Achamal n° 1054 le 11 Juillet 2020

Page 1

‫امللف‬ ‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫املغرب‪..‬‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1054‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪ 17‬ذو القعدة ‪ 11 / 1441‬يوليوز ‪2020‬‬

‫اخلطة الوطنية‬ ‫لإ�صالح الإدارة‬ ‫‪... 2021 - 2018‬‬

‫�إ�صالح الإ�صالح!؟‬ ‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫مرا�سالت خا�صة بجريدة «ال�شمال»‬ ‫من فرن�سا هولندا وبلجيكا‬

‫ ‬

‫قانون املالية واملواكبة االجتماعية‬

‫�إدري�س الروخ جلريدة ال�شمال‬ ‫الفنان المغربي يحتاج أيضاً‬ ‫إلى أن تسلط عليه األضواء بنصوص‬ ‫قانونية تحمي حقوقه وتؤطر مطالبه‬ ‫وتنصفه وتجعله ينعم باستقاللية‬ ‫مادية ومعنوية وحقوقية‪..‬‬

‫�أحداث جهة طنجة تطوان احل�سيمة‬

‫‪/‬‬

‫كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال‬

‫جريدة يوميـة جهـوية وطنية ت�صدر م�ؤقتـ ًا كـل �أ�سبـوع • الإدارة‪ ،‬التحريـر‪ ،‬الإ�شهـار ‪ 7 :‬مكرر‪ ،‬زنقة عمر بن عبد العزيـز • الربيد الإلكـرتونـي ‪ info@achamal.ma :‬ـ املوقع الإلكرتوين ‪www.achamal.ma :‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫قطرات مداد‬ ‫ُ‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫قانون املاليـة‬ ‫واملواكبة االجتماعية‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫• محمد إمغران‬

‫كلمة ال بد منها يف حق‬ ‫�أفراد جاليتنا باخلارج‬

‫شهد يوم الثالثاء ‪ 07‬يوليوز الجاري مصادقة الحكومة على‬ ‫مشروع قانون المالية المعدل رقم ‪ 35.20‬للسنة المالية ‪2020‬‬ ‫استجابة للظروف التي أملتها جائحة كورونا‪ .‬وحسب ما صرح‬ ‫بذلك الوزير سعيد أمزازي الناطق الرسمي باسم الحكومة أن هذا‬ ‫المشروع يعد األول من نوعه في ظل دستور ‪ ،2011‬والقانون‬ ‫التنظيمي الجديد لقانون المالية‪.‬‬ ‫وتضمن مشروع القانون توقعا بأن يعرف الناتج الداخلي الخام‬ ‫خالل سنة ‪ 2020‬تراجعا بنسبة ‪ 5‬في المائة؛ في حين سيصل‬ ‫عجز الميزانية إلى ناقص ‪ 7.5‬في المائة‪ ،‬وفق تصريح الحكومة‪.‬‬ ‫وبناء على العرض الذي تقدم به وزير المالية واالقتصاد‬ ‫تكشفت المرتكزات الرئيسية التي تستند إليها توجهاته العامة‬ ‫للمشروع‪ ،‬والتي تجسدت أساسا في مواكبة االستئناف التدريجي‬ ‫للنشاط االقتصادي‪ ،‬والحفاظ على مناصب الشغل‪ ،‬وتسريع تنزيل‬ ‫اإلصالحات اإلدارية‪.‬‬ ‫ووفق بالغ للحكومة فإنه قد «تم التركيز على ضرورة‬ ‫االستئناف التدريجي للنشاط االقتصادي من خالل تنزيل تدابير‬ ‫تأخذ بعين االعتبار خصوصيات كل قطاع على حدة»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫«حجم الضرر الذي تكبده جراء األزمة‪ ،‬والفترة الالزمة الستعادة‬ ‫نشاطه»‪ ،‬وإلى أن ذلك «سيتم في إطار اتفاقيات قطاعية»‪.‬‬ ‫وحسب ما تضمنه المشروع الذي صادقت عليه الحكومة‬ ‫فإنه تم تخصيص ‪ 5‬ماليير درهم لمواكبة تفعيل آليات الضمان‬ ‫لفائدة كل أصناف الشركات‪ ،‬بما في ذلك المقاوالت العمومية‪،‬‬ ‫بما معناه أن المقاوالت «ستستفيد من شروط تفضيلية تتمثل‬ ‫في سعر فائدة أقصى ال يتعدى ‪ 3.5‬في المائة‪ ،‬ومدة سداد تعادل‬ ‫‪ 7‬سنوات‪ ،‬مع فترة إعفاء لمدة سنتين‪ ،‬وضمان من طرف الدولة‬ ‫يتراوح بين ‪ 80‬في المائة و‪ 90‬في المائة‪ ،‬ويصل إلى ‪ 95‬في‬ ‫المائة بالنسبة للمقاوالت الصغيرة جدا»‪.‬‬

‫ال�شمال‬ ‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫من جانب توضيحي‪ ،‬أكد المشروع أنه سيتم إطالق إصالح‬ ‫إداري لصندوق الضمان المركزي‪ ،‬عبر تعديل قانونه المؤطر‬ ‫ليواكب بشكل منسجم الممارسات على المستوى الدولي‪،‬‬ ‫وتحسين حكامته‪ ،‬وتحديث التدبير المالي اللتزاماته‪ ،‬وتكييف‬ ‫هيئاته اإلدارية والتدبيرية والرقابية‪.‬‬ ‫وأوضح البالغ الحكومي أنه سيتم تخصيص ‪ 15‬مليار درهم‪،‬‬ ‫ما سيكون له األثر اإليجابي على مستوى رفع استثمارات الميزانية‬ ‫العامة للدولة لتبلغ ‪ 86‬مليار درهم‪ .‬ويأتي كل هذا حسب التصريح‬ ‫الحكومي لتمكين االقتصاد الوطني من استعادة ديناميته‪.‬‬ ‫المرتكز الثاني من المشروع استندت فيه الحكومة إلى مقوم‬ ‫المحافظة على مناصب الشغل‪ ،‬والمضي في استراتيجية مواكبة‬ ‫المستويات االجتماعية واالقتصادية للقطاعات التي قد تشهد‬ ‫صعوبات‪.‬‬ ‫ويأتي ذلك كله إعماال للتوجيهات الملكية‪ ،‬المعلنة على‬ ‫تفعيل المواكبة الخاصة لمختلف القطاعات‪ ،‬في إطار تعاقدي مع‬ ‫الفاعلين االقتصاديين المعنيين‪.‬‬ ‫من جانب متصل نص مشروع القانون على أن االستفادة من‬ ‫الدعم المخصص الستئناف النشاط االقتصادي رهينة بالحفاظ‬ ‫على ‪ 80‬في المائة من األجراء المسجلين في الصندوق الوطني‬ ‫للضمان االجتماعي‪ .‬كما أنه نص بحرص شديد‪ ،‬كأولوية ضرورية‪،‬‬ ‫على التسوية الفورية لوضعية المستخدمين غير المصرح بهم‪.‬‬ ‫مرتكز ثالث همَّ مشروع المالية المعدل تعلق بتسريع تنزيل‬ ‫اإلصالحات اإلدارية خصوصا ما يتصل بمبدأ تسريع ورش تبسيط‬ ‫المساطر ورقمنتها لتقوية مجال دينامية األعمال‪ ،‬وتسريع اعتماد‬ ‫وتنزيل ميثاق المرافق العمومية‪ ،‬وتعزيز اإلدماج المالي بتعميم‬ ‫األداء‪ ،‬عبر الوسائل اإللكترونية‪.‬‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫محمد طارق بخات‬

‫زبيـدة الورياغلـي‬

‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫�أ�سامـة الزكــاري‬

‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫محمد �إمغران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬

‫هـدى املجـاطـي‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫ح�سن �أزام‬

‫«جريـدة ال�شمـال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة‬

‫ها نحن في عز أيام الصيف وما يمكن أن‬ ‫يستشفه كل واحد منا‪ ،‬سواء ببيوتنا أو بأحيائنا أو‬ ‫بشوارعنا أوببعض فضاءاتنا‪ ،‬وبغض النظرعن الظرفية‬ ‫االستثنائية لجائحة «كورونا» هو غياب الحضور الكبير‬ ‫والمعتاد ألفراد جاليتنا المقيمة بأرض المهجر والذين‬ ‫بدا يالحظ نقصانهم بيننا‪ ،‬سنة بعد أخرى‪ ،‬وخاصة‬ ‫على مستوى تحركهم مع أطفالهم‪ ،‬بالمرافق واألسواق‬ ‫والمنتزهات وغيرها من أماكن االصطياف‪.‬‬ ‫واقع هو ملموس أشبه بالشمس التي اليمكن‬ ‫تغطيتها بالغربال والواقع اليومي غالبا ما يفضح كثيرا‬ ‫من المعطيات المشكوك فيها‪ ،‬سواء كانت رسمية‬ ‫حكومية أو خصوصية حزبية‪ ،‬تتعلق بمختلف الميادين‬ ‫والمجاالت‪.‬ويكفي أنه منذ عهد قريب نسبيا كانت‬ ‫أواخرشهريونيو وبداية شهر يوليوزتشهدان قدوم‬ ‫جيش عرمرم من المغاربة المسكونين بالشوق والحنين‬ ‫إلى الوطن ‪...‬إلى أناسه وتربته وهوائه ومائه وبحره‬ ‫وجباله وغاباته‪ ،‬عكس واقع اليوم‪ ،‬إذ لم يعد يتجلى‬ ‫ذلك التدفق الهائل للمهاجرين المغاربة على مسقط‬ ‫رؤوسهم‪ ،‬موطن صرخاتهم األولى وأرض أجدادهم‬ ‫التي ترعرعوا فيها ردحا من الزمان‪.‬‬ ‫صحيح أن األزمة المادية التي ضربت أوروبا وبعض‬ ‫دول العالم‪ ،‬خالل العقد األخير كان لها تأثير على‬ ‫قدومهم لقضاء عطلهم السنوية بين ظهرانينا‪ ،‬لكن‬ ‫ال يعتقد أن هذا سبب لوحده يقف وراء عدم حضورهم‬ ‫الكبيربأرض الوطن كما عهدناه‪ ،‬خالل العقدين‬ ‫الماضيين مثال‪ ،‬وإنما هناك أسباب أخرى لها ارتباط‬ ‫بشؤون إداراتنا المختلفة التي يحتاجون الولوج إليها‬ ‫لقضاء أغراضهم والتابعة لمختلف القطاعات‪ ،‬بما فيها‬ ‫القضاء واإلسكان والتجارة والبلدية‪....‬فضال عن ظروف‬ ‫استقبالهم المريحة‪ ،‬فقط عبر أثير اإلذاعة والتلفزة‪،‬‬ ‫بينما هم ال يجدون ما يطمئنهم من مظاهر الحياة التي‬ ‫يقارنونها مع دول إقامتهم‪ ،‬إذ يجدون أن البون شاسع‬ ‫في كثير من مناحي الحياة بين وطنهم ودول المهجر‪.‬‬ ‫ألم يكن إذن من األصوب بالنسية للمسؤولين في‬ ‫الوزارات واإلدارات المعنية أن يقفوا عند هذه النقطة‬ ‫وبالتالي يبادرون إلى إعادة النظر في سياساتهم‬ ‫والتفكير في إيجاد حلول عملية وليست شفوية‬ ‫لتمكين أفراد جاليتنا المغربية من معانقة أرض الوطن‬ ‫بأعدادهم الكبيرة ؟ أم أنه عندما تجف أرصدتهم‬ ‫التي كانت تنعش البنوك المغربية يكون المصيرهو‬ ‫إهمالهم وسوء تدبيرأمورهم ؟‬ ‫ويكفي كذلك أن يكون المهاجرون المغاربة من‬ ‫بين أكثر الشعوب الحاصلة على جنسيات دول إقامتهم‬ ‫بأوروبا‪ ،‬مما يعني أنهم شعب فاهم ومحب للحضارة‬ ‫و ذواق وتواق إلى العيش الكريم‪ ،‬وفي قرارة نفسه‬ ‫تتملكه غيرة كبيرة على وطنه الذي مهما غاب عنه‪،‬‬ ‫البد وأن يعود إليه زائرا وكله حنين وأمل في أن يالمس‬ ‫ثمارالتغييروالتقدم الحاصل في كثيرمن مجاالت‬ ‫الحياة‪...‬‬ ‫أكثر من هذا أن المهاجرين المغاربة لهم مؤهالت‬ ‫وكفاءات وإمكانيات يرغبون من خاللها في المساهمة‬ ‫الوطيدة في بناء تقدم وتطوير بلدهم األم المغرب‪،‬‬ ‫لكن ربما هناك رأي آخرللوزراء والبرلمانيين والمنتخبين‬ ‫وأمناء األحزاب السياسية ببالدنا والذين هم في شبه‬ ‫عطل وغيابات وأسفار‪...‬دائمة‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫ال�شمـال‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪t‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫دردشة‬ ‫الهدوء يعمُّ المكان‪ ،‬والسَّاعة تُشير إلى السادسة والربع من‬ ‫المساء‪ ،‬والبحر على امتداد البصر‪ ،‬والمُرّكب الذي يشرف عليه «مُركب‬ ‫خال‬ ‫ُكدية أسمير»‪ ،‬وهو على غير عادته في العشر األوائل من يوليوز‪ٍ ،‬‬ ‫من المصطافين‪ ،‬والمسابح الموجودة به‪ ،‬ال زالت في عطلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بالمركب‪ ،‬هي تجيير وتبييض بعض‬ ‫الحركة الوحيدة التي أراها‬ ‫الجدران‪ ،‬وتنظيف المسابح‪ ،‬في انتظار اإلذن بالسباحة‪.‬‬ ‫واألمر مُعلقٌ بالعاشر من يوليوز‪ ،‬فقد يكون هذا اليوم‪ ،‬يوم التحرر‬ ‫من قيود الحجر الصحي‪.‬‬ ‫وآن��ذاك‪ ،‬ربما تشهد المخيمات والمركبات السياحية‪ ،‬نشاطها‬ ‫المألوف والمعهود في فصول الصيف‪.‬‬ ‫ال أدري إن كنا سنتخلص من هاجس كورونا‪ ،‬لتستعيد الحياة عاداتها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويُسدل عليها‬ ‫ويدور الزمن دورته‪ ،‬وتدخل هذه الجائحة كتب التاريخ‪،‬‬ ‫الستار‪.‬‬ ‫فالخبراء وكبار األطباء‪ ،‬الزالوا يدورون في نفس الحلقة‪ ،‬دون أن‬ ‫يجدوا لهذا الوباء دواءه الشافي‪ ،‬ودون أن يحددوا األسباب والمسببات‪.‬‬ ‫وإن العدد العديد منا لمس أن الطب في عصرنا هذا‪ ،‬لم يتقدم‬ ‫بالنسب الذي تقدمت بها عدة قطاعات‪ ،‬وهذا يعني أن االهتمام بصحة‬ ‫اإلنسان‪ ،‬لم تأخذ من اهتمام الدول المتقدمة‪ ،‬ما يأخذه السباق في‬ ‫مضمار التسلح‪ ،‬أو في مجاالت أخرى كمجال االتصال والتواصل‪.‬‬ ‫وهذا درس يجب أن نأخذ منه العبر‪ ،‬ونعيد حساباتنا‪ ،‬ونعيد ترتيب‬ ‫أوراقنا‪.‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫منزل سير‪..‬‬ ‫‪ l‬عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫ورضا بقضاء اهلل حجــا فعلى مركــوزتها فعج‬

‫رضا ‪:‬‬ ‫طاعة‪ ،‬وقبول‪ ،‬واكتفاء‪ ،‬وارتضاء‪ ،‬وتسليم‬ ‫والرضا عند أهل اهلل سرور القلب وارتياحه‪ ،‬وطيب النفس باألمر‪،‬‬ ‫وترك االعتراض على القضاء ؛ قضاء اهلل‪.‬‬ ‫قال أبو علي الدقاق ‪« :‬ليس الرضا أال تحس بالبالء‪ ،‬وإنما الرضا‬ ‫أال تعترض على القضاء»‬ ‫قضاء اهلل ‪:‬‬ ‫حكمه الشامل لكل الموجودات‪ ،‬فيما هي عليه من أحوال وسنن‬ ‫كونية منذ األزل‪..‬‬ ‫حجا ‪:‬‬ ‫عقل‪ ،‬تجمع على أحجاء‪ ،‬وحجا (بفتحتين وكسر) حقيق وواجب‪،‬‬ ‫والكلمة (بكسر ففتح) العقل الذي هو ثمرة حجا‪ ،‬ومعين العقل رضا‬ ‫بقضاء اهلل‪.‬‬ ‫والعقل في اللغة إمساك واستمساك‪ ..‬وتطور معجميا للداللة على‬ ‫القوة الماسكة في المعنويات والماديات‪ ..‬فأطلق العقل على القوة‬ ‫النفسية الرادعة للنفس عن شهواتها واندفاعاتها‪..‬‬ ‫والعقل على ثالث مراتب ‪:‬‬ ‫األولى ‪ :‬عقل تمييز؛ وهو مشترك بين اإلنسان والحيوان‪..‬‬ ‫الثانيــة‪ :‬عقل تكليف؛ ال يحصل غالبا اال عند البلوغ؛ ومن ثم نيط‬ ‫التكليف بهما ‪ :‬العقل والبلوغ‪..‬‬ ‫الثالثـة ‪ :‬عقل تشريف؛ وهذا متهيأ لفيضان العلوم من لدن عليم‬ ‫خبير‪ ،‬وال يحصل غالبا إال لمن عمل بعلمه (العالم العامل)‬ ‫والعقل أفضل ما رزقه اإلنسان بعد اإليمان ‪:‬‬

‫وأفضل قسم اهلل للمرء عقلــه‬ ‫فليس من األشياء شيء يقاربه‬ ‫إذا أكمل الرحمن للمرء عقله‬ ‫فقد كملت أخالقه ومـــــــآربه‬

‫فعلى ‪:‬‬ ‫الفاء ال عمل لها مفيدة للتفريع‪.‬‬ ‫مركوزتها ‪:‬‬ ‫المركوزة وسط الدائرة المعبر عنها بالنقطة؛ والنقطة في الدائرة‬ ‫تتساوىالمستقيمات الخارجية منها إلى المحيط‪ ،‬وهي هنا استعارة‬ ‫مكنية ؛ حيث شبه الناظم المرضي بقضاء اهلل بالدائرة‪ ،‬مقتصرا على‬ ‫المشبه ؛ لجامع كون الدائرة حصنا لما اشتملت عليه‪ ،‬كما أن الرضا‬ ‫بقضاء اهلل حصن من االعتراض عليه ؛ فأطلق العقل القوة النفسية‬ ‫الرادعة للنفس عن شهواتها واندفاعاتها ‪ ..‬وفي إثبات المركوزة‬ ‫تخييل‪.‬‬ ‫فعج ‪:‬‬ ‫الفاء زائدة‬ ‫عج فعل أمر من عاج على الشيء ؛ مال وعطف‬ ‫وحاصل المعنى ‪:‬‬ ‫أن الناظم يؤكد ما أشار إليه سلفا ؛ وهو أن ‪:‬‬ ‫أرزاق الناس الحسية والمعنوية متفاوتة‪..‬‬ ‫الحكمة قاضية بانقالب أحوالهم من رخاء إلى شدة‬ ‫كما يحرص الناظم على الدعوة الى التخلق بخلق الرضا لكونه ‪:‬‬ ‫ـ حقيقا وواجبا‪..‬‬ ‫ـ ثمرة عقلية‪..‬‬ ‫ـ مقاما من مقامات اليقين‪..‬‬

‫رضيت بما قسم اهلل لــــي‬ ‫وفوضت أمري إلى خالقـــــي‬ ‫كما أحسن اهلل فيما مضى‬ ‫كذلك يحســـن فيما بقـــــي‬

‫والرضا بقضاء اهلل مدرج هداية يضع العبد في منازل تلون قلبه‬ ‫اهتياجا وشوقا ورجاء وخوفا وهيبة وأنسا‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫يف حوار مع محمد الغرناطي‬

‫ع�ضو فريق حزب اال�ستقالل املعار�ض مبجل�س اجلماعة الرتابية ل�شف�شاون‬ ‫الوالية احلالية حلزب العدالة والتنمية والية بي�ضاء‪� ،‬ضاع فيها �أمل ال�ساكنة‬ ‫لتحقيق احلد الأدنى من التنمية املن�شودة‬

‫محمد الغرناطي‪ ،‬من مواليد مدينة شفشاون سنة‪ ،1964‬متزوج وأب البنتين‪ ،‬تابع دراسته في‬ ‫شفشاون ثم تطوان‪ ،‬حاصل على اإلجازة في اللغة العربية وآدابها‪ ،‬ويشتغل موظفا بالمكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء ‪ -‬بشفشاون‪.‬‬ ‫محمد الغرناطي يعمل على عدة واجهات‪ ،‬فباإلضافة إلى كونه فاعال جمعويا ومسؤوال نقابيا‪،‬‬ ‫فقد شغل عدة مهام ومسؤوليات انتدابية وحزبية‪ ،‬حيث تقلد مهمة مندوب التعاضدية العامة‬ ‫لموظفي اإلدارات العمومية بإقليم شفشاون لواليتين‪ ،‬كما سبق له أن ترأس فرع حزب االستقالل‬ ‫بشفشاون‪ ،‬وهواآلن عضوبالمكتب اإلقليمي لحزب االستقالل‪ ،‬وقد انتخب عضوا مستشارا بالمجلس‬ ‫الجماعي لشفشاون منذ سنة ‪ 2015‬ضمن الئحة حزب االستقالل والتي تشكل فريق المعارضة األول‬ ‫بهذا المجلس‪ ،‬كما تقلد عدة مهام بجمعيات ثقافية واجتماعية‪.‬‬

‫أجرى الحوار عبدالحي مفتاح‬ ‫‪ l‬لقد اتخذت السلطات العمومية ببالدنا عدة‬ ‫إجراءات استباقية على المستوى الوقائي والصحي‬ ‫واالجتماعي والمالي لتجنيب المنظومة الصحية‬ ‫اآلثار الوخيمة التي قد تنتج عن وباء كورونا‪،‬‬ ‫وبالتالي من أجل ضمان الحق في الحياة والسالمة‬ ‫الصحية للمواطنين‪ ،‬وقد حظيت هذه اإلجراءات‬ ‫بتنويه كبير من مختلف دول العالم وخاصة أوربا‪.‬‬ ‫ما تقييمكم لهذه اإلجراءات‪ ،‬وكذا تقييمكم‪،‬‬ ‫بشكل خ��اص‪ ،‬لمساهمة الجماعة الحضرية‬ ‫وأغلبيتها في هذا المجهود الوطني إلى جانب‬ ‫السلطات اإلدارية وباقي الفاعلين المحليين ؟‬ ‫أغتنم هذه الفرصة‪ ،‬ألتقدم بالشكر‬ ‫الجزيل لطاقم جريدتكم الغراء «الشمال»‪،‬‬ ‫وأنوه باهتماماتكم وتتبعكم لقضايا الشأن‬ ‫العام المحلي‪ ،‬وأيضا إلجرائكم لهذا اللقاء‬ ‫الصحفي الموجز‪.‬‬ ‫حقا‪ ،‬بفضل التوجيهات الملكية السامية‬ ‫واإلج��راءات االستباقية التي اتخذها‪ ،‬والتي‬ ‫تصب ف��ي البعد اإلنساني واالجتماعي‬ ‫واالقتصادي والمالي‪ ،‬من خ�لال إح��داث‬ ‫الصندوق الخاص بجائحة كورونا ولجنة‬ ‫اليقظة االقتصادية‪ ،‬ثم الدعم المباشر‬ ‫العيني وال��ن��ق��دي‪ ...‬وك���ذا م��ا اتخذته‬ ‫السلطات اإلقليمية واألطقم الطبية المدنية‬ ‫والعسكرية واألمنية والمجلس الجماعي‬ ‫والمصالح الخارجية‪ ...‬وبتنسيق مع لجنة‬ ‫اليقظة ومختلف مكونات المجتمع المدني‬ ‫ومحسنين‪ ،‬من تدابير وخطوات احترازية‬ ‫مستعجلة استطاعت مدينة شفشاون خاصة‬ ‫واإلقليم عامة أن تحافظ على خلوها من‬ ‫الفيروس حيث وقف كل هذا سدا منيعا أمام‬ ‫االنتشار السريع للجائحة ‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬فقد باركنا باإلجماع‬ ‫في المجلس الجماعي‪ ،‬أغلبية ومعارضة‪،‬‬ ‫مقرر تحويل مالي مقدر ب‪ :‬ثالثة وسبعين‬ ‫مليون سنتيم وتخصيص ‪ 40‬مليون سنتيم‬ ‫للمساعدات الغذائية لفائدة األسر المعوزة‪،‬‬ ‫تم توزيعها بإشراف السلطة المحلية‪ ،‬في‬ ‫حين تم تخصيص مبلغ ‪ 33‬مليون سنتيم‬ ‫القتناء مواد وأدوات التعقيم كمساهمة في‬ ‫هذه اللحظة االستثنائية التي استوجبت‬ ‫اإلجماع الوطني والتضامن والتعبئة الشاملة‬ ‫إلى جانب السلطات اإلقليمية والمحلية ‪ ...‬وكل المرابطين‬ ‫ميدانيا؛ من عمال اإلنعاش والنظافة وموظفي قسم الصحة‬ ‫الجماعي‪ ،‬كما ساهمت الجماعة أيضا وبتنسيق مع السلطات في‬ ‫عملية التحسيس وتعقيم الساحات العمومية والمرافق الجماعية‬ ‫وبعض المصالح الخارجية ‪...‬‬ ‫والبد من التنويه بسكان مدينة شفشاون العريقة المجاهدة‪،‬‬ ‫الذين أبانوا عن وعي ومسؤولية كبيرين وحس وطني عال‪،‬‬ ‫عبر احترامهم لكل اإلجراءات المصاحبة من أجل تحقيق رهان»‬ ‫شفشاون صفر كورونا»‪،‬في ظل زمن استثنائي عصيب مطبوع‬ ‫بإجراءات حالة الطوارئ الصحية ‪..‬‬ ‫مارأيكم في الخطوات التي قامت بها الجماعة الحضرية‬ ‫ورئيسها من أجل اإلعداد لمرحلة ما بعد الحجر الصحي والتخفيف‬ ‫من آثار كورونا‪ ،‬واإلجراءات المرتبطة بالتصدي لتفشي الوباء‬ ‫على الوضعية االقتصادية للمدينة من جهة وعلى الوضعية‬

‫االجتماعية لشرائح واسعة من سكانها من جهة أخرى‪ ،‬والكل‬ ‫يعرف أن الصناعة التقليدية والسياحة هما القطاعان اللذان‬ ‫تأثرا أكثر جراء أزمة كرونا؟‪.‬‬ ‫لإلشارة‪ ،‬فقد كنا سباقين كحزب سياسي بموقع المعارضة‬ ‫محليا إلى تنبيه ولفت أنظار رئيس الجماعة الترابية ومكتبه‬ ‫الذي يسير مدينة شفشاون باألغلبية المطلقة إلى ما يجب‬ ‫القيام به عاجال‪ ،‬عبر إصدار بيان حزبي يوم ‪ 13‬ابريل ‪،2020‬‬ ‫ندعوفيه الرئيس وأعضاء مكتبه إلى بلورة رؤية إستراتيجية‬ ‫محددة األهداف لتجاوز مرحلة ما بعد الحجر الصحي والتخفيف‬ ‫من آثار كورونا‪ ،‬وعدم التخلي عن المهام المنوطة به أوالتقصير‬ ‫في تفعيل االختصاصات المنصوص عليها في القانون التنظيمي‬ ‫‪،14-113‬وبعد مرور شهرين تقريبا‪ ..‬انعقد لقاء تشاوري بين‬ ‫األح��زاب المكونة للمجلس الجماعي‪ ،‬أملته مصلحة الوطن‬ ‫والمدينة والساكنة بسبب الظرف االستثنائية للجائحة‪.‬‬

‫وبعد نقاش مستفيض والوقوف على االنعكاسات السلبية‪ ،‬تم‬ ‫وضع اقتراحات وخطوات عملية‪ ،‬أوالها؛ ضرورة إشراك القطاعات‬ ‫المتضررة‪ ،‬واالستماع إلى معاناتهم وتحدياتهم وتطلعاتهم‬ ‫(السياحة‪،‬الصناعة التقليدية‪ ،‬المهنيين‪ ،‬التجارة‪ ،‬الخدمات‪ ،‬أرباب‬ ‫المقاوالت المحلية‪ ،‬وفاعلين آخرين ‪ )...‬ونأمل خيرا من مخرجات‬ ‫لقاءاتها‪ ،‬مع ضرورة تفعيلها على أرض الواقع‪...‬‬ ‫فهذه الخطوة أسماها رئيس الجماعة بخطة اإلقالع الشامل‬ ‫والمستدام ‪....‬؟ في حين‪ ،‬هي ال تعدوأن تكون مشاورات‬ ‫تشاركية وتشخيصية للعودة إلى الحالة الطبيعية لمرحلة ما بعد‬ ‫الحجر الصحي‪.‬‬ ‫ما هوتصوركم واقتراحاتكم لمرحلة ما بعد الحجر الصحي‬ ‫على مستوى النشاط االقتصادي وكذا على المستوى االجتماعي‬ ‫بحكم اتساع رقعة الهشاشة والفقر‪ ،‬ثم على المستوى الصحي‪،‬‬ ‫إذ أن القطاع الصحي كما تعلمون‪ ،‬من القطاعات التي تعاني‬

‫اختالالت وخصاص حاد على مستوى إقليم شفشاون‪ ،‬وعاصمته‬ ‫خاصة؟‪.‬‬ ‫ناهيك عن تدبير االرتباك والعبث التنموي‪ ،‬فالوالية الحالية‬ ‫لحزب العدالة والتنمية والية بيضاء‪ ،‬ضاع فيها أمل الساكنة‬ ‫لتحقيق الحد األدنى من التنمية المنشودة‪ ،‬وشفشاون ال زالت‬ ‫تنتظر حقها من التنمية المستدامة منذ سنوات‪ ،‬وال دخل‬ ‫لجائحة كورونا أوحتى حالة الطوارئ في ذلك ‪ ..‬فالكارثة ثقيلة‪،‬‬ ‫والتراكمات جسيمة بعد هدر زمن تحقيق المشاريع التنموية‬ ‫في أجل محدد وهادف‪ ،‬وهوما كنا ننبه إليه وننتقده كمعارضة‬ ‫بالمجلس الجماعي طيلة خمس ( ‪ ) 05‬سنوات من هذه الوالية‪،‬‬ ‫وال زلنا نطالب به إلى يومنا هذا ‪.‬‬ ‫ومع ذل��ك‪ ،‬فإن أهم تصور واقتراح لمرحلة ما بعد رفع‬ ‫الطوارئ‪ ،‬من موقعي كعضومستشار ينتمي لفريق المعارضة‬ ‫المسؤولة بالمجلس الجماعي بشفشاون‬ ‫هوما يلي‪:‬‬ ‫‪- 1‬ض��رورة ترتيب أولويات الجماعة‬ ‫على مستوى تنفيذ المشاريع التنموية‬ ‫المبرمجة‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار المجال‬ ‫الصحي والبيئي والمخاطر واألزمات‪.‬‬ ‫فنحن منشغلون ف��ي المعارضة‬ ‫االستقاللية بمآل مشاريع برنامج عمل‬ ‫الجماعة ‪ ،2022-2016‬وبمصير مشاريع‬ ‫برنامج التأهيل الحضري ‪،2019-2015‬‬ ‫وك��ذا مشاريع تدخل في إط��ار المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية والتنمية‬ ‫المحلية‪ ...‬وك��ل ما له عالقة بمصلحة‬ ‫المواطن وتطلعاته وتحسين البنيات‬ ‫التحتية ف��ي المناطق غير المجهزة‬ ‫والهشة‪ ،‬من طرق وأرصفة وكهرباء وربط‬ ‫بشبكة التطهير السائل والماء الشروب‬ ‫والتزفيت والتشجير والصيانة‪..‬للقضاء‬ ‫على الهشاشة والفقر ‪...‬؛‬ ‫‪ - 2‬البحث عن الوسائل التي من‬ ‫شأنها إنقاذ الحياة االقتصادية والحفاظ‬ ‫على الشغل والعودة للمسار الطبيعي بعد‬ ‫رفع حالة الطوارئ كالتدابير المستعجلة‬ ‫والضرورية التالية‪:‬‬ ‫تسريع مساطر الترخيص بالبناء‬‫بالمدينة وضواحيها ‪..‬؛‬ ‫ إنعاش السياحة الداخلية كأولوية؛‬‫ دعم قطاع الصناعة التقليدية من‬‫طرف الدولة أوال والساكنة والزوار ثانيا‬ ‫من خالل استهالك المنتوج المجالي المحلي واقتنائه؛‬ ‫ تشجيع االقتصاد والمقاولة المحلية؛‬‫ تفعيل أوراش مشاريع الطرقات والتهيئة والتجهيزات‬‫األساسية ( التطهير‪ ،‬الماء‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الصيانة‪)..‬؛‬ ‫‪ - 3‬الرفع من اإلنفاق العام وترشيد النفقات وفق إجباريتها‪..‬‬ ‫ومعلوم أن مقتضيات القانون التنظيمي ‪ 14-113‬أسندت‬ ‫لرئيس الجماعة الترابية تحمل مسؤولية تدبير نظافة البيئة‬ ‫التي يعيش فيها المواطن‪ ،‬وخلق بيئة مواتية للصحة ومحاربة‬ ‫األم��راض‪ ،‬خاصة وأن لها ارتباطا مباشرا بالصحة الفردية‬ ‫والجماعية قبل وقوع تهديدات صحية وصدمات وبائية‪ ،‬وعلى‬ ‫مستوى آخر‪ ،‬ندعوإلى تصحيح اختالالت المجال الصحي‪ ،‬ومكافحة‬ ‫التفاوتات الترابية في الولوج إلى الصحة‪ ،‬والترافع حول المشاكل‬ ‫الصحية كل من موقعه‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫ملف العدد‬

‫‪t‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫اخلطة الوطنية‬ ‫لإ�صالح الإدارة‬

‫‪...2021,2018‬‬

‫�إ�صالح الإ�صالح؟؟‬ ‫محمد البوشوكي‪..‬‬ ‫دكتور في القانون العام‬ ‫أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال‬ ‫‪ -‬جامعة محمد الخامس‪-‬الرباط‬

‫عرف المغرب منذ استقالله مجموعة من القوانين إلى جانب‬ ‫تبنيه دستور ‪ ،1996‬تشييد عدة مؤسسات إدارية وسياسية‪،‬‬ ‫والتي اتسمت بارتباطها بالمقتضيات الدستورية وحسب الظرفية‬ ‫التاريخية وخصوصا المقتضيات المتعلقة بالسلطة التنظيمية‬ ‫وتطورها وطرق اشتغالها‪.‬‬ ‫إداريا‪ ،‬واجهت الدولة المغربية عدة صعوبات وعراقيل حالت‬ ‫دون االرتقاء باإلدارة المغربية إلى المستوى المأمول وطنيا‬ ‫ودوليا‪ ،‬مما عرف تنامي الدعوات إلى اإلسراع في اتخاذ تدابير‬ ‫إصالحية‪ ،‬لذلك تم تنظيم المناظرة الوطنية األولى حول اإلصالح‬ ‫اإلداري يومي ‪23‬و‪.2002 /24‬‬ ‫زيادة على ذلك عملت الدولة المغربية على وضع خطة‬ ‫وطنية إلصالح اإلصالحات السابقة التي لم تعطي نتائج جيدة‪،‬‬ ‫تلك الخطة التي وضعت لمدة ‪ 4‬سنوات التي تندرج في إطار‬ ‫إرساء منظومة تعاقدية تروم تحقيق نجاعة األداء‪ ،‬وبلوغ أهداف‬ ‫ومؤشرات األوراش والمشاريع المحددة ضمن البرنامج الحكومي‬ ‫في مجال تأهيل وإصالح اإلدارة‪.‬‬ ‫وتتناول مشاريع التحوالت الهيكلية للخطة الوطنية‬ ‫إلصالح اإلدارة ‪ ،2021-2018‬على الخصوص‪ ،‬ميثاق الالتمركز‬ ‫اإلداري‪ ،‬والبرنامج الوطني لتحسين االستقبال‪ ،‬وميثاق المرافق‬ ‫العمومية‪ ،‬والتدبير بالكفاءات‪ ،‬وإعادة هيكلة الوظيفة العمومية‬ ‫العليا والمتوسطة‪ ،‬والمخطط التوجيهي للتحول الرقمي لإلدارة‬ ‫العمومية‪ ،‬والمنصة الحكومية للتكامل‪ ،‬وتطوير منظومة تلقي‬ ‫ومعالجة وتتبع مالحظات المرتفقين واقتراحاتهم وتظلماتهم‪،‬‬ ‫ومتابعة تنفيذ مشاريع اإلستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد‪،‬‬ ‫وتدبير الزمن باإلدارة العمومية‪ ،‬وكذا خطة عمل تنفيذ‬ ‫استراتيجية مأسسة المساواة بين الجنسين بالوظيفة العمومية‪.‬‬ ‫كما أن هذه المشاريع تحظى بدعم شركاء دوليين‪ ،‬من قبيل‬ ‫االتحاد األوروبي‪ ،‬ومنظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬وبرنامج‬ ‫األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬وهيئة األمم المتحدة للمرأة‪ ،‬ومنظمة‬ ‫األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‪.‬‬ ‫عموما ومن المنتظر‪ ،‬أن التوقيع على عقود مشاريع الخطة‬ ‫الوطنية إلصالح اإلدارة «يتوخى إرساء منهجية جديدة في تدبير‬ ‫اإلصالح» تتمثل في «التدبير عبر المشاريع»‪ ،‬موضحا أن هذه‬ ‫المنهجية التي تتأسس على ‪ 24‬مشروعا‪ ،‬تشمل التحوالت‬ ‫األربع‪ :‬التنظيمية والتدبيرية‪ ،‬والرقمية‪ ،‬والتخليقية‪ ،‬التي تنبني‬ ‫على مقومات أولها التشريع‪ ،‬وثانيها التواصل‪ ،‬وثالثها التقييم‪،‬‬ ‫ورابعها التعاون‪ ،‬ومشيرا إلى أنه «سيتم توقيع عقود التزامات‬ ‫من قبل المدراء المسؤولين عن كل مشروع على حدة»‪.‬‬ ‫ويعتبر «تضمين الثقافة التعاقدية في التدبير والمحاسبة‪،‬‬ ‫بناء على أهداف ومؤشرات وتدابير وعلى آجال زمنية محددة‪،‬‬ ‫وعلى تقييمات مرحلية‪ ،‬تعد خطوة جديدة‪ ،‬مبديا ارتياحه‬ ‫لجاهزية أطر الوزارة الذين انخرطوا في هذا الورش‪.‬‬ ‫إن التوجهات العامة لإلصالح عبر حزمة المشاريع هاته‪،‬‬ ‫ومنهجية تدبيرها المتضمنة في العقود المزمع التوقيع عليها‬ ‫من قبل مدراء المشاريع ورؤسائهم وكذا الكاتب العام للوزارة‪،‬‬ ‫تقتضي إطالع الرأي العام على مراحل هذا الورش الوطني الكبير‪،‬‬ ‫مبرزا أن التعاقد وااللتزام شكال قطب رحى منهجية صياغة عقود‬ ‫مشاريع الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة ‪ .2021-2018‬يذكر‬ ‫أن عقود المشاريع التي تؤسس لميثاق تعاقدي مرجعي يحدد‬ ‫المبادئ وااللتزامات المؤطرة لعالقات العمل مع رئيس المشروع‬ ‫وفريقه‪ ،‬وكذا مهامه وحقوقه وواجباته‪ ،‬واألخالقيات المهنية‬

‫التي يتعين االلتزام بها‪ ،‬من أجل إنجاز المشروع‪ ،‬تهدف إلى‬ ‫المساهمة في تحقيق أهداف برنامج عمل وزارة إصالح اإلدارة‬ ‫والوظيفة العمومية من جهة‪ ،‬وإلى تحديد التزامات المديرية‬ ‫بخصوص توفير اإلطار المالئم للعمل والموارد الضرورية من‬ ‫الوسائل البشرية والتنظيمية والتدبيرية الموضوعة رهن إشارة‬ ‫رئيس المشروع‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫لكن السؤال المطروح‪ ،‬لماذا لم تنجح الحكومات المتعاقبة‬ ‫في إصالح اإلدارة المغربية؟؟‬ ‫جوابا على ذلك رغم قدم التقرير‪ ،‬فهويجيب لحد األن على‬ ‫وضعية اإلدارة المغربية‪:‬جاء في خالصات تقرير البنك الدولي‬

‫التفكري بجدية‬ ‫بالو�ضع املادي واملعنوي‬ ‫للموظف وخلق الآليات‬ ‫الكفيلة بتحفيزه‬ ‫و�إجناح ظروف ا�شتغاله‪،‬‬ ‫لتكون لديه‬ ‫الرغبة يف املزيد‬ ‫من العطاء والتجديد‬ ‫بشأن اإلدارة العمومية بالمغرب الصادر سنة ‪ ” 1955‬إن‬ ‫مسلسل اإلصالح الذي هم مجال اإلدارة العمومية المغربية‪ ،‬لم‬ ‫يستطع أن يحولها من إدارة تقليدية ومغلقة ومعقدة وبطيئة‬ ‫ومتخلفة عن عصرها‪ ،‬إلى إدارة حديثة وعقالنية وكفئة وفعالة‬ ‫ومندمجة في محيطها”‪ ،‬فهاجس إصالح اإلدارة العمومية من‬ ‫خالل هذا التقرير لم يرق للمستوى المطلوب‪ ،‬وذلك نابع من‬

‫عدة معيقات والتي أسهبت عدة تقارير في نسج خيوطها‪ ،‬والتي‬ ‫نجملها فيما يلي‪ :‬غياب رؤية مشتركة وموحدة لبرنامج اإلصالح‬ ‫اإلداري؛ التمركز المفرط للمصالح والسلطات والوسائل؛ وضعية‬ ‫اإلدارة في العالم القروي؛ إشكالية الفساد اإلداري؛ إشكالية‬ ‫السلوكات المهنية؛ إشكالية التعقيد اإلداري؛ عدم انسجام بعض‬ ‫مقتضيات النظام األساسي للوظيفة العمومية مع التطورات التي‬ ‫عرفتها اإلدارة؛ عدم عدالة منظومة األجور؛ غياب منظومة وطنية‬ ‫للتكوين المستمر؛ ضعف محدودية توظيف التكنولوجيا الحديثة‬ ‫في التدبير اإلداري؛ انعدام منظور شمولي لتحسين عالقة‬ ‫اإلدارة بالمتعاملين معها؛ غياب مقاربة تشاركية لتدبير الشأن‬ ‫العام وغياب شبه تام للحق في الولوج إلى المعلومات‪ ،‬جل هذه‬ ‫المعيقات تدفع إلى توصيف النظام اإلداري المغربي “بالنظام‬ ‫المنغلق وغير المنفتح على محيطه”‪.‬‬ ‫لهذا فقد أصبح خطاب إصالح اإلدارة وتحديثها أكثر جدية‬ ‫مما قبل‪ ،‬وتم تكريس هذا التوجه في دستور ‪ ،2011‬الذي حث‬ ‫على تغيير أنماط التدبير اإلداري والمالي‪ ،‬وااللتجاء إلى التقنيات‬ ‫الحديثة للتنظيم المتمثلة في الحكامة الجيدة‪ ،‬واالستغناء عن‬ ‫الطرق البيروقراطية العتيقة‪ ،‬فجوهر اإلشكالية الحقيقية التي‬ ‫تعرفها اإلدارة هي إشكالية حكامة‪ ،‬إشكالية أزمة تدبير إشكالية‬ ‫تخطيط ‪ ،‬إشكالية غياب الرؤية‪ ،‬وغياب ثقافة التقويم والمحاسبة‬ ‫والتدبير العقالني للسياسات العمومية‪.‬‬

‫إن أية سياسة إصالح لإلدارة تتطلب ‪:‬‬

‫االرتقاء بالعنصر البشري‪ ،‬الذي يشكل الحلقة الجوهرية في‬ ‫أي استراتيجيه لتحديث عمل اإلدارة ‪ ،‬فالعنصر البشري يشكل‬ ‫محور كل إصالح يستهدف تحسين األداء ‪ ،‬من هنا فإن برنامج‬ ‫وخطط التحديث يتعين أن تهتم بتطوير كفاءة الموارد البشرية‬ ‫وتكوينها المستمر وتنمية مهاراتها ومعارفها ‪ ،‬والعمل على‬ ‫توجيهها إلى الجوانب والتخصصات التي تفتقر إليها اإلدارات‬ ‫العامة‪ ،‬وذلك في إطار واضح المعالم ووفق إستراتيجية محكمة‬ ‫غايتها تحديث اإلدارة وجعلها متطورة قادرة على تحقيق التنمية‬ ‫المستدامة‪.‬‬ ‫التفكير بجدية بالوضع المادي والمعنوي للموظف وخلق‬ ‫اآلليات الكفيلة بتحفيزه وإنجاح ظروف اشتغاله‪ ،‬لتكون لديه‬ ‫الرغبة في المزيد من العطاء والتجديد‪ ،‬واعتبارا لدوره الفعال في‬ ‫سيرورة اإلنتاج داخل المرفق العام‪ ،‬لذا ينبغي تبني نظام تحفيزي‬ ‫فعال عبر إيجاد أسس ومعايير موضوعية وعادلة لتنفيذ عملية‬ ‫التحفيز والتي تتمثل في االستحقاق والكفاءة أي ربط المنح‬ ‫التحفيزية بالجهود المبذولة من قبل الموظفين‪.‬‬ ‫توطيد مضامين الحكامة اإلدارية من خالل ترشيد النفقات‬ ‫العمومية ‪ ،‬نهج تدبير أمثل للشأن العام عبر إقرار مبادئ التدبير‬ ‫العقالني وتبني نموذج التدبير التشاركي بين جميع الفاعلين‬ ‫في بلورة السياسات العمومية من قطاع خاص ومجتمع مدني‬ ‫وجماعات ترابية ‪ ،‬وتهيئ اإلدارة الحكومية المناخ المالئم‬ ‫النخراط هؤالء الفاعلين في عملية التنمية‪....‬‬ ‫فالمغرب إذن يواجه تحديات كبيرة في مجال اإلدارة واإلصالح‬ ‫المطلوب الذي يتطلب مستقبال ضرورة إرفاق جميع مشاريع‬ ‫اإلصالح اإلداري بدراسات علمية موضوعية تقوم بها هيئات‬ ‫متخصصة ومستقلة عن القطاعات الحكومية‪ ،‬وعدم ربط إصالح‬ ‫الوظيفة العمومية وإصالح اإلدارة باالعتبارات المالية‪ ،‬وبهاجس‬ ‫تخفيض كتلة األجور‪ ،‬وضرورة ربطها بهاجس التدبير الحديث‬ ‫للموارد البشرية وهاجس التنمية اإلدارية الحقة والصحيحة‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ملف العدد‬

‫محمد إمغران‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الإ�صالح الإداري‪..‬‬ ‫�أوالأ�سطوانة‬ ‫القدمية اجلديدة‬

‫صحفي بجريدتي الشمال وطنجة‬ ‫الحديث عن اإلدارة حديث ذو شجون‪ ،‬يفرض نفسه‬ ‫دائما في الحياة اليومية للمواطن الذي اليعرب عن ارتياحه‬ ‫إزاء اإلدارة التي يذهب إليها مكرها‪ ،‬لقضاء أغراضه اإلدارية‬ ‫التي غالبا ما تواجهها تعقيدات معينة أو تماطالت تحول دون‬ ‫تحقيق مراده‪ ،‬وفي حالة إذا تحقق‪ ،‬فإنه في كثيرمن األحيان‬ ‫يصاحب ذلك شعورالمرتفقة أوالمرتفق بعدم الرضا واالرتياح‪،‬‬ ‫بسبب إما جفاء المعاملة أوشح الخدمات التي يتلقاها بإدارة‬ ‫ما‪.‬‬ ‫في البداية البد من اإلشارة إلى أن اإلدارة تعتبرعام ً‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫والمنظمات على اختالفها‪ ،‬أو حتى‬ ‫أساسيّاً لنجاح الدول‬ ‫َّ‬ ‫مُنظمات اقتصاديّة‪ ،‬أو تعليميّة‪ ،‬أو‬ ‫َفشَلها‪ ،‬سواء كانت‬ ‫تقدُم المجتمع‪ ،‬أو إلى تخ ُّلفه‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫تؤدّي‬ ‫غيرها‪ ،‬كما أنّها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫للتقدُم على جميع المستويات‪ ،‬فهي‬ ‫ا‬ ‫مفتاح‬ ‫تُشكِل‬ ‫وهي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مُح ِّرك للتنمية التي ال يمكن أن تتحقق بدونها حتى لو كانت‬ ‫العناصر األخرى جميعها مُتوفِّرة‪ .‬وحسب المتخصصين‬ ‫الدوليين‪ ،‬باعتبارهم ضالعين في المجال‪ ،‬فإن اإلدارة ال‬ ‫بُدّ من أن تكون إدارة فاعلة‪ ،‬تتَّخذ من الوسائل العلميّة‬ ‫المُستخدمة في اتّخاذ القرارات‪ ،‬وأداء الوظائف اإلداريّة‬ ‫المتعدِدة سبي ً‬ ‫ال لها‪ ،‬حيث إنّها تسعى بذلك إلى تحقيق‬ ‫ّ‬ ‫التكيُّف مع شتّى الظروف التي تحيط بها‪ ،‬إضافة إلى التطوُّر‪،‬‬ ‫واإلبداع‪ ،‬ولإلدارة المقدرة على تحريك الدولة بكفاءة وبما‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل مهمّتها‬ ‫يُحقِّق األهداف التي تسعى إليها؛ ولهذا‬ ‫ّ‬ ‫تتمكن الدولة بعناصرها ك ّلها من تحقيق‬ ‫الرئيسيّة في أن‬ ‫عال من اإلنجاز‪ ،‬وذلك عن طريق االستخدام األمثل‬ ‫مستوىً ٍ‬ ‫للموارد البشريّة‪ ،‬والمادّية المُتوفِّرة‪.‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬ال‬ ‫بُدّ كذلك من إلقاء الضوء على مفهوم اإلدارة‪ ،‬حيث تعدّدت‬ ‫ّ‬ ‫والمُفكِرين بشكل كبير‬ ‫تعريفات اإلدارة حسب اإلداريّين‪،‬‬ ‫جداً‪ ،‬وفي هذا المقال بعضٌ من التعريفات التي عُ ِّرفت بها‬ ‫اإلدارة‪ ،‬وهي على النحواآلتي‪:‬‬ ‫اإلدارة بأنّها‪« :‬العمليّة الخاصّة بتصميم‪ ،‬وصيانة بيئة‬ ‫مُعيَّنة يعمل فيها األفراد معاً ‪-‬كفريق‪ -‬بكفاءة؛ وذلك إلنجاز‬ ‫أهداف مُختارة‪.‬يرى «هولت» ّ‬ ‫أن اإلدارة هي‪« :‬العمليّة‬ ‫المُتعلِّقة بالتخطيط‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والقيادة‪ ،‬والرقابة ٍّ‬ ‫لكل من‬ ‫الموارد البشريّة‪ ،‬والمادّية‪ ،‬والماليّة‪ ،‬والمعلومات في بيئة‬ ‫تنظيميّة مُعيَّنة» ‪.‬بينما يعرفها»طايلور» على أنّها‪« :‬تحديد‬ ‫ما هو مطلوب عمله من العاملين بشكل صحيح‪ ،‬ثمّ ُّ‬ ‫التأكد‬ ‫من أنّهم يُؤدّون ما هو مطلوب منهم بأفضل الطرق»‪ .‬ومن‬ ‫خالل التعاريف السابقة‪ ،‬يمكن القول ـ حسب المتخصصين‬ ‫دائما ـ ّ‬ ‫بأن اإلدارة هي‪ :‬تنفيذ األعمال بوسيلة فعّالة‪ ،‬وذات‬ ‫كفاءة؛ لتحقيق األهداف التي تسعى إليها اإلدارة‪ /‬الدولة‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق االستخدام األمثل للموارد المُتاحة ك ّلها‪،‬‬ ‫والتي تتضمّنها عمليّات التخطيط‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬والتوجيه‪،‬‬ ‫والرقابة‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والقيادة‪.‬ذلك أن أهمّية اإلدارة لإلدارة‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل في العديد من النقاط التي من‬ ‫هي أهمّية بالغة‪،‬‬ ‫أهمّها‪ :‬المساعدة على تحقيق األهداف المرجوة‪ ،‬بحيث يتمّ‬ ‫تنظيم‪ ،‬وتنسيق‪ ،‬وتوجيه الموارد؛ بهدف تحقيق األهداف‪،‬‬ ‫دون إهدار للجهد والوقت‪ ،‬والمال‪ .‬استغالل الموارد على‬ ‫المُختصِين‪ ،‬والخبراء‪،‬‬ ‫النحو األمثل‪ :‬بحيث تتمّ االستفادة من‬ ‫ّ‬ ‫واستغالل مهاراتهم بشكل صحيح‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام‬ ‫الموارد المادّية‪ ،‬والبشريّة على النحو األفضل‪ ،‬ممّا يؤدّي‬ ‫إلى تحقيق الفعاليّة‪ ،‬وتجنُّب الهَدر في اإلدارة‪ .‬ذلك ّ‬ ‫أن‬ ‫التخطيط السليم في استخدام الموارد البشريّة‪ ،‬والمادّية‬

‫يساعد على نجاح اإلدارة وتحقيق المستوى األعلى من العطاء‬ ‫والخدمات‪.‬‬ ‫وجديربالذكر‪ ،‬أن المغرب حاول ويحاول إصالح اإلدارة‪،‬‬ ‫منذ ثمانينات القرن الماضي وإلى اليوم‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫بدءا من سنة ‪ ،1981‬حيث تم تشكيل لجنة وطنية إلصالح‬ ‫اإلدارة العمومية‪ ،‬فأصدرت مجموعة من التوصيات تتمثل‬ ‫في المشاكل القانونية‪.‬وفي سنة ‪ 1995‬كان البنك الدولي‬ ‫أصدر تقريرا حول اإلدارة المغربية رصد فيه مجموعة من‬ ‫االختالالت البنيوية‪ ،‬منها عدم فعالية المساطر واإلجراءات‬ ‫اإلدارية‪ ،‬كالتسيير الروتيني وتمركز الخدمات وسلطة القرار‬ ‫بالعاصمة‪..‬وفي سنة ‪ 1999‬جاءت الحكومة بفكرة «ميثاق‬ ‫حسن التدبير» وكان من أهم أهدافه تخليق المرافق العمومية‬

‫�إن ال�سيد القائد‬ ‫غريموجود لكي يوقع على‬ ‫وثيقة»و» �ضابط الأمن‬ ‫الفالين يف عطلة» و«عون‬ ‫ال�سلطة خرج‬ ‫يف مهمة» ليعطل �شهادة‬ ‫�إفادة‪ ،‬يحتاجها املواطن‪،‬‬ ‫ب�سرعة‪� ،‬أي عدم احرتام‬ ‫�أوقات العمل لدى العديد‬ ‫من املوظفني العموميني‪..‬‬ ‫وعقلنة التدبير‪.‬وفي سنة ‪ 2003‬جاءت المناظرة الوطنية‬ ‫االولى حول اإلصالح اإلداري بالمغرب التي رصدت مجموعة‬ ‫من مظاهر القصورفي أداء اإلدارة المغربية‪.‬وفي سنة ‪2010‬‬ ‫ظهرت محاوالت أخرى إلصالح اإلدارة‪.‬وحاليا هناك انتظارات‬ ‫الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة (‪ 2018‬ـ ‪ )2021‬لتشخيص‬

‫الوضعية الراهنة‪ ،‬منها تغييب المرتفق في إعداد السياسات‬ ‫المنسجمة مع احتياجاته‪ ،‬عدم تعليل بعض اإلدارات لقراراتها‬ ‫في حق المرتفقين‪ ،‬مما يخيب ظنهم في مصداقية اإلدارة‪،‬‬ ‫البطء في معالجة قضايا وملفات المرتفقين‪ ،‬غياب رؤية‬ ‫شمولية لالستقبال واإلرشاد‪ ،‬غياب الوعي بأهمية الشكايات‬ ‫كرافد من روافد إصالح اإلدارة وتنظيمها‪ ،‬وفي حالة تقديمها‪،‬‬ ‫فإنها ال تعرف سيرها الطبيعي لدى الجهات المسؤولية‪ ،‬كي‬ ‫تقوم بالمتعين في شأنها‪...‬‬ ‫وكما هو معلوم‪ ،‬فإن الخطة الوطنية الحالية إلصالح‬ ‫اإلدارة المغربية تكتسي طابعا تحويليا شامال‪ ،‬يتمحور حول‬ ‫إحداث أربعة تحوالت هيكلية‪ ،‬تتفاعل فيما بينها ويشتمل‬ ‫كل تحول من هذه التحوالت على مجموعة من المشاريع‬ ‫األساسية التي يبلغ عددها أربعة وعشرين‪.‬‬ ‫كما تروم الخطة دعم األخالقيات بالمرفق العام‪ ،‬تحسين‬ ‫عالقة اإلدارة بالمتعاقدين معها‪ ،‬تدبير وتأهيل الموارد‬ ‫البشرية‪ ،‬إصالح منظومة األجور في الوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫تبسيط المساطرواإلجراءات اإلدارية‪ ،‬تنمية استعمال‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪....‬طبعا‪ ،‬فهذه االستراتيجيات‬ ‫وغيرها تبدو مهمة جدا في المضي قدما باإلدارة‪ ،‬لكن إلى أي‬ ‫حد يمكن التوفيق في تحقيقها وإخراجها إلى حيز الوجود‪،‬‬ ‫وبالتالي مالمسة نتائجها على أرض الواقع ؟‬ ‫وكجواب عن هذا السؤال‪ ،‬يكفي القول أن المغرب عرف‬ ‫سلسلة من اإلصالحات المتعلقة باإلدارة‪ ،‬على مدى العقود‬ ‫األخيرة‪ ،‬لكن االنطباع السائد‪ ،‬حاليا ودون «زواق» لدى‬ ‫عامة المواطنين‪/‬المرتفقين يتسم بعدم الرضا عن الفعالية‬ ‫والخدمات التي تقدمها لهم اإلدارة العمومية‪ ،‬فبعد مرورسنين‬ ‫عددا على المناظرات الوطنية والمحطات اإلصالحية لإلدارة‪،‬‬ ‫الزال المواطنون في مغرب اليوم‪ ،‬يقال لهم ‪« :‬إن السيد‬ ‫القائد غيرموجود لكي يوقع على وثيقة»و» ضابط األمن‬ ‫الفالني في عطلة» و«عون السلطة خرج في مهمة» ليعطل‬ ‫شهادة إفادة‪ ،‬يحتاجها المواطن‪ ،‬بسرعة‪.‬أي عدم احترام أوقات‬ ‫العمل لدى العديد من الموظفين العموميين‪.‬وزد على ذلك‬ ‫أنه حتى وثيقة عقد االزدياد الزالت تتطلب وقتا لدى بعض‬ ‫المواطنين‪ ،‬للحصول عليها‪ ،‬فضال عن تعدد المساطر وكثرة‬ ‫الوثائق المطلوبة من المرتفقين والمرتفقات في مختلف‬ ‫األغراض أوالملفات التي يهيؤونها‪ ..‬وهذه األمورأوالتعقيدات‬ ‫يالمسها بالدرجة األولى أفراد جاليتنا بالخارج الذين يقارنون‬ ‫بين عمل اإلدارة بالوطن األم وعمل اإلدارة ببلد اإلقامة‪.‬‬ ‫وهذا طبعا يؤثرعلى العديد من الجوانب‪ ،‬سواء المتعلقة‬ ‫بجلب االستثمارأوبغيره من التطلعات والمرامي التي يسعى‬ ‫إلى تحقيقها الوطن‪...‬هذه مجرد بضعة أمثلة‪ ،‬يمكن الوقوف‬ ‫عليها في الواقع اليومي للمواطنين‪/‬المرتفقين‪ ،‬فما الجدوى‬ ‫من محطات تروم إصالح اإلدارة‪ ،‬إذا كان الواقع شيئا‪ ،‬وما يتم‬ ‫التنصيص عليه شيء آخر‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬يبقى األمل معقودا على أال تكون المحطة‬ ‫الوطنية الحالية إلصالح اإلدارة كسابقاتها من المحطات‬ ‫اإلصالحية التي مضت‪ ،‬دون نتائج ملموسة تعكس فعالية‬ ‫اإلدارة المغربية‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫تقرير حولد اللقاء الأول للموعد الدويل بعنوان‪:‬‬

‫«امل�س�ألة الليبية يف �ضوء التطورات الراهنة»‬ ‫د سعيد همامون‬ ‫نظم فريق البحث ح��ول السياسات‬ ‫والمعايير التابع لمختبر الدراسات و العلوم‬ ‫القانونية واالجتماعية والقضائية والبيئية‪،‬‬ ‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية أيت ملول جامعة إبن زهر‪،‬‬ ‫اللقاء األول من سلسلة الندوات الحوارية‬ ‫«للموعد الدولي حول موضوع‪ :‬المسألة‬ ‫الليبية في ضوء التطورات الراهنة» وذلك‬ ‫بتاريخ األربعاء ‪ 1‬يوليوز ‪.2020‬‬ ‫وقد تميز هذا اللقاء الذي قام بتنسيقة‬ ‫د‪.‬سعيد همامون أستاذ القانون الدولي‬ ‫وحقوق اإلنسان بكلية الحقوق أيت ملول‪،‬‬ ‫بمشاركة كل من‪:‬د‪.‬محمد لكريني؛ دة‪.‬آمال‬ ‫الحواسني؛ ود‪.‬حكيم التوزاني؛أساتذة‬ ‫القانون الدولي بكلية الحقوق أيت ملول‪،‬‬ ‫وبحضور السيد‪ :‬د‪.‬رحيم الطور عميد الكلية‪،‬‬ ‫وتمت خالله استضافة األستاذ موسى عبد‬ ‫الحفيظ القنيدي أستاذ القانون الدولي‬ ‫بكلية القانون بجامعة مصراتة بليبيا‪ ،‬حيث‬ ‫دار اللقاء حول أربعة محاور أساسية‪:‬‬ ‫ناقش المحور األول‪:‬المسألة الليبية‬ ‫وس��ؤال الشرعية الدولية من وجهة نظر‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬عبر تسليط الضوء على‬ ‫أدوار األم��م المتحدة ف��ي تدبير األزم��ة‬ ‫الليبية منذ اندالعها سنة ‪ ،2011‬وقد اعتبر‬ ‫المتدخل من ليبيا أن قرارات األمم المتحدة‬ ‫تكتسب الشرعية الدولية‪ ،‬وأن التدخل‬ ‫العسكري الذي تم في إطارها كان يهدف‬ ‫إلى حماية المدنيين‪،‬فلم يكن يُتوقع أن‬ ‫التدخل األجنبي سيساهم في تفاقم األزمة‪،‬‬ ‫وإثارة المزيد من االنقسامات خاصة في ظل‬ ‫غياب مؤسسات شرعية حاكمة‪ .‬األمر الذي‬ ‫يفسر استغالل بعض ال��دول لهذا الوضع‬ ‫لتحقيق مصالحها ودعم فئات على حساب‬ ‫فئات أخرى‪ ،‬وكل ذلك في غياب استراتيجية‬ ‫محكمة للدول الخمس األعضاء بمجلس‬ ‫األمن الدولي‪.‬‬ ‫في حين خصص المحور الثاني‪:‬لمرجعيات‬ ‫التسوية‪ ،‬وسياقات التدويل‪ ،‬ففي سؤال حول‬ ‫راهنية اتفاق الصخيرات كمرجعية للتسوية‪،‬‬ ‫في ضوء التطورات األخيرة للمشهد الليبي‪،‬‬ ‫(خصوصا بعد انسحاب برلمان طبرق) تم‬ ‫التأكيدأن اتفاق الصخيرات مازال يشكل إطارا‬ ‫مرجعيا بحكم أنه هو الذي يمنح الشرعية‬ ‫لحكومة الوفاق الوطني إلى غاية يومنا هذا‪،‬‬ ‫وقد تمت اإلشارة كذلك إلى أن هذا االتفاق‬ ‫كان محل إجماع عموم الليبيين سواء كانوا‬ ‫أكاديميين أو غيرهم‪ .‬غير أن حكومة الوفاق‬ ‫الوطني واجهت بعض العراقيل من طرف‬ ‫بعض الدول األعضاء في مجلس األمن‪ ،‬أو‬ ‫في المنظومة الدولية والتي تدعم الطرف‬ ‫العسكري (حفتر) من أج��ل اإلج��ه��از على‬ ‫هذا االتفاق على الرغم من الشرعية التي‬ ‫يكتسيها في قرارات مجلس األمن‪ .‬كما أن‬ ‫اتفاق الصخيرات حسب المتدخل هو األداة‬ ‫الوحيدة إلحياء العملية السياسية‪ ،‬وأي‬ ‫إسقاط له سيدخل البالد في حرب أهلية قد‬ ‫يتجاوز مداها الحدود الليبية‪ .‬لذا فإن مجلس‬ ‫األمن ال يتحدث عن إلغاء اتفاق الصخيرات‬ ‫لعلمه بأهميته‪.‬‬ ‫وفي سؤال آخر عن تأثير االنقسامات‬ ‫السياسية التي تشهدها الساحة الليبية‬ ‫على التوصل إلى حل سياسي مستقبلي؟‬ ‫تم التأكيد أن الحل الليبي‪-‬الليبي أصبح غير‬ ‫ممكن نظرا للدعم الخارجي الذي يتلقاه كل‬ ‫طرف من أطراف النزاع‪ ،‬بل إن بعض الدول‬

‫تتدخل من أجل إفشال كل بوادر الحلول من‬ ‫خالل التأثير على طرف ليبي ما‪ .‬كما أشار‬ ‫المتدخل إلى أن حجم العمليات العسكرية‬ ‫الداخلية يعكس تعذر أي حل ليبي صرف‪،‬‬ ‫والحل في نظره بيد مجلس األمن من خالل‬ ‫قراراته الملزمة والمقرونة بالقوة العسكرية‬ ‫في حالة تخلف أحد األطراف‪.‬‬ ‫وفيما يخص أدوار التكتالت اإلقليمية‬ ‫وتأثيرها على التسوية‪ ،‬تمت اإلش��ارة إلى‬ ‫أن جامعة الدول العربية لم تلعب دورا فعاال‬ ‫حيث فقدت أي إمكانية للتأثير في التسوية‬ ‫ألنها لم تكن محايدة مما أفقدها ثقة الطرف‬ ‫اآلخر‪ .‬كما أن اتحاد المغرب العربي لم يكن‬ ‫له أي تأثير بحكم فشله الذريع من الناحية‬ ‫العملية‪،‬في حين تم تحجيم دور االتحاد‬ ‫اإلفريقي تدريجيا‪ .‬وبالتالي فاألزمة الليبية‬ ‫ال يمكن حلها إال من خالل مجلس األمن‬ ‫وشرط التوصل إلى توافق سياسي داخلي‬ ‫بين أطراف النزاع‪.‬‬ ‫أما بخصوص المحور الثالث من اللقاء‬ ‫وال��م��ع��ن��ون ب��ال��وض��ع اإلن��س��ان��ي وتوثيق‬ ‫االنتهاكات‪ ،‬مهمة من؟ وما هي ممكنات‬ ‫المتابعة؟فقد دار حول تشخيص الوضع‬ ‫اإلنساني في ليبيا‪ ،‬وتم التأكيد من خالل هذا‬ ‫المحور على أن ظاهرة اإلفالت من العقاب‬

‫وعدم المحاسبة تعد من األسباب األساسية‬ ‫في ارتفاع جرائم الحرب واالنتهاكات األخرى‬ ‫لمقتضيات القانون ال��دول��ي اإلنساني‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى عوامل أخ��رى كعدم تأهيل‬ ‫الترسانة القانونية ذات الصلة بهذا النوع‬ ‫من الجرائم (جرائم الحرب ‪ ،‬جرائم ضد‬ ‫اإلنسانية واإلب��ادات الجماعية) إلى جانب‬ ‫استفحال الوضع األمني وانتشار السالح غير‬ ‫المرخص به‪ ،‬مما أدى إلى ضعف المنظومة‬ ‫القضائية‪ ،‬في ظل غياب ضمانات الحماية‬ ‫للقضاة وللمنظومة ككل التي تظل عاجزة‬ ‫عن مالحقة الجناة‪.‬‬ ‫وتفاعال م��ع س��ؤال ح��ول م��ن يتحمل‬ ‫مسؤولية الوضع اإلنساني في ليبيا‪ ،‬اعتبر‬ ‫األستاذ المتدخل أن المسؤولية مشتركة‬ ‫بين الجميع؛ أف��رادا وهيئات حيث تتدخل‬ ‫فيها كل األطياف على المستوى الداخلي‬ ‫بدون استثناء‪،‬بدءا من السلطة االنتقالية‬ ‫مرورا بمجلس النواب والقوات العسكرية ‪...‬‬ ‫وصوال إلى المجموعات المسلحة‪ ،‬أما على‬ ‫المستوى الخارجي فتتحمل بعض الدول‬ ‫اإلقليمية شقا كبيرا من المسؤولية على‬ ‫اعتبار أنها تدعم بعض المسؤولين عن‬ ‫االنتهاكات الجسيمة‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بكيفية رصد وتوثيق‬

‫االنتهاكات فقد تم اإلقرار بأن هذه العملية‬ ‫ال يمكن أن تسند إلى جهة واحدة بل هناك‬ ‫مجموعة من الهيئات من قبيل وزارة العدل‪،‬‬ ‫اللجنة الوطنية للقانون الدولي اإلنساني‪،‬‬ ‫الهيئات الحقوقية التابعة للمجتمع‬ ‫المدني‪،‬والتي ساهمت بالفعل في رصد‬ ‫مجموعة من االنتهاكات الخطيرة‪.‬‬ ‫لتختتم أشغال هذا اللقاء بمحور خاص‬ ‫حول «السيناريوهات المتوقعة للتسوية»‬ ‫ت��م تناولها م��ن خ�لال نقطتين‪ :‬همت‬ ‫األولى اإلطار المرجعي الذي يحتله اتفاق‬ ‫الصخيرات إليجاد أي تسوية‪ ،‬خاصة في‬ ‫ظل تعثر اتفاق برلين بالرغم من الجهود‬ ‫التي بذلت إلنجاحه‪ ،‬وأن التطورات الحالية‬ ‫ليست إال إق��رارا بفشله‪ ،‬في حين حافظت‬ ‫مرجعية اتفاق الصخيرات على استمراريتها‬ ‫من الناحية العملية‪ ،‬ومن المرجح أن تعود‬ ‫من جديد بحكم أن أط��راف النزاع تستمد‬ ‫شرعيتها من هذا االتفاق‪.‬‬ ‫في حين خصصت النقطة الثانية لمسألة‬ ‫تعزيز القدرات على تحريك المتابعة التي‬ ‫أضحت ملحة خاصة بعد رأي المجلس األعلى‬ ‫للقضاء في ليبيا الصادر ‪ 04‬أبريل ‪2019‬‬ ‫باعتباره أعلى سلطة قضائية‪ ،‬الذي اعتبر‬ ‫فيه أن هجوم»حفتر» على العاصمة طرابلس‬ ‫ومحاولة إسقاطها وإسقاط اتفاق الصخيرات‬ ‫بقوة السالح إنما هو حالة «احتراب» (احتراب‬ ‫بين اإلخوة)‪ ،‬وبالتالي نأى بنفسه عن التدخل‬ ‫بالرغم من االنتهاكات الجسيمة‪،‬األمر الذي‬ ‫يمكن اعتباره اقرارا بالعجز وعدم الرغبة في‬ ‫نفس الوقت على تحريك المتابعات‪.‬‬ ‫وقد أسفر هذا اللقاء على مجموعة من‬ ‫التوصيات التي تهم المسألة الليبية من‬ ‫قبيل‪:‬‬ ‫‪ 4‬التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي‬ ‫توافقي بين األطراف الليبية؛‬ ‫‪ 4‬أن التوافق السياسي يجب أن يكون‬ ‫مدعوما من طرف مجلس األمن‪ ،‬وبعيدا عن‬ ‫تأثيرات التدخالت الخارجية؛‬ ‫‪ 4‬ضرورة اتخاذ مجلس األمن للقرارات‬ ‫الالزمة لفرض استتباب األمن‪ ،‬وإنهاء أي‬ ‫تواجد عسكري أجنبي بما فيه المرتزقة‬ ‫والميليشيات وشركات األمن الخاصة؛‬ ‫‪ 4‬يتعين على مجلس األمن في إطار‬ ‫التسوية إنشاء محكمة دولية خاصة أو‬ ‫مختلطة تعنى بمتابعة االنتهاكات الجسيمة‬ ‫ومحاسبة المسؤولين عنها؛‬ ‫‪ 4‬تعزيز ق��درات القضاء الوطني بما‬ ‫يضمن حماية القضاة الليبيين‪ ،‬ويعزز من‬ ‫خبرتهم في ممارسة مهامهم؛‬ ‫‪ 4‬تأهيل القانون الوطني بما يسمح‬ ‫من تحريك المتابعة والحد من اإلفالت من‬ ‫العقاب؛‬ ‫‪ 4‬إن��ش��اء آل��ي��ات للتحقيق ورص��د‬ ‫االنتهاكات وتوثيقها‪ ،‬إما أن تكون تابعة‬ ‫للقضاء الليبي أو للبعثة األممية‪ ،‬أو امتدادا‬ ‫الختصاصات المحكمة الجنائية الدولية؛‬ ‫‪ 4‬تعزيز قدرات هيئات المجتمع المدني‬ ‫بشكل يسمح لها للقيام بدورها في عملية‬ ‫التحسيس بأهمية احترام القانون‪ ،‬ورصد‬ ‫وتوثيق االنتهاكات؛‬ ‫‪ 4‬راهنية إط��ار الصخيرات كمرجعية‬ ‫للتسوية؛‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫خاص عن طنجة المدينة‬ ‫�إحداث مخترب للبيولوجيا اجلزيئية ملحاربة‬ ‫الأوبئة بطنجة‬

‫ص���ادق مجلس جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة على اتفاقية شراكة مع جامعة‬ ‫عبد المالك السعدي من أج��ل إح��داث‬ ‫وتجهيز مختبر علم األوبئة الجزيئي بكلية‬ ‫الطب والصيدلة بطنجة‪.‬‬ ‫يهدف المشروع‪ ،‬الذي حظي بإجماع أعضاء‬ ‫المجلس الجهة الحاضرين في أشغال‬ ‫الدورة العادية لشهر يوليوز‪ ،‬إلى توضيح‬ ‫الوبائيات الجزيئية لمسببات األمراض‪،‬‬ ‫وهو ما يشمل الدراسة الجينية والجزيئية‬ ‫والمناعية للكائنات الدقيقة أو بعض‬ ‫مكوناتها‪.‬‬ ‫كما ي���روم المختبر تطوير العالمات‬ ‫وال��روائ��ز الحيوية وأدوات التشخيص‬ ‫الجزيئي‪ ،‬والحصول على أدوات جزيئية‬ ‫مبتكرة وصالحة ومفيدة للتشخيص في‬ ‫علم األوب��ئ��ة‪ ،‬وتطوير نماذج تجريبية‬ ‫ألغراض التعزيز االنتقالي‪ ،‬وهذا يشمل‬ ‫تعزيز الجزيئات ذات الطبيعة المتنوعة‬ ‫والبروتينات والعالمات والمواد النشطة‬ ‫بيولوجيا‪.‬‬ ‫ويقدر الغالف المالي إلنجاز مشروع التعاون‬ ‫بين مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة و‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي الرامي لتعزيز‬ ‫البحث العلمي ب ‪ 5,12‬مليون دره��م‪،‬‬ ‫يعبئها بشكل كامل مجلس الجهة‪.‬‬ ‫وج��اء في مذكرة تقديمية للمشروع أن‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫إعداد ‪ :‬حسن أزام‬

‫من هنا‪ ..‬وهناك‪..‬‬ ‫�إحباط محاولة تهريب ‪ 26‬طن من املخدرات‬

‫ضبطت عناصر المصالح الجمركية بميناء طنجة المتوسط‪ ،‬المكلفة بالفحص‬ ‫بالسكانير ومكافحة المخدرات‪ ،‬أول أمس الخميس‪ ،‬كمية من المخدرات وصل‬ ‫وزنها إلى ‪ 26‬طن من مادة “الشيرا”‪ ،‬على متن مقطورة للنقل الدولي للبضائع‪.‬‬ ‫اكتشاف هذه الكمية‪ ،‬جرى بعد أن أخضعت المقطورة للمراقبة الروتينية عبر‬ ‫جهاز السكانير‪ ،‬حيث أبانت الصور عن وجود أجسام غريبة‪ ،‬تأكد بعد فتحها أنها‬ ‫عبارة عن صفائح من الكيف المعالج (الشيرا)‪ ،‬والتي كانت في طريقها إلى إسبانيا‬ ‫عبر الجزيرة الخضراء‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫توقيف �شخ�صني بحوزتهما كميات من الأقرا�ص املهلو�سة‬

‫المختبر‪ ،‬ال��ذي يعتبر ن��واة مرصد في‬ ‫علم األوبئة الجزيئي‪ ،‬يعد بنية متعددة‬ ‫التخصصات تتمثل مهمتها في القيام بكل‬ ‫األعمال والتحاليل المرتبطة بعلم األوبئة‬ ‫والتشخيص البيولوجي والبحث‪.‬‬ ‫وأض��اف��ت أن ال��م��رص��د سيعمل على‬ ‫دمج البيانات المنبثقة عن األبحاث مع‬ ‫المعطيات االجتماعية والديموغرافية‬ ‫والوبائية بالجهة‪ ،‬إل��ى جانب تطوير‬ ‫األبحاث في وبائيات األم��راض المعدية‬

‫واألم��راض األخرى ذات األهمية بالنسبة‬ ‫للصحة العمومية بالجهة‪.‬‬ ‫أس��اس��ا‪ ،‬سيتخصص المختبر‪ ،‬ال��ذي‬ ‫سيستفيد من خبرة مراكز البحوث التابعة‬ ‫لجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬في علم‬ ‫األوبئة واألمراض المعدية‪ ،‬وعلم األحياء‬ ‫الدقيقة (الجراثيم‪ ،‬الفيروسات‪ ،‬الطفيليات)‪،‬‬ ‫وعلم ال��وراث��ة الطبية‪ ،‬وعلم المناعة‪،‬‬ ‫وأم��راض السرطان‪ ،‬والتقنيات الحيوية‪،‬‬ ‫والمعلوماتية الحيوية‪.‬‬

‫الأعمدة الكهربائية بطنجة‪ :‬ا�ستهتار �إلى �أبعد احلدود‬

‫ما يميز كثيرا من المشاريع العمومية‬ ‫المنجزة بطنجة منذ انطالق برامج تأهيل‬ ‫المدن التي ظلت تطل برأسها تحت‬ ‫عناوين مختلفة من بينها “برنامج طنجة‬ ‫الكبرى ” ‪ ،‬حيث ظل العديد من المنجزات‬ ‫محاطا بعالمات استفهام حول كيفية‬ ‫تدبير الصفقات‪ ،‬وكذلك إنجاز نوعية‬ ‫األشغال التي تظل ناقصة بل مبتورة‬ ‫ومشوهة تحمل بصمات اإلدان��ة تجاه‬ ‫الجهات التي تشرف عليها في مختلف‬ ‫المجاالت المتعلقة بتدبير الشأن المحلي ‪.‬‬ ‫وسنقتصر هنا على عرض مثال حي مجسد‬ ‫حاليا في األش��غ��ال الخاصة باستبدال‬ ‫أعمدة اإلنارة العمومية بأخرى في عدد‬ ‫من الشوارع بطنجة‪ ،‬والتي أبانت عن‬ ‫ارتباكها في مختلف المراحل بسبب إسناد‬ ‫تنفيذها إلى مقاوالت غير مؤهلة‪ ،‬بل‬ ‫ال تدري أدنى أبجديات العمل المهني‬ ‫المحترف‪ ،‬وخصوصا في الجانب المتعلق‬ ‫بجودة األشغال‪ ،‬واحترام شروط السالمة‬ ‫من األخطار‪ ،‬حيث تظل تشتغل بكيفية‬ ‫عشوائية تثير الشكوك‪ ،‬مما يكشف عن‬ ‫غياب مقاوالت فعلية تستوفي المعايير‬ ‫القانونية والتقنية‪ ،‬كما أن مجريات‬ ‫األمور تبين أن معظم العمال المعتمدين‬ ‫يكونون مجرد مياومين أو”عطاشة”‬ ‫يسخرون من ط��رف إح��دى المقاوالت‬ ‫المرتبة في آخ��ر حلقة لسلسلة عقود‬ ‫المناولة‪.‬‬ ‫وغالبا ما تكون أشغالها مضطربة‪ ،‬بحيث‬ ‫ال تستقر على ح��ال‪ ،‬وتظل في النهاية‬ ‫ناقصة‪ ،‬مما يؤثر على بنية الشوارع‬ ‫واألرص��ف��ة ويتسبب ف��ي عرقلة حركة‬ ‫المرور وتساقط مستعملي األرصفة جراء‬ ‫تعرضهم لحوادث السقوط والتعثر وسط‬ ‫الحفر أو االصطدام بالحواجز والمطبات‬ ‫الناتجة عن عدم التخلص من مخلفات‬ ‫األشغال وإصالح األعطاب وإعادة الحالة‬ ‫إلى ما كانت عليه ‪..‬‬ ‫وبالرغم من ذلك المشهد اليومي الذي‬ ‫يمكن الوقوف عليه هنا وهناك‪ ،‬يظل‬ ‫المسؤولون غير مبالين بهذه القضية‬ ‫ال من قريب وال من بعيد‪ ،‬مما جعل‬ ‫مصير المدينة معلقا بيد هذا النوع من‬ ‫المقاوالت التي ال تزيد الطين إال بلة‪ ،‬كما‬ ‫تساهم في تبذير المال العام ومراكمة‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬

‫وضعت المصالح األمنية بمدينة طنجة ليلة األربعاء الماضي‪ ،‬حدا لشخصين في‬ ‫الثالثينيات من العمر متحوزين لكمية مهمة من األقراص المخدرة ‪.‬‬ ‫العملية األمنية اعتمدت على معلومات ومراقبة ثم مداهمة سريعة للمعنيين‬ ‫حينما كانا يتواجدان في أحد المقاهي وسط المدينة في انتظار السيارة التي‬ ‫ستقلهما إلى مدينة الرباط حيث يقطنان‪.‬‬ ‫عملية تفتيش المعنيين أسفرت عن حجز ‪ 249‬قرص مخدر من مختلف األنواع ‪،‬‬ ‫وكذا هاتفين نقالين‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫مفت�ش �شرطة ي�صاب بـ «فريو�س كورونا»‬

‫أفادت التحاليل المخبرية عن إصابة مفتش شرطة بفيروس «كوفيد ‪ ،»19‬ما‬ ‫تطلب وضعه في الحجر الصحي من أجل إخضاعه للعالجات الضرورية‪.‬‬ ‫المصاب‪ ،‬التابع لوالية أمن طنجة‪ ،‬أخضع للتشخيص الفيرولوجي وإجراء التحاليل‬ ‫المخبرية بعد أن أحس بأعراض جائحة‪ ،‬ما جعله يعرض نفسه على القسم‬ ‫الخاص بوباء كورونا‪ ،‬الذي رفع العينات الضرورية للتأكد من حالته الصحية‪ ،‬وفق‬ ‫البروتوكول الذي تبنته وزارة الصحة‪ ،‬ليتيبن أنه يحمل الفيروس المتجدد‪.‬‬ ‫وأكد المصدر ذاته‪ ،‬أن المصاب حالته مستقرة وال تدعو للقلق‪ ،‬موضحا أنه تم‬ ‫وضع جميع العناصر األمنية التي تعمل بالدائرة السابعة في الحجر الصحي حيث‬ ‫ينتظر أن يتم إجراء التحاليل الخاصة بفيروس ” كورونا ” لهم للتأكد من مدى‬ ‫إصابتهم بالفيروس‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫كورونا يعود �إلى �سجن طنجة‬

‫ال��دي��ون التي تثقل كاهل المدينة ‪..‬‬ ‫وغالبا ما يتم الوقوف على نماذج من‬ ‫العمال وهم يشتغلون في ظروف سيئة‬ ‫بلباسهم الشخصي لعدم توفرهم على‬ ‫بذلة العمل التي تمثل هوية الشركة أو‬ ‫الجهة التي تسخرهم ‪ ..‬بل ال يكون هناك‬ ‫أحيانا أثر للجهة المعنية بإنجاز األشغال‪،‬‬ ‫األمر الذي يصعب معه متابعة األشغال‬ ‫وتحديد المسؤوليات التي تظل بال بداية‬ ‫وال نهاية‪ .‬وكل ذلك يتم في إطار من‬ ‫التوافقات على صعيد مراكز القرار التي‬ ‫تريد تمرير صفقة من الصفقات بغض‬ ‫النظر عن النتائج الكارثية ‪..‬‬ ‫ففي ش��ارع ول��ي العهد أنجزت أشغال‬ ‫خالل فترة الحجر الصحي من طرف إحدى‬ ‫المقاوالت التي رك��زت في عملها على‬ ‫نصب األعمدة محل أخرى دون االهتمام‬ ‫بالكيفية وال باألجواء المحيطة بالفضاء‬ ‫المستهدف‪ ،‬حيث قامت بإحداث حفر‬ ‫عشوائية بطريقة بدائية كما يتجلى في‬ ‫هذه الصور من أجل تثبيت األعمدة من‬ ‫غير القيام في نهاية المطاف بتغطية‬ ‫الحفر وإعادة حالة الرصيف إلى ما كانت‬ ‫عليه‪ ،‬مما يشكل خطرا داهما يهدد سبيل‬ ‫مستعملي الرصيف الضيق‪.‬‬ ‫والمثال اآلخ��ر تجسده إح��دى الجهات‬ ‫المكلفة بالبستنة‪ ،‬والتي عملت في إطار‬ ‫عملها الخاص برعاية األشجار والنباتات‬ ‫على م��لء األح���واض المحيطة بجذوع‬ ‫األش��ج��ار الموجودة في ش��ارع الحبيب‬

‫بورقيبة بمخلفات األش��غ��ال الممتلئة‬ ‫بالحجارة واألتربة الملوثة بالغبار وبمادة‬ ‫اإلسمنت ب��دال م��ن استعمال األتربة‬ ‫الخاصة بالنباتات‪ ،‬مما يشكل خطرا على‬ ‫حياة تلك األشجار التي تصاب باألمراض‬ ‫المختلفة ‪ ،‬هذا فضال عما يشكله هذه‬ ‫العمل من استهتار بالمسؤولية واعتداء‬ ‫سافر على مقومات المرفق العام ‪..‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذه األشغال قد‬ ‫تمت أيضا خالل فترة الحجر الصحي‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعني أن القائمين عليها قد استبعدوا‬ ‫كليا وجود شيء اسمه الرقابة الذاتية‬ ‫أو الموضوعية‪ ،‬ألن من يقدم على هذا‬ ‫الفعل ال بد أن يكون مجردا من حس‬ ‫الضمير الخلقي والمهني‪ ،‬ومتيقنا من‬ ‫عدم وجود أي طرف سيسائله عن مثل‬ ‫هذا العمل اإلجرامي الذي ينطوي على‬ ‫الغش والتدليس والتالعب بالمصلحة‬ ‫العامة‪ ،‬مما يدعو إلى فتح تحقيق حول‬ ‫الجهة المتورطة في هذه الفضيحة‪ .‬فهل‬ ‫يتعلق األمر بجهة تمثل الجماعة الحضرية‬ ‫المسؤولة عن تدبير هذا الملف‪ ،‬أم أن له‬ ‫عالقة بسلوك عدواني قام به طرف ما‬ ‫للتخلص من نفاياته بدال من نقلها إلى‬ ‫المطرح العمومي ؟‬ ‫فإلى متى سيستمر اإلصرار على التضحية‬ ‫بمصالح طنجة لفائدة ه��ذا النوع من‬ ‫ال��م��ق��اوالت التي ال يمكن وصفها إال‬ ‫بالمهزلة ‪ ..‬؟‬ ‫المكتب المركزي لرابطة الدفاع‬ ‫عن حقوق المستهلكين‬

‫أفادت إدارة السجن المحلي “طنجة ‪ ”1‬بأن حاالت اإلصابة بفيروس كورونا‬ ‫المستجد التي تم تسجيلها بالسجن‪ ،‬البالغ عددها ‪ 29‬حالة‪ ،‬كلها في صفوف‬ ‫الوافدين الجدد‪.‬‬ ‫وفي ارتباط ب��اإلج��راءات االحترازية المتخذة لمنع انتشار وب��اء كوفيد‪-19‬‬ ‫بالمؤسسة‪ ،‬فإن السجناء الوافدين عليها يتم عزلهم بشكل تام عن باقي النزالء‬ ‫السجنية في جناح خاص‪ ،‬ويتم إخضاعهم جميعا لالختبار الخاص بفيروس كورونا‬ ‫المستجد’‪.‬‬ ‫وأش��ارت إلى أنه خضع لهذا االختبار ‪ 46‬وافدا جديدا جاءت نتائج ‪ 29‬منهم‬ ‫إيجابية‪ ،‬ليتم إخضاعهم الختبار ثان أسفر عن تأكد إصابة ‪ 20‬فقط‪ ،‬مبرزة أنه‬ ‫سيتم نقل السجناء المصابين إلى المستشفى العمومي إلخضاعهم للبروتوكول‬ ‫العالجي المعمول به من طرف السلطات الصحية‪.‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫�إ�سائق �سيارة �أجرة لقي حتفه ب�سبب كورونا‬

‫توفي زوال يوم األربعاء الماضي سائق سيارة األجرة من الصنف الصغير على إثر‬ ‫إصابته بفيروس كورونا‪.‬‬ ‫الهالك المسمى قيد حياته (أ‪ .‬إ) البالغ من العمر حوالي ‪ 61‬سنة‪ ،‬متزوح وأب‬ ‫ألربعة أبناء‪ ،‬قد نقل ليلة األحد الماضي‪ ،‬حيث نُقل إلى قسم اإلنعاش بمستشفى‬ ‫محمد السادس بطنجة بعدما ظهرت عليه عالمات كوفيد ‪..19‬‬ ‫وتبعا لذلك قررت إدارة المستشفى وضع السائق المعني رهن تدبير الحجر‬ ‫الصحي في انتظار ظهور نتائج التحاليل المخبرية التي خضع لها قبل أن يلقى‬ ‫حتفه متأثرا بمضاعفات اإلصابة‪ ،‬كما تم وضع أسرة الضحية تحت تدبير الحجر‬ ‫الصحي المنزلي‪...‬‬ ‫للعلم‪ ،‬فجل سائقي سيارات األجرة بطنجة أصبحوا يشتغلون دون تدابير احترازية‬ ‫ودو ارتداء الكمامات‪!!..‬‬ ‫‪ooo‬‬

‫ت�سجيل �إ�صابة ثالثة عنا�صر باحتاد طنجة‬

‫أبلغ نادي اتحاد طنجة الرأي العام أن المسحة الطبية التي أجريت على كل‬ ‫مكونات الفريق للكشف عن فيروس كورونا جاءت ثالثة منها إيجابية‪.‬‬ ‫ويتعلق األمر‪ ،‬وفق بالغ صادر عن النادي‪ ،‬بموظفين بالفريق المكلفين باألمتعة‬ ‫والعب من الفريق األول‪.‬‬ ‫يذكر أن النادي كان يتابع استعداداته الستئناف مباريات البطولة رغم إصابة‬ ‫أحد أفراد النادي بفيروس كورونا‪ ،‬فيما أرسلت جامعة “لقجع” خبيرا نفسيا لدعم‬ ‫العبي الفريق‪.‬‬ ‫وعلمنا أن عبد اهلل ناصر المعروف في األوساط الكروية الطنجاوية بعبداهلل‬ ‫«الحمير» المكلف باألمتعة قد شفي بعدما غ��ادر يوم أول أمس الخميس‬ ‫المستشفى الميداني بغابة ميريكان بطنجة‪..‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫امللحق الثقايف‬ ‫والفني‬

‫عن «�إ�شارات الياقوت» �أحكي‬ ‫دراسة تحليلية‬ ‫‪ -‬عبد السالم المامون‬

‫استهالل‪:‬‬

‫هل استنفذ «عبداللطيف بن يحيى» جميع أوكسجين طنجة؟‬ ‫مستعيرا قول الروائي «يوسف إدريس»‪« :‬إن األوكسجين الموجود‬ ‫في العالم العربي ال يكفي كاتبا واحدا»‪.‬‬ ‫مبرر هذا السؤال‪ ،‬اإلصدار الجديد لــ «عبد اللطيف بن يحيى»‬ ‫والموسوم بــ «إشارات الياقوت»‪ ،‬جاء خلوا من أي مؤشر جنسي أو إشارة‬ ‫إلى أنواعية المنجز‪.‬‬ ‫وإلزالة الكثافة الحاجبة التي يشكلها المتن‪ ،‬سنستعين ببعض‬ ‫األدوات المنهجية‪ ،‬لفك شيفراته الملغزة‪ ،‬وإزالة لبس اختالط األنواع‬ ‫أو اجتراح أنواع جديدة ‪.‬‬ ‫وإضاءة مساحة مظلمة عن المرجعيات الثقافية للكاتب ومحاولة‬ ‫استنطاق مثنه «إشارات الياقوت» أمام غياب مثنه العام‪.‬‬

‫‪ .1‬في النص المحيط لـــ «إشارات الياقوت»‪:‬‬

‫يظهر من مجموع عناصر الغالف‪ ،‬غياب العبارة التجنيسية أو‬ ‫المؤشر الجنسي؛ وفي محاولتنا لإلجابة عن تساؤالت كثيرة‪ ،‬سنعمل‬ ‫على استكناه األبعاد الظاهرة والخفية لمجموع عناصر «المناص»‪.‬‬ ‫هناك إشارة يتيمة في (ص‪ )4‬وثنية الغالف الخلفي عبارة «الشاعر»‪،‬‬ ‫تنم على أن الكاتب يبدع ضمن جنس الشعر‪ ،‬كما يمكن التقاط إشارات‬ ‫أخرى‪ ،‬حينما نرى صدور ديوانين متباعدين زمنيا‪:‬‬ ‫• أعاصير الحزن والفرح ‪1973‬‬ ‫• األسوار ‪1984‬‬ ‫• إشارات الياقوت ‪2019‬‬ ‫إلى ماذا يلمح ‪/‬يشير الكاتب أمام غياب هوية تصنيفية للنص؟ ما‬ ‫المقصود بهذا التضليل التجنيسي؟ هل يمكن اعتبار «العنوان هوية‬ ‫للنص والتميز له عن باقي النصوص»؟ كما يقول بارت‪.‬‬

‫‪ .2‬في هوية «إشارات الياقوت»‪:‬‬

‫متى كان النص يمارس ضغطه على القارئ‪ ،‬تكون االستجابة‬ ‫ضاربة في التشويق واإلثارة‪ ،‬وهذا ما صرح به «ليسنغ» حيث يقول‪:‬‬ ‫«ينبغي أال يكون العنوان مثل قائمة األطعمة‪ ،‬فعلى قدر بعده عن كشف‬ ‫فحوى الكتاب تكون قيمته»‪.‬‬ ‫إن نص «إشارات الياقوت» نص مفعم بالمعنى‪ ،‬وال يضطر إلى‬ ‫اإلعالن عن هويته إال بعد إتمام اإلشارة المائة‪« ،‬فاإلشارة أخفى من‬ ‫خفاء الرمز»‪ ،‬وال تعطي معناها من أول نظرة‪.‬‬ ‫قالت لي‪:‬‬ ‫ إذا سلكت إلي‬‫وركبت وهمك أنك السالك‬ ‫فأنت هالك‪..‬‬ ‫وإذا عبرت بزهدك في اشتغالي بك‬ ‫وبزهدي في انشغالك‬ ‫أكن لك‪ .‬ص ‪152‬‬ ‫ال يمكن العبور إال باالتحاد بالنص وبالفناء فيه وفيك‪.‬أما أن تكون‬ ‫السالك دون إمام تهتدي به‪ ،‬فأنت هالك عن إدراك المعنى الحقيقي‬ ‫للتجليات‪.‬‬

‫إن المعاناة والمكابدة التي يعانيها الكاتب‪ ،‬تربأبنفسها عن‬ ‫االنصياع إلى تصنيف تجنيسي‪ ،‬إنها تحاول الترفع عنه وخلق عوالم‬ ‫إبداعية أكثر إشراقا وصفا ًء مما هو عليه‪،‬أليس الشعر رؤيا ممتعة تعبر‬ ‫عن حاالت انفعال الوعي البشري‪)1(.‬‬ ‫وقالت لي‪:‬‬ ‫ ال تلمني‬‫إذا اختفى مني ظاهري‬ ‫ورحلت‬ ‫حتى يتوحد ظاهري بجوهري‪.‬‬ ‫وأنا لروحك‬ ‫ولست لقلبك‬ ‫وأنا لجوهرك‬ ‫ولست لظاهرك‪ .‬ص ‪58‬‬ ‫إنه نص مخاتل يحتفي بالروح وبالجوهر‪ ،‬يعبر عن أعماق وأسرار «ال‬ ‫يمكن العبارة عنها على التحقيق‪ ،‬بل تعلم بالمنازالت والمواجيد»(‪)1‬‬ ‫وتفهم عن طريق الذوق والكشف‪.‬‬ ‫إن إش��ارات «عبداللطيف بن يحيى» متمنعة وصعبة المراس‪،‬‬ ‫وتتأبّى عن االنقياد واالنصياع للحدود والخصائص المائزة للجنس‬ ‫األدبي‪.‬‬

‫‪ .3‬في التجليات‪:‬‬

‫لقد ابرم الكاتب عقدا مع القارئ بإعالن هوية إشارته أنها «تجليات»‪.‬‬ ‫«فتركت للقارئ مهمة تخير التصنيف الذي تمليه عليه قراءته الواعية‬ ‫بقوانين «تشكل األنواع» »(‪.)2‬‬ ‫قالت لي‪:‬‬ ‫ الحبيب من أصابك بالبلوى‬‫وليس من أغراك بالسلوى‬ ‫والمولى من جافاك‬ ‫وليس موالك من عافاك‪ .‬ص ‪54‬‬ ‫يبدو النص في عمقه‪ ،‬يشير إلى تكسير بنية ما‪.‬تكسير «سمت»‬ ‫واستبدال بدائل ببدائل»(‪)2‬؛ استثمار أفق لغوي أكثر كثافة وإيغاال في‬ ‫نحت نهج «ذوقي» مغاير‪ ،‬مبني على التناقض‪،‬‬ ‫أليس الحبيب من أصابك بالبلوى؟‬ ‫أليس المولى من جفاك؟‬ ‫فالحبيب هو من يتكشف‪/‬يتجلى لك في خضم غير موسوم بالرتابة‬ ‫والهدوء‪ ،‬بل سلواه في ابتالئك بعدوى الحب و«العرفان»؛ والمولى من‬ ‫كانت معافاته في جفائك للشهوات والمالذ وخرق العادات(‪ ،)3‬خرق قائم‬ ‫على «التضليل التجنيسي» والعمل على محو الحدود‪:‬‬ ‫• من ‪ ---‬الذات‪ :‬ال تطلبني في الصحو‬ ‫ألن صحوك ابتالء بغيري‪ .‬ص‪7‬‬ ‫• إلى‪ ---‬الروح‪ :‬سيرميك الصحو في الغياب‬ ‫فادخل من باب الحيرة‬

‫إلى حضرتي‬ ‫ألنك في صحوك لن تراني‪ ،‬ص‪46‬‬ ‫تضليل يتغيا إدراك «اإلشارة المدفونة في العبارة» كما قال أبو‬ ‫حيان التوحيدي؛ ويجعل البوح مغامرة محفوفة بالمخاطر‪.‬‬ ‫إن «الصحو» يستدعي حضور وسيط‪ ،‬ال ينفك يجادلك حول الفهم‬ ‫الحقيقي لمعنى النص‪« ،‬سيرميك الصحو في الغياب»‪ ،‬غياب المعنى‬ ‫الحقيقي لقصدية اإلبالغ مع التأثير‪...‬‬ ‫فباب الحيرة مشحون باللذة والثراء والتعقيد والتوتر «الذي يجعل‬ ‫نصا ما في مواجهة قصوى مع الترسيمات التي تضع الحدود»(‪)4‬‬ ‫قالت لي‪:‬‬ ‫ الفهم انحباس المعنى في اليقين‬‫والوهم شرود الفهم في المعنى‬ ‫فاطرق باب االحتمال‬ ‫أكن دليل حيرتك‪ ،‬ص‪61‬‬

‫‪ .4‬أهذا كل ما هنالك؟ على حد تعبير ر‪.‬بارت‪:‬‬

‫كيف يمككنا بهذه اإللماعات واإلضاءات القصيرة‪ ،‬والتي تمدنا‬ ‫بإشارات حافلة بالتجارب الدالة أم نتركها تنساب وبسهولة؟أليست‬ ‫«الشذرة» ومضة منكسرة‪ ،‬وقطعة من ّ‬ ‫«كل» كما يحددها معناها‬ ‫اإليتيمولوجي؟(‪)5‬‬ ‫أصبحت «الشذرة» نقطة تقاطع بين الشعر والنثر(‪ ،)6‬فمنطقها‬ ‫هو تذويب الحدود والتمرد على القيود والقواعد(‪ )7‬واالنفالت من كل‬ ‫تحديد‪ ،‬ألنها دائما منذورة للتماهي؛وطموحها نشدان غياب النوع أو‬ ‫الخضوع لمقتضياته(‪.)7‬‬ ‫كما أن هذا «الشكل األدبي» يرفض التعامل مع كل ما هو متداول‬ ‫ومتوقع؛ إنه مغامرة في اتجاه القلق والخلخلة وصدمة اليقين‪.‬‬ ‫‪ - 1.4‬نصوص «إشارات الياقوت»تخلو من العنونة الداخلية‪ ،‬وهو‬ ‫ما يربك مهمة الولوج إلى عالم النص‪ ،‬ويجعل مهمة التحليل والتأويل‬ ‫على مستوى كبير من التعقيد‪.‬‬ ‫إذ اكتفى باإلشارة ورقمها‪ ،‬محتلة مكانا وسط الصفحة‪ ،‬تكرس لغة‬ ‫الصمت ومتابعة اإلشارات‪ ،‬أن «إشارات الياقوت» لن تنتهي إال في حدود‬ ‫اإلشارة المائة؛ ومجموعها يشكل النص األكبر‪.‬‬ ‫كما تتراوح مجموع اإلشارات المائة بين الطول والقصر؛ فاإلشارة‬ ‫األولى تتكون من خمسة أسطر ومقطع واحد‪ ،‬ابتدأ بعبارة حوارية‪ :‬قالت‬ ‫لي‪)8(.‬‬ ‫أما باقي اإلشارات تحتوي على مقطعين أو ثالثة‪ ،‬ومجموع أسطر‬ ‫بين ‪ 4‬و‪ 5‬و‪،6‬؛ وكلما كان المقطع قصيرا‪ ،‬كلما ارتفع منسوب التكثيف‬ ‫به‪.‬‬ ‫وقالت لي‪:‬‬ ‫ اطلبني باإلشارة‬‫وال تطلبني بالعبارة ص‪30‬‬ ‫وقالت لي‪:‬‬ ‫ بداية بدايتي فيد انتهاء‬‫ونهاية بدايتي اشتهاء ص‪18‬‬

‫تتمة (ص ‪)13‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫حوار مع‬

‫الفنان املغربي‬

‫�إدري�س الروخ‬ ‫‪m‬‬

‫اجلزء الثاين‬ ‫حاوره ‪:‬‬

‫عبد اإلله المويسي ‪ -‬محمد إمغران‬

‫‪ l‬هناك شبه طالق بين السينما المغربية والرواية‬ ‫المغربية‪ .‬ما سر هذا التباعد بين الجنسين عندنا‬ ‫بالمغرب؟‬

‫ال يخفى على المهتم بالشأن السينمائي أن هناك عالقة جدلية‬ ‫بين الرواية والفيلم السينمائي‪..‬عالقة ذات أبعاد فنية‪ ،‬اجتماعية‬ ‫ثقافية‪ ..‬إنسانية‪ ..‬توطد مفهوم الخيال والتعبير بالصورة وتسليط‬ ‫الضوء على قضايا معينة وأحاسيس وقصص بأرضية صلبة ينخرط‬ ‫فيها الكاتب ‪ /‬الروائي والكاتب ‪ :‬السيناريست‪ ..‬والمخرج‪ ..‬وبالتالي‬ ‫نمنح السينما تصورًا متكاملاً عن العملية اإلبداعية في رسم‬ ‫مالمحها كتابيًا قبل أن نحولها بلقطات وصور وعوالم مشكلة‪..‬‬ ‫وق��د نرجع قليال لنتحدث عن األدب والمسرح في مواجهة‬ ‫واقتحام اللغة السينمائية من خالل كتابات بعينها لمؤلفين اشتغلوا‬ ‫قبل ظهور السينما‪ ،‬ومع ذلك كانت أعمالهم مهيأة تقنيًا لتحول‬ ‫إلى سيناريوهات وتشكل في أعمال كبيرة وخالدة‪ ..‬يكفي أن نذكر‬ ‫شكسبير لنقف مشدوهين لسحر عالمه الذي يبهر قراءة قبل أن‬ ‫تشاهده على خشبة المسرح‪ ،‬وتأسر بعد ذلك عندما يتحول إلى‬ ‫الشاشة الكبيرة‪..‬‬ ‫أعمال كثيرة تحولت إلى السينما مسرح‪ ،‬رواية‪ ،‬قصة قصيرة‪..‬‬ ‫معزوفة‪ ..‬إلخ‪ ..‬إن ذلك يعتبر أمرًا مهمًا وطبيعيًا‪ ..‬بل إن االشتغال‬ ‫على نص لكاتب ما‪ ..‬هو في حقيقة األمر اشتغال على أجواء مرسومة‬ ‫بطريقة تفتح لك شهية الدخول إلى فضاء شخصيات أكثر اتزانا‬ ‫وأقوى تكوينا‪ ..‬وأبلغ تعبيرا‪..‬‬ ‫في الرواية كما في المسرحية‪ ،‬البناء الدراماتورجي يحيلك إلى‬ ‫الزمن والمكان والحدث‪ ،‬ويبعث لك إشارات االختزال تارة أو اإلسهاب‬ ‫تارة أخرى ‪..‬‬ ‫والحقيقة‪ ،‬إن الفيلم يستفيد كثيرا من الرواية‪ ..‬كما أن الرواية‬ ‫تستفيد من انتشار الفيلم ومن إشعاعه ومن سحر صوره‪..‬‬ ‫وكل األعمال التي اعتمدت على الرواية (‪ )..‬إن تحولت كتابة‬ ‫وإخراجًا بشكل جيد ‪ -‬تجد أثرا بالغا لدى الجمهور والنقاد والمهتمين‬ ‫عامة ‪..‬‬ ‫صحيح أن السينما المغربية تبقى محدودة االشتغال على النص‬ ‫الروائي أو المسرحي‪ ،‬ولكن األعمال التي تعاملت بشكل مباشر مع‬ ‫الرواية تبقى في مجملها ذات صبغة خاصة وفي مناسبات قليلة جدا‬ ‫كتلك التي اشتغلت على سنوات الرصاص أو بعض األعمال التي‬ ‫أخذت التاريخ أرضية لها‪..‬‬ ‫وعمومًا يجب االعتماد أكثر على النص األدبي والمسرحي لما‬ ‫فيه من عوالم وأرضيات تستحق أن تحول سينمائيا‪..‬‬

‫‪ l‬نقابيا‪ ،‬هل تجد أن الممثل المغربي وصل إلى‬ ‫الحد الذي يعتبر فيه حقوقه مصانة؟‪ ‬‬ ‫منذ أكثر من خمس وعشرين سنة واالنشغال النقابي يستمر‬ ‫في تحدى الصعاب وتخطي األزمات النقابية التي عرفت فتورا أحيانا‪..‬‬ ‫وانتعشت أحيانا أخرى بفضل مجموعة من األسماء الفنية التي أخذت‬ ‫على عاتقها قضايا الفنان المغربي‪ ..‬واستطاعت أن تلج قبة البرلمان‬ ‫من أجل المطالبة تغيير ووضع قوانين منظمة ومهيكلة لمهن‬ ‫الفنان المغربي ‪..‬صحيح أن الحلم بدأ يتحقق في خلق التوازن النقابي‬ ‫واالجتماعي والوضع االعتباري للفنان‪ ..‬صحيح أن هناك بطاقة تعترف‬

‫بمهنة الفنان‪ ..‬وهناك قانون مؤطر‪ ..‬وهناك تعاضدية‪ ..‬ولكن‬ ‫الكل يعرف أنه منذ سنوات والفنان المغربي يعيش على هامش‬ ‫المهن األخرى التي وضعت لنفسها مكانا بارزا مكنها من تطوير‬ ‫آليات الدفاع عن حقوقها وانتفضت نقابيا من أجل الرفع من سقف‬ ‫المطالب المستحقة‪..‬‬ ‫الفنان المغربي يحتاج أيضا ألن تسلط عليه األضواء بنصوص‬ ‫قانونية تحمي حقوقه وتطور مطالبه وتنصفه وتجعله ينعم‬ ‫باستقاللية مادية ومعنوية وحقوقية‪..‬‬ ‫يكفي أن ماحدث مؤخرا في زمن كورونا‪ ..‬أب��ان عن ثغرات‬ ‫حقيقية في صيغ التعامل مع وضع الفن والفنانين‪ ..‬وعاش العديد‬ ‫من صناع الفرجة مأساة على مستوى مادي أوال‪ ..‬فليس هناك أي‬ ‫وسيلة إلنقاذ ماء الوجه‪ ..‬وليس هناك فرص للشغل‪ ..‬وليس هناك‬ ‫تعويضات وتحفيزات‪..‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬أصبح الفنان هدفا تطلق عليه سهام السب والشتم‬ ‫واإلساءة بسمعته وتكفيره‪..‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬لو كان هناك قانون لحماية الفنان من نكبات الزمن‬ ‫وتقلبات الدهر‪( ..‬قانون يمكنه في حالة عدم وجود شغل أن‬ ‫يحظى بمساعدة مالية (كمنحة) من صندوق جهوي تمكنه‬ ‫من اجتياز شدته لفترة معينة تحدد في ستة أشهر أو سنة‪،‬‬ ‫وبعد أن يعود إلى عمله تتوقف المنحة وفي نفس الوقت‬ ‫يكون هو مساهما في هذا الصندوق باقتطاعات جزئية‬ ‫متحكم فيها من خالل العقد الذي يربطه مع الشركة‬ ‫المنتجة للعمل أو غيره)‪.‬‬

‫‪ l‬كيف تقيم ح��ض��ور السينما‬ ‫المغربية في المهرجانات الدولية‪ ،‬على‬ ‫مستوى قيمة وحجم التمثيلية‪ ،‬وعلى‬ ‫مستوى التتويج؟‬ ‫السينما المغربية‪ ،‬بالرغم من كونها‬ ‫تصارع طواحين الهواء وتتخبط في مشاكل‬ ‫لوجيستيكية وأخرى تنظيمية‪ ..‬وبالرغم من‬ ‫كونها تعيش العزلة في مواجهة اإلمكانيات‬ ‫المادية الغير متوفرة لها بالقدر الذي يضمن‬ ‫لها مساحة عمل مريحة‪ ..‬وبالرغم من‬ ‫الخناق المفروض عليها بطريقة غير مباشرة‬ ‫(اجتماعيًا ‪ ،‬سياسيًا‪ ،‬ماديًا‪ ،‬تعبيريًا‪..‬‬ ‫إل��خ‪ )..‬في التواصل مع المواضيع‬ ‫بصيغ مختلفة في أبعاد نفسية‬ ‫وأخرى استيتيقية أو تاريخية (‪،)...‬‬ ‫بالرغم من كون محدودية صاالت‬ ‫العرض‪ ..‬وقلة المترددين عليها‬ ‫كما ك��ان ال��ش��أن ف��ي السبعينات‬ ‫والثمانينات من القرن الماضي‪ ..‬بالرغم‬ ‫من كل هذا‪ ،‬فهي حاضرة بقوة في جل‬ ‫الملتقيات السينمائية‪ ..‬حضورًا متميزًا‬ ‫مكنها من إثارة االنتباه وأصبحت تحظى‬ ‫باهتمام من طرف العديد من الشركاء‬ ‫على مستوى اإلنتاج المشترك أو التوزيع‬ ‫(أحيانا) أو البث في قنوات خاصة‪..‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫إدريس الروخ‪ ،‬مخرج «ديما جيران» و«صفي‬ ‫تشرب» و«دارالغزالن» وغير ذلك من األعمال‪ ..‬هو‬ ‫فنان مغربي من الطراز العالي‪ ،‬يتزامن حوارنا معه‬ ‫وعيد ميالده الذي يصادف ‪5‬يوليوز‪ ،‬ليناهز عمره‪،‬‬ ‫يوم األحد الماضي‪ 52 ،‬سنة‪ ،‬أي رحلة عمرمليئة‬ ‫بالمغامرة والكفاح والمثابرة والصبر‪ ،‬عشقا لفن‬ ‫التمثيل الذي يجري في دمه مجرى الدم من العروق‪،‬‬ ‫مما جعله يفرض نفسه بقوة في الساحة الفنية‬ ‫المغربية‪ ،‬ويجمع بين التمثيل واإلخراج واإلنتاج‪...‬‬


‫ال�شمـال‬

‫إن السينما المغربية التي مرت بضروف صعبة تجدها اليوم على‬ ‫مستوى فردي تقدم صورة مهمة عن اإلبداع المغربي في مهرجانات‬ ‫كبرى‪ ،‬صحيح أننا ال زلنا لم نسجل حضورا حقيقيا في أهم المواعيد‬ ‫السينمائية أو الفوز بجوائز ذات اعتراف دولي‪ ..‬ولكن نبقى في حدود‬ ‫الممكن نقدم مشاركات مشرفة‪ ..‬وأحيانًا في مهرجانات أخرى‬ ‫نسجل الفارق ونفوز بجوائز قيمة‪...‬‬ ‫إن السينما المغربية التي خلقت رواجا إبداعيا وفرجويا‪ ،‬وساهمت‬ ‫بشكل أو بآخر في فتح أبواب المعاهد السينمائية في وجه العديد من‬ ‫عشاق الفن السابع‪ ،‬الشباب الراغبين في دخول هذا العالم السحري‬ ‫المبهر‪ ..‬وبالرغم من حداثة زمن االهتمام بذلك بالمقارنة مع من‬ ‫يقارب ثقافتنا أو يختلف عنها‪..‬‬ ‫إننا في وقت ذي أهمية قصوى وبوعي فني وإبداعي‪ ..‬يؤهلنا‬ ‫لتنظيم صفوفنا وتوحيدها‪ ،‬واالبتعاد عن األنانيات المقلقة‬ ‫والتناحرات اللسانية‪ ..‬من أجل إب��راز مكانة السينما المغربية‬ ‫والدخول في صفوف الكبار والتتويجات التي ستجعلنا في المقدمة‬ ‫وتسلط علينا أضواء الصناعة السينمائية المؤثرة‪.‬‬

‫‪ l‬ماذا عن مصيبة «القرصنة»‪ ،‬هل يمكن اعتبارها‬ ‫عائقا حقيقيا أمام تشجيع اإلنتاج السينمائي ببالدنا؟‬

‫سؤالك يحيلني عامة على حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬ ‫والتي تشكل عائقا كبيرا من أجل الرقي بمستوى الفنان المادية‬ ‫ومستوى اإلنتاج الفني بشكل خاص ‪..‬فنحن لحد اآلن الزلنا ال تتوفر‬ ‫على حقوق تضمن لنا الشق المعنوي والشق المادي‪ ..‬وبادلنا في‬ ‫انتظار خروج مشروع حقوق المؤلف والحقوق المجاورة حيز التنفيذ‬ ‫بطبيعة الحال (ونرجو ذلك‪ ،‬أن تكون هناك استشارة تقنية وفنية مع‬ ‫الهيآت والمنظمات والنقابات األكثر تمثيلية للمهن الفنية‪.‬‬ ‫فهذا الموضوع وبجانبه وبنفس القدر من الخطورة القرصنة‬ ‫التي ساهمت وبشكل مقزز في تمييع القطاع وعدم ترتيب بيته‬ ‫سواء تعلق األمر بالغناء أو باألعمال الدرامية التلفزيونية وباألخص‬ ‫السينمائية‪..‬‬ ‫والقرصنة هي أحد عوامل تأخر قطار الصناعة الفنية بالمغرب‬ ‫وأحدث فوضى أربكت سوق التعامالت الفنية وعطلت حركة اإلنتاج‪..‬‬ ‫وأصبحت بالفعل عائقا يحول والصناعة السينمائية‪ ..‬وبالرغم من‬ ‫عدة محاوالت لتشديد الخناق وتسييج القراصنة‪ ،‬مازال هناك فراغ‬ ‫قانوني لردع مرتكبي هذه الجرائم‪ ..‬فال ننسى أن عملاً فنيًا يشغل‬ ‫عددا كبيرا من مناصب الشغل‪ ،‬منها ما هو قار ومنها ما هو موسمي‪،‬‬ ‫منها ماهو مباشر وغير مباشر‪ ..‬وبالتالي الصناعة الفنية تساهم‬ ‫بشكل كبير في حل مشاكل اجتماعية واقتصادية وتنشط الحياة‬ ‫العامة للمجتمع‪ ..‬و تعمل على تشجيع االستهالك اليومي‪...‬‬ ‫لهذا‪ ،‬في نظري‪ ،‬يجب (خصوصا في عصر التكنولوجيا المتطورة)‬ ‫أن تحمى حقوق الفنان المادية والفكرية والمعنوية‪ ،‬وأن تحاصر‬ ‫جيوش القراصنة بقوانين رادعة‪.‬‬ ‫‪ l‬هل قيمة الدعم التي يحظى بها الفيلم‬

‫المغربي كافية في نظرك؟‬

‫اوال يجب أن نؤكد بان الدعم السينمائي هو الذي يحفظ ماء وجه‬ ‫السينما المغربية‪ ،‬بحيث عدد األفالم المدعم سنويا‪ ،‬والتي تستمر‬

‫‪t‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫في إنتاج الصورة وخلق فرجة سينمائية‪ ،‬برغم محدودية صاالت‬ ‫العرض وبرغم قلة اإلمكانيات المادية باألخص‪..‬‬ ‫منذ سنوات والدعم السينمائي يمثل حصة األسد‪ ،‬إن لم نقل‬ ‫يمثل الكل‪ ،‬في إنتاج ما نشاهده من أفالم مغربية ‪ -‬بخالف الندرة‬ ‫القليلة جدا ممن يعشقون مغامرة صناعة فيلم أو من هم بحاجة‬ ‫لصناعته لقضاء مآرب أخرى‪-....‬‬ ‫صحيح أن الدعم مر بمراحل عديدة من أجل تطوير آليات‬ ‫االشتغال على نشر الفيلم المغربي منذ إحداثه أول مرة سنة ‪1980‬‬ ‫ثم مراجعته سنة ‪ 1987‬ومن بعدها تعديله سنة ‪ ..2004‬ليتحول‬ ‫إلى تسبيق على االنتاج‪ ،‬ثم أيضا دعم كتابة السيناريو وتشجيع‬ ‫اإلنتاج المستقل عبر منح بعض األفالم دعما ماليا بعد االنتاج‪..‬‬ ‫وبالرغم من أن األف�لام المدعمة تصل أحيانا إلى أكثر من‬ ‫عشرين فيلمًا دون الحديث عن األفالم القصيرة واألفالم الوثائقية‪،‬‬ ‫فإن هذا لم يخلق رواجا فرجويا داخل القاعات السينمائية التي‬ ‫تراجع عددها من حوالي ‪ 247‬قاعة الى ‪ 57‬شاشة عرض‪ ،‬وبالتالي‬ ‫انخفض وبشكل كبير منذ الثمانينات عدد المتفرجين بالرغم من‬ ‫تزايد اإلنتاج‪ ..‬وهذه مسألة خطيرة جدا في كون الفيلم المغربي‬ ‫ال يصل إلى جمهوره‪..‬وبالتالي باق من الضروري ربط دعم الفيلم‬ ‫بدعم القاعة السينمائية وإحداث مركبات وفضاءات العرض بشروط‬ ‫تقنية عالية الجودة وخلق مايسمى بـ «قاعات القرب» في األحياء‬ ‫والبوادي والقرى النائية وتوزيعها على خريطة المملكة المغربية‬ ‫من أجل اإلشعاع السينمائي وفتح آفاق اإلنتاج وتشجيعه وتطوير‬ ‫مستواه‪..‬‬ ‫وفي نفس اإلطار يجب التفكير أيضا في مزيد من طرق‬ ‫الدعم السينمائي وبصناديق جهوية تركز على اإلنتاج‬ ‫السينمائي الجهوي لخلق المزيد من فرص الشغل‪،‬‬ ‫وأيضاً التفكير في دعم الفيلم األول وخلق بنية لدعم‬ ‫األفالم التاريخية وغيرها من صناديق الدعم التي‬ ‫تستطيع أن تجعل حركية السينما في المغرب‬ ‫موازية لما يحدث غير بعيد عنا‪.‬‬

‫‪ l‬هل عندنا في المغرب «كتاب‬ ‫سينما» بالمعنى الحِرفِي للكلمة؟‬

‫عامة المخرج في المغرب هو صاحب‬ ‫السيناريو أو صاحب فكرة الفيلم أو‬ ‫مشارك في كتابته‪ ..‬وهذه مسألة‬ ‫صحية من ناحية اختيار الموضوع‪،‬‬ ‫وت��ح��م��ل م��س��ؤل��ي��ت��ه منذ‬ ‫بداية الفكرة إلى خروج‬ ‫الفيلم في القاعات‬ ‫ا لسينما ئية ‪. .‬‬ ‫ب��ط��ب��ي��ع��ة‬ ‫ال��ح��ال‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫هذا ال يمنع أن يكون هناك تخصص في كتابة السيناريو الذي‬ ‫هو بحد ذاته لغة محددة بشروط تقنية وبمفردات ومصطلحات‬ ‫سينمائية‪ ،‬وفي نفس اآلن بخيال واسع بكتابة الصورة في بالغتها‬ ‫أكثر من وصف أدبي أو حوار مسرحي (ولكل جانب مما ذكرنا عالمه‬ ‫الخاص به)‪..‬‬ ‫هناك مخرجون ‪ /‬كتاب سيناريو مؤهلون لكي يصبحوا محترفي‬ ‫الكتابة إن رغبوا في ذلك وهم فعال لديهم اآلليات واألدوات التقنية‬ ‫والفنية واللغوية لكتابة السيناريو‪ ...‬لكنهم عامة تجدهم يكتبون‬ ‫ألنفسهم (وهذا حقهم) ويحضون فعال باهتمام كبير من طرف النقاد‬ ‫والمهتمين بالشأن السينمائي ويحصدون جوائز مهمة في مناسبات‬ ‫وطنية وأخرى دولية‪ ...‬وتجدهم بين حين وآخر يدرسون السيناريو‬ ‫في معاهد السينما العامة والخاصة للطلبة الراغبين في اقتحام هذا‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وهناك أيضا كتاب آخرون جاؤوا من الرواية أو المسرح وكتبوا‬ ‫أعماال متميزة (وهم قلة قليلة) وتميزوا في خلق عوالم بشخصيات‬ ‫ذات عمق نفسي وبقضا إنسانية‪ ..‬وربما ميوالتهم األدبية أو‬ ‫المسرحية ساعدتهم بشكل كبير في خلق صور‬ ‫سينمائية عن طريق كتابة السيناريو‪..‬‬

‫(يتبع)‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫تحَ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫اّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫احدا ت ال�ش ْم ِ�س‬ ‫�أ ِريد ِظل َو ِ‬

‫َت َرك ُْت َلهُ أْ َ‬ ‫مي َة‬ ‫ال ْم ِكن َة ا ْلق َِد َ‬ ‫َاهي‬ ‫َوالمْ َق ِ‬ ‫َت َرك ُْت َلهُ أْ َ‬ ‫ال ْص ِد َقا َء الْقُ َدا َمى‬

‫َوال َّن َدا َمى‬ ‫است َْغ َلقَ‬ ‫َك ْي َي ْأ ُخ َذ َع ْن ُه ْم َما ْ‬ ‫ِم ْن أَ ْس َر ِاري‪..‬‬ ‫ُرك ِْني يِف جْ َ‬ ‫ال ِري َد ِة‬ ‫َت َر ْكتُ هُ أِ َ‬ ‫ل ْو َه ِام ِه‬ ‫َو مْ ِالن ََّصات ا َّل ِتي َه َج ْر ُت َها‬ ‫َصا َر ُي َر ِّد ُد فيها‬ ‫َب ْع َ‬ ‫ض أَ ْص َد ِائي‪..‬‬ ‫َت َرك ُْت َلهُ ُك َّل شَ ْيءٍ‬ ‫ب َو ِاج ِعي‬ ‫َوا ْن َع َطفْ ُت مِ َ‬ ‫ن َْح َو ز َِاو َي ٍة يِف المْ َ ِدين َِة‬ ‫َل َع ِّلي ُأ َص ِاد ُف ِظ ِّلي‬ ‫َوأَ ْج ِل ُس َو ِحيد ًا‬ ‫وحي‪..‬‬ ‫ِبالْقُ ْر ِب ِم ْن ُر ِ‬ ‫َك ِر ْه ُت ِّ‬ ‫الظ اَل َل‬

‫ُ‬ ‫الكئيبة‬ ‫املرأة‬ ‫ُ‬ ‫تترك‬ ‫التى‬ ‫رها مرسل‬ ‫شَ ْع َ‬ ‫كالشائعات‬ ‫ِ‬ ‫ضجرا‬ ‫تتثاءب‬ ‫ً‬ ‫واجهت‬ ‫كلما‬ ‫ْ‬ ‫باردا‬ ‫صباحا ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫النافذة‬ ‫خلف‬ ‫ِ‬ ‫املرأ ُة ال َف ِض ُ‬ ‫يحة‬ ‫ً‬ ‫نائمة‬ ‫ً‬ ‫وجالسة‬ ‫ً‬ ‫وواقفة‬ ‫ً‬ ‫وراكضة‬ ‫ً‬ ‫وهاربة‬ ‫من الالشىء‬ ‫املرأة التى َت َرى‬ ‫وال ُترى‬ ‫ُ‬ ‫الطفلة‬ ‫العمر‬ ‫التى يكْ ُبر‬ ‫ُ‬ ‫على ضفائرها‬ ‫وال َتكْ ُبر‬

‫ا َّلتي يمَ ْ ِشي ِب َها وفيها‬ ‫يد ِظ ًّال َو ِاحد ًا‬ ‫ُأ ِر ُ‬

‫عبد السالم المساوي‬

‫تتَ َّ‬ ‫الش ْم ِس‪..‬‬ ‫حَ ْ‬ ‫ُك ْن ُت أَ ْح ِم ُلهُ َع َلى َك ِتف‬ ‫َك َص ْخ َر ِة ِس ِيزيف‬ ‫وسيقَى‪:‬‬ ‫ُأ َه ْد ِه ُد ُه مِ ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫( َل ْي ِلي َط ِويل‬

‫َما َع ْن ُدو ِن َها َية‪)...‬‬ ‫َو ُأل ِْق ُمهُ َح َّب ِات ِعن ٍَب ن َِاد ٍر‬ ‫ِم ْن ُب ْست َِاننَا ا ْل َع ِتيق‪..‬‬ ‫َي ْو َم َها‬ ‫َكان َِت َّ‬ ‫الش َو ِار ُع ِبأَ ْن َي ٍاب َب ِارز ٍَة‬ ‫اصي ِد َماء‬ ‫َو َكا َن َوا ْل َع َس ُس َم َّص ِ‬ ‫اح َة المْ ُقَا َو َم ِة‬ ‫َوأَنَا أَ ْع ُب ُر ِب ِه َس َ‬ ‫يح َت ْع ِز ُف يِف ال َّل ْي ِل‬ ‫َوال ِّر ُ‬ ‫َو ْص َل َة ا ْل َب ْر ِد َو جْ ُ‬ ‫وع‪..‬‬ ‫ال ِ‬ ‫َكا َن َو ْج ُههُ َك ِطفْ ٍل خَ ِائ ٍف‬ ‫اس ِت ْج َداء‬ ‫يِوف َع ْي َن ْي ِه أَل ُْف ْ‬

‫املر�أة التي‬

‫سامح محجوب‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ميا َب ْعد‬ ‫َع َّل ْمتُ هُ ِف َ‬ ‫َك ْي َف ُيفْ ٍر َغ ال ِْقنِّي َن َة‬ ‫الد ْو َر ِق‬ ‫يِف َّ‬ ‫ُدو َن أَ ْن َي ُثو َر ُب ْر َكا ُن َها‬ ‫َو َع َّل ْمتُ هُ َك ْي َف َي ُح ُّل‬ ‫ُم َعا َد َل ًة يِف حْ َ‬ ‫ال َياة‬ ‫ِبنُقُ ٍود َق ِل َي ٍلة‬ ‫َو ِب ْض ِع ُأ ْم ِن َّيات‬ ‫ي جْ ُ‬ ‫وع‬ ‫ير َب نْ َ‬ ‫َو َك ْي َف َي ِس ُ‬ ‫ال ُم ِ‬ ‫َو َ‬ ‫ال َي ْن َح ِني ألحد‪..‬‬ ‫َل ِكنَّه َغفَا َذاتَ َل ْي َل ٍة‬ ‫َو َرأَى يِف المْ َنَام‬ ‫دان‬ ‫أَنَّهُ َي ْخ ُط ُب يف المْ َ ْي ِ‬ ‫َصا َر ُك َّل َل ْي ٍلة َي ْح ُلم‬ ‫ف َل ْم َي ْب َر ْح ِو َسا َد َة ُ‬ ‫اجلنُون‬ ‫ِلذ َِلك َفه َو َما َيزَال‬ ‫ِإ َلى آْال َن‬ ‫َي ْخ ُط ُب يِف المْ َنَام!!‬

‫ُ‬ ‫املنفلتة‬ ‫كرصاصة طائشة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الناعمة كالسكني‬ ‫ُ‬ ‫الس ّي ُة كاملاءِ‬ ‫اخل ِ‬ ‫املرأ ُة الورد ُة‬ ‫العطر‬ ‫ترج َل‬ ‫إن َّ‬ ‫ُ‬ ‫الطرقات‬ ‫وسار فى‬ ‫ِ‬ ‫على َع َجلْ‬ ‫الناي‬ ‫إن بكى‬ ‫ُ‬ ‫سرا بالقُ َبل‬ ‫ً‬ ‫املرأ ُة ال َغزَلْ‬ ‫كم موعد‬ ‫أخل َفتْهُ‬ ‫أرسلت‬ ‫وكم‬ ‫ْ‬ ‫لت‬ ‫أج ْ‬ ‫وكم ّ‬ ‫خليل‬ ‫وكم‬ ‫ِ‬ ‫املجازات‬ ‫ِ‬ ‫أسرجت‬ ‫ْ‬ ‫وكم وكم‬ ‫أخبرتَ عنها‬ ‫ولم َتزَلْ‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫اجتاه القمــر‬

‫أغني عاليا ‪،‬بعد التزال يداي بليلة بالحب‪،‬‬ ‫مطلة على المدن الرائعة بداخلي‪،‬‬ ‫الشوارع اتجاه القمر‪،‬‬ ‫األسوار القديمة الحكيمة أوردتي‪،‬‬ ‫بقع ظل نجت من حرائق تجمع رمادها‪،‬‬ ‫وفوق الجسور العالية نداء زهرة‬ ‫اللون لها ‪،‬ال نظرة‪،‬‬ ‫تستفيق كلما أظهرتك‪،‬‬ ‫الشموس الحانية التمل سماعي‪،‬‬ ‫كل مكان يضحك حيثما تكن‬ ‫متاحف العصافير‬ ‫سواقي العطر‪،‬‬ ‫شجرة زيتون‬ ‫حقل قمح‬ ‫الغيم يهمس اآلن‪:‬‬ ‫هناك كائن بداخلنا مصفى كروح ‪.‬‬ ‫قلت ‪:‬ربما يحييني خارج الحياة ‪ ،‬يحدثني مثال عما نسيته‪،‬‬ ‫عمن يتناسل في سري ‪.‬‬ ‫ثمة من يحلم معي ‪،‬فلنعش قطرة‪،‬‬ ‫السماء غرفتنا ‪،‬وحدتنا‬ ‫في ظل الغياب اآلسر‪.‬‬

‫ريحانة بشير‬

‫عن «�إ�شارات الياقوت» �أحكي‬ ‫تتمة (ص ‪)9‬‬ ‫هكذا يتحدد «نظام الشذرة» عند «عبداللطيف بن يحيى»‪ ،‬ليغدو‬ ‫أسلوبا ينضح بالمعنى ويالمس حدود الالمفكر فيه «بعناصر تقوى على‬ ‫التقاط التوتر والحيرة‪...‬والعبور نحو الالمعنى»‪)8(.‬‬ ‫ولعل تكثير اإلشارات ضمن العناوين الفرعية‪ ،‬يحاول إلغاء «منطق‬ ‫العقل والنظر»(‪ )9‬وتكريس «منطق الذوق والكشف»(‪ )9‬وما «ال ينتهي‬ ‫ال يُعبر عنه إال بما ال ينتهي»‪)9(.‬‬ ‫وقالت لي‪:‬‬ ‫ الرؤيا جسر إشارتي‬‫وقنديل متاهاتي‬ ‫فادخل إلى رحاب المعنى‬ ‫وال ترتجي مني خالصا‬ ‫حتى تفنى‪ .‬ص‪15‬‬ ‫‪ 2.4‬إن نص «إش��ارات الياقوت» ينزاح في مناصه عن أصول‬‫العنونة وتحديداتها‪ ،‬و«لسبب من األسباب أهملت الثقافة العربية‬ ‫القديمة مسالة العنوان في الشعر‪...‬ومع ذلك عُوض‪ ...‬بصيغ بديلة‬ ‫تنهض بوظيفة مشابهة»(‪.)10‬‬ ‫أما اآلن فقد «أصبح على الدارس أن يراعي وظيفة العنوان في‬ ‫تشكيل اللغة الشعرية‪ ،‬ليس فقط من حيث هو مكمل ودال على‬ ‫النص‪،‬ولكن أيضا من حيث هو عالمة لها بالنص عالقات اتصال‬ ‫وانفصال معا»(‪)10‬‬ ‫وقد اقترح رشيد يحياوي في كتابه ثالثة أبعاد لدراسة العنوان‪:‬‬ ‫‪ )1‬تجاور العناوين‪ :‬البحث في العالقات التي تجمع عنوانا مل‬ ‫بمجموعة عناوين‪...‬‬ ‫‪ )2‬نصية العنوان‪ :‬نتوقف عند العنوان في ذاته لنرى كيف صاغه‪...‬‬ ‫‪ )3‬العنوان والنص‪:‬فهو ذاك الذي ننظر فيه كيف يتصل العنوان‬ ‫بالنص الموالي عارضين الصيغ التي بواسطتها يتعالق الطرفان‪)10(.‬‬ ‫أمام كل هذه االقتراحات‪ ،‬نجد أن نص «إش��ارات الياقوت»نصا‬ ‫منفلتا ومنسابا عن كل هذه التأطيرات والنمذجة‪ ،‬ألنه نص يتغذى‬ ‫على «الالنظام» وعدم التقيد بنظام معين‪ ،‬سواء في تناسل األفكار أو‬ ‫الخضوع لرتابة الحياة‪.‬‬ ‫تتكون كل اإلشارات المائة من مجموعة من المقاطع‪/‬الشذرات‪،‬‬ ‫منتظمة ورق��ي��ا‪ ،‬ومترامية ف��ي «الالنظام»تكون ف��ي ح��د ذاتها‬ ‫مشروعا»عرفانيا» يغوص في «التبديد» و«التقطيع»‪.‬‬ ‫وال يعني التقطيع الخروج عن النسقية‪ ،‬بقدر ما يعني بناءها لنسقها‬ ‫الخاص‪ ،‬القائم على عالقات خفية(‪)11‬ترصد العالم في تمزقه‪ ،‬التقطها‬ ‫الكاتب بكلمات بعيدة عن مرجعيتها‪.‬‬ ‫وقالت لي‪:‬‬ ‫ سأحجب عنك المعنى‬‫في مكنون إشارتي‬ ‫فباب المعنى‬

‫عصي عليك وعليّ‬ ‫واإلشارات دوائر المعاني‪ .‬ص‪29‬‬ ‫‪ 3.4‬ينطلق كل مقطع في «إشارات الياقوت»من صيغة «قالت‬‫لي‪ »:‬ليدخل في لعبة حوارية يتضخم معها المعنى ويتعصى‪،‬حسب‬ ‫شكل كل مقطع‪،‬كما أشرنا سابقا‪ ،‬من حيث الطول والقصر على صدر‬ ‫الصفحة؛ وقد تبدو هذه المقاطع متباينة عموديا‪ ،‬ولكنها متقابلة أفقيا‪:‬‬ ‫المقطع الثاني من اإلشارة ‪( 2‬يقابله) المقطع األول من‬ ‫اإلشارة ‪24‬‬ ‫المقطع األول من اإلش��ارة ‪( 6‬يقابله) المقطع األول من‬ ‫اإلشارة ‪16‬‬ ‫اإلشارة الثانية – المقطع الثاني اإلشارة الرابعة والعشرون‪ -‬المقطع‬ ‫األول‬ ‫قالت لي‪ :‬قالت لي‪:‬‬ ‫ انزع فتيلك من قنديلك‬‫ أنا زيت مصباحك‬‫فأنا زيت قنديلك‬ ‫وفتيل جراحك‬ ‫وأنا الفتيل‬

‫ص‪8‬‬ ‫فكن دليلي إليَّ‪.‬‬ ‫لتكون أنت قاتلي‬ ‫ص‪37‬‬ ‫وتكون القتيل‪.‬‬ ‫اكتمال التكوّن والصعود في سلم المعراج ومن مقام إلى مقام(إشــ‬ ‫‪ 2‬مقـــــ ‪ )2‬المصباح وهو جزء من القنديل يتغذى من فتيل الجراح‪،‬‬ ‫يمتح طاقته من زيت معجونة معاناة وأنينا وتشتتا‪ ،‬وعند االكتمال‬ ‫يظهر فعل األمر(انزع) فتيلك من قنديلي‪ :‬ويظهر أن المصباح أصبح‬ ‫قنديال وهو داللة على االكتمال ألن القنديل أعم من المصباح؛نظرا‬ ‫الكتمال التوحد بين الزيت والفتيل رغم أنهما ذاتان‪ ،‬أصبحا ذاتا واحدة‬ ‫تشعّ نورا وهو يلمّح إليه بــ (القتل) في معناه اإلشاري‪ :‬النور مصدر‬ ‫اتحاد المصباح والقنديل‪...‬‬

‫والمالحظ أن اإلشارات‪/‬المقاطع هي نصوص ترسم طريقا ذات‬ ‫بعدين‪ :‬فما قراءته منفردة باعتبار ماهيتها‪ ،‬أو قراءتها في ترابط مع‬ ‫بعضها البعض كما أشرنا أعاله‪.‬وهذا النوع من التسلسل الداللي قد‬ ‫يبدو متمنعا على القارئ العادي الذي ينشد وضوح المعنى والحفاظ على‬ ‫مجموع اإلمكانات التيماتيكية‪ ،‬التركيبية‪ ،‬والرمزية‪ ...‬وهذا ما يرفع من‬ ‫قيمة اإلشارة التي جاءت بديال عن قصور اللغة الوضعية ‪.‬‬ ‫‪ 5‬على سبيل الختم‪:‬‬‫نص «إش��ارات الياقوت» نص ماتع‪ ،‬يستحق أن يندرج ضمن‬ ‫النصوص ذات لغة ونظام خاصين‪.‬‬ ‫وقد تعاملنا بحذر شديد‪ ،‬وبنظرة حريصة على تجاوز إسقاط‬ ‫المفاهيم كيفما اتفق‪ .‬والمالحظ كذلك أننا لم نلصق عليه يافطة‬ ‫المؤشر الجنسي‪ ،‬وإنما تركناه ينضح بما فيه‪ ،‬ومما سقناه أثناء سيرنا‬ ‫الحثيث في دروبها مجرد مالحظات برانية‪ ،‬كلما حاولت الولوج إلى‬ ‫داخله أخاف االكتواء بلهيبه‪.‬أليس هي من قالت له‪:‬‬ ‫قالت لي‪:‬‬ ‫ صمتي‬‫سيعفيك عن إشارتي‬ ‫فتخلص من سمعك‬ ‫حتى تسمعني‬ ‫وتخلص من عبء حرفك‬ ‫أكن مشكاة كهفك‪ .‬ص‪140‬‬ ‫كما أنني لم أحاول تصنيف إشاراته ضمن العرفان الصوفي‪ ،‬من‬ ‫أول نظرة‪ ،‬وإن كان المعجم هو كذلك‪.‬فليست الكلمات هي من جعلت‬ ‫إشاراته حبلى بالدالالت‪ ،‬وإنما هي مجموع رؤيا الكاتب‪.../‬؛ والمالحظ‬ ‫والذي لم أتطرق إليه‪ ،‬هو أن «عبداللطيف بن يحيى»قليل اإلصدار‪ ،‬فهل‬ ‫يُعدّ ممن قال فيهم الجاحظ‪:‬‬ ‫«‪...‬عبيد الشعر‪ ،‬وكذلك كل من يجود في جميع شعره ويقف عند‬ ‫كل بيت قاله‪ ،‬وأعاد فيه النظر‪ ،‬حتى يخرج أبيات القصيدة كلها مستوية‬ ‫في الجودة»‪.‬‬ ‫‪---------‬‬‫الهوامش والمراجع‪:‬‬ ‫‪ )1‬انظر‪ :‬الرمز الصوفي ‪ ...‬أسماء خوالدية ص ‪ 27‬وبتصرف‬ ‫‪ )2‬الشعري والنثري ‪ -‬ص‪ 36‬رشيد يحياوي‬ ‫‪ )3‬روضة التعريف بالحب الشريف ‪ -‬ص‪339‬‬ ‫‪ )4‬الكتابة والتصوف عند ابن عربي ‪ -‬ص‪ 112‬خالد بلقاسم‬ ‫‪La modernité , esthétique et pensée du fragmentaire -- L 5‬‬ ‫‪Sébastien Rongier‬‬ ‫‪Poétique du fragment : une apparece du soupirail de)5‬‬ ‫‪jacque dupin – Seiji Marukawa‬‬ ‫‪)6‬أنظر‪ :‬الكتابة والتصوف ‪ -‬ص ‪202‬‬ ‫‪ )7‬في مسالة النوع األدبي ‪ -‬ص ‪ 117‬مصطفى الغرافي‬ ‫‪ )8‬انظر‪ :‬الكتابة والتصوف ص‪ 204‬و ص‪207‬‬ ‫‪ )9‬انظر‪ :‬الرمز الصوفي ص‪30،29‬‬ ‫‪ )10‬الشعر العربي الحديث دراسة في المنجز النصي ص ‪111 - 110 - 107‬‬ ‫رشيد يحياوي‬ ‫‪ )11‬انظر‪ :‬الكتابة والتصوف ‪ -‬ص ‪223‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫ترحيل املر�ضى النف�سيني �إلى مدينة الق�صر الكبري رابطة كاتبات املغرب فرع الق�صر‬ ‫الكبري تنظم �أم�سية �شعرية‬ ‫يخلف ا�ستنكارا كبريا لدى ال�ساكنة‬ ‫افرتا�ضية‬

‫تسود حالة استياء عارمة في صفوف‬ ‫الشارع القصري من جراء ترحيل فوج من‬ ‫المختلين عقليا إلى مدينة القصر الكبير‬ ‫وتوطينهم بها حيث ليست هي المرة‬ ‫األولى التي يتم فيها تنقل مجموعة من‬ ‫المختلين عقليا والمرضى النفسيين‪ ،‬من‬ ‫المدن المجاورة ورميهم بمدخل المدينة‪.‬‬ ‫كما استنكر سكان المدينة والمجتمع‬ ‫المدني بهذه التصرفات حيث أدانوا بشدة‬ ‫مثل هذه المشاهد الدرامية التي تحز في‬ ‫النفس وتترك جرحا غائرا لرؤية مجموعة‬ ‫من المشردين وهم يلقون بالشارع العام‬ ‫وهم يجوبون شوارع المدينة‪ ،‬وينامون‬ ‫في الساحات العمومية‪ ،‬ويعترضون سبل‬ ‫المارة‪ ،‬ويقطنون األرصفة‪ ،‬أغلب هؤالء تم‬ ‫تصديرهم إلى القصر الكبير من مناطق‬ ‫سياحية مجاورة‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا التصرف المشين ضربا‬ ‫من تدني المسؤولية األخالقية كما يلزم‬ ‫في المقابل المسؤولين بالبحث عن حلول‬ ‫بديلة من اجل ضمان كرامة المرضى‬ ‫النفسيين‪ ،‬وذلك بتوفير مراكز اإليواء‬ ‫الخاصة بهم‪ ،‬وإيالئهم العناية االجتماعية‬ ‫والطبية التي تليق بهم‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن رئيس المجلس‬ ‫الجماعي والنائب البرلماني عن دائرة‬ ‫العرائش محمد السيمو سبق أن تطرق‬ ‫لهذا الموضوع ورافع من أجل إيجاد حلول‬ ‫استعجالية لهذه الظاهرة االجتماعية‬ ‫التي باتت تقلق المدينة و تشكل خطورة‬ ‫على الساكنة من جراء تصرفات وحركات‬ ‫هؤالء المرضى النفسيين المرحلين‬ ‫قسرا إلى قلب المدينة بدون رؤية عملية‬ ‫واستراتيجية الحتواء هؤالء المشردين في‬

‫مالجئ خاصة‪.‬‬ ‫من جانبه وجه محمد السيمو انتقادات‬ ‫الذعة للحكومة‪ ،‬محمال المسؤولية لوزارة‬ ‫التضامن والتنمية االجتماعية والمساواة‬ ‫واألسرة‪ ،‬وقال السيمو في تصريحات‬ ‫لوسائل اإلعالم‪ ،‬إنه ال يعقل أن يتم إغراق‬ ‫المدينة بالمشردين والمجانين‪ ،‬في ظل‬

‫استمرار خطر فيروس كوفيد ‪.19‬‬ ‫كما أكد في حديثه عن هذه الظاهرة‬ ‫انه قد اطلع السلطات المختصة ومنها‬ ‫وزير الداخلية والسيد عامل إقليم العرائش‬ ‫على التداعيات االجتماعية الخطيرة التي‬ ‫يسببها تفشي هؤالء المشردين بأحياء‬ ‫المدينة‪.‬‬

‫العرائ�ش ‪� :‬إغالق الطريق امل�ؤدية ل�شاطئ ر�أ�س الرمل‬ ‫وحرا�سة جد م�شددة‬

‫نظمت رابطة كاتبات المغرب فرع القصر الكبير « أمسية شعرية افتراضية « ضمن‬ ‫حلقات الشعر العربي ‪ :‬األصول واالمتدادات وذلك يوم الخميس ‪ 2‬يوليوز ‪.2020‬‬ ‫و قد تميزت األمسية‪ ،‬التي نشطت فقراتها األستاذ ة الباحثة فردوس عزاوي بحضور‬ ‫شاعرات وشعراء لهم حضور بارز في المشهد الثقافي المغربي كل من ‪ :‬محمد شنوف‪،‬‬ ‫نادية العمارتي ‪ ،‬عثمان بن الطيب ‪ ،‬محمد الغزاوي ‪ ،‬محمد دحنون ‪ ،‬لطيفة زعري‬ ‫باإلضافة إلى األستاذة الباحثة لطيفة زعري والفنان العلمي المختار غيالن ‪.‬‬ ‫و قد افتتحت األمسية بكلمة الجمعية التي ألقتها الشاعرة أمل طريبق رئيسة رابطة‬ ‫كتاب المغرب فرع القصر الكبير ‪ ،‬حيث رحبت من خاللها بالمشاركين في األمسية‬ ‫الشعرية االفتراضية ‪.‬‬ ‫بعدها ألقت الشاعرات والشعراء مجموعة من القصائد‪ ،‬كما تخلل األمسية ورقة‬ ‫الشعر الحر لألستاذة والباحثة لطيفة زعري ‪.‬‬ ‫وفي ختام األمسية تم تقديم لوحة فنية للفنان المختار غيالن الذي يعد أحد أبرز‬ ‫وجوه التشكيل بالمدينة والوطن‪ ،‬عرف بعشقه للريشة واللون حتى أطلق عليه ملك‬ ‫األلوان‪ ،‬كما يعد صاحب أسرع ريشة‪.‬‬

‫املقاهي واملطاعم بالق�صر الكبري‬ ‫�ست�ست�أنف ن�شاطها ب�صفة ر�سمية‬ ‫بـــــالغ‬

‫قامت السلطات المحلية بقيادة قائد‬ ‫الملحقة اإلدارية الثالثة‪،‬السيد عبد الصمد‬ ‫غزالي‪ ،‬بمعية رجال األمن الوطني يوم‬ ‫األحد ‪ 5‬يوليوز ‪ ، 2020‬بإقامة حواجز‬ ‫طرقية في الطريق المؤدية لشاطئ رأس‬

‫الرمل‪.‬‬ ‫إجراءات المشددة جاءت بعد العودة‬ ‫المفاجئة والمكثفة للساكنة وقصدها‬ ‫الشواطئ الرملية وهي مازالت غير مهيأة‬ ‫الستقبال المصطافين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه في األيام القليلة‬ ‫القادمة سيتم استقبال المصطافين في‬ ‫انتظار أن تقوم الجهات المعنية باتخاذ‬ ‫اإلجراءات الالزمة التي من شأنها ضمان‬ ‫سالمة المواطنين‪.‬‬

‫ينهي المكتب المحلي إلى علم الزبناء الكرام أن‬ ‫جميع المقاهي والمطاعم بالقصر الكبير ستستأنف‬ ‫نشاطها بصفة رسمية ابتداء من يوم األربعاء فاتح‬ ‫يوليوز من الساعة الثامنة صباحا إلى الحادية عشر‬ ‫ليال‪.‬‬ ‫كما يهيب المكتب المحلي بكافة المنخرطين‬ ‫االلتزام بالنقاط المدرجة في الملصق المرفق‬ ‫والموضوع رهن إشارتهم‬

‫الق�صر الكبري ‪ :‬منظمة ال�شبيبة اال�ستقاللية ت�صدر‬ ‫بيان ا�ستنكاري لعملية �إطالق املت�شردين برتاب املدينة العرائ�ش ‪ :‬حملة لتنظيف مقربة‬ ‫اللة منانة‬ ‫نص البيان‬

‫على إثر سخط ساكنة مدينة القصر الكبير من عملية إطالق‬ ‫المتشردين بتراب المدينة والنواحي والتي تقوم بها جهات غير‬ ‫مسؤولة وغير مهتمة بحقوق المواطن وخاصة هذه الشريحة التي‬ ‫الحول لها وال قوة‬ ‫‪ - 1‬إننا في منظمة الشبيبة االستقاللية فرع القصر الكبير‬ ‫نطالب من السيد عامل إقليم العرائش والسيد باشا مدينة القصر‬ ‫الكبير و رئيس المجلس الجماعي للمدينة بإيجاد حلول في أقرب‬ ‫وقت لهذه الفئة المهمشة والتي تشكل خطر على ساكنة المدينة‬

‫‪ - 2‬إننا نعتبر هذا الفعل الغير المسؤول مسا واضحا بحقوق‬ ‫اإلنسان وحق المواطن في العالج و السكن واننا نتساءل عن‬ ‫مدى صحة هده الفئة من الوباء ‪.‬ألننا في أيام الجائحة وفي الحجر‬ ‫الصحي‬ ‫وفي األخير إننا نرفض رفضا قاطعا هذا العمل الشنيع والغير‬ ‫المسؤول وسنقوم بجميع اإلجراءات المعمول بها لحماية ساكنة‬ ‫المدينة وكذلك هذه الفئة من المجتمع‬ ‫منظمة الشبيبة االستقاللية فرع القصر الكبير‬ ‫الكاتب المحلي أحمد الرميقي‬

‫شهدت مقبرة لال منانة يوم الخميس ‪ 2‬يوليوز ‪ 2020‬حملة تنظيف واسعة شملت‬ ‫إزالة األشواك و األعشاب الضارة و الحشائش وتنقية الممرات بين المقابر ‪.‬‬ ‫وهذا باإلضافة إلى رش المبيدات للقضاء على الحشرات والزواحف الموجودة بها‪،‬‬ ‫هذه العملية تمت تحت إشراف الدكتور محمد الرزامي نائب رئيس المجلس الجماعي‬ ‫بالعرائش المفوض له بالقسم الصحي و كل من خلية التدخل التابعة للمكتب الجماعي‬ ‫لحفظ الصحة بجماعة العرائش‪ ،‬و قسم األشغال و كذا عمال المستودع البلدي والمناطق‬ ‫الخضراء‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪15‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫وزيرة ال�سياحة تعقد لقاء مع مهنيي القطاع‬ ‫ال�سياحي ب�إقليم احل�سيمة‬

‫ترأست وزيرة السياحة والصناعة‬ ‫التقليدية والنقل الجوي واالقتصاد االجتماعي‪،‬‬ ‫السيدة نادية فتاح العلوي‪ ،‬يوم الخميس‬ ‫الماضي بمقر عمالة إقليم الحسيمة‪ ،‬لقاء‬ ‫تواصليا مع مهنيي القطاع السياحي باإلقليم‬ ‫تمحور حول التدابير الصحية التي يتعين‬ ‫االلتزام بها الستئناف النشاط السياحي في‬ ‫أحسن الظروف‪.‬‬ ‫وأكدت السيدة فتاح العلوي‪ ،‬في كلمة‬ ‫خالل هذا اللقاء الذي جرى بحضور عامل إقليم‬ ‫الحسيمة السيد فريد شوراق ‪ ،‬على ضرورة‬ ‫تضافر الجهود من أجل ضمان انطالقة جيدة‬ ‫للموسم السياحي تتسم باالحترام والتقيد‬ ‫الصارم بإجراءات الصحة والسالمة في جميع‬ ‫المرافق التابعة للمؤسسات الفندقية‪.‬‬ ‫وأضافت الوزيرة أنه ستتم مواكبة‬ ‫هذه اإلجراءات بزيارات ميدانية بتنسيق مع‬ ‫السلطات اإلقليمية وجميع الفاعلين وقطاع‬ ‫الصحة للتأكد من جاهزية المؤسسات‬ ‫الفندقية ومدى احترامها لكل اإلجراءات‬ ‫المرتبطة بالسالمة والوقاية حماية للسياح‬ ‫وكذا العاملين بالقطاع السياحي‪.‬‬ ‫وأبرزت في السياق ذاته أن الوزارة أعدت‬ ‫دليال صحيا ووضعته رهن إشارة جميع الفاعلين‬ ‫في القطاع ينص بالخصوص على ضرورة‬ ‫االلتزام بتدابير التعقيم وارتداء الكمامات‬ ‫الواقية واالكتفاء بملء ‪ 50‬في المائة فقط من‬ ‫الطاقة االستيعابية للفنادق ومؤسسات اإليواء‬ ‫السياحي‪ ،‬معربة عن تطلعها لمواصلة التعاون‬ ‫المتميز مع جميع المهنيين للنهوض بالقطاع‬ ‫السياحي وإنعاش االقتصاد المحلي‪.‬‬

‫وفي سياق متصل‪ ،‬سجلت السيدة فتاح‬ ‫العلوي‪ ،‬في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء‪،‬‬ ‫أن االجتماع توخى بالخصوص الوقوف على‬ ‫مدى التزام مهنيي القطاع السياحي بتطبيق‬ ‫إجراءات وتدابير الصحة والسالمة كي يمر‬ ‫الموسم الصيفي الحالي في أحسن الظروف‪.‬‬ ‫وأشادت الوزيرة في السياق ذاته بالرؤية‬ ‫االستراتيجية واالستباقية لصاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس التي تعمل الحكومة‬ ‫على تنفيذها والتي تروم التخفيف من اآلثار‬ ‫االقتصادية واالجتماعية لوباء كورونا‪.‬‬ ‫من جهتهم‪ ،‬أعرب المهنيون عن‬ ‫انخراطهم التام والتزامهم بتدابير الصحة‬

‫والسالمة التي يتعين تنفيذها لضمان‬ ‫استئناف النشاط السياحي في أحسن الظروف‬ ‫والحفاظ على صحة وسالمة مستخدمي‬ ‫القطاع والسياح المتوافدين على اإلقليم‪.‬‬ ‫وفي أعقاب هذا اللقاء‪ ،‬قامت السيد فتاح‬ ‫العلوي مرفوقة بعامل إقليم الحسيمة والوفد‬ ‫المرافق لهما بزيارة تفقدية لبعض الفنادق‬ ‫المصنفة باإلقليم للوقوف على مدى االحترام‬ ‫التام للتدابير الصحية من أجل الحفاظ على‬ ‫صحة المواطنين والمواطنات التي تحتل‬ ‫صدارة األولويات طبقا للتوجيهات السامية‬ ‫لصاحب الجاللة الملك محمد السادس من‬ ‫أجل استئناف ناجح للنشاط السياحي‪.‬‬

‫انطالق م�شروع جديد لتقوية تزويد مدينة‬ ‫جر�سيف باملاء ال�شروب‬

‫قام السيد عبد الرحيم الحافظي‪ ،‬المدير‬ ‫العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح‬ ‫للشرب رفقةالسيدحسن ابن الماحي عامل‬ ‫إقليم جرسيف يوم ‪ 3‬يوليوز ‪2020‬بإعطاء‬ ‫االنطالقة للشروع في استغالل مشروع جديد‬ ‫لتقوية تزويد مدينة جرسيف بالماء الشروب‪.‬‬ ‫يندرج هذا المشروع في إطار برنامج‬ ‫المكتب االستراتيجي الذي يهدف إلى تقوية‬ ‫التزويد بالماء الشروب بجميع ربوع المملكة‬ ‫وأيضا مخطط عمله الذي يروم تأمين‬ ‫استمرارية التزويد بالكهرباء والماء الشروب‬ ‫وخدمة التطهير السائل في هذه الظرفية‬ ‫االستثنائية لحالة الطوارئ الصحية لمواجهة‬ ‫وباءكورونا‪.‬‬ ‫سيمكن هذا المشروع الجديد‪ ،‬الذي تبلغ‬ ‫كلفته المالية‪ 95‬مليون درهم‪ ،‬من القضاء‬ ‫على العجز في إنتاج الماء الصالح للشرب الذي‬ ‫بلغ ‪ 35‬في المائة وتلبية الحاجيات من الماء‬ ‫الشروب‪ ،‬على المدى القريب خاصة مع حلول‬ ‫موسم الصيف‪ ،‬لساكنة مدينة جرسيف التي‬ ‫تقدر ب ‪ 143.200‬نسمة‪.‬‬ ‫يهم هذا المشروعإنجاز وتجهيز أربعة‬ ‫أثقاب جديدة بصبيب إجمالي يقدر ب ‪ 80‬لتر‬ ‫في الثانية‪ ،‬ووضع قنوات على طول حوالي‬ ‫‪10‬كلم وربطهابقناة الجر الجديدة التي تم‬ ‫إنجازها في إطار المرحلة األولى لمشروع‬ ‫تقوية وتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب‬ ‫انطالقا من سد تاركا او مادي على طول ‪12‬‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫احل�سيمة ‪� :‬أحمد �أفرا�ش رئي�سا‬ ‫جديدا للمنطقة الأمنية ملدينة �إمزورن‬

‫كشفت مصادر متطابقة‪ ،‬أن المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬أصدرت يوم الثالثاء‬ ‫‪ 30‬يونيو‪ ،‬قرارا يقضي بتعيين العميد اإلقليمي‪ ،‬أحمد أفراش‪ ،‬رئيسا جديدا للمنطقة‬ ‫األمنية لمدينة إمزورن‪.‬‬ ‫وأضافت نفس المصادر‪ ،‬أن تعيين العميد أفراش‪ ،‬الذي كان يشغل منصب رئيس‬ ‫المنطقة األمنية الرابعة بنسودة‪ ،‬يدخل في إطار االستراتيجية التي وضعتها المديرية‬ ‫العامة منذ تعيين الحموشي على رأس هذه المؤسسة األمنية‪ ،‬وهدفها ضخ دماء جديدة‬ ‫لها كفاءة وخبرة في المسؤولية‪.‬‬ ‫ولإلشارة فقد سبق للعميد اإلقليمي أحمد أفراش أن اشتغل رئيسا للدائرة األمنية‬ ‫الثالثة و ‪ 16‬بفاس المدينة رفقة السيد عبد الخالق الزيداوي عندما كان رئيسا للمنطقة‬ ‫األمنية األولى بفاس‪.‬‬

‫تقدم �أ�شغال امللعب الكبري‬ ‫للح�سيمة املغطى بالكامل‬

‫عرفت أشغال الملعب الكبير للحسيمة المنتظر تشييده تقدما ملحوظا في‬ ‫أشغاله‪ ،‬حيث من المنتظر أن يكون بمواصفات معمارية وتقنية عالمية‪ ،‬بمبلغ مالي‬ ‫بقيمة ستناهز ‪ 25‬مليار سنتيم موزعة بين البناء وتجهيز الملعب‪ ،‬فيما تمت مراجعة‬ ‫سعة هذه المنشأة من ‪ 30‬ألف متفرج إلى ‪ 13‬ألف متفرج‪.‬‬

‫تعزية يف وفاة والد ال�صحفي‬ ‫فكري ولدعلي باحل�سيمة‬ ‫كلم من القنوات بقطر ‪ 600‬ملم‪.‬‬ ‫يضم المشروع كذلك بناء خزان مائي‬ ‫بسعة ‪ 6000‬متر مكعب وكذا وضع قنوات‬ ‫التوزيع على امتداد ‪ 32‬كلم لتقوية شبكة‬ ‫توزيع الماء الصالح للشرب لمدينة جرسيف‪.‬‬ ‫وقد أنجز هذا المشروع في وقت وجيز‬ ‫بفضل تضافر جهود كل المتدخلين والجهات‬ ‫الفاعلة خاصة السلطات اإلقليمية لجرسيف‬ ‫والمقاوالت المكلفة باألشغال وكذا المصالح‬ ‫الالممركزة للدولة‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة الى أن المكتب بصدد‬

‫إنجاز مشروع مهيكل يهدف الى تقوية وتأمين‬ ‫التزويد بالماء الصالح للشرب لمركز جرسيف‬ ‫انطالقا من سد تاركا او مادي بغالف مالي‬ ‫اجمالي يقدر ب ‪ 400‬مليون درهم بتمويل‬ ‫بقرض من البنك اإلفريقي للتنمية‪ .‬وسيمكن‬ ‫هذا المشروع‪ ،‬الذي سيتم استغالله خالل‬ ‫سنة ‪،2022‬من تغطية حاجيات الساكنةمن‬ ‫الماء الشروب‪ ،‬على المدى المتوسط‬ ‫والبعيد‪ ،‬وتحسين الظروف المعيشية للسكان‬ ‫بشكل ملحوظ وكذا المساهمةفي التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية للمنطقة‪.‬‬

‫حالق ينهي حياته بهذه الطريقة‬ ‫نواحي احل�سيمة‬ ‫أفادت مصادر للجريدة أن رجال االمن عثر صباح يوم‬ ‫الخميس الماضي على جثة شخص في عقده الخامس‪،‬‬ ‫داخل محل تجاري بمدينة بني بوعياش‪ .‬وذكرت المصادر أن‬ ‫الهالك عثر عليه مشنوقا بواسطة حبل داخل محل للحالقة‪.‬‬ ‫وكان الهالك قد اختفى عن األنظار منذ ثالثة أيام‪،‬‬

‫وبعد انبعاث رائحة كريهة من محله‪ ،‬قام الجيران بإبالغ‬ ‫الشرطة‪ ،‬والتي قامت باقتحام المحل والعثور على الجثة‪،‬‬ ‫ليتم نقلها إلى مستودع االموات بالمستشفى اإلقليمي‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬قصد إخضاعها للتشريح الطبي لتحديد اسباب‬ ‫الوفاة‪.‬‬

‫ببالغ الحزن واألسى‪ ،‬تلقينا نبأ وفاة والد زميلنا فكري ولد علي‬ ‫صحفي بمدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة الحزينة‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة الشمال‪ ‬بأسمى عبارات‬ ‫التعازي والمواساة لعائلته الصغيرة والكبيرة‪ ،‬ضارعين إلى العلي القدير‬ ‫أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة‪ ،‬ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين‪ ،‬وأن يلهم ذويه جميل الصبر وأحسن العزاء‪.‬‬ ‫نسأل اهلل تعالى أن يغفر له ويرحمه‪ ،‬ويكرم مثواه‪ ،‬ويوسع مدخله‪،‬‬ ‫وأن يجازيه بالحسنات إحسانا‪ ،‬وعن السيئات عفوًا وغفرانا ‪ ..‬وأن يغسله‬ ‫بالماء والثلج والبرد‪ ،‬وأن ينقيه من الذنوب والخطايا‪ ،‬كما ينقى الثوب‬ ‫األبيض من الدنس‪ ..‬وأن يخلف عليه بدار خير من داره‪ ،‬وأهل خير من‬ ‫أهله‪.‬‬

‫إنا لله و إنا إليه راجعون‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪16‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫التعليم الرقمي‬ ‫يف زمن كورونا‬

‫الدكتور سعيد يقطين‬

‫فرض فيروس كورونا على العرب االنتباه إلى أهمية‬ ‫الوسيط الجديد‪ ،‬وضرورته في االتصال والتواصل‪ ،‬باستخدام‬ ‫ما يوفره من إمكانات جديدة لم تكن متاحة سابقا‪ .‬صار‬ ‫الحديث عن «التعليم عن بعد»‪ ،‬وإقامة الندوات‪ ،‬ومناقشة‬ ‫الرسائل واألطاريح الجامعية ممكنا ومتاحا‪ ،‬في ظل هيمنة‬ ‫الحجر الصحي‪ .‬لكن السؤال الذي لم نطرحه‪ ،‬ألن مقتضى‬ ‫الحال هو ما فرض علينا هذا المآل‪ ،‬هو‪ :‬بماذا مهدنا‬ ‫لهذا التعليم عن بعد؟ وكيف مارسناه في تنظيم الندوات‬ ‫والمناقشات في الواقع االفتراضي؟ وما مدى تحقق المراد من‬

‫كان الدر�س اجليد‬ ‫يف التعليم ما قبل الرقمي‬ ‫محاطا بـ«ال�سكون» التام‬ ‫الذي يجب �أن ي�سود‬ ‫قاعة الدر�س‪ ،‬وتفر�ضه‬ ‫�صرامة املعلم من خالل‬ ‫فر�ض «ال�سكوت»‪،‬‬ ‫بهدف «الإن�صات»‪،‬‬ ‫ومتابعة ال�شرح‬ ‫اللجوء إلى هذه الضرورة؟ وهل سنعود إلى الوضع القديم‬ ‫بعد كشف الغمة عن األمة‪ ،‬بحيث يصبح الحديث عن التعليم‬ ‫عن بعد‪ ،‬واللقاءات االفتراضية مجرد ذكريات‪ ،‬نتحدث عنها‬ ‫كما نتناول حوادث مرّت في الزمان؟‬ ‫لقد فرض الحجر الصحي ثنائيات جديدة‪ ،‬بينت أن‬ ‫الثنائيات القديمة لم يبق أي مبرر لبقائها‪ ،‬وأن االنتقال‬ ‫إلى استثمار التقنيات الجديدة في التواصل بات ضرورة ال‬ ‫مندوحة عنها‪ .‬لقد تساوى «التعليم الخاص»‪ ،‬و«التعليم‬ ‫العمومي»‪ ،‬وصار باإلمكان الحديث عن «التعليم حضوريا»‪،‬‬ ‫و»التعليم عن بعد»‪ ،‬سواء كان في هذا النظام أو ذاك‪.‬‬ ‫فما كان باإلمكان تعلمه في قاعة الدرس «المغلقة»‬ ‫صار ممكنا‪ ،‬ومفتوحا في أي فضاء خارجها‪ .‬كما أن ثنائية‬ ‫«الدعم المدرسي» و»الساعات اإلضافية» لدى من عندهم‬ ‫اإلمكانيات‪ ،‬من عدمها لدى أبناء الفقراء‪ ،‬باتت عرضة للزوال‬ ‫بعد انتشار الهواتف الذكية‪ ،‬نسبيا لدى الجميع‪ .‬لم يبق األمر‬ ‫مقتصرا على التعلم في حد ذاته‪ ،‬فقط‪ ،‬ولكن أيضا على‬ ‫«مقرراتـه»‪ .‬فما كانت تحجبه قاعة درس في مبنى خاص‬ ‫بـ«العلوم»‪ ،‬يمكن أن يغدو متاحا‪ ،‬عن بعد‪ ،‬لمن هو في‬ ‫فضاء كان يكرس لآلداب‪ ،‬أو الطب‪ ،‬أو الحقوق‪.‬‬ ‫إن القاعدة الجوهرية التي يمكن تمثلها من خالل‬ ‫منجزات «الوسائط» هي أنها تغير كل شيء‪ ،‬وتفرض علينا‬ ‫أن نتغير معها‪ .‬كان المجلس الشفاهي يفرض طريقة خاصة‬ ‫في الجلوس‪ ،‬في فضاء دائري يتيح للجميع المشاركة في‬

‫اإلرسال والتلقي‪ .‬ولما ظهر التلفزيون صار الفضاء الذي‬ ‫نملؤه مربعا أو مستطيال‪ ،‬وتتوحد أنظار الجلوس في اتجاه‬ ‫المكان الذي يحتله‪ .‬ومع الهواتف الذكية‪ ،‬صار كل واحد‪ ،‬وإن‬ ‫كان يجلس إلى جانب غيره‪ ،‬وأيا كان موقعه في البيت‪ ،‬مكبا‬ ‫على وسيطه منغمرا فيه‪ .‬ولكي ال يشارك غيره في سماعاته‪،‬‬ ‫يضع في أذنيه ما يمنع غيره من مشاركته‪ .‬مع الوسيط‬ ‫الجديد صار كل واحد يعيش عالمه االفتراضي المختار‪.‬‬ ‫كان الدرس الجيد في التعليم ما قبل الرقمي محاطا‬ ‫بـ«السكون» التام الذي يجب أن يسود قاعة الدرس‪،‬‬ ‫وتفرضه صرامة المعلم من خالل فرض «السكوت»‪ ،‬بهدف‬ ‫«اإلنصات»‪ ،‬ومتابعة الشرح‪.‬‬ ‫التعليم الرقمي يفرض واقعا جديدا‪ ،‬وطرقا تربوية‬ ‫جديدة‪ ،‬ومقررات جديدة تتماشى مع سيل المعلومات‬ ‫المتوفر‪ ،‬الذي أدى إلى جعل المعلومات «مطروحة في‬ ‫الطريق» التي تسير نحو الواقع االفتراضي‪ ،‬وبذلك صار‬ ‫بإمكان أي متعلم أن يوسع دائرة المعلومات التي يريد‪،‬‬ ‫بدون الحاجة إلى التسجيل في «مؤسسة» خاصة تقدم له‬ ‫«شهادة» متابعة الدروس‪ ،‬والنجاح في امتالك المهارات‬ ‫المتصلة بما تلقاه‪ .‬إن زخم المعلومات المنتشرة في أرخبيل‬ ‫عالم اإلبحار‪ ،‬يستدعي تكوينا من نوع جديد‪ ،‬وتعلمات‬ ‫جديدة‪ ،‬وامتالك مهارات جديدة‪ ،‬وهذا ما ينبغي أن تتوجه‬ ‫إليه «المدرسة الرقمية»‪ ،‬حضوريا‪ ،‬أو عن بعد‪ .‬أن نتعلم‬ ‫كيف نتعلم صار المطلب الجوهري من المسألة التعليمية‬ ‫والتربوية‪.‬‬ ‫كان الدرس الجيد في التعليم ما قبل الرقمي محاطا‬ ‫بـ«السكون» التام الذي يجب أن يسود قاعة الدرس‪،‬‬ ‫وتفرضه صرامة المعلم من خالل فرض «السكوت»‪ ،‬بهدف‬ ‫«اإلنصات»‪ ،‬ومتابعة الشرح‪ .‬إنها الخطية التي تنبني على‬ ‫أساس‪ :‬من ـ إلى‪ .‬من المعلم إلى التلميذ‪ ،‬ومن السبب‬ ‫إلى النتيجة‪ .‬لكن الدرس الرقمي يتأسس على «الحركة»‪،‬‬ ‫و«االنتقال»‪ ،‬و«التفاعل»‪ ،‬بهدف االستكشاف‪ ،‬وخوض‬ ‫المغامرة‪ .‬كانوا يعلموننا كيف نربع أيادينا لنتعلم‪ .‬مع‬ ‫التعليم الرقمي علينا أن نتعلم كيف نحررهما للتحرك في‬ ‫اتجاهات مختلفة‪ .‬إن التغيير الذي يفرضه التعليم الرقمي‬ ‫كان الوعي به‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬منذ القدم‪ .‬لكن الوسيط‬ ‫الجديد جعله واقعا يفرض نفسه‪ ،‬وقابال للتحقق بصورة‬ ‫حقيقية‪ .‬إن تغيير السياسة التعليمية والتربوية بات ضرورة‬ ‫ملحة‪ .‬وما فرضته الجائحة مع «التعليم عن بعد» ليس سوى‬ ‫تنبيه إلى أن الرؤية التقليدية للتعليم والثقافة والعالقات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ال يمكنها أن تستمر على النهج الذي ساد‪ ،‬والذي‬ ‫لم يكن يؤدي دائما إال إلى التجريب‪ ،‬واالستعجال‪ ،‬وأخيرا إلى‬ ‫الفشل‪ .‬لقد آن األوان لالستفادة من تجربة «التعليم عن‬ ‫بعد» المفروضة علينا‪ ،‬والتي لم نخترها‪ ،‬تصورا وممارسة‬ ‫لتحديث منظومتنا التعليمية والتربوية والبحثية‪.‬‬ ‫من محاسن الجائحة التنبيه إلى أننا كنا خارج الزمن على‬ ‫المستوى الرقمي‪ .‬وال يمكن لهذه التجربة المفروضة إال أن‬

‫تجعلنا نعمل على فتح صفحة جديدة قوامها إعادة النظر في‬ ‫منظومتنا التعليمية‪ ،‬وتحفيزنا للتفكير المؤسسي وإشراك‬ ‫الفاعلين في المجال التربوي والبحثي لخلق مسارات جديدة‬ ‫لمحاربة األمية بكل أنواعها‪ ،‬وعلى رأسها األمية الرقمية‪.‬‬ ‫إن مدخل التغيير يكمن في فتح ورشات للتفكير العلمي‬ ‫واإلجرائي حول أهمية التعليم الرقمي‪ ،‬عبر االستفادة من‬ ‫التجارب األجنبية ال استنساخها‪ ،‬وإشراك الفاعلين في مختلف‬ ‫المجاالت لوضع تصورات عملية تخطط لسياسة تعليمية‬ ‫جديدة ومالئمة واستشرافية‪.‬‬

‫�إن القاعدة اجلوهرية التي‬ ‫ميكن متثلها من خالل منجزات‬ ‫«الو�سائط» هي �أنها تغري كل‬ ‫�شيء‪ ،‬وتفر�ض علينا �أن نتغري‬ ‫معها‪ .‬كان املجل�س ال�شفاهي‬ ‫يفر�ض طريقة خا�صة يف‬ ‫اجللو�س‪ ،‬يف ف�ضاء دائري يتيح‬ ‫للجميع امل�شاركة يف الإر�سال‬ ‫والتلقي‪ .‬وملا ظهر التلفزيون‬ ‫�صار الف�ضاء الذي منل�ؤه مربعا‬ ‫�أو م�ستطيال‪ ،‬وتتوحد �أنظار‬ ‫اجللو�س يف اجتاه املكان‬ ‫الذي يحتله‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪17‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫كيف تعاجلني الغيــرة‬ ‫عند طفلــك‪..‬؟‬ ‫‪ l‬ماهي الغيرة ؟‬

‫تعد الغيرة حالة انفعالية شائعة‪ ،‬يشعر بها كل‬ ‫شخص ولكنه يحاول إخفاءها والتستر عليها‪ .‬وال تظهر‬ ‫إال من خالل بعض األفعال السلوكية التي تصدر عنه‬ ‫إن الغيرة مزيج من اإلحساس بالفشل والغضب والحقد‬ ‫والشعور بالنقص وحب االمتالك واإلحساس باإلحباط‪،‬‬ ‫إنها العامل المشترك في الكثير من األمراض النفسية‬ ‫التي يصاب بها الطفل خصوصا والتي تكون في بعض‬ ‫األحيان خطيرة ومدمرة لشخصيته وتجعله عرضة للكثير‬ ‫من المشاكل‪ .‬وقد تكون الغيرة شعورا طبيعيا موجودا‬ ‫عند الطفل كالحب مثال‪ ،‬وجب تقبله كحقيقة واقعية تفيد‬ ‫الطفل وال تضره وتحفزه على التفوق والنجاح‪ .‬وهنا ال‬ ‫تسبب الغيرة إشكاال إذا تفهمنا الموقف وعالجناه عالجا‬ ‫سليما‪ ،‬ولكن إذا زادت الغيرة عن حدها وأصبحت تنمو‬ ‫شيئا فشيئا أصبحت مشكال كبيرا يدمر الطفل ويكون‬ ‫سببا في إحباطه وفشله وتعرضه للكثير من األزمات‬ ‫النفسية ويفسد حياته ويصيب شخصيته بضرر بالغ‪ ،‬وما‬ ‫السلوك العدائي واألناني واالنزواء إال أثرا من آثار الغيرة‬ ‫على سلوك األطفال‪.‬‬ ‫‪l‬‬

‫بعض أسباب الغيرة‪:‬‬

‫تظهر الغيرة في حاالت كثيرة مثل ميالد طفل جديد‬ ‫لألسرة أو شعور الطفل بخيبة أمل في تحقيق رغبة من‬ ‫رغباته‪ ،‬ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات أو‬ ‫الشعور بالنقص الناتج عن اإلخفاق والفشل‪.‬‬ ‫وقد تنشأ الغيرة عند األطفال من معاملة اآلباء‬ ‫والمدرسين لهم معاملة سيئة تقوم على تفضيل إبن‬ ‫على آخر‪ .‬إن اإلبن يريد أن يشعر بأنه مهم بالنسبة‬ ‫لوالديه وأنهما يحبانه‪ ،‬ألن الطفل في السن الثانية‬ ‫أو الثالثة يكون قليل التمييز منعدم التجربة‪ ،‬فيفسر‬ ‫االنشغال عنه بغيره على أنه نوع من اإلهمال والتخلي‬ ‫واإلقصاء‪ ،‬خصوصا إذا حدث ذلك فجأة‪ ،‬فيظن الطفل أن‬ ‫أبويه لم يعودا راضين عنه أو لم يعودا يحبانه كما كانا‬ ‫في السابق‪.‬‬ ‫إن الطفل يستمد ثقته بنفسه وانطالقه في التعامل‬ ‫مع الناس بكل لطف وتسامح وذلك من إحساسه بأنه‬ ‫مقبول عند والديه مرغوب فيه‪ .‬أما إذا شك في هذا الحب‬ ‫وشعر بالجفاء أو الغلظة في تعامل والديه فإنه يبدأ في‬ ‫اإلحساس بالقلق واليأس والتذمر وإبداء الغيرة من‬ ‫اآلخرين سواء كانوا إخوته أو أقرانه‪ .‬وينبغي هنا تفسير‬ ‫أغلب تصرفات األطفال دون سن السادسة على هذا‬ ‫األساس‪.‬‬ ‫وقد تظهر الغيرة بأسلوب تعويضي مصطنع حيث‬ ‫يخفي الطفل مشاعره الحقيقية ويتقمص دور الممثل‬ ‫نحو أخيه المولود الجديد الذي يتظاهر بضمه وتقبيله‬ ‫ولكنه في حقيقة األمر يود ضربه أو قرصه أو عضه‪،‬‬ ‫وقد يتعمد الطفل إلى جذب األنظار وشد االنتباه إليه‬ ‫ويحول كراهيته ألمه التي تهتم بالصغير‪ ،‬فيبدأ باالنتقام‬ ‫والتظاهر بالمرض أو البكاء أو العناد والسلبية‪ ،‬أو‬ ‫العودة إلى شرب الحليب بنفس طريقة الرضيع والنوم‬ ‫في سريره والتبول الليلي في الفراش‪ ،‬ومص األصبع‬ ‫والتحدث بأسلوب طفلي وااللتصاق باألم وعدم تركها‬ ‫تحمل الصغير‪ ،‬وقد تأخذ الغيرة شكل التجسس والوشاية‬ ‫والكذب لإليقاع باآلخرين عندما يتقدم العمر بالطفل‬ ‫بعد العاشرة‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى تنشأ الغيرة عند األطفال من‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫د نجيب محمد الجباري‬

‫معاملة المدرسين والمعلمين لهم‪ ،‬حيث يقوم مدرس‬ ‫بتفضيل تلميذ على آخر أو ذمه ومدح آخر أو الحط من‬ ‫قيمته وشخصه أمام اآلخرين‪ ،‬فيلجأ الطفل إلى االنطواء‬ ‫وعدم المشاركة وتنعدم لديه الرغبة في التعلم ويشعر‬ ‫بالنقص‪ .‬وقد تظهر غيرته في شكل عدواني عنيف على‬ ‫أقرانه وعلى مدرسيه يعبر عنها بصورة ارتدادية على‬ ‫الذات حيث يؤذي نفسه واآلخرين‪.‬‬ ‫والغيرة ليست دائما هي الرغبة في الحصول على‬ ‫شيء يملكه شخص آخر‪ ،‬بل هي أن ينتاب المرء القلق‬

‫وقد تظهر الغرية‬ ‫ب�أ�سلوب تعوي�ضي‬ ‫م�صطنع حيث يخفي‬ ‫الطفل م�شاعره‬ ‫احلقيقية ويتقم�ص دور‬ ‫املمثل نحو �أخيه املولود‬ ‫اجلديد الذي يتظاهر‬ ‫ب�ضمه وتقبيله ولكنه‬ ‫يف حقيقة الأمر يود‬ ‫�ضربه �أو قر�صه �أو ع�ضه‬ ‫بسبب عدم حصوله على شيء ما‪ ،‬فإذا كان الطفل مثال‬ ‫يغار من صديقه الذي يملك هاتفا باهض الثمن فذلك‬ ‫ال يرجع فقط إلى كونه يريد هاتفا مثله‪ ،‬بل وإلى شعوره‬ ‫بأن ذلك الهاتف رمز لنوع من الحب واالهتمام اللذين‬ ‫يتمتع بهما الطفل اآلخر‪ ،‬بينما هو محروم منهما‪ .‬وإذا‬ ‫كانت الفتاة تغار من صديقتها الجميلة فيعود ذلك إلى‬ ‫أن هذا الجمال يمثل بالنسبة إليها اإلحساس بالسعادة‬ ‫والقبول اللذين تتمتع بهما الفتاة والتي حرمت منهما‬ ‫األخرى‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫كيف تعالجين غيرة طفلك؟‬

‫لعالج الغيرة أو الوقاية من آثارها السلبية يجب على‬ ‫الوالدين وعلى األم بصفة خاصة‪ ،‬أن تحاول التعرف على‬ ‫األسباب لعالجها‪ .‬عليك أوال ‪-‬أيتها األم‪ -‬أن تشعري‬ ‫طفلك بقيمته ومكانته في األسرة وفي المدرسة وبين‬ ‫أقرانه وزمالئه وإخوته‪ ،‬وأن تعوديه على أن يشارك‬ ‫غيره في حب اآلخرين‪ ،‬وليتعلم منذ صغره أن الحياة‬ ‫أخذ وعطاء‪ ،‬وأنه يجب على اإلنسان أن يحترم حقوق‬ ‫اآلخرين‪ .‬عليه كذلك أن يتعود منذ نعومة أظافره على‬ ‫المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه اآلخرين‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يجعله يحس بالثقة في النفس وتخفف حدة الشعور‬ ‫بالنقص أو العجز عنده‪.‬‬ ‫معالجة الغيرة بالعقاب الجسدي يزيد لدى الطفل‬ ‫مشاعر الغيرة السلبية والتي تظهر على شكل عداء‬ ‫نحو اآلخر‪ .‬والتقاء المشاكل التي سوف تنتج جراء غيرة‬ ‫الطفل مع أخيه المولود الجديد‪ ،‬يجب على األم مشاركة‬ ‫الطفل في مسؤولية االهتمام بالمولود ألنها تقضي‬ ‫على غيرة الطفل األول من أخيه أو أخته الطفل الثاني‪،‬‬ ‫خاصة إذا لم يكن الفارق الزمني والعمري بينهما كبيرا‪،‬‬ ‫حيث يكون الطفل األول مازال في سنواته األولى يعتمد‬ ‫كليا على األم وال يحس باألمان إال بوجودها بجانبه‬ ‫ينتابه الغضب والحنق والغيرة الشديدة إذا ازورت عنه‬ ‫بعض الوقت لعمل أي شيء للمولود ورعايته‪« .‬يجب‬ ‫على اآلباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى‬ ‫طفلهم‪ ،‬فال يجوز إظهار القلق واالهتمام المتزايد بتلك‬ ‫المشاعر‪ ،‬كما ينبغي على اآلباء واألمهات أن يتوقفوا‬ ‫عن المقارنة الصريحة بين أطفالهم واعتبار كل طفل‬ ‫شخصية مستقلة عن اآلخر‪ ،‬لها استعداداتها ومزاياها‬ ‫وخصائصها الخاصة‪ ،‬ألن التفرقة بين األوالد والبنات‬ ‫تؤدي إلى شعور الذكور بالغرور فتنمو عند اإلناث غيرة‬ ‫تكبت وتظهر أعراضها في بعض حاالت الكراهية‬ ‫للرجل وعدم الثقة به وغير ذلك من المظاهر الضارة‬ ‫والسلبية‪.‬‬ ‫‪l‬‬

‫على سبيل الختم‪:‬‬

‫وأخيرا وليس آخرا البد من القول بأن الغيرة‬ ‫المعقولة ال تخلو من مزايا وحسنات‪ ،‬فهي قد تكون‬ ‫عامال من عوامل القوة والتحدي والتنافس الشريف‬ ‫واإليجابي‪ ،‬فإذا ما خرج الطفل منها منتصرا كان أقدر‬ ‫على تحمل المسؤولية والصبر على مواجهة صعوبات‬ ‫الحياة‪ .‬وإن اإلرشادات أعاله محاولة لالعتناء بالطفل‬ ‫وتعليمه وتربيته بطريقة سليمة وصحيحة قيم الحب‬ ‫والود واإلخاء‪ ،‬ومساهمة في نفي الغيرة عنه ليتمكن‬ ‫اآلباء واألمهات من بناء أسرة متكاملة وتكوين جيل‬ ‫ذي شخصية متوازنة وإيجابية‪.‬‬ ‫‪-‬انتهى ‪-‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫مراسَلة هولندا‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسَلة بلجيكا‬

‫عزيز لعمارتي‬ ‫من قلب بروكسيل‬

‫الواقع ال�سيا�سي املعقد يف بلجيكا‬ ‫نادية بوخيزو‬ ‫من قلب الهاي‬

‫�شعرية ‪Kinderdijk‬‬ ‫الهولندية‬ ‫قرية طواحين «كندردايك» الهولندية واحدة‬ ‫من المواقع السياحية المعروفة‪ ،‬واختيرت من قبل‬ ‫اليونسكو عام‪ 1997‬كواحدة من القرى المفضلة‬ ‫للتراث العالمي بين عامي ‪ 1738‬و ‪.1740‬‬ ‫يتأسس نظام بناء طواحين الهواء على‬ ‫‪ 19‬طاحونة‪ ،‬وذلك الستنزاف الماء الذي يترتب‬ ‫على األرض المنخفضة عند التقاء نهري «ليك»‬ ‫و«نورد»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المكان ساحر خارق يمطر شعرا‪ .‬و لذلك كان‬ ‫دائما مصدر إلهام للشعراء الهولنديين الذين‬ ‫كتبوا عنه قصائد شعرية كثيرة‪.‬‬ ‫من القصائد الشعرية التي كتبت عن طواحين‬ ‫‪ Kinderdijk‬قصيدة‪Jan van Laar Sr ‎‬سنة‬ ‫‪: 1953‬‬ ‫هناك عند الطواحين‬ ‫‪‎‬ذلك المكان اللذيذ على األرض‬ ‫‪‎‬هناك أين توجد الطواحين‬ ‫‪‎‬التقيت بحبيبتي‪ ،‬و خفق قلبي لها‬ ‫‪‎‬هناك على حافة النهر حدثتها ألول مرة‬ ‫‪‎‬ومنذ ذلك الزمن‪ ،‬أذهب إلى هناك‬ ‫‪‎‬هناك عند الطواحين‬ ‫‪‎‬ذلك المكان الذي لن أنساه أبداً‬ ‫‪‎‬تسكن سيدتي التي أحبها كثيراً‬ ‫‪‎‬هناك أريد أن أسكن إذا قبلت حبيبتي أن‬ ‫تكون سيدتي‪.‬‬ ‫‪‎‬في ذلك المساء الهادئ‬ ‫‪‎‬عند صمت غروب الشمس‬

‫‪‎‬وجدتها هناك‬ ‫‪‎‬هناك عند الطواحين‬ ‫‪‎‬حلوة المالمح تهمس في أذني‪ ،‬كم أنا سعيدة‬ ‫معك!‬ ‫‪‎‬وتدور الطواحين شهية‬ ‫‪‎‬حبيبتي !‬ ‫أرى الطواحين وقد زينت لشرفنا‬ ‫‪‎‬المكان يصرخ و يرقص فرحاً بالعمر‬ ‫‪‎‬أتأمل هناك‪ ،‬أين توجد الطواحين‬ ‫‪‎‬حبيبتي أعدك أبداً لن أهجر المكان‪.‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫مدعاة هذ ه المقالة هو اإلحالة إلى قوة حضور‬ ‫المكان في مخيلة المواطن األوروبي‪ ،‬واحتفاؤه‬ ‫بها‪ ،‬وعنايته بتاريخها‪ ،‬وصيانته لها‪.‬‬ ‫إن المكان كجزء من هويتنا‪ ،‬به نحقق وجودنا‬ ‫المتكامل‪.‬‬ ‫هي دعوة إذن للذود عن ذاكرتنا المكانية‬ ‫المغربية‪ .‬ببالدنا توجد كثير من األمكنة جديرة‬ ‫بأن نمنحها عواطفنا وأرواحنا‪ ،‬وقوانيننا الصارمة‬ ‫أيضا لحمايتها من التلف‪.‬‬ ‫«رياض العشاق» بتطوان واحد من األمكنة‬ ‫التاريخية والعاطفية التي ملكت قلوب الناس‬ ‫وشغلت عقولهم من خالل سحر المكان ورمزيته‪.‬‬ ‫«رياض العشاق» بتطوان‪ ،‬واحد من األمكنة‬ ‫التاريخية والعاطفية التي ملكت قلوب التطوانيين‪،‬‬ ‫وسلبت عقولهم من خالل سحر المكان وجاذبيته‬ ‫ورمزيته التاريخية والعاطفية‪.‬‬

‫بلجيكا بطل العالم في جميع األوزان‬ ‫على حلبة األزمات السياسية ومحطم األرقام‬ ‫القياسية لبلد دون حكومة ‪ .‬أزمة تشكيل‬ ‫حكومة منتخبة ‪ 541 .‬يوما هوالرقم الذي‬ ‫أمضته المملكة البلجيكية دون حكومة‬ ‫منذ منتصف ‪ 2010‬إلى حدود شهر ديسمبر‬ ‫من ‪ 2011‬هذا لم يمنع طبعا باتخاذ قرارات‬ ‫كبرى متهورة‪ ،‬أذكر منها المشاركة في‬ ‫الحملة العسكرية على ليبيا ‪ .‬بل سبق هذا‬ ‫الرقم رقم آخر وهو‪ 197‬يوم دون التوصل‬ ‫إلى تكوين حكومة أفرزت عنه اإلنتخابات‬ ‫التشريعية والفيديرالية لسنة ‪. 2008 - 2007‬‬ ‫حكومة الموافقة التي أدارت شؤون البالد منذ‬ ‫‪ 2014‬كانت تتكون من اإلئتالف الفالماني‬ ‫الجديد ‪ ،NVA‬وهوحزب يميني متشدد‬ ‫اكتسح اإلنتخابات الجهوية في شمال البالد‬ ‫الفالمانكي‪ ،‬والحزب الليبرالي الديموقراطي‬ ‫المسيحي الذي فاز في جنوب البالد من الجانب‬ ‫الوالوني الفرونكوفوني‪ ،‬سياسة الحزبين‬ ‫المتقاربة في العديد من القضايا وإن صح‬ ‫التعبير رضوخ الجانب الوالوني الفرونكوفوني‬ ‫لتوجهات الحزب اليميني الفالمانكي في‬ ‫العديد من القضايا‪ ،‬كانت سبب توافقي‬ ‫مؤقت في تسيير دواليب الحكم‪ ،‬إلى أن زلزل‬ ‫قرار مراكش التاريخي عقب اإلجتماع األممي‬ ‫حول الهجرة والذي وقع عليه رئيس الحكومة‬ ‫السيد شارل ميشال كباقي زعماء العالم‪ ،‬دفع‬ ‫األمر باإلئتالف الفالماني ‪ NVA‬المعادي‬ ‫لكل أنواع الهجرة والمناهض للمهاجرين‬ ‫والذي كان هذا المحور بالذات سبب اكتساحه‬ ‫اإلنتخابات وكسب ثقة الناخبين‪ ،‬وكذا ما‬ ‫لمس في محتوياته من تدخل سافر للقرارات‬ ‫السياسية للبلدان الموافقة عليه‪ ،‬التي ستجرم‬ ‫كل اإلجراءات المعادية للمهاجرين‪ ،‬بحيث كان‬ ‫هذا التوقيع صفعة الذعة دفعته إلى سحب‬ ‫ثقته لشارل ميشيل مشكال ضربة قوية لهذا‬ ‫التحالف وموقعا بذلك البدء ألزمة سياسية‬ ‫جديدة للبالد ‪ .‬طفت اإلختالفات خالل الجلسات‬

‫البرلمانية للتوقيع على ميزانية ‪ 2019‬حيث‬ ‫وضع اإلئتالف الفالماني شروطا تعجيزية‬ ‫تتمثل في فتح محادثات دستورية وتشريعية‬ ‫تتعلق بالجهات دفع برئيس الوزراء إلى رفضه‬ ‫لما يحتويه من نوايا تسير في اتجاه تفرقة‬ ‫البالد وانفصال لوحدتها ‪ .‬حاول شارل ميشال‬ ‫إستمالة المعارضة للبحث عن الدعم والموافقة‬ ‫على قراراته المتعلقة بالقدرة اإلستهالكية‪،‬‬ ‫والقضايا المتعلقة باألمن والعدالة والمناخ‪ ،‬إال‬ ‫أن نداءه لم يجد آذان صاغية مما دفع بالقوى‬ ‫اليسارية في البرلمان إلى جانب الخضر إلى‬ ‫تحرير عارضة بقلب الحكومة الشيء الذي أدى‬ ‫به إلى اختيار صعب يتمثل في تقديم استقالته‬ ‫إلى الملك فيليب هذا األخير الذي طلب من‬ ‫الحكومة المتنحية أن تستمر في تسيير أمور‬ ‫البالد إلى حين بدء المحادثات الختيار حكومة‬ ‫جديدة تفرز عنها صناديق االقتراع‪ ،‬إال أنه‬ ‫وكما كان متوقعا فقد فاز اإلئتالف الفالماني‬ ‫‪ NVA‬والمفاجأة الكبرى أن يحل الحزب‬ ‫العنصري ‪ Vlaams belang‬في المركز الثاني‬ ‫مسجال تراجعا تاريخيا لألحزاب التقليدية‪،‬‬ ‫في حين تقاسم الصناديق في جنوب البالد‬ ‫الحزب الليبرالي واليسار مسجال تراجعا طفيفا‬ ‫للخضر في حين اكتسح هؤالء اإلنتخابات في‬ ‫بروكسيل إلى جانب حزب أقصى اليسار ‪.PTB‬‬ ‫اإلشكالية الكبرى هي كيف ستشكل حكومة‬ ‫من كل هذه الفسيفساء مما يتحتم عليه إيجاد‬ ‫تحالفات لصد المد اليميني المتطرف من جهة‬ ‫وإيجاد مخرج توافقي لمواجهة مشاكل البالد‬ ‫وتصريف أعمالها وتكوين حكومة قوية في‬ ‫مواجهة التحديات المحلية اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫وإلى حين كتابة هذا التقرير فبلجيكا ال تتوفر‬ ‫على حكومة‪ ،‬كل المشاورات التي قادها الملك‬ ‫لبزوغها باءت بالفشل‪ ،‬أضف إلى ذلك أزمة‬ ‫الكورونا ومتداعياتها والتي قادتها حكومة‬ ‫تصريف األعمال إلى حين العودة إلى صناديق‬ ‫االقتراع وما ستسفر عليه من نتائج لتحطيم‬ ‫أرقام قياسية جديدة ‪..‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪19‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫دار ال�شعر واحلجر ال�صحي‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫«‪»2‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫مراسَلة فرنسا‬

‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫(تابع)‬ ‫وعاد البازي إلى بدايات عالقة الثقافة العربية‬ ‫بالجوائز‪ ،‬حيث استوقفنا عند سنة ‪ 1988‬وهي السنة‬ ‫التي نال فيها نجيب محفوظ جائزة نوبل لآلداب‪.‬‬ ‫وبحسب المتحدث‪« ،‬كان األمر حدثا ثقافيا وحضاريا‬ ‫رفيعا‪ ،‬وشعر العرب‪ ،‬بمعنى من المعاني‪ ،‬بأنهم التحقوا‬ ‫بركب الثقافة الكونية‪ .‬من هنا‪ ،‬بدأت العديد من‬ ‫المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في التفكير في‬ ‫إحداث جوائز لإلبداع العربي الستثمار المناخ اإليجابي‬ ‫والمتفائل الذي خلقه حدث فوز نجيب محفوظ»‪.‬‬ ‫بعدها مباشرة‪ ،‬سوف يتركز االهتمام باألساس على‬ ‫الرواية العربية‪ ،‬في سعي حالم ألن تصبح لها القدرة‬ ‫على منافسة نظيراتها على المستوى العالمي‪ .‬واآلن‬ ‫يأتي الحديث عن جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي‪،‬‬ ‫لتسليط األضواء على جنس الشعر أيضا والعودة‬ ‫إلى االحتفاء به إبداعا ونقدا‪ .‬ومن يومها‪ ،‬رأت النور‬ ‫العديد من الجوائز‪ ،‬وكانت لكل جائزة معاييرها‬ ‫وخطها التحريري ولجان تحكيمها ومردوديتها المادية‬ ‫بالنسبة إلى الكاتب ودار النشر‪ .‬وهكذا أحدثت جائزة‬ ‫نجيب محفوظ وجائزة البوكر العربية وجائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب وجائزة الشارقة لإلبداع العربي وجائزة‬ ‫باسم الطيب صالح‪ ،‬وجائزة يمنحها رجل األعمال‬ ‫المصري نجيب ساوريس وجائزة باسم مؤسسة بنكية‬ ‫أردنية‪ ،‬وجائزة باسم سلطان العويس‪ ،‬وجائزة المغرب‬ ‫للكتاب‪...‬‬ ‫وانتهى البازي إلى أن الجوائز ينبغي أن تراجع‬ ‫مسلماتها ومنطلقاتها وآليات اشتغالها خاصة بعد‬ ‫هذه الرجة الكونية التي نعيشها بسبب عدوغير مرئي‬ ‫وقاتل ولقيط اسمه فيروس كورونا‪ ،‬رجة سوف تدفعنا‬ ‫حتما إلى إعادة النظر في تصوراتنا للحياة‪.‬‬ ‫فما المعنى الذي يمكننا أن نمنحه للجوائز الثقافية‬ ‫في العالم العربي؟ انطالقا من هذا السؤال‪ ،‬جاءت‬ ‫مداخلة الدكتور يوسف الريحاني‪ ،‬والذي توقف لدى‬ ‫الجدل الذي يرافق كل الجوائز الثقافية غداة اإلعالن‬ ‫عن نتائجها‪ ،‬معتبرا إياه من صميم الترويج لهذه‬ ‫الجوائز التي تظل في النهاية تثمينا‪ ‬لإلبداع األدبي‬ ‫والفني‪ ،‬وركنا جوهريا في السياسات الثقافية داخل‬ ‫مجتمع الشبكات‪ .‬وقد استدل المتدخل بالمقارنة بين‬ ‫وضع الثقافة العربية قبل سياسة الجوائز وما بعدها‪،‬‬ ‫حيث أشار إلى أن الجوائز الثقافية قد «أفرزت جيال‬ ‫جديدا من المبدعين العرب الذين صارت لهم الكلمة‬ ‫على مستوى اإلبداع والتواصل»‪ .‬وكما تحدث الريحاني‬ ‫عن الجوائز التي كرمت وكرست أسماء لها حضورها‬ ‫الثقافي المشهود في العالم العربي‪ ،‬ركز المتحدث على‬ ‫الجوائز الخاصة بالكتاب األول‪ ،‬في مختلف المجاالت‪،‬‬ ‫والتي تظل موعدا سنويا الكتشاف أسماء باحثين‬ ‫ومبدعين كان يتعذر علينا التعرف إليهم‪ ،‬والعلم‬ ‫باجتهاداتهم ومواهبهم‪ ،‬لوال هذه الجوائز‪ .‬وهنا‪ ،‬دعا‬ ‫الريحاني إلى ضرورة إحداث جائزة خاصة بالكتاب األول‬ ‫في المغرب‪ ،‬تكشف لنا كل سنة عن أسماء جديدة في‬ ‫مختلف المجاالت المعرفية والفنية‪ ،‬نقدا وإبداعا‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬استحضر المتدخل موقع إمارة‬ ‫الشارقة في خريطة الجوائز العربية‪ ،‬باعتبارها «عاصمة‬ ‫الجوائز الثقافية في العالم العربي‪ ،‬حيث تتميز سياسة‬ ‫الجوائز التي تشرف عليها دائرة اإلعالم والثقافة‬ ‫بالشارقة بالتنوع‪ ‬الذي يشمل كل ميادين اإلبداع‪ ،‬من‬ ‫تشكيل ومسرح وآداب وفنون‪ )...‬وأيضا مختلف الفئات‬ ‫(شبابا ومحترفين وروادا)‪.‬‬ ‫وقد شدد الناقد الفني والمسرحي المغربي على‬ ‫قيمة هذه السياسات التي تواكب تحوالت مجتمع ما‬ ‫بعد التصنيع‪ ،‬الذي صارت فيه الثقافة جزءا من سياسات‬ ‫التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫وختم يوسف الريحاني مداخلته بالوقوف عند داللة‬ ‫إطالق «جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي»‪ ،‬والتي‬ ‫جاءت بمثابة «تثمين لمكون جوهري من مكونات‬ ‫الحضارة العربية أال وهوالشعر ديوان العرب‪ ،‬وأيضا‬ ‫تفعيال ألهداف شبكة بيوت ودور الشعر عبر ربوع‬ ‫الوطن العربي»‪ ،‬معبرا عن تقديره لهذه الخطوة‪ ،‬وعن‬ ‫يقينه من أنها «سوف تتربع على عرش الجوائز الثقافية‬ ‫والنقدية القيمة في العالم العربي»‪.‬‬ ‫وشارك الشاعر والروائي واإلعالمي ياسين عدنان‬ ‫عن بعد في هذه الندوة التي أقامتها دار الشعر في‬ ‫مقرها بتطوان‪ .‬ياسين عدنان‪ ،‬الذي حل ضيفا على‬ ‫الندوة‪ ،‬يرى أن سؤال الجوائز يستحق منا أن نعطيه‬ ‫العناية الالزمة‪ ،‬ألننا غالبا ما ال نتحدث عن الجوائز إال‬

‫حين يتم اإلعالن عنها‪ ،‬وذكر أسماء المتوجين بها‪،‬‬ ‫لكن قلما نتأمل في الجوائز األدبية كظاهرة ثقافية‪،‬‬ ‫وقلما نتساءل عن القيمة المضافة لهذه الجوائز؟‬ ‫وكيف تساهم في الرفع من سوية اإلنتاج األدبي‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬يتصور ضيفنا أن المدخل األساس هوأن‬ ‫نعتبر الجائزة األدبية آلية من ضمن اآلليات التي ال‬ ‫غنى عنها في صناعة الكتاب‪ ،‬الذي يؤلف ويطبع ويوزع‬ ‫ويقرأ‪ ...‬هذه الدائرة التي تحتاج‪ ،‬بحسب المتدخل‪،‬‬ ‫«إلى عناصر تقوم بالتحفيز والدعم لعملية التأليف‬ ‫والقراءة‪ .‬فمثلما تشجع الصحافة الثقافية على القراءة‬ ‫وعلى خلق تقاليد للقراءة‪ ،‬وتداول الكتاب في عالمنا‬ ‫العربي‪ ،‬تأتي الجائزة بوصفها آلية لها دور أساسي‬ ‫وجوهري في هذا المجال»‪ .‬وقد أحصى ياسين عدنان‬ ‫أصنافا من الجوائز في عالمنا العربي‪« ،‬بدءا بجوائز دعم‬ ‫األدباء الشباب‪ ،‬على غرار جائزة الشارقة للكتاب األول‪،‬‬ ‫والتي تكون حافزا للملتحق حديثا بمجال التأليف‪ ،‬في‬ ‫بداية مشواره األدبي‪ ،‬لتكون حافزا له كيما ينطلق‬ ‫بشكل جديد‪ ،‬وحتى تحضنه وتخرجه من تلك الحيرة‬ ‫التي يعيشها المبدع الشاب‪ ،‬حين يبدع عمال أدبيا وال‬ ‫يجد له ناشرا»‪ .‬إنها جوائز أساسية‪ ،‬ودورها مهم في‬ ‫ممارسة نوع من الغربلة منذ البداية‪.‬‬ ‫كما تحدث ياسين عدنان عن عدد من الجوائز‬ ‫القطرية التي تضمن بشكل سنوي نوعا من التحفيز‬ ‫للفضل واألجود‪ ،‬على غرار جائزة المغرب للكتاب‪،‬‬ ‫وجوائز مماثلة في أكثر من بلد عربي‪ .‬جوائز «تتوج‬ ‫أفضل اإلنتاجات في مختلف مجاالت اإلنتاج نقدا‬ ‫وشعرا وسردا وفكرا وترجمة‪ ...‬وهي حسب المتحدث‬ ‫«آلية تشتغل بشكل سنوي وترفع من سوية اإلنتاج‬ ‫في هذا القطر أوذاك»‪ .‬قبل أن يصل إلى الحديث عن‬ ‫جوائز التكريم والتشريف والتقدير لمسار كامل‪ ،‬على‬ ‫غرار جائزة العويس‪ ،‬ومنها جوائز تمنح لكتاب راكموا‬ ‫حضورا الفتا للنظر يستدعي التكريم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يرى عدنان أنه «ال بد لكل جائزة‬ ‫أن تلزم حدودها‪ ،‬فال يحصل التداخل بين الجوائز‬ ‫مثال»‪ .‬ويستحضر عضومجلس أمناء جائزة العالمية‬ ‫للرواية «البوكر» تجربته في هذه الجائزة المرموقة‪.‬‬ ‫ففي البوكر‪ ،‬يقول عدنان‪« ،‬ال يمكن أن تمنح الجائزة‬ ‫بسبب سطوة اسم صاحبها‪ ،‬أوأن تمنح له اللجنة‬ ‫الجائزة وهي تفكر في باقي منجزه األدبي على مدى‬ ‫ربع قرن مثال‪ .‬ونحن في مجلس األمناء نصر‪ ،‬دائما‪،‬‬ ‫على أن الجائزة للنص وليس للشخص»‪ .‬من هنا‪،‬‬ ‫يجب أن تتعامل اللجان مع األعمال التي أمامها‪ ،‬وأن‬ ‫تشتغل على المدونة المقدمة في هذه السنة دون‬ ‫غيرها‪ ،‬ومن بينها يتم اختيار النص األفضل بغض‬ ‫النظر عن كل التأثيرات‪ .‬كذلك‪« ،‬ال بد من االنتباه إلى‬ ‫إعمال حد أدنى من الصرامة والجدية والمسؤولية‪،‬‬ ‫ومراعاة أدنى من المعايير لكي نحافظ لهذه الجوائز‬ ‫على مصداقيتها»‪.‬‬ ‫ألن الجائزة في النهاية «آلية للتحفيز على القراءة‪،‬‬ ‫تدعم القراءة وتوسع من مدارها»‪ .‬لهذا‪ ،‬ولكي يثق‬ ‫القراء في الجائزة «يجب أن تكون لها مصداقية»‪.‬‬ ‫وهنا تأتي مهمة مجالس األمناء في كل الجوائز‪.‬‬ ‫«فمسؤوليتهم كبيرة في اختيار لجان التحكيم‪ ،‬والعثور‬ ‫على األسماء الجادة والرصينة‪ ،‬التي يمكن أن تأتلف‬ ‫داخل مجموعة عمل على مدار سنة بكاملها‪ ،‬وأن يكون‬ ‫لها تجرد حقيقي من االنتماءات القطرية والمجالية‬ ‫والطائفية‪ ،‬وأن تكون اختياراتها خالصة لوجه األدب»‪.‬‬ ‫وحكاية الجائزة‪ ،‬حسب الشاعر والروائي صاحب‬ ‫«هوت ماروك»‪ ،‬هي أن «القارئ العام ليس له الوقت‬ ‫واألهلية ليقوم بنفسه بنخل كل ما يعرض عليه من‬ ‫أعمال‪ ،‬ولذلك فهويحتاج إلى تلك السبابة الحكيمة‬ ‫لكي تدله على األعمال الجديرة بالقراءة»‪ .‬وخلص‬ ‫المتحدث إلى أن قيمة الجوائز إنما تكمن في تأثيرها‬ ‫على المجال السوسيوثقافي لصناعة الكتاب‪« .‬فالجوائز‬ ‫تفيد حتى في آلية النشر ذاتها‪ ،‬حيث تتعدد طبعات‬ ‫الروايات التي تصل القائمة الطويلة وخاصة القصيرة‬ ‫في جائزة البوكر مثال‪ .‬وحتى الناشرون صاروا يشكلون‬ ‫لجانا ويتقرحونها على مصححين‪ ،‬قبل تقديم‬ ‫إصداراتهم للجائزة‪ ،‬وهذا كله يساهم في الرفع من‬ ‫سوية الكتاب»‪ .‬والخالصة عند ياسين عدنان هي أن‬ ‫الجائزة آلية ساهمت في الرقي بالكتاب العربي‪ ،‬على‬ ‫مستوى الطباعة والتحرير والشكل والقيمة األدبية‪.‬‬ ‫وحتى الكتاب الذين يتطلعون إلى هذه الجوائز‬ ‫صاروا يعكفون بجدية أكبر على أعمالهم ويجودون‬ ‫نصوصهم حتى تكون جديرة بهذه الجوائز‪.‬‬

‫نجاة الكاضي‬

‫الهجرة غري ال�شرعية‬ ‫من ضمن حقوق الفرد و التي ينصها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الحق في‬ ‫اختيار البلد الذي يرغب أن يعيش فيه و أن يغادر بلده األم إما ألسباب اقتصادية أو دينية‬ ‫أو سياسية إال أن الواقع يجعل البلدان المتقدمة ترفض تطبيق هذا القانون‪ ،‬بسبب‬ ‫األسباب المذكورة ‪. .‬‬ ‫فالمغاربة مثال من بين سكان شمال إفريقيا الذين يعرفون و بطريقة متزايدة‬ ‫سنويا الهجرة الغير الشرعية اتجاه البلدان الست إسبانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬ألمانيا‬ ‫وهولندا‪.‬‬ ‫ولمسايرة هؤالء المهاجرين خصوصا في فرنسا تكونت عدة جمعيات لمتابعتهم‬ ‫و مساعدتهم كجمعية ( لجنة الحركة المشتركة لمن تم إجالؤهم ) سيماد ‪CIMADE‬‬ ‫أو ( الشبكة للتعليم بال حدود ) ‪ RESF‬و غيرهما ‪ .‬هذه الجمعيات التي تأخذ القضايا‬ ‫الجنسائية في االعتبار لتصبح هذه الفئة أكثر مساواة وأقل تميزا ‪.‬‬ ‫فمراكز االستقبال يسعى فيها متطوعو الجمعيات إلى معرفة وضعية كل شخص‬ ‫لتسوية وضعيته أو لتجديد الحق في اإلقامة ‪.‬و لحسن الحظ أن قانون دخول وإقامة‬ ‫األجانب وحق اللجوء ‪ ceseda‬يعطي أكثر من أربعين سببا قد يؤدي للحق في اإلقامة‪.‬‬ ‫لذلك يتم تصنيف كل مهاجر حسب سبب هجرته ووضعيته و أكثر من نصف هؤالء‬ ‫يستبعد تسويتهم ويبقى أملهم في الحصول على تأشيرة إقامة طويلة ‪.‬‬ ‫استقبال المهاجر في مكاتب الجمعيات ألول مرة إلخبارهم عن‬ ‫العقبات التي سيواجهها ‪:‬‬ ‫كيفية تقديم الطلب الذي يكون غالبا عبر موقع المحافظة ‪.‬‬ ‫المستندات المطلوبة باللغة الفرنسية من األحسن أن تكون مصحوبة باألصلية‬ ‫التي وثقت بالعربية ‪.‬‬ ‫ماذا سيفعل عندما سيواجه بصمت اإلدارة ؟‬ ‫االستدعاءات المتكررة التي تطلب الوثائق الغير المدرجة من قبل ‪.‬‬ ‫مواجهة المماراسات التعسفية لكونه أجنبيا‪.‬‬ ‫صعوبة الحصول على السكن ‪.‬‬ ‫صعوبة الوصول للعمل و خصوصا النساء رغم أن هناك ‪ 12‬توصية لوصول األجنبي‬ ‫للعمل و التدريب ‪.‬‬ ‫و لطلب التسوية سواء أكان عن طريق الجمعية أو المحامي ال بد من‬ ‫أن يكون المهاجر‪:‬‬ ‫قد استقر بفرنسا ‪ 5‬سنوات ‪.‬‬ ‫له حساب بنكي ‪.‬‬ ‫له عقد عمل وقسيمة الدفع ‪.‬‬ ‫جواز السفر أو شهادة ضياعه ‪.‬‬ ‫شهادة الجيران تثبت إقامته بجوارهم منذ مدة ‪.‬‬ ‫ضريبة سياحية ‪ 200‬أورو‬ ‫رسوم لتعديل الضريبة ‪ 225‬أورو‬ ‫يدفع الطلب و يكون الرد ايجابيا عندما يكون األجنبي مندمجا ومتحركا داخل‬ ‫المجتمع الفرنسي و في حالة الرفض الصريح من جانب المحافظ ‪ ،‬في هذه الحالة لديه‬ ‫‪ 30‬يوما للعودة إلى بلده األصلي أو الطعن في قرار المحافظ إذا اختار البقاء ‪ ،‬و ال ننسى‬ ‫أن أكثر من ‪ 50‬في المائة من هذه الحاالت حصلت على التسوية وعلى التعويض‬ ‫المادي لما سببه الحكم من اضطراب نفسي ما بعد الحكم ‪.‬‬ ‫أما إذا أكد الطعن حكم المحافظ فعلى المهاجر الرحيل إلى بلد آخر والعودة بعد‬ ‫خمس سنوات أو العودة إلى بلده و قد تكون في بعض األحيان بطريقة تعسفية إدا لم‬ ‫يحترم القانون ‪.‬‬ ‫السؤال المطروح هل المهاجر المغربي يكون في وضعية غير قانونية بعد الحكم‬ ‫عليه بالترحيل؟ هل يعود إلى وطنه ؟ أم يفضل العيش مختبئا في المزارع والضيعات‬ ‫محمي بالهالل األحمر واإلغاثة الكاثوليكية إلى أن تمر الخمس سنوات ؟‬ ‫أتمنى أن يضاف نص إلى نصوص دستور ‪ 2011‬يهتم بهذه الفئة من المغاربة‬ ‫الذين ال يمكن تصنيفهم داخل مربع الجالية المغربية و ال يمكنهم االستفادة من‬ ‫الخدمات القنصلية ‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1054‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪ 11‬يوليوز ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال ‪:‬‬

‫«املغرب والربتغال‪:‬‬ ‫تاريخ م�شرتك‬ ‫وذاكرة متقاطعة»‬

‫(‪)951‬‬

‫صدر كتاب «المغرب والبرتغال‪ :‬تاريخ مشترك وذاكرة متقاطعة» سنة ‪ ،2019‬في‬ ‫جزأين متكاملين‪ ،‬وذلك ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء‬ ‫جيش التحرير‪ ،‬وبإشراف على مستوى اإلعداد والتنسيق لألستاذ أنس الفياللي‪ .‬ويمكن‬ ‫القول‪ ،‬إن هذا الكتاب الذي شاركت فيه نخبة من الباحثين المغاربة والبرتغاليين‬ ‫واإلسبان المتخصصين في تحوالت العالقات المغربية البرتغالية لقرون الزمن الماضي‪،‬‬ ‫يشكل إضافة نوعية لحجم التراكم العلمي الذي حققته الجامعة المغربية ومراكز‬ ‫الدراسات المغربية والبرتغالية المهتمة بقضايا الغزو اإليبيري ببالدنا وتحوالته خالل‬ ‫مطلع العصور الحديثة للقرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪.‬‬ ‫ولالقتراب من سقف هذا العمل التركيبي المجدد والمبتعد عن إواليات طابع التنافر‬ ‫في الماضي المشترك للذاكرة المغربية البرتغالية‪ ،‬نقترح إعادة نشر تقديم الدراسة‬ ‫التي كان لنا شرف المساهمة بها في هذا الكتاب‪ ،‬والمعنونة بـ «التراث الثقافي‬ ‫البرتغالي بالمغرب‪ ..‬ذاكرة مشتركة لتواصل تاريخي‪-‬إضاءات بيبليوغرافية وطوبونيمية‬ ‫مؤسسة»‪ .‬يقول هذا التقديم‪:‬‬ ‫استطاعت دولة البرتغال أن تكتسب مجال الريادة على مستوى مشاريع االستكشاف‬ ‫األوربي لعالم ما وراء البحار منذ مطلع العصور الحديثة‪،‬‬ ‫فجر القرن ‪15‬م‪ .‬واستطاعت هذه الدولة أن تضع‬ ‫أسس توجهات توسعية منظمة خارج حدود‬ ‫أورب��ا‪ ،‬أثمرت ما أصبح يعرف بالظاهرة‬ ‫االستعمارية‪ .‬فمنذ احتالل مدينة سبتة‬ ‫المغربية سنة ‪1415‬م‪ ،‬ومرورا بتوسع‬ ‫البرتغال على امتداد خط الساحل‬ ‫المتوسطي واألطلنتي المغربي والذي‬ ‫انتهى بها إل��ى اح��ت�لال العديد من‬ ‫المدن االستراتيجية المغربية مثل القصر‬ ‫الصغير وأصيال وطنجة والمهدية ومازغان‬ ‫وأزمور وأسفي وموغادور وأكادير‪ ،‬استطاع‬ ‫البرتغاليون تعزيز أقدامهم فوق األرض‬ ‫المغربية‪ ،‬لتحويلها إلى قاعدة لكل عملياتهم‬ ‫التوسعية التي شملت أج���زاء واس��ع��ة من‬ ‫القارة اإلفريقية وبالد الهند وأمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬يمكن القول إن الثغور المغربية‬ ‫التي احتلها البرتغاليون خالل القرنين ‪ 15‬و‪16‬‬ ‫الميالديين قد تحولت إلى نقاط ارتكاز أساسية‬ ‫في كل مشاريع الغزو اإليبيري المرتبط بتداعيات‬ ‫ظاهرة االكتشافات الجغرافية التي شكلت االنطالقة‬ ‫الفعلية لليقظة األوربية التي قطعت مع عهود العصر‬ ‫الوسيط األوربي وظالم النظام الفيودالي العتيق‪.‬‬ ‫وعلى الرغم أن ه��ذه الظاهرة االستعمارية قد‬ ‫أصبحت جزء من الماضي المشترك في عالقة المغرب‬ ‫بجاره البرتغالي‪ ،‬فإن آثارها المادية والرمزية الزالت‬ ‫ماثلة للعيان سواء بهذه الدولة أم تلك‪ .‬ونظرا لعمق هذه‬ ‫التأثيرات وأهمية مساهمتها في رسم المخيال الجماعي‬ ‫المشترك بين المغرب وشبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬فإننا نعتقد‬ ‫أن التأثير البرتغالي في النظم المعيشية للمغاربة وفي‬ ‫أنماط تفكيرهم يعتبر األكثر أهمية من كل التأثيرات التي خلفتها موجات االحتالل‬ ‫المتتالية التي تعرضت لها بالدنا على امتداد تاريخها الطويل‪ ،‬مثلما هو الحال مع‬ ‫االحتالل الوندالي‪ ،‬أو الروماني‪ ،‬أو الفرنسي‪ ،‬أو اإلسباني‪ .‬ولن نجد صعوبة تذكر إذا‬ ‫أردنا رصد مظاهر التأثير البرتغالي داخل وسطنا المعاصر‪ ،‬ليس فقط على مستوى‬ ‫الشواهد المادية المباشرة المنتصبة كأسوار وكأبراج وكقالع على امتداد جغرافية‬ ‫العديد من المدن المغربية العريقة الساحلية‪ ،‬ولكن كذلك –وهذا هو األهم– على‬ ‫مستوى التراث الرمزي المشترك‪ ،‬تراث يتجاوز حالة التنافر الديني بين هذا الشعب‬ ‫أو ذاك‪ ،‬وكذلك حالة التصادم الحضاري «المفترض» الذي رسخته أرصدة هائلة من‬ ‫اإلسطوغرافيات التقليدية سواء منها العربية اإلسالمية أم اإليبيرية الكالسيكية‪ .‬ولعل‬ ‫المتأمل في المضامين اإلنسانية للتراث الثقافي والرمزي المشترك‪ ،‬سيقف على الكثير‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫من القيم التي تتقاطع في تمظهراتها السلوكية والفكرية مع مسلكيات يومية بسيطة‬ ‫نجدها منتشرة بين صفوف المغاربة‪ ،‬مثلما نجدها قائمة الذات بين صفوف الساكنة‬ ‫البرتغالية‪ .‬فعلى المستوى اللغوي مثال‪ ،‬يمكن حصر حاالت كثيرة من أشكال التأثير‬ ‫اللساني هنا وهناك‪ .‬وعلى المستوى األنتروبولوجي‪ ،‬أمكن الوقوف على حاالت عديدة‬ ‫لطقوس اجتماعية مغربية انتقلت إلى البرتغال وتحولت إلى ممارسات إيبيرية خالصة‪.‬‬ ‫وحتى على مستوى أسماء األشخاص واألماكن‪ ،‬يمكن الوقوف بالبرتغال على مظاهر‬ ‫شتى لهذه التأثيرات‪ ،‬من قبيل انتشار أسماء مثل فاطمة‪ ،‬القنطرة‪ ،‬مازغان‪ ...،‬على‬ ‫نطاق واسع واكتسابها لصفات إيبيرية خالصة‪ .‬لكل ذلك‪ ،‬وغيره كثير‪ ،‬أمكن القول‬ ‫إن الحضور المغربي في الفضاء العام للبرتغال أو الحضور البرتغالي في الفضاء العام‬ ‫للمغرب‪ ،‬يظل أمرا غير قابل للتجاوز‪ ،‬بفعل انتصابه كحقائق قائمة فرضتها الجغرافيا‬ ‫ورسخها التاريخ وزكاها التراث الثقافي المشترك‪.‬‬ ‫ونظرا ألهمية الحضور التاريخي للبرتغال في الكثير من مناطق العالم‪ ،‬بما فيها‬ ‫المغرب‪ ،‬أصدرت مؤسسة كالوستكولبنكيان كتابا تصنيفيا للعديد من هذه المواقع‬ ‫التي تدخلت هذه المؤسسة من أجل إما ترميمها أو إصالحها أو العناية بها‪ .‬وقد صدر‬ ‫هذا الكتاب خالل سنة ‪ 2009‬تحت عنوان «التراث التاريخي‬ ‫من أصول برتغالية في العالم»‪ ،‬وذلك في ما مجموعه‬ ‫‪ 58‬صفحة من الحجم المتوسط‪ ،‬احتوت على‬ ‫مواد تعريفية بمختلف المواقع البرتغالية‬ ‫التاريخية التي كانت موضوعا لتدخل‬ ‫المؤسسة المذكورة‪ .‬وقد تشكلت هذه‬ ‫المواد من صور فوتوغرافية توثيقية‬ ‫وخرائط توضيحية ونصوص تعريفية‬ ‫كتبت باللغات البرتغالية واإلنجليزية‬ ‫والفرنسية‪ .‬وبالنسبة للمغرب‪ ،‬فقد اختار‬ ‫القائمون على الكتاب إدراج موقعين اثنين‬ ‫ضمن المواقع المحتفى بها في الكتاب‪،‬‬ ‫يتعلق األمر بالكنيسة البرتغالية الموجودة‬ ‫بالمدينة العتيقة ألسفي‪ ،‬وبرج «التشريف»‬ ‫أو برج «القمرة» المنتصب في قلب المدينة‬ ‫العتيقة ألصيال‪ .‬ويعود سبب اختيار موقع أسفي‬ ‫وموقع أصيال دون بقية المواقع البرتغالية‬ ‫األخرى الموجودة بالمغرب‪ ،‬نظرا ألنهما الموقعان‬ ‫الوحيدان اللذان شكال مجاال لتدخل مؤسسة‬ ‫كالوست كولبنكيان‪ ،‬ترميما وإصالحا وتعريفا بهما‬ ‫على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫وكيفما كان الموقف الذي يمكن أن يصدر عن‬ ‫الباحثين األركيولوجيين بخصوص طبيعة الترميم الذي‬ ‫قامت به المؤسسة المذكورة في هذا الموقع أو ذاك‪،‬‬ ‫فالمؤكد أن هذا العمل قد ساهم في الحفاظ على الكثير‬ ‫من األبعاد التاريخية والجمالية للمواقع المذكورة‪ ،‬بل وفي‬ ‫إكسابها عناصر اإلشعاع العالمي باعتبارها موروثات تاريخية‬ ‫بحموالت فنية راقية وبأصول حضارية ثرية وخصبة‪ .‬ولعل‬ ‫هذا ما جعل برج «التشريف» (أو «القمرة» كما هو شائع في‬ ‫ال��ت��داول المحلي بين سكان مدينة أصيال) يتحول إلى أحد أبرز المعالم المميزة‬ ‫للمدينة ووجها أصيال لخصوبة ذاكرة الفضاء المحلي للمدينة‪ ،‬لدرجة أنه ال يمكننا‬ ‫تصور جزئيات هذا الفضاء بدون برج «القمرة»‪.‬‬ ‫وعلى مستوى البحث العلمي التخصصي‪ ،‬فقد ساهم عمل مؤسسة كالوست‬ ‫كولبنكيان على المواقع التاريخية البرتغالية المذكورة بالمغرب‪ ،‬في إثارة االنتباه إلى‬ ‫أهمية توسيع هذا الجهد لكي يشمل كل المواقع األخرى التي ال تزال منتصبة داخل‬ ‫العديد من مدننا إلى يومنا هذا‪ ،‬خاصة وأن الجهد األكاديمي الذي يبذل ‪-‬اآلن‪ -‬لتنظيم‬ ‫االشتغال على الرصيد الوثائقي واإلسطوغرافيات البرتغالية حول المغرب‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يجد الكثير من عناصر اإلسناد األركيولوجية في مثل هذا النوع من أشكال الترميم‬ ‫والنبش والصيانة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.