Achamal n° 922 le 02 janvier 2018

Page 1

‫سنة سعيدة‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 922‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 14‬ربيع الثاين ‪� 02 / 1439‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫بمناسبة حلول السنة الميالدية الجديدة ‪ ،2018‬يتشرف مدير جريدتي «الشمال» و «طنجة»‬ ‫وهيئة التحرير وكافة العاملين اإلداريين والتقنيين بتقديم تهانيهم الخالصة إلى جاللة الملك‬ ‫نصره اهلل وإلى العائلة الملكية الشريفة‪ ،‬مع خالص الدعاء أن تكون سنة خير وبركة ويمن على‬ ‫جاللته وأسرته الكريمة‪.‬‬ ‫كما نتوجه بتهانينا إلى كافة شعوب العالم مع متمنياتنا في أن يعم العالم السلم واالستقرار‬ ‫والرخاء‪ ،‬وأن تنتصر لإلنسانية مبادئ اإلخاء والتعاون والتفاهم والتعايش والحوار‪ ،‬كما أوصت بذلك‬ ‫جميع الديانات السماوية‪ ،‬خدمة للبشرية التي تواجه اليوم أوضاعا صعبة و تحديات خطيرة ‪.‬‬ ‫تهانينا أيضا لقرائنا األعزاء الذين نعتز بوفائهم ونطمح إلى إن يستمروا في مساندة هذه‬ ‫الجريدة التي هي جريدتهم ولسان حالهم والمعبر األمين عن انتظاراتهم وتطلعاتهم‪.‬‬

‫وكل عام جديد واجلميع ب�ألف خري‬

‫سنة ‪2017‬‬

‫بين حراك وحراك‪ ....‬حراك‪! ‬‬ ‫استقبلناها على وقع مقتل شهيد شاحنة أزبال الحسيمة‬ ‫وودعناها على نعي شهيدي «ساندريات» جرادة‬ ‫من أجل رغيف أسود بطعم العلقم‬

‫انتهت سنة ‪ 2017‬كما بدأت على وقع «حراكات» شعبية» من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬تفاعل معها الشعب بكثير من التعاطف‪ ،‬ومن الدعم ‪ ،‬للشك‪،‬‬ ‫لوجود»قوائم مشتركة» في المعاناة والتهميش والالمباالة‪.. ،‬وما يطلق عليه‪ ،‬مغربيا‪ ،‬بـ «الحكرة» ‪ ...‬فمن الحسيمة إلى جرادة‪ ،‬مرورا بوزان‪ ،‬و زاكورة‪،‬‬ ‫وآسفي ومراكش‪ ،‬إلى غيرها من المدن التي أعيى الصبر أهلها ولم يعد ألقراص المسكنات من فعالية لديها‪....‬‬ ‫وكثيرا ما أُخذ على الحكومة سوء تدبيرها األزمات بل وعجزها عن احتواء غضب السكان‪ ،‬كما حدث بالحسيمة‪ ،‬حيث انخرطت مكونات األغلبية‬ ‫«المتصدعة» في تأويالت وأحكام جاءت نتائجها عكس المنتظر‪ ،‬إذ أنها أججت الغضب‪ ،‬ودفعت المواطنين إلى الضب على مطالبهم التي لم تخرج‪،‬‬ ‫منذ البداية عن الحق في الحياة الكريمة‪ ،‬تحت لواء وطن لكل المواطنين ‪ ،‬بعد أن بعثوا بالسواء واللواء ‪ ،‬وعلى مدى السنين‪ ،‬دون أن ينالهم مما نال‬ ‫غيرهم من أبناء الوطن إال النزر القليل‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫انتخاب األستاذ ابراهيم السماللي‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا لهيئة المحامين بقضاء طنجة‬ ‫نقيبا‬

‫املر�أة املغربية‬ ‫‪� ‬صانعة ُ‬ ‫«حدث ال�سنة»‬

‫شهدت محكمــة االستئنــاف بطنجــة‪،‬‬ ‫الجمعة الماضيـة‪ ،‬انتخاب النقيب الجديد لهيئـة‬ ‫المحامين بطنجة‪ ،‬حيث فـــاز األستاذ ابراهيم‬ ‫السماللي بالمنصب‪ ،‬للسنوات الثالث المقبلة‪،‬‬ ‫ليخلف النقيب السابق األستاذ أحمد الطاهري‬

‫المنتهيةواليته‪.‬‬ ‫العملية االنتخابية انحصرت ‪ ،‬في دورها‬ ‫الثاني‪ ،‬بين النقيــب المنتخب والمترشــح‬ ‫للمنصب‪ ،‬األستاذ أحمد أشهبــار الذي سبق وأن‬ ‫تولى المنصب لواليتين سابقتين ‪ ،‬حيث تصدرا‬ ‫الالئحة المكونة من ثمانية مترشحين بعد أن‬ ‫مرا للدور الثاني بفـــارق كبير من األصوات‬ ‫بالنسبة لباقي المتنافسين وكلهم ممن يشهد‬ ‫لهم بالمقدرة والكفاءة المهنية والسمعة‬ ‫الطيبة‪.‬‬ ‫وكان الحسم لفائــدة األستاذ ابراهيـم‬ ‫السماللـي الذي حصل على ‪ 352‬صوتـا ‪ ،‬أي‬ ‫بنسبة ‪ 53,5‬بالمائة من األصوات المعبر عنها‪،‬‬ ‫في حين حصل منافسه على ‪ 306‬أصوات ‪.‬‬ ‫وحسب الفئات ‪ ،‬فقــد تمت العملية على‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫*فئة النقباء‪ :‬محمد خالد عاشور‪ ،‬أحمد‬ ‫أشهبار باإلضافة للنقيب المنتهية واليته أحمد‬ ‫الطاهري‪.‬‬ ‫*فئة من ‪ 10‬سنوات إلى ‪ 20‬سنة من‬ ‫الممارسة المهنية‪ :‬محمد النيونو‪ ،‬عزيز البغيل‪،‬‬ ‫أنور بلوقي‪ ،‬عبد الكريم بنيس‪ ،‬اسماعيل الجباري‬ ‫الكرفطي‪ ،‬جعفر الوهابي‪.‬‬ ‫*فئة أكثر من ‪ 20‬سنة من الممارسة‪:‬‬ ‫مصطفى بونجة‪ ،‬عبد العزيز الشدادي‪ ،‬هشام‬ ‫الوهابي‪،‬جمال الدين العافية‪ ،‬نعيمـة بورحو‪،‬‬ ‫محمد الجيدي‪.‬‬ ‫ومعلوم أن هيئة المحامين بطنجة تضم‬ ‫في صفوفها فوق ‪ 860‬محامية ومحام ينتمون‬ ‫لدائرة طنجة القضائية التي تشكل محاكم طنجة‬ ‫وأصيلة والعرائش والقصر الكبير ‪.‬‬ ‫وقد سبق انتخاب النقيب الجديد للهيئة‪،‬‬ ‫أياما قليلة بعد تدشين دار المحامي الموجودة‬ ‫بقلب مدينة طنجة التي من المقرر أن تحتضن‬ ‫العديد من األنشطة العلمية والقانونية‬ ‫والثقافية ودورات تكوينية وتوجيهية لفائدة‬ ‫المقبلين على المهنة ‪.‬‬ ‫وجاء انتخاب السماللي الذي فاز ألول مرة‬ ‫بهذا المنصب‪ ،‬بعدما انحصر التنافس الشديد‬ ‫خالل الدور الثاني من هذه االنتخابات بينه وبين‬ ‫المحامي أحمـد أشهبار الذي سبق له وأن انتخب‬ ‫نقيبا لمحاميي طنجة في مناسبتين سابقتين‬ ‫خالل سنتي ‪ ،1992‬و‪.2007‬‬ ‫هذا‪ ،‬وجاءت انتخابات هيئة المحامين‬ ‫بطنجة ‪ ‬لهذه السنة‪ ،‬تزامنا مع اإلفتحاص المالي‬ ‫للهيأة الذي قام به خبراء متخصصون بطلب من‬ ‫المجلس الحالي برئاسة النقيب أحمد الطاهري‬

‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫كيف نودع سنة ‪ 2017‬؟‬ ‫أ باألحضان ‪ ،‬أم نرمي بها وما حملت في سلة المهمالت‪ ،‬بالرغم من‬ ‫أنها وثقت‪ ‬لفترات من أعمارنا التي نقبل جانبا منها ونرفض جانبا‪...‬نود‬ ‫أن نتخلص منه بأي ثمن‪ ! ‬‬ ‫راجعت أحداث السنة على امتداد اثني عشر شهرا‪ ،‬عدت إلى الجرائد‬ ‫والمواقع‪ ،‬قرأت التحاليل والتعاليق فلم أجد في كل ذلك ما يستهويني‬ ‫في أخبار السياسة واألحزاب والحكومة والبرلمان‪ ،‬وما يسمونه بالمجتمع‬ ‫المدني‪....‬وال حتى الفضائح بالجملة التي تنشرها الصحافة هنا وهناك‪،‬‬ ‫والتي أصبحت معتادة عليها في بلد «المغربات» (بضم الميم وفتح الراء‬ ‫مع تشديدها)‪.‬‬ ‫المنتهية واليته يناير المقبل‪ ،‬طبقا لقرار‬ ‫المجلس الصادر بتاريخ ‪ 27‬يوليوز الماضي‪ ،‬وهو‬ ‫التقرير الذي أنجز في حوالي ‪ 80‬صفحة‪ ،‬ويرصد‬ ‫عدة اختالالت مالية‪ ،‬وعيوبا بنيوية في مالية‬ ‫الهيأة من شأنها أن تشكل خطورة مباشرة على‬ ‫أموال المحامين‪.‬‬ ‫وأكد مصدر مقرب‪ ،‬أن الجمعية العمومية‬ ‫للهيأة ناقشت نتائج التقرير في اجتماعها أمس‬ ‫الجمعة من أجل الخروج بالتوصيات المناسبة‬ ‫التي ستؤخذ بعين اإلعتبار التخاذ اإلجراءات‬ ‫المناسبة بخصوص التقرير من قبل المجلس‬ ‫خالل سنوات العمل الثالث المقبلة‪ ،‬علما أن‬ ‫النقيب الجديد إبراهيم السماللي كان قد اتخذ‬ ‫«ربط المسؤولية بالمحاسبة» مبدأ له‪ ،‬حيث‬ ‫اعتبرها من ثوابت برنامجه اإلنتخابي‪ ،‬وشعارا‬ ‫لحملته اإلنتخابية التي خاضها للفوز بمنصب‬ ‫نقيب المحامين بطنجة‪ ،‬خصوصا وأن عملية‬ ‫افتحاص حساب الودائع واألداءات ما زالت جارية‬ ‫لحد اآلن بشكل متواصل‪ ،‬وبدون توقف‪ .‬‬ ‫وسيواجه النقيـب الجديــد العديد من‬ ‫القضايا التنظيمية التي يتطلبها السير الحسن‬ ‫لمهنة تعتبر من أرقي المهن وأكثرها نفعا‬ ‫للناس وأثرا في حياتهم وأشدها فعال في‬ ‫تحقيق السلم والعدل والكرامة‪ ،‬وتلك أمور من‬ ‫أشد مقومات المجتمعات البشرية المتحضرة‪،‬‬ ‫دون أن ننسى ما اعتبره الفالسفة خير‬

‫تعريف للعدل على مر التاريخ‪ ،‬وهو ما وضعه‬ ‫اإلمبراطور الروماني «جيستنيان» في مدونتـه‬ ‫بقولــه «العدل هو حمل النفس على إيتاء كل‬ ‫ذي حق حقه والتزام ذلك على وجه الدوام‬ ‫واإلستمرار»‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذا الهدف النبيل يبقى المحامي‬ ‫فاعـال محوريــا ماثــال على الدوام في ذهــن‬ ‫أعضاء الجسم اإلجتماعي‪ ،‬يذكرهم بحقوقهم‬ ‫وواجباتهم من خالل القضايا والمشاكل التي‬ ‫يتعرضون إليها في حياتهم اإلجتماعية‪ ،‬إنه في‬ ‫صلب المعركة الدائمة لحفظ حقوق اإلنسان‬ ‫الطبيعية غير القابلة للتقادم والتي نذكر منها‬ ‫على الخصوص الحرية‪ ،‬والملكية‪ ،‬واألمن‪،‬‬ ‫ومقاومة الطغيان والظلم‪ ،‬والمساواة‪ ...،‬‬ ‫وجريدة طنجة‪ ،‬التي تعتبر لسان حال كافة‬ ‫مواطني وأهالي هذه المدينة‪ ،‬ليسعدها أن‬ ‫تتقدم بأحر التهاني لألستاذ النقيب ابراهيم‬ ‫السماللي ولكافة أعضاء الهيئة مع خالص‬ ‫المتمنيات للنقيب الجديد ولكافة مساعديه‬ ‫بالنجاح التام في مهامهم السامية والنبيلة وأن‬ ‫تؤكد دعمها ومساعدتها الدائمتين للهيئة‪،‬‬ ‫خدمة للصالح العام‪.‬‬

‫ع ‪.‬ك‬

‫أكاديميون ومنتخبون يتدارسون سبل تنمية‬ ‫الموارد الجبائية للجماعات الترابية بطنجة‬

‫نظـــم المركــز المتوسطــي لألبحـــاث‬ ‫وال��دراس��ات التشريعيـة والماليـة بتعـاون‬ ‫وشراكة مع جماعة طنجـة مساء الجمعة ‪22‬‬ ‫دجنبر الجاري‪ ،‬بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ‪،‬‬ ‫يوما دراسيا في‪ ‬موضوع «تنمية الموارد‬ ‫الجبائيةللجماعاتالترابية»‪ .‬‬ ‫ويأتي تنظيم هذا ا ْليَوْمَ الدراسي حسب‬ ‫المسؤولين عن المركز في سياق الوعي بأهمية‬ ‫الموارد الجبائية في تحقيق التنمية‪ ‬االقتصادية‬ ‫واالجتماعية للجماعات الترابية ‪ ،‬وفي ظل‬ ‫الصعوبات التي‪ ‬ما فتئت تشكل حجرة عثرة‬ ‫أمام ضبط الموارد الجبائية وتطويرها‪ ،‬وما‪ ‬لها‬ ‫من انعكاسات على الميزانيات المحلية وبرامج‬ ‫التنمية بصفة عامة‪.‬‬ ‫وقد‪ ‬شكل هذا اليوم الدراسي‪ ‬منطلقا‬ ‫ألرضية اشتغال تروم خلق حوار بناء مع كافة‬ ‫المتدخلين و‪ ‬الباحثين والخبراء‪ ،‬في أفق الخروج‬

‫‪2‬‬

‫بمقترحات حلول وتوصيات قصد‪ ‬رفعها إلى‬ ‫الجهات المعنية لبحث سبل تنزيلها وأجرأتها‪ .‬‬ ‫اللقاء تميز بالحضور النوعي لكافــة‬ ‫المتدخليــن مــن‪ ‬أساتذة وأكاديمييـــن‬ ‫مختصين ومنتخبين وممارسين في مجال‬ ‫الجباياتالمحلية‪ ،‬كالمديريةالجهويةللضرائب‬ ‫والخزينة العامـــة والقبــــاض وموظفي‪ ‬قسم‬ ‫الجباباتبالجماعة‪.‬‬ ‫وق��د سير مجريات ه��ذا اللقاء الدكتور‬ ‫محمد يحيا عميد كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬وتناول‬ ‫الكلمة في البداية عمدة مدينة طنجة السيد‬ ‫البشير العبدالوي‪ ،‬كما تميز اللقاء بإشراك رؤساء‬ ‫الفرق السياسية بمجلس المدينة‪ ،‬من منطلق‬ ‫تشاركي‪ ،‬والذين تناولوا الكلمة‪ ،‬كل من موقعه‪،‬‬ ‫تطرقوا فيها إلشكالية تنمية الموارد المالية‬ ‫للجماعة‪.‬‬ ‫وطبع اللقاء نقاش جاد ومسؤول‪ ،‬كما كان‬

‫غنيا بالتجارب الميدانية‪ ،‬مما أفضى إلى الخروج‬ ‫بالعديد من‪ ‬التوصيات والمقترحات‪ ،‬التي تروم‬ ‫حلحلة اإلشكاليات والرفع من أداء‪ ‬الجماعات‬ ‫الترابية في مجال تحصيل الجبايات‪.‬‬ ‫ومن الخــالصــات المهمـــة التي انتهى‬ ‫إليها اللقاء‪ ،‬الدعوة إلى‪ ‬التأسيس لشراكات‬ ‫مستقبلية مع المركز المتوسطي لألبحاث‬ ‫والدراسات التشريعية والمالية لبناء دراسات ‪ ‬و‬ ‫خبــرات‪ ،‬تروم‪ ‬الرفع من أداء الجماعات الترابيـــة‬ ‫في الجوانــب المالية والقانونيـــة‪ ،‬خاصة‪ ‬في‬ ‫جانــب تعزيز الموارد الماليـــة وتطويرها‪،‬‬ ‫في أفق االستجابة لتطلعات و‪ ‬آم��ال ساكنة‬ ‫المدينة‪ ،‬والرقي بالجماعة الترابية إلى مستـوى‬ ‫الجماعة‪ ‬المقاولــة‪ ،‬التي تعمل على تطوير‬ ‫مواردها وتجاوز ثقافة العجز المالي و‪ ‬استجداء‬ ‫القروض واإلعانات ‪ ‬وبيع األصول ‪.‬‬

‫محمد العمراني‪ ‬‬

‫نقطة مضيئــة واحدة‪ ،‬وحيدة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬تستحق منا أن نسجلهــا‬ ‫للتاريخ‪ ... ،‬وألنها تؤشر لتغيير «ثوري» في منهجية التفكير المجتمعي‪.‬‬ ‫تلك النقطة المضيئة‪ ،‬هي «اإلصابة» التاريخية الرائعة‪ ،‬التي سجلتها‬ ‫المرأة المغربية في شباك بعض العقول المتحجرة‪ ،‬المترهلة‪ ،‬التي ال‬ ‫ترى أدنى حرج في «إقصاء»‪ ‬الماليين من أطفال المغرب‪ ،‬من حقهم‬ ‫في المواطنة الكاملة‪ ،‬باسم «مرجعياتها» الجامدة‪ ،‬الناتجة عن قراءات‬ ‫قديمة لنصوص ابتعدت‪ ،‬بسنوات ضوئية‪ ،‬عن اإلنسان ‪ ‬في ديمومته‬ ‫وصيرورته وتفاعالته السياسية واالجتماعية والعاطفية والبيولوجية‬ ‫والنفسانية‪ ....‬أمور تتطلب وعيـا كبيرا ومهارات عاليــة‪ ،‬على مستوى‬ ‫التناول والمعالجة‪.‬‬ ‫وبالرغم من وعورة المسالك المحفوفة بالمخاطر ‪ ،‬فقد نجحت المرأة‬ ‫المغربية في تسلق جبال الرفض والعناد والتغول‪ ،‬وحققت الخطوة األولى‬ ‫على مسافة األلف ميل‪ ،‬من أجل االنتصار لألمهات العازبات وألطفالهن‪،‬‬ ‫أطفال «الحب» أو الخيانة‪ ،‬أو الغدر‪ ،‬أو االغتصاب‪...‬أو سميهم ما شئت‪ ،‬ال‬ ‫ما يصدم الحس اإلنساني من أوصاف ظالمة قاسية‪..! ‬‬ ‫المعركة التي قادتها المناضلة عائشة الشنا‪ ،‬وحولها نساء مناضالت‬ ‫متطوعات‪ ،‬من خارج دوائر «المنظمات المدعومة»‪ ،‬دفاعا عن األمهات‬ ‫العازبات وأطفالهن‪ ،‬والتي ووجهت بفتاوى وأحكام خارج منطق الزمان‪،‬‬ ‫وحتمية التطور‪ ،‬حققت أولى نجاحاتها يوم قضت محكمة ابتدائية بطنجة‬ ‫بثبوت بنوة طفلة مولودة خارج «الضوابط واألعراف»‪! ‬‬ ‫محكمة أخرى في وسط البالد قضت‪ ،‬هي األخ��رى‪ ،‬ليس فحسب‬ ‫بثبوت البنوة‪ ،‬بل وأيضا بثبوت النسب بناء على الخبرة الجينية‪! ‬‬ ‫حقيقة إن الحكم األول الصادر عن ابتدائية طنجة‪ ،‬والذي اعتبر حكما‬ ‫شجاعا بل تاريخيا وثوريا وسابقة قانونية في تاريخ القضاء المغربي‪ ،‬قد‬ ‫تم إلغاؤه استئنافيا‪ ،‬وربما وقع إلغاء الحكم الثاني‪....‬‬ ‫ولكن ها هو القضاء المغربي يتخطى حاجز البنوة‪ ‬والنسب ‪ ‬ويقضي‬ ‫بحق أم عازبة في الحصول على كناش الحالة المدنية من أجل تسجيل‬ ‫طفلتها من أب مجهول‪ ! ‬محكمة ‪ ‬قضاء سوق الغرب‪ ،‬أمرت كذلك ضابط‬ ‫الحالة المدنية بتسليم األم العازبة الدفتر العائلي الذي منعت منه بحجة‬ ‫أن األم العازبة ال حق لها في هذه الوثيقة العائلية‪...! ‬‬ ‫وحتى لو تم إلغاء كل‪ ‬األحكام الصادرة لفائدة األمهات العازبات‬ ‫وأطفالهن‪ ،‬فإن األهم هو أن الفكرة قطعت وتقطع أشواطا بعيدة على‬ ‫الطريق الصحيح‪ ،‬وأنها «تحصد» كل يوم أنصارا حتى من داخل القضاء‬ ‫بعد أن أجمعت محافل ‪ ‬رجال القانون والمنظمات األهلية على ضرورة‬ ‫فتح النقاش في موضوع األمهات العازبات واألطفال المولودين خارج‬ ‫بالحرار‬ ‫«النكاحمدرسة المجد‬ ‫تشكل‬ ‫يباركه ولم يزكه «العدالن األملحان»‪.! ‬‬ ‫الواقعة لم‬ ‫الشرعي» الذي‬ ‫المهم أن العقليات بدأت تتغير‪ ،‬وأن وعيا جديدا بدأ يتشكل وينتشر‬ ‫بقوة داخل المجتمع الذي أصبح أكثر قابلية لالنفتاح على كل ما يتصل‬ ‫بالمرأة‪ ،‬حقوقها‪ ،‬حرياتها‪ ،‬استقالليتها‪ ،‬اختياراتها‪ ،‬كرامتها‪ ،‬وضعها‬ ‫األسري‪ ،‬مشاعرها اإلنسانية‪...‬‬ ‫المهم‪....‬الفكرة‪ ! ‬والفكرة متى ولدت‪ ،‬فإنها تنطلق عبر المكان‬ ‫والزمان‪....‬ألن الفكرة أزلية‪ ،‬خالدة خلود الكون‪ .! ‬‬ ‫والفضل ‪ ‬في هذه المغامرة الشيقة‪ ،‬يعود للمرأة المغربية التي‬ ‫طبعت السنة التي نودع‪ ،‬بنضالها وصمودها وحكمتها ‪ ،‬فكانت‪ ،‬بحق‪،‬‬ ‫صانعة ‪« ‬حدث السنة» بامتياز‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫درد شة‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫موضوع الساعة في تطوان‪ ،‬هو تحرير المِلك العام‪ ،‬وانتزاعه من قبضة الباعة المتجولين‪.‬‬ ‫العملية همت في الجولة األولى‪ ،‬محيط ساحة المشور‪ ،‬والمداخل المؤدية إليها‪ ،‬وشارع‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫وهمت في الثانية‪ ،‬سوق سانية الرمل‪.‬‬ ‫وفي انتظار تعميمها على أماكن أخرى‪ ،‬كالمدينة العتيقة وأبوابها‪ ،‬ومداخلها ومخارجها‪،‬‬ ‫ينكب المسؤولون على إعداد قوائم للذين سيستفيدون من أماكن قارة ومحترمة بسوق‬ ‫المحطة الطرقية‪ ،‬وبأسواق القرب التي هُيئت لهذه الغاية‪.‬‬ ‫وموازاة مع هذا‪ ،‬توضع بالمناطق المحررة‪ ،‬سياجات حديدية بمحاذاة األرصفة‪ ،‬وقاية لها‬ ‫من الفرّاشة الذين قد تحدثهم نفوسهم بالعودة إليها واحتاللها من جديد‪.‬‬ ‫السياجات الحديدية المزخرفة التي سُلمت لعمال اإلنعاش الوطني‪ ،‬شبابيك محترمة‪ ،‬لكن‬ ‫الطريقة التي ُثبّتت بها‪ ،‬طريقة بدائية‪ ،‬تفتقر ألبسط شروط البناء‪ ،‬وتسيء للذوق والتناسق‪.‬‬ ‫نفس هذه الطريقة‪ ،‬اتّبعت في شارع المفضل أفيالل‪ ،‬يوم أعيدت هيكلة المدار الطرقي‬ ‫المجاور لمسجد المصلى‪ ،‬فشبابيكه هي األخرى‪ ،‬وُضعت بشكل ارتجالي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الموكلون باألشغال؟‬ ‫فأين المهندسون؟ وأين المخططون والمصممون؟ وأين‬ ‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن سوء تثبيت هذه السياجات‪ ،‬لن يُفسد فرحة السكان بهذه الحملة‬ ‫التطهيرية التي يقوم بها المسؤولون بجرأة وشجاعة‪ ،‬وبخطوات ثابتة‪ ،‬ستعيد إلى مدينة‬ ‫تطوان بهاءها ونضارتها‪.‬‬ ‫وكم كنا ننتظر من جماعتنا الحضرية‪ ،‬أن تساهم في هذا اإلجراء الرائد‪ ،‬بنصيبها‪ ،‬فتطوان‬ ‫هي مدينتنا‪ ،‬وتضافر جهود الفاعلين في إعادة االعتبار إليها‪ ،‬فرض عين‪ ،‬وليس فرض كفاية‪،‬‬ ‫إذا قام به البعض‪ ،‬سقط عن الباقي‪.‬‬ ‫نجاح هذه الحملة رهين بإعادة انتشار هذه الجحافل من الباعة‪ ،‬على األسواق‪ ،‬انتشارا‬ ‫يضمن لها لقمة العيش‪ ،‬ويؤمّنها من خوف‪.‬‬ ‫ف ْلتُدخل السلطة المحلية هذا اإلجراء في حساباتها‪ ،‬فنجاحه سيكون مثاال تحتذي به المدن‬ ‫األخرى إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫نجّح اهلل المقاصد‪ ،‬وحقق الغايات‪.‬‬

‫يف افتتاح املقهى الثقايف ب�شف�شاون‬

‫محمد سعيد بنشبتيت‪ :‬مناضل من أخيار الزمن الجميل‬ ‫‪-‬‬

‫(بأمسية بهيجة افتتحت جمعية‬ ‫«أصدقاء المعتمد» وشبكة «المقاهي‬ ‫األدبية» بالمغرب المقهى الثقافي‬ ‫بشفشاون يوم الجمعة ‪ 22‬من دجنبر‬ ‫الماضي‪،‬حيث تم خالل هذه األمسية‬ ‫استضافة الشاعر المبدع عبدالكريم‬ ‫الطبال بمشاركة الناقد نجيب العوفي‬ ‫والشاعر محمد علي ال��رب��اوي‪ ،‬ثم‬ ‫تكريم الفاعل الجمعوي محمد سعيد‬ ‫بنشبتيت بمشاركة الفنان محمد‬ ‫الخزوم والفاعل الجمعوي عبدالحي‬ ‫مفتاح‪ ،‬وفيما يلي ننشر الشهادة التي‬ ‫قدمها في هذه األمسية عبدالحي‬ ‫مفتاح ف��ي ح��ق صديقه المناضل‬ ‫محمد سعيد بنشبتيت‪:‬‬ ‫تغمرني سعادة خاصة بتقديم‬ ‫هذه الشهادة في حق صديق عزيز‬ ‫أتقاسم معه مبادئ و أح�لام كبرى‬ ‫وذكريات‪ ،‬وعايشته كما عايشه آخ��رون في ميدان النضال الصعب المتقلب‪،‬‬ ‫وصاحبته في مسافة من طريق المكابدة العصية إلرادة التغيير المخضبة بماء‬ ‫االنتصار للوطنية وإنصاف بسطاء بلدي‪ ،‬وأتقاسم معه أيضا حب االنتماء ألرض‬ ‫شفشاون الطيبة وحب الخير لها و ألهلها‪.‬‬ ‫من الصعب أن نقبض على النسغ الذي يشكل الهوية الحقيقية ألي إنسان‪،‬‬ ‫لذلك ال أدعي أنني سأبلغ جوامع الكلم في هذه الشهادة عن الصديق محمد سعيد‬ ‫بنشبتيت‪ ،‬لكنني سأحاول بما أوتيت من الصدق وبما أسعفتني به الذاكرة‪ ،‬أن‬ ‫ألم ببعض جوانب هذه الشخصية المتعددة؛ فمحمد سعيد بنشبتيت‪ ،‬كما هو‬ ‫مأثور عن جميع الذين عرفوه‪ ،‬رياضي من الطراز الرفيع (العب وأكاديمي ومدرب‬ ‫وموسوعة في مجال كرة القدم)‪ ،‬وإطار يشهد له بالكفاءة التأطيرية واإلدارية‪،‬‬ ‫ومناضل سياسي صلب‪ ،‬ونقابي جدي متمكن من ملفاته‪ ،‬وجمعوي بروح االنفتاح‬ ‫على الطفولة والشباب‪ ،‬وإنسان أصيل وحداثي في نفس الوقت‪ ،‬محترم من طرف‬ ‫عائلته الكبيرة والصغيرة‪ ،‬ويحظى بتقدير جميع أصدقائه‪ ،‬والصفة التي تواتر وسمه‬ ‫بها هي الشهامة في زمن قلت فيه الشهامة‪ ،‬و مما وقفنا عليه‪ ،‬باختصار شديد‪ ،‬في‬ ‫شخصية هذا الصديق الذي يستحق أكثر من تكريم‪ ،‬المالمح التالية‪:‬‬ ‫• محمد سعيد بنشبتيت رجل األفكار‪/‬المشاريع‬ ‫قلما نجد الكفاءات التي تبلور األفكار في مشاريع مطروزة‪ ،‬ومحمد سعيد‬ ‫بنشبتيت‪ ،‬واحد من هذه الكفاءات‪ ،‬إذا تشبع بفكرة تبعها بالتمحيص والبلورة‬ ‫والترتيب وحسن العرض‪ ،‬لذلك فهو ليس ككثير منا الذي يملك أفكارا لكنها تبقى‪،‬‬ ‫في غالب األحيان‪ ،‬كفقاعات متناثرة مبعثرة‪ ،‬ولعله في مساره العملي والجمعوي‬ ‫والتمثيلي الطويل(بالمجلس البلدي لشفشاون خاصة) اقترح مشاريع كثيرة‪ ،‬قد‬ ‫تحقق البعض منها ولم يتحقق اآلخر ألسباب خارجة عن إرادته‪ ،‬وقد يطول الحديث‬ ‫عن هذا الجانب من شخصية المكرم‪ ،‬ونكتفي هنا بذكر مساهمته الفعالة في‬ ‫تنزيل مشروع المقاهي األدبية بشفشاون‪ ،‬و تفعيل فكرة المدرسة الرياضية في‬ ‫كرة القدم بشكل خاص‪ ،‬واقتراحه إحداث مركز للتربص بالنسبة أللعاب القوى‬ ‫بمرتفع سيد عبدالحميد بشفشاون‪.‬‬ ‫• رجل المواقف‬ ‫محمد سعيد بنشبتيت إذا اقتنع بموقف أو أجمعت عليه الهيئة التي ينتمي‬ ‫إليها بعد نقاش يخضع لقواعد الديموقراطية المسؤولة‪ ،‬دافع بقوة المدافع‬ ‫الصلب‪ ،‬الذي كانه في شبابه العبا لفريق المصلى‪ ،‬عن هذا الموقف ومارسه بتفان‪،‬‬ ‫وقد يبدو في هذا للمترددين أحيانا أنه غير مرن ويبالغ في هذا التفاني‪ ،‬ونذكر‬ ‫من هذه المواقف هنا على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬ ‫ ممارسته لموقف االستقالة من المكتب المسير لبلدية شفشاون والتي‬‫قررها فرع الحزب االشتراكي الموحد بشفشاون( بغض النظر عن صحة أو خطأ هذا‬ ‫الموقف أنذاك)‪ ،‬بعد حادث انقالب الرئيس المفاجئ و الغامض إثر ترحاله الصادم‬ ‫الذي خلط األوراق في بداية تجربة «التحالف» بين أحزاب العدالة والتنمية واالتحاد‬ ‫االشتراكي للقوات الشعبية واالشتراكي الموحد بالمجلس البلدي لشفشاون‬ ‫التي أثمرتها انتخابات ‪ 2009‬التي خيضت بشعار «التغيير» من طرف أحزاب‬ ‫«التحالف»‪ ،‬والتي كانت آمال عريضة معلقة عليها (ونشير هنا إلى أن الدخول في‬ ‫هذا «التحالف» من طرف ‪ PSU‬اتخذ بقرار محلي وإن لم يكن منسجما مع موقف‬ ‫الحزب إزاء التحالفات وطنيا) ؛‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫ النزول إلى الميدان واالنخراط‬‫في حركة عشرين فبراير والذي سبب‬ ‫له متاعب كبيرة ومسا خطيرا في جسده‬ ‫وكرامته من جراء االستهداف‪ ،‬ربما عن‬ ‫سبق وإصرار؛‬ ‫ دفاعه عن بقاء مجمع محمد‬‫السادس للثقافة والفنون والرياضة‬ ‫مرفقا جماعيا تحت تسيير المجلس‬ ‫البلدي وعدم تفويته لجهة أخرى‪ ،‬وكذا‬ ‫دفاعه عن تحويل مشروع المسبح‬ ‫البلدي قبل الشروع في إنجازه على‬ ‫أرض ال��واق��ع من مسبح مفتوح إلى‬ ‫مسبح مغطى‪ ،‬وك��ذا دفاعه عن عدم‬ ‫تحويل الملعب البلدي إلى ساحة‪.‬‬ ‫جل هذه المواقف تبين حكمتها‬ ‫وبعد نظرها فيما أعقب من الزمن‪ ،‬وقد‬ ‫أدى محمد سعيد بنشبتيت بسبب هذه‬ ‫المواقف ضريبة ثقيلة من أعصابه‪ ،‬بعد‬ ‫أن تكالبت عليه الضربات اآلثمة من جهات متعددة لكنه‪ ،‬وللتاريخ‪ ،‬واجهها بإصراره‬ ‫المعهود وصموده النادر بإسناد من زوجته و أسرته ودعم من أصدقائه ورفاقه‬ ‫األوفياء‪.‬‬ ‫• رجل الميدان‬ ‫في حين نجد أن ضجيج البعض يصم اآلذان‪ ،‬وتهافتهم على الخطب في‬ ‫المنابر والظهور أمام الكاميرات تسير بالحديث عنه الركبان‪ ،‬وحين تأتي ساعة‬ ‫النزول إلى الميدان ينقشعون كالسراب‪ ،‬محمد سعيد بنشبتيت ‪ -‬شافاه اهلل‪ -‬قلب‬ ‫اآلية وقرن العمل بالقول‪ ،‬إذ تكاد التراه يعتلي المنابر أو يظهر أمام الكاميرات‪،‬‬ ‫لكن حين تدخل الميدان تراه في الصفوف األمامية‪ ،‬بل يأتي مبكرا ليعطي المثال‬ ‫ويشجع المتهاونين ويحفز المتأخرين‪..‬‬ ‫• رجل التنظيم‬ ‫محمد سعيد بنشبتيت يتمتع بقدرة تنظيمية عالية إذ يحسب لكل أمر حسابه‬ ‫بالقلم والورقة‪ ،‬ولعله اكتسب هذه الخبرة التنظيمية من عمله كإطار بوزارة‬ ‫الشباب والرياضة وكمدرب لالتحاد الرياضي الشفشاوني‪ ،...‬وقد أشرف‪ ،‬لذلك‪،‬‬ ‫بنجاح واقتدار على تنظيم تظاهرات رياضية وسياسية وثقافية‪ ،‬وقد أهلته قدرته‬ ‫التنظيمية كذلك أن يختار ضمن األطر التي عملت في مخيمات الوحدة بالصحراء‬ ‫المغربية‪ ،‬كما ساعدته هذه القدرة على أن يضع كل شيء في محله‪ ،‬ويؤرشف‬ ‫اللحظات والخطوات‪ ،‬ويعرف أهمية تقييم السابق لتجاوز األخطاء في الالحق‪.‬‬ ‫وكونه رجل التنظيم فهو ملتزم بواجباته األدبية (ليس فردانيا بل ينحو‬ ‫إلى أن تكون قراراته المتعلقة بالملفات والقضايا الكبرى في مهامه التمثيلية‬ ‫ق��رارات جماعية يتخذها التنظيم‪ ،‬كما يميل إلى التشاور وإشراك اآلخرين من‬ ‫رفاقه وأصدقائه)و المالية كاملة ويزيد‪ ،‬بل إن الكثير من ماله باإلضافة إلى جهده‬ ‫وحيويته وهبه خدمة للقضايا السامية التي آمن بها ودافع عنها‪.‬‬ ‫• رجل القيادة‬ ‫محمد سعيد بنشبتيت موزع لألدوار من الطراز الرفيع‪ ،‬فهو يقدر بعقالنية‪،‬‬ ‫وحس ‪،‬قليال ما يخطئ‪ ،‬الدور الذي يمكن أن يلعبه كل عضو في التنظيم‪ ،‬ويفاوض‬ ‫على نار هادئة‪ ،‬ويتقن فن التعبئة إلى حد بعيد‪ ،‬ويجيد اللعب في الميدان وفق‬ ‫استراتجية وتكتيك مدروسين‪ ،‬كما يتحلى بالحزم حينما يتطلب األمر ذلك‪ ،‬وطاقته‬ ‫على الفعل والعمل تفوق بكثير طاقات الذين حوله ممن يشتغلون معه‪ ،‬فهو آخر‬ ‫من ينتهي من العمل وأول من يبدأ (نشير هنا إلى التجربتين االنتخابيتين اللتين‬ ‫خاضهما على رأس الئحة الحزب وأبلى فيهما البالء الحسن‪ :‬الجماعية لسنة ‪2009‬‬ ‫والتشريعية التي أجريت قبلها)‪.‬‬ ‫• رجل التواصل‬ ‫يقدر المناضل محمد سعيد بنشبتيت أهمية التواصل القديم منه والحديث‪،‬‬ ‫حيث يؤمن أن كسب ثقة الناس والتمكن من المصداقية تجاههم‪ ،‬يمر عبر‬ ‫التواصل الجيد معهم‪ ،‬وإتقان اختيار قناة التواصل ولغته المالئمتين للكبار‬ ‫والشباب والصغار وللعائالت والمثقفين والبسطاء والمناصرين والمترددين‪ ،‬وقد‬ ‫وقف رفاقه وأصدقاؤه في التجربتين اإلنتخابيتين المشار إليهما أعاله بالملموس‬ ‫على اإلشعاع الذي يحظى به في كل أحياء المدينة ومحيطها‪ ،‬وهو الشخص الذي ال‬ ‫يمر خفية بل ينسج العالقات في عمله وحيه وحزبه والمجال الذي يتحرك فيه‪ ،‬إنه‬ ‫دون مبالغة يكاد يعادل لوحده تنظيما‪.‬‬

‫منهاج‬ ‫وقدوة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في يوم الجمعة المنصرم‪،‬شاركت في ندوة ثقافية‬ ‫بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف التي نظمتها‬ ‫مؤسسة «شمس مارتيل»‪.‬‬ ‫كان موضوع الندوة «المنهاج النبوي في التربية‪:‬‬ ‫سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم قدوة»‪.‬‬ ‫تناول الحديث في مقام أول‪ ،‬أخي الدكتور سيدي‬ ‫محمد الحافظ الروسي‪ ،‬حيث قدم بيانات تفصيلية عن‬ ‫المنهاج المحمدي في التربية بمفهومها الشامل‪ ،‬وقد‬ ‫تكاملت كثير من البيانات مع ما قدمته‪.‬‬ ‫وأما المنهاج‪ ،‬فالمقصود به الطرائق المتبعة في‬ ‫تحصيل المعرفة‪ ،‬أو تحقيق مطلب علمي أو اتباع نهج‬ ‫معين في السلوك‪..‬‬ ‫وأما النبوي‪ ،‬فيؤول مفهومه إلى نبي الرحمة‪ ،‬وهذا‬ ‫اإلسم من أخص أسمائه الشريفة؛ ألن متنزل وجوده في‬ ‫اإلبداء‪ ،‬لم يزل رحمة سارية في كل مبدأ؛ فما ظهرت‬ ‫مزية اآلدمية آلدم عليه السالم فمن دونه إال به؛ حيث‬ ‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬فكان حظ آدم من الخير بنا‪،‬‬ ‫ونطقه بمستودع نورنا»‪.‬‬ ‫فتأسيسا على هذا‪ ،‬يكون المنهاج النبوي مبدأ ربانيا‬ ‫ساريا‪.‬‬ ‫وأما مفتاح هذا المنهاج الشريف‪ ،‬فيرجع إلى مرتكز‬ ‫شخصية عظيمة بما أوتيت من نباهة عقلية؛ سماتها‪:‬‬ ‫ثقوب الرأي‪ ،‬وجودة الفتنة واستشراف العواقب ومجاهدة‬ ‫النفس وحسن السياسة والتدبير واقتناء الفضائل‪..‬‬ ‫منهاجه ثمرة عقله الشريف‪ ،‬وعقله صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم إلى سائر ما علمه اهلل وأطلعه عليه من علم ما‬ ‫يكون وما كان‪ ..‬قال تعالى‪« :‬وعلمك ما مل تكن‬ ‫تعلم‪ ،‬وكان ف�ضل اهلل عليك عظيما»‪.‬‬ ‫وفضال عن هذا‪ ،‬ينضاف نسق أخالقه الشريفة من‬ ‫حلم واحتمال وعفو وصبر (وهذا مما أدب اهلل به نبيه‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم) قال تعالى‪« :‬خذ العفو و�أمر‬ ‫بالعرف و�أعر�ض عن اجلاهلني»‪.‬‬ ‫وقالت عائشة رضي اهلل عنها‪« :‬ما رأيت رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط‪،‬‬ ‫ما لم تكن حرمة من محارم اهلل‪ ،‬وما ضرب بيده شيئا‬ ‫قط‪ ،‬إال أن يجاهد في سبيل اهلل‪ ،‬وما ضرب خادما قط‬ ‫وال امرأة»‪.‬‬ ‫ومن أخالقه الشريفة جود وكرم وسخاء وسماحة‬ ‫وشجاعة ونجدة وحياء وإرضاء وحسن عشرة‪ ،‬وشفقة‬ ‫ورحمة ووفاء وتواضع‪،‬وعدل ووقار وخوف من اهلل‪.‬‬ ‫وعن علي رضي اهلل عنه قال‪« :‬سألت رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم عن سنته‪ ،‬فقال‪ :‬المعرفة رأس‬ ‫مالي‪،‬والعقل أصل ديني‪ ،‬والحب أساسي‪ ،‬والشــوق‬ ‫مركبي‪ ،‬وذكر اهلل أنيسي‪ ،‬والثقة كنزي‪ ،‬والحزن رفيقي‪،‬‬ ‫والعلم سالحي‪ ،‬والصبر ردائي‪ ،‬والرضا غنيمتي‪ ،‬والفقر‬ ‫فخري‪ ،‬والزهد حرفتي‪ ،‬واليقين قوتي‪ ،‬والصدق شفيعي‪،‬‬ ‫والطاعة حسبي‪ ،‬والجهاد خلقي وقرة عيني في الصالة»‪.‬‬ ‫من كل هذا تتبين مفاصل المنهاج النبوي ودالالته‪،‬‬ ‫ومن هذا النسق الشريف يمكن للمهتمين بالتربية أن‬ ‫يجتهدوا في هندسة مشاريعهم في مستوييها النظري‬ ‫والعملي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 02‬يناير ‪2018‬‬

‫الجهوية‪! That is de question....‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫االنتحار باملغرب‬ ‫حدث ال�سنة بامتياز‬ ‫سنة تختفي في قمقام‪ ،‬وأخرى تطلع من وراء الظراب واآلكام‪ ،‬حبلى بما‬ ‫تتهددنا به من اسرار األكوان ومفاجآت السهام واألزالم‪ ،‬وتدفعنا به إلى‬ ‫مجاهل الشك والتوهم‪ ،‬والرجم والظنة‪ ،‬حتى نكاد نفقد رشدنا وصوابنا‬ ‫وال نكاد نميز بين الثمرة والجمرة‪ ،‬وال نستبين ضوء الشمس من ظالم‬ ‫الرمس‪....‬‬ ‫سنة أخرى نقف عندها بين تاريخ األمس «وتاريخ الغد‪ ....،‬وتاريخ‬ ‫التاريخ الذي «يصنعونه» لنا‪ ،‬يصيغونه‪ ،‬من أجلنا‪ ،‬في قوالب من نار‪ ،‬دون‬ ‫أن نقوى على اعتراض أو شجب أو استنكار‪...،‬ال نقدر إال على الصمت‬ ‫واالصطبار‪ ...‬واالستغفار‪.......! ‬‬ ‫سنة أخرى بأحداثها وحوادثها‪ ،‬وبدعها وأهوالها‪ ،‬وما حدُث من أمرها‬ ‫وما قدُم‪ .....‬أمورٌ كثيرة أثارتنا‪ ،‬استفزتنا‪ ،‬أغضبتنا‪ ....،‬وأمور أخرى‪ ،‬من‬ ‫دواخلنا‪ ،‬أسعدتنا‪ ،‬على ندرها ونزرها‪ ،‬أبهجتنا ‪.....‬حملتنا على البشر والتيمن‬ ‫والتفاؤل‪ ،‬ووجدتنا ننشد مع األمام الشافعي رضي اهلل عنه‪:‬‬ ‫دع األيام تفعل ما تشـــاء وطب نفسـا إذا حكم القضـاء‬ ‫وال تجزع لنــازلــة الليــالـي فـما لحـوادث الدنيــا بـقـــاء ‬ ‫مواكب األحداث تمر أمام ناظرينا‪ ،‬رتيبة كالشخير‪ ،‬نتلهى ببعضها‬ ‫وببعضها نستجير‪ ،‬طوائف األقوام واألحداث تمر أمامنا‪ ،‬فال نُعنى ببعضها‪،‬‬ ‫وال نحفل‪ ،‬وال نجتذب نحوها وال نهتم‪....‬سيناريوهات أحكمت من وراء‬ ‫حجاب‪ ،‬ترتب لـ «ميكانزمات» مخدومة تخدع كالسراب‪ ،‬كالقول العناج‪ ،‬كما‬ ‫ورد في ذكر «البلوكاج»‪ ،‬الذي كان «منطاجا» في منطاج‪ ،‬خرجنا منه بال‬ ‫سهام وال وفاض‪ ،‬حيث تنكر الربض للربض‪ ،‬وامتلك ناصية األمر من ال‬ ‫جرأة له وال شوكة‪ ،‬وال حسن ظن‪! ‬‬ ‫سنة حركتها الحراكات‪ ،‬كما حركتنا بين جهات شتى‪ ،‬وقبالت شتى‪،‬‬ ‫حتى وإن اختلفت في المضمون والجوهر‪ ...‬وتباعدت‪ ،‬فإنها اتفقت في‬ ‫األداء والسلوك ‪...‬وتقاربت‪ ،‬لتخلق اختناقات وتشنجات‪ ،‬وتفجر طاقات‪،‬‬ ‫وتبلور مواقف‪ ،‬وتحرض الكلم ليحمل ما ال يحتمل‪ .‬فهل كنا بحاجة إلى‬ ‫مثل هذه المآسي في سنة خلنا أنها وثب ٌة وانطالقٌ‪ ،‬وأنها آمال نغازلها‪،‬‬ ‫وإطباق وميثاق‪....!!! ‬‬ ‫فإذا «النوازل» ترعبنا وإذا الوقائع تفزعنا‪ ،‬تريعنا‪ ،‬بعد أن تفشت أخبار‬ ‫االنتحار بين صفوفنا‪ ،‬ذكورنا وإناثنا‪ ،‬شيبنا وشبابنا‪ ،‬ومن حولنا طبول‬ ‫النصر تدق‪ ،‬تعلن فوزنا المبين في ألف جبهة وجبهة‪ ،‬وأن منجزاتنا من‬ ‫المنجزات الخوارق‪ ،‬في كل مجال وميدان‪.....‬‬ ‫البوقات تحمل نعي المنتحرين إلى كل الجهات‪ ،‬وإلى «المنتظرين» في‬ ‫طوابير الموت‪ ،‬بحثا عن شجرة وحبل‪ ،‬أو قاطرة جرارة‪ ،‬أو مرتفع‪ ،‬أو في‬ ‫أشقى الحاالت‪ ،‬قنينة غاز مشتعل يحول إحدى ساحات المدينة إلى معبد‬ ‫زرادشتي لدين المجوس‪! ‬‬ ‫حتى أصبح ذكرنا مقرونا بظاهرة االنتحار‪ ،‬وتبارت جهات دولية مختصة‪،‬‬ ‫في «تحليل االنحدار»‪ ،‬إلى تصنيفنا في مرتبات متقدمة من بين األمم التي‬ ‫يكثر بين شعوبها االنتحار‪،‬إذ جاورت نسبة االنتحار بيننا المائة بالمائة ما‬ ‫بين سنتي ‪ 2000‬و‪. 2012‬‬ ‫حتى مدينة الشاون الجميلة‪ ،‬الهادئة‪ ،‬المتدينة‪ ،‬العالمة‪ ،‬المتحضرة‪،‬‬ ‫أصابها ما أصابها من لسعات االنتحار‪ ،‬في صفوف الرجال والنساء‪ ،‬الصغار‬ ‫والكبار‪ ،‬حيث توالت حاالت الموت اإلرادي شنقا مع نهاية السنة بشكل‬ ‫غريب مريب‪ ،‬ليسائل الوضع أولي األمر‪ ،‬وبمنتهى الحدة‪ ،‬عن أسباب هذا‬ ‫اإلحصار واالنكسار‪.‬‬ ‫أما طنجة‪ ،‬فحدث حرج‪! ‬‬ ‫المتفصحون من أهل العلم والدراية يقولون إن االنتحار تدفع إليه‬ ‫أمراض عقلية وتدني مستوى المعيشة‪ ،‬وتزايد إكراهات الحياة اليومية‬ ‫المادية واالجتماعية‪ ،‬وارتفاع معدالت الفقر واألمية‪ ،‬وضعف الخدمات‬ ‫الصحية وغياب العدالة االجتماعية والحرية والكرامة‪ ،‬وأمور أخرى‪.‬‬ ‫فما ذا يقول السيد العثماني وحواريوه‪ ‬؟‬ ‫إذا كانت كل هذه األسباب حقيقية‪ ،‬واقعية‪ ،‬فلننتظر الساعة‪! ‬‬ ‫ويبقى االنتحار بالمغرب‪ ،‬حدث السنة بامتياز‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫و عــــــ��د م‬ ‫التعاط��ي معه��ا‬ ‫«برؤي��ة وخارط��ة‬ ‫طري��ق واضحة»‪،‬‬ ‫ه��و م��ا يس��بب‬ ‫للمغرب ما يشهده‬ ‫م��ن قـــالقــ��ل‪،‬‬ ‫و«صداع الرأس»‪،‬‬ ‫وم��ن احتجاجات‪،‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ومــواجـهـــ��ات‪،‬‬ ‫و«محاكمات» ‪.....‬‬ ‫والسبب‪« ،‬غياب قيادة استراتيجية لورش الجهوية‪« ،‬تتوفر على‬ ‫رؤية واضحة وخارطة طريق دقيقة» بهدف تفعيل ورش الجهوية‬ ‫«الذي يجتاز مرحلة التأسيس التي يخشى أن تطول‪ ،‬لتفادي العوائق‪،‬‬ ‫ألن الكثير من انتظارات المواطنين توجد في الجهوية المتقدمة‪ ،‬التي‬ ‫هي أهمّ ورش إصالحي على اإلطالق» ألنه يهدف إلى إعادة بناء نسَق‬ ‫الدولة ومفهومها‪.‬‬ ‫هذا الكالم لحكيم بنشمــاش خالل مداخلــة له ضمن يوم‬ ‫دراسي نظمته‪ ،‬مؤخرا بالرباط‪ ،‬مجموعة العمل التقدمي بمجلس‬ ‫المستشارين‪ ،‬حول عوائق تفعيل الجهوية المتقدمة‪.‬‬ ‫فهل نفهم من هذا الكالم أن هناك ‪ ،‬من بين من بيدهم القرار‬ ‫من «يعرقلون» مشروع الجهوية ألسباب ال يعلمها غيرهم‪ ،‬أو من‬ ‫يتخوفون منها‪ ،‬أو من هم «ليسوا قادرين عليها» ويفضلون القولة‬ ‫الحكيمة‪ :‬كم من أمور قضيناها بتركها» !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫البرلمان‪:‬‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ....‬والكراسي الفارغة !‬ ‫ومت��ى كــان‬ ‫البرلمــــانـي��ون‬ ‫يهتم��ون بغـي��ر‬ ‫« ر و ا تبــه��م »‬ ‫و«تعويضاتهم»‪،‬‬ ‫و « تقا عد ه��م »‬ ‫و«امتيازاته��م»‬ ‫ألم يتغي��ب ‪133‬‬ ‫عض��وا بمجل��س‬ ‫‪ ‬‬ ‫النواب عن جلسة‬ ‫التصوي��ت عل��ى‬ ‫ميزانية ‪ ،2018‬و‪ 70‬عضوا بمجلس المستش��ارين‪ ،‬وهم يعلمون ‪ ،‬إن‬ ‫كانوا كذلك‪ ،‬أهمية الميزانية التي ترهن مستقبل البالد لسنة كاملة !‬ ‫وبالتالي فلم يكن مستغربا البتة ‪ ،‬أن يعرض وزير الدولة المكلف‬ ‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬الرميد‪ ،‬الخطة الوطنية في مجال الديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬أمام كراس فارغة بالغرفة الثانية باستثناء أربعة‬ ‫مستشارين!!!‪....‬‬ ‫الرئيس بنشماش لم يكن قادرا إال عن اإلعراب عن «خيبة أمله»‬ ‫في برلمانييه ‪ ،‬وعدم تفاعلهم مع موضوع الديمقراطية وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬أي يهم المغرب وطنيا ودوليا‪ ،‬ويؤشر على مدى احترام‬ ‫المغرب للمعاهدات واألوفاق الدولية في هذا المجال‪.‬‬ ‫كيف نفسر غياب المستشارين عن هذه الجلسة الهامة المرتبطة‬ ‫بمجال من مجاالت السلوك الديمقراطي للدولة في تعاملها مع‬ ‫المواطنين ومع غيرها من الدول ومع المنظمات العالمية المرتبطة‬ ‫أنشطتها بحقوق اإلنسان التي أصبحت اليوم المؤشر األساس في‬ ‫تقييم تطور األنظمة واألمم والشعوب والدول !‬ ‫بالبـلوى و� ْإن عظـمت‬ ‫قد ُيـ ْنعِ ُـم الله َ‬ ‫بعـ�ض القــوم بالنِّعـم!‬ ‫الله‬ ‫تـلي‬ ‫ويب‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫جرائم ومجرمون‬

‫تقــــريــــر المديرية العامة لألمن الوطني حول الوضعية األمنية‬ ‫خ�لال الس��نة‬ ‫المنتهية سجـــل‬ ‫ح��دوث حوال��ي‬ ‫‪ 600‬ألف جريـمـة‬ ‫أحيــل بمقتضاها‬ ‫‪ 538‬الف ش��خص‬ ‫عل��ى القضاء‪ ،‬من‬ ‫بينه��م ‪ 38‬امرأة‬ ‫و‪ 22‬ألف قاصر‪ ،‬ما‬ ‫يعني أن الجريمة‬ ‫ارتفعت نسبيا ما بين ‪ 2017‬والسنة التي قبلها‪.‬‬ ‫من الجرائم المسجلة‪ ،‬عشرة بالمائة فقط‪ ،‬تشكل الجريمة‬ ‫العنيفة ‪ ،‬وهي نسبة أقل من سنة ‪ ، 2016‬كما هو الشأن بالنسبة‬ ‫لجرائم الضرب والقتل والجرح المفضي إلى الموت ‪ ،‬وجرائم االعتداء‬ ‫الجنسي والسرقات المقرونة بالعنف‪.‬‬ ‫في حين ارتفع عدد القضايا المرتبطة بالمخدرات ‪ 97‬ألف موقوف‬ ‫سنة ‪ 89( 2017‬ألفا سنة ‪ )2016‬وقد تم حجز حوالي ثالثة أطنان من‬ ‫مادة الكوكايين و‪ 60‬طنا من مخدر الحشيش و‪ 22‬كيلوغراما من‬ ‫مخدر الهيرويين إضافة إلى مائة ألف تقريبا من األقراص المؤثرة‬ ‫عقليا و‪ 18‬ألف و‪ 343‬قطعة سالح أبيض من مختلف األحجام و‪4329‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬ ‫عربة لها ارتباط بأنشطة إجرامية‪.‬‬ ‫اهلل يبقي الستر والسالم !‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫اللهفة أو اللهطة ؟ ‬ ‫اسألوا الوزيرة الحقاوي‬ ‫أتـــذك��رون أحداث س��يـدي بــولـــــعــــ�لام‪ ،‬بالصــويرة‪ ،‬التي‬ ‫أودت بحيـــــ��اة‬ ‫خمــ��س عش��رة‬ ‫ام��رأة ذنبهــ��ن‬ ‫أنه��ن كن ضحية‬ ‫التدافع المش��روع‬ ‫و ا لمقــــبـــ��و ل‬ ‫والمتوق��ع م��ن‬ ‫أج��ل الحص��وص‬ ‫عل��ى «قفيف��ة»‬ ‫بها دقيق وس��كر‬ ‫وزي��ت‪ ،‬كم��ا قيل‪،‬‬ ‫تب��رع بها وبالموت أيضا‪ ،‬على فقراء القبيلة فقيه مش��هور بالبيضاء‪،‬‬ ‫عبد الكبير الحديدي‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الفاجعة تضاربت حولها األقوال وحول مسبباتها ‪ ،‬حيث أجمع‬ ‫المواطنون على أنها لم تتم في ظروف األمن والسالمة المطلوبة في‬ ‫مثل هذه الحاالت‪.‬‬ ‫إال أن الوزيرة الحقاوي أرادت أن تنزه إدارتها التي من أوكد‬ ‫مسؤولياتها حماية المرأة واألسرة‪ ،‬عن أي مسؤولية في ما حدث‪،‬‬ ‫فأعلنت‪ ،‬بملء فيها وخالل ندوة بمراكش أن ما حدث كان بسبب‬ ‫«اللهطة» بلغتها أي ما يعبر عنه في جهات متحضرة باللهفة وهي‪،‬‬ ‫لغة‪ ،‬اسم المرة من لهف‪ ،‬تعبير عن الشعور بالقلق في انتظار شيء‬ ‫ما‪ .‬واللهف‪ ،‬الحزن والحسرة والتطلع والرغبة‪ ......‬وكل هذه المعاني‬ ‫تنطبق على الالئي سعين إلى خداع الجوع والفاقة ‪.‬‬ ‫اللهطة‪ ،‬يامدام الحقاوي‪...‬ياك !‬ ‫ثم تنسبين اللهطة إلى عدم قدرة المتسوالت «فضل الفقيه»‬ ‫أو «قفيفته» من بضعة دراهم‪ ،‬على النظام واالنتظام واالنضباط‪،‬‬ ‫«مثل ما يحصل في الدول المتقدمة» اهلل‪ ،‬اهلل‪ ! .... ،‬وانخراطهن‬ ‫التدافع والفوضى‪....‬‬ ‫وحتى لو جاريناك في مفرداتك التي يبدو أنك استقيتيها من‬ ‫قاموس «الدول المتقدمة» ‘ فإن اللهطة دليل على وجود شعور‬ ‫بالجوع الناتج عن الفقر والهشاسة والتهميش‪....‬وهي أمور من صميم‬ ‫مسؤوليات الحكومة التي تنتسبين إليها ومنها توفير العيش الكريم‬ ‫للمواطنين حتى ال تضطرهم الحاجة والفقر والفاقة والعوز واألمية إلى‬ ‫كسر الصفوف والهرولة نحو صاحب «القفوف» التي بها حفنة طحين‬ ‫وسكر وقطرات زيت ‪! .....‬‬ ‫ياخيل اهلل !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الفسـاد‬ ‫بع��د الزي��ت‬ ‫الفاسدة‪ ،‬والمـــاء‬ ‫الفاس��د‪ ،‬والحليب‬ ‫الفاسـد واللحــوم‬ ‫ا لفــــا س��ــــد ة ‪،‬‬ ‫و ا أل س��مـــــــا ك‬ ‫الفاسدة‪ ،‬واألدوية‬ ‫الفـــــاس��ـــــدة‪،‬‬ ‫و«األكس��جيـــن»‬ ‫الفاس��د‪ ،‬ج��اء دور‬ ‫الحليب الفاس��د والدقيق الفاس��د «المدود» والذي تطحنه المطاحن‬ ‫وترمي به إلى المعاجن لترمي بما «تخبزه» في أمعاء المس��اكين من‬ ‫أبناء الشعب ‪.‬‬ ‫وليذهبوا كلهم إلى الجحيم !‬ ‫في البرلمان استجوبوا الوزير عن الدقيق الفاسد‪ ،‬فتنصل من‬ ‫الجواب الشافي المقنع‪ ،‬وتساءل بدوره هل من مهام الوزير التدقيق‬ ‫في الدقيق‪ ،‬إن كان صالحا لالستهالك أم «مغشوشا» ترتاع بداخله‬ ‫الحشرات والديدان‪.‬‬ ‫وها هي الصحافة تتحدث عن «شبكات الدقيق الفاسد التي‬ ‫تغرق األسواق» بالسموم التي «تقطع مصارين» الناس الطيبين‬ ‫الذين يثقون في سالمة منتجات بلدهم‪ ،‬ثقتهم في «جدية»‬ ‫مكاتب مراقبة سالمة المواد «االستهالكية» ومنها مأكوالت‬ ‫المطاعم المتنقلة التي «يحدث» أن يتسمم بعض المستهلكين‬ ‫لوجبات «كبابها» و«صوصيصها» و«طواجينها» «اللذيذة»‪ ،‬لحوما‬ ‫وأسماكا‪.....‬‬ ‫كتب اهلل لكم ولنا السالمة من «البال والبلوات» !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪922‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫تفاصيل الحياة بين األمس و اليوم‬ ‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫األمس‬ ‫من المؤسف أن كثيرا من الناس اليعلمون الفرق‪ ‬بين األمس ‪ ،‬خاصة‬ ‫من هم‪ ‬في األربعين عاما‪ ‬فما دون‪ ،‬صحيح كان فقرهم أكبر‪ ،‬والجهل‬ ‫الذي يحيط بهم أعمق‪ ،‬لكن مع ذلك كانت أخالقهم أقل سوءا مما هي‬ ‫عليه اآلن‪ ،‬وكان سلوكهم أرقى بكثيرمن سلوكنا هذه األيام‪ ،‬كانت‬ ‫نفوسهم أعز علينا من بطونهم‪ ،‬وكانت ثقتهم بأنفسهم تحول بينهم‬ ‫وبين هذا الهبوط والتردي والتشرذم‪ ،‬والكذب والنفاق الذي نراه ماثال‬ ‫أمام أعيننا‪.‬‬ ‫لوعدنا للماضي والماضي القريب‪ ،‬ومن قاعدة الطمأنينة لكان خير‬ ‫شاهد هي تلك األيام والليالي التي عاشوها الخالية من القلق والهموم‬ ‫والصراعات من حولهم التي سلبت منهم لذيذ المنام‪.‬‬ ‫في األربعينـــات من القرن الماضي‪ ،‬وقبل أن يبــدؤوا‬ ‫التعليم في المدارس العموميــة‪ ،‬كانت الدراسة مقتصــرة‬ ‫على تعليم القرآن الكريم واللغـة العربية‪ ‬ومبـادئ الحساب‪،‬‬ ‫وكان يقام احتفال عند إتمام الطالب دراسة القرآن الكريم ”‬ ‫الختمة”‪.‬‬ ‫يلبسون المالبس البيض وأمامهم مجموعة تحمل‬ ‫الصواني من الشموع والحلوى‪ ،‬يتقدمهم الطبال ويسيرون‬ ‫على شكل مسيرة في الحي الذي يسكنون فيه‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫وليمة لكل أوالد الحي المتخرجين‪ ،‬وحينها كان األوالد يتلقون‬ ‫تعليمهم عند «الفقيه»‪ ،‬بمبلغ مالي متواضع كل أسبوع‪ ،‬وله‬ ‫مبلغ آخر متفق عليه عندما يختم الطالب القرآن‪ ،‬كما كان‬ ‫للفقيه عيدية أو ما يسمى ب (الفطرة وزكاة الفطر)‪ ،‬وكان‬ ‫يستخدم أسلوب الضرب والتهديد والوعيد الترهيب الطالب‪.‬‬ ‫كانوا يكتبون بخط واضح وجميل‪ ،‬أفضل بكثير من طالب‬ ‫الجامعات في الوقت الحاضر‪ ،‬وعند بلوغهم السادسة من‬ ‫العمر انتقلوا إلى الدراسة في المدارس العمومية‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫التعليم الجديد بمناهج أكثر موضوعية‪ ،‬بواسطة المعلمين‬ ‫والمعلمات‪ ،‬وكانت الدراسة مستمرة طوال العام دون انقطاع‪،‬‬ ‫سوى خمسة عشر يوما خالل أيام الربيع‪ ،‬وأخرى نهاية العام‬ ‫الدراسي‪ ،‬ليست مثل العطل في الوقت الحاضر‪ ،‬والتي تبلغ‬ ‫أكثر من ‪ 120‬يوم عطلة في السنة‪ ،‬تؤدي الى تدهور وإرباك‬ ‫المسيرة التربوية‪ ،‬وكانوا يذهبون إلى المدرسة بدوام‬ ‫مسائي آخر لمدة ساعتين يوميا بحيث تكون مجموع الدروس‬ ‫ستة دروس في اليوم‪ ،‬المدارس اليوم تشكو الشواغر وكثرة‬ ‫إجازات الهيئات التعليمية وغيابات التالميذ‪.‬‬ ‫‪ ‬كان الحرص كبيرا جدا من المعلم أو المعلمة على‬ ‫التالميذ وإيصال المادة بيسر‪ ،‬متابعة نظافة التلميذ وغذائه‬ ‫من خالل وجبات غذائية توزع عليهم صبــاح كل يوم في‬ ‫المدرسة‪ ،‬حليب‪ ..‬وبسكويت‪ ..‬وتوزع عليهم معونة الشتاء‬ ‫في كل عام‪ ،‬عبارة عن جاكيت‪ ،‬بنطلون قميص أبيض‪ ،‬وحذاء‪،‬‬ ‫وكان ذلك بمثابة مساعدة للطبقة الفقيرة‪.‬‬ ‫قبل دخولهــم للمدرسة‪ ،‬لم يكونـــوا يعرفون معنى‬ ‫القلق‪ ،‬همومهم محصورة في يومهم وعندما تشرق شمس‬ ‫يوم جديد تتالشى عثرات هموم األمس‪ ،‬كانت سطوحهــم‬ ‫متالصقة‪ ،‬بيــوت بسيطــة‪ ،‬ينامون مع أطفــال جيرانهــم‬ ‫وأطفالهم ينامون عندهم‪ ،‬يتشاركون األكل وال يعرفون غير‬ ‫المودة‪ ،‬والكلمة الطيبة التي ينادون بها األكبر منهم سنا‪،‬‬ ‫يهابون المعلم ويحترمونه ويهربون بعيدا منه عندما يرونه في الشارع‬ ‫العام أو جالسا في مقهى‪ ،‬ولكن عندما دخل عليهم العالم الجديد‪ ،‬وتوسعت‬ ‫مدارك اإلنسان‪ ،‬وتقدم في علمه وعلومه في اإلتصاالت والمواصالت‬ ‫واإلنترنت وتوسع الجامعات والكليات‪ ،‬همز شيطان اإلنس في ضمائر‬ ‫الحاقدين‪ ،‬أن ازرعوا الفتن بين الضعفاء ليخلو لهم سواد األرض من جمهرة‬ ‫األبرياء‪.‬‬

‫إثارة الفتن‬

‫‪ ‬طرق إثارة الفتن تشعبت من بين فتحات الغفلة‪ ،‬وسقطت فيها قلوب‬ ‫غضة‪ ،‬امتألت بنيران الحقد والكراهية‪ ،‬بعد أن استجمعت قواها من وهن‬ ‫المبادئ‪ ،‬معتقدة قدرتها على قلب موازين الكون‪ ،‬تسير على خطى الغدر‬ ‫تنبش العفن‪ ،‬عفن الهموم من بين أنقاض الحياة‪.‬‬ ‫كانوا في الخمسينات‪ ،‬يتحدثون عن الصدق والنظافة واإليمان وحب‬ ‫الوطن‪ ،‬يتحدثون اآلن في مدارسهم‪ ،‬وفي ما بينهم عن العشائرية والحزبية‬ ‫ومشاهدة فديوهات فاضحة لآلخر على اإلنترنت والمحطات الفضائية‪،‬‬

‫اليوم‬ ‫يفتقرون للصدق والنظافة والتعلم‪ ،‬كسالى حاقدون البعض على البعض‬ ‫اآلخر‪ ،‬بحيث يصل حد الشجار والضرب باألسلحة الجارحة التي يحملونها‬ ‫معهم الى المدرسة في حقائبهم‪ ،‬نتيجة ضعف إدارات الكثير من المدارس‬ ‫وكذلك ضعف‪ ‬المراقبة العائلية‪.‬‬ ‫لم تكن المشاهد فيما مضى توحي بتغيرات الحياة‪ ،‬ألنهم تشبعوا‬ ‫بصفاء األخوة ولم يكونوا يتوجسون خيفة من وهج الحياة المتالكهم قلوباً‬ ‫مطمئنة‪ ،‬لكن صيحات البطش من حولهم‪ ،‬نشرت سواداً تسلل بعضه‬ ‫على موائد فكرهم‪ ،‬هموم تواترت عليهم‪ ،‬استوردوها من خارج معتقدهم‬ ‫ومبادئهم‪ ،‬قسمتهم الى فريقين أو أكثر‪.‬‬ ‫كان الساسة والكبار يختلفون في اآلراء والمواقف‪ ،‬ولكن بنزاهة وعلم‬

‫كانت المساجد ليست بها فرق‪ ،‬وكان األئمة ال يكفرون أحدا وال يسبون‬ ‫أحدا‪ ،‬بل كانوا في حب ووفاق‪ ،‬واليوم تنابز باأللقاب والسب والشتم والتكفير‬ ‫من على المنابر‪.‬‬ ‫‪ ‬وكان مجلس النواب‪ ،‬ومجلس الوزراء يمثل كل الشعب المغربي وعضو‬ ‫المجلس اليتحدث بمناطقية وال حزبية بل يتحدث باسم الشعب والوطن‪.‬‬ ‫في حين أصبح نواب الشعب والوزراء اليوم‪ ،‬يمثلون طوائفهم وأحزابهم‬ ‫وال يمثلون الشعب‪ ،‬يتحدثون بتحيز مقيت يفرق واليوحد دون حياء أو خجل‪.‬‬ ‫الشهادات العلمية باألمس كان يحصل عليها من جدّ‬ ‫واجتهد ونالها بموضوعها الجديد‪ ،‬أطروحة أو رسالة من‬ ‫جامعات مرموقة‪ ،‬أما اليوم‪ ،‬هناك أشخاص مهمون يشار لهم‬ ‫بالبنان في هذا المجتمع المنكوب حصلوا عليها دون تعب‬ ‫أو فتح مرجع او كتاب ليجنوا من ورائها األموال والمكاسب‬ ‫والعالوات الوظيفية التي ال تتناسب مع هذه الدرجة العلمية‬ ‫(غير المتعوب عليها)‪.‬‬ ‫باألمس مدن نظيفــة راقيـــة يسودها األمن واإلستقرار‬ ‫والمحبة واأللفة بين الناس‪ ،‬واليوم‪ ،‬أصبحت مدنا مزدحمة‬ ‫بالعشوائيات ومكتظة باألحقاد واإلحتقــان في األمس‪،‬‬ ‫كان البيع بكلمة عهد بين صاحـب السلعــة ومشتريهـــا‪،‬‬ ‫أما اليـــوم‪ ،‬فمحاكم وجيش من المحامين وقاتل ومقتول‬ ‫ونزاعات السترجاع الحقوق المالية أو نصـفها على أقل‬ ‫تقدير‪ ،‬باألمس‪ ،‬كانت الخالفات خلف أبواب موصدة‪ ،‬بنوع‬ ‫من الكتمان والسرية‪ ،‬أما اليوم‪ ،‬هذه الخالفات في أروقة‬ ‫المحاكم‪ ،‬بل اعتداء البعض على اآلخر بالسب والشتم‬ ‫والضرب داخل المحاكم‪.‬‬

‫وترفع‪ ،‬وكان أصحاب اإلبداعات في الفن واألدب والشعر والصحافة‪ ،‬يبدعون‬ ‫كل على طريقته وأسلوبه‪ ،‬وكانت الصراعات السياسية بوعي وانتماء‬ ‫ووطنية‪ ،‬وكانت سمعة الوطن وتاريخه وثوابته‪ ،‬خطوط حمراء التــــجاوز‬ ‫فيها وال تشويه‪.‬‬ ‫كان المجتمع المغربي محكوم بسلوكيات رائعــة وناضجــة‪ ،‬ابتداء‬ ‫بالخالفات في اآلراء والمواقف‪ ،‬وانتهاء بما يقال في وسائل اإلعالم‪ ،‬وكان‬ ‫الضمير يحكم كل شيء‪ ،‬ألنه يتجرد من كل نوازع المصالح والغايات‪ ،‬كانت‬ ‫المعارك تدور على صفحات الجرائد‪ ،‬ولكنها معارك أفكار وليست صراعات‬ ‫على صفقة او لحساب رجل أعمال أو أبواقا للسلطة‪ ،‬وليس مثلما يحصل على‬ ‫صفحات التواصل اإلجتماعي اليوم‪.‬‬

‫استجداء علني‬

‫‪ ‬كان الناس يستجدون على استحياء‪ ،‬فصاروا اليوم يستجدون علنا‪،‬‬ ‫كان هناك عيب أن يستجدي األطفال‪ ،‬فصار األطفال اليوم يزاحمون الشيوخ‬ ‫والمعوقين والمعوزين في مد أيديهم طلبا للمال‪.‬‬

‫عادات الزواج باألمس كانت تتم عبر األهل والمعارف‬ ‫والجيران‪ ،‬أساسها البساطة والتواضع‪ ،‬وعدم المبالغة سواء‬ ‫بإقامة الحفل في المنزل أو نصب خيمة في الشارع أو الزقاق‪،‬‬ ‫وتقديم الطعام المحضر في المنزل ودعوة الفرق األصيلة‬ ‫لتقديم األغاني الشعبية والتراثية‪ ،‬وأبناء الحي‪ ‬واألقارب‬ ‫واألصدقاء يشاركون بكل ألفة ومودة‪ ،‬مشاركين ومهنئين‬ ‫فرحين دون تكاليف تثقل كاهل العريس أو العروس كثيرا‪،‬‬ ‫أما اليوم فتتم على أساس التفاخـــر والتباهي بالمظاهر‪،‬‬ ‫وإقامة الحفل في القاعـــات والفنادق الراقية‪ ،‬ومتعهدو‬ ‫الحفالت يلتزمون بكل التفاصيل والحيثيات‪ ،‬إضافة الى‬ ‫شروط السكن والصداق ومقدار الذهب واألثاث‪ ..،‬إلخ‪،‬‬ ‫وهذاما جعل الشباب من اإلناث والذكور يعزفون عن الزواج‬ ‫نهائيا أو يتأخرون جدا إلتمامه‪.‬‬ ‫هكذا كانت حياتهم باألمس وهمومهم اليوم‪ ..‬هكذا أصبحنا نعيش‬ ‫صراعات نفسية بدواخلنا‪ ،‬بين قليل من الزمن الجميل وكثير من العشوائية‬ ‫والزمن األليم‪ ..،‬هكذا كانوا وهكذا نحن اليوم‪..‬‬ ‫أكتب لرفع اللبس عن البعض (قلت البعض‪ )..‬أكتب ألني اشتقت كثيرا‬ ‫لذاك العالم األبيض النقي‪ ،‬حيث البساطة تغطي جنبات الحياة‪..‬وحيث نوافذ‬ ‫األمل تنبعث من كل أفق‪..‬أكتب ألن الواقع اليوم ليس بخير‪ ..‬صدقوني‪..‬‬ ‫ليس بخير حين تغيب اإلبتسامة عن وجوه الصغار كما الكبار‪..‬وحين‬ ‫يغيب السالم واألمن في الشوارع وفي المتجمعات‪..‬ليس بخير حين تفقد‬ ‫مجتمعاتنا قيم العطاء والكرم والسخاء‪ ..‬ليس بخير أبدا حين يغيب الضمير‬ ‫اإلنساني‪ ..‬وتغيب القيم المثلى للمجتمع ‪.‬‬ ‫ألجل هذا كتبت ‪!..‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫إلغاء اتفاق لتكوين‬ ‫الشباب في قطاع‬ ‫أغلبية جماعة طنجة تمرر تعديالت الميزانية و «التجمع»‬ ‫النسيج بطنجة‬

‫يضع قدما أولى في األغلبية‬

‫نجحت األغلبية المسيرة لجماعة طنجة في تمرير‬ ‫تعديالت ميزانية ‪ 2018‬التي فرضتها وزارة الداخلية‪،‬‬ ‫إذ تم تخفيض االعتمادات الخاصة ب‪ 22‬فصال وكان‬ ‫المجال الرياضي األكثر تضررا‪ ،‬فيما استفادت ‪ 6‬فصول‬ ‫من التعديالت‪ ،‬أبرزها شركات الماء والكهرباء واإلنارة‬ ‫العمومية‪ ،‬أما حدث الدورة‪ ،‬التي حملت الطابع االستثنائي‬ ‫وعقدت يوم الخميس‪ ،‬فكان هو تصويت فريق التجمع‬ ‫الوطني لألحرار مع األغلبية في إشارة إلى قرب انضمامه‬ ‫رسميا لها‪.‬‬ ‫وهم التعديل مبلغ ‪ 12‬مليونا و‪ 634‬ألف درهم‪،‬‬ ‫أضيفت إلى النفقات اإللزامية وفي مقدمتها مستحقات‬ ‫استهالك الماء واستهالك الكهرباء التي رفعت بمليون‬ ‫درهم بالنسبة لكل فصل بالنسبة لكل فصل ثم الصيانة‬ ‫االعتيادية للمناطق الخضراء التي ارتفعت بأكثر من ‪1.2‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬ومستحقات اإلنارة العمومية التي ارتفعت‬ ‫ب‪ 8‬ماليين درهم‪ ،‬ومستحقات الماء العمومي التي أضيف‬ ‫إليها مبلغ مليون و‪ 200‬ألف درهم‪ ،‬فيما تم تخصيص‬ ‫دفعة بقيمة ‪ 200‬ألف درهم لصالح كلية العلوم القانونية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية بطنجة التابعة لجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪.‬‬ ‫أما الفصول التي طالها التعديل فقد جاءت تلك‬

‫المرتبطة بالرياضة على رأسها‪ ،‬إذ هوت إعانات الجمعيات‬ ‫الرياضية من ‪5‬ماليين إلى ‪ 3‬ماليين درهم‪ ،‬وتم حذف‬ ‫اإلعانات الخاصة بالفرق الرياضية بشكل كامل بعدما‬ ‫كانت محددة في مليوني درهم‪ ،‬أما صيانة المنشآت‬ ‫الرياضية فقد تم تقليصها من مليون إلى نصف مليون‬ ‫درهم‪ ،‬كما شمل التعديل نفقات كل المقاطعات األربع‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫وأبدى فريق األصالة والمعاصرة المعارض‪ ،‬في‬ ‫شخص مستشاره حسن بلخيدر‪ ،‬الكاتب العام السابق‬ ‫التحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬عدم رضاه عن تقليص إعانات‬ ‫الجمعيات والفرق الرياضية‪ ،‬مبرزا أن هذا األمر سيفاقم‬ ‫أزمات األندية الرياضية‪ ،‬باإلضافة إلى أن عدة جمعيات‬ ‫أعدت ميزانياتها بناء على ما خصصته لها الجماعة سابقا‪.‬‬ ‫واعترف عمدة طنجة‪ ،‬محمد البشير العبدالوي‪ ،‬بأن الرياضة‬ ‫كانت هي المتضرر األكبر من مراجعة وتعديل الميزانية‪،‬‬ ‫داعيا مجلس الجهة إلى رفع االعتمادات المخصصة للفرق‬ ‫لتغطية هذا الخصاص‪ ،‬متعهدا أيضا بإجراء التحويالت‬ ‫لصالح هذه الفرق وسط السنة المالية إن أمكن ذلك‪.‬‬ ‫وكانت جماعة طنجة قد توصلت برسالة من الوالي‬ ‫«محمد اليعقوبي» يشير فيها إلى أن االعتمادات المالية‬ ‫المخصصة ألداء مستحقات الماء والكهرباء البالغة ‪95‬‬

‫مليون درهم «غير كافية» مقارنة بتقديرات الشركة‬ ‫المفوض لها القطاع‪ ،‬والتي حددتها في ‪ 106‬ماليين‬ ‫درهم خالل سنة ‪ 2018‬مع متأخرات األداء التي في ذمة‬ ‫الجماعة المقدرة بأكثر من ‪ 103‬ماليين درهم إلى غاية‬ ‫متم سنة ‪.2017‬‬ ‫وأشارت الرسالة‪ ،‬أيضا إلى أن االعتمادات المرصودة‬ ‫من أجل الصيانة االعتيادية للمناطق الخضراء بدورها غير‬ ‫كافية مقارنة بالتقديرات الواجب برمجتها‪ ،‬والتي تناهز‬ ‫‪ 46.5‬ماليين درهم ‪ ،‬األمر الذي دفع وزارة الداخلية إلى‬ ‫رفض الميزانية وطالبة الجماعة بمراجعتها وتعديلها بناء‬ ‫على مالحظات الوالي‪.‬‬ ‫ومررت األغلبية هذا التعديل بشكل مريح بدعم معلن‬ ‫من حزب التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬الذي أعلن رئيس فريقه‬ ‫الجماعي عودة أعضاء الئحة «الوفاء» المستقلة إلى حزب‬ ‫الحمامة‪ ،‬مضيفا أن خيار الحزب المبدئي هو المساندة‬ ‫النقدية لألغلبية التي يقودها حزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫علما أن هذا األخير حاصل على األغلبية المطلقة داخل‬ ‫المجلس‪ ،‬كما أنه متحالف مع حزب االتحاد الدستوري‪ ،‬فيما‬ ‫سجل االمتناع الوحيد من لدن مستشاري حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة‪.‬‬

‫كان مقررا أن يصوت مجلس جماعة طنجة‪ ،‬خالل‬ ‫الدورة االستثنائية األخيرة‪،‬يوم الخميس الماضي‪،‬‬ ‫على اتفاقية شراكة تهدف إلى تكوين عشرات الشباب‬ ‫العاطل‪ ،‬في أحد التخصصات المهنية المطلوبة في سوق‬ ‫الشغل‪ ،‬قصد مواكبة الخريجين منهم في إيجاد فرص‬ ‫عمل مالئمة‪ .‬غير أن ضغوطات جهات مهنية منافسة‪،‬‬ ‫حالت دون المصادقة على االتفاقية المذكورة‪ ،‬مع إحدى‬ ‫حمزة المتيوي الجمعيات المحلية الفاعلة في قطاع النسيج وصناعة‬ ‫األلبسة‪ ،‬بعد أن تقرر إرجاؤها لوقت الحق‪.‬‬ ‫االتفاقية المشار إليها‪ ،‬تتمة مشروع تكويني انطلق‬ ‫شهر غشت الماضي‪ ،‬على إثر شراكة بين مقاطعة «الشرف‬ ‫امغوغة»‪ ،‬وبين الجمعية المغربية لخريجي معاهد النسيج‬ ‫واأللبسة‪ ،‬في أول تجربة من نوعها على الصعيد الوطني‪,‬‬ ‫تهم مواكبة عشرات الشباب المنحدرين من فئات اجتماعية‬ ‫هشة‪ ،‬في برنامج تكويني متدرج‪،‬عبر نظام التفويج‪ ،‬قصد‬ ‫إدماجهم في سوق الشغل بعد نهاية فترة التكوين‪.‬‬ ‫لكن إحدى الجمعيات المهنية‪ ،‬والتي تضم أرباب‬ ‫معامل النسيج من قيدومي «باطرونا القطاع»‪ ،‬اعترضت‬ ‫وكان العديد من بحارة المضيق دخلوا في اعتصام على مبادرة الجمعية األولى‪ ،‬ووجهت مراسلة إلى عمدة‬ ‫مفتوح ووقفات احتجاجية سلمية وحضارية‪ ،‬من أجل إسماع مدينة طنجة‪ ،‬تطالب فيها بعدم االستجابة لمقترح‬ ‫صوتهم للمسؤولين‪ ،‬فضال عن مطالبتهم بتسريع إجراءات االتفاقية مع مقاطعة «الشرف امغوغة»‪ ،‬بدعوى أن مشروع‬ ‫توصلهم بالتعويضات المادية الخاصة بتضرر الشباك نتيجة التكوين يتعارض مع مهام الجمعية التي تضم الباطرونا‪،‬‬ ‫هجوم سمك «النيكرو»‪ ،‬إلى جانب معالجة بعض اإلكراهات وتعرقل نشاطها باعتبارها الممثل الوحيد لقطاع صناعة‬ ‫والمعيقات التي تقف في وجه تطوير القطاع والرفع من النسيج واأللبسة بجهة الشمال‪.‬‬ ‫وعلى إثر ذلك‪ ،‬طلب البشير العبدالوي‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫مردوديته‪.‬‬ ‫هذا وينتظر أن تبت مصالح وزارة الفالحة والصيد جماعة طنجة‪ ،‬من أعضاء المجلس الجماعي تأجيل النظر‬ ‫البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‪ ،‬في الملف في االتفاقية المذكورة إلى وقت الحق‪ ،‬بعد أن كانت‬ ‫المطلبي لبحارة المضيق بأسرع وقت ممكن‪ ،‬من إيجاد مدرجة في جدول أعمال الدورة االستثنائية األخيرة‪ ،‬رضوخا‬ ‫حلول ناجعة وصرف التعويضات حسب القوانين الجاري بها للضغوط التي مارستها الجمعية المغربية لصناعة النسيج‬ ‫العمل‪ ،‬والمعايير والشروط الواجب توفرها في المستفيدين واأللبسة‪.‬‬ ‫ولم يمر قرار عمدة المدينة‪ ،‬دون أن يثير جدال‬ ‫من خالل إدالئهم بكافة الوثائق القانونية المطلوبة إلى‬ ‫بين أعضاء المجلس‪ ،‬حيث قال رئيس مقاطعة «الشرف‬ ‫الجهات المختصة‪.‬‬ ‫المشاكل التي يتخبط فيها القطاع‪ ،‬وتحول دون التوصل‬ ‫حسن الخضراوي امغوغة»‪ ،‬والقيادي في حزب العدالة والتنمية‪ ،‬محمد‬ ‫إلى حلول ناجعة ودائمة‪.‬‬ ‫بوزيدان‪ ،‬إنه يتفهم قرار رئيس المجلس الجماعي‪ ،‬لكنه‬ ‫لمح إلى وجود استهداف مخطط إلفشال مشروع تنموي‬ ‫بالدرجة األولى‪ ،‬عندما أشار إلى تحرك بعض األطراف لم‬ ‫يذكرها باإلسم‪ ،‬منذ توقيعه على اتفاقية مع الجمعية‬ ‫المغربية لخريجي النسيج واأللبسة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬هاجم حسن بوهريز‪ ،‬رئيس فريق التجمع‬ ‫الوطني لألحرار بمجلس مدينة طنجة‪ ،‬الجمعية المغربية‬ ‫لصناعة النسيج واأللبسة‪ ،‬والتي تضم أرباب القطاع في‬ ‫عاصمة البوغاز‪ ،‬معتبرا ضغوطاتها على المجلس الجماعي‬ ‫غير مفهومة وغبر مبررة‪ ،‬خاصة وأن االتفاقية تتعلق‬ ‫األحزاب داخل الجماعة لالنضمام إليها‪ ،‬خــالل األيــام بتقوية قدرات شباب المنطقة‪ ،‬وتأهيلهم ميدانيا للحصول‬ ‫القليلة القادمة‪.‬‬ ‫على منصب شغل‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن ما يقلق إدعمار أكثر‪،‬‬ ‫وكانت مقاطعة «الشرف امغوغة» ‪ ،‬وهي إحدى‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬هو غضب بعض المستشارين عن‬ ‫حزب العدالة والتنمية من طريقته في التدبير والتسيير‪ ،‬أكبر الوحدات الترابية بالمجال الحضري لعاصمة البوغاز‪،‬‬ ‫وعدم وفائه بالوعود االنتخابية التي أطلقها‪ ،‬ما سيجعلهم شرعت شهر غشت الماضي‪ ،‬في تكوين الفوج األول من‬ ‫يلتحقون في في أي لحظة بتيار «تصحيح المسار»‪ ،‬الشباب ذكورا وإناثا‪ ،‬أغلبهم منقطع عن الدراسة ويعيش‬ ‫ومن ثم سقوط األغلبية وتجميد مجموعة من القرارات وضعية سوسيو اقتصادية هشة‪ ،‬وذلك من خالل برنامج‬ ‫ونقط جداول أعمال الدورات التي سيعقدها المجلس في تكويني في المنطقة الصناعية «المجد»‪ ،‬يتضمن تحفيزات‬ ‫مادية طيلة ستة أشهر مدة التكوين‪.‬‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫يذكر أن هيئة المحكمة االبتدائية بتطوان ستنظر‪،‬‬ ‫وتنص اتفاقية التعاون بين مجلس المقاطعة‬ ‫أثناء التقاضي لدى المحاكم المختصة‪ ،‬وارتكاب أخطاء‬ ‫في إهمال استئناف بعض الملفات القضائية في ظروف يوم ‪ 25‬يناير من السنة المقبلة‪ ،‬في الملف القضائي المذكورة‪ ،‬والجمعية المغربية لخريجي صناعة النسيج‬ ‫الذي يتابع فيه رئيس الجماعة الحضرية بتهم ثقيلة‪ ،‬واأللبسة‪ ،‬وهي جمعية حديثة تضم مقاوالت شابة‪ ،‬على‬ ‫غامضة‪.‬‬ ‫وحسب مصادر «األخبار»‪ ،‬فإن إدعمار استنجــد تتعلق باستغالل المال العام وأمالك ولوجستيك وموظفي استقطاب الشباب العاطل عن العمل وجعله عنصرا منتجا‪،‬‬ ‫بمستشارين عن حزب التجمع الوطني لألحرار في الجماعة‪ ،‬في حملة االنتخابات البرلمانية واقتراع السابع يتوفر على المهارات والقدرات اإلنتاجية والتنافسية‪،‬‬ ‫المعارضة‪ ،‬من أجل ترقيع أغلبيته وضمان استمرار أكتوبر ‪ ،2016‬ما يتعارض مع القوانين التنظيمية وبنود وإدماجهم في مناصب شغل حسب حاجيات السوق في‬ ‫الدستور الجديد للمملكة‪ ،‬الذي ينص على مبدأ‬ ‫تكافؤ ميدان الخياطة وصناعة النسيج‪.‬‬ ‫التصويت على القرارات خالل دورات المجلس‪ ،‬وذلك الفرص بين الجميع‪ ،‬سواء في التنافس السياسي أو غيره‪.‬‬

‫تدخل أخنوش ينهي احتجاجات واعتصام بحارة المضيق‬ ‫ألكثر من أسبوعين‬

‫كشفت مصادر مطلعة أن بحارة المضيق‪ ،‬قرروا‪ ،‬يوم‬ ‫(األحد)‪ ،‬تعليق االعتصام وكافة األشكال االحتجاجية التي‬ ‫نظموها طيلة أكثر من أسبوعين بميناء المدينة‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد اجتماع مطول مع برلماني حزب التجمع الوطني لألحرار‬ ‫بإإلقليم‪ ،‬حيث تم تدارس جميع المشاكل والمطالب‪ ،‬فضال‬ ‫عن التطرق إلى اإلكراهات والمعيقات التي تقف في وجه‬ ‫البحارة وممارستهم ألنشطة الصيد البحري بالمنطقة‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن برلماني األحرار قرر رفع‬ ‫كافة المطالب التي طرحها المحتجون من البحارة إلى عزيز‬ ‫أخنوش‪ ،‬وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية‬ ‫والمياه والغابات‪ ،‬في حكومة «سعد الدين العثماني»‪ ،‬حيث‬ ‫ينتظر أن يبت في الملف المطلبي بشكل مستعجل ومعالجته‬ ‫وفق القوانين الجاري بها العمل‪.‬‬ ‫وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن من أبرز ما يطالب به‬ ‫المحتجون السلطات المسؤولة‪ ،‬توصلهم بالتعويضات‬ ‫المادية التي تشمل البحارة الذين تتضرر شباك صيدهم‬ ‫بسبب سمك «النيكرو»‪ ،‬فضال عن معالجة مجموعة من‬

‫مستشارون بمجلس تطوان يهاجمون إدعمار‬ ‫ويؤسسون مجموعة «تصحيح المسار»‬ ‫خرج مجموعة من المستشارين عن حزبي االستقالل‬ ‫واألصالة والمعاصرة بأغلبية مجلس تطوان‪ ،‬ببالغ إلى‬ ‫الرأي العام (تتوفر «األخبار» على نسخة منه)‪ ،‬هاجموا‬ ‫من خالله محمد إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية‪ ،‬بقوة‪،‬‬ ‫واتهموه باتخاذ قرارات انفرادية وتهميش المقاربة‬ ‫التشاركية داخل التحالف‪ ،‬فضل عن التواطؤ مع الشركات‬ ‫المكلفة بقطاعات حساسة في إطار ما يسمى التدبير‬ ‫المفوض‪ ،‬والتساهل مع الخروقات والتجاوزات التي تمس‬ ‫تنزيل بنود دفاتر التحمالت الموقعة‪ ،‬في ظروف غامضة‬ ‫وغير مفهومة‪.‬‬ ‫وأشار البالغ ذاته إلى الخروقات والتجاوزات التي تم‬ ‫رصدها من طرف لجنة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية‪،‬‬ ‫خاصة االستغالل السياسي لملف سوق الجملة للخضر‬ ‫والفواكه بتطوان‪ ،‬وغض الطرف عن بعض الموظفين‬ ‫األشباح‪ ،‬مقابل تنزيل عقوبات صارمة في حق من ال‬ ‫يسايرون قرارات رئيس الجماعة ويرفضون دعمه سياسيا‪،‬‬ ‫فضال عن دعم الجمعيات المقربة وتكليف ميزانية الجماعة‬ ‫تعويضات باهظة تصرف من المال العام لمتضررين من‬ ‫االعتداء المادي ونزع الملكية‪ ،‬بسبب التهاون في الدفاع‬

‫تحسبا ألي تطورات غير سارة بخصوص تأسيس مجموعة‬ ‫«تصحيح المسار»‪ ،‬وإمكانية التحاق مستشارين من مختلف‬

‫ح‪ .‬خ‬

‫بلشقار‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 200‬مليون دوالر من البنك الدولي للمغرب‬ ‫لتطوير المنتجات الفالحية والصناعات الغذائية‬

‫أبرم المغرب والبنك الدولي‪،‬‬ ‫الخميس الماضي بالرباط‪ ،‬اتفاقا‬ ‫بقيمة ‪ 200‬مليون دوالر يهدف‬ ‫إلى دعم برنامج تعزيز سالسل‬ ‫اإلنتاج الفالحية والرفع من تنافسية‬ ‫الصناعاتالغذائية‪.‬‬

‫ويرمي البرنامج أيضا إلى تعزيز نظم السالمة الغذائية وإصدار شهادات المطابقة لمعايير الجودة محليا‬ ‫ودوليا‪ ،‬عالوة على دعم االبتكار في قطاع الصناعات الغذائية‪ ،‬من خالل إنشاء مركزين في هذا المجال‪ ،‬سيقومان‬ ‫بتقديم الخدمات في المجاالت التقنية والتجارية‪ ،‬دعما لمشاريع الصناعات الغذائية‪ ،‬وفي تصريح للصحافة بهذه‬ ‫المناسبة‪ ،‬نوهت مديرة مكتب المغرب العربي ومالطا للبنك الدولي بمنجزات مخطط المغرب األخضر‪ ،‬مشيرة‬ ‫إلى أن أهمية هذا االتفاق تكمن في دعم الفالحين الصغار والمتوسطين ووضع بنيات إلقالع الصناعات الغذائية‬ ‫في مجال الحوامض وزيت الزيتون بالمغرب‪ .‬كما شددت المديرة على أن البرنامج يروم تحسين الجودة‪ ،‬من‬ ‫خالل مساعدة الفالحين الصغار والمتوسطين على االستجابة لمعايير السوق الداخلية والخارجية‪ ،‬من أجل رفع‬ ‫قدرتهم على التسويق والتصدير‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال بوسعيد إن العالقة بين المغرب والبنك الدولي متميزة‪ ،‬كما تشهد على ذلك مواكبة البنك‬ ‫للعديد من المشاريع البنيوية التي انخرط فيها المغرب‪ ،‬وعلى رأسها مخطط المغرب األخضر‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫قرض فرنسي للمغرب لتمويل اقتناء‬ ‫قاطرات كهربائية‬ ‫وقع المغرب وفرنسا بالرباط‪،‬‬ ‫على بروتوكول قرض تمنح‬ ‫بموجبه فرنسا قرضا للمملكة‬ ‫بقيمة ‪ 128.1‬مليون أورو لتمويل‬ ‫عملية اقتناء ‪ 30‬قاطرة كهربائية‬ ‫لتحديث أسطول المكتب الوطني‬ ‫للسكك الحديدية‪ ،‬ويروم القرض‪،‬‬ ‫مواكبة استراتيجية المكتب‬ ‫الوطني للسك الحديدية‪ ،‬الرامية‬ ‫إلى تحديث أسطول القاطرات‬ ‫وتعويض القاطرات القديمة‪،‬‬ ‫خدمة للزبناء‪ ،‬وكذا دعما لجهود‬ ‫حماية البيئة والمحافظة عليها‪.‬‬

‫وفي ما يتعلق بحجم المبادالت اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 5.1‬مليارات درهم مقابل ‪ 2‬مليارات درهم أسبوعا قبل‬ ‫ذلك‪ ،‬حيث بلغت قيمة الصفقات في سوق الكتل ‪ 4.2‬مليارات درهم‪ ،‬فيما بلغت قيمة الصفقات التي أنجزت‬ ‫بالسوق المركزي ‪ 138.4‬مليون درهم في المتوسط يوميا مقابل ‪ 92.7‬األسبوع الماضي‪.‬‬ ‫وأبرز بنك المغرب أنه خالل األسبوع الممتد من ‪ 14‬إلى ‪ 20‬دجنبر ‪ ،2017‬انخفضت قيمة الدرهم بنسبة‬ ‫‪ 0.29‬في المائة مقارنة مع األورو‪ ،‬بينما ارتفعت مقارنة مع الدوالر بنسبة ‪ 0.47‬بالمائة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫بنك المغرب ‪ :‬اإلنتاج الصناعي ينتعش‬ ‫كشف بنك المغرب أن اإلنتاج‬ ‫الصناعي شهد‪ ،‬خالل شهر نونبر‬ ‫الماضي‪ ،‬ارتفاعا في مجموع‬ ‫فروعه‪ .‬وأظهرت نتائج الظرفية‬ ‫الصناعية لشهر نونبر أن االرتفاع‬ ‫المسجل في المبيعات في السوقين‬ ‫المحلية واألجنبية هم جميع فروع‬ ‫النشاط باستثناء بعض الصناعات‬ ‫الكيماوية وشبه الكيماوية التي‬ ‫سجلت ركودا‪.‬‬ ‫وهكذا شهدت المبيعات‬ ‫المحلية تزايدا في الصناعة‬ ‫الغذائية والميكانيك والتعدين‪ ،‬بينما سجلت ركودا في الصناعة الكيماوية وشبه الكيماوية‪ ،‬وانخفضت في‬ ‫قطاع النسيج والجلد‪.‬‬ ‫وأظهرت نتائج االستقصاء‪ ،‬الذي شمل عينة من حوالي ‪ 400‬مقاولة صناعية‪ ،‬أن المبيعات الموجهة للسوق‬ ‫األجنبية شهدت ارتفاعا في جميع الفروع‪ ،‬ما عدا الصناعة الكيماوية وشبه الكيماوية التي سجلت انخفاضا‪.‬‬ ‫كما أن ارتفاع الطلبيات‪ ،‬وإن كان مستوى دفتر الطلبيات أدنى من المعتاد‪ ،‬هم فروع النسيج والجلد‬ ‫والميكانيك والتعدين‪ ،‬بينما سجلت الطلبيات ركودا في الصناعة الغذائية والصناعة الكيماوية وشبه الكيماوية‪.‬‬ ‫وبالنسبة لألشهر الثالثة المقبلة‪ ،‬تتوقع المقاوالت على العموم تنامي اإلنتاج وتزايد المبيعات في فروع‬ ‫النسيج والجلد والميكانيك والتعدين والصناعة الغذائية‪ ،‬بينما يتوقع الصناعيون ركودا في اإلنتاج والمبيعات‬ ‫في الصناعة الكيماوية وشبه الكيماوية‪.‬‬ ‫وخالل شهر أكتوبر‪ ،‬تحسن اإلنتاج في «الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية» و»الصناعات الغذائية»‬ ‫و»النسيج والجلد»‪ ،‬في حين انخفض في «الميكانيك والتعدين»‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالمبيعات‪ ،‬ذكر االستقصاء أنها ارتفعت في «الصناعات الغذائية» وفي «الميكانيك والتعدين»‬ ‫واستقرت في «الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية» وفي «النسيج والجلد»‪ ،‬وأنه حسب الوجهة‪ ،‬تزايدت‬ ‫المبيعات المحلية في مجموع فروع الصناعة باستثناء «الميكانيك والتعدين»‪ ،‬الذي شهد استقرارا‪.‬‬ ‫أما الصادرات‪ ،‬فقد ارتفعت في قطاع «الصناعات الغذائية» و»الميكانيك والتعدين»‪ ،‬بينما انخفضت في‬ ‫«الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية»‪ ،‬واستقرت في «النسيج والجلد»‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫التجارة اإللكترونية بالمغرب‬

‫وبالمناسبة قال محمد ربيع الخليع مدير المكتب الوطني للسكك الحديدية إن السنة المقبلة ستشهد‬ ‫استكمال أشغال تثليث محور القنيطرة ـ الدار البيضاء وتثنية محور الدار البيضاء ـ مراكش‪ ،‬مما يضمن مواكبة‬ ‫نمو حركة التنقل وتحسين جودة النقل السككي‪ ،‬موضحا أن المكتب منخرط في ورش تجديد أسطوله وتحسين‬ ‫الخدمات المقدمة للزبناء‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع االحتياطات الدولية بالمغرب‬

‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬الذي نشر‬ ‫مؤخرا مؤشراته األسبوعية من‬ ‫‪ 14‬إلى ‪ 20‬دجنبر ‪ ،2017‬أن هذه‬ ‫االحتياطات عرفت ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 0.3‬في المائة من أسبوع إلى آخر‪.‬‬

‫وحسب المصدر ذاته‪ ،‬فقد استقر المعدل البنكي في نسبة ‪ 2.2‬في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم المبادالت‬ ‫من ‪ 4.1‬إلى ‪ 4.5‬مليارات درهم‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل أداء سلبيا بنسبة ‪ 1.3‬في المائة‬ ‫ليصل بذلك أداؤه منذ بداية السنة إلى ما يقرب من ‪ 5.2‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن هذا التطور يعزى أساسا إلى‬ ‫انخفاض المؤشرات القطاعية بالنسبة لقطاع العقار (‪ 6.4‬في المائة) واالتصاالت (‪ 1.4‬في المائة) واألبناك (‪1.1‬‬ ‫في المائة)‪.‬‬

‫ويرمي هذا االتفاق‪ ،‬الذي وقعه‬ ‫محمد بوسعيد‪ ،‬وزير االقتصاد‬ ‫والمالية‪ ،‬وماري فرانسواز ماري‬ ‫نيلي‪ ،‬مديرة مكتب المغرب العربي‬ ‫ومالطا للبنك الدولي‪ ،‬إلى تعزيز‬ ‫الدعامة الثانية لمخطط المغرب‬ ‫األخضر من خالل الرفع من تنافسية الصناعات الغذائية وتعزيز قيمتها المضافة‪ .‬كما يستهدف هذا التمويل‬ ‫على الخصوص النهوض بسلسلتي إنتاج الحمضيات وزيت الزيتون‪ ،‬من خالل دعم الجمعيات المهنية ويتعلق‬ ‫األمر بماروك ستيروس وانتير بروليف‪ ،‬حيث يروم تعزيز استثمارات القطاع الخاص في وحدات تجهيز األغذية‪،‬‬ ‫بما في ذلك وحدات التعبئة والتخزين‪ ،‬ويروم هذا االتفاق كذلك إدماج المنتجين الصغار والمتوسطين في‬ ‫األسواق‪ ،‬عن طريق المساعدة في تسويق المنتجات الفالحية وتثمينها‪ ،‬وتعزيز تجهيزات الصناعات الغذائية‬ ‫بالتنسيق مع صندوق التنمية الزراعية‪ ،‬ويهدف القرض كذلك إلى تحديث إدارة أسواق الجملة الجديدة‪ ،‬ودعم‬ ‫استعمال الوسائل الرقمية‪ ،‬كما سيشمل البرنامج تجريب مخططات جديدة لربط صغار المنتجين بالمشترين‬ ‫الكبار‪ ،‬من أجل تعزيز مشاركة المنتجين الصغار والمتوسطين في سالسل اإلنتاج الفالحي وفي الصناعات‬ ‫الغذائية‪.‬‬

‫أعلن بنك المغرب أن صافي‬ ‫االحتياطيات الدولية للمغرب بلغ‬ ‫‪ 239.3‬مليار درهم في ‪ 15‬دجنبر‬ ‫‪ ،2017‬مسجال بذلك تراجعا بنسبة‬ ‫‪ 3.3‬في المائة مقارنة مع الفترة‬ ‫ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬

‫وبخصوص السوق المالي‪ ،‬أبرز البنك المركزي أنه ضخ ما مجموعه ‪ 44.4‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 40‬مليار درهم‬ ‫على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة‬ ‫جدا والمتوسطة‪.‬‬

‫سجلت قيمة معامالت التجارة‬ ‫اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬خالل التسعة‬ ‫أشهر األولى من سنة ‪2017‬‬ ‫ارتفاعا إلى ملياري درهم‪ ،‬مقارنة‬ ‫مع ‪ 1.8‬مليار درهم‪ ،‬خالل الفترة‬ ‫ذاتها من سنة ‪.2016‬‬ ‫وأفادت معطيات لوزارة‬ ‫الصناعة واالستثمار والتجارة‬ ‫واالقتصاد الرقمي‪ ،‬أن هذه‬ ‫الفترة عرفت إنجاز ‪ 4800‬معاملة‬ ‫إلكترونية مراقبة من قبل الوزارة‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 3600‬معاملة في الفترة‬ ‫ذاتها من سنة‪ ،2016‬و‪ 2500‬معاملة سنة ‪.2015‬‬ ‫وأوضحت الوزارة أن المعامالت التجارية عبر اإلنترنيت بلغت ‪ 3.1‬ماليين معاملة بقيمة ‪ 1.3‬مليار درهم‬ ‫خالل األسدس األول من ‪ ،2017‬مرتفعة ب‪ 81.7‬في المائة من حيث عددها‪ ،‬وب ‪ 52.3‬في المائة من حيث‬ ‫حجمها‪ ،‬مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي‪.‬‬ ‫وعزت الوزارة هذا التطور إلى مجموعة من التدابير التشريعية والتنظيمية والتحسيسية التي اتخذتها بمعية‬ ‫مختلفالفاعلينالمعنيين‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫كتاب «سيرة حمار» في ضيافة‬ ‫«قافلة جسر التواصل ‪»4‬‬ ‫جمعية آفاق الثقافية‬ ‫لجمعية المشعل للتنمية والتضامن بطنجة‬

‫نظمــت جمعيـــة المشعـل للتنميـــة‬ ‫والتضامن بطنجة «قافلــة جسر التواصل ‪»4‬‬ ‫التي توجهت هذه المرة إلى عدة مناطق نائية‬ ‫بنواحي الحسيمة (أدوز ‪ ،‬أغبال‪ ،‬الرواضي‪ ،‬بني‬ ‫بوفراح ) وزعت هذه القافلة مالبس ‪،‬أغطية‪،‬‬ ‫أحذية وذلك أيام ‪ 24-23-22‬دجنبر ‪2017‬‬ ‫والتي مرت في أحسن الظروف ومما أثار‬ ‫اإلنتباه هو جود وكرم سكان المناطق الجبلية‬ ‫بالريف رغم ظروفهم المعيشية‪.‬‬ ‫وتتوجه الجمعية بجزيل الشكر لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس الذي أصدر‬ ‫أمره السامي وطلب فتح الباب أمام الجمعيات‬ ‫والهيئات بأخذ المبادرات بحيث أكد عليهم‬ ‫تسهيل المساطر‪ ،‬والشكر موصول ‪ ‬للسيد‬ ‫الوالي وللسيد قائد الملحقة اإلدارية العاشرة‬ ‫مكرر وللسيد عبد اهلل قبة ولوالية األمن على‬

‫تسهيلهم المساطر والشكر موصول لجميع‬ ‫المساهمين معنا والمتطوعين الذين ساعدو‬ ‫في إنجاح هذه القافلة شكرا ‪:‬‬ ‫«‪Seyour Ridouan ASBL‬‬ ‫«‪ RESPECT POUR TOUS‬‬ ‫‪Hanan ASBL UMMNITE‬‬ ‫ـ جمعية الشمال للتجديد التربوي في‬ ‫شخص رئيستها األستاذة مريم الصالحي‪.‬‬ ‫ـ جمعية قدماء ثانوية الرازي في شخص‬ ‫رئيسها السيد عبد القادر‪.‬‬ ‫ـ جمعية «بسمـــة أمــل» في شخص‬ ‫رئيستها األستاذة نزهة أشرقي والسيد مناف‬ ‫قائد الذي رافقنا في القافلة وكان عضو فعال‬ ‫وموثق القافلة‪.‬‬

‫ـ جمعيــة الصاغـــة بطنجــة الكبـــرى‬ ‫في شخص السيد حكيم وجميع المساهمين‪.‬‬ ‫ـ الشكر لشركة ‪ ‬األجبان بطنجة‪.‬‬ ‫ألف تحية شكر وتقدير لألصدقاء األعزاء‬ ‫المتطوعين الذين رافقـــوا الجمعية وعلى‬ ‫رأسهم األستاذة سعاد ارهونــي ‪ ‬وأمينـــة‬ ‫السبطري ويوســـف وبـــودرة زينــب‬ ‫ارهونـــي ورضوان السيور ومناف قائد وعبد‬ ‫اهلل أمحجور ومحمــد السائـــق المتمكـــن‬ ‫والصبـــــور السيد رشيـــد صاحب شركـــة‬ ‫النقل‪.‬‬ ‫الشكر موصول لكل من ساند الجمعية‬ ‫بدعم أو بدعاء‪ ،‬وتقبل اهلل من الجميع وجعلها‬ ‫اهلل في ميزان حسناتكم‪.‬‬

‫في إطار اللقاءات الثقافية الشهرية التي‬ ‫تنظمها جمعية آفاق الثقافية بأصيال خالل هذا‬ ‫الموسم الثقافي تحت شعار «كتاب الشهر»‪ ،‬قدم‬ ‫الدكتور أبو الخير الناصري قراءة في كتاب «سيرة‬ ‫حمار» لألديب والمفكر المغربي حسن أوريد‪،‬‬ ‫وذلك بمقر الجمعية مساء يوم السبت ‪ 23‬من‬ ‫ديسمبر ‪2017‬م‪.‬‬ ‫افتتح الدكتور أبو الخير كلمته باإلشارة إلى‬ ‫رواية «الحمار الذهبي» ألفوالي‪ ،‬فقدم ملخصا‬ ‫ألهم أحداثها‪ ،‬وأعقبه بملخص ألهم أحداث‬ ‫«سيرة حمار» ألوريد‪ ،‬مبيناً أوجه التشابه بين‬ ‫العملين‪ ،‬خصوصاً استحالة َ‬ ‫بَطلي العملين‬ ‫حماريْن بسبب أعمال السحر‪ ،‬ثم رجوعهما‬ ‫سيرتهما األولى بعد رحلة من العذاب‪.‬‬ ‫وقد ابتدأ المحاضر بالموازنة بين العملين‬ ‫األدبيين ليؤسس على ذلك حكمه في تجنيس‬ ‫كتاب «سيرة حمار»‪ ،‬نافيا أن يكون هذا العمل‬ ‫رواية‪ ،‬وذلك باالستناد إلى قرائن من أهمها‬ ‫استعار ُة حسن أوريد بناء رواية «الحمار الذهبي»‬ ‫أْ‬ ‫ومَلهُ إياه بأحداث سيرة أذربال‪ ،‬مع التشابه‬ ‫بين عدد من األح��داث المهمة في العملين‪.‬‬ ‫وخلص د‪.‬أبو الخير من ذلك للقول «إن الكتاب‬ ‫ْ‬ ‫فلنقل إرضا ًء لمن يُصرون‬ ‫سيرة من السير‪ ،‬أو‬ ‫على إدراجه ضمن الرواية إنه رواية مقتبسَة ال‬ ‫َّ‬ ‫مؤلفة‪ ،‬وفرقٌ بين التأليف واالقتباس»‪.‬‬ ‫وأضاف المحاضر أن الهمَّ الرئيس للمؤلف‬ ‫في «سيرة حمار» هو هَمّ فكري‪ ،‬وتحدث في‬ ‫واحدة من أهم القضايا الفكرية في الكتاب – في‬ ‫رأيه – هي نقد السلطة والمثقفين‪.‬‬ ‫وقد أبرز المتدخل تجلياتٍ لنقد السلطة في‬ ‫«سيرة حمار» بتحليله لنماذجَ من كالم أذربال‬ ‫في مواقفَ وأحداثٍ مختلفة في الكتاب‪ ،‬بيَّنَ‬ ‫من خاللها تركيزَ المؤلف أوري��د – بواسطة‬

‫أذربال – على بيان مغالطات الخطاب السلطوي‪،‬‬ ‫وحِيَله‪ ،‬وأالعيبه‪ ،‬وبيان اهتمام رجال السلطة‬ ‫بما يَشغل الشعب عن االشتغال بأهم أمور‬ ‫حياته (كالتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والعدل‪ ،‬والتشغيل)‪،‬‬ ‫وسلوكهم سياسة اإللهاء تُجاه الناس‪ ،‬كشغلهم‬ ‫بألعاب السيرك التي يعدها الساسة «جزءاً من‬ ‫تدبير الشأن العام» (سيرة حمار‪ ،‬ص‪.)86‬‬ ‫إلى ذلك اهتم المحاضر بإبراز مالمحَ من‬ ‫انتقاد المثقفين في الكتاب‪ ،‬مركزاً على المثقفين‬ ‫الذين يسيرون في ركب السلطة‪ ،‬ويتنازلون عن‬ ‫شخصياتهم المستقلة من أجل خدمة الساسة‬ ‫وطاعتهم طاعة عمياء‪ .‬وتوقف د‪.‬أب��و الخير‬ ‫في هذا الجانب عند ما جاء من نقدٍ لبعض‬ ‫لشخص‬ ‫المثقفين على لسان أذربال كانتقاده‬ ‫ٍ‬ ‫ألقى كلمة تأبينية في جنازة أذرب��ال دون أن‬ ‫يكون على معرفة به‪ ،‬وهو شخصٌ تابعٌ لحاكم‬ ‫المدينة‪ ،‬وبيَّنَ المحاضر بعض أنواع النقد‬ ‫الموجه لهذا الصنف من المثقفين التابعين‬ ‫للحكام من بينها أن أوري��د لم يُسَمِّ هذا‬ ‫الشخص المؤبِّن ألذربال داخل النص «وأن في‬ ‫عدم تسميته إشارة إلى أنه غيرُ ذي شأن‪ ،‬فكأنه‬ ‫إذ َق ِب َل أن يتنازل عن شخصيته ويُذيبَها في‬ ‫شخصية حاكم المدينة فقد استحق أن يجعله‬ ‫المؤلف فاقداً للتسمية؛ ألن فاقد الشخصية هو‬ ‫ٌّ‬ ‫ظل من الظالل‪ ،‬ومتى كانت للظالل أسماء؟»‪.‬‬ ‫وخلص الدكتور في نهاية قراءته إلى أن‬ ‫هذا الكتاب «سيرة جماعية لمفكرين ومثقفين‬ ‫فضلوا بريق السلطة على محبة الحكمة‪ ،‬وأن‬ ‫السعيَ المتواصل ألذرب���ال قصد استرداد‬ ‫ُ‬ ‫رسالة‬ ‫إنسانيته ومعاناته في سبيل ذلك هو‬ ‫تنبيهٍ ألولئك المفكرين والمثقفين كي يعودوا‬ ‫لممارسة دوره��م الحق المتمثل في محبة‬ ‫الحقيقة واالنتصار لها»‪.‬‬

‫مجلس جماعة زومي بوزان يصنع الفرح في «لمة امتنان واعتراف»‬ ‫زومي ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫آلية جديدة تنضاف لرزنامة اآلليات الهادفة لالنتصار على كل األورام التي فخخ بها «المنعشون في ثقافة اليأس» جسد‬ ‫المدرسة العمومية حتى ال تظل تلك العالمة المضيئة المخترقة للمجتمع ‪ ،‬المتسربة لشوارعه إلنتاج القيم السامية ‪....‬‬ ‫لمة «امتنان واعتراف» والسياق الذي جاءت فيه ‪ ،‬والنفس القوي الذي ضخه مجلس جماعة زومي وشركاؤه في شرايينها‪،‬‬ ‫والنسيم الذي عطر رسائلها ‪ ،‬كل ذلك وغيره من اإلشارات نسجت خيوطها بإبرة حكمة ‪-‬المهاتما غاندي‪ -‬التي جاء فيها‬ ‫«يجب أن ال تفقد ثقتك بالبشرية ‪ ،‬البشرية كالمحيط إذا كانت بضع قطرات منه وسخة ‪ ،‬فالمحيط ال يصبح وسخا »‪.‬‬ ‫عشية استقبال سنة جديدة (الخميس ‪ 28‬دجنبر ) حول مجلس الجماعة الترابية زومي بمعية جمعية قدماء تالميذ‬ ‫اعدادية الحسن الثاني ‪ ،‬وجمعية أمهات وآباء تالميذ نفس المؤسسة التعليمية ‪ ،‬وبتعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫بالشمال ‪ ( ،‬حول) الثانوية اإلعدادية إلى مشتل إلنبات قيم المواطنة الحقة ‪ ،‬والنبش في زمنها الجميل‪....‬زمن سمت فيه‬ ‫ثقافة االحترام‪....‬زمن تحدث عنه قدماء تالميذ المؤسسة الذين كرموا ثلة من قدماء األطر التربوية واإلدارية الذين على‬ ‫أياديهم ‪ /‬هن تمدرسوا ‪...‬ومنهم ‪ /‬هن غرفوا وتملكوا قيم التسامح والتعايش ونبذ العنف واإلقصاء والقبول باآلخر ‪....‬‬ ‫شهادات استرجع فيها تلميذ (ة) وأستاذ(ة) األمس نقط الضوء الكثيرة التي جعلت من إعدادية الحسن الثاني عالمة مضيئة‬ ‫في تاريخ المدرسة العمومية بجهة الشمال ‪....‬في هذه الزاوية غنينا لفلسطين ‪....‬وهناك قلنا شعرا ينتصر للحياة ويعانق‬ ‫هموم الوطن‪ ......‬وفي الزاوية األخرى استضفنا األغنية الملتزمة ‪...‬استضفنا صوت مارسيل خليفة ‪ ،‬وصوت الثنائي الشيخ‬ ‫إمام وأحمد فؤاد نجم ‪ ،‬وصوت فيروز ‪ .....‬وفوق منصة كانت تنصب غير بعيد من هنا كانت الكلمة ألم الفنون ‪ .....‬شكرا‬ ‫لصناع هذه اللمة اإلنسانية النبيلة الذين صالحونا مع الفضاء والتربة والرسالة ‪....‬تحية للكبار من نساء ورجال التعليم الذين‬ ‫لم يكن همهم ‪ /‬هن هو إدارة الحاضر بقدر ما كان شغلهم ‪ /‬هن الشاغل هو بناء المستقبل ‪.....‬إجالال وإكبارا نقف لمن‬ ‫جسدوا على أرض زومي الحكمة التي تقول « اإلنسان هو أثره حتى ولو جاء من يمحوه»‪.‬‬ ‫‪ ‬بهكذا صور ‪ ،‬وأمام حضور مدني وتالميذي ‪ ،‬وبكلمات الشركاء الذين ال يفكرون في منافعهم ‪ ،‬وال يقيسون مواقفهم‬ ‫بميزان هذه المنافع ‪ ،‬أسدل الستار على حفل إطالق مشاريع الحياة ‪ ،‬وإعالن رئيس مجلس الجماعة الترابية زومي التأسيس‬ ‫لهذا التقليد اإلنساني النبيل ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن « لمة االمتنان واالعتراف» هذه تابع فقراتها رئيس الدائرة وقائد قيادة زومي ‪ ،‬والمدير اإلقليمي للتعليم‬ ‫ومرافقيه من األطر اإلدارية بالمديرية ‪ ، ‬ونائب رئيس المجلس اإلقليمي ‪ ،‬ومنتخبون ومنتخبات بمجلس الجماعة ‪ ،‬وطيف‬ ‫من التالميذ القدامى ‪ ،‬وكذلك الذين الزالوا يتابعون دراستهم بإعدادية الحسن الثاني ‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )5‬ابن زيدون‬ ‫الشاعر والعاشق السجين ‪ ...‬ومن الحب ما سجن‬ ‫(‪ 463 - 394‬هـ ‪1071 - 1003 /‬م)‬ ‫هو أبو الوليد أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن غالب ابن زيدون‬ ‫المخزومي األندلسي ‪ ،‬ولد بقرطبة سنة ‪ 394‬هـ‪ 1003 /‬م ‪ .‬ينتمي‬ ‫إلى أسرة الجاه والقضاء والعلم واألدب ‪ .‬وقد تعلم ودرس على أحسن‬ ‫وأفضل رجال العلم واألدب ‪ ،‬فأكب على التحصيل والدراسة حتى‬ ‫أصبح كاتبا وشاعرا ‪ ،‬فشاع إسمه بين علماء وأدباء قرطبة ‪ ،‬وبات‬ ‫فحال من فحول الشعر العربي ‪ ،‬ونجما من نجوم األدب األندلسي ‪.‬‬ ‫وذاع صيته وانتشر شعره وأدبه نظرا لغزارة ثقافته وعلمه ‪ .‬وقد لقب‬ ‫ب « بحتري األندلس» تشبيها ببحتري المشرق ‪.‬‬ ‫لقد هام بحب والدة بنت المستكفي الخليفة األموي وكانت‬ ‫جميلة وأديبة تنظم الشعر‪ ،‬حيث كان يعتبر الفارس الوحيد الذي‬ ‫ظفر بحب والدة‪ ،‬والمحب الذي يهواها بكل جوارحه ومشاعره‪،‬‬ ‫وكان يريدها لوحده لتعيش في مملكة قلبه ‪ .‬فعاش ابن زيدون‬ ‫قصة حب متبادل بينه وبين الشاعرة والدة إذ أغرم بها أيما إغرام‪،‬‬ ‫لما تضمنته من مشاعر متبادلة بينهما في الحب والغزل والهجر‬ ‫والحرمان ‪ .‬وتطورت هذه العالقة من سيء إلى أسوأ‪ ،‬وخلقت له‬ ‫خالفات وخصومات واصطدامات مع المتنافسين معه على حبها‪،‬‬ ‫خاصة خصومته مع الشاعر أبو عامرابن عبدوس‪ ،‬الملقب بالفأر الذي‬ ‫هو اآلخر كان يحبها وينافسه في حبها‪ ،‬إال أن ابن زيدون بات محبا‬ ‫قنوعا بما تجود عليه من الحب والوصال ‪ .‬يقول في إحدى قصائده‬ ‫في هذا الموضوع ‪:‬‬ ‫وأرضى بتسليمك المختصر‬ ‫سأقنع منك بلحظ البصـــــــر‬ ‫وال أتعدى اختالس النظـــر‬ ‫وال أتخطى التماس المنـــــى‬ ‫وأعليك عن خطرات الفكــر‬ ‫أصونك من لحظات الظنــون‬ ‫وقد يستخدم الهوى بالحذر‬ ‫وأحذر من لحظات الرقيــــب‬ ‫وكانت والدة مصدر إلهام له في نظم أجمل القصائد الشعرية‪،‬‬ ‫وسببا في تفجير طاقته الشعرية واإلبداعية‪ ،‬فأعطانا أروع القصائد‬ ‫الشعرية التي ال زالت خالدة وأشهرها « قصيدة أضحى التنائي»‪،‬‬ ‫التي ال زالت تحظى بالقراءة والدراسة والتحليل ‪ .‬وقد لحن وغنى‬ ‫بعض أبياتها الملحن والمطرب أحمد البيضاوي ‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مطربين آخرين ‪.‬‬ ‫أما في العمل السياسي ‪ ،‬فقد اتصل ابن زيدون بابن جهور‬ ‫فاتخذه وزيرا له ‪ ،‬ولقب بذي الوزارتين ‪ .‬ولما ساءت العالقة بينهما‬ ‫حبسه ‪ ،‬فأرسل إليه ابن زيدون رسائل استعطاف إال أنها لم تحقق‬ ‫مراده ‪ ،‬فهرب من السجن وقصد بني عباد في إشبيلية ‪ ،‬حيث أسند‬ ‫إليه المعتضد وزارته ‪ .‬وبقي بها ولم يعد إلى قرطبة إال بعد أن تولي‬ ‫الحكم فيها أبو الوليد بن جهور وأعاد له منصبه الوزاري ‪ .‬وظل‬ ‫ينتقل بين قرطبة وإشبيلية إلى أن توفي بإشبيلية سنة ‪ 463‬هـ ‪/‬‬ ‫‪ 1071‬م ‪ ،‬أيام المعتمد على اهلل بن المعتضد ‪.‬‬ ‫لقد تناول ابن زيدون في شعره جميع أغراض الشعر العربي‪:‬‬ ‫المدح والهجاء والغزل واالستعطاف والشكوى والرثاء والعتاب‬ ‫والوصف ‪ .‬وكان ابن زيدون بارعا في الشعر وبارعا في النثر ‪ .‬وله‬ ‫دي��وان شعري ‪ ،‬والرسالة الجدية التي بعث بها إلى ابن جهور‬ ‫يستعطفه ويطلب عفوه ‪ .‬والرسالة الهزاية وهي رسالة انتقام كتبها‬ ‫على لسان والدة ‪ ،‬بعث بها إلى ابن عبدوس يسخر منه ويعبث به ‪.‬‬ ‫قصيدة أضحى التنائي ‪ :‬القصيدة النونية التي قالها ابن‬ ‫زيدون في عشيقته والدة بنت المستكفي وهو في السجن وأرسلها‬ ‫إليها‪ ،‬يستعطفها ويذكرها بأيام الوصال الماضية ‪ ،‬وهي من أشهر‬

‫‪ )2‬ومن قوله حين ودع والدة ذات يوم ‪:‬‬ ‫ودع الصبرَ مُحبٌ ودعـــك‬

‫ذائع من سره ما استودعك‬

‫يقرع السن على أن لم يكن‬

‫زاد في تلك الخطى إذ شيعك‬

‫ياأخا البدر سَنَاء وسنـــــــا‬ ‫إن يطل بعدك ليلي َف َ‬ ‫لكــــــم‬

‫حفظ اهلل زمانا أطلعــــــــــك‬ ‫بتٌ أشكو قصر الليل معــــك‬

‫‪ )3‬وقال معرضا بوالدة وابن عبدوس ‪:‬‬ ‫َّخِـــــر‬ ‫أَك ِرم ِبوَلاّ دَةٍ ُذخراً لِمُد‬ ‫ٍ‬ ‫بَيطار ّ‬ ‫وَعَطـــــــا ِر‬ ‫َلو َفرَّ َقت بَينَ‬ ‫ٍ‬ ‫قالوا أَ‬ ‫بوعامِر أَضحى يُلِمُّ ِبها‬ ‫ٍ‬ ‫ُقلتُ ال َف ُ‬ ‫راشَة َقد تَدنو مِنَ النــــا ِر‬ ‫عَيَّرتُمونا ِبَأن َقد صارَ يَخ ُل ُفنا‬ ‫فيمَن نُحِبُّ وَما في ذاكَ مِن عــا ِر‬ ‫َ‬ ‫كل ِ َ‬ ‫أَ ٌ‬ ‫طاي ِبـــهِ‬ ‫شَهيٌّ أصَبنا مِن أ ِ‬ ‫َ عضاً وَبَعضاً صَ َفحنا عَنهُ لِلفـــا ِر‬

‫‪ )4‬قصيدة كم ذا أريد وال أراد ‪ :‬هذه القصيدة يغنيها‬ ‫قصائده ‪ ،‬وتعتبر من القصائد الغزلية الشهيرة بالمشرق وبالمغرب‪،‬‬ ‫وهي طويلة‪ ،‬وقد تناولتها مجموعة من كتب األدب والشعر بالدرس عبد الهادي بلخياط من تلحين حميد بن إبراهيم ‪.‬‬

‫والتحليل والشرح ‪ .‬وعارضها جماعة من الشعراء في حياته وبعد‬ ‫مماته ‪ .‬وقد لحن وغنى الملحن والمطرب أحمد البيضاوي بعضا من‬ ‫أبياتها ‪ .‬باإلضافة إلى جماعة من الملحنين والمطربين العرب ‪ .‬يقول‬ ‫في مطلعها‪:‬‬ ‫أضْحَى التّنائي بَدي ًال عنْ تَدا ِنينَــــــا‪،‬‬ ‫طيب ُل ْقيانَا تجافينــَـا‬ ‫وَنَابَ عَنْ ِ‬ ‫أ ّال وَ َقد َ‬ ‫البَين‪ ،‬صَبّحَنــــا‬ ‫حان صُبحُ‬ ‫ِ‬ ‫نَاعينـــــَـا‬ ‫حَيْنٌ‪َ ،‬ف َقامَ ِبنَا‬ ‫ِ‬ ‫للحَيْن ِ‬ ‫الملبسينا‪ ،‬بانتزاحِهــــــــمُ‪،‬‬ ‫مَنْ مبل ُغ‬ ‫ِ‬ ‫حُزْناً‪ ،‬معَ الده ِر ال يبلى ويُبْلينَا‬ ‫الزَمان َّالذي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يُضحِكنــــــا‬ ‫مازال‬ ‫أَ َّن‬ ‫أُنساً ِب ُقر ِب ِهمُ َقد عادَ يُبكينــــــــا‬ ‫مختارات من شعره ‪:‬‬

‫‪ )1‬قصيدة إني ذكرتك ‪ :‬يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫إني ذكرتك بالزهراء مشتاقـــــــــا ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واألفق طلق ومرأى األرض قد راقـا‬ ‫وللنسيم اعتالل في أصائلـــــــــــه ‪،‬‬ ‫كأنه رق لي فاعتل إشفاقــــــــــــــــا‬ ‫والروض عن مائه الفضي مبتسم ‪،‬‬ ‫كما شققت عن اللبات أطواقــــــــــــا‬ ‫نلهوا بما يستميل العين من زهـر ‪،‬‬ ‫جال الندى فيه حتى مال أعناقــــــــا‬ ‫كأن أعينه ‪ ،‬إذ عاينت أرقــــــــي ‪،‬‬ ‫بكت لما بي ‪ ،‬فجال الدمع رقراقـــــا‬

‫يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫كمْ ذا أريدُ وال أرادُ؟‬

‫يا ســـــوء ما لقــيَ الفــؤادُ‬

‫أُصفي الودادَ َّ‬ ‫مُدل ًال‪،‬‬

‫ْلمْ يَصْفُ لي مِنْهُ ال ِودَادُ‬

‫يقضي عليّ دال ُلـــهُ‪،‬‬

‫حِين‪ ،‬أوْ يَكــــــادُ‬ ‫في ُك ّل ٍ‬

‫عن ا ّلذي‬ ‫كيفَ السّ ُلوُّ ِ‬

‫مثوُاهُ من قلبي السّوادُ؟‬

‫ملكَ القلوبَ بحس ِنهِ‪،‬‬

‫َف َلها‪ ،‬إذا أمَرَ‪ ،‬انْقِـــــيادُ‬

‫يا هاج ِري كمْ أستفيدُ‬

‫الصّبرَ عَنْكَ‪َ ،‬فال ْأ َفـــــادُ ُ‬

‫المراجع ‪:‬‬ ‫ـ ديوان ابن زيدون ‪ .‬شرح وتحقيق محمد سيد كيالني ‪ .‬الطبعة الثانية ‪1956‬‬

‫م‬ ‫ـ ديوان ابن زيدون ‪ .‬تحقيق حنا الفاخوري ‪ .‬الطبعة األولى ‪ 1990‬م‬ ‫ـ أنخيل جنثالث بالنثيا ‪ .‬كتاب «تاريخ الفكر األندلسي»‪ ،‬نقله إلى العربية حسين‬ ‫مؤنس‪ ،‬الطبعة األولى ‪1955‬م‬ ‫ـ ابن بسام ‪ .‬كتاب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة»‪ ،‬القسم األول‪ .‬المجلد‬ ‫األول‪ .‬تحقيق ‪ :‬إحسان عباس‬ ‫ـ زكي مبارك ‪ .‬كتاب الموازنة بين الشعراء‪ .‬أبحاث في أصول النقد وأسرار‬ ‫البيان‪ .‬الطبعة الثانية ‪1936‬م‬ ‫ـ خير الدين الزركلي ‪ .‬كتاب األعالم ‪ .‬الجزء ‪ . 1‬الطبعة الثالثة ‪ 1969‬م‬ ‫ـ جودت الركاب ‪ .‬في األدب األندلسي ‪ .‬الطبعة الثالثة السنة ‪ 1970‬م‬ ‫ـ شوقي ضيف ‪ .‬كتاب الفن ومذاهبه في الشعر العربي ‪ .‬الطبعة السادسة‬ ‫ـ إمليو غرسية غومس ‪ .‬كتاب الشعر األندلسي ‪ .‬ترجمة حسين مؤنس ‪ .‬الطبعة‬ ‫الثانية ‪1956‬م‬ ‫ـ مصطفى الشكعة ‪ .‬كتاب األدب األندلسي موضوعاته وفنونه ‪ .‬الطبعة‬ ‫الثالثة ‪1975‬م‬


‫العدد ‪922‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫الشهداء الثالثة‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫‪....‬احتضنتْ قاعة المحاضرات ب «أوطيل أثينا» ندوة دولية لنشاط الحركة الوطنية في الشرق العربي ‪( .‬من ‪1949‬‬ ‫إلى ‪1950‬م)‪ .‬بدْءأً ببعثة وفد الخليفة السلطاني من تطوان ‪ ،‬إلى قاهرة المعز لدين اهلل الفاطمي ‪ ،‬برئاسة امحمد أحمد‬ ‫بن عبود ‪ .‬كانت حينئذ أرض الكنانة تزخر بمحيط ثقافي ونهضة علمية ‪ ،‬إلنتاج الكتب بغزارة ونشر الفكر التحرري في‬ ‫األربعينيات من القرن العشرين ‪ .‬كان لمصر الريادة في العلم والفنِّ ‪ .‬وهي التي تأمُّ مقر الجامعة العربية برئاسة عبد‬ ‫الرحمان عزام باشا وموطن األزهر الشريف معقل أهل العلم والفقه والحديث‪.‬‬ ‫لمّاكانتْ الحرب األهلية اإلسبانية بتاريخ «‪1936/7/47‬م « ‪،‬على إثر ذلك أتتْ أنشطة البعثة المغربية ‪ .‬البعثة‬ ‫الطالبية لألستاذ‪ .‬عبد الخالق الطريس (‪ )9‬وبعثة ذ‪ .‬المكي الناصري (‪ 41‬طالب ) ‪ .‬مع البعثة الخليفية ‪ ،‬وإسهاماتهم‬ ‫في رابطة الدفاع عن مراكش ‪ .‬آثار كيفية تحول الفكر السياسي عند مغاربة المشرق ودفاعهم عن الثقافة في المغرب‬ ‫‪ ،‬فهم نواة النخبة المثقفة التي قامتْ بالدفاع عن القضية الوطنية ‪ ،‬مما صعَّبَ على االستعمار مهامه الكلونيالية ‪.‬‬ ‫فكان ال بدَّ من استثمار دبلوماسية موازية نظراً َّ‬ ‫ألن الفصل الخامس من اتفاقية (‪30/3/1912‬ن) االستعمارية كانت‬ ‫قد جرَّدتْ المغرب من الدبلوماسية الخارجية ‪ ،‬فابتكر الوطنيون دبلوماسية ِّ‬ ‫الظل ‪ .‬لزعمهم َّ‬ ‫أن القانون الدولي يحث‬ ‫على العمل في إطار المؤسسات ‪ُّ .‬‬ ‫كل ذلك من أجل منع وصدِّ العمل الوطني ‪ .‬المناخ السياسي في المملكة المصرية‬ ‫والفكري ونضجه وعمقه بالروح الوطنية الخالصة كان حافزاً للتفاني في قضية استقالل المغرب العربي ‪ ،‬والقناعة‬ ‫بوحدته ‪ .‬كما لعب الظهير البربري (‪ )1930/5/16‬دوراً معكوساً للحماية الفرنسية ومن بين األسباب في توطيد عالقات‬ ‫المغرب والمشرق العربيين ‪ .‬جاء القدر بمشيئة اهلل السببية إذ بعبد الحسين بن األهدل اليمني يبعث برسالة إلى محمد‬ ‫علي الطاهر الفلسطيني ‪ ،‬يخبره فيها ‪َّ ،‬‬ ‫أن الباخرة « كاتومبا « تحمل على ظهرها الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫وعائلته ‪ .‬وهي التي رفعها إلى الملك فاروق ‪ .‬فالتقط الفكرة امحمد أحمد بن عبود وعمل من أجلها ليستقبل العاهل‬ ‫فاروق األمير بن عبد الكريم ‪ ،‬بعد الترحيب به من الوطنيين وإنزاله من الباخرة بالسويس ‪ُّ .‬‬ ‫وكل ذلك العمل الجليل‬ ‫من بنات أفكار الوطني امحمد أحمد بن عبود وبرفقته عبد المجيد بن جلون وعبد الكريم غالب ‪ ...‬مشروع المغرب‬ ‫العربي الطموح كان العامل المشترك بين األساتيذ امحمد أحمد بن عبود من المغرب األقصى وعلي الحمامي من‬ ‫المغرب األوسط والطبيب ثامر من المغرب األدنى ‪ .‬فانبجستْ من عيون الفكر لألمير بن عبد الكريم مبادرة استراتيجية‬ ‫لتأسيس جيش التحرير المغاربي ‪ ،‬لما عُرف عن شخصية هذا األسد من بطوالت التحرير التي ذاع صيتها في أقصى‬ ‫أرجاء المعمور ‪ .‬بعد طرح بعض اإلشكال والتباين داخل اللجنة تمَّ تأسيس هذا األخيرة برئاسة ‪ :‬محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي ‪ ،‬وقد شغل صفة النائب أخوه امحمد بن عبد الكريم الخطابي ‪ ،‬وأسندتْ الكتابة العامة للحبيب بورقيبة ‪،‬‬ ‫وصفة األمين أنيطتْ بامحمد أحمد بن عبود ‪ .‬سنة ‪ 1949‬للميالد وبعد استقالل الهند والباكستان سنة ‪1947‬م ‪،‬‬ ‫أقيم بهذه األخيرة مؤتمراً قتصاديا إسالميا حضره ممثلوا الدول المغاربية الثالث ‪ ،‬األشقاء ‪ :‬محمد أحمد بن عبود من‬ ‫المغرب والطبيب التونسي ثامر وعلي عبد اهلل الحمامي من الجزائر ‪ .‬عند عودتهم من المؤتمر بالهور ‪ ،‬استشهدوا في‬ ‫حادثة طائرة بالجبال الباكستانية بتاريخ (‪1949/12/12‬م) ‪ .‬لقول اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪ :‬وال تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل‬ ‫اهلل أمواتاً ‪ ،‬بل أحيا ٌء عند ربهم يرزقون (‪ )169‬فرحين بما آتاهم اهلل من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من‬ ‫خلفهم َّ‬ ‫أال خوْفٌ وال هم يحزنون (‪ ،)170‬صدق اهلل العظيم – سورة آل عمران ‪. -‬‬ ‫حكم القانون على حكم الواقع ‪ .‬يجب وضع إطار للتقييمات الحالية لألحداث في سياقها الصحيح ‪ .‬في سياق تأطير‬ ‫الحدث ‪ .‬فالمؤرخ المبدع يناقش األحداث بفكر منظم وبمنهج علمي ‪ .‬إذ به يجد المتعة في االستقصاء والبحث ‪ْ ،‬‬ ‫وأن ال‬ ‫يُقدِم في التأليف إال للبحث العلمي ‪ ،‬وال َّ‬ ‫محل للعاطفة من اإلعراب وال للنزاعات الطائفية ْ‬ ‫وأن يكون أميناً عن سياقها ‪.‬‬ ‫السؤاالت مفاتيحها وهوعنوان عقل السائل ‪ .‬أجابنا عن ذلك المؤرخ الدكتور عبد العزير السعود ‪ ،‬فكانت محاضرته بيانًا‬ ‫كافياً شافياً ‪ .‬بعنوان ‪ :‬علي الحمامي المثقف والثائر والمغاربي الشهيد ‪....‬‬ ‫شاءت األقدار أن تصاب أقطار المغرب العربي بفاجعة كانت األولى من نوعها فقد لقي ثالثة من زعماء فكرة‬ ‫المغرب العربي حتفهم بسقوط الطائرة التي كانت تقلهم من كراتشي إلى القاهرة يوم ‪ 12‬ديسمبر ‪ 1949‬بعد‬ ‫حضورهم المؤتمر االقتصادي اإلسالمي الدولي‪ .‬وكان من بين الشعراء الذين رثوهم الشاعر الحضري علي أحمد باكثير‪،‬‬ ‫وقد اخترت بالمناسبة بعض أبيات من قصيدته ‪ :‬مهوى األقمار الثالثة‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫رزء شاعـــت في هولــــه األرزاء نكـــب العــروبــة أمـــة ولــــواء‬ ‫يبكي ثالثة فتية من خيرهـــــا وطنيـــــة وحــمـــاســــة وإبـــاء‬ ‫المغرب العربي أنجبهم لهــــا ولطالمــــا أهــدى لهـــا النجبــــاء‬ ‫من كابن عبود بشاشة طلعــة والنائبــــــات تبـــلبـــل الحلــمــاء‬ ‫تبكي به مراكش علمــا لهـــا كادت تطــول برأســــه الجـــــوزاء‬ ‫أو من كحماميـهم قلـمـــا إذا نفث المــــداد جلى بـه الظلمــــــاء‬ ‫تبكي الجزائر منه حادي أمـــة فقدته أعــذب ما يكــون حــــــداء ‬ ‫أو من كثامرهم خلوص طوية وسمـاحـــة بين الورى وحيــــــــاء‬ ‫أودى بتونس من عظيم فعاله ما فات في أحزانهـــا الخنــســــــاء‬ ‫في ذمة الرحمن أقمار هــــووا من بعد ما مــألوا الزمــان ضـيــــاء‬ ‫المغرب العربي مشرق نورهـم وغروبهم في الشـــرق كان قضـاء ‬ ‫لقد أحببت أن أتناول الحديث بخصوص أحد هؤالء الشهداء الثالثة وهو علي الحمامي وذلك لعدة اعتبارات ومنها‬ ‫أنه شخصية متميزة عن الشخصيتين األخرتين في نظرته إلى الكفاح ضد االستعمار وفي عدم انتمائه ألي حزب سياسي‬ ‫وفي تنوع رصيده الثقافي واللغوي‪ ،‬وثم االلتباس الذي حام حول نسبه وأصله‪ .‬وكان أحد الكتاب الجزائريين قد ألف كتابا‬ ‫بالفرنسية حول الشخص المذكور تحت عنوان «علي الحمامي وبزوغ الوطنية الجزائرية»‪ ،‬وقد ذكر فيه أنه لم يتحقق‬ ‫من نسبه وأن األبحاث التي قام بها على مستوى سجالت الحالة المدنية في جماعة تيارت (تاهرت) التي ولد فيها سنة‬ ‫‪ 1902‬وترعرع ودرس في صباه لم تكن مثمرة وبالتالي فهو ال يتوفر على أية إشارة تدل على أصل عائلة الحمامي‪.‬‬ ‫ويعلل المؤلف عدم وجود تدوين للقب األسرة في سجالت الحالة المدنية بتاهرت برفض بعض األسر الجزائرية تسجيل‬ ‫أبنائها وأن أسرة الحمامي التي اختارت االنتقال إلى المشرق قاطعت تلك السجالت ألسباب منها تفادي تجنيد ابنها‪.‬و‬ ‫قد زعم الشيخ بو عمران في المقدمة التي وضعها لرواية الحمامي «إدريس» أن هذا األخير أصله من عين الحمام‬ ‫(بتشديد الميم) في منطقة القبائل‪ ،‬بيد أن لقب الحمامي منتشر في بعض مناطق جبال القبائل حيث تكثر النواحي التي‬ ‫تحمل هذا اإلسم في الجزائر‪ .‬ويذهب الكاتب هاشمي التجاني إلى أن الحمامي أصله من المغرب هاجر أبواه إلى الجزائر‬ ‫واستقرا بتاهرت حيث ولد المذكور‪ .‬ومن المعلوم أن العالقة بين الغرب الجزائري ومنطقة الريف في شمال المغرب‬ ‫كانت قوية منذ القرن التاسع عشر إذ كان المئات من الريفيين يترددون على ذلك اإلقليم في مواسم الغرس وجني‬ ‫الغالل وخاصة الكروم‪ .‬وورد في مقال للزعيم عالل الفاسي « ولد علي الحمامي في الجزائر من أب ريفي من جبل الحمام‬ ‫وأم سوسية ثم هاجر مع والده إلى المشرق وهو صغير حيث أقام باإلسكندرية وتعلم في مدارس الفرنسيين ولما وصل‬ ‫سن الشباب عاد إلى وطنه األصلي ‪ .»..‬وكان الحمامي قد رافق أبويه إلى مكة ألداء مناسك الحج ولدى عودة األسرة‬ ‫توقفت في اإلسكندرية مؤقتا حيث أقامت بها مدة قبل الرجوع إلى تاهرت‪ ،‬ويظهر أن الوالدين لم يطب لهما المقام‬ ‫بتاهرت فعادا إلى اإلسكندرية حيث توفيا هناك‪.‬‬ ‫وغادر الحمامي مدينة اإلسكندرية مستخدما في سفينة شحن ونزل بمدينة طنجة في وقت كانت فيه نشيطة‬ ‫المقاومة المسلحة ضد االستعمار‪ ،‬فانضم إلى عبد الملك بن محيي الدين الجزائري في ثورته بنواحي تازة‪ ،‬وهو من‬ ‫األبناء المتأخرين لألمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري‪ ،‬ولد بدمشق سنة ‪ 1868‬وغادرها عام ‪ ،1903‬وكان يتقن‬ ‫اللغتين التركية والفرنسية إلى جانب العربية وحارب إلى جانب الشيخ بوعمامة ضد فرنسا ثم بجانب بوحمارة وبعدها‬ ‫إلى جانب السلطان عبد العزيز ضد أخيه عبد الحفيظ وعين قائدا للشرطة الدولية في طنجة‪ .‬وبعد نشوب الحرب‬ ‫العالمية األولى فر من طنجة إلى المنطقة اإلسبانية ونزل بالمحل المعروف بتجكان من قبيلة غمارة ومنه توجه إلى‬ ‫كزناية حيث اتخذ من مركز الكيفان قاعدة عسكرية لمواجهة الفرنسيين الذي ألحق بهم عدة خسائر‪ .‬وقد صار الحمامي‬ ‫الذي لم يبلغ العشرين من عمره من بين معاوني عبد الملك وموضع ثقته إال أنه لما علم بعدم إخالص هذا الثائر الذي‬ ‫اتخذته إسبانيا وكيال لها ضد ابن عبد الكريم الخطابي هاجر إلى أجدير حيث أقام عند هذا األخير زمنا قصيرا‪ .‬وهنا تفتح‬ ‫صفحة جديدة من حياة علي الحمامي النضالية فبعد أن فشل في حمل السالح لمواجهة االستعمار الفرنسي واكتساب‬ ‫بعض الصيت بجانب الزعيم الخطابي وجد أن السبيل األنسب له هو حمل القلم لمقارعة االستعمار بعد تجربته الفاشلة‬ ‫أيضا داخل التنظيمات الماركسية‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫علي الحمامي المناضل في صف الحزب الشيوعي‪:‬‬ ‫هاجر الحمامي إلى باريس سنة ‪ 1924‬حيث كان يسود النقاش المثير للعاطفة والمتحمس لدى األفراد الذين‬ ‫سيشكلون «جمعية نجم شمال أفريقيا» حول اإليديولوجية البولشفية المنتصرة في روسيا القيصرية‪ ،‬وقد كان من بين‬ ‫هؤالء الشباب الجزائري المهاجر من يناضل داخل الحزب الشيوعي الفرنسي وبالخصوص عبد القادر الحاج علي الذي‬ ‫سيكون أحد أبرز المؤسسين للجمعية المذكورة‪ ،‬وقد وصف الحمامي بتأثر كبير األوقات التي قضاها بجانبه وتحدث عن‬ ‫المناقشات المثيرة للوجدان واالهتمام البالغ بالقضية الوطنية‪ ،‬وكما تحدث عن المساجالت التي له مع بعض الرفاق‬ ‫الذين كانوا موجودين آنئذ بباريس‪ .‬وقد انخرط الحمامي آنذاك في العمل النقابي وصار من نشطاء منظمة الكنفدرالية‬ ‫العامة للشغل ( ‪ ) C.G.T‬كما انتسب للحزب الشيوعي الفرنسي وشرع يكتب في جريدة «لومانتي» لسان حال الحزب‬ ‫المذكور‪ ،‬ونسج عرى صداقة مع شخصيات ثورية مثل الزعيم الفيتنامي هو شي منه الذي كان مناضال شيوعيا في الحزب‬ ‫الشيوعي الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي‪ .‬وقد دعا «الكومنترن» إلى عقد المؤتمر الخامس لألممية الشيوعية‬ ‫وعين الحمامي مندوبا بصفته عضوا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي‪ ،‬إال أنه حدثت له مشادة مع «موريس‬ ‫ثوريز» زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي فرماه الحمامي بدواة جرح بها وجهه‪ ،‬وقد تدخلت موسكو في األمر فانتقل‬ ‫الحمامي موظفا بها في إدارة تسهر على تنسيق أعمال الفالحين في العالم‪.‬‬ ‫وكان الحمامي قد التقى في باريس بعبد القادر الحاج علي أحد مؤسسي «جمعية نجم الشمال األفريقي» وذلك‬ ‫سنة ‪ 1924‬وربط معه صلة وثيقة‪ .‬وكما التقى باألمير خالد ابن أخ عبد الملك بن محيي الدين واستجاب للنضال في‬ ‫صفوف حركته‪ ،‬وقد عرف عن خالد المذكور رفضه ألطروحة الدمج ‪ Assimilation‬التي روج لها تيار في بداية القرن‬ ‫العشرين وخصوصا غداة الحرب العالمية األولى حيث طالب بتحسين الظروف المادية والمعنوية للشعب الجزائري‬ ‫عن طريق اإلصالح السياسي واالجتماعي‪ .‬وقد انتخب خالد رئيسا شرفيا للجمعية المذكورة التي عدها البعض بمثابة‬ ‫أول حزب سياسي وطني جزائري‪ .‬بيد أن الجمعية المذكورة ضمت أيضا بعض العناصر من البلدان المغاربية الثالث‪،‬‬ ‫وكانت نشأتها عند انعقاد المؤتمر األول للعمال المغاربيين للمنطقة الباريسية في ‪ 7‬ديسمبر ‪ .1924‬وقد صادف ميالد‬ ‫تلك الجمعية وجود الحمامي في موسكو حيث التقى في العاصمة السوفيتية بالزعيم هو شي منه من جديد‪ ،‬وبفضله‬ ‫استخبر هذا األخير والمسؤولين السوفييت بحرب الريف وباألحوال في بلدان المغرب المستعمرة من قبل فرنسا‪ .‬وقد‬ ‫مكث في موسكو مدة ثالثة أعوام اطلع فيها على الحالة في روسيا وأدرك أن النظام السوفييتي ليس هو النظام الذي‬ ‫كان ينشده‪ .‬وزار الحمامي عدة أقطار في كل من آسيا وأوربا وربط اتصاالت بشخصيات سياسية وفكرية بارزة‪ .‬ولم‬ ‫تقف السلطات الفرنسية مكتوفة األيدي أمام النشاط السياسي المعادي لالستعمار الذي لم يفتأ الحمامي يقوم به‬ ‫في العواصم األوربية‪ ،‬فشرعت في اضطهاده األمر الذي سيضطره إلى الهجرة السيما وأن أوربا أمست تحمي نفسها‬ ‫من تهديدات الثورة البلشفية‪ ،‬وكما رفضت البلدان العربية استقباله بتدخل من السلطات االستعمارية الفرنسية‬ ‫واإلنكليزية‪.‬‬ ‫ اتصال الحمامي بأرسالن وبنونة وسفره إلى المشرق‪:‬‬ ‫انتقل الحمامي إلى برلين حيث اشتغل مع بعض المشارقة في تحرير جريدة وشارك في بناء مسجد برلين‬ ‫وتأسيس جمعية إسالمية للدفاع عن قضية البالد المنكوبة باالستعمار‪ ،‬وقد اتصل هناك بعد أن ضاقت به سبل العيش‬ ‫باألمير شكيب أرسالن الذي تحدث عنه في رسالة بعثها إلى عبد السالم بنونة مؤرخة في ‪ 3‬شوال ‪ 1349‬موافق ‪19‬‬ ‫فبراير ‪ 1931‬فقال‪» :‬تعرفت في برلين بشاب أهله من المغرب األقصى وأقام أبوه بتاهرت من عمل وهران وهو ذكي‬ ‫مطلع يحسن اإلنشاء باإلفرنسية‪ ،‬وكان في حرب عبد الكريم وقبلها مع عبد الملك‪ ،‬واسم هذا الشاب الحمامي وقد كان‬ ‫يكاتبني ثم جاء وواجهني ولقيته في حفلة عملها لي الطلبة السوريون والعراقيون وقد شكا لي منكم‪ .‬ففي الحال قلت‬ ‫له‪ :‬يا أخي يلزم أن تنصفوا أن الحاج عبد السالم بنونة هو ركن الغرب ولم أجد أشد منه حمية على اإلسالم لكن ماذا‬ ‫يصنع؟ بلده ال يقدر على مقاومة اإلسبان وفيها ‪ 50‬ألف مسلم إذا لم يدافع عنهم فإنهم يضمحلون تماما‪ .‬وهل يقدر‬ ‫الحاج عبد السالم أن يرفع األضرار عن مسلمي تطاون إن لم يحسن السياسة مع اإلسبانيول؟‪ .‬قلت له إن المتزلفين إلى‬ ‫األجانب حبا بأنفسهم لكم الحق أن تقولوا فيهم ما شئتم‪ ،‬فأما الذين هم مضطرون لمحاسنة األجانب أمال بتخفيف‬ ‫الشرور عن قومهم مع التهاب قلوبهم بالحمية على ملتهم‪ ،‬فهؤالء أنا أعذرهم بل أشكرهم‪ .‬فما زلت به حتى أقنعته‬ ‫وقال‪ :‬إن الحاج عبد السالم بنونة هو أذكى رجل بالمغرب»‪ .‬وقد أجاب عبد السالم بنونة األمير أرسالن برسالة مؤرخة‬ ‫في ‪ 8‬مارس ‪ 1931‬تحدث فيها عن شخص الحمامي بما يلي‪« :‬علمت بما دار بينكم وبين الشاب الحمامي ببرلين‪،‬‬ ‫وإنني يا موالي واهلل ال أعرفه ولم أسمع به من قبل وسوف أبحث من كانوا برفقة األمير محمد بن عبد الكريم‪ ،‬وأسأل‬ ‫اهلل أن يجازيكم عني أحسن الجزاء فيما أجبتم به السيد المذكور‪.» ..‬‬ ‫ويظهر أن علي الحمامي حينما حل بالريف سمع من البعض كالما عن عمل بنونة اإلصالحي ومهادنة السلطات‬ ‫االستعمارية بينما كان هو متحمسا للكفاح المسلح‪ ،‬أو لربما زار تطوان وشهد عن قرب مخاض الحركة اإلصالحية دون‬ ‫أن تتاح له فرصة اللقاء بروادها أو لعله أنف من نشاطهم‪ .‬بيد أن المناسبة سوف تسمح لبنونة عند زيارته لبرلين في‬ ‫يوليو ‪ 1932‬التعرف على الحمامي الذي أمسى يمر بضائقة مالية في أواخر تلك السنة بعد أن اضطهد في إيطاليا‬ ‫واضطر إلى طلب مساعدة مالية من الحاج عبد السالم بنونة‪ ،‬وهو ما توضحه الرسالة التي وجهها إلى هذا األخير‬ ‫من ترييستا بتاريخ ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1932‬وقد ورد فيها‪« :‬سالما وتحية وبعد‪ ،‬أسلم عليكم وأغتنم هذه الفرصة ألحييكم‬ ‫وأحيي مساعيكم الشريفة‪ ،‬الشك أنكم عندما شرفتم برلين كنتم عارفين بعزمي على السفر إلى الحجاز ابتغاء في‬ ‫خدمة الحكومة الحجازية هناك والتجاء لبلد أحمي نفسها فيها من مخاطر ‪ ..‬فسافرت بجواز قانوني حامال تأشيرة‬ ‫القنصلية المصرية إال أنه بالرغم من ذلك لم تسمح لي الحكومة المصرية النزول في بورت سعيد ‪ ..‬وكذلك فعلت معي‬ ‫السلطات في فلسطين وفي بيروت حتى أنني بقيت ‪ 19‬يوما والباخرة تطوف بي حول البحر‪ .‬وأخيرا نزلت في تريستا‬ ‫بعدما ضاع مني المبلغ الذي كان معي ‪ ..‬فيا سيدي ال أرى مفرا من هذا المأزق الشديد إال االستغاثة بكم وبشنشنتكم‬ ‫العربية المعروفة لكي تساعدوني على الخروج منه‪ ،‬فأرجوكم‪ ،‬وسأطلب من األمير وإحسان بك أن يكفالني حيالكم‪ ،‬أن‬ ‫تقرضوني مبلغ السفر من تريستا إلى مصوع ثم جدة أي ‪( 15‬خمسة عشر) جنيها إنجليزيا سأرده في ظرف ‪ 45‬يوما‬ ‫حسب مقتضى االتفاق الذي بيني وبين الحكومة الحجازية‪.‬‬ ‫أرجوكم أيها المواطن الكريم والوطني الغيور أن تقدروا أتعابي وتضحياتي الطويلة في سبيل الغاية المشتركة‬ ‫وتسرعوا بنجدتي وأكون مديونا لكم إلى منتهى األبد إذا تفضلتم بإرسال لي هذا المبلغ تلغرافيا إلى تريستا ألن حالتي‬ ‫في غاية الحرج ‪ ..‬سيصلكم من سيادة األمير جوابا أو إشارة برقية عن قريب ملتمسا منكم هذه المبرة السامية»‪.‬‬ ‫ويبدو من كالم الحمامي في الرسالة أعاله أن شكيب أرسالن قد يكون هو من أشار عليه بمكاتبة بنونة المعروف‬ ‫عنه عدم تردده في تقديم يد المساعدة والعون للشباب الوطني الذي كان يقيم في المشرق وأوربا سواء للدراسة أو‬ ‫للعمل لصالح القضية الوطنية‪ .‬وكان الحاج عبد السالم قد توصل برسالة من أرسالن مؤرخة في ‪ 20‬نوفمبر ‪1932‬‬ ‫يتحدث فيها عن حال علي الحمامي وعن اضطهاده وأزمته وطلب العون له‪ ،‬وقد جاء فيها‪« :‬يا أخي إن علي الحمامي‬ ‫الذي قابلتموه في برلين كان قد جاءه مكتوب من نظارة الخارجية في الحجاز بالسفر إلى مكة ألجل أن يعطوه عمال‬ ‫فيها لكنهم لم يرسلوا إليه بنفقة السفر‪ ،‬وفي ذلك الوقت أخرج األلمان الغرباء الذين بدون عمل من بالدهم وأخرجوه‬ ‫من الجملة فجاءنا إلى جنيف خاوي الوفاض بادي األنفاض يطلب أن نسفره إلى جدة ‪ ..‬ودفع كل منا ومن أخي عادل‬ ‫ومن أخي الجابري ‪ 100‬فرنك سويسري وسفرناه عن طريق إيطاليا إلى بور سعيد ليأخذ منها أو من السويس وابورا‬ ‫يوصله إلى جدة‪ .‬ولما كان النحس مرافقا هذا الرجل رفضت الحكومة المصرية في بور سعيد أن تدعه ينزل بحجة أنه‬ ‫شيوعي وعندها اسمه في قائمة الشيوعيين‪ ،‬واضطر إلى أن يرجع في الوابور إلى إيطاليا ووصل تريستا وأرسل من هناك‬ ‫يستغيث بنا ويلتمس مني ومن أخي الجابري أن نرسل إليه نفقة سفره مرة أخرى حتى يذهب إلى مصوع ومنها يأتي‬ ‫إلى جدة‪ .‬وكان في هذه المدة األولى قد رغب إلينا أن نكتب إليكم وإلى أعيان تطوان في أمر مساعدته بما يوصله إلى‬ ‫الحجاز لكننا نحن لم نجد المسئلة تستحق تصديعكم‪ ،‬وتعاونا أنا وأخي عادل وأخي الجابري وأخذنا من الحسن بوعياد‬ ‫‪ 50‬فرنكا سويسريا من الجملة وسفرناه ولكن القدر قضى برجوعه وبقي في تريستا حتى ال يزيد كلفتنا عليه في مجيئه‬ ‫إلى جنيف‪ ،‬ولكنه أرسل يستغيث مرة ثانية قائال‪ :‬سفروني وإال هلكت جوعا‪ .‬وهو يلتمس منا مرة ثانية أن نراجع تطوان‬ ‫في قضيته‪ ،‬فلم يكن لنا بد من ذلك‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪922‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من �أعالم طرب‬ ‫الألة بطنجة‪:‬‬

‫الشيخ المبدع الفنان المتألق‬

‫أحمد بن الحسين الزيتوني الصحراوي‬ ‫‪ ■ -‬بقلــم‪ :‬عبداملجيـد ال�سماللــي‬

‫(‪)4‬‬

‫جهود الزيتونـي في تسجيــل‬ ‫أنطلوجية اآللة‪:‬‬ ‫إيمانا بأهمية المحافظة على الميراث‬ ‫الموسيقي التليد‪ ،‬ورغبة في حماية طرب األلة‬ ‫من الضياع‪ ،‬بادرت في خطوة موفقة وزارة‬ ‫الثقافة المغربية بالتعاون مع دار ثقافات العالم‬ ‫بباريس في الفترة الممتدة من ‪ 1989‬إلى‬ ‫‪1992‬م‪ ،‬إلى توثيق موسيقى اآللة المغربية‪،‬‬ ‫وعهدت الوزارة إلى لجنة فنية‪ ،‬ضمت ثلة من‬ ‫الباحثين والمتخصصين والفنانين ونخبة‬ ‫األساتذة الجامعيين وممثلين عن بعض‬ ‫جمعيات هواة الموسيقى األندلسية بالمغرب‪،‬‬ ‫لإلشراف على هذا المشروع الفني الضخم‪.‬‬ ‫وقد قر رأي تلك اللجنة على اختيار أربعة أجواق‬ ‫هي كاآلتي‪:‬‬ ‫• جوق البريهي من فاس برئاسة‬ ‫الحاج عبد الكريم الرايس‪ ،‬كلف بتسجيل أربع‬ ‫نوبات‪ :‬غريبة الحسين‪ ،‬الحجاز الكبير‪ ،‬الحجاز‬ ‫المشرقي‪،‬االستهالل‪.‬‬ ‫• جوق المعهد التطواني برئاسة الفنان‬ ‫محمد العربي التمسماني‪ ،‬كلف بتسجيل‬ ‫نوبتين‪ :‬رمل الماية‪ ،‬األصبهان‪.‬‬ ‫• جوق اإلذاعة الوطنية برئاسة الحاج‬ ‫محمد الطود‪ .‬كلف بتسجيل نوبتين‪ :‬العشاق‪،‬‬ ‫رصد الذيل )‬ ‫• جوق المعهد الموسيقى بطنجة برئاسة الشيخ أحمد الزيتوني‪ .‬عهد إليه بتسجيل ثالث نوبات‪ :‬الرصد‪ ،‬عراق العجم‪،‬‬ ‫الماية‪.‬‬ ‫و هذا العمل الفني التراثي الضخم تم تسجيله في ثالثة وسبعين قرصا مدمجا‪ ،‬واشتملت مدة الزمنية لنوباته‪ :‬واحدا‬ ‫وثمانين ساعة‪ ،‬كما هدف هذا العمل إلى توثيق ميزانين آخرين‪ :‬قدام البواكر‪ ،‬وميزان قدام الجديد‪ ،‬وأسند تسجيلهما إلى‬ ‫جوق الشباب التابع لوزارة الثقافة برئاسة الفنان محمد ابريول‪.‬‬ ‫ولم يكن اختيار جوق المعهد الموسيقي بطنجة بمحض الصدفة بين مجموعة من األجواق العتيدة‪ ،‬بل إن هذا الجوق‬ ‫الطنجي أبان عن علو كعبه في األداء الفني الجيد في المهرجانات الوطنية العديدة التي شارك فيها‪ ،‬وبفضل حنكة قائده‬ ‫الكبير الفنان المقتدر أحمد الزيتوني ‪.‬‬ ‫ولقد عمل جوق المعهد الموسيقي بطنجة على توثيق ثالث نوبات‪( ،‬زاد مجموع ساعتها عن ‪ 21‬ساعة) موزعة على‬ ‫النوباتالتالية‪:‬‬ ‫نوبة الرصد‪ :‬يتضمن تسجيلها الكامل‪ :‬سبع ساعات وخمس عشرة دقيقة‪.‬‬ ‫نوبة الماية‪ :‬يتضمن تسجيل كامل ميازينها‪ :‬سبع ساعات وثالثون دقيقة‪.‬‬ ‫نوبة عراق العجم‪ :‬يتضمن تسجيل كامل ميازينها‪ :‬سبع ساعات وعشرون دقيقة‪.‬‬ ‫وكانت المجموعة الموسيقية التي تشرفت بتسجيل تلك النوبات الثالث‪ ،‬تتألف من الفنانين المقتدرين األكفاء‪:‬‬ ‫أحمد الزيتوني (رئيس الجوق‪ ،):‬الكمان ألطو‪.‬‬ ‫جمال الدين بن عالل‪ ،‬الكمان‪.‬‬ ‫عبدالسالم الربيع‪ ،‬الكمان‪.‬‬ ‫محمد الدريسي‪ ،‬الكمان‪.‬‬ ‫عبدالرحمن فـيليلي‪ ،‬ألطو‪.‬‬ ‫العربي أكريم الـسوسي‪ ،‬العود‪.‬‬ ‫عمر المتيوي‪ ،‬العود‪.‬‬ ‫عبدالمجيدالمؤذن‪،‬الفيوالنصيل‪.‬‬ ‫محمد بن عبدالسالم التمسماني‪ ،‬الرباب‪.‬‬ ‫عبد السالم العمراني بوخبزة‪ ،‬الطار‪.‬‬ ‫العربي الحريزي‪ ،‬الدربوكة‪.‬‬ ‫محمد العربي السرغيني‪ ،‬منشد‪.‬‬ ‫عبدالحميد الحدّاد‪ ،‬منشد‪.‬‬ ‫نبيل العرفاوي‪ ،‬الكمان‪.‬‬ ‫عبدالرجاء العروسي‪ ،‬الكمان‪.‬‬ ‫نوبة عراق العجم ورحلة البحث عن صنعة (ليلي نهاري) النادرة‪:‬‬ ‫من التحديات التي واجهت الجوق خالل تسجيل نوبة عراق العجم‪ ،‬تصديرة ميزان قائم ونصف عراق العجم‪( :‬ليلي‬ ‫نهاري)‪ ،‬وهي صنعة خماسية نادرة موجودة في كناش الحايك غير أن جز ًء من صيغتها اللحنية كان يعد في حكم الضائع‪.‬‬ ‫وبحكم اهتمامات الفنان أحمد الزيتوني الواسعة بتراث طرب األلة‪ ،‬وبحثه المتواصل عن الصنائع النادرة والغريبة التي‬ ‫كان يعتني بجمعها منذ الستينات من القرن الماضي‪ ،‬اجتهد الفنان الزيتوني في السؤال المتواصل عن تلك الصنعة بين‬ ‫هواة طرب األلة‪ ،‬ولم يتوان في البحث عنها عند شيوخ األلة وأقطاب هذا الشأن الفني‪.‬‬ ‫فسأل عنها أستاذه الفنان محمد العربي التمسماني الذي أكد له عن احتمال ضياعها‪ ،‬وبعد ذلك التمس الفنان‬ ‫أحمد الزيتوني (كان يرأس في تلك الفترة جوق جمعية هواة الموسيقى العربية بطنجة) من موالي إدريس دوزان (رئيس‬ ‫الجمعية)‪ ،‬بمراسلة جمعيات الهواة على الصعيد المغربي بخصوص هذه الصنعة‪ ،‬فلم يتلق أي إفادة بشأنها ‪.‬‬ ‫ولم يفقد الفنان أحمد الزيتوني األمل في البحث عن ضالته (الصنعة)‪ ،‬وفي إحدى المناسبات الفنية التقى باألستاذ‬ ‫الحاج مَحمد بن المليح ‪ ،‬الذي هو أحد كبار الحفاظ المولعين بطرب اآللة على الصعيد المغربي‪ ،‬وسبق له أن تقلد منصب‬

‫باحث في تاريخ موسيقى اآللة المغربية‬

‫رئيس جمعية هواة الموسيقى األندلسية بالمغرب‪،‬‬ ‫فسأله عن هذه الصنعة فأخبره بأن تلك الصنعة‬ ‫تعتبر من الصنائع الضائعة ‪.‬‬ ‫وخالل مناسبة تكريم الفنان محمد العربي‬ ‫التمسماني بمدينة مكناس في سنة ‪1989‬م‪،‬‬ ‫اتصل الحاج مَحمد بن المليح بالشيخ أحمد‬ ‫الزيتوني وأخبره أن الصنعة التي يبحث عنها‬ ‫ستكون مفاجأة ذاك الحفل التكريمي‪ ،‬وسيقدمها‬ ‫شخص من مدينة فاس‪ ،‬كان يحتفظ بها‪.‬‬ ‫وفي فترة االستراحة األولى من الحفل‬ ‫التكريمي المذكور‪ ،‬تقدم أحد الفنانين إلى المنصة‬ ‫وقام بأداء صنعة (ليلي نهاري في سوى) مصحوبا‬ ‫بعوده‪ ،‬لكن من سوء حظ الرجل أنه لم يكن موفقا‬ ‫في أدائها‪ ،‬حيث إن الفنان الحاج عبد الكريم الرايس‬ ‫لوّح بإشارة يديه من خلفه‪ ،‬أوحى للحضور من‬ ‫خاللها أنها ليست هي الصنعة المبحوث عنها‪ ،‬فإن‬ ‫الصنعة األصلية عدد أدوارها سبعة عشر دورًا‪ ،‬و ما‬ ‫عرض على أسماع الحاضرين أدِّيَ في تسعة أدوار‪.‬‬ ‫وبعد ذلك اللقاء التكريمي بفترة اتصل الحاج‬ ‫امحمد بلمليح مرة أخرى بالشيخ أحمد الزيتوني‪،‬‬ ‫وأكد له هذه المرة أن الصنعة التي كان يظن أنها‬ ‫مفقودة تسنى لها الظهور‪ ،‬وأن الفنان حاتم نجل‬ ‫الفنان الكبير موالي أحمد الوكيلي يحتفظ بها‪،‬‬ ‫وهي لديه مسجلة بصوت والده‪.‬‬ ‫وإثر ذلك اتصل الشيخ أحمد الزيتوني‬ ‫بالباحث يونس الشامي الذي كانت تربطه به عالقة‬ ‫طيبة‪ ،‬والتمس منه أن يتوسط له مع صهره حاتم بخصوص تلك الصنعة المفقودة‪ ،‬وبعد تدخالت عديدة من قبل أطراف‬ ‫أخرى‪ ،‬وبعد مكابدة ومشاق كثيرة‪ ،‬وبعد جهد جهيد استطاع الفنان أحمد الزيتوني الظفر بالصنعة النفيسة‪ .‬وحرصا منه‬ ‫على انتشارها وحمايتها من الضياع قام بتسجيل نسخ منها‪ ،‬وبعث بها الى أستاذه الفنان محمد العربي التمسماني بمدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬وإلى محمد العطار رئيس جمعية البعث‪ ،‬والفنان الحاج محمد مصانو الشرتي بمدينة فاس‪.‬‬ ‫لقد وثق الشيخ أحمد الزيتوني تلك الصنعة النفيسة وسجلها في أنطلوجية اآللة ضمن تصديرة قائم ونصف عراق‬ ‫العجم‪ ،‬وقدم تلك الصنعة معا جوق المعهد التطواني وجوق معهد طنجة في مهرجان الموسيقى األندلسية بمدينة فاس‬ ‫سنة ‪1990‬م‪.‬‬ ‫وأود أن نشير في هذا السياق إلى أن جوق المعهد الموسيقي بطنجة برئاسة الفنان أحمد الزيوني قام بدور طالئعي‬ ‫في توثيق بعض النوبات الموسيقية التي عهد إليه بتسجيلها‪ ،‬كما ساهم في إنقاذ المشروع التوثيقي وذلك بتحمله‬ ‫مسؤولية توثيق وتسجيل نوبة الماية التي كانت من نصيب أحد األجواق الذي اعتذر في آخر لحظة ولم تستطع الوفاء‬ ‫بالتزامه‪ ،‬فبادر جوق معهد الموسيقى بطنجة برئاسة الشيخ أحمد الزيتوني إلى تحمل هذا العبء الثقيل وسدّ هذه الثغرة‬ ‫بكل جدارة واستحقاق‪ ،‬فأنقذ الموقف حسب أحد أعضاء اللجنة الفنية المشرفة على تسجيل األنطولوجية‪.‬‬

‫تسجيل نوبة الماية‪:‬‬ ‫بعد تسجيل نوبتي عراق العجم والرصد‪ ،‬كان مقررًا أن يقوم جوق المعهد التطواني بتسجيل نوبة الماية‪ ،‬و لكن‬ ‫ظروفا قاهرة حالت بينه وبين الوفاء بالتزامه‪ ،‬األمر الذي دفع باللجنة الفنية المشرفة على التسجيل إلى اختيار جوق معهد‬ ‫طنجة برئاسة الشيخ أحمد الزيتوني للنهوض بتسجيل النوبة المذكورة‪.‬‬ ‫قدم الشيخ أحمد الزيتوني في هذه النوبة مجموعة من الصنائع النادرة التي تلقاها عن أستاذه الفنان محمد العربي‬ ‫التمسماني‪ ،‬وقد سبق ألستاذه أن قد أدى بعض تلك الصنائع صحبة جوق المعهد التطواني في المهرجان الوطني‬ ‫للموسيقى األندلسية بمدينة فاس سنة ‪1985‬م‪ ،‬ومن تلك الصنائع‪:‬‬ ‫صنعة‪ ( :‬باكر إلى شاذن ) التي تعتبر أكبر صنعة في ميزان بسيط الماية‪.‬‬ ‫صنعة‪ ( :‬جفاني قومي ) من ميزان بسيط الماية ‪.‬‬ ‫صنعة‪ ( :‬شمس العشيا باهلل مهال على غرضي) من ميزان بطايحي الماية‬ ‫صنعة‪ ( :‬شمس العشيا رونقت جمع الكتائب والبطاح ) من ميزان بطايحي الماية‬ ‫صنعة‪ ( :‬شمس العشي قد فرقت للبحر مالت) من ميزان قدام الماية‪.‬‬ ‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن الحاج محمد بن المليح (الرئيس السابق لجمعية هواة الموسيقى األندلسية بالمغرب)‪ ،‬سبق‬ ‫أن أمد الشيخ أحمد الزيتوني بتسجيل صوتي نادر يتضمن صنائع نفيسة من ميزان قدام الماية‪ ،‬وهذه التسجيل الموسيقي‬ ‫شارك فيه نخبة الولوعين بطرب األلة‪ :‬الحاج محمد بن المليح (الطار)‪ ،‬والفنان احمد لبزور التازي (العود)‪ ،‬والفنان الغالي‬ ‫الشرايبي (الكمان اآللطو)‪ ،‬ومن تلك الصنائع التي كان يتضمنها التسجيل المذكور‪ ،‬صنعة (ما أحسن األنس بالمالح) من‬ ‫قدام الماية وصنائع أخرى‪.‬‬

‫التنويه بعمل الفنان أحمد الزيتوني في تسجيل األنطولوجية‬ ‫خالل الندوة العلمية التي نظمت بالموازاة مع مهرجان الموسيقى األندلسية بمدينة فاس سنة ‪2016‬م‪ ،‬تقدم الدكتور‬ ‫عبد الملك الشامي بمداخلة نوه فيها بمجهودات الفنان أحمد الزيتوني في توثيق بعض نوبات موسيقى األلة‪ ،‬ومما جاء في‬ ‫كلمة الدكتور وهو أحد أعضاء اللجنة الفنية المشرفة على تسجيل األنطولوجية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫« لقد وقعنا أثناء التسجيل في مأزق بحيث أن أحد األجواق ( جوق المعهد التطواني ) الذي كان من المفترض أن يسجل‬ ‫نوبة الماية تعذر عليه ذلك ألسباب قاهرة‪ ،‬مما اضطرنا إلى البحث عن البديل‪ ،‬وكان ذلك صعبًا للغاية‪ ،‬بحكم التزامنا‬ ‫بمواعيد محددة في هذا المشروع المشترك بين وزارة الثقافة المغربية ودار ثقافات العالم بباريس‪ ،‬واستطاع [أفراد] جوق‬ ‫معهد طنجة برئاسة الفنان أحمد الزيتوني أن يحققوا هذا اإلنجاز الباهر خالل وقت قياسي»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪922‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫من مذكراتي ال�شخ�صية ‪:‬‬

‫مهرجان الييبيكا الرياضي السنوي‬

‫األي��ام أي��ام فصل الربيع من سنة‬ ‫‪ ،1955‬ودفء الشمس يحرك في أجسامنا‬ ‫الصغيرة حيوية ج��دي��دة ويبعث في‬ ‫أوصالنا نشاطا أكثر لمواصلة تداريبنا‬ ‫وسط ساحة روض الغنمية‪ ،‬حيث مقر‬ ‫مدرسة األميرة أم كلثوم‪ ،‬أو المدرسة‬ ‫المعروفة برقم ‪ ،... 1‬فنجري ونقفز‪،‬‬ ‫ثم تأخذ كل واحدة مكانها في الصف‪،‬‬ ‫ملتزمة ب��أوام��ر وتعليمات األس��ت��اذة‬ ‫اإلسبانية المشرفة على التداريب ‪ ،...‬إنها‬ ‫السنيوريطا روساريو‪ ،‬النحيفة الجسم‪،‬‬ ‫الخفيفة الحركة‪ ،‬الدقيقة المالمح‪ ،‬ذات‬ ‫النظرة ال��ح��ادة‪ ،‬وال��ص��وت القوي ‪،....‬‬ ‫وتقف السنيوريطا أمام صفوفنا صائحة‪:‬‬ ‫(‪ )!!! Firmes‬فنصطف كالجنود‪ ،‬ثم‬ ‫تمر بين الصفوف لتقوّم ما اعوج منها‪،‬‬ ‫مالحظة تناسب قاماتنا وتناسق هيئاتنا‪،‬‬ ‫ثم تصدح الموسيقى من مكبر الصوت‪،‬‬ ‫ل��ت��ؤدي السنيوريطا ح��رك��ات رياضية‬ ‫متناسقة‪ ،‬فنتبعها نحن مؤديات نفس‬ ‫الحركات‪ ،‬مرارا وتكرارا‪ .‬بعد ذلك توزعنا‬ ‫السنيوريطا إلى مجموعات‪ ،‬تضم كل‬ ‫منها ‪ 8‬تلميذات‪ ،‬لتقف في أعلى الدرج‬ ‫المؤدي إلى الساحة‪ ،‬بينما نقف نحن‬ ‫صامتات منصتات إلى تعليماتها الصارمة‪،‬‬ ‫وهي تصدر تعليماتها فيما يتعلق بالرقصة المرجو أداؤها بكل إتقان والتزام وتناسق‪.‬‬ ‫ويبدأ التدريب على الرقصة‪ ،‬فتقوم السنيوريطا روساريو بحركات راقصة على أنغام الموسيقى‬ ‫اإلشبيلية المعروفة باسم (‪ ،)Sevillanas‬ونتبعها نحن مقلدات حركاتها ورقصتها‪ ،‬مكررات ذلك مرات‬ ‫ومرات‪ ،‬وهكذا تسير هذه التداريب خالل أيام وأيام‪ ،‬حتى نحفظ الحركات الرياضية‪ ،‬وبعدها الرقصة‪،‬‬ ‫ونؤدي كل ذلك بإتقان ترضى عنه السنيوريطا‪ ،‬ثم لنشرع في التدريب على حركات أخرى تدخل في إطار‬ ‫االستعداد ألداء وصلة تساهم بها مدرستنا للتباري على كأس الفوز بالدرجة األولى في هذه السنة‪.‬‬ ‫ويطل فصل الصيف ‪ ،...‬ويقترب الموعد‪ ،‬موعد المهرجان السنوي الرياضي الجامع لكل المدارس‬ ‫بالمدينة‪ ،‬المهرجان المشهود الذي نعد له العدة‪ ،‬ونحسب له ألف حساب‪ ،‬فتتزايد تداريبنا‪ ،‬ولكنها تتم‬ ‫هذه المرة في عين المكان‪ ،‬أي في ملعب الييبيكا بسانية الرمل‪ ،‬وبفضائه الكبير‪ ،‬حيث نأخذ مكاننا بين‬ ‫تلميذات المدارس األخرى‪ ،‬وهناك‪ ،‬نشرع في أداء الحركات الرياضية‪ ،‬ثم الرقصة التي تدربنا عليها في‬ ‫مدارسنا‪ ،‬كل ذلك في أداء جماعي على أنغام الموسيقى التي تصدح عالية‪ ،‬فيتردد صداها بين أرجاء‬ ‫الملعب الذي خلت مدرجاته من المتفرجين‪ ،‬ما عدا تلك القلة من أساتذتنا أو أستاذاتنا اإلسبان والمغاربة‬ ‫المكلفين بالتداريب‪.‬‬ ‫وتمر التداريب‪ ،‬ونحن في حماس كبير‪ ،‬وفي حالة نفسية متوترة‪ ،‬نستشعر معها جدية الموقف‪،‬‬ ‫وكبر المسؤولية الملقاة على عاتقنا‪ ،‬إذ ال بد أن يكون أداؤنا منضبطا‪ ،‬وحركاتنا متناسقة‪ ،‬ورقصاتنا‬ ‫متقنة‪ .‬ويحل اليوم المشهود‪ ،‬يوم المهرجان‪ ،‬وال أنام ليلته‪ ،‬هي فرحة يساورها إحساس بالمسؤولية‪،‬‬ ‫وحماس يشوبه خوف من اإلخفاق‪ ،‬وأنهض في الصباح الباكر‪ ،‬وتعد لي (طاطا فاطمة) أكال خفيفا آخذه‬ ‫معي في كيس من الورق‪ ،‬ثم تصحبني إلى المدرسة‪ ،‬مصرة أن أغطي رأسي بقبعة من الخوص لتقيني‬ ‫من الشمس‪ ،‬فأعترض على ذلك‪ ،‬رافضة األمر‪ ،‬محتجة بأن منظري سيكون ملفتا لألنظار‪ ،‬مخالفا لباقي‬ ‫التلميذات الالتي ال يلبسن قبعات‪ ،‬خاصة وأننا نلبس زيا موحدا يجعل المنظر متناسقا‪.‬‬ ‫وأتوجه إلى المدرسة‪ ،‬وبها ألبس وزميالتي الزي الرياضي الموحد‪ ،‬وهو عبارة عن بلوزة بيضاء‬ ‫بكمين واسعين قصيرين‪ ،‬مع سروال سماوي اللون‪ ،‬رجاله واسعتان وكأنه تنورة قصيرة إلى حد الركبتين‪،‬‬ ‫بينما تخرج منه شرائط تعلو الكتفين ثم تتقاطع لتغلق من الوراء بأزرار في الوسط‪ ،‬وكان هذا الزي مريحا‬ ‫يسمح لنا بأن نقوم بحركاتنا الرياضية بمرونة ونشاط‪.‬‬ ‫وتتجمع التلميذات‪ ،‬ثم نأخذ أهبتنا لخوض غمار اليوم المرتقب‪ ،‬وتكون أول فرحة لنا هي فرحة‬ ‫الركوب في الشاحنات العسكرية المخصصة لنقلنا من المدرسة إلى الملعب‪ ،‬هي سيارات تابعة لقوات‬ ‫الجيش اإلسباني المقيم في الثكنات العسكرية المحيطة بملعب الييبيكا‪ ،‬فتصطف هذه الشاحنات قرب‬ ‫باب العقلة – القريبة من مدرستنا – ونتحرك في صفوف متراصة‪ ،‬لنغادر المدرسة‪ ،‬ولنركب في أعلى هذه‬ ‫الشاحنات‪ ،‬تحت أنظار المارة من باب العقلة‪ ،‬ونحن تحت تأثير النشوة بأننا أبطال هذا اليوم المشهود‬ ‫الذي سنحقق فيه نشاطا طالما تعبنا في االستعداد له والتدريب عليه‪.‬‬ ‫وتسير بنا الشاحنات‪ ،‬ونصل إلى الملعب‪ ،‬فنلجه من الباب الخلفي‪ ،‬لنأخذ مكاننا بين فتيات بقية‬ ‫المدارس المساهمة‪ ،‬لنجد أنفسنا بين مئات التلميذات األخريات‪ ،‬المرتديات لنفس الزي الذي نلبسه‪.‬‬ ‫وهناك تكون فترة االنتظار إلى أن يحين موعد االنطالقة‪ ،‬فيكون هرج ومرج بين التلميذات‪ ،‬وتكون حالة‬ ‫عصبية وخوف واضطراب عند البعض‪ ،‬وضحك ومرح واستمتاع باللحظة عند البعض اآلخر‪ ،‬إلى أن يحل‬ ‫الموعد‪ ،‬ويقع اإلعالم بضرورة االستعداد‪ ،‬لنقف صفوفا متراصة‪ ،‬ولنخرج إلى الملعب‪ ،‬متتبعات لخطوط‬ ‫قد رسمت على أرضيته بغبار جبسي أبيض‪ ،‬نسير عليها إلى أن يصل كل فريق إلى المقر المعد له ضمن‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫ذة‪ .‬حسناء داود‬

‫المجموعة التي غطت كل هذه األرضية‬ ‫المعشوشبة‪ ،‬على هيئة جميلة متناسقة‪،‬‬ ‫تسمح بأداء الحركات‪ ،‬كل ذلك على إيقاع‬ ‫معين‪ ،‬يتواصل إلى أن يأخذ كل مكانه‪،‬‬ ‫ليبدأ العرض الرياضي الجماعي‪ ،‬الذي‬ ‫يساهم فيه الجميع‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬ونشرع‬ ‫في حركات رياضية جميلة‪ ،‬على إيقاع‬ ‫أنغام معلومة جديدة‪ ،‬فيكون منظر أخاذ‬ ‫تتوحد فيه هذه الحركات‪ ،‬ويتناسق األداء‪،‬‬ ‫إلى أن ينتهي العرض‪ ،‬فيعج الملعب‬ ‫بالتصفيقات التي تنعشنا وتبعث فينا‬ ‫نشوة الفرحة بالتوفق في أداء المهمة‬ ‫الصعبة‪.‬‬ ‫وننسحب‪ ،‬فرحين بأدائنا الجماعي‪،‬‬ ‫لنستعد إلى أداء جديد‪ ،‬وهنا نستبدل‬ ‫ثيابنا‪ ،‬لنرتدي الثياب المخصصة للرقصة‪،‬‬ ‫وهي ثياب خاصة برقصة (‪،)Sevillanas‬‬ ‫عبارة عن فساتين طويلة من ثوب أحمر‬ ‫مع نقط كبيرة بيضاء‪ ،‬قد اشتملت في‬ ‫أطرافها على حواشي وزوائ���د تسمح‬ ‫بالتحرك بسهولة ومرونة على إيقاع‬ ‫الموسيقى‪ ،‬ثم نأخذ صنجات( (�‪Cas‬‬ ‫‪ )tañuelas‬بين أصابعنا لمصاحبة‬ ‫اإلي��ق��اع الموسيقي‪ ،‬م��ع إكسسوارات‬ ‫مناسبة للتزيين‪ ،‬كالمشط الذي يعلو رؤوسنا‪ ،‬والحلقات التي تتدلى من آذاننا‪ ،‬واألساور التي تزين‬ ‫مرافقنا‪ ،‬كل ذلك من نفس لون الفستان الجميل األنيق الذي نرتديه‪.‬‬ ‫ونخرج إلى أرضية الملعب‪ ،‬لنتراص هذه المرة في إطار مجموعات تضم الواحدة منها ‪ 8‬أفراد‪ ،‬فتؤدي‬ ‫المجموعات الكثيرة رقصتها الموحدة على أنغام الموسيقى اإلشبيلية المرحة‪ ،‬فيعم الفرح والمرح‪ ،‬ويعج‬ ‫الملعب بالتصفيقات من جديد‪.‬‬ ‫وفي نهاية المطاف‪ ،‬تكون العروض الممثلة لكل مدرسة على حدة‪ ،‬وهي موضوع التباري الذي يبدو‬ ‫فيه مجهود هذه المدارس الذي يخول لها أن تفوز وتتميز بالكأس األولى أو الثانية أو الثالثة‪.‬‬ ‫وهنا نتقدم نحن – تلميذات روض الغنمية – لنقدم أداءنا‪ ،‬وهو عبارة عن رقصة تعبيرية تحكي قصة‬ ‫تهدف إلى بث فضيلة االتحاد‪ ،‬وأن االتحاد قوة والتفرق ضعف وتخاذل‪ ،‬وال زلت أذكر النشيد الذي كنا‬ ‫ننشده ونحن نؤدي هذه الرقصة‪ ،‬إذ تقول كلماته‪:‬‬ ‫زرعنا جزرة وسط البستــــــــــــــان سقاها أبــــي‪ ،‬عاشــت في أمــــان‬ ‫كبرت في حجمها‪ ،‬عظمت في جذعها أتى ليقلعها‪ ،‬لم يقـدر لهــــــــــا‬ ‫فرأته أمي جــاءت‪ ،‬جـاءت في عجـــل أمسكته بنشاط من غيــر كســــل‬ ‫أمي أمسكت أبي‪ ،‬أبي أمسك الجــزرة شدا‪ ،‬شدا‪ ،‬لم يقلعاهــــــــــــــــا‬ ‫فرآهم أخي جاء‪ ،‬جاء في عجــــــــل أمسكهـم بنشـاط من غير كســـل‬ ‫أخي أمسك أمـــــــــــــــــــــــــي أمي أمسكـــت أبـــــــــــــــــــي‬ ‫أبي أمسك الجـــــــــــــــــــــــزرة شدوا‪ ،‬شدوا‪ ،‬لم يقلعـــوهــــــــا‬ ‫فرأتهم أختي جاءت‪ ،‬جاءت في عجل أمسكتهم بنشـاط من غير كسـل‬ ‫أختي أمسكت أخـــــــــــــــــــــي أخـي أمســــك أمــــــــــــــــــي‬ ‫أمي أمسكت أبي‪ ،‬أبي أمسك الجـزرة شــدوا‪ ،‬شــدوا‪ ،‬فقلعوهـــا‪!!!!!! ‬‬ ‫وتصل اللحظة الحاسمة‪ ،‬لحظة توزيع الجوائز والكؤوس على المدارس المتفوقة‪ ،‬فيا لها من لذة‬ ‫ونشوة تلك التي تغمر قلوبنا الصغيرة ونحن راجعات إلى مدارسنا نهتف على ظهر الشاحنات طوال‬ ‫الطريق من سانية الرمل إلى باب العقلة‪ ،‬معتزات بالكأس األول الذي نرفعه فوق الرؤوس‪ ،‬صائحات‪:‬‬ ‫‪! Alabí, Alabá, Alabí bomba‬‬ ‫‪!!!Madrasa Ganmía, y nadie más‬‬ ‫ونصل إلى المدرسة‪ ،‬لنجد المديرة واألستاذات في انتظارنا‪ ،‬فرحات بالفوز‪ ،‬مهنئات على اإلنجاز‪،‬‬ ‫فيوضع الكأس فوق الرف‪ ،‬لينضاف إلى مجموعة الكؤوس الشاهدة على تفوق المدرسة في مجال‬ ‫المساهمات في األنشطة الرياضية والفنية بالمدينة‪.‬‬ ‫وأعود إلى البيت‪ ،‬برفقة (طاطا فاطمة) التي أجدها في انتظاري بباب المدرسة‪ ،‬بعد أن تجشمت عناء‬ ‫الذهاب إلى الملعب‪ ،‬والعودة منه إلى المدرسة‪ ،‬سيرا على قدميها‪ ،‬لكن كل ذلك يهون أمام متابعة‬ ‫نشاط ابنتها التي تعزها وتحبها لدرجة الجنون‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫ُفت ٌ‬ ‫َات‬ ‫ُم� ْش ِب َع ٌ‬ ‫ات ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫نافورة الحب‬ ‫(بدرهم واحد أغسل عار التسول)‬

‫لها أسماء عدة‪ ،‬نافورة الحب‪ ،‬نافورة العشق‪ ،‬نافورة‬ ‫المتمنيات‪ ،‬نافورة الحظ‪.‬‬ ‫على غرار هذه النافورة بإيطاليا التي تشهد على‬ ‫خلود األساطير الرومانية القديمة‪ ،‬يعود تاريخ بناء‬ ‫النافورة إلى سنة ‪1762‬م‪ .‬يقصدها الشبان والشابات‬ ‫في مقتبل العمر طلبا للعون وتحقيق ال��زواج أو ردع‬ ‫الحبيب المتعجرف‪ ،‬وقد تغزوها األرامل بكثرة للظفر‬ ‫بزواج آخر ولمتمنيات كثيرة‪.‬‬ ‫يزورها ثالثة آالف زائر يوميا‪ ،‬اثنى عشر آالف أورو‬ ‫يوميا ودخلها السنوي مليون ومائة أورو‪ ،‬يخصص‬ ‫هذا الريع لسد حاجيات الفقراء والمحتاجين واليتامى‬ ‫والمتخلى عنهم والمعوزين تسهر على ذلك جمعية‪.‬‬ ‫نافورة تزهو بأجمل الفتيات وأقوى الشبان‪ ،‬ولحل‬ ‫عقدة الزواج أو الظفر بالحبيبة عليه أن يرمي بقطعة‬ ‫معدنية نقدية يدير ظهره إلى واجهة النافورة ويقذف‬ ‫بالقطعة النقدية‪ ،‬ولن يتحقق مبتغى (العاشق الولهان)‬ ‫إال إذا عاود الزيارة ورمى بالقطعة النقدية ثانية من فئة‬ ‫أكثر‪.‬‬ ‫بطنجة عاصمة السياح بدرهم واحد عن كل زائر‬ ‫أغسل عار وجهها من المتسولين والسعيان وذلك‬ ‫بساحة مكة عوض عشر نخالت تشيد النافورة التي‬ ‫حرمت منها عروس الشمال‪.‬‬ ‫يتوسط النافورة منظر يوحي بصومعة على الطراز‬ ‫المغربي برأسها مكبرات الصوت‪ ،‬تصدح باآلذان وقت‬ ‫الصالة‪ ،‬وبقية الوقت تشنف الزائرين بمقطوعات تهتز‬ ‫لها األبدان كالتواشي السبع للطرب األندلسي أو رقصة‬ ‫األطلس‪ ،‬ويعدو الزائر تلو الزائر ليلقي بقطعة درهم‬ ‫أو خمسة دراهم أو عشرة دراهم ويتمتم بمبتغاه ويرجو‬ ‫تحقيقه‪ ،‬ويخصص لهذه النافورة حراسة مشددة وجمع‬ ‫ما بها من نقود مساء بمحضر يسلم إلى جمعية تسهر‬ ‫على حاجيات الفقراء والمساكين‪ ،‬فبدرهم واحد ومثيالته‬ ‫نمحو عار االستجداء‬ ‫*ـ*ـ*ـ*ـ*‬

‫معضلة النافورات بطنجة‬

‫إذا كانت فاس تفتخر بالجديد من نافورات كل واحدة‬ ‫تضاهي األخرى منظرا وروعة وألوانا‪ ،‬فإن طنجة تفخر بأنها أتت‬ ‫على آخر نافورة بملتقى رياض تطوان‪ ،‬وإذا كانت فاس تتباهى‬ ‫بنافورات شارع الحسن الثاني على امتداد ألف متر‪ ،‬أحدثت كل‬ ‫واحدة طرازا في صب الماء ورقرقته وانهياره وتراقصه من‬ ‫حنفيات نحاسية تتفاوت في العلو واالنحناء تتمايل يمينا وشماال‬ ‫تشنف الحاضرين بموسيقى غربية ووطنية تبعا لترنح الماء‬ ‫وجريانه‪.‬‬ ‫فإذا كانت طنجة وصف أهلها بالخمول وسهر الليل فعلى‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫مكوكية بالمدينة وبأطرافها تاهت أعيننا من ال شيء‪ ،‬ال‬ ‫باب في جهة الشمال وال باب تقابلك من الجنوب‪ ،‬توقفت‬ ‫معالم جديدة وتبددت آثار قديمة كما في (ماالباطا) ولم‬ ‫يعد لها وجود‪ ،‬كان لزاما على من منحهم المواطنون‬ ‫أصواتهم أن يعملوا على إحياء مآثر تشهد بمعظمة‬ ‫المدينة وتاريخها المجيد‪ ،‬وقفت موجة الغزاة لما حررها‬ ‫الملك الراحل جاللة المغفور له محمد الخامس‪ ،‬حررها‬ ‫من ربقة االستعمار الدولي الغاشم وعادت إلى موطنها‬ ‫األم‪.‬‬ ‫قيل أن بركة مائية بطنجة البالية التي مألها‬ ‫التراب وأصبحت مرتعا للناموس ويتوالد منها الفئران‪،‬‬ ‫كانت مراكب شراعية صغيرة تجوب أطرافها وتقف عند‬ ‫مقاهي أغلق منفذها ماء البحر‪ ،‬وتنبعت منها روائح تزكم‬ ‫النفوس‬ ‫*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*‬

‫نافورة شارع السالم (فاس)‬

‫ال للخطابات العنترية الزائفة‬ ‫وال للخطابات الواهية الباهتة‬

‫نافورة عمالة فاس‬ ‫الساكنة اليوم أن تنهض من سباتها وتشد العزم ليظهر‬ ‫أنها ودعت لياليها وتنهض من سباتها العميق وهي اليوم‬ ‫في طور اإلنشاء والتعمير ال يستفيد منها المواطن بل تملك‬ ‫جيوب المعماريين‪ ،‬عمارات يقطن المستثمرون األجانب حبا في‬ ‫االستثمار‪ ،‬خصوصا أنها أصبحت قبلة بمينائها المتوسطي الذي‬ ‫يعول عليه االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫وإذا قمنا بجولة بالرباط والدارالبيضاء ومراكش وغيرها‬ ‫من المدن المغربية نجد أن هناك إعمار شيق ومباني شامخات‬ ‫وبمداخل هذه المدن نافورات تزهو بالمدينة حتى قيل عن‬ ‫طنجة ‪:‬‬

‫شمعة باهتة يتقاطر دمعها تترا‬

‫قيل ويقال ‪ :‬طنجة بوابة أورب��ا عبر األندلس‪ ،‬الجوهرة‬ ‫المفقودة ولها باب ترشدك إلى إفريقيا في الجنوب‪ ،‬وجولة‬

‫نحن ساكنو طنجة لنا الحق تحت كل الضمانات‬ ‫بالتعبير عن مصالح المدينة‪ ،‬وازدهارها لتكون في‬ ‫مصاف المدن المغربية التي تتألأل رونقا وجماال‪.‬‬ ‫فالطريــق الرابطــة بين المينـــاء والجبل الكبير‬ ‫المسمى بـ «مرقاال» رغم االنعراجات المتلوية الخطيرة‬ ‫بهذا المسلك‪ ،‬فقد أهمل الجانب الجبلي من منتزهات‬ ‫وحدائق ومقاهي يؤم إليها المواطن للراحة واالستجمام‬ ‫وتنفس الصعداء من أهوال العمل‪.‬‬ ‫فإذا كانت البالد سباقة في األمن واألمان‪ ،‬فعلى‬ ‫المشرفين أن يتوقفوا فيما يمتع المواطن حتى ال يقال‪:‬‬ ‫شمعة تضاءل نورها‪ .‬وإذا انطفأت أنوار النافورات ليال‬ ‫وهدأ روع الماء وسكن‪ ،‬تنطلق أصوات اآلذان «حي على‬ ‫الفالح حي على الصالة اهلل أكبر‪ .‬اهلل أكبر»‪ .‬ما أعظم وأجل‬ ‫كلمات اآلذان تجلجل في السماء‪ ،‬وتحث المسلمين إلى اإلسراع‬ ‫ألقرب مسجد للصالة‪ ،‬ما أحسن أن يقف العبد المؤمن الصادق‬ ‫بين يدي خالقه في خشوع واطمئنان فيحبه اهلل تعالى‪.‬‬ ‫*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*‬

‫في مهب ريح الشرقي‬ ‫تنذرت ندي أنك تنادي طنجة يا طهجة‬ ‫ ‬ ‫نزلت الهاء منزلة النون وفي قاموس األمثال الدارجة كلمة‬ ‫طهجة تعني العجرفة واالفتخار‪.‬‬ ‫قال صديقي وإن لم يتحقق ما أشرت إليه قلت األيام بيننا‬ ‫وسأطعمك أرقى مطاعم فاس العتيقة‪.‬‬

‫«لؤلؤة بيتي» قراءة نقدية‬ ‫قد نقول أنه شعرا مسترسال وقد نقول أنه مجرد خواطر مما فاض به الوجدان واألحالم فانطلقت‬ ‫آماال وتمنيات وقد تكون حوارا ولكنها سجعات بأسلوب قد يستعصي على الفهم وأحيانا يكون فك‬ ‫رموزه اللغوية واألدبية والفلسفية كفك رموز شفرة‪ ،‬ال جدال في أن «لؤلؤة بيتي» صيغت بلغة عالية‬ ‫ودقيقة تتخللها أمواج ندى عطرة‪ ،‬وأنغام تكاد تنطلق صداحة بموسيقى وأنغام رقيقة‪ ،‬ثم نداء للتاريخ‬ ‫رحبت بك األندلس ومسجد قرطبة والزهراء‬ ‫وأضحت قرطبة مهد اإليمان واألداء‬ ‫نور اإلسالم واضح رغم تعنت األعداء‬ ‫رغم أن المقال هو شعر في غالبه فإن الكاتب الباحث «عبد الرحيم بن جلون» ارتأى أن يدمج‬ ‫فيه ابنة أخيه المرحوم المقيمة بدبي‪ ،‬وزوجته جوهرة بيته ليكون الشعر في محاورة جميلة‪ ،‬ولتأتي‬ ‫الكلمات نزوال عند رغبة ابنة األخ والزوج‪ ،‬وهي في الحقيقة تفاعل قوي بين ذات وخيال ووجدان‬ ‫الكاتب الشاعر وبين محيطه‪ ،‬محمد بن محمد ين الطاهر بن جلون الذي كان محدثا ومحيطا بعلوم‬ ‫الفقه والحديث‪ ،‬ومما يحسب لهذه الفئة من الباحثين انفعالهم وتأثرهم بمجريات األحداث داخل‬ ‫مجتمعهم ومحيطهم‪ ،‬فضال عن االنجذاب إلى كل ما يمت إلى الدين واألصالة بصلة‪ .‬هكذا تربوا‬ ‫وترعرعوا وصرخوا بنين وبنات‪ ،‬وغرسوا فيهم األخالق والتربية الهادية إلى الخير فكان الخلف خير‬ ‫خلف لخير سلف‪.‬‬ ‫كان المجتمع المغربي سواء في فاس مسقط رأس الباحث أو مراكش أو طنجة أو تطوان مجتمعا‬ ‫تضامنيا تكافليا متشبعا بروح التسامح والتعاضد‪ ،‬مهتديا بهدي القرآن والسنة قبل أن تهب رياح‬ ‫عاتيات من غرب ومن شرق فتبعثر األوراق وتشتت القلوب وتفرق الناس في كل جهة‪ ،‬وتنأى المسافة‬ ‫بين اآلباء واألبناء كل في فلك يسبحون‪.‬‬

‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫ورغم إعجابي بالكلمات والمعاني المسترسلة في «لؤلؤة بيتي» فإنني قد لمست النفس الطويل‬ ‫لألستاذ بن جلون‪ ،‬ومداعبته للكلمات كمداعبته ألبنائه‪ ،‬وعشفه األثير للكتابة‪ ،‬وقد حكى لي أنه‬ ‫تعامل مع الكلمة والمعنى منذ سنين عندما كان رجل تعليم وتربية‪ ،‬فلم أستغرب ألن كال من العلم‬ ‫والكلمة من منبع واحد بل هما المنبع‪ ،‬إال أنني قد لمست ذلك‪ ،‬وإنني أرى أال ينحشر الباحث حشرا في‬ ‫قوالب الشعر فقط‪ ...‬الشعر جميل هذا ما ال يختلف حوله اثنان‪ ،‬ولكن الشاعر سيظل جبيس قوالبه‬ ‫الشعرية‪ ،‬محلقا في فضاءات الخيال والعشق والبوح الال متناهي‪ ،‬وأنا أعرف أن لألستاذ «بن جلون»‬ ‫جوالت حول العالم فهو دائم الترحال بين إسبانيا وإيطاليا وزيارة الديار المقدسة وكندا وغيرها‪،‬‬ ‫فحبذا لو نقل إلينا بعضا من رؤاه وجوالته‪ ،‬وحضارات وعادات اآلخرين (أكلهم‪ ...‬حياتهم‪ ...‬أخالقهم‪...‬‬ ‫تجاوبهم مع الغرباء آثارهم‪ ،)...‬نعم للشعر‪ ،‬ولكن خبذا لو صاحبه شيء من التاريخ وتضاريس بالد‬ ‫وشعوب بعيدة عنا‪ ،‬لماذا ال يحيي الباحث بعضا من أمجاد أدب الرحالت‪ ،‬لقد فعلها الكثيرون قبله‬ ‫وخلفوا اسما وذكرا ووقائع وكتب استعان بها الخلف لمعرفة العالم‪ .‬لقد أعطت بالدنا الرحالة ابن‬ ‫بطوطة فخلده التاريخ‪ ،‬ليس عندنا نحن أمة اإلسالم والعروبة فقط‪ ،‬بل عند الغرب أيضا وهو مادة في‬ ‫مقررات التاريخ لبعض الجامعات الدولية‪.‬‬ ‫تمنيت أن يسمع األستاذ «ابن جلون» للنداء فيخوض غمار أدب الرحالت‪.‬‬ ‫أخيرا أشير وللمعرفة فقط أن األستاذ «ابن جلون» باحث أيضا في علوم الشريعة‪ ،‬وله اجتهادات‬ ‫في هذا الميدان ‪ ،‬وقد نجد يوما مؤلفات له في واجهة المكتبات‪ ،‬والمؤسسات الثقافية والفقهية‪.‬‬ ‫أما «لؤلؤة بيتي» فهو خير تحية لمرأة مكافحة مناضلة وقفت إلى جانب زوجها مراحل في العمر‬ ‫وأنجبت له خيرة شباب األمة‪.‬‬ ‫فتحية للؤلؤة بيت األستاذ «عبد الرحيم ابن جلون»‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫�سنة �سعيدة‬ ‫وكل عام و�أنتم ب�ألف خري‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫استقبلنا منذ شهرين سنة هجرية جديدة‪ ،‬واحتفلنا بذكرى عظيمة غالية‪ ،‬ذكرى هجرة الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة‪ ،‬تلك الذكرى الغالية التي ال نجد‬ ‫لها مثيال في الحديث وال في القديم‪ ،‬لما ترتب عليها من اآلثار الجليلة في اإلصالح االجتماعي‬ ‫وترقية النفوس واألرواح وبث مكارم األخالق‪ .‬فوقفنا على تلك اآلثار واستحضرنا االنتصارات‬ ‫واإلنجازات وكل ما حملته أيامنا الماضية وعصونا الخالية‪ ،‬فافتخرنا بتاريخنا وعددنا أعمال‬ ‫أسالفنا وما صنعوه وأبدعوه وخلدوه‪ ،‬ثم نظرنا إلى واقعنا وأحوالنا وما آلت إليه أو ضاعنا‬ ‫فعددنا النكبات وكثرة اآلهات والتحسرات‪.‬‬

‫إن من أعظم نعم اهلل تعالى على اإلنسان في هذه الحياة ما أوجد له من األوقات واألزمان‬ ‫التي هي فرصة عظيمة لتحقيق الحياة الكريمة في الدنيا واآلخرة وألجل هذا إمتن تعالى على‬ ‫عباده بهذه النعمة في كتابه الكريم في مواضع متعددة قال سبحانه‪( :‬هو الذي جعل لكم‬ ‫الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك آليات لقوم يسمعون) وقال أيضا‪( :‬وسخر لكم‬ ‫الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك آليات لقوم يعقلون) بل لقد‬ ‫أقسم سبحانه وتعالى بالوقت في آيات عظيمة من كتابه‪ ،‬واهلل عز وجل ال يقسم بشيء من‬ ‫خلقه إال ألهميته وعظمته ولفت األنظار إليه والتنبيه على مكانته وجاللته‪ ،‬قال سبحانه‪( :‬والليل‬ ‫إذا يغشى والنهار إذا تجلى) وقال سبحانه‪( :‬والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل‬ ‫في ذلك قسم لذي حجر) وقال سبحانه‪( :‬والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا‬ ‫الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)‪.‬‬

‫سنة عرفت تغيرات في السياسة العالمية أطاحت بمسؤولين كبار‪ ،‬وعصفت بسياسيين‬ ‫واقتصاديين‪..‬‬

‫إن الوقت هو حياة اإلنسان وعمره الذي هو أنفاس تتردد وأمال تتعدد تضيع إن لم تتحدد‪،‬‬ ‫فالحياة ما هي إال دقائق معدودة وثوان محدودة ولحظات محسوبة وإن طالت في نظر بعض‬ ‫الناس‪ ،‬تمر باإلنسان متوالية متتابعة في ساعات وأيام ‪،‬وشهور وأعوام ‪،‬كلما مر منها شيء‬ ‫ذهب معه العمر حتى ينتهي ذلك إلى الدار اآلخرة‪،‬‬ ‫يقول حسن البصري رحمه اهلل‪« :‬يا ابن آدم إنما‬ ‫أنت أيام كلما ذهب يوم مضى بعضك»‪ ،‬نعم‬ ‫إن الليل والنهار هما رأسمالك في هذه الحياة‬ ‫ربحهما ثمنه الجنة‪ ،‬وخسرانهما جزاءه النار‪.‬‬ ‫فلو جمعنا بين استغالل الوقت والمحافظة عليه‬ ‫وبين محاسبة النفس وتربيتها على الحرص على‬ ‫األمانة والقيام بالواجب لما تحسرنا في نهاية‬ ‫كل سنة على واقعنا وعددنا نكباتنا ومشاكلنا‪ ،‬لو‬ ‫حرص كل على استغالل وقته وعلى أداء أمانته‬ ‫واستحضر في كل وقت وحين قوله تعالى‪ ( :‬إنا‬ ‫عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال‬ ‫فأبين أن بحملنها وأشفقن منها وحملها‬ ‫اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال) لما وجدت موظفا‬ ‫خارج مبنى اإلدارة ساعة العمل‪ ،‬وال وثيقة غير‬ ‫جاهزة فوق مكتب‪ ،‬وال ماال مهدورا وال مستغال‪،‬‬ ‫وال تلميذا مهمال‪ ،‬وال مسؤوال مرتشيا‪...‬وال ‪..‬‬ ‫وال لو اقتطع كل واحد منا كل يوم خمس دقائق‬ ‫يسائل فيها نفسه قبل أن ينام‪:‬‬

‫واستقبلنا في هذا األسبوع سنة ميالدية جديدة‪ ،‬فنستحضر ما حوته السنة التي نودعها‬ ‫من أحداث‪ ،‬وما انطوت عليه من وقائع ومستجدات‪ ،‬ومن ودعنا فيها من رجال العلم والفكر‬ ‫والسياسة‪...‬‬

‫سنة انفجرت فيها أزمات ومشاكل المجالس المنتخبة فتاه رجالها في حروب ومتاهات كما‬ ‫افتضح أمر مسؤولي الحسيمة وخروقاتهم في‬ ‫شتى المجاالت‪.‬‬ ‫سنة عرفت أحداثا الإنسانية‪ ،‬وهجمات إرهابية‬ ‫أغرقت العالم في بحور من الدماء‪ ،‬وزادت من‬ ‫معاناة المسلمين‪.‬‬ ‫سنة حصدت فيها حوادث السير أرواحا بشرية‬ ‫وخلفت جرحى ومعطوبين‪ ،‬مما يوحي بعدم‬ ‫باستمرار تهورنا واستخفافنا بأخطار الطريق‪.‬‬ ‫سنة شنت فيها حمالت على اإلسالم وأهله‪،‬‬ ‫واخترقت بالده تيارات وجماعات حاولت النيل منه‬ ‫بتنصير أبنائه أو زحزحتهم عن قيمهم ومبادئهم‪،‬‬ ‫ونشر التيارات واألفكــار البعيــدة عن دينهــم‬ ‫وعقيدتهم‪.‬‬ ‫سنة ودعنا فيها العديد من رجال العلم واألدب‬ ‫والسياسة‪ ،‬العالمة عبد اهلل التليدي‪ ،‬السياسي‬ ‫الوطني محمد بوستة‪ ،‬األديب عبد الكريم غالب‪...،‬‬ ‫والالئحة طويلة‪.‬‬ ‫لكنها سنـــة عرفـت أيضا تدشيــن مشاريـع‬ ‫اقتصادية وتنموية كبيرة تشرف وجه المغرب وتدفع عجلته نحو النمو والتقدم المنشودين‪،‬‬ ‫كان وراءها قائد البالد أمير المومنين جاللة الملك محمد السادس سدد اهلل خطاه‪.‬‬ ‫إنها ثالثمائة وخمسة وستون يوما طويناها من عمرنا دون أن نسأل أنفسنا ما ذا استفدنا‬ ‫منها؟ وماذا قدمنا فيها من أعمال تنفعنا يوم لقاء ربنا؟ وماذا أنجزنا فيها من األعمال الموكلة‬ ‫إلينا مما ينفع أهلنا ومدينتنا ووطننا؟ هل أدينا واجبنا بأمانة؟ وهل أخلصنا النية والعمل في كل‬ ‫ما قمنا به؟ وكم من الوقت ضيعنا فيها؟ وكم من األعمال أهملناها فضيعنا بها على أنفسنا‬ ‫وأهللنا وأمتنا الشيء الكثير؟ وكم‪ ،‬وكم‪ ،‬وكم‪...‬؟!‬ ‫إنها أسئلة لو طرحها كل منا على نفسه لتأسف على كل لحظة مرت من عمره‪ ،‬ولحاسب‬ ‫نفسه على كل عمل قام به‪ ،‬وعلى كل ما فرط فيه لنفسه أو أهله أو بلده‪ ،‬ولو استحضر قول‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن شبابه فيما أباله‪،‬‬ ‫وعن عمره فيما أفناه‪ ،‬وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ‪ ،‬وعن علمه ماذا عمل فيه )‪.‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫ــ ما ذا قدم لنفسه من أفعال الخير؟‬ ‫ــ ما ذا فعل بوقته؟ هل ضيعه كله أو بعضه؟ هل أنفقه في الخير أم الشر؟‬ ‫ــ ما مقدار الوقت الذي قضاه في طاعة اهلل؟ وهل أدى صلواته في وقتها؟‬ ‫ــ ماذا ضيع من وقته؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟‬ ‫ــ هل أدى عمله بأمانة؟ وهل قدم لنفسه وألمته أعماال وأسدى إليها معروفا؟‬ ‫ثم عاهد نفسه على تصحيح أخطاء اليوم في الغد فإن الحول سيدور علينا ونستقبل سنة‬ ‫جديدة وقد حققنا الكثير وانطلقنا على الطريق الصحيح الذي نتحدث فيه عن إنجازاتنا وأعمالنا‬ ‫عوض أن نستعرض تاريخنا وعمل أسالفنا ونتحسر على واقعنا وعلى ما ضاع منا وما أضعناه‬ ‫نحن على أبنائنا‪.‬‬

‫الحرية والعبودية‬

‫إن الفكر الغربي الشائع فكر إلحادي‪ ،‬ألنه كان في أصله رد فعل على الكنيسة ثم على‬ ‫الدين‪ ،‬فكان لذلك محاولة إليجاد أسس فلسفية غير دينية يستند إليها الفكر العلمي‬ ‫والسياسي واالقتصادي واالجتماعي والنفسي وغير ذلك‪ ،‬وكونه كذلك ال يعني أن كل ما فيه‬ ‫من التفاصيل باطلة‪ ،‬لكنه يعني أنه يستند في مجمله على أساس واه‪.‬‬ ‫لكننا كثيرا ما نأخذ هذا الفكر معزوال عن بيئته تلك الفكرية اإللحادية‪ ،‬فنعده فكرا‬ ‫إنسانيا صالحا لكل زمان ومكان‪ ،‬بل كثيرا ما ندعي لذلك أن ديننا يقول به أو أنه على األقل‬ ‫ال يعارضه‪ ،‬وويل لمن يقول غير ذلك من أمثالي‪ .‬أضرب في هذا المقال مثال بمفهوم واحد‬ ‫هو مفهوم الحرية الذي يكاد أن يكون أمرا مسلما به عند جميع الناس في عصرنا‪ ،‬فأقول ‪:‬‬ ‫إن الحر هو الذي ال قيود على تصرفه هو الذي يفعل كل ما يريد‪ ،‬لكن الفعل يحتاج إلى‬ ‫علم وإلى إرادة وقدرة‪ .‬فالحر يجب أن يكون ذا علم كامل وقدرة كاملة وإرادة نافذة‪ ،‬وال‬ ‫يمكن أن يكون علم كامل وقدرة كامل وإرادة نافذة إال إذا كان مستغنيا عن غير استغناء‬ ‫كامال ال يحتاج إلى أن يتعلم منه شيئا‪ ،‬وال أن يكتسب منه مقدرة‪ ،‬ألن الحاجة إلى علم‬ ‫الغير أو مقدرته قد يتنافى مع كمال الحرية‪ ،‬فما يقوله المدافعون عن الديمقراطية من أن‬ ‫اإلنسان ال يكون حرا إذا هو أطاع قانونا ليس من صنعه كالم صحيح‪ .‬لكنهم معترفون بأن‬ ‫اإلنسان ال بد له من أن يعيش في جماعة‪ ،‬وأن العيش في الجماعة يتطلب وجود سلطة تأمر‬ ‫وتنهي وتعاقب‪ .‬إن القوانين التي بمقتضاها تفعل هذا ال يمكن أن تكون كلها من صنع كل‬ ‫األفراد الذين يكونون المجتمع‪.‬‬ ‫*ما المخرج إذن من هذه العبودية ؟‬

‫ــ ما ذا فعل في يومه؟‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ال أمل لإلنسان في حرية مثل تلك التي تريدها الفلسفات الغربية‪ ،‬وذلك أن كل الناس‬ ‫بما فيهم منكرو وجود الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ مقرون بأن اإلنسان ليس هو الذي أوجد‬ ‫نفسه‪ ،‬وال هو الذي يبقيها‪ ،‬وأن علمه مكتسب‪ ،‬وهو علم ناقص‪ ،‬وأنه يعتمد في استمرار‬ ‫حياته على ظروف ال قبل له بالسيطرة عليها‪.‬‬ ‫إن الضياء يأتيه من الشمس‪ ،‬والماء من المطر‪ ،‬والزرع من األرض‪ ،‬وهكذا‪ .‬فأنى يكون‬ ‫حرا؟ وأنى يكون مستقال بقراره؟‬ ‫واإليمان بوجود الخالق مقرون بأن اهلل هو وحده الفعال لما يريد‪ .‬أما اإلنسان فهو‬ ‫مخلوق‪ ،‬وبما أنه مخلوق فهو مملوك لخالقه‪ ،‬والمملوك عبد‪ ،‬فالصفة التي تدل على حقيقة‬ ‫اإلنسان هي كونه عبدا ال حرا‪ ،‬لكنه عبد لخالقه ال لخلوقات مثله‪ .‬وعبوديته لخالقه تتمثل‬ ‫في كونه ـ شاء أم أبى ـ محكوما في كل تصرفاته بمشيئة خالقه‪ .‬إن لإلنسان مشيئة وله‬ ‫قدرة‪ ،‬لكن خالقه هو الذي شاء أن يجعله شائيا‪ ،‬وهو الذي شاء أن يجعل له قدرة‪ .‬فمشيئته‬ ‫ليست مطلقة‪ ،‬بل هي مقيدة بمشيئة خالقه‪ ،‬فإذا كان الخالق فعاال لما يريد‪ ،‬فإن اإلنسان‬ ‫يريد ما ال يكون ويكون ما يريد‪.‬‬ ‫لكن الخالق الذي جعل لخلقه قوانين كونية قهرية ال اختيار لهم في طاعتها‪ ،‬قد جعل‬ ‫للبشر قوانين شرعية ال تتم سعادتهم الدنيوية واألخروية إال بها لكنه جعلها قوانين‬ ‫اختيارية من شاء أن يطيعها فعل‪ ،‬ومن لم يشأ لم يفعل‪.‬‬ ‫ولهذا كانت الدعوة إلى أن تكون لإلنسان حرية التشريع مرتبطة دائما بالدعوة إلى‬ ‫التمرد على شرع اهلل‪ .‬‬


‫العدد ‪922‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪ :‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫يف احلكايات امل�ستطرفة والأخبارامل�ستظرفة‬ ‫حضر أبو نواس مجلس منصور بن عمار‪ ،‬فرآه الناس يبكي‪ ،‬فظنوا أنه تاب‪ ،‬وجعلوا يهنئونه‪ ،‬ويقولون‪« :‬نرجو‬ ‫لك اهلل»‪ ،‬فقال‪« :‬أنا أهون على اهلل من ذلك‪ ،‬وليس كما تظنون‪ ،‬ولكن أبكي لبكاء ذلك الغزال»‪ ،‬ونظر إلى غالم‬ ‫بالمجلس يبكي من وعظ منصور‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫لم أبك في مجـلس منصـــور**شوقـاً إلى الجنــة والحــور‬ ‫لكـــن بكائـي‪ ،‬لبكـا شــادن**تقيه نفسـي كـل محــذور‬ ‫تنتسب األلســـن في وصفــه**إلى مــدى عجـز وتقصـيــر‬ ‫وحضر مجلس بعض القصاص أيضاً‪ ،‬فقالوا له‪« :‬لعل اهلل تعالى قد أقبل عليك»‪ ،‬فقال‪« :‬إنما حضرت ألجل هذا‬ ‫الغزال»‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫خـلـيــاني والمعاصــي**ودعا ذكــــر القصــاص‬ ‫واسقياني الخمر صرفــا**في أباريق الرصــــــاص‬ ‫وعلى وجـــــه غــــزال**طـائع ليس بعـاصـــي‬ ‫بيـن فـتيـــان كـــرام**قد تواصوا بالمعاصــي‬ ‫إن لي ربــــاً غفـــــوراً**وعلى اهلل خــالصـــــي ‬ ‫حكى أبو جعفر الشيباني قال‪« :‬أتانا يوماً أبو شاش الشاعر‪ ،‬ونحن في جماعة فقال‪« :‬ما أنتم فيه؟»‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫«نذكر الزمان وفساده»‪ ،‬قال‪« :‬كال‪ ،‬الزمان وعاء ما ألقي فيه من خير أو شر كان على حاله»‪ ،‬ثم أنشأ يقول‪:‬‬ ‫رأيت حلى تصان على أنـاس ** وأخالقــاً تـزال وال تــصان‬ ‫يـقـولـون الزمـان بـه فســـاد **وهم فسدوا‪ ،‬وما فسد الزمان‬ ‫دخل ابن عبدل على بشر بن مروان لما ولي الكوفة‪ ،‬فقال‪« :‬أيها األمير‪ ،‬إني رأيت رؤيا‪ ،‬فهل تأذن لي أقصها؟‬ ‫قال‪« :‬قل»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أغفيت قبل الصبح نوم مسهد**في ساعة ما كنت قبل أنامها‬ ‫فرأيت أنك رعــتني بـوليـدة **ممشوقة‪ ،‬حسن علي قيامهـا‬ ‫وببدرة حملت إلي‪ ،‬وبغلـــة ** شهباء ناجية‪ ،‬يصل لجامها‬ ‫فقال‪« :‬أبشر بكل شيء قلته أو سمعته عندي‪ ،‬إال البغلة‪ ،‬فليس عندي إال دهماء»‪ ،‬قال‪« :‬امرأتي طالق ثالثاً‪ ،‬إن‬ ‫كنت رأيتها إال دهماء‪ ،‬لكني غلطت»‪.‬‬ ‫قال بعض الشعراء‪«:‬قدمت على علي بن يحيى‪ ،‬فكتبت له‪:‬‬ ‫رأيت في النوم أني راكب فرساً**ولي وصيف‪ ،‬وفي كفي دنانير‬ ‫فجئت مستبشراً‪ ،‬مستشعراً فرحاً**وعند مثلك لي بالفـعل تبشـيـر‬ ‫فوقع في آخر كتابي‪( :‬أضغاث أحالم وما نحن بتأويل األحالم بعالمين) ثم أمر لي بكل ما رأيت في منامي»‪.‬‬ ‫ومن ملح الصاحب بن عباد‪ ،‬ما يحكى عنه أن بعض الشعراء كتب إليه‪:‬‬ ‫أبا من عطـاياه تدنـي الغنى**إلى راحتي من نأى أودنا‬ ‫كسوت المقيمين والزائريـن**كساً‪ ،‬لم يخل مثلها ممكنا‬ ‫وحاشية الـدار يمـشـون في**ثيـاب مــن الخــز‪ ،‬إال أنا‬ ‫فقال الصاحب‪« :‬قرأت في أخبار معن بن زائدة‪ ،‬أن رج ًال قال له‪« :‬احملني أيها األمير»‪ ،‬فأمر له بناقة وفرس وبغلة‬ ‫وحمار وجارية‪ ،‬ثم قال‪« :‬لو علمت أن اهلل خلق مركوباً غير ما أمرت لك به لحملتك عليه‪ ،‬وقد أمرنا لك بجبة وقميص‬ ‫ودراعة‪ ،‬وسراويل وعمامة ومنديل ومطرف‪ ،‬ورداء وكساء‪ ،‬وجورب وكيس‪ ،‬ولو علمت لباساً غير هذا ألعطيناك»‪ ،‬ثم‬ ‫أمر بإدخاله إلى الخزانة‪.‬‬ ‫قال المفضل‪« :‬دخلت على الرشيد‪ ،‬وبين يديه جارية مليحة شاعرة وورد قد أهدي إليه‪ ،‬فقال‪« :‬يا مفضل‪،‬قل‬ ‫في هذا الورد شيئاً تشبهه به»‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫كأنه خد معشوق يقبله **فم الحبيب وقد أبقى به خجال‬ ‫فقالت الجارية‪:‬‬ ‫كأنه لون خدي‪ ،‬حين تدفعني**كف الرشيد‪ ،‬ألمر يوجب الغسال‬

‫فقال‪« :‬قم يا مفضل‪،‬فإن هذه الماجنة قد هيجتنا‪ ،‬فقمت‪ ،‬وأرخيت الستور‪.‬‬ ‫قال بعض الرواة‪« :‬دخلت على أبي العشائر‪ ،‬أعوده من علة‪ ،‬فقلت‪« :‬ما يجد األمير؟»‪ ،‬فأشار إلى غالم قائم بين‬ ‫يديه‪ ،‬ثم أنشد‪:‬‬ ‫أسقم هذا الغـالم جسمـي**بـما بعـيـنيـه مـن سـقام‬ ‫فـتـور عـينيه مــن دالل **أهدى فتوراً إلى عظامـــي‬ ‫وامتزجت روحه بروحــي**تمـــازج المـــاء بالمـــدام‬ ‫شرب المأمون وعبيد اهلل بن طاهر ويحيى بن أكثم القاضي‪ ،‬فتعامل المأمون وابن طاهر على سكر يحيى‪،‬‬ ‫فغمزا به الساقي فأسكره‪ ،‬وكان بين أيديهم ردم من ورد وريحان‪ ،‬فأمر المأمون فشق له قبر في الردم‪ ،‬وصيراه فيه‬ ‫كأنه ميت‪ ،‬وعمل بيتي شعر وقال لمغنية‪« :‬غني بهما على رأسه»‪ ،‬فجلست عند رأسه وغنت بهما‪:‬‬ ‫ناديته وهو حــي ال حـــــراك به **مكفن في ثياب من رياحين‬ ‫فقلت قم‪ ،‬قال رجلي ال تطاوعني**فقلت خذ‪ ،‬قال كفي التواتيني‬ ‫فانتبه يحيى لرنة العود والجارية بالبيتين فقال‪:‬‬ ‫يا سيدي‪ ،‬وأمـير النـاس كلهــم**قد جار في حكمه من كان يسقيني‬ ‫إني غفلت عن الساقي فصيرني**كما تراني سليب العقل والديـــن‬ ‫ال أستطيع نهوضاً؛ قد ذوى بدني **وال أجيب لــداع حين يدعوني‬ ‫خرج الحسن بن هانئ‪ ،‬وهو أبو نواس‪ ،‬ومعه مطيط حاجبه‪ ،‬حتى أتيا دار خمار‪ ،‬فقال أبو نواس لمطيط‪« :‬ادخل‬ ‫بنا نتماجن على هذا الخمار»‪ ،‬فدخال‪ ،‬فلما سلما رد عليهما السالم‪ ،‬فقال له الحسن‪« :‬أعندك خمر عتيقة؟» قال‪:‬‬ ‫«عندي منها أجناس‪ ،‬فأي جنس تريد؟» قال‪ :‬التي يقول فيها الشاعر‪:‬‬ ‫حجبت حقبة وصينت فجاءت ** كجالء العروس بعد الصيان‬ ‫وكأن األكف تصبغ من ضوء ** سناها‪ ،‬بالورس والزعفران‬ ‫فمأل الخمار قدحاً من خمر صفراء‪ ،‬كأنها ذهب محلول‪ ،‬فشربه الحسن وقال‪« :‬أريد أحسن من هذا»‪ ،‬فقال الخمار‪:‬‬ ‫«أي نوع تريد؟» فقال‪ :‬التي يقول فيها الشاعر‪:‬‬ ‫رققتها أيدي الهواجر‪ ،‬حتى ** صيرت جسمها كجسم الهواء‬ ‫فهي كالنور في اإلناء‪ ،‬وكا ** لنار‪ ،‬إذ ما تصير في األحشاء‬ ‫فمأل الخمار قدحاً من قهوة‪ ،‬كأنها العقيق‪ ،‬فشربه‪ ،‬وقال‪« :‬أرفع من هذه أريد» قال‪« :‬أي جنس؟»‪ ،‬قال‪ :‬التي‬ ‫يقول فيها الشاعر‪:‬‬ ‫فإذا حسا منها الوضيع ثالثة **سمح الوضيع بفعل ذي القدر‬ ‫في لون ماء الغيث‪ ،‬إال أنها ** بين الضـلوع‪ ،‬كواقـد الجمـر‬ ‫فمأل له القدح من خمرة بيضاء‪ ،‬كأنها ماء المزن‪ ،‬فشربه الحسن‪ ،‬فقال للخمار‪« :‬أتعرفني؟‪ ،‬قال‪« :‬إي واهلل‪ ،‬يا‬ ‫سيدي‪ ،‬أنا أعرف الناس بك»‪ ،‬قال‪« :‬فمن أنا؟»‪ ،‬قال‪« :‬أنت الذي سكر من غير ثمن»‪ .‬فضحك‪ ،‬وقال لمطيط‪« :‬ادفع له‬ ‫ما معك من النفقة»‪ ،‬فأعطاه مائة درهم وانصرف‪..‬‬ ‫وكان بالبصرة رجل ذو ضياع‪ ،‬فأنفق ماله في الشراب‪ ،‬فباع ضيعة يوماً‪ ،‬فلما وقع البيع‪ ،‬قال المشتري‪« :‬تأتي‬ ‫بالعشي أدفع ذلك المال وأشاهدك»‪ ،‬قال له‪« :‬لو كنت ممن يظهر بالعشي‪ ،‬ما بعت الضيعة»‪ ،‬ثم أنشأ يقول‪:‬‬ ‫أتلفت مالي في العقار**وخرجت فيها عن عقار‬ ‫حتى إذا كتب الكتاب **وجاءنـي رسـل التجـار‬ ‫قالوا‪ :‬الشهادة بالعشي**ونحن في صدر النهـار‬ ‫فأجبتهم؛ ردوا الكتاب**وال تعيروا بانتظـاري‬ ‫لو كنت أظهر بالعشي**لما سمحت ببيع داري‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪922‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)825‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫البحث في تاريخ شمال‬ ‫المغرب‪ :‬حصيلة سنة ‪2017‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫عرفت سنة ‪ 2017‬زخما ملحوظا في مجال البحث التاريخي المتخصص في ماضي منطقة الشمال‪،‬‬ ‫‪ – 3‬الترجمة ‪:‬‬ ‫بصدور أعمال متواترة‪ ،‬شكل البعض منها نقاطا مرجعية هامة‪ ،‬ساهمت في استكمال حلقات أعمال جيل‬ ‫لم يعرف مجال الترجمة تراكما حقيقيا يمكن أن يلبي نهم الباحثين‪ ،‬كما غابت عنه أوجه العمل‬ ‫التأسيس‪ ،‬سواء خالل مرحلة خضوع البالد لالستعمار أم خالل المرحلة التي تلتها‪ ،‬ممن كان لهم دور‬ ‫المؤسساتي الداعم‪ ،‬فارتبط بجهود الذوات المعزولة في مشاريعها وفي إمكانياتها‪ .‬من أهم هذه األعمال ‪:‬‬ ‫مركزي في التأسيس لمعالم “مدرسة وطنية” في كتابة تاريخ الجهة أو المجال الجغرافي المعروف اصطالحا‬ ‫ـ روبيرطو أرلت‪ ،‬المغرب‪ :‬رحلة أرجنتيني إلى مدينتي طنجة وتطوان‪ ،‬ترجمة‪ :‬رجاء داكر وعبد اهلل‬ ‫باسم منطقة الشمال‪ .‬هي أعمال تتراوح في قيمتها وفي خلفياتها وفي رؤاها وفي منطلقاتها وفي آليات‬ ‫اللويزي وعز الدين ضافر‪ ،‬منشورات مركز محمد السادس لحوار الحضارات‪.‬‬ ‫اشتغالها‪ ،‬مما يسمح بمقاربة حصيلة المنجز الذي راكمته السنة التي ودعناها مؤخرا‪.‬‬ ‫ـ خوان رومان‪ ،‬مقتطفات من حديث مستمر عن الحسيمة‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد اهلل الجرموني‪,‬‬ ‫وإذا كنا في هذا المقام ال ننوي تقديم قراءة تقييمية بمفهومها األكاديمي الخالص‪ ،‬فإننا سنسعى‬ ‫‪ 4‬ـ ندوات علمية ‪:‬‬ ‫لتقديم جرد تجميعي لحصيلة المنجز في جانبه الكمي الذي يشكل أرضية للباحثين المتخصصين من أجل‬ ‫أثارت بعض هذه الندوات اهتمام قطاعات واسعة من الباحثين على مستويات واسعة‪ ،‬تجاوز البعض‬ ‫إنجاز الدراسات التقييمية الضرورية‪ ،‬تشريحا للمواد الوثائقية والمصدرية‪ ،‬وتحليال للرصيد اإلسطوغرافي‬ ‫منها الحدود الوطنية‪ .‬على رأس هذه الندوات ‪:‬‬ ‫المجدد‪ ،‬وتفكيكا للخالصات وللتراكمات المنجزة في مواقع مختلفة وبخلفيات متباينة‪ .‬ويبدو أن أهم‬ ‫ـ ندوة‪ :‬المسرح والمقاومة‪ ،‬تنظيم‪ :‬محترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي‪ ،‬تطوان‪ 11 .‬يناير‬ ‫األعمال المنجزة‪ ،‬بهذا الخصوص قد انطلقت من حضن مراكز بحثية وإط��ارات مدنية انخرطت في‬ ‫‪.2017‬‬ ‫مغامرة التوثيق إلبداالت تاريخ منطقة الشمال‪ ،‬مثلما هو الحال مع مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‬ ‫ـ ندوة‪ :‬التصوف بالمغرب واألندلس في التاريخ واآلثار والمعمار وفي الفكر واألشعار‪ ،‬أعمال المؤتمر‬ ‫ومؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود بتطوان والمندوبية السامية لقدماء المقاومين أعضاء جيش‬ ‫الدولي المتنقل بين المغرب وإسبانيا والبرتغال‪ ،‬تنظيم‪ :‬مؤسسة اإلدريسي المغربية اإلسبانية للبحث‬ ‫التحرير وجمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي بأصيال وجمعية ذاكرة الريف بالحسيمة‪ .‬وغني‬ ‫عن التذكير أننا ال نقدم إال األعمال التي أتيحت لنا إمكانية مواكبة صدورها من اإلصدارات التصنيفية دون‬ ‫التاريخي واألثري والمعماري‪ ،‬شفشاون ‪ 18-17‬مارس ‪.2017‬‬ ‫المقاالت الموزعة عبر الصحف والدوريات‪ ،‬وأي تغافل عن ذكر بعض العناوين يظل مرتبطا بمحدودية هذه‬ ‫ـ ندوة‪ :‬تراث شمال المغرب‪ :‬مقاربات ورؤى‪ ،‬تنظيم‪ :‬الجمعية المغربية للثقافة األندلسية بشفشاون‪،‬‬ ‫المواكبة وبطبيعتها الفردية المطوقة بإكراهات تلقي سوق اإلصدارات ببالدنا‪.‬‬ ‫‪ 6‬ماي ‪.2017‬‬ ‫تتوزع أهم إصدارات سنة ‪ 2017‬حسب هذا التحديد المنهجي‪ ،‬على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫ـ الملتقى الوطني الرابع للتراث العلمي والحضاري بالريف‪ -‬قبيلة تمسمان أنموذجا‪ /‬دورة أبي داود‬ ‫‪ – 1‬أعمال قطاعية ومونوغرافية ‪:‬‬ ‫مزاحم بن علي (ت ‪578‬ه)‪ ،‬تنظيم‪ :‬المجلس العلمي المحلي إلقليم الحسيمة ومركز الريف للتراث والدراسات‬ ‫عرف هذا المجال غزارة واضحة في اإلنتاج المتخصص‪ ،‬تفاوتت قيمه العلمية باختالف مواقع أصحابه‬ ‫واألبحاث بالناظور‪ ،‬الحسيمة ‪ 13-14‬ماي ‪.2017‬‬ ‫وسقف اهتماماتهم المعروفة‪ .‬على رأس هذه العناوين‪ ،‬يمكن أن نذكر ‪:‬‬ ‫ـ الملتقى العلمي المغربي البرتغالي‪ -‬المغرب والبرتغال‪ :‬عمق تاريخي وتراث مشترك ورغبة متواصلة‬ ‫ـ عبد العزيز السعود‪ ،‬االستعمار اإلسباني في المغرب‪ -‬المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫في تنمية التعاون‪ ،‬تنظيم‪ :‬جماعة أصيال وجامعة مينهو البرتغالية‪ ،‬أصيال ‪ 1-2‬يوليوز ‪.2017‬‬ ‫والسياسي الوطني‪ ،‬الجزء ‪.2‬‬ ‫ـ ندوة ‪ 439‬سنة على معركة وادي المخازن‪ :‬مقاربات متجددة‪ ،‬تنظيم‪ :‬المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‬ ‫ـ أسامة الزكاري‪ ،‬أصيال‪ :‬قراءات بيبليوغرافية تصنيفية‪.‬‬ ‫وعمالة إقليم العرائش والجماعة الترابية السواكن والمجلس اإلقليمي لعمالة العرائش والجماعة الحضرية القصر الكبير‪ ،‬القصر الكبير‪.‬‬ ‫ـ محمد أحدو‪ ،‬الريف الشرقي بالمغرب وبنياته التقليدية‪ -‬نموذج قلعية‪.‬‬ ‫‪ 3‬غشت ‪.2017‬‬ ‫• ‪. Abdelaziz Tribak, Presse et politique au nord du Maroc – du 1956 à 1912‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬نشاط الحركة الوطنية المغاربية في المشرق العربي (‪ ،)1945-1949‬تنظيم‪ :‬مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بنعبود بتعاون‬ ‫ـ بالل الداهية‪ ،‬تطوان وباديتها‪ -‬نبذة تاريخية عن حوز تطوان وبني حزمار‪.‬‬ ‫مع مؤسسة أيت إيدير‪ ،‬تطوان ‪.2017 ،14-13-12‬‬ ‫ـ محمد زيوزيو‪ ،‬التصوف الطرقي في المغرب على عهد الشيخ عبد السالم ابن مشيش – المكونات والمصادر‪ ،‬منشورات المبادرة‬ ‫ـ ندوة‪ :‬سؤال الوثيقة من خالل األرشيف اإلسباني والتراث األندلسي‪ ،‬تنظيم‪ :‬المجموعة المغاربية للدراسات التاريخية والحضارات‬ ‫التنموية لتطوان والناحية‪.‬‬ ‫المقارنة بكلية اآلداب بمكناس‪ ،‬بتعاون مع مركز دراسات األندلس وحوار الحضارات‪ ،‬مكناس ‪ 5‬دجنبر ‪.2017‬‬ ‫ـ البشير أبرزاق‪ ،‬شمال غرب المغرب في عهد السلطان المولى إسماعيل‪.‬‬ ‫‪ – 5‬مذكرات وسير األعالم ‪:‬‬ ‫ـ جمال الفكيكي‪ ،‬شباب الريف الحسيمي لكرة القدم‪ :‬ذاكرة ومسار‪.‬‬ ‫الزالت اإلصدارات المرتبطة بهذا المجال محدودة إلى حد كبير‪ ،‬ومن أبرز ما صدر بهذا الخصوص سنة ‪ ،2017‬نذكر ‪:‬‬ ‫ـ عبد اهلل بوصوف‪ ،‬جوانب من تاريخ إمارة نكور‪.‬‬ ‫ـ حسن محمد حسن البدوي‪ ،‬محمد بن عبد الكريم الخطابي ودوره في تحرير شمال إفريقيا (‪)1920-1963‬ـ وثائق ومذكرات‪.‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‪ :‬أيقونة قيم ونبراس علم‪.‬‬ ‫ـ عبد اهلل أزواغ‪ ،‬أمثال أمازيغية بالريف‪ -‬السياق والدالالت‪.‬‬ ‫ـ محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬مذكرات الرينيون‪ -‬المخطوط األصلي بالعربية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أونيا وعبد المجيد العزوزي وحميد‬ ‫ـ أحمد سراج‪ ،‬آيت ورياغل‪ -‬التاريخ‪ ،‬المؤسسات‪ ،‬العالقة مع السلطة‪.‬‬ ‫الرايس وجمال أمزيان‪.‬‬ ‫ـ عثمان المنصوري‪ ،‬المغرب والبرتغال‪-‬أبحاث من خالل األرشيف البرتغالي‪.‬‬ ‫ـ قطب الريسوني‪ ،‬عبد الرحمن الحايك القاضي النوازلي‪ -‬ت‪1237 .‬ه‪.‬‬ ‫ـ عبد اهلل كموني وعبد الوهاب برومي‪ ،‬الشريف موالي أحمد الريسوني من خالل المقاالت العربية المنشورة بالجريدة اإلسبانية‬ ‫ـ أبو الخير الناصري‪ ،‬في صحبة أستاذي محمد الحافظ الروسي‪.‬‬ ‫تلغراف الريف من سنة ‪ 1907‬إلى سنة ‪ ،1914‬منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬ ‫ـ أسماء الريسوني‪ ،‬التراث األدبي واللغوي لمحمد بن تاويت التطواني‪ -‬دراسة تحليلية نقدية‪.‬‬ ‫ـ زينب حمودة‪ ،‬طنجة ونفي السلطان‪.2017 ،‬‬ ‫ـ قطب الريسوني‪ ،‬عبد الرحمن الحايك القاضي النوازلي (ت‪1237 .‬ه)‪.‬‬ ‫ـ إبراهيم بلعافية‪ ،‬الشرفاء الكنونيون أهل الزواقين بقبيلة بني مستارة –مساهمة في التاريخ االجتماعي المغربي‪.2017 ،-‬‬ ‫• ـ التاريخ الثقافي المعاصر ‪:‬‬ ‫ـ عادل المرابط‪ ،‬إسهامات الشيخ محمد المكي الناصري في التأسيس للعمل الصحفي بشمال المغرب من خالل جريدة “الوحدة‬ ‫الزال هذا المجال بعيدا عن االستجابة النتظارات الباحثين والمهتمين‪ ،‬بالنظر لضعف وتيرة العمل على مستوى البحث في تاريخ‬ ‫المغربية”‪ ،‬منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬ ‫الذهنيات المحلية وتعبيراتها الرمزية المتعددة‪ ،‬وتوظيفاتها اإلبداعية المتشعبة‪ .‬وعلى رأس ما صدر بهذا الخصوص‪ ،‬نذكر ‪:‬‬ ‫ـ عزيز الحساني‪ ،‬الحماية اإلسبانيــة من خالل الكتابـــات التاريخيـــة بشمــال المغرب (‪ ،)1956-1912‬منشورات المندوبية‬ ‫ـ خديجة البوعزاوي‪ ،‬شعرية المدينة‪ :‬طنجة في الرواية المغربية‪.‬‬ ‫السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬ ‫ـ عبد الكريم البسيري (إعداد)‪ ،‬الشاعر عبد الكريم الطبال‪ -‬العاشق الصامت‪ ،‬منشورات مؤسسة منتدى أصيلة‪.‬‬ ‫ـ معاذ البكوري‪ ،‬قبائل غمارة‪ -‬قراءة في المجال والتراث‪.‬‬ ‫ـ ناهد الزيدي‪ ،‬طواف على غوارب أمواج‪ -‬قراءات في شعر عبد اللطيف شهبون‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ دوريات متخصصة ‪:‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فال شك أن الحصيلة تظل بعيدة عن االستجابة لنهم المهتمين‪ ،‬وال شك أن األجيال الراهنة من الباحثين والمؤرخين‬ ‫عرف هذا المجال ترديا خطيرا وفراغا رهيبا لم تستطع نخب المرحلة الراهنة الحد من تداعياته السلبية‪ .‬ويكفي أن نشير إلى‬ ‫الزالت تعاني من مشاكل اإلعاقة التي تحد من ضمان انسياب نهر العطاء واإلنتاج‪ .‬إنه مجال بكر‪ ،‬الزال ينتظر المزيد من العمل من أجل‬ ‫مستوى الفراغ الرهيب الذي خلفه رحيل كل من عبد العزيز التمسماني خلوق ومحمد األمين البزاز ومحمد بن عزوز حكيم‪ ،‬وهم األعالم‬ ‫إضفاء طابع مؤسساتي على جهود النهوض بهذا المجال‪ ،‬خدمة لذاكرة جماعية متيقظة‪ ،‬واستلهاما لحيوية ذاكرة تاريخية نراهن عليها‬ ‫الذي كان لهم الدور المركزي في تخصيب حقل تلقي المعرفة التاريخية‪ ،‬من خالل منابر ودوريات علمية أعطت للشمال إشعاعه العلمي‬ ‫في سعينا المشروع نحو إعادة التأصيل لمنطلقات االشتغال العلمي على تالوين الذاكرة المشتركة لمنطقة الشمال‪.‬‬ ‫والثقافي الرائد‪ ،‬مثلما هو الحال مع دورية “دار النيابة” ومجلة “الطنجيون” ومجلة “الوثائق الوطنية”‪...‬‬

‫ترسيخ قيم التسامح والمواطنة ونبذ‬ ‫العنف بالمؤسسات التربوية بالعرائش‬

‫مؤسسة أوالد أوشيح بإقليم العرائش‬ ‫تستضيف الروائي مصطفى الجباري‬

‫بمناسبة اإلع�ل�ان العالمي‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬خلدت الثانوية‬ ‫التأهيلية التقنية بالعرائش أيام‬ ‫حقوق اإلنسان التربوية ما بين ‪12‬‬ ‫و‪ 14‬دجنبر‪ 2017‬تحت شعار «‬ ‫جميعا من أجل ترسيخ قيم التسامح‬ ‫والمواطنة ونبذ العنف»‪.‬‬ ‫وقد انطلقت األيام التربوية‬ ‫الحقوقية المناهضــة للعنــف داخل‬ ‫الوسط المدرسي بانتخاب المجلس‬ ‫التالميــذي لتفعيـــل مبـدأي‬ ‫المســاواة والمناصفة والذي أفرز‬ ‫مجلسا يضم ‪ 32‬عضوا اجتمع بدوره‬ ‫لينتخب ممثال التالميذ والتلميذات‬ ‫في المجالس التربوية للمؤسسة‬ ‫(المجلس التربوي و مجلس التدبير)‬ ‫كما التقت مختلف النوادي التربوية على صعيد التنسيقيات وخلية اإلنصات والوساطة التربوية لوضع برنامج تضمن ورشة تكوينية‬ ‫في أسس وفلسفة ومبادئ حقوق اإلنسان مع « دراسة حاالت» من تأطير األستاذة ابتسام بن اصغيار والمصطفى سكم عضو اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وعقد مناظرة حول «تيمة العنف داخل المؤسسات التعليمية» بمشاركة‬ ‫التالميذ والتلميذات وممثلين عن األباء واألمهات وهيئة التدريس واإلدارة التربوية وممثلين عن اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وانتهت المناظرة بإصدار العهد الجماعي على نبذ العنف داخل هذه المؤسسة التربوية‪.‬‬ ‫البرنامج اشتمل أيضا على تقديم لوحة فنية بساحة المؤسسة حول موضوعة «العنف بمختلف أشكاله وضرورة مناهضته»‪.‬‬ ‫وعروض مصورة حول ظاهرة (العنف داخل األقسام المغربية) مع مناقشة أبعاد هذه الظاهرة وسبل الوقاية منها ومعالجتها‬ ‫من تأطير األستاذة مليكة الحناش‪.‬‬ ‫‪ ‬وورشة تكوينية في مجال التربية على حقوق اإلنسان‪ :‬المفاهيم‪ ،‬الخصائص والسياقات واآلليات من تأطير األستاذين رشيد‬ ‫خليفة ومحمد المتوكي‪ .‬كما تم عقد ورشة حول «أسس وفلسفة ومبادئ حقوق اإلنسان « دراسة حاالت» أطرها األستاذ المصطفى‬ ‫سكم‪.‬‬ ‫وقد انتهت هذه األيام التربوية الحقوقية بإطالق بالونات هوائية برتقالية من طرف التالميذ والتلميذات تحسيسا بأهمية‬ ‫االنخراط في الحملة المناهضة للعنف بكل أشكاله‪.‬‬ ‫وبتخليد هذا الحدث‪ ،‬تبقى الثانوية التأهيلية التقنية وفية لمشروعها التربوي الحقوقي المتمثل في الديمقراطية المدرسية‪،‬‬ ‫والمجال الرحب للممارسة الفضلى لثقافة حقوق اإلنسان وتعزيزها داخل فضاء المؤسسات التعليمية بدءا من الولوج واالنتماء إليها‬ ‫بعيدا عن أي تمييز‪ ،‬والمشاركة الفاعلة لكل الفاعلين التربويين في بلورة القرار التربوي على أساس التواصل المنظم والمؤطر بقيم‬ ‫المواطنة وفضيلة الحوار والحق في االختالف بما يحقق شروط حياة مدرسية تسمح بتنمية القدرات والتحفيز على المبادرات المبدعة‬ ‫واستقاللية المتعلم وانخراطه اإليجابي في ترجمة المشروع التربوي للمؤسسة معرفيا وثقافيا‪ ،‬جاعلة من تيمة العنف داخل فضاء‬ ‫المؤسسة قضية جماعية يجب التصدي له من طرف كل الفاعلين التربويين‪.‬‬

‫لتفعيل دور مكتبة مؤسسة‬ ‫أوالد أوشيح ولتحقيق هذا الغرض‬ ‫المتمثل في المساهمة في إحداث‬ ‫مجتمع مغربي ق��ارئ‪ ،‬عمل نادي‬ ‫التربية على القيم والسلوك المدني‬ ‫على تسطير جملة من األنشطـة‬ ‫التربوية الكفيلة بتحقيق هذا‬ ‫المبتغى لفائدة تالميذ وتلميذات‬ ‫هذه الثانوية القروية‪ ،‬بهدف تشجيع‬ ‫المتعلمين على ال��ق��راءة وإع��ادة‬ ‫االرتباط بالكتاب بمختلف أجناسـه‬ ‫األدبية‬ ‫وم��ن بين ه��ذه المبـادرات‬ ‫استضاف النادي يوم األربعــاء ‪27‬‬ ‫دجنبر ‪ 2017‬ال��روائ��ي القصــري‬ ‫مصطفى الجباري في لقـاء مفتوح حول القراءة‪ ،‬تخليدا لليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف ‪ 18‬من شهر دجنبر الذي أقرته‬ ‫منظمةاليونسكو‪.‬‬ ‫في بداية كلمته تحدث الروائي مصطفى الجباري عن شروط الحضارة‪ ،‬التي يعتبر اإلنسان عنصرها األساسي ألنه هو الذي‬ ‫بناها‪ ،‬مشيرا أن مفهوم الحضارة مفهوم قيمي وليس المفهوم المادي وحده كما يتصوره البعض ‪ ،‬بل أعظم عناصر الحضارة حسب‬ ‫رأيه هو اإلنسان‪ ،‬مبرزا أن علماء الغرب أدركوا وأعلنوا إفالس حضارتهم رغم امتالكها لكل شيء‪ ،‬ألنهم أضاعوا القيم‪ ،‬فالقيم هي‬ ‫المدخل الرئيسي لبناء اإلنسان الحضاري‪ ،‬والقيم تؤخذ من المعرفة‪ ،‬والمعرفة تأتي من خالل القراءة‪ ،‬والقراءة هي المركز األساس‬ ‫والتحدي الكبير لبناء اإلنسان الحضاري‪ ،‬وذكر الجباري بأن من أسباب تقدم الغرب ماديا اإلقبال على القراءة والمعرفة‪ ،‬مشبها حالة‬ ‫األمة العربية اليوم كأنها في غرفة اإلنعاش‪ ،‬واعتبر مثل هذه المبادرات التي تهدف تفعيل هذه المكتبة هو محاولة من أجل انتشال‬ ‫الحضارة العربية من غيبوبتها‪ .‬ذلك ما أكدته مديرة المؤسسة نجية كسيكسو خالل كلمتها مشيرة بأن المجتمع يعاني من ضعف‬ ‫القراءة الشيء الذي يستوجب ضرورة البحث على السبل الكفيلة لتعويد التالميذ على القراءة واتخاذهم إياها كسلوك يومي ودائم‪،‬‬ ‫مبرزة دورالجمعيات وكذا النوادي التربوية في هذا الباب‪ ،‬يبقى أساسي لتنمية هذه المهارات القرائية‪ ،‬وذكرت بأن تحفيز التالميذ‬ ‫على القراءة لن يكون إال بتفعيل أدوار المكتبات داخل المؤسسات التعليمية وتجهيزها بالكتب والمجالت وباقي التجهيزات‪.‬‬ ‫أما كلمات نادي التربية على القيم والسلوك المدني فقد انصبت حول هذا النشاط الذي ينظمه النادي بمناسبة اليوم العالمي‬ ‫للغة العربية‪ ،‬كما يدخل في إطار تفعيل وظيفة مكتبة المؤسسة التي يأمل الجميع أن تجهز بالكتب وبكافة التجهيزات من طاوالت‬ ‫وكراسي‪.‬‬ ‫اللقاء كان مناسبة لتقديم ورقة تعريفية عن هذا اليوم الذي أقرته اليونسكو كيوم عالمي للغة العربية‪ ،‬وإدراج هذه األخيرة‬ ‫ضمن اللغات العالمية الحية لمكانتها‪ ،‬ولما أسدته لإلنسانية وساهمت به في إثراء الحضارة اإلنسانية وإغنائها في كافة المجاالت‬ ‫‪ ،‬كما تم تقديم بعض األرقام التي تبين عدد الناطقين باللغة العربية الذين يفوق عددهم المليار نسمة‪ ،‬من بينهم ‪ 420‬مليون‬ ‫نسمة يعتبرون اللغة العربية اللغة األم‪.‬‬ ‫وكانت مناسبة أيضا قام من خاللها مجموعة من التالميذ بقراءة ما ألفه مصطفى الجباري من أعمال روائية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫أصيلة ‪:‬طالب متدرب يعاقب بجمع‬ ‫أعقاب السجائر‬ ‫مفاجأة غير سارة ألهل أصيلة الذين‬ ‫صدموا بخبر مثير ‪ ،‬مستفز ومقلق‪ ،‬يتعلق‬ ‫بتعرض طالب متدرب في مؤسسة التكوين‬ ‫الفندقي التأهيلي ‪ ،‬عبد المطلب الشاوي‪23 ،‬‬ ‫سنة‪ ،‬لعقوبـــة «تأديبية‪ ،‬من طـــرف حارس‬ ‫عام هذه المؤسسة‪ ،‬الذي أمره بجمع ‪200‬‬ ‫من أعقاب السجائر المنتشرة على األرض‪،‬‬ ‫وتقديمها له حتى ينـــال رضى الحارس العام‬ ‫ويفلح في متابعـــة دراسته بهذه المؤسسة‪.‬‬ ‫الغريب في األمر أن إدارة المؤسسة لم‬ ‫تنتبه إلى أنه ال يصح اتخاذ عقوبة مهينة‬ ‫وحاطة بكرامة الطلبة‪ ،‬مهما كانت طبيعة‬ ‫أخطائهم‪ ،‬ودون األخذ بعين االعتبار ردود الفعل‬ ‫التي قد تنتج عن المعني باألمر‪ ،‬وقد تصدرمن‬ ‫طرف رفاقه الطلبة‪ ،‬من باب التضامن البشري‬ ‫الطبيعي حيث إن إجراء ال تربويا وال أخالقيا‬ ‫وال مسؤوال‪ ،‬من هذا القبيل‪ ،‬يمكن أن تترتب‬ ‫عنه نتائج قد ال تكون في مصلحة المؤسسة‬ ‫وال حتى في مصلحة المدينة بكاملها‪ ،‬وهي‬ ‫مدينة متحضرة‪ ،‬وأهلها من ذوي العلم والنبوغ‬ ‫والكرامة‪....‬‬

‫سرى مفعولها على أسرته بكاملها ‪ ،‬حيث إنه‪،‬‬ ‫تفاديا للمواجهات‪ ،‬وتجنبا للمشاكل ‪ ،‬فضل‬ ‫مغادرة المؤسسة وعاد إلى بيت أهله في الحالة‬ ‫التي ال يصعب التكهن بها‪ ،‬ليحظى باحترام‬ ‫كافة زمالئه وكل من اطلع على حاله من آباء‬ ‫وأولياء الطلبة الذين فوجئوا بطرد هذا الطالب‬ ‫من المؤسسة‪ ،‬دون تقدير عواقب ذلك بالنسبة‬ ‫لشاب كان يسعى لبناء مستقبله عبر التكوين‬ ‫المؤسستي ‪ ،‬قبل أن يفاجأ بعقاب ال أخالقي وال‬ ‫تربوي من طرف مسؤول بالمدرسة تصرف خارج‬ ‫إطار المسؤولية التربوية التي كان عليه وعلى‬ ‫غيره من المربين احترامها‪ ،‬ومنها مسؤولية‬ ‫احترام كرامة الطلبة‪.‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)390‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫هذه الواقعة «التربوية» موضوعة تحت‬ ‫أنظار المسؤولين‪ ،‬محليا وجهويا ووطنيا‪،‬‬ ‫والمطلوب فتح تحقيق نزيه وعادل‪ ،‬واتخاذ‬ ‫التدابير الضرورية لحماية كرامة الطلبة‬ ‫واألساتذة والمؤسسات التعليمية ‪.‬‬

‫عبد السالم الغرافي‬ ‫كاتب فرع حزب الوحدة‬ ‫والديمقراطية بأصيلة‬

‫لست بحاجة إلى أن أشير هنا إلى أن‬ ‫الطالب المتدرب أصيب بصدمة نفسية قلسية‪،‬‬

‫إال أن االستفادة من هذه األسواق‪ ،‬بدأت‬ ‫تطرح العديد من المشاكــل من حيـث ضبــط‬ ‫المستحقين وفق أسبقية محددة وعادلة‪.‬‬ ‫وقــد تعرضــت جريدــة «المســاء» في عــدد‬ ‫الثالثاء الماضي لهذا الموضوع‪ ،‬وأثارت مسألة‬ ‫«التنافر» الذي اعتبــرت أنه كان موجودا بين‬ ‫الجماعة والسلطة الترابية قبل إجراء القرعة‬ ‫حيث تمت استفادة ‪ 435‬شخصا من المحالت‬ ‫التجارية الموجـــودة في هذه المرحلة‪ ،‬في حين‬ ‫لم يتمكن ‪ 200‬من المسجلين من الحصول‬ ‫على المحالت التي وعدوا بها وتم تسجيلهم‬ ‫على لوائح المرشحين لسوق بني مكادة‪.‬‬ ‫نفس التذمر حصل بالنسبة لتجار سوق‬ ‫بير الشفا الذين وجهوا للوالي‪ ،‬يوم اإلثنين‬ ‫‪ 25‬دجنبر‪ ،‬رسالة تظلم‪ ،‬شرحوا فيها أوضاعهم‬ ‫وأوضحوا أنهم ورثوا مهنة التجارة بهذه‬

‫أصحاب هذه الرسالة أكدوا أنهم أهل الحق‬ ‫واألولوية في الحصول على المحال التجارية‬ ‫الجديدة‪ ،‬خاصة وأنهم سوف يعرضون للضياع‬ ‫والتشرد والحرمان اعتبارا إلى أنهم ال دخل‬ ‫لهم وألسرهم وال مورد رزق إال من هذه السوق‬ ‫التي يصرحون أنه تم «االستيالء» عليها من‬ ‫طرف غرباء عن التجارة بهذه السوق بدعم من‬ ‫الرابطة‪ .‬وهم يلتمسون من الوالي إنصافهــم‬ ‫وحمايتهم من الضيــاع والتشرد والفاقة‬ ‫واليأس‪.‬‬

‫نداء لفاعلي اخلري‬ ‫يعانــي محمد الهاشمــــي من حالـــة‬ ‫مأساوية عصية يعيش أطوارها في الوقت‬ ‫الراهن‪ ،‬فقد أصدرت المحكمة ضده حكما‬ ‫باإلفراغ من البيت الذي يكتريه منذ أزيد من‬ ‫‪ 37‬عاما‪ ،‬وذلك بعد رفع المالك دعوى ضده‬ ‫َ‬ ‫يُنْتَظرُ‬ ‫في الموضوع بداعي االحتياج‪ ،‬حيث‬ ‫تنفيذ الحكم باستعمال القوة العمومية يوم‬ ‫‪ 17‬يناير القادم‪ ،‬و مما فاقم من مأساة هذا‬ ‫المواطن أن الجميع تحالف ضده‪ ،‬إذ يتحمل‬ ‫مسؤولية إعالة أسرة من ‪ 4‬أفراد كلهم‬ ‫عاطلون عن العمل و بين هؤالء شاب في‬ ‫الثالثين من عمره يعاني شلال كليا‪ ،‬مع ما‬ ‫يتطلب ذلك من إمكانات استثنائية لرعايته و توفير األدوية بشكل مستمر‪ .‬هذا‬ ‫ويشار إلى أن محمد الهاشمي متقاعد من سلك القوات المساعدة و يتقاضى معاشا‬ ‫ال يكاد يسد رمقه‪ ،‬كما أنه متطوع سابق في المسيرة الخضراء‪ ،‬لكنه اآلن يطمع في‬ ‫كرم المحسنين إلنقاذ فلذة كبده من براثن الشلل و التشريد خارج البيت بعدما أفنى‬ ‫حوالي ثالثة عقود في خدمة الدولة‪.‬‬

‫إحداثيات المشتكي ‪:‬‬ ‫محمد الهاشمي‬

‫غرسة مورا ـ زنقة ‪ 65‬ـ رقم الدار ‪ 34‬ـ بني مكادة طنجة‬ ‫الهاتف ‪0653889628 :‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫الســوق عن آبائهـم‪ ،‬وهم يمارسونها في نفس‬ ‫المكان منذ ما يقارب ‪ 20‬سنة‪ ،‬بحيث أنها‬ ‫تشكل مصدر رزقهم الوحيد ورزق عيالهم‪.‬‬ ‫أصحاب هذه الرسالة الموجهة لوالي‬ ‫الجهة‪ ،‬استنكروا إحداث «رابطة» ال يعلمون‬ ‫كيف ومتى تأسست وأنها قامت بتزكيتهم‬ ‫ألشخاص يطعنون في انتمائهم للتجارة في‬ ‫هذه السوق بل ويصفونهم بأوصاف ال صلة‬ ‫لها بمهنة التجارة‪ ،‬وينسبون إليهم أعماال مخلة‬ ‫بأصول التعامل العادي النزيه والعادل‪ ،‬ومنها‬ ‫تحقيق مصالح ذاتية منكرة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫تجار سوق «بير الشفا» يتوجهون‬ ‫بنداء استغاثة إلى والي الجهة‬ ‫بناء أســواق القــرب التي طلع بها مخطط‬ ‫طنجة الكبـرى أحيت األمل لدى السكان ولدى‬ ‫ممتهني تجارة األرصفة‪ ،‬في القضاء على « تجارة‬ ‫التفريش» التي تحولت إلى وسيلة للتعيش‪،‬‬ ‫أمام تفشي البطالة وانسداد األفاق في وجه‬ ‫مئات اآلالف من النساء والرجال والشباب‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪390‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 922‬ـ الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ رياضة التنس‪...‬‬ ‫قوانينها‪..‬تسميتها‪..‬‬ ‫أساسها (‪)2‬‬

‫استطاع‬

‫ادريس المرابط‪ ،‬مدرب اتحاد طنجة لكرة القدم كسب‬ ‫ستة عشر نقطة من تعادل وخمس انتصارات‪ ،‬أربعة منها‬ ‫متتالية‪ .‬واألهم ما في ذلك‪ ،‬تمكن المدرب الشاب أن يعيد للفريق هويته من‬ ‫خالل إعادة الثقة وحسن التواصل‪ ،‬والدليل أن النتائج التي حققها في ظرف‬ ‫وجيز لم تأت عن طريق الصدفة‪ ،‬سيما أنها تحقق على حساب فرق من حجم‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬والوداد والمغرب التطواني بعقر دار األخيرين‪ ،‬وفي‬ ‫الديربي وما أدراك ما الديربي‪ .‬ونأمل أن يتحلى المكتب المسير بالشجاعة‪،‬‬ ‫ويساعد المدرب المرابط على بناء فريق للمستقبل‪ ،‬والفرصة سانحة اليوم‬ ‫بالنتائج المحققة حتى اللحظة‪ ،‬وحذاري من الغرور والحديث عن اللقب‪ .‬أكيد‬ ‫أننا نريده‪ ،‬لكن األولوية للبناء‪.‬‬

‫ليونيل ميسي‪...‬‬ ‫جنم الرب�سا ومنتخب التانغو‬

‫ليونيل‪ ،‬عانت األرجنتين أكثر مما كان متوقعا قبل أن تضمن أخيرا مقعدها في‬ ‫روسيا ‪ .2018‬ما هي المكانة التي يحتلها األلبيسليستي حالياً بالمقارنة مع عمالقة‬ ‫آخرين مثل ألمانيا والبرازيل؟‬ ‫سنصل إلى النهائيات ونحن في أفضل حاالتنا‪ .‬أداؤنا آخذ في التحسن‪ ،‬بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫في التصفيات عشنا بعض المواقف الصعبة التي لم نكن نتوقعها‪ ،‬بل وأستطيع القول إننا‬ ‫لم نكن نستحقها‪ ،‬ألننا في بعض المباريات وخاصة ضد فنزويال وبيرو كان بإمكاننا الفوز‬ ‫بكل سهولة‪ .‬ولو حصل ذلك لما كنا لنصل إلى ما وصلنا إليه ضد اإلكوادور‪ .‬لم نخض سوى‬ ‫أربع مباريات رسمية تحت إمرة مدربنا الجديد‪ ،‬ولكن بعد المباراة مع اإلكوادور سيظهر‬ ‫منتخبنا بوجه مختلف تماماً‪ ،‬وسوف يتحسّن أداؤه ال محالة‪ .‬سوف يتخ ّلص األرجنتينيون من‬ ‫كل ما انتابهم من توتر وقلق وخوف قبل تلك المباراة التي كنا نواجه فيها خطر الفشل في‬ ‫تحقيق الهدف المنشود‪ .‬سوف تتغيّر صورة الفريق كثيراً‪.‬‬

‫تصنف لعبة التنس حسب األرضية التي تقام عليها المباريات‪ ،‬ولعبة‬ ‫التنس األرضي تصنف في منافساتها حسب نوع األرضية التي تقام عليها‬ ‫المسابقة مثلها مثل األلعاب األخرى ككرة القدم‪ ،‬وتصنف مالعب التنس‬ ‫على النحو التالي‪ :‬‬ ‫ مالعب رملية‪ .‬‬‫ مالعب صلبة‪ .‬‬‫ المالعب العشبية (المالعب الخضراء)‪.‬‬‫وأبعاد هذه المالعب ثابتة دائماً وخاصة في الطول‪ ،‬والعرض يختلف‬ ‫باختالف المتبارين‪ ،‬حيث إن العرض يزيد قلي ً‬ ‫ال في حالة مسابقات‬ ‫الزوجي‪ .‬وملعب التنس عبارة عن مستطيل يبلغ طوله ‪ 23.77‬متراً‪،‬‬ ‫والعرض ثابت ما عدا في منافسات‪ ‬‬ ‫الزوجي حيث يزيد بنسبة ‪ 1.37‬متر‪ ،‬وفي منتصف الملعب توضع‬ ‫شبكة بعرض الملعب تماماً وبارتفاع‪91.5‬سنتمتراً‪ .‬‬ ‫قوانين اللعبة الدولية وطريقة ممارستها‪ ‬‬ ‫يعتمد في قوانين اللعبة أن يتبادل الالعبان ضرب الكرة على أن‬ ‫تمر الكرة فوق‪ ‬الشبكة الموجودة في منتصف الملعب وعلى أن ال تتجاوز‬ ‫الحدود المسموحة لها داخل‪ ‬المستطيل وتحتسب النقاط ضد أي من‬ ‫الالعبين المتنافسين في الحاالت التالية‪:‬‬ ‫ إذا لمس الكرة أو قام بضربها أكثر مرة في نصف الملعب‬‫المخصص له‪ .‬‬ ‫ إذا لمس الالعب أو مضربه الشبكة الموجودة في منتصف الملعب‪ .‬‬‫ إذا قام الالعب بضرب الكرة قبل تجاوزها للشبكة الموجودة في‬‫نصف الملعب‪.‬‬ ‫ إذا لمست الكرة أي جزء من جسمه أو أي شيء آخر خالف الشبكة‬‫الخاصة بمضرب الالعب‪.‬‬ ‫وفي مباريات التنس ليس هناك وقت محدد للعبة حيث تتوقف‬ ‫مسألة الوقت على مهارة أي من الالعبين في إنهاء اللعبة لصالحه‪ ،‬وتقام‬ ‫المباريات بنظام الفردي والزوجي‪ ،‬سواء للرجال أو السيدات‪ ،‬أو الزوجي‬ ‫المختلط بأن يكون هناك العب والعبة في كل فريق‪ ،‬وتقام‬ ‫المباراة بنظام المجموعات وكل مجموعة تتألف من ستة أشواط‪،‬‬ ‫وفي السيدات تكون المباراة عبارة عن مجموعتين‪ ،‬أما بالنسبة للرجال‬ ‫فتتضمن المباراة ثالث مجموعات‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫فشلت منتخبات كبيرة في التأهل إلى كأس العالم‪ .‬هل فوجئت بإقصاء‬ ‫تشيلي‪ .‬وهل يمكن القول إن جراح خسارتكم أمام ألمانيا بالبرازيل‬ ‫‪ 2014‬قد التأمت بشكل نهائي؟‬ ‫نعم‪ ،‬لقد كان أمراً مفاجئاً للجميع‪ .‬ألن األمر يتعلق ببطل كوبا أمريكا‬ ‫في النسختين األخيرتين‪ ،‬وألننا بصدد الحديث عن فريق اعتاد على‬ ‫الفوز؛ فريق كبير بالعبين جيدين جداً‪ .‬وهذا يدل على مدى صعوبة‬ ‫التصفيات في أمريكا الجنوبية‪ ،‬حيث ال يمكنك أن تنتظر هدايا من‬ ‫أي فريق‪ .‬ليس من السهل اللعب في عقر دار بوليفيا أو فنزويال أو‬ ‫اإلكوادور أو كولومبيا وال أي من البلدان األخرى التي يتعين عليك‬ ‫الذهاب إليها‪ ،‬وال سيّما البرازيل‪ .‬إنها تصفيات متكافئة جداً‪،‬‬ ‫حيث أصبح التأهل لكأس العالم أصعب من أي وقت مضى‪.‬‬ ‫وبالنسبة لجراح نهائي ‪ 2014‬بالبرازيل‪ ،‬ال! ولست أعرف ما إذا‬ ‫كانت ستلتئم يوماً ما‪ .‬أعتقد أنه سيتعين علينا أن تقبل ذلك‪،‬‬ ‫ألنه سيظل حاضراً في الذاكرة على الدوام‪ .‬كأس العالم تحمل‬ ‫في طياتها ذكرى جميلة جداً‪ ،‬وفي الوقت نفسه ذكرى‬ ‫مريرة جداً‪ ،‬نظراً للكيفية التي انتهت بها وما آلت إليه‬ ‫األمور‪ .‬ولكنها ستظل حاضرة في األذهان دائماً‪.‬‬ ‫ع��ام��اً‬ ‫على المستوى الشخصي‪ ،‬بلغت من العمر ‪30‬‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫بالفعل‪ ،‬وإن ك��ان من الصعب تصديق‬ ‫الوضـع حيـث‬ ‫ن��ض��ج��ت ف��ي‬

‫هل تعتبر أنك توجـد اآلن في‬ ‫كنت تتخيّل نفسك من قبل‪ ،‬وهل‬ ‫طريقة لعبك أيضاً؟‬ ‫أين سأكـون عندمـا‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬لم أتخيّل أبداً كيف أو‬ ‫أبلغ هذه المرحلة من حياتي‪ .‬ولكن أستطيع القول إنني على خير ما يرام‬ ‫وسعيد جداً في حياتي الشخصية‪ ،‬حيث أتطلع ألن أُرزق بمولودي الثالث‪.‬‬ ‫كما أني سعيد جداً في كرة القدم‪ .‬أستطيع القول إنني في أفضل حال‬ ‫داخل الملعب وخارجه‪ .‬إنني سعيد جداً بما أعيشه وأنا في هذه المرحلة‬ ‫من العمر‪ .‬بالنسبة لنضجي نعم‪ ،‬بالطبع‪ .‬يواصل المرء نموّه وتحسنّه‬ ‫على مر السنين‪ .‬كما يكتسب ويتعلم أشياء جديدة ويطور أسلوبه مع‬ ‫الوقت‪ .‬يمكن القول إنني كلما تقدّمت في السن‪ ،‬كلما تحسّن أدائي‬ ‫على أرض الملعب‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫م��رور‬

‫برشلونة يضحي ب ‪ 5‬نجوم من أجل‬ ‫صفقاته المنتظرة‬

‫كشفت تقارير صحفية عن أن برشلونة سيحاول بيع عدد من العبيه خالل الفترة المقبلة من أجل تخفيف األعباء المالية على‬ ‫النادي وعدم انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف الموضوعة من قبل االتحاد األوروبي‪ ،‬خاصة وان النادي الكتالوني يريد الدخول‬ ‫بقوة في سوق االنتقاالت والتعاقد مع فيليب كوتينيو نجم ليفربول و أنطوان جريزمان نجم أتلتيكو مدريد في يناير والصيف المقبل‬ ‫على التوالي ووفقا لصحيفة سبورت فإن هناك ‪ 5‬أسماء مرشحة بقوة للرحيل عن ملعب كامب نو حيث يريد المدرب ارنستو فالفيردي‬ ‫تقليل عدد الالعبين المتاحين لديه في النصف الثاني من الموسم الحالي من خالل التخلص من األسماء التي ال يحتاجها البارسا‪.‬‬ ‫واوضحت الصحيفة أن هؤالء الالعبين هم‪ :‬رافينيا الذي يريد مشاركات أكثر للحصول على مكان مع منتخب البرازيل في كأس العالم‬ ‫‪ ،2018‬ويعتبر سيلتا فيجو األقرب للحصول على خدماته‪ ،‬بينما الظهير األيمن أليكس فيدال هو محل اهتمام الثالثي إشبيلية‪ ،‬أتلتيكو‬ ‫مدريد وإنتر ميالن‪ .‬ومع عودة الصفقة الجديدة عثمان ديمبلي فإن رحيل الجناح جيرارد ديولوفيو اصبح أقرب من أي وقت مضى حيث‬ ‫يقال ان الالعب يخطط للعودة اليطاليا وسيرتدي قميص إنتر ميالن‪ ،‬فيما المدافع المخضرم خافيير ماسكيرانو سيرحل للصين‪.‬‬ ‫ومازالت مشكلة صانع األلعاب التركي أردا توران مستمرة حيث فشل برشلونة حتى األن في إيجاد مشتري مناسب له بسبب أجره‬ ‫السنوي المرتفع‪ ،‬لكن من المتوقع أن تجد إدارة البلوجرانا حال لخروجه ويقال أن نادي بشكتاش التركي هو األقرب للحصول عليه‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪922‬‬

‫ادريس المرابط‪:‬‬

‫«النهج الدفاعي حق مشروع»‬ ‫مدرب اتحاد طنجة سعيد بثالث نقط الديربي‬ ‫أبدى ادريس المرابط‪،‬‬ ‫مدرب اتحاد طنجـة تأسفــه‬ ‫للوضعية التي يوجد عليهــا‬ ‫المغرب التطواني وتمنى خروج‬ ‫الفريق من أزمتــه في أســـرع‬ ‫وقت‪ .‬وفي تقييمه لمبـــاراة‬ ‫الديربي الذي عاد لفائدة فريقه‬ ‫على حساب المغرب التطواني‬ ‫بهدف لصفر‪ ،‬قال المرابط»‬ ‫كنا نعي صعوبة مباراة اليوم‬ ‫باعتبارها ديربي أوال‪ ،‬ثم أن‬ ‫الفريق التطواني ال خيـــار له‬ ‫فيها سوى الفوز من أجل الخروج‬ ‫من أزمته وهو مدعم بعاملي األرض والجمهور‪ .‬كنا نعي أن‬ ‫مباراة الديربي ستحكمها جزئيات بسيطة‪ ،‬اشتغلنا على الجانب‬ ‫النفسي والتنظيم الدفاعي المنظم طيلة األسبوع‪ .‬الهدف‬ ‫األساسي كان هو قطع على الفريق المنافس بلوغ مرمى فريقنا‬ ‫وهذا حق مشروع في الكرة‪ ،‬مع المباغثة بالمرتدات‪ ،‬بحثا عن‬ ‫التسجيل كهدف ثاني‪ ،‬وهو ما تأتى لنا كذلك‪ .‬أحرزنا ثالث‬ ‫نقط مهمة جدا»‪ .‬وعبر مدرب اتحاد طنجة عن سعادته بنيل‬ ‫الثقة والفرصة للتدريب بالقسم األول في البطولة الوطنية‪،‬‬ ‫بعدما خاض تجارب ناجحة خارج البلد وقال» ربما تأخرت‬ ‫الفرصة‪ ،‬والمهم أنها أتت في الوقت المناسب‪ ،‬ولحد الساعة‬ ‫هناك شهادات أعتز بها بكوني أهال لهذه الفرصة والثقة‪.‬‬

‫وأتمنى أن نواصل على نفــس‬ ‫المنوال اإليجابي في ما تبقى‬ ‫من المباريات»‪ .‬وأكد المرابط‬ ‫ثقته في التركيبة التي يتوفر‬ ‫عليها الفريـق‪ ،‬لكنه لم يخــف‬ ‫نيته في دخول سوق االنتدابات‬ ‫الشتوية»هناك انتدابات ستكون‬ ‫طفيفة لتقوية بعد المراكز‪ .‬ألن‬ ‫الفريق يتوفر على تركيبة قوية‬ ‫بعناصر شابة كانت تنقصها‬ ‫الثقة‪ ،‬سيما عناصر محلية أكدت‬ ‫قدرة طنجة على تفريخ المواهب‪.‬‬ ‫العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في مسار الالعبين كذلك‪.‬‬ ‫نجحنا في هذا الجانب والمجموعة بالعناصر التي منحناها الثقة‪،‬‬ ‫أكدت أن ال خوف على مستقبل الفريق بحكم عامل صغر السن‪،‬‬ ‫وكذا اإلمكانات التقنية الفردية والجماعية التي أصبح يزخر‬ ‫بها اتحاد طنجة‪ ،‬والدليل وجود العبين من الفريق بالمنتخب‬ ‫الوطني للمحليين من خالل المهاجم أحمد حمودان والحارس‬ ‫رضا التكناوتي شرف للمدينة‪ .‬واختيارهما من طرف المدرب‬ ‫جمال السالمي لم يأت من فراغ‪ ،‬بل أن إمكانياتهما فرضت‬ ‫نفسها وجعلتهما أهال لهذه الثقة‪ .‬ومتفائل لعناصر شابة من‬ ‫الفريق ستكون حاضرة مستقبال بباقي فئات المنتخب الوطني‬ ‫والخير أمام»‬

‫فرتوت ‪:‬‬ ‫«ال عالقة لي بانتدابات المغرب التطواني»‬

‫أكد يوسف فرتوت‪ ،‬مدرب‬ ‫المغرب التطواني عزم الفريق‬ ‫على القيام بانتدابات قد تصل‬ ‫إلى ستة العبين‪ ،‬من أجـــل‬ ‫إخراج الفريق من أزمة النتائج‬ ‫التي جعلته يحتل المركز األخير‬ ‫برصيد ‪ 6‬نقطة حصدها من فوز‬ ‫واحد وثالثــة تعادالت‪ .‬وأوضح‬ ‫المدرب ضرورة تسريح بعض‬ ‫الالعبين من أجل تعويضهم‬ ‫في فترة االنتدابات الشتوية‪،‬‬ ‫لكنه رفض اإلفصاح عن أسماء‬ ‫الالعبين تفاديا لحدوث مشاكل‬ ‫في المستقبل‪ ،‬سيما مع العبين قد يستمرون مع الفريق في‬ ‫حال فشل فسخ عقودهم‪ .‬وسيصعب التعامل معهم يقول‬ ‫مدرب المغرب التطواني» الفريق في حاجة إلى تعزيزات‪،‬‬ ‫سنستغل توقف البطولة وافتتاح مرحلة االنتدابات الشتوية‬ ‫النتداب أربعة إلى ستة العبين جيدين حتى يخرج الفريق من‬ ‫أزمته‪ .‬وهذا يتطلب خروج العبين كذلك‪ .‬والالعب المغربي‬ ‫يبقى هاوي في عقليته‪ .‬قد يكون هناك العبين ال يدخلون في‬

‫منظومتي‪ ،‬وفـي حال استحالـة‬ ‫الفسخ معهم‪ ،‬سأضطر لالعتماد‬ ‫عليهــم‪ .‬أخــشـــى أن يكـــون‬ ‫رد فعلهم سلبيـــا‪ ،‬ويعتبرون‬ ‫قراري حساب شخصي معهم‪،‬‬ ‫فال ينضبطون‪ ،‬الالعبـــون ال‬ ‫ينظرون إلى أن المدرب يبحث‬ ‫عن مصلحة الفريق‪ ،‬وسيكون‬ ‫الفريق هو الخاسر‪ ،‬لهذا أرفض‬ ‫ذكر األسماء في الوقت الحالي»‪.‬‬ ‫ورفض فرتوت التعليق على‬ ‫مسؤولية المدرب األسبق‬ ‫للفريق‪ ،‬فؤاد الصحابي في االنتدابات‪ ،‬بعدما اشرف على‬ ‫تدريب الفريق تحضيرا لبداية الموسم قبل إقالته المبكرة»‬ ‫اليمكنني الحديث عن انتدابات المدرب الذي سبقني‪ ،‬ألنه‬ ‫يبقى زميلي في المهنة‪ .‬لكل واحد رأي ونظرة في الالعبين‪،‬‬ ‫لكن الملعب يوضح كل األمور‪ .‬ال أعتقد أن العبا واحدا حتى‬ ‫اليوم في المغرب التطواني لم ينل حظه في المشاركة في‬ ‫مباريات الفريق»‪.‬‬

‫نادي البوغاز‪ ‬لكرة السلة على الكراسي‬ ‫المتحركة يحقق االزدواجية‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫لقجع يدعو األطر التقنية الوطنية إلى القطيعة‬ ‫مع إنجازات الصدفة‬ ‫عقد فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬أول أمس‬ ‫الخميس بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ ،‬اجتماعا‪ ،‬مع اإلدارة التقنية‬ ‫الوطنية بكل مكوناتها‪ .‬ودعا لقجع‪ ،‬خالل االجتماع إلى ضرورة وضع قطيعة‬ ‫مع إنجازات الصدفة‪ ،‬مؤكدا أن كرة القدم أصبحت علما قائم الذات‪ ،‬ينبني‬ ‫على أسس علمية وبطريقة احترافية‪ ،‬مبرزا دور التكوين في بلورة العمل الذي‬ ‫تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬ووقف رئيس الجامعة‪ ،‬في‬ ‫كلمته على مكامن الخلل في اإلدارة التقنية الوطنية على مستوى التكوين‬ ‫سواء في صنف اإلناث أوفي الفئات السنية الصغرى‪ ،‬في السنوات الماضية‪.‬‬ ‫وحرص على التأكيد على أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬ستنخرط‬ ‫دون قيد أو شرط في تدعيم التكوين لما له من دور كبير في تطوير الممارسة‬ ‫الكروية ببالدنا‪ ،‬موضحا ضرورة االبتعاد عن الحلول الترقيعية‪ .‬وحث لقجع‪،‬‬ ‫المدراء التقنيين الجهويين على ضرورة االنخراط في العمل الميداني‪ ،‬مبرزا‬ ‫أن خاصية اإلدارة التقنية تبقى مستقلة في عملها‪ ،‬مطالبا إياهم بتطوير‬ ‫عملهم‪ ،‬مؤكدا‪ ،‬أن الوقت حان لتطوير منظومة العمل واالنخراط الجدي‬ ‫لوضع استراتيجية عمل احترافية‪ ،‬لتطوير الممارسة الكروية ببالدنا ألنها‬ ‫رافعة اجتماعية‪ ،‬مبرزا أنه لم يعد هناك مجاال لتحجج بضعف البنيات التحتية ‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫اإلدارة التقنية الوطنية تجتمع مع اللجنة التقنية للكاف‬ ‫عقدت اللجنة التقنية التابعة لإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ ،‬والتي يترأسها‬ ‫كالوشا بواليا‪ ،‬اجتماعا مع اإلدارة التقنية الوطنية من أجل دراسة الجوانب‬ ‫التنظيمية الخاصة بنظام دبلوم التدريب‪ .‬وخالل هذا االجتماع الذي عقد‬ ‫بمدينة الرباط تم االتفاق على الهيكلة الجديدة الخاصة بتكوين األطر ‪C :‬‬ ‫‪ .CAF - B CAF - A CAF et Pro CAF‬و شروط التسجيل‪ .‬و المحتويات‬ ‫مع عدد ساعات الدراسة‪ .‬و شروط التقييم‪ .‬و شروط المكونين‪ .‬و اتفاقية‬ ‫كاف بشأن التدريب األطر‪ ‬وتقرر خالل اإلجتماع أيضا‪ ،‬رفع جميع البيانات‬ ‫الخاصة بالمدربين‪ ،‬إلى المكتب التنفيذي للكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم‪،‬‬ ‫مع إطالق شهر يناير ‪ 2018‬دبلوم جديد ‪ Pro CAF‬الذي سيكون األول في‬ ‫إفريقيا وسيتم إطالقه من المغرب‪ .‬ومن أجل رفع مستوى كرة القدم بإفريقيا‪،‬‬ ‫ستتم دراسة دبلوم تخصص آخر ويتعلق األمر بـ‪( :‬المُكون‪ ،‬المعد البدني‪،‬‬ ‫مدرب حراسة المرمى‪ ،‬كرة القدم داخل القاعة وكرة القدم الشاطئية)‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫صرف منح الشطر الثاني ألندية القسم الوطني األول والثاني‬ ‫أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية لكرة القدم‬ ‫االحترافية‪ ،‬صرف الشطر الثاني من المنحة المخصصة ألندية القسمين‬ ‫الوطنيين األول والثاني للنخبة الخاصة بالموسم الرياضي ‪.2017/2018‬‬ ‫وأكدت الجامعة أنها قامت بصرف المنح الخاصة بأندية بطولة اتصاالت‬ ‫المغرب‪-‬القسم األول وتقدر بـ‪ 15.621.111.00‬درهما‪ ،‬وكذا المنح الخاصة‬ ‫بأندية اتصاالت المغرب‪-‬القسم الثاني وتقدر بـ ‪ 8.288.334.00‬درهما‪،‬‬ ‫علما أنها عمدت على اقتطاع المبالغ الموجودة في ذمة الفرق‪ ،‬والتي أقرتها‬ ‫لجنة النزاعات‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬تؤكد الجامعة أن األندية التي لم تعقد بعد‬ ‫جموعها العامة أو التي ال تتوفر على ملفها القانوني ستتوصل بمنحها فور‬ ‫تسوية وضعيتها اإلدارية لدى الجامعة‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫قرارات اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية‬

‫أحرز نادي البوغاز‪ ‬لكرة السلة على الكراسي المتحركة‬ ‫االزدواجية خالل الموسم الرياضي الحالي‪،2017 / 2016 ،‬‬ ‫بعد فوزه بلقب كأس العرش لرياضة األشخاص المعاقين‬ ‫على حساب الجمعية الرياضية بسوس‪ -‬أكادير بفوزه عليه‬ ‫في النهائي الذي احتضنته القاعة المغطاة بالمجمع الرياضي‬ ‫األمير موالي عبد اهلل بالرباط‪ .‬بنتيجة بفوز في النهائي ‪36‬‬ ‫مقابل ‪.35‬‬ ‫النهائي حضره رئيس الحكومة‪ ،‬سعد الدين العثماني‬ ‫الذي تراس حفل توزيع الكؤوس على الفائزين إلى جانب حميد‬

‫العوني‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة األشخاص‬ ‫المعاقين‪ ،‬ونائب رئيس اللجنة البارالمبية االفريقية‪ ،‬وممثلي‬ ‫وزارة الشباب والرياضية‪ ،‬وشخصيات أخرى‪ .‬وكان ممثل‬ ‫طنجة حاز لقب البطولة الوطنية بفوز في النهائي على الفريق‬ ‫السوسي نفسه بحصة ‪ 52‬مقابل ‪ .32‬ليواصل التألق الزحف‬ ‫نحو األلقاب‪ ،‬بعدما كان قد اضاف إلى ألقابه كأس الدورة‬ ‫الخامسة من المسابقة البارالمبية الوطنية للسلة‪ ‬الشهر‬ ‫المنصرم بعد فوزه على جمعية معاونة أسفي بحصة ‪58‬‬ ‫مقابل ‪.32‬‬

‫قررت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم في اجتماعها يوم الثالثاء الماضي إصدار قرارات تأديبية‬ ‫بالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول ‪ ،‬بتوقيف جمال برارو‪،‬‬ ‫العب فريق الكوكب المراكشي لـ‪ 3‬مباريات مع غرامة مالية قدرها ‪5000‬‬ ‫درهما‪ ،‬لطرده في المباراة التي جمعت فريقه بالدفاع الحسني الجديدي‬ ‫لحساب الجولة ‪ 12‬من البطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪ .‬و‬ ‫بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ ،‬تغريم نادي المغرب التطواني مبلغ‬ ‫‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق‬ ‫الراسينغ الرياضي‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 10‬من البطولة‪ .‬وتغريم الراسينغ الرياضي‬ ‫مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته‬ ‫بفريق المغرب الرياضي التطواني‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 10‬من البطولة‪.‬‬ ‫وتغريم الدفاع الحسني الجديدي مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪4‬‬ ‫إنذارات خالل المباراة التي جمعته بالرجاء الرياضي‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 11‬من‬ ‫البطولة‪ .‬وتغريم أولمبيك أسفي مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪4‬‬ ‫إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق الفتح الرياضي‪ ،‬لحساب البطولة‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪922‬‬

‫سنة ‪2017‬‬

‫مبنا�سبة االحتفال باليوم العاملي للغة العربية‬

‫بين حراك وحراك‪ ....‬حراك‪! ‬‬

‫استقبلناها على وقع مقتل شهيد شاحنة أزبال الحسيمة‬ ‫وودعناها على نعي شهيدي «ساندريات» جرادة‬ ‫من أجل رغيف أسود بطعم العلقم‬

‫تكريم‬ ‫ن‬ ‫الدكتور عبد اللطيف شهبو ‪‎‬‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫إخفاق الحكومة البيجيدية‪ ،‬بـ «لواءيها»‬ ‫عن احتواء األزمات دفعها إلى «معانقة» الحل‬ ‫األمني» الذي ما حل يوما قضية وال حقق غاية‪،‬‬ ‫بل إنه إنما يترك لدى المواطن شعورا بالضعف‬ ‫والظلم والغبن والهوان‪ ،‬شعور ينتقل من اآلباء‬ ‫إلى األبناء‪ ،‬لتختزنه الذاكرة الجماعية‪ ،‬في عملية‬ ‫حفر مستمر‪ ،‬يديم ألم الجرح الغائر‪.‬‬ ‫ال ينكر إال جاهل أو جاحد أو مغرور‪ ،‬وجود‬ ‫نقط مضيئة في سيرورة األحداث التي طبعت‬ ‫السنة التي رحلت‪ ،‬غير مأسوف على رحيلها‪،‬‬ ‫وأهم تلك النقط ‪ ،‬الخطابات الملكية بمناسبة‬ ‫ذكرى المسيرة الخضراء وعيد العرش ويوم‬ ‫افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان‪ ،‬التي جاءت‬ ‫بنبرة انتقادية ح��ادة‪ ،‬لتدبير الشأن العام‬ ‫المطبوع باالختالالت التي عجلت بإعفاء عدد‬ ‫من المسؤولين ‪ ،‬في حكومة سعد الدين‬ ‫العثماني الذي كلفه جاللة الملك بتشكيل‬ ‫الحكومة البيجيدية الثانية في ‪ 17‬مارس‬ ‫الماضي‪ ،‬بعد إعفاء عبد اإلل��ه بنكيران في‬ ‫الظروف الدقيقة التي نعرف‪.‬‬ ‫ومعلوم أن قرار اإلعفاء الذي مس وزراء‬ ‫من حكومة العثماني وبنكيران‪ ،‬جاء على خلفية‬ ‫ملف «الحسيمة منارة المتوسط» ‪ ،‬إعفاء ّ‬ ‫ذكـر‬ ‫المسؤولين بأن سيف المحاسبة وإن لم ينزل‬ ‫اليوم على رقابهم‪ ،‬فإنه نازل غــدا‪ ،‬ال محالة‪،‬‬ ‫ليقتص للشعب ممن تهاونوا في الخدمـــة‬ ‫العمومية‪ ،‬وهي خدمة «مدفوعة األجر» وبشكل‬ ‫مريح‪ ،‬وال يتطلب الوصول إليها سوى «توفيق‬ ‫أقدار» أو طيب مزاج‪..... ! ‬‬ ‫ثم إن السنة شهدت منجزات هامة في‬ ‫مجالت القضاء والحريات العامة ‪ ،‬وإنجازات‬ ‫وجيهة في المجال االقتصادي‪ ،‬تأتي على‬ ‫رأسها مدينة محمد السادس الصناعية بطنجة‪،‬‬ ‫واستقطاب طنجة للمزيد من الصناعات الحديثة‬ ‫القوية‪ ،‬والترخيص للبنوك التشاركية‪ ،‬ونجاح‬ ‫المغرب في السيطرة التامة على الوضع األمني‬ ‫عبر العديد من العمليات التي كان لها رجع‬ ‫صدى إيجابي على مستوى أوروبا والعالم‪.‬‬ ‫إال أنه كانت للسنة التي نودع‪ ،‬سلبيات‬ ‫كثيرة‪ ،‬كان لها تأثير سيء على المزاج العام‬ ‫للمواطنين‪ ،‬الذين يطالعون كل ي��وم في‬ ‫الصحافة الوطنية ويتابعون على التلفزات‬ ‫العالمية أخبار تتصل بمظاهر الفساد تتصدر‬ ‫بعضها أخبار تخص بعض النافذين من «فئة»‬ ‫«خدام الدولة» ‪ ،‬هذا التعبير الذي استفز مشاعر‬ ‫المواطنين وترك لديهم اإلنطباع بأن «خدمة‬ ‫الدولة» ال يحدها «ال إيمان وال قانون» (‪ ‬‬ ‫‪ .)! ni loi, ni foi‬نفس االنطباع يتشكل‬ ‫لدى المواطنين وهم يقفون على التفاوت‬ ‫الفاحش بين سكان مختلف جهات المغرب‬ ‫الذي يبدو أنه لم يتخلص‪ ،‬بعد‪ ،‬بالكامل‪ ،‬من‬ ‫التصنيف االستعماري الشهير « النافع واألقل‬ ‫نفعا»‪......!!! ‬‬ ‫هذا التفاوت الخادش» للمواطنة يتمثل في‬ ‫النقص الفاضح في البنيات الحضرية والقروية‪،‬‬ ‫بين منطقة وأخرى‪ ،‬وجهة وأخرى‪ ،‬التي هي حق‬ ‫من حقوق المواطنة األساسية ومن متطلبات‬

‫الحياة الكريمة من فضاء اجتماعي مناسب‬ ‫وتعليم وشغل ومواصالت ‪ ،‬وخدمات صحية‬ ‫ضرورية الستمرار الحياة البشرية‪ ،‬وغيرها مما‬ ‫يشكل في بعض الجهات ‪ ،‬بنيات تحتية وفوقية‬ ‫أساسية‪ ،‬وفي جهات أخرى ضربا من «كماليات»‬ ‫ال قبل ألهلها بها‪...! ‬‬ ‫ولعل ح��ادث سيدي بوعالم بالصويرة‬ ‫سيظل شاهدا على أوض��اع الفقر والهشاشة‬ ‫التي تعيشها مناطق شاسعة من المغرب‪ ،‬حد‬ ‫أن تغامر نسوة قرويات بحياتهن ‪ ،‬ليس بسبب‬ ‫«اللهطة» التي عللت بها وزي��رة «مخرققة»‬ ‫(يعنى أنها تضع فوق رأسها خرقة) بل بسبب‬ ‫الفقر والجوع والهشاشة‪.‬‬ ‫حقيقة إن المغرب وض��ع مخططات‬ ‫لتقريب المناطق بهدف تعميم االستفادة‬ ‫من ثروات البالد‪ ،‬ولكنها مخططات تصطدم‬ ‫ب��ـ «االخ��ت�لاالت» الناتجة ع��ن ع��دم تقدير‬ ‫المسؤولية‪ ،‬وقلة الحزم في القيام بالواجب‪،‬‬ ‫االمر الذي أدى إلى تجمد العديد من المشاريع‪،‬‬ ‫بل وضياع بعضها وما رصد لها من اعتمادات‬ ‫هائلة‪ ،‬وهذه الصحافة الوطنية تتحدث ‪ ،‬اليوم‪،‬‬ ‫عن اختالالت في برنامج «مراكش‪ ،‬حاضرة‬ ‫متجددة» بكلفة ‪ 630‬مليار‪ ...! ‬الذي كان ثمرة‬ ‫اتفاقية شراكة تم التوقيع عليها سنة ‪،2013‬‬ ‫فهل سيلتحق برنامج «مراكش حاضرة‬ ‫م��ت��ج��ددة» ببرنامج «الحسيمة جوهرة‬ ‫المتوسط» لتشهد المدينة الحمراء ارتدادات‬ ‫قوية لزلزال الحسيمة‪ ،‬خاصة إذا حشر قضاة‬ ‫العزيز ادريس جطو أنوفهم في الملفات الثقيلة‬ ‫التي بدأ يتضح‪ ،‬بحسب ما روته بعض المنابر‬ ‫الصحافية‪ ،‬أن بعض وحدات المشروع لم تخضع‬ ‫للدراسات العلمية والتقنية بالشكل الكامل‪،‬‬ ‫ووج��ود تداخل في اختصاصات المتدخلين‬ ‫وعدم التنسيق فيما بين المصالح الخارجية‬ ‫والمجلس الجماعي‪....‬يعني جل مكونات ملف‬ ‫اختالالت مخطط «المنارة»‪.....!!! ‬‬ ‫أحداث مدينة الفحم‪ ،‬ج��رادة‪ ،‬التي ودع‬ ‫المغرب على خلفية ملفها المؤلم‪ ،‬سنة ‪،2017‬‬ ‫والتي ذهب ضحيتها شقيقان من محترفي‬ ‫«السندريات» أو «الحواسي»‪ ،‬والتي يبدو أن‬ ‫التعامل «الرسمي» معها لم يكن «سليما»‬

‫‪ ،‬وف��ي مستوى المسؤولية ‪ ،‬حيث ضغطت‬ ‫السلطات المحلية من أجل دفن الضحيتين‬ ‫ليال‪ ،‬من باب االحتراز األمني‪ ،‬ربما‪ ،‬إال أن‬ ‫التفكير في هذا األمر يعبر عن جهل تام بظروف‬ ‫المرحلة‪ ،‬وبأصول المجتمع المغربي وتقاليده‬ ‫وتدينه ونضجه السياسي‪.‬‬ ‫وال شك أن «التدخل األمني» المرفوض‬ ‫من طرف مختلف المنظمات الحقوقية بالمغرب‪،‬‬ ‫الذي قوبل به حراك الريف وح��راك العطش‬ ‫بوزان وزاكورة‪ ،‬وحراك الغبار األسود بالقنيطرة‪،‬‬ ‫وح��راك اإلختناق «الكيماوي» بآسفي‪ ،‬وفي‬ ‫غيرها من المناطق‪ ،‬والذي كان له األثر الوخيم‪،‬‬ ‫على مجرى األح��داث في هذه المناطق‪ ،‬دفع‬ ‫السلطات إلى محاولة تهدئة الوضع بمدينة‬ ‫«جرادة» بالرغم من اإلنزال األمني الملحوظ‪،‬‬ ‫والسعي إلى «امتصاص» غضب السكان ‪ ،‬عبر‬ ‫دعوة عامل اإلقليم ووالي الجهة إلى اجتماع‬ ‫لتدارس حاجات المواطنين‪.‬‬ ‫وأم��ام مطالب ممثلي السكان بالعمل‬ ‫لتحقيق شيء من العدالة في المجال التنموي‪،‬‬ ‫وتعزيز البنيات التحتية‪ ،‬والنهوض باألوضاع‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وتسريع إنجاز المشاريع المتعثرة‬ ‫كالمجزرة والمسبح والحي الصناعي‪ ،‬وتيسير‬ ‫تنقل األشخاص والبضائع داخل اإلقليم من‬ ‫خالل إنجاز الطرق وإصالح المسالك بالوسط‬ ‫القروي»‪ .‬وتوفير بدائل اقتصادية عن مناجم‬ ‫الفحم الحجري التي أغلقت نهائيا سنة‬ ‫‪،2000‬والتي اجتمعت حولها‪ ،‬في الماضي‪ ،‬جل‬ ‫اقتصاديات المدينة‪ ،‬تحدث العامل عن إقليم‬ ‫جرادة وما «يتميز به من وفرة من الموارد‬ ‫البشرية الطموحة‪ ،‬وأعلن أنه «سوف» يتم‬ ‫العمل على استثمار كل ذلك من أجل تنمية‬ ‫اإلقليم‪.!!! ‬‬ ‫وهكذا أطلت علينا سنة ‪ 2017‬بحدث‬ ‫«طحن» شهيد «شاحنة األزب��ال» بالحسيمة‪،‬‬ ‫وما ترتب عن ذلك اليوم المشؤوم من أحداث‬ ‫وأهوال‪ ،‬وودعنا هذه السنة التي قيل إنها كانت‬ ‫سنة «استثنائية» ‪ ،‬على‪ ‬وقع حراك جماهيري‬ ‫واسع‪ ،‬بمدينة جرادة‪ ،‬بعد استشهاد الشقيقين‬ ‫«الحسين» و «جدوان» ‪ »23 ،‬و ‪ 30‬سنة‪ ،‬من‬ ‫أجل «رغيف أسود» بطعم العلقم‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫في إطار االحتفال باليوم العالمي للغة العربية يوم ‪ 18‬ديسمبر من كل سنة‪ ،‬نظمت‬ ‫الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية بطنجة بتنسيق مع مجمع اإلحياء والتجديد مساء‬ ‫السبت ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 30/ 1439‬دجنبر ‪ 2017‬بنادي ابن بطوطة لألعمال االجتماعية‬ ‫للتعليم حفال تكريميا للدكتور عبد اللطيف شهبون بمشاركة الدكاترة‪ :‬هدى المجاطي‪ ،‬أحمد‬ ‫هاشم الريسوني‪ ،‬عبد الرحيم اإلدريسي‪ ،‬عز الدين الشنتوف‪ ،‬عبد الحفيظ البختي‪ ،‬والشعراء‪:‬‬ ‫عمر البقالي‪ ،‬مصطفى المسعودي‪ ،‬جليلة الخليع‪ ،‬تقديرا له واعترافا بما قدمه ألجيال من‬ ‫الطلبة والباحثين‪ ،‬وبدفاعه عن اللغة العربية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬من موقع األستاذية مدة ثمان وأربعين سنة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الكتابة عن أزمة اللغة العربية في المغرب الراهن‪ ،‬وقد خصص لها عددا من‬ ‫األعمدة في جريدة «الشمال»‪.‬‬ ‫ج‪ -‬من خالل الجمعية المغربية لمدرسي اللغة العربية في مطلع سبعينيات القرن‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫تميز الحفل بحضور ثلة من الفاعلين الثقافيين وطلبة باحثين‪ ،‬وإعالميين وممثلي‬ ‫جمعياتمدنية‪.‬‬

‫ِ‬

‫إصدار جديد‬ ‫للدكتور أحمد الطريبق أحمد‬

‫القافلة طويلة ـ من شعراء العالم ـ أولئك الذين سقطت أوراق الربيع‬ ‫من حياتهم‪ ،‬فغابت في سراديب العدم ‪ :‬منهم من قضى نحبه راضيا‪ ،‬في‬ ‫ساحة المرض العضال‪ ،‬ومنهم من سقط صريع الشبح الغامض‪ ،‬ومنهم‬ ‫من لفظ أنفاسه في حومة الوغى‪ ،‬شهيدا مناضال ‪ ...‬ومنهم من تحكمت‬ ‫فيه أيادي القدر‪ ،‬كمن يموت في حادثة سير وجودية‪ ،‬ال مفر منها‪ ...‬ومنهم‬ ‫‪ ...‬إلخ ‪.‬‬ ‫وشاعرنا الشابي ـ الذي نستحضر أغانيه للحياة في هذا اللقاء‪ ،‬كان‪،‬‬ ‫كموضة زمن خاطفة تخطفته أيادي عبر رحلته العابرة في هذا الوجود‪ ،‬وأنى‬ ‫له ذلك أمام جدلية قصر عن إدراكها المعمرون من الفالسفة والحكماء ؟‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.