Achamal n° 1053 le 04 Juillet 2020

Page 1

‫‪1‬‬ ‫‪ROUKHE‬‬

‫‪t‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪DRISS‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫�إدري�س الروخ جلريدة ال�شمال‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1053‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪ 12‬ذو القعدة ‪ 4 / 1441‬يوليوز ‪2020‬‬

‫حتتاج ال�سينما املغربية‬ ‫�إلى دعم حقيقي‬ ‫مادي معنوي نف�سي‬ ‫لوجي�ستيكي وقانوين‪..‬‬ ‫إعالم جهوي متقدم‬

‫امللف‬

‫مرا�سالت �أ�سبوعية خا�صة بجريدة‬ ‫«ال�شمال» من فرن�سا بلجيكا وهولندا‬

‫املغرب‪..‬‬

‫�أحداث جهة‬ ‫طنجة تطوان احل�سيمة‬

‫البحث العلمي‬ ‫�أزمة الإنفاق والرقمنة‬

‫امللحق الثقايف والفني‬ ‫املو�سيقار امل�صري م�صطفى �سعيد‬ ‫مبهرجان تطوان للعود االفرتا�ضي‬ ‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫الباكالوريـا‬


‫‪t‬‬

‫‪2‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫الباكالوريا‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫• محمد إمغران‬

‫ملقابرامل�سلمني‬ ‫حكايات !‬

‫انطلقت كما هو معلوم يوم ‪ 01‬يوليوز ‪ 2020‬امتحانات‬ ‫نيل شهادة البكالوريا في دورتها العادية‪ ،‬بالنسبة‬ ‫للمترشحين األحرار‪ ،‬فيما تتواصل دينامية االختبارات على‬ ‫امتداد أيام ‪ 03‬ـ ‪ 04‬ـ ‪ 06‬ـ ‪ 07‬ـ ‪ 08‬الموالية بالنسبة‬ ‫للمتمدرسين النظاميين بمختلف الشعب‪.‬‬ ‫وقبل أن ننتقل إلى الخوض في األجواء الصحية التي‬ ‫مرت فيها االختبارات‪ ،‬دعنا نذكر بأن مواضيع هذا االمتحان‬ ‫اقتصرت‪ ،‬حصريا‪ ،‬على الدروس التي تم إنجازها حضوريا قبل‬ ‫تعليق الدراسة‪ ،‬وذلك ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬كان قد تم إصدار إطار مرجعي يحدد الدروس التي‬ ‫سيمتحن فيها المترشحون‪ ،‬إضافة إلى اعتماد نقط فروض‬ ‫المراقبة المستمرة المنجزة إلى غاية ‪ 14‬مارس المنصرم‪.‬‬ ‫وكانت قد راجت في مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وعبر‬ ‫مقطع فيديو مفبرك تم تداوله على نطاق واسع‪ ،‬إشاعات‬ ‫مغرضة تروج لنية الوزارة في اإلعالن عن نجاح جميع‬ ‫التلميذات والتالميذ‪ .‬وهو طبعا ما نفاه فورا وبشكل قاطع‬ ‫السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬الناطق الرسمي باسم الحكومة‪،‬‬ ‫السيد سعيد أمزازي‪.‬‬ ‫اليوم تكون االمتحانات قد اجتازت نصف مشوارها‪،‬‬ ‫وتبين أن الوزارة كانت حازمة في ما يتعلق بتحقيق المناخ‬ ‫الصحي المالئم المرافق لهذا االستحقاق المفصلي في حياة‬ ‫بالدنا‪.‬‬

‫ال�شمال‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫جندت الوزارة كل مواردها البشرية والمادية إلنجاح‬ ‫استراتيجيتها في مواجهة احتماالت تفشي الوباء بين‬ ‫أبنائنا وأطرنا التربوية واإلدارية‪ .‬وقد تمكن الجميع من‬ ‫الحصول على متطلباته الوقائية من كمامات وأقنعة‬ ‫ومعقمات وغيرها مما استلزمه األمر‪ .‬كما أن فضاءات‬ ‫اجتياز االختبارات عرفت احتراما مسؤوال في ما يتعلق‬ ‫بتحقيق التباعد الجسدي بين المترشحين‪ ،‬وبين األطر‬ ‫المكلفة باإلشراف على مختلف العمليات‪.‬‬ ‫بهذه الصيرورة‪ ،‬المتحكم في إيقاعاتها االستثنائية‪،‬‬ ‫نكون حقا قد ربحنا رهان سنة دراسية بكل ما تطلبه‬ ‫األمر من احتكام للمسؤوليات العلمية‪ ،‬وبكل ما استلزمته‬ ‫الوطنية الحقة من حماية لصحة وطننا‪.‬‬ ‫نعم ربحنا الوطن من قبل ومن بعد‪.‬‬ ‫من قبل‪ ،‬عندما رصدت الوزارة إمكاناتها لتوفير‬ ‫المادة العلمية عن بعد للمترشحين‪ ،‬عبر مختلف التقنيات‬ ‫الحديثة باستثمار وسائل التواصل المباشرة بين التالميذ‬ ‫واألساتذة‪.‬‬ ‫من بعد‪ ،‬بكل هذا الحس الوطني العالي في التعاطي‬ ‫مع التهديد الوبائي‪.‬‬ ‫ال يسعنا إال أن نثمن كل هذه الجهود التي أبانت عن‬ ‫حرص المغاربة من أجل إعداد وطنهم لما بعد كورورنا‪.‬‬ ‫هنيئا لنا جميعا‪.‬‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫محمد طارق بخات‬

‫زبيـدة الورياغلـي‬

‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫�أ�سامـة الزكــاري‬

‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫محمد �إمغران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫هـدى املجـاطـي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫ح�سن �أزام‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة‬

‫ال عاشت وال رأت أم مشهد فلذة كبدها وهي‬ ‫مقطعة األطراف‪ ،‬بعد أن تم نبش قبرها وإخراج‬ ‫جثتها الصغيرة‪ ،‬المعبرة عن براءة الدنيا بأسرها‪،‬‬ ‫كما حصل في وقت سابق عندما تم نبش قبر واعتداء‬ ‫على طفلة‪ ،‬حديثة العهد بعملية الدفن‪.‬وهذا أمر‬ ‫ليس بغريب‪ ،‬إذ تشهده مقابر جل المدن المغربية‬ ‫من فترة إلى أخرى‪ ،‬بشكل يكاد يكون تطبيعا مع‬ ‫هذه األفعال الحيوانية والوحشية‪ ،‬المرتكبة من طرف‬ ‫جناة‪ ،‬ال إحساس وال ضمير لهم‪ ،‬غير عمى أبصارهم‬ ‫التي في الصدور‪ ،‬غارقين في أعمال السحر والشعوذة‬ ‫التي أصبحت تجارة «رابحة» في الزمن الرديء لدى‬ ‫شريحة اجتماعية‪ ،‬خارجة عن التصنيف البشري‪.‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬أن المقابر صارت مراتع للمنحرفين‬ ‫وقطاع الطرق والمدمنين على شتى أنواع المخدرات‪،‬‬ ‫بل وأماكن لتجميع النفايات والقاذورات‪ ،‬المنتشرة‬ ‫بين األموات في مشاهد مقززة تبين إلى أي حد‬ ‫هو مصير األموات المسلمين الذين يتم االعتداء‬ ‫على حرمتهم حتى وهم ميتون وفي قبورهم‪ ،‬مع أن‬ ‫كثيرا من األحاديث الصحيحة عن المصطفى عليه‬ ‫الصالة والسالم دلت على وجوب احترام الموتى‬ ‫من المسلمين وعدم إيذائهم‪.‬وفي هذا السياق‬ ‫من السياقات المتعددة حول فتوى حرمات القبور‬ ‫وعن عمرو بن حزم قال ‪ »:‬رآني رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم متكئا على قبر‪ ،‬فقال ال تؤذ صاحب هذا‬ ‫القبر أوال تؤذه» رواه اإلمام أحمد‪.‬فإذا كان هنا مجرد‬ ‫االتكاء على القبرإذاية لصاحبه‪ ،‬فما بالنا والقبور‬ ‫ينبش فيها ؟‬ ‫ما بالنا والجثث يتم التمثيل بها ؟ أما األزبال‪،‬‬ ‫فتلك حكاية أخرى‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬أال تستحق القبورأن تحظى بعناية ورعاية ؟‬ ‫أليس من الالئق أن تخصص لها حراسة‪ ،‬تبعد عنها‬ ‫األذى وتحميها من أعمال البطش والتنكيل ؟‬ ‫وآخرا‪ ،‬البأس في ظل ندرة حراسة وحماية‬ ‫المقابرعندنا‪ ،‬عرض هذه اإلضافة من القطرات‬ ‫المدادية‪ ،‬للتأمل واالستنتاج ‪:‬‬ ‫ـ حراسة مشددة مضروبة على الحانات وبعض‬ ‫محالت القمار!‬ ‫ـ توفيرالحماية لبعض المفسدين في شتى‬ ‫المجاالت‪ ،‬تتداول منابر إعالمية صفاتهم وأخبارهم !‬ ‫ـ مقابرالنصارى محروسة في الغالب‪ ،‬نظيفة‬ ‫وفضاءاتها شاعرية !‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫درد‬ ‫شة‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪t‬‬

‫‪3‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫دردشة‬ ‫لثالث أو رابع مرة أقع في مطبّ نقل هاتفي الثابت من مقرّ سكناي بتطوان‪ ،‬إلى مقر إقامتي بمرتيل‪.‬‬ ‫هذا اإلجراء يكلفني األسبوع واألسبوعين‪ ،‬أتردّد فيهما على مكاتب اتصاالت المغرب تارة‪ ،‬وأهاتف اإلدارة‬ ‫َ‬ ‫المُخاطب أو المسؤول الذي يُسهّل مأموريتي‪ ،‬ويُحقق بُغْيتي‪.‬‬ ‫المركزية بالرباط تارة‪ ،‬دون أن أعثر على‬ ‫والمهمة كانت عسيرة‪ ،‬حين َّ‬ ‫تَطلب األمر‪ ،‬ربْط منزلي بشبكة االتصاالت‪ ،‬أمَا وقد اتُّخِذتْ إجراءاتُ‬ ‫الربط‪ ،‬وصُودق عليها‪ ،‬ووُثقت في وثائق َّ‬ ‫وقع عليها التقنيُّون المعترَفُ بشهاداتهم وكفاءاتهم‪ ،‬فأعتقد َّ‬ ‫أن ما‬ ‫يجري بيني وبين اإلداريّين بهذه المؤسسة العتيدة‪ ،‬في بداية كل صيف‪ ،‬يدخل في باب تعقيد المساطر بدل‬ ‫تبسيطها‪َّ ،‬‬ ‫وأن اإلجراء ال ولن يتعدَّى دقائق معدودة‪ ،‬ين ُقل فيها التقنيُّون السّلك الرابط من فتحة معيَّنة إلى‬ ‫فتحة أخرى‪ ،‬قد تكون مُالصقة لها‪.‬‬ ‫وأكبرُ أمنية أتمناها‪ ،‬أن أتعرَّف على هذا الشخص الخطير‪ ،‬الذي يُمسك بهذا الخيط‪ ،‬لينقله من مكان إلى‬ ‫مكان‪ ،‬فإذا الحرارة تجري قوية دافقة في عروق هاتفك‪ ،‬وإذا اإلنترنيت يتصبَّبُ صبيبُه في شرايين جهازك‪.‬‬ ‫أين يوجد هذا المسؤول القدير المقتدر؟‬ ‫أين هو ألشكو له ما أعانيه في بداية كل صيف‪ ،‬من جراء هذا الروتين اإلداري البغيض؟‬ ‫إنني حين توكلتُ على اهلل‪ ،‬وقدمتُ طلب ن ْقل جهازي الهاتفي لوكالة من وكاالت اتصاالت المغرب بتطوان‪،‬‬ ‫صبيحة اإلثنين ‪ 22‬يونيو ‪ ،2020‬لم أكن أتصور أنني سأجتاز نفس الصراط الذي مررتُ منه في السنتين‬ ‫الفارطتين‪ ،‬خصوصاً وأن التقني زارني في نفس اليوم‪ ،‬الذي قدمتُ فيه الطلب‪ ،‬ووعدني بأن اتصالي بالشبكة‬ ‫سيتم بعد سُويعاتٍ معدودة‪.‬‬ ‫ويوم األربعاء ‪ 24‬يونيو ‪ 2020‬اكتشفتُ أن طلبي لم يبارح مكانه‪ ،‬ولم يسجَّل في القائمة‪ ،‬ولذا فسيؤخَذ‬ ‫بعين االعتبار ابتدا ًء من األربعاء‪.‬‬ ‫ومرَّ أسبوع كامل‪ ،‬وأنا أتصل برقم ‪ 110‬فيجبني المجيب‪ ،‬بأن األمر ربما يتعلق بخلل في جهازي الهاتفي‪.‬‬ ‫وهذا اإلجراء‪ ،‬يتطلب تقنياً تنتدبه اإلدارة ليفك الُّ​ّلغز‪ ،‬ويكتشف الشفرة‪.‬‬ ‫أين هذا التقني؟ ومتى سيأتي؟ عِلمُ ذلك عند عالم الغيوب‪.‬‬ ‫هكذا هي مؤسساتنا الخاصة‪ ،‬عا َلمٌ من المسؤولين‪ ،‬ورؤساء المسؤولين‪ ،‬والرؤساء المنتدبين‪ ،‬والمديرين‪،‬‬ ‫وأصحاب االمتيازات‪ ،‬وطاقم من المسيرين‪ ،‬وتابع التابعين‪.‬‬ ‫والنتيجة‪ ،‬االستخفاف بروح المسؤولية‪ ،‬وعدمُ أخْذ األمور بالجدّية المطلوبة‪.‬‬ ‫فال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫في حوار مع رئيس الجماعة القروية‬ ‫بني أحمد الشرقية‬

‫«نطمح �إلى �أن نكون يف م�ستوى تطلعات �سكان‬ ‫اجلماعة يف هذه الظروف اال�ستثنائية»‬ ‫‪-‬‬

‫أجرى الحوار عبدالحي مفتاح‬

‫(تتمة الحوار)‬ ‫هذا عن اإلج��راءات الحكومية على المستوى الوطني‪ ،‬فماذا عن الجماعات‬ ‫الترابية واإلجراءات التي قامت بها مثل جماعة بني أحمد الشرقية نموذجا بحكم‬ ‫كوني لي الشرف أن أكون على رأس هذه الجماعة‪ ،‬لهذا سأقوم بسرد مفصل لكل‬ ‫اإلجراءات التي قمنا بها على مستوى جماعتنا للحد من انتشار هذا الوباء‪.‬‬ ‫تدخالتنا بدأت منذ يوم ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬حيث تقرر إجراء لقاء على مستوى‬ ‫الجماعة حضره بدعوات رسمية كل من السيد ممثل السلطة المحلية قائد قيادة‬ ‫بني أحمد‪ ،‬السيد عبد الخالق الخياط النائب الثاني‪ ،‬السيد محمد الحضري النائب‬ ‫الثالث والسيد خالد بنتابت مدير المصالح للجماعة المذكورة أعاله‪ ،‬وذلك ألجل‬ ‫تحديد أعضاء لجنة اليقظة ومحاور ومجاالت تدخلهم لما للجماعة من دور رئيسي‬ ‫في الحفاظ على صحة المواطن والبيئة المحيطة به الشيء الذي أضحى يلزم‬ ‫الجميع باتخاذ كافة اإلجراءات االحترازية لتفادي العدوى‪.‬‬ ‫هذا اللقاء كان عبارة عن عرض مفصل حول هذا‬ ‫الفيروس وطرق انتقاله وسرعة تفشيه في األوساط‬ ‫المكتظة وكذا التجمعات كاألسواق والمقاهي ‪...‬‬ ‫وأنه إلى حدود الساعة ال عالج فعال ما عدا اتخاذ‬ ‫االحتياطات الموصى بها‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك تم التطرق لجرد إمكانية الجماعة‬ ‫المادية والبشرية قصد تشكيل فرق العمل الميداني‪،‬‬ ‫ومن االمكانيات التي سخرتها الجماعة ‪ :‬شاحنة‬ ‫قالبة‪ ،‬وحدة متنقلة‪ ،‬سيارة بوجو بارتنر‪،‬ثالثة صهاريج‬ ‫مائية من فئة طن‪ ،‬صهريج من فئة ‪ 3‬طن‪ ،‬صهريج‬ ‫من فئة ‪ 500‬لتر‪ ،‬مضختا رش للتعقيم‪ ،‬محرك‬ ‫كهربائي للضخ‪.‬‬ ‫كما وف��رت كمية ال ب��أس من م��واد التطهير‬ ‫التي استخدمت للتعقيم والتطهير منذ بداية‬ ‫الجائحة‪،‬والتي ال زالت تستخدم بشكل منتظم إلى‬ ‫حدود الساعة‪.‬‬ ‫وتم كذلك تكليف عدد األع��وان الموسميين‬ ‫الجماعيين بالعمل خالل هذه المرحلةإضافة إلى‬ ‫باقي أعوان الجماعة الذين تمت االستعانة بهم‪.‬‬ ‫ولكون كل من النائبين المحترمين ‪ :‬عبد الخالق‬ ‫الخياط ومحمد الحضري يسكنان بالمركز فقد عهد‬ ‫إليهما بالسهر اليومي على تتبع العمل الميداني‬ ‫بتنسيق ت��ام مع السلطة المحلية مشكورة على‬ ‫كل تدخالتها‪ ،‬وذلك عبر التعقيم اليومي لشوارع‬ ‫وأزقة المركز إضافة إلى جميع المرافق العمومية‬ ‫والمحطات الطرقية ووسائل النقل العمومي بما ذكر‬ ‫من اإلمكانيات المتاحة حاليا‪. .‬‬ ‫كما تم تشكيل لجنة متكاملة مجتمعة توجهت‬ ‫إلى المركز للقيام بحمالت تحسيسية شاملة للمواطنين تهم طرق الوقاية السليمة‬ ‫واإلجراءات االحترازية التي يجب اتباعها تجنبا لإلصابة بهذا المرض‪ ،‬وقد التحق‬ ‫باللجنة إطار صحي من المستوصف المحلي بني أحمد من أجل إبالغهم بالنصائح‬ ‫واالحتياطات الواجب اتخاها‪.‬‬ ‫وفي يوم ‪ 20‬مارس ‪ 2020‬نظم لقاء ثان مكون من نفس األشخاص إضافة إلى‬ ‫ممثل السلطة المحلية في شخص السيد قائد قيادة بني أحمد‪ ،‬تمحور حول ضرورة‬ ‫التنسيق بين كل المكونات المعنية بموضوع التصدي لجائحة كورونا المستجد‬ ‫بالمنطقة من‪ :‬الدرك الملكي‪ ،‬القوات المساعدة‪،‬القطاع الصحي‪ ،‬المجتمع المدني‬ ‫وباقي الفاعلين كل بموقعه‪ ،‬كما تم التأكيد على أن الجماعة رهن اإلشارة في‬ ‫كل ما يتعلق بالعمل الجماعي إلنجاح العملية وكذلك لتفادي تفشي هذا الوباء‬ ‫بين العاملين بالمرافق العمومية والمرتفقين ارتباطا بفحوى منشور السيد وزير‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة رقم ‪ 01/2020‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬الذي‬ ‫يمكن إجمال ما جاء به وفق ما يلي‪:‬‬ ‫ التقيد بكل التدابير الوقائية الصادرة عن السلطات المختصة‬‫ الحرص على الحفاظ على تهوية المكاتب بشكل مستمر‬‫ االعتماد على التبادل اإللكتروني وتقليص تبادل الوثائق الورقية‬‫بتاريخ ‪ 8‬أبريل ‪ 2020‬كان لنا لقاء بمقر الجماعة مع نفس الفريق المذكور آنفا‬ ‫بحضور ممثل السلطة المحلية في شخص السيد قائد قيادة بني أحمد‪ ،‬حيث تم‬ ‫التأكيد على ضرورة االستمرار من طرف لجنة يقظة الجماعة المختصة إزاء مواكبة‬ ‫التصدي لجائحة كورونا تعمل بشكل مستمر ووفق البرنامج المسطر لها سلفا‪.‬‬ ‫وكان هذا اللقاء كذلك عبارة عن التذكير بدورية السيد وزير الداخلية عدد ‪:‬‬ ‫‪ 1248‬بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ 2020‬المتعلق بالتصدي لجائحة كورونا وتأثيرات ذلك‬ ‫على الجانب الصحي‪ ،‬االقتصادي واالجتماعي والتي‬ ‫تتطلب منا تخصيص اعتمادات مالية لشراء المواد‬ ‫الغذائية لألسر المعوزة وكذا مواد التعقيم‪.‬‬ ‫لإلضافة فقد كنا دائمي التنسيق مع جميع‬ ‫األطراف المتدخلة في العملية لتجنيب المنطقة كل‬ ‫أثر سلبي مرتبط بهذه الجائحة ‪.‬‬ ‫وبصدور المنشور الوزاري رقم ‪ 2020/ 4‬بتاريخ ‪:‬‬ ‫‪ 22‬ماي ‪ 2020‬حول إجراءات وتدابير العمل بالمرافق‬ ‫العمومية بعد رفع حالة الطوارئ الصحية مرفوق‬ ‫بدليل عملي‪،،‬بادرنا إلى عقد اجتماع من أجل وضع‬ ‫خطــة عمل مرتبطة بالتدابير المتعلقة ب��اإلدارة‬ ‫والموظف والمرتفق‪،‬وذلك ضمانا لصحة وسالمة‬ ‫عموم المواطنين وفقا للتوجيهات الواردة بالمنشور‬ ‫سالف الذكر‪،‬وبتنسيق مستمر مع السلطة المحلية‬ ‫وباقي الفاعلين المحليين‪.‬‬ ‫وإل��ى ح��دود كتابة ه��ذه األسطر‪،‬فإن جماعة‬ ‫بني أحمد الشرقية تتوفر على كل ما يكفي من‬ ‫المستلزمات الضرورية الكفيلة بجعلها في مستوى ما‬ ‫تقتضيه المرحلة من استعداد مكثف للتصدي لهذه‬ ‫اآلفة‪،‬وكذلك لمباشرة مزاولة االختصاصات الموكولة‬ ‫إليها في جو آمن صحيا‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬باإلضافة إلى المواكبة الشخصية الحتياجات‬ ‫المواطنين الصعبة في ظل حالة الطوارئ‪،‬وما الزم‬ ‫ذلك من صعوبات للتنقل من أجل العالج أو ما شابه‬ ‫ذلك‪ ،‬حيث أصدرنا بالغا أوردنا خالله إمكانية تكفلنا‬ ‫بنقل مرضى تصفية الكلي واألمراض الخبيثة نحو‬ ‫عدد من المدن‪ ،‬شفشاون‪ ،‬تطوان‪ ،‬طنجة‪ ،‬الرباط‬ ‫والدار البيضاء دون توقف طيلة المدة مجانا‪،‬وتنظيمنا‬ ‫المحكم بتنسيق مع السلطة المحلية لتوزيع المواد‬ ‫الغذائية على مستحقيها من المعوزين‪،‬إضافة إلى تواصلي الدائم مع جميع‬ ‫اإلدارات (العمالة‪،‬الخزينة اإلقليمية‪)...‬وبتنسيق مع إدارة مصالح الجماعة مباشرة‬ ‫وعن بعد لمعالجة كل الملفات اإلدارية‪،‬خاصة ذات الصبغة االستعجالية‪،‬ومراعاة‬ ‫لمبدأ استمرارية المرفق‪،‬وذلك حتى تكون جماعة بني أحمد الشرقية في مستوى‬ ‫التطلعات على كافة األصعدة‪ ،‬في األخير نسأل اهلل تعالى أن يرفع هذا البالء عن‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫كما أشكر الجريدة على االستضافة ودامت الصحافة الحرة‪.‬‬ ‫في العدد القادم ‪:‬‬ ‫حوار مع محمد الغرناطي عضو فريق حزب االستقالل المعارض بمجلس‬ ‫الجماعة الترابية لشفشاون‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫وفي كل شيء‬ ‫له آية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫شهدت بعجائبها حجج قامت باألمر على حجج‬

‫شهدت ‪:‬‬ ‫من شهد شهادة‪ ،‬والشهادة ‪ :‬إخبار‪ ،‬ومعاينة‪،‬‬ ‫وإقرار‪ ،‬وبيان‬ ‫ • إخبار بأمر‪..‬‬ ‫ • معاينة لفعل‪..‬‬ ‫ • إقرار بمعلوم‪..‬‬ ‫ • بيان بحق‪..‬‬

‫بعجائبها ‪:‬‬

‫الباء خافضة مفيدة إللصاق‬ ‫عجائب جمع عجيب وعجيبة؛ وهو ما يتعجب منه‪..‬‬ ‫والضمير في بعجائبها عائد للحكم؛ حكم عجيبة‪.‬‬

‫حجج ‪:‬‬

‫مفردها حجة‪ ،‬تجمع على حجج وحجاج‪ ،‬وقد وردت‬ ‫الحجة في القرآن الكريم دالة على برهان وسنة في‬ ‫مواضع عديدة‪ ،‬من ذلك ‪ :‬قوله تعالى ‪« :‬قل فلله الحجة‬ ‫البالغة‪ ،‬فلو شاء لهداكم أجمعين»؛ والحجة البالغة هي‬ ‫البينة الواضحة التي بلغت ذروتها حجاجا وإقناعا‪ ..‬ومن‬ ‫ذلك قوله تعالى ‪« :‬وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على‬ ‫قومه»؛ بمعنى تلك حجة باهرة أيد بها اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى خليله إبراهيم برهانا على وحدانية اهلل‪.‬‬

‫قامت ‪:‬‬

‫من القيام ؛ وهو تولي أمر لقضاء غرض منه أو شروع‬ ‫األخذ في عمل أو فعل ‪..‬‬

‫األمر ‪:‬‬

‫جمع أمور وأوام��ر؛ واألمر هو الحال والشأن‪ .‬قال‬ ‫تعالى‪« :‬وقضي األمر‪ ،‬وإلى اهلل ترجع األمور»‪.‬‬ ‫فأمر الخالئق منته بالفصل بينهم ؛ فريق في الجنة‪،‬‬ ‫وفريق في السعير‪ ،‬وإلى اهلل وحده مرجع الناس جميعا؛‬ ‫واألمر على هذا األساس شأن ربوبي‪.‬‬

‫الحجج ‪:‬‬

‫مفردها حجة ( بكسر الحاء )‬ ‫ولفظ الحجة له ثالث قراءات ‪:‬‬ ‫ • األولى (بكسر الحاء) وتفيد السنة‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫«إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين‪ ،‬على أن تأجرني‬ ‫ثماني حجج» ؛ بمعنى شرط أن تكون أجيرا لي ثماني‬ ‫سنين‪ ،‬ترعى فيها غنمي»‬ ‫ • الثانية ( بضـم الحاء ) وتفيد الغلبة‬ ‫ • الثالثة ( بفتــح الحاء) وتفيد مصدر مرة لحج البيت‬ ‫الحرام‬

‫وحاصل المعنى ‪:‬‬

‫أن لمقادير اهلل حججا وأدلة وبراهين؛ وهي مخلوقاته‪،‬‬ ‫وتلك الحجج مستقلة بأمر اهلل ؛ لكونه مقصودا بكل‬ ‫طلب ‪ ..‬معينا على تحقيقه‪ ..‬هاد إليه‪ ..‬متوكل عليه‪..‬‬ ‫وكل الحجج مستقلة به‪ ،‬دالة على ربوبيته وتوحيده‬ ‫وكماالته على مدى الحجج والسنون‪..‬‬

‫وفي كل شيء له آيـة‬ ‫تدل على أنه الواحــد‬


‫ملف العدد‬

‫‪t‬‬

‫‪4‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫البحث العلمي باملغرب‪..‬‬ ‫�أزمة الإنفاق‬ ‫و الرقمنة‪.‬؟‬ ‫محمد البوشوكي‪..‬‬ ‫دكتور في القانون العام‬ ‫أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال‬ ‫‪ -‬جامعة محمد الخامس‪-‬الرباط‬

‫الفكرة السائدة في المجتمعات العربية تجاه البحث العلمي‬ ‫عموما فكرة سلبية‪ ،‬تجعلها غير مدركة لخطورة تدهور البحث‬ ‫العلمي العربي‪ ،‬وتأخرنا عن ركب الحضارة بعد ما كانت‬ ‫الحضارات العربية القديمة هي أساس تقدم العالم بما فيه‬ ‫الدول الغربية المتقدمة‪ ،‬حيث كانت الدول العربية قديمًا‬ ‫تشهد قمة التقدم والرقي في الوقت الذي كانت الدول الغربية‬ ‫تعيش في ظالم الجهل والتخلف‪ ،‬لكن تبدل الحال وانعكست‬ ‫األمور بسبب عدم اهتمام المجتمعات العربية بالبحث العلمي‪.‬‬ ‫ما يبين تلك النظرة السلبية‪ ,‬هونسب إنفاق وميزانيات‬ ‫البحث العلمي بالدول العربية مع بعض التفاوتات طبعا‪ ,‬ذلك‬ ‫اإلنفاق الذي يتسم عموما بالضعف مقارنة بميزانيات الدول‬ ‫الغربية التي تعرف جيدا مدى أهمية البحث العلمي في مؤشر‬ ‫تقدم األمم والشعوب‪.‬‬ ‫ضعف إنفاق الدول العربية على البحث العلمي يقدر حجم‬ ‫اإلنفاق على البحث العلمي على مستوى العالم سنويًا حوالي‬ ‫‪ ٪2,1‬من دخله الوطني أي حوالي ‪ 536‬مليار دوالر‪ ،‬ويقدر‬ ‫حجم إنفاق الواليات المتحدة وأوروبا ما نسبته ‪ ٪ 75‬من‬ ‫اإلنفاق العالمي‪ ،‬حيث يصل إلى ‪ 417‬مليار دوالر‪ ،‬كما يصل‬ ‫حجم إنفاق الواليات المتحدة لوحدها ‪ 168‬مليار دوالر أي ‪24‬‬ ‫‪ ٪‬من إجمالي اإلنفاق العالمي‪ ،‬ثم يتوالى بعد ذلك ترتيب دول‬ ‫العالم المتقدم‪ :‬ألمانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬كندا‪ ،‬ليكون‬ ‫مجموع ما تنفقه هذه الدول أكثر من ‪ 420‬مليار دوالر‪ .‬كما‬ ‫حرصت معظم دول العالم المتقدمة على زيادة ميزانية البحث‬ ‫العلمي‪ ،‬حيث بلغت ميزانية االتحاد األوروبي للبحث العلمي‬ ‫خالل السنوات األخيرة‪ ،‬حوالي ‪ 300‬بليون يورو‪ ،‬كما ارتفعت‬ ‫نسبة اإلنفاق على البحث العلمي في الصين مؤخرًا إلى ما‬ ‫يقارب من ‪ 2٫5‬بالمائة من إجمالي اإلنفاق القومي‪ ،‬حيث بلغت‬ ‫ميزانية الصين للبحث العلمي ما يقرب من ‪ 136‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫المغرب ليس بمنأى عن تلك المعطيات‪ ,‬حيث وضعت‬ ‫منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)‬ ‫المغرب في خانة الدول األقل إنفاقا على البحث والتطوير؛‬ ‫وذلك في تقريرها السنوي حول نفقات دول العالم المخصصة‬ ‫للبحث والتطوير‪ ،‬الذي أظهر تأخر جل دول الشرق األوسط‬ ‫وشمال إفريقيا في هذا المجال‪.‬‬ ‫وكشف التقرير أن المغرب ال يخصص إال ‪ 0.7‬في المائة من‬ ‫ناتجه الداخلي الخام للبحث العلمي‪ ،‬وهورقم أقل من المعدل‬ ‫العالمي‪ ،‬الذي يصل في بعض الدول الغربية إلى ‪ 3‬في المائة‬ ‫من الناتج الداخلي الخام على األقل‪.‬‬ ‫ويظهر التقرير توزيع نفقات البحث والتطوير حسب‬ ‫القطاعات‪ ،‬ليتبين أن الجامعات تحتل المرتبة األولى في اإلنفاق‬ ‫على البحث العلمي على ضعفه‪ ،‬متبوعة بالقطاع الخاص‪ ،‬وذلك‬ ‫بنسبة ‪ 30‬في المائة من مجموع النفقات‪ ،‬ثم المؤسسات‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫لاً‬ ‫فإذا كان المغرب يطمح مستقبال فع لتحقيق التنمية‬ ‫المستدامة يجب أال تقف مشروعات البحث عند اإلخراج‪ ،‬وأن‬ ‫تتجاوزه إلى اإلنجاز والبلورة وأن تتحول إلى منتجات ودراسات‬ ‫استثمارية داعمة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ويكون‬

‫ذلك بإدماج مراكز البحث والمختبرات الجامعية‪ ،‬في مخططات‬ ‫التنمية وتمويلها ألنها ستساعد صناع القرار في اتخاذه‪ .‬ولنا‬ ‫في دول كثيرة أمثلة عدة ال تَخطوفي أي مجال إال بعد دراسة‬ ‫مستفيضة‪ ،‬منطلقة من واقعها ومبتعدة عن االرتجال‪ ,‬منتجة‬ ‫ولبست مستهلكة فقط‪.‬‬ ‫لذلك تبقى أهمية إحداث المقاوالت المرتكزة على االبتكار‬ ‫واستثمار نتائج البحث العلمي جد مطلوبة اآلن وأكثر من‬ ‫أي وقت مضى‪ ،‬وتشجيع المقاوالت على االنخراط في البحث‬ ‫التنموي واالبتكار‪ ،‬وإقرار تسهيالت ضريبية لتحفيز المقاوالت‬ ‫على االستثمار في مجال البحث مثل االئتمان الضريبي واإلعفاء‬

‫يظهر التقرير توزيع‬ ‫نفقات البحث والتطوير‬ ‫ح�سب القطاعات‪ ،‬ليتبني‬ ‫�أن اجلامعات حتتل‬ ‫املرتبة الأولى يف الإنفاق‬ ‫على البحث العلمي على‬ ‫�ضعفه‪ ،‬متبوعة بالقطاع‬ ‫اخلا�ص‪ ،‬وذلك بن�سبة‬ ‫‪ 30‬يف املائة من جمموع‬ ‫النفقات‪ ،‬ثم امل�ؤ�س�سات‬ ‫احلكومية‪.‬‬ ‫الضريبي على عقارات البحث واالبتكار‪ ،‬واإلعفاءات الجمركية‬ ‫على أجهزة البحث‪.‬‬ ‫زيادة على ذلك‪ ,‬ضرورة إدخال البحث العلمي الوطني في‬ ‫السياق العالمي‪ ،‬من خالل تشجيع الباحثين المغاربة على‬

‫المشاركة في مشاريع البحث الكبرى الموضوعاتية الدولية‪،‬‬ ‫واتخاذ اإلجراءات الكفيلة بجلب الكفاءات العلمية الدولية‪ ،‬وكذا‬ ‫عبر وضع إستراتيجية تعاون فعالة بين الجامعات المغربية‬ ‫وبين الجامعات ومراكز البحث الدولية‪ ،‬وإحداث صندوق‬ ‫لتمويل االبتكار‪ ،‬وكذا إيجاد آليات لتسريع وتيرة خلق الثروة‬ ‫من نتائج البحث العلمي‪ .‬كما تبقى ظاهرة هجرة الكفاءات من‬ ‫بين أبرز التحديات التي تواجه البحث العلمي الوطني‪ ،‬ذلك أن‬ ‫المغرب يعرف على غرار البلدان النامية ظاهرة حركية الكفاءات‬ ‫في اتجاه بلدان أخرى‪ ،‬بالنظر لالمتيازات التي تقدمها‪ ،‬والسيما‬ ‫من حيث التعويضات المادية وظروف العمل وجودة المسار‬ ‫المهني‪.‬‬ ‫رهان أخر يجب التطلع إليه مستقبال‪ ،‬وهوما علمتنا إياه‬ ‫أزمة كورونا‪ ,‬أال وهوالرقمنة‪ ,‬وال سيما استخدام األدوات‬ ‫الرقمية العتماد تدابير اجتماعية معينة‪ ،‬تبين إلى أي حد بات‬ ‫المجتمع المغربي يستخدم هذه األدوات غير الملموسة التي‬ ‫تشغل حيزا مهما من روتيننا اليومي‪ ،‬وخصوصا في مجال‬ ‫التدريس في المدارس والجامعات‪ ,‬وهذا ما ذهب إليه المغرب‬ ‫حيث وافق البنك الدولي على تقديم ‪ 500‬مليون دوالر لبرنامج‬ ‫تمويل السياسات التنموية من أجل الشمول المالي والرقمي‬ ‫بالمغرب‪ ،‬الذي سيدعم اإلصالحات الرئيسية للسياسات ويهيئ‬ ‫البيئة المالئمة للتحوالت الرقمية‪.‬‬ ‫هذا ما يمكن استخالصه من التوقيع على اتفاقية إطار‬ ‫بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬قطاع التعليم العالي‪ ،‬ومؤسسة المكتب‬ ‫الشريف للفوسفاط عبر جامعة محمد السادس متعددة‬ ‫التخصصات التقنية‪ ،‬تروم تشجيع استعمال الرقمنة في مجال‬ ‫التعليم العالي‪.‬‬ ‫وتهدف هذه االتفاقية التي وقعها كل من وزير التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪،‬‬ ‫الناطق الرسمي باسم الحكومة‪ ،‬سعيد أمزازي‪ ،‬والوزير‬ ‫المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬إدريس‬ ‫اوعويشة‪ ،‬والرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط‪،‬‬ ‫مصطفى التراب‪ ،‬إلى تثمين نتائج البحث العلمي وتشجيع‬ ‫نقل التكنولوجيا وتعزيز البحث والتطوير وتبادل الخبرات بين‬ ‫الطرفين‪ ,‬وتروم االتفاقية أيضا تشجيع البحث التنموي وتمويله‬ ‫بهدف تحفيز البحث التطبيقي‪ ،‬وإحداث المركز الوطني للرقمنة‬ ‫والتعليم عن بعد‪ ،‬وذلك انطالقا من الخبرة والتجربة التي‬ ‫راكمتها جامعة محمد السادس‪ ،‬متعددة التخصصات التقنية‬ ‫في هذا الميدان‪.‬‬ ‫لقد تعلمنا من الجائحة أنه يمكن للمغرب االستفادة من‬ ‫الكفاءات الوطنية وذلك عبر إعادة التقييم الناجع الستراتيجياتنا‬ ‫المتعلقة بالبحث العلمي والتنمية‪ ،‬وذلك بضرورة رفع ميزانية‬ ‫البحث العلمي على مستوى المالية العمومية‪ .‬هذا ما يدل‬ ‫على أهمية الرأسمال البشري‪ ،‬والحاجة إلى خلق نظام حقيقي‬ ‫للمعرفة‪ ،‬ألن االستثمار في اقتصاد المعرفة يمكننا من تعزيز‬ ‫القدرة التنافسية لالقتصاد الوطني وازدهاره‪ ،‬وإبراز أهمية‬ ‫التمكن من تقريب الجامعة وأساتذة البحث من النظام‬ ‫اإلنتاجي الوطني”‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪5‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ملف العدد‬

‫محمد إمغران‬

‫صحفي بجريدة الشمال‬

‫الحديث عن ضعف اإلنفاق على البحث العلمي والتطويرهو‬ ‫ليس وليد اليوم‪ ،‬فحتى المجتمعات المتقدمة والمتطورة‬ ‫ورغم إنفاقها السخي على البحوثات العلمية‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫دول الشرق األوسط ودول شمال إفريقيا‪ ،‬فإن مجموعة من‬ ‫األصوات تتعالى فيها‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬مستنكرة تبخيس‬ ‫جهود الطاقات العلمية التي تتعب عيونها وترهق أجسامها‬ ‫وكواهلها‪ ،‬بحثا واكتشافا وتحقيقا لنتائج موفقة على مستوى‬ ‫كثيرمن العلوم والصناعات‪ ،‬وذلك إلسعاد البشرية‪ ،‬مقابل أتعاب‬ ‫ال ترقى إلى مستوى ما يتقاضاه بعض التافهين الذين يسمونهم‬ ‫«نجوما» في مجاالت أخرى‪ ،‬كالفن بتالوينه والرياضة بجميع‬ ‫أنواعها‪ ...‬وخير ذلك من هذه الظرفية الصعبة التي يجتازها‬ ‫العالم‪ ،‬بسبب انتشاروباء «كورونا» والسباق المحموم حول إيجاد‬ ‫لقاح لفيروس «كوفيد ‪ »19‬وإخراجه للوجود‪ ،‬مع ما يتطلبه من‬ ‫توفيرجميع اإلمكانيات والمستلزمات الضخمة‪ ،‬لجعل اللقاح‬ ‫رهن إشارة الدول الراغبة في عالج المصابات والمصابين بهذا‬ ‫الفيروس من مواطنيها‪ ،‬طبعا‪ ،‬وهذه الظرفية العصيبة أظهرت‬ ‫قيمة البحث العلمي وحاجة البشرية إليه‪ ،‬وخاصة في مثل هذه‬ ‫األوقات التي تتطلب االستعجال أمام اإلشكاالت المتعلقة بالبحث‬ ‫واإلنفاق وتوفيركل الظروف المواتية‪.‬‬ ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬ال الحصر‪ ،‬ومما ال شك فيه أن العديد‬ ‫من المهتمين تابعوا وتناقلوا‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬شعورالسخط والتمرد‪،‬‬ ‫عبروسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬لعالمة وباحثة إسبانية‪ ،‬ربما‬ ‫على ظروف مهنتها‪ ،‬المادية والمعنوية‪ ،‬في بداية انتشار وباء‬ ‫«كورونا»‪ ،‬حيث أجابت محاوريها من المسؤولين المختصين‬ ‫بقولها‪« :‬اذهبوا عند «رونالدو كريستيانو»‪ ،‬العب كرة القدم‪ ،‬أو‬ ‫عند نظيره الالعب الشهير «ميسي» لكي يصنعا لكم لقاحا ضد‬ ‫فيروس «كوفيد ‪ .»19‬إذن‪ ،‬إذا كانت مشاعرعالمة باحثة مقتدرة‬ ‫على هذا النحو من االنزعاج والتمرد في بلد يصنف ضمن خانة‬ ‫الدول المتقدمة‪ ،‬ذات اإلمكانيات الهائلة على جميع األصعدة‪،‬‬ ‫فكيف سيكون األمرإذا طرحت مسألة البحث العلمي والتطوير‬ ‫في دول عربية‪ ،‬وخاصة منها المتأخرة في كثيرمن الميادين ؟‬ ‫الشك أن اإلجابة ستكون صادمة إذا علمنا ـ حسب منظمة األمم‬ ‫المتحدة للتربية والعلوم والثقافةـ أن المغرب يخصص نسبة ‪0.7‬‬ ‫من ناتجه من الدخل الخام لإلنفاق على البحث العلمي‪ ،‬على قلة‬ ‫هذا اإلنفاق‪.‬أما المؤسسات الحكومية‪ ،‬فتأتي في الرتبة األخيرة‪،‬‬ ‫بيدها المغلولة إلى عنقها‪ ،‬في هذا المجال‪.‬‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬ومنذ أكثر من عقد‪ ،‬أطرعالم عراقي‬ ‫«السامرائي»‪ ،‬مختص في استنطاق الوثائق والمستندات األثرية‬ ‫والتاريخية‪ ،‬ندوة بمدينة طنجة‪.‬وأثناء مداخلته‪ ،‬صب جام غضبه‪،‬‬ ‫بسبب عدم اإلنفاق الكافي على البحث العلمي في جل بقاع العالم‪،‬‬ ‫بينما تذهب الماليير‪ ،‬هباء منثورا‪ ،‬في جيوب «نجوم» في مختلف‬ ‫الميادين‪ ،‬حيث صاح‪ ،‬يومها‪ ،‬الرجل غاضبا بقاعة كانت غاصة‬ ‫بحشد كبير من الحضور‪:‬‬ ‫«ماذا يفعل هذا الالعب الفالني‪ ،‬مقابل ماليير تدخل خزينته؟‬ ‫أيضرب الكرة برجله ؟ وما ذا بعد ؟»‪.‬‬

‫اعتماد التكنولوجيات الحديثة لدى الطلبة المغاربة‬ ‫مسألة جد ملحة‬ ‫ال يمكن الحديث كذلك عن البحث العلمي‪ ،‬دون تشجيع‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫البحث العلمي‬ ‫وحاجة الب�شرية �إليه‪..‬‬ ‫ولكن‪!!..‬‬

‫استعمال التكنولوجيات الحديثة كخطوة جديدة في االلتحاق‬ ‫بموكب التطور التكنولوجي في التدريس والتعليم العالي في‬ ‫المغرب‪ .‬وفي سياق هذه الجهود المبذولة لرفع مستوى جودة‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫وتكوين األطر‪ ،‬برنامج “لوحتي”‪ ،‬الذي سيستفيد بموجبه طالب‬ ‫الجامعات ومؤسسات التكوين المهني‪ ،‬وكذلك األساتذة واألطر‬ ‫اإلدارية‪ ،‬من لوحات إلكترونية بأسعار تفضيلية‪.‬ويعتبر أكاديميون‬ ‫وخبراء في التعليم أن هذا البرنامج‪ ،‬يهدف إلى تسهيل ولوج‬ ‫الطلبة إلى الخدمات الرقمية وتعميم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫في الجامعات المغربية‪ ،‬باإلضافة إلى تحديث منظومة التعليم‬ ‫العالي والرفع من مستوى التكوينات وتعزيز التفاعل بين الطلبة‬

‫«اذهبوا عند‬ ‫«رونالدو كري�ستيانو»‪،‬‬ ‫العب كرة القدم‪،‬‬ ‫�أو عند نظريه الالعب‬ ‫ال�شهري «مي�سي»‬ ‫لكي ي�صنعا لكم لقاحا‬ ‫�ضد فريو�س‬ ‫«كوفيد ‪»19‬‬ ‫ومحيطهم السوسيو اقتصادي‪ ،‬موضحين أن برنامج «لوحتي»‬ ‫يأتي تتويجا لمسار وإرادة الرقمنة والعصرنة للوزارة‪ ،‬إذ ال يمكن‬ ‫تصور الجامعة دون رقمنتها حتى ال تبقى معزولة عن سياق‬ ‫عام يرمي إلى تطويرها وجعلها تواكب ما وصلت إليه الجامعات‬ ‫العالمية‪.‬باإلضافة إلى اتخاذ عدد من المبادرات التي أقدمت عليها‬

‫وزارة التربية والتكوين ووزارة التعليم العالي‪ ،‬منها تكوين ما‬ ‫مجموعه ‪ 120‬ألف أستاذ في مجال استعمال التكنولوجيا الحديثة‪،‬‬ ‫في ما بين سنتي ‪ 2014‬و‪.2016‬‬ ‫وعن مستقبل التعليم بالمغرب‪ ‬والبحث العلمي في ظل التطور‬ ‫التكنولوجي‪ ،‬قال جمال بن دحمان األستاذ الجامعي المغربي‬ ‫المتخصص في الخطاب اإلعالمي في تصريح إعالمي ‪« :‬التعليم‬ ‫العالي ليس تعليما مفصوال عن التطورات التي تعرفها البشرية‬ ‫ومن ضمنها الثورة التكنولوجية التي عرفت تطورا كبيرا خالل‬ ‫العقد األخير‪ ،‬بل إن هذا التعليم هو الذي ساهم في ذلك التطور‪،‬‬ ‫رغم أن اإلكراهات الموضوعية ال تسمح للجامعة المغربية بأن‬ ‫تكون منافسا كبيرا في هذا المجال‪ ،‬إالأنها ساهمت في تكوين‬ ‫أطر متملكة ألسس التكنولوجيا الحديثة ومرتكزاتها على نحو ما‬ ‫يشهد به الباحثون وعدد الطلبة الباحثين الموجودين في مختلف‬ ‫المؤسسات والشركات ذات الصلة»‬ ‫وأضاف المتحدث أن «هذه الصورة المنفتحة تخفي معالم‬ ‫ضعف حقيقي يمكننا اختزاله أوال‪ ،‬في ضعف الموارد المالية‬ ‫المخصصة للبحث العلمي بشكل عام‪ ،‬والبحث في التكنولوجيات‬ ‫الحديثة بشكل خاص‪ .‬وثانيا‪ ،‬في النظرة التبخيسية التي يتعامل‬ ‫بها بعض المسؤولين مع البحث في العلوم اإلنسانية بدعوى عدم‬ ‫انفتاحه على علوم العصرمن ضمنها التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬وهو‬ ‫حكم ال يرتكز على أي أساس مدعوم بدراسات موضوعية‪ ،‬بل إنه‬ ‫حكم انطباعي‪ ،‬بحيث أن الباحثين في العلوم اإلنسانية هم أكثر‬ ‫الباحثين توظيفا للتكنولوجيات الحديثة‪ .‬وثالثا‪ ،‬نرى بأن الدراسة‬ ‫الجامعية ترتكز اليوم على كل خالصات البحث التكنولوجي لكنها‬ ‫تفتقر للبنيات المساعدة على ذلك»‪.‬‬ ‫وأشار ذات المتحدث إلى أن «اللوحة الرقمية لن تعوض‬ ‫الكتاب‪ ،‬ألن استثمار الكتاب يشكل جزءا من وظائفها‪ ،‬فالكثير‬ ‫من المواقع اإللكترونية تعتمد الكتاب أساسا لرواجها‪ .‬بمعنى أن‬ ‫الكتاب سيبقى والكاتب سيستمر‪ .‬لذلك سيكون التحدي األكبر‬ ‫مستقبال أمام التدريس الجامعي والتدريس‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬هو‬ ‫البحث عن كيفية تطوير مهارات الطلبة‪ .‬وقد يكون االستثمار‬ ‫المعقلن للوحات الرقمية وغيرها من أدوات التواصل الحديثة‬ ‫مكونا يساعد على ذلك‪ .‬لكن األمر مستحيل إذا ما تم اإلبقاء على‬ ‫منهجية التعامل الحالية مع هذه الوسائل‪ ،‬لذلك على المسؤولين‬ ‫االنشغال أكثر بكيفية البناء المعرفي والنفسي والمنهجي للطالب‪،‬‬ ‫وهي أمورال يمكن للوحة‪ ،‬ذات ذكاء اصطناعي إنجازها بمفردها»‪.‬‬ ‫ويرى جمال بن دحمان‪ ،‬األستاذ الجامعي‪ ،‬أن «هذه االختيارات‬ ‫ليست سليمة ألنها تعتقد أن التقنية أهم من الكائن البشري‪ ،‬بل‬ ‫وتعتقد أن اآللة قادرة على تغيير اإلنسان‪ ،‬بمعنى أنها تعتقد أنه‬ ‫بمجرد أن يتسلم الطالب جهازا أو لوحة رقمية متطورة ستتغير‬ ‫ذهنيته ونفسيته ومنهجية تفكيره‪ ،‬بينما المقاربة األسلم هي تلك‬ ‫التي تتبنى مقاربة مختلفة‪ ،‬فتنطلق من العمل على تغيير الذهنية‬ ‫والنفسية والمنهجية‪ ،‬لتأتي اآللة بعد ذلك فتوظف في إطارها‬ ‫األسلم‪ .‬والدليل على ذلك‪ ،‬أن وزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني شرعت‪ ،‬منذ ما يقارب عقدا من الزمن على تعميم العدة‬ ‫المعلوماتية على المؤسسات التعليمية‪ ،‬فهل أدّى ذلك إلى‬ ‫حصول تحول في عالقة بالمعرفة والتمدرس؟ يبدو أن األمر لم‬ ‫يكن كذلك‪ ،‬ألن المقدمات لم تكن سليمة»‪.‬‬


‫ملف العدد‬

‫‪t‬‬

‫‪6‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�إكراهات‬ ‫املنظومة التعليمية‬ ‫يف زمن كرونا‬ ‫أبحكان أسماء‬

‫دكتورة في القانون العام‬ ‫رئيسة مركز الدراسات القانونية والسياسية والتجارب المقارنة‬

‫مما الشك فيه أن جائحة «كوفيد‪ »19‬قد فرضت على‬ ‫العالم متغيرات كثيرة ‪،‬بحيث باتت أزمة كرونا حدثا تاريخيا‪،‬‬ ‫ستقف عنده البشرية‪ ،‬بل قد ينقسم التاريخ إلى عالم ما قبل‬ ‫كرونا‪،‬وعالم ما بعده نظرا للتغيرات الكثيرة التي حدثت أو‬ ‫المتوقع حدوثها جراء الوباء‪،‬فأضحت أكبر الدول وأقواها‬ ‫عاجزة من مجاراة سرعة وقوة انتشار الفيروس ونسبة فتكه‬ ‫العالية‪،‬التي فاقت كل التوقعات‪ ،‬مما فرض الدخول في حالة‬ ‫الطوارئ بمجموع الدول المتضررة‪ ،‬والبحث عن أساليب‬ ‫تدبيرية من أجل استمرار مجموعة من المرافق الحيوية في‬ ‫تقديمها لخدماتها ‪،‬ومن بينها قطاع التعليم الذي شهد أزمة‬ ‫هائلة ربما كانت هي األخطر في زماننا المعاصر‪ .‬فحتى ‪28‬‬ ‫مارس ‪،2020‬تسببت جائحة فيروس «كوفيد ‪ »19‬في انقطاع‬ ‫أكثر من ‪ 1,6‬مليار طفل وشاب عن التعليم في ‪ 161‬بلدا‪،‬أي ما‬ ‫يقرب من ‪ 80%‬من الطالب الملتحقين بالمدارس على مستوى‬ ‫العالم‪،‬وجاء ذلك في وقت نعاني فيه بالفعل من أزمة تعليمية‬ ‫عالمية ‪ ،‬فهناك الكثير من الطالب في المدارس والجامعات‪،‬‬ ‫لكنهم ال يتلقون فيها المهارات األساسية التي يحتاجونها في‬ ‫الحياة العملية‪ .‬ويظهر مؤشر البنك الدولي عن فقر التعلم‬ ‫أو نسبة الطالب الذين ال يستطيعون القراءة أو الفهم في‬ ‫سن العاشرة أن نسبة هؤالء األطفال قد بلغت في البلدان‬ ‫منخفضة ومتوسطة الدخل قبيل تفشي الفيروس ‪ .٪53‬وإذا‬ ‫لم نبادر إلى التصرف‪ ،‬فقد تفضي هذه الجائحة إلى ازدياد تلك‬ ‫النتيجة سوءاً‪.‬ومن بين الحلول التي تم اللجوء إليها إلى جانب‬ ‫مجموعة من التدابير االحترازية لمنع انتشار “كورونا” ‪،‬منها‬ ‫التعليم عن بعد ويقصد بالتعلم عن بعد أو باللغة اإلنجليزية‬ ‫“‪ ”Distance Learning‬بأنه الوسيلة التي يباشِر بها المعلم‬ ‫وظيفته مع تالميذه وطلبته عن طريق استخدام األنترنت‪ ،‬لهذا‬ ‫يسمى التعليم عن بعد‪ ،‬ويقصد به أن هناك مسافة بعيدة قد‬ ‫تفصِل بين المعلم والطلبة‪ ،‬بغض النظر عن المسافة التي‬ ‫تقطع بينهم‪ ،‬فهم يقومون بالتواصل من أجل القيام بعملية‬ ‫التعليم والتعلم‪ ،‬كما ويعرف التعليم عن بعد أنه «وجود عناصر‬ ‫العملية التعليمية مثل المادة والمنهج والمعلم والطلبة‬ ‫والمقاعد ووسائل االتصال واألوراق واألقالم ولكن‪ ،‬ال يكون‬ ‫التواصل مباشرا كونه يتم عبر اإلنترنت»‪.‬‬ ‫و المغرب على غرار باقي دول العالم‪،‬عند اإلعالن عن حالة‬ ‫الطوارئ تم تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمة لمنع‬ ‫تفشي فيروس كورونا في البالد‪،‬ولحماية الحق الدستوري الذي‬ ‫ينص عليه الفصل ‪ 31‬على أن «تعمل الدولة والمؤسسات‬ ‫العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة‬ ‫لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين على قدم‬ ‫المساواة من الحق في الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج‬ ‫وذي جودة‪ ،‬والتكوين المهني‪ ،‬واالستفادة من التربية البدنية‬ ‫والفنية»‪،‬وألجل استمرارية التحصيل تم تعويض ذلك القرار‬ ‫بقرار آخر ينص على استمرار الدراسة عن بعد لجميع الطلبة‬ ‫والتالميذ‪ ،‬باالستعانة بوسائل التواصل الحديثة‪ ،‬كالتلفاز‬ ‫واألجهزة اإللكترونية التي تشتغل باألنترنيت‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من أن هذه الخطوة كانت مفاجئة سواء للتالميذ وأسرهم‬ ‫أو لألساتذة وكذا األطر التربوية؛ إال أنها كانت الحل الوحيد‬ ‫الستكمال العملية التعليمية وعدم توقفها‪ ،‬وهو ما يطرح‬ ‫التساؤل حول ما إذا كانت هذه التجربة ستُأتي أكلها أم ال؟‪.‬‬

‫صحيح أن للظرفية أحكامها‪ ،‬ليس وطنيا فقط وإنما دوليا‬ ‫‪،‬إال أنه يبقى لكل دولة قدراتها و بنياتها التحتية‪ ،‬فقطعا ال‬ ‫يمكن أن يتم تعميم تجربة أو تقنيات ليس بمقدور جميع‬ ‫المغاربة االستفادة منها بكيفية متكافئة‪ ،‬فاألصل في تعميم‬ ‫التعليم وكما نص الدستور في الفصل الذي سبق وذكرنا‪،‬‬ ‫على أن يستفيد منه كل أبناء المغاربة من أقصى الشمال‬ ‫إلى أقصى الجنوب مرورا بالقرى الفقيرة والهامشية التي‬ ‫يصعب توفرها على أجهزة استقبال فضائية وهواتف ذكية‬ ‫متصلة باألنترنيت‪ .‬وحتى على مستوى الحواضر ووجود‬ ‫األجهزة المتقدمة‪،‬تطرح مشكلة الربط بشبكة األنترنت‬ ‫نفسها بقوة‪،‬من جانب التكلفة الباهظة الثمن‪ ،‬أو من جانب‬ ‫جودة الصبيب والتي ال تسمح في أغلب األوقات باسترسالية‬ ‫التدريس دون انقطاع لدقائق وأحيانا لساعات‪.‬‬ ‫وللتغلب على الظرفية المفاجئة‪ ،‬فوزارة التعليم بالمغرب‬ ‫قامت بمجهودات بالرغم من اإلكراهات التي سبق ذكرها‪ ،‬إال‬ ‫أنه يصعب االستمرار في التعليم عن بعد ‪،‬كما ينادي البعض‪،‬‬ ‫بالرغم أن التعليم عن بعد ذو أهمية بالغة سيساهم في حل‬

‫مجموعة من المشاكل التي يعاني منها القطاع كاالكتظاظ‬ ‫وقلة البنايات‪ ....‬إال أننا الزلنا بحاجة لالشتغال على البنية‬ ‫التحتية الرقمية ‪،‬وتخصيص تكوينات خاصة في مجال‬ ‫التدريس عن بعد‪،‬وأن يصبح التدريس عن بعد خطة وطنية‪،‬‬ ‫تشتغل عليها جميع مكونات المجتمع‪ ،‬بمراعاة جميع الشرائح‬ ‫المجتمعية ‪.‬‬ ‫وأخيرا وفي هذه المرحلة التي نمر منها ‪،‬يجب أن تكون‬ ‫أمامنا مهمة واحدة‪ ،‬أال وهي التغلب على أزمة ُّ‬ ‫التعلم التي‬ ‫نشهدها حالياً‪ ،‬والتصدي للجائحة التي نواجهها جميعاً‪.‬‬ ‫والتحدي الماثل اليوم يتلخص في الحد من اآلثار السلبية‬ ‫ُّ‬ ‫التعلم والتعليم المدرسي ما أمكن‪،‬‬ ‫لهذه الجائحة على‬ ‫واالستفادة من هذه التجربة للعودة إلى مسار تحسين ُّ‬ ‫التعلم‬ ‫بوتيرة أسرع‪ .‬ويجب على األنظمة التعليمية مثلما تفكر في‬ ‫التصدي لهذه األزمة‪ ،‬أن تفكر أيضاً في كيفية الخروج منها‬ ‫وهي أقوى من ذي قبل‪ ،‬وبشعور متجدد بالمسؤولية من‬ ‫جانب جميع األطراف الفاعلة فيها‪ ،‬وبإدراك واضح لمدى إلحاح‬ ‫الحاجة إلى سد الفجوات في فرص التعليم‪ ،‬وضمان حصول‬ ‫الجميع على فرص تعليم جيد متساوية‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪7‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫رهان االبتكار‬ ‫و البحث العلمي‬ ‫باملغرب‬ ‫سارة الزهيري‬ ‫باحثة في القانون العام‬

‫الن منظومة البحث العلمي تساهم بشكل أساسي في زيادة‬ ‫المخزون المعرفي‪ ،‬فالبحث العلمي يمثل أحد األعمدة الرئيسية‬ ‫التي تعتمد عليها النهضة في البلدان المتقدمة وهوالركيزة‬ ‫األساسية لصنع السياسات وعمليات التخطيط وإدارة التنمية‬ ‫الشاملة‪ ،‬وبسبب عولمة االقتصاد وضعت التعليم العالي في‬ ‫خيار صعب يتمثل في ضرورة اللجوء إلى االبتكار ‪،‬فلم يعد‬ ‫التعليم العالي قناة لنقل المعرفة األكاديمية فقط ‪ ،‬بل وأصبح‬ ‫التوجه لالرتقاء بمنظومة البحث العلمي والتطوير واالبتكار من‬ ‫أهم األهداف التي تسعى لها األمم للنهوض بمستوى القدرات‬ ‫العلمية والعملية ‪،‬من أجل الوصول إلى أكبر إنتاج علمي‪ ،‬وبتالي‬ ‫أصبح البحث العلمي وما تسوقه من االبتكارات في كافة الميادين‬ ‫أحد أهم معايير تقييمها وتصنيفها‪..‬‬ ‫إن تبني مفهوم االبتكار في قطاع التعليم العالي له أهمية‬ ‫أساسية في التطور والتقدم في مختلف الميادين‪ ،‬فمستقبل‬ ‫مجمعتنا رهين بمدى النجاح في مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬ألنه‬ ‫يعتمد بشكل كبير على تهيئة الظروف المناسبة للمبتكرين‬ ‫وتشجيعهم إلبراز طاقتهم واستثمارها بصورة عقالنية ورشيدة‪.‬‬ ‫ومن هنا تكمن اإلشكالية حول تلخيص أهم التحديات التي‬ ‫تواجه منظومة البحث العلمي واالبتكار في الجامعات المغربية‬ ‫بضرورة االرتقاء بالبيئة المحفزة للبحث العلمي واالبتكار‬ ‫وتكنولوجيا الرقمية‪،‬والخروج من النمطية التقليدية ‪،‬والبحث‬ ‫عن سبل جديدة لمواكبة التقدم العلمي‪ .‬ولتجسيد هذه األهداف‬ ‫يجب تثمين البحث العلمي‪ ،‬بمعنى إعطاء قيمة مضافة إلى‬ ‫األبحاث العادية ونتائجها‪ ،‬وتثمين البحث هو الذي يعطي قيمة‬ ‫للبحث باإلضافة إلى قيمته األولى أي جعله عمليا وقابل للتصديق‬ ‫والتحويل‪ .‬ويتعزز ذلك أوال عن طريق التعاون بين الجامعة‬ ‫والوسط االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬بإزالة الفجوة بين البحث‬ ‫العلمي والتطبيق‪،‬وأن يكون تنسيق كامل بين مؤسسات البحث‬ ‫العلمي ووقطاعات الدولة المختلفة‪ ،‬بما يوحد الجهود ويدعم‬ ‫األداء واإلنجاز لخطط التنمية عبر بناء الشراكات اإلستراتيجية‬ ‫بين مؤسسات البحث العلمي واألطراف ذات العالقة‪ ،‬وأيضا ربط‬ ‫البحث العلمي باالقتصاد ألنه يعمل على فتح المجال أمام مشاريع‬ ‫تنموية تستخدم العلم ونتائجه لالرتقاء باالقتصاد الوطني ومن‬ ‫ثم زيادة دخل الفرد والمؤسسات الوطنية وبالتالي زيادة تمويل‬ ‫البحث العلمي‪ .‬أوثانيا عبر تسويق نتائج األبحاث واالبتكارات مع‬ ‫حماية الملكية الفكرية‪.‬‬

‫نحوالتحول الرقمي‬

‫لقد أصبح البحث العلمي سمة من سمات مجتمع‬ ‫المعرفة‪،‬وركيزة أساسية في تشكيل خطط التنمية الشاملة‬ ‫من خالل حجم ونوعية اإلنتاجية العلمية للجامعات‪ ،‬وفي ظل‬ ‫التغيير التكنولوجي الذي مس البحث العلمي ‪ ،‬بسبب التطور‬ ‫لدى المجتمع األكاديمي‪ ،‬تسعى العديد من الجامعات من أجل‬ ‫صياغة استراتيجيات للوصول إلى تحقيق التحول الرقمي‪.‬‬ ‫ومع ازدياد قيمة حجم المشروع العلمي‪ ،‬كان يجب أن‬ ‫تتغير البحوث العلمية القديمة خصوصا مع بروز الرقمنة؛‬ ‫هذا األخير هو إعادة تشكيل جميع مراحل العلوم‪ ،‬من وضع‬ ‫جدول األعمال إلى التجارب وتبادل المعرفة والمشاركة العامة‪،‬‬ ‫بحيث تتيح التكنولوجيا الرقمية نموذجا جديدا لالنفتاح العلمي‬

‫‪،‬والذي يحتوي على ثالث‬ ‫ركائز رئيسة ‪ :‬االنفتاح على‬ ‫المنشورات العلمية‪ ،‬تعزيز‬ ‫الوصول السريع إلى بيانات‬ ‫البحث‪ ،‬والتواصل والمشاركة‬ ‫مع أصحابها‪ ،‬وتعمل أيضا‬ ‫على توسيع عملية االكتشاف‬ ‫المعرفي‪.‬‬ ‫وعليه يجب تعزيز‬ ‫مستودعات بحثية رقمية‪،‬‬ ‫من أجل التميز في مجال‬

‫هل نواكب التقدم النوعي‬ ‫يف البحث العلمي‪ ،‬من حيث‬ ‫جودة الأبحاث وتطور‬ ‫االبتكارات يف الت�صنيفات‬ ‫العاملية احلديثة؟ �أم جاء‬ ‫الوقت لإحداث التغيري‬ ‫اجلذري يف منظومة التعليم‬ ‫العايل والبحث العلمي‬ ‫ملواكبة املعايري العاملية التي‬ ‫يتم ت�صنيف اجلامعات على‬ ‫�أ�سا�سها ؟‬ ‫التعليم والبحث و االبتكار نحوبحث علمي مفتوح المعرفة‬ ‫للجميع يسعى نحوالتشارك البحثي والمعرفي‪ ،‬وفتح جسور‬ ‫المعرفة يقود إلى التطور ودعم االبتكار الرقمي وتعزيز العمل‬ ‫البحثي على التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬من أجل تغذية التفكير‬

‫المستقبلي الحتضان المشاريع وتطوير ودعم تصميم وموارد‬ ‫تعليمية المبتكرة‪.‬وعليه تشجيع األبحاث المتعلقة بالتكنولوجيا‬ ‫واالبتكار الرقمي من أجل بناء القدرات في العلوم البينية‬ ‫والمستقبلية‪ ،‬وتضيق الفجوة التكنولوجية واالستعداد الدائم‬ ‫لعلوم وتكنولوجيات المستقبل‪.‬‬

‫تطوير البحث العلمي في مجال الذكاء‬ ‫االصطناعي‬ ‫تكمن أهمية البحث العلمي باعتباره عصب التطور‬ ‫التكنولوجي والتنمية‪ ،‬وبه تصل األمم إلى حالة التقدم‬ ‫الصناعي‪ ،‬واالقتصادي والتنموي‪ .‬فان العالم اليوم يعيش‬ ‫ثورة صناعية من شأنها تغيير كيفية صناعة األشياء‪،‬ومن أهم‬ ‫التقنيات الناجمة عن هذه الثورة الذكاء االصطناعي الذي يعتبر‬ ‫في النهاية محصلة للذكاء البشري‪.‬‬ ‫ومن أجل تعزيزه البد من بناء مناخ متميز وناجح لدعم‬ ‫التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الذكاء االصطناعي‪ ،‬خالل‬ ‫تخصيص اإلمكانات الالزمة لدعم البحث واالبتكار والوصول‬ ‫للمعرفة بطرقها المتطورة الحديثة‪ .‬خاصة وأنه ثمة عجز حقيقي‬ ‫في خبراء الذكاء االصطناعي في المجاالت األكاديمية والصناعية‬ ‫المختلفة في الجامعات المتخصصة‪.‬‬ ‫وبرغم من بعض اإلعالنات عن محاوالت وزارة التربية‬ ‫الوطنية والتعليم العالي في تقوية البنيات التحتية للبحث العلمي‬ ‫واالبتكار بوضع استراتيجياتها من خالل تخصيص ميزانية خاصة‬ ‫بالذكاء االصطناعي‪ ،‬بهدف توجيه البحث والتطوير في التقنيات‬ ‫الجديدة والناشئة‪ ،‬إال انه تبقى محاوالت ضعيفة خصوصا في‬ ‫ميدان تطوير البحث العلمي في مجال الذكاء الصناعي‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق حبذا لويتم تطوير البحث العلمي في‬ ‫مجال الذكاء االصطناعي من خالل إنشاء جامعة متخصصة‪،‬‬ ‫وإنشاء مركز أبحاث للذكاء االصطناعي ‪،‬مع دعم اإلطار القانوني‬ ‫حول أخالقيات الذكاء‪.‬‬ ‫وتبقى اإلشكالية المطروحة؛ هل نواكب التقدم النوعي‬ ‫في البحث العلمي‪ ،‬من حيث جودة األبحاث وتطور االبتكارات‬ ‫في التصنيفات العالمية الحديثة؟ أم جاء الوقت إلحداث التغيير‬ ‫الجذري في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي لمواكبة‬ ‫المعايير العالمية التي يتم تصنيف الجامعات على أساسها ؟‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪8‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫خاص عن طنجة المدينة‬ ‫وزيرة ال�سياحة تتدار�س مع مهنيي القطاع مو�ضوع ا�ستئناف‬ ‫الن�شاط ال�سياحي بطنجة‬

‫ترأست وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل‬ ‫الجوي واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬السيدة نادية فتاح‬ ‫العلوي‪ ،‬أمس األربعاء بمقر والية جهة – تطوان –‬ ‫الحسيمة‪ ،‬لقاء مع مهنيي القطاع السياحي بعمالة‬ ‫طنجة وأقاليم العرائش وشفشاون ووزان‪.‬‬ ‫واستعرضت السيدة فتاح العلوي‪ ،‬خالل هذا اللقاء‪،‬‬ ‫ال��ذي جرى بحضور وال��ي جهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬عامل عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬محمد‬ ‫مهيدية‪ ،‬مع ممثلي المؤسسات الفندقية وأرباب‬ ‫المقاهي والمطاعم وممثلي وكاالت األسفار والنقل‬ ‫السياحي‪ ،‬موضوع استئناف النشاط السياحي على‬ ‫إثر تخفيف تدابير الحجر الصحي‪.‬‬ ‫وأوضحت الوزيرة أن “هذا اللقاء مع مهنيي القطاع‬ ‫السياحي يتوخى التذكير بالطابع االستعجالي‬ ‫واألولوية التي يكتسيها تطبيق كافة التدابير‬ ‫الصحية من أج��ل الحفاظ على صحة وسالمة‬ ‫المواطنين والسياح المغاربة وك��ذا مستخدمي‬ ‫القطاع”‪.‬‬ ‫وأبرزت السيدة فتاح العلوي‪ ،‬في تصريح للصحافة‬ ‫عقب هذا اللقاء‪ ،‬أن ال��وزارة أع��دت دليال صحيا‬ ‫وضعته رهن إش��ارة كافة الفاعلين في القطاع‪،‬‬ ‫السيما مهنيي الفنادق والمطاعم وك��ذا جميع‬ ‫األطراف المتدخلة‪ ،‬مشيرة إلى أنه تم إعداد هذا‬ ‫الدليل الذي يتسم بالبساطة والوضوح والدقة وفقا‬ ‫للمعايير الدولية وجميع التوجهات التي اعتمدتها‬ ‫الدولة بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أكدت الوزيرة مواصلة الزيارات‬ ‫الميدانية التي ستشرف عليها عدة لجان بالتنسيق‬ ‫مع السلطات المحلية ووزارة الصحة‪ ،‬للوقوف على‬

‫مدى احترام التدابير الصحية على أرض الواقع‪.‬‬ ‫وأضافت السيدة فتاح العلوي “أننا سنتخذ اإلجراءات‬ ‫الضرورية في حال لم يتم احترام التدابير الصحية‪،‬‬ ‫على اعتبار أن الحفاظ على صحة وسالمة المواطنين‬ ‫والمستخدمين يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى‬ ‫أن خطر الجائحة لم ينته بعد‪ ،‬كما أن الحكومة‬ ‫وضعت صحة المواطنين في صدارة األولويات طبقا‬ ‫للتوجيهات السامية لصاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس‪.‬‬ ‫من جهتهم‪ ،‬أشاد مهنيو القطاع السياحي بالزيارة‬ ‫التي قامت بها السيدة فتاح العلوي والتي مكنت‬ ‫من استعراض التدابير الصحية التي يتعين‬ ‫تنفيذها‪ ،‬واآلليات التي من شأنها ضمان استئناف‬

‫النشاط السياحي في أحسن الظروف‪ ،‬مؤكدين في‬ ‫هذا الصدد استعدادهم للعمل بتشاور مع الوزارة‬ ‫من أجل النهوض بالقطاع السياحي بالجهة‪.‬‬ ‫وقامت السيدة فتاح العلوي والسيد مهيدية‪ ،‬عقب‬ ‫هذا اللقاء‪ ،‬بزيارة ميدانية لعدد من المؤسسات‬ ‫الفندقية بطنجة للوقوف على م��دى احترامها‬ ‫للتدابير الصحية المعتمدة‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن وزيرة السياحة والصناعة‬ ‫التقليدية والنقل الجوي واالقتصاد االجتماعي‬ ‫عقدت أيضا لقاءات مع مهنيي القطاع السياحي‬ ‫وأرب��اب المقاهي والمطاعم بعمالة المضيق –‬ ‫الفنيدق‪ ،‬للتأكد من نجاح استئناف النشاط السياحي‬ ‫على مستوى جهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪.‬‬

‫ارتفاع عدد �ضحايا “كورونا” يثري املخاوف بطنجة‬ ‫والتحليالت تك�شف عن �إ�صابة ‪ 60‬بحارا‬

‫أعلنت المديرية الجهوية للصحة بجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬مساء أول أمس‪ ‬الخميس‪ ،‬عن‬ ‫تسجيل‪ 125 ‬إصابة مؤكدة بفيروس كورونا‬ ‫المستجد مقابل شفاء ‪ 19‬حالة خ�لال األرب��ع‬ ‫وعشرين ساعة الماضية على صعيد الجهة‪.‬‬ ‫وأوضحت المديرية الجهوية للصحة‪ ،‬في الحصيلة‬ ‫الوبائية اليومية‪ ،‬بأن الحاالت المكتشفة تتوزع‬ ‫على ‪ 81‬حالة بطنجة و‪ 28‬حالة بالعرائش و‪13‬‬ ‫حالة بتطوان وحالتين بفحص أنجرة وحالة واحدة‬ ‫بوزان‪ ،‬ليرتفع العدد االجمالي‪ 2429 ‬حالة على‬ ‫صعيد الجهة‪ ‬وهو ما يمثل ‪ ٪ 18,73‬من العدد‬ ‫اإلجمالي الوطني لإلصابات‪.‬‬ ‫وكانت الغرفة المتوسطية للصيد البحري‪ ‬بطنجة‪،‬‬ ‫قد أطلقت خالل األسبوع المنصرم‪ ،‬بشراكة مع‬ ‫إدارة الصيد والسلطات الصحية وبإشراف من‬ ‫السلطات الوالئية‪ ،‬حمالت طبية واسعة ترمي‬ ‫للكشف المبكر عن الفيروس المستجد‪ ،‬من خالل‬ ‫إخضاع جميع الفاعلين في قطاع الصيد للتحاليل‬ ‫المخبرية الخاصة بكوفيد‪ ،-19‬بنفوذ الدائرة‬ ‫البحرية للغرفة‪.‬‬ ‫كما أك��دت الغرفة المتوسطية ف��ي مذكرة‬ ‫عممت على مختلف المصالح المختصة‪ ،‬أن هذه‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫إعداد ‪ :‬حسن أحمد‬

‫من هنا‪ ..‬وهناك‪..‬‬ ‫قامت المصلحة الوالئية للشرطة القضائية بطنجة‪ ،‬صباح يوم الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬من توقيف شخص يبلغ من العمر ‪ 25‬سنة‪ ،‬وذلك لالشتباه‬ ‫في تورطه في قضية تتعلق بحيازة وترويج أجهزة ودعامات معلوماتية‬ ‫متطورة يشتبه في استخدامها في الغش في االمتحانات المدرسية‪.‬‬ ‫تم توقيف المشتبه فيه متلبسا بحيازة معدات إلكترونية يشتبه في‬ ‫استخدامها في الغش المدرسي‪ ،‬قبل أن تسفر عمليات التفتيش‬ ‫المنجزة بمنزله عن حجز ‪ 140‬سماعة السلكية مغناطيسية من مختلف‬ ‫األصناف واألنواع‪ ،‬و‪ 30‬بطارية و‪ 05‬وحدات قابلة للتركيب بالهاتف و‪18‬‬ ‫كابل للشحن‪ ،‬فضال عن موصالت خاصة بربط السماعات بالهواتف‬ ‫النقالة وأجهزة تشفير خاصة بها‪ ،‬وكذا مجموعة كبيرة من األقراص‬ ‫الصلبة والرقاقات الخاصة بتخزين المعطيات الرقمية‪ ،‬و‪ 18‬غشاء خاص‬ ‫بالسماعات وعدة علب مخصصة لتخزين وإرسال هذه المعدات عبر‬ ‫اإلرساليات البريدية‪.‬‬ ‫فقد تم االحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة‬ ‫البحث التمهيدي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬ ‫لقي شاب عشريني حتفه غرقا عندما جرفته أمواج البحر بشاطئ هوارة‪،‬‬ ‫حيث تم انتشاله‪ ،‬ليكون ثاني ضحية مسجلة بسواحل مدينة البوغاز‪،‬‬ ‫بعد تخفيف الحجر الصحي‪.‬‬ ‫الهالك توجه إلى الشاطئ المذكور رفقة عدد من أصدقائه لالستجمام‬ ‫والترويح عن النفس‪ ،‬رغم أن قانون الطوارئ وانتماء طنجة‪ ‬للمنطقة‪2‬‬ ‫يمنع على المواطنين السباحة بشواطئ اإلقليم‪ ،‬إذ لم يتمكن من‬ ‫مقاومة األمواج خصوصا وأنه يفتقد ألبجدية السباحة حيث جرفه البحر‪،‬‬ ‫رغم جميع المحاوالت التي قام بها أصدقاؤه من أجل انتشاله من وسط‬ ‫المياه‪.‬‬

‫وعاش شاطئ “باقاسم” بمنطقة أشقار‪ ،‬قبل أيام قليلة‪ ،‬على وقع أول‬ ‫حالة غرق‪ ،‬إذ لقيت شابة ثالثينية مصرعها غرقا أثناء السباحة في‬ ‫منطقة غير محروسة‪ ،‬التي لجأت إليها رفقة أفراد من أسرتها‪ ،‬الذين‬ ‫وقفوا مذهولين يشاهدون ابنتهم تبتلعها األم��واج دون أن يجدوا‬ ‫وسيلة إلنقاذها‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬ ‫حلت األربعاء الماضي للمستشفى الجهوي محمد الخامس‪ ،‬لجنة وزارية‬ ‫تابعة ل��وزارة الصحة‪ ،‬على خلفية تسجيل إصابات بفيروس كورونا‬ ‫المستجد في صفوف األطر الصحية‪.‬‬ ‫وحسب بعض المصادر‪ ،‬فهذه الزيارة جاءت بعد ضغط كبير من طرف‬ ‫األطر العاملة بالمستشفى‪ ،‬حيث باشرت أبحاثها بخصوص تحول‬ ‫المستشفى إلى بؤرة لفيروس “كورونا” عقب تسجيل أزيد من ‪ 20‬حالة‬ ‫في صفوف األطر الطبية‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫التحليالت تبقى إجباريــة وإلزاميـــة‪ ،‬وبدونهــــا‬ ‫ال يمكن ألي مهني أو بحار أو تاجر أو مصدّر‪ ،‬أن‬ ‫يلج ميناء من موانئ الجهة الشمالية أو يمارس‬ ‫نشاطه البحري‪.‬‬ ‫وانطلقت حمالت الكشف عن فيروس كورونا‬ ‫األربعاء المنصرم‪ ،‬من ميناء الصيد التقليدي‬ ‫بالمضيق‪ ،‬تلتها نقطة التفريغ ق��اع أس��راس‬

‫حادثة �سري مفجعة‬ ‫تنهي حياة وايل �أمن طنجة ال�سابق‬ ‫لقي والي أمن طنجة السابق‪ ،‬مولود أوخويا‪ ،‬ونائب والي أمن القنيطرة حاليا‪ ،‬مصرعه يوم أول أمس‬ ‫الخميس‪ ،‬إثر حادثة سير خطيرة وقعت ضواحي مدينة سوق أربعاء الغرب‪.‬‬ ‫وذكرت مصادر متطابقة أن أوخويا‪ ،‬كان برفقة سائقه الشخصي‪ ،‬الذي تعرض هو اآلخر إلصابات‬ ‫متفاوتة جراء اصطدام سيارتهما بشاحنة بذات المدينة‪ .‬وفور علمها بالخبر هرعت سيارة إسعاف إلى‬ ‫مكان الحادث‪ ،‬وقام طاقمها بنقل المصابين إلى قسم المستعجالت بالمستسفى الجهوي بالقنيطرة‪،‬‬ ‫حيث فارق أوخويا الحياة متأثرا بالجروح التي أصيب بها رغم المجهودات التي قدمها الطاقم الطبي‬ ‫إلسعافه‪.‬‬ ‫كان الراحل قيد حياته برتبة مراقب عام‪ ،‬يشغل حاليا منصب نائب والي أمن القنيطرة‪ ،‬كما شغل‬ ‫منصب والي أمن طنجة‪ ،‬وأيضا نائبا لوالي أمن الرباط‪ ،‬ورئيس منطقة أمن سال سابقا‪ ،‬وقبلها رئيس‬ ‫الشرطة القضائية الوالئية بالرباط‪.‬‬

‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫وقرية الصيادين أشماعلة وميناء الجبهة‪ ،‬قبل‬ ‫أن تستأنف الجمعة الماضي بكل من ميناء‬ ‫كاليريس‪ ،‬ثم ميناء الصيد التقليدي بالقصر‬ ‫الصغير فالعرائش‪ ،‬قبل أن تنتقل العملية إلى‬ ‫مينائي‪ ‬طنجة‪ ‬وأصيلة‪ ‬بداية األسبوع الجاري‪ ،‬على‬ ‫أن تستمر العملية في باقي الموانئ األخرى‪ ،‬إلى‬ ‫غاية استفادة جميع مهنيي القطاع منها‪.‬‬

‫تسلل فيروس كورونا ليضرب أول فريق بالدوري المغربي للمحترفين‪،‬‬ ‫بعد تسجيل حالة إيجابية في صفوف اتحاد طنجة‪ .‬حيث أصيب الشخص‬ ‫المكلف بحمل األمتعة داخل اتحاد طنجة‪ ،‬بوباء كورونا‪ ،‬مما أربك صفوف‬ ‫الفريق الطنجي‪..‬‬ ‫وكان العبو اتحاد طنجة قد خضعوا لمسحة كورونا‪ ‬قبل عدة أيام‪،‬‬ ‫ليتسبب هذا الطارئ في حالة من القلق داخل الفريق‪ ،‬في انتظار‪ ‬أن‬ ‫تتضح الصورة بشكل أكبر‪ ،‬بين إعادة الفحوصات أو الدخول في حجر‬ ‫صحي‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫أسفرت التحاليل المخبرية االستباقية‪ ،‬التي تشرف عليها المديرية‬ ‫الجهوية لوزارة الصحة بجهة طنجة‪ ،‬عن تسجيل ‪ 3‬إصابات مؤكدة‬ ‫بفيروس ”كورونا” المستجد على مستوى محطة القطار الفائق السرعة‬ ‫“البراق” بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وحسب مصادر متطابقة‪ ،‬فإن الحاالت الثالث المسجلة تم تسجيلها‬ ‫اإلثنين الماضي‪ ،‬وتعود لعاملين يشتغلون بمطعم لألكالت السريعة‬ ‫داخل المحطة المذكورة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر‪ ،‬أن السلطات الصحية‪ ‬اتجهت كعادتها لمباشرة عملية‬ ‫حصر المخالطين‪ ،‬بغرض إخضاعهم للكشف المخبري قصد محاصرة‬ ‫الفيروس والحد من انتشاره‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫أق��دم شخص يوم السبت الماضي على وضع حد لحياته بطريقة‬ ‫مأساوية‪ ،‬بعد أن ارتطم بواجهة القطار فائق السرعة “البراق”‪ ،‬الذي‬ ‫كان‪ ‬قادما من الدار البيضاء في اتجاه مدينة طنجة‪.‬‬ ‫وأوضح مصدر الخبر‪ ،‬أن الحادث وقع حوالي‪ ‬الساعة الخامسة مساء‪،‬‬ ‫بضواحي منطقة العوامة‪ ،‬مؤكدا أن الضحية‪ ،‬تعمد عبور الحواجز وألقى‬ ‫بنفسه أمام‪ ‬مقدمة القطار ليصطدم به‪ ‬بقوة‪ ،‬حيث تحول جسمه إلى‬ ‫أشالء متناثرة‪ ،‬وتسبب في توقف القطار وتأخره عن موعد وصوله‪.‬‬ ‫وعلى إثر ذلك‪ ،‬حضرت إلى عين المكان المصالح األمنية مرفوقة‬ ‫بعناصر الوقاية المدنية‪ ،‬التي عملت على جمع أشالء الضحية ونقلها‬ ‫إلى مستودع األموات بالمدينة‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪9‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫امللحق الثقايف‬ ‫والفني‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ن س ا ء‬ ‫سونيا الفرجاني ‪ /‬تونس‬

‫تم والضخرجين للسوق‪ ،‬على رأسك س ّلة كبيرة ‪،‬‬ ‫محمّلة باألحالم والضحكات‪،‬‬ ‫التُرى‪.‬‬ ‫تتّجهين مسرعة إلى محلاّ ت تجميل ‪.‬‬ ‫من حقيبتك الخفيفة تسحبين أوراقا كثيرة وتدفعين سعر‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬ومعطر الجسم المخلوط بحبيبات المعة‪.‬‬ ‫شمبو التوت‬ ‫تدفعين ثمن حليب الجسم بنكهة الفانيلاّ وأحمر الشفاه‬ ‫المشمشيّ‪،‬‬ ‫ماسكرا لتكثيف مضادّ للماء ‪،‬وبودرة خدود خوخيّة فاتحة ‪.‬‬ ‫تقتنين قميصا خفيفا من ّقطا ‪،‬على أطرافه تتد ّلى شرائط‬ ‫دنتال رقيقة‪.‬‬ ‫تعودين على مهل ‪ ،‬بعطر ناعم ‪ ،‬وأقراط لولبيّة وصلت‬ ‫للصيدليّة حديثا‪.‬‬ ‫في الطريق ‪،‬تغنين‪.‬‬ ‫تدخلين الحمام راكضة ‪،‬تد ّلكين جسدك الهادئ بخ ّفة ‪.‬‬

‫ترفعين شعرك بمشبك فضيّ‪،‬وتنظرين للمرآة‪:‬‬ ‫ « مبلغ الحصّالة كان كافيا ألصنع كل هذا الفرح‪.‬‬‫يحتاج الحلم حصّالة وس ّلة الترى‬ ‫وأفكارا ملونة بروائح»‬ ‫تنزلين من حوض الغسيل بال جسد‪.‬‬ ‫برشاقة ترتدين القميص ‪،‬تج ّففين الشعر الفوّاح وتضعين‬ ‫ميكياجا خفيفا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هكذا‪ ...‬حافية ‪،‬تنسلين إلى الغرفة‬

‫تندسّين في السّرير‬ ‫وتضغطين داخلك على الموسيقى‪.‬‬ ‫حشرة‬ ‫فوضى‬ ‫جلد مالح يبتلع الخيال الحلو‪.‬‬ ‫على بعضها تتساقط أحالم‬ ‫وتتهشّم‬ ‫كالحصّالة الفخار يوم العيد‪.‬‬

‫�شذرات فرناندو‬ ‫پي�سوا عن الكتابة‬ ‫رائد العيد ‪ /‬عن موقع تكوين‬

‫ ال أُسمي نفسي شاعرًا‪ .‬إنني فقط‪ :‬أرى‪ .‬ولو سُئلتُ‬‫ما الذي فعلته في حياتي لقلت‪ :‬ال شيء‪ ،‬سوى النظر‪.‬‬ ‫ أن أكتب يعني أحيانًا أن أقول ما أفكر به بطريقة‬‫ُ‬ ‫يحدث من الخارج‪.‬‬ ‫سيئة ومشوشة‪ .‬كما لو أن الكتابة شيء‬ ‫شي ٌء يصل مثلما تصل إلى جسدي الشمس‪.‬‬ ‫ من سيكتب َ‬‫قصة ما كان يمكن أن يكونه؟ لو أحدهم‬ ‫كتبها‪ ،‬ستكون هي تاريخ البشرية الحقيقي‪.‬‬ ‫ أن أكتب أفضل بكثير من أن أجرأ على العيش‪ .‬وحتى‬‫لو العيش ال يعني أكثر من شراء الموز تحت أشعة الشمس‪.‬‬ ‫ حين كان القمر يخصه وحده‪ ،‬كتب الشعر‪ ،‬وضاعت‬‫منه الحياة‪.‬‬ ‫ أكتب كما يكتب ُ‬‫نزيل فندق مغادر في كتاب الزيارات‪.‬‬ ‫إن بدا ما كتبته ممتعًا للنزالء فهذا حسن‪ ،‬وإن لم يقرأني‬ ‫أحد‪ ،‬أو فشلت في إمتاع أحد‪ ،‬فهذا حسن أيضًا‪.‬‬ ‫ اكتب أو استسلم‪ .‬اكتب بكامل توحشك إذا كنت‬‫ستكتب‪ .‬واستسلم بشكل مطلق إذا تخليت‪.‬‬ ‫‪ -‬يدخلني األلم ببطء في الرشفات والشقوق‪ .‬ألمي‬

‫جدًا‪ ،‬في كتاب يتفكك تجليده‪.‬‬ ‫مطبوع بحروف صغيرة ّ‬ ‫ أكتب مثل من ينام‪ .‬أُزين رأسي بزهور يابسة‪ .‬النوم‬‫هو ما أرغب فيه‪.‬‬ ‫ لم أكتب شي ًئا منذ مدة طويلة‪ .‬مرت شهور دون‬‫أن أعيش‪.‬‬ ‫ عندما أنهي الكتابة أبقى حزينًا بال حراك‪ .‬وأحتاج‬‫على الفور إلى محادثة شخص آخر‪.‬‬ ‫ لدي كتاب صغير‪ ،‬أكتب فيه حين أنساك‪ .‬كتابٌ‬‫ً‬ ‫كلمة بعد‪.‬‬ ‫أسود‪ ،‬لم أخط فيه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اللحظة‬ ‫عملية تغيير جنس‪.‬‬ ‫ إن والدة القصيدة األولى‬‫التي تشهد تحول إنسانٍ إلى شاعر تعني تحو ُله أيضًا من‬ ‫رجل إلى امرأة أو من امرأة إلى رجل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الكتابة نفورٌ حسي من الحياة‪.‬‬ ‫ صمتكِ المنسي في قصيدةٍ لم تُكتب‪ ،‬ظل مخلدًا‬‫في الحقول‪.‬‬ ‫ كل الرسائل التي يكتبها اإلنسان يجب أن تكون‬‫موجهة إلى نفسه‪.‬‬

‫ لم أعرف كيف أكتب‪ .‬لقد كانت مجرد لحظة‪ ،‬ورأيت‬‫ما رأيت ونمت‪ .‬إن النوم هو الكتابة‪.‬‬ ‫ إن لم أكتب شي ًئا له نبر ُة خلود‪ ،‬فسأكون قد بددت‬‫زمن اآللهة بداخلي‪.‬‬ ‫ أن أكون شاعرًا ليس ما أردته وليس طموحي‪.‬‬‫الشعر طريقتي في البقاء وحيدًا‪.‬‬ ‫مهمًا على‬ ‫ اعترافاتي غير مهمة‪ ،‬ألنه ال شيء‬‫ّ‬ ‫اإلطالق‪ .‬ثم إن هذا المكتوب ليس اعترافات‪ .‬إنه أنا‪.‬‬ ‫ أنا ال أكتب بالبرتغالية‪ .‬أنا أكتب بي‪.‬‬‫ الكتابة هي أن يزور المرء نفسه‪.‬‬‫ طاولة الكتابة‪ ،‬كدرع ضد الحياة‪.‬‬‫ الشعر فراشة تطوف فوق رأس الشاعر‪ .‬وكلما بدت‬‫الفراشة أجمل وأبهى‪ ،‬بدا هو مثيرًا للسخرية والشفقة‪.‬‬ ‫ الشاعر شخص يولد بعد موته‪.‬‬‫ تُسكرني مياه الكلمات أكثر من مياه الطفولة‪.‬‬‫ أستخدم الكلمات بشكل فوتوغرافي‪ .‬ال أتكلم‪ ،‬بل‬‫أُعبر‪.‬‬

‫ً‬ ‫صفحة تكشفني‪ .‬مثل الطبيعةِ أخفقتْ‪.‬‬ ‫ لم أكتب قط‬‫ الطاولة التي أكتب عليها‪ ،‬هي طاولة‪ ،‬ليس لكونها‬‫من خشب‪ ،‬بل بـما اعتراها من لطخات وكسور‪.‬‬ ‫ أكتبُ لي‪ .‬مثل هدهدة أم البن ميت‪.‬‬‫ النثر شي ٌء زائد‪ .‬الكتب نسخٌ ناقصة‪ .‬نعرف هذا‪.‬‬‫لكن ماذا نفعل أمام شتائم الحياة؟‬ ‫ قد ال يعجبك الكتاب‪ .‬لكنه على األقل موجودٌ ومنجز‪،‬‬‫مثل النبات الوحيد في أصيص جارتي الكسيحة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حميمة وصد ًقا في الواقع هي‬ ‫ إن أكثر الحوارات‬‫تلك التي أجراها الروائيون في رواياتهم بين شخصين‬ ‫متخيلين‪.‬‬ ‫ عباراتٌ صغيرة بال معنى‪ ،‬مدسوس ٌة في المحادثات‬‫َ‬ ‫تحتفظ بجاذبيتها‪ ،‬هي المعنى‪.‬‬ ‫التي يفترض أن‬ ‫ كل ما يُكتب‪ ،‬يُكتب في اليوم التالي‪.‬‬‫ُ‬ ‫يُنفذ‬ ‫ أكتب ألنني لم أتقن االنسحاب‪ .‬أكتب كمن‬‫عقابًا‪ .‬وأتلذذ بالشهوانية الالمحدودة لفشلي في الهرب‪.‬‬ ‫ الكل‪ ،‬كل شيء‪ ،‬وحتى الكتابة‪ ،‬فقدٌ أكيد‪.‬‬‫ ليس األدب سوى اعتراف بأن الحياة لم تعد تكفي‪.‬‬‫ً‬ ‫عاطفة ما تمر‬ ‫ أحيانا ثمة نشوة جمالية في أن ندع‬‫دون أن نتكلم عنها‪ ،‬رغم أن مرورها يتطلب الكلمات‪.‬‬ ‫ الترجمة سرق ٌة أدبية موقعة باسم المؤلف األصلي‪.‬‬‫ أكتب بسبب اإلزعاج‪ ،‬فحين أكون متصلاً مع ذاتي‪،‬‬‫تقفُ بيني وبين الكلمات نزعة الكمال‪.‬‬ ‫ أكتب ألنني ال أقوى على التفكير‪ .‬أنهي الكتابة ألنني‬‫أفتقد شجاعة الهروب‪ .‬كتابي المنشور هو جبني‪.‬‬ ‫ أكتب ألنني أخشى ظالم الغرفة وأهاب الصمت‪.‬‬‫أكتب بالطموح الخشن لرجل عامي يريد أن يحصل على‬ ‫وسام‪.‬‬ ‫ أن أكتب يعني أن أخسرني‪ .‬لكن ال يهم‪ ،‬فالجميع‬‫خاسرون‪.‬‬ ‫ أقول إن الربيعَ حزين‪ ،‬واألزهار تتعذب‪ ،‬واألنهار تئن‪،‬‬‫واألغنية السعيدة تشعر بالقلق‪ ،‬ألن كاتبًا فشل في كتابة‬ ‫كتابه األخير‪.‬‬ ‫ الفن من أجل الفن‪ ،‬هو في واقع األمر‪ ،‬الفن من‬‫أجل الفنان‪.‬‬ ‫ الفنان الحقيقي ال يتورط فقط بقتل الحب والحنان‬‫في داخله من أجل الفن‪ ،‬بل إنه يقتل بذور الحب والحنان‪.‬‬ ‫ومن أجل خلق الفن للناس‪ ،‬ينتهي به المآل ال إنسانيًّا في‬ ‫الوقت الذي هو أكثر المسكونين باإلنسانية‪.‬‬ ‫ الصفحات التي سأترك ورائي هي تعريفي ال اعترافي‪.‬‬‫ كل القصائد ُكتبت في النوم‪ ،‬حتى تلك التي كتبت‬‫في الصحو‪.‬‬ ‫ نولد دون أن نجيد الكالم‪ ،‬ونموت دون أن نجيد‬‫التعبير‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪10‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫حوار مع‬

‫الفنان املغربي‬ ‫�إدري�س الروخ‬ ‫‪m‬‬

‫اجلزء األول‬

‫حاوره ‪ :‬عبد اإلله المويسي ‪ -‬محمد إمغران‬

‫إدريس الروخ‪ ،‬مخرج «دميا جيران» و«صيف تشرب» و«دارالغزالن»‬ ‫وغير ذلك من األعمال‪ ..‬هو فنان مغربي من الطراز العالي‪ ،‬يتزامن‬ ‫حوارنا معه وعيد ميالده الذي يصادف ‪5‬يوليوز‪ ،‬ليناهز عمره‪،‬‬ ‫اليوم السبت‪ 52 ،‬سنة‪ ،‬أي رحلة عمرمليئة باملغامرة والكفاح واملثابرة‬ ‫والصبر‪ ،‬عشقا لفن المتثيل الذي يجري يف دمه مجرى الدم من‬ ‫العروق‪ ،‬مما جعله يفرض نفسه بقوة يف الساحة الفنية املغربية‪،‬‬ ‫ويجمع بني المتثيل واإلخراج واإلنتاج‪...‬التقت به «الشمال» فأجرت‬ ‫معه احلوار التالي‪:‬‬ ‫‪ l‬نبدأ معك السي إدريس بالسؤال التقليدي‪ ،‬وهو كيف‬ ‫تقدم الفنان إدريس الروخ إلى القراء المغاربة الواقعيين‪،‬‬ ‫والقراء العرب االفتراضيين على مواقع األنترنت؟‬

‫يمكن أن أقدم نفسي بشكل يجعلني أقرب إلى الحلم منه الى الحقيقة‪..‬‬ ‫فبخالف أن حياتي تدحرجت بين متاهات الزمن وسلحتني بأسلحة تدمير‬ ‫الجهل والتخلف واالبتعاد عن الملل والرتابة واالنكباب على فتح نوافذ‬ ‫األمل وتقريب صور الماضي لتبقى لصيقة بي طوال حياتي ‪..‬والنتفض‬ ‫على وجعي طرقت باب المسرح ممثال ومخرجا وكاتبًا ‪..‬وبتّ بداخله‬ ‫أشاكس لمدة طويلة بعدها رحلت الى باب التلفزيون والسينما حيث أجوب‬ ‫بين دروبات الشخصيات ممثال اغرق في البحث عن مكامن قوتها وضعفها‬ ‫‪..‬ألجعل من كل محطة أقف أو أمر‪ ..‬بها فعال مستقبليا أخلد فيه موقفي‬ ‫من أشياء تقلقني‪ ..‬ممثال‪ ..‬مخرجا‪ ..‬مدرسا‪ ..‬فهدفي ليس أن أبقى متفرجا‬ ‫في الصفوف الخلفية أو أن أكون مجرد ديكور في مسرح كبير‪ ..‬أو دمية‬ ‫تحركها أياد خفية‪.‬‬ ‫لاً‬ ‫هدفي أن أكون فاع وليس مفعوال به‪ ..‬أن أكون معادلة رياضية‬ ‫وليس رقما‪ ..‬أن أكون أو ال أكون على حد قول شاعر األجيال شكسبير‪.‬‬

‫‪ l‬ننتقل اآلن إلى الحديث عن البدايات األولى التي‬ ‫مهدت لمجيئك إلى السينما؟‬

‫في الحقيقة المسرح هو من قادني إلى عالم الصورة‪ ..‬إلى السينما‪..‬‬ ‫هو من شكل رؤيتي ورتب بيت أفكاري وشحن أحاسيسي وفتح الطريق‬ ‫أمامي ألقارع شخصيات وفضاءات وتقاطعات عوالم السينما‪..‬‬ ‫منذ البدء‪ ،‬عندما كنت طالبًا بالمعهد العالي للفن المسرحي‬ ‫والتنشيط الثقافي بالرباط وصوت بداخلي يحثني على المزاوجة بين‬ ‫المسرح والسينما‪ ..‬وأن أنكب على دراسة أكبر االتجاهات الفنية سواء تلك‬ ‫المتعلقة بالكتابة أو باإلخراج أو التمثيل أو السينوغرافيا واإلضاءة إلى‬ ‫آخره‪ ..‬ففي كل ذلك غوص حقيقي في ماهية الفن ‪.‬‬ ‫ففي الكتابة ساعدتني أعمال شكسبير واارتر ميلر وأندري مالرو‬ ‫وتنيسي وليامز وهمنغواي وكولتيز وتشيكوف ‪..‬في االقتراب من عالم‬ ‫كتابة ودراسة وقراءة السيناريو بكل آلياته وأدواته التقنية والفنية‪..‬‬ ‫واالبتعاد عن الكلمة التي تجتر نفسها إلى الصورة الدالة على الكل بدلاً‬ ‫من الجزأ‪..‬‬ ‫وفي اإلخراج‪ ..‬أستطيع أن أقول أن كانتور وعالمه التشكيلي‪ ..‬ألهمني‬ ‫كثيرا‪ ..‬دون أن أنسى العبقري بيتر بروك صاحب المساحة الفارغة‪...‬‬ ‫ثم هناك ستانسيسالفسكي ومايورهولد كروتوفسكي وبريشت‪ ...‬من‬ ‫مدارس األداء والتمثيل المنهج ‪ ..‬إلى آخره‪..‬‬ ‫وفي الواقع هناك العديد ممن أثروا بشكل إيجابي في أن ألج السينما‪،‬‬ ‫وساعدوني في أن أفهم أن الصورة سحر خاص إذا ما أصابك ولو لهنيهة‬ ‫تصبح أسيرًا (بشكل إيجابي) لفعل (اآلكشن) (الحركة) طوال حياتك‪.‬‬

‫‪ l‬ما هي أهم المحطات في مشوارك السينمائي في‬ ‫التمثيل واإلخراج؟‬ ‫في حقيقة األمر يجب اإلشارة إلى أن ما أحدثه الفن تمثيال وإخراجًا‬ ‫كان بمثابة تصفية المياه من الوحل‪ ..‬لقد تغيرت حياتي كلها وبشكل‬ ‫جذري وأنعمت بأجواء اإلبداع وتحوالت الزمن فنيا وطهرت من الداخل‬

‫وربطت عالقة وطيدة مع نفسي‪ ،‬وأصبحت بالمقابل منفتحًا على اآلخر‬ ‫‪..‬ولهذا عندما أعود اآلن ألجيب عن سؤالك حول أهم المحطات في‬ ‫مشواري تمثيال وإخراجًا‪ ..‬أجزم أنها جميعها محطات بفوائد جمة‪..‬‬ ‫وأعترف بفضلها وبفضل كل من ساعدني في ذلك على جعلها نبراسا ينير‬ ‫طريق المستقبل‪ ..‬ففي المسرح كما في التلفزيون والسينما‪ ،‬تشبعت بفكر‬ ‫متعدد وبرؤى مختلفة وبمفاهيم حول الحياة والفن وحول االندماج وحول‬ ‫التوحد‪ ..‬واستطعت أن أحدد نقط ضعفي قبل نقاط قوتي‪..‬‬ ‫وفي التمثيل كما اإلخراج ‪..‬كانت لدي محطات مهمة أخرجتني من‬ ‫الروتين الفني القاتل وقدمتني للعالم بطريقة مختلفة‪ .‬فعندما كنت في‬ ‫السويد مثال واشتغالي بمسرح إنجريد‪ ..‬تحقق لدي حلم االلتقاء باآلخر‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وسلوكا وحوارًا‪ ..‬فأن تشتغل مع جواد األسدي (المخرج‬ ‫فرحة ولغة‬ ‫المسرحي العراقي المتمرد) ليس بالسهل‪ ،‬وأن تقتحم دروبات نص‬ ‫لمتمرد آخر كسترينبيرغ برائعته اآلنسة جوليا‪ ،‬وأن تتقمص دور شخصية‬ ‫متمردة على األوضاع وعلى الطبقة البورجوازية‪ ،‬وأن تمثل بجانب أنوار‬ ‫البياتي (ممثلة عراقية سويدية)‪ ،‬وأن تسلط عليها كاريزما خاصة بتمثيل‬

‫يأخذ من مدارس الفن الحديثة‪..‬وأن تجد نفسك في عروض المساء والليل‬ ‫يشاهدك الجميع ومن جنسيات مختلفة وتعرض بمسارح السويد شمالاً‬ ‫وجنوبًا شر ًقا وغربًا‪ ..‬فهذا يجعلك سعيدا ‪..‬يجعل منك شخصًا ينحني أمام‬ ‫الجميع ويحيي الجميع بتحية الحب واإلخالص ‪..‬‬ ‫وتجارب المسرح مثل هذه كثيرة جدا ولكنها بالنسبة لي كانت نقطة‬ ‫التحول في مساري االحترافي‪ ..‬وكانت لحظة من اللحظات المهمة في‬ ‫تشكيل نفسيتي وشخصيتي كإنسان‪.‬‬ ‫إن عملاً كبيرًا مع إيفا بيرغمان ابنة المخرج السويدي المخرج‬ ‫األسطورة بيرغمان‪ ..‬ومع فريق عمل يضم خيرة مبدعي العالم في الغناء‬ ‫والموسيقى والرقص والتمثيل والسينوغرافيا واإلضاءة‪ ..‬يعني أنك أمام‬ ‫تجربة فريدة من نوعها‪ ..‬تجربة تحملك إلى عمق اإلبداع‪ ..‬وأن تنقب‬ ‫وسط صفحات التاريخ بكل تجلياته‪ ..‬أن تشتغل على مسرحية حلم‬ ‫ليلة صيف لمبدع كبير كشكسبير‪ ،‬وتجد نفسك في حلم الحلم تشخص‬ ‫شخصيتين في نفس الوقت ومعك وبجانبك ممثلون وممثالت من لبنان‬ ‫ومصر وفلسطين واألردن وسوريا‪ ..‬إلخ‪ ،‬وأن تنسجم في خلق التوازن‪ ،‬وأن‬ ‫تقدم هذا الحلم في مسارح مصر ومسارح السويد‪ ،‬وأن تقف في خشية‬ ‫الدراماتن (المسرح الوطني بستوكهولم)‪ ،‬يجعلك حقيقة في قمة السعادة‪،‬‬ ‫وعندما تعلق كل ليلة وأنت توزع الحب واإلحساس واإلبداع على الحضور‪..‬‬ ‫تنتقل من مكان إلى آخر‪ ،‬ومن حالك إلى أخرى‪ ،‬ومن مستوى فني إلى‬ ‫مستوى عال من االحتراف وحب المهنة‪..‬‬ ‫الحقيقة أنني ساكون عاجزا عن أن أحصي كل المحطات أو أن أحصرها‪.‬‬ ‫في رقم معين‪ ..‬فهي كثيرة وذات قيمة‪ ..‬لنعد قليلاً إلى الوراء وأتحدث‬ ‫عن محطة جد مهمة في تاريخي الفني مع أحد عباقرة الموسيقى في‬ ‫العالم المغربي أحمد الصياد برائعته(قط الحيل) ومع المخرجة الفرنسية‬ ‫آن طوريس‪ ..‬حيث تجربة األوبرا في مسرح ستراسبورغ‪ ،‬وحيث االشتغال‬ ‫على نص ذي تأثير على الثقافة العربية والعالمية (مقامات بديع الزمان‬ ‫الهمداني)‪ ..‬بالطبع لن تخرج من هذه التجربة خاوي الوفاض بل على‬ ‫العكس من ذلك تسيجك بسياج من الفهم لماهية الحياة بشقها الفلسفي‬ ‫واالجتماعي والفني‪..‬‬ ‫تجارب عديدة غيرت مساري وغيرت تفكيري وزادتني ايمانا بان العمل‬ ‫الحقيقي واالجتهاد والصبر والمعاناة ‪...‬سبل في فتح األبواب الموصدة‬ ‫‪..‬وكيف ال والطريق تقدمك الى أليخاندرو كونزاليس انياتيرو وبراد بيت‬ ‫وكيت بالنشيت في فيلم بابل ‪..‬وان تجد نفسك في فيلم المنطقة الخضراء‬ ‫مع مات دايمان تحت إدارة بول كرينكراس او فيلم الوضعية مع كوني‬ ‫نيلسون والمخرج فيليب هاس ‪..‬‬ ‫محطات ومحطات بالمغرب مع مخرجين بمؤهالت فنية وتقنية‪ ..‬حيث‬ ‫تستمتع في رسم الشخصيات بمعيتهم‪ ..‬مدركين بأن السينما رحلة في‬ ‫النفس البشرية وحكاية مجتمع‪ ..‬ليس أي مجتمع!! إنه مجتمعك‪..‬‬ ‫ولهذا فمحطاتي جميعها مؤمن بأهميتها وبكونها وشمتني من‬ ‫الداخل وشما يكبر بحجم حبي لعالم السينما‪.‬‬

‫‪ l‬تعرف الممارسة السينمائية تحول بعض الممثلين‬ ‫إلى اإلخراج‪ ،‬ولربما إلى اإلنتاج أيضا‪ .‬هل تجد لهذا األمر‪،‬‬ ‫من الناحية الفنية‪ ،‬مسوغات معقولة؟‬ ‫في نظري المسألة ال تتعلق بالمعقول أو الغير معقول‪ ..‬فنحن في‬ ‫إطار إبداعي‪ ..‬ينمو في مستنبت األحاسيس واألحالم‪ ،‬كل واحدة تعتني‬


‫باألخرى‪ ..‬وتمأل جعبتها من بذرات فنية ‪..‬فالممثل يحمل بداخله أرق‬ ‫التجديد وينقش في كل عمل اسمه على شخصياته‪ ،‬ويستفيد من كل من‬ ‫مر بهم من مخرجين وكتاب سيناريو ومنتجين وتقنيين‪ ..‬ينهل بوعي أو‬ ‫بغير وعي من معارفهم‪ ،‬وينسخ في ذاكرته آليات صناعة الصورة‪ ..‬يوما‬ ‫بعد يوم وعمال بعد عمل‪ ..‬ويبقى الطموح سيد الموقف والرغبة في التعبير‬ ‫بامكانيات أخرى غير تلك التي يملكها سل ًفا‪ ..‬وتسطع بداخله شمس‬ ‫اإلبداع في منحى آخر‪ ..‬فنجده يهتم بالتفاصيل ويسأل ويتابع عن كثب‬ ‫كل ما يحدث ببالطو التصوير‪ ..‬ويستمر في ذلك سنوات عديدة يترجمها‬ ‫بعدها بتداريب وورشات في مجاالت التخصص‪(..‬سيناريو ‪ -‬اخراج ‪ -‬إدارة‬ ‫الممثل‪ ،)...‬كل هذا ال يأتي من فراغ‪ ،‬بل من تجربة طويلة واحتكاك‬ ‫بأصحاب المهنة وصناع الصورة ومبدعي األحاسيس‪..‬‬ ‫وبالتالي عندما نلحظ أن ممثال غير موقعه من الصفوف األمامية إلى‬ ‫الخلفية وراء الكاميرا‪ ..‬فهذا ليس بغريب‪ ..‬فطبيعة اإلنسان هي الطموح‬ ‫والرغبة في الخلق والتجديد وتحدي إمكانياته ومغازلة المغامرات في كل‬ ‫سبلها‪..‬‬ ‫ومن الطبيعي جدا أن يتحول الممثل إلى مخرج (وهذا ليس شرطا)‬ ‫لكونه األقرب إلى عالم الصورة وإدارة الممثل ومعرفة أغوار السيناريو‪..‬‬ ‫وخبايا البالطوهات‪..‬‬ ‫وشخصيا‪ ،‬عندما أنقل تجربتي في هذا الباب‪ ..‬لم تأت بين عشية‬ ‫وضحاها‪ ،‬ولكن ثمرة سنين من التمرس والتدريب والبحث واالحتكاك في‬ ‫مجاالت مختلفة (مسرح ‪ -‬تلفزيون ‪-‬سينما ‪ -‬كتابة ‪ -‬إدارة ‪ -‬تدريس ‪-‬‬ ‫مساعد مخرج‪ ..‬إلخ)‪ ،‬وبالتالي بات من الضروري الخروج إلى المأل برغبة في‬ ‫التعبير عما يخالجني من أحاسيس عن طريق اإلخراج وإبداء وجهة نظري‬ ‫حول ما يحدث في محيط دائرتي برسمه بالكاميرا‪.‬‬

‫‪ l‬ارتبط‪ ،‬في بعض االحيان‪ ،‬حضور إدريس الروخ في‬ ‫السينما المغربية والعالمية‪ ،‬بجدل مرافق‪ ،‬أين ترى مدعاة‬ ‫هذا الجدل؟‬ ‫ذات يوم‪ ،‬وأنا أدرس بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط‬ ‫الثقافي بالرباط‪ ..‬كنت أشاهد العديد من األعمال المسرحية والسينمائية‪..‬‬ ‫وقرأت العديد من الكتب والمؤلفات المسرحية والفنية بشكل عام‪ ..‬وكنت‬ ‫من هواة (وال زلت) قراءة سير (البيوغرافيا) لعدد كبير من األسماء التي‬ ‫رسمت ونقشت اسمها في تاريخ البشرية بما قدمته من أعمال في مختلف‬ ‫المشارب‪ ..‬مسرح ‪ -‬فلسفة ‪ -‬رياضيات ‪ -‬أدب ‪ -‬فنون‪ -‬موسيقى وغناء‪ ..‬إلخ‪،‬‬ ‫وعانت ما عانته من اختيارات صعبة في مسارها‪ ،‬سواء تعلق األمر بما ترغب‬ ‫في تقديمه أو ما تعرضت له من مضايقات في حرية اختياراتها‪ ..‬ولكن ما‬ ‫يميز هذه األسماء الكبيرة هو تشبتها بمبادئها واستمرارها في التعبير عن‬ ‫أفكارها وؤن دعت الضرورة للتضحية بنفسها‪..‬‬ ‫فاأللم الذي تعيشه كل هذه األسماء على فترات طويلة من حياتها هو‬ ‫الم االختيار في تقرير مصيرها والدفاع عن توجهاتها‪ ..‬والنضال من أجل‬ ‫إبراز مواهبها‪ ..‬قد يستمر ذلك طويال‪ ..‬ولكن هذا مايجعلها خالدة‪..‬‬ ‫وبالفعل كبر معي كل هذا‪ ..‬واتسع في داخلي ألختار أن أعيش تجارب‬ ‫مختلفة في المسرح (سابقا) وفي التلفزيون‪ ،‬وباألخص في السينما المغربية‬ ‫أو العالمية‪ ،‬وذلك فقط لكوني أومن بأن العمل في السينما هو عمل كلي‬ ‫متكامل مترابط‪ ..‬مؤثر‪ ..‬وفي نفس الوقت مستمر في الزمن‪ ،‬وال يجب أن‬ ‫نتهاون في التعامل معه بنوع من الجد واالحترام والصدق‪ ..‬فالفن كالبحر‪،‬‬ ‫إذا أعطيته كلك أعطاك نصفه‪ ،‬وإذا أعطيته نصفك ال يعطيك شيئاً‪.‬‬ ‫وعند الرجوع إلى الجدل الذي يصاحب اختياراتي في أعمال بعينها‪،‬‬ ‫فمرده اإليمان بما أقدمه كعمل فني بنيوي ال يجب أن نخل بأحد أجزائه‬ ‫حتى يبقى في الصورة التي رسمها المبدع‪..‬‬ ‫فكل شخصية أقدمها وسط عمل سينمائي لها ما يبرر أفعالها‬ ‫وتصرفاتها وألفاظها‪ ..‬ولها بناءها الدرامي ووقعها داخل فسيفساء‬ ‫القصة‪ ..‬وتكون ملونة بأحاسيس صادقة وتعبيراتها عامة هي سلوكات‬ ‫بسيكولوجية تنقلها من عالم اآلنا إلى عالم اآلخر‪ ،‬وعوض أن أكون أنا‬ ‫اآلنا أصبح أنا اآلخر ‪..‬وبالتالي ال يجب أن أتهاون ولو للحظة في أن أكون‬ ‫الشخصية بإيجابياتها وسلبياتها‪..‬‬

‫‪ l‬تحظى شخصية إدريس الروخ بتقدير كبير من قبل‬ ‫المتفرج المغربي والعالمي‪ ،‬هل مرجع ذلك إلى طبيعة‬ ‫األفالم التي لعب فيها أدوارا معينة؟ أم أن األمر يعود‬ ‫فنيا إلى اإلمكانات الفردية التي تتمتع بها؟‬

‫في الحقيقة هناك عوامل كثيرة تقف وراء هذا الحب المتبادل مع‬ ‫الجمهور ‪..‬ومع كل من اشتغل وأتعامل معهم ‪..‬فالصدق واإلخالص للعمل‬ ‫واحترام من تقدم له إبداعك‪ ..‬يكون بمثابة بطاقة العبور الى دواخل‬ ‫النفس وضمان فضاء مريح بها ‪..‬‬ ‫ثم ال ننسى أن الجزء يبقى رهينًا بالكل‪ ،‬وأن عالقتك بأسرتك‬ ‫وبمحيطك ووطنك وبقضايا مجتمعك‪ ..‬واالهتمام بكل صغيرة وكبيرة‬ ‫ابتداء بطريقة عيشك وأسلوب كالمك في الحوارات والبرامج التلفزيونية‬

‫‪t‬‬

‫‪11‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫وخرجاتك اإلعالمية وظهورك بشكل مقتضب في وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ..‬والتعبير عن أفكارك بدون محاباة أو مقايضات والتفكير في‬ ‫الغير وأن تذوب وتنصهر وسط من يعشقون أعمالك‪ ..‬كل هذا وغيره‬ ‫يقدمك للناس بوجه وضاح ويساهم بشكل كبير في خلق كيمياء بينك‬ ‫وبين جمهورك‪.‬‬ ‫الجمهور ذكي ومخلص ومحب وفاهم ومجرب ألدوات الفرجة ولديه‬ ‫وسائله الخاصة في المشاهدة والتعبير عما يحس ويشعر به تجاه هذا‬ ‫الفنان أو ذاك وبالتالي ال يمكن إال أن تكون صريحا معه واضحا مشعا‬ ‫بدون زوائد‪ ..‬إجمالاً يجب ان تكون أنت ‪.‬‬ ‫وبالفعل عندما تدخل في مغامرة ابداع ما ‪..‬ال وقت للتهاون أو التكاسل‬ ‫أو أخذ األمور بالهزل‪ ..‬فكلما كنت منكبا على إتقان فعلك كلما ازداد إعجاب‬ ‫جماهيرك واحترامهم لك ‪..‬‬ ‫صحيح أن لكل عمل ما يميزه عن اآلخر‪ ،‬وصحيح أن األعمال ليست‬ ‫جميعها بنفس القوة وبنفس الجودة‪ ..‬ولكن مع ذلك إن كنت قد أخلصت‬ ‫وتماديت في طلب الكمال (بالرغم من كون ذلك صعب المنال) فستعطي‬ ‫إشارات قوية لمتتبعيك ومشاهدي أعمالك ليتمسكوا بوجودك أكثر فأكثر ‪.‬‬

‫‪ l‬السينما المغربية لم تصل بعد إلى إقناع المتفرج‬ ‫المغربي‪ .‬ما مرد ذلك حسب رأيك؟‬

‫منذ سنوات طويلة والسينما المغربية تبحث عن نفسها وسط‬ ‫خريطة سينما العالم ‪..‬وتحاول قدر اإلمكانيات أن تجد مكانا لها‪ ..‬وهذا‬ ‫ليس باألمر الهين خصوصًا وأن هذا رهين بإمكانية إصالح المنظومة‬ ‫السينمائية برمتها‪ ..‬على مستوى القوانين المهيكلة‪ ،‬وكذا اإلمكانيات‬ ‫المادية المرصودة لها‪ ،‬وطبعا االنفتاح الداخلي في خلق المزيد من‬ ‫فضاءات حرية التعبير‪ ،‬وأيضاً إسهام وانخراط المؤسسات الخاصة في‬ ‫التعامل الجدي والعقالني مع عالم الصورة‪ ،‬ومنحهم منحاً تساعدهم في‬ ‫إنتاج أعمالهم بأريحية‪ ..‬إن السينما بالقدر الذي تحتاج فيه إلى اإلبداع‬ ‫الحقيقي على مستوى كتابة السيناريو وتنوعه وبالقدر الذي تحتاج فيه‬ ‫إلى مخرجين بفلتات إبداعية متميزة وقادرة على كسر الروتين الفرجوي‬ ‫واالنفتاح على أبعاد جمالية تنقلنا إلى ماهية وكنه الصورة السينمائية‪..‬‬ ‫بنفس القدر أو أكثر تحتاج السينما المغربية لدعم حقيقي مادي معنوي‬ ‫تقني لوجيستيكي وقانوني‪..‬‬ ‫فكيف نستطيع أن نطور الفيلم السينمائي المغربي إذا كنا ال نشاهده‬ ‫حتى في القاعات السينمائية القليلة المتوفرة في بعض المدن‪ ..‬هل‬ ‫يعقل أن نتحدث عن صناعة سينمائية في حدود شاشات عرض قليلة جدا‬ ‫بالمقارنة مع ساكنة المغرب‪ ..‬كيف يمكن أن نتحدث عن جودة ونحن‬ ‫نكتفي بمحاوالت فردية لمخرجين يقاومون من أجل أن يخلقوا من‬ ‫الشيء أشياء تبهر وعلى قلتهم فهم موجودون ويخلقون الحدث‬ ‫في مهرجانات عالمية‪ ..‬ربما ليس كما نود‪ ،‬ولكن هناك فعال عمل‬ ‫جبار بأسماء معينة تجتهد وتشتغل وتحلم بفعل سينمائي يقنع‬ ‫ويمتع‪ ..‬وكي أكون صريحًا ففي األربع أو الخمس وعشرين‬ ‫فيلما التي تنتج سنويا‪ ..‬وتتميز وسطها ثالتة أو أربعة أفالم‬ ‫لمخرجين من أجيال مختلفة‪ ،‬هذا يعتبر ربحا وامتيازًا يجب‬ ‫الحفاظ عليه وتطعيمه بالمزيد من األعمال األخرى‪..‬‬ ‫ليس سهال أن تنتج عملاً سينمائيًا وباألخص في‬ ‫المغرب‪ ..‬ليس سهال أن تخرج عملاً بإمكانيات محدودة‪..‬‬ ‫وبالطبع عندما نتحدث عن الرضى واإلقناع ليس من‬ ‫السهل أيضا أن تقنع إذا كانت إمكانياتك الفنية واإلبداعية‬ ‫ورؤيتك للسينما محدودة وغير ناضجة وليس فيها عمق‪..‬‬ ‫وتفتقر لكل مقومات الخلق‪.‬‬ ‫وتبقى هذه العملية نسبية من حيث اإلقبال واالستقبال‬ ‫ومشاهدة وتتبع فيلم ما‪.‬‬

‫‪ l‬هل يمكن للدارجة المغربية أن تكون‬ ‫عائقا أمام انتشار السينما المغربية عربيا؟‬

‫اللغة عامة تشكل محورًا مهمًا في التعبير والشرح وتقريب‬ ‫المعنى بل هي مهمة في كل مجتمع مجتمع لما لها من دور في‬ ‫تسليط الضوء كل ما التستطيع شرحه أدوات وآليات تواصل أخرى‪ ..‬والكل‬ ‫يعرف أن اللغة تعبر عن ثقافة مجتمع وعن زمن معين بحس لغوي يراعي‬ ‫التحوالت االجتماعية واالقتصادية والثقافية التي ينخرط فيها الفرد‪ ،‬وبها‬ ‫نتواصل ونتجادل‪ ..‬وهي بالفعل فعالة وذات أهمية قصوى في تنشيط‬ ‫الحياة عامة‪ ..‬غير أن الفن استطاع أن يجد آلية تواصل أخرى من خالل‬ ‫السيميولوجيا‪ ،‬وأن يرسم معاني ومفاهيم تقرب كنه ما يقدمه المبدع‬ ‫سواء تعلق األمر وبالخصوص في الفنون التشكيلية التي ابتعدت كلية‬ ‫عن اللغة وعوضتها باألشكال واأللوان واألحاسيس‪ ..‬إلخ‪ ..‬وفي المسرح‬ ‫أيضا يمكن ان تشاهد عرضا بولونيا أو سويديا ‪..‬وتنخرط فيه وتغوص‬ ‫في حكايته كانك تعرف لغته ‪..‬واألصل في ذلك كمية األحاسيس التي‬ ‫يوزعها في صالة العرض وتشدك لتجد نفسك رهين ماتشاهد وليس‬ ‫ماتسمع ‪..‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫وهناك فنون عديدة دأبت على التخلي عن اللغة في خلق جسر‬ ‫التواصل بينها وبين الجمهور ‪..‬فالمشاهد يحتاج أن يحس بحرارة الصوت‬ ‫ودفء النبرة وإشعاع العالقات بين الشخصيات ‪..‬صحيح أن اللغة في أحيان‬ ‫كثيرة تكون ضرورية وإلزامية لشرح ما تعجز عنه أدوات المخرج التعبيرية‬ ‫األخرى كاللقطات وحساسية حركة الكاميرا‪ ..‬ولحظات الصمت ووو‪ ..‬إلخ‪..‬‬ ‫ولكن هذا اإلشكال لم يعد عائ ًقا في انتشار الفيلم السينمائي‬ ‫عالميًا ‪..‬فبغض النظر عن الترجمات والدوبال‪ ..‬فالفيلم هو بنية متكاملة‬ ‫من الرموز التي يجب أن تكتشفها كل مرة‪ ،‬وقد تستطيع فهم بعضها‬ ‫ويستعصي عليك البعض اآلخر حتى ولو كنت تتكلم نفس لغة الفيلم‪.‬‬ ‫إن الفيلم المغربي ليس كما يظن البعض صعبا على الفهم لغويا‪..‬‬ ‫فهذا مجرد نقاش عقيم يغطي الحقيقة‪ .‬والحقيقة أننا نحن بالمغرب‪ ،‬مثال‪،‬‬ ‫استقبلنا لسنوات من التراكم المشاهداتية طبعا أفالمًا مصرية ولبنانية‬ ‫وسورية وعراقية وهندية‪...‬إلخ‪ ..‬وأصبحنا نفهمها ونتكلمها ونشتغل بها‬ ‫أحيانا عندما تقتضي الضرورة ذلك ‪..‬‬ ‫أعتقد أن مشكل اللغة‪ /‬أو اللهجة المغربية هو تبرير واه لعدم تسويق‬ ‫وانتشار الفيلم المغربي‪..‬‬ ‫لنتحدث قليلاً عن األغنية المغربية‪ ،‬ألم تعان في البداية نفس األمر‬ ‫وربما ضرب عليها حصار لسنوات طويلة‪ ..‬ولم يكتب لها أن تصبح في‬ ‫الريادة إال اآلن ليس ألن اإلبداع تغير أو تشكل بصورة مختلفة وليس أن‬ ‫اللغة أو اللهجة تنازلت عن عرشها للغة أخرى ‪..‬ال ! إنما التراكم الذي أسس‬ ‫له الرواد في نشر األغنية المغربية وإلحاح الفنان المغربي على لهجته‬ ‫وظهور المبدع الشاب المغربي حاملاً مشعل الفن بصوته ولحنه وإيقاعه‬ ‫‪..‬جعل العالم العربي يستمع ويغني ويرقص على نغمات اللهجة المغربية‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪12‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�أجواء معر�ض الكتاب بروك�سيل‬ ‫املغرب �ضيف �شرف‬

‫حل المغرب ضيف شرف في معرض بروكسيل الدولي للكتاب في دورته الخمسين‪ ،‬الذي نظم في‬ ‫الفترة الممتدة ما بين ‪ 4‬و‪ 8‬مارس ‪ ،2020‬حيث سعدت بالمشاركة ضمن فعالياته مع وفد مغربي من‬ ‫الكتاب‪ ،‬اإلعالميين‪ ،‬المكتبيين والناشرين‪ ،‬إنه لمفخرة أن يكون المغرب أول بلد عربي إفريقي تمت‬ ‫استضافته كضيف شرف لهذه التظاهرة الثقافية الدولية‪ ،‬حيث تم تسليط الضوء على األدباء المغاربة‬ ‫الذين يعيشون داخل الوطن وخارجه وعلى إنتاجاتهم األدبية والفكرية‪ ،‬لذلك أعتبر هذه االستضافة‬ ‫تتويجا لألدب المغربي‪.‬‬ ‫غادرت الفندق حوالي الساعة السابعة مساء‪ ،‬لحضور حفل افتتاح معرض الكتاب بروكسيل‪ ،‬لم تكن‬ ‫المهمة سهلة كما كنت أظن بعد أن أخذت سيارة أجرة أوصلتني إلى عين المكان‪ ،‬إنها المرة األولى‬ ‫التي أزور فيها بروكسيل‪ ،‬وجدت طابورا ال ينتهي من الزوار‪ ،‬لفت حول البناية الكبيرة ثالثة مرات ولم‬ ‫ينته الطابور‪ ،‬يا إلهي كل هؤالء الزوار‬ ‫يرغبون في دخول المعرض ولديهم‬ ‫القدرة على انتظار دورهم ألخذ التذاكر‪،‬‬ ‫أخيرا وجدت باب الدخول‪ ،‬لكنه أمر‬ ‫مستحيل أمام هذا الطابور العجيب‪،‬‬ ‫ربما ظن السائق أنني أود شراء تذكرة‪،‬‬ ‫رغب أن يختصر علي الطريق بدون‬ ‫مشقة‪ ،‬لذلك أوصلني إلى حيث الصف‬ ‫األخير‪ ،‬كان األمر مضحكا بالنسبة لي‪،‬‬ ‫حيث اكتشفت كل هذا الكم الهائل‬ ‫من الزوار في طابور رهيب وصامت‪،‬‬ ‫سألت رجل األمن عن باب دخول‬ ‫الكتاب‪ ،‬فأشار علي أن أذهب إلى الجهة‬ ‫األمامية‪ ،‬أي الدورة الرابعة‪ ،‬هكذا ولجت‬ ‫معرض الكتاب بروكسيل‪ ،‬وسط أجواء‬ ‫احتفالية بهيجة ولقاءات حميمية في‬ ‫رواق المغرب الذي كان موجودا في‬ ‫مقدمة المعرض من جهة باب الكتاب‪،‬‬ ‫لم يخل الحفل من النكهات المغربية‬ ‫والشاي المغربي‪ ،‬ولم يكن مقتصرا‬ ‫على ضيف الشرف‪ ،‬كانت االحتفاالت‬ ‫منتشرة في كل مكان‪ ،‬كل دور النشر‬ ‫بالمعرض كانت تحتفل مع كتابها‪ ،‬في‬ ‫أجواء احتفالية مبهرة تتنوع فيها األطباق والثقافات‪ ،‬كأننا في عرس كبير والمحتفى به هو الكِتاب‪.‬‬ ‫طيلة أيام المعرض‪ ،‬عرف رواق المغرب بمعرض بروكسيل الدولي للكتاب دينامية ثقافية مهمة‪،‬‬ ‫غنية بمحاورها المتعددة‪ ،‬ومنفتحة على ثقافة البلدين المغرب وبلجيكا‪ ،‬من خالل ورشات حكي لألطفال‬ ‫والحوارات والندوات مع كتاب مغاربة وأجانب‪ ،‬وفق برنامج وازن من تنظيم وزارة الثقافة المغربية‪،‬‬ ‫بالتنسيق مع سفارة المغرب ببلجيكا وجمعية «المغرب يقرأ» وهيآت ثقافية أخرى‪ ،‬حيث شارك ناشرون‬ ‫مغاربة وبلجيكيون إلى جانب أدباء مغاربة من داخل الوطن وخارجه في ندوات فكرية تهم الترجمة‪،‬‬ ‫األدب‪ ،‬المسرح‪ ،‬الرواية‪ ،‬السينما وغيرها من المواضيع المنفتحة على المشترك الثقافي واإلنساني بين‬ ‫البلدين‪ ،‬وقد عرف حضورا مهما ونوعيا من مهتمين بالثقافة‪ ،‬أدباء‪ ،‬ناشرين‪ ،‬كتبيين‪ ،‬صحافيين وفاعلين‬ ‫جمعويين‪ ،‬أغنى النقاش العام بأسئلة عميقة وهادفة‪.‬‬ ‫كما كانت فرصة سانحة للكتاب المغاربة لتوقيع إصداراتهم الجديدة في مختلف اإلبداعات األدبية‬ ‫والتواصل مع جمهور عريض من القراء المتعدد الثقافات واللغات واالهتمامات‪.‬‬

‫وعلى سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬سعدت بحضور حفل توقيع صديقي الروائي واإلعالمي ياسين عدنان‬ ‫لروايته «هوت ماروك»‪ ،‬الصادرة حديثا باللغة الفرنسية‪ ،‬والذي كان متزامنا مع توقيع األدباء المغاربة‬ ‫محمد برادة ويوسف فاضل لكتبهم‬ ‫‪ » Acte sud «.‬المنشورة في نفس دار النشر‬ ‫بالنسبة لي شخصيا‪ ،‬شاركت في فعاليات معرض كتاب بروكسيل بدعوة كريمة من الناشر رشيد‬ ‫الشرايبي صاحب دار النشر مرسم‪ ،‬حيث وقعت برواق المغرب ألبوم قصص األطفال الصادر باللغتين‬ ‫العربية والفرنسية طيلة أيام المعرض‪ ،‬حيث كان متوفرا في حدود الثمانين كتابا‪ ،‬وقع إلى جانبي العديد‬ ‫من الكتاب المغاربة الذين يكتبون سواء باللغة العربية أو الفرنسية‪ ،‬وفرة الكتاب المغربي وتنوعه برواق‬ ‫المغرب عرف إقباال كبيرا من طرف‬ ‫الزوار‪ ،‬اإلضافة النوعية في هذه التجربة‬ ‫الفريدة والمتميزة هو التواصل الجميل‬ ‫للجالية المغربية ببلجيكا التي ال تعرف‬ ‫شيئا عن الكتاب المغاربة واإلنتاجات‬ ‫األدبية المغربية المكتوبة باللغة‬ ‫العربية‪ ،‬حسب تصريحات الزوار الذين‬ ‫شرفوني بالزيارة‪ ،‬وقد أفصحوا عن‬ ‫حاجتهم الملحة في معرفة الجديد‬ ‫واقتناء الكتب بكل محبة وطواعية‪،‬‬ ‫وما أثلج صدري أكثر‪ ،‬هو اإلقبال‬ ‫الجميل على كتبي لألطفال من طرف‬ ‫سيدات بلجيكيات األصل ال يعرفن‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬قدمن أنفسهن إلي‬ ‫بكل تلقائية‪ ،‬هن زوجات لمغاربة‬ ‫يقطنون ببروكسيل‪ ،‬أحببن التعرف على‬ ‫إصداراتي القصصية لألطفال واقتنائها‬ ‫ألطفالهن أو حفيداتهن‪ ،‬كما كانت‬ ‫فرصة للتواصل مع زوار المعرض من‬ ‫مختلف الجنسيات‪ :‬فنانون‪ ،‬رسامون‪،‬‬ ‫كتاب‪ ،‬فاعلون جمعويون وجمعيات‬ ‫دولية‪ ،‬من بينها جمعية تركية لرعاية‬ ‫األيتام‪ ،‬أحبت أعمالي القصصية وتفاعلت معها بشكل إيجابي وتلقائي‪ ،‬كما كانت فرصة سانحة لتجديد‬ ‫اللقاء بأصدقائي الكتاب البلجيكيين الذين شرفوني بالحضور‪ ،‬كنت جد محظوظة بزخم كل هذه اللقاءات‬ ‫اإلنسانية والثقافية الغنية والمتنوعة‪.‬‬ ‫على هامش معرض الكتاب ببروكسيل‪ ،‬نظم ائتالف شعراء بروكسيل أمسية شعرية راقية بالفضاء‬ ‫الثقافي «دارنا»‪ ،‬تشرفت بالمشاركة فيه مع ثلة من الشعراء المغاربة والبلجيكيين بدعوة كريمة من‬ ‫الشاعر طه عدنان‪ ،‬من أول وهلة تحفك قلوب األصدقاء المغاربة والعرب بفيض من المحبة الصافية‬ ‫والدفق اإلنساني العذب‪ ،‬النابع من الكرم العربي األصيل والمتدثر بوهج الشعر‪ ،‬قد تفرقنا اإليديولوجيات‬ ‫والسياسات العرجاء من الماء إلى الماء‪ ،‬لكن الشعر ماء زالل يجمعنا على ضفافه الممتدة بسخاء ودفء‬ ‫حميمي جميل ليجوب كل اآلفاق‪ ،‬هكذا أحسست بانسيابية اللحظة والشعر يصدح بقصائد رشيقة بمختلف‬ ‫اللغات‪ ،‬أضفت عليها الفنانة ماجدة جماال استثنائيا بعزفها المنفرد على آلة العود وصوتها الطروب‪،‬‬ ‫واختياراتها الراقية لمقطوعات غنائية وازنة من الزمن الجميل‪.‬‬

‫العازف واملو�سيقار امل�صري م�صطفى �سعيد‬ ‫�ضيفا على مهرجان تطوان للعود افرتا�ضيا‬ ‫حل عازف العود المصري والمغني والملحن والموسيقار‬ ‫المصري مصطفى سعيد ضيفا على المهرجان الدولي للعود‬ ‫بتطوان في دورته االفتراضية‪ ،‬والذي يعتبر األول من نوعه‬ ‫بالمغرب على المستوى االفتراضي‪ ،‬الذي تنظمه المديرية‬ ‫اإلقليمية ل��وزارة الثقافة والشباب والرياضة قطاع الثقافة‬ ‫بتطوان‪ ،‬حيث أوف��ى لمهمته األساسية منذ ‪ 21‬سنة من‬ ‫تأسيسه وهي استضافة ألمع العازفين المغاربة والعرب‬ ‫والعالميين باعتباره أكبر حدث ثقافي يحتفي بالعود في العالم‬ ‫ببرمجة ثرية‪ ،‬ذات رصانة وقوة‪.‬‬ ‫ويستضيف المهرجان التي استهلت سهراته االفتراضية‬ ‫يوم ‪ 11‬يونيو الجاري وتستمر إلى ‪ 30‬نخبة من العازفين‬ ‫واألسماء الوترية العربية وغير العربية الوازنة‪ ،‬أزيد من ‪30‬‬ ‫فنانا‪ ،‬من المغرب‪ ،‬فلسطين‪ ،‬اليونان‪ ،‬إيران‪ ،‬العراق‪ ،‬سوريا‪،‬‬ ‫األردن‪ ،‬تونس مصر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الكويت‬ ‫وإيران‪.‬‬ ‫وعن برنامج الدورة االفتراضية‪ ،‬صرحت السوبرانو المغربية‬ ‫سميرة القادري المديرة الفنية للمهرجان « سنكون مع تجربة‬ ‫فنية وإنسانية تجمع حساسيات فنية من مختلف البلدان في‬ ‫هذه الظروف االستثنائية‪ ،‬كما ستكون فعاليات المهرجان‬

‫زاخ������رة ب���ال���ورش���ات‬ ‫والتثقيفية‬ ‫التربوية‬ ‫والتكوينية في صناعة‬ ‫وتعلم تقنيات العزف‬ ‫على آل��ة العود يؤطرها‬ ‫نخبة من ألمع العازفين‬ ‫من المغرب وسوريا وايران‪،..‬‬ ‫دون أن ننسى أقوى لحظات‬ ‫المهرجان ال��ذي راك��ب تجربة‬ ‫جيدة طوال عشرين سنة‪ ،‬وستكون‬ ‫فرصة الستحضار ذاكرة قوية كان مسرح‬ ‫إسبانيول فضاء لها‪ ،‬ومكانا الستقبال نخبة من‬ ‫ألمع العازفين في العالم»‪.‬‬ ‫ويعتبر مصطفى سعيد من خيرة العازفين المصريين على‬ ‫آلة العود‪ ،‬كما أنه أقام ورش عمل تعليمي‪ ،‬وقدم محاضرات‬ ‫في العديد من المؤسسات الفنية واألكاديمية المتعددة في‬ ‫مصر‪ ،‬الشرق األوسط‪ ،‬أروبا واليابان‪ ،‬فضال عن قيامه بتأليف‬ ‫العديد من األلحان الموسيقية لفرقة أصيل‪ ،‬وللعروض‬ ‫المسرحية ولعروض الرقص و األفالم‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪13‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جمهورية اخليال‬ ‫• آذر نفيسي‬ ‫• ترجمة هشام فهمي‬ ‫• عن موقع تكوين‬

‫الكتاب‪ُ ،‬‬ ‫الكتب الروابط التي تصنعها عند ُ‬ ‫مِن أفضل ما في ُ‬ ‫الكتب‬ ‫بمثابة أطفالنا‪ ،‬نُعاني كثيرًا جدًّا في مخاضها‪ ،‬ونمر بالكثير جدًّا من‬ ‫الترقب واأللم واالضطراب واألمل والحُب‪ ،‬وما إن تَخرُج إلى العالم تُذهِلنا‬ ‫باألماكن السحرية التي تأخذنا إليها واألناس الرائعين الذين تُقدمهم‬ ‫إلينا‪ .‬عن طريق ُ‬ ‫الكتب ارتبطتُ بكم‪ ،‬وبالكويت‪ ،‬وبمكتبة تكوين الرائعة‪،‬‬ ‫وبهذه المؤسسة الثقافية العظيمة التي يُعد مبناها نفسه عملاً فنيًّا‬ ‫واحتفا ًء بالخيال‪ ،‬بما يطيب لي أن أسميه «جمهورية الخيال»‪.‬‬ ‫هذا هو سحر ُ‬ ‫الكتب‪ ،‬التي تُقرأ أولاً وأخيرًا بدافع البهجة الحسية‬ ‫الخالصة المتمثلة في القراءة واالكتشاف‪ ،‬وفي المغامرات غير المتوقعة في‬ ‫بقاع مجهولة‪ ،‬وفي إشباع فضولنا ومنحنا هدية التقمص العاطفي الفعلي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تبث فينا القراءة نوعًا فريدًا من السرور‪ ،‬أال وهو أن نحتفظ بالخصوصية‬ ‫وفي اآلن نفسه نكون جز ًءا من تجربةٍ جماعية‪ .‬من خالل ُ‬ ‫الكتب‪ ،‬يُمكنك‬ ‫دون أن تُغادِر ُغرفتك أن تلتقي العديد من مختلِف الناس وترتبط بماليين‬ ‫من القراء اآلخَرين لم تُقا ِبلهم َقط وقد ال تُقا ِبلهم أبدًا‪ .‬لهذا السبب‬ ‫أدعو القراء بالغُرباء الحميمين‪ .‬قد يكون بعضهم غريبًا عن بعض‪ ،‬لكنهم‬ ‫يشتركون جميعًا في الشغف نفسه بالقراءة واكتشاف األماكن الجديدة‬ ‫والناس الجُدد‪ .‬ما يربط ُ‬ ‫الكتاب بقرائهم هو حقيقة أنهم ‪-‬وراء ما ندعوه‬ ‫بالواقع‪ -‬يشتركون في ما يُعرفه ڤالديمير نابوكوڤ بأنه «إحساس بأن يكون‬ ‫ً‬ ‫بأطوار أخرى من الوجود يكون فيها‬ ‫بشكل ما في مكانٍ ما‬ ‫مرتبطا‬ ‫المرء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الفن (الفضول‪ ،‬العطف‪ ،‬الرأفة‪ ،‬النشوة) هو الوضع الطبيعي»‪ .‬على غرار بالد‬ ‫«بشكل ما في مكانٍ‬ ‫عجائب آليس‪ ،‬يُمكننا أن ندعو ما وص َفه نابوكوڤ‬ ‫ٍ‬ ‫ما» بجمهورية الخيال‪ ،‬ذلك العالم اآلخر الذي يمضي بالتوازي مع عالم‬ ‫الواقع‪ .‬مفتاح هذا العالم هو الفضول‪ ،‬الرغبة الغامرة في المعرفة‪،‬‬ ‫الحافز المتعذر تعريفه على ترك العالم العادي‪ ،‬العالم الثابت‬ ‫الملموس الذي تُشعِرنا فيه باألمان والطمأنينة أحكام العادة‬ ‫والتوقعات الجاهزة‪ .‬لسنا نَكتُب ونقرأ ألننا نعرف بالفعل‪ ،‬وليس‬ ‫في سبيل أن نُرسخ عاداتنا وتوقعاتنا‪ ،‬وإنما ألننا نبحث عما ال‬ ‫نعرفه‪ ،‬عما هو ‪-‬لدرجةٍ خطرة‪ -‬جديد ال يُمكن التنبؤ به‪.‬‬ ‫الفضول هو المفتاح لفهم حقيقي للمجهول في أنفسنا‬ ‫ٍ‬ ‫وفي اآلخرين‪ ،‬وكثيرًا ما يقودنا إلى االستيعاب والتعاطف‪ ،‬إلى‬ ‫ما نسميه التقمص العاطفي الذي يستهوي القلوب صانعًا‬ ‫شعورًا فريدًا بالعطف والرأفة نحو الغير‪ .‬كما يقول الثعلب‬ ‫بوضوح إال بقلبه‪ .‬أي شي ٍء‬ ‫الحكيم لألمير الصغير‪« :‬المرء ال يرى‬ ‫ٍ‬ ‫جوهري يخفى عن العينين»‪ .‬كان الثعلب من بنات أفكار الكاتب‬ ‫الفرنسي أنطوان دو سان الذي عاش في القرن العشرين‪ ،‬لكن‬ ‫األدب أبدي‪ ،‬وما يقوله دو سان مشابه للغاية ألبياتٍ من قصيدةٍ‬ ‫كتبها الشاعر الفارسي العظيم جالل الدين الرومي‪ ،‬الذي عاشَ قبله‬ ‫شخص يرى المجهول على قدر نقاء قلبه»‪.‬‬ ‫بعدة قرون‪ .‬كتبَ الرومي‪« :‬كل‬ ‫ٍ‬ ‫ال قدر من الوعظ األخالقي أو الصوابية السياسية من شأنه أن يحل محل‬ ‫إحساس التقمص العاطفي الذي يمدنا به الخيال من خالل وضعنا في تجارب‬ ‫اآلخرين وفتح أعيننا على مجاالتٍ ومناظر لم نكن نعلم بوجودها على‬ ‫اإلطالق‪ .‬تَحضُرني شخصية آتيكوس في «أن تَقتُل عصفورًا محاكيًا»‬ ‫لهارپر لي‪ ،‬والتي تقول‪« :‬ليس بإمكانك أن تفهم شخصًا ح ًّقا حتى ترى‬ ‫األمور من وجهة نظره‪ ...‬حتى تتلبس ِجلده وتمشي به»‪ .‬عملية إزالة التعود‬ ‫هذه‪ ،‬واكتشاف السحر في األشياء العادية‪ ،‬هي ما وص َفه تولستوي بنفض‬ ‫غبار المعتاد والنظر إلى العالم «بعينين صافيتين مغسولتين»‪ ،‬وتُقدم‬ ‫لنا العالم بصورةٍ جديدة وتثير فينا إحساسًا بالنشوة تستطيع األعمال‬ ‫الخيالية العظيمة وحدها أن تمدنا به‪ .‬بهذا الشكل يصبح البحث األصيل‬ ‫عن المعرفة جُزافيًّا خطرًا‪ ،‬يستفز إحساسنا بالتمرد والرغبة المحمومة في‬ ‫هدم جميع الثوابت وتحويل جميع المؤكدات إلى عالمات استفهام‪ ،‬تذكر ًة‬ ‫بتأكيد نابوكوڤ أن «الفضول هو العصيان في أنقى صوره»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المكتبات ومحال ُ‬ ‫ديمقراطية على اإلطالق‪.‬‬ ‫الكتب من بين أكثر األماكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مكتبة وعلى األر ُ‬ ‫مصفوفة‬ ‫جنب ترى ُكتبًا‬ ‫إلى‬ ‫جنبًا‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫تب أو‬ ‫ٍ‬ ‫تَدخُل محل ك ٍ‬ ‫من جميع أنحاء العالم‪ ،‬بما فيها ُ‬ ‫حرب مع‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫بعضها‬ ‫بالدٍ‬ ‫من‬ ‫تب‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬ ‫بعض‪ .‬لكن على تلك األر ُفف ليس هناك أعداء‪ ،‬الجميع أصدقاء‪ ،‬والجميع‬ ‫يعيشون في وحدة‪ .‬على تلك األر ُفف ليس هناك تمييز‪ .‬بناء الرواية ذاته‬ ‫ديمقراطي‪ ،‬فالروائي العظيم ال يفرض تحيزاته على قصته‪ ،‬بل يُعطي‬ ‫ً‬ ‫قائمة على‬ ‫أصواتًا لجميع الشخصيات‪ ،‬بمن فيها األشرار‪ ،‬فالرواية ليست‬ ‫األحكام واالنحياز وإنما على االستيعاب والتقمص العاطفي‪ .‬كقائد الجيش‬ ‫العظيم‪ ،‬يُد ِرك الروائي العظيم أن عليه أن يعرف ويفهم عدوه نفسه في‬ ‫سبيل أن يهزمه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أحتفل الليلة بوجودي في بلدكم وفي هذا المكان الرائع الذي‬ ‫وهكذا‬ ‫ُ‬ ‫أتحدث‬ ‫شعب ال‬ ‫وسط‬ ‫الواقع‪،‬‬ ‫في‬ ‫أزوره‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫خيالي‬ ‫في‬ ‫أزوره‬ ‫حاولتُ أن‬ ‫ٍ‬ ‫لغته إال أنني أشتركُ معه في لغةٍ عالمية تتحدى جميع الحدود الجغرافية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هي االحتفاء ُ‬ ‫أتحدث إليكم‬ ‫قارئة‪ ،‬ولذا‬ ‫كاتبة كنتُ‬ ‫بالكتب‪ .‬قبل أن أصبح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقارئة في آنٍ واحد‪ ،‬وأحب أن أحتفل معكم‪ ،‬ليس فقط بفعل‬ ‫كاتبة‬ ‫باعتباري‬ ‫الكتابة ُ‬ ‫والكتاب‪ ،‬بل أيضًا بفعل القراءة والقراء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قائمة على تجربتي الشخصية في العالمين اللذين‬ ‫قصة‬ ‫أود أن أروي‬

‫نُعرفهما بالواقعي والخيالي‪ُ ،‬‬ ‫وآمل بقصتي هذه أن أتطرق إلى الطرائق التي‬ ‫يتفاعل بها الواقع مع الخيال فيما يُقوض كالهما اآلخر ويُحوله ويُشكله‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫آمل أن أُظهر كيف يُكون الخيال الصالت بين الثقافات والحقائق المختلفة‪،‬‬ ‫بسُبل تصنع ً‬ ‫رابطا بين مدينتَي طهران وواشنطن بمدينتكم الكويت‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تبدأ القصة التي أريدُ أن أحكيها لكم في ُغرفةٍ صغيرة في طهران حين‬ ‫ً‬ ‫طفلة‪ .‬أذكرُ في ُكتبي أن الشيئين الوحيدين اللذين أصرت عليهما‬ ‫كنتُ‬ ‫عائلتي هما التعليم والمعرفة‪ .‬منذ نعومة أظفاري أنا وأخي تعود أبي أن‬ ‫يقول لنا أال نعتمد على الممتلكات‪ ،‬مضي ًفا أن المملتاكات الدنيوية ال يمكن‬ ‫االعتماد عليها‪ ،‬وأن فقدان المرء إياها أسهل من حصوله عليها‪ .‬كان يقول‬ ‫إن هناك شي ًئا واحدًا ال يفقده المرء أبدًا‪ ،‬أال وهو المعرفة‪ ،‬ومتى أراد أن‬ ‫يُشجعنا أو يُكافِئنا كان يبتاع لنا ُكتبًا‪ ،‬وتعلمنا نحن منذ طفولتنا المبكرة‬ ‫أن نعد ُ‬ ‫الكتب هدايا ومكافآت علينا أن نعتز بها ونعتني‪.‬‬ ‫مؤكد أنني كنتُ صغير ًة للغاية عندما كان أبي يقرأ أو يحكي لي قصةً‬ ‫كل ليلة‪ .‬كان ديمقراطيًّا في حكايته القصص‪ ،‬ففي ليلةٍ أزورُ أراضي‬ ‫السحر التي اختل َقتها شهرزاد في «ألف ليلة وليلة» أو القصص األسطورية‬ ‫للفردوسي شاعرنا الملحمي العظيم في «الشاهنامه‪/‬كتاب الملوك»‪ ،‬وفي‬ ‫الليلة التالية أسافرُ إلى فرنسا مع «األمير الصغير»‪ ،‬أو إلى بريطانيا مع‬ ‫أو إلى أمريكا مع «ساحر أوز»‪ ،‬أو‬ ‫«آليس في بالد العجائب»‪،‬‬ ‫«فرخ البط القبيح»‪ ،‬وما إلى‬ ‫إلى الدنمارك مع‬ ‫ذلك‪ .‬هكذا أدركتُ في تلك‬ ‫ال��س��ن الحديثة أنني‬ ‫أستطيعُ البقاء في‬ ‫ُغرفتي الصغيرة‬ ‫في طهران‬

‫و سيأ تيني‬ ‫العالم كله‪ .‬قبل‬ ‫أن أرى تلك البالد‬ ‫في الواقع كنتُ قد زرتها‬ ‫بالفعل في خيالي‪.‬‬ ‫مؤكد أنني كنتُ في السادسة‬ ‫أو السابعة تقريبًا عندما َ‬ ‫أخذني أبي ذات‬ ‫صباح في تمشيةٍ طويلة انتهَت عند محل اآليس‬ ‫ٍ‬ ‫كريم المفضل عندي‪ .‬خالل تمشيتنا أخبرَني بأنني‬ ‫كبيرة بما فيه الكفاية اآلن ألن أعرف القليل عن عائلتنا وأصولها‪ ،‬وقال إننا‬ ‫ومفكر حاذق هو برهان الدين نفيس‪،‬‬ ‫طبيب‬ ‫نستطيع أن نتتبع نسبنا إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مهمة ال تزال موجود ًة حتى‬ ‫الذي عاش في القرن الخامس عشر وألف ُكتبًا‬ ‫اليوم‪ .‬قال إن منذ ذلك الحين وألجيال عُرف رجال عائلة نفيس ‪-‬والح ًقا‬ ‫نساؤها‪ -‬بعملهم في الطب أو في األدب‪ ،‬وأحيانًا في االثنين‪ .‬بالنسبة‬ ‫إليهم‪ ،‬وكذا بالنسبة إلى أبي‪ ،‬كان العلم واألدب فرعين لشجرةٍ واحدة‪.‬‬ ‫بعدها حكى لي قصصًا عن عمر الخيام الذي برعَ في علم الفلك والفلسفة‬ ‫والرياضيات وكان شاعرًا عظيمًا‪ ،‬وعن الفارابي الذي كان فيلسو ًفا عظيمًا‬ ‫ً‬ ‫وباحثا في الموسيقى ألف كتابًا عظيمًا عنها‪.‬‬ ‫وعالمًا كونيًّا ورياضيًّا‬ ‫ً‬ ‫مدركة أن العلوم واآلداب‬ ‫بعد ذلك بفترةٍ طويلة عدتُ إلى هذه الفكرة‬ ‫كجنس‬ ‫والفنون تُنمى وتُطور عن طريق الخيال‪ ،‬وكم هي ضرورية لبقائنا‬ ‫ٍ‬ ‫بشري‪ .‬العلم واألدب كالهما يعتمد على الفضول والتقمص العاطفي‪.‬‬ ‫يستجلي العلماء المجهول في الطبيعة‪ ،‬ومن خالل هذا يتمكنون من‬ ‫جعل العالم مكانًا صالحًا للمعيشة‪ ،‬ومن يشتغلون في األدب والموسيقى‬ ‫والفنون يستجلون ال��روح‪ ،‬الطبيعة الروحانية للبشر‪ ،‬فيربطون بعضنا‬ ‫كبشر أن نبقى دون روابط بيننا ودون أن نبني مجتمعاتٍ‬ ‫ببعض‪ ،‬وكيف لنا‬ ‫ٍ‬ ‫بينها اهتمامات مشتركة؟ يُذكرني بهذا بأحد أعظم العلماء في التاريخ‪،‬‬ ‫آينشتاين الذي أحب الموسيقى وكان موسيقيًّا أيضًا‪ .‬آينشتاين هو من قال‬ ‫عن المعرفة العلمية والخيال‪« :‬الخيال أهم من المعرفة‪ ،‬فالمعرفة محدودة‪،‬‬

‫أما الخيال فيُطوق العالم‪ ،‬يحث على التقدم ويتمخض عن التطور»‪.‬‬ ‫ظلت معي القصص التي حكاها لي أبي عن مفكري وعلماء وشُعراء تلك‬ ‫األزمنة البعيدة‪ ،‬واآلن أفكرُ أنهم لم يروا العالقة الوطيدة بين العلم وأعمال‬ ‫الخيال فحسب‪ ،‬بل كانوا أيضًا يعون أكثر منا اليوم أهمية تبادل األفكار‬ ‫عصر جعلت فيه التكنولوجيا‬ ‫وثمار الخيال والتعلم من الغير‪ .‬إننا نحيا في‬ ‫ٍ‬ ‫تكوين الروابط العالمية أسهل كثيرًا‪ ،‬لكن التكنولوجيا ال تكفي للربط‬ ‫بين الشعوب والثقافات ً‬ ‫ربطا ًّ‬ ‫حقا‪ .‬في بعض األحيان نخلط بين المعلومات‬ ‫والمعرفة‪ ،‬وننسى أن المعرفة ‪-‬أكثر من التكنولوجيا‪ -‬تحتاج إلى الشغف‬ ‫واإلخالص والحُب‪ .‬دعونا فقط نلقي نظر ًة على ما يُسمى عصر اإلسالم‬ ‫نواح‬ ‫الذهبي وتبادل المعارف المذهل بين الباحثين الشرقيين والغربيين‪ .‬من ٍ‬ ‫بكثير من اليوم‪ .‬من ناحية التبادل الثقافي‬ ‫شتى كان تبادل المعارف أعمق‬ ‫ٍ‬ ‫فإن هناك أشياء كثيرة علينا أن نتعلمها من أسالفنا المفكرين والروحانيين‬ ‫في جميع أنحاء العالم‪ .‬لنفكر في ابن سينا الذي ُلقبَ بـ«أبي الطب الحديث»‬ ‫ووُصِفَ بكونه «الفيلسوف األكثر تأثيرًا في عصور ما قبل الحداثة»‪ .‬تأثر‬ ‫ابن سينا بفلسفة أرسطو وبدوره أثر في فالسفة التنوير في الغرب‪ .‬الفارابي‪،‬‬ ‫الفيلسوف والعالم والباحث الموسيقي العظيم‪ ،‬تأثر بأفالطون وأرسطو‬ ‫وبطليموس‪ ،‬و ُلقبَ بـ«المعلم الثاني» تيمنًا بأرسطو الذي كان «المعلم‬ ‫األول»‪ ،‬وإح��دى أهم خدماته للفلسفة حفاظه على النصوص اليونانية‬ ‫األصلية بسبب تعليقاته وأطروحاته‪ .‬الكندي‪« ،‬أبو الفلسفة العربية»‪ ،‬والذي‬ ‫كان طبيبًا وموسيقيًّا أيضًا‪ ،‬تأثر بسقراط والفلسفة الهلينستية‪ .‬في الغرب‬ ‫لم يكن الفالسفة المسلمون مشهورين فحسب‪ ،‬بل كان لهم أيضًا عظيم‬ ‫التأثير على مفكري ُ‬ ‫وكتاب وشُعراء الغرب‪ .‬ترك أدب الشرق عالمته على‬ ‫الثقافة الغربية‪ .‬فكروا في انتشار ترجمات إدوارد فيتزجيرالد لعمر الخيام‪،‬‬ ‫وفي «الديوان الغربي الشرقي» لجوته الذي استلهمَ فيه حافظ الشيرازي‪،‬‬ ‫وبالطبع كيف ننسى عشق العالم كله لشهرزاد؟‬ ‫أود أن آخذكم من ُغرفتي الصغيرة إلى مطار طهران‪ ،‬حين أُرسلتُ في‬ ‫سن الثالثة عشرة إلى إنجلترا ألتابع تعليمي‪ .‬معظم األصدقاء واألهل الذين‬ ‫كانوا حاضرين يومها ُ‬ ‫يَذكرون أنني كنتُ الطفلة المدللة‪ ،‬أني رحتُ أجري‬ ‫في أنحاء مطار طهران وأصيحُ أنني ال أريدُ أن أرحل‪ .‬كانت تلك أول مرةٍ‬ ‫أعرفُ مذاق المنفى‪ .‬في تلك السن اكتشفتُ كم هو سهل أن تفقد‬ ‫كل ما تعده وطنك‪ ،‬كم هو سهل أن تُعزَل فجأ ًة عن كل ما تحب‪،‬‬ ‫وهُوية ً‬ ‫ً‬ ‫ولغة‪ .‬كان هذا‬ ‫عن كل شي ٍء جعلك أنت ومنحك اسمًا‬ ‫درس ملموس ُلقنتُ إياه في تقلب الحياة ومراوغتها‪.‬‬ ‫أول ٍ‬ ‫من اللحظة التي أمسكوا بي فيها أخيرًا ووضعوني على‬ ‫متن الطائرة وأُغلقت علي األبواب صارَت فكرة العودة‪،‬‬ ‫فكرة الوطن‪ ،‬فكرة إيران‪ ،‬هوسًا َ‬ ‫صبغ جميع ساعات يقظتي‬ ‫تقريبًا‪ ،‬عالو ًة على أحالمي‪ .‬ولكم كانت النكستر اإلنجليزية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشمسة حتى في‬ ‫مختلفة عن طهران اإليرانية‪ .‬كانت طهران‬ ‫الشتاء‪ ،‬عندما يَس ُقط الثلج ونستمتع بالمشي في الثلج وأكل‬ ‫ً‬ ‫غائمة طوال‬ ‫الكعكات المحشوة بالكِريمة‪ .‬أما النكستر فكانت‬ ‫ً‬ ‫محاطة‬ ‫الوقت تقريبًا والمطر يَس ُقط أكثر الوقت‪ .‬كانت طهران‬ ‫بالجبال‪ ،‬أما النكستر فمسطحة‪ .‬افتقدتُ أبوَي وأقاربي وأصدقائي‪،‬‬ ‫وافتقدتُ اللغة‪ ،‬وافتقدتُ الشمس‪ ،‬ورائحة ومذاق الخوخ والطماطم‬ ‫المغموريْن بضوء الشمس‪ .‬الوسيلة الوحيدة التي استطعتُ بها استعادة‬ ‫طهراني المفقودة المراوغة كانت من خالل ذكرياتي وبعض ُكتب الشعر‬ ‫التي جلبتها معي من الوطن‪ .‬طيلة ليالي الوحشة في بلدةٍ صغيرة رطبة‬ ‫غائمة بإنجلترا اسمها النكستر اعتدتُ الدخول تحت أغطية الفِراش ومعي‬ ‫ُ‬ ‫تب تركتها إلى جوار‬ ‫قربة من الماء الساخن تُدفئني‪ ،‬وعشوائيًّا أفتحُ ثالثة ك ٍ‬ ‫فِراشي؛ اثنين منهما لشاعريْنا الكالسيكييْن العظيميْن حافظ والرومي‪،‬‬ ‫وواحد لشاعرةٍ فارسية هي فروغ فرخزاد‪ .‬تعودتُ قراءة تلك ُ‬ ‫الكتب حتى‬ ‫ساعةٍ متأخرة من الليل (وهي العادة التي لم أتخل عنها حتى اآلن)‪ ،‬والغياب‬ ‫كعطور من محل توابل قديم‪،‬‬ ‫في النوم فيما تلف الكلمات نفسها حولي‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫باعثة طهراني المفقودة المنسية‪.‬‬ ‫لم أكن أدري وقتها أنني أصنعُ وطنًا جديدًا‪ ،‬وطنًا متنقلاً ال يملك أحد‬ ‫قوة أن يأخذه مني‪ .‬تعلمتُ أنني أستطيعُ أن آخذ معي أفضل ما يُقدمه‬ ‫بلد ميالدي إلى أي مكانٍ في العالم أذهبُ إليه‪ .‬اكتشفتُ أيضًا أن من‬ ‫خالل ُ‬ ‫الكتب‪ ،‬من خالل الفنون والموسيقى والثقافة‪ ،‬يمكنني أن أجد وطنًا‬ ‫في أي بقعةٍ من العالم تقريبًا‪ .‬قبل ذهابي إلى إنجلترا وأمريكا كنتُ قد‬ ‫زرتهما في خيالي بالفعل‪ ،‬غالبًا عن طريق ُ‬ ‫الكتب التي قرأتها‪ ،‬من قصص‬ ‫الطفولة إلى قصص البالغين‪ .‬ومر ًة أخرى تعودتُ وقبلتُ وطني الجديد في‬ ‫إنجلترا وبعده في أمريكا من خالل الجانب الخيالي إلنجلترا وأمريكا وقراءة‬ ‫وزيارة تشارلز ديكنز وجاين أوستن واألخوات برونتي ومارك توين وإرنست‬ ‫همنجواي وإميلي ديكنسن وجيمس بولدوين‪ ،‬وبالطبع شيكسپير الذي‬ ‫كتاب قرأته لشيكسپير كان «جعجعة بال‬ ‫التقيته في أول أيام الدراسة‪ .‬أول ٍ‬ ‫طحن»‪ ،‬وما زلتُ أشعرُ بالرعشة تسري على عمودي الفقري من كلماته‪.‬‬ ‫بعد عقودٍ زارتني الرعشة نفسها حين كانت في السن نفسها تقريبًا التي‬ ‫كنتُ فيها وقت أن أُرسِلتُ إلى إنجلترا‪ .‬كانت في عامها الثاني من المنفى‬ ‫في أمريكا‪ ،‬وعادت إلى المنزل شاعر ًة بحماسةٍ جع َلتها تتكلم كأنها تصيح‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫‪t‬‬

‫‪14‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫بالغ �إخباري للكونفدرالية الدميقراطية لل�شغل‬ ‫النقابة الوطنية للتعليم‬

‫العرائ�ش ‪ :‬ا�ستئناف عملية نقل‬ ‫م�صابي «كورونا» �إلى بن�سليمان‬

‫املكتب الإقليمي _العرائ�ش والق�صر الكبري‬

‫عقد يوم الجمعة ‪ 26‬يونيو ‪ 2020‬على‬ ‫الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر المديرية‬ ‫اإلقليمية بالعرائش بحضور السيد المدير‬ ‫اإلقليمي والسيد رئيس مصلحة الشؤون‬ ‫القانونية والمنازعات والشراكة والتواصل‬ ‫ورئيس مركزاالمتحانات بالمديرية ورئيس‬ ‫مصلحة الشؤون المالية واإلدارية والسيد‬ ‫رئيس مكتب االتصال‪ ،‬لقاء تواصليا‬

‫حول التدابير واإلجراءات االحترازية التي‬ ‫اتخذتها المديرية اإلقليمية الجتياز‬ ‫امتحان البكالوريا لحفظ صحة وسالمة‬ ‫كل المتدخلين في هذا االستحقاق الوطني‬ ‫من تالميذ ‪ /‬ت وأساتذة‪/‬ات وإداريين ‪/‬‬ ‫ات وحراس أمن وكل المتدخلين‪ ،‬وبعد‬ ‫العرض الذي تقدمت به المديرية وبعض‬ ‫مقترحاتها التي اتخذت بعين االعتبار‪،‬‬

‫تم استحسان بل تثمين كل اإلجراءات‬ ‫االحترازية التي اتخذتها المديرية‬ ‫اإلقليمية‪.‬‬ ‫متمنياتنا في النقابة الوطنية للتعليم‬ ‫بالتوفيق لجميع بناتنا وأبنائنا وبالحفظ‬ ‫والسالمة لكل المتدخلين في اجتياز‬ ‫إمتحان البكالوريا وبرفع هذا الوباء علينا‬ ‫جميعا‪.‬‬

‫حوار مفتوح حول التكوينات الطبية مع الربوفي�سور‬

‫عز الدين الإبراهيمي‬

‫نظمت المديرية اإلقليمية بالعرائش‬ ‫يوم االثنين ‪22‬يونيو ‪ 2020‬لقاء علميا‬ ‫مع البروفيسور عز الدين اإلبراهيمي حول‬ ‫موضوع‪« :‬التكوينات الطبية»‪ ،‬بالصفحة‬ ‫الرسمية للمديرية اإلقليمية‪ ،‬كان ذلك‬ ‫بحضور المدير اإلقليمي محمد كليل ‪.‬‬ ‫البروفيسور عز الدين إبراهيمي‪ ،‬أستاذ‬ ‫البيوتكنولوجيا الحيوية والجزئية بجامعة‬ ‫محمد الخامس بالرباط ومدير مختبر‬ ‫التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة‬ ‫بالرباط‪،‬‬ ‫افتتح هذا اللقاء بكلمة النائب اإلقليمي‪،‬‬ ‫والذي قدم خاللها شكره الجزيل لألطر‬ ‫التربوية للتوجيه التربوي ‪ ،‬مستغال الفرصة‬ ‫كذلك ليوصل الشكر للبروفيسور عز الدين‬ ‫اإلبراهيمي الذي لبى الدعوة من أجل‬ ‫المشاركة في هذا اللقاء الهام ‪ ،‬حيث عبر عن‬ ‫امتنانه الكبير للحضور و المشاركة في مثل‬ ‫هذه اللقاءات الهامة‪.‬‬ ‫وفي كلمة له بالمناسبة أشاد البروفيسور‬ ‫عز الدين اإلبراهيمي بمبادرة النيابة‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬واعتبر أنها مبادرة متميزة‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أهمية اللقاء والتكوين أمام الطلبة‬ ‫المقبلين على دراسة الطب والصيدلة‪.‬‬ ‫وتمحور اللقاء حول تخصصات الطب‬ ‫والصيدلة وطب األسنان ومسطرة الترشيح‬ ‫ونظام الدراسة والتقويم واآلفاق الدراسية‬ ‫والمهنية‪.‬‬ ‫اللقاء كان من إعداد وتقديم اطر التوجيه‬ ‫التربوي لكل من األستاذ عبد الرحمان ابن‬ ‫يوسف األستاذ مولود بوزلماط األستاذة‬ ‫نفيسة بن الطالب موسى واألستاذ المختار‬ ‫بنعطى‬ ‫و يتوخى الهدف من هذا اللقاء الحواري‬ ‫باعتباره آلية تواصلية بعث الصلة بين‬ ‫الفعاليات التربوية لتمكين التالميذ والطلبة‬ ‫من االطالع على اآلفاق الدراسية والتكوينية‬ ‫المتاحة‪،‬باعتبار هذه المبادرة التربوية فرصة‬ ‫سانحة لتعزيز لقاء التالميذ والطلبة وأوليائهم‬ ‫باألطر المختصة في اإلعالم والتوجيه التربوي‬ ‫لمساعدتهم على استكشاف محيطهم‬ ‫التكويني والدراسي‪،‬وبلورة اختياراتهم‬ ‫الدراسية والمهنية المستقبلية‪ ،‬قصد‬

‫أفاد مصدر طبي أن عملية نقل مصابي كورونا بإقليم العرائش إلى المستشفى العسكري‬ ‫بنسليمان استؤنفت من جديد بعد توقفها لفترة ‪.‬‬ ‫وقد تم نقل ‪ 30‬من مصابي كوفيد ‪ 19‬يوم الجمعة ‪ 26‬يونيو ‪ 2020‬كانوا يتلقون العالج‬ ‫بمستشفى القرب بالقصر الكبير ‪.‬‬ ‫وعن أسباب عودة نقل الحاالت بعد توقفها أفاد نفس المصدر‪ ،‬أن األمر يتعلق بتخفيف‬ ‫الضغط على مستشفى القرب بالقصر الكبير ‪ ،‬خصوصا وان اإلقليم عرف ارتفاعا في عدد‬ ‫اإلصابات منذ تفجر بؤرة مزارع الفراولة بمنطقة آللة ميمونة ‪ ،‬حيث بلغ عدد الحاالت التي تتلقى‬ ‫العالج باإلقليم حاليا لـ ‪ 76‬حالة‪ 19 ،‬بالمستشفى اإلقليمي بالعرائش ‪ ،‬والبقية بالقصر الكبير‬ ‫وبعد نقل ‪ 30‬حالة إلى المستشفى العسكري بنسليمان ‪ ،‬ستنخفض عدد حاالت االستشفاء‬ ‫بمستسفى القرب بالقصر الكبير ‪ 27‬حالة ‪.‬‬ ‫وقد تداولت بعض وسائل اإلعالم إحداث مستشفيات ميدانية جهوية أو إقليمية بعد تزايد‬ ‫عدد اإلصابات في بعض الجهات ‪ ،‬على رأسها جهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬التي أصبحت‬ ‫تتصدر عدد اإلصابات اليومية في الفترة األخيرة ‪ ،‬بسبب بؤرتي شركة السيارات و بؤرة حقول‬ ‫الفراولة ‪ ،‬وقد تم تداول إحداث مستشفى عسكري بالغابة الديبلوماسية بطنجة‪.‬‬

‫عملية تعقيم وا�سعة ملحالت‬ ‫احلالقة و التجميل بالعرائ�ش‬

‫نظمت جمعية النهضة والتنمية الحرفية بمدينة العرائش عملية تعقيم واسعة لمحالت الحالقة‬ ‫والتجميل بالمدينة‪ .‬فقد أطلقت الجمعية مبادرة وقائية قصد استئناف أنشطة محالت الحالقة و‬ ‫التجميل في جو آمن بعد التخفيف من تدابير الحجر الصحي الذي امتد ألزيد من ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫و قد استفاد حوالي ‪ 168‬محال للحالقة والتجميل بمدينة العرائش‪ ،‬من عملية التعقيم الواسعة‪،‬‬ ‫حيث تدخل هذه الخطوة ضمن اإلجراءات االحترازية من تفشي جائحة وباء كورونا المستجد والحفاظ‬ ‫على صحة وسالمة المرتفقين والمهنيين‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ت�ستعد‬ ‫العرائ�ش ‪ :‬الوقاية املدنية‬ ‫ل�صيف ‪2020‬‬

‫االطالع على آخر مستجدات منظومة التوجيه‬ ‫بالمغرب‪،‬باعتبار اللقاء فرصة الكتساب‬ ‫المهارات واألدوات الالزمة التي تمكنهم‬

‫من التعامل مع مختلف التحديات واإلكراهات‬ ‫المرتبطة بالتوجيه‪،‬وذلك من خالل التخطيط‬ ‫الجيد لمسارهم المدرسي والمهني‪.‬‬

‫استعدادا لموسم صيف ‪ ،2020‬عرفت ثكنة الوقاية المدنية بالعرائش يوم الخميس ‪25‬‬ ‫يونيو ‪ 2020‬العملية األولى الختيار المنقذين السباحين الموسميين‪ ،‬حيث أشرف عليها ضباط‬ ‫الوقاية المدنية بحضور فريق كوفيد ‪ ،19‬الذين أخضعوا المترشحين للفحوصات الطبية الالزمة من‬ ‫أجل التأكد من خلوهم من أي إصابة‪ ،‬في انتظار الكشوفات الطبية من أجل إتمام شروط اختيار‬ ‫السباحين المنقذين لهذه السنة‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪15‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫املكتب الوطني للكهرباء واملاء ال�صالح لل�شرب ب�صدد احل�سيمة‪ ..‬الدرك امللكي مي�شط جماعة‬ ‫لوطا بحثا عن مروجي الكوكايني‬ ‫�إن�شاء غرفة التداول لإدارة املخاطر‬

‫ترتبط أنشطة المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫والماء الصالح للشرب بمناخ متقلب وسريع‬ ‫التغير‪ ،‬مما يؤدي إلى مواجهة العديد من‬ ‫المخاطر‪ ،‬بعضها خارجي‪ .‬وتعتبر الرهانات‬ ‫المرتبطة بهذه المخاطر متعددة المعايير‬ ‫ويمكن أن تكون لها عواقب كثيرة‪ ،‬وال سيما‬ ‫على الوضع المالي للمكتب‪.‬‬ ‫وبسبب تنوع أنشطته من جهة‬ ‫وخصوصية سوق الكهرباء من جهة اخرى‪،‬‬ ‫فإن المكتب‪ ،‬كمخطط ومدبر للعرض والطلب‬ ‫على هذا النوع من الطاقة‪ ،‬معرض لمخاطر‬ ‫تقلب أسعار المحروقات والمصاريف المتعلقة‬ ‫بها وكذا أسعار صرف العمالت‪ ،‬والتي يمكن‬ ‫أن يكون لها تأثير كبير على فروق التحويل‬ ‫وبنود الميزانية والنفقات والقيمة المالية‬ ‫وسيولة المكتب‪.‬‬ ‫لقد مثلت مشتريات المكتب من الطاقة‬ ‫والوقود في نهاية دجنبر ‪ ،2019‬أكثر من‬ ‫‪ ٪68‬من نفقات قطاع الكهرباء‪ .‬وبلغت‬ ‫النفقات المتعلقة بهذه العمليات ‪ 11‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬منها ‪ 8‬مليارات درهم لشراء الفحم‬ ‫و‪ 2.5‬مليار درهم لشراء الغاز الطبيعي و‪174‬‬ ‫مليون درهم لواردات الكهرباء‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن جميع عمليات‬ ‫الشراء هذه تقريبًا تتم بعمالت أجنبية (اليورو‬ ‫والدوالر األمريكي) وبالتالي فإن المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء مطالب بإجراء كميات كبيرة‬ ‫من عمليات شراء وبيع العمالت األجنبية‬ ‫في سوق الصرف األجنبي لسداد التزاماته‬ ‫بالعملة الصعبة‪ .‬وخالل ‪ 2019‬بلغ حجم‬ ‫معامالت الصرف األجنبي ‪ 12.81‬مليار درهم‪،‬‬ ‫بشكل رئيسي باليورو (‪ 7.29‬مليار درهم)‬ ‫وبالدوالر (‪ 5.08‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫ومن جهة اخرى فإن التقلبات‪ ‬غير المواتية‬ ‫في العمالت‪ ‬يمكن أن يكون لها عواقب على‬ ‫مردودية المشاريع االستثمارية‪ ‬بسبب‪ ‬ارتباط‬ ‫المكتب‪ ‬بعقود تمويل طويلة األجل‪.‬‬ ‫وفي غياب التحوط‪ ،‬فإن التقلبات في‬ ‫أسعار شراء الكهرباء والمحروقات وأسعار‬ ‫صرف العمالت األجنبية مقابل الدرهم يمكن‬ ‫أن تعدل بشكل كبير من نتائج المكتب‬ ‫وتجعل مقارنة أدائه بين األعوام صعبة‪.‬‬

‫في إطار استراتيجيته الرامية إلى التحكم‬ ‫في المخاطر التي يواجهها في األسواق‬ ‫الدولية‪ ،‬يشرع المكتب في عملية كبرى‬ ‫لتحديث عمليات الشراء ووضع سياسة إدارية‬ ‫جديدة لتغطية المخاطر في أسواق التداول‬ ‫(الفحم والغاز الطبيعي والكهرباء) والشحن‬ ‫والعمليات في سوق صرف العمالت األجنبية‪.‬‬ ‫يعتبر هذا المشروع رئيسيا إلعادة‬ ‫هيكلة إدارة المخاطر بالمكتب‪ ،‬والذي يتمثل‬ ‫في التزويد بنظام كامل للتحليل والتوجيه‬ ‫للمساعدة على تسهيل صنع القرار إلدارة‬ ‫وتغطية المخاطر‪ .‬والنتائج الرئيسية المتوقعة‬ ‫من هذا المشروع االستراتيجي هي كما يلي‪:‬‬ ‫• التحكم في النفقات والتحمالت‬ ‫المتعلقة بعمليات الشراء االستراتيجية‪ ،‬ذات‬ ‫الحصة الكبيرة وتحسينها؛‬ ‫• وضع استراتيجيات فعالة‪ ،‬متكاملة‬

‫ومثلى إلدارة المخاطر؛‬ ‫• تتبع المخاطر التي‪ ‬يتعرض لها المكتب‬ ‫بشكل ديناميكي؛‬ ‫• التدخل في األسواق لتغطية المخاطر‬ ‫التي يتكبدها المكتب‪.‬‬ ‫ايمانا منه بالقيمة المضافة لهذا النشاط‬ ‫الجديد من حيث تحسين التكلفة وتحسين‬ ‫األداء التشغيلي والمالي‪ ،‬يتم تعبئة المكتب‬ ‫بحيث تبدأ غرفة التداول الخاصة به العمل‬ ‫في عام ‪ .2021‬كما تم إطالق طلب عروض‬ ‫مفتوح الختيار شركة متخصصة في المجال‬ ‫من شأنها مساعدة فريق المشروع الداخلي‬ ‫على إعداد هيكلة مناسبة‪ ،‬إضافة إلى إنشاء‬ ‫المنصة واألدوات الالزمة‪ ،‬خالل فترة إرساء‬ ‫قواعد المشروع‪ ،‬للقيام بأولى عمليات‬ ‫التحوط ضد المخاطر‪.‬‬

‫احل�سيمة‪ ..‬قاتل ال�شرطي يعرتف‪ ،‬وقا�ضي التحقيق‬ ‫ي�أمر ب�إيداعه ال�سجن‬

‫أمر قاضي التحقيق لدى محكمة االستئناف‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬يوم األحد ‪ 28‬يونيو المنصرم‪،‬‬ ‫بإيداع المشتبه في قتله شرطيا بالمدينة‬ ‫السجن‪ ،‬في انتظار الشروع في التحقيق‬ ‫التفصيلي معه‪ ،‬حول تهم القتل العمد مع‬ ‫سبق اإلصرار والترصد وإهانة موظفين‬ ‫عموميين أثناء مزاولة مهامهم وحيازة السالح‬ ‫األبيض من شأنه تهديد أمن وسالمة وأموال‬ ‫األشخاص‪.‬‬ ‫وحسب المصادر فقد أحيل المتهم على‬ ‫الوكيل العام للملك إثر انتهاء فترة الحراسة‬ ‫النظرية‪ ،‬وتم عرضه على أنظار قاضي‬ ‫التحقيق الذي أمر بتطبيق ملتمس النيابة‬ ‫العامة الرامي إلى متابعته في حالة اعتقال‪.‬‬

‫‪ ‬وقد اعترف المتهم‪ ،‬الذي ينحدر من‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬بالمنسوب إليه‪ ،‬مضيفا أنه عمد‬ ‫في بداية األمر بعد خروجه من منزل أحد أفراد‬ ‫عائلته‪ ،‬إلى رشق دورية لرجال الشرطة التي‬ ‫كانت مرابطة قرب السجن المحلي للحسيمة‪،‬‬ ‫وحين نزل الشرطي الهالك منها من أجل‬ ‫وضع حد لسلوكه‪ ،‬عمد إلى إخراج سالح أبيض‬ ‫كان بحوزته‪ ،‬فطعن الشرطي في صدره‪،‬‬ ‫سقط على إثرها مغمى عليه‪ ،‬وحاول طعنه‬ ‫مرة ثانية‪ ،‬غير أن مرافقيه حاال دون ذلك‪ ،‬كما‬ ‫اعترف بأن السكين والحجرتين اللتين رشق‬ ‫بهما دورية األمن حصل عليهما من المنزل‬ ‫الذي كان يقطنه بالحسيمة‪ ،‬مضيفا أنه نفذ‬ ‫جريمته مباشرة‪ ،‬بعد أدائه صالة الفجر‪.‬‬

‫ال�سلطة املحلية باحل�سيمة تقود حملة حت�سي�سية لتفادي‬ ‫انت�شار الفريو�س بال�شواطئ‬

‫ق���ام���ت ال��س��ل��ط��ة المحلية‬ ‫بالحسمية مؤخرا بحملة تحسيسية‬ ‫على مستوى جميع الشواطئ التي‬ ‫استأنفت والسماح بالتبحر فيها‬

‫السلطة المحلية وعناصر القوات‬ ‫بعد تخفيف الحجر الصحي‪.‬‬ ‫وت��م خ�لال هاته الحملة التي المساعدة‪ ،‬حث المواطنين على‬ ‫قادها العديد من رج��ال السلطة احترام مسافة األم��ان‪ ،‬وك��ذا على‬ ‫بمشاركة مجموعة م��ن أع��وان إجبارية ارتداء الكمامات‪.‬‬

‫أطلقت مصالح الدرك الملكي حملة تمشيط واسعة بجماعة لوطا ب إقليم الحسيمة‪ ،‬بحثا‬ ‫عن مروجي المخدرات القوية‪ ،‬الذين باتوا يهددون سالمة وصحة شباب المنطقة‪.‬‬ ‫وقد كانت انتشرت في اآلونة األخيرة ظاهرة خطيرة لم تعهدها جماعة لوطا ودواوير‬ ‫زاوية سيدي يوسف من قبل‪ ،‬حيث يبدو للجميع بأن كل الطرق والمنافذ تعج بالدراجات النارية‬ ‫والسيارات “ريفولي” ليال ونهارا من أجل شراء وتوزيع المخدرات الصلبة والقوية على شباب‬ ‫المنطقة‪ ،‬إذ بدأت األسر تتخوف بشكل كبير على مستقبلها ومستقبل أبنائها الصغار‪.‬‬ ‫وحسب تصريح لبعض الساكنة‪ ،‬أكدوا بأن الدواوير لم تشهد من قبل هذه الظاهرة‬ ‫الخطيرة‪ ،‬بل كان يقصدها الزوار احتراما ألهلها وترابها إلى أن أصبحت مؤخرا مرتعا لتجارة‬ ‫المخدرات القوية أمام أعين السلطات المطالبة بالتدخل العاجل للقضاء على الظاهرة ومحاكمة‬ ‫كل المروجين والزوار المستهلكين‪ .‬وأنهم بصدد تنظيم وقفة أمام مقر السلطة المحلية‬ ‫لمطالبتها بالتدخل والتنديد بهذه الممارسات الخطيرة‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬قال أحد أفراد الساكنة‪ ،‬رفض ذكر إسمه خوفا من مافيا المخدرات‬ ‫واالنتقام منه‪ ،‬أنه لم يعد يستطيع الخروج ليال في البادية‪ ،‬وأن منزله يغلقه بإحكام خوفا على‬ ‫أسرته وبناته‪ ،‬كما أنه حينما يخرج لقضاء أغراضه الفالحية أو التبضع أو إلى الدكان‪ ،‬لم يسلم‬ ‫ولو مرة واحدة من تساؤالت المرتادين على المنطقة‪ ،‬على شكل قوافل من السيارات والدراجات‪،‬‬ ‫للبحث عن بائعي المخدرات‪.‬‬ ‫هذا ويناشد أهل الدواوير التي تنتمي إلى جماعة لوطا السلطات بالتدخل العاجل لحمايتهم‬ ‫وحماية أفراد أسرهم من استهالك المخدرات لما لها من مخاطر كثيرة على مستقبل األطفال‬ ‫والتالميذ واألسر‪ ،‬مع العلم أن هذه الظاهرة ساهمت في انتشار جرائم أخرى في نفس الدوار من‬ ‫سرقة للمنازل والكريساج‪ .‬وتفشي أفعال شنيعة أخرى‪ ،‬كما وقع مؤخرا من جرائم قتل في صفوف‬ ‫رجال األمن بسبب االستهالك المفرط للقرقوبي والكوكايين والحشيش وباقي المخدرات‬ ‫الصلبة‪.‬‬

‫الف�ضاءات ال�شاطئية باحل�سيمة‬ ‫ت�ستعيد �صخبها وحيويتها املعهودة‬

‫فتحت عدد من شواطئ مدينة الحسيمة يوم الخميس أبوابها في وجه الزوار المصطافين‬ ‫بعد قرار السلطات السماح بارتياد الشواطئ والولوج إليها في إطار المرحلة الثانية من تدابير‬ ‫تخفيف الحجر الصحي‪.‬‬ ‫فمنذ الساعات األولى من صباح اليوم نفسه بدأ المواطنون والموطنات يتوافدون بكثافة‬ ‫على عدد من الفضاءات الشاطئية المتميزة بالمدينة ك كيمادو” و”كالبونيطا” و”إسلي”‬ ‫و”الصفيحة” لالستمتاع بزرقة المياه وجمالية المناظر الطبيعية المحيطة بهذه الشواطئ‪.‬‬ ‫والحظت وكالة المغرب العربي لألنباء حرص المصطافين على االلتزام والتقيد بالتعليمات‬ ‫الصادرة عن السلطات المختصة السيما ارتداء الكمامات الواقية والحفاظ على مسافة األمان‬ ‫الضرورية وتجنب التجمعات واالزدحام ما أمكن حفاظا على صحتهم وسالمتهم‪ ،‬حتى تمر عملية‬ ‫االستجمام في أحسن الظروف‪.‬‬ ‫ويشكل شاطئ “كيمادو” الذي ال يبعد سوى بأمتار قليلة عن ساحة محمد السادس وسط‬ ‫المدينة‪ ،،‬و”صباديا” القريب من وسط المدينة الوجهة المفضلة لساكنة اإلقليم والزوار‬ ‫الوافدين من خارجه بالنظر إلى مياههما الرقراقة وروعة وجمالية المناظر الطبيعية المحيطة‬ ‫بهما‪ ،‬مما يضفي عليهما رونقا خاصا‪.‬‬ ‫وعبر عدد من المصطافين الذين التقتهم وكالة المغرب العربي لألنباء عن سرورهم البالغ‬ ‫بالسماح لهم بالولوج إلى الفضاءات الشاطئية في هذا الوقت بالذات الذي يتميز باالرتفاع‬ ‫النسبي لدرجات الحرارة وبداية فصل الصيف‪.‬‬ ‫وأكدوا في السياق ذاته أن السماح بارتياد الشواطئ سيتيح لهم تمكين أطفالهم من‬ ‫الترويح عن النفس واالستمتاع بجمالية وزرقة البحر والتخفيف بعض الشيء من المعاناة التي‬ ‫تكبدوها منذ نحو ثالثة أشهر جراء فرض تدابير الحجر الصحي ومنع الخروج من المنازل إال‬ ‫للضرورة القصوى‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬تحرص السلطات المحلية واألمنية بعين المكان على تأمين عملية‬ ‫الولوج إلى الشاطئ واالستجمام بها ومراقبة مدى التزام المواطنات والمواطنين بتدابير الحجر‬ ‫الصحي وشروط التباعد االجتماعي داخل الفضاءات الشاطئية‪.‬‬ ‫واألكيد أن السماح بارتياد الفضاءات الشاطئية‪ ،‬الذي يمتد بإقليم الحسيمة من الساعة‬ ‫الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء‪ ،‬سيتيح لألسر الترويح عن النفس واالستمتاع بجمالية الطبيعة‬ ‫الخالبة لإلقليم‪ ،‬مع ضرورة االمتثال في المقابل لتدابير وإجراءات السالمة الضرورية حفاظا على‬ ‫صحتهم وسالمتهم‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪t‬‬

‫‪16‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جوالت في التاريخ الثقافي للمغرب‬

‫الزوايا ف�ضاء تربوي وعلمي‬

‫الزاوية النا�صرية �أمنوذجا‬ ‫قامت الزوايا في تاريخ المغرب بأعمال مختلفة‪ ،‬سواء على المستوى‬ ‫السياسي أوالديني أواالجتماعي أو االقتصادي أو الديبلوماسي‪ .‬ويعود‬ ‫ذلك بشكل أساسي إلى التداخل الذي كان قائما بين االنتماء الديني‬ ‫واالنتماء الصوفي في المغرب وقد تأتى للزوايا الصوفية أن تلعب تلك‬ ‫األدوار مجتمعة لكونها كانت تعتبر «الوحدة السياسية» الوحيدة في‬ ‫مجتمع تلك الفترة‪ ،‬كما أنها مؤسسة دينية تمارس فيها العبادات من‬ ‫صالة وتالوة القرآن واألذكار ومن اعتكاف ومدارسة للعلوم‪ ،‬فهنالك‬ ‫تالزم عميق وترابط وثيق بين الزاوية ووظيفتها الدينية والعلمية‪ ،‬إذ‬ ‫تنطلق من تربية روحية ومعرفية في آن واحد وتستهدف في المريد‬ ‫أن يقوي إيمانه باهلل تعالى ويتعلم شرع اهلل ‪ ،‬فالزاوية لم تفصل بين‬ ‫رسالتها الدينية ومهمتها العلمية ‪ ،‬بل جعلت من المهمتين معا صورة‬ ‫واحدة لإلسالم الصحيح الذي ال يقبل التجزيء أو الفصل بين اإليمان‬ ‫والعلم والعمل ‪ .‬فإلى أي مدى ساهمت الزاوية الناصرية بدورها كباقي‬ ‫الزوايا في تكريس ذلك؟‬

‫‪ l‬على سبيل التعريف‪:‬‬ ‫الزاوية الناصرية من أشهر الزوايا بالعلم والتعليم‪ ،‬اكتسبت موقعا‬ ‫مهما في عصرها‪ ،‬وكانت البداية العلمية لها حين استقر محمد بن ناصر‬ ‫الشيخ في كنف الشيخين عبد اهلل بن حسين وأحمد بن إبراهيم الدرعي‬ ‫عام ‪ ،1040‬فقد رغبا منه أن يتصدر عندهما لنشر العلم‪ ،‬وإقراء الطلبة‬ ‫إحياء لنشاط زاوية سيد الناس المجاورة لتمكروت‪ ،‬وقد أصبح الشيخ‬ ‫محمد بن ناصر خليفة للشيخين المذكورين على الزاوية بعد وفاة أحمد‬ ‫بن إبراهيم عام ‪.1052‬‬ ‫ومؤسسها هو الشيخ اإلمام الموحد على الدوام‪ ،‬المسر بالصيام‬ ‫والقيام‪ ،‬المحيي ما اندثر من سنة نبينا محمد عليه الصالة والسالم‪،‬‬ ‫الجامع بين الشريعة والحقيقة‪ ،‬أستاذ الطريقة ‪،‬قدوتنا ووسيلتنا إلى‬ ‫ربنا‪،‬أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين ابن‬ ‫ناصر بن عمرو بن عثمان‪ ،‬الدادسي األصل‪ ،‬الدرعي اإلقليم‪ ،‬التزناتي‪،‬‬ ‫الصقعي‪ ،‬التيرسوتي ‪ ،‬النجار‪،‬األغالني المنشأ‪،‬المتجروت الدار‪ ،‬المقدادي‬ ‫النسب‪ ،‬نسبة إلى الصحابي الجليل المقداد بن األسود الكندي ‪.‬‬ ‫ولد هذا الشيخ في رمضان يوم الجمعة عام إحدى عشر بعد األلف‬ ‫من الهجرة النبوية‪،‬ونشأ في حجر أبيه الولي الصالح‪ ،‬سيدي محمد بن‬ ‫أحمد بن ناصر ‪ ،‬وكان من أولياء اهلل الصالحين‪ ،‬وأمه السيدة فاطمة بنت‬ ‫أحمد بن يحيى بن ناصر بن عمرو‪ ،‬ويجتمع نسبه مع نسبها في ناصر‪،‬‬ ‫وهو األب الخامس الذي اشتهرت نسبة الشيخ إليه شرقا وغربا‪ ،‬وأقرأه‬ ‫والده القرآن‪ ،‬ومازال في تربيته إلى أن بلغ وأدرك‪ ،‬فقام بأمور أبيه أحسن‬ ‫القيام‪ ،‬واجتهد في ذلك غاية االجتهاد‪ ،‬وقام بأمور أصوله‪ ،‬وكان يجري‬ ‫على والدته وأخيه وأختيه‪ ،‬وعلى عيالهم وتعلقاتهم‪ ،‬وربما يغيب عنهم‬ ‫والده سنين‪ ،‬ومع ذلك ال يصده شغل عن التعليم والدين‪ ،‬وابتدأ تعليم‬ ‫العربية واللسان على شيخ الجماعة ومربي المريدين‪ ،‬العالم العامل‬ ‫الصالح‪ ،‬المتفق على أنه لعباد اهلل ناصح‪ ،‬أبي الحسن علي بن يوسف‬ ‫بن أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬الدرعي‪،‬التمزرتي أصال ومحتدا‪ ،‬ثم األكتاوي‬ ‫دارا ومولدا‪.‬‬ ‫توفي رحمه اهلل عام ‪ ،1085‬ودفن بتسرجات‪ ،‬من خمس تزناتة‬ ‫بدرعة‪.‬‬ ‫تتلمذ محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين ابن ناصر بن‬ ‫عمرو بن عثمان على يد عدد من الشيوخ من أبرزهم‪ :‬العالمة عبد اهلل‬ ‫ابن الحسين‪ ،‬أحمد بن إبراهيم‪ ،‬محمد بن أحمد الحسني المصمودي ‪،‬‬ ‫أبو بكر بن يوسف السجستاني‪ ،‬أبو القاسم بن عبد الجبار الفيجيجي‪.‬‬ ‫ومن تالميذه‪ :‬أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي‪ ،‬أحمد بن ابراهيم‬ ‫الهشتوكي ‪ ،‬أبو سالم عبد اهلل بن أبي بكر العياشي ‪،‬محمد التاجموعتي‬ ‫السجلماسي ‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن علي األمسيناني‪.‬‬ ‫ومن مؤلفاتـه‪ :‬غنيمة العبد المنيب في التوسل بالصالة على النبي‬ ‫الحبيب‪ ،‬ثالث شروح على الجمل المجردية شرحان على الصغرى ‪ ،‬شرح‬ ‫فرائض خليل ‪ ،‬تأليف في أحكام غسل الموتى‪ ،‬وسيلة العبد المنيب‬ ‫الضعيف إلى مواله العفو اللطيف‪.‬‬ ‫‪ l‬بعض مالمح عملها التربوي والعلمي‬ ‫تميز نشاط الشيخ محمد بن ناصر بتدريس مختلف العلوم‬ ‫والفنون‪،‬وقد اتسعت عملية الدرس عنده ليصبح مقصد الطلبة من‬ ‫مختلف الجهات‪ ،‬وليمارس إقراء بعض المصنفات التي انقطع تدريسها‬ ‫في بالد المغرب آنذاك مثل كتاب سيبويه؛»وهو آخر من أقرأ كتاب‬ ‫سيبويه بالمشرق والمغرب» ‪ ،‬لذلك كان مقصد العلماء طالبي العلم‬ ‫من ناحية درعة وغيرها ‪ ،‬واستجمعت الزاوية الناصرية موقعها ونفوذها‬ ‫العلمي والديني واإلجتماعي معه‪ ،‬فكان يفد إليه الشيوخ الذين حلقوا‬ ‫بالدرس في زاويته؛ مثل محمد بن سعيد المرغيثي الذي درس العلم‬ ‫هناك‪ ،‬فاستفاد منه الشيخ وتالمذته رواية ودراية‪ .‬وكان ينطلق من‬ ‫نفوذه الديني واإلجتماعي‪ ،‬فيكاتب السالطين والقضاة والوالة‪ ،‬ينصحهم‬

‫دة‪ .‬فدوى أحماد‬

‫وينبههم‪ ،‬ويتشفع لديهم فيمن يراه أهال للشفاعة في‬ ‫منطقته‪ ،‬فهابه الجبابرة‪ ،‬واحترمه الخاص والعام‪،‬‬ ‫واستمعوا إلى نصيحته ‪.‬‬ ‫وكان له في ذلك أيضا مشاركة في المواقف‬ ‫الفكرية‪ ،‬وتوجيه إلى ما هو الصالح منها؛ فألف‬ ‫المصنفات العديدة في التربية و تصحيح‬ ‫العقيدة‪ ،‬وكتب التقاييد الكثيرة في اإلنتصار‬ ‫للسنة وحث غيره من تالمذته وأتباعه عل‬ ‫فعل ذلك‪ ،‬فشرحوا أعماله الموجزة‪ ،‬ووسعوا‬ ‫الحديث فيها‪ ،‬وكتبوا بإذنه رسائل التصحيح‬ ‫وتقويم المواقف المعوجة والموجزة؛ كما‬ ‫فعل مبارك الغرفي في تأليفه الذي رد فيه‬ ‫على محمد بن عمر السجلماسي‪ ،‬الذي كان‬ ‫يكفر الناس الذين ال يعرفون التوحيد من أهل سجلماسة‪ .‬وما كاد يغيب‬ ‫الشيخ محمد بن ناصر عام ‪ ،1085‬حتى كانت الزاوية الناصرية بتامكروت‬ ‫قد استقام أمرها تدريسا وطريقة؛ وأصبح لها من األتباع عديد من طلبة‬ ‫العلم وأصحاب الطريقة الصوفية في مختلف مناطق المغرب‪ ،‬وأصبح كبار‬ ‫تالمذته يرعون طريقة االنتماء إلى الناصرية واالنتساب إليها‪ ،‬كما هو‬ ‫الحال مع الشيخ أبي علي اليوسي وأحمد التستاوتي وغيرهما‪ .‬واكتمل‬ ‫العمل العلمي في هذه الزاوية ليولده بجانبه األثر األدبي‪ ،‬فيكون‬ ‫االرتباط بالشيخ ابن ناصر واالنتماء إلى زاويته‪ ،‬واالنتساب إلى طريقته‬ ‫الصوفية مدعاة لإلنتاج األدبي في قرض قصائد المدح‪ ،‬أوصياغة شروح‬ ‫أدبية‪ .‬وتحتفظ المصادر بمجموعة من أشعار المدح المختلفة‪ ،‬مما قيل‬ ‫في الشيخ ابن ناصر‪ ،‬أو ببعض شروحها األدبية‪ ،‬كما هو األمر في «نيل‬ ‫األماني في شرح التهاني»‪.‬‬ ‫ومع خلفه الشيخ أحمد بن ناصر‪ ،‬تتخد الزاوية الناصرية منطلقا أكثر‬ ‫اتساعا في مجال العمل العلمي واألدبي‪،‬إذ تحول الزاوية مما تمثل فيها‬ ‫من حركة علمية منطقة درعة والجنوب المغربي عامة إلى مركز إشعاع‬ ‫علمي‪ ،‬يتناول نشر العلم به و التحليق بدرسه فيه مجموعة من العلماء‪،‬‬ ‫تالمذة الشيخ محمد بن ناصر‪ ،‬من أبنائه وغيرهم الوافدين على درعة‪،‬‬ ‫فتزدهر الحركة العلمية‪ ،‬وتتعدد مجالسها مع أحمد بن ناصر وبعض‬ ‫إخوته ومع أصهاره الحسين ابن شرحبيل وأحزي وأبي إسحاق الدرعي‬ ‫وغيرهم كثير‪ .‬ويزداد هذا العمل العلمي حضورا مع رجال الزاوية الذين‬ ‫خلفوا الشيخ أحمد بن ناصر‪ ،‬أوتعقبوا على المشيخة بهذه الزاوية؛‬ ‫فكان ألحفاد بني ناصر وأهل درعة ‪ -‬ومعهم القادمون من سوس و‬ ‫تافياللت واألطلس‪ -‬همة في العلم ونشره والتحليق به في درعة عامة‪،‬‬ ‫وزوايا تامكروت خاصة‪ .‬وأدى هذا الوضع إلى أن تتظافر الدوافع وحضور‬ ‫المعالم المنشطة للعلم في مركز الزاوية‪ ،‬والترغيب فيه‪ ،‬درسا وتأليفا‪،‬‬ ‫فيكثر بذلك العلماء والمشتغلون بالعلم‪ ،‬و يغزر الإلنتاج التأليفي‪ ،‬وإلى‬ ‫أن تتعدد المظاهر المحركة للعمل األدبي والمكونة ألعماله وإنتاج‬ ‫رجاله‪ ،‬لتجري حركة أدبية بموازاة ذلك النشاط العلمي‪ .‬فكان من هذه‬ ‫المظاهر والمعالم ممارسة عملية التدريس واتساع مجال الدرس بكثرة‬ ‫الشيوخ المدرسين ووفرة الطلبة المستفيدين‪.‬‬ ‫وهذا هو الجانب المهم الذي اضطلعت به الزاوية الناصرية‪ ،‬والمظهر‬ ‫التي تركز عليه نشاطها بالدرجة األولى‪ ،‬إذ كان التعليم وممارسة الدرس‬ ‫السمة التي ميزت نشاط هذا المركز‪ .‬وتركز نشاط الزاوية الناصرية‬ ‫التعليمي أثناء مدة الشيخ محمد بن ناصر (‪ )1085‬على الحلقة التعليمية‬ ‫التي أنشأها هذا الشيخ باألساس‪ ،‬فدرس اللغة واألدب والحديث وغيرها‬ ‫من فنون العلم التي أدار حلقته بها‪ .‬وقد استفاد منه واحد من طلبة هذا‬ ‫العصر‪ ،‬من درعة وتافياللت وسوس و األطلس وغير ذلك‪.‬‬ ‫وكانت مجاالت هذا الدرس تنفتح في بعض األحيان على حلقات‬ ‫بعض الشيوخ الوافدين؛ مثل حلقة الشيخ محمد بن سعيد المرغيثي‪ ،‬وقد‬ ‫أقام مدة بالزاوية الئذا بها من الفتن التي واجهت مراكش‪ ،‬وعلى حلقة‬ ‫الشيخ بن ناصر‪ ،‬أخي الشيخ المذكور؛ فأقام حلقته التعليمية بحضرة‬ ‫زاوية تامكروت مرة‪ ،‬وزاويته بأغالن حيث إقامته وسكناه مرة أخرى‪،‬‬ ‫فأخذ عنه غير واحد من أبناء الشيخ ابن ناصر والوافدين على الزاوية من‬ ‫طلبة العلم‪ ،‬وأكبر المستفيدين منه في ذلك هو الشيخ أحمد الجزولي‬ ‫أحزي الذي عرف به في فهرسته «قرى العجالن» واعتبره من شيوخه‬ ‫المعتمدين في العلم والدرس‪ .‬واتسع نشاط الدرس على عهد الشيخ‬ ‫أحمد بن ناصر (ت ‪ )1129‬لتتعدد الحلقات التعليمية؛ فيمارس التدريب‬ ‫بجانب أحمد بن ناصر‪ ،‬الذي كثر تالمذته واآلخذون عنه‪ ،‬مشاهير العلماء‬ ‫والمدرسين‪..‬ثم تنافس تالمذته ‪ :‬اليوسي والتجموعتي والعياشي وأبو‬ ‫الحسن علي المراكشي في ذلك؛ فجاء كل للشيخ بنسخة جيدة ومقروءة»‪.‬‬ ‫واتسعت هذه المكتبة مع الخليفة أبي العباس أحمد بن محمد بن ناصر‪،‬‬ ‫فشيد لها مبنى خاصا في الزاوية‪ ،‬وجلب إليها الكتب والمصنفات شراء‬ ‫من المشرق والمغرب‪ ،‬حتى إنه ‪ ،‬حسب ما يذكر في حجته األخيرة‪ ،‬قد‬ ‫وهو بمصر آالف المثاقيل ليشتري بها الكتب لخزانة الزاوية‪ .‬وتحصل‬ ‫بهذا لدى الشيخ أحمد بن ناصر وفي مكتبة زاويته من المؤلفات العديد‬

‫الكثير‪ ،‬فال تراه يتحدث عن كتاب أو مؤلف أو صاحب نسخ جيد إال ويذكر ما‬ ‫لديه من مؤلفاته أو منتسخاته‪ .‬وكان الشيخ المذكور يكلف من ينسخ له‬ ‫الكتب باألجر أو غيره‪ ،‬ويكاتب طلبته إلى اآلفاق يستنجزهم نسخ بعض‬ ‫الكتب أو ينبههم إلى البحث عنها والحصول على نسخ منها؛ من ذلك ما‬ ‫كاتب به أحمد التستاوتي يستنجزه العمل على نسخ قصائد ابي العباس‬ ‫الحلبي في المديح النبوي كاملة‪ .‬وفي مكاتبة أخرى‪ ،‬يستنجزه نسخة من‬ ‫مختصر خليل‪ ،‬فيقترح عليه أن تكون « صغيرة الجرم جدا‪ ،‬مبينة القراءة‪،‬‬ ‫ال رقيقة الخط جدا حتى ال تكاد تقرأ»‪ .‬وفي مراسلة تالية‪ ،‬يخبره بوصول‬ ‫ما كان قد بعثه إليه‪ ،‬من نسخة مختصر خليل‪ ،‬ونسخة من كتاب الدالئل‪،‬‬ ‫وقبل هذا كان الشيخ محمد بن ناصر يكاتب تالمذته أيضا ليبعثوا له‬ ‫بنسخ من كتبهم‪ ،‬كما في مراسالتهم ألبي علي اليوسي يستنجزه تجريد‬ ‫نسخة من كتابه «زهر األكم» عام ‪ .1080‬وكان يرغب شيوخ العلم ممن‬ ‫استقر بالزاوية ليتعاطى النسخ والوراقة‪ ،‬فانتسخ بعضهم العديد من‬ ‫المؤلفات برسم الشيخ أحمد ابن ناصر‪ .‬وازدادت المكتبة نموا بما أضيف‬ ‫إليها من الخزائن الخاصة‪ ،‬التي أوقف كتبها على الزاوية الشيوخ الذين‬ ‫كانوا يباشرون التدريس بها؛ مثل خزينة أبي العباس العباس الجزولي‬ ‫أحزي‪ ،‬وخزانة أحمد بن إبراهيم الدرعي السباعي‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وسهل هذا‬ ‫العمل المكتبي اإلستفادة منه النظام الذي اتبع في الحفاظ على كتب‬ ‫المكتبة وترتيبها‪ ،‬وطريقة اإلعارة‪ ،‬واإلستفادة منها‪ .‬فيذكر أن «الشيخ‬ ‫ابن ناصر حينما رتب هذه الكتب جعلها حسب العلوم التي تمثلها‪ ،‬فميز‬ ‫خزانة كل نوع من العلوم بعالمة تميزه عن غيره»‪ .‬وتيسرت مع كل هذا‬ ‫عملية اإلعارة‪ ،‬واالستفادة من الكتب جارية لطالبي العلم‪ ،‬على اختالف‬ ‫مستوياتهم‪ ،‬من الشيوخ المدرسين والطلبة المتعلمين؛غير أن كل ذلك‬ ‫يتم بالزمام وتعهده ومراقبته كل سنة‪ .‬ومع هذا أصبحت توصية الشيخ‬ ‫أبي العباس بن ناصر جارية التنفيذ فيما يخص المحافظة على كتب‬ ‫هذه الخزانة‪ ،‬فيذكر عنه قوله مخاطبا ألهله بخصوص المكتبة‪« :‬إن أنتم‬ ‫حفظتموها وتعاطيتموها كما هو المألوف‪ ،‬حفظها اهلل لكم‪ ،‬وجلب لكم‬ ‫غيرها والعكس بالعكس»‪.‬‬

‫إحاالت‪:‬‬

‫ دادس‪ :‬إحدى جماعات دائرة بولمان دادس (اقليم ورزازات)‪ .‬الموسوعة المغربية لألعالم البشرية‬‫والحضارية‪ ،‬ملحق‪ ،2:‬ص‪.190 :‬‬ ‫ تيرس‪ :‬بشنقيط (الوسيط‪ ،‬ص ‪.)439‬‬‫ المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني‪ .‬صاحب رسول اهلل صلى اهلل‬‫عليه وسلم‪ ،‬مات في سنة (‪33‬هـ) وقبره بالبقيع‪ .‬تهذيب سير أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.41 :‬‬ ‫ أبو عبد اهلل محمد فتحا بن أحمد بن محمد بن حسين ابن ناصر ابن عمر الدرعي األغالني‪ ،‬ولد بأغالن‬‫من درعة سنة (‪980‬هـ)‪ ،‬توفي سنة (‪1052‬هـ)‪ .‬نشر المثاني ألهل القرن الحادي عشر والثاني‪ ،‬عن‪ :‬موسوعة‬ ‫أعالم المغرب‪ ،‬ج‪ ،4 :‬صص‪.1412-1414 :‬‬ ‫ قرى العجالن الحزي‪ 443 :‬ضمن كناشة الحضيكي‪.‬‬‫ راجع الئحة مؤلفات الشيخ محمد بن ناصر في ‪ :‬الدرر المرصعة ‪ _ 351 :‬طلعة المشتري‪313 /13 :‬‬‫وما بعدها‪.‬‬ ‫ عن هذه القضية‪ ،‬راجع المحاضرات لليوسي ‪ _92‬توفي مبارك الغرفي قرب ‪ /1090‬تنظر ترجمته في‪:‬‬‫الرحلة الناصرية ‪ _ 18 /1‬شرح ممتع األسماع للتستاوتي ‪ 323 /1‬ضمن كتاب نزهة الناظر _ المحاضرات‬ ‫لليوسي ‪ _ 300‬طلعة المشتري ‪ /318 /1 :‬ولمبارك الغرفي تآليف؛ منها لمساعدة اإلخوان في العبادات لشيخه‬ ‫ابن ناصر‪ /‬وتأليف في الرد على محمد بن عمر السجلماسي الذي كفر الناس بسجلماسة‪ ،‬وقد كتبه بدافع من‬ ‫الشيخ محمد بن ناصر‪ /‬منه مخ خ ع‪ :‬ف ‪. 1061‬‬ ‫ راجع ترجمة أحمد بن ناصر في‪ :‬الرحلة الناصرية من تأليفه _ الروض الزاهر‪ -‬الدور المرصعة‪ _ 57 :‬نزهة‬‫الناظر للتستاوتي‪ :‬في غير موضع _ فهرسة إدريس المنجرة‪ 50 :‬مخ خ ع‪ :‬د‪ _ 1838‬الصفوة ‪ _221‬النشر ‪/3‬‬ ‫‪ _ 234‬طلعة المشتري‪ 17 /2 :‬وما بعدها _ اإلعالم للمراكشي ‪ _ 357 /2‬الحياة األدبية األخضر‪ 172 :‬والمراجع‬ ‫المذكورة _ فهارس علماء المغرب ‪ 743 /3‬والمراجع المذكورة _ الدرة الجليلة‪ ،‬وهو في مناقبه وترجمة أتباعه‪.‬‬ ‫ راجع عن تولية أمر الزاوية الناصرية بعد أحمد بن ناصر في ‪ :‬طلعة المشتري ‪ 128 /2‬والدرة الجليلة‪:‬‬‫‪_80‬والدرر المرصعة‪ 455 :‬عند ترجمة الشيخ موسى بن محمد الكبير بن ناصر‪.‬‬ ‫ تقدمت اإلحالة إلى أسماء تالمذه المشاهير‪ /‬راجع ما تقدم ص‪ _ 171 :‬وراجع الدرر المرصعة ‪_ 341 :‬‬‫وحضارة وادي درعة للمنوني ‪ 22‬ضمن مقدمة دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية بتامكروت‬ ‫ قرى العجالن ‪ _445‬توفي الحسين بن ناصر عام ‪ _ 1091‬ترجمته في ‪ :‬فهرسته كلها ‪ :‬نسخة مرقونة‬‫نقال مخ خ ع بتطوان ‪ ،343 /10‬ومخ خ ع‪ :‬ج ‪ _ 506‬قرى العجالن ‪ _445 :‬فتح الملك الناصر ‪ 2 :‬مخ خ ع‪ :‬ك‬ ‫‪ _323‬الروض الزاهر ‪ 42‬ب مخ خ ح‪ _11861 :‬الدرر المرصعة ‪ _ 151‬النشر ‪ _ 2/2/279‬طلعة المشتري ‪1127‬‬ ‫_ اإلعالم للمراكشي ‪ _ 200 /3‬دليل بنسودة ‪ _ 2/315‬فهارس علماء المغرب ‪.734 /3‬‬ ‫ المنوني في ‪ :‬دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية بتامكروت‪25 :‬‬‫المرجع أعاله‪25 :‬‬ ‫راجع الرحلة الناصرية ‪ 71 /1‬عند حديثه على أبي إسحاق االحدابي ومؤلفاته ومنتسخاته‬ ‫راجع الرحلة الناصرية ‪ ، 28 /1‬حيث كلف‪ ،‬وهو بفكيك‪ ،‬من ينسخ له شرحي دالئل الخيرات‪ ،‬وتنبيه األنام‪.‬‬ ‫نزهة الناظر للتستاوتي ‪123 /1‬‬ ‫نزهة الناظر للتستاوتي ‪123 /1‬‬ ‫نزهة الناظر للتستاوتي ‪123 /1‬‬ ‫ نزهة الناظر للتستاوتي ‪123 /1‬‬‫اتحاف المعاصر في رسائل الشيخ ابن ناصر‪ /‬من جمع محمد المكي بن ناصر‪2:‬‬ ‫ترجمة عبد الرحمان السويدي في ‪248 :‬‬ ‫المنوني في ‪ :‬دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية بتامكروت ‪26 :‬‬ ‫الدرر المرصعة‪59 :‬‬ ‫المنوني في ‪ :‬دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية بتامكروت ‪27 :‬‬ ‫المنوني في ‪ :‬دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية بتامكروت ‪ 27 :‬نقال عن المزايا لعبد السالم بن ناصر ‪.‬‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪t‬‬

‫‪17‬‬

‫ال�شمـال‬

‫الشمال التربوي‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدر�سة املغربية‬

‫العنف واملراهقة‪�...‬أية عالقة!!‬ ‫د نجيب محمد الجباري‬

‫يعتبر العنف ظاهرة اجتماعية عرفتها المجتمعات اإلنسانية منذ عصورها األولى‪،‬له مفاهيم‬ ‫ومستويات وأنواع كثيرة وخطيرة‪..‬غير أنه ‪-‬كأي ظاهرة‪-‬ال يمكن أن ينفصل عن القيم األخالقية‬ ‫واالجتماعية والسياسية واالقتصادية والتربوية بوجه خاص‪.‬‬ ‫ونظرا لتعدد أسباب العنف وعوامله المنتجة له فإنه يبقى قضية المجتمع األولى ألنه مرتبط بهوية‬ ‫المجتمع وبشكل رؤيته للحياة أو للعالقات بين األفراد والجماعات‪ .‬وكما تساهم طرق التربية الخاطئة‬ ‫وأساليبها في خلق ظاهرة العنف ‪،‬تساهم كذلك التفاوتات الطبقية بنفس الشكل أو أكثر‪،‬كما أن‬ ‫لغياب العدالة نصيبا في توليدها ‪..‬فإن للفقر أيضا تدخال في هذا المجال‪..‬وهكذا تتعدد األسباب‬ ‫والعنف واحد‪.‬‬ ‫‪ m‬لكن للعنف ‪..‬أشكال عديدة‪:...‬‬

‫فكما يكون العدوان والعنف متجهين إلى الذات قصد‬ ‫إيذائها‪ ،‬يكونان كذلك متجهين إلى الغير في مظاهر وأشكال‬ ‫متعددة تتراوح بين القوة والشدة وبين الضعف واللين‪..‬ومن‬ ‫هذه األشكال نذكر‪:‬‬ ‫ النظرة التي تتجاوز الحدود وترمي إلى اإليذاء‪.‬‬‫ السخرية والتهكم على اآلخر‪.‬‬‫ النكتة التي تسقط الفرد على شخوصها عداءه وعدوانه‪.‬‬‫ فعل مقصود ومباشر يلحق بموجبه المعتدي أذى واضحا‬‫باآلخر يستخدم من خالله بعض الوسائل كاألدوات واألسلحة‪.‬‬ ‫ الحركة والتنقل الزائد والمبالغ فيه والتي يقوم بها‬‫بعض المراهقين يوميا في الشوارع واألزقة‪.‬‬ ‫ ارتداء بعض األلبسة الغريبة وغير المحتشمة والتي‬‫تكشف عن تفاصيل الجسد لدى المراهق أو المراهقة‪.‬‬

‫‪ m‬أخطر أشكال العنف‪..‬العنف المدرسي‪...‬‬

‫قد بلغت ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية والتعليمية‬ ‫أقصاها ومداها‪ ،‬خصوصا في السنين األخيرة‪ ،‬وبتنا نسمع‬ ‫يوميا عبر وسائل اإلعالم وقنوات التواصل االجتماعي‬ ‫عن أحداث العنف التي تعرفها المؤسسات التعليمية‪ .‬بل‬ ‫ونعايشها يوميا بحكم وظيفتنا التربوية‪ .‬وهذا يدل على‬ ‫أن تلك الهالة والقداسة التي كانت للمؤسسة التعليمية‬ ‫ولطاقمها التربوي قد بدأت تنهار وتزول وتتساقط أوراقها‪.‬‬ ‫كما تبين أن أكثر المراهقين العدوانيين هم مرضى نفسانيين‬ ‫يجدون صعوبة في التأقلم مع الوسط المدرسي والتكيف مع‬

‫القوانيين واألعراف األخالقية المعمول بها األمر الذي يؤدي‬ ‫إلى اضطراب سلوكاتهم وأفعالهم فيتمردون على سلطة‬ ‫المدرسة والمدرسين‪ ،‬بل ويوجهون عدوانيتهم لذواتهم أوال‬ ‫ثم إلى المحيطين بهم من أفراد أسرتهم وزمالئهم وأقرانهم‬ ‫ومدرسيهم ثانيا‪ ،‬وذلك بوسائل مادية ومعنوية مختلفة‪،‬‬ ‫نذكر منها‪:‬‬ ‫ السلوك اإلنسحابي أو العزوف عن الدراسة والالمباالة‬‫وعدم االهتمام داخل الفصل‪.‬‬ ‫ االلتزام بالصمت المستمر كموقف عدائي وعدم‬‫المشاركة‪.‬‬ ‫ اإلقدام على بعض األفعال التخريبية ألثاث الحجرات‬‫الدراسية أو أشجار الساحات أو تحطيم سيارات المدرسين‬ ‫وإلحاق الضرر بهم‪.‬‬ ‫ االلتجاء إلى بعض العدوانيات اللفظية التي يعبرون‬‫عنها بواسطة الكتابة على السبورة أو على جدران الفصل أو‬ ‫الطاوالت أو بيت النظافة‪.‬‬ ‫*وللعنف المدرسي ‪...‬أسباب وعوامل‪...‬‬ ‫هناك أسباب كثيرة ومتعددة يمكن إجمالها في عاملين‬ ‫رئيسيين‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬العامل االجتماعي‪ :‬تتجلى هذه المشاكل في العالقات‬ ‫األسرية وما ينتج عنها من مشاكل تؤثر سلبا على المراهق‬ ‫فينعكس هذا على سلوكاته وتصرفاته منها انتشار البطالة‬ ‫والفقر وتعقد الحياة وركود النمو االقتصادي‪ .‬فضال عن تغير‬ ‫القيم التقليدية واألخالق الفردية والجماعية‪ ،‬وتغير نظرة‬ ‫المجتمع إلى دور المدرسة بسبب اإلحباط واليأس الذي أصاب‬ ‫المتمدرسين‪ .‬وال ننسى هنا الظروف السكنية غير الالئقة مع‬

‫ما تعرفه بعض األحياء السكنية الهامشية من اكتظاظ مهول‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العامل التربوي‪ :‬ويكمن في بعض المشاكل‬ ‫التربوية كفشل بعض المؤسسات في تطبيع المراهقين‬ ‫اجتماعيا ونفسيا األمر الذي يؤدي إلى صعوبة في التواصل‬ ‫بين المدرس والمتعلم وبين المدرس وآباء وأولياء أمور‬ ‫المتعلمين عالوة عن النقص في حماية العاملين بالمؤسسات‬ ‫التعليمية من طرف اإلدارة‪ .‬وال ننسى هنا التقدم التكنولوجي‬ ‫الذي حصل في المجال اإلعالمي والمعلوماتي كاالنترنيت‬ ‫والهاتف المحمول‪...‬‬

‫‪ m‬حلول واقتراحات‪:...‬‬

‫عندما نريد التفكير في إيجاد الحلول المناسبة لهذه‬ ‫الظاهرة المتفشية البد من فتح المجال أمام الوظيفة‬ ‫النفسية واالجتماعية للمدرسة حتى تلعب دورها الهام‪ ،‬ذلك‬ ‫أنها تعتبر قنطرة التلميذ المراهق ومعبره إلى االندماج في‬ ‫المجتمع‪ ،‬غير أنه ليس كل منهاج دراسي بقادر اليوم على‬ ‫القيام بهذه المهمة الصعبة والمستحيلة واالضطالع بها‬ ‫على أحسن وجه‪.‬‬ ‫إن المراهق بحاجة إلى نظام مدرسي يتفهم حاجاته‬ ‫ومتطلباته‪ ،‬يوفر له فرص التدرب على تحمل المسؤولية‬ ‫واتخاذ القرارات والتوازن المناسب والتخطيط للمستقبل‬ ‫والتعود على إقامة العالقات التواصلية السليمة مع اآلخر‪ ،‬بدل‬ ‫نبذه وتهميشه وتعنيفه‪ ..‬فالبرامج والمقررات الدراسية ينبغي‬ ‫أن تنتج على أسس تراعي المرحلة العمرية وطبيعتها‪،‬وتكون‬ ‫قادرة على إكساب المتعلمين المراهقين غنى ونضجا في‬ ‫شخصيتهم وتشجيعهم ومنحهم الثقة في النفس واحترامهم‬ ‫وتحسيسهم بهويتهم وانتمائهم االجتماعي والثقافي‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪18‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫مراسَلة هولندا‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسَلة من بروكسيل‬

‫عزيز العمارتي‬

‫بودلري واحللم الربوك�سيلي‬ ‫من قلب أمستردام‬ ‫نادية بوخيزو‬

‫�أف�ضل زمن لزيارة املتاحف‬ ‫هو زمن «الكورونا»‬ ‫أفضل زمن لزيارة المتاحف هو زمن «الكورونا» مثل‬ ‫الحب في زمن «الكوليرا» هكذا فعلت أنا في هذا الزمن‬ ‫«الكوروني» مدفوعة بالشغف ال��ذي يبهج ال��روح‪ ،‬إذ‬ ‫استطعت عن قرب أن ألمس اللوحات وأحتضنها بقلبي‪.‬‬ ‫فالمتاحف في «هولندا»في هذه الظرفية الوبائية لم تسمح‬ ‫في بادىء األمر‪ ،‬بتخفيف اإلجراءات إال بالسماح لعشرين‬ ‫زائرا «عاشقا للفن»‪ .‬وكل جناح يتسع‪ ،‬فقط‪ ،‬لخمسة أفراد‬ ‫والحجز ضروري‪.‬بعد تخفيف إجراءات منع تفشي الفيروس‪،‬‬ ‫أصبحت متاحف «هولندا» تستقبل عدداً أكبرمن روادها‪،‬‬ ‫يزورونها‪ ،‬بالتناوب‪.‬‬

‫وأقرب إلى الفن‪.‬إنه‪ ،‬بعبارة أخرى‪ ،‬يخبرنا دون تحفظ‬ ‫عن كفاحه وأحزانه وتأمالته‪ ،‬دون أن يحتفظ لنفسه‬ ‫بشيء‪ .‬من رسائل «ف��ان ج��وخ» إلى أخيه «ثيو» هذه‬ ‫الرسالة التي نتجت عنها لوحة «عباد الشمس» المشهورة‪:‬‬ ‫عزيزي «ثيو» عندما استيقظتُ‪ ،‬صباح اليوم‪،‬رأيت اللون‬ ‫األصفر منسكباً في أنحاء غرفتي والستائر المغلقة يكسوها‬ ‫ضوء الشمس المبهج الذي اخترقها‪ ،‬مضيئاً زوايا الغرفة‬ ‫الزرقاء ‪ ..‬فتحت النافذة‪ ،‬ألتف ّقد األجواء في الخارج وكانت‬ ‫زهور»عباد الشمس»‏التي على وشك أن تُنقل إلى لوحةٍ‬ ‫جديدة تتهامس فيما بينها وتتبسّمُ لي خجلِة‪»..‬‬

‫من اللوحات العالمية التي استهوتني هناك لوحة‬ ‫الفتاة‪ ،‬ذات االٔقراط اللؤلؤية بمتحف «ماورتشوس»‬ ‫في»الهاي» للفنان «يوهانس فيرميرو»‪ ،‬لوحة «دوار‬ ‫الشمس» لفان جوخ» بالمتحف الذي يحمل اسم هذا الفنان‬ ‫بأمستردام‪ .‬ولطالما تساءلت عن سبب شغفي بلوحات‬ ‫«فان جوخ» وعن سر كتاباته و رسائله ألخيه «ثيو»‪ .‬و هنا‪،‬‬ ‫أذكر‏كتب «هنري ميللر»عن رسائل «فان جوخ» إلى أخيه‬ ‫«ثيو» وأصدقائه‪ :‬لقد كتب «جوخ» من خالل رسائله أحد‬ ‫أعظم الكتب في زماننا‪ ،‬دون أن يعلم ذلك‪ ،‬كما أن حياته‬ ‫التي عرفناها من خالل رسائله ملهمة أكثر ومؤثرة‬

‫أدركتُ أنه العيد‪ ،‬مرة أخرى‪ .‬هوذلك الكم الهائل‬ ‫من األحاسيس الرقيقة التي سكبها «ف��ان ج��وخ» في‬ ‫لوحاته‪ ،‬ليجعل من لوحة «عباد الشمس» من اللوحات‬ ‫القريبة لنفسي ولربما القريبة كذلك لنفوس عاشقي الفن‪.‬‬ ‫لوحات «فان جوخ»‪ ،‬تحديداً‪ ،‬اليمكنك تذوقها‪ ،‬بشكل‬ ‫عميق واالمتالء بها‪ ،‬ما لم تشاهدها‪ ،‬بشكل مباشروحي‪.‬‬ ‫وبالتأكيد‪ ،‬إن تمكنت من مالمسة سطحها وفتح أبواب‬ ‫إحساسك بها أوالغوص فيها‪ ،‬فإنك ستفهم وتقدر ما‬ ‫يعتريني من شعور‪ ،‬يملك علي جوارحي وأحاسيسي من‬ ‫كل جانب‪.‬‬

‫حل بودلير (‪ )1867 - 1821‬الشاعر المتمرد‬ ‫المغمور بنشوة عمله اإلبداعي”أزهار الشر“ وما‬ ‫حققه من ضجة عارمة في األوساط الثقافية‬ ‫الفرنسية إلى بروكسيل بداية صيف ‪ 1864‬وكله‬ ‫عزم على نشر أعماله الكاملة بها على يد ألبير‬ ‫الكروا ‪ Albert Lacroix‬الذي نشر لفكتور هوغو‬ ‫‪ Vector Hugo‬عمله الرائع “ البؤساء “ ‪les‬‬ ‫‪ ،“ Misérables‬وكذا مصافحة الطبقة المثقفة‬ ‫من خالل خمس محاضرات كان سيلقيها في‬ ‫قصر بلدية بروكسيل العاصمة‪ ،‬الجدير بالذكر‬ ‫أن آمال بودلير في الحلم البلجيكي لم تعط‬ ‫أكلها بل لم يحقق ما كان يصبو إليه من مجد‬ ‫وشهرة كالتي واكبت صدور ديوانه المثير للجدل‪.‬‬ ‫المحاضرات التي كان يأمل نجاحها لم تالقي‬ ‫التجاوب المرغوب حيث اقتصر على القاء ثالثة‬ ‫منها بجمهور قليل دفعت بألبير الكروا إلى عدم‬ ‫استقباله‪ ،‬تلتها مجموعة من الخيبات والمآسي‬ ‫باإلضافة إلى تدهور حالته الصحية جعلته يعيش‬ ‫وحدة قاسية وهو الشاعر المغمور الذي زلزل‬ ‫أركان الشعر واستطاع أن يشق طريقا مغاير في‬ ‫النظم بمواضيع خرجت عن األعراف المتداولة في‬ ‫األوساط األدبية آنذاك‪ ،‬فهو القائل ‪ :‬أنا الجرح‬ ‫والسكين أنا الصفعة والخد أنا األعضاء وآلة‬ ‫التعذيب والضحية والجالد وها هو ذا يعد الخيبات‬ ‫والمآسي وهو الذي قصد بروكسيل لرد اإلعتبار‬ ‫والرجوع إلى باريس لتسوية مستحقات دائنيه‬ ‫الذين صاروا يالحقونه في كل مكان ‪ .‬كل هذه‬ ‫العوامل ملتحمة ببعضا كونت له كرها شديدا‬ ‫لبلجيكا وخصوصا بروكسيل دفعته إلى تثمينها‬ ‫في كتاب يحمل عنوان “ بلجيكا البائسة “ �‪Pau‬‬

‫‪ vre Belgique‬الذي صدر بعد وفاته‪ ،‬يصف‬ ‫من خالله المدينة بأنها بركة من األوحال‪ ،‬وأن‬ ‫نهر السين ‪ Senne‬الذي يقطعها مستنقع من‬ ‫القاذورات واألوساخ واصفا عادات سكانها بأبشع‬ ‫الصور في كون رؤوسهم خالية من عقولهم‪،‬‬ ‫حيث لم يسلم من لسانه الالذع ال األطفال وال‬ ‫حتى الملك ‪ .‬يجب اإلشارة إلى الفترة الزمنية التي‬ ‫صاحبت حضوره وهي مرحلة انتقالية لمملكة‬ ‫حديثة العهد تحت حكم الملك ليوبولد األول‬ ‫‪ ،Leopold 1‬مرحلة انطالق لألشغال الكبرى‬ ‫لشق شارع لويز ‪ avenue Louise‬وتهيئة‬ ‫المعابر على نهر السين ‪ la senne‬الذي يقطع‬ ‫العاصمة ‪ .‬بغض النظر عن التحامل الذي طال‬ ‫بلجيكا وخصوصا بروكسيل من طرف بودلير إال‬ ‫أنه قدم لنا صورة متكاملة ولو مبالغ فيها عن‬ ‫الحياة اليومية المعاشية للساكنة حيث وصف‬ ‫هيئة وعادات الناس‪ ،‬طريقة مشيتهم‪،‬حواراتهم‬ ‫بلغة غير مفهومة تختلط فيها اللغة الفرنسية‬ ‫بالفالمانية صعبت عليه التواصل معهم مما‬ ‫جعل محيطه يتقلص إلى دائرة ضيقة من‬ ‫المقربين‪ ،‬كما وصف طريقة سياقة خيولهم في‬ ‫الدروب الضيقة‪ ،‬وطبائعهم الفظة الخالية من‬ ‫اللياقة والشياكة كما كان معهودا في باريس‬ ‫العاصمة‪ ،‬حيث سطر لنا وقائع من تاريخ المدينة‬ ‫بمنظوره الخاص رغم أنه كان مبالغا فيه في‬ ‫غالبية المخطوطات التي راكمها خالل تواجده‬ ‫في بروكسيل ‪ .‬لقد كانت هذه الرحلة الفاشلة آخر‬ ‫مشوار لبودلير‪ ،‬حيث عجل المرض بعودته إلى‬ ‫باريس ليفارق الحياة هناك‪ ،‬ليظل رغم ذلك شاعر‬ ‫عصره وكل العصور ‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪19‬‬

‫ال�شمـال‬

‫دار ال�شعر واحلجر ال�صحي‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫«‪»2‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسَلة من فرنسا‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬إنهم يشهدون اآلن بدْء عهد جديد‪ ،‬وبحلول عصر آخر‪،‬بعد‬ ‫ما حلتْ بالعالم وباء«كورونا»‪ .‬ولم أدر أكانت تحدّتني نفسي‬ ‫راضياً‪ ،‬عن شعراء معاصرين يبدعون مع قرّائهم بأسلوب التواصل‬ ‫االجتماعي في العالم االفتراضي‪ .‬ندوات عن بعد تفرَّدتْ بالجمع بين‬ ‫الشعر واألدب‪ ،‬في منظومة سينفونية‪ ،‬لتلتقطه األذن وتستمتع به‬ ‫العين وتخشع له القلوب‪ .‬لم يكن أحد يعرف شيئاً عن «كوفيد‪،»-19‬‬ ‫والتي شرعت تحصد األرواح‪ ،‬في أيام وليالي‪ ،‬وتطبق على األنفاس‪.‬‬ ‫وقد ثار دمي لهذه «القحة»‪ -.‬بعض عناصر القراءة جاءت قريحتها‬ ‫ُ‬ ‫لشأن عجيب‬ ‫من الجامعي والباحث اللساني مصطفى الحدَّاد‪ ،‬وإنه‬ ‫لهذه التجربة الفريدة من نوعها‪ – .‬وإذ يذكر لدار الشعر بتطوان‪،‬‬ ‫نائب عميد كلية اآلداب بمرتيل جمال الدين بنحيون‪ ،‬السبق والتنبؤ‬ ‫في مجاالت شتى بعد «كوفيد‪ ،»-19‬والتي وحَّدَتْ هذه األخيرة بين‬ ‫شعراء وعلماء العالم‪ ،‬وهم يحملون هموما مشتركة‪ .‬كما نظر لما‬ ‫بعد الجائحة‪ ،‬وتأثيرها على المجتمعات‪َّ .‬‬ ‫وأن األمر مسألة غيبية‪ ،‬بيد‬ ‫أّ َّن الفنَّ هوالوحيد الذي يتفرَّد بهذا النوع من اإلبداع واألحاسيس‬ ‫والمشاعر‪ ،‬وعلى الطبيعة وما وراء الطبيعة‪ .‬ثمة أكثر من آصرة‪ ،‬وهي‬ ‫حبيبة تضفي على األفق امتداداً شاعرياً‪ .‬لتشرق الشمس على ندوات‬ ‫الشعر واألدب بوسائل التواصل المتطوّرة‪ – .‬ثمَّ تأتي الجوائز‬ ‫الثقافية على لسان ثالثي األساتيذ األدباء ‪ :‬ياسين عدنان‪ ،‬والبازي‪،‬‬ ‫والريحاني‪ .‬وتمتاز هذه التجربة بتحاليل يطلقها األدباء باستقراء‬ ‫علمي لما بعد الجائحة‪ ..‬تلك هي شجرات حية من اإلبداع األدبي‪،‬‬ ‫يقدمها للقراء‪ ،‬الشاعر األديب مخلص الصغير‪:‬‬ ‫اتفق المشاركون في ندوة «الشعر ومستقبل الثقافة بعد‬ ‫فيروس كورنا» على أهمية هذا الموضوع وراهنيته‪ ،‬وعلى عمقه‬ ‫وإنسانيته في تأمل مستقبل العالم بعد الجائحة‪ .‬واعتبر المتدخلون‬ ‫أن للشعر قدرة على إبداع المستقبل‪ ،‬وأن فترة الحجر التي نعيشها‬ ‫اليوم فرصة سانحة تدعونا إلى التأمل أكثر‪ ،‬وإلى إمعان النظر في‬ ‫مصيرنا اإلنساني المشترك‪.‬‬

‫يعيش على الكوكب خطرا واحدا مشتركا»‪ .‬من هنا‪ ،‬فالوباء بهذا‬ ‫المعنى «حدث استثنائي يستعصي على الفكر أن يمسك به وبأبعاده‬ ‫المختلفة»‪ .‬ويرى المتدخل أن التحوالت الجذرية في تاريخ اإلنسانية‬ ‫لم تقع إال في أعقاب األحداث االستثنائية الخارجة عن العادة‪ .‬وإذا‬ ‫كان العالم بعد كورونا مختلفا يقينا عن عالم ما قبلها‪ ،‬فال أحد‬ ‫يستطيع أن يرسم معالم العالم بعد الجائحة‪ .‬ذلك أن «عالم ما بعد‬ ‫الجائحة لم يدخل حيز الوجود بعد‪ ،‬إذ هوال يزال في طور الغيب‪ ،‬وإن‬ ‫كان الصراع على التحكم فيه وتوجيهه جاريا منذ اآلن‪ ،‬يضيف الحداد‪.‬‬ ‫وفي نظر المتدخل‪ ،‬فإن «الفن وحده يستطيع أن يتطلع إلى ما ال‬ ‫يوجد أوإلى ما لم يوجد بعد‪ ،‬ألن وظيفة الفن الرئيسة هي أن يُبدع‬ ‫ما ال يوجد فيُصيره موجودا فيما يُبدعه بطرقه الخاصة ويجعله‬ ‫مرئيا‪ /‬محسوسا»‪ .‬والشاعر‪ ،‬كما يرى مصطفى الحداد‪ ،‬هوالقادر‬ ‫على إبداع المستقبل‪« ،‬ألنه ال يكتب على منوال سابق‪ ،‬وال يكتفي‬ ‫بالتعبير‪ ،‬بطرق مُفتعلة‪ ،‬عما هوموجود سلفا‪ ،‬أي عما سبق العلم به‬ ‫أواإلحساس به آنفا»‪.‬‬ ‫أما الباحث واألكاديمي المغربي عبد الواحد أوالد الفقيهي‪،‬‬ ‫فينطلق في مداخلته من أن «ما ظهر ونتج اليوم عن جائحة كورونا‬ ‫ليس سوى مؤشرات ومقدمات لما سوف يكون عليه العالم في‬ ‫السنوات القادمة»‪ .‬وتحدث الفقيهي عن مستقبل الثقافة ما بعد‬ ‫جائحة كورونا من منظورين لمفهوم الثقافة‪ ،‬عام وخاص‪ ،‬يتداخالن‬ ‫بشكل جدلي في ما بينهما‪.‬‬ ‫وبحسب المتدخل‪ ،‬فقد وضع فيروس كورونا نسق القيم والمثل‬ ‫الذي كانت تنادي به منظومة الدول على محك النقد والسؤال‪ ،‬حيث‬ ‫برزت على السطح مظاهر االنكفاء والتجاهل والالمباالة‪ ،‬عوضا عن‬ ‫قيم التعاون والتضامن‪ .‬كما فتحت الجائحة نقاشا بين الفالسفة حول‬ ‫ثنائية السلطة والمجتمع‪ ،‬أوالدولة المركزية والنموذج الثقافي‪ .‬وقد‬ ‫انصب هذا النقاش حول فاعلية نموذجين ثقافيين‪ :‬نموذج قوامه‬ ‫توحيد شعب على مبادئ وقيم ونمط حياة (ثقافة الوحدة)‪ ،‬ونموذج‬

‫ذهب المشاركون في الندوة التي أقامتها دار الشعر بتطوان‪،‬‬ ‫بداية األسبوع الجاري‪ ،‬وتبث على منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬إلى‬ ‫أن الشعر يسعفنا في النظر إلى المستقبل‪ ،‬ما دام «الفن يستطيع‬ ‫أن يتطلع إلى ما ال يوجد‪ ،‬أوما لم يوجد بعد»‪ ،‬كما يقول الباحث‬ ‫واللساني المغربي مصطفى الحداد‪ ،‬في مستهل هذه الندوة‪ .‬وعلى‬ ‫أساس أن الشعر هو«التجربة اإلنسانية األعمق واألفسح‪ ،‬والتي في‬ ‫إمكانها أن تَسَعَ هيمنة الحاضر‪ ،‬وأن تتوجه نحوالمستقبل‪ ،‬وفق‬ ‫وعي جماعي»‪ ،‬ينشد التغيير‪ ،‬كما جاء في ورقة الشاعر والجامعي‬ ‫المغربي جمال الدين بنحيون‪ .‬وتكشف لنا دروس التاريخ أن‬ ‫«الجوائح واألوبئة‪ ،‬بحكم عمق وامتداد تأثيرها في الفرد والمؤسسات‬ ‫والمجتمع‪ ،‬أدت دائما إلى تغييرات جذرية على كل المستويات»‪ ،‬كما‬ ‫جاء هذه المرة في مداخلة الباحث في الذكاءات المتعددة والجامعي‬ ‫المغربي عبد الواحد أوالد الفقيهي‪.‬‬ ‫أكد نائب عميد كلية اآلداب بتطوان الشاعر والباحث في اآلداب‬ ‫اإلنجليزية جمال الدين بنحيون أن مبادرة من قبيل ندوة «الشعر‬ ‫ومستقبل الثقافة» تبعث كثيرا من األمل‪ ،‬وتبعثر ما تراكم من ضجر‬ ‫في زمن فيروس كورونا الصعب‪ .‬واعتبر المتحدث أن الموضوع إنما‬ ‫يطرق قضية من قضايا الساعة الملحة‪ ،‬ونحن «ن َقدر أن دار الشعر‬ ‫بتطوان كان لها السبق على المستوى الوطني في إدراج الشعر بوجه‬ ‫خاص والثقافة بشكل عام ضمن النقاش السائد اليوم عالميا حول‬ ‫مستقبل العالم على جميع األصعدة وفي مختَلِف المجاالت بعد زمن‬ ‫كورونا»‪.‬‬ ‫وشدد الجامعي المغربي على أن ثمة شبه إجماع مفاده أن‬ ‫زمن ما بعد كورونا لن يكون إال مختلفا‪ ،‬وبالتالي ستَبْرُز فيه‬ ‫خطاباتٌ إبستيمي ٌة جديد ٌة وأنساقُ تفكير وقِيم مغايرة في كثير من‬ ‫المناحي لما كان سائدا قبل اجتياح فيروس كوفيد ‪ 19‬العالم‪ .‬وأبرز‬ ‫المتحدث أن زمن كورونا وما بعده قد أصبح محفزا‪ ،‬بفضل انتشار‬ ‫تقانة الوسائط االجتماعية وآليات التواصل االفتراضية‪ ،‬على بلورة‬ ‫وعي إبداعي جماعي يتسم بالثراء والتفاعل اآلني بشكل غير مسبوق‬ ‫في التاريخ‪ .‬ألجل ذلك‪« ،‬لم يعد الشعراء يَعُدون الشهور واألعوام‬ ‫ليتفاعلوا مع النصوص والتجارب المتفرقة‪ ،‬بل أصبح الراهن لحظة‬ ‫إبداع جماعية قوية‪ ،‬تمتاز بتضامن إنساني وثقافي لم نعهد له مثيال‬ ‫من قبل إال في إطار تجارب خاصة ومنتديات مغلقة واتجاهات بعينها‬ ‫طبعت الفكر واألدب والثقافة على مر السنين»‪ .‬وأوضح بنحيون أنه‬ ‫«لم تعد ثمة اليوم في زمن كورونا وما بعده مسافة بين تجربة‬ ‫شاعر في الصين وآخر في دمشق أوفي المغرب‪ .‬فكل هؤالء الشعراء‬ ‫يحملون قلقا محددا بظرفية الراهن ووطأة الوباء والمعاناة»‪.‬‬ ‫وذهب الباحث والمفكر المغربي مصطفى الحداد إلى أن وباء‬ ‫كورونا إنما «يبقى حدثا غير مسبوق في تاريخ العالم‪ .‬إذ لم يسبق‬ ‫للعالم أن عاش بأسره وضعا كهذا‪ ،‬أي لم يسبق أن واجه كل من‬

‫أساسه صهر المجتمع من خالل التحكم في تناقضاته (ثقافة التعدد)‪.‬‬ ‫ومع فيروس كورونا وتداعياته‪ ،‬سجل الفقيهي «عودة جديدة‬ ‫لقيم التضامن حركت أسئلة النقد من جديد على عيوب المسار‬ ‫النيوليبرالي»‪ ،‬مع عودة قيم جديدة إلى الواجهة بعد اندثارها بشكل‬ ‫قوي في نمط الحياة المعاصرة‪ .‬وإذا سلمنا مع المتدخل بأن الثقافة‬ ‫هي مجموع األعمال الفكرية واإلبداعية والفنية‪ ،‬التي تعبر عن موقف‬ ‫اإلنسان إزاء الطبيعة وما وراء الطبيعة‪ ،‬إزاء نفسه ومصيره‪ ،‬فإن األثر‬ ‫المباشر الذي ستتركه هذه الجائحة ثقافيا بدأ يظهر منذ اآلن‪ .‬ومن‬ ‫ذلك ما أسماه «انتصار الحيوي على الهووي»‪ ،‬بتعبير المتدخل‪ ،‬حيث‬ ‫سيتراجع النقاش حول قضايا الهوية واألصالة واالنتماء‪ ،‬وستفرض‬ ‫قضايا الحياة نفسها على النقاش العام‪ .‬فالناس «لم يعودوا يؤمنون‬ ‫بأي شيء غير الوجود والحياة البيولوجية العارية (المجردة)‪ ،‬التي‬ ‫يجب الحفاظ عليها بأي ثمن‪ ...‬ويختم المتدخل معتبرا أن جائحة‬ ‫كورونا إذا كانت قد عطلت جميع األنشطة العامة‪ ،‬حيث أصابت العالم‬ ‫بشلل تام‪ ،‬فإن ثمة أمال كبيرا في نهاية قريبة لهذا الوباء‪« ،‬من أجل‬ ‫العودة مجددا إلى قاعاتنا وساحاتنا العامة وملتقياتنا الثقافية وديارنا‬ ‫الشعرية»‪.‬‬

‫نجاة الكاضي‬

‫رحلة القا�صر الى �أوروبا‬ ‫تتزايد الهجرة السرية ( الحريك ) للقاصر الغير المصحوب بذويه أو القاصر المعزول إلى‬ ‫أوروبا بطريقة مخيفة سنة بعد سنة خصوصا إلى فرنسا عن طريق السواحل اإلسبانية التي‬ ‫تحولت إلى أكبر ميناء للهجرة السرية‪ ،‬األمر الذي دفع اإلتحاد األوروبي أن يسن قوانين‬ ‫محددة للتعامل مع هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫فالدولة الفرنسية بمساعدة المجتمع المدني عمال على تطبيق قوانين خاصة لحماية‬ ‫هوالء القاصرين الذين يواجهون ظروفا قاسية بمفردهم في فرنسا وإن كانت النتيجة غير‬ ‫مرضية‪ .‬فأغلب الحراكة يكونون في حالة نفسية تستحق التدخل السريع نتيجة ما تعرضوا‬ ‫إليه من قبل ‪ ،‬سواء العنف األسروي أو الفقر أو اليتم أو عن طريق مافيا الهجرة ‪.‬‬

‫فماذا يواجه هؤالء القاصرون بعد العبور إلى األراضي الفرنسية ؟‬

‫الجوائز الثقافية تجمع ياسين عدنان والبازي‬ ‫والريحاني في دار الشعر بتطوان‬

‫أجمع المشاركون في ندوة «الجوائز الثقافية في العالم العربي»‬ ‫على قيمة هذه الجوائز ودورها في الرقي باألعمال األدبية والفنية‪،‬‬ ‫قبل عرضها على لجان التحكيم وبعد تتويجها‪ ،‬وترويجها وتداولها‪.‬‬ ‫وقدم المشاركون في الندوة التي نظمتها دار الشعر في تطوان‪،‬‬ ‫تصورات ومقترحات من شأنها أن تغني عمل هذه الجوائز وطرق‬ ‫اشتغالها‪ ،‬كما توقفوا عند نماذج عربية ناجحة‪ ،‬جعلت من الجائزة‬ ‫آلية للتحفيز على القراءة وتلقي األعمال األدبية والفكرية والفنية‪.‬‬ ‫«فز بجائزة ألراك! فاز بجائزة «ألقرأ لك‪ ‬وأقرأ عنك!»‪ ،‬تلك هي‬ ‫العبارة التي نحتها عبد اللطيف البازي وعدها منطلقا لمداخلته‪،‬‬ ‫معتبرا أنها المبدأ الموجه لقرار إحداث جائزة ما والمتحكم في‬ ‫مجموع الحركية المرافقة لهذا اإلحداث‪ .‬ذلك أن «كل جائزة هي‬ ‫في العمق اعتراف بتميز عمل‪ ،‬أوتحفيز على مواصلة مشروع ثقافي‪،‬‬ ‫وغالبا ما تكون ضمانة على جودة المنتوج»‪ .‬الكاتب والمترجم‬ ‫المغربي يرى أن رسالة أي جائزة «موجهة إلى المبدع نفسه‪ ،‬حين‬ ‫تؤكد له أن إنتاجه ذوقيمة وأننا ننتظر منه المزيد‪ ،‬بقدر ما هي رسالة‬ ‫موجهة إلى المتلقي‪ ،‬إذ تحثه على اكتشاف العمل المحتفى به»‪ .‬وإذا‬ ‫ما كان األمر يتعلق بجوائز مخصصة لدعم الكتب‪ ،‬فالرسالة تكون‬ ‫موجهة كذلك إلى دور النشر لتثير اهتمامها إلى ضرورة احتضان‬ ‫أسماء بعينها والمراهنة‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫أغلبهم يتسكعون في الشوارع مما يدفع الشرطة إلى نقلهم لمؤسسات المساعدة‬ ‫اإلجتماعية للطفولة التابعة للمجالس اإلقليمية وهنا تتدخل ديمي ‪ DEMIE‬الوحدة المكلفة‬ ‫بإجراء التقييم لألجانب حيث يتم فحص الهوية واألعمار التي ال يمكن تأكيدها إال بالفحص‬ ‫الطبي المسموح به في اوروبا ‪ ،‬فأغلب األطفال ينكرون سنهم وبلدهم األصلي خوفا من‬ ‫الترحيل إذا كان سنهم ‪ 18‬سنة أو فما فوق ‪.‬‬ ‫بعد ( ديمي ) تبدأ خانة األلوان إذا أردنا تصنيف هؤالء القاصرين حسب بنياتهم الجسدية‬ ‫و الصحية‪ .‬األسود و األبيض و الرمادي ‪.‬‬ ‫فاألسود فئة من القاصرين يتم إقصاؤهم من الفحص مباشرة و طردهم إلى الشارع‬ ‫لسياسة خاصة ال يعرف سببها ‪.‬‬ ‫األبيض ‪ ،‬فئة تأخد أرقاما وترسل إلى دور اليتامى أو إلى مؤسسات تعليمية تربوية خاصة‬ ‫بالمهاجرين في انتظار عائالت مضيفة تتكلف ببعضهم و هم المحظوظون اجتماعيا بحيث‬ ‫سيعيشون في جو أسروي تتخلله عادات وثقافة فرنسية ‪ ،‬و هذا ال يمنع أن هذا القاصر عند‬ ‫بلوغه سن الرشد سيحول إلى بلده األم إذا لم يستطع أن يجد مكانه في المجتمع الفرنسي ‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة أن التعليم المدرسي يخصص لمن هو دون سن ‪ 16‬أما ما فوق فيوجه‬ ‫إلى التعليم المهني ‪.‬‬ ‫الخانة الرمادية وهي الفئة التي ال يستطيع فيها الطب أن يثبت سن المهاجر ( الذين‬ ‫تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 16‬و ‪ )18‬فيحكم بترحيله لبلده األم ‪ .‬هنا تتدخل جمعيات متخصصة‬ ‫في حماية الطفولة الستناف الحكم ك ‪ L’ADJIE‬التي تساعد على تقديم الدعم إللغاء حكم‬ ‫السلطة المحلية ‪ ،‬قد يستغرق ذلك فترة طويلة دون حماية القاصر في انتظار حكم االستناف‬ ‫الذي يكون إيجابيا بمعدل ‪ 100/50‬من مجموع ملفات النقد ‪.‬‬ ‫السؤال المطروح ما مصير ‪ 100/50‬الباقية؟ ما دور وزارة الجالية المغربية و مجلس‬ ‫الجالية و السفارة اتجاه هذا العدد من أطفالنا وما مصيرهم في بلد أقر بالوثائق عدم‬ ‫حمايتهم ؟‬ ‫ما نعلمه هو أن هذه الفئة من أبناء الوطن ستعيش في شوارع المدن الكبرى و تقتاث‬ ‫من السرقة ‪ ،‬تتعرض لتجار البشر و المهربين والدعارة ‪.‬و تكون ورقة رابحة للعب بها من‬ ‫طرف أعداء الوطن ‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1053‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 4‬يوليوز ‪2020‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال ‪:‬‬

‫«املغرب يف ت�آليف‬ ‫�سريبانطي�س»‬

‫(‪)950‬‬

‫هل يمكن رسم خريطة اإلبداع الحضاري إلسبانيا المعاصرة بدون العودة للتأمل‬ ‫في نصوص ميخائيل دي سيربانطيس؟ وهل يمكن رسم معالم الهوية المميزة لهذا‬ ‫اإلبداع بدون القراءة المتجددة لرائعة «دون كيخوتي دي المانشا»؟ وكيف أمكن لهذا‬ ‫النص ضمان كل أشكال الخلود واالمتداد في الزمن على الرغم من تعاقب السنين‬ ‫واألزمنة؟ وما السر في استمرار إسبان اليوم في االحتفاء برمزية سيربانطيس داخل‬ ‫تشابك مكونات الهوية الثقافية الجماعية إلسبانيا الراهنة؟ وبالنسبة للمغرب الراهن‪،‬‬ ‫ما هي مستويات حضور قضاياه المميزة لفترة القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين داخل سرد‬ ‫«دون كيشوت» ومحكياته العجيبة؟‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬تفرضها قراءة العمل التجميعي الذي أصدرته كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان سنة ‪ ،2015‬باللغة اإلسبانية‪ ،‬تحت عنوان «المغرب في تآليف‬ ‫سيربانطيس‪ -‬أنطولوجية نصوص»‪ ،‬تحت إشراف األستاذ عبد‬ ‫الرحمان الفاتحي‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 354‬من الصفحات‬ ‫ذات الحجم المتوسط‪ .‬ال يتعلق األم��ر بتحيين‬ ‫لمضامين كتاب «دون كيشوت»‪ ،‬وال بسيرة‬ ‫مبدعه سيربانطيس‪ ،‬وال –كذلك‪ -‬بتماهي مع‬ ‫ذخائر الثقافة اإلسبانية المعاصرة‪ ،‬بقدر‬ ‫ما أن��ه تتبع ألشكال حضور المغرب في‬ ‫متون سيربانطيس المتنوعة‪ .‬من المؤكد‬ ‫أن للكتاب قيمته الحضارية الكبرى‪ ،‬وال شك‬ ‫أنه يصنف إلى جانب األعمال المؤسسة لفكر‬ ‫النهضة األوربية الحديثة والحركة اإلنسية‬ ‫التي شكلت أساسا النطالقة أوربا نحو يقظتها‬ ‫المعاصرة‪ ،‬مثلما هو الحال مع سرديات مماثلة‪ ،‬من‬ ‫قبيل نص «الكوميديا اإللهية» للشاعر اإليطالي‬ ‫دانتي‪ ،‬أو مع نص «تاجر البندقية» للمسرحي‬ ‫اإلنجليزي شكسبير‪ ،‬أو مع سرد «المحاوالت» للكاتب‬ ‫الفرنسي رابليه‪ ...،‬بمعنى أنه ال يمكن كتابة تاريخ‬ ‫النهضة األوربية الحديثة بدون اإلحالة إلى نص «دون‬ ‫كيخوتي دي المانشا»‪ .‬فإشعاعه يتجاوز حدود إسبانيا‪،‬‬ ‫وتأثيره يتجاوز سقف شبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬وبصماته‬ ‫تتجاوز ضفاف البحيرة المتوسطية‪ .‬إنه نص «إنسي»‬ ‫بامتياز‪ ،‬يخترق زمانه وانتماءه الجغرافي‪ ،‬ليضع إسبانيا في‬ ‫مصاف راقية‪ ،‬تسمح لها بمضاهاة مراكز التميز الحضاري‬ ‫العالمية على امتداد القرون الماضية‪ .‬ولعل هذا ما يجعل‬ ‫إسبان اليوم يتشبثون برمزية «دون كيشوت» وبمرجعية‬ ‫سيربانطيس في كل جهود التوثيق للعبقرية اإلسبانية ولمعالم‬ ‫إبداعها اإلنساني المتميز‪.‬‬ ‫يهتم الكتاب موضوع ه��ذا التقديم برصد أوج��ه حضور المغرب داخل متون‬ ‫سيربانطيس‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬داخل رائعة «دون كيشوت»‪ ،‬ولكن –كذلك‪ -‬داخل مجموعة‬ ‫من األعمال الشعرية والمسرحية األخرى غير المتداولة على نطاق واسع بالنسبة للمؤلف‬ ‫سيربانطيس‪ .‬في هذه النصوص‪ ،‬يحضر المغرب بقوة من خالل مدينة تطوان ومن خالل‬ ‫أحوازها وتحديدا منطقة وادي مرتين‪ .‬تحضر مدينة تطوان بوجهين متقابلين‪ ،‬يمثل‬ ‫الوجه األول الحلم األندلسي العميق‪ ،‬ويحمل الجزء الثاني صور «القرصنة المغربية»‬ ‫التي ألحقت ضربات موجعة بالسفن األوربية بالبحر األبيض المتوسط منذ مطلع القرن‬ ‫‪15‬م‪ .‬وبين الوجه األول والوجه الثاني‪ ،‬تقدم النصوص صورا دالة ومعبرة عن المغرب‬ ‫العميق‪ ،‬أو عن «إفريقيا»‪ ،‬أو عن «بالد البربر»‪ ،‬بما يرتبط بذلك من تمثالت ومن رؤى‬ ‫كان لها دور كبير في ترسيخ صورة مرجعية عن المغربي‪ ،‬المسلم‪ ،‬اإلفريقي‪ ،‬البربري‪...،‬‬ ‫في أذهان إسبان المرحلة التي ألف فيها سيربانطيس أعماله‪.‬‬ ‫من المؤكد أن هذه الصور والكليشيهات لم تبق محصورة على زمن كتابة نصوص‬ ‫سيربانطيس‪ ،‬بل وجدت امتدادا قويا لها وانسيابا مسترسال لمضامينها بتعاقب القرون‬ ‫والحقب‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬ترسخ صورة «اآلخر المسلم» بشكل نهائي داخل المخيال‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الجماعي إلسبان األمس واليوم‪ ،‬كما انتبه إلى ذلك –بعمق كبير‪ -‬كارلوس ماطا إندوراين‬ ‫في كلمته التقديمية للكتاب‪ .‬ولعل من األمور التي سهلت عملية انتقال الصور النمطية‬ ‫للمغاربة بين أجيال إسبانيا المعاصرة‪ ،‬قوة اسم سيربانطيس‪ ،‬وأهمية كتاب «دون‬ ‫كيشوت»‪ ،‬وحموالته الرمزية لدى إسبانيا اليوم‪ ،‬دولة ومجتمعا ونخبا وهيآت ومثقفين‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبحث التاريخي التخصصي‪ ،‬فالمؤكد أن عمل األستاذ عبد الرحمان الفاتحي‬ ‫التصنيفي والتنقيبي‪ ،‬يقدم إمكانيات واسعة لتطوير رؤى «المغايرة» في االتجاهين‬ ‫المتالزمين‪ ،‬رؤى المغاربة تجاه اإلسبان‪ ،‬ثم رؤى اإلسبان تجاه المغاربة‪ .‬وبين هذا وذاك‪،‬‬ ‫يتضح أن مستوى الجهل المتبادل في معرفة كل طرف باآلخر‪ ،‬يظل من الحدة ومن القوة‪،‬‬ ‫يشكل يؤدي إلى إفراز الكثير من عناصر التنافر التي تميز عالقات المغاربة بجيرانهم‬ ‫اإليبيريين إلى يومنا هذا‪ .‬فرؤى سيربانطيس تجاه المغرب‪ ،‬أرضا وشعبا وحضارة ولغة‪،‬‬ ‫اختزلت بشكل كبير‪ ،‬في أعمال «القرصنة البحرية»‪ ،‬إلى جانب‬ ‫مظاهر الحياة السلطانية التقليدية‪ ،‬حيث تتداخل قصص‬ ‫«ألف ليلة وليلة» مع األبعاد الغرائبية التي يحملها‬ ‫الغرب تجاه واقع البلدان الشرقية‪ .‬وفي هذا‬ ‫المنحى بالذات‪ ،‬تحضر الكثير من التفاصيل‬ ‫المغربية داخل نصوص سيربانطيس على‬ ‫الهامش‪ ،‬مما ال يمكن الوقوف عليه داخل‬ ‫المصنفات التاريخية الكالسيكية‪ ،‬سواء منها‬ ‫العربية اإلسالمية أم اإلسبانية اإليبيرية‪.‬‬ ‫سيكون من الخطأ إرجاع الصورة النمطية‬ ‫التي يحملها إسبان اليوم تجاه المغاربة‬ ‫والمغرب‪ ،‬كدولة وكشعب وككيان تاريخي‪ ،‬إلى‬ ‫ظروف حروب االسترداد‪ ،‬وتبعات الوصية الشهيرة‬ ‫إليسابيال الكاثوليكية‪ ،‬وإلى تداعيات ظاهرة الغزو‬ ‫اإليبيري الذي ضرب السواحل المغربية منذ سنة‬ ‫‪1415‬م عقب احتالل دولة البرتغال لمدينة سبتة وما‬ ‫تالها من سقوط غالبية الثغور المغربية المتوسطية‬ ‫واألطلنتية بين ي��دي اإلسبان أو البرتغاليين مثل‬ ‫مليلية وطنجة وأصيال والقصر الصغير ومازاغان وأزمور‬ ‫وم��وغ��ادور‪ ...‬في إطار اتفاقية تورد سيالس الشهيرة‬ ‫لسنة ‪1494‬م والتي قسمت المصالح االستعمارية بين‬ ‫الدولتين اإليبيريتين عبر العالم تحت اإلشراف المباشر‬ ‫للكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬وال إلى مالبسات الحروب االستعمارية‬ ‫التي شنتها إسبانيا ضد المغرب خالل القرنين ‪ 19‬و‪،20‬‬ ‫خاصة بالنسبة لحرب تطوان سنة ‪1859‬م وكذلك بالنسبة‬ ‫لحروب الريف التحريرية مع رموز المقاومة سواء منها الجماعية‪،‬‬ ‫الحال مع مقاومة قبيلة قلعية ومع مقاومة قبيلة األنجرة‪ ،‬أم مع‬ ‫مثلما هو‬ ‫المقاومة الزعاماتية‪ ،‬مثلما هو الحال مع تجارب كل من الشريف محمد أمزيان ومحمد‬ ‫بن عبد الكريم الخطابي‪ .‬وال يمكن –كذلك‪ -‬تفسير هذه الصورة النمطية بتداعيات‬ ‫األزمات الراهنة المرتبطة بقضايا طارئة‪ ،‬مثل الملف العالق لمدينتي سبتة ومليلية‪،‬‬ ‫وملف الهجرة السرية‪ ،‬وملف المخدرات‪ ،‬وملف اإلرهاب‪ ...،‬فاألمر أبعد من ذلك بكثير‪،‬‬ ‫ويرتبط بالمخيال الجماعي اإلسباني وبعناصر تكونه األول مع انفجار حركة التأليف‬ ‫والكتابة الناظمة لعناصر الهوية الجماعية لشعوب شبه الجزيرة اإليبيرية‪ .‬لقد قيل‬ ‫الشيء الكثير عن المغرب وعن أرضه وعن تاريخه وعن شعبه داخل المصنفات الفكرية‬ ‫واإلبداعية اإلسبانية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬يظل كتاب «دون كيخوتي دي المانشا» مركزيا في‬ ‫هذا الباب‪ ،‬وذلك على الرغم من قلة المعطيات التدوينية‪ ،‬وعلى الرغم من اختزال سرد‬ ‫سيربانطيس حضور المغرب في قضايا «القرصنة البحرية»‪ .‬لذلك‪ ،‬ال نجد ما يشفي‬ ‫الغليل بخصوص «الحالة المغربية» للقرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫اإلشارات المتفرقة التي اشتغل عليها األستاذ عبد الرحمان الفاتحي تسمح بفهم الكثير‬ ‫من مظاهر التوجس والريبة والشك التي حملها اإلسبان‪ ،‬والزالوا يحملونها إلى يومنا‬ ‫هذا‪ ،‬تجاه المغرب والمغاربة‪ ،‬دولة وشعبا وتاريخا وحضارة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.