Achamal n° 1052 le 27 Juin 2020

Page 1

‫املدير امل�سوؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫التعاون جنوب جنوب‪..‬‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1052‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪ 5‬ذو القعدة ‪ 27 / 1441‬يونيــو ‪2020‬‬

‫الدر�س املغربي‬ ‫امللحق القانوين‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫ال�سياحة باملغرب‬

‫القلق املرتقب‪..‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫عودة القت�ساد الوطني‬

‫مرا�سالت اأ�سبوعية خا�سة بجريدة‬ ‫«ال�سمال» من فرن�سا بلجيكا وهولندا‬ ‫اأحداث جهة‬ ‫طنجة تطوان احل�سيمة‬ ‫ال�سرطة الإدارية واملحلية باملغرب‬ ‫يف ظل كورونا‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�سدر موؤقتـ ًا كـل اأ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�سهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫‪2‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫عودة االقت�صاد الوطني‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬ ‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫أكيد أن وتيرة االقتصاد المغربي عرفت تقهقرا سيئا إبان مرحلة‬ ‫هيجان وباء كرورنا‪ ،‬وأكيد أن مرافق اقتصادية عديدة تضررت من‬ ‫ذلك‪ .‬فاألمر مسّ تقريبا كل القطاعات الحيوية ‪...‬في الصناعة في‬ ‫الفالحة وفي التجارة‪.‬‬ ‫غير أننا‪ ،‬ومع قرار الرفع التدريجي للحجر الصحي‪ ،‬وتقسيم‬ ‫المملكة إلى منطقتين وبائيتين‪ ،‬قصد محاصرة االنتشار العشوائي‬ ‫للوباء‪ ،‬فإن قطاعات اقتصادية كثيرة بدأت عودتها للدوران من‬ ‫جديد‪ .‬طبعا وفق االلتزام الحازم بالشروط الصحية المنصوص‬ ‫عليها من قبل الخبراء الصحيين بالمغرب‪ .‬فبعد أكثر من ثالثة‬ ‫أشهر تمرّ على ولوج المملكة حالة العزل الكامل‪ ،‬ها نحن نالحظ‬ ‫إيقاعا مضطردا في شروع العديد من الشركات والمحالت التجارية‬ ‫والمقاهي والمطاعم وعموم المرافق ذات المصلحة العمومية في‬ ‫فتح أبوابها مع المغاربة لقضاء شتى أشكال احتياجاتهم‪ .‬غير أن‬ ‫األمر يستدعي توضيحا مفصليا‪ ،‬وهو أن هذه العودة االقتصادية‬ ‫لم تعدم أبدا استراتيجية االستناد إلى طقوس وتقاليد جديدة في‬ ‫دينامية سوق العمل‪ ،‬ولم تعدم تبني شروط صحية أشد صرامة في‬ ‫ما يتعلق بااللتزام بجميع مستلزمات الوقاية من ارتداء للكمامات‬ ‫وتحقيق للتباعد الجسدي الجغرافي‪ ،‬وتوفير كل متطلبات وسائل‬ ‫التعقيم ووضع الحواجز الواقية وتهوية فضاءات التجمعات العملية‪.‬‬ ‫وبالتوازي مع ذلك‪ ،‬أطلق المغرب حملة وطنية لتشخيص وباء‬ ‫«كوفيد‪ »-19‬لدى العمال في مجموع شركات القطاع الخاص‪ ،‬قصد‬ ‫تحقيق المحاصرة الشديدة النتشار الوباء من جانب‪ ،‬وقصد معاينة‬ ‫حجم التزام مسؤولي هذه الشركات بالقرارات الحكومية الوقائية‪..‬‬ ‫ومعلوم أن جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬وفي أفق استئناف‬ ‫األنشطة االقتصادية في ظروف آمنة كليا‪ ،‬دعا وزارة الصحة لجعل‬ ‫جميع مواردها المادية والبشرية في الخدمة العاجلة من أجل القيام‬ ‫بعملية تشخيص واسعة‪.‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫محمد �إمغران‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫من جانبه كان السيد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني قد‬ ‫عقد في األيام األخيرة لقاءات مكثفة مع األحزاب والنقابات وممثلي‬ ‫الشركات والفئات المهنية لتدبير مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي‬ ‫ومواجهة التداعيات االقتصادية واالجتماعية التي خ ّلفها التوقف‬ ‫االقتصادي في مرحلة الطوارئ الصحية‪.‬‬ ‫ومعلوم أيضا أن جمعية اتحاد التجار والمستوردين بالدار‬ ‫البيضاء كانت بدورها قد عرضت في لقائها مع الحكومة اإلجراءات‬ ‫التي تقترحها من أجل إنجاح عودة النشاط االقتصادي المغربي إلى‬ ‫الواجهة‪.‬‬ ‫من بين هذه االقتراحات التي اعتمدتها الجمعية تنظيم حمالت‬ ‫توعوية في صفوف التجار تشدد على إجراءات الوقاية األساسية‬ ‫وتنظيم العمل بشكل يراعي التباعد الجسدي‪ ،‬واعتماد التكنولوجيا‬ ‫في التواصل مع عمالئهم‪.‬‬ ‫وتعمل الحكومة حسب ما أعلن رئيسها سعد الدين العثماني‬ ‫في لقاءات مختلفة على وضع خطة إلنعاش االقتصاد تقوم باألساس‬ ‫على تعديل موزانة ‪ ،2020‬وهي الخطة التي ينتظر تقديمها في‬ ‫األسابيع القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫وتراعي الموازنة المعدلة توقعات تراجع معدل النمو وانخفاض‬ ‫المداخيل الضريبية وتركز على االستثمارات العمومية‪ ،‬وينتظر‬ ‫عرض التوجهات العامة لهذه الموازنة قريبا على المجلس الوزاري‬ ‫الذي يترأسه الملك المغربي وبعده على المجلس الحكومي ثم‬ ‫إحالتها إلى البرلمان‪.‬‬ ‫وستكون أولوياتها ‪-‬حسب رئيس الحكومة‪ -‬هي التعليم‬ ‫والبحث العلمي والصحة والتشغيل والحماية االجتماعية ودعم‬ ‫اإلنتاج الوطني والتحول الرقمي‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هـدى املجـاطـي‬ ‫محمد �سـدحــي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫ح�سن �أ‪« .‬جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز‬ ‫ـ طنجــة ـ‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫• محمد إمغران‬

‫مبعزل عن اجلائحة‬

‫القطاع ال�صحي يحتاج‬ ‫�إلى كبريعمل‪...‬‬ ‫هل ستأخذ السلطات المغربية العبرة من جائحة‬ ‫«كورونا» خاصة على مستوى المنظومة الصحية‪ ،‬للعمل‬ ‫غدا ما بعد الوباء‪ ،‬بنفس جديد واستراتيجية جديدة وبروح‬ ‫المواطنة‪ ،‬إلنصاف قطاع الصحة «المهلوك» وكذا العاملين‬ ‫فيه والمحتاجين إلى خدماته من أبناء هذا الوطن ؟ صحيح‬ ‫أن خالد أيت الطالب‪ ،‬وزير الصحة‪ ،‬كان أشارإلى أن الوضعية‬ ‫الوبائية التي تمر منها بالدنا اليوم‪« ،‬جد مطمئنة»‪ ،‬وذلك‬ ‫بفضل التعليمات النيرة لصاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس التي مكنت من تجنيب بالدنا أسوأ االحتماالت‬ ‫المرتبطة بفيروس «كورونا» المستجد‪ ،‬وذلك خالل ندوة‬ ‫افتراضية ‪ ،‬فتحت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أمام مهنيي الصحة واإلعالم‬ ‫‪،‬نظمتها الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة حول موضوع‬ ‫«جائحة كورونا‪ :‬حصيلة المصحات الخاصة»‪. ‬وأعرب الوزير‬ ‫عن ارتياحه لكون المنظومة الصحية استطاعت التفوق في‬ ‫تجاوز هذه المحنة بكل قوة و شجاعة‪ ،‬مقارنة مع أنظمة‬ ‫صحية في بلدان متقدمة وقوية اقتصاديا ولها إمكانيات‬ ‫كبرى في هذا الباب‪ ،‬من خالل االعتماد على تعبئة وتظافر‬ ‫جهود جميع المتدخلين‪ ،‬مبرزا في هذا السياق أن نسبة‬ ‫التعافي من اإلصابة بالفيروس بلغت ‪ 90‬في المائة‪ ،‬بينما‬ ‫لم تتجاوز نسبة الوفيات ‪5‬ر‪ 2‬في المائة‪.‬لكن كل هذا‬ ‫اليعني بأن قطاعنا الصحي بألف خير‪ ،‬بل هومحتاج كثيرا‬ ‫إلى جرعات عالجية على أكثر من مستوى‪ ،‬بدليل صورة‬ ‫المعيش اليومي التي أراها أنا وأنت وهو وهي ونحن وأنتم‬ ‫من السواد األعظم من المواطنين‪.‬‬ ‫ورجوعا إلى الندوة ذاتها أوضح الوزير أن عملية إجراء‬ ‫اختبارات الكشف عن هذا الفيروس في أوساط األجراء‬ ‫والمهنيين‪ ‬ستمكن من تدارك العجز االقتصادي الذي‬ ‫تم تسجيله خالل فترة الحجر الصحي‪ ،‬وستسمح بعودة‬ ‫الدورة االقتصادية إلى ديناميتها وحياتها الطبيعية‬ ‫تدريجيا‪ ،‬مذكرا في هذا الصدد بضرورة الحرص على‬ ‫احترام التدابير الوقائية للحيلولة دون انتشار العدوى‪،‬‬ ‫وعلى رأسها التباعد الجسدي ووضع الكمامات والحرص‬ ‫على النظافة والتعقيم‪ ،‬لكي تخرج بالدنا‪ ،‬منتصرة صحيا‬ ‫واقتصاديا واجتماعيا ‪.‬وارتباطا بموضوع الندوة‪ ،‬نوه الوزير‬ ‫بانخراط المصحات الخاصة إلى جانب باقي المتدخلين‬ ‫في مواجهة هذه الجائحة‪ ،‬مبرزا أنها أبلت بالء حسنا‪ ،‬إذ‬ ‫ساهمت من جانبها بمجموعة من التجهيزات والمعدات‪،‬‬ ‫وتكلفت باحتضان وعالج عدد من المرضى‪ ،‬كما أن أطرها‬ ‫انخرطوا إلى جانب زمالئهم في القطاع العمومي‪ ،‬لمتابعة‬ ‫الوضع الصحي للمرضى بمصالح اإلنعاش والعناية المركزة‬ ‫‪.‬كما أضاف المتحدث أن المصحات الخاصة عبرت وطنيا‬ ‫عن استعدادها للسيرعلى نفس المنوال بالدار البيضاء‬ ‫والرباط وطنجة ومراكش وفاس وغيرها من المدن‪،‬‬ ‫ووضعت نفسها رهن إشارة وزارة الصحة‪ ،‬لخدمة المغاربة‬ ‫في هذه األزمة الصحية‪ ،‬موضحا أن هذه المجهودات تأتي‬ ‫لتؤكد أن المنظومة الصحية متماسكة وأن القطاع الصحي‬ ‫جسد واحد‪ ،‬مدنيا كان أو عسكريا‪ ،‬عموميا أو خاصا‪ ،‬أساتذة‬ ‫وأطباء وغيرهم من المهنيين‪ ،‬الكل في خندق واحد‪ ،‬مؤكدا‬ ‫ضرورة تعزيز هذا العمل المشترك ورص صفوف هذا‬ ‫البنيان وتقويته لمواجهة كل اإلكراهات التي تعترض سبل‬ ‫تطوير المنظومة الصحية ببالدنا من أجل تلبية االحتياجات‬ ‫الصحية للمواطنات والمواطنين ولضمان ولوجهم السلس‬ ‫إلى العالج‪.‬‬ ‫والحق أقول إن كل ما تداوله الوزيرالمحترم‪ ،‬خالل‬ ‫الندوة المذكورة‪ ،‬أمريثلج الصدر‪ ،‬لكنه يدخل في إطار‬ ‫التصريحات الرسمية المألوفة لدى كل وزير في قطاعه‪،‬‬ ‫بينما الواقع «الصحي»ببالدنا‪ ،‬كما يراه عموم الناس‪،‬‬ ‫يحتاج وبمعزل عن الجائحة إلى كبيرعمل‪ ،‬من تفان وإخالص‬ ‫ومواطنة وأمانة وإنصاف وضخ إضافي في ميزانية القطاع‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫‪3‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫تخطى عتبة السبعين بأشواط وأشواط‪ ،‬ومع هذا لم يبارح مرحلة الرجولة‪ ،‬وظل‬ ‫متماسكا قوي البنيان‪ ،‬متفائال بالحياة‪ ،‬وبما تحمل في طياتها من مستجدات‪.‬‬ ‫وكم تساءل خلطاؤه ورفقاؤه عن الوصفة السحرية التي يتناولها في خُفية عن‬ ‫األعين‪ ،‬فلم يجدوا إليها سبيال‪.‬‬ ‫ولو فكروا وقدروا‪ ،‬وفكروا ثم قدروا‪ ،‬وراقبوا حركاته وسكناته‪ ،‬الهتدوا إلى السر‪،‬‬ ‫وللمسوه بأيديهم‪ ،‬إنه برودة الدم‪ ،‬أو ضبط النفس‪ ،‬وهو الوصفة الطبية التي وصفها‬ ‫الرسول االكرم لصحابي حين قال له‪« :‬ال تغضب»‪.‬‬ ‫هذا هو شعاره‪ ،‬وقد طبقه في كافة أطوار حياته‪.‬‬ ‫طبقه مع زوجته ورفيقة دربه‪ ،‬فمهما بلغت درجة غليانها وانفعالها‪ ،‬إال وتجده يتمسك‬ ‫باآلية الكريمة‪« :‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم‬ ‫مودة ورحمة» رغبة منه في أن تسير حياته الزوجية سيرة األولين من السلف الصالح‬ ‫وطبقه مع أبنائه‪ ،‬فيلبي طلباتهم على قدر المستطاع‪ ،‬ويوفر حاجياتهم في الحدود‬ ‫التي يسمح بها دخله‪ ،‬فإذا فلتت أعصابهم‪ ،‬حاول ضبطهم بالحكمة والموعظة الحسنة‬ ‫وتمسك بهذا الشعار في عالقته بأصدقائه‪ ،‬فال يجاريهم إذا ما رفعوا أصواتهم‪ ،‬وال‬ ‫يقابل السيئة بالسيئة‪ ،‬وإنما يضع الصداقة موضع التقدير والتقديس‪ ،‬فرب أخ لك لم‬ ‫تلده أمك‪.‬‬ ‫والنتيجة‪ ،‬أنه ظل محتفظا بلياقته البدنية والنفسية‪ ،‬محافظا على مظهره‪ ،‬حامدا اهلل‬ ‫على نعمة العافية‪.‬‬ ‫وخوفا من أعين الحساد‪ ،‬يُكثر من قراءة المعوذتين باألسحار‪ ،‬وآناء الليل وأطراف‬ ‫النهار‪ ،‬وإذا سأل اهلل في سجوده‪ ،‬سأله العافية‪.‬‬ ‫قد يعتقد البعض‪ ،‬أن الرجل زاهد في الحياة ومتاعها‪ ،‬واعتقادهم هذا خاطئ‪ ،‬فهو‬ ‫متابع جيد لبرامج التلفاز‪ ،‬يجلس الساعات الطوال‪ ،‬يشاهد مباريات كرة القدم‪ ،‬ويتابع‬ ‫بعض المسلسالت الجادة الهادفة‪ ،‬وهو من الذين يفتحون الكتب بين الحين والحين‪،‬‬ ‫ويتصفحون الجرائد والمجالت في كل وقت وحين‪.‬‬ ‫فلنمسك الخشب‪ ،‬ولنردد‪ :‬اللهم ال حسد‪.‬‬

‫في حوار مع رئيس الجماعة القروية‬ ‫بني أحمد الشرقية‬

‫«نطمح �إلى �أن نكون يف م�ستوى تطلعات �سكان‬ ‫اال�ستثنائية»‬ ‫اجلماعة يف هذه الظروف‬ ‫‪-‬‬

‫أجرى الحوار عبدالحي مفتاح‬

‫‪°‬خليل النعواش تقلد منصب رئيس جماعة بني أحمد‬ ‫الشرقية عن حزب التجمع الوطني لألحرار منذ فاتح من غشت‬ ‫‪ 2018‬خلفا لمحمد عسو الذي قدم استقالته لكبر سنه و‬ ‫فضل ترك المجال للكفاءات الشابة لخوض تجربة قيادة سفينة‬ ‫الجماعة‪ ،‬ويشتغل خليل النعواش حاليا مديرا لثانوية إعدادية‬ ‫بمدينة شفشاون بعد أن قضى سنوات مدرسا في القسم‪.‬‬ ‫وقد كان لنا معه هذا الحوار المقتضب إلطالع قراء‬ ‫الجريدة بإقليم شفشاون خاصة على مساهمة جماعته في‬ ‫مكافحة وباء كورونا إلى جانب السلطات الترابية والمجتمع‬ ‫المدني وباقي الفاعلين‪.‬‬ ‫س ‪ :‬لقد اتخذت السلطات‬ ‫ببالدنا عدة إجراءات استباقية‬ ‫ع��ل��ى ال��م��س��ت��وى ال��وق��ائ��ي‬ ‫والصحي واالجتماعي والمالي‬ ‫لتطويق اآلث����ار الوخيمة‬ ‫المحتملة لوباء كورونا على‬ ‫المنظومة الصحية وبالتالي‬ ‫على الحق في الحياة والسالمة‬ ‫الصحية للمواطنين‪ ،‬وقد‬ ‫حظيت هذه اإلجراءات بتنويه‬ ‫كبير من مختلف دول العالم‪،‬‬ ‫وخاصة بأوروبا‪ .‬ما تقييمكم‬ ‫ل��ه��ذه اإلج������راءات‪ ،‬و كيف‬ ‫ساهمت الجماعة القروية التي‬ ‫تترأسونها في هذا المجهود‬ ‫الوطني إلى جانب السلطات‬ ‫اإلدارية وباقي الفاعلين‪.‬‬ ‫ج‪ :‬أدركت الدولة حجم الخطر الذي يمثله فيروس كورونابعدما عاينت‬

‫بأم عينها كيف طأطأ الوباء بسرعة رؤوس دول صناعية أوروبية كبرى‪،‬وجعل‬ ‫أنظمتها الصحية المتطوّرة شبه عاجزة عن مواجهة زحف الفيروس األحمر‪،‬‬ ‫حتى بات حالها أقرب ما يكون إلى الوضع المألوف في البلدان النامية‪.‬‬ ‫لذا تبنّت السلطات المغربية خطة استباقية‪ ،‬بنية على قرارات وخطوات‬ ‫واجراءات‪ ،‬رامية إلى التخفيف من وقع هذه الجائحة وتأثيرها على مناحي‬ ‫الحياة في البلد‪.‬‬ ‫جاءت التدابير المتخذة تباعا‪ ،‬بدءا من إجالء المواطنين المغاربة‬ ‫العالقين في مدينة ووهان الصينية استجابة لنداء الذي أطلقوه إلى وزارة‬ ‫الخارجية المغربية قصد التدخل‪ ،‬ثم تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية‬ ‫ابتداء من ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬وإغالق المساجد والمقاهي والمطاعم‪ ،‬فمنع‬ ‫كل األنشطة الرياضية والثقافية والسياسية والتجمعات الكبرى‪ ،‬وإحداث‬ ‫صندوق خاص لمواجهة تداعيات جائحة كورونا‪ ،‬وإعالن حالة الطوارئ‬ ‫الصحية شهرا‪.‬‬ ‫على الرغم من هذه اٌإلجراءات وما تفرضه من تقييد للحريات والحقوق‬

‫مثل حركة التنقل التي أصبحت خاصة ببعض الفئات لطبيعة عملهم‪،‬مقيدة‬ ‫بالضرورة ومشروطة بترخيص‪،‬حيث أصبح كل مخالف لحالة الطوارئ معرض‬ ‫لالعتقال والعقوبة‪ ،‬إال أنه أمام كل هذا تلقى المغاربة قاطبة هذه اإلجراءات‬ ‫بالقبول الحسن عكس ما كان مألوف من توجيه االنتقادات الالذعة خاصة‬ ‫للسلطة المعهود إليها الحرص على تطبيق هذه اإلج��راءات‪ ،‬فلم تحل‬ ‫ً‬ ‫سابقة في حياة أجيال من المغاربة دون‬ ‫قساوة هذه المقتضيات التي مثلت‬ ‫استحسان وترحيب الجميع بها‪ ،‬والثناء على نهج الدولة االستباقي قصد‬ ‫تطويق وباء كورونا‪ ،‬إلى درجة أن باحثين ومراقبين تحدثوا عن لحظة إجماع‬ ‫وطني كبرى حيث مثله البعض بزمن المسيرة الخضراء ‪ .‬فحتى األصوات‬ ‫والتيارات المحسوبة على المعارضة الراديكالية أرجأت االختالفات السياسية‪،‬‬ ‫واصط ّفت إلى جانب الدولة‪ ،‬مشيدة بكيفية تدبير األزمة‪.‬‬ ‫وليس من المبالغة في شيء القول إن الدولة عرفت قدر نفسها‪ ،‬فد ّقت‬ ‫ن��اق��وس الخطر مبكرا‪ ،‬واتخذت‬ ‫قرارات مصيرية واستثنائية‪ ،‬حولت‬ ‫اللحظة إلى لحظة إجماع وطني له‬ ‫طبيعة خاصة‪ .‬لحظة ال ينبغي لها‬ ‫مطلقا أن تحجب عنا رؤية النصف‬ ‫اآلخ��ر من الكأس‪ ،‬فهذه الجائحة‬ ‫كشفت حقيقة السياسة الصحية‪،‬‬ ‫ببرامجها القطاعية ومخططاتها‬ ‫المندمجة التي تغنى بها وزراء‬ ‫تعاقبوا على قطاع الصحة‪ ،‬طوال‬ ‫عقدين‪ .‬وفضحت الواقع المتردّي‬ ‫لقطاع تراه الحكومة غير منتج‪ ،‬ما‬ ‫حدا بها‪ ،‬على الرغم مما يشهده‬ ‫من مشكالت‪ ،‬إلى تخفيض ميزانيته‬ ‫في قانون المالية أخيرا‪ ،‬تأكيدا منها‬ ‫على التزام سياسة الترشيد والتقيد‬ ‫بقواعد الحكامة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مكرهة‬ ‫كان لقطاع التعليم ب��دوره نصيب‪ ،‬بعدما ق��رّرت الحكومة‬ ‫دول تحولت فيها‬ ‫تطبيق نظام التعليم عن بعد‪ ،‬خوفا من تكرار سيناريو ٍ‬ ‫المدارس إلى بؤر لنشر الوباء‪ ،‬فظهرت األعطاب بالجملة على كل األصعدة‪،‬‬ ‫فال إمكانات لوجستيكية‪ ،‬وال‬ ‫معدّات تقنية‪ ،‬وال م��وارد بشرية متخصصة‪ ...‬وما إلى ذلك من‬ ‫الضروريات الالزمة إلنجاح خيار الرقمنة‪ .‬وافتضح واقع التعليم الرقمي‬ ‫الذي تروّجه الوزارة‪ ،‬بعد االستعانة بقنوات اإلعالم العمومي لبث الدروس‬ ‫للتالميذ‪ ،‬فالفوارق‪ ،‬اجتماعيا ومجاليا‪ ،‬في المدرسة المغربية‪ ،‬لم ولن تترك‬ ‫أي فرصةٍ أمام نجاح هذا التوجه في المنظومة التعليمية‪.‬‬ ‫أمام كل هذه اإلكراهات واإلرادة في العمل على تنزيل هذه اإلجراءات‬ ‫استدعت إخراج وحدات من الجيش أي األطباء العسكريون إلى المستشفيات‬ ‫العمومية‪ ،‬بهدف التنازيل األمثل إلجراءات الحماية من الوباء‪ ،‬فالدولة تدرك‬ ‫جيدا أنها ال تتوفر على المعدّات اللوجستيكية‪ ،‬وال على البنية التحتية‬ ‫الكافية لمواجهة الوباء‪.‬‬ ‫(تتمة الحوار في العدد القادم)‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫اقتصاد وانعراج‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫فإذا‬

‫الفاء؛ عاطفة تفيد ترتيبا في المعنى‬ ‫اذا؛ أداة شرط وجزاء في المستقبل‪ ،‬تختص‬ ‫بالدخول على الجمل الفعلية‬

‫اقتصدت ‪:‬‬

‫االقتصاد في أمر توسط بين إسراف وتقتير‬

‫ثم ‪:‬‬

‫عاطفة مرتبة‬

‫انعرجت‪:‬‬

‫االنعراج انعطاف عن قصد‪ ،‬أو ميل‪ ،‬أو خروج؛ اما‬ ‫إلى اكتمال أو انتقاص؛ والمقتصد والمنعرج (بفتح‬ ‫ما قبل آخرهما اسما مفعول)؛ بمعنى محل االقتصاد‬ ‫أو االنعراج؛ وهو الشخص‪ ،‬أو (بكسر ما قبل آخرهما‬ ‫اسما فاعل)؛ والمعنى واحد عليهما؛ وهو الشخص‬ ‫المقضي عليه بهما ‪.‬‬

‫وأحوال العبد ثالثة ‪:‬‬

‫حال أول؛ لمن اقتصدت عليه معيشته؛ بمعنى‬ ‫توسطت بين‪ ،‬افراط وتفريط‪ ،‬فرزق كفافا وعفافا‪،‬‬ ‫وهواألفضل‪ ،‬ولذلك قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ‪ « :‬اللهم اجعل قوت آل محمد كفافا»‪.‬‬ ‫إذ اإلفراط يطغى‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪« :‬كال‪،‬‬ ‫إن اإلنسان ليطغى أن رآه استغنى»‪.‬‬ ‫حال ثان؛ لمن انعرجت معيشته‪ ،‬فمالت إلى‬ ‫اكتمال‪ ،‬فإن فاضت عليه قناطير مذهبة ومفضضة‬ ‫خشي عليه‪ ،‬كما في حديث رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ‪« :‬ال أخشى عليكم أن تشركوا بعدي‪،‬‬ ‫ولكن أخشى أن تنبسط عليكم الدنيا كما انبسطت‬ ‫على من كان قبلكم‪ ،‬فتنافسوها فتهلككم كما‬ ‫أهلكتهم»‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬فأهل البداية ضعفاء حال‪،‬‬ ‫أما أهل النهاية؛ الذين تزكت نفوسهم‪ ،‬وكملت‬ ‫أخالقهم‪ ،‬وسمت أحوالهم‪ ،‬فال يخشى عليهم‬ ‫منها؛ لذلك حصل الغنى التام لكثير من الصحابة‬ ‫والعارفين‪..‬‬ ‫حال ثالث؛ لمن انعرجت معيشته ميال النتقاص؛‬ ‫بأن كان مقترا عليه‪ ،‬ضاقت عليه معيشته‪ ،‬فرمته‬ ‫في فقر وافتقار‪ ،‬وفيه قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ‪« :‬كاد الفقر أن يكون كفرا»‪.‬‬ ‫أي‪ ،‬م��ا ع��دا م��ن أي���ده اهلل بصبر جميل ‪.‬‬ ‫والموصوف بهذين‪ :‬فقر وصبر؛ من سبق في علم‬ ‫اهلل أنه منعرج ( بالفتح) أي محل االنعراج ( بالكسر )‬ ‫أي يليق به ذلك لحكمة ربانية‪..‬‬ ‫واإلنسان إذا اقتصدت معيشته ابتداء‪ ،‬ثم‬ ‫انعرجت الى كمال أو نقصان‪ ،‬فهو محل لذلك‪ ،‬الئق‬ ‫به ما هنالك؛ لما سبق في علمه تعالى ومقتضى‬ ‫حكمته‪ ،‬فالواجب عليه متى مالت معيشته لنقصان‬ ‫الصبر‪.‬‬

‫وحاصل المعنى ‪:‬‬

‫أن اإلنسان يصير باقتصاد المعيشة مقتصدا؛‬ ‫أي يطلب منه ذلك‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪« :‬وال‬ ‫تجعل يدك مغلولة الى عنقك‪ ،‬وال تبسطها كل‬ ‫البسط‪ ،‬فتقعد ملوما محسورا» وقوله ‪« :‬والذين‬ ‫اذا أنفقوا لم يسرفوا» وقوله ‪« :‬لينفق ذو سعة من‬ ‫سعته‪ ،‬ومن قدر عليه رزقه‪ ،‬فلينفق مما أتاه اهلل»‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫تشغل أكثر من نصف مليون شخص وتمثل ما مجموعه ‪ 7‬في المائة‬ ‫من الناتج الداخلي الخام‬

‫�أما �آن لل�سياحة الوطنية �أن تنف�ض عنها غباراحلجر ال�صحي ؟‬ ‫• محمد إمغران ‪ /‬صحفي بجريدة الشمال‬

‫ال يجادل اثنان في كون السياحة تعتبر محركا مهما لالقتصاد‪ ،‬ولهذا تحاول العديد من البلدان نصف مليون شخص‪ ،‬يطالبون بمعرفة تاريخ فتح الحدود‪ ،‬إلعادة‬ ‫االهتمام بهذا القطاع المدرللدخل‪ ،‬من خالل البحث عن استراتيجية مالئمة له‪ ،‬باستغالل عناصر تحريك عجلة هذا القطاع المتضرر‪ ،‬فضال عن مراهنتهم على رجوع‬ ‫التميزلكل بلد‪ ،‬من إرث تاريخي وحضاري وثروات طبيعية وغيرذلك مما يمكن استغالله‪ ،‬لجلب حرية التنقل‪.‬وكانت مدينتا طنجة ومراكش‪ ،‬المدينتان السياحيتان‬ ‫السياح من مختلف أنحاء العالم‪ ،‬علما أن هناك دوال استطاعت أن تنعش سياحتها من الشيء‪ .‬بينما بامتياز‪ ،‬ضمن منطقة التخفيف المشدد رقم ‪ ،2‬تخضعان لقيود‬ ‫المغرب له مؤهالت كبيرة وقوية‪،‬يمكن أن تفيد االستثمارفي القطاع‪ ،‬بشكل أفضل من ذي قبل‪ ،‬مع تتمثل في ضرورة التوفر على رخصة استثنائية للتنقل‪ ،‬وجميع‬ ‫استغالل انتشارجائحة «كورونا» التي لم يتأثر بها إال‬ ‫ال��ق��ي��ود األخ���رى‬ ‫قليال جدا‪ ،‬مقارنة مع عدة دول كبرى‪ ،‬تفوقه في كثير‬ ‫التي تم إقرارها‬ ‫من القطاعات والمجاالت‪ .‬ورغم ما يتمتع به المغرب‪،‬‬ ‫في حالة الطوارئ‬ ‫من موقع استراتيجي وتاريخ وحضارة ضاربين في‬ ‫الصحية‪ ،‬قبل أن‬ ‫القدم وث��روات طبيعية هائلة‪ ،‬فإن مهنيي وممثلي‬ ‫يتم تحديثها‪ ،‬يوم‬ ‫القطاع السياحي ببالدنا الزالت تسيطرعليهم نوبات‬ ‫األح���د الماضي‪.‬‬ ‫القلق‪ ،‬بل واإلحباط‪ ،‬بخصوص مستقبل مهنتهم‬ ‫وضمن كلمة له‬ ‫ومستجداتها‪ ،‬ما بعد مرحلة الحجر الصحي‪ ،‬خاصة‬ ‫ف��ي اللقاء ذات��ه‪،‬‬ ‫وأن اللقاء الذي عقده سعد الدين العثماني‪ ،‬رئيس‬ ‫كان سعد الدين العثماني أشارإلى أن الحكومة واعية‬ ‫الحكومة‪ ،‬خالل األسبوع الماضي‪ ،‬مع مهنيي السياحة‬ ‫بصعوبة المرحلة التي تمر منها السياحة الوطنية‪،‬‬ ‫لم يثمرشيئا‪ ،‬بعدما كان عدد من المعنيين يعلقون‬ ‫شأنها في ذلك شأن ما يقع في دول العالم‪ ،‬بسبب‬ ‫كبير اآلمال في الحصول على وصفة أو جرعة‪ ،‬تأهبا‬ ‫تأثيرات جائحة كورونا‪ ،‬وأن هناك تحدياً بضرورة إنجاح‬ ‫لمرحلة ما بعدهذا الوباء العالمي‪.‬‬ ‫مرحلة الخروج من الحجر الصحي‪ ،‬وعودة السياحة إلى‬ ‫اللقاء الذي حضرته نادية فتاح العلوي‪ ،‬وزيرة‬ ‫حالتها الطبيعية‪ ،‬عبر خطوات عملية مضبوطة‪ ،‬حسب ما‬ ‫السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية واالقتصاد‬ ‫تمليه الحالة الوبائية ببالدنا‪ ،‬لكن على رئيس الحكومة‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وممثلون عن الكونفدرالية الوطنية‬ ‫ومعاونيه المقربين‪ ،‬بما في ذلك الوزارة الوصية‪ ،‬أن‬ ‫نادية فتاح العلوي‪ ،‬وزيرة السياحة‬ ‫للسياحة وعن مجموعة من الهيئات المهنية بقطاع‬ ‫يعلموا أن المغرب وهلل الحمد لم يتأثركثيرا بجائحة‬ ‫السياحة‪ ،‬لم يقدم فيه‬ ‫«كورونا» خاصة على مستوى حصد األرواح أوشل حركة‬ ‫االقتصاد‪ ،‬كليا‪ ،‬األمرالذي جعل كيفية تعامله الناجح مع‬ ‫سعد الدين العثماني ما يمكن أن يثلج صدور‬ ‫مهنيي قطاع السياحة‪ ،‬الذي يعتبر أكبر قطاع متضرر من أزمة فيروس «كورونا» المستجد‪ ،‬بسبب الجائحة‪ ،‬محط إشعاع دولي‪ ،‬بامتياز‪.‬وبالتالي عليه أن يستغل هذا التميزلصالحه و»أن يتوكل على اهلل»‬ ‫اضطرار المغرب إلى إغالق حدوده وتقييد حرية التنقل‪ ،‬بداخل ربوعه‪.‬وكما تابع الرأي العام المغربي‪ ،‬في تكسير قيود الحجرالصحي‪ ،‬مع أخذه للتدابيراالحترازية‪ ،‬بشكل أكثر جرأة وابتكارا وإبداعا من أجل‬ ‫عبر مختلف وسائل اإلعالم أن رئيس الحكومة أكد‪ ،‬خالل اللقاء ذاته‪ ،‬أن اقتصاد البالد تأثر سلباً جراء تحريك عجلة السياحة وتحقيق أرقام‪ ،‬غيرمسبوقة‪ ،‬في هذا القطاع‪ ،‬خالل السنة الحالية‪.‬‬ ‫هذه األزمة‪ ،‬وأن قطاع السياحة هو األكثر تضرراً؛ لكنه لم يكشف عن تاريخ فتح الحدود أمام الحركة‬ ‫وبهذا سيتمكن المغرب من إنجاح تدبير المرحلة المقبلة‪ ،‬وفق خطة مُحكمة وبتشاور مع كل‬ ‫ً‬ ‫وعالمة إيجابية للسياحة المغربية؛ كما‬ ‫الجوية‪ ،‬مما ترك المهنيين في حيرة من أمرهم‪ ،‬تائهين أمام مسألة استعدادهم لما بعد مرحلة المعنيين‪ ،‬مما سيُشكل ال محالة مرتكزاً قوياً للسياحة الوطنية‪،‬‬ ‫«كوفيد ‪ ،»19‬حيث اكتفى رئيس الحكومة‪ ،‬يومها‪ ،‬بدعوة مهنيي قطاع السياحة إلى التحلي بالصبر‪ ،‬جاء في كلمة رئيس الحكومة‪ ،‬لكن ينبغي أن يتحقق ذلك‪ ،‬قوال وفعال‪ ،‬وبجرعة فعالة ونظرة متيقظة‪ ،‬من‬ ‫لمدة تمتد من أسبوع إلى أربعة أسابيع حتى تتضح له الرؤية حول الموضوع‪.‬‬ ‫أجل نجاح بلدنا في خروجه من الجائحة بطريقة مجكمة‪ ،‬وفي فتحه للسياحة الداخلية والخارجية‪ ،‬في‬ ‫وكان العاملون في قطاع السياحة‪ ،‬الذي يمثل ‪ 7‬في المائة من الناتج الداخلي الخام ويشغل أكثر من ظروف آمنة ومطمئنة‪.‬‬

‫ال�شرطة االدارية املحلية باملغرب يف ظل جائحة كوفيد ‪19‬‬

‫ما بني الن�ص القانوين والواقع العملي‬ ‫• مريم فضال ‪ /‬دكتوراه في القانون العام‬

‫تعد الشرطة االدارية أحد أهم األجهزة اإلدارية التي لعبت دورا محوريا مند بداية انتشار فيروس‬ ‫كورونا المستجد بالمغرب في الحيلولة دون تفاقم الوضع الوبائي بالبالد ‪،‬فالشرطة االدارية أو ما يصطلح‬ ‫على تسميته بالضبط اإلداري‪ ،‬هي تلك الوسيلة القانونية التي تتيح لإلدارة التدخل للمحافظة على‬ ‫النظام العام بمدلوالته الثالثة (الصحة العامة‪ ،‬األمن العام‪ ،‬السكينة العامة) عن طريق اصدار القرارات‬ ‫التنظيمية و الفردية ‪،‬واستخدام القوة المادية لما ينتج عن ذلك من فرض قيود على الحريات الفردية‬ ‫والجماعية ‪ ،‬من أجل المحافظة على الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫وتمارس الشرطة االداري��ة على المستوى الوطني والمحلي‪ ،‬فوطنيا يختص بممارستها رئيس‬ ‫الحكومة بمقتضى الفصل ‪ 90‬من الدستور الذي يخول له السلطة التنظيمية ‪ ،‬ويمكن له عند االقتضاء‬ ‫تفويض بعض سلطاته للوزراء في الميادين التي يشرفون عليها‪ ،‬كما المرسوم رقم ‪ 2.19.1086‬الصادر‬ ‫في ‪ 30‬يناير ‪2020‬المتعلق باختصاصات وزارة الداخلية ‪ ،‬أوكل لوزير الداخلية مهمة السهر على الحفاظ‬ ‫على النظام واألمن العموميين ‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الترابي‪ ،‬فإن مهام الشرطة اإلدارية تتوزع ما بين السلطة المعنية العمال مثال‬ ‫بمقتضى المادة ‪ 110‬من القانون التنظيمي ‪ ،14-113‬ورؤساء المجالس الجماعية بمقتضى المادة ‪100‬‬ ‫من نفس القانون‪ ،‬إذ تنص على أن ‪ ( :‬يمارس رئيس مجلس الجماعة صالحيات الشرطة اإلدارية في‬ ‫ميادين الوقاية الصحية و النظافة والسكينة العمومية وسالمة المرور‪ ،‬وذلك عن طريق اتخاذ قرارات‬ ‫تنظيمية أو بواسطة تدابير شرطة فردية تتمثل في االذن أو األمر أو المنع‪)....‬‬ ‫وعليه في ظل جائحة كوفيد ‪ 19‬بالمغرب شكلت األجهزة الممارسة للشرطة االدارية أحد الوسائل‬ ‫القانونية لتنزيل أحكام حالة الطوارئ الصحية المنصوص عليهما في كل من المرسوم رقم ‪292-2-20‬‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 2020‬و المرسوم رقم ‪ -2-20 293‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪، 2020‬إذ أتاحت‬ ‫المادة ‪ 3‬من المرسوم األخير لوالة الجهات وعمال العماالت واألقاليم اتخاذ كافة التدابير التنفيذية التي‬ ‫يستلزمها حفظ النظام العام الصحي في ظل حالة الطوارئ الصحية سواء كانت هذه التدابير ذات طابع‬ ‫توقعي أو وقائي أو حمائي أو كانت ترمي إلى فرض أمر حجر صحي اختياري أو إجباري‪ ،‬أو فرض قيود‬ ‫مؤقتة على إقامة األشخاص بمساكنهم او تنقالتهم أو منع تجمعهم أو إغالق المحالت المفتوحة للعموم‪،‬‬ ‫أو إقرار أي تدبير آخر من تدابير الشرطة اإلدارية‪.‬‬

‫من خالل استقراء ما سبق‪ ،‬فإن األصل في ممارسة مهام‬ ‫الحفاظ على النظام العام موكول به للسلطة المنتخبة‪ ،‬و ما يرتبط‬ ‫باألمن العمومي هو من اختصاص السلطة المعنية‪ ،‬لكن في‬ ‫الواقع العملي ومنذ بداية انتشار وباء كورونا بالمغرب ومن خالل‬ ‫مقتضيات المرسومين المذكورين أعاله‪ ،‬يمكن القول أن الشرطة‬ ‫االدارية في حالة الطوارئ الصحية تعرف حضورا بارزا وتنفيذيا‬ ‫لرجال السلطة التنفيذية ( الوالة – العمال‪ -‬القواد‪ .‬الباشوات‪)...‬‬ ‫واحترازيا لرؤساء المجالس الجماعية‪ ،‬على اعتبار الدور الفعال الذي‬ ‫تلعبه الشرطة االدارية المعنية في تنزيل مختلف التدابير واالجراء‬ ‫المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ ، 293-2-20‬التي تهدف الى الحفاظ على األمن الصحي‬ ‫للحيلولة دون تفاقم الحالة الوبائية للمرض وايضا مختلف الصالحيات الواسعة الممنوحة لها لتدبير‬ ‫الوضع األمني في ظل هذه الظرفية االستثنائية التي تعيشها البالد ‪ ،‬في حين أن الشرطة اإلدارية لرؤساء‬ ‫المجالس الجماعية اتسمت بطابع وقائي في ميادين الوقاية الصحية والنظافة والسكينة العمومية باتخاذ‬ ‫مختلف التدابير االحترازية الالزمة للوقاية من انتشار فيروس كورونا ‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر نضيف أن عمل الشرطة االداري��ة على المستوى المحلي تعترضه العديد من‬ ‫االشكاليات نذكر منها‪:‬‬ ‫ إشكالية تنازع االختصاص‪ ،‬السلطات اإلدارية في مجال الشرطة اإلدارية المحلية‪.‬‬‫ إشكالية تعدد المتدخلين‬‫ صعوبة حصر عناصر النظام العام بشكل محدد بسبب خضوع هذا التحديد لتطور مستمر‬‫ تداخل في االختصاصات ما بين الشرطة االدارية الممارسة من قبل السلطة المحلية من جهة‬‫والسلطة المنتخبة من جهة اخرى وقد يعزى هذا التداخل الى النص القانوني أو الممارسة‬ ‫وختاما ‪ ،‬فإنه بالرغم من الصالحيات الواسعة الممنوحة لرجال السلطة المحلية لممارسة مهام‬ ‫الشرطة اإلدارية في ظل حالة الطوارئ الصحية للحفاظ على النظام العام ‪ ،‬فإنها ال تفلت من رقابة القضاء‬ ‫اإلداري على االعمال الصادرة عنها‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫امللحق القانوين‬ ‫إعداد وإشراف الدكتور‬

‫محمد البوشوكي‪..‬‬

‫دكتور في القانون العام‬ ‫أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية أكدال‪ -‬جامعة محمد الخامس‪-‬الرباط‬

‫العالقات جنوب ‪ /‬جنوب ‪....‬الدرس المغربي‬ ‫سعى المغرب دائما وال يزال إلى تعزيز منطق التعاون عبر تفعيل عالقاته مع الدول اإلفريقية الشقيقة‬ ‫والمنهمكة في بناء عالقات التعاون المتبادل والمفيد‪ ،‬مصممة على االنخراط بشكل ال يمكن التراجع عنه في‬ ‫المساهمة الملموسة في نهضة القارة اقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬ ‫لذلك فتوطيد روابط التضامن والتعاون بكل أبعادهما مع القارة اإلفريقية التي تشكل محورا رئيسيا‬ ‫من السياسة الخارجية المغربية كما حددها صاحب الجاللة الملك محمد السادس تعبير متجدد على الطابع‬ ‫اإلفريقي للمغرب الذي يندرج في سياق استمرارية تاريخية عمادها العديد من المبادالت المثمرة على‬ ‫مستويات عدة‪.‬‬ ‫مع اجتياح فيروس كورونا القارة اإلفريقية وتفعيال لسياسته التضامنية تجاه القارة قرر المغرب بتعليمات‬ ‫من الملك محمد السادس يوم األحد ‪ 14‬يونيو‪ ،2020‬إرسال مساعدات طبية إلى عدة دول إفريقية شقيقة‪،‬‬ ‫بحسب ما أفادت به وزارة الشؤون الخارجية والتعاون اإلفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج‪ .‬وهي مساعدات‬ ‫تتكون من حوالي ثمانية ماليين كمامة‪ ،‬و‪ 900‬ألف من األقنعة الواقية‪ ،‬و‪ 600‬ألف غطاء للرأس‪ ،‬و‪ 60‬ألف‬ ‫سترة طبية‪ ،‬و‪ 30‬ألف لتر من المطهرات الكحولية‪ ،‬وكذا ‪ 75‬ألف علبة من الكلوروكين‪ ،‬و‪ 15‬ألف علبة من‬ ‫األزيتروميسين وهي مساعدات شملت خمس عشرة دولة‪.‬‬ ‫بديهيا‪ ،‬هذا العمل التضامني يندرج في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي في ‪ 13‬نيسان‪/‬‬ ‫أبريل ‪ ،2020‬باعتبارها نهجا براغماتيا موجها نحوالعمل‪ ،‬لفائدة البلدان اإلفريقية‪ ،‬مبرزة أن هذه المبادرة‬ ‫تمكن من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في‬ ‫مختلف مراحل تدبير الجائحة‪.‬‬ ‫معلوم أن هاته المساعدات القت استحسانا كبيرا من لدن صناع القرار اإلفريقي‪ ،‬وقد أكد مدير “معهد‬ ‫تمبكتو– المركز اإلفريقي لدراسات السالم ”بكاري سامبي”‪ ،‬أن مبادرة الملك محمد السادس لتقديم‬ ‫مساعدات طبية لمواكبة بلدان إفريقية في جهودها لمواجهة جائحة كوفيد ‪ ،19‬تكتسي أهمية خاصة وهي‬ ‫التفاتة ذات حمولة رمزية في سياق خاص وغير مسبوق‪ .‬وسجل أن هذه العملية التضامنية البين‪ -‬إفريقية‬ ‫والتي تستهدف الشركاء التقليديين للمغرب‪ ،‬وتشمل أيضا بلدانا أخرى بالقارة‪ ،‬تدل على أن التوجه اإلفريقي‬ ‫للدبلوماسية المغربية‪ ،‬ليس مقاربة نظرية فحسب‪ ،‬ولكنه أيضا يندرج ضمن سياسة براغماتية موجهة تمضي‬ ‫قدما نحوالواقع‪ .‬وكان جاللة الملك قد أعطى تعليماته السامية إلرسال مساعدات طبية إلى عدة بلدان إفريقية‬ ‫شقيقة لمواكبة جهودها في مواجهة جائحة كوفيد‪.-19‬‬ ‫كما أشاد رئيس برلمان عموم إفريقيا‪ ،‬روجي نكودودانغ‪ ،‬واألمين العام التنفيذي لمنتدى فوبريل‪،‬‬ ‫سانتياغوريفاس لوكلير‪ ،‬بمبادرة المغرب إلرسال مساعدات طبية للعديد من بلدان القارة اإلفريقية‪ .‬وأكد‬ ‫أن هذه المبادرة‪ ،‬التي لقيت استحسانا واسعا‪ ،‬تعكس االلتزام القوي لجاللة الملك‪ ،‬وللشعب المغربي قاطبة‪،‬‬ ‫للعمل من أجل إفريقيا موحدة ومتضامنة‪ ،‬طبقا للنموذج الذي سعى من أجله اآلباء المؤسسون للعمل‬ ‫اإلفريقي المشترك”‪.‬‬ ‫كما صرحت الخبيرة الجنوب اإلفريقية في القضايا اإلفريقية ليسل لووفوودران‪ ،‬إن مبادرة المغرب تقديم‬ ‫مساعدات طبية من أجل مواكبة البلدان اإلفريقية في جهودها لمواجهة فيروس كورونا « التفاتة قوية» تنم‬ ‫عن حرص المملكة في إعالء قيم التضامن القاري‪ ،‬وتابعت القول على أن المبادرة الملكية تندرج في إطار‬ ‫السياسة القارية للمغرب‪ ،‬التي يحتل فيها البعد اإلنساني مكانة متميزة‪ ،‬مشيرة إلى ان المغرب يحرص دوما‬ ‫على إيالء العنصر البشري أهمية كبرى في أي مخطط تنموي سواء على المستوى المحلي أوالقاري‪.‬‬ ‫استحسان أخر دولي حضيت به تلك االلتفاتة‪ ،‬حيث أشادت منظمة الصحة العالمية بمبادرة صاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس المتعلقة بمنح مساعدات طبية للبلدان اإلفريقية‪ ،‬حيث رحبت بهذا العمل‬ ‫الخيري السخي‪“ ،‬الذي يشكل صورة حية لقيم التعاون ودليال ملموسا للتضامن اإلقليمي” في مكافحة جائحة‬ ‫فيروس كورونا‪.‬‬ ‫وأكدت الوكالة األممية في مذكرة وجهتها إلى بعثة المملكة بجنيف “أن سخاء صاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬المتمثل في إرسال مساعدات طبية إلى مجموعة من الدول في المنطقة اإلفريقية‪ ،‬قصد دعم‬ ‫جهودها في محاربة كوفيد‪ ،-19‬يشكل تمظهرا أصيال وملموسا للتضامن اإلقليمي‪ ،‬المندرج في إطار التضامن‬ ‫العالمي الذي ما فتئت تدعوإليه منظمة الصحة العالمية‪.‬‬ ‫شخصيا أعتبر المبادرة درسا في العالقات الدولية‪ ،‬بصفة خاصة العالقات جنوب‪،‬جنوب التي ما فتئ المغرب‬ ‫ينادي بها في جميع المحافل الدولية‪ ،‬فاألزمات وحدها ما تبرز مدى مصداقية التعاون فيما بين الدول وخصوصا‬ ‫داخل القارة اإلفريقية التي الزالت تعاني من ويالت الهشاشة والفقر وقلة الموارد المالية والبشرية لمكافحة‬ ‫هكذا أوبئة وجوائح‪ ،‬عجزت أقوى الدول في محاربتها وتطويقها‪ ،‬علما أن هذا التعاون المغربي اإلفريقي لدرء‬ ‫أزمة كورونا يعد امتدادا لتمتين أواصر الثقة وتحقيق مكاسب في المستقبل‪ ،‬فأصبح من البديهي‪ ،‬اليوم‪،‬‬ ‫الحديث عن امتداد أواصر التعاون المغربي اإلفريقي‪ ،‬إذ أخذ المغرب على عاتقه جعل ما تعيشه القارة اإلفريقية‬ ‫من أولويات السياسة الخارجية المغربية‪.‬‬ ‫زيادة على ما سبق‪ ،‬فمثل تلك المبادرات تترك بصمات مهمة على المستوى الوطني‪ ،‬حيث تعزز هذه‬ ‫االلتفاتات الشعور باالعتزاز الوطني‪ ،‬وباالنتماء إلى دولة قوية قادرة على تقاسم التجارب ومد يد العون في‬ ‫تدبير األزمات‪ ،‬كما تساعد على تعزيز ما يصطلح عليه بالدبلوماسية الصحية خدمة لقضيتنا األولى‪ ،‬الصحراء‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫ختاما‪ ،‬يمكن القول أن تحركات المغرب واألدوار الدبلوماسية التي لعبها في ظل الجائحة‪ ،‬سوف تمنحه‬ ‫بدون أدنى ريب دفعة معنوية وإيجابية للتموقع بشكل قوي ما بعد الخروج من األزمة‪ ،‬حيث أن هذه األزمة‬ ‫منحت بعض الدول القدرة على التحرك الدبلوماسي الفعال من خالل تلك المساعدات اإلنسانية‪ ،‬وتمكنت‬ ‫بعض الدول كذلك من وضع لمستها على المشهد العام للمساعدات لمكافحة الوباء‪ ،‬مما سيترك الحقا‬ ‫تكتالت جديدة اقتصاديا وسياسيا في المنتظم الدولي‪ ،‬وعلى المغرب االستعداد للعب دور ريادي إقليميا‬ ‫ودوليا وأن يعرف كيف يستغل تحركاته السابقة خدمة لمصالحه الداخلية والخارجية في المستقبل القريب‪.‬‬

‫محمد البوشوكي‪..‬‬

‫الو�صايا الع�شر‬ ‫يف تدبري‬ ‫ما بعد احلجر‬

‫فيروز فوزي ‪:‬‬ ‫دكتورة مختصة في علوم المجتمع والثقافة و الهجرة « مونتريال كندا»‬

‫يفرح الواحد منا لقريب أو صديق أثبتت الفحوصات‬ ‫المجهرية أن «كوفيد ‪ »19‬لم يتسلل إلى خالياه‬ ‫الرئوية‪،‬حينها نحتفي به وهو عائد يتأبط نتيجته‬ ‫«السلبية» دليال على أنه سليم من الجائحة‪،‬دليال عليه‬ ‫كمن يبعث من رماد الجائحة‪.‬‬ ‫وماذا بعد؟ فيغضون أيام قليلة سيخرج الناس‬ ‫أفواجا أفواجا‪،‬من محاجرهم الظليلة‪،‬طلبا للحياة‬ ‫المفتقدة‪ ،‬وفي أغلب األحوال طلبا للقمة العيش وقد‬ ‫طفح الكيل بالمياومين والباعة المتجولين والعجزة‬ ‫المتسولين وأمست أوض��اع محدودي الدخل من ا‬ ‫لمواطنين قاب قوسين أو أدنى من شظف العيش‬ ‫والفاقة التي أشد من الكفر‪.‬‬ ‫بعد أن استأنسنا بالخوف ونحن تحت الحجر‪،‬‬ ‫يلوح اليوم في اآلف��اق خوف ج��دي��د‪ !!..‬إنه الخوف‬ ‫من العودة‪ ‬إلى الحياة بنهم متبل ببهار الخوف من‬ ‫الطاعون‪ !!..‬عودة قد تكلفنا كثيرا ولن تنفع معها ال‬ ‫لجنة يقظة وال قايدة وال وصالت تحسيسية متلفزة‪،‬‬ ‫إذ أن المغاربة‪ ،‬أسوة برئيس الحكومة‪« ،‬المخلوع»‬ ‫من زمن ما بعد الحجر‪،‬يمنون نفوسهم بالعودة إلى‬ ‫حياتهم «الطبيعية» وهم يستحضرون مظاهر تلك‬ ‫الحياة الضاجة شوارعها بصخب الحياة‪،‬بأسواقها‬ ‫الشعبية وموالتها الباذخة المكتظة بالفضوليين‪.‬‬ ‫يأملون استنشاق ه��واء مترع باألدخنة والروائح‬ ‫المنبعثة من عوادم الحافالت والسيارات المهترئة‬ ‫‪،‬وهم يسرحون في أرض اهلل‪ ،‬مدججين بكماماتهم‬ ‫وقارورات التعقيم‪.‬‬ ‫فهل سنربح الرهان والتشالنج‪ ،‬بالعودة إلى‬ ‫«الحياة» بنفس نمط العيش والتدبير المعتاد لشؤوننا‬ ‫اليومية ‪،‬في الشارع العام كما في مقار العمل؟ هل‬ ‫ستفي ماليين الكمامات بالغرض وتجنبنا حدوث كارثة‬ ‫ال قدر اهلل‪ ,‬ونحن‪ ‬نستعيد حياتنا الطبيعية بتدابير‬ ‫وسلوكات غير طبيعية؟حتما‪،‬ال‪!!..‬‬ ‫العودة إلى حياة «طبيعية» معناه‪،‬أوال‪ :‬أن نحترم‬ ‫معايير النظافة واألمن في مقار العمل كما في الشارع‬ ‫العام ونحترم الطبيعة واإلنسان والقانون الذي نحتكم‬ ‫إليه سواسية كأسنان المشط‪ .‬ثانيا‪ :‬أن ندبر ثروة‬ ‫الوقت بما ينفعنا وينفع الوطن وال نبذرها في المقاهي‬ ‫والحانات و كل األماكن المشبوهة التي ال تجلب إال‬ ‫المهالك‪ ،‬خراب البيوت وخرف العقول‪ .‬ثالثا‪ :‬أن نتسلح‬ ‫بالحكمة القديمة‪ :‬العقل السليم في الجسم السليم‪،‬‬ ‫إذ علينا أن نعيد النظر في نظامنا الغذائي بالتصالح‬ ‫مع األطعمة الصحية ومع حصص الرياضة المفيدة‬ ‫لعقولنا وأبداننا ونعيد النظر في نظامنا القرائي ونعقد‬ ‫صلحا ال رجعة فيه مع الكتاب ومع المعرفة الحقة‪ .‬رابعا‪:‬‬ ‫أن نعتني بتعليم وتربية ذريتنا ‪،‬نساء ورجال الغد‪،‬‬ ‫ونغرس فيهم قيم ومعاني الصدق والمحبة والعمل‬

‫الصالح ونذكرهم بحكمة آبائنا وأجدادنا التى ال تبلى‬ ‫معانيها ‪ :‬من جد وجد ومن زرع حصد‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬أن نعود إلى اهلل ونتذكر أننا مجرد‬ ‫عابرين على هذه األرض الخراب و أننا ال محالة راحلون‬ ‫ولو بعد حين ومالقونا ربنا «ي��وم ال ينفع مال وال‬ ‫بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫علينا نعيد النظر في ذواتنا وأخالقنا وقيمنا اإلنسانية‬ ‫ونستعيد آدميتنا‪،‬بمنأى عن الجشع والكذب والخوض‬ ‫في أعراض الناس والسعي بغير صالح في األرض‪.‬‬ ‫العودة إلى حياة «طبيعية» معناه‪،‬سادسا‪ :‬أن‬ ‫تعتبر الحكومة من تجربة «كورونا» وتعي أننا مقبلون‬ ‫على عصر جديد‪ ،‬لذلك عليها أن تعتني بالبحث‬ ‫العلمي لمواجهة األوبئة والجائحات وترصد له ميزانية‬ ‫محترمة‪ ،‬وتعتني بالتعليم الذي ينجب الطبيب‪ ،‬ورجل‬ ‫األمن والقاضي والعامل والمفكر والشاعر والفنان‬ ‫وكل بناة الوطن‪ ،‬ببناء مدارس حديثة‪ ‬تتوفر على‬ ‫كل الوسائل الديداكتيكية واللوجيستيكية الكفيلة‬ ‫بتسهيل مهمة األستاذ‪ ،‬أن تستحدث برامج تعليمية‬ ‫بهدف تطوير ذكاءات التلميذ وال ترهقه بكثرة المواد‬ ‫والمطبوعات التجارية‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬أن تعتني الحكومة بقطاع الصحة الذي‬ ‫لوال أطقمه الطبية التي واجهت الجائحة بالنيابة عنا‬ ‫لتحول الوطن إلى غرفة إنعاش كبيرة دون عناية‬ ‫مركزة‪ .‬نحتاج أطباءنا كما يحتاج القمح مطر يناير‪.‬‬ ‫ال نتمن أن نرى ليوم وزرة بيضاء مجنحة‪ ،‬تطير إلى‬ ‫أعشاش بعيدة‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬على الحكومة أن تضاعف من عنايتها‬ ‫وميزانيتها المرصودة ألمن الوطن والمواطنين‪ ،‬ال‬ ‫قيمة لشوارع نظيفة وحدائق غناء إذا افتقدت إلى‬ ‫ضوابط أمنية لتصير مرتعا للتحرش والنهب واإلرهاب‬ ‫في وضح النهار‪.‬‬ ‫تاسعا‪ :‬على الحكومة أن تحترم وتعمل على احترام‬ ‫كل فصول وبنود الدستور عند تنزيله بما يخدم‬ ‫مصلحة الوطن والمواطنين‪ ،‬وأن تربط المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة حتى تقطع الطريق على لصوص المال‬ ‫العام وعشائر االنتهازيين‪ ،‬المندسين في المؤسسات‬ ‫التشريعية واإلدارات العمومية‪.‬‬ ‫عاشرا‪ :‬على الحكومة أن تقطع دابر الريع وتثمن‬ ‫العمل المثمر وتراجع بتنسيق مع النقابات المهنية‬ ‫سياسة األجور وتكافئ كل من يشتغل على أساس‬ ‫عادل وتقلص من الفوارق المهولة في األجور بإعادة‬ ‫االعتبار للمشتغلين بالمهن الشاقة وفي ظروف صعبة‬ ‫تترك ندوبا في نفوسهم وأبدانهم‪..‬‬ ‫بكذا تدابير سنعيش حياة جد طبيعية وكريمة‬ ‫ولن نحتاج كمامة أو لقاحا‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫ال�سجل االجتماعي املوحد‪ ..‬بوابة العي�ش الكرمي‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ذ‪ .‬زينب الخروف ‪ /‬باحثة ومحامية متمرنة بهيئة المحامين بطنجة‬ ‫السجل االجتماعي الموحد هو مبادرة جاءت بدعوة من الملك محمد السادس‬ ‫في خطاب عيد العرش لسنة ‪ 2018‬الذي ورد فيه «‪ ..‬وفي هذا الصدد فإننا نعتبر‬ ‫المبادرة الجديدة إلحداث “السجل االجتماعي الموحد” بداية واعدة‪ ،‬لتحسين‬ ‫مردودية البرامج االجتماعية‪ ،‬تدريجيا وعلى المدى القريب والمتوسط»‪.‬‬ ‫و عرفه الخطاب الملكي بعد ذلك بأنه نظام وطني لتسجيل األسر قصد‬ ‫االستفادة من برامج الدعم االجتماعي على أن يتم تحديد تلك التي تستحق ذلك‬ ‫فعال‪ ،‬عبر اعتماد معايير دقيقة موضوعية‪ ،‬وباستعمال التكنولوجيات الحديثة‪.‬‬ ‫وقبل ذلك‪ ،‬بالتحديد في نونبر سنة ‪ 2017‬قام وفد مغربي برئاسة نور الدين‬ ‫بوطيب الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية بزيارة الهند من أجل االطالع على‬ ‫تجربة النظام الموحد للتعريف المعروف لديهم باسم ‪ Aadhaar‬وبعد االقتناع‬ ‫بالتجربة تم التوصل إلى السير على نهج نفس النظام المعلوماتي ‪ ،‬وفي ‪27‬‬ ‫غشت سنة ‪2018‬تم توقيع اتفاقية برئاسة نور الدين بوطيب بين المغرب والهند‬ ‫بحضور ممثلي البنك الدولي‪ ،‬تخص تصميم منصة‪ MOSIP‬التي تشكل قاعدة‬ ‫السجل الوطني للسكان ‪.‬‬ ‫واستجابة لتعليمات الملك محمد السادس تم إعداد مشروع قانون والذي‬ ‫تمت المصادقة عليه من طرف المجلس الحكومي ثم مجلس المستشارين‪،‬‬ ‫الذي بموجبه سيتم إحداث السجل الوطني للسكان والسجل االجتماعي الموحد‬ ‫والذي من المرتقب أن يزيل عبءاً كبيرا من على عاتق العديد من األسر المعوزة‬ ‫والفقيرة يتم تدبيرهما و اإلشراف عليهما من طرف مؤسسة تحدث بمقتضى‬ ‫نفس القانون وهي الوكالة الوطنية للسجالت‪.‬‬ ‫يعتبر السجل الوطني للسكان حسب مشروع قانون ‪ 18-72‬بمثابة قاعدة‬ ‫بيانات إلكترونية يتم من خالله تجميع ومعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‬ ‫للمواطنات والمواطنين المغاربة وكذلك األشخاص المقيمين داخل التراب‬ ‫الوطني‪ ،‬ويتم عبره منح المعرف الرقمي الشخصي والوحيد لكل شخص والذي‬ ‫أطلق عليه نفس القانون‪« :‬المعرف المدني واالجتماعي الرقمي»‪ ،‬وإرفاقه‬

‫بمجموعة من البيانات والمعطيات المنصوص عليها في المادة ‪ 6‬التي يتم‬ ‫تجميعها والحرص على صحتها‪ ،‬كما يعتبر التقييد في السجل أمرا اختياريا وهو ما‬ ‫يظهر بمفهوم المخالفة من خالل المادة ‪ 13‬حيث تشترط ضرورة تسجيل كافة‬ ‫أفراد األسرة في السجل الوطني للسكان من أجل التسجيل في السجل االجتماعي‬ ‫ويعتبر هذا األخير سجال رقميا خاصا باألسر الراغبة في االستفادة من برامج الدعم‬ ‫االجتماعي التي تشرف عليها اإلدارات المخول لها ذلك قانونا‪.‬كما سيتم تدبير‬ ‫السجلين معا من طرف الوكالة الوطنية للسجالت‪ ،‬من بين المهام التي ستناط‬ ‫بها‪ ،‬تنقيط األسر حسب الوضع االجتماعي‪ ،‬اعتمادا على معايير علمية دقيقة‪،‬‬ ‫وكذا ممارسة الرقابة على المعلومات المدلى بها بجميع السبل من أجل ضمان‬ ‫استفادة الفئات المستحقة فعال‪.‬‬ ‫إن الغاية األساسية التي يتوخاها جميع المغاربة هي تحقيق العيش الكريم‬ ‫لكافة شرائح المجتمع وخاصة الفئات الهشة والفقيرة منها وكذا االهتمام‬ ‫بحاجياتهم ‪ ،‬ونظرا لألهمية القصوى التي يوليها المغرب لهذه الطبقة والتي‬ ‫تمثل فئة ال بأس بها داخل المجتمع بحيث بلغ معدل الفقر في سنة ‪ 2014‬نسبة‬ ‫‪ 4.8‬في المائة ومعدل الهشاشة ‪ 12.5‬في المائة حسب المندوبية السامية‬ ‫للتخطيط‪.‬‬ ‫يسعى المغرب جاهدا وفي جميع الظروف إلى الحد من الفوارق الطبقية التي‬ ‫تعرفها المنظومة االجتماعية للمغرب فأزمة وباء كورونا التي ال تزال تحيط بنا‪،‬‬ ‫بما أظهرته من التزام ودعم مادي من أجل الفئات المعسرة‪ ،‬أثبتت أننا بحاجة‬ ‫ماسة إلى قاعدة صلبة يمكن من خاللها تحقيق كافة االستراتيجيات واألهداف‬ ‫االجتماعية الكبرى و التصدي لجميع األزمات المتوقعة وغير المتوقعة‪ ،‬وأيضا من‬ ‫أجل تمكين األفراد من االستفادة من البرامج االجتماعية التي وصلت وتلك التي‬ ‫لم تصل إلى علمهم ‪ ،‬بحيث جاء في مختصرات المندوبية السامية للتخطيط عدد‬ ‫‪ 13 .11‬دجنبر ‪ 2019‬بخصوص تصورات المغاربة للحماية االجتماعية الذي أنجزه‬ ‫عبد الرحمان ياسين وهو باحث في اإلحصاء والديمغرافيا أن «ما يقارب واحد من‬

‫كل مغربيين ال يعلم بوجود‬ ‫برامج اجتماعية لمحاربة‬ ‫الفقر»‪.‬‬ ‫إن فكرة السجلين‬ ‫م��ع��ا وك���ل ال��ش��روط‬ ‫المرتبطة بنجاعتهما‬ ‫ب���م���ا ف����ي ذل���ك‬

‫التحقق من صحة التصريحات و الصرامة في الحفاظ على سرية المعلومات‬ ‫المدلى بها من جهة والتصريح بمعلومات حقيقية من طرف األفراد من جهة أخرى‬ ‫ستؤدي الى المساهمة في إصالح اإلدارة على نحو يسير وتوجه المغرب الرقمي‪،‬‬ ‫والتوجيه السليم والديمقراطي للدعم المباشر‪ ،‬لضمان توزيع عادل لثروات البالد‬ ‫ثم على المستوى النقابي إنجاح وتمكين الحوار االجتماعي بين األطراف الموكول‬ ‫إليها تدبير األزمة االقتصادية واالجتماعية ومن ثم تحقيق الحكامة الجيدة‪.‬‬ ‫كما أن السجل االجتماعي سيعد واجهة متطورة لمحاربة الفساد واالنتقائية‬ ‫في استراتيجية التوجه نحو الفئات المعوزة وإنجاح البرامج العمومية‪ ،‬وضمان‬ ‫الشفافية المرجوة‪ ،‬وكذا تجاوز معضلة غياب الرؤية الواضحة في تحديد األولويات‪،‬‬ ‫إضافة إلى استهداف المستحقين وترشيحهم لبرامج تنموية مستقبال‪.‬‬

‫قراءة يف قانون‬

‫تب�سيط الإجراءات و امل�ساطر الإدارية رقم ‪19-55‬‬ ‫أحمد الجراري‪:‬‬ ‫دكتور في الحقوق – تخصص العلوم اإلدارية و المالية‪ .‬إطار بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫لقد شكل هاجس تبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية منذ نهاية التسعينات‬ ‫أحد أولويات عمل الحكومة والبرلمان في مجال تحديث اإلدارة‪ ،‬كما أنه أصبح‬ ‫اليوم يحظى بأهمية استراتيجية في مجال تطوير جودة الخدمات العمومية‬ ‫ودعم شفافية العالقة بين اإلدارة والمرتفقين وتحسين مناخ األعمال الذي يشجع‬ ‫االستثمار بالوطن‪.‬‬ ‫وانطالقا من التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إصالح وتحديث‬ ‫اإلدارة العمومية جعلت القطاع المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث اإلدارة قبل‬ ‫التعديل الحكومي األخير والذي ألحق بوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬من تبسيط‬ ‫اإلجراءات والمساطر اإلدارية أحد المحاور األساسية ضمن استراتيجية هذه الوزارة‬ ‫المعتمدة في مجال تحديث اإلدارة حتى ترتقي بأدائها إلى مستوى النجاعة‬ ‫والفعالية والمردودية‪ ،‬والتخفيف من العناء الذي يتلقاه المرتفق داخل دواليب‬ ‫هذه اإلدارات‪ .‬فتعدد اإلجراءات والمساطر اإلدارية يؤدي إلى تفشي مجموعة من‬ ‫السلوكيات والممارسات السلبية التي تؤثر على صورة اإلدارة من جهة‪ ،‬وإعاقة‬ ‫مسلسل التنمية من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وقد مرت اإلدارة بعدة محاوالت إلصالح ميكانيزماتها‪ ،‬فكانت أوالها سنة‬ ‫‪ 1997‬وقبلها‪ ،‬حيث تمت مراجعة بعض األنظمة والتراخيص والمساطر‪ ،‬وأمام‬ ‫االنتقادات التي كان يوجهها العموم وكذا اإلداريون أنفسهم إلى اإلدارة التي‬ ‫تميزت في فترة معينة بالبطء والتعقيد والبيروقراطية وضعف المردودية‪ ،‬فجاءت‬ ‫الندوة الوطنية لتخليق المرفق العام بتاريخ ‪ 30-29‬أكتوبر ‪ 1999‬والتي تمت‬ ‫تحت الرعاية السامية لجاللة الملك الذي خصها بتوجيهات هامة‪ ،‬وقد توالت‬ ‫محاوالت اإلصالح العديدة بعد هذا التاريخ إلى أن استقر اليوم إجماع الحكومة‬ ‫والبرلمان على إخراج قانون مهم حول تبسيط اإلج��راءات والمساطر اإلدارية‬ ‫رقم ‪ 19-55‬الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ 2020‬بعد نشره بالجريدة‬ ‫الرسمية عدد ‪.6866‬‬ ‫وحول هذا القانون سوف نتطرف إلى أهم محدداته ومبادئه األساسية في‬ ‫محور أول‪ ،‬ثم المضامين والجديد الذي حمله هذا القانون في محور ثاني؟‬ ‫المحور األول‪:‬مبادئ وأهداف قانون ‪19-55‬‬ ‫يهدف القانون رقم ‪ 19-55‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪06-20-1‬‬ ‫بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ 2020‬المتعلق بتبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية إلى تحديد‬ ‫المبادئ واألهداف والقواعد التي تنظم المساطر واالجراءات اإلدارية المتعلقة‬ ‫بالقرارات اإلدارية التي يطلبها المرتفقون من اإلدارات العمومية‪ ،‬والجماعات‬ ‫الترابية ومجموعاتها والمؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري آخر خاضع‬ ‫للقانون العام والهيئات المتعلقة بمهام المرفق العام‪ .‬كما يهدف هذا القانون‬ ‫إلى تقوية أواصر الثقة بين اإلدارة والمرتفقين وإعادة تأسيس هذه العالقة على‬ ‫أسس مرجعية محددة تؤطر عمل المرافق العمومية‪ ،‬بناء على مساطر دقيقة‬ ‫وشفافة ومختزلة‪.‬‬ ‫ويتوخي هذا النص القانوني أيضا إدخال نوع من التحسينات على المساطر‬ ‫واإلجراءات اإلدارية لصالح أغلبية فئات المرتفقين‪ ،‬وتحفيز اإلدارة» العمومية»‬ ‫بصفة عامة واإلدارة بصفة خاصة لخلق جوصافي ومالئم للتنمية المستدامة‬ ‫وتحسين مناخ االعمال وجلب االستثمار‪.‬‬ ‫وقد تضمن القانون رقم ‪ 19-55‬مستجدات مهمة شملت عشر نقط‬ ‫أومبادئ من ضمنها تحديد المساطر واإلج��راءات والمبادئ العامة المنظمة‬ ‫للعالقة الجديدة التي يتوجب أن تتعامل بها اإلدارة مع مرتفقيها كمعيار الثقة‬ ‫والشفافية والمساواة‪ ،‬وتبسيط المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪،‬‬ ‫السيما حذف المساطر واإلج��راءات غير المبررة‪ ،‬وتوحيد وتحسين مقروئية‬ ‫المصنفات المتعلقة بالقرارات التي تصدرها اإلدارة والعمل على التخفيض من‬ ‫المصاريف والتكاليف المترتبة عليها بالنسبة للمرتفق واإلدارة‪ ،‬مع الحرص على‬ ‫تيسير الولوج إلى المعلومة بكل الوسائل القانونية المالئمة‪ ،‬ال سيما اإللكترونية‬ ‫منها ؛ وكذا تحديد اآلجال لدراسة طلبات المرتفقين ومعالجتها والرد عليها من‬ ‫قبل اإلدارة‪ ،‬واعتبار سكوتها بعد انصرام اآلجال المحدد بمثابة موافقة ضمنية‪،‬‬ ‫كما حدد هذا القانون أيضا مراعاة التناسب بين موضوع القرار اإلداري والوثائق‬ ‫والمستندات والمعلومات المطلوبة‪ ،‬مع الحرص على تحسين جودة الخدمات‬ ‫اإلدارية المقدمة‪ ،‬من خالل العمل على تسريع وثيرة األداء‪ ،‬والرفع من فعالية‬

‫معالجة الطلبات ورقمنة المساطر واإلجراءات اإلدارية من خالل استخدام التقنيات‬ ‫الجديدة في مجال نظم المعلومات واالتصال‪ ،‬إضافة إلى تقريب اإلدارة من‬ ‫المرتفقين فيما يخص إيداع الطلبات المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها‬ ‫وتسليمها داخل اآلجال المعقولة مع تعليل السلبية منها‪ ،‬وإخبار المعنيين بها‬ ‫بكل الوسائل المتاحة‪.‬‬ ‫وحسب ذات القانون فإنه لم يعد بإمكان اإلدارة مطالبة المرتفق بتصحيح‬ ‫إمضائه بخصوص وثائق االستثمارات والوثائق اإلدارية المطلوبة‪ ،‬ويبقى لها‬ ‫الحق فقط في متابعة المرتفق قضائيا في حالة إخالله بالقوانين واألنظمة‬ ‫الجاري بها العمل‪ ،‬كما أن مطالبته ب��اإلدالء بنسخ مطابقة ألصل الوثائق‬ ‫والمستندات المكونة لملف طلبه لم تعد ذات جدوى‪.‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬مضامين قانون ‪19-55‬‬ ‫لقد تضمن قانون رقم ‪ 19-55‬مجموعة من المستجدات الجوهرية التي‬ ‫أدخلت تغييرا عميقا فيما يخص التدابير واإلج��راءات والمساطر اإلدارية على‬ ‫مختلف مستوياتها‪ ،‬والتي تجلت في المضامين التالية‪:‬‬ ‫• تدوين وتوثيق القرارات اإلداري��ة‪ :‬حيث ألزمت مواد ومقتضيات قانون‬ ‫رقم ‪ 19-55‬جميع اإلدارات بالقيام بجرد لجميع القرارات اإلدارية التي تدخل في‬ ‫مجال اختصاصها وتصنيفها وتوثيقها وتدوينها في مصنفات يحدد نموذجها‬ ‫بنص تنظيمي‪ ،‬ويتعين على هذه اإلدارات نشر هذه المصنفات بالبوابة الوطنية‬ ‫المحدثة لهذا الغرض‪ ،‬وال حق لهذا اإلدارات بمطالبة المرتفقين بالقرارات‬ ‫اإلدارية إذا لم تكن موثقة أومدونة‪.‬‬ ‫• القواعد المؤطرة للمساطر واإلجراءات اإلدارية‪ :‬لقد نص قانون ‪19-55‬‬ ‫لكي يتسنى تفعيل اإلصالح العميق والشامل لإلدارة وجعلها قادرة على تقريب‬ ‫خدماتها من المرتفقين وتحسين جودتها وتأمين استمراريتها‪ ،‬على مجموعة‬ ‫من القواعد التي تهدف إلى تبسيط المساطر واالجراءات االدارية من أجل خلق‬ ‫مناخ من الثقة بين المرتفق واإلدارة؛ وفي هذا اإلطار نص القانون على أنه يتعين‬ ‫على االدارات أن تتبادل فيما بينها الوثائق والمستندات الالزمة لدراسة ومعالجة‬ ‫طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪ ،‬وبعدم مطالبتهم باإلدالء بوثائق‬ ‫إدارية ذات طابع عمومي وال تعنيهم بصفة شخصية‪.‬‬ ‫وعالوة على هذا‪ ،‬ألزم القانون رقم ‪ 19-55‬اإلدارات عند إيداع المرتفقين‬ ‫لطلباتهم المتعلقة بالقرارات اإلدارية تسليمهم وصال بذلك ليعتد به عند تقديم‬ ‫الطعون أوعند المطالبة بتطبيق مبدأ اعتبار سكوت اإلدارة بمثابة موافقة حسب‬ ‫ما نصت عليه المادة ‪ 12‬من هذا القانون‪ ،‬وقد حدد المشرع نموذج هذا الوصل‬ ‫بنص تنظيمي حسب المادة ‪ 11‬لم يخرج بعد للوجود‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تحديد آجال لمعالجة الطلبات اإلدارية للمرتفقين‪ :‬وفي هذا اإلطار فقد‬ ‫نصت المادة ‪ 16‬من هذا القانون على ضرورة تحديد اإلدارات ألجل لمعالجة‬ ‫الطلبات وتسليم كل قرار إداري للمعني باألمر‪ ،‬وال يمكن بالرغم من جميع‬ ‫األحكام التشريعية والتنظيمية المخالفة‪ ،‬أن يتعدى هذا األجل مدة أقصاها ‪60‬‬ ‫يوما‪ .‬وقد قلصه المشرع إلى نصف المدة أي ‪ 30‬يوما فيما يتعلق بمعالجة طلبات‬ ‫المرتفقين للحصول على القرارات اإلدارية المحددة الئحتها بنص تنظيمي‪،‬‬ ‫وخاصة منها الضرورية إلنجاز مشاريع االستثمار؛ وحسب المادة ‪ 17‬من هذا‬ ‫القانون‪ ،‬فال يمكن تمديد األجل المذكور إال مرة واحدة عندما تقتضي معالجة‬ ‫طلب المرتفق إنجاز خبرة تقنية أوبحث عمومي‪.‬‬ ‫د‪ -‬سكوت اإلدارة ‪ :‬والغاية من هذا المضمون هواحترام اآلجال القانونية‬ ‫ومعالجة طلبات المرتفقين وعدم السكوت عليها دون رد‪ ،‬وكذا حث اإلدارة‬ ‫على تقديم ج��واب شافي بخصوص هذه الطلبات دون تماطل‪ ،‬فقد نصت‬ ‫المادة ‪ 19‬من قانون ‪ 19-55‬في بابه السادس على اعتبار سكوت اإلدارة بعد‬ ‫انقضاء اآلجال المحددة بخصوص الطلبات المتعلقة بالقرارات االدارية المحددة‬ ‫الئحتها بنص تنظيمي هي بمثابة موافقة ضمنية وبقوة القانون‪ .‬ففي هذه‬ ‫الحالة يجب على المسؤول التسلسلي لإلدارة العمومية المعنية أوالمسؤول‬ ‫التسلسلي عن المؤسسة العمومية أوعن الشخص االعتباري الخاضع للقانون‬ ‫العام‪ ،‬أوعن الهيئة المكلفة بمهام المرفق العام المعنيين أورئيس الجماعة‬ ‫الترابية المعني أورئيس مجموعة الجماعات الترابية أوهيئة الجماعة الترابية‬ ‫المعنية أن يسلم المرتفق بطلب منه‪ ،‬القرارات اإلدارية موضوع الطلب داخل أجل‬

‫أقصاه ‪ 07‬أيام ابتداء من تاريخ إيداع الطلب‪ .‬وإذا لم يتم تسليم القرار اإلداري‬ ‫للمرتفق أمكن لهذا األخير اللجوء حسب الحالة إلى السلطة الحكومية المعنية‬ ‫بالقرار اإلداري على الصعيد المركزي والجهوي والمحلي داخل أجل ‪ 15‬يوما من‬ ‫تاريخ عرض األمر على المسؤول المعني‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬إرساء حق المرتفق في تقديم الطعون اإلدارية‪ :‬لكي يتسنى الحفاظ على‬ ‫حقوق المرتفقين وتوفير جميع الضمانات اإلدارية لهم‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 21‬من‬ ‫قانون ‪ 19-55‬على إمكانية تقديم المرتفق للطعن اإلداري أمام الجهة المختصة‬ ‫في حالة سكوت اإلدارة داخل اآلجال المحددة قانونا‪ ،‬أوردها السلبي بخصوص‬ ‫طلبه المتعلق بالقرار اإلداري‪ ،‬وذلك داخل أجل ال يتعدى ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ‬ ‫انقضاء اآلجال المحددة لتسليم القرار‪ ،‬أومن تاريخ تلقي الرد السلبي حسب الحالة‬ ‫أمام الجهات المعنية‪ ،‬وهي السلطة الحكومية المعنية أوالشخص المفوض من‬ ‫قبلها لهذا الغرض على الصعيد المركزي‪ .‬أوالمسؤول عن المؤسسة العمومية‬ ‫أوعن الشخص االعتباري الخاضع للقانون العام‪ ،‬أوعن الهيئة المكلفة بمهام‬ ‫المرفق العام المعني بالقرارات اإلدارية‪ ،‬أووالي الجهة أوعامل العمالة أواإلقليم‪،‬‬ ‫حسب الحالة بالنسبة للقرارات اإلدارية المسلمة من قبل المصالح الالممركزة‬ ‫للدولة‪ ،‬أورئيس الجماعة الترابية أومجموعة الجماعات الترابية أوهيئة الجماعة‬ ‫الترابية المكلفة بتسليم القرار اإلداري موضوع الطلب‪.‬‬ ‫وقد أعطى المشرع من خالل هذا القانون مدة أجل ‪ 15‬يوما للرد وإخبار‬ ‫المرتفق ابتداء من تاريخ عرض األمر على هؤالء المسئولين حسب كل اختصاص‪.‬‬ ‫و‪ -‬رقمنة المساطر اإلدارية‪ :‬فيما يخص هذا اإلجراء فقد نص القانون رقم‬ ‫‪ 19-55‬في مادته ‪ 26‬على إحداث بوابة وطنية للمساطر واالجراءات االدارية بعد‬ ‫أن تعمل اإلدارات المعنية على رقمنة المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات‬ ‫االدارية التي تدخل في مجال اختصاصها‪ ،‬ورقمنة أداء المصاريف اإلدارية ذات‬ ‫الصلة‪ ،‬وذلك في أجل محدد ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪،‬‬ ‫وإحداث اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر واالجراءات اإلدارية وتتبع تنفيذها‪،‬‬ ‫وكذا تتبع تقدم ورش رقمنة المساطر واإلج��راءات االداري��ة والمصادقة على‬ ‫مصنفات القرارات االدارية باستثناء تلك المتعلقة بالجماعات الترابية ومجموعاتها‬ ‫وهيئاتها التي تتحقق السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بمطابقتها للنصوص‬ ‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬وتعمل هذه اللجنة تحت رئاسة رئيس‬ ‫الحكومة حسب ما نصت عليه المادة ‪ 27‬من هذا القانون‪ .‬وعلى االدارات المذكورة‬ ‫القيام سنويا بإعداد المؤشرات المتعلقة بمعالجة وتسليم القرارات االدارية التي‬ ‫تدخل في مجال اختصاصها والعمل على نشرها بالبوابة الوطنية حسب منطوق‬ ‫المادة ‪ 28‬من قانون ‪.19-55‬‬ ‫• وفي األخير يمكن القول أنه بالرغم من أهمية قانون ‪ 19-55‬حول‬ ‫تبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية الصادر حديثا من حيث المضمون وتأثيراته‬ ‫مستقبال‪ ،‬يبقى مجال تطبيقه متوقفا على اإلرادة القوية للقائمين على تدبير‬ ‫وتسيير المرافق العمومية بشتى أنواعهم ودرجاتهم اإلدارية من أجل اإلسراع‬ ‫بتطبيق محتوى ومضمون هذا القانون للرقي ب��اإلدارة وإخراجها من النظرة‬ ‫السلبية التي رسمت حولها في الماضي والحاضر‪ ،‬وذلك لزرع الثقة بين اإلدارة‬ ‫والمرتفق التي فقدت الكثير من منسوب هذه الثقة‪.‬‬ ‫• كما على الحكومة االس��راع بإخراج كل النصوص التنظيمية الالزمة‬ ‫الستكمال هذا القانون لكل مقوماته‪ ،‬وبالتالي الحكم على هذا القانون بالجدوى‬ ‫أوعدمها‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫«التنمية» حق وم�شاركة ‪ ...‬يف جتاوز خطاب ال�شعارات‪:‬‬

‫مقاربة حقوقية قانونية‬ ‫د‪.‬سمير الشحواطي‬

‫أستاذ القانون العام‪ ‬‬ ‫‪ ‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بتطوان‬

‫غدا وهما الحديث عن التنمية دون االستحضار الفعلي‬ ‫لإلنسان‪/‬المواطن(ة)‪ ،‬وال تنمية دون االستناد إلى مرتكز أولوي‬ ‫يجعل المواطن(ة) محورا للتنمية‪ ،‬فالمواطن(ة) بداية ونهاية‬ ‫كل حلقة من حلقات العمليات التنموية‪ ،‬وفق ثالوث ال انفصام‬ ‫للبناته «الحق فيالتنمية»‪«-‬المواطن(ة)»‪« -‬الحق في المشاركة»‪،‬‬ ‫وكل باراديغم تنموي ينشد تحقيق غاياته ليس له إال القيام على‬ ‫«حق مشاركة» «المواطن(ة)» في «التنمية»‪ ،‬مشاركة في الجهود‬ ‫واألعباء التنموية‪ ،‬تحضيرا وإع��دادا وإنجازا‪ ،‬وتقييما وتقويما‬ ‫النطالق حلقة تنموية جديدة (التغذية الراجعة ‪،)Feedback‬‬ ‫ومشاركة في العوائد والمنافع التنموية بالشكل الذي يحقق‬ ‫عدالة توزيعية ترفع أسهم العدالة االجتماعية‪ ،‬وكلها مداخل‬ ‫لضمان االستدامة التنموية واالستقرار المجتمعي‪.‬‬ ‫إن التماس براديغم تنموي‪ ،‬مستجيب للخطاطة السالفة‪،‬‬ ‫يقوم على المشاركة من منظور مقاربة هذه األخيرة كحق من‬ ‫حقوق التنمية‪ ،‬يقتضي بالضرورة مرتكزا ثانيا لصيقا به متمثال‬ ‫في تمتع المواطن(ة) بحقوقه‪/‬ا وحياته‪/‬ا من منطلق تداخل‬ ‫الحقوق والحريات وتكاملها‪ ،‬وصعوبة فصلها عن بعضها أو‬ ‫تجزئتها‪ ،‬وكل خلل أو تقييد يطال جزءا منها ينعكس بالسلب على‬ ‫باقي المنظومة الحقوقية المتسمة بالتنوع والتفرع‪ ،‬وهي الحقوق‬ ‫والحريات التي تطورت بفعل حضور وتأثير مقترب المشاركة على‬ ‫المنظومة الحقوقية؛ فتم تجاوز المنظومة النظرية التقليدية‪ ،‬إما‬ ‫بوصف المنظومة كمجموعة حقوق تقتضي من الدولة امتناعا‬ ‫عن التدخل (‪ )Droits - Abstension‬أي بوصفها حقوقا‪/‬حريات‬ ‫(‪ )Libertés-Droits‬أو حقوقا‪-‬حمايات‪ ،‬وهذا منظور أنصار‬ ‫الحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وهي الحقوق التي تعرف بـ«الجيل‬ ‫األول لحقوق اإلنسان»‪ ،‬أو «الجيل األول لحقوق المواطنة» بتعبير‬ ‫‪ ، Dawn Oliver‬المتمثلة في مجمل الحقوق التي تطرق إليها‬ ‫«العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية»‪ ،‬وهذه‬ ‫المقاربة التقليدية‪ ،‬التي تنظر إلى الحقوق باعتبارها حريات‬ ‫تستوجب الحد من تدخل الدولة‪ ،‬كان لها ما يبررها تاريخيا‬ ‫وفلسفيا‪ ،‬الرتباطها بإعالنات الحقوق في القرن ‪18‬م التي ركزت‬ ‫على الحقوق الطبيعية لإلنسان‪ ،‬كحقوق وحريات ال يجوز أن‬ ‫تعتدي عليها سلطات الدولة‪ ،‬ومع صعود الفكر االشتراكي في‬ ‫القرن ‪19‬م اتجه إلى نقد هذه المقاربة التقليدية الليبرالية دون‬ ‫نفيها أو تجاوزها‪ ،‬واإللحاح على أن الحقوق‪-‬الحريات تحتاج إلى‬ ‫تمتع األفراد بحد أدنى من الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫بوصفها مجموعة حقوق تقتضي من الدولة تدخال إيجابيا لمد‬ ‫األفراد بخدمات‪ ،‬أي بوصفها حقوقا‪ -‬ديونا على الدولة (‪Droits-‬‬ ‫‪ )Créances‬وهذا منظور أنصار الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫أو ما يعرف بـ«الجيل الثاني لحقوق اإلنسان»‪ ،‬أو«الجيل الثاني‬ ‫لحقوق المواطنة»‪ ،‬المتمثلة في مجمل الحقوق التي تطرق‬ ‫إليها «العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية»‪ ،‬إال أن المأخذ األساسي الذي يمكن توجيهه لهذا‬ ‫المنظور التقليدي هو أنه يقيم فصال قاطعا بين الدولة والفرد‪،‬‬ ‫وبين السلطة والمجتمع‪ ،‬إنه يعتبر الفرد موضوعا (‪ )Objet‬غير‬ ‫نشيط (‪ )Passif‬يطالب بكل شيء من الدولة‪ ،‬وبشكل متناقض‬ ‫نوعا ما‪ ،‬فهو يطالب بالحماية من سلطتها وفي نفس الوقت‬ ‫يطالب بتدخلها ومساعدتها؛ وهو ما يسمح لها ببسط سلطتها‬ ‫بشكل خطير كما أثبتت التجربة‪ ،‬خصوصا في ظل غياب اعتماد‬ ‫«مقاربة المشاركة»‪ ،‬فكانت الحاجة تدعو إلى تركيب جديد يتجاوز‬ ‫المقاربة التقليدية دون نفيها مطلقا‪ ،‬فالحقوق‪-‬الحريات (الحقوق‬ ‫المدنية والسياسية) تحتاج إلى مشاركة األفراد ومساهمتهم‬ ‫لممارستها (حق المشاركة)‪ ،‬كما أن هذه المشاركة تبقى قاصرة‬ ‫ودون معنى (غير ممكنة تقريبا) دون تمتع األفراد بحد مقبول من‬ ‫الحقوق‪-‬الديون (الحقوق االجتماعية واالقتصادية والثقافية)‪ ،‬وهو‬ ‫الوضع الذي أفسح المجال لظهور «الحق في التنمية» وفق مقاربة‬ ‫المشاركة‪ ،‬ما يعرف بـ»الجيل الثالث لحقوق اإلنسان»‪ ،‬أو»الجيل‬ ‫الثالث لحقوق المواطنة»‪ ،‬المتمثلة في مجمل الحقوق التي تطرق‬ ‫إليها «إعالن الحق في التنمية»‪ ،‬المعتمد من لدن الجمعية العامة‬ ‫لألمم المتحدة بموجب القرار ‪ 41/128‬بتاريخ ‪ 4‬دجنبر ‪،1986‬‬ ‫وفق مفهوم ينظر إلى هذه الحقوق والحريات ال بصفتها مطالب‬ ‫بالحماية (الحقوق‪-‬الحريات) أو الخدمات (الحقوق‪-‬الديون) من‬ ‫هيأة متعالية ومنفصلة عن المجتمع ومتعالية عليه (الدولة)‪ ،‬بل‬ ‫بمنظور كونها نتيجة طبيعية للممارسة الديمقراطية‪ ،‬فالفرد من‬ ‫خالل مشاركته يساهم في إقرار وتقرير حقوقه وواجباته‪ ،‬وفي‬ ‫حمايتها‪ ،‬والرقابة عليها‪ ،‬ووفق هذا المنظور الجديد في الحقوق‬ ‫يصير الحق في التنمية‪ -‬عبر مقترب المشاركة‪ -‬حقا «مؤسِّسا»‬ ‫للحقوق كما ذهب ‪ ،Pellet Alain‬يدعمها ويعمقها‪ ،‬إنه يجعل‬ ‫حقوق المواطن حقوقا في السلطة أو «حقوقا‪ -‬سلطات»‪ ،‬وحقوقا‬ ‫في المشاركة‪ ،‬وهكذا غدا الترابط وثيقا بين ثالثية «التنمية»‪،‬‬ ‫و»التمتع بالحقوق والحريات والنهوض بالمسؤوليات»‪،‬‬ ‫و»المشاركة» في السيرورة التنموية‪ ،‬فالحق في التنمية كحق من‬ ‫حقوق المواطن(ة)‪ ،‬بموجبه يحق له‪/‬ا المشاركة الفعالة في مختلف‬ ‫جوانب التنمية الشاملة‪ ،‬سياسية واقتصادية اجتماعية وثقافية‬ ‫وبيئية‪ ،‬واإلسهام في إحداث هذه التنمية‪ ،‬سواء بالحصول على‬ ‫الموارد التنموية‪ ،‬مادية ومعنوية‪ ،‬ومساهمة وتأثيرا في صنع‬ ‫مختلف قراراتها‪ ،‬بشكل يحفظ تكافؤ الفرص لجميع المواطنين‬ ‫والمواطنات‪ ،‬دون استثناء أو إقصاء‪ ،‬وكذا المساهمة في توفير‬ ‫متطلبات هذه التنمية بشكل يحترم مبدأ المساواة ويحقق‬ ‫اإلنصاف‪ ،‬كما للمواطن كذلك حق التمتع بالعوائد التنموية‪ ،‬عبر‬ ‫إعمال جميع حقوقه وحرياته إعماال تاما وكامال‪ ،‬وضمان توزيع‬ ‫تلك العوائد بشكل عادل‪ ،‬وأي تأثير يمس تلك الحقوق والحريات‪،‬‬

‫ينعكس بالضرورة‬ ‫ع��ل��ى «ال��ت��ن��م��ي��ة»‬ ‫و»م�����ش�����ارك�����ة»‬ ‫ال��م��واط��ن(ة) فيها‪،‬‬ ‫إن سلبا أو إيجابا‪،‬‬ ‫فإذا كان إقرار الحق‬ ‫ف��ي التنمية بغية‬ ‫تمتع ال��م��واط��ن(ة)‬ ‫بحقوقه بشكل يعزز‬ ‫حق مشاركته‪/‬ا التنموية‪ ،‬وإغناء هذا الحق األخير بأبعاد جديدة‬ ‫وفتح آفاقا لتقويته‪ ،‬فإنه بالمقابل أي انتهاك أو تضييق على‬ ‫الحقوق هو إجهاز على مشاركته‪/‬ا في التنمية‪ ،‬بل ومدخل لتفاقم‬ ‫التحديات والكوابح التنموية وإعاقة مجهوداتها‪ ،‬واألنكى من‬ ‫ذلك فـ»انتهاك الحقوق هو انتهاك إلنسانية المواطن(ة)»‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن تلك الحقوق لصيقة بشخصه‪/‬ا‪ ،‬وأن كمال إنسانيته‪/‬ا‬ ‫ونقصانها يرتهنان بالقدر الذي يتمتع‪/‬تتمتع به من حقوق‪ ،‬وما‬ ‫ينعم‪/‬تنعم به من حريات‪ ،‬فاإلنسان كلما امتلك حقوقا وحريات‬ ‫ومارسها اقتربت إنسانيته لتكون كاملة‪ ،‬وإذا انتقصت حقوقه‬ ‫بالتعدي واالنتهاك‪ ،‬تنقص إنسانيته بالقدر المسلوب من حقوقه‬ ‫وحرياته‪ ،‬وفي ظل وضع يفتقر فيه المواطن(ة) إلى حقوقه‪/‬ا‬ ‫وحرياته‪/‬ا ال مجال للحديث عن «المشاركة» وإحداث «التنمية»‪،‬‬ ‫إذ ال ريب فيه أن اإلنسان الذي انتهكت حقوقه وحرياته يفتقد‬ ‫إلى االندماج السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‬ ‫‪ ،...‬ويتنامى شعور االغتراب لديه‪ ،‬وما يترتب عن ذلك من‬ ‫المباالة وعدماكتراث بقضايا مجتمعه‪ ،‬وكبح إبداعه ومساهمتة‬ ‫المجتمعية‪ ،‬بل وقد يناصب العداء لواقعه وينحو تجاه العنف‬ ‫المادي و‪/‬أو المعنوي‪ ،‬وحينها ال يمكننا الحديث عن «إنسان فعال‬ ‫في مجتمعه»‪ ،‬أو «مواطن(ة) تنموي(ة)»‪ ،‬ومما يستوجب الوقوف‬ ‫عنده أن تمتع المواطن بحقوقه ال يقتصر على مجرد النص عليها‪،‬‬ ‫بل بالتفعيل األمثل لها والحرص على ضمانها وكفالتها‪ ،‬دون أن‬ ‫يتناقض الواقع مع النصوص بما يفرغ هذه األخيرة من مغزاها‪،‬‬ ‫فالحقوق والحريات التي ترتبط بغاية إحداث التنمية وفق منظور‬ ‫المشاركة‪ ،‬ال تتم إال في صورتها الموحدة والكاملة المتداخلة‪،‬‬ ‫وفق ثالثية «مشاركة‪ /‬دمقرطة – تنمية – حقوق»‪.‬‬ ‫فتحقيق التنمية يبقى رهينا بإعمال الحقوق والحريات‬ ‫كمرتكز أساسي‪ ،‬وعلى قدم المساواة‪ ،‬بما يحقق مشاركة كافة‬ ‫المواطنين‪/‬ات في سيرورة عملية التنمية وإحاطتهابالضمانات‬ ‫الفعلية لألجرأة‪ ،‬والحق في التنمية إذا كان يثير حق المشاركة‬ ‫كضمانة لتلك الحقوق والحريات من جهة‪ ،‬فهو يطرح كذلك مبدأ‬ ‫المساواة؛ إذ يعد توفير الفرص المتساوية معيارا أساسيا لشرعية‬ ‫المناهج واآلليات التنموية‪ ،‬بما يحتم أيضا إيجاد ضمانات تطبيق‬ ‫القوانين في إطار «دولة الحقوالقانون»‪ ،‬عندها يستطيع الفرد‬ ‫ممارسة حقوقه وحرياته بشكل يجعل منه قادرا على المشاركة‬ ‫في بناء التنمية‪ ،‬وتحمل المسؤوليات المترتبة على مواطنته؛‬ ‫حيثالضرورات التنموية تقتضي تبادلية التمتع بالعوائدوتحمل‬ ‫المسؤوليات واألعباء التنموية بما يتناسب والقدرات دون تهرب‬ ‫أو تملص‪.‬‬ ‫هكذاتغدو «التنمية» بصفتها «حقا» وليست مجرد «حاجة»‬ ‫أو «مطلب» أو «تطلع»‪ ،‬والحق يستدعي بالضرورة استيفاءه‪،‬‬ ‫ما يعني وجوب تمكين المواطنات والمواطنين من المشاركة‬ ‫الفعلية والحقيقية في بناء تنميتهم‪،‬تخطيطا وتنفيذا ومواكبة‪،‬‬ ‫كتنمية حقيقية مؤسسة على الحقوق والمواطنة‪ ،‬على منوال‬ ‫يعطي الحقوق والحريات بعدها الحقيقي؛ حيث «ال تمت بصلة‬ ‫إلى الصدقة واإلح��س��ان» التي يمكن أن «تجود بها» جهة‬ ‫ما‪ ،‬فالمشاركة حق للجميع ال يمكن التنازل عنه تحت طائلة‬ ‫«التهميش أو التطاول»‪ ،‬لصاح «طائفة» تراكم هذه الحقوق‬ ‫«المتنازل عنها» أو «المسلوبة» من اآلخرين وتترجمها إلى‬ ‫«امتيازات غير مشروعة»‪»/‬ريع»‪ ،‬أو إلى «سلطات» عبر «مسلسل‬ ‫غير ديمقراطي»‪ ،‬األمر الذي يقتضي بداية توعية المواطن‬ ‫بحقوقه‪ ،‬وتوضيح واجباته بما يجعله فعال محورا للتنمية‬ ‫ويؤهله للفعل فيها والتفاعل معها؛ حيث تمسي إشاعة الثقافة‬ ‫الحقوقية‪ ،‬وتحقيق «اليقظة المجتمعية» ضرورة أولية‪ ،‬وهو‬ ‫ماسيحقق تسريع وثيرة العمليات التنموية‪ ،‬والمشاركة الفعلية‬ ‫في مسلسلها‪ ،‬وفي إطار تفاعل وانعكاس متبادل بين التنمية‬ ‫والمشاركة‪ ،‬كل منهما يشد عضد اآلخر‪ ،‬وفق «عملية إخصاب‬ ‫متبادل وتفاعل بناء» بحسب األستاذ عبد العزيز النويضي‪.‬‬ ‫باالنطالق من الخطاطة النظرية أعاله‪ ،‬ومن واقع الهشاشة‬ ‫التي تعلو مالمح السياقات المجتمعية ببالدنا‪ ،‬والتي أمعنت جائحة‬ ‫كوفيد ‪ 19‬في إبرازها أكثر‪ ،‬وباالستناد إلى المقتضيات الدستورية‪،‬‬ ‫السيما الديباجة والفصول ‪ 31‬و‪ 39‬و‪ ،40‬أال يمكن القول أنه قد‬ ‫حان الوقت لتبني براديغم موجه لـ»النموذج التنموي» ينهل من‬ ‫مقاربة التنمية كحق للمواطن‪ ،‬ومن حقه المشاركة فيها فعليا؟‬ ‫في أفق إقرار التوزيع العادل والمنصف لألعباء وللعوائد التنموية‪،‬‬ ‫هل يمكن أن نحول سياق الجائحة إلى النقلة التنموية المرجوة‬ ‫في التجربة المغربية؟ ليس بإعادة النظر في «النموذج» السالف‬ ‫فقط‪ ،‬بل في البراديغمات والعقيدة المؤطرة له‪ ،‬ونحقق ما يمكننا‬ ‫تسميته بـ «الدفعة التنموية»‪ ،‬أو ما سماه بول روزنشتاين رودان‬ ‫‪Paul Narcyz RosensteinRodan‬بـ «الدفعة القوية»؛ حيث‬ ‫يرى أن هذه الدفعةأو سلسلة من الدفعات القوية‪ ،‬هي الكفيلة‬ ‫بتحقيق اإلقالع التنموي‪ .‬ما سنحاول التعاطي معه في فرصة‬ ‫قادمة بحول اهلل‪.‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫النظام القانوين لإحداث‬ ‫وت�سيري�شركات التنمية‬ ‫املحلية واجلهوية‬ ‫د‪ .‬يونس ابالغ‬ ‫باحث في القانون العام‬

‫تلجأ الجماعات الترابية عند إحداث‬ ‫أو تدبير المرافق العمومية التابعة لها‪،‬‬ ‫وخاصة المرافق ذات الطبيعة الصناعية‬ ‫والتجارية والخدماتية‪ ،‬إلى سبل التحديث‬ ‫في التدبير المتاحة لها‪ ،‬والسيما عن‬ ‫طريق التدبير المفوض أو إحداث شركات‬ ‫التنمية أو التعاقد مع القطاع الخاص‪ .‬وفي‬ ‫هذا الصدد كرست القوانين التنظيمية‬ ‫للجماعات الترابية لسنة ‪ 2015‬نمطا حديثا‬ ‫في التدبير‪ ،‬يسمى شركة التنمية كطريقة‬ ‫إلحداث وتدبير المرافق العمومية التابعة‬ ‫للوحدات الترابية‪ ،‬وذلك عن طريق إحداث‬ ‫الهيئات الالمركزية لشخصية معنوية‬ ‫خاصة‪ ،‬تتم في الحالة الغالبة عن طريق‬ ‫شركات التنمية الجهوية أو شركات التنمية‬ ‫أو شركات التنمية المحلية أو حتى عبر شركات االقتصاد المختلط‪.‬‬ ‫وطبقا لمضامين القوانين التنظيمية المشار إليها (القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬ ‫المتعلق بالجماعات على سبيل المثال)؛ يمكن للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات أو‬ ‫مجموعة الجماعات الترابية أن تُحدث شركات مساهمة في شكل شركة التنمية طبقا للمواد‬ ‫‪ 130‬و‪ 131‬و‪ 132‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المذكور‪ .‬كما يمكنها أن تساهم في‬ ‫رأسمالها بشراكة مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام أو الخاص‪.‬‬ ‫غير أن المسطرة التي تلجأ لها الجماعات الترابية من أجل إحداث هذه الشركات‬ ‫المساهمة التي تسمى شركات التنمية المحلية بالنسبة للجماعات وشركات التنمية بالنسبة‬ ‫للعماالت واألقاليم وشركات التنمية الجهوية بالنسبة للجهات‪ ،‬وإن كانت تخضع في المبدإ‬ ‫العام للمبادئ الواردة في القوانين التنظيمية سالفة الذكر‪ ،‬إال أنها تظل مقيدة بمقتضيات‬ ‫القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬وفي الوقت ذاته غير ملزمة بالمادتين ‪8‬‬ ‫و‪ 9‬من القانون رقم ‪ 39.89‬المؤذن بموجبه في تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص‪،‬‬ ‫بمقابل خضوعها لمقتضيات القانونرقم ‪ 69.00‬المتعلقبالمراقبةالماليةللدولةعلىالمنشآتا‬ ‫لعامةوهيئات أخرى‪.‬‬ ‫وغني عن البيان بأن هذا التنوع في القواعد والمقتضيات بين القانونين العام والخاص‬ ‫الذي يخضع له إحداث شركات التنمية‪ ،‬نابع منطبيعة تدخلها ونشاطهاالذي تمارسه‪ ،‬والذي‬ ‫يكونمتسم بصبغة اقتصادية كانت صناعية أو تجارية أو خدماتية‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬يؤدي‬ ‫لنوع من االختالف فيما يتعلق بتسييرها وتدبيرها‪ ،‬وذلك حسب طبيعة نشاط المرافق التي‬ ‫تديرها شركات التنمية‪ ،‬وبالتبعية يمكن أن ينبت عن هذا التنوع إشكالية تنازع االختصاص‬ ‫القضائي بشأن المنازعات التي قد تترتب عن كيفيات تدبير المرافق العمومية المحلية‬ ‫عبر هذه الشركات‪ ،‬وذلك بشأن الزيادة في رأسمال وتحرير األسهم وتفويتها والحقوق‬ ‫وااللتزامات المترتبة عنها وكذا في عالقتها مع الجماعة الترابية المعنية ومع باقي الشركاء‪/‬‬ ‫مجلسها اإلداري (‪.)...‬‬ ‫بذلك‪ ،‬واعتبارا لتنوع وتشعب نشاط الجماعات الترابية بالنظر لالختصاصات المخولة‬ ‫لها بموجب القوانين التنظيمية المذكورة‪ ،‬تبين للمشرع بأن شركات التنمية وسيلة ومنهج‬ ‫حديث في التدبير يمكن للمستويات الترابية من خالله أن تسند لهذه الشركات تدبير‬ ‫المرافق العمومية التابعة لها باستثناء تدبير األمالك الخاصة للجماعات الترابيةأو المساهمة‬ ‫في رأسمال شركات أخرى‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بمساهمة الجماعة الترابية المعنية في إحداث هذا النوع من الشركات‪،‬‬ ‫فإنها ال تقل (مساهمة الجماعةإذا ما تم أخذها على سبيل المثاألو مؤسسات التعاون بين‬ ‫الجماعات أومجموعة الجماعات الترابية) عن نسبة ‪ ،34%‬وفي جميع األحوال‪ ،‬يجب أن تكون‬ ‫أغلبية رأسمال الشركة في ملك أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام‪ .‬وعموما‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫يقل رأسمال شركات التنمية عن ‪ 300‬ألف درهم في حال كانت ال تدعو الجمهور إلى االكتتاب‪،‬‬ ‫وعن ‪ 3‬ماليين درهم في حال كانت تدعو لذلك‪.‬‬ ‫وتمر مسطرة إحداث شركات التنمية بتحديد الهدف منها بدقة وكذا الحاجيات‪ ،‬ليليها‬ ‫البحث عن شركاء عبر التفاوض المباشر (‪ )Négociation directe‬أو اإلعالن عن المنافسة‬ ‫(‪ ،)Mise en concurrence‬وفي مرحلة موالية يأتي إعداد وثائق إحداث الشركة بتشاور‬ ‫مع الشركاء(النظام األساسي –‪ -Statuts‬المحدد للشروط والقواعد االحترازية وميثاق‬ ‫المساهمين‪ )-Pacte d’actionnaires- -‬ثم وثائق تدبير المرفق (االتفاقية –�‪Conven‬‬ ‫‪ -tion‬ودفتر التحمالت ‪ )-Cahier des charges-‬حيث يتم عرض الوثائق المذكورةعلى‬ ‫المجلس‪ .‬وأخيرا تنتهي المسطرة بتأشيرةالسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية إذا لم يتبين‬ ‫لها غير ذلك داخل أجل ‪ 20‬يوما من تاريخ توصلها بمقررات اإلحداث على النظام األساسي‬ ‫ثمعلى االتفاقية بعد توقيعها من قبل مدير الشركة‪.‬‬ ‫وفي حالة تأشير سلطة المراقبة اإلدارية (السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية) على‬ ‫إحداث شركة من هذه الشركات المساهمة‪ ،‬فإن تسييرهايخضع فيما يتعلق باإلحداث والحل‬ ‫وخفض أو رفع رأس المال أو تفويته أو حل الشركة أو تغيير غرضها أو المساهمة في رأس‬ ‫المال إلى مداوالت المجلس ثم تأشيرة السلطة الحكومية المذكورة‪ ،‬وذلك تحت طائلة‬ ‫البطالن‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه أهم النقاط المتعلقة بالنظام القانوني إلنشاء شركات التنمية المحلية‬ ‫والجهوية‪ ،‬فإن تسييرها يظل مرهونا بتبليغ محاضر اجتماعات األجهزة المسيرة لها‪،‬للجماعة‬ ‫(على سبيل المثال) أومؤسسات التعاون بين الجماعات أومجموعة الجماعات الترابية‬ ‫المساهمة في رأسمالها‪ ،‬وإلى عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل ‪ 15‬يوما الموالية لتاريخ‬ ‫االجتماعات‪.‬ويحاط المجلس المعني علما بكل القرارات المتخذة في الشركة عبر تقارير دورية‬ ‫يقدمها ممثل الجماعة بأجهزتها‪.‬‬ ‫أما فيما يتصل بتعويض ممثل الجماعة الترابية المعنية عن مهمة تمثيل الوحدة‬ ‫الترابية‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬باألجهزة المسير للشركة فتخضع لنص تنظيمي محدد لمبلغ وكيفيات‬ ‫التعويضات التي يمكن منحها له‪ ،‬وهو المرسوم رقم ‪ 2.16.493‬بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪2016‬‬ ‫متعلق بتحديد شروط منح التعويضات ومقاديرها لرؤساء مجالس الجماعات والمقاطعات‬ ‫ونوابهم وكتاب مجالس الجماعات والمقاطعات ونوابهم ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم‬ ‫فيما يتعلق بتعويض ممثل الجماعة‪ ،‬وبالنسبة للجهات والعماالت واألقاليم‪ ،‬فهناك مرسومين‬ ‫خاصين بهما‪.‬‬ ‫وفي حالة توقيف مجلس الجماعة أو حله‪ ،‬يستمر ممثل الجماعة في تمثيلها داخل‬ ‫مجلس إدارة الشركة إلى حين استئناف مجلس الجماعة لمهامه أو انتخاب من يخلفه‪.‬ويمنع‬ ‫على كل عضو من أعضاء مجلس الجماعة أن يربط مصالح خاصة مع شركات التنمية التابعة‬ ‫لها (إبرام األعمال وعقود الكراء أو االقتناء أو التبادل أو كل معاملة أخرى تهم أمالك الجماعة‪،‬‬ ‫أو إبرام صفقات األشغال أو التوريدات أو الخدمات أو كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح)‪،‬‬ ‫سواء كان ذلك بصفة شخصية أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه أو أصوله‬ ‫أو فروعه‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫دور الدولة واملجتمع يف تدبري‬ ‫ما بعد الزمن «الكوروين»‬ ‫سمير الصمدي‪:‬‬ ‫دكتور في القانون العام باحث في القانون اإلداري و العلوم اإلدارية‬

‫تطرح فترة األزمات مجموعة من اإلشكاليات والتساؤالت بخصوص ضمان استمرارية المرفق‬ ‫العام‪ ،‬والبحث عن الوسائل القانونية والقضائية لضمان هذه االستمرارية ‪.‬فاألزمة التي نعيشها‬ ‫األن بسبب تفشي فيروس كورونا كوفيد ‪ 19‬جعلت إشكالية ضمان استمرارية المرفق العام تبرز‬ ‫من جديد خاصة مع اإلجراءات والتدابير التي تم اتخاذها من أجل حماية صحة المواطنين في‬ ‫خطوة استباقية الهدف منها محاصرة هذا الوباء والعمل على الحد من انتشاره وكذا الحرص على‬ ‫تفادي التجمعات هذا األمر هوالذي دفع الحكومة إلصدار مجموعة من المراسيم‪،‬مرسوم رقم‬ ‫‪ 2.20.292‬صادر في ‪ 28‬رجب ‪ 23( 1441‬مارس ‪)2020‬يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ‬ ‫الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‪.‬‬ ‫ثم المرسوم رقم ‪ 2020.399‬صادر في ‪ 29‬رجب ‪ 24( 1441‬مارس ‪)2012‬بإعالن حالة‬ ‫الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا كوفيد ‪.19‬‬ ‫ومرسوم رقم ‪ 2.20.330‬بتاريخ ‪ 18‬أبريل ‪ 2020‬بتمديد سريان مفعول حالة الطوارئ‬ ‫الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا –كوفيد ‪.19‬‬ ‫هذه المراسيم ولتأمين استمرارية المرفق العام في حالة الطوارئ الصحية‬ ‫بسبب تفشي الوباء ورغم كونها نصت على مجموعة من التدابير واالجراءات‬ ‫االستثنائية فإنها في المقابل أكدت على ضمان استمرارية المرافق العمومية‬ ‫الحيوية وتأمين الخدمات التي تقدمها للمرتفقين‪،‬واستمرارية المرفق العام‬ ‫باعتباره حاجة لضمان تقديم الخدمات خاصة في فترات األزمات كيفما كان نوعها‬ ‫مثل هذه األزمة التي نعيشها بسبب انتشار الفيروس‪.‬‬ ‫وفي ظل الظروف االستثنائية التي تمر بها بالدنا نتيجة التداعيات الصحية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية النتشار الجائحة وفي إطار الجهود الرامية إلى تمكين المرافق العمومية من‬ ‫االستمرار في تقديم خدماتها مع الحفاظ على صحة وسالمة العاملين بها والوافدين عليها‬ ‫ووقايتهم من انتشار هذا الوباء فقد تقرر بموجب منشوري وزير االقتصاد والمالية وإصالح‬ ‫االدارة رقم ‪،1/2020‬و‪ 2/2020‬المؤرخين على التوالي في ‪ 16‬مارس وفاتح أبريل ‪ 2020‬إعادة‬ ‫تنظيم العمل بإدارات الدولة من خالل تطوير وتنويع الوسائل المتاحة للعمل عن بعد بما يضمن‬ ‫استمرارية العمل بالمرافق العموميةمع ضمان سالمة الموظفين والمرتفقين‪،‬ومن أجل التنزيل‬ ‫السليم لمضامين هذا المنشور وضمان استمرارية تقديم مختلف الخدمات للمواطنين‪ ،‬قامت‬ ‫وزارة االقتصاد والمالية وإصالح االدارة –قطاع إصالح االدارة‪ -‬بإعداد دليل يهدف الى تحديد‬ ‫التدابير االساسية الواجب اتخادها من قبل االدارات العمومية بهدف تطبيق نظام العمل عن‬ ‫بعد في ظل هذه الظروف االستثنائية‪،‬مع مراعاة طبيعة وخصوصية مهام االدارات المعنية‬ ‫وااللتزام بالتعليمات الصادرة عن «المديرية العامة ألمن نظم المعلومات»‪،‬خاصة المذكرة رقم‬ ‫‪ 20/24100304‬حول األمن السيبراني المتعلقة بالعمل عن بعد وبالتوجيهات الوطنية ألمن‬ ‫نظم المعلومات موضوع منشور رئيس الحكومة رقم ‪ ،03/2014‬وكذا االلتزام بمقتضيات القانون‬ ‫رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق تم اإلعالن عن مشروع مرسوم يضبط العمل عن بعد بإدارات الدولة‬ ‫وتقديم الخدمات في مختلف الظروف‪ .‬ويعتمد في مرجعيته على الدستور والسيما الفصل ‪90‬‬ ‫منه‪ ،‬وعلى الظهير الشريف بمثابة النظام األساسي للوظيفة العمومية ومرسوم ميثاق الالتمركز‬ ‫االداري وجاء في المذكرة التقديمية لهذا المرسوم أن العمل عن بعد يعتبر أحد العناصر المرتبطة‬ ‫بمفهوم االدارة الحديثة إذ يندرج ضمن تطوير وتنويع أساليب العمل باعتباره شكال من أشكال‬ ‫تنظيم هذا العمل ويمكن بواسطته إنجاز المهام خارج مقرات العمل الرسمية التابعة لإلدارة‬ ‫باستخدام تكنولوجيات المعلومات واالتصال‪،‬مما سيمكن من تحقيق التوازن بين حاجيات االدارة‬ ‫من جهة المتمثلة أساسا في ضرورة استمرارية الخدمات بالنجاعة والفعالية الالزمتين وبين‬ ‫الظروف الخاصة للموظفين من جهة ثانية بما يوفره من مرونة في ساعات العمل‪،‬مع الحفاظ‬ ‫على المعدل اليومي لساعات العمل الرسمية‪.‬‬ ‫وحسب مقتضيات هذا المرسوم‪ ،‬فإن كل عمل يؤدى خارج مقرات العمل الرسمية التابعة‬ ‫لإلدارة إما بشكل دائم أومؤقت‪،‬كلي أوجزئي‪ ،‬بتكليف من االدارة يكون فيه االتصال بين الموظف‬ ‫واالدارة عبر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة يعتبر عمال عن بعد‪.‬‬ ‫ويتم العمل عن بعد في مقر سكنى الموظف المعني أوعند االقتضاء في مقرات أخرى تحددها‬ ‫اإلدارة غير مقار العمل الرسمية التابعة لها‪ ،‬لكن اليخول العمل عن بعد أينما تم إنجازه الحق في‬ ‫الحصول على أي تعويض عن اإلقامة أوعن التنقل أوأي تعويض آخر خارج المقتضيات والشروط‬ ‫الجاري بها العمل‪.‬‬ ‫وقد أشار المرسوم إلى إمكانية تحديد مدة تجريبية أقصاها ثالثة أشهر لتقييم مدى قدرة‬ ‫الموظف المعني بالعمل عن بعد وتقدير انعكاسات العمل عن بعد على سير المرفق المعني‪.‬‬ ‫مع إمكانية مراجعة هذه الحصة والمدة كلما دعت الضرورة الى ذلك ‪.‬‬ ‫وبناء على المادة الثامنة من مشروع المرسوم فإنه يمكن لإلدارة الترخيص للموظف‬ ‫لمدة أقصاها سنة وفق كيفيات وشروط متفق عليها بمزاولة العمل عن بعد‪ ،‬بناء على طلب‬ ‫مكتوب يعبر فيه عن رغبته مبرزا دواعي طلب مزاولة العمل عن بعد وبناء على ذلك تقوم‬ ‫اإلدارة بدراسة الطلب من خالل مؤشر تقييم مدى توافق الطلب مع طبيعة المهام والواجبات‬ ‫واألنشطة الممارسة من طرف الموظف المعني ومع مصلحة اإلدارة وكذا مطابقة التجهيزات‬ ‫المتوفرة لديه للمواصفات التقنية المحددة من طرفها في حاالت تنظيم العمل عن بعد ويمكن‬ ‫تجديد الترخيص لمدة التتجاوز سنة بناء على طلب المعني باألمر موجه لإلدارة ‪ 60‬يوما قبل‬ ‫انقضاء مدة الترخيص السابق وفي نظرنا ينبغي أن يكون الطلب مرفوقا بمخطط آلية العمل‬ ‫دقيق‪ ،‬يتضمن خالصة لالستراتيجية المتبناة من أجل تدبير المكتب أوالمهمة بنجاح خالل مرحلة‬ ‫معينة‪،‬مستعرضا مجمل اإلجراءات والوسائل الكفيلة لبلوغ األهداف كما تكمن أهمية المشروع‬ ‫في توضيح معالم الخطة المتبعة والتحقق من استراتيجيتها وتقييم المخاطر المحدقة به‪.‬‬

‫كما تقوم االدارة عند انتهاء مدة كل ترخيص بتقييم عمل الموظف عن بعد ومدى تحقيق‬ ‫النتائج المحددة سلفا وهي معيار أساسي لتجديد هذا الترخيص‪،‬كما يمكن إنهاء العمل في أي‬ ‫وقت بقرار لرئيس اإلدارة بمبادرة منه أوبطلب من الموظف مع أجل إشعار يحدد شهرين‪،‬ويخفض‬ ‫إلى شهر واحد في الفترة التجريبية‪.‬‬ ‫كما تتحمل اإلدارة التكاليف المتعلقة بشكل مباشر بمزاولة العمل عن بعد السيما تكلفة‬ ‫االجهزة والبرمجيات واالشتراكات واالتصاالت وأدوات العمل ذات الصلة بموضوع العمل عن‬ ‫بعد‪،‬كما تتحمل تكاليف الصيانة والدعم التقني في حالة عدم ثبوت خطأ أوسوء استعمال من‬ ‫طرف الموظف العامل عن بعد ‪.‬‬ ‫كما يجب على الموظف الذي يشتغل عن بعد إخبار االدارة فورا في حالة حدوث عطل في‬ ‫التجهيزات التي يستخدمها عن بعد أووجود قوة قاهرة تحول دون قيامه بمهمته‪.‬‬ ‫وبحسب مشروع المرسوم‪ ،‬ستُحدث تحت إشراف السلطة الحكومية المكلفة بالوظيفة‬ ‫العمومية‪ ،‬لجنة وطنية للتتبع وتقييم العمل عن بعد بإدارات الدولة تتكون من ممثلي السلطة‬ ‫الحكومية المكلفة بالمالية واألمانة للحكومة وممثلي الوكالة الوطنية للتنمية الرقمية‪ ،‬فضال‬ ‫عن إعداد البرامج التكوينية ذات الصلة‪ ،‬وإعداد تقرير سنوي يُرفع إلى رئاسة الحكومة‪.‬‬ ‫والبد من اإلشارة الى أن نص المشروع أشار إلى استفادة موظفي العمل عن بعد من نفس‬ ‫الحقوق المخولة للموظفين الذين يزاولون مهامهم في مقار عملهم السيما المتعلقة برخص‬ ‫المرض واألمراض المهنية وحوادث الشغل‪...‬وإن كان وقوع حادثة أثناء العمل عن بعد تطرح‬ ‫التساؤل حول ما إذا كانت الحادثة التي تقع للموظف الذي يعمل عن بعد تعتبر حادثة شغل أم ال‬ ‫؟؟وهوسؤال يبقى مطروحا على اعتبار أن تكييف الحادثة على أنها حادثة شغل تترتب عنها آثار‬ ‫قانونية مهمة تتجلى أساسا في الحق في التعويض‪.‬‬ ‫انطالقا مما سبق وعلى ضوء المقتضيات التي تعرضنا لها والمرتبطة بمنشور وزير االقتصاد‬ ‫والمالية فيما يتعلق بالعمل عن بعد بإدارات الدولة ومشروع المرسوم حول العمل عن بعد‬ ‫بإدارات الدولة نخلص الى ما يلي‪:‬‬ ‫األمر بات يستدعي تدخال من المشرع من أجل العمل على إخراج نصوص قانونية تنظم‬ ‫مسطرة وحاالت اللجوء للعمل عن بعد‪،‬واالثار المترتبة عليه وكذلك توفير الضمانات الكفيلة‬ ‫بحماية الموظف وصيانة حقوقه من أجل خلق توازن ينعكس على العالقات الوظيفية وبالتالي‬ ‫استقرار االوضاع االجتماعية للموظف والمساهمة في التنمية المندمجة خاصة وأن المغفور له‬ ‫الحسن الثاني سبق له وأن دعا الى التوجه الى هذا النوع من العمل في رسالته الموجهة الى‬ ‫المشاركين في االيام الوطنية الثانية لالتصاالت المنعقدة بالرباط خالل يومي ‪ 16‬و‪ 17‬ماي‬ ‫‪ 1994‬جاء فيها «إن العمل البعدي كأسلوب جديد لتنظيم العمل يعكس بحق التطور الذي‬ ‫أفرزته التكنولوجيات الحديثة لإلعالم والتواصل»‪ .‬كما أن موضوع العمل عن بعد باإلدارات‬ ‫العمومية يطرح وبشدة إشكالية التأهيل الرقمي للموظف في ظل العمل عن بعد بحيث بات‬ ‫ضروريا إدراج مجزوءات التكوين في العمل عن بعد في معاهد تكوين الموظفين وبالنسبة‬ ‫للموظفين الممارسين برمجة تكوينات في العمل عن بعد تحسبا للظروف الطارئة واستعدادا‬ ‫لتفعيل مرسوم العمل عن بعد‪،‬وفي إطار التفاعل االيجابي واالنخراط الفعلي في كل الخطوات‬ ‫التي تقررها السلطات االدارية والصحية والقيام بكل ما من شأنه تيسير ولوج المرتفقين لمختلف‬ ‫الخدمات اإلدارية نشير إلى انضمام ‪ 6‬وزارات و‪ 5‬جماعات ترابية و‪ 5‬مؤسسات عمومية إلى‬ ‫المبادرة الرقمية «الحامل االلكتروني»التي أطلقتها وكالة التنمية الرقمية لتشجيع العمل عن‬ ‫بعد وتقليص التبادل المادي للمراسالت والوثائق االدارية نظرا لحالة الطوارئ الصحية التي‬ ‫تم تفعيلها لمواجهة الجائحة‪ .‬واعتماد األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني مالل‬ ‫خنيفرة «مكتب الضبط الرقمي» بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪ ،2020‬وهو منصة رقمية وطنية مخصصة‬ ‫للمتعاملين مع االدارات العمومية تسمح لهم بإيداع المراسالت بطريقة إلكترونية أمنة بحيث‬ ‫تعفي المرتفقين من التنقل الى مقر االدارة لتسليم مراسالتهم إذ يتوصل المرتفق مباشرة بعد‬ ‫وضع ملفه من خالل خدمة مكتب الضبط الرقمي إشعار التوصل عبر البريد االلكتروني للمرتفق‬ ‫يتضمن رقم المراسلة وتاريخها مما سيمكنه الحقا من تتبعها سواء عن طريق البريد االلكتروني‬ ‫أوالهاتف‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫امللحق الثقايف‬ ‫والفني‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫حوار مع الفنان الت�شكيلي املغربي‬

‫فؤاد شردودي‬ ‫حاوره ‪ :‬عبد اإلله المويسسي‬

‫في مبادرة جمعت بيت الشعر في المغرب ومؤسسة‬ ‫الرعاية التابعة لصندوق اإليداع والتدبير‪ ،‬شاركت‪ ،‬قبل‬ ‫أشهر‪ ،‬إلى جانب زميليك الفنانين عزيز أزغاي وعبد اهلل‬ ‫الهيطوط في معرض «ورد أكثر» التشكيلي‪ ،‬الذي كان‬ ‫لحظة احتفائية كبرى بالشاعر العربي محمود درويش‬ ‫في ذكرى رحيله العاشرة‪ .‬كيف حضر الشاعر الكبير في‬ ‫أعمالك الصباغية‪ ،‬باعتبارك شاعرا وفنانا تشكيليا؟ وما‬ ‫السر في التئامكما أنتم الثالثة‪ ،‬على اختالف لمساتكم‬ ‫الفنية في مجموعة إبداعية؟‬

‫إنها تجربة مميزة جدا‪ ،‬قادتنا إلى عوالم جمالية مدهشة‪ ،‬والفضل‬ ‫في ذلك يعود إلى بيت الشعر الذي احتضن التجربة ودعمها‪ ،‬وشخصيا‬ ‫أستطيع القول إن محمود درويش رافقني في محطات أساسية من مسار‬ ‫كانت فيه القصيدة وآفاقها الرحبة محورا أساسا في اشتغال بصري‬ ‫لم يبتعد يوما عن تصور شعري للتشكيل وتشكيلي للشعر‪ ،‬فقد قرأت‬ ‫لدرويش في سن مبكرة أعماله التي كانت متاحة آنذاك‪،‬وتوطد لدي‬ ‫ذلك اإلحساس بالنموذج الشعري الكوني اإلنساني الذي يمثله رفقة‬ ‫شعراء آخرين‪ ،‬ذلك ما سيتجلى في معرضي ( أيادي الظالل ‪ ) 2010‬الذي‬ ‫استحضرت فيه شعر درويش وعوالمه وأسئلته‪ ،‬اآلن أستطيع القول ‪:‬‬ ‫إن شعر محمود درويش ال يزال يدعونا إلى المزيد من القراءة والسبر‬ ‫والتمثل بشكل أكثر عمقا وجدوى ‪ .‬إن تصوري الستحضار محمود‬ ‫درويش تشكيليا نابع من عتبات القراءة القصوى لنصه‪ ،‬فأحيانا يكون‬ ‫العمل اصطحابا ومصاحبة وأحيانا أخرى أعطي لنفسي فرصة استئناف‬ ‫المتخيل بصريا‪ ،‬بحيث تصير الجمل الشعرية كتال لونية وخطوطا‬ ‫وأشكاال يهندس أفقها ذلك اإليقاع التجريدي النابض في عمق النص‬ ‫عبر امتالءاته وفراغاته ‪ .‬لقد كان النص الدرويشي مخبرا بصريا غنيا‬ ‫ومدهشا بالتفاصيل والدالالت‪ .‬وألن صورة درويش الشاعر طبعت في‬ ‫ذاكرتي البصرية عبر ما كان يحمله ذلك الوجه من قلق ومن حساسية‬ ‫أيضا فقد انجذبت إلى تأمل بورتريه الشاعر عبر حوارات لونية متحررة‬ ‫تحاول خلق تماه بين النص‪ /‬القصيدة والبورتريه ‪/‬الشاعر‪.‬‬ ‫بالنسبة للشق الثاني من السؤال‪ ،‬فالحقيقة أن خيارنا اإلبداعي‬ ‫والفكري هومن طرز هذه العالقة‪ ،‬الصديقان الرائعان عزيز أزغاي وعبد‬ ‫اهلل الهيطوط‪ ،‬فنانان من طينة الكبار‪ ،‬وما جعل هذا الثالثي يصير ذا‬ ‫قوة وأهمية في نظري ليس سوى جدية االشتغال والبحث المشترك‬ ‫عن منجز بصري يقلب الطاولة على المتاح‪ ،‬منذ عقود‪ ،‬مغربيا وعربيا‬ ‫على األقل ‪ .‬فكرة المجموعة البد أن تنطلق من أسس معرفية وفلسفية‬ ‫مشتركة‪ ،‬بحيث يحصل ذلك التكامل المنشود‪ ،‬والذي يظهر جليا في‬ ‫المنجز الجماعي‪ ،‬نحن كفنانين ننتمي إلى الجيل ذاته وجدنا أنفسنا دون‬ ‫أن نخطط لذلك‪ ،‬منخرطين في تصور موحد تقريبا للعملية اإلبداعية‪،‬‬ ‫ووجدنا أيضا العديد من الروابط الفكرية والفلسفية التي دعمت رؤيتنا‬ ‫الجماعية كل من داخل مخبره الخاص وكل بحمولته اإلبداعية وبأسلوبه‬ ‫وطرائق اشتغاله ‪.‬‬

‫تجمعك مسيرة إبداعية حافلة بالفنان المغربي‬ ‫المشهور فؤاد بالمين‪ .‬ما سر هذه العالقة؟‬ ‫جمعتني بالفنان الكبير فؤاد بالمين صداقة إنسانية وإبداعية‪،‬‬

‫‪2/2‬‬

‫امتدت لعقد من الزمن والزالت مستمرة‪،‬‬ ‫اتسمت في فترة طويلة منها باشتغال يومي‬ ‫داخل مرسمه بالرباط‪ ،‬حيث كان الفضاء الملهم‬ ‫والمكون ( من التكوين )‪ ،‬وكان فؤاد المعلم الكبير‬ ‫الذي كلما لمس شيئا أضاءه‪ ،‬رجل ذوخبرة وتجربة‬ ‫ومعرفة‪ ،‬قضينا أياما وليال في الرسم وفي الحديث عن‬ ‫تاريخ الفن ومدارسه وخصوصياتها‪ ،‬وأعتبر مرسمه‬ ‫جامعة حقيقية شكلت جانبا مهما من وعيي البصري‬ ‫والتشكيلي‪ ،‬نظريا وتقنيا ‪ .‬مما انعكس على مساري‬ ‫الفني وعلى العديد من الخيارات التي شكلت معالم‬ ‫اشتغالي‪ ،‬لذلك أعتبر نفسي مجظوظا جدا بهذه‬ ‫العالقة الغنية والبانية ‪.‬‬

‫كيف تجري تقييمك للمجال التشكيلي‬ ‫المغربي حاليا؟‬

‫المجال التشكيلي بالمغرب يعد بالكثير من‬ ‫الضوء برغم المشكالت العديدة التي تتربص به‪،‬وأتساءل دائما‪ ،‬ماذا‬ ‫لوكانت األجواء في المغرب أكثر دعما ووقوفا إلى جانب الفن والفنانين‬ ‫؟ حتما سيكون الواقع الفني ببالدنا رائدا وسينال احترام العالم وتقديره‬ ‫‪ .‬لقد قطع التشكيل بالمغرب مسارا مهما في إطار تأسيس ذاته مع‬ ‫العلم أنه ال يزال في بدايته‪ ،‬فال يمكن الحديث عن خطاب تشكيلي في‬ ‫المغرب إال من داخل مسافة زمنية تفوق نصف قرن بقليل‪ ،‬وبالتالي فما‬ ‫أنجزه هذا الخطاب إلى حد اآلن يعتبر حصيلة مهمة ‪ .‬هناك في المغرب‬ ‫حساسية تشكيلية جديدة واعية بشرطها الزمني واإلبداعي‪ ،‬تناقش‬ ‫إبداعها من منطلقات معرفية يحكمها التجريب‪ ،‬هذه الحساسية لم‬ ‫تظل حبيسة المنطق الجغرافي وال الثقافي الضيق‪ ،‬بل شكلت حوارا بناء‬ ‫وتجاوبا مع المنجز البصري على الصعيد الكوني ‪ .‬وبالتالي صار العديد‬ ‫من المهتمين بالفن خارج المغرب يتابعون المنجز الصباغي الجديد‬ ‫وقد لعبت منصات التواصل االجتماعي دورا مهما في إثارة االنتباه إلى‬ ‫الخطاب التشكيلي الجديد بالمغرب‪ ،‬فحظيت بعض التجارب باهتمام‬ ‫ومتابعة من المغرب والمشرق أيضا‪ ،‬ضف إلى ذلك حضور الفنانين‬ ‫المغاربة في الملتقيات والسمبوزيومات الدولية والذي شكل نقطة‬ ‫ضوء‪ .‬على المستوى الشخصي أحاول دائما الحضور خارج المغرب وفتح‬ ‫أفق كوني النتشار أعمالي‪ ،‬توج ذلك بدخول بعضها في مزادات علنية‬ ‫عالمية مؤخرا‪ ،‬كما هوالشأن بالنسبة لفنانين مغاربة آخرين‪.‬‬

‫كيف تقيم اهتمام التلفزيون المغربي ووسائل‬ ‫اإلعالم بشكل عام بالفن التشكيلي؟‬ ‫اإلعالم المغربي وخصوصا المرئي غائب تماما عما ينجز تشكيليا‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬هناك فراغ مهول قد يكون له عواقب وخيمة على‬ ‫الذوق الجمالي ألجيال الحقة‪ ،‬نحن أمام إعالم ينتصر للتسلية وللمتعة‬ ‫العابرة شانه في ذلك شان باقي اإلعالم العربي وأذكر ذات مرة أنني زرت‬ ‫مكتب صاحب مجموعة قنوات فضائية عربية معروفة بدبي‪ ،‬وفي إطار‬ ‫حديثنا اقترحت عليه برنامجا عن التشكيل العربي برؤية جديدة ومختلفة‬ ‫كليا‪ ،‬فكان الجواب إن المواطن العربي مثقل بالتعاسات والهموم وال‬ ‫يمكن أن ينجح برنامج يحتاج من متلقيه رصانة وجدية‪ ،‬إنه زمن الترفيه‬

‫ال غير ‪ .‬إعالمنا المرئي ال يخرج عن هذه القاعدة‪ ،‬وال يقدم شيئا كثيرا عن‬ ‫الفن التشكيلي عدا بعض التغطيات للمعارض وبشكل سريع ومرتجل ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للصحافة الورقية والرقمية فقد ألمس بعض االهتمام النابع‬ ‫اساسا من مبادرات نخبة من المثقفين الذين يكتبون عادة عن أصدقاء‬ ‫لهم من التشكيليين وليس هناك – إعالميا ‪ -‬استقراء ومتابعة حقيقية‬ ‫لنبض المجال البصري بالمغرب إال فيما ندر ‪.‬ولعل وسائط التواصل‬ ‫االجتماعي شكلت نقطة ضوء ومجاال حيا لتداول أخبار الفن والفنانين‬ ‫على الرغم من بعض النقائص ‪.‬‬

‫ما العمل الفني الذي تتمنى لوأنك من أنجزه؟‬

‫كثيرة هي األعمال التي أتمنى لوكنت من أنجزها إما لعظمتها‬ ‫أوألنها شكلت بالنسبة لي نموذجا مثاليا لخطاب تشكيلي باعث على‬ ‫الدهشة والسؤال‪ ،‬وإن كان البد أن أذكر عمال ما في هذا الصدد فإنني‬ ‫سأذكر ‘ موائد اآللهة لفؤاد بالمين ‪. les tables des dieux‬هذه‬ ‫التجربة الطليعية التي شكلت لحظة إنجازها فارقا مهما في المنجز‬ ‫التشكيلي بالمغرب ‪.‬‬

‫ما الذي تطالب به المعنيين بالفن التشكيلي‪...‬‬ ‫مسؤولين‪ ..‬فنانين ‪....‬نقادا‪...‬ومتلقين‪ ...‬وغيرهم؟‬ ‫أتمنى من كل المتدخلين في المجال التشكيلي والثقافي عموما‬ ‫إعادة النظر في سياسات التعامل مع هذا المجال وسبل االهتمام به‬ ‫وترويجه على أسس تضمن الوضع االعتباري الالزم للمبدع والظروف‬ ‫المالئمة الشتغاله ولعمله أيضا‪ ،‬وأتمنى كذلك دعم الصناعات المواكبة‬ ‫لإلبداع الفني والتي يدخل فيها إنشاء األروقة والمتاحف واإلعالم الفني‬ ‫والمزادات‪ ،‬كل ذلك من شأنه إنعاش تداول األعمال الفنية وتسويق‬ ‫المنتوج الفني ‪ .‬فكلنا نعلم أنه في العقد األخير أغلقت العديد من األروقة‬ ‫وأفلست‪ ،‬وهذا راجع لخلل كبير في تدبير سوق الفن‪ ،‬لقد عانت أجيال من‬ ‫الفنانين في هذا البلد من أجل تربية جمهور ما على تذوق العمل الفني‬ ‫واقتناءه‪ ،‬فصار الكثيرون يفكرون في اللوحة مثلما يفكرون في اللوازم‬ ‫األخرى لتهيئ البيت ‪ ،.‬ولكن مع ذلك يلزمنا ان نبذل جهودا مضاعفة‬ ‫من أجل استقطاب جمهور أوسع‪ ،‬وهنا يتداخل عمل الفنان بعمل الناقد‬ ‫واإلعالمي والقيمون الفنيين ‪..‬‬

‫ما هي آخر مشاريعك؟‬

‫في الحقيقة كانت لدي مشاريع مهمة في هذه السنة شاءت األقدار‬ ‫أن تتأجل إلى مواعيد الحقة بسب نازلة كورونا‪،‬منها معرضان بفرنسا‬ ‫ومشاركة ضمن معرض عالمي بنيويورك ومشاركة أخرى بمهرجان‬ ‫جرش باألرد‪ .‬على أية حال‪ ،‬أنا أشتغل بشكل مستمر وجعلت الحجر‬ ‫الصحي فرصة لتهييئ مشاريع أخرى باإلضافة إلى اشتغالي الدائم‬ ‫بالمرسم وتحضير تجارب يتماهى فيها الشعري والصباغي‪ ،‬شعريا أنتظر‬ ‫صدور ديوان شعري جديد بإحدى دور النشر العربية ‪..‬‬

‫كلمة أخيرة لقراء جريدة الشمال؟‬

‫بداية أشكر جريدة الشمال على إنصاتها العميق لما يعتمل بالساحة‬ ‫التشكيلية في المغرب‪ ،‬وأتوجه بالشكر لقرائها لكونهم يساهمون في‬ ‫انتشار وعي رصين ومختلف عما هومتداول إعالميا‪ ،‬أتمنى التوفيق‬ ‫واالستمرار لهذا المنبر المحترم ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ــــر‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ــ�س‬ ‫م‬ ‫�ش‬ ‫َحْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ــــرا‬ ‫َت َت َك َّل ُ‬ ‫ــم َفجْ ً‬

‫ــلــج ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ــلــة‬ ‫الــ�سّ ــكــون‬

‫الدكتور يحيى عمارة‬ ‫وق َّ‬ ‫َح ِّر ْك ُع ُر َ‬ ‫الش َجر‬ ‫الريح‪.‬‬ ‫َك ْي َت ْس َم َع َأ ِننيَ ِّ‬ ‫َت َذ َّك ْر َقل ًْبا َي ْح َت ِر ُق ِع ْشقً ا‪،‬‬ ‫اح ُبهُ َل ْم َي ِج ْد ِم ْن ِديال؛‬ ‫َص ِ‬ ‫ي ُح َو َأ َث َر َ‬ ‫األ َل ِم النَّ ِاز ِف‬ ‫َك ْي مَ ْ‬ ‫النل‪.‬‬ ‫من أقدام مَّ ْ‬ ‫لمِ َ ْن َت ْش ُكو الحْ ُ ُر ُ‬ ‫وف ُج ْر َح َها‪،‬‬ ‫ات َت َت َك َّل ُم َق ْبرا؟‬ ‫َو ُك ُّل ال ُّل َغ ِ‬ ‫َقا َل ْت َش ْم ُس ال َْب ْح ِر َف ْجراً‪:‬‬

‫ِلي َب َي ٌ‬ ‫ت َت َش َج ِر‬ ‫وس حَ ْ‬ ‫اض ُي ِح ُّب الجْ ُ ُل َ‬ ‫الص ْد ِق‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وح‬ ‫َو َي ْش َر ُب ِم ْن َكا ِْس ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫َط ْي َف المْ َ ِاء؛‬ ‫ون‬ ‫ني الجْ ُ نُ ِ‬ ‫ِل َيكْ ُب َر َح َج ُل الحْ ُ ل ِْم فيِ ِط ِ‬ ‫َو ِحيد ًا َي ْن َت ِشي ِب َر ِائ َح ِة الأْ َ ْر ِض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ص لحَ ْ َظ ًة َد ْو َر‬ ‫َأ ُّي َها ال َْع ِاب ُر فيِ‬ ‫الظ ِ‬ ‫الم‪َ ،‬تقَ َّم ْ‬ ‫َ‬ ‫األ ْع َمى؛‬ ‫يخ‬ ‫َو ْ‬ ‫اص ِغ َج ِّيد ًا ِلل َْع َصا ال َِّتي َأت َْع ْب َت َها ِب َت ِار ِ‬ ‫ال َْك ِذ ِب‬ ‫َق ْب َل َف َو ِات َ‬ ‫األ َو ِان‪.‬‬ ‫با َغد ًا َس َتفْ َت ُح َع ْينَ ْي َك‪،‬‬ ‫ُر مَّ َ‬ ‫َس َت َرى ُج ُي َ‬ ‫م َش َ‬ ‫اك‪.‬‬ ‫وش ال َْه ِّم َق ْد َأثْ قَ َل ْت مَ ْ‬ ‫َقا َل ْت َش ْم ُس ال َْب ْح ِر َف ْجراً‪:‬‬

‫امى النَّ ِائ ِمنيَ‬ ‫ِمل ُْح الجْ ُ ْر ِح َف ِاك َه ُة ال َْي َت َ‬ ‫الر ْم ِل‪،‬‬ ‫َع َلى َأ ْر ِصفَ ِة َّ‬ ‫الد ْف ِء‬ ‫َي ْن َت ِظ ُرونَ ِإ ْطال َل َة ِّ‬ ‫َّ‬ ‫اب‪.‬‬ ‫ِم ْن َو َط ٍن َغ ِائ ٍب فيِ‬ ‫الض َب ِ‬ ‫ال َب ِر‪،‬‬ ‫ِق َط ٌط َن ِحيفَ ُة ْ‬ ‫األض ُل ِع َك ِظ ِ‬ ‫الل إِ ِ‬ ‫ت ِّر ُك َأذْ َيا َل َها فيِ جِّ َ‬ ‫حُ َ‬ ‫ات ِاه ا َمل ْر َك ِب‪.‬‬ ‫الس ْج ِن‪.‬‬ ‫َذ ِل َك المْ َ ْر َكب َص ْد ُر ُه َأ ْض َي ُق ِم ْن َن ِاف َذ ِة ِّ‬ ‫ُأ َف ِّك ُر فيِ ال َْب َّح َار ِة المْ َ ْن ِس ِّينيَ ‪،‬‬ ‫ِح مَ َ‬ ‫ودونَ ِب ُخفيَّ ْ ُحنَ ينْ ِ ‪.‬‬ ‫ينا َي ُع ُ‬ ‫‪/‬الس ِاب ُح‪/‬النَّ ِاز ُف‪/‬‬ ‫الس َم ُك‪ ،‬النَّ ِائ ُم‬ ‫َأ ُّي َها‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الض ِائ ُع‪/‬‬ ‫التَّ ِائهُ ‪ /‬ا لمْ َ ْشنُ ُ‬ ‫ور ‪ /‬ا لمْ َ ْنفيِ ُّ ‪/‬‬ ‫وق ‪ /‬ا لمْ ُ ْن َت ِح ُر ‪ /‬ا لمْ َ ْه ُج ُ‬ ‫المْ ُ َه ِاد ُن‪/‬‬ ‫المْ ُ ْن َد ِه ُش‪/‬المْ ُ َغ َب ُّر‪/‬المْ َ ْن ِس ُّي‪/‬المْ ُ َع َّذب ُ‪،‬‬ ‫َأ ِج ْب ِني ِب ِصفَ ِة ُّ‬ ‫ور‬ ‫الط ُي ِ‬ ‫السفَ ِر‬ ‫ال َِّتي َت ُصوغُ َم ْعنَ ى َّ‬ ‫الس َم ِاء‪:‬‬ ‫فيِ ِك َت ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫لمِ َ َ‬ ‫يادونَ المْ َ ِاه ُرونَ‬ ‫الص ُ‬ ‫اذا َّ‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫المْ َ ِاك ُرونَ أ ْب َد ُعوا ِب َوداَعة الغدر‬ ‫ور ِإ َلى ِضفَّ ِة ال َْب ْحر‪،‬‬ ‫الع ُب ِ‬ ‫َ‬ ‫مواسم ُ‬ ‫و َأن َْت َل ْم َت ْد ِر َب ْع ُد َب ْس َم َة َ‬ ‫األ ْر ِض؟‬ ‫م َل َك َة ا َمل ِاء‪،‬‬ ‫لمِ َاذ َا الفُ ْر َس ُ‬ ‫ان َض َّي ُعوا مَ ْ‬ ‫َواتَّ َب ُعوا َط ْي َش ُ‬ ‫الغ َب ِار؟‬ ‫الس ِاك ِن فيِ َق ِاب َ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫الس ْه ِو َّ‬ ‫ِب َذ ِل َك َّ‬ ‫وس َع ِت النَّ فْ َس َش ْه َو ُة ُ‬ ‫اخل ْس َران؛‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َحتَّ ى ْار مَ َ‬ ‫الع ِار َوأ َنا النَّ ِار‪.‬‬ ‫تى َبينْ َ أن َا َ‬ ‫اب َ‬ ‫لمِ َ َ‬ ‫اذا ُ‬ ‫األ ِن ُ‬ ‫يد‬ ‫اد ِم ْن َج ِد ِ‬ ‫يق َع َ‬ ‫الغ َر ُ‬ ‫َه ِذ ِه ا َمل َّر َة َي ْح ِف ُر َ‬ ‫األ ْر َ‬ ‫ض‬ ‫ب ْنقَ ِار ِه ا ُمل َل َّو ِث‬ ‫مِ ِ‬ ‫يس َخ ُر ِم ْن سوءة َق ِاب َ‬ ‫يل‬ ‫َو ْ‬ ‫احر‬ ‫ِمثْ َل َب ْه َل َو ٍان َس ِ‬ ‫يف َي ْن ُش ُر ِس ْح َر ُه َل ْي ً‬ ‫يج‬ ‫َخ ِف ٍ‬ ‫ال ِبالتَّ ْد ِر ِ‬ ‫َي ْح ُض ُن َ‬ ‫األ ْر َ‬ ‫ض‬ ‫تفَ َتينْ ِ ِمثْ َل َر ْع ٍد ُم ْر ِع ٍب‬ ‫ِب َي َد ْي ِه المْ ُ ْر جَ ِ‬ ‫ين؟؟‬ ‫صي ُح َنه َار ًا ِب َر ْق َص ِة ا َمل ِاك ِر َ‬ ‫َو َي ِ‬ ‫يل»‬ ‫اس َم ُعهُ فيِ ِ‬ ‫«م ْه َر َج ِان ا َمل َه ِاب ِ‬ ‫َو ْ‬ ‫ي ِّد ُد َص ْو َتهُ ِإ َلى َأ ْع َلى الجْ َ َب ِل‪:‬‬ ‫مُ َ‬ ‫وب َ‬ ‫احل ِائ َر ِة‪،‬‬ ‫ُأ ِر ُ‬ ‫يد َز ْر َع َع َس ٍل فيِ ا ْلقُ ُل ِ‬ ‫ت َث ِال ِّ‬ ‫اج ِم‬ ‫يد َر ْس َم مِ ْ‬ ‫ُأ ِر ُ‬ ‫الش ْع ِر ِم ْن َج َم ِ‬ ‫ُ‬ ‫الغ َر َب ِاء‪.‬‬ ‫الب ْح ِر َف ْجراً‪:‬‬ ‫َقا َل ْت َش ْم ُس َ‬ ‫اء‬ ‫ال ُت َص ِّد ْق َد َّو َام ًة َع ْم َي َ‬ ‫الر َت َاب ِة‪،‬‬ ‫َخ َر َج ْت ِم ْن ِفكْ ِر َّ‬ ‫َتل َْم ُع َع َل ْي َها َب َ‬ ‫الغ ُة ال ُّل َغ ِة‬ ‫ال َِّتي ال َتكْ َت ِر ُث ُ‬ ‫باحلل ِْم‪.‬‬ ‫يد النَّ َو ِار ِس‪،‬‬ ‫اح ِبي ِإ َلى َن ِش ِ‬ ‫َأن ِْص ْت َيا َص ِ‬ ‫اح َها ِم َن الفَ ْج ِر ِإلى‬ ‫َها ِه َي ُت َك ِّد ُس َأفْ َر َ‬ ‫ر‪،‬‬ ‫الفَ ْج ِ‬ ‫يش ُ‬ ‫احل ِّب حُ َ‬ ‫ت ِّل ُق َع ِالي ًا‬ ‫َها ِه َي ِب ِر ِ‬ ‫َبينْ َ َ‬ ‫الس َم ِاء؛‬ ‫األ ْر ِض َو َّ‬ ‫يح َع َلى َر ْم ِل‬ ‫ُت َه ْد ِه ُد َص ْد َر َ‬ ‫الب ْح ِر ا ُمل ْس َت ِر ِ‬ ‫يدة‪ِ .‬‬ ‫ا ْلقَ ِص َ‬ ‫َق ِائ َل ًة‪:‬‬ ‫وب ُنكْ َه ُة ال َْو َد ِاع‬ ‫ِلل ُْغ ُر ِ‬ ‫ِلل ُْغ َر ِاب ُنقْ َط ُة ال َْك ْه ِف‬ ‫يالد َّ‬ ‫الض ْو ِء‬ ‫ِللْفَ ْج ِر ِم ُ‬ ‫يش ُح ِّر ُ‬ ‫ليق‬ ‫ية التَّ ْح ِ‬ ‫لر ِ‬ ‫ِل ِّ‬ ‫يد ا َمل ِاء‬ ‫ِلل َْب ْح ِر َن ِش ُ‬ ‫الس َؤ ِال‪.‬‬ ‫َو ِلي َأ َنا ُح َّمى ُّ‬

‫جمال أزراغيد‬ ‫‪1‬ــ أمـــنـــيــة‪:‬‬

‫مه ٍل‪...‬‬ ‫على ْ‬ ‫البهاء‬ ‫كو ًنا من َ‬ ‫أبني ْ‬ ‫حفظة ا ْبني ا ُملدل َِّل يف َ‬ ‫اخلفاء‪،‬‬ ‫مِبا تبقّ ى‪ ،‬يف ِم‬ ‫ِ‬ ‫لفيف احللوى‬ ‫أوراق َت ِ‬ ‫ِمن ٍ‬ ‫ذهبة‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫خيوط ُم ّ‬ ‫إلي غاويتي‬ ‫َ‬ ‫أهدتها ّ‬ ‫ذكرى‬ ‫حنيَ أعلنْ ُت قلبي‬ ‫رار العذارى‬ ‫أس ِ‬ ‫ِإماما ُيفتي يف ْ‬ ‫ربا‬ ‫َه ً‬ ‫شرارة‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫سع أملي‬ ‫ِ‬ ‫تش ّع ُو َ‬ ‫قعة الضياء‪.‬‬ ‫على ُر ِ‬

‫‪ 2‬ــ المدينـة‪:‬‬

‫ُ‬ ‫تنام‬ ‫حضن‬ ‫املدينة كانت يف‬ ‫البحر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تتج َّر ُع امللوحة‬ ‫أما‬ ‫ِ‬ ‫شوار ُعها فظلت َ‬ ‫داءة‬ ‫الر ِ‬ ‫على َمرأى ِ‬ ‫العابرين يف ُطقوس ّ‬ ‫ُ‬ ‫مذعورةً‬ ‫تستيقظ‬ ‫املوج‬ ‫ِمن فرط َهدير ِ‬ ‫أبحروا يف أرواحنا ِبسالم‬ ‫صارخة‪ :‬ــ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أوراقه‬ ‫فاء ُيرتّ ب‬ ‫الص َ‬ ‫َع َّل ّ‬ ‫حائرة‪.‬‬ ‫سع‬ ‫مدينة ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُو َ‬

‫‪3‬ــ األلـوان‪:‬‬

‫األلوان‬ ‫ُ‬ ‫ضم ُ‬ ‫األمواج‬ ‫ضة‬ ‫َم َ‬ ‫ِ‬ ‫العالم‬ ‫أروقة‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األحجار‬ ‫شارع ُغ َّم ْت يف جانبه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وحدي يف ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بالشمس‬ ‫أصبغ الليل‬ ‫ِ‬ ‫ضو َءا‬ ‫ِّ‬ ‫متوه ًما ْ‬ ‫ُ‬ ‫السائرين‬ ‫خطو‬ ‫يليق ِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلى حافة اجلائحة‪.‬‬

‫‪ 4‬ــ صيحة‪:‬‬

‫ظه ِر َص َ‬ ‫رخة‬ ‫على ْ‬ ‫َ‬ ‫وف َ‬ ‫الغمام‬ ‫مقذوف ٍة يف َج ِ‬ ‫جال ًسا ِّ‬ ‫أرت ُق الكون‬ ‫ِ‬ ‫أنغام‬ ‫مِبا تبقّ ى يف قلبي ِمن ٍ‬ ‫صامتً ا أرتّ ُل ظلّي‬ ‫ِ‬ ‫شفاه العالم‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫العدم‬ ‫صيحات َ‬ ‫كأنّي َ‬ ‫أصفِّ ُف ْ‬ ‫فوق جناحي اليَمام‪.‬‬

‫‪ 5‬ــ مرعى الحياة‪:‬‬

‫صباح‪،،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الريح‬ ‫يف ُش ِ‬ ‫رفة ّ‬ ‫ُي ِط ّل‬ ‫الهائمني يف َمرعى َ‬ ‫احلياة‬ ‫على ِ‬ ‫ِبال أقْ ِم َص ٍة‬ ‫ّلعنات‬ ‫َت ِ‬ ‫قيهم َش َّر ال َ‬ ‫أفواه املوتى‪.‬‬ ‫يف‬ ‫ِ‬


‫‪11‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫�شعرية الف�ضاء وانزياحاته يف رواية‬ ‫« ال�شطار» ملحمد �شكري‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫د‪.‬ة‪ :‬خديجة البوعزاوي‬ ‫يعتبر مفهوم الفضاء من المفاهيم النقدية الحديثة‪ ،‬التي حازت اهتمام‬ ‫كثير من النقاد والدارسين الغربيين‪ ،‬قبل أن ينتقل‪ ،‬عبر وسيط الترجمة‪ ،‬إلى‬ ‫حقل الدراسات النقدية العربية المعاصرة‪ .‬حيث توسل إليه كثير من النقاد‬ ‫العرب في مقاربتهم للنصوص اإلبداعية‪ ،‬في أفق الكشف عن ديناميته إن في‬ ‫إغناء المعنى أو في تفكيك مضمرات الخطاب‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬سنسعى في هذه الورقة إلى تجريب بعض ما توصلت إليه اجتهادات‬ ‫الدراسات النقدية الحديثة والمعاصرة – في ارتباط بمفهوم «الفضاء» – عبر‬ ‫مقاربتنا لرواية «الشطار»‪ 1‬للروائي المغربي محمد شكري‪ ،‬الذي راهن‪ ،‬في بناء‬ ‫عوالم هذا العمل السردي‪ ،‬على إعطاء امتدادات مجتهدة وطموحة لمفهوم‬ ‫«المكان»‪ ،‬الذي تبين لنا‪ ،‬أنه يتخذ‪ ،‬في أحايين كثيرة‪ ،‬أبعادا تخييلية ورمزية‪،‬‬ ‫مما يجعل ديناميته تؤشر على مستوى آخر أعم‪ ،‬وأعمق وأشمل‪.‬‬ ‫تنبغي اإلشارة‪ ،‬في البداية‪ ،‬إلى أن ما يميز هذا العمل الروائي‪ ،‬كونه‬ ‫يستحضر مدينة طنجة‪ ،‬كفضاء – فضاءات‪ ،‬في سياق تسلسل الحكي وتدرجه‪،‬‬ ‫وفق تقنية االسترجاع ( ‪ ) Flash – back‬الذهنية‪ ،‬بما هي تذكر ألحداث وقعت‬ ‫في الماضي‪ ،‬أو أشخاص عاشوا في فترات سابقة‪ .‬كما أن هذا «الفضاء» قد‬ ‫تحول‪ ،‬داخل العمل‪ ،‬من مجرد دال عن المكان كجغرافيا‪ ،‬إلى معادل أكثر‬ ‫انزياحا وشساعة ودينامية‪ ،‬بحيث يطال الذاكرة والجوانب الحسية والمتخيل‬ ‫على حد سواء‪ ،‬بما جعل منه – عطفا على ذلك – مفهوما يختزل حيوات البشر‬ ‫ومصائرهم وأحاسيسهم الفردية والجماعية‪ ،‬أي تحول إلى فضاء تخييلي رمزي‪،‬‬ ‫تجاوز الواقع‪ ،‬ولم يكتف بتصويره فقط‪ .‬نحن‪ ،‬إذن‪ ،‬أمام «فضاءات طنجية»‬ ‫متعددة ‪ -‬إذا ما صحت هذه التوليفة اللغوية ‪ -‬وليس فضاء واحدا فحسب‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ارتأينا أن نركز‪ ،‬في هذا المقترح القرائي‪ ،‬على فضاءين اثنين فقط من‬ ‫بين كل األفضية التي يزخر بها هذا العمل السردي‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫‪ –1‬طنجــة فضاء البحث عن الذات‪،‬‬ ‫‪ – 2‬طنجة بحضورها كفضاء للخيبة واللعنة‪.‬‬ ‫على الرغم من كون مدينة طنجة قد خضعت‪ ،‬كغيرها من المدن‬ ‫المغربية‪ ،‬لعوامل التغير السريعة‪ ،‬ولدينامية الحياة الهادرة والمتقلبة‪ ،‬إال أنها‬ ‫ظلت – مع ذلك – تشد بإغرائها أرواح كل من شربوا من مائها أو عاشوا في‬ ‫منازلها المقابلة للجنوب األوروبي‪ ،‬أو المفتوحة على األندلس‪ ،‬ذلك الفردوس‬ ‫المفقود‪ .‬ومن ذلك أنها ظلت تحتفظ بما يشبه السر المكنون‪ ،‬الذي جعل‬ ‫منها مثاال لتلك الذاكرة المفقودة ‪ -‬المستعادة‪ ،‬أو باألحرى ذلك الفضاء الذي‬ ‫يستمد فتنته من ماضيها البعيد أو القريب ‪-‬على حد سواء‪ -‬الذي ال زال يلجم‬ ‫طموح الحالمين بمخاصمتها أو مغادرتها نحو وجهة أخرى بديلة‪.‬‬ ‫وكمثال على هذه الجاذبية اآلسرة‪ ،‬التي ظلت تختزلها المدينة عبر‬ ‫السنين‪ ،‬تحوُّ ُلها إلى ما يشبه األيقونة التي كانت تهيمن على وجدان الكاتب‬ ‫محمد شكري‪ ،‬كما باتت تشكل لغزا تأسست عليه عوالمه السردية‪ ،‬إلى حدٍّ‬ ‫كان ال يغادرها إال سهواً ليعود إليها وقد تملكه شوق عارم إلى أمكنتها‬ ‫العزيزة على نفسه‪ ،‬إلى أناسها الهامشيين‪ ،‬وإلى لياليها الحالمة‪ .‬ولعل هذه‬ ‫العالقة الغامضة هي ما جعل محمد شكري يصبح كاتب طنجة الكبير‪ ،‬الذي‬ ‫تميز عن كل مجايليه من الكتاب المغاربة‪ ،‬بكونه أحيا‪ ،‬في وقتنا المعاصر‪،‬‬ ‫تلك الصفة المغرية التي كانت لطنجة في الماضي القريب‪ ،‬باعتبارها مدينة‬ ‫ُكوسْمُوبُولِيتِية تغري كتاب وفناني وموسيقيي العالم من الحالمين‪،‬‬ ‫الباحثين عن طمأنينتهم المفتقدة‪.‬‬ ‫ومن الحكايات الطريفة التي كانت تحدث له‪ ،‬ارتباطا بهذا العشق الغامض‬ ‫لـ «طنجته» (كما كان يفضل تسميتها)‪ ،‬أنه كلما كان يتلقى دعوة للمشاركة‬ ‫في بعض األنشطة الثقافية‪ ،‬التي كانت تنظم في هذه المدينة المغربية أو‬ ‫تلك‪ ،‬غالبا ما كان يستقل القطار‪ ،‬وسيلته المحببة في السفر‪ ،‬وبمجرد ما يصل‬ ‫إلى مدينة أصيلة‪ ،‬أقرب محطة إلى طنجة‪ ،‬كان يغادر القطار عائدا إلى بيته‪ ،‬إلى‬ ‫ليل طنجة وإلى حبل سرتها األثير‪ ،‬الذي جعل منه سمكة طنجة البرية‪ .‬أليس‬ ‫هو القائل «القطار يقترب من المحطة‪ .‬هنا أصيلة هنا ننزل‪ .‬وداعا الرباط‪.‬‬ ‫ليست هذه أول مرة أفعل فيها هذه النزوة الجميلة»‪.‬‬ ‫األكيد أن هناك شيئا سحريا وغامضا‪ ،‬وجده شكري في طنجة ولم يجده‬ ‫في أي مكان آخر غيرها‪ ،‬شيء جعله ال يقوى على فراقها أو الغياب عنها ولو‬ ‫لفترة زمنية قصيرة‪ ،‬شيء جعل إمكانية استبدال فضاءات طنجة بفضاءات‬ ‫مدينة أخرى‪ ،‬خاصة في أعماله السردية‪ ،‬يقع ‪ -‬على األقل في تقديره الخاص‬ ‫ في خانة األمور المستحيلة‪ .‬فكيف ال وهذه األيقونة الشمالية تجعل كل من‬‫زارها يقع في حبها من أول نظرة‪ ،‬أجنبيا كان أو مغربيا‪ ،‬فما بالك بمن خبر حياة‬ ‫العَوَ ِز والحاجة في أزقتها‪ ،‬قبل أن تشهد والدتَه الثقافية القيصرية المغايرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬طنجة فضاء البحث عن الذات ‪:‬‬

‫ال شك أن لفضاء طنجة سحرا خاصا يجعلها تحظى بطابع مميز لدى‬ ‫مجموعة كبيرة من الروائيين‪ ،‬لدرجة أصبح معها هذا الفضاء خليقا ‪-‬دون‬ ‫غيره‪ -‬ببناء عالقات عشقية بين الشخصيات التي يختارها كل روائي لعمله‬ ‫اإلبداعي‪ ،‬كما شكل فضاء للبحث عن الذات‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن محمد شكري سبق له أن ألمح‪ ،‬غير ما مرة‪ ،‬إلى ما‬ ‫قد يعتبر خيبة أمل بالنسبة للذين يأتون إليها وفي تقديرهم أنهم سيعثرون‬ ‫فيها على نفس نمط الحياة التي عاشها الذين من قبلهم‪ ،‬إال أن ذلك ال يمنع‬ ‫هؤالء – مع ذلك – من محاولة اكتشاف ما كانت تزخر به من حياة هانئة‬ ‫سابقة‪ ،‬وما كانت تمنحه لعشاقها من إمكانات إعادة ترتيب أوراقهم المبعثرة‪.‬‬ ‫فما يهم هؤالء‪ ،‬في تقدير شكري دائما‪ ،‬هو أن يعيشوا ولو على ذكرى ما تبقى‬ ‫فيها من آثار السابقين‪.‬‬ ‫ولعل هذا اإلحساس باالحتواء‪ ،‬الذي تسبغه طنجة على وجدان ساكنتها‬ ‫وعلى زائريها‪ ،‬والذي يغمر النفس والروح باالطمئنان بل بالتماهي مع فضاءاتها‬ ‫السحرية‪ ،‬ما نجد له أثرا بليغا في بعض المشاهد من رواية «الشطار»‪ ،‬حين‬ ‫يقوم الكاتب بنقل مشاعر أهاليها وهم يعبَرون عما يشدهم إلى حبل سرتها‬ ‫اآلسر‪ .‬ومن ذلك ما ينقله على لسان السارد بعد وصوله إلى سوق الكبيبات‪.‬‬ ‫فبعدما يقوم بالسؤال عن قهوة السي عبد اهلل‪ ،‬ويطلب شايا بالنعناع‪،‬‬ ‫يأخذ له مكانا بجانب أشخاص يلتفون حول طاولة كبيرة وهم يلعبون‬ ‫الورق‪ ،‬ويدخنون الكيف‪ ،‬والبؤس باد على سحناتهم‪ ،‬لينخرط‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬في‬ ‫مشاركتهم السمر‪ .‬حيث يقول‪« :‬في الليل غلبني الكيف‪ ،‬والجوع‪ ،‬والغربة‪.‬‬ ‫رشفت من كؤوس شاي بعضهم ورشفوا من كأسي‪ .‬أحسست باأللفة بينهم‪.‬‬ ‫حدثتهم عن تطوان وطنجة ووهران‪ ،‬وحدثوني عن العرائش‪ .‬قال أحدهم‪:‬‬ ‫ كيقولو طنجة اللي ما شافهاشي كتبكي عليه‪ ،‬واللي شافها كيبكي‬‫عليها‪.‬‬ ‫ إنها عريقة تهزم كل من يعشقها‪.‬‬‫ العهر الفاحش َقبَّح أجمل ما فيها‪.‬‬‫‪ -‬لكنها جميلة وتاريخها عريق»‪.‬‬

‫وفي حوار داخلي للسارد‪ ،‬يعكس نوعا من القدر المحتوم في ارتباطه‪،‬‬ ‫روحيا ووجدانيا‪ ،‬بالمدينة‪ ،‬وهو يتأمل حاضرها الذي شهد استحداث حانات‬ ‫جديدة تفتقد إلى روح وحرارة الحانات القديمة‪ ،‬يخيل إليه أن ذلك الليل الذي‬ ‫ألفه فيها سينمحي ويغيب بظهور البنايات الجديدة والحانات الممسوخة‪.‬‬ ‫فيتولد لديه الخوف من اإلحساس باالغتراب داخل طنجة التي عشقها ولم‬ ‫يستطع االبتعاد عنها‪.‬‬ ‫إال أن هذا اإلحساس الضاغط باالغتراب وضياع الوجهة واالستعداد‬ ‫لهجرانها‪ ،‬سرعان ما يبدده السارد باعترافاته التي تعيد التأكيد على تجذره‬ ‫في تربة المدينة واقتران مصيره بليلها؛ ليله الخاص‪ ،‬ال ليل اآلخرين الذين لم‬ ‫يتوحدوا مع روحها‪ .‬ومن ذلك قوله‪« :‬أكتب هذه المذكرات في حانة جديدة‬ ‫ممسوخة‪ .‬إنها من الحانات الجديدة التي أقحمت في المدينة‪ .‬هل جاء ليل‬ ‫وداعك يا طنحة؟ أبدا ال‪ .‬إن ليل طنجة هو ليلي‪ .‬ال يودعها من عاش فيها حتى‬ ‫تأذن له سرتها‪ .‬كم عدت إليها مهما كان تناسلها وما أكثر ما سافرت وعدت‬ ‫من نصف طريقي إليها‪ .‬الحقيقة هي المستقبل‪ .‬ال أحد شاهد على ما أقول‪.‬‬ ‫إني وحيد ليلي‪ .‬ال أحد يغزو وحدتي»‪.‬‬

‫‪ - 2‬طنجة فضاء الخيبة واللعنة ‪:‬‬

‫نفس النغمة المتشائمة‪ ،‬لكن هذه المرة بإيقاع مغاير‪ ،‬نترصدها في‬ ‫حديث محمد شكري في «الشطار»‪ ،‬حين يصل بين عالمين مختلفين‪ ،‬بل‬ ‫متعارضين‪ :‬عالم النساء والجنس والمتع‪ ،‬من جهة‪ ،‬ثم عالم المقابر واألموات‬ ‫والخالص من جهة ثانية‪ ،‬كأنما ليؤشر على نوع من الفرار من هذا العالم‪،‬‬ ‫عالم الليل غير الصادق والمُ ْفتَقِد للسلم والطمأنينة‪ ،‬مقابل عالم األموات‬ ‫المسالم‪ ،‬الذي يوفر فسحة استسالم حقيقية للنوم العميق‪ .‬هذا اإلحساس‬ ‫بالسّكينة في عالم المقبرة يذهب به السارد إلى حد ربطه بحب دفين‪ ،‬أي‬ ‫حب الموت‪.‬‬ ‫ولعل ذلك ما يبدو واضحا من قوله‪« :‬طنجة‪ :‬ذكريات األفخاذ‪ ،‬والربوات‬ ‫الجميلة‪ ،‬والصدور الناهدة‪ ،‬فأستمني‪ .‬إن هذا المزيج من الذكريات المنثالة‪،‬‬ ‫يسلمني إلى غفوة أتجول بين ممرات قبورها‪ .‬أجد إمتاعا‪ ،‬في محاولة قراءتها‬ ‫وال أفهمها‪ .‬ال أعرف ما يحفزني دائما إلى التجول في المقابر؟ أهو سالمها أم‬ ‫هي عادتي أيام نومي فيها؟ أم حبا في الموت؟»‪.‬‬ ‫لكن هذا النفور وهذا الخوف من لعنة طنجة ومن جحيمها‪ ،‬ال يفتأ أن‬ ‫يختفي أمام حجم ونوع المتع واألفراح واإلغراءات‪ ،‬التي تقدمها ألبنائها‪ ،‬ممن‬ ‫طوحت بهم األقدار خارجها؛ إنه نوع من الحب القاسي‪ ،‬الذي كلما ذقنا مراراته‬ ‫ومرارة االبتعاد عنه‪ ،‬كلما اشتقنا إليه أكثر‪ .‬فها هو شكري‪ ،‬وهو نزيل مدينة‬ ‫العرائش‪ ،‬يقوم بتذكرها بألم شديد وبحزن واضح‪ ،‬على الرغم من الويالت‬ ‫والظروف السيئة التي لقيها بين ظهرانيها‪ .‬إذ يقول‪« :‬اشتياقي إلى لعينتي‬ ‫طنجة يحزنني‪ .‬لها عندي طعم مغر حتى في أحقر ظروفي فيها مهانة‪ .‬ال أكاد‬ ‫أغادرها سَئِماً منها حتى يُوتِرُني حنين جنوني بها كما كنت في وهران‬ ‫أشتاق إلى تطوان»‪.‬‬ ‫هذا الحنين الجارف لـ «طنجته» يتأكد من كالمه‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬وهو يصف‬ ‫لحظة اجتيازه المتحان التخرج من معهد تكوين المعلمين في مدينة العرائش‪،‬‬ ‫حيث كان أول شيء قام به هو االستنجاد بأحد أصدقائه الذي وفر له تذكرة‬ ‫العودة سريعا إلى طنجة‪ ،‬تلك «اللعينة» التي ال يستطيع عليها ابتعادا‪ ،‬مهما‬ ‫جفا أحدهما عن اآلخر‪.‬‬ ‫وفي ذلك يقول‪« :‬بعض رموز العالم بدأتُ أجد لها معانٍ فيما أقرأه‪،‬‬ ‫نجحت في امتحان االلتحاق بالتعليم الثانوي‪ .‬نقلتُ من تلميذ في مادة‬ ‫الحساب‪ .‬قيل لي إن بعضهم نجح بالرشوة أو الوساطة‪ .‬قلت لنفسي‪ :‬أنا أيضا‬ ‫غششت في مادة الحساب‪ .‬ساعدني المطعمي السلهامي على شراء تذكرة‬ ‫السفر وعدت إلى طنجة‪« :‬لعينتي»‪ ،‬مهما جفا كالنا من اآلخر»‪.‬‬ ‫وفي الليل؛ ليل طنجة‪ ،‬التي عاد إليها من العرائش‪ ،‬يستسلم شكري‬ ‫المفلس ألقدارها المفاجئة‪ ،‬بما قد تجود عليه به‪ ،‬مثلما على غيره‪ ،‬من متع‬ ‫تحملها المصادفات فقط‪ .‬إذ يقول‪:‬‬ ‫«يجاورني هينينج سكرام‪ .‬كالنا يترك بابه منفرجا‪ :‬أنا أنتظر حظي في‬ ‫امرأة‪ ،‬وهو في رجل‪ .‬إنها الرغبة المفاجئة التي قد يجود بها‪ ،‬على أحدنا‪ ،‬ليل‬ ‫الممر‪ .‬إنه الليل‪ :‬ليل طنجة»‪.‬‬ ‫أن مفاجآت طنجة وكرمها ال يأتيان‪ ،‬في ّ‬ ‫إال ّ‬ ‫كل مرّة‪ ،‬بما تشتهيه نفوس‬ ‫قاصديها ‪-‬نساء ورجاال‪ -‬ليس فقط من الباحثين عن المتع الرخيصة الواقعة في‬ ‫متناول الرّغبات واألهواء‪ ،‬وإنما أيضا ممن يطمحون إلى بناء أمجادهم الفنية‬ ‫واألدبية اإلبداعية‪ْ .‬‬ ‫بل يحدث أن تكون لعنتها أكثر وباال على طموحاتهم وعلى‬ ‫رغباتهم‪ ،‬التي تنكسر على صخرها الصلد‪ ،‬من سخائها الزّئبقيّ المنفلت‪.‬‬ ‫ولعل هذا األمر هو ما سيؤكد‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬طبيعة المدينة المخاتلة‪،‬‬ ‫العصية على الترويض أو النفاذ إلى سرها المكنون‪ ،‬رغم كونها تقدم نفسها‬ ‫على أنها حلم من ال حلم له‪ ،‬وأنها العارية‪ ،‬الرنانة‪ ،‬الشفافة ‪ ...‬األسطورة‪.‬‬ ‫إنها‪ ،‬في كلمة واحدة‪ ،‬تستطيع أن تسحق كل من لم يقدر سحر مائها‪ .‬حيث‬ ‫يكون مصيره الضياع في دوامة حاناتها ومواخيرها الكاسرة‪ .‬يقول شكري عن‬ ‫هذا األمر‪« :‬ليست هذه هي المرة األولى التي تجيء فيها سالية إلى طنجة من‬ ‫مدينتها الصغيرة‪ .‬تجيء زائرة‪ ،‬لكنها هذه المرة‪ ،‬تريد أن تُقيم‪ .‬طنجة الحلم‪،‬‬ ‫طنجة العارية‪ ،‬الرنانة‪ ،‬الشفافة مثل كأس من البلور‪ ،‬طنجة األسطورة‪ ،‬والجبل‬ ‫لكل صوت‪ ،‬لكن سالية ال تعرف أن طنجة تسحق من ال يعرف كيف يشرب‬ ‫خمرها المسحور‪ .‬إنها مثل كيركا الساحرة‪ .‬عرفت من جاءها ليكتب الشعر فلم‬ ‫يتعلم حتى لغة الحانات‪ ،‬ومن جاء ليرسم فلم يعرف حتى كيف يمزج األلوان‪.‬‬ ‫جاءت سالية هذه المرة من مدينتها لتخسر كل شيء من أجل أن تكسب كل‬ ‫شيء‪ .‬إنها تراهن بأسفلها على أعالها الهش»‪.‬‬ ‫نفس الحقيقة يكررها شكري في مقطع آخر من « الشطار «‪ ،‬حين يصف‬ ‫طبيعة المتاهة التي أصبحت تعيشها «سالية»‪ ،‬التي باتت مقيمة في ليل‬ ‫طويل‪ ،‬داعر‪ ،‬ملعون وقبيح‪ ،‬هو ليل طنجة‪ ،‬بينما تجهد النفس في العثور‬ ‫عمن ينتشلها من هذا المستنقع‪ ،‬الذي تنكسر على صخره األحالم‪ ،‬أحالم‬ ‫المتشابهات‪ .‬حتى الشعر والشعراء والحالمون يتكبدون نفس الخسارة‪ ،‬في‬ ‫ً‬ ‫مُخاتِلة وفي منتهى الوضوح‪ ،‬كما أنها‬ ‫مدينة تمشي فيها الهزيمة مزهو ًة‬ ‫تستوطن كل األمكنة‪.‬‬ ‫ففي وصفه لهذه الحالة الميؤوس منها‪ ،‬حالة «سالية» وغيرها من‬ ‫المنتحرين في ليل طنجة‪ ،‬يرد على لسان شكري قوله‪« :‬لم يعد لسالية رائحة‬ ‫النهار‪ .‬كل ليل ال نهار له‪ .‬يُ َقبِّحُها النهار ويُجَمِّ ُلها الليل‪ .‬لم يعد يَهُمُّها‬ ‫إال أن تعيش حتى تعثر على من يهواها وتهواه‪ ،‬لكن العشق في طنجة ليس‬ ‫من أحالم العذارى‪ .‬إنها‪ ،‬هنا‪ ،‬فقدت نفسها لتصير مثل األخريات»‪.‬‬ ‫قبل أن يضيف في نفس السياق‪« :‬إنه زمن الشعر‪ ،‬وزمن الحلم في طنجة‪،‬‬ ‫لكن أين الشعراء‪ ،‬وأين الحالمون؟ إن الهزيمة تمشي في منتهى بؤس عرائها‬ ‫أينما شئت»‪.‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫لكن لعنة طنجة تصبح‪ ،‬على لسان شكري‪ ،‬بمثابة مأواه األخير المحتوم‪،‬‬ ‫الذي سيقبل عليه إذا لم يحالفه الحظ في إتمام دراسته في العرائش‪ .‬حيث‬ ‫يعرف‪ ،‬مسبقا‪ ،‬ما سيكون عليه مصيره‪ ،‬في نهاية األمر‪ ،‬إنها نهاية داعرة‬ ‫عنوانها البؤس والفناء في عوالم القوادة أو اللصوصية أو اإلجرام‪ .‬وفي ذلك‬ ‫يقول‪ « :‬لقد َق ِبل مدير المعهد تسجيلي مستمعا‪ .‬إذا سقطتُ فسأعود إلى‬ ‫طنجة ألصير أكبر قواد أو لص أو مجرم»‪.‬‬ ‫وفي حوار دار بين السارد وصديقه «حميد»‪ ،‬وبعدما أبدى األول رغبته‬ ‫في العودة إلى القسم الداخلي تجنبا لتسجيل غيابه‪ ،‬في حين كان يطلب منه‬ ‫حميد الجلوس رفقته في انتظار عودة «عائشة» و«سعيدة» لتمضية الليلة‬ ‫بمعيتهما‪ ،‬أبدى شكري موافقته بما يؤكد استعداده لكل العواقب والمغامرات‪،‬‬ ‫مادام سيجد ضالته في طنجة الملعونة‪ .‬حيث كان جوابه كاآلتي‪:‬‬ ‫«طز في الغيابات إذن‪ .‬كسب العيش ينتظرنا دائما في طنجة»‪.‬‬ ‫هذا األمر يتأكد بعد االختبار الذي أجرته لجنة في ثانوية موالي عبد اهلل‬ ‫بالعرائش لشكري ‪ -‬السارد‪ ،‬والذي كانت نتيجته إيقافه عن االستمرار في‬ ‫الدراسة‪ ،‬إلى جانب تالميذ آخرين‪ ،‬لكبر سنهم‪ ،‬ليقرر‪ ،‬بعدها مباشرة‪ ،‬العودة‬ ‫إلى طنجة‪.‬‬ ‫إال أن هذه العودة المكرهة جعلته يستشعر ذلك التحول والتغير‬ ‫الواضحين والمفاجئين في ليل طنجة‪ .‬لقد انقضى زمن وحل محله آخر‪ .‬لقد‬ ‫ذهب ليل طنجة السهل‪ ،‬الذي كانت تؤثثه عوالم بسيطة وفي متناول اليد‪.‬‬ ‫ذهبت نساء األمس اللواتي أصابهن الهرم‪ ،‬بل نمت لبعضهن شوارب وظهر‬ ‫عليهن اإليمان‪ .‬في المقابل‪ ،‬جددت المدينة دماءها‪ ،‬وبناءها ومتعها‪ .‬حيث‬ ‫تبدو سطوة هذه الحقيقة المرة في نفس السارد مما جاء واضحا في كالمه‬ ‫المحبط‪ ،‬حين يقول‪:‬‬ ‫«انتهى في طنجة زمن الدعارة الجميل‪ .‬المواخير الخاضعة للرقابة‬ ‫الطبية منعت منذ سنوات‪ .‬دورٌ سرية وفنادق حقيرة حلت محلها لتمارس‬ ‫فيها المحترفات الهرمات مهنتهن مع الوافدين من البادية‪ ،‬بحثا عن عمل‪،‬‬ ‫وفقراء المدينة‪ ،‬بأبخس األثمان‪ ،‬بعضهن تُبْنَ‪ ،‬إنقاذا لكرامة شيخوختهن‬ ‫ودينهن‪ ،‬فصرن يعملن في المطاعم‪ ،‬والفنادق‪ ،‬ومنازل مُحْدَثِي النعمة‪.‬‬ ‫لقد نَمَتْ لبعضهن شوارب خفيفة‪ ،‬أو زغيبات متفرقة خشنة وتساقطت‬ ‫أسنانهن‪ .‬قليالت هن اللواتي اغتنين بدعارتهن فاشترين دورا وأراضي أيام‬ ‫عودة األجانب فتقاعدن في نعمة‪ .‬واألخريات‪ ،‬األكثر شبابا وجماال‪ ،‬هاجرن‬ ‫إلى إسبانيا‪ ،‬فرنسا‪...‬وفي أواخر الستينات كان جيل جديد من المحترفات‬ ‫الشابات‪ ،‬المتحررات في لباسهن‪ ،‬وتعابيرهن‪ ،‬وأوضاعهن الجنسية‪ ،‬قد اكتمل‬ ‫نمو أجسادهن واستوى‪ .‬غزين المدينة مثل الجراد‪ ،‬جئن من كل المدن‪ .‬إنه‬ ‫جيل الفنادق الفخمة‪ ،‬والعلب الليلية‪ ،‬والمخدرات‪ ،‬وأهل التدعر مع أهل البلد‬ ‫واألجانب»‪.‬‬ ‫هذا الحنين الجارف دفع السارد إلى تقمص لغة ودور الشاعر‪ ،‬بعدما أحس‪،‬‬ ‫ربما‪ ،‬بأن لغة الحكي البسيط والمباشر لن تسعفه في نقل مواجعه وآالمه‬ ‫وآهاته الكاسرة‪ .‬ومن ذلك هذه القصيدة التي عنونها ب «طنجيس «‪ ،‬في‬ ‫إحالة على زمن بعيد ولى‪ ،‬زمن يمتح من ماء الخرافة واألسطورة ومحكيات‬ ‫العابرين‪ .‬ومما جاء فيها‪:‬‬ ‫«يحكون عنك‪ :‬أن طينة الخالص منك‬ ‫وأن نوحا فيك قد تفيأ األمان‪،‬‬ ‫وأنه حمامة‪ ،‬أو هدهد‪،‬‬ ‫وبين موجتين‬ ‫تناسلت طنجة ملء زبد البحر‬ ‫***‬ ‫تعاقبت على بكارتك‬ ‫مباضع الشبق والغزاة‬ ‫مناسك الحلول والتناسخ‬ ‫وان عيد باخوس‬ ‫يفجر الجنون في األصالب‪،‬‬ ‫والهذيان في ثغاء البحر‪،‬‬ ‫كأنما طروادة يرثها الحصان‪،‬‬ ‫كأنها في موتها عروس‬ ‫أججها خامدة زيوس»‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬إذن‪ ،‬تتمظهر طنجة في هذا المبحث؛ باعتبارها فضاء ينكأ الجراح‬ ‫ويقلب المواجع‪ ،‬فضاء يذكر الهاربين من آالمهم وذكرياتهم السيئة بما هربوا‬ ‫منه‪ ،‬ليجدوه شاخصا أمامهم‪ ،‬ماثال في الفضاءات كما على وجوه العابرين‪.‬‬ ‫إنها‪ ،‬بذلك‪ ،‬مدينة حمالة أوجه ومشاعر متضاربة‪ ،‬فقد تتحول‪ ،‬في لحظة‬ ‫سحرية خاطفة‪ ،‬إلى ساحة تتضاعف فيها حدة القلق وتتناسل فيها مسببات‬ ‫الحيرة‪ ،‬وتتوسع فيها هوة انشطار الذات في عالقتها بأسئلتها الوجودية‬ ‫وهويتها الخاصة‪..‬‬ ‫ربما كان محمد شكري وهو يكتب «الشطار»‪ ،‬قد حدس طبيعة وهول‬ ‫تلك التحوالت الجذرية التي كانت تعيشها «طنجته»‪ ،‬والتي تشبه ستارا هائال‬ ‫وقاتما كان ينزل على خشبتها ليحجب تاريخا وعادات ونمط حياة‪ ،‬كانت‬ ‫جميعها تميز المدينة‪ ،‬كما كانت عنوان خصوصيتها األبرز بين كل مدن‬ ‫المتوسط المنذورة للمتع والخالص من جحيم العالم‪ .‬لتحل محلها عادات‬ ‫بشعة وسيئة‪ ،‬أتت على كثير من معالمها الخاصة‪ .‬وبذلك يكون هذا العمل‬ ‫السردي الهائل شهادة حية تعكس تحول مدينة طنجة من ملجأ للبحث عن‬ ‫الذات‪ ،‬إلى لعنة تتناسل بسببها مشاعر الخيبة واللعنة واالنحسار‪ ،‬التي تضاعف‬ ‫من عزلة الكائن َ‬ ‫وتُك ِّلسُ مشاعره الجَسُورة‪.‬‬

‫‪-----------‬‬

‫(‪ )1‬شكري محمد‪ ،‬الشطار‪ ،‬الساقي‪ ،‬ط ‪2009 ،7‬‬ ‫ حكاية متداولة بين أصدقاء الكاتب ومعارفه‪ ،‬حتى إنها أصبحت بمثابة طرفة‬‫مشهورة لصيقة بشخصه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬محمد شكري «وجوه»‪ ،‬سليكي إخوان‪ ،‬ط‪ – 1‬طنجة ‪ ،2000‬ص‪83 :‬‬ ‫(‪« )3‬الشطار»‪ ،‬ص‪6:‬‬ ‫(‪ « )4‬الشطار «‪ ،‬ص‪175:‬‬ ‫(‪« )5‬الشطار»‪ ،‬ص‪28 :‬‬ ‫(‪« )6‬الشطار»‪ ،‬ص‪32 :‬‬ ‫(‪ )7‬نفسه‪ ،‬ص‪38 :‬‬ ‫(‪« )8‬الشطار»‪ ،‬ص‪151:‬‬ ‫(‪ )9‬نفسه‪ ،‬ص‪205:‬‬ ‫(‪« )10‬الشطار»‪ ،‬ص‪209 :‬‬ ‫(‪ )11‬نفسه‪ ،‬ص‪67:‬‬ ‫(‪ )12‬نفسه‪ ،‬ص‪71:‬‬ ‫(‪« )13‬الشطار»‪ ،‬ص‪132 - 131:‬‬ ‫(‪ )14‬نفسه‪ ،‬ص‪214 213- :‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫املغربي عبد الإله املوي�سي يبحث‬ ‫عن مناطق جديدة لل�شعر‬ ‫عبد الرحيم الخصار‬

‫يعرف عبد اإلله المويسي القواعد الكالسيكية والحديثة لكتابة‬ ‫الشعر‪ ،‬فمهمّته هي تدريس األدب بشقيه القديم والحديث‪ ،‬لكنه‬ ‫يسعى باستمرار إلى تجاوز هذه القواعد‪ ،‬متناغما أكثر مع ما أتاحته‬ ‫التجارب األحدث في أميركا وأوروبا من مساحات تجريبية متعاقبة‪.‬‬ ‫إن رهانه مختلف عن الكثيرين‪ ،‬فهو ال يعوّل على قصيدة تريح‬ ‫القارئ‪ ،‬وتجلب تعاطفه‪ ،‬وال يفكر في بناء متماسك يحترم األعراف‬ ‫المتداولة للكتابة الشعرية‪ .‬إنه منشغل على الدوام بالبحث عن‬ ‫مناطق جديدة يقيم فيها الشعر‪.‬‬ ‫هذا االنشغال يتلمسه القارئ بشكل متدرج في أعمال المويسي‬ ‫السابقة‪ ،‬خصوصاً مجموعته الشعرية ما قبل األخيرة «أقتني الشعر‬ ‫باستعمال الماستر كارد»‪ ،‬لكنه يبدو له جلياً في عمله األحدث‬ ‫«أقرأ كاي جاميسون وأفكر في قابضة السوبر ماركت» الصادر‬ ‫عن بيت الشعر في المغرب‪ .‬فالعنوان في حد ذاته مفتاح أساس‬ ‫لعوالم الكتابة عند هذا الشاعر‪ .‬ال يتصنع المويسي التجديد في‬ ‫الجدّة فحسب‪ ،‬بل إنه‪ ،‬ببساطة ووضوح‪ ،‬يكتب‬ ‫الكتابة تعقباً لوهم ِ‬ ‫ما يعيشه‪ ،‬ينقل إلينا تجاربه في الحياة‪ ،‬حياته هو التي سيلحظ‬ ‫المتلقي أنها حياة معاصرة بالفعل‪ ،‬عمّقتها تجاربُه في السفر‬ ‫والتقاطع مع كائنات وأمكنة وأشكال وأساليب حياة من جغرافيات‬ ‫متنوعة‪ ،‬فضال عن مرجعيته القرائية التي تعتمد على أكثر من لغة‪.‬‬ ‫في كتابه الجديد يبدو الشعر حاضناً لفنون وثقافات أخرى‪ ،‬إذ‬ ‫يتجاور التشكيل مع الموسيقى والسينما والسوسيولوجيا واالقتصاد‬ ‫والفلسفة واألزياء والسياحة والرقص ووسائط التواصل الجديدة‪.‬‬ ‫منذ نصه األول «جولتي المسائية في باريس مع ‪Alain‬‬ ‫ّ‬ ‫«نفكر معاً في‬ ‫‪ »Badiou‬يكشف المويسي عن تصوره للكتابة‪:‬‬ ‫أن نجعل القصيدة ّ‬ ‫أقل أفالطونية‪ /‬نفكر في أن نجعلها أقل قدرة‬ ‫على البكاء مسا ًء حين تغادر البولفار‪ /‬قاصد ًة ش ّقتها الصغيرة‬ ‫حاملة كيسها ال��ورق��يّ بين‬ ‫ذراع��ي��ه��ا»‪ .‬إن��ه يتغيّا تلك‬ ‫القصيدة الرشيقة التي تشبه‬ ‫نفسها وتشبه كاتبها‪« :‬أفضل‬ ‫القصيدة خفيفة الظل‪ /‬خفيفة‬ ‫ال���وزن‪ /‬وخفيفة المالبس‪/‬‬ ‫قصيدة تلبس الشورت وتضع‬ ‫ن���ظ���ارات ‪ Ray-ban‬ف��وق‬ ‫رأس��ه��ا»‪ .‬يحاول الشاعر‪ ،‬في‬ ‫عمله التجربيي‪ ،‬أن يكتب‬ ‫نصوصاً تواكب الحياة الجديدة‪،‬‬ ‫من دون التستر وراء بالغات‬ ‫ثقيلة وإيغال في مشاعر درامية‬ ‫تفوق حقيقة ال��وض��ع‪ .‬وه��ذا‬ ‫رهان صعب في الحقيقة‪ ،‬فتاريخ‬ ‫الشعر العربي منذ بداياته إلى‬ ‫عصرنا مبني في معظمه‪ ،‬من‬ ‫حيث الشكل‪ ،‬على البالغة‬ ‫واالشتغاالت اللغوية‪ ،‬ومن جهة‬ ‫الداللة على الجانب الفجائعي‪،‬‬ ‫حتى في المتون التي تنهل من‬ ‫تجارب الحب‪ .‬وهذه «الخفة»‬ ‫ف��ي ن��ص��وص المويسي قد‬ ‫تواجه من لدن الذائقة العامة‬ ‫بالنفور وعدم الترحيب‪ ،‬بل قد‬ ‫تتلقى أحكاماً إقصائية‪ ،‬مثل‬ ‫االستسهال والتسطيح‪.‬‬ ‫ال يتأخر الشاعر على قارئه‬ ‫ف��ي تفسير ت��ص��وره للكتابة‬ ‫بشكل أوض���ح‪ ،‬ففي النص‬ ‫الثاني «أدير االستعارات مثلما‬ ‫أدير األموال السوداء» يدخلنا‬ ‫جميعاً إلى ورشة الكتابة لديه‪،‬‬ ‫كاشفاً عن خلطته السحرية‬ ‫التي تتشكل منها نصوصه التي‬ ‫تبدو كما لو أنها ضرب من المغامرة في أرض الكتابة العربية‪،‬‬ ‫وهو كشف يشبه البيان‪ ،‬والمقطع التالي كاف للتدليل على ذلك‪:‬‬ ‫«‪ 53‬سنة وأنا أمارس األحتيال الشعري‪ /‬أسرق الكلمة وأدخل فيها‪/‬‬ ‫أغير في حمضها النووي‪ /‬وأتقمصها‪ /‬أدخل خالياها‪ /‬وأتالعب بها‪/‬‬ ‫أضيف في جيناتها‪ /‬وأجعلها تناسبني‪ /‬أسرق الفكرة أيضاً‪ ،‬أقضي‬ ‫معها ليلتي األولى وأغادرها‪ /‬أتركها مبعثرة في فراش الصباح‬ ‫وأنزل المصعد‪ /‬أترك كأسها منتصفة وأخرج أقطع الشارع أعلق‬ ‫سترتي على كتفي‪ 53 /‬سنة وأنا ادير االستعارات مثلما أدير األمول‬ ‫السوداء‪ /‬أتابع االنخفاض المهول في المؤشرات والسندات في‬ ‫بورصة قلبي اليومية وأكتب»‪.‬‬ ‫وكتنويع وتفريع لبيان الكتابة هذا‪ ،‬وضمن النصوص األولى‬ ‫من الكتاب‪ ،‬يرفع إهدا ًء إلى حنّة أرندت يخبرها فيه أن كل ما يفعله‬ ‫حين يكتب هو تحرير اللغة من ثاني أوكسيد الكربون‪ .‬وفي نص‬ ‫عنوانه «أقطن بالضبط في ‪ 1920‬بالضاحية ‪ 55‬من باريس»‬ ‫يصرّح أيضاً‪« :‬أكتب وأدقّ األرض برجلي‪...‬أكتب إلبقاء الصور‬ ‫حيّة في خيالي»‪ .‬وفي نص «‪ »Rock and roll‬يعلن‪« :‬سأظل‬ ‫أكتب‪ ،‬أخالف‪ /‬أضواء المرور‪ /‬وأضواء النيون‪ /‬وأضواء النجوم»‪ .‬في‬

‫ن��ص عنوانه «مصلح أب��واب‪.‬‬ ‫منظف زج���اج أع��ل��ى ب���رج في‬ ‫نيويورك‪ .‬ص��رّاف دولي»‬ ‫ي��ج��ع��ل االس��ت��ه�لال‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫«أحياناً عليك أن‬ ‫تتجاهل القواعد‪/‬‬ ‫ال أق���رأ للكتّاب‬ ‫ال��م��ت��ح��ول��ي��ن‬ ‫جنسياً‪ /‬ال أحب‬ ‫االن��ت��ظ��ار ط��وي� ً‬ ‫لا‬ ‫ف��ي غ��رف��ة جلوس‬ ‫العبور الدولية بين‬ ‫األج��ن��اس األدب��ي��ة‪...‬‬ ‫ال أق��رأ أيضاً للشعراء‬ ‫الذين يكتبون بصوت‬ ‫منخفض»‪.‬‬ ‫إننا أمام كتابة صاخبة فع ً‬ ‫ال‪ ،‬ال تهادن األدب «الهادئ» وال‬ ‫َ‬ ‫المحيط الذي خرج منه‪ ،‬ومن داخل الشعر يتم توجيه النقد إلى‬ ‫كتابة أخرى‪ ،‬يسعى الشاعر باستمرار إلى تجاوزها‪ ،‬أو على األقل إلى‬ ‫توسيع المسافة معها‪.‬‬ ‫األنثى التي تحضر في نصوص المويسي هي أنثى واقعية‪،‬‬ ‫وليست مستوحاة من الخيال‪ .‬وهذه الواقعية ال تشمل العالقات‬ ‫العاطفية فحسب‪ ،‬بل تنسحب على ّ‬ ‫كل أشكال الحياة الضاجة التي‬ ‫يحفل بها الكتاب‪ .‬في نص «ليس ممكناً أن تخبريني أي شكل أخذت‬ ‫رائحتي في فراشك أمس» يخبرها أنه لم يقرأ رسائلها اإللكترونية‪،‬‬ ‫ألن حاسوبه معطل‪ ،‬ولم يفتح حسابه على فيسبوك‪ ،‬ويتقاسم معها‬ ‫ذوق��ه الموسيقي‪ ،‬ويحدثها‬ ‫ع��ن صعوبة الكتابة‪ ،‬وعن‬ ‫شهوته الباردة‪.‬‬ ‫إن اختيار الواقعية في‬ ‫الكتابة له ما يبرره‪ ،‬فالحياة‬ ‫الجديدة قرّبت كل شيء‪،‬‬ ‫وجعلته متاحاً‪ ،‬وبالتالي فهذا‬ ‫الثراء الواقعي يجب استثماره‬ ‫والنهل منه‪ ،‬فهو من جهة‬ ‫يتيح إب��داالت شعرية جديدة‬ ‫مرتبطة بتجارب ومظاهر‬ ‫حياتية أكثر راهنية‪ ،‬ومن‬ ‫جهة ثانية يكاد يُعفي الكاتب‬ ‫والمتلقي معاً من تعب الخيال‪.‬‬ ‫ي��ض��م��ر ال��ش��اع��ر ول��ع �اً‬ ‫بالعناوين الطويلة والغريبة‪:‬‬ ‫«أضع سماعات على أذني في‬ ‫الشارع العام أبتهج بأغاني‬ ‫‪ Nina Simone‬أمشي وأنا‬ ‫أهتز»‪« ،‬أسلق البيض أنظف‬ ‫أظافر رجلي أعزف على قيثار‬ ‫مستعمل وأفكر في ساقي‬ ‫‪ ،»Alicia Vikander‬أجمل‬ ‫م��ا يمكن أن يظل عالقاً‬ ‫بذهنك بباريس هو احتساء‬ ‫‪ les moules‬رفقة عينيها‬ ‫ت��رم��ش��ان ب��ب��طء»‪ ،‬وغيرها‬ ‫م��ن العناوين التي تحمل‬ ‫في الغالب أسماء أعالم دالة‬ ‫على أمكنة أجنبية أو على‬ ‫شخصيات من السينما واألدب‬ ‫وال��م��وس��ي��ق��ى‪ .‬وم��ا تحمله‬ ‫العناوين ف��ي ه��ذا الشأن‬ ‫تترجمه النصوص عبر صور‬ ‫شعرية مركبة وأخاذة‪ ،‬وأحياناً صادمة‪ .‬ويبدو أنه من الضروري على‬ ‫قارئ شعر المويسي في كتابه الجديد أن يكون على مقربة من‬ ‫لوحة المفاتيح‪ ،‬كي يتعقب مع الشاعر أسماء األعالم التي يحفل بها‬ ‫الكتاب‪ ،‬وهي أسماء غزيرة تحيل بالضرورة على شساعة الحياة التي‬ ‫يعيشها الشاعر سواء في الواقع أو على الورق‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق يبدو أن إيراد الشاعر اسم عالمة النفس‬ ‫األميركية كاي جاميسون في عنوان الكتاب لم يكن من باب اإلقحام‬ ‫المجاني‪ ،‬بل له ما يبرره‪ .‬فالكتاب هو رصد للتحوالت النفسية لدى‬ ‫الكائن المعاصر‪ ،‬هذه التحوالت الداخلية المرتبطة أساساً بتحوالت‬ ‫أخرى خارجية اجتماعية واقتصادية وسياسية‪ ،‬وبالتالي فالشاعر هو‬ ‫الترجمة المعبرة لما يوجد داخل المجتمع‪ ،‬وهو الشاهد على كل‬ ‫هذا التحوالت التي يعرفها العالم الجديد بأضوائها وبظلماتها‪.‬‬ ‫إننا أمام تجربة قد نتشابك معها بشكل إيجابي‪ ،‬وقد نختلف‬ ‫معها أيضاً‪ .‬لكننا ال نملك إال أن نقدّرها‪ ،‬ذلك أن القارئ المواكب‬ ‫لتحوالت الكتابة في أطراف العالم يعرف المضمار الذي يركض فيه‬ ‫الشاعر‪ ،‬ويملك بالتالي القدرة على ضبط المسافة وعلى مسايرة‬ ‫اإليقاع‪.‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قصة قصيرة‬

‫انفالت الزمن‬

‫مشلين بطرس لبنان ‪ /‬بيروت‬ ‫ّ‬ ‫�ال إال من‬ ‫�ارع خ� ٍ‬ ‫في الشرفة التي تطل على ش� ٍ‬ ‫سياراتٍ تنام على أكتاف أرصفة م ّلت صمتها ‪ ...‬جلستُ‬ ‫ووالدتي نتسامر في أحوال الناس‪ ،‬ونتساءل عن أخبار‬ ‫كورونا وجديدها من أزمة عالمية أفتُعلت لمآرب شلل‬ ‫إقتصادي بالعالم أجمع ‪ ...‬ضوء خافتٌ من هاتفي‬ ‫يشير إلى وصول رسالةٍ من ديستويفسكي يخبرني‬ ‫فيها‪« :‬أن الروح لن تشفى إال بصحبة األطفال» ما‬ ‫شدّتْ انتباهي تلك الشاحنة الغافية منذ الصباح تحت‬ ‫شرفتي‪ ،‬لكنني اآلن أقف وأحدّق بها‪ ،‬وقد تسمّرت‬ ‫عيناي على ل ّفلوفة بيضاء بداخلها طفل صغير يغفو‬ ‫بأمان ويبتسم بسالم ‪ ...‬إنّه طفل ‪ ..‬نعم إنه «بيبي»‬ ‫‪ ...‬هو متروكٌ منذ زمن وال أحد في الشاحنة‪ ،‬سوف‬ ‫أحضره إلى هنا‪ ،‬قلتُ لوالدتي‪ ،‬وهُرعت إلى مدخل‬ ‫البناء ‪ ...‬فوجئتُ بظالم دامس يحيط بالمكان جعلني‬ ‫ً‬ ‫متسائلة أين أنا؟ لماذا تغير كل‬ ‫أتلفت يمنة ويسارًا‪،‬‬ ‫شيْ أين رحلت مقابس اإلنارة؟ وأين أين ‪ ...‬وكم من‬ ‫الزمن أسرتنا كورونا حتى غطت خيوط العنكبوت‬ ‫السقف؟ غيومٌ تتكاثف أمام الباب‪ ،‬ودخان يتصاعد‬ ‫دون شيء يشي بحريق سوى بركان من الزمن يغلي‬ ‫بين أضلعي ‪ ...‬أبخر ٌة تتالشى‪ ،‬وغيومٌ تتباعد وأنا في‬ ‫ذهول تام أمام باب وحده ُفتح على مصراعيه‪ ،‬وأركضُ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ً‬ ‫صارخة بأعلى صوتي توقف ‪ ...‬توقف أصعد‬ ‫إلى الشاحنة‬ ‫ً‬ ‫صارخة‪ :‬إنها ابنتي ‪...‬‬ ‫إليها وأحمل الطفل بين ذراعيّ‬ ‫نعم هي ابنتي إلى أين تأخذونها؟ ينظر السائق إليّ‬ ‫مشدوهًا وقد قلب شفته السفلى إشارة بلهاء ّ‬ ‫تؤكد‬ ‫عدم معرفته بما حصل‪ ،‬يدير محرك المركبة ويرحل‬ ‫ُ‬ ‫بحر أمواجُه كنجوم تتألأل‬ ‫‪ ...‬أفاجأ بأنني على شاطئ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بدر قرر أن يستحمّ الليلة في البحر ‪ ...‬أ ُلقي‬ ‫من ضوء ٍ‬ ‫ّ‬ ‫نظر ًة على البناء‪ ،‬ألتأكد من أنني ال أحلم‪ ،‬فأجدني عند‬ ‫مدخل منزلي مازلتُ أقف والطفل بين ذراعيّ ‪ً ...‬‬ ‫إذا‬ ‫متى جاء البحر إلى شارعنا‪ ،‬وكيف أصبح الرصيف شاط ًئا‪،‬‬ ‫ومنذ متى ومتى ‪..‬؟ وتتراكض األسئلة على درجات‬ ‫صعودي ‪ ...‬تتلقف والدتي الطفل من بين يديّ وقد‬ ‫مأل الحبور عينيها مؤكد ًة‪ :‬نعم هذه حفيدتي ‪ ...‬هي‬ ‫ابنتكِ يا حبيبتي أفتح هاتفي كي ألتقط سيلفي‪ ،‬وإذ‬ ‫بصورة الطفل التي أرسلتَها لي منذ مدة تظهر أمامي‬ ‫على الشاشة وقد دوّنتَ تحتها انظري هذا هو الشقي‬ ‫الذي ال يدعني أنام ‪ ...‬ياله من تشابه بين الطفلين‬ ‫ال بل هو نفس الطفل ‪ ...‬إنها ابنتي التي وجدتُها‬ ‫توًا في الشاحنة‪ ...‬تقفز ماري كورن كالغزالن أمامي‬ ‫ً‬ ‫قائلة‪ :‬ماما ماما‪ ...‬باركي لي يا ماما‪ ،‬ها قد حصلتُ‬ ‫على جائزة نوبل للمرة الثانية في الكيمياء والفيزياء‬ ‫ُ‬ ‫تأخذ الهاتف من يدي وتقبلني مستطرد ًة‪« :‬إننا نخاف‬ ‫فقط ما نجهله‪ ،‬ال يوجد ما يخيفنا على اإلطالق بعد‬ ‫أن نفهمه ترافقني ماري إلى غرفتي حيث أنتَ تغفو‬ ‫أو ال تغفو‪ ،‬تقب ُلني على جبيني هامسًا‪ - :‬إن قو َة الفكر‬ ‫قادر ٌة على إحداث المرض والشفاء منه أضع ً‬ ‫خطا تحت‬ ‫مقولة ابن سينا ‪ ،‬أغلقُ كتابي‪ ،‬وأبحرُ إلى تأمّل جديد‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫عامل إقليم العرائش يتفقد إجراءات السالمة‬ ‫بمراكز االمتحان بكل من العرائش والقصر الكبير‬ ‫قام السيد عامل إقليم العرائش‬ ‫العالمين بوعاصم والوفد المرافق له بزيارة‬ ‫لبعض مراكز االمتحان بكل من مدينة‬ ‫العرائش والقصر الكبير‪ ،‬يوم االثنين ‪15‬‬ ‫يونيو الجاري‪.‬‬ ‫حيث تفقد عن قرب اإلجراءات الوقائية‬ ‫والتدابير االحترازية المتخذة في هذه‬ ‫المراكز وفق مقتضيات البروتوكول الصحي‬ ‫في ظل الوضعية االستثنائية التي تعرفها‬ ‫البالد في مواجهة وباء كوفيد ‪ 19‬المستجد‬ ‫كما قدم السيد المدير اإلقليمي‬ ‫لعامل اإلقليم والوفد المرافق له بمقر‬ ‫هذه المراكز‪ ،‬مختلف البيانات واإلجراءات‬ ‫والتدابير الكفيلة بتأمين سالمة وصحة‬ ‫المترشحين والمترشحات‪ ،‬وكذا األطر‬ ‫العاملة بالقطاع وفق بروتوكول صحي‬ ‫معد في موضوع تنظيم هذا االستحقاق‬ ‫الوطني الكبير‪ ،‬وبدوره السيد العامل ‪ ،‬دعا‬

‫إلى تكثيف الجهود و الحرص على االلتزام‬ ‫بمختلف التوصيات الصادرة عن السلطات‬

‫الصحية فيما يتعلق بالجانب المرتبط‬ ‫بالتدابير االحترازية والوقائية‪.‬‬

‫فدرالية رابطة حقوق النساء تطالب بحماية عامالت‬ ‫حقول الفراولة من فيروس كورونا‬ ‫تقدمت كل من فدرالية رابطة حقوق‬ ‫النساء وشبكة جمعيات التنمية ‪ ،‬بمراسلة‬ ‫لكل من السيد عامل اقليم العرائش والسيد‬ ‫المدير اإلقليمي ل��وزارة الشغل واإلدم��اج‬ ‫المهني بالعرائش‪ ،‬ح��ول حماية النساء‬ ‫العامالت في الضيعات الفالحية والوحدات‬ ‫اإلنتاجية من فيروس كورونا وضمان شروط‬ ‫السالمة في مقرات العمل ‪ ،‬وتأتي هذه‬ ‫المراسلة ‪ ،‬بعد تفشي فيروس كوفيد ‪ 19‬بين‬ ‫عامالت الفراولة بمنطقة اللة ميمونة التابعة‬ ‫إلقليم القنيطرة ‪ ،‬لتمتد إلى عامالت الفراولة‬ ‫بإقليم العرائش ‪ ،‬وقد طالبت المراسلة كال‬ ‫من عامل إقليم العرائش والمدير اإلقليمي‬ ‫لوزارة الشغل ‪ ،‬اتخاذ كافة السبل المتاحة من‬ ‫اجل ضمان سالمة العامالت بحقول الفراولة‬ ‫كما جاء في المراسلة التالية ‪:‬‬ ‫إلى السيد ‪ :‬عامل عمالة إقليم العرائش‬ ‫الموضوع ‪ :‬حماية النساء العامالت في‬ ‫الضيعات الفالحية والوحدات اإلنتاجية من‬ ‫فيروس كورونا وضمان شروط السالمة في‬ ‫مقرات العمل‬ ‫تحية طيبة وبعد ‪,‬‬ ‫السيد العامل ‪ ,‬كما تعلمون أن المغرب‬ ‫بدأ عملية تخفيف الحجر الصحي مع استمرار‬ ‫حالة الطوارئ الصحية على مستوى مجموع‬ ‫ال��ت��راب الوطني م��ن أج��ل ع���ودة الحياة‬ ‫االجتماعية واالقتصادية بشكل تدريجي مع‬ ‫ضرورة احترام التدابير الصحية الصادرة عن‬ ‫وزارتي الشغل والصحة‪.‬‬ ‫لكن مع األسف عرفت الوضعية الوبائية‬ ‫المرتبطة بفيروس كورونا المستجد على‬ ‫مستوى إقليم العرائش ارتفاعا متزايدا في‬ ‫عدد الحاالت المصابة بالفيروس وذلك راجع‬ ‫على ظهور بؤرمهنية وعائلية في صفوف‬ ‫العامالت في قطاع توت األرض‪.‬‬ ‫ونخص بالذكر السيد العامل المحترم‬ ‫إصابة عدد من العامالت بإقليم العرائش‬ ‫في مجموعة من الدواوير التابعة لجماعة‬ ‫العوامرة‪ ,‬خميس الساحل ‪ ,‬ريصانة الجنوبية‬ ‫وأوالد حميد بالقصر الكبير أوالد وشيح‬ ‫واللواتي يشتغلن بوحدات صناعية خارج‬ ‫اإلقليم ‪.‬‬

‫وبناء عليه وللحد من تفشي الوباء‬ ‫في اإلقليم ولتفادي ارتفاع اإلصابات في‬ ‫صفوف العامالت في الضيعات الفالحية‬ ‫والوحدات الصناعية واإلنتاجية التي الزالت‬ ‫تشغل العامالت نلتمس منكم السيد العامل‬ ‫بالتدخل العاجل بمعية القطاعات المعنية‬ ‫التخاذ كافة التدابير االزمة من أجل حماية‬ ‫النساء العامالت بمختلف القطاعات الصناعية‬ ‫والفالحية للحد من تفشي فيروس كورونا‬ ‫وضمان شروط السالمة لهن ولعائلتهن من‬ ‫هذا الوباء وذلك من خالل ما يلي ‪:‬‬ ‫– اعتبار سالمة النساء العامالت أولوية‬ ‫على تحقيق األرب��اح االقتصادية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫إيقاف العمل بالضيعات والوحدات الصناعية‬ ‫واإلنتاجية التي ظهر فيها الوباء باإلقليم مع‬ ‫اتخاذ كافة اإلجراءات والتدابير والعقوبات في‬ ‫حق المشغلين الذين تبت تالعبهم بسالمة‬ ‫وحياة النساء‪.‬‬

‫العامالت ‪:‬‬

‫–‪ ‬ض��م��ان السالمة الصحية للنساء‬ ‫العامالت في وسائل النقل التي تحملهن من‬ ‫والى مقرات العمل داخل وخارج اإلقليم مع‬ ‫تشديد دوريات المراقبة الطرقية عليها ‪.‬‬ ‫– ضمان دوري��ات المراقبة والتفتيش‬ ‫الدائم للضيعات الفالحية وحث أربابها على‬ ‫احترام شامل لحقوق العامالت وتحسين‬ ‫ظروفهن بما يضمن كرامتهن وش��روط‬ ‫العمل الالئق واالنسجام مع القوانين الجاري‬ ‫بها العمل بما فيها منع تشغيل القاصرات ‪.‬‬

‫– تدبير وتنظيم ن��وب��ات العمل مع‬ ‫التخفيف من أع��داد العامالت حماية لهن‬ ‫وألسرهن ‪ – .‬تشديد المراقبة على الوحدات‬ ‫الصناعية والضيعات الفالحية التي تشغل‬ ‫النساء دون مراعاة شروط السالمة الصحية‬ ‫مع تكتيف دورمفتشي الشغل في مراقبة‬ ‫ضمان حقوق العامالت في المجاالت في ظل‬ ‫انتشار الوباء في صفوفهن ‪.‬‬ ‫– تفعيل إجراءات التعقيم والتطهير في‬ ‫وسائل النقل التي تحملهن من وإلى مقرات‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫وف��ي انتظار تدخلكم العاجل السيد‬ ‫العامل المحترم من أجل توفير الحماية‬ ‫الالزمة في صفوف العامالت وتجنب ظهور‬ ‫بؤر مهنية جديدة وتفشي فيروس كوفيد‬ ‫‪ 19‬المستجد‪ ،‬تفضلوا بأسمى‪ ‬عبارات التقدير‬ ‫واالحترام ‪.‬‬ ‫– فدرالية رابطة حقوق النساء المكتب‬ ‫الجهوي طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫– شبكة جمعيات التنمية بشمال‬ ‫المغرب – ‪.RADEV‬‬ ‫– جمعية تنمية المرأة القروية جماعة‬ ‫الساحل عضوشبكة نساء متضامنات‪.‬‬

‫العرائش ‪ :‬مختبر متنقل إلجراء ‪ 400‬تحليلة يوميا‬ ‫كشفت مصادر طبية عن وصول وحدة متنقلة إلجراء‬ ‫تحاليل كوفيد‪ -19‬بإقليم العرائش‪.‬‬ ‫هذا المختبر المتنقل‪ ،‬الذي تم تركيبه على متن‬ ‫شاحنة مجهزة خصيصًا إلجراء االختبارات‪ ،‬لديه مهمة‬ ‫رئيسية هي جمع وتحليل اختبارات الفيروسات في بؤر‬ ‫التلوث‪ ،‬وكذلك في المناطق التي تتطلب تدخلاً عاجال ‪،‬‬ ‫كما أن المختبر سيجري ‪ 400‬تحليلة يوميا‪.‬‬

‫تشيد إجراءات التنقل‬ ‫بين جماعات إقليم العرائش‬

‫بعد قرار عامل إقليم العرائش إغالق حدود اإلقليم الجنوبية مع إقليم القنيطرة‬ ‫من جهتي العوامرة و عرباوة ‪ ،‬اصدر السيد عامل إقليم العرائش بتاريخ ‪ 21‬يونيو‬ ‫الجاري قرارات عاملية جديدة تهم تقسيم إقليم العرائش إلى ثالثة أقسام مع تشديد‬ ‫التنقل بينها ‪ ،‬حيث تم التشديد على الدخول او الخروج من جماعة العوامرة ‪ ،‬كما تم‬ ‫غلق الطريق الرابطة بين مدينتي العرائش والقصر الكبير ومنع التنقل بينهما من‬ ‫التاسعة مساء إلى السابعة صباحا ‪ ،‬مع استثناء تنقالت المهنيين الحاملين لرخص‬ ‫التنقل االستثنائية‪.‬‬ ‫وتأتي هذه القرارات في إطار عملية المحاصرة للوباء داخل اإلقليم خصوصا وأن‬ ‫اإلقليم مجاور ألحد أكبر البؤر الوبائية على المستوى الوطني – بؤرة حقول الفراولة‬ ‫اللة ميمونة – كما أن هذه الخطة ترمي إلى احتواء الوباء الذي جعل اإلقليم يصنف من‬ ‫األقاليم الموبوءة على المستوى الوطني ‪.‬‬ ‫وسيتم العمل بهذه القرارات ابتداء من تاريخ صدورها‪ ،‬إلى أن يصدر قرار جديد‬ ‫يعيد فتح مسالك اإلقليم و حدوده الجنوبية‪.‬‬

‫• مكتب الضبط الرقمي‬ ‫جماعة القصر الكبير تيسر‬ ‫التعامل مع اإلدارات وكل‬ ‫المرتفقين‬

‫أطلقت جماعة القصرالكبيرعدة مبادرات رقمية لتشجيع وتيسير العمل عن بعد‪ ‬باإلدارة وذلك‬ ‫بهدف مواكبة اإلدارة التي اعتمدت األداة الرقمية لتشجيع العمل عن بعد‪ ‬وتقليص التبادل المادي‬ ‫للمراسالت والوثائق اإلدارية‪ ،‬نظرا لحالة الطوارئ الصحية التي تم تفعيلها لمواجهة جائحة فيروس‬ ‫كورونا‪.‬‬ ‫وأوضح رئيس المجلس الجماعي للقصر الكبير محمد السيمو ‪ ،‬أن المبادرة األولى تتمثل في‬ ‫«بوابة مكتب الضبط الرقمي للمراسالت اإلدارية»‪ ،‬ويتعلق األمر بمنصة لرقمنة مكتب الضبط‬ ‫بشكل يسمح لإلدارة بإحداث مكتب ضبط رقمي من أجل التدبير اإلليكتروني لتدفقات المراسالت‬ ‫الواردة والصادرة‪ .‬وبذلك يصبح بوسع المواطنين والمقاوالت واإلدارات والهيئات العمومية إيداع‬ ‫مراسالتهم باإلدارات المعنية مقابل وصل رقمي بتأكيد االستالم‪ .‬ويمكن الولوج إلى بوابة مكتب‬ ‫الضبط انطالقا من رابط األنترنت التالي‪www.ksarelkebir.ma/bo :‬‬ ‫أما المبادرة الثانية‪ ،‬فتتعلق ب«الخدمة اإلليكترونية للمراسالت اإلدارية»‪ ،‬التي تسمح لإلدارة‬ ‫بمعالجة المراسالت آليا‪ .‬وتمكن هذه الخدمة أعوان اإلدارة من معالجة وتتبع المراسالت الواردة‬ ‫والصادرة عبر إدارة سير العمل ‪ Gestion des workflows‬الخاصة بالبحث والمصادقة‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مراسَلة من بروكسيل‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫المغرب يترأس تحالف «الشراكة العالمية‬ ‫للكهرباء المستدامة» في ‪2021‬‬

‫أعلن المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫والماء الصالح للشرب‪ ،‬يوم الثالثاء ‪23‬‬ ‫يونيو الجاري‪ ،‬أن مديره العام‪ ،‬عبد الرحيم‬ ‫الحافظي‪ ،‬سيتولى‪ ،‬ابتداء من سنة ‪،2021‬‬ ‫رئاسة مجلس إدارة تحالف “الشراكة‬ ‫العالمية للكهرباء المستدامة” الذي يضم‬ ‫أكبر شركات الكهرباء في العالم‪.‬‬ ‫وأوض��ح المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫والماء الصالح للشرب في بالغ له‪ ،‬أنه‪،‬‬ ‫بعدما أصبح عضوا مراقبا سنة ‪ 2018‬في‬ ‫هذا التحالف‪ ،‬تم قبول المكتب باإلجماع‬ ‫سنة ‪ 2019‬كعضو له الحق في التصويت‬ ‫بمجلس إدارة “الشراكة العالمية للكهرباء‬ ‫المستدامة”‪ ،‬مضيفا أن المكتب سيتولى‬ ‫رئاسة هذه المنظمة المرموقة ابتداء من‬ ‫سنة ‪.2021‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أنه من خالل‬ ‫توليه رئاسة هذا التحالف‪ ،‬سيسعى المدير‬ ‫العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء‬ ‫الصالح للشرب إلى تعزيز تبادل األفكار‬ ‫والمعلومات االستراتيجية حول العوامل‬ ‫التي سيكون لها تأثير على التحول العميق‬ ‫لقطاع الطاقة الكهربائية بالعالم خاصة‬ ‫الجوانب المتعلقة بالحد من انبعاثات‬ ‫الكربون والرقمنة والالمركزية وكٍذا‬

‫عزيز العمارتي‬

‫تحرير قطاع الكهرباء‪ .‬مشيرا إلى أنه من‬ ‫المقرر أيضا االستفادة من رئاسة التحالف‬ ‫ل��ت��دارس المواضيع الخاصة بإفريقيا‬ ‫والتحديات التي يتعين مواجهتها لتعميم‬ ‫الولوج إلى الكهرباء في هذه القارة‪.‬‬ ‫وحسب البالغ‪ ،‬فإن هذه هي المرة‬ ‫األولى التي تترأس فيها مؤسسة إفريقية‬ ‫هذا التحالف مما سيتيح للمغرب تعبئة‬

‫خبرات عالية وعالمية لخدمة القارة‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬ ‫وتعد الشراكة العالمية للكهرباء‬ ‫المستدامة تحالفا لشركات الكهرباء‬ ‫ال��رائ��دة في العالم هدفها وض��ع رؤية‬ ‫مشتركة ومهمتها الرئيسية تعزيز تنمية‬ ‫الطاقة المستدامة من خ�لال تعميم‬ ‫الولوج إلى الكهرباء‪.‬‬

‫رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة يكتب‪:‬‬

‫من أجل سياحة داخلية آمنة ونظيفة‬

‫بقلم‪ :‬عبد المالك بوغابة‬

‫السياحة في المغرب‪ ..‬استعدادات‬ ‫ج��اري��ة‪ ..‬إجتماعات متواصلة‪ ..‬الصيف‬ ‫على األب��واب‪ .‬المكتب الوطني المغربي‬ ‫للسياحة يدعو لعقد اجتماع مع رؤساء‬ ‫المجالس الجهوية حول حملة تسويق‬ ‫مشترك للسياحة بهدف دع��م وتأطير‬ ‫جميع الفاعلين بالقطاع‪ ،‬بعد ما كان مهني‬ ‫القطاع والجمعيات العاملة في السياحة‬ ‫قد قاموا بحمالت دعائية من أجل تسويق‬ ‫منتجاتهم المحلية هنا وهناك بمبادرة‬ ‫انفرادية‪.‬‬ ‫عقد رئيس الحكومة جلسة عمل مع‬ ‫وزيرة السياحة والنقل الجوي والصناعة‬ ‫التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬قصد‬ ‫مناقشة واق��ع وآف��اق قطاع السياحة في‬ ‫المغرب في ظل تداعيات جائحة كورونا‪،‬‬ ‫ودراسة الحلول الناجعة لتجاوز الواقع الذي‬ ‫فرضته الجائحة على مهنيي السياحة‪.‬‬ ‫وقد عرضت فيها السيد الوزيرة مشروع‬ ‫مخطط إنعاش قطاع «السياحة» والنقل‬ ‫الجوي‪ ،‬واإلجراءات االحتياطية المتخذة من‬ ‫أجل سياحة آمنة‪‬‬‬.‬‬ ‫كثر الحديث عن السياحة الداخلية‬ ‫التي كانت غابة من مخططات السياحة‬ ‫وكان التركيز على الطلب الخارجي والرهان‬ ‫على السياحة الدولية‪..‬‬ ‫أم��ا اآلن فالتركيز على السياحة‬ ‫الداخلية واآلمنة بعد إعالن عن رفع الحجر‬ ‫الصحي تدريجيا وتصنيف المناطق إلى ‪1‬‬

‫و ‪ .. 2‬على كل الحال الحمد هلل مع تحسن‬ ‫الوضع الوبائي في المغرب رغم تأثير‬ ‫تداعياته على القطاع السياحي‪ ،‬الذي‬ ‫نعتبره درس��ا مهما يمكن ان نستفيد‬ ‫منه الدروس في برامج ومخططات وزارة‬ ‫السياحة المغربية من خالل التفكير في‬ ‫إحداث المعهد المغربي لجودة السياحة‬ ‫(‪ )IMQT‬من شأنه اختيار المدن او مناطق‬ ‫“السياحة اآلمنة” كضمان للمؤسسات‬ ‫السياحية‪ ،‬وال��ذي يمثل رؤي��ة تسويقية‬ ‫مستقبلية للقطاع السياحي في ظل األزمة‬ ‫االقتصادية والسياحية التي مرت منها‬ ‫البالد‪ ،‬وأيضا كنظام للوقاية من المخاطر‬ ‫ضد فيروس كورونا ‪ 19-COVID‬من‬ ‫أجل كسب ثقة السائح من خالل ضمان‬

‫أم��ن وسالمة المناطق السياحة التي‬ ‫سوف يسافر إليها دون أن تشكل له هاته‬ ‫الوجهة أي مشاكل صحية‪ ،‬في ظل العمل‬ ‫على السيطرة على فيروس كورونا بكامل‬ ‫تراب المملكة‪ ..‬ويجب على المؤسسات‬ ‫السياحية االلتزام بالتدابير االحترازية من‬ ‫أجل أن تكون كل الظروف مناسبة لسياحة‬ ‫“أمنة ونظيفة”‪.‬‬ ‫أصبحت السياحة الداخلية ضمن‬ ‫اول��وي��ات ال���وزارة المعنية‪ ،‬لكن تبقى‬ ‫اإلشكاالت الكبيرة التي تواجهها السياحة‬ ‫الداخلية تتمثل ف��ي ع��دم وج��ود سعر‬ ‫تشجيعي للمواطن المغربي‪ .‬اختلطت‬ ‫األوراق وغابت الرؤية بشأن السياحة في‬ ‫المغرب متى‪ ..‬ومن أين تبدأ‪.‬؟‬

‫إقليم الحسيمة‪ 3935 :‬مرشحة ومرشحا الجتياز‬ ‫امتحانات البكالوريا‬

‫يبلغ ال��ع��دد اإلج��م��ال��ي للمرشحين‬ ‫والمرشحات للدورة العادية لالمتحان الوطني‬ ‫الموحد للبكالوريا برسم دورة ‪ 2020‬بإقليم‬ ‫الحسيمة ما مجموعه ‪ 3935‬مرشحة ومرشحا‪.‬‬ ‫وأف��ادت معطيات للمديرية اإلقليمية‬ ‫لوزارة التربية الوطنية بالحسيمة بأن هؤالء‬ ‫المترشحين يتوزعون على ‪ 2278‬مرشحا‬ ‫متمدرسا و‪ 1657‬مرشحا في فئة األح��رار‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أنه تم تخصيص ‪ 27‬مركزا إلجراء‬ ‫هذه االمتحانات‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أنه تمت تعبئة ‪413‬‬

‫قاعة إلج��راء االمتحانات ( ‪ 251‬قاعة خاصة‬ ‫بالمتمدرسين و ‪ 162‬قاعة لألحرار) وثالثة‬ ‫مراكز للتصحيح‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 1365‬أستاذا‬ ‫مكلفا بالحراسة‪.‬‬ ‫وف��ي سياق متصل‪ ،‬اتخذت المديرية‬ ‫مجموعة من التدابير واإلج���راءات المهمة‬ ‫لضمان اجتياز امتحانات البكالوريا في أحسن‬ ‫ال��ظ��روف‪ ،‬في ظل مواجهة جائحة فيروس‬ ‫ك��ورون��ا‪ ،‬من بنيها على الخصوص‪ ،‬توفير‬ ‫الكمامات الوقائية والسائل المعقم لأليدي‬ ‫واألحذية‪ ،‬وتعقيم الحجرات الدراسية ومختلف‬

‫الفضاءات‪ ،‬وتوفير جميع اللوازم الضرورية‬ ‫لضمان سالمة رواد مراكز وفضاءات إجراء‬ ‫االمتحانات‪ ،‬باإلضافة إلى تعقيم حافالت النقل‬ ‫المدرسي‪.‬‬ ‫كما ستتم االستعانة بمحرار رقمي لقياس‬ ‫درجة حرارة المترشحين والمترشحات واألطر‬ ‫اإلدارية والتربوية عند ولوج مركز االمتحان قبل‬ ‫بداية كل اختبار‪ ،‬وتقليص عدد المترشحين‬ ‫والمترشحات بكل قاعة إلى ‪ 10‬مترشحين فقط‬ ‫لتفادي االزدحام وتجنب انتقال عدوى فيروس‬ ‫كورونا المستجد (كوفيد – ‪.)19‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جورج فلويد يمسح الغبار عن التاريخ االستعماري المظلم لبلجيكا في‬ ‫الكونغو‪ ..‬ال حديث يجوب العالم بأسره اليوم إال عن مأساة جورج فلويد‬ ‫الذي لقي حتفه تحت وطأة ركبة شرطي مشهود له بالعنصرية والتعسف‬ ‫في حق كل من هو ليس أبيض البشرة‪ ،‬صار هذا االسم نشيدا يهتف‬ ‫بالحرية والمساواة في كل أرجاء العالم‪،‬ثمان دقائق وثمانية وأربعون ثانية‬ ‫من المعاناة أفضت بحياة إنسان كان كل مطلبه أن يستنشق هواء ولو‬ ‫ملوث ليستمر في الحلم واألمل بغد أفضل‪ ،‬بعدما رمت به أزمة الكورونا‬ ‫إلى الشارع‪ ،‬صيرته مجرد شبح من األشباح التي تزايدت وسرعت بتضخيم‬ ‫طوابير العاطلين عن العمل‪ .‬لم تسلم بلجيكا وخصوصا العاصمة بروكسيل‬ ‫من موجة التنديد واالحتجاجات تخليدا لروح هذا المواطن األفروأمريكي‬ ‫جورج فلويد الذي صار أيقونة للظلم الذي يتعرض له السود في أمريكا‪،‬‬ ‫بل ذهبت األمور إلى أبعد مدى في بعض البلدان حول العالم إلى التنديد‬ ‫بالقوى االستعمارية‪ ،‬باألطماع التي ساقت الدول العظمى إلى التوقيع‬ ‫على صفحات تاريخ أسود باستعباد الدول المستضعفة‪ ،‬بترحيل البشر‬ ‫واستخدامهم في ظروف خلت من اإلنسانية‪ ،‬لتوسيع نفوذها واالغتناء‪،‬‬ ‫وكيف تمت إبادة شعوب بأكملها لتحقيق ذلك‪ ،‬باإلضافة إلى المواجهات‬ ‫التي شهدتها شوارع بروكسيل بين المتظاهرين وقوات حفظ األمن‪،‬‬ ‫تشكلت خاليا تناهض بتاريخ بلجيكا االستعماري في القارة السمراء وكل‬ ‫ما رافقه من أعمال مخزية يندى لها الجبين من الملك ليوبولد الثاني حيث‬ ‫تسببت سياسته التوسعية من نهب للخيرات واستعباد ألهالي مستعمرة‬ ‫الكونغو‪ ،‬حيث تفنن المعمرون في اختراع أساليب للتعذيب ال تخطر على‬ ‫بال أبشع كتاب سيناريوهات الرعب‪ ،‬حيث أمروا بقطع أيادي األهالي الذين‬ ‫ال يحصلون على محصول جيد في مزارع المطاط عقابا لهم ولتحفيز‬ ‫وتهويل األبرياء وما ينتظرهم من عقاب إن قل المحصول‪ ،‬بل لم يقتصر‬ ‫التعذيب وبتر األيادي على الكبار حيث طال كذلك األطفال‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫أن الملك كان يملك حديقة يعرض فيها السود والذي بلغ عددهم المئات‬ ‫على أنهم مجرد حيوانات بشرية عديمة العقل و اإلحساس‪ .‬بالموازاة مع‬ ‫حمالت التنديد التي طالت معظم األقطار صدرت في بلجيكا وخصوصا‬ ‫بروكسيل حملة تنديد واسعة وخروج اآلالف للتظاهر رغم إجراءات الحجر‪،،‬‬ ‫طالب فيها المتظاهرون بإدانة الممارسات القمعية الهمجية للشرطة وما‬ ‫يصدر عنها من خروقات في حق من يطالبون بحقوقهم المشروعة‪ ،‬وذهبت‬ ‫إلى أبعد مدى مطالبة الحكومة لكشف الغطاء عن الماضي الكولونيالي‬ ‫لبلجيكا وما رافقها من أعمال وحشية ذهب ضحيتها اآلالف من السود في‬ ‫الكونغو‪ ،‬بل طالت حملة السخط األوساط السياسية داخل قبة البرلمان‬ ‫البلجيكي والتي دعت وعلى لسان رئيس الغرفة السيد باتريكودو وال الذي‬ ‫طالب بتقديم اعتذار رسمي عن هذا الماضي المرعب‪ ،‬وأن ال يقتصر األمر‬ ‫على ذلك بل اقترح أن يكون مرفقا بقرارات تدعمه‪ ،‬حيث تمت المطالبة‬ ‫بتشكيل لجنة للمتابعة في هذا األمر وقد أسندت المهمة للجنة الشؤون‬ ‫الخارجية داخل الغرفة التي ستبدأ أول اجتماع لها يوم األربعاء المقبل‪ .‬غير‬ ‫أن األمر ليس بالسهل‪ ،‬فاالعتراف بكون ما وقع هو جرائم حرب سيكون‬ ‫من تداعياته إجراء محاكمات وما يترتب عليها من صرف تعويضات مادية‬ ‫ربما ستقدر بالماليير‪ ،‬أو ضرورة تقديم اعتذار رسمي من طرف الملك‬ ‫الحالي وهذه أمور ربما ستكون موضع نقاشات في األيام المقبلة‪ ،‬في حين‬ ‫نادى الفريق الليبرالي في البرلمان البروكسيلي بعدم إزالة رموز الماضي‬ ‫الكولونيالي التي تعرضت للتدنيس من قبل المحتجين و التي تزين بعض‬ ‫الساحات والحدائق‪ ،‬وإنما بوضع تماثيل بجوارها مناهضة للميز العنصري‪،‬‬ ‫وكذا نصبا الستحضار أرواح كل هؤالء األبرياء الذين لقوا حتفهم إبان هذه‬ ‫المرحلة حتى ال تنسى األجيال القادمة ما تعرضوا له من إقصاء وتعذيب‪..‬‬


‫‪15‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال‪:‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسَلة هولندا‬

‫(‪)949‬‬

‫«احلومر‬ ‫يف معلمة املغرب»‬

‫من قلب أمستردام‬ ‫نادية بوخيزو‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ظلت منطقة الحومر الواقعة في محيط مدينة أصيال تثير على إبراز األدوار الجهادية الكبرى التي اضطلعت بها المنطقة‬ ‫اهتمام المؤرخين البرتغاليين والمغاربة الذين اهتموا بالبحث على مستوى محيطها الجهوي الواسع‪ .‬ومما قاله في هذا الصدد‪:‬‬ ‫في وقائع ظاهرة الغزو اإليبيري الذي ضرب بالدنا منذ مطلع «الحمر‪ ،‬حصن ومعركة‪ ،‬يقع حصن الحمر (وهو اليوم مدشر) في‬ ‫القرن ‪ 15‬م‪ .‬كما ظلت العديد من سياقات بروز األعالم البشرية قبيلة الساحل التي تحد غربا بالمحيط األطلسي وشماال بقبيلة‬ ‫والمكانية لمدينة أصيال مجهولة أو ملتبسة‪ ،‬في غياب أي ربط الغربية وشرقا وجنوبا بالخلط‪ .‬وأهم مدينة في قبيلة الساحل‬ ‫لتحوالت ماضي هذه المدينة بواقع محيطها المباشر المتمثل هي أصيال‪ .‬وقعت في المنطقة عدة معارك بين قائد القصر الكبير‬ ‫في منطقة الحمر الواقعة في قلب قبيلة الساحل‪ .‬ويمكن القول عبد الواحد العروسي ـ في عهد الوطاسيين ـ بدعم من القبائل‬ ‫إن خصوصيات التطور المجالي والتاريخي لهذه المنطقة أو المجاورة وبين البرتغاليين‪ .‬يقول الحسن الوزان‪« :‬ويضايق قائد‬ ‫المدشر‪ ،‬قد توارت خلف وقع الهزات المتتالية التي عرفتها مدينة القصر البرتغاليين كثيرا‪ ،‬إذ تحت تصرفه ثالثمائة فارس يغير‬ ‫أصيال خالل العصور الحديثة‪ ،‬ولم تعد تذكر إال في سياق التأثيرات بهم ويتوغل إلى أن يصل أحيانا إلى أبواب أصيال»‪ ...‬كما أشار‬ ‫ال��م��ف��ت��رض��ة التي‬ ‫إلى هذه المعركة‬ ‫يمكن أن تمارسها‬ ‫ص���اح���ب ك��ت��اب‬ ‫المدينة ـ أي مدينة‬ ‫«القصر الكبير»‬ ‫ـ ع��ل��ى أح���وازه���ا‬ ‫بما ملخصه‪ ،‬السيد‬ ‫المباشرة‪ .‬وكانت‬ ‫أحمد العروسي كان‬ ‫النتيجة‪ ،‬أن أصبحنا‬ ‫أكبر نبالء مملكة‬ ‫نجهل الكثير من‬ ‫فاس‪ ،‬كان يقضي‬ ‫ت��ف��اص��ي��ل األدوار‬ ‫جل أوقاته بفاس‪...‬‬ ‫ال��م��وج��ه��ة ال��ت��ي‬ ‫ولو أنه كان يعود‬ ‫اض��ط��ل��ع��ت ب��ه��ا‬ ‫مرات للغارات على‬ ‫م��ن��ط��ق��ة ال��ح��وم��ر‬ ‫البرتغاليين في‬ ‫داخ������ل ال��ف��ض��اء‬ ‫أص��ي�لا لطمأنة‬ ‫المجالي ال��واس��ع‬ ‫ال��م��دي��ن��ة‪ .‬ولهذا‬ ‫الذي يطوق مدينة‬ ‫ع��ي��ن��ه السلطان‬ ‫أصيال من جهاتها‬ ‫المختلفة‪ .‬ورغ��م‬ ‫ع��ل��ى ت�����ازا‪ ،‬وق��د‬ ‫اس��ت��م��رار انتصاب‬ ‫س����اع����د م��ح��م��د‬ ‫م��ع��ال��م ت��اري��خ��ي��ة‬ ‫ال��ب��رت��غ��ال��ي أث��ن��اء‬ ‫ف��ي قلب المدينة‬ ‫مهاجمته ألصيال‬ ‫أصيال‬ ‫بمدينة‬ ‫البرتغالية‬ ‫الحومر‬ ‫باب‬ ‫معلمة‬ ‫ش��اه��دة على هذا‬ ‫س��ن��ة ‪...،1517‬‬ ‫التأثير‪ ،‬مثلما هو‬ ‫ولما قتل‪ ...‬حوالي‬ ‫ال��ح��ال م��ع معلمة‬ ‫‪ ،1530‬خلفه أخوه‬ ‫على‬ ‫النفتاحها‬ ‫نظرا‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫اإلس‬ ‫بهذا‬ ‫عرفت‬ ‫التي‬ ‫«ب��اب الحمر»‬ ‫عبد الواحد الذي قام بحملة على أصيال سميت بمعركة الحمر‬ ‫الخصوص‬ ‫بهذا‬ ‫الوطني‬ ‫المنجز‬ ‫رصيد‬ ‫فإن‬ ‫المذكورة‪،‬‬ ‫المنطقة‬ ‫التي مات فيها الشيخ المشهور أبو الحسن بن عثمان دون أن‬ ‫في‬ ‫�واردة‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫المتفرقة‬ ‫�ارات‬ ‫�‬ ‫اإلش‬ ‫بعض‬ ‫باستثناء‬ ‫شحيحا‪،‬‬ ‫يظل‬ ‫يرضى إعطاء ظهره للنصارى‪ ،‬فكان السيف في يده وهو يتلو‬ ‫بعض مصنفات اإلسطوغرافيا العربية اإلسالمية التي تحدثت‬ ‫البردة‪ .‬وتعرض أيضا لمعارك الحمر صاحب «حوليات أصيال» حيث‬ ‫عن معارك الحمر ضد الغزو البرتغالي‪ ،‬مثلما هو الحال مع كتاب‬ ‫تعرض لها في عدة صفحات‪ ،‬فأثناء تحدثه في الفصل ‪ 16‬عن غزو‬ ‫«وصف إفريقيا» للحسن الوزان أو مع كتاب «دوحة الناشر» البن‬ ‫عكر الشفشاوني‪ .‬وفي مقابل ذلك‪ ،‬تحفل المصنفات البرتغالية أصيال وقتل مانويل دي كوستا‪ ،‬تحدث عن الحمر باعتبارها حصنا‬ ‫للقرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين بالكثير من التفاصيل ذات الصلة للقائد المغربي الذي حاول البرتغاليون التجسس عليه‪.»...‬‬ ‫هذه إشارات متفرقة يمكن أن تسعف في كشف النقاب عن‬ ‫بهذا الموضوع‪ ،‬بل وتتجاوز ذلك إلبراز مكانة منطقة الحمر في‬ ‫تشديد الخناق على برتغاليي أصيال وفي استقطاب العديد من حقيقة األدوار الجهادية التي اضطلعت بها منطقة الحمر في‬ ‫المجاهدين من مختلف جهات المغرب‪ ،‬والذين كانوا يستهدفون وجه االحتالل البرتغالي لمدينة أصيال خالل بعض عقود القرنين‬ ‫‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪ .‬وال شك أن تجميع شتات المظان اإليبيرية‬ ‫تكثيف هذا الضغط‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة‪.‬‬ ‫وبخصوص مادة «الحمر» في «معلمة المغرب»‪ ،‬فقد وردت ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬سيساهم في إعادة مقاربة عالقة مدينة‬ ‫في الجزء رقم ‪ ،11‬الصادر سنة ‪ ،2000‬بالصفحتين رقم ‪ 3582‬أصيال بأحوازها في سياق حالة االستنفار الوطني الشامل الذي‬ ‫و‪ ،3583‬بتوقيع الباحث محمد أخريف‪ .‬وقد سعى هذا الباحث إلى ارتبط باالنقالب العميق في موازين القوى التي طبعت العالقات‬ ‫تقديم خالصات تنقيباته بهذا الخصوص‪ ،‬اعتمادا على مضامين التفاعلية بين الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر األبيض‬ ‫الكتابات التاريخية الكالسيكية العربية اإلسالمية واإليبيرية‪ ،‬مركزا المتوسط خالل مطلع العصور الحديثة‪.‬‬

‫ماذا عن لقاح الكوفيد ‪ 19‬؟‬

‫جري البحث في جميع أنحاء العالم حول لقاحات ضد فيروس كورونا‪ ،‬أكثر‬ ‫من ‪ 100‬لقاح قيد التطوير ‪ ،‬بعضها في مرحلة البحث السريري‪.‬‬ ‫‪‎‬يستغرق تطوير لقاح ضد األمراض المعدية الجديدة وقتًا طوي ً‬ ‫ال بسرعة‬ ‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات‪ .‬يتم تعديل جميع األشرعة لتطوير لقاح بشكل أسرع‪.‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬قبل أن تتمكن من تطوير لقاح يعمل بشكل صحيح ‪ ،‬يجب إجراء‬ ‫الكثير من األبحاث حول الفيروس نفسه‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يجب أيضًا‬ ‫اختبار اللقاح المحتمل سريريًا لدى البشر من أجل السالمة والفعالية‪ .‬كل هذا‬ ‫يستغرق وقتاً طوي ً‬ ‫ال‪ .‬هذا هو السبب في أنه كان ال يزال من الصعب القول‬ ‫أنه هناك لقاح فعال‪.‬‬ ‫‪‎‬في المجموع ‪ ،‬هناك أكثر من ‪ 100‬لقاح مختلف ضد فيروس كورونا‬ ‫قيد التطوير‪ .‬تم تطوير عدد صغير إلى درجة أنه يمكن اختبار اللقاحات في‬ ‫البشر (األبحاث السريرية)‪ .‬تنقسم هذه الدراسة السريرية إلى ثالث مراحل‪.‬‬ ‫يجب أن تكتمل جميع المراحل بشكل صحيح ‪ ،‬ولكن يمكن أن تتم في نفس‬ ‫الوقت‪ .‬خاصة إذا كانت هناك حاجة للقاح بسرعة ‪ ،‬كما هو الحال مع فيروس‬ ‫كورونا الجديد‪.‬‬

‫ذكرت منظمة الصحة العالمية بتاريخ ‪ 9‬يونيو أن اللقاحات التي هي في‬ ‫مرحلة الـ ‪ clinical evaluation‬عددهم ‪ 10‬فقط‪.‬‬ ‫ه��ذا الرسم يوضح المراحل التي وصلت لها اللقاحات المضادة‬ ‫لكوفيد‪ ... -19‬وعدد اللقاحات في كل مرحلة حتى اآلن‪:‬‬ ‫‏‪ - 1‬لقاح جامعة أكسفورد بالتعاون مع أسترازينيكا انتقل الى تجارب‬ ‫المرحلة الثانية‪/‬الثالثة في إنجلترا والبرازيل‪.‬‬ ‫‏التوقعات‪ :‬قد يتيح المشروع لقاح جاهز لالستخدام بموافقة طارئة‬ ‫بحلول أكتوبر القادم‪.‬‬ ‫أسترازينيكا أعلنت توصلها إلتفاقية مع فرنسا و المانيا و ايطاليا و‬ ‫هولندا ‪ ..‬إلنتاج ‪ 400‬مليون لقاح ضد فايروس كورونا ‪..‬‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬هي عادة مرحلة مراقبة للموقف بعد بدء حمالت‬ ‫التطعيم الفعلية للمجتمع ‪ ..‬يتم فيها جمع المعلومات باستمرار عن‬ ‫االستخدام الفعلي للقاح بعد الترخيص باستخدامه ‪ ...‬و تتبع اي شكاوى عن‬ ‫اآلثار السلبية ‪ ..‬ومتابعة قدرته على تحقيق مناعة طويلة المدى بدرجة كافية‬ ‫حول العالم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تتطلع شركة مودرنا األمريكية إلى البدأ في تجارب المرحلة الثالثة‬ ‫في يوليو‬ ‫‏التوقعات‪ :‬قد يكون لقاح الشركة جاهزاً بحلول أوائل عام ‪.2021‬‬ ‫‪ BioNTechB‬بالتعاون مع شركة �‪Pfi‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ zer‬األمريكية وشركة ‪ Fosun Pharma‬الصينية بدأ في مرحلة التجارب‬ ‫البشرية االولى‪/‬الثانية ‪.‬‬ ‫‏التوقعات‪ :‬تأمل شركة ‪ Pfizer‬في توفير بضعة ماليين من الجرعات‬ ‫لالستخدام في حاالت الطوارئ في الخريف‪.‬‬


‫‪16‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ال�شراكة‬ ‫�آلية فعالة‬ ‫لتحقيق اجلودة‬

‫دة‪ .‬فدوى أحماد‬

‫«اجلمعيات املهتمة بال�ش�أن العام واملنظمات غري‬ ‫احلكومية ت�ساهم يف �إطار الدميقراطية الت�شاركية‬ ‫يف �إعداد قرارات وم�شاريع لدى امل�ؤ�س�سات املنتخبة‬ ‫وال�سلطات العمومية‪ ،‬وكذا يف تفعيلها وتقييمها»‬ ‫الفصل الثاني عشر من دستور المملكة المغربية لسنة ‪2011‬‬

‫الشراكة صيغة تعاون جامعة لموارد مادية وبشرية‬ ‫وتقنية في مرفق عمومي أوخصوصي‪ ،‬وهي ركيزة‬ ‫أساس النفتاح المؤسسات على المحيط االجتماعي‬ ‫واالقتصادي ولالستفادة من خبرات وتجارب شتى بهدف‬ ‫تمهير راق و تدبير معتمد على قدرات وعناصر تفاعل أكثر‬ ‫جودة ‪.‬وتتمثل الشراكة في إنشاء عالقة بين شريكين‪ ،‬ال‬ ‫تكون بالضرورة عالقة مساعدة وعَوْن على قدر المساواة؛‬ ‫وهي بالتالي تهدف إلى االعتراف المتبادل بالحقوق‬ ‫والواجبات على أساس متعادل‪ ،‬وعصرنا الحالي هو عصر‬ ‫«الشراكة» التي حلت محل «المساعدة»؛ ولهذا يشكل‬ ‫مفهوم الشراكة تجديدا مهماً في مجال التعاون من أجل‬ ‫التنمية‪ ،‬فهي إطار جديد تتقاسم فيه مسؤوليات جميع‬ ‫األطراف‪ ،‬وفق نظام يقوم على مبدأي التشاور والتعاون في‬ ‫إعداد برامج واستراتيجيات للتنمية من أجل تعاون حقيقي‪.‬‬ ‫ضمن هذا المفهوم العام تندرج الشراكة التربوية؛ لكونها‬ ‫تجديدا متقاطعا مع مشاريع تنموية مستدامة‪ ،‬وقد‬ ‫أدرجت ضمن الميثاق الوطني للتربية والتكوين أداة انفتاح‬ ‫على آفاق وتجارب هادفة لتحقيق الجودة المطلوبة في‬ ‫التربية والتعليم‪.‬‬

‫مفهوم الشراكة التربوية‬

‫إذا كانت الشراكة تعاونا وتشاركا وتفاعال وتآزرا بين اثنين أو أكثر‬ ‫من أجل أهداف مشتركة في قطاعات الشركات والمقاوالت واالتحادات‬ ‫والروابط‪ ..‬فإنها تعني في مجال التربية والتعليم تعاونا بين أطراف‬ ‫العمل التربوي والتعليمي داخل فضاء واحد أوخارجه‪ ،‬ويكون الهاجس‬ ‫في كل ذلك التماس حلول مالئمة لوضعيات قائمة‪.‬ويؤكد الباحث د‪.‬‬ ‫محمد الدريج أن الشراكة تفترض‪ »:‬بين المؤسسات إحصاء ومالحظة‬ ‫المشاكل المشتركة وتشخيص أهمية النشاط المشترك وتحديد‬ ‫مهام محددة في الزمان وتوزيع المسؤولية وتخطيط مجاالت التدخل‬ ‫بالنسبة لكل طرف‪ ،‬وكذا أساليب ضبط اإلنجازات وتقويم النتائج‬ ‫حسب المعايير المتفق عليها والمقبولة من كل األطراف»‪.‬وتأسيسا‬ ‫على هذا‪ ،‬فهي عملية تتم في إطار مشروع محدد توظف له إمكانات‬ ‫مادية و موارد بشرية بين طرفي الشراكة‪.‬‬ ‫وفي مذكرة لوزارة التربية الوطنية في الموضوع (رقم ‪ 27‬بتاريخ‬ ‫‪ 24‬فبراير ‪ )1995‬فالشراكة‪« :‬تقتضي التعاون بين األطراف المعنية‬ ‫وممارسة أنشطة مشتركة وتبادل المساعدات‪ ،‬واالنفتاح على اآلخر مع‬ ‫احترام خصوصياته‪ .‬أما في الميدان التربوي‪ ،‬فالشراكة تندرج ضمن‬ ‫دينامية مشاريع المؤسسات وتتطلب مجموع الفاعلين التربويين‬ ‫من مفتشين وإدارة تربوية وأساتذة ‪ ،‬وتالميذ وآباء‪ »..‬ومن خالل ما‬ ‫تقدم يتأكد أن للشراكة التربوية أشكال تعاون مميزة بين متدخلين‬ ‫من داخل وخارج المؤسسة في إطار شبكات وبنيات مرنة‪ ،‬وهي تتيح‬ ‫تفاوضا وإبرام اتفاقيات يكون ذات أثر ملموس‪.‬‬

‫الشراكة التربوية‪:‬سياق تاريخي‬

‫الشراكة التربوية مفهوم و إجراء ظهر أواسط ثمانينيات القرن‬ ‫الماضي في الواليات المتحدة األمريكية وكندا‪،‬وقد تم العمل به في‬

‫فضاءات أوروبية خاصة فرنسا وإسبانيا‪ ..‬وفي المغرب تم تداول هذا‬ ‫المفهوم في ندوات ولقاءات منذ بداية التسعينيات‪ ،‬وبادرت وزارة‬ ‫التربية الوطنية بإعداد أدبيات خاصة بالشراكة التربوية ‪،‬وبسطت‬ ‫ذلك في مذكرتين ‪ (:‬رقم ‪ 73‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ )1994‬و (رقم ‪27‬‬ ‫بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪.)1995‬‬

‫أنواع الشراكة التربوية‬

‫يتيح العمل بمفهوم الشراكة التربوية ‪-‬كما ألمعت سابقا‪-‬‬ ‫إمكانية الشراكة بين مؤسسات تعليمية وطنية ومنظمات دولية مثل‬ ‫اليونيسيف أو اليونيسكو أو اإليسيسكو ومؤسسات البعثات التعليمية‬ ‫والمراكز الثقافية األجنبية‪ ..‬في إطار أهداف الرفع من مرودية التعليم‬ ‫وجودته‪ ،‬و التماس حلول لمشاكل قائمة‪..‬وثمة أنماط أخرى من‬ ‫الشراكة تتم بين مؤسسات تعليمية ومرافق اجتماعية وثقافية‬ ‫واقتصادية‪..‬لسد حاجيات تربوية وتعليمية‪.‬‬

‫بعض عوامل نجاح الشراكة التربوية‬

‫الشراكة التربوية عمل مطلوب في كل الظرفيات بما تتيحه‬ ‫من إمكانيات التغلب على إكراهات شتى والتماس تحقيق االندماج‬ ‫والتواصل والتكامل واالنفتاح على المحيط‪ ،‬وهي بهذا المعنى رؤية‬ ‫استراتيجية مرتكزة على جملة أسس منها‪:‬‬ ‫ التخطيط ‪ :‬يروم مواجهة المستقبل بخطط معدة سلفا لتحقيق‬‫أهداف محددة؛‬ ‫ التنظيم ‪ :‬يشكل أهم مراحل العملية التشاركية‪،‬لكونه وعاء‬‫لخطة كفيلة بتحقيق أهداف؛‬ ‫ القيادة ‪:‬ترتكز على مقاربة تشاركية مع جميع األطراف‬‫المساهمة في الشراكة‪ ،‬على أساس تعاون ومشاركة‪،‬وتستدعي توفر‪:‬‬ ‫المرونة ‪،‬التشخيص‪ ،‬التعاقد ‪،‬مواصفات مهنية وسلوكية وفكرية لدى‬ ‫المسؤولين‪.‬‬ ‫ التنسيق ‪ :‬توحيد الجهود الجماعية لضمان وحدة التصرفات في‬‫اتجاه هدف مشترك ؛‬ ‫ التنفيذ ‪ :‬يرتكز على مقومات التحفيز والتأهيل والتواصل‪.‬‬‫ التتبع ‪ :‬عملية تقويمية قبلية ومصاحبة وبعدية للموارد المادية‬‫والمالية والبشرية المستثمرة والنتائج المحصل عليها ‪.‬‬ ‫ الحكامة الجيدة ‪ :‬تقتضي االلتزام بالتسيير والتدبير الشفافين‪،‬‬‫واعتماد مقاربة التدبير بالنتائج‪.‬‬

‫خطوات إلنجاح الشراكة‬

‫تفعيل الشراكة مرتبط بترسيخ ثقافة التدبير المشترك والرقي‬ ‫به محليا وجهويا ووطنيا‪ ،‬بعد أن تخضع جميع مشاريع الشراكة لعملية‬ ‫انتقاء وتتبع وفق مسطرة قانونية وتنظيمية‪.‬‬ ‫وإلنجاح الشراكة التربوية يمكن اعتماد جملة من‬ ‫التحديدات؛وهي‪:‬‬ ‫ تحديد األهداف‪.‬‬‫ تحديد الشركاء واألدوار‪.‬‬‫ تحديد الموارد المادية والبشرية‪.‬‬‫ تحديد الغالف الزمني للشراكة‪.‬‬‫ تحديد خطة للتقويمات المطلوبة التي تسهر عليها لجنة‬‫توجيه وتتبع ‪.Comission d’ Orientation et de Suivi‬‬

‫آفاق ورهانات الشراكة التربوية‬

‫تم اعتماد الشراكة التربوية وربطها بالسياق التنموي ضمن‬ ‫رؤية استراتيجية هادفة لسد الخصاص واالرتقاء بالمؤسسة التربوية‬ ‫والتعليمية‪،‬مما فرض نسج عالقات جديدة مع الشركاء األساسيين‪:‬‬ ‫األسرة‪ ،‬جمعيات أمهات وآباء وأولياء التالميذ‪ ،‬الجماعات المحلية‪،‬‬ ‫الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين‪..‬ارتكازا على توجيهات‬ ‫ومقتضيات القانون اإلطار ‪ 51-17‬المتعلق بمنظومة التربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬وخصوصا الباب المتعلق بتمويل منطومة التربية‬ ‫والتكوين والبحث العلمي المادتان ‪ 46‬و‪، 48‬حيث تم التأكيد على‬ ‫تنويع مصادر تمويل المنظومة بشكل يضمن إسهام مختلف الفاعلين‬ ‫والشركاء في دعم القطاع التربوي والتعليمي‪.‬إن الشراكة التربوية‬ ‫بهذا المعنى اختيار استراتيجي لقطاع التربية الوطنية بإشراك كل‬ ‫الفاعلين والمتدخلين‪..‬كما أنها تحقق جانبا حيويا من التواصل‬ ‫اإليجابي مع الشركاء وتضمن دعما منتظما ووقوفا فعليا على جملة‬ ‫إكراهات بهدف التماس حلها‪..‬‬ ‫الشراكة التربوية انفتاح مدروس على المحيط‬ ‫إن ما تجدر اإلشارة إليه في خاتمة هذا الحديث المركز هو أن‬ ‫تفعيل الشراكة التربوية يترجم انفتاحا على المحيط لتحقيق أهداف‬ ‫مشتركة وفق استراتيجية مستندة إلى الحكامة والتدبير الجيد ‪..‬‬ ‫وهذا يقتضي أن يكون الرهان حول نجاح المشروع رهانا جماعياً‪،‬‬ ‫تتآلف الجهود في إنجازه‪ ،‬وتتكاثف اإلرادات في إنجاحه خدمة لألجيال‬ ‫المنتظمة في المؤسسة التربوية والتعليمية بوصفها إطارا جامعا‬ ‫لتطلعات المجتمع برمته ‪.‬‬ ‫‪---------‬‬‫مرجعيات مؤطرة‪:‬‬

‫‪ m‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ 2011‬؛‬ ‫‪ m‬قانون الحريات العامة لسنة ‪ 1958‬كما تم تتميمه وتغييره ؛‬ ‫‪ m‬الميثاق الوطني للتربية الوطنية؛‬ ‫‪ m‬القانون رقم ‪ 00.07‬المتعلق بإحداث األكاديميات الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين (‪ 19‬ماي ‪)2000‬؛‬ ‫‪ m‬المرسوم ‪2.02.382‬المتعلق باختصاصات وتنظيم وزارة التربية الوطنية‬ ‫(‪ 17‬يوليو ‪ )2002‬؛‬ ‫‪ m‬المرسوم‪ 2.02.376 ،‬المتعلق بالنظام األساسي الخاص بمؤسسات‬ ‫التربية والتعليم العمومي (‪ 17‬يوليو ‪ )2002‬؛‬ ‫‪ m‬دورية الوزير األول رقم ‪ 2003/7‬في شأن الشراكة بين الدولة والجمعيات؛‬ ‫‪ m‬القانون التنظيمي للجماعات الترابية ‪)2014(113،111،112‬؛‬ ‫‪ m‬القانون رقم ‪ 00.78‬المتعلق بالميثاق الجماعي ؛‬ ‫‪ m‬المذكرة رقم ‪ 73‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ 1994‬في شأن مشروع المؤسسة؛‬ ‫‪ m‬المذكرة رقم ‪ 27‬بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪ 1995‬بشأن الشراكة التربوية؛‬ ‫‪ m‬المذكرة ‪ 10 ( 59‬ماي ‪ ) 2002‬حول مبادرات الشراكة؛‬ ‫‪ m‬المذكرة ‪ 03(02‬فبراير ‪ )2005‬؛‬ ‫‪ m‬الوثيقة اإلطار ‪ 2005‬في سياق منتديات اإلصالح؛‬ ‫‪ m‬المذكرة ‪ 09 (76‬يونيو ‪ )2005‬حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛‬ ‫‪ m‬الدليل المرجعي لمبادرات الشراكات بقطاع التربية الوطنية‪،‬‬ ‫‪ m‬مقرر السيد وزير التربية الوطنية عدد ‪ 14961‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪2014‬‬ ‫بشأن المصادقة على الدليل المسطري الستغالل فضاءات مؤسسات التربية‬ ‫والنكوين‪،‬‬ ‫‪ m‬الرؤية االستراتيجية ‪2030 / 2015‬؛‬ ‫‪ m‬القانون اإلطار ‪ 51-17‬المتعلق بمنظومة التربية والتكوين‪،‬‬


‫‪17‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جتديد مكتب جمعية حقوق الإن�سان باملغرب العربي‪� ..‬أي م�صري؟!‬

‫عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫لماذا ال يجدد مكتب جمعية حقوق اإلنسان بالمغرب العربي في‬ ‫الوقت الذي يزداد إلحاح الشعوب حاليا للمطالبة بحقوق اإلنسان في العالم‬ ‫والمغرب؟‪...‬‬ ‫ساهمت كل الشعوب واألمم عبر مر الزمان في بناء فكرة حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫ودافعت عن الكرامة البشرية ضد الطغيان واالستبداد والعبودية‪ ،‬من خالل‬ ‫صراعات مريرة وثورات متواصلة وأحداث كبرى‪.‬‬ ‫ومع اتساع رقعة التجمعات البشرية‪ ،‬ازداد النضال من أجل حقوق‬ ‫اإلنسان والكفاح الستخالص الحرية والمساواة والعدل والسالم‪.‬‬ ‫ولذلك يمكن القول أن تنمية حقوق اإلنسان لها تاريخ طويل تنغرس‬ ‫جذورها في كل الحضارات اإلنسانية والشرائع السماوية) (‪( )1‬ص ‪ 9‬من‬ ‫كتاب حقوق اإلنسان الجزء األول ‪ – 1‬المبادئ والمعايير من سلسلة الخدمات‬ ‫التربوية واإلدارية لألستاذ الجليل والمدير العام لمنظمة العفو الدولية‬ ‫بالمغرب حاليا محمد السكتاوي‪.‬‬ ‫(ـ ومن مجلة ((روز اليوسف)) إلى صحيفة ((القدس العربي)) التي نشرت‬ ‫من قبل تقريرا لمراسلها في مدريد ((حسني مجذوبي)) تحدث فيه عن الحوار‬ ‫الذي أجرته صحيفة ((الباييس)) اإلسبانية مع األمير موالي هشام بن عبد اهلل‬ ‫العلوي‪ ،‬ونشرته في عددها األسبوعي ليوم األحد‪..‬‬ ‫((وقد أكد األمير في هذا الحوار أن ((الديمقراطية لم تصل بعد إلى‬ ‫المغرب)) وأن الملكية ((يجب أن تتحول إلى رمز وطني موحد بعد ترسيخ‬ ‫الديمقراطية)) وقال إن الملك محمد السادس ((يتعاطى باإليجاب مع ملف‬ ‫حقوق اإلنسان الذي يحتاج إلى مصالحة بعيدا عن روح االنتقام‪)).‬‬ ‫وأشار األمير إلى أن ((المؤسسة الملكية يجب أن تترك التسيير اليومي‬ ‫لقضايا البالد لحكومة مسؤولة نابعة عن إرادة شعبية ومؤسسات شفافة))‬ ‫وأن تحتفظ بدور الحكم والفصل وأن تتحول بعد ترسيخ الديمقراطية إلى رمز‬ ‫للتوحيد الوطني لجميع المغاربة‪ .‬وقال إن‪(( :‬المغرب يعيش مرحلة دقيقة من‬ ‫تاريخه ويواجه مشاكل بنيوية في إطار محيط متفجر اجتماعيا‪ .‬فالمغرب بدأ‬ ‫في بداية التسعينيات انفتاحا سياسيا ولكنه لم ينته بمشروع ديمقراطي))‪.‬‬ ‫وأضاف ((لقد كانت هناك آمال كبيرة‪ ،‬ونحن في انتظار أشياء محددة‪،‬‬ ‫حيث يوجد قلق في المجتمع وبدأ شعور اإلحباط ينتشر ويسيطر على الناس‪،‬‬ ‫ويجب أن نتفادى فقدان األمل‪ .‬وإذا حدث العكس فإن المغرب سيواجه على‬ ‫المدى القصير مخاطر جمة)) من جريدة «األحداث المغربية» الغراء‪ ،‬العدد‪:‬‬ ‫‪ 865‬ليوم األحد ‪ 3‬يونيو ‪ .2001‬ص ‪.7‬‬ ‫حينما تذكرت كل هذا اآلن‪ ،‬أتساءل هل الزال يحدث بالمغرب هذا اآلن أم‬ ‫ماذا؟ وفي المغرب العربي كيف نحمي فيه المناضلين والحقوقيين الحقيقيين‬ ‫الثوريين ضد الفساد والظلم واالضطهاد‪ ،‬وخاصة ضحايا االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان الذين عذبوا العذاب األليم والمبرح أحيانا كثيرة‪،‬‬ ‫وخاصة في الفترات العصيبة من تاريخ الجزائر وتونس الشقيقتين والمغرب‬ ‫األقصى وليبيا وموريتانيا‪ ...‬كيف سنعمل للدفاع المستميت عن ما تعرضوا له‬ ‫من قساوة الحكام والحكم منذ سنوات وسنوات ونعوض لهم ما فات ونحقق‬ ‫أحالم الكرامة والحرية والعدالة الحقة والديمقراطية والحقوق التامة‪...‬‬ ‫سأرجع اآلن إلى بعض السنوات من قبل إلى ما أراد بعض الوطنيين‬ ‫األحرار والخلص والحقوقيين المتجذرين والمضحين بالغالي والنفيس‬ ‫بالمغرب العربي الذين عملوا ويعملون منذ سنين عديدة للدفاع عن كل هذا‬ ‫بصبر وتأن‪ ،‬فقد أعلن رسميا من قبل في يوم السبت ‪ 2006/04/01‬بالرباط‪،‬‬ ‫عن تأسيس التنسيقية المغاربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬التي تضم التنظيمات‬ ‫الحقوقية الكبرى الناشطة ببلدان المغرب العربي‪ .‬وتم هذا اإلعالن‪ :‬خالل‬ ‫ندوة صحفية عقدتها الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬في ختام أشغال‬ ‫ندوة دولية نظمتها بتعاون مع الوكالة الكاطالنية للتعاون والتنمية حول‬ ‫موضوع «حقوق اإلنسان بالبلدان المغاربية» من ‪ 29‬إلى ‪ 31‬مارس سنة‬ ‫‪.2006‬‬ ‫وأبرز المنظمون أن الهدف من إحداث هذه التنسيقية يتمثل في توحيد‬ ‫عمل المنظمات الحقوقية‪ ،‬بالمنطقة المغاربية‪ .‬والسعي نحو ترسيخ ثقافة‬ ‫حقوق اإلنسان واحترام كرامة المواطنين‪.‬‬ ‫وقد تم اختيار (آنذاك) المناضل الكبير والفذ عبد الحميد أمين رئيس‬ ‫الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬منسقا عاما لهذه الهيئة‪ ،‬لمدة سنتين‪،‬‬ ‫وعضو من المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان نائبا له‪ ،‬باإلضافة إلى إحداث‬ ‫سكرتارية إدارية لتسيير أنشطة التنسيقية‪.‬‬ ‫وتضم هذه التنسيقية مختلف المنظمات الحقوقية المغربية‪ ،‬بصفة‬ ‫عضو مؤسس كامل العضوية‪ ،‬بينما منحت لكل من «منتدى الحقيقة‬ ‫واإلنصاف» و«تجمع عائالت المفقودين بالجزائر» صفة عضو مالحظ»‪.‬‬ ‫كما تقرر آنذاك أن تحتضن تونس االجتماع الثاني للتنسيقية التي‬ ‫ستتداول على رئاستها المنظمات الحقوقية ببلدان المغرب العربي على رأس‬ ‫كل سنتين‪.‬‬ ‫هذا وكان قد أوضح آنذاك عبد اإلله بنعبد السالم عضو تلك الفترة اللجنة‬ ‫اإلدارية للجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬في تصريح لوكالة المغرب العربي‬ ‫لألنباء‪ ،‬أنه على الرغم من تفاوت أوضاع حقوق اإلنسان بالبلدان المغاربية‪،‬‬ ‫فإنها ما تزال تعرف عدة انتهاكات‪ ،‬وهو ما يتطلب ضرورة «التنسيق وتكثيف‬ ‫الجهود من أجل أن يكون عملنا أكثر مردودية وإنتاجية»‪.‬‬ ‫وكانت هاته الهيئة الجديدة ترمي إلى تنسيق العمل الحقوقي بالبلدان‬ ‫المغاربية‪ ،‬والمساهمة في بناء وتفعيل المنتدى االجتماعي المغاربي وبناء‬ ‫الوحدة المغاربية‪ .‬وقد شارك في الندوة التي تم خاللها تأسيس هذه‬ ‫التنسيقية ‪ 11‬تنظيما حقوقيا من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا‪،‬‬ ‫وثالث تنظيمات حقوقية مغاربية من فرنسا باإلضافة إلى ستة تنظيمات غير‬ ‫حكومية دولية وجهوية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وال يفوتني أن أذكر أنه لتأسيس التنسيقية لحقوق اإلنسان بالمغرب‬ ‫العربي من جديد ـ كان منتظرا أن يجتمع حقوقيون بتونس في سنة ‪،2009‬‬ ‫ولما وصل األستاذ الجليل والحقوقي الكبير المتمرس في هذا الميدان السيد‬ ‫عبد الحميد أمين إلى مطار عاصمة تونس لحضور هذا االجتماع المغاربي‬ ‫قصد تأسيس «مؤسسة الجمعية المغاربية لحقوق اإلنسان بالمغرب العربي»‬ ‫أمر الرئيس آنذاك (المخلوع) والراحل زين العابدين بنعلي بإرجاعه في الحال‬ ‫إلى المغرب دون أن يتمكن من القيام بذلك ـ المأسوف على هذا ـ وآنذاك‬ ‫في اللقاء التشاوري حول واقع مدينة القصر الكبير (الكلمة منشورة لي بجريدة‬ ‫«السياسة المغربية بالعدد‪ 05-06 :‬من ‪ 10‬إلى ‪ 25‬دجنبر ‪ 2009‬ص ‪ 15‬تحت‬ ‫عنوان‪« :‬اللقاء التشاوري بين الفاعلين بالمركز الثقافي البلدي بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫في البداية وبحضور كل فعاليات هاته المدينة أشرت في كلمتي التي ألقيتها‬ ‫في هذا اللقاء الهام والتاريخي آنذاك بعد قولي‪ :‬بسم اهلل القوي الجبار والقهار‬ ‫لكل الظالمين والفاسدين والمفسدين والمضطهدين للوطنيين المخلصين‬ ‫األوفياء لهذا الوطن أينما كانوا ضد الفساد والظلم وكل المهتمين بالشأن‬ ‫المدني والحقوقي والجمعوي والمثقفين المبدعين الحاضرين في هذا‬ ‫الملتقى الهام وكذلك المكتب اإلداري «لجمعية ملتقى الكرامة والمواطنة»‬ ‫بمدينة المناضلين والمجاهدين األحرار على تنظيمهم لهذا اللقاء الذي كنا‬ ‫ننتظر مثله منذ زمن طويل‪ ،‬ولتدافع عن هذه المدينة الصامدة والعريقة‬ ‫بدون جدوى‪ ،‬هل هذه المدينة كانت نسيا منسيا أم ماذا؟! هل ليس لها‬

‫رجال يدافعون عنها وعن هذا التهميش الممنهج عليها وهذا الجحود لها‬ ‫ولماضيها وحاضرها التاريخي المجيد والنضالي المشهود لها‪ ،‬ألن الكثير من‬ ‫المشاكل بها دون إصالح لم يعتريها‪ ...‬وعن عديد من المطالب كالبطالة‬ ‫المستفحلة بالمدينة وغيرها‪ ...‬إذ كان ساكنة القصر الكبير ينتظرون بفارغ‬ ‫الصبر منذ سنوات عديدة الزيارة الملكية الميمونة لها لتدشين مشاريع هامة‬ ‫بها في أمس الحاجة إليها‪ ...‬إلخ‪..‬‬ ‫وفي ختام كلمتي هذه البليغة والعميقة بالمطالب العديدة الحقوقية‬ ‫والمجالية واالجتماعية‪ .‬طالبت شفاهيا من الجمعية التي نظمت هذا اللقاء‬ ‫األساسي بالمدينة وبالمغرب الحبيب ولكل الحاضرين معنا من مثقفين‬ ‫وإعالميين ومبدعين وجمعويين وكل المجتمع المدني بأن يبعثوا برقية أو‬ ‫رسالة مستعجلة إلى رئيس الجمهورية التونسية (زين العابدين بنعلي) آنذاك‬ ‫«المخلوع والراحل» لالستنكار وضدا على استبداده المعهود واضطهاده‬ ‫للحقوقيين والمناضلين األحرار المتكررة وخاصة عن مطاردة المناضل الفذ‬ ‫السيد‪ :‬عبد الحميد أمين الحقوقي المتميز الذي ـ منحه الرئيس التونسي‬ ‫المؤقت بعد الثورة التونسية الدكتور السيد المحترم منصف المرزوقي وسام‬ ‫شرف واالستحقاق للجمهورية التونسية بحضوره في تونس الشقيقة ـ وتم‬ ‫إرجاعه إلى المغرب دون أن يتركه للمشاركة والحضور في اجتماع تأسيس‬ ‫الجمعية المغاربية لحقوق اإلنسان التي كان من المقرر آنذاك اجتماعها‬ ‫وتأسيسها من جديد من لدن دول المغرب العربي وألححت في هذا الطلب‬ ‫والكل ساندني في هذا وأيد إرسال هذه البرقية أو الرسالة إلرسالها إلى‬ ‫الرئيس المذكور آنذاك عن هذا االستفزاز واالستبداد ـ وخاصة رئيس هاته‬ ‫الجمعية الذي وعد الجميع بإرسالها في الحال‪ ،‬وصفق لها الجميع بحرارة‬ ‫كبيرة‪ ،‬ولم أدر مآل هذا آنذاك‪ ،‬كما كنت عدة مرات أرسل مناشدات والتماسات‬ ‫عديدة إلى فخامة رؤساء الدول كعضو منظمة العفو الدولية بالمغرب ـ فرع‬ ‫الرباط ـ للدفاع عن بعض المناضلين األقحاح لما لحقهم من ظلم أو حيف‬ ‫أو محاكمة غير عادلة‪ ،‬أو إلسقاط بعض التهم الملفقة أو الموجهة إليهم‬ ‫للظلم الذي لحق بهم أو للتخفيف عنهم أو لمؤازرتهم في محنتهم‪ ...‬الخ‬ ‫مثل مناشدة والتماس الذي وجهته برسالة مضمونة إلى فخامة الرئيس‬ ‫عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية المرادية بالجزائر آنذاك بتاريخ‬ ‫‪ 2008/11/1‬وذلك إلسقاط التهم الموجهة إلى المحامي المدافع عن حقوق‬ ‫اإلنسان السيد‪ :‬أمين سيدهم والمناشدة وااللتماس الذي أرسلته بتاريخ‪:‬‬ ‫‪ 2010/04/13‬إلى عزيزي الرئيس مد فيديف روسيا االتحادية لتحديد مكان‬ ‫وجود زليمخان مرد الوف وضمان للقبض على رجال الشرطة المسؤولين‬ ‫عن اختفائه‪ ...‬الخ وااللتماسات األخرى المضمونة كذلك التي أرسلتها إلى‬ ‫رئيس الجمهورية التونسية آنذاك (المخلوع) بعد ذلك زين العابدين بنعلي‬ ‫وإلى رئيس الجمهورية المصرية الشقيقة سابقا بشأن مناضلين وحقوقيين‬ ‫وغير ذلك من رؤساء الدول للدفاع عن الحقوقيين والوطنيين المظلومين‬ ‫والمضطهدين في قضاياهم أو حقوقهم المهضومة‪...‬‬ ‫وقد كتبت هذا المقال لاللتماس والمطالبة من جديد لكافة الحقوقيين‬ ‫والجمعيات الحقوقية للعمل على إرجاع تأسيس منظمة حقوقية هامة‬ ‫وأساسية وعتيدة بالمغرب العربي الكبير‪ ،‬وذلك من أجل الدفاع عن مطالب‬ ‫الحقوق والعدالة والديمقراطية والحرية والكرامة لكل أبناء شعوب المغرب‬ ‫العربي الكبير ـ وخاصة وأننا في حاجة ماسة لهذا أكثر من أي وقت مضى‬ ‫للعوامل والمتغيرات‪ ،‬العربية والدولية‪ ،‬وانتكاسة الجائحة ـ فيروس كورونا‪،‬‬ ‫(كوفيد ‪ )19‬ـ هذا الوباء القاتل أحيانا‪ ،‬وكثير من الحقوق التي تطالب بها‬ ‫الشعوب واألمم أكثر من أي وقت مضى‪ ...‬والظلم الذي زاد عن حده‪...‬‬ ‫الخ‪ ...‬وذلك لتفعيل نقاش جدي وصريح وعميق عن المطالب العديدة اآلنية‬ ‫للشعوب وخاصة المغرب العربي والعالم أجمع‪ ،‬وللدفاع عن قضايانا ذات‬ ‫الطابع السياسي واالجتماعي والحقوقي‪ ،‬وفتح حوار متواصل بين السلطات‬ ‫العمومية والدولة وهيئات الجمعيات الحقوقية لبحث أنجع السبل للتقدم‬ ‫باألوطان المغاربية والعربية والدولية قصد تسوية ماضي االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان وقصد التتويج الموضوعي والوقائي لهذا حتى ال‬ ‫يتكرر الماضي األليم‪ .‬ليواكب تحوال سياسيا يتطور ويستثمر المكتسبات في‬ ‫المجال الحقوقي‪ ،‬وليؤسس ويواكب تحوال سياسيا عميقا‪ ،‬يتجه نحو تعميق‬ ‫الديمقراطية وترسيخ دول القانون والتشبت بحقوق اإلنسان‪ ،‬وذلك في إطار‬ ‫استمرارية نظام الحكم العادل والمؤسسات وتطبيق بنود الدستور وضرورة‬ ‫التطور الستشراف المستقبل‪ ،‬والتوجه نحو ترسيخ الديمقراطية والوحدة‬ ‫المغاربية والسلم واإلنصاف والمصالحة على أساس عادل ومنصف للجميع‪،‬‬ ‫ولنندد كذلك باإلجهاز على كل المكتسبات الحقوقية‪ ،‬ونهج القمع في مواجهة‬ ‫األصوات المدافعة عن حقوق اإلنسان بهاته الدول المغاربية خاصة والعالمية‬ ‫عامة‪ ،‬وإخالل بعض الدول كالمغرب بالتزاماتها بتنفيذ توصيات هيئة‬ ‫اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬وعدم اتخاذها الخطوات الالزمة إلبداء اعتذارها العلني‬ ‫عن الجرائم السياسية والحقوقية‪ ،‬بما فيها المسؤولية عن التعذيب الجهنمي‬ ‫بالكهرباء وغيره واالحتجاز واالختفاء القسري‪ ،‬والكشف عن الحقيقة كاملة‪،‬‬ ‫وجبر الضرر الفردي والجماعي والقيام بنظام ديمقراطي حقيقي‪ ،‬والعمل‬ ‫على فضح كل تجاوزات الدول المغاربية اآلنية خاصة وغيرها واالنتهاكات‬ ‫المتواصلة للحريات‪ ،‬وإخفاق بعض الدول الذريع في إقرار سياسات عمومية‬ ‫ناجحة في مجال الحقوق االجتماعية واالقتصادية والثقافية وتحذير هاته‬ ‫الدول من مغبه االستمرار في تجاهل مطالب كل الحقوقيين‪ ،‬ومطالب مختلف‬ ‫الحركات االحتجاجية‪ ،‬ألن األوضاع االجتماعية المتردية والهاشة مهددة‬ ‫باالنفجار في كل وقت وحين‪ ،‬ألن العنف الذي تشنه على الحقوقيين خاصة‬ ‫باعتبارهم ضمير األمم وملح الديمقراطية الحقيقية‪ ،‬ولنعمل على وضع حد‬ ‫إلمكانية وضع حد لوقوع انتهاكات لحقوق اإلنسان مستقبال بجلها‪ ،‬ولنعرف‬ ‫أكثر تجارب الدول األخرى التي شهدت انتقاال ديمقراطيا مثل المملكة‬ ‫اإلسبانية والبرتغال واألرجنتين والشيلي وجنوب إفريقيا‪ ،‬ونعمل على إثرهم‬ ‫مع التأكيد على أن المصالحة إذا كانت فعليا ينبغي أن نتجه نحو المستقبل‬ ‫لعدم تكرار ما جرى‪ .‬ولنواكب بكل جدية مستجدات واقع حقوق اإلنسان‬ ‫بالمغرب العربي انطالقا من روح المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان ولنساهم‬ ‫كذلك في إشراك مكونات المجتمع بموضوع حقوق اإلنسان السامية‪...‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬لنرجع األمور لنصابها باتحادنا ألن حقوق اإلنسان بدولنا شهدت‬ ‫تقدما في بعض جوانبها‪ ،‬وتراجعا في جوانب أخرى‪ ،‬ففي الوقت الذي عرفت‬ ‫فيه الحقوق االقتصادية واالجتماعية تدهورا بسبب انتشار الفقر المذقع‬ ‫والهشاشة‪ ،‬ومعاناة فئات اجتماعية واسعة‪ ،‬عرفت بعض الحقوق السياسية‬ ‫والمدنية تطورا بعض الشيء‪.‬‬ ‫هكذا وكثيرا من المناضلين والحقوقيين والسياسيين سجنوا أحيانا‬ ‫بدون حق‪ ،‬فكلما توسعت حرية المواطن واحترمت حقوقه وكرامته واعترفت‬ ‫بها الدولة إال وتربت في وجدانه وسلوكه جذور المسؤولية ألنه أنصف‪...‬‬ ‫وقد كان الحقوقيون والمناضلون الثوريون بالمغرب دائما يساندون‬ ‫الوطنيين والجمعيات الحقوقية وما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة‬ ‫لحقوق اإلنسان في دول المغرب العربي كافة بالمساندات القيمة والمتابعة‬ ‫ألحوالهم مثل «بيان المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان» بعنوان‪« :‬ارفعوا‬ ‫أيديكم عن نشطاء حقوق اإلنسان بتونس» المنشور بجريدة «بيان اليوم»‬ ‫العتيدة في يوم الخميس ‪ 28‬يونيو ‪ 2001‬ص ‪ 2‬بالعدد‪ 3401 :‬في السنوات‬ ‫الحالكة والصعبة بتونس‪ ،‬ومما جاء فيه‪( :‬إن المحاكمات الصورية التي زج‬ ‫فيها كل من الدكتور (منصف المرزوقي) الذي أصبح رئيسا مؤقتا للجمهورية‬

‫التونسية بعد اإلطاحة بالرئيس التونسي‬ ‫الراحل السابق الذكر ـ والمحامي األستاذ‬ ‫نجيب الحسني‪ ،‬واالعتداءات الوحشية‬ ‫التي كان ضحيتها أعضاء من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات (وهن‬ ‫يعبرن عن تضامنهن مع الرابطة) والحصار المضروب على كل نشطاء حقوق‬ ‫اإلنسان تشكل غيضا من فيض الخروقات التي تطال الحريات الفردية‬ ‫والجماعات واالنتهاكات لحقوق اإلنسان بتونس‪ .‬إن المنظمة لطالما عبرت‬ ‫عن انشغالها باألوضاع المتردية لحقوق اإلنسان بتونس وطالبت السلطات‬ ‫العمومية التونسية بوضع حد لالنتهاكات التي تطال المدافعين عن حقوق‬ ‫اإلنسان وضمان ممارسة الحراسات الفردية والعامة طبقا لما هو مقرر في‬ ‫القانون‪ ،‬وفي المواثيق الدولية المصادق عليها من طرف الحكومة التونسية‪).‬‬ ‫‪ ...‬الخ ‪..‬‬ ‫والبد من الذكر بأن بعض المناضلين من ضحايا سنوات الرصاص‬ ‫الوطنيين والتقدميين من أجل مغرب الديمقراطية والحرية والعدالة الحقة‬ ‫والعيش الكريم‪ ،‬والحقوق التي يجب أن تعطي وتقدم ألصحابها‪ ،‬الذين‬ ‫تعرضوا لشتى أنواع االضطهاد والتعذيب الجهنمي‪ ،‬مثل ما وقع لي بالتعذيب‬ ‫المبرح والكبير الذي لحقني بالصدمات الكهربائية في رأسي وأثر علي وعلى‬ ‫رأسي ونفسي لمدة أكثر من ‪ 50‬سنة وأنا الزلت أتابع العالج من جراء ذلك‬ ‫والذي منحه لي الدكتور الجليل السواف التونسي ـ ربما كان الجئا بالمملكة‬ ‫البلجيكية الديمقراطية والعادلة ـ في صيف سنة ‪ 1972‬وقد قال لي آنذاك‬ ‫قدم دعوة بالمحكمة في المغرب أو لدى محكمة العدل الدولية ـ إن أمكن‬ ‫لك ذلك ـ ضد الدولة المغربية ألنهم أرادوا أن يصفوك ويقضون على حياتك‬ ‫بهذا التعذيب الجهنمي والقاسي الذي ال يطاق ـ ومن جراء هذا أحيانا كثيرة ال‬ ‫أنام الليل كله‪ ،‬وذلك خالل تلك الفترة الحالكة والسوداء من التاريخ الحديث‬ ‫للمغرب األقصى‪ ،‬كما تعرض لهذا التعذيب مجموعة كبيرة من مناضلي‬ ‫تلك الحقبة الرهيبة في السبعينيات والثمانينيات الماضية وغيرهما‪ ،‬وقد‬ ‫قاموا (وعبد ربي معهم) بعدة اعتصامات وإضرابات واحتجاجات عديدة عند‬ ‫تنظيمهم لكل ذلك تحت شعار «التنفيذ الفوري لكل توصيات هيئة اإلنصاف‬ ‫والمصالحة لكل ضحايا سنوات الرصاص والجمر المتقد من القرن الماضي‬ ‫وغيرها» ولكن لم تلق االعتبار الذي تستحقه‪ ،‬كما أنه لم يتم تفعيل مقررات‬ ‫وتوصيات هيئة اإلنصاف والمصالحة التي تم تقديم أشغالها إلى جاللة الملك‬ ‫المفدى محمد السادس نصره اهلل وأيده في ‪ 30‬نونبر ‪ ،2005‬كما أن الدولة‬ ‫المغربية لم تحترم التزاماتها بتحقيق التفعيل الكامل لتوصيات هاته الهيئة‬ ‫ـ مع العلم أن جاللة الملك محمد السادس أبدى منذ اعتالئه العرش‪ ،‬رغبة‬ ‫في تحقيق مصالحة بين الماضي والحاضر‪ ،‬وتم اإلقرار بحدوث خبايا سنوات‬ ‫الرصاص‪ ،‬والكشف عن جرائم الماضي الرهيب وتعويض الضحايا عن سنوات‬ ‫االعتقاالت في السجون واألقبية في سنوات الرصاص لضحايا االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان‪ ،‬وليستجيب المسؤولون وخاصة المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان لنداءات جاللة الملك المحبوب بالعمل الجاد على تنفيذ كل‬ ‫توصيات هيئة اإلنصاف والمصالحة لفائدة هؤالء الضحايا المذكورين بـ‪:‬‬ ‫ـ اإلسراع بإصدار توصيات تكميلية خاصة باإلدماج االجتماعي للذين‬ ‫لم يحصلوا عليه‪.‬‬ ‫ـ إصدار توصيات باإلدماج االجتماعي بالنسبة ألصحاب الملفات المصنفة‬ ‫خارج األجل‪.‬‬ ‫ـ التسوية العاجلة للوضعية اإلدارية والمالية لكل ضحايا االنتهاكات‬ ‫الجسيمة لحقوق اإلنسان‪...‬‬ ‫وبمناسبة النجاح التام للعملية الجراحية على القلب لجاللة الملك‬ ‫المحبوب محمد السادس حفظه اهلل والتي أجريت له يوم األحد ‪ 14‬يونيو‬ ‫الجاري ‪ 2020‬والذكرى ‪ 21‬لعيد العرش المجيد والتي ستحل يوم الخميس‬ ‫‪ 30‬يوليوز ‪ 2020‬نستعطف ونلتمس من السدة العالية باهلل جاللة الملك‬ ‫المعظم محمد السادس رعاه اهلل وأيده أن ينعم علي قريبا جدا بالتسوية‬ ‫اإلدارية العاجلة وجبر الضرر الذي أستحقه عن التعذيب الجهنمي الذي‬ ‫تعرضت له وال مثيل له دون محاكمة أو جرم ارتكبته‪ ،‬وكنت أقول والزلت‪،‬‬ ‫لو أن المسؤولين الذين أمروا بتعذيبي ظلما وجورا بدون محاكمة لو حكموا‬ ‫علي بـ ‪ 30‬سنة أو ‪ 20‬سنة ظلما في السجن لما كنت مقررا عاما لمجلس‬ ‫القاطنين األول الذي أنشيء بالحي الجامعي بالرباط في المغرب التابع لكل‬ ‫الطلبة ولالتحاد الوطني لطلبة المغرب آنذاك وألتممت دراستي بالسجن‬ ‫الظالم وألصبحت فقيها في القانون الدستوري بالمغرب ألفيد وطني العزيز‬ ‫والعالم أجمع بآرائي وأفكاري القانونية والدستورية والفكرية‪ ...‬وألكون‬ ‫محاميا مقتدرا ومحنكا أدافع عن كل المظلومين والمضطهدين والضعفاء‬ ‫أينما كانوا‪...‬‬ ‫ويطالب الضحايا المذكورون دائما والوطنيون بمدينة القصر الكبير‬ ‫بالكشف عن الحقيقة الكاملة التي تعرضت لها هاته المدينة من انتهاكات‬ ‫جسيمة وحساسة إبان سنوات‪1984 – 1963 – 1959 - 1958 – 1956 :‬‬ ‫وغيرها وتحديد المسؤوليات وإقرار عدم اإلفالت من العقاب مع تقديم‬ ‫االعتذار العلني والرسمي للدولة ولضحايا االنتهاكات الجسمية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ونتساءل عن لماذا كل هذا التهميش واإلقصاء االجتماعي لمدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬كما نلتمس وندعو كافة المنظمات واإلطارات الحقوقية‬ ‫والديمقراطية والوطنية والنقابية والسياسية والجمعوية واإلعالمية المعنية‬ ‫بحقوق اإلنسان في المغرب األقصى والمغرب العربي والعالم أجمع وكل‬ ‫المناضلين والمناضالت الشرفاء الغيورين لمساندة هذه الفئة من ضحايا‬ ‫سنوات الجمر والرصاص حتى ننتزع جميع حقوقنا‪ .‬وبتأسيس الجمعية‬ ‫الحقوقية المغاربية تجمع كل الدول المغاربية تونس والمغرب والجزائر وليبيا‬ ‫وموريتانيا‪ ،‬حتى ننتزع هذا وجميع حقوقنا المشروعة والعادلة وتتم االستجابة‬ ‫لكافة مطالبنا األكيدة‪...‬‬ ‫والبد من اإلشارة إلى ذكر كم من االستعطافات واالستنجادات‬ ‫وااللتماسات التي أرسلتها بالبريد المضمون وسجلتها كذلك بالصوت‬ ‫والصورة أمام قبة البرلمان في عدد من المرات مستنجدا ومستغيثا‬ ‫ومستعطفا بالسدة العالية باهلل لجاللة الملك محمد السادس دام له السؤدد‬ ‫والنصر والعزة ومتعه بالصحة والعافية وطول العمر بأن يمنحنا نحن ضحايا‬ ‫االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان حقوقنا المهضومة والتي نطالب بها منذ‬ ‫عقود عديدة‪ ،‬دون جدوى تذكر‪ ،‬هل لم تصل هاته االستغاثات واالستنجادات‬ ‫وااللتماسات لجاللته بأن يعطف علينا األعطاف المولوية السامية ويعطي‬ ‫تعليماته السديدة والحريصة على منح الحقوق العادلة ألصحابها‪.‬‬ ‫وختاما أؤكد (أنا عبد ربه) لست ضد أي كان‪ ،‬حتى الذين عذبوني‬ ‫العذاب الذي ال يتصوره العقل البشري‪ ،‬أو أمروا بذلك‪ ،‬أو الذين منعوا عني‬ ‫الحصول على حقوقي المادية واإلدارية وغيرها لست ضدهم‪ ،‬إنني فقط أدافع‬ ‫عن قضايا الوطن والسالم والوحدة والمجتمعات اإلنسانية كافة‪ ،‬وقضية‬ ‫فلسطين السليبة والحبيبة والمصيرية‪...‬‬


‫‪18‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫دار الشعر والحجر الصحي‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬في المتحف األثري‪ ،‬شالالت مياه دار الشعر بتطوان‪ ،‬شذر األدباء قصائدهم بها ًء‪.‬‬ ‫وهي رحلة من الجنس األدبي‪ ،‬الذي يكاد يلجأ معظم األدباء والعلماء والشعراء‪ ،‬إلى‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي في العالم االفتراضي أثناء الحجر الصحي‪ ،‬وهي سابقة من‬ ‫نوعها‪ ،‬وعلى غير العادة‪ ،‬على نحوما قال أبوتمام ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وطول مقام المرْء في الحيّ مُخلقٌ ~ لديباجتيه فاغتربْ تتجدَّد فإني رأيتُ‬ ‫ً‬ ‫الشمسَ زيدتْ محبَّة ~ إلى الناس ْ‬ ‫أن لستُ عليهم بسرْمد وإذا كانت هذه النوعية‬ ‫من اإلبداعات التي تؤرّخ للحجر الصحي‪ ،‬وتعكس منهجاً فريداً تاريخياً لوباء «كوفيد‪.»-19‬‬ ‫وقد انتهجتْ دار الشعر بتطوان‪ ،‬لكتابات تمارس الفنّ الرفيع بتلقائية وعفوية‪ ،‬وتسلط‬ ‫الذاكرة على اإلبداع‪ .‬إذ ينشدُ األديب االستمساك بالجوْدة‪ ..‬ليتهيأ لمدير دار الشعر‪،‬‬ ‫لتلك السلسلة التي كانت لوناً جديداً‬ ‫من فنون األدب وباباً من قصص‬ ‫شعرية بالحجر الصحي‪ .‬إذ ألفتْ‬ ‫اللقاء األوَّل أثناء الحجر الصحي بين‬ ‫ثلة من الشعراء‪ ،‬من بينهم األستاذ‬ ‫األدي���ب حسن مرْصووقصيدته‬ ‫«لمنْ» (بكسر الالم)‪ ،‬وليختمها ب‬ ‫«مألتُ سمائي»‪ .‬لتتعقبه الشاعرة‬ ‫الرقيقة فاطمة مرغيش‪ ،‬بقصيدتها‬ ‫«غ��رب��ة»‪ ،‬التي ك��ان مسك ختامها‬ ‫«للغربة وجهُ حبّ غير عاداته وشبَّ‬ ‫عن ط��وْق البداية»‪ .‬ثمَّ يأتي دور‬ ‫الشاعر األنيق ناصر العلوي وهويشدو‬ ‫بقصيدة اختار لها عنوان «ع��ادة‬ ‫شعرية»‪ ،‬وبسحر ال��ك�لام يختتم‪،‬‬ ‫«أدف��نُ ظلي في البياض‪ ،‬وأرس��م‬ ‫صوتي بممحاتي»‪ ..‬هوالشاعر الذي‬ ‫ينادي القلوب والعقول‪ ،‬وفيه شي ٌء‬ ‫شيء‪،‬وكوْن من ّ‬ ‫من ّ‬ ‫ٌ‬ ‫كل كوْن‪ .‬ليقدم الشاعر مخلص األمسية وهواألديب لمعظم‬ ‫كل‬ ‫الوقت‪ ،‬ومبدعٌ َّ‬ ‫جل الوقت‪ ،‬وبهيٌّ ّ‬ ‫كل الوقت‪ ..‬أقامت دار الشعر بتطوان أمسية شعرية‬ ‫عن بعد بعنوان «حدائق الشعر»‪ ،‬في فضاء حديقة دار الشعر والمتحف األثري بالمدينة‪،‬‬ ‫وبحضور افتراضي‪ .‬وصادفت األمسية الذكرى الرابعة لتأسيس دار الشعر بتطوان‪ ،‬في‬ ‫فضاء هذه الحديقة التاريخية‪.‬‬ ‫شارك في أمسية «حدائق الشعر»‪ ،‬الشاعر حسن مرصو والشاعرة فاطمة مرغيش‬ ‫والشاعر ناصر العلوي‪ ،‬وهم يمثلون أجياال مؤتلفة وأشكاال مختلفة في الكتابة الشعرية‬ ‫بالمغرب‪ .‬ووجهت دار الشعر بتطوان تحية لجمهورها الحاضر الغائب‪ ،‬بسبب ظروف الحجر‬ ‫الصحي‪ ،‬مؤكدة أنها لن تتوقف عن التواصل مع جمهورها‪ ،‬عبر منصات وقنوات التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬لتنقل لهم قصائد الشعراء ورسائل الشعر الجميلة‪ .‬واعتبر مخلص الصغير‪،‬‬

‫مدير دار الشعر بتطوان أن الحديقة طالما شكلت امتدادا شعريا للبيت‪ .‬وهوامتداد جميل‬ ‫شكلت فيه الحديقة مصدر إلهام وارتياح‪ ،‬ومنبعا لإلبداع واإلصرار على معانقة الحياة‪.‬‬ ‫بينما تبقى القصائد «أصداء الحديقة» بعبارة الشاعر الكبير إليوت‪ .‬كما يأتي برنامج‬ ‫«حدائق الشعر» الذي انطلق قبل سنتين‪ ،‬ليواصل نشر الشعر وصداه في مختلف حدائق‬ ‫تطوان األندلسية‪ ،‬وليجدد العالقة الطبيعية والحضارية بين الشعر والحديقة‪ ،‬كما حدث‬ ‫في اللحظة الحضارية األندلسية‪ ،‬عندما أصبحت الحدائق غرضا شعريا مستقال بذاته‬ ‫وموضوعاً‪.‬‬ ‫وتعد أمسية «حدائق الشعر» أول تظاهرة شعرية يحضرها الشعراء في زمن الحجر‬ ‫الصحي‪ ،‬في غياب الجمهور‪ ،‬ومع مراعاة شروط التباعد االجتماعي ومختلف اإلجراءات‬ ‫االحترازية والصحية المرعية‪ .‬كما‬ ‫قامت بعض القنوات التلفزيونية‬ ‫والمنابر اإلعالمية بالتغطية المباشرة‬ ‫لهذه األمسية‪ .‬‬ ‫واس���ت���ه���ل ال���ش���اع���ر ح��س��ن‬ ‫مرصواألمسية بقصيدة «لمن»‪ ،‬وهي‬ ‫تحمل تساؤالت شعرية قوية‪ ،‬حين‬ ‫يردد‪ :‬لِمَنْ َ‬ ‫سَأ ْلبَسُ َثوْ ِبي‪ /‬لِمَنْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سَأهْدي مَسَائِي‪ .‬لِمَنْ أ ِّ‬ ‫صَففُ‬ ‫َ‬ ‫شَعْ ِري‪ /‬وَأسْتَعِيدُ بَهَائِي‪ .‬لِمَنْ‬ ‫لِمَنْ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫يَسْتَلِذ غِنَائِي‪.‬‬ ‫سَأ َغنِّي‪َ /‬ف‬ ‫ويَنْتَشِي في ِرحَا ِبي‪ /‬وَيَسْتَطِيبُ‬ ‫لِ َقائِي‪ْ .‬‬ ‫خُذ ِني إِ َليْكَ حَ ِبي ِبي‪ُ /‬‬ ‫وَكنْ‬ ‫َ‬ ‫هَوَائِي وَمَائِي‪ .‬مَا أضْيَعَ العُمْرَ‬ ‫إِ َّال‪ /‬إِ َذا ْ‬ ‫مَألتَ سَمَائِي‪.‬‬ ‫وصدحت الشاعرة فاطمة مرغيش‬ ‫بمجموعة من القصائد الشعرية في‬ ‫حديقة دار الشعر‪ ،‬ومنها قصيدة‬ ‫«غربة»‪ ،‬وفيها تقول الشاعرة‪ :‬أَنحازُ‬ ‫َ‬ ‫أخطأني المطر‪ /.‬أُسَبِّح باسم المسافات‪ /‬المُتَورِّدة على هامات‬ ‫إلى سحائبي‪ /‬كلما‬ ‫وجهل غربة ما ِرقةٍ‪ /‬تُزاحم الوهم‪ /‬على الجنَبات‪ .‬للغربة‪ /‬وجه‬ ‫رسم‬ ‫الوقت‪ /.‬وأحاول‬ ‫ٍ‬ ‫مدينة‪ /‬فاض يَمُّها‪ /‬من دمع العابرين‪ /‬الواقفين حُفا ًة على طلل‪ /‬ما وَشَم الذكرى إال‬ ‫ِبرَماد لهفةٍ حائرة‪ .‬للغربة وجه حبٍّ‪ /‬غيَّر عاداته‪ /‬وشبَّ عن طوق البداية»‪ .‬وختم الشاعر‬ ‫ناصر قراءاته بقصيدة «عادة شعرية»‪ ،‬ومنها‪ :‬أرتاد صوتي وإذني سكاتي‪ /‬وأصغي لذاتي‬ ‫بمنأى عن صفاتي‪ .‬أستدرج للنداء صداه وأخفي عن رجعه إنصاتي‪ .‬عن شمالي مآرب قلبي‪/‬‬ ‫عن يساري جديد احتماالتي‪ .‬موطن كلما آنست هدأته‪ /‬زاد نشاط ارتعاشاتي‪ .‬برزخ كلما‬ ‫آثرت موقعه‪ /‬علي بعث إحدى حبيباتي‪ .‬أقيم الدليل على دعواي‪ /‬يوقعني الدليل في شرك‬ ‫البدايات‪ .‬أدفن ظلي في البياض‪ /‬وأرسم صورتي بممحاتي‪.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫ليلة اإلمتاع الخامسة و العشرون‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫فصل في النثر و النظم‬ ‫• محمد العطالتي‬ ‫«وقال ـ أدام اهلل دولته ـ ليلة ‪ :‬أحب أن أسمع كالما في مراتب النثر والنظم‪ ،‬وإلى أي حد ينتهيان‪،‬‬ ‫وعلى أي شكل يتفقان‪ ،‬وأيهما أجمع للفائدة‪ ،‬وأرجع بالعائدة‪ ،‬وأدخل في الصناعة‪ ،‬وأولى بالبراعة‪.‬‬ ‫فكان الجواب ‪ :‬إن الكالم على الكالم صعب‪ .‬قال‪ :‬ولِم ؟ قلت‪ :‬ألن الكالم على األمور المعتمد فيها‬ ‫على صور األمور وشكولها التي تنقسم بين المعقول وبين ما يكون بالحس ممكن‪ ،‬وفضاء هذا متسع‬ ‫والمجال فيه مختلف‪ .‬فأما الكالم على الكالم فإنه يدور على نفسه‪ ،‬ويلتبس بعضه ببعضه‪ ،‬ولهذا شق‬ ‫النحو وما أشبه النحومن المنطق‪ ،‬وكذلك النثر والشعر‪.‬‬ ‫وقد قال الناس في هذين الفنين ضروبا من القول لم يبعدوا فيها من الوصف الحسن‪ ،‬واإلنصاف‬ ‫المحمود‪ ،‬والتنافس المقبول‪ ،‬إال ما خالطه من التعصب والمحك‪ ،‬ألن صاحب هذين الخلقين ال يخلومن‬ ‫بعض المكابرة والمغالطة‪ ،‬وبقدر ذلك يصير له مدخل فيما يراد تحقيقه من بيان الحجة أوقصورها‬ ‫عما يرام من البلوغ بها‪ ،‬وهذه آفة معترضة في أمور الدين والدنيا‪ ،‬وال مطمع في زوالها‪ ،‬ألنها ناشئة‬ ‫من الطبائع المختلفة‪ ،‬والعادات السيئة‪ ،‬لكني مع هذه الشوكة الحادة والخطة الكادة‪ ،‬أقول ما وعيته‬ ‫عن أرباب هذا الشأن والمنتمين لهذا الفن‪ ،‬وإن عنَّ شيء يكون شكال لذلك وصلته به تكميال للشرح‪،‬‬ ‫واستيعابا للباب‪ ،‬وصمدا للغاية‪ ،‬وأخذا بالحياطة‪ ،‬وإن كان المنتهى منه غير مطموع فيه‪ ،‬وال موصول‬ ‫إليه‪ ،‬واهلل المعين‪.‬‬ ‫قال شيخنا أبوسليمان ‪ :‬الكالم ينبعث في أول مبادئه إما عن عفوالبديهة‪ ،‬وإما من كد الروية‪ ،‬وإما‬ ‫مركبا منهما وفيه قواهما باألكثر واألقل‪ .‬ففضيلة عفو البديهة أنه يكون أصفى‪ ،‬وفضيلة كد الروية‬ ‫أنه يكون أشفى‪ ،‬وفضيلة المركب منهما أنه يكون أوفى‪ ،‬وعيب عفوالبديهة أن تكون صورة العقل‬ ‫فيه أقل‪ ،‬وعيب كد الروية أن تكون صورة الحس فيه أقل‪ ،‬وعيب المركب منهما بقدر قسطه منهما ‪:‬‬ ‫األغلب واألضعف‪ .‬على أنه إن خلص هذا المركب من شوائب التكلف‪ ،‬وشوائن التعسف‪ ،‬كان بليغا مقبوال‪،‬‬

‫رائعا حلوا‪ ،‬تحتضنه الصدور‪ ،‬وتختلسه اآلذان‪ ،‬وتنتهبه المجالس‪ ،‬ويتنافس فيه المنافس بعد المنافس‪.‬‬ ‫والتفاضل الواقع بين البلغاء في النظم والنثر إنما هوفي هذا المركب الذي يسمى تأليفا ورصفا‪ .‬وقد‬ ‫يجوز أن تكون صورة العقل أ ْلوَح‪ ،‬إال أن ذلك من غرائب آثار النفس ونوادر أفعال الطبيعة‪ ،‬والمدار على‬ ‫العمود الذي سلف نعته ورسا أصله‪.‬‬ ‫وسمعت أبا عائذ الكرخي صالح بن علي يقول ‪ :‬النثر أصل الكالم والنظم فرعه‪ ،‬واألصل أشرف من‬ ‫الفرع والفرع أنقص من األصل‪ ،‬لكن لكل واحد منهما زائنات وشائنات‪ ،‬فأما زائنات النثر فهي ظاهرة‪ ،‬ألن‬ ‫جميع الناس في أول كالمهم يقصدون النثر‪ ،‬وإنما يتعرضون للنظم في الثاني بداعية عارضة‪ ،‬وسبب‬ ‫باعث‪ ،‬وأمر معين‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ومن شرفه أيضا أن الكتب القديمة والحديثة النازلة من السماء على ألسنة الرسل بالتأييد‬ ‫اإللهي مع اختالف اللغات كلها؛ منثورة مبسوطة‪ ،‬متباينة األوزان‪ ،‬متباعدة األبنية‪ ،‬مختلفة التصاريف‪ ،‬ال‬ ‫تنقاد للوزن‪ ،‬وال تدخل في األعاريض‪ .‬هذا أمر ال يجوز أن يقابله ما يدحضه‪ ،‬أويُعْترض عليه بما يُحْرضه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ومن شرفه أيضا أن الوحدة فيه أظهر‪ ،‬وأثرها فيه أشهر‪ ،‬والتكلف منه أبعد‪ ،‬وهوإلى الصفاء‬ ‫أقرب‪ ،‬وال توجد الوحدة غالبة على شيء إال كان ذلك دليال على حسن ذلك الشيء وبقائه‪ ،‬وبهائه ونقائه‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ومن فضيلة النثر أيضا كما أنه الهي بالوحدة‪ ،‬كذلك هوطبيعي بالبدأة‪ ،‬والبدأة في الطبيعيات‬ ‫وحدة‪ ،‬كما أن الوحدة في اإللهيات بدأة‪ ،‬وهذا كالم خطير‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أال ترى أن اإلنسان ال ينطق في أول حاله من لدن طفوليته إلى زمان مديد إال بالمنثور المتبدد‪،‬‬ ‫والميسور المتردد‪ .‬وال يلهم إال ذاك‪ ،‬وال يُناغى إال بذاك‪ .‬وليس كذلك المنظوم‪ ،‬ألنه صناعي‪ ،‬أال ترى‬ ‫أنه داخل في حصار العروض وأسر الوزن وقيد التأليف‪ ،‬مع توقي الكسر‪ ،‬واحتمال أصناف الزحاف‪ ،‬ألنه لما‬ ‫هبطت درجته عن تلك الربوة العالية دخلته اآلفة من كل ناحية»‬


‫‪19‬‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫تتمة الحوار مع الباحث في تاريخ منطقة الشمال‬ ‫تتمة (ص ‪)20‬‬

‫~كيف جاء اهتمامكم بتاريخ هذه‬ ‫المدينة؟‬ ‫يلتقي اهتمامي المتواصل بالبحث في تاريخ مدينة‬ ‫أصيال‪ ،‬أمران اثنان‪ ،‬أولهما مرتبط بعشقي للمدينة التي‬ ‫أنتمي إليها وأرتبط بها عاطفيا بشكل وثيق‪ ،‬وثانيهما‬ ‫مرتبط بانشغاالتي العلمية والجمعوية المهتمة بالبحث‬ ‫في تاريخ المدينة العريق‪ ،‬سواء منه المادي أم الرمزي‪.‬‬ ‫فعشقي للمدينة ال حدود له‪ ،‬وشغفي بتجميع كل ما يقع‬ ‫بين يدي من مواد وتدوينات ووثائق ومحكيات لها صلة‬ ‫بماضي أصيال‪ ،‬يظل هاجسي األساسي‪.‬‬

‫~لذلك‪ ،‬كنتم من بين مؤسسي إطار‬ ‫ثقافي متخصص في هذا المجال‪...‬‬ ‫بالفعل‪ ،‬فقد كان لي شرف المشاركة في تأسيس‬ ‫جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي بمدينة‬ ‫أصيال سنة ‪ ،1994‬وهي الجمعية التي استطاعت تحقيق‬ ‫تراكم هام من األعمال المرجعية والمؤسسة لترشيد جهود‬ ‫البحث في تاريخ المدينة‪ ،‬وللتحول إلى قوة اقتراحية أمام‬ ‫كل الجهات المسؤولة عن تهيئة الفضاء العام للمدينة‪.‬‬ ‫شخصيا‪ ،‬نشرت عدة أعمال ضمن منشورات هذه الجمعية‬

‫الرائدة‪ ،‬أذكر من بينها كتاب «أصيال‪ :‬حصيلة البحث‬ ‫التاريخي واألركيولوجي» سنة ‪ ،2007‬وكتاب «مع األديب‬ ‫أحمد عبد السالم البقالي‪ :‬حوار السيرة والذاكرة» سنة‬ ‫‪ ،2010‬وكتاب «أصيال‪ :‬دراسات بيبليوغرافية تصنيفية»‬ ‫سنة ‪ ،2017‬وكتاب «أصيال‪ ..‬ذاكرة العمل الوطني‬ ‫المغربي‪ -‬وثائق محمد بن عبد السالم الناصري» سنة‬ ‫‪ .2019‬كما نشرت الجمعية أعماال أخرى لكتاب المدينة‬ ‫ومثقفيها‪ ،‬من أمثال المهدي أخريف‪ ،‬وأحمد عبد السالم‬ ‫البقالي‪ ،‬وإدريس علوش‪ ،‬ومغيث عبد السالم البوعناني‪،‬‬ ‫ومحمد األمين المليحي‪ ،‬وعبد الواحد منتصر‪...،‬‬

‫~كيف تحضر مدينة أصيال لدى الباحث‬ ‫أسامة الزكاري؟‬ ‫أصيال المنشأ والمآل‪ ،‬في بحرها أجد دوائي‪ ،‬وفي‬ ‫هوائها أتنفس معاني وجودي‪ ،‬وتحت سمائها أحقق‬ ‫أحالمي‪ ،‬وفي تربتها تنبث مشاريعي‪ ،‬ومن مائها أروي‬ ‫عطشي‪ .‬أنا ضمآن في عشق المدينة‪ ،‬ولن أتعب في‬ ‫التعبير عن هذا العشق الصوفي ما حييت‪ .‬تسكنني‬ ‫مدينة أصيال وأنا بعيد عنها‪ .‬لم أشعر أبدا بغربتي عن‬ ‫عوالم المكان وعن فضاءات العمق في المدينة‪ ،‬فأنا أحمل‬ ‫رموزها المميزة ووجوه أناسها البسطاء معي حيثما ذهبت‬ ‫وحيثما انتهى بي المقام‪ .‬أفبعد هذا الحلول يوجد الوجد؟‬ ‫أفبعد هذا الكشف يوجد التجلي؟‬ ‫يوجد هذا «التجلي» في التعبيرات المتعددة‬ ‫ ‬ ‫المعبرة عن مضامينه‪ ،‬من خالل العمل الجمعوي‬ ‫واإلصدارات التاريخية‪ ،‬ثم –أساسا‪ -‬من خالل االحتكاك‬ ‫اليومي بالتغيرات الجزئية اليومية للمدينة‪ ،‬وبتفاصيل‬ ‫وقائعها االنسيابية التي يصنعها الناس في سياق نظيمة‬ ‫مسلكياتهم االعتيادية وأنساقهم الفكرية والثقافية‬ ‫والرمزية المركبة‪ .‬وأعتقد أن هذا العشق للمكان‪ ،‬يساعد‬ ‫على تجسير العالقة مع مواضيع البحث ومع أسئلة الكتابة‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي نزعم أننا نتقاطع فيه مع تجارب تأصيلية‬ ‫لعالقة المكان باإلبداع وبالكتابة‪ ،‬سواء في أرصدة األدب‬ ‫المغربي المعاصر‪ ،‬أم في مجمل التراكمات العالمية‬ ‫المستثمرة لخصوبة المكان‪ ،‬قصد إنتاج األعمال التوثيقية‬ ‫أو الكتابات التخييلية أو المونوغرافيات التاريخية‪.‬‬ ‫وبهذه الصفة‪ ،‬تصبح أصيال مآلي المنشود‪ ،‬وسكينة‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسَلة من فرنسا‬

‫روحي الكتشاف ذاتي الهاربة داخل مخاضات «اليومي»‪،‬‬ ‫وإلعادة تركيب هويتنا الجماعية‪ ،‬هوية مدينة أصيال‬ ‫األصيلة‪.‬‬

‫~أصدرتم كتابا عن المجاهد المرحوم‬ ‫الهاشمي الطود‪ .‬هل يمكن أن تضعنا‬ ‫في سياق اختيار هذه الشخصية‪ ،‬وكذا عن‬ ‫أهمية صدور هذا الكتاب؟‬ ‫يعود األمر بالدرجة األولى إلى اقتناعي الراسخ بأهمية‬ ‫العمل المنظم إلنقاذ ذاكرة المجاهد الهاشمي الطود‪،‬‬ ‫بالنظر لقيمتها الكبرى في فهم العديد من منعرجات‬ ‫العمل التحرري الذي عرفته بالدنا‪ ،‬وعموم البلدان‬ ‫المغاربية خالل عقود القرن ‪ .20‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أن الرجل‬ ‫كانت له مبادرات جمة داخل دهاليز قيادة الثورة الجزائرية‬ ‫ومع تنظيماتها المتعددة والمتواترة‪ ،‬مثل حزب الشعب ثم‬ ‫جبهة التحرير الوطني الجزائري‪ .‬كما كانت له إسهامات‬ ‫متميزة تحت إشراف األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫بمصر وبفلسطين وبالعراق وبالسودان وبليبيا وبتونس‪.‬‬ ‫وبفضل هذه المهام والمسؤوليات‪ ،‬استطاع االنخراط في‬ ‫بعض تفاصيل صنع القرار داخل تنظيمات العمل التحرري‬

‫بالعديد من األقطار العربية‪ ،‬والزالت وثائقه المادية تشهد‬ ‫على ذلك‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فال شك أن تآمر متنفذي مغرب‬ ‫ما بعد رحيل االستعمار‪ ،‬وخاصة في صفوف حزب االستقالل‬ ‫وداخل ما سمي ب»جيش التحرير»‪ ،‬ضد كل المرتبطين‬ ‫بالمشروع التحرري لمحمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬قد‬ ‫جعل يد الغدر تمتد لتنتقم من العقيد الهاشمي الطود‪،‬‬ ‫من خالل التنكيل بأفراد أسرته بالمغرب‪ .‬وهو التنكيل‬ ‫الذي بلغ ذروته مع اختطاف والده عبد السالم الطود‬ ‫بمدينة القصر الكبير يوم ‪ 12‬يونيو من سنة ‪ ،1956‬ثم‬ ‫اختطاف خاله عبد السالم بمدينة تطوان يوم ‪ 14‬يونيو من‬ ‫نفس السنة‪ ...‬واستمرت المؤامرة‪ ،‬بسعي جهات متعددة‬ ‫للتآمر على ذاكرة الرجل وقتل معالم توهجها‪ ،‬ضمن آلة‬ ‫المحو المقيتة والمرتبطة بحسابات ضيقة ألحقت بالرجل‬ ‫الكثير من أشكال الظلم والتضييق‪ .‬وإنصافا للحق‪ ،‬ووفاءا‬ ‫للتاريخ‪ ،‬كان البد أن نعيد تنظيم قراءة ذخائر وثائق‬ ‫هذا الرجل الفذ‪ ،‬باالشتغال على مذكراته لتعميم تداول‬ ‫مضامينها ووثائقها بين الباحثين والمهتمين‪ ،‬وذلك في‬ ‫إطار رؤى علمية خالصة‪ ،‬بعيدا عن منطق االنتقام وعن‬ ‫حوافز تصفية الحسابات‪...‬‬

‫~أخيرا‪ ،‬ما هي المشاريع العلمية‬ ‫لألستاذ أسامة الزكاري التي يمكن أن ترى‬ ‫النور قريبا؟‬

‫أنا اآلن منهمك في االشتغال على عملين تصنيفيين‬ ‫مختلفين‪ ،‬أولهما خاص بتحوالت ماضي مدينة أصيال‬ ‫انطالقا من حصيلة البحث العلمي التاريخي المتخصص‬ ‫من داخل المغرب ومن خارجه‪ ،‬وثانيهما مرتبط بعمل‬ ‫بيبليوغرافي تقييمي لحصيلة عطاء الذاكرة األندلسية‬ ‫داخل رصيد منجز النخب المعاصرة بالضفتين المغربية‬ ‫واإليبيرية‪ .‬أما العمل الذي قطعت فيه أشواطا هامة‪،‬‬ ‫فيتعلق برصيد البيبليوغرافيات الخاصة باإلسطوغرافيات‬ ‫التاريخية لمنطقة الشمال‪ ،‬سواء منها المكتوبة باللغة‬ ‫العربية‪ ،‬أم بمختلف اللغات األجنبية‪ .‬هذا العمل الذي‬ ‫وهبت له الكثير من فترات عمري‪ ،‬يشكل حلمي المشرع‬ ‫على رحابة البحث والسؤال العلميين المرتبطين بشغفي‬ ‫الفطري بالبحث في إبداالت ماضي منطقة الشمال‬ ‫المديد‪.‬‬

‫نجاة الكاضي‬

‫ال�شيباين‬

‫كان لتعديل القانون المالي الفرنسي لعام ‪ 2019‬الذي اتخذه‬ ‫رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب‪ ،‬والذي دخل حيز التنفيذ في‬ ‫فاتح يوليو من هذه السنة‪ ،‬انتصار للشيبانيين الذين خاضوا معركة‬ ‫دامت عدة عقود السترجاع حقوقهم‪ ،‬والتي اغتصبت منهم لمجرد‬ ‫أنهم من جنس غير فرنسي‪.‬‬ ‫الشيبانيون لغة هم المسنون‪ ،‬لكن في فرنسا أطلقت على‬ ‫المهاجرين من أصل مغاربي وسكان جنوب أفريقيا وعلى جنود الحرب‬ ‫العالمية الذين زاولوا مهنا بعقود عمل خاصة وبأجور جد منخفضة‬ ‫بالنسبة لزمالئهم العمال من أصل فرنسي‪ .‬و أغلب الشيبانين إن لم‬ ‫أقل جلهم يعيشون بصورة انفرادية داخل فرنسا في بيوت خصصت‬ ‫للمهاجرين (سوناكوترا)‪ ،‬والتي أخذت إسما آخر بعد اإلصالح(ادوما)‪.‬‬ ‫العيش في فرنسا كان إجباريا بعد التقاعد‪ ،‬عليه إثبات العيش‬ ‫سنويا ستة شهور ويوم واحد على األقل ليستفيد من المساعدات‬ ‫االجتماعية والطبية والتمتع بحقوق المعاش التقاعدي‪ ،‬في حين إن‬ ‫أغلب هؤالء لهم أمراض مزمنة تستدعي الرعاية األسرية‪ .‬كل هذه‬ ‫األضرار أدت إلى انتفاضة هذه الطبقة من العمال وخلق جمعيات‬ ‫حقوقية من أبناء الجالية تخصصت في البداية في مساعدتهم إداريا‬ ‫ثم نحو كفاح مشدد أكثر من أجل استعادة حقوقهم الكاملة مثلهم‬ ‫مثل المتقاعد من أصل فرنسي‪ .‬ويقول المثل «ماضاع حق وراءه‬ ‫طالب»‪ .‬فبعد جهود مغربية وفرنسية انتصر الشيبانيون وتمكن‬ ‫‪ 330.000‬متقاعد بعد إثبات أنه عاش في فرنسا ما بين ‪1946-‬‬ ‫‪ 1975‬من االستفادة من التأثير اإليجابي لهذا اإلجراء من الحكومة‬ ‫الفرنسية‪ .‬منهم ‪ 175.000‬متقاعد مغربي‪ ،‬عادوا إلى الوطن األم‬ ‫بعد سنوات عديدة بفرنسا ‪ .‬السؤال المطروح ‪ :‬لماذا عاد بعض‬ ‫هؤالء إلى فرنسا بعد نضالهم الطويل من أجل العيش في بلدانهم‬ ‫األصلية ؟ هل االندماج كان صعبا ؟ هل مستوى العيش والتطبيب لم‬ ‫يكن بقدر المطلوب ؟ هل الظروف االجتماعية كانت أكثر فاقة مما‬ ‫كان عليه في فرنسا ؟ هذا ال يمنع أن العديد من الشيبانين التحقوا‬ ‫بعائلتهم و تأتينا منهم صور تزينها فرحة اللمة والعائلة‪.‬‬


‫‪20‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫ال�سمـال‬

‫العدد ‪ n 1052‬ال�سبت ‪ 27‬يونيو ‪2020‬‬

‫األخيرة‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الجزء الثاني من الحوار مع الباحث‬ ‫في تاريخ منطقة الشمال‬

‫األستاذ أسامة الزكاري‪..‬‬

‫درس التاريخ‪ ..‬مناهج ورؤى‬ ‫وقضايا‪ ،‬وتراكمات البحث‬ ‫في ماضي منطقة الشمال‬ ‫حاوره ‪ :‬عبد اإلله المويسي‬ ‫~ربما كان ذلك دليال على خصوبة مجال الدراسة‪...‬‬

‫بالفعل‪ ،‬فالبحث في تاريخ منطقة الشمال‪ ،‬يظل من الخصوبة ومن‬ ‫التنوع بشكل يجعل من الصعب اإلحاطة بكل تفاصيله‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فواقع الحال يثبت أن حصيلة المنجز الذي حققه مؤرخو المنطقة يفتح‬ ‫آفاقا مسترسلة لالستمرار في النبش في الوثائق الدفينة‪ ،‬وفي تحقيق‬ ‫النصوص الغميسة‪ ،‬وفي تجميع البيبليوغرافيات‪ ،‬وفي استثمار الروايات‬ ‫الشفوية‪ ،‬وفي تكثيف البحث األركيولوجي والطوبونيمي‪ ،‬وفي االنفتاح‬ ‫على التراث الرمزي غير المدون‪ ،‬وفي تدقيق النظر في األعمال اإلبداعية‬ ‫والتخييلية والفنية‪ .‬وبفضل هذا الجهد‪ ،‬أمكن إنجاز أطاريح جامعية رائدة‪،‬‬ ‫مرجعية ومؤسسة‪ ،‬أستشهد ‪-‬في هذا الباب على سبيل المثال ال الحصر‪-‬‬ ‫بأطروحة األستاذ محمد األمين البزاز حول المجلس الصحي بطنجة‪ ،‬أو‬ ‫أطروحة األستاذ عبد العزيز خلوق التمسماني حول حركة أحمد الريسوني‬ ‫بمنطقة جبالة‪ ،‬أو أطروحة األستاذ محمد خرشيش حول حرب الريف‪ ،‬أو‬ ‫أطروحة األستاذ محمد الشريف حول مدينة سبتة خالل العصر الوسيط‪،‬‬ ‫أو أطروحة األستاذ حسن الفكيكي حول قبيلة قلعية بالريف‪ ،‬أو أطروحة‬ ‫األستاذ المختار الهراس حول قبيلة األنجرة‪ ،‬أو أطروحة األستاذ رضوان‬ ‫العزيفي حول أدوار مصب وادي مرتيل خالل التاريخ القديم‪ ،‬أو أطروحة‬ ‫األستاذ عثمان المنصوري حول العالقات المغربية البرتغالية‪ ،‬أو أطروحة‬ ‫األستاذ مصطفى غطيس حول موقع تمودة في سياق التاريخ القديم‬ ‫للمنطقة‪ ،‬أو أطروحة األستاذ إدريس شهبون حول مدينة العرائش قبل‬ ‫عهد الحماية‪ ،‬أو أطروحة األستاذ عبد الرحمان الطيبي حول واقع منطقة‬ ‫الريف قبل االستعمار‪....،‬‬

‫~هل من مؤشرات حول الوقع العام لنتائج هذا‬ ‫الجهد العلمي إذا أخذنا بعين االعتبار مكانة المنطقة‬ ‫داخل عمقها التاريخي وامتدادها الجغرافي‬

‫من المؤكد أن المنطقة ظلت تضطلع بأدوار كبرى داخل‬ ‫«التاريخ الطويل المدى»‪ .‬فمنذ العهد القديم‪ ،‬ظلت المنطقة محطة‬ ‫أساسية في استقبال حضارات البحر األبيض المتوسط المختلفة‪ ،‬وفي‬ ‫إنتاج مراكز اإلشعاع الحضاري المرتبط بالشعوب األخرى‪ ،‬مثل الفنيقيين‬ ‫والقرطاجيين والرومان والوندال‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬برزت مراكز اإلشعاع‬ ‫الحضاري المرتبطة بتحوالت الماضي السحيق للمنطقة‪ ،‬مثلما هو الحال‬ ‫مع مراكز تمودة (تطوان) وتنجي وأشقار (طنجة) وزليل وعين مصباح‬ ‫وامزورة (أصيال) وليكسوس (العرائش) وأبيدوم نوفوم (القصر الكبير)‬ ‫واألقواس (ابرييش)‪ ...‬أما في العصر الوسيط‪ ،‬فقد أصبحت المنطقة‬ ‫قاعدة للدولة المغربية الفتية‪ ،‬منها انطلقت الفتوحات اإلسالمية نحو‬ ‫بالد األندلس خالل القرن السابع الميالدي‪ ،‬وإليها استقرت المكونات‬ ‫العربية المنضوية داخل القبائل الكبرى المهاجرة من المشرق‪ ،‬مثل‬ ‫قبائل بني هالل وبني سليم‪ .‬وفي عهد دولة األدارسة‪ ،‬أصبحت المنطقة‬ ‫مجاالت ترابية مركزية في التقسيم الذي اعتمده األمير محمد بن إدريس‬ ‫بإيعاز من جدته كنزة األوربية‪ .‬وفي العصر الحديث‪ ،‬برز اسم المنطقة‬ ‫قويا عندما أصبحت بعض مدنها عواصم للدولة المغربية‪ ،‬مثلما هو‬ ‫الحال مع الدولة الوطاسية التي انطلقت خالل القرن الخامس عشر‬ ‫الميالدي من مدينة أصيال‪ ،‬أو مع «اإلمارة الراشدية» التي أسسها أبو‬ ‫الحسن علي المنظري الغرناطي بمدينة شفشاون بعد سقوط مدينة‬ ‫غرناطة في يد اإلسبان سنة ‪1492‬م في سياق موجة حروب االسترداد‬ ‫التي أنهت الوجود السياسي اإلسالمي باألندلس‪ ،‬أو مع «إمارة السيدة‬ ‫الحرة» بتطوان‪ .‬وإذا كانت مجمل ثغور المنطقة قد خضعت لالحتالل‬ ‫اإليبيري خالل القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪ ،‬مثلما وقع مع مدينة سبتة‬ ‫سنة ‪1415‬م‪ ،‬ومع مدينتي طنجة وأصيال سنة ‪1471‬م‪ ،‬أو مع مدينة‬ ‫مليلية سنة ‪1497‬م‪ ،‬ثم مع مدن أخرى مثل القصر الصغير والعرائش‪،‬‬ ‫فإن ساكنتها ومجموعاتها اإلثنية سجلت دروسا بليغة في الوطنية‪،‬‬ ‫من خالل مجابهتها لمشاريع الغزو البرتغالي واإلسباني للمنطقة‪ ،‬وقد‬

‫توج ذلك بتحقيق االنتصار المغربي الكبير في معركة وادي المخازن‪ ،‬أو‬ ‫معركة القصر الكبير‪ ،‬سنة ‪1578‬م‪ ،‬مما ساهم في إعادة وضع المنطقة‬ ‫في صلب التحوالت الجيوستراتيجية لمنطقة غرب البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬أفرزت المنطقة تجارب وأسماء رائدة للمقاومة‬ ‫الوطنية التي أفشلت مشاريع الغزو اإليبيري لبالدنا‪ .‬أستحضر في هذا‬ ‫المقام‪ ،‬أسماء خالدة‪ ،‬من قبيل سيدي طلحة الدريج‪ ،‬وسيدي المنظري‪،‬‬ ‫والخضر غيالن‪ ...،‬مما أفرز تراكما هائال من السير والمحكيات ذات الصلة‬ ‫بالموضوع‪ ،‬وأنتجت تضخما في «السرديات المغربية» داخل المصنفات‬ ‫اإليبيرية للعصر الحديث‪ ،‬وخاصة البرتغالية منها‪ ،‬مثلما عكسته كتابات‬ ‫رواد هذا المجال من أمثال أدولفو غيفارا‪ ،‬وبرناردو رودريغيش‪ ،‬وفيرناندو‬ ‫دي مينيسيس‪ ...،‬بل إن وقائع االنتصارات المغربية أضحت مراجع‬ ‫أساسية في ذاكرة الغزو البرتغالي للشمال‪ ،‬مثلما هو حال وقائع حاسمة‬ ‫مثل معركة جزيرة المليحة‪ ،‬أو معركة الحومر‪ ،‬أو معركة وادي المخازن‪،‬‬ ‫أو أدوار رباطات جهادية مثل عياشة وتازروت وقلعية وبني ورياغل‪...‬‬ ‫وفي الفترة المعاصرة‪ ،‬ومع ازدياد وقع الضغط االستعماري‬ ‫الموجه‪ ،‬أصبحت المنطقة قبلة ألطماع جهات عدة‪ .‬فمدينة طنجة –مثال‪-‬‬ ‫أضحت عاصمة ديبلوماسية لكل بالد المغرب خالل القرن ‪ ،19‬وعلى‬ ‫أبواب مدينة تطوان‪ ،‬انهزم الجيش المغربي أمام نظيره اإلسباني سنة‬ ‫‪1859‬م‪ ،‬وعند أبواب مدينة مليلية جرت معارك طاحنة بين قبيلة قلعية‬ ‫واإلسبان سنة ‪ ...،1897‬وبعد خضوع البالد رسميا لالستعمار الفرنسي‬ ‫واإلسباني والدولي سنة ‪ ،1912‬انطلقت حركات المقاومة العنيفة‬ ‫بمنطقتي جبالة والريف‪ ،‬وبرزت أسماء فجرت صرخة المغاربة في وجه‬ ‫المشروع اإلمبريالي اإلسباني فوق األرض المغربية‪ ،‬مثلما هو الحال مع‬ ‫الشريف محمد أمزيان‪ ،‬ومحمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬ومحمد التازية‬ ‫الوهابي‪ ،‬وأحمد بن محمد الحزمري (أخريرو)‪ ،‬واحميدو السكان‪...،‬‬ ‫أما خالل الزمن الراهن‪ ،‬فقد ظلت المنطقة بؤرة للتجديد‬ ‫وللتنوير الحداثي‪ ،‬من خالل ظهور التنظيمات الحزبية األولى‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها حزب اإلصالح الوطني وحزب الوحدة المغربية وحزب المغرب الحر‪.‬‬ ‫وبها ظهرت أولى الجمعيات الحقوقية والثقافية والهيآت االستثمارية‬ ‫الحديثة‪ ،‬بمبادرات غير مسبوقة لرواد هذا المجال‪ ،‬من أمثال الحاج‬ ‫عبد السالم بنونة‪ ،‬وعبد الخالق الطريس‪ ،‬ومحمد المكي الناصري‪،‬‬ ‫والتهامي الوزاني‪ ،‬وعبد اهلل كنون‪ ...،‬وهي النخبة التي أنشأت هيآت‬ ‫مدنية للتأطير العصري‪ ،‬المنفتح على مستجدات العالم وعلى مكتسباته‬ ‫الحضارية الكبرى‪ .‬وأذكر في هذا الباب‪ ،‬تجارب كل من «المعهد الحر»‬ ‫الذي أنشأه األستاذ عبد الخالق الطريس‪ ،‬و»معهد موالي المهدي»‬ ‫الذي أنشأه الشيخ محمد المكي الناصري‪ ،‬و»جمعية الطالب المغربية»‪،‬‬ ‫وفرقة «المسرح األدبي» ومعها العديد من الفرق المسرحية في مختلف‬ ‫مدن الشمال‪ ،‬وأول جمعية للدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬والفرق الرياضية‪،‬‬ ‫وتنظيمات حركة الكشفية‪ ،‬والمؤسسات اإلعالمية‪ ،‬وأعياد الكتاب‪،‬‬ ‫والبعثات التعليمية نحو الخارج‪ ،‬والمسابقات الثقافية‪ ...،‬فمثل هذه‬ ‫المبادرات‪ ،‬أعطت للمنطقة ألقها وتميزها داخل محيطها الوطني الواسع‬ ‫والدولي الممتد على ضفاف حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬

‫~وماذا عن المدينة التي تخصصتم في البحث في‬ ‫تاريخها‪ ،‬وأقصد –في هذا المقام‪ -‬مدينة أصيال؟‬

‫اضطلعت مدينة أصيال بوظائف منسجمة مع السياقات التاريخية‬ ‫الكبرى التي أشرت إليها أعاله‪ .‬تقع هذه المدينة بشمال المغرب على‬ ‫الساحل األطلنتي على بعد حوالي ‪ 40‬كلم جنوب مدينة طنجة‪ ،‬وعلى بعد‬ ‫نفس المسافة –تقريبا– شمال مدينة العرائش‪ .‬وهي من أعرق حواضر‬ ‫المغرب التي اضطلعت بأدوار تاريخية كبرى‪ ،‬غطت بإشعاعها مجاالت‬ ‫جغرافية واسعة داخل فضاء الضفة الجنوبية للبحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وتمتد عبر الطريق الرئيسية رقم ‪ 2‬في شكل تجمع حضري صغير محاذي‬ ‫للساحل األطلنتي‪ ،‬يثير االنتباه بطابعه المعماري اإلسالمي والمتوسطي‬ ‫الذي تطغى عليه الدور البيضاء المتراصة المحتضنة من طرف اللون‬ ‫األزرق الغامق‪ .‬يختلف المؤرخون حول تاريخ بناء مدينة أصيال‪ ،‬حيث‬

‫كانوا يعتقدون أنها تطابق مدينة زيليس الرومانية‪ ،‬لكن الدراسات‬ ‫األركيولوجية المعاصرة أثبتت أن زيليس ال عالقة لها بموقع أصيال‬ ‫الحالي‪ ،‬بل توجد بالمنطقة المعروفة اليوم ب»الدشر الجديد» بتراب‬ ‫جماعة احد الغربية‪ .‬وقد برز اسمها ألول مرة عند نهاية مرحلة حكم‬ ‫دولة األدارسة‪ ،‬حيث كانت عاصمة للمنطقة التي آل أمرها لألمير القاسم‬ ‫بن إدريس الثاني‪ ،‬قبل أن تنتقل السلطة فيها إلى ملوك قرطبة الذين‬ ‫أعادوا بناءها وتجهيزها‪ .‬وقد أشار العديد من المؤرخين‪ ،‬مثل ابن حوقل‬ ‫والبكري والحسن الوزان‪ ،‬إلى غنى ظهير المدينة خالل هذه المرحلة‬ ‫وإلى أهمية أسوارها ورواج أسواقها وأمن مينائها‪ .‬وابتداء من القرن ‪14‬‬ ‫الميالدي كانت سفن الجنويين والكطالنيين والميورقيين تفد على ميناء‬ ‫أصيال‪ ،‬بل أقام تجارهم فنادق لهم بالمدينة‪ ،‬وأصبحوا يعتمدون عليها‬ ‫للحصول على العديد من السلع الهامة مثل التبر والحبوب والصوف‪،‬‬ ‫مقابل ترويج سلع مختلفة أهمها التوابل والعقاقير الشرقية‪ .‬وإلى جانب‬ ‫التجارة‪ ،‬فقد امتهنت ساكنة المدينة نشاط الجهاد البحري‪ ،‬مما أكسبها‬ ‫مناعة وصيتا عالميين تردد صداهما في مصنفات التاريخ اإلسالمي‬ ‫واألوربي‪.‬‬ ‫أنجبت مدينة أصيال خالل مرحلة العصور الوسطى الكثير من العلماء‬ ‫والمفكرين الذين اخترقت شهرتهم اآلفاق‪ ،‬وعلى رأسهم العالمة اإلمام‬ ‫األصيلي الذي كان من أشهر رواة «صحيح البخاري» بكل منطقة الغرب‬ ‫اإلسالمي‪ .‬وفي سنة ‪1471‬م‪ ،‬تعرضت لالحتالل البرتغالي‪ ،‬وفي سنة‬ ‫‪ 1578‬م كانت قاعدة للحملة العسكرية التي قادها الملك البرتغالي‬ ‫ضون سبستيان على المغرب‪ ،‬والتي انتهت بالمواجهة الشهيرة في‬ ‫معركة وادي المخازن‪ .‬وإذا كانت المدينة قد عادت إلى حظيرة الوطن‬ ‫سنة ‪1550‬م‪ ،‬أي قبل المعركة المذكورة‪ ،‬فإنها رزحت من جديد تحت‬ ‫االحتالل البرتغالي قبيل واقعة وادي المخازن‪ ،‬بعد أن سلمها لهم صهر‬ ‫السلطان المخلوع محمد المتوكل‪ ،‬وبقيت على هذه الحالة إلى أن‬ ‫عادت إلى السيادة المغربية سنة ‪1589‬م بعد اتفاق بين فيليب الثاني‬ ‫والسلطان السعدي أحمد المنصور‪ .‬ومنذ القرن ‪17‬م‪ ،‬تراجعت أهميتها‬ ‫السياسية واالقتصادية ‪ ،‬لتعيش تحت تقاطب وتأثير مدن شمال المغرب‬ ‫المجاورة‪ .‬وظلت على هذا الحال إلى أن وقعت تحت االحتالل اإلسباني‬ ‫عند بداية القرن ‪ ،20‬شأنها في ذلك شأن باقي مناطق شمال المغرب‪.‬‬ ‫تحافظ مدينة أصيال –حاليا– على العديد من المآثر التاريخية ذات‬ ‫األصول الرومانية واإلسالمية واليهودية والبرتغالية واإلسبانية‪ .‬من‬ ‫اشهرها الجامع األعظم وجامع السعيدة وبرج التشريف (أو برج القمرة‬ ‫كما هو متداول لدى الساكنة) وقصر الريسوني واألسوار واألبراج‬ ‫البرتغالية والثكنة اإلسبانية والكنيسة الكاثوليكية‪ ...‬وتبلغ ساكنتها‬ ‫–حسب إحصاء سنة ‪ –2014‬ما مجموعه ‪ 31054‬نسمة‪ ،‬وتعتمد في‬ ‫أنشطتها االقتصادية على القطاعات الخدماتية والصيد البحري‪ ،‬إلى‬ ‫جانب تحويالت الجالية المقيمة بالخارج‪ .‬اشتهرت بأنشطتها الثقافية‬ ‫والفنية‪ ،‬خاصة خالل فصل الصيف‪ ،‬وتضم بنيات ثقافية مهمة‪ ،‬على‬ ‫رأسها قصر الريسوني (أصبح يعرف باسم قصر الثقافة)‪ ،‬ومركز الحسن‬ ‫الثاني للملتقيات الدولية‪ ،‬ومكتبة األمير بندر بن سلطان‪ ...‬وتشتغل‬ ‫بها العديد من الجمعيات المحلية الفاعلة مثل مؤسسة منتدى أصيلة‪،‬‬ ‫وجمعية قدماء تالميذ ثانوية اإلمام األصيلي‪ ،‬وجمعية آفاق الثقافية‪،‬‬ ‫وجمعية اللقاء المسرحي‪ ،‬وجمعية األصيل‪ ،‬وجمعية ابن خلدون للبحث‬ ‫التاريخي واالجتماعي‪ ...‬أنتجت المدينة الكثير من األسماء الفاعلة في‬ ‫المجال الثقافي والفني ممن اكتسبت شهرة وطنية ‪-‬أحيانا دولية‪-‬‬ ‫واسعة‪ ،‬من أمثال األديب أحمد عبد السالم البقالي‪ ،‬واإلعالمي محمد‬ ‫البوعناني‪ ،‬والشاعر مغيث البوعناني‪ ،‬والتشكيلي خليل الغريب‪ ،‬والشاعر‬ ‫المهدي أخريف‪ ،‬والتشكيلي محمد المليحي‪ ،‬والشاعر محمد الجباري‪،‬‬ ‫والشاعر أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬والشاعر إدريس علوش‪ ،‬والناقد يحيى‬ ‫بن الوليد‪ ،‬والتشكيلي معاذ الجباري‪ ،‬والمبدع عبد اإلله بوعود‪ ،‬والفنانة‬ ‫أمينة أسينسيو‪ ،‬والمؤرخ عبد الرحيم الجباري‪ ،‬والفنان محمد األمين‬ ‫المليحي‪ ،‬والفنانة المسرحية نورة الصقلي‪ ،‬والتشكيلي حكيم غيالن‪...،‬‬ ‫تتمة الحوار (ص ‪)19‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.