Achamal n° 1044 le 05 Mai 2020

Page 1

‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫�إ�شادة دولية‬ ‫بالنموذج املغربي‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫ص‪2‬‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1044‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثــاء ‪ 11‬رم�ضان ‪� 05 / 1441‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫مدخل �إلى املديح النبوي‬

‫ص ‪6‬‬

‫قانون مغربي ملحاربة الأوبئة…‬

‫احلاجة امللحة‬

‫�أية حمايـة‬

‫للأجيـر يف‬ ‫زمن جائحة‬ ‫كوفيد ـ ‪ 19‬؟‬

‫ص ‪8‬‬

‫القانون اجلنائي‬

‫حلالة الطوارئ‬ ‫ال�صحية يف‬ ‫ع�رشة �أجوبة‬

‫ص ‪9‬‬

‫كيف حث الإ�سالم على الزراعة والغرا�سة‬ ‫من خالل القر�آن واحلديث والفقه‬

‫(على الصفحة األخيرة)‬ ‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م�ؤقتـ ًا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 12‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫�إ�شادة دولية بالنموذج املغربي‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬ ‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫تناولت العديد من القنوات االوروبية بالدراسة والتحليل‬ ‫النموذج المغربي في التصدي المبكر والحازم والفعال لفيروس‬ ‫«كورونا»‪ .‬وقد أفردت مؤخرا قناة ‪ RT –France‬حلقة خاصة‬ ‫أعربت خاللها عن إشادتها بالوعي االحترازي المتيقظ الذي‬ ‫أبانت عنه المملكة‪.‬‬ ‫وقد أظهر معد البرنامج احتفــاء واضـحا بمستوى حـــزم‬ ‫السلطات المغربيــة تـحت إمــرة صاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس الذي تجند بكل اإلمكانيات لصد استفحال الوباء‬ ‫بالمغرب‪ .‬وقال اإلعالمي الفرنسي أنه طبيعي أن يكون المغرب‬ ‫البلد اإلفريقي الثالث األكثر إصابة بحكم انفتاح المملكة في‬ ‫عالقاتها االقتصادية والسياحية على بلدان أوروبية أشد إصابة‬ ‫مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي تبين أنها كانت الناقل األول‬ ‫للفيروس إلى المملكة سواء عن طريق الجالية المغربية المقيمة‬ ‫بالخارج التي كانت في وضعية زياراتها العائلية المعتادة‪ ،‬أو‬ ‫عن طريق سياح مغاربة عادوا بعد قضاء عطلهم السياحية‪.‬‬ ‫موضحا أنه على الرغم من هذه الوضعية العصيبة التي وجد‬ ‫المغرب نفسه أمامها بحكم انفتاحه إال أنه يعتبر ثالث مرة أقل‬ ‫من فرنسا على مستوى الوفيات‪ ،‬مضيفا أيضا أن هذه الفعالية‬ ‫التي أبان عنها المغرب تحققت أيضا على الرغم من أن المغرب‬ ‫على مستوى استراتيجيته الصحية وبنياتها يعتبر أقل من بلدان‬ ‫عديدة‪ .‬ففي المغرب مثال يوجد ‪ 7.3‬طبيب لكل ‪ 10‬آالف مواطن‬ ‫مقارنة بفرنسا التي تصل إلى ‪ 34‬طبيب لكل ‪ 10‬آالف‪ ،‬أو كوبا‬ ‫التي تتعدى ‪.75‬‬

‫من جهة أخرى تطـــرق البرنامج إلى بعض تمظهرات هذه‬ ‫الفعالية‪ ،‬خصوصا على مستــوى إنتـــاج الكمامات‪ ،‬وقرارات‬ ‫فرضها إجباريا على المواطنين وتعريضهم للمتابعة القانونية‬ ‫في حالة عدم االلتزام بها‪ ،‬والتي وصلت إلى أفق إنتاج ‪ 7‬ماليين‬ ‫كمامة يوميا مرشحة الرتفاع أعداد إنتاجها‪ ،‬وبتسعيرة رمزية في‬ ‫متناول جميع المغاربة‪ ،‬لم تتعدى ‪ 80‬سنتيما في الوقت الذي‬ ‫ابتدأ فيه ثمن الكمامات بفرنسا من معدل ‪ 5‬أورو للكمامة‬ ‫الواحدة‪.‬‬ ‫وأوضح البرنامج إلى أن ذلك تحقق بحكم انخراط الصناعات‬ ‫المغربية‪ ،‬وخاصة صناعة النسيج‪ ،‬في التعبئة الوطنية لمواجهة‬ ‫الوباء بالتفرغ لتوفير الكمامات لكل المغاربة دون استثناء‪.‬‬ ‫وطبعا لم يكن ذلك ليتحقق لوال وجود صندوق محاربة الوباء‬ ‫الذي أطلقه الملك وساهم فيه كل المغاربية تقريبا‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أيضا أشاد البرنامج بالقدرة المغربية على‬ ‫الذهاب واضحا في االعتماد على إمكانياتها الذاتية‪ ،‬واتضح ذلك‬ ‫من خالل السرعة التي أبانت عنها القوة االختراعية للمهندسين‬ ‫الصناعيين الذي سارعوا إلى ابتكار أجهزة تنفس صناعية مغربية‬ ‫الصنع‪ ،‬سواء منها التي يمكن أن تعتمد داخل المستشفيات‪ ،‬أو‬ ‫التي يمكن أن ترافق سيارات اإلسعاف في التدخالت الميدانية‪.‬‬

‫وهكذا فبدل أن يرهن المغرب وضعيته الوبائية بمراعاة‬ ‫برنامج غني قد نعود إلى محتوياته في حلقات الحقة من‬ ‫مراحل انتشار الوباء األولى والثانية والثالثة المعلنة دوليا‪ ،‬سارع‬ ‫استباقيا إلى اتخاذ قرارات وطنية تبين في ما بعد أنها كانت هذه الزاوية‪ ،‬لنضع عموم المغاربة أمام الصورة المشرفة جدا‬ ‫التي راجت عنه في وسائل اإلعالم الدولية‪.‬‬ ‫فائقة االحتراز جنبته الوقوع في وضعية كارثية‪.‬‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫‪2‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫محمد �إمغران‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هـدى املجـاطـي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز‬ ‫ـ طنجــة ـ‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫حول الت�سوق والتب�ضع‪...‬‬ ‫و�أمور �أخرى‬ ‫أفاد مصدرنا بأن تدخالت اللجن اإلقليميــة والمحليـــة‬ ‫المختلطة للمراقبة‪ ،‬خالل األيام الخمســة األولى من شهر‬ ‫رمضان سجلت ما مجموعه ‪130‬مخالفة في مجال األسعاروجودة‬ ‫المواد الغذائية‪ ،‬منها ‪ 100‬مخالفة‪ ،‬تهم عدم إشهار األثمان‪.‬‬ ‫طبعا ومثل هذه األخباراليمكن إال أن تثلج صدرالجميع‪ ،‬وخاصة‬ ‫المواطنين الكادحين الذين ومنذ صباحاتهم الباكرة‪ ،‬وهم‬ ‫يواجهون ضربة تلوأخرى‪ ،‬في شتى مناحي العيش والحياة‪.‬‬ ‫كما أوضح قطاع الشؤون العامة والحكامة‪ ،‬التابع لوزارة‬ ‫االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة‪ ،‬في بالغ صدر عقب اجتماع‬ ‫للجنة الوزارية المكلفة بالتموين واألسعار وعمليات مراقبة‬ ‫الجودة واألسعار‪ ،‬يوم الخميس الماضي‪ ،‬أن هذه التدخالت همت‬ ‫مراقبة ما يفوق ‪ 8‬آالف محل لإلنتاج وللتخزين وللبيع بالجملة‬ ‫وللتقسيط‪ ،‬مشيرا إلى أنه تم اتخاذ كافة اإلجراءات القانونية‬ ‫ضد المخالفين‪ .‬وأضاف البالغ أنه في ما يخص جودة المواد‬ ‫والمنتجات المخزنة أو المعروضة للبيع‪ ،‬قامت اللجن المختلطة‬ ‫في نفس الفترة بحجز وإتالف ما يفوق ‪ 16‬طنا من المواد الغير‬ ‫صالحة لالستهالك أو الغير مطابقة للمعايير المعمول بها‪ ،‬مبرزا‬ ‫أن هذه الكميات تشمل ‪ 5، 4‬طنا من الحليب ومشتقاته‪ ،‬و‪3,3‬‬ ‫أطنان من اللحوم واألسماك ومستحضراتها‪ ،‬وما يقارب ‪2,8‬‬ ‫طنا من المشروبات والعصائر‪ ،‬إضافة إلى طنين من المخبوزات‬ ‫والحلويات‪.‬وهذه أيضا معلومات مهمة‪ ،‬تطمئن الجميع‪ ،‬بأن‬ ‫األموربألف خير في أجمل بلد في العالم‪ ،‬ولماذا ال ؟‬ ‫كما أشارالبالغ ذاته إلى أن تدخالت مصالح مراقبة جودة‬ ‫وسالمة المنتجات الغذائية (خارج اللجن المختلطة) والتي تشمل‬ ‫المراقبة الدائمة في المنافذ الحدودية والمجازر ووحدات اإلنتاج‬ ‫والتحضير والتوزيع‪ ،‬سجلت مراقبة حوالي ‪ 80‬ألف طن من‬ ‫المواد والمنتجات‪ ،‬عند االستيراد وعند التصدير‪ ،‬نتج عنها رفض‬ ‫دخول ‪ 450‬طن للسوق الوطني‪.‬وهذه التدخالت تبين حرص‬ ‫المسؤولين والمراقبين على تطبيق القانون‪ ،‬بسواسية‪ ،‬على‬ ‫جميع المخالفين‪.‬‬ ‫كما سجلت تدخالت هذه المصالح‪ ،‬يضيف المصدر ذاته‪،‬‬ ‫عدة عمليات للمراقبة في المجازر والوحدات اإلنتاجية المرخصة‬ ‫والتي أسفرت عن تحرير ‪ 20‬محضرا‪ ،‬سيوجه للقضاء وعن حجز‬ ‫وإتالف أكثر من ‪ 20‬طنا من اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجات‬ ‫الصيد‪ ،‬بمعنى «ماكاين غيرالمحاضروالتوجيه والخدمة‪ »...‬على‬ ‫أن تواصل اللجنة عملها بشكل منتظم‪ ،‬طيلة شهر رمضان‪،‬‬ ‫لمتابعة تطورحالة األسواق ووضعية التموين ومستوى األسعار‬ ‫وحصيلة تدخالت لجن المراقبة‪ ،‬لمواجهة كافة أساليب الغش‬ ‫واالحتكار والمضاربة والتالعب في األسعـــار‪ ،‬حسب ما تضمنه‬ ‫نفس البالغ‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬مقابل كل هـــذا‪ ،‬ومن خالل المعيــش اليومــي‪،‬‬ ‫وكما يالمســه المواطنون والمعنيون‪ ،‬بمختلف شرائحهم‬ ‫ومسؤولياتهم ورتبهم‪ ،‬فإن الواقع يكذب العديد من األمور‪،‬‬ ‫يكذب الكلمات الجميلة الرنانة في «األشعار» حول مراقبة‬ ‫المنتوجات وسيراألسواق‪ ،‬بل ويكذب عددا من البالغات واألخبار‪،‬‬ ‫ذلك أن جوالت ميدانية بالمدينمة في كثيرمن األسواق‪ ،‬تجعلك‬ ‫تقف على فوضى تستهدف األسعار‪ ..‬والجودة‪ ...‬وكل شيء‪،‬‬ ‫وكأن ما قد تالحظه فيها من تسيب‪ ،‬هو التعنيه إطالقا تدخالت‬ ‫اللجن اإلقليمية والمحلية المختلطة للمراقبة‪...‬‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد تسأل تاجرا بالقرب من تاجرآخرعن‬ ‫سبب زيادته الملحوظة في فاكهة معينة‪ ،‬عكس زميله‪ ،‬فيجيبك‬ ‫بأنه اقتناها بالجملة بسعرمرتفع‪ ،‬ثم أضاف إليها مصاريف النقل‬ ‫و‪ »...‬زعمات‪ ،‬غيبيع لك الحولي» ! طبعا‪ ،‬واألمثلة كثيرة في أكثر‬ ‫من مجال وشتان ما بين مايشاهد ويعاش وما يروج ويزوق له !‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫العدد ‪1044‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫دردشة‬ ‫صدْح المساجد بالصالة‪.‬‬ ‫قد يؤلمنا غيابُ بعض األجواء‪ ،‬وعدمُ‬ ‫ِ‬ ‫وقد يوجعنا حرماننا من جماعة التراويح‪ ،‬وسالم ما بعد الصالة‪،‬‬ ‫ولقاءات اإلفطار‪ ،‬واالعتكاف مع األخيار‪.‬‬ ‫لكنّ وجع غياب الشكل‪ ،‬ال ينبغي أن يلهينا عن المضمون‪.‬‬ ‫فلنجعل بيوتنا مساجد‪ ،‬وأبناءنا أئمة‪ ،‬وزوايا حجراتنا محاريب‪ ،‬ولنستبدل‬ ‫بأيادينا المصافِحة‪ ،‬جيوبا تخرج دريهمات‪ ،‬قد تكون أدفأ ليد الفقير من‬ ‫ألف يد‪.‬‬ ‫و ْلنعش رمضان الخ َلوات‪ ،‬والختمات‪ ،‬وحكايا السيرة للبنين والبنات‪.‬‬ ‫ولنعش رمضان الهادئ‪ ،‬إال من أنين التائبين‪ ،‬وأصوات التالين‪ ،‬وتالوة‬ ‫المتهجدين‪.‬‬ ‫فمن يدري؟ فلربما علم اهلل طول انشغالنا بضجيج الشوارع‪ ،‬وتزيين‬ ‫البيوت‪ ،‬عن تزيين القلوب‪ ،‬وسكينة النفوس‪ ،‬فهيأ لنا األسباب لرمضان‪،‬‬ ‫نقرأ فيه مخلصين‪ ،‬متدبرين لمعانيه‪.‬‬ ‫عيشوا رمضان األدب‪ ،‬ال الصخب‪ ،‬وجربوا ختمات السر ال العلن‪ ،‬وادعوا‬ ‫اهلل مستشفعين بأيدي أطفالكم الصغيرة‪ ،‬لمغفرة ذنوبكم‪.‬‬ ‫عيشوا رمضان األبـوة والزوجيـة‪ ،‬واألخــوة والوالدية‪ ،‬وانعمـوا بدفء‬ ‫األسرة‪ ،‬وحرارة األلفة والمحبة‪.‬‬ ‫عيشوا رمضان القلوب والجيوب‪.‬‬ ‫عندها ستعلمـون أن ما قدره اهلل من هذا الفيروس‪ ،‬كان إنقاذا لقلوبنا‬ ‫من كثير من االنشغال بسفاسف الحياة‪.‬‬

‫الكمامة فيها وفيها‪...‬‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫الكمامة األولى‬

‫الكمامة ‪ :‬لم نكن نراها إال في المستشفيات عامة‪ ،‬في قاعات العمليات‬ ‫أو في مصالح المستعجالت خاصة‪ ،‬أو بشكل نادر عند بعض المهنيين‪ ،‬كما‬ ‫أخذنا نراها مؤخرا خارج مكانها المعهود أي في الشوارع والحواري عندما‬ ‫تحركت السياحة الصينية‪ .‬كانت تبدو لنا غريبة وبعيدة لم نكن نعتقد أنها‬ ‫في يوم من األيام ستتخلى عن دورها الثانوي وتتقلد دور البطولة‪....‬‬ ‫الكمامة‪ :‬هذه القطعة الصغيرة المصنوعة من مواد مختلفة‪ ،‬والتي‬ ‫تستر كاللثام الوجه وتغطي الفم واألنف والتي تتنوع استعماالتها حسب‬ ‫معايير التصنيع والحاالت بهدف وقاية الشخص الحامل لها أو وقاية الناس‬ ‫من دائه؛ اعتلى صداها في زمن كورونا المنابر السياسية واإلعالمية فما‬ ‫بالك باألوساط الطبية‪ .‬زادت قيمتها وعال كعبها حينما قلت أو ندرت وكثر‬ ‫طالبها كالحسناء التي يتهافت عليها الخطاب‪...‬‬ ‫الكمامة ‪ :‬لم تكن منظمة الصحة العالمية عند بدايات تفشي الوباء‬ ‫تدعو إلى تعميم حملها‪ ،‬وقد سارت أغلب دول المعمور على هدي ما تدعو له‬ ‫هذه المنظمة إال دول شرق آسيا التي تعود الناس فيها على حمل الكمامة‬ ‫في مواسم األمراض التنفسية لكي ال يتعادوا‪ ،‬وفي ظروف جائحة كورونا‬ ‫عم حمل الكمامة عندهم واستطاعوا بذلك أن يحدوا من تفشي الفيروس‬ ‫والخروج من الحجر الصحي مبكرا و ممارسة الحياة العادية ما أمكن ولم يكن‬ ‫ذلك متاحا إال بحمل حميع الناس للكمامة‪...‬‬ ‫هكذا حازت دول شرق آسيا ميزة المثال الذي يحتذى‪ ،‬لذلك تبعتها كثير‬ ‫من البلدان‪ ،‬بل إن منظمة الصحة العالمية تراجعت عن فتواها التي ترددت‬ ‫على األلسن كالببغاء في البدايات‪ ،‬وانصاعت إلى القول بالفعالية الجيدة‬ ‫لحمل الكمامات في مواجهة تفشي داء كوفيد‪... ١٩‬‬ ‫حينما تغيرت المعطيات بخصوص الكمامة وقيمتها الوقائية؛ البلدان‬ ‫الذي عانت من خصاص في الكمامات لم تفلت من المناوشات والتفكهات‬ ‫بسبب تقاعس الدولة أو إهمالها أو إغفالها القيام بالمحافظة على المخزون‬ ‫االستراتيجي للكمامات‪ ،‬بل لما امتد النقص في الكمامات إلى المستشفيات و‬ ‫األنشطة األخرى األساسية في الحرب ضد الفيروس التاجي دخلت الحكومات‬ ‫إلى قفص االتهام‪ .‬الناس في هذه الحالة تصرفوا بغريزة البقاء فاستعملوا‬ ‫حيلهم وما خفي من عالقاتهم ونباهتهم وحذقهم في البحث عن الكمامات‬ ‫وصناعتها لتوفيرها ألنفسهم‪ ،‬وللمقربين واألصدقاء والمحتاجين‪...‬‬ ‫الكمامة‪ :‬في بالدنا التقط المسؤولون الحكوميون ما وقع من مطبات‬ ‫وأزمات وتجاذبات حامية واتهامات قوية في بلدان أخرى صديقة ومجاورة‬ ‫فساعدتهم نباهتهم االستشرافية إلى إبداع كمامة مغربية(ديال البالد)‬ ‫غير طبية ولكنها على األقل حامية سيزداد دورها وقيمتها في فترة ما بعد‬ ‫الحجر الصحي‪...‬الكل صفق لهذا اإلبداع بل سمعنا خطباء في فرنسا يعطون‬ ‫المثال للحكومة الفرنسية بالمغرب‪....‬حفظ اهلل بلدي وحفظ اهلل أهل بلدي‬ ‫فالكمامة للوقاية ال توضع على العنق وال ترمى في أي مكان‪ ،‬فكلنا محظوظ‬ ‫بوجودها فغيابها تقام من أجله الدنيا وتقعد في بلدان متقدمة علينا في‬ ‫العلم والتكنولوحيا والبخث والصناعة بعشرات السنين إن لم نقل بعقود‬ ‫أو قرون‪ ،‬فعلينا أن نحسن معاملتها رحمكم اهلل‪...‬ففي الليلة الظلماء يفتقد‬ ‫البدر‪...‬‬ ‫‪mmm‬‬

‫الكمامة الثانية‬

‫الكمامة‪ :‬كل العالم يتفق على أهمية الكمامة الصحية في التغطية‬ ‫والستر والشد أي الوقاية والحماية‪ ،‬ولكن ال يتفق على أهمية الكمامة‬ ‫المجازية في اإلسكات والمنع واإلخفاء أي في التقييد والتضييق والمصادرة‬ ‫والغميق‪ .‬فبقدرما يمدح الناس الكمامة األولى ويطلبونها بقدرما يهجون‪،‬‬ ‫إال النغمة النشاز‪ ،‬الكمامة الثانية ويمقتونها كما يمقتون الفيروس التاجي‪...‬‬

‫‪3‬‬

‫حكومتنا نجحت بامتياز في درس الكمامة األولى و إن طال بعض فقراته‬ ‫بعض االرتباك واالهتزاز‪ ،‬لكنها على ما يبدو سقطت في درس الكمامة‬ ‫الثانية الذي ‪..‬جاء حامضا بل بئيسا في إخراجه ومضمونه‪.‬‬ ‫من سرب إذن مشروع»الكمامة» الثانية كما أطلق عليه مستعملو‬ ‫الفايسبوك وهو مشروع‪ ،‬لعبث األقدار‪ ،‬يهم تقنين التعبير في شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي ومنها الفایسبوك وشبكات البث المفتوح والشبكات‬ ‫المماثلة لذلك فهو بمثابة كمامة «للتواصل الرقمي»‪...‬‬ ‫المشروع‪ ،‬حسب القصاصات الرسمية‪ ،‬صودق على نسخته األولى‬ ‫المقترحة أي صودق عليه من «الناحية المبدئية» يوم ‪ ١٩‬مارس الماضي‪،‬‬ ‫على أن يخضع لمشرح لجنة تقنية ووزارية من أجل المراجعة أي التعديل‬ ‫بالحذف أو الزيادة‪ ،‬والتدقيق وإعادة الصياغة إلخ‪ .‬قبل طرح صيغته النهائية‬ ‫على البرلمان‪...‬‬ ‫المشروع في حد ذاته في تقديري ال يثير العجب حيث إن وسائل‬ ‫التواصل الرقمي تحتل حيزا يتسع يوما بعد يوم في حياة الناس‪ ،‬وكلما‬ ‫تطورت الممارسات والخدمات زادت اإلشكاالت والمرتبطة بها وتشابكت‪،‬‬ ‫كما طرحت في نفس السياق أسئلة بخصوص حدود الحريات في التعامل‬ ‫مع هذه الوسائل في ارتباطها بحقوق األشخاص والجماعات والمؤسسات‪...‬‬ ‫وكما يبدو لم تنفع المواثيق التي تنظم التواصل الرقمي والتي على‬ ‫المستعمل أن يسترشد بها أو يخضع لها في وقف زحف الممارسات العنيفة‬ ‫والمنافية لألخالق‪ ،‬ولحرية التعبير والرأي والتي قد يصل بعضها إلى حد‬ ‫الجريمة‪..‬بل إن وسائل التواصل الرقمي تحولت أحيانا كثيرة إلى مرتع ألعداء‬ ‫الحرية واالختالف‪ ،‬و نشر الكراهية وقمع المخالفين والقذف والسب والترهيب‬ ‫الفردي والجماعي‪ ،‬ووسائط تستعمل بالتواء من طرف بعض المرضى‬ ‫الذين ينفثون سمومهم في وجه اآلخرين‪ ،‬مما يحتم تقنين استعمال هذه‬ ‫الوسائل‪ ...‬وفتح نقاش عمومي واسع حول ذلك‪...‬فحرية التعبير هي جزء‬ ‫ال يتجزأ من منظومة الحريات التي ما زلنا نتعامل معها بانتقاء وبرغماتية‬ ‫وحرص شديد على عدم الوضوح‪...‬‬ ‫الحرية هي األصل؛ لذلك فكل قانون يتعلق بتقنين الحريات هو بمثابة‬ ‫المشي على الزجاج‪ ،‬فالتناقضات التي يحبل بها المجتمع سياسيا واقتصاديا‬ ‫واجتماعيا وفكريا تنعكس على كل نقاش عمومي ينصب على هذا الموضوع‬ ‫الشائك في ظرفية تاريخية ما‪ ،‬ولنا عدة أمثلة في بالدنا تدل على هذه‬ ‫التناقضات التي احتدت ووصلت إلى الباب المسدود حتى خضعت لعملية‬ ‫التحكيم‪ ،‬كما تم في هذا اإلطار التخلي عن بعض المشاريع أو تأجيلها‪...‬‬ ‫فالتشريع للحريات والحقوق يؤشر على طبيعة الدولة والمجتمع الذي نريده‪...‬‬ ‫ويخلق اصطفافات حدية في مجتمعات منقسمة ولم تنجز ثورتها الثقافية‬ ‫والفكرية بعد‪...‬‬ ‫إن ما يروج من تناقضات‪ ،‬إن لم يكن الشرخ داخل أطراف الحكومة‪،‬‬ ‫في موقفها مما سرب من مشروع قانون «الكمامة» ال يناسب جو الثقة و‬ ‫التضامن الذي ارتفع منسوبه في ظرف الجائحة‪ ،‬بل يؤشر على نزق سياسي‬ ‫ال نحتاجه حاليا‪ ،‬بقدر ما نحتاج إلى رص الصفوف و توحيد الجهود وخلق جو‬ ‫االنفراج واألمل في مواجهة وباء يحصد أرواحا إنسانية في طريقه وسيخلف‬ ‫ندوبا وارتدادات قوية وحارقة على المستوى المتوسط والبعيد لن نواجهها‬ ‫باألالعيب السياسوية و التسرع و حجز المعلومة‪ ...‬بل بالحكمة والصبر وبعد‬ ‫النظر‪...‬‬ ‫إخراح قانون ينظم شبكات ووسائل التواصل الرقمي ويقنن‬ ‫استعمالها‪...‬ضرورة في ظل اتساع استعمال وتأثير هذه الشبكات والوسائل‪،‬‬ ‫وظهور انحرافات وممارسات تناقض مبدأ حرية التعبير والرأي وحريات‬ ‫وحقوق أخرى أساسية ضرورية لبناء دولة الحق والقانون ومجتمع المواطنة‬ ‫‪...‬لكن هذا اإلخراج من الضروري أيضا أن يكون إخراجا سليما شفافا يشرك‬ ‫أوسع قوى المجتمع وفعالياته وعقالئه‪...‬‬

‫للباليا مواقيت‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫هذه وقفة خاطفة مع البيت الثالث من منفرجة‬ ‫ابن النحوي ‪:‬‬

‫وسحاب الخير له مطـر فإذا جاء اإلبان تجــي‬

‫في اللغة واالصطالح‬ ‫السحاب ‪ :‬هو الغيم‪..‬‬ ‫الخير‪ :‬هو كل حسن لذاته‪ ،‬أولما يحققه من نفع‬ ‫وسعادة ‪ ،‬ويستعمل لفظ خير استعمال اسم التفضيل‪.‬‬ ‫ومن معانيه في كتاب اهلل العزيز ‪:‬‬ ‫• طمع في حصول شيء محبوب‬ ‫• أو توقع وانتظار حصوله‬ ‫• أوخشية من اهلل ؛ مصداقا لقوله تعالى ‪« :‬فمن‬

‫كان يرجو لق ــاء ربــه‪ ،‬فليعمل عمال �صاحلا‪،‬‬ ‫وال ي�رشك بعبادة ربه �أحدا»‪.‬‬

‫وحدد الكفوي في كتابه الكليات ما يناهزعشرين‬ ‫معنى سياقيا للفظ الخير‪ ،‬استقرأها في القرآن الكريم‬ ‫‪ ،‬وردت بصيغ صرفية ‪:‬‬ ‫ـ فعل مضارع‬ ‫ـ فعل أمر‬ ‫ـ اسم مفعول‬ ‫ومن هذه المعاني ‪ :‬النافـــع‪ ،‬الصالح‪ ،‬اإليمان‪،‬‬ ‫األجر‪..‬‬ ‫وداللة الخير عند الصوفية هو الوجــود بذاته ؛‬ ‫لكونه صادرا من الحق سبحانه‪..‬‬ ‫وسمي سحاب الخير لما ينشأ عنه من خيور غير‬ ‫منحصرة‪..‬‬ ‫وسحاب الخير هو لطف اهلل الكبير‬ ‫• المطر‪ :‬الماء النازل من السحاب‬ ‫• اإلبان ‪ :‬الوقت ‪ ،‬وإبان الشيء أوانه‬ ‫• تجي ‪ :‬تأتي ‪ ،‬وضمير تجي يعود للسحاب‬ ‫في التوجيه القرآني والحديثي ‪:‬‬ ‫أ ـ للباليا واألسقام مواقيت وأعمار‪..‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬

‫«ف�إذا جـ ــاء �أجله ــم ال ي�ستاخــرون �س ــاع ــة‬ ‫وال ي�ستقدمون» ؛ فمتـــى حان الوقت المقدر ال‬

‫يتأخر عنهم وال يتقدم‪..‬‬ ‫ب ـ وفي حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬ ‫«أنا عند ظن عبدي بي» ؛ وهل ثمة خصلة فوق‬ ‫خصلة حسن الظن باهلل ؟‬ ‫وفي كتاب التنوير في اسقاط التدبير‪:‬‬ ‫«‪..‬اعلم أن للباليا واألسقام أعمارا ؛ فكما ال يموت‬ ‫حيوان اال عند انقضاء عمره ؛ كذلك ال تفنى بلية حتى‬ ‫ينقضي ميقاتها‪.»..‬‬ ‫في مسلك التربية الصوفية‬ ‫• في بيت ابن النحوي إشارة إلى مقام الرجاء الذي‬ ‫هو أحد مقامات اليقين ؛ وهو ارتياح القلب النتظار‬ ‫ما هو محبــوب عنده ؛ كما يفســر لسان الدين ابن‬ ‫الخطيب في روضة التعريف بالحب الشريف‪..‬‬


‫العدد ‪1044‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 12‬مـــاي ‪2020‬‬

‫فتح اهلل ولعلو وزير االقتصاد والمالية األسبق ‪:‬‬

‫البد من هذه العناصر للخروج الحقا من األزمة‬ ‫وإعادة بناء االقتصاد المغربي‬

‫الحديث ال يتوقف من طرف الخبراء والمحللين في كل بلدان العالم‪ ،‬وذلك حول إبداء رأيهم‬ ‫أودعوتهم إلى ضرورة القيام بمجموعة من اإلجراءات والتدابير»المتشعبة» لمواجهة آثار ما بعد‬ ‫تالشي أو موت فيروس «كورونا»‪.‬كما أنجزت العديد من الدراسات بمختلف بقاع العالم والتي‬ ‫خلصت إلى أن القادم ما بعد «موت» الفيروس المستجد‪ ،‬سيكون صعبا على كثير من الدول‪،‬‬ ‫سواء من الناحية االقتصادية أواالجتماعية أو غيرهما‪ ،‬بما فيها الدول المتقدمة‪ ،‬لنتساءل‪ ،‬طبعا‪،‬‬ ‫ما بالنا بالدول الفقيرة والنامية ؟‬ ‫بعض الدراسات تناولت موضوع مجاعة مرتقبة قد تضرب بعض المناطق‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫فقدان الماليين من مناصب الشغل حول العالم‪ ،‬وبعضها أثارت»خاليع الدنيا» في نفوس البشر‪،‬‬ ‫«خاليع» بألوان قاتمة‪ ،‬ال مكان فيها‪ ،‬إطالقا‪ ،‬ولو للون واحد من ألوان قوس قزح‪!.‬‬ ‫وما أثارني ويثيرني دائما هو أن الخبراء أو المنظرين في شتى أنحاء العالم ‪ ،‬غالبا ما‬ ‫يتفلسفون‪ ،‬بل و»يخرفون» في نظرياتهم ودراساتهم حول طوارئ ما‪ ،‬وتداعياتها الممكنة‬ ‫والقادمة‪ ،‬دون اإلنصات إلى سر وحكمة «السماء»‪ ،‬ألنهم لم يتعظوا بعد‪ ،‬رغم عشرات اإلعجازات‬ ‫العلمية الربانية التي قالت لهم عبرعقود‪ »:‬ما فيدكومشي ! «‪.‬وهذا موضوع قد يطول‪ ،‬فيخرج بنا‬ ‫هنا عن سياق المراد تناوله‪ ،‬فيما يخص اإلقالع االقتصادي لمغرب ما بعد «كورونا»‪.‬وبالمناسبة‪،‬‬ ‫اخترنا لكم تحليال واقعيا ومتميزا لفتح اهلل ولعلو‪ ،‬وزيراالقتصاد والمالية األسبق‪ ،‬والكاتب والخبير‬ ‫بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد‪ ،‬حيث أشارإلى أن اإلقالع اإلقتصادي في مرحلة ما بعد‬ ‫جائحة فيروس»كورونا» يجب أن يأخذ بعين اإلعتبار مجموعة من العناصر للخروج من األزمة‬ ‫وإعادة البناء االقتصادي الوطني‪ ،‬وفق استراتيجية تنموية حدد عناصرها على الشكل التالي‪:‬‬ ‫– وضع برنامج إنطالقة مندمج يأخذ بعين االعتبار نتائج أشغال اللجنة الوطنية إلعداد النموذج‬ ‫التنموي الجديد‪ ،‬وعالقة المغرب مع العالم الخارجي‪ ،‬وذلك على المديين القريب والبعيد‪.‬‬ ‫– على المدى القريب ‪ :‬مواكبة الدولة لهذه االنطالقة من أجل الخروج من األزمة‪ ،‬اعتمادا‬ ‫على استراتيجية إلعادة البناء االقتصادي‪ ،‬واالهتمام بالفقراء والوحدات الصغيرة‪ ،‬وتطويق‬ ‫البطالة‪ ،‬وجعل نفقات الدولة نوعية أكثر من كونها كمية‪ ،‬أي توجيهها إلى الدفع نحو مزيد من‬ ‫التكافؤ االجتماعي‪.‬‬

‫– على المدى البعيد ‪ :‬األخذ بعين االعتبار التحوالت الكبرى التي يعرفها العالم بعد الخروج من‬ ‫الحجر الصحي في السنوات القادمة‪ ،‬والتي ستهم بشكل كبير قضايا الصحة‪ ،‬والعدالة االجتماعية‬ ‫والبيئة‪.‬‬ ‫– متابعة تطور العالقات بين القوى العالمية الكبرى (الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬والصين‪،‬‬ ‫وأوروبا) عن كثب وانتهاز فرصة االستفادة من الصورة اإليجابية التي حظي بها المغرب‪ ،‬انطالقا‬ ‫من سياسته في مواجهة الوباء‪.‬‬ ‫– تطوير وتقوية عالقات الجوار مع أوروبا‪ ،‬واالهتمام بإعادة المفاوضات مع االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫في ظل «جمود المشروع المغاربي»‪.‬‬ ‫– االهتمام بتطوير العالقات في االتجاهين (إفريقيا وأوروبا)‪ ،‬سيعطي لمنطقة الحوض األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬خالل هذا التحول الكبير‪ ،‬الذي سيعرفه العالم مع الخروج من هذه األزمة‪ ،‬نوعا من‬ ‫المركزية‪ ،‬التي يجب أن يستفيد منها المغرب من الناحية االقتصادية‪.‬‬ ‫– اضطالع الدولة بدور « الدولة االستراتيجية »‪ ،‬على الرغم من الصعوبات الداخلية التي‬ ‫تواجهها بسبب الجفاف‪ ،‬أو باقي الصعوبات الناجمة عن الحجر الصحي‪ ،‬فضال عن األزمة الدولية‬ ‫التي تؤثر على االقتصاد في جوانب تتعلق بمداخيل السياحة وبعض الصادرات المتوقفة‬ ‫كالنسيج‪ ،‬وتحويالت المهاجرين المغاربة أو الصادرات الكبرى‪ ،‬كقطاع السيارات‪.‬‬ ‫– االهتمام بقضايا العدالة االجتماعية والتكافؤ االجتماعي والصحة والتعليم عن بعد‪،‬‬ ‫والمنظومة التعليمية والتربوية بشكل عام‪.‬‬ ‫– ضرورة استعداد المغرب للتغيير التربوي والتعليمي واالستعانة بالخبرة التي راكمها‪ ،‬خالل‬ ‫األسابيع الماضية في مجال التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫– لجوء الحكومة المغربية إلى تجاوز سقف االقتراض الخارجي المحدد‪ ،‬بموجب قانون المالية‬ ‫لسنة ‪ 2020‬واستعمال المغرب للتسهيالت التي قدمها صندوق النقد الدولي‪ ،‬ومساعدات االتحاد‬ ‫األوروبي كان في محله‪.‬‬

‫فلسفـة الصيــام‬ ‫لم تفرض فريضة الصيام على المسلمين وحدهم بل فرضت على أمم أخرى سبقتهم وان‬ ‫كنا ال نعرف اآلن كيف صاموا وكيف صلوا‪..‬فليس بين أيدينا نص موثق وال مصدر مؤكد‪..‬‬ ‫وليست طقوس النصارى واليهود مما يمكن االطمىئنان له أو االعتداد به كمرجع ال شك في‬ ‫روايته‪ ،‬خاصة وأن القرآن الكريم قدم عرضا ساخرا لبعض تلك الطقوس عند البيت الحرام عندما‬ ‫قال ‪ »:‬وما كان صالتهم عند البيت إال مكاء وتصدية» ‪..‬والغالب أن شيئا منها لم يستمر على‬ ‫حاله على مدى قرون من الحذف والزيادة والتحريف ‪..‬‬ ‫وقد جرت العادة عندما يدور الحديث عن فلسفة الصوم أن يتناول الباحث ما سماه الفقهاء‬ ‫والمحدثون بالمقاصد ‪..‬وهذا الكالم ال ينطبق على الصيام وحده بل على جميع العبادات‬ ‫والشعائر ال يستثنى منها واحدا‪..‬أما فيما يخص فريضة الصيام فال يمكن أن يضع المسلم‬ ‫الصيام في إطار ضيق وحصره ضمن مربع صغير وهو منع األكل والشرب والشهوة والحرمان‬ ‫منها‪..‬إنه ليس حرمانا لمجرد الحرمان ‪..‬إنه شيء أكثر من ذلك بكثير‪..‬إنه اإلخالص والتوجه‬ ‫التام به الى اهلل تعالى‪ ،‬إذ إن االخالص سر بين العبد وربه استودعه اهلل قلب من أحبه من عباده‬ ‫ال يطلع عليه ملك فيكتبه وال شيطان فيفسده وال هوى فيميله‪..‬يقول اهلل تبارك وتعالى في‬ ‫الحديث القدسي‪ »:‬كل عمل ابن آدم له إال الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ‪..‬من هنا كانت للصوم‬ ‫خصوصية تميزه عن باقي العبادات األخرى ولذلك نجد العلماء قسموا الصيام الى ثالث مراتب‪:‬‬

‫• محمد إمغران‬

‫• د نجيب محمد الجباري‬

‫أولها‪ :‬صوم العموم وهو كف الفرج والبطن عن قضاء الشهوة ‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬صوم الخصوص وهو كف الجوارح عن اآلثام‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬صوم أخص الخصوص هو غض البصر عن المحارم والمكاره وعما يلهي عن ذكر‬ ‫اهلل وحفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة وكف السمع عن‬ ‫اإلصغاء إلى كل مكروه وكف بقية الجوارح عن المكاره والمحرمات‪..‬وأن يكون قلبه بعد االفطار‬ ‫متعلقا مضطربا بين الخوف والرجاء إذ ال يدري أيقبل صومه فيكون من المقربين أويرد فيكون‬ ‫من الممقوتين‪.‬‬ ‫ولننظر الى بهاء االسالم ورحمته وسماحته وهو ينظر الى المسلم الذي أفطر ناسيا فال‬ ‫كفارة عليه وال قضاء في حقه اهتداء بقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ »:‬من نسي وهو صائم فأكل‬ ‫أو شرب فليتمم صومه فإنما أطعمه اهلل وسقاه» كما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث‬ ‫أبي هريرة‪.‬‬ ‫الحمد هلل الذي فرض علينا صيام شهر رمضان حتى نفوز بالمغفرة والرضوان‪ ،‬وندخل‬ ‫جنة الرحمان حيث أنزل سبحانه وتعالى القرآن في هذا الشهر هدى للناس وبينات من الهدى‬ ‫والفرقان‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫ليالي اإلمتاع و المؤانسة‬ ‫قـال عنـه ياقـوت احلموي ‪�« :‬شيـــخ ال�صوفية وفيل�سوف الأدباء و�أديب‬ ‫هوعلي ُ‬ ‫بن‬ ‫الفال�سفة ومحقق الكالم ومتكلم املحققني و�إم��ام البلغاء»‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫التوحيدي ‪ُ ،‬‬ ‫وقد ُ‬ ‫ُّ‬ ‫العبا�س‬ ‫بن‬ ‫اخت ِل َف يف ن�سب ِته‬ ‫ِ‬ ‫وك ْن ُيته «�أبوح َيّان»‪ِ ،‬‬ ‫محمد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫العدل‬ ‫أهل‬ ‫وقيل ن�سبة �إلى‬ ‫املعتزلة الذين ي ُِلقبون � َ‬ ‫ِ‬ ‫�إلى التوحيد‪ِ ،‬‬ ‫أنف�سهم ب� ِ‬ ‫ِ‬ ‫والتوحيد‪ .‬يف هذا الركن اخرتنا لكم ليايل من كتابه ال�شهري «الإمتاع‬ ‫وامل�ؤان�سة»‪.‬‬

‫إعداد محمد العطالتي‬

‫ي َد ُح به ويُ ذم‪ ،‬ف�إذا كان مدح ًا فهوم� ٌ‬ ‫ُ‬ ‫أخوذ من‬ ‫اجلواب ‪:‬‬ ‫واحد املناخيب ِم ْنخاب‪ ،‬مُ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الن ْخب‪ ،‬وهواالختيار‪ ،‬و�إذا كان ذمًّ ا فهوم�أخوذ من النخبَة‪ ،‬وهي ال ْإ�ست‪ .‬قال ‪ :‬وهكذا‬ ‫يكون مدح ًا وذم ًا‪ ،‬ف�إذا كان مدحا فهوم� ٌ‬ ‫ُ‬ ‫أخوذ من اال ْن ِتجاب‪ ،‬وهواالختيار‪،‬‬ ‫املنجاب‬ ‫و�إذا كان ذم ًّا فهوم� ٌ‬ ‫أخوذ من ّ‬ ‫وهوق�شر ال�شجر‪ .‬قال ‪ :‬ما معنى قولهم ‪ :‬امر�أة‬ ‫الن َجب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عَ روب ؟ فكان من اجلواب �أن حممد بن يزيد قال ـــ على ما حدثنا به �أبو�سعيد وابن‬ ‫ال�سراج عنه ـ �إنه من الأ�ضداد‪ ،‬وهي ا ُملتحبِّ ُ‬ ‫الفا�سدة‪ ،‬م� ٌ‬ ‫أخوذ من‬ ‫بة �إلى زوجها؛ وهي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫معدته �إذا َف َ‬ ‫�صر ؟ فكان من اجلواب‬ ‫قولهم ‪ :‬عَ ِرب َْت‬ ‫�سدت‪ .‬وقال ‪ :‬ال�ضهياء مُي ُّد ويُ ْق َ‬ ‫�أن ابن الأعرابي قال ‪ :‬الذي ح�صلته عن الأعراب �أن ال�ضهياء املمدودة هي التي ال‬ ‫املق�صور �ضهايا‪ .‬قال‬ ‫أول‬ ‫�ضهي وجمعُ‬ ‫ٌ‬ ‫حتي�ض‪ ،‬و�أن املق�صور َة هي اليا�سمني‪ ،‬وجمعُ ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫طرى‬ ‫طي ؟ فكان من اجلواب �أن ابن الأعرابي قال ‪:‬‬ ‫‪ :‬ما معنى املنديل ا ُمل رّ‬ ‫هومقلوب ا ُمل ّ‬ ‫‪ .‬وقال ‪� :‬أن�شدين َغ ً‬ ‫ُ‬ ‫أن�شدته ما ح�ضر يف الوقت لأعرابي ‪:‬‬ ‫زال ‪ .‬ف�‬ ‫بيـــــــت �سلمـــــى‬ ‫ـــر جُم ّنبــا عــن‬ ‫ِ‬ ‫�أمُ ُّ‬ ‫�أَمر جُمـــنبــــــ ًا وهواي فيـــــــــــــــــه‬ ‫وقلبي فيه مُ ْق َت ٌ‬ ‫ْ‬ ‫هــــــل لـــــــــي‬ ‫تـــل َف‬

‫ُ‬ ‫الغليــــــــــــل‬ ‫ــــــــــه‬ ‫وب‬ ‫ِ‬ ‫ومل �أُلمْ ِ ْم بـــه ِ‬ ‫ُ‬ ‫وطريف ُ‬ ‫كليـــــــــــــــل‬ ‫نك�ســـــر‬ ‫عنه مُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬

‫ُ‬ ‫�ســــــــــــبيـــــل‬ ‫وقات ِلـــــــه‬ ‫�إلى ق ْلبي ِ‬

‫وقال ‪� :‬أحتفظ الأبيات التي فيها ‪:‬‬ ‫تكفيه ِف ْل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ألــم بهــــــــــــا‬ ‫كبد �إنْ � َّ‬ ‫ـــذة ٍ‬

‫من ِّ‬ ‫الغمـــــــر‬ ‫ال�شواء ويكفي ُ�شرب َُه‬ ‫ُ‬

‫ف�أن�شده ابن نباتة ‪ ،‬وذلك لأين قلت ‪ :‬ما �أحفظ �إال هذا البيت �شاهدا‪ ،‬وهولأع�شى‬ ‫باهلة يرثي املنت�شر ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ـــــــــر‬ ‫عجب منهـــا وال ُ�س ُخ‬ ‫�سر بهــــــــــــــا‬ ‫�إين �أتتني‬ ‫من عَ ْلوَ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ل�ســــان ال �أُ ُّ‬ ‫َ‬ ‫فب ُّت مُ رتفعـا ّ‬ ‫َ‬ ‫للنجـــــم �أ ْر ُقبـــــــــــــه‬ ‫حريان ذا َح َذ ٍر لوينفعُ‬ ‫احلــــــــــذرُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املطـــــــــــر‬ ‫الكواكب � ْأخطا نو�أهـا‬ ‫�إذا‬ ‫ـــــــــه‬ ‫احلي جفنت‬ ‫عي َت من ال ت ِغ ُّب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َن ْ‬ ‫َّ‬

‫«‪ ...‬وقال الوزير �أدام اهلل �أيامه ‪� :‬سراويل يُ َّ‬ ‫�صر ُف �أمْ ال ؟ فكان‬ ‫ذكر �أمْ يُ �ؤ َّنث‪ ،‬ويُ ّ‬ ‫ال�سراج قال ‪� :‬س� ُ‬ ‫ربد فقلت ‪:‬‬ ‫اجلواب ‪� :‬أن علي بن عي�سى حدثنا عن �شيخه ابن‬ ‫ألت ا ُمل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلمع ما يُ ْ�صنعُ به يف ال�صرف يف ِمثل َ�ش ْع ُره هراميل وهذه‬ ‫�صيغة‬ ‫الواحد يف‬ ‫�إذا كان‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ال�صرف‪ ،‬لأنه مثله و�شبيهُ ه‪ .‬قال‬ ‫أل ْق ُه‬ ‫�سراويل وما �أ�شبهه‪ ،‬فقال ‪ � :‬حْ ِ‬ ‫باجلمع ْ‬ ‫فام ْ‬ ‫نع ُه ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الفراء قال ‪ِ � :‬حْ‬ ‫‪ :‬و�س� ُ‬ ‫أل ْقهُ‬ ‫ْ‬ ‫ألت �أحمد بن يحيى عن ذلك‪ ،‬فقال ‪� :‬أخربَنا َ�سل َمة عن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الواحد‬ ‫وا�ص ِر ْف ُه يف النكرة حتى يكون بني‬ ‫ب�‬ ‫ِ‬ ‫أحمد ْ‬ ‫فام َن ْع ُه ّ‬ ‫ال�صرف يف املَ ْعرفة‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫واحد املَناخيب واملَناجيب وما ُح ْك ُمهما ؟ فكان من‬ ‫واجلمع َف ْرق‪ .‬و�س�أل فقال ‪ :‬ما‬ ‫ِ‬

‫ِّ‬ ‫كـــــــــــــدرُ ه‬ ‫�شـر يُ‬ ‫من َ‬ ‫خريه ٌّ‬ ‫لي�س يف ِ‬ ‫وتفزعُ ّ‬ ‫ال�شول ُ‬ ‫منه حني ُت ْب�صـــــــــرهُ‬

‫أمر �إال رَيْ َث َ‬ ‫ُ‬ ‫ـــــــــــه‬ ‫يركبُ‬ ‫َ�صعُ ُب ال ُ‬ ‫ال ي ْ‬ ‫ألـــم بهــــــــا‬ ‫يكفيـــه ُح ّز ُة‬ ‫فلــــــذان � َّ‬ ‫ٍ‬ ‫الق ْ‬ ‫ير ُقبــــــــــــــ ُـه‬ ‫ال يت� ّأرى لمِ ا يف ِ‬ ‫ـدر ْ‬ ‫هف �أهْ َ‬ ‫هف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫مُ ْ‬ ‫خـــــرق‬ ‫حني مُ ْن‬ ‫�ضم‬ ‫الك�ش ِ‬ ‫ِع ْ�شنا بذلك دهراً ثم فـــارقنـــــــــــا‬ ‫بح ُ‬ ‫ال ت� ُ‬ ‫ــــــه‬ ‫م�سـاهُ ومُ ْ�ص َ‬ ‫أمن النا�س مُ ْ‬

‫ال�صديق وال يف ْ‬ ‫على‬ ‫�صف ِوه َكـــــــدرُ‬ ‫ِ‬ ‫اجل‬ ‫ــــــــــــررُ‬ ‫َ‬ ‫حتى ُت َق َّطعَ يف �أعناقها ِ‬

‫ُّ‬ ‫ـــــــــــر‬ ‫ت‬ ‫وكل � ْأم ٍر �سوى‬ ‫الفح�شاء ي�أْ مَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫من ال�شواء ويكفي �شربَه ُ‬ ‫ـــــــــر‬ ‫الغ َم‬ ‫ُ‬

‫وال ي ُّ‬ ‫ــــــــر‬ ‫ال�ص َف‬ ‫َع�ض على ُ�ش ْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫�سوفه َّ‬ ‫ُ‬ ‫ــــر‬ ‫ب�سي‬ ‫عنه‬ ‫ُ‬ ‫الليل محُ ِ‬ ‫تق ُ‬ ‫ِ‬ ‫القمي�ص رْ ِ‬

‫َّ‬ ‫ذوالن�صلني ْ‬ ‫ــــــر‬ ‫مح‬ ‫الر ُ‬ ‫ين ِ‬ ‫كـ�س ُ‬ ‫كذلك ُّ‬ ‫من ِّ‬ ‫تظــــــــــر «‬ ‫كل � ْأو ٍب و�إنْ مل ي�أْ ِت يُ ْن‬ ‫ُ‬

‫نتائج المسابقة الوطنية النتقاء أجود الموارد‬ ‫الرقمية التعليمية‬

‫ندى المسري ‪ -‬تطوان‬

‫اختتمت الدورة التكوينية الوطنية عبر اإلنترنيت‪ ،‬في إعداد‬ ‫موارد رقمية وفيديوهات تعليمية باستخدام برنامج كامتازيا‬ ‫استوديو‪ ،‬لفائدة أطر التربية والتكوين بوزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬بجميع‬ ‫األسالك ‪ :‬أولي وابتدائي وثانوي وجامعي وتكوين األطر وهيئة‬ ‫التفتيش‪ ،‬ومن مختلف جهات المغرب‪ ،‬اختتمت باإلعالن عن نتائج‬ ‫المسابقة الوطنية النتقاء أجود الموارد الرقمية التعليمية‪ ،‬التي‬ ‫تم إعدادها خالل الدورة‪ ،‬وذلك يوم األربعاء ‪ 22‬أبريل ‪.2020‬‬ ‫وكانت كالتالي ‪:‬‬ ‫صنف التعليم العالي وتكوين األطر‬ ‫ المرتبة األولى ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬المكي اقالينة – جامعة عبد المالك‬‫السعدي – تطوان‬ ‫ المرتبة الثانية ‪ :‬د‪ .‬السعدية الفياللي – المعهد العالي‬‫للمهن التمريضية وتقنيات الصحة – فاس‬ ‫ المرتبة الثالثة ‪ :‬د‪ .‬كمال الصالحي – جامعة محمد‬‫الخامس – الرباط‬ ‫صنف التعليم االبتدائي‬ ‫ المرتبة األولى ‪ :‬ذ‪ .‬كريم أميوس – مديرية تارودانت‬‫ المرتبة الثانية ‪ :‬ذ‪ .‬رحال الشعراوي – مديرية الخميسات‬‫ المرتبة الثالثة ‪ :‬ذ‪ .‬حسن كالطي – مديرية تطوان‬‫صنف التعليم الثانوي (اإلعدادي والتأهيلي)‬ ‫ المرتبة األولى ‪ :‬ذة‪ .‬نعيمة بولفتالي – مديرية طنجة‬‫أصيلة‬

‫ المرتبة الثانية ‪ :‬ذ‪ .‬سفيان أوتحالت – مديرية تطوان‬‫ المرتبة الثالثة ‪ :‬ذ‪ .‬بوجمعة الكريك – مديرية الحسيمة‬‫صنف اإلدارة التربوية‬ ‫ المرتبة األولى ‪ :‬ذ‪ .‬عبد الناصر الصغير – مديرية طنجة‬‫ المرتبة الثانية ‪ :‬ذ‪ .‬عادل بنمنصور – مديرية شفشاون‬‫ المرتبة الثالثة ‪ :‬ذة‪ .‬أسماء النقراشي – مديرية مراكش‬‫وتأتي هذه الدورة التكوينية في سياق استثنائي عالمي‬ ‫تعيشه البالد‪ ،‬والمتسم باتخاذ الحكومة لعدد من اإلجراءات‬ ‫االحترازية للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد‪،‬‬ ‫وإقدام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي على توقيف الدراسة واعتماد التكوين عن بعد‪.‬‬ ‫ومساهمة من جمعية مبادرات تربوية للتجديد والبحث التربوي‬ ‫وإدماج تكنولوجيا المعلومات واالتصال (جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة) والجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية (فرع‬

‫تطوان)‪ ،‬في تذليل الصعوبات المطروحة على مستوى التعليم‬ ‫عن بعد‪ ،‬نظمت الجمعيتان هذه الدورة التكوينية التي عرفت‬ ‫نجاحا باهرا وإقباال كبيرا من لدن األطر التربوية واإلدارية‬ ‫المغربية‪ ،‬من جميع أسالك التربية والتكوين‪ ،‬مما تطلب مضاعفة‬ ‫الجهود من طرف فريق التكوين ألجل اإلعداد الجيد حتى يرقى‬ ‫إلى تطلعات وحاجيات المسجلين في الدورة‪ ،‬وكذا معالجة العدد‬ ‫الهائل لطلبات التسجيل عبر اإلنترنيت التي بلغت أزيد من‬ ‫‪ 3300‬طلبا في أقل من ثالثة أيام‪ ،‬ومواكبة تكوينهم‪ .‬والقت‬ ‫الدورة استحسان الجميع‪ ،‬حيث انخرط المستفيدون بكل جدية‬ ‫والتزام وتمكنوا في نهاية الدورة من إنجاز العديد من الموارد‬ ‫الرقمية في مواضيع متنوعة‪.‬‬ ‫وقد نوه المستفيدون من الدورة التكوينية‪ ،‬عبر المنصة‬ ‫اإللكترونية ووسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬بمجهودات فريق‬ ‫الـتأطير ومهنيته واحترافيته‪ ،‬وعبروا عن رضاهم بمستوى‬ ‫التكوين وجودته‪ ،‬وسعادتهم بالمشاركة في هذه الدورة التي‬ ‫كانت في مستوى تطلعاتهم‪ ،‬كما أعربوا عن حاجتهم لمثل هذه‬ ‫المبادرات‪.‬‬ ‫وكما جاء في بالغ الجمعيتين المنظمتين‪ ،‬سيتم تتويج‬ ‫الفائزين ومنح الشواهد الورقية للمستفيدين الذين استوفوا‬ ‫جميع مراحل التكوين وكذا الشواهد التقديرية‪ ،‬خالل حفل‬ ‫حضوري سينظم بعد مرور هذه الفترة الحرجة‪ ،‬فترة الحجر‬ ‫الصحي للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد الذي‬ ‫تعرفه حاليا جميع أنحاء العالم‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫‪6‬‬

‫مدخل إلى المديح النبوي‬ ‫لعل ق��راءة االبحاث االدبية‪ ،‬في مختلف الوانها‪،‬‬ ‫وتباين اضرابها‪ ،‬يلحظون على الباحثين انكبابهم‬ ‫على دراسة كل واجهات االدب العربي وإلحاحهم على‬ ‫تعميق الدرس والبحث في شيء غير قليل من التتبع‬ ‫واالستقصاء‪ ،‬وحظ غير يسير من التعليل والتحليل‪ ،‬ولعل‬ ‫اولئك القراء‪ ،‬ايضا‪ ،‬يلحظون ((تهافت )) اكثر من باحث‬ ‫على (( الواجهة )) الواحدة‪ ،‬وتلك ظاهرة ليست تبهج‬ ‫بقدر ما تؤسف‪ ،‬فبعض هؤالء الدارسين (( المتهافتين‬ ‫)) تقراهم فال يطالعك فيما تقرا غير اجترار سخيف ـ اذا‬ ‫صح ان يوصف االجترار بالسخف ـ لما درس‪ ،‬ويستبد‬ ‫بنفسك شوق جديد تلقيه بين لصفحات‪ ،‬ويحمل هذا‬ ‫الشوق على المضي في القراءة‪ ،‬فاذا بك ال تجد فيما‬ ‫انفقت وقتا تقراه اال تكرارا ممال لما عولج‪ ،‬واذا انت بعد‬ ‫هذا وذاك ال تملك اال ان تردد قول البحتري ‪:‬‬

‫هل ترانا نقول اال معـــــــادا‬ ‫اومعارا من لفظنا مكـــــــرورا‬ ‫ولعل قراء االبحاث االدبية‪ ،‬في مختلف الوانها ومتباين اضرابها‪،‬‬ ‫حينما يلحظون ذلك ياخذون في االن عينا على الدارسين‪ ،‬وعلى ((‬ ‫المتهافتين )) منهم بوجه اخص انصرافهم عن معالجة واجهة من‬ ‫واجهات االدب العربي بالدرس والبحث‪ ،‬تلك هي واجهة المديح النبوي‬ ‫في الشعر العربي‪ ،‬وهي واجهة عالها الغبار وطمس معالمها االهمال‪،‬‬ ‫ولم تظفر فيما نعلم ويعلم الناس بغير عناية (( يتيمة )) اوالها اياها‬ ‫الدكتور زكي مبارك ـ يرحمه اهلل ـ بدراسته الممتعة التي سماها ((‬ ‫المدائح النبوية في االدب العربي))‪ ،‬وقد حق للدكتور زكي مبارك ان ياخذ‬ ‫بنشوة النصر والظفر وهويقدم دراسته هذه الى القراء ( فما كتن احسب‬ ‫ان الزمن سينصفني هذا االنصاف فاكون اول من يرسم خصائص‬ ‫المدائح النبوية في االدب العربي‪ ،‬وهوموضوع كان يجب اوتعين رسومه‬ ‫وحدوده منذ ازمان (‪.) 1‬‬ ‫واذا كان ثمة ما يؤخذ على دراسة د‪ .‬مبارك زكي مبارك فهوضربه‬ ‫صفحا على ذكر ما اسهم به االندلسيون والمغاربة في هذا الغرض‪،‬‬ ‫وذلك بشكل (( اهماال )) ليس ما يبرره‪.‬‬ ‫وقد ارتايت‪ ،‬بناء ما تقدم‪ ،‬قبل الخوض في صميم الموضوع ان‬ ‫نلم‪ ،‬على عجل‪ ،‬بالخطوط العامة لنشاة وتطور هذا الفن الشعري في‬ ‫الديوانين ‪ :‬المشرقي والمغربي‪.‬‬ ‫* * *‬ ‫المديح النبوي ضرب من الشعر الدفين الذي تجيش به العاطفة‬ ‫الصادقة ويصوغه االحساس المشبوب‪ ،‬وينحبس عنه الحب العارم‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك يمكن القول بان قصيدة االعشى التي مطلعها ‪:‬‬ ‫الم تغتمض عيناك ليلة ارمدا‬ ‫وعادك ما عاد السليم المسهدا‬ ‫وقصيدة كعب بن زهير التي يفتتحها بقوله ‪:‬‬ ‫بانت سعاد فقلبي اليوم متبول‬ ‫متيم اثرها لم يفد مكبـــــــول‬ ‫تعدان معا االنطالقة االولى لهذا الغرض الشعري بصرف النظر عن‬ ‫الباعث الذي حدا بالشاعرين الى مدح الرسول عليه الصالة والسالم‪،‬‬ ‫فلقد قال االول قصيدته يرجوا التقرب لرسول اهلل والظفر بالكسب‬ ‫المادي‪ ،‬وقصة صرف قريش له عن االتيان الى الرسول معروفة حتى‬ ‫لدى بعض طلبة كلية االداب‪ ،‬واما الثاني فقد انشا قصيدته يلتمس‬ ‫بها حماية الرسول له والدفع عنه‪ ،‬ومن تم كانت القصيدتان اقرب الى‬ ‫شعر التكسب الذي يحفل بالكذب والنفاق والرياء منهما الى شعر المديح‬ ‫النبوي الذي تمليه العاطفة الصادقة ويصوغه الحب العارم‪ ،‬واذن فنحن‬ ‫نقر د‪ .‬زكي مبارك على ان القصيدتين اشبه شيء بما يمدح به الرؤساء‬ ‫المسيطرون‪ ،‬ذلك انه اذا جاز ان يغني الكذب في بعض الشعر عن‬ ‫الصدق‪ ،‬وهوامر قابل للمناقشة‪ ،‬فانه ليس يمكن بحال ان يقوم الكذب‬ ‫مقام الصدق في شعر المديح النبيوي‪ ،‬ولعل هذا ما عناه المقرئ حين‬ ‫كتب في (( نفح الطيب )) ما نصه ‪ (( :‬واذا كان القريض في بعض االحيان‬ ‫كذبا صراحا‪ ،‬والموفق من تركه والحالة هذه رغبة منه وله اطراحا‪،‬‬ ‫فخيره ما كان حقا ‪ ،‬وهومدح اهلل ورسوله‪ ،‬وبذلك يحصل للعبد منتهى‬ ‫سوله ))‪ .‬على اننا‪ ،‬برغم ذلك جميعه‪ ،‬ال نذهب مع د‪ .‬زكي مبارك الى‬ ‫القول بان القصيدتين ليستا من المدائح النبوية في شيء يتمثل في‬ ‫اختبارهما (( المحاولة )) االولى نستطيع بها ان نتاصل نشاة هذا الغرض‬ ‫في تاريخ الشعر العربي‪.‬‬ ‫ثم تطالعنا شخصية حسان بن ثابت‪ ،‬شاعر النبي‪ ،‬ويرى د‪ .‬زكي‬ ‫مبارك ان شعر حسان في مدح الرسول (( على قوة روحه ال يكاد يضاف‬ ‫الى المدائح النبيوة التي ندرسها في هذا الكتاب‪ ،‬فقد كان يمدح الرسول‬ ‫ويقارع خصومه على الطرائق الجاهلية )) ( ‪) 2‬والحقيقة ان شعر حسان‬ ‫في مدح الرسول وفي الذياد عن دعوته الطيبة عامر بصدق االيمان‬ ‫بالدين الجديد‪ ،‬نابض بعمق الحب لرسول هذا الدين‪ ،‬فماذا ينقص‬ ‫هذا الشعر مما يجب توفره في المديح النبوي حتى يوصف‪ ،‬عنيت شعر‬ ‫حسان‪ ،‬بانه (( ال يكاد يضاف الى المدائح النبوية ))؟؟‪.‬‬ ‫وبقصيدة الفرزدق في علي بن الحسين اوفي ابنه زين العابدين‪،‬‬ ‫والتي يقول في اولها ‪:‬‬ ‫هذا الذي تعرف البطحاء وطاتـه‬ ‫والبيت يعرفه والحل والحــرم‬ ‫يبدا الجمع بين مدح الرسول عليه السالم ومدح ال البيت‪ ،‬ويقول د‪.‬‬ ‫زكي مبارك ‪ (( :‬وقد يمكن القول بان مدح الفرزدق للنبي واهله هوبداية‬ ‫الصدق في المدائح النبوية )) ( ‪ )3‬ومعنى هذا تجريد مديح حسان من‬ ‫الصدق‪ ،‬وليس يقصد به هنا اال صدق العاطفة والوجدان‪ ،‬وهوادعاء ال‬ ‫يقوم للبحث اطالقا‪.‬‬ ‫ومن اشهر الشعراء الذين مزجوا بين مدح النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم وبين مدح ال بيته االطهار ‪ :‬الكميت االسدي ودعبل الخزاعي‬ ‫والشريف الرضى ومهيار الدليمي‪ ،‬ومن راي د‪ .‬زكي مبارك ان فن المديح‬

‫النبوي (( بلغ اشده عند هؤالء الشعراء )) والحقيقة ان شعر هؤالء ليس‬ ‫من قبيل المديح النبوي الخالص‪ ،‬ذلك ان ما كانوا يهدفون اليه بالدرجة‬ ‫االولى فيما ينشئون من شعر انما هوابداء التحسر واللوعة واظهار‬ ‫الحزن وااللم لما ال اليه جهاد االمام علي من خاتمة مبكية ولما انتهت‬ ‫به حياة ابنه الحسين من مشاهد مفجعة ‪ ،‬كما كان اولئك الشعراء‬ ‫يقصدون‪ ،‬من خالل ما ينظمون من قريض‪ ،‬الى تبيين حق بني هاشم‬ ‫في الخالفة والحكم وتاييدهم من وجهة النظر السياسي‪ ،‬وهكذا يمكن‬ ‫القول بانه ليس بعد من شعر اولئك الشعراء في المديح النبوي غير‬ ‫االبيات التي عرضوا فيها لمدح الرسول عليه افضل الصالة والسالم على‬ ‫اثر مدحه لالمام علي واوالده بما يربطهم من صالة القربى الدموية‬ ‫بنبي االسالم‪.‬‬ ‫واذا تركنا هؤالء الشعراء الذين مزجوا في شعرهم بين مدح النبي‬ ‫وبين مدح ال بيته‪ ،‬كا علينا ان ننتظر مجئ القرن السابع الهجري لنلتقي‬ ‫فيه بشاعر حمله حبه الشديد لرسول اهلل صلوات اهلل عليه‪ ،‬على انشاء‬ ‫شعر ذاعت شهرته‪ ،‬على توالي االعصار‪ ،‬في شرق البالد االسالمية‬ ‫وغربها‪ ،‬اما الشاعر فهومحمد البوصيري ( ‪ 608-697‬هـ )‪ ،‬واما شعره‬ ‫فنعني به خاصة قصيدته (( البردة )) التي يقول في اولها ‪:‬‬ ‫امن تذكر جيران بذي سلــــــم‬ ‫مزجت دمعا جرى من مقلة بدمـي‬ ‫وتعد هذه القصيدة من اجود الشعر في المديح النبوي‪ ،‬وقد كلف‬ ‫بها من اتى بعد البوصري من الشعراء‪ ،‬فعارضها بعضهم‪ ،‬وعمد البعض‬ ‫االخر الى تضمينها اوتشطيرها اوتخميسها اوتسبيعها اوتعشيرها‪ .‬واما‬ ‫القول بان البوصري (( لعله كان اول شاعر يدفعه صدق حبه الشديد‬ ‫للرسول الى مدائحه النبوية )) كما يقول د‪ .‬ما هوحسن فهمي في كتابه‬ ‫‪ (( :‬شوقي‪ ،‬شعره االسالمي )) فتاريخ هذا الفن الشعري ال يقره‪ ،‬على ضوء‬ ‫ما اسلفنا االشارة اليه وعلى ضوء ما سنشير اليه حين نلم بالخطوط‬ ‫العامة لهذا الفن في االدبين ‪ :‬االندلسي والمغربي‪.‬‬ ‫واشتهر من بين الذين عارضوا بردة البوصيري في القديم‪ ،‬شاعر‬ ‫اندلسي ضرير هوابن جابر االندلسي ( توفي ‪ 780‬هـ )‪ ،‬وقد ابتكر هذا‬ ‫الشاعر وهويعارض البردة‪ ،‬فن البديعيات‪ ،‬وهوعبارة عن قصائد تنظم‬ ‫في المديح النبوي‪ ،‬يتعمد فيها ناظمها ان يضمن كل بيت فيه كلمة‬ ‫اواكثر‪ ،‬تشير الى جزء من االجزاء التي يتالف منها (( البديع ))‪.‬‬ ‫وهكذا غرق في المديح النبوي في (( لجج )) من التكلف اوالتعمل‪،‬‬ ‫والضعف والضحالة‪ ،‬وكذلك كان شان الشعر العربي بعامة‪ ،‬حتى اذا جاء‬ ‫محمود سامي البارودي (‪ 1904 – 1838‬م ) واعاد لهذا الشعر ديباجته‬ ‫وقوته واشراقته‪ ،‬اقال فن المديح النبوي من عثرة (( البديعيات )) واذعه‬ ‫في الناس ‪ :‬جزيل العبارة‪ ،‬متين السبك‪ ،‬رائع المعنى‪ ،‬ومن اشهر قصائد‬ ‫البارودي في مدح الرسول صلى اهلل عليه وسلم قصيدته (( كشف الغمة‬ ‫في مدح سيد االمة )) وقد استعرض في ثناياها حياة الرسول الكريمة‬ ‫منذ المولد الى الوفاة‪ .‬ثم جاء شوقي فعارض البوصيري في قصيدته ((‬ ‫نهج البردة )) التي مطلعها ‪:‬‬ ‫ريم على القاع بين البان والعلــم‬ ‫احل سفك دمي في األشهر الحرم‬ ‫من الشعر الذي أذاعه الغناء في العصر الحديث‪.‬‬ ‫* * *‬ ‫واذا تركنا الشرق ويممنا الوجه شطر الغرب العربي ( االندلس‬ ‫والمغرب ) طالعنا رصيد ضخم وت��راث عظيم خلفه لنا شعراء هذه‬ ‫المنطقة بما انشؤوه في مدح نبي االسالم‪ ،‬وقد يمكن تلمس طالئع‬ ‫هذا المدح في شعر بن هاني‪ ،‬وبن شهيد وابن دراج‪ ،‬فقد كان االول‬ ‫يمدح الفاطميين بانتسابهم الى الرسول‪ ،‬كما كان اآلخران يمدحان‬ ‫بني حمود اصحاب قرطبة ومالقة والجزيرة الخضراء بانتسابهم‬ ‫الى رسول اهلل ايضا‪ ،‬ولما استولى المرابطون على مقاليد االمور في‬ ‫االندلس اصبحت روح التدين مما يدفع الى قرض الشعر ( وغدا التوسل‬ ‫الى الرسول وارسال القصائد الى الروضة الشريفة موضوعا واسعا من‬ ‫موضوعات الشعر االندلسي يميز العصور التالية ) (‪.) 4‬‬ ‫واننا لنستطيع ان نعمد الى الموسوعتين القيمتين‪ ،‬عنيت ((نف))‬ ‫شهاب الدين المقري و(( ازهاره))‪ ،‬نقر فيهما مرويات المديح النبوي‪،‬‬ ‫لنتمثل االسهام اكثر الذي اسهم به شعراء الغرب العربي في هذا الفن‬ ‫الشعري‪ ..‬ففي مقدمة (( نفح الطيب )) يلحظ القارئ جانبا من ذلك‬ ‫االسهام‪ ،‬متمثال فيما رواه المقري من المديح النبوي سواء كان من‬ ‫انشائه اوانشاء غيره من الشعراء والواشحين‪ ،‬وقد اخذت مرويات المديح‬ ‫النبوي من المقدمة حيزا كبيرا‪ ،‬وهولمر دعا المقري الى القول ‪ (( :‬وربما‬ ‫من يقف على سرد هذه المدائح النبوية ‪ :‬الى متى وهذا الميدان تكل‬ ‫فيه فرسان البديهة والروية‪ ،‬فانشده في الجواب قول بعض من ام نهج‬ ‫الصواب ‪:‬‬ ‫الديمن مدح المصطفــــــــــى‬ ‫فعل من في اهلل قوى طعمـــه‬ ‫فعسى انعم في الدنيا بــــــــه‬ ‫وعسى يحشر في اهلل معــــــه‬

‫(عن موقع دعوة الحق)‬

‫وفي الجزء الرابع من نفح الطيب نجد المقري بعد ان يروي تخميسا‬ ‫في مدح رسول اهلل البن حيان يغتنمها فرصة‪ ،‬ليستطرد ـ على طريقة‬ ‫(( الشيء بالشيء يذكر )) ـ الى ايراد عدد كبير من المدائح النبوية‪ .‬وفي‬ ‫(( ازهار الرياض )) مرويات اخرى في المديح النبوي‪ ،‬نقرا من بينها شعرا‬ ‫للسان الدين ابن الخطيب وقصائد البن زمرك‪ ،‬كان يلقيها بين يدي‬ ‫بني االحمر في الموالد النبوية‪ ،‬وموشحات له ايضا‪.‬‬ ‫وفي االدب المغربي ثروة عظيمة من هذا الفن الشعري‪ ،‬ولعل‬ ‫قصيدة الشاعر ميمون الخطابي المعروف بابن خبارة ( توفي عام ‪637‬‬ ‫هـ ) في مدح رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬والتي يقول اولها ‪:‬‬ ‫حقيق علينا ان نجيب المعاليـــا‬ ‫لنفني في مدح الحبيب المعاليا‬ ‫ونجمع اشتات االعاريض خبــة‬ ‫ونحشد في ذات االله القوافيــا‬ ‫نقول ‪ :‬لعل هذه القصيدة من اول الشعر‪ ،‬الرصين‪ ،‬المحكم‪ ،‬الذي‬ ‫بدا به الشعراء المغاربة يعالجون هذا الموضوع‪ ،‬ومما يلفت النظر في‬ ‫قصيدة ابن خبارة عدم تقيد الشاعر بالنسيب تمهيدا يتلخص منه الى‬ ‫المدح‪ ،‬وهي ظاهرة تؤلف ما يشبه (( التقليد الفني )) في هذا الغرض‪،‬‬ ‫ويمكن مالحظته في جل قصائد المديح النبوي‪ ،‬بما في ذلك ما سينتجه‬ ‫شعراء مغاربة جاءوا بعد ابن خبازة‪.‬‬ ‫وبعد مالك بن المرحل ( ‪ 699 – 604‬هـ ) من اكثر الشعراء المغاربة‬ ‫عناية بالمدائح النبوية‪ ،‬وله اشعار سماها (( المعشرات النبوية )) كما ان‬ ‫له قصائد في الفعال النبوية واخرى في المولديات‪ ،‬ومن شعراء سبتة‬ ‫الذين عالجوا هذا الغرض الشاعر ابن الرشيد السبتي (‪.) -721 657‬‬ ‫ولقد كان النتشار سنة االحتفال بالمولد النبوي في المغرب‪ ،‬وهي‬ ‫سنة كان ال العز في اصحاب سبتة اول من سنها للناس في هذه البالد‪،‬‬ ‫اثر بعيد في ازدهار فن المديح النبوي‪ ،‬ذلك ان امراء البالد وسالطينها‬ ‫احتفوا بهذه السنة شديد االحتفاء فاقبل عليهم الشعراء يلقون بين‬ ‫ايديهم‪ ،‬في ليالي المولد‪ ،‬مدائحهم النبوية‪ ،‬وقد كانت هذه المدائح في‬ ‫اغلب االحيان تجمع بين مدح النبي ومدح ال بيته المتمثلين في االمير‬ ‫اوالسلطان‪ ،‬كما كانت تعالج‪ ،‬الى ذلك‪ ،‬عناصر اخرى‪ ،‬كفكرة الجهاد مثال‪،‬‬ ‫على نحوما نجد عند شعراء المنصور السعدي‪ ،‬وتعتبر فترة حكم هذا‬ ‫السلطان (( ‪ 986‬م ‪ 1012‬هـ ) من أخصب الفترات في تاريخ فن المديح‬ ‫النبوي‪ ،‬ولقد صورت لنا كتب التاريخ واالدب (‪) 5‬عناية المنصور الشديدة‬ ‫باحياء ذكرى المولد النبوي وكيف انعكست هذه العناية على شعر شعراء‬ ‫بالطة من امثال ‪ :‬الشابطي والشيظمي والفتلي والهوازالي وغيرهم‪،‬‬ ‫ومن اشهر قصائد هذه الفترة نونية عبد العزيز الفشتالي‪ ،‬وهي من‬ ‫بين مدائحه النبوية كما يقول استاذنا كنون ‪ ( :‬اعظمها سراوة وأكثرها‬ ‫سيرورة ) ( ‪ .)6‬وهي قصيدة طويلة‪ ،‬تقع في احد عشر ومائة بيت‪ ،‬وقد‬ ‫قرظها شهاب الدين المقري في (( نفح الطيب ))‪ ،‬ومطلعها ‪:‬‬ ‫هم سلبوني الصبر والصبر من شاني‬ ‫وهم حرموا من لذة الغمص اجفاني‬ ‫وهم اخرقوا في مهجتي ذمم الهوى‬ ‫فلم يثنهم عن سفكها حبي الجانـي‬ ‫ولعل هذه القصيدة وغيرها من روائع المدائح النبوية التي انتجها‬ ‫شعراء مغاربة‪ ،‬كانت هي التي دفعت بالمقري الى القول بان اهل المغرب‬ ‫(( لهم في منازل االمداح النبوية مقيل وتعريس )) (‪.) 7‬‬ ‫اما في عصر االش��راف العلويين فيمكن ان نتخذ شعر الوزير‬ ‫الكنسوسي ( ‪ 1294 – 1211‬هـ ) نموذجا لشعر المدائح النبوية في‬ ‫هذا العصر‪ ،‬ومن أشهر مولديات هذا الشاعر الميته التي يهنئ فيها‬ ‫السلطان موالي عبد الرحمان‪ ،‬وقد (( ابان فيها عن قوة عارضته‪،‬‬ ‫وعلونفسه‪ ،‬وحسن تصرفه)) ( ‪ )8‬يقول في اولها ‪:‬‬ ‫عهدي بكم جيرة البطحاء موصــول‬ ‫يا ناسي العهد ان العهد مسئـــول‬ ‫وبعد ‪ :‬فتلك هي الخطوط العامة لفن المديح النبوي في الشعر‬ ‫العربي‪ ،‬مشرقا ومغربا‪ ،‬اردناها مدخال نخلص منه الى معالجة هذا الفن‬ ‫في شعرنا المعاصر‪ ،‬وهوما سيشكل موضوع الحلقة الثانية من هذا‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫‪-----------‬‬‫(‪ )1‬د‪ .‬زكي مبارك‪ ،‬المدائح النبوية في االدب العربي )) ص ‪ – 9‬دار الكتاب‬ ‫العربي للطباعة والنشر القاهرة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫(‪ )3‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫(‪ )4‬د‪ .‬احسان عباس‪ ،‬تاريخ االدب االندلسي ـ عصر الطوائف والمرابطين ـ‬ ‫ص ‪ 169‬دار الثقافة ـ بيروت‪.‬‬ ‫(‪ )5‬انظر ‪ :‬مناهل الصفا للفشتالي والنفح للمقري ونزهة الحادي لالفراني‬ ‫واالستقصا للسالوي‬ ‫(‪ )6‬كنون‪ ،‬عبد العزيز الفشتالي ص ‪ – 52‬دار الكتاب اللبناني ـ بيروت‪.‬‬ ‫(‪ )7‬المقري‪ ،‬نفح الطيب ج ‪ 4‬ـ ص ‪.443‬‬ ‫(‪ )8‬كنون‪ ،‬اكنسوس‪ ،‬ص ‪ – 21‬دار الكتاب اللبناني ـ بيروت‪.‬‬


‫امللحق القانوين‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 1044‬ـ الثالثاء ‪ 05‬إلى ‪ 11‬ماي ‪2020‬‬

‫جائحة فيروس كورونا المستجد‬ ‫بأبعادها وانعكاساتها‬ ‫النفسية االجتماعية‬ ‫محمد البوشوكي‪..‬‬

‫دكتور في القانون العام‬ ‫أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية أكدال‪ -‬جامعة محمد الخامس‪-‬الرباط‬

‫نظام ما بعد الجائحة‪ ..‬إفريقيا في المحك‬ ‫الدكتور رشيد الكنوني‬ ‫أستاذ باحث في علم النفس االجتماعي‬

‫يمر العالم حاليا بأزمات متعددة األبعاد جراء جائحة‬ ‫فيروس كورونا المستجد كوفيد ‪ ،19‬خلفت وال زالت‬ ‫تخلف خسائر كبيرة في األرواح وتكبد االقتصاد العالمي‬ ‫خسائر مهولة‪ .‬ويتوقع المحللون أن يعرف العالم تحوالت‬ ‫على مستوى العالقات الدولية وعلى ميزان القوى وعلى‬ ‫تدبير عدد من القضايا‪ .‬ومن هذه القضايا التي أصبحت‬ ‫تثير االنتباه القضايا ذات األبعاد السيكوسوسيولجية‬ ‫المرتبطة بهذه الجائحة‪.‬‬ ‫إن مجموعة من الباحثين يعتبرون أن األزمة ظاهرة‬ ‫اجتماعية ونفسية تمر بدورة حياة مثلها مثل أي كائن‬ ‫حي‪ .‬ذلك أن هناك مرحلة ميالد األزمة ومرحلة نموها‬ ‫واتساعها قبل االنتقال إلى مرحلة النضج‪،‬ثم قبل‬ ‫الوصول إلى مرحلة حل األزمة‪ .‬وتختلف مراحل نمو‬ ‫وتطور األزمات باختالف نوعيتها والبيئة التي توجد فيها‬ ‫وقدرة المجتمعات التي توجد بها على مواجهتها‪.‬‬ ‫بناء على ما تقدم‪ ،‬نتساءل‪ :‬إلى أي مدى يمكن‬ ‫تطبيق حالة األزمة على ما عشناه في األيام السالفة‬ ‫ونعيشه حاليا بسبب فيروس كورونا المستجد كوفيد‬ ‫‪19‬؟ ألم نفاجأ بما حدث ونصدم من هول هذه األزمة‬ ‫مثل بقية دول العالم؟ من منا كان يتوقع حدوث مثل‬ ‫هذا األمر في زماننا الحالي؟ ألسنا مذعورين بما يحدث‪،‬‬ ‫لدرجة يفقد معها البعض منا السيطرة على تفكيره‬ ‫ومشاعره بفعل تسارع األحداث وتشابكها في مختلف‬ ‫أرجاء العالم؟ وأمام غياب حل جدري وسريع لهذه الجائحة‪،‬‬ ‫ألسنا أمام خسائر بشرية تطالعنا البالغات الصحفية‬ ‫لوزارة الصحة بأعدادها كل يوم؟ كيف نقيمالخسائر ذات‬ ‫األبعاد النفسية واالجتماعية؟ هل هي بحجم الخسائر‬ ‫االقتصادية؟ ما مدى تأثيرها على األفراد والجماعات‬ ‫وأين يتجلى هذا التأثير؟‬ ‫ال شك أنه سيكون لهذه الجائحة تداعيات نفسية‬ ‫اجتماعية بدأت مالمحها وتجلياتها تظهر يوما بعد يوم؛‬ ‫إذ نظرا لألزمة االقتصادية التي تعرفها جل القطاعات‬ ‫اإلنتاجية خاصة القطاع السياحي والقطاع الصناعي‬ ‫وقطاع الخدمات وفي القطاع غير المهيكل‪ ،‬فإن عددا‬ ‫مهما من اليد العاملة ستفقد مناصب شغلها وبالتالي‬ ‫مورد رزقها‪ ،‬وسنكون أمام انعكاسات اجتماعية جديدة‬ ‫تنضاف لما تعرفه البالد من ظواهر مجتمعية‪ ،‬ستضاعف‬ ‫من ظواهر الفقر والهشاشة لدى فئات من المجتمع‪.‬‬ ‫لقد اضطرت بالدنا إلى فرض الحجر الصحي ثم‬ ‫تمديد مدتهبهدف الحيلولة دون اتساع رقعة الوباء؛ األمر‬ ‫الذي يحتم على الناس االلتزام ببيوتهم وعدم مغادرتها‬ ‫إال في الحاالت المسموح بها والتي حددتها السلطات‬ ‫العمومية‪ .‬غير أننا لم نعتد على هذا األمر؛ حيث أن اآلباء‬ ‫يظلون طيلة النهار بمقرات عملهم كما أن األطفال‬ ‫اعتادوا قضاء يومهم في المدارس والجامعات وال يلتقي‬ ‫أفراد األسرة إال في آخر النهار‪ ،‬بل وال تدوم فترات لقاء‬ ‫كثير منهم سوى دقائق معدودة يقضونها بين األعباء‬ ‫المنزلية ووسائل التواصل االجتماعي قبل الخلود للنوم‬ ‫ثم بدء يوم جديد بنفس االنشغاالت تقريبا‪.‬‬ ‫ونعتقد أنه في ظل هذا الوضع الجديد‪ ،‬فإن الحجر‬ ‫الصحي سيؤثر على العالقات الزوجية والعالقات األسرية‬ ‫عموما‪.‬صحيح أن هذا الحجر الصحي سيمكن من الحد‬ ‫من اتساع رقعة هذه الجائحة في أفق القضاء عليها‪،‬‬ ‫لكن قد تنتج عنه اعتالالت جسمية ونفسية واجتماعية‬ ‫جديدة‪ ،‬أو تفاقم من حدة االعتالالت القائمة حاليا‪ .‬فقد‬ ‫أشرنا إلى موضوع العنف واالحتمال الكبير لتفاقمه في‬ ‫المجتمع‪ ،‬لكن هناك إمكانية انتشار أو على األقل ارتفاع‬ ‫نسبة ظواهر أخرى من قبيل الطالق أو االنتحار‪.‬‬ ‫إن أضرار فيروس كورونا المستجد ال تقتصر‬ ‫على اآلثار الجسدية والحالة المرضية التي يصل إليها‬

‫اإلنسان بعد إصابته بهذا الوباء‪ ،‬بل تؤثر أيضاً على‬ ‫صحته النفسية بسبب تصرفات الناس وسلوكياتهم في‬ ‫خضم هاته األزمة التي يمرون بها‪.‬‬ ‫ولعل ما يزيد من حدة هذه األزمة‪ ،‬تكاثر وتناسل‬ ‫األخبار الزائفة وانتشار اإلشاعة‪ .‬ومعلوم أن مجموعة من‬ ‫المعلومات واألفكار والقضايا يتم تناقلها بين الناس ال‬ ‫تكون مستندة إلى مصدر موثوق به‪ ،‬يتم تداولها بشكل‬ ‫كبير وتحظى باهتمام فئات كبيرة من المجتمع‪ .‬ويتم‬ ‫أحيانا تداول هذه اإلشاعات بهدف التحريض على أمر‬ ‫معين وإثارة البلبلة في صفوف الناس‪.‬‬ ‫إن هذه اإلشكاالت النفسية واالجتماعية التي‬ ‫تخلفها األزمات من قبيل جائحة كورونا المستجد‪،‬‬ ‫تقتضي مواجهتها مساهمة حقول معرفية مختلفة يعد‬ ‫علم النفس أبرزها ألنه بفروعه المختلفة األقرب إلى‬ ‫دراسة وضعية األزمة والمساهمة في إيجاد الحلول‬ ‫لإلشكاالت الناجمة عنها‪ .‬فعلم النفس مهما اختلف‬ ‫العلماء في تعريفه هو إجماال الدراسة العلمية للسلوك‬ ‫والعقل والتفكير والشخصية ويعمل على تطبيق المعرفة‬ ‫السيكولوجية على المشكالت اإلنسانية لمحاولة حلها‪.‬‬ ‫وكما قالت ماري تريز نويلي (‪Marie-Thérèse‬‬ ‫‪ )Neuilly‬وهي عالمة نفس اجتماعي وخبيرة في تدبير‬ ‫األزمات‪« :‬علم النفس مثل العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫األخرى‪ ،‬هو مدعو للتدخل في سياقات مضطربة‪ ،‬بناء‬ ‫على طلب األفراد الذين يعانون من عدم االستقرار‬ ‫والمعاناة والذين يوجدون في وضعيةمتأزمة‪ .‬فاألزمة‬ ‫ترتبط بمفاهيم الشك والهشاشة والقطيعة والصدمة‪».‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬نعتقد أننا في المغرب ال نعي‬ ‫أهمية علم النفس في تدبير كثير من األزمات التي نمر‬ ‫بها؛ إذ غالبا ما نحصر أدواره في مساعدة األشخاص‬ ‫المصابين باألمراض النفسية والعقلية‪ ،‬وهناك من‬ ‫يعتبره علما نظريا ليس له لزوم في الحياة‪ ،‬وهناك‬ ‫من يخلطه بالفلسفة‪ ،‬وهناك من يخلط بين الطبيب‬ ‫النفسي واألخصائي النفسي‪ ،‬بل ومن يخلط بين هؤالء‬ ‫وبين من يمارسون حاليا فيما نسميه بالتنمية الذاتية‬ ‫أو البشرية‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫ال شك أن علم النفس ببالدنا ال يزال يبحث عن‬ ‫ذاته ويطور إسهاماته في بعض الميادين ويوسع رقعة‬ ‫انتشاره في الجامعة المغربية بعد أن كان محصورا‬ ‫إلى عهد قريب في كليات محدودة وفي أعداد قليلة‬ ‫من المنتسبين إليه‪ .‬ال شك أن تدريس علم النفس‬ ‫يحتاج بدوره إلى تطوير وإعادة نظر كما يحتاج إلى‬ ‫إطار ينظم عمل األخصائيين النفسيين ‪...‬إلخ‪ ،‬ال شك‬ ‫في كل ذلك كله‪ ،‬لكنني أعيد طرح سؤال سبق للدكتور‬ ‫بلحاج أن طرحه‪« :‬هل نحن في المغرب لدينا استعداد‬ ‫لقبول تدخل علم النفس في حياتنا‪ ،‬ابتداء من فضائها‬ ‫الحميمي الخاص إلى فضائها الواسع والعام؟»‬ ‫إنه تساؤل كبير بتفرعات عدة ال نستطيع اإلحاطة‬ ‫بها في هذه المقالة‪ ،‬لكننا ونحن نعيش تداعيات جائحة‬ ‫كورونا‪ ،‬يتضح أن الحاجة إلى علم النفس تزداد يوما بعد‬ ‫يوم وأن على الدولة أن تسارع لفتح ورش تطوير هذا‬ ‫العلم ببالدنا وتنظيمه‪ .‬لقد الحظنا كيف تكاثرت بعض‬ ‫المبادرات من طرف مجموعة من المنتمين لعلم النفس‬ ‫ال شك أنها تحتاج بدورها لتقييم‪ ،‬فليس كل المنتمين‬ ‫لحقل علم النفس سواء كانوا أساتذة يدرسون في‬ ‫الجامعات أو أخصائيين نفسانيين مؤهلين لالشتغال عند‬ ‫وقوع األزمات‪ .‬إن االستماع وتقديم الدعم والمواكبة‬ ‫النفسية للمتضررين من أزمة ما يخضع لقواعد وضوابط‬ ‫علمية أصبحت تدرس بشكل علمي متخصص وتشكل‬ ‫موضوع تداريب عملية‪ ،‬وال أعتقد أننا نتوفر حاليا على‬ ‫كل ذلك في ظل وضعية علم النفس ببالدنا‪.‬‬

‫إن كل متتبع للمشهد الدولي يستخلص أن إفريقيا هي القارة التي تشهد التحول بقوة في نمط حياتها‬ ‫عبر جل القطاعات الحيوية؛ فالبلدان اإلفريقية تواجه تحديا حقيقيا‪ ،‬وقدرة القارة على التحكم في مصيرها‬ ‫ومستقبلها أصبحت تحت المجهر‪ .‬وشكل إفريقيا ما بعد وباء كورونا مختلف تماما وبشكل كبير‪.‬‬ ‫صحيا و على إثر تفشي وباء كورونا‪,‬أبانت األزمة الوبائية العالمية فشل دول االتحاد األوروبي في‬ ‫السيطرة على الجائحة بالرغم من قوتها المالية واالقتصادية والعلمية‪ ،‬في المقابل أظهرت الدول اإلفريقية‬ ‫أنها تستطيع احتواء فيروس كورونا باالعتماد على إمكانياتها الذاتية واستغالل طاقاتها البشرية‪ ،‬وأن الحل‬ ‫الجوهري يكمن في التعاون والشراكة؛ وهذا هو لب المبادرة التي أطلقها جاللة الملك محمد السادس لتوحيد‬ ‫جهود الدول اإلفريقية لمواجهة تداعيات الجائحة وتقاسم تجارب الدول فيما بينها‪.‬‬ ‫مع كل هاته المعطيات فالدول اإلفريقية ما بعد الجائحة مدعوة إلى إيجاد مجاالت إستراتيجية محصنة‬ ‫وتهم التكوين والتعليم والبحث العلمي والتصنيع المحلي والتحويل باإلضافة إلى تطوير الموارد الفالحية‪,‬‬ ‫لذلك يمكن القول هنا «رب ضارة نافعة»‪ ،‬ففي الوقت الذي يعدد فيه الخبراء خسائر إفريقيا المتوقعة جراء‬ ‫تفشي هذا الوباء فهناك آخرون يلمحون إلى مكاسب من الممكن تحقيقها‪ ،‬فالتحديات التي تواجه تلك الدول‬ ‫وأنظمتها االقتصادية والصحية ربما تكون جرس إنذار بشأن ضرورة إعادة النظر في اآللية المتبعة في التعامل‬ ‫مع الموارد االقتصادية األجنبية‪ ،‬والبحث عن تنويع لتلك الموارد وعدم االعتماد على مصدر واحد ما يضع‬ ‫مستقبل القارة على المحك‪.‬‬ ‫اقتصاديا‪ ,‬فإفريقيا مدعوة إلى تفعيل التكتالت االقتصادية ذلك عبر إعادة النظر في خريطة التحالفات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬إذ جلبت األزمة الحاليّة‪ ،‬الحاجة الملحة لتنويع العالقات االقتصادية للقارة السمراء‪ ،‬بعيدًا عن‬ ‫نموذج تصدير الموارد‪ ،‬المعرض للصدمات العالمية والصينية‪ ،‬خاصة أن للقارة عالقات قوية تربطها بالعديد‬ ‫من القوى االقتصادية‪.‬‬ ‫اً‬ ‫حسب الخبير االقتصادي أحمد حسن إبراهيم ‪ :‬يوجد بالقارة اإلفريقية ما ال يقل عن ‪ 14‬تكتل اقتصاديًا‬ ‫إقليميًا‪ ،‬ثالثة منها في الغرب ومثلهم في وسط القارة‪ ،‬بينما يوجد في شرق وجنوب القارة ست مجموعات‪،‬‬ ‫ومن أبرز تلك التكتالت‪ :‬اتحاد المغرب العربي ‪ UMA‬والجماعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا واالتحاد‬ ‫االقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا وتجمع دول الساحل والصحراء والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا‬ ‫وجماعة تنمية دول إفريقيا الجنوبية وجماعة دول المحيط الهندي‪.‬‬ ‫ويضيف الخبير نفسه‪,‬أن فلسفة تلك التكتالت تعتمد على فكرة التكامل االقتصادي التي تعرف بأنها‬ ‫عملية سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬تتم من خاللها إقامة عالقات متكافئة إليجاد مصالح اقتصادية متبادلة‬ ‫وتحقيق فوائد مشتركة عبر االستغالل األمثل للموارد االقتصادية المتاحة ألعضاء التكتل االقتصادي وذلك‬ ‫لتحقيق درجة أكبر من التداخل بين هياكلها االقتصادية واالجتماعية للوصول إلى معدالت مرتفعة من النمو‬ ‫االقتصادي والرفاهية االقتصادية‪.‬‬ ‫لذلك فالدول اإلفريقية التي تنادي بالتعاون جنوب‪ /‬جنوب‪ ,‬و العمل على بلورت اقتصاد إفريقي قوي‪ ,‬زيادة‬ ‫على األصوات التي تنادي بتفعيل خطى التعاون والتكامل بين دول القارة إلى ممارسات عملية على أرض الواقع‬ ‫خطوة من المرجح أن تنقل القارة إلى آفاق أخرى أكثر أمانًا‪ ،‬سواء على المستوى االقتصادي أم األمني‪ ،‬لكن‬ ‫يبقى التحدي األكبر‪ :‬هل تستجيب دول القارة إلى مثل هذه األصوات؟ األيام القادمة تكشف‪.‬‬ ‫دبلوماسيا‪ ,‬العمل الدبلوماسي اإلفريقي محتاج إلى االنخراط في عملية االستشراف والتأمل والتصور‬ ‫واإلعداد للتنظير لنسق ومبادئ لنظام عالمي جديد‪ ,‬و كما جاء على لسان السيد محمد العمراني سفير المملكة‬ ‫المغربية لدى « جنوب افريقيا» على أن الدبلوماسي‪ ،‬المحرك الرئيسي للتنظير للمفهوم الجديد للعولمة‪،‬‬ ‫مدعو إلى التكيف مع متطلبات التأويل المتجدد للعالقات الدولية‪ ..‬سيتعين عليه‪ ،‬أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬أن‬ ‫يكون محامياً للدفاع عن تعددية األطراف في النظام العالمي الجديد؛ وذلك من أجل تحقيق عولمة عقالنية‬ ‫ومستدامة تحافظ على اإلنسانية كما على التوازنات الدولية‪.‬‬ ‫إذا كان منطق االنفتاح الذي ساد باألمس هو حرية الحركة والتنقل‪ ،‬فسيكون اليوم هو التسوية التوافقية‬ ‫وتضافر الجهود من أجل الصالح العام‪.‬‬ ‫أما المعلومة فتصبح أساسية‪ ،‬ومعالجتها ضرورية‪ ،‬وتحليلها حاسم‪ .‬سيتعين على الدبلوماسي إذن اكتساب‬ ‫الخبرة والقدرة على التفاعل من أجل التطور في بيئة يجب أن يكون قادراً على تطويعها وف ًقا للمتطلبات اآلنية‪.‬‬ ‫إن القدرة الفعالة للدبلوماسي على التأثير بكفاءة في بيئته أصبحت اليوم معيارا لمرونة نظامنا العالمي‪.‬‬ ‫ستزداد أهمية «القوة الناعمة» في الدبلوماسية‪ ،‬والسيما في صيغها العلمية والتكنولوجية؛ فاالبتكار‬ ‫سيصبح أداة وهدفا في اللعبة الجيوسياسية والجيواستراتيجية‪ .‬وهنا أيضا يتجلى دور الدبلوماسيين األفارقة‬ ‫كأعمدة لإلصالح الشامل للتفاعل اإلفريقي‪ .‬وبذلك فهم مجبرون على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم‬ ‫من خالل االلتزام بتحقيق متطلبات الوحدة اإلفريقية المتجددة؛ وهنا كذلك يجب أن يكون نهجهم متناغما مع‬ ‫الجهود الجارية من أجل تحرير القارة من النماذج القديمة واإليديولوجيات المتجاوزة ومن كل ما هو غير مجد‪.‬‬ ‫استراتيجيا‪ ,‬إفريقيا إذن أمام فرصة تاريخية من أجل لعب دور محوري ما بعد الجائحة‪ ,‬حيث يمكن‬ ‫أن تصبح قطبا في الصراع العالمي‪ ،‬إذا تبنّت سياسة قائمة على االتحاد والتعاون‪ ،‬مع التركيز على تحقيق‬ ‫مصالحها اإلستراتيجية‪ ،‬واالعتماد على مواردها البشرية في استغالل مواردها‪.‬‬ ‫علما أن المغرب انخرط و بشكل فعلي‪ ,‬عبر المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي « مبادرة رؤساء الدول‬ ‫اإلفريقية» التي تعيد بلورت التعاون اإلفريقي لمكافحة الوباء العالمي‪ ,‬هذا ما سيكون له تأثير واضح في‬ ‫السنوات المقبلة في تعزيز مفهوم التعاون جنوب‪/‬جنوب‪.‬‬ ‫فالسياسات المتبعة اآلن قائمة على رد الفعل فقط وليس للوقاية منها‪ ,‬والتحدي األول الذي ستواجهه‬ ‫الحكومات في برامجها السياسية المقبلة هو كيفية تجنب تكرار ما حصل‪ .‬فهذا الموضوع سيتصدر كثيرا من‬ ‫الحمالت االنتخابية في المرحلة المقبلة‪ .‬وعلى األحزاب المتنافسة والحكومات اإلجابة على هذا السؤال الذي‬ ‫سيطرحه الناخب في جل دول المعمور على األقل وسيفرض نفسه على كل نظام سياسي في العالم ‪,‬فبكل‬ ‫تأكيد ما بعد الجائحة لن يكون كما قبلها‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫قانون مغربي لمحاربة األوبئة…‬

‫الحاجة الملحة‬

‫زينب الخروف‬ ‫باحثة ومحامية متمرنة‬

‫عندمـــا ظهـر ألول مرة فيــروس كورونا المستجد‬ ‫المعروف بكوفيد‪ 19‬في ديسمبر من سنة ‪ 2019‬بمدينة‬ ‫ووهان الصينية‪ ،‬لم يستغرق كثيرا ليتبين بعد أيام أنه‬ ‫ليس مجرد وباء محلي وإنما جائحة عالمية عابرة للحدود‬ ‫أو ما يعرف علميا بالبانديميا‪ ،‬ومما يزيد من خطورتها‬ ‫إلى حدود اآلن‪ ،‬أن العلم عبر العالم بأسره لم يتوصل‬ ‫إلى عالج خاص أو لقاح‪ ،‬واإلجراء الوحيد الذي يمكن‬ ‫أن يخفف من حدة الوباء هو الحد من انتشار الفيروس‬ ‫عن طريق التزام جميع األشخاص منازلهم‪ ،‬سواء كانوا‬ ‫مرضى أو أصحاء إال في حالة الضرورة القصوى واألخذ‬ ‫بجميع اإلجراءات الوقائية التي توصي بها وزارة الصحة‬ ‫والمنظمة العالمية للصحة والسلطات المختصة‪ ،‬وبعد‬ ‫انتشار وباء كورونا بالصين ظهرت حاالت في ايطاليا‬ ‫وعدد من الدول األوروبية والعربية ثم الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية ثم باقي دول العالم‪.‬‬ ‫‪ )1‬بعض اإلجراءات المتخذة من طرف المغرب من‬ ‫أجل التصدي لوباء كورونا‬ ‫بالنسبة للمغرب لم يظهر الوباء رسميا إال في‬ ‫الثالث من مارس ‪ ، 2020‬مع ظهور أول حالة إصابة‬ ‫لمواطن مغربي وافد من الديار االيطالية‪ ،‬ليبدأ عدد‬ ‫المصابين في التصاعد شيئا فشيئا ليصل إلى المئات‬ ‫ثم يتجاوز األلف واأللفي حالة‪ ،‬إال أن الحكومة المغربية‬ ‫ومع الوصول إلى سبع حاالت إصابة وحالة وفاة واحدة‬ ‫فقط في ‪ 13‬من مارس‪ ،‬أُعلنت عن تعليق الرحالت‬ ‫جزئيا من والى بعض الدول‪ ،‬ليتم خالل ما يقارب ‪24‬‬ ‫ساعة تعليق جميع الرحالت الدولية مع كافة الدول‪ ،‬وهذا‬ ‫يدخل في إطار المقاربة الوقائية التي نهجها المغرب‬ ‫من أجل حصر الحاالت المتواجدة داخل التراب الوطني‬ ‫ومحاصرتها لتفادي تفشي العدوى‪ ،‬ولم يتوقف األمر‬ ‫عند هذا الحد بل اتخذت الحكومة المغربية مجموعة من‬ ‫التدابير االحترازية والتي تتسم بحس عالي من المواطنة‬ ‫والمسؤولية‪ ،‬منها إرجاء جميع األنشطة الثقافية والفنية‬ ‫واالقتصادية كما تم إيقاف التعليم بالمؤسسات‬ ‫التعليمية وتعويضه بمنصات للتعليم عن بعد‪ ،‬باعتبار‬ ‫التجمعات بجميع أشكالها مجاال حيويا النتشار الوباء‪.‬‬ ‫وبناء على تعليمات الملك محمد السادس تم إحداث‬ ‫صندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا‬ ‫المستجد بموجب المرسوم بقانون رقم ‪2.20.269‬‬ ‫الذي صدر بالجريدة الرسمية ليوم الثالثاء ‪ 17‬مارس‪،‬‬ ‫والذي رصد له غالف مالي قدره عشرة ماليير درهم‪ ،‬إال‬ ‫أنه وصل إلى ‪ 22‬مليار درهم تقريبا بفضل التبرعات‬ ‫التي عرفها من طرف العديد من الجهات‪ ،‬ليتم بعد‬ ‫ذلك صدور المرسوم بقانون رقم ‪ 292-20-2‬والمتعلق‬ ‫باألحكام الخاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات‬ ‫اإلعالن عنها والذي حدد أسباب وظروف قيامها وإجراءات‬ ‫اإلعالن عنها والسلطات المختصة‪ ،‬باإلضافة إلى كيفية‬ ‫التعامل مع خرق حالة الطوارئ والعقوبات المحددة‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬كما تم التنصيص على توقف سريان‬ ‫جميع اآلجال المنصوص عليها في النصوص التشريعية‬ ‫والتنظيمية الجاري بها العمل خالل فترة حالة الطوارئ‬ ‫مع بعض االستثناءات‪ ،‬ليصدر بعدها المرسوم رقم‬ ‫‪ 293-20-2‬الذي أعلن عن حالة الطوارئ إلى غاية ‪20‬‬ ‫أبريل ‪ 2020‬بسائر أرجاء التراب الوطني‪ ،‬ثم تمديدها‬ ‫قبيل انقضاء األجل إلى ‪ 20‬مايو من نفس السنة ‪.‬‬ ‫‪ )1‬األساس القانوني لالجتهادات التي قام بها‬ ‫المغرب خالل مواجهة أزمة وباء كورونا‬ ‫تعتبر جل اإلجراءات والتدابير التي قام بها المغرب‬ ‫من اجل محاربة وباء كورونا والحد من انتشاره‪ ،‬من‬ ‫صميم التزامات الحكومة التشريعية وكذا الوطنية‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك االجتهادات القانونية التي تميزت بها التجربة‬ ‫والتي القت استحسان ليس فقط الشعب المغربي أفرادا‬ ‫ومؤسسات‪ ،‬وإنما أيضا القت تنويه العديد من الدول‪،‬‬ ‫ومما تجدر اإلشارة إليه في هذا المحور هو أن المغرب‬ ‫مطالب قانونا بالتدخل من أجل حماية حق مواطنيه في‬ ‫الحياة‪ ،‬وكل من هم داخل ترابه الوطني‪ ،‬وذلك تطبيقا‬ ‫للمعاهدات واالتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان من‬ ‫جهة‪ ،‬حيت تنص المادة الثالثة من اإلعالن العالمي‬ ‫لحقوق اإلنسان على ما يلي «لكل فرد حق في الحياة و‬ ‫الحرية و األمان على شخصه»‪ ،‬كما نصت الفقرة األولى‬

‫من المادة السادسة من العهد الدولي المتعلق بالحقوق‬ ‫المدنية والسياسية‪ ،‬على أن «الحق في الحياة مالزم‬ ‫لكل إنسان وعلى القانون أن يحمي هذا الحق وال يجوز‬ ‫حرمان أحد من حياته تعسفا» ومن جهة أخرى تطبيقا‬ ‫لمقتضيات الدستور المغربي والذي نص في الفصل ‪20‬‬ ‫منه على أن «الحق في الحياة هو أول الحقوق لكل إنسان‬ ‫ويحمي القانون ذلك»‪.‬‬ ‫قد يكون المرسوم بقانون ‪ 292-20-2‬قام بالحد‬ ‫من حريات األفراد وحقوقهم إنما تبقى الغاية منه حماية‬ ‫حياة األفراد بالدرجة األولى والحفاظ على سالمتهم فال‬ ‫حق يعلو فوق الحق في الحياة‪ ،‬وال حريات لألفراد وهم‬ ‫في عداد األموات أو مرضى منهكين‪ ،‬ثم أن هذا الحد من‬ ‫الحريات مبني على أسس علمية ال سياسية أو اجتماعية‬ ‫وينسحب على جميع شرائح المجتمع دون تمييز أو‬ ‫تفضيل والسبب ورائه دائما هو حماية حياة اإلنسان من‬ ‫وباء خطير سريع االنتشار قد يؤدي تفشي العدوى بشكل‬ ‫كبير إلى إغراق المؤسسات الصحية‪ ،‬وبالتالي صعوبة إن‬ ‫لم نقل استحالة احتوائه‪ ،‬وتحول التكفل بالمرضى إلى‬ ‫عبء ثقيل على كاهل الدولة‪.‬‬ ‫ورغم خطورة الوضع على المستوى الدولي فإن ذلك‬ ‫لم يعطل مؤسسات الدولة من وضع اآلليات القانونية‬ ‫من أجل المحافظة على المبادئ األساسية للدولة والتي‬ ‫تتمثل في إعطاء الشرعية لإلجراءات والتدخالت المتبعة‪،‬‬ ‫في احترام تام للمبادئ الدستورية‪.‬‬ ‫ولعل كل هذه التدابير واإلجراءات التي قام بها‬ ‫المغرب من أجل محاربة وباء فيروس كورونا المستجد‬ ‫والحد من انتشاره واالجتهادات القانونية التي تصدى‬ ‫بها المغرب لهذه األزمة‪ ،‬من شأنها أن تكون بمثابة‬ ‫تمرين إلحصاء اإلجراءات التي ستشكل نواة لقانون‬ ‫مستقبلي هو «قانون محاربة األوبئة» كما أن هذه‬ ‫الحزمة من التدابير يظهر بعدها المؤسساتي من خالل‬ ‫مستويين‪:‬‬ ‫المستوى األول‪ ..‬متانة وقدرة دولة المؤسسات‬ ‫على إدارة األزمات حاجة ضرورية للمجتمعات اإلنسانية‬ ‫واألمم‪.‬‬ ‫المستوى الثاني‪ ..‬وجود أرضية صالحة الستنبات‬ ‫منظومة تشريعية مغربية متكاملة خاصة بمحاربة‬ ‫األوبئة‪.‬‬ ‫‪ )2‬ضرورة توفر المملكة المغربية على قانون خاص‬ ‫بمحاربة األوبئة‪.‬‬ ‫إن الجزم بضرورة توفر المغرب على قانون خاص‬ ‫بمحاربة األوبئة‪ ،‬تمليه إضافة إلى التجربة‪ ،‬حتمية‬ ‫التعامل مع ما قد يرد من حاالت مشابهة‪..‬‬ ‫ففي بالدنا يمكن االكتفاء بالقول‪ ،‬لقد تم التصدي‬ ‫للوباء بشكل جيد‪ ،‬وتم خلق اآلليات القانونية التي لم‬ ‫نتوفر عليها مسبقا من أجل تدبير األزمة‪ ،‬غير ان هذا‬ ‫يستدعي االعتراف بأن الحاجة إلى قانون خاص قائمة‬ ‫وملحة‪ ،‬وبمعنى اصح لو كان لدينا قانون من قبل‬ ‫لمحاربة األوبئة كنا سنوفر الجهود المبذولة واالستفادة‬ ‫منها على مستويات أخرى‪.‬‬ ‫إن الهدف من قانون محاربة األوبئة هو حماية‬ ‫حياة اإلنسان ووقايته من األمراض السريعة االنتشار‬ ‫والتصدي لما قد يستقبل من أوبئة وكوارث «ال قدر‬ ‫اهلل»‪ ،‬وإرساء العديد من اإلجراءات التقنية والعلمية‬ ‫والعملية‪ ،‬حيث يجب أن يشتغل الباحث في علوم الطب‬ ‫ورجل القانون بتناغم وانسجام‪ ،‬وهو ما يستوجب تحديد‬ ‫اختصاص كل فاعل داخل منظومة التصدي للوباء‬ ‫وأدواره‪ ،‬وتحديد السلطات المختصة بتدبير األزمة‪،‬‬ ‫وتحديد طرق الرصد وتبادل المعلومة والحصيلة‪،‬‬ ‫وكذلك الوقاية من الوباء على جميع المستويات وفي‬ ‫جميع مراحله‪ ،‬وأخيرا إن قانونا مثل هذا من شأنه‬ ‫تمتين دولة الحق والقانون‪ ،‬واضطالع دولة المؤسسات‬ ‫بوظائفها بشكل سلس ومضبوط‪.‬‬ ‫في الختام لقد عبرت كل الجهات المعنية بالحد‬ ‫من انتشار هذا الوباء عن مسؤوليتها وتضامنها‪ ،‬والبد‬ ‫لرجل القانون والباحث في التشريع‪ ،‬أن يساهم في هذه‬ ‫الجبهة الوطنية‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫سلطات رؤساء مجالس الجماعات‬ ‫في مجال تدبير المقابر‬ ‫«ال ينتهي االحترام الواجب لجسم االنسان بمجرد‬ ‫موته‪ ،‬بل يجب معاملة رفات األشخاص المتوفين باحترام‬ ‫وكرامة وحشمة‪ ،‬بما في ذلك رمــاد الذين ثم حـــرق‬ ‫جثتهم»‪.‬‬ ‫يفيد هذا المقتضى بأن المشرع الفرنسي قداستلهم‬ ‫مبادئ الفقه اإلسالمي في مجال تدبير مرفق الجنائز‪ ،‬إذ‬ ‫تؤكد مبادئ الفقه اإلسالمي على أن القبور حبسا على‬ ‫أصحابها إلى يوم القيامة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإذا القانون اإلداري‬ ‫يتبع المواطن من لحظة ميالده إلى وفاته‪ ،‬وكان يضمن‬ ‫مع ذلك لألشخاص المتوفين االحترام والكرامة‪ ،‬فإن‬ ‫تطبيق الشرطة اإلدارية‪ ،‬من ضمنها تطبيق شرطة‬ ‫المقابر‪ ،‬هو من يتكفل بهذا الحضور الدائم في عالقة‬ ‫المواطن بالقانون اإلداري‪.‬‬ ‫يقصد بالمقابر تلك األمالك الحبسية التي ال تقبل‬ ‫التفويت بطبيعتها أو المعاوضة بشأنها‪ .‬ومعنى ذلك أن‬ ‫تدبير المقابر يستلزم توفير الرصيد العقاري وممارسة‬ ‫حق االرتفاق الناشئ بحكم القانون لفائدتها‪ ،‬والذي يجد‬ ‫سنده البين في ظهير ‪ 29‬أبريل ‪ 1938‬المتعلق بإحداث‬ ‫مناطق وقائية حول المقابر في المدن الجديدة؛ إذ تضمن‬ ‫فصله األول‪« :‬ال يمكن ألحد أن يحفر أي بئر وال أن يشيد‬ ‫أي بناء في المنطقة األولى التي لها ثالثون مترا»‪.‬‬ ‫وتسليط الضـــوء على سلطـــات رؤســاء مجالـــس‬ ‫الجماعات فيمجال تدبير المقابــر هو في حقيقــــة‬ ‫األمر دراسة لكيفيات تدبير مرفـــق الجنائز وإشكاليته‬ ‫العمليةكالمتعلقة منهابالفصل بين مهام التدبير‬ ‫ومهام الضبط المندرجة ضمن صالحيات رئيس مجلس‬ ‫الجماعة‪ .‬فباإلضافة لتوفير الرصيد العقاري الالزم لجعل‬ ‫المقابر جاهزة الستقبال األشخاص المتوفين في ارتباط‬ ‫بطبيعة الخدمات التي يُفترض في مرفق المقابر أن‬ ‫يقدمهامن خالل تلبية حاجيات المواطنين بما فيها‬ ‫مراعاة مشاعرهم وإرادة األسر والممارسات المحلية‪،‬‬ ‫تنطوي ممارسة شرطة المقابر على إشكالية ازدواجية‬ ‫اإلطار القانون الذي تخضع له المقابر‪ ،‬وتداخل وتشابك‬ ‫قواعد القانون الوضعي المنظمة للمقابر من جهة ثانية‪.‬‬ ‫تخضع المقابر الزدواجية اإلطار القانوني على اعتبار‬ ‫أنها أمالك حبسية تم إسناد تدبيرها للجماعات‪ ،‬ذلك أن‬ ‫تدبير وصيانة المقابر يندرج ضمن االختصاصات الذاتية‬ ‫للجماعات‪ .‬هل هي مرافق جماعية محلية أم مرافق‬ ‫حبسية؟ سؤال آخر‪ :‬إذا كانت قواعد الفقه اإلسالمي‬ ‫تمنع نبش القبور‪ ،‬وال يجوز بالتالي تغيير طبيعة المقبرة‬ ‫أو تحويلها لمكان آخر‪ ،‬فماذا إذا اقتضت ذلك موجبات‬ ‫التعمير؟‬ ‫أسئلة من بين أخرى تستدعي تسليط ما يكفي‬ ‫من الضوء عليها إليجاد الخيط الناظم في مجال تدبير‬ ‫مرفق الجنائز وممارسة شرطة المقابر‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫تبيان كيفيات الفصل بين مهام تدبير مرفق الجنائز‬ ‫والصالحيات المسندةلرئيس مجلس الجماعة في مجال‬ ‫شرطة المقابر‪.‬‬ ‫فإذا كان مرفق الجنائز يندرج ضمن دائرة المرافق‬ ‫العامة التي يمكن تدبيرها مباشرة من قبل الجماعة‬ ‫أو تفويض تدبيرها في إطار عقود التدبير المفوض‪،‬‬ ‫فيجب فصل مهام التدبير بوضوح عن ممارسة رئيس‬ ‫مجلس الجماعة لصالحياته في هذا المجال‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن رؤساء مجالس الجماعات مطالبين بضمان دفن جميع‬ ‫األشخاص المتوفين على نحو الئق دون تمييز وألي سبب‬ ‫من األسباب مع تأمين الجنازات والمقابر وضمان مراقبة‬ ‫مواقع الدفن‪.‬‬ ‫وغني عن البيان أنه يتعين على رؤساء مجالس‬ ‫الجماعات وضع نظام الئحي ينظم الجنائز بالجماعة‪،‬‬ ‫والتي يجب احترامها من قبل السلطات والشركات‬ ‫والجمعيات المعتمدة‪ ،‬وذلك في احترام تام لمقتضيات‬ ‫األنظمة المعمول بها على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫تتطابق هذه المقدمات مع بعض آراء الفقه التي‬ ‫أسهبت في تحليلمفهوم الشرطة اإلدارية‪.‬مصطلح‬ ‫‪ police‬بالفرنسية الذي يعني إدارة المدينة والمشتق‬ ‫من الكلمة اليونانية ‪ polis‬التي تعني المدينة أو‬ ‫الدولة‪ ،‬ينم عن ربط قائم ليس وليد الصدفة يعبر عن‬ ‫عالقة موجودة بين المدينة (المجتمع) واإلدارة (التنظيم‬ ‫القانوني) حيث تتطلبهذه العالقة خضوع الفرد للنظام‬ ‫العام‪ .‬فإذا كانت تفيدالشرطة اإلدارية في معناها‬ ‫الواسعفكرة التنظيم القانوني المرادفة للقانون الذي‬ ‫ينظم نشاطا معينا وهكذا يقال ضابط األسرة وضابط‬ ‫الملكية‪ ،‬وكانت كلمة بوليس مضافة إلى النعت اإلداري‬ ‫والتي هي صورة من صور النشاط اإلداري‪ ،‬فإن المفهوم‬ ‫الضيق للشرطة اإلدارية يشير مع ذلك إلى معنى المرفق‬ ‫العام بمفهومه العضوي‪ ،‬وهكذا يقال قوات الضبط أو‬ ‫البوليس أو الشرطة‪ ،‬وذلك لإلشارة إلى ذلك الجهاز الذي‬ ‫يقوم بالوظيفة‪.‬‬ ‫وانطالقا من ذلك يمكن فهم عالقة رئيس مجلس‬ ‫الجماعة بالمقابر من خالل فهم عالقة الشرطة اإلدارية‬ ‫بالمرفق العام‪ ،‬خاصة أن القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬ ‫وفي الوقت الذي عزز فيه صالحيات رئيس مجلس‬ ‫الجماعة في مجال شرطة المقابر‪ ،‬فقد أسند للمجلس‬ ‫الصالحيات الكاملة للتداول في اللجوء للطريقة التي‬ ‫يراها مناسبة من طرق التدبير الحديثة في إدارة المرافق‬ ‫العمومية الجماعية‪ ،‬من ضمنها مرفق المقابر‪ ،‬دون أن‬ ‫تمارس عليه أي رقابة ال من رئيس المجلس وال من‬ ‫سلطة المراقبة اإلدارية‪ .‬كما أن الممارسة العملية قد‬ ‫أبانت بأن اللجوء للتدبير المفوض عند تفويض تدبير‬ ‫مرفق الجنائز‪ ،‬هي الطريقة األنجح واألكثر تداوال‪.‬‬

‫د‪ .‬يونس ابالغ‬ ‫باحث في القانون العام‬ ‫وقد درج قضاء المحاكم اإلدارية بالمغرب على قاعدة‬ ‫عدم تفويض صالحيات الشرطة اإلدارية‪ ،‬فإنتفويض‬ ‫تدبير مرفق الجنائز للمفوض إليه ال يحجب المسؤوليات‬ ‫الملقاة على عاتق رؤساء مجالس الجماعات في هذا‬ ‫المضمار‪.‬‬ ‫إن ممارسة شرطة المقابر هي ممارسة الشرطة‬ ‫اإلدارية للصحة والنظافة العموميتين‪ .‬وهي جزء من‬ ‫شرطة السكينة العمومية؛ وهما أهم مجاالت صالحيات‬ ‫رؤساء مجالس الجماعات في مادة الشرطة اإلدارية‬ ‫الجماعية‪ .‬ومؤدى ذلك أن شرطة المقابر هي شرطة‬ ‫إدارية خاصة ال تمارس إال لتنظيم نشاط معين‪ ،‬وهو‬ ‫نشاط المقابر‪.‬‬ ‫وفضال عن المسؤوليات الملقاة على عاتق رؤساء‬ ‫مجالس الجماعات والتي تشكل حجر الزاوية إلعمال‬ ‫الحكامة في تدبير المقابر‪ ،‬خاصة أن الجماعة تقوم‬ ‫بإحداث وتدبير المرافق والتجهيزات العمومية الالزمة‬ ‫لتقديم خدمات القرب في مجموعة من الميادين‪ ،‬من‬ ‫ضمنها‪ ،‬حفظ الصحة ونقل األموات والدفن وإحداث‬ ‫وصيانة المقابر‪ ،‬فإن مجلس الجماعة يفصل بمداوالته‬ ‫في القضايا التي تدخل في اختصاصات الجماعة ويمارس‬ ‫الصالحيات الموكولة إليه بموجب القانون التنظيمي‬ ‫رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬ويتداول في إحداث‬ ‫المرافق العمومية التابعة للجماعة وطرق تدبيرها طبقا‬ ‫للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬ ‫وبالتالي يتضح بجالء بأن دراسة إعمال الحكامة في‬ ‫تدبير مرفق الجنائز وإشكالية الفصل بين مهام التدبير‬ ‫وسلطات رئيس مجلس الجماعة في هذا المجال من‬ ‫خالل ممارستهلشرطة المقابر على أساس بين وأصل‬ ‫واضح‪ .‬وهي بذلك تستدعي تسليط ما يكفي من الضوء‬ ‫على اإلشكاليات التي تنطوي عليها‪.‬‬ ‫إن وضع حد فاصل بين مهام التدبير وسلطات‬ ‫الضبط اإلداري في مجال تدبير المقابر لن يتحقق إال‬ ‫بالتركيز على اإلشكاليات التي تعتري تدبير مرفق الجنائز‬ ‫وحلول القضاء بشأن ذلك‪ ،‬على اعتبار أن مجال شرطة‬ ‫المقابر مليء بالتعقيد‪ ،‬وأنالممارسة العملية قد أبانت‬ ‫عن إشكاليات متعددة كالمتعلقة منها بصيانة المقابر‪،‬‬ ‫انتهاك حرمتها من خالل اإلخالل باالحترام الواجب‬ ‫للموتى‪ ،‬فضال عن اختالف مساطر اتخاذ القرار من لدن‬ ‫رؤساء مجالس الجماعات بشأن استخراج ونقل رفات‬ ‫األموات بين مقابر المسلمين والمقابر المسيحية‪ ،‬وأخيرا‬ ‫أن المشرع الفرنسي كان متقدما على المشرع المغربي‬ ‫في مجال تدبير المقابر عندما سن شروط بشأن الحُ َفرْ‬ ‫التي يتم فيها الدفن (جوانبها‪ ،‬عمقها‪ ،‬وأن أن تكون‬ ‫منفصلة عن بعضها‪.)...‬‬ ‫فاعتبارا أن رؤساء مجالس الجماعات يمارسون‬ ‫شرطة المقابر كما يمارسون شرطة التعمير بعد نقلها‬ ‫لهمبموجب الفصل ‪ 44‬من ظهير ‪ 30‬شتنبر ‪1976‬‬ ‫المتعلق بالتنظيم الجماعي‪ ،‬والتي يمارسونهاعن طريق‬ ‫اتخاذقرارات تنظيمية وبواسطة تدابير شرطة فردية‪،‬‬ ‫وأن المقابر ليست مرافق حبسية‪ ،‬بل هي مرافق عمومية‬ ‫محلية تتم إدارتها مباشرة من قبل الجماعات أوالشركات‬ ‫أوالجمعيات المعتمدة‪ ،‬وأن مجلس الجماعة يتداول في‬ ‫إحداث المرافق العمومية التابعة للجماعة وطرق تدبيرها‪،‬‬ ‫من بينها إحداث وصيانة المقابر‪ ،‬وأن رؤساء مجالس‬ ‫الجماعات يقومون بتنفيذ مداوالت المجلس ومقرراته‬ ‫باتخاذ جميع التدابير الالزمة لذلك‪ ،‬ويمارسون شرطة‬ ‫الجنائز والمقابر‪ ،‬فإن تحديد كيفيات إعمال الحكامة عند‬ ‫تدبير المقابر يتطلب بذلك البحث عن مقاربة تشاركية‬ ‫قوامها التنسيق بين المتدخلين في تدبير المقابر‪،‬‬ ‫سلطات محلية‪ ،‬شركات‪ ،‬جمعيات معتمدة‪ ،‬مجلس‬ ‫الجماعة المعني‪،‬السلطات الموكولة لرئيس مجلس‬ ‫الجماعة في مجال الضبط اإلداري (شرطة المقابر)‪ .‬إن‬ ‫تدبير مرفق الجنائز ‪-‬دفن الجثث وإخراجها من القبور‬ ‫ونقلها وتفويض تدبير المقابر وصيانتها‪ -‬مسؤولية‬ ‫مشتركة بين عدة متدخلين‪ ،‬وأن لرئيس مجلس الجماعة‬ ‫مكانة محورية في تدبير مرفق الجنائز من خالل ممارسته‬ ‫لسلطاته في مجال الضبط اإلداري‪.‬‬


‫العدد ‪1044‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫القانون الجنائي لحالة الطوارئ الصحية في عشرة أجوبة‬ ‫د‪ .‬محمد االمين‬

‫استاذ باحث في القانون الخاص والعلوم الجنائية‬ ‫الكلية متعدد التخصصات تازة جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل‬ ‫لقد فرضت مواجهة وباء كورونا(كوفيد ‪ )19‬انتاجا‬ ‫تشريعا وتنظيميا في مختلف المجاالتبما فيها المادة‬ ‫الجنائية‪،‬فالقانون الجنائي بمقتضياته الحالية وفي كل دول‬ ‫العالم ومن بينها المغرب أظهر محدوديته في التعامل مع‬ ‫مجموعة من األفعال التي أفرزتها حالة الطوارئ الصحية‪.‬‬ ‫فمجموعة من الحقوق والحرياتالتي يحميها كل تشريع‬ ‫جنائي‪ ،‬وجدت نفسها بين عشية وضحاها ضمن مجال‬ ‫األفعال المجرمة دون أن يحيد القانون الجنائي عن منطقه‬ ‫في التجريم أال وهوحماية القيم األسمى فاألسمى؛ فالحريات‬ ‫الفردية هي قيم سامية‪ ،‬لكن حفظ الصحة والنفس تعتبر‬ ‫قيما أكثر سموا منها‪.‬‬ ‫‪ .1‬هل أحكام حالة الطوارئ لها طابع زجري؟‬ ‫نعم‪ ،‬مرسوم ‪ 24‬مارس ‪ 2020‬المنظم لحالة‬ ‫الطوارئ الصحيةله طابع زجري من حيث أنه أورد ضمن‬ ‫مقتضياتهمجموعة من االلتزامات التي يجب على المواطن‬ ‫االنصياع لها وااللتزام بها تحت طائلة التعرض لعقوبات‬ ‫زجرية في حالة مخالفتها‪.‬‬ ‫‪ .2‬ماهي الجرائم التي نص عليها مرسوم حالة‬ ‫الطوارئ الصحية؟‬ ‫‪ 3‬جريمة عدم التقيد باألوامر والقرارات الصادرة عن‬ ‫السلطات العمومية‪.‬‬ ‫‪ 3‬جريمة مغادرة الشخص لمحل سكناه ماعدا في‬ ‫حاالت الضرورة القصوى وبشروط‪.‬‬ ‫‪ 3‬جريمة التجمع أوالتجمهر أواالجتماع لمجموعة من‬ ‫األشخاص‪ ،‬مع مراعاة االستثناءات الواردة بشأنها‪.‬‬ ‫‪ 3‬جريمةفتح المحالت التجارية وغيرها من المؤسسات‬ ‫التي تستقبل العموم خالل فترة حالة الطوارئ الصحية‬ ‫المعلنة‪ ،‬مع مراعاة تلك المستثناة‪.‬‬ ‫‪ 3‬جريمة عرقلة تنفيذ القرارات الصادرة عن السلطة‬ ‫العمومية المتخذة في حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬أيا كانت‬ ‫الطريقة التي تمت بها العرقلة إما بالتحريض أوالعنف‬ ‫أوالتدليس وأيا كانت الوسيلة إما بالخطب أوالصياح‬ ‫أوالمطبوعات أوالملصقات وغيرها من الوسائل المنصوص‬ ‫عليها في الفقرة الثالثة من المادة الرابعة‪.‬‬ ‫‪ 3‬جريمةعدم وضع الكمامة عند الخروج بالنسبة لكل‬ ‫شخص مسموح له بالتنقل خارج مقر سكناه في الحاالت‬ ‫االستثنائية المسموح له فيها ذلك‪.‬‬ ‫‪ .3‬ما هواألساس القانون لتجريم عدم وضع الكمامة؟‬ ‫صحيح أن تجريم الكمامة لم يكن ضمن الجرائم‬ ‫التي تم التنصيص عليها بمقتضى المرسوم المتعلق‬ ‫بحالة الطوارئ الصحية‪ ،‬لكن بما أن ذات المرسوم يجرم‬ ‫كل مخالفة للتدابير التي تتخذها السلطات العموميةفي‬ ‫إطاره سواء عن طريق المراسيم أوالمقررات التنظيمية‬ ‫أواإلداريةأوبواسطة المناشير أوالبالغات‪ ،‬وبما أنه قد صدر‬ ‫بتاريخ ‪ 6‬ابريل ‪ 2020‬بالغ مشترك بين وزارات الداخلية‪،‬‬

‫الصحة والتجارة يقضي بإلزامية‬ ‫وضع الكمامات الواقية‪ ،‬فإن عدم‬ ‫وضعها من طرف كل شخص‬ ‫مسموح له بمغادرة محل سكناه‬ ‫ألسباب خاصة‪ ،‬يشكل جنحة يعاقب‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫جنحة‬ ‫وعليه‪،‬فهيتعتبر‬ ‫منفصلة عن جنحة خرق تدابير‬ ‫الحجر الصحي المتعلقة بعدم‬ ‫مالزمة مكان اإلقامة‪ ،‬أوخرق غيرها‬ ‫من التدابير األخرى التي قررتها‬ ‫السلطات العمومية المختصة‬ ‫في هذا المجال‪ .‬كما أن عرقلة‬ ‫تنفيذ قرارات السلطات العمومية‬ ‫المتعلقة بوضع الكمامة‪ ،‬يعتبر‬ ‫بدوره جنحة إذا تم بواسطة العنف‬ ‫أواإلكراه أوالتهديد أوالتدليس‪،‬‬ ‫وتطبق عليها نفس عقوبة الجرائم‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫‪ .4‬ماهي العقوبات المطبقة‬ ‫عند مخالفة الجرائم المشار إليها؟‬ ‫عند مخالفة االلتزامات الواردة في المرسوم المشار‬ ‫إليه‪ ،‬سيكون الشخص قد ارتكب إحدى الجرائم الستة‬ ‫المشار إليها ضمن الجوابالثاني أعاله‪ .‬وقد حددت لها‬ ‫عقوبة جنحية أصلية تتمثل في الحبس من شهر واحد إلى‬ ‫ثالثة أشهر والغرامة من ‪ 300‬إلى ‪ 1300‬درهم‪ ،‬أوبإحدى‬ ‫هاتين العقوبتين فقط‪ .‬مما يعني بأنه حسب األحوال فإن‬ ‫القاضي قد يحكم بها مجتمعة وقد يقرر تطبيقا لسلطته‬ ‫التقديريةأن يحكم إما بالعقوبة الحبسية لوحدها أوالغرامة‬ ‫المالية لوحدها‪.‬‬ ‫‪.5‬عند ارتكاب تلك الجرائم أال يمكن للمحكمة أن‬ ‫تحكم بعقوبة أقل من تلك الواردة في المادة الرابعة من‬ ‫المرسوم؟‬ ‫عند مخالفة مقتضيات حالة الطوارئ وبما أن األمر‬ ‫يتعلق بجنحة ضبطية‪ ،‬فإنه يمكن للمحكمة أن تقرر وبناء‬ ‫على سلطتها التقديرية تخفيض تلك العقوبة الحبسية‬ ‫إلى ما دون الحد األدنى الذي هوشهرتطبيقا للمبدأ العام‬ ‫المستفاد من المادة ‪ 150‬من مجموعة القانون الجنائي‬ ‫والمتعلق بثبوت توفر ظروف التخفيف‪ ،‬والذي بموجبه يجوز‬ ‫للمحكمة أن تنزل بالعقوبة عن الحد األدنى المقرر في‬ ‫القانون دون أن ينقص الحبس عن ستة أيام والغرامة عن‬ ‫اثني عشر درهما‪.‬‬ ‫‪ .6‬هل يمكن لهذه الظروف الخاصة التي فرضتها‬ ‫تداعيات هذه الجائحة أن تكون ظرفا مشددا للعقوبة لبعض‬ ‫الجرائم المنصوص عليها في مجموعة القانون الجنائي؟‬

‫نعم‪ ،‬في جريمة السرقة‬ ‫البسيطة والتي تعتبر جنحة‬ ‫يمكن أن تشدد فيها العقوبة‬ ‫لتصبح جناية إذا ارتكبت وفقا لما‬ ‫نصت عليه الفقرة السادسة من‬ ‫المادة‪ 510‬بقولها (ارتكاب السرقة‬ ‫في أوقات الحريق أواالنفجار‬ ‫أواالنهدام أوالفيضان‪ ،‬أوالغرق‬ ‫أوالثورة أوالتمرد أوأية كارثة‬ ‫أخرى)‪ ،‬هذا إذا تم تكييف حالة‬ ‫الطوارئ الصحية التي تمر بها‬ ‫بالدنا ضمن مصطلح أي كارثة‬ ‫أخرى‪ .‬حاليا المحكمة االبتدائية‬ ‫بالقنيطرةاعتبرت في حكمها‬ ‫الصادر بتاريـخ ‪ 9‬أبريل ‪2020‬‬ ‫جريمة السرقة التي حصلت خالل‬ ‫هاته الفترة بأنها جناية وحكمت‬ ‫بعدم االختصاص وأحالت القضية‬ ‫إلى محكمة االستئناف‪ .‬وفي انتظار‬ ‫اجتهادات أخرى لمحاكم المملكة‬ ‫حول هذه النطة بالذات ومواضيع‬ ‫أخرى‪ ،‬فإن المعيار المحدد هومدى تشبت القاضي الجنائي‬ ‫بالتطبيق الحرفي لقاعدة التفسير الضيق للقاعدة الجنائية‬ ‫أوفتح المجال للتفسير المقاصدي‪ -‬الغائي‪.‬‬ ‫‪ .7‬هل لهذه الجائحة تأثير على اآلجال الجنائية؟‬ ‫نعم‪ ،‬هذه الجائحة لها تأثير مباشر على اآلجال‪ ،‬وفي‬ ‫الحقيقة فوجود المادة السادسة من مرسوم قانون ‪24‬‬ ‫مارس ‪ 2020‬وتنظيمها لكل اآلجال التشريعية والتنظيمية‬ ‫يجعلنا في غنى عن الرجوع للقواعد العامة وما يستبعه ذلك‬ ‫من قراءات للتكييف القانوني لطبيعة هذه الجائحة‪.‬‬ ‫إذن األمر محسوم؛ فوباء كورونا المستجد (كوفيد‪)19‬‬ ‫يعتبر بمثابة إجراء موقف ألجل التقادم ولسائر اآلجال‬ ‫الجنائية األخرى بسبب وجود استحالة متعلقة بعائق وبائي‪،‬‬ ‫مما سيترتب عنه استمرار أمد اآلجال من جديد‪ -‬بعد زوال‬ ‫سبب التوقف‪ -‬في اليوم الموالي لتاريخ اإلعالن عن رفع‬ ‫حالة الطوارئ الصحية‪.‬هذا مع استثناء ما نصت عليه المادة‬ ‫السادسة فيما يخص آجال الطعن باالستئناف الخاصة‬ ‫باألشخاص المتابعين في حالة اعتقال‪ ،‬وكذا مدد الوضع‬ ‫تحت الحراسة النظرية واالعتقال االحتياطي‪.‬‬ ‫‪ .8‬باعتبار كون الجريمة جنحة هل يمكن أن تعرض‬ ‫مرتكبها لتدبير الحراسة النظرية؟‬ ‫نعم‪ ،‬من الناحية القانونية ال شيء يمنع ضابط الشرطة‬ ‫القضائية من وضع أي شخص رهن تدبير الحراسة النظرية‪،‬‬ ‫فيكفي أن يقدر ضابط الشرطة القضائية أن هناك ضرورة‬ ‫البحث تستدعي اللجوء لذلك التدبير ليقوم به‪ .‬المادة ‪66‬‬

‫من قانون المسطرة الجنائية واضحة بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫‪ .9‬هل يمكن لما يكتب على الفضاءاألزرق وغيرها من‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي أن يكون سببا في المتابعة‬ ‫الجنائية ألي شخص؟‬ ‫نعم‪ ،‬يعتبر نشر األخبار الكاذبة جريمة يعاقب عليها‬ ‫القانون دائما‪ ،‬غير أنه في هذه الظروف فضرورة الحفاظ‬ ‫على النظام العام ومنع إثارة الفزع بين الناس تستدعي‬ ‫التعامل بصرامة مع مروجي األخبار الزائفة واالدعاءات‬ ‫أوالوقائع غير الصحيحة المتعلقة بهذه الجائحة‪.‬‬ ‫وبالفعل هذا ما تقوم به النيابات العامة بالمغرب‪،‬‬ ‫وبهذا الخصوص فقد صدر بالغ عن رئاسة النيابة العامة‬ ‫بتاريخ ‪ 17‬ابريل ‪ 2020‬تحدث عن تحريك الدعوى العمومية‬ ‫في مواجهة ‪ 70‬شخصا بتهمة نشر األخبار الزائفة من بينهم‬ ‫‪ 17‬تمت متابعتهم في حالة اعتقال‪.‬كما أن المديرية العامة‬ ‫لألمن الوطني تتوفر على وحدة خاصة بالجريمة االلكترونية‬ ‫تعمل بتنسيق مع الشرطة القضائية هدفها هوتتبع ورصد‬ ‫كل ما ينشر على االنترنيت‪.‬‬ ‫هذا عن الجانب اإلجرائي الجنائي أما من جهة الجانب‬ ‫الجنائي الموضوعي فقانون الصحافة والنشر يعاقب على‬ ‫مثل هذه الجرائم من خالل المادة ‪ 72‬في فقرته األولى التي‬ ‫جاءت بصيغة عامة‪ ،‬والعقوبة هي الغرامة من ‪ 20‬ألف درهم‬ ‫إلى ‪ 200‬ألف درهم‪ ،‬مع مراعاة العقوبات األشد وما إذا كانت‬ ‫األفعال المشار إليها تشكل أفعااللجرائم أخرى‪.‬‬ ‫‪ .10‬هل يعتبر التنظيم الجنائي ألحكام حالة الطوارئ‬ ‫كافيا لإلحاطة بتداعيات هذه الجائحة من الناحية الجنائية؟‬ ‫بالنظر إلى الوضعية التي صدر فيها مرسوم حالة‬ ‫الطوارئ والتي تتسم باالستعجال‪ ،‬ومسابقة الزمن من أجل‬ ‫وضع حد النتشار وباء كرونا المستجد‪ ،‬يمكن القول‪ ،‬من‬ ‫جهة‪ ،‬بأنها تفي بالغرض إلى حد ما‪ ،‬وهي مقتضيات يمكن‬ ‫أن تكون أساسا ومنطلقا لقانوني جنائي خاص ينظم جرائم‬ ‫الجوائح وما شابهها‪.‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فال الوقت وال الظروف‬ ‫مناسبة اليوم لتقييم المقتضيات الجنائية التي تتضمنها‬ ‫أحكام حالة الطوارئ بقدر ما هي مناسبة لتقريب مضامينه‬ ‫من عموم المواطنين‪.‬‬ ‫في ختام هذا المقال‪ /‬كلمة شكر ال بد من قولها في‬ ‫حق كل رجال السلطة العمومية المرابطين في كل مكان‬ ‫من أجل ضمان االمتثال لتدابير الحجر الصحي‪ ،‬على حسهم‬ ‫الوطني الذي يتضح من خالل سلوكهم مع المواطنين‪.‬‬ ‫وبهذا الخصوص يجب لفت االنتباه إلى أن ما تتعرض‬ ‫له هذه القوات العموميةمن شرطة ودرك وقوات مسلحة‬ ‫وقوات مساعدة ورجال السلطة المحلية من قبل البعض‬ ‫من إهانات بمختلف أشكالها‪ ،‬يستدعي وضع مقتضيات‬ ‫جنائية لتشديد العقوبة في جريمة إهانة الموظف العمومي‬ ‫المنصوص عليها في المادة ‪ 263‬من مجموعة القانون‬ ‫الجنائي‪.‬‬

‫أية حماية لألجير في زمن جائحة كوفيد ‪19‬؟‬ ‫‬‫عرف العالم بأسره بداية سنة ‪ ،2020‬اجتياح وباء‬ ‫كورونا‪ -‬كوفيد ـ ‪ ،19‬والمغرب لم يكن في منأى عن هذه‬ ‫الجائحة‪ ،‬حيث تسبب هذا الوباء في فقدان الشغل ل ‪700‬‬ ‫ألف أجير في القطاع الخاص‪ ،‬وتوقف ‪ 113‬ألف مقاولة عن‬ ‫مواصلة نشاطها ابتداءا من ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬ولمواجهة‬ ‫ذلك اتخذت الحكومة المغربية حزمة من التدابير لمواجهة‬ ‫وباء كوفيد ‪ ، 19‬لعل أبرزها اإلعالن عن حالة الطوارئ‬ ‫الصحية وغلق الحدود بكاملها‪ .‬ولقد نظم المشرع المغربي‬ ‫القوة القاهرة في الفصلين ‪ 268‬و‪ 269‬من قانون االلتزامات‬ ‫والعقود بالنسبة للمسؤولية العقدية‪ ،‬إذ عرف القوة القاهرة‬ ‫“هي كل أمر ال يستطيع اإلنسان أن يتوقعه” وتكون من‬ ‫شأنه أن يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال‪.‬‬ ‫لذا فشروط القوة القاهرة هي‪:‬‬ ‫ أن يكون الحادث غير ممكن توقعه‪.‬‬‫ استحالة دفع الضرر الناشئ عن القوة القاهرة‪.‬‬‫ أال تكون للطرفين دخل في إثارة القوة‪.‬‬‫هذا يعني أن جائحة فيروس كورونا ـ كوفيد ‪ ،19‬تشكل‬ ‫قوة قاهرة‪ ،‬إذ لم تكن متوقعة من قبل‪ ،‬ويصعب دفعها‬ ‫وتفادي وقوعها من طرف المشغل‪ ،‬كما أنه ال عالقة لها‬ ‫بإرادة طرفي عقد الشغل‪ ،‬مما يجعلنا أمام وسيلة من وسائل‬ ‫اإلعفاء من المسؤولية‪ ،‬وال مجال لوجوب استمرار المشغل‪،‬‬ ‫طيلة مدة اإلغالق المؤقت‪ ،‬في أداء ما يستحقه أجراؤه من‬ ‫أجور‪ ،‬وتعويضات‪ ،‬وفوائد مادية أو عينية كانوا يتقاضونها‬ ‫قبل تاريخ اإلغالق‪.‬‬ ‫واإلشكال الذي يطرح نفسه‪ ،‬ماذا اعد المشرع المغربي‬ ‫لألجير الذي توقف عن أداء عمله ؟ وما هي التزامات المؤاجر‬ ‫الذي استمر في أداء خدماته؟‬ ‫أوال‪ :‬حماية األجير أثناء توقف عقد الشغل‪:‬‬ ‫إن توقف عقد الشغل يعني انه ال ينتج آثاره ما دامت‬ ‫التزامات األجير تتوقف دون أن يترتب عن ذلك التوقف إنهاء‬ ‫العقد بصفة نهائية‪ ،‬وان سبب ذلك التوقف ينمحي في‬ ‫المستقبل‪،‬إن الفكرة األساسية لتوقف عقد الشغل تكمن في‬ ‫االستحالة المؤقتة لتنفيذ هذا العقد‪ ،‬نتيجة الحادث الفجائي‬ ‫أو القوة القاهرة‪ ،‬والتي ليس لها سوى اثر تأجيلي على تنفيذ‬ ‫العقد‪.‬‬ ‫وقد جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 33‬من مدونة‬ ‫الشغل أنه‪ ”:‬يستوجب قيام أحد الطرفين بإنهاء عقد الشغل‬ ‫المحدد المدة قبل حلول أجله تعويضا للطرف اآلخر‪ ،‬ما لم‬ ‫يكن اإلنهاء مبررا بصدور خطأ جسيم من الطرف اآلخر أو‬ ‫ناشئا عن قوة قاهرة‪ ،‬كما أن المادة ‪ 43‬من نفس المدونة‬ ‫نصت على إعفاء األجير والمشغل من وجوب التقيد بأجل‬ ‫اإلخطار في حالة القوة القاهرة‪ .‬وبالرجوع ألسباب توقف عقد‬ ‫الشغل الواردة على سبيل المثال في المادة ‪ 32‬من مدونة‬ ‫الشغل يالحظ أن أغلب هذه األسباب تعود إلى األجير‪( ،‬تغيب‬ ‫األجير لمرض‪ ،‬أو إصابة‪ ،‬يثبتهما طبيب إثباتا قانونيا؛فترة‬ ‫ما قبل وضع الحامل حملها‪ ،‬وما بعده‪ ،‬فترة العجز المؤقت‬ ‫الناتج عن حادثة شغل أو مرض مهني؛ فترات تغيب األجير؛‬

‫مدة اإلضراب…)‪ ،‬وواحد منها فقط يعود إلى المشغل وهو‬ ‫اإلغالق القانوني للمقاولة بصفة مؤقتة‪ ،‬وهنا يمكن إدخال‬ ‫إيقاف عقد الشغل بسبب انتشار فيروس كورونا ضمن‬ ‫التوقف المؤقت لعقد الشغل‪ .‬وما يميز هذه الحالة كسبب‬ ‫من أسباب التوقف المؤقت لعقد الشغل أنها مشتركة بين‬ ‫األجير والمشغل‪ ،‬نظرا لما لهذا المرض من خطورة على‬ ‫الصحة والسالمة العامة وصحة وسالمة األجراء والمشغلين‬ ‫وامتثاال ألوامر السلطة العامة بإيقاف جميع األنشطة‪.‬‬ ‫من المعلوم أن هناك مبدأ قانوني في عالقات الشغل‬ ‫سواء في القطاع العام آو الخاص‪ ،‬مفاده( األجر مقابل العمل)‪،‬‬ ‫ولتعويض األجراء عن مدة توقف عقد الشغل‪ ،‬وكل المتضرر‬ ‫ين من إعالن حالة الطوارئ والحجر الصحي‪ .‬اصدر صاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس أوامره‪ ،‬إلحداث صندوق خاص‬ ‫لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا‪ ،‬وذلك من أجل التكفل‬ ‫بالنفقات المتعلقة بتأهيل البنيات الصحية‪ ،‬والحد من أثار‬ ‫هذا الوباء على االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫وتنزيال لمقتضات المادة الخامســة من المرســوم‬ ‫المتعلق بأحكـــام الطوارئ‪ ،‬وبعد مشاورات واجتماعــات‬ ‫متواصلة‪ ،‬قررت لجنة اليقظـــة االقتصادية منح تعويض‬ ‫شهري جزافي قدره ‪ 2000‬درهم ‪ ،‬باإلضافة إلى االستفادة‬ ‫من خدمات التغطية الصحية اإلجبارية والتعويضات العائلية‪،‬‬ ‫لفائدة األجراء والمستخدمين بموجب عقود االندماج‬ ‫والبحارة الصيادين المتوقفين مؤقتا عن العمل المصرح‬ ‫بهم لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي برسم‬ ‫شهر فبراير ‪ ،2020‬والمنتمين للمقاوالت المنخرطة في‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ .‬ويهم هذا التعويض‬ ‫الفترة الممتدة من ‪ 15‬مارس إلى ‪ 30‬يونيو ‪ ، 2020‬ويجب‬ ‫أن يكون األجراء الذين سيستفيدون من هذه التعويضات‬ ‫موضوع تصريح بالشرف من طرف المقاوالت التي تشغلهم‬ ‫وأن يكون مصرحا بهم لدى الصندوق الوطني للضمان‬ ‫االجتماعي برسم شهر فبراير ‪ ، 2020‬وذلك عبر البوابة‬ ‫اإللكترونية لصندوق الوطني للضمان االجتماعي الخاصة‬ ‫بالتعويضات الجزافية الشهرية‪ ،‬ويفيد هذا التصريح بأن‬ ‫المقاولة توجد في حالة توقف كلي أو جزئي ألنشطتها بسبب‬ ‫تفشي فيروس كورونا المستجد‪ ،‬أو أنها تواجه صعوبات في‬ ‫ظل هذه األزمة‪ ،‬وبالتالي فكل أجير غادر عمله عن قصد‬ ‫فلن يستفيد من هذا التعويض‪ .‬وأما بخصوص القطاع غير‬ ‫المهيكل المتأثر مباشرة بالحجر الصحي ونظرا لتعقد هذه‬ ‫اإلشكالية فقد ركزت لجنة اليقظة االقتصادية على دعمها‬ ‫عبر مرحلتين‪:‬‬ ‫المرحلة األولى ‪ :‬تهم األسر التي تستفيد من خدمة‬ ‫راميد وتعمل في القطاع غير المهيكل وأصبحت ال تتوفر‬ ‫على مدخول يومي إثر الحجر الصحي‪ ،‬هذه األسر يمكنها‬ ‫االستفادة من مساعدة مالية تمكنها من المعيش والتي‬ ‫سيتم منحها من موارد صندوق محاربة جائحة كورونا الذي‬ ‫انشأ تبعا لتعليمات صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل‪.‬‬

‫فؤاد بوعصام‬

‫دكتور في القانون الخاص‬

‫وحددت هذه المساعدة المالية على النحو التالي‪:‬‬ ‫أوال‪ 800 :‬درهم لألسرة المكونة من فردين أو أقل‪،‬‬ ‫ثانيا‪ 1000 :‬درهم األسرة المكونة من ثالث إلى أربع‬ ‫أفراد‪،‬‬ ‫ثالثا‪ 1200 :‬درهم لألسرة التي يتعدى عدد أفرادها‬ ‫أربعة أشخاص‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬بالنسبة لألسر التي ال تستفيد من‬ ‫خدمة راميد والتي تعمل في القطاع غير المهيكل والتي‬ ‫توقفت عن العمل بسبب الحجر الصحي‪ ،‬سيتم منحها نفس‬ ‫المبالغ المذكورة سابقا‪.‬‬ ‫وما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬هو أن التعويضات التي سيمنحها‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لألجراء الذين توقفوا‬ ‫عن الشغل نتيجة إغالق المقاوالت التي يشتغلون بها‬ ‫بصفة مؤقتة تختلف تماما عن التعويضات التي يمنحها‬ ‫ذات الصندوق لألجراء عند فقدانهم لشغلهم‪ .‬فالتعويض‬ ‫األخير يخول للمؤمن له االستفادة من هذا التعويض‪،‬عندما‬ ‫يفقد عمله في ظروف خارجة عن إرادته شريطة أن يتوفر‬ ‫على فترة تأمين ال تقل عن ‪ 780‬يوما خالل الستة وثالثين‬ ‫شهرا السابقة لفقدان العمل‪ ،‬منها ‪ 260‬يوما خالل اإلثني‬ ‫عشر شهرا السابقة لتاريخ فقدان العمل‪ .‬المبلغ الشهري‬ ‫للتعويض يساوي ‪ 70‬في المائة من األجر المرجعي (متوسط‬ ‫األجور الشهرية المصرح بها خالل ‪ 36‬شهراً األخيرة) دون‬ ‫تجاوز الحد األدنى لألجر المعمول به‪ ،‬ويشمل صرف هذا‬ ‫التعويض مدة أقصاها ستة أشهر ابتداء من اليوم الموالي‬ ‫لتاريخ االنقطاع عن العمل وفي حالة استئناف عمل مأجور‪،‬‬ ‫يتم إيقاف صرف التعويض‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التزامات المؤاجر للوقاية من كوفيد ‪:19‬‬ ‫لقد ألزم المشرع المغربي المشغل في المادة ‪ 24‬من‬ ‫مدونة الشغل ‪ ،‬باتخاذ جميع اإلجراءات والتدابير الالزمة‬ ‫لحماية سالمة األجراء وصحتهم‪ ،‬وكرامتهم ‪ ،‬لدى قيامهم‬ ‫باألشغال التي ينجزونها تحت إمرته‪ .‬وكذلك يجب على‬ ‫المشغل أن يسهر على نظافة أماكن الشغل وان يسهر على‬ ‫إن تتوفر فيها شروط الوقاية الصحية ‪ ،‬ومتطلبات السالمة‬ ‫الالزمة للحفاظ على صحة األجراء وخاصة مستودعات‬ ‫مالبس األجراء ومغتسالتهم ومراقدهم ( م‪ ،)281‬وإمكانية‬ ‫اللجوء إلى العمل عن بعد‪ ،‬و يجب التقيد بتعليمات السلطات‬ ‫العمومية المتعلقة بفتح أو إغالق المؤسسة واحترام األوقات‬ ‫المحددة إلغالق المحالت التجارية إذا تعلق األمر بالمقاوالت‬ ‫ذات الطابع التجاري‪.‬‬ ‫كما يتعين على المشغل أن يضع خطة وقائية محكمة‬ ‫لتفادي إصابة األجراء‪ ،‬و أن يضع رهن أجرائه جميع وسائل‬ ‫النظافة للوقاية من مرض كورونا‪ ،‬وكذلك يتعين أن يخبر‬ ‫كتابة جميع اإلجراء بهذه التدابير‪ ،‬وبكل تغيير يطرأ عليها‬ ‫خصوصا تلك التدابير االحترازية للوقاية من داء كورونا‬ ‫(‪.)289‬‬ ‫ويحق لألجير التحلل من بعض التزاماته إذا تبين إن‬ ‫مشغله ال يحترم تدابر الصحة والسالمة‪ ،‬كما يمكنه إثارة‬

‫مسؤوليته في إطار المبادئ العامة المنصوص عليها في‬ ‫المواد ‪77‬و‪78‬و ‪ 749‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬إذ تنص‬ ‫المادة ‪ 77‬على أن كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار‬ ‫من غير أن يسمح له به القانون‪ ،‬فاحدث له ضررا ماديا أو‬ ‫معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض الضرر‪ ،‬إذا أتبث أن ذلك‬ ‫الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر‪ ،‬وكل شرط‬ ‫مخالف لذلك يكون عديم األثر‪.‬كما يؤكد الفصل ‪ 78‬ق ع ل‬ ‫ع على أن‪:‬كل شخص مسؤول عن الضرر المعنوي أو المادي‬ ‫الذي أحدثه‪ ،‬ال بفعله ولكن بخطاه أيضا‪ ،‬وذلك عندما يثبت‬ ‫أن هذا الخطأ هو السبب المباشر في ذلك الضرر‪ ،‬والخطأ هو‬ ‫ترك ما كان يجب فعله‪ ،‬أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه‪،‬‬ ‫وذلك من غير قصد إلحداث الضرر‪.‬‬ ‫أما الفصل ‪ 749‬من ق ل ع ‪ ،‬فينص على أن المعلم أو‬ ‫المخدوم وعلى العموم كل رب عمل أن يلتزم‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬بان يعمل أن تكون الغرف ومحالت الشغل‪ ،‬وعلى‬ ‫العموم كل األماكن التي يقدمها لعماله وخدمه ومستخدميه‬ ‫مستوفية كل الشروط الالزمة لعدم إلحاق الضرر بصحتهم‬ ‫ولتأمينهم من كل خطر‪ ،‬كما يلتزم بصيانتها لتبقى على‬ ‫نفس الحالة طوال مدة العقد‬ ‫ثانيا‪ :‬بان يعلم على أن تكون األجهزة واآلالت واألدوات‬ ‫وعلى العموم كل األشياء التي يقدمها‪ ،‬والتي يلزم بواسطتها‬ ‫أداء الشغل في حالة من شانها أن تبقي من يستخدمهم من‬ ‫كل خطر يهدد حياتهم أو صحتهم في الحدود التي تقتضيها‬ ‫طبيعة الخدمات التي يؤدونها‪ ،‬كما انه يلتزم بصيانتها‬ ‫لتبقى على نفس هذه الحالة طوال مدة العقد‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬بان يتخذ كل ما يلزم من اإلجراءات الوقائية لكي‬ ‫يؤمن لعماله وخدمه ومستخدميه حمايتهم وصحتهم في‬ ‫أدائهم األعمال التي يباشرونها تحت توجيهه أو لحسابه‪،‬‬ ‫ويسال المخدوم عن كل مخالفة ألحكام هذا الفصل وفقا‬ ‫للقواعد المقررة للجرائم وأشباه الجرائم‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬يجب اإلشارة إلى أن هذا الوباء سيفتح‬ ‫النقاش حول بعض المبادئ القانونية‪ ،‬من قبيل القوة‬ ‫الملزمة للعقد‪ ،‬والقوة القاهرة والظروف الطارئة‪ ،‬وكذلك‬ ‫نظرية توقف العقد‪ ،‬ومبدأ األجر مقابل العمل‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫‪10‬‬

‫دور الدولة والمجتمع‬ ‫في تدبير ما بعد‬ ‫الزمن «الكوروني»‬ ‫د يوسف هركان‬ ‫أستاذ القانون العام بكلية الحقوق تطوان‬

‫مقدمة‬

‫لقد كشفت جائحة كورونا لعدد كبير من الباحثين وصناع القرار من بينهم مدير‬ ‫معهد‪ Brookings institution‬جون الين والديبلوماسي األمريكي السابق نيكوال‬ ‫بورنز أن العالم يمر بأكبر أزمة على المستوى العالمي خالل ق‪ ،21‬نظرا لتهديده ألزيد‬ ‫من ثمانية مليارات شخص‪ ،‬وانتشاره في حوالي ‪ 215‬دولة( صبغة عالمية‪ ،‬سرعة‬ ‫في االنتشار ‪ ،‬تلقيح غير متوفر إلى يومنا اآلن)‪ ،‬أزمة جعلت البشرية برمتها تتواضع‬ ‫‪ ،‬كل الدول تعيش وضعية صعبة غير مسبوقة‪ ،‬وظروف اقتصادية قاسية وانعكاسات‬ ‫اجتماعية مؤلمة خاصة على الفئات الهشة‪ ،‬عشرات الماليين من المغاربة مهددين‬ ‫بالفقر‪ ،‬ظروف استثنائية تضع صناع القرار في وضعية حرجة‪،‬ألن التدخل يجب أن يكون‬ ‫دقيقا وفعاال ‪،‬ولتجنب الدخول في غمار تداعيات خطيرة‪ ،‬ألن»ال شيء سيعود كما كان‬ ‫األمر عليه» ‪ ،‬وكما عبر جزء من الشعب األمريكي أثناء ضغطه على رفع الحجر الصحي‬ ‫«كورونا تقتل والفقر يقتل»‪.‬‬ ‫في خضم هذه األزمة برزت ثالثة فئات بثالثة سيناريوهات‪:‬‬ ‫الفئة األولى‪:‬اعتبرت الحدث هو يدخل في خانة حدث طارئ ‪ ،‬سينتهي كما انتهت‬ ‫األوبئة السابقة كانت أشد وطئا وفتكا ‪،‬وفي عصور بدون إمكانات ووسائل عالم اليوم‬ ‫الضخمة‪ .‬وعليه سيستمر الوضع العالمي كما كان عليه‪ ،‬نظام ليبرالي غربي متحكم‪.‬‬ ‫الفئة الثانية‪ :‬اعتبرت أن جائحة كورونا تدخل في صنف األحداث التي كان لها بالغ‬ ‫األثر مثل الحرب العالمية األولى‪،‬والحرب العالمية الثانية‪ ،‬هدم جدار برلين ‪ 11،‬شتنبر‬ ‫‪ ،2001‬وعليه ستكون إعالنا صريحا بصعود الصين لقيادة العالم على األقل مع أمريكا‬ ‫ولما ال بمفردها‪.‬‬ ‫الفئة الثالثة‪:‬تركز بالخصوص على الوضع الداخلي للدول وعلى قوة نفوذ أجهزتها‬ ‫التنفيذية‪ ،‬ومدى احترامها لحقوق مواطنيها كانت سياسية و مدنية‪ ،‬أو اجتماعية‬ ‫واقتصادية وبيئية‪..‬‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬هل الدول ستصبح أقل انفتاحا ؟ وأقل حرية؟ وأكثر فقرا ؟وهل‬ ‫ستضطر تغيير بعض وظائفها أو ترتيب بعض أولويات سياستها العمومية ؟‬ ‫لكن بعيداعن كل هذه السيناريوهات ومدى واقعيتها‪ ،‬فإن الزمن» الكوروني»‬ ‫وضع الدول والمجتمع معا في وجوب التفكير في تدبير أزمة كورونا تحجيما لتداعياتها‬ ‫الصحية واالقتصادية واالجتماعية البالغة‪ ،‬بل والتفكير أيضا في كيفية التعامل في ما‬ ‫بعد كورونا‪ ،‬فإذا كانت الدولة والمجتمع وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فما هي شروط انسجام‬ ‫وتكاملهما لتحقيق هذه األهداف؟ثم هل من آليات تدبيرية لهذه االزمة ولكل أخواتها‬ ‫في المستقبل ؟ أسئلة سنحاول تسليط الضوء عليها من خالل ‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬الدولة بين تراجع نظريات وبروز أولويات‬

‫إن خريطة الدول من خالل سياستها العامة والعمومية حتما ستعرف تغييرات جوهرية بعد‬ ‫جائحة كورونا ألن هذه الحكومات الوطنية التي ستسترد المزيد من القوى لألخذ بزمام األمور للحد‬ ‫من األزمة بإجراءات فعالة ستعلن في البدء سقوط‪ -‬أو على األقل تراجع‪-‬مجموعة من النظريات‪:‬‬ ‫أوال ‪:‬التكامل األوروبي الذي صمد رغم الهزات المالية كأزمة‪ ،-2009 2008‬تكامل اقتصادي‬ ‫بدون حس انساني أو على األقل تضامن التشاركي (صراع الكمامات)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مفهوم العولمة والنظام النيولبرالي الذي كان سببا في تقليص نفوذ الدولة القومية‬ ‫من خالل تيسير انتقال المعلومات والسلع واألموال واألفكار والعادات االجتماعية والثقافية من‬ ‫الغرب المهيمن إلى باقي دول العالم ‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬نظرية االعتماد المتبادل الساعية إلى انخفاض أهمية وقيمة العالقات األمنية والعسكرية‬ ‫بين الدول ‪ ،‬إلى الرفع من أهمية الشق االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬لكنها لم تؤدي أهم وظائفها‬ ‫خاصة السلم الدولي‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬هشاشة التفكير األمني التقليدي للدول والذي كان سببا في إغفال التهديد الصحي‪.‬‬ ‫خامسا‪:‬خروج الديمقراطية الغربية من قوقعتها للبحث عن نماذج أكثر أمانا للتعاون المشترك‪.‬‬ ‫في المقابل ستنحاز غالبية الدول ‪-‬ولو بشكل مرحلي‪ -‬نحو‪:‬‬ ‫أوال‪:‬انكفاء على الداخل للسنوات القابلة على المدى القريب‪ ،‬وعلى المدى المتوسط‬ ‫ثانيا‪:‬البحث عن االكتفاء الذاتي مع عدم رغبة العديد من الدول مناقشة بعض القضايا‬ ‫الخارجية‪-‬المجمدة أصال قبل األزمة‪ -‬من قبيل (الهجرة‪ ،‬المناخ‪ ،‬البيئة‪ ،)...‬بهدف تخصيص الموارد‬ ‫الضرورية للتعافي من األزمة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عودة الدولة الوطنية إلى مربعها األصلي‪ ،‬حبل النجاة داخل حدودها وفي حدود‬ ‫إمكانياتها وقدراتها الداخلية‪.‬‬ ‫على المستوى الوطني و أمام التحديات التي تعيشها وستعيشها الدولة‪ ،‬من تداعيات لألزمة‬

‫عل المستوى الصحي واالقتصادي واالجتماعي والمالي‪ ،‬وبعيدا عن جميع اإلجراءات االستباقية‬ ‫واالحترازية ‪ ،..‬البد في تقديري من إعادة ترتيب أولويات سياستها العمومية ‪:‬‬ ‫أوال ‪:‬إعادة النظر في دورها األساسي خاصة في بلورة مخطط وطني « سياسة اإلنعاش» في‬ ‫مقابل الفرضيات التقليدية التي تستهدف فقط التوازنات المالية على حساب التوازنات االجتماعية‬ ‫والبشرية التي لم تعد تفي بالغرض‪.‬‬ ‫ثانيا‪:‬إعادة النظر في الحوكمة الصحية‪،‬الخدمات العمومية وفي الحماية االجتماعية واالستثمار‬ ‫العمومي‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬إعادة النظر في االستثمارات العمومية خاصة ‪:‬القطاعات االستراتيجية والحيوية( الصحة‬ ‫والتعليم‪ ،‬التشغيل‪.)..‬‬ ‫رابعا ‪:‬إعادة النظر فيتدخل الدولة في االقتصاد‪.‬‬ ‫خامسا‪:‬إعادة النظر في القطاع غير المهيكل»الناس تعيش اليوم باليوم»‬ ‫سادسا ‪:‬االقتصاد االجتماعي والتضامني من أجل تنمية قوامها العدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫سابعا ‪:‬الفوارق االجتماعية وإشكالية هشاشة المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪.‬‬ ‫ثامنا ‪ :‬األخذ بعين االعتبار تداعيات أزمة كورونا اثناء صياغة جميع مخططات القطاعات‬ ‫االستراتيجية المنتهية خالل سنة ‪. 2020‬‬ ‫تاسعا‪ :‬اإلسراع في تفعيل وتنزيل اإلدارة االلكتروني ة �‪Digitalisation de la sphère pu‬‬ ‫‪blique‬‬ ‫إن جائحة كورونا وضعت الدولة أمام مسؤوليات متعددة ومعقدة‪ ،‬وجب معها التفكير في‬ ‫تعديل عدد كبير من سياستها العمومية ‪ ،‬وإلتقائية في تنزيل برامجها‪ ،‬لكن هل الثقة التي فقدها‬ ‫المجتمع ببعض أو جل مؤسساتها يمكن أن تعيده األزمة؟‬ ‫المحور الثاني‪ :‬الدولة والمجتمع‪ :‬الثقة المفقودة و التكامل المنشود‬ ‫لقد حظي مفهوم المجتمع بالدراسة والتحليل والمتابعة من قبل العديد من المفكرين‬ ‫والباحثين خاصة بعد التحوالت التي عرفها دور الدولة في المجال االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬أعمال‬ ‫المجتمع ال تعد بديال عن دور الدولة‪،‬رغم الدور الهام الذي يلعبه في تعزيز ثقة المواطنين في‬ ‫الدولة وهو مدعاة لالستقرار االجتماعي‪.‬‬ ‫يعتبر المجتمع ركيزة أساسية من ركائز إدارة األزمات‪:‬‬ ‫‪ 3‬دعم عملية التواصل أثناء األزمات‪ :‬األزمات هي أزمة معلومات وتواصل بامتياز‪ ،‬وعليه فدور‬ ‫المجتمع في التعريف بماهية األزمة ‪ ،‬خطورتها ‪ ،‬وفي مخاطبة المواطنين بشكل مباشر مع تبسيط‬ ‫الخطاب‪ ، ،‬وخلق أجواء إيجابية مسألة بالغة األهمية‪.‬‬ ‫‪ 3‬الدور العملي الميداني‪ :‬األزمات تتطلب عمال ميدانيا مسترسال‪ ،‬يتوخى منه المواساة و‬ ‫دعم الفئات المتضررة‪ ،‬نحو مواكبة وإنجاح كل أشكال التضامن‪.‬‬ ‫‪ 3‬الدور التصحيحي‪ :‬تصحيح أنواع التجاوزات التي تقع داخل رقعة جغرافية ويتضرر منها‬ ‫المواطنات والمواطنين ‪ ،‬دعما ألدوار المراقبة وخاصة أن حالة الطوارئ يمكن أن تتبعها مجموعة‬ ‫من التجاوزات لحقوق األفراد والجماعات‪.‬‬ ‫خالل أزمة كورونا يمكن استنتاج أن عالقة الدولة بالمجتمع‪ ،‬اتسمت منذ صدور مرسوم‬ ‫بقانون رقم ‪ 2.20.292‬الصادر في ‪ 28‬من رجب ‪ 1441‬الموافق ‪23‬مارس ‪ 2020‬والمتعلق‬ ‫بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية بالتفاعل اإليجابي من طرف المجتمع وذلك من خالل‬ ‫خضوع جميع مكوناته للحجر الصحي وااللتزام بمقتضياته‪ .‬وحينما تم اإلعالن عن مبادرة تأسيس‬ ‫الصندوق الخاص بكوفيد ‪ ،19‬وجه المجتمع للدولة تحية أحسن منها ألن التضامن من أخالق‬ ‫الشعب منذ قدم العصور‪.‬‬ ‫ال يخفى على أحد أن قبل انتشار فيروس كورونا كان المجتمع بجميع أطيافه يوجه سخطه‬ ‫وعدم رضاه على عدد من مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسات االستشفائية‪ ،‬لكن أثناء األزمة‬ ‫تغير األمر‪ ،‬فيا ترى ما الذي تغير؟الشيء الذي تغير هو أن المواطنات والمواطنين الحظوا تفاني أطر‬ ‫الصحة في خدمتهم بل وعرضوا حياتهم من أجلهم ‪ ،‬والذين يستحقون كامل التقدير واالحترام ‪.‬‬ ‫وهكذا نجد أن عالقة الدولة بالمجتمع تميزت بالخضوع واالمتثال إلى المشاركة بل المبادرة‪،‬‬ ‫وعليه إذا كان التكامل بين الدولة والمجتمع مطلب أساسي ‪،‬فإن سنده األساسي الثقة خالل‬ ‫األزمات وما بعد األزمات ‪،‬فكلما قامت الدولة بدورها ‪،‬كلما ازداد منسوب الثقة في مؤسساتها‪،‬‬ ‫بل وانخراط جميع مكونات المجتمع في دعمها شريطة توفر الدولة على مقومات الشرعية‬ ‫والمشروعية «سيادة القانون مع االحترام الكامل لحقوق اإلنسان»‪.‬‬

‫ختاماً‪.‬‬

‫لقد عبر المغرب (الدولة والمجتمع ) أنه يمتلك قدرة هائلة للخروج من األزمات‪ ،‬لكن حذاري‬ ‫من تحول وضياع هذه الوصفة التي ستخرجه من الورطة حينما يعود لوضعه الطبيعي‪،‬فهل‬ ‫ستضعف كل مبادرات الدولة والمجتمعا لتي توحد الجميع في مصب واحد زمن األزمات وتتحلل‬ ‫أمام مقاومات الجهات المستفيدة ؟ وهل يصير الشعب ومبادراته وصور من تضامنه فقط جزءا‬ ‫من النوستالجيا الجميلة؟‬


‫‪11‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫انطالق عملية توزيع ‪ 11350‬قفة رمضان‬ ‫بالحسيمة والنواحي‬ ‫انطلقت عملية توزيع قلـــة رمضـــان‬ ‫بالحسيمة مؤخرا تحـــت إشراف مندوبية‬ ‫التعاون الوطني والسلطــات المحليـــة‬ ‫بالحسيمة وكانت العملية قد انطلقت في‬ ‫جو من االنضباط والحفاظ على تدابير‬ ‫الحجر الصحي‪،‬حيث تستمر عملية التوزيع‬ ‫إلى ساعة متأخرة من الليل ‪،‬ومن جانب آخر‬ ‫فقد انطلقت العملية ليلة أمس بكل من‬ ‫حي أفزار التابع للمقاطعة الحضرية الرابعة‬ ‫وإحياء أخ��رى تابعة للمقاطعة الحضرية‬ ‫االول��ى‪ ،‬بينما تستمر السلطات المحلية‬ ‫من شرطة وقوات مساعدة على تحسيس‬ ‫المواطنين بضرورة اإللتزام بتدابير الحجر‬ ‫الصحي‪ ،‬كلما شاهدت تجمعا لشخصين أو‬ ‫أكثر‪ ،‬كما توضي البعض اآلخر بضرورة وضع‬ ‫الكمامة‪.‬‬ ‫وتشير إلى أن عدد القفق التي ستوزع‬ ‫على امتداد إقليم الحسيمة بلغ ‪11350‬‬ ‫قفة بينما بلغ عدد القفف التي ستوزع داخل‬

‫باشوية الحسيمة ‪500‬قفة‬ ‫وتشير إلى أن محتوى القفل يتكون من‬

‫فنادق ومنتجعات المغرب نموذجاً‬

‫عبد المالك بوغابة‬

‫رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة‬

‫اقتصادية واجتماعية في هـــذه الظــــروف‬ ‫االستثنائية‪ ،‬في ضل أزمة كورونا مما أدت‬ ‫إلى مجموعة من الفنادق بالمغرب قد أقفلت‬ ‫أبوابها في إطار القرار الصادر من السلطات‬ ‫الحكومية القاضي بحالة الطوارئ الصحية‪.‬‬ ‫بالرغم من صعوبات اقتصادية‪ ،‬فالجانب‬ ‫االجتماعي بات حاضرا بكل قوة لدى هذه‬

‫شبان بالحسيمة يعبرون عن شكرهم‬ ‫لألطر الصحية بطريقتهم الخاصة‬

‫قام شبان مجموعة أونالي ببوكيدان نزاحي اقليم الحسيمة بإنجاز جدارية من حجم كبير‬ ‫للتعبير عن شكر وامتنان ساكنة اإلقليم لألطر الصحية في مواجهة وباء كورونا المستجد ‪.‬‬ ‫وقد تمت هذه المبادرة بتنسيق مع منتخبين مخليين من الجماعة حيث أبدع الشباب على‬ ‫امتداد ‪ 08‬ساعات متواصلة عمال فنيا جميال تأسيسا وتكريسا لثقافة االعتراف بتضحيات اآلخرين‬ ‫وتنويها بمجهوداتهم لخدمة األمن الصحي في بالدنا‬

‫وحدتان متنقلتان تقربان‬ ‫المساعدات المالية المباشرة‬ ‫لساكنة العالم القروي‬ ‫بإقليم الحسيمة‬

‫‪ :‬الزيت‪ .‬الدقيق ‪.‬العدس‪ .‬الشعرية‪ .‬السكر‪.‬‬ ‫الطماطم والشاي‪.‬‬

‫كوفيد ‪ ..19‬ومفهوم المسؤولية االجتماعية‬ ‫للشركات‪..‬‬ ‫المنتدى المتوسطي للسياحة بالمغرب‬ ‫تابــــع عن كثـــب التطـــورات والمستجدات‬ ‫الحاصلة ب»كوفيد ‪ »19‬بالمغرب‪ ،‬وكيفية‬ ‫التعاطي الفاعلين السياحيين مع هذه األزمة‪،‬‬ ‫من خالل المالحظة التي تم الوقوف عنها‬ ‫مبادرات الفنادق التابعين للصندوق اإليداع‬ ‫والتدبير أكبر هيئة استثمارية مؤسساتية‬ ‫بالمغرب الذين أعلنوا عن انخراطهم في‬ ‫حملة التضامن والدعم من خالل وضع ‪8000‬‬ ‫سرير فندقية رهن إشارة الدول لمواجهة‬ ‫أزمة كورونا‪ ،‬وذلك إليواء األطقم الطبية‬ ‫المدنية والعسكرية والسلطات المعنية الذين‬ ‫يشتغلون في الخط األمامي الحتواء والتكفل‬ ‫بالحالة المصابة بفيروس كورونا المستجد‬ ‫على مستوى الوطني‪ ،‬على غرار باقي الفنادق‬ ‫التابعين للقطاع الخاص‪.‬‬ ‫فتعتبر هذه الخطوات باإليجابية فشركة‬ ‫فنادق ومنتجعات المغرب «‪ »HRM‬المفاعل‬ ‫السياحي في تدبير الوحدات السياحية‬ ‫التابعة للصندوق االيداع والتدبير‪ ،‬على سبيل‬ ‫المثال فنادق للمجموعة المتخصصة في‬ ‫االستثمارات السياحية «مضايف»‪ ،‬التي تسير‬ ‫جزءا كبيرا من فنادقها شركة «‪ »HRM‬بكفاء‬ ‫مهنية عالية‪ ،‬فضال إلى المخيمات االصطياف‬ ‫والتخييم موزعين بمختلف المدن المغربية‪.‬‬ ‫فرغـــم ما يصاحبهـــا من صعـــوبـــات‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫المؤسسات‪ ،‬ويبدو ذلك من خالل أداء أجور‬ ‫شهرية لفائدة جميع أجرائها ومستخدميها‬ ‫وأطرها الذين يشتغلون بشكل رسمي‪ ،‬كما‬ ‫هو الشأن كذلك بالنسبة لعمال المؤقتين منذ‬ ‫بداية هذا الوباء‪ ،‬اعتبرناه في المنتدى أسلوب‬ ‫جديد في مفهـــوم المسئولية االجتماعية‬ ‫للشركات‪ ،‬فالصندوق اإليـــداع والتدبيـــر‬ ‫نموذجًا للشركات المواطنة الصالحة‪ ،‬التي‬ ‫ال تسعى إلى تحقيق فقط المصلحة المالية‬ ‫لحملة األسهمه‪ ،‬بل مصالح كافة أصحاب‬ ‫المنفعة اآلخرين – المستهلكين‪ ،‬والمديرين‪،‬‬ ‫والموظفين‪ ،‬والبيئة التي تعمل فيها‪ ،‬وأجهزة‬ ‫األعالم‪ ،‬والمجتمع بصفة عامة‪ .‬غير أن األمر‬ ‫ال يتوقف عند كونه مجرد مشاركة في األعمال‬ ‫الخيرية‪ .‬فلكي تكون الشركة مسؤولة اجتماع‪،‬‬ ‫بقدر ما هي ثقافة التزام أخالقي بين الشركة‬ ‫والمجتمع تسعى من خالله الشركة إلى‬ ‫تقوية الروابط بينها وبين المجتمع بما من‬ ‫شأنه تعزيز مكانتها في النسيج االقتصادي‬ ‫واالجتماعي الوطني‪.‬‬ ‫وبالمناسبة فإن صندوق اإليداع والتدبير‬ ‫قد تبرع بمليار درهم‪,‬وكما دعا موظفيه‬ ‫للتبرع براتب شهر في الصندوق الخص‬ ‫لتدبير جائحة فيروس كورونا الذي أطلقه‬ ‫العاهل المغربي الملك محمد السادس‪.‬‬

‫مصرع شخص‬ ‫بعدما جرفته‬ ‫السيول‬ ‫نواحي الحسيمة‬ ‫لقي شخـــص خمسيـــنـــي‪ ،‬مصــرعـــه‪،‬‬ ‫يوم الجمعة الماضي ‪ ،‬بجماعة تمساوت بإقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بعد جرفته السيول التي تسببت فيها‬ ‫األمطار العاصفية القوية التي سقطت بالمنطقة‪.‬‬ ‫وكانت المصالح االقليمية بالحسيمة‬ ‫قد كثفت جهودها للبحث عن جثة الشخص‬ ‫الخمسيني إال أنها فشلت في ذلك بسبب‬ ‫التساقطات المطرية القوية التي عرفتها‬ ‫المنطقة وعاقت العثور عليه‪،‬حيث عثر عليه صباح‬ ‫اليوم بعد تدخل رجال السلطة ومتطوعين من‬ ‫الدوار‪.‬‬ ‫المصادر تقول أن الشخص الخمسيني أب‬ ‫لخمسة أبناء بعدما عثر عليه تم اخبار عائلته التي‬ ‫تعرفت عليه بعدما لم تتغير معالم جثته حيث‬ ‫نقل لمستودع االموات بالمستشفى االقليمي‬ ‫محمد الخامس بالحسيمة‪.‬‬

‫شرعــت وحدتــان متنقلتــــان تابعتان‬ ‫لمؤسسة “البريد بنك” في توزيع المساعدات‬ ‫المالية المباشــرة لفائــدة ساكنـة العالــــم‬ ‫القروي على مستوى إقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وت��م��ت تعبئة ه��ات��ي��ن ال��وح��دت��ي��ن‬ ‫المتنقلتين قصد تسهيــل عمليــة تسلــــم‬ ‫المستفيدين المنحدرين من العالم القروي‪،‬‬ ‫السيما بالمناطق النائية والبعيدة‪ ،‬من سحب‬ ‫اإلعانات المالية التي يمنحها “الصندوق‬ ‫ال��خ��اص بتدبير جائحة ف��ي��روس كورونا‬ ‫المستجد – كوفيد ‪ ،19‬المحدث بتعليمات‬ ‫سامية من صاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس‪.‬‬ ‫وتصرف للمستفيدين مبالـــغ ماليــــة‬ ‫تتراوح ما بين ‪ 800‬درهم لألسر المكونة‬ ‫من فردين أو أقل (‪ 800‬دره��م)‪ ،‬و ‪1000‬‬ ‫جرهم لألسر المكونة من ثالثة إلى أربعة‬ ‫أفراد ‪ ،‬و‪ 1200‬درهم لألسر التي يتعدى عدد‬ ‫أفرادها أربعة أشخاص‪.‬‬ ‫وحلـــت الوحدتــان الخميــس الماضي‬ ‫بجماعتي بني جميل وبني جميل مقصولن‬ ‫لتسليم المساعدات المالية المباشرة على‬ ‫عدد من المستفيدين القاطنيــن بالقـــرى‬ ‫والتجمعات السكانيــة التابعــة للجماعتين‬ ‫الترابيتين‪.‬‬

‫وجرت هــذه العملية في احترام وامتثال‬ ‫ت��ام لتدابير الحجر الصحي ال��ذي أقرته‬ ‫السلطات العموميـــة المختصة للتصــدي‬ ‫النتشار جائحــة فيــروس كورونا المستجد‬ ‫(كوفيد ‪ ،)19‬حيث حرصت السلطات المحلية‬ ‫على ضمان االمتثال التام لهذه اإلجراءات‬ ‫والتدابير‪.‬‬ ‫وتواصلــــت هذه العملية‪ ،‬على قـــدم‬ ‫وساق‪ ،‬خالل األيام الثالثة الماضية الماضية‬ ‫بتنسيق مع السلطـــات المحليـــة وشملت‬ ‫جماعات إزمورن وايت قمرة وبني عبد اهلل‬ ‫وسيدي بوتميم وزرقت وبني احمد إموكزن‬ ‫وبني بونصار‪.‬‬ ‫وحلت الوكالتـــان المتنقلتــــان اليوم‬ ‫اإلثنين بجماعتـــي بني بوشيبت وتاغزوت‬ ‫لتقريب خدماتها من المستفيدين‪ ،‬على‬ ‫أن تحط الرحال خالل األيـــام المقبلة بكل‬ ‫من زاوية سيدي عبد القادر وسيدي بوزينب‬ ‫وموالي أحمد الشريف وتامساوت وبني بشير‬ ‫وشقران وتيفروين ولوطا‪.‬‬ ‫يذكر ان الوكاالت ستنتـــقل الى ‪19‬‬ ‫جماعة قروية بالحسيمة وكل يوم سنتقل‬ ‫إلى جماعة معينــــة قصـــد تسهيل عملية‬ ‫التوزيع على المستفيدين‪.‬‬

‫المحكمة اإلبتدائية بتارجيست‪ ‬‬ ‫ترفض تمتيع ابن الرئيس السابق‬ ‫لبلدية تارجيست بالسراح المؤقت‬

‫قضت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة االبتدائية بتارجسيت في جلستها المنعقدة اليوم‬ ‫الخميس ‪ 30‬أبريل ‪ ،2020‬برفض تمتيع ابن الرئيس السابق لبلدية تارجسيت بالسراح المؤقت‪.‬‬ ‫ويتابع المتهم بتهم ثقلية تتراوح عقوبتها مابين ‪ 5‬و ‪ 10‬سنوات حبسا نافذا ( الفصل‬ ‫‪ 436‬من القانون الجنائي )‪ ،‬وهي االحتجاز‪ ،‬إهانة الموظف العمومي‪ ،‬واالعتداء عليه‪ ،‬وكسر شيء‬ ‫مخصص للمنفعة العامة‪.‬‬ ‫وكان المتهم كان قد‪ ‬اعتقل األسبوع الماضي‪ ،‬بعد أن أقدم على احتجاز باشا المدينة‬ ‫داخل بناية قيد اإلنشاء‪ ،‬اثناء تدخل األخير لوقف أشغال بناء بدون ترخيص قبل تدخل المصالح‬ ‫األمنية لتحريره‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫عامل إقليم العرائش يعطي انطالقة‬ ‫عملية الدعم الغذائي لشهر رمضان‬

‫بناء على التعليمـات الملكيـة الساميــة‬ ‫لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل و أي��ده النطالق عملية توزيع الدعم‬ ‫الغذائي لشهر رمضان الجاري‪ ،‬قام يومه‬ ‫السبت فاتح رمضان ‪ 1441‬الموافق ل ‪25‬‬ ‫ابريل ‪ 2020‬السيد العالمين بوعاصم عامل‬ ‫إقليم العرائش رفقة منتخبون و شخصيات‬ ‫مدنية وعسكرية بحي الناظور التابع للملحقة‬ ‫اإلدارية األولى بالعرائش ‪ ،‬انطالقة النسخة‬ ‫‪ 21‬من عملية رمضان للدعم الغذائي برسم‬ ‫سنة ‪ 1441‬هـ ‪،‬‬ ‫هذه العملية التي من المنتظر ان يبلغ‬ ‫عدد األس��ر المستفيدة منها ما مجموعه‬ ‫‪ 7750‬أسرة‪،‬باستفادة ‪ 1300‬أسرة إضافية‬ ‫هذه السنة‪ ،‬وتهمعدد من الجماعات القروية‬ ‫والحضرية‪ .‬حيثجندت عمالة إقليم العرائش‬ ‫لهذه العملية لجان إقليمية ومحلية‪ ،‬عالوة‬ ‫على موارد بشرية تابعة لمندوبية التعاون‬ ‫الوطني واإلنعاش الوطني ونظارة األوقاف‬ ‫والشؤون اإلسالميــة والصحة العموميـــة‬ ‫والسلطات العمومية بمختلف نقط التوزيع‬ ‫باإلقليم‪.‬‬ ‫وقد تميزت عملية التوزيع الغذائي لهذه‬ ‫السنة والتي تأتي في ظروف الحجر الصحي‬ ‫بتكييف نظام التوزيع حيث تمت طبقا لتدابير‬ ‫السالمة الصحية و اإلج��راءات واالحترازية‬ ‫المعمول بها ووفقا لقواعد الحماية والنظافة‪،‬‬ ‫حيث تم تسليم العائالت المستفيدة من‬ ‫حصص الدعم بمقر سكناهم‪.‬‬ ‫وتتوزع هذه العملية حسب الحصص‬ ‫المخصص للوسط الحضري وحسب القيادات‬

‫على الشكل التالي ‪ 1000 :‬اسرة من مختلف‬ ‫إحياء مدينة العرائش‪ ،‬كما استفادت مدين‬ ‫القصر الكبير من نفس العدد فيما استفادت‬ ‫‪ 935‬اسر ةمن قيادتي سوق الطلبة – سيدي‬ ‫سالمة‪1415 ،‬أس��رة من قيادة تطفت القلة‬ ‫العوامرة ‪ ،‬ووصل عدد المستفيدين بقيادة‬ ‫ريصانة والساحل إلى ‪900‬مستفيد‪ ،‬وبقيادة‬ ‫بني جرفط وصل عدد المستفيدين الى ‪900‬‬ ‫اسرة وما مجموعه ‪ 801‬اسرةبقيادتي عياشة‬ ‫و بني عروس ‪.‬‬ ‫وت��ض��م م��س��اع��دات ه���ذه العملية‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬سلة من المواد الغذائية تحتوي‬ ‫حصة األسرة الواحدة من هذه المواد‪ ،‬سبعة‬ ‫من مواد أساسية (‪ 10‬كلغ من الدقيق‪ 4 ،‬كلغ‬ ‫من السكر‪ 250 ،‬غرام من الشاي‪ 1 ،‬كلغ من‬

‫شبيبات اليسار الديمقراطي‬ ‫بالعرائش تطالب السلطات‬ ‫ومندوبية الصحة لتوفير العالج‬ ‫والوقاية وتكثيف التحليالت‬ ‫المخبرية للعمال والعامالت‬ ‫وعائالتهم إلزالة الضغوط‬ ‫النفسية عليهم‬

‫العدس‪ 1 ،‬كلغ من الشعرية‪ 5 ،‬لتر من الزيت‬ ‫و‪ 800‬غرام من مركز الطماطم)‪ ،‬كمساعدة‬ ‫تضامنية تهدف إلى التخفيف من االحتياجات‬ ‫الغذائية المرتبطة بشهر رمضان‪.‬‬ ‫وتمثل هذه العملية‪ ،‬التي تشرف عليها‬ ‫مؤسسة محمد الخامس للتضامن والتي‬ ‫أرسى أسسها جاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل محاربة الفقر والتخفيف من معاناة‬ ‫الفئات المعوزة خالل شهر رمضان‪ ،‬وموعدا‬ ‫سنويا يتوخى تقديم المساعدة والدعم‬ ‫للفئات االجتماعية األكثر هشاشة‪ ،‬السيما‬ ‫النساء األرام���ل والمطلقات واألش��خ��اص‬ ‫المسنين واألس����ر ف��ي وض��ع��ي��ة صعبة‬ ‫‪.‬والنهوض بثقافة التضامن وتحقيق تنمية‬ ‫بشرية مستدامة‪.‬‬

‫المديرية اإلقليمية للتربية والتكوين بالعرائش‬ ‫تقوم بإعداد وتصوير الموارد الرقمية المتعلقة‬ ‫بمادتي الفرنسية واالجتماعيات‬

‫في إطار تفعيل المرحلة الرابعة من‬ ‫عملية التعليم عن بعد والمتعلقة بإعداد‬ ‫المراجعة واالمتحانات الخاصة بالمستويات‬ ‫اإلشهادية و الفروض الخاصة بالمستويات‬ ‫غير اإلشهادية‪ ،‬قامت المديرية اإلقليمية‬ ‫للتربية والتكوين بالعرائش طيلة ثالثة أيام‪:‬‬ ‫‪ 20-21‬و‪ 22‬أبريل الجاري‪ ،‬بإعداد وتصوير‬ ‫الموارد الرقمية المتعلقة بمادتي الفرنسية‬ ‫واالجتماعيات الخاصة بالمستويين‪ :‬الثانية‬ ‫ثانوي إعدادي والجذع مشترك تعليم أصيل‪.‬‬ ‫و تميزت هذه العملية باالنخراط القوي‬ ‫لكافة مكونات الفريق اإلقليمي والمتكون من‬ ‫السادة رؤساء المصالح المعنيين ومفتشي‬ ‫المواد وأساتذة المادتين والتقنيين‪.‬‬ ‫و بهذه المناسبة يتقدم السيد المدير‬ ‫اإلقليمي بالشكر و االمتنان للفريق اإلقليمي‬ ‫على جودة ونوعية الموارد الرقمية المنتجة‪.‬‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫بــــالغ‬

‫في خضم األزمة الوبائية التي يشهدها العالم بصفة عامة وبالدنا بصفة خاصة نتيجة‬ ‫تفشي وباء كورنا المستجد هذه الجائحة التي خلفت لحد اآلن عن ما يزيد عن ‪ 2,5‬مليون‬ ‫حالة‪ ،‬وفي المغرب وصل عدد االصابات ‪ 3046‬إصابة أغلبها من العمال والكادحين نتيجة جشع‬ ‫وإستهتار أصحاب الوحدات االنتاجية بأرواح العمال والعامالت ونهج سياسة مناعة القطيع حفاظا‬ ‫على مصالح الرأسمالية العالمية وخدامها المحليين‪ ،‬ضاربة عرض الحائط اإلجراءات المتخدة‬ ‫للحد من تفشي هذه الجائحة التي تهدد الجميع لتصبح هذه الوحدات الصناعية بؤر لتفشي‬ ‫الوباء كما هو الحال في مدينة الدار البيضاء وفاس وآخرها مدينة العرائش التي وصل فيها‬ ‫عدد المصابين في الوحدة الصناعية لتصبير السمك لـ ‪ 47‬إصابة ووفاة عاملة والنتيجة مرشحة‬ ‫لإلرتفاع في وسط العامالت والعمال مما يجعلنا نتسائل عن فاعلية هذ الحجر الصحي للجماهير‬ ‫الشعبية وما هو الضامن لسالمتها في ظل هذ اإلستغالل واإلظطهاد الذي تعاني منه‪ ،‬وفي‬ ‫األخير نعلن ما يلي‪:‬‬ ‫تضامننا المبدئي واال مشروط ما كافة العامالت والعمال بوحدات تصنيع السمك ونحمل‬‫السلطات المحلية لما آالت إليه األوضاع بالمدينة‪.‬‬ ‫ دعوة السلطات و منذوبية الصحة لتوفير العالج والوقاية و تكثيف التحليالت المخبرية‬‫للعمال و العامالت وعائالتهم إلزالة الضغوط النفسية عليهم‬ ‫تحية إجالل وإكبار للطواقم الطبية التي تضحي بكل شيئ من أجل سالمة الجميع‪.‬‬‫تحية إجالل وإكبار للرجال النظافة الساهرين على نظافة المدينة رغم الجائحة‪.‬‬‫وفي األخير دعوتنا المواطنين والمواطنات بإتخاد اإلجراءات والتدابير اإلحترازية للوقاية‬‫من الوباء والمكوث فالمنازل وعدم الخروج اال للضرورة القصوى‪.‬‬

‫إدارة شركة خيل كوميس تصدر بالغ حول إصابة العامالت بوباء كورونا‬ ‫والحجر الصحي وحقوق العمال‬

‫أصدرت إدارة شركة خيل كوميس بالغا توضح من خالله تفاصيل ظهور‬ ‫حاالت وباء كورونا بالمعمل و وفاة إحدى العامالت‪،‬و عن االحتياطات الوقائية‬ ‫القبلية عملية عالج المصابين و مواكبة العامالت والعمال الملتزمين بالحجر‬ ‫الصحي‪،‬و اتخاذ الترتيبات المناسبة من أجل تسجيل العامالت في برنامج‬ ‫المساعدات االقتصادية في إطار ما هو معمول به على الصعيد الوطني‪،‬و كل ما‬ ‫يخص حقوق العمال والعامالت‪..‬‬ ‫باقي التفاصيل من خالل نص البالغ التالي‪:‬‬ ‫بالغ إدارة شركة خيل كوميس‬ ‫على إثر ظهور حاالت لوباء كورونا بالمعمل ووفاة إحدى العامالت‪ ،‬فإنني‬ ‫أتقدم في البداية بإسمي ونيابة عن إدارة معمل خيل كوميس بأصدق التعازي‬ ‫والمواساة ألسرة الفقيدة مع متمنياتي بالصبر لذويها و لكل العمال والعامالت‪.‬‬ ‫كما نطلب من المولى عز وجل أن يتعافى جميع المصابون وأن يرفع اهلل هذا‬ ‫الوباء عن الجميع‪.‬‬ ‫وكما يعلم الجميع‪ ،‬فرغم حجم االحتياطات االحترازية وكثافة اإلجراءات‬ ‫الوقائية التي قمنا بها‪ ،‬فإن فيروس كورونا كان أقوى منا‪ ،‬واستطاع لألسف‬ ‫التغلغل بين صفوف عامالتنا وعمالنا‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإنني أؤكد أن إدارة المعمل تلتزم بمشاركتها قدر المستطاع خالل‬

‫عملية عالج المصابين‪ ،‬متمنية لهم الشفاء العاجل بإذن المولى عز وجل‪.‬‬ ‫كما أن الشركة قامت بتشكيل لجنة مكونة من بعض عمالها تهدف إلى‬ ‫إيصال المؤونات إلى العامالت والعمال الملتزمين بالحجر الصحي‪ .‬وعليه‪ ،‬فإننا‬ ‫نعبر عن مدى امتناننا لهم لتضامنهم وتفانيهم في ظل هذه األوقات التي‬ ‫يغلب عليها طابع الخوف والمعاناة‪.‬‬

‫وتقوم الشركة باتخاذ الترتيبات المناسبة من أجل تسجيل العامالت‬ ‫في برنامج المساعدات االقتصادية في إطار ما هو معمول به على الصعيد‬ ‫الوطني‪ .‬وكذلك فيما يخص حقوق العمال والعامالت المصابون فيما بالنسبة‬ ‫لالشتراكات االجتماعية والتأمينات السارية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة بأننا على تواصل دائم مع جميع السلطات المحلية‬ ‫واإلقليمية حيث نستجيب لطلبهم بالتزويد بالمعلومات حتى نسهل عليهم‬ ‫مهامهم‪ ،‬كما نعمل على اعتماد التدابير التي يقررون تطبيقها في كل لحظة‪.‬‬ ‫إضافة إلى هذا‪ ،‬فإننا نحيي عاليا األطر اإلدارية والنقابية على المجهودات‬ ‫الجبارة التي يبذلونها في هذا الصدد‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬ندعو الجميع لاللتزام بالحجر الطبي مع تشديدنا على ضرورة‬ ‫االلتزام بتعليمات السلطة المحلية في هذا الصدد‪ ،‬وذلك إلى غاية تجاوز هذه‬ ‫المحنة التي ألمّت بالبشرية جمعاء‪ ،‬مع تذكيرنا بأن الحجر يبقى من أهم‬ ‫الوسائل الناجعة والفعالة في انحسار هذا الوباء مع متمنياتنا للجميع بالسالمة‬ ‫والعافية‪.‬‬ ‫عبد الحفيظ الزيتوني‬ ‫المدير العام‬


‫العدد ‪1044‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)944‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫“القانون األساسي‬ ‫لحزب اإلصالح الوطني”‬

‫نخصص الحديث في هذا المقام عن نوع خاص من اإلصدارات التاريخية التي لم‬ ‫تعرف انتشارا واسعا بين القراء‪ ،‬كما أنها غير متوفرة –اآلن‪ -‬بالمكتبات العمومية الوطنية‪.‬‬ ‫يتمثل هذا النوع من اإلصدارات في الوثائق وفي األدبيات الداخلية لألحزاب السياسية‬ ‫التي ظهرت بمنطقة الشمال خالل مرحلة االستعمار اإلسباني‪ ،‬واتخذت بعدا توثيقيا هاما‬ ‫انعكست من خالله مختلف أوجه العطاء والنضال الوطني الذي امتازت به نخب المنطقة‪،‬‬ ‫خاصة بالنسبة لتلك التي مارست عملها داخل تنظيمات حزب اإلصالح الوطني خالل‬ ‫الميمونيخالل مرحلة االستعمار‬ ‫المعبر عنها‬ ‫السياسية‬ ‫المواقف‬ ‫فاطمة‬ ‫وتقديم ‪:‬‬ ‫منتصف القرن الماضي‪ .‬وإذا كانتحوار‬ ‫قد انتشرت على نطاق واسع بحكم استفادتها من وفرة القنوات اإلعالمية والمنابر‬ ‫الصحافية‪ ،‬فإن تفاصيل القوانين المنظمة والمتحكمة في تسيير دواليب التنظيمات‬ ‫الحزبية‪ ،‬سواء منها المحلية أم الوطنية‪ ،‬قد ظلت مجهولة –بشكل عام‪ -‬لدى العموم‬ ‫ولدى جزء كبير من الباحثين ومن المهتمين‪ .‬ومعلوم أن العمل الحزبي بمنطقة الشمال‬ ‫لم يكن وليد نزعات ارتجالية‪ ،‬بل تحكمت فيه الكثير من الرؤى الحداثية الراقية التي كان‬ ‫لها تأثيرها القوي على أداء النخب المبادرة لمرحلة ما بعد االستقالل السياسي‪ .‬وعموما‪،‬‬ ‫فإنه ال يمكننا فهم خصوصيات التجربة الحزبية بالشمال خالل النصف األول من القرن‬ ‫‪ ،20‬إال من خالل االرتكاز إلى األدبيات المدونة‪ ،‬والحرص على تجميعها وعلى تصنيفها‬ ‫وعلى ترتيبها وعلى مقابلتها مع الوقائع الميدانية التي طبعت المشهد السياسي للمرحلة‬ ‫المذكورة‪ .‬وتزداد هذه المسألة أهمية‪ ،‬إذا علمنا أن األمر كان يتعلق بمحاوالت تقنين‬ ‫األداء الحزبي وبجهود واضحة لتطوير هذا األداء قصد االرتقاء به من مستوى العالقات‬ ‫الشخصية أو العشائرية أو القبلية‪ ،‬إلى مستوى الفعل المؤسساتي الخاضع لقيم المواطنة‬ ‫وألوليات الرشد السياسي‪ ،‬من حيث تقنين العالقات بين الحقوق والواجبات‪ ،‬وكذا من‬ ‫حيث المساهمة في تطوير بذرة النزعة الدستورانية الجنينية التي تبلورت خالل هذه‬ ‫المرحلة واستكملت نضجها مع مطلع عهد االستقالل السياسي‪.‬‬ ‫في إطار هذا الصور العام‪ ،‬يندرج اهتمامنا بتقديم كتيب “القانون األساسي لحزب‬ ‫اإلصالح الوطني”‪ ،‬الصادر بتطوان سنة ‪ 1955‬في ما مجموعه ‪ 12‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم الصغير‪ .‬ويتضمن هذا النص عشرين مادة قانونية تقدم تقنينا لمختلف العالقات‬ ‫التي تجمع بين إطارات الحزب‪ ،‬سواء كمؤسسات أم كأفراد‪ ،‬وهي المواد التي صادق عليها‬ ‫المؤتمر الوطني التمهيدي المنعقد‬ ‫بالمركز العام للحزب بتطوان يوم‬ ‫‪ 5‬يونيو من سنة ‪ .1954‬وإذا كان‬ ‫األمر ال يتعلق بعمل تصنيفي في‬ ‫مجال الكتابة التاريخية المباشرة‪،‬‬ ‫فإنه –في المقابل‪ -‬قد نجح في‬ ‫تجاوز صفة المساطر الجافة‬ ‫والنصوص القانونية الجامدة‪،‬‬ ‫ليكتسب بعدا حيويا ظل يعكس‬ ‫مستوى االرتباط بين األداء المادي‬ ‫المباشر لمختلف تنظيمات حزب‬ ‫اإلصالح الوطني وبين المرجعيات‬ ‫التنظيمية والنظرية التي أطرت‬ ‫هذا األداء‪ .‬وعموما‪ ،‬يمكن القول إن‬ ‫هذا النص يعكس مستوى االرتقاء‬ ‫الذي عرفه الحزب المذكور‪ ،‬إلى‬ ‫جانب درجة الحيوية والجماهيرية‬ ‫التي امتاز بها‪ ،‬الشيء الذي جعله يتحول إلى مدرسة خالدة في الوطنية وفي البذل وفي‬ ‫العطاء‪ .‬ولكي نساهم في تقريب القارئ من مجموع االجتهادات المرجعية والسياسية‬ ‫والتنظيمية في أداء حزب اإلصالح الوطني‪ ،‬يمكن االستشهاد بمضامين بعض المواد‬ ‫المدرجة في القانون األساسي موضوع هذا التقديم‪.‬‬ ‫فبخصوص أهداف الحزب وغاياته الكبرى‪ ،‬نقرأ في المادة رقم ‪ 2‬ما يلي‪:‬‬ ‫“حزب اإلصالح هيئة مغربية تعمل لتحقيق األغراض التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬إيصال األمة المغربية إلى جميع حرياتها وكامل استقالل أراضيها‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬تحقيق الوحدة المغربية التامة من جميع الوجوه‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬استرجاع جميع الحقوق المغربية الوطنية المغصوبة‪.‬‬ ‫رابعا‪ -‬إبالغ األمة المغربية إلى مركز سام من الحضارة والرقي‪.‬‬ ‫خامسا‪ -‬جمع كلمة الشعب المغربي وتوحيد صفوفه‪.‬‬ ‫سادسا‪ -‬تنمية الثروة القومية وحمايتها وتحريرها من السيطرة األجنبية‪ ،‬ورفع مستوى‬ ‫المعيشة وتحقيق العدالة االجتماعية بين األفراد والطبقات وضمان تكافؤ الفرص للجميع‪.‬‬ ‫سابعا‪ -‬مكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة وتشجيع عمل الخير‪.‬‬ ‫ثامنا‪ -‬تحرير وتوحيد أقطار المغرب العربي‪ :‬تونس والجزائر ومراكش‪.‬‬ ‫تاسعا‪ -‬الدعوة للجامعة العربية واعتبار المغرب جزء ال يتجزء من الوطن العربي‪،‬‬ ‫والسعي لالنضمام إلى الجامعة انضماما تاما من جميع الوجوه‪.‬‬ ‫عاشرا‪ -‬المشاركة في بناء السالم العالمي والحضارة اإلنسانية على أساس العدل‬ ‫والمساواة واإلخاء بين الشعوب”‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وبخصوص الهيآت األساسية للحزب‪ ،‬فقد فصل القانون األساسي الحديث عنها من‬ ‫خالل ما يلي‪:‬‬ ‫“مادة ‪ 8-‬يباشر حزب اإلصالح الوطني شؤونه عن طريق الهيآت التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المؤتمر الوطني‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اللجنة المركزية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬المكتب التنفيذي‪.‬‬ ‫د‪ -‬اللجان الفرعية‪.‬‬ ‫ه‪ -‬الشعب‪.‬‬ ‫و‪ -‬الخاليا والحلقات‪.‬‬ ‫مادة ‪ - 9‬يمكن للمؤتمر الوطني أو اللجنة المركزية أو اللجنة الفرعية بعد استشارة‬ ‫اللجنة المركزية‪ -‬إنشاء لجان فنية لدراسة الشؤون العامة المختلفة‪ ،‬وتكوين اتحادات‬ ‫ومؤسسات لتنفيذ غايات الحزب‪.‬‬ ‫مادة ‪ - 10‬للحزب قوانين داخلية متعددة تحدد اختصاصات جميع الهيآت المذكورة‬ ‫في المادة السابعة وتبين مسؤوليات كل منها وتكوينها وصالتها ببعضها أو بما عدا‬ ‫الهيآت الحزبية من أفراد وهيآت أخرى‪ .‬وتقوم اللجنة المركزية بمناقشة وإقرار القوانين‬ ‫الداخلية لجميع اللجان الفنية واالتحادات التي يتقرر إنشاؤها”‪.‬‬ ‫ولتأصيل مبادئ الديمقراطية الداخلية بين مختلف أجهزة الحزب‪ ،‬نقرأ في الباب‬ ‫السادس ما يلي‪:‬‬ ‫“مادة ‪ - 13‬الشورى مبدأ من المبادئ التي يقوم الحزب عليها‪ .‬واالنتخابات العامة‬ ‫المباشرة أهم مظاهرها‪.‬‬ ‫مادة ‪ - 14‬حق المشاركة في‬ ‫االنتخابات الحزبية مقصور على‬ ‫األعضاء العاملين والمناصرين‪.‬‬ ‫مادة ‪ - 15‬للحزب قانون خاص‬ ‫باالنتخابات يبين مواعيدها وأماكن‬ ‫إجرائها وطرق اإلشراف عليها‪ ،‬سواء‬ ‫في ذلك االنتخابات الخاصة بالشعب‬ ‫أو الفروع أو اللجنة المركزية أو‬ ‫المؤتمر الوطني”‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬نقرأ في الباب‬ ‫السابع‪:‬‬ ‫“مادة ‪ - 20‬إذا وقع خالف في‬ ‫تفسير مادة من مواد هذا القانون‪ ،‬يرجع في تفسيرها إلى المؤتمر الوطني إن كان منعقدا‬ ‫أو إلى اللجنة المركزية للحزب في الفترات الواقعة بين أدوار انعقاد المؤتمر‪ ،‬إال أن تفسير‬ ‫اللجنة المركزية ال تكون له إال الصفة المستعجلة المؤقتة‪ ،‬وال يأخذ الصبغة النهائية إال‬ ‫بعد عرضه على المؤتمر الوطني وأخذ موافقته عليه بأغلبية األصوات‪.”...‬‬ ‫هذه مجرد نماذج من المواد الدقيقة التي احتواها نص القانون األساسي لحزب‬ ‫اإلصالح الوطني‪ ،‬وهي –على اقتضابها ودقتها‪ -‬كافية إلبراز مستوى النضج السياسي‬ ‫الذي كان قد تبلور لدى نخب منطقة الشمال‪ .‬وهو النضج الذي تكامل مع عمل ميداني‬ ‫مباشر جعل الحزب يتحول إلى أكبر إطار تنظيمي وتعبوي طبع مرحلة نضال أبناء المنطقة‬ ‫من أجل الحرية واالستقالل‪ .‬وعلى مستوى آخر‪ ،‬يبدو –واضحا‪ -‬أن الحزب قد نجح في‬ ‫تقديم الكثير من االجتهادات المتقدمة مقارنة مع بعض ممارسات المرحلة الراهنة‪ ،‬من‬ ‫خالل رده االعتبار لنبل الممارسة السياسية باعتبارها مجهودا ساميا ال يمكن أن يتحمل‬ ‫مسؤولياته إال ذوي الهمم الكبرى والعزم القوي والنضال المتجدد‪ .‬وبالنسبة للبحث‬ ‫التاريخي األكاديمي‪ ،‬فالمؤكد أن تجميع مثل هذه النصوص يظل أساس كل الجهود‬ ‫الهادفة إلى كتابة تاريخ الحركة الوطنية بمنطقة الشمال‪ ،‬وفق منطق توثيقي خالص‬ ‫يتكامل مع ضرورات التمحيص والتصنيف واالستنطاق‪ ،‬ويتكامل مع المظان األخرى‬ ‫ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬من قبيل الشهادات الشخصية والمذكرات المدونة والتقارير‬ ‫االستخباراتية والمواكبات الصحفية والوثائق الداخلية‪.‬‬


‫العدد ‪1044‬‬

‫من شمال‬ ‫أعالم‬ ‫المغرب‬

‫‪14‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العالمة الصوفي سيدي أحمد بن محمد ابن عجيبة‬ ‫وتراثه العلمي‬ ‫ـ الحلقة السابعة واألخيرة ـ‬

‫شروح العالمة أحمد بن عجيبة على بعض القصائد الصوفية‪:‬‬ ‫نصل إلى الحلقة األخيرة من هذه السلسلة‪ ،‬وهي تتضمن‬ ‫شروحات الشيخ ابن عجيبة على بعض القصائد الصوفية‪ ،‬وقد‬ ‫اخترت أن ال أُرَ ّقم بعضها باعتبارها ال تصل إلى قيمة المؤلفات‬ ‫المستقلة بين دفتي كتاب‪ ،‬وإنما هي شروح وفيوضات صوفية‬ ‫على هذه القصائد‪ ،‬وكذلك ألنها لم تطبع بعد حتى نحدد حجمها‪،‬‬ ‫ولعلها في قابل األيام تصبح مؤلفات مستقلة بعد أن يتم تحقيقها‬ ‫وإخراجها مستقلة عن غيرها من مؤلفاته العديدة‪.‬‬ ‫‪ - 36‬شرح القصيدة الهائية في التصوف للرفاعي‪:‬‬ ‫وهو مذكور في الفهرسة‪ ،‬ويعتبر شرحا على قصيدة هائية‬ ‫اإلمام الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية في السلوك‪ ،‬ذكر في أولها‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫(نحمدك يا من تعاظمت أنوار جماله وبهائه حتى خفيت من‬ ‫شدة ظهورها معاني صفاته وأسمائه‪ ،‬ونشكرك يا من تردى‬ ‫برداء عزته وكبريائه‪ ..‬أما بعد فقد سألني أهل المحبة والوداد من‬ ‫أهل التسليم واالعتقاد أن أضع تقييدا على قصيدة تنسب لإلمام‬ ‫الرفاعي (ض)‪ ،)1()..‬وعلى عادته في التأليف ابتدأ ابن عجيبة شرحه‬ ‫بالتعريف بسيرة الرفاعي وذكر طريقته‪ ،‬ثم ابتدأ الشرح معتمدا على‬ ‫بعض حكم ابن عطاء اهلل وأزجال الششتري وابن الفارض‪.‬‬ ‫وتوجد من هذا الشرح عدة نسخ مخطوطة في الخزانة العامة‬ ‫بالرباط تحت أرقام‪1974( :‬د‪2829 -‬د‪869 -‬د‪1148 -‬ك)‪ ،‬ومنه‬ ‫أيضا نسخة في الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم (‪ ،)885‬وقد فرغ‬ ‫منه عام (‪1213‬هـ)‪ ،‬ويقع في ‪ 31‬صفحة‪.‬‬ ‫‪ - 37‬شرح القصيدة الخمرية البن الفارض‪:‬‬ ‫مذكور كذلك في الفهرسة‪ ،‬منه نسخة مخطوطة بالخط المعتاد‬ ‫بالهيئة العامة للكتاب بمصر ضمن مجموعة رقم (‪3299‬ج)‪ ،‬وكان‬ ‫الفراغ من تبييضه‪ :‬يوم االثنين‪ ،‬أواسط رمضان سنة (‪1213‬هـ)‪.‬‬ ‫ويعتبر ابن الفارض من أشهر شعراء التصوف استعماال للرموز‬ ‫وبالتالي كانت قصيدته الميمية مهوى رمز المحبة اإللهية عند‬ ‫المتصوفة‪ ،‬وقد قام ابن عجيبة بشرحها بل األكثر من ذلك نظم‬ ‫بنفسه قصيدة تحاكيها وهي المشهورة بتائية ابن عجيبة‪ ،‬افتتحها‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫(الحمد هلل الذي سقى قلوب أحبائه من مدامة حبه فأصبحوا‬ ‫من سكر محبته متولهين‪ ،‬غيبهم عن شهود غيره بدوام شهود‬ ‫سره‪ ،‬فأضحوا في رياض ملكوته متنزهين؛ هذب أرواحهم لحضرة‬ ‫قدسه‪ ،)2()..‬ثم شرع في شرح قصيدة ابن الفارض معرفا بمدارج‬ ‫الصوفية من الذوق والشرب والسكر والصحو‪ ..‬وقد طبع هذا الشرح‬ ‫ضمن سلسالت نورانية فريدة بتحقيق الخالدي‪.‬‬ ‫‪ - 38‬شرح تائية الشيخ البوزيدي‪:‬‬ ‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬وقد استهـل ابن عجيبة شرح هذه‬ ‫القصيدة التي تقع في ‪ 367‬بيتا‪ ،‬بالتعريف بشيخه البوزيدي وما‬ ‫ألفه من رسائل وكتب‪ ،‬مبينا أنها عبارة عن دعوات وتوجيهات‬ ‫صوفية وتحليل لبعض المقامات الصوفية‪.‬‬ ‫جاء في أول الشرح قوله‪( :‬الحمد هلل رب العالمين والصالة‬ ‫والسالم على رسول اهلل خاتم النبيئين وإمام المرسلين ورضي‬ ‫اهلل تعالى عن أصحابه أجمعين‪ .‬وبعد‪ ،‬فهذا شرح لطيف متوسط‬ ‫على قصيدة شيخنا العارف الرباني الفرد الصمداني سيدي محمد‬ ‫البوزيدي الحسني‪ ،‬مضمنها‪ :‬شرح الخمرة األزلية وما يوصل إليها‬ ‫من آداب العبودية‪ ،‬وهي من بحر الطويل غير أنها مكسورة ملحونة‬ ‫ألن ناظمها أمي في صناعة العربية والميزان‪..‬فما عنده إال علم‬ ‫لدني‪.)3()..‬‬ ‫توجد منه‪ :‬نسخة في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم‬ ‫(‪1736‬د‪11/‬ق)‪ ،‬وأخرى في المكتبة العامة بتطوان تحت رقم (‪،)845‬‬ ‫ويقع في ‪ 95‬صفحة‪ ،‬وفرع منه في يوم الجمعة سادس عشر رمضان‬ ‫(‪1221‬هـ)‪.‬‬ ‫ وله شرح آخر على تائية البوزيدي‪:‬‬‫مذكور في الفهرسة كذلك‪ ،‬وهو المشار إليه بقوله‪:‬‬ ‫(ثم أعدت شرحا آخر عليها فيه اثنا عشر كراسا ونصف صغار‪)..‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫• األستاذ منتصر الخطيب‬

‫(‪ ،)4‬كان الفراغ من تمامه صحوة‪ :‬يوم األربعاء ‪ 14‬من ذى القعدة‬ ‫الحرام سنة (‪1222‬هـ) تم نسخه في جمادى األولى سنة (‪1235‬هـ)‬ ‫على يد عبد الغفور التهامي البناي‪ ،‬ويقع في ‪ 125‬صفحة‪.‬‬ ‫ وشرح آخر على رائية البوزيدي في السلوك‪:‬‬‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬فرغ منه سنة (‪1214‬هـ) كما ذكر صاحب‬ ‫(اإلصالح) نقال عن المؤرخ داود‪ ،‬ويقع في حوالى ‪ 30‬صفحة‪ .‬شرح‬ ‫ابن عجيبة رائية شيخه البوزيدي‪ ،‬وهذه القصيدة تقع في تسع‬ ‫وعشرين بيتا‪ ،‬ضمنها قواعد وآداب سلوك الطريق الصوفي‪ ،‬وقد‬ ‫ذكر ابن عجيبة في فهرسته أنه لما أتم شرح المنظومة أرسل‬ ‫الشرح إلى شيخه ففرح به فرحا شديدا(‪.)5‬‬ ‫‪ - 39‬شرح نونية الششتري‪:‬‬ ‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬توجد منه نسخة خطية في الخزانة العامة‬ ‫بالرباط تحت رقم (‪1736‬د‪ )7/‬وتقع في ‪ 63‬صفحة‪ ،‬وأخرى تحت‬ ‫رقم (‪ 869‬د)‪ ،‬وثالثة في المكتبة العامة بتطوان تحت رقم (‪.)635‬‬ ‫فرغ منه الشيخ سنة (‪1220‬هـ)‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا الشرح من أبرز شروح ابن عجيبة على كتابات أهل‬ ‫التصوف وذكر أحوالهم‪ ،‬جاء في أوله قوله‪:‬‬ ‫(الحمد هلل الواحد األحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم‬ ‫يكن له كفؤا أحد‪ ،‬قد تنزهت أحديته عن مزاحمة الشركاء والنظراء‬ ‫واألنداد‪ ،‬وتقدست عظمة ذاته عن وصف الحلول واالتحاد‪ ..‬وبعد‬ ‫فهذا شرح عجيب لنونية اإلمام المحقق‪ ..‬أبي الحسن الششتري‪)..‬‬ ‫(‪ ،)6‬كما ذكر أنه قد سبقه إلى شرحها الشيخ زروق اقتصر فيه على‬ ‫حل ألفاظها وبيان ما انغلق من بعض معانيها(‪.)7‬‬ ‫وقد صدر هذا الشرح بتحقيق د‪ .‬محمد العدلوني اإلدريسي‬ ‫عن دار الثقافة بالدار البيضاء سنة ‪ 2013‬ضمن سلسلة تصوف‬ ‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬وذكر المحقق في تصديره أن هذا الشرح‪( :‬هو‬ ‫تركيب وتهذيب ألهم النظريات الصوفية والفلسفية التي عرفتها‬ ‫الثقافة والفكر اإلنسانيين‪ ،‬وتقدم إشارات قصيرة لكنها دقيقة‬ ‫ألهم اآلراء واألفكار التي أخذ بها‪ ،‬ويذكر فيها عددا من األساتذة‬ ‫واألشياخ الذين اقتدى بهم‪ ،‬والذين كانوا أئمة للمذاهب الصوفية‬ ‫المشهورين في عصره كعبد الحق بن سبعين ومحيي الدين بن‬ ‫عربي‪ ..‬محاوال من كل ذلك الكشف عن جذور المدرسة الصوفية‬ ‫في الغرب اإلسالمي‪.)8()..‬‬ ‫وأما عن مضمون الكتاب فذكر أن هدف ابن عجيبة من هذا‬ ‫الشرح هو‪( :‬تصحيح مسار التصوف في عصره وإصالح أوضاعه ‪-‬‬ ‫التي بلغت درجة كبيرة من مظاهر االنحالل‪ -‬والدفاع عن الطريقة‬ ‫الدرقاوية‪ ،‬والشرح والتنظير للتجديد الدرقاوي للفكر الشاذلي‪،‬‬ ‫موظفا من أجل ذلك ثقافته الفقهية والعلمية األخرى المختلفة‪)..‬‬ ‫(‪ ،)9‬كما صدر أيضا ضمن سلسالت نورانية لمحققه الخالدي‬ ‫العمراني‪.‬‬ ‫ وشرح على مقطعات الششتري‪:‬‬‫ولإلشارة قد شرح الشيخ ابن عجيبة قصيدتين ألبي الحسن‬ ‫الششتري‪:‬‬ ‫ األولى‪ :‬استهلها بقوله‪( :‬سبحان من اختص بالحمد والثناء‬‫من العباد‪ ،‬وتقدس ذاتا وصفة من الشركاء والنظراء والحلول‬ ‫واالتحاد‪ ..‬أما بعد كل شيء وقبله فعلم الباطن علم كبير وفضله‬ ‫في الكتاب والسنة شهير‪ ،‬بذل الفهم واألرواح في نيله نزر يسير‪)..‬‬ ‫(‪ ،)10‬ويقع هذا الشرح في خمس عشرة صفحة‪ ،‬وتضمن كثيرا من‬ ‫أشعار وأزجال الششتري األخرى‪.‬‬ ‫ الثانية‪ :‬في موضوع االسم المفرد اسم الجاللة (اهلل) جل‬‫جالله‪ ،‬توجد منه نسخة خطية في الهيئة العامة للكتاب بمصر‪،‬‬ ‫ضمن مجموعة رقم (‪3299‬ج)‪ ،‬انتهى منه يوم الخميس أواسط‬ ‫صفر (‪1214‬هـ)‪.‬‬ ‫ وشرح آخر على مقطعة في محبة اهلل‪ ،‬للششتري‪:‬‬‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬مطلع المقطعة‪:‬‬

‫(صح عندي الخبر = وسرى في سري)‬ ‫توجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية ضمن مجموعة‬ ‫رقم (‪3299‬ج)‪ ،‬فرع منه في صفر ‪1214‬هـ‪.‬‬ ‫ شرح على تائية الشيخ علي بن مسعود الجعيدي التطواني‪:‬‬‫لم يذكره في فهرسته‪ ،‬ألفه سنة (‪1196‬هـ)‪ ،‬ويقع هذا الشرح‬ ‫في ‪ 35‬صفحة‪ ،‬كما ذكر الفقيه داود في تاريخ تطوان‪.‬‬ ‫الغَيب إن كنت ذا سر)‪:‬‬ ‫ شرح على أبيات (تَوَضَّأ بما ِء‬‫ِ‬ ‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬واألبيات منسوبة لإلمام الجنيد‪ ،‬وتنسب‬ ‫أيضا إلى الشيخ ابن عربي الحاتمي‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫َتو ََّ�ض�أ مِب ِاء َ‬ ‫ــر‬ ‫عيـد �أو َ‬ ‫الغي ِْب � ْإن ُك ْن َت ذا ِ�س ٍّر و�إال َت َي َّمــم َ‬ ‫بال�ص ِ‬ ‫ال�ص ْخ ِ‬ ‫َ‬ ‫و َ​َق ِّدمْ �إمام ًا ُك ْن َت �أنــ ْـ َت �إمام ُ‬ ‫َــــه و َ​َ�ص ِّل َ�صالة الفجْ ِر يف �أو َِّل الع َْ�ص ِر‬

‫رَبِّهم = َف ْ‬ ‫فانْضَح‬ ‫إن ُكنْتَ مِنْهُمْ‬ ‫َفهذي صَال ُة العا ِرفِيْنَ ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫البَرَّ بالبَحْ ِر‬ ‫توجد منه نسخة خطية تحت رقم (‪1736‬د) في الخزانة العامة‬ ‫بالرباط‪ ،‬وهذا الشرح مثبت فى كتاب «إيقاظ الهمم في شرح‬ ‫الحكم»‪.‬‬ ‫ نعوت الخمرة األزلية‪:‬‬‫مذكور في الفهرسة‪ ،‬قال ابن ابن عجيبة في طالعته‪:‬‬ ‫(الحمد هلل الواجب الوجود‪ ،‬المتجلي بكل موجود‪ ،‬والصالة‬ ‫والسالم على بذرة الوجود ومنبع المكارم والوجود سيدنا وموالنا‬ ‫محمد أفضل كل حامد ومحمود‪ ..‬وبعد فهذه نبذة من نعوت‬ ‫الخمرة األزلية قبل التجلي وبعده‪ ،‬حملني على جمعها ما وقع فيها‬ ‫من الخوض من بعض اإلخوان من غير دليل منهم وال برهان‪،‬‬ ‫فأردت أن أبين ما أدركته األذواق السليمة‪.)11()..‬‬ ‫ويقع نصها في ثمان صفحات تتضمن فصلين اثنين تحدث‬ ‫فيهما عن الخمرة األزلية ونعوتها‪ ،‬وتدخل هذه النعوت في باب‬ ‫رموز التعابير الصوفية للتعبير عن تجربتهم إفصاحا عما يغيبهم‬ ‫عما سوى محبة اهلل تعالى التي يعتبرها ابن عجيبة قطب الرحى‬ ‫في تجربته (‪ .)12‬وتوجد منه نسخة مخطوطة في الخزانة العامة‬ ‫بالرباط تحت رقم (‪1146‬ك)‪.‬‬ ‫‪ - 40‬ديوان‪:‬‬ ‫وهذا ديوان مستقل كما ذكر ذلك في فهرسته‪ ،‬تضمن‬ ‫مجموعة من قصائد ابن عجيبة في مختلف المجاالت ذات البعد‬ ‫الصوفي‪ ،‬تجاوزت الخمسمائة بيت‪ ،‬باإلضافة إلى أزجال متنوعة‬ ‫وخاصة في الحضرة النبوية‪ ،‬وجلها مذكور في آخر فهرسة ابن‬ ‫عجيبة‪ .‬ذكر جون ميشون أن مجموع قصائده تسعة عشر قصيدة‬ ‫تشمل ‪ 526‬بيتا‪.‬‬ ‫على سبيل الختم‪:‬‬ ‫هذه جملة مؤلفات العارف باهلل سيدي أحمد بن عجيبة‪ ،‬ال أدعي‬ ‫أني استكملت فيها تحديد المطبوع منها والمخطوط‪ ،‬وإنما هو‬ ‫جهد بذلته بعد التتبع لهذه المؤلفات في بواطن الكتب‪ ،‬قصدت‬ ‫بها التعريف بمجهودات هذا العالم العامل‪ ،‬وعسى أن تبدي لنا‬ ‫األيام ما خفي من مؤلفاته التي لم تظهر إلى اآلن حفاظا لتراث ابن‬ ‫عجيبة العلمي والسلوكي‪.‬‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1-344/‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬ ‫(‪ )3‬نفسه‪-‬ج‪1-375/‬‬ ‫(‪ )4‬فهرسة ابن عجيبة – ص‪38 :‬‬ ‫(‪/ )5‬التفسير‪-360‬‬ ‫(‪ )6‬نونية الششتري‬ ‫(‪ )7‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1-370/‬‬ ‫(‪ )8‬شرح نونية الششتري البن عجيبة‪-‬د‪.‬محمد العدلوني‪ -‬ص‪30 :‬‬ ‫(‪ )9‬نفسه‪30-31 -‬‬ ‫(‪ )10‬انظر‪ :‬ابن عجيبة ومنهجه في التفسير‪ -‬ج‪1-369/‬‬ ‫(‪ )11‬نفسه‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـــاي ‪2020‬‬

‫العدد ‪1044‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)504‬‬

‫الحجر الصحي ‪..‬‬

‫أصل اللعبة‬ ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬ثمة ابتالء بظاهرة اهتزَّ لها العالم‪ ،‬أطلقتْ عليها‬ ‫منظمة الصحة العالمية صفة الجائحة‪ ،‬وإذا بها وباء بحجم‬ ‫‪ 10‬نمومتر‪ ،‬ال يُرى بالعين الجارحة‪ .‬هوأوهي «كوفيد‪،»-19‬‬ ‫وال��ذي قضى بالحجر الصحي على البشرية جمعاء ! من‬ ‫مزاياه‪ ،‬رأيتني أتحد ُ‬ ‫َّث مع الكتب والمراجع العلمية في إقامة‬ ‫ُ‬ ‫أتأمل مغزاها‪ ،‬في قفص بمنزلي بين دَفات‬ ‫«إجبارية»‪،‬‬ ‫الكتب‪ .‬أوشك ْ‬ ‫أن أجنيَ ثمار خبيئات هذه الجبلة من األوبئة‪.‬‬ ‫حدســتُ ْ‬ ‫أن يكــون هذا التنقيب ولو مساهمة بالنزر‬ ‫القليل على قــدر حجمــه‪ ،‬مستوْضحـاً سرّاً استغفلتـــهُ‬ ‫من هذه الجائحة‪ ،‬ولم أع��دْ أرَ غير «كورونا فيروس»‪،‬‬ ‫وهويدنومن معاملنا وأسواقنا «المكتظة» لينقضَّ على‬ ‫مواطنينا‪ .‬ثمَّ حرصي على تقرير الساعة السادسة مسا ًء‬ ‫والتي تحوَّلتْ إلى الساعة الرابعة عصراً من ّ‬ ‫كل يوم في‬ ‫رمضان‪ ،‬أمْسىَ ْ‬ ‫يطرُقُ سمعي‪ .‬والعلماء تنصبُّ أبحاثهم‬ ‫إليجاد لقاح لفيروس كورونا‪ .‬أصبحتْ قنوات التلفزة مع‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬عُلباً للرُعب تحت تأثير سلطان‬ ‫ُ‬ ‫فتُحدث للعين ضرَراً وأرَقاً عند النوْم‪ .‬سوْف‬ ‫«كوفيد‪،»-19‬‬ ‫يتعينُ على البشرية اختراع طريقة أخرى للعيش‪ ،‬أم اكتشاف‬ ‫نمط جديد للحياة‪ ،‬يبدَأ وينتهي على خلفية «كورونا‬ ‫فيروس»‪ْ .‬إذ لم تستأنفْ اليوميات الطبيعية إال بعد حين ‪..‬‬ ‫وذلك لحتمية اكتشاف لقاح لهذا «الفيروس‪-‬سارس»‪ ،‬وتلك‬ ‫هي مهام علماء علم األوبئة (بغض النظر عن الجنسيات)‪.‬‬ ‫هل ه��ذا ال��وب��اء يؤثرُ‬ ‫على دم��اغ اإلن��س��ان ؟‬ ‫أو الجزْء من الرئتين؟‬ ‫وهل له أعراض تظهر‬ ‫على الدماغ‪ ،‬أم هناك‬ ‫ارت��ب��اك؟ إض��اف��ة على‬ ‫أع������راض االخ��ت��ن��اق‬ ‫والسعال والحمى‪ .‬فقد‬ ‫ٌ‬ ‫مُرْتبط‬ ‫يكون األم��ر‬ ‫بفقدان المرجع أوأحياناً‬ ‫ٌ‬ ‫مُ���رْت���ب���ط بنقــص‬ ‫األوكسيجين في الدَم‪.‬‬ ‫إال َّ‬ ‫ان بعض المرضى‪،‬‬ ‫مستوى االرتباك عندهم‪ ،‬يبدوأنه غير مناسب للعدوى من‬ ‫إصابة الرئتين ؟ وذلك يعتمدُ على تأثير «الكورونا فيروس»‬ ‫على الدماغ وعلى الجهاز العصبي (الدكتور جينيفير فرونطيرا‬ ‫– طبيب األعصاب في جامعة الكان ب بروكلين)‪ .‬وقد بدأتْ‬ ‫الدراسات العلمية لظاهرة «كورونا» لتحديد أوصافها‪ .‬أفاد‬ ‫األطباء بعينة من ‪ 36‬في المائة من مجموع ‪ 214‬مريض‬ ‫صيني‪ ،‬كان لديهم أع��راض عصبية‪ ،‬تتراوح بين فقدان‬ ‫حاسة الشمّ‪ ،‬وآالم األعصاب‪« ،‬إلى األزمات التشاوُرية»‬ ‫(ترتكز على رأي أغلبية األطباء)‪ ،‬أزمات السكتات الدّماغية‪.‬‬ ‫ولمعالجة ما عرَّفَ منها أثناء دراستهم من لدُن األطباء‬ ‫الفرنسيين‪،‬ل ‪ 58‬حالة مرضية (مرْضى) في العناية المركزة‪،‬‬ ‫إذ كان يُالحظ عليهم نوْعٌ من الخلط واالضطراب (مجلة‬ ‫الطبّ‪-‬إنجلترا الجديدة )‪ .‬الكشفُ عند الفحص ب»اسكانير»‬ ‫للدماغ اتضحتْ َّ‬ ‫أن هناك إمكانيات التهابات محتملة‬ ‫فيه‪ .‬وقد يقال إنها مشكلة في التنفس‪ ،‬وهذا يؤثر أيضاً‬ ‫على الدماغ‪( ،‬أندريوجوسيف سون – رئيس قسم األمراض‬ ‫العصبية بجامعة كارولينا ب سان فرانسيسكو)‪ ،‬وهوأي‬ ‫الدماغ‪ ،‬العضوالمركزي في جسم اإلنسان الذي منه تشعُّ‬ ‫طلعة الحياة المشرقة‪ ،‬والعينان تشعان منهما النور‪ .‬إذا كان‬ ‫الشخص يعاني من اضطراب في التفكير فعليه باستشارة‬ ‫الطبيب‪ .‬ثقافة عيادة الطبيب إلى آخر نفس لم تعدْ تُجدي‬

‫نفعاً‪ .‬األنف مسار إلى الدّماغ‪ .‬فعلماء الوبائيات لم يفاجأوا‬ ‫تماماً َّ‬ ‫ب��أن «فيروس‪-‬كورونا» الجديد (س��ارس‪-‬ك��وف‪)2‬‬ ‫يمكن ْ‬ ‫أن يؤثر على دماغ اإلنسان وعلى جهازه العصبي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ألن هذه الحالة تمتْ مالحظتها مع «فيروسات» أخرى بما‬ ‫في ذلك «اإلي��دْز»‪ .‬منَّ اهلل على بني آدم بحاجز دم في‬ ‫الدماغ لحمايته‪ ،‬ودوْره (الدم) منع وحجب المواد الدخيلة‬ ‫والمتسللة إليه‪ ،‬لكن يمكن اختراقها‪ .‬بيدَ َّ‬ ‫أن «الفيروسات»‬ ‫يمكن أن تؤثر على الدماغ بطريقتين رئيسيين ( ميشيل‬ ‫طوليدانو– طبيب األعصاب بمصحة «مايو‪-‬كلينيك»‪ ،‬ب‬ ‫مينيزوطا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية )‪ – .‬الطريقة األولى‬ ‫‪ :‬إثارة الستجابة مناعية غير طبيعية لخاليا غير متجانسة‪،‬‬ ‫تسمى « أوراج سيطوكين»‪ ،‬التي تحدث التهاباً في الدماغ‬ ‫وهوالجزء الرئيسي في الجهاز العصبي‪ ،‬ويسمى التهاب‬ ‫الدماغ المناعي الذاتي‪ – .‬الطريقة الثانية ‪ :‬في حالة‬ ‫عدوى مباشرة للدماغ‪ ،‬ويُطلق عليها اسم‪ ،‬التهاب الدماغ‬ ‫الفيروسي وقد تُحدث فقدان حاسة الشمّ‪ ،‬إذ األنف يمكن‬ ‫ْ‬ ‫أن يكون هوالسبيل للوصول إلى الدماغ‪ .‬بينما حاسة الشمّ‬ ‫شائعة عند كثير ممن أصيبوا ب «كوفيد‪ ،»-19‬لكنْ لم يتمْ‬ ‫التحقق من ذلك‪َّ ،‬‬ ‫ألن العديد من المرضى الفاقدين لحاسة‬ ‫الشمّ ال يُعانون من مشاكل خطيرة في الجهاز العصبي‪.‬‬ ‫ولقطع الشكّ باليقين‬ ‫يترتــــب الكشْفُ عن‬ ‫الفيروس في السائل‬ ‫الشوْكي للدمـــاغ‪.‬‬ ‫هذه التجربة الوحيدة‬ ‫كان فيها يتعلق األمر‬ ‫بشاب ياباني عمرُهُ‬ ‫‪ 24‬سنة‪ ،‬وهي الحالة‬ ‫ال��ت��ي ت���مَّ وصفها‬ ‫في المجلة العالمية‬ ‫لألمــراض المعْدية‪.‬‬ ‫لكـن النـص لم يتـم‬ ‫التحقق من صحته بعد‪ ،‬ثمَّ يظل العلماء على حذر من‬ ‫األمر‪...‬‬ ‫في مواجهة أزمة أيام «كورونا‪-‬فيروس»‪ْ ،‬‬ ‫وإن كانت‬ ‫الشمس تضيء على استحيــــاء وشعاعهـــا يتسرَّب بين‬ ‫الغيوم لدَحر هذا الوباء الدخيـل‪ .‬فقــد تشــرق الشمس‬ ‫بإذن ربها لتنير طريق «كتاكيت» تبحث عن رزقها بين‬ ‫حشائش األرض‪ ،‬تحفها النباتات‪ ،‬بهوائها العليل المنبعث‬ ‫من نسيم البحر‪ ،‬وهويُدَاعبُ أوراق الشجر بحفيفها الذي‬ ‫يُطرب األذن وعلى أغصانها عصافير تشدووأخرى تصدح‬ ‫َ‬ ‫يُغردن في بساتين فيحاء من الياسمين والنرجس‬ ‫وأخريات‬ ‫والقرنفل والسوْسن‪ ،‬تؤثتها زرابي الذرى والقمح على رأي‬ ‫العين‪ ،‬ألبستها ثوباً سندُسياً‪ ،‬وقد انبجستْ مياه فرات من‬ ‫الجبال لتتسرَّب عبر ساقيات جاريات‪ ،‬تتراقص من حولها‬ ‫حشرات الياعسوب‪ .‬لتحكي لنا المياه وهي تتألأل النعكاس‬ ‫شعاع الشمس عليها‪ ،‬لتعانق أشجار اآلرانج والبرتقال التي‬ ‫تتساقط أزهارها على أدي��م األرض التي اهتزتْ وربتْ‬ ‫وأنبتتْ من ّ‬ ‫كل زوج بهيج‪ ،‬لتكون األشجار ذات ظالل وثمار‪،‬‬ ‫ليعود لنا الربيع وتعود تلك المجالس الحافلة بأهل العلم ‪..‬‬ ‫وتعود لنا «سوناتا» أدي الربيع للموسيقار فريد األطرش ‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكل رمضان وكلنا بألف ألف خير ‪...‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫‪15‬‬

‫رقم ‪504‬‬

‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫العدد ‪1044‬‬

‫الثالثـاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬مـاي ‪2020‬‬

‫األخيرة‬

‫كيف حث الإ�سالم على الزراعة والغرا�سة‬ ‫من خالل القر�آن واحلديث والفقه‬ ‫محمد بن أحمد األمراني‬ ‫(مجلة دعوة الحق)‬ ‫من نعم اهلل تعالى على عباده نعمة األرض التي فرشها الخالق بين‬ ‫أيديهم وجعلها قرارا‪ ،‬وأجرى في مناكبها عيونا وانهارا‪ ،‬فأنبتت زروعا وثمارا‪،‬‬ ‫بعد أن أرسل اهلل السماء مدرارا‪.‬‬ ‫ومن العلوم أن اهلل الحكيم الذي جلت حكمته‪ ،‬لم يخلق اإلنسان على‬ ‫وجهه هذه البسيطة عيثا‪ ،‬وإنما خلقه وفضله ع لى كثير من خلقه‪ ،‬ليقوم‬ ‫برسالة سامية في هذه الحياة‪ ،‬فقد استخلفه في األرض وكرمه بالعقل‪،‬‬ ‫وحمله مسؤولية عمارة األرض والحفاظ على خيراته ا‪ ،‬واستثمار غالتها‪ ،‬بعد‬ ‫أن زوده بطاقات روحية‪ ،‬ومؤهالت فكرية‪ ،‬وخلق له هذه األرض ذلوال سهلة‬ ‫ليتمكن من السيطرة عليها‪ ،‬وتسخيرها لخدمته‪.‬‬ ‫وقد اقتضت حكمة اهلل البالغة أن يعيش اإلنسان على هذه األرض‬ ‫ويستقر في ربوعها وأرجائها إلى حين‪ ،‬كما قال تعالى في سورة «البقرة»‪:‬‬ ‫(ولكم في األرض مستقر ومتاع إلى حين) آية‪.36 :‬‬ ‫واليمكن لإلنسان الذي شرفه اهلل باستخالفــه في األرض‪ ،‬وحمله‬ ‫مسؤولية عمارتها أن يعيش فوقها إال إذا قام بهذه الرسالة السامية‪ ،‬وذلك‬ ‫بالعمل المتواصل على استخراج كنوزها وخيراتها و استغالل مكنوناتها‪،‬‬ ‫وهذا اليتأتى له إال بواسطة زراعتها وغرسها بجد ونشاط دائمين لعله يقوم‬ ‫باألمانة الثقيلة التي حملها‪ ،‬وهي المشي والسعي في ارجاء األرض بحثا عن‬ ‫الرزق الذي ضمنه الخالق عز وجل للمشتغلين ا لعاملين السالكين منها سبال‬ ‫فجاجا‪.‬‬ ‫وقد وردت عـدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية ونصوص فقهية تحث‬ ‫كلها على االنشغال بالزراعة والغراسة‪ ،‬وتبين فضلها ومكانتها في الشريعة‬ ‫اإلسالمية التي أتت لخير الدارين‪ ،‬والتي دعت إلى التوازن بين مطالب‬ ‫الروح ورغبات الجسم في وسطيـة يتميز بها‬ ‫النظام االقتصادي اإلسالمي‪.‬‬ ‫ومـــن تـلك اآليــات ماورد في سـورة‬ ‫«عبس» وفيه لفت األنظار إلى نعمــة اهلل‬ ‫بإعداد األرض للزراعة بواسطة نزول المطر‪:‬‬ ‫(فلينظر اإلنسان إلى طعامه إنا صببنا الماء‬ ‫صبا ثم شققنا األرض شقا فأنبتنا فيها حبا‬ ‫وعنبا وقضبا وزيتونا ونخال وحدائق غلبا‬ ‫وفاكهة وأبا متاعا لكم وألنعامكم)‪ .‬اآليات‪:‬‬ ‫من ‪ 24‬إلى ‪.32‬‬ ‫والشك أن الزراعة والغراسة يمثل كل‬ ‫منهما في عصرنا الحاضـر إحـدى الركائـز‬ ‫االقتصادية ألي شعب يطمـح في االزدهـار‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وزيادة الدخل الوطني‪ ،‬واالكتفاء‬ ‫الغذائي الذاتي‪.‬‬ ‫ومن ذلك األيات قوله تعالى في سورة‬ ‫«يس»‪ ( :‬وأية لهم اآلرض ا لميتة أحييناها‬ ‫وأخرجنا منها حبا فمنه ياكلون وجعلنا فيها‬ ‫جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من‬ ‫العيون لياكلوا من ثمرة وماعملته أيديهم‬ ‫أفال تشكؤون)‪ ،‬اآليات‪.35-34-33 :‬‬ ‫قال ابن كثير‪« :‬ومة المظاهر الدالة على وجود الصائع وقدرته التامة‬ ‫وإحيائه الموتى‪ ،‬األرض الميتة» أي كانت هامدة ميتة الشيء فيها من‬ ‫النبات‪ ،‬فإذا أنزل اهلل تعالى عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج‬ ‫بهيج‪ ،‬ولهذا قال تعالى‪ ( :‬أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه ياكلون)‪ ،‬أي جعلنا‬ ‫رزقا لهم وألنعامهم‪ ،‬وقال‪ ( :‬وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها‬ ‫من العيون لياكلوا من ثمرة وما عملته أيديهم)‪ ،‬أي جعلنا فيها أنهارا سارحة‬ ‫في أمكنة يحتاجون إليها‪ ،‬ولما أمتن اهلل على خلقه ب إيجاد الزروع لهم‬ ‫عطف بذكر الثمار وتنوعها وأصنافها‪ ،‬وماذلك كله إال من رحمة اهلل تعالى‬ ‫بهم البسعيهم والبكدهم وال بحولهم وقوتهم فتكون (ما) في قوله‪ ( :‬وما‬ ‫عملته أيديهم) للنفي‪ ،‬ولهذا قال تعالى‪ ( :‬أفال تشكرون)‪ ،‬أي فهال يشكرونه‬ ‫على ماأنعم به عليهم من هذه النعم التي التعد والتحصى‪.‬‬ ‫وجزم ابنة جرير بأ ن (ما) اسم موصول بمعنى الذي تقديره «لياكلوا‬ ‫من ثمرة ومما عملته أيديهم»‪ ،‬أي غرسوه ونصبوه‪ ،‬قال‪ :‬وهي كذلك في‬ ‫قراءة ا بن مسعود رضي اهلل عنه‪« :‬لياكلوا من ثمرة ومما عملته أيديهم‬ ‫أفال تشكرون»‪.‬‬ ‫ومن األيات التي ذكر اهلل بها عباده‪ ،‬ولفت أنظارهم إلى نعمة األرض‬ ‫وتسخيرها لهم بإعدادها للزراعة قوله تعالى في سورة الملك‪(:‬وهو الذي‬ ‫جعل لكم األرض دلوال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)‬ ‫آية‪.15 :‬‬

‫قال ابن كثير‪« :‬يذكر اهلل نعمته على خلقه في تسخيره لهم األرض‬ ‫وتذليلها لهم‪ ،‬بأن جعلها قارة ساكنة التميد والتضطرب بما جعل فيها من‬ ‫الجبال‪ ،‬أنبع فيها‪ ‬من العيون‪ ،‬وسلك فيها من السبل‪ ،‬وهيا فيها من المنافع‬ ‫ومواضع الزروع والثمار‪ ،‬ولهذا يجب المشي والسفر في أقطارها‪ ،‬والتردد في‬ ‫ارجائها في انواع المكاسب والتجارات‪ ،‬بحثا وسعيا في طلب الرزق‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫البحث والسعي الينفع إال أن ييسره اهلل لكم‪ ،‬ولهذا قال تعالى‪( :‬وكلوا من‬ ‫رزقه وإليه النشور) فالسعي واتخاد السبب الينافي التوكل كما قال رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬لو أنكم توكلتم على اهلل حق توكله لرزقكم كما يرزق‬ ‫الطير تغدو خماصا وتروح بطانا» رواه أحمد والترميذي وابن ماجة والنسائي‬ ‫عن عمر بن الخطاب‪ ،‬فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق مع توكلها على‬ ‫اهلل عز وجل وهو المسخر المسير المسبب‪ ،‬وإلى اهلل النهاية المرجع يوم‬ ‫القيامة»‪.‬‬ ‫أما القرطبي فقد قال في تفسير هذه اآلية‪« :‬هو الذي جعل لكم األرض‬ ‫ذلوال»‪« ،‬أي سهلة تستقرون عليها‪ ،‬والذلول المنقاد الذي يذل لك‪ ،‬والمصدر‪:‬‬ ‫الذل‪ ،‬وهو اللين واالنقياد‪ ،‬أي لم يجعل األرض بحيث يمتنع المشي فيها‬ ‫بالحزونة والغلظة‪ ،‬وقيل‪ :‬أي ثبتها بالجبال ليال تزول بأهلها‪...‬وقيل‪ :‬أشار إلى‬ ‫التمكن من الزرع و الغرس وشق العيون واألنهار وحفر اآلبار‪.»...‬‬ ‫ونعمة تسخير اهلل األرض لإلنسـان يجـب أن يقابـل بالشكر‪ ،‬وذلك‬ ‫بالمحافظة عليها‪ ،‬والمحافظة عليها تكون بعدم تلوثها وإت الف منافعها‬ ‫حتى تظل‪-‬كما أرادها الخالق‪-‬صالحة لالستغالل واالنتفاع‪ ،‬قال تعالى في‬ ‫سورة «األعراف»‪( :‬والتفسدوا في األرض بعد إصالحها)‪ ،‬اآلية‪.56 :‬‬ ‫اليمكن لإلنسان الذي حمل هذه األمانة الثقيلة والمسؤولية الكبرى أن‬

‫يقوم برسالة عمارة األرض واستخراج كنوزها‪ ،‬والمحافظة على هذه البيئة‬ ‫نقية صالحة من هواء ومياه وأشجار ونباتات‪...‬إال إذا واصل شكره العملي‬ ‫على هذه النعم ة لعله يضمن المزيد من خيراتها وبركاتها‪.‬‬ ‫ومما ورد في القرآن من التنويه بالزراعـة قولـه تعالى في ســورة‬ ‫«الذاريات»‪( :‬واألرض فرشناها فنعم الماهرون)‪ ،‬اآلية‪ ،48 :‬أي أي بسطناها‬ ‫ومهدناها بين أيديكم ليسهل عليكم العمل فيها واالنتفاع بثمراتها‬ ‫وخيراتها‪ ،‬وفي آية أخرى من سورة «يس»‪( :‬وفجرنا فيها من العيون‬ ‫لياكلوا من ثمرة وما عملته أيديهم أفال تشكرون)‪ ،‬أي أن اهلل تعالى إنما‬ ‫أجرى العيون والينابيع في األرض لتسقي بها األراضي الزراعية‪ ،‬ثم تجني‬ ‫من ثمراتها وتنتفع بغالتهاوقد ذكر اهلل ذلك في صدد االمتنان على البشر‬ ‫وتذكيرهم بالنعمة‪ ،‬وشكر نعمة األرض إنما يكون باإلنفاع بها البإهمالها‬ ‫على مرأى من المنعم‪ ،‬أي أن شكر نعمة األرض التي فرشها الخالق تحت‬ ‫أرجلنا‪ ،‬وأجرى في جنابتها العيون واآلبار القريبة من متناول أيدينا إنما يكون‬ ‫بالحرث والسقي والزرع والغرس‪ ،‬مع استعمال جميع الوسائل العصرية حتى‬ ‫تعطي إنتاجها أطيب‪ ،‬ومحصوال أغرز وأكثر‪ ،‬وكذلك زكاة ما تنبته منها‪ ،‬قال‬ ‫تعالى في سورة «البقرة»‪ ( :‬ياايها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ماكسبتم‬ ‫ومما أحرجنا لكم من األرض)‪ ،‬اآلية‪.267 :‬‬ ‫«واليخفى أن زيادة االنتاج الفالحي وجودته إنما تكون باختيار التربة‬ ‫الصالحة ألي نوع من اإلنتاج‪ ،‬وذلك يتوقف على تحليل التربة بالوسائل‬ ‫العلمية واستعمال األذوية لحفظ الثمار والنباتات من اآلفات التي تمنع‬

‫‪2/1‬‬

‫إنتاجها‪ ،‬كل ذلك مطلوب لتكميل عملية الزرع والغرس حتى يسلم اإلنتاج‬ ‫ويتضاعف المحصول‪ ،‬فينتفع الناس بذلك على أكمل وجه وأحسنه‪ ،‬ويجازي‬ ‫اهلل بفضله الزارعين والغارسين بقدر كثرة إنتاجهم وجودته‪.‬‬ ‫فقد روى اإلمامان البخار ي ومسلم أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫قال‪« :‬اليزرع مسلم زرعا غرسا فياكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إال كان له‬ ‫به صدقة»‪ ،‬وفي حديث آخر‪« :‬ما من رجل يغرس غرسا إال كتب اهلل من األجر‬ ‫قدر مايخرج من ثمر ذلك الغرس»‪.‬‬ ‫وهذا فضل كبير للغارسين والفالحين‪ ،‬فهم يجنون أوال مختلف أنواع‬ ‫اإلنتاج الفالحي‪ ،‬وثانيا يكون لهم الجزاء أألوفى في األخرة‪ ،‬حيث يثيبهم اهلل‬ ‫من فضله على مابذلوه من جهد‪ ،‬وعلى ماساهموا به من رفع للمحصول‬ ‫الفالحي‪ ،‬وكذا على مساهمتهم في االزدهار االقتصادي وزيادة الدخل‬ ‫الوطني واالكتفاء الغذائي الذاتي‪ ،‬فينتفعون دنيا وأخرى»‪.‬‬ ‫وهناك أحاديث أخرى تشجع على الزراعة وإحياء األرض الغير الصالحة‪:‬‬ ‫من ذلك الحديث الذي قال فيه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬من‬ ‫كانت له أرض فليزرعها‪ ،‬فإن لم يستطع وعجز عنها فليمنحها آخاه المسلم‬ ‫واليؤاجرها إياه» أخرجه مسلم‪ ،‬وأخرجه البخاري بلفظ‪« :‬من كانت له أرض‬ ‫فليزرعها أو ليمنحها آخاه فإن أبى فليمسك أرضه»‪.‬‬ ‫وفي رواية مسلم عن جابر أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬ما من‬ ‫مسلم يغرس غرسا إال كان ماأكل منه له صدقة‪ ،‬وما سرق له منه صدقة‪،‬‬ ‫وما أكل السبع منه فهو له صدقة‪ ،‬وال يرزؤه أحد إال كان له صدقة» سرزؤه‪:‬‬ ‫ينقصه‪.‬‬ ‫وفي حديث آخر‪ « :‬ما من امرىء يحيي‬ ‫أرضا فيشرب منها ذو كبد حرى أو تصيب‬ ‫منها عافية إال كتب اهلل بها أجرا» والعافية‬ ‫هنا كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو‬ ‫طائر‪ ،‬فالشارع يقول للزراع‪ :‬عن لك من وراء‬ ‫منفعتك الخاصة الحاصلة من إحياء األرض‪،‬‬ ‫منفعة عليك‪ ،‬وهي األجر والثـواب على ما‬ ‫تتناوله الطيور من ماء أرضك وثمارها‪ ،‬وإن‬ ‫كنت أنت أحيانا تكره ذلك والتريده‪ ،‬أي‬ ‫يكون لك األجر بغير اختيارك‪ ،‬والينبغي أن‬ ‫يستغرب من ذلك‪ ،‬فقد روى البخاري ومسلم‬ ‫وأحمد والطيالسي من طريق جابر أن النبي‬ ‫صلى اهلل ع_ليه وسلم قال‪« :‬للغارس‬ ‫والغارس أجر في كل مايصيبه الناس والطير‬ ‫من ثماره»‪.‬‬ ‫لكن كيف يكون إحياء األرض؟‬ ‫الجواب نجده فيما ذكره األستاذ أحمد‬ ‫لسان الحق كتبه القيم‪« :‬منهج االقتصاد‬ ‫اإلسالمي في إنتـاج الثـروة واستهالكهـــا»‬ ‫فقـد جــاء في الجـزء الثاني من هذا الكتاب‬ ‫ص ‪ 322 :‬و‪ 323‬ما يأتي باختصار‪:‬‬ ‫إن األرض التي جعلها الشرع اإلسالمي لمن أحياها تشجيعا للزراعة‬ ‫والعمران هي األرض غير الصالحة بتاتا‪ ،‬وأما الصالحة باألصالة فليست‬ ‫بالموت‪ ،‬والتحيي بالزرع وحده‪ ،‬أو تحجر بأعمال صورية بسيطة‪ ،‬وإنما اإلحياء‬ ‫المطلوب يكون بالخلق واإلبداع‪ ،‬ويتم باختفا ر العيون واآلبار‪ ،‬وإجراء المياه‬ ‫في القنوات‪ ،‬وإيجاد تربة صالحة للتشجير والسقي‪ ،‬ثم مايتبع ذلك من‬ ‫مصالح البناء‪.»..‬‬ ‫«وقد أشار القرآن الكريم إلى إحياء األرض بالماء فقال تعالى في سورة‬ ‫فضلت‪( :‬ومن آياته أنك ترى األرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت‬ ‫وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير)‪ ،‬اآلية ‪،39‬‬ ‫واألرض الخاشعة هي اليابسة‪.‬‬ ‫قال ابن آدم‪« :‬إحياء األرض أن يستخرج منها عينا أو قليبا أو يسوق إليها‬ ‫الماء‪ ،‬وهي أرض لم تزرع ولم تكن في يد أحد قبله يزرعها أو يستخرجها‬ ‫حتى تصلح الزرع»‪.‬‬ ‫ثم قال في صفحة ‪« :324‬وقال ابن حزم‪« :‬اإلحياء هو قلع مافيها من‬ ‫عشب أو شجر أو ن بات بنية اإلحياء البينسة أخذ العشب واالحتطاب فقط‪ ،‬أو‬ ‫جلب ماء إليها من نهر أو عين أو حفر بئر لسيقها منه أو حرثها أو غرسها أو‬ ‫تزبيلها أو مايقوم مقام التزبيل من نقل تراب إليها أو رماد إلخ‪.»...‬‬

‫(يتبع)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.