Achamal n° 1050 le 13 Juin 2020

Page 1

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫اجلزء الثاين‬ ‫من اللقاء‬ ‫مع �إعالمية ‪2M‬‬ ‫نادية الركيط‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1050‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪� 21‬شوال ‪ 13 / 1441‬يونيــو ‪2020‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫الأعالم‬ ‫غري الر�سمية‬ ‫�أقوى انتكا�سة‬ ‫للبولي�ساريو‬ ‫بل�سان‬ ‫الق�ضاءالإ�سباين‬

‫د�ستورية‬ ‫حالة الطوارئ‬

‫مرا�سالت خا�صة‬ ‫بجريدة ال�شمال من �أوروبا‬

‫�سيا�سيون �أمريكيون‬ ‫يك�شفون عن حقيقة‬ ‫النظام اجلزائري‬

‫�أحداث جهة‬ ‫طنجة تطوان احل�سيمة‬

‫�ضمن امللحق الثقايف والفني‬

‫الإ�ساءة للر�سول‬ ‫يف مواقع التوا�صل االجتماعي‬

‫يف ذكراها الرابعة وال�ستني‬ ‫مارلني مونرو وجون كيندي‪ ..‬الأ�سرار الأخرية‬

‫جدل املدار�س اخل�صو�صية‬ ‫يف املغرب ما بعد كورونا‬

‫املهرجان الدويل للعود بتطوان‬ ‫يف دورة افرتا�ضية‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م�ؤقتـ ًا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫‪2‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫د�ستورية‬ ‫حالة الطوارئ ال�صحية‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬ ‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫معلوم في األعراف الدستورية أن للسلطة التنفيذية الحق‬ ‫الكامل في إعالن حالة الطوارئ استثناء دون حاجة العودة إلى‬ ‫السلطة التشريعية‪ ،‬وذلك ارتباطا بأي وضع قد يهدد سالمة‬ ‫الوطن‪ .‬لذلك فإن إعالن حالة الطوارئ الصحية بكل ما تقتضيه‬ ‫من تدابير وقائية لها ما يبررها دستوريا إذن‪ .‬علما أن تنفيذ‬ ‫أمر الطوارئ الصحية و منع التجول أو تقنينه ينبغي أن يوازيه‬ ‫اتخاذ عدد من التدابير بشأن المؤسسات الحيوية للدولة مراعاة‬ ‫للمصلحة العامة‪.‬‬ ‫وهذا ما يبرر إعالن الحكومة تمديد حالة الطوارئ الصحية‬ ‫بسبب فيروس كورونا حاليا‪ ،‬وذلك على خلفية اعتبار استمرارية‬ ‫احتماالت تعرض حياة المعارضين للخطر‪ ،‬وعلى خلفية أن لإلنسان‬ ‫الحق الكامل في الحياة و األمن‪ ،‬زيادة على أن التدابير المتخذة‬ ‫لتفادي اإلصابة بالوباء واجبة بموجب حقوق اإلنسان و المعايير‬ ‫الدولية‪ ،‬وبموجب أن صحة اإلنسان أولوية قصوى قبل كل شيء‪.‬‬ ‫وبمقتضى الفصل الحادي و العشرين من دستور المملكة‬ ‫المغربية الذي ينص على أن‪« :‬لكل فرد الحق في سالمة شخصه‬ ‫وأقربائه‪ ،‬وحماية ممتلكاته‪ .‬تضمن السلطات العمومية سالمة‬ ‫السكان‪ ،‬وسالمة التراب الوطني‪ ،‬في إطار احترام الحريات‬ ‫والحقوق األساسية المكفولة للجميع‪ ».‬وهو ما خول للسلطات‬ ‫العمومية أخذ هذه التدابير االستثنائية‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك فالفصل الحادي و الثالثون ينص على أن‬ ‫الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬تعمل على‬ ‫تعبئة كل الوسائل المتاحة‪ ،‬لتيسير أسباب استفادة المواطنات‬ ‫والمواطنين‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬من جميع الحقوق بما فيها‪:‬‬ ‫ـ العالج والعناية الصحية ‪.‬‬ ‫ـ الحماية االجتماعية والتغطية الصحية‪ ،‬والتضامن التعاضدي‬ ‫أو المنظم من لدن الدولة‪.‬‬ ‫بالرجوع إلى سؤال مدى دستورية حالة الطوارئ الصحية‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫محمد �إمغران‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫بالمغرب في ظل وباء «كورونا» فالدستور المغربي ينصّ‬ ‫في الفصل ‪ 59‬منه على أنه‪“ :‬إذا كانت حوزة التراب الوطني‬ ‫مهددة‪ ،‬أو وقع من األحداث ما يعرقل السير العادي للمؤسسات‬ ‫الدستورية‪ ،‬أمكن للملك أن يعلن حالة االستثناء بظهير‪ ،‬بعد‬ ‫استشارة كل من رئيس الحكومة‪ ،‬ورئيس مجلس النواب‪ ،‬ورئيس‬ ‫مجلس المستشارين ورئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬وتوجيه خطاب‬ ‫إلى األمة»‪ ،‬علما أن قرار اإلعالن عن حالة الطوارئ الصحية‬ ‫بالمغرب‪,‬ال يعني وقوف عجلة االقتصاد‪ ،‬والمبدأ يقتضي عدم‬ ‫فرض أي سياسات على األعمال والشركات التجارية في حالة‬ ‫الطوارئ من قبل الحكومة‪ ،‬لكن هذا ال يمنعها من فرض اإلغالق‬ ‫عليها في الحاالت القصوى‪ ،‬لكونها تتمتع بكافة الصالحيات في‬ ‫اتخاذ القرارات أثناء حالة الطوارئ‪ ،‬بحسب خطورة الوضع‪ ،‬لضمان‬ ‫سالمة وأمن المواطنين‪ ،‬حتى ولو تطلب األمر حظر التجوال‪.‬‬ ‫كما أن حالة الطوارئ من الناحية القانونية‪ ,‬ما هي إال تطبيق‬ ‫مباشر لما يسمى ظروف استثنائية‪ ،‬و التي يقصد بها الحالة التي‬ ‫تطرأ فيها المخاطر واألزمات على حياة أي دولة ما يهدد بقاءها‪.‬‬ ‫ويفضي بها إلى الخروج عن المألوف بين القواعد القانونية‪ ,‬التي‬ ‫تطبق في الظروف العادية‪ ,‬ابتغاء مواجهة هذه الحالة الطارئة‪.‬‬ ‫ولذاك‪ ،‬فحالة الطوارئ الصحية التي تم اإلعالن عنها بالمغرب‬ ‫إثر ظهور وباء «كورونا»‪ ،‬وتم تمديدها اآلن‪ ،‬ومن ضمنها الحجر‬ ‫الصحي ما هي إال إجراء من إجراءات الطوارئ الصحية التي‬ ‫اتخذتها الحكومة‪ ،‬حيث تتكفل السلطات العمومية‪ ،‬المحلية‬ ‫واألمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة بمراقبة‬ ‫وضبط تنقالت المواطنين والحفاظ على األمن العام‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هـدى املجـاطـي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز‬ ‫ـ طنجــة ـ‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫�إجبارية محو الأمية‪...‬‬ ‫ملاذا ال ؟‬ ‫دعوة جميلة من جمعية حماية األسرة المغربية‪ ،‬ارتأت‬ ‫من خاللها فرض إجبارية محو األمية في المملكة‪ ،‬ألنها‬ ‫مازالت متفشية رغم بذل الجهود‪ ،‬منذ أكثر من نصف‬ ‫قرن‪ ،‬وما كلف ذلك من ميزانية الدولة‪ ،‬إضافة إلى مصادر‬ ‫التمويل الدولية‪.‬واألجمل هو االهتمام واألخذ بهذه الدعوة‬ ‫التي جاءت في بالغ أصدرته الجمعية العريقة حول «الظرفية‬ ‫االجتماعية في ظل أزمة فيروس «كورونا» إلى مختلف وسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬اعتبرت فيه أن «التربية والتعليم يعتبران مدخلين‬ ‫أساسيين لرفاه الفرد وتنمية المجتمع وإنعاش االقتصاد‪،‬‬ ‫ويبدأ األمرمن خالل فرض إجبارية محو األمية‪ ،‬ألن نسبتها‬ ‫الكبيرة (حوالي ‪ 29‬في المائة) حاليا‪ ،‬يُعتبرمرضاً مزمناً‬ ‫يجب معالجته في أقصرمدة‪.‬ويسعى المغرب إلى خفض‬ ‫نسبة األمية في البالد إلى أقل من ‪ 10‬في المائة بحلول‬ ‫سنة ‪ 2026‬وإلى ‪ 20‬في المائة بحلول سنة ‪ ،2021‬وتعمل‬ ‫على تنسيق الجهود لتحقيق هذه األهداف الوكالة الوطنية‬ ‫لمحاربة األمية‪ ،‬حيث تُساهم كل من وزارتي التربية الوطنية‬ ‫و األوقاف وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬في مساعي محو األمية‬ ‫في المملكة‪ .‬وتُعتبر النساء أكبر الفئات المقبلة على برامج‬ ‫تعلم القراءة والكتابة‪.‬وأوضحت الجمعية ذاتها أن المقصود‬ ‫بالقضاء على األمية ليس فقط تعليم األبجدية القرائية‬ ‫والكتابية‪ ،‬ولكن تعزيزها بمضامين تسعى إلى توعية‬ ‫المواطنين وتلقينهم مقومات الوطن الحضارية والتاريخية‬ ‫والجغرافية‪ ،‬والقوانين المنظمة للعالقات بين المواطنين‬ ‫والمؤسسات‪ ،‬مثل تبسيط وشرح مضامين الدستور‪.‬وتعتبر‬ ‫لطيفة بناني سميرس‪ ،‬رئيسة الجمعية‪ ،‬أنه «من غير المعقول‬ ‫بعد مرور حوالي ستة عقود على االستقالل وصرف أموال‬ ‫وتكوين جمعيات وإنشاء مؤسسة عمومية خاصة بمحاربة‬ ‫األمية أن تبقى في نهاية المطاف األرقام الرسمية تشير إلى‬ ‫نسبة األمية بحوالي ‪ 30‬في المائة‪ ،‬دون نسيان وجود أنواع‬ ‫أخرى من األمية‪ ،‬الناتجة عن انقطاع التالميذ عن الدراسة‬ ‫في أوقات مبكرة‪ ،‬سواء في االبتدائي أو اإلعدادي‪.‬وزادت‬ ‫رئيسة الجمعية ذاتها‪« :‬نحن في فترة الحَجر الصحي والكثير‬ ‫من الناس لم يستوعبوا هذا المفهوم وهو ما نتجت عنه‬ ‫اعتقاالت ومحاكمات‪ ،‬بسبب خرق مقتضيات حالة الطوارئ‬ ‫الصحية‪ ،‬وهذا يعني غياب وعي مجتمعي»‪ .‬إذن‪ ،‬إذا لم يتم‬ ‫استيعاب هذا من طرف المواطنين‪ ،‬فإن النموذج التنموي‬ ‫المرتقب يظل محدود النجاح في غياب مستوى فكري معين‬ ‫لديهم لتقييم وفهم األشياء التي تروج حولهم‪ ،‬ولجعلهم‬ ‫مسؤولين بحق وحقيق‪ ،‬مع ضرورة ـ وهذا مهم جدا ـ تحقيق‬ ‫توازن في دخل المواطنين وكذا تقليص الفوارق بين فئات‬ ‫المجتمع‪ ،‬والحد من نسب الهشاشة االقتصادية واالجتماعية‬ ‫لألسر‪ ،‬من خالل تقديم دعم مباشر لألسر المتوسطة‬ ‫والفقيرة ودعم خاص لتكفل األسرباألطفال أو المسنين‬ ‫المتخلى عنهم‪ .‬وهذه الظواهرلم يتغلب عليها المغرب‪ ،‬رغم‬ ‫اإلمكانيات الهامة المرصودة للمؤسسات االجتماعية‪ ،‬سنوياً‪،‬‬ ‫كما أن تزايدعددها يؤثرعلى تماسك األسر‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن هناك مؤسسات تحل محلها‪ .‬إال أن الوضع الحالي يؤكد‬ ‫للجميع أن هناك أولويات أساسية‪ ،‬يجب تسخير كل الطاقات‬ ‫الممكنة من أجلها وهي التعليم والصحة ومحاربة الهشاشة‬ ‫بشقيها‪ ،‬االجتماعي واالقتصادي»‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫‪3‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫من العبارات المشهورة‪ ،‬قو ُلهم‪ :‬ال تنظر إلى نصف الكوب الفارغ‪.‬‬ ‫هذه العبارة ّ‬ ‫ذكرتني بقصة قرأتُها عن كاتب دخل إلى مكتبه في البيت‪ ،‬وأمسك قلما‪ ،‬وأخذ‬ ‫يسرد أحداثا حصلتْ له في السنة الماضية‪.‬‬ ‫فكان مما كتب‪ :‬في السنة الماضية‪ ،‬أجريتُ عملية جراحية‪ ،‬والزمتُ الفراش عدة شهور‪،‬‬ ‫وبلغتُ الستين من عمري‪ ،‬وتركتُ وظيفتي التي عملتُ فيها ثالثين عاما‪ ،‬ورسب ابني في كلية‬ ‫الطب بسبب حادث سيارة‪.‬‬ ‫ثم كتب في نهاية الصفحة‪ :‬يا لها من سنة سيئة!‬ ‫دخلتْ عليه زوجته‪ ،‬فوجدتْه شارد الذهن‪.‬‬ ‫لمحتْ ما هو مكتوب في الورقة‪ ،‬ثم خرجتْ وعادتْ بعد دقائق‪ ،‬ومعها ورقة وضعَتها بجانب‬ ‫ورقة زوجها‪ ،‬فقرأها الرجل‪ ،‬فإذا هي مكتوب فيها‪:‬‬ ‫في السنة الماضية‪ ،‬شُفيتَ من آالم المرارة التي عذبتْكَ سنوات‪ ،‬وبلغتَ الستين وأنت‬ ‫في تمام الصحة والعافية‪ ،‬وتقاعدتَ لترتاح وتتفرغ للكتابة وبيع مؤلفاتك‪ ،‬ونجا ابنك من الموت‬ ‫بأعجوبة‪ ،‬وخرج من حادث السير ولم يُصَب بعاهة‪.‬‬ ‫ثم كتبتْ في نهاية الصفحة‪ :‬يا لها من سنة أكرمَنا اهلل فيها!‬ ‫األحداث التي ذكرها الرجل‪ ،‬هي نفسُ األحداث التي سطرتْها زوجته‪ ،‬لكنّ زاوية النظر‬ ‫إليها اختلفتْ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهذا يعني أن كثيرا منا ينظر إلى ما يُؤخذ منه‪ ،‬وال ينظر إلى ما يُعْطاه‪.‬‬ ‫هناك من يقول‪ :‬بيتي صغير وضيق‪ ،‬وهناك من يقول‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬عندي بيت يُؤويني‪.‬‬ ‫هناك من تقول‪ :‬زوجي عنيد‪ ،‬وهناك من تقول‪ :‬زوجي رغم عناده يحبني‪.‬‬ ‫هناك من تدّعي أن أباها يُضيّق عليها الخناق‪ ،‬وهناك من تحمد اهلل على رعاية أبيها لها‪.‬‬ ‫هناك وجهان للواقع الذين نعيشه‪ :‬وجه يراه المتفائل‪ ،‬ووجه يراه المتشائم‪.‬‬ ‫وقديما‪ ،‬نصح عليّ بنُ أبي طالب ابنَه الحسن بقوله‪ :‬انظر إلى من هم تحتك‪ ،‬وال تنظر إلى‬ ‫مَن هو فوقك‪ ،‬فإنه أجدر أال تزدري نعمة اهلل عليك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مشكلتنا أننا نريد َّ‬ ‫كل شيء‪ ،‬ومشكلتنا الكبرى‪ ،‬أننا كلما أعطِينا‪ ،‬أردْنا المزيد‪.‬‬ ‫نسأل اهلل القناعة‪ ،‬وحُسن الخاتمة‪.‬‬

‫في حوار مع أحمد أوطلي‬

‫أحمد أوطلي يتقلد رئاسة الجماعة الترابية بني فغلوم التابعة إلقليم‬ ‫شفشاون للوالية الرابعة عن حزب اإلتحاد االشتراكي للقوات الشعبية‪،‬‬ ‫وهوكذلك عضوبالمجلس االقليمي إلقليم شفشاون لثالث واليات‪ ،‬حاصل‬ ‫على اإلجازة من كلية الشريعة بفاس سنة ‪ ،1992‬تقلد عدة مهام بالجمعيات‬ ‫التنموية والخيرية بتراب جماعته‪ ،‬ويشتغل عدال تابعا لدائرة محكمة االستئناف‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫كان لنا معه هذاالحوار المقتضب لتسليط الضوء على مساهمة الجماعة‬ ‫التي يترأسها في مواجهة آثار وباء كورونا بجماعته‪.‬‬

‫س ‪ :‬لقد اتخذت بالدنا عدة إجراءات استباقية على المستوى الوقائي‬ ‫والصحي واالجتماعي والمالي لتجنيب بالدنا اآلثار الوخيمة لوباء كورونا‬ ‫على المنظومة الصحية وبالتالي على الحق في الحياة والسالمة الصحية‬ ‫للمواطنين‪ ،‬وقد حظيت هذه اإلجراءات بتنويه كبير من مختلف دول‬ ‫العالم‪ ،‬وخاصة بأوروبا‪ .‬ما تقييمكم لهذه‬ ‫اإلجراءات‪ ،‬وكيف ساهمت الجماعة القروية‬ ‫التي تترأسونها في هذا المجهود الوطني‬ ‫إلى جانب السلطات اإلدارية وباقي الفاعلين‬ ‫المحليين؟‪.‬‬

‫ج ‪ :‬في البداية أتقدم بالشكر لطاقم جريدة‬ ‫الشمال على اهتمامه وتتبعه لقضايا الشأن العام‬ ‫المحلي وكذا على إتاحته هذه الفرصة لي لإلدالء‬ ‫ببعض المعطيات حول اإلج��راءات االحترازية‬ ‫التي اتخذناها بتراب الجماعة قصد التصدي‬ ‫لوباء كورونا المستجد وكذا اإلجراءات التي نحن‬ ‫عازمون على القيام بها بعد التحكم في انتشاره‪.‬‬ ‫لإلشارة فجماعة بني فغلوم أحدثت على‬ ‫إثر التقسيم الجماعي ‪ ،1992‬ويبلغ عدد سكانها‬ ‫‪ 10378‬نسمة حسب إحصاء ‪. 2014‬وتعتبر من‬ ‫أفقر الجماعات باإلقليم حيث إن مداخيلها الذاتية‬ ‫والقارة ال تتعدى ‪ 120000,00‬درهم‪.‬‬ ‫بالفعل لقد قامت بالدنا بعدة إجراءات استباقية من أجل التصدي لوباء‬ ‫كورونا المستجد‪ ،‬ولقد كان لهذه اإلجراءات الجريئة نتائج جد إيجابية جنبت‬ ‫البالد خسائر مهمة سواء مادية أوبشرية والكل يقر ويعترف بهذا االنجاز‬ ‫المهم‪ ،‬وفي هذا الباب ال بد أن أتقدم بالشكر للسلطات الوطنية واإلقليمية‬ ‫والمحلية ولألطقم الطبية وللدرك الملكي واألمن الوطني والقوات المساعدة‬ ‫والوقاية المدنية والفاعلين الجمعويين حيث كانوا وال زالوا دائما في الصفوف‬ ‫األمامية في مواجهة هذا الوباء الفتاك‪.‬‬ ‫من جهتنا فقد انخرطنا كمجلس وبكل مكوناته منذ البداية والى‬ ‫جانب السلطة اإلقليمية والمحلية في هذه العملية‪ ،‬حيث قمنا بتكوين خلية‬ ‫بالجماعة تتكون من موظفين وأع��وان‪ ،‬وقد تم تكليفها بالقيام بعملية‬ ‫التحسيس والتعقيم‪ ،‬كما انخرطت إلى جانب هذه الخلية جمعية بني فغلوم‬ ‫للرياضة والثقافة حيث قامت باقتناء ‪ 71‬قفة قامت بتوزيعها بمعية السلطة‬ ‫المحلية على األسر المتضررة‪.‬‬ ‫هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى فقد حرصنا بكل جدية على تعقيم كل‬

‫تسليم ورضا ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫ومعايشهم وعواقبـهم ليست في المشي على عوج‬ ‫ومعايشهم ‪:‬‬ ‫الواو عاطفة ‪.‬‬ ‫معايشهم ؛ مفردها معيشة ‪ ،‬تجمع على‬ ‫معايش قياسا ‪ ،‬ومعائش على غير قياس‪.‬‬ ‫وقرئت في القرآن الكريم بهما في قوله‬ ‫تعالى «وجعلنا لكم فيها معايش» بمعنى ‪:‬‬ ‫جعلنا لكم في األرض قرارا ‪ ،‬ومكناكم من سكناه‬ ‫وزرعه ‪ ،‬ووفرنا لكم ما تعيشون به وتحيون ؛‬ ‫من مطاعم ومشارب ومقومات حياة‪..‬‬ ‫وعواقبهم ‪:‬‬ ‫الواو عاطفة ‪.‬‬ ‫عواقبهم ؛ جمع عاقبة والعاقبة جزاء بالخير ‪،‬‬ ‫أو آخر كل شيء‪ ،‬أو خاتمته‪..‬‬ ‫المشي ‪:‬‬

‫رئيس جماعة بني فغلوم القروية‬ ‫«المركز الصحي الجماعي ببني فغلوم يفتقر إلى طبيب‬ ‫وإلى الخدمات الصحية المناسبة لعدد سكان الجماعة»‬ ‫‪-‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫أجرى الحوار عبدالحي مفتاح م‬

‫األماكن العمومية والمحالت التجارية والبنايات اإلداري��ة بمركز الجماعة‬ ‫بصفة منتظمة‪ ،‬وكذا على صعيد كل المداشر التابعة للجماعة‪،‬كما أصدرنا‬ ‫مقررا تم بموجبه إلغاء السوق األسبوعي بصفة مؤقتة‪،‬كما كنا حريصين على‬ ‫اعتماد عملية التناوب بين الموظفين باإلدارة الجماعية‪ ،‬وذلك لتلبية الحاالت‬ ‫المستعجلة اإلدارية والمرفقية‪ ،‬كما قمنا بأحداث موقع اليكتروني خاص‬ ‫بالجماعة ننشر على صفحاته كل المستجدات والتدابير المتخذة من طرف‬ ‫المجلس أومن طرف السلطات المختصة‪ ،‬كما عملنا على تخصيص مبلغ مالي‬ ‫في حدود ‪ 190.000,00‬درهم لشراء المواد الغذائية لفائدة األسر المتضررة‬ ‫حيث اقتنينا ‪ 1056‬قفة سلمناها للسلطة المحلية التي عملت على توزيعها‬ ‫على األسر المعنية‪ ،‬وقمنا بتخصيص مبلغ مالي قدره ‪10.000,00‬دره��م‬ ‫القتناء مواد التطهير ومستلزمات النظافة الضرورية‪،‬كما حرصنا إلى جانب‬ ‫السلطة المحلية على تسهيل مأمورية إيصال المواد الغذائية وكل المتطلبات‬ ‫الضرورية من طرف الباعة وذلك لكل المداشر‬ ‫التابعة للجماعة حتى ال يسجل أي خصاص أوندرة‬ ‫بالنسبة لهذه المواد األساسية في هذه الظروف‬ ‫االستثنائية‪.‬‬ ‫س ‪ :‬ماذا أعدت الجماعة التي تترأسونها‪،‬‬ ‫وهي مؤسسة أساسية لتمثيل وتأطير‬

‫المواطنين وتدبير الشأن العام على الصعيد‬ ‫المحلي‪ ،‬للتقليل من آثار الحجر الصحي على‬ ‫مستوى النشاط االقتصادي وك��ذا على‬ ‫المستوى االجتماعي بحكم اتساع رقعة‬ ‫الهشاشة والفقر‪ ،‬ثم على المستوى الصحي‬ ‫بفعل النقص الواضح ال��ذي تعاني منه‬ ‫المنظومة الصحية المحلية واإلقليمية على‬ ‫مستوىالتجهيزاتوالمواردالبشرية(األطباء‬ ‫االختصاصيين‪ :‬على سبيل المثال عدم توفر‬ ‫طبيب في اإلنعاش والتخدير)‪...‬إلخ‪.‬‬

‫ج ‪ :‬على صعيد القطاع الصحي وخاصة‬ ‫بالنسبة للمركز الصحي الجماعي المتواجد بمركز الجماعة‪ ،‬وكذا بالنسبة‬ ‫للخدمات المقدمة من جميع المعنيين بالقطاع فقد كانت وال زالت جد‬ ‫محتشمة وال يسع المجال للتطرق إليها بالتفصيل وعلى سبيل المثال ال الحصر‬ ‫فإن المركز الصحي يعاني من عدم وجود طبيب رغم توفر المعايير من أجل‬ ‫تعيينه‪ ،‬حيث يشتغل به لحد اآلن ممرضة ومولدة فقط رغم عدد السكان‬ ‫الكبير وبالتالي نسبة هامة من المرتفقين الذي يحتاجون لهذا المرفق الحيوي‬ ‫للقرب صحيا ووقائيا‪ ،‬ناهيك عن بعض العراقيل التي يتلقاها المرضى من أجل‬ ‫نقلهم من المداشر إلى المركز الصحي وكذا إلى المستشفى اإلقليمي محمد‬ ‫الخامس شفشاون‪.‬‬ ‫من جهة أخرى وفي إطار المهام التنموية المنوطة بالمجلس فقد بذلنا‬ ‫كل الجهود والمساعي من أجل استكمال األوراش المتوقفة بالجماعة‪ ،‬وفي‬ ‫هذا السياق ربطنا االتصال بالمقاوالت قصد استئناف أشغالها ويتعلق األمر‬ ‫هنا بمشاريع متعددة كالتأهيل الحضري للمركز‪ ،‬وكذا بناء دار الوالدة بالمركز‬ ‫وكل األوراش األخرى المتوقفة‪ .‬كما أننا منكبون على إخراج بعض المشاريع‬ ‫إلى حيز الوجود بتراب الجماعة‪.‬‬

‫انتقال من مكان ‪ ،‬وسلوك أطراف ‪ ،‬وسفر‬ ‫في أقطار‪ ،‬وانتفاع برزق ‪ ،‬واستنارة بهدى بصر‬ ‫صحيح وتبصر مليح لحصول معايش‪..‬‬ ‫والعواقب شيئا فشيئا ؛ فكأنها ماشية لمن‬ ‫ينتفع بها‪ .‬وشبه الناظم المعايش والعواقب‬ ‫بحيوان كاالنسان ؛ بقرينة المشي له؛ مقتصرا‬ ‫على ذكر المشبه على القاعدة المكنية‪ ،‬والمشي‬ ‫تخييل‪ ،‬والعوج ترشيح‬ ‫وحاصل المعنى ‪:‬‬ ‫المعايش المعبر عنها بالنزول الى الدرك ‪،‬‬ ‫والطلوع إلى الدرج ‪ ،‬والمعبر بها عن العواقب‬ ‫في اآلخرة ؛ من سعادة وشقاوة تحصل لكل‬ ‫إنسان على النهج الذي قدره اهلل له في سابق‬ ‫أزل ؛ حسبما اقتضته حكمته الربانية‪ ،‬ليس فيها‬ ‫زيغ وانحراف‪ ،‬فهي مستقيمة موافقة ال عوج‬ ‫فيها‪..‬‬ ‫والمتسع في رزقه لم ينل وسعه بقدرته أو‬ ‫حيلته‪ ،‬بل بقدرة اهلل تعالى وبباهر حكمته‪.‬‬ ‫والذي قدر عليه رزقه ال حيلة له في دفع ذلك‬ ‫عن نفسه ؛ لكون ذلك مراد اهلل فيه ؛ مصداقا‬ ‫لقوله تعالى «نحن قسمنا بينهم معيشتهم‬ ‫في الحياة الدنيا» بمعنى ‪ :‬قسمناها بحكمتنا ‪،‬‬ ‫فجعلنا هذا غنيا ‪ ،‬وهذا فقيرا ‪ ،‬وفاوتنا بينهم في‬ ‫المال والرزق ‪.‬‬ ‫واألم��ر يؤكد مفاضلة ربانية في ال��رزق‬ ‫والعيش ‪..‬‬ ‫ومعنى هذا البيت مرتبط بمعنى سابقه ؛‬ ‫وهوحث على التسليم بالرضا ‪..‬‬


‫‪4‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫ملف العدد‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫األعالم «غير الرسمية» أقوى انتكاسة‬ ‫للبوليساريو بلسان القضاء اإلسباني‬ ‫• محمد البوشوكي (دكتور في القانون العام)‬

‫أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال‪ .‬جامعة محمد الخامس ـ الرباط ـ‬

‫انتكاسة جديدة موجعة لجبهة البوليساريو ولمناصريها‬ ‫في إسبانيا حيث وجهت العدالة في الدولة اإليبيرية صفعة‬ ‫جديدة لالنفصاليين بحظرها استخدام شعاراتهم وأعالمهم‬ ‫في األماكن العامة ومنعت المحكمة العليا اإلسبانية وهي‬ ‫أعلى هيئة قضائية في البالد االستخدام المؤقت أو الدائم‬ ‫لألعالم «غير الرسمية» أو أي تعبير سياسي آخر سواء داخل‬ ‫المباني العامة أو خارجها‪.‬‬ ‫ووفق قرار المحكمة فإن استخدام األعالم أو الشعارات‬ ‫أو الرموز غير الرسمية مثل تلك التي يستخدمها انفصاليو‬ ‫البوليساريو في المباني واألماكن العامة‪ ،‬ال يتوافق مع‬ ‫اإلطار الدستوري والقانوني الحالي‪ ،‬أو مع واجب التحفظ‬ ‫والحياد المفروض في اإلدارات اإلسبانية‪.‬‬ ‫في الغالب‪ ،‬ال يوجد سبيل لالستئناف ضد قرارات‬ ‫المحكمة العليا رغم أنه في المسائل الجنائية‪ ،‬يجوز للملك‬ ‫ممارسة صالحيات العفو الملكي إلبطال األحكام التي‬ ‫تفرضها أو تصدق عليها المحكمة العليا‪ ،‬ولكن دستوريًا‪،‬‬ ‫يتم حل هذه الطعون من بعد أن تكتسب صيغتها الرسمية‬ ‫من قبل الملك باعتباره رئيسا للدولة‪.‬‬ ‫موقف آخر يضاف للموقف الرسمي االسباني « الصائب»‬ ‫طبعا‪ ,‬هو ما وقع في اآلونة األخيرة و تحديدا يوم ‪ 25‬ماي‬ ‫و بمناسبة االحتفال بيوم إفريقيا نشرت وزيرة الشؤون‬ ‫الخارجية و االتحاد األوروبي و التعاون االسبانية ارانشا‬ ‫غونساليس اليا على موقعها تويتر خارطة افريقبا تتضمن‬ ‫جميع أعالم الدول األعضاء في االتحاد اإلفريقي باستثناء‬ ‫علم الجمهورية الوهمية‪.‬‬ ‫هذا ما يؤكد أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة‬ ‫االسبانية على مدى السنتين الماضيتين على أن السلطة‬ ‫التنفيذية االسبانية تمضي قدما و بشكل تدريجي لعزل ما‬ ‫يدعى وهما جبهة البوليساريو‪ ,‬التي أصبحت تتالشى مع‬ ‫زيادة سحب االعترافات السابقة لدول اقتنعت مؤخرا بجدية‬ ‫الطرح المغربي و مصداقيته كحل فعال و ديمقراطي ينصف‬ ‫جميع األطراف‪ ,‬المتمثل في الحكم الذاتي‪.‬‬ ‫قرار المحكمة العليا األخير الذي ينكر الحق التلقائي‬ ‫في الجنسية اإلسبانية لجميع الذين ولدوا في الصحراء‬ ‫المغربية قبل ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1975‬واعتبرت المحكمة العليا‬

‫اإلسبانية في الحكم الصادر عنها أن الصحراء المغربية لم‬ ‫تكن تمثل أبدا جزءا من إسبانيا وبالتالي ال يمكن تطبيق‬ ‫المادة القانونية التي بنت عليها المحكمة اإلقليمية حكمها‬ ‫رغم أنه خالل كل هذه السنوات حصل اآلالف من انفصاليي‬ ‫الداخل وكثير منهم استقروا في إسبانيا وحاصلين على‬ ‫الجنسية اإلسبانية بنا ًء على وثائق تثبت أنهم ولدوا في‬ ‫الصحراء المغربية قبل عام ‪ 1975‬والتي كانت خاضعة‬ ‫لالستعمار اإلسباني ‪،‬وكثير منهم يعملون في مختلف‬ ‫الدوائر الحكومية والحزبية بالجزيرة اإليبيرية إال أن ذلك‬ ‫انتهى في عهد حكومة بيدرو سانشيز حيث انتهى هذا‬ ‫الشذوذ القانوني بقرار من المحكمة العليا وهي أعلى هيئة‬ ‫قضائية بالبالد‪.‬‬ ‫نقطة إيجابية أخرى كان قد أقدم عليها المغرب‪ ,‬وهي‬ ‫مساندة الرباط لمدريد في وحدة كيانها الترابي بشبه‬ ‫الجزيرة األيبيرية وكان هذا واضحا خالل المظاهرات‬ ‫األخيرة التي حصلت بإقليم كتالونيا قبل ‪ 7‬أشهر على‬ ‫خلفية الحكم الصادر على قادة االنفصال باإلقليم‪ ,‬الذي‬ ‫كان خالله تبين للسلطات االسبانية ان دعوات االنفصال‬ ‫داخل الدول أكبر تهديد للحمة الوطن‪ ,‬و ضربا من الخيال‬ ‫في عصرنا الحالي مع توالي األزمات و األوبئة التي تستدعي‬ ‫تضافر الجهود وتثبيت الوحدة الوطنية لكل ما من شانه‬ ‫أن يمس الوطن والمواطنين‪ ،‬علما أن الدولة االسبانية‬ ‫على غرار الغرب بصفة عامة يحترم قرارات القضاء عندما‬ ‫تحوز األحكام على قوة الشيء المقضي به ‪ ،‬وبما أن قرار‬ ‫المحكمة العليا االسبانية محصن عن أي طعن داخل الدولة‬ ‫االتحادية االسبانية‪ ،‬فالقرار هذا هو دعوة من المحكمة‬ ‫للحكومة بالشروع حاال في اتخاذ اإلجراءات الضرورية التي‬ ‫تؤكد مغربية الصحراء‪ ،‬ومن ثم تحلل الدولة االتحادية‬ ‫كدولة استعمارية للصحراء‪ ،‬من جميع المسؤوليات‬ ‫القانونية والتاريخية التي تطالب بها جبهة البوليساريو‬ ‫‪ ،‬منذ ان تم وضع حد نهائي لهذه المطالب بمقتضى‬ ‫اتفاقية مدريد الثالثية‪ .‬واعتبرت تمثيلية جبهة البوليساريو‬ ‫في إسبانيا قرار المحكمة العليا اإلسبانية إنكارا لحق من‬ ‫حقوق الصحراويين المولودين بحقبة االستعمار اإلسبانية‪،‬‬ ‫واصفة الحكم بالتنصل الواضح من الحقائق والواقع وأدلة‬

‫منظمة األمم المتحدة باعتبار الصحراء المقاطعة ‪ 53‬ضمن‬ ‫أقاليم إسبانيا‪.‬‬ ‫لذلك اعتبرت المحكمة العليا االسبانية في الحكم‬ ‫الصادر عنها أن الصحراء المغربية لم تكن تمثل أبدا جزء‬ ‫من إسبانيا‪ ,‬و أثار هذا القرار استنفارا في صفوف الكيان‬ ‫الوهمي‪ ,‬ودعا نشطاء انفصاليون إلى استئناف الحكم و‬ ‫اللجوء إلى المحكمة الدستورية اإلسبانية‪ ,‬أو اللجوء إلى‬ ‫المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ,‬هذا ما يبين أثر القرار‬ ‫القوي على نفوس االنفصاليين الذين أصبحوا مثل الجريح‬ ‫حين يعلم أن أيامه معدودة فيضطر إلى الهش هنا و هناك‪.‬‬ ‫الضربات القوية المتتالية‪ ،‬التي تلقتها البوليساريو‬ ‫منذ عودة االشتراكيين اإلسبان لقيادة الحكومة تكررت‪،‬‬ ‫بالرغم من محاوالت إحداث اختراق عبر التحايل على لقاءات‬ ‫مع شخصيات حكومية من حزب بوديموس خصوصا‪ ،‬غير‬ ‫أنه سرعان ما تعود األمور إلى وضعها الطبيعي بتدخل‬ ‫وزارة الخارجية التي تعتبر المعنية حصريا بملف الصحراء‬ ‫في الحكومة االئتالفية‪ ,‬هذا ما تؤكده دائما وزيرة الخارجية‬ ‫« غونزاليس» حيث تقول ان اسبانيا ال تعترف بالجمهورية‬ ‫الصحراوية المزعومة‪ ,‬داعمة جهود األمين العام لألمم‬ ‫المتحدة إليجاد حل سلمي في إطار قرارات مجلس اآلمن‬ ‫التابع لألمم المتحدة‪.‬‬ ‫مع توالي االنتكاسات لم يبقى للجبهة الوهمية إال‬ ‫االمتثال لقرارات األمم المتحدة وبنود المبادرة الملكية‬ ‫المغربية « الحكم الذاتي كحل ذي مصداقية لحل نزاع‬ ‫دام أكثر من ‪ 40‬سنة‪ ,‬و كما جاء في الخطاب الملكي‬ ‫األخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء‪ ,‬حيث قال العاهل‬ ‫المغربي إن «عدالة قضية المملكة ومشروعيتها‪ ،‬متجسدة‬ ‫في حل عملي وسياسي وواقعي»‪ ،‬مضيفاً في خطاب له مساء‬ ‫األربعاء بمناسبة الذكرى الـ ‪ 44‬لـ»المسيرة الخضراء»‪،‬‬ ‫إن «هذا الحل يتمثل في الحكم الذاتي بالنظر إلى جدية‬ ‫ومصداقية هذا الحل‪ ،‬ولكونه السبيل الوحيد للتسوية في‬ ‫إطار االحترام التام لسيادة المملكة‪.‬‬ ‫زيادة على ما ذكر تعيش جبهة البوليساريو االنفصالية‬ ‫على وقع هزائم دبلوماسية وسياسية متوالية بعدما حقق‬ ‫المغرب مكاسب مهمة في ما يتعلق بملف الصحراء‪ ،‬تمثلت‬ ‫في افتتاح قنصليات أفريقية بوتيرة متزايدة‪ ،‬بكبرى مدن‬ ‫األقاليم الجنوبية إلى جانب مصادقة البرلمان المغربي‬ ‫على مشروع قانون ترسيم حدوده البحرية والتي تضم مياه‬ ‫الجنوب المغربي‪ ،‬عالوة على سحب مجموعة من الدول‬ ‫اعترافها بالجبهة االنفصالية آخرها بوليفيا‪ ،‬فجل المهتمين‬ ‫بقضية الصحراء المغربية‪ ،,‬يعلمون أن جبهة البوليساريو‬ ‫تتخبط في عدد من األزمات داخل مخيمات تندوف‪ ،‬وما‬ ‫يزيد من عزلتها ومحاصرتها التقدم الذي يحرزه المغرب‬ ‫في ملف الصحراء على مستوى تنمية األقاليم الجنوبية ما‬ ‫شجع عددا من الدول األفريقية على فتح قنصلياتها بهذا‬ ‫الجزء من المغرب‪ ،‬والطريقة التي يدير بها ملف حدوده‬ ‫البحرية مع إسبانيا‪.‬‬ ‫ما يمكن استخالصه من التطورات األخيرة لملف‬ ‫الصحراء المغربية مع إشادة دولية للتعاطي اإليجابي‬ ‫المغربي للقضية‪ ,‬أن الدبلوماسية المغربية التي تشتغل‬ ‫على قضية المملكة األولى‪ ،‬قضية الوحدة الترابية للصحراء‬ ‫المغربية‪ ,‬قد حققت نجاحًا باهرًا بتسجيلها تقدمًا أساسيًا‬ ‫في الملف المغربي الذي تدعمه األمم المتحدة ّ‬ ‫لحل قضية‬ ‫الصحراء المغربية‪ ،‬وذلك بفضل تحرك العديد من الفاعلين‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬عبر تعريف الدول التي تؤيد الجبهة‬ ‫االنفصالية الوهمية بالملف المغربي‪ ،‬التي وقفت بدورها‬ ‫على حقيقة الخروقات الكبرى التي تمارسها الجبهة في‬ ‫األراضي المغربية‪.‬‬ ‫ختاما و مما ال شك فيه‪ ,‬لقد كانت قضية الصحراء وما‬ ‫زالت محدد السياسية الخارجية المغربية‪ ،‬فهي على رأس‬ ‫أولويات السياسة الخارجية للمملكة باعتبارها القضية‬ ‫الوطنية األولى للمغاربة‪ ,‬هي مسألة وقت فقط حتى ترجع‬ ‫األطراف األخرى لصوابها‪ ,‬حيث الصواب هو أن الصحراء‬ ‫مغربية إلى أن يرث اهلل األرض و من عليها‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫ملف العدد‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫‪ m‬يواجه فقدان الثقة‪...‬‬ ‫لدى البرلمان األوروبي‬

‫�سيا�سيون �أمريكيون‬ ‫يك�شفون عن حقيقة‬ ‫النظام اجلزائري‬

‫محمد إمغران‬

‫تصعيد من طرف وكالة األنباء الجزائرية‬

‫بالعاصمة األمريكية «واشنطن»‪ ،‬ومن خالل برنامج «مع‬ ‫المغرب من واشنطن» الذي تقدمه قناة ميدي ‪ 1‬تيفي من‬ ‫األوستوديو الموجود لها بالمدينة ذاتها‪ ،‬تناول‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬معد‬ ‫ومخرج البرنامج «آدم إيرلي» السفير والناطق الرسمي االسبق‪،‬‬ ‫باسم الخارجية األمريكية‪ ،‬موضوع العالقات «الجزائرية المغربية»‬ ‫واصفا في بداية البرنامج أن هذه العالقة ليست على أحسن‬ ‫مايرام‪ ،‬منذ العديد من السنوات‪ ،‬بل عرفت خالل المدة األخيرة‬ ‫تصعيدا تمثل فيما قالته وكالة األنباء الجزائرية في مقال صادر‬ ‫لها بتاريخ ‪ 19‬ماي الماضي عن سبعة من أعضاء البرلمان األوروبي‬ ‫بأنهم مسيرون من طرف اللوبي المغربي الصهيوني‪ ،‬وهو اتهام‬ ‫خطير سيعود بالضرر على الجزائر‪ ،‬خاصة وأن ادعاءاتها التستند‬ ‫على أي أساس‪.‬وقد فطن معد ومخرج البرنامج «آدم إيرلي» إلى‬ ‫أن الهجوم اإلعالمي على المغرب وعلى البرلمان األوروبي نابع‬ ‫من كون الجزائر تشهد أزمة سياسية واقتصادية ودستورية في‬ ‫نفس الوقت‪ ،‬حيث أن الشعب الجزائري يعيش حراكا ضد فساد‬ ‫الحكومة‪ ،‬مطالبا إياها بتغييرات سياسية ودستورية‪ ،‬بينما هي‬ ‫تتجاهل مطالبه‪ ،‬بل وكان ردها هو اعتقال آالف المتظاهرين‪ ،‬مع‬ ‫حظرأي مشكل من أشكال التعبير‪.‬أما على المستوى االقتصادي‪،‬‬ ‫فإن انخفاض أسعارالنفط وانخفاض الطلب عليه جعل الحكومة‬ ‫الجزائرية تخفض الغنفاق العام‪ ،‬مع وضعها لتعريفة جديدة على‬ ‫الواردات‪ ،‬إذ نتج عن ذلك رفض صندوق النقد الدولي تقديم أي‬ ‫مساعدات‪.‬‬ ‫البرنامج تناول في حلقته العديد من المحاور حول تطورات‬ ‫هجوم الجزائر على المغرب وحول األسس التي تقوم عليها مزاعم‬ ‫الجزائر ضد البرلمانيين األوروبيين المتهمين من طرفها بأنهم‬ ‫صهاينة‪ ،‬وحول رد الفعل األوروبي الذي يمكن القيام به أمام هذه‬ ‫التطورات وحول أسباب هذا الهجوم المتهورالذي نفذته وكالة‬ ‫األنباء الجزائرية‪ ،‬إللهاء الشعب الجزائري عن مشاكله الحقيقية‬ ‫وكذلك حول ما الذي يجب أن يكون عليه رد الفعل المغربي في‬ ‫مواجهة هجوم الجارة الشرقية‪.‬‬ ‫هذه المحاورجميعها ناقشها‪ ،‬خالل الجزء األول من الحلقة‬ ‫الدكتور «ديفيد بولوك»‪ ،‬كبيرالباحثين في «معهد واشنطن» الذي‬ ‫يعتبرمن أهم المراكز البحثية في العاصمة األمريكية‪« ،‬بولوك»‬ ‫الذي عمل في السابق كبير المستشارين في وزارة الخارجية عن‬ ‫شؤون الشرق األوسط الكبير‪ ،‬حيث قدم استشارات سياسية عن‬ ‫الديموقراطية في المنطقة وهو أيضا محاضر في جامعة «هارفارد»‬ ‫وأستاذ مساعد في جامعة «جورج واشنطن» وهوعلى معرفة جيدة‬ ‫بقضايا المغرب وشمال إفريقيا مثله مثل الضيف اآلخرالذي أطر‬ ‫الجزء الثاني من الحلقة وهو «ويليام لورنس»‪ ،‬أستاذ العلوم‬ ‫السياسية والشؤون الدولية في الجامعة األمريكية وقدعمل‬ ‫في السابق مديرا لشؤون شمال أفريقيا في المجموعة الدولية‬ ‫لألزمات‪ ،‬وكان مديرشؤون شمال أفريقيا في مجموعة السيطرة‬ ‫على المخاطروهي شركة أمنية يوجد مقرها في»دبي» وكان‬ ‫كبيرمستشاري السياسة الدولية في وزارة الخارجية األمريكية‪.‬كما‬ ‫كان أيضا المساعد الخاص لنائب وزير الخارجية لشؤون أبحاث‬ ‫االستخبارات وهويحمل درجة الدكتوراه من مدرسة « فيلتشر‬ ‫للقانون والديبلوماسية»‪ ،‬علما أنه حاضرفي جامعة محمد الخامس‬ ‫بالرباط‪.‬‬

‫تاريخ الجزائرمليء بالمواجهات‬

‫هذان الضيفان الوازنان وقبل أن يشرعا في بسط آرائهما‬ ‫العلمية في موضوع الحلقة‪ ،‬أعطى مقدم البرنامج الكلمة للمعلق‬ ‫الخاص للبرنامج «جيفيري دي غوردون» المتحدث السابق باسم‬ ‫«البانتاغون األمريكي»‪ ،‬صاحب خبرات كثيرة مع البرلمان األوروبي‬ ‫من خالل زياراته المتكررة إليه‪ ،‬حيث قام خالل مداخلته في بداية‬ ‫الحلقة بتوضيح ما يمكن أن يقوم به البرلمان األوروبي ضد ما‬ ‫نشرته وكالة األنباء الجزائرية من مغالطات‪.‬وفي هذا الصدد‪،‬‬

‫أوضح «جيفيري غوردون» أنه كان يحضر ولعدة سنوات في الندوات‬ ‫الصيفية التي يعقدها البرلمان األوروبي ولديه أصدقاء برلمانيون‬ ‫حاليون وسابقون في هذه المؤسسة ويمكنه التأكيد أن هناك‬ ‫انعدام ثقة بالجزائر‪ ،‬داخل البرلمان األوروبي‪ ،‬وأن انعدام الثقة‬ ‫هاته مردها إلى تصرفات الجزائر في تعاطيها مع اإلرهاب ولتاريخ‬ ‫عالقاتها المتشنجة والمليئة بالمواجهات مع أوروبا‪ ،‬خصوصا مع‬ ‫فرنسا التي لها هي وألمانيا أكبرتأثير في أوروبا‪ ،‬مضيفا أن هناك‬ ‫اليوم صورة سلبية عن الجزائر في أوروبا‪ ،‬حيث يحاول البرلمان‬ ‫األوروبي أن يعاقب الجزائر‪ ،‬بسبب تهجماتها األخيرة عليه‪ ،‬وإن‬ ‫كان الهجوم األخيرللجزائر ليس ماديا‪ ،‬فهومعنوي ومؤثر وربما «‬ ‫سنرى عقوبات ضد الجزائر أو سنشهد على األقل مناقشات لعقوبات‬ ‫ستكون سابقة وهي األولى من نوعها فوق طاولة البرلمان‬ ‫األوروبي»‪.‬كما أشار «جيفيري غوردون» في معرض حديثه ضمن‬ ‫البرنامج المذكور إلى أن الجزائرلها عالقات مضطربة مع جيرانها‬ ‫وعادة هي التي تبادر بالهجوم والتعدي‪ ،‬دون أن يهاجمها أحد‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس ـ يوضح جيفيري ـ « أنها ستدفع الثمن»‪.‬‬

‫خلق التشويش بدال من خدمة قضايا الشعب‬

‫وتعقيبا من مقدم البرنامج «آدم إيرلي» على مداخلة «جيفيري‬ ‫غوردون» ذكر بما أوردته وكالة األنباء الجزائرية بتاريخ ‪ 19‬ماي‬ ‫الماضي‪ ،‬عندما زعمت بأن وكالة المغرب العربي لألنباء المغربية‬ ‫تساند مواقف معادية للجزائريتخذها سبعة برلمانيين أوروبيين‬ ‫من اللوبي المغربي الصهيوني‪ ،‬بينما واقع الحال أن غضب‬ ‫الجزائريتمثل في كون هؤالء البرلمانيين األوروبيين طالبوا وزراء‬ ‫الخارجية األوروبيين أن يكتبوا تقريرا عن وضع حقوق اإلنسان‬ ‫في الجزائر‪.‬وقد أكد «آدم إيرلي» أن هذا الطلب ليس وليد اليوم‬ ‫وأن البرلمان األوروبي يفعل ذلك‪ ،‬منذ فترات طويلة‪.‬وفي إطار‬ ‫تفسير هذا السلوك العدواني الجزائري‪ ،‬أوضح «ديفيد بولوك»‪،‬‬ ‫كبيرالباحثين في «معهد واشنطن»‪ ،‬بلغة عربية سليمة‪ ،‬رغب في‬ ‫التواصل بها مع مشاهدي القناة أن ما تقوم به الجزائر حاليا في‬ ‫األساس وبشكل رئيسي يدخل ضمن محاوالت النظام الجزائري‬ ‫خلق نوع من التشويش وإبعاد التركيزعن المشاكل الداخلية‬ ‫الصعبة التي تعاني منها الجزائر‪ ،‬االقتصادية منها واالجتماعية‬ ‫والسياسية واألمنية وغيرها‪...‬وهذا التفسير بالنسبة إلى «ديفيد‬ ‫بولوك» يؤدي إلى تفسير ثان وهو أن الجزائرغير مستعدة‪ ،‬بل‬ ‫وليست جاهزة لمواجهة المغرب وال أي بلد آخر في هذا التوقيت‪،‬‬ ‫وأن ما تقوم به الدولة من مناورات عسكرية في الحدود مع‬ ‫المغرب هو مجرد محاوالت رمزية‪ ،‬فكل ما تزعمه الجزائر من وجود‬ ‫محور مغربي صهيوني في البرلمان األوروبي هو مجرد دعاية‬ ‫سياسية وليس الغرض منها إثبات الجدية‪.‬إال أن وصف برلمانيين‬ ‫أوروبيين بأنهم صهاينة يعد أمرا شديد الحساسية بالنسبة إلى‬ ‫هذه المؤسسة بالنسبة إلى مقدم البرنامج «آدم إيرلي» نظرا‬ ‫لما تحمله عبارة «صهيونية» من دالالت «مشتعلة» وغير مقبولة‬ ‫وزهو وصف عنصري ودعاية خاطئة وقع فيها النظام الجزائري في‬ ‫عالقته مع أوروبا وبالنسبة إلى سمعة الجزائر في المجتمع الدولي‪،‬‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫وعن وصف وكالة األنباء الجزائرية لبرلمانيين أوروبيين بانهم‬ ‫«لوبي صهيوني مغربي» اعتبر «ويليام لورنس» أن األمريتعلق‬ ‫بوصف خطيروغيرمقبول‪ ،‬موضحا أنه عاش في المغرب وفي‬ ‫الجزائرولديه أصدقاء في البلدين معا‪ ،‬وال جدل بالنسبة إليه بأن‬ ‫هذا التصريح الجزائري ينطوي على معاداة للسامية من خالل‬ ‫التعرض للمعتقد اليهودي والخلط بينه وبين الصهيونية‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن المغرب ليس في حاجة إلى الذهاب إلى «تل أبيب» عاصمة‬ ‫إسرائيل لطلب المساعدة حيال كيفية التعامل مع الجزائر في‬ ‫خالفه معها وال حتى إلى المجتمع اليهودي أو االتحاد األوروبي‪.‬كما‬ ‫أكد «ويليام لورنس» في مداخلته خالل الجزء الثاني من الحلقة أن‬ ‫اعتماد المقال الجزائري على مصطلح «الصهيونية» والخلط بينه‬ ‫وبين مصطلح «اليهودية» كوسيلة أو خطة للهجوم على المغرب‬

‫هو أمر فادح المحالة ومعاد للسامية‪ ،‬مضيفا ‪»:‬أعتقد أن من كتب‬ ‫هذه المقالة كان في الحقيقة يجهز لحرب تصريحات وهذا اليفيد‬ ‫الجزائر واليخدم سمعتها وال مصالحها على المدى البعيد»‪.‬‬

‫محطات تاريخية بين البلدين‬

‫وجدير بالذكر أن التوتر والخالف والمواجهة العسكرية وفي‬ ‫أفضل األحوال الفتور أهم ما ميز عالقات الجارين‪ ،‬منذ فجر استقالل‬ ‫الجزائر سنة‪ 1961‬بينما كان الرئيس المصري الراحل جمال عبد‬ ‫الناصر واإلتحاد السوفياتي السابق وكوبا يقفون إلى جانب الجزائر‬ ‫وجبهة التحريرالجزائرية أ‪.‬ثناء حرب االستقالل كان المغرب يصنف‬ ‫في محور الدول المؤيدة‪ .‬ورغم التأييد الذي قدمه المغرب لجبهة‬ ‫التحرير الجزائرية‪ ،‬خالل حرب التحرير ضد االستعمار الفرنسي‪،‬‬ ‫فقد ظلت القيادة الجزائرية الشابة بعد االستقالل تتوجس من‬ ‫نوايا المغرب بسبب مطالبة األخير بمنطقتي بشار وتندوف اللتين‬ ‫كانتا تحت السيطرة الفرنسية منذ ‪ 1950‬واتهم المغرب فرنسا‬ ‫بمحاباة الجزائر لدى ترسيم الحدود بين البلدين‪ .‬ونشر المغرب‬ ‫أواسط سنة‪ 1962‬قواته في منطقة تقع خارج خط الحدود التي‬ ‫رسمتها فرنسا للبلدين‪ ،‬إذ هيأت هذه الخطوة المغربية التربة‬ ‫الندالع حرب بين البلدين خالل سنتي‪ 1963‬و ‪ 1964‬وبدأت‬ ‫بمناوشات متفرقة لكنها تصاعدت وتيرة القتال بشدة في أكتوبر‬ ‫‪ 1963‬واستمرت االشتباكات والمناوشات حتى السنة الموالية‪.‬‬ ‫وتتحدث المصادر أن الحرب توقفت بعد تدخل الجامعة العربية‬ ‫واالتحاد األفريقي‪ ،‬فتم التوصل إلى وقف إلطالق النار بين بينهما‪،‬‬ ‫لكن الحرب تركت أثرا اليمحى في جسد عالقات البلدين‪ .‬كما‬ ‫أضافت تحالفات واستقطابات الحرب الباردة بين الشرق والغرب‬ ‫عنصرا خالفيا في عالقات البلدين‪ ،‬فبعد اإلطاحة بحكم أحمد بن‬ ‫بلة في الجزائر ووصول هواري بومدين إلى الحكم‪ ،‬تراجع التوتر‬ ‫بين البلدين لفترة مؤقتة وتوصال إلى اتفاق لرسم الحدود بينهما‪.‬‬ ‫لكن ما لبث أن عاد التوتر وتأزمت عالقات البلدين وازدادت تعقيدا‬ ‫بعد تنظيم المغرب ما يعرف بـ «المسيرة الخضراء» سنة‪،1975‬‬ ‫حيث زحف نحو ‪ 350‬ألف شخص إلى مناطق بالصحراء المغربية‪،‬‬ ‫منهياً بذلك وجود االستعمار االسباني في المنطقة‪ .‬وأدى الدعم‬ ‫العلني الذي قدمته الجزائر لجبهة البوليساريو التي ناهضت ما‬ ‫تسميه االحتالل المغربي للصحراء إلى اندالع مناوشات عسكرية‬ ‫بين البلدين سنة‪ 1976‬وقدمت الجزائر الحقا الملجأ لعدد من أبناء‬ ‫الصحراء وآوتهم في مخيمات بواحة تندوف وفي مخيمات تندوف‪،‬‬ ‫حيث أعلن عن إقامة الجمهورية الصحراوية وكانت الجزائر أول‬ ‫دولة تعترف بالجمهورية الوهمية‪ .‬وفي سنة ‪ 1979‬توفي هواري‬ ‫بومدين وحل مكانه في الرئاسة الشاذلي بن جديد الذي بدا أنه‬ ‫ينتهج سياسية خارجية أكثر حذراً وأقل «ثورية» من السابق‪ .‬ورغم‬ ‫تكرار االتهامات المغربية للجزائر أوائل ثمانينيات القرن الماضي‬ ‫بمشاركة قواتها في معارك الصحراء‪ ،‬إال أن الجزائر كانت تنفي‬ ‫ذلك تماما‪ .‬ورغم تأسيس اتحاد المغرب العربي في ‪ ،1989‬إال أنه‬ ‫عجز عن االجتماع في قمم اقتصادية‪ ،‬بسبب الخالف السياسي بين‬ ‫الجارين‪ ،‬وعقدت آخر قمة اقتصادية له في سنة ‪ 1994‬وتعمل‬ ‫الدولتان على تشديد الحماية العسكرية على الحدود البرية‪،‬‬ ‫إضافة إلى إنشاء أسوار عالية لمنع عمليات التسلل والتهريب‪ ،‬عبر‬ ‫الحدود‪ ،‬خاصة من طرف الجزائر‪ .‬توقفت جبهة البوليساريو عن‬ ‫شن عمليات عسكرية ضد القوات المغربية‪ ،‬خالل السنوات القليلة‬ ‫الماضية‪ .‬وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي قام المغرب بنقل‬ ‫بعض قواته من الصحراء ونشرها على الحدود بين البلدين‪ .‬كما‬ ‫أغلقت الحدود البالغ طولها ‪ 1559‬كم بين البلدين‪ ،‬بعد وقوع‬ ‫تفجيرات في مدينة مراكش المغربية سنة ‪ ،1994‬إذ فرض الملك‬ ‫الراحل الحسن الثاني على الجزائريين التأشيرة لدخول المغرب‬ ‫وردت عليه الجزائر بغلق الحدود البرية‪ ،‬بحجة أن قرار فرض‬ ‫التأشيرة «أحادي الجانب»‪ .‬ورغم تبادل الزيارات والرسائل بين‬ ‫مسؤولي البلدين وقادتهما‪ ،‬ال يزال الجمود يسيطر على عالقات‬ ‫البلدين على جميع المستويات‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫النيابة اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫بالعرائش تستعد إلجراء امتحانات الباكالوريا‬ ‫«دورة يوليوز ‪»2020‬‬ ‫في إطار تنظيم االمتحان الوطني‬ ‫الموحد لنيل شهادة البكالوريا‬ ‫«دورة يوليوز ‪ »2020‬المقرر إجراؤه‬ ‫خالل شهر يوليوز القادم تحت طائلة‬ ‫الوضع االستثنائي المرتبط بجائحة‬ ‫كوفيد ‪ ،19‬بما يحتمه ذل��ك من‬ ‫اعتماد إجراءات وقائية ناجعة تضمن‬ ‫ال��س�لام��ة الصحية للمترشحين‬ ‫والمتدخلين خالل مختلف المحطات‬ ‫المرتبطة بتنظيم هذا االستحقاق‬ ‫الوطني الهام‪.‬‬ ‫المديرية اإلقليمية برئاسة‬ ‫السيد المدير اإلقليمي محمد كليل‬ ‫ورئيس مركز االمتحان اإلقليمي‬ ‫السيد مصطفى بنجيمة والسيد‬ ‫رئيس مركز االمتحان مصطفى‬ ‫التمسماني و األط���ر اإلداري����ة‬ ‫والتربوية إلعدادية اإلم��ام مسلم‬ ‫تسهر على اإلع��داد الجيد لمركز‬ ‫االمتحان «القاعة المغطاة محمد‬ ‫الصادق الشاوي بالقصر الكبير»‬ ‫انطالقا من التقيد بمسافة التباعد‬ ‫المكاني بين األفراد والمحددة في‬ ‫متر ونصف خالل تنفيذ العمليات‬ ‫االمتحانية‪ ،‬مع ضمان تنفيذ و أجراة‬

‫جميع التدابير واإلج��راءات الوقائية‬ ‫إلنجاح هذا االستحقاق الوطني وفي‬

‫األخير نتمنى النجاح والتوفيق لجميع‬ ‫المترشحين ‪.‬‬

‫لجان مختلطة تراقب استئناف المقاهي‬ ‫والمطاعم عملها بمدينة القصر الكبير‬

‫استأنفت مجموعة من المقاهي‬ ‫والمطاعم بمدينة القصر الكبير‬ ‫أنشطتها بشكل جزئي‪ ،‬عبر العمل‬ ‫بالطلبات المحمولة وخدمات التوصيل‬ ‫‪ ،‬وذلك في احترام تام لتدابير‬ ‫الوقاية من فيروس كورونا المستجد‬ ‫(كوفيد‪ ،)19-‬حفاظا على سالمة‬ ‫المستخدمين والزبناء‪ .‬وفتحت مجموعة‬ ‫من المقاهي ومطاعم المدينة أبوابها‬ ‫أمام الزبناء‪ ،‬بعد إغالق دام ألزيد من‬ ‫‪ 60‬يوما‪ ،‬باعتمادها لسلسلة من‬ ‫التدابير الصحية االستثنائية‪.‬‬ ‫وعلى إثر افتتاح المقاهي‬ ‫والمطاعم في وجه المستهلك وتبعا‬ ‫للبرنامج المسطر من طرف الدائرة‬ ‫الحضرية المرينة بمدينة القصر الكبير‬ ‫الخاص بتتبع ومراقبة مدى التزام‬ ‫أصحاب المقاهي والمطاعم باإلجراءات‬ ‫والتدابير الوقائية الالزمة لمنع تفشي‬ ‫وباء كورونا المستجد ومراقبة الجودة‬ ‫واألسعار ‪,‬قامت صباح يوم الثالثاء‬ ‫‪ 02‬وصباح يوم الخميس ‪ 04‬يونيو‬ ‫الجاري لجن محلية مشتركة متكونة‬ ‫من القسم االقتصادي واالجتماعي‬ ‫بالدائرة الحضرية المرينة‪ ،‬و المكتب‬ ‫الصحي البلدي وقسم الشؤون‬ ‫االقتصادية والشرطة اإلدارية وحفظ‬

‫الصحة الجماعي وممثل الجمعية‬ ‫المغربية لحماية المستهلك والدفاع‬ ‫عن حقوقه‪ ،‬حيت قامت هده اللجنة‬ ‫بجولة مشتركة شملت بعض المقاهي‬ ‫التي قام أصحابها باستئناف أنشطتهم‬ ‫الخدماتية والمقتصرة على تسليك‬ ‫الطلبات المحمولة وخدمات التوصيل‬ ‫إلى الزبناء الزبناء باإلضافة إلى مراقبة‬ ‫جودة المواد المعروضة للبيع بها ‪.‬‬ ‫وتبين من خالل هده الزيارة‬ ‫أن أرباب هذه المقاهي استأنفوا‬ ‫أنشطتهم الخدماتية والتي اقتصرت‬ ‫على الطلبيات المحمولة من مشروب‬

‫القهوة واألكالت الخفيفة ‪ ,‬كما أنهم‬ ‫قاموا بتوفير بعض الشروط الصحية‬ ‫والمتمثلة في أدوات التعقيم والحرص‬ ‫على نظافة المقهى خاصة مكان‬ ‫تسليم الطلبات ‪.‬‬ ‫ولضمـــان سالمـــة الزبائـــن‬ ‫والمستخدمين ومنع تفشي وباء‬ ‫كورونا المستجد أوصى أعضاء اللجنة‬ ‫أرباب المقاهي بضرورية التقيد التام‬ ‫بالقواعد الوقائية والصحية المنصوص‬ ‫عليها من طرف السلطات الصحية‬ ‫باإلضافة إلى تجديد البطائق الصحية‬ ‫لكافة المستخدمين ‪.‬‬

‫جمعية األنوار النسوية بالقصر الكبير تقدم‬ ‫المساعدة للنساء في وضعية هشاشة‬

‫مواكبة للظروف العصيبة التي يرزح‬ ‫تحتها العالم بأسره‪،‬وبلدنا ومدينتنا على‬ ‫وجه التحديد‪،‬وتأثيرها على النساء بشكل‬ ‫خاص‪،‬عقد مكتب جمعية األنوار النسوية‬ ‫بالقصر الكبير سلسلة اجتماعات عن بعد‬ ‫تمت خاللها مناقشة سبل تقديم المساعدة‬ ‫للنساء في وضعية هشاشة‪ ،‬انبثقت عنها‬ ‫قرارات هامة ‪:‬‬ ‫‪ -‬انخراط عضوات الجمعية في توعية‬

‫الساكنة لاللتزام بالحجر الصحي من خالل‬ ‫نداء تم نشره على أوسع نطاق عبر مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫ تشكيل لجنة موسعة لتقديم خدمات‬‫االستماع والتوجيه والدعم النفسي عن بعد‬ ‫للنساء المعنفات طيلة فترة الحجر الصحي‪.‬‬ ‫ المساهمة في توفير القفة لبعض‬‫األسر‪.‬‬ ‫‪ -‬إطالق حملة دعم النساء المتضررات‬

‫من الحجر الصحي وأطفالهن عبر اقتناء‬ ‫األدوية والكمامات للواتي تعانين من‬ ‫أمراض مزمنة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة رئيسة الجمعية تتقدم‬ ‫بالشكر لكل من ساهم و شارك في هذا‬ ‫العمل وكل عضوات الجمعية وخاصة عضوات‬ ‫المكتب اإلداري الالئي لم يدخرن جهدا‬ ‫لتقديم يد العون والمساعدة‪.‬‬

‫‪benrebouha01@gmail.com‬‬ ‫‪Tél : 0641794991‬‬

‫اتفاق بين سلطات العرائش‬ ‫وممثلي قطاع سيارات األجرة‬ ‫بالمدينة‬

‫انعقد يوم األحد ‪ 7‬يونيو اجتماع بين سلطات العرائش وممثلي قطاع سيارات األجرة‬ ‫الصنف الثاني المكتب النقابي التابع لنقابة االتحاد المغربي للشغل و ممثل نقابة الكونفدرالية‬ ‫الديمقراطية للشغل ‪.‬‬ ‫االجتماع جاء من أجل تدارس سبل اتخاذ الوقاية الضرورية للحد من انتشار وباء كورونا‬ ‫بقطاع سيارات األجرة‪ ،‬حيث طالبت السلطات ممثلي القطاع بخفض عدد ركاب سيارات األجرة‬ ‫إلى شخصين كحد أقصى عوض ثالثة ركاب‪.‬‬ ‫في المقابل طالب ممثلو القطاع السلطات الرفع من عدد سيارات األجرة المشتغلة إلى‬ ‫نصف السيارات المتواجدة بالمدينة‪ ،‬كما طالب ممثلو القطاع برفع المناوبة الليلية المقتصرة‬ ‫على بعض السيارات و فتحها أمام جميع من أراد االشتغال ليال كما كان األمر سابقا ‪.‬‬ ‫هذا الطلب تجاوبت معه السلطات على أن يصبح ساري المفعول انطالقا من يوم األربعاء‬ ‫‪ 10‬يونيو الجاري ‪.‬‬

‫كوفيد‪..)-19‬الوكالة‬ ‫المستقلة لتوزيع الماء‬ ‫والكهرباء بالعرائش تتخذ‬ ‫إجراءات احترازية من أجل‬ ‫حماية الزبناء والمستخدمين‬

‫أعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء وتدبير التطهير السائل بالعرائش‬ ‫والقصر الكبير عن اتخاذه سلسلة من اإلجراءات والتدابير االحترازية من أجل حماية وسالمة‬ ‫زبنائها ومستخدميها وذلك نظرا لإلكراهات التي فرضها وباء كورونا المستجد (كوفيد‪.)-19‬‬ ‫وذلك نظرا لإلكراهات التي فرضها وباء كورونا المستجد (كوفيد‪.)-19‬‬ ‫ومن بين اإلجراءات المتخذة ‪:‬‬ ‫• تعقيم جميع بنايات ومقرات ومكاتب وسيارات التابعة للوكالة وفروعها وتنظيف‬ ‫المكاتب والحرص على تهويتها بشكل جيد‬ ‫• اتخاذ احتياطات التباعد بين العاملين بالوكالة فيما بينهم وتخصيص كراسي خاصة‬ ‫لزبناء الوكالة تحترم التباعد مع إلزامية ارتداء الكمامات لجميع المتواجدين بالوكالة‬ ‫• توفير آلة لتعقيم اليدين قصد المحافظة على نظافة اليدين بشكل منتظم وتوفير سلة‬ ‫لرمي المناديل المستعملة‬ ‫• اتخاذ جميع التدابير الالزمة من أجل تامين ديمومة جميع الوحدات لضمان سيرورة‬ ‫المصالح مع أخد بعين االعتبار الحالة الصحية للذين يشتكون من أمراض مزمنة أو ضعف في‬ ‫جهاز المناعة ‪ ،‬وكذا النساء الحوامل وتسريح بعض العمال والمستخدمين الذين يقيمون في‬ ‫البؤر الجديدة التي أصيبت بالوباء ‪,‬‬ ‫• تعزيز تدابير مراقبة ولوج الزبناء والمستخدمين إلى مقرات الوكالة وفروعها وذلك‬ ‫بإحداث منشفة للتعقيم االحدية وكذا تعقيم البطائق والنقود مع تنظيم فضاء االستقبال‬ ‫• تحديد وضبط العدد األقصى المسموح به للزبناء داخل فضاء االستقبال مع مسك‬ ‫سجالت لتسجيل جميع الوافدين على المرافق العمومية تتضمن عناوينهم وأرقام هواتفهم‬ ‫وذلك من اجل تحديد المخالطين إن اقتضى األمر لذلك‬ ‫وعبرت الوكالة‪ ،‬من خالل هذه التدابير‪ ،‬عن التزامها باالنخراط الفعلي في المخطط‬ ‫االستعجالي للصحة العمومية‪ ،‬مطمئنة “المواطنين بالتزامها اليومي لضمان استمرارية‬ ‫الخدمات مع تسيير أفضل للشبكات وجودة أحسن في خدمة المواطنين”‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مجتمع ـ سياسة ـ حقوق ـ اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫‪Fikri.press@gmail.com‬‬ ‫‪Tél 0661986707‬‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫استصدار بطائق التعريف الوطنية لتالميذ البكالوريا‬ ‫على مستوى إقليم الحسيمة‬

‫تتواصل على مستوى إقليم الحسيمة العملية‬ ‫االستثنائية إلص���دار بطائق التعريف الوطنية‬ ‫اإللكترونية لفائدة كافة التلميذات والتالميذ‬ ‫المترشحين الجتياز اختبارات البكالوريا برسم الموسم‬ ‫الدراسي الجاري‪.‬‬ ‫وان��خ��رط األم��ن الجهوي للحسيمة في هذه‬ ‫العملية من خ�لال تعبئة وتجنيد مركز تسجيل‬ ‫المعطيات التعريفية بالحسيمة والفروع التابعة له‬ ‫بكل من منطقة إمزورن – بني بوعياش‪ ،‬ومفوضيتي‬ ‫الشرطة بكل من تارجسيت وبني بوعياش‪ ،‬الستقبال‬ ‫تلميذات وتالميذ السنتين األولى والثانية بكالوريا‬ ‫وإنجاز البطائق التعريفية الخاصة بهم‪.‬‬ ‫وأوضح جمال جياح‪ ،‬رئيس المصلحة الجهوية‬ ‫للتوثيق وال��وث��ائ��ق التعريفية ب��األم��ن الجهوي‬ ‫للحسيمة‪ ،‬في تصريح لوكالة المغرب العربي لألنباء‪،‬‬ ‫أن هذه العملية التي انطلقت في ‪ 18‬ماي الماضي‬ ‫تتم في ظروف حسنة وفي إطار االحترام التام لتدابير‬

‫الحجر الصحي التي أقرتها السلطات المختصة السيما‬ ‫احترام مسافة األمان وارتداء الكمامات الوقائية‪.‬‬ ‫وأضاف أنه‪ ،‬بالموازاة مع ذلك‪ ،‬تنظم حملة تشرف‬

‫عليها فرق متخصصة مجهزة ب��األدوات والوسائل‬ ‫اللوجستية الضرورية وتضم عناصر مشهود لها‬ ‫بالخبرة والكفاءة مهمتها االنتقال إلى العالم القروي‬

‫بإقليم الحسيمة بتنسيق مع السلطات المحلية‪،‬‬ ‫الستقبال التلميذات والتالميذ وإنجاز البطائق‬ ‫التعريفية الخاصة بهم في ح��دود مجال دائرتها‬ ‫الترابية‪.‬‬ ‫وسجل السيد جياح أنه تم إلى غاية يوم اإلثنين‬ ‫إنجاز ما مجموعه ‪ 180‬بطاقة تعريف وطنية موزعة‬ ‫على ‪ 68‬بطاقة تعريف وطنية بمدينة الحسيمة‪ ،‬و‪41‬‬ ‫بطاقة تعريف بمفوضية الشرطة بتارجيست و‪34‬‬ ‫بطاقة تعريف بمفوضية الشرطة بإمزورن‪ ،‬و‪ 37‬بطاقة‬ ‫تعريف وطنية بمفوضية الشرطة بني بوعياش‪.‬‬ ‫وتابع أن عملية استصدار بطائف التعريف‬ ‫الوطنية مازالت مستمرة على مستوى مركز تسجيل‬ ‫المعطيات التعريفية بالحسيمة والفروع التابعة له‬ ‫بكل من منطقة إمزورن – بني بوعياش ومفوضيتي‬ ‫الشرطة بكل من تارجسيت وبني بوعياش وكذا‬ ‫بالعالم القروي‪ ،‬وذلك في احترام تام للتدابير الصحية‬ ‫والوقائية المعمول بها في إطار حالة الطوارئ الصحية‬

‫عامل الحسيمة يلح على تحسين الدخل االقتصادي‬ ‫السياحة التضامنية في‬ ‫للشباب و األشخاص في وضعية هشة‬ ‫المغرب‪..‬المحمية من الفيروس‬

‫صادقت اللجنة اإلقليمية للتنمية‬ ‫البشرية بالحسيمة‪ ،‬خالل اجتماع عقدته‬ ‫مؤخرا‪ ،‬على المشاريع المقترحة في إطار‬ ‫المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية برسم سنة ‪.2020‬‬ ‫وخصصت لهذه المشاريع‪ ،‬التي تمت‬ ‫المصادقة عليها خ�لال اجتماع ترأسه‬ ‫الكاتب العام لعمالة الحسيمة محمد‬ ‫بدراوي‪ ،‬اعتمادات مالية إجمالية تناهز ‪46‬‬ ‫مليون و ‪ 575‬ألف دره��م‪ ،‬ساهمت فيها‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة‬ ‫‪ 100‬بالمائة‪.‬‬ ‫وهمت هذه المشاريع برنامج تدارك‬ ‫الخصاص في البنيات التحتية األساسية‬ ‫(‪ 11‬مليون و‪ 500‬ألف دره��م)‪ ،‬وبرنامج‬ ‫مواكبة األشخاص في وضعية هشاشة (‪4‬‬ ‫ماليين و‪ 500‬ألف درهم)‪ ،‬وبرنامج تحسين‬ ‫الدخل واإلدم��اج االقتصادي للشباب (‪4‬‬ ‫ماليين و ‪ 810‬آالف درهم) باإلضافة إلى‬ ‫برنامج الدفع بالتنمية البشرية لألجيال‬ ‫الصاعدة (‪ 25‬مليون و ‪ 765‬ألف درهم)‪.‬‬ ‫وبلغ ع��دد المستفيدين م��ن هذه‬ ‫المشاريع ‪ 2600‬مستفيد من مشاريع‬ ‫برنامج ت���دارك الخصاص ف��ي البنيات‬ ‫التحتية األساسية‪ ،‬ونحو ‪ 1800‬مستفيد‬ ‫من مشاريع برنامج مواكبة األشخاص في‬ ‫وضعية هشاشة التي تهم دعم قطاعي‬ ‫التربية والتكوين والقطاع االجتماعي‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬عبد المالك بوغابة‬ ‫رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة‬

‫وخصصت اعتمادات والتي ألح عليها‬ ‫فريد شوراق عامل الحسيمة من خالل عدة‬ ‫لقاءات مع شباب اإلقليم‪ ،‬لبرنامج تحسين‬ ‫الدخل واإلدم��اج االقتصادي للشباب على‬ ‫الخصوص لتسيير منصة الشباب وتنظيم‬ ‫دورات تكوينية لفائدتهم‪ ،‬واستقبال‬ ‫وتوجيه الشباب الباحث ع��ن الشغل‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مواكبة المقاولين الشباب‬ ‫ومساعدتهم على تمويل مشاريعهم‪.‬‬ ‫في سياق متصل‪ ،‬تمت برمجة تسعة‬ ‫مشاريع في إطار برنامج الدفع بالتنمية‬

‫الصورة من األرشيف‬ ‫البشرية لألجيال الصاعدة والتي ألح عليها‬ ‫فريد شوراق عامل الحسيمة‪ ،‬والتي همت‬ ‫محوري التعليم األول��ي ودع��م التمدرس‬ ‫ومحاربة الهدر المدرسي‪ .‬وهمت هذه‬ ‫المشاريع التي استفادت منها ‪ 21‬جماعة‬ ‫ترابية تابعة لإلقليم‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬بناء ‪61‬‬ ‫وحدة للتعليم األولي وتجهيزها وتسييرها‬ ‫بتكلفة إجمالية قدرها ‪ 22‬مليون و‪ 665‬ألف‬ ‫درهم‪ ،‬ودعم تجهيز عدد من دور الطالب‬ ‫والطالبة بعدد من الجماعات بكلفة تصل‬ ‫إلى ‪ 3‬ماليين و‪ 100‬ألف درهم‪.‬‬

‫االنتهاء بنجاح من أشغال إصالح الخط البحري‬ ‫للربط الكهربائي الثاني بين المغرب وإسبانيا‬

‫أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء‬ ‫الصالح للشرب‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 10‬يونيو‪،‬‬ ‫عن االنتهاء بنجاح من أشغال إصالح الخط‬ ‫البحري للربط الكهربائي الثاني بين‬ ‫المغرب وإسبانيا‪.‬‬ ‫وأوض���ح المكتب ف��ي ب�لاغ‪ ،‬أن أحد‬ ‫خطوط الربط الكهربائي الثاني بين‬ ‫المغرب وإسبانيا ذا الملكية المشتركة بين‬ ‫المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح‬ ‫للشرب والشركة اإلسبانية (ريد إيليكتريكا‬ ‫دي إسبانيا) (‪ ،)REE‬تعرض أواخر السنة‬ ‫المنصرمة لإلتالف من طرف باخرة على بعد‬ ‫‪ 13‬كلم من السواحل المغربية‪ ،‬مضيفا أنه‬ ‫إبان اكتشاف العطب‪ ،‬أمرت أنظمة التحكم‬ ‫والحماية بعزل الربط الكهربائي الثاني بين‬ ‫المغرب وإسبانيا‪ ،‬وأطلقت لجنة الصيانة‬ ‫المكونة من خبراء مغاربة وإسبان خطة‬ ‫عمل إلصالحه‪.‬‬ ‫وأش��ار البالغ إلى أن إص�لاح العطب‬ ‫ال��واق��ع على عمق كبير (‪ 490‬م) تطلب‬ ‫خبرة و مؤهالت عليا ووسائل لوجيستيكية‬ ‫وتقنية مهمة‪ ،‬مضيفا أنه تم االستنادإلى‬

‫سفن مخصصة لهذا النوع من العمليات‪.‬‬ ‫وأض��اف المصدر ذات��ه أن��ه بعد عدة‬ ‫أسابيع من األشغال‪ ،‬وبفضل الخبرة الكبيرة‬ ‫لفرق المكتب وشركة (‪ ،)REE‬تمت استعادة‬ ‫العمل بالربط الثاني في ظروف جيدة‪.‬‬ ‫وبحسب ال��ب�لاغ‪ ،‬ق��ام المدير العام‬ ‫للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬عبد الرحيم الحافظي‪ ،‬بزيارة تقنية‬ ‫إل��ى موقع الربط الكهربائي المغربي‪-‬‬ ‫اإلس��ب��ان��ي‪ ،‬ي��وم ال��ث�لاث��اء‪ ،‬ل�لاط�لاع على‬ ‫المنشآت بعد األشغال الهامة التي تم‬ ‫إنجازها‪.‬‬ ‫كما اطلع السيد الحافظي‪ ،‬رفقة‬ ‫مسؤولين من المكتب‪ ،‬على نتائج األعمال‬ ‫وسيرورة تشغيل جميع منشآت المحطة‬ ‫النهائية للخطوط البحرية بمحطة فرديوة‬ ‫(بالقرب من القصر الصغير)‪ ،‬المكونة من‬ ‫معدات عالية التوتر ‪ 400‬كيلو فولت ومن‬ ‫النظام الهيدروليكي لضغط الزيت العازل‬ ‫لألسالك‪.‬‬ ‫وشملت زي��ارة المدير العام للمكتب‬ ‫محطة ملوسة التي تضم الربط مع شبكة‬

‫النقل الوطنية ‪ 400‬كيلو فولت‪ ،‬وذلك من‬ ‫أجل معاينة أداء هذه المحطة االستراتيجية‬ ‫في النظام الكهربائي الوطني‪.‬‬ ‫وسجل البالغ أن هذه المحطة‪ ،‬التي‬ ‫تشكل نقطة منشأة مهمة في شبكة النقل‬ ‫الكهربائي الوطني‪ ،‬تضم خطوط الجهد‬ ‫العالي جدا للربط الكهربائي بين المغرب‬ ‫وإسبانيا والخطوط القادمة من المحطة‬ ‫الكهربائية تاهدارت‪ ،‬باإلضافة إلى خطوط‬ ‫‪ 400‬كيلو فولت التي تزود محطة وليلي‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة‪ ،‬يضيف المصدر ذاته‪،‬‬ ‫هنأ المدير العام للمكتب فرقه التي تعبأت‬ ‫لتنفيذ وإنجاح هذه العملية الدقيقة في‬ ‫سياق الظروف الصعبة المتسمة باألزمة‬ ‫الصحية المرتبطة بكوفيد‪.-19‬‬ ‫وخلص البالغ إلى أن الربط الكهربائي‬ ‫بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬ذا ‪ 700×2‬ميغاواط‬ ‫كقدرة عبور‪ ،‬يعد ورشا استراتيجيا في قلب‬ ‫النظام الكهربائي الوطني‪ ،‬إذ يشجع التبادل‬ ‫ويؤمن التزويد الطاقي‪ ،‬ويعزز المساعدة‬ ‫الفورية والمتبادلة بين ضفتي البحر‬ ‫األبيض المتوسط في مجال الكهرباء‪.‬‬

‫غالبية الفنادق والمنتجعات السياحية في البالد‬ ‫قد أغلقت أبوابها حتى تحول بعضها إلى شبه أشباح‪..‬‬ ‫ويجب الخروج بأخف األضرار بهذه المنشآت السياحية‬ ‫الحيوية عبر إج��راءات بروتوكولية صحية والتعويل‬ ‫على السوق الداخلي من أجل إنقاذ الموسم السياحي‬ ‫بتعايش مع كوفيد‪ -19‬حتى ينتهي‪ ،‬بتصور وبروتوكول‬ ‫صحي ليتم اعتماده في إنعاش القطاع السياحي‪،‬‬ ‫والتركيز على الجانب الصحي بتدبير تجهيزات الفنادق‬ ‫والمنتجعات السياحية من خالل احترام التباعد بين‬ ‫الطاوالت والمظالت على الشواطئ والمسابح وتجنب التجمعات سواء داخل الفنادق أو‬ ‫خارجه ليس بإطالق البرامج االشهارية الروتينية حول ترويج السياحة الداخلية كما فعل‬ ‫المكتب الوطني المغربي للسياحة وبعض المجالس الجهوية للسياحة «شوف بالدي»‬ ‫نتالقاو في الشمال «عال منتالقاو»‪ ...‬يبدو أن هذا الترويج لم يَعُد في زمن كورونا‬ ‫يقتنع به المغاربة باإلقبال على السياحة في غياب رؤية واضحة حول مستقبل السياحة‬ ‫في المغرب اثناء وبعد كورونا‪ ..‬مما يتطلب ترميم صورة السياحة وإعادة الروح إلى هذا‬ ‫القطاع المنكوب عبر حمالت دعائية مكثفة ومعقولة وهادفة تحترم «الجيب» المواطن‬ ‫المغربي في إطار السياحة التضامنية التي ترتكز عليها قاطرة دعم السالم والتعايش‬ ‫بين األسرة المغربية‪ ..‬من خالل إعداد إستراتيجية وطنية لتطوير هذا النوع من السياحة‬ ‫باعتبارها أحد عوامل التنمية المحلية‪ ،‬سوف ينخرط فيها الجميع مهنيو القطاع قيادات‬ ‫محلية وجهوي والدولة من خالل إبراز المؤهالت االبداعية والفنية والرياضية‪ ،‬فضال‬ ‫عن توفر المغرب على إرث ثقافي وتاريخي لكن يتعرض للتهميش‪ ،‬ومعالم سياحية‬ ‫تستنطق التاريخ‪ ،‬التي تزخر بها كل منطقة أو جهة التي يبحث عنها المواطن المغربي‬ ‫المتمثلة في التبادل الثقافي والسفر بين المدن والجهات‪ .‬هدفها تشجيع التنمية المحلية‬ ‫والمقاوالت الصغيرة والمتوسطة في مجال السياحي على مستوى القروي‪ ..‬ليست تلك‬ ‫السياحة القائمة على الترفيه والرفاهية‪ ..‬وبعيدا كذلك عن السياحة التي كانت تعتمد‬ ‫على الشمس والبحر والفنادق الفاخرة الجميلة والسهرات الشواطئية وغيرها‪ ..‬نحن اآلن‬ ‫أمام انتقال إلى الترويج لالستقرار األمني‪ ..‬ويجب أن نروج لنجاح المغرب في معالجة أزمة‬ ‫كورونا ولسياحة محمية من الفيروس‪.‬‬

‫ارتياح لقرار تخفيف تدابير‬ ‫الحجر الصحي بإقليم الحسيمة‬ ‫عبر عدد من المواطنين عن ارتياحهم لقرار السلطات العمومية تخفيف تدابير الحجر‬ ‫الصحي بإقليم الحسيمة والعودة التدريجية للحياة إلى طبيعتها العادية موضحين في‬ ‫تصريحات متفرقة أن قرار السلطات كان صائبا بالنظر لخصوصية المنطقة من حيث الحالة‬ ‫الوبائية حيث لم تسجل إال حاالت قليلة كلها تماثلت للشفاء‪.‬‬ ‫كما لم تظهر أية بؤرة جديدة‪ ،‬وذلك نتيجة المجهودات الجبارة التي تبذلها السلطات‬ ‫المختصة وحرص المواطنين على المحافظة على الصحة العامة من خالل االلتزام بتدابير‬ ‫الحجر الصحي من جهة ومن جهة أخرى فإن اإلقليم وأمام تحسن الوضع الصحي وعدم‬ ‫تسجيل أية إصابة جديدة منذ مدة بالرغم من تزايد عدد الخاضعين للتحاليل المخبرية‬ ‫للكشف عن فيروس كورونا كوفيد ‪، 19‬بات مؤهال لرفع تدابير الحجر الصحي والتخفيف‬ ‫من تقييد حركة المواطنين وخاصة تلك المرتبطة باألنشطة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫وهذا بطبيعة الحال يقول أحد المتحدثين إلى الجريدة ال يعني العودة إلى الحياة الطبيعية‪،‬‬ ‫بل يجب على المواطنين اتخاذ كافة األشكال الوقائية من نظافة واحترام مسافة األمان‬ ‫والتباعد بين األشخاص وارتداء الكمامات ومنع التجمعات والمصافحة والعناق كما يجب‬ ‫على السلطات العمومية الحرص على المحافظة على الحالة الراهنة وذلك عبر تشديد‬ ‫المراقبة بمداخل المدينة لمنع أي تسلل لحاملي الفيروس من مناطق أخرى وخاصة تلك‬ ‫المصنفة ضمن بؤر الوباء‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫والية جهة طنجة تطلق البرنامج الجهوي‬ ‫لدعم تنمية ريادة األعمال‬

‫أعلنت والي��ة جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة عن إط�لاق برنامج تحسين‬ ‫الدخل واالدم���اج االقتصادي للشباب‪،‬‬ ‫وال���ذي ي��ن��درج ضمن م��ش��روع “دع��م‬ ‫االندماج االقتصادي للشباب بالمغرب”‪.‬‬ ‫وتماشيا مع فلسفة وأهداف المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها‬ ‫الثالثة ‪ ،-2023 2019‬أص��درت والية‬ ‫الجهة طلب إب���داء االهتمام لفائدة‬ ‫جمعيات المجتمع المدني الراغبة في‬ ‫تقديم خ��دم��ات مواكبة الشباب عبر‬ ‫مختلف أقاليم وعماالت جهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬من أجل توفير الدعم‬ ‫التقني ال�ل�ازم للشباب والعمل على‬ ‫تسهيل ولوجهم لإلمكانات االقتصادية‬ ‫المتاحة بالجهة‪ ،‬ومساعدتهم على‬ ‫إحداث مقاوالتهم الخاصة ومواكبتهم‬ ‫خالل جميع المراحل بما فيها بعد إحداث‬ ‫المقاولة‪.‬‬ ‫ويتمثل الهدف العام لهذا البرنامج‬ ‫في إنعاش وتطوير روح المبادرة لدى‬ ‫الشباب بالجهة‪ ،‬من خ�لال وض��ع آلية‬ ‫للمساندة التقنية والمالية المالئمة‬ ‫لمختلف المراحل القبلية والبعدية إلنشاء‬ ‫المقاولة‪ ،‬الشيء الذي سيسمح بإنعاش‬ ‫خلق المقاوالت لدى الشباب وتحسين‬ ‫سيرورتها وأمدها ومردوديتها‪.‬‬ ‫ومن أجل خلق فرص عمل الشباب‬ ‫وإدم��اج��ه��م ف��ي المحيط االقتصادي‪،‬‬ ‫يسعى برنامج دعم ريادة األعمال وترسيخ‬ ‫روح المبادرة بالجهة إلى وضع تجربة‬ ‫نموذجية لنشر وتعميم البرامج العمومية‬ ‫الخاصة بدعم ري��ادة األعمال من خالل‬ ‫فاعلين مهنيين جمعويين لضمان قدر‬

‫أكبر م��ن المستفيدين ع��ن ق��رب مع‬ ‫الحرص على ضمان مستوى من الجودة‬ ‫في الدعم المقدم عن طريق احترافية‬ ‫الفاعلين وتتبعهم وتقييم أعمالهم‪.‬‬ ‫كما يروم وضع آلية لتقييم الدعم‬ ‫التقني والمالي تمكن من تذليل مختلف‬ ‫العقبات التي قد تعيق تنمية وتطوير‬ ‫ري��ادة األع��م��ال ل��دى الشباب‪ ،‬وتوفير‬ ‫عرض دعم يغطي بشكل متجانس ودائم‬ ‫سلسلة قيمة دعم ريادة األعمال‪ ،‬وهو‬ ‫العرض الذي يشمل مرحلتين تتمثالن‬ ‫أوال في وضع رهن اإلشارة مواكبة تقنية‬ ‫في فترة ما قبل إحداث المقاولة‪ ،‬وثانيا‬ ‫وضع رهن اإلشارة مواكبة تقنية ومالية‬ ‫ما بعد إنشاء المقاولة‪.‬‬ ‫ويستهدف البرنامج‪ ،‬الرامي لتشجيع‬ ‫الشباب على تقديم مشاريعهم عبر‬ ‫اإلعالن عن تنظيم مباريات الختيار أحسن‬ ‫وأجود األفكار التي تحمل ابتكارا وتجديدا‬ ‫مع احترامها لسالسل االنتاج التي تميز‬ ‫المنطقة‪ ،‬أشخاصا ذاتيين من جنسية‬ ‫مغربية مقيمين بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وتتراوح أعمارهم بين ‪ 18‬و ‪34‬‬ ‫سنة وحاملين لمشروع أو فكرة مشروع‬ ‫تنموي في نشاط اقتصادي قابل للتحقيق‬ ‫واالستدامة‪.‬‬ ‫في ه��ذا السياق ولتحقيق أه��داف‬ ‫البرنامج موضوع طلب إبداء االهتمام‪،‬‬ ‫فإن أقاليم والية الجهة (عمالتي طنجة‬ ‫أصيلة وأق��ال��ي��م ت��ط��وان والحسيمة‬ ‫وشفشاون والفحص أنجرة والعرائش‬ ‫ووزان) ترغب في إشراك الجمعيات لدعم‬ ‫ري��ادة األعمال‪ ،‬شريطة أن تكون هذه‬ ‫الجمعيات ق��ادرة على تقديم خدمات‬

‫التحسيس والمواكبة للعدد المحدد من‬ ‫حاملي المشاريع والشباب المقاولين‪.‬‬ ‫ويتوجه هذا الطلب المتعلق بإبداء‬ ‫االهتمام أساسا إل��ى الجمعيات التي‬ ‫تستجيب للمعايير المتمثلة في االشتغال‬ ‫في وضعية قانونية سليمة والتوفر على‬ ‫تجربة وخبرة لثالث سنوات على األقل في‬ ‫ميدان مواكبة ريادة األعمال مع أفضلية‬ ‫للجمعيات المتوفرة على تجارب للمواكبة‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وت��واف��ر التقارير والبيانات‬ ‫المالية للسنتين األخيرتين‪ ،‬ومعرفة‬ ‫المجال وإمكانياته االقتصادية‪ ،‬والقدرة‬ ‫على توفير خدمات القرب للمستفيدين‬ ‫بالنفوذ الترابي للجهة أو بأحد أقاليمها‬ ‫وعماالتها‪ ،‬مع القدرة على تقديم خدمة‬ ‫خاصة للفئة المستهدفة من البرنامج‪،‬‬ ‫السيما الشباب المحرومين والنساء‪.‬‬ ‫وت��وج��د تفاصيل معايير األهلية‬ ‫المعتمدة والتزامات الجمعيات متضمنة‬ ‫في نصوص مرجعية‪ ،‬موضوعة رهن‬ ‫اإلشارة للسحب بقسم العمل االجتماعي‬ ‫بعمالة طنجة‪-‬أصيلة‪ ،‬وبباقي أقاليم‬ ‫الجهة‪ ،‬ولمزيد من المعلومات‪ ،‬بإمكان‬ ‫الجمعيات المهتمة بطلب إبداء االهتمام‪،‬‬ ‫ربط االتصال بأقسام العمل االجتماعي‬ ‫بعماالت وأقاليم الجهة أو عبر عنوان‬ ‫‪Plateforme.‬‬ ‫البريد اإلل��ك��ت��رون��ي‬ ‫‪ ،indh@gmail.com‬أو زي��ارة موقع‬ ‫‪.www.indh-tangerassilah.com‬‬ ‫ويجب على الجمعيات المهتمة إيداع‬ ‫ملفات الترشيح داخ��ل أجل أقصاه ‪15‬‬ ‫يونيو الجاري‪ ،‬الساعة الرابعة والنصف‬ ‫بعد ال��زوال بمكتب الضبط بمقر والية‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬

‫ون �أُ َ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إنَّا لِهَّ ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫ل َو ِ�إنَّا ِإ� َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌ‬ ‫ات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك هُ ُم مْ ُال ْهت َُد َون {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 53‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل‪،‬‬ ‫المرحوم‬

‫فريـد احل�سكـي‬

‫بالديار البلجيكية يوم الخميس ‪ 21‬ماي ‪ 2020‬حيث تمت مراسم الجنازة‪،‬‬ ‫بمدينة «لييــج» بحضور األهل واألحباب والمعارف‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدتي طنجة والشمال بأحر التعازي إلى والدة‬ ‫الفقيد‪ ،‬السيدة عائشة بوحاجة وإلى إخوته‪ ،‬سعاد وفوزية وفتحية وخالد‪ ،‬وكذا إلى‬ ‫جميع أفراد عائلتي الحسكي والصنهاجي راجية لهم الصبر والسلوان وللفقيدعظيم‬ ‫األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪..‬‬

‫حركة تعيينات جديدة‬ ‫في صفوف األمن الوطني‬ ‫تشمل مدينة تطوان‬

‫أشرت المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬زوال األحد ‪ 07‬يونيو الجاري‪ ،‬على مجموعة‬ ‫من التعيينات الجديدة في مناصب المسؤولية بمختلف مصالح األمن الوطني في مدن‬ ‫الدار البيضاء تطوان ومكناس وبني مالل‪ ،‬وكذا المناطق اإلقليمية لألمن ومفوضيات‬ ‫الشرطة التابعة لها‪ ،‬وذلك في إطار دينامية داخلية مستدامة‪ ،‬تهدف إلى االستعانة‬ ‫بكفاءات أمنية متمرسة قادرة على ضمان أمن المواطن وسالمة ممتلكاته‪ ،‬ومجندة‬ ‫لحمايته وتيسير ولوجه إلى خدمات المرفق العام الشرطي‪.‬‬ ‫وقد شملت التعيينات الجديدة التي صادق عليها المدير العام لألمن الوطني عبد‬ ‫اللطيف حموشي‪ ،‬عشرة مناصب في مختلف مستويات المسؤولية‪ ،‬من بينها تعيين رؤساء‬ ‫جدد لخمسة دوائر شرطية بمدينة مكناس والمفوضية الجهوية للشرطة بمدينة مريرت‪،‬‬ ‫فضال عن تعيين رئيس لفرقة الشرطة القضائية بالمنطقة اإلقليمية لألمن بالمحمدية‬ ‫ورئيس للمصلحة اإلدارية بمنطقة أمن الحي الحسني بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫كما همّت التعيينات األخيرة أيضا تعيين رئيس للهيئة الحضرية بوالية أمن تطوان‪،‬‬ ‫وقائد المجموعة المتنقلة للمحافظة على النظام بوالية أمن بني مالل وقائد الفرقة‬ ‫الخاصة بمكافحة الشغب التابعة لها‪.‬‬ ‫وقد تم الحرص على أن تشمل مساطر الترشح والتعيين لشغل هذه المناصب‬ ‫كفاءات من الجيل الجديد لألطر األمنية‪ ،‬ممن تتوافر فيه شروط التكوين المهني‬ ‫واألكاديمي العالي والخبرة الميدانية‪ ،‬وكذا االلتزام بمبادئ النزاهة والتجربة الوظيفية‪،‬‬ ‫وذلك ليتسنى لهم مسايرة تنزيل االستراتيجية األمنية الجديدة التي تروم الرفع من‬ ‫جودة خدمات المرفق العام الشرطي الموجهة لعموم المواطنين‪.‬‬

‫إجراءات لتسوية الخالف‬ ‫بين مؤسسات التعليم الخصوصي‬ ‫وأولياء التالميذ بجهة طنجة‬

‫انعقد بمقر األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لطنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪،‬‬ ‫يوم الثالثاء‪ ،‬اجتماع خصص لتقريب وجهات النظر بين ممثلي المدارس التعليمية‬ ‫الخصوصية وممثلي فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التالميذ على إثر النزاع القائم حول أداء‬ ‫الواجبات الشهرية العالقة بسبب حالة الطوارئ الصحية‪.‬‬ ‫وسعى هذا اللقاء‪ ،‬الذي ترأسه مدير األكاديمية الجهوية‪ ،‬محمد عواج‪ ،‬بحضور‬ ‫المديرين اإلقليميين للتربية الوطنية‪ ،‬إلى الوساطة بين ممثلي رابطة التعليم الخاص‬ ‫وممثلي فيدرالية جمعيات اآلباء لتقريب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة والتخفيف‬ ‫من حدة االحتقان‪ ،‬وذلك تبعا للوضعية االستثنائية التي شهدها المغرب بسبب فيروس‬ ‫كورونا المستجد وآثاره على األسر المغربية‪.‬‬ ‫وحسب بالغ مشترك‪ ،‬خلص اللقاء إلى أنه بالنسبة لالستمرارية البيداغوجية‪ ،‬فقد‬ ‫تم التوافق حول التزام المؤسسات التعليمية الخصوصية بضمان التعليم لجميع التالميذ‬ ‫وإتمام جميع العمليات المرتبطة بنهاية الموسم الدراسي الحالي‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لتسديد الواجبات الشهرية‪ ،‬فقد تعهدت المؤسسات التعليمية‬ ‫الخصوصية بتقديم كافة التسهيالت في األداء لجميع األسر المتضررة‪ ،‬وإعمال كل أشكال‬ ‫المرونة الالزمة لمن فقدوا عملهم جزئيا أو كليا‪ ،‬كما تقرر اإلعفاء الكلي للتالميذ من‬ ‫واجبات النقل واإلطعام‪.‬‬ ‫بينما على مستوى المسار الدراسي للتلميذ‪ ،‬فقد تم التأكيد على أن النصوص‬ ‫التنظيمية ال تسمح ألية مؤسسة‪ ،‬كانت عمومية او خصوصية‪ ،‬باالجتهاد خارج اإلطار‬ ‫القانوني المعمول به‪ ،‬كما تعهدت المؤسسات الخصوصية بالجهة بضمان تسليم‬ ‫الوثائق اإلداري��ة والمدرسية للتالميذ دون قيد أو شرط ووضع المصلحة الفضلى‬ ‫للتلميذات والتالميذ فوق كل اعتبار‪.‬‬ ‫ولمواصلة الحوار‪ ،‬تم االتفاق على إح��داث لجن إقليمية مشتركة تحت إشراف‬ ‫المديريات اإلقليمية للقيام بدور الوساطة لتقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول ومواصلة‬ ‫التواصل والحوار البناء بين مختلف األطراف المعنية‪ ،‬مع جعل الفترة الممتدة من ‪ 10‬إلى‬ ‫‪ 25‬يونيو مرحلة لعقد اللقاءات المحلية مع المؤسسات التعليمية الخصوصية التي تشهد‬ ‫احتقانا للتفاوض حول التفاصيل ووضع تقارير إقليمية وجهوية إليجاد حل نهائي لكل‬ ‫اإلشكاليات المطروحة‪.‬‬ ‫يذكر أن اللقاء جاء على أثر شكايات تقدمت بها جمعيات أمهات وأولياء التالميذ‬ ‫بمؤسسات التعليم الخصوصي‪ ،‬وعمال بتوجيهات وزير التربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫والتعليم العالي والبحث العلمي القاضية بضرورة التفاعل مع النقاش الوطني الجاري‬ ‫حول تداعيات الحالة الوبائية بالمغرب والقيام بدور الوساطة بين األطراف الشريكة في‬ ‫المنظومة التربوية‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫امللحق الثقايف‬ ‫والفني‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫حوار مع الفنان الت�شكيلي املغربي‬

‫فؤاد شردودي‬ ‫حاوره ‪ :‬عبد اإلله المويسسي‬

‫كيف تقدم الفنان فؤاد الشردودي لقراء واقعيين‬ ‫وافتراضيين تتسع مساحتهم على امتداد العالم؟‬

‫فؤاد شردودي‪،‬شاعر تشكيلي مغربي‪ ،‬بكل بساطة‪ ،‬أنا واحد من الذين‬ ‫جندتهم االستعارات لصالحها‪ ،‬رأيت النور بمدينة سال سنة ‪ ،1978‬ومنذ‬ ‫طفولتي استغرقتني لحظات الشغب اإلبداعي ومحبة الكتاب‪ ،‬في البداية كان‬ ‫األمر عشقا وهواية بحيث كان معظم الوقت يتوزع باإلضافة إلى التحصيل‬ ‫المعرفي بين الرسم والكتابة‪ ،‬كبر الفتى‪ ،‬وصار لديه تصور ما للعالم ولألثر‬ ‫اإلبداعي ودوره في خلق حيوات متعددة بموازاة الحياة الخطية ‪ .‬قدمت‬ ‫معارض تشكيلية ألعمالي بالمغرب وبالعديد من الدول العربية واألوروبية‪،‬‬ ‫كما أصدرت خمسة دواوين شعرية بالمغرب وفرنسا‪ ،‬أقضي معظم وقتي‬ ‫في مرسمي بمدينة الرباط‪ ،‬وأومن بأن المبدع الحقيقي هوالذي يثور على‬ ‫نفسه كل يوم وال يطمئن لما ينجز‪ ،‬العمل الفني المنفلت والهارب هوالذي‬ ‫يستحق بحثا واجتهادا أكثر ‪.‬‬

‫منذ أزيد من عشرين سنة وأنت تكتب الشعر‬ ‫وتمارس التصوير الصباغي‪ .‬كيف تؤلف بين الكتابة‬ ‫والتصوير‪ ،‬وكيف استطعت أن تصنع لنفسك‪ ،‬وطنيا‬ ‫وعربيا‪ ،‬اسما مميزا في الحقلين معا؟‬

‫في الحقيقة ال شيء يمكن أن يقدمه المبدع لنفسه وللعالم أهم من‬ ‫عمل فني يحترم نفسه وشروطه‪ ،‬أنا من طينة الفنانين الذين يشتغلون‬ ‫بشكل متواصل وال يتركون في حياتهم مساحات كبيرة للصمت وللفراغ‪،‬‬ ‫صحيح أن لحظات الضوء والتجلي المطلق أوما عبر عنه باشالر بالزمن‬ ‫العمودي هي التي تقرع بابك دون أن تعلم‪ ،‬لكني أعتقد أنها ال تأتي‬ ‫هكذا مجانا بل إنها تحب الفنان الملحاح الذي يهيئ لتلك اللحظة ظرفها‬ ‫وخصوصياتها‪ ،‬ما أنجزته لحد اآلن يعتبر تجربة صغيرة‪ ،‬والزلت أتعلم يوميا‬ ‫كيف أتجاوزها وأتمكن من كتابة نص أوإنجاز لوحة لهما القدرة على صنع‬ ‫زمن خاص‪ ،‬بماهية خاصة ‪ .‬الكتابة والتشكيل لدي فعل ورد فعل في أن‬ ‫واحد‪،‬اندفاع ودفاع‪ ،‬سفر في المجهول ومغامرة في ما يشبه الغيب‪ ،‬فيها‬ ‫الكثير من التلقائية التي ال تنطوي على خبث نظري‪ ،‬وال تتمترس خارجه‪،‬‬ ‫إنها نزوع نحوالحال (حال المجاذيب ) نحواإلحساس بنقص ما‪،‬باعتالل ما‪،‬‬ ‫بحاجة ماسة إلى حرث هذه األرض البيضاء المنتصبة أمام عيني‪ ،‬بعمقها‬ ‫الذي يشبه العدم‪ ،‬وبمشهدها المأهول بالصمت واالنفالت‪ ،‬لذلك فالكتابة‬ ‫والرسم‪،‬إعالن واحد عن هوية واحدة‪ ،‬عن هبوب رياح خفية تارة تكون رفيقة‬ ‫وصديقة ‪ ،‬وتارة أخرى تجعلني أبعد كائن عن نفسي فال أكاد أجدني إال‬ ‫صدفة ‪ .‬كثيرا ما يالزمني سؤال واحد بصيغتين مختلفتين‪،‬لماذا أكتب ؟‬ ‫ولماذا أرسم؟ وأظل غالبا أتحايل على اللغة بإعادة صياغة السؤال بالنظر‬ ‫إلى شرطه الزمني‪ ،‬فأقول ‪ :‬متى أكتب ؟ ومتى أرسم؟ أليس جديرا بالزمن‬ ‫المعرفي أن يجيب عن تساؤل يهدد االطمئنان الظاهري الذي يولده االفتتان‬ ‫برعشة إبداعية زائلة ؟ لعلي أجد نفسي مندفعة إلى الحاجة إلى الكتابة‬

‫‪1/2‬‬

‫وإلى التشكيل بالهروب إليهما بدون‬ ‫أن أوفر لقلقي المعرفي الباحث عن‬ ‫أرضية مطمئنة لما يلخصه التعبير‬ ‫الفني من أسئلة ‪.‬‬

‫هذا السؤال سيجرني‬ ‫للحديث معك عن عالقة‬ ‫اهتم بها‪ ،‬لفترة طويلة‪،‬‬ ‫النقد المغربي المعاصر‪،‬‬ ‫وهي عالقة الشعر بالتشكيل‪ .‬ما هي في نظرك‬ ‫حدود التواصل بينهما؟‬ ‫الفعل اإلبداعي وان تغيرت أساليبه وتعبيراته يظل واحدا في تكامله‬ ‫وتواشجه‪،‬مترابطا يخضع في جوهره لشرط الزمن اإلبداعي‪ ،‬الخالق للجمال‬ ‫وللمتعة والمغايرة‪ ،‬لذلك حين أتامل فعلي الكتابة والتشكيل‪ ،‬يخطر ببالي‬ ‫هذا التناغم الموسيقي بين البصري والتخييلي لصياغة فنية تلعب فيها‬ ‫الجملة دورا محوريا مثلما تصير الكتلة اللونية خطابا استطيقيا مفتوحا‬ ‫على التأويل والمقاربة‪ ،‬لذلك كنت دائما أنتصر لتداخل الفنون والستدعاء‬ ‫بعضها البعض‪،‬أوربما الستفادة بعضها من البعض األخر وخصوصا في ما‬ ‫يتعلق بالكتابة اإلبداعية (شعرا أوسردا أوغير ذلك) واإلبداع البصري تشكيال‬ ‫(رسما أومعمارا أوغير ذلك ) ‪ .‬ذلك أن آليات استيعاب وتلقي الشكل الجمالي‬ ‫تعيد صياغة الوعي البصري وتحفزه‪ ،‬ليصير المتلقي شريكا في اإلبداع‪ ،‬وفي‬ ‫صنع االختالالت الجميلة‪ .‬داخل مخبري الذاتي هناك تجاذب جواني بين‬ ‫القصيدة واللوحة‪،‬تجاذب يجعلني ال أتقن تحديد الفاصل بينهما‪ ،‬وأعتقد ان‬ ‫التجارب المماثلة التي تزاوج بين الكتابة والتشكيل تعيش الوضع ذاته‪ ،‬إذ‬ ‫الروح نفسها بحموالتها وقلقها واندفاعها هي من تقود الرحلة‪ ،‬وإن تغيرت‬ ‫وسيلة النقل‪.‬‬

‫أعمالك التصويرية األولى كانت تميل أكثر إلى ما‬ ‫يمكن وصفه ب « التشخيص المجرد»‪ ،‬إال أنك بدأت‬ ‫تنحو‪ ،‬في السنوات القليلة الماضية‪ ،‬منحى التجريد‬ ‫المطلق‪ .‬ما هي‪ ،‬في نظرك‪ ،‬مبررات هذا التحول‬ ‫الحاسم؟‬ ‫خلف األشكال والخطوط والكتل اللونية تكمن األسئلة الكبرى في‬ ‫العمل الصباغي‪ ،‬هذه األسئلة التي تصاحب الفنان في انشغاله العميق‬ ‫وحواره المتعدد األوجه مع عمله الخاص‪ ،‬وهي أيضا التي تجذبه مرغما إلى‬ ‫أن يصل إلى نقطة ما من الالرجوع ومن االكتفاء أيضا حتى في عملية‬ ‫التلقي‪ ،‬تنتصب أمامك هذه األسئلة مثل أبواب البد لك من أن تلجها للنفاذ‬

‫إلى روح العمل الصباغي واإلقامة في دواله‪ ،‬وبذلك يأخذك العمل ويحملك‬ ‫إلى أفقه الخاص ‪ .‬حكايتي ال تختلف كثيرا عن عديد من التجارب في العالم‬ ‫التي لم تركن إلى أسلوب واحد‪ ،‬وذلك من منطلق البحث الدائم عن التغيير‬ ‫والتجريب‪ ،‬وربما تقود ذلك بالنسبة لي مرجعيتي الشعرية والفكرية‪،‬‬ ‫فالمنحى التجريدي المطلق الذي يميز أعمالي األخيرة راجع إلى تصوري‬ ‫عن عتبات النص البصري‪ ،‬إذ في نظري خلق الداللة البعيدة في اللوحة‬ ‫والمختلفة هوالذي يجعلها عمال مهما باإلضافة إلى التعامل خاص مع فضاء‬ ‫اللوحة‪ ،‬فراغها وامتالئها ومستويات التدخل فيها ‪.‬‬

‫يذهب بعض نقاد الفن إلى مقاربة تجربتك‬ ‫الصباغية باعتبارك تراهن على مفهوم «الكاو»‪،‬‬ ‫بمعنى أنك تنطلق مما يعتبرونه «مشكالت لونية‬ ‫وشكلية» في بناء لوحتك‪ .‬كيف تفسر للقارئ ذلك؟‬ ‫طبعا تظل للناقد رؤيته الخاصة التي تقوم أساسا على قراءته وتأويله‬ ‫لدوال العمل الفني وآليات اشتغاله وكنت دائما أقول ‘ األسئلة تتبع الفنان‪،‬‬ ‫األسئلة تقود الناقد ‘ ‪ .‬مفهوم ‘ الكاو‘ يتجلى أحيانا في ما أقوم به من إنشاء‬ ‫ومحووتدمير داخل سلسلة التدخالت الصباغية‪ ،‬والتي يقوم فيها اشتغالي‬ ‫خصوصا في السنوات األخيرة على تفجير الثنائيات داخل فضاء السند‬ ‫بحيث أغذي صراعات بين الكتل اللونية وتقاطعاتها حتى تصل إلى ذروتها‬ ‫فيصير الفراغ مشحونا بكمية هائلة من االمتالء غير المعلن وذلك من خالل‬ ‫شفافيات أحيانا وأحيانا أخرى من خالل استثمار اللطخة والخط واألثر‪ ،‬كل‬ ‫هذا االشتغال يحكمه إيقاع مهيمن داخل اللوحة‪ ،‬وبالتالي فالصورة النهائية‬ ‫للعمل تأتي بعد خلق توازنات جمالية ما‪ ،‬والخروج من تلك المشكالت‬ ‫اللونية بنسق بصري منسجم أحيانا ومثير أحيانا أخرى بحيث يصير وازعا‬ ‫لطرح السؤال‪ ،‬ولربما يتخلل هذا االشتغال الكثير من اللعب المفكر فيه الذي‬ ‫يظهر على شكل أثر ما أوحادثة لونية ما‪ ،‬وهوإلى حد ما أيضا‪ ،‬ما كان قد‬ ‫فسر به غادامير قراءته للعديد من اآلثار الفنية‪ ،‬حيث اللعبة والنص (اللوحة)‬ ‫ينتميان إلى نفس المنطق ‘‪ ،‬انا استغل كل اإلمكانيات المتاحة صباغيا لذلك‬ ‫فالتجريد التعبيري يظل ملعبي المفضل بمعنى ما‪ .‬في ذروة هذا االشتغال‬ ‫أفكر في اللوحة كجزء مني أوربما نصير معا جسدا واحدا‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫‪10‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ْ‬ ‫عُق ُ‬ ‫دَة السِّحْ ِر‬ ‫إدريس الملياني‬ ‫‪ - 1‬اَللّة تَاجَة‬

‫‪ Skrik‬أو األحد الرمادي‬ ‫دامي عمـر‬

‫َذ َه ْب ُت ِإ َلى َّ‬ ‫يب‬ ‫الط ِب ِ‬ ‫َفزَ َاد ِني‬ ‫َم َر َضا!‬ ‫***‬ ‫الس َم ِاء‬ ‫َع َر ْج ُت ِإ َلى َّ‬ ‫َف َل ْم حُ َ‬ ‫ت ِّر ْك َس ِاكن ًا‬

‫األحد الذي ال أحبه‬ ‫ألنه ال يتسع لنفس عميق‬ ‫لذوبان اختياري في كأس نسيان‬ ‫في األحد نرتب عودتنا الملتاعة لإلثنين‬ ‫اإلثنين بوابة الزمن النحاسي‬ ‫ساعتي تعض ذيلها كسمكة‬ ‫والنهارات تشبه بعضها‬ ‫وجهها مدور‬ ‫وعيناها ناعستان كعيون العامالت في الميترو صباح‬ ‫اإلثنين‬ ‫ساعتي تدور في مكانها كجبة الدرويش‬ ‫وال تلوي على يوم بلون زهري‬ ‫وصلت هنا في سفر مغلق‬ ‫لم أحظ بقلب المدينة‬ ‫كانت مجللة بالليل‬ ‫بالكاد كان هناك من الضوء ما يكفي لغرقي الكياني‬ ‫العوالم السحيقة تتفتح في الليل كزهر األكاسيا‬ ‫عوالم رحيمة حينما يسقط قناع العالم‬ ‫حينما يتمطى العدم‬ ‫وتكف األجوبة عن اقتراف اليقين‬ ‫كان تاريخ وصولي ثقيال حتى سقط من الئحة األيام‬ ‫تكتكة الساعة ثرثرة في مكان يتهزم فيه الهسيس‬ ‫هي نافذة أضيق من نافذة متيس‬ ‫تكاد تلتصق بوجهي‬ ‫ال أرى منها ما رأى متيس في طنجة‬ ‫نافذتي خفيضة‬ ‫و المدينة بيضاء ككفن الموتى‬ ‫األحد رمادي بطبعه‬ ‫األخبار تمر بارداف من سليكون‬ ‫وشفاه مشوهة‬ ‫تطير في شكل حيوانات خرافية‬ ‫برأسين‬ ‫بلسان أفعى‬ ‫بحراشف ملتحمة كحراشف تنين‬ ‫أسمع الشارع أبكم‬ ‫لوال عواء ذئب جريح يمضغ الجوع رأسه‬ ‫يجر خلفه ذئبة مرضعة ‪..‬و فرو جراء نافقة‬ ‫الشارع مخنوق يعتمر خرقة من سماء بالية‬ ‫أبحث عن نجم يدلني في سفري الحلمي‬ ‫لكن هذه السماء خرقة تالفة علقت بين اسالك غسيل‬ ‫في بياض الفكرة ال شيء أبيض‬ ‫سوى وهم الصفاء‪..‬‬ ‫أو وجه طفلة تطل مخالسة من نافذة مقابلة‬ ‫ثم تختبئ من الهواء‬ ‫أشم حرائق الشوارع البعيدة‬ ‫واتنفس بعمق كأنه آخر نفس‬ ‫طعمك حارق‬ ‫احتفظت باسمك في فمي‬ ‫بعد حوار حاد حول المؤامرة‬ ‫لم نصل إلى شيء ‪..‬‬

‫وال حتى إلى بعضنا‬ ‫أنا سافرت بمغص الكبد‬ ‫وأنت بقيت هناك تفك شيفرة ‪ skrik‬إدوارد مونك‬ ‫أكتب إليك؟‬ ‫أكتب عنك؟‬ ‫ملمس مفاتيح اللوحة مالح‬ ‫تصلني كتب إلكترونية كثيرة‬ ‫في االدب ‪ ،‬في السحر و في بيع العقارات‬ ‫تصلني إشهارات كثيرة‬ ‫زرع الشعر‬ ‫تكبير األرداف‬ ‫الحصول على قروض مغرية‬ ‫أفكر في هذه العجوز المظفرة‬ ‫في قلبها اآللي‬ ‫وابتسامتها األوتوماتيكية‪...‬‬ ‫أفكر في عشاقها في محالت الستربتيز السياسي‬ ‫في حذائها الذي يدوس رقبة المجالد الوحيد الذي ترك‬ ‫غريمه وصوب على رأس القيصر‬ ‫األمور المعقدة مدعاة للبكاء‪..‬كما هي مدعاة للضحك‬ ‫أبتسم كمن يبكي لعنكبوت تشاركني النافذة‬ ‫جارتي العنكبوت تراقب‬ ‫جيشا من النمل يقطع الممر في نشاط ‪..‬‬ ‫كأن الكهوف لم تقذفنا بالجائحة‬ ‫كأن مساحات األمان تقاس حقا باألمتار‬ ‫نمل يفتح مستعمرة جديدة‬ ‫في بيتي ‪..‬‬ ‫ربما يراني حجرا‪..‬‬ ‫كائنا متبجحا؟ مسكينا يستحق الرثاء؟‬ ‫ربما ليس هناك عنكبوت وليس هناك نمل‬ ‫هناك فقط مكان ضجر من فراغه‬ ‫ضجرت منه‬ ‫وها أنا أؤثته‬ ‫بعنكبوت ونمل‬ ‫بغابة أرز‬ ‫وظل طاحونة قديمة‬ ‫ونهر يقطع الرواق الى ضفتين‬ ‫ضفة لي ‪ ،‬وضفة لك‬ ‫حتى إذا فاض النهر بعد أن تمطر الغيمة التي خبأتها في‬ ‫حقيبتي‬ ‫نغرق في مائه ألواح العهد القديم‬ ‫ونسبح عراة منا حتى نبلغ عقر وحدتنا األثيرة‪...‬‬ ‫إذ حسب النمل والعنكبوت ‪...‬‬ ‫حسب وردة األحد التي ما تزال رمادية‬ ‫حسب الثور الذي يقرأ األرقام ‪...‬أرقام الموتى الذين ترجلوا‬ ‫عن صهوة الكذبة العظيمة‬ ‫حسب العرافة القميئة‬ ‫ستطول الوحدة ‪...‬‬ ‫تطول حتى لتكون هذه الوحدة الصغيرة‬ ‫الومضة المضيئة‬ ‫في كهف عزلتنا‬

‫ل َظا!‬ ‫َلفْ ظ ًا َو اَل حَ ْ‬ ‫***‬

‫عج ُت َع َلى حْ َ‬ ‫يب‬ ‫ال ِب ِ‬ ‫ُو ْ‬ ‫َل َع َّلهُ َل ِكنَّ هُ َولَّى‬ ‫َو َأ ْع َر َض َع ِابس ًا َف َّظا!‬ ‫***‬ ‫َو ُعذْ ُت ِب ُك ِّل َأ ْر َب ِاب ال َْو َرى‬

‫َعزُّ وا َو َج ُّلوا َب ْينَ ُه ْم َق ْهر ًا‬

‫َو َبزُّ وا َب ْع َض ُه ْم ُبغْ َضا!‬ ‫‪  ..‬‬

‫اج ٍة»‬ ‫َكـ « َل اَّل َت َ‬ ‫اج ٍة َأ َبد ًا‬ ‫َل ْم َتقْ ِض َأ َّي َة َح َ‬

‫���و اَل َي َ‬ ‫اج ٍة»‬ ‫«ق ِ‬ ‫��اض��ي َح َ‬ ‫َو اَل َم ْ‬ ‫َق َّضى!‬ ‫***‬ ‫َو ُث ْب ُت ِإ َل َّي‬ ‫يك‬ ‫يِف حَ ْ‬ ‫تنَ ِان ِد ٍ‬

‫اج ٍة َب ْي َضا!‬ ‫َح ِ‬ ‫اضن ًا َكدَ َج َ‬ ‫‪------‬‬

‫_ اللة تاجة‪ :‬تطوانية األص��ل‪ ،‬ضريحها في‬ ‫المدينة القديمة‪ ،‬بالدار البيضاء‪ ،‬بيتها جوار القنصلية‬ ‫البلجيكية‪ ،‬كان خيرية لرعاية اليتامى‪ ،‬المساكين‪،‬‬ ‫المشردين‪ ،‬عابري السبيل‪ ،‬اتهمت بالتجسس‪ ،‬والزنا‬ ‫مع موظف القنصلية‪ ،‬التي ساعدتها في عملها‬ ‫اإلحساني اإلنساني‪ ،‬هوجمت‪ ،‬من الذكور خاصة‪ ،‬أهدر‬ ‫دمها‪ ،‬رجم بيتها‪ ، ،‬جردت من لقب اللة‪ ،‬وفرت لها‬ ‫القنصلية الحماية من القتل‪ ،‬وحدهن النساء وثقن‬ ‫ببراءتها من كل التهم‪ ،‬طولب برأسها‪ ،‬توفيت داخل‬ ‫القنصلية‪ ،‬رفض دفنها في مقبرة المسلمين‪ ،‬طالبت‬ ‫النساء بدفنها في أرض القنصلية‪ ،‬ضريحها مزار‬ ‫النساء الباكيات على نكبتها و «ما دير حسنة ما يطرا‬ ‫باس»!‬ ‫سيدي قاضي حاجة‪ :‬رب��ي يحيى بن يحيى‪،‬‬ ‫ضريحه بقصبة تادلة‪ ،‬على ضفة أم الربيع‪ ،‬أحد‬ ‫الطلبة العشرة‪ ،‬عند حاخام‪ ،‬امتحنوه في علمه‪ ،‬ببتر‬ ‫فقرة من النصوص المقدسة‪ ،‬فطردهم‪ ،‬وتنبأ لهم‬ ‫بعيشة منبوذة‪ ،‬محرومين من شرف االنتساب لليهود‪،‬‬ ‫وبالدفن في أرض بعيدة‪ ،‬ي��زوره للشفاء اليهود‬ ‫والمسلمون دون نفي يهوديته‪ .‬ومنه «نسخ» في‬ ‫مدن أخرى‪ ،‬كسيدي قاضي حاجة في آسفي حاضرة‬ ‫الصلحاء!‬

‫ُ‬ ‫مَانْدْرَاغورَا‬ ‫‪-2‬‬

‫(إلى اجلرادة السارحة يف‬ ‫البراري)‬

‫يك ُيغْ ِري‬ ‫ُك ُّل َما ِف ِ‬ ‫َو َيفْ نِ ُ‬ ‫ت َم ْعنً ى َو َمغْ نَ ى!‬ ‫َاع َم ٌة‪،‬‬ ‫ُحل َْو ٌة َأن ِْت‪ ،‬ن ِ‬ ‫َمل َْمس ًا َو َم َذاق ًا َو َل ْونَا!‬ ‫***‬ ‫اح ُة ال ِْع ْط ِر َوالثَّ غْ ِر‪،‬‬ ‫َو َف َّو َ‬ ‫َو َّ‬ ‫الش ْه َو ِة النَّ ِائ َحةْ !‬ ‫ين المْ ُ ُل َ‬ ‫وك ِب َخ ْم ِر‬ ‫ُت ْس ِك ِر َ‬ ‫اك َو ُق ْب َل ِت ِك اَّ‬ ‫الل ِف َحةْ !‬ ‫مَ َل ِ‬ ‫***‬ ‫َو ُس ْب َحانَ !‬ ‫ً‬ ‫يك ِجنّ ا َو ِإن َْسا!‬ ‫َب ِار ِ‬ ‫اك!‬ ‫وب ِ‬ ‫َو ُط َ‬ ‫َت ْش ِفنيَ ُح ّب ًا َو ِجنْ َسا!‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫َف َم ْن أن ِْت؟ َمان ْ​ْد َر ُ‬ ‫ورا؟‬ ‫اغ َ‬ ‫ام ِة الْفَ ِار َهةْ !‬ ‫إْ ِ‬ ‫ال َل ِه َّي ُة الْقَ َ‬ ‫َأ ْم ُت َرى ُع ْش َب ُة خْ ُ‬ ‫الل ِْد‪،‬‬ ‫َو َ‬ ‫ام ِة الْفَ ِاك َهةْ !‬ ‫الس َّ‬ ‫اجلنَّ ِة َّ‬

‫***‬ ‫َر َّب ُة حُ ُ‬ ‫ال ْص ِب‪،‬‬ ‫ال ِّب َو خْ ِ‬ ‫الص ِائ َحةْ !‬ ‫َوال ُْع ْش َب ُة المْ ُ تْ ِئ ُم َّ‬ ‫اح‬ ‫اح ُغ ٍ‬ ‫ول و ُلفَّ َ‬ ‫ُم َب َار َك ٌة َأن ِْت‪ُ ،‬تفُّ َ‬ ‫ن َْس ٍل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫«ص حِ َ‬ ‫الةْ »‬ ‫َ‬ ‫و«ع ِاق َس ًة» ُكنْ ِت أ ْم َ‬ ‫***‬ ‫« َأ ْج َر َادة َم حْ َ‬ ‫الةْ !‬ ‫ني ُكنْ ِت َس ْار َحةْ »!‬ ‫ِف ْ‬

‫‪-----‬‬

‫_ماندراغورا ‪ mandragora‬نبتة غريبة عجيبة‪،‬‬ ‫على شكل جسم اإلنسان‪ ،‬لها رأس وأعضاء‪ ،‬حتى‬ ‫القضيب الذكري‪ ،‬وأنثى وخنثى‪ ،‬عديدة األسماء‪ :‬بيضة‬ ‫الغول‪ ،‬تفاح الجن‪ ،‬تفاح الشيطان‪ ،‬والمجانين‪ ،‬يبروح‪،‬‬ ‫ُل ّفاح‪ ،‬باألمازيغية تارياال‪ ،‬عند استخراجها تطلق صرخة‬ ‫كل من يسمعها يموت‪ ،‬لذلك يضحون بحيوان‪ ،‬كلب‪،‬‬ ‫حمار‪ ،‬يربطونه بها ويقلعها ويموت شهيدا‪ ،‬حين يفتح‬ ‫بطنها يظهر شكل توأمين متعانقين‪ ،‬استخدمت في‬ ‫السحر األسود‪ ،‬والطب الشعبي‪ ،‬والعالم أيضا‪ ،‬شفاء‬ ‫العقم‪ ،‬وأمراض شتى‪ ،‬مقوية جنس‪ ،‬مكبرة مؤخرة‪،‬‬ ‫أكسيد الغرام‪ ،‬حتى أفروديت إلهة الحب والخصب‬ ‫أطلق عليها اسم سيدة بيضة الغول‪ ،‬بل وتصنع‬ ‫منها خمرة فاخرة للملوك‪ ،‬مسكنة‪ ،‬مخدرة‪ ،‬منومة‪،‬‬ ‫ناعمة‪ ،‬ملساء‪ ،‬مغرية باألكل‪ ،‬وشراب محبة‪ ،‬مهلوسة‪،‬‬ ‫وقاتلة‪ ،‬سامة‪ ،‬تؤدي للجنون‪ ،‬والموت‪ ،‬مذكورة في‬ ‫الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد‪ ،‬في إنجاب‬ ‫هاجر‪ ،‬ونشيد األنشاد‪ ،‬وفي إبداعات كثيرة‪ ،‬األوديسة‪،‬‬ ‫شكسبير‪ ،‬وأعمال فنية‪ ،‬أوراقها أزهارها ثمارها صفراء‬ ‫خضراء‪ ،‬برتقالية‪ ،‬بنفسجية‪ ،‬لذيذة المذاق‪ ،‬طيبة‬ ‫الرائحة‪ ،‬معالجة للشم‪ ،‬قاتلة قبلتها ولذتها‪ ،‬ولها‬ ‫ارتباط بحكاية الجرادة المالحة السارحة _ «واش‬ ‫كليتي واش شربتي غير التفاح والنفاح»_ الساحرة‬ ‫العاقسة سارقة الرضيعين‪ ،‬التوأمين‪ ،‬طفلي الصالحة‬ ‫‪ ،‬ونهاية سعيدة‪ ،‬بالتخلص من الساحرة الممسوخة‬ ‫إلى ج��رادة وع��ودة التوأمين ألمهما الصالحة ثم‬ ‫الرقص والغناء‪ .‬فمن هي هذه العشبة السحرية‬ ‫الغريبة العجيبة!‬


‫‪11‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫أنا وأبي والبلد‬ ‫هدى الفشتالي‬ ‫ولدت ‪...‬‬ ‫ذات يوم أحد‬ ‫وكانت أمي مرهقة‬ ‫فأسمتني‬ ‫واستسلمت‬ ‫ثم جاء أبي‪...‬‬ ‫كان بياضه ناصعا‬ ‫أضاء علي املهد‬ ‫اقترب أبي ‪...‬‬ ‫كف يدي ‪ ...‬مسد‬ ‫ثم همس يف أذني‬ ‫بصوت بطل‪...‬‬ ‫أن «ال إله إال اهلل»‬ ‫وأن « ليس يف الدنيا عزوة‬ ‫كعزوة اإلبن والبلد»‬ ‫وكبرت‪...‬‬ ‫أحببت البلد‪...‬‬ ‫يف صوت أبي‬ ‫يف عينيه‬ ‫يف حكيه‬ ‫يف أغنيته‬ ‫عن الدهر‬ ‫والليل‬ ‫والسجن‬ ‫وحرية البلد‬ ‫عشقت البلد‬ ‫يف دفء أمي‬ ‫يف همسها‬ ‫يف لذة خبزها‬ ‫يف كحل عينها‬

‫يف ثوبها البنفسجي‬ ‫يف الشاي األخضر‬ ‫يف ورق الزيتون‬ ‫يف عبير الياسمني‬ ‫يف تفاصيل الفناء‬ ‫يف لون احلناء‬ ‫يف قوس الدرب‬ ‫يف املوج‬ ‫يف املرج‬ ‫يف غلة األرض‬ ‫ما طاب منها‪...‬‬ ‫ولذ‬ ‫عانقت البلد‬ ‫يف ملح البحر‬ ‫يف جنم الكون‬ ‫يف لوني ‪ ...‬ولونهم‬ ‫يف صوتي ‪ ...‬وصوتهم‬ ‫يف صمتي ‪ ...‬وصمتهم‬ ‫يف دهشتي‬ ‫يف لوعتي‬ ‫يف غصتي‬ ‫يف رفضي‬ ‫يف ثورتي‬ ‫وحتى‪...‬‬ ‫يف الريح العاتية‬ ‫ورعب البرق‬ ‫والرعد‪..‬‬ ‫فأنا‪...‬‬ ‫عشت يف البلد‬ ‫عشت بالبلد‬ ‫عشت‪ ...‬للبلد‬ ‫وها أنا اليوم‬

‫أنصهر‪...‬‬ ‫شيئا فشيئا‬ ‫بعد أن جترعت‬ ‫سخافات‬ ‫من لم ينشد يوما‬ ‫أغنية البلد‬ ‫ولم يعشق يوما‬ ‫لون البلد‬ ‫ولم يكتب سطرا‬ ‫عن ماء البلد‬ ‫ها أنا‬ ‫أذوب حبا يف البد‬ ‫فمن ذا الذي‬ ‫يقدر‬ ‫أن ميحو يوما‬ ‫عشق اإلبن‪ ...‬للبلد‬ ‫حتى ولو كان‬ ‫من أعثى‪...‬‬ ‫بحار الغدر‬ ‫قد ورد‬ ‫من ذا يحجب عني‬ ‫ضوء شمس البلد‬ ‫حتى ولو‪...‬‬ ‫جسدي احترق‬ ‫وهو يعانق البلد‬ ‫من يجرؤ‬ ‫أن يسكت بداخلي‬ ‫صوت البلد؟‬ ‫من ‪...‬؟‬ ‫ال أحد‪...‬‬ ‫فأنا ابنة أبي‪...‬‬ ‫وابنة البلد‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ترجمات‬ ‫قصص قصيرة جدا‬ ‫أحمد لوغليمي ‪ /‬إيطاليا‬ ‫‪1‬‬ ‫فيرناديث أغيري‬ ‫‪ « --‬هل تعرفني من أكون؟»‬‫حتيرت قليال ثم أجابت على الفور ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ « --‬ال »‪.‬‬‫أنت ُم ِّ‬ ‫تأك َدة؟ «‪.‬‬ ‫‪ِ « --‬‬‫‪ « --‬أنا ؟‪ ...‬نعم‪».‬‬‫جيد‪ .‬هذا مريح ‪».‬‬ ‫‪ّ « --‬‬‫‪ « --‬ملاذا ؟»‬‫أهزمك »‪.‬‬ ‫استطعت أن‬ ‫علي ملا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تعر ِ‬ ‫‪ « --‬ألن ِّك لو َّ‬‫فت َّ‬ ‫قال َخ َط ُؤ َها‪.‬‬ ‫ثم ‪ ،‬مبتسما ‪ ،‬شرع يف تسديد َّ‬ ‫الطعنة األولى‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ایشتوان اركنی‬ ‫لست من النوع الذي يسهل إحباطه‪.‬‬ ‫أنا َع ْظ َمة عنيدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظهر شيئا‬ ‫أمتتَّ ع بسيادة مطلقة على مشاعري‪ ،‬حتى أنني ال أ ِ‬ ‫أن خبرتي لسنني‪ ،‬واالعتراف مبوهبتي‬ ‫من انفعاالتي‪ .‬بيد ّ‬ ‫ّ‬ ‫احملك‪...‬‬ ‫كانتا على‬ ‫لت‪.‬‬ ‫ــ « أنا فنَّ ان يف عالم احليوان»‪ُ ،‬ق ُ‬ ‫َّ‬ ‫بالضبط؟»‪ ،‬سألني ا ُملدير‪.‬‬ ‫ــ «ما الذي تستطيع فعله‬ ‫العصافير ٌّ‬ ‫والطيور»‪.‬‬ ‫ــ « ُأحاكي أصوات َ‬ ‫ــ «مع األسف»‪ ،‬قال بحركة رافضة‪ ،‬وأردف‪« :‬إنه أمر جتاوزته‬ ‫املوضة»‪.‬‬ ‫ور ّي؟ َك َ‬ ‫‪ .‬ـ « كيف؟ َه ُ‬ ‫الس َّمان؟‬ ‫ديل اليَمام؟ َشقْ َشقَ ُة َّ‬ ‫الد ِ‬ ‫رك َرةُ ُّ‬ ‫زَ ِع ُ‬ ‫ورس؟ تغريد القُ َّب َرة؟‪».....‬‬ ‫يق النَّ َ‬ ‫ــ «هذا أمر من املاضي»‪َ ،‬أكَّ د ا ُملدير َض ِج ًرا‪.‬‬ ‫أي شيء‪.‬‬ ‫أحزنني رده‪ ،‬ولكنني كالعادة لم أظهر ّ‬ ‫وط ُ‬ ‫رت نحو البيت عبر النافذة املفتوحة‪.‬‬ ‫ــ « مع السالمة «‪ُ ،‬‬ ‫قلت له بأدب‪ِ ،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أبيغيل فيرناندث‬ ‫حينما عاد ُ‬ ‫متحيرة وترجتف من‬ ‫اخل َّطاف‪ ،‬وجد الفَ زَّ اعة‬ ‫ّ‬ ‫‪ .‬الرعب‪ .‬سألها‪:‬‬ ‫خطبك؟»‬ ‫‪« -‬ما‬‫ِ‬ ‫ً‬ ‫رهيبا‪ ،‬كان طويال‪ ،‬مظلما وكان َيتَ َل َّوى‪»..‬‬ ‫وحشا‬ ‫‪« -- .‬لقد رأيت‬ ‫ً‬ ‫‪« -- .‬أين هو؟»‬ ‫«ال أدري‪ ...‬أستطيع رؤيته فقط عندما تكون الشمس خليف‪».‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫فاتح يونيو من سنة ‪ 1926‬فاتح ماي ‪2020‬‬

‫الذكرى الرابعة والتسعون لرحيل مارلين مونرو‬

‫«أسرار الليلة األخيرة مارلين مونرو وجون كيندي»‬ ‫كتب واسيني األعرج‬

‫يصادف اليوم ذكرى ميالد أسطورة اإلغراء‬ ‫املمثلة األمريكية مارلني مونرو التي ولدت يوم فاحت‬ ‫يونيو من سنة ‪ ،1926‬وقضت انتحارا يف ‪ 5‬غشت‬ ‫‪.1962‬‬ ‫وكان من أزواجها الكاتب األمريكي أرثر ميلر‪ ،‬ومن‬ ‫عشاقها الرئيس جون كينيدي‪ .‬صدرت عنها عدة‬ ‫مؤلفات وأعدت عن سيرتها أفالم كثيرة‪.‬‬ ‫هنا مقال للجزائري واسيني األعرج بعنوان‪:‬‬ ‫«أسرار الليلة األخيرة مارلني مونرو وجون كيندي»‪.‬‬

‫‪------‬‬‫[قصة بدأت بصدفة‪ ،‬ثم بورقة صغيرة عليها رقم تليفونها‪،‬‬ ‫زحلقتها مارلين مونرو في يدي السيناتور الشاب‪ ،‬زير النساء‪ ،‬ج‪.‬‬ ‫ف‪ .‬كيندي‪ ،‬وانتهت بأغنية عاشقة ‪Happy Birthday Mister‬‬ ‫‪ President‬بمناسبة عيد ميالده‪ ،‬ثم موتهما الغامض‪ ،‬هي قتل‬ ‫في لباس انتحار‪ ،‬وهو اغتيال أمام الجميع‪ .‬قد تكون قصتهما‬ ‫ملفوفة في الكثير من السرية‪ ،‬لكن ال أحد يستطيع اليوم نكرانها‪.‬‬ ‫كل الشهادات تؤكدها بما في ذلك المخابرات‪ .‬وهناك من يحمل‬ ‫ج‪ .‬ف‪ .‬كيندي مسؤولية انتحار حبيبته‪ .‬فقد كانت مارلين مونرو‬ ‫نجمة صاعدة‪ ،‬وكيندي سيناتوراً نشيطاً ومرئياً ومرشحاً منافساً‬ ‫لنيكسون‪ .‬عالقاتهما دامت سنوات كثيرة في سرية قبل أن يتم‬ ‫الكشف عنها‪ ،‬وتتحول إلى أسطورة شغلت جي ً‬ ‫ال بكامله‪.‬‬ ‫نحن في سنة ‪ ،1954‬لوس أنجلوس تحتفل بنهاية المكارثية‪،‬‬ ‫وتستقبل الـ«روك أند رول»‪ ،‬كفن مستحدث معبر عن الحرية‬ ‫بامتالء‪ .‬كانت مارلين مونرو متزوجة من العب البيسبول المعروف‬ ‫جو دي مادجيو الذي تحول إلى معيق لنجوميتها‪ .‬يغار من كل‬ ‫ما يحيط بها‪ .‬يقال إنها كانت‪ ،‬كلما مرت على مجموعة بشرية‬ ‫أدهشتها بخيط عطر «ديور» الذي تخلفه وراءها‪.‬‬ ‫كل شيء بدأ عندما سحبها دجو وراءه‪ ،‬إذ لم يستطع تحمل‬ ‫نظرات الحاضرين لها‪ ،‬وتغزلهم بجمالها‪ .‬كان يكره التجمعات‬ ‫واللقاءات وابتسامات الغواية‪ ،‬هو الذي يمضي الساعات الطوال‬ ‫في العزلة‪ ،‬وقراءة الكتب المصورة‪ .‬رحلتها إلى اليابان وغناؤها‬ ‫أمام الجيش األميركي حققا لها نجاحاً كبيراً‪ ،‬ومنحاها ثقة كبيرة‬ ‫بنفسها‪ ،‬األمر الذي عجل بفراقها مع زوجها‪ ،‬واستعادة حريتها‪.‬‬ ‫كان معروفاً على السيناتور كيندي أنه رجل نسائي‪ ،‬وكان‬ ‫يقضي جل وقته في سفينته الشراعية‪ ،‬مع جينيال فون بوست‪،‬‬ ‫عشيقته اإلسكندنافية‪ .‬كما كان يزور هوليوود من حين إلى‬ ‫آخر‪ ،‬ويلتقي الممثالت الجميالت ومنهن مارلين مونرو‪ .‬بعد أن‬ ‫وضعت في كفه الورقة الصغيرة في نهاية السهرة‪ ،‬لم يتأخر‬

‫عن مكالمتها‪ .‬يلتقيان ألول مرة في ساحل ماليبو‪ ،‬في بيت أحد‬ ‫أصدقائه‪ ،‬على حافة البحر‪.‬‬ ‫يصعد في الوقت نجمها‪ ،‬فتصبح محبوبة الجماهير الشبابية‬ ‫الواسعة والمعبرة عن انشغاالتهم وحريتهم مثل جيمس دين‪.‬‬ ‫ساعدها على االنتشار حبيبها السيناتور بعالقاته الواسعة‪ ،‬الذي‬ ‫سيصبح رئيساً ألميركا الجديدة‪ ،‬في ظل حرب باردة قاسية‪ .‬حتى‬ ‫بعد أن أصبح رئيساً مكلفاً بمصير أكبر دولة في العالم‪ ،‬لم يغير‬ ‫شيئاً من عاداته العشقية‪ .‬كان يمر بانتظام إلى كاليفورنيا فقط‬ ‫ليرى مارلين التي كانت قد تزوجت من جديد بالكاتب آرثر ميلر‪.‬‬ ‫عاشا تجربة حب محفوفة بمخاطر الحياة وضوابط البيت األبيض‪،‬‬ ‫لدرجة أن مدير إف‪ .‬بي‪ .‬آي ‪ FBI‬ج‪ .‬إدغار هوفر‪ ،‬كان يحرسه عن‬ ‫قرب‪ .‬وسجل ليالي الرئيس والممثلة الشقراء بكل تفاصيلها‪ .‬في‬ ‫النهاية‪ ،‬وتحت كثرة المالحظات‪ ،‬اضطر كيندي إلى االبتعاد عن‬

‫حبيبته ألن أميركا كلها كانت في الميزان‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬شكاوى‬ ‫زوجته جاكي التي بدأت تهدد بفضح هذا الجنون بالطالق‪ .‬كان‬ ‫مجبراً على التخلي عنها ولو لوقت‪.‬‬ ‫لم تتحمل مارلين هذا الوضع الذي جعلها تواجه جاكي‬ ‫فأقرت لها بعالقتها بزوجها‪ ،‬والبيت األبيض الذي كان يعرف‬ ‫بالصور والتسجيالت الصوتية كل ما كان يدور في ماليبو‪ ،‬إلى‬ ‫أن جاء يوم ‪ 19‬مايو ‪ 1962‬عندما غنت في عيد ميالد كيندي‪ ،‬في‬ ‫«الماديسون سكوير غاردن»‪ .‬بعد االحتفال‪ ،‬قضيا معاً ليلة طويلة‬ ‫كانت هي ليلة الوداع‪ ،‬ألنه ما سيحدث بعدها سيكون تراجيديا‪.‬‬ ‫بعد شهرين من تلك الليلة‪ ،‬وجدت مارلين ميتة في بيتها‪ ،‬قتل‬ ‫في غالف انتحار‪ .‬بعد موتها بسنة‪ ،‬اغتيل كيندي في داالس‪.‬‬ ‫وبذلك تنتهي عالقة حب كبيرة خارج كل النظم‪ ،‬بين رئيس أكبر‬ ‫دولة‪ ،‬وأجمل ممثلة سينمائية‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫المهرجان الدولي‬ ‫للعود بتطوان‬ ‫يحتفي بالعود‬ ‫في دورة افتراضية‬ ‫في تجربة هي األولى من نوعها في المغرب‪ ،‬تواصل‬ ‫مدينة تطوان بشمال المغرب مراكمة تجربتها الفنية التي‬ ‫امتدت لـ ‪ 21‬سنة من االحتفاء بسلطان اآلالت‪ ،‬آلة العود‪،‬‬ ‫حيث سيكون الجمهور المغربي والعربي هذه المرة على‬ ‫موعد مع دورة افتراضية من فعاليات المهرجان الدولي‬ ‫للعود في الذي تنظمه وزارة الثقافة المغربية تحت شعار‬ ‫«أوتار من وحي الحجر»‪ ،‬والذي أضحى يحظى بقيمة كبيرة‬ ‫في مشهد المهرجانات الفنية بالمغرب باعتباره أعرق‬ ‫مهرجان يحتفي بالعود في الوطن العربي‪ .‬كما أضحى من‬ ‫المواعيد القارة التي تحظى‬ ‫بمكانة خاصة ومتميزة‬ ‫في خريطة المهرجانات‬ ‫الثقافية الوطنية والعربية‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫وح��س��ب ب�لاغ للجنة‬ ‫المنظمة للمهرجان فقد‬ ‫«اس��ت��ط��اع ال��م��ه��رج��ان‬ ‫الدولي للعود خ�لال ‪21‬‬ ‫سنة دورة أن يراكم تجربة‬ ‫فنية تحتفي بسلطان‬ ‫اآلالت آل��ة ال��ع��ود‪ ،‬ففي‬ ‫ك��ل دورة يحقق نجاحا‬ ‫ب��اه��را وارت��ب��اط��ا واضحا‬ ‫مع جمهوره الخاص مما‬ ‫جعل مدينة تطوان تتبوأ‬ ‫ال��ص��دارة ف��ي أن يكون‬ ‫المغرب البلد الوحيد الذي‬ ‫يحتضن تظاهرة راقية‬ ‫مميزة استمرت لسنوات‬ ‫ح��ي��ث وص��ل��ت دورت��ه��ا‬ ‫الواحدة والعشرون‪».‬‬ ‫فعلى م��دى عشرين‬ ‫يوما متتالية سيعيش‬ ‫ال��ج��م��ه��ور ال��م��غ��رب��ي‬ ‫وال��ع��رب��ي على إيقاعات‬ ‫موسيقى العود مع أزي��د من ‪ 30‬فنانا‪ ،‬من المغرب‪،‬‬ ‫فلسطين‪ ،‬اليونان‪ ،‬إيران‪ ،‬العراق‪ ،‬سوريا‪ ،‬األردن‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫مصر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الكويت وإيران‪.‬‬ ‫وعن دافع تنظيم هذه الدورة االفتراضية‪ ،‬جاء في‬ ‫بالغ إدارة المهرجان بان « إدارة المهرجان مصرة على‬ ‫متابعة تنظيمه واالرتقاء به دون انقطاع‪ ،‬احتراما لجمهور‬ ‫المهرجان الذي يعتبر رأسماله الحقيقي والسند والمدعم‬ ‫الرئيسي باعتراف أبرز الفنانين الذين شاركوا في مختلف‬ ‫ال��دورات‪ ،‬واستجابة النتظارات المتتبعين والمهتمين‬ ‫بهذا الفن الراقي خاصة وأن الدورة االفتراضية ستسمح‬ ‫لنا باالنفتاح على جمهور أوسع من مختلف بقاع العالم‪،‬‬ ‫وستزيد من إشعاع وترويج للمهرجان‪».‬‬ ‫وعن برنامج الدورة االفتراضية‪ ،‬صرحت السوبرانو‬

‫المغربية سميرة القادري المديرة الفنية للمهرجان‬ ‫«سنكون مع تجربة فنية وإنسانية تجمع حساسيات فنية‬ ‫من مختلف البلدان في هذه الظروف االسثنائية‪ ،‬كما‬ ‫ستكون فعاليات المهرجان زاخرة بالورشات التربوية‬ ‫والتثقيفية والتكوينية في صناعة وتعلم تقنيات العزف‬ ‫على آلة العود يؤطرها نخبة من ألمع العازفين من‬ ‫المغرب وسوريا واي��ران‪ ..‬ذون أن ننسى أقوى لحظات‬ ‫المهرجان الذي راكم تجربة جيدة طوال عشرين سنة‪،‬‬ ‫وستكون فرصة الستحضار ذاك��رة قوية ك��ان مسرح‬ ‫إس��ب��ان��ي��ول ف��ض��اء لها‪،‬‬ ‫ومكانا الستقبال نخبة من‬ ‫ألمع العازفين في العالم»‬ ‫وتضيف السوبرانو سميرة‬ ‫ال���ق���ادري أي��ض��ا ب���أن «‬ ‫المشاركة النوعية لكل‬ ‫هؤالء العازفين من مختلف‬ ‫البلدان في دورة افتراضية‬ ‫واستثنائية يعشيها العالم‬ ‫بفعل جائحة كوفيد ‪،19‬‬ ‫يؤكد م��رة أخ��رى بالدور‬ ‫األسمى للمبدع ووعيه‬ ‫ف��ي م��واج��ه��ة المحن‬ ‫وتدبير األزمات‪ .‬من خالل‬ ‫الموسيقى والفن الراقي»‬ ‫أم���ا ال��س��ي��د أح��م��د‬ ‫العلوي المدير اإلقليمي‬ ‫ل��وزارة الثقافة والشباب‬ ‫والرياضة قطاع الثقافة‬ ‫ب��ت��ط��وان‪ ،‬ف��ص��رح ب��أن‬ ‫الدورة االقتراضية « تأتي‬ ‫في ظرفية الحجر الصحي‬ ‫وما ترتب عنه من إجراءات‬ ‫احترازية للحد من انتشار‬ ‫وب���اء كوفيد ‪ ،19‬حيث‬ ‫باردت المديرية االقليمية‬ ‫للثقافة بدعم من وزارة‬ ‫الثقافة والشباب والرياضة‪ ،‬قطاع الثقافة‪ ،‬إلى تنظيم‬ ‫هذه ال��دورة االفتراضية‪ ،‬للحفاظ على جسور التواصل‬ ‫عن بعد مع جمهور وعشاق هذه التظاهرة الفنية القائمة‬ ‫بانتظام منذ ازيد من عقدين من الزمان في رحاب مدينة‬ ‫تطوان التي تستقبلها كل سنة بشغف متجدد‪ ،‬حتى‬ ‫أصبحت معه إدارة المهرجان مدعوة الستجابة انتظارات‬ ‫الجمهور المتطلع الى جديد التجارب الموسيقية الفنانين‬ ‫المشاركين»‬ ‫الجدير الذكر بأن برنامج فعاليات المهرجان الدولي‬ ‫للعود في دورت��ه االفتراضية سيعرف احتفاء افتراضيا‬ ‫بجائزة الزرياب‪ ،‬من خالل التعريف بها وبث ابرز الحفالت‬ ‫التي شهدت تسليم هذه الجائزة ألجود الفنانين عالميين‬ ‫ومغاربة ‪ ،‬إلى جانب بث حفالت التكريم التي عرفتها‬ ‫الدورات السابقة‪.‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫حلول الذكرى الخامسة لوفاة العالمة‬ ‫سيدي عبد اهلل المرابط الترغي‬

‫صدور مجلة إيقاظ‬

‫صدور كتاب ذ‪ .‬يونس السباح‬


‫‪14‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫الشمال التربوي‬ ‫حوار مع الباحث‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫نورالدين زويتني‬ ‫حاوره عبد اإلله المويسي‬ ‫األستاذ نورالدين‪...‬ما هي في‬ ‫نظرك السياقات التي تحكمت في‬ ‫تبني سياسة التعليم الخصوصي عندنا‬ ‫بالمغرب ؟‬

‫شكرا األستاذ عبد اإلله المويسي أوال على طرح‬ ‫موضوع التعليم الخصوصي في هذا الظرف االستثنائي‬ ‫والعصيب على كافة األصعدة ومنها بشكل خاص‬ ‫التربية والتعليم مع التركيز على التعليم الخصوصي‬ ‫لما يعرفه ه��ذه األي��ام من شد وج��ذب بين أط��راف‬ ‫مختلفة‪ .‬أشكرك ثانيا على تشريفك لي بهذا الحوار‬ ‫حول الموضوع لكونك لمست اهتمامي به الذي ينبع‬ ‫من اهتمامي بميدان التربية والتعليم‪ ،‬فقبل كوني‬ ‫باحثا جامعيا وأديبا أنا أستاذ مارست التعليم بمختلف‬ ‫مستوياته وأسالكه بدءا من التعليم األساسي إلى‬ ‫الثانوي إلى العالي‪ ،‬كما اشتغلت فترات في مدارس‬ ‫خصوصية‪ ،‬منها على األخص المدرسة األمريكية بالدار‬ ‫البيضاء أكاديمية جورج واشنطن التي اشتغلت بها‬ ‫ثالث سنوات‪.‬‬ ‫للجواب عن السؤال أقول أن هناك عدة سياقات‬ ‫تحكمت في تبني المغرب لسياسة التعليم الخصوصي‪،‬‬ ‫والحديث عنها يتطلب في الحقيقة بحثا منهجيا شموليا‬ ‫ال نطمح إليه في هذه العجالة‪ ،‬على أننا يمكن أن‬ ‫نذكر بعض السياقات المعروفة التي ال يتجادل فيها‬ ‫اثنان كالسياق التاريخي الوطني الذي يخص التعليم‬ ‫الحر كما كان يعرف قبل استقالل المغرب وبعده‬ ‫لفترة‪ ،‬والذي نشأ آنذاك بمبادرات من طرف مغاربة‬ ‫وطنيين مقابل التعليم الرسمي العصري الذي أتي‬ ‫به المستعمر الفرنسي‪ .‬لكن يجب الوقوف هنا على‬ ‫مسألة مهمة وحاسمة تميز التعليم الحر آنذاك وهو‬ ‫غياب هيمنته الهاجس التجاري من جهة ومن جهة‬ ‫أخرى توفره على مشروع وطني كبير يتمثل في تمكين‬ ‫التلميذ للحفاظ على هويته ومقاومة وشحذ وعيه‬ ‫وهمته وحسه النقدي والوطني إلجهاض إيديولوجيا‬ ‫المستعمر‪ ،‬لكن بعد االستقالل (وهنا أتساءل هل‬ ‫يمكن الحديث فعال عن عالقة استمرارية بين التعليم‬ ‫الحر وما بات يسمى بالتعليم (الخصوصي) سيعرف‬ ‫التعليم الحر مرحلة انتقالية من كونه حامال لمشروع‬ ‫وطني أساسا إلى تحوله إلى مشروع تجاري مربح يسيل‬ ‫لعاب المقاول المستثمر خصوصا في الثمانينات مع‬ ‫التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي عرفتها البالد‬ ‫منها على سبيل المثال ظهور األسرة العصرية داخل‬ ‫الطبقة المتوسطة التي كانت بحاجة لمؤسسات ترعى‬ ‫األبناء في غياب كال الزوجين عن البيت طيلة النهار وما‬ ‫واكب المرحلة من حضانات ورياض أطفال ستتطور‬ ‫فيما بعد مؤسسات للتعليم األساسي سوف تبدأ في‬ ‫التناسل كالفطر لما توفره من خدمات ال تتوفر في‬ ‫التعليم العمومي كالنقل واألدوات التعليمية العصرية‬ ‫والمرونة اإلدارية كاستقبال الحاالت الغير مرغوب فيها‬ ‫أو حتى الميئوس منها في التعليم العمومي وغيرها‬ ‫مستغلة في ذلك أيضا مشاكل التعليم العمومي من‬ ‫اكتظاظ وبعد وتراخ أمني وإداري في بعض المؤسسات‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫إلى جانب السياق التاريخي الذي أشرنا إليه هناك‬ ‫السياق التربوي اإلصالحي الذي ساهم بشكل كبير في‬ ‫تقوية التعليم الخصوصي وأعني أساسا احتفال الميثاق‬ ‫الوطني للتربية والتكوين به على اعتباره رافعة مضافة‬ ‫للتعليم العمومي في النهوض بقطاع التربية والتكوين‪،‬‬ ‫وبعد ذلك رهان البرنامج االستعجالي عليه‪ ،‬وما صاحب‬ ‫ذلك من توصيات وتدابير لتأهيل التعليم الخصوصي‬ ‫والرفع من جودته ومردوديته‪ ،‬وكلها عوامل زادت من‬ ‫مصداقية هذا التعليم في عين المواطن وساهمت في‬ ‫تلميع صورته وتشجيع حتى من هب ودب لالستثمار‬ ‫فيه‪.‬‬

‫هل يمكن للمدرسة الخصوصية‪،‬‬ ‫في تقديركم‪ ،‬أن تكون بديال عن‬ ‫المدرسة الوطنية العمومية؟‬ ‫ال أعتقد بتاتا أن المدرسة الخصوصية ستكون‬ ‫يوما ما بديال للمدرسة الوطنية العمومية‪ ،‬بل ال أعتقد‬ ‫حتى أن أباطرة التعليم الخصوصي لديهم هذه الرؤية‪،‬‬ ‫ألن رؤية مثل هذه تتطلب مشروعا تربويا اجتماعيا‬ ‫واقتصاديا وسياسيا هائال ومتكامال ال قبل للقائمين‬ ‫على التعليم الخصوصي به‪ ،‬على األخ��ص في ظل‬ ‫طغيان البعد التجاري بشكله الفج كما ظهر مؤخرا في‬ ‫ظل تداعيات األزمة التي أفرزها الكوفيد ‪ .19‬أضف‬ ‫إلى ذلك أن المدرسة الوطنية العمومية هي الضامن‬ ‫الوطني للحق في التربية والتكوين مثلها في ذلك‬ ‫مثل القطاعات العمومية األساسية كقطاع الصحة‬ ‫العمومية الضامن لحق المواطن في الصحة‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين كافة المواطنين‬

‫والفئات االجتماعية‪ ،‬إذ المدرسة الخصوصية تستهدف‬ ‫إن ضمنيا أو ظاهريا مواطنين وفئات معينة مستعدة‬ ‫وقادرة على شراء خدماتها‪ .‬فالمدرسة األمريكية جورج‬ ‫واشنطن التي اشتغلت بها على سبيل المثال مدة من‬ ‫الزمن كانت واضحة جدا في استهدافها أبناء الطبقة‬ ‫المتوسطة العليا ‪ upper middle class‬بالدار‬ ‫البيضاء من أطباء ومحامين ومقاولين وغيرهم‪ ،‬ورؤيتها‬ ‫وخدماتها وخطابها كانت كلها موجهة هذا االتجاه مما‬ ‫حقق لها ‪ fhgtug‬نجاحا باهرا‪ .‬المدرسة العمومية‬ ‫أيضا هي ضامن الفئات الفقيرة والدنيا التي تمثل‬ ‫األغلبية‪ ،‬في السعي نحو الرقي االجتماعي واالقتصادي‬ ‫والمعرفي‪ .‬وهي أيضا ضامن تمكين وبناء الهوية‬ ‫الوطنية بمعزل عن األهواء المقاوالتية والربحية‪.‬‬

‫معلوم أن المدرسة العمومية‬ ‫كانت دائما مجاال خصبا لالستثمار في‬ ‫القيم الوطنية وفي العنصر البشري‪،‬‬ ‫هل يمكن لتعليم خصوصي ذي‬ ‫طابع «ربحي» أن يساهم في بناء‬ ‫الشخصية الوطنية؟‬

‫حتى نكون موضوعيين وال ننجرف في غضون‬ ‫انتقادنا للتعليم الخصوصي إلى تحمس غير مشروط‬ ‫للتعليم العمومي‪ ،‬ينبغي التوكيد على ثالثة أمور‪ ،‬أولها‬ ‫اختالل وتدهور التعليم بشكل عام في المغرب بغض‬ ‫النظر عن كونه عموميا أو خاصا‪ ،‬وثانيا ضرورة النظر‬ ‫للتعليم الخصوصي كداعم للتعليم العمومي ال بديل‬ ‫له‪ ،‬وثالثا االنتباه إلى ما أشار إليه األستاذ محمد بنقدور‬ ‫الوهراني مؤخرا في أحد مقاالته من تنوع واختالف‬ ‫وتراتبية تطبع التعليم الخصوصي‪ .‬ذكرت هذا التنوع‬ ‫الذي أشار إليه السي محمد بنقدور الوهراني لكون‬ ‫األستاذ أثار نقطة هامة تخص ارتباط المؤسسات‬ ‫التعليمية الخصوصية بعقلية وثقافة وفكر ورؤية‬ ‫وفلسفة أصحابها‪ .‬هذه الرؤية في نظري هي العامل‬ ‫الحاسم في مقدار األهمية المعطاة لبناء القيم الوطنية‬ ‫أو تهميش هذه األهمية من مؤسسة خصوصية إلى‬ ‫أخ��رى‪ .‬أضف إلى ذلك بناء على مالحظة سي محمد‬ ‫بنقدور الوهراني أن المؤسسات التعليمية األجنبية‬ ‫الكبرى على سبيل المثال في المغرب سواء الفرنسية‬ ‫أو األمريكية أو غيرها من المدارس الخصوصية الكبرى‬ ‫التي يتنهج نهجها ال يهمها في شيء بناء القيم‬ ‫الوطنية للتلميذ المغربي أو شخصيته الوطنية الرتباط‬ ‫هذه المؤسسات األجنبية بثقافاتها الوطنية أمريكية‬ ‫أو فرنسية أو فرانكوفونية‪ .‬وبالمناسبة تجدر اإلشارة‬ ‫إلى خطر مثل هذه المؤسسات على الشخصية الوطنية‬ ‫لكون خريجيها يتبوءون ع��ادة مواقع القرار عندما‬ ‫يكملون تعليمهم العالي في الدول الغربية ويعودون‬ ‫إلى المغرب‪.‬‬ ‫وعودة إلى األمر األول الذي ذكرته بشأن االختالالت‬ ‫الكبيرة التي يعرفها التعليم والتكوين عموما يمكن‬ ‫القول أنه بالرغم من ذلك‪ ،‬وبالرغم من أن المدرسة‬ ‫العمومية تكاد تعيش اليوم وضعا يسير أحيانا عكس‬ ‫القيم والرسالة التربوية التي تنشرها‪ ،‬مما أفقدها‬ ‫نصيبا من المصداقية إال أن هذه المدرسة العمومية‬ ‫تظل المجال ال��ذي ال يمكن أن يتحقق المشروع‬ ‫التربوي الوطني بشكل شمولي أي كمشروع مجتمعي‬ ‫إال عبره ومن خالله‪ .‬وأزمة الكوفيد ‪ 19‬التي نمر بها‬ ‫منحت المواطنين الفرصة للوقوف على أهمية القطاع‬ ‫العمومي بشكل عام بما في ذلك أهمية المدرسة‬ ‫العمومية وض��رورة التفكير بجدية في حل معضالت‬ ‫التعليم العمومي بعيدا عن االتكاء على وهم اإليمان‬ ‫بالعصا السحرية للقطاع الخاص في المساعدة على حل‬ ‫تلك المعضالت‪ .‬نحن نرى اآلن عودة الوعي بأهمية‬ ‫قوة الدولة والقطاعات العمومية في تدبير األزمة التي‬ ‫نمر بها حتى في دول عظمى كانت حتى وقت قريب‬ ‫تؤمن بالدور الخارق للقطاع الخاص الذي اتضح أنه لم‬ ‫يكن سوى عمالق من ورق‪.‬‬

‫ولكن كيف نفسر إقبال المغاربة‬ ‫على التعليم الخصوصي؟‬ ‫اإلقبال على التعليم الخصوصي مرتبط أشد‬ ‫االرتباط بعملية اإلجهاز الشبه الممنهج إن لم نقل‬ ‫الممنهج على التعليم العمومي والذي ابتدأ تسارع‬ ‫وتيرته ابتداء من الثمانينات‪ ،‬حيث نجد أن تصاعد نمو‬ ‫عدد البالغين سن التمدرس كان يقابله بشكل غريب‬ ‫انخفاض في وتيرة إنشاء المدارس وفي الميزانية وفي‬ ‫جودة التكوين وفي األساتذة المتخرجين مما انعكس‬ ‫سلبا على مختلف مجاالت التعليم العمومي من اكتظاظ‬ ‫وفتور حماس وغيره‪ .‬فكان أن اغتنم التعليم الخصوصي‬ ‫بعضا من هذه الثغرات ليتألق في مسائل بدا أن‬

‫المدرسة العمومية أخفقت فيها‪ .‬مثل انعدام االكتظاظ‬ ‫بالمدارس الخصوصية‪ ،‬وتتبع هذا المدارس للتلميذ‪،‬‬ ‫ومرونتها في التواصل المستمر مع اآلباء‪ ،‬وصرامتها‬ ‫في مسألة غياب األساتذة والحرص على تعويض‬ ‫حصص الغياب‪ ،‬وإيالئها أهمية ألنشطة تفتح التلميذ‪،‬‬ ‫وهي كما نرى مسائل كانت تميز بشكل قوي المدارس‬ ‫العمومية في الماضي دون استثناء وال ننكر أنها ال زالت‬ ‫تميز بقوة بعضا من المدارس العمومية‪.‬‬

‫خالل أزمة كورونا عاشت المدرسة‬ ‫الخصوصية فضيحة كبرى جراء‬ ‫مطالبتها بالتعويض المالي من‬ ‫صندوق محاربة الوباء‪ ،‬ونتيجة ذلك‬ ‫قوبل مطلبها باستهجان كبير من‬ ‫قبل المغاربة‪ ،‬هل ممكن أن يؤشر‬ ‫هذا على وعي استجد عند المغاربة‬ ‫بخصوص األبعاد التجارية للمدرسة‬ ‫الخصوصية؟‬ ‫أكيد أن استهجان المغاربة لمطلب المدارس‬ ‫الخصوصية باالستفادة من صندوق محاربة الوباء دليل‬ ‫على صحوة ما ووعي لدى المغاربة بما بدا لهم انتهازية‬ ‫ممجوجة لشريحة من القائمين على هذا القطاع‪...‬‬ ‫ربما تكون انتهازية ولكن أيضا خوفا ورهابا لدى‬ ‫أرباب التعليم الخاص مما ينتظرهم مستقبال تبعا لما‬ ‫ذكرته سابقا من هشاشة القطاع الخاص عامة والتي‬ ‫انكشفت بشكل جلي خالل الوباء‪ .‬وفي كلتا الحالتين‬ ‫س��واء كانت المطالبة تعبيرا عن انتهازية أو خوف‬ ‫فإنها زعزعت ثقة المواطن في رصانة ومصداقية هذا‬ ‫التعليم الخصوصي‪ .‬وهو أمر سيلقي بظله لفترة على‬ ‫هذا التعليم ألن تزعزع الثقة في مصداقية هذا القطاع‬ ‫مقابل القوة النسبية التي ظهر بها القطاع العمومي‬ ‫بشكل عام خالل أزمة الوباء‪ ،‬قلت أن تزعزع الثقة هذا‬ ‫سيحدو بالعديد من اآلباء والمواطنين والمعنيين من‬ ‫قريب أو بعيد بالتعليم إلى مساءلة العديد من القناعات‬ ‫بخصوص نجاعة التعليم الخصوصي وأيضا تحميل‬ ‫الدولة مسؤولية البدء بشكل جدي ومنهجي في توجيه‬ ‫الموارد لتطوير البنيات التحتية والرأسمال البشري في‬ ‫التعليم العمومي‪.‬‬

‫في نظركم هل يخضع التعليم‬ ‫الخصوصي لمراقبة تربوية حقيقية‬ ‫من طرف الجهات المسؤولة‪ ،‬خصوصا‬ ‫على مستوى جدية التعامل مع ما‬ ‫يلقن داخل أقسامها‪ ،‬طبعا مع‬ ‫استحضار فقط لعنصر واحد وهو ما‬ ‫يتعلق بالتقويم التربوي الذي يعرف‬ ‫في المدارس الخصوصية تنقيطا‬ ‫صاروخيا قد تصل فيه النقطة في‬ ‫كثير من المواد إلى ‪ ، 20/20‬ناهيك‬ ‫إذا ما تحدثنا عن الكفاءة التربوية‬ ‫لألطر العاملة به؟‬ ‫مبدئيا يخضع التعليم الخصوصي لنفس القوانين‬ ‫والبنى التربوية التي يخضع لها التعليم العمومي‪ ،‬بدءا‬ ‫من المراقبة اإلداري��ة والتربوية فيما يخص البرامج‬ ‫ومناهج التدريس والبنيات التعليمية التحتية وكفاءة‬ ‫طاقم التدريس والمقررات والكتب المدرسية وغير‬ ‫ذلك من تفاصيل أخرى ينص عليها القانون ‪.00 – 06‬‬ ‫لكن يبدو أن واقع حال بعض المؤسسات الخصوصية‬ ‫يؤكد أنها بعيدة ع��ن االل��ت��زام بتلك اإلج���راءات‬ ‫والقوانين ربما في غياب إج��راءات رقابية صارمة أو‬ ‫غياب تفعيل مقتضيات تلك المراقبة مما نتجت عنه‬ ‫ظواهر واختالالت غريبة منها ما ذكرته عن التنقيط‬ ‫الصاروخي‪ .‬والسؤال هو هل فعال يثق اآلباء المغاربة‬ ‫بما في ذلك زبناء المدارس الخصوصيةـ في نقط‬ ‫المراقبة المستمرة‪ ،‬سنجد الجواب غالبا بالنفي‪ .‬هناك‬ ‫أيضا ظاهرة اعتماد كتب أجنبية فرنسية أو غيرها في‬ ‫برامج هذه المدارس سعيا منها للتميز وإبهار الزبون‬ ‫ومنافسة المدارس الخصوصية األخرى‪ ،‬متناسية أن‬ ‫هذه الكتب إنما صممت على خلفية ثقافية وتربوية‬ ‫مختلفة عن الخلفية الثقافية والتربوية للتلميذ المغربي‬ ‫مما يساهم أحيانا في استالبه وخلخلة منظومة القيم‬ ‫لديه‪ .‬هذا عالوة على العبء المادي الذي تشكله تلك‬ ‫الكتب لغالء أسعارها الذي قد يضاعف عشر مرات ثمن‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الكتاب المغربي من نفس الحجم والتخصص‪ .‬وقد كان‬ ‫أحرى بهذه المؤسسات إذا لم تكن راضية أو مكتفية‬ ‫بالكتاب الوطني المتاح أن تفكر في سبل تطوير‬ ‫البحث التربوي عبر شراكات أكاديمية وتربوية والخروج‬ ‫بخالصات وأرضيات ديداكتيكية لتأليف كتب مدرسية‬ ‫وطنية تتماشى ورؤيتها‪ .‬لذلك على الوزارة أن تتخلى‬ ‫عن تساهلها في تطبيق اإلج��راءات التي يسمح بها‬ ‫القانون ربما بحجة تشجيع هذه المدارس أو غيرها من‬ ‫األسباب التي ال نعرفها‪.‬‬

‫السومات المالية التي تطالب بها‬ ‫المدارس الخصوصية منهكة جدا‬ ‫لميزانية األسر المغربية‪...‬أال يفترض‬ ‫األمر ان يحصل تدخل من طرف الدولة‬ ‫في تحديدها؟‬

‫مسألة السومات التي تطالب بها المدارس‬ ‫الخصوصية فعال أمر يقض مضجع األسر المغربية ذات‬ ‫الدخل المتوسط‪ ،‬علما أن هذه السومات تتزايد مع‬ ‫بداية كل سنة دراسية حيث تجد العديد من هذه األسر‬ ‫ذات الدخل المتوسط نفسها مكرهة على االستدانة‬ ‫للوفاء بمستحقات تدريس أبنائها ومستحقات أخرى‬ ‫طبعا للحفاظ على وضعها الفئوي أو الطبقي‪ ،‬وتجدر‬ ‫اإلش��ارة هنا إلى أن تقريرا للبنك الدولي كان قبل‬ ‫سنوات دق ناقوس تراجع حجم الطبقة الوسطى في‬ ‫المغرب بسبب ارتفاع تكاليف الخدمات ومن بينها‬ ‫تكلفة التمدرس‪...‬لذلك أعتقد فعال أن على الدولة أن‬ ‫تتدخل لتحد من هذا التسيب الملحوظ تحت ذريعة أن‬ ‫القانون ‪ 00 06-‬ال يتضمن تقنينا ألسعار التمدرس‪،‬‬ ‫ألن األمر يتعدى مسألة األسعار حسب العرض والطلب‬ ‫ومسألة اختالف موقع وجودة وخدمات المدارس إلى‬ ‫ارتفاع غير مبرر أحيانا‪ .‬وفي غياب ذلك على الجمعيات‬ ‫المعنية باألمر من جمعيات اآلباء وحماية المستهلك‬ ‫وغيرها أن تقوم بدورها كامال‪.‬‬

‫أال ترى معي أن وجود المدرسة‬ ‫الخصوصية يضرب مبدأ تكافؤ‬ ‫الفرص‪ ،‬إذا ما علمنا أن األسر ليس‬ ‫في مقدورها كلها تحمل المتطلبات‬ ‫المالية التي تفرضها هذه المدارس؟‬

‫طبعا‪ ،‬ال يحتاج المرء إلى كثير من التفكير ليرى‬ ‫أن التعليم الخصوصي ضرب لتكافؤ الفرص الذي‬ ‫نصت عليه عدة مواثيق دولية وعربية ووطنية بدءا‬ ‫من اتفاقية مكافحة التمييز في التعليم‪ ،‬إلى اتفاقيات‬ ‫حقوق الطفل‪ ،‬إلى الميثاق الوطني للتربية والتكوين‬ ‫دون أن نذكر نصوص الدستور عن المساواة في‬ ‫الحقوق والحريات‪ .‬فمستوى ارتفاع القدرة على شراء‬ ‫خدمات التعليم الخصوصي يترجم غالبا إلى ارتفاع‬ ‫فرص النجاح والولوج لتلميذ ما على تلميذ أخر بغض‬ ‫النظر عن المقدرات التعليمية الشخصية للتالميذ‪ ،‬وهو‬ ‫ما يدفع باآلباء للتدافع والتنافس في هذا الباب بل‬ ‫والتباهي أحيانا فيما بينهم‪ ،‬وهو أيضا ما تلتقطه العين‬ ‫واألذن التجارية ألرباب التعليم الخصوصي فتحوله‬ ‫إوزا يبيض ذهبا‪.‬هذا بغض النظر عن اإلمكانيات‬ ‫والتجهيزات المتاحة في المدارس الخصوصية وأيضا ما‬ ‫أسلفنا الحديث عنه من رفع نقاط المراقبة المستمرة‬ ‫ومن ثم معدالت الباكالوريا التي تؤهل هؤالء التالميذ‬ ‫للقبول والنجاح في مباريات المدارس العليا والكليات‬ ‫المحدودة االستقطاب على حساب فئات عريضة أخرى‬ ‫من التالميذ‪.‬‬

‫ما هي في نظرك اإلجراءات الالزمة‬ ‫إلعادة الثقة في المدرسة العمومية‬ ‫الوطنية؟‬

‫مسألة إعادة الثقة في المدرسة العمومية الوطنية‬ ‫ينبغي أن تدخل في إطار بناء مشروع مجتمعي شامل‬ ‫يشمل ما هو ثقافي واقتصادي وسياسي وغيره‪ .‬فعلى‬ ‫صعيد الدولة أوال ينبغي أن تكون هناك نية صادقة‬ ‫وواضحة لمراجعة االختيارات التي أدت إلى انتكاسة‬ ‫التعليم عموما والمدرسة العمومية على الخصوص‬ ‫وإج��راء قطيعة مع السياسات والحسابات الضيقة‬ ‫التي أجهزت على مكتسبات التعليم العمومي‪ .‬مواراة‬ ‫مع ذلك ينبغي القيام بتعبة شاملة من طرف كافة‬ ‫مكونات المجتمع للتوعية ب��دور وأهمية المدرسة‬ ‫العمومية الوطنية كقاطرة أساسية للتنمية‪ ،‬مع‬ ‫التأكيد على ضرورة تمتعها بالميزانية الالزمة والالئقة‬ ‫بالدور المجتمعي المنوط بها ومن ثم إعادة المكانة‬ ‫والجاذبية المفقودة لها‪.‬‬


‫‪15‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫الشمال التربوي‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫التواصل مفهوم وإجراء‬

‫«افْ َه ْم َع ْن َنفْ ِس َك َما تَقُ ُ‬ ‫ير َك»‬ ‫ول َُّ‬ ‫ثم ُر ْم ْأن يفه َم َع ْن َك َغ ُ‬

‫أبوحيان التوحيدي‬

‫دة‪ .‬فدوى أحماد‬

‫على سبيل بدء‪..‬‬ ‫للتواصل هدفان‪:‬‬ ‫األول‪ :‬تأهيل الفرد ليصبح منفعال فاعال في محيطه االجتماعي‬ ‫والمهني ‪..‬‬ ‫الثاني‪ :‬استثمار مؤهالته ومهاراته وقدراته وكفاياته تفعيال لحكامة‬ ‫تربوية بانية‪..‬‬ ‫يشهد عالمنا المعاصر اجتياحا للمكننة والرقمنة‪ ،‬وهذه التحوالت‬ ‫فرضت العناية بتلقين تقنيات التواصل والبحث في آليات لتعليمها بشكل‬ ‫منهجي وميسر لتعلم ونجاعة في التنزيل؛ ولذلك اهتمت المؤسسات‬ ‫التعليمية و العلمية خالل النصف الثاني من القرن العشرين بتدريس‬ ‫التواصل‪ ،‬وظهرت مؤلفات وتصنيفات في الموضوع‪ ،‬مع إضفاء سمات‬ ‫ديداكتيكية وبيداغوجية على المهارات والمعارف‪.‬‬

‫مدخل مفهومي‬

‫التواصل من فعل وصل وصال وصلة ؛ بمعنى خلق عالقة بين‬ ‫طرفين للوصول إلى غاية ما أو هدف معين‪ ،‬والتواصل يستدعي امتدادا‬ ‫تفاعليا‪ .‬وفي المعجم الفرنسي يعني إنشاء عالقة مع شخص أوشيء ما‪،‬‬ ‫أو بناء عالقة ديناميكية بين طرفين أو أطراف ‪ ،‬كما يفيد وجود صلة‬ ‫أو عالقة عامة مع اآلخرين ‪ ،‬أو تبادل الحديث بين متكلم ومستمع‪ ..‬أو‬ ‫مشاركة فرد أو مجموعة في إحساس أو موقف أو قضية وتطوير هذه‬ ‫المشاركة في وجهات معينة‪.‬‬ ‫واصطالحا يفيد نقل أخبار بوسائط إشارية بين مرسل و مرسل إليه؛‬ ‫استنادا إلى قنوات ترميزية‪..‬و إذا أردنا كلمة شاملة قلنا‪ :‬هو تبادل معان‬ ‫ومعلومات‪.‬‬

‫أنساق تواصلية‪:‬‬

‫حدد الجاحظ بعض هذه األنساق في خمسة مكونات‪:‬‬ ‫‪ .1‬النصية؛ بمعنى الحال الناطقة من غير لفظ أو إشارة‪..‬‬ ‫‪ .2‬اإلشارة؛ وتكون باأليدي واألعناق والحواجب والمناكب والثوب ‪..‬‬ ‫‪ .3‬العقد؛ وهو الحساب باليد بدل اللفظ والخط‪.‬‬ ‫‪ .4‬الخط؛ وهو كل تخطيط يشمل رسوما ووشوما ورقوما وخطوطا‪..‬‬ ‫‪ .5‬اللفظ؛ بمعنى الكالم المنطوق والمسموع‪.‬‬ ‫يتبين من هذا أن أنساق التواصل تعتمد الصورة أو الصوت‪ ،‬أو‬ ‫اإلش��ارة أوالحركة‪ ..‬و اإلس�لام عد كل أنماط السلوك البشري عمال‬ ‫مسؤوال؛ مما هو منصوص عليه في كتاب اهلل العزيز وسنة رسوله‬ ‫الكريم‪.‬‬

‫سياق تاريخي‬

‫حياة اإلنسان شبكة تواصالت مفتوحة‪ ..‬والتواصل ركن أساس من‬ ‫أركان الشخصية‪ ،‬ومقوم من مقومات الحضارة البشرية التي لم يكن‬ ‫باإلمكان تقدمها أصال لوال قدرة العقل البشري على نقل تجربته إلى‬ ‫األجيال الجديدة واالستفادة من تجارب السلف‪.‬‬ ‫لم يصبح التواصل علما إال في أواخر األربعينيات من القرن الماضي‪،‬‬ ‫وبالتحديد سنة ‪ 1948‬على يد مهندس موظف في شركة (بيل) للهاتف‬ ‫في الواليات المتحدة األمريكية يدعى (كلود شانون) ‪ ،‬وزميل له يدعى‬ ‫رين ويغر اللذين قدما نموذجا تقنيا لعملية التواصل‪ ،‬وتوجت جهودهما‬ ‫لدراسة الجوانب التقنية والعوائق الفنية التي تتسبب في عرقلة التواصل‬ ‫بين مرسل ومتلق‪ ،‬وقد صاغ الباحثان مشروعهما في خطاطة أضحت‬ ‫مرجعا وإطارا عاما لتحليل عمليات التواصل‪.‬‬

‫نماذج في التواصل واالتصال‪:‬‬

‫يمكن التمييز بين ثالثة أنماط كبرى ‪،‬هي‪:‬‬ ‫نماذج تقنية‪ :‬تهتم بالتواصل بين األفراد‪ ،‬ومن متفرعاتها ‪:‬‬ ‫نموذج هارولد السويل (‪)1948‬‬ ‫نموذج شانون وويفير (‪)1949‬‬ ‫نموذج رايلي ورايلي(‪)1959‬‬ ‫نماذج لسانية‪ :‬تعتمد على عناصر التواصل اللساني ومختلف آليات‬ ‫اإلبالغ والتلقي‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫نموذج فرديناند دوسوسير‪ :‬يتأسس نموذجه على تمييز بين اللغة‬ ‫والكالم‪ ،‬إذ يبين أن عملية تمثيل شكل االتصال اللغوي تتم في مستوى‬ ‫الكالم‪ ،‬أي على صعيد الفعل الفردي‪.‬‬ ‫نموذج رومان جاكبسون‪:‬و هذا النموذج أقرب النماذج اللسانية إلى‬ ‫نموذج التواصل المصوغ في نظرية التواصل عامة؛ إذ يستوعب أهم‬ ‫المكونات التي ال يمكن ألي تواصل االستغناء عنها‪.‬‬ ‫فالتواصل في هذا النموذج؛ يستلزم إضافة إلى المرسل والمتلقي‬ ‫سياقا‪ ،‬كما يستلزم اتصاال بمعنى قناة فيزيقية‪ ،‬وربطا نفسيا بين‬ ‫أطراف التواصل وَسَنَنًا‪ .‬ويميز جاكبسون بين وظائف لغوية تنبثق عن‬ ‫مكونات النموذج التواصلي هي ‪:‬‬ ‫الوظيفة االنفعالية والتعبيرية‬ ‫الوظيفة اإلبالغية أو اإلفهامية أو التأثيرية‬ ‫الوظيفة المرجعية‬ ‫الوظيفة اللغوية االنتباهية‬ ‫الوظيفة الواصفة للغة؛ الميتالغوية‬ ‫الوظيفة الشعرية‬

‫نموذج اسكيكينج ‪ :‬يقدم مقاربة تداولية للتواصل اللغوي في سياقه‬ ‫االجتماعي‪ .‬وهو متألف من عناصر هي‪:‬‬ ‫الوضعية؛ إطار زمكاني لحدث التواصل‬ ‫المشاركون؛ مرسل ‪ ،‬متلق‪ ،‬حاضرون لحدث التواصل‬ ‫الغايات؛ وهي المرامي والمقاصد والنتائج‬ ‫الوقائع؛ وهي مضمون الرسالة وشكلها‬ ‫النبرة أو األسلوب؛ صيغة األداء اللغوي‬ ‫األدوات؛ تضم قنوات الكالم وأشكاله‬ ‫المعايير؛ وهي األعراف والقواعد اللغوية المتعارف عليها‬ ‫األجناس؛ ويعنى بها أجناس الخطاب‪ :‬رسالة‪ ،‬قصيدة‪ ،‬مسرحية‪،‬‬ ‫محاضرة‪..‬‬ ‫نماذج سيكولوجية‪ :‬أسهمت النماذج السيكولوجية في إثراء العملية‬ ‫التواصلية‪ ،‬ومن متفرعاتها ‪ :‬نموذج نيوكومب‪ :‬الذي يقوم على مبدإ‬ ‫التوازن في العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫عناصر عملية التواصل ‪:‬‬ ‫يمكن التركيز على أهم أركانها وهي‪:‬‬ ‫المرسل‪ :‬باعث لمعلومات أو خطاب‪.‬‬ ‫المتلقي‪ :‬مستقبل الخطاب التواصلي‪.‬‬ ‫الرسالة‪ :‬مجموع المعاني المرسلة بهدف التأثير‪.‬‬ ‫السَّنَنُ‪ :‬رموز مستخدمة في نقل مضمون رسالة التواصل‪ ،‬و قد‬ ‫يكون لفظيا أو غير لفظي يشمل لغة الصمت و الجسد والرمز و المظهر‬ ‫واإلعراض والموقع ‪.‬‬

‫نموذج تواصل مهني في حقل التربية والتعليم‪:‬‬

‫التواصل المهني قائم على عالقات ضمن مؤسسة‪ ،‬أو مقاولة‪ ..‬في‬ ‫قطاعين عام و خاص‪،‬وله هدف لتحقيق مردودية و إنتاج وفائدة‪ ،‬كما أن‬ ‫المؤسسة المحتضنة للتواصل تسعى لتحقيق تطلعات المستفيدين من‬ ‫خدماتها‪.‬‬ ‫تمة تقنيات لهذا النوع من التواصل منها‪:‬‬ ‫التقرير؛ وهو سرد ألحداث ووقائع ومواقف شهدها المرسل سواء‬ ‫شارك فيها أم لم يشارك‪ ،‬بهدف تمكين الحاضرين من المعلومات‬ ‫والتحقق منها‪ ،‬وهو قسمان‪:‬‬ ‫تقرير موجز ‪ :‬يعتمد فيه وصف وسرد موضوعيان في صفحات‬ ‫محدودة‪ ،‬وتتجلى قيمته في كونه يأخذ طابعا رسميا فيعد مرجعا‪ ،‬ولذلك‬ ‫يتلى في نهاية االجتماع ويصادق عليه ويكون مضمونه ملزما‪ .‬وطرائق‬ ‫صياغته عديدة منها‪:‬‬ ‫*سردية معتمدة في اجتماع َّ‬ ‫مُنَظم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫*موضوعية معتمدة في اجتماع منفتح‪.‬‬ ‫تقرير مفصل‪ :‬معتمده تحليل و نقد وتقويم‪ ،‬وهو أكثر التقارير‬ ‫تداوال‪.‬‬ ‫ولعل ما يناسب هذا النوع من التقارير خطة سوسرا (‪)sosra‬‬ ‫وبيانها‪:‬‬ ‫● (‪ situation):s‬هي الوضعية‪ ،‬حيث يسعى المقرر إلى التذكير‬ ‫بالسياق وَا ْلمُ َال ِبسَاتِ والمعطيات‪.‬‬ ‫● (‪ observation):o‬المالحظة‪ ،‬وتقتضي عرض األحداث وسرد‬ ‫الوقائع والمعطيات‪.‬‬ ‫● (‪ sentiment):s‬حيث يعبر المحرر عن رأيه الشخصي ويصدر‬ ‫األحكام‪.‬‬ ‫● (‪ réflexions):r‬يشمل استدالال وبرهنة وإقناعا وحكما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وَبدائل وحلوال لمشكالت‪.‬‬ ‫● (‪ action) :a‬يضم مقترحات‬ ‫المذكرة؛ نص مكتوب من نصوص التواصل المهني الكتابي‪ ،‬وهي‬ ‫ذات طابع إداري رسمي من أجل إخبار أو تعميم أو تقنين ‪ ..‬و هي نوعان‪:‬‬ ‫*مذكرة آمرة؛ مصدرها سلم إداري تراتبي‪ ،‬يتم بواسطتها نقل‬ ‫ُ‬ ‫وَنُظم وهي ذات طابع إجرائي يتم تنزيله‬ ‫تعليمات و أحكام وقواعد‬ ‫ٍ‬ ‫بواسطة مراسلة إدارية في الموضوع‪.‬‬ ‫*مذكرة إخبارية؛ تهدف إلى إخبار الجهة المرسل إليها بمعلومات‬ ‫وبيانات ومعطيات‪ ..‬مع مراعاة اختصار ووضوح ودقة‪ .‬وتوجه إلى عموم‬ ‫اإلداريين والمسؤولين إلحاطتهم بمستجدات‪.‬‬ ‫المحضر؛ نص سردي يكشف وقائع وأحدثا وأقواال‪ ..‬ويمكن االقتصار‬ ‫على نوعين منه‪:‬‬ ‫*محضر عام؛ تدون فيه وقائع جلسة أو نقاش‪.‬‬ ‫*محاضر خاصة؛ تتسم بتضمينها بيانات تفصيلية (تاريخ االجتماع‪،‬‬ ‫مكانه‪ ،‬جدول أعماله‪ ،‬قائمة المشاركين‪ ،‬رئاسته‪ ،‬خالصاته العامة)‪.‬‬ ‫والجدير باإلبراز أن هذين النوعين من المحاضر يعتمدان وثيقة‬ ‫قانونية ملزمة‪.‬‬ ‫وبعد‪،‬‬ ‫فقد حرصت على إيراد بعض النماذج التواصلية وتقنياتها التي‬ ‫كانت ومازالت سائرة المفعول‪ ،‬إال أن التحديث اإلداري والتربوي مستند‬ ‫في وقتنا على معطيات علمية وتقنية جديدة على رأسها معطى الرقمنة‬ ‫بأشكاله الوظيفية الفعالة‪.‬‬ ‫ومن الجدير باألهمية في السياق اعتبار بعد التواصل وآلياته‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫بالعالقة مع ورشات اإلصالح التي يشهدها قطاع التربية والتعليم‪ ،‬وذلك‬ ‫لكون التواصل حلقة مهمة من حلقات التطوير‪ ،‬ال بل لعله رافعة أساسية‬ ‫يعول عليها في تيسير آليات الحكامة التعليمية‪ ،‬وذلك بإتاحة التشاور‬ ‫والمشاركة العريضة لكل الفاعلين في هذا القطاع؛ فقد عرفت المنظومة‬ ‫التربوية إصالحات لكونها دعامة أساسا لضمان مردودية وجودة في‬ ‫األداء مرتبطين بحاجات تنموية في مفهومها العام؛ وفي هذا السياق‬ ‫بين صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل في خطابه السامي‬ ‫بمناسبة عيد العرش بتاريخ ‪ 30‬يوليو ‪ 2015‬هذه الغاية‪:‬‬ ‫«في سياق اإلصالحات التي دأبنا على القيام بها من أجل خدمة‬ ‫المواطن‪ ،‬يظل إصالح التعليم عماد تحقيق التنمية‪ ،‬ومفتاح االنفتاح‬ ‫واالرتقاء االجتماعي‪ ،‬وضمان تحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل‬ ‫والفقر‪ ،‬ومن نزوعات التطرف واالنغالق‪ .‬لذا ما فتئنا ندعو إلصالح‬ ‫جوهري لهذا القطاع المصيري بما يعيد االعتبار للمدرسة المغربية‬ ‫ويجعلها تقوم بدورها التربوي والتنموي المطلوب»‬ ‫وبديهي أن اإلصالحات التي يشهدها الحقل التربوي والتعليمي‬ ‫ال تقتصر على مناهج ومقررات بل تتعداها للتنبيه على أهمية آليات‬ ‫التواصل الفعال‪ ،‬واتخاذ تدابير إلشراك كافة الفاعلين في الحياة المدرسية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية حتى تتمكن المؤسسة التربوية من أداء مهام‬ ‫منوطة بها على وجه مطلوب‪ .‬وتحقيقا لهذا‪ ،‬ركزت المنظومة اإلصالحية‬ ‫على ضرورة دمج قناة اتصال فاعلة بغية إنجاح عملية التواصل ‪ ،‬فتم‬ ‫خلق أرضية رقمية تدعم العالقات على المستويين الداخلي والخارجي؛‬ ‫مع منح صالحيات لتدبير فعال وتنظيم جيد؛ استرشادا بكل توجيهات‬ ‫الجهات المعنية‪ :‬الوزارة ‪ ،‬األكاديمية‪ ،‬المفتشية‪ ،‬اإلدارة المدرسية‪ ،‬هيأة‬ ‫التدريس‪ ،‬آباء وأولياء؛ وضمانا لهذا التنسيق تم استحداث بنيات إدارية‬ ‫أنيط بها اإلشراف على إعداد استراتيجية تواصلية واضحة المعالم‬ ‫وتنزيلها بشكل يحقق الجودة المطلوبة‪.‬‬ ‫وتأسيسا على هذا‪ ،‬يمكننا التمييز بين مستويين للتواصل المهني‬ ‫الرقمي وهما‪:‬‬ ‫تواصل رقمي داخلي؛ يعتمد فيه على وسائل وقنوات تسهل توفير‬ ‫المعلومات والتعليمات في وقت وجيز‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫* مجموعات على الواتساب؛ خاصة بكل فئة يتم خاللها تقاسم جميع‬ ‫المستجدات‪.‬‬ ‫*منصة تعليم‪.‬ما ‪ :‬وتشمل البريد االلكتروني العملي لجميع‬ ‫الموظفين‪ ،‬باإلضافة إلى منظومة مسار بالنسبة للتلميذات والتالميذ‬ ‫وهي منظومة معلوماتية متكاملة تمكن من إرساء طرق عمل جديدة‬ ‫للتدبير المدرسي على صعيد المؤسسات التعليمية وتكوين قاعدة‬ ‫معطيات وطنية شاملة توفر إمكانية التتبع الفردي للتلميذ ومساره‬ ‫الدراسي‪ ،‬باإلضافة إلى خاصية جديدة في موقع مسار الخاص بالسيدات‬ ‫والسادة األساتذة‪ ،‬وتتمثل في إمكانية إنشاء « األقسام االفتراضية »‬ ‫قصد التواصل عن بعد‪ ،‬و من جميل الصدف أن هذا النمط من التواصل‬ ‫عن بعد قد أشر في الظرفية الحالية – والعالم يعيش جائحة كورونا‪-‬‬ ‫على أهمية هذا النمط التواصلي الذي يضمن تكافؤ الفرص وتعويض‬ ‫انتظامية الحضور الفعلي إلى المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫تواصل رقمي خارجي‪:‬يمكن من إشراك المحيط األسري للمتعلم‬ ‫والمجتمع المحلي من جمعيات ومراكز ثقافية وغيرها‪ ،‬مما يخول لآلباء‬ ‫متابعة أنشطة أبنائهم ومسيرهم الدراسي‪ ،‬والمشاركة والتعاون بخلق‬ ‫فرص للمبادرة دون الحاجة للتنقل إلى المدرسة يوميا‪..‬كما يساعد‬ ‫التلميذ على المشاركة في كل األنشطة الثقافية والمسابقات العلمية‬ ‫والمشاريع التربوية‪ ..‬وهذا التواصل يعتمد خلق قنوات تواصلية رسمية‬ ‫متنوعة عبر وسائط ‪ :‬الفايسبوك‪ ،‬اليوتوب‪ ،‬التويتر واالنستنغرام‪ ،‬مواقع‬ ‫إلكترونية موحدة مفتوحة‪.‬‬ ‫أم��ام التحديات التي فرضها تطور تقنيات التواصل الرقمي ‪،‬‬ ‫أصبح لزاما على المؤسسات التربوية والتعليمية مواكبة هذه التغيرات‬ ‫وإدماجها في المنظومة العامة للتربية والتعليم‪ ،‬وهذا األمر يستدعي‬ ‫اعتماد الخبرة والتخصص في مجال التواصل وتقنياته‪.‬‬ ‫مراجع لالستئناس‪:‬‬

‫ محاضرات في تقنيات التواصل للدكتور حسني خالد‪.‬‬‫ المعين في تقنيات التعبير والتواصل‪،‬محمد التهامي ‪ ،‬منشورات جمعية الباحثين‬‫الشباب في اللغة واآلداب‪.2005 ،‬‬ ‫ اإلنسان ثمرة تواصل جسدي وعاطفي ولغوي وحسي بين والديه‪.‬‬‫ االتصال الفعال في العالقات اإلنسانية واإلدارة‪ ،‬مصطفى حجازي‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬‫للدراسات والنشر والتوزيع ط ‪.1990‬‬ ‫‪ -‬الرؤية االستراتيجية إلصالح منظومة التربية والتكوين ‪.2030 - 2015‬‬


‫‪16‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫حوار مع اإلعالمية المغربية‬

‫نادية‬ ‫الركيط‬

‫(الجزء الثاني)‬ ‫حاورها عبد اإلله المويسي‬

‫السيدة نادية‪ ،‬شخصيا أشعر وكأن‬ ‫عموم المغاربة يعيشون نوعا من‬ ‫«النوستالجيا» تجاه ‪ 2M‬بصيغتها‬ ‫التي تألقت فيها سابقا ؟‬ ‫نعم‪ ،‬وهذه حقيقة ال أحد يستطيع إنكارها أو‬ ‫تجاهلها‪ .‬وفي هذا السياق أقول أنه ينبغي التوقف‬ ‫عن القول بأن المغاربة يفضلون مشاهدة فقط‬ ‫البرامج باللغة العربية‪ .‬إن المغاربة موهوبون‬ ‫في مجال التمتع بالحديث عبر لغات متعددة‪،‬‬ ‫ويظهرون تفوقا كبيرا فيها‪ .‬وشخصيا عاصرت‬ ‫القناة وهي تقدم برامج بالعربية والفرنسية‪،‬‬ ‫وتعرض مقاطع من أفالم أجنبية كان يعدها‬ ‫ابراهيم سلكي باللغة اإلنجليزية‪ ،‬ورأيت أن نسب‬ ‫التفاعل مع كل هذا عالية جدا‪.‬‬ ‫إنه ألمر مؤسف حقا‪ ،‬أننا أفرغنا القناة الثانية‬ ‫من الجدوى بمعناها الحقيقي‪.‬‬

‫السيدة نادية‪ ،‬هل نستطيع‬ ‫امتالك الجرأة الالزمة لنقول أن‬ ‫‪ 2M‬تعرف اآلن نوعا من التراجع‬ ‫والتقهقر؟‬

‫بكل تأكيد‪ .‬غير أنني لست في التموقع‬ ‫األفضل لتقييم األمور أو الحديث بخصوص‬ ‫حقيقتها‪ ،‬لكنني‪ ،‬بما أنني قضيت مشواري كله‬ ‫بالقناة‪ ،‬أستطيع أن أقول لك بأنني جد حزينة لما‬ ‫آلت إليه وضعية قناة مثل ‪ ، 2M‬خصوصا وأنني‬ ‫سبق أن عشت أزهى وأنضج سنوات تألق القناة‪،‬‬ ‫في الفترة التي كان يتولى األستاذ نورالدين‬ ‫الصايل إدارتها‪ ،‬الذي ينبغي أن يحظى من قبلنا‪،‬‬ ‫هذا الرجل‪ ،‬بكل أشكال الثناء والتقدير والتكريم‬ ‫لما بذله من أجل إنقاذ القناة‪ .‬وهذا أمر يعترف به‬ ‫الجميع‪ ،‬بل إنه اقترح إضافات نوعية على البرمجة‬ ‫العامة واإلخراج العام للقناة‪ ،‬قد ال يسمح الوقت‬ ‫بحصرها جميعها اآلن‪.‬‬ ‫عندما أقرأ في الصحافة الوطنية انتقادات‬ ‫الذعة للقناة أحزن‪ ،‬وعندما أعلم أن مكاتب القناة‬ ‫بطنجة أغلقت ربما بسبب عجز أداء سومة كرائها‬ ‫أحزن أكثر‪.‬‬

‫حقيقية رائدة ألشخاص تافهين‪ ،‬في‬ ‫السياسة واإلعالم والثقافة والفن‪....‬‬ ‫هل أستطيع أن أقول اننا نعيش‬ ‫وضعا مشابها؟‬ ‫للحقيقة ال أتمنى ذلك‪ .‬وهنا اسمح لي أن‬ ‫أقول لك بأنني‪ ،‬بكل صدق‪ ،‬ال أُحمل قناة ‪2M‬‬ ‫المسؤولية وحدها‪ ،‬فمجيء شبكات التواصل‬ ‫االجتماعية والقنوات الرقمية كان لها دورها في‬ ‫هذا الوضع المتردي للقناة‪ .‬بمعنى أن األمر ال‬ ‫يتعلق بأشخاص تافهين أو ضعفاء مهنيا‪ ،‬ال‪...‬ال‬ ‫أستطيع أن أدعي هذا‪ ،‬بل أجرؤ على القول بأننا‬ ‫في المغرب نتوفر على كفاءات عالية المهنية‪،‬‬ ‫إنما المشكل الحقيقي هو أننا ال نضع األشخاص‬ ‫المناسبين في التموقعات الجيدة‪ .‬إنها مسألة‬ ‫ضعف الدقة في االختيارات‪.‬‬ ‫لكن اسمحي لي السيدة نادية‪ ،‬إذا كنا نبعد‬ ‫شخصيات قوية مثل نادية الركيط وثوريا الصواف‬ ‫وعمر سليم‪ ،‬وآخرين من نفس العيار كما سبقت‬ ‫اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬فأنا شخصيا أرى أنه هنا يمكن‬ ‫أن نطرح سؤال ‪.La Mediocratie‬‬ ‫ال‪..‬ال‪..‬رغم ذلك أجد أنه من القساوة أن نصف‬ ‫األمر بـ ‪ La Mediocracie‬عندنا‪ .‬ما هو مؤسف‬

‫المغاربة يستحقون األفضل لكنت غادرت‪.‬‬ ‫والدليل هو‪ ،‬كما أن أشرت لك سابقا‪،‬‬ ‫أنني قررت البقاء بالمغرب‪ .‬وفي نفس‬ ‫السياق أنا دائما أقول كإشارة قوية‬ ‫أننا إذا كنا نحب بلدنا حقا فينبغي‬ ‫علينا أن نتحمل كامل مسؤولياتنا‬ ‫لمساعدته‪ ،‬بما فيها الصبر على‬ ‫المتاعب التي قد يسببها لنا‪.‬‬

‫اآلن‪....‬ماذا تفعل‬ ‫نادية الركيط؟‬

‫أوال‪ ،‬دعني أقول لك‬ ‫أنني سعيدة جدا بما‬ ‫قمت به خالل مشواري‪،‬‬ ‫وبأنه ظل راسخا بالمغرب‪ ،‬أولها أنني ربحت دعوى‬ ‫تتعلق بحقوق المؤلف‪ ،‬حيث أنه كان قد تم سرقة‬ ‫«فكرة تلفزية» تعود في أصلها إلي‪ ،‬واألجمل في‬ ‫األمر أنها كانت أول قضية تعرض أمام المحاكم‬ ‫المغربية‪ .‬ثاني شيء هو أنني خالل سنة ‪2009‬‬ ‫قبلت أن تعرض صورتي مكشوفة وأنا حامل على‬ ‫غالف مجلة ‪ .Femmes Du Maroc‬وهو غالف‬ ‫سيظل تاريخيا بالنسبة للمغرب‪ ،‬ألننا كنا البلد‬ ‫العربي الوحيد وقتها الذي ستعرض فيه مجلة‬ ‫صورة امرأة مغربية مكشوفة وهي حامل‪ ،‬وأن هذه‬

‫من المسؤول في نظرك؟‬

‫أعتقد أن األمر يتعلق بسياسة اختيار األشخاص‬ ‫المناسبين لتدبير القناة‪ .‬أو ربما يتعلق األمر بإرادة‬ ‫ما‪ ،‬شخصيا ال أعرف هويتها أو مصدرها‪.‬‬ ‫صراحة أنا أقول أنه ينبغي علينا أن نكون‬ ‫واعين بأن إدارة قناة ليس باألمر الهين‪.‬‬

‫السيدة نادية‪ ،‬قرأت مؤخرا كتابا‬ ‫عنوانه ‪ La Mediocratie‬صدر‬ ‫مؤخرا للفيلسوف «الكندي أالن‬ ‫دونو»‪ ،‬وترجم إلى العربية تحت‬ ‫عنوان «نظام التفاهة»‪ ،‬يشير فيه‬ ‫إلى أن هناك سياسة خفية‪ ،‬أو لنقل‬ ‫إرادة خفية تعمل على إسناد أدوار‬

‫عندنا بالمغرب هو أننا نمنح االنطباع بأننا ال نتقدم‬ ‫إلى األمام‪ .‬وأمام هذا الوضع ال ينبغي أن نندهش‬ ‫عندما نرى بعض الكفاءات هي نفسها تفضل أن‬ ‫تغادر القناة‪ ،‬ولربما تفضل أن تبحث لنفسها عن‬ ‫وضع أفضل في مكان أفضل‪ .‬وأنا أؤكد لك أنني‬ ‫أتحسر كثيرا وأنا أرى حولي كفاءات عظيمة جدا ال‬ ‫تمنح لها فرصة إظهار ما تتوفر عليه وتتفوق فيه‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬أال تري معي أن المغاربة‬ ‫يستحقون ما هو أفضل على مستوى التلفزيون؟‬ ‫بكل تأكيد‪ .‬وإذا لم أكن اعتقد‪ ،‬برسوخ‪ ،‬بأن‬

‫المرأة تقيم بالمغرب وليس بالخارج‪.‬‬ ‫لماذا قبلت أن تُعرض صورتي هذه؟ ألنها‬ ‫ارتبطت بملف‪ ،‬أتصور أن قليلين قرؤوه‪ ،‬يتناول‬ ‫موضوع الظروف القاسية التي تلد فيها المرأة‬ ‫بالمغرب سنة ‪ ،2009‬والتي يمكن أن تؤدي بها‬ ‫إلى الموت‪ ،‬إلى غير ذلك مما يرتبط بالظروف‬ ‫االجتماعية الصعبة‪ .‬ولهذا أكرر أنني جد فخورة‬ ‫أنني باقية في بلدي‪ ،‬وأنني أواجه بنوع من‬ ‫الوعي بعض قضايا وطني التي تؤلمني في قلبي‪.‬‬ ‫ولست في حاجة إلى التذكير بأن هناك كثيرين‪،‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫عكس حالتي‪ ،‬يقيمون خارج المغرب ويوجهون‬ ‫االنتقادات من هناك‪ .‬وأنا وكأنني أردت أن أقول‪...‬‬ ‫تعالوا إلى جانبنا هنا داخل المغرب وناضلوا ضد‬ ‫ما ترونه وضعا مختال‪.‬‬

‫بخصوص موضوع صورة الغالف‬ ‫العارية‪ ،‬أريد فقط أن أذكرك بأنه‬ ‫اآلن تنتعش حركة نسائية مغربية‬ ‫قوية تطالب بالحريات الفردية تحت‬ ‫شعار «جسدي حريتي»‪ .‬بمعنى أن‬ ‫األمر يعتبر مطلبا عاما‪ .‬أليس كذلك؟‬

‫(تضحك)‪ .‬فعال‪ ،‬وهذا ما فعلته أنا منذ ‪،2009‬‬ ‫ولربما كنت سباقة إلى هذا الشكل من الوعي‬ ‫بالجسد‪ ،‬أو لربما هذا الوعي كان عليه أن يتبلور‬ ‫وقتئذ‪ .‬وأنا أقول في هذا السياق أن للمرأة حقوقها‬ ‫في جسدها أو في غير جسدها التي ينبغي أن‬ ‫تحترم فيها اختياراتها في السياقات العمومية‪...‬‬ ‫في الشوارع‪ ،‬في مقرات العمل وغيرها‪ .‬وأظن أن‬ ‫المرحلة مساعدة جدا اآلن مع هذا االنفجار في‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي االفتراضية التي تسمح‬ ‫بالتعبير على نحو واسع ضد المواقف المناهضة‬ ‫لحقوق المرأة‪ .‬وأنا شخصيا أجد أن المغرب في‬ ‫وضع مريح جدا مقارنة بالعديد من الدول العربية‬ ‫األخرى‪ ،‬على الرغم من االنتقادات التي توجه له‪.‬‬ ‫بالنسبة إلي مثال فأنا صراحة ال أتعرض ألية‬ ‫مضايقات وأنا أتجول في الشارع العام‪ ،‬وفي الحالة‬ ‫األسوأ أعرف كيف أدافع عن حقي وأناله‪ .‬بمعنى‬ ‫أنه ليس هناك فقط ما هو سلبي عندنا في هذا‬ ‫المجال‪ ،‬قد أتفهم أن هناك نساء في أوضاع صعبة‬ ‫ربما يتعرضن لما هو أسوأ‪ ،‬لكني رغم ذلك أقول‬ ‫أننا ينبغي أن نظل متفائلين بخصوص الحقوق‬ ‫النسائية‪ ،‬إضافة إلى أننا ينبغي أن نقيم نوعا‬ ‫من االعتبار المبني على الوعي بين الحقوق‬ ‫الفردية والحقوق الجماعية‪ .‬فقد أكون‪ ،‬على سبيل‬ ‫االفتراض‪ ،‬غير مزاولة لطقوس رمضان‪ ،‬لكني‪،‬‬ ‫بكل االحترام‪ ،‬لن أتجرأ بالسعي إلى استفزاز عامة‬ ‫الناس في مشاعرهم الدينية‪ ،‬خصوصا ونحن في‬ ‫بلد عربي مسلم‪ ،‬بالتعبير عن رغبتي في اإلفطار‬ ‫جهرا وأمام المأل وبالشارع العام‪ .‬عموما أنا أقول‬ ‫أنه ينبغي أن نقيم نوعا من التوازن بين ما هو‬ ‫حق عام ما هو حق خاص‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫من قلب أمستردام‬ ‫نادية بوخيزو‬

‫زيادة العنف المنزلي‬ ‫أثناء الحجر الصحي بسبب‬ ‫إجراءات الحجر الصحي‬ ‫مجال اختصاصي‪ .‬هناك بكل تأكيد من‬ ‫يكتب الشعر أفضل مني بكثير‪.‬‬

‫لم تفكري فقط في نشر‬ ‫ديوان شعري؟‬

‫ال‪..‬أبدا‪ ،‬ليس لدي هذه الميول‪.‬‬ ‫في المقابل أصدرت كتابا تحت عنوان‬ ‫«‪ »Entr Act ..Memories‬تحدثت‬ ‫فيه عن جميع الشخصيات والنجوم‬ ‫الذين استضفتهم خالل مشواري‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬مع إدراج الصور التي توثق‬ ‫لذلك‪ .‬هذا طبعا إلى كتاب «‪Femmes‬‬ ‫‪ »100‬الذي ستضمن صورا ونصوصا‬ ‫لنساء مغربيات مميزات‪.‬‬

‫هل تجدين نوعا من‬ ‫االختالف والتمايز بين عالم‬ ‫الكتابة وعالم اإلعالم؟‬

‫هل فكرت في العمل‬ ‫بقناة أخرى؟‬

‫أنا غادرت ‪ 2M‬منذ ‪ ،2005‬ولمدة‬ ‫عشر سنوات وأنا أشغل في شركة‬ ‫خاصة بي لإلنتاج‪ ،‬إضافة إلى أنني‬ ‫أقمت معرضا هائال بباب الرواح احتفاء‬ ‫بـ ‪ 100‬امرأة سنة ‪ ،2017‬وكان هذا‬ ‫المعرض استثنائيا جدا من حيث قيمته‬ ‫الرمزية‪ ،‬ثم أيضا أنجزت عمال رائدا‬ ‫مع التجاري وفا بنك حول دور الثقافة‬ ‫العامة بالمغرب‪.‬‬ ‫وهلل الحمد لم أشعر أني ربما‬ ‫انتهيت مع ‪ ،2M‬أو أنني انتظر شيئا‬ ‫من أي تلفزيون بشكل عام‪ .‬هكذا‬ ‫أنجزت مشاريع جيدة تناسبني وأظهرت‬ ‫كيف أنني أستطيع أن أقاوم كي أكون‬ ‫بالشكل الذي أرتاح إليه‪ .‬إضافة إلى‬ ‫أنني‪ ،‬كما سبق أن أشرت لك‪ ،‬حزينة جدا‬ ‫تجاه الوضع الذي آل إليه التلفزيون‪،‬‬ ‫فلم يعد نفس التلفزيون الذي كنا‬ ‫نشتغل به ونجعل من خالله الناس‬ ‫يحلمون بما هو أجمل‪ .‬والحقيقة أنني‬

‫مرتاحة جدا كون اسمي لم يرتبط بهذا‬ ‫الوضع‪ ،‬وأني غادرت القناة واتجهت‬ ‫لشيء آخر‪ ،‬وهذا لربما لحسن حظي‪.‬‬ ‫وطبعا ال ينبغي أن ننسى أن لدي طفال‬ ‫أرعاه وأخصص له جزء من اهتمامي‬ ‫ووقتي‪ .‬وبهذا أحقق الكثير من التوازن‬ ‫بين ما هو شخصي وما هو مهني‪.‬‬ ‫ولكن رغم ذلك فأنا منزعجة‬ ‫بخصوص بلدي التي أرى أنها تستحق‬ ‫األفضل بخصوص بعض القرارات التي‬ ‫تتخذ في حقه‪ ،‬إعالميا أقصد‪.‬‬ ‫دعنا اآلن نتحدث عن نادية الركيط‬ ‫الشاعرة‪ ،‬كيف جئت إلى الشعر؟‬ ‫(تضحك)‪ ،‬إنها فقط تجربة صغيرة‬ ‫خضتها ضمن كتاب جماعي تحت‬ ‫عنوان « ‪HOMMES SENSIBLES‬‬ ‫‪ ،« S’ABSTENIR‬كان على النساء أن‬ ‫يشاركن فيه بشيء ما حول «الرجل»‪.‬‬ ‫بمعنى أن األمر يتعلق فقط بمحاوالت‬ ‫شعرية أكتبها بين الفينة واألخرى‪،‬‬ ‫ولهذا أقول بكل الصدق أن الشعر ليس‬

‫طبعا أنا أحترم عالم الكتابة‪ ،‬وأجد‬ ‫أنها موهبة تتطلب وقتا أكثر مع تفكير‬ ‫أعمق‪ .‬وبالمناسبة فأنا أثمن مجهودات‬ ‫كل الكتاب الذين يمنحون حياتهم‬ ‫للتأليف والنشر من أجل امتاعنا بما‬ ‫يكتبون‪ ،‬عكس عالمنا نحن في اإلعالم‪،‬‬ ‫فأنا أجده لربما أسهل‪ ،‬أو ألقل أريح‪.‬‬ ‫إنني أجد حقا نفسي وعالمي وأنا أقف‬ ‫أمام الكاميرا‪.‬‬ ‫دعنا السيدة نادية نختم هذا‬ ‫الحوار بسؤال وجودي إذا صح التعبير‪...‬‬ ‫هل ما يزال ممكنا‪ ،‬في نظرك كإعالمية‪،‬‬ ‫أن يتواجد «التلفزيون» في حياتنا اآلن؟‬ ‫(مبتهجة جدا)‪...‬هذا هو السؤال‬ ‫الذي كنت أنتظره منك‪ .‬ودعني أكون‬ ‫معك صادقة‪ .‬شخصيا أرى أنه ينبغي‬ ‫أن نغلق كل التلفزيونات‪ ،‬خصوصا مع‬ ‫مجيء «الديجيطال»‪ ،‬وأنا أتصور أن‬ ‫الكثيرين من القائمين على اإلعالم‬ ‫لم يستوعبوا بعد بأنه قد حل الوقت‬ ‫الذي لم يعد يهتم فيه عموم الناس‬ ‫بمشاهدة التلفزيون‪ ،‬أو لربما ليس‬ ‫لديهم الوقت لذلك‪ .‬نحن لربما الجيل‬ ‫السابق كنا بمجرد ما ندخل بيوتنا فإن‬ ‫أول اهتمام يأخذنا‪ ،‬وبشغف شديد‪ ،‬هو‬ ‫إشعال التلفزيون‪ .‬ويستحيل أن يفعل‬ ‫الجيل الحالي نفس الشيء‪.‬‬

‫بسبب منع تفشي فيروس كورونا المستجد ‪ ،‬ازداد العنف المنزلي في األسابيع‬ ‫األخيرة ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬أجرى مركز مساعدة األطفال في وضعية صعبة محادثات‬ ‫أكثر بنسبة ‪ 40٪‬حول العنف المنزلي والتوتر داخل العائالت‪ .‬نحن نعلم من التجارب‬ ‫واألبحاث أن العنف األسري يكون أكثر في أوقات التوتر‪ .‬في هذه المقالة يمكنك أن‬ ‫تقرأ إلى أين يمكنك الذهاب عندما تكون غير آمن في المنزل‪ .‬وما هي المبادرات‬ ‫التي يتم اتخاذها لضمان مساعدتك كضحية‪ :‬العنف المنزلي خالل أزمة الكورونا‬ ‫ضحايا العنف المنزلي وإساءة معاملة األطفال هم أكثر عرضة للخطر خالل أزمة‬ ‫الكورونا‪.‬تتصاعد التوترات في الحجر الصحي ‪ ،‬وال يمكن للضحايا الهروب من‬ ‫الجاني‪ ،‬الذي هو أيضا في المنزل‪ .‬في بعض البلدان ‪ ،‬تضاعف عدد تقارير العنف‬ ‫المنزلي منذ اإلغالق‪ .‬لذلك ‪ ،‬يريد األمين العام لألمم المتحدة أنطونيو غوتيريس‬ ‫معالجة إساءة معاملة الشريك كجزء مهم في مكافحة الفيروس التاجي‪ .‬على الرغم‬ ‫من أن األرقام في هولندا ال تظهر (بعد) أن العنف المنزلي يحدث بشكل متكرر أكثر‬ ‫أثناء أزمة الجائحة‪ ،‬إال أن هناك مخاوف جدية بشأن األطفال والبالغين في المواقف‬

‫المعرضة للخطر‪ .‬يمكن أن تتصاعد التوترات أثناء الحجر الصحي في العائالت حيث‬ ‫ال تسير األمور بسالسة‪ .‬وفي الوقت نفسه ‪ ،‬فإن األطراف المتعاونة مثل فرق األحياء‬ ‫والتعليم والشرطة لديها رؤية أقل من المعتاد بشأن العنف المنزلي‪ .‬تظهر األبحاث‬ ‫أن أكثر من ‪ 40٪‬من الرجال والنساء الهولنديين تعرضوا للعنف المنزلي في حياتهم‪.‬‬ ‫وقد أدى ذلك في أكثر من ‪ 10٪‬إلى إصابة جسدية‪ .‬على مدى فترة أطول ‪ ،‬عانى ربع‬ ‫من العنف المنزلي األسبوعي أو اليومي‪ .‬معظم الجناة من الرجال (حوالي ‪ .)80٪‬في‬ ‫هولندا ‪ ،‬يقع ‪ 118000‬طفل و ‪ /‬أو شهود على العنف المنزلي كل عام‪ .‬غالباً ما يكون‬ ‫المهاجرون ضحايا للعنف المنزلي أكثر من الضحايا من السكان األصليين‪ .‬وتظهر‬ ‫أرقام تحقيق الشرطة الوطنية أن ما يقرب من ‪ 25‬بالمائة من جميع الضحايا الذين‬ ‫أبلغوا الشرطة هم من أصل مهاجر ‪ ،‬معظمهم من دول غير أوروبية‪ .‬تعاني النساء‬ ‫والفتيات في مراكز طالبي اللجوء بانتظام من العنف الذي يمارسه أفراد األسرة أو‬ ‫السجناء‪ .‬على وجه الخصوص ‪ ،‬تم اإلبالغ عن حوادث البلطجة والسلوك الجنسي‬ ‫المفرط‪ .‬يمكن أن يؤدي العنف المنزلي إلى مشاكل عاطفية‪ .‬غالبًا ما يلعب العار‬ ‫والذنب و التقاليد و الدين دورًا مهماً‪ ،‬ونتيجة لذلك يستغرق الضحايا وقتًا طوي ً‬ ‫ال‬ ‫لطلب المساعدة او ال يطرقون باب المساعدة نهائياً‪ .‬ويمكن أن يفقد األطفال الثقة‬ ‫في أنفسهم واآلخرين ‪ ،‬ويجدون صعوبة في الدخول في عالقات وتجربة و لربما‬ ‫عانوا من مشاكل في الحياة الجنسية‪ .‬من المعروف أن الضحايا معرضون لخطر‬ ‫العنف بشكل متكرر في العالقات‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬ ‫(‪)945‬‬

‫“أصوات طنجة”‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تعزز مجال البحث األكاديمي المتخصص في االشتغال على المخيال الجماعي لمدينة طنجة بصدور‬ ‫كتاب “أصوات طنجة” سنة ‪ ،2007‬وذلك في محاولة الستكمال حلقات التأمل الرصين في ركام الرصيد‬ ‫البيبليوغرافي الضخم الذي اشتغل على مختلف مناحي المعرفة واإلبداع التي ظلت مدينة طنجة مركز‬ ‫االستلهام بالنسبة إليها‪ .‬لقد نجح الكتاب‪ ،‬الذي أشرف على إنجازه األساتذة خالد أمين وأندرو هاسي‬ ‫وباري طارو وصدر ضمن منشورات مجموعة البحث في المسرح والدراما التابعة لجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪ ،‬على تقديم آخر النتائج المتعلقة بالبحث في ذاكرة مدينة طنجة‪ ،‬باعتبارها نقطة تقاطع‬ ‫عالمية بين الحضارات والثقافات واللغات‪ ،‬وتوظيفات ذلك في مختلف مجاالت الكتابة التي سكنها سحر‬ ‫طنجة‪ ،‬سواء في العطاءات اإلبداعية أم في التنقيبات اللسانية والسوسيولوجية والتاريخية والنقدية‪.‬‬ ‫والكتاب‪ ،‬في األصل‪ ،‬تجميع لمضامين المداخالت التي قدمت في الندوة التي نظمتها كل من كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان وجامعة أبريسويت بالمملكة المتحدة خالل نفس السنة‪ ،‬حيث نجح‬ ‫استطاعت وضع اللبنات الرئيسية‬ ‫خارجه‪-‬‬ ‫المغرب ومن‬ ‫حوارداخل‬ ‫المنظمون في استقطاب أقالم وازنة –من‬ ‫الميموني‬ ‫فاطمة‬ ‫وتقديم ‪:‬‬ ‫لتوجه بديل في البحث في ذاكرة مدينة طنجة‪ ،‬بعيدا عن الرؤى الغرائبية‪ ،‬وعن االستيهامات العجائبية‪،‬‬ ‫وعن االنطباعات الكولونيالية‪ ،‬وعن النزوعات النوسطالجية المغرقة في شوفينياتها والمطمئنة إلى‬ ‫يقينياتها حول سلطة المكان على الهوية الثقافية واإلبداعية والحضارية للمدينة‪.‬‬ ‫وإلبراز البعد العام الذي اشتغلت عليه مختلف مداخالت الكتاب‪ ،‬يقول يوسف ناوري وخالد أمين‬ ‫في كلمتهما التصديرية‪...“ :‬ظلت طنجة دائما مدينة اللغات والثقافات العديدة‪ .‬ففي شوارعها وأزقتها‬ ‫كان يمكن سماع تنويعات لغوية شتى من عربية وأمازيغية وفرنسية وإسبانية تتداول جميعها وإن‬ ‫بتفاوت‪ .‬وإذا كان التعدد الثقافي واللغوي أثمر منذ أواسط القرن العشرين وضعا فريدا ومتميزا أصبحت‬ ‫طنجة به منطقة دولية ينجذب إليها الكتاب من جنسيات مختلفة‪ ...‬فقد حافظت مدينة طنجة إلى ما‬ ‫بعد االستقالل سنة ‪ 1956‬على وتيرة حياتها اإلبداعية تلك حتى اكتملت لها هوية واضحة التميز‪،‬‬ ‫شديدة االرتباط بأسس الثقافة المتداولة في أصقاع المغرب‪ ...‬فلهذا الكتاب الجماعي أن يبرز للزمن‬ ‫الحاضر أسماء الجيل الجديد من الكتاب الذين يكتبون‪ ،‬في اللغات المتعددة للمدينة وانطالقا منها‪،‬‬ ‫مختلف أقدار الثقافات التي تجاوزت عهد الكتابة الكولونيالية عن طنجة‪ ...‬وهو لذلك يقترح أوراقا في‬ ‫تأمل هذين المفهومين‪ ...‬وأيضا قراءة للكتابات الطنجية المعاصرة‪ .‬واألهم يبقى هو أن يشكل هذا‬ ‫الكتاب نقطة انطالق لمساءلة كل المظاهر التي ارتبطت بها طنجة منذ فجر التحوالت التاريخية التي‬ ‫رافقتها إلى ما بعد المرحلة الكولونيالية‪ .‬وفي هذا المقام يطرح سؤاالن هما بمثابة المفتاح‪ :‬ماذا نجد‬ ‫في إطالق اسم طنجة ببعض األعمال اإلبداعية‪ ،‬ولماذا كان‪/‬ويكون حضورها أساسيا؟ سؤال عريض‬ ‫ومركب توجهه الندوة إلى المشاركين بهدف الوقوف على معنى هذه الثقافة المتعددة اللغات التي‬ ‫تالزم حاضرنا وتوجد في سياق صراعاتها الثقافية‪( ”...‬ص‪.)7 .‬‬ ‫ولإلجابة عن هذه التساؤالت المركزية في تشريح خطابات طنجة‪ ،‬انقسم الكتاب إلى محورين‬ ‫متكاملين‪ ،‬احتويا على دراسات باللغات العربية والفرنسية واإلنجليزية واإلسبانية‪ .‬ففي المحور األول‬ ‫المعنون ب”طنجة في التاريخ”‪ ،‬نجد دراسة لمصطفى الغاشي في شكل قراءة في رحلة عبد الحفيظ‬ ‫الفاسي التي كتبت سنة ‪ 1910‬تحت عنوان “طنجة التي رأيت”‪ ،‬ثم دراسة لعلي بولربح حول واقع مدينة‬ ‫طنجة من خالل كتابات ميشو بلير‪ .‬وفي المحور الثاني المعنون ب”طنجة في المتخيل األوربي”‪ ،‬نجد‬ ‫دراسة لحسن المنيعي تحت عنوان “طنجة بين زرقة البحر والجريمة”‪ ،‬ومساهمة ألحمد الطريبق تحت‬ ‫عنوان “طنجة لؤلؤة المتوسط والبحرين”‪ ،‬وأخرى لعبد اللطيف شهبون تحت عنوان “طنجة‪ :‬حضور‬ ‫في متخيل اللمتوني والطريبق”‪ ،‬وبحث لحسن يوسفي تحت عنوان “نسغ طنجة في كتابات خالد أمين‬ ‫حول المسرح”‪ ،‬ونبش لخالد سليكي في فضاء طنجة بين الواقعي واألسطوري من خالل أعمال الزبير‬ ‫بنبوشتى المسرحية‪ ،‬ومساهمة لعبد الرحيم اإلدريسي استقصى فيها صور طنجة في رحلة علي باي‪،‬‬ ‫ثم قراءة تأملية لمحمد األزرق عن حضور طنجة في رواية “الضوء الهارب” لمحمد برادة‪ .‬وفي القسم‬ ‫المكتوب باللغات األجنبية‪ ،‬نجد مساهمة لمحمد لعميري حول تداخل األسطورة والواقع في المعبر‪/‬‬

‫وغير المعبر عنه في فضاءات طنجة‪ ،‬ثم دراسة لجاك ليزرا حول الهجرة وضبابية الرؤى حول طنجة‪،‬‬ ‫ومساهمة أللين هيبارد تشريحية حول كتابات ألفريد شستير عن طنجة‪ ،‬وأخرى لجورج روبرسون تتبع‬ ‫فيها أنماط السرد حول الخطابات المتداولة بخصوص طنجة‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬اهتم جيفري ميلر‬ ‫بتقديم معطيات حول النشر الخاص بطنجة وآفاقه المستقبلية‪ ،‬وتوقف صالح مخلص عند الكشف عن‬ ‫خصائص طنجية في نمط الكتابة عند كل من الطاهر بن جلون وأنور ماجد‪ ،‬وساهم عبد اللطيف أقبيب‬ ‫بدراسة حول حضور طنجة في نمط الكتابة عند محمد شكري‪ ،‬كما قدم باري تارود دراسة استكشافية‬ ‫حول مجاهل طنجة لدى بول بولز‪ ،‬وكشف يونس األسعد الرياني سحر المدينة في كتابات بول بولز‪ .‬أما‬ ‫نيكوالس كيسلينغ‪ ،‬فقد ساهم بدراسة حول سيرة البطل اإلشكالي في كتابات عبد اللطيف أقبيب‪ ،‬وقدم‬ ‫محمد الكوش دراسة في شكل قراءة في خطابات بعض الكتاب الطنجيين‪ ،‬وعاد ميمون الداودي للبحث‬ ‫في أسس العالقات المتبادلة بين نمط الكتابة لدى كل من بول بولز ومحمد المرابط‪ ،‬وسعى بهاء‬ ‫الدين الطود إلى الكشف عن السيرة “األخرى” في تجربة الكتابة والحياة لدى شكري‪ .‬ومن جهته‪ ،‬توقف‬ ‫خالد أمين بالدراسة عند ظاهرة مسرحة مناطق التالقي في عالقاتها بخصوصيات المكان‪ ،‬وأثار سيدي‬ ‫محمد اليمالحي الوزاني قضايا الحضور اليهودي في بعض مجاالت اإلبداع المحلي‪ ،‬وتناول محمد سعد‬ ‫الزموري موضوع أصوات أوربيي طنجة داخل إحدى نصوص إيليزا شيمنتي‪ ،‬وعلى نفس المنوال جاءت‬ ‫دراسة عبد اإلله خليفي بالنسبة ألحد نصوص بوبكر الكوش‪ .‬وفي سياق آخر‪ ،‬اهتمت دراسة كاروت مات‬ ‫بالبحث في بعض الكتابات النسائية حول طنجة‪ ،‬وتناولت دراسة فلوريان فيتش تجربته حول الكتابة‬ ‫عن طنجة‪ ،‬وقدم خوسي مانويل كونيي بيريز تأمال في حوار طنجي مع الذاكرة الحية لخوان فيك‪ ،‬وقام‬ ‫أرتور لورينزو بتقديم قراءة تركيبية في أصوات طنجة اإلبداعية‪ ،‬وقدم إدريس جبروني بحثا حول حضور‬ ‫طنجة في مذكرات إدوارد آرو تيكلين‪ ،‬وساهم خوان فيكا بدراسة تأملية في مضامين نص “الصيف‬ ‫األخير بطنجة”‪ ،‬وهو نفس المنحى الذي سارت فيه مساهمة صونيا كارسيا سوبريي بخصوص نصوص‬ ‫أخرى ذات صلة بالموضوع‪ .‬أما ألفريد هاكنبيرغ‪ ،‬فقد ساهم بتأمالت شاعرية حول فضاء المدينة من‬ ‫خالل نص “استشراق”‪ ،‬وعاد خوسي مانويل كونيي بيريز للبحث في ذاكرة طنجة من خالل حوار عميق‬ ‫مع خوان فيكا حول الموضوع‪ ،‬وختم أندريه هوسي مداخالت الكتاب بدراسة حول “أمراء المنفى”‬ ‫المستلهمة مضامينها من تجربة كل من شكري وبولز بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬استطاع الكتاب تقديم الخطوط العريضة للحصيلة اإلجمالية لنتائج اهتمامات الجيل الجديد‬ ‫الذي شغف بالنهل من مواطن الجمال والسحر التي تزخر بها فضاءات مدينة طنجة‪ .‬إنها قراءة نقدية‬ ‫ال شك وأنها تظل عمال مركزيا في التوثيق المستمر إلبداالت المشهد الثقافي واإلبداعي للمدينة‪،‬‬ ‫ولتالوين الهوية المحلية حسب ما تالقحت داخله مكوناتها الداخلية مع تأثيراتها الخارجية‪ .‬وحتى ننهي‬ ‫هذا التقديم المقتضب‪ ،‬نستلهم هذه التأمالت الشاعرية المقتبسة من الكلمة التمهيدية التي وضعها‬ ‫حسن بنزيان كتمهيد عام للكتاب‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬ ‫“مجمع البحرين ومفرق األرضين‪..‬‬ ‫مشرع اليابسة اإلفريقية على متباعد أكناف القارات‪ ..‬مأوى أفئدة المهووسين بالضرب في مناكب‬ ‫الدنيا‪ ..‬مزند األخيلة المتوهجة في متفرق آفاق الفن واإلبداع‪ ..‬مصدح المآذن واألبراج‪..‬‬ ‫ومسرح التآلف بين كل الفجاج‪ ..‬هي ذي طنجة الغابر وطنجة الحاضر‪:‬‬ ‫~تنساب لغات األجناس في منعرجات أزقتها طيعة على أطرى ألسنة الولدان‪.‬‬ ‫~وتنداح موجات رجع األصوات المستلهمة إبداعها من فضاءاتها‪ ،‬إلى ما ال ينحد من مترامي نقاط‬ ‫الرحابة على مأهول البسيطة‪..‬‬ ‫~وتكتحل بمعشي األضواء على متنوع مرائيها مقل المفتونين بمساقطها من حملة الفراشي‬ ‫وممتشقي األزاميل‪( ”...‬ص‪.)5 .‬‬

‫الليلة المجونية‬ ‫• محمد العطالتي‬ ‫« وقال مرّة‪ :‬تعال حتّى نجعل ليلتنا هذه مجونيّة‪ ،‬ونأخذ من الهزل بنصيب وافر‪ّ ،‬‬ ‫فإن الجدّ قد‬ ‫كدّنا‪ ،‬ونال من قوانا‪ ،‬ومألنا قبضا وكربا هات ما عندك‪.‬قلت‪ :‬قال حسنون المجنون بالكوفة يوما‪ -‬وقد‬ ‫كل واحد منهم ّ‬ ‫اجتمع إليه المجّان يصف ّ‬ ‫لذات الدّنيا‪ -‬فقال‪ :‬أمّا أنا فأصف ما جرّبته‪ ،‬فقالوا‪ :‬هات‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫والطالء في ّ‬ ‫األمن والعافية‪ ،‬وصفع الصّلع الزّرق‪ ،‬وحكّ الجرب‪ ،‬وأكل الرّمان في الصيف‪ّ ،‬‬ ‫كل شهرين‪،‬‬ ‫وإتيان النّساء الرّعن والصبيان الزّعر «‪ ، »1‬والمشي بال سراويل بين يدي من ال تحتشمه‪ ،‬والعربدة‬ ‫على الثقيل‪ ،‬وق ّلة خالف من تحبّه والتّمرّس بالحمقى ومؤاخاة ذوي الوفاء‪ ،‬وترك معاشرة السّفلة وقال‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫أصبحت من سفل األنـــام ‪ 3 3‬إذ بعت عرضي ّ‬ ‫بالطعـــــام‬ ‫أصبحت صفعانـــا لئيــــم ‪ 3 3‬النّفس من قوم لئــــــــام‬ ‫في است امّ ربّات الخيـام ‪ 3 3‬ومن يحنّ إلى الخيـــــــام‬ ‫نفسي تحنّ إلى الهـــالم ‪ 3 3‬الموت من دون الهــــــالم‬ ‫من لحم جـــدي راضــــــع ‪ 3 3‬رخص المفاصل والعظـــام‬ ‫هذا ألوالد الخطـــايــــــــا ‪ 3 3‬والبــــــــغايـا والحـــــــرام‬ ‫حيّ القدور الرّاسيــــــات ‪ 3 3‬وإن صممن عن الكــــــالم‬ ‫وقصاعهنّ إذا أتينـــــــك ‪ 3 3‬طافحــــات بالسنـــــــــــام‬ ‫لهفي على سكباجـــــــــة ‪ 3 3‬تشفي القلوب من السّقـام‬ ‫يا عــــاذلي أسرفــــت في ‪ 3 3‬عذل الخليع المستهـــــــام‬ ‫رجل يعضّ إذا نصــــــــح ‪ 3 3‬تَ له على فأس ال ّلجـــــام‬ ‫دع عذل من يعصي العذو ‪َ 3 3‬ل وال يصيخ إلى المــــــالم‬ ‫خلع العــــــذار وراح فــــي ‪ 3 3‬ثوب المعاصي واألثـــــــام‬ ‫شيخ يص ّلي قاعــــــــــــدا ‪ 3 3‬وينيك عشرا من قيــــــــام‬ ‫ويعاف نيك الغانيـــــــــــا ‪ 3 3‬ت ويشتهي نيك الغــــالم‬ ‫وتراه يرعد حين يـــــــــذ ‪ 3 3‬كر عنده شهر الصّيـــــــام‬ ‫ّ‬ ‫المعــــذ ‪ 3 3‬ب نفسه في ّ‬ ‫خوفا من الشّهر‬ ‫كل عـــــــــام‬ ‫سلس القياد إلى التّصـــا ‪ 3 3‬بي والمالهي والحــــــــرام‬

‫من للمروءة والفــــــــت ‪ 3 3‬وّة بعد موتي والنّــــــدام‬ ‫من للسّماح وللــــــرّما ‪ 3 3‬ح لدى الهزاهز والحســــام‬ ‫من ل ّلواط وللحــــــــــال ‪ 3 3‬ق وللملمّات العظـــــــــام‬ ‫كان محمّد بن الحسن الجرجانيّ متقعّرا في كالمه‪ ،‬فدخل الحمّام يوما‪ ،‬فقال للقيّم‪ :‬أين الجليدة‬ ‫التي تسلخ بها الضّويطة من اإلخفيق «‪ »1‬؟ قال‪ :‬فصفع القيّم قفاه بجلدة النّورة وخرج هاربا‪ ،‬فلما‬ ‫خرج من الحمّام وجّه إلى صاحب الشّرطة‪ ،‬فأخذ القيّم وحبسه‪ ،‬فلما كان عشاء ذلك اليوم كتب إليه‬ ‫القيّم رقعة يقول فيها‪ :‬قد أبرمني المحبوسون بالمسألة عن السّبب الذي حبست له‪ ،‬فإمّا خ ّليتني وإما‬ ‫ّ‬ ‫المتوكل‪ ،‬فقال‪ :‬ينبغي أن يغنى هذا القيّم عن‬ ‫عرّفتهم‪ .‬فوجّه من أطلقه‪ ،‬واتصل الخبر بالفتح‪ ،‬فحدّث‬ ‫الخدمة في الحمّام‪ .‬وأمر له بمائتي دينار‪.‬قال‪ :‬وكان بالبصرة مخنّث يجمع ويعشق بعض المهالبة‪ ،‬فلم‬ ‫يزل المخنّث به حتى أوقعه‪ ،‬قال‪ :‬فلقيته من غد فقلت له‪ :‬كيف وقعة الجفرة «‪ »2‬عندكم البارحة؟فقال‪:‬‬ ‫ولطخ باطنها بالبزاق‪ ،‬وقرع البيض ّ‬ ‫لمّا تدانت األشخاص‪ ،‬ورقّ الكالم‪ ،‬والت ّفت الساق بالساق‪ّ ،‬‬ ‫بالذكور‪،‬‬ ‫وجعلت الرّماح تمور «‪ ، »3‬صبر الكريم فلم يجزع‪ ،‬وس ّلم طائعا فلم يخدع‪ ،‬ثم انصرف القوم على سلم‪،‬‬ ‫كل وجد‪ ،‬وأصيب مقتل ّ‬ ‫بأفضل غنم‪ ،‬وشفيت الصدور‪ ،‬وسكنت حرارة النفوس‪ ،‬ومات ّ‬ ‫كل هجر‪ ،‬واتّصل‬ ‫الحبل‪ ،‬وانعقد الوصل‪ .‬قال‪ :‬فلو كان أعدّ هذا الكالم لمسألتي قبل ذلك بدهر لكان قد أجاد‪.‬وقال أبو‬ ‫فرعون الشاشيّ ‪:‬‬ ‫أنا أبو فرعون فاعرف كنيتي ‪ّ 3 3‬‬ ‫حل أبو عمرة وسط حجرتــــــي‬ ‫ّ‬ ‫وحل نسج العنكبوت برمتـي ‪ 3 3‬أعشب تنّوري وق ّلت حنطتــــي‬ ‫وحالف القمل زمانا لحيتــــي ‪ 3 3‬وضعفت من الهزال ضرطتـــي‬ ‫وصار تبّاني كفاف خصيتـي ‪ 3 3‬أير حمار في حرامّ عيشتــــــي‬ ‫أبو عمرة‪ :‬صاحب شرطة المختار بن عبيد‪ ،‬كان ال ينزل بقوم إال اجتاحهم‪ ،‬فصار مثال ّ‬ ‫لكل شؤم وشرّ‪.‬‬ ‫ويقال أيضا‪ّ :‬‬ ‫إن أبا عمرة اسم الجوع‪ ،‬هكذا حدّثني به أبو الحسن البصريّ‪.‬وأنشد بشر بن هارون في أبي‬ ‫طاهر‪:‬‬ ‫أبا عبد اإلله وأنت حــــــــــرّ ‪ 3 3‬من األحرار منزوع القــــــالده‬ ‫سألتك باإلله لتخبرنّـــــــــي ‪ 3 3‬أجهلك مستفــــــــاد أم والده‬ ‫فإن يك فيك مولودا فعـــــذر ‪ 3 3‬وإن يكُ حادثا لك باستفـاده‬ ‫فواعجبا يزيد الناس فضـــــال ‪ 3 3‬وأنت تزيد نقصا بالزّيـــاده!»‬


‫‪19‬‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫صُ ّفدَتْ الحرية أيام «كوفيد‪..»-19‬‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬سوْف يكون هناك في العديد من الدول‪ ،‬خواطر وتأمالت‪،‬‬ ‫للمشاركة في المهام‪ ،‬ما بعد «كوفيد‪ ،»-19‬بين عفوية الليبرالية‬ ‫واقتصاد السوق‪ ،‬ومن ثمَّ‪ ،‬في هذا النسق الفكري‪ ،‬في البداية من‬ ‫أجل التنمية وخلق االبتكار‪ ،‬لكن مع نوع من انحدار الدولة (في هذه‬ ‫الظروف) ولتصبح الدولة في مهام الموَثق‪ .‬إلحياء االقتصاد يرجع‬ ‫الفضل رغم كل العوائق‪ ،‬إلى الدولة التي تمنحه القوة الشرائية‪.‬‬ ‫أكثر بكثير من األزم��ة المصرفية لسنة ‪2008‬م‪..‬نظرية عالم‬ ‫االقتصاد البريطاني «كيْ نيس» (‪1863/1946‬م)‪ ،‬وعلى لسان‬ ‫«برونوكالمان»‪ ،‬ال يمكن تسليم األسواق لذاتهم دون راع لهم‪.‬‬ ‫إذ هنا للدولة دوْر يجب أن تقوم به ( أوتلعبه)‪ .‬يمكن ْ‬ ‫أن نكون ذا‬ ‫اقتصاد حر‪ ،‬أي ليبراليين‪ ،‬مع المفارقة لحبنا للدولة ! كقصة شبيهة‬ ‫نوْعاً ما بالبيضة والدجاجة‪ .‬بادئ ذي بدْء هي تعقيد العوْلمة !‪..‬‬ ‫– ماذا أجدتْ «كورونا‪-‬فيروس» وهي تُحدث المصابين‪..‬‬ ‫– رئيس عيادة األمراض المعدية بجامعة «ماريالند» (إجراءات‬ ‫وقائية)‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫–‪ 1‬قد نضطر ْ‬ ‫أن نعيش مع «كوفيد‪ ،»-19‬وال ننكر ذلك لشهر‬ ‫أوشهرين‪ ،‬وال داعي للفزع العديم الفائدة لحياتنا‪ .‬لنتعلم كيف‬ ‫نعيش مع هذه الحقيقة‪.‬‬ ‫‪ --2‬ال يمكنكم إبادة فيروسات «كوفيد‪ ،»-19‬الذين اخترقوا‬ ‫جدْران الخاليا‪ ،‬بتناولكم المياه الساخنة‪ ،‬التي ستؤدي بكم ال محالة‬ ‫غالبا إلى المرحاض‪.‬‬ ‫‪ --3‬غسل األي���ادي والحفاظ على مسافة المترين بين‬ ‫األشخاص هي أفضل طريقة للحماية من الفيروس‪.‬‬ ‫‪ --4‬إذا لم يكن في المنزل أي مصاب ب «كوفيد‪ ،»-19‬ليس‬ ‫بالضروري تطهير مساحات المنزل‪.‬‬ ‫‪ --5‬ال مُعبأة الشحن‪ ،‬وال مضخات البنزين‪ ،‬وال عربات‬ ‫التسويق‪ ،‬وال الشبايك األتوماتيكية للعملة‪ ،‬يُسببون العدوى‪.‬‬ ‫اغسل يداك وعيش حياة طبيعية‪.‬‬ ‫‪« --6‬كوفيد‪ ،»-19‬ليستْ عدوى مرتبطة بالطعام‪.‬‬ ‫‪ --7‬يمكن لإلنسان ْ‬ ‫أن يفقد حاسة الشمّ نتيجة الكثير من‬ ‫الحساسيات‪ ،‬وبعدوى فيروسية‪ .‬ما هي إال مجرَّد منظومة ليستْ‬ ‫محدَّدة ب «كوفيد‪.»-19‬‬ ‫‪ --8‬عندما يتواجد اإلنسان في منزله‪ ،‬لن يحتاج لتغيير مالبسه‬ ‫بشكل عاجل وال حتى ْ‬ ‫أن يأخذ حماماً‪ .‬الطهارة فضيلة وليست‬ ‫جنون العظمة‪.‬‬ ‫‪ --9‬فيروس «كوفيد‪ »-19‬ال يطفوفي الهواء‪ .‬بل يتعلق األمر‬ ‫بعدوى من قطيرات ال��رذاذ من خالل االستنشاق الذي يتطلب‬ ‫اتصاال ضيقاً‪.‬‬ ‫‪ -10‬بإمكان المرء ْ‬‫أن يقوم بنزهة بالحدائق‪،‬حيث الهواء‬ ‫النقي مع مراعاة المسافات للحماية‪.‬‬ ‫‪ -11‬يكفي استعمال الصابون العادي ضد «كورونا‪-‬فيروس»‪،‬‬‫وليس الصابون المضاد للجراثيم‪ .‬الكورونا عبارة عن فيروس‬ ‫وليست بكتيريا‪.‬‬ ‫‪ -12‬ال تقلقوا بشأن طلباتكم لألطعمة‪ ،‬فإذا كنتم ترغبون‬‫في ذلك‪ ،‬يمكنكم إعادة تسخين كل شيء‪.‬‬ ‫‪ -13‬حظوظ لجلب «كورونا‪-‬فيروس» إلى المنزل بواسطة‬‫األحذية‪ ،‬فكأنما ضُربتَ بمسحوق مرَّتين في اليوم‪ .‬العدوى ال‬ ‫تنتشر هكذا!‪ .‬أشتغل ضدَّ الفيروس (عالم األوبئة) منذ عشرين‬ ‫عاما (جامعة‪ -‬ماريالند)‪.‬العدوى بقطيرات الرذاذ‪.‬‬ ‫أن نحمي أنفسنا من الفيروس بتناول ّ‬ ‫‪ -14‬ال يمكن ْ‬‫الخل‬ ‫أوعصير كصب السكر أوالزنجبيل ! هم ليسوا عالجات ضدّ‬ ‫الفيروسات‪.‬‬ ‫‪ -15‬ارتداء الكمامة لمدة طويلة تحجب النسبة الضرورية من‬‫األكسيجين عن الرئتين أثناء استنشاق الهواء‪ .‬استعملوا الكمامة‬ ‫فقط من الحشود‪.‬‬ ‫‪ -16‬ارتداء القفازات هي أيضاً فكرة سيئة‪ ،‬فالفيروس يمكنه‬‫ْ‬ ‫أن يتراكم في القفاز ليحيله بسهولة إذا لمستم وجهكم‪ .‬بكل‬ ‫بساطة األفضل هوغسل اليدين بشكل منتظم‪ .‬صحة اإلنسان من‬ ‫صحة كوكب األرض‪.‬‬ ‫‪ -17‬المناعة تضعف إلى حدّ كبير عند التقاعس في بيئة‬‫مُعقمة‪،‬رغم تناولكم تغذية تقوي المناعة‪ .‬اخرجوا من منازلكم‬ ‫بانتظام إلى أي منتزه أوالشاطئ‪ .‬زيادة المناعة عند التعرض‬ ‫(الباطوجين) لمسببات األم��راض‪ ،‬وليس المكوث في المنزل‬ ‫واستهالك الفواكه والتوابل والسكريات والمشروبات الغازية‪..‬‬ ‫انظر إل��ى مركز المعلومات ه��ذا‪ ،‬لالطالع على المقاالت‬ ‫واألبحاث ‪ Elsevier‬العلمية في مرحلة ّ‬ ‫مُبكرة حول «كوفيد‪.»-19‬‬ ‫– في األبحاث األخيرة يتضح من خاللها مدى سرعة علم‬ ‫األمراض وكيف يمكن لها ْ‬ ‫أن تستقرَّ وتنتشر‪ – .‬إذا بهذه األبحاث‬ ‫وكل البيانات المتعلق بالجائحة توَزع بسرعة وعالنية لكي تساعد‬ ‫الصحة العمومية من أجل إنقاذ األرواح‪ – .‬يتعين من دراسة إذا‬ ‫اعتمدناها لجريدة «كورييري دي ال سيرا» (بريد المساء)‪ ،‬لسلسلة‬ ‫من األماكن‪ ،‬والوضع‪ ،‬حيث يمكن ْ‬ ‫أن نشعر باإلثارة‪ .‬لتحليل مستوى‬ ‫الخطر في المطاعم التي يمكنها أن تكون بؤرة للتلوث‪ .‬إذا اعتقدنا‬ ‫هذه الدراسة التي أجرتها مجلة «أمراض العدوى الناشئة» ونقلها‬ ‫«مركز السيطرة والوقاية من األم��راض الفديرالية» بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ .‬هذه الدراسة تظهر َّ‬ ‫أن شخصاً واحداً مصاب‬ ‫وليستْ له بعدُ أعراض‪ ،‬قد لوَّث تسع من أصدقائه في مأدبة عشاء‬ ‫استمرَّتْ حوالي الساعة أوالساعة والنصف بمدينة «كانتون»‪ ،‬جاء‬ ‫ذلك على لسان «إينريك بروماج»‪ : ،‬الشخص المصاب تسرَّبتْ‬ ‫من فمه ال��رذاذ عبر االستنشاق‪ ،‬ليتضح َّ‬ ‫أن نصف األشخاص‬ ‫الذين حضروا المأدبة نالوا من اإلصابة في األسبوع الموالي‪.‬‬ ‫أن مصاباً‬ ‫– في «سيوول» عاصمة كوريا الجنوبية‪ ،‬تذكر دراسة َّ‬ ‫مستخدماً بالطابق الحادي عشر من عمارة بمركز االتصال‪ ،‬انتقلتْ‬ ‫عدواه إلى ‪ 94‬شخصا آخر‪ ،‬من بين ‪ 216‬مستخدما فأصبحت بؤرة‪،‬‬ ‫أي ‪5،43‬بالمائة‪ .‬مقابل ذلك ال نعلم نسبة المستخدمين الذين‬ ‫أصيبوا مباشرة عن طريق الرذاذ المنبعث من االستنشاق لهؤالء‪،‬‬

‫ومن كانت العدوى قد أصابته عن طريق لمس المساحات الملوثة‪،‬‬ ‫إذ يعترف بذلك «إيرين بروماج»‪ .‬هذه الحالة يثبت من خاللها أَ ّن‬ ‫مصاحبة شخص مصاب في مكان مُغلق‪ ،‬وهما يتنفسان نفس‬ ‫الهواء يزيد حدَّة من خطر انتقال العدوى‪ ،‬مما يؤكد َّ‬ ‫أن إطالة‬ ‫عامل الوقت بمكان العدوى هوعامل رئيسي النتشار «سارس‪-‬‬ ‫كوف‪ ،»-2‬المسؤول عن جائحة «كوفيد‪ – .»-19‬شخص مصاب‬ ‫بالعدوى‪ ،‬أثناء تواجده في كنيسة للعبادة لمدة ساعتين دون ْ‬ ‫أن‬ ‫تكون له أعراض‪ ،‬ودون المصافحة باأليادي‪ ،‬ومع احترام المسافات‪،‬‬ ‫وحتى لم يلمسوا نفس قطع األمكنة‪ ،‬وقد أصاب بالعدوى أعضاء‬ ‫جوقة الكنيسة المجتمعة بقاعة للجمباز‪ .‬بمعنى َّ‬ ‫أن اإلنشاد الكنسي‬ ‫أكثر من الكالم‪ ،‬إذ قطيرات الرذاذ تحوّل العدوى مع الهباء الجوي‬ ‫(الهباء هوما تطاير في المكان وتراه في ضوْء الشمس )‪.‬‬ ‫– مذكرة نشرت من موقع مركز السيطرة والوقاية من‬ ‫األم��راض بالواليات المتحدة األمريكية لتعيد نشرها صحيفة‬ ‫«كوريي ردي ال سيرا»(بريد المساء‪-‬اإليطالية) لتوضح لنا َّ‬ ‫أن في‬ ‫مدينة «شيكاكو»‪ ،‬شخص يدْعى «بوب» وهواسم مستعار‪ ،‬مصاب‬ ‫بعدوى الفيروس‪ ،‬دون ْ‬ ‫أن يُدرك ذلك‪ ،‬إذ أثناء مأدبة عشاء عائلي‬ ‫استغرقت ثالث ساعات‪ ،‬بأدوات المائدة واألطباق مشتركة‪ ،‬وقد‬ ‫مرَّرَ المصاب العدوى إلى عضوين من عائلته‪ .‬ويومٌ بعد ذلك‬ ‫ُ‬ ‫وهويقبّل أعضاء‬ ‫«بوب» يضيف‪ ،‬ذهب المصاب إلى مدفن ولم يدر‬ ‫عائلته أنه أصاب بالعدوى شخصاً آخرَ‪ ،‬ويذهب الرجل بعدها إلى‬ ‫حفل ميالد‪ ،‬به تسعة مدعوين‪ ،‬فيتعانقون فيما بينهم‪ ،‬فإذا بسبعة‬ ‫منهم يلتقطون نصيبهم من العدوى‪ .‬بينما «بوب» نفسه يجني‬ ‫عدواه لتحصده المنية بعد ذلك‪ .‬ولن تتوقف العدوى هناك لتحدث‬ ‫سلسلة من تلوثات لتضيف إليها ضحايا آخرين‪« .‬فاتهم‪-‬بوب»‬ ‫بالمسؤولية الغير المباشرة‪ ،‬حتى ولم يأذن لها في إصابة عشرة‬ ‫أشخاص‪ ،‬ثالثة منهم لقوا حتفهم‪.‬‬ ‫– لنْ يبرح كاتب هذه األبحاث باقتراح صيني ذي داللة‬ ‫علمية‪ ..‬جميع حاالت العدوى التي جئنا بأمثلتها‪ ،‬حدثت في أماكن‬ ‫مغلقة‪ ،‬بين أشخاص قريبة من بعضها البعض‪،‬الذين غنوا وتكلموا‬ ‫وصاحوا‪ .‬ثم تستحدث العدوى خصوصا في المكاتب اإلدارية‪ ،‬وفي‬ ‫المواصالت العمومية‪ ،‬وبين الحشود الجماهيرية‪ ،‬وحتى في وسط‬ ‫عائلي يعيشون تحت سقف واحد‪ .‬أوفي المطاعم‪ ،‬عكس المتاجر‪،‬‬ ‫انتشار الفيروس يكون محدوداً ويبقى ال يمثل سوى نسبة مائوية‬ ‫ضئيلة من التلوث‪.‬‬ ‫– «إيرك بوماج»‪ ،‬وهويؤسس فكره على مقال ل «فوكس»‬ ‫ال��ذي يستنتج منه دراس��ات علمية (أع��اد كتابتها)‪ .‬صحيح َّ‬ ‫أن‬ ‫االستنشاق أثناء مجهود يزيد من انبعاث الفيروسات‪ ،‬إال َّ‬ ‫أن وقت‬ ‫التعرُّض لهذا األخير قصير جداً‪.‬‬ ‫– في حالة تقاطع مع أشخاص فارين (انطلقوا جرْياً)‪ ،‬وراكبي‬ ‫الدرّاجات‪ ،‬وبدون مبالغة‪ ،‬على حدّ قوْل «إيرين بروماج» لكي‬ ‫يقرّر اإلفشاء في أمر «كوفيد‪ ،»-19‬يجب أن يتعرّض الشخص‬ ‫لوقت كافي لجزئيات الفيروس‪ .‬إذ القدْرُ من الجزئيات الفيروسية‬ ‫بكل دقة‪ُّ .‬‬ ‫الكافية لإلصابة لم تُعرَفْ بعدُ ّ‬ ‫كل ما يُعرف إلى حدّ‬ ‫اآلن َّ‬ ‫أن الفيروس ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق قطيرات‬ ‫الرذاذ أثناء السعال أوالعطس وحتى من الكالم‪.‬‬ ‫– في ال��والي��ات المتحدة‪ ،‬تنظيم األدوي��ة المُخو ُ‬ ‫َّل لها‬ ‫(ترخيص من السلطات الفديرالية) والمرخص لها لالستعمال هي‬ ‫«ريمديسيفير» وهي المضاد للفيروسات‪ ،‬وهي لعالج األمراض‬ ‫الخطيرة المتأثرة عن «كوفيد‪ ،»-19‬ولمحاربة إيبوال‪.‬‬ ‫– في فرنسا‪ ،‬المساعدة العامة للمستشفيات في باريس‪ ،‬أعلنت‬ ‫عن النتائج المشجعة عند المرضى الذين تناولوا «توسيليزوماب»‬ ‫المضادة لاللتهاب‪ .‬والمستعمل في كثير من األحيان ضد التهاب‬ ‫المفصل «الروماتويدي» إذ قبل هذا كان العالج األساسي قائم‬ ‫على مشتق من «الكلوروكين» ضدّ «الهالودين»‪ ،‬وفي جدال مع‬ ‫البروفيسور «راوولت»‪ ،‬وهوالمجادل الصعب المراس‪ ،‬أقفت فرنسا‬ ‫استعماله !‬ ‫– في بلجيكا ‪ :‬األجسام المضادة لحيوان «الالما»‪ ،‬وهوالمسار‬ ‫الجديد في المعركة ضدَّ «كورونا‪-‬فيروس»‪،‬الجهاز المناعي‬ ‫«للالما» يمكنه إزاحة الفيروس الذي يغلف»كوفيد‪.»-19‬‬ ‫– الباحثون من أمريكا وبلجيكا ْ‬ ‫إن تمكنوا من عزل الجسم‬ ‫المضاد القادر على ْ‬ ‫أن يحمي اإلنسان من المرض القاتل ؟‬ ‫ حيوان «الالما» البلجيكي (في حديقة الحيوانات) يمكنه ْ‬‫أن‬ ‫يُمسك بالمفتاح الذي سوف يُنتج الجسم المضاد إلبطال مفعول‬ ‫«الكورونا‪-‬فيروس»المسبب لـ «كوفيد‪ .»-19‬وقد أعلنتْ عن ذلك‬ ‫«جريدة جنوب الصين الصباحية»‪..‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪507‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)507‬‬

‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫‪20‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫العدد ‪ n 1050‬ال�سبت ‪ 19 - 13‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫األخيرة‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal‬‬

‫إن اإلنسان ليطغى‪...‬‬ ‫د نجيب محمد الجباري‬ ‫وأنا منشغل مثل بقية المتتبعين بتلك الخرجات غير المسؤولة‬ ‫والمسيئة لإلسالم وشعائره ونبيه صلى اهلل عليه وسلم والصادرة‬ ‫عن بعض األشخاص المحسوبين لألسف على بعض المجاالت‬ ‫التي يفترض فيها أن تكون مصدر إشعاع وتوعية كالفن والتربية‬ ‫والتعليم‪.‬آثرت أن ال أكتب شيئا بخصوص ما أثارته هذه التصريحات‬ ‫من نقاشات وردود فعل وما أسالته من مداد على صفحات وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي المختلفة‪،‬وانتظرت حتى تهدأ العاصفة وحتى‬ ‫تكون وجهة نظري بعيدة كل البعد عن التفسير السيء والفهم‬ ‫الخاطئ الذي يقابل به عادة كل رأي في موضوع من الموضوعات‬ ‫الحساسة التي يحبل بها مشهدنا الفكري والثقافي واالجتماعي‬ ‫الراهن‪.‬‬ ‫بداية أنا ال أوجه كالمي إلى شخص بعينه ‪،‬فقد قادني تفكيري‬ ‫في هذه القضية وما تالها من ردود إلى مالحظة الخلط الحاصل بين‬ ‫مناقشة الفعل وبين النيل من صاحب الفعل حيث ينبغي في نظري أن‬ ‫يوجه الكالم أو النقد إلى النموذج الذي يسكن عقل ووجدان صاحب‬ ‫مثل ذلك الفعل وليس إلى الكائن بعينه‪.‬‬ ‫وخالل تفكيري في الموضوع تساءلت عن األسباب الداعية إلى‬ ‫إثارة عواطف المسلمين ودغدغة مشاعرهم ونشر اإلساءة إلى نبيهم‬ ‫سيد البشر وخاتم األنبياء والمرسلين بين الحين واآلخر ‪،‬كان آخرها‬ ‫في هذه األيام المباركة حيث يحتفل المسلمون في كل بقاع العالم‬ ‫بعيد الفطر السعيد و بعد انقضاء شهر رمضان الفضيل؟ وماذا‬ ‫يجب علينا فعله في مثل هذه الحاالت؟ وما هو الرد الحقيقي على‬ ‫هذا التحدي المتمثل في وقف االستهزاء بالرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم والسخرية منه؟وهل يمكن معاقبة تلك الكائنات المعزولة على‬ ‫خرجاتها هذه؟‬ ‫أول ما تجب اإلش��ارة إليه هو أن اإلساءة‬ ‫للرسول صلى اهلل عليه وسلم ليست جديدة‬ ‫أو وليدة اليوم بل كانت تقليدا قديما اتبعه‬ ‫الجاحدون والحاقدون على اإلسالم وعلى نبي‬ ‫اإلس�لام واجهه في مرات عديدة مثله مثل‬ ‫بقية األنبياء والرسل‪,‬وكان أول ما خطر ببالي‬ ‫استحضار قوله تعالى‪« :‬وقد استهزئ برسل‬ ‫من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم اخذتهم‬ ‫فكيف كان عقاب» وقوله أيضا‪« :‬فإن كذبوك‬ ‫فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر‬ ‫والكتاب المنير»‪..‬وغيرها من اآليات التي أشارت‬ ‫إلى اإلهانات واإلساءات والمؤامرات التي كانت‬ ‫تحاك ضد الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬وكان‬ ‫رد اهلل سبحانه وتعالى بالحجة والبرهان وإظهار‬ ‫الحق وإبطال الباطل ‪،‬وبالدين والعقل والعلم‬ ‫والمنطق وبفن التعامل مع ه��ؤالء السفهاء‬ ‫المنحطين في التفكير وفي المعاملة السيئة‪.‬‬ ‫فلنقرأ هذه اآلي��ات وكأنها أنزلت اآلن وكأن‬ ‫الرسول مازال حيا بيننا يتلوها على مسامعنا‬ ‫اآلن‪:‬‬ ‫«خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين»‬ ‫«ف��أص��دع بما تؤمر وأع���رض ع��ن المشركين إن��ا كفيناك‬ ‫المستهزئين»‬ ‫«واصبر على مايقولون واهجرهم هجرا جميال ودرني والمكذبين»‬ ‫مثل هذه اآليات والواضحة وضوح الشمس يجب أن نقرأها جيدا‬ ‫بتمعن وتأمل كي نرضي اهلل ورسوله ألن الغضب هلل ولرسوله يجب‬ ‫أن يكون موافقا لما يحبه اهلل ورسوله‪.‬‬ ‫تحضرني كذلك من سيرته صلى اهلل عليه وسلم مواقف نبيلة‬ ‫متعددة تبين حسن تعامله مع المسيئين له وحلمه وصبره عن أذاهم‬ ‫وإعراضه عن سفاهتهم ‪،‬منها على سبيل المثال ال الحصر موقفه مع‬ ‫طائفة من اليهود الذين دخلوا عليه ‪،‬وبدل أن يقولوا له السالم عليك‬ ‫قالوا له السام عليك أي الموت عليك يا محمد وهم يظنون أنه ال‬ ‫ينتبه إلى قولهم هذا‪،‬فقال عليه السالم‪ :‬وعليكم ‪.‬قالت عائشة رضي‬ ‫اهلل عنها‪« :‬السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة اهلل وغضبه‬ ‫عليكم ولعنة الالعنين ‪،‬فقالوا لها‪:‬ماكان أبوك فاحشا‪ .‬ولما خرجوا قال‬ ‫لها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬مهال يا عائشة عليك بالرفق‬ ‫وإياك والعنف والفحش فإن اهلل ال يحب الفحش والتفحش‪،‬ال تكوني‬ ‫فاحشة ‪،‬إن اهلل يحب الرفق في األمر كله ‪،‬لم يدخل الرفق في شيء إال‬ ‫زانه ولم ينزع من شيء إال شانه‪،‬ما حملك على ما صنعت؟ قالت ‪ :‬أما‬ ‫سمعت ماقالوا؟ قال‪ :‬فما رأيتني قلت عليكم؟إنه يصيبهم ما أقول وال‬ ‫يصيبني ماقالوا ليى»‪.‬‬

‫صه أيها القوم‪..‬هذا هو الصادق المصدوق األمين الرحيم خير‬ ‫خلق اهلل أجمعين‪..‬‬ ‫مثل هذا الموقف يبين أن الرسول أحب من أحب وكره من كره‬ ‫كان رحمة للعالمين ورجل سالم للناس أجمعين ‪،‬لم يؤذ طيلة حياته‬ ‫إنسانا وال حيوانا‪..‬وقد شهد اهلل له بذلك وشهد له عقالء الرجال‬ ‫ممن لم يومنوا به وشهدت له بذلك البشرية جمعاء‪.‬‬ ‫لقد حظي هذا الرسول الكريم بمنزلة رفيعة واهتمام واسع في‬ ‫التاريخ اإلنساني نظرا للدور العظيم الذي لعبه في تأسيس دولة‬ ‫وحضارة عظيمة نشرت في العالم كله مبادئ الخير والتقدم وأرست‬ ‫دعائم اإلخاء اإلنساني‪.‬ولقد تمتع نبي اإلسالم صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫بصفات فريدة أهمها القوة واإلخالص األكيد هلل تعالى ولدينه الذي‬ ‫لم يؤسس على أساطير بل على مفهوم علمي وطبيعي ‪.‬بمثل هذه‬ ‫الكلمات بدأ الفيلسوف والمؤرخ والناقد اإلسكتلندي توماس كارليل‬ ‫كتابه» األبطال»ترجمة محمد السباعي ‪،‬وقد حظي الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم بمنزلة خاصة في هذا الكتاب حيث اعتبره المؤلف مثاال‬ ‫متكامال لعلو الهمة وتجسيدا لكل الفضائل األخالقية ودافع عنه دفاع‬ ‫العارف منتقدا افتراءات بعض المتعصبين والمستهزئين والرافضين‬ ‫لرسالة اإلسالم ألنها نتائج جيل كفر وعصر جحود وإلحاد وهي دليل‬ ‫على خبث القلوب وفساد الضمائر وموت األرواح في حياة األبدان‪.‬‬ ‫نعم الشك أن المسيئين إلى الرسول صلى اهلل عليه وسلم بمثل‬ ‫هذه التصرفات الطائشة واألقوال غير الموزونة سينالون في الدنيا‬ ‫الحسرة والخسارة وفي اآلخرة العذاب والندامة ألن هذا المسيء كذاب‬ ‫أفاك مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل زنيم ‪..‬أوعده‬ ‫اهلل تعالى بقوله‪»:‬إن شانئك هو األبتر» أي مبغضك والمسيء إليك‬ ‫هو الخاسر األبتر‪.‬‬

‫وفي محاولة للبحث عن األسباب الكامنة وراء هذه اإلساءات‬ ‫التي يتعرض لها اإلسالم ونبي اإلسالم بين الفينة واألخرى وجدتها‬ ‫تنحصر في ثالثة أسباب أساسية‪:‬‬ ‫أولها‪ :‬الجهل بحقيقة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪..‬هذا الجهل‬ ‫ناتج بالضرورة عن سوء فهم الدين اإلسالمي الفهم الصحيح‬ ‫حيث ضعف فيه التعريف بحقيقة هذا الدين ومبادئه ومقاصده‪..‬‬ ‫الدين الصحيح كما فهمه السلف الصالح وفقد اإلسالم الكثير من‬ ‫العلماء والحكماء والدعاة الذين كانوا يظهرون اإلسالم في صورته‬ ‫المشرقة المعتمدة على التسامح والرحمة واحترام اآلخر‪..‬الصورة‬ ‫التي أرادها اهلل ورسوله‪ ،‬وانطبعت –على العكس من ذلك‪-‬في‬ ‫األذهان الصورة المنقوصة السيئة عن اإلسالم ونبيه وتم توظيف‬ ‫الدين في أغراض شخصية ودنيوية رخيصة وأطماع سلطوية‬ ‫وتسلطية‪..‬‬ ‫ وثانيها ‪:‬العداوة الصريحة والحقد الدفين عن علم ومعرفة‬‫بعظمة النبي المشرفة ومكانته السامية ‪،‬فصار هؤالء السفهاء‬ ‫المسيئين للرسول ال يرون في اإلسالم إال ما يسوءهم فيكيلون له‬ ‫ولرسوله االتهامات واالفتراءات بهدف إثارة الفتنة وتهييج المشاعر‬ ‫بداعي حرية التعبير مع العلم أن كل القوانين الوضعية في كل دول‬ ‫العالم اعتبرت أن اإلساءة للرسول صلى اهلل عليه وسلم ال تندرج‬ ‫ضمن حرية التعبير وأن إدانة الفاعلين وتجريمهم ليست انتهاكا‬ ‫لحقهم في التعبير وال تمثل خرقا للميثاق الدولي لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫بل على العكس تصنف كهجوم مسيء على رسول اإلسالم وعلى‬ ‫قيم السلم واألمن والتسامح وتعرض السالم العالمي للخطر‪..‬‬

‫فهناك فرق كبير بين الحق في التعبير وبين حق اآلخرين في حماية‬ ‫مشاعرهم الدينية والعقائدية ‪.‬‬ ‫وثالثها‪:‬حب الشهرة والظهور بمظهر التحضر والتقدم ‪..‬فسحقا‬‫لهذا التحضر المظلم والتقدم المجرم إذا كان اإلفساد غايته واإللحاد‬ ‫رايته‪،‬قال تعالى ‪« :‬فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إال الحياة‬ ‫الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله‬ ‫وهو أعلم بمن اهتدى»‬ ‫هذه اإلساءات هي في الواقع تعبير عن حقد اسود وحالة من‬ ‫قسوة مرضية تعتري أشخاصا أو كائنات معزولة مهووسة بحب‬ ‫الظهور وبخالف تعرف‪..‬مرضى معتوهون في حاجة إلى عالج وفهم‬ ‫حقيقي لدوافع ارتكابهم لمثل هذه الحماقات‬ ‫والتصرفات غير المحسوبة‪.‬‬ ‫ورغ��م ما يعلنه ه��ؤالء المحسوبون على‬ ‫اإلس�لام والعروبة من ع��داء وبغض للرسول‬ ‫وللدين اإلسالمي عامة فإننا نجد عددا من أهم‬ ‫قادة الفكر والفلسفة األوروبيين واألمريكيين‬ ‫لم يجدوا بدا من االعتراف بما لهذا الدين‬ ‫من سماحة وعدل ‪،‬ورأوا فيه الخيار الحضاري‬ ‫الذي سينقذ البشرية مما هي فيه من تخبط‬ ‫وضياع وتنبأوا بأن يعم نور اإلس�لام العالم‬ ‫كله‪،‬فهاهوالروائي البريطاني هربرت جورج‬ ‫أوليز(ت ‪)1946‬يتنبأ ويبشر قائال‪»:‬كم من‬ ‫األجيال ستكابد الخوف والشقاء قبل أن يبزغ‬ ‫فجر اإلس�لام العظيم ال��ذي يبدو أن التاريخ‬ ‫بأكمله يتجه صوبه‪،‬وسالم يومئذ يغمر الدنيا‬ ‫وسالم يغمر القلوب»‪.‬‬ ‫أم��ا ج��ورج برناردشو المؤلف االيرلندي‬ ‫الشهير (ت ‪ )1950‬فنبوءته أكثر وضوحا ودقة‬ ‫عندما يقول‪:‬إن الدنيا كلها ستقبل اإلسالم‬ ‫وإن هي لم تقبله باسمه فستقبله باسم مستعار وسيأتي يوم يعتنق‬ ‫فيه الغرب دين اإلسالم» ويضيف «عقيدة النابهين والمثقفين في‬ ‫المستقبل سيكون اإلسالم»‪..‬إنها نبوءة أمل ونبوءة إنقاذ ونبوءة‬ ‫اختيار الحل األمثل‪..‬‬ ‫ويقول الشاعر األلماني يوهان غوته(ت ‪»« :)1832‬لحق أقول إن‬ ‫تسامح المسلم ليس من ضعف ‪،‬ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه‬ ‫بدينه وتمسكه بعقيدته»‪..‬‬ ‫نعم هكذا يكون الرد على أولئك السفهاء المسيئين لإلسالم‬ ‫ولرسوله وللمسلمين‪..‬نعم لالحتجاج واالستنكار‪..‬االحتجاج العاقل‬ ‫المتعقل العالم المنضبط باألخالق الفاضلة والمبادئ الراقية ‪..‬هكذا‬ ‫يريد اهلل ورسوله منا أن نكون‪..‬أمة أفعال ال أمة انفعال‪..‬أمة فاعلة‬ ‫عاملة منتجة منضبطة راقية تشتغل وتنشغل بما هو أهم ومفيد‬ ‫للبالد والعباد‪.‬‬ ‫ق��ال رس��ول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ث�لاث من كن فيه‬ ‫وجد حالوة اإليمان في قلبه ‪ :‬من كان اهلل ورسوله أحب إليه مما‬ ‫سواهما‪،‬من كان يحب المرء ال يحبه إال هلل‪،‬ومن يكره أن يرجع للكفر‬ ‫كما يكره أن يلقى في النار»‪..‬‬ ‫أول الثالث‪:‬اهلل ورسوله أحب إلى قلبه وأقرب إلى نفسه وأعمق في‬ ‫روحه من كل شيء آخر‪ :‬من المال والولد والذات‪ ..‬الدنيا بما رحبت‪..‬‬ ‫بوركت يا خير خلق اهلل كلهم وال فض فوك‪..‬أنت تعلمنا كيف‬ ‫يجب أن نكون وقد تعاليت خلقا عن كل كينونة بشرية‪..‬بوركت وأنت‬ ‫تدعونا لنكون بحق كما يريدنا اهلل سبحانه وتعالى خير أمة أخرجت‬ ‫للناس‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.