Achamal n° 1037 le 17 Mars 2020

Page 1

‫تخصيص مكان خاص للسجناء الوافدين الجدد‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫�سجون اململكة يف مواجهة «كورونا»‬ ‫ص‪4‬‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1037‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 22‬رجــــب ‪� 17 / 1441‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫محمد صالح التامك‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫المندوب العام إلدارة السجون‬ ‫وإعادة اإلدماج‬

‫هيئة احلكامة‪ ...‬بني ال�سلطة اال�ست�شارية و التقريرية ؟‬

‫ص‪4‬‬

‫• د‪ .‬محمد البوشوكي‬

‫بالوقاية ولي�س باالدخار‬ ‫‪ 8‬ـ مار�س ‪ :‬يوم املر�أة‬

‫النهج الطويل للمساواة بين المرأة والرجل‬

‫نور الدين ال�صايل ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬

‫احللقة‬

‫‪17‬‬

‫ص ‪20‬‬

‫ص‪5‬‬

‫لن يكون العامل بعد‬ ‫«كورونا» كما كان‬ ‫ص ‪3‬‬ ‫من قبل ؟!‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتـا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫بالوقاية ولي�س باالدخار‬

‫• محمد إمغران‬

‫«اللي يعرف‪ ،‬يعرف اهلل»‬

‫• عبد اإلله المويسي‬ ‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫صحيـــح أن «الحالة الوبائيــة» بالمغرب عرفــت تطورا‬ ‫صادما‪ ،‬إذ بعد أن كانت الممملكة في منأى عن تسجيل أية‬ ‫حالة إصابة بفيروس «كورونا المستجد»‪ ،‬انتقلت األرقام في‬ ‫غضون أيام قليلة‪ ،‬وبسرعة فائقة‪ ،‬إلى ‪ 28‬حالـة أُعلن عنها‬ ‫من قبل وزارة الصحة المغربية في بالغ رسمي لها‪.‬‬ ‫هذا التطور خلف حالة من الهلع «المبرر» ربما لدى أغلب‬ ‫المغاربة‪ ،‬خصوصا وأن ذلك يأتي في وقــت لم تظهـر فيه‬ ‫الحكومة المغربية أية إرادة حزم حقيقية ملموسة ومجسدة‬ ‫في إجراءات احترازية أكثر واقعية‪ ،‬وعلى األقل في التعاطي‬ ‫مع معضلة الوافدين على المغرب من مختلف البؤر‪ .‬فمعلوم‬ ‫أن المغرب بلد سياحي بامتياز‪ ،‬ويعرف على مدار السنة ورود‬ ‫العديد من السياح من مختلف بقاع األرض‪ ،‬بما فيها الدول‬ ‫التي عرفت تفشيا قويا لفيروس كورونا‪ ،‬ومعلوم أيضا أنه‬ ‫يحظى برأس مال رمزي قوي في ما يتعلق بنسبة الجالية‬ ‫العاملة بالخارج‪ ،‬ومعلوم أيضا أنه يعاني كثيرا من التسربات‬ ‫غير القانونية عبر حدوده‪ ،‬كانت قد سمحت في وقت سابق‬ ‫بدخول أعداد وافرة من األفارقة الحالمين بالعبور إلى أوروبا‬ ‫عبر أقرب نقطة منها وهي المغرب‪.‬‬ ‫ونقصد باإلجراءات الملموسة‪ ،‬التجليات التقنية الميدانية‬ ‫على مستـوى اآلليات اللوجيستيك المتطــورة لمواجهـــة‬ ‫الفيروس‪ ،‬وعلى مستـــوى أعداد األطر المختصة المحتملة‬ ‫المرصودة لمعالجتها‪ ،‬وعلى مستوى بنيات االستقبال الطبية‬ ‫الالزمة‪.‬‬ ‫وأعتقد أن كل المغاربة واعون بهذه الصورة التي يبدو‬ ‫عليها المغرب‪ ،‬وواعون أكثر بأن األمر ال يتعلق فقط بالمغرب‬ ‫بل وحتى ببلدان لها باع قوي في مجال مواجهات الكوارث‬ ‫الصحية‪.‬‬ ‫كل هذا‪ ،‬وغيره لم يكن ليستدعي حالة الهلــع القصوى‬ ‫التي عصفت بالمغاربة‪ ،‬على إثـر ذلك‪ ،‬ودفعـــت بهم إلى‬ ‫الهرع بهستيرية غير مشهودة نحو محالت التسوق للتزود‬ ‫االستباقي بشتى مختلف أنواع المواد الغذائية‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬فمنذ أن أُعلن رسميا عن توقيف الدراسة بالمغرب‪،‬‬ ‫شهدت المحالت التجارية الكبرى حالة فوضى عارمة تجسدت‬ ‫في التسابق والتدافع بين الناس‪ ،‬وصلت في بعض األحيان‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫محمد �إمغران‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫إلى التشابك باأليدي والدخول في المشاجرات الكالمية‪ ،‬من‬ ‫أجل الحصول‪ ،‬بكل الجشع‪ ،‬على احتياجاتهم «التحسبية» غير‬ ‫المفهومة‪.‬‬ ‫مشاهد الرفــوف الفارغــة بمحــالت «كارفــور» و»أسواق‬ ‫السالم» المنتشرة عبر مواقـــع التواصل االجتماعي‪ ،‬خلفت‬ ‫انطباعا مقيتا لدى المطلعين عليها‪ ،‬بل وتركت وراءها موجات‬ ‫من المواقف الساخرة‪ ،‬قلبت الصورة المعروفة تاريخيا عن‬ ‫المغاربة بكونهم نموذجا متحضرا جدا في التآخي والتضامن‬ ‫والتآزر‪ ،‬والتعاطي مع مناكب الحياة‪.‬‬ ‫فيروس كورونا كارثة إنسانية عظمى‪ ،‬ما في شـــك‪ ،‬بل‬ ‫كارثة مهددة لحياة الناس ومصائرهم‪ ،‬شأنها في ذلك شأن‬ ‫كل الفواجع الطبيعية واإلنسانية التي تعصف بالبشرية بين‬ ‫الفينة واألخرى‪ .‬وتجنبها ال يمكن أن يتم عبر تبني العقلية‬ ‫االدخارية االنتهازية هذه ذات المنحى األناني‪.‬‬ ‫تجنب الكوارث الصحية يتم عن طريــق التحلي بالحس‬ ‫الصحي العلمي من خــالل االمتثــال للتعليمات والنصائح‬ ‫الطبية المقدمة من قبل الجهات المختصة‪ .‬يتم أيضا عبر‬ ‫التحلي بأخالقيات متحضرة تظهر مكونات المجتمع في صورة‬ ‫راقية من التآزر‪ .‬يتم بتجنب كل ما من شأنه أن يسمح بتوفير‬ ‫الجو المناسب النتعاش وتفشــي الفيروس من تجمهرات‬ ‫وتظاهرات عمومية‪.‬‬ ‫طبعا المغاربة األحرار يدينون مثــل هــذه السلوكيات‬ ‫الدخيلة على قيمهم‪ ،‬يدينونها على المستــوى األخالقــي‬ ‫النفسي أوال‪ ،‬واألكيد أنها ستتحول إلى نوع من اإلدانة‬ ‫التاريخية مستقبال‪ ،‬إدانة تاريخية ستلحق بهؤالء االنتهازيين‬ ‫الذين يتبضعون على حساب آالم اآلخرين‪.‬‬ ‫وكما هو معلوم فقد سبق أن أعلنت وزارة الداخلية عن‬ ‫إطالق العمل بالرقم الهاتفــي الوطني ‪ 5757‬المخصص‬ ‫لتلقي شكايات ومالحظـــات المستهلكين‪ ،‬المقيميــن أو‬ ‫العابرين بشأن تموين األسواق واألثمان والجودة وسالمة‬ ‫المنتجات االستهالكية وظروف تحضيرها وتخزينها وعرضها‬ ‫للبيع‪ ،‬وباقي المجاالت المرتبطة بتنظيم األسواق وبحماية‬ ‫المستهلك‪.‬‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هـدى املجـاطـي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز‬ ‫ـ طنجــة ـ‬

‫هذا يهم األخبارعن أوروبا التي توجد بها الجالية‬ ‫المغربية بأعدادها الكبيرة‪ ،‬خاصة ببلجيكا‪ ،‬فقد ذكرت مصادر‬ ‫إعالمية أن الناطقين الرسميين باسم الخلية الفيدرالية‬ ‫المعنية بتتبع وباء فيروس «كورونا» في بلجيكا‪ ،‬قد أعلنوا‬ ‫خالل ندوة صحافية عن تسجيل ما ال يقل عن ‪ 153‬حالة‬ ‫إصابة جديدة بـ «كوفيد‪ ،»-19‬يوم الخميس الماضي‪ ،‬وهذا‬ ‫إحصاء من المرعب أن يكون في يوم واحد‪ ،‬مما رفع العدد‬ ‫اإلجمالي في البالد إلى ‪ 556‬حالة‪.‬‬ ‫وأوضحوا أنه من بين هذه الحاالت‪ ،‬هناك ثمانية‬ ‫ببروكسيل‪ ،‬و‪ 61‬بشمال البالد‪ ،‬و‪ 84‬بالمنطقة الوالونية‪،‬‬ ‫حيث تم تحليل نحو ألف عينة يوم الخميس الماضي‪ ،‬مشيرين‬ ‫خالل هذه الندوة إلى أنهم ليسوا سوى في بداية الوباء الذي‬ ‫يواصل تقدمه» موضحين أن «اإلجراءات المتخذة والمطبقة‬ ‫اليوم ستبدأ في إعطاء أكلها ما بين الخمسة إلى العشرة أيام‬ ‫المقبلة»‪.‬‬ ‫وكان مجلس األمن القومــي البلجيكي الذي اجتمـع‪،‬‬ ‫مساءاألربعاء الماضي ‪ ،‬برئاسة رئيسة الوزراء في حكومة‬ ‫تصريف األعمال‪« ،‬صوفي ويليمس»‪ ،‬قد قرر إغالق المدارس‬ ‫واألماكن العمومية وتعليق جميع األنشطة الترفيهية‬ ‫والرياضية والثقافية والفلكلورية‪ ،‬سواء كانت عامة أو خاصة‬ ‫و«مهما كان حجمها»‪ ،‬وذلك بهدف الحد من انتشار فيروس‬ ‫«كورونا» في البالد‪.‬‬ ‫ويشمـل هــذا اإلجــراء‪ ،‬المفـروض على كامل التراب‬ ‫البلجيكي‪ ،‬المقاهي والمطاعم والنـوادي الرياضيـة ودور‬ ‫السينما وقاعات العرض والحفالت الخاصة وجميع األماكن‬ ‫العمومية‪ ،‬حيث دخل حيز التنفيذ عند منتصف ليلة الجمعة‬ ‫الماضي وإلى غاية تاريخ ‪ 3‬أبريل المقبل‪.‬‬ ‫أما على المستوى الوطني ووفق مصدر مطلع‪ ،‬فإن‬ ‫«نتيجة التحاليل التي أخضع لها شاب من تطوان جاءت‬ ‫سلبية»‪ ،‬مشيرا إلى أن ظهور حالة إعياء عليه بعد عودته‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬من العاصمة اإلسبانية مدريد‪ ،‬مصحوبة بارتفاع‬ ‫الحرارة والزكام‪ ،‬جعلته يسارع إلى المستشفى معتقدا أنه‬ ‫مصاب بفيروس «كوفيد‪.»19‬‬ ‫وحسب المصدر ذاتــه‪ ،‬فإن زيارة المعني للعاصمــة‬ ‫اإلسبانية مدريد‪ ،‬من أجل متابعة مباراة في كرة القدم‪،‬‬ ‫ووجوده بأماكن مزدحمة بالمدينة ذاتها‪ ،‬جعله يقصد‬ ‫المستشفى لتبديد شكوك ساورته حول احتمال إصابته‬ ‫بالفيروس‪ ،‬مضيفا أن «الطاقم الطبي بالمستشفى تعامل‬ ‫مع الحالة‪ ،‬وفق اإلجراءات المعمول بها‪ ،‬وتم وضعه بغرفة‬ ‫معزولة‪ ،‬في قسم القلب والشرايين»‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬وتفاديا لمثل هذه اإلصابات‪ ،‬فإن األخصائيين‬ ‫والجهات المسؤولة‪،‬أوصوا بضرورة االبتعاد عن األماكن‬ ‫المزدحمة بالناس‪ ،‬حيث قد تكون العدوى موجودة ومنتشرة‬ ‫بينهم‪ ،‬وخاصة بالمالعب الرياضية التي تعرف إقباال كبيرا‬ ‫على متابعة المباريات‪ ،‬السيما في كرة القدم‪.‬لذا فإن كثيرا‬ ‫من الدول قد أوقفت بطوالتها فيما يتعلق بمختلف الرياضات‪،‬‬ ‫في انتظار ما ستسفر عنه األيام القادمة‪ .‬وهكذا يبدو أن‬ ‫هذا الوباء أحدث شبه حرب عالمية‪ ،‬إغالق الحدود‪ ،‬صعوبة‬ ‫التنقل‪ ،‬خسائر بشرية‪ ،‬خسائرمالية‪ ،‬معاناة تجارية وصناعية‬ ‫واقتصادية‪...‬‬ ‫آخرا‪« ،‬اللي يعرف ‪ ،‬يعرف اهلل» هذا السالح اإليماني‬ ‫المفيد لإلنسان الذي يبقى في النهاية ضعيفا ومحتاجا إلى‬ ‫أن يتحصن بذي العزة ويعتصم برب الملكوت‪ ،‬على األقل‬ ‫بالنسبة للشعوب اإلسالمية‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫حين سلمتْني الموظفة بتعاضُديتنا بتطوان‪ ،‬وصل إيداع مقابل الملف المرَضي‬ ‫ْ‬ ‫الحظر الذي‬ ‫الذي قدمتُه لها‪ ،‬حمدتُ اهلل وشكرتهُ على هذا المكسب‪ ،‬وفهمت أن‬ ‫كان مضروباً على أوراق اآلالت الطابعة قد انتهى‪ ،‬وأن اإلدارة المركزية بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫قدَّرت الموضوع حق قدره‪ ،‬فقررت تزويد فروعها باألوراق الالزمة‪.‬‬ ‫وأذكر‪ ،‬أنني اقترحت على رئيس فرع تطوان آنذاك‪ ،‬أن يعوض هذا الفراغ‪،‬‬ ‫بقصاصات من األوراق‪ ،‬يسجل فيها اسم المنخرط‪ ،‬ومقدار المصاريف التي صرفها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بترْكها»‪.‬وَصْل اإليداع‬ ‫لكنه ربما كان يؤمن بالمقولة المشهورة‪« :‬كم حاجة قضيناها‬ ‫– أيها السادة – ال يعني عدم ثقتنا في هذه المؤسسة االجتماعية‪ ،‬لموظفي التربية‬ ‫الوطنية‪ ،‬فهذا خاطر لم يرد بالبال‪ ،‬وإنما هو إجراء روتيني يستهدف إشعار المنخرط‪،‬‬ ‫بأن له ملفاً لدى المعنيين باألمر‪ ،‬يحمل تاريخ كذا‪ ،‬ويوثق الوثيقة المسلمَّة‪ ،‬ويحدد‬ ‫السومة المناسبة لها‪.‬‬ ‫ويشهد اهلل‪ ،‬أن عمليات التعاضدية‪ ،‬تسير بسالسة‪ ،‬وأن الطاقم المسخَّر لها يعمل‬ ‫بكفاءة ومقدرة‪ ،‬وأن الملفات المعالجة‪ ،‬تُسوَّى في أقصر مدة ممكنة‪.‬‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫وإذا كنَّا قد فرحنا بعودة هذا اإلجراء اإلداري‪ ،‬فإننا نتوق إلى مكسب آخر‪ ،‬قد ال‬ ‫ُ‬ ‫يحمل ميزانية التسيير مصاريف ذات بال‪ ،‬وهو تزويد فرعنا بتطوان بآلة تسلمنا أرقام‬ ‫االنتظار‪ ،‬أو االنتظام‪ ،‬كما هو معمول به في المؤسسات البنكية والبريدية‪ .‬فهذه اآللة‬ ‫ستقطع الطريق – وال شك – على الذين ال يؤمنون باالصطفاف في صفوف منتظمة‬ ‫متراصَّة‪.‬‬ ‫وبخصوص وصل اإليداع‪ ،‬فقد كنت أتمنى أن يكتب بلغة البلد الذي ننتسب إليه‪،‬‬ ‫واألمر في نظري بسيط‪ ،‬ال يستدعي إال الضغط على زر العربية‪ ،‬لتُكتب البيانات بها‪.‬‬ ‫كم أستغرب من مؤسساتنا المالية التي تصر إصراراً على مكاتبتنا باللغة الفرنسية‪،‬‬ ‫في مواضيع تهم المواطن البسيط‪.‬‬ ‫وكم أستغرب كل االستغراب من كل الذين يستعرضون عليك عضالتهم‪،‬‬ ‫معبر عنها‪.‬‬ ‫فيتخاطبون بهذه اللغة في أشياء يمكن أن تكون الدارجة خير ٍ‬ ‫إنها في رأيي المتواضع عقدة األجنبي‪ ،‬غرسها فينا غرساً‪.‬‬ ‫فال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫أنفق األستاذ الباحث الدكتور هشام لعجاج وقتا ثمينا‬ ‫مديدا لتقديم مدونة شعريــة باذخـــة للمفضل أزيـــات‬ ‫الخرشافي * رحمه اهلل ؛ وهو شاعر صوفي كبير لم تحظ‬ ‫حياته وآثاره باهتمام البحث األكاديمي والدرس النقدي‪..‬‬ ‫وهي حالة نظرائه من شعراء التصوف بالمغرب ‪.‬‬ ‫احتكم الدكتــور هشــام في جمع هذا اإلرث الشعـــري‬ ‫النفيس والتعريف به إلى ‪:‬‬ ‫• ضوابط علمية معيارية‬ ‫• منهجية وظيفية في التوثيق والقراءة تيسيرا لتأويله‬ ‫تأويال نائيا كل إسقاط واختزال وأوهام‪..‬‬ ‫وأن الناظــر في نصــوص هــذه المدونــة المفضليــة‬ ‫لتتأكــــد لديه حقائق انتسابها ـ بالحال والمقام ـ إلى بالغة‬ ‫الخير أصوال وامتدادات ؛ وهي البالغة المنشدة إلى ثالوث‬ ‫مقدس ‪:‬‬ ‫• اهلل ‪ :‬مجلى حقائق التوحيد‪..‬‬ ‫• رسول اهلل ‪ :‬سيد الشفعاء ومالك العتقاء‪..‬‬ ‫• ولي اهلل ‪ :‬فيض أنوار وفيء وصال‪..‬‬

‫لن يكون العالم بعد «كورونا»‬ ‫كما كان من قبل؟!‬

‫وإذا كان الرأي عندي أن مواد هذه المدونة المفضلية ال‬ ‫تشكل كل ما صدر عن هذا الشاعر الكبير‪ ،‬فهي مرشد معين‬ ‫الستخالص ‪:‬‬ ‫• موجهات تربوية‪..‬‬

‫ عبد الحي مفتاح‬‫ما كل مرة تسلم الجرة‪ ،‬لقد نجح المنتظم الدولي في العصر الحديث‬ ‫في احتواء انتشار كثير من األوبئة التي اعتبرت خطيرة وقاتلة؛ و‪ ‬نتذكر هنا‬ ‫أن بعض الدول ومنظمة الصحة العالمية نفسها كانت قد اتهمت بكونها‬ ‫ضخمت بل بالغت في االحتياطات والتدابير االحترازية المتعلقة بأنفلونزا‬ ‫الخنازير‪ ،‬حتى أن العديد من التحليالت آنذاك اعتبرت التحذيرات تهويال‬ ‫واالحتياطات هدرا للمال العام فيما ال ينفع الناس‪ ،‬بل مطيــة تعكــس‬ ‫االنحياز لشركات األدوية العالمية وخدمة مصالحها‪.‬‬ ‫التعامل مع الفيــروس الجديـد‬ ‫كوفيد‪ -19‬بقي منذ ظهوره إلى بداية‬ ‫الشهر الحالي متفائـــال على اعتبـــار‬ ‫أن حجم خطورته ال تزيد كثيرا على‬ ‫األنفلونزا الموسمية‪ .‬وربما كانت قوة‬ ‫تحكم الصين فيه بقبضتها الحديدية‪،‬‬ ‫ثم الخوف من إعادة تجربة التعامل‬ ‫المبالغ فيه مع أنفلونزا الخنازير‪ ،‬وراء‬ ‫سوء تقدير للفيروس وحجم خطورته‬ ‫وتفشيه الداهم‪.‬‬ ‫لقد دقت حالة إيطاليا ودول أخرى‬ ‫قبلها كإيران ناقوس الخطر‪ ،‬فلم يبق‬ ‫كورونا ذلك الفيروس الخفيف الذي ال‬ ‫يقضي إال على األجسام المتهالكة‪،‬‬ ‫بل تحول إلى وباء يجب أن يحسب له‬ ‫حسابه قبل فوات األوان واتساع الخرق‬ ‫على الراقع‪ ،‬فسارعت منظمة الصحة‬ ‫العالمية بعد تأكــد انتقــال الوباء‬ ‫إلى جائحة إلى نصح الدول الكبرى‬ ‫بتشديد حصارها للفيروس‪ ،‬فرأينا‬ ‫أمريكا وما أدراك ما أمريكا تغلق حدودها مع عدد من الدول‪ ،‬ودول كبرى‬ ‫أخرى تقرر تدابير داخلية وخارجية غير مسبوقة لحماية نفسها من تفشي‬ ‫الوباء‪.‬‬ ‫ما يالحظ هو أن األنظمة الصحية في الدول العظمى الليبرالية‪ ،‬رغم‬ ‫قوتها وتطورها اهتزت بفعل هذا الوباء‪ ،‬ولجأت‪ ،‬حتى ال يختل التوازن‬ ‫الصحي‪ ،‬إلى ترجيح التدابير الوقائية والتأكيد عليها‪ ،‬وهي تدابير لها‬ ‫ارتباط بالمجتمع و السلوك المدني الفردي ثم الجماعي أكثر من أي شيء‪،‬‬ ‫و خالل ذلك طفت على السطح النزوعات ما قبل المدنية وغرائز البقاء‬

‫سلواي عن كوني‬ ‫لديك‪..‬‬

‫عند البعض‪ ،‬وفي المقابل النزوعات التشكيكية والسخرية والعبثية عند‬ ‫البعض اآلخر‪ ،‬مما زاد من تعقيد الوضع‪ ،‬رغم تماسك الدولة ومؤسساتها‬ ‫ومرافقها الحيوية‪.‬‬ ‫ما قبل كورونا كان التوجه العالمي ينحو نحو التقليص من الميزانيات‬ ‫االجتماعية و خاصة الصحة والتعليم والحماية االجتماعية‪ ،‬وكان البحث عن‬ ‫الربح في ظل المنافسة الشرسة يدفع إلى ترحيل العديد من الصناعات‬ ‫والخدمات إلى الدول التي تضمن اليد العاملة الرخيصة و «الكفؤة»‬ ‫ومنها الصين باألساس التي أصبح‬ ‫لها استحواذ على اإلنتــاج العالمي في‬ ‫كثير من المـواد ومنها األدوية‪.‬‬ ‫كورونــا أبان عـــن خطــأ جـــل‬ ‫الدول وضع البيض في سلة واحدة‪،‬‬ ‫وأعاد االعتبار ألهمية مبدأ سيادية‬ ‫المحافظـة على النسيــج اإلنتاجــــي‬ ‫الوطني على مستــوى بعض المواد‬ ‫والخدمات األساسية التي ال يجب أن‬ ‫ترهن بالخارج‪ ،‬كما تبين خطأ التخلي‬ ‫التدريجي عن االستثمــار في الصحة‬ ‫والتعليم والثقافة أي في اإلنسان‪ ،‬إذ‬ ‫بضعفه‪ -‬كما يتبين مـع آفـة كورونا‬ ‫التي مازال الكثيرون عندنا يستهترون‬ ‫بها‪ -‬تضعف مناعة النسيج المجتمعي‬ ‫والبناء االقتصادي ومستقبل األمم في‬ ‫حاالت مثل األوبئة و الجوائح والكوارث‬ ‫والطوارئ‪.‬‬ ‫كل المؤشرات تشير إلى أن‬ ‫العالم بعد كورونا لن يكون كما كان‬ ‫قبله‪ ،‬كل الدول ستراجع سياساتها‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ستزداد بال شك الحاجة إلى «دولة أكثر» بدل‬ ‫الزيغان الليبرالي المتوحش‪ ،‬ستنزع الكثير من الدول إلى الحمائية وإلى‬ ‫استعادة قطاعاتها اإلنتاجية والخدماتية السيادية‪ ،‬ستحصي الدول‬ ‫موتاها الكثر وهي تتنفس مرارة مروقها واستبدالها ما هو إنساني له روح‬ ‫باألرصدة في المؤسسات المالية والبنوك وأرقام البورصات الهالمية التي‬ ‫ليست لها أية روح؛ و من المرجح أن ال يبقى حب شيطان السوق عالقا إال‬ ‫بمن ليس له عقل وقلب‪ ،‬أو من يدفع بإرادة فيروسية في جنون العالم‬ ‫وخرابه‪.‬‬

‫• حقائق عرفانية‪..‬‬ ‫• سمات شعرية وشاعرية توزعت على فصيح وملحون‬ ‫بلغة ورؤية علويتين‪..‬‬ ‫نظم سيدي المفضل أزيات أشعاره برقة وذوق مؤلف‬ ‫لعبارة وإشارة ‪ ،‬تفاوتت طوال وقصرا‪ ،‬لكنها شاهدة على كون‬ ‫صاحبها ‪:‬‬ ‫• صريعا لشهود حال وأحوال‪..‬‬ ‫• معربدا في التجريد‪..‬‬ ‫• موترا في التوحيد‪..‬‬ ‫• البسا برود قهرية وجبر‪..‬‬ ‫• مباعدا للسلطان‪..‬‬ ‫• مهذبا بتحلية‪..‬‬ ‫• سعيدا في مشتل فقر وافتقار‪..‬‬ ‫• متقد اللوعة‪..‬‬ ‫• دافنا وجوده في جنائن أهل اهلل‪..‬‬ ‫ملخصا بالغته القلبية في قوله رحمه اهلل ‪:‬‬ ‫« سلواي عن كوني لديك‪.»..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬ ‫*سيصدر هذا العمل الجليل في األجل القريب بحول اهلل‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫هيئة الحكامة‪ ...‬بين السلطة االستشارية‬ ‫و التقريرية؟‬

‫• محمد البوشوكي (دكتور في القانون العام)‬

‫خصص المشرع المغربي الباب الثاني عشر من الدستور لمبادئ الحكامة الجيدة ومؤسساتها‬ ‫حيث نص في الفصل ‪ 155‬على أن هاته الهيأة المكلفة بالحكامة الجيدة مستقلة وتستفيد من‬ ‫دعم الدولة ‪.‬‬ ‫هذه المؤسسات التي تعتبر جديدة دستوريا يمكن تصنيفها إلى مؤسسات حقوقية كمؤسسة‬ ‫الوسيط‪ ،‬مؤسسة الجالية المغربية المقيمة بالخارج‪ ،‬المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان ومؤسسات‬ ‫الحكامة الجيدة كالهيئة العليا لالتصال السمعي البصري والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من‬ ‫الرشوة ومحاربتها ومجلس المنافسة وفئة ثالثة‬ ‫من الهيئات المكلفة بالنهوض بالتنمية البشرية‬ ‫والمستدامة والديمقراطية التشاركية والتي تحدد‬ ‫بقوانين وتأليف وصالحيات وتنظيم قــواعــد‬ ‫تسيير المؤسسات والهيئات السالفة كما نص‬ ‫على ذلك الفصل ‪ 171‬من الدستور‪.‬‬ ‫هنا يجب أن نقر على أن هذه المؤسسات‬ ‫تعتبر مكسبا للمملكة كآليات لتكريس دولة الحق‬ ‫والقانون وهيئات لتوطيد الديمقراطية التشاركية‪.‬‬ ‫غير أن هنــاك أسئلــة تطرح حول سلطـــات‬ ‫مؤسسات وهيئات الحكامــة الجيــدة هل هـــي‬ ‫سلطـات استشارية أم تقريرية ؟‬ ‫إن دسترة مؤسسات الحكامة الجيدة وعلى‬ ‫غرار الدول الديمقراطية يدخل في إطار تدعيم‬ ‫استقالليتها عن السلطتين التشريعية والتنفيذية‬ ‫وبعيدا عن السياسات الحزبية الضيقة إال أنه كرأي‬ ‫شخصي يمكن القول أن مبدأ االستقاللية يكون‬ ‫نسبيا إال إذا ما استثنينا الشق المالي ‪.‬‬ ‫بالنظر إلى صالحيات هذه المؤسسات المشار إليها في الدستور الجديد يمكن اعتبار سلطات‬ ‫ال تتعدى أن تكون سلطات استشارية محضة فهي تقوم بإنجاز تقارير سنوية تبدي رأيها في‬ ‫السياسات العمومية والقضايا السوسيواقتصادية والثقافية والحقوقية وهنا يمكن أن ندخل في‬ ‫مأزق تداخل االختصاصات بين المؤسسات السالفة الذكر واختصاصات المجتمع المدني كقوى‬ ‫اقتراحية ومن هذا المنطلق فالسلطات التقريرية الزالت بيد الهيئات التقليدية للدولة ‪ ،‬وعليه‬ ‫فمؤسسات الحكامة الجيدة خصص لها المشرع وظيفة إبداء التوصيات والتقييم كوظائف تكميلية‬

‫ونحن نعلم أن التوصيات ليست بالضرورة ملزمة‪ ,‬إال إذا استثنينا مؤسسة الهيأة العليا لالتصال‬ ‫السمعي البصري التي تتمتع بوظيفة الضبط والتقنين والتنظيم وضمان الحق في المعلومة كما‬ ‫نص الفصل ‪ 165‬من الدستور‪ ,‬فالسؤال هنا ما مغزى دسترة هذه المؤسسات إذا كانت لها وظائف‬ ‫استشارية فقط ؟‬

‫و طبقا لهذه الوظائف االستشارية‪ ،‬فإن لجان تقصي الحقائق التي يجوز أن تشكل بمبادرة من‬ ‫الملك أو بطلب من أغلبية أعضاء مجلس النواب أو ثلث أعضاء مجلس المستشارين يمكن أن‬ ‫تكون لها نفس الوظائف واألدوار‪ ،‬حيث يناط بها‬ ‫جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة أو بتدبير‬ ‫المصالح أو المؤسسـات والمقـاوالت العموميــة‬ ‫وإطالع المجلس األعلى على تقاريرها وفقا للبنود‬ ‫الواردة في الفصل ‪ 67‬من الدستـــور والقانـون‬ ‫التنظيمي (‪ )085.13‬الذي يحدد تسيـيـــرها‪ ،‬هذا‬ ‫األمر ال يجب أن يدفعنا إلى نفي السياق اإليجابي‬ ‫الذي أتى به دستور ‪ 2011‬بالنسبة لهيأت الحكامة‬ ‫الجيدة كمدخل هام لإلصالح المؤسساتي‪ ،‬فالمغرب‬ ‫أصبح ومنذ الحراك العربي جزءا من النطاق العام‬ ‫حول الحكامة واإلصالح في المنطقة إن لم نقــل‬ ‫نموذجا يحتذى به في المجال اإلصالحي‪ ،‬غير أنه‬ ‫رهانات كبيرة ستبقى لصيقة بمؤسسات الحكامة‬ ‫الجيدة إن لم يكن هناك نــوع من التقييم وإعادة‬ ‫النظر في السلطات والوظائف فمبدأ االستقاللية‬ ‫ضروري لضمان الحيـاد والشفافيــة‪ ،‬إضافــة إلى‬ ‫السلطة التقريرية لتلك المؤسسات حتى ال تشكل عبء على الدولة دون الوصول إلى األهداف‬ ‫المتوخاة منها دستوريا‪.‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬يمكن القول أن دستور ‪ 2011‬أسس لمرحلة هامة في مجال النهوض بالحكامة‬ ‫الجيدة ومؤسساتها عبر إطالق دينامية تشريعية الستكمال تحيين ومالءمة الشق القانوني المؤطر‬ ‫لها في إطار مقاربة شمولية تهدف الى رفع وتعزيز أنظمة الشفافية والنزاهة والمساءلة كقواعد‬ ‫مؤسسة لدولة الحق والقانون‪.‬‬

‫تخصيص مكان خاص للسجناء الوافدين الجدد‬

‫سجون المملكة في مواجهة «كورونا»‬ ‫سجـــون المملكـــة معرضــة ـ كذلك ـ لمخاطـــر وبـــاء فيــروس‬ ‫«كورونا» الذي بات يزحف عبر القارات‪ ،‬ففي الوقت الذي كان السجناء‬ ‫يعانون من مجموعة من المشاكــل‪ ،‬أهمها حرمانهم من الحرية‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلى مطالبهم االجتماعية والصحيــة والتكوينية‪ ،‬وجــدوا‬ ‫أنفسهم داخل سجن آخر‪ ،‬إسمه «السجن الكوروني» بسبب الفيروس‬ ‫المذكور الذي يهدد العالم بأسره‪ ،‬حيث تسبب‬ ‫ويتسبب في خلف الفتن في كل مكان‪ ،‬وصاركل‬ ‫واحد يضع له ألف حساب‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫األفراد أو الجماعات أو المؤسسات الحكوميــة‪،‬‬ ‫وبالتالي كان البد من اتخاذ مجموعة من التدابير‬ ‫واالحتياطات لمواجهة هذا الفيروس «المرعب»‬ ‫نسبيا‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أعلنت المندوبية العامة‬ ‫إلدارة السجون عن عدد من اإلجراءات التي سيتم‬ ‫اعتمادها من أجل محاربة انتشار فيروس «كورونا»‬ ‫داخل السجون‪ ،‬من بينها «التقليص من عدد‬ ‫الزوار واالكتفاء بزائر واحد فقط‪ ،‬مع استفادة كل‬ ‫نزيل من الزيارة مرة واحدة كل ‪ 15‬يوما‪ ،‬وتمكين‬ ‫النزالء من االتصال بذويهم في نهاية األسبوع‬ ‫من أجل إبالغهم بهذه اإلجراءات االحترازية‪،‬‬ ‫وعدم السماح بالزيارة للزوار األجانب الذين تقل‬ ‫مدة إقامتهم بالمغرب عن ‪ 15‬يوما»‪.‬‬ ‫ومن ضمن اإلجـــراءات التي أعلنــت عنهـــا‬ ‫المندوبية أيضا‪« ،‬عزل ومراقبة السجناء الجدد‬ ‫القادمين من بلدان أجنبية (األصل أو العبور) لمدة‬ ‫‪ 14‬يومًا‪ ،‬حتى يتم التأكد من عدم إصابتهم بهذا الفيروس و «اتخاذ‬ ‫التدابير واإلجراءات التي حددتها لجنة القيادة الوطنية بخصوص‬ ‫الحاالت المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا»‪.‬‬

‫وأكدت المندوبية أنها ستعمــل على «إيالء الفئــات الهشة من‬ ‫السجناء (المرضى‪ ،‬كبــار السن‪ ،‬النسـاء‪ ،‬األطفــال واألحداث‪ )...‬مزيدا‬ ‫من العناية واالهتمـام‪ ،‬مع «إخضاع السجنــاء العائدين من المحاكم‬ ‫ومن المستشفيات للفحوصات الطبية‪ ،‬قبل إيداعهم بغرف اإليواء‪،‬‬ ‫أي أن اإلجراءات الخاصة ب»كورونا» ستشفع لهم بمزيد من «العناية‬

‫واالهتمام» لينطبق عليهم المثل القائـــل ‪« :‬مصائب قوم عند قوم‬ ‫فوائد»‪ ،‬بيد أن حقوق السجناء المتعارف عليها دوليا تضمن لهم‬ ‫العناية واالهتمام الشامل‪ ،‬بغض النظرعن المناسبات أو األسباب‪ ،‬على‬

‫• محمد إمغران‬

‫اعتبارأنه يكون ضمنهم أبرياء أوسجناء احتياطيون‪ ،‬قد يغادرون الزنازن‬ ‫في أي لحظة !‬ ‫وأشارت المندوبية كذلك إلى «ضرورة عرض السجنــاء المقـــرر‬ ‫ترحيلهم إلى وجهــات أخــرى على الطاقـم الطبـي للمؤسسة قبل‬ ‫إخراجهــم»‪ ،‬و «تخصيـص مكــان خــاص للسجنــاء الوافدين الجدد‬ ‫وعرضهم على الطاقم الطبي للمؤسسة‪ ،‬قبل توزيعهم‬ ‫على الغرف»‪.‬‬ ‫كما ستعمل المديرية العامـــة للسجـــون على عزل‬ ‫السجناء الوافدين الجدد الذين صرحوا بأنهم كانوا على‬ ‫احتكاك واتصال مباشر بأجانب‪ ،‬وذلك لمدة ‪ 14‬يوما‪ ،‬حتى‬ ‫يتم التأكد من حالتهم الصحية والتوقيف المؤقت لألنشطة‬ ‫الثقافية‪ ،‬الرياضية‪ ،‬الدينية‪ ،‬الفنية‪ ...‬المقرر إجراؤها‬ ‫بالمؤسسات السجنية‪ ،‬مع ضبط حركية السجناء والحد من‬ ‫تنقالتهم بين أحياء ومرافق المؤسسة‪.‬‬ ‫وأشارت مندوبية السجون إلى أنه سيتم تزويد مستودع‬ ‫المؤسسات السجنية بالمواد الغذائية الكافية من طرف‬ ‫الشركة المكلفة بتغذية المعتقلين (المخزون االحتياطي)‪،‬‬ ‫مؤكدة «تفادي تجمهر الزوار أمام باب المؤسسة وبقاعة‬ ‫االنتظار‪ ،‬مع التسريع في اإلجراءات المتعلقة بالزيارة والرفع‬ ‫من مستوى اليقظة والتعبئة لدى جميع الموظفين‪ ،‬وخاصة‬ ‫األطر الطبية وشبه الطبية‪ ،‬وتعزيز نظام المداومة الطبية‬ ‫اليومية‪ ،‬وتنظيم حمالت تحسيسية وتوعوية من طرف‬ ‫األطر الطبية وشبه الطبية لفائدة الموظفين والسجناء‬ ‫حول خطر اإلصابة بفيروس «كورونا»‪.‬‬ ‫وأوصت المندوبية بـ «تنظيم عملية الشراءات بشكل‬ ‫يحول دون حدوث أي ازدحام في صفوف السجناء‪ ،‬وتزويد‬ ‫المقتصدية بمخزون كاف‪ ،‬وإرجاء زيارة العائالت القادمة من البلدان‬ ‫الموبوءة بفيروس «كورونا»‪ ،‬مع إلزام الموظفين والزوار بارتداء‬ ‫الكمامـــات الطبية الواقية‪ ،‬قبل ولوج المؤسسة»‪.‬‬


‫العدد ‪1037‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫‪5‬‬

‫األنشطة القطاعية ‪ /‬مغرب ‪2020‬‬

‫‪ 8‬مارس ‪ :‬يوم المرأة‬ ‫• بقلم ‪ :‬الدكتور عبد الحق بخـات‬

‫النهج الطويل للمساواة بين الرجل والمرأة‬

‫مبدأ «المساواة بين الجنسين «‪ ،‬هي القاعدة القائلة بأن الرجال والنساء يجب أن يتلقوا معاملة متساوية‪ ،‬وال يجب التمييز بينهم على أساس جنسهم‪ .‬باستثناء حاالت معينة‪.‬‬ ‫تعتبر منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن جميع أشكال التمييز على أساس الجنس ‪ ،‬هي انتهاكات لحقوق اإلنسان ‪ ،‬كما أنها ‘’ عقبة رئيسية أمام تحقيق خطة التنمية‬ ‫المستدامة لعام ‪ 2030‬وأهدافها ‪ 17‬المتعلقة بالتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫الرسالة واضحة‪ :‬يجب أن يتمتع النساء والرجال بتكافؤ الفرص واالختيار والقدرة والسلطة والمعرفة كمواطنين متساوين‪.‬‬ ‫احتفل العالم يوم األحد ‪ 8 ،‬مارس ‪ ،‬باليوم العالمي للمرأة‪ ،‬وهي مناسبة عالمية لمراجعة التقدم المحرز في مجال حقوق المرأة‪.‬‬ ‫منذ نهاية القرن التاسع عشر ومع الحركات المختلفة التي تدافع عن حقوق المرأة ‪ ،‬ومع التقدم التقني ‪ ،‬شهدت النساء تطور وضعهن في العالم على مر السنين ‪ ،‬في المغرب أيضًا ‪ ،‬يعرف وضع‬ ‫المرأة تقدما واضحا ‪ ،‬على الرغم من أنه ال يزال يتعين إحراز الكثير‪.‬‬ ‫لذا ‪ ،‬يلزم إجراء نوع من المقارنة بين حالة المرأة المغربية الحديثة وحالتها في الماضي‪ :‬ما الذي تغير وما الذي ال يزال مكرسا‪.‬‬ ‫على الرغم من أننا بعيدون عن التعبير «الميزوجيني» بامتياز «المرا حشاك»‪ ،‬ال تزال حالة المرأة المغربية غير مشرقة بالحجم الذي نتمناه ‪ ،‬ألننا ما زلنا نتجاهل أو على األقل نتظاهر بتجاهل‬ ‫ظروفها المعيشية ‪ ،‬رغباتها ‪ ،‬آمالها ‪ ،‬أحالمها‪ ،‬قدراتها الفكرية ‪ ،‬مواهبها ‪ ،‬واألهم أيضا حقوقها‪.‬‬ ‫تطرح أسئلة أخرى تخص الوضع القانوني للمرأة ؛ حقوقها االجتماعية ؛ مكانتها في األحوال الشخصية ؛ حقها في العمل؛ استراتيجيتها التنموية ؛ مكانها في الواقع االجتماعي أو في ما يتعلق‬ ‫بالمساواة بينها وبين الرجل‪.‬‬ ‫من المؤسف أن نالحظ أنه على الرغم من التقدم الذي أحرزته المرأة المغربية ‪ ،‬فإن ال وضعها ال يزال ملتبسا ‪ ،‬خصوصا في ما يتعلق بعدم كفاية التعليم ‪ ،‬خاصة في المناطق الريفية‪.‬‬ ‫السؤال هو معرفة «ما هي نظرة المجتمع المغربي للمرأة اليوم في بيئتها االجتماعية؟»‪.‬‬ ‫بهذا سنعمل على تسليط الضوء تجاه تصورات ومواقف الرجال وحتى النساء ‪ ،‬في مواجهة تطور وضع المرأة المغربية ودورها وسلوكها في المجتمع‪.‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬يعتقد المجتمع المغربي أن وضع‬ ‫المرأة ودورها وسلوكياتها يمر بتطور ملحوظ‬ ‫من خالل االنتقال من مجتمع تقليدي إلى مجتمع‬ ‫حديث‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن أغلــب المغاربة يرون‬ ‫ذلك من خــالل وصول المـرأة إلى التعليــم‬ ‫والعمل والمسؤوليـات االقتصادية والسياسية‬ ‫والمؤسسية‪ ،‬و أيضا من خـالل قانون األسرة‬ ‫الجديد‪ ،‬وحتى الحرية في اللباس‪ ،‬إال أنهم يرون‬ ‫أن الطريق إلى المساواة بين الجنسين ال يزال‬ ‫شاقا‪.‬‬ ‫يعتقد المغاربة أن عــدد النسـاء والفتيــات‬ ‫المتعلمات أو العامالت في تزايد‪ .‬لكن‪ ،‬بينما يؤيد‬ ‫‪ ٪ 74‬من السكان عمل النساء خارج دائرة األسرة‪،‬‬ ‫فإن ‪ ٪ 24‬من ناحية أخرى معادون لعمل النساء‪،‬‬ ‫معتبرين أن مكانهــن في المنــزل‪ .‬وبالنسبــة‬ ‫للبعض فإن عمل المرأة يعتبر مزاحمة لحق الرجل‬ ‫في العمل‪.‬‬ ‫ويشير آخرون إلى أن وجود المرأة في األماكن العامة أصبح أكثر حضورا في السنوات األخيرة‪ ،‬مما‬ ‫يعطي االنطباع بأن النساء يأخذن حريات أكثر من الالزم‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بقانون األسرة‪ ،‬أعلن الملك محمد السادس في ‪ 10‬أكتوبر ‪ 2003‬إصالح «المدونة»‪.‬‬ ‫واعتبر هذا اإلعالن‪ ،‬وطنيا ودوليا‪ ،‬خطوة مهمة إلى األمام بالنسبة لحقوق المرأة والمساواة بين‬ ‫الجنسين في المغرب‪.‬‬ ‫وهكذا تمكنت المرأة من اكتساب عدد كبير من‬ ‫الحقوق نتيجة لهذا اإلصالح‪ ،‬الذي يضمن حقوقها‬ ‫والتزاماتها إلى حد كبير‪.‬‬ ‫قبل إصالحات المدونة‪ ،‬كان للرجل صفة رب األسرة‬ ‫وزوجته تدين له باالحترام والطاعة‪ ،‬أما اليوم‪ ،‬فإن إدارة‬ ‫شؤون األسرة هي مسؤولية كل من الرجل والمرأة‪،‬‬ ‫كزوجين‪.‬‬ ‫وارتفع الحد األدنى لسن الزواج من ‪ 15‬سنة للنساء‬ ‫إلى ‪ 18‬سنة لكال الجنسين‪.‬‬ ‫في السابق‪ ،‬كانت المرأة وحدهــا ملزمـــة بواجب‬ ‫الوفاء لزواجها‪ .‬وهكذا تم إعفاء الزوج من امتياز أن يصبح‬ ‫متعدد الزوجات‪ ،‬ذلك أن تعدد الزوجات اليوم أصبح‬ ‫يخضع للقيود وااللتزامات‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بشروط الطالق‪ ،‬لم يعد الطالق ح ًقا‬ ‫محتكرا من قبل الزوج‪ ،‬فالزوجان قادران اآلن على طلب‬ ‫الطالق‪ .‬لكن أحد أكبر التطورات هو أنه لم يعد ينظر إلى النساء على أنهــن قاصرات أبديات‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬ال تزال هناك نقاط مهمة ظلت دون تغيير حقيقي في مكانة المرأة داخل‬ ‫المجتمع المغربي‪ .‬وتشمل هذه الحقوق مجال الميراث والحق في اإلجهاض‪ ،‬وحظر الزواج من غير‬ ‫مسلم‪ ،‬مسألة الولي إلبرام الزواج‪ ،‬مما يجعل المرأة قاصرًا أبديا‪ ،‬ثم التحرش واالعتداء الجنسي‪،‬‬ ‫واالغتصاب الزوجي ‪،‬وحتى أثناء الطالق‪ :‬إذا كانت حضانة الطفل غالبا ممنوحة لألم‪ ،‬يبقى األب الوصي‬ ‫القانوني‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬بعد مرور ‪ 16‬عامًا على إصالح المدونة‪ ،‬يعتقد ‪ 49٪‬فقط من المغاربة أن إصدار هذا‬

‫القانون إيجابي‪ .‬يوافق ‪ ٪ 51‬من سكان القرى‬ ‫بشكل عام على هذه األحكام مقابل ‪ ٪ 47‬من‬ ‫سكان المدن‪ .‬وينطبق الشيء نفسه على الحكم‬ ‫المتعلق باعتماد الولي على المرأة‪ ،‬والذي يحظى‬ ‫بموافقة ‪ ٪ 27‬من سكان القرى مقابل ‪ ٪ 21‬من‬ ‫سكان المدن‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬يكرس دستور ‪ 2011‬مبدأ‬ ‫المساواة بين الرجل والمرأة في مادته ‪.19‬‬ ‫ويضع بشكل خاص نظام القوائم االنتخابية‬ ‫النسائية حصرا من أجل االنتقال تدريجيا نحو‬ ‫المساواة‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بحرية المرأة في ارتداء المالبس‬ ‫خارج المنزل‪ ،‬فإن ‪ ٪ 22‬فقط من المواطنين‬ ‫يمنحون النســاء خيــار ارتـداء المالبــس التي‬ ‫يريدونها‪.‬‬ ‫من ناحية أخــرى‪ ،‬فـإن ‪ ٪ 88‬من الرجال‬ ‫و ‪ ٪ 67‬من النساء يعارضون حقيقة أن النساء‬ ‫يرتدون المالبس كما يشاؤون في األماكن‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫في الجانب السياسي‪ ،‬يعتبر تعزيز تمثيلية المرأة ووصولها إلى الواجهات االنتخابية أحد التحديات‬ ‫التي ستواجهها الديمقراطية المغربية الفتية‪ .‬على الرغم من أنها تشكل أكثر من نصف الناخبين‬ ‫بقليل‪ ،‬فإن المرأة المغربية ال تحتل سوى مكان محدود بين جميع المسؤولين المنتخبين على‬ ‫المستويين الوطني والمحلي‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن استخدام القائمة النسائية الوطنية جعل من الممكن إحراز تقدم حقيقي في معدل‬ ‫تمثيل المرأة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ال يزال جنس اإلناث أقلية‬ ‫فائقة في المجالس المنتخبة‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن هذه التدابير االستباقية لتعزيز التمثيل‬ ‫السياسي للمرأة‪ ،‬ستفيد في إضفاء على ذلك الطابع‬ ‫المؤسسي ‪.‬‬ ‫في عالم العمل واألعمال‪ ،‬يتم التمييز بين الجنسين‬ ‫أيضا‪ ،‬نظرًا ألن المرأة تحقق وصوال أقل إلى الموارد‬ ‫والسلطة‪.‬‬ ‫في نظر البنوك‪ ،‬فإنها ال تبعث الثقة‪ .‬النتيجة‪٪ 10 :‬‬ ‫فقط من رجال األعمال في المغرب هم من النساء بينما‬ ‫تبقى النساء الناشطات أقلية‪.‬‬ ‫على الرغم من رغبتها في التحرر‪ ،‬ال تزال المرأة‬ ‫المغربية مهمشة في التوظيف لصالح الرجال‪ ،‬وإذا ما‬ ‫تمكنت من الحصول على وظيفة‪ ،‬فإنها تشغل بشكل عام‬ ‫مناصب ذات مسؤولية منخفضة للغاية و تحصل على أجور‬ ‫أقل من مهاراتها‪.‬‬ ‫ولكن في جميع المجاالت‪ ،‬تتطلع المرأة إلى مزيد من المسؤولية والسلطة‪ .‬تشير الدالئل إلى أنه‬ ‫على الرغم من التمييز المستمر ضد الفتيات في االلتحاق بالمدارس‪ ،‬فإن ‪ ٪ 50‬من خريجي التعليم‬ ‫العالي هم من اإلناث‪ .‬ويظهر هذا الرقم بشكل أكبر في المهن الحديثة حيث تتفوق النساء أكثر من‬ ‫الرجال‪ ،‬خاصة في مجاالت التسويق والرقمنة‪ .‬في طب األسنان‪ ٪ 76 ،‬من الخريجين هم من النساء‪.‬‬ ‫يجب أن تكون هـــذه البيانــات واألرقـــام بمثابة تنبيه حتى نتمكن من تحقيق العدالة للمرأة‬ ‫المغربية في جميع مجاالت الحياة‪ ،‬مع العلم أنه على الرغم من بعض المكاسب الصغيرة‪ ،‬ال تزال عدم‬ ‫المساواة بين الجنسين واسعة‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫‪6‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫فريد شوراق عامل الحسيمة يتدخل لفك العزلة‬ ‫عن ساكنة بني عيسي بإكاون نواحي الحسيمة‬ ‫رصدت وزارة التجهيز حوالي ‪ 28‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬من أجل إتمام أشغال تهيئة المقطع‬ ‫الطرقي الرابط بين الطريق الجهوية ‪ 509‬وبني‬ ‫عسـي بجماعــة عبد الغاية السواحل بإقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بعد تدخل العامل فريد شوراق‪ .‬الذي‬ ‫سبق له في زياراته الميدانة معاينة الطريق‪،‬‬ ‫حيث نبه المتدخلين بنبرة حادة لإلسراع في‬ ‫اصالح الطريق بالمواصفات التي تليق بساكنة‬ ‫المنطقة وأنه سيتابع هذا اللمشروع الطرقي‬ ‫لحظة بلحظة… وهذا ما استحسنة الساكنة‬ ‫شاكرين المجهــودات التي يقوم بها فريد‬ ‫شوراق منذ تعيينه على إقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وينتظر ان تنطلق اشغال اتمام مشروع‬ ‫تهيئة هذه الطريق خــالل االشهر القليلة‬ ‫المقبلة‪ ،‬بعد إجراء طلبات العروض المتعلقة‬ ‫بصفقة انجاز المشروع‪.‬‬ ‫وكانت ساكنة هذه المنطقة قد خاضت‬ ‫عدة احتجاجات بسبب تعثر مشروع تهئية‬ ‫هذا الطريق‪ ،‬والذي انطلقت فيه األشغال منذ‬ ‫سنوات‪ ،‬ولم يتم إتمامها بالشكل المطلوب‬ ‫لعوامل عدة‪.‬‬

‫وعاش السكان معاناة حقيقية‪ ،‬بسبب عدم‬ ‫تهيئة الطريق التي تربط مجموعة من الدواوير‬ ‫بطريق الوحدة الرئيسية لمدة تزيد عن ست‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫وطالب سكان دواوير بني عيسي بتدغين‬ ‫في العديد من المناسبات بفك العزلة وتزفييت‬

‫الطريق الرابطة بين طريق الوحدة ودوار بني‬ ‫عيسي في الشطر األول‪ ،‬في أفق تهيئة الشطر‬ ‫الثاني الرابط بين بني عيسي وجماعة بني‬ ‫بونصار عبر باب بغلة تدغين وقرية تماديت‪،‬‬ ‫محملين المسؤولية للدولة وجماعة عبد الغاية‬ ‫السواحل في تعثر مشروع فك العزلة عنها‪.‬‬

‫بعد شفشاون والحسيمة‬

‫المنتدى المتوسطي للسياحة يحط الرحال‬ ‫بمدينة وزان‬

‫عقد المنتدى المتوسطي للسياحة‪.‬مؤخرا‬ ‫لقاءا تواصليا بمدينة وزان بحضور مجموعةمن‬ ‫الفاعلين المدنيين في ميدان التنمية‪ ،‬السياحة‬ ‫والبيئة ‪ ،‬ويأتي هذا االجتماع الثالث من نوعه‬ ‫علىالصعيد الجهوي بعد لقائي شفشاون‬ ‫والحسيمة وذلك في إطار سلسلة من اللقاءات‬ ‫واالجتماعات التي يعقدها المنتدى لتبادل الرؤى‬ ‫حول تنمية القطاع السياحي ‪.‬‬ ‫وقد شكل هذا اللقاء الذي عقد بفضاء‬ ‫مطعم ومقهى رياض بمدخل مدينة وزان فرصة‬ ‫لطرح العديد من التصورات واألفكار الجديدة‬ ‫بوضع تصور نموذجي لتنمية وتطوير قطاع‬ ‫السياحة بجهة طنجة تطوانالحسيمة‪ .‬وقدمت‬ ‫نائبة رئيس المنتدى األستاذة ربيعة بولحية في‬ ‫مستهل هذا اللقاء ورقة تقديمية تحدثت فيها‬ ‫عن المنتدى وأهدافه‪ ،‬كما قدمت مجموعة من‬ ‫االقتراحات والتصورات التي تعكس توجهات‬ ‫األخير من أجل الدفع بقطاع السياحة إلى األمام‪.‬‬ ‫وعرض بعض المتدخلين خصوصا أبناء‬ ‫مدينة وزان في حديثهم جل اإلكراهات التي‬ ‫تحول دون تطوير قطاع السياحة بالمنطقة‪،‬‬ ‫والسبل الناجعة لتجاوزها وتطوير القطاع‪ .‬وأكد‬ ‫‪B‬حد الفاعلين السياحيين أن السياحة بمنطقة‬ ‫وزان قطاع واعدلما تزخــر به المنطقة من‬ ‫مؤهالت متنوعة تشكل قاعدة لصناعة السياحة‬ ‫القروية وال‪N‬يكولوجية والدينية‪ ،...‬كما‬ ‫طالب الحاضرون ضرورة تدخل الدولة ‪g‬تنمية‬ ‫المنطقة وتنو‪d‬ع أنشطتها االقتصادية وعدم‬ ‫االقتصار على النشاط الفالحي فقط‪ ،‬و‪N‬عداد‬ ‫رؤية اإلقالع السياحي وإدماجها في الخريطــة‬ ‫السياحي‪ ،‬وتشجيع االستثمار بها بإرادة شجاعة‬ ‫وحقيقية للمؤسسات الوصية‪.‬‬ ‫هذا وقد وقف أعضاء المنتدى المتوسطي‬ ‫للسياحة عن كثب على المؤهالت السياحية‬ ‫لمنطقة وزان بقيامه بجوالت سياحية لكل من‬

‫المعصرة العصرية «جودة وزان» التي تعتبر‬ ‫األولى بالمغرب من حيث المواصفات التقنية‬ ‫والصحية وجودة الخدمات‪ ،‬وكذا بحيرة بودروا‬ ‫وموقع «تاشتا» التاريخي الذي شكل محطة‬ ‫هامة فيتاريخ استقالل المغرب‪ ،‬والمدينة العتيقة‬ ‫لوزان والزاوية الوزانية وفضائها رفقة الفاعل‬

‫السياحي السيد أنوار الوزاني الذي قدم للوفد‬ ‫الجهوي المرافق للمنتدى توضيحات هامة‬ ‫بخصوص تاريخ مدينة وزان العتيقة‪.‬‬ ‫هذا ويتقدم المنتدى بتحياته الخالصة‬ ‫والشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذا‬ ‫الملتقى من بعيد أومن قريب‪.‬‬

‫العثور على جثة ستيني داخل منزله‬ ‫بإمزورن نواحي الحسيمة‬

‫عثرت السلطـات األمنيــة يوم الجمعـة‬ ‫الفارط على جثــة رجل ستينــي داخل منزله‬ ‫بمدينة إمزورن التي تبعد عن الحسيمة ب ‪17‬‬ ‫كلم‬ ‫وأفاد مصدر جد‪.‬مطلع للجريدة ‪ ،‬أن الجثة‬ ‫التي عثر عليها‪ ،‬بلغت مرحلة متقدمة من التحلل‬ ‫والتعفن‪ ،‬مرجحا أن يكون الهالك لفظ أنفاسه‬ ‫منذ أكثر من أسبوع‪ .‬وأضاف المصدر ذاته‪ ،‬أن‬ ‫الضحية‪ ،‬غير متزوج‪ ،‬وكان يعيش قيد حياته‬

‫وحيدا داخل منزله‪ ،‬مشيرا إلى أن شقيق الهالك‬ ‫بمجرد ما اكتشف جثة أخيه داخل المنزل‪ ،‬أخبر‬ ‫مصالح األمن الوطني التي سارعت إلى مكان‬ ‫الواقعة لمعاينة الجثة‪.‬‬ ‫وقد تم نقل الجثة إلى مستودع األموات‬ ‫بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة‪ ،‬بأمر‬ ‫من النيابة العامة المختصة قصد إخضاعها‬ ‫للتشريح الطبي وتحديد أسباب الوفاة‪.‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫حفل بهيج يكرم المرأة الشرطية‬ ‫بالحسيمة‬

‫تنفيذا لتعليمات المديــر العــام لألمــن‬ ‫الوطني‪ ،‬أشرف والي األمـــن رئيــس األمن‬ ‫الجهوي بالحسيمة السيد عبد الخالق زداوي‬ ‫صباح يوم اإلثنين ‪ 9‬مارس‪ ،‬على تنظيم حفل‬ ‫استقبال على شرف النساء الشرطيات بالحسيمة‬ ‫‪ ،‬وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي‬ ‫يصادف ‪ 8‬مارس من كل سنة ‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد استهل هذا الحفل الذي عرف‬ ‫حضور كذلك رؤساء المصالح بالمنطقة االمنية‬ ‫بتالوة كلمة السيد المدير العام لألمن الوطني‬ ‫التي جسدت العناية التي تحظى بها المرأة‬ ‫عموما‪ ،‬وعن المكانة المتميزة التي تشغلها‬ ‫النساء في صفوف األمن الوطني‪ ،‬بعدما ولجت‬ ‫المرأة الشرطية‪ ،‬عن جدارة واستحقاق‪ ،‬جميع‬

‫التخصصات الشرطية وكافة المجاالت األمنية‪،‬‬ ‫بما فيها تلك المطبوعة بالتحدي ومقارعة‬ ‫الصعابوالمخاطر‪.‬‬ ‫كما نظم والي األمن رئيس األمن الجهوي‬ ‫السيد زداوي حفل شاي على شرف المكرمات‬ ‫مع توزيع الورود عليهن‪ ،‬كاعتراف بالدور الذي‬ ‫تلعبه هذه األخيرة في خدمة األمن العمومي‬ ‫بالمدينة‪ ،‬والتعبير عن االحترام الذي تحظى‬ ‫به نساء األمن الوطني بمختلف درجاتهن‬ ‫وأسالكهن‪ ،‬لما يقدّمـــن من أعمال جليلة‪،‬‬ ‫وتضحيات جسيمــة‪ ،‬في سبيل ضمان أمن‬ ‫الوطن والمواطنين‪ ،‬وتوفير األجواء اآلمنة‬ ‫للتمتع بالحقوق والحريات‪.‬‬

‫حجز مواد فاسدة بتارجيست‬ ‫نواحي الحسيمة‬

‫في إطار جوالت المراقبة التي تقوم بها‬ ‫اللجنة اإلقليمية المختلطة لمراقبة األسعار‬ ‫والجودة و النظافة لمختلف أسواق و مراكز إقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬قامت هذه اللجنة بتاريخ ‪ 09‬مارس‬ ‫الجاري على مستوى مدينة تارجيست بحجز‬ ‫‪ 92‬كيسا بكمية ‪ 225‬كلغ من الدقيق اللين‬ ‫و الممتاز انتهت مدة صالحيته و غير صالحة‬ ‫لالستهالك ‪ ،‬حيث تم إتالف هذه الكمية من‬

‫الحبس‬ ‫والغرامة‬ ‫لمتهم بترويج‬ ‫الكوكاين‬ ‫بالحسيمة‬

‫أصدرت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة‬ ‫االبتدائية بالحسيمة‪ ،‬األسبوع الماضي ‪ ،‬حكما‬ ‫بثمان سنوات سجنـا نافـذة في حق شخــص‬ ‫بتهمة ترويج “الكوكايين”‪.‬‬ ‫وأفاد مصدر للجريدة أن المحكمة حكمت‬ ‫أيضا على المتهم بأداء غرامة مالية قدرها ‪2000‬‬ ‫درهما‪ ،‬ومصادرة المبالغ المالية التي حجزت‬ ‫لديه ‪.‬‬ ‫كما تم الحكم على المتهم بأداء غرامة‬

‫هذه المادة بمطرح النفايات وذلك حفاظا على‬ ‫صحة وسالمة المواطنين‪.‬‬ ‫كما قـــامـت اللجنــة بعملية تحسيسية‬ ‫ألصحاب المحالت التجارية على ضرورة احترام‬ ‫الظروف الصحيــة للتخزين وشروط السالمة‬ ‫الصحية للمواد االستهالكية والمحافظة على‬ ‫النظافة العامة للمحالت التجارية‪.‬‬

‫مالية‪ ،‬لفائدة إدارة الجمارك والضرائب الغير‬ ‫مباشــرة‪ ،‬يتجــازو قدرهـــا ‪ 8‬ماليين درهم‬ ‫(‪ 8.157.440,00‬درهم) وتحميله الصائر مجبرا‬ ‫في األدنى‪.‬‬ ‫ويأتي هذا الحكم في إطار التصدي آلفة‬ ‫المخدرات باألحياء الشعبية التي أضحت مرتعا‬ ‫خصبا لترويج مثل هذه السموم القاتلة‪ ،‬وبعد‬ ‫تقديم العديد من المشتبه فيهم الذين ألقي‬ ‫عليهم القبض في غضون األيام السابقة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫«االستعدادات الصحية لمواجهة فيروس كورونا وسبل‬ ‫الوقاية منه» محور اللقاء العلمي نظمته جمعية أصدقاء‬ ‫الصحة بالعرائش‬ ‫نظمت المديرية اإلقليمية للتربية والتعليم‬ ‫بالعرائش بشراكة مع جمعية أصدقاء الصحة‬ ‫وبتنسيق مع مندوبية وزارة الصحة يوم الجمعة‬ ‫‪ 06‬مارس الجاري ‪ ،‬لقاءً تحسيسيا ” حول موضوع‬ ‫« فيروس كورونا وسبل الوقاية منه ” ‪.‬‬ ‫اللقاء ترأســـه السيد المديـــر اإلقليمـي‬ ‫محمد كليل الذي شدد على أهمية التحسيس‬ ‫بهذا الفيروس‪ ،‬مشيــــدا بدور األطر الصحية‬ ‫على مستوى اإلقليم في تقديم كل النصائح‬ ‫واإلرشادات الطبية للوقاية من هذا الوباء لفائدة‬ ‫المتعلمين وخاصة تلميذات وتالميذ الداخليات‬ ‫بالثانويات اإلعدادية والتأهيلية‪.‬‬ ‫هذا اللقاء أطره كل من ‪:‬‬ ‫– د‪ .‬شوقي أميران مدير المستشفى‬ ‫اإلقليمي لال مريم ‪،‬ومسير اللقاء الذي قام‬ ‫بتسليط الضوء على آخر المستجدات المتعلقة‬ ‫بفيروس “كورونا”‪ ،‬وتجنب اإلصابة به ‪.‬‬ ‫– د‪ .‬محسن بريبـــري رئيس مصلحة‬ ‫الشبكات الصحية بالمندوبية لوزارة الصحة‬

‫قدم عرضا كشف فيه أن وزارة الصحة كثفت من‬ ‫اإلجراءات المتخذة على مستوى الوقاية والترصد‬ ‫الوبائي ضد هذا الفيروس‪ ،‬وأن المغرب سجل‬ ‫حالتين فقط لهذا “الوباء”‪ ،‬وأن وزارة الصحة‬ ‫اتخذت تدابير احترازية وإجراءات وقائية لتجنب‬ ‫اإلجابة بهذا الفيروس المستجد ‪.‬‬ ‫– ذ‪ .‬محمد أحليمي أخصائي التغذيـــة‬

‫والحمية العالجية تناول بالتحليل دور التغذية‬ ‫في تعزيز وتقوية جهاز المناعة للوقاية من‬ ‫الفيروس داعيا في الوقت ذاته عدم التهويل‬ ‫والخوف واالنجـــرار وراء وسائــل التواصــــل‬ ‫االجتماعي التي تزيد من حدة هذا الفيروس‬ ‫مستشهدا أن الصيـــن بدأت تشهــد حاالت‬ ‫التعافي أكثر من انتشــار الوباء‪.‬‬

‫جمعية مدينتي و نقابة الصيادلة في حملة تحسيسية‬ ‫بمخاطر (فيروس كرونة المستجد) بثانوية أوالد وشيح‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫ظهور فيروس «كورونا» بالمغرب يتسبب‬ ‫في تعليق مهرجان الفواكه الحمراء‬ ‫بالعرائش‬

‫دفع ظهور حالة اإلصابة بفيروس كورونا‬ ‫بالمغرب إدارة مجموعة من المهرجانــات‬ ‫والتظاهرات الفنية إلى اإلعالن عن تأجيلها‬ ‫إلى وقت الحق ‪ ،‬حيت تم إلغاء الدورة الرابعة‬ ‫من مهرجان الفواكه الحمراء بالعرائش ‪ ،‬هذا‬ ‫المهرجان الذي كان من المفترض أن ينظمه‬ ‫المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي باللوكوس‪،‬‬ ‫تحت إشراف وزارة الفالحــة والصيــد البحري‬ ‫والتنمية القروية والمياه والغابات والفدرالية‬ ‫المهنية للفواكه الحمـراء وعمالة العرائش‪ ،‬دورة‬ ‫المهرجان الوطني للفواكه الحمراء بالعرائش‬ ‫كان مزمعاً تنظيمها بين ‪ 12‬و ‪ 15‬مارس‪،‬‬ ‫وتجدر اإلشارة أن االستعدادات الستضافة‬ ‫المهرجان بالعرائش استكملت بعد وضع صالة‬ ‫العرض الكبرى بساحة باب البحر ‪.‬‬ ‫ويأتي هذا القـــرار في إطــار اإلجـراءات‬

‫الوقائية المتخذة من قبل الدولة من أجل الحد‬ ‫من انتشار فيروس كورونــا بعد إعالن تسجيل‬ ‫أول حالة إصابة بهذا الفيروس ‪ ،‬يوم االثنين ‪2‬‬ ‫مارس الجاري بمواطن مغربي مقيم بالديار‬ ‫اإليطالية‪.‬‬ ‫وجاء تأجيل هذه المهرجانات تماشيا مع‬ ‫التدابير الصحية والوقائية التي اتخذتها المملكة‬ ‫المغرببة‪ ،‬والمتعلقة بوباء كورونا المستجد‪،‬‬ ‫والتي توصي بإلغاء وتعليق التظاهرات الكبرى‬ ‫والتجمعات الحاشدة ‪ ،‬وأن هذا األمر يشكل اليوم‬ ‫مصدر قلق وخطر محدق بالشعوب بعد انتشار‬ ‫الفيروس الفتاك بعدد من الدول التي فرضت‬ ‫إجراءات احترازية لمنع التجمعات الحاشدة‪،‬‬ ‫واألنشطة الفنية والثقافية واالقتصادية الكبرى‪،‬‬ ‫التي تعرف حضور فاعلين من دول تشكل اليوم‬ ‫مصدرا للوباء‪.‬‬

‫منظمة المرأة االستقاللية وجمعية بشائر‬ ‫تنظمان القافلة الطبية للكشف المبكر‬ ‫عن داء السرطان‬ ‫نظمت نقابة الصيادلة بالقصر الكبير‬ ‫وجمعية مدينتي للتنمية والتعاون بالقصر‬ ‫الكبير بشراكة مع نادي التربية على القيم‬ ‫والسلوك بثانوية أوالد اوشيح ‪ ،‬ندوة علمية‬ ‫حول _ فيروس كورونا المستجد ‪ -‬األعراض‬ ‫وسبل الوقاية تحت شعار «الوقاية خير من‬ ‫العالج» بمشاركة كل من رئيس نقابة صيادلة‬ ‫القصر الكبير الدكتور اسامة حجوط والدكتور‬ ‫إدريس العسري عضو نقابة الصيادلة ورئيس‬ ‫جمعية مدينتي واألستاذ محمد علوى عضو‬ ‫جمعية مدينتي ‪.‬‬ ‫وأكــــد الدكتـــور إدريس العسري على‬ ‫أهمية موضوع الندوة‪ ،‬ودور المؤسسات‬ ‫التعليمية فى توعية باألحداث والمتغيرات‬ ‫والمشكالت الراهنة لكل ما يدور بالعالم‪،‬‬ ‫وخاصة مشكلة فيروس كورونا المستجد‪،‬‬

‫باإلضافة الى دور التالميذ فى توعية أسرهم‬ ‫و كيفية الوقاية منه‪ ،‬وطرق تجنب كافة أنواع‬ ‫العدوى بالفيروسات واألمراض المعاصرة‪.‬‬ ‫واستعرض الدكتور كيفية نشأة فيروس‬ ‫كورونا وأماكن تواجده‪ ،‬وكيفية انتقاله‬ ‫إلى اإلنسان ‪ ،‬واالحتياطات الواجب توافرها‬ ‫للوقاية من اإلصابة بالفيروس‪ ،‬إلى جانب‬ ‫الحرص على النظافة الشخصية بغسل اليدين‬ ‫بالماء والصابون والحرص على الكحة أو‬ ‫السعال بالمنديل أو كم الذراع‪.‬‬ ‫كما تم فى نهايــة الندوة فتـــح باب‬ ‫المناقشة واألسئلة مع التالميذ‪ ،‬والتي تناولت‬ ‫عدة موضوعات تمحــورت حول األغــذيـــة‬ ‫والبكتيريا وطرق انتقال العدوى‪ ،‬وكيفيـــة‬ ‫التعرف على الشخــص المصاب بفيـــروس‬

‫جمعية أمل لمرضى‬ ‫السرطان بالقصر الكبير‬ ‫تنظم أمسية بمناسبة‬ ‫اليوم العالمي للمرأة‬

‫في إطار التكافل والتعــاون واالهتمام‬ ‫الذي توليه جمعية أمل لمرضى السرطان‬ ‫بالقصر الكبير نظمت هــذه األخيــرة أمسية‬ ‫توعوية لفائدة مرضى السرطان ‪ ،‬بمناسبــة‬ ‫اليوم العالمي للمرأة وذلك يوم السبــت ‪7‬‬ ‫مارس الجاري بفضاء القاعة الكبرى المجاورة‬ ‫للبلدية‪ .‬بحضور عدد من فعاليات المجتمـع‬ ‫كما حضر هذه األمسية مرضى هذا الداء‪.‬‬ ‫جمعية أمل لمرضى السرطــان تعنى‬

‫بالمصابين بمرض السرطان‪,‬و تهدف إلى‬ ‫التحسيس بهذا الداء إضافة إلى األنشطة‬ ‫االستشفائية وتقديم الدعم المادي والنفسي‬ ‫للمصابين خصوصا في ظـل ارتفــاع عدد‬ ‫المصابين‪ ،‬تأتي هــذه األنشطـة لتكـــون‬ ‫مناسبة لتقاسم لحظات جميلــة لخلق فضاء‬ ‫للفرح للتخفيف من معاناة المرضى المادية‬ ‫والمعنوية‪ ،‬رئيســـة الجمعية األستاذة نجاة‬ ‫النو ‪ ،‬في كلمـة بالمناسبــة أوضحــت أن‬

‫كورونا‪ ،‬وهل تم التوصــل إلى عــالج لهــذا‬ ‫الفيروس‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشـــارة إل الدور الذي تلعبـه‬ ‫المؤسسة التعليميـــة كفضـــاء للتـــوعيــة‬ ‫والتحسـيـــس‪ ،‬حيـــث تعبـــــأت المؤسسة‬ ‫للحملــــة التحسيسية الخاصة بالوقاية من‬ ‫فيروس «كورونا»‪ ،‬وذلك بتأطير من الطاقم‬ ‫التربـــوي واإلداري وبمساهمــــة عـــدد من‬ ‫المتدخلين من اجل تحسيس التالميذ بطرق‬ ‫الوقاية من هذا الفيروس المستجد‪.‬‬ ‫وقد استفاد تالميذ مؤسسة ثانوية أوالد‬ ‫اوشيح التعليمية من عروض نظرية للتعريف‬ ‫بالفيروس وأعراضه و سبل الوقاية منه كما‬ ‫تضمنت هذه الحملة التحسيسية موضوعات‬ ‫خاصة بالعناية بالنظافة ومختلف اإلجراءات‬ ‫األخرى الهادفة إلى الوقاية من الفيروس ‪.‬‬

‫تنظيم هذا النشاط يأتي في إطار برنامجها‬ ‫السنـــوي ولمواكبـــة المريض المصــــاب‬ ‫بالسرطان والتخفيف من معاناتـــه النفسية‬ ‫والمعنوية‪ ،‬وتماشيا مع أهداف الجمعية‪ .‬وفي‬ ‫إطــار المبــادرات المدنية الهادفة لمواجهة‬ ‫التحديات المطروحة في مجال التصدي لهذا‬ ‫المرض والحرص على التعبئة المجتمعيـة‬ ‫المتكاملــة لمواجهتـــه والعمـــل من أجـل‬ ‫تشخيصه مبكرا ‪.‬‬

‫تخليدا لليوم العالمي للمرأة الذي يصادف‬ ‫‪ 8‬مارس من كل سنة‪ ،‬وهي مناسبة سانحة‬ ‫للوقوف على واقع نساء العالم‪ ،‬والمرأة المغربية‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬كما تعد هذه المناسبة‬ ‫وقفة تأمل لتثمين المنجــزات وتحصين‬ ‫المكتسبــات‪ ،‬وتشخيص التحديات وتحديد‬ ‫االنتظارات التي تعيشها نساء العالم عموما‬ ‫والمغرب على وجه الخصوص بمختلف جهات‬ ‫المملكة بالحواضر والقرى وأعالي الجبال‪.‬‬ ‫واحتفاء بالمرأة المغربية والقروية على‬ ‫وجه الخصوص‪ ،‬والتي يعانين كرب العيش‬ ‫وضعف االستفادة والولوج للخدمات األساسية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية منها‪ ،‬فقد نظم المكتب‬ ‫التنفيذي لمنظمة المرأة االستقاللية بهذه‬ ‫المناسبة‪ ،‬تفعيال لنضال القرب‪ ،‬وتكريسا لثقافة‬ ‫االعتراف‪ ،‬وتجسيدا لقيم التعاون والتضامن التي‬ ‫تميز الشعب المغربي‪“ ،‬قافلة طبية” للكشف‬ ‫المبكر عن مرضى سرطان الثدي وسرطان‬ ‫عنق الرحم بالجماعة القروية بني عروس بإقليم‬ ‫العرائش يوم األحد ‪ 8‬مارس الجاري‪ ،‬تحت شعار‪:‬‬ ‫“الكشف المبكر امان واطمئنان”‪.‬‬ ‫واستفادت من هذه القافلة أزيد من ‪500‬‬ ‫امرأة‪ ،‬تنتمين لدواوير ومركز جماعة بني عروس‪،‬‬ ‫تم فحصهن سريريا وعبر الفحص باألشعة‬ ‫والصدى‪ ،‬كما تم إجراء تحليالت للكشف عن‬ ‫مرض السرطان لجميع المستفيدات‪.‬‬

‫وقد تم تخصيص طاقم طبي مكون من‬ ‫أزيد ‪ 30‬فرداً‪ ،‬أساتذة أطباء(بروفيسور) وجراحين‬ ‫ومتخصصين في أمراض السرطان خصوصا‬ ‫سرطان الثدي وعنق الرحم إضافة إلى أطباء‬ ‫متخصيصين في التحليالت واألشعة إضافة إلى‬ ‫طاقم للتوجيه والتحسيس بأمراض السرطان‬ ‫خصوصا سرطان الثدي وعنق الرحم‪.‬‬ ‫وقــد جـددت رئيســة منظمــة المرأة‬ ‫االستقاللية المستشارة البرلمانية وعضوة‬ ‫اللجنة التنفيذية لحــزب االستـقالل األستاذة‬ ‫خديجة الزومي تأكيدها أن تنظيم مثل هذه‬ ‫القوافل في مناطق نائية وجبلية وقروية‪ ،‬تخليدا‬ ‫لليوم العالمي للمرأة‪ ،‬تحاول المنظمة من خالله‬ ‫تسليط الضوء على القضايا التي تمس ساكنة‬ ‫هذه المناطق والتي تعاني مجموعة من األسئلة‬ ‫والقضايا المقلقة‪ ،‬من بينها مرض السرطان‬ ‫الذي يسجل سنويا معدالت مرتفعة بهذه‬ ‫المناطق خصوصا سرطان الثدي وعنق الرحم‪,‬‬ ‫فقد أكدت عدد من اإلحصائيات حسب‬ ‫األستاذة الزومي‪ ،‬تسجيل أرقام مرتفعة لإلصابة‬ ‫بمرض السرطان بهذه المناطق خصوصا‬ ‫سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم‪ ،‬وهي‬ ‫معدالت تعد األعلى وطنيا مما يفرض ضرورة‬ ‫التدخل العاجل لتطوير األداء الصحي بهذه‬ ‫المناطق سواء على المستوى التحسيسي أو على‬ ‫مستوى بنيات االستقبال الصحي أو على مستوى‬ ‫الكادر البشري‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫شذرات أندلسية‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫المنتدى الثقافي‬ ‫ب«رياض دار أشعاش»‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫• محمد عبد الرحمن القاضي‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫شكلت األندلس منبعا فكريا وفلسفيا وحضاريا وعلميا وأدبيا وفنيا‬ ‫للكثير من الباحثين والمهتمين في الغرب والشرق‪ ،‬فأنجزوا العديد‬ ‫من الدراسات واألبحاث تناولت قضايا ثقافية شاملة وهامة‪ ،‬أنارت‬ ‫الطريق ألجيال عديدة وعلى امتداد سنوات وسنوات للوقوف على‬ ‫تراث إسالمي عربي غني بحمولة معرفية متنوعة ما زال إلى اليوم يثير‬ ‫اإلعجاب ويحظى بالتقدير من طرف الجميع‪ ،‬إن بقايا الحضارة العربية‬ ‫اإلسالمية باألندلس ال تزال إلى يومنا هذا قبلة يؤمها السائحون‬ ‫من شتى أطراف األرض‪ ،‬فثمانية قرون وهي المدة الزمنية التي‬ ‫مكثها العرب في األندلس كانت من أخصب القرون في إنتاج العلم‬ ‫واألدب والفن‪ ،‬ويكفي أن نستشهد هنا بما جاء في كتاب «في ظل‬ ‫الكاتدرائية» للكاتب اإلسباني الكبير (بالسكو إيبانييث) ص‪« 200‬في‬ ‫إسبانيا لم تأت النهضة من الشمال مع الجحافل البربرية وإنما أتت من‬ ‫الجنوب مع الفاتحين العرب‪ ..‬لقد كانت حملة حضارية أكثر مما كانت‬ ‫غزوا‪ ،‬ومن هنا أتت إلينا هذه الثقافة الشابة القوية سريعة التقدم‬ ‫بطريقة مذهلة‪ ،‬والتي ما تكاد تولد حتى تتفوق‪ ،‬هذه الحضارة التي‬ ‫خلقها الحماس الديني للنبي (ص) قد تمثلت أفضل ما في اليهودية‬ ‫والعلم البيزنطي‪ ،‬بل إنها جلبت معها التقاليد الهندية العظيمة وتراث‬ ‫الفرس وكثيرا من األمور المقتبسة من بالد الصين»‪ .‬فعال فقد كانت‬ ‫حضارة جعلت من إسبانيا أمة أروبية ذات خصائص متميزة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة اخترنا للقارئ مقتطفات من تراث هذه البقعة‬ ‫التي كانت في الماضي جزء من أمة اإلسالم‪ ،‬أطلقنا عليها «شذرات‬ ‫أندلسية»‪.‬‬ ‫الزرزوريات‬ ‫عرفت األندلس تطورا ملحوظا في الكتابة النثرية وصل ذروته‬ ‫في القرن الخامس الهجري‪ ،‬كان للشعراء الكتاب حظا وافرا منه‪ ،‬فكتبوا‬ ‫رسائل بديعة بعبارات ال تكاد تقل جودة عن عبارات ما كانوا ينتجونه‬ ‫شعرا‪ ،‬تناولوا فيها مواضيع مختلفة ومنها ما عرف بالمحاورات مثلما‬ ‫نجد في الزرزوريات وهي أنواع من الطيور‪ ،‬أو بين أنواع من الزهور‬ ‫والورود أو في تلك المفاخرات التي أقامها الكتاب بين المدن والقصور‪،‬‬ ‫نورد هنا نموذجا للزرزوريات وهي نوع من الطيور فوقع منهم‬ ‫االفتتان في التعبير عنها وعن تنقالتها بين الرياض بحثا عن مواطن‬ ‫الخصب ووافر الرزق‪ ،‬فقد ورد في الذخيرة البن بسام أن رسائل ابن‬ ‫سراج (‪ )1‬الكثيرة في الزرزوريات كان لها وقع في نفوس غيره من الكتاب‬ ‫فحركتهم للكتابة فيه‪ ،‬من بينهم أبو بكر البطليوسي الوزير الكاتب‪،‬‬ ‫الذي عرضت عليه رسائل في صفة الزرزور فكتب في ذلك رقعة‪:‬‬ ‫أملك أبا الحسن (يقصد ابن سراج) األحرار وأمك الكبار‪ ،‬وانتجعت‬ ‫قطرك األقطار وشكرتك حتى بترجيعها األطيار‪ ،‬ويصل به –وصل اهلل‬ ‫سعودك‪ -‬من الطير نطاق‪ ،‬من غير ذوات األطواق‪ ،‬يمس من المسك‬ ‫في حيرة أوطاق‪ ،‬صغروه على جهة التعجب واإلشفاق‪ ،‬كما صغر سهيل‬ ‫وذويب وهذيل‪ ...‬وكقولهم‪ :‬يا سميراء‪ ،‬وقوله عليه السالم لعائشة‪ :‬يا‬ ‫حميراء‪ ،‬مهدته العذارى الحجور‪ ،‬والحفته الشعور‪ ،‬وربته بين الترائب‬ ‫والنحور‪ ،‬وعللته بالرضاب‪ ،‬وسقته بأفواهها العذاب‪ ،‬فما خلع الشكير‬ ‫حتى رفض الصفير‪ ،‬وهجر الراء الدائمة التكرير‪ ،‬وتحلى في المنطق‬ ‫بحلية اإلنسان‪ ،‬ودخل فيمن علم البيان‪ ،‬وزايل عمية البلبل والورشان‪،‬‬ ‫وأفصح تسبيحا وتكبيرا‪ ،‬وخرج من جملة من قال تعالى فيه‪( :‬وَ َلكِنْ‬ ‫هُون تس ِبيحَهُمْ إِنهُ َك َ‬ ‫ال تَ ْف َق َ‬ ‫ان حليماً َغ ُفوراً) (سورة اإلسراء‪ :‬من‬ ‫اآلية ‪ ، )44‬فإن طلبت –أعزك اهلل‪ -‬اسمك مكبرا وجدته لفظا من‬ ‫الزيادة مكررا‪ ،‬أقام عندنا زمانا اليتألق رندا أو بانا‪ ،‬وال يلتقط إال عنابا‬ ‫أو سبسبانا‪ ،‬يتدرج في البساتين‪ ،‬يتطلب العنب النقي والتين‪ ،‬فذكر له‬ ‫يوما والحديث ذو شجون‪ ،‬منتبتة الزيتون‪ ،‬وأرضك الميثاء ذات الشجر‬ ‫والعيون‪ ،‬وأطيار محامدك فيها السنح الميامين‪ ،‬فصفق جناحا‪ ،‬واهتز‬ ‫ارتياحا‪ ،‬وحن إلى ذلك القطر‪ ،‬وانتفض كما بلله القطر‪ ،‬ورجع إطرابا‪،‬‬ ‫وسألني إلى مجدك كتابا‪ ،‬فأنلته ما ابتغى‪ ،‬فقلت‪ :‬سلمت أخا الببغا‪،‬‬ ‫من المنسر األشغى‪ ،‬وبلغت المدى‪ ،‬وجنبت من حزة المدى‪ ،‬وعوفيت‬ ‫من كل حية صفراء‪ ،‬ترنو إلى الطائر في السماء‪ ،‬بمقلة سريعة األقذاء‪،‬‬ ‫ولقيت الوفاء وغير اللفاء‪ ،‬وحولت حتى من التين والحلفاء‪ ،‬فإن يسبد‬ ‫ريشك‪ ،‬ويبرد عشوشك‪ ،‬فانهض فقد لقيت معمرا»‪.‬‬ ‫إن أساس الكالم قائم هنا على الزرزور باعتباره عنصرا من عناصر‬ ‫الطبيعةالمتحركة‪.‬‬ ‫قصة الفأر‬ ‫من ملح األديب عبد اهلل بن حسين بن عاصم (الدولة األموية‬ ‫باألندلس) قوله في قصة الفأر الذي قرض عذرة الجارية التي شهرت‬ ‫يومئذ‪ ،‬وقال فيها عدة من الشعراء فقال(‪:)2‬‬ ‫أبا شجاع تحفظ واكسب القططا = فيما تبقى ودع عنك الذي فرطا‬ ‫وال تقولن إن الفأر ثقبها = مينا عليه وجنب ذكر من صرطا‬ ‫ما الفأر إال لشحم أو لفاكهة = أم للدقيق إذا ما رزقه قنطا‬ ‫أما الدبيب إلى خود ليثقبها = فال ومن أرضه من تحتها بسطا‬

‫ما أقسى الغربة!‬ ‫حظي ابن زيدون من طرف المعتضد بن عباد ملك اشبيليا‬ ‫بمكانة خاصة فقد رفعه إلى منصب ذوي الوزارتين وجعله سفيره إلى‬ ‫ملوك الطوائف وصار أمير الشعر والشعراء في عاصمة ملك اشبيليا‬ ‫التي كانت تعج بالشعراء‪ ،‬وفي هذه العاصمة الجميلة وفي ظالل‬ ‫المعتمد عاش الشاعر نحو عشرين عاما‪ ،‬ومع مناصبه وجاللة محله في‬ ‫بني عباد فقد ظل يذكر قرطبة وأحبابه فيها‪ ،‬فتراه يقول(‪:)3‬‬ ‫هل تذكرون غريبا عاده شجن = من ذكركم وجفا أجفانه الوسن‬ ‫يخفي لواعجه والشوق يفضحه = فقد تساوى لديه السر والعلن‬

‫يا ويلتاه أيبقى في جوانحه = فؤاده وهو باألطالل مرتهن‬ ‫وأرق العين والظلماء عاكفة = ورقاء قد شفها إذ شفني حزن‬ ‫فبت أشكو وتشكو فوق أيكتها = وبات يهفو ارتياحا بيننا الغصن‬ ‫يا هل أجالس أقواما أحبهمو = كنا وكانوا على عهد فقد ظعنوا‬ ‫أوتحفظون عهودا ال أضيعها = إن الكرام بحفظ العهد تمتحن‬ ‫إن كان عادكمو عيد فرب فتى = بالشوق قد عاده من ذكركم حزن‬ ‫وأفردته الليالي من أحبته = فبات ينشدها مما جنى الزمن‬ ‫بم التعلل ال أهل وال وطن = وال نديم وال كأس وال سكن‬

‫قصيدة في وصف التمساح‬ ‫جاء في ديوان أبي حيان الغرناطي قصيدة في وصف التمساح‪،‬‬ ‫نقتطف منها هذه األبيات التي يصف فيها هذا الحيوان العجيب وصفا‬ ‫دقيقا الذي رآه في مصر وهو في رحلته إليها‪:‬‬ ‫وخلق غريب الشكل في مصر ناشئ = وما هو في أرض سوى مصر يوجد‬ ‫هو السبع العاري بنيل صعيده = يقافص من للماء في النيل يقصد‬ ‫ويخطفه خطف العقاب لصيده = ويفصله عضوا فعضوا ويزرد‬ ‫وما من شخوص النيل خلق له يد = ورجل سواه وهو في البر يصعد‬ ‫له ذنب مرخى طويل يقيمه = يلف به من كان في الناس يفند‬ ‫وأسنانه أنثى على ذكر أتت = لكس العظام الصلب منها تفقد‬ ‫ويحفر في رمل ويدفن بيضه = يعاهدها غبا إلى حين تولد‪.‬‬

‫من وصية الشيخ الفقيه اإلمام الحافظ أبي الوليد الباجي لولديه‬ ‫يا بني هداكما اهلل وأرشدكما ووفقكما وعصمكما‪ ،‬وتفضل عليكما‬ ‫بخير الدنيا واآلخرة‪ ،‬ووقاكما محذور هما برحمته‪ ،‬إنكما لما بلغتما الحد‬ ‫الذي قرب فيه تعين الفروض عليكما‪ ،‬وتوجه التكليف إليكما‪ ،‬وتحققت‬ ‫أنكما قد بلغتما حد من يفهم الوعظ ويتبين الرشد ويصلح للتعليم‬ ‫والعلم‪ ،‬لزمني أن أقدم إليكما وصيتي‪ ،‬وأظهر إليكما نصيحتي‪ ،‬مخافة‬ ‫أن تخترمني منية‪ ،‬ولم أبلغ مباشرة تعليمكما وتدريبكما وإرشادكما‬ ‫وتفهيمكما‪ ...‬واعلما أنه ال أحد أنصح مني لكما‪ ،‬وأشفق مني عليكما‪،‬‬ ‫وأنه ليس في األرض من تطيب نفسي أن يفضل علي غيركما‪ ،‬وال‬ ‫أرفع حاال في أمر الدين والدنيا سواكما‪ ،‬وأقل ما يوجب ذلك عليكما أن‬ ‫تصيغا إلى قولي‪ ،‬وتتعظا بوعظي‪ ،‬وتتفهما إرشادي ونصحي‪ ،‬وتتيقنا‬ ‫أني لم أنهكما عن خير‪ ،‬وال أمرتكما بشر‪ ،‬وتسلكا السبيل الني نهجتها‪،‬‬ ‫وتمتثال الحال التي مثلتها‪ ...‬وأول ما أوصيكما به ما أوصى به إبراهيم‬ ‫بنيه ويعقوب (يَا بَ ِنيَّ إِ َّن اللهََّ َ‬ ‫اصْط َفى َل ُكمُ الدِّينَ َفال تَمُوتُنَّ إِاَّل‬ ‫َ‬ ‫مُسْلِمُون) (سورة البقرة‪ :‬من اآلية ‪ .)132‬وأنهاكما عما نهى‬ ‫وَأَنْتُمْ‬ ‫للهَّ‬ ‫عنه لقمان البنه وهو يعظه « (يَا بُنَيَّ ال تُشْ ِركْ ِبا ِ إِ َّن الشِّرْكَ‬ ‫َل ُظ ْلمٌ عَظِيمٌ) (سورة لقمان‪ :‬من اآلية‪.)13‬‬ ‫والعلم سبيل اليفضي بصاحبه إال إلى السعادة‪ ،‬وال يقصر به عن‬ ‫درجة الرفعة والكرامة‪ ،‬قليله ينفع‪ ،‬وكثيره يعلى ويرفع‪ ،‬كنز يزكوا على‬ ‫كل حال‪ ،‬ويكثر مع اإلنفاق‪ ،‬وال يغصبه غاصب‪ ،‬وال يخاف عليه سارق‬ ‫وال محارب‪ ،‬فاجتهدا في طلبه‪ ،‬واستعذبا التعب في حفظه‪ ،‬والسهر‬ ‫في درسه‪ ،‬والنصب الطويل في جمعه وواظبا على تقليده وروايته‪،‬‬ ‫ثم انتقال إلى فهمه ودرايته‪ ،‬وانظرا أي حالة من أحوال طبقات الناس‬ ‫تختاران‪ ،‬ومنزلة أي صنف منهم تؤثران‪ ،‬هل تريان أحدا أرفع حاال من‬ ‫العلماء وأفضل منزلة من الفقهاء؟‪ ...‬يحتاج إليهم الرئيس والمرؤوس‪،‬‬ ‫ويقتدي بهم الوضيع والنفيس‪ ،‬يرجع إلى أقوالهم في أمور الدنيا‬ ‫وأحكامها وصحة عقودها وبياعاتها‪ ،‬وغير ذلك من تصرفاتها‪ ،‬وإليهم‬ ‫يلجأ في أمور الدين‪ ،‬وما يلزم من صالة وزكاة وصيام وحالل وحرام‪،‬‬ ‫ثم مع ذلك السالمة من التبعات‪ ،‬والحظوة عند جميع الطبقات‪ ،‬والعلم‬ ‫والية ال يعزل عنها صاحبها‪ ،‬وال يعرى من جمالها البسها‪ ،‬وكل ذي‬ ‫والية وإن جلت وحرمة وإن عظمت‪ ،‬إذا خرج عن واليته أو زال عن‬ ‫بلدته أصبح من جاهه عاريا‪ ،‬ومن حاله عاطال غير صاحب العلم‪ ،‬فإن‬ ‫جاهه يصحبه حيث سار ويتقدمه إلى جميع اآلفاق واألقطار‪ ،‬ويبقى‬ ‫بعده في سائر األعصار(‪.)4‬‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ انظر ترجمته في الذخيرة‪ ،‬ق‪ 1‬م ‪.821/2‬‬ ‫‪ 2‬ـ ابن حيان ‪ /‬المقتبس‪ ،‬ص‪.188‬‬ ‫‪ 3‬ـ الديوان‪ :‬ص‪.103-106‬‬ ‫‪ 4‬ـ عن مجلة المعهد المصري للدراسات اإلسالمية في مدريد‪ ،‬عدد‪1955‬م‪ ،‬ص‪.30-31-32‬‬

‫‪ ...‬في سبيل غاية للقاء تواصلي بين ثلة‬ ‫من المثقفين‪ ،‬حرصاً على تبادل األفكار والنقاش‬ ‫في شتى القضايا‪ ،‬من فنون األدب إلى المواد‬ ‫العلمية‪ .‬استضافنا في منزله األستاذ عمر‬ ‫أشعاش‪ .‬بالتفاتة طيبة مألت أنفسنا غبطة‬ ‫عندما دُعينا لمنتدى «دار أشعاش»‪ ،‬التي تقع‬ ‫على مرتفع ٌّ‬ ‫مطل على منظر لمدينة الحمامة‬ ‫البيضاء‪ .‬تتشعب السبل عند مدخل «القصر»‪،‬‬ ‫لمدخل بين البساتين الفيحاء‪ ،‬يتوسطها منزل‬ ‫مغربي أندلسي‪ ،‬ينصهر فيه الطابع الموريسكي‬ ‫والحداثي‪ .‬وقد شُيّد بكمياء عربي غربي‪.‬‬ ‫نهدف من وراء هذه الحلقات العلمية‪ْ ،‬‬ ‫أن تُصبح‬ ‫منتديات فكرية يرتادها أساتذة متخصصون‪،‬‬ ‫ومثقفون قد يفجرون طاقاتهم العلمية‪ ،‬في‬ ‫سجال حضاري لخلق نوع من التواصل لكي‬ ‫يعود بالنفع على متزايدي الوعي في السلوك‬ ‫والتفكير‪ .‬سريعا بدا بنا اللقاء مع إخوة دكاترة‬ ‫مشاييخ وجهاء قطريين لبقين‪ ،‬مما مكننا من‬ ‫خلق أجواء حميمة‪ .‬وقد كنا في حاجة إلى الكالم‬ ‫لتكسير حالة الصمت‪ .‬ويدفع بنا الحوار إلى طلب‬ ‫المزيد من المعرفة لنزداد علماً طول ساعات‬ ‫المقام‪ .‬كانت الوجوه الصبوحة المشرقة تنطق‬ ‫بفصيح العربية‪ .‬سريعا مضى بنا الحديث على‬ ‫الساللة اإلدريسية التي حكمت المغرب بد ًء‬ ‫من المولى إدريس األكبر‪ ،‬في ذروة اإلحساس‬ ‫بنسبه الشريف‪ ،‬لعبد اهلل الكامل وحسن المثنى‬ ‫ثم حسن السبط وعلي كرم اهلل وجهه وفاطمة‬ ‫الزهراء ريحانة رسول هلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وكما َّ‬ ‫أن إدريس األكبر والد إدريس األصغر األب‬ ‫إلثنى عشر من األوالد‪ ،‬هو أيضاً أخ محمد النفس‬ ‫الزكية جدُّ الشرفاء العلويين والسعديين‪ .‬وهم‬ ‫جميعاً أبناء العمومة‪ ،‬بنسبهم إلى رسول اهلل‬ ‫*ص*‪ .‬وقد انتفعنا من هذا النهج التاريخي‬ ‫بمداخلة مؤرخ تطوان الدكتور عبد العزيز‬ ‫السعود‪ ،‬بعرض للسالالت التي توالت على حكم‬ ‫المغرب منذ حقبة األدارسة إلى اليوم‪ .‬فشدني‬ ‫تحليله األكاديمي في سياق علمي‪ ،‬للمرابطين‬ ‫والموحدين ماراً بالسعديين والمرينيين‬ ‫ثم العلويين‪ ،‬باستنطاق قرون من الزمان‪.‬‬ ‫معرجون هؤالء األساتيذ على العصر الوسيط‪،‬‬ ‫وعصر النهضة العربية اإلسالمية بتأسيس‬ ‫التراث العربي اإلسالمي‪ ،‬ثم دولة المماليك‬ ‫التي تصدَّت للتتار والماغول وهذا كان دور‬ ‫عالم زمانه ابن تيمية‪ .‬فأدرك العلماء تخلف‬ ‫الغرب في العصر الوسيط حيث كانت جامعة‬ ‫قرطبة تستقبل طلبة العلم من أروبا للدراسة‬ ‫بها باللغة العربية‪ .‬ومن الثورة الفرنسية إلى‬ ‫عصر األنوار‪ ،‬فانقلب العلم على العالم العربي‪،‬‬ ‫وتخلف عن الركب‪ ،‬حتى َّ‬ ‫إن هناك من األساتذة‬ ‫من رجح تقدم الغرب الذي يشهد طفرة علمية‪،‬‬ ‫يفوق مائة عام أو مائتين عن الدول العربية‪.‬‬ ‫هذا الرأي الذي طرحه اإلخوة الدارسون‪ ،‬وكيف‬ ‫تراكمت وتوالت الدراسات واألبحاث العلمية‬ ‫على مستوى الجامعات الغربية التي تعنى‬ ‫بالبحث العلمي وتخصص له نسب محترمة‬ ‫من ميزانيتها‪ .‬فأضحت وليدة االكتشافات‬ ‫واالختراعات‪ ،‬بفكر واضح منظم‪ ،‬ومنهج علمي‬ ‫سليم‪ .‬مما يؤكد َّ‬ ‫أن إشكالية المفاهيم‪ ،‬هي‬

‫إشكالية عربية صرفة ‪.‬لذا وجدنا األخ عبد النور‬ ‫بن حمزة‪ ،‬يواكب الحوار‪ ،‬وإلقامة جسر بين‬ ‫المتداخلين‪ ،‬يسائل الدكتور محمد الحافظ‬ ‫الروسي حول قضايا شائكة البن تيمية ؟ في‬ ‫تلك اللحظة كانت ظاهرة وباء «فيروس كرونا»‬ ‫تستحوذ على رؤوس أقالم أحاديثنا ! فاسترسل‬ ‫الدكتور في حديث طويل عن األوبئة وما كانت‬ ‫تحدثه من المنايا‪ ،‬من بينها وباء الطاعون‪،‬‬ ‫وقد حصد أرواحا عديدة في بالدنا وفي العالم‬ ‫أجمع‪ .‬حتى َّ‬ ‫إن األديب «ألبير كامو» الفرنسي‪،‬‬ ‫ألف كتابا بعنوان «الطاعون» وقد ترجم لعدة‬ ‫لغات‪ .‬وكيف كانت عقلية المغاربة يشرحون‬ ‫هذا الوباء وينسبونه إلى الجنّ ! لعلهم أخذوه‬ ‫عن الشيخ التاودي ‪ :‬مما يؤيد َّ‬ ‫أن الطاعون من‬ ‫وخز الجنّ‪ ،‬مما أخبرني به غير واحد من الناس‪،‬‬ ‫في زمان الوباء عام ثالثة وستين‪ ،‬أنهم رأوهم‬ ‫في صور ومعهم آالت الطعن تشبه القصب‪.‬‬ ‫وقد يطرق الطارق باب الدّار‪ ،‬فيخرج صاحبها‬ ‫فال يجد أحداً ويرجع مطعوناً ! وقلت يوما لولي‬ ‫اهلل سيدي عبد السالم التواتي‪ ،‬دفين رحيبة‬ ‫القنديل‪ .‬الناس يقولون هذا الوباء وخزٌ من‬ ‫الجنّ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬أمس سلم على سلطانهم في‬ ‫القرويين‪ ،‬فقلت له ‪ :‬حيث سلم عليك سلطانهم‬ ‫فنحن ال نخاف منهم‪ ،‬فقال لي ‪ :‬ها وباؤهم‪،‬‬ ‫وأشار إلى حبيبات بذراعه‪ ،‬فعفانا اهلل بفضله‬ ‫منه‪( .‬من كتاب الفجر الساطع على الصحيح‬ ‫الجامع) ‪.‬لمحمد الفضيل بن محمد الفاطمي‬ ‫الشبيهي‪ .‬وكان للشيخ الدكتور جاسر الجابر‬ ‫سؤال تساءله سرّاً مع نفسه فأعلن عنه جهراً‪،‬‬ ‫للدكتور الروسي‪ ،‬ثمّ وجهه إليه في نفس سياق‬ ‫الحوار‪ ،‬حول مصدر نسبه الذي يوحي للمستمع‬ ‫عالقته مع «روسيا» ؟ فأجابه الدكتور الروسي بما‬ ‫اكتنزت ذاكرته بمستندات وحفريات تاريخية‪َّ ،‬‬ ‫أن‬ ‫هذه األسرة ترجع أصولها إلى اليمن‪ ،‬نزحت‬ ‫من أرض اليمن إلى المغرب األقصى‪ ،‬في زمان‬ ‫ما‪ .‬وهي تنسب إلى الحسن بن علي كرَّم اهلل‬ ‫وجهه وفاطمة الزهراء بنت رسول هلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وله ما يثبت ذلك‪ .‬فقد جاء الشيخ‬ ‫الجاسر الجابر القطري بقصة طريفة‪ ،‬لشخص‬ ‫من آل الكتاني «يدَّعي» النسب الشريف‪،‬‬ ‫فعُرض عليه اختبار بتحليل الحمض النووي‬ ‫(وقد اختلف بعض األساتذة بتسميته بالحامض‬ ‫النووي)‪ُ .،‬‬ ‫فذعر السيد الكتاني‪ ،‬وتردَّدَ خوفاً من‬ ‫إن شرفه افترا ٌء‪ْ ،‬‬ ‫رفضه لالختبار‪ ،‬فيقال عنه‪َّ ،‬‬ ‫وإن‬ ‫قبل بذلك وكانتْ النتيجة سلبية ‪ ،‬فقد افتضح‬ ‫أمرُهُ وسقط عنه مقام الشرفاء ‪ ..‬سارياً الشيخ‬ ‫بين ذاتية الحاكي اللبق وذاتية المتلقي‪ ،‬ليمأل‬ ‫بياضات المستنصتين‪ .‬وما كان لنا إال ْ‬ ‫أن ننتظر‬ ‫بروية وحبّ االستطالع مفاجأة من العيار الثقيل‬ ‫‪( ..‬الحمض النووي هذا هو على شكل سلم‬ ‫لوْلبي مزدوج من شريطين للكرُموزومات‬ ‫الحاملة للصفات الخلقية‪ ،‬وقد تشتمل على‬ ‫الجينات التي تحمل معلومات وراثية ‪ ..‬وتوجد‬ ‫في نواة الخاليا )‪ .‬فما كان للكتاني اختيار ثالث‬ ‫إال أن يقبل بالتحليل ‪ ..‬فخاب ظننا وكان للكتاني‬ ‫ما تمناه‪ ،‬وقد أنصفه تحليل الحمض النووي‪،‬‬ ‫واسترجع ثقته في نسبه الشريف ‪ ..‬اللهمَّ نعوذ‬ ‫بك من الطعن والطاعون والبالء ‪..‬‬


‫امللحـق الثقافـي‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 1037‬ـ الثالثاء ‪ 17‬إلى ‪ 23‬مارس ‪2020‬‬

‫فورد مادوكس فورد‬

‫في ساحة السوق الصغير‬ ‫القديم‬ ‫(إلى ذكرى أ‪.‬ف)‬ ‫• ترجمة نور الدين الزويتني‬

‫كورونا الشعر‬ ‫سونيا الفرجاني‬ ‫ــ تونس ــ‬

‫أعاني كورونا الشعر منذ أكثر من عام وكنت أعتقد أن الوضع كارثيّ‪.‬‬

‫ال أكتب ‪،‬ال رغبة لي في القراءة‪،‬ال أستطيع أن أداوم الجلوس في مكتبي‪،‬أشعر بتثاقل‬ ‫حين أفرض على نفسي فتح دفاتري ومل ّفاتي سواء الورقية أو تلك التي على ضفة الحاسوب‪.‬‬ ‫شعور بالموت البطيء بائس‪.‬‬ ‫استمرّ طويال‪،‬وهو مستمرّ‪،‬‬ ‫حتى النص الذي كتبته بعد قحولة عام ‪،‬أعرف أنه شعر ّ‬ ‫مختل‪.‬شعر مريض‪.‬‬ ‫أقرأ تعليقاتكم وتوقيعاتكم وتفاعالتكم ‪،‬فأشفق على نفسي ‪،‬أنا أعرف أنكم تريدون‬ ‫حمايتي من أعراض كورونا الشعر ‪،‬أو لعلكم ترهبون من العدوى فتسمون ما أكتبه نصا باذخا‬ ‫كي ال يتشوّه العالم بنسخ تشبهه وتسمى العدوى انتشار الشعر الجميل‪.‬‬ ‫ما كتبته منذ أشهر وقبل يومين ‪،‬ليس شعرا‪،‬‬ ‫هو ما شوّهتني به كورونا الشعر ‪،‬بعد أن امتصت عروقي العميقة فيه وسحبتها نحو فم‬ ‫ِّ‬ ‫يصفر ‪،‬لكن ال أعرف أين هذا الفم أو في أي كائن‪.‬‬

‫هل توجد أفواه فقط على الوجوه أم يمكن أن يكون مثال للكورونا أفواه كثيرة وبأحجام‬ ‫وأشكال شديدة اإلعوجاج تتناطر على كل شيء فيصبح حتى لقفازة الميكانيكي فم؟‬ ‫أمس كنت عند العجال‪،‬‬ ‫كان يصلح ثقبا بالعجلة اليسرى األمامية لسيارتي التي بدأت تشيخ‪.‬‬ ‫كانت قفازاته بأفواه كثيرة ‪،‬وسمعت لها أصواتا متداخلة ومتناحرة ‪ ،‬قفز أحدها على مقود‬ ‫سيارتي وتسمّر‪،‬‬ ‫يشبه هذا الفم شكل كورونا التي يتحدث عنها العالم منذ شهرين‪،‬‬ ‫كورونا التي شاهدتها في فيلم امريكي سخيف ال أعرف عنوانه ألني كنت بكل بساطة‬ ‫مضطرة لمشاهدته ذات سبت بعيد على قناة عربية بحكم أن األسرة تجتمع في قاعة الجلوس‬ ‫لمتابعة األفالم والبرامج المتشابهة ‪.‬‬ ‫في ذلك الفيلم‪ ،‬أصيبت سيدة بمرض خطير أصل تركيبته خفاش ترك فضالته قرب‬ ‫خنزير فأكلها الخنزير والمرأة أكلت لحم ذلك الخنزير في سهرة في آسيا‪،‬وحين عادت لوطنها‬ ‫كانت عالمات المرض تتزايد ‪،‬وانتشر مرضها في العالم وحصلت الطامة ودخل العالم حالة‬ ‫تصفية ‪.‬‬ ‫فم الكورونا تسيبس على المقود‪.‬‬ ‫ثقبته بالمسمار الذي أخرجه العجّال من العجلة اليمنى ‪،‬‬ ‫ربما مات‪.‬‬ ‫كأنني أرى العالم مسامير تنقر أفواه كورونا المستجدة ‪،‬أو المستحدثة‪.‬‬ ‫كورونا الشعر أقل خطورة ‪،‬وإني على قلق ألن القصائد تهجرني‪،‬‬ ‫التصدّقوا أني شاعرة ‪،‬أو ال تجعلوني أصدّق ذلك‪،‬‬ ‫أنا لم أعد أصلح للكتابة ‪،‬وهذا القحط يحزني‪ ،‬ويخجلني ‪.‬‬ ‫ركاكتي في الكتابة تتزايد وأنا بطمّ طميمي أشبه مسمارا صدئا إعوجّ‪ ،‬ال يصلح لتثبيت‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫لعل أمريكا صنعت فيلمها السخيف ذلك لتهدد العالم كما فعلت قبل انفجارات‬ ‫وولستريت‪ ،‬بإنتاج فيلم يصور سقوط المبنيين بفعل اختراق طائرتين‪ ،‬وهو ما كان بعد‬ ‫سنوات وهو ما يكون أيضا اآلن بعد فيلم الوباء‪.‬‬ ‫تصنع هوليود أفالمها السخيفة لتهدد العالم‪،‬وتهددني كورونا الشعر ‪،‬‬ ‫البد من قصيدة تنقذني‪،‬‬ ‫لكن الشعر لم يعد يحبني‪،‬‬ ‫المعضلة هي نقص منسوب الحب في هذا العالم الموبوء‪.‬‬

‫مطر‪ ،‬مطر‪،‬‬ ‫من المواسير والبالوعات‬ ‫من المزاريب الفاغرة على هيئة أفواه وحوش ومن‬ ‫الجَمَلونات‪:‬‬ ‫مطر يقطر من لوحات‬ ‫تحمل أثمنة مكوس الحبوب‬ ‫والثيران والحمير واألغنام والديكة الرومية والدواجن‪،‬‬ ‫مثبتة فوق جدار يرشح بَ َل ً‬ ‫ال‬ ‫في باحة البلدة القديمة‪.‬‬ ‫وألن الجبال العالية جدا‬ ‫دفعت بالبلدة نحو النهر‪،‬‬ ‫بدا السوق صغيرا‬ ‫َّ‬ ‫حتى أن طيور البوم‪ ،‬بسبب األحجار المبتلة‪ ،‬واألقواس‬ ‫المعتمة وكل شيء‪،‬‬ ‫(ألن البوم عندما يكون الجو ماطرا‬ ‫يشرع في الطيران قبل الرابعة صباحا بكثير)‪ ،‬فهي‬ ‫لذلك‬ ‫ال تجد لها متسعا‬ ‫تحت العتْم‬ ‫فتحتكُّ بتمثال القديس على النافورة‬ ‫جاهدة أن تنحرف‪.‬‬ ‫القديس المسكين على النافورة!‬ ‫مسنودا بلوحات نقوش جاد بها شخص‬ ‫نحن مدينون له؛‬ ‫اسمه كان دي ساليس‬ ‫واسم زوجته فون مانجيل‪.‬‬ ‫(ال أعرف هل قديس هو أم رئيس مالئكة؟)‬ ‫هو يقف على تنين‬ ‫فوق كرة على عمود‪،‬‬ ‫يرنو إلى كروم الجبل‪:‬‬ ‫سيفه المعقوف من ذهب‬ ‫وجناحاه من ذهب‪.‬‬ ‫ويمسك في يد ميزانا من ذهب‪.‬‬ ‫وبرغم تلوّي التنين تحته‪ ،‬يظل ناظرا‬ ‫دون نأمة فزع أو تذمر‪ ،‬إلى الضباب يكسو الجبال‪.‬‬ ‫(لكن أي قديس أو رئيس المالئكة‬ ‫يقف على تنين مجنح‪،‬‬ ‫حامال ميزانا ذهبيا وسيفا بنصل عريض كله ذهب؟‬ ‫معرفتي لألسف‬ ‫بكل القديسين َ‬ ‫زمان الجامعة‪،‬‬ ‫وبكل القصص البراقة‪ ،‬الطاعنة في القدم وفي‬ ‫القدسية‪ ،‬والمبهمة‬ ‫عن المالئكة والقديسين واألمجاد القديمة ‪...‬‬ ‫ضعيفة تماما)‬ ‫القديس المسكين على النافورة ‪...‬‬ ‫يرنو حزينا ومهيبا‬ ‫على قمة عموده‪.‬‬ ‫إنما هل هو يرنو‬ ‫إلى قمة الجبل المكسوة‬ ‫برذاذ الضباب الغبشي؟‬

‫أم يرنو نحو الشباك‬ ‫الذي خلفه جلست ترفو الثياب فتاة؟‬ ‫ال أعرف‪.‬‬ ‫أنصتُ للمطر!‬ ‫بينما من أنابيب الرصاص الثمانية في الكرة التي‬ ‫يقف عليها القديس‬ ‫والمحاطة بثمانية أحزمة من رصاص ونحاس‪،‬‬ ‫تغرغر وتسيل‬ ‫ثمانية ينابيع في الحوض‪.‬‬ ‫مُعْتَليا كان تنينَه‬ ‫بينما خلف شباكها عاليا‪ ،‬عاليا‬ ‫تجلس البنت التي ترفو الثياب‪،‬‬ ‫على الباركيه أمامها يلمع غزيرا زهر الجيرانيوم‬ ‫سامقا‪ ،‬خفاقا‬ ‫في علب تعلوها علب‬ ‫نزوال من الجملونات يمينا إلى أسفل البناء‬ ‫وسط الجداريات والنقوش والطالء ‪...‬‬ ‫القديس المسكين!‬ ‫تمطر السماء‪ ،‬وتمطر‪،‬‬ ‫وال أثر لثور واحد في السوق‪،‬‬ ‫ال أثر لمركبة واحدة‬ ‫في موقف المركبات‪،‬‬ ‫ال أثر لدكان واحد مفتوح‪،‬‬ ‫في السوق ال أحد‪،‬‬ ‫فقط القديس على تنينه‬ ‫والمطر المنسكب في الحوض ‪،‬‬ ‫والغادة ترفو الثوب وراء الشباك‪.‬‬ ‫اإلثنان وحيدان صموتان‪،‬‬ ‫مستغرقان في العزلة‪،‬‬ ‫ومن كعب القديس وتاجه يهمي المطر‪،‬‬ ‫منسكبا من حجر إلى حجر‪.‬‬ ‫رمادي اللون كعادته في الفجر‪،‬‬ ‫بينما من باحة البلدة الصغيرة‬ ‫بقوسها المحفور في الجدار‪،‬‬ ‫حيث يحفظون مُسعِّرات الحريق‪.‬‬ ‫يعلو نعيق طيور البوم الشهباء الشاحبة‬ ‫وهنالك خلف زهور الشباك‬ ‫الزاهي بالنقوش والطالء‪،‬‬ ‫تأخذ الغاد َة نوبة ُثؤَباء طويلة‪،‬‬ ‫بينما القديس المسكين‬ ‫الشاعر ال شك بالملل!‬ ‫ما زال واقفا على عموده‬ ‫شاهرا سيفه‬ ‫بال وال فسحة للتثاؤب‪،‬‬ ‫من مطر في الفجر إلى مطر ‪...‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫‪10‬‬

‫نوال شريف‬

‫هدى الهرمي‬ ‫ــ تونس ــ‬

‫الخبر اليقين‬ ‫الطرق الموبوءة‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ترصدُ نواياكَ الحسنة‬ ‫و أنـــــت مُك ّل ٌ‬ ‫ــل بجســدٍ يحتفي‬ ‫بالطين‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫واقفٌ قبالة ظ ّلكَ الموارب‬ ‫فراغ‬ ‫حين يهبكِ فقاعة من ٍ‬ ‫و تغرق في ردم جوهرك‬ ‫ال شيء يردعكَ عن الخطيئةِ‬ ‫إنما تلتمس الشائع‬ ‫ِ و تنحاز إلغواء السقوط‬ ‫في نزع عزلتك‬ ‫لكن األنا جدير بالبطولةِ‬ ‫و سط الحروب القاتمة‬ ‫َ‬ ‫شراسة الظنّ‬ ‫هكذا تقايضُ‬ ‫بيقينك المتوارث‬ ‫ِو بيانات مبتورة األصل‬

‫رغـــــم الهذيـــانٍ الملتهـــب في‬ ‫الشرايين‬ ‫خوفك األبديّ‬ ‫نزف يتسرّب في األوردة‬ ‫يقتلع رصانتك‬ ‫دون آثار لقروح منفلتة‬ ‫او ندوب متفرّقة‬ ‫في افكارك الجامحة‬ ‫اعن ّ‬ ‫لكن ظهركَ ّ‬ ‫قل‬ ‫بالث ِ‬ ‫الط ِ‬ ‫يكشف صعاليك المرحلة‬ ‫في مالمحهم الضا ّلةِ‬ ‫عند ّ‬ ‫خط النهاية‬ ‫و انت تنتظرُ ال ّل َ‬ ‫يل الكسيح‬ ‫كي تعوي فرحاً‬ ‫باغتيال الضّو ِء‬ ‫ِ‬ ‫و تركب حطامك المنزوي‬

‫ُ‬ ‫البشريّة‬ ‫أبداً لم تُنصفكَ‬ ‫ُّ‬ ‫كل ما في األم ِر‬ ‫ال شيء إطالقاً‬ ‫ٌ‬ ‫إنسان‬ ‫يحتمل الظالم المندس في دمك أنّكَ‬ ‫و أنت ترمي بأصابعك في الجُبّ تتو ّغ ُل مع فيالق الخير و الشرّ‬ ‫في مراع ضليلة‬ ‫قلب بصيرْ‬ ‫بال ٍ‬ ‫و هذا شائع في األوقات العصيبة‬

‫ال شيء ّ‬ ‫يعكر مزاجك البوهيميّ‬ ‫حين تدركْ أنّها مِقصل ٌة متروك ٌة ثمّة جروفٌ عاهر ٌة في القعر‬ ‫عمداً‬ ‫ِ تُفرزُ لوث ًة تتس ّلقك‬ ‫مضاجع المنذورينَ بهشَاشةِ تلتقطها مســـاربُ متفرقـــ ٌة في‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫غصّتك‬ ‫المصيرْ‬ ‫فتتقيّأ عقربك اآلثم‬ ‫لن تخرج من شرنقة مُحنّطة‬ ‫اليقين‬ ‫ليأتيَكَ بالخب ِر‬ ‫ِ‬

‫فليصنع لي اهلل‬ ‫فما كبير!‬ ‫‪1‬‬ ‫فليصنع لي اهلل فما كبيرا‪،‬‬

‫ﻭﺭﺃﺳﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﻄﻴﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ‬

‫حتى أقهقه في وجه تفاهتكم بما يكفي‪.‬‬

‫ﻷﺳﺘﺮﻕ ﺍﻟﻨﻈﺮ‪.‬‬

‫من أنتم؟ أيها الجالسون كالفقمات‪،‬‬ ‫تنتظرون منا التصفيق كبطاريق مثيرة للشفقة‪.‬‬ ‫أي حكمة هاته التي تخرج من حفركم الكاربونية‪.‬‬ ‫مسكينة فلسفة البارحة‪ ،‬تتضور جوعا بقبوها‪.‬‬ ‫شعراء يتفل عليهم القمر‪.‬‬ ‫كتاب تلتهم الماركوتينغ مجدهم الثرثار‪.‬‬ ‫فنانون يلطخون الهواء بأصباغهم الملوثة‪.‬‬ ‫من يحقق المجد هنا؟‬ ‫إنه الكلب‪،‬‬ ‫الكلب الذي يتبول أين ما شاء‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تقاسيم وجهك الدافئة‪ ،‬صنعتها من هيولتي‬ ‫األولى‪.‬‬ ‫هل تذكرني؟‬ ‫هل تشم عطرا قديما؟‬ ‫كانت يدي اليمنى زهرة تعجن طينك البارد‪،‬‬ ‫أما يدي اليسرى فقد كانت منصهرة من فرط‬ ‫الحر‪.‬‬ ‫جعلتك بال أنف‪.‬‬ ‫عجنت بصيرتك بالخواء‪.‬‬

‫أﻛﺘﺎﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﺮﻳﻀﺔ‪،‬‬

‫ﻻ ﺷﺮﻓﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ‬ ‫ألقفز ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺭﺩﺍء ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻲ ﻣﻤﺰﻕ‪.‬‬ ‫ﻻ ﺃﻧﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎء‬ ‫ﺍﻟﺤﻤﻀﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﻻ أﻧﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺠﺮ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺥ‪.‬‬ ‫ﻻ أﻧﺘﻤﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ﺍﻟﺨﺠﻮﻝ‪،‬‬ ‫ﻭﻻ أﻧﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻣﻨﻲ ﺑﻬﺰﺍﺋﻢ ﻧﻜﺮﺍء‪.‬‬ ‫ﻻ ﺃﻧﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﻚ‪.‬‬ ‫ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻚ‪،‬‬ ‫ﺃﻧﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺣﺪﻙ‪ ،‬ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻀﺠﺮ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫كحّلتُ عيْنَيَّ‬ ‫بعزلتكَ الداكنة‪،‬‬ ‫ورسمتُ ابتسامتكَ الباهتة‬

‫وخططت على وجهك فوهة حياة‪،‬‬

‫بحمرتي الفاقعة‬

‫ثم‬

‫فوق فمي‪،‬‬

‫قبلتك‪.‬‬

‫وص ّففتُ شعري‬

‫‪3‬‬

‫بدفء أصابعكَ القديم‪.‬‬


‫العدد ‪1037‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫قصائـد‬ ‫تيسير حيدري‬ ‫ــ لبنـان ــ‬

‫‪1‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫دعابة أيار‬ ‫إبراهيم بالعواد‬

‫‪4‬‬

‫ُ‬ ‫حبيبي ال�شعر‪...‬‬ ‫كرتانيم ال ٍأم‬ ‫�صوت الغابة ‪ ...‬يُ ناغي القلب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يلتهمني ّ‬ ‫بالتق�سيط‬ ‫لبواكري الربيع‬ ‫الفرا�شة‬ ‫حلظة الإر�ضاع �أو كل ْثم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اجلهـــاد ُ‬ ‫َ‬ ‫بلـــة‬ ‫ي�صوغ‬ ‫كوطــن حُم ّرر‬ ‫مل عذاباته‬ ‫أنوء َ‬ ‫كق ٍ‬ ‫� ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بح ِ‬ ‫ن�شيـــد ِ‬ ‫ّ‬ ‫جون � ْأ�شتهيها‬ ‫أرتاح‬ ‫يك ّل وال يجعلني � ُ‬ ‫ال ِ‬ ‫كجالدي ّ‬ ‫ال�س ِ‬ ‫ُ‬ ‫الق�ساة‬ ‫ولن �أنالها حتى يف الأحالم‪!...‬‬ ‫ُ‬ ‫وي�صدمني با ْنفعال‬ ‫يُ‬ ‫هرول ْ‬ ‫‪5‬‬ ‫هيء قب�ض َته ويهددين باملجاز‬ ‫يُ ُ‬ ‫َجعُ َ‬ ‫اجلمال ‪ْ ...‬‬ ‫بعاث � ِأ�ش َّع ٍة‬ ‫و َ‬ ‫ون ‪ ،‬لاِ ْن ِ‬ ‫ا�ش ِتهاء ِل ْل َك ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫كهرة قرب ِمدف�أة مُ‬ ‫ِ‬ ‫يجعلني قلقا ِ‬ ‫�ستعرة َت ْ�ست� ِأث ُر َ‬ ‫بخاليا َ‬ ‫فرا�شات ت�أْ�سرين‪،‬‬ ‫راب‬ ‫الق ْلب ‪ْ �.‬أ�س ُ‬ ‫ٍ‬ ‫والرعب‬ ‫ِ‬ ‫الدفء ّ‬ ‫َج ِع َ‬ ‫رباط‬ ‫اجلمال ؟!‪َ .‬ح ْب ُل‬ ‫مَ ْن يُ َخ ِّل�صني من و َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫احيانا يُ قبلني ويبكـــي‪،‬‬ ‫ال�سمــــــاحَ‬ ‫ُ‬ ‫يطلب ّ‬ ‫َ�شدين َ‬ ‫‪،‬كيف � ْأ�س ُ‬ ‫َثيق ي ُّ‬ ‫حر ا ُملفعَ مَ‬ ‫رق هذا ِّ‬ ‫ال�س َ‬ ‫و ٍ‬ ‫ويجعلني � ْأ�شفق على نف�سي وعليه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واجلـــود؟!‬ ‫قبال‬ ‫فاه َّي ِ‬ ‫بر ِ‬ ‫بالغمــو�ض‪َ ،‬‬ ‫ــــة ال ْإ�س ِت ِ‬ ‫حبيبي ال�شعر‪!...‬‬ ‫الر ْوح‬ ‫فردُ قلبي َك ُ�ش‬ ‫جرية ْ‬ ‫ِ‬ ‫لول ُّ‬ ‫رور يف ُج ِ‬ ‫زع ٍ‬ ‫ي َْن ِ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬ت َت ُ‬ ‫قاذف ُه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ألـــوان‬ ‫املاتعَ ِة ال‬ ‫احل‬ ‫نحتها ِ‬ ‫�سا�سني ب� ْأج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ش ْعرية‪...‬‬ ‫عبريُ‬ ‫احلالة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خور بعد �أن �أَ َتب رَ َ‬ ‫‪،‬ت ْل َت ُ‬ ‫َعث و�أهيمَ َ‬ ‫َ‬ ‫وتنبع‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫قطني ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫نوتات ت َتوالى ْ‬ ‫ُ‬ ‫أبجدية‬ ‫أتكون � ْأحرف ال‬ ‫�‬ ‫ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫لتز َ‬ ‫هر من َ�شراييني َ�ش َّ‬ ‫الت َق ِ�صيد !‬ ‫الروح ؟!‬ ‫يف ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫يتكر ُر َ‬ ‫ق�صيدة ّ‬ ‫بفن‬ ‫رث حرف‬ ‫ن�صو�ص‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�ش ْع ُر‪ ..‬متواطئ مع قلبه ليل نهار‬ ‫الرجل‬ ‫ك� ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بالرحيق‬ ‫أنه نوتة �أو نحلة حُمملة ّ‬ ‫نهر دافق و�سطور و�صفحات جماز وجمال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫�ضبات يف‬ ‫أحرف ك�أنها َه‬ ‫بيانو مُيتعُ القلب‪�،‬‬ ‫فريوز جتود �ساعات ال�صباح مو�سيقى �شوبان‪..‬‬ ‫تعر عَ ْزفاً‬ ‫جَمرى َنهر ٍ‬ ‫ال�شعر ا ُمل ْ�س ِ‬ ‫الطبيعة وكائناتها تنهمر �أمام كامريات عينيه‬ ‫ٌ‬ ‫لك ٍل ن�ص َح ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أحرف َت ّ‬ ‫زهرتها ‪،‬‬ ‫توزع هي‬ ‫رف �أو �‬ ‫�شذى ال�صخور تب�سم اللوز ي�ستقبله حا َر الإ ْزهار‬ ‫ُ‬ ‫ال�ش ْعرية!‬ ‫روحها‬ ‫‪،‬رحيقها ‪،‬عبريُ‬ ‫ُ‬ ‫حالتها ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الزيتون ينتع�ش �أخ�ضرارا احلقول ت�سجد‬ ‫‪3‬‬ ‫احرتاما اجلدران احلجرية تنتظر مروره بلهفة‬ ‫قلبي‪...‬‬ ‫املدى يعانقه ال�شم�س جتعله يتذوق ع�سلها‬ ‫أزمات الوطنية يتعثرّ قلبي‬ ‫كالقرو�ض امل�شتهى النباتات الربية ت�ستعد للقطف ب�أنامله‬ ‫يف ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�س َكنية للفقراء‬ ‫ّ‬ ‫ال�شاعرة اخبار التلفاز تنتقم من جماليته‬ ‫�ضات ‪ ...‬مب�سل�سالت رعب الإنهيار الإقت�صادي املنتظر‬ ‫القدم‬ ‫ي�صطدمُ بال ْأ�ض ِلع َك ُكرة‬ ‫بالعار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رق كهارب من ي�شعر بفرح �أنه موجود فوق هذه الكرة الفظة‬ ‫هار �أحيان ًا كدولة مُ فل�سة ‪،‬ي�أْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ين ُ‬ ‫ٍ‬ ‫املده�شة الإيحــاء الروحي الفاتنـــة الفانيـــة‬ ‫الظلم‬ ‫ّ‬ ‫كالنبــل واملجـــاز‬ ‫ال�ساحقة املتجذرة يف قلبه‬ ‫ين ُ‬ ‫ْ‬ ‫وموا�صلة‬ ‫إحتجاج‬ ‫تف�ض وي�سارعُ الى ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والطفولة واحلب يب�سم لأقوا�س قزح وينتظر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ينتظر‬ ‫هم من‬ ‫حماربة‬ ‫احلق يف‬ ‫بو�صل ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الفا�سد ب َن ِ‬ ‫والعدل‪ ،‬يت� ّأج ُج ِحقداً على من اخل�صب وال�سالم !!‬ ‫القانون‬ ‫دولة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ�س َرق ّ‬ ‫‪ 20‬ـ ‪ 2‬ـ ‪2020‬‬ ‫ال�شعب!‬

‫‪11‬‬

‫مل يكن قدري �أن �ألب�س خامتا‬ ‫فقــد فقدت كــل �أ�صابعـــي يف‬ ‫ال�سالم‬ ‫فقدت ذراعي يف العناق‪،‬‬ ‫وما زلت �أمار�س مهنتي كما‬ ‫يجب‬ ‫�أ�سند ظهري �إلى الربد‬ ‫واراقب الغرفة ترجتف حتى‬ ‫ال�صباح‬ ‫و�أنا �أ�ضحك‪،‬‬ ‫ال �شيء تغري حتى الآن‬ ‫ما زلت اتذكر كل �شيء‬ ‫�سهوي العميق دون �أن اخمن يف‬ ‫�أي �شيء �ضحكاتي الفجائية‬ ‫وقويف على رجل وحيدة �إلى‬ ‫جانب اجلدار‬ ‫دون �أن تكون نيتي يف تدخني‬ ‫�أي �سيجارة‬ ‫يرتفع دخان كثيف من فمي‬ ‫�إلى ال�سماء‬ ‫كما لو كانت دعواتي تلك التي‬ ‫تهرب مني‬ ‫وقـــد احرتق كــــل �شـــيء من‬ ‫الإنتظار‪.‬‬ ‫مل نكن �أبدا �سيئني‬ ‫لكن �ش�ؤم �صغري ظل يرافقنا‬ ‫حتى يف الأيام العادية‬ ‫كيوم اخلمي�س‪..‬‬ ‫لقد جنحت يف تدبري �أزمات‬ ‫تفوق هذه‬ ‫لكنني ال افهم ملاذا كلما جل�ست‬ ‫�إلى جانبك‬ ‫�أ�شعر بالتعب من امل�سافة التي‬ ‫بيننا‬

‫و�أرخـــي ل�سانـــي على �أغنيــة‬ ‫قدميه‬ ‫بينما �أنت تظلني �صامتة طوال‬ ‫الوقت‬ ‫دون �أن تطرزي توبا لدميتنا‬ ‫ال�صغرية‬ ‫�أو متلئني دلوا من بئرك العميق‬ ‫تبد�أ املوت بالإقرتاب منا‬ ‫حتى انها عندما ت�صل‬ ‫ت�ضع على ر�ؤ�سنا ورودا‬ ‫ثم مت�ضي‬ ‫وقد فا�ضت عيناها من الندم‪.‬‬ ‫مل تعد الأيام كما كانت‬ ‫هادئة وب�سيطه‬ ‫كل �شيء تغري يف حلظة واحدة‬ ‫عندما كنا نحن �أمام املوت‪..‬‬ ‫النوافذ املفتوحة طيلة الوقت‬ ‫الباب اخل�شبي ال�ضخم‬ ‫فيما كنت �أملـــح �شبحــــك يلوح‬ ‫بيده و�سط الرتاج‬ ‫مل تكن يدك تلك التي تلوح‬ ‫بل يـــد فزاعة جديـــدة يف‬ ‫احلقل‪،‬‬ ‫و�أنا كفالح بدوي طاعن يف‬ ‫ال�سن‬ ‫تك�سرت يداه يف هذه اجلبال‬ ‫كلما حاولت رفع يدي لألوح لك‬ ‫ظهرت امر�أة �أخرى بجانبك‪.‬‬ ‫ذلك الطعام امل�سقي بدمع مالح‬ ‫خذه �إلى عا�صفة تنتظر قرب‬ ‫املحيط‬ ‫�أنا �أحتاج جراحا �آخرى لأ�شبع‬ ‫�أو لغما لأنام �إلى الأبد‪.‬‬


‫العدد ‪1037‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫‪12‬‬

‫وأعيدوا الحياة إلى لغتي ‪:‬‬ ‫عندما أُصيب الشاعر بمنطقة بروكا‬ ‫ال َ�ش َّك يف � َّأن ال ُّل َغ َة �أَ َح ُد الأَ‬ ‫َما ال َ�ش َّك فيه‪َ ،‬كذلك‪� ،‬أَ ّنها‬ ‫حيط‪ ،‬و مِ ّ‬ ‫راك َّي ِة ل ْل ُم ِ‬ ‫�ساليب الإدْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الف ْك ِر الب َ‬ ‫�ساق املَ ْع ِر ِف َّي ِة َّ‬ ‫َ�ش ِر ّي؛ الأمر الذي ب ََّو�أها �أن َت َ‬ ‫وا�ص ِل َّي ِة‬ ‫والت ُ‬ ‫ناف َذ ٌة عَ لى ِ‬ ‫ِ‬ ‫كون َ�سيِّ َد َة الأَ ْن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�سواء‪ .‬وَيف ِظ ِّل هذا َ‬ ‫راك ٌّي‬ ‫الفهْ ِم؛ مُ ْ‬ ‫ي ِك ُن �أنْ َن ْ�س َت ِد َّل عَ لى �أ َّن الأدَ َب – َكما ال ُّل َغة‪َ -‬ن َ�س ٌق ِ�إدْ ِ‬ ‫على َّ‬ ‫الف ْك ِر الب َ‬ ‫َ�ش ِر ِّي‪ِ ،‬م ْن ِجه ٍَة �أُ ْخرى‪ .‬و َ​َلعَ َّل ذلك ما َجعَ َل الأَدَ َب‬ ‫َناف َذ ٌة عَ لى ِ‬ ‫حيط‪ِ ،‬م ْن ِجهَة‪ ،‬و ِ‬ ‫ل ْل ُم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي َْنه ُ‬ ‫َ‬ ‫َجعَ َل ُ‬ ‫ماء‪ ،‬يف خُ ْ‬ ‫َح‬ ‫ظيف ٍة ُع ْ�ض ِويَّ ٍة يف‬ ‫م َت َل ِف‬ ‫�ضاراتها‪َّ � ،‬أو اًل‪ ،‬و َ‬ ‫َ�ض ِبوَ‬ ‫مو َ‬ ‫الق َد َ‬ ‫ِ‬ ‫تاريخ الأ مَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ياطني‬ ‫ديب ِبق َّو ٍة غ ْي ِب َّي ٍة ُعليا ‪ -‬ك�ش‬ ‫احل�ضارات‪ ،‬يُ �ؤكدون يف مُ قا َرب َِتهم أ‬ ‫ِ‬ ‫للدَ ِب ا ْر ِتباط الأ ِ‬ ‫عن َد العَ َر ِب‪ ،‬و�آلهة ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫داع ِّ‬ ‫ال�ش ْعر ْ‬ ‫ال�شعر ْ‬ ‫َجعَ َل‬ ‫ثانيًا‪ ،‬و َ‬ ‫الذهْ ِن َّي َة‪ِ ،‬‬ ‫عن َد الإغريق‪ُ -‬ت ْل ِه ُمه مَ َل َك َة ا ِ‬ ‫لإبْ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ثالثا‪.‬‬ ‫الأَ َ‬ ‫ديب ذلك الإِن�سان مُ ف ِرط اخل ْو ِف والقل ِق عَ لى لغ ِته‪ِ ،‬‬ ‫�ص ُّورُ َ‬ ‫وا�س ِع ُّ‬ ‫ال�شهْ َر ِة‪َ ،‬ك َمحمود دَ روي�ش‪،‬‬ ‫َت�أ�سي�سً ا عَ لى ما َت َق َّدمَ ؛ ما َت َ‬ ‫�شاع ٍر ِ‬ ‫�سا�س ِ‬ ‫ل ْح ِ‬ ‫ك ِ إِ‬ ‫راح َّي ٍة ب َْعدما َ‬ ‫زال �أَ َث ُر َّ‬ ‫دير عَ ْن َج َ�س ِده‬ ‫َحيا بال ُّل َغ ِة‬ ‫ي ْ‬ ‫َ�س َت ْي ِق ُظ ِم ْن عَ َم ِل َّي ٍة ِج ِ‬ ‫ْ‬ ‫واال�س ِتعار َِة‪ ،‬ي ْ‬ ‫الت ْخ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ص ِب َّي ٍة‪� -‬أ َّنه‬ ‫جوده و َُه ِويَّ ته؛ ما ي َْعني – ِم ْن ِو ْجه َِة ن ِظ ٍر عَ َ‬ ‫ِلي َِج َد ن ْف َ�سه وَق ْد ف َق َد لغته‪ ،‬ب َْي َت وُ ِ‬ ‫�أُ‬ ‫َ‬ ‫تاج َ‬ ‫ْ‬ ‫قة بروكا يف ِّ‬ ‫ْ‬ ‫الكالم؟‪.‬‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫ؤول‬ ‫َ‬ ‫�صيب مِب ْن َط ِ‬ ‫ماغ‪ ،‬املَ ْ�س� ِ عَ ِ ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫�إِ ُ‬ ‫دان الأَدَ ِب ُّي َّ‬ ‫خال � َّأن �أَ َح َد َ�أ ْو ُج ِه ُ‬ ‫�صور التي يُ عاين ِم ْنها َّ‬ ‫ال�سواء –‬ ‫والثقافيِ ُّ عَ لى َّ‬ ‫الن ْق ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫َ‬ ‫�ض ْ‬ ‫قاف َّي ًة‬ ‫االخ ِت‬ ‫ظاه َر ًة َث ِ‬ ‫الفات ا ُمل َ�س َّج َل ِة ب َْينهما‪ -‬مُ قا َرب َُتهما الأدَ َب ِبوَ ْ�ص ِفه ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫بالر ْغ ِم ِم َن ب َْع ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫�ص‪� ،‬أو ا ُمل َت َل ّقي‪َ .‬و َ�أ ْع َت ِق ُد �أَنَّ‬ ‫ديب نف ِ�سه‪� ،‬أو عَ لى مُ ْ�ستوى الن ِ‬ ‫َف َح ْ�سب‪� ،‬إنْ عَ لى مُ ْ�ستوى الأ ِ‬ ‫للث َ‬ ‫اه َر ِة َّ‬ ‫�ص ُّو ِرهما َّ‬ ‫قاف ِة و َّ‬ ‫ذلكم ُ‬ ‫قاف َّي ِة‪َ ،‬ف�إنْ بادَ ْر َت‬ ‫�سا�س‪ ،‬يف َت َ‬ ‫الث ِ‬ ‫َالظ ِ‬ ‫الق�صو َر ي َْك ُم ُن‪ ،‬بالأَ ِ‬ ‫ِل َت ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫واحل َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫قيق ُة �أنَّ‬ ‫ناقدا ما‪« :‬ما الثقافة؟»‪ ،‬ف َ�سرعان ما يُ جيبُ ك ِب�أنها نقي�ض الطبيعَ ِة‪.‬‬ ‫�س�أ َل ِ‬ ‫َ‬ ‫وك ُّل ما ُن ْب ِد ُعه‪ ،‬نحن الب َ‬ ‫الث َ‬ ‫للطبيعَ ِة‪ُ ،‬‬ ‫الأَ ْم َر �أ ْع َق ُد ِم ْن ذلك ِب َكثري‪َ ،‬ف َّ‬ ‫ام ِتدادٌ َّ‬ ‫َ�شر‪ ،‬على‬ ‫قاف ُة ْ‬ ‫ا ُمل ْ�س َتوى َّ‬ ‫راث ِّي‪،‬‬ ‫الو ِ‬ ‫هيزنا ِ‬ ‫�سا�س‪� ،‬إِلى تجَ ْ ِ‬ ‫الثقافيِ ِّ ‪� ،‬إِ مَّنا يَعودُ ‪ ،‬بالأَ ِ‬ ‫ن َت ِل ُكها‪ .‬و َِب ْ‬ ‫البيولوج َّي ِة التي مَ ْ‬ ‫راتنا‬ ‫العبار َِة‪ُ ،‬ت ْبنى‬ ‫اق ِت ِ‬ ‫و َُق ُد ِ‬ ‫�صاد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الث َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫�س مَ فهومُ «الإِبْ داع» الذي يُ َر ِّددُ ه‬ ‫قافة عَ لى الطبيعَ ِة‪ ،‬وَل ْي َ‬ ‫الطبيعَ ُة الب َ‬ ‫ناف َذ ٍة ب َْي ُتها َّ‬ ‫َح َ‬ ‫ّ‬ ‫ديق ُتها‬ ‫َ�ش ِريَّ ُة‪ ،‬و َ‬ ‫النقادُ ِ�سوى ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مَ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫لاّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اع ِر عندما‬ ‫العال‬ ‫عي الذي نعي�شه‪َ ،‬و�إِ فما َوزن ال�ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫الواق ُّ‬ ‫�أُ‬ ‫�صيب بمِ ِ ْن َط َق ِة بروكا؟‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مَ َ‬ ‫الد ُ‬ ‫يُ عَ ُّد ِّ‬ ‫الواق ِع َّي‪،‬‬ ‫العال‬ ‫ماغ العُ ْ�ضوَ املَ ْر َك ِز َّي الذي يُ �ؤَ ِّث ُث‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫داخله‪ ،‬ووَفقا لجِ ورج ميلر‪،‬‬ ‫�س ِلت ْج ِرب َِتنا البَ�ش ِريَّ ِة ِ‬ ‫وَيُ �ؤَ ِّ�س ُ‬ ‫مَ ُ‬ ‫الباه َر ِّ‬ ‫للدماغ‪...‬‬ ‫الف ْك ِر َّي‬ ‫العال‬ ‫مُي َِّث ُل‬ ‫ِ‬ ‫لإ جْنا َز ِ‬ ‫ِ‬ ‫الواق ِع ُّي ا ِ‬ ‫�سيت و َ‬ ‫َن ُ‬ ‫َظيف َة ْ‬ ‫ال�صغري‬ ‫ع�ضوي َّ‬ ‫َ‬ ‫مَ‬ ‫َ‬ ‫مّ‬ ‫�سا�س َّي ِة ِلت ْج ِرب َِتنا �إِنا ِه َي‬ ‫العال‬ ‫ظاه ُر‬ ‫الواق ِع ِّي الأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َف َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َت�أْ‬ ‫�س ِم ْن رئتي‬ ‫ٌ‬ ‫ن�سيت التنف َ‬ ‫الواق ِع ِّي َح ًّقا‪ .‬و َ​َق ْد َح َّددَ‬ ‫العال‬ ‫فيزياء‬ ‫ويالت َت َك ُّي ِف َّي ٌة ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مَ ِ‬ ‫لحُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫برودمان (‪ )1909‬اثنينْ ِ وَخ ْم�س َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِاء‬ ‫ني مَ ْو ِقعً ا مُ ت َميِّ زا يف‬ ‫�سيت الكالم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫واع ِتمادً ا عَ لى ُ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫اخل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫�س‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫روق‬ ‫ماغ الإ ْن�سان‪ْ .‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫الف ِ َ َّ ِ‬ ‫�أ ُ‬ ‫ِْ‬ ‫ِد ِ‬ ‫خاف عَ لى ُل َغتي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ناط ِق؛ �أث َبت ِت الكثريُ ِم َن ِّ‬ ‫را�سات‬ ‫الد‬ ‫ِ‬ ‫املَ ْوجودَ ِة يف تلكم امل ِ‬ ‫َف ْ‬ ‫حاله‬ ‫ات ُركوا ُك َّل‬ ‫ٍ‬ ‫�شيء عَ لى ِ‬ ‫هناك ُف ً‬ ‫َ‬ ‫َظيف َّي ًة ب َْي َنها‪ .‬و َُتعَ ُّد ْ‬ ‫من ِط َقتا بروكا‬ ‫املَ ْع ِر ِف َّي ِة �أَ َّن‬ ‫روقا و ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َو�أعيدوا احلياة �إِلى لغتي!‪..‬‬ ‫ماغ َّيينْ ِ املَ ْ�س� َ‬ ‫تاج َ‬ ‫ِّ‬ ‫الم‬ ‫الد ِ‬ ‫وَفرينك املَ ْو ِقعَ ينْ ِ‬ ‫الك ِ‬ ‫ؤولينْ ِ عَ ْن �إِ ْن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اع ِر وَلغ ِته هو ما‬ ‫لإ َ‬ ‫� َّإن هذا اال ْر ِتباط العُ �ض ِو َّي َبينْ ال�ش ِ‬ ‫عان‬ ‫�ضاف ِة ِ�إلى مَ ِ‬ ‫واقعَ �أ ْخرى كذلك‪ -‬و َُهما مَ ْو ِق ِ‬ ‫و َ​َفهْ ِمه – با ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫الر ْغب َِة‪ ،‬يف‬ ‫الن‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ها‪،‬‬ ‫دان‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫يان‬ ‫َذ‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫لى‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫�ص‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫احلبهي يف ال�شق الأي�سر ِم َن ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حاء �أمامَ‬ ‫ماغ‪.‬‬ ‫دان يف الل ِ‬ ‫َ‬ ‫يوج ِ‬ ‫ّ‬ ‫الد ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ييلي‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫وار‬ ‫ح‬ ‫يء‪،‬‬ ‫الر‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ت‬ ‫�ض‬ ‫ر‬ ‫عَ‬ ‫مَ‬ ‫َ‬ ‫مُ‬ ‫جوع �إِلى �أَ ِّي َ�ش ٍ‬ ‫عَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اك َت َ�ش َ‬ ‫ات َ‬ ‫التا�سع ع�شر‪ْ ،‬‬ ‫الق ْر ِن ّ‬ ‫اح‬ ‫ف‬ ‫يف‬ ‫اجل ّر ُ‬ ‫ّ‬ ‫�ستيني ِ‬ ‫�إلاّ ِ�إلى ُل َغ ِته‪ .‬يَقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الم‬ ‫�صيب‬ ‫الف َر ْن ِ�س ُّي بول بروكا �أن‬ ‫العطب الذي يُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق�شرة الك ِ‬ ‫محمود درويش‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م َّر�ضتي‪ْ :‬‬ ‫قول‬ ‫ت‬ ‫كن َت َتهْ ذي‬ ‫َ‬ ‫مُ َ‬ ‫ّ‬ ‫منط َق َة بروكا‪َ -‬له ِ�ص َل ٌة‬ ‫الح ًقا‬ ‫اخل َّي ِة – والتي ُ�س َت َ�س ّمى ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫والحظ �أنه ال يَن�ش�أ عن‬ ‫الم‪،‬‬ ‫بال�صعوب َِة‬ ‫َ‬ ‫قائ ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫كثريًا‪ ،‬وَت ْ�ص ُرخ بي ِ‬ ‫تاج الك ِ‬ ‫البالغ ِة يف �إن ِ‬ ‫اجلانب الأَ‬ ‫العطب الأَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ينَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ه‪،‬‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫الق‬ ‫ات‬ ‫�سبعيني‬ ‫َيف‬ ‫و‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َن‬ ‫ي‬ ‫يف‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫ه‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫ذلك‬ ‫مْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال �أ ُ‬ ‫الرجو َع �إلى �أحد‬ ‫ريد ُّ‬ ‫الكالم َ‬ ‫َّ‬ ‫اخل ْل ِف َّي ِة – والتي ُ�س َ‬ ‫الح ً‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫�س‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫�ش‬ ‫ق‬ ‫يف‬ ‫ب‬ ‫العط‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫فريينك‬ ‫كارل‬ ‫أملا‬ ‫ل‬ ‫بيب ا‬ ‫َ‬ ‫الط ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫نيِ‬ ‫ال �أ ُ‬ ‫الرجو َع �إلى ب َ​َلد‬ ‫ريد ُّ‬ ‫عانون ِم ْن ُ�صعوب ٍَة يف َفهْ ِم َ‬ ‫َ‬ ‫الكالم‪ .‬و ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َمن ُذ ذلك‬ ‫وج ُد‬ ‫عند املَ ْر�ضى الذين يُ‬ ‫منطقة فرينك‪ -‬يُ َ‬ ‫ياب َّ‬ ‫الطويل‪...‬‬ ‫بع َد هذا ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الغ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ماغ‪َ ،‬و�أنَّ‬ ‫َّ‬ ‫أنْ‬ ‫احلني‪َ ،‬ج َر ِت امل َّ‬ ‫حاجة ِب�أن الق ْد َرة اللغ ِويَّ ة ي َِج ُب � تكون يف ال�شق الأيْ َ�س ِر ِمن الد ِ‬ ‫�أُ ُ‬ ‫الرجو َع فقط‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫من َ‬ ‫َ‬ ‫ريد ُّ‬ ‫ْ‬ ‫الم‪� ،‬أمّ ا ْ‬ ‫َ‬ ‫طق ُة فرينك َف َت َّت ِ�ص ُل ِب�صور ٍَة‬ ‫الك‬ ‫تاج‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫َة‬ ‫ر‬ ‫ب�صو‬ ‫ل‬ ‫منطق َة بروكا َت َّت ِ�ص‬ ‫يَّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َج ْو َه ِريَّ ٍة يف فهْ ِم الكالم‪.‬‬ ‫�إلى لغتي يف �أقا�صي الهَديل‬ ‫الت ال ُّل َغ ِويَّ ِة ِه َي ما ُت�ؤَ ِّك ُد – يف َ‬ ‫راء ُّ‬ ‫احل َ‬ ‫ممود دَ روي�ش ب َْع َد �أنْ �أجرى‬ ‫الن‬ ‫ا�س ِت ْق ِ‬ ‫ذات ِّ‬ ‫قيق ِة‪َّ � -‬أن ال ُّل َغ َة َن َ�س ٌق‬ ‫ال�ص َل ِة ِب َت ْج ِرب َِة حَ ْ‬ ‫�صو�ص الأَدَ ِب َّي ِة ِ‬ ‫ب َْع َد ْ‬ ‫�ض ا ُمل ْ�ش ِك ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َ​َلعَ َّل الإِ�صاب َ​َة ِبب َْع ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫عاج ِم‪ ،‬ب َْل يف �أَدْ ِم َغ ِتنا‪َ ،‬و� َّأن مَ ْو َتها‪ِ ،‬م ْن َث َّم‪ ،‬ي َْعني ُف ْقدا َننا ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫نْ‬ ‫ُ‬ ‫دير‬ ‫خ‬ ‫الت‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫زال‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫بع‬ ‫‬‫ه‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫َج‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫اع‬ ‫ال�ش‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ح‬ ‫�ض‬ ‫َت‬ ‫ي‬ ‫(‪)1998‬‬ ‫أولى‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫اجلراحي‬ ‫عمليته‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الق ْد َر َة عَ لى‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫د‬ ‫يوج‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫َم‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫يان ن ْف ِ�س ٌّي ق ْبل �أنْ ت َ‬ ‫ب�سبب الل ْغ ِو ِبها‪ ،‬فاللغة ك ٌ‬ ‫عَ ْن َج َ�س ِده‪ -‬مُ �صابًا باحل ْب َ�سة (‪ ،)Aphasia‬والتي تعَ َّرف ِب�أنها تعَ ث يف وَظيف ِة اللغ ِة‬ ‫ماع ًّيا‪ .‬يقول‪:‬‬ ‫اج ِت ِ‬ ‫كون كيانا ْ‬ ‫ِ‬ ‫حملي يف ِّ‬ ‫تاجها‪.‬‬ ‫عطب‬ ‫ٍّ‬ ‫ماغ‪ ،‬يَقودُ �إلى ُ�صعوب ٍَة يف َفهْ ِم �أَ ْ�ش ِ‬ ‫َت ُ‬ ‫كال ال ُّل َغ ِة �أو ِ�إ ْن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الد ِ‬ ‫م ِّر�ضتي‪:‬‬ ‫قول مُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫الت اللغ ِويَّ ِة ل ْي َ�ست‬ ‫ال�ص‬ ‫�ض امل�ش ِك ِ‬ ‫عوبات‪� ،‬أو التعَ ث ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َِلأن ّ‬ ‫واجهُ ها امل�صابون ِبب َْع ِ‬ ‫ات التي يُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫كن َت َتهْ ذي طويلاً ‪ ،‬و َ​َت�س� ُألني‬ ‫واح َد ًة؛ َفهُ َ‬ ‫�ص َّن ُف َ‬ ‫م َت ِل َف ٌة ِم َن ُ‬ ‫احل ْب َ�س ِة‪ُ ،‬‬ ‫ناك �أَ ْنواعٌ خُ‬ ‫ْ‬ ‫التي‬ ‫ة‬ ‫ئي�س‬ ‫الر‬ ‫را�ض‬ ‫أع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫أ�سي‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫عَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫هل املَ ْو ُت ما َت ْفعَ ل َ‬ ‫ني بي الآن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫�صعوبات يف اللغ ِة‪.‬‬ ‫َت ْظه َُر عَ لى ال�شخ�ص الذي يُ عاين ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫�أم ُهوَ مَ ْو ُت ال ُّل َغة؟‬ ‫طاب ّ‬ ‫اع ِر ا ُمل َّت ِ�ص َل ِب ِتلكم َّ‬ ‫خي�صا‪� ،‬أو بَيا ًنا‬ ‫الت ْج ِرب َِة ِبوَ ْ�ص ِفه َت ْ�ش‬ ‫وَعَ َل ْيه؛ َ�س َن ْق َر ُ�أ ِخ َ‬ ‫ً‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫فم ُ‬ ‫وت ال ُّل َغ ِة وَمَ ْو ُت ّ‬ ‫راجعَ ِته َطبيبَه َ‬ ‫رن�سي‬ ‫الف‬ ‫اع ِر َ�س ّيان‪ ،‬ال َف ْر َق ب َْي َنها‪َ .‬ففي �أَ ْث ِ‬ ‫ناء مُ َ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ال ِته املَ َر ِ�ض َّي ِة التي �أُ‬ ‫لحِ َ‬ ‫الغياب)‪ ،‬يَقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫�صيب ِبها‪َ .‬فهُ وَ َي�أتي عَ لى َ�س ْر ِدها يف َن ِّ�صه (يف َح ْ�ض َر ِة ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ريان الذي َق ْد‬ ‫ال�ش‬ ‫جار‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫فيها‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫ح‬ ‫التي‬ ‫ة‬ ‫راج‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫وهي‬ ‫–‬ ‫‪2008‬‬ ‫زيران‬ ‫ح‬ ‫يف‬ ‫َ عَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫قاع ِب ْئ ٍر مَ هْ جور ٍَة‪َ ،‬ت ْ�ص ُر ُخ وال َت ْ�س َمعُ ُ�ص َ‬ ‫«�س ْر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫راخ َك‪َ ،‬ت ْخ َت ِن ُق ِب ُد ٍ‬ ‫داب َك ِ‬ ‫خان ي َْن�ش ُره خلل يُ �ؤدّ ي �إلى املَ ْو ِت‪�َ -‬س�أَ َل ُه َّ‬ ‫خاذ َ‬ ‫اليات‬ ‫الو‬ ‫رار َح ْو َل �إِ ْج ِ‬ ‫الط ُ‬ ‫بيب ِليُ �ساعَ َده يف ِّات ِ‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫راء العَ َم ِل َّي ِة يف ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫َر‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫َت‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫�ش‬ ‫َت‬ ‫و‬ ‫راه‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الت‬ ‫هاز‬ ‫ج‬ ‫ما يف‬ ‫هاالن‬ ‫َن‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫�ص‬ ‫لى‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫�ضان‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫مُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يات َك الآن؟»‪َ ،‬ف�أجاب ّ‬ ‫الد َ‬ ‫اع ُر‪�« :‬أنْ �أُنجْ ِ َز ّ‬ ‫يوان‬ ‫ا ُمل َّت ِح َدة‪« :‬ما‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ال�شيء الأَ ْكثرَ ُ �أَ َه ِم ّي ًة يف َح ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تمَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫رى‬ ‫ت‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫زا‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫لى‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ق‬ ‫�سائ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫حاف‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ًا‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫�ض‬ ‫ك‬ ‫عَ َل ْي‬ ‫يف‬ ‫ًا‬ ‫ي‬ ‫عار‬ ‫�شي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الذي �أَ ْع َم ُل عَ َل ْيه»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـــي‬ ‫ــاو ُل �أنْ ُت َغ ِّط َ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ــار ِع‪ ،‬حُت ِ‬ ‫منكَ‬ ‫عَ ْور َ​َت َك ِبي َِد َ‬ ‫ك َف َت ْ�س ُقط ْ‬ ‫ي َُد َ‬ ‫ك‪ ،‬يَتناو َُلها �أَ ُ‬ ‫ال�ص ْبي َِة‬ ‫حد ِّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫�ضاحكـــا‪� :‬أبي‬ ‫َـرميـــك ِبها‬ ‫ِ‬ ‫َوي ْ‬ ‫جمنــــون‪َ .‬ت ْ�ص ُر ُخ وال ي ْ‬ ‫ـرج‬ ‫َخ ُ‬ ‫راخ َ‬ ‫ِم ْن َك ُ�ص ُ‬ ‫َ�سقــ ُـ ُط يف‬ ‫ــك‪ ،‬ي ْ‬ ‫َ‬ ‫ِر َئ َت ْي َك َك َ‬ ‫أحمد خولي‬ ‫احل َج ِر‪َ ،‬ت ْن َزعُ �أ َح َد‬ ‫الأَ ْج ِه َز ِة ِّ‬ ‫َ‬ ‫�س‬ ‫الط َّ‬ ‫بي ِة‪ ،‬فيرَ ِ ّن َج َر ُ‬ ‫لإ ْنـــذار‪َ ،‬ي�أْ‬ ‫َ‬ ‫ال�سج ُ‬ ‫ـــان‬ ‫تيـــك‬ ‫ّ‬ ‫ا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫إ�صاب ِعك �إِلى �أنك‬ ‫ِبهَراو ٍَة غليظ ٍة‪ ،‬ت ِاول �أنْ تقول له �شيئا‪ ،‬فال يَخ ُر ُج ِمنك َ‬ ‫�ص ْوتك‪ ،‬ت�شريُ ِب� ِ‬ ‫ُت ُ‬ ‫لما‪َ ،‬ت ْك ُت ُب‪َ :‬ف َق ْد ُت ُل َغتي»‪.‬‬ ‫ريد َور َ​َق ًة و َ​َق ً‬ ‫طاب ّ‬ ‫كام َل ٍة َ�أ ْف َق َد ْته ُ‬ ‫اع ِر �أ َّنه َ‬ ‫تاج‬ ‫كان مُ �صابًا ِب ُح ْب َ�س ٍة ِ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ي ََّت ِ�ض ُح ِم ْن ِخ ِ‬ ‫الق ْد َر َة عَ لى ِ�إ ْن ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـ»ح ْب َ�س ِة بروكا»‪ ،‬وَتعَ ُّد هذه احل ْب َ�سة عَ طبًا لغ ِويًّ ا خطريًا ي ََّت ِ�ص ُف‬ ‫الم‪ ،‬و َِه َي ما ُت ْع َر ُف ِب ُ‬ ‫الك ِ‬ ‫َ�صعوب َِته َ‬ ‫غالبًا‪ ،‬و َ​َل َّ‬ ‫ظام ُّ‬ ‫عل ُح ْب َ�سة‬ ‫مي ِة‬ ‫بري يف َك َّ‬ ‫الن ْط ِق‪ ،‬وَبُ ْط ِئه‪ ،‬و ُ‬ ‫ِب َن ْق ٍ‬ ‫�ص َك ٍ‬ ‫دم ا ْن ِت ِ‬ ‫الكالم‪ ،‬وَعَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بروكا ما تبرَ ِّ رُ ُع ْن َ‬ ‫ات ِز ْنزانة»‪ ،‬و»امل َم ِّر ُ‬ ‫�ض‬ ‫ف‬ ‫ال�س ِابق‪ ،‬فـ»غ ْرفة العَ َم ِل ّي ِ‬ ‫عارة يف ن ِّ�صه ّ‬ ‫ْ‬ ‫اال�س ِت ِ‬ ‫َ�س ّج ٌ‬ ‫ان يُ عَ ِّذبُ ه»‪.‬‬ ‫ــر ُف ّ‬ ‫جوديًّ ا‪،‬‬ ‫ِع ْن َدمـــا يُ عَ ِّ‬ ‫اع ُر َن ْف َ�سه ِب ُل َغ ِتــه‪ُ ،‬ث َّم ي َْف ِق ُدها‪َ ،‬ف�إ ّنــه ي َْف ِق ُـد َن ْف َ�سه وُ ِ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫َ‬ ‫َظائ ِفه َ‬ ‫وبالتايل؛ ال يُ غالــي ّ‬ ‫اعــ ُر ِع ْن َدما ي َْن�سـى ُك َّ‬ ‫ّ‬ ‫احلي َِويَّ ة التي ُت�ؤدّ يها �أ ْع�ضا�ؤُه‬ ‫ـــل و ِ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مقابل تذك ِره فقدان وَظيف ِتـــه احلي َِويَّ ِة‬ ‫ليمة‬ ‫ال�س َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وهويَّ ِتـــه ُ‬ ‫جوده ُ‬ ‫(الق ْ‬ ‫تيجة‬ ‫ـــدرَة عَ لى ال َّلغو) َن َ‬ ‫ا ُمل ْر َت ِب َط ِة ِبوُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫اع ُر‬ ‫منطق َة بروكا‪ .‬وَعَ َل ْيه؛‬ ‫أ�صاب‬ ‫ُع ْط ٍب‬ ‫حملي � َ‬ ‫فال�ش ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫�شيء ِلقاء �أنْ َتعودَ َ‬ ‫احل ُ‬ ‫مُ ْ�س َت ِع ٌّد َّ‬ ‫ياة ِ�إلى‬ ‫�ض عَ لى ُك ِّل‬ ‫ٍ‬ ‫للتفاوُ ِ‬ ‫داريَّ ة)‪:‬‬ ‫(ج ِ‬ ‫ُل َغ ِته‪ .‬يَقول يف ِ‬ ‫ن�سيت ِذراعَ ّي‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫والر ْك َب َتي‬ ‫�ساق َّي‪ُّ ،‬‬ ‫بية‬ ‫اح َة‬ ‫و َُت ّف َ‬ ‫اجلاذ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَبُ ْ�س َ‬ ‫اء يف �أ َّو ِل الأب َِديَّ ة‬ ‫تان َح ّو َ‬


‫العدد ‪1037‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)936‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫“الصورة والتشكيل الموسيقي‬ ‫في الموشحات األندلسية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الموسيقي”‪ ،‬و”البالغة الرحبة” التي تؤالف بين جماليات الشعر بأدواته اللغوية‬ ‫ال شك أن ذخائر التراث األندلسي الغني والمتنوع تظل سجال مفتوحا‬ ‫للقراءات المتجددة‪ ،‬وللتأمالت العلمية‪ ،‬ولالستثمارات األكاديمية‪ .‬وال شك –‬ ‫وأساليبه الجمالية‪ ،‬وبين نغمات الموسيقى بمكوناتها الفنية‪ ،‬وتنويعاتها‬ ‫عتبات‬ ‫كذلك‪ -‬أن الدرس الجامعي الوطني المعاصر الزال بعيدا عن استكناه‬ ‫التعبيرية واللحنية‪ .‬وتكمن أهمية هذا الكتاب في النظر إلى الموشح نظرة‬ ‫لعناصر‬ ‫هذا التراث‪ ،‬تجميعا لذخائره‪ ،‬وتصنيفا لكنوزه الرمزية‪ ،‬واستلهاما‬ ‫معاصرة ومنفتحة‪ ،‬غير مقيدة بتقنينات األبواب الشعرية المألوفة وال بفترة‬ ‫الخصب في مجاالته اإلبداعية المتشعبة‪ .‬وعلى الرغم من تزايد الوعي بأهمية‬ ‫زمنية محدودة‪ ،‬حيث استنطق‪ ،‬نقدا وتحليال‪ ،‬أكبر قدر من النصوص التوشيحية‬ ‫توسيع دوائر االنفتاح العلمي‪ ،‬الرسمي والمدني‪ ،‬لتنظيم الجهود الفردية‬ ‫المنتمية إلى شتى عصور األدب األندلسي‪ .‬فالغاية لم تكن الجرد التاريخي‬ ‫والجماعية إلعادة تقييم حصيلة تراكم العطاء الثقافي الرمزي المرتبط بعمقنا‬ ‫بل استثمار معطيات التاريخ الستكناه طبيعة الصور التوشيحية والنفاذ إلى‬ ‫األندلسي األصيل‪ ،‬فالزال الموضوع في حاجة إلى المزيد من تضافر الجهود‪،‬‬ ‫أغوارها‪ .‬إن “صور” الموشحات كون جمالي من شأنه أن يحفز أنماطا شتى من‬ ‫وتحديث الرؤى‪ ،‬وعقلنة االستثمار‪ ،‬وفاءا منا جميعا لعظمة االنتماء ل”أندلس‬ ‫المتلقين ويغريهم بتأمل ذلك التشكيل الذي تتداخل مكوناته فيما بينها ذاتيا‬ ‫األعماق”‪ ،‬أندلس العشق والوفاء‪ ،‬أندلس الجمال واإلبداع‪ ،‬أندلس البقاء‬ ‫واجتماعيا وتاريخيا‪.”...‬‬ ‫والخلود‪.‬‬ ‫ولالستجابة لمطلب هذا األفق العلمي الخالص‪ ،‬سعت المؤلفة إلى‬ ‫لقد قيل الشيء الكثير عن هذا الموضوع في جوانبه المتصلة –خاصة‪-‬‬ ‫التأصيل لقيم “الصورة” و”التشكيل الموسيقي” داخل أرصدة تراث الموشحات‬ ‫باإلبداع المكتوب وبالفكر المدون‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬ظل اإلبداع الموسيقي‬ ‫األندلسية‪ ،‬عبر االنفتاح على ذخيرة هائلة من المواد المصدرية‪ ،‬العربية‬ ‫على الهامش‪ ،‬ولم ينل إال حظا ضئيال من اهتمام المؤرخين المتخصصين‪.‬‬ ‫فباستثناء النبش العلمي الراقي الذي خلفه المرحوم الفقيه محمد المنوني‬ ‫واألجنبية‪ ،‬مكنتها من وضع اإلشكاالت الكبرى التي وجهت عملها التنقيبي‬ ‫حول سياقات تبلور ما نسميه اليوم ب”الموسيقى األندلسية”‪ ،‬فإن جل ما‬ ‫والتحليلي الهام والمتماسك‪ ،‬من قبيل البحث في مفهوم الموشح‪ ،‬وفي‬ ‫يملء الساحة حاليا يظل عبارة عن أعمال متفرقة أنجزها باحثون ال ينتمون‬ ‫طبيعة بنائه الداخلي‪ ،‬وفي أنماط التعبير عن حموالته‪ ،‬وفي تصنيفاته‬ ‫–بالضرورة‪ -‬لحقل التاريخ‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬تزايد االهتمام بأبعاد “صنعة اآللة”‬ ‫الشعرية والموسيقية‪ ،‬وفي خصائص صوره وتشكيالته‪ .‬وفي كل هذه‬ ‫وبمكوناتها التقنية والجمالية‪ ،‬في مقابل تواري الدراسات التنقيبية المستثمرة‬ ‫اإلشكاالت‪ ،‬ظلت الباحثة مسكونة بهاجس البحث في متون البالغة العربية‬ ‫لعطاء الدرس الجامعي التخصصي الكفيل بتفكيك بنية اإلبداع داخل عطاء‬ ‫القديمة وفي منطلقاتها وفي تجديداتها المواكبة لتوالي العصور‪ .‬وفي هذا‬ ‫تركيبة الموسيقى األندلسية‪.‬‬ ‫المنحى بالذات‪ ،‬استطاعت المؤلفة وضع قواعد إجرائية للبحث في مكونات‬ ‫لذلك‪ ،‬بدأ الباحثون يعيدون ترتيب أولوياتهم في التعاطي مع هذا‬ ‫التوليفة الفريدة التي جمعت‪/‬وتجمع الشعر بالموسيقى لدرجة االنسجام التام‬ ‫الموضوع‪ ،‬من خالل تنظيم العودة “الهادئة” لتفكيك نسق اإلبداع داخل‬ ‫والتماهي المطلق‪ ،‬من خالل رصد االرتدادات المرتبطة بالصيرورة التاريخية‬ ‫مجاالت تلقي الموسيقى األندلسية‪ ،‬لحنا وشعرا وأداءا وتأليفا وتوظيفا‪ .‬في‬ ‫غالف املجلة‬ ‫التي جعلت الموسيقى تؤثر بعمق في الموشح المغنى‪ ،‬بعد أن أضافت له قيما‬ ‫إطار هذا التصور العام‪ ،‬يندرج صدور كتاب “الصورة والتشكيل الموسيقي في‬ ‫شعرية رائدة وصورا بالغية وإنسانية متميزة‪ .‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬أضحى التتبع‬ ‫الموشحات األندلسية”‪ ،‬لألستاذة سعاد أنقار‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬وذلك في ما مجموعه ‪ 328‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم الكبير‪ .‬والعمل‪ ،‬في األصل‪ ،‬أطروحة جامعية تقدمت بها صاحبتها لنيل شهادة الدكتوراه في األدب‪ ،‬التاريخي مدخال أساسيا لتفسير أنماط التحول المتواصل داخل بنية الموشح عبر عنصري الصورة الشعرية‬ ‫كتتويج الهتمامات إبداعية وعلمية رائدة ارتبطت باسم األستاذة أنقار‪ ،‬من موقعها كمبدعة مهووسة بخبايا من جهة‪ ،‬والتشكيل الموسيقي من جهة ثانية‪.‬‬ ‫الموسيقى األندلسية‪ ،‬وكباحثة أكاديمية مجددة استطاعت مد الجسور القائمة والمفترضة بين انشغاالتها‬ ‫وبهذا العمق االستثنائي وغير المسبوق‪ ،‬استطاعت األستاذة سعاد أنقار وضع عتبات منهجية أساسية‬ ‫اإلبداعية والجمالية من جهة‪ ،‬وبين عطائها األكاديمي والعلمي من جهة ثانية‪.‬‬ ‫للتأصيل التاريخي لعطاء الموسيقى األندلسية المغربية‪ ،‬باعتبارها إفرازا لتطور تاريخي طويل وممتد‪،‬‬ ‫وبخصوص المضامين الكبرى للكتاب‪ ،‬فقد لخصتها الكلمة التصديرية بشكل دقيق‪ ،‬عندما قالت‪ :‬بحموالت جمالية وإنسانية‪ ،‬ال شك وأنها تشكل إحدى األركان األساسية لمعالم تشكل الهوية الثقافية‬ ‫“يبحث هذا الكتاب في إشكاالت فنية ذات صلة بالموشحات األندلسية من منظور “الصورة”‪ ،‬و”التشكيل المميزة لمغاربة األمس واليوم‪.‬‬

‫الكورونافوبيا‪ ..‬رهاب الوباء‬ ‫أقوى من الوباء‬ ‫كيف يمكن لفيروس صغير أن يحدث ضجة في الكرة األرضية؟ كيف يمكن له أن يخرج‬ ‫مكامن الضعف العالقة في دواخل البشر‪ ،‬بمجرد ما أن يلوح في األفق ؟‬ ‫يحدث لداء أن يحدث الفزع في نفوس البشر‪ ..‬يحدث أن يتسبب في قتلهم‪ ..‬لكن يحدث‬ ‫أيضا أن يقتلهم الرهاب منه وإن لم يالمسهم طيفه حتى‪...‬‬ ‫‪ ‬الكورونا فوبيا أو رهاب الكورونا‪ ،‬المرض القاتل أكثر من الوباء نفسه‪ ،‬والذي تفشى‬ ‫وانتشر بين جنبات العالم ضاربا عرض الحائط كل الحدود الجوية والبحرية‪...‬‬ ‫“عدوى الرهاب”‪ ،‬تملكت سكان البسيطة وأسكنتهم منازلهم وأخرجت منهم سمات لم‬ ‫يدركوا أنها تسكنهم باألساس‪ ...‬لتجد الناس تبحر في األسواق وتنهل من المتاجر والمحالت‬ ‫بنهم كبير ع ّلها تخزن ما يمكنها أن تخزنه من المؤونة تحسباً ألي ظرف طارئ تجيء به‬ ‫الكورونا‪ ...‬كما يشرع البعض اآلخر في اجتفاف الكمامات الطبية الواقية وكأن كم الكمامات‬ ‫سيقيهم من اإلصابة‪...‬‬ ‫تقول لبنى فايق وهي أستاذة إدارة األزمات والمخاطر في جامعة القاهرة في تصريح لها‬ ‫إلحدى القنوات العربية‪ “ :‬يجب االستعداد للتعامل مع مثل هذه المواقف بهدوء وشفافية‪ ،‬من‬ ‫خالل وجود خطط إدارة األزمة‪ ،‬حتى ال تكون تداعيات الموقف أخطر من المرض نفسه”‪ ،‬كما‬ ‫أكد العديد من علماء النفس أن التداعيات النفسية لهذا الوضع والذي من شأنه إرباك الناس‬ ‫يمكن أن تكون أكثر من اإلصابة بالوباء‪.‬‬ ‫أظن أن األمر يرجع للطبيعة البشرية‪ ..‬المتمثلة في الخوف من الموت‪ ..‬أو فقدان أحبة‬ ‫لنا‪ ..‬أظن أنه يتعلق بالتمسك بالحياة الذي يسكننا كبشر‪“ ..‬صراع البقاء” أو الصراع من أجل‬

‫السيادة والبقاء‪ ،‬الهم الذي يثقل‬ ‫كاهل البشرية منذ القدم ويخرج ما‬ ‫بداخلها من شر وخير‪.‬‬ ‫بقلم ‪ :‬مريم كرودي‬ ‫كل الوسائل متاحة وكل السبل‬ ‫مباحة أمام أعز ما يملكه االنسان‬ ‫في الحياة‪“ :‬الحياة”‪ ،‬هذا هو المبدأ‬ ‫الذي يطغى على مشهد العالم في اآلونة األخيرة‪ ،‬قاتل من أجل البقاء وال تستسلم‪..‬‬ ‫ال أنكر أن الداء موجــود وأنـــه ينتشر كالنـــار في الهشيــم‪ ،‬وأنــه يمكن أن يكون‬ ‫قاتــال إذا ما قلت مناعة المصــاب‪ ،‬وال أكتـــب هـــذه األسطر ألني قوية جدا وال ألني ال أهاب‬ ‫الوباء‪ ..‬إال أني أؤمن أن الحياة ال بد وأن تستمر وبشكل طبيعي‪ ،‬أؤمن بالقضاء والقدر وأؤمن‬ ‫أنه بإمكاني وقاية نفسي‪ ..‬كما أؤمن أن الوباء المنتشر تفشى في زمن التكنولوجيا ووسائل‬ ‫التواصل االجتماعي الشيء الذي أعطاه حجما أكثر مما ينبغي‪..‬‬ ‫لن نوقف سعادتنا ونضغط على زناد الخوف فينا حتى نقتل كل الجمال الذي بداخلنا‪...‬‬ ‫يقول نجيب محفوظ في روايته الشهيرة أوالد حارتنا ‪“ :‬الخوف ال يمنع من الموت ولكنه‬ ‫يمنع من الحياة‪”.‬‬ ‫هذا الرعب ال يمكنه أن يحجب الموت عنا وال يبعده عن سبيلنا‪ ،‬فبقدر إيماننا بالقضاء‬ ‫والقدر يجب أن نرتمي في أحضان الوقاية‪ ،‬وأخذ االحتياطات “المعقولة” والمضي قدما نحو‬ ‫الحياة‪ ..‬لن نغير القدر ولن نعدله‪ ،‬لكن بإمكاننا أن نحمي أنفسنا ومن نحب‪ ،‬ثم نعيش‬ ‫الحياة‪ ..‬وحسب‪.‬‬


‫العدد ‪1037‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العالمة الصوفي سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة‬ ‫وتراثه العلمي‬

‫مؤلفات ابن عجية في السيرة النبوية والحديث النبوي واألذكار‬ ‫النبوية والتصليات‪:‬‬ ‫‪ - 7‬األنوار السنية في شرح القصيدة الهمزية‪:‬‬ ‫هذا الكتاب ذكره ابن عجيبة في فهرسته‪ ،‬وتوجد منه نسخة‬ ‫مخطوطة في المكتبة العامة بتطوان تحت رقم (‪ ،)131‬وتتكون من‬ ‫(‪ )230‬صفحة‪ ،‬فرغ من تأليفه عام (‪1199‬هـ)‪.‬‬ ‫وقصيدة الهمزية تسمى بـ»أم القرى في مدح خير الورى»‪ ،‬وقد‬ ‫احتوت على سرد شامل لحياة خير البرية (ص)‪ ،‬من والدته وما صاحبها‬ ‫من آيات ومعجزات‪ ،‬والحديث عن أخالقه ومعجزاته وغزواته‪.‬‬ ‫وقد اشتهرت همزية اإلمام البوصيري اشتهارا واسعا في شرق‬ ‫العالم اإلسالمي وغربه‪ ،‬وهي من أشهر القصائد التي اعتمدتها‬ ‫مجالس الدرس‪ ،‬وأقبل المتعلمون على حفظها في شتى مناطق الغرب‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وعارضها غير واحد من الشعراء‪ ،‬وشرحها عدد ال بأس به‬ ‫من العلماء‪.‬‬ ‫وكان اعتماد ابن عجيبة في (األنوار السنية) على شرح ابن حجر‬ ‫كما صرح بذلك في خاتمة مؤلفه‪ .‬يقول ابن عجيبة في مقدمة شرحه‬ ‫المطول‪( :‬الحمد هلل الذي اختص سيدنا وموالنا محمدا بالمحبة التامة‬ ‫ورفيع الدرجات‪ ،‬وأتحفه بالخلة الصافية والمعارج السنيات‪ ،‬وأيده بالحجة‬ ‫الدامغة واآليات البينات‪ ،‬وفضله على جميع العوالم والمكونات‪ ..‬وقد‬ ‫استخرت اهلل بعد التضرع واالبتهال في وضع تقييد عليها يحل ألفاظها‬ ‫ويبين منها ما كان في حيز اإلشكال وسميته ب‪(:‬األنوار السنية في‬ ‫شرح قصيدة الهمزية) )(‪.)1‬‬ ‫‪ - 8‬شرح بردة البوصيري‪:‬‬ ‫شرح ابن عجيبة القصيدة المسماة‪« :‬الكواكب الدرية في مدح خير‬ ‫البرية»‪ ،‬وتتألف تلك القصيدة من ‪ 160‬بيتا‪ ،‬وهذا الشرح مذكور في‬ ‫الفهرسة‪.‬‬ ‫وقد تميزت هذه القصيدة ببراعتها وحسن ترتيبها وكثرة‬ ‫محاكاتها‪ ،‬وتضمنت موضوعاتها بعد االستهالل الحديث عن القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬والحديث عن سيرة نبينا محمد (ص)‪ ،‬وحادث اإلسراء والمعراج‪،‬‬ ‫ثم جهاده عليه الصالة والسالم‪ .‬ويطغى على أبياتها النفس الصوفي‪،‬‬ ‫وكان االهتمام بها مثل االهتمام بالهمزية من حيث المعارضة والشرح‬ ‫من طرف العديد من الشعراء واألدباء‪.‬‬ ‫فرغ ابن عجيبة من هذا الشرح سنة (‪1203‬هـ)‪ ،‬وتوجد نسخة منه‬ ‫في المكتبة العامة بتطوان تحت رقم (‪ )281‬ويقع في نحو ‪ 238‬صفحة‪.‬‬ ‫ويعتبر شرح ابن عجيبة من أبرز الشروح المغربية المتأخرة‪ ،‬ذكر‬ ‫في مقدمة شرحه ما يلي‪( :‬الحمد هلل الذي منَّ علينا بما ال نحصي‬ ‫تعداده من النعم وفضلنا بأكرم الخلق وسيد الرسل على سائر األمم‪...‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فأهم ما تشتغل به األفكار وتسطره األقالم في الدواوين‬ ‫واألسفار مدح هذا النبي األكرم والرسول األفخم‪ ،‬فهو من أقرب الطرق‬ ‫الموصلة إلى الرشد والصواب ومن أعظم الوسائل إلى ملك الملوك‬ ‫ورب األرباب‪ ،)2()..‬وكان تركيزه في هذا الشرح على الجانب اللغوي‬ ‫والبالغي خاصة‪ ،‬وذيله كذلك بإعراب كلمات أبياتها(‪.)3‬‬ ‫‪ - 9‬شجرة اليقين فيما يتعلق بكون رب العالمين‪:‬‬ ‫وهو من الكتب التي اعتنى بنشرها عبد السالم العمراني الخالدي‬ ‫ضمن مجموعته «الجواهير العجيبة»‪ .‬عرّف ابن عجيبة في هذا الكتاب‬ ‫ببعض األحاديث النبوية المأثورة حول شجرة النور النبوية‪ ،‬وجاء في‬ ‫مقدمته قوله‪( :‬الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على خير‬ ‫البرية محمد وآله أجمعين‪ ،‬أما بعد‪ :‬فقد جاء في الخبر أن اهلل تعالى‬ ‫خلق شجرة من النور ولها أربعة أغصان فسماها شجرة اليقين‪ ،‬ثم خلق‬ ‫نور محمد (ص) في حجاب من درة بيضاء‪ )..‬الخ(‪ ،)4‬وقد قسم الكتاب‬ ‫إلى مجموعة من األبواب مرتبة حسب مواضيعها المتعلقة بعالم‬ ‫الغيب؛ مبتدئا بباب تخليق آدم عليه السالم‪ ،‬وخلق المالئكة عليهم‬ ‫السالم‪ ،‬وذكر الروح والموت وأحواله‪ ،‬وأهوال عذاب القبر‪ ،‬وأحوال‬ ‫الحشر يوم القيامة‪ ،‬وذكر النار والجنة وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 10‬شرح صالة عبد السالم بن مَشِيش‪:‬‬ ‫وهذا الكتاب ذكره ابن عجيبة في فهرسته‪ ،‬ويعتبر هذا الشرح‬ ‫من أبرز شروح الصلوات والدعوات المعتمدة لدى أرباب التصوف‬ ‫بالمغرب بعد عصر صاحبها‪ ،‬ومطلع الصالة المشيشية‪( :‬اللهم صل‬ ‫على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار وفيه ارتقت الحقائقُ‬ ‫وتنزلت علومُ آدم فأعجز الخالئقَ‪ ،‬وله تضاءلت ال ُفهومُ فلم‬ ‫يدركه منا‪ ‬سابقٌ وال الحقٌ‪ ،‬فرياضُ الملكوتِ بزه ِر جمالهِ مونق ٌة‬ ‫ُ‬ ‫منوط‪،‬‬ ‫بفيض أنوا ِرهِمتدفق ٌة‪ ،‬وال شيء إال وهو به‬ ‫وحياضُ الجبروتِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الموسوط‪ ،‬صالة تليقُ بك منك‬ ‫الواسطة لذهب كما قيل‬ ‫إذ لوال‬ ‫إليهِ كما هو أه ُله‪.)5()..‬‬ ‫وقد قام بشرح هذه الصالة مجموعة من العلماء أبرزهم‪ :‬الخروبي‬

‫ـ‪3‬ـ‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫• األستاذ منتصر الخطيب‬

‫وابن زكري والزرويلي وابن كيران‪ ..‬وجاء في طالعة شرح ابن عجيبة‬ ‫قوله‪( :‬نحمدك يا من تجلى لقلوب أوليائه بكمال جماله وبهائه‪،‬‬ ‫فتنزهت في رياض ملكوته األفكار‪ ،‬ونشكرك يا من تولى أسرار أنبيائه‬ ‫وأصفيائه فخاضت في بحار جبروته األسرار‪ ..‬وبعد فهذا شرح لطيف‬ ‫على تصلية القطب الجامع سيدي عبد السالم بن مشيش‪ ،‬نفعنا اهلل‬ ‫بذكره وأفاض علينا من سيب فيضه آمين‪ ،‬ندبني إليها شيخنا العارف‬ ‫الرباني قدوة السائرين ومربي الواصلين سيدي محمد بن أحمد‬ ‫البوزيدي الحسني فأجبته إلى ذلك‪ ،)6()..‬وقد استهله الشارح بترجمة‬ ‫للشيخ عبد السالم ابن مشيش وذكر بعض ما أثر عنه من حكم وأقوال‪.‬‬ ‫ولعل هذا الشرح كان في بداية دخوله عالم التصوف وعلم‬ ‫الباطن‪ ،‬حيث ذكر ابن عجيبة كما جاء في تبييضه‪ ،‬أنه كتبه في خامس‬ ‫ذي الحجة من عام ‪1210‬م‪.‬‬ ‫وتوجد نسخ من هذا الشرح في أهم الخزانات المغربية‪ :‬الخزانة‬ ‫العامة بالرباط تحت أرقام (‪ 1736‬د‪1071 -‬د‪-1651‬د‪-1210‬د‪-‬‬ ‫‪1359‬ك)‪ ،‬كما توجد نسخة منه بالمكتبة العامة بتطوان تحت رقم‬ ‫(‪ .)457‬وطبع هذا الشرح ضمن كتاب‪« :‬مجموع مؤلفات أحمد بن‬ ‫عجيبة» الذي اعتنى بإخراجه عبد السالم العمراني الخالدي‪ ،‬واشتمل‬ ‫على األعمال التالية‪ 1- :‬شرح صالة القطب بن مشيش ‪ 2-‬شرح صالة‬ ‫ابن العربي الحاتمي ‪ 3-‬سلك الدرر في ذكر القضاء والقدر ‪ 4-‬معراج‬ ‫التشوف إلى حقائق التصوف ‪ 5-‬شرح خمرية ابن الفارض ‪ 6-‬شرح‬ ‫قصيدة (يا من تعاظم) للرفاعي ‪ 7-‬شرح بعض مقتطفات الششتري‬ ‫‪ 8‬شرح بعض أبيات الجنيد ‪ 9-‬شرح الفتوحات القدوسية في شرح‬‫المقدمة اآلجرومية ‪ 10-‬شرحة نونية الششتري‪.‬‬ ‫‪ - 11‬شرح صالة ابن العربي الحاتمي‪:‬‬ ‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬توجد منه نسخ مخطوطة في‪ :‬الخزانة‬ ‫العامة بالرباط تحت رقم (‪1974‬د و‪2134‬د)‪ ،‬كما توجد منه نسخة‬ ‫خطية بمكتبة د‪ /‬حسن عباس زكى‪ ،‬ويقع فى عشر صفحات‪ ،‬وكان‬ ‫الفراغ من تبييضه‪ :‬يوم الخميس خاتمة جمادى األولى سنة (‪1219‬هـ)‪.‬‬ ‫وموضوعه مدح الذات المحمدية ليس على طريق أهل الظاهر ولكن‬ ‫على طريقة أهل الباطن الذين مدحوا سره عليه السالم الباطني ونوره‬ ‫األصلي‪ ،‬ألنهم يعتبرونه بذرة الوجود والسبب في إيجاد كل التجليات‬ ‫الكونية(‪ ،)7‬يقول ابن عجيبة في مقدمته‪( :‬وبعد‪ ،‬فقد سألني بعض‬ ‫اإلخوان أن أضع تقييدا على صالة النبي (ص) البن العربي الحاتمي‪،‬‬ ‫نبين ما انفلق من معانيها وما أشكل من مبانيها فأجبت سؤالهم بعد‬ ‫أن استأذنت شيخنا العارف الرباني البوزيدي الحسني‪ ..‬اعلم أن الناس‬ ‫في مدحه (ص) على قسمين‪ :‬قسم مدحوا شخصه الظاهر فذكروا ما‬ ‫يتعلق بجماله الحسي وما يتبع ذلك من الكماالت الظاهرة والباطنة‬ ‫وما يلتحق به من المعجزات والخوارق وهم أهل الظاهر‪ .‬وقسم مدحوا‬ ‫سره الباطني ونوره األصلي فذكروا نوره المتقدم وما تفرع عنه من‬ ‫التجليات الحسية كالقطب ابن مشيش وأضرابه‪ ،‬ومنهم العارف الرباني‬ ‫والقطب الصمداني بحري زمانه وفريد عصره وأوانه محيي الدين ابن‬ ‫العربي الحاتمي‪ ،)8()..‬وهكذا تعرض ابن عجيبة في هذا الشرح لبعض‬ ‫األسرار النبوية وإبراز كماالته عليه السالم‪ .‬طبع هذا الكتاب بعناية‬ ‫حفيد الشيخ‪ :‬أحمد بن محمد ابن عجية بتطوان سنة ‪1402‬هـ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬حاشية على الجامع الصغير للسيوطي‪:‬‬ ‫وهي مذكورة في الفهرسة‪ ،‬فرغ من تأليفها أواسط شعبان عام‬ ‫‪1224‬هـ‪ ،‬وتوجد منه نسخة خطية بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم‬ ‫(‪1831‬د) تمت كتابتها في عام ‪1251‬هـ‪ .‬وهذا الكتاب يبرز لنا قوة‬ ‫وعلم سيدي أحمد بنعجيبة في علم الحديث‪ ،‬وهو العلم الذي تلقاه في‬ ‫الصغر وانعكس فضله عليه في الكبر تاريخ تأليف هذا المختصر الذي‬ ‫يوافق السنة التي توفي فيها مترجمنا‪.‬‬ ‫والجامع الصغير من حديث البشير النذير للسيوطي يعتبر من ّ‬ ‫أجل‬ ‫الكتب التي حوت نفائس الصناعة الحديثية‪ ،‬جمع فيه مؤلفه ما يزيد‬ ‫على عشرة آالف حديث مرتبة على حروف المعجم‪ ،‬محذوفة األسانيد‬ ‫إال ما كان من ذكر الراوي ومصدره من كتب الصحاح والسنن‪ ،‬سهلة‬ ‫الحفظ‪ ،‬مشتملة على جميع فروع الشريعة‪.‬‬ ‫هذا وقد وضعت على الجامع الصغير عدة شروح كما ذكر ابن‬ ‫عجيبة بقوله‪( :‬وقد شرحه – المختصر‪ -‬بعض العلماء كالمناوي‬ ‫والعزيزي والعلقمي وغيرهم‪ ،‬لكنه قد يصعب تحصيل شروحهم على‬ ‫كثير من طلبة العلم لكبر جرمه وعظم حجمه‪ ،‬فأردت بعون اهلل أن‬ ‫أضع عليه حاشية مختصرة‪ ،‬تبين ما انغلق من بعض األحاديث دون ما‬ ‫اتضح معناه لعدم افتقاره إلى بيان‪ ،)9()..‬فقامت حاشيته هذه إذن على‬ ‫ضبط هاتين المسألتين‪ :‬جانب اللغة وتفسير غريب األلفاظ‪ ،‬مع بيان‬ ‫سبب ورود الحديث وذكر بعض الفوائد‪ ،‬مع الوقوف مليا على ما يتصل‬ ‫بعمل القلوب والسلوك‪.‬‬ ‫وهذه الحاشية كانت موضوع تحقيق في رسالة جامعية تقدم بها‬ ‫الباحث‪ :‬علي إسماعيل تمام تحت إشراف الدكتور فاروق حمادة‪ .‬كلية‬

‫اآلداب بالرباط‪ .‬الموسم الجامعي‪1414 .‬ـ ‪1415‬هـ ‪1994 - 1993 /‬م‪.‬‬ ‫‪ 2‬ج‪ 803( .‬ورقة)‪.‬‬ ‫‪ - 13‬أربعون حديثا في األصول والفروع والرقائق‪:‬‬ ‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬وهو من أوائل ما ألفه سيدي أحمد ابن‬ ‫عجيبة ‪.‬ذكر في أوله قوله‪( :‬وبعد‪ ،‬فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال‪:‬‬ ‫من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه اهلل يوم القيامة‬ ‫في زمرة الفقهاء والعلماء‪ ..‬وقد استخرت اهلل في جمع هذه األربعين‬ ‫في علم األصول والفروع وشيء من علم التصوف‪ ،‬نسأل اهلل تعالى أن‬ ‫يجعل جمعها خالصا لوجهه الكريم‪ ،)10()..‬وقد ابتدأ ابن عجيبة مؤلفه‬ ‫بحديث النيات‪( :‬إنما األعمال بالنيات) مثلما فعله من قبله كالسيوطي‬ ‫وغيره‪ ،‬ثم أتبعه بأحاديث في اإلخالص واإليمان واإلسالم والطهارة‬ ‫والصالة والزكاة والصدقة والصيام‪ .‬وقد ذكر د‪ .‬حسن عزوزي أن‬ ‫النسخة المتوفرة اليوم هي مخطوطة الخزانة العامة بالرباط التي تقع‬ ‫ضمن مجموع يحمل رقم (‪2829‬د)‪ ،‬إال أنها غير تامة‪ ،‬وأشار إلى أن‬ ‫ابن عجيبة يورد في الكتاب اسم الراوي والحديث الذي يرويه ثم يذكر‬ ‫المصدر الذي أخرجه كصحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬وسنن الترمذي وأبي‬ ‫داود والطبراني‪.‬‬ ‫‪ - 14‬األنوار السنية في األذكار النبوية‪:‬‬ ‫ذكره ابن عجيبة في الفهرسة‪ ،‬وفرغ من تحريره سنة ‪1205‬هـ‪،‬‬ ‫وتوجد منه نسخة مخطوطة في‪ :‬المكتبة العامة بتطوان تحت رقم‬ ‫‪853‬م‪ ،‬ونسخة أخرى في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم (‪2134‬د)‪.‬‬ ‫وعنوانه قريب من عنوان شرحه على همزية اإلمام البوصيري‪ .‬جمع‬ ‫فيه ابن عجيبة جملة من األذكار النبوية التي يحتاجها المرء في اليوم‬ ‫والليلة‪ ،‬مثلما نجده في أذكار النووي‪ ،‬إال أنه أخالها من ذكر األسانيد‬ ‫قصد االختصار‪ .‬قال ابن عجيبة في مقدمته‪( :‬وبعد فقد سألني بعض‬ ‫اإلخوان ممن له بطريق القوم اعتناء وشأن أن أضع تأليفا مختصرا في‬ ‫األذكار النبوية المشروعة عند األحوال المختلفة‪.)11()...‬‬ ‫‪ - 15‬األدعية واألذكار الممحقة للذنوب واألوزار‪:‬‬ ‫لم يذكره ابن عجيبة في الفهرسة‪ ،‬فرغ من تحريره سنة ‪1222‬هـ‪،‬‬ ‫وتوجد منه نسخة مخطوطة في المكتبة العامة بتطوان تحت رقم ‪274‬‬ ‫ق‪.‬م‪ .‬وقد جاء في طالعته‪( :‬الحمد هلل الذي جعل ذكر حبيبه نبينا محمد‬ ‫(ص) مرتع أهل الخيرات‪ ،‬وزاد أهل الفضل والسعادات الذين فنيت‬ ‫نفوسهم وأضاءت قلوبهم وهامت أرواحهم في حبه وحب حبيبه‪..‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬فإني لما رأيت قول اهلل سبحانه وتعالى‪( :‬يا أيها الذين آمنوا‬ ‫اذكروا اهلل ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيال‪ )..‬وقوله (ص)‪( :‬ما اجتمع‬ ‫قوم يذكرون اسم اهلل تعالى إال وحفتهم المالئكة وغشيتهم الرحمة‬ ‫ونزلت عليهم السكينة وذكرهم اهلل فيمن عنده‪ )..‬أحببت أن أذكر‬ ‫لك شيئا من االستغفار والصالة واألدعية واألذكار الواردة عنه (ص)‬ ‫والمستعملة لدى األولياء العاملين والعلماء العارفين على قدر الطاقة‬ ‫وقلة البضاعة‪ ..‬وسميته‪( :‬مجموع األدعية واألذكار الممحقة للذنوب‬ ‫واألوزار) بالهيللة واالستغفار والصالة على النبي المختار‪،)13()..‬‬ ‫والكتاب مقسم إلى أربعة فصول‪.‬‬ ‫‪ - 16‬شرح كتاب الحصن الحصين من كالم سيد المرسلين‪:‬‬ ‫وكتاب الحصن الحصين هو البن الجزري المتوفى سنة ‪739‬هـ‪،‬‬ ‫ذكر فيه مجموعة من األحاديث التي تضمنت أذكارا ودعوات ‪ -‬ويقع‬ ‫في عشرة أبواب ‪ -‬يتحصن بها المسلم في الصباح والمساء‪ ،‬وهي‬ ‫مستخرجة ومختارة من كتب الصحاح‪ .‬وهذا الشرح ذكره ابن عجيبة‬ ‫في فهرسته‪ ،‬مبيّنا أنه لم يكمله‪ .‬وقد ذكر فيه المؤلف مجموعة‬ ‫من األحاديث تضمنت أذكارا ودعوات وصلوات كتلك التي وردت في‬ ‫مؤلفاته المشار إليها سابقا كالصالة المشيشية‪ .‬وهذا الشرح لم يظهر‬ ‫للعيان بعد‪ ،‬مخطوطا أو مطبوعا‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫(‪ )1‬الشيخ أحمد ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬د‪ .‬حسن عزوزي‪-‬‬ ‫ج‪1/310‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬ ‫(‪ )3‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1/319‬‬ ‫(‪ )4‬الجواهير العجيبة من تآليف سيدي أحمد ابن عجيبة‪ -‬جمع وتقديم‬ ‫عبد السالم الخالدي ضمن مجموعته «سلسالت نورانية»‪ -‬ص‪183 :‬‬ ‫(‪ )5‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1/243‬‬ ‫(‪ )6‬نفسه‪ -‬ج‪1/330‬‬ ‫(‪ )7‬نفسه‪ -‬ج‪1/366‬‬ ‫(‪ )8‬كتاب شرح صالة القطب ابن مشيش‪ -‬جمع وتقديم عبد السالم‬ ‫الخالدي‪ -‬ص‪10 :‬‬ ‫(‪ )9‬فهرسة ابن عجيبة‪ -‬ص‪40 :‬‬ ‫(‪ )10‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1/323‬‬ ‫(‪ )12‬نفسه ‪ -‬ج‪1/322‬‬ ‫(‪ )12‬نفسه ‪ -‬ج‪1/381‬‬


‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫مع الشاعر‬ ‫واألديب‬

‫‪15‬‬

‫األستاذ مصطفى الطريبق‬ ‫في ديوانه الصادح‬ ‫«إعدام البراءة»‬

‫اآلن نتناول الجانب الفلسطيني من هذا الديوان ألهميته الوطنية والقومية والعربية‪ ،‬ولحبنا وحب الشاعر الجياش‬ ‫لتحرير هذه األرض وتعبيره الصادق األمين عن خوالجنا وعواطفنا وروحنا مع الشعب الفلسطيني وفدائنا ألرواح الشهداء‬ ‫من أجل قضيتنا الفلسطينية المصيرية المقدسة‪:‬‬ ‫للشاعر مصطفى الشريف الطريبق ديوان شعر هو عبارة عن بركان متفجر بالعواطف الوطنية المقدامة‬ ‫واألواصر العروبية الصامدة‪ ،‬والمشاعر الجياشة نحو فلسطين السليبة والحبيبة‪ ،‬عنوان الديوان‪(( :‬إعدام البراءة))(‪)1‬‬ ‫أصدرته جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير سنة ‪ )2( 2001‬وهو يتفرع إلى ثالثة محاور هي‪ :‬المحور‬ ‫الفلسطيني (‪ )3‬والمحور القومي العروبي (‪ )4‬والمحور الوطني (‪ )5‬ونظرا لمعرفتي باألستاذ مصطفى الطريبق وما‬ ‫هو عليه من عطاء زاخرفي ميدان الثقافة واإلبداع حيث ال ينحصر عطاؤه في ميدان واحد‪ ،‬وإنما يشمل ميادين متعددة‬ ‫منها نظم الشعر ونشره في عدد من الجرائد والمواقع اإللكترونية واإلذاعات والمناسبات الوطنية وغيرها‪ ،‬وكتابة‬ ‫القصة القصيرة والمقاالت األدبية والفكرية واإلسالمية‪ ،‬والدراسات النقدية والكتابة في التاريخ حيث أصدرت له‬ ‫«منشورات المجلس العلمي المحلي للعرائش كتابا هاما جدا بعنوان «معركة استرجاع مدينة العرائش‬ ‫في عهد موالي إسماعيل وتداعياتها التاريخية واألدبية» سنة ‪ 2012‬ثم الكتابة حول الحركة الوطنية‬ ‫بالشمال وغيرها من المؤلفات والكتب والدراسات المختلفة والرصينة‪...‬‬ ‫وإنني أردت أن أطل عليه من خالل ديوانه‪(( :‬إعدام البراءة)) وأفتح عليه نافذتي ليرى‬ ‫القراء والمهتمون بالشعر واألدب خاصة والمثقفون والمتتبعون عامة أن الشعر عند الشاعر‬ ‫مصطفى الطريبق في كنهه وحقيقته معاناة في الشدائد والمحن‪ ،‬وأنه شاعر فذ يتفانى في‬ ‫حب وطنه‪ ،‬ويدافع عن العروبة واإلسالم‪ ،‬ويخفق قلبه بحب فلسطين والعمل على نجدته‪،‬‬ ‫وفي عمقه أكثر من جرح مما يعانيه الفلسطينيون األقحاح‪...‬‬ ‫لقد شدني ((ديوان إعدام البراءة)) إليه بكل محاوره وبلغته المعبرة‪ ،‬ومعانيه‬ ‫الواضحة وصدقه المتجلي في كل قصيدة‪ ،‬وشاعريته المتمكنة التي تجعلك تقرأ شعرا‬ ‫عربيا أصيال قائما على أصول متينة عروضا ولغة وبالغة وأسلوبا بيانيا‪.‬‬ ‫وما إن بدأت بقراءة الديوان وانسجمت معه وتحسست جماله التعبيري وروعته‬ ‫البيانية التي رقت معني وسمت تركيبا‪ ،‬حتى ارتميت «ألغوص» في بحر محاورة ألكشف‬ ‫صدفاتها‪ ،‬وألقف على مكامن البناء الفني والتشكيل اللغوي‪ ،‬والتخيل الجميل وغير ذلك‬ ‫مما يعبر عن خبرة الشاعر وحنكته وسعة أفقه وامتالكه الباع الطويل مما ال يتوفر إال‬ ‫لشاعر سمح بالشعر واقتدار على القوافي وتبينت على شعره رونق الطبع ووشي الغريزة‬ ‫وحتى ال أترك هذا الديوان الرائع دون تناول محتوياته والكشف عنها في كتابة صادقة‪،‬‬ ‫فإنني رأيت االقتصار على محور فصائده «ست وعشرون قصيدة» وهي قصائد ما إن قرأتها‬ ‫حتى شعرت وكأنني أقرأ شعر الطليعة األولى من الشعراء الفلسطينيين كإبراهيم طوقان‬ ‫والشاعر الحوت‪ ،‬والشاعر حسن بحيري‪ ،‬والشاعر عبد الرحيم محمود وغيرهم‪.‬‬ ‫فالشاعر مصطفى الطريبق في قصائده الفلسطينية كواحد من هؤالء الذين كانوا الجذع‬ ‫الذي نبتت عليه األغاني على حد قول محمود درويش في الشاعر أبي سلمى‪(( :‬نحن امتدادك وامتداد‬ ‫أخويك اللذين ذهبا‪ :‬إبراهيم‪ ،‬وعبد الرحيم الذي قاتل بالكلمة والجسد))‪.‬‬ ‫شعر مصطفى الطريبق في فلسطين ليس كلمات وعبارات‪ ،‬وإنما قطرات عصرها من عواطفه ومشاعره‪،‬‬ ‫فلسطين في منظوره أرض الفداء‪ ،‬ومهد البطولة العصماء‪ ،‬واألرض كلها في حزن كبير وحسرة وبكاء‪ ،‬ساءها مايجري‬ ‫بأرض فلسطين‪ ،‬ساءها ما بدا من األعداء‪ ،‬فيها يقتل الطفل‪ ،‬وال تراعى حقوق‪ ،‬وتنهب األرض والحمى‬ ‫يقول فيها‪:‬‬ ‫يا فلسـطـين أنـت أرض الـفـداء •• أنت مهد البطولة العصــماء‬ ‫هذه األرض قد بدت عنك فـي حــز •• ن كبير وحســرة وبكــاء‬ ‫ساءها مـا رأت بأرضك يجـــري •• ساءها ما بـدا من األعــداء‬ ‫يقبل الطفل ال تراعــى حـــقوق •• تنهب األرض والحمى بالدمـاء‬ ‫يؤخذ الناس للســجون اعــتـداء •• تتنامى الهموم دون انـتهــاء‬ ‫وليس حزنه حزن نائح مستكيـن فاقد األمل‪ ،‬وإنما هو حزن من في قلبه األمل الذي يراه في‬ ‫أبناء فلسطين الذين بدوا كلهم بإبائهم في ازدهاء والذين هم رمز وثبة وإباء وأقسموا أن يحرروا‬ ‫أرضهم في عزمة وحماسة ووفاء‪ ،‬والحر إذا أقسم البد من الوفاء قبل الموت والشهيد ال يفنى ألنه‬ ‫خلود‪ ،‬وألنه شهادة للبقاء‪ ،‬وهذا ما يخاطب به فلسطين فيقول‪:‬‬ ‫ليـس إال أبنـاؤك الغر من هـــم •• بإباء لهم بدوا في ازدهــاء (‪)7‬‬ ‫لم تر العين مـثلـهم في حياتـــي •• إنهم رمز وثبـة وإبــــاء‬ ‫أقسموا أن يـحرروا أرضـهم فـي •• عزمة في حـماسة ووفــاء‬ ‫وإذا الــحـر أقســـــم البـ •• دا الوفا أن يكون قبل الـفناء‬ ‫فالشاعر مصطفى الطريبق يصرخ من أجل فلسطين‪ ،‬وصراخه ليس اتكاء على الحزن وليس البكاء على اليأس‪،‬‬ ‫وإنما اتكاء على التفاؤل واألمل في الشباب‪ ،‬وإذا كان الشعراء الذين ذكرت قد نظموا قصائدهم في غياهب السجون‬ ‫كسجن الرملة‪ ،‬وسجن الدامون‪ ،‬وتحت السياط‪ ،‬فإن الشاعر مصطفى الطريبق نظم قصائده وهو في محراب النجوى‬ ‫والحب الصادق والتجاوب الكامل مع فلسطين في كل ما تعانيه وفي كل ما يقع فيها من ظلم وجبروت وغطرسة من‬ ‫طرف العدو‪ ،‬ولعل الديوان كله ما جاء إال انفعاال وتفاعال مع أحداث فلسطين‪ ،‬ولذلك سماه « إعدام البراءة»‪ ،‬وكل‬ ‫القصائد الفلسطينية في الديوان هي تفجع وتوجع على فلسطين ولكن في مضمونها أمل بجهود الشباب ورجاء في‬ ‫المستقبل المنشود‪ ،‬أما العنوان «إعدام البراءة» فهو مقتبس من الجريمة النكراء التي لن ينساها التاريخ وهو قتل‬ ‫الطفل الصغير أبي درة الذي لم ينفعه االحتماء بأبيه ولم ينفعه االحتماء بالجدار‪ .‬وقد تألم الشاعر لذلك المنظر المؤلم‬ ‫فنظم قصيدته الخالدة ((شهيد الخلود)) (‪ )8‬التي يقول فيها‪:‬‬ ‫أبادرة‪ ،‬إن عيـني تـدمــع •• وقلبي من حزنـه يتقطــع‬ ‫مضيت شهيدا‪ ،‬وأنـت صـبي •• فصرت لبحر البطولة منبـع‬ ‫وما مت‪ ،‬لكـن فإنك حــي •• وإنك فينا‪ ،‬الخـلود موقــع‬ ‫فما مثل هذي المجازر يومـا •• رأينا‪ ،‬وكنا لـها نتوقـــع‬ ‫فذا مـا أراد صـهــاينـة •• وكل يرى‪ ،‬ما أتوك ويسـمع‬ ‫أتونا وحوشا عـتاة نــرى •• بأفعالهم كل حسن تصــدع‬ ‫خال كل قلب‪ ،‬لهم من شعـور •• فهم كالجماد‪ ،‬فمـا فيه منفـع‬ ‫رصاص يصيب قلوبا‪ ،‬ويرمي •• رؤوسا لعزلنا‪ ،‬ثـم يصــرع‬ ‫فقد ضاع رشد لهم وتــراءوا •• كحمقى‪ ،‬يجولون في كل مربع‬ ‫فيا ليتهم علمــوا أنـهــم •• ولو قد تمادوا بنـار ومدفــع‬ ‫فالشعب كلــه قـوتـــه •• بها يطرد الظلم عنه‪ ،‬ويـدفـع‬ ‫والبد للظلم مــن آخـــر •• وكل ظلوم‪ ،‬فــال بد يخضـع‬ ‫فهدي جماهير شعب تــراها •• أتت لفلسطين صـفا تطــوع‬ ‫يسير بـها لألمام يقــيــن •• بأن لها النصر‪ ،‬صبحا سيطلـع‬ ‫ومهما تمادى الدجى واستطالت •• سحائبه بيننا سوف تـــنزع‬ ‫فسوف يهل صباح جـمـيـل •• يشع ضياؤه‪ ،‬مسـكا تـضـوع‬ ‫فيهنى الصبي‪ ،‬وأمـه تمشـي •• لتقطف زهرا‪ ،‬بـه تتـمتــع‬ ‫ويمشي أبوه لزرع ثـمــار •• بها كل خير‪ ،‬يفـيد وينـفــع‬ ‫ويزهو السالم وللقدس نمـشي •• نصلي مع المسـلمين ونركـع‬ ‫وندعو لربي بأن ليس يبقــى •• بها مجرم ظالم‪ ،‬ليـس يخشـع‬ ‫فمنا الترحم فــي خشعــة •• لكل شهيد‪ ،‬مضى وتــطـوع‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬ ‫بفضله ساد لواء الحــق فينا •• وما عاد ظلم‪ ،‬لنا يتــوقــع‬ ‫فكل العال من دما شـهـداء •• لنا‪ ،‬وبفضلهم المجد يسطــع‬ ‫فهم صانعوا كل عـز لنـا •• من المجد طرا ومنهم ترصـع‬

‫وفي الفترة األخيرة فقد أكدت المملكة المغربية‪ ،‬دعمها الدائم ـ كعادتها ـ للقضية الفلسطينية إليجاد‬ ‫حل عادل ونهائي ينصف الشعب الفلسطيني‪ ،‬وقال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون اإلفريقي‬ ‫والمغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬محسن الجزولي‪ ،‬في كلمة خالل االجتماع الطاريء لمجلس الجامعة العربية على مستوى‬ ‫وزراء الخارجية العرب‪ ،‬يوم السبت ‪ 2020/01/01‬بالقاهرة‪ ،‬لبحث خطة السالم األمريكية في الشرق األوسط‪ ،‬إن‬ ‫المملكة المغربية تؤكد ((دعمها الدائم للقضية الفلسطينية إليجاد حل عادل ونهائي لهذه القضية‪ ،‬ينصف األشقاء‬ ‫الفلسطينيين))‪ .‬وأضاف الوزير أن حل القضية الفلسطينية هو ((مفتاح االستقرار في الشرق األوسط))‪ ،‬مبرزا أن المملكة‬ ‫المغربية ((تقدر الجهود البناءة للسالم الذي تقدمت بها اإلدارة األمريكية من أجل التوصل إلى حل دائم وعادل‬ ‫ومنصف لهذه القضية))‪.‬‬ ‫وسجل الجزولي أن المملكة المغربية ((تأمل في أن يتم إطالق دينامية بناءة للسالم تهدف‬ ‫إلى إيجاد حل واقعي عادل ودائم وقابل للتطبيق للصراع الفلسطيني اإلسرائيلي بما يلبي‬ ‫الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني‪ .‬من أجل دولة مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس‬ ‫الشرقية‪ ،‬وذلك لتمكين شعوب المنطقة من العيش بكرامة ورخاء واستقرار))‪.‬‬ ‫كما تعتبر المملكة المغربية أنه ((يجب الحفاظ على وضعية القدس وأن يناقش القرار‬ ‫النهائي بين الطرفين وفقا للشرعية الدولية))‪.‬‬ ‫والبد من الذكر واإلشارة إلى أنه خالل أوائل السبعينات من القرن الماضي‬ ‫بالخصوص وغيرها كانت تنظم في كثير من الدول العربية وعاصمة المغرب الرباط‬ ‫ومدن عديدة ندوات ومحاضرات ووقفات احتجاجية مكثفة تدافع عن فلسطين السليبة‬ ‫والحبيبة من طرف الطلبة واألساتذة الجامعيين خاصة وغيرهم مثل الندوة الكبيرة‬ ‫والهامة في تاريخ المغرب الحديث التي شارك فيها الدكتور المبرز الجليل والمناضل‬ ‫الكبير المرحوم برحمة اهلل الواسعة المهدي بنعبود واألستاذ الباحث الجليل والمناضل‬ ‫الفذ السيد المحترم‪ :‬محمد الخصاصي رئيس االتحاد الوطني لطلبة المغرب آنذاك‪،‬‬ ‫والتي نظمت بالقاعة الكبيرة بكلية العلوم بالرباط‪ ،‬حيث كانت هاته القاعة غاصة‬ ‫بالمثقفين والمناضلين األقحاح والطلبة الجامعيين والدكاترة األساتذة بالكليات بالرباط‬ ‫وغيرها‪ ،‬وعند المناقشة والتدخالت كان أول متدخل من الطلبة الجامعيين لما فتحت بها‬ ‫المناقشة والتدخالت واإلضافات (عبد ربه) وقد أكدت على كل الطلبة والجامعيين‪ ،‬وخاصة‬ ‫الطلبة الجامعيين الفلسطينيين بفلسطين الحبيبة أن يدافعوا ويناضلوا باستماته وبالفكر‬ ‫والعلم والنقد البناء وبالصمود المتواصل لتحرير فلسطين من يد الغاصبين‪ ...‬إلخ ثم تدخل‬ ‫بعدي كذلك بحماس منقطع النظير الطالبين الجامعيين المناضلين الغيورين أنور المرتجي‬ ‫وعبد اللطيف الدرقاوي الذي كان عضوا بالمكتب المركزي لالتحاد الوطني لطلبة المغرب ((اللجنة‬ ‫التنفيذية لهذا االتحاد)) وهو المؤسس لفريق من الطلبة الجامعيين الذين يسمون الجبهويين التقدميين‬ ‫وهم طلبة تقدميون ويساريون أقحاح الذين أصبحت اللجنة التنفيذية لهاته المنظمة العتيدة فيما بعد من‬ ‫نصيبهم‪ ،‬ولم يتمكنوا لألسف الشديد بالحفاظ على وجود هاته المنظمة‪ ،‬حيث في عهدهم كان حظر هذه المنظمة‬ ‫الخالقة والعتيدة في يوم ‪ 1973/01/24‬من طرف الدولة المغربية وسلطاتها‪ ،‬هل ألنها تصلبت‬ ‫في مواقفها التاريخية والنضالية الصعبة أم ماذا يا ترى؟! أم غير ذلك؟! هذا وكان كل المواطنين‬ ‫والمواطنات متحمسون جدا ويساعدون منظمة التحرير الفلسطينية بالمغرب بالمجهودات العديدة‬ ‫والمتواصلة وبالمال وغير ذلك‪ ،‬حيث كنت على يد منظمة االتحاد الوطني لطلبة المغرب أتعاون مع‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية بجمع بعض األموال لهم بسخاء معهود من عند التجار بدكاكين سوق حي‬ ‫يعقوب المنصور وغيرهم وأمنحهم التواصيل على ذلك‪....‬‬ ‫ولهذه القضية المصيرية‪ ،‬فقد دعا المغرب يوم اإلثنين ‪ 2020/02/03‬بحدة‪ ،‬إلى إطالق دينامية‬ ‫بناءة للسالم‪ ،‬للوصول إلى حل عادل ودائم ومنصف للقضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع‬ ‫في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وقالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون اإلفريقي والمغاربة المقيمين‬ ‫بالخارج‪ ،‬نزهة الوافي في كلمة خالل االجتماع االستثنائي لمنظمة التعاون اإلسالمي على مستوى‬ ‫وزراء الخارجية‪ ....‬وبخصوص القدس الشريف‪ ،‬قالت الوزيرة إن المملكة‪ ،‬التي يترأس جاللة الملك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬لجنتها تعتبر أنه يجب الحفاظ على الوضع القانوني للمدنية المقدسة وأن يشكل‬ ‫القرار النهائي بشأنها موضوع مفاوضات بين الطرفين وفقا للشرعية الدولية‪.‬‬ ‫وأضافت أن المملكة تؤمن بأن القدس يجب أن تبقى أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة‬ ‫ألتباع الديانات التوحيدية الثالث‪ ،‬ومركزا لقيم االحترام المتبادل والحوار كما جاء في نداء القدس‬ ‫الموقع في الرباط يوم ‪ 30‬مارس ‪ 2019‬بين جاللة الملك محمد السادس حفظه اهلل والبابا فرنسيس‪.‬‬ ‫وفي الختام البد من أذكر بهذه المناسبة حملة ((العودة حقي وقراري)) التي أطلقها مركز العودة الفلسطيني‬ ‫في لندن خالل المدة األخيرة‪ ،‬وهي تشكل الرد المناسب للشعب األوضح والمهم على الخطة التي نادى بها الرئيس‬ ‫األمريكي مؤخرا لتصفية القضية الفلسطينية ضد عودة الالجئين إلى ديارهم ومساكنهم وتسليم مدينة القدس إلى‬ ‫االحتالل الصهيوني وجعلها عاصمة أبدية لإلسرائليين‪.‬‬ ‫وقد بدأت حملة مهمة ضدها من المملكة األردنية في البرلمان األردني من لجنة فلسطين التي تلقت هذه الحملة‬ ‫بتبني كبير وتمسكت بحق العودة إلى فلسطين‪ ،‬وهذه تعد رسالة لها دالالت ذات أهمية بالغة‪ ،‬بأن كل الفلسطينيين‬ ‫ال يمكن أن يتخلوا عن حقهم في العودة إلى بلدهم فلسطين السليبة‪ ،‬والزال الفلسطينيون الالجئون في العالم أجمع‬ ‫يجمعون توقيعاتهم المستمرة‪ ،‬وهذا معناه ردمهم وعملي على خطة القرن واستفتاء عالمي عن فكرة التخلي عن حق‬ ‫العودة‪ ،‬وهذا يدل داللة واضحة عن رد شعبي كبير ومهم لرفض هاته الصفقة وهو عابر لكل الحدود ومطالب لحقوقه‬ ‫بالعودة إلى فلسطين الصامدة‪....‬‬

‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪« . 1‬إعدام البراءة» ديوان للشاعر المتألق والمثابر في الكتابات الصحفية واإلبداعية المتواصلة األستاذ القدير والعزيز مصطفى الطريبق‪.‬‬ ‫الناشر‪ :‬جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير الطبعة األولى سنة ‪ .2001‬من الحجم المتوسط‪ ،‬عدد الصفحات ‪ .124‬ص‪.‬ب‪.54 :‬‬ ‫المطبعة‪ :‬طوب بربس ـ الرباط ـ لوحة الغالف‪ :‬من إبداع الفنان‪ :‬ذ‪ .‬عبد الخالق قرمادي القصر الكبير‪.‬‬ ‫‪ . 2‬استطاعت جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بمدينة القصر الكبير أن تصدر منذ سنة ‪ 1989‬حوالي ‪ 38‬كتابا كان آخرهم ‪ 5‬كتب سنة‬ ‫‪.2018‬‬ ‫وهذه الجمعية الزالت تعمل بإصرار نادر في فترات االنكسار بعزيمة فوالذية إلى حدود هذا التاريخ أن تصدر هذه الكتب األساسية من تأليف‬ ‫وإنتاج وإبداع أبناء هذه المدينة المجاهدة والصامدة والعريقة‪ ،‬وذلك بالعمل الدؤوب ألعضاء هاته الجمعية وخاصة الباحث المنقب والصبور‬ ‫األستاذ القدير محمد العربي العسري الذي يعمل على المراجعة الدقيقة والنشر الجيد واألنيق والمختار لهذه الكتب وفي حلة بهية وأنيقة ودالة‬ ‫مع رئيس هاته الجمعية الباحث والمؤرخ األستاذ القدير بدوره محمد أخريف وصاحب هذا الديوان المبدع الكبير األستاذ والصديق مصطفى‬ ‫الطريبق وأعضاء هذه الجمعية البناءة لتاريخ وإبداعات أبناء هذه المدينة الغالية والتاريخية‪.‬‬ ‫‪ . 3‬المحور الفلسطيني من ص ‪ 6‬إلى ص ‪.52‬‬ ‫‪ . 4‬والمحور القومي العروبي من ص ‪ 54‬إلى ص‪.77‬‬ ‫‪ . 5‬والمحور الوطني في هذا الديوان كذلك من ص ‪ 79‬إلى ص ‪.124‬‬ ‫‪ .6‬من مطلع قصيدة بعنوان‪« :‬يا فلسطين» ص ‪ 19‬من هذا الديوان‪.‬‬ ‫‪ .7‬تتمة لنفس القصيدة المذكورة «يا فلسطين»‪.‬‬ ‫‪ .8‬قصيدة «شهيد الخلود» ص ‪ 30‬و‪ 31‬من نفس الديوان‪.‬‬ ‫ـ من المؤلفات لهذا الشاعر‪ :‬ديوان شعري آخر بعنوان‪« :‬ترانيم الشجن» طبع سنة ‪ .2015‬وكتاب آخر بعنوان‪ :‬الوعي الوطني وحركة التعليم‬ ‫الحر بالقصر الكبير طبع في سنة ‪ .2018‬باثين نشرا من طرف نفس الجمعية اآلنفة الذكر‪.‬‬ ‫وله مؤلفات أخرى بعضها سينشر الحقا إن شاء اهلل‪ ،‬وغير ذلك‪....‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪16‬‬

‫‪16‬‬

‫ملف ا‬ ‫أل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫سية‬ ‫لدى‬ ‫أبناء الجالية‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬ ‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدـد ‪ 1037‬ـ الثــالثــاء ‪ 17‬إلى ‪ 23‬مـارس ‪2020‬‬

‫نظمت جمعية إكسيت كطالونيا أياما دراسية حول المنظومة التعليمية‬ ‫بالمغرب وأفق االندماج لدى أبناء الجالية بكطالونيا‪ ،‬وتعتبر هــــذه األيــام‬ ‫استمرارا لسلسلة من اللقاءات الدراسية والتكوينية حول قضايا التعليم في‬ ‫عالقته بالهجرة‪.‬والتي تتبناها الجمعية كاختيارات استراتيجية لعملها ضمن‬ ‫النسيج الجمعوي الكطالني‪..‬وما ميز هذه األيام هو تنظيمها في مدينتين‬ ‫الجالية المغربية‪،‬كما‬ ‫كبيرة من‬ ‫حوارتواجد‬ ‫(جونكيرا وسينيا) واللتان تعرفان‬ ‫الميموني‬ ‫نسبةفاطمة‬ ‫وتقديم ‪:‬‬ ‫أنها نظمت بشراكة مع وزارة التعليم بكطالونيا والمجلس البلدي لمدينة‬ ‫سينيا وعرفت حضورالكثير من مؤسسات المجتمع الكطالني و مشاركة الكثير‬ ‫من المختصين في مجال الهجرة واالندماج‪.‬‬ ‫كعادتها‪،‬كانت الشمال في قلب الحدث‪،‬وأنجزت الملف التالي ‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫ــ �إعداد ‪ :‬يو�سف �سعدون‬

‫أيام دراسية بكطالونيـا حول‬ ‫المنظومة التعليمية بالمغرب‬ ‫وإشكالية اندماج أبناء الجالية‬

‫شاركت جمعية إكسيت المغـرب للتنميــة‬ ‫والتبادل الثقافي في األيــــام الدراسية حول‬ ‫المنظومة التعليمية بالمغـــرب وإشكاليـــة‬ ‫االندماج لدى أبناء الجالية والتي نظمها المكتب‬ ‫المركزي لجمعية إكسيت بكطالونيا بكل من‬ ‫مدينة ‪ JONQUERA‬بإقليم كطالونيا وكذلك‬ ‫مدينة ‪ LA SENIA‬قرب إقليم ‪ VALENCIA‬ما‬ ‫بين ‪ 3‬و‪ 7‬مارس ‪.2020‬‬ ‫ففي ثانويـة ال جونكيرا( (�‪LA JONQUE‬‬ ‫‪ )RA‬المدينة الحدودية مع فرنســـا؛ بإقليــم‬ ‫جيرونا(‪ ،)GIRONA‬وبرئاسة السيدة ‪LAURA‬‬ ‫‪ ESPINOSA‬مديرة الثانوية والكاتب العام‬ ‫للمؤسســـة السيــد ‪،MACIEJ STEPIEN‬‬ ‫نظم لقــاء تكويني لفائــدة أطــر المؤسســـة‬

‫التعليميـــة ‪ INS. LA JONQUERA‬التـــي‬ ‫تستوعب الكثيــر من أبنـــاء الجاليــة المغربية‬ ‫والذين يستفيدون من مجموعة من البرامج‬ ‫التي تنظمها المؤسسة في سبيل إدماجهم‬ ‫بما في ذلك تعلـم اللغـة الكطالنية‪ ...‬هـــذا‬ ‫اللقاء عرف تقديم عرض حول تطور المنظومة‬ ‫التربوية بالمغرب منذ االستقالل إلى اآلن وأبرز‬ ‫المحطات األساسية لإلصالح التي عرفتها هذه‬ ‫المنظومة في ارتباطها بالتوجهات السياسية‬ ‫الكبرى للبالد قدمه األستــاذ يوسف سعدون‬ ‫‪ (YOUSSEF SAADOUN‬فاعل جمعــوي‬ ‫وفنان وأسـتاذ سابـــق للتربية التشكيلية)‪،‬في‬ ‫حين قربت األستاذة والفاعلــــة الجمعويــة‬ ‫بكطالونيا ابتســام الهاجراتـــي ‪HAJRATI‬‬

‫‪ BTISSAM‬عمـــوم الحاضرين من المراحل‬ ‫التي يقطعها التلميذ في مشواره الدراسي من‬ ‫التعليم األولي واالبتدائي واإلعدادي والثانوي‬ ‫إلى التعليم العالي بمختلف توجهاته مستحضرة‬ ‫في ذلك خصوصية كل مرحلة من حيث التوجيه‬ ‫المدرسي وغيره‪.‬كما شرحت تجربتها التربوية‬ ‫مع أبناء الجالية و دور البعثة التربوية المغربية‬ ‫لتدريس اللغة األم ألبناء الجالية بالخارج‪.‬‬

‫�صورة جماعية ملجل�س �إدارة املهرجان‬

‫وفي اليــوم الثاني‪ ،‬وبنفس المؤسسة‪ ،‬تم‬ ‫التعريف بمدونــة األســرة المغربية (‪CODE‬‬ ‫‪ )DE LA FAMILLE‬من خالل عرض شامل‬ ‫قدمه األستاذ جمال مصبا ح �‪JAMAL MES‬‬ ‫‪ BAH‬أستاذ بالتعليم الثانوي التأهيلي بمديرية‬ ‫طنجة وطالب باحــث في سلك الدكتــــوراه‬ ‫بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان و رئيس‬ ‫جمعية إكسيت المغرب وذلك من أجل إعطاء‬ ‫نظرة حول اإلصالحات األخيرة التي أتت بها‬ ‫هذه المدونة لفائدة المرأة واألسرة من زاوية‬ ‫الحقوق والواجبات‪ .‬في حين قدم األستاذ ناصر‬ ‫سعدون‪ NASSER SAADOUNE ،‬الكاتب‬ ‫العام لجمعية إكسيت المغرب‪ ،‬و مدرس مادة‬ ‫المعلوميات بالمديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنيـة بـــوزان( (�‪MENFPESRS-OUAZ‬‬ ‫‪ )ZANE‬؛ و طالب باحــث في سلــك الدكتوراه‬ ‫بجامعة ابن طفيل بالقنيطــرة‪ .‬عرضا حـــول‬ ‫الرؤية اإلستراتيجية لإلصالح ‪2030-2015‬‬ ‫ودورها في رفـــع تحــديــات قطــاع التكوين‬ ‫والنهوض بالوضع التعليمي و إلقاء الضوء على‬ ‫التجارب المعتمدة إلدماج التكنولوجيا من خالل‬ ‫الهندسة البيداغوجية الجديدة في المنظومة‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫أما في مدينة ال سينيا ‪LA SENIA‬نظمت‬ ‫جمعية اكسيت بكطالونيا اليوم الدراسي لفائدة‬ ‫المربين االجتماعيين والفاعلين الجمعويين‬ ‫في الحقل السوسيوتربوي وموظفي الحكومة‬ ‫المحلية في مكاتب الهجرة واالستقبال وذلك‬ ‫من أجل مقاربة واقع الهجرة وإشكالية االندماج‬ ‫االجتماعي‪ ...‬وكــان حضور الجاليـــة المغربية‬ ‫ملفتا ألهمية هدا الحدث في اإلقليم ‪...‬حيث‬ ‫ركزت العروض على إشكالية إدماج أبناء وبنات‬ ‫المهاجرين المغاربة في المجتمــــع الكطالني‬ ‫وما تطرحه من صعوبـــات في ظل االختالف‬ ‫السوسيوثقافـــي ما بين البلديـــن (إسبانيــا‬


‫العدد ‪1037‬‬

‫الشمال الفني‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫‪17‬‬

‫الفن‬ ‫واإلندماج‬ ‫• يوسف سعدون‬

‫والمغـــرب)‪ .‬وذلك انطــالقـــا مــــن‬ ‫تشخـــيــــص الـــوضــع التعليمـــي‬ ‫المغربي لمعرفـــة المكونات الثقافية‬ ‫واالجتماعية للمهاجرين وأبنائهم‬ ‫والتقرب لواقعهم أكثر‪ .‬وكان الحضور‬ ‫وازنا في هذا اليــوم الدراسي الذي‬ ‫نظمه فرع إكسيت ‪CASTELLO‬‬ ‫وبشراكة مــع بلديـــة ‪LA SENIA‬‬ ‫يوم ‪ 7‬مارس ‪ 2020‬حيــــث تنــوع‬ ‫بين مؤسسات مدنيـــة وجمعيـــات‬ ‫ومتخصصين في مجـــال الهجــــرة‬ ‫نذكر من بينهـــم المركز اإلسالمي‬ ‫بالمدينة و نائبة رئيس المجلس‬ ‫البلدي ‪ALMA GIMENO BLAS‬‬ ‫التي افتتحت اليوم الدراسي مرحبة‬ ‫بإسم عمدة المدينة بالحاضرين من‬ ‫إسبانيا والمغــرب‪ ،‬مثمنـــة مبــادرة‬ ‫الجمعية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذا‬ ‫اليوم الدراسي احتضنته أيضا جامعة‬ ‫طاراكونة ‪UNIVERSITAT DE‬‬ ‫‪ TARRAGONA‬وحضره مبعوثون‬ ‫عن وزارة التعليم بكطالونيا ووزارة‬ ‫الهجرة الذيـــن قدمـــوا للحضـــور‬ ‫أهداف المشروع الوطني الكطالني‬ ‫من أجل التالقح الثقافي ‪،‬كما مهد‬ ‫ياسر سعــدو ن �‪YASSER SAA‬‬ ‫‪ DOUNE‬رئيس جمعيـــة إكسيـــت‬ ‫بكطالونيا حاليا لهــذا المشــــروع‬ ‫التكويني الذي يعد األول من نوعه‬ ‫في مدينة ‪ SENIA‬بكلمة تقديمية‬ ‫بسط فيها األهداف الكبــرى لهذه‬ ‫المبادرة‪ .‬أيضا‪ ،‬كان من بين أهـــم‬ ‫العروض عرض حــول أطفــال ضحايا‬ ‫الهجرة السرية الذي قدمه ‪KARIM‬‬

‫‪ SABNI EL GARRAF‬مختص في‬ ‫الهجرة ومنسق أرضيــــة ‪GIRONA‬‬ ‫‪.ACULL‬في حين قدم أطر جمعية‬ ‫إكسيت بكطالونيا ‪LAURA DE LA‬‬ ‫‪ MORENA‬و ‪INGRID CASTEL‬‬ ‫و ‪ ELENA PAYAN‬عروضا قيمة‬ ‫حول تجربة الجمعية الفتية في عملية‬ ‫االندماج والتعاون المدرسي الدولي‬ ‫وانعكاساته اإليجابيــة في المغـــرب‬ ‫وإسبانيا‪.‬‬ ‫كـــل هــؤالء المتدخلين أجمعوا‬ ‫على ضــرورة التعـاون بيـــن كــل‬ ‫اإلطارات المهتمة بقضايا الهجرة‬ ‫من مؤسسات رسميــة ومن مجتمــع‬ ‫مدني في كال البلدين مع التأكيد على‬ ‫إشراك الفاعلين التربويين للبلد األصل‬ ‫(المغرب) في عملية االندماج المتوازنة‬ ‫والتي تمنح أبناء المهاجرين فرص‬ ‫االندماج دونما االنسالخ عن هويتهم‬ ‫الثقافية والحضارية‪ ..‬وكانت أقوى‬ ‫اللحظات في هذا اليوم الدراسي‬ ‫هي تلك الشهادات الحية لألطفال‬ ‫المغاربة الذين اختاروا مغامرة الهجرة‬ ‫السرية وقوارب الموت حيث قدموا‬ ‫شهادات مؤثرة تضمنت صورا من‬ ‫المآسي عبر وسائل متنوعة مكنتهم‬ ‫من الوصول إلى كطالونيا‪ .‬أطفال‬ ‫اختاروا قوارب الموت في الثامنة من‬ ‫عمرهم للوصول إلسبانيا واالستقرار‬ ‫ب ‪CATALUNYA‬حيث استفادوا‬ ‫من الرعاية بمراكز االستقبـال التي ال‬ ‫تستوعب العديد من أمثالهم‪ .‬وهؤالء‬ ‫األطفــــال قدمتهــــم االنتربولوجية‬ ‫‪MARIAM EL KHAYAT EL‬‬

‫‪ KHAYAT‬التي أعطـــت لألطفـــال‬ ‫الكلمة وأطــرت الحـــوار مــ ع �‪MAR‬‬ ‫‪ CEL BARBENS‬كاتــب نقــابـــة‬ ‫التعليم‪ ،‬اللجان العمالية بكطالونية‪.‬‬ ‫الشهادات الحية لألطفــال المغاربة‬ ‫المتخلى عنهـــم زعــزعــت مشاعــر‬ ‫المشاركين وفتحت نقاشا جادا لطرح‬ ‫البدائل ضمن رؤيا شموليـــة يلعب‬ ‫فيها المربـــون االجتماعيــــون دورا‬ ‫أساسيا ضمن باقي األطراف المعنية‪.‬‬ ‫كمــا تــم توزيـــع شواهـــد تقديرية‬ ‫للمشاركين في الدورة التكوينية من‬ ‫طرف الجامعة‪.‬‬ ‫ختاما يمكن القول أن هذه األيام‬ ‫الدراسية كانت بحق فرصة لتشخيص‬ ‫أوضاع أبناء الجالية والصعوبات التي‬ ‫يواجهونها في االندماج بالمؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬وأسباب فشلهم الدراسي‬ ‫وانخفاض نسبـــة ولوجهم للتعليــم‬ ‫الجامعي‪ ..‬كما استشرف هذا اليوم‬ ‫الدراسي سبل معالجة أوضاع األطفال‬ ‫الغير المصحوبين من ضحايا الهجرة‬ ‫السرية الذين يستفيدون من برامج‬ ‫إلدماجهم ضمن مبادرات رسمية أو‬ ‫فردية عبر بعض فعاليات المجتمع‬ ‫المدني لتوفير الدعم اإلنساني لهم‪.‬‬ ‫فعاليات إكسيت كانت ناجحة بكل‬ ‫المقاييس حيـــث أسســـت لمشروع‬ ‫جديد يشـرك الفاعليـــن التربويين‬ ‫من المغـــرب مع جهـــود المربيين‬ ‫االجتماعييــن بكطالونيا من أجـــل‬ ‫اندماج ناجح ألبنـــاء الجاليــــة في‬ ‫محيطهم التربوي الجديد‪.‬‬

‫يعاني الكثير من أبناء الجالية من صعوبات كثيرة من‬ ‫أجل االندماج في عوالم البلدان المستقبلة‪ .‬وهذا اإلشكال‬ ‫له أسبابه المتعددة التي ال مجال للوقوف عندها هنا‪،‬ووعيا‬ ‫منها بضرورة معالجة هــذا المشكل‪،‬تشتغل الكثير من‬ ‫المؤسسات التعليمية والعديــد من الجمعيات المهتمة‬ ‫بقضايا الهجرة بإسبانيا على مشروع االندماج‪،‬وما أثار‬ ‫انتباهي خالل حضوري األخير في األيام الدراسية حول‬ ‫المنظومة التعليمية بالمغرب وأفق االندماج لدى أبناء‬ ‫الجالية والمنظمة من طرف جمعية إكسيت بكطالونيا‪،‬‬ ‫هو توظيفها للفن في تأهيل وإدماج أبناء الجاليات ‪،‬ففي‬ ‫ثانوية ‪ La Junquera‬وقفت عند ورشــات للفنــون‬ ‫التشكيلية والموسيقى يستفيد منها التالميذ من أجل‬ ‫التعبير عن ذواتهم‪.‬كما تعمل جمعية إكسيت كطالونيا‬ ‫على نهج نفس األسلوب حيث تعمل من حين آلخـــر‬ ‫على تنظيم ورشات فنيـــ‪,‬ة لفائدة الكثير من أبناء الجالية‬ ‫وبتنسيق مع مجموعة من المؤسسات ومراكز االستقبال‪...‬‬ ‫شخصيا‪ ،‬ومن خـالل مجموعــة من الورشـــات التي‬ ‫نظمتها لفائدة مجموعــة من أبناء الجالية وبدعوة من‬ ‫مجموعة من الجمعيات بكل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا‪،‬‬ ‫وبالنظر للمواضيع التي عبر عنها المستفيدون والمتعلقة‬ ‫بالهجرة والعنصرية واالندماج وغيرهـــا‪ ..‬وقفت على‬ ‫حقيقة واضحة تتمثل في كون الفن يعتبر الوسيلة األنجع‬ ‫للتعبير عن الذات ‪ ،‬كما أن هذه الورشات كشفت عن‬ ‫وجود الكثير من الطاقات التي تتوفر على مواهب خامة‬ ‫تحتاج إلى المواكبة من أجل تطويرها‪ ،‬وعلى هامش هذه‬ ‫الورشات‪،‬كنت أنظم معارض لرسوم المستفيدين‪،‬هذه‬ ‫المعارض كانت مناسبة لهؤالء إلثبات ذواتهم وبالضبط‬ ‫حينما يتم تثمين إبداعاتهــم عبر هذه المعارض‪ ،‬أحد‬ ‫مراكز مدينة بلفيلد بألمانيا عملت باإلضافة إلى تنظيم‬ ‫معرض للمستفيدين على طبع بطاقات تتضمن أعمال‬ ‫الورشة حول العنصرية‪ ،‬ووزعت داخل المدينة لكي تكون‬ ‫رسائل للمجتمع األلماني‪ .‬كما أن بعض فن الكرافيتــي‬ ‫الذي ينجزه بعض المهاجرين يحمل رسائـل إنسانيـــة‬ ‫عميقة‪...‬‬ ‫والرهان على الفن كوسيلة مساعدة على االندماج‬ ‫رهان كبير ووسيلة ناجعة ضمن الوسائل األخرى التعليمية‬ ‫واالجتماعية والنفسية من أجل مجتمع متجانس يقبل‬ ‫باآلخر‪.‬والكثير من المؤسسات والجمعيات توظف الفن‬ ‫بكل أنواعه لهذه الغاية وعيا منها أنه وسيلة للتعبير‬ ‫واإلبداع وإثبات الذات‪ ،‬كما أن الكثير من األخصائيين‬ ‫النفسيين واالجتماعيين يوظفـــون الرسم في مراكــز‬ ‫االستقبال من أجل تشخيص الحاالت التي تتعامل معها‪.‬‬ ‫على العموم‪ ،‬يبقى الفن وسيلــة من أجل االندماج‬ ‫وإثبات الذات‪ ،‬وتكفي اإلشارة إلى العديد من الفنانين من‬ ‫أصول إفريقية استطاعوا إبداع أقوى صور االندماج من‬ ‫خالل الفن‪،‬بل أصبح الكثير منهم نجوما عالميين أمثال ‪:‬‬ ‫‪Yousso N’Dour‬‬ ‫‪Angélique Kidjo‬‬ ‫‪Stromae‬‬ ‫‪Maître Gims‬‬


‫العدد ‪1037‬‬

‫‪18‬‬

‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العلمي يعقد بطنجة لقاء حول آثار فيروس‬ ‫“كورونا” على القطاع الصناعي‬

‫لعبة السودوكو (‪)498‬‬ ‫أصل اللعبة‬ ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫عقد وزير الصناعة والتجارة واالقتصاد األخضر والرقمي‪ ،‬موالي‬ ‫حفيظ العلمي‪ ،‬يوم السبت الفارط بطنجة‪ ،‬اجتماعا مع الجمعية‬ ‫المغربية للنسيج واأللبسة في إطار متابعة وتقييم آثار تفشي‬ ‫فيروس كورونا المستجد على القطاع الصناعي‪.‬‬ ‫ومكن اللقاء‪ ،‬الذي انعقد بحضور والي جهة طنجة – تطوان‬ ‫– الحسيمة محمد مهيدية‪ ،‬من متابعة آثار اإلجراءات المتخذة‬ ‫على الصعيد الدولي الحتواء فيروس كورونا المستجد على القطاع‬ ‫الصناعي المغربي‪ ،‬وخاصة صناعة النسيج واأللبسة‪.‬‬ ‫وقال السيد العلمي‪ ،‬في تصريح للصحافة عقب االجتماع‪ ،‬إن‬ ‫“المشاكل التي يعرفها العالم بسبب وباء كورونا ستكون لها آثار‬ ‫على كل القطاعات‪ ،‬وخاصة قطاع النسيج واأللبسة”‪ ،‬الفتا إلى أن‬ ‫القطاع يعتبر حيويا وجد مهم في االقتصاد الوطني‪ ،‬لكونه يشغل‬ ‫حوالي ‪ 170‬ألف شخص‪.‬‬ ‫وأضاف الوزير أن طنجة تحتضن حوالي ‪ 300‬مصنع في قطاع‬ ‫النسيج واأللبسة تشتغل مع شركات كبرى تمر بصعوبات على‬ ‫المستوى الدولي في الوقت الراهن‪ ،‬مبرزا أن هذه الصعوبات قد‬ ‫يكون لها بعض العواقب على المقاوالت المغربية‪.‬‬ ‫وأكد أن االجتماع يروم مناقشة وتتبع المشاكل التي تعترض‬

‫مهنيي صناعات النسيج واأللبسة‪ ،‬معتبرا أن االجتماع شكل مناسبة‬ ‫أيضا لطمأنتهم بخصوص عزم المغرب البقاء إلى جانبهم من أجل‬ ‫البحث عن الحلول الضرورية خالل هذه الفترة العصيبة التي يمر‬ ‫منها العالم‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬اعتبر رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج‬ ‫واأللبسة‪ ،‬محمد بوبوح‪ ،‬أن مهنيي النسيج واأللبسة “واعون” بأن‬ ‫هذه األزمة العالمية ستؤثر على نشاطهم‪ ،‬ألن أرباب الطلبيات‬ ‫من الشركات الدولية التي تشتغل معها المصانع المغربية تأثرت‪،‬‬ ‫الشيء الذي سيؤدي إلى خفض أو إلغاء الطلبيات‪.‬‬ ‫غير أن السيد بوبوح أكد على أن المهنيين يحافظون على‬ ‫هدوئهم من أجل تدبير األزمة‪ ،‬وأن المصانع ستواصل العمل ابتداء‬ ‫من االثنين بشكل “طبيعي واعتيادي”‪ ،‬معربا عن “تفاؤله” بشأن‬ ‫إعادة إقالع القطاع مباشرة بعد األزمة‪.‬‬ ‫وقال “لقد طلبنا اتخاذ بعض إجراءات الدعم من قبل الحكومة‬ ‫والوزارة الوصية والتي ستتم مناقشتها قريبا”‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬من المنتظر أن يعقد السيد العلمي لقاء‬ ‫مماثال مع القطاع الصناعي بالدار البيضاء بحضور مختلف االتحادات‬ ‫المهنيةالصناعية‪.‬‬

‫إصابة وزير التجهيز والنقل عبد القادر أعمارة‬ ‫بفيروس “كورونا”‬

‫أعلنت وزارة التجهيــز والنقـل واللوجستيك والمـــاء أن‬ ‫الوزير عبد القادر أعمارة تعرض لإلصابة بفيروس كورونا‬ ‫المستجد (كوفيد ‪. )19‬‬ ‫وأوضحت الوزارة ‪ ،‬في بالغ لها ‪ ،‬أن “وزير التجهيز والنقل‬ ‫واللوجستيك والماء عبد القادر أعمارة‪ ،‬بعد عودته من مهام‬ ‫رسمية بدول أوروبية‪ ،‬وإحساسه بتعب غير عادي‪ ،‬مصحوب‬ ‫بآالم في الرأس‪ ،‬تقدم إلى المصالح الطبية‪ ،‬حيث أجريت‬ ‫له الفحوصات واالختبارات الضرورية‪ ،‬التي أكدت تعرضه‬ ‫لإلصابة بفيروس كورونا المستجد (‪.“ )Covid19‬‬ ‫وأضافت الوزارة أنه ” اعتبارا لكون األعراض التي ظهرت‬ ‫على الوزير بسيطة وال تدعو للقلق‪ ،‬وامتثاال لتعليمات‬ ‫األطباء‪ ،‬فوزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء يالزم بيته‬ ‫لمدة ‪ 14‬يوما‪ ،‬ويمارس مهامه االعتيادية باستعمال كافة‬ ‫الوسائل التقنية التي تتيح االشتغال عن بعد‪ ،‬مع أخذ كل‬ ‫االحتياطات الصحية الالزمة وفقا لتعليمات وزارة الصحة “‪.‬‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫‪YAZ BOAT SARL – AU‬‬

‫‪Constitution d’une société à responsabilité limitée‬‬ ‫‪d’Associé Unique‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫�إعـالن قـانونـي ‪Annonces Légales‬‬

‫رقم ‪498‬‬

‫‪Au terme d’un acte sous seing privé en date du 04/03/2020 et enregistré‬‬ ‫‪le 05/03/2020 à TANGER, il est établi les statuts d’une société à responsabilité‬‬ ‫‪limitée d’Associé Unique dont les caractéristiques essentielles sont les suivants :‬‬ ‫‪DENOMINATION : La société prend la dénomination de : YAZ BOAT‬‬ ‫‪SARL - AU.‬‬ ‫‪OBJET : La Société a pour objet, tant au Maroc qu’à l’étranger, tant par‬‬ ‫‪le biais des moyens numériques que physiquement, tant pour son compte que‬‬ ‫‪pour le compte des tiers :‬‬ ‫‪• Fabrication et réparation de bateaux.‬‬ ‫‪• Réalisation de tous travaux et produits en polyester.‬‬ ‫‪Et plus généralement, toutes opérations quelconques mobilières,‬‬ ‫‪immobilières, financières, industrielles ou commerciales pouvant se rattacher‬‬ ‫‪directement ou indirectement, en tout ou en partie, à l’une ou à l’autre des‬‬ ‫‪opérations visées ci-dessus de manière à faciliter, favoriser ou développer‬‬ ‫‪l’activité de la société.‬‬ ‫‪La société peut entreprendre toutes opérations entrant dans son objet soit‬‬ ‫‪seule, soit en participation ou association, sous quelque forme que ce soit, par‬‬ ‫‪elle-même ou pour le compte de tiers.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL : Le siège de la société est fixé à COMPLEXE AL‬‬ ‫‪HASSANI RESIDENCE ADNANE APPT 42, TANGER.‬‬ ‫‪CAPITAL SOCIAL : Le capital social est fixé à la somme de DIX MILLE‬‬ ‫)‪(10.000) DIRHAMS, divisé en CENT (100) parts sociales, de CENT (100‬‬ ‫‪DIRHAMS chacune, numérotées de 1 à 100 et attribuées en totalité à l’associé‬‬ ‫‪unique, M. SGHAIER MOEZ.‬‬ ‫‪LA DUREE : La durée de la société est fixée à 99 ans.‬‬ ‫‪EXERCICE SOCIAL : Il commence le 1 janvier pour se terminer le 31‬‬ ‫‪décembre.‬‬ ‫‪GERANCE : M. SGHAIER MOEZ, Tunisienne, né le 22/06/1979 à‬‬ ‫‪Tunisie, titulaire de la CIN n° KA18796P, demeurant à Branes 2 Compx Narjis‬‬ ‫‪Av Yasmine N° 79, Tanger, est désigné gérant de la société pour une durée‬‬ ‫‪indéterminée.‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au secrétariat greffe du tribunal de commerce‬‬ ‫‪de Tanger en date du 11/03/2020 sous le N° 231276 et registre de commerce‬‬ ‫‪N° 104849.‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬


‫صفحة‬

‫‪19‬‬ ‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫ضريبة االنفصال عن‬ ‫المدرب إدريس المرابط‬

‫يعيش اتحاد طنجة لكرة القدم منذ سنتين وضعية صعبة وانتكاسة بعد‬ ‫أخرى على جميع األصعدة‪.‬‬ ‫فارس البوغاز الذي توج بلقب بطولة الدوري االحترافي المغربي موسم‬ ‫‪ 2018-2017‬ألول مرة في تاريخه مع المدرب إدريس المرابط أدى ويؤدي‬ ‫ضريبة التسرع والتخلي عن المدرب المرابط الذي قاده إلحراز اللقب‪.‬‬ ‫االتحاد أنهى الموسم الموالي للتتويج في الرتبة الخامسة وأقصي من الدور‬ ‫الثاني لمسابقة دوري أبطال إفريقيا على يد فريق مغمور وهو شبيبة الساورة‬ ‫الجزائري‪ ،‬ومباشرة بعد االنفصال عن المدرب إدريس المرابط رغم كونه لم‬ ‫ينهزم في ثالث دورات بل حقق فقط ثالث تعادالت‪ ...‬تم االرتباط بالمدرب‬ ‫التونسي أحمد العجالني الذي لم يعمر طويال بسبب سوء النتائج وتم التعاقد‬ ‫مع اإلطار الوطني عبد الرحيم طاليب الذي أنقذ الفريق من مغبة النزول إلى‬ ‫القسم الثاني والذي لقي بدوره نفس المصير ويتم تعويضه بالمدرب الجزائري‬ ‫نبيل نغيز الذي خانته النتائج هو اآلخر‪ ،‬ويتم استبداله بالمدرب هشام الدميعي‬ ‫الذي فشل هو اآلخر في إنقاذ االتحاد وإعادته إلى السكة الصحيحة وتطاله هو‬ ‫اآلخر مقصلة اإلقالة ويعوض قبل شهرين بالمدرب اإلسباني بيدرو بنعلي‪.‬‬ ‫تغيير المدربين لم يكن السبب الوحيد في تهاوي الفريق بل أيضا انتدابات‬ ‫كل ميركاتو‪ ،‬حيث ضرب اتحاد طنجة الرقم القياسي في االنتدابات كل موسم‬ ‫مما انعكس سلبا على خزينته وأيضا على مستواه وجعله يتدحرج للصف ماقبل‬ ‫األخير برصيد ‪ 15‬نقطة‪.‬‬ ‫وحسب المتتبعين فإن اتحاد طنجة يؤدي غاليا ثمن التخلي عن ابن الفريق‬ ‫المدرب ادريس المرابط‪.‬‬

‫إيقاف‬ ‫سفيان‬ ‫المودن‬ ‫العب اتحاد‬ ‫طنجة‬ ‫أعلنت لجنة التأديب والروح الرياضية بالجامعة الملكية المغربية عن عدة قرارات منها‪:‬‬ ‫• توقيف ال عب اتحاد طنجة سفيان المودن الغب اتحاد طنجة وسلوكه الالرياضي‬ ‫لثالث مباريات نافذة بعد حصوله على إنذارين وتعرضه للطرد وسلوكه الالرياضي ومحاولته‬ ‫تكسير شاشة «الفار» وتغريمه مبلغ ‪ 1000‬درهم‪.‬‬ ‫• توجيه إنذار لفريق اتحاد طنجة عقب األحداث التي قام بها مسؤولوه بعد نهاية‬ ‫مباراة المولودية الوجدية وإصالحه لألضرار التي لحقت بالملعب الشرفي بوجدة بعد تقييم‬ ‫الخسائر من طرف إدارة الملعب‪.‬‬ ‫كما قررت لجنة التأديب والروح الرياضية بالجامعة توقيف يونس لعويني من شباب‬ ‫الريف الحسيمي لمباراتين نافذتين وزميله محمد أمين باموسي من نفس الفريق مباراة‬ ‫واحدة‪.‬‬

‫توقيف جميع المباريات الرياضية في المغرب‬ ‫في بالغ نشرته الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القـدم على موقعهـــا‬ ‫الرسمي أعلنت عن توقيــف جميـــع‬ ‫مباريات كرة القدم بكل فئاتها حتى‬ ‫إشعار آخر‪.‬‬ ‫كما تـــم اإلعــالن عن تـأجيـل‬ ‫مباريات الدور نصـــف النهائي لكأس‬ ‫محمد السادس لألندية األبطال‪ ،‬حيث‬ ‫كان الرجاء البيضاوي على موعد مــع‬ ‫اإلسماعيلي المصري‪.‬‬

‫تأجيل مباراتي المغرب وإفريقيا الوسطى‬ ‫في تصفيات «الكان»‬

‫أعلن االتحاد اإلفريقي لكرة القدم رسميـــا تأجيل‬ ‫مباريات التصفيات المؤهلــــة إلى نهائيات كأس أمم‬ ‫إفريقيا «الكامرون ‪ »2021‬بسبب تفشي فيروس كورونا‪.‬‬ ‫وكشفــت «الكــاف» في بالغ رسمـــي أنه بناء على‬ ‫المخاوف المتزايدة لفيروس كورونا وإعــالن منظمـــة‬ ‫الصحة العالمية وصف الفيروس بأنه وباء عالمي قررت‬

‫تأجيـل بعـض المسابقــات القـاريـة حتى إشعــار آخــر‪.‬‬

‫وعليه تم تأجيل كــل من تصفيــات كأس إفريقيا‬ ‫«الكامرون ‪ »2021‬وتصفيات كأس إفريقيا المؤهلة إلى‬ ‫مونديال أقل من ‪ 20‬سنة لكرة القدم النسوية إلى جانب‬ ‫نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم النسوية ‪.2020‬‬

‫تأجيل بطولة «الليغا» بسبب مخاوف‬ ‫من انتشارفيروس «كورونا»‬

‫أعلنت رابطة دوري الدرجــة األولى اإلسباني لكرة‬ ‫القدم تأجيل مباريات المسابقة لمدة أسبوعين بسبب‬ ‫مخاوف انتشار فيروس كورونا‪.‬‬ ‫وقالت رابطة الليغا في بيان لها‪ :‬بالنظر إلى الظروف‬ ‫المعروفة والحجر الصحي في جميع فروع ريال مدريد بعد‬ ‫إصابة أحد العبي كرة السلة ارتأت الرابطة أن الظروف‬ ‫الحالية تستدعي مواصلة المرحلة الحالية التاليـة في‬ ‫بروتوكول العمل لمكافحة وباء كورونا‪.‬‬ ‫وأضافت أنه بناء على ذلك ووفقا للتدابير المنصوص‬ ‫عليها في المرسوم الملكي ‪ 664 / 1977‬المؤرخ في ‪12‬‬ ‫ماي‪ ،‬توافق الرابطة على تعليق الجولتين القادمتين من‬ ‫بطولة الليغا على األقل‪.‬‬ ‫وسيتم إعادة تقييم القرار المذكور بعد االنتهاء من‬ ‫الحجر الصحي في األندية المتأثرة والموافقة المحتملة‬ ‫التي قد تحدث‪.‬‬

‫وأبلغت الرابطـــة قرار تأجيــل المسابقــة لألندية‬ ‫ولالتحاد اإلسباني لكرة القدم ووزارة الرياضة‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر مقربة من االتحاد األوربي لكرة‬ ‫القدم أن االتحاد سيعقد يومه الثالثــاء اجتماع الدراسة‬ ‫إمكانية تعليق منافسات دوري أبطال أوربا‪.‬‬ ‫كما بعث االتحاد األمريكي لكرة القدم رسالة إلى‬ ‫االتحاد الدولي لكــرة القدم يطلب فيها تأجيل مباريات‬ ‫تصفيات كأس العالم المقبلة بقطر‪.‬‬ ‫وكانــت الهيئة العليــا اإليرانيــة لمكافحة فيروس‬ ‫كورونا رياضيا قد اتخذت قرارا بتعليق كافة المباريات‬ ‫واالستحقاقــات الرياضيــة في إيـران حتى ‪ 20‬من أبريل‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫كما شمل القرار تعليـق عمـل األنديــة الرياضية‬ ‫الخاصة حتى الرابع من الشهر القادم‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مار�س ‪2020‬‬

‫العدد ‪1037‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫األخيرة‬ ‫احللقة‬

‫‪17‬‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربـي والعربـي‬ ‫واإلنساني‪ ،‬تستحضر تجربتهم في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بهم عبر تذكرة سفر معنوية وروحية‬ ‫إلى الماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫اإلعالمي والناقد السينمائي‬

‫نور الدين ال�صايل‬ ‫المحور الثاني ـ المسار العام ـ‬

‫يحضر األستاذ نور الديـن الصايــل‪ ،‬في مخيــــال المغاربــة والمشتغلين بالحقــل اإلعالمي والسينمائي والمجتمعي‬ ‫الوطني‪ ،‬بصيغة تمنحه نوعا من التعددية في االهتمام‪ .‬فهو اإلنسان أوال‪ ،‬وهو الباحث والكاتب واإلعالمي والمهتم بأسئلة‬ ‫السينما‪ ،‬وهو المدير السابق لقناة ‪ 2M‬والذي انعطف بمشروع التلفزة الوطنية نحو أفق اتسمت فيه بالدينامية‪ ،‬وهو الذي‬ ‫سبق أن شغل قبلها منصب رئاسة مهرجـان مراكـش الدولـي للسينما لدورات عرفت خاللها هذه المؤسسة أقوى مراحل‬ ‫إشعاعها‪.‬‬ ‫تستضيفه «جريدة الشمال» ضمن صفحتها األخيرة «تذكرة سفـر»‪ ،‬من خالل جلسات حواريــة حــول مشوارات حياته‬ ‫نقدمها للقارئ تباعاً‪.‬‬ ‫السي نورالدين اسمح لي أن أعود معك إلى‬ ‫مسألة الدعم‪ ،‬قبل أن نختم حديثنا معك في‬ ‫إطار محور مهامك بالمركز السينمائي المغربي‪.‬‬ ‫أريد ان أعرف بالضبط هل هناك لجن لمراقبة‬ ‫عملية صرف هذا الدعم؟‬ ‫طبعا هناك لجنة للمراقبة المالية‪.‬‬ ‫وسأبدأ معك من بدايــة العمليــة‪ .‬لنفتــرض‬ ‫أنك منحت لفيلم‪ ،‬كدعم‪ ،‬أربعة ماليين‪ .‬أوال فهذا‬ ‫«التسبيق» الذي منحته اللجنة‪ ،‬بعد االتفاق بأن‬ ‫هذا هو المبلغ الذي ينبغي أن يمنح له‪ ،‬وهو الفيلم‬ ‫مبدئيا الذي نفترض أنه سيكلف مخرجه ‪ 6‬ماليين‬ ‫ونصف‪ .‬بداية القانون يسمح للجنة أن تمنح الفيلم‬ ‫مليونا قبل بدء التصوير بشهر‪ ،‬أي قبل بدء اإلعالن‬ ‫عن أنك ستبدأ في الفيلم‪ .‬فإذا كنت ستبدأ التصوير‬ ‫في فاتح ماي فإنك ستكون قــد توصلت بمبلـــغ‬ ‫المليون في فاتح أبريل‪ .‬هذه هي المسطرة العادية‬ ‫المتبعة وقتها لما كنت أنا المشرف على األمر‪ .‬ألنه‬ ‫فيما بعد بدأت تحصل بعض التغييرات‪ ،‬فمثال قد‬ ‫يصلك المبلغ األولي ربما بعد أن تشرع في التصوير‪،‬‬ ‫أو ربما قد ال تصل‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫بالنسبة إلي كنت حاسما في هذا األمر بصرامة‬ ‫شديدة‪ .‬فقبل أن تبدأ التصوير بشهر تكون قد‬ ‫توصلت فعليا بمبلغ المليون‪ .‬لماذا كنت شخصيا‬ ‫حريصا على هذا األمر؟ ألنني كنت أعلم أن المخرج‬ ‫في تلك الظروف يكون في حاجة إلى تقديم‬ ‫تسبيقات مع إبرام العقد‪ ،‬سواء تعلق األمر بالممثلين‬ ‫أو التقنيين الذين سيشتغلون معه‪ ،‬أو الفنادق أو أو‬ ‫أو‪ .‬بمعنى أن كل اإلجراءات األولية الضرورية لدى‬ ‫المخرج ينبغي أن تمر في ظروف سليمة ومريحة‪.‬‬ ‫مع بدء التصوير تمنح اللجنة التسبيق الثاني‪.‬‬ ‫بمجرد ما يقدم المخرج من الوثائق التي تفيد بأنه‬ ‫شرع في عملية المصاريف‪ .‬وهنا البد أن أشير إلى‬ ‫أن اللجن وهي تراجع هذه المصاريف ال تدخل في‬ ‫التدقيقات الصغيرة المفصلة جدا‪ .‬لكنها تشعر‬ ‫باالرتياح عندما ترى أنه توجد هناك فواتير حقيقية‪.‬‬

‫وهذ المنحة الثانية غالبا ما تكون في منتصف‬ ‫عمليات إنجاز الفيلم‪.‬‬ ‫عندما يكون المخرج قد وصل أو شــارف على‬ ‫إنهاء تصوير الفيلم تمنحك اللجنة التسبيق الثالث‪.‬‬ ‫وكنت أرى األمر في كامــل الشفافية‪ .‬بمعنى أن‬ ‫المخرج أنهى عمله وعليه أن يسدد للمشتغلين معه‬ ‫ما بقي في ذمته‪ .‬هذا هو التصور في شكله المثالي‬ ‫الذي عملت به شخصيا‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالتسبيق الرابع فإنــه ال يسدد‬ ‫للمخرج إال بعد أن يقدم فيلمه‪ .‬فبمجرد تقديم‬ ‫الفيلم‪ ،‬طبعا مع ما يحتاجه األمر من استكمال‬ ‫لكل الوثائق المطلوبة يكــون المخرج قد توصــل‬ ‫بمستحقاته‪.‬‬ ‫غير أنني أشير هنا أيضا إلى أن هـذا القسط‬ ‫الرابع هو قابل ألن يرفض من قبل اللجنة‪ ،‬في حالة‬ ‫ما إذا رأت بأن المصاريف لم تكن متوافقة مع ما كان‬ ‫المخرج قد طالب به‪ .‬إال أن ذلك نادرا ما حصل‪ ،‬وأنا‬ ‫أقول هذا للحقيقة والتاريخ‪.‬‬ ‫وهكذا بمجرد تسديد الجزء الرابع من المنحة‬ ‫تكون سلسلة الدعم قد اكتملت كلها‪ ،‬ويكون العمل‬ ‫السينمائي قد حصل كل مستحقاته التي حددتها له‬ ‫اللجنة باعتبار ذلك قرارا وليس هبة إنسانية أو ما‬ ‫شابه ذلك‪.‬‬ ‫الخطوة األخيــرة من العمليــة هي أننا ننتظر‬ ‫أن ينزل الفيلم لألسواق ورواجه كي نحدد ما هي‬ ‫«االسترجاعات» االستحقاقية التي ستسترجعها‬ ‫الدولة‪ .‬وهنا أيضا البد أن أوضح أمرا آخر‪ ،‬وهو أن‬ ‫السوق الداخلية غالبا ما ال تسهم بشكل قوي في‬ ‫عملية المردودية المالية للفيلم‪ ،‬هناك مردودية‪،‬‬ ‫على العموم‪ ،‬لكنها نسبية‪ ،‬وليست بالصورة‬ ‫المطموحة‪ .‬وهنا أستطيع أن أقول بأنه لحد اآلن ال‬ ‫يوجد فيلم واحد استطاع أن يرجع مبلغ التسبيق الذي‬ ‫كان قد منح له‪ ،‬وأقصد أن يرجعه كامال‪ .‬وعموما‬ ‫نحن غالبا ما نكون على علم وإدراك بذلك‪ ،‬وعلى‬ ‫علم بخصوصيات الظروف التي يمكن ان يروج فيها‬

‫الفيلم‪ ،‬وهذا العلم المسبق يجنبنا أو يجعلنا نستبعد‬ ‫مسألة التالعبات أو ما شابه ذلك‪ .‬ونحن على العموم‬ ‫ملزمون بدعم حركية الفيلم المغربي‪ .‬وللعلم فلوال‬ ‫هذا القرار‪ ،‬وهذه االستراتيجية التي تبنتها الدولة‬ ‫المغربية في دعم ومساعدة الفيلم المغربي وتيسير‬ ‫ظروف عمله وإنتاجه من خالل هذه التسبيقات لم‬ ‫يكن ممكنا أن يتواجد المغرب في الخريطة الدولية‬ ‫للسينما‪.‬‬ ‫وكالمي هو في الحقيقـــة جواب على الذيـــن‬ ‫يعتبرون أن األمر يتعلق بتبذير األموال العمومية‪.‬‬ ‫وفي نظري أن هذه «الشعبوية» في إصدار األحكام‬ ‫ينبغي أن تتوقف‪ .‬أنا أتصور أنها ينبغي أن تتوقف‬ ‫باإلقناع‪ .‬إقناع هؤالء الناس بما تقدمه السينما‬ ‫موازيا من استثمارات أخرى‪.‬‬ ‫وألوضح األمر أكثر‪ ،‬فبمجرد ما تنتج مثال عشرين‬ ‫فيلما بهذه الطريقة المبنية على أساس احتــرام‬ ‫التعهدات والجودة والتقنية العالية‪ ،‬ومن بين هذه‬ ‫العشرين هناك مثال ثالثة أفالم يتم ترويجها عالميا‪،‬‬ ‫وتقريبا في العالم بأسره‪ ،‬وفي كل المهرجانــات‪،‬‬ ‫يسافر مثال هذا الفيلم إلى الهنــد‪ ،‬وإلى كندا‪ ،‬وإلى‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬وإلى فرنسا‪ ،‬وإلى إسبانيا‪ ،‬وإلى‬ ‫إيطاليا‪ ،‬وإلى إستراليا‪ ،‬وإلى إفريقيا‪ ،‬وإلى آسيا‪.‬‬ ‫ثالثة أفالم تقوم بهذه الجوالت كلها‪ ،‬ولنضرب‬ ‫المثل على سبيل الذكر ال الحصر بفيلم « على‬ ‫الحافة»‪ ،‬هل تعرف حجم الصورة الدعائية‪ ،‬وحضور‬ ‫كيان المغرب كبلد في مخيلة هؤالء الناس الذين‬ ‫يتلقونه من مختلف بقاع العالم‪ ،‬كيفما كان هذا‬ ‫الفيلم‪ ،‬درامي يقدم صورة عن واقع قاس‪ ،‬أو قصة‬ ‫غرام‪ ،‬أو أي موضوع‪ ،‬وكيفما كان السيناريو‪ ،‬يكفي‬ ‫أن يكون الفيلم متقنا في مستوياته الفنية‪ ،‬فإنه‬ ‫يشكل استثمارا يقدر بالماليين بالنسبة لصورة‬ ‫البلد عالميا‪ .‬كم يمكنك أن تقدم ثمن مثل هذه‬ ‫الخدمات الرمزية االدعائية للمغرب المعاصر؟‬ ‫هكذا ستجد نفسك أما كم هائل من المقاالت‬ ‫الصحفية من مختلف الدول تتحدث عن هذا الفيلم‪،‬‬

‫وعن البلد الذي أنتجه‪ ،‬وعن مضمونه المتعلق‬ ‫بقضايا هذا البلد وما يحققه من معرفة به‪ .‬ستجد‬ ‫الصحافة السويدية والهندية والفرنسية واإلفريقية‪.‬‬ ‫إنك تفرض صورة بلدك على العالم بأسره‪،‬‬ ‫وتقدم صورة عنه من خالل ترويج عمل سينمائي‬ ‫كلفك ثالثة ماليين قدمتها له كمنحة داعمة‪.‬‬ ‫تخيل معي مثال أنك تريد أن تنجز عمال دعائيا‬ ‫عن المغرب خارج إطار السينما تريد أن تقول من‬ ‫خالله بأن هذا البلد موجود‪ .‬تخيل معي كم سيكلف‬ ‫األمر؟ هذا مع استحضار أن السينما تقدم هذه‬ ‫الصورة بطريقة فيها إبداعية كبيرة‪ .‬أنا ال أتحدث‬ ‫هنا عن التعريف بالمغرب من الناحية الجغرافية‪،‬‬ ‫المغرب في هذا اإلطار غير محتاج لذلك‪ ،‬بل من‬ ‫ناحية إبراز مضامينه الجمالية ولربما اإلنسانية‪.‬‬ ‫ما أريد قوله في النهاية هو أننا لوال مساعدة‬ ‫الدولة هذه التي تقدم كتسبيق ما كان لنا ان ننجز‬ ‫أفالم تقدم صورة موازية للبلد من حيث التعريف‬ ‫بمكانته ومكوناته‪ ،‬وما كان للعالم أن يعرف بأننا‬ ‫نتوفر على سينما ومخرجين وممثلين‪..‬الخ‪.‬‬ ‫وبالمناسبـــة أيضـا أنا ال أقصد أنه ال ينبغــي‬ ‫للمتتبعين أن ينتقدوا ما ننتج من أفالم‪ ،‬وأن بعضها‬ ‫ضعيف زو رديء‪ .‬أبدا‪ .‬بل أستطيع أن أقول لك بشكل‬ ‫مواز أن فرنسا تنتج في السنة ‪ 220‬فيلما يوجد‬ ‫ضمنها ما بين ‪ 60‬أو ‪ 50‬فيلما رديئا‪.‬‬

‫األستاذ نورالدين‪ ،‬بهذا نكون قد انتهينا‬ ‫من األسئلة المتعلقــة بمحــور المهام التي‬ ‫اضطلعت بها وأنت على رأس المركز السينمائي‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫نلتقي األسبوع القادم مع أسئلـــة المحـور‬ ‫المتعلق برئاستك لمهرجــان السينما الدولي‬ ‫بمراكش>‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.