Achamal n° 1041 le 14 Avril 2020

Page 1

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫“ال�شمال” تنفرد مبحاورة متعافية‬ ‫من وباء “كورونا” مبدينة طنجة‬ ‫ص‪9‬‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1041‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثــاء ‪� 20‬شعـبـان ‪� 14 / 1441‬إلى ‪� 20‬أبـريــل ‪2020‬‬

‫“ال�شمال” تن�رش يف حلقات‬ ‫كتاب ًا حول اجلوائح الطبيعية‬ ‫يف الع�رص الو�سيط‬ ‫الباحثة رشيدة الشانك‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫ص‪8‬‬

‫حـوار مفتـوح مـع‬

‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الدكتورة عتيقة مكاي�سي‬ ‫يف زمن «كورونا»‬

‫جمرمو‬ ‫الأزمات‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫الصفحة األخيرة‬

‫“‬

‫ ‬

‫ص‪2‬‬

‫ص‪5‬ـ‪6‬‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م�ؤقتـ ًا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫الثالثـاء ‪� 07‬إلى ‪� 13‬أبريل ‪2020‬‬

‫العدد ‪1040‬‬

‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫جمرمو الأزمات‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬ ‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫أبانت‬

‫«كورونا»‪ ،‬هذه الفاجعة التي ألمت ببالدنا فجأة‪،‬‬ ‫عن فواجع في طبيعة مماثلة‪ .‬إذ على الرغم من‬ ‫المحنة الكبرى التي نمر بها لم تتوان شريحة من بني جلدتنا‬ ‫عن اغتنام الفرصة إلشباع رغباتها المرضية في الربح‪ ،‬ولتكديس‬ ‫مزيد من االمتيازات التجارية على حساب آالم الوطن‪.‬‬ ‫وهكذا تتبعنا عبر كل اإلذاعة والتلفزة الوطنية بمختلف‬ ‫قنواتها‪ ،‬وعبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬اخبار عن وضع‬ ‫تحت المتابعة القضائيــة‪ ،‬أو عن إلقــاء القبض على صنــف‬ ‫من المجرميــن االستثنائيين الذين انتعشـوا في ظل أزمتنـــا‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫الصنف األول تمثل بال حياء‪ ،‬أو حس وطني في شريحة‬ ‫من التجار الذين عمدوا إلى الرفع التلقائي من أثمنة البضائع‬ ‫بمختلف أنواعها‪ ،‬متحدين بذلك المساطر القانونية المنظمة‬ ‫لذلك‪ ،‬ومساهمين في خلق البلبلة بين الناس‪ ،‬بل إنهم‬ ‫ساهموا في انتشار حالة من الهلع نتيجة تأويالت بسطاء‬ ‫الناس لهذا االرتفاع المفاجئ في االثمنة‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا‬ ‫أن تحديهم للمساطر القانونية المنظمة للمضاربات التجارية‬ ‫قد طال حتى المواد المسعرة‪.‬‬ ‫صنف آخر مرتبط ارتباطا وثيقا باألول‪ ،‬وهم المجرمون‬ ‫الذين عمدوا إلى تخزين بعض المواد وإخفائها عن االنظار‪،‬‬ ‫طبعا فب أفق انتظار تصاعد أثمنها الصاروخي‪ ،‬حسب اعتقادهم‪،‬‬ ‫إثر استمرار األزمة‪ .‬وهكذا عانى كثير من المواطنين من‪ ،‬وهم‬ ‫في أمس الحاجة بعض المواد‪ ،‬من اختفائها اإلجرامي من‬ ‫السوق‪ .‬والذين جعل األمر أكثر شدة على الناس هو أن هذا‬ ‫التخزين طال مواد أساسية ملحة في حياة الناس‪ ،‬مثل قنينات‬ ‫الغاز والدقيق وبعض األدوية ومواد التعقيم‪.‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫‪2‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫محمد �إمغران‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫صنف ثالث من مجرمي األزمات‪ ،‬والتي لم تخطر جرائمهم‬ ‫على بال عتى عتاة المجرمين في أفالم اإلجرام‪ ،‬هم فئة من‬ ‫النصابين اختاروا انتحال صفات رجال األمن‪ ،‬أو رجال الصحة‬ ‫للتدليس على المواطنين‪ .‬وهكذا كانوا يخبرون الناس أنهم‬ ‫ممثلو الصحة وان عليهم تعقيم بيوتهم‪ ،‬فيضطروا الناس إلى‬ ‫هجرانها‪ ،‬مما يسهل على هؤالء المجرمين عملية السطو على‬ ‫ممتلكات البيت‪.‬‬ ‫آخرون من هؤالء النصابين تقدموا إلى بعض المحالت‬ ‫التجارية والشركات بصفتهم ممثلي السلطة والدولة‪،‬‬ ‫وطالبوهم بتقديم مساعدات مالية لمواجهة تكاليف محاربة‬ ‫الوباء‪.‬‬ ‫مجرمون آخرون‪ ،‬من صنف رابع اختاروا فرصة خلو الشوارع‬ ‫واألزقة والدروب من المارة لالنفراد ببعض المواطنين العزل‬ ‫وتعنيفهم وسلبهم ما بحوزتهم من أموال أو حاجيات‪.‬‬ ‫ظواهر شاذة كثيرة سادت بالتوازي مع معناة الوطن مع‬ ‫هذا الوباء كان أبطالها هؤالء المجرمين‪ ،‬وغيرهم ممن لم‬ ‫تصل بعد يد االمن إليهم‪ .‬إنهم عديمو الضمائر وتجار االلم‬ ‫الوطني‪ .‬لم تردعهم الحالة الدرامية التي يعيشها الناس جراء‬ ‫فقدان عملهم وقصور ذات اليد عندهم‪ ،‬أو فقدانهم ألهاليهم‬ ‫ضحايا الوباء‪ ،‬وال مناخ الخوف الرهيب الذي يعصف بهم‪.‬‬ ‫رجال االمن بيقظتهم‪ ،‬وحسهم الوطني العالي كانوا‬ ‫لهؤالء بالمرصاد‪ .‬فقد تعقبوهم في كل جحورهم‪ ،‬وتصدوا‬ ‫لهم‪ .‬وقدموهم للقضاء الذي ننتظر إن يقول كلمته الوطنية‬ ‫في حقهم‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هـدى املجـاطـي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز‬ ‫ـ طنجــة ـ‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫لو �أن املغرب حرم الأجانب‬ ‫من اال�ستفادة‪...‬‬ ‫تصوروا لو أن المغرب حرم مهاجرين إسبانيين من‬ ‫االستفادة االجتماعية والقانونية‪ ،‬بسبب تداعيات الوباء الحالي‪،‬‬ ‫ألقامت الجارة االسبانية الدنيا وأقعدتها مستعينة بكتائبها‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬وربما انتقل الهجوم‪ ،‬تحت يافطة االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫واصفا المغرب بكون مسؤوليه عنصريين في طباعهم وعديمي‬ ‫اإلنسانية‪ .‬مرد هذه المقدمة إلى الجمعية المغربية إلدماج‬ ‫المهاجرين بإسبانيا التي أعربت عن رفضها للمرسوم الملكي‬ ‫بمثابة قانون رقم ‪ 12/2020‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل ‪ ،2020‬الذي‬ ‫تبنت بواسطته الحكومة اإلسبانية سلسلة من اإلجراءات العاجلة‬ ‫في مجال العمالة الزراعية‪.‬وأدانت الجمعية في بالغ لها استبعاد‬ ‫الحكومة من هذه التدابير المهاجرين الذين ليست لديهم‬ ‫وثائق اإلقامة «والذين يعملون بالفعل في الحقول بدون عقود‬ ‫عمل ودون االستفادة من أي نوع من أنواع التغطية االجتماعية‬ ‫أو القانونية‪ ،‬بسبب الوضع اإلداري غير النظامي الذي يجدون‬ ‫أنفسهم فيه»‪ ،‬معتبرة أن استبعاد هذه الفئة من المهاجرين في‬ ‫هذه الفترة «هو قرار مخيّب لآلمال بالنظر إلى الحالة الرهيبة‬ ‫والال إنسانية التي يعيش فيها اآلالف من العمال غير النظاميين‬ ‫في المناطق القريبة من الحقول‪ ،‬وخاصة المهاجرين المغاربة»‪.‬‬ ‫المرسوم الملكي المذكور‪ ،‬وفق البالغ ذاته‪ ،‬أعلن أن‬ ‫المهاجرين الذين بإمكانهم االستفادة من بعض اإلجراءات‬ ‫الخاصة «هم الذين يتوفرون على أوراق إقامة قانونية تنتهي‬ ‫صالحيتها بين فترة اإلعالن عن حالة الطوارئ ويوم ‪ 30‬يونيو‬ ‫‪ ،2020‬وكذا الشباب األجانب في وضعية قانونية الذين تتراوح‬ ‫أعمارهم بين ‪ 18‬و‪ 21‬سنة والذين يتوفرون على حق اإلقامة‪،‬‬ ‫دون حق العمل»‪ .‬حيث لقي هذا المرسوم الملكي االسباني‬ ‫انتقادا من الجمعية المغربية إلدماج المهاجرين بإسبانيا‪« ،‬كون‬ ‫الحكومة قد حددت االستفادة من حق العمل لهؤالء األشخاص‬ ‫فقط في هذه الفترة دون اإلشارة إلى أي ضمانات تسمح لهم‬ ‫باالستفادة من هذه اإلمكانية بعد انتهاء الفترة المشار إليها»‪،‬‬ ‫معتبرة القرار قراراً نفعياً «يهدف إلى استعمال اليد العاملة‬ ‫للمهاجرين لضمان استمرارية النشاط الزراعي وإلنقاذ االقتصاد‬ ‫اإلسباني في هذه الفترة الصعبة‪ ،‬دون االعتراف لهم بالحد‬ ‫األدنى من الحقوق؛ إذ بمجرد انتهاء الفترة المحددة سيجدون‬ ‫أنفسهم مرة أخرى بدون تصريح عمل»‪.‬ولفت البالغ االنتباه إلى‬ ‫أن المهاجرين «سيواجهون صعوبات أكبر في الحصول على‬ ‫عروض العمل من بقية الوطنيين؛ إذ إن الحكومة قد وضعت‬ ‫معايير تفضيلية في التعامل مع عروض العمل‪ ،‬واضعة من‬ ‫خاللها المهاجرين في أسفل قائمة المستفيدين المحتملين»‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن المهاجرين الذين انتهت صالحية تصاريح عملهم‬ ‫وإقامتهم خالل الفترة بين إعالن حالة الطوارئ و‪ 30‬يونيو‬ ‫‪ 2020‬هم المجموعة الرابعة حسب األولوية‪« ،‬ويأتي في‬ ‫المجموعة الخامسة واألخيرة الشباب األجانب الذين يتوفرون‬ ‫على أوراق اإلقامة‪ ،‬دون أوراق العمل‪ ،‬المتراوحة أعمارهم‬ ‫بين ‪ 18‬و‪ 21‬سنة‪ ،‬هذه الفئة يشكلها بشكل أساسي الشباب‬ ‫المهاجرون الذين كانوا سابقاً أطفا ًال قاصرين‪ ،‬تحت وصاية‬ ‫السلطات اإلسبانية»‪ ،‬يكشف البالغ ذاته‪.‬‬ ‫وزادت الجمعية قائلة‪« :‬إننا أمام مجموعة من التدابير‪ ،‬ذات‬ ‫التأثير الضعيف للغاية على المهاجرين المستضعفين الذين‬ ‫هم في وضعية غير قانونية والذين يشاركون بالفعل في العمل‬ ‫الزراعي‪ ،‬كما ال تقدم حلو ًال أو ضمانات ألولئك الذين ستنتهي‬ ‫آجال تصاريح إقامتهم»‪.‬ودعت الجمعية في األخير الحكومة‬ ‫اإلسبانية إلى مراجعة القرار وتصحيحه وتمكين المهاجرين‬ ‫من االستفادة منه «دون تمييز على أساس الجنسية أو الوضع‬ ‫اإلداري لمقدمي الطلب‪ ،‬ففي خضم هذه األزمة الصحية ينبغي‬ ‫إعطاء األولوية لألشخاص المستضعفين وتمكينهم من الحد‬ ‫األدنى من العيش الكريم»‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫سورة «األنبياء» معروفة بين المشايخ وأهل العلم‪ ،‬بأنها سورة «االستجابة»‪.‬‬ ‫إذ أنها السورة القرآنية الوحيدة التي ورد فيها لفظ «فاستجبنا له» أكثر من‬ ‫مرة‪ ،‬وفي أكثر من سياق‪.‬‬ ‫ورد في اآلية ‪« :76‬ونوح ًا �إذ نادى من قبل فا�ستجبنا له فنجيناه و�أهله‬ ‫الكرب العظيم»‪.‬‬ ‫من‬ ‫ْ‬ ‫وورد في الحديث عن سيدنا أيوب عليه السالم في اآلية ‪« :84‬فاستجبنا له‬ ‫فكشفنا ما به من ضُر‪ ،‬وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة مِن عندِنا وذكرى‬ ‫للعابدين»‪.‬‬ ‫وورد في اآلية ‪ 88‬الخاصة بسيدنا يونس عليه السالم‪« :‬فا�ستجبنا له وجنيناه‬ ‫الغم‪ ،‬وكذلك ُن ْنجي امل�ؤمنني»‪.‬‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫وورد في اآلية ‪ 90‬حين استجاب اهلل لدعاء نبينا زكرياء «فا�ستجبنا له ووهبا‬ ‫وجه»‪.‬‬ ‫له يحيى و�أ�صلحنا له زَ َ‬ ‫والسؤال المطروح‪ :‬هل هذا قاصر على األنبياء فقط؟‬ ‫علماء التفسير قالوا‪ :‬ال‪ ،‬واستشهدوا على هذا‪ ،‬بأن اهلل حين استجاب لسيدنا‬ ‫أيوب قال‪« :‬رحمة من عندنا وذكرى للعابدين» كل العابدين‪.‬‬ ‫وفي إجابته لدعاء سيدنا يونس قال‪« :‬وجنيناه من الغم‪ ،‬وكذلك ننجي‬ ‫امل�ؤمنني» كل المؤمنين باهلل‪.‬‬ ‫لذا سمَّى المفسرون سورة األنبياء‪ ،‬بسورة االستجابة‪ ،‬فهي تجمع مفاتيح‬ ‫استجابة ربنا سبحانه وتعالى للدُّعاء‪.‬‬ ‫فمفتاح سيدنا نوح‪ ،‬كان الصبر‪ 950 ،‬سنة من الصبــر على دعـوة قومـه‬ ‫لإليمان باهلل‪.‬‬ ‫ومفتاح سيدنا أيوب‪ ،‬كان األدب الشديد في مخاطبة اهلل‪ ،‬لما قال‪�« :‬إين‬ ‫م�سني رُّ‬ ‫ال�ض و�أنت �أرحم الراحمني»‪.‬‬ ‫ومفتاح سيدنا يونس‪ ،‬كان الدُّعاء‪« ،‬ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من‬ ‫الظالمين»‪.‬‬ ‫أما مفتاح سيدنا زكرياء‪ ،‬فنجده في قوله تعالى‪�« :‬إنهم كانوا ي�سارعون يف‬ ‫اخلريات‪ ،‬ويدعوننا رغب ًا ورهب ًا وكانوا لنا خا�شعني»‪.‬‬ ‫والمطلوب منا في هذه األيام العصيبة أن نتعامل مع هذه اآليات أو المفاتيح‬ ‫كشفرة‪ ،‬نلجأ إلى استخدامها‪ ،‬ليخلصنا اهلل من هذا الكرب‪ ،‬ويكشف عنا هذا‬ ‫الغمّ‪.‬‬

‫النشرة المسائية‪..‬‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫كان كعادته يالعب طفلته الصغيرة التي يرى فيها قبس النور‬ ‫اآلتي‪ .‬حل الموعد اليومي؛ إنها النشرة الرئيسية المسائية‪ ،‬توقف عن‬ ‫مالعبتها بعد أن أخبرها بلطف بعينيه‪ .‬كانت تعرف عادته تلك ولم‬ ‫تزد أن قبلته على خده بحب طفولي ال حدود له‪ ،‬وتسمرت بجانبه‬ ‫تلتفت هنا وهناك‪ .‬‬ ‫لفت انتباهه خبر حلق من بعيد؛ عدوى تنتقل كالنار في الهشيم‬ ‫بين النـــاس‪ ،‬وقـــال‬ ‫المذيع بصوته الفخم‪:‬‬ ‫سبـــب العــدوى هــو‬ ‫فيـروس انتقـــل من‬ ‫حيوان إلى إنسان‪ .‬لم‬ ‫يعط للخبـر اهتمامــا‬ ‫كبيرا ‪ ،‬لكــن ســوف‬ ‫يكون لتكراره في جميع‬ ‫النشــرات المسائيـــة‬ ‫فعله عليه كما يفعـل‬ ‫النقر في الحجر‪ .‬وكــل‬ ‫مساء كــان أمـر الداء‬ ‫يتطــور في مهـــده‬ ‫ومعه تتطور الخسائر‬ ‫و اإلجراءات الوقائيــة‪،‬‬ ‫قال في نفسه‪ :‬لطفك‬ ‫يارب ألن الداء اتسعت‬ ‫رقعته كما الريح وينذر‬ ‫بخطر محدق‪ .‬وكلما زاد االتساع زاد قلق العالم وقلقه النابع من روح‬ ‫إنسانية‪ ،‬فالداء يخفي أكثر مما يظهر كالسر وإن كان جميع جنود‬ ‫علم الطب والبيولوحيا‪ ...‬دخلوا في حرب استباقية ال هوادة فيها معه‪.‬‬ ‫ذلك المساء كان وحده‪ ،‬قبس النور اآلتي كانت في حفل إحدى‬ ‫صديقاتها الصغيرات‪ ،‬وأمها في زيارة عائلية‪ ،‬كان الصمت يلف أركان‬

‫‪3‬‬

‫البيت‪ ،‬جاء خبر الداء‪/‬العدوى‪ ،‬هذه المرة لم يأت من بعيد‪ ،‬أتى من‬ ‫قريب‪ ،‬قال المذيع بصوته الفخم‪ :‬لقد سجلت الحالة األولى ببلدنا‬ ‫وهي حالة وافدة‪ ،‬هزت كيانه صعقة خفيفة‪ ،‬كان إلى زمن قريب يرى‬ ‫أن بلده بعيد عن مصدر الداء‪ ،‬لكنه اآلن دخل في منطقة الخطر‪ ،‬لم‬ ‫يكن يعرف ما مغزى الحالة الوافدة‪ ،‬لكنه فيما بعد سيحفظ قاموس‬ ‫العدوى بفعل التكرار اليومي في النشرة المسائية كالنقر في الحجر‪...‬‬ ‫ولم يـــزد أن قال في‬ ‫نفسـه ‪ :‬لطفك يارب‬ ‫بعبـــادك الضعفاء في‬ ‫بالد ضعيفة‪...‬‬ ‫دخلـــت قبــــس‬ ‫النور اآلتي مع أمهــا‬ ‫فعانقهمــــا‪ ،‬كانــت‬ ‫الصغيرة ما زالت تحلق‬ ‫ببراءتهـا في أجـــواء‬ ‫الفرح والنشوة‪ .‬التقت‬ ‫نظرته بنظـرة رفيقة‬ ‫الحيــاة‪ ،‬كانـــت هي‬ ‫كذلك على علم بذلك‬ ‫فقــد فعــل النقر على‬ ‫الحجر فعله في الجميع‪،‬‬ ‫وكان عليهما منذ ذلك‬ ‫المساء التأهـــب ككـل‬ ‫البلــد العزيـــز لحيــاة‬ ‫جديدة سيفرضها الداء على الجميع‪...‬‬ ‫توالت النشرات المسائية‪ ،‬وكل يوم كان يزداد افتخارا ببلده‬ ‫الضعيف وعباده الضعفاء‪ ،‬وكل يوم كان‪ ،‬رغم القلق المتنامي‪ ،‬يراجع‬ ‫كثيرا من األحكام المسبقة والخاطئة ألن بلده كان يفاجئه بسر‪ ‬‬ ‫مقاومة دفين‪...‬؟!‪ ‬‬

‫بالد الدين وراحة‬ ‫المحتاج والمسكين‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫استوقفني منذ أسبوعين تصريح أنطونيو غوتييريث ؛ األمين العام‬ ‫لألمم المتحدة في موضوع هذا الفيروس الكوروني ؛ الذي مأل الدنيا‬ ‫وشغل الناس‪..‬‬ ‫وهو فيروس كما قال‪:‬‬ ‫• انتشر في جل فضاءات المعمور‪..‬‬ ‫• خلق قلقا وحيرة‪..‬‬ ‫• وضع أنظما صحية أمام اختبارات قاسية‪..‬‬ ‫• أجهز على معيش فئات مجتمعية ضعيفة‪..‬‬ ‫• كانت له وما زالت تداعيات اجتماعية واقتصادية‪..‬‬ ‫وأكد األمين العام لآلمم المتحدة أن كورونا سيصل الى منتهاه‪..‬‬ ‫والعمل يتعين أن يتجه نحو ‪:‬‬ ‫انقاذ األرواح البشرية‪..‬‬ ‫ابطاء االنتشار الوبائي‪..‬‬ ‫االنحياز نحو التعقل والعلم‪..‬‬ ‫التضامن بتقديم العون‪..‬‬ ‫اتباع المشورات الطبية‪..‬‬ ‫تقاسم المسؤوليات في مواجهة هذا الفيروس‪..‬‬ ‫في مغربنا الحبيب تتصدر التعليمات الملكية السامية بحس مواطن‬ ‫عزيز النظير‪ ..‬كل التدابير ؛ فهي ـ مثاال ال حصرا ـ وراء استحداث صندوق‬ ‫خاص لتدبير هذه األزمة الوبائية ؛ حيث يتجه العمل أفقيا وعموديا في‬ ‫مناح عدة ‪ ،‬خاصة ‪:‬‬ ‫• التكفل بالنفقات‪..‬‬ ‫• تأهيل اآلليات والنظم الصحية‪..‬‬ ‫• دعم القطاعات االقتصادية الحيوية المتضررة ( الشغل والسياحة‬ ‫وغيرهما )‬ ‫وتباشر مرافق حكومية عملها االستثنائي ؛ خاصة وزارة الداخلية‬ ‫ضمانا للحدود المطلوبة في معيش المواطنين‪ ..‬وعلى رأسها السهرعلى‬ ‫ضمان األمن الغذائي المنتظم‪..‬‬ ‫وأما رجال األمن والدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية‬ ‫واألطباء والصيدالنيين فهم ـ في عز هذه األزمة الوبائية ـ جند مجندون‬ ‫في وجه جائحة غير مشهودة في تاريخ األوبئة واألمراض والكوارث‬ ‫ببالدنا وفي أرض اهلل الواسعة‪..‬‬ ‫في هذه الظرفية الحرجة ال يلتفت المواطنون سوى للقول النافع‬ ‫الراشد الذي وراءه فعل خير ملموس ؛ وأما بالغات الرياء الماكر لرجال‬ ‫الخرائط فلن يلتفت اليها بعد درس كورونا ؛ لكونها منتوج غيهب‬ ‫وثنيات الريع‪..‬‬ ‫أما آن لرجال الخرائط أن ينصرفوا ؟‬ ‫هل ستستمر مسرحية رجال الخرائط بعد كورونا ؟‬ ‫هل ستستمر غلبتهم‪ ،‬كما تنبأ بذلك الشاعر الفذ محمد الخمار‬ ‫الكنوني رحمه اهلل ‪:‬‬

‫« ال غالب إال الخرائط ؛‬ ‫ها أنها باتت اآلن‬ ‫تخلق من كان يخلقها‪..‬‬ ‫ال تقل ‪ :‬ربما‪..‬‬ ‫ال تقل ‪ :‬قد يكون‪..‬‬ ‫هذه يدها في السطور‪..‬‬ ‫وهذا اسمها‬ ‫كيف ينفلت النقص ؟‬ ‫من أين يأتي ؟‬ ‫أليست تفكر لك ؟‬ ‫تتكلم‪..‬‬ ‫تسمع‪..‬‬ ‫تبصر لك‪..‬‬ ‫فاطو برقك ؛‬ ‫إن السماء التي كنت تكتبها‪..‬‬ ‫وامح حلمك إن التخوم التي‬ ‫كنت تقرأها‬ ‫هي تقرأها‪.»..‬‬

‫اللهم ارفع عنا هذا الوباء‪..‬‬ ‫اللهم أنزل لطفك بنا‪..‬‬ ‫اللهم احفظ بلدنا واحفظ ملكنا‪ ،‬وأدم عليه نعمة الصحة والعافية‪.‬‬ ‫اللهم اجعل بلدنا بلد الدين وراحة المحتاج والمسكين‪.‬‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫محنة الجائحة‪ ...‬كتاب مفتوح لروح النموذج‬ ‫التنموي الجديد‬

‫• محمد البوشوكي (دكتور في القانون العام)‬

‫إن أزمة الوباء المسمى كورونا»‪ ,‬وهو فيروس قاتل ينتشر في العالم بسرعة فائقة‪ ،‬فيصيب اآلالف ويقتل‬ ‫المئات كل يوم‪ ،‬غير مفرّق بين دول غنية وفقيرة‪ ،‬أو بين عالم أول وثالث‪ .‬خالل فترة قصيرة‪ ،‬أجبر فيروس‬ ‫كورونا عشرات الدول على غلق حدودها‪ ،‬وحظر تجول مواطنيها‪ ،‬وإعادة تقييم أولوياتها الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫وهو ما يطرح أسئلة كثيرة بشأن تبعات ما يحدث على البلدان المختلفة والعالم؟ هل نحن أمام لحظة تاريخية‬ ‫فارقة‪ ،‬أم أمام فيروس سرعان ما ينحسر انتشاره وتبعاته؟ وما الذي يمكن أن نتعلمه من التجربة الراهنة؟‬ ‫أسئلة عدة تطرح نفسها وبقوة خالل هذه الفترة من األزمة التي لم تستثني أي دولة ومنها طبعا المغرب؟‬ ‫ولعل أهم مفارقات انتشار فيروس كورونا في العالم أن دوال صناعية ثرية أظهرت أنها هشة رغم ثرائها‬ ‫وقوتها في الثبات أمام هذا العدو‪ .‬وهو مثال حال‬ ‫فرنسا حيث اتضح أن هذا البلد لم يكن قادرا‬ ‫حتى اآلن على مد أعضاء الفرق الطبية بالمعدات‬ ‫األساسية الضرورية التي تسمح لهم بالمساهمة‬ ‫في إسعاف المرضى دون نقل العدوى إليهم أو‬ ‫دون تفشي الفيروس إليهم عبر مرضاهم‪.‬‬ ‫فالحقيقة أن هذا الوباء وضع العالم في كفة‬ ‫واحدة فال فرق بين دول قوية وأخرى ضعيفة‪,‬‬ ‫الكل يعاني مع تفاوت بسيط في طرق المعالجة‪,‬‬ ‫ورغم أن المغرب بادر إلى اتخاذ تدابير استباقية‪,‬‬ ‫فهو أمام تحدي كبير وجدي للخروج من األزمة‬ ‫بأقل الخسائـر‪ ،‬واستيعـــاب دروس مهمــة من‬ ‫المحنة خصوصا وهو مقبل على طرح نموذج‬ ‫تنموي جديد يصبو إليه المغاربة لتحقيق نوع من‬ ‫التوازن االجتماعي‪.‬‬ ‫دروس هي إذن يجب التعلم منها أبانتها هاته‬ ‫المحنة وخصوصا للدول النامية والمغرب بشكل‬ ‫خاص وعلى اللجنة المكلفة بتنفيذ وبلورت النموذج المأمول بالغرب أال يغفل مجموعة من المعطيات الهامة‬ ‫التي قد تقودنا مستقبال لنوع من التوازن االجتماعي منها ‪:‬‬ ‫دولة تتمتع بقدر كبير من الكفاءة والشفافية‪ ،‬فدور الحكومة المركزية على قدر كبير من األهمية‪،‬‬ ‫ويصعب االستغناء عنه أو تخطيه في الشدة أو الرخاء‪ .‬بعد األزمة‪ ،‬سوف تقيم الشعوب المختلفة طبيعة‬ ‫استجابة حكوماتها لها ولن تنسى المقصّرين‬ ‫علما أن أزمة فيروس كورونا دولية بامتياز‪ ،‬بدأت في دولة واحدة‪ ،‬وانتشرت في بقية دول العالم في أقل‬ ‫من أربعة أشهر‪ ،‬كاشفة حجم التواصل واالعتماد المتبادل بين الدول‪ ،‬خصوصا على الصعيد االقتصادي‪،‬‬

‫فعلى مدى العقود الثالثة األخيرة‪ ،‬أدت العولمة االقتصادية إلى نقل مصانع كثيرة خارج الدول الغربية‪ ،‬نحو‬ ‫دول جنوب شرق آسيا‪ ،‬حيث العمالة الرخيصة‪ ،‬حتى باتت مصنع العالم‪ .‬وأظهرت األزمة مدى تأثر الشركات‬ ‫الغربية بتوقف خطوط إنتاجها الموجودة في الصين ودول جنوب شرق آسيا‪ ،‬ومدى انكشاف المجتمعات‬ ‫الغربية نفسها لألزمات الكبرى‪ ،‬وكيف أنها سوف تعجز عن إنتاج كثير من احتياجاتها األساسية في حالة‬ ‫األزمات الكبرى والطارئة‪ .‬وهنا تجب اإلشارة إلى أن الدول األوروبية األكثر معاناة من الفيروس لم تتوجه إلى‬ ‫أميركا لطلب المساعدة في توفير أجهزة التنفس الصناعية والمالبس الوقائية‪ ،‬بل توجهت إلى الصين‪ ،‬ألن‬ ‫أميركا نفسها تعاني من نقص تلك المواد وغيرها من العقاقير الطبية الضرورية وتبحث عمن يزودها بها‪.‬‬ ‫إعادة النظر في أنظمتنــا اإلنتاجية داخليا‬ ‫وتقليل االعتماد على الدول األجنبية في توفير‬ ‫السلع األساسية‪ ،‬وبإعادة افتتاح مصانع داخلية‬ ‫توفر تلك السلع‪ ,‬مع الحفاظ على العالقات الخارجية‬ ‫لضمان التسويق والتصدير عبر األسواق الدولية‪.‬‬ ‫إرساء مفهــوم الدولــة االجتماعية أي توطيد‬ ‫مبادئ الدولة الحديثة‪ ،‬التي عرفت منذ وقت مبكر‬ ‫ظهور نظــام التأمينـــات االجتماعية ومؤسسات‬ ‫الضمان االجتماعي ومنظمات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫التي أصبح يوكل إليها القيام بأدوار موازية لعمل‬ ‫الدولة‪ ،‬بهدف التخفيف من حدة الكوارث الناجمة‬ ‫عن تدهور األوضاع االجتماعية‪ .‬‬ ‫إعــادة النظــر في المنظومة الصحية للبالد‪,‬‬ ‫فالدولة المتقدمة يجب أن تتوفر على منظومــة‬ ‫صحيـــة عمومية مجانيـة قويـــة‪ ،‬بمستشفياتها‬ ‫الجامعيــة والجهويــة واإلقليمية وصوال ألبسط‬ ‫مركز صحي بالمجــال القروي‪ ،‬وتنويع المختبرات‬ ‫البحثية إلنتاج األدوية بكميات كافية‪ ،‬وتخصيص مقدرات مالية كبيرة لتأطيروتكوين وتخريج الموارد‬ ‫البشرية الطبية المؤهلة في مختلف التخصصات‪ ،‬استجابة لكل التقلبات الدولية في المجال الصحي‪.‬‬ ‫فالعالم ال محال سوف يكون له وجه أخر ما بعد الجائحة‪ ,‬فعلى الساهرين على مستقبل البلد والعاملين‬ ‫على بلورت نموذج فعال وناجع‪ ,‬مدعوون لقراءة كل هاته المتغيرات في إطار شمولي‪ ,‬والوقوف على مكامن‬ ‫الخلل والنواقص ومعالجتها لتقوية مناعتنا في كل المجاالت في وجه ما يمكن أن يؤول إليه هذا العالم‪ ,‬الذي‬ ‫أصبح يباغتنا بظروف أحيانا تفوق الطاقة البشرية‪.‬‬

‫آن األوان لرد االعتبار لها‪...‬‬

‫أطر صحية مجندة في ساحة الوغى‬ ‫لنقولها صراحة‪ ،‬ولو أن منظومتنا الصحية «مهلوكة وحالتها حالة‪ »..‬بشهادة الداني والقاصـي‪ ،‬فإن‬ ‫األطر الصحية من أطباء وممرضين وعاملين بمختلف المؤسسات االستشفائية بالتراب الوطني هي اليوم‬ ‫في الصفوف األمامية لمحاربة فيروس العصر‪ ،‬بعظيم تفان وكبير تضحية ولساعات متواصلة‪ ،‬رغم إدراكها‬ ‫لخطورة التعامل مع مهاجم غيرمنظور‪ ،‬يشبه جنيا قد يصيبهم بأذاه في أي لحظة ممكنة‪.‬هذه األطر تعيش‬ ‫على مدار الساعة‪ ،‬حالة من التعبئة القصوى الستقبال حاالت اإلصابة بفيروس (كوفيد ‪ )19 -‬وهي حريصة‬ ‫على تنفيذ أدق المعلومات والتفاصيل‪ ،‬لتمكين المرضى من االستشفاء مع جاهزيتها الدائمة‪ ،‬للتدخل‬ ‫حسب تطورات الوضعية الصحية لهؤالء المرضى‪.‬‬ ‫هذا هو حال األطقم الطبية بمختلف المؤسسات‬ ‫االستشفائية التي تستقبل المصابين‪ ،‬ومنها‬ ‫مستشفى األمير موالي عبد اهلل بسال‪ ،‬الذي عرف‬ ‫ويعرف تطورا مهما جعل منه مركزا استشفائيا‬ ‫يشارإليه بالبنان‪ ،‬يستقبل جميع الحاالت‪ ،‬سواء‬ ‫تلك المصابة بالفيروس أو تلك التي ظهرت عليها‬ ‫أعراض المرض‪ ،‬قصد إجراء تحاليل مخبرية‪.‬‬ ‫وتصوروا كيف أن هذه األطقم الطبية ترتدي‬ ‫القفازات وتضع الكمامات واألقنعة الواقية ألكثر‬ ‫من ‪ 12‬ساعة‪ ،‬مع الحرص على عدم احتكاكها‬ ‫بالمريض‪ ،‬طيلة ساعات الحضور بغرفتــه‪ ،‬وهذه‬ ‫أبرز ما يميز الحياة اليومية لهاته األطــر في‬ ‫الظرفية الراهنة‪ ،‬إذ ال تنعم باستراحة‪ ،‬بل تعيش‬ ‫على وقع اتصاالت مستمرة‪ ،‬وأخبار في كل ثانية‪،‬‬ ‫تتعلق حول عدد الحاالت المسجلــة‪ ،‬األمرالذي‬ ‫يعرضها لضغوط نفسية‪ ،‬بسبب شروط العزل‬ ‫الصارمة‪ ،‬وضرورة ارتداء مالبس معينة لفترات‬ ‫طويلة‪ ،‬تقيد الحركة بشكل كبير‪ ،‬فضال عن مخاوف من احتمالية العدوى ونقلها ألسرهم‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أكدت طبيبة أخصائية في الطب االستعجالي في تصريح لمصادر إعالمية أن جميع‬ ‫األطر الطبية والتمريضية والعاملين بالمستشفى هم في معركة يومية مع الوباء‪ ،‬يحتلون فيها الصفوف‬ ‫األمامية‪ ،‬رغم الصعوبات والمخاطر التي تحذق بهم من كل جانب‪ ،‬موضحة أن كافة العاملين في مجال‬ ‫الصحة يضحون بالغالي والنفيس لمحاربة هذا الفيروس‪ ،‬وهم مبعدون عن أسرهم وأبنائهم الذين حرموا‬ ‫من رعايتهم‪ ،‬خالل هاته الفترة العصيبة‪.‬كما ناشدت المتحدثة المواطنين بالمكوث في بيوتهم وااللتزام‬ ‫بقواعد السالمة الصحية‪ ،‬وأخذ األمور بجدية وعدم االستخفاف بالوضع الصحي الذي تجتازه البالد‪.‬‬

‫• محمد إمغران‬

‫ومن جهتها‪ ،‬قالت أخصائية في طب المستعجالت والكوارث إن مستشفـــى األميــر موالي عبد اهلل‬ ‫يستقبل ثالثة أصناف من الحاالت‪ ،‬األشخاص المشتبه في إصابتهم بعدوى الفيروس الذين تجرى لهم‬ ‫التحاليل المخبرية الخاصة بذلك‪ ،‬المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس‪ ،‬لكن حالتهم الصحية مستقرة‪،‬‬ ‫والمصابين بالفيروس الذين تستدعي حالتهم الصحية الولوج إلى مصلحة اإلنعاش‪ ،‬مضيفة أن الحاالت‬ ‫تزداد يوما بعد يوم‪ ،‬مما يتطلب أن يلزم الناس بيوتهم وأن ال يغادروها إال للضرورة القصوى‪ ،‬مع ارتــداء‬ ‫الكمامات‪ ،‬مهيبة بجميع الفئات التحلي بالوعي والتضامن والمسؤولية في هذه الظروف الصعبة‪ ،‬وااللتزام‬ ‫بالتوصيات والنصائح الطبية‪.‬‬

‫وترى األطــــر الصحيــة كافـــة‪ ،‬العاملـــة‬ ‫بالمستشفى أنه البد من التقيد بتدابير الحجر‬ ‫الصحي‪ ،‬باعتباره السبيل الوحيد لمنع تفاقم‬ ‫الوباء وتكاثر أعداد اإلصابات‪ ،‬بغية الخروج من‬ ‫هذه المواجهة الطاحنة بأقل الخسائر‪.‬‬

‫بدورها‪ ،‬وفي السياق ذاته‪ ،‬أبرزت ممرضة‪،‬‬ ‫هـي على رأس وحــدة العــزل بالمستشفى‬ ‫المذكور‪ ،‬التضحيات االكبيرة التي يقـــوم بها‬ ‫األطباء والممرضون وتقنيو القطاع الصحي‪،‬‬ ‫معتبرة أنهم يضحـــون بسالمتهم ويمضون‬ ‫ساعات طويلة ومتعبة إلى جانب المرضى‪ ،‬غير‬ ‫مهتمين بحياتهم الخاصة وال حتى برعاية‬ ‫أبنائهم‪ ،‬خدمة للمصلحة العليا للجميع‪ ،‬علما‬ ‫أن هذا المستشفى اإلقليمي تعزز بوحدة‬ ‫جديدة لإلنعاش الطبي‪ ،‬ستساهم في الرفع‬ ‫من الطاقة االستيعابية لقسم اإلنعاش بالمستشفى‪ ،‬وذلك في إطار المجهودات المبذولة من طرف وزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬للتصدي للجائحة والتكفل بالمصابين والمصابات بها‪ .‬وللمعلومة‪ ،‬فالوحدة الجديدة تتوفرعلى‬ ‫أحدث المعدات التقنية والتكنولوجية في مجال اإلنعاش الطبي‪ ،‬األمر الذي قد يساهم في تخفيف الضغط‬ ‫المحتمل على المستشفى في حالة استقبال حاالت جديدة مصابة بفيروس العصر‪.‬‬

‫وآخرا‪ ،‬أال تستحق هذه األطر الصحية رد االعتبار لها‪ ،‬إن عاجال أو آجال‪« ،‬واهلل يخفف العثرات ويهدينا‬ ‫كاملين على هاذ البالد» ؟‬


‫ملف‬

‫العدد ‪1041‬‬

‫استطالع آراء النخب المغربية حول وباء «كورونا»‬

‫سعيدة لقراري‬ ‫قــاصــة‬

‫هناك الخوف العاقل وهناك الخوف غير العاقل‪..‬‬ ‫األول كرسي هزاز مريح على شرفة هادئة والثاني‬ ‫عود كبريت يشعله طفل‪ ،‬ويلقى به في خزانة ثيابه‪..‬‬ ‫تحت نفس المظلة «كورونا» تجمعنا عدو حكيم‪،‬‬ ‫من غفلة بعضنا يسخر‪ ،‬ومن جد بعضنا اآلخر يحذر‪،‬‬ ‫بخوفنا يتسلى‪ ،‬وبشجاعتنا في مواجهته‪ ،‬عند حدوده‬ ‫يتوقف‪ ،‬صراعنا على حلبته يُ َقوِّيه‪ ،‬واتحادنا ضده‪،‬‬ ‫يلوي ذراعه‪ ،‬وفي شر فعلته يُلقيه‪ .‬كل يوم برائحة الموت يذكرنا‪ ،‬ونحن نشدو‬ ‫بحب الحياة في أغانينا‪ ..‬اجهر بحبك للدنيا‪ ،‬كأنك ستعيش أبدا‪ ،‬واتركه خارج بيتك‬ ‫المحكم اإلغالق‪ ،‬يكنس الفراغ ‪ ،‬وهو نحو شر خاتمته يهرول‪ ،‬من مصلحة عدونا‬ ‫الحكيم‪ ،‬أن تصير دخانا في مهب الهلع‪ ،‬ومن سنة الحروب‪ ،‬استغالل الهفوات‪..‬‬ ‫سارع إلى التحصن ببرج الدفاع عن وجودك‪ ،‬ألن عدونا الحكيم هذا هفوة‪ ،‬الهجوم‬ ‫يمتطيه صهوة ‪ ..‬بفنجان التاريخ تهب جائحة كورونا زوبعة‪ ..‬ولسان حالها يقول أننا‬ ‫على محك األزمات نعز أو نهلك زوبعة تحصد حياة من ال يتقي شرها‪ ،‬بالبقاء في‬ ‫بيته وااللتزام بقواعد سالمة سنها العلم وأمالها مختصون‪ ..‬لنتعظ من دول لها‬ ‫السبق والباع الطويل في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬لم يشفع لها كل ذلك‬ ‫في إعالن فشلها وذهولها من هول االجتياح وعجزها في محاصرته ‪ ..‬ولنتذكر أننا ال‬ ‫نملك إمكانياتهم في صد بطشه لكن تشبتنا بالرغبة في البقاء والحياة‪ ،‬وتسخير ما‬ ‫أتيح لنا من إمكانيات‪ ،‬من شأنه أن يقوي ويوطد جسر التعاون بيننا‪ ،‬ويجعل أرواحنا‬ ‫تتعانق وجهودنا تتكاثف لحماية أنفسنا وأحبتنا‪..‬على أمل حلول يوم قريب تشرق‬ ‫في سمائه شمس الخالص‪ ..‬وإلى ذلك الحين فلنضبط أشرعة السفينة في اتجاه‬ ‫سالمتنا وسالمة من نحب‪..‬‬

‫الدكتور مصطفى الغرافي‬ ‫أستاذ البالغة والنقد بجامعة موالي اسماعيل‪/‬‬ ‫مكناس‬

‫«اإلنسانية تشعر ببعضها هذه األيام»‪ .‬هكذا‬ ‫فكرت وأنا أتابع أخبار وتطــورات هذا الفيــروس‬ ‫(اللعين) منذ ظهوره في الصين أول مرة ويدي‬ ‫على قلبي‪ .‬تابعت تغير حاالت الرصد التي أظهرها‬ ‫المغاربة تجاه األخبار المتواترة عن تفشي هذا‬ ‫الوباء في البلدان التي اجتاحها الفيروس في وقت‬ ‫مبكر‪ .‬كنت أتابع‪ ،‬بغير قليل من الخوف واألمل‪،‬‬ ‫كيف تتحرك اإلنسانية في كل أقطار المعمور من أجل مواجهة هذا الوباء الذي‬ ‫حير العلماء واألطباء من حيث أعراضه وطرق انتقاله والكيفية التي يهاجم بها‬ ‫ضحاياه‪ ،‬الذين يجدون أنفسهم أمام عدو خفي وغير مرئي‪ ،‬يهددهم بالموت‬ ‫والغياب‪ ،‬وهم الذين يتشبثون بالحياة بكل ما أوتوا من رغبة ومن لهفة وأمل‪.‬‬ ‫لقد كانت اإلنسانية تعتقد‪ ،‬إلى وقت قريب‪ ،‬أنها نجحت في حل كثير من‬ ‫ألغاز الكون والطبيعة‪ .‬وهي في أوج الثقة بإنجازات العلم‪ ،‬هذا المارد‪ ،‬الذي‬ ‫أفلح في نزع السحر عن العالم وكشف كثير من أسراره وخفاياه‪ ،‬إذا بها تفاجأ‬ ‫بأنها ليست مهيأة بعد إلعالن سيطرتها على وسيادتها على الطبيعة؛ فهناك‬ ‫كثير من المناطق ال زالت مظلمة وملغزة في هذا الكون‪ ،‬وال يستطيع العلم‬ ‫الحديث فك مغاليقها‪ .‬لقد بدت اإلنسانية اليوم عاجزة أمام فيروس صغير‬ ‫ولعين‪ .‬يهدد وجودها ويزعزع ثقتها في نفسها وفي إنجازاتها‪ ،‬مسببا لها بذلك‬ ‫جرحا نرجسيا ال أظن أنها ستشفى منه في القريب العاجل‪ .‬في اعتقادي أن‬ ‫اإلنسانية ستضطر إلى مراجعة كثير من األفكار والتصورات حول ذاتها وحول‬ ‫عالقتها بالطبيعة والكون من حولها‪ .‬حقيقة تخيفني هذه الرغبة الجامحة التي‬ ‫تستبد بهذا «القرد العاري» (كما يسميه موريس ديزموند) إلخضاع الطبيعة‬ ‫والسيطرة على الكون‪ .‬هذه اللوثة هي التي ستضيع الكائن اإلنساني (الجميل‬ ‫والمخيف) وتودي به إلى نهايته المحتومة‪ .‬المطلوب حقيقة إظهار كثير من‬ ‫التواضع وتعلم الدرس جيدا؛ فربما تكون هذه هي المرة األولى التي تجد‬ ‫فيها الدول والحكومات نفسها أمام وضع غير مسبوق ولم تعتد عليه‪ :‬أول‬ ‫مرة يكون منسوب الوعي المرتفع وسياسة العيون (والعقول) المفتوحة هو‬ ‫السبيل لتجاوز األزمة بدل سياسة التجهيل و»جيل الضباع» (التسمية لعالم‬ ‫االجتماع المغربي محمد جسوس)‪ .‬الدرس الذي ينبغي استخالصه من هذه‬ ‫الجائحة هو إعادة االعتبار لمجموعة من القطاعات الصحية التي أثبتث األيام‬ ‫أهميتها في بناء المجتمعات وتحقيق النهوض االقتصادي والحضاري المطلوب‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بقطاع التعليم والصحة واألمن‪ .‬ال بد من تخصيص ميزانية مناسبة‬ ‫لهذه القطاعات واالعتناء بأطرها إذا أردنا أن نرى المغرب الذي نحلو به جميعا‪.‬‬ ‫المغرب الذي في البال وفي الخاطر‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الشخصي فقد فرضت على نفسي حجرا صحيا قبل يوم من‬ ‫إعالنه رسميا‪ .‬لقد أدركت من تتبعي ألخبار هذا الفيروس منذ ظهوره أال حل له‬ ‫حتى ذلك الوقت إال بالمكوث في المنزل وعدم الخروج إال للضرورة القصوى مع‬ ‫االلتزام التام باالحتياطات التي يعلنها المسؤلون عن التدبير الصحي للمجتمع‬ ‫في ظل هذه األوضاع الخاصة التي يجتاح فيها الفيروس بلدان العالم‪ .‬وال أخفي‬ ‫هنا أنني تابعت اإلجراءات التي المتتابعة التي أعلنت عنها مؤسسات الدولة‬ ‫بكثير من االرتياح والتقدير للجهود التي تبذل على مختلف المستويات الحتواء‬ ‫آثار هذا الفيروس اللعين‪ ،‬كما أنني تابعت بمزيد من االعتزاز والفخر انخراط‬ ‫المغاربة بكل حماس ومسؤولية في مواجهة الظروف التي فرضها تفشي‬ ‫الوباء‪ .‬نظرت بكثير من التقدير إلى جهود األطباء والممرضين ورجال الشرطة‬ ‫والجيش واألساتذة وجميع المواطنين الذين كشفوا عن وعي عال وإحساس‬ ‫كبير بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا في هذا الوقت العصيب‪ .‬لقد رأينا‬ ‫من مظاهر التضامن بين أبناء الوطن ما جعلنا نرى المعدن الحقيقي للمغاربة‬ ‫الذين يسارعون لكل مكرمة‪ .‬في المحن تظهر معادن الناس وليس في أوقات‬ ‫الرخاء‪ .‬وقد كشف المغاربة حقيقة عن حس وطني وإنساني عال يجعلك تفخر‬ ‫باالنتماء إلى هذا الوطن العزيز‪ ،‬وتعتز لكونك واحدا من هؤالء المواطنين‬ ‫الذين بادروا كل من موقعه وحسب استطاعته لإلسهام في احتواء اآلثار‬ ‫الناجمة عن الظروف الخاصة التي تمر بها البالد بسبب تفشي الوباء‪.‬‬ ‫هذه األيام أقضي فترة الحجر الصحي في المنزل محاوال التأقلم مع هذا‬ ‫الظرف الطاريء الذي غير كثيرا من عاداتي اليومية‪ .‬صحيح أنني تعودت أن‬ ‫أقضي معظم الوقت في البيت‪ ،‬غير أن الفرق كبير بين عزلة تختارها وبين عزلة‬ ‫تفرض عليك‪ .‬العزلة التي تختارها تخصصها للعمل واإلنجاز‪ .‬وعندما تفرض‬ ‫عليك العزلة‪ ،‬فإن التأثير النفسي يكون كبيرا على سير العمل‪ ،‬خاصة بالنسبة‬ ‫ألمثالي الذين تعودوا العمل تحت الضغط وفي زحمة الحياة‪ .‬عندما تجد نفسك‬

‫أمام كمية غير محدودة من فائض الوقت فإن الملل يمتد أمامك شاخصا ملء‬ ‫الفراغ الممتد أمام ناظريك‪ .‬وتحتاج لكي تمأله إلى كثير من اليقين واإليمان؛‬ ‫اإليمان باإلنسان الذي يستطيع أن يتغلب على الظروف الصعبة مهما كانت‪.‬‬ ‫وأظن أننا نملك منه الكثير‪ .‬فأنا على يقين تام بأن اإلنسانية ستنجح في اجتياز‬ ‫محنتها كما تعودت دائما‪ .‬وسيكون أمامنا متسع للتفكير والتعبير‪ .‬أما اآلن‬ ‫فيشعر كل واحد منا أن اإلحباط يتسرب إليه مهما كانت مناعته وقناعته‪ .‬وال‬ ‫سبيل لمواجهة لحظات القنوط والملل سوى بمزيد من العمل‪ ...‬واألمل‪.‬‬ ‫فلنجعل من فترة الحجر الصحي مناسبة للتعلم وتطوير الذات‪ .‬سيكون‬ ‫من المفيد استثمار الوقت الذي تتيحه هذه العزلة (المفروضة) وصرفه فيما‬ ‫يعود بالنفع على الفرد والمجتمع‪ :‬قراءة بعض الكتب المؤجلة ومشاهدة‬ ‫األفالم والمسلسالت التي لم نكن نجد لها الوقت في زحمة حياتنا السابقة‪.‬‬ ‫تعلم اللغات وتطوير المهارات الخاصة ببعض الهوايات التي يمكن ممارستها‬ ‫في البيت‪ .‬من الضروري في هذه اللحظات العصيبة عدم االستسالم لليأس‬ ‫واإلحباط‪ .‬فمن األحاديث العزيزة علي والقريبة من قلبي قول النبي الكريم ‪:‬‬ ‫«إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة‪ ،‬فإن استطاع أال يقوم حتى يَغ ِرسَها‪،‬‬ ‫فليَغ ِرسْها»‪ .‬يحرضنا منطوق هذا الحديث (ومفهومه) على فعل الخير في كل‬ ‫الظروف‪ ،‬دون أن نشغل بالنا باألمور التي تخرج عن قدرتنا و إرادتنا‪ .‬لقد وجد‬ ‫اإلنسان لكي يحيا وينجز ويكون‪ .‬سيمرّ كل شيء‪ .‬وستنجح اإلنسانية في اجتياز‬ ‫محنتها (كما تعودت دائما) وسنكون بخير‪ .‬واجبنا‪ ،‬في هذه اللحظة‪ ،‬أن نحقق‬ ‫ماهيتنا وهويتنا‪ :‬أن نسير يدا في يد نحو إنسانيتنا‪.‬‬

‫الدكتور نجيب الجباري‬ ‫شاءت األقدار أن يصاب بلدنا كغيره من بلدان‬ ‫العالم بجائحة كورونا‪ ،‬هذا الوباء اللعين الذي ما‬ ‫فتأ يفتك بالعديد من الضحايا ويزداد انتشارا يوما‬ ‫بعد يوم ‪ ،‬ويسبب المزيد من حاالت الخوف والذعر‬ ‫والهلع بين صفوف اآلدميين خصوصا في الدول‬ ‫التي استفحل فيها أمره‪..‬والواقع أن البشرية منذ‬ ‫تاريخها الطويل وهي تصاب باألزمات واالبتالءات‬ ‫والمحن‪ ..‬وتنزل بهــا صنــوف شتى من األوبئــة‬ ‫كالطواعين والمجاعــات والفيضانــات والزالزل‬ ‫والجفاف‪..‬نالت منها الشيء الكثير كان آخرها جائحة كورونا الفتاكة التي أضحت‬ ‫تقض مضاجعنا وتغير طريقة عيشنا ونمط حياتنا الذي تعودنا عليه‪..‬‬ ‫ونحن كمسلمين وبغض النظر عن أن ما حدث كان أمرا طبيعيا أو عاديا‬ ‫أو كان نتيجة لمؤامرة دبرتها دولة من الدول عبثت أيدي علمائها في سالالت‬ ‫من الجراثيم والفيروسات ولم تستطع التحكم فيها‪...‬أقول بغض النظر عن هذا‬ ‫وذاك فإننا نؤمن بأن هذا الوباء هو امتحان للبشرية في هذه الدنيا وابتالء من‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى‪ ..‬وأن ما يكون من خوف أو مرض أو مصيبة في البدن أو‬ ‫في المال أو في الولد إال وفيه هلل حكمة يحذرنا اهلل من خالله من الركون‬ ‫الى الدنيا والعودة الى الى جادة الصواب والى طريق التوبة واالقبال على اهلل‪،‬‬ ‫فإن لم يتسع علمنا لهذا فلنكتف بقول اهلل تعالى « ظهر الفساد في البر والبحر‬ ‫بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون» ولننزل‬ ‫هذه اآلية على الوضع الصحي الكارثي الذي نعيشه ويعيشه العالم بأسره ‪،‬‬ ‫ولنطابق بينها وبين هذا الواقع األليم فنرى هذا الذي يحدث من الخوف‬ ‫والمرض والعلة‪...‬إن المؤمن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه‬ ‫وما أخطأه لم يكن ليصيبه‪..‬وليس معنى هذا أن ال يأخذ المرء بأسباب الوقاية ‪،‬‬ ‫بل بالعكس يجب عليه أن يلتزم باالجراءات الصارمة والمتشددة الحتواء الوباء‬ ‫واتقائه ودرء أشبابه عمال بقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم «ال يوردن ممرض‬ ‫على مصح» وقوله أيضا» وإذا سمعتم بالطاعون بأرض فال تدخلوها وإذا وقع‬ ‫بأرض وأنتم فيها فال تخرجوا منها» وهكذا يكون حصر وحصار الوباء ‪ .‬وفي‬ ‫هذا الحديث النبوي إشارة واضحة إلى ما يطبق اليوم علميا وعمليا من الحجر‬ ‫الصحي وعدم التجمع وتجنب األماكن المأهولة وااللتزام بالقوانين واالجراءات‬ ‫االحترازية الشجاعة والجريئة التي اتخذتها الحكومة المغربية مشكورة من غلق‬ ‫الحدود وغلق األجواء وفرض حالة الطوارئ الصحية‪..‬حماية للمواطن وحفاظا‬ ‫على الصحة العامة‪ ...‬وذلك في أفق احتــواء خطـر هـذا الفيروس والحد من‬ ‫انتشاره والتقليل من ضحاياه‪..‬‬ ‫اللهم ارفع عنا هذا البــالء واحم بالدنا وبالد المسلمين من شر األمراض‬ ‫واألوبئة ما ظهــر منها وما بطن‪ ..‬واشف اللهم مرضانا ومرضى المسلمين‬ ‫وارحم موتانا واكتبهم يا رب مع الشهداء والصالحين‪ ،‬وعجل اللهم بعودة‬ ‫المياه إلى مجاريها واألمور إلى نصابها وبفتــح أبواب المساجــد ومنابرهــــا‬ ‫وبعودة التالميذ واألطر التربوية إلى أقسامها وفصولها وبعودة نعمة الحرية‬ ‫ونفحاتها‪ ...‬اللهم آمين‪.‬‬

‫محمد الخو‬ ‫فنان تشكيلي‬

‫نعم عزيزي المغرب لحدود الساعة يسجل تميزه‬ ‫بكل تدابيره االستباقية التي اتخذها و يتخذها في‬ ‫مواجهة كورونا‪ ..‬من موقعي كأي إنسان في هذا‬ ‫العالم معنيٌّ و في خطر ‪ ..‬أتخذ كل االحتياطات‬ ‫الوقائية و ملتزم بالمكوث في البيت‪ ،‬و طول الوقت‬ ‫أتابع مستجدات تفشي الفيروس على مستوى العالم‬ ‫و محليا‪ ..‬المغرب و من خالل وزارتي الداخلية و‬ ‫الصحة‪ ،‬يبلون البالء الحسن بكل ما يبذلون من‬ ‫مجهودات‪ ..‬أقضي الحجر الصحي في المرسم الخاص بي في البيت أساهم بالرسم‬ ‫في حمالت التحسيس عبر الوسائط الرقمية‪ ،‬و أحاول أن أستثمر هذه الظروف و كل‬ ‫هذا الوقت بالشكل االيجابي بتحويل كل هذه المأساة إلى منفعة‪ ..‬طالما كان الوقت‬ ‫هاجس كبير بالنسبة إلنسان اليوم‪ ،‬هذه فرصة سانحة و وقفةدتأمل حقيقية في كل‬ ‫هذا الوجود‪ ..‬اآلن نستطيع فعال الحصول على وقت ممتع رفقة األسرة‪ ..‬يمكننا أن‬ ‫نقرأ الكثير من الكتب‪ ،‬يمكننا تعلم الطهي‪ ،‬يمكننا تعلم اللغات‪ ،‬يمكننا االتصال‬ ‫باألهالي البعيدين‬ ‫يمكننا فعل الكثير‪ ،‬كل ما لم نكن نستطيع فعله بسبب وجودنا الطويل خارج‬ ‫البيت‪ ،‬شخصيا استطعت العودة إلى مرسمي ورسم لوحات زيتية‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫‪5‬‬

‫بعد أن سرقتني الوظيفة و وجدت نفسي غارقا في الفن الرقمي و التصميم‬ ‫اإلشهاري ‪..‬‬

‫طالما كنت أفكر في هذه العودة و مشروع معرض تشكيلي‪ ،‬حتى جاءت هذه‬ ‫الفرصة ألعتكف و أحقق هذا الحلم‪.‬‬

‫سينتهي كل هذا البؤس و كل هذا الحجيم‪ ،‬و سأخرج من البيت و معي حزمة‬ ‫من اللوحات و أتجه إلى صالة العروض و أعرضها سأكون مشتاقا جدا لألصدقاء‬ ‫و األحبة سألتقيهم كلهم ذلك اليوم‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫العالم كله يمر باختبار و بتحديث حقيقي‪ ..‬و اإلنسان حتما سينتصر في‬ ‫النهاية‪.‬‬

‫فدوى لبشيري‬ ‫شاعرة وقاصة‬

‫«الزمــوا بيوتكــــم» أوجــه نــــدائــي إلى‬ ‫المغــاربــة قـــاطبـــة من داخــل وخارج الوطـن‬ ‫بالمكـــوث في بيوتهم‪ ،‬واحترام تعليمات الحجر‬ ‫الصحـي حتى يتم التغلــب على فيروس كورونا‬ ‫اللعين‪ ،‬لم يطلــب منهم بذل جهـد كبير فقــط‬ ‫مالزمة بيوتهم‪ ،‬وااللتزام بالتدابيـــر الوقائيــة‬ ‫لحماية انفسهم وأفراد عائالتهم ‪ .‬اغتنم الفرصة‬ ‫لكي أعرب عن أسمى آيات التقدير لجنود الخفـاء في هــذه الحـــرب الشرســة‪،‬‬ ‫من اطباء وممرضين على ما يقومون به من تضحيات جسام‪ ،‬وبذل قصارى‬ ‫جهدهم من أجل إنقاذ وإسعاف المصابين بكوفيد ‪ .19‬وتعازي الخالصة لضحايا‬ ‫الفيروس‪ .‬انوه ايضا بدور السلطات‪ ،‬من قياد‪ ،‬باشوات‪ ،‬رجال األمن ‪،‬الدرك‪،‬‬ ‫القوات المساعدة والوقاية المدنية على المجهــودات التي يقومون بها من‬ ‫حمالت توعية للمواطنين بخطورة هذا الوباء واهمية الحجر الصحي‪ ،‬أبانوا عن‬ ‫خوفهم على مصير شعبهم وسالمة أبناء جلدتهم وحبهم لوطنهم‪ .‬في الختام‬ ‫أسال اهلل السالمة والوقاية وتجاوز هذه المحنة العصيبة التي يمر منها مغربنا‬ ‫الحبيب وبلدان العالم‪ ،‬وأن نخرج منها سالمين بأقل الخسائر‪ ،‬ويسود األمن‬ ‫واألمان والطمأنينة في سائر بلدان العالم ‪.‬‬

‫جمال الفزازي‬

‫منذ القرن الماضي فقـــط‪ ،‬شهدنـــا توغال‬ ‫استعماريا غربيا تُوِّج بحرب عالمية أولى‪ ،‬أعقبتها‬ ‫جائحة األنفلونـــزا اإلسبانيـة ‪ ...1918‬إثــــرها‪،‬‬ ‫عرف العالم شرها في اإلقبال على الحياة وعلى‬ ‫االستمتاع بوسائـــل العيش الحديثة‪ ،‬إثـــر ذلك‬ ‫اصطدم باألزمة االقتصادية الكبرى ‪ ،1929‬تالها‬ ‫انتعاش مؤقت‪ ،‬لتجد البشرية نفسها‪ ،‬مرة أخرى‪،‬‬ ‫أمام حرب عالمية ثانية طاحنة‪ ،‬أعقبتهــا جائحة‬ ‫الكوليرا واالستيطان لتنتقل الدول نحو االستقــالل وإشباع الحاجات الروحية‬ ‫المتسارعة‪ ،‬ليفرز الوضع حربا باردة ظلت مشتعلة في مناطق عدة من الكرة‬ ‫األرضية‪.‬‬

‫وبعد انهيار جدار برلين‪ ،‬سينخرط العالم تحت لواء الرأسمالية‪ ،‬و ستبلغ‬ ‫ذروتها البشعة مع الواليات المتحدة األمريكية التي أدركت أن شمس الصين‬ ‫‪-‬الشيوعية ذات نظام الحزب الواحد‪ -‬ستشرق بل ستحرقها‪...‬‬

‫هكذا‪ ،‬صار العالم مجددا تحت رحمة صراع تكنلوجي يرتكز على إرادة‬ ‫المعرفة والذكاء الصناعي وقوة االقتصاد‪ ،‬لنجد أنفسنا أمام االحتباس الحراري‬ ‫و سلسلة من األوبئة والجوائح اخرها فيروس كوفيد ‪ ...19‬وما خفي أعظم‪.‬‬

‫ودون شك‪ ،‬فإن تاريخ البشرية ظل محكومـــا بإيقـــاع الجوائح والحروب‬ ‫والنكبات‪ ،‬تعقبها لحظات من االستقرار المؤقت و الرفاه‪.‬‬

‫وإذا كان العالم سيشهد تناميا لليمين المتطرف والعنصري‪ ،‬فهو ال بد‬ ‫أن يفرز قوة خضراء لحماية األرض واإلنسان من العولمة المتوحشة‪ ...‬وقد‬ ‫عايشنــا‪ ،‬هـنا في المغرب‪ ،‬هــذه التحوالت بنوائبها وجوائحها واحتفاالتها‪،‬‬ ‫وتكيفنا معها‪ ،‬حتى حلت بنا هذه الجائحة‪ ،‬غير المسبوقة التي عرت الهشاشة‬ ‫االجتماعية وضعف الوضع الصحي والتعليمي واإلعالمي‪ ،‬واهتراء المؤسسات‬ ‫السياسية ومشاريعها الريعية‪ ،‬واستفحال الدجل وأغلق العالم في وجه العالم‪،‬‬ ‫فاكتشفنا أننا في عزل دولي أمام عدو ما يزال مجهوال جعلنا نختزل االنسان في‬ ‫أعداد وبيانات إحصائية‪ ...‬لذا ال بد من نداء األعماق بإرادة الحياة والحرية‬ ‫والحب والعدالة‪ ،‬لتشييد مغرب يسع الجميع‪ ،‬ال نكتفي فيه بتمني السعادة بل‬ ‫نعيشها فعال في البيت والشارع والمسرح والعمل‪...‬‬

‫وفي انتظار ذلك‪ ،‬ال يسعني إال أن أحيي بإكبار كل الفاعليات والفاعلين في‬ ‫الجهاز الصحي‪ ،‬أطباء وممرضين وباحثين مخبريين وصيادلة ومنظفين ‪ ،‬وأقدر‬ ‫عاليا موظفي األجهزة األمنية والوقاية المدنية واألطر التعليمية والتربوية التي‬ ‫أبانت عن روح مواطنة عالية‪ ،‬وكل اإلعالميين النزهاء والجمعيات المدنية الحية‬ ‫على تضحياتهم الجسام‪ ،‬وتفانيهم في أداء الواجب الوطني واإلنساني‪.‬‬

‫وألنني أحب الحياة‪ ،‬فإنني أفكر في أطفال الشوارع والمشردين والمهاجرين‬ ‫ومن هم في وضعية صعبة ‪ ،‬وكلي أمل أن يتم اإلفراج عن المعتقلين‬ ‫السياسيين لتهيئة الجو أمام مصالحة وطنية لبناء مغرب إنساني جديد له‬ ‫اعتباره المستحق بين األمم‪.‬‬

‫في الختام‪ ،‬أوجه نداء القلب والواجب إلى كل المغاربة والمقيمين بيننا‬ ‫لاللتزام بالعزل الصحي وتحويله الى قيمة ايجابية بالتعاون والتثقيف الذاتي‬ ‫والتضحية لما فيه الصالح الخاص والعام ‪ ،‬إذ ال خيار لنا إال أن نحمي أنفسنا‬ ‫ونحمي اإلنسان‪.‬‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫ملف‬

‫استطالع آراء النخب المغربية حول وباء «كورونا»‬

‫رجاء مرجاني‬

‫شاعرة ومترجمة وفاعلة حقوقية‬ ‫مالحظة حول الصور الكاريكاتورية والنكت‬ ‫والقفشات المنتشرة حاليا في فترة الحجر الصحي‪.‬‬ ‫الحظت في األسابيـــع األخيـــرة من الحجـــر‬ ‫الصحي انتشار عدة صور كاريكاتيرية ونصوص‬ ‫مسيئة للزوجات‪ ،‬خصوصا النساء اللواتي يهملن‬ ‫أحيانا مظهرهن نظرا لما أضافته جائحة كورونا من تعب عالقة بالتطهير‬ ‫والتعقيم الذي اصبح حيويا وأكثر من ضروري‪ ،‬بل إنهن تعانين أحيانا حتى من‬ ‫كثرة الطلبات ألنه رغم توقف بعض الرجال عن العمل ومكوثهم في البيوت‬ ‫استمروا في التصرف كما لو أن الظروف عادية تماما‪ ،‬وال تستلزم النهوض من‬ ‫أمام التلفاز أو التوقف عن محاورة االصدقاء ‪/‬الصديقات عبر وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬على األقل لتقاسم اشغال البيت و االهتمام باحتياجات األطفال‪.‬‬ ‫هناك رجال أدركـــوا من مــدة ‪ -‬أو فقط أخيـــرا بعد الحجر الصحي‪ -‬أهمية‬ ‫أدوار هؤالء النساء‪ ،‬ومدى ما يتطلبه العمل المنزلي من صبر وقدرة تحمّل‪،‬‬ ‫خصوصا عندما تكون المرأة تزاول عمال إضافيا خارج البيت‪ ،‬وخصوصا أيضا‬ ‫عندما يكون األطفال صغارا‪ .‬وأظن أن عددا ال يستهان به من الرجال كما‬ ‫األبناء أخذ يساعد تلقائيا ويشارك في أشغال البيت والعناية باألطفال‪ ،‬لكن‬ ‫بالمقابل هناك من ال يتوقف عن نشر صور كاريكاتورية او نصوص مسيئة‬ ‫للزوجة أو للزوجات بشكل عام‪ .‬وهكذا تفاجأنا انه حتى في زمن كورونا ازدادت‬ ‫معاناة النساء اللواتي‪ ،‬باالضافة إلى الحجر وعدم التمكن من الخروج و الترفيه‬ ‫عن النفس‪ ،‬يعانين معنويا لشعورهن بعدم تقدير واحترام ما تقمن به من‬ ‫اشغال وتضحيات بوقتهن وراحتهن من أجل راحة وسعادة الجميع‪ .‬أظن انه‬ ‫قد آن الوقت لالعتراف بأدوارهن األساسية في حماية أسرهن خصوصا‪ ،‬بعد‬ ‫انتشار الوباء‪.‬‬ ‫رجاء !! ‪ ....‬كفوا عن نشر تلك التفاهات‪.‬‬

‫عمر مجاهد‬

‫شاعر مغربي مقيم بباريس‬

‫عزيز أزغاي‬

‫فنان تشكيلي وشاعر‬ ‫الحياة قبل أسبوعين‪ ،‬ليست نفسها ما نحياه‬ ‫اليوم‪ .‬اإليقاع اليومي والعــــادات والتفاصيـــل‬ ‫الصغيرة المملة ليست نفسها‪ .‬حتى االبتسامات‬ ‫والنكات واإلقبال على عوادي األمور تغيرت‪ .‬كل‬ ‫شيء تغير وصار شيئا آخر نتعلمه‪ ،‬ألول مرة‪،‬‬ ‫مثل أطفال انطوائيين‪ .‬لم يعد الوقت هو الوقت‬ ‫وال ظل الحيز المتاح لنا مع مـن يشاركنا الفضاء‬ ‫نفسه كما كان من قبل تماما‪ .‬عالقتنا بأجسادنا وبمالبسنا وبأثاث البيت‬ ‫وبزر المصعد وبمزاليج األبواب تغيرت على نحو تراجيدي وساخر‪ .‬أصبح‬ ‫األمر مكسوا بقشرة مرهفة من األحاسيس الغامضة والمخاتلة‪ ،‬وبغير قليل‬ ‫من الحذر الذي يجرح الروح‪ .‬ما كان في متناول اليد صار في منأى عن عفو‬ ‫اللمس‪ .‬وحده الخوف يقسو على جغرافيات التلقائية واالرتجال‪.‬‬ ‫ـ‪2‬ـ‬ ‫لم يعد الذكاء في أن تفهم بالمقالب‪ ،‬وإنما في أن تكون الهدف الذي‬ ‫ليس في متناول الخطأ‪ .‬في أن تتحول إلى دابة تعـي األشياء بالكياســة‬ ‫والخوف‪ .‬في أن تتنازل عن حاسة اللمس بطواعية المنكسرين‪ .‬وأن تحرس‬ ‫على المشي في الجادات مخفورا بهالة من الفراغ‪ .‬في أن تبتسم في السر‬ ‫كأنك مسدس كاتم للصوت‪ .‬وفي أن تنسى عناوين األيام وتتذكر أنك مازلت‬ ‫على هامش الجائحة‪ ،‬إلى حين‪ ،‬فقط‪ .‬حتى مذاق النِّعم صار قطعة من‬ ‫الماضي‪ .‬مجرد واجب أملته ضرورة البقاء على قيد القلق‪ .‬والروتين عشبة‬ ‫تنبت على الجنبات‪ .‬ال شيء يغري بالقراءة والرسم والضحك‪ ..‬مجرد آلة هائلة‬ ‫تطحن كيمياء التأمل‪.‬‬

‫مراد القادري‬

‫رئيس بيت الشعر بالمغرب‬ ‫من رواد الزجل المغربي‬ ‫الحجْر؟ لي مع هذه المُ ْفردة صداق ٌة قديمة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬لمْ أفاجَأ بالمنَاخ العامّ الذي وجدْتُ‬ ‫نفسي أتنّفسُه عقب فرْض الحجْر الصّحّي‬ ‫ِ‬ ‫ببالدنا‪.‬‬ ‫عشتُ الحجْر باكِرًا‪ ،‬استأنستُ به و ألِفتُه‪،‬‬ ‫بل يُمكِنُ القول إنّني أحْيــا‪ ،‬اليــوم‪ ،‬بفضْله‪.‬‬ ‫فلواله ما كنتُ أنا أنا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الجّيران واألهل‪،‬‬ ‫قادتني شقاوتي باكرًا إلى الحجْر‪ .‬شقاو ٌة‪ ،‬تبرّم مِنها‬ ‫بسبب المشاكِل التي ُكنتُ أثِيرها في البيت وفي الدّرب‪ .‬لذلك كان لِزامًا ْ‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫لحجْر يجع ُلني ال أفارقُ الوالد و ْ‬ ‫أن أتحَرّك بحركتِه و أسكن بسكو ِنه‪.‬‬ ‫أخضع‬ ‫ٍ‬ ‫أن أالزم الوالد في ّ‬ ‫فرضَ علي‪ ‬هذا الحجْر ْ‬ ‫محل عمله بعيدًا عن البيت‬ ‫والحيّ‪ ،‬في الوقت الذي كان فيه أقراني يمْرحُون في الدّرب ويُمارسُون‬ ‫حُريتهم بعيدًا عن أعْيُن الرّقابة‪ .‬سبّب لي هذا الحجْر ألما شديدا‪ ،‬مازال‬ ‫يالزمُني إلي اليوم‪ ،‬إذ لم يكن بم ْقدوري ْ‬ ‫أن أتخيّل اآلخرين يلهُون و يلعبُون‪،‬‬ ‫أظل جالسا بجوار الوالد‪ ،‬مالزما له ٍّ‬ ‫فيما يتعيّن عليّ أن ّ‬ ‫كظل‪.‬‬ ‫(مقتطف من الرأي الذي كتبته لصحيفة «الشمال» التي يديرها الصديق‬ ‫الشاعر عبد اإلاله المويسي‪ ،‬ضمن ملف يستطلع فيه رأي الكتاب والمثقفين‬ ‫المغاربة عن الحجر الصحي)‪.‬‬

‫العالية ماء العينين‬ ‫باحثة جامعية‬

‫ال شك أننا نعيش حالة استثنائية ال تصدق‪،‬‬ ‫لدرجة أنني أحيانًا أشعر أننا نلعب أدوارا داخل‬ ‫فيلم من تلك األفالم العالمية التي تصبح فيها‬ ‫اإلنسانية فريقا واحدًا تقاوم ضد عدو خارجي‪،‬‬ ‫استثنائي‪ ..‬العالم بكل لغاته وقنواته وإمكانياته‪،‬‬ ‫يتحدث نفس اللغة ويحارب بنفس األسلحة شرقا‬ ‫وغربا‪ ،‬أقوياء وضعفاء‪ ...‬كلنا على جبهة واحدة‪.‬‬ ‫لقد شاءت لنا األقدار أن نعيش واحدة من تلك‬ ‫التجارب اإلنسانية الكبيرة التي يتغير بها وجه العالم‪ ...‬وأي تغيير؟! العالم‬ ‫يعيش ا ْليَوْم على إيقاع الخوف والخطر والترقب‪ ،‬وفِي حالة حرجة ومضطربة‬ ‫تجعل المواجهة صعبة ومحفوفة بالمخاطر‪ ،‬ولذلك يمكن أن نقول بأن بالدنا‬ ‫تعاملت بسرعة مع الجائحة واتخذت إجراءات استباقيةأثبتت نجاعتها خصوصا‬ ‫بمنع التجمعات وإيقاف الدراسة وحزمة أخرى من اإلجراءات التي ساهمت‬ ‫في تخفيف قوة انتشارالفايروس مقارنة مع دول أخرى أكثر منا قوة وتقدما‪..‬‬ ‫ا ْليَوْم وفِي ظل هذه التطورات العالمية المتالحقة‪ ،‬نحتاج المزيد من الحزم‬ ‫في تطبيق الحظر ولكن نحتاج أكثر إلى مساعدة الفئات الهشة التي تكسب‬ ‫عيشها بعملها اليومي أو األسبوعي‪ ،‬وتوقف ذلك يعني توقف الحياة بالنسبة‬ ‫لها‪ ،‬خصوصا أن األيام القادمة يلفها ضباب يجعل التوقعات غير واضحة‪ ...‬من‬ ‫جهة أخرى يعيش كل فرد منا تجربته الخاصة‪ ،‬وهو يرى إيقاع حياته ينقلب‬ ‫رأسا على عقب‪ ..‬بالنسبة لي‪ ،‬لم يكن الجلوس في البيت في يوم من األيام‬ ‫عقابا‪ ،‬بل متعة أسعى إليها وأثثها بما يليق من حلم وكتب وموسيقى‪ ..‬ا ْليَوْم‪،‬‬ ‫أعيشها مشتركة مع عائلتي وأستعيد عالقتي بالمطبخ مثال‪ ،‬واالحتكاك بعائلتي‬ ‫طوال ا ْليَوْم‪ ،‬واكتشاف مدى قدرتنا على التعايش على هذا اإليقاع الجديد الذي‬ ‫فرضه علينا كوفيد ‪ ...19‬حفظ اهلل اإلنسانية جمعاء‪..‬‬

‫مصطفى حناني‬ ‫شاعر ‪ /‬بلجيكا‬

‫منذ أن شاع صيت تفشي وباء كورونا كوفيد‪-‬‬ ‫‪ 19‬في الصين بمنطقة ووهان ‪ ،‬ووسائل االعالم‬ ‫الغربية تتابع عن كثب ما يجري في آسيا ‪.‬لكن‬ ‫بمجرد تفشي الظاهرة في ايطاليا وبشكل سريع‪،‬‬ ‫أصبح الرعــب قريبـــا من أوروبا كلهــا ومن كـل‬ ‫االتجاهات ‪ .‬على الرغم من إن الرأي العام لم‬ ‫يصدق ما يجري في الوهلة األولى ‪ .‬في بلجيكا‬ ‫ومنذ نهاية العطلة البينية لنهاية شهر فبراير‬ ‫المنصرم ‪ ،‬لوحظ تفشي العدوى اوال في صفوف التالميذ بالمدارس ‪ ،‬فسارعت‬ ‫الدولة للتطويق بتعليق الدراسة والمحالت التجارية األخرى إلى وقت الحق ‪.‬‬ ‫شمل اإلستثناء محالت المواد الغذائية فقط مع تطبيق تدابير احترازية شديدة‪.‬‬ ‫واعتمدت كل اإلدارات الرسمية وغيرها طريقة العمل بالمواعيد المسبقة عبر‬ ‫خدمات مجانية ‪ .‬هنا الناس ملتزمون بالحجر الصحي بشكل رهيب والمسافات‬ ‫الطبية المعلنة تطبق بشكل محترم وجدي في حالة الخروج الضرورية لقضاء‬ ‫بعض األغراض ‪ .‬في ما يخص المغرب فأنا من هنا أشكر كل األجهزة التي‬ ‫قامت بالتوعية سواء منها اإلعالمية او الميدانية من أطقم طبية ومخزنية‬ ‫وغيرها في دفع الشعب المغربي للبقاء في البيت حفاظا على سالمة المواطنين‪،‬‬ ‫وأساليب التوعية والتربية على النظافة والتعقيم الضرورية في كل الحياة‬ ‫اليومية ‪ .‬لكنني أدين وبشدة بعض التجاوزات التي حصلت جراء شطط في‬ ‫استعمال السلطة ضد المواطنين ‪ ،‬فالعملية باألساس الغرض منها هو الحفاظ‬ ‫على سالمة الناس وليس اإلضرار بسالمتهم ‪ .‬ختاما أرى إن هذه الجائحة بينت‬ ‫وبالملموس لمن هم في حاجة لذلك إننا لن ننجو من أي وباء سواء الحالي أو‬ ‫القادم ‪ ،‬مالم نركز اهتمامنا الوطني على دعم و تقوية قطاعي الصحة والتعليم‬ ‫و االستثمار فيهما كما فعلت دول أخرى كماليزيا مثال‪.‬‬

‫نداء األدباء والفنانين‬

‫إن الموقعين على هذا النداء‪ ،‬من كتاب وأدباء وفنانين‪ ،‬وكل‬ ‫من يرغب منهم في االنضمام لهذه المبادرة‪ ،‬وإزاء ما تتعرض له‬ ‫بالدنا ضمن ما يعرفه العالم برمته من اجتياح فيروس كورونا‬ ‫المستجد‪،‬يعلنون ما يلي ‪:‬‬

‫• نثمن اإلجراءات التي قامت بها السلطات العمومية المغربية لمواجهة‬ ‫انتشار الوباء والحد من اجتياحه‪ ،‬وندعو كل أفراد الشعب المغربي إلى االلتزام‬ ‫بكل االحترازات المقررة في هذا الشأن وخاصة البقاء بالبيت‪ ،‬لكونها الوسيلة‬ ‫الوحيدة التي في متناولنا اليوم لتجنيب بالدنا كارثة صحية خطيرة‪.‬‬ ‫• نوجه تحية تقدير وتضامن إلى األطر الطبية وإلى نساء ورجال الصحة‬ ‫العامة‪،‬وإلى القوات المسلحة الملكية واألمن الوطني واإلدارة الترابية وإلى كل‬ ‫الساهرين على تنفيذ القرارات المتخذة لمقاومة الوباء‪.‬‬ ‫• وإذ نعلن مساهمتنا في التبرعات الموجهة إلى الصندوق المخصص‬ ‫لتدبير وباء كورونا فيروس نناشد كل الكتاب والمفكرين والمبدعين المغاربة‬ ‫المساهمة في هذا المجهود الوطني من خالل التبرع للصندوق المحدث لهذه‬ ‫الغاية‪.‬‬ ‫إن خطورة هذه المحنة التي نجتازها‪ ،‬تدعونا إلى استحضار الروح الوطنية‬ ‫التي تحلينا بها دائماً‪ ،‬سواء في معركة التحرير‪ ،‬أو في الدفاع عن الوحدة‬ ‫الترابية‪ ،‬أو في الكفاح من أجل الديموقراطية والحرية والعدالة‪ ،‬وإن استحضار‬ ‫هذه الروح الوطنية يقتضي منا جميعا أن نحرص على وحدتنا وتضامننا‪ ،‬واعتبار‬ ‫مقاومة الوباء مسؤولية جماعية وفردية‪ ،‬وأولوية األمة بأجمعها للحفاظ على‬ ‫حياة أفرادها وعلى سالمتهم الصحية‪.‬‬ ‫ولتحقيق ذلك فإننا مطالبون جميعاً بتوجيه تضامننا ومساندتنا إلى كل‬ ‫فئات الشعب المغربي وبالخصوص إلى تلك التي توجد بفعل الفقر والهشاشة‬ ‫والبطالة والسكن غير الالئق ضمن الفئات األكثر عرضة لمخاطر اإلصابة‬ ‫بالفيروس‪.‬‬ ‫إننا نؤمن بوجوب تضامن دولي فعال في مواجهة وباء يخترق كل الحدود‬ ‫ويعبر كل القارات‪ ،‬ونعبر عن إيماننا بقدرة العلم على تمكين البشرية من‬ ‫الحلول الصحية واالقتصادية واالجتماعية للخروج من نفق هذه الهزة العنيفة‪،‬‬ ‫ونعبر عن أملنا في انبثاق رؤية جديدة إلى العالم بعد اجتياز األزمة تقوم أساساً‬ ‫على احترام الحياة في الكوكب الذي نعيش فيه‪ ،‬وعلى إنصاف اإلنسان‪ ،‬وتمكينه‬ ‫من شروط العيش الكريم‪.‬‬

‫التوقيـعــات ‪:‬‬

‫فنان تشكيلي‬ ‫أحمـد جاريـد‬ ‫كاتبة‬ ‫أسماء المرابط‬ ‫باحث‬ ‫اسماعيل العلوي‬ ‫كاتبة‬ ‫أمينة المريني‬ ‫شاعرة‬ ‫ثريا ماجدولين‬ ‫شاعر وروائي‬ ‫حسن نجمي‬ ‫فنان تشكيلي‬ ‫حسان بورقية‬ ‫كاتبة‬ ‫رحمة بورقية‬ ‫كاتبة‬ ‫رقية المصدق‬ ‫سعيد بن سعيد العلوي روائي وباحث‬ ‫سينمائي‬ ‫سعيد الشرايبي‬ ‫شاعر وكاتب‬ ‫صالح الوديع‬ ‫طالع السعود األطلسي كاتب‬ ‫كاتبة‬ ‫عائشة بلعربي‬ ‫باحثة‬ ‫عائشة الحجامي‬ ‫باحث وروائي‬ ‫عبداإلاله بلقزيز‬ ‫ناقد وباحث‬ ‫عبدالحميد عقار‬ ‫عبدالرحيم الجامعي حقوقي محامي‬ ‫عبد الرفيع جواهري شاعر‬ ‫عبد السالم طويل باحث‬ ‫عب الغني ابو العزم كاتب‬ ‫عبد الكريم برشيد مسرحي‬ ‫عبد الكريم جويطي روائي‬ ‫كاتب وباحث‬ ‫عبد اهلل ساعف‬ ‫كاتب وباحث‬ ‫علي أومليل‬ ‫كاتب وباحث‬ ‫فتح اهلل ولعلو‬ ‫شاعرة وروائية‬ ‫فتيحة مرشيد‬ ‫مخرجة سينمائية‬ ‫فريدة بليزيد‬ ‫فنان تشكيلي‬ ‫فؤاد بالمين‬ ‫كاتب‬ ‫كمال عبد اللطيف‬ ‫كاتب‬ ‫مبارك ربيع‬ ‫شاعر وروائي‬ ‫محمد األشعري‬ ‫ناقد وروائي‬ ‫محمد برادة‬ ‫شاعر وباحث‬ ‫محمد بنيس‬ ‫حقوقي ومحامي‬ ‫محمد الصديقي‬ ‫باحث‬ ‫محمد مالكي‬ ‫محمد المصطفى القباج كاتب‬ ‫روائي‬ ‫محمد المعزوز‬ ‫سينمائي‬ ‫محمد مفتكر‬ ‫فنان تشكيلي‬ ‫محمد المليحي‬ ‫كاتب وباحث‬ ‫محمد الناصري‬ ‫باحثة‬ ‫نزهة الشقروني‬ ‫كاتب‬ ‫نور الدين أفاية‬ ‫سينمائي وكاتب‬ ‫نور الدين الصايل‬ ‫شاعرة‬ ‫وفاء العمراني‬ ‫روائي‬ ‫يوسف فاضل‬

‫نداء األدباء والفنانين‬

‫من الصعب على اإلنسان في أي مكان كـــان‬ ‫أن يقف كمتفرج أو على الحياد أمام كارثة صحية‬ ‫مروعة وبهذا الحجم تضرب كل المعمور شمالاً‬ ‫وجنوبا وتلحق به خسائــر كبيرة فادحة في األرواح‬ ‫واالقتصاد وتغير في قواعد حياة المجتمع برمته‬ ‫فتلزم جميع الناس بالبقاء في بيوتهم رغمًا عن‬ ‫رغبتهم وعن إرادتهم أمام وضع كهذا ال أجد‬ ‫إال أن أعلن عن كل تعاطفي القوي ووقوفي بال‬ ‫حدود مع كل المصابين وكل الذين فقدوا أحبة لهم من جراء هذا الوباء الفتاك‬ ‫الذي فاجأ الجميع بدون إستثناء وأخدهم على حين غرة ‪ ! ...‬فأدعوا من هنا‬ ‫الجميع لإلنضباط والتقيد بتطبيق الحضر الصحي وقواعد السالمة الصحية‬ ‫والتي على رأسها النظافة ألنها الطريقة الوقائية األولى التي ستجنبنا من شر‬ ‫اإلصابة بهذا الفيروس القاتل وتحمينا منه كما ادعوا ايضا الجميع الى اإلسهام‬ ‫في إنجاح الحظر الصحي الذي دعت اليه منظمة الصحة العالمية وكل االطر‬ ‫الطبية الوطنية والدولية الن هذا كفيل أيضا بحصر هذا الوباء والقضاء عليه‬ ‫مما الشك فيه انه قد يستبد بنا الحين الى سجارة الصّباح في المقهى أمام‬ ‫فنجان القهوة المعتاد والجريدة والى اللقاء باألصدقاء واألهل واألصحاب لكن‬ ‫علينا أن نعي أن اليوم الظرف مختلف وكل هذه العادات وغيرها يمكننا العودة‬ ‫اليها عندما ستنتهي هذه الحالة الغير المسبوقة في حياتنا وسيُكتشفُ اللقاح‬ ‫المناسب للخالص من هذه الجائحة في األخير ادعوا الجميع الى استغالل هذا‬ ‫الحضر الصحي في شيء يعود علينا بالنفع كالقراءة مثال والجلوس إلى بعض‬ ‫في العائلة الواحدة من اجل تمثين العالقة فيما بينهم واالنفتاح على بعضهم‬ ‫البعض واالستماع واالستمتاع بهذه اللحظات التي يقضونها فيما بينهم الن‬ ‫الحياة كما يظهر حبلى بالمفاجآت وأن في كل حادث طارء في ذاته يحمل‬ ‫نقيضه فلنجعل من ال ‪ covid 19‬لحظة لمعانقة الحياة بشكل مختلف عما‬ ‫درجنا عليه لحظة نتغلب فيها على عوائدنا القديمة لحظة نتغلب فيها عن‬ ‫الموت‪.‬‬

‫ـ‪3‬ـ‬ ‫ما كان واضحا في القناعات صار مشبعا بإعادة النظر‪ ..‬األفكار والمسرات‬ ‫والجدوى‪ .‬كأنما يد غامضة أعادت ترتيب المجرات‪ .‬حتى الحروب باتت فكرة‬ ‫مبهمة‪ .‬الذاهب مخفورا بالعدوى نحو أسفل الصفحة مثله مثل الملوح لليُتْم‬ ‫بثوب المغفرة‪ ..‬وال أحد في انتظار أحد‪ ..‬مجرد فيضان متأخر من تاريخ‬ ‫الطوفان‪..‬‬ ‫ـ‪4‬ـ‬ ‫لست جبانا وال مؤمنا‪ ..‬أسعى إلى حمل هذا الثقل بما يلزم من خواء‪ .‬ومع‬ ‫ذلك ال أثق في النظريات‪ .‬وال أعتبرني مشروع طريدة في مرمى القرصان‪..‬‬ ‫هكذا أتأمل العالم وأنسى‪ ..‬على الرغم من الحياة قبل أسبوعين‪ ،‬ليست نفسها‬ ‫ما نحياه اليوم‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫‪6‬‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫كيف يواجه اإلعالم المغربي‬ ‫جائحة «كورونا» وتداعياتها‬

‫?‬

‫‪7‬‬

‫• سعيد تمام (باحث في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‪ ،‬كلية الحقوق المحمدية)‬

‫وَجدَ اإلعالم الوطني‪ ،‬بمختلف وسائطه‪ ،‬خالل أقل من ‪10‬‬ ‫اختبار آخر للمِهَنية‪ ،‬بعد أحداث ما‬ ‫سنوات‪ ،‬نفسه‪ ،‬في مواجهة‬ ‫ٍ‬ ‫عُرف بـ»الربيع العربي» التي كان لها صداها في الشارع المغربي‬ ‫من خالل حركة «‪ 20‬فبراير»‪ ،‬مطلع سنة ‪ ،2011‬لكن اختبار سنة‬ ‫‪ 2020‬المُجَسّد في وباء (كورونا ‪ )Covid-19‬سَيبقى مُسجّ ً‬ ‫ال‬ ‫في صدارة أصعب االختبارات في تاريخه‪ ،‬لمجموعة من االعتبارات‪،‬‬ ‫أهمّها كوْن المملكة تُواجه‪ ،‬إسو ًة بباقي بلدان العالم‪ ،‬عدوّاً‬ ‫يُحاصر كل شيء‪ ،‬إال تد ّفق المعلومات واألخبار حول انتشاره‪ ،‬عبر‬ ‫مختلف وسائل اإلعالم ووسائط االتصال‪ ،‬مما ينبغي أن تكون‬ ‫فيه لإلعالم مناعة مُقاومة انتشار األخبار الزائفة والقيام بوظيفة‬ ‫اإلخبار المشمولة بالمصداقية‪ ،‬وباقي الخدمات المنوطة به‪ ،‬التي‬ ‫يحتاجها الناس الذين أغلقوا محالتهم وبيوتهم‪ ،‬وفتحوا أكثر من‬ ‫أي وقت مضى أجهزة استقبال القنوات التلفزية واإلذاعية وتص ّفح‬ ‫الصحف‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ اإلعالم العمومي في الخط األول لمواجهة تداعيات‬ ‫الجائحة‪ ‬‬ ‫سيبقى اإلعالم العمومي‪ ،‬المُتَّهم باالبتذال والنّأي عن‬ ‫خدمة الجمهور‪ ،‬والمبالغة في الدعاية‪ ،‬إلى حين الخالص من‬ ‫هذه الجائحة‪ ،‬يواجه تحدياً صعباً‪ ،‬تحدّي السهر على ضمان‬ ‫حق المواطنات والمواطنين في اإلعالم المُجسِّد لمبدأ الخدمة‬ ‫العمومية والمرفق العام‪.‬‬ ‫لكن منذ بدء انتشار هذا الوباء في جهات المملكة‪ ،‬حين رصْد‬ ‫أول حالة لإلصابة بتاريخ ‪ 2‬مارس إلى وقت تدبيج هذه المقالة‪،‬‬ ‫إذا أردنا الجواب عن سؤال كيف يواجه اإلعالم العمومي تداعيات‬ ‫انتشار الجائحة؟ فإن الجواب سيمْحي تماماً عنه صفة االبتذال‬ ‫والنأي عن خدمة الجمهور في هذا الظرف‪ ،‬بالقول إن اإلعالم‬ ‫العمومي بمختلف وسائطه‪ ،‬سواء من خالل وكالة المغرب العربي‬ ‫لألنباء أو الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة وشركة‬ ‫صورياد القناة الثانية‪ ،‬مُو ّفقٌ في تجسيد مبادئ‬ ‫الخدمة العمومية القائمة على معايير الجودة‬ ‫والمهنية والمسؤولية والمنفعة العمومية‪ ،‬بالرغم‬ ‫من االنتقادات التي يُوجّهها البعض إليه‪ ،‬السيما‬ ‫فيما يخص عدم وقف بث بعض برامج الترفيه‪،‬‬ ‫وهي في الحقيقة انتقاداتٌ مردودٌ عليها‪.‬‬ ‫فصحيح تواجه البالد‪ ،‬كما باقي بالد المعمور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫انفكت تشتدُّ وتتفاقم وال أحد يدري‬ ‫أزمة ما‬ ‫مداها‪ ،‬مما ينبغي معه أن يُغيّر اإلعالم العمومي‪،‬‬ ‫تماماً خريطة برامجه‪ ،‬ليغلب فيها اإلخباري‬ ‫والتثقيفي والتوعوي عن الترفيهي‪ ،‬لكن دون إلغاء‬ ‫هذه الخدمة تماماً‪ ،‬أليس كل الناس حَبَسهم‬ ‫الوباء في بيوتهم‪ ،‬امتثا ًال لضوابط السلطات‬ ‫العمومية‪ ،‬وما يترتب عن هذه العزلة من آثار‬ ‫أخرى غير مرغوب فيها‪ ،‬يُمكن للمختصين في‬ ‫علم النفس وعلم االجتماع التفصيل فيها‪ ،‬تتطلب‬ ‫أن يبقى اإلعالم العمومي يقوم بوظيفة الترفيه‬ ‫ونشر كل ما من شأنه طمأنة الناس في عزلتهم‬ ‫االضطرارية؟‪.! ‬‬ ‫وإذا كنّا دائماً نقيسُ مكانة إعالمنا العمومي‪ ،‬من خالل‬ ‫مقارنته باإلعالم الفرنسي أو االسباني‪ ،‬فتجدر اإلشارة إل أن‬ ‫يُلغ ّ‬ ‫قط من‬ ‫إعالم هذين الدولتين‪ ،‬العمومي والخاص‪ ،‬لم ِ‬ ‫خريطة برامجه‪ ،‬فقرات التسلية والترفيه‪ ،‬بالرغم من أن الوباء‬ ‫في البلدين المذكورين أكثر استفحا ًال‪.‬‬ ‫وتجدُر اإلشارة‪ ،‬إلى أن وظيفة اإلعالم العمومي هذه‪ ،‬ليست‬ ‫اختيارية‪ ،‬بل هي واجبة بحكم القانون‪ ،‬فبالنسبة للشركات‬ ‫الوطنية لالتصال السمعي البصري العمومي‪ ،‬بموجب القانون‬ ‫رقم ‪ 77.03‬المتعلق باالتصال السمعي البصري‪ ،‬والقانون رقم‬ ‫‪ 11.15‬القاضي بإعادة تنظيم الهيأة العليا لالتصال السمعي‬ ‫البصري‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن دفاتر تحمالتهما‪.‬‬ ‫أمّا وكالة المغرب العربي لألنباء‪ ،‬التي خصّها المُشرّع بإطار‬ ‫قانوني جديد في ‪ 23‬أبريل ‪ ،2018‬ألغى تشريعاً كان متقادِماً‪،‬‬ ‫لم يَعرف أي تغيير منذ سنة ‪ ،1977‬والتي تتوفر على موارد‬ ‫بشرية هائلة‪ ،‬من صحافيين ومستخدمين‪ ،‬وعتاد لوجيستكي‬ ‫عالي‪ ،‬فإنها تواجه الجائحة وأعراضها بيقظة عالية‪ ،‬سواء عبر‬ ‫بوابتها اإلخبارية التي تُقدّم الخبر مقابل أداء مالي أو عبر‬ ‫بوابة «ماب اكسبريس» أو من خالل البوابة التي أحدثتها لهذا‬ ‫الغرض‪ ،‬المُسمّاة «‪ »mapanticorona.map.ma‬بعدما‬ ‫أعلنت بتاريخ ‪ 16‬مارس عن قرار نظام «العمل عن بُعد» لفائدة‬ ‫الصحافيين وغير الصحافيين‪.‬‬ ‫كما‪ ،‬سيكون عدد هام من المغاربة قد اكتشف أن للوكالة‬ ‫قناة تلفزية‪ ،‬تُسمّى «‪ » M24 ‬وقناة إذاعية تُسمى «‪RIM ‬‬ ‫‪ » RADIO‬األولى تواكب الجائحة ببرمجة إخبارية ال متناهية‪،‬‬ ‫وتحولت إلى منصة بالنسبة لباقي قنوات اإلعالم العمومي‬

‫والخاص‪ ،‬بل حتى لبعض مواقع بعض األحزاب السياسية‪ ،‬لبث‬ ‫النشرة اإلعالمية التواصلية لوزارة الصحة بشأن مستجدات‬ ‫حصيلة الوباء‪ ،‬كل يوم ابتداء من الساعة السادسة مسا ًء‪،‬‬ ‫والثانية حافظت تقريباً على إيقاعها اإلخباري والموسيقي الذي‬ ‫تميّزت به قبل انتشار الوباء ببعض جهات المملكة‪.‬‬

‫ولئن كان القانون رقم ‪ 02.15‬المتع ّلق بإعادة تنظيم‬ ‫الوكالة‪ ،‬قضى بموجب المادة ‪ 4‬منه‪ ،‬السيما الفقرة الثانية منها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫«تُؤهل الوكالة أيضاً لتقديم خدمة البث عبر األقمار‬ ‫على أنه‬ ‫االصطناعية أو ما يقوم مقام هذه التقنية‪ »...‬فإنه يُجهل لحد‬ ‫ُّ‬ ‫تُبَث وفق دفتر تحمالت‬ ‫اآلن عن ما إذا كانت الخدمة المذكورة‬ ‫أعدته الحكومة وصادقت عليه الهيأة العليا لالتصال السمعي‬ ‫البصري‪ ،‬تطبيقاً ألحكام المادة ‪ 49‬من القانون رقم ‪ ،77.03‬أم‬ ‫بموجب تأويل خاص للمادة الرابعة السالفة الذكر‪ ،‬لكن‪ ،‬عموماً‬ ‫وفي جميع الحاالت‪ ،‬فإن الخدمة المذكورة تقوم بوظيفة إخبارية‬ ‫بالغة األهمية‪ ،‬بالرغم من أنها لم تَحْضَ بالترويج اإلعالمي لها‬ ‫سواء من قبل الوكالة أو الحكومة‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫الخاص‪...‬مُكمّل لإلعالم‬ ‫‪ 2‬ـ اإلعالم السمعي البصري‬ ‫العمومي أم معه في نفس الخط‪ ‬؟‬

‫إن اإلعالم السمعي البصري الخاص‪ ،‬الذي يحظى بنسبة‬ ‫متابعة تتفوق عن اإلعالم العمومي‪ ،‬لمجموعةٍ من االعتبارات‪،‬‬ ‫ال مجال لذكرها هنا‪ ،‬والذي بالمقابل يحظى بأعلى نسبة من‬ ‫قرارات «التأديب» الصادرة عن الهيأة العليا لالتصال السمعي‬ ‫البصري‪ ،‬لتماديه في خرق الضوابط القانونية والتنظيمية‬ ‫المنظمة له‪ ،‬السيما في الظروف العادية‪ ،‬فإننا إذا أردنا تقييم‬ ‫أدائه منذ بدء اندالع الجائحة إلى اآلن‪ ،‬فإنه ال مناصّ من القول‬ ‫بأنه ما زال مُمْسكاً بخيوط االنضباط للمهنية التي يفرضها‬ ‫القانون وأخالقيات المهنية‪ ،‬ويقوم بوظائفه المحددة في دفاتر‬

‫صدور بالغ بعد يومين من التاريخ المذكور‪ ،‬عن وزارة الثقافة‬ ‫والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة‪ ،‬دعا «جميع‬ ‫المؤسسات الصحفية المعنية‪ ،‬إلى االستمرار في توفير خدمة‬ ‫إعالمية في صيغ بديلة والمساهمة إلى جانب باقي مكونات‬ ‫اإلعالم الوطني‪ ،‬في جهود اإلخبار والتحسيس والتوعية‬ ‫الموجهة للمواطنين»‪.‬‬ ‫وبصرف النظر عن البحث في تالؤم بالغ السلطة الحكومية‬ ‫المذكورة مع التشريع الجاري به العمل‪ ،‬الذي جعل القضاء‬ ‫سلطة حصرية في قضايا الصحافة والنشر‪ ،‬بما فيها قضايا‬ ‫توقيف المطبوعات الدورية (الفصل السادس من الباب الثاني‬ ‫من القسم األول من القانون رقم ‪ )88.13‬فإن إيقاف توزيع‬ ‫المطبوعات الورقية هو تحصيل حاصل‪ ،‬مادام قد عُلم لدى‬ ‫الناشرين والعموم بقابلية الورق لنقل الفيروس‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫يدل‬ ‫عليه إعالن بعض المؤسسات الصحفية‪ ،‬منذ إعالن حالة الطوارئ‬ ‫الصحية عن توفير المطبوعات في شكل نسخ رقمية «‪» PDF ‬‬ ‫يتم وضعها مجاناً رهن إشارة القراء‪ ،‬السيما التي تتوفر على‬ ‫صحف إلكترونية‪ ،‬هي بمثابة امتداد للمطبوعات الورقية‪ ،‬أو‬ ‫تابعة لنفس المؤسسة الناشرة للمطبوع الورقي‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الصحافة اإللكترونية‪...‬في األزمة أحسن من الظروف‬ ‫العادية‪! ‬‬

‫ِّ‬ ‫يُشكل محتوى عدد من الصحف اإللكترونيـــة‪ ،‬ووضعهـا‬ ‫القانوني عالمة استفهام كبرى‪ ،‬السيما قبل هذه الجائحة‪،‬‬ ‫حيث هي دائماً‬ ‫ّ‬ ‫محط اتهام بخرق الضوابط القانونية المنظمة‬ ‫للمهنة وألخالقيات العمل الصحفي‪ ،‬بالرغم من أنها تحوز‬ ‫شرعية العمل‪ ،‬وتستفيد‪ ،‬بقوة القانون‪ ،‬من نفس الحقوق التي‬ ‫للمطبوعات الورقية‪ ،‬منذ صدور القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق‬ ‫بالصحافة والنشر في ‪ 15‬أغسطس ‪.2016‬‬ ‫لكن‪ ،‬يبدو من خالل تتبّع محتوى عدد من الصحف‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬خالل هذه المدة‪ ،‬أن هاجس السبق‬ ‫الصحفي المتحرر من مبدأي التحرّي واالستقصاء‪ ،‬يكاد‬ ‫َّ‬ ‫ليحُل مح ّله االلتزام بنقل األخبار ذات الصلة‬ ‫يختفي‪،‬‬ ‫بالوباء‪ ،‬السيما ما يتعلق بأرقام اإلصابات والوفيات‬ ‫واإلجراءات والتدابير ذات الطابع الوقائي أو الحمائي‪،‬‬ ‫عن السلطات الحكومية المختصة‪ ،‬كما تراجع استعمال‬ ‫بعض العناوين المُض ّللة الباعثة لإلثارة والتي إن‬ ‫ّ‬ ‫تُشكل انتهاكاً‬ ‫لم تكن تشكل خرقاً للتشريع فهي‬ ‫ألخالقيات المهنة‪ ،‬التي بالمناسبة صار لها في المغرب‬ ‫ميثاق وضعه المجلس الوطني للصحافة‪ ،‬باعتباره‬ ‫هيئة للتنظيم الذاتي للمهنة بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪،2019‬‬ ‫استناداً إلى المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 90.13‬القاضي‬ ‫بإحداث المجلس المذكور‪.‬‬

‫على سبيل الختم‪ ...‬س ْلبيات للتدارُك‬

‫تحمّالت كل متعهّد في تجسيد تام لصورة التكامل مع وظائف‬ ‫اإلعالم العمومي‪.‬‬ ‫وفي صدارة المتعهدين الخواص‪ ،‬الذين يُواجهون الجائحة‬ ‫بمهنية واحترافية عالية‪ ،‬تتفوق في جوانب منها عن بعض‬ ‫خدمات اإلعالم العمومي‪ ،‬توجد كل من الخدمة التلفزية «ميدي‬ ‫‪ 1‬تفي « والخدمة اإلذاعية «راديو ميدي ‪ »1‬حيث تغيّرت تماماً‬ ‫الشبكة البرامجية للخدمتين المذكورتين‪ ،‬وح ّلت مح ّلهما شبكة‬ ‫برامجية خاصة بـ»كوفيد ‪ ،»19‬السيما بالنسبة للقناة التلفزية‬ ‫السالفة الذكر التي وضعت برامج وفقرات يومية لمواجهة‬ ‫تداعيات الوباء‪ ،‬السيما ما يتعلق باألخبار الزائفة‪ ،‬باعتبارها هي‬ ‫األخرى جائحة قاتلة‪ ،‬من خالل فقرة «ميدي ‪ 1‬تي في تتصدى‬ ‫لألخبار الزائفة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن اختيار الخدمتين المذكورتين‪ ،‬ال ينقص أبدا من العمل‬ ‫الجيّد الذي يقوم به باقي المتعهّدين الخواص‪ ،‬الذين أغلبهم‬ ‫حوّل برامجه الصباحية أو المسائية التي كانت مخصصة في‬ ‫الظروف العادية للتسلية والترفيه‪ ،‬إلى مواعيد لإلخبار أو التحذير‬ ‫من نشر أو تصديق األخبار الزائفة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الصحافة الورقية ‪ ...‬الوباء يُوقف التوزيع لكن ال‬ ‫يُوقف اإلصدار‪ ! ‬‬

‫فرضت حالة الطوارئ الصحية التي أعلنت عنها المملكة يوم‬ ‫‪ 20‬مارس‪ ،‬لـ»تقييد الحركة في البالد ابتداء الساعة السادسة‬ ‫مساء إلى أجل غير مسمى‪ ،‬كوسيلة ال محيد عنها إلبقاء هذا‬ ‫الفيروس تحت السيطرة»‪ ،‬على ناشري الصحف الورقية تحدي‬ ‫البحث عن وسائل بديلة لضمان االستمرارية‪ ،‬السيما بعد‬

‫إنه وبالرغم من بعض المالحظات التي يُمكن‬ ‫إبداءها في شأن تعاطي اإلعالم الوطني مع هذه‬ ‫الجائحة وتداعياتها‪ ،‬وهي مُالحظاتٌ يُمكن أن توجّه‬ ‫إلى عدد من وسائط اإلعالم حتى خارج المغرب‪ ،‬تلك‬ ‫التي تتجسّد أو ًال في ما تمّ رصده خالل األيام األولى‪ ،‬السيما‬ ‫نشر ألخبار زائفة أو استعمال‬ ‫في بعض الصحف اإللكترونية‪ ،‬من ٍ‬ ‫لعناوين مض ّللة أو صور ال عالقة لها بوقائع الوباء في المملكة‪ ،‬إال‬ ‫أنها تبقى حاالت معزولة‪ ،‬سرعان ما تراجعت في ما بعد‪ ،‬السيما‬ ‫بعدما صار عدد من القراء ومستعملي مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫عند نشر أي أحد لرابط خبر معيّن‪ ،‬يُسارعون إلى طرح سؤال‬ ‫«ما هو المصدر»؟ وهو سؤال‪ ،‬ولئن اتّخذ أحياناً طابعاً هزلياً‪،‬‬ ‫فإنه يعكس يقظة شريحة من الناس تجاه البحث عن الخبر من‬ ‫مصدره ليتسنى لها فرز الصادق عن الزائف‪.‬‬ ‫إال أنه يبقى الحدث المؤسف‪ ،‬لحدّ اآلن‪ ،‬هو الصدام الذي حدث‬ ‫بين مؤسسة وكالة المغرب العربي لألنباء ومؤسسة المجلس‬ ‫الوطني للصحافة‪ ،‬حين إعالن األولى بتاريخ ‪ 23‬مارس عن إحداث‬ ‫ما أسمته بـ»البطاقة الصحفية المهنية الخاصة بها»‪ ،‬وهو في‬ ‫الحقيقة ما كان ينبغي لهذا الصدام أن يقع حتى في الظروف‬ ‫العادية‪ ،‬فما بالك بظرف استثنائي صعب تمُرّ منه المملكة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث يجب فيه على اإلعالم الوطني بمختلف وسائطه أن يقف‬ ‫في صفّ واحد لمواجهة الوباء‪ ،‬في احترام تام للتشريع الجاري به‬ ‫العمل‪ ،‬وللتدابير االستثنائية ذات الصلة بحالة الطوارئ الصحية‪،‬‬ ‫دون الشّروع في تفصيل ما ال يُفصّل في القانون‪.‬‬

‫ّ‬ ‫إن هذه األزمة التي تَمرُّ منها البالد‪ ،‬والتي أعادت للناس‬ ‫اهتماماً أكبر بوسائط اإلعالم الوطني‪ ،‬هي مناسب ٌة لتقوية‬ ‫الثقة فيه‪ ،‬من خالل تقديم أخبار ومعلومات ووقائع صحيحة‬ ‫عبر التحرّي واالستقصاء‪ ،‬دون تهويل يثير الفزع بين الناس‬ ‫أو تهوين يحرِّضهم على االستِسهال بإجراءات الوقاية من‬ ‫الوباء‪.‬‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫الجوائح الطبيعية في العصر الوسيط‬ ‫من خالل المصادر التاريخية‬

‫كتاب تنشره جريدة «الشمال» في حلقات حول الجوائح الطبيعية‬

‫احللقة‬

‫الباحثة رشيدة الشانك‬

‫اعتادت اإلستغرافية المغربية‪ ،‬أن تشير إلى األزمات بطريقة رتيبة‬ ‫وسريعة‪ ،‬وعادة ما تأتي في سياق كرونولوجي أو تثبت في مسرد‬ ‫الحوليات‪.‬فكتب الحوليات التقليدية عادة ما تسرد في ختام الحديث‬ ‫عن دولة جملة من األحداث ملخصة‪،‬إلى جانب والدات ووفيات مشاهير‬ ‫العلماء‪ ،‬وفي هذا السياق تتعرض لألحداث االستثنائيـــة كالزالزل‬ ‫والمجاعات والرعود والفيضانات والرياح واألعاصي‪ ،‬وظهور الجراد‬ ‫واألوبئة ‪ .‬وال تربط المصادر هذه األحداث بما ترتب عنها من اآلثار‬ ‫اإلجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ويالحظ أن األزمات الطبيعية كان حضورها في تاريـــخ المغرب‬ ‫دوريا ومالزما لإلنجازات الحضارية ومؤثرا في نفس الوقت بسلبيته‬ ‫على التطور التاريخي في مجتمع ظل اقتصاده هشا ومستجيبا‬ ‫للمؤثرات الطبيعية بشكل كامل‪.‬‬ ‫نجد أخبار هذه األزمات تتردد أصداؤها أساسا في نوعين من‬ ‫المصادر‪:‬‬ ‫المصادر التاريخية التي تقدمها في سياق عرضها الكرونولوجي‬ ‫لألحداث‪ ،‬وقد تشير إلى نتائجها العامة أحيانا كمعاناة الناس من‬ ‫قحط أو وباء أو سيل أو زلزال ‪.‬‬ ‫أما النوع الثاني من المصادر فهو كتب الطبقات والمناقب من‬ ‫المصادر الدفينة ‪،‬التي تشير إلى الموضوع من زاوية ما له عالقة‬ ‫بالمترجم لهم من العلماء والصوفية أوغيرهم‪،‬كوفاة أحدهم في‬ ‫الطاعون أوالمساعدات التي يقدمها أصحاب بعض الرباطات لجمهور‬ ‫الناس عند اشتداد أزمة ما كالمجاعات‪ .‬وغالبا تشير الرواية المنقبية‬ ‫بأن الفئات المعدمة غالبا ما تلجأ إلى األولياء أوقات األزمات فقد لجأت‬ ‫العامة مثال خالل مجاعة ‪535‬ه‪1140/‬م إلى أبي حفص عمر بن معاد‬ ‫الصنهاجي من أهل منطقة أزمور إذ جمع هذا المتصوف «خلقا كثيرا‬ ‫من المساكين فكان يقوم بمؤونتهم وينفق عليهم ما يصطاده من‬ ‫الحوت وغيره ‪.‬أو تشير إلى ظاهرة النزوح وإخالء مناطق ما إما بسبب‬ ‫الحرب أو القحط‪،‬أو هما معا‪ .‬غير أن هذه المصادر غالبا ال تدقق في‬ ‫مسألة التأريخ وتكتفي بربط األمر بعصر أو حياة الولي دون تحديد‬ ‫السنة‪ ،‬ومن ذلك مثال قول ابن القاضي «جاء رجل إلى أبي علي في‬ ‫عام المجاعة»‪.‬وهي إشارات ال تسمح بتكوين تصور عام عن الوضعية‬ ‫المناخية التي شهدها المغرب األقصى وأثرها على حركية التمدين به‪.‬‬ ‫لكن رغم بخل المعطيات المقدمة في متون المصادر التاريخية‬ ‫‪،‬فقراءتها مهمة لما تخلفه من انعكاسات كبيرة وممتدة على السياق‬ ‫العام لتطور الدولة والمجتمع في مغرب العصر الوسيط‪ ،‬وبناء على‬ ‫ما ارتبط أو تزامن معها من أحداث مختلفة‪،‬بل يمكن أن نرى عند‬ ‫دراستنا لهذه الكوارث الطبيعية جدلية بين كل من األزمات الطبيعية‬ ‫واألزمات االجتماعية والسياسية‪ ،‬في التطور العام للدولة‪.‬حيث يكون‬ ‫تأثير هذه الكوارث الطبيعية قويا‪ ،‬حين تتزامن مع اشتعال إحدى‬ ‫الحروب‪ ،‬فتكون النتائج المترتبة عن هذا التزامن وخيمة للغاية‪ .‬يوضح‬ ‫ابن عذاري بكثير من الدقة الوضع االقتصادي المتردي الذي خيم على‬ ‫المغرب بفعل هذا التزامن والذي صادف األعوام األخيرة من عمر‬ ‫الدولة المرابطية «إذ اتصلت الحروب ببالد أهل اللثام وغلت األسعار‬ ‫وتوالى هذا الجدب حتى جفت في األرض مذانبها وكثرت اللوازم على‬ ‫الرعايا بالعدوتين و ألح العدو النصراني بالضربات حين علموا عجز‬ ‫اإلمارة بالمغرب واشتغالها بحرب الثائرين »‪.‬‬ ‫ومن أبرز من نقل إلينا بعض تفاصيل األزمات التي همت فترة‬ ‫الدراسة نذكر ابن عذاري وابن أبي الزرع‪ ،‬ذلك أنهما يقدمان سنوات‬ ‫المجاعات واألوبئة بنوع من التفصيل‪ ،‬ال نجده عند الكثير من مؤرخي‬ ‫الفترة الوسيطية كقول ابن القاضي في معرض حديثه عن إحدى‬ ‫األزمات التي شهدها المغرب «الموحدي» عمت الفتنة وتفشت المجاعة‬ ‫العظمى التي خال منها المغرب‪ ،‬وتوالت به الفتن وعدمت األقوات‬ ‫وذلك في سنة تسع عشر إلى سنة سبع وثالثين (وستمئة) لما أراد‬ ‫اهلل انقراض الدولة الموحدية وظهور الدولة المرينية بالمغرب‪ .‬وقبل‬ ‫دراسة انعكاسات هذه الجوائح الطبيعية سنشير إلى أهم ما ذكر في‬ ‫المصادر التاريخية‪.‬‬

‫(‪)3/1‬‬

‫• أهم الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب خالل العصر الوسيط‬ ‫جدول بأهم الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب خالل العصر الوسيط ‪:‬‬ ‫السنة‬

‫نوع األزمة‬

‫المنطقة المتضررة‬

‫المصادر‬

‫‪2501 /444‬‬

‫الجفاف‬

‫المغرب‬

‫ابن عذاري ج ‪ 2‬ص‪ ،100 .‬ابن أبي‬ ‫الزرع ص‪224-221.‬‬

‫كانت الزلزلة العظيمة التي لم ير‬ ‫الناس بالمغرب مثلها‪ ،‬هدمت‬ ‫البنيان ومات فيها خلق كثير تحت‬ ‫الردم‪.‬‬ ‫الزلزال دام شهر شوال كله‬ ‫وباء و غالء‬ ‫فيضانات‬ ‫مجاعة‬ ‫وباء‬

‫المغرب‬

‫ابن أبي الزرع ص‪261.‬‬

‫المغرب‬ ‫المغرب‬ ‫شمال المغرب‬ ‫مراكش‬ ‫مراكش‬

‫‪072‬ه‪2270/‬م‬

‫وباء الطاعون‬

‫مراكش و األندلس‬

‫‪072‬ه‪2270/‬م‬

‫غالء عظيم‬

‫المغرب‬

‫‪012‬ه‪2210/‬م‬

‫مجاعة‬

‫المغرب‬

‫ابن عذاري المراكشي ج‪ 2‬ص‪150.‬‬ ‫ابن عذاري ج‪ 2‬ص‪157.‬‬ ‫البيان المغرب ص ‪255-11‬‬ ‫ابن األثير‪ ،‬الكامل ج‪ ،1‬ص‪152.‬‬ ‫ابن الصالة‪ ،‬المن باإلمامة ص‪151.‬‬ ‫البيان المغرب ص‪ ،116.‬ابن أبي‬ ‫الزرع‪ ،‬القرطاس‪ ،‬ص‪ 167.‬مجهول‪،‬‬ ‫الحلل الموشية ص‪201.‬‬ ‫البيان المغرب ‪،‬ج‪ 4‬ص‪،166.‬‬ ‫القرطاس‪ ،‬ص‪240.‬‬ ‫التشوف‪ ،‬ص‪111.‬‬

‫‪011‬ه‪2216/‬‬

‫مجاعة‬

‫فاس‬

‫كتاب في تراجم األولياء‪ ،‬مخطوط‬ ‫خ‪.‬ع‪ ،‬الرباط رفم ج‪ ،2172‬ص‪111.‬‬

‫‪657‬ه‪2122/‬م‬

‫غالء و مجاعة‬

‫المغرب‬

‫البيان المغرب‪ ،‬ص‪101.‬‬

‫‪625‬ه‪2121/‬م‬

‫وباء عظيم‬

‫المغرب و األندلس‬

‫القرطاس‪ ،‬ص‪ ،171‬الدخيرة السنية‬ ‫ص‪ ،41.‬االستقصا‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪161‬‬

‫‪620‬ه‪2121/‬م‬

‫الجفاف‬

‫المغرب‬

‫البيان المغرب‪ ،‬ص‪167‬‬

‫‪626‬ه‪2121/‬م‬

‫مجاعة و وباء‬

‫المغرب‬

‫البيان المغرب‪ ،‬ص‪ 166‬و ‪167‬‬

‫‪127‬ه‪2115/‬م‬

‫قحط و جراد و غالء‬

‫المغرب‬

‫القرطاس‪ ،‬ص‪ ،117‬الدخيرة السنية‬ ‫ص‪ ،04.‬االستقصا‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪161‬‬

‫‪626‬ه‪615-‬ه‬

‫جدب و غالء‬

‫المغرب‬

‫أبي الفضائل دمحم ‪،‬التاريخ المنصوري‪،‬‬ ‫تلخيص الكشف والبيان في حوادث‬ ‫الزمان ج‪ 2‬ص‪254-251.‬‬

‫‪621‬ه‪614-‬ه‬

‫مجاعة‬

‫المغرب‬

‫القرطاس‪ ،‬ص‪174.‬‬

‫‪614‬ه‪2117/‬م‬

‫جراد‬

‫المغرب‬

‫االستقصا‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪164.‬‬

‫‪610‬ه‪2111/‬م‬

‫الموت و الخراب‬

‫المغرب‬

‫‪616‬ه‪2111-‬م‬

‫السيل‬

‫فاس‬

‫الدخيرة السنية‪ ،‬ص‪17.‬‬ ‫القرطاس‪ ،‬ص‪ ،174.‬االستقصا‪ ،‬ج‪1‬‬ ‫ص‪164.‬‬

‫‪615‬ه‪-‬‬ ‫‪610‬ه‪2111/‬م‪-‬‬ ‫‪2117‬‬

‫جوع و وباء و غالء‬

‫المغرب‬

‫القرطاس ص‪ 176.‬و ‪،177‬‬ ‫االستقصا‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪ ،164.‬الروض‬ ‫المعطار‪ ،‬ص‪650.‬‬

‫مجاعة‬ ‫غالء مفرط‬

‫مراكش‬ ‫المغرب‬

‫البيان المغرب ص‪116-110.‬‬ ‫البيان المغرب ص‪111.‬‬

‫وباء و غالء‬

‫المغرب‬

‫القرطاس‪ ،‬ص‪ 176.‬و ‪177‬‬

‫‪602‬ه‪2110/‬م‬

‫زلزال‬

‫بالد المغرب‬

‫البيان المغرب ص‪451.‬‬

‫‪671‬ه‪2115/‬م‬

‫قحط و مجاعة‬

‫المغرب‬

‫‪611‬ه‪2111/‬م‬

‫مجاعة و وباء و غالء‬

‫المغرب‬

‫‪472‬ه‪2571/‬م‬ ‫‪054‬ه‪2222/‬م‬ ‫‪2221/021‬‬ ‫‪016‬ه‪2242/‬م‬ ‫‪042‬ه‪2246/‬م‬ ‫‪064‬ه‪2261/‬م‬

‫‪611‬ه‪2110/‬م‬ ‫‪614‬ه‪2117/‬م‬ ‫‪614‬ه‪-‬‬ ‫‪610‬ه‪2117/‬م‪-‬‬ ‫‪2111‬‬

‫‪714‬ه‪2111/‬م‬ ‫‪710‬ه‪2114/‬م‬ ‫‪716‬ه‪2110/‬م‬ ‫‪770‬ه‪2171/‬‬

‫غالء عظيم و مجاعة‪ ،‬رياح هائلة‬ ‫وإعصار عظيم‬ ‫مجاعة‬ ‫قحط‬ ‫قحط‬

‫المغرب فاس‬ ‫المغرب‬ ‫المغرب‬ ‫المغرب‬

‫القرطاس‪ ،‬ص‪ ،010.‬االستقصا‪ ،‬ج‪1‬‬ ‫ص‪11.‬‬ ‫ابن أبي الزرع ص‪ 011.‬و ‪،045‬‬ ‫الناصري‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪11.‬‬ ‫ابن أبي الزرع القرطاس ص‪044.‬‬ ‫و‪040‬‬ ‫القرطاس‪ ،‬ص‪015.‬‬ ‫االستقصا‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪260‬‬ ‫االستقصا‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪270.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫العدد ‪1041‬‬

‫راد‬

‫انف‬

‫حوار مع‬

‫‪9‬‬

‫ندى المويسي‬

‫متعافية من فيروس «كورونا»‬ ‫بمدينة طنجة‬ ‫على إثر الخبر المفرح الذي عم أجواء مدينة طنجة‪ ،‬ومختلف ربوع المملكة بتعاف سيدتين من وباء‬ ‫كورونا‪ ،‬ومغادرتهمـا لمستشفـى «الدوق دي طوفار»‪ ،‬بـادرت جريدة الشمـال باالتصـال بالسيدة‬ ‫ندى المويسي إحدى المتعافيات من المرض وأجرت معها الحوار التالي ‪:‬‬ ‫ـ ما هي الظروف التي تمت فيها إصابتك بالفيروس‪ ،‬ومتى؟‬

‫ـ حصل ذلك خالل تواجدي انا وزوجي‪ ،‬وهو مغربى مقيم فى فرنسا‪ ،‬حصل بمدينة‬ ‫برشلونة االسبانية حيث كنا نقضي عطلتنا بفندق بوسط المدينة‪ ،‬وحصل أن اختلطت‬ ‫بسياح آخرين في مطعم الفندق‪ .‬و هناك أصبت بالعدوى‪.‬‬

‫ـ متى علمت بإصابتك بالفيروس؟‬

‫بعد دخولي الى أرض الوطن‪ ،‬وفي األيام األولى تم وضعي‪ ،‬من طرف وزارة الداخلية‬ ‫وإدارة المؤسسة التي اشتغل فيها‪ ،‬وكإجراء طبي احترازي‪ ،‬تم وضعي في حجر صحى مدته‬ ‫أربع عشرة يوما ببيتنا‪ .‬وخالل أيام الحجر هده بدأت تنتابني بعض أعراض اإلصابة‪ ،‬تم‬ ‫على إثرها نقلي الى المستشفى‪ ،‬وهناك أخضعت الى تحاليل تأكد من خاللها أنني حاملة‬ ‫للفيروس‪.‬‬

‫ـ ما هي اإلجراءات األولية التي اتخذت معك من قبل الجهات الطبية؟‬

‫في البداية تمت طمأنتي ودعمي نفسيا من قبل األطباء بأن كل شىء سيكون على‬ ‫ما يرام في األيام القادمة‪ ،‬وأنه ليس علي أن أقلق‪ ،‬وأنهم سيولونني كل الرعاية الالزمة‬ ‫لحمايتي من الفيروس‪ .‬وبذلك أحسست بنوع من االسقرار النفسي الذي ساعدني على‬ ‫التجاوب مع األدوية التي كنت قد بدأت أتناولها‪.‬‬

‫ـ ما هي األجواء التي تمت خالله معالجتك فيها؟‬

‫هنا علي أن أعترف‪ ،‬وأظن أنني لست في حاجة إلى مجاملة أحد‪ ،‬بأن أجواء إقامتي‬ ‫بالمستشفى كانت جيدة جدا‪ ،‬وأنني كنت أتلقى عناية فائقة للغاية من قبل الطاقم الطبي‪،‬‬ ‫من أطباء وممرضين وممرضات ومساعدين ومساعدات‪ ،‬وأنهم كانوا على تواصل مستمر‬ ‫بي‪ ،‬وبباقي المرضى المصابين‪.‬‬

‫ـ كيف قضيت مدة الحجر الطبي‪ ،‬وما هي المدة الكاملة التي قضيتها به؟‬

‫في الواقع‪ ،‬وعلى الرغم من الظروف‪ ،‬األكثر من رائعة التي كنت أقابل بها في المستشفى‪،‬‬ ‫والتي كانت تساعد على رفع معنوياتنا‪ ،‬إال أنني أحيانا كنت أجتاز حالة نفسية سيئة جدا‬ ‫مصدرها شعوري المرير بتأنيب الضمير كوني نقلت العدوى الى أقرب الناس إلي‪ ،‬اختي‬ ‫وتوأم روحي‪ .‬فقد كنت أشعر على الدوام أنني السبب فى آالمها و عذابها‪.‬‬

‫ـ كيف كان تضامن األسرة معك؟‬ ‫طبعا تضامن األسرة شحنني بالعزيمة واإلرادة القوية لمواجهة الفيروس والتغلب عليه‪،‬‬ ‫كما أنه أعطاني جرعة زائدة للشفاء‪ .‬وطبعا كان يحصل ذلك من خالل التواصل المستمر‬ ‫معهم عبر وسائل التواصل االلكترونية والهاتف‪ .‬وبذلك في الحقيقة كنت أشعر بأني لست‬ ‫معزولة عن العالم‪ ،‬وبأن هناك من يدعمني ويقف إلى جانبي ولو عن بعد‪ ،‬خصوصا بالدعاء‬ ‫المستمر والتوجه إلى اهلل ليرعاني ويشفيني‪ ،‬وهو ما كنت في حاجة إليه‪ .‬فالرعاية اإللهية‬ ‫شملتني عن آخري‪.‬‬

‫ـ كيف تقيمين معاملة األطباء واألطر الصحية معك؟‬ ‫أظن أنني أجبت عن جزء من هذا السؤال خاللي حديثي سابقا‪ ،‬ولكن هذا ال يمنع من‬ ‫أن أجدد اعترافي بأن معاملتنا نحن جميع المصابين كانت معاملة أكتر من رائعة جعلتني‬ ‫أفتخر ببالدي وبما يتوفر عليه من كفاءات طبية في أعلى المستوى‪ ،‬علميا وإنسانيا‪.‬‬

‫ـ كيف تلقيت الخبر األولي بمعافاتك؟‬ ‫طبعا كان إحساسا ال يوصف أبدا‪ .‬إنه اإلحساس بالعودة من جديد إلى الحياة‪ .‬إنه‬ ‫إحساس باالنتصار على الفاجعة‪ ،‬إنه نفس اإلحساس الذي ينتابك عندما تحقق النجاح‪ ،‬كل‬ ‫أنواع النجاح‪ .‬فما بالك بالنجاح في االنتصار على الموت‪.‬‬

‫ـ ما هي ظروف الوقاية المتخذة اآلن ببيتك؟‬

‫طبعا علي أن ألتزم بمدة العزل الصحي وهي أربع عشرة يوما‪ ،‬وخاللها علي أن أتجنب‬ ‫مطلقا مخالطة عائلتي‪ ،‬إضافة إلى أنني ينبغي أن ألتزم بارتداء الكمامة حتى و أنا في‬ ‫البيت‪.‬‬

‫ـ كلمة أخيرة في حق األطباء؟‬

‫كل كلمات الشكر المنتشرة بالكون غير كافية في حقهم‪ ،‬إنهم حقا مالئكة األرض‪.‬‬ ‫لنتصور فقط أنهم اآلن متخلون عن عائالتهم ومتفرغون لنا مع كل ما يحتمل ذلك من‬ ‫تعريض حياتهم للخطر‪.‬‬

‫ـ ما هي رسالتك لكل المغاربة؟‬

‫أود أوال أن أشكر كل من دعمني نفسيا و معنويا‪ ،‬وأن أشكر كل من توالنا بأدعيتهم‬ ‫بظهر الغيب‪.‬‬ ‫تانيا‪ ،‬أود أن أقول لهم من أعماق قلبي‪...‬رجاء الزموا بيوتكم‪ ..‬بذلك فقط ستحمون‬ ‫أنفسكم وعائالتكم‪ ،‬وبذلك فقط ستساهمون في خذمة وطننا الحبيب بالحد في انتشار‬ ‫هذا الوباء‪...‬إذا ما التزمتم بالبقاء في البيت ستمر هذه األزمة بسرعة‪ ،‬وبنفس السرعة‬ ‫سنعود للحياة‪.‬‬ ‫وأوال وأخيرا أريد أن أشكر اهلل عز وجل على نعمته التي أنعمها علي وعلى والدي‪.‬‬ ‫أوجه شكري إلى كل من دعمنى و سندنى نفسيا و معنويا‪.‬‬ ‫أوجه شكري إلى جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل و سدد خطاه على عطفه‬ ‫ودعمه ووقوفه إلى جانب شعبه‪.‬‬ ‫أوجه شكري إلى السيد والي جهة طنجه تطوان‪ ،‬وإلى أعوان السلطة ‪ ،‬ومندوبية‬ ‫الصحة‪ .‬أوجه شكري إلى زمالئي في العمل وعلى رأسهم السيد المدير الجهوي‪.‬‬ ‫و أخيراً أوجه شكري إلى االتحاد المغربي للشغل الذي ساندني‪.‬‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬ ‫(‪)941‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫مسرحية “أحالم‪ ..‬بال لون”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫بتقديم رؤى فلسفية عميقة تسائل حقيقة الوجود وجوهر المآل‪ .‬ففي سياق‬ ‫هي أجواء إفريقية بامتياز‪ ،‬مشبعة بنكهة األرض وبلون البشرة وبصدى‬ ‫الطبول‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬ببؤس اإلنسان اإلفريقي الذي تكالبت الطبيعة مع الفقر‬ ‫حديثه عن “قيمة الموت”‪ ،‬يقول المؤلف على لسان شخصية أبدوالي‪“ :‬لن‬ ‫ومع االستعمار ومع االستبداد ضد مصيره وضد حقه الفطري في الحياة الحرة‬ ‫نقبل بالعودة إلى بلداننا‪ ..‬الموت أرحم من العودة”‪ ،‬ويرد عليه سامبو‪“ :‬مادام‬ ‫والكريمة‪ .‬هي أجواء قاتمة بألوان اليأس وبرنات الموت‪ ،‬تلك التي اختارها‬ ‫الموت حق‪ ،‬فسيان إن متنا جوعا‪ ،‬أو غدونا طعاما ألسماك هذا البحر” (ص‪.‬‬ ‫المبدع الطيب الوزاني في نصه المسرحي الصادر سنة ‪ ،2020‬تحت عنوان‬ ‫‪ .)13‬وفي حديثه عن يوطوبيات الحياة بالضفة الشمالية للبحر المتوسط‪،‬‬ ‫“أحالم‪ ..‬بال لون”‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 60‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫يقول سامبو‪“ :‬تخيل‪ ..‬تخيل يا مامادو أننا عبرنا‪ ..‬أننا نتجول في الحدائق‬ ‫المتوسط‪ .‬ويمكن القول إن العمل الجديد يشكل ترسيخا لتجربة تأسيسية‬ ‫الجميلة‪ ..‬في الشوارع النظيفة‪ ..‬تداعب أنوفنا روائح العطور‪ ..‬تخيل أننا وجدنا‬ ‫لقواعد كتابة مسرحية جريئة‪ ،‬مبادرة‪ ،‬وقاسية في تشريح الواقع وفي استثمار‬ ‫عمال‪ ..‬لبسنا ألبسة دافئة قشيبة‪ ..‬مررنا أمام مطعم‪ ..‬تحسسنا جيوبنا‪..‬‬ ‫مآسيه فوق الركح‪ ،‬حسب ما راكمه األستاذ الوزاني في نصوصه السابقة‪،‬‬ ‫وجدناها مليئة‪ ..‬دلفنا وجلسنا إلى جانب طاولة‪ ..‬جاء نادل أبيض يخدمنا‪..‬‬ ‫وعلى رأسها مسرحية “بيتزا‪ ..‬همبوركر‪ ..‬سوشي” (‪ )2017‬ومسرحية “آلهة‬ ‫طويل ووسيم كممثل سينما‪ ..‬يمسح طاولتنا‪ ..‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬بل فتاة شقراء جميلة‬ ‫حوار وتقديم ‪ :‬فاطمة الميموني‬ ‫بالطابق السفلي” (‪ .)2018‬وعلى الرغم من أن المبدع الطيب الوزاني قد انتقى‬ ‫كمالك‪ ..‬نافرة النهدين‪ ..‬كاشفة نحرها‪ ..‬تقول لنا في دالل‪“ :‬ماذا أقدم لكما‬ ‫بعناية فائقة لغته المخصوصة عند نحته معالم نسقه اإلبداعي المسرحي‪،‬‬ ‫من شراب أو طعام يا سادة”‪ ...‬ساعتها‪ ،‬سأغطي وجهك بمنديل‪ ...‬وأقول لها‪:‬‬ ‫فإن نزوعاته المسترسلة لتطويع “قضايا الساعة”‪ ،‬جعلته ينفتح على عوالم‬ ‫دعك من هذا المعتوه‪ ..‬تكلمي معي أنا‪ ..‬وسأقدم لها وردة‪ ،‬آخذها من زهرية‬ ‫متداخلة في أشكال تلقي “صدمة” الواقع وشراسته المؤثرة في الموقف وفي‬ ‫المائدة‪( ”...‬ص‪.)25 .‬‬ ‫الرأي وفي السلوك وفي المبادرة‪ .‬ويبدو أن المؤلف قد تفاعل‪ ،‬من موقعه‬ ‫ ولتجسيد صور معاناة المواطن المغربي داخل وطنه‪ ،‬نقرأ على لسان‬ ‫كمثقف رصين وكمبدع بحس مرهف‪ ،‬مع أنين ضحايا ظاهرة الهجرة السرية‬ ‫شخصية قاسم‪“ :‬نضجت غصبا عني‪ ،‬بل أشعر وكأني شخت قبل األوان‪ .‬كل‬ ‫من خالل مآسيها الالمتناهية‪ ،‬قصد بلورة عمل مسرحي تخييلي يكتسب‬ ‫الدروب واألزقة واألوكار العفنة عرفتني‪ ،‬تسكعت‪ ،‬بت في العراء‪ ،‬صارعت‬ ‫العديد من عناصر الريادة والتميز على مستوى صنعة الكتابة اإلبداعية‪،‬‬ ‫القطط والكالب على بقايا أكل عفن بصناديق القمامة‪ ،‬عرفت تعاطي الكحول‬ ‫بحميمياتها المخصوصة وبفردانياتها المجددة وبجرأتها المثيرة في االلتحام‬ ‫والمخدرات وكل بالوي الدنيا‪ ،‬ألثبت ألقراني أني شكس‪ ،‬صعب المراس‪ ،‬وأني‬ ‫بقضايا الوطن وفي التعبير عن مآالت السقوط وعن مهاوي الكارثة‪ .‬وبذلك‪،‬‬ ‫رجل رغم حداثة سني‪( ”...‬ص‪ .)29 .‬ويردف مامادو في نفس السياق‪“ :‬تبا‬ ‫تحول نص الطيب الوزاني إلى صرخة في وجه بشاعة الواقع وفي وجه األجزاء‬ ‫لهؤالء ولهؤالء‪ .‬ونحن؟ أين نحن من كل هذا؟ ما ذنبنا لنرث بلدانا ال عدل‬ ‫المنكسرة لمرايا الواقع المتآكل وإلحباطاته المسترسلة‪ .‬ولعل هذا ما اختزله‬ ‫يسود فيها؟‪ ..‬حكامها طغاة متخلفون‪ ..‬ما ذنبنا حتى نموت في اليوم ألف مرة؟‬ ‫األستاذ المسكيني الصغير بشكل دقيق‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬أن‬ ‫أترانا مجرد حصى؟ نطحن بالجوع والمرض‪ ،‬ونسحق كمدا في رحى النسيان‬ ‫تكتب نصا مسرحيا معناه أن تختصر وطنا في قضية مقلقة مثيرة وحساسة‬ ‫والالمباالة؟ وفي النهاية يلحق بنا الموت‪ ،‬ليهبنا قبرا بال اسم وال شاهد‪”...‬‬ ‫يعيشها بعض أبطال هذا النص في هذا الوطن (المغرب)‪ .‬لقد أفلح الكاتب‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫(ص‪.)34 .‬‬ ‫الطيب الوزاني في معالجة موضوع لن تندمل جراحاته وهمومه‪ ،‬طالما هناك‬ ‫عبث واستعالء ومكر مقصود في المعالجة من طرف اآلخرين‪ ،‬أوربا‪/‬االستعمار‬ ‫ وللتعبير عن بؤس االنتماء‪ ،‬يجسد سامبو سخطه على انتمائه بقوله‪:‬‬ ‫على‬ ‫انتظار‬ ‫األحالم‪/‬‬ ‫قارب‬ ‫المداهمة‪/‬‬ ‫القديم الجديد‪ ..‬والتبعية‪ .‬ومن خالل لوحات النص المقترحة‪ ،‬ليلة‬ ‫“يوم كانت القارات ملتحمة مثال؟‪ ..‬تبا لهرقل الذي أبعد الضفتين بساعديه القويين‪ ،‬كان أجدر به أن ينتظر‬ ‫واالستبداد‬ ‫الحروب‬ ‫العطش‪/‬‬ ‫المرض‪/‬‬ ‫الرصيف‪ /‬رقصات على إيقاع الطبل‪ /‬عناق خلف السحاب‪ /‬نعيش‬ ‫مرورنا للضفة األخرى قبل أن يفعل ذلك‪( ”...‬ص‪ .)32 .‬وعلى نفس المنوال‪ ،‬ارتفعت صرخة شخصية أومو‬ ‫المحلي‪( ”...‬ص‪.)5 .‬‬ ‫مدوية من تعاسة اللحظة في قلب األدغال اإلفريقية‪“ :‬هل لكم أن توقظوني من غفلتي؟‪ ..‬من أنا؟‪ ..‬ترى من‬ ‫ ‬ ‫لقد استطاع المبدع الطيب الوزاني تكسير جدار الصمت‪ ،‬أو مؤامرة الصمت‪ ،‬تجاه ظاهرة تختزل أكون أنا اآلن؟‪ ..‬ما هي هويتي؟‪ ..‬أشعر أن ال انتماء عاد لي؟‪ ..‬أنا وأنت وأنت وذاك‪ ،‬من نكون؟‪ ..‬ال أوراق تثبت‬ ‫كل مآسي القارة اإلفريقية التي سكتت عن جريمة جعل أجساد أبنائها لقمة سائغة ألسماك ضفتي البحر هويتنا‪ ..‬بطاقة تعريفنا الوحيدة هي لون بشرتنا‪ ..‬لون بشرتنا يثبت انتماءنا للصحاري واألدغال البعيدة‪”...‬‬ ‫األبيض المتوسط‪ .‬وفي ذلك صرخة مدوية ضد كل تورط في جريمة إسقاط إنسانية اإلنسان‪ ،‬عبر آليات (ص‪ .)49 .‬وبصوت المهاجر البائس‪ ،‬سعت المسرحية إلى استلهام عمق الجرح النازف داخل ضمير ضحايا‬ ‫متلونة بتلون الحقب والعصور‪ ،‬تحت تسميات مختلفة ومتنوعة‪ ،‬لكنها موحدة في إسقاط كرامة اإلنسان وفي المهاجرين السريين‪ ،‬عندما وظفت مناجاة الضمير الجماعي‪ ،‬بلغة بليغة في التعبير عن فقدان األمل في‬ ‫تجريد هذا اإلنسان من آدميته‪ ،‬مثل االستعمار واالستبداد والفقر والجوع واليأس والظلم‪...‬‬ ‫بعث إنسانية اإلنسان‪ ،‬من خالل العودة إلى االستنجاد بحضن األم‪ ،‬نبع الوفاء والحنان والضمير‪ .‬نقرأ بهذا‬ ‫فما الذي جعل جيل اليوم يحمل أحالما “بال لون”؟ وكيف أمكن التطبيع مع مهاوي السقوط التي الخصوص على لسان ضحايا الهجرة السرية‪“ :‬ها أنت يا أماه‪ ..‬على وجه السماء‪ ..‬أراك من خلف السحاب‪..‬‬ ‫ ‬ ‫أفرزت هذه الظاهرة؟ ولماذا لم تعد صور الجثث الملقاة على ضفتي البحر المتوسط تحرك الضمير العالمي؟ أراك من وراء المسافات‪ ..‬ذي دمعتك‪ ..‬ال مطر ببالدي كان سوى دمعتك‪ ..‬ذي ابتسامتك‪ ..‬ال صحو في حياتي‬ ‫وماذا وقع –بالضبط‪ -‬حتى بدأنا نستسيغ صور المهانة واإلذالل وهي تطفو فوق سطح أحداث قوارب الموت سوى ابتسامتك‪ ..‬ترى هل أنت تراني خلف السحاب يا أماه كما أراك؟ انظري مثلي إلى السماء يا أماه‪ ..‬ال‬ ‫ومغامرات الهجرة السرية نحو أرض الفردوس المشتهاة؟‬ ‫تخافي‪ ..‬ال عسس يمنعون من النظر إلى السماء‪ ..‬عسس الحدود ال ينظرون إلى السماء‪ ..‬عسس الحدود ال‬ ‫ال شك أن اإلجابة عن مثل هذه التساؤالت تجعل المبدع يتحول إلى “مؤرخ” للحظة الراهنة‪ ،‬ينظرون إلى السماء‪ ..‬عسس الحدود ال ينظرون إلى السماء‪( ”...‬ص‪.)59 .‬‬ ‫ ‬ ‫اعتمادا على نزوة فطرية في الكتابة تبتعد عن التوثيق التقريري الكالسيكي المدرسي‪ ،‬وترتقي بفعل الكتابة‬ ‫إنهم ال ينظرون إلى السماء‪ ،‬هذه السماء التي أضحت مالذنا الوحيد بعد أن ضاقت بنا الحدود‪،‬‬ ‫ ‬ ‫إلى مستوى تخييلي واسع‪ ،‬يسمح بالتقاط الجزئيات المتناثرة وبأنسنة الموضوع وبإضفاء عليه طابع الخلود حدود األرض والبحر‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬حدود االنتماء لوطن يمارس أقصى درجات الجحود في حق أبنائه‪ .‬ويبدو‬ ‫واالمتداد في الزمن‪ .‬باختصار‪ ،‬يتعلق األمر بكتابة موازية للصنعة السردية في استلهام الذاكرة‪ ،‬في إطار ما أن نمط الكتابة الخاص بالمبدع الطيب الوزاني قد أضفى قيمة مضافة على هذه المناجاة العميقة‪ ،‬من‬ ‫أضحى يعرف اليوم بتاريخ الذهنيات وبتاريخ رصد أنساق التفكير الثقافي وأشكال التفاعل مع الواقع المادي خالل تعابيره الفنية واستعاراته الجمالية التي انتقلت به من دائرة التدوين التقريري‪ ،‬إلى رحابة فعل التخييل‬ ‫ومع إفرازاته الرمزية والالمادية المتعددة‪ ،‬حسب ما أصبحت تشتغل عليه أرقى مدارس علم تاريخ الراهن أو المنتج لألفكار وللصور وللرموز وللقيم‪ .‬هي كتابة تتجاوز طابع االستهالك السريع‪ ،‬وتنتقل إلى مستوى إنتاج‬ ‫التاريخ اآلني أو تاريخ الحاضر‪ ،‬في المغرب وفي الخارج‪.‬‬ ‫التمثالت الكبرى المؤثرة في وعينا الجماعي بمختلف أشكال انتكاسات الواقع الراهن‪ ،‬مع خوض غمار التنظير‬ ‫لقد استطاع المبدع الوزاني تجاوز النظرات االختزالية السريعة تجاه ظاهرة الهجرة السرية‪ ،‬لتحوالته‪.‬‬ ‫ ‬

‫صندوق الضمان االجتماعي‬ ‫يعيد فتح منصة تلقي طلبات التعويض عن فقدان الشغل‬ ‫أعلن الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬اليوم السبت‪ ،‬عن‬ ‫إعادة فتح منصة (‪ )covid19.cnss.ma‬لتلقي طلبات التعويض‬ ‫عن شهر أبريل الجاري من قبل المقاوالت المعنية بالتصريح عن‬ ‫مأجوريها المتوقفين عن العمل‪ ،‬لصرف التعويض الجزافي المحدد‬ ‫في ‪ 2000‬درهم بالنسبة للشهر الجاري‪ ،‬وذلك خالل الفترة ما بين‬ ‫‪ 11‬أبريل و‪ 3‬ماي ‪. 2020‬‬ ‫وأوضح الصندوق‪ ،‬في بالغ له‪ ،‬أنه لصرف هذا التعويض‬ ‫الجزافي السالف الذكر يتوجب على المشغلين المعنيين ” التصريح‬ ‫باألجراء المتوقفين مؤقتا عن العمل ابتداء من فاتح أبريل ‪،2020‬‬ ‫وإعادة التصريح باألجراء المصرح بتوقفهم المؤقت عن العمل منذ‬ ‫‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬والذين لم يستأنفوا عملهم خالل شهر أبريل الجاري”‪.‬‬ ‫وأضاف أنه “سيكون بإمكان المشغلين المنخرطين بالضمان االجتماعي‪ ،‬المؤهلين لالستفادة خالل‬ ‫شهر أبريل‪ ،‬حسب القوانين الجاري بها العمل‪ ،‬التصريح بتوقف أجرائهم مؤقتا عن العمل برسم هذا‬ ‫الشهر‪ ،‬على منصة (‪ ، )covid19.cnss.ma‬بداية من ‪ 11‬أبريل وإلى غاية ‪ 3‬ماي ‪.”2020‬‬ ‫ونبه الصندوق المشغلين المعنيين بهذا اإلجراء إلى أنه “من أجل تمكينه من صرف التعويض‬ ‫الجزافي المتعلق بشهر أبريل الجاري‪ ،‬يجب عليهم أن يصرحوا عبر األنتيرنيت بأجور هذا الشهر‪ ،‬وذلك‬

‫قبل نهايته”‪ ،‬مشيرا إلى أنه “تحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬يجب على هؤالء‬ ‫المشغلين أن يصرحوا بأجور الشهر الحالي‪ ،‬ويعملوا على تحويلها عبر‬ ‫بوابة ‪ DAMANCOM‬قبل الثالثين (‪ )30‬منه”‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمشغلين الذين لم ينضموا بعد إلى بواب ة �‪DAMAN‬‬ ‫‪ ، COM‬شدد الصندوق على ضرورة اإلسراع بالتسجيل في هذه البوابة‪،‬‬ ‫مضيفا أن مصالح الصندوق الوطني للضمان االجتماعي تضع نفسها‬ ‫رهن إشارتهم لمواكبتهم من أجل إنجاح هذه العملية‪.‬‬ ‫وذكر البالغ ذاته أن إحداث منصة (‪ )covid19.cnss.ma‬جاء‬ ‫تفعيال للتدابير المتخذة من طرف لجنة اليقظة االقتصادية لمكافحة‬ ‫اآلثار الناجمة عن جائحة كورونا فيروس (‪ ،)COVID-19‬والمتعلقة‬ ‫بصرف التعويض الجزافي الممول من الصندوق الخاص بتدبير جائحة (‪ ،)COVID19‬المحدث بتعليمات‬ ‫سامية من صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪.‬‬ ‫وقد قام المشغلون المنخرطون بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬الذين يواجهون صعوبات‬ ‫جراء التداعيات االقتصادية التي تسبب فيها هذا الوباء‪ ،‬بالتصريح‪ ،‬عبر هذه المنصة‪ ،‬بالتوقف المؤقت‬ ‫ألجرائهم عن العمل برسم شهر مارس ‪ ، 2020‬مما نتج عنه األداء الفعلي للتعويضات المستحقة‬ ‫للمستفيدين عن شهر مارس الماضي‪ ،‬وذلك ابتداء من ‪ 08‬أبريل الجاري‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫العدد ‪1041‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫المنتدى المتوسطي للسياحة يطالب الوزارة المعنية‬ ‫بالتدخل لحماية عمال القطاع السياحي‬ ‫أثر تفشي فيـــروس كوفيـــد ‪ 19‬على‬ ‫مجمل القطاعات االقتصادية‪ ،‬وضمنها القطاع‬ ‫السياحي الذي يساهـــم في الحفـــاظ على‬ ‫التوازنات الماكرو ‪ -‬اقتصادية‪ ،‬كما يساهم في‬ ‫إحداث حوالي مليونين ونصف مليون منصب‬ ‫شغل مباشر وغير مباشرة‪.‬‬ ‫لكن ما يالحــظ‪ ،‬ورغم قرار الصندوق‬ ‫الوطني للضمـان االجتماعـــي تعويـــض‬ ‫المأجورين نتيجة فقدان الشغل‪ ،‬فإن هذا‬ ‫القرار ال يشمل العمال المستقلين وال العمال‬ ‫المؤقتين العاملين بالقطاع السياحي (الفنادق‪،‬‬ ‫المطاعم‪ ،‬المقاهي‪ ،‬وكاالت األسفار‪ ،‬اقامات‬ ‫السياحية وديار الضيوف والمآوي‪ ،‬البزارات‪،‬‬ ‫النقل السياحي‪ ،‬صناع التقليديين‪ ،‬مرشدين‬ ‫السياحين‪ ،)..‬والذين يساهمون بشكل مباشر‬ ‫في تنمية السياحة الجهوية‪ ،‬علما أن هذه الفئة‬ ‫غير مصرح بها لدى صناديق التقاعد‪.‬‬ ‫إلى أن هــذا الصنف من العمال يرون‬ ‫أنه ال يوجد أي إجراءات احترازية في هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬ويشعرون بالقلق والخوف إزاء حياتهم‬ ‫المعيشية‪ ،‬خصوصا في المدن التي سجل فيها‬ ‫تراجع في النشاط السياحي‪ ،‬من قبيل طنجة‪،‬‬ ‫تطوان‪ ،‬الحسيمة وشفشاون‪ ،‬األمر الذي يتطلب‬ ‫التدخل للتخفيف من أضرار االستغناء عن هؤالء‬

‫ألن لديهم التزامات أسرية بغض النظر عن‬ ‫الشروط والظروف القانونية التي يشتغلون‬ ‫فيها‪ ،‬إلى حين عودة النشاط السياحي إلى‬ ‫طبيعته‪.‬‬ ‫فإن الظرفية االستثنائية التي تمر منها‬ ‫البالد جراء هذا الفيروس تستدعى منا جميعا‬ ‫تضافر الجهود من قبل مختلف المتدخلين‬

‫والفرقاء‪ ،‬من المجتمع المدني‪ ،‬هيئات منتخبة‬ ‫ومؤسسات المعنية بالسياحة قصد تدارس‬ ‫التدابير المرتبطة بالقطاع‪ ،‬وإتخاذ المبادرات‬ ‫من خالل أعمال تطوعية بسيطة مثل‬ ‫المساعدات اإلنسانية على هؤالء المحتاجين‪..‬‬ ‫مما بات يعرف في الثقافة المغربية بـ «التضامن‬ ‫والتأزر »‪.‬‬

‫التحاليل المخبرية تؤكد خلو أطر طبية بالحسيمة‬ ‫من فيروس كورونا والسلطات تغلق مصحة خاصة‬ ‫أكدت التحاليل المخبرية التي أجريت لثمانية أشخاص‬ ‫إصابة ‪ 3‬منهم بفيروس كورونا ويتعلق األمر بمخالطي الحالة‬ ‫الثانية لوباء بالحسيمة‪ ،‬فين حين كانت نتائج خمسة أشخاص‬ ‫آخرين سلبية‪ ،‬وهي التحاليل التي أجريت لخمسة أطر أطبية‪ .‬‬ ‫وبظهور هذه الحاالت الثالث يكون عدد المصابين‬ ‫بفيروس كوفيد ‪ 19‬بإقليم الحسيمة هو ‪ 10‬حاالت من أصل‬ ‫‪ 141‬حالة على صعيد جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪.‬‬ ‫كمت افادت مصادر جد مطلعة للجريدة أن السلطات‬ ‫المحلية بالحسيمة اغلقت زوال اليوم مصحة خاصة ووضع‬ ‫جميع اطقمها في الحجر الصخي بعدما‪ ‬تغكدت‪ ‬إصابة‪ ‬‬ ‫امرعة‪ ‬بفيروس كورونا‪ ‬والتي كانت اتت من بلدة كاسيطا‬ ‫قصد‪ ‬الفحوصات الطبية‪ ‬قبل اكتشاف انها حاملة لفيروس‬ ‫كورونا‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها‪ ،‬أن المصحة المذكورة قامت‬ ‫بالتنسيق مع الدوائر المختصة‪ ،‬صباح يوم السبت الفارط‪،‬‬ ‫بعملية تطهير وتعقيم شامل للمصحة من الداخل والخارج‪ .‬‬

‫سابقة‪ ..‬معمل للنسيج بالحسيمة يوزع الكمامات‬ ‫مجانا لفائدة الفئات الهشة‬

‫كشفت مصادر مطلعة بإقليم الحسيمة‬ ‫أن معمل النسيج الموجود بالمنطقة الصناعية‬ ‫بتراب جماعة أيت قمرة‪ ،‬سيشرع خالل هذا‬ ‫األسبوع في إنتاج كمامات وقائية‪ ،‬وذلك‬ ‫باقتراح من عمالة اإلقليم وفقا للمعايير الصحية‬ ‫المطلوبة‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها أن المعمـل‬ ‫المذكور‪ ،‬شرع في تعبئة عماله من أجل توفير‬ ‫كم هائل من الكمامات لفائدة ساكنة إقليم‬ ‫الحسيمة بشكل خاص‪ .‬‬ ‫وذكرت المصادر ذاتها أن هذه الكمامات‪،‬‬ ‫سيتم توزيعها مجانا ودون مقابل من طرف هذه‬ ‫الوحدة اإلنتاجية لفائدة ساكنة اإلقليم‪ ،‬خصوصا‬ ‫الفئات الهشة منهم‪ ،‬حيث من المرتقب أن‬ ‫تشرف السلطات المحلية على عملية توزيعها‬ ‫في العالم القروي لفائدة الفئات المذكورة التي‬ ‫تجد صعوبة في الحصول على هذه الكمامات‬ ‫لحماية نفسها من خطر انتقال عدوى اإلصابة‬ ‫بفيروس كوفيد ‪.19‬‬ ‫وقــد خلفــت هــذه المبــادرة المواطنة‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫إنتاج وتوزيع ‪ 4‬مليون كمامة مجاناً‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫أعلنت غرفة التجارة والصناعة والخدمات‪،‬‬ ‫بجهة طنجة‪ ،‬تطـوان‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬والجمعية‬ ‫المغربية لصناعات النسيج والمالبس‪ ،‬اليوم‬ ‫األربعاء ‪ 8‬أبريل‪ ،‬عن نيتهما إنتاج وتوزيع أربعة‬ ‫مليون كمامة طبية مجانا على سكان الجهة‪،‬‬ ‫قبل نهاية شهر أبريل‬ ‫وحسب بالغ مشترك للغرفة والجمعية‪،‬‬ ‫فقد تم فتح وحدات إنتاج على أساس استثنائي‪،‬‬ ‫واتخاذ التدابير الوقائية الموصى بها‪ ،‬إلنتاج‬ ‫الدفعة األولى المكونة ‪ 4‬ماليين كمامة طبية‪،‬‬ ‫تتوافق مع المعايير الصحية والوقائية الوطنية‪،‬‬ ‫وذلك قبل نهاية أبريل الجاري‬

‫وأوضح البالغ أن هذه المبادرة هي جزء من‬ ‫المساهمة في الجهد الوطني الحتـواء فيروس‬ ‫«كورونا» في المغرب‪ ،‬مشيرا إلى أن هذه األقنعة‬ ‫ستوزع على السكان بالتنسيق مع السلطات‬ ‫المحلية‬ ‫ويأتي هذا القرار إثر اجتماع انعقد‪ ،‬يوم‬ ‫الثالثاء الفارط‪ ،‬بين رئيس الغرفــة الجهوية‬ ‫للتجارة والصناعة والخدمات ورئيس الجمعية‬ ‫المغربية لصناعة النسيج واأللبسة مع أصحاب‬ ‫ومسيري شركات النسيج واأللبسة بالجهة‬

‫رئيس جماعة‬ ‫بني عمارت بإقليم‬ ‫الحسيمة ونوابه‬ ‫يساهمون‬ ‫في دعم صندوق‬ ‫كورونا مساعدة األسر المتضررة‬ ‫قرر رئيس جماعة بني عمـــارت بإقليم‬ ‫الحسيمة الدكتور‪ ،‬نور الدين مضيان‪ ،‬ونوابه‬ ‫ورؤساء اللجان الدائمــة ونوابهـــم وكاتب‬ ‫المجلس ونائبه‪ ،‬تفويت تعويضاتهم لفائدة‬ ‫الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا‪.‬‬ ‫كما قرر المجلس إثر اجتمـــاع تشاوري‬ ‫انعقد بحضور كل أعضاء المجلس تخصيص‬ ‫اعتماد مالي يناهز ‪ 190‬ألف درهم من ميزانية‬ ‫الجماعة لشراء المواد الغذائية بغية توفير‬ ‫متطلبات الساكنة‪.‬‬ ‫ويأتي االجتماع‪ ،‬حســـب بالغ للمجلس‬ ‫توصل الموقع بنسخة منه ‪ ،‬على إثر تفشي‬ ‫فيروس كورونـــــا المستجـــد (كوفيد ‪)19‬‬ ‫ومساهمة في مكافحة هذه الجائحة العالمية‬

‫تهنئة‬

‫وتداعياتهـــا وفي سيــــاق متابعــة أحــــوال‬ ‫الساكنــة وتلبية مطالبها‪.‬‬ ‫كما قرر المجلس‪ ،‬حسب المصدر ذاتــه‪،‬‬ ‫تعقيم مختلف المرافـــق العمومية واألزقـــة‬ ‫والشوارع بتنسيق تام مع السلطة المحلية‪.‬‬ ‫وثمــن أعضـــاء المجلـــس‪ ،‬بالمناسبة‪،‬‬ ‫المبادرة الملكية بإحــداث الصندوق الخاص‬ ‫بتدبير جائحـــة فيــروس كورونـــــا كوفيد‬ ‫‪ ،19‬مشيدين في السياق ذاته بالمجهودات‬ ‫التي تبذلها السلطـــــات المحلية والصحية‬ ‫واألمنية وعمال النظافـة لمكافحـــة الوبـــاء‪،‬‬ ‫وروح المسؤولية التي أبان عنها المواطنون‬ ‫وتفاعلهم اإليجابي مع حالة الطوارئ الصحية‬ ‫خدمة للصحة العامة‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة عبد اهلل كنون‬ ‫للثقافة والبحث العلمي ـ طنجة‬ ‫ازدان فراش أخينا محمد شيبا عضو اللجنة المركزية‬ ‫وعضو المجلس الوطني لحزب االستقالل صباح اليوم‬ ‫بمصحة صومعة حسان بالرباط بمولود أنثى اختار لها‬ ‫من األسماء‬

‫«حفصة»‬

‫المتفردة على الصعيد الوطني من قبل هذه‬ ‫الوحدة اإلنتاجية‪ ،‬ارتياحا كبيرا في صفوف عدد‬ ‫من الفعاليات اعتبارا لكونها تعد مساهمة‬ ‫فعالة من طرف المقاولة المواطنة المكلفة‬ ‫بإنتاج الكمامات‪ ،‬سعيا لمكافحة تفشي فيروس‬ ‫كورونا المستجد بإقليم الحسيمة‪ ،‬خصوصا في‬

‫األوساط القروية‪ ،‬حيث تنعدم فرص التزود‬ ‫بالكماماتالوقائية‪ .‬‬ ‫ويذكر أن إقليم الحسيمة‪ ،‬سجل لحد اآلن‬ ‫‪ 7‬إصابات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد‪،‬‬ ‫من أصل ‪ 115‬حالة إصابة مؤكدة على مستوى‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان‪ ‬ـ الحسيمة‪.‬‬

‫جعلها اهلل زيادة نسمة في اإلسالم وقرة أعين والديها الكريمين‪..‬‬ ‫وبهذه المناسبة يتقدم السيد فكري ولدعلي بأحر التهاني وأزكى عبارات المحبة‬ ‫والتقدير إلى األخ محمد شيبا‪ ،‬سائال اهلل عز ووجل أن يجعل المولودة الجديدة زيادة خير‬ ‫وبركة عليهما ‪ ،‬وأن يقر أعين والديها الكريمين بها وأن تنشأ في كنفهما وعزهما وأن‬ ‫ينبتها نباتا حسنا بإذن اهلل ‪...‬‬ ‫ودامت لألسرة الكريمة كل األفراح والمسرات‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫العدد ‪1041‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫اتفاق جديد بين ممثلي قطاع سيارات األجرة وسلطات‬ ‫العرائس لرفع عدد الطاكسيات‬

‫في تطور جديد بقطاع سيارات األجرة الصنف الثاني طاكسي‬ ‫صغير ‪ ،‬أفضى االجتماع األخير بين ممثلي القطاع والسلطة المحلية‬ ‫بالعرائش ‪ ،‬إلى زيادة عدد سيارات األجرة بالمدينة ‪ 50‬سيارة أجرة‬ ‫باليوم ‪ ،‬وفي لقائنا مع كل من السيد محمد القزقاز رئيس المكتب‬ ‫النقابي لسيارات األجرة الصنف الثاني التابع لنقابة االتحاد المغربي‬ ‫للشغل و السيد عبد القادر الرطبة ممثل القطـاع عن الكونفدرالية‬ ‫الديمقراطية للشغل‪ ،‬أكدا المسؤوالن النقابيات أن طلب النقابة‬

‫كان هو الترخيص الستغال ‪ 70‬طاكسي في اليوم ‪ ،‬غير أن السلطات‬ ‫وافقت على اشتغال ‪ 50‬على أن يتم دراسة موضوع زيادة العدد‬ ‫بالتدريج ‪.‬‬ ‫كما أكد المسؤوالن النقابيان أنه وخالل اجتماعهما مع السلطات‬ ‫المحلية تم فتح موضوع استفادة السائقين المتضررين بسبب التوقف‬ ‫عن العمل‪ ،‬على ان تقتصر الالئحة على السائقين المهنيين فقط‬ ‫ويمنع أصحاب المأذونيات من أي استفادة‪.‬‬

‫محكمة العرائش تحكم بالسجن النافذ‬ ‫في حق شخصين اعتديا على رجل سلطة‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫جمعية تجار السمك األبيض‬ ‫بميناء العرائش تتقدم برسالة شكر‬ ‫لسلطات المدينة‬

‫في إطار االعتراف والتقدير بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها سلطات مدينة العرائش‪ ‬‬ ‫توجه رئيس “جمعية تجار السمك األبيض بميناء العرائش” برسالة شكر وتقدير لسلطات‬ ‫المدينة و ميناء العرائش جاءت كالتالي ‪:‬‬ ‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬ ‫– رئيس جمعية تجار السمك األبيض بميناء ‪ -‬العرائش‬ ‫الموضوع ‪ :‬رسالة شكر وتنويه‬ ‫سالم تام بموجود موالنا االٍمام المؤيد باهلل و بعد‪،‬‬

‫يشرفني أصالة عن نفسي و نيابة عن كافة تجار السمك االبيض‪ ‬بميناء العرائش ان‬ ‫أتقدم ‪ ‬بموفور الشكر و عظيم االمتنان للسيد عامل إقليم العرائش و السلطات المحلية‬ ‫و اخص بالذكر السادة باشا المدينة و رئيس دائرة لال منانة و قائدميناء العرائش و جميع‬ ‫األجهزة األمنية العاملة بالميناء و المندوب اإلقليمي للصيد ومندوب المكتب الوطني‬ ‫للصيد و السيد رئيس المصلحة التجارية للمكتب الوطني للصيد على تفاني الجميع‬ ‫وانخراطهم في تقديم خدمات مميزة بالميناءفي هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا‬ ‫الحبيب بسبب جائحة كورونا‪:‬‬ ‫وتفضلوا سيدتي بقبول أسمى عبارات التقدير واالٍحترام‪.‬‬

‫‪ ‬والسالم‪.‬‬ ‫تم الحكم بالسجن في حق شخصين اعتديا على رجل سلطة برتبة‬ ‫قائد بحي الناظور األسبوع الماضي ‪،‬وقد أصدرت المحكمة االبتدائية‬ ‫بالعرائش حكما بالسجن في حق األخ األكبر والذي تطاول بالضرب‬ ‫على قائد ممتاز بسنة سجنا نافذة حسب “شهود الواقعة وتسجيل‬ ‫بالفيديو” ‪ ،‬فيما نال األخ األصغر المتابع هو أيضا ثمانية أشهر نافذة‪،‬‬ ‫بتهمة إهانة وإعاقة مهام رجال السلطة‪.‬‬ ‫ويرجع وقائع هذا االعتداء حينما طالب القائد “ع‪.‬غ” المرفوق‬ ‫بأعوان السلطة في إطار حملة توعية الساكنة بمخاطر كورونا‪ ،‬طالب‬ ‫المعتدي باالمتثال لقرار منع التجوال ‪،‬حيث كان الشخص خارج منزله‬ ‫دون أي داعي ضروري ‪،‬و مباشرة بعد وقوع مشاداة كالمية بينهما‬

‫تدخل األخ األصغر للمعتدي بطربقة غير عادية‪ ،‬وحاول انتزاع هاتف‬ ‫أحد أعوان السلطة الذي قام بتصوير االعتداء‪ .‬إال أن تعزيزات أمنية‬ ‫ساهمت في اعتقال المعتدي ‪ ،‬بينما صدرت في حق أخيه مذكرة بحث‬ ‫أمنية حينها‪.‬‬ ‫و قد وجد الكثير من عناصر األمن والقياد‪ ،‬صعوبات كبيرة إلقناع‬ ‫المواطنين باإللتزام بتدابير الحجر الصحي‪ ،‬والمكوث في منازلهم‪.‬‬ ‫ويقول مراقبون إن العالقة بين المواطنين ورجال الدولة يجب أن يتم‬ ‫إعادة النظر فيها بحيث تصبح قائمة على التعاون واإلحترام وخدمة‬ ‫الصالح العام وحب الوطن‪.‬‬

‫خرق حالة الطوارئ الصحية يقود لتوقيف أزيد‬ ‫من ‪ 440‬شخصا بطنجة‬

‫أسفرت العمليات األمنية المنجزة لفرض حالة الطوارئ لمنع تفشي‬ ‫وباء كورونا المستجد (كوفيد‪ )-19‬بمدينة طنجة‪ ،‬عن توقيف ‪444‬‬ ‫شخصا‪ ،‬وذلك منذ تاريخ اإلعالن عنها من طرف السلطات العمومية‪.‬‬ ‫وأعلنت المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬اليوم السبت‪ ،‬عن‬ ‫توقيف ‪ 2268‬شخصا‪ ،‬خالل األربع والعشرين ساعة الماضية‪ ،‬تم إيداع‬ ‫‪ 1402‬شخصا منهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة األبحاث‬ ‫التمهيدية التي أمرت بها النيابات العامة المختصة‪ ،‬بينما تم إخضاع‬ ‫باقي المضبوطين إلجراءات البحث والتنقيط والتحقق من الهوية‪.‬‬ ‫وذكر بالغ للمديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬أن العدد اإلجمالي‬ ‫لألشخاص المضبوطين‪ ،‬بلغ ‪ 26‬ألف و‪ 579‬شخصا في مجموع المدن‬ ‫المغربية‪ ،‬من بينهم ‪ 14‬ألف ‪ 143‬شخصا تم تقديمهم أمام النيابات‬ ‫العامة المختصة بعد إخضاعهم لتدبير الحراسة النظرية‪.‬‬ ‫وأوضح البــالغ أن إجــراءات الضبط تتوزع حسب واليات األمن‬ ‫واألمن الجهوي واإلقليمي على واليــة أمن الدار البيضـاء (‪4033‬‬ ‫شخصا)‪ ،‬ووالية أمن الرباط (‪ 3513‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن القنيطرة‬

‫(‪ 3149‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن وجدة (‪ 2696‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن مراكش‬ ‫(‪ 2408‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن أكادير (‪ 2127‬شخصا)‪ ،‬واألمن اإلقليمي‬ ‫بسال (‪ 1953‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن بني مالل (‪ 973‬شخصا)‪ ،‬ووالية‬ ‫أمن فاس (‪ 913‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن مكناس (‪ 742‬شخصا)‪ ،‬ووالية‬ ‫أمن تطوان (‪ 586‬شخصا)‪ ،‬واألمن اإلقليمي بوارزازات (‪ 561‬شخصا)‪،‬‬ ‫واألمن اإلقليمي بالجديدة (‪ 550‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن سطات (‪527‬‬ ‫شخصا)‪ ،‬واألمن الجهوي بالرشيدية (‪ 446‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن طنجة‬ ‫(‪ 444‬شخصا)‪ ،‬ووالية أمن العيون (‪ 393‬شخصا)‪ ،‬واألمن اإلقليمي‬ ‫بأسفي (‪ 242‬شخصا)‪ ،‬واألمن الجهوي بتازة (‪ 204‬شخصا)‪ ،‬وأخيرا األمن‬ ‫الجهوي بالحسيمة (‪ 119‬شخصا)‪.‬‬ ‫وأكد المصدر ذاته أن مصالح المديرية العامة لألمن الوطني‬ ‫ستواصل تشديد عمليات المراقبة األمنية في جميع المدن والحواضر‬ ‫المغربية‪ ،‬وتنسيق إجراءاتها وتدخالتها مع مختلف السلطات العمومية‪،‬‬ ‫وذلك من أجل فرض التطبيق السليم والحازم لحالة الطوارئ‪ ،‬بما‬ ‫يضمن تحقيق األمن الصحي لعموم المواطنات والمواطنين‪.‬‬

‫بـــــالغ‬ ‫في إطار اإلجراءات االحترازية الحتواء انتشار وباء كورونا كوفيد ‪ 19‬وتماشيا مع‬ ‫تتبع مكتب الجمعية المغربية لحماية المستهلك والدفاع عن حقوقه لحالة تموين‬ ‫السوق المحلي واإلقليمي نعلن للرأي العام بأن مكتب الجمعية قام بعدة اتصاالت‬ ‫قصد االستفسار عن أسباب عدم وجود الكمامات المدعمة بالصيدليات و بمتاجر‬ ‫اإلقليم عامة ومدينة القصر الكبير خاصة ‪ ,‬فتم التأكيد لنا بأن الجهات المعنية‬ ‫بالتوزيع قد كلفت شركات توزيع مادة الحليب بتوزيعها على أصحاب الدكاكين‬ ‫والمحالت التجارية المتواجدة في جميع أزقة وشوارع المدينة‪.‬‬ ‫ولهدا نعلن ونوضح لجميع ساكنة إقليم العرائش عامة ومدينة القصر الكبير‬ ‫خاصة ما يلي ‪.‬‬ ‫ بأن الكمامات التي كانت تتوفر عليها الصيدليات صباح اليوم ليس بالكمامات‬‫المدعمة ألن الصيدليات لحد الساعة لم يتوصلوا بالكمامات المدعمة‪.‬‬ ‫ كما نطالب من ساكنة إقليم العرائش عامة ومدينة القصر الكبير خاصة بعدم‬‫التنقل إلى األماكن البعيدة عن منازلهم بحجة اقتناء الكمامات ألنها ستكون متوفرة‬ ‫في المحالت التجارية المتواجدة في أحيائهم وأزقتهم بداية من زوال يوم األربعاء‬ ‫‪ 8‬أبريل ‪.2020‬‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫قبيلة أنجرة تودّع عالمها الكبير‬ ‫الفقيه المدرّس ّ‬ ‫النفاعة سيدي محمد األنجري‬ ‫‬‫رحمه اهلل‬

‫بقلم ‪ :‬الدكتور يونس السباح‬ ‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫غادرنا إلى دار البقاء‪ ،‬الفقيه المدرّس‬ ‫النّ ّفاعة‪ ،‬المُسنّ البركة‪ ،‬الشيخ أبو سعيد‬ ‫سيدي محمد األنجـــري‪ ،‬أحـد أركـان العلم‬ ‫بقبيلة أنجرة‪ ،‬الذي اختاره اهلل إلى جواره‬ ‫صباح يوم الجمعة‪ 9 ،‬شعبان عام ‪1441‬هـ‪/‬‬ ‫‪ 3‬أبريل عام ‪2020‬م‪ .‬رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وقد ارتأينا أن نتحف قرّاء جريدة الشّمال‬ ‫الغرّاء بشيء من سيرته‪ ،‬وفاء لما بذله في‬ ‫التربية والتعليم من جهد‪ ،‬واعترافاً بفضله‬ ‫على كثير من أهل العلم ممن يتربّعون‬ ‫على كراسي التدريس في مخلتف المعاهد‬ ‫والجامعات‪ .‬ولكون موت العلماء ثلمة كبرى‪،‬‬ ‫ومصيبة عظمى‪ ،‬فانقباط العلم ال يكون‬ ‫بانتزاعه من الصدور‪ ،‬وإنما يُقبض بقبض‬ ‫العلماء كما ورد في صحيح السنة‪.‬‬ ‫اسمه ونسبه ووالدته‪:‬‬ ‫هو الفقيـــه المدرّس‪ ،‬المدرّر‪ ،‬العالمة‬ ‫النحوي‪ ،‬العابد الزاهــــد‪ ،‬سيــدي محمــد‬ ‫األنجري المكنى بأبي سعيـــد‪ .‬والشـهير‬ ‫بالفقيه البيضــاوي‪ .‬ولد رحمه اهلل عام‪:‬‬ ‫(طا َلع ْ‬ ‫‪1356‬هـ‪1937/‬م بمدشر َ‬ ‫الشّريف)‬ ‫بربع البحراويين من قبيلة أنجرة العالمة‪،‬‬ ‫الذي يقع على بعد ‪ 20‬كيلـــو تقريبــاً من‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬على الشريـــط الساحلي‬ ‫المؤدّي للقصر الصغير‪ .‬وأصوله ك ّلها من‬ ‫هذا المدشر المذكور‪.‬‬ ‫دراسته األولى ‪:‬‬ ‫تربّى الفقيه سيدي محمد األنجري في بيت علم وفضل‪ ،‬فوالده كان من الفقهاء المدرّرين‪،‬‬ ‫وكذلك معظم أفراد أسرته‪ ،‬وبهذا البيت القرآني ترعرع‪ ،‬ولمّا بلغ سنّ اإلدراك‪ ،‬أًلحق بكتّاب‬ ‫القرية لعلم مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ ما تيسّر من الكتاب المبين‪ ،‬وكان والده يتولى‬ ‫تعلمه بالبيت أيضاً‪ ،‬فيجمع له بين الحسنين‪ ،‬وبقي يدرس بهذا الكتّاب إلى أن حفظ القرآن‬ ‫ك ّله عن ظهر قلب‪ ،‬وذلك ما بين (‪1949-‬‬ ‫‪1943‬م)‪ ،‬وعمدته في هذه المرحلة‪ ،‬والده‪،‬‬ ‫والفقيه سيـــدي محمد بن الحاج سليمان‬ ‫أجْحِير‪ ،‬الذي كان مدرّراً رسمياً بمسجد‬ ‫القرية‪.‬‬ ‫دراسته الثانية ‪:‬‬

‫على يده عشرات من حفظة القرآن‪ ،‬وهي مزية‬ ‫ق ّلما توجد عند مدرّس‪ ،‬والجمع بين تعليم‬ ‫القرآن وتدريس العلوم‪ ،‬يحتاج لصبر وجهد‬ ‫وج َلد‪ ،‬وناهيك بهذه المكانة الشريفة شرفاً‪،‬‬ ‫فقد قال عليه الصالة والسالم‪( :‬خيركم من‬ ‫تع ّلم القرآن وع ّلمه)‪ ،‬وممّا يحكى عنه في هذا‬ ‫الصّدد‪ ،‬أنّه كان رحيماً ّ‬ ‫بالطلبة‪ ،‬يطلب منهم‬ ‫أن يتأخروا في منازلهم حتّى تطلع الشمس‪،‬‬ ‫بخالف العادة التي كانت تفرض على الطالب‬ ‫أن يأتي قبل الفجر ليبدأ الحفظ‪ ،‬وهي طريقة‬ ‫في نظر الشيخ عقيمة فيها حرمان األطفال من‬ ‫النوم‪ ،‬وقد تن ّفرهم من اإلقبال على الحفظ‪،‬‬ ‫لذلك كان يراعي شعورهم‪ ،‬فال يحملهم ما ال‬ ‫يطاق‪.‬‬ ‫وفي حدود سنــة ‪1970‬م‪ ،‬بدأ يقبل عليه‬ ‫الطلبة من ّ‬ ‫كل حــدب وصوب ينهلون من‬ ‫معارفه‪ ،‬ويأخذون عنه العلوم المختلفــة‪ ،‬لما‬ ‫تميّز به من التحقيق في التّدريس‪ ،‬إلى ربّانية‬ ‫امتاز بها‪ ،‬وقد درّس المتون اللغوية والفقيه‬ ‫والحديثية‪ ،‬بالكتـــب المعروفة المتداولة‪ ،‬ال‬ ‫داعي لإلطالة بذكرها‪ .‬وقد تخرّج عليه منذ‬ ‫بداية اشتغاله بالتدريس إلى أن تو ّفاه اهلل‪،‬‬ ‫اآلالف من الطلبة‪ ،‬معظمهم أئمة المساجد‪،‬‬ ‫وأساتذة بالجامعات‪ ،‬ومدرّسون على سَنَ ِنه‪،‬‬ ‫وأعظهم مراكز علمية متميّزة‪.‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫من المعروف عن الفقيــه سيدي محمد األنجري رحمه اهلل‪ ،‬أنّه مدرّس من ّ‬ ‫الطبقة العالية‪،‬‬ ‫وقد تفرّغ لهذا الغرض مدّة حياته‪ ،‬ولذلك ق ّلت مشاركته في التّأليف‪ ،‬والذي وصلنا من عُصارة‬ ‫فكره‪ ،‬ورَشح مداده‪:‬‬ ‫• التط ّلع الشريف‪ ،‬بشرح البسط والتّعريف‪ .‬وهو شرح على نظم العالمة المكودي في علم‬ ‫التصريف‪.‬‬ ‫• إسعاد نظر األريب‪ ،‬فيما يتع ّلق باإلضافة‬ ‫إلى اسم الحبيب‪.‬‬ ‫• فوائد جليلة‪ ،‬في مسائل نحوية عويصة‪.‬‬ ‫• اإلسعاف‪ ،‬فيما يتع ّلق بالع َلم المضاف‪.‬‬ ‫• حــواش على مفتـاح الوصول للشريف‬ ‫التلمساني‬

‫ولما أكمل حفــظ القـــرآن الكريـــم‬ ‫بمسقط رأسه «طالع الشّريف»‪ ،‬ذهب في‬ ‫رحلة علمية للقبائل المجاورة قصد تصحيح‬ ‫وغيرها من الرسائل ّ‬ ‫والطرر التي همّش‬ ‫رسمه وضبطه على العادة المتّبعة عند‬ ‫بها كتب الفقه والنحو واألصول وغيرها من‬ ‫ّ‬ ‫الطلبة‪ ،‬وذلك سنة ‪1950‬م‪ ،‬فقصد أوّ ًال‬ ‫الكتب التي كان يدرّس بها‪ ،‬والتي جمعت بين‬ ‫قبيلة بني جرفط‪ ،‬وبها أخذ عن الفقيه أحمد‬ ‫دقة الفهم‪ ،‬وفكّ أعوص العبارات‪ ...‬وما أحراها‬ ‫بن خدّوج‪ ،‬والفقيه الحزمري‪ّ ،‬‬ ‫وظل بها أربع‬ ‫بالجمع والعناية واإلخراج‪.‬‬ ‫سنوات يصحّح عليهما حفظ القرآن ورسمه‪،‬‬ ‫م�سجد طالع ال�شريف‬ ‫وفي هذه الفترة انتقل إلى مدشر( َلهْرَا)‬ ‫وفاته وما رُثي به من الشعر‪:‬‬ ‫بالقبيلة نفسها ليدرس مبادئ العلوم على‬ ‫توفي الفقيه سيدي محمد األنجري رحمه‬ ‫ّ‬ ‫المتمكنين‪،‬‬ ‫شيوخها المعروفين‪ ،‬وأعالمها‬ ‫اهلل‪ ،‬بعد عمر عامر بتعليم الطلبة‪ ،‬وتدريس العلوم المختلفة‪ ،‬التي فرّغ لها عمره‪ ،‬وأفنى فيها‬ ‫ليعود إلى مدشره مرّدة أخرى‪ ،‬ويأخذ على والده األجرومية وبعض المتون المؤسِّسة‪.‬‬ ‫حياته‪ ،‬إلى إقبال على عبادة ربّه‪ ،‬وتق ّلل من الدّنيا‪ ،‬مع ع ّفة النفس‪ ،‬وتواضع وتنازل للصغير‬ ‫ثمّ انتقل ثانية إلى قبيلة أهل سريف‪ ،‬وتحديداً بمدشر (عين منصور)‪ ،‬ألخذ العلوم الشرعية والكبير‪ ،‬فاضت روحه إلى مواله‪ ،‬صبيحة يوم الجمعة ‪ 9‬شعبان عام ‪1441‬هـ‪ 3/‬أبريل ‪2020‬م‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المختلفة‪،‬‬ ‫وظل بها سنوات‪ ،‬أخذ بها على مجموعة من العلماء‪ ،‬أبرزهم‪ :‬الفقيه عبدالعزيز وشيعه عدد قليل من محبّيه بسبب هذا الوباء الذي ّ‬ ‫حل بأهل األرض قاطبة‪ ،‬منعت السلطات‬ ‫َّ‬ ‫جرفط‬ ‫بني‬ ‫قبيلة‬ ‫إلى‬ ‫أخرى‬ ‫مرّة‬ ‫لينتقل‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫الغيالني‬ ‫والفقيه‬ ‫ة‪،‬‬ ‫بورُف‬ ‫والفقيه‬ ‫الصمدي‪،‬‬ ‫على إثره االجتماع من أجل الدفن والصالة‪ ،‬وصُ ّلي عليه بالمكان الذي دفن به‪ ،‬وهو ربوة‬ ‫عدّة‬ ‫على‬ ‫المختلفة‬ ‫العلوم‬ ‫أخذ‬ ‫بها‬ ‫أتمّ‬ ‫وجيزة‬ ‫مدّة‬ ‫بها‬ ‫ظل‬ ‫وقد‬ ‫الصَّخْرَة‪.‬‬ ‫بمدشر‬ ‫وينزل‬ ‫خلف المسجد الذي قضى به حياته ك ّلها بمدشر طالع الشريف‪ ،‬وبكاه محبّوه وطلبتُه‪ ،‬وفقدته‬ ‫شيوخ‪.‬‬ ‫الساحة العلمية‪ ،‬وتأثر بفقده فآم من الناس‪ ،‬وتعدّ وفاة خسارة كبرى لقبيلة أنجرة العالمة‪،‬‬ ‫وبعد هذه المرحلة قصد مدينة طنجة‪ ،‬وهي يومئذ تعجّ بالعلماء والمدرّسين‪ ،‬ومهوى ط ّ‬ ‫الب ومدينة طنجة بأكملها‪ .‬فرحمه اهلل ورضي عنه وتقبله في الصالحين من عباده‪ ،‬وسقى جدثه‬ ‫العلم من ّ‬ ‫كل جهة‪ ،‬فأخذ بها على الفقيه القاضي سيدي مُحمد بن عبد السالم ابن عجيبة‪ ،‬بوابل مغفرته‪ ،‬وأمطر عليه شآبيب رحمته‪ .‬وممّا رُثي به من الشعر‪ ،‬نظم الدكتور الفقيه‬ ‫والزمه مدّة خمس سنوات‪ ،‬درَس عليه فيها علم األصول‪ ،‬والنحو‪ ،‬والبالغة‪ ،‬والفقه بالمتون السيّد محمد الروكي حفظه اهلل‪ ،‬الذي قال في رثائه‪:‬‬ ‫المعروفة المتداولة‪ .‬كما الزم الفقيه المعمّر‪ ،‬العالمة الشريف سيدي محمد البقالي الدّاهري‪،‬‬ ‫وجاوز حزني من تفاقمـــه الحــــدّا‬ ‫تعاظم رزئي في المُصابين واشتدّا‬ ‫ثمّ بدأ يختلف إلى مجالس السّادة العلماء الغماريين أنجال سيدي محمد بن الصدّيق‪ ،‬وهم‬ ‫الفقهاء‪ :‬سيدي عبد اهلل‪ ،‬وسيدي عبد الحي‪ ،‬وسيدي عبد العزيز‪ ،‬وسيدي الحسن‪ .‬أخذ عليهم‬ ‫أال ّ‬ ‫إن ركــن األنجــري قـــد انهــدّا‬ ‫وهيّــــج آالمـــي النعـــي مجلجــــ ًال‬ ‫مختلف العلوم‪ ،‬وال سيما علوم الحديث التي اشتهروا بها فقهاً ومصطلحاً‪.‬‬ ‫بداية تدريسه ‪:‬‬ ‫بعد أن مأل الفقيه الع ّ‬ ‫المة سيدي محمد األنجري وطابه من العلوم‪ ،‬وحصل له الرسوخ‬ ‫في مختلف العلوم بشهادة شيوخه‪ ،‬رجع إلى قريته طالع الشريف‪ ،‬وبمسجدها العتيق بدأ يع ّلم‬ ‫ّ‬ ‫الطلبة‪ ،‬فكان يجمع بين الحسنين‪ ،‬يدرّس الطلبة القرآن‪ ،‬ويعلم العلوم الشرعية‪ ،‬وقد تخرّج‬

‫ومنها‪:‬‬ ‫توارى ولكـــــن ما تـــــوارتْ علومـه وأخالقه في النّاس تستنبت الوردا‬ ‫فإن تك أيدي الناس وارته في ّ‬ ‫الثـرى فط ّالبه يحيون من علمه عهــــــدا‬ ‫ركن هوت لبناتـــــه ولكنــــه أرســــى خالئفــــه جنــدا‬ ‫فرُحمــــــاه من ٍ‬


‫العدد ‪1041‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫العالمة الصوفي سيدي أحمد بن عجيبة الحسني‬ ‫وتراثه العلمي‬ ‫ـ‪6‬ـ‬

‫ومن أهم ما دبجه يراع العالمة ابن عجيبة في باب التصوف المؤلفات والشروح التالية‪:‬‬

‫‪ - 28‬اللوائح القدسية في شرح الوظيفة الزروقية ‪:‬‬ ‫وهذا الكتاب ذكره ابن عجيبة في فهرسته‪ ،‬وقد فرغ من تأليفه سنة (‪1196‬هـ) وتوجد منه نسخة‬ ‫مخطوطة في‪ :‬الخزانة العامة بتطوان تحت رقم (‪301‬م)ـ الهيئة العامة للكتاب بمصر‪ ،‬كتبت هذه النسخة‬ ‫سنة (‪1200‬هـ)‪ ،‬وهي تحت رقم (‪816/1‬م مجاميع) باسم اللواقح القدسية‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أن الوظيفة الزروقية هي مجموع أدعية وصلوات وآيات كان يقوم‬ ‫بتالوتها أتباع الطريقة الزروقية ضمن أوراد خاصة‪ ،‬وحظيت عبر الزمان بقدر من االهتمام‬ ‫ووضعت حولها شروح وتعليقات‪ ،‬منها شرح بدر الدين الحموي (ت‪ )1266‬المسمى «المنح‬ ‫الذوقية في حل ألفاظ الوظيفة الزروقية»‪.‬‬ ‫وشرح ابن عجيبة جاء في مقدمته بعدما ذكر فضائل الذكر وترتيب األوراد والوظائف‬ ‫وأن وظيفة الشيخ زروق تعتبر من أفضل الوظائف‪ ،‬قوله‪( :‬وظيفة الشيخ الفقيه الولي النبيه‬ ‫قدوة السالكين وإمام القاصدين أبي العباس سيدي أحمد زروق (ض)‪ ..‬وقد استخرت اهلل‬ ‫تعالى في وضع تقييد يكون كالشرح أللفاظها وبيان إسنادها وأضفت إلى ذلك تنبيهات‬ ‫وفوائد مما يحتاج إليه كل سالك وقاصد وسميته باللوائح القدوسية في شرح الوظيفة‬ ‫الزروقية‪ .)1()..‬ويبين هذا الكتاب نزوع ابن عجيبة الصوفي منذ شبابه فقد ألفه سنة‬ ‫‪ 1196‬وهي فترة كان ابن عجيبة فيها لم يزل يتلقى علوم الظاهر وهو ما أشار إليه بقوله‪:‬‬ ‫(قد كان تأليف هذا الكتاب قبل الفتح‪.)2()..‬‬ ‫‪ - 29‬إيقاظ الهمم في شرح الحكم‪:‬‬ ‫وهو مذكور في الفهرسة التي جاء فيها‪( :‬ثم شرحت بعد مالقاة الشيخ حكم ابن عطاء‬ ‫اهلل)(‪ )3‬وهو أشهر كتب الشيخ‪ ،‬وأشهر شروح حكم ابن عطاء اهلل بعد الشرح الشهير البن‬ ‫عباد الرندي (ت‪792‬هـ) الذي كان سببا مباشرا في تحول ابن عجيبة إلى علم الباطن بعد‬ ‫أن كان أول ما طالعه في باب التصوف‪ ،‬ومنه مالت نفسه إلى التبحر في هذا العلم‪ ،‬وكان‬ ‫معتمده األساس في هذا الشرح (‪ ،)4‬يقول ابن عجيبة عنه‪( :‬وسبب انتقالنا من العلم إلى‬ ‫العمل أني وجدت نسخة من الحكم البن عطاء اهلل فنسختها ثم طالعت شرح ابن عباد‬ ‫فلما طالعته زهدت في العلم الظاهر وانتقلت إلى العبادة والتبتل بذكر اهلل‪ .)5()..‬انتهى‬ ‫ابن عجيبة من تبييضه في ثامن جمادى األولى سنة (‪1211‬هـ)‪.‬‬ ‫وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة في مصر وسوريا‪ ،‬ومنها طبعة دار المعارف بمصر‬ ‫سنة ‪1985‬م بمراجعة وتقديم محمد أحمد حسب اهلل الذي قال عنه‪( :‬وآثرنا نشر هذا‬ ‫الشرح لما فيه من الزاد لكل مسلم يحب أن تصفو روحه وتسمو إلى اآلفاق الروحانية‪،‬‬ ‫فيتخلص من كدر الجسم وظلمته ويحظى بنور المعرفة الحقة‪ ،‬فيصل إلى ما وصل إليه‬ ‫القوم من كمال روحي ويحلق معهم في اآلفاق القدسية إذا تأدب بأدبهم وسلك طريقهم‬ ‫التي رسمها ابن عطاء اهلل في حكمه‪ ،‬وجالها ابن عجيبة بشرحه وتبيانه‪ ،‬وأضفى عليها‬ ‫من سمو روحه وجعلها بغزارة علمه ومعرفته بطرائق القوم وإشاراتهم نبراسا لذوي‬ ‫األلباب‪.)6()..‬‬ ‫وقد عمد ابن عجيبة في شرحه إلى تناول ألفاظ الحكمة بالشرح على طريق أهل‬ ‫الظاهر لغة‪ ،‬ثم ينتقل بعد ذلك إلى بيان ما تتضمنه الحكمة من معان في لغة اإلشارة‪،‬‬ ‫ومعظم محتويات الحكم تدور حول آداب السلوك وما تجب مراعاته في ذلك من مقامات‬ ‫وأحوال ومنازل ومجاهدات‪ ،‬يقول ابن عجيبة في مدحها‪( :‬والمسلك الذي سلك فيه (ابن‬ ‫عطاء) مسلك توحيدي ال يسع أحدا إنكاره وال الطعن فيه وال يدع للمعتني به صفة حميدة‬ ‫إال كساه إياها وال صفة ذميمة إال أزالها عنه بإذن اهلل)(‪.)7‬‬ ‫‪ - 30‬الفتوحات اإللهية في شرح المباحث األصلية‪:‬‬ ‫ذكره ابن عجيبة في الفهرسة‪ ،‬وهو شرح كبير لمنظومة ابن البنا السرقسطي‬ ‫في آداب وقواعد الصوفية‪ ،‬فرغ من تبييضه أواسط رمضان سنة (‪1211‬هـ)‪ .‬وقد طبع‬ ‫الكتاب أكثر من مرة‪ ،‬آخرها طبعة عالم الفكر ‪1983‬م بتحقيق األستاذ عبدالرحمن‬ ‫حسن محمود‪.‬‬ ‫وقد اشتهرت منظومة ابن البنا السرقسطي في بالد المغرب بسبب سهولة حفظها‬ ‫وسالسة أسلوبها‪ ،‬تقع في ‪ 473‬بيتا‪ ،‬وقام بشرحها كبار علماء الصوفية كالشيخ زروق‪،‬‬ ‫وكانت معتمدهم األساس في سبيل اإلصالح الذي كانوا ينشدونه‪ ،‬واعتبرت كذلك‬ ‫مدار تقويم السلوك في منهج ابن عجيبة الصوفي‪ .‬وقد شرحها ابن عجيبة بناء على‬ ‫توجيه شيخه البوزيدي بعد أن تسلمها من شيخه العربي الدرقاوي لدى زيارته له‪ ،‬وتعتبر‬ ‫«المباحث األصلية» أساس التربية والسلوك عند الصوفية من أتباع الدرقاوية‪ ،‬فقد ورد‬ ‫عن العربي الدرقاوي قوله‪( :‬اشتهرت التربية بغربنا بثالثة‪ :‬الحكم العطائية والرائية‬ ‫الشريشية والمباحث األصلية)(‪.)8‬‬ ‫يقول ابن عجيبة في مقدمة الشرح‪( :‬أما بعد كل شيء وقبله‪ ،‬فأعظم الوسائل إلى‬ ‫اهلل سلوك طريق األدب والتربية‪ ،‬وأقرب ما يوصل العبد إلى مواله صحبة العارفين ذوي‬ ‫الهمم العالية والتربية النبوية والتأدب بين يدي المشايخ؛ أهل النزاهة والتصفية‪ ...‬وأجل‬ ‫من بحث عن سننهم الدارسة ومآثرهم السنية الفقيه الصوفي ابن البنا السرقسطي في‬ ‫مباحثه األصلية‪ .)9()..‬وتضمن خمسة فصول تحدث فيها عن أصل التصوف وفضله عبر‬ ‫األزمان ثم ذكر بعض أحكامه والرد على منكريه ثم تحدث عن مآله بعد ذلك وانتشاره‬ ‫بين الناس‪.‬‬ ‫‪ - 31‬معراج التشوف إلى حقائق التصوف‪:‬‬ ‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬وهو المشار إليه بقوله‪( :‬ثم ألفت كتابا في حقائق التصوف فيه‬ ‫ثالثة كراريس‪ ،)10()..‬وموضوعه المصطلحات الصوفية؛ حيث جمع فيه الشيخ نحوا من‬ ‫مائة مصطلح‪ ،‬وفصّل موضوعاتها‪ ،‬ومما ذكره ابن عجيبة كذلك من أصل الكتاب قوله‪:‬‬ ‫(وقد كنت جمعت كتابا فيه مائة حقيقة من حقائق التصوف‪ ،‬سميته معراج التشوف إلى‬ ‫حقائق التصوف‪ ،‬فليطالعه من أراده ليستعين به على فهم كالم القوم‪ ،)11()..‬فرغ منه‬ ‫‪1221‬هـ‪ ،‬توجد مخطوطته بالمكتبة العامة بتطوان تحت رقم (‪ ،)456‬وقد طبع الكتاب فى‬ ‫دمشق عام ‪1355‬هـ‪1937‬م بتعليق محمد بن أحمد الحسنى‪ ،‬كما ترجمه ج‪.‬ل‪.‬ميشون إلى الفرنسية ودرسه‬ ‫دراسة وافية في أطروحته للدكتوراه‪ ،‬كما طبع ضمن سلسالت نورانية لمحققها الخالدي العمراني‪ ،‬وحققه‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫• األستاذ منتصر الخطيب‬

‫كذلك د‪.‬عبد المجيد خيالي وصدر عن مركز التراث الثقافي المغربي بالدار البيضاء متضمنا كتابه اآلخر‪:‬‬ ‫«كشف النقاب عن سر لب األلباب»‪.‬‬ ‫‪ - 32‬شرح الحزب الكبير للشاذلي‪:‬‬ ‫وهو مذكور في الفهرسة‪ ،‬تثبت المصادر التاريخية أن أبا الحسن الشاذلي ترك جملة من األذكار واألوراد‬ ‫مما اتفق على تسميته بالحزب؛ نجد منها حزب البحر وحزب النصر وحزب اللطف وحزب‬ ‫الفتح وحزب البر أو الحزب الكبير الذي نحن بصدد التعريف به‪ ،‬وقد شرحه مجموعة من‬ ‫الشراح كشرح عبد الرحمن الفاسي ومحمد بن عبد السالم بناني ومرتضى الزبيدي‬ ‫وأحمد زروق وغيرهم‪ ،‬وعلى رأسهم الشيخ ابن عجيبة؛ حيث وضع عليه شرحا لطيفا‬ ‫ممتعا يجمع فيه كعادته في جميع مؤلفاته بين الجانب اللغوي والمعنى اإلشاري‪ ،‬جاء‬ ‫في مقدمته‪( :‬نحمدك يا من شرح صدورنا لمحبة أصفيائه األبرار وألهمنا تلقي ما‬ ‫أفاضه عليهم من المعارف واألسرار وأشغلنا بكشف ما أودع كالمهم من أسرار العلوم‬ ‫وواضحات األنوار‪ ..‬وبعد‪ ،‬فقد سألني بعض اإلخوان أن أتكلم معه في معاني الحزب‬ ‫الكبير للشيخ أبي الحسن الشاذلي (ض)‪ ،‬فأمعنت فيه النظر واستخرجت ما فتح اهلل‬ ‫سبحانه به من الدرر‪ ،‬ثم استخرت اهلل تعالى في جمع ذلك يكون شرحا لكالمه وبيانا‬ ‫لما انبهم من قصده ومراميه‪ ،)12()...‬ثم بدأ في التعريف بصاحب الحزب الشاذلي‬ ‫متحدثا عن فضائله‪ ،‬موردا جملة من االستشهادات من رجال الصوفية(‪ .)13‬توجد من‬ ‫هذا الشرح نسخة مخطوطة بتطوان‪ ،‬ضمن مجموعة رقم (‪ )301‬ويقع فى ‪ 145‬صفحة‪،‬‬ ‫وفرغ منه في عام ‪1200‬هـ‪ ،‬كما توجد نسخ أخرى في القاهرة وبرلين وغيرها‪.‬‬ ‫‪ - 33‬شرح القصيدة المنفرجة البن النحوي‪:‬‬ ‫مذكور كذلك في الفهرسة‪ ،‬تاريخ التحرير (‪1201‬هـ)‪ ،‬ومخطوطته تقع فى ‪40‬‬ ‫صفحة‪ .‬توجد نسخة منه في المكتبة العامة بتطوان تحت رقم (‪457/6‬م)‪ .‬تعرف‬ ‫المنفرجة بأنها دعوات وابتهاالت لناظمها ابن النحوي (أبو الفضل يوسف بن محمد‬ ‫بن يوسف التوزري)(ت‪513‬هـ) من فقهاء عصره وعلمائها الكبار‪ .‬ذكر ابن عجيبة في‬ ‫بداية هذا الشرح قوله‪( :‬نحمدك يا من يجيب المضطر إذا دعاه وال يرجى لتفريج الكرب‬ ‫إال هو‪ ،‬وليس قدره لسواه‪ ،‬ونسأله الرضى والتسليم فيما قضاه وأمضاه‪ ..‬وبعد‪ ،‬فهذا‬ ‫شرح لطيف على منفرجة اإلمام العارف الرباني أبو الفضل يوسف بن محمد بن يوسف‬ ‫المعروف بابن النحوي‪ ،‬نبين به ألفاظها ونحل به أقفالها مع ما تحتاج إليه من كالم‬ ‫األئمة نظما ونثرا أو من األحاديث النبوية نهيا وأمرا‪ ،)14()..‬وقد عمد ابن عجيبة في‬ ‫هذا الشرح إلى الجمع بين الجانب اللغوي واإلشاري على عادته مستشهدا فيها ببعض‬ ‫األحاديث النبوية وأقوال الصوفية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة هنا أنه كان لمترجمنا ابن عجيبة نصوص أخرى في باب التصوف‬ ‫كشف بعض الباحثين عنها مؤخرا‪ ،‬كما ذكر ذلك عبد السالم العمراني الخالدي في‬ ‫مجموعه المسمى‪« :‬الجواهير العجيبة من تآليف سيدي أحمد بن عجيبة»‪ ،‬والتي‬ ‫ذكر منها خمسة تآليف هي‪ 1- :‬نبذة عن مناقب الزهاد السبعة ‪ 2-‬كشف النقاب عن‬ ‫سر لب األلباب ‪ 3-‬شجرة اليقين فيما يتعلق بكون رب العالمين ‪ 4-‬منازل السائرين‬ ‫والواصلين وأسرار علم الحقيقة ودوائر الحضرة وأصناف األولياء البررة ‪ 5-‬فضائل نور‬ ‫سيد المرسلين وذكر أطواره في الكونين‪.‬‬ ‫‪ - 34‬منازل السائرين والواصلين وأسرار علم الحقيقة ودوائر الحضرة وأصناف‬ ‫األولياء البررة‪:‬‬ ‫يقول ابن عجيبة في أولها‪( :‬وأما منازل السائرين فهي ما ينزلها العبد في سيره‪،‬‬ ‫ثم ينتقل منها إلى ما هو أعلى منها‪ ،‬وهي ثالث مقامات‪ :‬مقام اإلسالم ومقام اإليمان‬ ‫ومقام اإلحسان‪ ،‬وفي كل مقام ثالث منازل‪:‬‬ ‫فمقام اإلسالم فيه ثالثة منازل‪ :‬منزلة التوبة والتقوى واالستقامة‪.‬‬ ‫ومقام اإليمان فيه ثالثة منازل‪ :‬منزل اإلخالص والصدق والطمأنينة‬ ‫ومقام اإلحسان فيه ثالثة منازل‪ :‬منزلة المراقبة والمشاهدة والمعرفة‪..‬‬ ‫فمقام اإلسالم إلصالح الجوارح الظاهرة‪ ،‬ومقام اإليمان إلصالح القلوب الباطنة‪،‬‬ ‫ومقام اإلحسان إلصالح السرائر الغيبية‪ ،‬ويسمى األول‪ :‬علم الشريعة‪ ،‬والثاني‪ :‬علم‬ ‫الطريقة‪ ،‬والثالث‪ :‬علم الحقيقة‪ ،)15()..‬كما تضمن َّ‬ ‫المؤلف فصوال ذكر فيها ثمرات‬ ‫هذه المعارف ونتائجها‪ ،‬وكيفية الذكر في هذه المنازل والمقامات‪...‬‬ ‫‪ - 35‬فضائل نور سيد المرسلين وذكر أطواره في الكونين‪:‬‬ ‫ذكر ابن عجيبة في أوله فضائل نور سيدنا محمد (ص) وما نشأ منه وذكر أطواره‪..‬‬ ‫جاء في أوله‪( :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫وسلم تسليما‪ ..‬فأول ما خلق اهلل تبارك وتعالى قبل أن يخلق األشياء كلها باثنين‬ ‫وسبعين سنة‪ ،‬نور محمد (ص)‪ ،‬وخلق من نور محمد (ص) أربعة حجب‪ :‬حجاب العز‬ ‫وحجاب العظمة وحجاب الوحدانية وحجاب القدرة‪ ،)16()..‬ثم ذكر بعد ذلك ترتيب‬ ‫الخالئق وفق تلك النظرة الصوفية‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1-305/‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬ ‫(‪ )3‬فهرسة ابن عجيبة‪ -‬ص‪15 :‬‬ ‫(‪ )4‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1-332/‬‬ ‫(‪ )5‬الفهرسة‪40 -‬‬ ‫(‪ )6‬إيقاظ الهمم في شرح الحكم البن عجيبة‪ -‬تقديم ومراجعة‪ :‬محمد أحمد حسب اهلل‪ -‬ص‪13 :‬‬ ‫(‪ )7‬نفسه‬ ‫(‪ )8‬كنز االسرار ضمن كتاب‪ :‬الفتوحات األلهية في شرح المباحث األصلية البن عجيبة‪ -‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن‬ ‫حسن محمود‪ -‬دار عالم الفكر – المقدمة – ص‪/6:‬وانظر ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪.1-340/‬‬ ‫(‪ )9‬نفسه‪-18‬‬ ‫(‪ )10‬الفهرسة‪-39‬‬ ‫(‪ )11‬ايقاظ الهمم‪-‬ص‪ 7- :‬ومنهجه في التفسير – ج‪1-372/‬‬ ‫(‪ )12‬شرح الحزب الشاذلي‪ -‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪313 1-/‬‬

‫(‪ )13‬نفسه‪ -‬ج‪.314 1-/‬‬ ‫(‪ )14‬نفسه‪ -‬ج‪-316 1/‬‬ ‫(‪ )15‬الجواهير العجيبة‪ -‬ص‪244 :‬‬ ‫(‪ )16‬نفسه‪ -‬ص‪271 :‬‬


‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫العدد ‪1041‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)501‬‬

‫«ظهر الفساد‬ ‫في البرّ و البحر»!‬

‫أصل اللعبة‬ ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬وقــد استمــرأتْ الدول «الكبرى» في طغيانهـــا‬ ‫وغيّها‪ ،‬قبل وبعد القنبلة الذرية على «هيروشيما»‬ ‫و«نكازاكي»‪ ،‬بإذكاء نار الفتن وإشعال الحروب بالوكالة‬ ‫بين أشقاء الدول العربية فيما بينها‪ ،‬ودول العالم الثالث‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكل ذلك من أجل الهيمنة على ثرواتها‪ .‬ولم تنج الدول‬ ‫اإلسالمية وهي تتذلل لتلك الدول «العظمى» في طلب‬ ‫األسلحة «بتسوُّل»‪ ،‬لالقتتال الذاتي في الجزيرة العربية‬ ‫ومهبط الوحي‪ ،‬وهي أطهر بقعة على وجه األرض‪.‬‬ ‫وبالد رحلتيْ الشتاء والصيف‪ ،‬إلبادة شعوبها‪ .‬أال يروْن‬ ‫أنفسهم (السلطات) في المرآة كيف تُعكس صوَرُهم‪،‬‬ ‫فتنفصم عند انعكاسها على المرْآتين ليراها بقية‬ ‫الخلق‪ .‬فالجمل ال يرى حدبته ! فاالستقراء هو استعراض‬ ‫الحاالت للوصول إلى القاعدة السليمة‪ .‬حتى َّ‬ ‫إن من بين‬ ‫حكام «بيت اهلل الحرام» من أقدَمَ على قتل وقطع جثة‬ ‫رجل إرباً إرباً‪ ،‬كما ُفعل «بأبي مسلم الخرساني» أيام‬ ‫العباسيين‪ .‬فالدول «المتقدمة» هي التي مزَّقتْ البالد‬ ‫العربية واإلسالمية وكذلك دول العالم النامية حتى ال‬ ‫ينمو لها شارب ! هيهات‪ ،‬هيهات لكل من قال كلمة حق‬ ‫عند سلطان جائر‪ ،‬من علماء األمة يكون مصيره السجن‬ ‫أو اإلعدام !‪ .‬ثمَّ باسم الحداثة فتحتْ في بالد مهبط‬ ‫الوحي‪ ،‬صالونات الرقص والخمر والقمار (في عرْي‬ ‫كامل)‪ ،‬وعلى مسافة من مسجد الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ .‬وقد عبثوا بالتاريخ والجغرافية‪ .‬ثمّ َّ‬ ‫إن اإلدارة‬ ‫األمريكية الحالية التي تسيطر على الشرق األوسط إال‬ ‫إيران‪ ،‬بعسكرييها الخمس واألربعين ألفا‪ ،‬حصلتْ لها‬ ‫ردَّة في القضية الفلسطينية‪ ،‬لتعترف أحادية بالقدس‬ ‫ّ‬ ‫المحتل لألراضي‬ ‫الشريف عاصمة للكيان الصهيوني‬ ‫العربية على حساب الشعب الفلسطيني‪ ،‬صاحب األرض‪.‬‬ ‫ضاربة بعرض الحائط الشرعية الدولية وكل قرارات األمم‬ ‫المتحدة التي شاركت في إقرارها‪ .‬إذ لم ير حتى الشعب‬ ‫األمريكي نفسه‪ ،‬مثل هذه السياسة مند عقود‪ .‬وهي‬ ‫التي تغلق أبوابها تحت شعار أمريكا أوال !‪ .‬فأصبحتْ‬ ‫اإلدارة األمريكية الحالية تسخر َّ‬ ‫كل إمكاناتها لالستيطان‬ ‫واالحتالل الصهيوني‪ ،‬الذي يمتلك ثمانين رأساً نووياً‪.‬‬ ‫وإنها لتصرفات «شيطانية»‪ ،‬ال أحد كان يتخمن عواقبها‬ ‫ومغبتها‪ .‬وهي التي بنت اقتصادها بثروة طائلة على‬ ‫حساب الحرب األروبية من خالل تضحياتها في هذه‬ ‫الحرب‪ .‬ضمنتْ لها الهيمنة بعد حين على العالم‪ .‬تلك‬ ‫هي خطة «مارشال» إلعادة بناء وإعمار أروبا‪ ،‬كيْ تصبح‬ ‫عملتها « ‪ ،« $‬عملة معتمد عالمياً ‪.‬‬ ‫ثمَّ تزكية االستبداد في األنظمـة المتخلفــة من‬ ‫لدن الدول «الكبرى»‪ ،‬الستعباد دول العالم الثالث‬ ‫فكريا واقتصاديا‪ ،‬كنوْع من االستعمار الجديد‪-‬القديم‪،‬‬ ‫لالنقضاض على كيانهم‪ .‬وقد كان لرئيس الجمهورية‬ ‫الفرنسية «دوكول» موقف المحارب للهيمة األمريكية‪،‬‬ ‫عندما تقدَّم الوزير األول البريطاني «ماكميالن»‬ ‫بطلب االنضمام إلى السوق األروبية المشتركة‪ .‬فكانت‬ ‫ل»دوكول» قولته المشهورة « ال نريد فرس ْطرْوادَة»‪،‬‬ ‫في أروبا‪ ،‬وكان يعني بذلك‪ ،‬أمريكا المتخفية في جوْف‬ ‫الفرس البريطاني‪ .‬على شكل قصة فرس «طروادة»‪ ،‬أثناء‬ ‫الحرب بين سْبارْطا وأثينا‪ ،‬باليونان»الهيلينية» القديم‪.‬‬ ‫هم «بعض من دول الغرب والدول المسماة‪ ،‬المتقدمة»‪،‬‬ ‫يُحرّفون الحقائق «بالبروباكاندا»‪ ،‬لمسح أدمغة النامية‬ ‫من الدول‪ .‬ليجعلوا من «حرية» التعبير انتهاك مقدسات‬

‫المسلمين‪ ،‬وإذ يتمُّ إحراق كتب القرآن الكريم وتدنيسه‪،‬‬ ‫واالزدراء بالعقيدة اإلسالمية‪ ،‬واالستهزاء برسولها‪ ،‬صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬على المستويات الفردية والصحافية‬ ‫والسنيمائية ! وقد عملوا على تمزيق جغرافية العالم‬ ‫السترْزاق ثرواته األرضية منها والبحرية‪ .‬حتى أصبح‬ ‫اإلنسان سلعة رخيصة‪ ،‬وفئـــراً «كوبـــاي» لمختبرات‬ ‫الدول «العالمة»‪ .‬هذه الدول «العظمى» هي سبب كل‬ ‫الحروب‪ ،‬من األروبية‪ ،‬ومنها إلى الفييتنام والالووس‬ ‫والكامبودج من جنوب شرق آسيا إلى شمالها وإفريقيا‬ ‫من جنوبها إلى شمالها ثم الشرق األوسط ْ‬ ‫‪...‬إن هي‬ ‫إال حرب عالمية واحدة في حلقات تحت «يافطة»‪ ،‬األولى‬ ‫والثانية والثالثة‪..‬‬ ‫حتى نزلت بمظلتهــا «فيـــروس كورونـــا»‪ ،‬حول‬ ‫العالم ولم يكن على علم بها أحــدٌ بخبيئتها‪ ،‬إذ كانت‬ ‫منهمكة في اغتيال الشعوب العربية وشعوب العالــم‬ ‫الثالث‪ ،‬وهي تحارب بعضها «الدول الكبرى» بالوكالة‪،‬‬ ‫إلبادة تلك الشعــــوب بأسلحتهــا المتطورة‪ ،‬ومنها‬ ‫الجرثومية‪ ،‬فطفتْ أو طفـــى على السطـــح «فيـــروس‬ ‫كورونا» ‪ ..‬نحن البشر مُحاطون بكل أنواع الميكروبات‪،‬‬ ‫ونعيش في حساء كوْني كبير جدّاً‪ ،‬من صنع اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكل منّا مكانه فيه‪ .‬فالحربُ على الفيروسات لن نقوى‬ ‫على االنتصار عليها‪ ،‬إال بتقوية جهاز المناعة‪ ،‬من أجل‬ ‫أسلوب حياة غير مُميت‪ ،‬بتلك الحروب المزْمنة بين‬ ‫الدول «الكبرى»‪ .‬إنما التوازن في حياة اإلنسان وحياة‬ ‫الفيروس والميكروب‪ ،‬نرْبحها في ظروف الصحة المثالية‬ ‫إلنسان مكتسبُ مناعة أسسها تغذية متوازنة (من‬ ‫مواد بمقادير تحتوي على الحديد والزنك والنحاس‬ ‫والفيتامينات إلخ‪ ،)..‬ومنظومة صحية متطورة‪ .‬لن نقوى‬ ‫أمام قوى الطبيعة‪ ،‬وإذا بها كائنات قوية‪ .‬الجينوم‬ ‫الخاص باإلنسان‪ ،‬عبارة عن مجموعة من الكرُموزومات‬ ‫والجينات‪ ،‬وهي وحدة القاعدة الوراثية‪ .‬العلم «قادر»‬ ‫على تعديل الجينات‪ .‬لنتعلم كيف نُبقي األنواع البشرية‬ ‫على قيد الحياة عوَضَ إبادتها ! وقد تعرَّضتْ سياسة‬ ‫الدول «المتقدّمة» لالهتزاز‪ ،‬بطلتها «فيروس كورونا»‬ ‫بحجم ‪10‬نم‪ .‬فلرُبما شمس الغرب تنحذرُ نحو األفول!؟‪..‬‬ ‫و َّ‬ ‫لعل هذا الفيروس يضع رقاص الساعة في مكانه‪،‬‬ ‫لجلب المصلحة لإلنسان‪ ،‬أو ذرْء المفسدة‪ْ ،‬‬ ‫وإن كان‬ ‫األمر بينهما‪ ،‬فلهذه األخيرة األفضلية‪ .‬ولعله أيضاً الخط‬ ‫الفاصل باألمس القريب‪ ،‬ما قبل الفيروس وما بعده‪.‬‬ ‫ورُبَّ ضارَّة نافعة‪ .‬نحن في عالمنا اإلسالمي نؤمن َّ‬ ‫بان‬ ‫«أشدُّ بال ًءا األنبيا ُء‪ ،‬ثمَّ الصالحون‪ ،‬ثمَّ األمثل فاألمثل‬ ‫(حديث) ‪ ..‬نقطة‪ ،‬فاقلب صفحة التاريخ‪ ،‬وارجع إلى أوَّل‬ ‫السطر ‪ ..‬اآلن وقد استوطن مَلكُ الموْت «عزرائيل»‪،‬‬ ‫القارات الخمس‪ ،‬وطاب له الطريق والمقام بها‪ ،‬فلنْ‬ ‫يبقى لمنْ «فاز بالشهادة» إال النطق بالشهادتين‬ ‫عند االحتضار‪ .‬ولمن أطال اهلل في عمره‪ ،‬فله ثمة آالف‬ ‫الدراسات االجتماعية‪ ،‬عبرة له التّقاء اهلل‪ ،‬لقوله َّ‬ ‫جل في‬ ‫عاله ‪ :‬ظهرَ الفسادُ في البرّ والبحر بما كسبتْ أيدي‬ ‫الناس ليُذيقهمْ بعضَ الذي عملوا لعلهمْ يرْجعون‪،‬‬ ‫صدق اهلل العظيم‪( ،‬سورة الروم ‪،‬اآلية ‪ .)41‬فاتقوا اهلل‬ ‫يا أولي األلباب لعلكمْ تُفلحون‪ .‬صدق اهلل العظيم‪(،‬س‬ ‫المائدة ‪،‬اآلية ‪ ..)100‬اللهمَّ اجعلنا في عين عنايتك‪،‬‬ ‫وارفع عنَّا الشدَّ َة والوباء‪َّ ،‬‬ ‫جل شأنك وعظم سلطانك ‪..‬‬ ‫أنتَ خير حافظاً‪..‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫‪15‬‬

‫رقم ‪501‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 14‬إلى ‪� 20‬أبريل ‪2020‬‬

‫العدد ‪1041‬‬

‫ار مفتوح‬ ‫حو‬ ‫مع‬

‫األخيرة‬

‫الدكتورة عتيقة مكايسي‬ ‫في زمن «كورونا»‬

‫‪2/1‬‬

‫حاورها عبداإلله المويسي‬

‫على هامش اجتياح وباء «كورونا» لمختلف بلدان العالم‪ ،‬وعلى إثر اإلجراءات االحترازية االستباقية التي انخرطت فيها بالدنا للحد من انتشاره‪،‬‬ ‫تدشن جريدة الشمال سلسلة من الحوارات تجريها مع فاعلين مرتبطين ارتباطا حيويا بمجال التصدي لهذا الوباء‪ ،‬وعيا من الجريدة بدورها اإلعالمي‬ ‫التنويري الهادف‪ ،‬والتزاما منها باالنخراط في حمالت التصدي التوعوية التي تخوضها العديد من الفعاليات الموازية‪.‬‬ ‫في هذه الحلقة نستضيف الدكتورة عتيقة مكايسي‪ ،‬وهي طبيبة تزاول عملها بمدينة مكناس‪ ،‬ومعروفة في األوساط المدنية بوعيها الحقوقي‪،‬‬ ‫والتزامها المجتمعي من خالل حركيتها التأطيرية الجمعوية التي تزاولها عن قرب بالمواطنين‪.‬‬ ‫• من هي الدكتورة عتيقة مكايسي؟‬

‫المغرب من بين البلدان التي تزخر بكفاءات عالية في‬ ‫هذا الميدان‪ ،‬وهنا اطلب من الوزارات المعنية‪ ،‬واخص‬ ‫بالذكر وزارة الصحة ووزارة الداخلية ان تولي اهتماما‬ ‫كبيرا لهذا الموضوع وان تضع حدا لهذه الفوضى‬ ‫وتفعل القوانين التي من شأنها أن تنظم ممارسة‬ ‫مهنة طبيب االسنان وان ال تكون مرتعا لمن هب ودب‪،‬‬ ‫وأن اليمارس طب األسنان إال من كان حاصال على‬ ‫الدكتوراه في طب األسنان‪ .‬واجدني في قمة الخجل وانا‬ ‫اتحدث في هذا الموضوع ونحن نعيش في القرن الواحد‬ ‫والعشرين مع ان هذا هو الطبيعي في باقي دول العالم‪،‬‬ ‫وطبعا كباقي المشتغلين في القطاع الخاص فنحن‬ ‫ال نستفيد من أدنى الحقوق‪ ،‬وهي التقاعد والتغطية‬ ‫الصحية التي تأخذ بعين االعتبار الدخل الجزافي‬ ‫المعقول للطبيب‪.‬‬

‫عتيقة مكاسي طبيية أسنان‪ ،‬أزاول مهنتي في‬ ‫القطاع الخاص بمدينة مكناس حاصلة على الدكتوراه‬ ‫من كلية طب األسنان بالدار البيضاء‪ ،‬وحاصلة كذلك‬ ‫على اجازة في علم النفس من كلية اآلداب والعلوم‬ ‫االنسانية بالمحمدية‪ ،‬ام لطفلين ‪:‬نور‪ 18‬سنة وريان‬ ‫‪ 13‬سنة‪ ،‬فاعلة جمعوية‪ ،‬احب المطالعة والسفر وأعشق‬ ‫تعلم اللغات‪.‬‬

‫• كيف اكتشفت الميل األولي في اتجاه‬ ‫المسار الدراسي الطبي؟‬

‫اذكر جيدا انني وانا في الثامنة من عمري‪ ،‬خلعت‬ ‫سن اختي التي تصغرني بسنتين‪ ،‬وفي سن الحادية‬ ‫عشر خلعت ضرسي بنفسي‪ ،‬لكن بكل أمانة لم تكن لدي‬ ‫أية فكرة عن طب األسنان ولم ازر عيادة طبيب اسنان‬ ‫قط قبل ولوجي الكلية‪ ،‬لكن ما اعرفه أنني كنت اعشق‬ ‫الدراسة بشكل كبير‪ ،‬كنت مولعة بمطالعة واألدب رغم‬ ‫أن توجهي كان علميا وكنت دائما احتل المراكز األولى‬ ‫في مستويات االبتدائي االعدادي والثانوي‪ ،‬كما انني‬ ‫حصلت على العديد من الجوائز التشجيعية‪.‬‬ ‫وكما تعلم حين نصل إلى البكالوريا يتحتم علينا‬ ‫إرسال طلبات لولوج مختلف الكليات والمدارس العليا‪،‬‬ ‫وتم قبولي في كل من كلية الطب والصيدلة‪ ،‬كلية‬ ‫طب األسنان وكذلك المعهد الوطني لإلحصاء وكان هذا األخير هو اختياري االول إال أنه وألسباب‬ ‫لوجيستيكية تعذر علي التسجيل في الموعد المحدد اي انني كنت اود ان اصبح مهندسة‪ ،‬اخترت‬ ‫بعد ذلك كلية طب األسنان والتي سبق ألحد اصدقاء والدي ان نصحني بها‪ .‬طبعا لم تكن الدراسة‬ ‫فيها باألمر الهين ولكن استطعت وهلل الحمد اجتياز كل الصعوبات بفضل تضحيات اسرتي خصوصا‬ ‫والدي رحمة اهلل عليه واخي االكبر‪.‬‬

‫• انتشر الوعي بصحة األسنان متأخرا بالمغرب كيف اختارت الدكتورة عتيقة‬ ‫هذا الرهان رغم ذلك؟‪:‬‬

‫•• طبعا بعد االستقالل لم تكن لدينا كليات طب األسنان في المغرب‬ ‫وكان الناس يلجؤون لصناع األسنان وبعض الدكاترة األجانب او‬ ‫بعض المغاربة الميسورين الذين استطاعوا الحصول على‬ ‫ديبلوماتهم من الخارج وفتحوا عيادات ولكن عددها كان‬ ‫قليال جدا‪ ،‬واول فوج تخرج من كلية طب األسنان بالمغرب‬ ‫كان سنة ‪ 1987‬وكان معظم من تخرجوا هم من‬ ‫أصبحوا أساتذتنا ا فيما بعد‪.‬‬ ‫الرهان االول كان هو الهوة الكبيرة بين التكلفة‬ ‫الباهضة لمستلزمات العيادة والمستوى المعيشي‬ ‫للمواطن خصوصا لمن اختار فتح عيادته في حي‬ ‫شعبي‪ ،‬فطبعا يتدخل هنا الحس اإلنساني فاضطر‬ ‫لتقديم العالجات باثمنة تناسب جيب المواطن‬ ‫البسيط رغم انها التغطي تكاليف المعدات‪.‬‬ ‫الرهان الثاني هو انعدام الوعي عند المواطن‬ ‫الن نسبة االمية الزالت مرتفعة‪ ،‬وبالتالي فان االعتناء‬ ‫باسنانه هو اخر همه ألنه يعرف انه يوما ما سيخلعها‬ ‫ويركب طقم اسنان اصطناعي‪ ،‬كما انه ولنفس األسباب‬ ‫ال يستطيع التمييز بين طبيب األسنان وصانع األسنان‪.‬‬ ‫الرهان الثالث طبعا هو وجود أوكار الممارسة غير الشرعية‬ ‫لطب االسنان‪ ،‬والتي تعرض حياة المواطن الخطار عديدة منها‬ ‫انتقال بعض االمراض كالسيدا والتهاب الكبد الفيروسي و كورونا طبعا‪،‬‬ ‫وقد يصل االمر في بعض األحيان إلى الوفاة‪ ،‬هذا في الوقت الذي يعد فيه‬

‫• تعرف الدكتورة عتيقــة باإلضافـــة إلى‬ ‫ممارستها الطب بميل نحو العمل الجمعوي‬ ‫المدني‪ ،‬كيف تبلور هذا الوعي لديك؟‬ ‫امور كثيرة ساهمت في بلورة هذا الوعي بالعمل‬ ‫الجمعوي األمر االول وهذا سر ابوح به الول مرة عبر‬ ‫منبركم االعالمي‪ ،‬وهو أنني تعرضت في العديد من‬ ‫فترات حياتي لظلم كبير‪ ،‬ظلم يصعب تحمله‪ ،‬ومن‬ ‫الطبيعي أن هذا يمكن أن يخلق لدى الفرد رغبتين اما‬ ‫الرغبة الجامحة في االنتقام والتي تأتي على األخضر واليابس‪ ،‬أو العكس تماما حيث تزداد لدى‬ ‫الفرد الرغبة في مساعدة الضعفاء والمظلومين‪ ،‬وهذا ما حصل معي حيث اصبحت ضعيفة أمام كل‬ ‫انواع المعاناة االنسانية‪ ،‬والذين يعرفونني عن قرب يعلمون انني ال اتاخر ابدا في مد يد المساعدة‪.‬‬ ‫األمر الثاني انه وانا في الثانوية كان لدينا مجموعة من األساتذة يشتغلون بحب وإخالص‬ ‫وتعلمت منهم العطاء بسخاء دون انتظار المقابل‪ .‬واخص بالذكر االستاذين شوقي محمد واالستاذ‬ ‫شاندي عبد اللطيف‪.‬واالمر اآلخر ان والدي رحمة اهلل عليه كان رجال طيبا جدا ومحبا للخير وربما‬ ‫أخذت عنه هذه الصفة‪.‬‬ ‫في المرحلة الثانوية كنت أتابع أنشطة جمعية الهدف بدمنات في حين‬ ‫أن اول انخراط فعلي لي كان بالجمعية المغربية لوقاية الفم واالسنان‪،‬‬ ‫حيث كنا نقوم بزيارة المدارس لتحسيس التالميذ في سن مبكر‬ ‫باهمية االعتناء بصحة الفم واالسنان ثم بعد ذلك اخذتني‬ ‫مشاغل الحباة‪ ،‬الجدني وقد انخرطت في شبكة القراءة‬ ‫بالمغرب كممثلة لها في كل من مكناس والمحمدية‬ ‫وجاء هذا بعد مشاركة اوالدي نور وريان في المسابقة‬ ‫الوطنية للقراءة التي نظمت والول مرة سنة ‪،2015‬‬ ‫وفوزهما الى جانب اطفال اخرين‪ ،‬انخراطي في‬ ‫شبكة القراءة كان الدافع اليه هو ايماني بقضية‬ ‫القراءة ودورها في تنوير العقول وتهذيب‬ ‫النفوس‪ ،‬شبكة القراءة اغنت تجربتي اإلنسانية‬ ‫بالتعرف على العديد من االصدقاء األعزاء‪ ،‬وقد‬ ‫قمت الى جانبهم بالعديد من االنشطة سواء على‬ ‫مستوى المؤسسات التعليمية االبتدائية واإلعدادية‬ ‫والثانوية والجامعية‪ ،‬وكذلك على مستوى السجون‬ ‫بكل من مدينة مكناس والمحمدية حيث كنا نؤطر‬ ‫ورشات للقراءة وأنشطة أخرى‪ .‬بعد ذلك توالت مساهمتي‬ ‫إلى جانب العديد من االصدقاء في جمعيات أخرى تعنى‬ ‫بالشأن الثقافي‪ .‬كمركز الذاكرة المشتركة من اجل الديمقراطية‬ ‫والسلم وحركة ضمير‪ .‬إلى جانب مشاريع مستقبلية أخرى‪.‬‬

‫اإلجراء الذي أقترح أن تضيفه‬ ‫وزارة الصحة والوزارات المعنية‬ ‫إلى مجمل االجراءات المتخذة‬ ‫حاليا‪ ،‬والذي أتمنى ان يأخذ به‬ ‫حتى لو تطلب األمر منا أن نتطوع‬ ‫ونساهم في إنزاله على أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬هو إنشاء وحدات متنقلة‬ ‫مجهزة بكل ما يلزم‬ ‫إلجراء التحاليل الفورية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.