً لساكنة «أشاون»‬ ‫وتتهم سماسرة العقار بالتحريض‬

‫في إطار إعادة تأهيل األحياء الناقصة‬ ‫التجهيز بجماعة الحسيمة‪ ،‬قامت السلطات‬ ‫العمومية منذ بداية ‪ 2018‬بإعداد دراسات‬ ‫جيو‪-‬تقنية لجميع األحياء الهامشية المتواجدة‬ ‫بذات الجماعة بما فيها حي أشاون‪ ،‬للتأكد من‬ ‫صالبة تربتها حتى تتمكن من مباشرة عمليات‬ ‫التأهيل‪ ،‬وإتمام التجهيزات األساسية والضرورية‬ ‫من طرق وماء وكهرباء‪ ،‬وخلصت هذه الدراسات‬ ‫فيما يخص منطقة أشاون الى ما يلي‪:‬‬ ‫ إن التكوين الجيولوجي والبنية الجيو‪-‬‬‫تقنية لهذا الحي تجعالن من تربته غير مناسبة‬ ‫للبناء ومهددة باإلنهيار في أي وقت‪ ،‬علما أن هذه‬ ‫المنطقة هي محرمة من البناء طبقا لمقتضيات‬ ‫تصميم التهيئة لمدينة الحسيمة المصادق‬ ‫عليه بتاريخ ‪ 28‬دجنبر ‪ 2015‬والمنشور بالجريدة‬ ‫الرسمية عدد ‪ 6428‬بتاريخ ‪ 07‬يناير ‪،2016‬‬ ‫وهو ما تم تأكيده من طرف المختبر العمومي‬ ‫للدراسات والتجارب أثناء تقديم خالصات هذه‬ ‫الدراسات بتاريخ ‪ 29‬نوفمبر ‪ ،2019‬وقد تم‬ ‫إبالغ جميع أصحاب البنايات المتواجدة بذات‬ ‫الحي والبالغ عددهم ‪ 81‬بعدم شغلها حفاظا‬ ‫على سالمتهم وعائالتهم وباقي الساكنة من‬ ‫خطر الموت‪ ،‬كما تم إخبار أصحاب األراضي‬ ‫الفارغة بعدم بنائها نظرا للمخاطر التي تهدد‬ ‫هذه المنطقة‪.‬‬ ‫إال أن بعض السماسرة‪ ،‬ومافيا العقار‬

‫الذين يعملون في الخفاء استغلوا ما عرفه إقليم‬ ‫الحسيمة من احتجاجات أواخر ‪ 2016‬وطيلة‬ ‫‪ 2017‬وقاموا بتجزيء سري وبدون أي سند‬ ‫قانوني وبيع القطع األرضية المستخرجة من‬ ‫هذا التقسيم السري للمستضعفين والفقراء من‬ ‫الساكنة وتحريضهم على بنائها‪ ،‬مع علمهم‬ ‫الكامل بأن هذه القطع األرضية محرمة من البناء‬ ‫وال تتوفر فيها شروط السالمة الضرورية‪ ،‬وقاموا‬ ‫بتجاوزات ومخالفات في ميدان التعمير مع ما‬ ‫يترتب عليها من آثار قانونية‪.‬‬ ‫وأمام هـذا الوضــع‪ ،‬قامـــت السلطـــات‬ ‫العمومية بإحصاء السكان الذين قاموا بتشييد‬ ‫منازلهم بدون سنـــد قانوني وإحالة محاضر‬ ‫مخالفات التعمير طبقا للقوانين الجاري بها‬ ‫العمل على المحكمة المختصة‪ ،‬كما قامت بعقد‬ ‫سلسلة من اإلجتماعات مع ممثلي ساكنة هذه‬ ‫المنطقة وإبالغهـم حرصها على إخـــالء هذه‬ ‫المنطقة حفاظا على سالمة أرواح المواطنين‬ ‫وممتلكاتهم‪ ،‬مقدمة الحلول التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ترحيل جميع الساكنة المهددة إلى بقع‬ ‫مجهزة تسلمها السلطات العمومية كتعويض‬ ‫عن البنايات التي سيتم إخالؤها وهدمها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وضع رهن إشارة الفئة المذكورة سكنا‬ ‫اجتماعيا الئقا كتعويض لها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تعويض األراضي التي لم يشملها‬ ‫التجزيء السري وذلك بإنجــاز غابـــة حضرية‬

‫لفائدة الساكنة تفاديا للترامي عليها من طرف‬ ‫سماسرة العقار مرة أخرى‪.‬‬ ‫هذه الحلول االجتماعية التي وضعت رهن‬ ‫إشارة هؤالء السكان تعتبر بديال عادال لحل هذه‬ ‫المشكلة في إطار التراضي والمصاحبة للفئات‬ ‫الهشة الذين كانوا عرضة لمافيا العقار في‬ ‫غفلة قانونية وقاموا بشراء قطع أرضية بمنطقة‬ ‫مهددة باإلنهيار من سماسرة التجزيء السري‬ ‫ومافيا العقار‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وتبقى اإلجـــراءات السالفـة الذكـــر‬ ‫مفتوحة أمام هذه الساكنة لتسوية وضعيتهم‬ ‫بطرق قانونية واجتماعية عادلة إلى حدود ‪28‬‬ ‫فبراير ‪ ،2020‬وخارج هذا اآلجال ستحال الملفات‬ ‫معززة بجميع الوثائق على القضاء للنظر فيها مع‬ ‫ما يترتب على ذلك من آثار قانونية‪.‬‬ ‫إن هــذا البـالغ موجـــه‪ ،‬مـــن جهــة‪،‬‬ ‫إلى المعنيين باألمر إلعطائهم فرصة أخيرة‬ ‫لإلستفادة من التعويض بطريقة استثنائية‪ ،‬كما‬ ‫تعتبر من جهة ثانية‪ ،‬تنويرا للرأي العام لما يقوم‬ ‫به سماسرة ومافيا العقار من تحريض لهذه‬ ‫الساكنة على اإلحتجاج دون اإلكتراث بالعواقب‬ ‫المترتبة عنه وذلك بهدف تحويل األنظار عن‬ ‫المخالفات التي ارتكبوها في ميدان التعمير‪.‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫مشروع تحلية مياه البحر بالحسيمة‬ ‫يصل إلى المرحلة األخيرة‬

‫بعد أن سجل كل من ســد «الجمعــة»‬ ‫بتاركيست وسد محمد عبد الكريم الخطابي‬ ‫ببني بوعياش تراجعا في نسبــة مخزونهم‬ ‫المائي بسبب ضعف التساقطات المطرية خالل‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬أصبح مشروع محطة تحلية‬ ‫مياه البحر بالحسيمة في مراحل إنجازه األخيرة‪،‬‬ ‫حيث سيمكن من تزويد المدينة والجماعات‬ ‫المجاورة بحاجياتها من الماء الشروب بأزيد من‬ ‫‪ 17‬ألف متر مكعب يوميا‪.‬‬ ‫وفي هذا الصــدد‪ ،‬أكـد رئيس الوكالـــة‬ ‫الممزوجة للماء بالحسيمة في تصريح لقناة‬ ‫الثانية‪ ،‬أن المشروع في مراحله النهائية لتجارب‬

‫المنتدى المتوسطي للسياحة يدعو‬ ‫الفاعلين في القطاع إلى تسويق العرض‬ ‫السياحي بالحسيمة وطنيا ودوليا‬

‫توزيع جوائز على التالميذ المتفوقين في مجال‬ ‫الرسم المعماري بحضور عامل الحسيمة‬

‫على هامش االحتفال باليوم الوطني‬ ‫للمهندس المعماري الذي يصادف الذكرى ‪34‬‬ ‫والذي اختير له هذه السنة شعار ” الموروث‬ ‫المعماري والعمراني‪ :‬رافعة للتنمية المجالية“‪،‬‬ ‫أشرف عامل اإلقليم السيد فريد شوراق على‬ ‫تسليم العديد من الجوائز على التالميذ‬ ‫المتفوقين في منافسات الرسم المعماري‪ ،‬الذي‬ ‫احتضنته مجموعة من المؤسسات التعليمية‬

‫بالحسيمة‪ ،‬كما طاف السيد العامل على أروقة‬ ‫معروضات ووثائق تهم الهندسة المعمارية ‪.‬‬ ‫وقد تواصلت لليوم الرابع على التوالي‪،‬‬ ‫فعاليات النسخة الثالثة للمهرجان الوطني‬ ‫للهندسة المعمارية بحلوله ضيفا على مدينة‬ ‫الحسيمة‪ ،‬والتي كانت على موعد مع يوم حافل‬ ‫باألنشطة ذات البعد العلمي والثقافي‪ ،‬حيث‬

‫نظمت ندوة علمية بدار الثقافة‪ ،‬نوقش من‬ ‫خاللها موضوع “صيانة الموروث المعماري‬ ‫للمنطقة وتثمين التراث الكولونيالي بمدينة‬ ‫الحسيمة“‪ ،‬و الرامية إلى التعريف والتحسيس‬ ‫بالموروث المعماري لهذه المدينة مع اقتراح‬ ‫حلول من أجل صيانته و إدماجه على المستوى‬ ‫االقتصادي و االجتماعي‪.‬‬

‫الجودة‪ ،‬مضيفا أنه سيتمكن من تعبئة ‪1200‬‬ ‫لتر في الثانية بعد مزجه بكل من قنوات سدي‬ ‫«غيس» ومحمد بن عبد الكريم الخطابي‪،‬‬ ‫مما يمكن من تلبية حاجيات ساكنة الحسيمة‬ ‫والمناطق المجاورة على المـــدى المتوسط‬ ‫والبعيد‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫وأنجز هذا المشروع األول من نوعه على‬ ‫مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة والخامس‬ ‫وطنيا‪ ،‬ضمن مشاريع برنامج «الحسيمة منارة‬ ‫المتوسط» بتكلفة إجمالية تقدر بـ ‪ 300‬مليون‬ ‫درهم‪.‬‬

‫عقــد المنتــدى المتوسطــي للسياحـــة‬ ‫اجتماع عمل بمدينة الحسيمة مؤخرا بحضور‬ ‫مجموعة من الفاعلين والمستثمرين السياحيين‬ ‫الذي حضروا إلى الحسيمة من طنجة تطوان‬ ‫وشفشاون‪ ،‬ويأتي هذا االجتمـــاع الثاني من‬ ‫نوعه على الصعيد الجهوي في إطار سلسلة‬ ‫من اللقاءات واالجتماعات التي يعقدها المنتدى‬ ‫لتبادل الرؤى حول تنمية القطاع السياحي‪.‬‬ ‫كما نظم مساء نفس اليوم لقاء بفضاء‬ ‫ميرامار حضره العديد من الفاعلين والشخصيات‬ ‫المدنية‪ ،‬وقد شكل هذا اللقاء فرصة لطرح‬ ‫العديد من التصورات واألفكار الجديدة بوضع‬ ‫تصور نموذجي لتنمية وتطوير قطاع السياحة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمــة‪ .‬قدمــت في‬ ‫مستهله من جانبها نائبة رئيس المنتدى ورقة‬ ‫تقديمية تحدثت فيهـــا عن المنتدى وأهدافه‪،‬‬ ‫كما قدمت مجموعة من االقتراحات والتصورات‬ ‫التي تعكس توجهات هذا األخير من أجل الدفع‬ ‫بقطاع السياحة إلى األمام‪.‬‬ ‫وعرض بعض المتدخلين في حديثهــم‬ ‫جل اإلكراهات التي تحول دون تطوير قطاع‬ ‫السياحة بالمنطقة‪ ،‬والسبل الناجعة لتجاوزها‬ ‫وتطوير القطاع‪ .‬وأكد احد الفاعلين السياحيين‬ ‫أن السياحة بالحسيمة ستعرف تحوال تطورا‬

‫تنمويا هاما في المستقبل‪ ،‬خصوصــا بعـــد‬ ‫االنتهاء من بعض المشاريع السياحية بالسواني‬ ‫وبوجيبار‪ .‬كما طالب متدخلون آخرون بضرورة‬ ‫تدخل الدولة في تجويد الخدمات وضبط معايير‬ ‫الجودة والرقي بخدمات االستقبال إضافة إلى‬ ‫تحديد األثمنة المتعلقة بالمبيت في الوحدات‬ ‫الفندقية وطرح أسعار تفضيلية تشجيعية‬ ‫على طول السنة الستدامة النشاط الفندقي‬ ‫والسياحيبالمنطقة‪.‬‬ ‫وختاما كرم المنتدى المتوسطي للسياحة‬ ‫األستــاذ أحمد المرابط‪ ،‬وأحـــد المستثمرين‬ ‫في القطاع السياحي بالحسيمة في مرحلة‬ ‫الستينيات والسبعينيات‪ ،‬ويتعلق االمر ببوعزة‬ ‫دريوش‪ .‬وانهالت عبارات الثناء واإلطراء على‬ ‫المحتفى بهما من قبـــل بعـــض الحاضرين‬ ‫الذين قدموا شهادات في حقهما‪ .‬كما تال أحد‬ ‫الحاضرين قصيدتين شعريتين مـــدح بهما‬ ‫المكرمين‪ .‬وبالمناسبة تمت زيارة مدينة المزمة‬ ‫التاريخية بعد إنهاء الشطر األول من الترميم‬ ‫وذلك يوم األحد صباحا رفقة الوفد الجهوي‬ ‫المرافق للمنتدى من أجــل التعريــف بهذه‬ ‫المنطقة السياحية‪ .‬وفي األخير نتقدم تحياتنا‬ ‫العالية والشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح‬ ‫هذا الملتقى‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1030‬‬

‫‪7‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫العرائش ‪ :‬الدورة الثالثة لمهرجان الهندسة‬ ‫المعمارية تحت شعار “الموروث المعماري‬ ‫رافعة للتنمية المجالية”‬

‫تخليدا للذكــــرى ‪ 34‬للخطاب التاريخــي‬ ‫لصاحب الجاللة المغفور له الحسن الثاني‬ ‫الموجه لهيئة المهندسين المعماريين بتاريخ‬ ‫‪ 14‬يناير ‪ ،1986‬نظمت وزارة إعداد التراب‬ ‫الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة‬ ‫والمجلس الوطني للمهندسين المعماريين‬ ‫بجهة طنجة – تطوان الحسيمة‪ ،‬الدورة الثالثة‬ ‫لمهرجان الهندسة المعمارية تحت شعار‬ ‫“الموروث المعماري رافعة للتنمية المجالية”‪.‬‬ ‫وقد حلت يوم األربعاء ‪ 15‬يناير ‪2020‬‬ ‫بالعرائش‪ ،‬السيدة الكاتبة العامة لوزارة إعداد‬ ‫التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسية‬ ‫المدينة رفقة السيد عامل إقليم العرائش‬ ‫العالمين بوعصام‪ ،‬وبرلماني اإلقليم ‪ ،‬ورئيس‬ ‫المجلس اإلقليمي ‪ ،‬و المنتخبين والشخصيات‬ ‫المدنية والعسكرية ‪،‬حيث تم القيام بجولة‬ ‫ميدانية للمدينة القديمة بالعرائش لكون هذه‬ ‫األخيرة تمثل تراثا معماريا للمدن العتيقة‪.‬‬ ‫و انطلقت هذه الجولـــة بدءا من بـــرج‬ ‫اللقالق‪ ،‬مرورا بالمتحف األركيولوجي والمعهد‬ ‫الموسيقي‪ ،‬ومسجد األنوار‪ ،‬ودرب ازطوط‪،‬‬ ‫وباب القبيبات‪ ،‬وفندق زلجو وغيرها من المعالم‬ ‫العتيقة للمدينة‪ ،‬لتنتهي هذه الجولة بندوة بمقر‬ ‫عمالة العرائش‪ ،‬والتي شكلت فرصة من أجل‬ ‫تحليل مؤشرات التنمية المستدامة ومناسبة‬ ‫إلصدار توصيات من شأنها ضمان تطور سلس‬ ‫لهذا النسيج الذي يتماشى مع الهوية والتراث‪،‬‬ ‫الشيء الذي من شأنه تحسين المرافق بين‬ ‫المدن العتيقة والنسيج الجديد لمدينة العرائش‪.‬‬ ‫كما عرفت هذه التظاهرة توزيع جوائز‬ ‫تحفيزية لفائدة تالميذ اإلقليم الذين شاركوا‬ ‫في ورشــة للرســم التي نظمــت بمـدرســـة‬ ‫عبد الصمد الكنفاوي والتي تدخل ضمن برنامج‬ ‫هذه التظاهرة‪.‬‬

‫لقد أصبح اليوم الوطني للمهندسين‬ ‫المعماريين موعدا سنويا لتبادل الخبرات‬ ‫الوطنية والدولية في مجال الهندسة المعمارية‬ ‫والتعمير وإعداد التراب‪ .‬وهي فرصة للمجلس‬ ‫الوطني للمهندسين المعماريين من أجل‬ ‫مناقشة المواضيع التي تهم الهندسة المعمارية‬ ‫والتعمير‪ ،‬رفقة عدد من المؤسسات والهيئات‬ ‫الكبرى في البالد‪ ،‬والمهنيين ومختلف الشركاء‬ ‫في القطاع‪ ،‬من خالل العديد من الندوات‬

‫والمعارض وورشات التفكير‪ ،‬وبمشاركة حضور‬ ‫مهم من الضيوف والمجتمع المدني‪.‬‬ ‫إن الموروث المعماري والعمراني بالمغرب‪،‬‬ ‫الغني بمدنه العتيقة والقصبات والقصور‪ ،‬يوفر‬ ‫فضاءات ذكية وف ًقا للتعاريف الحديثة للمدن‬ ‫الذكية‪ ،‬بالنظر إلى اختيار مواقعها وتوزيع‬ ‫أنشطتها وطبيعة مواد البناء المستعملة‬ ‫والثقافةالمعماريةالمحلية‪.‬‬

‫بيان تضامني للحزب االشتراكي الموحد فرع القصر الكبير‬ ‫مع تجار سوق لفجر‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫االحتفال بخريجي برنامج «محاربة‬ ‫الهدر المدرسي وتشغيل المبكر»‬

‫احتفت جمعية نعمة للتنمية بتنسيق مع‬ ‫جمعية منتدى المجازين بالقصر الكبير يوم‬ ‫السبت ‪ 18‬يناير ‪ 2020‬بمدينة القصر الكبير‬ ‫بخريجي برنامج «محاربة الهدر المدرسي ومنع‬ ‫تشغيل األطفال» الذي تنفذه الجمعية للعام‬ ‫الرابع على التوالي بشراكة مع وزارة التشغيل‬ ‫واإلدماج المهني تحت شعار «محاربة الهذر‬ ‫المدرسي ضمان لحماية األطفال من االستغالل‬ ‫والتشغيلالمبكر»‪.‬‬ ‫وخالل حفل أقيم بالمناسبة بمدينة‬ ‫القصر الكبير بمقر مدرسة الميدالية للحالقة‪،‬‬ ‫تم االحتفاء بتخريج دفعة جديدة‪ ‬من حاملي‬ ‫الشهادات المهنية في الحالقة النسائية‬ ‫والرجالية وصلت إلى ‪ 15‬خريجا وخريجة تمكنوا‬

‫على مدار سنة ونصف من تلقي مختلف الدروس‬ ‫النظرية والتطبيقية في مجال الحالقة والتي‬ ‫ستفتح أمامهم آفاق ولوج سوق الشغل بعد‬ ‫أن نجحت الجمعية في انتشالهم من الشارع‬ ‫بعد انقطاعهم عن الدراسة‪ ،‬حيث تم التنسيق‬ ‫مع المدرسة من أجل تلقيهم هذا التكوين‪،‬‬ ‫موازاة مع تخريج دفعة أخرى بمدينة سال تصل‬ ‫إلى ‪ 10‬حاملين للشهادات من الجنسين‪،‬‬ ‫لينضافوا بذلك إلى خريجي التكوين المهني‬ ‫في نفس المجال خالل السنوات الثالث الماضية‬ ‫(‪ 60‬خريجا وخريجة) ليصل العدد اإلجمالي‬ ‫للمستفيدين من هذا التكوين حتى اآلن إلى ‪85‬‬ ‫مستفيداومستفيدة‪.‬‬

‫تأسيس المكتب النقابي لسيارات‬ ‫األجرة الصنف األول بالعرائش‬

‫و جاء البيان على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫تتبعنا في مكتب الحزب االشتراكي الموحد‬ ‫عملية « تحرير الملك العمومي» والتي كانت‬ ‫شوارع وسط المدينة مسرحا لها يوم الخميس‬ ‫(‪ )2020-1-16‬أسفرت عن حجز سلع وبضائع‬ ‫الباعة الجائلين دون غيرهم كما تتبعنا عن‬ ‫قرب إحراق «سوق لفجر «مساء الجمعــة‬ ‫(‪ )2020-1-17‬ابتداء من الساعة الثامنة مساء‪.‬‬ ‫وإذ نؤكـــد على ترابــط الحدتين زمانيا‬ ‫وبشكل يعكس نفس النظرة في التعاطي مع‬ ‫ملف وقضايا تنظيم المجال بكل جوانبه فإننا‬ ‫في مكتب‪ ‬الحزب االشتراكي الموحد نعلن للرأي‬ ‫العام المحلي ما يلي ‪:‬‬ ‫إدانتنا لهذا الفعل الجبان ‪-‬إحراق سوق‬‫لفجر ‪-‬أيا كان مصدره‪.‬‬ ‫ نعلن تضامننا مع أصحاب البراريك‬‫وساكنة حي الوهراني التي تضررت ماليا بيئيا‬

‫وأمنيا من عملية اإلحراق التي تعرض لها‬ ‫السوق‪.‬‬ ‫ نجدد مطالبتنا بتوفير البدائل وذلك‬‫باحدات أسواق القرب بمواصفات جيدة وبأماكن‬ ‫مناسبة تغطي كافة أحياء المدينة كما نجدد‬ ‫مطالبتنا السلطات المحليـة بوقـــف التعامل‬ ‫بمعايير مزدوجة من خالل استهــداف الباعة‬ ‫الجائلين كحلقة أضعـف في مقابل استثنــاء‬ ‫أصحاب المقاهي والمطاعم والمتاجر الكبرى‬ ‫التي تطاول أصحابها على احتــالل الملــك‬ ‫العمومي بشكل يوحي بتحويل الفضـــاءات‬ ‫المحتلة إلى حيازة مشروعة ‪.‬‬ ‫ نطالب بوضع حد لالستغالل االنتخابوي‬‫لملف الباعة الجائلين عموما ولتجار سوق‬ ‫لفجر خصوصا الذين تعرضوا وال زالوا لالبتزاز‬ ‫وللوعود االنتخابوية سواء من طرف الرئيس‬ ‫الحالي للمجلس البلدي الحاج الذي تنصل من‬

‫كل الوعود التي كان يقدمها للتجار عندما كان‬ ‫في المعارضة ونفس األمر ينطبق على حزب‬ ‫العدالة والتنمية وهو الذي عجز عن إيجاد‬ ‫الحلول المناسبة طيلة ‪ 12‬عشر سنة من تسييره‬ ‫للمدينة دون أن يمنعه فشله ذاك في العودة‬ ‫لتقديم وعود جديدة بعد إحراق السوق ‪.‬‬ ‫ نطالب عامل اإلقليم بتحمل مسؤوليته‬‫وممارسة مهامه فيما يخص تدبير وتنظيم‬ ‫المجال في ظل وجود أسواق مغلقة تقع وسط‬ ‫المدينة ووضع حد للفوضى والتسيب الذي‬ ‫أجهز على الملك العمومي‬ ‫ مطالبتنا بتنظيم مناظرة محلية للتفكير‬‫الجماعي في حلول ناجعة لظاهرة احتالل الملك‬ ‫العمومي التي فشلت كل المجالس المتعاقبة‬ ‫على تسيير الشأن المحلي في إيجاد حلول لها‪ .‬‬

‫انعقد بمقـــر االتحــاد المغربي للشغـــل‬ ‫بالعرائش يوم السبت ‪ 10‬يناير ‪ ، 2020‬تأسيس‬ ‫المكتب النقابي لسيارات األجرة الصنف األول ‪،‬‬ ‫بحضور كل من الكاتب اإلقليمي عبد الخالق‬ ‫الحمدوشي ‪ ،‬والكاتب المحلي لنقابة سيارات‬ ‫األجرة الصنف الثاني محمد القزقاز ‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أعضاء مكتب االتحاد المحلي ‪ ،‬وقد افرز‬ ‫الجمع العام التأسيسي عن تشكيل مكتب مسير‬ ‫جاء كالتالي ‪:‬‬ ‫– الكاتب المحلي ‪ :‬خليل عقة‬

‫– نائبه ‪ :‬محمد ابزوزي‬ ‫– نائب ‪ : 2‬الكندي عبد اإلله‪ ‬‬ ‫– امين المال ‪ :‬عبد اللطيف الصادق‬ ‫– نائبه ‪ :‬القديم طيب‬ ‫– المقرر ‪ :‬عبد اإلله اشوخي‬ ‫– نائبه ‪ :‬الموثوق احمد‬ ‫– المستشارون ‪ :‬جواد حجامي – برنوصي‬ ‫عبد السـالم – ادروكــا محمــد – الريسـولــي‬ ‫نور الدين‪ -‬بالل الشاش ‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫عالقة ملك بمدينة‬ ‫‪ ...‬اجتهد األديبان بلغة الضاد باعتبارها أساساً متيناً‪ ،‬والتي سادتْ بالعلم والعدل‪ ،‬فألفا كتاباً‬ ‫من اثنى عشر فص ً‬ ‫ال من القطع المتوسط ومن ‪ 118‬صفحة‪ .‬على واجهته لوحة أبدعتها فرشة‬ ‫فنان‪ ،‬لعاهل البالد محمد السادس‪ ،‬بألوان العلم الوطني‪ .‬وقد احتوى على ثراء في المضمون‬ ‫من منجزات ملكية ومشاريع من أجل إقامة صرْح اقتصادي بتطوان ونواحيها‪ .‬يكتسي الكتاب‬ ‫جما ًال وروْنقاً وبها ًء‪ ،‬لمؤلفيْه المبدعين‪ ،‬أسماء المصلوحي وحسن بيريش‪ .‬يُقيّم الكتاب وجود‬ ‫بنية تحتية حديثة لجهود متواصلة لمدَّة عشرين عاماً (‪1999/2019‬م)‪ .‬بعنوان ‪ :‬الملك محمد‬ ‫السادس وتطوان‪ ،‬عالقة ملك بمدينة‪.‬‬ ‫يشتمل هذا المُصنَّف على فصول بعدد شهور السنة‪ .‬مأل نفسي غبطة ألسلوبه العلمي‬ ‫والموْضوعي‪ ،‬وسبْر مراجعه المعرفية ومصادر كتاباته الزمنية‪ .‬وعلى شكل أكاديمي أتتْ الفصول‬ ‫بالكثير من اإلنجازات الملكية في تطوان ونواحيها‪ .‬التحق رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‬ ‫بالمؤلفين‪ ،‬أسماء المصلوحي وحسن بيريش‪ ،‬عند تقديمه للكتاب بتدوينه على رؤوس عناوين‬ ‫منجزات عاهل البالد محمد السادس وتطوان‪ ،‬عالقة ملك بمدينة‪ .‬بملكة متألقة جاء األديبان‬ ‫بإضاءة على لسان ملك البالد ‪ :‬نقدّر مدى تعلق مدينة تطوان وأهلها بجاللتنا‪ ،‬وما لها من مكانة‬ ‫حضارية وثقافة بمملكتنا ‪ ..‬يُقرَأ في مدخلها التطور الهائل في المجال االجتماعي واالقتصادي‬ ‫والسياسي لمدة عشرين عاماً من حكم الملك محمد السادس نصره اهلل ‪ .‬ومما يُوثق له في‬ ‫هذا البحث ‪– :‬الفصل األوَّل ‪ :‬المحاور الكبرى للمشاريع الملكية بتطوان‪– ..‬المبحث األوَّل ‪:‬‬ ‫استكمال البنيات التحتية األساسية وهي المُحرّك ّ‬ ‫لكل تنمية اقتصادية فاعلة‪ ،‬وتفعيل العمل‬ ‫الميداني كنهج لملك البالد‪ ،‬من أجل مرافقة المشاريع الهيكلية الكبرى وضمان تنفيذها بمراقبة‬ ‫صارمة‪-. .‬المبحث الثاني ‪ :‬برنامج التأهيل الحضري لمدينة تطوان (‪2006/2009‬م)‪ .‬بمقتضى‬ ‫هذا البرنامج تمَّ ترميم واجهات البنايات‪ ،‬وترميم شبكة المياه التقليدية «السكوندو» داخل‬ ‫المدينة العتيقة‪ ،‬لردّ االعتبار لحيوية األحياء ‪-..‬المبحث الثالث‪ :‬وقد وجد مشروع التأهيل الحضري‬ ‫جواباً بتكميلة‪ ،‬لكي يستجيب لرهانات التنمية السوسيو اقتصادية المندمجة‪ ،‬من تدشين صاحب‬ ‫الجاللة (‪2010‬م)‪ ،‬وإذا به يشمل مراحل كبرى‪ 1- .‬تأهيل األحياء الناقصة التجهيز‪ 2- .‬فكُّ العزلة‬ ‫عن األحياء المستهدفة بإنجاز طريق بنيوية ‪ – 3.‬إنجاز مرافق القرب باألحياء‪ 4- .‬إحداث التجهيزات‬ ‫األساسية لإلغاثة‪ ،‬لمعالجة النقط السوْداء عند حدوث الفيضانات‪ – ..‬المبحث الرابع ‪ :‬البرنامج‬ ‫المندمج للتنمية االقتصادية والحضرية بتطوان (‪2018/2014‬م)‪ .‬أشرف عاهل البالد بتطوان على‬ ‫إطالق هذا البرنامج الذي يمتدُّ على خمس سنوات وهو يسعى إلى النهوض بالنسيج الحضري‬ ‫للمدينة‪ ،‬وتحسين عيــــش ساكنتها‪ ،‬مع‬ ‫الحفاظ على منظومتها البيئية‪ .‬كما يروم‬ ‫على إنشــاء ممرات بين األزقة الداخلية‪،‬‬ ‫وكذلك تثنيــة الطريــــق الرابطــة بين‬ ‫تطوان وشفشاون‪ .‬والتي كان إنشاؤهــــا‬ ‫ُغنماً للحاضرة والجماعات القروية‪ ،‬ومن‬ ‫تحديث اإلنارة العمومية‪ ،‬وتجديد شبكة‬ ‫التطهير السائل والماء الشروب‪ .‬استكمال‬ ‫المنطقة الصناعية‪ ،‬من مركــب للصناعــة‬ ‫التقليدية إلى إنجـــازات ســوق السمك‬ ‫بالجملة‪ ،‬والمجزرة العمومية وسوق الخضر‬ ‫والمواشي ‪ --1..‬معالجة المباني اآليلة‬ ‫للسقوط‪ .‬مشروع لتأهيل البنيات التحتية‬ ‫للمدينة‪ ،‬ثمَّ توقيع مراسيم اتفاقيتينْ‪،‬‬ ‫تحت إشراف ملك البالد‪– .‬أ‪ -‬إعـــادة تأهيل‬ ‫األحياء الناقصة‪ - .‬ب ‪ -‬معالجة المباني‬ ‫اآليلة للسقوط‪ -2 .‬تحسيــن وتجويـــد‬ ‫التمدرُس ‪ :‬ال يمكن ْ‬ ‫أن نتصوَّر أيّ تنمية‬ ‫حقيقية في ّ‬ ‫ظل منظومة مُعاقة‪ .‬من‬ ‫أجل ذلك أشرف عاهل البالد على مستوى‬ ‫الجهة على برنامج توسيع عرض التعليم‬ ‫بها (‪2012/2010‬م)‪ .‬ثمَّ إحداث ‪ -:‬أ‪ 120 -‬مؤسسة تعليمية‪– .‬ب – توسيع ‪ 928‬من المدارس‪– .‬‬ ‫ج – بناء وتوسيع ‪ 74‬داخلية موَزعة على الجهة‪- .‬ه – الرفع من جوْدة المنظومة التربوية‪ ،‬وإعادة‬ ‫تنظيم الحياة المدرسية ‪ ،‬والرُقيّ باألداء التربوي‪ – -3 .‬مشروع إنجاز الملعب الكبير لمدينة‬ ‫تطوان‪ .‬وقد أشرف عاهل البالد على بدْء العمل فيه في إطار البرنامج المندمج للتنمية االقتصادية‬ ‫والحضرية للمدينة (‪2018/2014‬م) ‪ --4.‬مشروع تهييئ واد مرتيل (‪2018/2014‬م)‪ .‬في إطار‬ ‫البرنامج المندمج للتنمية االقتصادية والحضرية للمدينة‪ ،‬وقد أشرف الملك محمد السادس‬ ‫على إعطاء انطالقة أشغاله‪ ،‬لتعزيز الجاذبية االقتصادية وحماية البيئة‪ ،‬وتحسين ظروف العيش‬ ‫للساكنة‪ ،‬بفتح مناطق جديدة مؤهلة للتعمير‪ ،‬عند إحداث منطقة حضرية على ضفتيْ وادي مرتيل‬ ‫وعلى مساحة ‪1600‬هكتار‪ ،‬لتوسيع العُمران وتخفيف الضغط على مستقبل المدينة وحمايتها من‬ ‫الفيضانات‪ .‬وقد تحتضن هذه الفضاءات مناطق للتنمية االقتصادية والتجارية بتجهيزات كبرى‪،‬‬ ‫ثقافية واجتماعية ورياضية وسياسية‪ .‬يحتوي هذا المشروع على ثالث مراحل ‪ --1 :‬تهييئ قناة‬ ‫شبه منحرفة‪ ،‬طولها ‪18.44‬كلم مع بناء منشأة لتصريف مياه األمطار‪ ،‬في شطره األول من مقطع‬ ‫تمودة‪/‬بوعنان (‪5.3‬كلم)‪--2 ..‬في شطره الثاني مقطع بوعنان‪ /‬الطريق المتوسطية (‪2.96‬كلم)‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكل هذه المشاريع يسعى من خاللها عاهل البالد‪ ،‬في ّ‬ ‫كل عمل صالح ألجل شعبه‪.‬‬ ‫ الفصل الثاني ‪ :‬أزمة الماء الشروب بتطوان والسياسة الملكية لتعبئة الموارد المائية‪– .‬‬‫المبحث األول ‪ :‬احتياجات تطوان المائية سنة ‪2030‬م‪ ،‬من االستهالك حالياً ل‪ 39‬مليون متر‬ ‫مكعب من الماء الشروب إلى خمسين مليون متر مكعب سنة ‪2030‬م‪ ،‬حسب الدراسات في علوم‬ ‫البيئة ‪ ،‬أو الهندسة البيئية‪ .‬سدُّ النخلة (‪1961‬م) وسدّ أسمير بالمضيق‪ ،‬والمشاكل المتفاقمة‬ ‫بسبب ضغط مشاريع التنمية السياحية على طول الساحل المضيق ‪ /‬الفنيدق ‪ ..‬من هنا جاء مشروع‬ ‫سدّ موالي الحسن بن المهدي‪ – .‬المبحث الثاني ‪ :‬وضعية الجهة المائية حاضراً ومستقب ً‬ ‫ال‪ .‬وإذا‬ ‫بمساحة الجهة ‪11570‬كلم‪ ،‬وهي الزاخرة ب ‪3.6‬مليار متر مكعب من المياه في السنة‪ .‬وقد‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫تكون مُهدَّدة بندرة المياه الشروب في غضون العشرية القادمة‪ ،‬تبعاً لدراسات دولية‪ ،‬مع زيادة‬ ‫عدد السكان ديمغرافياً من ‪2600000‬نسمة سنة ‪2004‬م‪ ،‬وبإضافتها نسبة الوالدة ّ‬ ‫لكل امرأة‬ ‫‪2.49‬طفل (المصدر – اللجنة العليا للتخطيط)‪ .‬نسبة الوالدة (‪2018‬م)‪18.2 ،‬في المائة‪ ،‬ونسبة‬ ‫الوفيات ‪4.81‬في المائة ‪..‬على نهج الملك الراحل الحسن الثاني طيب اهلل ثراه في بناء السدود‪،‬‬ ‫واصل الملك محمد السادس المسيرة فأسس المجلس األعلى للماء والمناخ لتدبير ندرة المياه‪.‬‬ ‫في الواقع الراهن بالدورة التاسعة للمجلس األعلى للماء والمناخ( ‪2013‬م) جاءت كلمة العاهل ‪:‬‬ ‫لقد أبينا إال ْ‬ ‫أن نرأس أشغال المجلس األعلى للماء والمناخ إيماناً منّا باألهمية القصوى للماء الذي‬ ‫نعتبره من مقوّمات السيادة الوطنية‪ – .‬المبحث الثالث ‪ :‬أهميَّة سدّ موالي الحسن بن المهدي‪.‬‬ ‫اإلصالح الجادّ وقد أعدّ له العُدَّة عاهل البالد إذ قام بتدشين (‪26/01/2006‬م)‪ ،‬سدّ موالي‬ ‫الحسن بن المهدي‪ ،‬لتأمين تزويد المنطقة بالماء الشروب‪ ،‬بعد سدّ أسمير( ‪1991‬م)‪ .‬كما أتى‬ ‫المؤلفان على حصص المياه خالل السنوات األولى بتسع مليون متر مكعب لتطوان‪ ،‬ومليونيْ متر‬ ‫مكعب لتدعيم مساحة ‪935‬هيكتار من أراضي دائرة أجراس‪– .‬المبحث الرابع ‪ :‬السياسة المائية‬ ‫لعاهل البالد وَقفاً في سبيل اهلل ومنبثقة من حكمة اآلية الكريمة «و جعلنا من الماء َّ‬ ‫كل شيء‬ ‫حي» –صدق اهلل العظيم‪ -‬وهي سابقة على مصطلح صندوق النقد الدولي وتحذيراته من ندرة‬ ‫المياه‪– .‬أ‪ -‬ترشيد المياه وصيانتها للحديث الشريف «ما هذا السَّرَف يا سعد؟ قال‪ :‬أفي الوضوء‬ ‫سرَف ؟ قال رسول اهلل (ص) ‪ :‬نعم ْ‬ ‫وإن كنتَ على نهر جار»‪ ،‬وقد كان رسول اهلل (ص) يمرُّ بسعد‬ ‫وهو يتوضأ‪– .‬ب‪ -‬بتكاثر صروح المدينة الحديثة‪ ،‬وبازدياد سكانها المتواتر‪ ،‬أصبحتْ حتمية بناء‬ ‫السدود لتزويد الجهة بالمياه الصالحة للشرب‪ ،‬من أجل االكتفاء الذاتي‪– .‬ج‪ -‬من أجل االكتفاء‬ ‫الذاتي من المياه الصالحة للشرب وسقي األراضي الزراعية‪ ،‬للرفع من المنتوج الفالحي كمّاً وكيفاً‪،‬‬ ‫وهي االستراتيجية التي أقامتْ عليها إنشاء السدود‪ .‬أعطى عاهل البالد (‪18/4/2019‬م) توجيهاته‬ ‫للحكومة الستكمال البرنامج الوطني لتدبير المياه‪ – .‬الفصل الثالث ‪ :‬مدينة تطوان في قلب‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ .‬يتصدَّر هذا الفصل كلمة عاهل البالد ‪ :‬العمل االجتماعي َ‬ ‫شكل‬ ‫دوْماً أحد انشغاالتي الرئيسية ‪ – ..‬المبحث األول ‪:‬رهانات وأهداف المبادرة‪ ،‬وقد شكلتْ مكاسب‬ ‫اقتصادية واجتماعية لفائدة الساكنة المغربية(‪2006/2005‬م)‪ .‬تمكنتْ المبادرة في جهة طنجة‪/‬‬ ‫تطوان‪/‬الحسيمة‪ ،‬من تقليص نسبة الفقراء من ‪21‬في المائة إلى ‪18.5‬في المائة‪ ،‬وهي تسعى إلى‬ ‫محاربة الفقر في الوسط القروي والقضاء على اإلقصاء االجتماعي في الوسط الحضري (األحياء األكثر‬ ‫فقراً) ‪ -..‬المبحث الثاني ‪:‬مشاريع المبادرة في تطوان‪ .‬كانت الحصيلة (‪2010/2005‬م) إيجابية‪ ،‬إذ‬ ‫استفاد منها ‪ 190‬ألف نسمة على الشكل‬ ‫التالي ‪ --1 :‬الحــدّ من العزلة‪--2 .‬إنجاز‬ ‫المشاريع الصغرى ‪ --3.‬تحقيق مستوى‬ ‫المعيشة للساكنة القروية‪ --4 .‬دعم تعليم‬ ‫الفتاة القروية ‪ --5.‬إنقاذ هوامش المدينة‬ ‫‪ --6.‬تنمية قدرات المواطنين‪ --7 .‬فـــكُّ‬ ‫العزلة عن العالــم القـــروي‪ .‬على مدار(‬ ‫‪2009/2005‬م) شهـــدتْ المبادرة على ما‬ ‫يزيد عن ‪244‬مشروع استهدف حوالي مائة‬ ‫ألف مستفيد‪ .‬و احتوت على أربعة أركان‬ ‫للمبـــادرة بأولوياتهــا (‪2015/2010‬م)‪،‬‬ ‫محاربة اإلقصاء ‪ /‬محاربة الفقر والتهميش‬ ‫والهشاشة ‪ /‬من القطـــاع االجتماعــــي‬ ‫(الضعاف وذوو الحاجات)‪ ،‬للبرنامج األفقي‪،‬‬ ‫عند رصـــد الحصيلــــة (‪2018/2015‬م)‬ ‫تبينتْ اإلنجازات المحصل عليها ‪ :‬إطالق‬ ‫‪522‬مشروعاً‪90 ،‬مُدرّاً للدخل‪ .‬جاءت‬ ‫هذه المشاريع للصحة والتعليم والشباب‬ ‫والرياضة والقطاع االجتماعي‪ – .‬المبحث‬ ‫الثالث ‪ :‬مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية حققتْ نتائج مُرْضية في تدعيم‬ ‫ولوج التمدْرُس وتوسيع نطاق البنية التحتية للمنظومة التعليمية‪ ،‬حيث تمَّ بناء ‪17‬وحدة للتعليم‬ ‫األولي‪ ،‬ونوادي نسوية بالوسطين الحضري والقروي‪ ،‬استفاد منها ‪365‬طفال‪ .‬ثم أيضاً برمجة بناء‬ ‫وتجهيز ‪ 8‬وحدات جديدة برسم عام ‪2019‬م‪ ،‬ومركب للتعليم األولي وبرمجة تأهيل وحدة التعليم‬ ‫األولي‪ .‬وقبل ذلك أنجزتْ مائة وحدة خالل سنة ‪2009‬م ‪ – ..‬الفصل الرابع ‪ :‬انخراط جماعة تطوان‬ ‫في تنفيذ المشاريع الملكية بالمدينة ‪ -..‬الفصل الخامس ‪ :‬رهانات ملكية متواصلة لدعم بنيات‬ ‫اإلنتاج الصناعي بتطوان ‪ -..‬الفصل السادس ‪ :‬رفع آليات التحدي إلنجاز شبكة الطرق بإقليم تطوان‬ ‫‪-..‬الفصل السابع ‪ :‬مزايا وأهداف مشروع البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لتطوان‬ ‫‪ -..‬الفصل الثامن ‪ :‬مشاريع ملكية متواصلة لتعزيز العرض الصحي بتطوان ‪ -..‬الفصل التاسع ‪:‬‬ ‫وكالة تنمية أقاليم الشمال وتمويل المشاريع الملكية بتطوان ‪ -..‬الفصل العاشر ‪ :‬الدكتور إدعمار‬ ‫المسؤول الذي واكب أوراش الملك بتطوان ‪ -..‬الفصل الثاني عشر ‪ :‬مسؤولون محليون ساهموا‬ ‫في تنزيل المشاريع الملكية بتطوان ‪-..‬الفصل الحادي عشر ‪ :‬ربط ماضي تطوان بحاضرها عبر‬ ‫إنجاز ساحة الفدان الجديدة ‪ ..‬وقد أبدع الدكتور عبد العزيز بن عبد اهلل في كتابه «تطوان عاصمة‬ ‫الشمال ومنبع إشعاعه»‪ ،‬عند وصفه الفدان بالقلب النابض لتطوان‪ .‬الفدان ساحة عمومية أقيمتْ‬ ‫وسط حاضرة تطوان‪ ،‬تعجُّ بالحياة وينبض قلبها بنشاط غامر تتبلوَرُ في مجاالته ومجاليه ّ‬ ‫كل‬ ‫الظواهر الشعبية الفياضة بالتلقائية ‪ ..‬حسن بيريش‪ ،‬هذا الذي كان يتبع منابع الكتب القديمة‬ ‫أينما كانتْ‪ ،‬من زقاق «حومة تطوان» بمدينة طنجة‪ ،‬فال يتردد عن اقتنائها من سوق الكتب‬ ‫المستعملة جعلت من الصحافي العصامي من طائفة األدباء وأحد الباحثين المنتجين للمعرفة‬ ‫بمعية األديبة أسماء المصلوحي‪ .‬لقد تفرَّدا بعملهما المتواصل على مدى عشرين عاماً من‬ ‫اإلنجازات الملكية بتطوان ونواحيها( ‪2019/1999‬م )ُثمَّ اتساعها نحو جميع التراب الوطني من‬ ‫طنجة إلى الكويرة‪ ،‬أخذ لبعنل من الباحثين جهداً طويال من التنقيب في عدد من الكتب ومختلف‬ ‫المصادر ذات الصلة ‪ .‬إنكما ٌ‬ ‫أهل لتوثيق اإلنجازات الملكية ذات ظالل وثمار سوف تعود على هذه‬ ‫المنطقة ّ‬ ‫بكل خير ‪..‬‬


‫امللحـق الثقافـي‬ ‫‪9‬‬

‫ملف خـا�ص‬

‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫كتب ؟‬

‫العدد ‪ 1030‬ـ الثالثاء ‪ 28‬يناير إلى ‪ 03‬يناير ‪2020‬‬

‫آيان ماك إيوان‬ ‫حذار أن يخطر ببالك أن العالم كله يقرأ كتاباتك‪،‬‬ ‫وأن الجميع معجب بك‬

‫عبد الرحيم الخصار‬

‫الشاعر هو طفل يريد أن يقول‬ ‫شيئا للعالم‬ ‫َأكتبُ غزيرا‬ ‫ألن َ‬ ‫األيام قصري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حبل ِ‬ ‫أكتبُ كمن يشرب الخمرَ لينسى‬ ‫وكمن يشرب القهو َة ليصحو‪.‬‬ ‫أكتب كي أبيدَ الضبابَ الكثيفَ يف غرفتي‬ ‫َ‬ ‫العُقبان والعناكبَ من راحةِ اليد‬ ‫وأطردَ‬ ‫كي أُ َ‬ ‫هيل الرتابَ على حياةٍ مَضتْ‬ ‫وأعيدَ الفرحَ القديمَ إىل مائدة العائلة‪.‬‬ ‫منذ طفولتي وأنا أحلم أن أصير عازفا على العود‪ .‬في قريتي لم يكن هناك معهد‬ ‫للموسيقى‪ ،‬اشتريت في ما مضى عودا‪ ،‬اشتريت أيضا كتابا عنوانه «كيف تتعلم العود‬ ‫بدون معلم»‪ ،‬حاولت أن أعلم نفسي‪ ،‬وحين عجزت مزقت الكتاب وكسرت العود‪ .‬الكتابة‬ ‫هي تعويض للعزف الذي حرمت منه‪ .‬ربما الموسيقى التي تحفل بها نصوصي هي بديل‬ ‫لما ضاع‪ ،‬وربما هي الموسيقى ذاتها التي لم تستطع أن تعزفها يداي‪.‬‬ ‫أحيانا يستعصي علينا أن نفهم لماذا يترك المرء أشيا َء مادية ملموسة واضحة‬ ‫وقريبة‪ ،‬ويتبع هواه‪ ،‬مستمعا‪ ،‬أيما استمتاع‪ ،‬بمطاردة الوهم‪ .‬يشبه األمر أحيانا أن يترك‬ ‫التاجر بضاع ًة تبور‪ ،‬وينتشي بالخسارة‪.‬‬ ‫تدربتُ باكرا على أن أفهم لماذا يخسر الرجل القروي أرضه من أجل امرأةِ ليل‪ ،‬أو من‬ ‫أجل نبيذٍ ال ينتهي‪ .‬غير أن هذا االستيعاب المبكر لم يسعفني كي أدرك معنى أن يتخلى‬ ‫َ‬ ‫تُبهج حياتَه أكثر‪،‬‬ ‫ويتشبث‬ ‫شاب طموح وحالم عن أشياء كثيرة كان من المفترض أن ِ‬ ‫بأشياء غامضة وغير ذات جدوى في نظر أغلب الخلق‪ .‬أقصد الكتابة‪.‬‬ ‫على مدار سنوات نفقت لم أكن أفعل شيئا يُذكر‪ .‬كل ما فعلته في لياليها الطويلة‬ ‫ونهاراتها البارقة هو أنني كنت أسمع الموسيقى وأقرأ وأكتب‪ .‬لم أكتب أدبا عظيما يمكن‬ ‫لي أن أتباهى به‪ ،‬ولكني على األقل كتبت قصائد ونصوصا تشبهني‪ ،‬تشبهني تماما‪ .‬وهذا‬ ‫الشبه البليغ هو ما يمنح لحياتي معنى‪ ،‬المعنى الذي يدفعني للتمسك أكثر بهذا الوهم‬ ‫الغامض والغريب‪ ،‬المعنى الذي يصعب تفسيره لآلخرين‪ ،‬كما لو أنه مل ّذة سرية‪.‬‬ ‫أومن بأن الحبّ مازال ممكنا‪ ،‬وأن القصائد يمكن أن تجعل العاَلم أجمل‪ ،‬يمكن أن‬ ‫تخفض صوت المدافع قليال‪ ،‬وترفع صوت الموسيقى‪ ،‬يمكن أن تساعد األشجار القليلة في‬ ‫قريتي على اإلزهرار‪ ،‬بالرغم من شحّ المطر‪ ،‬يمكن أن تَنبت لها يد تربت على شعر طفل‬ ‫فقير ويتيم‪ ،‬وتمسح الدمعة التي تنزل حارّة على خدّه الصّغير‪.‬‬ ‫كتبت لحد اآلن ستّ مجموعات شعرية‪ ،‬لكني أعتقد أني كتبت في الحقيقة نصا‬ ‫واحدا‪ :‬طفل يريد أن يقول شيئا للعالم‪ ،‬طفل يعرف أنه سيظل طفال رغم تعاقب السنوات‪،‬‬ ‫يعرف أيضا أن سجادة العمر قصيرة‪ ،‬وستُطوى بسرعة‪ ،‬لذلك يريد أن يقول شيئا لهذا‬ ‫العالم قبل أن يغادره‪ .‬هذا هو النص الذي بدأته في الكتب السابقة والذي سأواصل‬ ‫كتابته في ما سيأتي‪.‬‬ ‫ربما العالم في حاجة إلى الشعر أكثر من أي وقت مضى‪ .‬حين يضيق هواؤنا بالغبار‬ ‫والدخان وبالغازات الخانقة نحتاج هبة نسيم تعيد لصدورنا شيئا من النقاوة‪ .‬الشعر‬ ‫تحديدا هو هبة النسيم التي تصل إلى اإلنسان وتذكره بإنسانيته‪ .‬الشعر كما الموسيقى‬ ‫وكما باقي الفنون يرفع اإلنسان إلى ذروة إنسانيته‪ ،‬إنه مثل معزوفات «الزن» التي‬ ‫تسحب اإلنسان من سطحيته وتذهب به بعيدا إلى أعماقه‪ .‬الشعراء ليسوا بالضرورة‬ ‫كائنات طهرانية‪ ،‬قد يكونون كسالى وخاملين وأحيانا زاهدين في كل شيء‪ ،‬لكنهم في‬ ‫كل األحوال ال يساهمون في تدمير هذا الكوكب‪ ،‬ال يقصفون القرى والمدن وال يقتلون‬ ‫األطفال وال يدوسون أزهار الحدائق بأحذيتهم‪.‬‬ ‫ما نراه اليوم يجعلنا نحدس أن العالم سيزداد جنونا‪ ،‬وبقدر ذلك ستزداد حاجتنا إلى‬ ‫الشعر‪ .‬لن نحتاج إلى أن نكتبه ونقرأه ونسمعه فحسب‪ ،‬بل إلى أن نعيشه‪.‬‬

‫حوارنــا اليوم مــع الكاتب الربيطاني آيان مــاك‬ ‫إيوان‪ ،‬الذي تم تصنيفه من قبل صحيفة التايمز‬ ‫الربيطانية واحدًا من أفضل خمسني كاتب بريطاني‬ ‫منذ عام ‪ .1945‬والذي استحوذت رواياته‪ ‬على اهتمام‬ ‫شريحة واسعة من القراء حول العالم‪ .‬كان من بينها‬ ‫رواية‪ ‬أمسرتدام‪ ‬الحائزة على جائزة مان بوكر لعام‬ ‫‪ ،1998‬و رواية‪ ‬الكفارة‪ ‬الصادرة يف عام ‪ ،2001‬والتي تم‬ ‫تحويلها إىل فيلم حاز على جائزة األوسكار يف ‪.2007‬‬ ‫جرى الحوار يف مكتبة لندن األربعاء املاضي‪ .‬حيث‬ ‫حدثنا آيان ماك إيوان عن روايته الجديدة قشرة‬ ‫الجوزة املقتبسة عن مسرحية هاملت ل وليم شكسبري‪،‬‬ ‫والتي تُروى أحداثها من قبل جنني يف رحم أمه‪ .‬عن‬ ‫هذه الرواية‪ ،‬وعن حياته ككاتب‪ ،‬كان لنا معه الحوار‬ ‫التالي‪: ‬‬ ‫أظن أن هذا هو كتابك السابع عشر‪،‬‬ ‫إن لم أكن مخطئاً؟‬

‫إنـــه عملـــي القصصي السابع عشـر‪،‬‬ ‫والروائي الخامس عشر‪ .‬فأول كتابين لي كانا‬ ‫عبارة عن مجموعة قصصية‪. ‬‬

‫الورش هي وجود من يترقب أعمالك‪ .‬أنت‬ ‫بذلك تكسب القارئ‪ .‬وهذا يعني أنك‪ ‬تكتسب‬ ‫جمهوراً جديداً‪ .‬إذ ثمة فرق هائل بين وجود‬ ‫ثلة من الناس ممن يقرؤون أعمالك‪ ،‬وبين‬ ‫عدم وجودهم‪ . ‬‬

‫ثمة عدد كبير‪ ‬من القـــراء ممــن‬ ‫تندرج كتاباتك ضمن العديـــد من‬ ‫األجناس األدبية‪ ،‬بمـــا في ذلك السيناريو يستخدمون كلمة واحــدة لوصف أعمالك‪،‬‬ ‫السينمائي‪ ،‬واألفالم التلفزيونية‪ ،‬أليس أال وهي ِّ‬ ‫«محطمة» فهل تظن أن بإمكان‬ ‫هذه الكلمة أن تصف القصص التي تكتبها‬ ‫كذلك؟‬ ‫أجل‪ .‬لقد وجدت نفسي‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬منغمساً بدقة؟ وهل تحاول‪ ،‬متعمداً‪ ،‬ترك ذلك األثر‬ ‫في كتابة السيناريو السينمائي بشكل كبير‪ .‬العاطفي العميق في نفوس قرائك؟‬

‫إذ لدي عمالن قيد اإلنتاج‪ .‬وهما مقتبسان‬ ‫من كتابيّ‪ ‬قانون الطفل‪ ‬وعلى شاطئ‬ ‫تشيسل‪ .‬حيث ستكون الممثلة‪ ‬اإليرلندية‬ ‫سيرشا رونان البطلة في أحدهما‪. ‬‬

‫هل بمقدورك إخبارنا عن الحالة التي‬ ‫تمر بها‪ ‬في غضون والدة أي عمل أدبي لك؟‬ ‫كيف تعمل؟ وبأية سرعة تكتب؟ وما هو‬ ‫األسلوب الذي تتبعه؟‬

‫حالما أبدأ في الكتابة فإنها تستحوذ‬ ‫على تفكيري تمامًا‪ .‬ما يجعلني أصب جُل‬ ‫أفكاري في الموضوع الذي أكتب عنه‪ .‬وإن‬ ‫حدث أن وصلت حصيلة كتابتي إلى ما يقارب‬ ‫‪ 450‬إلى ‪ 500‬كلمة في اليوم الواحد‪ ،‬حينها‬ ‫سأكون في‪ ‬ذروة سعادتي‪ .‬يبدأ عملي في‬ ‫التاسعة والنصف صباحاً من كل يوم‪ .‬و ال أجد‬ ‫أي مبرر للتوقف عن العمل‪ .‬ألنني أعلم جيداً‬ ‫أنني سأصل إلى تلك اللحظة التي ينتابني‬ ‫فيها التردد‪ ،‬فأتوقف عن العمل ليوم كامل‪،‬‬ ‫أو ربما ألسبوع‪ ،‬ألعاود العمل من جديد فيما‬ ‫بعد‪. ‬‬ ‫أحياناً‪ ،‬أعمل في وقت متأخر من الليل‪.‬‬ ‫وفي أحايين أخرى‪ ،‬إذا سارت األمور على ما‬ ‫يرام‪ ،‬أعمل في الساعات األولى من الصباح‪.‬‬ ‫غالباً ما أستهل يومي بمراجعة ما كتبته‬ ‫باألمس‪ .‬لقد كنت من أوائل من تبنوا فكرة‬ ‫معالجة النصوص في أوائل الثمانينات‪.‬‬ ‫إنه ألمر حسن أن يكون الكاتب قادراً على‬ ‫تصحيح ما كتب باستمرار‪ .‬وفي هذه الحالة‪،‬‬ ‫أظن أن عليه أن ينفصل عن‪ ‬النص الخاص‬ ‫به بشكل تام‪ ،‬ليعود للنظر إليه‪ ‬بطريقة‬ ‫حيادية‪ ،‬وكأنه ٌ‬ ‫عمل‪ ‬لكاتب آخر‪.‬‬

‫هل سبق لك أن قمت بالتدريس؟‬

‫لقد أدرت العديد من النقاشات في عدة‬ ‫حلقات بحثية‪ ،‬مع طالب عدة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫طالب كلية‪ ‬الفنون الجميلة‪ ،‬حيث جرت العادة‬ ‫أن أحاورهم بعد إعطائهم الحصة المقررة كل‬ ‫صباح‪ .‬وحتى قبل أن أقوم بنشر كتابي األول‬ ‫بمدة طويلة‪ ،‬كنت ألقي محاضرات في ورش‬ ‫تعليم الكتابة في‪ ‬جامعة آيوا‪ .‬لقد استمتعت‬ ‫كثيراً بعملي‪ .‬وأظن أن الطالب المجدّ هو‬ ‫من يأتي بفائدة و يغادر بأخرى‪ .‬إذ ال بد له‬ ‫أن يستفيد من حضوره تلك الورشات‪ .‬بيد‬ ‫أن أكثر فائدة يمكن أن تجنيها من تلك‬

‫ال أنوي تحطيم قلوب قرائي بالضرورة‪.‬‬ ‫بيد أنني آمل أن يقعوا تحت تأثير ذلك السحر‬ ‫الذي يوقد لديهم فضو ًال تجاه النص‪ .‬ذلك‬ ‫ألن فعل قراءة الرواية التي تخلو من‪ ‬ذلك‬ ‫اإلحساس بالترقب‪ ،‬هو فعل باهت يفتقر‬ ‫ألي معنى‪ .‬يمكن لهذا اإلحساس أن يكون‬ ‫ترقباً فكرياً أو عاطفياً‪ ،‬أو مزيجاً منهما معاً‪.‬‬ ‫هو شيء يحثك على متابعة القراءة‪ .‬إذ يرى‬ ‫الكاتب البريطاني هنري جيمس أن الوظيفة‬ ‫األولى للروائي هي أن يحقق المتعة‪ ‬للقارئ‪.‬‬ ‫وربما أعي تماماً ما يعنيه بذلك‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لي‪ ،‬فال شك أنني سأضع الرواية جانباً‪ ،‬إذا‬ ‫لم تُثر فضولي‪ .‬أود أن أُحدث شيئاً ما‪ .‬وال‬ ‫يجب أن يتعلق‪ ‬ذلك الشيء بتلك األدوات‬ ‫التي أشتهر بها‪ .‬آمل‪ ،‬فقط‪ ،‬أن يشعر قرائي‬ ‫بصعوبة ترك الرواية دون الرغبة بالعودة‬ ‫لقراءتها مجدداً‪.‬‬ ‫تكمن الصعوبة الحقيقية في بداية‬ ‫الرواية‪.‬‬

‫في روايتك الجديدة (قشرة الجوزة)‬ ‫كيف اخترت صوت الراوي؟ و ما الذي جعلك‬ ‫تحاكي‪« ‬هاملت»؟‬ ‫لقد أتى ذلك من اتجاهات مختلفة‪.‬‬ ‫فبينما كنت أحضر اجتماعاً مم ًال‪ ،‬تبادر إلى‬ ‫ذهني السطر األول من الرواية‪ ،‬والذي يقول‪:‬‬ ‫«هأنذا‪ ،‬أقف رأساً على عقب داخل جسد امرأة‬ ‫« حيث قمت بتدوين بعض المالحظات‪ .‬ثم‬ ‫غادرت ذلك االجتماع‪. ‬‬ ‫حين يتعلق األمر بكتابة الرواية‪ ،‬غالباً ما‬ ‫تتسم البدايات بالبطء‪ .‬فأية فكرة يمكن أن‬ ‫تبدو فكرة رائعة في يوم بعينه‪ ،‬بيد أنها‪ ‬قد‬ ‫تصبح بخالف ذلك‪ ،‬بمجرد مضي شهرين من‬ ‫الزمن‪. ‬‬ ‫في تلك األثناء‪ ،‬كنت أشاهد مسرحية‬ ‫هاملت إذ بدأت الفكرتان بالتناغم مع‬ ‫أفكاري‪ .‬وبمجرد أن يأخذ صوت الراوي‬ ‫مكانه المناسب‪ ،‬كما هو حال الخطة التي‬ ‫رسمتها لسير أحداث الرواية‪ ،‬والتي تركز‬ ‫على حث القارئ على التخلي عن شكه‪ ،‬فإن‬ ‫كل األحداث‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬تسير وفقاً لتسلسلها‬ ‫المنطقي‪. ‬‬ ‫تكمن الصعوبة الحقيقية في بداية‬

‫الرواية‪ .‬أي في اختيار األسلوب المتبع في‬ ‫قص‪ ‬الحكاية‪ ،‬على وجه التحديد‪ .‬وبما‬ ‫أن القصة كانت مرحة‪ ،‬فال عجب أن أختار‬ ‫أسلوباً مرحاً لسرد أحداثها بلغة شعرية‬ ‫تغلب عليها قافية التفعيلة الخماسية التي‬ ‫كانت بمثابة اعتراف بكون شكسبير المصدر‬ ‫األول‪ ‬إللهامنا‪ .‬فلغتنا متشبعة بكلمات ذلك‬ ‫المبدع‪ .‬فلم يؤثر بنا شكسبير بآالف األمثلة‪،‬‬ ‫والشخوص‪ ،‬واألفكار التي تبناها فقط‪،‬‬ ‫بل وصل تأثير كلماته إلى أولئك الذين‬ ‫يرددونها دون معرفتهم به‪ .‬فحين يرددون‬ ‫العبارة التالية‪« :‬كن كل شيء‪ ،‬أو ال شيء»‬ ‫هم يقتبسون عبارة شكسبير الشهيرة دون‬ ‫علمهم بذلك‪ .‬شكسبير هو المصدر الذي‬ ‫أعاود اللجوء إليه باستمرار‪ .‬وهذا نوع من‬ ‫اإلجالل للخط الذي سار عليه ذلك المبدع‪.‬‬

‫كيف يبدو يوم الكاتب إيان ماك‬ ‫إيوان؟ وهل بإمكانك الخروج دون أن‬ ‫يتعرف عليك المارة؟ وكيف يتصرف الناس‬ ‫عند معرفة هويتك؟‬ ‫نعيش أنا وزوجتي في الريف‪ ،‬حيث‬ ‫ال يوجد أحد‪ .‬إن شهرة األديب تختلف‬ ‫كل االختالف عن شهرة مشاهير الغناء‪ ،‬أو‬ ‫الرياضة‪ ،‬أو التلفاز‪ .‬فلن تصادف معجباً يحاول‬ ‫أن يشد قميصك‪ ،‬على سبيل المثال‪ .‬فالقارئ‬ ‫الشغوف بنتاجي األدبي‪ ،‬إن حدث وتعرف‬ ‫علي‪ ،‬فربما لن يحرك ساكناً‪ .‬ولعله سيكتفي‬ ‫باالقتراب مني بكل احترام‪ ،‬وبالقول‪:‬‬ ‫«تعجبني تلك الرواية» ومن ثم ينصرف بكل‬ ‫هدوء‪ .‬حياتي تسير كحياة باقي البشر‪ .‬قد‬ ‫يختلس المارة النظر إلي في الشارع أحياناً‪.‬‬ ‫بيد أن ذلك ال يحدث سوى في الفترات التي‬ ‫أصدر فيها رواية جديدة‪.‬‬

‫ما الذي تعنيه لك فرصة اللقاء بقرائك‪،‬‬ ‫والتفاعل معهم؟‬

‫عندما تلتقي بقرائك‪ ،‬فإنك تقابل‬ ‫مجموعة من الناس انتقيتها بنفسك‪ .‬حذا ِر‬ ‫أن يخطر ببالك أن العالم كله يقرأ كتاباتك‪،‬‬ ‫وأن الجميع معجب بك‪ .‬إن لقاء القراء تجربة‬ ‫ممتعة للغاية‪ .‬لقد صادفت قرا ًء بأعمار‬ ‫متفاوتة؛ بد ًءا من عمر السابعة عشر‪ ،‬وحتى‬ ‫عمر الثمانين سنة‪ ،‬أو حتى التسعين‪ ،‬ممن‬ ‫قرأوا أعمالي طوال حياتهم‪ .‬حين زرت‬ ‫حديقة‪ ‬ذات يوم‪ ،‬برفقة ابني‪ ،‬في وسط لندن‬ ‫حيث كنا نسكن ‪ -‬كان الناس يتنزهون في‬‫وقت الغداء‪ .‬جلبت رزمة من الكتب‪ ‬التي كان‬ ‫من بينها كتبي‪ ،‬وأخرى لكتاب آخرين‪ .‬ثم‬ ‫قمت بتوزيعها على المارة‪ .‬كانت كل امرأة‬ ‫تطلب مني ثالث كتب‪ ،‬في حين كان الرجال‬ ‫يردون بالقول‪« :‬ال‪ ،‬شكراً لك»‪.‬‬ ‫أيقنت حينها صدق شعوري بأن «فن‬ ‫الرواية‪ ‬سيؤول للتالشي‪ ،‬لوال جمهوره من‬ ‫القارئات»‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فرباير ‪2020‬‬

‫‪10‬‬

‫ميغ واليتزر‬ ‫ترجمة ‪:‬‬ ‫أحمد العبدالجليل مصطفى عبد ربه‬

‫يا إلهي ها أنت ترى‬ ‫الروائي عبدالكريم جويطي‬ ‫الحائز على جائزة المغرب للرواية‬ ‫العالم الذي كتب لنا أن نعيش فيه موحش وكئيب ومليء بالفواجع‪،‬‬ ‫وحدها الكتابة تؤنسنه وتلطفه‪...‬‬ ‫حين تفقد عزيزا تفقد معه براءتك في التعاطي مع العالم‪ ...‬تعرف‬ ‫منذئذ بأنه قادر على أن يلدغك بال رحمة‪ ..‬وحدها الكتابة تطل على هذا‬ ‫الجرح‪...‬‬ ‫هناك العالم وهناك اللغة وبينهما تأتي الكتابة لتسوية سوء فهم‬ ‫قديم‪...‬‬ ‫يحتاج الواقع الكتابة ليعقل نفسه‪ ،‬وتحتاج الكتابة الواقع لتقيد نفسها‬ ‫لكي ال تصير هذيانا وجنونا‪...‬‬ ‫ال نكتب لنخاطب الناس‪ ..‬نكتب لنفهم أنفسنا ولنغوص في مجاهل‬ ‫ما يغتال البسمة في شفاهنا‪....‬‬ ‫الكتابة قدر‪ ،‬وهي ككل األقدار السيئة تدفعك لتمضي في الحياة‬ ‫بعاهة رؤية كل شيء ناقص خارجها‪ ،‬مكتمل بداخلها‪..‬‬ ‫بالكتابة نحول صرخة إلى عواء طويل في الغروب القاتم لمفازة‪.‬‬ ‫أعظم ما في الكتابة قدرتها على أن تجعلك تنفصل عن مآسيك‬ ‫عاطفيا وفكريا وتتأملها ببرودة طبيب تشريح‪...‬‬ ‫بالكتابة ال نقاتل األوطان والظلمة والجالدين وإنما أنفسنا‪ .‬ألنني‬ ‫ربيت دوما بداخلي استعدادا لتلقي الكارثة‪ ،‬وعشت بإحساس من فوقه‬ ‫سقف يوشك أن يطمره تحت ردمه‪ ،‬فقد كانت الكتابة هي أداة تزجية‬ ‫الوقت األخير في حياتي قبل الخراب العظيم‪...‬‬ ‫أدين للكتابة بأسوأ ما في السفر في الخيال واإلقامة الدائمة في‬ ‫المكان‪...‬‬ ‫أعظم ما في الكتابة قدرتها على أن تجعلك تنفصل عن مآسيك‬ ‫عاطفيا وفكريا وتتأملها ببرودة طبيب تشريح‪...‬‬ ‫كل ما كتبت وتعذبت وقررت أن أهجر الكتابة وعدت لها صاغرا ال‬ ‫أملك إال أن أقول بعد كتابة جملة ‪:‬يا إلهي ها أنت ترى‪...‬‬ ‫كل مآسي الحياة تكون في الواقع مدعاة للشفقة لكنها داخل الكتابة‬ ‫وحدها تكون مدعاة للكبرياء‪....‬‬ ‫الكتابة هي الشيء الوحيد الذي ننتقم به من عالم ال يأخذ رأينا في‬ ‫أي شيء‪.‬‬ ‫المجد الوحيد للكتابة يتمثل في قدرتها على أن تدفئ عزالتنا‪....‬‬

‫رغم أنه يسرّك أن ّ‬ ‫تفكر‪ ،‬ككاتب‪ ،‬بأن‬ ‫الجزء األكبر من حياتك هو سعيٌ وراء العمل‬ ‫الذي يمتصّك بالكامل‪ ،‬إال أنني أفكر –‬ ‫أحيانًا – بأن قدْرًا كبيرًا من حياتي‪ ،‬ربما‪،‬‬ ‫هو‬ ‫بشكل جوهري‪ :‬سعيٌ للتحرر من القلق‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫استغراقي في كتابة النثر‪ ،‬خصوصا إذا كانت‬ ‫نحو جيد‪ ،‬يُبعد عني قلق‬ ‫الكتابة تسير على ٍ‬ ‫العالم كله‪.‬‬ ‫الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أعرفه‬ ‫ويستطيع أن يفعل ذلك؛ يصبح العمل مكانا‬ ‫حصينًا‪ ،‬األشياء السامّة ال يسمح بدخولها‪.‬‬ ‫ففي نهاية األمر‪ ،‬أنت هو الحارس! لديك‬ ‫سيطرة نافذة‪ ،‬أين تستطيع أن تجد مثل‬ ‫هذا؟ ال تستطيع السيطرة على اآلخرين‪ ،‬على‬ ‫عالقاتك‪ ،‬أو على أطفالك‪ ،‬ولكن في الكتابة‬ ‫تستطيع أن تحصل على فترات متّصلة حيث‬ ‫تكون المسيطر تمامًا‪.‬‬ ‫أكتبُ‪ ،‬كما قالت زادي سميث[‪ ]i‬لكي‬ ‫أكشف عن طريقة وجودي في العالم‪ ،‬وعن‬ ‫وعيي‪ .‬وما أنا سوى وعيي‪ ،‬وذاتي‪ ،‬وخبراتي‪،‬‬ ‫والتغييرات التي صنعتها ورأيت نتائجها‪.‬‬ ‫نوع معين من ُ‬ ‫الكتّاب يكتب لكي يقابل‬ ‫أشباحه‪ .‬لستُ شجاعة إلى هذه الدرجة‪ .‬إلى‬ ‫حدٍ ما‪ ،‬أحتاج أن أكون مطعونة عندما أكتب‪.‬‬ ‫أنا ال أقرأ أو أكتب ألهرب‪ ،‬ما من مهرب؛ ال‬ ‫أعرف حتى ما يعنيه ذلك‪ .‬عندما أعمل‪ ،‬أريد‬ ‫أن أحقق نوعا من التعديل‪ ،‬لكي أخلق من‬ ‫العالم المشوه عالمًا مثيرًا‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أحب اإلحساس‬ ‫الجسدي للكتابة‪ ،‬فهي تعطيني حيوية‬ ‫متورّدة‪ ،‬كنوع من التمرين الذي تتط ّلع عند‬ ‫إنجازه إلى المكافأة‪ .‬أشعر برضا عميق عندما‬ ‫أعمل على تطوير جزء ما في رواية‪ .‬زوجي‬ ‫كاتب علوم‪ ،‬وأكون أقرب إلى عالمه عندما‬ ‫يعمل على األلغاز الكونية والنظريات‪.‬‬ ‫أنا ماهرة في لعبة الكلمات‪ .‬كنتُ أكتب‬ ‫األلغاز فيما مضى‪ .‬مع كاتبتي المساعدة‬ ‫جيسي غريين‪ ،‬كنت في السابق ّ‬ ‫أركب كلمات‬ ‫متقاطعة أسبوعية لمجلة “‪ 7‬ديز[‪ .“]ii‬أحيانًا‬ ‫أعتبر الكتابة شبيهة بهذا األمر؛ مشفرة‪،‬‬ ‫وعامرة بالدالالت‪ ،‬غامضة وأنيقة‪ .‬ما هو‬ ‫السبيل للخروج من غرفة الجحيم المُغلقة في‬ ‫رواية تسير على غير هدى؟ عن نفسي‪ ،‬أبدأ‬ ‫بالقفز إلى األعلى واألسفل – بشكل مهذب‪-‬‬ ‫حين أصل إلى حل لمشكلة في قصتي‪ .‬إن‬ ‫استنباط الحل هو نوع من التمرين الذي‬ ‫تمنحه لنفسك وال يستطيع أحد سواك أن‬ ‫يمنحك إياه‪ .‬إنه شكل شخصيٌ للغاية من‬ ‫أشكال الواجب المنزلي‪.‬‬ ‫أكتبُ لكي ّ‬ ‫أشكل فكرة كنتُ من‬ ‫األساس ّ‬ ‫أشكلها بالمطرقة في رأسي‪ -‬لكي‬ ‫ً‬ ‫أكوّن منها شي ًئا‬ ‫متماسكا‪ .‬إنه امتداد طبيعي‬ ‫لثرثرتي الداخلية‪ .‬وحين يكون لديّ ثرثرتي‬ ‫الداخلية باإلضافة إلى‬ ‫شعور بااللتزام‪ ،‬فهذا‬ ‫ٍ‬ ‫ينتج كتابًا‪.‬‬

‫الكتابة ألمي‬

‫وضع غير اعتيادي‬ ‫أثناء نشأتي‪ ،‬كنتُ في ٍ‬ ‫إلى حدٍ ما‪ .‬كانت أمي كاتبة‪ ،‬وعلى عكسي‪،‬‬ ‫بدأت الكتابة في مرحلة متأخر ًة‪ ،‬كنت في‬ ‫السادسة أو السابعة عندما باعت أول قصة‬ ‫قصيرة لها لمجلة ‪Saturday Evening‬‬ ‫‪ Post‬القديمة‪ .‬رأيت األلم والحماس في‬ ‫تجاربها‪ .‬وعندما بدأتُ الكتابة‪ ،‬كتبتُ من‬ ‫أجلها‪.‬‬

‫في الصــف األول‪ ،‬كانـــت مدرّستـــي‬ ‫تدعوني إلى مكتبها ألمُلي عليها قصصي‪،‬‬ ‫ألنها كانت تستطيع كتابتها بسرعة أكبر‬ ‫مني‪ .‬أمي احتفظت بكتاباتي‪ ،‬وإذا ما أعدتُ‬ ‫قراءتها اآلن‪ ،‬أستطيع أن أرى أنني بدأت‬ ‫الكتابة باعتبارها وسيلة الكتشاف العالم‪.‬‬ ‫وبعدما كبرت قليلاً ‪ ،‬كنت أهرول عائد ًة إلى‬ ‫المنزل ألجعل أمي تقرأ ما كتبت‪ ،‬كنتُ أعلم‬ ‫مُشجعة‪.‬‬ ‫بأنني سأجد استجابة ِ‬ ‫ذات مرة كنـــت أقـــرأ قصصي على‬ ‫مجموعة من المستمعين‪ ،‬فوقفت امرأة‬ ‫عجوز وقالت بأن ابنتها تحاول أن تصبح‬ ‫كاتبة مسرح‪ ،‬وأنها قلقة من أن ابنتها قد‬ ‫ال تستطيع بناء حياة من الكتابة‪ .‬قلت بأنها‬ ‫يجب أن تشجّعها على مواهبها‪ ،‬وأن العالم‬ ‫سوف يفعل أفضل ما يمكنه كي يُنقِصُ من‬ ‫ابنتها‪ ،‬ولكن على األم أال تفعل ذلك أبدًا‪.‬‬ ‫في جامعة براون‪ ،‬كنت أدرّس مع‬ ‫الكاتب العظيم جون هوكيس‪ ،‬جميعنا كنّا‬ ‫ندعوه جاك‪ .‬صادفته ذات يوم في حرم‬ ‫الجامعة‪ ،‬وألنني كنت أريد أن أجعله سعيدًا‪،‬‬ ‫أفتر فمي عن كذبة‪ ،‬وقلت من دون تفكير‪،‬‬ ‫“لقد انتهيت لتوي من كتابة قصة”‪ .‬ثم‬ ‫كان عليّ الركض إلى البيت وكتابة القصة‬ ‫بالفعل‪.‬‬ ‫الح ًقا في حياة الكتابة‪ ،‬عندما يُنشر لك‬ ‫أكثر من مرة‪ ،‬وال يكون عليك إرضاء اآلخرين‬ ‫بشكل مهووس‪ ،‬لن تكون هناك لحظة‬ ‫هيلين كيلير المثيرة عندما قالت “ماء” ألول‬ ‫مرة في حياتها [‪ ]iii‬بل سلسلة من اللحظات؛‬ ‫إثارة أن تعرف أنك ال تكتب للفراغ‪ ،‬بأن هناك‬ ‫وعا ًء ألعمالك‪ .‬أن عالقة التلميذ‪/‬األستاذ هي‬ ‫مجرد طريق للدخول‪ ،‬وفي النهاية لن تحتاج‬ ‫إليها بعد اآلن‪.‬‬

‫عـــار‬

‫بعتُ أولى رواياتي لراندوم هاوس[‪]iv‬‬ ‫مقابل ‪ 5000‬دوالر‪ ،‬وكنتُ ال أزال في جامعة‬ ‫براون‪ .‬ونُشِرت الح ًقا بعد ‪ ١٨‬شهر‪.‬‬ ‫كنت مستعدة للذهــاب إلى جامعـــة‬ ‫ستانفــورد‪ ،‬ولكــن بــدلاً من ذلك‪ ،‬قررتُ‬ ‫الذهاب إلى نيويورك‪ ،‬ألرى ما إذا كنت‬ ‫أستطيع أن أكون كاتبة‪ .‬عشتُ في فيليج‬ ‫وأكلتُ أطنانا من األكل الهندي‪ .‬لم يكن‬ ‫تركيزي على المال‪ .‬ما أردتـــه هو أن أبيع‬ ‫روايتي‪ ،‬وأن أعيش ككاتبة قصص‪.‬‬ ‫بعد أن وصلت إلى نيويورك‪ ،‬انضممتُ‬ ‫إلى ماكدوّيل كولوني [‪ .]v‬كنت قد امتلكت‬ ‫غيتارًا شعبيًا منذ مدة طويلة‪ ،‬على جانبه‬ ‫ملصق (ال لألسلحة النووية)‪ ،‬كنت أجلس‬ ‫تحت شجرة وأعزف أغنية “المياه واسعة”‪ .‬هل‬ ‫أُبعِدُ نفسي عن الفتاة التي كنتها؟ قطعًا ال‪.‬‬ ‫فالعيش مع سخافاتنا الخاصة هو أمرٌ يجب‬ ‫على الكتّاب أن يفعلوه‪.‬‬ ‫خالل األعوام القليلة التالية‪ ،‬ظللت أبيع‬ ‫الروايات تدريجيًا بدفعات مقدمة أكبر قليلاً ‪.‬‬ ‫لقد كان زمنًا مختل ًفا بحق‪ .‬ولم يخطر لي‬ ‫أبدًا أن أفكر بعدد النسخ التي كنتُ أبيعها‬ ‫– كثيرة كانت أم قليلة‪ .‬شعرت بأنني ناجحة‬ ‫ألنني ببساطة صرت أنشر‪ .‬كنتُ ممتنة‬ ‫وسعيدة‪ .‬ولم يخطر ببالي أن هذه البهجة‬ ‫في خطر‪ ،‬لكن بالطبع‪ ،‬إنها كذلك في كل‬ ‫األوقات‪ .‬بعض الكتاب الذين نشأت معهم‬ ‫اختفوا في نهاية المطاف‪ .‬هل كان ذلك‬ ‫ألنهم عجزوا عن النشر؟ أألنهم توقفوا عن‬

‫الكتابة؟ في بعض الحاالت‪ ،‬أنا ال أعرف ح ًقا‪.‬‬ ‫لم يكن لديّ مال حتى عام ‪،1992‬‬ ‫عندما تحوّل أحد كتبي إلى فيلم‪ .‬كان توقيتًا‬ ‫ممتازًا‪ .‬إذ كنتُ قد رزقت بمولود جديد‪ ،‬ولم‬ ‫تكن لدي أدنى فكرة عن كيف سأكتب وأكون‬ ‫أمًا في الوقت ذاته‪ .‬صفقة الفيلم أعطتني‬ ‫وقتًا‪ .‬جعلتني أفرّ من عجلة الهامستر‪ ،‬من‬ ‫الكتابة والتدريس‪.‬‬ ‫واآلن عدت إلى مكاني في هذه العجلة‪،‬‬ ‫فلدي ابن في الكلية‪ ،‬وآخر يلحقه بسرعة‬ ‫كبيرة‪ .‬وكما ذكرتُ‪ ،‬فإن زوجي كاتب أيضًا‪،‬‬ ‫كالنا يعيش تلك الحياة الهشة‪ ،‬حيث تكون‬ ‫قدمك على قشرة موز طوال الوقت‪ .‬نجري‬ ‫التعديالت أينما كنا في حاجة إليها‪ .‬وإني‬ ‫ألشعرُ بأنه ما من عار في عمل أي شيء‬ ‫تحتاجه كي تعيش ككاتب‪ .‬إن هذا مرهق‪،‬‬ ‫لكنه ممتع‪.‬‬ ‫ذات مرة‪ ،‬كنــت في سيــارة مليئــــة‬ ‫بالكتّاب‪ ،‬ذاهبين إلى حدثٍ ما‪ ،‬والجميع في‬ ‫المقعد الخلفي يتحدث عن اإلخفاقات وخيبات‬ ‫األمل‪ .‬فجأة التفت السائق إلينا وصرخ قائلاً‬ ‫“إنكم موهوبون جدًا‪ ،‬فلماذا تشعرون بهذا‬ ‫القدر من العار؟” كان ال بد من أن نضحك‬ ‫على أنفسنا‪ .‬وعرفنا أننا نصف إحساسًا يشعر‬ ‫به الكثير من الكتّاب‪.‬‬

‫أحياناً زيوس ‪ ..‬أحياناً ال‪.‬‬

‫لديّ أنواع مختلفة من أيام الكتابة‪ .‬مع‬ ‫بعض الكتب أخوض تلك التجربة المثمرة‬ ‫ُ‬ ‫حيث يتدفق كل شيء إليّ مباشر ًة من جبهة‬ ‫زيوس‪ ،‬إنها ال تحدث كثيرًا‪ .‬وقد يستمر‬ ‫استغراقي أيامًا‪ ،‬يتالشى العالم من خاللها‪،‬‬ ‫وأنا أعيد صياغة محتويات عقلي بدقة على‬ ‫الورق‪ .‬عندما كنت أكتب رواي ة �‪The Posi‬‬ ‫‪ ، tion‬تملكني شعور بأنني كنت مجرد ناسخ‪.‬‬ ‫بأن مهمتي هي نسخ الرواية كسكرتيرة‪.‬‬ ‫كتبت هذه الرواية بسرعة فائقة‪.‬‬ ‫مع األعمال األخرى‪ ،‬قد تمر أيام وأيام‬ ‫من اإلعياء والفتور‪ -‬ومن خالل خبرتي‪ ،‬يصل‬ ‫األمر إلى هذه الدرجة بسبب وجود خطأ‪ ،‬أو‬ ‫ألن الضرورة لم تتحقق بالكامل في صميم‬ ‫الكتاب‪.‬‬

‫ضرورة الضرورة‬

‫عندما أكتب‪ ،‬أسأل نفسي سؤالاً سوف‬ ‫يسأله القارئ حتمًا‪“ :‬لماذا تقصّ هذا‬ ‫عليّ؟” يجب أن تكون هناك لهفة مغرية‪،‬‬ ‫أن يكون مغزى الكتاب موضوعًا طازجًا‪ّ ،‬‬ ‫أن‬ ‫يتضمّن حقائق كنتَ بحاجة إليها دائمًا‪.‬‬ ‫لو لم تأتِ إجابة السؤال‪ ”:‬لماذا تقصّ‬ ‫هذا عليّ؟” بسرعة‪ ،‬لو كنتُ أكتب دون‬ ‫مطالب ملحة‪ ،‬فتلك إشارة أولية على أن‬ ‫هناك شي ًئا ناقصًا‪ .‬عندما تسير القصص‬ ‫أو الروايات على غير هدى‪ ،‬تكون قد فقدت‬ ‫ضرورتها‪ ،‬وسبب وجودها‪.‬‬ ‫الضرورة هي الشيء الذي نربطه‬ ‫باألمور الخارجية االضطرارية – مثل القضايا‬ ‫السياسية‪ .‬أنا أربط الضرورة بالفن أيضًا‪.‬‬ ‫العلم بأن هناك شي ًئا يمكنك تصحيحه‪ ،‬سواء‬ ‫كان ظلمًا اجتماعيًا‪ ،‬أو حقائق ناقصة‪ .‬هذا‬ ‫ما يزوّدك به الفن‪ :‬رؤية شمولية أوسع‪ ،‬رؤية‬ ‫من زوايا لم تكن باستطاعتك أن تراها‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬ ‫أنا لم أختر الكِتابة‪ ،‬بل الكتابة حدثت لي‪.‬‬ ‫أكتب كي أتخ ّلص من جلدي الميت‪ ،‬وألكتشف‬ ‫لماذا يفعل الناس األشياء التي نفعلها لبعضنا‬ ‫البعض؛ وألنفسنا‪.‬‬ ‫الكتابة تُشعرني كما لو كنت في حالة حب‪،‬‬ ‫أستغرقُ تماماً في شخوصي التي أكتبُ عنها؛ حتى‬ ‫أُصبحَهُم‪ ،‬فأفقد كل احساسي بالواقع الخاص بي‬ ‫عندما أشرع في كتابة رواية‪.‬‬ ‫األمر ممتع؛ كما لو كنت تجري لعدة أميال؛‬ ‫ذاك اإلحساس الذي تشعر به عندما تنتهي‪.‬‬ ‫أناس أغبياء‪ ،‬أنا ال أكتب عن‬ ‫أنا ال أكتب عن ٍ‬ ‫أناس يقعون تحت واقع‬ ‫ضحايا‪ ،‬أنا أكتب عن‬ ‫ٍ‬ ‫أنهم الضحايا ولكنهم لن يستسلموا‪ .‬لهذا أتعمد‬ ‫ً‬ ‫متعاطفة معهم‪ ،‬أو آخرين ال‬ ‫شخوص لست‬ ‫اختيار‬ ‫ٍ‬ ‫أفهمهم حقاً‪.‬‬ ‫قبل سنواـــت‪ ،‬ذهبــت إلى شركـــة مطاعم‬ ‫ماكدونالدز وحصلت على “طلب التقديم على‬ ‫وظيفة” ألمأل واحد ًة لكل شخصيةٍ من شخوصي‪.‬‬ ‫بكتاب في علم األبراج والتنجيم ألختار‬ ‫استعنتُ‬ ‫ٍ‬ ‫تواريخ الميالد بنا ًء على خصائص التي أريدها‬ ‫لهم‪ .‬قمت بعمل ملف خاص من خمس صفحات‬ ‫لكل واحد من شخوصي لكي أعرف كل شي ٍء عنهم؛‬ ‫قياس الحذاء الذي يرتديه كل منهم‪ ،‬إن كان شعر‬ ‫أحدهم مصبوغاً‪ ،‬إذا كانت لديهم شيكات مردودة‪،‬‬ ‫أو حساسية من أي شيء‪ ،‬ما يكرهونه بأنفسهم‪،‬‬ ‫ما يتمنون تغييره‪ ،‬وإن كانوا يدفعون فواتيرهم‬ ‫بالوقت المحدد‪.‬‬ ‫قد يتفاجأ قرّاءي بكم البحث الذي أقوم به‪.‬‬ ‫الرواية التي أكتبها اآلن هي عن جدّين يُصبحان‬ ‫نوع من أنواع الكتب حول‬ ‫أبوين‪ ..‬إنني أقرأ كل ٍ‬ ‫أناس يعملون‬ ‫مع‬ ‫مقابالتٍ‬ ‫هذا الموضوع‪ ،‬وأجري‬ ‫ٍ‬ ‫في مثل هذه الوكاالت الحكومية‪ .‬عندما يقرأ‬ ‫القرّاء ما أكتبه‪ ،‬لن يعرفوا ما الذي حدث ليصل‬ ‫كتابي إلى هذه الدرجة؛ سيظنون بأنه اندفعَ هكذا‬ ‫من لساني‪.‬‬ ‫الرواية كالحياة؛ عبارة عن مجموعة من العُقد‪،‬‬ ‫وجَوْد ُة هذه الحياة تعتمد على كيفية قيامكَ ِّ‬ ‫بحل‬ ‫تلك العُقد‪ .‬أنا أُقدم لشخوصي شيئاً ليقوموا‬ ‫بمعالجته‪ .‬أتركهم ليخبروني بالتحدي األكبر الذي‬ ‫يواجهونه‪ ،‬بأعظم مخاوفهم‪ ،‬ثم أتركهم يواجهون‬ ‫هذا التحدي في قصّتي‪ .‬هذا يجعلني شخصًا أكثر‬ ‫ً‬ ‫مهتمة‬ ‫تعاط ًفا‪ .‬أبدأ غير معجبةٍ بشخوصي وأنتهي‬ ‫بهم‪ .‬أحتاجُ أن أخرج من “منطقة الراحة” الخاصة‬ ‫بي‪ ،‬كي أُخبر قصصهم؛ قصص شخوصي‪.‬‬ ‫أبكي كثيـراً عندمـا أكتــب‪ ،‬في رواية “وقـت‬ ‫متأخر من اليوم” عندما توفيت والد ُة إحدى الشخصيات ‪-‬يا إلهي‪-‬‬ ‫كم تألمت! لقد تركت ً‬ ‫رزمة في الخزانة تحوي رسائل ألبناءها‪ .‬كنت‬ ‫حطاماً؛ عندما كنت أكتب تلك الرسائل‪ .‬تلقيت بعدها العديد من‬ ‫الرسائل من قرائي‪ ،‬يخبرونني بأنهم لطالما تمنوا تلقي رسائل كتلك‬ ‫من أمهاتهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مسرعة في الصباح‪ ،‬ال يمكنني االنتظار‬ ‫أنا أقفزُ من نومي‬ ‫لمعرفة ما ستفعله الشخصيات اليوم‪ .‬إنني أتصل معها تماماً‪ .‬عندما‬ ‫تقع إحدى شخوصي في الحب‪ ،‬أقع في الحب‪ .‬عندما يتحطم قلب‬ ‫أحدهم‪ ،‬أو حتى يشعر بالبهجة؛ أشعر بذلك كله‪ .‬وعندما أنتهي من‬ ‫عملي لذلك اليوم‪ ،‬أكون منهكة القوى‪ ،‬فأذهب ألتمشى أو ألنجز‬ ‫بعض مهماتي كأن أذهب إلى مركز التسوق فيبدو لي وكأن كل‬ ‫شيء بات مضا ًء‪ .‬ال أحد يعلم من أين أتيت للتو‪ .‬ال أحد يعلم بأنني‬ ‫رحلت للتو عن نيويورك أو الس فيغاس‪ ،‬كما لو أنني خرجتُ من‬ ‫فيلم ألدخل في آخر‪.‬‬ ‫كيف حدث؟‬ ‫عندما كنتُ في الثامنة عشرة كنت آخذ دروساً مسائية في كلية‬ ‫شاب ما‪ ،‬ونتيجة‬ ‫حديثة في لوس أنجلوس‪ .‬كنت قد انفصلت عن ٍ‬ ‫لذلك كتبت قصيدة‪ ..‬كتبتها في آلة الطباعة الصغيرة الخاصة بي؛‬ ‫وقتها كنت تلك الكاتبة الصغيرة في شركة تأمينية احتياطية‪ .‬كتابة‬ ‫تلك القصيدة أخافني بعض الشيء‪ .‬شعرت كما لو أنني ممسوسة‪،‬‬ ‫فأنا لم أكتب قصيد ًة في حياتي‪ .‬أنا حتى ال أتذكر إن كنت قرأت‬ ‫قصيد ًة قبل ذلك‪.‬‬ ‫ذات مساء‪ ،‬صديقٌ لزميلتي في السكن قرأ قصيدتي‪ ،‬فأراد أن‬ ‫يعرف إن كان بإمكانه نشرها في مجلة “كلية مدينة لوس أنجلوس”‬ ‫األدبية‪ .‬سألته “تنشرها؟” ففعل‪ .‬منذ ذلك اليوم‪ ،‬حتى لو سقطت‬ ‫ورقة من شجرة‪ ،‬سأظنّ بأن هناك قصيدة في األمر‪ .‬كنت تلك‬ ‫الحمقاء الصغيرة التي تكتب‪.‬‬ ‫انتهى بي األمر إلى أن ذهبت إلى جامعة بيركلي‪ ،‬بتخصص‬ ‫علم االجتماع‪ .‬أردت أن أصبح موظفة اجتماعية ألنني كنت أعرف‬ ‫بأن العالم مكان فظيع؛ فظننت أنه ربما يمكنني المساعدة‪ .‬في‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬إذا كنت زنجياً صغيراً فسوف يعطونك المال لتذهب إلى‬ ‫بيركلي‪ .‬أيّاً كان األمر فقد ابتدأنا في صحيفةٍ جديدة للسود اسمها‬ ‫“أفكار سوداء”‪ ،‬وقد نشروا العديد من قصائدي فيها‪ .‬كنت كذلك‬ ‫أكتب االفتتاحيات لـ “ديلي كاليفورنيا”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الكلمة انتشرت‪ ،‬وصحف الجامعات األخرى‪ ،‬خصوصاً تلك الخاصة‬ ‫بالسود بدأت تنشر قصائدي‪ .‬حتى اليوم؛ ال أزال أحتفظ بتلك‬ ‫القصائد في حقيبتي المصنوعة من الكرتون المقوى والتي اشتريتها‬ ‫بدوالرين وتسع وتسعون سنتاً من ميشيغان عام ‪ .1968‬والحقيقة‪،‬‬ ‫بعضها ليس سيئاً إلى هذه الدرجة‪.‬‬ ‫في سنتي األولى في الجامعة‪ ،‬عندما حان الوقت ألختار تخصّصاً‬ ‫دراسياً أخبرت مرشدي الدراسي بأنني أريد التسجيل في تخصص‬ ‫علوم االجتماع‪ .‬سألني حينها عن السبب قائ ً‬ ‫ال‪“ :‬إنني أقرأ مقاالتكِ‪،‬‬ ‫وال يمكنني أن أفهم لماذا ال تركزين على الكتابة ؟!”‪.‬‬ ‫سقط فمي مفتوحاً من الدهشة‪ ،‬لم أستطع تصديق األمر‪ .‬ذاك‬ ‫الرجل لم يكن أسوداً حتى‪ .‬شرحت له بأن الكتابة بالنسبة لي هي‬ ‫ممارسة هواية‪ ،‬ال يمكنني أن أحصل على لقمة عيش منها‪ .‬فطلب‬ ‫مني أن أذهب إلى المنزل وأفكر باألمر مر ًة أخرى؛ وكذلك فعلت‪.‬‬ ‫أدركت عندها بأنه كان محقاً فقمت مباشرة بتبديل تخصّصي‪.‬‬ ‫أخذت فص ً‬ ‫ال في الكتابة القصصية لدى اسماعيل ريد‪ .‬قرأ‬

‫الشمال الثقافي‬

‫تيري ماكميالن‬ ‫ترجمة ‪ :‬ريم الصالح بثينة العيسى‬ ‫اسماعيل قصتي القصيرة األولى وقال‪“ :‬تيري‪ ،‬لديكِ صوتٌ قوي‬ ‫جداً” ‪ .‬دائماً كان يقول لي اآلخرون بأن لدى صوتاً عميقاً غير مألوف‬ ‫بالنسبة إلمرأة‪ ،‬لذلك ظننت بأن هذا ما قصده اسماعيل‪ .‬لم أعلم أي‬ ‫شيء في ذلك الوقت‪ ،‬ال شيء‪.‬‬ ‫بعد بيركلي انتقلت إلى نيويورك وانضممت إلى نقابة ُكتّاب‬ ‫ً‬ ‫قصة‬ ‫هارلم‪ ،‬مشابه لمكتبة ُكتّاب إيوا‪ ،‬ولكنه للسود‪ .‬قرأت عليهم‬ ‫كنت قد كتبتها في فصل األستاذ اسماعيل‪ ،‬اسمها “ماما‪ ،‬خذي خطو ًة‬ ‫أخرى”‪.‬‬ ‫عندما انتهيت‪ ،‬أخبرتني الروائية دوريس جين أوستاين “هذه‬ ‫ً‬ ‫قصة قصيرة يا عزيزتي‪ ،‬إنها رواية”‪ .‬أومأ الجميع برأسه‪ .‬لم‬ ‫ليست‬ ‫أكن أعلم بأنه ال سوق للقصص القصيرة في الواقع‪ ،‬ولكنهم كانوا‬ ‫يعلمون‪ .‬بانتهاء تلك المحاضرة كنت قد كتبت الفصل االفتتاحي‬ ‫األول من روايتي األولى على االطالق “ماما”‪.‬‬ ‫تغيرت حياتي‪ ،‬ولم يعجبني هذا األمر‬ ‫ً‬ ‫دفعة مقدمة عن كتابي‬ ‫في عام ‪ ،1987‬حصلت على ‪ 7500‬دوالر‬ ‫“ماما”‪ ،‬والذي بيعت جميع نسخ طبعته األولى قبل أن ينزل محالت بيع‬ ‫الكتب‪ .‬وحصلتُ على ‪ 75‬ألف دوالر عن كتابي “أعمال اختفاء”‪ .‬هذان‬ ‫اإلثنان لم يتمكنا من الوصول إلى قائمة الـ “نيويورك تايمز”‪ ،‬ولكن‬ ‫بيع منهما عدد كبير من النسخ‪ .‬لذلك حصلت على ربع مليون لقاء‬ ‫كتابي “في انتظار أن أزفر”‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،1992‬وصل كتابي “في انتظار أن أزفر” وألول مرة‬ ‫للمرتبة السادسة في قائمة الـ “نيويورك تايمز”‪ ،‬لم أستطع تصديق‬ ‫ذلك‪ .‬بينما كنتُ في جولة الـ “‪ 16‬مدينة” للتوقيع على كتابي‪ ،‬عقدت‬ ‫وكيلة أعمالي مزاداً علنياً لحقوق كتابي الورقي‪ ،‬كنت في أتالنتا عندما‬ ‫اتصلت بي لتخبرني “تيري‪ ،‬لن تصدقي هذا! لقد وصل إلى ‪”1.2‬‬ ‫ً‬ ‫قائلة “‪ 1.2‬ماذا ؟!”‬ ‫فصدمت‬ ‫ً‬ ‫بعد نصف ساعةٍ أخرى اتصلت بي مرة أخرى قائلة‪“ :‬أوبرا تريد‬ ‫استضافتكِ في برنامجها التلفزيوني”‪ .‬أوبرا لم تستضف كاتباً في‬ ‫برنامجها من قبل‪ .‬منذ تلك النقطة تحديداً إلى ما بعدها تغيرت‬ ‫الكثير من األشياء بسرعة‪ .‬انتقلتُ من أريزونا إلى منطقة خليج سان‬ ‫فرانسيسكو‪ .‬من مجلة “بيبل” إلى غيرها؛ الجميع كان يريد إجراء‬ ‫مقابلةٍ معي‪ .‬رفعتُ بصري فكانت مجلة “تايم” جالسة في غرفة‬ ‫المعيشة الخاصة بي‪ .‬لقد كنت مغمورةٍ بالسعادة‪.‬‬ ‫ثم جاء هذا األمر بأن “السود يقرؤون” متقدماً للصدارة‪ .‬كم أثار‬ ‫امتعاضي‪ .‬كنت أقول بأن السّود لطالما كانوا يقرؤون إال أنه لم تكن‬ ‫هناك رواية معاصرة تعبّر عنا بمثل هذه األرقام الهائلة‪ .‬المفاجأة أن‬ ‫أعداداً كبيرة من البيض كانوا يشترون كتابي‪ .‬والمفاجأة األخرى أننا‬ ‫نحن السود نقرأ من الكتب لكتاب بيض‪ .‬يمكنكم القيام بالحسابات‬ ‫الرياضية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عندما حدث كل هذا ألول مرة‪ ،‬تغيرت حياتي كليا‪ .‬لم تُعجبني!‬ ‫بدأ الناس يأتون إليَّ من كل زاوية يسألونني المال‪ .‬قرّاء كتبوا لي‬ ‫زمن طويل ظهروا فجأة‪.‬‬ ‫قصصهم‬ ‫الحزينة‪ .‬أقارب مفقودون منذ ٍ‬ ‫ً‬ ‫مكتئبة جداً‪ .‬ذهبتُ بعدها للمعبد‪.‬‬ ‫أصبحت‬ ‫لم تتغير األمور بالنسبة لي فحسب‬ ‫لم تتغيّر كتابتي طمعا بالنجاح‪ ،‬ال زلت أروي بالقصص التي‬ ‫أرغب بروايتها‪ .‬األمر هو أن النُّقاد يكرهونك عندما تصبح ناجحاً‪،‬‬ ‫فيبدؤون بالبحث عن أيّ شيء يمكن أن يكون خطأً‪ .‬عندما كنت‬ ‫أكتب “الوصول للسعادة” كنت أعلم في قرارة نفسي بأن الكتاب لن‬ ‫يُستقبل جيّداً‪ ،‬ولكنني لم أهتم‪ .‬إذا أحبه الناس الذين سيقرؤونه‪،‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فرباير ‪2020‬‬

‫‪11‬‬

‫إذا حرَّك شيئاً ما في دواخلهم‪ ،‬هذا بالضبط ما‬ ‫يهم بالنسبة لي‪.‬‬ ‫ولكن بعد كل الهرج الذي حدث مع “في انتظار‬ ‫أن أزفر”‪ ،‬بدأ الناشرون بإعطاء الكتّاب السود‬ ‫الصغار مقدمات مالية كبيرة ظنّاً منهم بأنهم‬ ‫سيحصلون على تيري ماكميالن جديدة‪ .‬لدقيقة‬ ‫هنا‪ ،‬هؤالء الكتاب الصغار كان يُدفع لهم تلك‬ ‫المقدمات المالية الهائلة‪ .‬كانوا يوقعون اتفاقات‬ ‫نشر الكتابين والثالث ألجل ذلك المال‪ .‬لم يفهموا‬ ‫أمراً‪ ،‬بأنه إذا كان كتابك األول عادياً‪ ،‬وكتابك الثاني‬ ‫ال بأس به‪ ،‬فإنك لن تذهب في جولة توقيع لكتابك‬ ‫الثالث‪ .‬الحقيقة أنهم لم يدركوا‪ ،‬بأنه إذا لم يحقق‬ ‫الناشر من خاللهم استثماره المنشود‪ ،‬فلن يكونوا‬ ‫ماض !‬ ‫سوى ٍ‬ ‫عندما لم تبَع كتبهم كما بيع كتابي “في‬ ‫انتظار أن أزفر”‪ ،‬عندما لم يستعيدوا من جديد‬ ‫تلك األموال‪ ،‬بدأ الناشرون بمعاقبة ُ‬ ‫الكتاب بعدم‬ ‫توقيع عقود جديدة معهم‪ .‬بعضهم كان قد َّ‬ ‫وقع‬ ‫اتفاقيات تصل إلى مليون دوالر‪ .‬اآلن‪ ،‬ركل هؤالء‬ ‫إلى الرّصيف‪ .‬ال يقدرون على الحصول على عقدٍ‬ ‫ينقذ لهم حياتهم‪ .‬أعرف الكثير منهم‪ .‬إنه ألمرٌ‬ ‫ٌ‬ ‫محزن حقاً‪.‬‬ ‫محزن‪.‬‬ ‫عنصرية‪ ،‬بكل بساطة‪.‬‬ ‫هناك الكثير من ُ‬ ‫الكتاب البيض الذين يحصلون‬ ‫على مقدمات مالية مميزة‪ ،‬ويبيعون كميات‬ ‫جيدة من الكتب‪ ،‬ويستمرون‪ .‬ناشروهم يطمعون‬ ‫بدعمهم بغض النظر‪ .‬سيقومون بدعمهم‬ ‫وتشجيعهم على أية حال‪ .‬هؤالء ُ‬ ‫الكتاب يدورون‬ ‫حول البالد حاصلين على رسوم هائلة لتحدثهم في‬ ‫الحفالت والندوات‪ .‬لن تجد كتاباً سود يفعلون ذات‬ ‫األمر‪ .‬إنها عنصرية‪ ،‬بكل بساطة‪.‬‬ ‫إني أعرف بعض ُ‬ ‫الكتاب السود ‪-‬إيانال فانزانت‬ ‫كمثال‪ -‬الذين حصلوا على أموال كثيرة وأبليت‬ ‫كتبهم بال ًء حسناً‪ ،‬ولكن ليس كما توقع ناشروها‪.‬‬ ‫دون أن أذكر بأن هؤالء الناشرون لم يعملوا على‬ ‫دعم ُ‬ ‫الكتاب أو الترويج لهم في جوالت كبيرة لتوقيع‬ ‫كتبهم‪ ،‬ال شيء من هذا القبيل‪ .‬لقد كانوا يعتمدون‬ ‫على قرائي ومتابعيَّ ليخرجوا ويقرؤوا كتب هؤالء‬ ‫ُ‬ ‫الكتاب السود‪.‬‬ ‫األمر يؤثر بي كذلك‪ ،‬لدي اآلن سبعون صفحة‬ ‫من روايتي الجديدة وهم يخبرونني “إنها تبدو‬ ‫سوداوية بعض الشيء‪ ،‬إنها ال تحمل حسكِ الخاص‬ ‫في الهزل والسخرية‪”.‬‬ ‫فقلت لهم “سوداوية؟ حقاً؟!”‬ ‫أوتعلم أمراً‪ ،‬يكتب ُ‬ ‫الكتاب البيض كتباً تطفح‬ ‫بالكآبة طوال الوقت‪ ،‬كلما كان الكتاب كئيباً أكثر كلما أُعتُبرَ عميقاً‬ ‫أكثر‪ .‬خذ مث ً‬ ‫ال رواية “القصر الزجاجي” أو كاثرين ستوكيت؛ والتي‬ ‫يمكنها أن تكتب عن الخادمات السود في الستينات‪ ،‬أتحدثني عن‬ ‫السوداوية! ما الذي كان المميز جداً في ذاك الكتاب؟ ورغم ذلك فقد‬ ‫تصدر قائمة النيويورك تايمز لمئة أسبوع‪ .‬ولكن‪ ،‬عندما نأتي نحن‬ ‫لنخبر بقصصنا فهي إما أن تكون كئيبة‪ ،‬أو أن البيض ليسوا مهتمين‬ ‫باألمر‪.‬‬ ‫أمر آخر هو عندما يستعمل‬ ‫أي‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫حنقي‬ ‫يثير‬ ‫الذي‬ ‫الشيء‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫لهجة متعالية متغطرسة أو عندما‬ ‫الكتاب وغالباً البيض منهم‪،‬‬ ‫شخوص تعد غير منطقية في العالم الحقيقي‪ .‬إنهم‬ ‫عن‬ ‫يكتبون‬ ‫ٍ‬ ‫يجعلون حياة شخوصهم مهمة جداً! عبور الشارع أمرٌ عظيم‪ ،‬مافي‬ ‫خزانتهم أمرٌ عظيم‪ .‬خُذ على سبيل المثال جوناثان فرانزن‪ ،‬يا إلهي‬ ‫بعد ثالثين صفحة كنت أفكر “من سيهتم بحق السّماء؟”‬ ‫أكره التصنيفات من كل نوع‬ ‫المرأة التي جاءت إلى منزلي من مجلة “تايم” قضت وقتاً طوي ً‬ ‫ال‬ ‫تتحدث عن منزلي‪ ،‬أكثر حتى من الوقت الذي قضته في التحدث معي‬ ‫ً‬ ‫كاتبة بيضاء غنية‪ .‬كم كانت‬ ‫حول كتبي‪ .‬لم تكن لتفعل ذلك لو كنتُ‬ ‫مصدومة ألني ذوقي كان جمي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫في مقالها‪ ،‬وصفت كتبي بـ”الخيال الشعبي”‪ .‬األمر أنه إذا كان‬ ‫َ‬ ‫تُؤخذ‬ ‫عملكَ مشهوراً ومعروفاً فإن هذه عالمة بأنه ال يجب أن‬ ‫ً‬ ‫رسالة الذعة أخبرتهم فيها‪“ :‬ال تكرهوني‬ ‫بجدية‪ .‬كتبت للمجلة‬ ‫نسخ من كتابي أكثر من مقابلة‬ ‫بيع‬ ‫استطعت‬ ‫أعزائي الصغار ألنني‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫كاتبة تجارية‪ .‬أتدرون؟‬ ‫باريس الخاصة بمجلتكم‪ .‬ال تحاولوا جعلي‬ ‫الشهرة ليست سيئة إطالقاً‪”.‬‬ ‫الطريقة التي يمكنني فيها ترجمة “شعبي” هي مثل علم‬ ‫الفسيولوجيا؛ أنت تعلم مسبقاً كيف سينتهي األمر‪ .‬كتبي تُقاد‬ ‫عبر شخوصها وليس عبر حبكةٍ روائية أو شيء من هذا‪ .‬كتبي ال‬ ‫يمكن التكهن بها؛ أقصد “الوصول للسعادة” أنت ال تدري إن كانوا‬ ‫سيصلون‪ .‬إنها رحلة‪ ،‬هذا هو المقصود‪.‬‬ ‫أنا في الواقع أقوم بذا األمر الذي قام به‪ :‬تشيخوف‪ ،‬فرجينيا‬ ‫وولف‪ ،‬همنغواي‪ .‬إنني أخبر بقصص عن عالمي أنا‪ ،‬في وقتي أنا‪،‬‬ ‫وبصوتي أنا‪ .‬ال أحد تمسك بهذه الحقيقة ضدهم‪.‬‬ ‫خالل مئة سنة سيعملون على هضم كل تلك الكلمات “الخيال‬ ‫الشعبي”‪ .‬إنني أرفضهم اآلن‪ ،‬ولن أسمح ألي أحد بأن يصنفني‪ .‬أنا‬ ‫مهتمة أكثر بالقصة التي أحتاج ألن أقصها‪ ،‬هذا هو المهم بالنسبة‬ ‫لي‪.‬‬ ‫لذلك سأستمر في كتابة قصصي بالطريقة التي أكتبها بها‪.‬‬ ‫حكمة تيري ماكميالن للكتّاب‪:‬‬ ‫• أنا أكتب فقط عن الشخصيات التي تزعجني‪ .‬ال أتعاطف مع‬ ‫الشخصيات في البدء‪ .‬وحتى أتمكن من رواية قصصهم‪ ،‬يجب أن‬ ‫أنمّي تعاط ًفا معهم في النهاية‪ .‬هذا يجعلني أستثمر نفسي – مثلي‬ ‫مثل الشخوص‪ ،‬والقراء – في الكيفية التي تنعطفُ فيها األمور‪.‬‬ ‫• بمجرد ما أفهم معضالت الشخوص‪ ،‬أعطيهم شيئا ليعالجوه‪،‬‬ ‫شيئا يحتاجون تغييره‪ ،‬ألن الناس يخشون التغيير أكثر من أي شيء‪،‬‬ ‫وهذا ما يصنع الدراما القوية‪.‬‬ ‫• أنا ال أضع طال ًء على قصصي وأعطيها للقراء بنسختها الالمعة‪.‬‬ ‫إنني أرويها كما هي‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فرباير ‪2020‬‬

‫‪12‬‬

‫الكتابة غامضة وموحشة‬ ‫ولكن أحداً ال يجبرك عليها‬ ‫• بقلم ‪ :‬ريتشارد فورد‬ ‫• ترجمة ‪ :‬منى الرفاعي‬

‫أكتب لكي ال أنتحر‬ ‫• منى وفيق‬ ‫أحياناً يغمرني هذا الالجدوى فأفيض‪ ،‬نمشي بعيداً في الكتابة‬ ‫وتحديداً عندما نقرّر أن نتركها نكتشف استحالة األمر ألن األوان‬ ‫يكون قد فات‪ ،‬هو في الحقيقة يكون قد فات منذ أول حرف جرّك إلى‬ ‫أول الصفحة ‪ .‬أكتب ألتخفف من هذا الوجع ومن ثقل هذا الوجود‬ ‫‪ ..‬أكتب لكي ال أنتحر ‪ . .‬وكما أقول دائماً‪ ،‬أنا ال أكتب طوال الوقت‪،‬‬ ‫إنما أنا أعيش طوال الوقـت‪ .‬عندمـا أكتب فإننـي‪ ،‬وفي وجوههــم‪،‬‬ ‫ال زلت أشهر المرايا‪ ،‬في وجوه من ال يتقبلــون أن تكـــون لهم‬ ‫عدة وجوه والحال أنهم يهربون لكن المرايا تبقى معقوفة داخل‬ ‫مخيالتهم ألنها كانت من البدء هناك‪ ،‬لم تصر الكتب بعد ماركات‬ ‫عالمية يحلم بها الجميع لكننــي على األقل ال أكــذب كثيراً ألنني‬ ‫أكتب كثيراً‪ ،‬ربما لم تعد تغضبني بعض اآلراء فقد اقتنعت مؤخراً‬ ‫بأن من يقرأ بالمقلوب ال يستطيع أن يفهم من يرى بالمقلوب‪،‬‬ ‫وحسناً‪ ‬،‬أنا ال أطلب من أحد أن يفهمني أو أن يسعى إلى فهمي‪،‬‬ ‫أنا فقط أهيم في المعنى مثلما تهيم الخرفان في المرعى‪ ،‬حياتي‬ ‫أخذتني إلى القصة ومن ثم إلى الشعر‪ ،‬وال أعرف إن كان لحياتي‬ ‫ن َفسٌ طويل لنصل معاً إلى رواية أخرى‪.‬‬ ‫بعد كل هذه السنوات والكتابات‪ ،‬والجوائــز‪ ،‬النمائم والحروب‪،‬‬ ‫ومحاوالت تكسير التجربة من الخارج‪ ،‬بعد تعنيف معنوي ولغوي‪ ،‬بعد‬ ‫نجاحات وانتشار واحتفاء تمأل الكلمات رأسي كما لو أنها متفجرات‬ ‫إذا ما تفجرت إحداها ستلحق بها البقية‪ ‬..‬إنه دمل يستطيع االنفجار‬ ‫وال يريده‪ ‬..‬وربما لن يجـدي نفعـاً أن أقــول إننـــي ‪ -‬متأخـــرة ‪-‬‬ ‫اكتشفت أن الحياة أهم بكثير من الكتابة‪‬‬‬‬‬‬ .‬ومع ذلك لدي ما لدي‬ ‫من أحالم في المسرح والسينما والشعر والرواية والترجمة‪ ‬..‬جديدٌ‬ ‫قيد الكتابة‪ ‬..‬مشاريع إصدارات‪ ‬..‬نصوص تمسح غيرها ألبقى‬ ‫أنا‪ ‬..‬مخططات لسرقة كتب جديدة من مكتبات أصدقائي‪ ،‬وهكذا‬ ‫التجربة تسير والحياة تسير‪ ،‬أتخيل أورسوال «أحد شخوص رواية‬ ‫ماركيز مئة عام من العزلة»‬ تضحك على كثير من كتاب اليوم وهي‬ ‫التي لو كتبتْ لتفوقت على كاتبها نفسه‪ ‬..‬لقد عاشت معي أورسوال‬ ‫ألسابيع وأسابيع ونجتْ كما لن أنجو‪ ‬..‬اختــارت أن تكـــون شخصاً‬ ‫ال كاتبهُ‪ ،‬ونجتْ‪ ،‬فهنيئاً لها ولغيرها من شخوص تحفر لمرّة‬ ‫واحدة وتؤثر‪ ،‬تحفر من أول عمرك لبقيّته‪ ،‬الكتابة لعنة وليست‬ ‫خالصاً لكنها هي األلم‪.‬‬

‫في وقتٍ ما في منتصف يونيو أدّيت طقسًا من الطقوس التي‬ ‫ميّزت حياتي ككاتب‪ ،‬مثلها مثل أيّ شي ٍء آخر‪ .‬عدْتُ إلى العمل بعد‬ ‫حسن يُذكر سوا ًء كان‬ ‫انقضاء فترة طويلة جدًا‪ ،‬لم أقم فيها بأي شي ٍء ٍ‬ ‫إنسانيًا أو همجيًا‪ ،‬أو بمعنى آخر عدت إلى الكتابة‪.‬‬ ‫ال أقصد جعل هذا الحدث ذو أهمية كبيرة‪ ،‬لم يكن هناك قرعٌ‬ ‫ٌ‬ ‫متواصل على الطبول‪ ،‬والموسيقا التصويرية لم تكن مأخوذة من فيلم‬ ‫“روكي”‪ .‬لم يكن هناك موسيقا تصويرية‪ ،‬فقط التغيّرات الهادئة التي‬ ‫نادرًا ما تُالحَظ في عادات المرء اليومية من مجموعة معيّنة من‬ ‫العادات الرقمية الداخلية إلى أخرى‪.‬‬ ‫ال مزيد من االنعزال صباحًا أمام التلفاز‪ ،‬ال مزيد من تناول فطوري‬ ‫خارجًا‪ ،‬وال مزيد من االستجابة لألخبار الهاتفية؛ بدلاً من ذلك‪ ،‬فقط‬ ‫األشياء المختلطة المعتادة التي تنجرف باستمرار إلى عقلي فجأ ًة وتحتاج‬ ‫إلى التصنيف من أجل استخدامها في قصةٍ ما‪ .‬كانت بعض الشيء‬ ‫مثل المجنّدين في الجيش الذين أصبحوا جنودًا فقط باصطفافهم‬ ‫مرتدين ثياب شوارع‪ .‬وكما مع المجنّدين‪ ،‬فإعادة تجنيدي للكتابة‬ ‫مرّحب به‪.‬‬ ‫صاحبها شعورٌ بالواجب غير‬ ‫ٍ‬ ‫التو ّقف ثم البدء من جديد هو بالطبع ما يفعله كل الكتّاب‪ ،‬وهو‬ ‫ما يفعله أيُّ منّا‪ .‬أنهِ هذا‪ ،‬تو ّقف‪ ،‬ثمّ عُدْ إلى ذلك‪ .‬مع الوقت‪ ،‬يصبح‬ ‫هذا التكرار أحد العالمات التي تجعلنا نطلق على أنفسنا هذا أو ذاك‪،‬‬ ‫مثل موظف في النظام النقدي األوروبي أو محام أو سارق سيّارات أو‬ ‫ٍ‬ ‫عازف تشيللو أو روائي‪.‬‬ ‫أن هذا ّ‬ ‫بدا لي دائمًا‪ ،‬أكثر من معظم زمالئي من الكتّاب‪ّ ،‬‬ ‫الطقس‪،‬‬ ‫وهو التو ّقف من أجل العودة‪ ،‬عاد ًة جماليّة‪ ،‬وربما حتّى من المس ّلمات‬ ‫األخالقية‪ .‬العديد من معارفي‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ببساطة يتوقون لالستمرار في‬ ‫الكتابة‪ ،‬كما لو ّ‬ ‫أن الطبيعة هي أيضًا تمقتُ الكاتب الهامد‪.‬‬ ‫كان لي صديقٌ معتادٌ على االتصال بي (إلى أن صرخت بوجهه)‬ ‫قبل الغداء فقط ليقول‪“ ،‬هل كتبت اليوم؟”‪ .‬يبدو أن اآلخرين يحدّقون‬ ‫ّ‬ ‫بكل ما فيهم‪ ،‬بعيدًا عمّا يفعلونه في تلك اللحظة‪ ،‬في خط األفق‬ ‫بقلق محاولين‪ ،‬كما أفترض‪ ،‬اإلمساك بلمحة وامضة خاطفة عمّا قد‬ ‫ٍ‬ ‫يغوصون فيه تاليًا‪ .‬بالنسبة لهم التو ّقف يسبق البداية‪ ،‬االستراحة في‬ ‫أفضل حاالتها هي بمثابة نظرة سريعة ال داعي لها في حياةٍ مكرّسةٍ‬ ‫للتحديق المستمّر‪ .‬وفي أسوأ حاالتها تحرّض على القلق وحتى الخوف‪.‬‬ ‫أخبرني صديقٌ من مونتانا مؤخرًا‪“ :‬أنا ال أكتب”‪“ .‬إنه ٌ‬ ‫عمل مسبب‬ ‫للكآبة‪ ،‬أنا فقط أتجوّل في أنحاء المنزل بدون معرفة ما أفعل‪ .‬العالم‬ ‫يبدو رتيبًا جدًا”‪.‬‬ ‫نصحته وقلت‪“ :‬جرّب أن تشغّل التلفاز‪ ،‬هذا ينفع معي دائمًا‪.‬‬ ‫أنسى تمامًا كل شي ٍء عن الكتابة بمجرد أن يبدأ برنامج ’مركز‬ ‫الرياضة‘“‪.‬‬ ‫وأنا أعني ذلك‪ ،‬خالل الثالثين عامًا هذه نجحت في البقاء بعيدًا‬ ‫عن الكتابة لفتراتٍ طويلة‪ ،‬فتراتٍ طويلة قد تبدو فيها حياتي الكتابية‬ ‫أحيانًا غير منتجة كتابيًا أكثر من كونها منتجة‪ ،‬وهي حقيقة أؤيّدها‬ ‫بشدّة‪.‬‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬طوال هذه الفترة كتبت فقط سبعة كتب‪ ،‬وبشأن تلك‬ ‫متفق عليْه‪.‬‬ ‫السبعة الكتب لم ينشأ حتى اللحظة أي هتاف‬ ‫ابتهاج نقدي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وبال شكّ سوف تجادل بعض األنفس المغرورة عما لو كنت كتبت أكثر‪،‬‬ ‫عمّا لو كنت أكثر هوسًا‪ ،‬عما لو عملت على نفسي بجهدٍ أكبر‪ ،‬عمّا لو‬ ‫اعتمدت على األساسيات بشكل أقل وأقللت من فترات تو ّقفي‪ ،‬فسوف‬ ‫أكون كاتبًا أفضل ممّا أنا عليه اآلن‪.‬‬ ‫ولكنّي لم أتخيّل يومًا أنني سأخوض هذا المضمار لكسر رقم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قياسي في مجال سرعة الكاتب‪ ،‬أو لتحقيق أرقام مرتفعة (إلاّ ما كنت‬ ‫آمله في أرقام مرتفعة من القرّاء)‪ .‬على كل حال‪ ،‬إن كنت قد مارست‬ ‫بشكل أكثر وتو ّقفت لفترات أقل‪ ،‬لم أكن ُألجَنّ فقط‪ ،‬ولكن‬ ‫الكتابة‬ ‫ٍ‬ ‫بالتأكيد كنت ألنتج قصصًا ّ‬ ‫أقل جود ًة مما أكتبه اآلن‪ .‬على كل حال‪،‬‬ ‫ما أفعله هو عملي‪ .‬وفي النهاية هناك بعض األشياء التي نعرفها حقّ‬ ‫المعرفة عن أنفسنا‪.‬‬ ‫معظم الكتّاب يكتبون كثيرًا‪ ،‬والبعض يكتب أكثر من الالزم‪،‬‬ ‫وهذا مقدَّرٌ وف ًقا لجودة أعمالهم األدبية المتراكمة‪ .‬لم أفكر في نفسي‬

‫قط على أن أكون مدفوعًا نحو الكتابة‪ ،‬أنا فقط اخترت أن أقوم بها‬ ‫بكل بساطة‪ ،‬أمارس الكتابة غالبًا عندما ال ينفع معي القيام بشي ٍء آخر‪،‬‬ ‫أو عندما يعتريني شعورٌ مزعج بعدم الفائدة‪ ،‬أو عندما أكون في حيرةٍ‬ ‫من أمري ولدي بعض الوقت بين يديّ‪ ،‬كما حدث بعد انتهاء بطوالت‬ ‫البيسبول‪.‬‬ ‫قد أقول أنّه فقط في حالة السكون المستمر هل أنا مستعدٌّ‬ ‫لمناقشة المواضيع المهمة التي يتطلبها األدب؟ مثل العالقة بين‬ ‫النعيم والشقاء؟ إلخ‪ .‬يمكنك أن تسميه نوع اإللهام الخاص بي‪ ،‬على‬ ‫الرغم من إمكانية أن اعتمادي على هذا الروتين اليزال يؤدي بي إلى‬ ‫الكتابة بشكل ّ‬ ‫مكثف‪ .‬فمن الصّعب أن تكتب فقط بما يكفي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫من الواضح أن العديد من الكتّاب يمارسون الكتابة ألسباب‬ ‫أدب عظيم من أجل منفعة اآلخرين‪ ،‬فهم‬ ‫مختلفة عن الرغبة في إنتاج ٍ‬ ‫يتخذون الكتابة كوسيلة عالجية‪ ،‬أو يكتبون بشكل مضطرب للتعبير‬ ‫عن أنفسهم‪ ،‬يكتبون لصالح المؤسسات أو بغية الهروب من أيامهم‬ ‫الطويلة جدًا‪ .‬يكتبون من أجل المال أو ربما ألنهم مهووسون بها‪.‬‬ ‫يتخذون من الكتابة صرخة نجاة‪ ،‬أو يتبنون الكتابة كمنفذ للثأر العائلي‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬ال‪ ،‬ال‪ .‬هناك العديد من األسباب لتكتب كثيرًا‪ ،‬وفي بعض األحيان‬ ‫تكون هذه األسباب ال بأس بها‪.‬‬ ‫ربما موقفي الذي قد يبدو فاترًا جاء من امتالكي ألبوين من‬ ‫الطبقة العاملة الذيْن كدحا ألجل أن أحصل على حياةٍ أفضل مما كانت‬ ‫عليه حياتهما‪ ،‬فلم أكن ألعمل بهذا الجهد‪ ،‬وحياتي هي مجرد ضريبة‬ ‫نجاحهما‪ .‬ولكن مهما كان السبب‪ ،‬التجول في األرجاء بأن تفعل شي ًئا‬ ‫آخر مثل أن تقود سيارتك من نيو جرسي وصولاً إلى ممفيس ثم إلى‬ ‫ماين فقط لتشتري سيارة مستعملة‪ ،‬وهذا ما فعلته الشهر الماضي‪،‬‬ ‫حدث أن كانت الحياة جيّدة بالنسبة لي قبل الكتابة؛ فبينما أكتب‪ ،‬أو‬ ‫كبير جدًا‪ .‬وأعلم‬ ‫على األقل عندما أكتب كثيرًا‪ ،‬أشعر بأني أقوم بجهدٍ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫بأن والدايَ كانا ليقدما لي كل الدعم بخصوص ذلك‪.‬‬ ‫وأسارع إلى القول بأن الكتابة ليست صعبة لتلك الدرجة‪ ،‬فاحذر‬ ‫من الكتّاب اّلذين يخبرونك كم هو صعب أن تعمل بها‪ .‬كن على حذر‬ ‫شخص يحاول إخبارك بذلك‪ .‬فالكتابة في الواقع غالبًا ما تكون‬ ‫من أي‬ ‫ٍ‬ ‫غامضة وموحشة‪ ،‬ولكن ال أحد مجبرٌ على القيام بها‪.‬‬ ‫نعم يمكن للكتابة أن تكون مع ّقدة ومرهِ َقة وعازلة ومُشَتِّتَة‬ ‫ومملة وباهتة‪ ،‬ومبهجة للحظة؛ كما يمكنها أن تكون شا ّقة ومسببة‬ ‫لإلحباط‪ ،‬ونادرًا جدًّا ما تؤدّي إلى المكافآت‪ .‬ولكنّها ليست صعبة‬ ‫مقارن ًة بقيادة طائرة من طراز إل‪ -1011‬نحو أوهير في ليلة مثلوجة من‬ ‫ليالي يناير‪ ،‬أو مقارن ًة بالقيام بعمليّة جراحية في الدماغ وحينها تظل‬ ‫واق ًفا على قديمك لمدة تصل إلى عشر ساعات‪ ،‬وببساطة بمجرّد أن‬ ‫تبدأ ال يمكنك أن تتو ّقف‪ .‬إن كنت كاتبًا‪ ،‬بإمكانك التو ّقف أينما شئت‪،‬‬ ‫وقتما تريد‪ ،‬ولن يهتم أحدٌ لذلك أو حتى يعرف عنه‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫فقد تكون النتائج أفضل إن فعلت‪.‬‬ ‫بالنسبة لي تبدو منافع التوقف عن الكتابة بين المشاريع الكتابية‬ ‫الكبيرة‪ ،‬لنقل الروايات مثلاً ‪ ،‬جليّة ومتشعّبة‪ .‬ألجل شي ٍء واحدٍ‪ ،‬تضع‬ ‫الحياة المعيشة في المقام األوّل‪ .‬في‪.‬إس‪.‬بريكت كتب مر ًة ّ‬ ‫أن الكاتب‬ ‫هو شخصٌ يراقب الحياة من منطقة حدود‪ .‬فالفنّ في النهاية‪ ،‬حتّى‬ ‫الكتابة‪ ،‬هو دائمًا جز ٌء فرعيٌّ من الحياة ودائمًا ما يتبعها‪ .‬ويمكن‬ ‫للحياة – الحياة المتشعّبة والمتعدّدة الجوانب‪ ،‬وسلسلة الشحنات‬ ‫المتن ّقلة والمتصادمة من األفكار واألحاسيس التي تختبرها بعيدا عن‬ ‫مكتبك‪ ،‬حين تمشي في شارع ‪ 56‬أو حين تقود نحو ممفيس – أن‬ ‫تكون متينة‪ ،‬إن كنت ستتحمّلها تمامًا‪ ،‬وأن تكون مفيدة في إشباع‬ ‫ٌ‬ ‫رغبة العقل الالواعي‪ ،‬حيث ّ‬ ‫فكر هنري جيمس ّ‬ ‫مرتبط بقدرة‬ ‫بأن ذلك‬ ‫الكاتب الحقيقية على الربط بين النعيم والشقاء‪.‬‬ ‫يمكن للوقت الذي تبدّده أن يبدو فقط كمكافأة للعمل المضني‬ ‫اّلذي أنهيْتَه‪ ،‬في بعض األحيان تكون هذه هي المكافأة الوحيدة اّلتي‬ ‫تحصلعليها‪.‬‬ ‫معظم عادات العمل عند الكتّاب يبدأ تأريخها من اليوم األول‬ ‫لهم حين كانوا مبتدئين‪ ،‬وتنطوي عادات المرء عند مستوى أساسي‬ ‫ما على نظام معيّن من التقييم الساذج‪ .‬فأنت تتقدّم بطرق تسمح لك‬ ‫باكتشاف ما إذا كان ما تفعله مقبولاً لنفسك‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)930‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫“مجلة الذاكرة (‪”)4‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ يحتوي ملف العدد على خمس مواد متكاملة‪،‬‬ ‫عززت “مجلة الذاكـرة” مسارها العلمي التأصيلي‬ ‫اهتم األستاذ فؤاد أزروال في أوالها بمقاربة قضايا‬ ‫المتخصص في تاريخ منطقة الريف المغربية تاريخا‬ ‫المسرح األمازيغي الحديث بالريف‪ ،‬واهتمت األستاذة‬ ‫وحضارة وفكرا‪ ،‬بإصدار العدد الرابع‪ ،‬عند نهاية سنة‬ ‫زاهية أفالي في دراستها بموضوع شعر اإلزري عند‬ ‫‪ ،2019‬وذلك في ما مجموعه ‪ 206‬من الصفحات‬ ‫المرأة في الريف كتجربة مهملة ومنسية‪ .‬وفي‬ ‫ذات الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول إن نزول هذا العدد‬ ‫الدراسة الثالثة‪ ،‬قدم جمال أبرنوص مقاربة تحليلية‬ ‫إلى المكتبات‪ ،‬يشكل تحديا استثنائيـــا‪ ،‬استطاعت‬ ‫لقضايا الحداثة في الشعر األمازيغي الريفي‪ .‬أما‬ ‫من خالله “مجلة الذاكرة” كسب رهان االستمرارية‬ ‫يوسف توفيق‪ ،‬فاهتم برصد ارتدادات توتر الهامش‬ ‫واالنتظام‪ ،‬داخل وسط موبوء‪ ،‬ظــل يفرز كل أنماط‬ ‫في اإلنتاج السردي بمنطقة الريف‪ .‬واختتم األستاذ‬ ‫اإلحباط بالنسبة لسوق تلقي نشــر المعرفة والعلم‬ ‫محمد فارسي الملف بموضوع حول جنس الرواية‬ ‫والثقافة واإلبداع‪.‬‬ ‫باعتبارها بوابة األدب األمازيغي إلى العالمية‪.‬‬ ‫لقد استطاعت “مجلة الذاكرة”‪ ،‬التي تصدر‬ ‫ ‬ ‫ وفي باب “دراسات وأبحاث”‪ ،‬نشرت المجلة‬ ‫عن “مركز الريف للتراث والدراســات واألبحــاث”‬ ‫قراءة لميمون أزيزا في كتاب “الريف والبحر األبيض‬ ‫بالناظور‪ ،‬التحول إلى واحد من أهم المنابر العلمية‬ ‫المتوسط ‪ ،”1830-1926‬ثم قراءة في مخطوط‬ ‫المتخصصة في تحوالت ماضي منطقة الريف‪ ،‬وفي‬ ‫“الممهد الكبير في خروم جامع القرويين “ليونس‬ ‫ظالل هذه التحوالت على الواقـع الثقافي الراهن‬ ‫بقيان‪ .‬وقدم عبد الحكيم خلفي دراسة حول دور‬ ‫للمنطقة‪ ،‬بتقاطعات هذا الواقع مع مجمل مكونات‬ ‫صلحاء بني توزين في حركــة الجهاد والمقاومة‬ ‫نسق الهوية المحلية‪ ،‬ومع مجمل مكونات نظيمة‬ ‫بالريف‪ .‬وساهم عبد اهلل أكال بنبش دقيق استهدف‬ ‫السلوك المادي والتراث الرمزي الغني والخصب‬ ‫كشف الستــار عما تخفيـــه شخصيـــة عبد المالك‬ ‫للمنطقة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬اهتمت المجلة بتخصيص‬ ‫الجزائري من أسرار‪ .‬واختتم محمد بنعلي هذا الباب‬ ‫المحور المركزي لعددها الرابع لمقاربة قضايا‬ ‫بالعودة لتفاصيل معركة “عهد أوعري” التي كادت أن‬ ‫موضوعاتية داخل ممكنات “األدب األمازيغي بالريف‬ ‫تؤدي إلى تحرير مليلية السليبة‪ .‬وفي باب “نصوص‬ ‫المغربي”‪ .‬ولقد سعت الكملة التقديمية إلى توضيح‬ ‫مترجمة”‪ ،‬عاد عبد اهلل بوغوثة لتقديم تأمالت في‬ ‫األفق العام الموجه الختيار العمل على الملف‬ ‫احتفاالت مغاربة القرن ‪ 19‬وطقوسهم وعوائدهم كما‬ ‫المذكور‪ ،‬عندما قالت‪“ :‬يسعدنا في مجلة “الذاكرة”‪،‬‬ ‫عنا�صر املجلة‬ ‫يعرضها كتاب “المغرب والريف سنة ‪ .”1856‬وفي باب‬ ‫أن نجدد التواصل العلمي مع القراء والمهتمين‬ ‫بمنطقة الريف‪ ،‬تاريخا وحضارة وفكرا‪ ،‬بعدد آخر نراهن على أن يكون إضافة “نصوص دفينة”‪ ،‬نشر علي مزيان دراسة وتحقيق لتقييد البن القاضي الكعداوي‬ ‫نوعية إلى المكتبة األدبية المغربية‪ ،‬ونطمح إلى أن يسد بعض الخصاص الذي تحت عنوان “غزوات أهل قلعية القتحام حصون مليلية”‪ .‬وفي باب “معالم وآثار”‪،‬‬ ‫تشهده هذه األخيرة في موضوع ملف العدد‪ ،‬الذي استقر رأي هيئة تحرير المجلة قدم محمد إبراهيمي تعريفا بالموقع األركيولوجي المعروف باسم حاسي ونزكا‬ ‫على اقتراحه للكتابة فيه‪ ،‬وهو “األدب األمازيغي بالريف المغربي”‪ .‬فمما ال ريب الموجود بالريف الشرقي‪ .‬وفي باب “أعالم من الريف”‪ ،‬نشر توفيق الغلبزوري‬ ‫فيه أن األدب األمازيغي بالمغرب يزخر بإبداعات غاية في األصالة‪ ،‬والصدق‪ ،‬تعريفا بشاعر الريف محمد بن علي الوكيلي‪ .‬وفي بابي “فسحة” و”متابعات”‪،‬‬ ‫واالرتباط بوجدان الشعب‪ ،‬وااللتزام بالتعبير عن آالمه وآماله‪ ،‬وتناول موضوعات نشرت المجلة مجموعة من المتفرقات اإلبداعية واإلعالمية والتوثيقية الخاصة‬ ‫أخرى من الكثرة بما كان‪ ،‬مثلما يمتاز بعديد من مقومات النضج الفني‪ ،‬سواء بالتراث الثقافي لمنطقة الريف المغربية‪ .‬وبهذه المواد المتنوعة‪ ،‬استطاعت‬ ‫في الشعر أو الحكي أو غيرهما من صنوف اإلبداع‪ ،‬وإن كان الغالب عليه الطابع “مجلة الذاكرة” تقديم حصيلة نوعية لتراكم تجربتها الفتية‪ ،‬استنادا إلى زاد‬ ‫الشفهي‪ ،‬مما يدعو الباحثين فيه إلى إيالئه مزيدا من االهتمام جمعا وتوثيقا أكاديمي قوي ومتنوع‪ ،‬صقله عشق صوفي لمعالم المكان ولفطرة الوجوه‬ ‫ودراسة‪ .‬كما تتزايد الحاجة اليوم أكثر إلى نشر األدب األمازيغي‪ ،‬وإتاحته للقراء‪ ،‬ولطراوة األرض‪ ،‬وهي كلها صفات تضفي على منطقة الريف المغربية عناصر‬ ‫تميزها المخصوصة داخل نظيمة الهوية المغربية المركبة‪ ،‬الواحدة والمتعددة‪.‬‬ ‫وتعريبه وترجمته إلى ألسن أخرى‪( ”...‬ص‪.)5 .‬‬

‫االحتفال باليوم العاملي للمناطق الرطبة‬

‫المنتزة الطبيعي «بحيرة بودروة»‬ ‫تخلد جمعية مغرب أصدقاء البيئة بشراكة مع المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي بوزان‪ ،‬وجمعية مدرسي علوم الحياة واألرض فرع وزان‪ ،‬ومركز التفتح الفني واألدبي بوزان‪ ،‬اليوم‬ ‫العالمي للمناطق الرطبة لسنة ‪ 2020‬تحت شعار «لنحافظ معا على األراضي الرطبة والتنوع البيولوجي»‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫األراضي الرطبة هي غنية بالتنوع البيولوجي وموطن لمجموعة متنوعة من األنواع النباتية والحيوانية‪ ،‬وتظهر أحدث‬ ‫التقديرات انخفاضا عالميا في التنوع البيولوجي‪ ،‬بينما تختفي األراضي الرطبة بمعدل أسرع ثالث مرات من الغابات‪ ،‬حيث‬ ‫فقدت البشرية ما يقدر بـ‪ 50‬بالمائة من األراضي الرطبة في العالم‪.‬‬ ‫ويعكس شعار هذه السنة لليوم العالمي للمناطق الرطبة الدور الهام الذي تلعبه المناطق الرطبة في حماية التنوع‬ ‫البيولوجي‪ ،‬باعتبارها خزانا للتنوع البيولوجي للحيوانات والنباتات بأنواع محددة لهذه البيئات‪ .‬كما أنها موطن ألنواع‬ ‫كثيرة من الطيور المهاجرة التي تستريح أو تتكاثر هناك‪ ،‬حيث يصعب وضع قائمة شاملة لألنواع الموجودة في األراضي‬ ‫الرطبة ألنها متعددة ومتنوعة‪،‬‬ ‫و في إطار فعاليات قافلة العلوم ‪ ، 2020‬سيحتضن الموقع اإليكولوجي بودروة التابع إلقليم وزان يوما تحسيسيا‬ ‫وتكوينيا لفائدة تلميذات وتالميذ السنة األولى إعدادي بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة‪ ،‬بشراكة مع المديرية‬ ‫االقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان وجمعية مدرسي علوم الحياة واألرض فرع وزان ومركز التفتح الفني واألدبي‪ ،‬وهو فرصة لتقديم برنامج عمل جمعية مغرب أصدقاء‬ ‫البيئة في حماية المناطق الرطبة والمشاريع التربوية المرتبطة بها‪ ،‬وسيستفيد ‪ 120‬تلميذة وتلميذا من الخرجات الدراسية التي ستنظم يوم األربعاء ‪ 5‬فبراير ‪ 2020‬للموقع‬ ‫اإليكولوجي بودروة للتعرف على التنوع النباتي والحيواني لهذه المنطقة الرطبة وستكون فرصة أيضا للتالميذ للمراقبة عن قرب لمجموعة من الطيور المهاجرة والمستوطنة‬ ‫منها ما هو نادرا أو مهدد باالنقراض‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الخرجات العلمية ستشرف على تنظيمها المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لوزان وأطر جمعية‬ ‫مغرب أصدقاء البيئة وأطر جمعية مدرسي علوم الحياة واألرض فرع وزان وأطر مركز التفتح الفني واألدبي‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫األستاذ الموسيقي‬ ‫عبد المجيد بن محمد العربي المؤذن‬ ‫هو عبد المجيد بن محمد العربـــي بن‬ ‫عبدالسالم المؤذن الجزائري ثم الطنجي‪ ‬‬ ‫من مواليد ‪1945‬م بطنجة‪ .‬‬ ‫نشــــأ في أســـرة علميـــة تعرف بأسرة‬ ‫الدْ ِزيري؛ التي كان منها اإلخوة العلماء‪:‬‬ ‫‪ ‬الفقيه عبد الســـالم بن أحمـــد المؤذن‬ ‫الجزائري (ت‪1369‬هـ‪1950/‬هـ) الذي تنسب‬ ‫إليه الحومــة د ِزيري بطنجـــة‪ ..‬وهـــو جـــد‬ ‫المترجم‪.‬‬ ‫الفقيـــه عبد الرحمن بن أحمـــد المؤذن‬ ‫الجزائــــري (ت‪1376‬هـ‪1956/‬م)‪.‬‬ ‫الفقيــــه عبد القـــادر بن أحمد المؤذن‬ ‫الجزائـــــري (ت‪1390‬هـ‪1971/‬م)‪.‬‬ ‫دخل الكتـــاب كالعـــادة للتعلم وحفـــظ‬ ‫القرآن‪ ،‬ثـــم ولـــج مدرسة الجامـــع الكبيـــر‬ ‫وبها حصل على شهادته االبتدائيــة‪ ،‬التي‬ ‫ستخــول له المتابعة بثانوية محمد الخامس؛‬ ‫فكان من ألمع تالميذها‪ ..‬‬ ‫بعد حصوله على شهادة الباكلوريا رحــل‬ ‫إلى الجزائر فعمل بها أستاذا إبان االستقالل لمدة سنتين‪ ،‬ثم قفل راجعا إلى موطنه ألن‬ ‫األحوال هناك لم ترقه‪ ..‬‬ ‫وبعد رجوعه اجتاز مباراة نظمتها وزارة الداخلية بتطوان بنجاح‪ ،‬أهلتــــه لينخرط‬ ‫في سلك الوظيفة العمومية ببعض اإلدارات التابعة لوزارة الداخلية بطنجة والنواحي‪ ..‬‬ ‫وكان من هواة الموسيقى‪ ،‬ماهرا بالعزف على آالتها‪ ،‬فأسس جمعية للموسيقى‬

‫• تحرير‪ :‬بدر العمراني‬ ‫األندلسية ‪ ..‬وظــل ممارسا شغوفــــا إلى أن‬ ‫اشتهر بها وتميز‪ ..‬‬ ‫وكان صاحب نكتة وطرفـــة‪ ،‬ذا نشـــاط‬ ‫وحيوية إلى أن أقعده المرض ببيته في األعوام‬ ‫األخيرة حتى وافـــاه األجل يوم الجمعـــة ‪14‬‬ ‫جمادى األولى ‪1441‬هـ‪10/‬يناير ‪2020‬م‬ ‫وصُلي عليه عصرا بمسجد القصبة ودفن‬ ‫بمقبرة سيدي اعمار بالجبل الكبير‪ ..‬‬ ‫رحمه اهلل وغفر له‪..‬‬ ‫قال عنه األستـــاذ عبد اللطيف السماللي‪:‬‬ ‫(عبد المجيد الموذن الجزائري‪ ..‬سبـــق له أن‬ ‫اشتغل معلما في القطــر الجزائري مدة من‬ ‫الزمن‪ ،‬ولما عـــاد إلى مسقــط رأســه اشتغل‬ ‫بالموسيقى والطرب‪ ،‬وأسس ناديــا فنيــا في‬ ‫القصبة (نادي أبناء البوغاز)‪ ،‬شارك األجواق‬ ‫المحلية في أنشطتها داخل المغرب وخارجه‪،‬‬ ‫وكان لــه حضــور في جـــوق طرب اآللة التابع‬ ‫للمعهد الموسيقي بطنجة خالل عقدين من‬ ‫الزمان‪ ،‬وأولع الراحل بوضع األلحان‪ ،‬كما أبدع‬ ‫بعض القطع الشعرية الوطنية التي كانت‬ ‫تُتغنى في المناسبات الرسمية‪ ،‬وهي تقابل‬

‫بعض صنائع اآللة األندلسية‪.‬‬ ‫وكان من مناضلي حزب االتحاد الوطني للقوات الشعبية‪ ،‬ومن المتحمسين زمن‬ ‫شبيبته للتظاهر ورفع الشعارات السياسية‪ ،‬واعتقل بسبب ذلك مرات‪.‬‬ ‫‪ ‬صدرت بعض أعماله الفنية في أقراص مدمجة‪ ،‬تضمنت مجموعة من القطع‬ ‫الغنائية جلها من إبداعاته الموسيقية‪.)....‬‬

‫تخصيص ‪ 175‬مليون درهم إلحداث ‪ 20‬مؤسسة تعليمية جديدة‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫صادق المجلس اإلداري لألكاديمية الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬مؤخرا بتطوان‪،‬‬ ‫باإلجماع‪ ،‬على مشروع برنامج عمل وميزانية األكاديمية برسم‬ ‫سنة ‪.2020‬‬ ‫وتتوزع الميزانية المخصصة لألكاديمية التي تقدر‬ ‫بمليارين و ‪ 356‬مليون درهم‪ ،‬على ميزانية االستثمار المقدرة‬ ‫بمليار و‪ 27‬مليون درهم‪ ،‬وميزانية التسيير المقدرة ب‪419‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬باإلضافة إلى تخصيص ميزانية قدرها ‪910‬‬ ‫ماليين درهم ألداء أجور األساتذة أطر األكاديمية‪.‬‬ ‫وأكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬سعيد أمزازي‪ ،‬في كلمة تليت نيابة‬ ‫عنه‪ ،‬على أهمية انعقاد هذا المجلس اإلداري باعتباره أول‬ ‫دورة تنعقد بعد صدور القانون اإلطار رقم ‪ 51-17‬المتعلق‬ ‫بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬الذي يشكل‬ ‫مرجعية تشريعية ملزمة لتفعيل اإلصالح التربوي من أجل‬ ‫إرساء مدرسة اإلنصاف والجودة‪.‬‬ ‫وأوضح الوزير أن انعقاد المجلس اإلداري يأتي أيضا في‬ ‫سياق إطالق مجموعة من األوراش المهيكلة من قبيل تجديد‬ ‫النموذج التنموي الوطني‪ ،‬وتفعيل ميثاق الالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أبرز مدير األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬محمد عواج‪ ،‬أن سنة ‪2019‬‬ ‫تميزت بافتتاح ‪ 39‬مؤسسة جديدة موزعة على ‪ 25‬مؤسسة‬ ‫تعليمية و‪ 14‬داخلية‪ ،‬مسجال أن األكاديمية التزمت بإحداث ‪ 918‬حجرة للتعليم األولي بتكلفة‬ ‫إجمالية بلغت ‪ 148‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وبخصوص تعويض حجرات البناء المفكك‪ ،‬أوضح السيد عواج أنه تم خالل سنة ‪2019‬‬ ‫تخصيص االعتمادات المالية الضرورية إلعالن ثالث مديريات جديدة بدون بناء مفكــك‪،‬‬ ‫بالحسيمة وطنجة وتطوان‪ ،‬كما سيتم تخصيص غالف مالي برسم سنة ‪ 2020‬لتعويض‬

‫حجرات البناء المفكك بأقاليم العرائش وشفشاون ووزان‪.‬‬ ‫كما يتضمن برنامج عمل األكاديمية برسم سنة ‪ ،2020‬إحداث ‪ 20‬مؤسسة تعليمية‪،‬‬ ‫تتوزع على مدرسة مستقلة واحدة و ‪ 9‬مدارس جماعاتية و ‪ 7‬إعداديات بدون داخلية وثانويتين‬ ‫تأهيليتين بدون داخلية‪ ،‬وثانوية تأهيلية بداخلية‪ ،‬وداخليتين مستقلتين‪ ،‬بغالف مالي إجمالي‬ ‫يناهز ‪ 157‬مليون درهم‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫العدد ‪1030‬‬

‫موائدُ الحرفِ‬

‫(ديوان فوائد وعوائد ومحا�ضرات)‬

‫بين دفتيّ هذا َ‬ ‫شكــول فوائـــدُ في الفقــه واألصول والتاريـخ‬ ‫الك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونخيلـــة‬ ‫حصيلــــة مطالــعـــاتٍ وسماعــاتٍ‪،‬‬ ‫واللغـــة واألدب‪ ،‬وهـــي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وبـــاعــــث على‬ ‫لإلينــاس‪،‬‬ ‫ة‬ ‫مجلبـــ‬ ‫ُّعهـا‬ ‫و‬ ‫وتنـــ‬ ‫تحقيقاتٍ وجواباتٍ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫التروّح؛ َّ‬ ‫وتستـــروحُ إلى التنقــل بين‬ ‫ألن النفس تسأمُ النمط الواحدَ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أفانين الكالم‪ ..‬ولعـل القارىء يجـد فيها متنفسـهُ إذا تم ّلكه الضجرُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوحشة‪ ..‬واهلل الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫واستفرغتهُ‬

‫‪ .109‬فائد ٌة � ٌ‬ ‫أدبية‬

‫ُ‬ ‫وجدت بخط الوالد الأديب ال�شاعر حممد املنت�صر الري�سوين ق�صيد ًة بعنوان (ال حتزن‬ ‫فالنيات �صادقة)‪ ،‬وقد َّ‬ ‫و�ضمنها ديوانه املخطوط ( من وهج الوجدان)‪،‬‬ ‫منا�سبة القول‪،‬‬ ‫وط أ� لها ببيان‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫و�س�أورد الق�صيدة بتوطئتها �إحتاف ًا لأهل التاريخ والأدب مع ًا‪:‬‬ ‫بر�سالة من الأخ ح�سن‬ ‫تو�صلت يوم اخلمي�س ‪ 24‬ربيع الأول ‪ 1408‬ه ‪ 1987 / 11 / 19 /‬م‬ ‫«‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الأمراين يعاتبني على مبادرتي لن�شر خرب اجتماع �أع�ضاء رابطة الأدب الإ�سالمي باملغرب يف‬ ‫مبين ًا له‬ ‫�سراً‪ ،‬ف�أجبته‬ ‫لة ّ‬ ‫بر�سالة مطوَّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جريدة ( النور)‪ ،‬ويف ر�أيه �أن الأمر كان يجب �أن يبقى ّ‬ ‫الدافع �إلى ذلك‪ ،‬و�أن الأمر ال يعدو النية احل�سنة؛ �إذ افتتحت مرا�سلتي باحلديث امل�شهور الذي رواه‬ ‫البخاري ‪� ( :‬إمنا الأعمال بالنيات )‪ .‬ثم ختمت حديثي بهذه الق�صيدة التي ّ‬ ‫تفتق عنها الإح�سا�س‪،‬‬ ‫م�شاعر ور�ؤى‪:‬‬ ‫وعربت بها عما يف النف�س من‬ ‫َ‬ ‫الــــوفاء‬ ‫ال�سجايا ال َت ُل ْم مَ ن حداهُ للحديث َ�سنا‬ ‫ِ‬ ‫�أخي َح َ�س َن َّ‬ ‫َ‬ ‫ُه ُ‬ ‫�شـاء‬ ‫ال�شـوق قد �أملى مُ ناهُ فلبَّ ْي ُت ال ُّل‬ ‫تاف‬ ‫انت ِ‬ ‫بانــة يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وباء؟‬ ‫ـمـة‬ ‫فمَ ْن يُ خفي ائتالق احلق يف ظلـ‬ ‫زرعت فنونا من ِ‬ ‫ِ‬ ‫فمَ ن يخفي ابتهاجَ ُ‬ ‫احل ْ�س ِن ْ‬ ‫والعـــالء؟‬ ‫املكارم‬ ‫أنــوار‬ ‫ِ‬ ‫ب�شرىً ب� ِ‬ ‫ِ‬ ‫فــاء‬ ‫طافحـات ب�أ�شـذاء املودَّ ِة‬ ‫امل�شـاعر‬ ‫فمَ ْن يخفي‬ ‫وال�ص ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ناء‬ ‫فال‬ ‫لل�س ِ‬ ‫أيام يحدو َّ‬ ‫حتزنْ وال َت ْع َج ْب فدينــي على ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الفــداء‬ ‫�أنا ُج ْندي‬ ‫ِ‬ ‫وهبت نف�سي لديني � ْأجتلي وَهْ جَ‬ ‫القران ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫إخاء‬ ‫(العزى) لتحـيا ُهــدى ربّ ي‬ ‫فار�س‬ ‫�أ�صارعُ‬ ‫منائر لل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دماء‬ ‫الدهر بال‬ ‫ن�سو�س به‬ ‫نهج وليـــ�س لنا �ســـواهُ‬ ‫ِ‬ ‫لنا ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�سـخاء‬ ‫ري للدنيا فيعطـي ويعطي ثم يعطي يف‬ ‫ِ‬ ‫ي�سوق اخل َ‬ ‫تعج ْب ف�إنيّ‬ ‫مـراء‬ ‫احلبيب بال‬ ‫العهد‬ ‫على‬ ‫فال حتزنْ وال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والبنـاء»‬ ‫آثر واملعايل‬ ‫ِ‬ ‫وبا�سم ِ‬ ‫اهلل هيا نحو فجر ا ْلـ ـمـ� ِ‬

‫ٌ‬ ‫فقهية‬ ‫‪ .110‬فائد ٌة‬

‫ّ‬ ‫للجد الفقيه الن�سابة �أحمد بن ال�صادق الري�سوين (ت‪1393‬هـ)‬ ‫من الآثار الفقهية املخطوطة‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫مفيدة من التحفة املاجدة وما وقع عليه اختيار �شيخنا الوالد مما‬ ‫(م�سائل‬ ‫كتاب مو�سومٌ بعنوان‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫به احلكم الآن يف ق�ضايا �سائدة)‪ ،‬وقد جاء يف مقدمته‪:‬‬ ‫« حمداً هلل على ما �أنعم‪ ،‬و�صلى اهلل على �سيدنا حممد و�آله و�سلم‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫فهذه جملة م�سائل مفيدة انتخبتها لنف�سي حني قراءتي للتحفة على موالنا الوالد؛ حيث‬ ‫كنا ابتد�أناها يف يوم الأربعاء ‪ 16‬رجب ‪1340‬هـ‪ ،‬وختمناها يف �أواخر جمادى الأولى عام ‪1347‬هـ‪.‬‬ ‫بيد �أين �أجمع يف هذه املرة الثانية ما وقع عليه اختيار �شيخنا املذكور مما به احلكم الآن‪ ،‬و�سميته‪:‬‬ ‫(م�سائل مفيدة من التحفة املاجدة وما وقع عليه اختيار �شيخنا الوالد مما به احلكم الآن يف‬ ‫ق�ضايا �سائدة)‪ .‬ولنبد�أ � ً‬ ‫أوال ب�سندنا �إلى ناظمها‪ ،‬فنقول‪� :‬أخذناها عن موالنا و�شيخنا الوالد � َ‬ ‫أطال‬ ‫اهلل بقاءه‪ ،‬وهو �أخذها عن العالمة مفتي فا�س �سيدي حممد بن عمر الفياليل امللقب بالكفيتي‪،‬‬ ‫وهو عن قا�ضي فا�س موالي حممد العلوي‪ ،‬وهو عن �شيخ اجلماعة �سيدي حممد بن عبد الرحمن‬ ‫احلجرتي الفياليل‪ ،‬وهو عن ال�شريف �سيدي عبد ال�سالم الأزمي‪ ،‬وهو عن العالمة �أبي العالء‬ ‫العراقي عن ال�شيخ التاودي عن �سيدي يعي�ش بن الرغاي عن �سيدي العربي بردلة عن القا�ضي‬ ‫�سيدي حممد ابن �سودة عن جده �أبي القا�سم عن �أبي العبا�س �أحمد املنجور عن القا�ضي الي�سيتني‬ ‫عن �سيدي �أحمد الزقاق عن والده �سيدي علي ناظم الالمية عن القا�ضي �أبي عبد اهلل �سيدي‬ ‫حممد بن يو�سف بن �أبي القا�سم العبدري ال�شهري باملواق عن م�ؤلفها القا�ضي �أبي بكر حممد بن‬ ‫حممد ابن عا�صم رحم اهلل اجلميع‪ ،‬ور�ضي عنهم‪ ،‬ونفع بهم )‪.‬‬

‫‪� .111‬إن�شادة‬

‫‪15‬‬

‫�أن�شدين ال�شاعر الكبري ح�سن الأمراين احل�سني ق�صيدته ( الكالم على الكالم) بتاريخ‬ ‫‪3/5/2008‬م‪ ،‬ونحن‪ ،‬يومئذ‪ ،‬زميالن بكلية الدرا�سات الإ�سالمية والعربية بدبي‪ .‬و�سياق هذه‬ ‫الق�صيدة توديعٌ لطالباته اللواتي تع َّلقن بعلمه و�أدبه تعلق ًا كبرياً‪ ،‬وهو �أهل لذلك‪ ،‬وقد �ضفرها‬ ‫ر�سام‬ ‫لبة الأدب الإ�سالمي‪ ،‬فلله دره من‬ ‫من م�شاعر وجدانه كما ُت�ضفر �أطواق اليا�سمني‪ ،‬وزيّ ن بها ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بالكلمات‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ربِّ‬ ‫يقدح‬ ‫و�شعاعــها ب�سنا املعارف‬ ‫تتو�ض ُح =‬ ‫�شم�سـها‬ ‫ك‬ ‫م�شكاة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املكرمات وي�صـدح‬ ‫وال�شعر بعد‬ ‫ِ‬ ‫ال�صمت يف �صحرائه = يـزهو ب َن ْـور ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـــوح‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫بات‬ ‫ـ‬ ‫بالطي‬ ‫ها‬ ‫زهـرات‬ ‫=‬ ‫أ�صبحــت‬ ‫�‬ ‫املبارك‬ ‫النور‬ ‫وحديقة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ــ�شرح‬ ‫تيجانها التقوى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لل�سـ�ؤُول ويُ َ‬ ‫ـلـ ٌم يُ َف َّ‬ ‫ـ�ص ُل َّ‬ ‫وثوب بهائهـــــا = ِع ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫فرط ال�سماحة ين�ضح‬ ‫مـن‬ ‫ويـكاد‬ ‫=‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫فاغمـ‬ ‫َق‬ ‫ب‬ ‫يع‬ ‫الـوردي‬ ‫ؤها‬ ‫وحيا�‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ــبح‬ ‫�س‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫اجلـالل‬ ‫ـلل‬ ‫ح‬ ‫يف‬ ‫وتـراه‬ ‫=‬ ‫ـا‬ ‫�صفق‬ ‫اجلمال‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫من‬ ‫وتراه‬ ‫مُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كـنـت �أح�سب �أن َك ْرمَ ك ينفح‬ ‫نفح ِك مُ �سكري = مـا‬ ‫يا‬ ‫رو�ضة الآداب ُ‬ ‫ْ‬ ‫زهـرة = بـك �أ�صـبـحت �أكمـامُ ها تتفـتح‬ ‫يا رو�ضة الآداب كم من‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ـ�س �إذا النـــت فهـو ًنا متنــح‬ ‫�إن الكالمَ على الكالم‬ ‫خــرائد = ُ�ش ُم ٌ‬ ‫َجمـــح‬ ‫املغـا�ضب ي‬ ‫تـغ�ضـب‪� ،‬أال �إن‬ ‫غ�ضب فال‬ ‫قالت‪َ :‬ق َد ْح َت اجلمر من‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫(والكاظمني الغيظ)‪ ،‬قلت‪ :‬مَ لك ِتني = �إن الـذي ملـَك القـلـوب لي�سجح‬ ‫ُ‬ ‫حالـك يف امل�شاهـد �أف�صح‬ ‫ول�سـان‬ ‫أنت َحييَّ ٌة =‬ ‫ون�صحـت يل‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫هم�سا‪ ،‬و� ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َــــرح‬ ‫ع�شقت؟‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫ـوجـع و مُ ب ّ‬ ‫فقلت‪ّ � :‬إن الع�شق يف = ْ‬ ‫�شـرع الأبـوَّ ة مُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مطمح‬ ‫ل�ست �أقـولها = �سفهًا‪� ،‬إلى �شـرف الهوى يل‬ ‫�سيـد الع�شاق‪،‬‬ ‫�أنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املفلــح‬ ‫الرحمـن فهـو‬ ‫تـوج‬ ‫�أو لي�س تاجَ العا�شقني‬ ‫ُ‬ ‫(يحبـهم)؟ = مَ ـن ّ‬ ‫ّ‬ ‫يبـرح‬ ‫�صرامها = النـورُ ليـ�س عـن املــجرة‬ ‫ٌ‬ ‫ما كـل عا�شق ُخ ّل ٍة ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫وجـع الفـراق‪ ،‬ومـن دمائي �أ�سفح؟‬ ‫�‬ ‫أغ�ضا�ضة �أن �أنرث الأحزان مـن = َ‬ ‫جمـــرح‬ ‫عليك‪ ،‬فهو جمـرِّ ح = �إن النـ�سيـم مـجـرِّ ح و‬ ‫�أخ�شى الن�سيمَ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ويـداك ت�أ�سو للجـراح وتـمـ�سح‬ ‫�سخية =‬ ‫لك يف البيان‬ ‫ِ‬ ‫يد ِ‬ ‫كم من ٍ‬ ‫ْ‬ ‫خ ّلي الأ�ساو َر عنك‪ّ � ،‬إن قالد ًة = زانتـك �صـارت للـقـالئد تـف�ضح‬ ‫� ُ‬ ‫حـباتها = تـزهـو بجـيد الطهـر ال تتزحـزح‬ ‫آيات ربك يف الورى ّ‬ ‫ْ‬ ‫ف�سمَ ت‪ ،‬ف�أ�ضحـت يف املعارج ت�سبـح‬ ‫ف�صلها‪ ،‬و�أخرج �شط�أهـا = َ‬ ‫اهلل ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�إيه َ‬ ‫ُّ‬ ‫�ص ّـوح‬ ‫ب�ستانـها‬ ‫«�سمية» =‬ ‫ال�شهيد‪،‬‬ ‫يا�سر»‬ ‫«ابن‬ ‫النبـوي ليـ�س ي ُـ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫و»ن�سيبــة» نعم الو�شاح و�شاحها = ودعـاء طـه �سيفـها املتـو�شـح‬

‫بقلم ‪ :‬قطب الري�سوين ـ ال�شارقة ـ‬ ‫ٌ‬ ‫�صولـة = ال ْأ�سـد مـن َ‬ ‫باتـها تتـر َّنـح‬ ‫ولـ»خـولة» و�سط املعامع‬ ‫�ض َـر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫جرحا ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫نازفـا = ن�شــرتـه كـف بالـوداع تـل ّـوح‬ ‫طويت‬ ‫البعاد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫� ِأزف ِ‬ ‫ٌ‬ ‫املـحب و ينـزح؟‬ ‫ك�سيفـة = فـعـالمَ يـرحتل‬ ‫وتقول يل‪� :‬شم�س العلوم‬ ‫ّ‬ ‫دفـاتـر بامل�شـاعـر تطفح‬ ‫�سبـور ًة = وهـنا‬ ‫و�أرى هنا ً‬ ‫قلـما‪...‬هنا ّ‬ ‫َ‬ ‫غـدا �إذا ودّ ُ‬ ‫ماذا �أقـول ً‬ ‫َ‬ ‫�صـرح‬ ‫عـتـها = وعـلى مـالمـحها‬ ‫هواي مُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫تتـقرح‬ ‫جـفـونه‬ ‫العـالء‬ ‫البـحتـري �سي�شتكي �إيـوا َنـه = و�أبـو‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وابن احل�سني جملجل‪� :‬أنا �صخرة = �إن زوحـمـت يف الواد لي�ست تبـرح‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فتجنح‬ ‫ال�سـوانـح قطعـها‬ ‫م�سافة = تبـغـي‬ ‫هيهات‪� ،‬إن البعد لي�س‬ ‫ُ‬ ‫ت�سبح‬ ‫ما ذاق نار البعد من لب�س التقى = فـغـدا �إلى الرحـمـن روحـًا‬ ‫ُ‬

‫‪ . 112‬فتوى من م�سائل الطهارة‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫وت�سجيال من غري طهارة‪،‬‬ ‫كتابة‬ ‫�سئلت‪ :‬هل يجوز م�س الهاتف اجلوال الذي بُ رمج فيه القر�آن‬ ‫وهل يجوز دخول اخلالء به ؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ف� ُ‬ ‫إلكرتوين لكتاب‬ ‫عار�ض �‬ ‫وت�سجيال‬ ‫كتابة‬ ‫أجبت‪ :‬الهاتف اجلوال الذي بُ رمج فيه القر�آن الكرمي‬ ‫ً‬ ‫حقيقة وعرف ًا‪ ،‬حتى �إن حامله ال يدعي �أنه يحمل قر�آن ًا‪� ،‬أو يقر�أ‬ ‫ورقي‬ ‫مب�صحف‬ ‫ولي�س‬ ‫اهلل تعالى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫م�شتمل على القر�آن وغريه من املواد املربجمة‪ .‬والداللة العرفية حمكمة يف التعامل‬ ‫من قر� ٍآن؛ �إذ هو‬ ‫مع هذه الأجهزة الإلكرتونية العار�ضة للقر�آن الكرمي؛ ذلك �أن ما يُ عر�ض على �شا�شتها من ن�صو�ص‬ ‫حمكمة‪ .‬ومن ثم فال ت�أخذ هذه‬ ‫حا�سوبية‬ ‫بلغة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قر�آنية يزول بزوال الذبذبات الإلكرتونية املربجمة ٍ‬ ‫تمُ‬ ‫طهارة‪ ،‬ويدخل بها اخلالء‬ ‫غري‬ ‫من‬ ‫�س‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫الأجهزة ـ والهاتف اجلوال منها ـ حكم امل�صحف‪ ،‬ويجوز‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫عند �إغالق ال�شا�شة العار�ضة‪ .‬ويختلف احلكم عند عر�ض الن�ص القر�آين على ال�شا�شة‪ ،‬فالراجح‬ ‫ٌ‬ ‫حمدث‪ ،‬وال يدخل به اخلالء توقرياً لكتاب اهلل تعالى‪ ،‬وتنزيه ًا له عن‬ ‫عندي ـ �أن ال مي�س اجلهاز‬ ‫مظان النجا�سة‪ .‬واهلل �أعلم‪.‬‬

‫ُ‬ ‫فقهي‬ ‫كتاب‬ ‫تقريظ‬ ‫‪.113‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫حتقيق ٍ‬

‫طلب مني الأخ الباحث املحقق عبد اهلل املذكوري كتابة ت�صدير لر�سالته يف الدكتوراه‪( :‬املنهاج‬ ‫يف بيان منا�سك احلاج البن احلاج القرطبي‪ :‬حتقيق ودرا�سة)‪ ،‬ف�أ�سعفته طلبته‪ ،‬ولبيت رغبته‪،‬‬ ‫ن�ص‬ ‫�شاكراً له ح�سن الظن ب�أخيه‪ ،‬ومقدراً �صنيعه املجوَّ د يف �إخراج هذا العلق النفي�س‪ .‬وهذا ُّ‬ ‫الت�صدير‪:‬‬ ‫حري�ص علق ًا من �أعالق الرتاث‪ ،‬موط�أ‬ ‫قلم‬ ‫إلينا‬ ‫�‬ ‫يزف‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫أغلى‪،‬‬ ‫�‬ ‫وهدية‬ ‫أحلى‪،‬‬ ‫�‬ ‫ب�شارة‬ ‫« �أي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الأكناف‪ ،‬جملو املعامل‪ ،‬مبذول الفائدة والعائدة‪ .‬فكيف �إذا كان العلق فقهي ًا يب�صر النا�س مبا جهلوا‬ ‫من �أحكام املنا�سك‪ ،‬وكيف �إذا كان منبت العلق �أندل�سي ًا‪ ..‬و�أي دار كانت الأندل�س‪ ،‬برجالها الأفذاذ‪،‬‬ ‫وكتابها النبغة‪ ،‬ال تذكر �إال بهم‪ ،‬وال يذكرون �إال بها‪..‬‬ ‫ولقد �أ�شفقت على �أخينا الباحث املعتني الدكتور عبداهلل املذكوري �أول الر�أي وظاهر الفكر‪،‬‬ ‫يوم �أخربين بعزمه على حتقيق‪( :‬املنهاج يف بيان منا�سك احلاج) البن احلاج القرطبي ال�شهيد(ت‬ ‫‪529‬هـ) ؛ لفرادة ن�سخته‪ ،‬ووفرة نقوله‪ ،‬وات�ساع مادته احلديثية‪ ،‬لكن الإ�شفاق – مع ا�سرت�سال‬ ‫القراءة و�إطالة الت�صفح ‪ -‬ا�ستحال �إلى �إعجاب �سابغ‪ ،‬ومل �أكد �أقر أ� ال�صفحات الأولى من الكتاب‬ ‫ٌ‬ ‫يقني ب�أن الن�ص �أقرب ما يكون �إلى ما ين�شده م�ؤلفه‬ ‫املحقق بحوا�شيه املكتظة‪ ،‬حتى خاجلني‬ ‫ً‬ ‫وفهار�س خادمة لتناوله‬ ‫وحديثية‪،‬‬ ‫أ�صولية‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫فقهية‬ ‫فوائد‬ ‫ف�ضال عما و�شي به من‬ ‫ونن�شده معه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وا�ستيعابه‪ ،‬ودرا�سة تقدميية عن امل�ؤلف ومن�سكه الرائد‪ ،‬الذي انتجعه من �أهل العلم غري واحد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جيال غب جيل‪ .‬وال غرو؛ ف�إن للمغاربة والأندل�سيني ر�سوخ ًا وتفنن ًا يف فقه‬ ‫وحتفل به الأ�شياخ‬ ‫املنا�سك‪ ،‬وك�أين بهم – وقد �أ�ضناهم البعد عن مهبط الوحي‪ ،‬و�أدنفهم ال�شوق �إلى الزيارة – يجدون‬ ‫يف ع�صارة �أقالمهم �سلوة عزاء‪ ،‬ونهلة �شفاء‪..‬‬ ‫و�إذا �ساغ يل – واملقام مقام ت�صدير وتقريظ – �أن �أبدي ر�أي ًا �أو نقداً يف �صنيع حمققنا‪ ،‬فال �ألفي‬ ‫مت�سلق ًا لذلك‪� ،‬إال �إطالته حيث ينبغي االخت�صار‪ ،‬واخت�صاره حيث تنبغي الإطالة‪ ،‬فقد �سرد يف‬ ‫الرتجمة �شيوخ امل�ؤلف �سرداً‪ ،‬ومل يحفل مبا يثبت امل�شيخة‪ ،‬وكذلك فعل يف م�سرد التالميذ‪ ،‬وعدد‬ ‫ٌ‬ ‫خمطوط تعاورته �أيدي‬ ‫م�ؤلفات ابن احلاج‪ ،‬ومل يعن بالتعريف بها على وجه الإيجاز‪ ،‬وبع�ضها‬ ‫النا�س‪ ،‬كنوازله امل�شهورة‪ .‬وال �أظن �أن الرتجمة ت�ستوي على �سوقها‪ ،‬تعجب الزراع‪� ،‬إال با�ستيفاء‬ ‫البيان يف هذه املوا�ضع‪.‬‬ ‫�أما الإطالة التي خرجت عن حد املق�صود‪ ،‬فتجلت يف �إثقال الهوام�ش برتاجم امل�شاهري‪ ،‬وكالم‬ ‫�أهل النقد يف ت�صحيح الأحاديث وت�ضعيفها‪ ،‬وكان يجزئ التعريف باملغمورين‪ ،‬وبيان احلكم‬ ‫ً‬ ‫نقال عن �أهل ال�صنعة‪ ،‬وال�سيما �أن الكتاب فقهي امل�شرب واملنزع‪ ،‬والتو�سع يف‬ ‫املخت�صر على احلديث‬ ‫التخريج له مقام هو �أملك به‪ ،‬و�إال �ألهى الهام�ش عن ال�صلب‪ ،‬وتاه اللب يف مهمه التفا�صيل‪ ..‬و�أق�صد‬ ‫مدار�س التحقيق مدر�سة الت�صحيح ال مدر�سة التكرث‪.‬‬ ‫واحلق �أن ما �أوتي حمققنا من �صرب على التتبع‪ ،‬و�أناة يف ال�ضبط‪ ،‬و�سعة يف االطالع‪ ،‬ليحملني‬ ‫ً‬ ‫حمال على �إلهاب عزمه للم�ضي على درب التحقيق‪ ،‬والتحفي بنوادر املالكية‪ ،‬ويف اخلزائن ما يغري‬ ‫بذلك‪ ،‬وي�سيل لعاب املفتونني بالرتاث‪ .‬وها هي منا�سك املالكية ت�شرئب �إلى يد حانية تفك عنها‬ ‫�أ�سر الإهمال‪ ،‬وتبعثها من رقدة املوت �إلى عافية احلياة‪ ،‬نعد منها وال نعددها ‪ :‬منا�سك عبد اهلل بن‬ ‫حممد البلوي ال�شبيي (ت‪782‬هـ)‪ ،‬ومنا�سك �إبراهيم الزواوي (ت‪857‬هـ)‪ ،‬ومنا�سك زروق (ت‪899‬هـ)‪،‬‬ ‫ومنا�سك احلطاب (ت‪954‬هـ)‪ ،‬ومنا�سك الباجوري (ت‪999‬هـ)‪ ،‬ومنا�سك الأجهوري (ت‪1066‬هـ) ‪،‬‬ ‫ومنا�سك علي بركة التطواين (ت‪1120‬هـ) ‪ ..‬ومن لهذه املنا�سك �إال �أهل احلر�ص واحلذق‪ ،‬يذللونها‬ ‫ً‬ ‫تذليال مرب�أً من �سو�آت التحريف‪ ،‬ومن كل غم�ص يمُ �ض العني‪� ،‬أما التعليقات فم�ستحبات ونوافل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ورمبا كان التكرث منها �ضربا من البدعة !‬ ‫و�إن من غريب امل�صادفات‪ ،‬وندي الربكات‪� ،‬أن الأخ املحقق بعث �إيل الكتاب للتقدمي له‪ ،‬م� ً‬ ‫ؤمال مني‬ ‫البدار والإ�سراع‪ ،‬حتى يكون نتاجه من اجلديد الوافد على معر�ض الريا�ض للكتاب‪ ،‬لكن �شجرتني‬ ‫عن ذلك �شواجر غادية ورائحة‪ ،‬ومل ي�أذن اهلل تعالى بكتابة هذه ال�سطور �إال مبكة املكرمة؛ �إذ نزلت‬ ‫ُ‬ ‫املكان املو�ضوعَ‪ ،‬وتهي�أ اجلو النوراين ال�ستنداء القلم‪ ،‬وكيف ال والكعبة املجللة‬ ‫بها معتمراً‪ ،‬فنا�سب‬ ‫ُ‬ ‫بال�سواد‪ ،‬متلأ اجلوانح ب�أ�شتات من اخلواطر احللوة الر�ضية‪ ،‬وتلهم الأنامل ما ال تلهَم يف مكان غري‬ ‫املكان‪.‬‬ ‫وال �أملك بعد هذا �إال �أن �أ�شد على يد املحقق‪ ،‬و�أهيب به �أن يطيل اعتكافه ب�صومعة الرتاث‪ ،‬وال‬ ‫يربحها‪� ،‬إال ال�سرتاحة‪� ،‬أو �إجمام‪� ،‬أو ت�أهب لعمل جديد‪ ،‬فمثله ـ يف كمال العدة ومتام الإقدام ـ ال‬ ‫يتولى عند الزحف‪ ،‬وال يجنب عند الغمرات؛ و�إمنا ينت�ضي قلمه يف �سوح الرتاث‪ ،‬ويقتاد غنائمه‬ ‫�إلى النا�س‪ ،‬وال �أروع من فتح القلم‪.»! ..‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪16‬‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 1030‬ـ الثالثاء ‪ 28‬يناير إلى ‪ 03‬فبرايـر ‪2020‬‬

‫الإعالمي بــ “ميدي ‪ 1‬تيفي”‬

‫ح‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬

‫مع‬

‫محمد‬ ‫أحمد عدة‬

‫حاوره عبداإلله المويسي‬

‫نبدأ بالسـؤال التقليــدي وهو كيــف تقـــدم‬ ‫اإلعالمي محمد عدة إلى القراء المغاربة الواقعيين‬ ‫والقراء العرب االفتراضيين على مواقع األنترنت؟‬

‫** محمد احمد عدة كاتب وصحافي مغربي من مواليد‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬يشتغل حاليا رئيسا للتحرير بهيئة األخبار بقناة‬ ‫ميدي ‪1‬تيفي‪ ..‬أسعفته التجربة التي تمتد على مدى أكثر‬ ‫من عقد‪ ،‬في ممارسة العمل الصحافي واإلعالمي بمختلف‬ ‫أشكاله وأجناسه ومضامينه‪ ..‬من الراديو تحريرا وإنتاجا‪ ..‬الى‬ ‫الصحافة المكتوبة بنوعيها اليومي واألسبوعي محررا صحافيا‬

‫وسكرتيرا للتحرير ورئيسا للتحرير‪ ..‬إلى الصحافة االلكترونية‬ ‫إلى التلفزيون تحريرا وإنتاجا‪ ..‬بعد حصوله على الماستر‬ ‫المتخصص في االعالم والتواصل من جامعة الحسن الثاني‬ ‫بالدار البيضاء‪ ..‬التحق بالعمل اإلعالمي ثم تدرج في مختلف‬ ‫المهام الصحافية وخصوصا صنفي الروبورتاج والتحقيق‬ ‫الميداني‪..‬‬ ‫ننتقل اآلن للحديـــث عن البدايات األولى التي‬ ‫مهدت لمجيئك إلى اإلعالم ؟‬ ‫** كان األدب بوابتي األولى على كل ما له صلة بالكتابة‬ ‫والتزاماتها‪ ..‬لقد أتيت إلى الصحافة قادما من األدب‪ ،‬أو لنقل‬ ‫من الهوس باألدب مطالعة وكتابة‪ ،‬وهكذا وجدتني متورطا‬ ‫في مواكبة الشعر والرواية والنقد والفكر ومختلف الفنون‪..‬‬ ‫ولم يكن هناك مناص من االقتراب والدنو من الصحافة‬ ‫باعتبارها الحامل لكل هذه النصوص والوقائع الثقافية‪ ..‬هكذا‬ ‫اقتنيت وتداولت مع بعض األصدقاء المبدعين والمولعين‬ ‫الكثير من المجالت والصحف والدوريات أذكر منها الكرمل‪،‬‬ ‫الثقافة الجديدة‪ ،‬أنفاس‪ ،‬آفاق‪ ،‬المالحق المغربية والعربية‪،‬‬ ‫تجارب مختلفة مثل فراديس وإســراف والغــارة الشعرية‬ ‫ومرافئ‪ ..‬البد في هذا المقام أن انوه بالفضل الكبير للوالد‬ ‫حفظه اهلل في هذا التكوين‪ ،‬الوالد الذي وفر لي مكتبة ثرية‬ ‫من جهة‪ ،‬فهو قارئ ملتزم وقد تمكنت معه من االطالع على‬ ‫مؤلفات ومنشورات قادمة من الشرق العربي‪ ..‬إضافة إلى‬ ‫اشتراكه في عدد من الصحف التي كانت تصل مكومة إلى‬ ‫المنزل وهو ما منحني هذا القرب من المجال‪ ،‬ومن جهة أخرى‬ ‫ما أسسه معنا من مناخ معرفي وأدبي وقيمي خالل التربية‪..‬‬ ‫ثم كانت مرحلة االشتغال في العمل المدني خصوصا مع‬ ‫جمعية االمتداد األدبية بالقصر الكبير‪ ،‬في تسعينيات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬ولهذه التجربة أثر خاص في المسيرة والوجدان على‬ ‫مختلف األصعدة‪ ..‬تعرفت خاللها على العديد من المبدعين‬ ‫واإلعالميين المغاربة والعرب الذين حجوا إلى القصر الكبير‬ ‫في مناسبات عديدة‪ ،‬وفي هذه المرحلة استوعبت بشكل‬ ‫أوضح العالقة الوثيقة بين اإلعالمي والثقافي‪ ..‬إذا وضعنا‬ ‫هذه العوامل مجتمعة في جانب‪ ،‬فإنه في الجانب اآلخر يبقى‬ ‫أهم ما حرضني على االنتماء إلى عالم الصحافة واإلعالم أن‬ ‫كبار الكتاب واألدباء المحليين والعرب والعالميين اشتغلوا‬ ‫بالصحافة‪ ..‬إن الكتابة ورطة وإدمان ولذلك يبحث األدباء‬ ‫عن ما يجعلهم حرفيين حتى يرضوا هذا اإلدمان‪ ،‬ومتورطين‬ ‫(بحكم الوعي الشقي) في محاولة صناعة الرأي العام‪ ..‬إنني‬ ‫كي أجيب عن هذا السؤال سأستعير ما قاله غابرييل غارسيا‬ ‫ماركيز في سيرته «عشت ألروي» ‪ :‬إن الروبورتاج هو أسمى‬ ‫جنس أدبي‪..‬‬ ‫ما هي أهم المحطات في مشوارك اإلعالمي‪:‬‬ ‫**في هذا المسار القصير والمتواضع؟؟ المحطات في‬ ‫مشواري اإلعالمي تلك التي لم أعشها بعد‪ ..‬ههههه‪...‬‬ ‫بالتأكيد هناك منعطفات في المسار تفرض نفسها‪ ،‬لحظة‬

‫التحاقي باذاعة طنجة كانت فارقة في حياتي المهنية‪ ..‬ثم‬ ‫تجربة الصحافة المكتوبة مع جريدة أخبار اليوم ومجلة‬ ‫هسبريس حيث العمل الصحافي يأخذ منحى آخر‪ ..‬مع‬ ‫الصحافة اليومية نصطدم بصعوبة اإلنتاج اليومي وضرورة‬ ‫المتابعة الحثيثة لكل ما يحدث وسيحدث وفي االسبوعي‬ ‫تتجلى اهمية التحليل والكشف عن الخبايا‪ ،‬أضف إلى ذلك‬ ‫ان جمهور الصحافة المكتوبة‪ ،‬الذي بالضرورة يجب أن يتوفر‬ ‫على مستوى تعليمي‪ ،‬هو جمهور مؤدلج ويقرأ ويتابع ويمتاز‬ ‫بالذكاء واالنتقاء ومن الصعب خداعه‪.‬‬ ‫كل هذه المنعطفات الهامة توازيها محطة فارقة وهي‬ ‫رحلتي إلى أراضي القتال في سوريا‪ ،‬وتجاوزي لخطوط النار‪..‬‬ ‫وإنجازي لتحقيقات وروبورتاجات من هناك‪ ..‬أريد أن أنبــه‬ ‫إلى أنه حينما يكون الصحافي على مرمى حجر من الموت‬ ‫تعتمل في كيانه مؤثرات أخرى ويصبح أكثر شفافية ويرى ما‬ ‫ال يراه اآلخرون‪ ..‬رعشة الخوف ممتزجة برعشة الزهو والنجاح‬ ‫المهني‪ ..‬وكان أول ما الحظت أن منظر المتاريس والمصابين‬ ‫والجرحى والالجئين والمقاتلين وأكـوام األسلحــة الثقيلة‪،‬‬ ‫مختلف عن ما نراه في شاشات التلفزيون‪ .‬حقا للميدان هيبة‬ ‫مختلفة‪ ..‬قضيت يومين أتجول بين جبهات القتال أكلم‬ ‫الجنود وانتقل ألتحدث إلى المتطرفين بشتى تالوينهم وكان‬ ‫يحرسني ثالثة مقاتلين برشاشاتهم‪ ،‬وأحيانا كان عليهم أن‬ ‫يقدموني على أنني مجرد ضيف‪.‬‬ ‫كنت قد دخلــت إلى سوريا أسابيــع قليلة بعد مقتل‬ ‫الصحافي األمريكي جيمس فولي الذي كان يعمل لغلوبال‬

‫بوست األمريكية‪ ،‬وبعض الجهات اإلعالمية األخرى‪ ،‬ومن‬ ‫بينها وكالة األنباء الفرنسية‪ ..‬وانتشر فيديو مقتله بشكل‬ ‫مرعب‪ .‬وفي هذه السنة كانت سوريا قد صنفت كأخطر بقعة‬ ‫في العالم على حياة الصحافيين‪.‬‬ ‫تلك هي أهم محطة وبالتأكيد لم أعد من أرض المعارك‬ ‫في حلب كما كنت من قبل‪ ..‬لقد خلفت هذه الرحلة في‬ ‫نفسيتي ووجداني أثرا لن يمحى‪ .‬اليوم وفي عالم يتحول‬ ‫باستمرار كل ثانية ودقيقة‪ ،‬أعترف أنني الزلت في الحاجة إلى‬ ‫الكثير وأن مسيرة التعلم ال تتوقف عند سقف معين خصوصا‬ ‫في الصحافة واإلعالم‪ ..‬وطبعا أنا مدين لكل أساتذتي ومن‬ ‫أطروا تجربتي وقلمي وشحذوا حسي المهني‪.‬‬ ‫يعرف المجال اإلعالمــي نوعــا من الترامـــي‬ ‫الفوضوي بخصوص مزاولتـــه‪ ،‬إلى الحد الذي اعتبره‬ ‫البعض أنه أصبح مهنة من المهنة له‪ ،‬باعتبارك جئت‬ ‫إلى اإلعالم من البحث العلمي والدراسات المختصة‬ ‫كيف تنظر إلى هذه الظاهرة؟؟‬ ‫** هناك اصطالح يتم تداوله كثيرا في مجال التعليم‪،‬‬ ‫التربية والتكوين‪ ..‬وهو في تقديري مفتاح لفهم هذه‬ ‫الفوضى‪..‬‬ ‫علينا أن نعترف أننا بلد ال يملك تراثا صحافيا أو إعالميا‬ ‫واسعا‪ ،‬حداثة الصحافة الخاصة « المستقلة» وتذبذب االنفتاح‬ ‫على حرية الرأي والتعبير تاريخيا‪ ،‬جعل المجال اإلعالمي مجاال‬ ‫تنقصه المناعة‪ ،‬الممارسة الصحافية المهنية بالمغرب لم‬

‫تغطية خاصة من سورية‬ ‫نهاية ‪2014‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫الشمال الفني‬

‫فـنـي »‬ ‫« بيــان‬ ‫فـنـــي»‬ ‫«بيـــان‬

‫تراكم تقاليد قوية بعدما يجعلها هشة أمام كل‬ ‫أشكال التسيب‪ ،‬في الشكل (التحرير‪ ،‬واألجناس‪،‬‬ ‫والمنابر) كما في المضمون (نوعية األخبار‬ ‫والقضايا‪ ،‬أخالقيات المهنة‪ ،‬وتوجيه الرأي العام)‬ ‫ولو كان لدينا تاريخ قوي في الصحافة المهنية‪،‬‬ ‫فإن ذلك يعني وجود منظومة معرفية وأخالقية‬ ‫ومهنية راسخة تحصن المجال من أي وارد فاقد‬ ‫للصدقية ويشكل خطرا على وظيفة اإلعالم‬ ‫والجمهور‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال‬ ‫مع مجموعة من المبدعين‪ ،‬يقدم عبرها الضيوف‬ ‫تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير‬ ‫ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد يوقعه الفنان التشكيلي‬

‫أعود إلى مسألة التكوين والسؤال هنا ليس‬ ‫حول المناهج والدراسات بل عن طرفي العملية‪،‬‬ ‫من يكون ومن يتكون؟‬ ‫في وقت كانت تنعم فيه دول لها نفس‬ ‫شروطنا السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫مثل تونس ومصر بكليات لعلوم اإلعالم‪ ،‬كان‬ ‫المغرب (والزال) يفتقر إلى مؤسسات للتكوين‬ ‫في العمل الصحفي‪ ،‬عدا المعهد العالي لإلعالم‬ ‫واالتصال والذي يعد مؤسسة محترمة وتتحرى‬ ‫ما أمكنها الجودة والكفاءة‪ ..‬يتخرج منه بضع‬ ‫عشرات من الطلبة الصحفيين في بلد مثل‬ ‫المغرب حيث يفوق تعداد السكان ثالثين مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬وحيث هناك ديناميات متعددة ونقاشات‬ ‫مستمرة‪ ،‬يقبر جزء كبير من هؤالء المتخرجين‬ ‫في الوظائف والمهام المكتبية واإلدارية‪ ،‬وال‬ ‫نجد أي انعكاس لتكوينهم في الفضاء العام‪..‬‬ ‫أما إذا رجعنا إلى المؤطرين واالساتذة وحتى ال‬ ‫نعمم‪ ،‬فإن قلة قليلة من أطر التكوين العلمي‬ ‫والمهني تقوم بواجبها وتتفانى فيه‪ ،‬وقلة‬ ‫أخرى تملك من المؤهالت ما يجعلها تساهم‬ ‫في تشكيل اعالميي الغد‪ ..‬عدا ذلك‪ ،‬فإن فاقد‬ ‫الشيء ال يعطيه‪ .‬مقابل ذلك تناسلت معاهد‬ ‫خاصة ومؤسسات حرة للتكوين‪ ،‬ال نعلم كيف‬ ‫أنشئت وما الذي يجري داخلها ومن يتحمل‬ ‫المسؤولية البيداغوجية فيها‪ ،‬وال نلمس أي‬ ‫تكوين في أغلب متخرجيها‪ ..‬إن الصحافي هو‬ ‫ضمير الناس وهو مؤرخ اللحظة الراهنة كما قال‬ ‫األستاذ عبد اهلل العروي‪ ،‬وهو متورط في معركة‬ ‫الوعي والديموقراطية‪ ،‬وعليه فإنه يجب أن يعرف‬ ‫أكثر مما يجهل‪.‬‬

‫هذان العامالن أعـاله جعــال الجرأة على‬ ‫الممارسة الصحافية تتنامى‪ ،‬نحن نعلم أن‬ ‫انتحال صفة معينة يعد جريمة‪ ..‬إال ادعاء امتهان‬ ‫الصحافة فإنه يفتح أمامك األبواب ويمنحك‬ ‫نفوذا‪ ،‬بل إنني استغرب من بعضهم الذين‬ ‫يقترفون ما يعتبرونه صحافة بدون أجر !! كيف‬ ‫ذلك ال أعلم‪ ..‬هناك مبادرات إلعادة تأهيل‬ ‫القطاع وتنقيته من الشوائب والدخالء يقودها‬ ‫المجلس الوطني للصحافة نتمنى أن تكون‬ ‫موفقة رغم أنه عمل مجهد ويتطلب زمنا‪.‬‬ ‫زاولت الصحافــة بمختلــف أنواعها‬ ‫وأصنافهــا‪ ...‬المكتوبـــة والسمعيـــة‬ ‫ثم البصرية‪....‬إلى أي حـد تفترض أن‬ ‫خصوصيــات‪ ،‬في ممارستهــا‪ ،‬تفصـــل‬ ‫بينها؟‬

‫‪JEAN-NUMA CAUX‬‬

‫الجميع متعلمين وغير متعلمين صغارا وكبارا‪،‬‬ ‫فواجب المهنية والصدق يتعاظــم في هــــذه‬ ‫الوسيلة‪.‬‬ ‫يعرف التلفزيون منافسـة شرسـة‬ ‫من قبل الوسائط الرقمية‪ ،‬كيـف تنظــر‬ ‫إلى مستقبل التلفزيون في ضـوء هــذه‬ ‫التطورات ؟‬ ‫** التلفزيون أيضا ينافس‪ ..‬إنه في السباق‬ ‫وهناك اليوم أجيال جديدة من تلفزيونات‬ ‫الويب‪ ،‬بل حتى التلفزيونات التقليدية تسعى‬ ‫اليوم لخلق قنوات رقمية وصفحات في مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬ونستطيع أن نرى أن هناك‬ ‫مواد تلفزيونية تعد خصيصا من أجل الويب‪،‬‬ ‫التلفزيون مزود بسالح ال ينضب وهو الصورة‬ ‫والصورة المتحركة‪ ،‬وهي سر قدرته على التأقلم‪،‬‬ ‫التلفزيون يقتحم الهواتـــف النقالة‪ ،‬األلــواح‬ ‫الذكية‪ ،‬واألنترنت سمح لمشاهدي التلفزيون‬ ‫بالعديد من الميزات كإعادة البرامج‪ ،‬وتخزينها‬ ‫ومشاركتها وبعثها والتعليق عليها‪ ..‬أعتقد أن‬ ‫التلفزيون لن ينقرض‪ ،‬إن وظائفه الزالت قائمة‬ ‫وخدمته مطلوبة‪ ،‬وتنافسيته قوية‪.‬‬

‫كقناة نخبة ومازال الطريق طويال‪ ..‬وبالمناسبة‬ ‫أشد على يد كل الزمالء بميدي ‪1‬تيفي ‪.‬‬ ‫ما هي المشاكــل التي يعرفهـــا‬ ‫القطاع‪ ،‬وبصفتك مسؤوال نقابيا‪ ،‬كيف‬ ‫يتم التعاطي معها‪ ،‬وإلى أي حد تجيبون‬ ‫على انتظارات العاملين بالقطاع؟‬ ‫** محليا بالنسبة لفرع النقابة الوطنية‬ ‫للصحافة بطنجة نحن فرع فتي والمكتب الجديد‬ ‫به طاقات شابة ومهنيون مجدون ونشترك‬ ‫جميعا في الرؤية‪ ،‬تمكنا من تأسيس تنسيقية‬ ‫للصحافيين بالقنـــاة‪ ،‬ونحن بصـــدد تخطيط‬ ‫برنامج عمل يوازي بين التكويـــن واإلشعاع‬ ‫والنضال طبعا‪ ،‬فهذه هي هوية النقابة الدفاع‬ ‫عن المهنيين والترافع عن قضاياهم المادية‬ ‫والرمزية‪.‬‬ ‫وطنيــا نحن في مفتـــرق الطرق فالنقابة‬ ‫الوطنية للصحافة المغربية بعد مؤتمر مراكش‪،‬‬ ‫تشهد فورة في العمل وتجديد الهياكل والفروع‬ ‫وتسعى إلى مواكبة تحوالت المشهد واليوم‬ ‫هناك نقاش صحي وجــريء داخــل المجلس‬

‫أنا الموقع أسفله‪:‬‬

‫** طبعا لكل صنف ووسيلة خصوصيات‬ ‫داخلية وخارجيــــة وأيضا خصوصيــــات على‬ ‫مستوى تلقيها‪ ،‬الصحافة المكتوبة أصـــعب‬ ‫بكل تأكيد‪ ،‬كما أنها تتطلب مجهودا مضاعفا‪،‬‬ ‫فأنت من يأتي بالخبر وبكل حيثياته وأبطاله‪،‬‬ ‫وفي الصحافة المكتوبة أنت مطالب بالفورية‬ ‫والتسابق نحو القارئ‪ ،‬ومن ناحية أشمل انت‬ ‫تكتب لقارئ بدون أية مؤثرات صورة متحركة‬ ‫او مواد بصرية عدا الصورة الثابتة‪ ،‬فأنت أيضا‬ ‫مطالب بتشريح المعلومة وتفصيلها حتى‬ ‫تكتمل الرؤية لدى القارئ‪.‬‬

‫كيـــف تنظــر إلى أداء التلفزيـــون‬ ‫المغربي بشكل عام وقناة ميدي ‪ 1‬تيفي‪،‬‬ ‫مقارنة بالقنوات العالمية‪ ،‬خصوصا وأنت‬ ‫ترى هذا االنفجار العـــددي في القنوات‬ ‫الدولية التي أصبـــح يلتقطها المشاهد‬ ‫المغربي ؟‬

‫ورغم هجمة الوسائط المتعددة‪ ،‬يبقى‬ ‫التلفزيون أخطر وسيلة إعالم إلى حدود اليوم‪،‬‬ ‫وقد يظهر أن العمل التلفزيوني عمل سهل‪،‬‬ ‫أو غير مجهد لوجود جيش من المهنيين‬ ‫والمساعدين‪ ،‬غير أنها فكرة مغلوطة‪ ،‬التلفزيون‬ ‫هو السعي إلى الكمال اإلعالمي‪ ،‬إنني أستطيع‬ ‫أن أطلق عليه وسيلة الوسائل‪ ،‬ففي التلفزيون‬ ‫تستعمل الصحافة المكتوبة واإلذاعية والمرئية‪،‬‬ ‫ثم إنه الوسيلة التي تقتحم البيوت ويشاهدها‬

‫** لست أدري إن كنت مخوال أن أنتقد أو‬ ‫أعلق على أداء التلفزيون المغربي عموما‪ ..‬ولكن‬ ‫ولو من باب الغريزة والفضول‪ ،‬فإنني ألخص‬ ‫مشاكل التلفزيون المغربي في أزمة إبداع أو في‬ ‫ضعف القوة االقتراحية‪ ..‬وهذا يكفي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى يجـــب أن أنوه بمسألـــة‬ ‫أعتقد أنها جوهرية‪ ،‬قناة ميدي ‪ 1‬تيفـي قنـــاة‬ ‫إخبارية‪ ،‬وهي قناة وطنية وإقليمية وقارية اليوم‪،‬‬ ‫وأداؤها يجب أن ينظر إليــه في هذا اإلطـــار‪،‬‬ ‫وفي إطار ماهو سائد وما يوجـــه من انتقاد‬ ‫للمجال السمعي البصري عموما‪ ..‬أي ما تقدمه‬ ‫ميدي ‪ 1‬تيفي من نشرات وبرامج منوعة تتسم‬ ‫بالحرفية والمهنية واالجتهاد في ظل ما هو‬ ‫متاح‪ ..‬وبفضل ما شهدته من تحوالت السنوات‬ ‫القليلة الماضية فإنها عززت مكانتها في فترة‬ ‫وجيـزة‪ ،‬وحققــت منجـزاً إعالميـاً محترماً‪ ،‬وال‬ ‫يمكن إنكاره في السياقات الراهنة‪ ،‬بل وحققت‬ ‫السبق في محطات عديدة وتمكنت من مساحة‬ ‫انتشار معقولة‪ ..‬وكقناة «إخبارية» فإنها تتصدر‬ ‫المشهد‪ ..‬هذا ال يعني أننا غير مطالبين بالمزيد‬ ‫وباالرتقاء أكثر‪ ،‬لكل عمل معيقات وواقع يفرض‬ ‫نفسه أحيانا‪ ..‬القناة تسعى لتكريس اسمها‬

‫في الراديو األمر ليس سهــال كما يظن‬ ‫البعض‪ ،‬في الراديو أنت عين المستمع ووسيلته‬ ‫للنظر إلى العالم‪ ،‬ويبدو الراديو أكثر تحفيزا‬ ‫للخيال وأكثر حميمية‪ ،‬وجمهور اإلذاعات جمهور‬ ‫له أيضا خصوصياته‪ ،‬يجب أال ننسى أن الراديو‬ ‫هو أول وسيلة إعالم تفاعلية عرفناها‪ ،‬يمكن‬ ‫للمستمعين المشاركة وطرح األسئلة وتقديم‬ ‫اإلهداءات والتهاني‪ ،‬ولطالما كان الراديو أقرب‬ ‫إلى عمال الليل وسكان القرى والمداشر البعيدة‬ ‫والعاشقين الساهرين‪ ،‬ينضاف إلى هذا كله ما‬ ‫قدمه الراديو قديما من معارف وثقافة وفنون‪،‬‬ ‫أعرف الكثير من األشخاص الذين كونوا ثقافة‬ ‫موسوعية بفضل إذاعة طنجة وإذاعة لندن أو‬ ‫القاهرة‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فرباير ‪2020‬‬

‫‪17‬‬

‫الوطني الفيدرالي‪ ..‬فضال عن ذلك نحن نواكب‬ ‫أيضا حدثا تاريخيا وهو تسلم المجلس الوطني‬ ‫للصحافة الختصاصات وزارة االتصال سابقا‪ ..‬أي‬ ‫بصيغة أقرب سيتمكن الصحافيون أخيرا من‬ ‫تدبير شؤونهم وهي تجربة حديثة أعتقد أنه‬ ‫يجب دعمها والتروي قبل محاكمتها أو تصيد‬ ‫أخطائها‪.‬‬ ‫تعــرف التجربــة التلفزية المغربية‬ ‫حالة تشبيب واسعــة‪ .‬كيف تتعاطى‬ ‫مع األمر؟‬ ‫** أحب الدماء الجديدة‪ ..‬أحبها بكل الطاقة‬ ‫والحماس التي تفيض منها‪ ،‬وأخشى عليها‬ ‫من التكلس وسيطرة الوظيفة على التطلعات‬ ‫واألمل‪ ..‬الصحافة عشق ومن ينقصه هذا العامل‬ ‫سيجد األمر متعبا‪ ..‬فهي مهنة المتاعب لفاقدي‬ ‫هذا الهوس‪.‬‬ ‫ما هو البرنامج التلفزي الذي تمنيت‬ ‫لو أنك من يقدمه؟‬ ‫برنامج «خليك بالبيت» الذي أعده وقدمه‬ ‫للتلفزيون اإلعالمي والشاعر زاهي وهبي‪ ..‬لقد‬ ‫كانت تجربة متألقة ضيوفا وإعدادا وتمكنا‪.‬‬ ‫ما هو البرنامج الذي تحلم أن تقدمه‬ ‫مستقبال؟‬ ‫أحلم ببرنامج حول أسرار الهامش في التاريخ‬ ‫والتراث المغربي‪ ..‬أظن أنه سيكـون ممتعـــا‬ ‫ومفيدا وسيعيد ترتيب عالقتنا بأمسنا وغدنا‬ ‫وبمصيرنا في هذا الوطن‪.‬‬

‫فنان تشكيلي محترف فرنسي من أصول‬ ‫مغربية‪،‬من مواليد مدينة مراكش‪،‬تربيت‬ ‫في أجواء فنية خصوصا وأن والدي ‪Jean-‬‬ ‫‪ Marie Caux‬فنان وناقد تشكيلي معــروف‬ ‫بأوروبا‪،‬كنت أشاهـــده في مرسمـــه منـــذ‬ ‫الصغر‪،‬فتأثرت به وبــدأت مغامــرة الرســـم‬ ‫والتشكيل تحت إشرافـــه‪ ،‬حيث كان يلقنني‬ ‫جل التقنيات وخيايا هذا الفن الجميل‪،‬ومع‬ ‫نضج تجربتي‪ ،‬بدأ يشجعني للمشاركة في‬ ‫المعارض وخصوصــا في ســــن الخامسة‬ ‫والعشرين حيث كان أول ظهور لي بمدينة‬ ‫‪ ،perpignon‬والتقيت بعــدهـــا بالفنـــان‬ ‫التشكيلي األمريكــي كيــت إنجرمان حيث‬ ‫اشتغلت بمرسمه لمــدة أربع سنوات‪،‬فكانت‬ ‫فرصة أخــرى لبدايـــة تأثــــري بالمدرسة‬ ‫األمريكية‪،‬بعد ذلك‪ ،‬عـــدت لفرنسا‪،‬وبدأت‬ ‫مرحلة االحتراف بتوجيهات من أبي حيث عشث‬ ‫ما بين فرنسا والمغرب الذي تعرفت فيه على‬ ‫مجموعة من الفنانين منهم ربيعة مورسيا‬ ‫ابنة الفنان الكبير المكي مورسيا التي شاركت‬ ‫معها في مهرجان بناصا بطنجة‪،‬تعرفت‬ ‫أيضا على الفنان المرابطي ونورالدين شاطر‬ ‫والعربي الشرقاوي والخطاط الكبير محمد‬ ‫قرماد وشفيق الزكاري‪..‬كما كان لي شرف‬ ‫التعرف على الفنان األكاديمي العراقي الكبير‬ ‫خالد شاكر بمجموعـة من الفـــرص وأهمها‬ ‫مدريد‪ ،..‬نظمت مجموعـــة من المعــــارض‬ ‫بفرنسا وإسبانيا والمغرب الذي كان لي به‬ ‫مؤخرا معرض جميل تحت إشراف مؤسسة‬ ‫الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج‪،‬‬

‫المشروع الفني ‪:‬‬ ‫أعتبــر نفســـي فنانـــا معاصــرا متأثرا‬ ‫بالمدرسة األمريكيـــة خصوصــا الفنانيـــن‬ ‫جاكسون بلــوك وجــون ميشيـل باسيكيــا‬ ‫و‪ Gerhard Richter‬وآخرين‪ .‬تأثرت أيضا‬ ‫بالتجربة المغربية الحديثة خصوصا الفنانين‬ ‫المرحومين أحمــد الشرقـــاوي والتهامـــي‬ ‫الغرباوي والفنان العالمي ماجوريل‪،‬أحاول في‬

‫تجربتي ان أستفيــد من كل هذه المدارس‬ ‫وأعيد بناء أسلوب فني معاصر بعيون مغربية‬ ‫لكي أحافــظ دائما على انتمائـــي للمغرب‬ ‫العزيز خصوصا مدينة مراكش‪.‬أستحضر في‬ ‫لوحاتي كل هذه العناصر عبر تركيبات مختلفة‬ ‫واأللوان الترابية التي تحيلني دائما لمراكش‬ ‫واألزرق واألحمــــر القاني العاكـــس لدفء‬ ‫أحاسيسي إزاء األمكنة‪...‬وأتطلع عبر تجربتي‬ ‫للمساهمة في تطوير الفن المعاصر بالمغرب‬ ‫والتعريف به عالميا خصوصا وأنه لي مشاريع‬ ‫معارض في أهم العواصم العالمية كنيويورك‬ ‫وباريس ودبي ومدريد وبرشلونةو‪...‬‬

‫واقـــع الفنـــون التشكيليـــة‬ ‫بالمغرب ‪:‬‬

‫تعـــرف الفنـــون التشكيليـــة المغربية‬ ‫حركية إيجابية على مستوى اإلنتاج والتنوع‪.‬‬ ‫لكن هنـــاك بعض الفنانيـــن يركنون عند‬ ‫أسلوب فني واحد ويجترونه لسنوات طويلة‬ ‫إن لم أقل طيلة حياتهم الفنية وال يتجرأون‬ ‫على المغامرة والبحــث عن آفـــاق جديــدة‬ ‫لتجربتهم‪ ،‬من جهة أخرى يمكن لي أن أقول‬ ‫أن‪ ‬الفن بالمغرب يعرف تطورا كبيرا من خالل‬ ‫تعدد التظاهرات التشكيلية عبر تراب الوطن‪،‬‬ ‫ولنا أيضا‪ ‬أسماء كبيــــرة سجلــت والزالت‬ ‫حضورا قويا على الساحة الدوليـــة ونفتخر‬ ‫بها‪،‬والبنية التحتية للفعل التشكيلي مهمة‬ ‫سواء بخصـــوص األروقـــة الجميلة والقاعات‬ ‫والمتحف الوطني‪..‬كما أسجل أيضا اهتماما‬ ‫إعالميا مهما بالحركة الفنية بالمغرب‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‪: ‬‬

‫انا سعيــد بتواجدي المستمر بالمغرب‬ ‫من أجل الحضور الفني والمساهمة في تطوير‬ ‫الفن ببلدي‪،‬وأشكر لجريدة الشمال هذه‬ ‫الفرصة التي منحتني إياها للتعريف بتجربتي‬ ‫الفنية المعاصرة‪..‬وأحيي من هذا المنبر جل‬ ‫الفنانات والفنانين المغاربة‪.‬‬


‫العدد ‪1030‬‬

‫‪18‬‬

‫الثالثـاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 03‬فربايـر ‪2020‬‬

‫لقاء وطني استعدادا للترافع من أجل مناخ‬ ‫مالئم لعمل الجمعيات‬

‫لعبة السودوكو (‪)491‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫الرباط ‪ :‬محمد حمضي‬

‫باقة من التوصيات الهامة توجـــت أشغــال اللقاء‬ ‫الوطنــي المنعقـــد بالرباط يوم السبـت ‪ 18‬يناير‬ ‫الجاري حول موضوع ‪ :‬الترافــع من أجل مناخ مالئم‬ ‫لعمل الجمعيات ‪ :‬تقييم الحصيلة واستشراف خارطة‬ ‫الطريق ‪.‬‬ ‫‪ ‬من بين التوصيات المصادق عليها في اللقاء‬ ‫المذكور الذي أشرفت على تنظيمه “ حركة مبادرات‬ ‫من أجل إصالح المنظومة القانونية للجمعيات‬ ‫بالمغرب “ وشركاؤها‪ ،‬التعجيل بتجاوز القانون الحالي‬ ‫( ظهير ‪ ،)1958‬وذلك بمالءمته مع دستور المملكة‬ ‫ووضعه في سياقه السياسي‪ ،‬توسيع المجال المالي‬ ‫للعمل الجمعوي‪ ،‬الترجمة الفعلية لشعار “ ال ربحية‪،‬‬ ‫ال تضريب “‪ ،‬تجويد مشروع القانون ‪ 18/18‬المتعلق‬ ‫بجمـــع التبرعــات من العمــوم وتوزيع المساعدات‬ ‫ألغراض خيرية‪ ،‬تنظيم التشاور العمومي واالنتصار‬ ‫لتوسيع مساحته ومجاالته ‪.....‬‬ ‫اللقاء الوطني حول موضوع الترافع من أجل مناخ‬ ‫مالئم لعمل الجمعيات‪ ،‬جاء تنظيمه تتويجا لسلسلة‬ ‫من اللقاءات الجهوية كانت الجمعيات الخمس‬ ‫المشكلة لحركة مبادرات قــد أطلقتها‪ ،‬وشكلت لهذه‬ ‫الغاية لجنة علمية التقــط أعضاؤها نبض النسيـــج‬ ‫الجمعوي الجاد‪ ،‬وهو النبض الذي ترجمتــــه األوراق‬ ‫والمذكرات المعروضة في اللقاء الوطني المذكور ‪.‬‬ ‫‪ ‬المذكـــرات التي كانــت محط نقـــاش عميـــق‬ ‫في الجلسة العامة‪ ،‬و بالتفصيل في الورشات األربع‬ ‫التي توزع عليها المشاركات والمشاركون‪ ،‬وأشرف‬ ‫على تيسير أشغالها ثلة من الخبراء‪ ،‬تناولت الجانب‬ ‫المالي والجبائي للجمعيات (ذ أحمد الجزولي)‪ ،‬القانون‬ ‫المنظم للجمعيـــات – قانون التطــوع التعاقدي (ذ‬ ‫عبر الرحمان الحداد‪ ،‬ذ محمود عليـــوة )‪ ،‬قانون جمع‬ ‫التبرعات والتماس اإلحسان العمومي ( ذ عبد المالك‬ ‫أصريح )‪ ،‬قانون التشاور العمومي ( حفيظ اليونسي ) ‪.‬‬ ‫‪ ‬وتطويعا لمختلــف التحديات واإلكراهات التي‬

‫تنتظر هذه المبادرة‪ ،‬استغرق النقاش الخاص بتنزيل‬ ‫استراتيجية الترافع من أجل ضمان االنخراط الواعي‪،‬‬ ‫لمختلف الفاعلين‪ ،‬في هذه الدينامية‪ ( ،‬استغرق ) حيزا‬ ‫زمنيا من أشغال اللقاء الوطني‪ .‬وهكذا يستشف من‬ ‫المالمح الكبرى لهذه االستراتيجية الترافعية بأنها‬ ‫ستستثمر مسار مشروع قانون‪ ،‬ومسار مقترح قانون‪،‬‬ ‫والمسار النضالي ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن اللقاء الوطني انطلقت أشغاله بجلسة‬ ‫افتتاحية توقف فيها المتدخلون ‪ -‬من بينهم السيدة‬ ‫كريستين ممثلة المركز الدولي لقوانين المجتمع‬ ‫المدني ‪ -‬عند السياق السياسي لهذه المبادرة الذي‬ ‫يجد مرجعيته أوال في المعطى القانوني ( المتن‬ ‫الدستوري وما كرسه من أدوار تشاركية لفائدة الفاعل‬ ‫المدني )‪ ،‬معطى المرجعية القانونية الدولية (اتفاقيات‬ ‫وصكوك دولية‪ ،‬وتقارير للمقررين الخاصين‪ ،‬وقرارات‬ ‫لمجلس حقوق االنسان‪ ،)....‬أما المعطى الثالث فهو‬ ‫االعتراف بالدينامية التي سجلها الفاعل الجمعوي ال‬ ‫من حيث القرب من المواطن‪ ،‬وال من حيث قدرته‬ ‫على التفاعل اإليجابي مع العديد من انتظارات هذا‬ ‫األخير ‪ ...‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪491‬‬

‫�إعـالن قـانونـي ‪Annonces Légales‬‬ ‫‪** BENAIM PUB ** SARL‬‬

‫‪Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 09/01/2020 à Tanger.‬‬ ‫‪Il a établi les statuts d’une société à responsabilité limitée dont les‬‬ ‫‪caractéristiques suivantes :‬‬ ‫‪DENOMINATION : ** BENAIM PUB**SARL au capital social :‬‬ ‫‪100.000 dirhams divise en 1000 parts de 100 (CENT) dirhams chaque‬‬ ‫‪part Repartis comme suit :‬‬ ‫‪Mr. –BENAIM IMAD : 500 parts.‬‬ ‫‪Mme. –TRIBAK LOUBNA : 500 parts.‬‬ ‫‪OBJET: la société a pour objet principalement : TRAVAUX DE‬‬ ‫‪PUBLICITE.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL: MESNANA RDC LOT 6989 EN FACE SOUK‬‬ ‫‪AL KOURB –TANGER‬‬‫‪GERANCE : Mr. –BENAIM IMAD est désigné en qualité de‬‬ ‫‪gérant de la société et cela pour une durée illimitée.‬‬ ‫‪Mme. –TRIBAK LOUBNA est désigné en qualité de gérante de la‬‬ ‫‪société et cela pour une durée illimitée.‬‬ ‫‪ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année.‬‬ ‫‪BENEFICES : ils sont repartis entre les associés après prélèvement‬‬ ‫‪de la réserve légale (5%) proportionnellement à leurs apports au‬‬ ‫‪capital social.‬‬ ‫‪DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe‬‬ ‫‪du tribunal de commerce de Tanger en date du 22/01/2020.‬‬ ‫‪Les gérants :‬‬ ‫‪- Mr. –BENAIM IMAD‬‬ ‫‪- Mme. –TRIBAK LOUBNA‬‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪** STE GRISSEN COSMETIQUE ** SARL AU‬‬

‫‪Aux termes d’un acte sous-seing privé en date 07/01/2020 à Tanger.‬‬ ‫‪Il a établi les statuts d’une société à responsabilité limitée a associé‬‬ ‫‪unique dont les caractéristiques suivantes :‬‬ ‫‪DENOMINATION : ** GRISSEN COSMETIQUE**SARL AU au‬‬ ‫)‪capital social : 100.000 dirhams divise en 1000 parts de 100 (CENT‬‬ ‫‪dirhams chaque part Repartis comme suit :‬‬ ‫‪Mme. –GRISSEN KHADIJA : 1000 parts.‬‬ ‫‪OBJET: la société a pour objet principalement :‬‬ ‫‪COMMERCIALISATION DES PRODUITS COSMETIQUE.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL: MESNANA RDC LOT 6989 EN FACE SOUK‬‬ ‫‪AL KOURB –TANGER‬‬‫‪GERANCE : Mme. –GRISSEN KHADIJA est désigné en qualité‬‬ ‫‪de gérante unique de la société et cela pour une durée illimitée.‬‬ ‫‪ANNEE SOCIALE : 1er janvier au 31 décembre de chaque année.‬‬ ‫‪BENEFICES : ils sont repartis entre les associés après prélèvement‬‬ ‫‪de la réserve légale (5%) proportionnellement à leurs apports au‬‬ ‫‪capital social.‬‬ ‫‪DEPOT LEGAL : le dépôt légal a été effectué au secrétariat-greffe‬‬ ‫‪du tribunal de commerce de Tanger en date du 22/01/2020.‬‬ ‫‪Le gérant :‬‬ ‫‪- Mme. –GRISSEN KHADIJA‬‬


‫صفحة‬

‫‪19‬‬ ‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1030‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬يناير �إلى ‪ 3‬فرباير ‪2020‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫استقالة الدميعي‬

‫هشام الدميعي كان أمام خيارين أحالهما مر‪ ..‬إما أن يستقيل بعد الهزيمة‬ ‫المرة أمام أولمبيك أسفي داخل الميدان برسم الجولة ‪ 14‬لبطولة الدوري‬ ‫المغربي االحترافي للحفاظ على ما تبقى من كرامته‪ ..‬أو ينتظر اإلقالة التي كانت‬ ‫تلوح في األفق بعد سلسلة النتائج السلبية طيلة الثالثة أشهر التي قضاهاعلى‬ ‫راس الهرم الفني للفريق والتي كانت فاشلة بكل المقاييس‪ ،‬وتميزت بالهزائم‬ ‫والنتائج السلبية والمشاكل مما أدى إلى غضـــب الجماهيــر واجتياحها ملعب‬ ‫التداريب للتعبير عن عدم رضاها والمطالبة بالتغيير‪.‬‬ ‫لقد استبشر الكثيرون بعد مجيء الدميعي وكانوا يتوقعون أن يعرف الفريق‬ ‫منحى آخر وخاصة بعد استقدام ‪ 8‬العبين دفعة واحدة خالل الميركاتو الشتوي‪..‬‬ ‫غير أن األمور ازدادت سوءاً مع مرور الوقت وأصبح اتحاد طنجة لقمة سائغة أمام‬ ‫كل الفرق حتى تلك الضعيفة التي كانت تنحني أمامه وتنهزم بحصص عريضة‪.‬‬ ‫وبعد رحيل الدميعي ستظهر لنا األيام إذا ما كان العيب في المدرب أم في‬ ‫منظومة الفريق ككل‪ .‬وهل سيتمكن المكتب من احتواء األزمة وإعادة الفريق‬ ‫إلى التوهج ووضعه على االنتصارات أم أن دار لقمان ستظل على حالها ويكون‬ ‫المصير في النهاية الهبوط إلى الدرجة الثانية وذلك ما ال نتمناه‪.‬‬

‫المغرب التطواني يجدد عقد نجمه‬

‫أيوب الكحل‬

‫رسميًا‬

‫بيدرو بنعلي‬

‫مدرباً التحاد طنجة‬

‫والجريدة ماثلة للطبع تأكد رسميا توصل اتحاد طنجة التفاق‬ ‫مع المدرب بيدرو بنعلي لإلشراف على طاقمه الفني فيما تبقى‬ ‫من الموسم خلفا للمدرب المسقيل هشام الدميعي‪.‬‬ ‫وقد اشترط بنعلي على مسؤولي االتحاد جلب مساعد ومعد‬ ‫بدني من إسبانيا‪..‬فيما تشبث فارس البوغاز بكل من أحمد صالح‬ ‫كمساعد ثاني ومحمد بيسطارة كمدرب للحراس‪.‬‬ ‫وبذلك يكون بيدرو بنعلي ابن مدينة طنجة ثالث مدرب يشرف على الطاقم الفني لفارس‬ ‫البوغاز منذ انطالق الموسم الرياضي الحالي بعد الجزائري نبيل نغيز وهشام الدميعي‪.‬‬ ‫وكان بيدرو بنعلي قد درب العديد من األندية المغربية منها االتحاد الزموري للخميسات‬ ‫وشباب المحمدية وشباب الريف الحسيمي والمغرب التطواني‪.‬‬

‫بعد استقالة الدميعي‪ ..‬بيدرو بنعلي‬ ‫مرشح لتدريب اتحاد طنجة‬

‫رسميا قدم المدرب هشــام الدميعي استقالته‬ ‫من تدريب اتحاد طنجة مباشرة بعد هزيمة فريقه‬ ‫أمام أولمبيك أسفي ‪ 2-1‬برسم الجولة ‪14‬من‬ ‫بطولة الدوري االحترافي‪ ..‬وأوضــح الدميعــي‬ ‫خالل المؤتمر الذي أعقب المباراة ‪ :‬جئت لطنجة‬ ‫والفريق كان في وضعية حرجـة‪ ..‬وتحملــــت‬ ‫المسؤولية رغم تلك الظروف الصعبة وقدمت كل‬ ‫ما لدي خالل األشهر الثالثة األخيرة‪.‬‬ ‫واعترف قائال ‪« :‬لم نستطـع إيجـاد التوليفـــة‬ ‫المناسبة والطريقة التي خضنا بها الشوط األول‬ ‫أمام أولمبيك أسفي غير مسموح بها في‬ ‫دوري الدرجة األولى وتعاقب في الحال‪.‬‬ ‫أتحمل مسؤوليتي ألنني أخطــات في‬ ‫الجولة األولى ولهــذا أعلن استقالتي‬ ‫عن تدريب الفريق»‪.‬‬ ‫استقالــة الدميعــي كانت متوقعة‬ ‫ألنه كان يعــرف جيـدا أن شبح اإلقالة‬ ‫كان يطارده‪ ..‬وأن مباراة أولمبيك‬ ‫أسفــي هي الفرصة األخيـــرة إلنقاذ‬ ‫ما يمكن إنقاذه بعدما بلغ السيل‬ ‫الزبى‪ ...‬وأصبــح الفريق فوق فوهــة‬ ‫بركان وأنصاره غير راضين على‬ ‫الوضــع المأساوي الذي يعيشه‪.‬‬ ‫وتفاقمــت الوضعــية رغـــم‬ ‫األموال الطائلـــة التي أهدرت‬ ‫واالنتدابـات التي قـام بها‬ ‫الفريق خــالل الميركاتـــو‬ ‫الشـتــوي والتـي‬ ‫بلغـت ‪ .8‬وبذلك‬ ‫يكون الدميعـــي‬ ‫ثـانــــي مـــدرب‬ ‫يغادر اتحاد طنجة‬ ‫في الشطـر األول‬

‫من البطولة االحترافية بعد المدرب‬ ‫الجزائري نبيل نغيز‪.‬‬ ‫وقد علمنا من مصادر مقربة‬ ‫من مكتب االتحاد أن الفريــق‬ ‫ربما يسير نحو التعاقد مع ابن‬ ‫مدينة طنجـــة «بيدرو بنعلي»‬ ‫الذي سبق أن درب شباب الريف‬ ‫الحسيمي والمغرب التطواني‪.‬‬

‫محمد مزيان مؤسس فريق حسنية طنجة‬ ‫في ذمة اهلل‬

‫جدد فريق المغرب أتلتيك تطوان عقد مهاجمه أيوب الكحل إلى نهاية شهر يونيو من‬ ‫عام ‪.2023‬‬ ‫وجاء تجديد العقد مع أيوب الكحل لسد الطريق أمام األندية التي كانت تحاول إغراء‬ ‫الالعب لالستفادة من خدماته بعد المستويات الكبيرة التي أبان عنها الموسم الماضي‬ ‫وبداية الموسم الحالي رفقة فريق الحمامة‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر عين المكتب المسير للمغرب التطواني العبه السابق سعيد الغلبزوري‬ ‫مراقبا عاما بمركز تكوين الالعبين بالمالليين‪ .‬مهمته التنسيق وإعداد تقارير يومية عن‬ ‫المركز وتقديمها للمكتب المسير بشكل دوري‪.‬‬


‫تذكرة سفر‬

‫احللقة العـا�شرة‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي والعربـي‬ ‫واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وروحية‬ ‫إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫اإلعالمي والناقد السينمائي‬

‫نور الدين ال�صايل‬ ‫المحور الثاني ـ المسار العام ـ‬

‫يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل‪ ،‬في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي والمجتمعي‬ ‫الوطني‪ ،‬بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام‪ .‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الباحث والكاتب واإلعالمي والمهتم بأسئلة‬ ‫السينما‪ ،‬وهو المدير السابق لقناة ‪ 2M‬والذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية‪ ،‬وهو الذي‬ ‫سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل‬ ‫إشعاعها‪.‬‬ ‫تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفـر»‪ ،‬من خالل جلسات حواريــة حــول مشوارات حياته‬ ‫نقدمها للقارئ تباعاً‪.‬‬ ‫األستاذ نورالدين‪..‬كنا توقفنا في الحلقة السابقة‬ ‫عند الحديث عن الخطة األولى المتعلقة باستراتيجية‬ ‫اإلنتاج‪ .‬في هذه الحلقة أود أن تحدثنا عن الخطة‬ ‫الثانية في برنامجك وهي المتعلقة بتدبير القاعات‬ ‫السينمائية‪.‬‬ ‫الخطة الثانية كانت متعلقة بالقاعات السينمائية‬ ‫والتي بدأت االشتغال عليها بداية سنة ‪ 2008‬مع‬ ‫وزير كان هذ األمر يعنيه كثيرا‪ ،‬بل وتجند لها‪ ،‬وهو‬ ‫األستاذ خالد الناصري وزير االتصال وقتها‪ .‬وهكذا‬ ‫تبناها السيد الوزير وشرعنا معا في التفكير بكل‬ ‫الجدية في الميكانيزمات التي يمكن بمؤداها إحداث‬ ‫قاعات متعددة الشاشات‪ .‬طبعا هذه العملية تتطلب‬ ‫اشتغاال كبيرا ألنك بمجرد إجراء حساب ذهني وقلت‬ ‫أنك ستحدث قاعة متعددة الشاشات تتضمن ‪ 6‬أو‬ ‫‪ 7‬شاشات ستجد أنها ستكلفك مع استبعاد قيمة‬ ‫شراء األرض ما بين ‪ 40‬أو ‪ 50‬مليون درهم سواء‬ ‫في القنيطرة أو الخميسات أو وجدة‪ ،‬والتي سيتراوح‬ ‫عدد مقاعدها ما بين ‪ 100‬مقعد إلى ‪ 200‬أو ‪250‬‬ ‫مقعدا‪ .‬واألجمل في األمر هو أنك إذا كنت قد أوجدت‬ ‫‪ 4‬شاشات مثال فستوفر ‪ 4‬قاعات بـ ‪ 100‬مقعد لكل‬ ‫واحدة منها‪ ،‬وقاعتين أخريين بـ ‪ 200‬أو ‪ 250‬مقعد‬ ‫لكل واحدة منها لألفالم المفتوحة على جمهور‬ ‫أوسع‪ .‬هذا كان هو المبدأ العام‪ .‬طبعا مع استحضار‬ ‫احترام المعايير الدولية في إنشاء القاعات المتطورة‬ ‫مع كل ما يتطلبه األمر من جودة في كل مكوناتها‪،‬‬ ‫ولم يكن األمر هو فقط إنشاء قاعات وكفى دون‬ ‫االحتكام إلى عنصر الجودة العالية‪ ،‬فالبناء ينبغي أن‬ ‫يكون منسجما مع المتطلبات التقنية الجيدة كالصوت‬ ‫الرفيع مثال‪ .‬وبهذا ستكون السوق الداخلية تلعب‬ ‫دورا سينمائيا حقيقيا وليس فقط من أجل سد فراغ‬ ‫ما‪ .‬وبذلك أيضا الناس سيتوجهون للقاعات وهم في‬ ‫حالة ارتياح كاملة‪ ،‬مع توفير كل المتطلبات الموازية‬ ‫األخرى كالمشروبات وربما المأكوالت‪ .‬وهذا متوفر‬ ‫في كل قاعات الدنيا المحترمة التي تراعي حداً‬ ‫أدنى من شروط راحة مرتاديها‪ .‬وفي هذا السياق‬ ‫أستطيع ان أقول أنه رغم كل ما قد يقال أو يقال‬ ‫عن مزاحمة الوسائل التكنولوجية األخرى المتعلقة‬

‫باستهالك الصورة للسينما تجد مثال أن فرنسا تبيع‬ ‫‪ 220‬مليون تذكرة سينمائية في السنة‪ ،‬وتنتج ‪200‬‬ ‫فيلما في السنة‪ .‬وبهذا تتساءل عن كيف يحصل األمر‪،‬‬ ‫على الرغم من اشتداد كل هذا الصراع التكنولوجي‬ ‫الحديث ما يزال الناس يرغبون في السينما‪ .‬وفي‬ ‫نظري ببساطة هو أن تلك الرغبة للخروج والتوجه إلى‬ ‫السينما ما تزال تحتفظ بصفة الشغف لدى الناس‪،‬‬ ‫وليس لها أية عالقة باالستهالك اآللي للصورة‪ .‬وهذا‬ ‫نجده في فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا‪.‬‬ ‫نحن فقط الذين ندعي ونقول أن هناك تراجع لدور‬ ‫السينما‪ .‬شخصيا أقول إن الناس ما يزالون يتمتعون‬ ‫بالرغبة للذهاب لمدة ساعتين إلى قاعات السينما‬ ‫للتذوق واالستهالك الذكي والجماعي لروايات وأفالم‬ ‫وثائقيةجميلة‪..‬إلخ‪.‬‬ ‫وهكذا ال يمكن أن تدعي أن الناس لم يعودوا‬ ‫يرغبون في الذهـاب إلى السينما ومدنهم ال تتوفر‬ ‫على قاعات سينمائية‪ ،‬فهـــذا في نظـــري مجرد‬ ‫تلفيق‪ .‬عندما تسأل الناس في سيدي قاسم مثال أو‬ ‫الخميسات لماذا ال تتوجهون إلى السينما يجيبونك‬ ‫ببساطة بأن مدنهم ال تتوفر على قاعات‪ ،‬فهم في‬ ‫الحقيقة يفتقرون إلى ذلك‪ ،‬اللهم إذا كان األمر يحصل‬ ‫في بعض الصباحات عن طريق ما يقترحه عليهم‬ ‫النادي السينمائي‪ ،‬واألمر ليس‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬بنفس‬ ‫الشغف والوسائل الترفيهية كما يحصل في القاعات‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫لنعد إلى موضوع الخطـة الثانـية‪ ،‬وكما أشرت‬ ‫سابقا‪ ،‬تطلبت هذه الخطــوة جهدا كبيرا‪ ،‬وفعال‬ ‫توصلنا بمنظورات قيمة‪ ،‬بعد مناقشات مستفيضة‪،‬‬ ‫مع األستاذ خالد الناصري‪ ،‬ومع الوزارة التي تضطلع‬ ‫بأهمية قصوى بهذا المجال وهي وزارة المالية‪ ،‬للنظر‬ ‫في الميكانيزمات التي من شأنها أن نعمل بها‪ ،‬وكما‬ ‫تبنيناها في ما يتعلق بقضية اإلنتاج مثل قضية‬ ‫التسبيق‪ .‬ولنرى إذا كان باإلمكان أن نجد مستثمرا‬ ‫يتحمس لهذه االستراتيجية‪ .‬وكان هناك فعال‬ ‫مجموعة من المستثمرين الشباب الذي أعربوا عن‬ ‫رغبتهم في االنخراط في ذلك واالستفادة من هذه‬ ‫الخطة‪ .‬وإذ سنتعامل مع األمر كتجارة‪ ،‬فمثال يمكن‬

‫لمستثمر أن يقترح ‪ 10‬شاشات‪ ،‬والمركز السينمائي‬ ‫من جانبه كآلة للدولة يساهم بـ ‪ 10‬آخرى‪ ،‬ليكون‬ ‫العدد ‪ .20‬وهكذا دواليك‪.‬‬ ‫ويمكن‪ ،‬بنـــاء على النمـــاذج التي سيقترحها‬ ‫المستثمر أن نطالب بضمانة للدولة مع األبناك كي‬ ‫تمنحك ذلك‪ .‬ومع هذا التعاون بين هذه األطراف‬ ‫يمكن أن يتحقق مركب سينمائي متعدد الشاشات‬ ‫في ظروف مريحة من حيث التمويل والتحقق‪.‬‬ ‫يبقى طبعا السؤال حول كيفية توفير «األرض»‬ ‫التي ستستوعب هذا المشروع‪ .‬طرحت مجموعة‬ ‫من األفكار النيرة‪ ،‬من بينها مثال أن يكون هناك‬ ‫تضافر للجهود بين الجماعات واألقاليم‪ ،‬ومن بينها‬ ‫أيضا مساعدات وتسهيالت من طرف وزارة الداخلية‬ ‫بخصوص توفير األرض‪ ،‬نظرا ألن مثل هذه المشاريع‬ ‫من شأنها أن تحقق مردوديات على مستوى االستقرار‪،‬‬ ‫وعلى مستوى الرواج الثقافي‪ .‬بمعنى أن األمر فيه نوع‬ ‫من تبادل األدوار الذي يعود في النهاية بالمصلحة‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫بداية كان لدينا تصور بأن جهــات المملكة‬ ‫سيكون لها دور فعال‪ ،‬وخصوصا بعدما تطورت‬ ‫األمور ببالدنا وبدأنا نتحدث عن الجهات المتقدمة‬ ‫والمتطورة والموسعة‪ .‬والواقع أننا كنا نشتغل في هذا‬ ‫السياق ويحدونا تفاؤل كبير جدا‪.‬‬ ‫في الواقع األفكار بدأت من خالل النقاشات األولية‬ ‫والجدية مع األستاذ خالد الناصري سنة ‪ 2008‬ثم‬ ‫‪ ،2009‬وبدأت األفكار تنضج وتتطور بالكيفية التي‬ ‫كنت أومن عبرها بأن هذه المعادلة الثانية‪ ،‬وأقصد‬ ‫بها تدبير القاعات‪ ،‬ستكون مكملة ومحفزة إليجاد حل‬ ‫للمعادلة األولى المتعلقة بتبني استراتيجية اإلنتاج‪.‬‬ ‫لكن بعد أحداث ‪ 20‬فبراير ‪ ،2011‬ثم الدستور‬ ‫الجديد الذي فتح آفاقــا جديــدة ومهمــة‪ ،‬جاءت‬ ‫الحكومة الجديدة سنة ‪ 2012‬التي عينت على رأس‬ ‫وزارة االتصال السيد مصطفى الخلفي‪ ،‬الذي تفهم‬ ‫تصوراتنا‪ ،‬والميكانيزمات الجديدة التي ننوي االشتغال‬ ‫بها‪ ،‬لكنني استنتجت‪ ،‬بطريقتي الخاصة‪ ،‬بأنه غير‬ ‫راغب في ما كنا نحن بصدد التخطيط له‪ ،‬وبأن ذلك ال‬

‫يدخل في أولوياته‪ .‬وبقدر ما أقول أن األستاذ الناصري‬ ‫كان مؤمنا بهذا المشروع‪ ،‬ومناضال من أجله‪ ،‬بقدر‬ ‫ما أقول أيضا بأن األستاذ الخلفي لم يكن يقبل‬ ‫باإلطالق بأن نولي هذه األهمية للصناعة والتجارة‬ ‫السينمائيتين‪ .‬واألمر أنه لم يحصل أن واجهني بذلك‬ ‫صراحة‪ ،‬وعبر لي وجها لوجه عن موقفه بخصوص أن‬ ‫كل هذه األمور ال تدخل في أولوياته‪ ،‬كان يتعامل معنا‬ ‫بكل أدب ولباقة ولربما بكل لياقة‪ ،‬لكن بالتواء واضح‪.‬‬ ‫ويمكنني أن أقول‪ ،‬وهذا لحسن حظنا‪ ،‬أن المعادلة‬ ‫األولى المتعلقة بتدبير اإلنتاج لو كنا قد تقدمنا بها‬ ‫وهو على رأس وزارة االتصال لكان رفضها‪ ،‬ولم تكن‬ ‫لتتحقق‪ .‬ويمكنني أن أضيف أنه لم يكن يتوفر على‬ ‫الحس بأن الصناعة السينمائية يمكن أن تحظى‬ ‫بقيمة كبيرة جدا ثقافيا‪ ،‬تجاريا واقتصاديا‪ .‬عموما‬ ‫الصورة بكيفية عامة كانت تطرح للرجل مشكال‪ ،‬وهذا‬ ‫تبين حتى في تدبيره للتلفزيون‪ ،‬حيث لم يكن هناك‬ ‫نبوغ حقيقي يمكن أن نلمسه‪.‬‬ ‫في كل لقاءاتنا كان يوضح لي بأنه سنناقش األمر‬ ‫الحقا‪ ،‬وبأننا سننجز دراسات في األمر‪ .‬وبالموازاة مع‬ ‫ذلك طلبت أنا أن نهيئ دراسة حول السينما‪ ،‬والتي‬ ‫طالبت بها في الحقيقة منذ ‪ ،2007‬وهي دراسة تثبت‬ ‫بكيفية وثوقية بأن في غياب سوق داخلية مزدهرة‬ ‫فإن كل سياسات اإلنتاج ستكون مبتورة‪ .‬وهذا ما‬ ‫يظهر إلى اآلن لألسف‪ ،‬بحيث أن هناك فعال تدبير‬ ‫جيد لقضية اإلنتاج ويمشي وفق الخطة التي كانت‬ ‫مسطرة له‪ ،‬لكن بدون سوق داخلية يبدو وكأنه‬ ‫سيظل مرهونا بمساعدة الدولة‪ .‬وبهذا خرجنا من‬ ‫تلك الفلسفة التي كانت تطمح إلى تحرير السينما‬ ‫من فكرة المساعدة عن طريق فتح عالقة جدلية بين‬ ‫المنتج والدولة‪ ،‬وأصبحنا أمام حقيقة مرة وهي إدخال‬ ‫هذا الفيلم بعد إنتاجه إلى المجهول‪ ،‬لماذا ؟‪..‬ألننا ال‬ ‫نتوفر على سوق داخلية الستهالكه‪.‬‬ ‫قد تطرح مجاالت استهالكية مثل المهرجانات‬ ‫لكن بأي معيار‪.‬‬ ‫األستاذ نورالدين نترك اإلجابة عن هذ اإلشكال‬ ‫إلى الحلقة القادمة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.