Achamal n° 925 le 23 janvier 2018 pdf

Page 1

‫جرادة و «الحوار المغشوش»‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 925‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 05‬جمادى الأولى ‪� 23 / 1439‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫بينما أقر سعد الدين العثماني‬ ‫بأنه يجب االعتراف بوجود «حركات‬ ‫احتجاجية معقولة» وأن هناك خصاصا‬ ‫وخلال تنمويا تعمل الحكومة على‬ ‫مواكبته والتفاعل معه بهدف تجاوزه‪،‬‬ ‫وأن الحكومة واعية بأهمية الوضع‪،‬‬ ‫وأن ص���وت ال��م��واط��ن��ي��ن ف��ي ه��ذه‬ ‫االحتجاجات «وصل»‪ ،‬وأن فريقا وزاريا‬ ‫«متكامال» تفاعل مع هذه االحتجاجات‬ ‫للوقوف على انتظارات المواطنين‪،‬‬ ‫خرج نشطاء حراك جرادة‪ ،‬مساء السبت‬ ‫الماضي في مسيرة جديدة حاشدة‪ ،‬إلى‬ ‫مقر البلدية رافعين شعارات تندد بتماطل الحكومة في تنفيذ وعودها بشأن البديل االقتصادي الذي ينادون‬ ‫به‪.‬‬ ‫كما رفع المشاركون شعارات نددوا بواسطتها بما أسموه «الحوار المغشوش» إشارة إلى زيارات االتصال‬ ‫التي قام بها إلى منطقتهم بعض وزراء العثماني حيث شاع بالمناسبة‪ ،‬أنه تم تخصيص «كوطة» مناسبة‬ ‫لنساء جرادة بين آالف المغربيات الالئي يساهمن في موسم جني الفراولة والفواكه الحمراء بإسبانيا‪ ،‬وفق‬ ‫اتفاق تم منذ سنوات بين الحكومتين المغربية واإلسبانية بهذا الشأن‪..‬‬

‫البلوكاج الحكومي‬

‫من بلوكاج بن كيران إلى بلوكاج الزلزال‬

‫والحل ؟‪....‬‬

‫هكذا تسير األمور في بالدنا‪ ،‬من «بلوكاج» إلى «بلوكاج»‪ ،‬ويعيش مسؤولونا الكبار على خشية دائمة من «الزلزال» الذي عصف‪ ،‬نهاية‬ ‫أكتوبر من السنة الماضية‪ ،‬بالعديد من رفاقهم‪ ،‬على خلفية ما سرى نعته في فقه التدبير أو «الحكامة» بجديد التعبير‪ ،‬بـ «االختالالت»‪....‬‬ ‫وهو مفهوم لم ينجح «المبولكون» وال «الناجون» من تحديد معناه وال حجمه وال الخسائر الناجمة عنه‪ ،‬بشكل دقيق‪ ،‬اللهم ما نجحت‬ ‫وسائل اإلعالم في بسطه للعموم ‪ ،‬بطريقتها التي كثيرا ما «تزعج» أهل الحل والعقد‪ ،‬وتدفعهم إلى االستقواء بالمحاكم‪ ،‬لدحض ما‬ ‫يعتبرونه ترهات و «مزاعم»‪« ،‬رحلوا» فصول زجرها وعقوباتها‪ ،‬من قانون الصحافة إلى قانون الجرائم‪ ،‬وليتهم انتبهوا إلى ما تشهده‬ ‫الساحة من نقم ومظالم‪.....‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫تطوان‪..‬لجنة التتبع تفضح إلتفاف فيتاليس‬ ‫و إدعمار‬

‫على إثر اجتماع لجنة التتبع للنقل الحضري‬ ‫بتطوان ليوم الجمعة بمقر جماعة تطوان‪ ،‬خرج‬ ‫سبعة من أعضاء اللجنة ببيان استنكاري ضد‬ ‫ما وصفوه بـ«التفاف» ممثلي شركة فيتاليس و‬ ‫رئيس لجنة التتبع على القرارات السابقة للجنة‬ ‫و إنكارها و التملص من التوافق الذي التزم به‬ ‫رئيس اللجنة مع رؤساء الجماعات المشاركة في‬ ‫التدبير المفوض لهذا المرفق كإزالة الحواجز‬ ‫الحديدية و إرجاع السائقين الذين لم يرتكبوا‬ ‫أخطاء جسيمة‪.‬‬ ‫و هو األمر الذي اعتبره الموقعون على‬ ‫البيان «تحقيرا و انتقاصا ألعضاء هذه اللجنة و‬ ‫ممثلي الساكنة في موقف غريب لرئيس لجنة‬ ‫التتبع»‪ .‬‬ ‫و استغرب الموقعون على البيان من تقرير‬ ‫حصيلة الشركة لسنة ‪ 2017‬الذي لم يتوصل‬ ‫به بشكل قبلي األعضاء حتى يتسنى لهم‬ ‫دراسته و عرضه على المختصين لتكوين فكرة‬ ‫واضحة لمناقشته و إبداء المالحظات الالزمة‬ ‫حول مضمونه‪ .‬‬ ‫كما تفاجأ أصحاب البيان بتقديمه باللغة‬ ‫الفرنسية و ه��ذا ما يتعارض مع مضامين‬ ‫الدستور المغربي‪ ،‬و «اعتراضنا على هذا األمر‬ ‫تفاجأنا من رئيس اللجنة بدفاعه المستميت‬ ‫عن الشركة و محاولة االجابة بدال عنها في‬ ‫موقف غير مفهوم»‪ .‬‬ ‫كما استنكر األعضاء عدم فتح حساب‬ ‫خ��اص يخول استفادة الجماعات بنسبة ‪1‬‬ ‫بالمائة م��ن مداخيل الشركة التي تقدر‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر‬ ‫في حق الفنانة التشكيلية‬

‫ربيعة الشاهد‬

‫بالماليين كما هو منصوص عليه بدفتر‬ ‫التحمالت‪ ،‬و عند «إثارة هذا الموضوع الحظنا‬ ‫ارتباكا واضحا من طرف رئيس لجنة التتبع وكذا‬ ‫ممثلي الشركة الذي بادر بمهاجمة ممثلي‬ ‫رؤساء الجماعات و كذا النائب البرلماني محمد‬ ‫العربي أحنيـن بشكـل ال أخالقي و غير الئق‪،‬‬ ‫وهذا ما حذا بأغلب األعضاء االنسحاب من هذا‬ ‫االجتماع احتجاجا على هذه المعاملة و عدم‬ ‫الوضوح و الشفافية»‪.‬‬ ‫و سجل أص��ح��اب البيان «ال��خ��روق��ات‬ ‫السافرة» للشركة و ع��دم احترامها لدفتر‬ ‫التحمالت و عدم وضوح كشوفاتها المالية‪،‬‬ ‫مستنكرين «استفراد رئيس لجنة التتبع لتدبير‬ ‫ملف النقل الحضري و محاولة فرض التوجهات‬ ‫و القرارات على بقية األعضاء»‪.‬‬

‫شفشاون وغياب اإلستراتيجية التنموية‬

‫‪« ‬لقمة في فم جائع خير من بناء ألف‬ ‫جامع» هذا المثل ينطبق تمام التطابق على‬ ‫إقليم شفشاون المنكوب‪ ،‬والذي أصبح يتصدر‬ ‫واجهات الجرائد الورقية والرقمية فضال عن‬ ‫القنوات التلفزية العمومية من حيث عدد‬ ‫االنتحارات والتهميش والعزلة‪ ،‬في الوقت‬ ‫ال��ذي نجد فيه اإلقليم يتوفر على مساجد‬ ‫كبرى وبمواصفات جد عالية‪ ،‬والتي ال يلجها‬ ‫من المصلين إال النزر القليل أو ألداء شعائر‬ ‫دينية موسمية ال غير‪ ،‬يقول أحد الغيورين على‬ ‫اإلقليم‪.‬‬ ‫وتســاءل متحــدث آخر بامتعاض شديد‬ ‫لجريدة «الشمال» ماهو دور المساجد الكبرى‬ ‫باإلقليم إذا لم تُ��ؤد دوره��ا المنوط بها‬ ‫وهو تحصين الشباب وتوعيتهم وإرشادهم‬ ‫وتوجيههم الوجهة الصائبة‪ ،‬ألن بناء فكر‬ ‫اإلنسان أولى من بناء العمران؟ مضيفا ذات‬ ‫المتحدث ؛ كيف يُعقل‪ ‬ونحن أمة اإلسالم لم‬ ‫يتم إصدار أي بيان أو توضيح أو بالغ من طرف‬ ‫القائمين على الشأن الديني تُجاه ما يقع في‬ ‫إقليم شفشاون بعد تنامي ظاهرة اإلنتحارات‬ ‫بشكل مخيف وكأن هؤالء المنتحرون ليسوا‬ ‫من بني جلدة محمد بن عبد اهلل؟‪.‬‬ ‫‪ ‬وأضاف المتحدث قائال « نحن نعلم يقينا‬ ‫السر وراء كثرة بناء المساجد‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫ال توجد فيه المستشفيات وال فرص الشغل‪،‬‬

‫‪2‬‬

‫ألنه بكل بساطة ضخ األم��وال في بيوت اهلل‬ ‫ال يمكن أن يُقابَل بالمنع أو حتى االستفسار‬ ‫من طرف المواطنين أو المسؤولين أو حتى‬ ‫رجال اإلعالم‪ ،‬ألن ذلك حسب ماهو مُرسخ في‬ ‫المعتقد المغربي يدخل في نطاق «المقدس»‪،‬‬ ‫وعليه فلن تجد من يُحاسب وزارة األوقاف على‬ ‫ماتقوم به‪ ،‬علما أن هاته األخيرة من أغنى‬ ‫الوزارات بالمملكة المغربية»‪.‬‬ ‫‪ ‬وأردف المتحدث قائال « أنا ومعي جماعة‬ ‫من الناس؛ ضد عِمارة األرض بالمساجد‪ ،‬إال إذا‬ ‫كانت بالشكل المطلوب‪ ،‬وباإللتزام التام لفقه‬ ‫الواقع وفقه األولويات‪ ،‬إذ كيف ستُق ِنع الناس‬

‫بتعاليم الدين السمح وهو اليجدها متجسدة‬ ‫على أرض الواقع؟‪.‬‬ ‫‪« ‬إقليم شفشاون عظيم‪ ،‬لكنه يحتاج إلى‬ ‫عظماء يَ��ذودُون عنه في جميع الملتقيات‬ ‫وتحت قبة البرلمان نظرا لكونه يتوفر على‬ ‫مؤهالت سياحية وفالحية وطبيعية وبشرية‬ ‫تجعله في مصاف أكبر المدن بالمغرب‪ ،‬لكن‬ ‫لسوء الحظ فاقد الشيء ال يعطيه»‪ ،‬بهاته‬ ‫العبارات صرح أحد أبناء منطقة شفشاون‬ ‫لجريدة الشمال وهو يُعدد محاسن اإلقليم في‬ ‫مقابل تقاعس المسؤولين‪.‬‬

‫نقابة الحرس المدني تقصف‬ ‫استفهامات حول‬ ‫حوادث معمل الفارج «تجار العبيد» على حدود المغرب‬ ‫بتطوان‬

‫عرف معمل الفارج هولسيم المتواجد بتراب جماعة‬ ‫صدينة بإقليم تطوان‪ ،‬حادثة أخ��رى انضافت لسلسلة‬ ‫الحوادث الخطيرة التي تقع بالمعمل‪ ،‬حيث سقطت عشية‬ ‫الثالثاء المنصرم طائرة بدون طيار خاصة بالتصوير (الدرون)‬ ‫في البرج الذي انهار سقفه بداية من الشهر الجاري‪.‬‬ ‫الحادث وقع أثناء قيام خبراء تقنيين بتصوير جزء من‬ ‫البرج المنهار‪ ،‬لرفع تقرير عن األضرار الفادحة التي نتجت عن‬ ‫االنهيار ‪ ،‬والذي كاد أن يودي بحياة العديد من العمال لوال‬ ‫تزامنه مع يوم العطلة‪.‬‬ ‫لإلشارة فسقوط طائرة (ال��درون) فوق البرج وضعت‬ ‫أكثر من عالمة استفهام حول ضعف الخبرة التي يتوفر عليها‬ ‫التقنيون‪.‬‬ ‫ه��ذا وق��د ربطت ج��ري��دة الشمال االت��ص��ال بأحد‬ ‫المسؤولين داخل الشركة‪ ،‬والذي اعتبر حادث سقــوط‬ ‫الطائرة ناتج عن تواجد البرج في مهب الريح مما تسبب في‬ ‫إبعاد الطائرة عن مسارها الطبيعي وقطع التحكم بها عن‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫يذكر أن المعمل السالف الذكر يفتقر إلى وسائل‬ ‫السالمة والوقاية الالزمة‪ ،‬علما أنه يعتبر من أكبر الفروع‬ ‫بإفريقيا‪.‬‬

‫قي تطور غير مسبوق وصفت الجمعية الموحدة لجهاز الحرس المدني اإلسباني‪،‬‬ ‫«وهي عبارة عن تنظيم نقابي يُعنى بالدفاع عن حقوق العناصر العاملة بالجهاز» ‪،‬‬ ‫األنشطة التجارية بكل من مدن سبتة ومليلية والمرتبطة في مجملها بنقل السلع‬ ‫والبضائع نحو الحدود المغربية «بالتهريب»‪ ،‬متهمة في الوقت ذاته‪ ،‬فئة قليلة ممن‬ ‫يسمون أنفسهم بالتجار‪ ،‬باإلغتناء ومراكمة الثروة على حســاب النســاء الحماالت‬ ‫اللواتي يشتغلن كالعبيد‪.‬‬ ‫«ليس هناك تجارة خاصة بسبتة ومليلية‪ ،‬فهذا الوصف مجرد تمويه للحقائق ‪ ،‬إن‬ ‫األنشطة التجارية التي تتم على الحدود المغربية تعتبر أنشطة تهريب محضة‪ ،‬ألنها‬ ‫ال تتم بكيفية عرضية‪ ،‬بل بصفة دائمة‪ ،‬وعلى مدار السنة‪ ،‬في ظل ظروف تنعدم فيها‬ ‫احترام أبسط القواعد القانونية‪ ،‬المتعلقة بحماية السالمة الجسدية والكرامة البشرية‬ ‫لممتهني التهريب‪ ،‬من الرجال والنساء الحماالت» يقول نص البالغ الصادر عن نقابة‬ ‫الحرس المدني اإلسباني‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أشار البالغ المذكور‪ ،‬أن معبر «فرخانة» ومعبر «باريو تشينو»‬ ‫‪،‬بالناظور‪ ،‬ومعبر «طاراخال»بسبتة‪ ،‬تعتبر بؤر تهريب دولي بامتياز‪ ،‬وأن حل هذا‬ ‫المشكل يبتدئ أوال ‪،‬بتسمية األسماء بمسمياتها دون لف وال دوارن‪ ،‬فهناك تهريب‬ ‫منظم يقوم على أكتاف نساء حماالت يشتغلن في ظروف حاطة من الكرامة البشرية‬ ‫وفي ظل نظام أشبه بالعبودية‪.‬‬ ‫يذكر أن الحادث األليم الذي أودى بحياة كل من «إلهام بنشريف» أم لثالثة أطفال‬ ‫و«سعاد زنيتر» مطلع األسبوع الفارط‪ ،‬الزالت تفاعالته تُحدث ردود فعل متعددة على‬ ‫المستوى المحلي بمدينة سبتة‪ ،‬وكذلك على مستوى مجلس « الكورتيس العام»‬ ‫البرلمان اإلسباني»‪ ،‬وكذا داخل أوساط الطبقة السياسية واإلعالمية والمنظمات‬ ‫الحقوقية بالعاصمة مدريد ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫كلما تلوتُ قول اهلل تعالى‪« :‬إنّا نحن نزّلنا ْ‬ ‫الذكر‪ ،‬وإنا له لحافظون» إال وارتسمت أمام‬ ‫عينيّ ح َلقاتُ الحزب‪ ،‬التي يُتلى فيها كتاب اهلل حين الفجر‪ ،‬وبعد الغروب‪ ،‬فأحمد لحفاظ‬ ‫القرآن‪ ،‬هذه السنة الحميدة التي يحرصون على إحيائها مرتين في اليوم‪ ،‬غير آبهين وال‬ ‫مهتمين بهذه الشرذمة التي تدّعي أن القراءة الجماعية من البدع المستحدثة‪.‬‬ ‫وقد عرفتُ هذه الحلقات‪ ،‬بل وشاركتُ فيها منذ نعومة أظفاري‪ ،‬وذلك بحكم انتمائي‬ ‫ُ‬ ‫لكتاب الحي‪ ،‬وحفظي لكتاب اهلل‪.‬‬ ‫وإذا كانـــت حلقات الحزب آنذاك‪ ،‬تعرف إقبــاال مــــن لـدن طلبـة القرآن‪ ،‬و«المْحاضْرة»‬ ‫المنتظمين في الكتاتيب القرآنية‪ ،‬فإن الحلقة التي كانت تسترعي انتباهي‪ ،‬وأحضرها بين‬ ‫الحين والحين‪ ،‬هي حلقة سيدي علي بن ريسون‪ ،‬فهذه كانت تنعقد تحت القبة الكبيرة‪،‬‬ ‫وكان عدد المتحلقين فيها يجاوز األربعين قارئا‪ ،‬يقرؤون حزبي الفجر والمغرب تحت إشراف‬ ‫الفقيه الذاكر السيد محمد بن حليمة رحمه اهلل‪ .‬وكان صوتُ هذه الحلقة يمتد لمسافات‬ ‫خارج الزاوية‪ ،‬فتشعر بالخشوع‪ ،‬وتبدو لك القراءة‪ ،‬وكأنها تصدر من حنجرة واحدة‪ ،‬وبنغمة‬ ‫ال نشاز فيها وال تفاوتا‪.‬‬

‫منهاج‬ ‫وقدوة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في يوم الجمعة المنصرم‪ ،‬شاركت في ندوة ثقافية‬ ‫بمناسبة ذكرى المولــد النبــوي الشريف التي نظمتها‬ ‫مؤسسة «شمس مارتيل»‪.‬‬ ‫كان موضوع الندوة «المنهاج النبوي في التربيـة‪:‬‬ ‫سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم قدوة»‪.‬‬

‫زمام األمر‪ ،‬كان في يد الفقيه ابن حليمة‪ ،‬هو الذي يفتح الحزب‪ ،‬وهو الذي يختمه‪،‬‬ ‫وهو الذي يغير اإليقاع‪ ،‬وهو الذي يسجد إن كانت هناك سجدة‪ ،‬فيسجد لسجوده جميع‬ ‫الموجودين بالزاوية‪ ،‬وال يرفعون رؤوسهم إال إذا سمعوا تكبيرته‪.‬‬ ‫أين منا هذه الح َلقات المنتظمة؟ أين منا هذه األصوات الندِية؟ أين منا هذا الحضور‬ ‫المكثف الذي كانت تشهده حلقات الحزب صباح مساء؟‬

‫تناول الحديث في مقام أول‪ ،‬أخي الدكتـور سيدي‬ ‫محمد الحافظ الروسي‪ ،‬حيث قدم بيانات تفصيلية عن‬ ‫المنهاج المحمدي في التربية بمفهومها الشامل‪ ،‬وقد‬ ‫تكاملت كثير من البيانات مع ما قدمته‪.‬‬

‫لقد أخذتُ أتأنى بعد صالة المغرب بهذا المسجد أو ذاك‪ ،‬ألعُدّ عدد الذين يحضرون‬ ‫الحزب‪ ،‬فأجد عددهم ال يتعدى الثالثة أو األربعة‪ ،‬بينهم اإلمام والمؤذن‪ .‬أما القراءة فقد‬ ‫فقدت عذوبتها وحالوتها وطالوتها‪ .‬فأقول في نفسي‪ :‬أين المراقبة والمتابعة؟ أين‬ ‫التأطير؟ أين التداريب؟‬ ‫َ‬ ‫وإذا كان هناك متابعون‪ ،‬يحرصون على حضور جميع الحزّابة‪ ،‬فلِم هذا الغياب الذي‬ ‫تشكو منه جميعُ المساجد وجميعُ الزوايا؟‬ ‫هل يشكو هذا القطاع هو اآلخر من الحزّابة األشباح؟ ربما‪.‬‬

‫وأما المنهاج‪ ،‬فالمقصود به الطرائـق المتبعـة في‬ ‫تحصيل المعرفة‪ ،‬أو تحقيق مطلب علمي أو اتباع نهج‬ ‫معين في السلوك‪..‬‬

‫في دورة يناير للمجلس اإلقليمي لشفشاون‬ ‫وضعية اإلقليم االستثنائية تحتاج إلى مقاربة‬ ‫تنموية استثنائية‬ ‫عقــــد المجلـــس اإلقليــمي‬ ‫لشفشاون في بداية األسبوع الثاني‬ ‫من يناير الجاري دورته العادية األولى‬ ‫في ‪ ،2018‬وقد دشن سنته الجديدة‬ ‫بالمصادقة على برنامج تنمية اإلقليم‬ ‫الذي يعتبر خارطة طريق بالنسبة‬ ‫للسنوات الست المقبلة على األقل‪،‬‬ ‫وت��م في ه��ذه ال���دورة كذلك‬ ‫تدارس القضايا المتعلقة بالفالحة‬ ‫والماء والبنيات التحتية واالستثمار‪،‬‬ ‫وهي قضايا قدم بصددها المدير‬ ‫اإلقليمي للفالحة وممثلي كل من‬ ‫وك��ال��ة ال��ح��وض المائي اللوكس‬ ‫ووكالة تنمية الشمال وإدارة جهة‬ ‫طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة عروضا‬ ‫عقبتها مناقشة وتفاعل إيجابي بين‬ ‫المنتخبين اإلقليميين واإلدارات‬ ‫والمؤسساتالمذكورة‪.‬‬ ‫إقليم شفشاون‪ ،‬حسب ممثل إدارة مجلس الجهة‪ ،‬يعتبر اإلقليم األخير في‬ ‫الجهة من حيث مؤشرات التنمية‪ ،‬وهو إقليم رغم ما يتوفر عليه من مؤهالت‬ ‫طبيعية وبشرية وتاريخية‪ ،‬وما حظي به من مشاريع على المستوى الفالحي‬ ‫خاصة (مشروع الديرو‪ ،‬اللوكس‪ ،‬جيف ريف‪ ،‬ميدا إلخ)‪ ،‬يبقى إقليما متأخرا عن‬ ‫أقاليم األخرى في الجهة‪ ،‬ويحس سكانه أنهم يجرون أذيال العزلة وغصص‬ ‫التهميش‪ ،‬مما جعله‪ ،‬وقد نبه إلى ذلك عامل اإلقليم‪ ،‬يسجل أرقاما متصاعدة‬ ‫في الهجرة من القرية إلى المدينة‪.‬‬ ‫وإذا كان التأخر الذي يعرفه اإلقليم على مستوى البنية التحتية والفالحة‬ ‫والصحة والتعليم وباقي القطاعات والتجهيزات األساسية‪ ،‬يمكن أن يهضمه‬ ‫عقل اإلنسان بحكم الطبيعة القروية والجبلية والموقع الجغرافي والتضاريس‬ ‫الصعبة المشابهة في كل شيء ألقاليم أخرى تعيش نفس وضعية الـتأخر‪،‬‬ ‫فإن ما اليمكن هضمه بل ما يصدم هو العطش الذي يعرفه بسبب ندرة‬ ‫الموارد المائية‪ ،‬إذ كل المغاربة يعرفون من خالل النشرات الجوية التي يقدمها‬ ‫التلفزيون المغربي أنه إقليم يسجل أرقاما قياسية من حيث التساقطات‬ ‫المطرية‪ ،‬هذا العطش حقيقة وليس خياال‪ ،‬ففي السنوات األخيرة تم اللجوء إلى‬ ‫نقل الماء إلى عدد من مناطق اإلقليم بواسطة الشاحنات الصهريجية ووسائل‬ ‫أخرى‪ ،‬وهذا يجسد‪ ،‬في رأي الكثير من الفاعلين المحليين‪ ،‬أحد مظاهر غياب‬ ‫الحكامة وسوء تدبير الموارد و الثروات العمومية والجشع القاتل حيالها‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن القياس على ذلك بالنسبة للموارد األخرى البحرية والنهرية والغابوية‬ ‫إلخ‪.‬‬ ‫في مثل هذه الوضعية التي تنذر بالخطر‪ ،‬يصبح من الملح أوال وقف النزيف‬ ‫والمحافظة على المقومات األساسية للتنمية لكي ال يقع االنهيار الكامل‪ ،‬ثم‬ ‫ثانيا االستثمار في مشاريع ذات القيمة المضافة التي تخلق الثروة‪ ،‬وهنا يصبح‬ ‫من الصعب تحقيق التوازن والوصول إلى النتائج المتوخاة‪ ،‬خصوصا وأن‬ ‫الحاجيات ضخمة وما تتطلبه من مبالغ مالية تكاد تكون من ضرب الخيال‬ ‫تعبئته‪ ،‬حيث إن تشخيص الحاجيات الضرورية التي قامت به‪ ،‬قبل ثالث سنوات‪،‬‬ ‫مصالح العمالة وفق مقاربة تشاركية فاق ثالثة أالف مشروع بقيمة ما يناهز‬ ‫‪ 16‬مليار درهم‪.‬‬ ‫ممثلو الجماعات الترابية المشكلون للمجلس اإلقليمي‪ ،‬ثمنوا المجهودات‬

‫وأما النبوي‪ ،‬فيؤول مفهومه إلى نبي الرحمة‪ ،‬وهذا‬ ‫اإلسم من أخص أسمائه الشريفة؛ ألن متنزل وجوده في‬ ‫اإلبداء‪ ،‬لم يزل رحمة سارية في كل مبدأ؛ فما ظهرت‬ ‫مزية اآلدمية آلدم عليه السالم فمن دونه إال به؛ حيث‬ ‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬فكان حظ آدم من الخير بنا‪،‬‬ ‫ونطقه بمستودع نورنا»‪.‬‬ ‫فتأسيسا على هذا‪ ،‬يكون المنهاج النبوي مبدأ ربانيا‬ ‫ساريا‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫المبذولة من طرف الدولة ومؤسساتها‬ ‫التنفيذية‪ ،‬كبعض القطاعات الحكومية‬ ‫ووكالة تنمية أقاليم الشمال ووكالة‬ ‫الحوض المائي اللوكس‪ ،‬لكن اعتبروا‬ ‫أن اإلقليم يعاني من وضعية استثنائية‬ ‫ويحتاج إلى مقاربة استثنائية‪ ،‬فرغم هذه‬ ‫المجهودات يظل مفتقرا إلي كثير من‬ ‫مقومات االستقرار والعيش واالستثمار‪.‬‬ ‫وهكذا أك��دت نقاشات المجلس‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬أخ��ذا بعين االعتبار ضعف‬ ‫الموارد الجماعية لدى معظم الجماعات‬ ‫الترابية‪ ،‬على ما يلي‪:‬‬ ‫ ضرورة تغيير المقاربة المتبعة‬‫من طرف مصالح وزارة الفالحة‪ ،‬وذلك‬ ‫عبر مخطط إقليمي للتنمية الفالحية‬ ‫بشفشاون يعد وينفذ تشاركيا‪ ،‬إذ أن‬ ‫االستثمارات التي أنجزت في إطار مخطط‬ ‫المغرب األخضر لم تحقـــق األهداف‬ ‫المتوخاة منها باستثناء‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬في قطاع الزيتون؛‬ ‫ إن وكالة تنمية أقاليم الشمال تعتبر شريكا محوريا في النهوض بإقليم‬‫شفشاون‪ ،‬سواء من خالل مخططات تنمية اإلقليم‪ ،‬أو برنامج تأهيل ستة‬ ‫وعشرين مركزا قرويا أو البرنامج المندمج لتثمين موقع أقشور أو برنامج تأهيل‬ ‫مدينة شفشاون أو برنامج التنمية المندمجة لمنتزه بوهاشم ومشاريع وبرامج‬ ‫أخرى سابقة والحقة‪ ،‬والمطلوب هو الدراسة الدقيقة للمشاريع وتركيبتها‬ ‫المالية من طرف مصالح الوكالة في إطار اتفاقيات الشراكة التي تبرمها‪،‬‬ ‫ثم ضرورة التوازن المجالي في تدخالتها والتتبع الدقيق والمراقبة الحثيثة‬ ‫للمشاريع التي تنجزها‪،‬‬ ‫ وكالة الحوض المائي اللوكس انخرطت مع اإلقليم في مشاريع مهمة‪،‬‬‫خاصة في مجال الوقاية من الفيضانات‪ ،‬والمطلوب من هذه المؤسسة تقريب‬ ‫اإلدارة من المواطن وتبسيط مساطر منح رخص حفر اآلبار والصهاريج‪ ،‬ومنها‬ ‫ومن جميع المتدخلين في قطاع الماء معالجة المفارقة الصارخة بين «قمة»‬ ‫التساقطات وحدة العطش التي يكتوي منها اإلقليم‪ ،‬وهو ما يفرض استثمارات‬ ‫في المنشآت المناسبة لتعبئة المياه السطحية‪ ،‬ثم جلب الماء خاصة؛‬ ‫ الجهة أعدت برنامجها التنموي(‪ )2022-2017‬وقدرت مبالغ مالية‬‫لالستثمار بإقليم شفشاون تناهز ‪ 2415‬مليون درهم وفق التقسيم البرنامجي‬ ‫التالي‪ :‬جاذبية المجال‪ 216 :‬م‪.‬د‪ ،‬التنافسية االقتصادية‪ 643 :‬م‪.‬د‪ ،‬النمو‬ ‫االجتماعي‪ 932 :‬م‪.‬د‪ ،‬تقييم التراث الالمادي‪ 624 :‬م‪.‬د‪ ،‬ويحتل اإلقليم من‬ ‫خالل هذه األرقام المرتبة الرابعة من حيث حجم االستثمار المتوقع في‬ ‫الجهة بعد طنجة‪-‬أصيلة والحسيمة وتطوان‪ ،‬لذلك كان المطلوب هو االلتزام‬ ‫بتنفيذ المشاريع المندرجة في برنامج التنمية الجهوية بإقليم شفشاون وكل‬ ‫التزامات الجهة تجاه اإلقليم‪ ،‬وفتح قنوات للحوار والتشاور واإلشراك والتشارك‬ ‫مع المجلس اإلقليمي والجماعات الترابية األخرى سعيا إلى االلتقائية والتناسق‬ ‫والتكامل واالنسجام في مسار التنمية الجهوية تصورا وتنفيذا وتحيينا وتقييما‪.‬‬ ‫في األخير تجدر اإلشارة إلى أن إقليم شفشاون تعب من المستنقع الذي‬ ‫أدخل فيه‪ ،‬ومن عذاب تفقيره‪ ،‬إنسانا وارضا‪ ،‬الذي يصنع غنى اآلخرين‪ ،‬وهو اآلن‬ ‫يحتاج إلى المصالحة مع نفسه وإلى إعادة االعتبار بروح وطنية في أفق تأهيله‬ ‫للمساهمة بقوة بقسطه في المسار التنموي للجهة خاصة والوطن عامة‪.‬‬

‫وأما مفتاح هذا المنهاج الشريف‪ ،‬فيرجع إلى مرتكز‬ ‫شخصية عظيمة بما أوتيت من نباهة عقلية؛ سماتها‪:‬‬ ‫ثقوب الرأي‪ ،‬وجودة الفطنة واستشراف العواقب ومجاهدة‬ ‫النفس وحسن السياسة والتدبير واقتناء الفضائل‪..‬‬ ‫منهاجه ثمرة عقله الشريف‪ ،‬وعقله صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم إلى سائر ما علمه اهلل وأطلعه عليه من علم ما‬ ‫يكون وما كان‪ ..‬قال تعالى‪« :‬وعلمك ما مل تكن‬ ‫تعلم‪ ،‬وكان ف�ضل اهلل عليك عظيما»‪.‬‬ ‫وفضال عن هذا‪ ،‬ينضاف نسق أخالقه الشريفة من‬ ‫حلم واحتمال وعفو وصبر (وهذا مما أدب اهلل به نبيه‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم) قال تعالى‪« :‬خذ العفو و�أمر‬ ‫بالعرف و�أعر�ض عن اجلاهلني»‪.‬‬ ‫وقالت عائشة رضي اهلل عنها‪« :‬ما رأيت رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط‪،‬‬ ‫ما لم تكن حرمة من محارم اهلل‪ ،‬وما ضرب بيده شيئا‬ ‫قط‪ ،‬إال أن يجاهد في سبيل اهلل‪ ،‬وما ضرب خادما قط‬ ‫وال امرأة»‪.‬‬ ‫ومن أخالقه الشريفة جود وكرم وسخاء وسماحة‬ ‫وشجاعة ونجدة وحياء وإرضاء وحسن عشرة‪ ،‬وشفقة‬ ‫ورحمة ووفاء وتواضع‪،‬وعدل ووقار وخوف من اهلل‪.‬‬ ‫وعن علي رضي اهلل عنه قال‪« :‬سألت رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم عن سنته‪ ،‬فقال‪ :‬المعرفة رأس‬ ‫مالي‪،‬والعقل أصل ديني‪ ،‬والحب أساسي‪ ،‬والشــوق‬ ‫مركبي‪ ،‬وذكر اهلل أنيسي‪ ،‬والثقة كنزي‪ ،‬والحزن رفيقي‪،‬‬ ‫والعلم سالحي‪ ،‬والصبر ردائي‪ ،‬والرضا غنيمتي‪ ،‬والفقر‬ ‫فخري‪ ،‬والزهد حرفتي‪ ،‬واليقين قوتي‪ ،‬والصدق شفيعي‪،‬‬ ‫والطاعة حسبي‪ ،‬والجهاد خلقي وقرة عيني في الصالة»‪.‬‬ ‫من كل هذا تتبين مفاصل المنهاج النبوي ودالالته‪،‬‬ ‫ومن هذا النسق الشريف يمكن للمهتمين بالتربية أن‬ ‫يجتهدوا في هندسة مشاريعهم في مستوييها النظري‬ ‫والعملي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 23‬ينـايـر ‪2018‬‬

‫حول «التعدد» و «الجمع» بين‪« ....‬المانضات»‬ ‫وليس «الزوجات» !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫«فيتو» الفصل ‪79‬‬ ‫لم يعد سرا تواطؤ «العدالة والتنمية» مع «طينورات» الحكومة من‬ ‫أجل إقبار مقترح القانون «االشتراكي» المتعلق بمنع الجمع بين األجور‬ ‫والتعويضات في المؤسسات الدستورية واإلدارية والمجالس المحلية‬ ‫والهيئات المهنية ‪ ،‬هذا المقترح الذي تسبب في مواجهات قوية خالل‬ ‫عرضه على لجنة المالية التي يرأسها البيجيدي «بوانو»‪.‬‬ ‫مضمون هذا المقترح‪ ،‬منع كل مغربي اكتسب صفة تمثيلية‬ ‫دستورية من الجمع بين أجرتين أو أكثر‪ ،‬أو تعويضين أو أكثر‪ ،‬عند‬ ‫مزاولة انتداب أو وظيفة انتخابية‪ ،‬في الهيئات المحددة بالفصل‬ ‫‪ 135‬من الدستور‪ ،‬وتؤدى من ميزانية الدولة أو الجماعات المحلية أو‬ ‫المؤسسات العامة أو الشركات أو المقاوالت التي تساهم فيها الدولة ‪.‬‬ ‫ولمواجهة هذا «التحدي الجديد» ‪ ،‬يبدو أن توجه الحكومة يسير‬ ‫إلى الدفع بعدم قانونية هذا المقترح ‪ ،‬بحجة أن التعويضات «منصوص‬ ‫عليها في الدستور والقوانين التنظيمية» وتم تحديدها بمرسوم‪،‬‬ ‫وبالتالي ال يمكن إلغاؤها أو تعديلها بـ «قوانين عادية» ! ‪.....‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬يقوم «العدالة والتنمية» بطرح مقترح قانون تنظيمي‬ ‫يتم بموجبه «توسيع» حاالت التنافي في المهام االنتخابية‪ ،‬بين‬ ‫العضوية بالبرلمان ورئاسة المجالس المحلية ‪.‬‬ ‫حق أريد به باطل‪! ‬‬ ‫فالمراسيم ليست قرآنا منزال‪ ،‬والبرلمان سيد نفسه ‪ ،‬وهو المشرع‬ ‫األسمى بما يعبر عن إرادة األمة ‪ ،‬واألمة يضيرها أن تبعثر مواردها‬ ‫و«تنثر» ‪ ،‬يمينا وشماال‪ ،‬في سخاء غير مسؤول‪ ،‬حين تتجمع مسؤوليات‬ ‫عدة في يد واحدة‪ ،‬بفعل «الحيل» الديمقراطية‪ ،‬و «التواطؤات»‬ ‫الحزبية‪ ،‬و«النعورَة» المحاسباتية‪.....‬وإلى آخره‪. ! ‬‬ ‫هذا‪ ،‬بينما القوم يتحدثون عن ظروف اقتصادية ومالية صعبة‪،‬‬ ‫تتمثل في ضعف الموارد‪ ،‬وعجز الميزانية‪ ،‬واختالل التوازنات في ما‬ ‫يخص المداخيل والنفقات‪ ،‬وضغوط الموازنات المالية والتحكم في‬ ‫نسبة التضخم ‪ ،‬وتنويع مصادر التمويل من أجل االستثمار في مواجهة‬ ‫«غول» البطالة الذي ال يؤتمن ثورانه وجموحه وهيجانه‪ ،‬ومواجهة‬ ‫إفالس صندوق التقاعد بسبب االختالالت التي نظرت المحاكم في‬ ‫بعضها وأصدرت أحكاما يتعثر تنفيذها‪ ،‬وإقدام الحكومة‪ ،‬لمواجهة‬ ‫كل ذلك‪ ،‬على توسيع القاعدة الضريبية عبر إجراءات جبائية جديدة‪،‬‬ ‫وتقليص كتلة األجور بتوصيات خارجية معلوم مصدرها‪......‬وتدابير‬ ‫«تقشفية» أخرى عديدة‪ ،‬من بينها رفع الدعم عن «سانيدة» الداودي‬ ‫التي نثرها‪ ،‬كرما‪ ،‬في وجه النواب والوزراء‪ ،‬طمعا في «إسعاد» فقراء‬ ‫األمة‪....!!! ‬‬ ‫وما كان لنا أن نقبل برأي بوانو والخلفي وبوسعيد‪ ،‬الداعين‬ ‫إلى تجاهل المقترح اإلشتراكي وتجاوزه وغض الطرف عنه‪ ،‬والخروج‬ ‫بالمقترح «البيجيدي» الذي وقع اإلعالن عنه بغاية التغطية عن رفض‬ ‫مقترح قانون منع تعدد التعويضات السمينة التي يعتبر منتخبو حزب‬ ‫بنكيران‪ ،‬أكثر المستفيدين منها وأكثر المتضررين من فقدانها‪ ! ‬تلك‬ ‫التعويضات التي تذهب إلى جيوب نفر من المنتخبين‪ ،‬على حساب‬ ‫شقاء اآلالف من الشباب المعطــل‪ ،‬وشقـاء ماليين المغاربة الذين‬ ‫يواجهون الحياة في ظروف ال تحتمل وال تطاق‪ ،‬سواء بالحواضر أو‬ ‫بالبوادي‪ ....‬ولن تفي «قفيفة» سنوية بها زيت ودقيق وسكر‪ ،‬لكشح‬ ‫الجوع‪ ،‬وال «بطانية» أو اثنتين لمقاومة البرد والثلج والصقيع‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك فهم ‪ ،‬سليم ٌة قلوبهم‪ ،‬كبير ٌة قناعتهم بما قسم اهلل لهم‪ ،‬صافية‬ ‫ٌسريرتهم‪ ،‬قوي إيمانهم باهلل واالتكال عليه‪( .‬لاَ‬ ‫َ‬ ‫يَسْتَطِيعُون ضَرْبًا‬ ‫فِي أَْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫التَّعَففِ تَعْ ِر ُفهُمْ‬ ‫جَاهِل أَ ْغ ِنيَا َء مِنَ‬ ‫رْض يَحْسَبُهُمُ ا ْل‬ ‫ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ِب ِسيمَاهُمْ لاَ يَسْأ ُل َ‬ ‫ون النَّاسَ إِ ْلحَا ًفا) سورة البقرة‪.‬‬ ‫ويحق لنا أن نتساءل‪ :‬ما دخل «الفيتو» الحكومي في هذه النازلة؟‬ ‫الجواب عند بوسعيد الذي يبدو أنه مال إلى تفعيل الفصل ‪79‬‬ ‫من الدستور الذي يبيح للحكومة أن تعترض على كل مقترح قانون أو‬ ‫تعديل قانون «ال يدخل في مجال القانون» ‪......! ‬‬ ‫و«فكها يا من وحلتيها»‪ .......‬بالقانون‪ ،‬طبعا‪.! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عنونت صحيفة وطنية جادة تعليقها حول طريقة تعامل الحكومة‬ ‫والبرلمان مع مقترح قانونين يتعلقان بتحديد األجور «السمينة»‬ ‫ومنع الجمع بين التعويضات التي ال تقـل «سمنة» وضخامـة عن‬ ‫األجور‪ ،‬بأن هذين القانونين «يهددان بأزمة سياسية بين الحكومة‬ ‫والبرلمان»‪ ،‬خاصة بعد تحفظ بوسعيد حول حضوره جلسة تقديم‬ ‫المشروعين أمام لجنة المالية التي يرأسها قيادي بيجيدي‪.‬‬ ‫للتذكير‪ ،‬فإن قانون تحديد سقف األجور تقدمت به فرق األغلبية‬ ‫بشكل جماعي‪ ،‬أما قانون منع الجمع بين األجور والتعويضات فقد‬ ‫أعده وتقدم به الفريق االشتراكي‪ .‬وقد تفاعل الرأي العام إيجابيا‬ ‫مع المشروعين معا ألسباب ال تحتاج لتوضيح‪ ،‬بل ولقد وقع التنديد‬ ‫في أكثر من صحيفة وداخل أكثر من منظمة حقوقية‪ ،‬بهذا الوضع‬ ‫الذي ال يخدم الشعارات االنتخابية للحـزب «القائد» للحكومـة ‪ ،‬وال‬ ‫الحالة المزرية للميزانيات العامة‪ ،‬خاصة بعد أن سمحـت الحكومة‬ ‫للدرهم المغربي بـ «الغطس» في أعماق المجهول الذي ال يعلم‬ ‫أحواله وأهواله إال العثماني وجماعته !‬ ‫وما دام أن «اللي في راس الجمل في راس الجمالة»‪ ،‬فإن أنصار‬ ‫مبدأ «اترك ذاك الجمل راقدا» ‪ ،‬وأتباع «التعدد»‪ ،‬تعدد «المانضات»‪،‬‬ ‫بدؤوا يحومون حول الفصل ‪ 79‬من الدستور الذي يعطي للحكومة‬ ‫حق استعمال «الفيتو» في موضوع مشاريع القوانين «التي ال تدخل‬ ‫في مجال القانون ( ! ) وفق تقدير الحكومة طبعا ! ‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫من أجل الشغل «المتوفر» !‬ ‫من جديد يخـرج شبــاب «الفحص» في مظاهرات للتنديـد‬ ‫بحرمانهم المتعمد من فرص الشغل التي توفرها مصانع المنطقة‬ ‫الصناعية وشركة «رونو» بالذات‪ ،‬التي «تفتح ذراعيها» لليد‬ ‫العاملة الوافدة من خارج طنجة‪ ،‬خاصة والكثيرون منهم انتزعت‬ ‫أراضي أهاليهم من أجل إقامة المشاريع الصناعية الكبرى بجوار‬ ‫«المتوسط» ‪ ،‬وتوصلوا بوعود ‪...‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫العليا التي ال يتوفر العديد من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم‬ ‫وأكاديمياتها على أمثالها‪ ،‬وشرعوا فعال في ممارسة مهنة التدريس‬ ‫التي فرضت العطالة شروطها عليهم‪ ،‬بالرغم من اختالف توجهات‬ ‫واختصاصات العديدين منهم عن هذا الميدان‪ ،‬نزلت على البعض‬ ‫منهم «صاعقة» فصلهم بسبب كون شهاداتهم العلمية العالية‬ ‫غير «معادلة» لإلجازة الوطنية «المعترف بها عالميا»!‬ ‫المفصولون المنتمون لفوج ‪ ، ،2017‬وبعد اجتيازهم بنجاح‬ ‫لمباريات التوظيف كتابيا وشفويا‪ ،‬وممارسة عملهم لشهور‪ ،‬أخبروا‬ ‫بداية من المديريات اإلقليمية بوجود مشكل يعيق صرف أجورهم‪،‬‬ ‫قبل أن يتوصلوا بما معناه «اللي جانا يجيه الخير» !‪......‬‬ ‫«المصيبة ليست في ظلم األشرار‪ ،‬بل في صمت األخيار» !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الداودي جاء للبرلمان بـ «خشيباته»‬ ‫وكأنه اعتبر البرلمانيين قاصرين وغير قادرين على استيعاب‬ ‫«الدرس»‪ ،‬فقد جاء لحسن الداودي‪ ،‬وزير «الحكامة»‪ ،‬لجلسة‬ ‫«المساءلة» األسبوعية يحمل «الخشيبات» التي يستعملها المعلم‬ ‫وسيلة من «وسائل اإليضاح» لتالميذه الصغار‪.‬‬ ‫الداودي الذي كثيرا ما «يتفصح» على النواب والمستشارين‪،‬‬ ‫كما حدث مؤخرا حين شعر ببعض «الضوضاء» في القاعة الكبرى‪،‬‬ ‫فصاح فيهم ‪« :‬واش جيتو لهنا باش تفهموا أو تهضرو» ؟ !‪.....‬‬ ‫اعتبر أنه من الضروري أن يستعمــل «الخشيبــات» ليقنــع «نواب‬ ‫األمة» بأن دعم السكر ال يستفيد منه «الفقراء إلى اهلل»‪ ،‬بل أصحاب‬ ‫«الخمسة نجوم»‪ ....‬فجاء ب «خنيشة» سانيدة من تلك التي تقدم‬ ‫في المقاهي والفنادق وقال للمنتخبين‪« ،‬باهلل عليكم‪ ،‬أال ترون أن‬ ‫دعم مادة «سانيدة» هو «أكبر منكر» ! وهل تقبلون بهذا الدعم‬ ‫الذي يذهب ‪ 70‬بالمائة منه لغير المستحقين ؟‪.».....‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يحرك تصرف «المعلم» الداودي سخرية‬ ‫النواب من غير البيجيديين‪ ،‬وفي مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث‬ ‫اعتبر أن الوزير كان بإمكانه أن يعبر عن فكرته ويوصلها لسامعيه‬ ‫دونما حاجة إلى «وسائل التوضيح» المادية‪.‬‬

‫المحتجون رفعوا شعارات «قاسية» بلغت حد التصريح بوجود‬ ‫«إقصاء متعمد» لشباب طنجة‪ ،‬من فرص الشغل المتوفرة بالمنطقة‪،‬‬ ‫وتجاهل من السلطات المحلية والمجالس المنتخبة التي ال تحرك‬ ‫ساكنا في الموضوع ‪ ،‬في حين تم الحديث سابقا عن فتح مجاالت‬ ‫التكوين «السريع» لليد العاملة المحلية قبل إلحاقها بالعمل‪.‬‬

‫أكيدا أن الوزير الداودي لم يجد أدنى صعوبة في حمل‬ ‫«خنيشة» السكر في جيبه‪ ،‬وفي «دردرتها» بقاعة البرلمان‪ .‬والسؤال‪،‬‬ ‫كيف يتصرف وزير الحكامة «التوضيحية» حين يأتي الدور على عرض‬ ‫مشروع رفع الدعم عن «البوطا» ؟ !‪.....‬‬

‫حتى أن مسؤوال منتخبا تندر ذات يوم بأن حرف الـ ‪ K‬الذي يرمز‬ ‫إلى منطقة طنجة على البطاقة الوطنية نادر في سجالت مستخدمي‬ ‫شركات التصنيع الدولية بالمنطقة الصناعية‪.‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫وفي انتظار أن يلتفت رجل رشيد من أهل الدار إلى حال شباب‬ ‫الفحص‪ ،‬ندعوهم إلى االستمتاع بسماع أغنية بهيجة إدريس التي‬ ‫تنطبق كلماتها على أحوالهم والتي تقول ‪:‬‬ ‫«الما يجري قدامي‪ ،‬صافي مثل البالر‪ ....‬وانا قضيت ايامي‬ ‫عطشانة مكوية بالنار»‬ ‫‪....‬نار البطالة‪ ،‬والقهر‪ ،‬واليأس‪ ،‬التي ال يشعر بها إال «المكوي»‬ ‫بلظاها‪ ....،‬واللظى اسم من أسماء جهنم‪ ،‬والعياذ باهلل !‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ال استبداد‪ ،‬ال ديمقراطية‪ ....‬مزاجية !‬ ‫رد «السوبير مينيستر» مصطفى الرميد‪ ،‬على الذين يدعون‬ ‫بوجود «ردة» حقوقية بالمغرب‪ ،‬تتمثل في التراجـع عن الحقــوق‬ ‫المضمونة في دستور ‪ ،2011‬بالقول إن «االختــالالت» الموجـودة‬ ‫ال ترقى إلى مستوى الردة الحقوقيــة‪ ،‬وأن المغرب ليس بالدولة‬ ‫«االستبدادية وال بالدولة الديمقراطية‪ .....‬بل إنــه يوجــد «بين‬ ‫المنزلتين»‪ ،‬وإنه ال يزال في مرحلة «االنتقال الديمقراطي !‪ ...‬وإن‬ ‫«الخطة الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان»‪ ،‬ترصد‬ ‫عبر‪ ،‬تدابيرهـا الـ ‪ ،436‬االختالالت التي يشتكي منها «حراس معبد‬ ‫حقوق اإلنسان» بالمغرب‪ ،‬ومنها قضية «التعذيب» الذي ال يعبر عن‬ ‫«إرادة الدولة» في استمراره‪ ،‬وإن ما يتم تسجيله داخل «بعض»‬ ‫السجـون ومخافر الشرطـة ‪ ،‬يبقى «حاالت معزولة» تماما ‪ ،‬وال يوجد‬ ‫بالمغرب «تعذيب ممنهج»‪.‬‬ ‫وهكذا نفهم أنه بالرغم من حالة «ال استبداد وال ديمقراطية»‬ ‫فإن الحقوق مكفولة ومضمونة حتى وإن كان دستورنا الذي‬ ‫نباهي به أعرق ديمقراطيات العالم‪ ،‬إنما أعد لمرحلة «االنتقال‬ ‫الديمقراطي» بالرغم من أن ظهير الحريات العامة دخل هذه السنة‬ ‫عامه الستين (‪ 15‬نوفمبر ‪.)1958‬‬ ‫مزاجيــة !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫المعادلة تنهي خدمة المتعاقدين بعد أشهر‬ ‫من الخدمة العبث‬ ‫بعد أن تم «تمرير مشروع «الخدمة بـ «التعاقد» لسد الخصاص‬ ‫الرهيب في مجال التعليم «المختل» و تعاقد اآلالف من ذوي الشهادات‬

‫جرادة ليست أولوية‬ ‫فاس أولى‪! .....‬‬

‫أو هكذا يبدو لبعض «المستغ َلقين» (بفتح الالم)‪ ،‬بعد أن قدم‬ ‫العثماني جهة فاس «الهادئة» ‪ ،‬على جرادة «المتحركة» المتشنجة‪،‬‬ ‫المحتقنة‪ ،‬وفضل «التواصل» مع ممثلي هذه المدينة التي يقودها ‪،‬‬ ‫وَجهتها‪« ،‬بيجيدي» مثله‪ ،‬ومنافس له على زعامة الحزب‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫الوضع «المتميز» لم يشفع له في أن «يمرر سيربيسه» بخير بعد‬ ‫أن وجد نفسه ومرافقيه وسط زوبعة كبيرة من االنتقادات وجهها‬ ‫له بعض «إخوته في اهلل والدين والمعتقد» وبعض من حلفائه‬ ‫المحليين‪ ،‬الذين تعمدوا إثارة العديد من المؤشرات السلبية على‬ ‫التنمية المحلية و على تطلعات أهل فاس‪ ،‬و «الكل في فاس» كما‬ ‫تعلمون !‪.‬‬ ‫ومن المفارقـات «البيجيديــة» العجيبــة أن يواجــه «ادريس‬ ‫الثالث» األزمي‪ ،‬رئيس الحكومة التي يقودها حزبه‪ ،‬بادعاء أن جهة‬ ‫فاس مكناس وقع «إقصاؤها» من المشاريع الكبرى وبرامج التنمية‬ ‫الحضرية التي استفادت منها «جهات أخرى» «محظوظة»‪ ،‬كالدار‬ ‫البيضاء والقنيطرة والحسيمة ومراكش وتطوان وسال وطنجة التي‬ ‫استفادت من مركب مينائي ومركبات صناعية‪.......‬‬ ‫األزمي كان على صواب حين آخذ على الحكومة عدم االلتفات‬ ‫إلى فاس التي كان يجب ان تحظى باألولوية في مشاريع المركبات‬ ‫المينائية ومخطط «أليوتيس» بوجه خاص ‪...‬بعد أن كان «شباط»‬ ‫قد أعلن أيام واليته «الموؤودة» قراره التاريخي بـ «جر البحر» إلى‬ ‫«عقيبة الفيران» عبر «واد الصبانين» و «كزا بن عامر»‪ ،‬وسط فاس‬ ‫البالي !‬ ‫وأمام حدة االنتقادات واالتهامات التي واجهها من إخوتــه‬ ‫وحلفائه وخصومـه على حـد سواء‪ ،‬لم يجد العثماني من سبيـل‬ ‫للتخلص من ورطته هذه‪ ،‬سوى التنبيه إلى أن المغرب يحتاج اليوم‬ ‫إلى خطاب معتدل لمعالجة قضايا الجهات ومتطلبات السكان‪،‬‬ ‫«خطاب يحمل الثقة والطمأنينـة» (حتى وإن بلــغ الضـر العظم)‪،‬‬ ‫كل ذلك من أجــل «جلب االستثمارات الكبرى»‪« ،‬بدل تخــويـف‬ ‫المستثمرين باالحتجاجات والتوتر االجتماعي»‪.‬‬ ‫وفي عملية «جبر الخواطر» أعلن العثماني عن «مشروع ضخم»‬ ‫يتم التحضير له في الوقت الراهن‪ ،‬بهدف إحداث منطقة خاصة‬ ‫بصناعة الطيران بفاس ! ‪....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫مقابرنا‪. .‬‬

‫‪5‬‬

‫إهمال و سحر و زائرون ال يراعون حرمة الراقدين فيها‪...‬‬ ‫مسؤولون ال يهمهم حالنا أحياء كنا أم أمواتا‪...‬‬ ‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫تفاصيل مختلفة في المكان والظروف المحيطة‪ ..‬جثامين تدفن‪ ،‬وأخرى‬ ‫ترقد في القبور‪ ،‬بكاء ذوي الموتى‪ ،..‬نساء يحملن قنينات ماء «الزهر»‪ ،‬وأكياس‬ ‫غامق لونها‪ ،‬شفافة ال تخفي ما تحتويه من التين المجفف (الكرموص أو‬ ‫الشريحة)‪ ،‬والخبز‪ ،‬والحليب والماء‪ ،‬أو التمر‪ ،‬فيشرعن بمجرد دخولهن فضاء‬ ‫«المقبرة» في توزيعها‪ ...‬وأخريات يتأبطن «مصاحف» تختلف أحجامها‪ ،‬وما‬ ‫إن يقتربن من قبر ذويهم حتى يقعدن القرفصاء ويشرعن في تالوة آيات من‬ ‫القرآن الكريم‪ .‬‬ ‫نساء ورجال أتوا من كل أحياء طنجة ‪ ‬لزيارة موتاهم والترحم عليهم‪،‬‬ ‫منهم من ‘’يسقي’’ قبور موتاهم‪ ،‬وغير بعيد عنهم يتابع آخرون عملية تنقية‬ ‫قبر قريب مفقود من الشوائب واألعشاب الطفيلية‪ ،‬أو تالوة آيات من القرآن‬ ‫الكريم مؤدى عنها‪ ،...‬البعض يقصد المقبرة من أجل تمضية الوقت في‬ ‫مشاهدة «الطقوس» التي صار يوم «الجمعة» وبعض المناسبات الخاصة‬ ‫«ليلة السابع والعشرين من رمضان‪ ،‬ويوم عاشوراء‪ »..‬لها موعدا‪ ،‬وأخريات‬ ‫يأتين من أجل السحر والشعوذة‪ ..‬مفردات ‘’تحيى’’ كل يوم في هذا المكان‪..‬‬

‫• ظروف محيطة‬ ‫بينما نبدأ رحلتنا بالسير في طرقات وممرات ضيقة بين المقابر‪ ،‬وجدنا‬ ‫امرأة عجوز تجلس أمام إحدى مقابر طنجة‪ ،‬وقد بدت على وجهها تجاعيد‬ ‫الزمان‪ ..‬خرجـت مفرادت كالمها العامية لتصف وتشخص «واقعا»يجري بين‬ ‫المقابر‪ ..‬بلهجة أقـرب لإلستجـداء (الميتيــن ما كيبقاوش في راحتهم‪ ،‬المقبرة‬ ‫كتولي بحال السـوق)‪ .‬وهي تؤكد أن غالبية من يزورون المقبرة ال يراعون‬ ‫حرمتها وحرمة الراقدين فيها‪.‬‬ ‫وأثناء التجوال بين «رحاب الموت» بالمقابر‪ ،‬تخترق مسامعك حكايات‬ ‫األلم‪ ،‬منهم من قضى ابنه في حادثة سير‪ ،‬وأخرى زوجها توفي بعد مرض‬ ‫عضال‪ ،‬ومنهن من فقدت والدا رحيما‪ ،‬أو حبيبا‪ ،‬أو أخا كان عونا‪ ،‬أو جارة كاتمة‬ ‫أسرار‪ ...‬يعلو نحيبا هنا وهناك‪ ،‬وتتساقط دموع الفراق عن أقرباء صاروا بالقبر‬ ‫راقدين‪ ،‬وانقطعت عن األحياء أخبارهم‪ ،‬ودخلوا في عالم المغيبات أمرهم‪.‬‬ ‫فاطمة (إحدى زائرات مقبرة مرشان ) أشارت إلى أنها تأتي كل يوم جمعة‪،‬‬ ‫لتزور قبر أمها‪ ،‬تجلس عنده‪ ،‬وتحكي أحوالها باكية‪ ،‬تقول بأنها سمعت بأن‬ ‫الميت يسمع كالم زواره‪.‬‬ ‫بينما عائشة تقرأ آيات من القرآن الكريم كلما زارت قبر زوجها‪،‬‬ ‫وتقول بأنها تتصدق بها على روحه لتخفف عنه العذاب‪ ( ..‬مع مراعاة أنك‬ ‫هنالك نعيم أيضا بالدار اآلخرة ) ‪.‬‬ ‫أما محمد فهو يتعهد قبر والده مرة كل شهر بطالئه بالجير‪،‬‬ ‫وتنقيته من األعشاب‪ ،‬ورش الماء على تربته‪..‬ولم تختلف أجوبة الزائرين‬ ‫عن الهدف من زيارتهم لقبور ذويهم‪ ،‬ولم يكن غريبا ونحن نبحث في‬ ‫زوار المقابر‪ ،‬أن نرى أطفاال يلعبون ويلهون في التراب بجوار الجدران‪..‬‬ ‫بينما يقتعد بعض الزائرين المساحات الخالية التي تحيط ببعض القبور‪،‬‬ ‫فيما ال يخلو شد الرحال إلى المقابر‪ ،‬الذي ترتفع وثيرته صباح كل يوم‬ ‫جمعة‪ ،‬من بعض السلوكيات‪ ،‬التي تنتفي معها ضوابط الزيارة‪ ،‬إما‬ ‫جهال‪ ،‬أو إتباعا دون تحرز‪.‬‬

‫• لإلعتبار والموعظة‬ ‫حملنـــا بعضــا من حصــاد رحلتنـــا بيـــن المقابـر إلى ذوي‬ ‫اإلختصاص‪ ،‬محاولين وضع زيارة المقابر في إطارها الصحيح‪ ،‬ليتحقق‬

‫منها اإلنتفاع للزائر‪ ،‬فوضح الدكتور بن الطالب‪ ،‬أستاذ بكلية الشريعة‪ ،‬بأنه ال‬ ‫يوجد أي نص ديني يمنع زيارة المقابر‪ ،‬مشيرا إلى حديث الرسول الذي قال‬ ‫فيه «كنت نهيتكم عن زيارة القبور‪ ،‬اآلن فزوروها»‪ .‬مبينا أن النهي إنما كان‬ ‫بسبب األعمال التي هي خارج إطار الشرع والعقل‪ ،‬قبل أن يحدد اإلسالم شروطا‬ ‫ومواصفات لزيارة القبور‪.‬‬ ‫واعتبر بن الطالب ‪ ‬أن «الحكمة من ترخيص الرسول بزيارتها في قوله‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم «فزوروا القبور فإنها تذكر الموت»‪ ،‬مشددا على أن‬ ‫الزيارة مستحبة‪ ،‬ولكن شرط أن تكون في إطارها الشرعي‪ ،‬أي أن تكون الزيارة‬ ‫لإلعتبار والموعظة ال للفخر وال للمباهاة والنوح‪ ،‬كما قال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫«فزوروها و ال تقولوا هُجرا»‪.‬‬ ‫واعتبر أن قصد الموعظة تحصل بزيارة أي قبر‪ ،‬سواء كان لقريب أو بعيد‪.‬‬ ‫وقد تكون الموعظة أقوى يشرح الدكتور بن الطالب إذا زار اإلنسان قبر والديه‪،‬‬ ‫أو أحد أبنائه بدليل حديث أبي هريرة قال‪« :‬زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من‬ ‫حوله» فقال «استأذنت ربي أن أستغفر لها‪ ،‬فلم يأذن لي‪ ،‬واستأذنته في أن أزور‬ ‫قبرها‪ ،‬فأذن لي‪ ،‬فزوروا القبور فإنها تذكر الموت»‪.‬‬ ‫وأشار ‪ ‬إلى أن أيام اهلل كلها تتساوى في الفضيلة‪ ،‬ومن اعتقد أن الزيارة‬ ‫خاصة بيوم الجمعة فذلك ليس مقبوال‪ ،‬بل وأدخله العلماء في باب البدعة‪.‬‬ ‫كما لم يتبث أن من النبي صلى اهلل عليه وسلم وال من أصحابه‪ ،‬أن قرأ القرآن‬ ‫عند قبر من القبور‪ ،‬إذ إن زيارتها في أوقات محددة مثل يوم الجمعة و األعياد‬ ‫و المناسبات قضى على الغرض من زيارة المقابر و هو العبرة و العظة‪ ،‬و لتذكر‬ ‫اآلخرة بالضوابط الشرعية دون مخالفات‪. ‬‬

‫• آداب وضوابط‬ ‫أما عن آداب زيارة القبور‪ ،‬فقد ع ّلمنا الرسول صل اهلل عليه و سلم‪ ،‬أن‬ ‫يسلم الزائر على أهل القبور وأن يستغفر ويدعو لهم‪ ،‬عندما علم عائشة ما‬ ‫تقول إذا زارت القبور فقال‪« :‬قولي السالم على أهل الديار من المؤمنين‬ ‫والمسلمين‪ ،‬يرحم اهلل المستقدمين منا والمستأخرين‪ ،‬وإنا إن شاء اهلل بكم‬ ‫الحقون ‪ .‬وفي رواية ‪ :‬أسأل اهلل لنا ولكم العافية»‪.‬‬

‫أما قراءة القــرآن عنـد زيـارت القبـور‪ ،‬ال أصل لهــا في السنـة وهي غير‬ ‫مشروعة ومما يقوي عدم مشروعيتها قوله صل اهلل عليه وسلم‪’‘ :‬ال تجعلوا‬ ‫بيوتكم مقابر‪ ،‬فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة’’‪ ،‬فقد‬ ‫أشار إلى أن القبور ليست موضعا للقراءة شرعا‪ ،‬فلذلك حض على قراءة القرآن‬ ‫في البيوت ونهى عن جعلها كالمقابر التي ال يقرأ فيها‪ ،‬كما أشار في الحديث‬ ‫اآلخر إلى أنها ليست موضعا للصالة أيضا‪ ،‬وهو قوله صل اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫(صلوا في بيوتكم‪ ،‬وال تتخذوها قبوراً)‪.‬‬ ‫و ختم الدكتور بن الطالب قوله‪ ،‬أن من أكبر البدع قراءة الفاتحة للميت‬ ‫أو عند زيارة القبور‪ ،‬و هذه البدعة أضاعت سنة الدعاء و اإلستغفار للميت‪ ،‬فقد‬ ‫كان رسول اهلل إذا فرغ من دفن الميت قال ‪« :‬استغفروا ألخيكم و اسألوا له‬ ‫التثبيت فإنه اآلن يسأل»‪ .‬‬

‫• المقابر المغربية تعيش أزمة حقيقية فال مكان‬ ‫حتى للموتى على أرضهم‬ ‫كشفت دراسة قام بها المجلس الوطني لحقوق اإلنسان في وقت سابق‬ ‫حول مقابر المسلمين‪ ،‬أن المقابر المغربية تعيش أزمة حقيقية‪ ،‬حيث أن األسر‬ ‫المغربية تعيش معاناة شديدة من أجل الحصول على قبر‪ ،‬في ظل إغالق بعض‬ ‫المقابر أبوابها في وجه المواطنين بعد أن امتألت عن آخرها‪.‬‬ ‫وأضافت الدراسة أن الجهات المسؤولة عن المقابر في المغرب أمام‬ ‫امتحان البحث عن أماكن أخرى للدفن خارج المدار الحضاري‪ ،‬لتلبية حاجيات‬ ‫المواطنين‪ ،‬مبرزة أن هذا المطلب غير مندرج حاليا في جدول أعمال المجالس‬ ‫المسيرة للمدن المغربية‪.‬‬ ‫وأكدت الدراسة الميدانية أن معظم المقابر التي أجريت عليها الدراسة‪،‬‬ ‫تعاني من مشكل النظافة والصيانة‪ ،‬حيث تتعرض لإلهمال وتهدم بعض‬ ‫جدرانها التي تتصدع بسبب عوامل مختلفة‪ ،‬كما تتعرض النتهاك حرمتها‬ ‫بتحويلها إلى مزابل حقيقية‪ ،‬مما يؤدي إلى تحلل النفايات بفعل حرارة الشمس‬ ‫وانبعاث روائح كريهة تضر بالصحة وتسبب مضايقات للوافدين لزيارة المقبرة‪.‬‬ ‫وحملت الدراسة الجهات المعنية مسؤولية النظافة وصيانة المقابر‪ ،‬من‬ ‫مجالس محلية و جهوية ‪ ‬و مصالح مندوبيات وزارة األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية بحكم أنها هي التي تعتبر مسؤولة عن حماية حرمات المقابر‬ ‫ضد االعتداءات واإلساءات من الناحية المعنوية ‪ ‬و األخالقية على اعتبار‬ ‫إشرافها الرسمي على تدبير الشأن الديني‪.‬‬ ‫وأردفت الدراسة أن وزارة األوقاف مسؤولة عن تدبير إشكالية‬ ‫إعادة استغالل المقابر القديمة من جديد‪ ،‬وتدبير وعاء عقاري يحتضن‬ ‫مقابر جديدة على الرغم من الميثاق الجديد المنظم للجماعات المحلية‬ ‫والذي وضع عملية تدبير شؤون صيانة المقابر باعتبارها مرفقا عموميا‬ ‫تحت تصرف المجالس الجماعية‪ ،‬كما أيضا حملت الدراسة المسؤولية‬ ‫لوزارة الثقافة باعتبارها الجهة الوصية على المآثر والمعالم التاريخية من‬ ‫جملتها القبور‪.‬‬ ‫وأشارت الدراسة إلى أن المقابر تعاني من ضعف التجهيزات‪ ،‬حيث‬ ‫يبرز ذلك من خالل مشكل التزويد بالماء والكهرباء‪ ،‬وأيضا مشكل‬ ‫التسوير‪ ،‬فمعظم المقابر تعاني من قصر ارتفاع أسوارها‪ ،‬التي تتالشى‬ ‫معظم أجزائها‪ ،‬كما تطرقت الدراسة إلى غياب حراس قارين للمقابر‪،‬‬ ‫فمعظم الحراس يعيشون على صدقات الزائرين المحسنين‪ ،‬فيما‬ ‫رصدت غياب تنظيم حفر القبور وتهيئتها‪.‬‬

‫فإلى متى سنظل نهمل مواطنينا أحياء كانوا أم أمواتاً‬ ‫علما أن معظمهم أموات و نحسبهم أحياء‬

‫?‬


‫العدد ‪925‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫انهيار جبل كاد يؤدي‬ ‫إلى كارثة في شفشاون‬

‫مجلس عمالة طنجة أصيلة يفتح النار على المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء‬

‫انتقد مجلس عمالــة طنجــة أصيلــة‪ ،‬المسؤولين‬ ‫بالمكتب الوطني للكهرباء باإلقليم بسبب تراجعهم عن‬ ‫التزاماتهم التي وعدوا بها المجلس في لقاءات سابقة‬ ‫معه‪ ،‬والتي تهم ربط العالم القروي بالكهرباء‪.‬‬ ‫وشدد رئيس المجلس‪ ،‬أثناء تناوله الكلمة في اجتماع‬ ‫الدورة العادية لمجلس عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬المنعقد‬ ‫مستهل األسبوع الجاري‪ ،‬على قتامة المشهد الحالي‬ ‫لعشرات المؤسسات التربوية باإلقليم التي ال تتوفر على‬ ‫الماء والكهرباء‪ ،‬محمال المسؤولية باألساس للمكتب‬ ‫الوطني للكهرباء‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر مطلعة ل»المساء» أن السلطتين‬ ‫المحلية والمنتخبة شكلتا لجانا مختلطة ضمــت أيضــا‬ ‫ممثلين محليين عن المكتب الوطني للكهرباء‪ ،‬عقدت‬ ‫ثالث اجتماعات لدراسة الوضعيــة الراهنــة للمــدارس‬ ‫بالعالم القروي باإلقليم‪ ،‬وخرجت بتوصيات للتنفيذ بشكل‬ ‫مستعجل‪ ،‬لكنها ظلت معلقة‪.‬‬ ‫ومن أجل المرور إلى المرحلة العملية وتجاوز العثرات‬ ‫السابقة‪ ،‬اقترح عبد المجيد أبرشان‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬إقحام رؤساء الجماعات القروية في‬ ‫األمور اإلجرامية لتنزيل أمثل لتوصيات اللجان اإلقليمية‬ ‫المختصة‪ ،‬مع ضرورة التنسيق مع المكتب الوطني‬ ‫للكهرباء‪ ،‬ومع المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية بطنجة‬ ‫من أجل الحسم بشكل نهائي مع هذا الشكل‪.‬‬ ‫ولم يفت مجلس عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬أثناء معالجته‬ ‫لمشاكل قطاع التربية الوطنية باإلقليم‪ ،‬التطرق إلى‬ ‫مشكل حجرات البناء المفكك التي ال تزال تستقبل المئات‬ ‫من التالميذ بعدة مدارس بالعالم القروي‪ ،‬رغم إعالن‬ ‫الوزارة عن عزمها تعويض كل حجرات البناء المفكك‬ ‫بأخرى جديدة‪ ،‬نظرا لثبوت تأثيره السلبي على صحة‬ ‫التالميذ واألطر التربوية‪.‬‬

‫لذا طالب المجلـس األكاديميــة الجهويــة للتربيــة‬ ‫والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة بالرفع من حصة‬ ‫عمالة طنجة أصيلة من نعويض الحجرات المبنية بالبناء‬ ‫المفكك والمبرمجة خالل سنة ‪ 2018‬نظرا لكون العدد‬ ‫المخصص للموسم الماضي كان محدودا‪.‬‬ ‫وجوابا على مالحظات مجلس عمالة طنجة أصيلة‬ ‫حول محور تزويد مدارس العالم القروي بالكهرباء‪ ،‬أكدت‬ ‫حفيظة الراضي‪ ،‬المديرة اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫بالعمالة ذاتها‪ ،‬في تصريح ل«المساء»‪ ،‬أن المديرية قامت‬ ‫بمجهود كبير في هذا الصدد‪ ،‬حيث عملت على ربط ‪70‬‬ ‫مدرسة بالكهرباء من أصل ‪ 90‬كانت تفتقـد إلى هــذه‬ ‫الوسيلة الحيوية‪ ،‬في تنسيق تام مع المكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والمصالح المختصة بالعمالة‪ .‬ووعدت المسؤولة‬

‫التربوية بتزويد المدارس العشرين المتبقية بالكهرباء‬ ‫حالما يتمكن المكتب الوطني للكهرباء من ربط المداشر‬ ‫التي تحتضنها بالتيار الكهربائي‪.‬‬ ‫وحول موضوع حجرات البناء المفكك المنتشرة بكثرة‬ ‫بمدارس اإلقليم‪ ،‬أوضحت المديرية اإلقليمية ل«المساء»‬ ‫أن أكاديمية جهة تطوان الحسيمة قامت بمجهودات قيمة‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬فبخصوص المديرية التي تشرف عليها‪ ،‬تم‬ ‫تعويض ‪ 80‬حجرة من صنف البناء المفكك‪ ،‬وهي تعمل‬ ‫حاليا‪ ،‬بدعم من مجلس جهة تطوان الحسيمة‪ ،‬على‬ ‫تعويض الحجرات المتبقية‪ ،‬حيث حددت المديرة سقفا‬ ‫زمنيا ال يتعدى السنتين للقضاء كليا على البناء المفكك‬ ‫بالمؤسسات التربوية بإقليم طنجة أصيلة‪.‬‬

‫ر‪.‬ح‬

‫حراس يحتجون بطنجة بعد سحب رخصهم واستفادة شركة‬ ‫لنائب العماري من صفقة ركن السيارات‬

‫احتج العشرات من حراس السيارات أمام بوابة المجلس‬ ‫الجماعي لمدينة طنجة‪ ،‬في غضون اليومين الماضيين‪،‬‬ ‫للمطالبة بما أسموه رفع الحيف الذي لحقهم من قبل‬ ‫المجلس الذي قام دون سابق إنذار‪ ،‬وفق تعبيرهم‪ ،‬بسحب‬ ‫الرخص التي كانوا يشتغلون بها‪ ،‬قبل أن يجدوا أنفسهم‬ ‫أمام استدعاءات من النيابة العامة‪.‬‬ ‫ودعا أكثر من ‪ 40‬محتجا المجلس الجماعي إلى التراجع‬ ‫عن القرار‪ ،‬الذي تبين أنه جاء بعد تفويت صفقة حراسة‬ ‫السيارات إلى شركة مختصة في ملكية أحد نواب رئيس‬ ‫جهة تطوان الحسيمة إلياس العماري‪.‬‬ ‫وكشف المحتجون في بيان‪ ،‬مؤازرين بهيئة حقوقية‪،‬‬ ‫استنكارهم لما قالوا عنه تهرب المجلس الجماعي من‬

‫الكشف عن دفتر التحمالت الذي يحكم الشركة المفوض‬ ‫لها حراسة السيارات‪ ،‬عن الجهة التي لها الحق في وضع‬ ‫التعريفة العمومية‪ ،‬هل يتعلق األمر بالشركة المفوض‬ ‫لها أم الجماعة‪ ،‬أم الدولة على اعتبار أن هذه األخيرة‬ ‫هي المختصة بالشوارع في شخص وزارة التجهيز والنقل‬ ‫واللوجستيك‪.‬‬ ‫وكشف المحتجون عدم وجود أي نص قانوني‬ ‫يفرض للشركة حق القيام بمهام الشرطة القضائية في‬ ‫إثبات المخالفات المتعلقة بوقوف السيارات ووضع ما‬ ‫يعرف ب»الصابو» واستخالص الجزاءات المالية‪ ،‬منددين‬ ‫بالتهديدات الصادرة عن إدارة الشركة حول إحالة ملفاتهم‬ ‫على القضاء في حال استمرارهم في عرقلة عملها‪ ،‬والتي‬

‫تكلفت بمرابد توجد بالشاطئ المحلي للمدينة‪ ،‬في حين‬ ‫أكد المحتجون عزمهم‪ ،‬رفقة الشبكة المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬االستمرار في تنظيم الوقفات االحتجاجية أمام‬ ‫رئاسة المجلس‪ ،‬إلى حين إغالق هذا القوس‪ ،‬على حد‬ ‫تعبيرهم‪ ،‬علما أن أية إنذارات لم توجه لهم‪ ،‬قصد إيجاد‬ ‫بديل‪ ،‬لكونهم يعيلون أسرا‪ ،‬وأن غالبيتهم أضحى معرضا‬ ‫للتشرد في ظل االلتزامات األسرية‪ ،‬كما تجاهل المجلس‬ ‫الجماعي أصواتهم الداعية إلى ذلك‪ ،‬حيث اكتفوا بتنظيم‬ ‫وقفات أمام بوابته الرئيسية بحي «ادريسية» دون تلقي أية‬ ‫ردود من قبل عمدة المدينة عن حزب العدالة والتنمية‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫عمدة طنجة «يهرب» ندوة إلى إسبانيا للحديث عن منجزاته‬ ‫وسخرية عارمة في مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫من هذه السابقة‬ ‫تعرض عمدة مدينة طنجة للكثير من السخرية على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬بعد «تهريبه» لندوة صوب‬ ‫إسبانيا للحديث عن منجزات المجلس الجماعي لطنجة‪،‬‬ ‫وذلك رفقة أحد المسؤولين الجماعيين‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫بعبد اللطيف بروحو الذي يوصف بمهندس المالية داخل‬ ‫المجلس‪ ،‬وقد نظمت الندوة من طرف جمعية تابعة لحزب‬ ‫العدالة والتنمية بأوروبا‪.‬‬ ‫بالمقابل دعا نشطاء محليون العمدة إلى تنظيم‬ ‫مثل هذه الندوات بعاصمة البوغاز‪ ،‬حيث أضحى الحزب‬ ‫المسير للشأن المحلي‪ ،‬عاجزا عن التواصل مع المواطنين‪،‬‬ ‫حول إنجازاته منذ ثالث سنوات‪ ،‬فيما أضحت مجالس‬ ‫المقاطعات من جانبها‪ ،‬تنظم مثل هذه المناسبات بشكل‬ ‫معزول‪ ،‬بعيدا عن األضواء‪ ،‬لكون إنجازات المجلس وكذا‬ ‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬أصبحت محدودة‪ ،‬بفعل األزمة التي‬

‫تطوق الجماعة‪ ،‬وكذا غياب كلي لدوره في إضفاء لمسة‬ ‫على عاصمة البوغاز‪.‬‬

‫واستغرب النشطاء المذكورون ما سيتحدث عنه‬ ‫العمدة أمام األوروبيين‪ ،‬بفعل كون المدينة تشهد تراجعا‬ ‫غير مسبوق‪ ،‬على كافة األصعدة والمجاالت‪ ،‬بفعل األزمة‬ ‫التي وصل إليها المجلس نتيجة ما بات يعرف بالعشوائية‬ ‫في التسيير‪ ،‬كما وجد المجلس نفسه‪ ،‬غير قادر على‬ ‫توجيه مثل هذه الدعوات للمجتمع المدني بغية الحضور‬ ‫إلى المجلس قصد تقديم حصيلته‪ ،‬لكون الدعم الموجه‬ ‫لها ال يزال محصورا في وثائق الميزانية‪ ،‬بعد أن فشل‬ ‫في إخراجه إلى أرض الواقع‪ ،‬بالرغم من توصله بقروض‬ ‫من قبل صندوق التجهيز الجماعي إلنقاذ ماليته‪ ،‬كما أن‬ ‫المبالغ المالية المتعلقة ببنود الباقي استخالصه‪ ،‬ال تزال‬ ‫هي األخرى بيد الفنادق المصنفة والمالهي وعدد من‬

‫محالت بيع المشروبات الكحولية‪ ،‬حيث عجز المجلس عن‬ ‫توفيرهذه المبالغ التي كان من األجدر التحرك قصد وضع‬ ‫حد لما يشبه التهرب الضريبي لعدد من هذه المشاريع‪،‬‬ ‫والتي سبق لفريق المعارضة أن نبه إلى كون هذه المبالغ‬ ‫بات على المجلس ضرورة التحرك وفرض إجراءات جديدة‬ ‫على أصحاب هذه المشاريع الذين يرفضون الرضوخ‬ ‫لطلبات وإلحاح المجلس المتكرر قصد استرجاعها‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬دعا نشطاء آخرون العمدة إلى وضع‬ ‫استقالته على اعتبار أنه في الوقت الذي خرج المئات من‬ ‫الباعة الجائلين‪ ،‬والتجار الذين لم يستفيدوا من أسواق‬ ‫القرب‪ ،‬فضل العمدة ترك المدينة والتوجه نحو أوروبا‪،‬‬ ‫خصوصا وأنه لم يظهر له أثر طيلة األزمة المتعلقة بهذه‬ ‫األسواق والتي أخرجت المئات لالحتجاج بعدد من األحياء‬ ‫التي شهدت تفكيك األسواق العشوائية‪.‬‬

‫محمد أ‪.‬‬

‫نجا مستعملو المسالك الطرقية الجبلية بإقليم شفشاون‬ ‫من كارثة محققة‪ ،‬عقب حدوث انهيارات صخرية بسبب السيول‬ ‫التي خلفتها التساقطات المطرية والثلجية في المنطقة‪ ،‬ما أدى‬ ‫إلى شل حركة السير والمرور طيلة ليلة الثالثاء‪/‬األربعاء‪ ،‬وإلى‬ ‫غاية صباح الخميس‪ ،‬حيث ينتظر أن تكون آليات وزارة التجهيز‬ ‫والنقل تدخلت لفتح الطريق‪.‬‬ ‫وقالت مصادر محلية من إقليم شفشاون في اتصال هاتفي‬ ‫مع «أخبار اليوم»‪ ،‬إن مستعملي الطريق الجبلية رقم ‪ ،2‬الرابطة‬ ‫بين تطوان والحسيمة‪ ،‬عاشوا ليلة صعبة على الطريق‪ ،‬وذلك‬ ‫على مستوى منطقة «أمتراس»‪ ،‬الواقعة بين جماعتي باب تازة‪،‬‬ ‫وباب برد‪ ،‬دون أن تسجل أية خسائر في األرواح‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن أصحاب السيارات وركاب‬ ‫حافالت نقل المسافرين‪ ،‬وسيارات األجرة‪ ،‬وضعوا أيديهم‬ ‫على قلوبهم بعدما شاهدوا حجم تلك األحجار الصخرية‪ ،‬حيث‬ ‫اضطروا إلى قضاء ليلتهم داخل السيارات في أجواء باردة جدا‪،‬‬ ‫نتيجة انخفاض درجة الحرارة إلى الصفر‪ ،‬إلى حين وصول‬ ‫الكاسحات لفتح المسالك الطرقية‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬أدت التساقطات الثلجية المستمرة منذ‬ ‫عشرة أيام في إقليم شفشاون‪ ،‬إلى عزل عشرات القرى والمداشر‬ ‫عن محيطهم الخارجي‪ ،‬حيث وجد سكان هذه المناطق أنفسهم‬ ‫محاصرين جراء ارتفاع سمك الثلوج على األرض‪ ،‬إذ لم يتمكن‬ ‫التالميذ من االلتحاق بمدارسهم‪ ،‬كما أن الكبار عجزوا عن‬ ‫الخروج إلى الحقول المزروعة‪ ،‬كما لم يتمكنوا من التنقل إلى‬ ‫األسواق األسبوعية‪ ،‬القتناء المواد الغذائية التموينية‪.‬‬ ‫وصرح خالد أحيتاف‪ ،‬ناشط جمعوي من قيادة بتراب باب‬ ‫برد‪ ،‬أن ثالث جماعات قروية بتراب القيادة انقطعت عنها خدمة‬ ‫الربط بالكهرباء‪ ،‬واإلنارة العمومية‪ ،‬منذ بداية األسبوع الجاري‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بجماعة‪« ،‬تمورت» ‪ ،‬و«أونان» و«مركز باب برد»‪،‬‬ ‫إذ أصبحت هذه المناطق تغرق في ظالم دامس مع حلول‬ ‫الليل‪ ،‬في حين وجد المواطنون أنفسهم محرومين من تشغيل‬ ‫المدافئ اإللكترونية‪ ،‬أمام ندرة حطب المدافئ الطبيعية وارتفاع‬ ‫أسعارها‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث مع الجريدة‪ ،‬أن سبب انقطاع الكهرباء‬ ‫يعود إلى تساقط األشجار على محوالت كهربائية ‪ ،‬جراء الرياح‬ ‫العاصفية واألمطار الثلجية الكثيفة‪ ،‬مبرزا أن األحوال الجوية‬ ‫الصعبة لم تساعد مصالح المكتب الوطني للكهرباء باإلقليم‪،‬‬ ‫على التدخل إلصالح األعطاب التقنية‪ ،‬إلى غاية يوم األربعاء‪.‬‬

‫الدولة حجزت ‪160‬‬ ‫مليون درهم‬ ‫من أموال جماعة طنجة‬

‫للعام الثاني على التوالي‪ ،‬تحصي جماعة طنجة خسائرها‬ ‫المالية من صندوق ميزانيتها السنوية‪ ،‬بسبب استمرار‬ ‫االقتطاعات التلقائية المتتالية‪ ،‬مباشرة من حسابها عبر بنك‬ ‫المغرب‪ ،‬مما أدى إلى اختالل ميزان الحساب اإلداري برسم السنة‬ ‫الجارية بسبب اتساع الهوة بين المداخيل والمصاريف‪ ،‬معتبرا‬ ‫أن المجهودات المبذولة تتبدد أمام إكراهات موضوعية تطرح‬ ‫أكثر من عالمات استفهام‪.‬‬ ‫وكشف مصدر مطلع من المجلس الجماعي لعاصمة‬ ‫البوغاز‪ ،‬والذي يسيره حزب العدالة والتنمية بأغلبية مطلقة‪ ،‬أن‬ ‫معدل الحجوزات المالية بلغ إلى حدود نهاية شهر دجنبر من‬ ‫السنة الماضية‪ ،‬أكثر من ‪ 16‬مليار سنتيم‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة‬ ‫‪ 20‬في المائة تقريبا من إجمالي الميزانية السنوية للجماعة‪،‬‬ ‫والتي تبلغ ‪ 75‬مليار سنتيم‪ ،‬مشيرا إلى أن نزيف االقتطاعات‬ ‫سيتواصل خالل سنة ‪. 2018‬‬ ‫وأوضح المصدر نفسه‪ ،‬أن موضوع الحجوزات المالية‬ ‫المذكورة يتعلق بخمس قضايا موضوع دعوى قضائية‪ ،‬حكمت‬ ‫المحكمة اإلدارية بالرباط لصالح المدعين ضد مجلس الجماعة‪،‬‬ ‫بينها مرافق عمومية في طور اإلنجاز‪ ،‬تم نزع ملكيتها لفائدة‬ ‫المنفعة العامة‪ ،‬في عهد المجالس الجماعية السابقة دون اتباع‬ ‫إجراءات تصفية أوعيتها العقارية‪.‬‬ ‫وأكد المصدر نفسه‪ ،‬أنه بالرغم من المجهودات المبذولة‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬والتي ساهمت في تحسين مداخيل عدد من‬ ‫المرافق الجماعية‪ ،‬إال أن حجم االقتطاعات تسبب في اختالل‬ ‫الميزان المالي للجماعة للعام الثاني على التوالي‪ ،‬وبالكاد‬ ‫تتمكن الجماعة من تدبير نفقات التسيير‪ ،‬أما المشاريع‬ ‫المبرمجة في برنامج تهيئة وتأهيل المجال الحضري‪ ،‬فتعرف‬ ‫تعثرا بسبب الضائقة المالية الخانقة‪.‬‬ ‫ومن بين المرافق التي عرفت أشغال تجهيزها تعثرا‪،‬‬ ‫مشروع سوق الجملة للخضر والفواكه الجديد‪ ،‬والمحطة الطرقية‬ ‫المحدثة على مساحة ‪ 45‬ألف متر مربع‪ ،‬والمجزرة الجماعية التي‬ ‫كان مقررا أن تبدأ في طور الخدمة خالل فصل الصيف الماضي‪.‬‬ ‫يذكر أن مجموع الحجوزات على مالية جماعة طنجة‬ ‫بلغ سنة ‪ ،2016‬أزيد من ‪ 26‬مليار سنتيم‪ ،‬وهو ما يعادل ثلث‬ ‫مجموع ميزانية المجلس الجماعي‪ ،‬في حين بلغ معدل الحجوزات‬ ‫برسم السنة الماضية‪ 16 ،‬مليار سنتيم‪ ،‬في حين يتوقع المجلس‬ ‫استمرار الحجوزات بداية العام الجاري‪ ،‬بسبب ملفات قضائية‬ ‫أخرى‪ ،‬لم تبت فيها المحكمة اإلدارية بالرباط‪.‬‬ ‫هذا وكان مستشارو مجلس جماعة طنجة أغلبية ومعارضة‬ ‫خالل دورة أكتوبر الماضي‪ ،‬دقوا جرس اإلنذار بخصوص ما‬ ‫وصفوه بـ «النكبة المالية»‪ ،‬وطالبوا الدولة بالتدخل إلنقاذ‬ ‫مالية جماعة طنجة من اإلفالس‪ ،‬على غرار ما فعلته مع مؤسسات‬ ‫أخرى تراكمت عليها الديون في ظروف مشابهة‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫إقتصاد‬ ‫تحويالت «الجالية» ترتفع لـ ‪ 65.4‬مليار درهم‪..‬‬ ‫واالستثمار األجنبي بلغ ‪ 23.7‬مليار درهم‬

‫أفادت معطيات صادرة عن مكتب الصرف‬ ‫بأن تدفقات االستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫بالمغرب ارتفعت بنسبة ‪ 12‬في المائة لتبلغ‬ ‫‪ 23.7‬مليار درهم خالل السنة المنصرمة‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 21.1‬مليار درهم في سنة ‪.2016‬‬

‫وأوضح المكتــب‪ ،‬في نشرتــه الخاصــة‬ ‫بالمؤشــرات الشهريـــة حـول المبــادالت‬ ‫الخارجية برسم سنة ‪ ،2017‬أن هذه النتيجة‬ ‫تعزى إلى انخفاض النفقات ب‪ 57.8‬في‬ ‫المائة إلى ‪ 6‬ماليير درهم‪ ،‬بنسبة أكبر من‬ ‫االنخفاض المسجل في المداخيل (ناقص ‪ 16‬في المائة) التي بلغت ‪ 29.7‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج سجلت ارتفاعا بنسبة ‪4.5‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬لتصل إلى ‪ 65.4‬مليار درهم برسم السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأبرز مكتب الصرف أن ميزان األسفار سجل فائضا بزيادة قدرها ‪ 5.4‬في المائة ليبلغ ‪48.6‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬مشيرا إلى أن هذه النتيجة تعزى إلى ارتفاع مداخيل األسفار ب‪ 5.4‬مليار درهم إلى‬ ‫‪ 69.6‬مليار درهم والنفقات ب‪ 2.7‬مليار درهم إلى ‪ 17‬مليار درهم‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫توقعات مندوبية الحليمي‬

‫توقعت المندوبية الساميـــة للتخطيط‬ ‫تراجـع االقتصــاد الوطنـــي المغربي خالل‬ ‫سنة ‪ ،2018‬بنسب قليلة مقارنة مع النتائج‬ ‫المسجلة خالل السنة الفارطة‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬قال أحمد الحليمي‪،‬‬ ‫المندوب السامي للتخطيط‪ ،‬خالل مداخلته‬ ‫في ندوة صحفية حول التوقعات االقتصادية‬ ‫لسنة ‪« ،2018‬إن القيمة المضافة لألنشطة‬ ‫الفالحية ستسجـــل مساهمـــة سالبــة بـ‬ ‫‪ 0,2‬نقطة في نمو الناتج الداخلي اإلجمالي‪،‬‬ ‫عوض مساهمة موجبة ب ‪ 1,6‬نقطة خالل السنة الماضية»‪.‬‬ ‫«كما سيسجل الناتج الداخلي اإلجمالي تباطؤا في وتيرة نموه بنسبة تصل إلى ‪ 2,8‬في‬ ‫المائة مقارنة مع ‪ 4‬في المائة خالل سنة ‪ ،2017‬بسبب التطور المرتقب للضرائب والرسوم‬ ‫الصافية»‪ ،‬يؤكد المتحدث نفسه‪.‬‬ ‫وأضاف الحليمي‪ ،‬أن مساهمة حجم االستهالك النهائي الوطني ستتراجع في النمو لتصل‬ ‫إلى ‪ 2,2‬نقطة خالل السنة الجارية‪ ،‬عوض ‪ 2,5‬نقطة سنة ‪ »2017‬معزيا ذلك إلى تراجع وتيرة‬ ‫نمو استهالك األسر المقيمة نتيجة انخفاض المداخيل‪.‬‬ ‫وشدد المندوب السامي للتخطيط‪ ،‬على أن “تراجع النمو االقتصادي الوطني يرجع إلى‬ ‫النتائج المتواضعة لألنشطة غير الفالحية‪ ،‬التي عرفت تباطؤا في وتيرة نموها لتنتقل من ‪4,2‬‬ ‫في المائة خالل الفترة ‪ 2012-2008‬إلى ‪ 2,2‬في المائة منذ سنة ‪.”2013‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫العجز التجاري بلغ ‪ 190‬مليار درهم‪ ..‬وارتفاع فاتورة‬ ‫المحروقات بـ ‪ 27.3‬في المائة‬

‫أفادت معطيات صادرة عن مكتب الصرف‬ ‫بأن المبادالت الخارجية المغربية سجلت‬ ‫ارتفاعا في عجز الميزان التجاري بنسبة ‪2,6‬‬ ‫في المئة‪ ،‬إلى ‪ 189,8‬مليار درهم خالل‬ ‫السنة المنصرمة‪ ،‬مقابـل ‪ 185‬مليــار درهم‬ ‫سنة ‪.2016‬‬

‫وأشـار مكتـب الصـرف‪ ،‬في تقريـر حول‬ ‫المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية لسنة‬ ‫‪ ، 2017‬إلى أن الواردات بلغت ‪ 434,7‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬أي بارتفاع بنسبة ‪ 6,3‬في المئة‪ ،‬في‬ ‫حين أن الصادرات سجلت تزايدا من ‪ 9,3‬في‬ ‫المئة إلى ‪ 244,9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن نسبة تغطية الواردات بالصادرات مرت من جهتها‪ ،‬من ‪ 54,8‬في‬ ‫المئة‪ ،‬إلى ‪ 56,3‬في المئة‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب أن تزايد الواردات راجع باألساس إلى ارتفاع فاتورة المواد الطاقية بنسبة‬ ‫‪ 27,3‬في المئة‪ ،‬و المواد الخام بنسبة ‪ 15,2‬في المئة‪ ،‬والمنتوجات االستهالكية بنسبة ‪5,1‬‬ ‫في المئة‪ ،‬واألثاث بنسبة ‪ 1,8‬في المئة‪ ،‬وأنصاف المنتوجات بنسبة ‪ 3,8‬في المئة‪ ،‬فيما سجلت‬ ‫المتوجات الغذائية انخفاضا بنسبة ‪ 4,7‬في المئة‪.‬‬ ‫وفي ما يخص تطور الصادرات‪ ،‬فهي تعزى أساسا إلى ارتفاع البيوع في جل القطاعات‪،‬‬ ‫خاصة منها صناعات الطيران (‪ +18,4‬في المئة)‪ ،‬والفوسفاط ومشتقاته (‪ +11,1‬في المئة)‪،‬‬ ‫واإللكترونيك (‪ +8,5‬في المئة)‪ ،‬والفالحة والصناعات الغذائية (‪ +7,6‬في المئة)‪ ،‬والسيارات‬ ‫(‪ +7,1‬في المئة)‪ ،‬والنسيج والجلد (‪ +5,9‬في المئة)‪ ،‬وصناعة األدوية (‪ +5,7‬في المئة)‪ ،‬حسب‬ ‫مكتب الصرف‪.‬‬

‫ال خطر من «تعويم» الدرهم على االقتصاد المغربي‬ ‫برأي بوسعيد‬

‫نفى محمد بوسعيـــد‪ ،‬وزيـــر االقتصـاد‬ ‫والمالية‪ ،‬وجود أي تأثيرات بعد ثالثة أيام‬ ‫من قرار الحكومة القاضي باعتماد نظام‬ ‫تحرير سعر الصرف‪ ،‬كاشفا خالل االجتماع‬ ‫المشترك المنظم بين لجنة المالية والتنمية‬ ‫االقتصادية بمجلس النواب ولجنة المالية‬ ‫والتخطيط والتنميــة االقتصاديـــة بمجلس‬ ‫المستشارين‪ ،‬الذي خصص لعرض موضوع‬ ‫إصالح نظام صرف الدرهم‪ ،‬عن أهم الدوافع‬ ‫والتوجهات االستراتيجية التي دفعت الحكومة‬ ‫إلى اتخاذه‪.‬‬

‫وقال بوسعيد‪ ،‬في اللقاء الذي احتضنه مجلس النواب‪ ،‬إن “هذه الخطوة التي اتخذتها‬ ‫الحكومة هدفها االنتقال إلى مرحلة جديدة‪ ،‬وذلك بعد تقييم المرحلة الحالية”‪ ،‬موردا أَن “صالبة‬ ‫االقتصاد المغربي لهذا اإلصالح كانت سببا في عدم التأثر‪ ،‬وكذا المخزونات االقتصادية والتي‬ ‫تتجاوز ستة أشهر من العملة الصعبة”‪.‬‬ ‫وأضاف بوسعيد‪« :‬ليس هناك مخاطر‪ ،‬بعد تطبيق القرار لمدة ثالثة أيام؛ ألن قيمة الدرهم‪،‬‬ ‫بفعل االقتصاد‪ ،‬ستظل كما كانت وهو ما أشرنا إليه سابقا»‪ ،‬معتبرا أن “الحكومة ستواصل‬ ‫اإلصالحات التي تدعم االقتصاد الوطني‪ ،‬والتحرير الجزئي سيدعم االقتصاد الوطني”‪.‬‬ ‫وقررت الحكومة‪ ،‬منذ ثالثة أيام‪ ،‬العمل بتعويم الدرهم؛ باعتماد نظام جديد أكثر مرونة‬ ‫لسعر الصرف‪ ،‬والذي سيحدد فيه سعر صرف الدرهم داخل نطاق تقلب بنسبة بين ‪ 2.5+‬في‬ ‫المائة و‪ 2.5-‬في المائة عوض نسبة بين ‪ 0.3+‬في المائة و‪ 0.3-‬في المائة الحالية‪.‬‬ ‫القرار‪ ،‬الذي قالت الحكومة إن وزارة االقتصاد والمالية قررت بشأنه استطالع رأي بنك‬ ‫المغرب‪ ،‬ربط سعر الصرف المحوري المحدد من قبل البنك المركزي على أساس سلة العمالت‬ ‫المكونة من اليورو والدوالر األمريكي بنسب ‪ 60‬في المائة و‪ 40‬في المائة على التوالي‪.‬‬ ‫وفِي هذا الصدد‪ ،‬قال وزير االقتصاد والمالية إنه “بالرغم من التقلبات‪ ،‬فإن اإلصالح لن يؤثر‬ ‫على التضخم‪ ،‬وبالتالي التأثير على القدرة الشرائية للمواطنين”‪ ،‬مشيرا إلى أنه “سيتم اعتماد‬ ‫سياسية تواصلية مع الفاعلين‪.‬‬ ‫وأوضح محمد بوسعيد أن إصالح نظام سعر الصرف سيكرس التقدم المحقق والمسجل‬ ‫سواء على المستوى الماكرو‪-‬اقتصادي أم على مستوى اإلصالحات الهيكلية والقطاعية‬ ‫المنتهجة‪ ،‬مشددا على أن الخطوة هدفها تقوية سيرورة انفتاح االقتصاد الوطني إزاء الخارج‪،‬‬ ‫واالنطالق نحو خطوة جديدة من أجل اإلقالع االقتصادي‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مفارقة‬ ‫الجماعات المحلية‪ :‬فائض في الميزانية‪! ‬‬ ‫كشفت الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬وضعية‬ ‫التحمالت والموارد بالنسبة للجماعات الترابية‬ ‫خالل األحد عشر شهرا األولى من سنة ‪2017‬‬ ‫حيث تم تسجيل فائض في الميزانيات فاقت‬ ‫قيمته ‪ 6,5‬مليار درهم ‪.‬‬ ‫وأوضحت الخزينــة‪ ،‬في نشرتهـا الخاصة‬ ‫باإلحصائيات المالية المحليــة لشهــر نونبر‬ ‫‪ ،2017‬أن المداخيل العادية حققت ارتفاعا‬ ‫بنسبة ‪ 6,9‬بالمائة لتبلغ ‪ 33,4‬مليار درهم‪،‬‬ ‫فيما ارتفعت النفقات العادية بنسبة ‪ 7‬بالمائة‬ ‫لتصل إلى ‪ 20,4‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبينت إحصائيات الخزينة أن ارتفاع المداخيل العادية يرجع إلى ارتفاع المداخيل المحولة‬ ‫بنسبة ‪ 10,2‬بالمائة والمداخيل التي تديرها الدولة لفائدة الجماعات الترابية بنسبة ‪2,7‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬والمداخيل التي تديرها الجماعات الترابية بنسبة ‪ 1,1‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي ما يخص النفقات العامة التي قامت بها الجماعات الترابية‪ ،‬فقد استقرت في ‪ 32,5‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬بزيادة ‪ 13,8‬في المائة مقارنة بنفس الفترة من متم شهر نونبر ‪ ،2016‬مشكلة ‪62,6‬‬ ‫بالمائة من النفقات العادية‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬عزت الخزينة هذا االرتفاع إلى زيادة بنسبة ‪ 7,4‬بالمائة في نفقات‬ ‫الموظفين‪ ،‬و‪ 7,7‬بالمائة في باقي نفقات المعدات والخدمات‪ ،‬و‪ 3,1‬بالمائة في كلفة‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫وحسب النشرة ذاتها‪ ،‬فإن الميزانيات الملحقة والحسابات الخاصة المسيرة من طرف‬ ‫الجماعات الترابية سجلت‪ ،‬في نهاية شهر نونبر ‪ ،2017‬رصيدا إيجابيا بلغ على التوالي ‪27‬‬ ‫مليون درهم و‪ 4,452‬مليار درهم مقابل رصيد إيجابي بلغ ‪ 21‬مليون درهم بالنسبة للميزانيات‬ ‫الملحقة و‪ 4,673‬مليار درهم للحسابات الخاصة في متم شهر نونبر ‪.2016‬‬ ‫ومكن فائض ميزانيات الجماعات الترابية المسجل في الـ‪ 11‬شهرا األولى لسنة ‪ ،2017‬الذي‬ ‫تنضاف له مداخيل اقتراض قدرها ‪ 2,965‬مليار درهم‪ ،‬من سداد جزء هام من الدين البالغ‬ ‫‪ 1,141‬مليون درهم وإعادة تشكيل المبالغ المتوفرة بـ ‪ 2,4‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبلغت المبالغ المتاحة للجماعات الترابية متم شهر نونبر ‪ 35,4‬مليار درهم من بينها ‪27‬‬ ‫مليار درهم من فائض الحسابات السابقة‪.‬‬


‫العدد ‪925‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫ذكريات من أيام الجامعة‬ ‫بقلم‪ :‬الإعالمي واحلقوقي عبد القادر �أحمد بن قدور‬

‫كان حتى كان ‪ ..‬ليس في قديم الزمان ‪ ..‬وإنما منذ‬ ‫‪ 51‬سنة فاتت كلمح البصر ‪ ...‬كنا ننتظر بلهفة الولهان‬ ‫وبشوق كبير وبحب وشغف ال نظير له دروس الفلسفة‬ ‫بالمدرسة أو التي كانت مرة أو مرتين في األسبوع تلقى‬ ‫بالتلفزة المغربية في عهودها األولى ‪ ...‬نتحلق حولها‬ ‫ونسمع ونتابع الدروس التي تحل الذهن وتقيد الفكر‬ ‫وتصقل الذوق ‪ ..‬وتعلمنا الجدال ‪( ...‬كالمعتزلة أيام زمان)‬ ‫‪ ..‬والحوار‪ ،‬وتفتح أدمغتنا الغضة‪ ،‬وتفيدنا وتغذي عقولنا‬ ‫بغذاء التفتح على الفكر اإلنساني العميق ‪ ..‬وعلى مدارس‬ ‫فلسفية مختلفة وبناءة وهادفة إلى األفضل والتقدم‬ ‫والتطلع الملموس‪ ،‬وعلى علم االجتماع وعلم النفس‬ ‫بأشكاله وألوانه والمنطق بدقته ‪ ...‬والفلسفة العامة‬ ‫ورجاالتها ومفكريها ‪ ...‬بها غذينا أرواحنا وشحننا عقولنا‪،‬‬ ‫ومتعنا قلوبنا وأرواحنا ‪ ...‬وتفتحنا على العالم ‪ ..‬واإلنسان‪..‬‬ ‫وعودنا بها أنفسنا على المثابرة والصبر في أخذ العلوم‬ ‫األخرى ‪ ...‬والعلوم اإلنسانية ‪ ..‬والروح الوثابة إلى الخلق‬ ‫واالبتكار والتنافس الشريف ‪ ...‬دون خصام عنيد ‪ ..‬أو‬ ‫هرطقة في الكالم ‪ ..‬أو تحجر مريب‪ ،‬وعنف مثير‪ ،‬وغضب‬ ‫شديد أو مستطير ‪ ..‬مدمر ‪ ..‬مبعثه ومرماه يتجلى في‬ ‫أشكال وألوان من العنف واألزمات ‪ ..‬أي الحوار الذي له‬ ‫داللته ‪ ..‬وقناعته ‪ ..‬وثمرات ‪ ..‬ومدلوالت من فكر نبغاء‬ ‫العالم بالتسامح الدال والتشارك الغني بالدالالت ‪ ..‬والبناء‬ ‫المضطرد للبلدان ‪ ..‬وتشييد العقول واألطر ‪ ..‬لبناء صرح‬ ‫ومستقبل هذا الوطن وأبنائه وبناته ورجاالته ومستقبله‬ ‫الواعد‪...‬‬ ‫كان حتى كان ‪ ..‬في ذلك الزمان ‪ ..‬أي��ام كانت‬ ‫شهادة الباكالوريا وما أدراك ما الباكالوريا ‪ ...‬تفتح بهاكل‬ ‫األب��واب ‪ ...‬دخل بعضنا بها مدرسة األساتذة‪ ..‬وكان‬ ‫من أراد الدخول إليها ‪ ..‬فليدخل إليها بدون مباراة ‪..‬‬ ‫والهم يحزنون ‪ ...‬وتعجب البعض منا بعد دفعه لملفه‬ ‫للتسجيل بها في شهر يونيو ‪ ..‬إذ جاءتهم رسائل من‬ ‫وزارة التربية الوطنية إلى عناوينهم في صيف نفس سنة‬ ‫التسجيل تبلغهم بأرقام تأجيرهم وتخبرهم بأنهم سوف‬ ‫يتوصلون بأجورهم مع الشهور األولى للدراسة بمدرسة‬ ‫األساتذة بفاس العريقة والعلمية ‪ ...‬ومنهم من دخل‬ ‫إلى كلية الحقوق من المتفوقين في الدراسة بمنحة‬ ‫تفيدهم بكل مصاريف الدراسة‪ ،‬ويبقى منها للعائلة‬ ‫بعض المصروف ‪ ...‬وآخرون توجهوا إلى كليات أخرى‬ ‫لملء األطر عند التخرج ‪ ..‬بل بعض الطلبة الذين يحملون‬ ‫شهادة الباكالوريا األدبية بها دخلوا ليدرسوا بكلية‬ ‫الطب المغربية ‪ ..‬والعمل مضمون ‪ ..‬وتختار عند التخرج‬ ‫‪ ..‬وتعمل بجد ونشاط وحبور ‪ ...‬في حين يؤرقنا سؤال‬ ‫اآلن أكثر من أي وقت مضى؟! لماذا نالحظ أن الدول‬ ‫المتقدمة الزالت تحتاج إلى األطر ‪ ..‬وتشغل حتى األجانب‬ ‫بكفاءاتهم ببلدانها ‪ ..‬ما السر في ذلك ‪ ..‬ما العمل ‪ ..‬هل‬ ‫ألنهم يرشدون النفقات ‪ ...‬ويوزعون الخيرات لبلدانهم‬ ‫بالعدل والقسطاس ‪ ..‬أم ألنهم ال ينهب بعضهم أموال‬ ‫وخيرات شعوبهم ‪ ...‬رغم كثرة عدد سكانهم ‪ ...‬أم ألنهم‬ ‫لم يستشر عندهم فساد لسنين عديدة ومتواصلة‪...‬؟؟؟‬ ‫تساءل المهدي ‪ ..‬وأدرك أن أخاه عبد القادر حكى له ‪ ..‬في‬ ‫تلك السنين ‪ ..‬من القرن الماضي ‪ ..‬في تلك الفترة ‪ ..‬لما‬ ‫دخل إلى كلية الحقوق بعد شوق كبير لولوجها وهو يقول‬ ‫عندما أتخرج منها سأدافع عن المظلومين والمحتاجين‬ ‫والمضطهدين من الحقوقيين وغيرهم وعن الغيورين‬ ‫عن هذا الوطن وعن كل وطني قد يضحي بنفسه من‬ ‫أجل هذا البلد السعيد ‪ ...‬وبعد أسابيع قليلة من بداية‬ ‫الدراسة بها ‪ ..‬علق طلبة منظمة االتحاد الوطني لطلبة‬ ‫المغرب إعالنا عن تجمع عام للطلبة بهاته الكلية الهامة‬ ‫بوطننا آنذاك ‪ ..‬وقد حضر جميع الطلبة بالكلية في اليوم‬ ‫الموعود لذلك‪ ،‬وسمعوا خطبة رئيس االتحاد الوطني‬ ‫لطلبة المغرب للطالب الهامة آنذاك الدكتور الجليل اآلن‬ ‫السيد عبد اللطيف المنوني‪ -‬والمستشار حاليا لجاللة‬ ‫الملك المفدي محمد السادس حفظه اهلل وأعز أمره‪-‬‬ ‫وهذا الدكتور الذي حصل على الدكتورة بمشرف جدا‬ ‫وبحثه كان هاما وأساسيا في وطننا العزيز حول النقابات‬ ‫بالمغرب ودورها وتاريخها وأهميتها وغير ذلك‪ ،‬وألنه‬ ‫فقيه في القانون كان أول مسؤول شرفه جاللة الملك‬ ‫بترؤس لجنة دستور فاتح يوليوز ‪ 2011‬للمغرب الهام‬ ‫والغني بالدالالت‪ ،‬الذي كان أول دستور مغربي كتبه‬ ‫رجاالت المغرب الحبيب‪ ،‬ألن الدساتير المغربية السابقة‬ ‫عليه كان بعض الفقهاء الفرنسيين هم من يكتبونها‬ ‫باستشارة مع الراحل جاللة الملك الحسن الثاني قدس‬ ‫اهلل روحه‪ ،‬مثل الفقيه الفرنسي السيد‪ :‬دوبرجي وغيره‬ ‫من الفقهاء‪..‬‬ ‫ه��ذا‪ ،‬وسمعنا ونحن طلبة خطبة ه��ذا الرئيس‬ ‫السابق للطلبة وهو يودعنا بعد المؤتمر ‪ 13‬لالتحاد‬ ‫الوطني لطلبة المغرب المذكور آنذاك الذي انعقد بالدار‬ ‫البيضاء من يوم ‪ 9‬إلى ‪ 11‬غشت سنة ‪ 1969‬بعد ‪13‬‬ ‫سنة من النضال الصلب الشاق منذ سنة ‪ 1956‬كما‬ ‫جاء في الكتاب الموثق لهذا المؤتمر وحيثياته وكذلك‬ ‫أضافت مقدمة التقرير التنظيمي الموجود في الكتاب‬ ‫المذكور لهذا المؤتمر الهامة والجادة بأربع نقط أساسية‪،‬‬ ‫أذكرها باختصار ‪( )1‬أ‪.‬و‪.‬ط‪.‬م) منظمة نقابية جماهيرية‪،‬‬ ‫ويعني هذا المبدأ فتح مجال االنتظام والعمل في صفوف‬ ‫المنظمة الطالبية (أ‪.‬و‪.‬ط‪.‬م) لكافة الطالب بغض النظر‬ ‫عن انتماءاتهم السياسية‪ ،‬وذلك قصد الدفاع عن مصالح‬ ‫جميع الطالب المغاربة سواء كانت مصالح نقابية تنصب‬ ‫على توفير الشروط المادية والمعنوية الضرورية لدراسة‬ ‫تعليمية أفضل وتوفير تعليم يلبي مطامح الجماهير‬

‫‪8‬‬

‫الشعبية ويتجاوب ومتطلبات تنمية البالد‪ -‬أو كانت‬ ‫مصالح وطنية تشد الطالب بوصفهم جزءا من شعبهم‬ ‫الكادح إلى مطامح الجماهير الشعبية في التحرر السياسي‬ ‫والتقدم االجتماعي‪ ... -‬الخ ومن نقط في هذا التقديم‬ ‫األخرى باختصار شديد سأذكر عناوينها فقط ‪ )2‬االتحاد‬ ‫الوطني لطلبة المغرب منظمة وطنية تقدمية ‪)3‬االتحاد‬ ‫الوطني لطلبة المغرب منظمة ديمقراطية‪.‬‬

‫‪ )4‬استقالل المنظمة‪ ...‬الخ‪..‬‬

‫وكان رئيس هذا االتحاد اآلنف الذكر‪ -‬والطلبة‬ ‫الذين يؤازرونه ويساندونه كثيرا يسمونهم المانونيين‪-‬‬ ‫وهو يلقي خطبته التي يودعنا بها في هذه الكلية بأعلى‬ ‫الدرج ونحن متحلقون حوله في الساحة نسمع وداعه‬ ‫لنا وتوجيهه لكل الطلبة والطالبات بالنداء وبالنضال ‪..‬‬ ‫وإغناء المسار ‪ ..‬للغد المشرق ‪ ..‬والبد من الوثوب والتطلع‬ ‫والتضحية ‪ ..‬والبناء المثمر ‪ ...‬وأثناء تلك الخطبة النارية‬ ‫والهادفة والوضاحة ‪ ..‬نادى أحدهم يقال عنه طالب ‪..‬‬ ‫مشكوك فيه ‪ ..‬وبدون مقدمات ليفسد الجو العام على‬ ‫الحضور‪ ..‬وليغير مجراهم بقوله‪ ... :‬أستاذنا عالل ‪ ..‬كيف‬ ‫يدرسنا األحوال الشخصية في مطبوع بعض حروفه غير‬ ‫واضحة ‪ ..‬ونتعب في فكها ‪ ..‬وهل هذا صحيح؟! ذهل‬ ‫الجميع من هذا التصرف األهوج بدون موضوع في هذه‬ ‫اللحظة‪ ،‬ونظروا إلى هذا ‪ ...‬الط ‪ ...‬وبهتوا ‪...‬‬ ‫وحتى الطلبة التابعون لالتحاد العام لطلبة المغرب‬ ‫لم يتصدوا له ‪ ...‬تساءل عبد القادر لماذا ‪ ...‬هم خائفون‬ ‫لما كانوا يتعرضون له من بعض الطلبة االتحاد ‪ ...‬من‬ ‫ضغوط ومضايقات و ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬حتى إن البعض منهم‬ ‫ال يستطيع ويخشى أحيانا أن ترى في يده جريدتهم‪...‬‬ ‫واستطاع ‪ ..‬عبد القادر أن يخرج عن التساؤوالت ويتصدى‬ ‫لذلك بأعلى صوته نادى أمام جميع الطلبة آنذاك ‪ ..‬ذلك‬ ‫أستاذنا الجليل ‪ ..‬يقرأ المطبوع المذكور ويشرح لنا بكل‬ ‫إمعان وتبصر وإفادة ويصلح لنا كل األخطاء المطبعية‬ ‫والثغرات ويغني فكرنا ‪ ...‬إنه وطني ‪ ..‬وزعيم كبير ‪..‬‬ ‫كان يحارب االستعمار بكل قواه وباستماتة وكفاح مرير‬ ‫‪ ..‬ويقول المستعمرون عنه إنه وراء الجدار األسود الذي‬ ‫يخافون منه ‪ ..‬بالقرويين‪ ..‬درع الوطنيين الخلص ‪ ...‬به‬ ‫كان يكونهم بالوطنية القحة ‪ ...‬لقد سجنه االستعمار‬ ‫الفرنسي بالغابون لمدة ‪ 14‬سنة وعذبوه عذابا مبرحا‪،‬‬ ‫لقد ضحى بالغالي والنفيس من أجل استقالل المغرب‬ ‫التليد ‪ ...‬بل قطعوا حتى أظافره‪ ...‬فما كان من أحد‬ ‫الطلبة العنيفين والمتشددين في طرفة عين إال أن لكم‬ ‫عبد القادر في صدره بعنف ورد عليه عبد القادر وتصدى‬ ‫للدفاع عن نفسه بكل قواه‪ ...‬وسكن الجميع مشدوهين‬ ‫لما يجري ويدور وفرقوا بينهم‪ ،‬دون أن يستمر العراك ‪...‬‬ ‫وأتم رئيس (إ‪.‬و‪.‬ط‪.‬م) الكلمة بسرعة‪-‬‬ ‫وتفرق ه��ذا الحشد من الطلبة ‪ ..‬وبقي بعض‬ ‫الطلبة‪ ...‬من االتحاد العام لطلبة المغرب ينظرون إلى‬ ‫عبد القادر ليحموه قبل أن يتعرض إلى أي مكروه آخر كما‬ ‫تراءى له ‪...‬‬ ‫هذه شرفة مشرعة على شارع الجامعة السبعينية‬ ‫بذكريات عالقة بالفكر والوجدان‪ ،‬ومنقوشة ومفتوحة‬ ‫نوافذها على سنوات الجمر المتقد بالقرن الماضي‬ ‫بالجامعة ‪ ..‬أيام التشبع بالتأطير المتنور والفكر المتفتح‬ ‫والتواصل ‪ ..‬حيث كان الدفاع حتى عن الزعماء المغاربة‬ ‫والوطنيين األقحاح ‪ ..‬منهم الزعيم الكبير االشتراكي‬ ‫المرحوم برحمة اهلل الواسعة (علي يعته) لما حوكم‬ ‫بالمحكمة بالرباط سنة ‪ ،1969‬وتم حظر حزب التحرر‬ ‫واالشتراكية واحتجاب جريدة ((الكفاح الوطني)) في شهر‬ ‫غشت من نفس السنة‪ ،‬وقد حضر حشد كبير من الطلبة‬ ‫لمساندته ومؤازرته وتضامنوا معه في محنته وشدته‬ ‫‪ ..‬ولما أظهروا غضبهم واحتجاجاتهم بالمحكمة على‬ ‫ما وقع له ‪ ...‬ص��ادروا حريتهم وأدخلوا العديد منهم‬ ‫إلى مخافر الشرطة‪ ،‬وتحملوا محنة الخالص واالستماتة‬ ‫والتضحياتالجسام‪.‬‬ ‫وتواصل الكفاح ونضال تلك الفترة المتشبعة بروح‬ ‫التضحية الكبيرة التي سقاها الوطنيون لتلك األجيال‬ ‫وغرسوها في نفوس الكل ‪ ..‬والطالب عبد القادر والمهدي‬ ‫وآخرون ‪ ..‬حتى استطاع الطلبة أن يعلنوا عن تأسيس أول‬ ‫مجلس للقاطنين بالمغرب آنذاك ‪ ..‬في اجتماع عام بالحي‬ ‫الجامعي بأكدال بالرباط بإشراف رئيس االتحاد الوطني‬ ‫لطلبة المغرب السيد المحترم محمد الخصاصي الذي‬ ‫كان طالبا وأستاذا لالجتماعيات بكلية اآلداب بالرباط‬ ‫التابعة لجامعة محمد الخامس وأصبح سفيرا فيما بعد‬ ‫للمملكة المغربية بدولة سوريا الشقيقة سابقا والمأسوف‬ ‫على ما وقع بها ولشعبها في السنوات األخيرة الذي نتمنى‬ ‫من كل أعماقنا وجوارحنا أن تستقربها األحوال واألمور‬ ‫قريبا بحول اهلل‪ -‬ولما صعد أحد الطلبة إلى منضدة‬ ‫الترشيح استقبله وسط الباحة والساحة المختصة لكل‬ ‫طلبة الجامعة الرئيس المذكور بسؤال ما إسمك ‪ ...‬أجاب‬ ‫‪ ...‬فقير (ألنه كان إسمه علي افقير) ‪ ..‬وبسرعة البديهة‬ ‫رد عليه رئيس (إ‪.‬و‪.‬ط‪.‬م) محمد الخصاصي افقير وليس‬ ‫أوفقير فوقعت بين الطلبة رجات ‪ ،‬وتصفير ‪ ..‬وصياح‪..‬‬ ‫وتهكم ‪ ..‬واشمئزاز وتذمر من سماع إسم أوفقير ‪..‬‬ ‫إنه كان أمام المخاض الطالبي ‪ ..‬والجمر المتقد‬ ‫والنضاالت ضد جبروته وطغيانه وتنكيله بالوطنيين‬ ‫والتقدميين خاصة واختطافاته ودمويته وساديته ‪ ..‬وقد‬ ‫اكتوى بالجمر السبعيني ‪ ..‬العالق والمنقوش بالعقول‬ ‫التواقة إلى التحرر واالنعتاق من الظلم والقهر ‪ ..‬والعاملة‬

‫من أجل التقدم والبناء ‪ ..‬بناء صرح هذا الوطن ‪ ..‬الذي‬ ‫كان بداياته في أواسط الستينات من القرن الماضي ‪...‬‬ ‫وتوغل جمره في السبعينات ‪ ..‬واآلن في العهد الجديد‪..‬‬ ‫نحاول الوصول إلى قطف ثماره ‪ ..‬بالحداثة الفعلية‪...‬‬ ‫والعمل من أج��ل تشييد الديمقراطية ‪ ..‬والعدالة‬ ‫االجتماعية التي يعمل من أجلها جاللة الملك المفدى‬ ‫محمد السادس نصره اهلل وأيده‪ ،‬ومحاربته للمفسدين‬ ‫وتغييره لبعض المسؤولين ومحاولة إرجاع األمور إلى‬ ‫نصابها والعمل من أجل إحقاق الحقوق لمستحقيها‬ ‫بمجهوداته الجبارة والمتواصلة وبتأن وصبر وجدية‬ ‫بحول اهلل وقوته‪ ،‬وتطوير كل اآلليات بالعبر من ذلك‬ ‫الماضي المؤلم والمنبه والمثير ‪ ...‬ودحض المفسدين‬ ‫ومحاكمتهم والقضاء عليهم‪ ،‬ومحاولة فتح األبواب‬ ‫أمام الطلبة والشباب التواق إلى العمل المجدي‪ ،‬والبد‬ ‫من الوصول إلى ذلك ‪ ...‬إذ أول الدرب خطوة تتلوها‬ ‫خطوات فخطوات إلى أن نصل إلى شاطئ النجاة ‪ ..‬إذ ال‬ ‫بد للوطني الصامد والمتكتل بالوحدة والوطنية الحقة‬ ‫والتقدمية أن ينتصر مع الوطنيين الخلص ويحرر البالد‬ ‫من الفساد العالق الذي بدأت تباشيره تغيب شيئا فشيئا‪،‬‬ ‫كما قرر عاهل البالد جاللة الملك المفدى محمد السادس‬ ‫حامينا وموحدنا وباني المغرب الحديث‪ ،‬ولن تشرق‬ ‫الشمس إال بانتعاش الشغل والعدالة والكرامة اإلنسانية‬ ‫التي نادى بها طلبة تلك الفترة وعلى هديها سار المهدي‬ ‫لما حكى عليه أخوه على خبرها ‪ ...‬وبقي مع هذا الجيل‬ ‫ينادي ويعمل ‪ ..‬ويواصل المسير على الدرب ‪ ..‬درب‬ ‫الصمود الباسل بالعلم المتطور والخبرات التي اكتسبها‬ ‫من عند األجيال التي مهدت الطريق ‪ ..‬وها هو الطريق‬ ‫سينفتح بالنضاالت والكفاح الذي تعلمه من العمل على‬ ‫تطبيق المبادئ األربعة لمنظمة الطلبة العتيدة (إ‪.‬و‪.‬ط‪.‬م)‬ ‫(التقدمية‪ ،‬الجماهيرية‪ ،‬الديمقراطية‪ ،‬االستقاللية) مع‬ ‫مساندة وم��ؤازرة قضايا ومطالب كل الفئات بالبالد‬ ‫لتحقيق التكافؤ للفرص ‪ ..‬وضمان الوحدة والتكتل‬ ‫مع القوى واألح��زاب الوطنية والتقدمية الهادفة إلى‬ ‫األفضل‪ ...‬وما ذلك على اهلل بعسير ‪ ...‬هكذا عزة وهمة‬ ‫الشباب تكون ‪ ..‬وبالمباديء المصونة تحفظ ‪ ..‬وتلحقنا‬ ‫الحقا في تطور وتحرر شامل‪ ،‬وبهذا نادى جاللة الملك‬ ‫محمد السادس حفظه اهلل ورعاه وتبعه الوطنيون الكبار‬ ‫في جو من الحماس والتضامن الفعال والمتنامي من أجل‬ ‫ضمان االستقرار التام والسكينة واإلصالح المتواصل‬ ‫‪ ...‬حتى كان ما كان ‪ ...‬وتحقق األمل المنشود‪ ،‬والغاية‬ ‫المتوخاة بفضل الكفاح والصمود والتآزر والبناء للوطن‬ ‫بناءا متراصا بذكريات وطنية وجامعية وتقدمية نيرة‬ ‫ومعطاءة حتى نصل قريبا إلى الطريق المفتوح والزاهر‪،‬‬ ‫والمبني على األساس المتين الراسخ باألعماق والروح‬ ‫الوثابة إلى أعلى عليين بتاريخ شهداء هذا الشعب الغيور‬ ‫على الوطنيين الحقيقيين المجاهد المجيد والصامد‪...‬‬ ‫وال بد من اإلشارة إلى أنني عندما انتخبت في الجمع‬ ‫العام بالجامعة وصعدني الطلبة بدون اختياري وبقوة‬ ‫وحماس ألكون أول مقرر لمجلس القاطنين الذي تأسس‬ ‫بجامعة محمد الخامس بالرباط في السنة الدراسية‬ ‫الجامعية ‪ 1970-1969‬وفرضوا هذا المجلس بقوتهم‬ ‫وحماسهم المنقطع النظير على الحكومة المغربية‬ ‫وأوفقير وزير الداخلية آنذاك الجبار والطاغية ألنهم لم‬ ‫يريدوا تأسيس هذا المجلس بالمغرب‪ ،‬جاء عندي في‬ ‫الساعة ‪ 12‬ليال رئيس االتحاد الوطني لطلبة المغرب‬ ‫آنذاك السيد محمد الخصاصي ومعه الطالب الكادلي‪-‬‬ ‫عندما شعروا أن كل الطلبة قد نامو‪ -‬ودقوا علي بالغرفة‬ ‫التي كنت أقطن بها بالحي الجامعي رقم ‪ 105‬بأسفل‬ ‫العمارة وطلب مني‪ ،‬أن أنضم وأدخل إلى حزب االتحاد‬ ‫الوطني للقوات الشعبية آنذاك قبل أن يصبح إسم هذا‬ ‫الحزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية في مؤتمره‬ ‫سنة ‪ ،1975‬وألح علي بهذا فلم أقبل أن أدخل إلى أي حزب‬ ‫بالجامعة آنذاك وقلت له إنني أحترم هذا الحزب ومجلته‬ ‫الرائد األساسية بالمغرب آنذاك هي فكرية ونبيهة فهي‬ ‫مهمة‪ ،‬وفيها مقاالت ودراس��ات‪ ،‬إنني أتابعها وأقرأها‬ ‫باستمرار ولن أدخل وأش��ارك مع حزبكم‪ ،‬ألنني كنت‬ ‫مقتنعا أنني مع كل الطلبة أدافع عن مطالبهم المشروعة‬ ‫دون تحيز لجهة ما‪ ،‬وكان بين الفينة واألخرى يقدم عندي‬ ‫إلى الحي الجامعي ويطلب مني أن أنشر بيانا لإلضراب‬ ‫أو االحتجاج بالجامعة آنذاك فكنت أقول له حتى أستشير‬ ‫أعضاء مجلس القاطنين ألنني أومن بالديمقراطية‪ ،‬فإذا‬ ‫وافقوا فسأكتبه وأوزعه وإذا لم يوافقوا فسأعدل عن‬ ‫ذلك‪ ،‬فيقول لي أحيانا إن حزب االتحاد الوطني للقوات‬ ‫الشعبية يريد أن يضغط على الحكومة‪ ،‬فكنت أسمع‬ ‫إلى رأي أعضاء مجلس القاطنين باألغلبية‪ ،‬وأعمل بما‬ ‫قرروه فقط‪ .‬كما أذكر كذلك عندما لقيني مرة الدكتور‬ ‫عبد اللطيف المانوني في باب مقر االتحاد الوطني لطلبة‬ ‫المغرب‪ ،‬في السنة الموالية وبعد شهور من إلقاء خطبته‬ ‫المذكورة آنفا وهو خارج منه بمعية عضو اللجنة التنفيذية‬ ‫لالتحاد الوطني لطلبة المغرب العاقل‪ ،‬فقال لي هل أنت‬ ‫استقاللي فلم أجبه وبقيت صامتا‪ ،‬فقال له العاقل الذي هو‬ ‫من مدينة الشاون العزيزة والذي كان يدرس معنا بنفس‬ ‫الكلية إنه مناضل ووطني ومعنا كما أن د‪ .‬عبد الطيف‬ ‫المنوني منذ عقود وقبل كذلك من صدور دستور ‪2011‬‬ ‫نشروا له دراسة قيمة وأساسية وقانونية غنية بالعطاءات‬ ‫للمرة الثانية بجريدة االتحاد االشتراكي العتيدة من‬ ‫مراجعه فيها أفكار فكرية وقانونية ألستاذنا الكبير الزعيم‬ ‫المرحوم برحمة اهلل الواسعة عالل الفاسي‪ ....‬الخ ‪..‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫الغزو الفكري‬ ‫بين المعرفي‬ ‫واإليديولوجي ‪2‬‬ ‫في الحلقــة الماضية تحدثنـــا عن‬ ‫مقولة الغزو الفكــري أو الثقافـــي أو‬ ‫الحضاري‪ ،‬وشرحنا ولــو باقتضاب تلـك‬ ‫العالقة المتشنجة الموسومة بالحيطة‬ ‫والحذر من طرف دعــاة هــذه المقولة‪،‬‬ ‫أمام كثرة التفسيرات التي يطلقهــــا‬ ‫الباحثون‪ ،‬وقد يرى كاتب من صميم‬ ‫الغزو الفكري ما يراه كاتب آخر من صلب‬ ‫التأثر الحميد‪ ،‬وما يراه باحث سببا من‬ ‫أسباب الغزو قد يتعامل معه باحث آخر‬ ‫كنتيجة عرضية أو جوهرية‪ ،‬من نتائجه‪،‬‬ ‫وما يقترحه كاتب كوسيلة من وسائل‬ ‫مقاومة الثقافة الغازية‪ ،‬يؤكد غيره أنه‬ ‫ضمن (العوامل – العوائق) الداخلية‬ ‫المساعدة على حدوث الغزو‪.‬‬ ‫وقد يحصر باحث أو كاتب ظاهرة‬ ‫الغزو في سيــاق العالقة الحديثة بين‬ ‫الثقافتين العربية واإلسالمية والغربية‪،‬‬ ‫وقد يعممه اآلخرون وكأنما األمر يتعلق‬ ‫بقانون أزلي أبدي يحكم العالقة بين‬ ‫الثقافات عمومــا قديمهــا والحديــث‬ ‫منها‪.‬‬ ‫وه��ن��ا رب��م��ا ي��ق��ال أن م��ث��ل ه��ذه‬ ‫االخ��ت�لاف��ات ف��ي ال���رؤى وال��ت��ص��ورات‬ ‫والمواقف طبيعية‪ ،‬بل وإيجابية إذ تجد‬ ‫تبريرها ومشروعيتها في كون الكتاب‬ ‫أو الباحثين المستعملين لهذه المقولة‬ ‫ينتمون بالضرورة إلى اتجاهـات فكريــة‬ ‫وتخصصات معرفيــة أكاديمية مختلفة‬ ‫ومتكاملة‪ ،‬وال بد أن تصب في جهودهم‬ ‫وبالتالي في سيـــاق العمــل المشتــرك‬ ‫لمواجهة «الغزو الفكري» الذي يهدد‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫لكن هذا القــول ال يلبث أن يفقد‬ ‫الكثير من مبرراته بمجرد أن نالحظ‬ ‫أن هذه التناقضات تتضح على مستوى‬ ‫خطاب الفرد – الكاتب الواحد‪ -‬وفي‬ ‫مستوى الخطابات المنتمية إلى نفس‬ ‫التيار الفكري‪ .‬أما على مستوى الخطابات‬ ‫المنتمية إلى تيارات فكرية مختلفة فإن‬ ‫األمر يبدو فعال أخطر من كل التوقعات‪.‬‬ ‫ففي هذا المستوى ال يعود التناقض‬ ‫واالخ��ت�لاف م��ج��رد تجليات للفوضى‬ ‫والتشتت الذهني ل��دى ه��ذا الكاتب‬ ‫أو ذاك‪ ،‬إذ يدل بوضوح على أن بحث‬ ‫ودرس ظاهرة «الغزو الفكري» غالبا‬ ‫ما يتحول إلى حــرب تسميات وهويات‬ ‫يشنها الكاتب العربـــي على كل من‬ ‫يختلف معه من الكتاب العرب اآلخرين‬ ‫في هذا الصدد‪.‬‬ ‫فالكاتـــب المنطلـــق من التصور‬ ‫التقليدي «السلفي» للذات واآلخر يعتبر‬ ‫الثقافة الغربية على إطالقهــا خطـــرا‬ ‫على الثقافة العربية‪ ،‬وذلك منذ ظهور‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وبالتالي فإن كل من يتمثل في‬ ‫بعض األفكار والقيم والمعارف والفلسفة‬ ‫العربية الحديثة هو بالضرورة ضحية من‬ ‫ضحايا الغزو الفكري أو بعبارة أكثر قدحا‬ ‫عميل من عمالئه‪.‬‬

‫(لنا عودة للموضوع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ ) 9‬الحصري القيرواني‬

‫شاعر فقد نورالبصر ووهب قوة البصيرة‬ ‫( توفي سنة ‪488‬هـ ‪ 1095 /‬م )‬ ‫هو أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري المقرئ الضرير القيرواني‪ .‬وهو ابن خالة أبي إسحاق‬ ‫الحُصْري صاحب كتاب « زهر األدب»‪ .‬وكان ضريرا‪ .‬وتتلمذ على يد كبار علماء وأساتذة عصره بالقيروان‪،‬‬ ‫حيث يقول فيهم ‪:‬‬ ‫ُعد املنابر زهـرةَ البلـــــــدان‬ ‫كانت تُعد القَيـروان بهــــــــم �إذا‬ ‫وحق لها كما تزهو بهم َ‬ ‫دت على بغدان‬ ‫وغ ْ‬ ‫وزَ ْ‬ ‫هت على م�رص ُ‬ ‫وقد بات ملما بمبادئ اللغة العربية وفنون الشعر‪ ،‬ودرس علوم القرآن فتخصص فيه‪ ،‬وكذا علوم‬ ‫الحديث والفقه والعقائد‪ .‬قال عنه زكي مبارك في كتاب الموازنة ‪ ( :‬ويمكن الحكم بأنه كان خبيرا بأسرار‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬فإن التأليف في علم القراءات يدل على ذلك‪ ،‬ويمكن الحكم أيضا بأنه كان بصيرا بشؤون‬ ‫الحياة‪ ،‬فإن في االغتراب وصحبة الملوك عونا على فهم دقائق الوجود )‪ .‬لقد رحل إلى األندلس خالل القرن‬ ‫الخامس الهجري‪ .‬وتمكن من االتصال ببعض ملوك الطوائف الذين كانوا في عصره‪ ،‬فاتصل بالمعتمد‬ ‫بن عباد ومدحه بقصائد ‪ ،‬وألف له كتاب « المستحسن من األشعار »‪ .‬بعد سقوط ملوك الطوائف عاد‬ ‫إلى المغرب فوافته المنية بمدينة طنجة سنة ‪488‬هـ ‪ 1095 /‬م‪ .‬والحصري من الشعراء الذين اشتهروا‬ ‫ُ‬ ‫«ياليل الصب متى غده»‪ .‬له ديوان شعر‪،‬‬ ‫بأشعارهم وهو صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها ‪:‬‬ ‫ومنظومته الرائية في قراءة نافع تبلغ ‪ 209‬بيتا‪ ،‬وكتاب المستحسن من األشعار‪ ،‬وديوان اقتراح القريح‬ ‫واجتراح الجريح‪ ،‬ورسائل الحصري وغيرها من التأليف المتنوعة الموضوع شعرا ونثرا‪.‬‬ ‫قصيدة ُ‬ ‫ياليل الصبٌ متى غدُه ‪ :‬قصيدة طويلة وهي رائعة من روائعه الشعرية‪ ،‬وتعتبر من أشهر‬ ‫القصائد العربية‪ ،‬فقد شغلت معظم الشعراء وخاصة الذين عارضوها وهم كثر‪ ،‬ونالت إعجاب الجميع‬ ‫والمطربين والملحنين‪ ،‬فتهافتوا على تلحين بعض أبياتها‪ .‬ومن الشعراء الذين عارضوها أذكر بعضهم‬ ‫تجنبا لإلطالة‪ ،‬أحمد شوقي وأبو القاسم الشابي وبشارة الخوري‪ ،‬وجميل صدقي الزهاوي ومفدي زكرياء‬ ‫ومحمود بيرم التونسي‪ ...‬وقد غنت المطربة فيروز بعض أبياتها ‪.‬‬ ‫والقصيدة حسب بعض المراجع األدبية أنها قيلت في مدح األمير أبي عبد الرحمان محمد بن طاهر‬ ‫صاحب مرسية باألندلس‪ ،‬وذلك لتفنيد وشاية الشتم التي بلغت إلى األمير ويبرؤ نفسه منها‪ .‬يقول في‬ ‫مطلعها ‪:‬‬ ‫ــد ُه‬ ‫ال�ص ُّب َمتَــى َغ ُ‬ ‫َيا ل َْيلُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـــــه‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ــار‬ ‫م‬ ‫ال�س‬ ‫ُ‬ ‫َر َقـــ َد ُّ َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫لــــه‬ ‫ور َّق‬ ‫ُ‬ ‫َف َب ُ‬ ‫ـــم َ‬ ‫كـاه ال َن ّْج ُ‬ ‫ِغـــزَ الٍ ذي َه َي ٍ‬ ‫كَ ل ٌ‬ ‫ـــف‬ ‫ِــف ب َ‬ ‫كــاً‬ ‫شرَ‬ ‫ن َ‬ ‫نــ َ‬ ‫اي ل َُه � َ َ‬ ‫َ�ص َب ْت َع ْي َ‬ ‫ً‬ ‫ِ�ص‬ ‫ـ‬ ‫نـ‬ ‫قــــ‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫َى‬ ‫ف‬ ‫يّ‬ ‫َوكَ‬ ‫َ َ​َ ِ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َــم لل ِف ْت َنـــةِ ُم ْنت ِ‬ ‫ـــــب‬ ‫َ�ص ٌ‬ ‫َ�صن ٌ‬ ‫َ‬ ‫اح واخلَ ْم ُر َجنَى فمــــِهِ‬ ‫َ�ص ٍ‬ ‫قْ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فـــ ًا‬ ‫ي‬ ‫�س‬ ‫ِــه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫َين ُ‬ ‫ْ�ض ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫اق بِــــهِ‬ ‫ـــ ِ‬ ‫َف رُي ُ‬ ‫ِيق َد َم ُ‬ ‫الع َ�ش ّ‬ ‫ــت‬ ‫َلــ ْ‬ ‫كَ الّ‪ ،‬ال َذنْ َب لمِ َْن َقت َ‬ ‫َـــاه َد ِم‬ ‫َيا َم ْن َج َح َد ْت َع ْين ُ‬ ‫َخ َّد َ‬ ‫اع رَت َ​َفـــا ِب َدمِ ــي‬ ‫اك َق ْد ْ‬ ‫ُ‬ ‫�إ يِّ​ِن لأ ِعيـ ُذــكَ مــ ِْن َق ْتلِـــي‬ ‫ــر ًى‬ ‫بِاللهِ َه ِب املُ ْ�ش َتـ َ‬ ‫اق كَ َ‬ ‫َما �ضرَ َّ َك ل َْو َد� َأو ْي َت َ�ضنَى‬ ‫ـــو َ‬ ‫مَ ْ‬ ‫اك ل َُه َر َمقَـــ ًا‬ ‫ل ُي ْب ِق َه َ‬ ‫َ‬ ‫غـــ ٍد‬ ‫َو َغ َد ًا َيقْ ِ�ضي �أ ْو َب ْع َد َ‬ ‫َيا �أَ ْهلَ َّ‬ ‫�شـ َر ٌق‬ ‫ال�ش ْو ِق َلنَا َ‬ ‫َاءكُ ُمو‬ ‫َي ْه َوى املُ ْ�شت ُ‬ ‫َاق ِلق َ‬

‫ــد ُه‬ ‫اعـةِ َم ْو ِع ُ‬ ‫ال�س َ‬ ‫�أَ َ‬ ‫ام َّ‬ ‫قِي ُ‬ ‫ـــــــر ِّد ُد ُه‬ ‫للب ْيـنِ ُي‬ ‫�أَ َ�س ٌف َ‬ ‫َ‬ ‫�صــــ ُد ُه‬ ‫وي ْر‬ ‫مما َي ْر َع ُاه َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�شـ ّرِ ُد ُه‬ ‫ي‬ ‫ني‬ ‫ا�ش‬ ‫الو‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫َخ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ�ص ُي ّــ ُد ُه‬ ‫عـــ َّز ت َ‬ ‫يف ال َن ّْو ِم ف َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ــد ُه‬ ‫ـي‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ِـي‬ ‫لل�س ِب َ�س َبان‬ ‫َ ُ‬ ‫رِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـــــــــد ُه‬ ‫ــب‬ ‫ُ‬ ‫هـ َو ُاه َوال �أت َ​َع َّ‬ ‫�أ ْ‬ ‫ِــد ُه‬ ‫َ�سكْ َر ُ‬ ‫ان ال َل ّْح ِظ ُم َع ْرب ُ‬ ‫ً‬ ‫ــمِ‬ ‫غْ‬ ‫ــــــد ُه‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ا�س‬ ‫ُع‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫َوكَ �أَ َّن َ َ ُ‬ ‫ّـــــــد ُه‬ ‫والويلُ لمِ َْن َي َت َق َل ُ‬ ‫َاه َو مَ ْ‬ ‫ــــــد ُه‬ ‫ل َتقْ ُتلْ َي ُ‬ ‫َع ْين ُ‬ ‫هِ‬ ‫َــــو ُّر ُد ُه‬ ‫َو َعلَى َخ َّد ْي ت َ‬ ‫ــد ُه‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫الم ُجفُو ُنكَ جَ ْ َ ُ‬ ‫َف َع َ‬ ‫ــــــــد ُه‬ ‫َو�أَ ُظ ُنّــكَ ال َتت َ​َع َّم‬ ‫ُ‬ ‫ـــــد ُه‬ ‫َفل َ​َع َّل َخ َيالَكَ ُي ْ�سعِ ُ‬ ‫ـــــد ُه‬ ‫َ�ص ٍّب ُي ْدنِيكَ َوت ُْبـعِ ُ‬ ‫ـــــــو ُد ُه‬ ‫َفل َْي ْبكِ َعل َْيـهِ ُع‬ ‫َّ‬ ‫تــــزَ َّو ُد ُه‬ ‫َهلْ مِ ْن ن َ​َظرٍ َي َ‬ ‫ــو َّر ُد ُه‬ ‫بِال َّد ْم ِع َيف ُ‬ ‫ِي�ض ُم َ‬ ‫َو�صرُ ُ ُ‬ ‫وف ال َّد ْهرِ ت َُب ّعِ ُـد ُه‬

‫الو ْ�صلَ َو�أَ ْع َذ َب ُه‬ ‫َما �أَ ْحلَى َ‬ ‫ِالبينْ ِ َوبِالْهِ ْج َر ِ‬ ‫ان ‪َ ،‬ف َيا‬ ‫ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احلُ ُّب �أ َع ُّف َذوِ يــهِ �أنَـــــا‬

‫ــــــــــد ُه‬ ‫ام ُتن َِّـك‬ ‫ُ‬ ‫لَوال الأَ َّي ُ‬ ‫َل ُف�ؤَادِ ي كَ ْي َ‬ ‫لـــــ ُد ُه‬ ‫ــف جَ َ‬ ‫ت ُّ‬ ‫اطلِ ُي ِ‬ ‫َغ رْيِي بِال َْب ِ‬ ‫ـــد ُه‬ ‫فْ�س ُ‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫‪ )1‬قصيدة وهبت قوايَ للحَدَق الضِّعافِ‬ ‫ال�ض ِ‬ ‫عـاف‬ ‫وهبت‬ ‫للح َدق ِّ‬ ‫قواي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ضعف ق َّوتهــا َعلينـــا‬ ‫فكانت ّ‬ ‫ِ‬ ‫اللواحـــي‬ ‫ُ�شغِ لنا عن ُم�ساعد ِة‬ ‫خ�ضبت ّ‬ ‫يب َ�أ ْخ َد ُعها فقالت‬ ‫ُ‬ ‫ال�ش َ‬ ‫فقلت �صدقت مل �أنكرت منّـــي‬ ‫فقالت بيننا يف َّ‬ ‫ال�ش ْي ِب ُخل ٌ‬ ‫ْـــف‬ ‫ْ‬ ‫أينعت ُر ّمانتاهــــــــــــــا‬ ‫وملّ ا � ْ‬ ‫فقالـــــــــت‬ ‫َت�أَ َّذ ْت فيهما بفَمِ ي‬ ‫ْ‬

‫ُكــافـــــي‬ ‫و�إن كانَت ب�سفكِ َدمي ت َ‬ ‫وهل ذا َّ‬ ‫ال�س ِ‬ ‫ــالف‬ ‫الط ُ‬ ‫بــــع �إِّال يف ُّ‬ ‫احلجيـج عن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب�شاغلَةِ‬ ‫ِ‬ ‫ـــــواف‬ ‫الط‬ ‫ِ‬ ‫احلمام ُة بالغُ ــــــــــــــ َدافِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َ​َ�ش َّب َهت‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫العـــفــــــــــــاف‬ ‫عفيفة بنت‬ ‫و�أنت‬ ‫ِ‬ ‫ويفتِينا مِب�س�ألـةِ‬ ‫اخلــــــــــــــــالف‬ ‫ُ‬ ‫لُ‬ ‫حي على الق َِط ِ‬ ‫ـاف‬ ‫�ص‬ ‫الو‬ ‫ى‬ ‫وناد‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫�شمائلُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جــــــــــاف‬ ‫عا�ش ٍق وفعال‬

‫‪ )2‬قصيدة َأتعَبَني بَعدَكَ البَقاء‪:‬‬

‫‪ )3‬وقال ‪:‬‬

‫البقــــــــاء‬ ‫�أَ َ‬ ‫تع َبني َبع َد َك َ‬ ‫َ‬ ‫وديت فاِ�ستَفتَح املُ َعزّ ي‬ ‫�أَ َ‬ ‫�أَ َجلُّ َخ ٍ‬ ‫ــــب‬ ‫طب ف ُ‬ ‫ِراق ِح ٍّ‬ ‫َ‬ ‫نـــار مِ‬ ‫نـــــــه‬ ‫ُ‬ ‫�أَظل َ​َم َد ٌ‬ ‫هر �أ َ‬ ‫جم َد �أَمواهنا ُجمـــــادى‬ ‫�أَ َ‬ ‫َبكى َولَو �أَنَّنــي َ�صفــــا ٌة‬ ‫لب كَ بدي‬ ‫�أَل َ‬ ‫َ�ست َقلبي َو ِخ َ‬ ‫ِـــرا�ض‬ ‫مـد ِللَّهِ ال اِعت‬ ‫ٌ‬ ‫احلَ ُ‬

‫فــــــاء‬ ‫الو‬ ‫ُ‬ ‫َويف َوفاتـي لَكَ َ‬ ‫ـزاء‬ ‫�أَن‬ ‫َ‬ ‫الع ُ‬ ‫رب َو َ‬ ‫يح�سن َ‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫الــ�شفــــاء‬ ‫كان لِ�سقمي ُه َو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يــــــاء‬ ‫َهل َبع َد ِ�إظالمِ ـــهِ ِ�ض‬ ‫ُ‬ ‫ِمـــــــاء‬ ‫�أَال ُدموعـ ًا هِ َي الد‬ ‫ُ‬ ‫َفا�ض مِ نّي َعلَيكَ‬ ‫مــــــاء‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ�ضـــــــاء‬ ‫�صابني فيهِ ما الق‬ ‫ُ‬ ‫�أَ َ‬ ‫�شــــــاء‬ ‫َعـدلٌ مِ َن اللَهِ ما َي‬ ‫ُ‬

‫ختـــــــــام‬ ‫�أقول له وقد حيا بكـــ�أ�س لهـا من م�سك رقتــه‬ ‫ُ‬ ‫�رصت من الورد املُ دامُ‬ ‫�أَمن خديك ت ُْع�رص قال كال متى ُع‬ ‫ْ‬

‫‪ )4‬وقال أيضا ‪:‬‬

‫لبا�س ُحـزْ ٍن‬ ‫البيا�ض‬ ‫�إذا كان‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بيا�ض �شيبِي‬ ‫لب�ست‬ ‫�أمل ت َ​َرين‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫َ‬ ‫ب�أندل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـــواب‬ ‫ال�ص‬ ‫ُ�س‬ ‫فذاك من َّ‬ ‫نت على َّ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫بـاب‬ ‫لأَ يِّن قد حزِ ُ‬

‫المراجع ‪:‬‬ ‫ـ الحصري أبو الحسن علي ‪ :‬الديوان قصيدة ياليل الصب متى غده ‪.‬‬ ‫ـ زكي مبارك ‪ :‬كتاب الموازنة بين الشعراء أبحاث في أصول النقد وأسرار البيان الطبعة الثانية السنة ‪ 1936‬م ‪ .‬الصفحة‬ ‫‪. 109‬‬ ‫ـ ابن بسام أبو الحسن علي ‪ :‬كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ‪ .‬تحقيق إحسان عباس ــ المجلد األول القسم الرابع‬ ‫ص ‪ 192‬ـ ‪ 205‬ط ‪ 1979 . 1‬م ‪.‬‬ ‫ـ خير الدين الزركلي ‪ :‬كتاب األعالم الجزء ‪ 4‬الصفحة ‪ 300‬ط ‪15‬السنة ‪ 2002‬م ‪.‬‬ ‫ـ جودت الركاب ‪ :‬كتاب في األدب األندلسي ‪ .‬ص ‪ 57‬ـ ‪. 115‬‬ ‫ـ ابن رشيق ‪ :‬كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ــ تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد‬ ‫ـ شوقي ضيف ‪ :‬كتاب عصر اإلمارات الجزائرـ المغربـ األقصىـ السودان ‪.‬‬ ‫ـ عمر فروخ ‪ :‬كتاب تاريخ األدب العربي ج ‪. 4‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫متحف المقاومة‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫القضايا الشاذة في علمي العروض‬ ‫والقافية من خالل كتاب«إمداد بحر‬ ‫القصيد ببحري أهل التوليد»‬ ‫تأليف‪ :‬محمد بن أحمد ابن غازي العثماني المكناسي‬ ‫تحقيق‪ :‬األستاذ الدّكتور محمد الفهري‬

‫‪...‬تفيأ التالميذ بشجرة ذاكرة المقاومة‬ ‫وجيش التحريـــر‪ ،‬بمتحفهم لذكــرى تقديم‬ ‫وثيقـــة االستقالل (‪ .)1944/01/11‬مدخـــل‬ ‫المتحف يفضي إلى فناء مربع الشكل‪ ،‬نافورة‬ ‫عِقد من الرخام الخالص تتوسطه‪ ،‬على غرار‬ ‫نافورة األسود اإلثنى عشر بقصر الحمراء‪ .‬الليث‬ ‫واألسد هنا مُعلقين على جدران أروقة أربع‬ ‫قاعات حول نافورة بخرطوم يرشق مياه منبع‬ ‫الحياة‪ .‬النافورة هي المركز المحوريُ لجناح من‬ ‫قصر الحمراء‪ ،‬سلطانة زمانها‪ .‬فسيفساء بكمياء‬ ‫متناغم هندسي أبدعته يد الصانع الفنان‬ ‫المغربي‪ ،‬بفرشة أندلسية‪ -‬تطوانية‪ ،‬للوحة في‬ ‫غاية من الروعة والجمال ‪.‬‬ ‫صبْية ب��رآء يلتقون بأجيال من بعض‬ ‫المقاومين الذين افتدوا وطنهم بأرواحهم‪.‬‬ ‫حتى تتوفر بالدنا على المدارس العمومية‬ ‫للنوابغ ْ‬ ‫أن يبدعون ويبتكرون ويتميزون‬ ‫داخل المنظومة التعليمية‪ .‬من أجل تحسين‬ ‫مردودية التعليم وإنقاذ الشباب من البطالة‬ ‫واليأس‪ .‬حتى ال يقول عنا أبو الطيب المتنبي ‪:‬‬ ‫~ يا أمة ضحكتْ من جهلها األمم ~‪.‬للمدرِّس‬ ‫أن َّ‬ ‫ْ‬ ‫يبث الوعي االجتماعي في نفوس التالميذ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وأن يطلعهم على ذاكرة وطنهم‪ .‬التجأنا إلى‬ ‫المتحف صبيحة العاشر من يناير لالحتفال‬ ‫بذكرى تقديم وثيقة االستقالل‪ ،‬ليجد التالميذ‬ ‫المتعة في دراسة جزء هام من تاريخ أجدادهم‪.‬‬ ‫افتتح الحفل المسؤول عن المتحف بعرض قيِّم‬ ‫حول وثيقة االستقالل‪ ،‬بقراءة واسعة وبأسلوب‬ ‫واضح منظم لمراحل المقاومة‪ .‬هرع التالميذ‬ ‫بنظام وانتظام‪ ،‬وشرعوا داخل األروق��ة بين‬ ‫السائل والمجيب‪ ،‬ألعداد من صور الوطنيين‬ ‫تتحف جدرانها‪ .‬بدْءاً‪ ،‬ب ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬نسخة لبنود مؤتمر مدريد بتاريخ‬ ‫‪1880/7/3‬م الذي يخو ُ‬ ‫ِّل امتيازات لرعايا الدول‬ ‫األجنبية (في المغرب)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أ ‪ :‬صورة للبعثة الطالبية إلى نابلس‬ ‫بفلسطين سنة ‪1931/1928‬م‪ .‬ب‪ -‬بعثة‬ ‫موالي الحسن بن المهدي الخليفة السلطاني‬ ‫بتطوان إلى مصر وتتألف من ‪41‬طالب‪ .‬ج ‪-‬‬ ‫بعثة ذ‪.‬عبد الخالق الطريس إلى مصر وبها‬ ‫تسعة طلبة ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ص��ورة جماعية للسنهوري بعد ْ‬ ‫أن‬ ‫وشح صدره امحمد أحمد بن عبود المبعوث‬ ‫من الخليفة موالي الحسن بوسام الحمالة‬ ‫المهدوية‪ ،‬ويظهر على الصورة الحبيب بورقيبة‬ ‫واألستاذان الطريس وعالل الفاسي وثلة من‬ ‫الشخصيات ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬صورة لألمير محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي وشقيقه محمد واألمير فيصل وزير‬ ‫خارجية السعودية والحبيب بورقيبة ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬صورة ألعضاء مكتب المغرب العربي‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬ومن بين الوطنيين عليها‪ ،‬الشهيد‬ ‫امحمد أحمد بن عبود (كان على قيد الحياة)‬ ‫وعبد المجيد بن جلون وعبد الكريم غالب‬ ‫ومحمد الفاسي الحلفاوي‪ ،‬والشاذلي المكي من‬ ‫الجزائر وإدريس الرشيد من تونس ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬نسخة لوثيقة المطالبة باالستقالل‬

‫لحزبيْ المكي الناصري وعبد الخالق الطريس‬ ‫بتاريخ ‪1943/2/3‬م‪.‬‬ ‫‪ –7‬نسخـــة لوثيقـــة المطالبة باالستقالل‬ ‫بتاريخ ‪1944/01/11‬م‪ ،‬وعليها ست وستون‬ ‫إمضاءاً لشخصيات وطنية‪ُ ،‬قدِّمتْ إلى اإلقامة‬ ‫الفرنسية بتنسيق مع السلطان محمد بن‬ ‫يوسف ملك البالد‪.‬‬ ‫‪ - 8‬ص��ورة لزيارة السلطان محمد بن‬ ‫يوسف إلى طنجة وهو يلقي خطاب الوحدة‬ ‫بفضاء المندوبية بتاريخ ‪/9‬أبريل ‪1947‬م‪.‬‬ ‫‪ - 9‬صورة لألميرة عائشة رفيقة أبيها وهي‬ ‫تلقي خطابا بدار المخزن بطنجة‪.‬‬ ‫‪ - 10‬صورة للسلطان محمد بين يوسف‬ ‫خطيب الجمعة بالمسجد األع��ظ��م بنفس‬ ‫المناسبة‪.‬‬ ‫‪ - 11‬صورة لمظاهرات بتاريخ ‪1948/2/8‬م‬ ‫بتطوان واستشهاد عدد من المتظاهرين‬ ‫والجرحى منهم‪.‬‬ ‫‪ - 12‬صورة للسلطان محمد بن يوسف‬ ‫مع الجنيرال فرانكو بمدريد أثناء توقيع اتفاقية‬ ‫استقالل المنطقة الخليفية بشمال المغرب‪،‬‬ ‫سنة ‪.1956‬‬ ‫‪ -13‬صور لصاحب الجاللة محمد الخامس‬ ‫ملك المغرب حامال االستقالل إل��ى تطوان‬ ‫بشمال البالد سنة ‪1956‬م‪.‬‬ ‫‪ - 14‬صور لولي العهد م��والي الحسن‬ ‫بتطوان سنة ‪1956‬م مع مجموعة من رجال‬ ‫المقاومة‪.‬‬ ‫‪ - 15‬لقاء محمد الخامس مع الجالية‬ ‫اليهودية المغربية‪.‬‬ ‫‪ - 16‬صورة لصاحب الجاللة محمد الخامس‬ ‫خطيب الجمعة بالمسجد األعظم بتطوان‪ .‬كل‬ ‫هذه الصور قد أتحفت هذا الفضاء الذي توِّجَ‬ ‫أيضا بصور فرادى لألمير محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي واألستاذ عبد الخالق الطريس بمعية‬ ‫الطيب بنونة واألستاذ عالل الفاسي واألستاذ‬ ‫التهامي الوزاني‪ .‬وفي الطابق العلوي من‬ ‫المتحف صورة حافلة لرجال المقاومة وجيش‬ ‫التحرير من األبناء البررة من المناطق الجبلية‬ ‫والريفية من تطوان وشفشاون والمضيق‬ ‫وعددهم ست وتسعون مقاوم تتويجا لهذا‬ ‫المتحف‪ ،‬على مقربة من صورة صاحب الجاللة‬ ‫محمد السادس التي تنير مكتب مدير المتحف ‪.‬‬ ‫هذه الزيارة ْ‬ ‫إن هي إال نوع من علم النفس‬ ‫وعلم التربية لتقوية شخصية تالميذنا لتفجير‬ ‫الطاقات الممكنة عندهم كي ال تتحوَّل هذه‬ ‫الرسالة إل��ى مجرَّد عمل م��أج��ور‪ .‬طفقتُ‬ ‫أستعرض في رأسي هؤالء الرجال األشاوس لما‬ ‫عدتُ إلى مقام عشي واستلقيتُ على فراشي‬ ‫على نهل الصوفية‪ ،‬في سهو عميق بين أرواح‬ ‫بعض الشهداء ( ويستبشرون بالذين لم‬ ‫يلحقوا بهم – صدق اهلل العظيم )‪ ،‬أحييهم‬ ‫من إشهاءات نفسي المطمئنة‪ ،‬وقد طبتم‬ ‫وطابت لكم الجنة‪ .‬وعندما استيقظتُ من‬ ‫صوفية غفوَتي‪ ،‬كان جسمي يتصبَّبُ عرقاً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تتهلل أسرار وجهي ‪.‬‬ ‫واالبتسامة‬ ‫يا شهيداً أنتَ حــيٌّ ما مضى دهرٌ كانا‬ ‫ذكرُكَ الفوَّاح يبقى ما حيينا في دمانا ‪..‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المشكلة‬ ‫إن الحديث عن علوم اآللة‬ ‫للثالوث المعروف‪ :‬علوم النحو والبالغة‬ ‫والعروض حديث يستوقفنا عند األهمية‬ ‫البالغة التي تكتسيها ضمن النسق‬ ‫الثقافي والفكري العربي الذي ال يمكن‬ ‫أن يؤسس ويبنيَ معارفه‪ ،‬من دون‬ ‫االنطالق من هذه العلوم التي تتداخل‬ ‫فيما بينها إلى حدّ يصعب القول بأهمية‬ ‫وأولوية إحداها في هذا النّسق الثقافي‬ ‫على حساب أخرى‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن إمكانات‬ ‫التّفاضل ّ‬ ‫تظل غير واردة ألبتة‪.‬‬ ‫في هذا السّياق ّ‬ ‫بالذات‪ ،‬لقيَ علم‬ ‫العروض اهتماماً ملحوظاً ال سيّما في‬ ‫بالد المغرب األقصى الذي عُرف عن‬ ‫علمائه إلمامهم الواسع بهذا العلم‬ ‫الذي لم يكن لنظرائهم من المشارقة‬ ‫وافر ّ‬ ‫حظ من التّأليف فيه بالشّكل الذي‬ ‫كان المغاربة يوجهون فيه اهتماماتهم‬ ‫إلى علمي العروض والقوافي عن طريق‬ ‫إخراج مخطوطاته سواء أكانت منظومات أو شروحا أو غير ذلك‪.‬‬ ‫وقد ال نستطيع الجزم في إيجاد تعليل شافٍ أو تفسير كافٍ‬ ‫لهذا التفوق الذي بزّ فيه المغاربة إخوانهم المشارقة في ّ‬ ‫الظفر‬ ‫بالكتابة والتأليف في هذا العلم على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫بالنظر إلى تآليف بعض المغاربة‪ ،‬نذكر على سبيل المثال‪،‬‬ ‫محمد بن أحمد ابن غازي العثماني المكناسي (ت‪ 919‬ه)‬ ‫صاحب كتاب «إمداد بحر القصيد ببحري أهل التوليد وإيناس‬ ‫اإلقعاد والتحريد‪ ،‬بجنسهما من الشريد» الذي أنجز الدّكتور‬ ‫محمّد الفهري تحقيقه وإخراجه لينضاف إلى منجزات السّلف‬ ‫في هذا المجال على وجه التّحديد‪ .‬لذلك‪ ،‬سنحاول تقديم‬ ‫الكتاب المذكور من خالل الحديث عن ثالثة مستويات‪ :‬يتع ّلق‬ ‫المحقق‪ّ ،‬‬ ‫األول بعمل المح ّقق‪ ،‬والثاني بالكتاب َّ‬ ‫والثالث سنحاول‬ ‫من خاللها إثارة بعض المالحظات التي عنّت لنا ونحن نتابع‬ ‫صفحات الكتاب‪.‬‬ ‫في البداية سينصرف حديثنا من خالل المستوى األول عن‬ ‫دور المح ّقق في إخراج هذه المخطوطة من ظلمات الرّفوف إلى‬ ‫نور الوجود‪ ،‬وهو العمل الذي يطلع به الباحث في إطار نسق‬ ‫علمي واضح‪ ،‬حيث يكرّس جهدَه العلميَّ لدراسة وتحقيق‬ ‫َ‬ ‫المدرسة‬ ‫تصانيف علمي العروض والقافية العربيين‪ ،‬وبخاصة‬ ‫َ‬ ‫المغربية من خالل إسهاماته في إخراج كنوز خزاناتها‪ .‬وهي‬ ‫مساهمة تبرز دور هذه العلوم وأهميتها في الحفاظ على‬ ‫سالمة الشّعر العربي من ّ‬ ‫كل خطل أو زلل‪ .‬فلقد سبق للباحث‬ ‫أن أعدّ أطروحة لنيل الدكتوراه في مجال التحقيق‪ ،‬وتحديدا‬ ‫كتاب «النّفحات األرجية والنّسمات البنفسجية لنشر ما راق من‬ ‫مقاصد الخزرجية» البن زاكور الفاسي‪ ،‬ثم تحقيق كتاب» زهرة‬ ‫الظرف وزهرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطرف في بسط الجمل من العروض المهمل»‬ ‫ألبي بكر القللوسي فضال عن مؤلفات أخرى ال زالت قيد اإلنجاز‪.‬‬ ‫َ‬ ‫من هنا نستخلص إذن‪ّ ،‬‬ ‫الباحث استطاع أن يشقّ سبيال في‬ ‫أن‬ ‫الوقت الذي تخ ّلى عنه اآلخرون‪ ،‬بتحقيق كتب التّراث المغربي‬ ‫تحقيقا علميا يملك نصيبا وافرا من الرّصّانة العلمية بوصفها‬ ‫الضّامنَ األساسَ لهذه العملية برمتها‪.‬‬ ‫أمّا عمله في تحقيق هذا الكتاب‪ ،‬فقد سلك فيه المح ّقق‬ ‫منهجا مألوفا رغبة منه في تقوية حضور مصداقية عمله لدى‬ ‫القارئ؛ إذ على ضوئه تلقفتِ األيادي الكتابَ المح ّققَ‪ .‬اعتمادا‬ ‫على مجموعة من العمليات الخاصة بضبطِ النص وتوثيقه‬ ‫َّ‬ ‫المحقق بالدرجة األولى‪ ،‬وإضفاء‬ ‫التي من شأنها خدمة النص‬ ‫قدر من المصداقية العلمية التي ينشدها مح ّققو التراث على‬ ‫اختالف اهتماماتهم وميوالتهم‪.‬‬ ‫المستوى الثاني‪ :‬يمكن اعتبار كتاب «إمداد بحر القصيد‪»...‬‬ ‫على حدّ قول المح ّقق «تتميما لما أعرض عنه أبو محمد عبد اهلل‬ ‫الخزرجي الذي كان ينهج طريقة الخليل بن أحمد الفراهيدي‪،‬‬ ‫مهمال الحديث عن المتدارك‪ ،‬وهذا ما دفع ابن غازي إلى نسج‬ ‫بيتين على منوال النّاظم‪ .»...‬والحقّ ّ‬ ‫أن الكتابَ حلق ٌة علمي ٌة‬ ‫فاصل ٌة في مسيرة علمي العروض والقافية‪ّ ،‬‬ ‫ألن صاحبه سعى‬ ‫من خالل هذا التأليف القبض على اللحظات المنفلتة ضمن‬ ‫سيرورة هذا العلم‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬فقد أّلف ابن غازي كتابه هذا‬ ‫استجابة لخدمة العلم‪ ،‬ولغاية بحثية من جهة‪ ،‬ورغبة منه في‬ ‫تقديم وجهة نظره حول ظواهر عروضية من جهة ثانية‪ ،‬ألنّه‬ ‫كان يرى في هذا الكتاب ضرورة تعميق النظر في بعض القضايا‬ ‫التي صارت في حكم اإلهمال‪ ،‬بله النسيان‪ ،‬وهو ما يدفعنا‬ ‫إلى القول ّ‬ ‫إن ابن غازي لم يشأ تكريس ما راكمته الدّراسات‬ ‫العروضية التي تكاد تكون متشابهة إلى حدّ بعيد‪ .‬فعلى الرُّغم‬ ‫من معرفته بمذاهب شعر العرب‪ ،‬وطرائق نظمه وأوزانه‪ ،‬فقد‬ ‫اختار االبتعادَ عن االتجاه الخليلي الذي سار عليه كثير من‬ ‫العروضيين‪ ،‬ذلك أنّه لم يهتد بهدي الخليل‪ ،‬ولم يقتد به في‬ ‫التعامل مع القضايا العروضية‪ ،‬بل إنّه اصطفى قضايا تعتبر في‬ ‫حكم الشاذ في القياس العروضي ونظام القوافي كذلك‪ .‬ومن‬ ‫جملة هذه القضايا‪ ،‬نذكر على سبيل المثال‪ ،‬وزن المتدارك الذي‬ ‫استدركه األخفش على األوزان الخليلية الخمسة عشر‪ ،‬وعروض‬ ‫الدّوبيْت‪ ،‬زد على ذلك بعض العيوب الموسيقية المتمثلة في‬ ‫اإلقعاد والتّحريد والتّخميع عبر تقديمها في «منظومة شعرية»‬ ‫ليتوّلى فيما بعدُ شرحها شرحا يغلب عليه الطابع التعليمي‬ ‫المحض كما هو معهود‪.‬‬ ‫أما محاور الكتاب‪،‬وبناء على فهرس الموضوعات‪ ،‬فقد‬ ‫انقسم الكتاب إلى ثالثة أقسام‪ ،‬وقد جاءت عناوينُ هذه األقسام‬ ‫على هذه الشاكلة‪:‬‬ ‫ـ القسم األوّل‪ :‬ابن غازي‪ :‬أضواء على شخصيته وإنتاجه‪،‬‬ ‫وقد شمل هذا القسم إضاءات جمة في مجال علم التحقيق‪.‬‬

‫�إعداد الدكتور‬ ‫محمد �سعيد البقايل‬

‫ـ القسم الثاني‪ :‬ومن خالله تمّ‬ ‫السّعي إلى «إيجاد النص» عن طريق‬ ‫التحقيق‪ ،‬حيث قابل المحقق بين النسخ‬ ‫المعتمدة في التحقيق‪ ،‬وإثبات االختالفات‬ ‫في الهامش‪ ،‬مع إرجاع الشواهد إلى‬ ‫مظانها مع التعريف ببعض األعالم‪.‬‬ ‫ـ القسم الثالث‪:‬حيث أنهى به‬ ‫المحقق عمله‪ ،‬وهو عبارة عن فهارس‬ ‫عامة تضم األشعار واألعالم والمصنفات‬ ‫الواردة في المتن‪ ،‬وكذا المصادر والمراجع‬ ‫والموضوعات‪ ،‬لكي يهتدي القارئ على‬ ‫ضوئها في تتبّع النّصّ وقراءته‪.‬‬ ‫يبدو من خالل هذا التّدرّج‪ّ ،‬‬ ‫أن‬ ‫الكتابَ حسَنُ التبويب‪ ،‬وهو حكم يمكن‬ ‫التأكد منه من خالل العناوين الفرعية‬ ‫الخاصة بالنص المحقق‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫أسهم في ضمان نجاح تبويبه‪ ،‬وتفصيله‪،‬‬ ‫وتقريب مفاهيمه‪.‬كما ّ‬ ‫أن المح ّقق حاول‬ ‫مراعاة أصول التحقيق والضبط العلميّ‬ ‫للنص إلخراجه في الصورة التي هو عليها اآلن‪.‬‬ ‫نخلص مما سبق‪ ،‬أن ابن غازي أودع معارفه الخاصة‬ ‫بوزن المتدارك‪ ،‬وعروض الدوبيت‪ ،‬وبعض العيوب الموسيقية‬ ‫الخاصة بالقافية في قالب نظمي تيسير العملية حفظها جريا‬ ‫على مهْيَع العرب أوال‪ ،‬ولوظيفتها التربوية والتعليمية ثانيا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المنظومة‬ ‫وهو ما سيزيد من تأثيرها على متل ّقيها‪.‬ولمّا كانتِ‬ ‫مختصة بالقضايا العروضية‪ ،‬فقد توّلى صاحبها شرحَها‪َ ،‬‬ ‫وبيان‬ ‫معانيها تمهيدا لفهمها‪ ،‬وتيسيرَ تداولها بين المختصين‬ ‫والدارسين على حد سواء‪ .‬وهو ما يجعلنا نستحضر ما سجّله‬ ‫المح ّقق في سياق وصفه لتصانيفه أنها صغيرة الحجم‪ ،‬كثيرة‬ ‫الفوائد‪ ،‬ويصدق هذا القول على الكتاب الذي نقدّمه اليوم الذي‬ ‫تنجلي قيمته بالنظر إلى إشارات المتأخرين من علماء العروض‬ ‫والقافية ال سيما الذين وضعوا شروحا على المنظومة الخزرجية‬ ‫فقد أفادوا منه مثل ابن مرزوق في مفاتيحه‪ ،‬وابن زاكور في‬ ‫نفحاته‪ ،‬وأحمد بن العياشي سكيرج في منهله‪.‬‬ ‫من الواضح إذاً أن ابن غازي كان يروم التعريف بما سبق‬ ‫ذكره‪ ،‬وتقريب عروض الدوبيت إلى األذهان‪ ،‬وذلك باعتماد‬ ‫خطتين متقاربتين‪ :‬تتصل األولى باستدعاء نماذج شعرية على‬ ‫وزن الدوبيت على سبيل المثال‪ ،‬فيما تتجه الثانية إلى التّعليق‬ ‫عليها تعليقا يفكّ شفرة المنظومة مع حصر آلية االشتغال‬ ‫من خالل تركيز العمل على ثالثة أبواب فحسب‪ ،‬دون تجاوز‬ ‫االشتغال إلى أبواب أخرى تخص هذا العلم المترامي األطراف‪،‬‬ ‫وهذا ال يمكن عدّه تقصيرا من المؤلف‪ ،‬بقدر ما يمكن وصفه‬ ‫بالوعي النقدي الذي تملكه ابن غازي في مختلف أعماله جملة‪،‬‬ ‫وفي فك طالسم ما أُهمل في مجال العروض‪ ،‬وجعله في مقدمة‬ ‫اهتماماته في هذا الكتاب خاصة‪.‬‬ ‫أما المستوى الثالث‪ ،‬وكما سبقت اإلشارة‪ ،‬فإننا سنخصصه‬ ‫لجملة من المالحظات ونحن نقوم بتقديم هذا الكتاب‪ ،‬وهي‬ ‫على الشكل اآلتي‪:‬‬ ‫ـ أوال‪ :‬لقد جاء «كتاب إمداد بحر القصيد» حلقة تنضاف‬ ‫لحلقات العروض المهمل‪ .‬إنّه بعبارة أدق‪ ،‬إجابة عن األسئلة‬ ‫التي كانت تح ّفز ابن غازي على التفكير وهو بصدد تأليف الكتاب‬ ‫المذكور‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن الشّواهد العروضية المنتقاة داخل هذا المصنف‪،‬‬ ‫هي شواهد بعضها متداول ومعروف في المصادر التي سبقت‬ ‫ابن غازي إلى التّأليف في هذا المجال‪ ،‬وعموما فإن عدد الشواهد‬ ‫التي ضمنها ابن غازي في كتابه ستة وخمسون شاهدا بعضها‬ ‫منسوب‪ ،‬وبعضها اآلخر غير منسوب‪ ،‬وهو ما يمكن القول إنها‬ ‫مدونة شعرية متميزة كمّا ونوعا‪.‬‬ ‫إن سياق ّ‬ ‫ثالثا‪ّ :‬‬ ‫الثقافة المغربية والعربية سياق ظل محكوما‬ ‫باالنصهار في ثقافات أخرى‪ ،‬ومن ضروراتها اقتسام األفكار معها‬ ‫في أفق تطويرها‪ ،‬وهذا يمكن اعتباره عامال مساعدا على تطوير‬ ‫هذه الثقافة التي ال يمكن أن نقول عنها إنها ثقافة منغلقة‬ ‫على نفسها؛ فالمثاقفة بادية على حقول المعرفة العربية وفي‬ ‫شتى المجاالت‪ّ .‬‬ ‫ولعل الحديث عن عروض الدوبيت ألكبر دليل‬ ‫على هذا النوع من التالقح الثقافي المتحصّل على مرّ العصور؛‬ ‫إذ نحتِ ّ‬ ‫الثقافة العربية إلى االسترفاد من الثقافات األخرى ال‬ ‫سيما الثقافة الفارسية‪ ،‬الشيء الذي يمكن أن نثبت معه مدى‬ ‫تأثر العرب ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالثقافة الفارسية خاصة في أوزان الشعر ممثال في‬ ‫عروض الدّوبيت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رابعا‪:‬إن ما ينبغي التّنبيه عليه‪ ،‬أنّه على الرّغم من‬ ‫استنبات عروض الدّوبيت في البيئة العربية‪ ،‬فإنّه لم يلق‬ ‫النّجاح الباهر الذي كان متوقعا منه‪ .‬وهو ما يؤكده إبراهيم‬ ‫أنيس بقوله‪« :‬والحقّ أن هذا الوزن لم يشِع شيوعا كافيا في‬ ‫اللغة العربية حتى يصبح مألوفا بين الناس‪ ،‬بل لم يُرو أن شاعرا‬ ‫مشهورا قد اختصه بنصيب وافر من شعره»‪ .‬وبما أن ابن غازي‬ ‫أفاد من اإلرث العروضيِّ فإنّه حاول‪ ،‬جهد اإلمكان‪،‬أن يَحيد عن‬ ‫منجزات السلف‪ ،‬وطرْق مسلك ال يبدو سهال إن صحّ التّعبير‪،‬‬ ‫وهو ما تأتّى له في هذه الثورة الهادئة على ما ترسخ في تقاليد‬ ‫الثقافة العربية على مستوى التقطيع العروضي‪ ،‬وفي القوافي‬ ‫باب العيوب تحديدا‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬هل يصدق على علمي العروض والقوافي عندما‬ ‫نقوم بصهره في ثقافتنا المعاصرة أنه من العلوم التي نضِجت‬ ‫حتى احترقت على حدّ تعبير شيخ البالغيين العرب أمين الخولي‬ ‫أم ال ينطبق هذا الزّعم على علم ال زال ّ‬ ‫يشكل ميزانا للشعر‪،‬‬ ‫وترجمة عن ذوق الطباع السليمة كما يقول الجوهري‪ ،‬وهو من‬ ‫أرباب هذه الصناعة وحذاقها؟‪ ‬‬


‫العدد ‪925‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫الفقيه محمد بن أحمد الرغيوي‬ ‫وجهوده في تدريس العلوم ببادية أنجرة (‪)1‬‬

‫‪ ■ -‬بقلــم‪ :‬بدر العمراين‬

‫ّ‬ ‫إن بادية أنجرة بشمال المغرب كانت موئال للعلم والعلماء تدريسا وإقرا ًء‪ ،‬لذلك حفلت مجالسهم باإلفادة‪ .‬منهم‪:‬‬ ‫الفقيه المفضل الرغيوي (ت ‪1343‬هـ)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الفقيه أحمد بن علي اغزيل (ت ‪1348‬هـ) ‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الفقيه عبدالسالم بن عبدالقادر بنعجيبة (ت ‪1353‬هـ)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الفقيه محمد السعيدي الكبير (ت ‪1360‬هـ)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الفقيه أحمد بوزيد الحمراوي(ت ‪1382‬هـ)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الفقيه محمد بن عبدالسالم بن عجيبة (ت ‪1417‬هـ)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الفقيه محمد بن أحمد الرغيوي (ت‪1427‬هـ)‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫وهذا األخير كان له أثر بالغ في التدريس من خالل تأليفه الذي رام به تذليل العلوم وتيسيرها للطلبة وعلى هذا‬ ‫األساس نُدِيرُ رحى البحث‪ ،‬ونكشف اللثام عن مكنونه‪ .‬عبر مبحثين‪:‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ترجمة الفقيه الرغيوي‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬جهود الفقيه الرغيوي في تدريس العلوم‬ ‫خاتمة بها النتائج المستفادة‬ ‫المبحث األول‪ :‬ترجمة الفقيه الرغيوي( ‪)1‬‬ ‫اسمه ونسبه‪:‬‬ ‫هو الفقيه العدل المفتي محمد بن أحمد بن عبد الكريم الرغيوي الرّماني األنجري‪.‬‬ ‫الرغيوي بها عُرفت أسرته نسبة إلى قبيلة رغيوة بإقليم تاونات‪ ،‬ويُقال بأن أحد أجداده قدم‬ ‫منها قديما وسكن أنجرة‪.‬‬ ‫الرُّمّاني نسبة إلى مدشر الرّمان‪ ،‬دائرة ملوسة‪ ،‬من قبيلة أنجرة‪.‬‬ ‫وأسرته أسرة علم منهم‪:‬‬ ‫• الفقيه المفضل الرغيوي (من أقران الشيخ عبدالسالم بن عجيبة) هو جدّ‬ ‫زوجة المترجم‪ ،‬رحل إلى جامع القرويين ودرس على شيوخها‪.‬‬ ‫كان محبّا للكتاب جمّاعة ألعالقه ونوادره‪ ،‬جمع مكتبة حافلة‬ ‫بالمخطوطات‪ ،‬لكنه لما تو ّفي أحرقتها زوجته وجعلتها طعما لل ُفرْن‪ ،‬وقد‬ ‫عاين ذلك األستاذ الشاعر محمد الرغيوي (ولد المترجم) لما كان صغيرا‪...‬‬ ‫توفي حوالي سنة ‪1343‬هـ‪1924/‬م‪.‬‬ ‫• محمد بن عبدالسالم الرغيوي المعروف ب‪ :‬استيتو‪ ،‬ولد بمدشر‬ ‫تافوغالت‪،‬‬ ‫بدائرة ملوسة‪.‬‬ ‫بينه وبين المترجم رابطة خؤولة‪ .‬وهو أيضا قرينه في الدراسة‬ ‫والرحلة إلى جامع القرويين بفاس‪.‬‬ ‫امتهن خطة العدالة بطنجة‪ ،‬إلى أن توفي حوالي سنة ‪1982‬م‪.‬‬ ‫والدته‪:‬‬ ‫ولد بمدشر الرّمان من قبيلة أنجرة سنة ‪1336‬هـ ‪1917/‬م‬ ‫وفق وثائقه الرسمية‪ ،‬لكن تالمذته ومعارفه يؤكدون بأنه ولد‬ ‫قبل هذا التاريخ‪ ،‬ويقدر ذلك بالفترة ما بين‪1327 :‬هـ‪1909/‬م‬ ‫و‪1330‬هـ‪1912/‬م‪.‬‬ ‫نشأته‪:‬‬ ‫نشأ يتيما في حجر أمه‪ ،‬ورغم الفقر الذي عمّ تلك الفترة‪ ،‬وقساوة‬ ‫العيش التي كان يعانيها المجتمع المغربي وبالخصوص في البوادي‪،‬‬ ‫اعتنت به والدته المرأة الصالحة والمربية الناجحة‪ ،‬فأدخلته الكتاب‪ ،‬وجادت‬ ‫به في سبيل العلم‪ ،‬عوض أن تقذف به في أتون الحياة يخوض معاركها من‬ ‫أجل الظفر بالمراد المادي وتسديد الحاجات االجتماعية الصعبة‪.‬‬ ‫دراسته‪:‬‬ ‫حفظ القرآن الكريم على‪ :‬الفقيه المختار السعيد األنجري‪ ،‬والفقيه عبد السالم‬ ‫الشعيري‪ ،‬والفقيه محمد ابن الهاشمي البقاش‪ ،‬فأتقنه رسما وأدا ًء‪ ،‬ثم تفرغ لدراسة العلوم‬ ‫الشرعية من أساسها بقريته أوال على‪:‬‬ ‫ الفقيه العالمة القاضي محمد بن عبد السالم ابن عجيبة‪.‬‬‫ الفقيه المفتي محمد السعيدي‪.‬‬‫ الفقيه القاضي أحمد بن محمد بوزيد‪.‬‬‫ثم انتقل إلى طنجة وهي تعج بمجالس العلم‪ ،‬أيام كانت تزدهي ببركة الشيخ محمد ابن الصديق الغماري ونفحات‬ ‫زاويته الصوفية‪ ،‬فنهل من حياض علمائها أمثال‪:‬‬ ‫ الفقيه العدل محمد بن العياشي السكيرج‪.‬‬‫ الفقيه العدل الحسن بن محمد اللمتوني‪.‬‬‫ الفقيه النحوي أحمد بن عبد السالم بوحساين‪.‬‬‫ الفقيه عبد السالم أبارغ‪.‬‬‫ الفقيه األمين بن محمد بوزيد‪.‬‬‫ العالمة األديب عبد اهلل كنون‪.‬‬‫وخاللها انتسب للزاوية الصديقية‪ ،‬وانتفع بشيخها ومؤسسها الشيخ محمد ابن الصديق الغماري‪.‬‬ ‫بعدها رحل إلى فاس وانتظم في حلقات جامع القرويين‪ ،‬فأخذ عن‪:‬‬ ‫ العالمة الفرضي أبي الشتاء الصنهاجي‪.‬‬‫ العالمة المعقولي والفقيه األصولي العباس بناني‪.‬‬‫ الفقيه القاضي محمد السائح الرباطي‪.‬‬‫ الفقيه عبد اهلل الفضيلي‪.‬‬‫ الفقيه عبد العزيز بن أحمد ابن الخياط الزكاري‪.‬‬‫لكنه رحمه اهلل لم يكد يروي غليله من طلب العلم هناك حتى ُطرد من فاس سنة ‪1940‬م مع جملة من الطلبة بسبب‬ ‫اإلضراب المدَبّر في وجه سياسة المستعمر وخططه اتجاه نظام التعليم بالقرويين‪.‬‬ ‫تدريسه للعلم وقيامه به‪:‬‬ ‫رجع إلى مسقط رأسه‪ ،‬وهو يراود نفسه على إخراج زكاة العلم الذي تعلمه‪ ،‬فنذر نفسه لتعليم الطلبة‪ ،‬وعزم على أن‬ ‫ال يرتبط بوظيف يصرفه عن هذا التخطيط‪ ،‬حسبة هلل تعالى‪ ،‬در ًء لكل شبهة‪ ،‬وكم دُعي مرارا للتدريس بالمدارس التي‬

‫يشرف عليها االستعمار اإلسباني‪ ،‬وخاصة مَيْتَم ملوسة‪ ،‬فأبى‪ ،‬كي ال يكون أداة في يد المستعمر‪ ،‬رغم فقره وقلة ذات‬ ‫يده ‪..‬‬ ‫فشارط بقبيلته على اإلمامة وتحفيظ القرآن لمدة سنة‪ ،‬ثم انقطع بعد ذلك لتدريس العلوم الشرعية بمدشر المخفي‬ ‫الذي أسس به مدرسة علمية‪ ،‬جمع فيها نجباء الطلبة‪ ،‬واعتنى بهم‪ ،‬بتدريس كتب كثيرة من مختلف الفنون العلمية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫األجرومية واأللفية والمية األفعال في النحو والصرف‪ ،‬والبيقونية في مصطلح الحديث‪ ،‬والجوهر المكنون في البالغة‪ ،‬وتحفة‬ ‫الحكام البن عاصم في أحكام القضاء‪ ،‬ونظم السلم المرونق في المنطق‪ ،‬الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية في‬ ‫الحديث والسيرة‪ ،‬والوثائق الفرعونية في الفقه‪ ،‬والمنتخب في آداب العرب في األدب‪...‬‬ ‫وظل على هذه الحال معتكفا في محراب العلم لمدة ‪ 21‬سنة إلى أن انخرط في سلك العدالة‪.‬‬ ‫وظائفه‪:‬‬ ‫ العدالة‪ :‬انخرط في سلك العدالة بموجب مرسوم خليفي سنة ‪1373‬هـ‪1954/‬م‪ ،‬وظل بها إلى أن توفي‪.‬‬‫ مهمة مشيخة قبيلة أنجرة لمدة سنتين ‪1964-1962‬م بطلب من القائد العربي بنونة‪ ،‬والقصد من ذلك تنقية‬‫القبيلة وتنظيفها من بعض األضرار والمفاسد التي لحقتها كالسرقة جراء السياسات الفاسدة والمتبعة من طرف القواد‬ ‫السابقين‪ .‬وقد أدى الشيخ مهمته بنجاح‪ ،‬وظل يشكر عليها مدى الدهر‪.‬‬ ‫وهذا القائد ما أَسْنَدَ للمترجم هذه المهمة حتى ح ّفظ ملفه العدلي بحيث إذا أراد االستقالة من هذه المهنة يمكنه‬ ‫الرجوع إلى المهنة األصلية بسهولة ودون عراقيل‪ .‬فكان األمر كذلك لمّا رجع للعدالة سنة ‪1964‬م‪.‬‬ ‫هذه وظائف إدارية اشتغل بها‪ ،‬وهناك وظائف أخرى تطوعية كالتدريس واإلفتاء‪ .‬وهناك وظيفة كان سينخرط فيها‪،‬‬ ‫وهي خطة كتابة الضبط في المحكمة‪ ،‬فإنه اجتاز اختبارها سنة ‪1956‬م بطنجة‪ ،‬وأعرب له القضاة الممتحنون عن نجاحه‬ ‫وفالحه‪ ،‬لكن لما وضعوه تحت مجهر البحث نقموا عليه عالقته بحزب الوحدة للمكي الناصري ومعاشرته لبعض أعضائه‪.‬‬ ‫فلم يُ ْقبل‪ .‬وحمد الشيخ هذا القرار بعد ذلك وتقبّله‪ ،‬وله في ذلك خطاب للشيخ عبداهلل كنون يخبره بالقضية‪،‬‬ ‫محفوظ بالخزانة الكنونية‪.‬‬ ‫خصاله وأخالقه‪:‬‬ ‫كان المترجم رحمه اهلل دمث األخالق‪ ،‬طيب العشرة‪ ،‬عليه مسحة الوقار والتواضع‪ ،‬حييا‬ ‫في أدب جَمّ‪ ،‬جريئا في الحق‪ ،‬ذا أنفة ال يقبل الضيم‪ ،‬ويترفع عن الضّعة‪ ،‬قنوعا يرضى‬ ‫بالقليل مما حباه اهلل عزّ ّ‬ ‫وجل‪ ،‬وال يتط ّلع إلى ما في أيدي الناس‪..‬‬ ‫وألجل ذلك لهج الناس بالثناء عليه‪ ،‬وحظي بالثقة لديهم‪ ،‬وعلى رأسهم‬ ‫العلماء من معاصريه‪ ،‬أمثال‪:‬‬ ‫ الشيخ عبد اهلل كنون وقد كانت بينهما عالقة ودية‪ ،‬ومراسالت سنية‪،‬‬‫كم من مرة رغب في تقديم خدمة له‪ ،‬فأبت نفسه إال القناعة والرضا بالقدر‬ ‫اإلالهي‪.‬‬ ‫ الحسن ابن الصديق كان يقدّره‪ ،‬ورضيه ذات يوم لخالفته في‬‫الخطابة‪.‬‬ ‫ الفقيه العدل محمد الخصاصي كان دائما يرغب في مصاحبته‬‫للشهادة والتوثيق‪ ،‬ويفضّله على غيره من األقران‪.‬‬ ‫ شيخه الفقيه العالمة المفتي محمد بن عبد السالم ابن عجيبة‬‫كان يقدّر علمه‪ ،‬ويُشِيد به‪ ،‬ومثال ذلك أنّهما اختلفا في فتوى ُطلبت‬ ‫منهما حول مسجد بعين الرمل‪ ،‬وأفتى كل واحد حسب اعتقاده ورأيه‬ ‫دون علم باآلخر‪ ،‬ولما اطلع شيخه على فتواه حمدها وأجاز العمل بها‪.‬‬ ‫وهذه غاية في التواضع والنبل والتقدير من الشيخ اتجاه تلميذه‪.‬‬ ‫ شيخه الفقيه المقرئ محمد بن الهاشمي البقاش‪ ،‬قال عنه‬‫في كتابه «نبذة من حياتي» حين ذكر تالمذته‪ :‬ومنهم العالمة سيدي‬ ‫محمد بن أحمد الرغيوي الرماني استفدنا منه حتى صار لنا شيخا نقلده‬ ‫في عدة أمور‪.‬‬ ‫ تلميذه األستاذ عبدالسالم البقاش حاله بقوله‪ :‬ومن المؤلفين‬‫العالمة محمد بن أحمد الرغيوي من قرية الرمان‪...‬‬ ‫كتاباته وتآليفه‪:‬‬ ‫الشيخ رحمه اهلل لم يكن من فقهاء البادية الخاملين في ميدان الكتابة‬ ‫والتأليف‪ ،‬بل كان من الناشطين فيها‪ ،‬والسبب في ذلك اشتغاله بمهمتين هما‪:‬‬ ‫التدريس واإلفتاء‪ ،‬فاألولى تدفعه للكتابة من أجل تذليل مصاعب ومشاكل الطلبة‪،‬‬ ‫والثانية تدفعه من أجل حل مشاكل الناس االجتماعية من الناحية الشرعية‪ ،‬وكل منهما‬ ‫واجب ال بد منه‪ .‬وممّا ّ‬ ‫خطه يراعه في هذا الباب‪:‬‬ ‫ دانية الثمرة لطالب المعمرة‪ ،‬أوالمأدبة ألطفال المكتبة‪ ،‬وهو كتاب مختصر اشتمل على‬‫قواعد اإلسالم‪ ،‬وأحكام الفرائض الخمس‪ ،‬وآداب العلم والتعلم‪ ،‬كتبه بإشارة من شيخه المقرئ محمد‬ ‫بن الهاشمي البقاش ألطفال الكتاب بأسلوب سلس‪ ،‬وعبارة مختصرة‪.‬‬ ‫ تقاييد في مسائل مختلفة‪ ،‬مثل‪ :‬المسح على الجبائر‪ ،‬مسائل من البدع المحدثة‪ ،‬السيرة المحمدية‪.‬‬‫ فتاوى فقهية‪.‬‬‫ سؤال وجواب من نظم ابن عاصم في المعامالت يطرح سؤال النازلة ثم يجيب عنه بنص بيت ابن عاصم‪.‬‬‫ مراسالت مع الشيخ عبداهلل كنون محفوظة بخطه بالخزانة الكنونية‪.‬‬‫ أشعار يُمكن أن تُجمع في ديوان صغير‪:‬‬‫• قصيدة في وصف ومدح مسقط رأسه قرية الرمان‪ ،‬مطلعها‪:‬‬ ‫أم الجمـــــال قريـــة الرُّمانِ يحدو بها كل عاشق نشوان‬ ‫هو المديح فال تسل عن علــة في نظمـــه محبّة األوطــانِ‬ ‫• قصيدة في مدح شيخه الفقيه محمد بن الهاشمي البقاش‪.‬‬ ‫• قصيدة في مدح شيخه الفقيه محمد بن عبدالسالم بن عجيبة‪.‬‬ ‫ أنظام تعليمية‪ ،‬مثل‪:‬‬‫• نظم في تاريخ المغرب‪ ،‬يقول في مطلعه‪:‬‬ ‫المغـرب‬ ‫لكل نشيـط من‬ ‫فذي لمحة تفـي باألرب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تُب‬ ‫تحدّثه عن عصور مضت بأسلوب يُغْني عن الك ِ‬ ‫• نظم فيما يظن فيه سجود السهو وال سجود فيه‪ .‬سيأتي في المبحث الثاني‪.‬‬ ‫وفاته‪:‬‬ ‫توفي رحمه اهلل فجر يوم الثالثاء ‪ 5‬ربيع األول ‪1427‬هـ موافق ‪ 4‬أبريل ‪2006‬م‪ِّ ،‬‬ ‫صُليَ عليه عصرا بمسجد مرشان‪،‬‬ ‫ودُفِنَ بالمقبرة المجاورة له‪ ،‬وقد كانت جنازته حافلة بالمُشَيِّعِين‪ ،‬حضرها رجال التعليم‪ ،‬والعدول‪ ،‬وأهل العلم والخطباء‪،‬‬ ‫أمثال الشيخ عبد اهلل التليدي والشيخ أحمد الشراط‪...‬‬ ‫ـــــــــــــ‬ ‫( ‪ )1‬مدخل إلى القصر الصغير‪ :‬الحركة الثقافية بمنطقة القصر الصغير لعبدالسالم البقاش ص‪ .26‬عبق من شذى العدوتين‪:‬‬ ‫المغرب واألندلس من تأليفي ص‪.236‬‬


‫العدد ‪925‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫ال َج ِاز‬ ‫اتي يف حْ ِ‬ ‫الر ْح َلة حْ ِ‬ ‫ال َج ِاز ّية المْ َ ْع ُروفة بـ‪ُ « :‬م َ�شاهَ َد ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِل َع ْبد اهلل ك ُّنون» (‪1409-1326‬هـ)‬ ‫ـ‪3‬ـ‬

‫[تعييني في وفد الحج الرسمي لسنة ‪1957‬م] ‪:‬‬

‫لما تفضل جاللة الملك نصره اهلل بتعييني في وفد الحج الرسمي‬ ‫لسنة ‪ 1957‬كان ذلك مفاجأة لي حقا‪ ،‬وإن تكن مفاجأة سارة‪ ،‬وليس‬ ‫السبب هو أنني لم أكن أفكر في الحج‪ ،‬وهو فرض من فروض اإلسالم‪،‬‬ ‫ولكن ألن موسم الحج كان قد اقترب‪ ،‬ولم يبق له إال أيام قالئل‪ ،‬أسبوع‬ ‫أو أسبوعان‪ ،‬بل أسبوع فقط‪ ،‬ألن األسبوع الثاني فيه سيكون السفر‪،‬‬ ‫فكيف يأتي االستعداد لهذه السفرة الطويلة والشاقة في مثل هذه المدة‬ ‫القصيرة؟ وهناك مهمة الوفد‪ ،‬وما هي هذه المهمة ؟ لم أجد من يشفي‬ ‫غليلي من أمرها‪ ،‬أو على األصح لم أكن على استعداد في غمرة هذه‬ ‫المفاجأة الستيعاب جميع تفاصيلها‪.‬‬

‫[مقابلة جاللة الملك محمد الخامس بمراكش] ‪:‬‬

‫ثم هذه ثالثة أيام تقتطع من هذه المدة؛ إذ كنا سنقابل جاللة الملك‬ ‫بعاصمة الرباط صبيحة يوم السبت ‪ 22‬يونيه‪ ،‬فإذا بجاللته يمدد إقامته‬ ‫بمراكش‪ -‬وقد كان في زيارة رسمية لها‪ -‬فيقع النداء علينا معشر أعضاء‬ ‫الوفد يوم األربعاء ‪ 19‬منه للمقابلة بمراكش صبيحة يوم الخميس غده‪.‬‬ ‫وقد كانت مقابلة مؤثرة جدا؛ زودنا فيها جاللته بنصائحه الغالية‬ ‫وغمرنا بعطفه السامي‪ ،‬ثم كان مسك ختامها الحضور مع جاللته في‬ ‫زيارة قبر أمير المسلمين يوسف ابن تاشفين والوقوف على التصميم‬ ‫الذي وضع لبناء قبر مؤسس مراكش العظيم‪.‬‬

‫[الرفقة الطيبة أحد عوامل التشجيع على هــذه الرحلـــة‬ ‫المباركة] ‪:‬‬ ‫إنه عصر المفاجآت كما يقولون وعصر السرعة‪ ،‬فلنكن من أبناء‬ ‫عصرنا‪ ،‬ولننغمر فيه‪ ،‬ولنقبل على ما نحن بصدده متوكلين على اهلل‪.‬‬ ‫وهذه مفاجأة أخرى سارة كذلك‪ ،‬وهي الرفقة الطيبة‪ ،‬التي لو كان‬ ‫لكل واحد منا رأي في اختيارها‪ ،‬لما اختار أوفق منها وأكثر انسجاما فكريا‬ ‫وخلقيا؛ زيادة على ما بين غالب أفرادها من المودة القديمة التي ال‬ ‫تنفصم عراها‪ ،‬وهذا أيضا عامل من عوامل التشجيع على هذه الرحلة‬ ‫المباركة‪ ،‬وسيكون له أثر فعال في تسهيل مهمة الوفد‪.‬‬ ‫وقد عدنا يومنا من مراكش‪ ،‬وقضينا ‪ 21‬و‪ 22‬يونيه في الرباط وسال‬ ‫بين اتصاالت كريمة بإخوان أعزاء‪ ،‬واتخاذ بعض اإلجراءات الضرورية‪،‬‬ ‫كقطع تذاكر الرجوع بالطائرة عبر األقطار العربية التي قررنا زيارتها‬ ‫بعد الحج‪ ،‬والتأشير على جواز السفر من طرف ممثلي البالد التي سنمر‬ ‫بها‪ ،‬والتزود ببعض العمالت األجنبية‪ ،‬فضال عن ترتيب حقائبنا بحسب‬ ‫المعلومات التي استفدناها من شركة الطيران‪.‬‬

‫[الشخصيات الرسمية والصديقة في توديع الوفد‬ ‫بمطار سال]‪:‬‬ ‫وفي منتصف ليلة ‪ 23‬يونيه موافق ‪ 24‬ذي القعدة ‪،1376‬‬ ‫كنا نحلق بالطائرة فوق مطار سال في طريقنا إلى جدة‪ ،‬وكان‬ ‫المطار غاصا بالنسمات الغزيرة من أسر الحجاج التي جاءت‬ ‫لتوديعهم‪ ،‬على أنه لم يخل من بعض الشخصيات الرسمية‬ ‫والصديقة كوزير التاج الحاج المختار السوسي‪ ،‬ووزير األشغال‬ ‫العمومية السيد محمد الدويري‪ ،‬ومدير التشريفات السيد الحاج‬ ‫أحمد بناني‪ ،‬والمكلف بوزارة األوقاف السيد المكي بادو‪ ،‬واألستاذ‬ ‫السيد محمد الطنجي رئيس قسم الوعظ واإلرشاد بهذه الوزارة‪،‬‬ ‫والسيد قاسم الزهيري مدير اإلذاعة الوطنية‪ ،‬والفقيه السيد‬ ‫الحاج محمد التطواني‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬

‫[نزول الطائرة بمطار ابن غازي من القطر الليبي] ‪:‬‬

‫وسارت بنا الطائرة بقية الليل وصبيحة يوم األحد حتى‬ ‫الساعة الثامنة بتوقيت المغرب والعاشرة بتوقيت ليبيا حيث‬ ‫حطت بمطار ابن غازي‪ ...‬ولم نالق في سيرنا ما يزعج‪ ،‬وصلينا‬ ‫الصبح قياما مستقبلين‪ ،‬ولكن أفرادا لضيق المكان ‪-‬على أننا في‬ ‫بقية أسفارنا في الطائرات األخرى لم نكن نستطيع الصالة إال جلوسا في‬ ‫مقاعدنا‪ ...‬وذلك ألن مكان الوفد في طائرة المغرب كان في المقدمة‬ ‫ومتسعا قليال؛ بخالفه في غيرها من الطائرات‪.‬‬ ‫ونزلنا لالستراحة بمطار ابن غازي فوجدنا في استقبالنا كاتب‬ ‫السفارة المغربية بتونس السيد عبد الرحمن غازي‪ ،‬فآنسنا بحديثه وأبدى‬ ‫مزيد االعتناء بالوفد والحجاج كافة‪ ،‬وقابلنا هناك فوج من الطلبة المغاربة‬ ‫الذين أنهوا دراستهم الثانوية بمعاهد ليبيا‪ ،‬وأبدوا لنا رغبتهم في‬ ‫الرجوع إلى المغرب ورؤية بالدهم مستقلة‪ ،‬وقد كانوا خرجوا منها وهي‬ ‫ترزح تحت نير الحماية في أيام األزمة‪ ،‬فأرشدناهم إلى االتصال بوزارة‬ ‫المعارف عن طريق سفارة تونس‪.‬‬

‫[تحرك الطائرة في اتجاه مدينة جدة] ‪:‬‬

‫وعلى الساعة الثانية عشرة بالتوقيت الليبي‪ ،‬أي بعد استراحة‬ ‫ساعتين تحركت بنا الطائرة في اتجاه جدة وأثناء السير أحسسنا بتغير‬ ‫الجو واشتداد الحرارة‪ ،‬ولم يكن منظر الصحراء من الطائرة إال مما يزيد‬ ‫النفس انقباضا‪ ،‬وعند التحليق فوق القطر المصري‪ ،‬كانت العمارة على‬ ‫ضفتي النيل تلوح لنا كخط دقيق في وسط هذا الخضم الهائل من‬ ‫رمال الصحراء‪ ...‬وكنا أثناء خروج الطائرة من إقليم الصحراء إلى األقاليم‬ ‫الجبلية أو إلى البحر‪ ،‬نشعر بخفقات قوية من التي يسمونها في مصر‬ ‫(مطبات) وقد سألت عنها الدكتور منصور فهمي سكرتير المجمع اللغوي‬ ‫المصري‪ ،‬ونحن في ضيافة سماحة مفتي فلسطين السيد الحاج أمين‬ ‫الحسيني‪ ،‬وعرضت في حديث‪ ،‬فقال إنها من كالم العامة‪.‬‬

‫[الوصول إلى مطار مدينة جدة] ‪:‬‬

‫وبعد أن قضينا سبع ساعات ونصفا في الجو أي بعد المغرب بقليل‪،‬‬ ‫كنا ننزل في مطار جدة‪ ،‬ونتقابل مع صديقنا سفير المغرب بالحجاز الفقيه‬ ‫السيد محمد غازي‪ ...‬وقد بذل لنا يد المساعدة هو ومساعدوه فمرت‬ ‫اإلجراءات الجمركية وغيرها على ما يرام‪ ..‬وفي تلك األثناء كنت أتأمل‬ ‫في حركة المطار فأرى أفواجا عديدة من البشر على اختالف ألوانهم‬ ‫وألسنتهم يتسابقون إلى حيث ينجزون مع الموظفين السعوديين‬ ‫اإلجراءات الالزمة للدخول إلى المملكة العربية‪ ،‬وهؤالء الموظفون الذين‬ ‫يعدون بالعشرات‪ ،‬ما بين شاب وكهل ومعمم ومطربش‪ ،‬يقومون‬ ‫بأعمالهم في منتهى النظام واألدب‪ ،‬ورجال الشرطة مبثوثون هنا‬

‫وهناك‪ ،‬يسهرون على األمن ويمنعون الفوضى‪ ،‬وبما أن الجو كان في‬ ‫غاية الحرارة‪ ،‬فإن بناية المطار كانت تعج بالمراوح الكهربائية لتلطيف‬ ‫الهواء‪ ...‬والمهم أننا لم نر أجنبيا واحدا يقوم بعمل ما في إدارة المطار‬ ‫ولم نقرأ كلمة واحدة غير عربية على مكتب أو الفتة‪.‬‬

‫[النزول ضيوفا على السفير المغربي] ‪:‬‬

‫وركبنا على إثر ذلك السيارة إلى دار السفير‪ ،‬حيث نزلنا ضيوفا على‬ ‫سيادته‪ ،‬وكانت السفارة لم تتمكن بعد من حجز غرف لنا في أحد فنادق‬ ‫جدة‪ ،‬ألنها لم تعلم بقدوم الوفد إال يوم وصوله‪ ،‬وكانت جميع الفنادق‬ ‫حينئذ قد غصت بالنازلين فيها‪ ،‬فمن المستحيل أن تلقى محال فارغا في‬ ‫فندق لنزول فرد فأحرى أفراد‪ ،‬وليت شعري من المسؤول عن هذا اإلهمال‬ ‫الذي أدى بنا إلى (التثقيل) على سفيرنا الكريم‪...‬؟‬

‫[التجول في مدينة جدة لقضاء بعض األغراض المصرفية] ‪:‬‬

‫أصبحنا يوم االثنين ‪ 25‬ذي القعدة نتجول في شوارع جدة‪ ،‬وقد زرنا‬ ‫السفارة ثم ذهبنا إلى مصرف الهند الصيني؛ حيث حولنا ما معنا من‬ ‫صكوك مالية إلى أوراق مالية سعودية‪ ،‬وأعلى ورقة مالية سعودية تبلغ‬ ‫عشرة أريلة‪ ،‬فليتصور اإلنسان أي حمل ضخم يكون عليه أن يصحبه في‬ ‫كل أيام الحج‪ ،‬وخصوصا إذا كان معه نصيب ال بأس به من المال‪ ،‬وال‬ ‫يمكن أن يأخذ بذلك المال حواالت صغيرة على بعض المصارف في مكة‬ ‫والمدينة‪ ،‬ألن هذه المصارف كما قيل ‪-‬تقفل في أيام الحج‪.‬‬ ‫وبعد الفراغ من هذه األعمال جعلنا نطوف على الفنادق علنا نجد‬ ‫فيها فراغا يؤوينا‪ ...‬وكان زميالن لنا وجدا غرفة ثنائية في (فندق الحرمين)‬ ‫فهنئا بها‪ ،‬وتناولنا طعام الغداء في فندق جميل يسمى (قصر قريش) وقد‬ ‫قضينا في بهوه المكيف مدة أنعشت نفوسنا من التعب والحر‪ ،‬ولم نتركه‬ ‫حتى وعدنا المكلف بإيجاد محالت لنا من الغد‪ ،‬ولكن الغد لم يحن حتى‬ ‫كنت أنا وأحد الرفقاء قد أصبنا بهذا الزكام اآلسيوي‪ ،‬أو حمى األنفلونزا‪،‬‬ ‫كما تسمى هناك‪ ،‬وأقمنا تحت العالج بدار صديقنا السفير‪.‬‬

‫[تقديم زيارة المدينة على ساكنها أفضل الصالة والسالم‪،‬‬ ‫ثم الرجوع ألداء مناسك الحج] ‪:‬‬ ‫شعرنا بأن الجو في هذه البالد ال يطاق‪ ،‬وكان من رأي أكثر الرفقاء‬ ‫أن نتمتع بحجنا وبهذه البالد العزيزة كل التمتع‪ ،‬فجعلوا يعدلون عن هذا‬ ‫الرأي‪ ،‬وقررنا جميعا أن نقوم بواجباتنا أتم القيام وفي أقل األيام‪ ،‬ولذلك‬ ‫فقد عزمنا على تقديم الزيارة والرجوع ألداء مناسك الحج حتى إذا فرغنا‬ ‫منها غادرنا الحجاز في أول فرصة‪ ..‬وكان الناس يتحدثون بأن الحكومة‬ ‫ستوقف السفر إلى المدينة المنورة بعد يوم أو يومين منعا لالزدحام‪،‬‬ ‫فكيف يتأتى لنا السفر ونحن ال نزال في قبضة المرض‪ ،‬وقد أصيب منا‬

‫‪-‬‬

‫إعداد وتقديم‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫واصطف على جانبها الحرس السعودي ببنادقهم واألضواء تنبعث من‬ ‫مصابيح الثريات الفاخرة فتزيد المنظر بهجة‪ ،‬وقد سرنا من بابها إليه‬ ‫نحو العشرين خطوة‪ ،‬فإذا به يقف ويصافحنا واحدا بعد واحد‪ ،‬ويجلسنا‬ ‫عن يمينه ويساره‪ ،‬ويرحب بنا أحسن ترحيب فنقدم إليه رسالة جاللة‬ ‫موالنا الملك‪ ،‬ونبلغه تحياته وعواطفه نحوه‪ ،‬فيسألنا عن جاللته ويثني‬ ‫عطر الثناء عليه‪ ،‬ويذكر زيارته للمغرب وما قوبل به من حفاوة بالغة‪،‬‬ ‫ويسألنا عما كان يقال من عزم جاللة الملك على الحج هذه السنة‪ ،‬فنقول‪:‬‬ ‫إنها أمنية جاللته التي ال يلبث أن يحققها حالما تحين الفرصة لذلك‪،‬‬ ‫فيجيب بأنه يكون مسرورا غاية السرور باستقبال جاللة محمد الخامس‬ ‫في هذه البالد المقدسة‪ ،‬وأنه يضع يخته وطائرته الملكيين تحت تصرف‬ ‫جاللته‪ ،‬وشكرنا جاللته على هذه العناية الكريمة‪ ،‬وقدمت لنا القهوة‬ ‫والمبردات وانصرفنا مودعين بما قوبلنا به من حفاوة وإكرام‪.‬‬

‫[وصف مدينة جدة] ‪:‬‬

‫لقد قضينا في جدة ليلتنا الكبرى‪ ،‬فخرجنا نطوف على أسواقها‬ ‫وشوارعها‪ ،‬وإياك‪ ،‬يا قارئي العزيز أن تظن أن ذلك ممكن بالنهار في غير‬ ‫السيارة لشدة الحر‪ ،‬وقد ذهب بعض األصدقاء لزيارة قبر أمنا (حواء) عليها‬ ‫السالم فال ندري كيف وصل إليه‪.‬‬ ‫والذي يلفت النظر في جدة هذه الحركة الدائبة في البناء والتعمير‪،‬‬ ‫فكم من دور شاهقة ‪ -‬والدور في جدة على الطراز الهندي تتكون من‬ ‫عدة طبقات ‪ -‬نراها تتهدم ألن شارعا جديدا يخترقها‪ ،‬وكم من بنايات‬ ‫جديدة الطراز العصري تقام هنا وهناك‪ ...‬ومن جملتها الفندق الجديد‬ ‫الذي يعد أفخم فندق بجدة اآلن‪ ،‬والذي دشنه الملك سعود في أيام‬ ‫الحج‪ ...‬والشوارع الجديدة معبدة على أحدث أسلوب‪ ،‬وقد غرست األشجار‬ ‫بجانبها وان كانت ما زالت لم تكبر وتترعرع‪ ،‬وقد قيل لنا إنه قبل سنتين‬ ‫فقط كان من المستحيل أن ترى نبتة أو شجرة هناك‪ ،‬والسبب في ذلك‬ ‫قلة الماء بجدة‪ ،‬إذ كان ماء الشرب فيها إنما يستقطر من ماء البحر‪ ،‬واآلن‬ ‫لما جرت الحكومة الماء إلى المدينة من هذه العين التي تسمى عين‬ ‫فاطمة‪ ،‬دبت الحياة في جدة فنشطت حركة البناء والغرس‪ ،‬فكثيرا ما ترى‬ ‫حدائق (فيالت) أنيقة يداعب النسيم أشجارها‪ ،‬وينقل عبير أزهارها‪ ،‬وسوف‬ ‫ال يمر زمن طويل حتى يتلطف جو جدة ويعتدل هواؤها‪ ،‬بما ينشأ فيها‬ ‫ويستنبت من رياض ومنتزهات جميلة‪ ،‬وصدق اهلل العظيم حين يقول‪:‬‬ ‫»وَجَعَ ْلنَا مِنَ المَا ِء ُك َّل شَيْ ٍء حَيٍّ« [األنبياء‪.]30 :‬‬

‫[االجتماع بالعالمين الجليلين‪ :‬الشيخ عبد العزيز الميمني‬ ‫الراجكوتي واألستاذ خير الدين الزركلي] ‪:‬‬

‫هذا وقد اجتمعنا في جدة بعالمين جليلين‪ ،‬طالما‬ ‫سمعنا بهما وتمتعنا بآثارهما‪ ،‬وهما الشيخ عبد العزيز‬ ‫الميمني الراجكوتي واألستاذ خير الدين الزركلي‪ ،‬أما‬ ‫الشيخ الميمني فقد هبط الحجاز حاجا مثلنا‪ ،‬وأما األستاذ‬ ‫الزركلي فقد قدم من مصر لالتصال بالملك سعود‪ ،‬ومن‬ ‫المعلوم أنه كان مندوبا لجاللته لدى الجامعة العربية‪،‬‬ ‫وكنا علمنا بهذا التعيين ليلة سفرنا من أرض الوطن‪،‬‬ ‫فلما لقيناه هنأناه ورحبنا به‪ ،‬فوجدناه مبتهجا مسرورا‪،‬‬ ‫وتجاذبنا وإياه أطراف الحديث‪ ،‬وكذلك تحدثنا إلى الشيخ‬ ‫الميمني‪ ،‬أحاديث علمية مفيدة‪ ،‬وكانت سهرة ممتعة‬ ‫حقا في بيت السفير الكريم األستاذ غازي‪.‬‬ ‫وعلمنا أيضا بوصول صديقنا األستاذ الدكتور محمد‬ ‫تقي الدين الهاللي‪ ،‬فابتهجنا بلقائه‪ ،‬وكنا إليه باألشواق‬ ‫إذ كانت صلتنا به أيام مقامه في المغرب قوية جدا‪ ،‬فلما‬ ‫غادره إلى العراق منذ عشر سنوات ترك في أنفسنا فراغا‬ ‫مطار جدة‬ ‫ال يسده غيره‪.‬‬ ‫وكنا نتوق إلى التعرف برجل جدة وفاضلها الشيخ‬ ‫رفيق ثالث أيضا؟ ومع ذلك فأمامنا مقابلة جاللة الملك سعود وتقديم محمد نصيف‪ ،‬فقد طالما حدثنا الصادرون والواردون عنه‪ ،‬ورأينا كثيرا من‬ ‫رسالة االعتماد إليه‪...‬‬ ‫الكتب التي قام بنشرها انتصارا للدعوة السلفية وتمكينا لها في البالد‬ ‫إليه]‪:‬‬ ‫االعتماد‬ ‫رسالة‬ ‫وتقديم‬ ‫سعود‬ ‫الملك‬ ‫جاللة‬ ‫[في مقابلة‬ ‫اإلسالمية‪ -‬ولكنه مع األسف لم يكن في جدة آنذاك‪ ،‬بل سافر إلى الشام‬ ‫إن األمور في بعض الظروف ال تسير على أحسن منوال إال عند ما لالصطياف هناك‪ ،‬وقد قابلناه بعد في مصر عند سماحة مفتي فلسطين‪.‬‬ ‫تتأزم الحال‪ ،‬وهكذا فمن كان يدري أننا نقدم طلب المقابلة مع جاللة‬ ‫[االستعداد للسفر إلى المدينة المنورة‪]:‬‬ ‫الملك سعود الذي لم يكن في جدة يومئذ فيأتي غدا؛ وينعم بمقابلتنا‬ ‫وفي مدة إقامتنا بجدة كان المطوف السيد عبد الوهاب الحريري‬ ‫بعد غد‪ ،‬أعني يوم األربعاء ‪ 26‬يونيه ‪ -27‬ذي القعدة‪ ...‬وال يأتي اليوم ونجاله السيدان محمد وعبدالرحمان يتصلون بنا‪ ،‬ويقضون لنا المهام‪،‬‬ ‫الموعود حتى نكون قد شفينا من المرض والحمد هلل‪ ،‬وأخذنا أهبتنا وعندما قر رأينا على السفر إلى المدينة المنورة بالطائرة ‪ -‬على خالف‬ ‫للمقابلة الملكية التي كانت في قصر جدة على الساعة الحادية عشرة ما أوصانا به الكثير من الحجاج وهو أن نسافر إليها بالسيارة ‪ -‬ويا ليتنا‬ ‫بتوقيتنا‪ ،‬وال تسألني عن التوقيت المحلي فإني من عشاق البساطة وال‬ ‫أخذنا بوصيتهم‪ -‬اقتطعوا لنا تذاكر الطائرة كما عنوا بكراء المنزل الذي‬ ‫أحب التعقيد‪.‬‬ ‫أقمنا به في منى‪ .‬والسيارة التي صحبتنا بعد ذلك من جدة إلى مكة ومنى‬ ‫المغربي‪،‬‬ ‫وبالتعبير‬ ‫واسعة‬ ‫حديقة‬ ‫وسط‬ ‫يقع‬ ‫فخم‬ ‫قصر‬ ‫جدة‬ ‫وقصر‬ ‫وعرفات‪ ،‬وقاموا بتهيئة جميع ما يلزمنا ليوم الوقفة‪ ( ،‬وذلك بمعاونة رجال‬ ‫لطيف‪،‬‬ ‫بسور‬ ‫مسور‬ ‫وهو‬ ‫مفرد)‬ ‫ال‬ ‫جمع‬ ‫(والرياض‬ ‫فسيحة‬ ‫رياض‬ ‫وسط‬ ‫السفارة طبعا) فجازاهم اهلل أحسن الجزاء‪.‬‬ ‫والطرق إليه وسط الرياض‪ ،‬ممهدة أحسن تمهيد‪ ،‬وقد نصبت عليها‬ ‫وقد أقمنا بجدة ثالثة أيام فقط‪ ،‬ومع ذلك فإنها كانت مليئة بالعمل‬ ‫عرائش ما زالت لم تستتم نباتها‪ ،‬وخللت بالمصابيح الكهربائية القوية‪،‬‬ ‫التي تجعل منظره بالليل بديعا للغاية‪ .‬وقد رأيناه من الطائرة في ذهابنا والنشاط واالتصاالت التي ذكرنا المهم منها‪ ،‬على أننا أصبنا فيها بمرض‬ ‫إلى المدينة وإيابنا منها فكان قيد األنظار‪ ،‬أما بناؤه فهو على الطرز الزكام اآلسيوي كما رأى القارئ‪ ،‬ولكن اهلل عزوجل رزقنا اإلعانة والتوفيق‬ ‫التركي في هذه المدرجات الطويلة‪ ،‬وهذه البوابات العظيمة‪ ،‬وهذه وبارك لنا في تلك األيام القالئل حتى أنهينا جميع أشغالنا‪.‬‬ ‫وأصبحنا في فجر يوم الخميس‪ 29‬ذي القعدة‪ 27 -‬يونيه نمتطي‬ ‫القبب الضاربة في الهواء‪ ،‬وهذه البالطات الفسيحة‪ ،‬فإذا صرت بداخله‬ ‫رأيت من األعمدة الرخامية‪ ،‬والعقود المزخرفة‪ ،‬والثريات العظيمة الطائرة المتجهة صوب المدينة المنورة‪ ،‬وكان ركوبنا لها قبل الفجر‬ ‫والزرابي الكبيرة‪ ،‬ما يتناسب وعظمة الخارج‪ ،‬وقيل لنا إن هذا القصر هو بقليل وإن كانت هي لم تنهض إال بعد األذان الذي سمعناه من مسجد‬ ‫من بناء الملك سعود نفسه‪ ،‬وكذلك جميع القصور التي يسكنها في أنحاء المطار(وفي المطار مسجد) ومجيء الذين صلوا الصبح في هذا المسجد‬ ‫مملكته الشاسعة األطراف هي من بنائه‪ ،‬وقد عوض بها القصور التي من أهل البالد ومن الذين كانوا يعرفون أن الطائرة ال تقوم إال بعد‬ ‫كان يسكن فيها والده المرحوم‪ ،‬والتي تنازل عنها جميعا لوزارة التعليم الصالة‪ ،‬وهكذا سرعان ما امتألت جميع المقاعد التي كانت فارغة وحلقت‬ ‫فجعلت منها معاهد علمية ألبناء رعيته‪.‬‬ ‫الطائرة في الجو‪ ،‬وكنا نحن على وضوء‪ ،‬فمنا من صلى في مقعده ومنا‬ ‫وعلى كل حال فقد دخلنا هذا القصر العظيم‪ ،‬وقادنا رئيس من انتظر النزول في مطار المدينة حتى يصلي على األرض ولو في آخر‬ ‫التشريفات إلى قاعة االنتظار الفسيحة التي لقينا فيها بعض الوجهاء الوقت‪ .‬السيما ومدة السفر أقل من ساعة‪ ،‬فما كان بأسرع من انتشار‬ ‫السعوديين‪ ،‬وسفير الصين الوطنية‪ .‬والقاعة مفروشة بزربية حمراء‪ ،‬نور النهار في أنحاء األفق‪ ،‬وإذا بنا ال ننزل إال وقد أقبل النهار من هاهنا‬ ‫وبكراسي وأرائك فخمة من ذات اللون المخمل األحمر أيضا‪ ،‬وهي مكيفة وهاهنا‪ -‬وفهمت كيف وقعت قضية الوادي التي وردت في الحديث‪ ،‬إذ كان‬ ‫الهواء بحيث يخيل إليك أنك بالمغرب في أيام الربيع‪ ...‬وجاء اإلذن النبي صلى اهلل عليه وسلم هو وصحبه األكرمون على أهبة لصالة الصبح‬ ‫بالدخول إلى المحل الذي يوجد فيه جاللة الملك‪ ،‬فإذا هو قاعة أعظم فما أغفوا‪ ،‬وهم ينتظرون طلوع الفجر‪ ،‬إال وقد ضربتهم الشمس!‪...-‬أن‬ ‫وأعظم بكثير مما وصفنا‪ ،‬وقد جلس جاللته في صدرها على كرسي فخم‪ ،‬مابين الفجر هنا والشروق متقارب جدا‪ .‬أليس هو الشرق؟‪..‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫ُفت ٌ‬ ‫َات‬ ‫ُم� ْش ِب َع ٌ‬ ‫ات ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫شمطاء المقهى‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫ما أجمل هذه المدينة‬ ‫تزهو هذه المدينة أيام العشرة األخيرة‬ ‫من شهر دجنبر تلبس حلة بيضاء ناصعة‬ ‫من الثلج زادها رونقا وجماال‪ ،‬تناثرت بين‬ ‫جنباتها خيوط الكهرباء ذات ألوان وأشكال‬ ‫هندسية متنوعة‪ ،‬وقد وقف عل قارعة الطريق‬ ‫(بابانويل) بلباسة األحمر الغامق وطربوشة‬ ‫األحمر يتدلى منه خيط أبيض يلبس حذاء‬ ‫طويال أبيض وعلى يديه قفازين أبيضين‬ ‫وجمع بين أحضانه قطعا في الحلوى يتسابق‬ ‫األطفال ألخذ صور معه ويظفرون بقطع‬ ‫الشكوالطة كنت أنا والشمطاء نراقب حركات‬ ‫المارة في ازدراء‪ .‬مر حين آلخر تتطلع إلى‬ ‫حركاتي وسكناتي فتقتر بمني وأنا جادني‬ ‫في كتابة كلمات وعبارات جادت بها ذاكرتي‬ ‫وتعجب من كتابتي من اليمين إلى جهة‬ ‫اليسار خطوطا ليس لها مثيل على أبواب‬ ‫المتاجر والمقاهي فتأكدت أني عربي مسلم‬ ‫تعلو وجنتي حمرة تنبئ عن حشمة ووقار‪.‬‬ ‫فلغتها الفرنسية التي تتكلم بها تحول دون‬ ‫مبتغاها ترددت على سماعها كلمة‪ .‬شكرا‬ ‫من زبنائها العرب تقاطعني بهما شكرا‬ ‫شكرا عند آداء القهوة‪.‬‬ ‫ومن الشرفة ترى حافالت مكيفة تفرغ‬ ‫حمولتها وتركب آخرين في اتجاهات مختلفة‬ ‫على الراكب أن يدلي ببطاقـــة االشتراك‬ ‫بدخلها في آية صالحيتها وعند امتطائك‬ ‫الحافلة تميل حافتها اليمنى حتى يصل‬ ‫جانبها الطوار وه��ذه الحركات تقوم بها‬ ‫الحافلة عند الدخول إليها أو عند الخروج‬ ‫منها حفاظا على سالمة الراكب‪.‬‬ ‫أخذتني العزة بشرفة المقهى وأنا أراقب‬ ‫عن كثب تحركات ساكنة (ل��وزان) والسائح‬ ‫الجالس بالمقهى يأخذ نظرة وافية على‬ ‫الوافدة على البلدة «تغريل» بالسكن بها‬ ‫هادئة آمنة جو ه��ادئ ناعم عموما ال أثر‬ ‫لرطوبة البحر اقتصادها مزدهر‪ .‬ال تؤثر‬ ‫فيها تقلبات البورصة أماكن صرف وتغيير‬ ‫العمالت تستنثر في كل مكان‪ ،‬عملتها الفرنك السويسري‬ ‫دائما في صعود مقبول بكل القارات‪ ،‬ورقة من فئة ألف فرنك‬ ‫تكفيك للتسوق حيث متاجرها فئة تكتظ بالمالبس الراقية‬ ‫من كل دور الصناعة واإلنتاج تقطر عليها من كل عواصم‬ ‫البلدان وهي تقول لك ال داعي للسفر حاجتك‪ .‬فإن اشتريت‬ ‫تغير في عالم الموضة ما شئت فإذا وقع اختيارك على شيء‬ ‫خذه حيث المشرفة على الصندوق تلف بضاعتك وتختار لها‬ ‫كيسا كتب عليه اسم المتجر وعنوانه حتى يصبح لك الحق في‬ ‫تغيير هذه المالبس شريطة المحافظة على وصل األداء وقد‬ ‫يمكن إرجاع قيمة الملبوس‪.‬‬ ‫تفاجئك العجوز الشمطاء بتغيير فنجان القهوة وهي تقول‬ ‫بردت القهوة ولم تعد صالحة تهديك المقهى كوبا بدون‬ ‫مقابل لترددك المستمر على هذه المقهى في العاشرة صباحا‬ ‫من كل يوم إلى الواحدة زواال‪ ،‬وأراك تخضر وتحت بطنك‬ ‫كومة ممن األوراق وأقالم ملونة‪ .‬تكتب من تجود به ذاكرتك‪،‬‬ ‫يا ليتني أعرف لغلبتك ألكون على بينة مما تكتب فقد يخيل‬ ‫إلي أنك إما كاتب قصص أو هاوي أو صحافي محنك بإحدى‬ ‫الجرائد‪ .‬تنقل إليها مشاهدتك اليومية‪ .‬لقد تعودنا حضورك‬ ‫في الموعد وكل ما أخشاه غيابك الطويل عن هذه البلدة‪ ،‬لقد‬ ‫أخذنا منك عهدا بحضورك الميمون في كل يوم‪.‬‬ ‫وال تبرح المقهى حين نسمع أجراس الكنيسة تدق الواحدة‬ ‫زواال‪ ،‬لم يسمحوا بالجهر باآلذان خوفا من انتشار اإلسالم‬ ‫بربوع األرض‪ ،‬وضدا على معتقدات المسلمين بالتوجه إلى‬ ‫المساجد وقت الصالة‪ ،‬وقد سمحوا بإقامة الصالة في مرآب‬ ‫قريب من محطة القطار‪ ،‬وال يسمح بهم بمكبرات الصوت‬ ‫وقد استأنسوا قرع األجراس التي تصم اآلذان‪ ،‬فال رواد إلى‬ ‫كنائسهم هي خاوية يحضرها العجائز يوم األحد صباحا تجد‬ ‫أبوابها موصدة طيلة األوقات‪ ،‬إال من باب احتياطي يدخله‬ ‫المذنبون يشكون للراهب ذنوبهم ليغفر لهم وال يغفر‬ ‫الذنوب إال اهلل تعالى ‪.‬‬

‫أصنام بشرية حية‬

‫عل قارعة الطريق نصب عريس جلس متابطا عروسة‬ ‫هي جالسة على كرسي ال تتحرك يمينا وال شماال ويشاركها‬ ‫في الوقوف كالصنم لبسا مالبس الزفاف بين رجليها سلة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫ثم أستوف حق مدينة (لوزان) فكيف أصف مدينة‬ ‫(جنيف) العاصمة التجارية ومدينة (بيرن) العاصمة‬ ‫اإلداري وم��دن أخ��رى تتفاوت من حيث االزده��ار‬ ‫واالقتصاد‪.‬‬

‫مدينة لوزان السويسرية‬

‫بيضاء يضع فيها المارة بعض النقود‪ ،‬وهذه وسيلة لالستجداء‬ ‫بدال من مداليد منظر ال أرى مثيله في المغرب أصنام بشرية‬ ‫حية ميتة‪ ،‬ال حركة وال سكون على قرب من المحطة على‬ ‫انحذار طوله ‪ 50‬مترا أز أكثر قليال خصص مكان فسيح يؤمه‬ ‫المسلمون للصلوات الخمس يكتظ يوم الجمعة وتمتلئ‬ ‫جوانبه ويصلي المتأخرون في الشوارع المحيطة بالمسجد‬ ‫وقد غص باألفارقة ‪ 60‬في المائة وبقية المصلين من أجناس‬ ‫بشرية وتجد وسطهم سويسريون أسلموا على يد إمام‬ ‫المسجد اعتنقوا اإلسالم بموجب وعن طواعية يقرب لهم‬ ‫اإلمام مقاصد اإلسالم ومعالمه وفي خطبتي الجمعة يلقي‬ ‫خطبته األولى بالعربية الفصحى وفي الخطبة يعيد الخطبة‬ ‫باللغة الفرنسية أمام متر دوج اللغة‪ ،‬فصيح يجله السويسريون‬ ‫إلطالعه بعلوم القرآن والحديث‪.‬‬

‫جنة اهلل تعالى في أرضه‬ ‫على ضفة البحرية أحدثت حدائق برع البستانيون في‬ ‫تشكيلها مجسمات لعشرات مثل الفراشة ومن يزهو به من‬ ‫ألوان وأخرى لحيوان أليف‪ ،‬وساعة أرضية بالورد واألزهار ال‬ ‫تجد شيرا واحدا دون شجر تفاح أو غيب وغيرها من طماطم‬ ‫وحوامض وغيرها من الخضر الطازجة إبان الشتاء فإذا نضجت‬ ‫منتجاتهم يولونها الصدارة ويشرونها رغم غالء سمرها أمام‬ ‫المنتوجات الوافدة عليهم‪.‬‬ ‫بأهم الشوارع مطاعم باكستانية‪ ،‬وهنديــة وإيطاليــة‬ ‫ومصرية تتقدمهم المطاعم المغربية‪ ،‬يجدون فيها ضالتهم‬ ‫وخصوصا الكسكس يوم الجمعة‪ ،‬فالطاجين المغرب والكباب‬ ‫والكفتة المشوية طعمهــم المفضل‪ .‬فصاحب المطعـــم‬ ‫المراكشي عليه ازدحام يلبي طلبات الزبناء كل الشعوب ممثلة‬ ‫في هذه المطاعم‪ ،‬بالد مطعم اإلسرائليين فهو منبوذ‪.‬‬

‫مقر األلعاب األولمبية‬ ‫على تل أقيم مخيم لأللعاب األولمبية حيث يغد إليه‬ ‫كل ممثلين عن األلعاب ومنه تتوزع المباريات وأوقاتها‬ ‫وأماكنها‪.‬‬

‫جمعتني األقدار بمقهى الشمطاء أقضي بعض‬ ‫أوقات من عطلتي بعيدا عن ضوضاء مقاهي أخرى‬ ‫أجلس لساعات طوال ال أمل من ارتيادها ولكن‬ ‫شغوفا بالحضور إليها‪،‬أتطلع إلى المارة وهو في‬ ‫خطى سريعة يلتحقون بمواعيد القطار على جانب‬ ‫المحطة مكتب البريد وعدة أبناك أودع بها حكام‬ ‫بعض الدول أمواال هربوها إلى هذه الدولة‪ .‬دون‬ ‫سند أو قانون وقد تصبح هذه األم��وال الطائلة‬ ‫المحرومة منها شعوبها لقما صائغة تدخل هي‬ ‫وفوائدها حبوب السويسرين‪ .‬وقد تفرضها لهذه‬ ‫الشعوب بفوائد زاهدة تزيد محنة المواطنين ال‬ ‫حول وال قوة إال بااهلل‪ ،‬فإذا انقلب الوضع بالبلد‬ ‫اإلفريقي أو األسوي‪ ،‬فقتل أو مات من أودع المال‬ ‫ورثت الدولة السويسرية هذه األموال التي ال يعرف‬ ‫شفرتها للحصول عليها إال مهربها أو مدير البنك‪،‬‬ ‫فتصبح بعد أيام ملك للدولة السويسرية وقد حرم‬ ‫منها شعبه وأبناءه‪.‬‬ ‫وكثيرا ما نسمع عن مهربين يتسابقون على‬ ‫شراء قصور وضيعات بأثمان خيالية ال يسألون من‬ ‫أين ذلك هذه األم��وال؟ وما مصدرها؟ أليس في‬ ‫سويسرا مبدأ من أين لك هذا ؟ بل هات ما عندك‬ ‫يؤخذ منها ضرائب ولمائدات تساهم في اقتصاد‬ ‫البالد لم تأخذهم رأفة وال رحمته بهذه الشعوب‪.‬‬ ‫من تفوه بشيء يلقى عليه القبض ويكونوا في غائر‬ ‫السجون وال يبرحها أحمق أو به عاهات اكتسبها في‬ ‫السجن الذي ال يعرف مكانه أحد إال اهلل‪ ،‬وكيف ذلك‪،‬‬ ‫غسلت ذاكرته عن آخرها وال يعرف الحي من الميت‬ ‫أصبح عالمه عالم آخر يعرف شيئا واحدا‪ ،‬موعد يقدم‬ ‫له طست من العدس أو اللوبيا وقطعة هشة من‬ ‫الخبز ال تشيع نهمه وإنما تبقيه حيا‪ ،‬وقد نحل‬ ‫جسمه وتصدعت أضالعه يمشي مكبا على وجهه‬ ‫خطواته معدودة في البيت الذي يسكنه منفردا‪ ،‬ال‬ ‫يعلم مصيره‪.‬‬ ‫يسمع أصوات المعذبين والمناضلين وأصحاب الرأي اآلخر‬ ‫ال يعرف مصدر الصوت وال سببه كلما سمع صراخا اهتزت‬ ‫أطرافه ويضع يديه فوق رأسه يظن أن العصا تهوي على‬ ‫أم رأسه وبدنه ‪ ،‬فقد لقي أصناف من العذاب ومن الهول ال‬ ‫يطيق إنسان أو حيوان ذلك يشكو أمره إلى اهلل المغيث أن‬ ‫تتبدل األحوال وتفيق الشعوب من سباتها وتختار من يطيع‬ ‫اهلل في أمره‪ ،‬وال يتقل كاهلهم بالضرائب‪ ،‬وتفشي الوشاية‬ ‫والرشوة‪ ،‬والمحسوبية وانعدام الضمير‪ ،‬كانت هذه أفكار‬ ‫تمر بي وأنا جالس إلى كرسي المقهى أسترجع األحداث التي‬ ‫عشتها بأم طفولتي إبان االستعمار الفرنسي الغاشم‪ ،‬ويوم‬ ‫حلول االستقالل بحكم البالد‪ ،‬فحكموا عليها بالفقر والجوع‬ ‫والمسغبة وهي بالد معطاة بها خيرات تكفى ‪ 60‬مليون‬ ‫نسمة ال ثالثين مليون نسمة‪ ،‬أخذ بيد سكانها ورزقهم من‬ ‫طيباتها ورفع عنهم ظلم الحاكمين إنه سميع مجيب‪.‬‬ ‫بعد سنة مضت نزلت ضيف على بنتي وكالعادة أقصد‬ ‫مقهى العجوز الشمطاء حيث الهدوء والراحة والتي تغطيني‬ ‫حتى ركبتي بغطاء صوفي أصفر ناعم حتى ال أتعرض‬ ‫لصغضفة البرد القارس‪.‬‬ ‫جلست مليا أترقب حضور العجوز لكن بدون جدوى فهي‬ ‫إما رحلت عن هذه الدنيا‪ ،‬أو هي في عطلة أو إجازة أسبوعية‬ ‫وإما تقاعدت لطعنها في السن‪.‬‬ ‫وقد علمت من تغيير معالم القهوة وكراسيها فارقت‬ ‫الحياة وتغير كل شيء‪.‬‬ ‫ينعم المواطنون بدخل شهري أربعون ألف درهم ويتلقى‬ ‫المواطن منحا من الدولة عن المرضى والتقاعد‪.‬‬ ‫يمنع خروج العملة إال بترخيص ممن البنك المركزي رغم‬ ‫أن األبناك ال تعرف ركودا وال إفالسا لها فائض من عمالت‬ ‫العالم تساوي ذهبا عدد سكان ل��وزان وحدها ‪134000‬‬ ‫سبعون في المائة مواطنون والباقيات من أجناس مختلفة‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ال�سلم والت�ضامن والت�آخي‬ ‫االحتاد والتعاون‬

‫ك ُروا ن ِْع َم َ‬ ‫الل عَ َل ْي ُ‬ ‫الل َجمِي ًعا َو اَل َت َف َّر ُقوا ۚ َو ْاذ ُ‬ ‫ك ْم ِ�إ ْذ‬ ‫ت هَّ ِ‬ ‫َ�ص ُموا ِب َح ْب ِل هَّ ِ‬ ‫يقول موالنا جل عاله‪َ « :‬و ْاعت ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كنت ُْم �أَ ْع َدا ًء َف َ�أ َّل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن النَّا ِر َف�أَن َق َذ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف بَينْ َ ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫كم‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫�ش‬ ‫ى‬ ‫ٰ‬ ‫ل‬ ‫ُم‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ًا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ِع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ُم‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫�ص‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ةٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ عَ‬ ‫ُ َ ِّ َ‬ ‫ك ْم ْ َ ْ ِ ْ َ ِ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫هَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َكن ِّم ُ‬ ‫ون‪َ ،‬و ْلت ُ‬ ‫ك ْم �آ َيا ِت ِه َل َع َّل ُ‬ ‫ِك ُي َبينِّ ُ الل َل ُ‬ ‫ك َ ٰذل َ‬ ‫ِّمنْهَ ا ۗ َ‬ ‫ون‬ ‫نك ْم �أ َّم ٌة َي ْد ُع َ‬ ‫ك ْم ت َْهت َُد َ‬ ‫ي َو َي�أْ ُم ُر َ‬ ‫ون ِ�إ َلى خْال رْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫مْ‬ ‫مْ‬ ‫َكونُوا َ‬ ‫ون ‪َ ،‬ول ت ُ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ذِين َت َف َّر ُقوا َو ْ‬ ‫نك ِر ۚ َو�أ ٰ‬ ‫اختَل ُفوا مِن َب ْعدِ‬ ‫ِب مْالَ ْع ُر ِ‬ ‫كال َ‬ ‫ِك هُ ُم ال ْفل ُِح َ‬ ‫وف َو َينْهَ ْو َن عَ ِ‬ ‫ِك َلهُ ْم عَ َذ ٌ‬ ‫َما َجا َءهُ ُم ا ْل َب ِّين ُ‬ ‫ولئ َ‬ ‫يم»‪.‬‬ ‫َات ۚ َو�أُ َ ٰ‬ ‫اب عَ ِظ ٌ‬ ‫أمر اهلل المومنين باالعتصام بالكتاب و السنة واالحتفاظ بالدين و الملة‪ ،‬واالبتعاد عن الشقاق‬ ‫والفرقة وترك الخصومة والنزاع‪ ،‬ثم أمرهم عز وجل بالتواصي بالمعروف والنهي عن المنكر وعمل‬ ‫كل ما يؤدي إلى جمع الكلمة واتفاق األمة‪ ،‬روى أحمد عن أبي عامر عبد اهلل بن يحيى قال حججنا مع‬ ‫معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صالة الظهر فقال‪ :‬إن رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم قال إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على تنثين وتسعين ملة وإن هذه األمة ستفترق‬ ‫على ثالث وسبعين ملة كلها في النار إال واحدة وهي الجماعة‪ ،‬وأنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى‬ ‫بهم األهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ال يبقى منه عرف وال مفصل إال دخله‪ ،‬واهلل يا معشر العرب‬ ‫لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم لغيركم من الناس أحرى أال يقوم به‪ ،‬وفي رواية افترقت اليهود على‬ ‫إحدى وسبعين فرقة‪ ،‬وتفرقت النصارى على تنثين وسبعين فرقة‪ ،‬وتفترق أمتي على ثالث وسبعين‬ ‫فرقة‪ ،‬وأخرج الحاكم نحوه عن ابن عمر وزاد كلها في النار إال واحدة فقيل له ما الواحدة قال ما انأ‬ ‫عليه اليوم وأصحابي‪.‬‬ ‫فاالفتراق حصل في فهم كتاب اهلل وتأويله واختراع العقائد التي ال يرضاها اهلل ورسوله وبعد‬ ‫هذا االفتراق كان االختالف والشقاق والنزاع و الخصام‪ ،‬وصارت كل فرقة تكفر أختها وتدعي أنها‬ ‫وحدها على الحق ومن عداها على الباطل فتستحل دماء غيرها وأموالهم‪ ،‬فالتفرق في الدين يعقبه‬ ‫االختالف بالمخاصمة و المنازعة و القتال وقد تفرق غيرنا بسبب المعتقدات الدينية واختلفوا اختالفا‬ ‫شديدا ووقعت بينهم المذابح و الحروب التي تقشعر لهولها األبدان وتشيب منها الولدان‪ ،‬واآلن‬ ‫وفيما مضى من األزمان وجدت الفرق اإلسالمية المختلفة فما أدى إلى الحروب بين المسلمين زمن‬ ‫الخوارج والى حصول العداوة بين الفرق اإلسالمية‪ ،‬كما وقع وهو واقع اآلن وما اوجد هذه الفرق إال‬ ‫دسائس أعداء اإلسالم ليوهنوا قوة اإلسالم فقد اعشى اإلسالم كثير من الدساسين ليستطيع نفث‬ ‫سمومه‪ ،‬فمنهم من أوجد المعتقدات الفاسدة‪ ،‬ومنهم من وضع األحاديث الكاذبة‪ ،‬ومنهم من أول‬ ‫كتاب اهلل على غير ما انزل اهلل‪ ،‬ولكن رد اهلل كيدهم في نحرهم بهمة وجهاد العلماء العاملين في‬ ‫كل وقت وحين‪ ،‬حتى اضمحلت هذه الفرق أو كادت تضمحل‪ ،‬فمتى تسبب أحد في إضعاف المسلمين‬ ‫ولئ َ‬ ‫ِك َلهُ ْم‬ ‫بالحياد التفرق و االختالف استحق العذاب و المقيت الكبير دنيا وأخرى قال تعالى‪َ « :‬و�أُ َ ٰ‬ ‫عَ َذ ٌ‬ ‫يم َي ْو َم َت ْب َي ُّ‬ ‫وه َوت َْ�س َودُّ ُو ُج ٌ‬ ‫�ض ُو ُج ٌ‬ ‫وه»‪.‬‬ ‫اب عَ ِظ ٌ‬ ‫«�ش َع َل ُ‬ ‫ين َما‬ ‫كم ِّم َ‬ ‫وقد نهى اهلل عن التفرق و االختالف في آيات كثيرة منها قوله تعالى‪ :‬رَ َ‬ ‫ن ال ِّد ِ‬ ‫اَ‬ ‫ُ‬ ‫ُوحا َو َّالذِي �أَ ْو َح ْينَا �إِ َل ْي َ‬ ‫ين َول َت َت َف َّرقوا‬ ‫ي�س ٰ‬ ‫و�س ٰ‬ ‫� ٰ‬ ‫َو صَّ‬ ‫ى ِب ِه ن ً‬ ‫ِيموا ال ِّد َ‬ ‫ك َو َما َو�صَّ ْينَا ِب ِه �إِ ْب َراهِ َ‬ ‫يم َو ُم َ‬ ‫ى ۖ �أَ ْن �أَق ُ‬ ‫ى َوعِ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذِين ف َّرقوا دِ ينَهُ ْم َوكانُوا � ِش َي ًعا» أي طرائف « ْل�ست ِمنْهُ ْم يِف �ش ْي ٍء » أي‬ ‫فِيهِ»‪ ،‬وقوله جل �ش�أنه‪�« :‬إِ َّن ال َ‬ ‫أنت منهم بريء وهم منك برءاء‪ ،‬وقوله جلت عظمته ‪« :‬و�أَ ِط ُيعوا هَّ َ‬ ‫الل َو َر ُ�س َ‬ ‫ول ُه َو اَل َتن َ‬ ‫َاز ُعوا» أي تختلفوا‬ ‫َ‬ ‫« َف َتف َْ�ش ُلوا » أي تجبنوا وتضعفوا « َوت َْذهَ َ‬ ‫يح ُ‬ ‫ك ْم» أي قوتكم وحدتكم وقيل نصركم وقيل دولتكم‪،‬‬ ‫ب ِر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫دِيك ْم �إِلى الت َّْهل َ‬ ‫وقد قيل في قوله تعالى‪َ « :‬و اَل ت ُْل ُقوا ِب�أَ ْي ُ‬ ‫كة» إنها التنازع و االختالف وفي قوله َوا َّت ُقوا‬ ‫ذِين َظ َل ُموا م ُ‬ ‫ِنك ْم َخا�صَّ ةً إنها افتراق الكلمة ومخالفة بعضهم بعضا واخرج‬ ‫ِف ْت َن ًة اَّل ت ِ‬ ‫ُ�ص نَ​َّ‬ ‫يب َّال َ‬ ‫ُ�ص ْب ُ‬ ‫عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم في قوله تعالى‪�ِ « :‬إن مَ ْت َ�س ْ�س ُ‬ ‫ك ْم‬ ‫ك ْم َح َ�س َن ٌة ت َُ�س�ؤْهُ ْم َو ِ�إن ت ِ‬ ‫َ�س ِّي َئ ٌة َي ْف َر ُحوا بِهَ ا » إذا رأوا من أهل اإلسالم ألفة وجماعة وظهورا غاضهم ذلك وساءهم وإذا رأوا‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫ـ الميل إلى التـرف ‪:‬‬ ‫إن الميل إلى الترف هو نتيجة لحصول الرئاسة‪ ،‬حيث إن أمور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫من أهل اإلسالم فرقة واختالفا أو أصيب طرف من أطراف المسلمين سرهم ذلك وابتهجوا به‪،‬‬ ‫وأخرج الطبراني في األوسط مرفوعا‪« :‬ما اختلفت أمة بعد نبيها إال ظهر أهل باطلها على أهل‬ ‫حقها»‪ ،‬وأخرج أحمد و الطبراني مرفوعا ‪« :‬عليكم بالجماعة و األلفة والعامة و المساجد‪ ،‬وإياكم‬ ‫و الشعاب»‪.‬‬ ‫وقد غفلت األمة اإلسالمية عن هذه األوامر و النواهي وانصرفت عن طرق المجد الصحيحة‬ ‫وتخلفت عن الكون وكل ما أودع اهلل فيه من أسرار خلقت لالنتفاع بها‪ ،‬وسحرت بالطعام والشراب‬ ‫وتلهت باألحاديث وبالمظاهر الكاذبة الخادعة‪ ،‬وابتعدت عن التحلي بالعزائم الصادقة و األخالق‬ ‫القويمة التي كانت عماد نبيها األكرم ورسولها األعظم في دعوته وابالغ رسالته‪ ،‬ولم تكتف األمة‬ ‫بهذا بل انقسم أبناؤها وتعادوا وأقاموا الحروب بينهم كل له مذهب ينصره‪ ،‬ورأي يدافع عنه ‪ ،‬وكل‬ ‫ينظر إلى مصلحة خاصة فردية أو قومية او جنسية أو مذهبية فصارت القرى من عوامل هدم األمة‬ ‫ال من عوامل بنائها ومن أسباب شقائها وخذالنها ال من أسباب سعادتها ونصرها‪ ،‬هذا و القرءان‬ ‫الكريم يدعوا إلى الوحدة ويدعوا إلى رد ما اختلف فيه إلى اهلل ورسوله وصفهم باألخوة فقال‪ « :‬إنما‬ ‫المومنون إخوة» فلم يمتثلوا أمره بل عملوا على التفريق وعلى توسيع نطاق الخالف‪ ،‬وفي البخاري‬ ‫أنه صلى اهلل عليه وسلم لما بعث أبا موسى ومعاذا إلى اليمن قال يسرا وال تعسرا وبشروا وال تنفرا‬ ‫وتطاوعا وال تختلفا‪ ،‬وفيه أيضا من حديث البراء في قصة غزوة أحد وفيه أنه صرفت وجوه المسلمين‬ ‫وأقبلوا منهزمين بسبب مخالفتهم لقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ال تبرحوا من مكانكم‬ ‫هذا حتى أرسل اليكم ‪ ،‬وفي حديث وفد بني الحارث بن كعب أنه عليه السالم قال لهم بما كنتم‬ ‫تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟ فقالوا له‪ :‬كنا نجتمع وال نتفرق وال نبدأ أحدا بظلم‪ ،‬فقال صدقتم‪،‬‬ ‫وقد وصف النبي صلى اهلل عليه وسلم المومنين بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت‬ ‫له سائر األعضاء بالحمى و السهر‪ ،‬فلم يكن منهم إال أنه إذا اشتكى عضو منه زادوا ألمه وحصل‬ ‫لهم الشرور بنكباته‪ ،‬وأشهروا فرصة هالكه‪ ،‬ولم يقف أمر التخاذل بينهم عند التخاذل بين األمم‬ ‫بل تخاذلوا جماعات وتخاذلوا أفرادا وتقطعت الروابط بينهم فال يعني المرء إال بنفسه وال يبالي في‬ ‫سبيل مجده أن يهدم غيره ولو لم يقف له في طريق‪ ،‬وال يبالي بمن مرض وال بمن جاع وال بمن‬ ‫ابتلي‪ ،‬كأن الدنيا كلها شخصه فإذا سلم فقد سلمت الدنيا جميعها ‪،‬وما بهذا جاء الرسول وال بهذا‬ ‫أمر‪ ،‬بل قال صلى اهلل عليه وسلم « المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد‬ ‫على من سواهم ‪ ،‬أي أنهم جماعة واحدة يتعاونون وال يسعهم التخاذل‪ ،‬وقال‪« :‬لن تومنوا حتى‬ ‫تراحموا ‪ ،‬قالوا يا رسول اهلل كلنا رحيم؟ قال إنه ليس برحمة أحدكم نفسه وأهل خاصته ولكنها‬ ‫رحمة العامة»‪.‬‬ ‫اإلسالم عقيدة وجنسية بمعنى أن المسلمين جنسية واحدة‪ ،‬وأمة متحدة مهما حلوا في شتات‬ ‫األرض وحيثما كانوا في شعابها‪ ،‬تجمعهم غاية واحدة ونظام واحد فهم متصلون على تباعدهم‬ ‫ومجتمعون على تفرقهم‪ ،‬وقد أكد اهلل هذا وقواه بلحمة طبيعية شديدة االتصال واإلحكام وتلك‬ ‫هي األخوة‪« ،‬إنما المومنون إخوة» وقد عمل الرسول على تقوية هذا الروح و الصلة بين المسلمين‬ ‫فآخي بين المهاجرين و األنصار‪ ،‬وحث على التعاضد و التعاون في الخير ودفع الشر ومحو التعصب‪،‬‬ ‫الل �أَ ْت َق ُ‬ ‫ك َر َم ُ‬ ‫وبين أن الناس سواء كما قال تعالى‪�« :‬إِ َّن �أَ ْ‬ ‫اك ْم » وقال الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫ند هَّ ِ‬ ‫ك ْم عِ َ‬ ‫وسلم في خطبة الوداع ‪« :‬أيها الناس إن اهلل أذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخر اآلباء كلكم ألدم وآدم‬ ‫من تراب‪ ،‬ليس لعربي فضل على عجمي إال بالتقوى»‪.‬‬ ‫إن لنا تاريخا إنسانيا حافال فيه لكل عظة ذكرى‪ ،‬ولكل ملمة تجربة‪ ،‬وان لنا دستورا إالهيا كامال‬ ‫فيه لكل مضلة هذى‪ ،‬ولكل هضبة بينة‪ ،‬فإذا التمسنا القدوة من روح أسالفنا واقتبسنا الهدى من‬ ‫وحي ربنا استقمنا على الطريقة التي نهجها لنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وضمننا استرداد ما‬ ‫كان لنا من المجد العظيم‪.‬‬

‫مآالت الحضارة‬

‫قال اإلمام القرطبي في تفسير لقول اهلل تعالى ‪« :‬أخبر اهلل‬ ‫تعالى في اآلية التي قبل أنه لم يهلك القرى قبل ابتعاث الرسل‪ ،‬ال‬ ‫ألنه يقبح منه ذلك إن فعل ولكنه وعد منه‪ ،‬وال خلف في وعده‪ ،‬فإذا‬ ‫أراد إهالك قرية مع تحقيق وعده على ما قاله أمر مترفيها بالفسق‬ ‫والظلم فيها‪ ،‬فحق عليها القول بالتدمير‪ ،‬يعلمك أن من هلك‬ ‫هلك بإرادته‪ ،‬فهو الذي يسبب األسباب ويسوقها إلى غاياتها ليحق‬ ‫القول السابق من اهلل تعالى‪.‬‬ ‫بعض الباحثين يظنون أن حضارة أي أمة عبارة عن علومها‪،‬‬ ‫وآدابها وفنونها‪ ،‬وصناعتها وبدائعها‪ ،‬وأطوارها في الحياة المدنية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وأسلوبها في الحياة السياسية‪ ،‬ولكن الحقيقة أن كل‬ ‫هذه األمور ليست هي الحضارة نفسها‪ ،‬وإنما هي نتاج الحضارة‬ ‫ومظاهرها‪ ،‬وما هي بأصل الحضارة‪ ،‬وإنما هي أوراق شجرة الحضارة‬ ‫وتمارها‪.‬‬ ‫إذا صح هذا‪ ،‬فال يجوز أن نحدد وزن حضارة وقدرها وقيمتها‬ ‫على أساس مالها من هذه الصور الظاهرة والسمات العارضة‪.‬‬ ‫والواقع أن الحضارة مآالت كثيرة ومتشابكة يؤثر بعضها في‬ ‫بعضها اآلخر‪ ،‬وإن أول ما يكون من توابع الحضارة هو الميل إلى‬ ‫الترف الذي يؤدي إلى ازدهار الصناعات وتشكل فنونها ولكن ازدهار‬ ‫الصناعات ال يلبث أن يجعل البشر يتمادون في الترف والشهوات‬ ‫بالتدريج إلى أقصى الحدود‪ ،‬ولكن لصالح بعضهم فقط‪ ،‬وعلى‬ ‫حساب بعضهم اآلخر‪ ،‬وحينئذ تفسد األخالق وتنهار ويكون ذلك‬ ‫مؤذنا بانهيار الدول والحضارات ذاتها‪ ،‬وبيان على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الحضارة من توابع الترف‪ ،‬والترف من توابع الثروة‪ ،‬والتعليم من‬ ‫توابع الرئاسة‪ ،‬والرئاسة هي دور انتقالي من خشونة البداوة‬ ‫إلى رقة الحضارة‪ ،‬وهذا االنتقال ال يكون إال بالسعي إلى تحصيل‬ ‫الكمال بعد حصول الضروري‪ ،‬والسبب في ذلك أن الحضارة هي‬ ‫أحوال معتادة رائدة على الضروري من أحوال العمران‪ ،‬زيادة تتفاوت‬ ‫بتفاوت الرفاهة‪ ،‬وتفاوت األمم في القلة والكثرة تفاوتا غير منحصر‪.‬‬

‫والد الدكتور يوسف‬ ‫بلمهدي في ذمة اهلل‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم الفاضل‬

‫ـ ازدهار الصنـاعـات‪:‬‬ ‫الميل إلى الترف‪ ،‬واإلنغماس في الشهوات والملذات‪ ،‬والترفه‬ ‫في الحاجات الكمالية من شأنه أن يؤدي إلى الزيادة في إنتاج تلك‬ ‫الحاجات الكمالية‪ ،‬وأن يشجع الصناع الذين يصنعونها على اإلكثار‬ ‫منها‪ ،‬والتفنن في أنواعها وأصنافها‪ ،‬فتكون بمنزلة الصناعات‪،‬‬ ‫ويحتاج كل صنف منها إلى القومة عليه والمهرة فيه‪ ،‬وبقدر ما‬ ‫يزداد من أصنافها يزداد أهل صناعتها ويتلون ذلك الجيل بها‪،‬‬ ‫ومتى اتصلت األيام وتعاقبت تلك الصناعات‪ ،‬أولئك الصناع في‬ ‫صناعاتهم‪ ،‬زادت استحكاما ورسوخا‪.‬‬ ‫ـ ازدياد الترف وانتشار الفقر‪:‬‬ ‫فالترف يولد الترف‪ ،‬والصناعات التي كانت وليدة الحاجة إلى‬ ‫الترف‪ ،‬تصبح عامال في المبالغة فيه درجة درجة‪ ،‬إلى أن يصل إلى‬ ‫غايته‪ ،‬وإذا بلغ التأنق في األحوال المنزلية وغيرها الغاية تبعته‬ ‫طاعة الشهوات‪ ،‬فتتلون النفس من تلك العوائد بألوان كثيرة ال‬ ‫يستقيم حالها معها في دينها وال دنياها‪ ،‬فلدينها استحكام صبغة‬ ‫العوائد التي يعسر نزعها‪ ،‬أما دنياها فلكثرة الحاجات والمؤونات‪.‬‬

‫محمد بن عبد السالم‬ ‫بن المهدي شقو‬ ‫يوم السبت ‪ 25‬ربيع الثاني ‪1439‬‬ ‫الموافق ل ‪ 13‬يناير ‪ 2018‬بطنجة‬

‫وبهذه المناسبـــة األليمــة تتقــدم هيئة‬ ‫تحرير جريدة «الشمال» بأحـر التعــازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى أرملتــه الفاضلــة السيدة فضل‬ ‫اهلل بن عبد السالم البقالـي‪ ،‬وأبنائه ‪ :‬عثمـان‪،‬‬ ‫يوسف‪ ،‬فاطمة الزهراء‪ ،‬موسى‪ ،‬نعيمة ومحمد‪،‬‬ ‫سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع‬ ‫رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬


‫العدد ‪925‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في الحكايات ذوات األشعار المستظرفة‬ ‫كان بنو نمير أشراف قيس وذؤابتها‪ ،‬وكان الرجل منهم يفخر بذلك ويقول‪ :‬النميري‪ ،‬ويمد صوته‬ ‫حتى قال جرير‪:‬‬ ‫فغض الطرف إنك من نمير**فال كعباً بلغت وال كالبا‬ ‫فانكسرت شوكتهم من يومئذ‪ ،‬ولم تعرف لهم عالمة بعد ذلك‪.‬‬ ‫وكان بنو أنف الناقة يسمون بهذا اإلسم‪ ،‬يسأل الرجل منهم عن نسبه فيخفيه‪ ،‬وال ينتسب ألنف‬ ‫الناقة‪ ،‬حتى قال فيهم الحطيئة‪:‬‬ ‫قوم هم األنف واألذناب غيرهم**ومن يسوى بأنف الناقة الذنبا‬ ‫وجاء أعرابي إلى أبي داود بن المهلب فقال له‪« :‬إني مدحتك فاسمع مني»‪ ،‬قال‪« :‬قف قلي ًال»‪ ،‬ثم‬ ‫دخل بيته وتقلد سيفه‪ ،‬وخرج فقال‪« :‬قل‪ ،‬فإن أحسنت حكمناك‪ ،‬وإن لم تحسن قتلناك»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أمنت بداود وجود يمينه ** من المحدث المخشي والبؤس والفقر‬ ‫فأصبحت ال أخشى بداود نبوة**من الحدثان‪ ،‬إذا شددت به أزري‬ ‫له حلم لقمان‪ ،‬وصورة يوسف ** وحكم سليمان‪ ،‬وعدل أبي بكر‬ ‫فتى تفرق األموال من جود كفه ** كما يفرق الشيطان من ليلة القدر‬ ‫فقال له‪« :‬قل‪ ،‬فقد حكمناك‪ ،‬فإن شئت على قدرنا‪ ،‬وإن شئت على قدرك»‪ ،‬قال‪ »:‬بل على قدري»‪،‬‬ ‫فأعطاه خمسين ألفاً‪ ،‬فقال له جلساؤه‪« :‬هال احتكمت على قدر األمير؟»‪ ،‬قال‪« :‬لم يكن في ماله ما يفي‬ ‫بقدره»‪ ،‬فقال له داود‪« :‬أنت في هذا أشعر منك في شعرك»‪ ،‬وأمر له بمثل ما أعطاه‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪ :‬كنت عند الرشيد‪ ،‬إذ دخل عليه إبراهيم الموصلي فأنشده‪:‬‬ ‫وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ** فليس إلى ما تأمرين سبيل‬ ‫فعالي فعال المكثرين تجمالً ** ومالي كما تعلمين قليل‬ ‫وكيف أخاف الفقر‪ ،‬أو أحرم الغنى**ورأي أمير المؤمنين جميل‬ ‫فقال له الرشيد‪ »:‬هلل أبيات‪ ،‬تأتينا بها‪ ،‬ما أحسن أصولها‪ ،‬وأبين فصولها‪ ،‬وأقل فضولها‪ ،‬يا غالم‪:‬‬ ‫أعطه عشرين ألفاً»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل‪ ،‬ال أخذت منها درهماً»‪ ،‬قال‪« :‬ولم؟» قال‪« :‬ألن كالمك‪ ،‬واهلل‪ ،‬يا أمير‬ ‫المؤمنين‪ ،‬خير من شعري»‪ ،‬قال‪ :‬أعطوه أربعين ألفاً»‪ ،‬قال األصمعي‪« :‬فعرفت أنه أصيد لدراهم الملوك‬ ‫مني»‪.‬‬ ‫وقال الشيباني‪« :‬ولد ألبي دالمة ابنة لي ًال‪ ،‬فأوقد السراج‪ ،‬وجعل يخيط خريطة شقق‪ ،‬فلما أصبح‬ ‫طواها بين أصابعه‪ ،‬وغدا بها إلى المهدي‪ ،‬فاستأذن عليه‪ ،‬فأذن له‪ ،‬وكان ال يحجب عنه‪ ،‬فأنشده‪:‬‬ ‫لو كان يقعد فوق الشمس من كرم **قوم‪ ،‬لقيل‪ :‬اقعدوا يا آل عباس‬ ‫ثم ارتقوا من شعاع الشمس في درج**إلى السماء‪ ،‬فأنتم أكرم الناس‬ ‫فقال المهدي‪« :‬أحسنت‪ ،‬واهلل‪ ،‬يا أبا دالمة‪ ،‬فما الذي غدا بك إلينا؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ولدت لي جارية‪ ،‬يا أمير‬ ‫المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬فهل قلت فيها شعراً؟»‪ ،‬قال‪« :‬قلت ‪:‬‬ ‫بللت علي ثوبي ال حييت **فبال عليك شيطان رجيم‬ ‫فما ولدتك مريم أم عيسى**ولم يكفلك لقمان الحكيم‬ ‫ولكن قد تضمك أم سوء **إلى لباتها‪ ،‬وأب لئيم‬ ‫فضحك المهدي وقال‪« :‬فيم تريد أن أعينك في تربيتها؟»‪ ،‬قال‪« :‬تمأل لي هذه يا أمير المؤمنين»‪،‬‬ ‫وأشار إليه بالخريطة بين أصابعه‪ ،‬قال له المهدي‪« :‬وما عسى أن تحمل هذه؟»‪ ،‬قال‪« :‬من لم يقنع‬ ‫بالقليل لن يقنع بالكثير»‪ ،‬فأمر أن تمأل له‪ ،‬فلما نشرت بلغت صحن الدار‪ ،‬فدخل فيها أربعة آالف درهم»‪.‬‬ ‫وكتب أبو دالمة إلى عيسى بن موسى‪ ،‬وهو والي الكوفة رقعة فيها هذه األبيات‪:‬‬ ‫إذا جئت األمير فقل سالم**عليك ورحمة الرب الرحيم‬ ‫فأما بعد ذاك فلي غريم ** من األنصار قبح من غريم‬ ‫لزوم ما علمت لباب داري**لزوم الكلب أصحاب الرقيم‬ ‫له مائة علي ونصف أخرى**ونصف النصف من صك قديم‬ ‫دراهم ما انتفعت بها ولكن**حبوت بها شيوخ بني تميم‬ ‫فبعث إليه بمائة ألف درهم‪.‬‬ ‫ولقي أبو دالمة أبا دلف في صيد له‪ ،‬وهو والي العراق‪ ،‬فأخذ بعنان فرسه‪ ،‬وأنشد‪:‬‬ ‫إني حلفت لئن رأيتك سالماً ** بقرى العراق‪ ،‬وأنت ذو وفر‬ ‫لتصلين على النبي محمد ** ولتمألن دراهماً حجري‬

‫قال‪« :‬وما حاجتك؟»‪ ،‬قال‪« :‬علي دين»‪ ،‬قال‪« :‬كم؟» قال‪« :‬خمسون ألف درهم»‪ ،‬فقضاها عنه‪ ،‬وأمر‬ ‫له بمثلها‪.‬‬ ‫وزار إسماعيل بن خارجة صديق له‪ ،‬فلما كان بباب الدار وثب كلب عليه فانصرف‪ ،‬وكتب إليه‪:‬‬ ‫لو كنت أحمل خمراً حين زرتكم ** لم ينكر الكلب أني صاحب الدار‬ ‫لكن أتيت‪ ،‬وريح المسك يقدمني**وعنبر الهند مصبوب على الساري‬ ‫فأنكر الكلب ريحي حين أبصرني**وكان يعرف ريح الزق والنار‬ ‫وكان جد خارجة خماراً‪.‬‬ ‫ودخل أعرابي مسجد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وسأل عن الفقهاء‪ ،‬فدل على ابن أبي ذيب‪،‬‬ ‫فأتى خلقته‪ ،‬فقال‪« :‬أيكم الذيب؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ما تريد؟»‪ ،‬قال‪« :‬أنت هو؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬فسأله عن مسألة‬ ‫في الطالق‪ ،‬فقال‪« :‬ما أراك خانثاً»‪ ،‬فولى األعرابي وهو يقول‪:‬‬ ‫أتيت ابن ذيب أطلب الفقه عنده ** فطلق ليلى البنت‪ ،‬بتت أنامله‬ ‫أتترك في فقه ابن ذيب حليلتي ** وعند ابن ذيب أهله‪ ،‬وحالئله؟‬ ‫وقدم عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬فأقبل إليه األحوص ونصيب‪ ،‬فجعلوا يتحدثون‪ ،‬ثم سألهما عن كثير عزة‪،‬‬ ‫فقال له نصيب‪« :‬هو ها هنا قريب‪ ،‬فلو أرسلنا إليه»‪ ،‬قال‪« :‬هو أشد باساً من ذلك»‪ ،‬قال‪« :‬فاذهب بنا‬ ‫إليه»‪ ،‬فألفوه في خيمة له‪ ،‬فواهلل ما قام للقرش‪ ،‬وال وسع له‪ ،‬فجلسوا إليه وتحدثوا ساعة‪ ،‬فالتفت كثير‬ ‫إلى عمر بن أبي ربيعة فقال له‪« :‬إنك لشاعر‪ ،‬لوال أنك تشبب بالمرأة وتدعها‪ ،‬وتشبب بنفسك‪ ،‬أخبرني‬ ‫عن قولك‪:‬‬ ‫ثم اسبطرت تشتد في أثري ** تسأل أهل الطواف عن عمر‬ ‫واهلل‪ ،‬لو وصفت بهذا هرة أهلك لكان كثيراً‪ ،‬أال قلت كما قال هذا»‪ ،‬يعني األحوص‪:‬‬ ‫أدور‪ ،‬ولوال أن أرى أم جعفر ** بأبياتكم‪ ،‬ما درت حيث أدور‬ ‫وما كنت زواراً ولكن ذا الهوى**إذا لم يزر‪ ،‬البد أن سيزور‬ ‫قال‪« :‬فانكسر عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬ودخلت األحوص زهوة‪ ،‬ثم التفت إلى األحوص وقال له‪« :‬أخبرني‬ ‫عن قولك‪:‬‬ ‫فإن تصلي أصلك وإن تبيني**بهجر بعد وصلك ما أبالي‬ ‫واهلل‪ ،‬لو كنت حراً لباليت‪ ،‬ولو كسر أنفك‪ ،‬أال قلت كما قال هذا األسود»‪ ،‬وأشار إلى نصيب‪:‬‬ ‫بزينب ألمم قبل أن ينزل الركب **وقل إن تملينا فما ملك القلب‬ ‫فانكسر األحوص‪ ،‬ودخلت نصيباً زهوة‪ ،‬ثم التفت إلى نصيب‪ ،‬فقال‪« :‬أخبرني عن قولك‪:‬‬ ‫أهيم بدعد ما حييت‪ ،‬فإن أمت**فوا كبدي من ذا يهيم بها بعدي‬ ‫أهمك ويحك‪ ،‬من يفعل بها بعدك؟» فقال القوم‪« :‬اهلل أكبر‪ ،‬استوت الفرق‪ ،‬قوموا بنا من عند هذا»‪.‬‬ ‫ودخل كثير على سكينة بنت الحسين فقالت له‪« :‬يا ابن جمعة‪ ،‬أخبرني عن قولك في عزة‪:‬‬ ‫وما روضة بالحزن طيبة الثرى ** يحج الندى جثجاثها وعرارها‬ ‫بأطيب من أردان عزة موهناً ** وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها‬ ‫ويحك‪ ،‬وهل في األرض زنجية منتنة اإلبطين‪ ،‬توقد بالمندل الرطب نارها‪ ،‬إال طاب ريحها؟‪ ،‬أال قلت‬ ‫كما قال عمك امرؤ القيس؟ ‪:‬‬ ‫ألم ترياني كلما جئت طارقاً ** وجدت بها طيباً؛ وإن لم تطيب»‪.‬‬ ‫وسهر عبد الملك بن مروان ذات ليلة‪ ،‬وعنده كثير عزة‪ ،‬فقال له‪« :‬أنشدني بعض ما قلت في عزة»‪،‬‬ ‫فأنشده حتى انتهى إلى هذا البيت‪:‬‬ ‫هممت وهمت‪ ،‬ثم هابت وهبتها**حياء ومثلي بالحياء خليق‬ ‫فقال له عبد الملك‪« :‬أما واهلل‪ ،‬لوال بيت أنشدتنيه قبل هذا لحرمتك جائزتك»‪ ،‬قال‪« :‬ولم يا أمير‬ ‫المؤمنين؟»‪ ،‬قال‪« :‬ألنك أشركتها في الهيبة ثم استأثرت بالحياء دونها»‪ ،‬قال‪« :‬فأي بيت عفوت به عني‬ ‫يا أمير المؤمنين؟»‪ ،‬قال‪ :‬قولك‪:‬‬ ‫دعوتني‪ ،‬ال أريد بها سواها**دعوني هائماً‪ ،‬فيمن يهيم‬ ‫ودعا األعور بن سنان التغلبي األخطل الشاعر إلى منزله‪ ،‬فأدخله بيتاً قد فرش بالفرش الشريفة‪،‬‬ ‫والوطاء العجيبة‪ ،‬وله امرأة تسمى برة‪ ،‬في غاية الحسن والجمال‪ ،‬فقال له‪« :‬يا أبا مالك‪ ،‬إنك تدخل على‬ ‫الملوك في مجالسهم‪ ،‬فهل ترى في بيتي عيباً؟» ‪،‬قال‪« :‬ما أرى في بيتك عيباً غيرك»‪ ،‬قال‪« :‬إنما ألوم‬ ‫نفسي؛ إذ كنت أدخل مثلك بيتي‪ ،‬اخرج عليك لعنة اهلل»‪ ،‬فخرج األخطل‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬ ‫وكيف يداويني الطبيب من الجوى**وبرة عند األعور بن سنان‬ ‫ويلصق بطناً منتن الريح دائماً**إلى بطن خود دائـم الخفقـان‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪925‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)828‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫“المغرب‪ :‬رحلة أرجنتيني‬ ‫إلى مدينتي طنجة وتطوان”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫شكل أدب الرحلة المستكشف “لمجاهل” بالد المغرب منجما ال‬ ‫سنة ‪ ،1935‬في شكل مقاالت متفرقة‪ ،‬قام –الحقا‪ -‬بتجميعها في‬ ‫ينضب لجهود تجميع مضامين التمثالت التي ظل يحملها “اآلخر”‬ ‫كتاب تحت عنوان “لوحات تنميش”‪ .‬وبخصوص اإلطار العام الموجه‬ ‫تجاه هذه الرقعة الجغرافية من األرض‪ .‬وظلت نزوعات “الغيرية” أفقا‬ ‫لمضامين الكتاب‪ ،‬فقد اختزله األستاذ إدريس ولد الحاج في تقديمه‬ ‫مشرعا للكتابة وللتأمل وللتدوين بالنسبة لزوار المغرب ولمجمل من‬ ‫للعمل‪ ،‬عندما قال‪“ :‬إن “لوحات تنميش” آرلت عبارة عن مزيج طريف‬ ‫رمت به ظروف القرنين الماضيين لالستقرار بربوعه‪ .‬ونكاد نجزم أن‬ ‫بين الجنس الصحفي والقصصي‪ ،‬حيث تجمع بين بالغة اإليجاز‬ ‫بيبليوغرافيا هذا الرصيد من كتب الرحالت التي جعلت من المغرب‬ ‫في األول ودقة الوصف عند الثاني‪ ،‬ويغلب عليها طابع السخرية‬ ‫مآال وموئال ومستقرا‪ ،‬تظل من الغزارة ومن التنوع بشكل ال يمكن‬ ‫والتهكم‪ .‬إنها نصوص فريدة من أدب الرحلة األرجنتيني الذي أبدع‬ ‫حصر مضامينها وال جرد كل عناوينها‪ ،‬العتبارات متعددة‪ ،‬لعل أهمها‬ ‫آرلت في كتابته‪ .‬أما بخصوص مواضيعها األثيرة‪ ،‬وباعتبار آرلت‬ ‫مرتبط بامتدادها في الزمن وبنزوعاتها العجائبية الموروثة عن مرحلة‬ ‫كاتبا تقدميا‪ ،‬فهو يبدي غير قليل من التضامن أمام صورة اإلنسان‬ ‫االستعمار‪ ،‬ثم بحرصها على إنتاج رؤى منبهرة بعوالم الشرق الفاتن‪،‬‬ ‫المقهور أيا كان جنسه أو موقعه‪ ،‬سواء كان امرأة مهضومة الحقوق‪،‬‬ ‫شرق “ألف ليلة وليلة” وعطور بغداد وأثواب دمشق ودروب القاهرة‬ ‫أو طفال مستغال‪ ،‬أو كادحا مغلوبا على أم��ره‪ ،‬كما في تنميشته‬ ‫وألوان مراكش‪ .‬ونظرا لخصوبة هذا التراث العجائبي ولدوره الكبير‬ ‫المطولة “تشغيل األطفال والنساء”‪ .‬غير أن تعبيره عن هذا االهتمام‬ ‫في توفير المادة المصدرية لمؤرخي المغرب الراهن المنشغلين‬ ‫كثيرا ما يكون بلغة عنيفة‪ ،‬إذ ال يتردد في استعمال نعوت قدحية‬ ‫برصد االمتدادات المادية والمواقفية لنظيمة تمثالت اآلخر تجاه‬ ‫صادمة في وصف أهالي طنجة وتطوان من الطبقات الفقيرة‪ ،‬عندما‬ ‫واقع بالدنا ومكونات هويته الجماعية‪ ،‬فقد أضحى مجاال رحبا للبحث‬ ‫يتحدث عن لباسهم ونظافتهم وأمراضهم الجلدية وعاهاتهم‪”...‬‬ ‫وللتجميع ولتجديد ذهنيات القراءة وإلعادة تقييم الخالصات‪ .‬ونتيجة‬ ‫(ص‪.)9.‬‬ ‫لتبلور هذا المنحى داخل الجامعة المغربية‪ ،‬بدأ الباحث يجد نفسه‬ ‫أمام بيبليوغرافيا ثرية ومتنوعة‪ ،‬كان لها دور مركزي في توفير المادة‬ ‫وعلى الرغم من أن رؤى المؤلف قد ظلت وفية لنمط االستقراء‬ ‫الخام الضرورية إلعادة تقييم أدب الرحالت التي اتخذت من فضاءات‬ ‫“الجاهز” الذي يتمركز فيه الغرب حول يقينياته وحول مسلماته‬ ‫بالد المغرب موئال ومجاال للتأمل ولالستلهام‪ .‬فبرزت أعمال تأسيسية‬ ‫بخصوص تخلف شعوب إفريقيا‪ ،‬فالمؤكد أن العمل نجح في االلتفات‬ ‫رائدة اكتست قصب السبق في تغيير الرؤى المتحكمة في قراءة‬ ‫إلى الكثير من الجزئيات ومن التفاصيل التي لم تكن مثار اهتمام‬ ‫النصوص‪ ،‬بشكل يتجاوز منطق االستسهال الذي ظل يختزل األمر في‬ ‫بالنسبة لمغاربة المرحلة‪ ،‬بحكم انتظامها في نسق الحياة اليومية‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫الحالة‬ ‫أحكام نمطية مستنكرة لتالوين الخطاب الكولونيالي في وصف‬ ‫العادية‪ ،‬وهو النسق الذي لم يكن –في نظر نخب المرحلة‪ -‬يستحق أن يكون مجاال‬ ‫سرديات‬ ‫في‬ ‫المغيبة‬ ‫األسئلة‬ ‫لمساءلة‬ ‫لقد أصبحت العودة للتأمل في متون هذه المواد‪ ،‬مجاال‬ ‫للتأمل وللتوثيق وللكتابة ولالستثمار اإلبداعي والفكري‪ ،‬مثلما هو الحال مع خصوصيات اللباس‬ ‫مغاربة القرنين الماضيين‪ ،‬وهي السرديات التي ظلت –في الغالب األعم‪ -‬مطمئنة ليقينياتها‪،‬‬ ‫والطبخ والمعمار والطقوس الدينية وطقوس الزواج واألعياد واالحتفاالت الجماعية والمآتم‪...‬‬ ‫منسجمة مع تناقضاتها‪ ،‬ومستكينة لنسق الخوف المزمن من اآلخر الغازي والمحتل والمتآمر‪.‬‬ ‫ويبدو أن الترجمات المنجزة لحد اآلن‪ ،‬داخل الجامعة المغربية وخارجها‪ ،‬استطاعت وضع باختصار‪ ،‬فالكتاب يتيح فرصة استثنائية لمساءلة كل هذه القضايا من منطلقات “بديلة”‪ ،‬تتجاوز‬ ‫ٍ‬ ‫شروط االنطالق بتوفيرها لنصوص ولمواد مرجعية أضحت أساس الرؤى البديلة المتعاطية دوائر التشكيك في النوايا التآمرية‪ ،‬وتفتح الباب إلعادة فهم المرجعيات الذهنية التي وجهت‬ ‫نخب العوالم البعيدة جغرافيا عن المغرب والقريبة منه ثقافيا خاصة في الشق اإليبيري في‬ ‫مع الموضوع‪.‬‬ ‫في سياق هذا التطور العام‪ ،‬يندرج صدور الترجمة العربية لكتاب “المغرب‪ :‬رحلة أرجنتيني تعاطيها مع الواقع المغربي التاريخي ومع تراثه الحضاري‪ ،‬مثلما هو الحال مع النموذج األرجنتيني‬ ‫إلى مدينتي طنجة وتطوان”‪ ،‬لمؤلفه روبيرطو أرلت‪ ،‬خالل السنة الجارية (‪ ،)2017‬بتوقيع من الذي يختزله الكاتب روبيرطو آرلت‪ .‬وفي هذا الجانب بالذات‪ ،‬أمكن القول إن العمل يقدم قيمة‬ ‫رجاء داكر وعبد اهلل اللويزي وعزالدين ضافر‪ .‬والكتاب –في األصل‪ -‬عبارة عن مقاالت صحفية‪ ،‬مضافة لمجال البحث األكاديمي المتخصص في رصد أنماط التمثالت الجماعية التي يفرزها‬ ‫سبق لمؤلفها‪ ،‬الكاتب األرجنتيني المعروف الذي عاش بين سنتي ‪ 1900‬و‪ ،1942‬أن نشرها مخيال اآلخر الغربي تجاه قضايا المغرب وتحوالت واقعه وخصوبة تراثه الرمزي الناظم للمواقف‬ ‫على صفحات جريدة “ألموندو” اإلسبانية عقب زيارته لمدينتي طنجة وتطوان بشمال المغرب وللسلوكات وألنماط تدبير العيش المشترك لمغاربة األمس واليوم‪.‬‬

‫القصر الكبير ‪ :‬ندوة حول مساهمة المنطقة‬ ‫الشمالية في تحقيق استقالل البالد‬

‫الجماعة الحضرية لمرتيل تدرس تدبير‬ ‫قطاع النظافة‬

‫نظمت الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة بالقصر الكبير و جمعية مدرسي االجتماعيات بالقصر الكبير‪ ،‬بتنسيق مع المندوبية‬ ‫السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير و المجلس الجماعي للمدينة‪ .‬ندوة علمية في موضوع ” مساهمة المنطقة‬ ‫الشمالية في تحقيق استقالل البالد ” مع حفل توقيع كتاب ” الحماية اإلسبانية من خالل الكتابات التاريخية بشمال المغرب” لمؤلفه‬ ‫الدكتور عزيز الحساني‪ ،‬وذلك احتفاء بالذكرى الرابعة و السبعين لتقديم وثيقة المطالبة باإلستقالل‪ .‬‬ ‫وخالل هذا للقاء الذي شارك فيها ثلة من الباحثين بحضور جمهور غفير من المهتمين و الطلبة ‪ .‬ألقى كل من إدريس حيدر‬ ‫عن الجامعة للجميع و منير الطاهري رئيس جمعية مدرسي االجتماعيات بالقصر الكبير و مصطفى الزباخ عن المجلس الجماعي‬ ‫للمدينة ‪ ،‬كلمات بالمناسبة اعتبروا من خاللها إصدار الدكتور عزيز الحساني يعتبر قيمة إضافية و نوعية عن تاريخ المنطقة خالل‬ ‫الحماية اإلسبانية ‪1912‬ـ ‪.1956‬‬ ‫فيما أكد عبد الحميد المودن رئيس مصلحة النشر و التوزيع بالمندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير ‪ ،‬على انفتاح‬ ‫المندوبية السامية على جميع األبحاث و الندوات التي توثق الذاكرة الحضارية للمملكة ‪ ،‬حيث أبرز أن المندوبية السامية تمكنت من‬ ‫إصدار ما مجموعه ‪ 572‬كتاب كان نصيب القصر الكبير منها ثالثة كتب من بينها كتاب الدكتور عزيز الحساني‪ ،‬إضافة إلى إصدارات‬ ‫مستقبلية ‪ .‬داعيا الباحثين الى النبش في التاريخ المشترك بين الدول المجاورة وخاصة مع إسبانيا‪.‬‬ ‫أما عبد الجبار الكارح باحث في التاريخ المعاصر و مفتش جهوي لمادة اإلجتماعيات‪ ،‬فقد قدم بعض المعطيات حول الكتاب‬ ‫الذي حقق نوعا من التطور الكمي و النوعي مراعيا منهجية الكتابة التاريخية ‪ ،‬حاول من خالله المؤلف أن يرسم صورة عن الحماية‬ ‫اإلسبانية بالشمال انطالقا من الكتابات التاريخية‪ ،‬والظروف الممهدة للحماية على شمال المغرب والتعريف بالمؤرخين بشمال‬ ‫المغرب و مؤلفاتهم التاريخية‪ .‬الكتاب يعطي صورة عن الحماية اإلسبانية بشمال المغرب مسلطا الضوء على مجموعة من‬ ‫اإلشكاليات حول الحماية اإلسبانية بالشمال‪.‬‬ ‫أما مؤرخ المدينة محمد أخريف ورئيس جمعية البحث التاريخي بالقصر الكبير ‪ ،‬فقد هنأ األستاذ عزيز الحساني على إصداره‬ ‫الجديد معتبرا أنه سيشكل قيمة مضافة في مجال البحوثات حول تاريخ المنطقة‪ ،‬إلماطته اللثام عن المقاومة المسلحة و المقاومة‬ ‫السياسية بشمال المغرب بعدما ظلت مغمورة لفترات طويلة‪. ‬‬ ‫مطالبا بضرورة إعادة اإلعتبار للمقاومة المسلحة و السياسية التي عرفتها منطقة القصر الكبير معززا مطلبه بالعديد من‬ ‫األمثلة ومن بينها معركة العنصرة سنة ‪ ، 1913‬ونوه في األخير بقدرة المؤلف على التحكم في الموضوع رغم ضخامته و تميزه‬ ‫بأسلوب سلس و اعتماده التسلسل التاريخي لألحداث في احترام للمنهجية التاريخية‪ ‬‬ ‫الدكتور عزيز الحساني خالل كلمته بالمناسبة ذكر بأن الكتاب كان موضوع األطروحة التي تقدم بها لنيل شهادة الدكتوراة ‪،‬‬ ‫مبرزا بعض الصعوبات التي واجهته أثناء عملية البحث من حيث االشتغال على حيز زمني ( ‪ )1956-1912‬و مجالي كبير ‪ ،‬و اعتماده‬ ‫على مصادر وكتابات متنوعة سواء المغربية أو اإلسبانية‪.‬‬

‫في انتظار التعاقد مع إحدى الشركات التي سيفوض لها جمع النفايات المنزلية‪ ،‬وفي إطار النهج التشاركي الذي تسير وفقه‬ ‫هذه الجماعة انطالقا مما حدده دستور ‪ 2011‬بضرورة إشراك المجتمع المدني وخاصة الجمعيات في مناقشة واقتراح بعض القضايا‬ ‫التي تهم مصلحة الساكنة‪ ،‬نظمت الجماعة الحضرية لقاءا تشاوريا مع عدد من ممثلي الصيادلة والجمعيات العاملة في مجال البيئة‪.‬‬ ‫اللقاء تمحور حول دراسة جدوى التدبير المفوض لقطاع النظافة‪ ،‬حيث قدم مدير مكتب الدراسات عبد الفتاح الحلو الخبير‬ ‫الدولي في الحفاظ على البيئة ‪ ،‬نظرة عن دفتر التحمالت وما يمكن ان يتوفر عليه‪ ،‬مستعرضا جملة من القوانين التي تؤطره‪،‬‬ ‫معتبرا المجال البيئي له أهمية كبرى‪ ،‬ومن هذا المنطلق يجب تضافر جهود كل المكونات من سلطات ومنتخبين وجمعيات المجتمع‬ ‫المدني والسكان للمساهمة في إنجاه هذا المشروع‪.‬‬ ‫واكد عمر بوسفاين النائب الرابع لرئيس مجلس الجماعة المكلف بتفويض قطاع النظافة أن الجماعة عقدت سلسلة لقاءات‬ ‫تحسيسية مع الصيادلة والمجتمع المدني لتوعية الساكنة بضرورة المحافظة على جمالية المدينة‪.‬‬ ‫ومن جهته أكد ممثل مندوبية الصحة الدكتور الصمدي أن النفايات الطبية ستتكفل بها شركة خاصة بعمالة المضيق‬ ‫الفنيدق مذكرا بدوره بأن مندوبية الصحة تقوم بحمالت تحسيسية لمعالجة بعض الظواهر التي قد تمس صحة المواطنين وخاصة‬ ‫األطفال منهم‪.‬‬ ‫وخالل كلمته أبرز رئيس الجماعة الترابية لمرتيل هشام بوعنان أن هذا اللقاء يدخل في إطار سلسلة من اللقاءات ستنظمها‬ ‫الجماعة مستقبال في إطار منهجية استشارية تشاركية ‪ ،‬تساهم فيه جميع القوى الحية بالمدينة‪ ،‬للحصول على جملة من االقتراحات‬ ‫واآلراء‪ ،‬تكون قابلة للتطبيق وفق ميزانية الجماعة‪.‬‬ ‫ممثل السلطة المحلية ثمن بدوره هذه المبادرة واعتبرها نقطة انطالق إلصالح ماشاب القطاع من نواقص‪ ،‬عن طريق‬ ‫االستفادة من األخطاء السابقة‪ ،‬داعيا إلى تضافر جهود الكل من أجل جعل مرتيل حاضرة نظيفة‬ ‫‪ ‬وخالل مناقشة عامة حول هذا الموضوع تم طرح عدة قضايا تهم نظافة المدينة ومن بينها محاربة الفئران ونفايات األدوية‬ ‫ومخلفات النفايات‪ .‬وطالب المتدخلون بضررة مراقبة مدى تنفيد الشركة لدفتر التحمالت ومتابعتها وزجرها في حاالت اإلخالل ببنود‬ ‫االتفاقية‪ .‬ودعم قطاع النظافة بعمال إضافيين وآآلت إضافية وخاصة في فصل الصيف حيث تشهد المدينة وفود العديد من السياح‬ ‫وخاصة السياح المغاربة‪ .‬مما يتطلب جهدا ووسائل وآليات مضاعفة لتدبير هذا القطاع‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪925‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫إن الباطل كان زهوقا‪...‬‬

‫ـ األمن مطلب المواطنين‬ ‫ـ نحن النيام ال نحس بما يعانيه جنود الخفاء‬

‫لعبة السودوكو (‪)392‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫نحن شعب ال نرى إال ما يلمسنا‪ ،‬وال نؤمن بما يعترينا صالحا أم طالحا‪ ،‬ال نثق بأقوال البرلمانيين‬ ‫الذين يظهرون ما خفي‪ ،‬فما خفي أعظم‪ .‬ال نثق في كثير من نجواهم‪ ،‬كوارث تقع ومقابلها وعود‬ ‫تتهاوى كالحجارة‪ ،‬إنهم يخادعون الشعب وفي الحقيقة ال يخادعون إال أنفسهم‪ ،‬ذكرت سابقا ملف‬ ‫تعدد تعويضات أعضاء مجلسي النواب والمستشارين‪ ،‬وأتت األنباء بأن الحكومة تعرقل مرور هذا‬ ‫القانون إلى البرلمان‪ ،‬والفاهم يفهم‪...‬‬ ‫إخفاقات الحكومة وأجهزتها الموازية أكثر من أن تحصى أو تعد‪ ،‬فقط يجب االهتمام بالقطاع‬ ‫األمني وهو قطاع يحظى بكل التقدير ألنه الدرع الحامي للوطن داخل التراب الوطني طبعا‪ .‬األمن هو‬ ‫مطلب المواطنين‪ ،‬وأجهزة األمن ال تألو جهدا في سبيل توفير األمن للمواطنين‪ ،‬ولكن ماذا عسى‬ ‫هذه األجهزة بمواردها البشرية والمادية المحـدودة أن تلبي من حاجيات بلد مفتوح على الجريمة‬ ‫داخليا وخارجيا ؟ بلد جاء في ملتقى بحرين ويشكل بوابة على الغرب وعلى الشرق والجنوب الصحراوي‪،‬‬ ‫وعلى بحار وربوع؟ ماذا يستطيع بلدنا رغم كل مجهود رجاله الشرفاء العاملين في جهاز األمن أن يضع‬ ‫أمام كتل الجليد المنحدرة من أقاصي الصحراء جنوبا ومن أقرب القوم جيرانا؟ ماذا يستطيع رغم أنه‬ ‫يبذل قصارى الجهد ليظل الوطن آمنا وعزيزا ومستقرا؟‪.‬‬ ‫ونحن نيام ال نحس بما يعانيـــه جنــود الخفاء الذين يظلون أيقاظ‪ ،‬ال نشعر بهم وهم غائبون‬ ‫عن بيوتهم ليال وأيام طوال في سبيل الوطن‪.‬‬ ‫نحن الغائبون عن الوعي ال نعرف مدى ما يستشعره الساهرون في التخوم واألغوار والجبال‬ ‫من ثقل ما يحملــون فوق كاهلهم‪ ،‬وداخل أنفسهم من أمانة‪ ،‬أمانة عرضت على الجبال واألرض‬ ‫والسمــاوات فأبين حملهــا‪ ،‬وحملها اإلنسان ‪ ،‬أنتم يا جنود الحق في التخوم واألراضي القاحلة‪ ،‬والخبز‬ ‫الذي ذاقه جاللة الملك المغفور له الحسن الثاني رحمه اهلل يوما ما في سراديب وخنادق الجنود‪،‬‬ ‫األشاوس في الصحراء‪ ،‬أنتم الحق الذي ال يعلوه الباطل‪ ،‬ليس هذا رجفا وال زيفا كما قد تقوله أجهزة‬ ‫اإلعالم الجزائرية المتردية والنطيحة والمستعدة لكل واجهة أو مواجهة مع المغرب‪ ،‬بل إنها الحقيقة‪،‬‬ ‫حقيقة جنود الحق المرابطين‪ ،‬وحقيقة الشرذمة المارقة المدعومة من قوى الشر والطغيان‪ ،‬وشتان‬ ‫بين الحق والباطـــل‪ ،‬وشتان بين من يملؤون الدنيا ضجيجا وصخبا‪،‬وبين من يلتزم السكينة ويلوذ‬ ‫بالصبر‪ ،‬ويسلم أمره هلل‪ ،‬شتان بين الحق والباطل‪.‬‬

‫«قل جاء احلق وزهق الباطل‪� ،‬إن الباطل كان زهوقا»‪.‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫‪ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES‬‬

‫‪VII- L’ANNEE SOCIALE : Du 01 Janvier‬‬ ‫‪au 31 Décembre.‬‬ ‫‪VIII- GERANCE : La société est gérée‬‬ ‫‪par Mme Metmari Zeneb nommée pour une‬‬ ‫‪durée illimitée en qualité de gérante de la‬‬ ‫‪société.‬‬ ‫‪- Le dépôt légal a été effectue au‬‬ ‫‪Greffe du Tribunal de Commerce de Tanger‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬ ‫‪------------------------------------------------------‬‬‫‪Cabinet de consulting FOR AND MAN,‬‬ ‫‪96, Bd la Gironde, rue de Blaye‬‬ ‫‪Imm D2 Casablanca.‬‬ ‫‪Avis de Constitution de « HIBA BENYCB‬‬ ‫‪AUTO » SARL D’associé unique.‬‬ ‫‪Aux termes d’un acte sous seing‬‬ ‫‪privé, établi à Chefchaouen en date du 08‬‬ ‫‪janvier 2018, il a été constitué une SARLAU‬‬ ‫‪dont les caractéristiques sont définies ci‬‬‫‪après :‬‬ ‫‪Objet :‬‬ ‫‪La Société a principalement pour‬‬ ‫‪objet :‬‬ ‫;‪• L’enseignement de la conduite ‬‬ ‫‪• L’entretien et réparation de‬‬ ‫;‪véhicules‬‬ ‫; ‪• La location de voiture‬‬ ‫‪• Les opérations d’import-export.‬‬ ‫‪Siège social :‬‬ ‫‪Le siège de la société est fixé à :‬‬ ‫‪Chefchaouen, 35, Quartier Administratif,‬‬ ‫‪Ain Haouzi‬‬ ‫;‪Durée : 99 ans ‬‬ ‫‪Capital :‬‬ ‫‪Le capital social fixé à la somme de‬‬ ‫‪VINGT MILLE DIRHAMS (20.000,00 Dh),‬‬ ‫‪Gérance :‬‬ ‫‪La société est uniquement gérée par‬‬ ‫‪Mr Wail BENYACOUB‬‬ ‫‪Dépôt :‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au greffe‬‬ ‫‪du tribunal de première instance de‬‬ ‫‪Chefchaouen, N° 09/2018 du 19/01/2018.‬‬ ‫‪La société est immatriculée au‬‬ ‫‪registre du commerce tenu par ce même‬‬ ‫‪tribunal sous le n°1257.‬‬ ‫‪Pour mention et insertion‬‬ ‫‪FOR AND MAN.‬‬

‫‪17‬‬

‫‪« BIEAUTUE » S.A.R.L AU‬‬ ‫‪Société à Responsabilité Limitée‬‬ ‫‪Associé Unique,‬‬ ‫‪Au capital de DHS 100000‬‬ ‫‪Siège Social, 127 avenue Hafid ibn‬‬ ‫‪abdelbar résidence al andalouses‬‬ ‫‪inzarane 3ème étage N° 15 - Tanger.‬‬ ‫‪CONSTITUTION‬‬ ‫‪Aux termes d’un acte sous seing‬‬ ‫‪privé en date du 19 Décembre 2017,‬‬ ‫‪enregistré à Tanger le 25 décembre 2017,‬‬ ‫‪sous les références 35634 ‬‬ ‫‪/130402,‬‬ ‫‪il a établi les statuts d’une société à‬‬ ‫‪responsabilité limitée associé unique dont‬‬ ‫‪les caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫ ‪I- DÉNOMINATION : BIEAUTUE‬‬ ‫‪II- FORME JURIDIQUE : SOCIETE A‬‬ ‫‪RESPONSABILITEE LIMITEE ASSOCIE‬‬ ‫‪UNIQUE‬‬ ‫‪III-OBJET :‬‬ ‫‪Principalement la Société a pour objet‬‬ ‫‪au Maroc et à l’étranger, pour son compte‬‬ ‫‪ou pour le compte des tiers, d’exercer les‬‬ ‫‪activités suivantes :‬‬ ‫‪- Achat et vente de produits‬‬ ‫;‪cosmétiques ‬‬ ‫‪Et généralement, toutes opérations‬‬ ‫‪mobilières, immobilières, financières,‬‬ ‫‪industrielles ou commerciales pouvant se‬‬ ‫‪rattacher directement ou indirectement, en‬‬ ‫‪tout ou en partie, à l’une ou à l’autre des‬‬ ‫‪opérations visées ci-dessus de manière à‬‬ ‫‪faciliter, favoriser ou développer l’activité‬‬ ‫‪de la société.‬‬ ‫‪IV-SIEGE SOCIAL : 127 avenue Hafid ibn‬‬ ‫‪abdelbar résidence al andalouses inzarane‬‬ ‫‪ème‬‬ ‫‪3 étage N°15 Tanger.‬‬ ‫‪V-DUREE: 99 années à compter du jour‬‬ ‫‪de sa constitution.‬‬ ‫‪VI- CAPITAL SOCIAL : Le capital social‬‬ ‫‪est fixé à 100.000,00 (Cent Mille) Dirhams,‬‬ ‫‪divisé en MILLE (1000) Parts Sociales‬‬ ‫‪de CENT DIRHAMS (100,-DH) chacune,‬‬ ‫‪numérotées de 1 à 1000 et attribuées à :‬‬ ‫‪Mme Metmari Zeneb, apporteur en‬‬ ‫‪numéraire de 1000 parts sociales.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪392‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 925‬ـ الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫جولة حول كأس العالم ‪..‬‬ ‫أرقام ومعلومات‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫أصبحت‬

‫صفقات انتقال العبي كرة القدم تثير جدال كبيرا في سماء الكرة المستديرة‪ ،‬ولم‬ ‫يكن أحد يتصور أن يأتي يوم تصل فيه قيمة العب ماليين يصعب عدها‪ ،‬كما حدث‬ ‫في صفقة البرازيلي نيمار الذي تعاقد مع باريس سان جيرمان بصفقة أصبحت أغلى صفقة انتقال العب‬ ‫في تاريخ كرة القدم‪ ،‬مقابل (‪ 222‬مليون يورو)‪ .‬وجاء بعده مواطنه‪ ،‬البرازيلي كوتينيو الذي انتقل إلى‬ ‫نادي برشلونة ‪ ،‬في صفقة قدرت قيمتها بـ ‪ 160‬مليون يورو‪ .‬ليصل مجموع صفقة الالعبين ‪ 382‬يورو‪.‬‬ ‫ومثل هذه األرقام المسيلة للعاب كانت تشكل ميزانية التسيير اإلجمالية ألكثر من نادي في العالم‪.‬‬ ‫أكيد أن األجهزة المسيرة لكرة لقدم أصبحت مطالبة بوضع حد لمثل هذا التسيب المالي الذي سينخر‬ ‫جسم كرة القدم مع مرور األيام‪ ،‬ونحن بدأنا نسمع اليوم بتحضير ريال مدريد لغالف مالي ضخم لخطف‬ ‫نيمار من باري سان جيرمان مقابل ‪ 400‬مليون يورو‪ .‬وجاء رد مثير من مانشستير يونايتد الذي أبدى عبر‬ ‫تصريح لمدربه مورينيو استعداده لدفع ‪ 500‬مليون يورو مقابل هذا الالعب‪ .‬فإلى أين تسير كرة القدم‬ ‫بهذا التسيب المالي في وقت يعيش فيه العالم أزمات مالية خانقة؟؟‪ .‬فهل كنتم تتصورون أن تصل‬ ‫القيمة المالية لهذين الالعبين (أنظر الصورة) إلى ما وصلت إليه؟‪ .‬أكيد إنه التهور بعينه‪.‬‬

‫عبد الحميد أبرشان‪...‬‬ ‫رئي�س احتاد طنجة لكرة القدم (‪)2‬‬

‫• ما صحة الشائعات حول عودة‬ ‫الحارس التكناوتي للوداد في الميركاتو‬ ‫الحالي؟‬ ‫• • اتحاد طنجة كان يعاني في السنوات‬ ‫األأخيرة من أزم��ة ح��راس‪ .‬وكما تابعتم أن‬ ‫الفريق أهدر فرصة إحراز البطولة بسبب حارس‬ ‫المرمى‪ .‬تعاقدنا مع الحارس رضى التكناوتي‬ ‫على سبيل اإلع��ارة لمدة موسم واح��د‪ .‬هذه‬ ‫هي الحقيقة‪ ،‬ما يروج من خبر حول وجود بند‬ ‫في العقد يسمح له بالعودة للوداد في مرحلة‬ ‫االنتدابات الشتوية الحالية عاري من الصحة‪،‬‬ ‫الحارس سيستمر معنا إلى نهاية الموسم‬ ‫وهو مرتاح جدا‪ .‬بل إنه عبر لي عن رغبته في‬ ‫االستمرار معنا لمواسم أخ��رى إذا استطعنا‬ ‫التوصل إلى حل مع فريقه‪ ،‬الوداد البيضاوي‪.‬‬ ‫وال خ��وف على حراسة مرمى اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫نتوفر على حارسين شابين هما طارق أوطاح‬ ‫القادم من شباب الريف الحسيمي‪ ،‬والمهدي‬ ‫وايا‪ ،‬ينتظرهما مستقبل زاهر‪ ،‬يمكننا االعتماد‬ ‫عليهما في المستقبل‪.‬‬

‫• كيف أصبحت عالقة الفريق مع المستشهرين في ظل االنطالقة السلبية للفريق؟‬ ‫• • أخيرا وقع الفريق عقد استشهار رمزي مع إحدى شركات العصائر‪ ،‬تزامن مع فترة الميركاتو الحالي‪ .‬وسيتم تحسين العقد‬

‫مستقبال من الجانب المالي‪ .‬الفريق اصبح له صيت على صعيد البطولة الوطنية‪ ،‬وهناك مستشهرون يرغبون في التعاقد معنا‪.‬‬ ‫والمستشهرين الحاليين يتابعون كل كبيرة وصغيرة عن مسيرة الفريق‪ ،‬إلى درجة أن بعض المسؤولين عن هذه المؤسسات‬ ‫كانوا يسألونني عن سبب بعض األخطاء التحكيمية التي كانت ترتكب في حق الفريق في بعض المباريات السابقة‪ .‬كنا جميعا‬ ‫منشغلين بسوء النتائج وهذا ما كان يخيفنا‪ ،‬كون المستشهر يهمه الفريق والنتائج‪.‬‬

‫من األكثر ظهورًا بكأس العالم؟‬ ‫نجم خط الوسط األلماني‪ ،‬لوثار ماتيوس‪ ،‬يحمل رقم أكثر العب‬ ‫شارك في مباريات بكأس العالم بـ ‪ 25‬مباراة‪ ،‬في خالل ‪ 5‬بطوالت – على‬ ‫مدار ‪ 20‬سنة‪ ،-‬مواطنه كلوزه قريب منه بفارق مباراة‪ ،‬وباولو مالديني‬ ‫ورائهما مباشرة‪ .‬دييجو مارادونا‪ ،‬لعب ‪ 4‬كؤوس عالم‪ ،‬حيث ظهر في ‪21‬‬ ‫مباراة‪ ،‬وأما قائد البرازيل في ‪ ،2002‬كافو يتساوى من فيليب الم‪ ،‬بـ ‪20‬‬ ‫مشاركة‪.‬‬

‫جائزة كأس العالم‬

‫يحصل المتوج على كأس العالم‪ ،‬على الجائزة قيمة حيث أنها من‬ ‫الذهب الخالص‪ ،‬والتي قدمت للمرة األولى في ‪ ،1974‬تم تصميمها عن‬ ‫طريق الفنان اإليطالي سيلفيو جزانيجا‪ ،‬والذي صنع من الذهب الخالص‬ ‫عيار ‪ ،18‬والقاعدة من معدن مخليت‪ .‬وعن وصف الكأس قال جزانيجا‬ ‫«ترتفع الخطوط من القاعدة وتزداد عند المنطقة الدائرية‪ ،‬وتمتد‬ ‫الستقبال كرة األرضية‪ ،‬ويظهر في النحت رياضيين يحتفالن باالنتصار‪.‬‬ ‫طول الكأس ‪ 36.8‬سم‪ 14.5« ،‬بوصة»‪ ،‬أما الوزن ‪ 6.175‬كيلو جرام‪،‬‬ ‫‪ 13.61‬رطل‪.‬‬

‫ما هي كأس جول ريميه؟‬

‫كما ذكرنا من قبل الكأس الحالية‪ ،‬قدمت للمرة األولى في ‪،1974‬‬ ‫قبل ذلك كانت المنتخبات الفائزة في الفترة ما بين ‪ 1930‬إلى ‪،1970‬‬ ‫يسلم لها كأس جول ريميه‪ ،‬والتي تختلف بالقطع عن الكأس الحالية‬ ‫التي صممها جزانيجا‪ .‬وقد تم نحته عن طريق الفنان الفرنسي أبيل‬ ‫الفلور‪ ،‬الذي كلف بتصميمها من قبل الفيفا‪ .‬الكأس التي سميت بـ‬ ‫«النصر»‪ ،‬كانت عبارة عن إله النصر عند اليونانيين المسمى بـ «نايكي»‪،‬‬ ‫ووضع فوق رأسها كأس ثمانية الشكل‪ ،‬هي مصنوعة من الفضة ومطلية‬ ‫بالذهب اإلسترليني‪ ،‬والقاعدة مصنوعة من الرخام الذي حل محلها‬ ‫معدن الالزورد في ‪ .1954‬وفي عام ‪ 1946‬تم تغيير اسم البطولة من‬ ‫كأس النصر إلى جول ريميه‪ ،‬رئيس االتحاد السابق‪ ،‬والذي كان له دور‬ ‫كبير في إنشاء البطولة‪ .‬وقد احتفظ المنتخب البرازيلي بتلك الكأس‪،‬‬ ‫بعدما فازوا بالبطولة الثالثة في ‪ ،1970‬وذلك تبعًا لقواعد الفيفا‪ ،‬لكن‬ ‫لسوء الحظ أنها قد سرقت في ‪ 1983‬ولم يعثر عليها حتى اآلن‪.‬‬

‫• هناك حديث عن مركز التكوين وعن ضعف الطاقم الطبي‪ ،‬ما هو جوابكم؟‬ ‫• • البناية الحالية لمركز التكوين في طور اإلصالح‪ ،‬سيصبح بمواصفات حديثة من أجل استقطاب حوالي ‪ 40‬ممارس‬

‫لالستفادة من برنامج دراسة ورياضة‪ ،‬هناك مشروع بغالف مالي محترم من أجل تطوير هذا المركز وتوفير أربعة مالعب للتدريب‪،‬‬ ‫وإعادة تهيئة مالعب التداريب التابعة للفريق ولمدرسته‪ .‬الهدف هو بناء فريق للمستقبل والتخفيف من عبء المصاريف الكبيرة‬ ‫التي تثقل كاهل الفريق على مستوى انتداب الالعبين‪ .‬بالنسبة للطاقم الطبي‪ ،‬نحن نفتخر بوجود طبيب متمرس بالفريق‪،‬‬ ‫وتشتغل ضمن طاقمه أطر لها تجربة في مجال كرة القدم تفوق ‪ 20‬سنة‪ .‬ومعالج طبيعي من أكفأ ما تتوفر عليه مدينة طنجة‬ ‫ويتوفر على عيادة بأحدث التجهيزات‪ .‬من أكفأ األطر الطبية‪ ،‬بشهادة جميع المدربين الذين تعاقبوا على الفريق يشيدون من‬ ‫خالل تقاريرهم الشهرية بعمل طبيب الفريق‪ .‬المشكل يكمن في رفض الطبيب التعامل مع الالعبين المستهترين‪ ،‬سيما الذين‬ ‫يستغلون العالقات ما بعض أطباء الفرق لالستفادة من شواهد و رخص الراحة‪ .‬وحتى بعض القضايا المتعلقة بالجانب الصحي‬ ‫التي عاشها الفريق مع بعض الالعبين كحالة الحارس هشام المجهد الذي شخص طبيب الفريق حالته وأكد عدم قدرته على‬ ‫اللعب بسبب إصابة تعرض لها قبل التحاقه بالفريق‪ .‬طبيب الفريق كشف كذلك حالة الحارس أحمد محمدينا وقال أن مشواره‬ ‫الرياضي انتهى‪ ،‬ولن يقوى على العودة للمالعب مجددا بحكم طابع إصابته‪ ،‬وذلك ما تبث ولم نعد نرى للحارس وجود اليوم‬ ‫مع أي نادي‪ .‬الالعب عمر العرجون كان سيحرم من المشاركة في ديربي الشمال أمام المغرب التطواني بسبب اإلصابة‪ .‬طبيب‬ ‫الفريق ومعه الطاقم الطبي اشتغلوا طيلة األسبوع الذي سبق المباراة في عالج الالعب ومكنوه من الجاهزية والمشاركة‪ ،‬وكان‬ ‫من الركائز التي ساهمت في الفوز بالديربي‪ ،‬وحتى حالة اإلصابات هذا الموسم كانت بشكل أقل‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫سانشيز يغلق الباب‬ ‫أمام كريستيانو رونالدو‬

‫أص��ب��ح��ت ع���ودة‬ ‫البرتغالي كريستيانو‬ ‫رونالدو‪ ،‬مهاجم ريال‬ ‫مدريد‪ ،‬لناديه السابق‬ ‫يونايتد‪،‬‬ ‫مانشستر‬ ‫شبه مستحيلة بعد أن‬ ‫اقترب النادي اإلنجليزي‬ ‫م��ن ض��م أليكسيس‬ ‫سانشيز العب آرسنال‬ ‫هذا الشتاء‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد قالت صحيفة «ماركا»‪ ‬إن توقيع مان يونايتد مع سانشيز‬ ‫له تأثير مباشر على ريال مدريد ألنه سيقطع الطريق على العودة‬ ‫المحتملة لرونالدو إلى ملعب أولد ترافورد‪ .‬وأضافت الصحيفة‬ ‫أن جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد لم يعد لديه‬

‫النية للتعاقد مع صاروخ ماديرا‬ ‫في ظل كثرة الخيارات الهجومية‬ ‫لديه في الوقت الراهن خاصة‬ ‫بعد ضم سانشيز‪ ،‬إذ يتواجد‬ ‫في قائمة الشياطين الحمر كل‬ ‫من ماركوس راشفورد‪ ،‬خوان‬ ‫ماتا‪ ،‬روميلو لوكاكو‪ ،‬جيسي‬ ‫لينجارد‪ .‬وأشارت الصحيفة إلى‬ ‫أن هناك سببا آخر يؤكد أيضا‬ ‫أن كريستيانو لن يعود ليونايتد‬ ‫وهو أن سانشيز سيرتدي القميص رقم ‪ 7‬مع فريقه الجديد‪،‬‬ ‫وهو الرقم المرتبط دائما برونالدو‪ .‬من ناحية أخرى أوضحت‬ ‫الصحيفة أن مورينيو لن يعزز هجومه الصيف المقبل‪ ،‬بأي أسماء‬ ‫جديدة‪ ،‬وسيركز على تعزيز خطي الدفاع والوسط‪.‬‬


‫العدد ‪925‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫باقي مباريات بطولة إفريقيا لالعبين المحليين‬ ‫الثالثاء ‪ 23‬يناير‪:‬‬ ‫المجموعـــة الثالثـــة (الساعة السابعة‬ ‫مساء)‬ ‫الملعب الكبير بأكادير‬ ‫غينيا االستوائية ‪ /‬نيجيريا‪.‬‬ ‫الملعب الكبير بطنجة‬ ‫روندا ‪ /‬ليبيا‪.‬‬ ‫األربعاء ‪ 24‬يناير‪:‬‬ ‫المجموعة الرابعة (الساعة السابعة مساء)‬ ‫الملعب الكبير بأكادير‬ ‫الكونغو ‪ /‬أنغوال‬ ‫الملعب الكبير بطنجة‬ ‫بوركينافاسو ‪ /‬الكاميرون‬ ‫السبت ‪ 27‬يناير‪:‬‬ ‫ربع النهاية‪ ‬‬ ‫المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء‬ ‫(الساعة الرابعة والنصف عصرا)‬ ‫متصدر المجموعة األولى ‪ /‬وصيــف المجموعــة‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫الملعب الكبير بمراكش (الساعة السابعة والنصف‬ ‫مساء)‬ ‫متصدر المجموعة الثانية ‪ /‬وصيف المجموعة‬ ‫األولى‪.‬‬

‫األحد ‪ 28‬يناير‪:‬‬ ‫الملعب الكبير بطنجة (الساعة الرابعة‬ ‫والنصف عصرا)‬ ‫متصدر المجموعة الثالثة ‪ /‬وصيف‬ ‫المجموعة الرابعة‪.‬‬ ‫الملعب الكبير بأكادير (الساعة السابعة‬ ‫والنصف مساء)‬ ‫متصدر المجموعة الرابعة ‪ /‬وصيف‬ ‫المجموعة الثالثة‪.‬‬ ‫األربعاء ‪ 31‬يناير‪:‬‬ ‫المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء‬ ‫(الساعة الرابعة والنصف عصرا)‪.‬‬ ‫نصف النهاية األولى‪ .‬‬ ‫الملعب الكبير بمراكش (الساعة السابعة والنصف‬ ‫مساء)‬ ‫نصف النهاية الثانية‪ .‬‬ ‫السبت ‪ 3‬فبراير‪:‬‬ ‫الملعب الكبير بمراكش (السابعة مساء)‬ ‫مباراة الترتيب‬ ‫األحد ‪ 4‬فبراير‪:‬‬ ‫المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء‬ ‫(السابعة مساء)‪.‬‬ ‫المباراة النهائية‬

‫أسينسيو يجنب ريال مدريد رقما سلبيا‬ ‫وإسبانيول يكسر عقدته في ديربي كتالونيا‬ ‫أنق��ذ ماركو أسينس��يو‪،‬‬ ‫العـــ��ب ريـــ��ال مدريدـ��ـ‪،‬‬ ‫فريق��ه م��ن رق��م س��لبي‪،‬‬ ‫بإح��رازه ه��دف الف��وز عل��ى‬ ‫مضيفه‪ ‬ليغانيس‪،‬الخمي��س‬ ‫الماض��ي‪ ،‬لحس��اب ذهاب ربع‬ ‫نهائ��ي كأس ملك إس��بانيا‪.‬‬ ‫و و ف ًقا ‪ ‬لحسا ب ‪ « ‬ميس��تر‬ ‫شيب»‪ ‬اإلس��باني‪ ،‬المعن��ي‬ ‫باإلحصائي��ات‪ ،‬فف��ي حال‪ ‬لم‬ ‫يس��جل أسينس��يو ه��ذا‬ ‫اله��دف‪ ،‬وانته��ت المب��اراة‬ ‫بالتعادل الس��لبي‪ ،‬كان الريال‬ ‫س��يفتقد ه��ز الش��باك‪ ،‬في‬ ‫مباراتي��ن متتاليتي��ن‪ ،‬ه��ذا‬ ‫الموس��م‪ ،‬وهو‪ ‬ما ل��م يحدث‬ ‫للميرينج��ي‪ ،‬منذ ‪ 7‬س��نوات‪.‬‬ ‫وكان الري��ال خس��ر مبارات��ه‬ ‫األخيرة‪ ،‬في الليغا‪ ،‬أمام فياريال‪ ،‬بهدف دون رد‪ .‬وبهذا‪ ‬الهدف‪،‬‬ ‫أصبح‪ ‬أسينسيو ثاني هدافي ريال مدريد‪ ،‬هذا الموسم‪ ،‬برصيد‬ ‫‪ 8‬أه��داف‪ ،‬متفو ًق��ا بفارق ه��دف واحد‪ ،‬على جاري��ث بيل‪ ،‬فيما‬ ‫يحتل‪ ‬كريس��تيانو رونالدو صدارة القائمة‪ ،‬بـ‪ 16‬هدفا‪ .‬وكس��ر‬ ‫إس��بانيول عقدته بعدما حقق فوزا مهما أمام ضيفه برشلونة‪،‬‬ ‫ف��ي ديرب��ي كتالونيا‪ ،‬ف��ي المب��اراة التي جمع��ت بينهما يوم‬ ‫األربعاء‪ .‬وقال حساب «ميستر شيب» اإلسباني‪ ،‬لإلحصائيات إن‬ ‫هذه هي أول مباراة يفوز بها إسبانيول في ديربي كتالونيا منذ‬ ‫‪ 21‬فبراي��ر من عام ‪ .2009‬ومنذ ذلك الحين خاض إس��بانيول‬ ‫أمام برش��لونة ‪ 19‬مباراة‪ ،‬خس��ر ف��ي ‪ 16‬مب��اراة‪ ،‬وتعادل في‬ ‫‪ 3‬أخ��رى‪ ،‬واليوم ف��از للمرة األولى منذ ‪ 9‬أع��وام تقريبا‪ .‬وقلب‬ ‫فالنس��يا الطاولة عل��ى ضيفه ديبورتيفو أالفي��س بعد أن كان‬ ‫متأخرا به��دف النتصار بنتيجة (‪ )2-1‬على ملعب «المس��تايا»‪.‬‬ ‫و باغ��ت الضيوف بالتقدم في النتيجة عبر روبين س��وريانو في‬ ‫الدقيق��ة ‪ ،66‬إال أن البرتغال��ي المتألق جونس��الو جويديدس‬ ‫أدرك التعادل لفالنس��يا بعدها بس��بع دقائق‪ .‬واستغل أصحاب‬ ‫األرض النق��ص الع��ددي ف��ي صف��وف الفريق الباس��كي بعد‬ ‫ط��رد أدريان دييجيز بالبطاقة الصف��راء الثانية في الدقيقة ‪78‬‬ ‫ليتقدم في النتيجة في الدقيقة ‪ 82‬عن طريق الدولي اإلسباني‬ ‫رودريجو مورينو‪ .‬وبهذا يدخل فالنس��يا مباراة اإلياب األس��بوع‬ ‫المقبل على ملع��ب «مينديزوروتزا» ويكفيه التعادل الس��لبي‬

‫فق��ط لقط��ع بطاق��ة نص��ف‬ ‫نهائي المس��ابقة التي لم يفز‬ ‫به��ا من��ذ ‪ 10‬أع��وام‪ .‬وصن��ع‬ ‫إشبيلية التاريخ في ملعب واندا‬ ‫متروبوليتان��و‪ ،‬معق��ل أتلتيكو‬ ‫مدري��د‪ .‬وقالت ش��بكة «أوبتا»‬ ‫لإلحصائيات إن إشبيلية أصبح‬ ‫أول فري��ق إس��باني يف��وز على‬ ‫أتلتيك��و مدري��د ف��ي ملعب��ه‬ ‫الجدي��د وان��دا متروبوليتان��و‬ ‫بمختل��ف المس��ابقات‪ .‬ويذكر‬ ‫أن أتلتيكو مدريد استقبل على‬ ‫ملعب��ه الجدي��د كل م��ن ريال‬ ‫مدري��د وبرش��لونة الفريقي��ن‬ ‫األقوى في إس��بانيا‪ ،‬لكنه أنهى‬ ‫المبارتين بالتعادل‪ ،‬كما تعادل‬ ‫م��ع فياريال أيض��ا‪ ،‬في مباري��ات الليغا‪ .‬وخس��ر أتلتيكو مدريد‬ ‫المباراة أمام إشبيلية بهدفين مقابل هدف‪ ،‬مساء يوم األربعاء‪.‬‬

‫نتائج ذهاب ربع النهائي‪:‬‬

‫أتلتيكو مدريد ‪ /‬إشبيلية‪2 – 1 :‬‬ ‫فلينسيا ‪ /‬ديبورتيفو أالفيس‪1 – 2 :‬‬ ‫إسبانيول ‪ /‬برشلونة‪0 – 1 :‬‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ريال مدريد‪1 – 0 :‬‬

‫برنامج إياب ربع النهائي‪:‬‬ ‫اليوم الثالثاء‪:‬‬

‫إشبيلية ‪ /‬أتلتيكو مدريد‬

‫غدا األربعاء‪:‬‬

‫أالفيس ‪ /‬فلينسيا‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ليغانيس‬

‫بعد غد الخميس‪:‬‬

‫برشلونة ‪ /‬إسبانيول‬

‫تكذيب خبر مقايضة التكناوتي بحمودان‬

‫نفى مصدر من اتحاد طنجة األخبــار التي راجـــت بشأن دخوله في‬ ‫مفاوضـات مع الوداد البيضاوي لمقايضة الحــارس رضــا التكناوتــي‬ ‫بمهاجمــه أحمد حمــودان‪ .‬وأكــد المصـدر ذاتـــه أن حمودان ال يفكر‬ ‫في االستمرار في البطولة الوطنية في حال مغادرته لفريقه الحالي‪،‬‬ ‫ويرغب في االحتراف بالخارج‪.‬‬ ‫وكان اتحاد طنجـــة تعاقد في بداية الموسم مـع رضــا‬ ‫التكنــــاوتــي‪ ،‬حـــارس الوداد البيضاوي في فترة المدرب الزاكي لموسم‬ ‫واحد على سبيل اإلعارة‪ .‬وأدى تألق الحارس هذا الموسم بقميص اتحاد‬ ‫طنجة إلى رغبة الوداد إلفى استعادته‪ .‬وراجت أخبار حول وجود بند في‬ ‫العقد يخــول للوداد البيضــاوي استعادة حارســه خــالل فترة االنتدابات‬ ‫الشتوية‪ ،‬الجارية‪ ،‬لكن حميد أبرشان‪ ،‬رئيس اتحاد طنجة نفى الخبر وأكد‬ ‫أحقية فريقه في االستفادة من خدمات الحارس المعار حتى نهـــايـــة‬ ‫الموسم الجاري‪.‬‬ ‫وأكـــد أبرشــان ل»جريدة طنجة» أن الحارس أعرب عن سعادته‬ ‫بوجوده مع اتحــاد طنجة‪ ،‬ورغبته في االستمرار مع الفريق لفترة طويلة‪.‬‬ ‫إال أن الوداد يسعى الستعادة حارسه بسبب أزمة الحراس التي يعاني‬ ‫منها الفريق‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫األمير موالي الحسن يترأس مباراة افتتاح منافسات «الشان»‬

‫ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد األمير موالي الحسن‪ ،‬مساء السبت‬ ‫‪ 13‬يناير ‪ 2018‬مباراة االفتتاح لمنافسات بطولة إفريقيا لألمم طوطال ‪2018‬‬ ‫التي تجرى ببالدنا إلى غاية ‪ 4‬فبراير ‪ .2018‬و جمعت مباراة االفتتاح التي‬ ‫أقيمت بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء‪ ،‬بين المنتخب‬ ‫الوطني لالعبين المحليين والمنتخب الموريتاني في إطار الجولة األولى‬ ‫عن المجموعة األولى من الدور األول من نهائيات بطولة إفريقيا لالعبين‬ ‫المحليين طوطال المغرب‪ -2018‬وقادها الحكم الزامبي جاني سيكازوي‪.‬‬ ‫الالعبان أووك وكشاني يغادران مقر إقامة المنتخب الوطني‬ ‫غادر الالعبان بديع أووك وبدر كشاني‪ ،‬مقر إقامة المنتخب الوطني‬ ‫لالعبين المحليين المشارك في منافسات «الشان» التي تجرى أطوارها ببالدنا‬ ‫في الفترة المتراوحة ما بين ‪ 13‬يناير و‪ 4‬فبراير ‪ .2018‬وكان السيد جمال‬ ‫سالمي‪ ،‬مدرب المنتخب الوطني لالعبين المحليين‪ ،‬قد وجه الدعوة إلى ‪23‬‬ ‫العبا للمشاركة في منافسات «الشان»‪ .‬جدير بالذكر‪ ،‬أن قرعة منافسات كأس‬ ‫إفريقيا لالعبين المحليين‪ ،‬كانت قد أوقعت النخبة الوطنية في المجموعة‬ ‫األولى إلى جانب منتخبات ‪ :‬موريتانيا وغينيا والسودان‪.‬‬

‫أكثر من ‪ 155‬ألف مشجع خالل العشر مباريات األولى‬ ‫من الشان‬ ‫تنهي اللجنة المنظمة لبطولة افريقيا لألمم طوطال المغرب ‪ ،2018‬إلى‬ ‫علم الجمهور المغربي أن عدد المشجعين الذين حضروا خالل المباريات‬ ‫العشر األولى من الدور األول لهذه المنافسة القارية‪ ،‬قد بلغ ‪155031‬‬ ‫مشجع‪ .‬وتؤكد اللجنة المنظمة أن اإلقبال الجماهيري على المالعب األربعة‬ ‫التي تحتضن هذا العرس القاري بكل من مدن الدار البيضاء‪ ،‬طنجة‪ ،‬مراكش‪،‬‬ ‫وأكادير من شأنه ان يساهم وبشكل كبير في إنجاح تنظيم هذه البطولة‪.‬‬ ‫وتدعو اللجنة المنظمة كل محبي كرة القدم للحضور إلى المالعب‪ ،‬لمساندة‬ ‫المنتخبات المشاركة في بطولة إفريقيا لالعبين المحليين والتي تمتد الى‬ ‫غاية ‪ 4‬فبراير ‪.2018‬‬

‫المنتخب الوطني لالعبين المحليين يتأهل إلى الدور الربع نهائي‬ ‫من منافسات «الشان»‬ ‫تأهل المنتخب الوطني لالعبين المحليين إلى الدور الربع نهائي من‬ ‫منافسات «الشان» مبكرا دون أن يكون في حاجة إلى نتيجة المباراة األخيرة‬ ‫من الدور األول التي جمعته بالمنتخب السوداني أول أمس األحد‪ .‬وكان‬ ‫المنتخب فاز على كل من موريتانيا وغينيا‪.‬‬

‫الكاف تختار الكعبي أحسن العب في مباراة المنتخب‬ ‫ضد غينيا‬

‫اختير العب المنتخب الوطني لالعبين الملحيين أيوب الكعبي «رجل‬ ‫المباراة» في اللقاء الذي جمع مساء األربعاء ‪ 17‬يناير ‪ 2018‬النخبة المغربية‬ ‫بنظيرتها الغينية‪ ،‬برسم الجولة الثانية عن المجموعة األولى من نهائيات‬ ‫بطولة إفريقيا لالعبين المحليين طوطال ‪ /‬المغرب ‪ .2018‬وجاء اختيار‬ ‫الكونفدرالية األفريقية لكرة القدم أليوب الكعبي كأحسن العب في المباراة‬ ‫بعد األداء الجيد الذي أبان عنه طيلة أطوار المقابلة‪ ‬التي أقيمت على أرضية‬ ‫المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء‪ .‬وكانت الكونفدرالية‬ ‫األفريقية لكرة القدم اختارت العب المنتخب الوطني عبد اإلله حافيظي»رجل‬ ‫المباراة» في اللقاء الذي جمع يوم السبت ‪ 13‬يناير ‪ ،2018‬بين المنتخب‬ ‫الوطني لالعبين المحليين بنظيره منتخب موريتانيا‪ ،‬لحساب الجولة األولى‬ ‫عن المجموعة األولى من الدور األول من نهائيات بطولة إفريقيا لالعبين‬ ‫المحليين طوطال المغرب‪ . -2018‬وبصم الالعب عبد اإلله حافيظي على‬ ‫مستوى جيد خالل هذا اللقاء‪ ،‬حيث أقنع اللجنة التقنية للكاف بأدائه‪ ،‬مما أهله‬ ‫ألن يكون أحسن العب في المباراة التي فازت بها العناصر الوطنية بنتيجة ‪4‬‬ ‫اهداف دون مقابل‪.‬‬

‫صرف منح الشطر الثاني ألندية الهواة‬

‫تعلن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬والعصبة الوطنية لكرة‬ ‫القدم هواة‪ ،‬أنه تم صرف الشطر الثاني من المنحة المخصصة ألندية الهواة‬ ‫الخاصة بالموسم الرياضي ‪ ،2017/2018‬والتي تقدر قيمتها اإلجمالية ب‬ ‫‪ 22.161.500.00‬درهم‪ .‬موزعة على الشكل اآلتي‪:‬‬ ‫أندية البطولة الوطنية ‪ 5.417.500.00 :‬درهما ‪.‬‬ ‫القسم األول هواة ‪ 10.001.000.00 :‬درهما‪.‬‬ ‫القسم الثاني هواة ‪ 6.743.000.00 :‬درهما‪.‬‬ ‫وتؤكد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أنها عمدت إلى اقتطاع‬ ‫المبالغ الموجودة في ذمة الفرق‪ ،‬والتي أقرتها لجنة النزاعات والغرامات‪ .‬وفي‬ ‫السياق ذاته‪ ،‬تؤكد الجامعة أن األندية التي لم تعقد بعد جموعها العامة أو‬ ‫التي ال تتوفر على ملفها القانوني ستتوصل بمنحها فور تسوية وضعيتها‬ ‫اإلدارية لدى الجامعة‪.‬‬


‫العدد ‪925‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬

‫البلوكاج الحكومي‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫قلوب من حجر‬ ‫أو أشد قساوة‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫وإذا كان بلوكاج بنكيران قد تم التخطيط له بشكل «مخدوم»‪ ،‬من جهات لم تعد نواياها خافية على أولي‬ ‫األلباب‪ ،‬بل إن أصحابها أفصحوا عن ذلك في أكثر من مناسبة‪ ،‬حين أربكوا المشهد بشرط «إما أنا وصاحبي‪ ،‬أو ال‬ ‫أحد»‪ ،‬فإن العثماني الرجل «الصامت» عن الكالم «المباح» يعيش حصارا من نوع مختلف‪ ،‬تتداخل فيه السياسة‪،‬‬ ‫والحزبية ‪ ،‬واألطماع والمناورات الشيطانية‪ ،‬حين أعلن حليف «قوي» من حلفائه األقوياء نيته في ضم «مغانم»‬ ‫جديدة‪ ،‬من داخل أغلبية فقد أحد مكوناتها «كل ريشه» خالل الزلزال المعلوم‪ .‬إذاك‪ ،‬راجت شائعات أن حزبا‬ ‫«أصيال» ينوي التحالف مع حزب عتيد‪ ،‬من أجل «بعث» أغلبية جديدة ال يقوى حزب العثماني وال المتحالفون معه‬ ‫على مواجهتها‪ ..... ! ‬لتنتقل القطع والبيادق من مربع إلى مربع‪ ،‬ومن قلعة إلى قلعة‪....‬ويكون الرابح ذاك الذي‬ ‫«فقد» حصانه وبيادقه وقلعته في معركة «خاسرة» أو قل‪ ،‬أرادوها أن تكون كذلك ‪ ،‬وبأقل الخسائر‪.! ‬‬ ‫أما الخسائر فهي تلك التي تحدث عنها بعصامية محامي الدولة ‪ ،‬والناتجة عن حراك الريف الذي يبدو أنه انتقل‬ ‫من مربع إلى مربع آخر‪ ،‬حيث ادٌعى أنها بلغت ما بين ‪ 20‬و‪ 25‬مليون درهم‪....! ‬‬ ‫ولم تحدد أية جهة خسائر الشعب من «بلوكاج» بنكيران الذي فاق الخمسة شهور‪ ،‬ضاعت في مشاورات‬ ‫ومشاورات مضادة‪« ،‬ببغاوية»‪ ،‬انتهت إلى استسالم الرجل الذي طبع الحياة السياسية بطابعه الخاص ‪ ،‬كما وأنه‬ ‫ال زال يحتفظ داخل حزبه بــ «لوبيات» ضغط قوية‪ ،‬فشل «الصقور» في مواجهتها‪.‬‬ ‫وهاهو العثماني يدخل مربع البلوكاج ‪ ،‬بعد ما أثبت «عجزه» فقط‪ ،‬عن «ترميم» حكومته التي بدأت تفتقد‬ ‫مقومات المصداقية‪ ،‬كما بدأت تواجه انتقادات شديدة من الرأي العام بعد الخرجات المثيرة لبعض «صقورها»‬ ‫من بينهم مصطفى الرميد‪ ،‬وعزيز الرباح وعبد القادر اعمارة وخصوصا العزيز على قلوب المغاربة ‪ ،‬لحسن الداودي‪،‬‬ ‫وزير «السانيدة والبوطة» الذي ال يتصرف بـ «إيتيكيت» الوزير‪ ،‬لباقة ولياقة‪ ،‬بل بسلوك المهرج‪ ،‬وإال كيف تصفون‬ ‫«حلقة» السانيدة» أمام جمهور البرلمانيات والبرلمانيين؟ هل كان «الوزير» حقا‪ ،‬بحاجة إلى إقناع نواب األمة‪،‬‬ ‫بوجهة نظره‪ ،‬باعتماده سَندا ماديا‪ ،‬ولسان حاله يقول ‪ :‬افهموها‪ ،‬مرة واحدة‪ ،‬ياعباد اهلل‪ ، ‬ثم ودعوني بالتصفيق‬ ‫والهتاف !!!‬ ‫وأمام «صيام» العثماني عن الكالم‪ ،‬إال نادرا‪ ،‬والنادر ال حكم له‪ ،‬كما تقول القاعدة الفقهية ‪ ،‬بدأت اإلشاعات‬ ‫تتناسل‪ ،‬حول رغبة البيجيديين في «فك االرتباط» مع حليف األزياج‪ ،‬بل والقفز عليه بذريعة أنه لم يقدم بدائل «في‬ ‫المستوى» ليحتفظ بموقعه الذي بدأ بعض الحلفاء «يطعنون» في «شرعيته» اعتمادا على نتائج «الصندوق»‬ ‫المعلوم‪ ،‬إلى أن طلع العثماني‪ ،‬أخيرا‪ ،‬بتصريح ينفي فيه نية تخليه عن حزب الكتاب ويعلن تشبثه بحلفائه‪ ،‬بل‬ ‫ويؤكد «جاهزية» ميثاق األغلبية الحكومية (ناقص أربعة) وأن «المشاورات مستمرة» مع األحزاب المعنية بآثار‬ ‫الزلزال‪ ،‬وأن حزبه وفي لمبادئه ولن يتراجع عن وعوده في إطار التحالفات‪« ،‬تحت أي ضغط من الضغوطات»‪.‬‬ ‫فهل نفهم من هذا «النفي القاطع» أن العثماني يواجه‪ ،‬فعال‪« ،‬ضغوطات» من أجل أن تتخذ مشاوراته الحكومية‬ ‫مسارا مغايرا لما تعهد به ؟‪....‬‬ ‫وهل يحق للرأي العام الوطني أن يطالب بمعرفة الخسائر التي تسبب فيها «البلوكاج العثماني» الذي يسير‬ ‫نحو شهره الرابع‪ ،‬وذلك في إطار قانون الحق في الوصول إلى المعلومة الذي «أجازه» مجلس المستشارين بعد أن‬ ‫«سيجه» بما ال يترك مجاال لتأويل أو «تسريب»‪ ،‬وسيتم عرضه على مجلس النواب في قراءة ثانية؟!‬ ‫الغموض الذي يلف مشاورات العثماني بخصوص «ترميم» حكومته‪ ،‬فتح المجال أمام العديد من التأويالت‪،‬‬ ‫منها خروج الكتاب والسنبلة ودخول الميزان‪ ،‬و«تمطط» الحمامة‪ ،‬والقبول بتوسيع «الترميم» وفق مبدأ تغيير‬ ‫المواقع‪ ،‬والتخلي لقطاعات وزارية لهذا الحزب أو ذاك‪ ،‬بما يفيد أن األمر سيتجاوز مسألة الترميم إلى التعديل‬ ‫الموسع‪ ،‬خاصة وأن الحكومة واجهت وقائع اجتماعية خطيرة من حراك الريف إلى كارثة جرادة مرورا بحراك‬ ‫العطش بوزان وزاكورة حيث شهدت المنطقة حملة جديدة من االعتقاالت والمحاكمات‪ ،‬في حين تعاملت حكومة‬ ‫العثماني مع هذه الوقائع بنفس الطريقة التي تم التعامل بها مع «عجين» الريف‪ ،‬حتى «فاتت فيه الخميرة»‪،‬‬ ‫و«تخيط» بفعل «الباكتيريا المتجرثمة»‪.....!!! ‬‬ ‫حقيقة إن الرأي العام سئم مما يحصل في أروقة الحكم وداخل صفوف االوزراء وحقائبهم‪ ،‬ورؤساء األحزاب‬ ‫ومناوراتهم‪ ،‬و«البلوكاجات» التي لم يعتد عليها المغاربة بالرغم من أهوال «السنوات العجاف» التي لم ير مثلها‬ ‫في البالد‪ , ،‬حيث احتدم الجدال وتواصل التعتيم على مجرى األحداث‪ ،‬حتى أنه لم يبق مجال لفهم ما يجري ويدور‪،‬‬ ‫سوى فضاء اإلشاعة واإلشاعة المضادة‪ ،‬من هذا الجانب أو ذاك ‪ ،‬ليبقى المواطن في «دار غفلون»‪ ،‬يدور في هذا‬ ‫الفلك أو ذاك‪ ،‬خاصة بعد أن اتخذت الحكومة أو باألحرى وزير االقتصاد قرار «تعويم» أو « تليين» الدرهم‪ ،‬تليينا‬ ‫للخواطر‪ ،‬وتبنت الحكومة قرار فرض الرسوم على تالميذ الثانوي وطلبة العالي‪ ،‬وهي تجهل كل الجهل أحوال‬ ‫الشعب المغربي وأوضاعه االجتماعية وال تستطيع تحديد حالة «الميسور» من «المقهور» كما تبنت قرار رفع‬ ‫الدعم عن المواد األساس نهائيا بعد سنتين‪ ،‬كتدبير أخير قبل «تفكيك» صندوق المقاصة‪ ،‬ليواجه ماليين الفقراء‬ ‫المغاربة في الحواضر والبوادي‪ ،‬مصيرهم المجهول‪ ،‬فقط‪ ،‬بأكف الضراعة واالبتهال وطلب المرحمة من الرحمن‬ ‫الرحيم‪. ! ‬‬ ‫ومما زاد من حيرة المغاربة‪ ،‬ودفع إلى تناسل اإلشاعات حول مصير حكومة العثماني‪ ،‬واحتمال الدعوة إلى‬ ‫انتخابات جديدة سابقة ألوانها بهدف بروز أغلبية جديدة‪ ،‬تضمن استقرارا أكبر‪،‬وانسجاما أوسع وأمتن‪ ،‬تأجيل‬ ‫المجلس الوزاري للمرة الرابعة‪ ،‬هو حدث يشهده المغرب للمرة األولى في حياته الديمقراطية ‪.‬‬ ‫نسأل اهلل أن يكون المانع خيرا‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫هل قدرُ المرأة المغربية أن تواجه الموت الزؤام من المهد إلى اللحد‪ ،‬والبلد‬ ‫محكوم بالقانون‪ ،‬والقانون يتضمن ترسانة من الضوابط التي تخص سلوك‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬في عالقاته مع غيره‪ ،‬داخل المجتمع‪ .‬إال أن تطبيق القانون عدال‪ ،‬ردعا‪،‬‬ ‫عقابا‪ ،‬زجرا‪ ،‬أمر ال يزال مطمحا ومطلبا شعبيا ثابتا‪.‬‬ ‫تصوروا أن تفقد حوالي مائة امرأة مغربية نعمة الحياة التي هي هبة من‬ ‫الخالق عز وجل‪ ،‬في سنة واحدة‪ ،‬جراء العنف الجسدي والعنف الجنسي والعنف في‬ ‫مفاهيمه اإلجرامية الواسعة‪ .‬اسالوا المرصد الوطني للعنف ضد النساء ‪ ،‬يأتيكم‬ ‫الخبر اليقين‪.‬‬ ‫في األسبوع الماضي‪ ،‬اقتُرف عنف فظيع في حق رضيعة حديثة الخروج إلى‬ ‫هذه الدنيا الفانية‪ ،‬إذ تم الرمي بها بغابة الدردارة بالشاون‪ ،‬لتتلقفها ألطاف ربانية‪.‬‬ ‫ما ذنبها؟‬ ‫ظلم المجتمع الذي يصر على أن ال يفهم‪ ،‬وأن ال يتغير !‬ ‫وبينما كنا نسترجع حوادث األطفال المتخلى عنهم في كل جهات المغرب‪،‬‬ ‫والذين يعدون بعشرات اآلالف‪ ،‬وأخبار األمهات العازبات وما يعشنه من أحوال‬ ‫وأهوال في مجتمع ال يرحم‪ ،‬بسبب ثقافة مجتمعية متجاوزة‪ ،‬وخلفيات متحجرة‪،‬‬ ‫طلعت علينا أخبار البنت لطيفة‪ ،‬ذات الـ ‪ 22‬ربيعا‪ ،‬التي تعرضت ألشنع أنواع‬ ‫التعذيب وأبشعها‪ ،‬على يد مشغلتها في الدار البيضاء‪ ،‬تركت جروحا غائرة على‬ ‫جسدها وأعاقتها كليا عن الحركة‪.‬‬ ‫البنت التي ساقها البحث عن لقمة العيش خادمة في بيوت «األسياد»‪ ،‬نقلت‬ ‫إلى مصحة حيث أجريت لها إلى اآلن عمليتان جراحيتان وهي مهددة ببتر بعض‬ ‫أعضاء جسدها‪ ،‬الذي نخره التعذيب ضربا ورفسا وحرقا‪ ،‬أصاب على الخصوص‬ ‫اليدين والرجلين والوجه والرأس والكبد والكليتن‪ ،‬والكشف عن الضحية مستمر‪.‬‬

‫المشغلة «وفاء» تم اعتقالها إثر شكاية تقدمت بها جمعية «إنصاف» وإيداعها‬ ‫«قصر» عكاشة» بتهمة تعذيب خادمتها‪ ،‬خاصة وأن لديها سابقة مماثلة مع‬ ‫خادمة أخرى‪ .‬وقد انتصبت جمعية «إنصاف» طرفا مدنيا في القضية كما قررت‬ ‫تعيين محام للترافع ضد أسرة المشغلة‪.‬‬ ‫هذه الواقعة التي هزت الرأي العام الوطني‪ ،‬أعادت النقاش حول قانون تشغيل‬ ‫خادمات البيوت أو «عامالت المنازل» الذي سبق وأن شكك في إيجابيته ومفعوله‬ ‫العديد من المنظمات الحقوقية واألهلية ‪ ،‬لصعوبة إقامة آليات تنزيله ومراقبة‬ ‫تطبيقه‪ .‬كما استغرب الكثيرون من إخضاع دخول القانون حيز التطبيق لشرط‬ ‫انصرام سنة كاملة على نشره بالجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫ولكن األمر األكثر غرابة في هذه القضية‪ ،‬هو أن يحاول والد الخادمة الضحية‪،‬‬ ‫التأثير على ابنته وفلذة كبده من أجل أن تتنازل عن حقوقها لفائدة مشغلتها‬ ‫المعتقلة ‪ ،‬كما ورد في بعض وسائل اإلعالم التي أخبرت بأن والد الضحية تسلل‬ ‫إلى غرفتها بالعيادة التي تعالج بها وهددها إن هي أصرت على متابعة مشغلتها‪،‬‬ ‫األمر الذي أثار استغراب الكثير من المنظمات الحقوقية المتابعة للقضية‪.‬‬ ‫كما أن بعض األشخاص المقربين من المشغلة‪ ،‬ومنهم أشقاؤها‪ ،‬يالزمون‬ ‫المصحة‪ ،‬من أجل إقناع الخادمة التي يعتبر األطباء أن حالتها خطيرة‪ ،‬بهدف التأثير‬ ‫عليها من أجل التنازل لمشغلتها المعتقلة‪.‬‬ ‫هؤالء الذين يسعون إلى محاولة إنقاذ المشغلة الظالمة‪ ،‬من الجزاء الذي‬ ‫تستحقه‪ ،‬إنما يسعون إلى تكريس الجريمة في حق اإلنسانية‪ ،‬ولعل جريمتهم أشد‬ ‫وأفظع من جريمة المشغلة المستبدة‪ ،‬التي تجردت من إنسانيتها وكشفت عن‬ ‫طبيعتها البهيمية‪ ،‬الهمجية المتوحشة‪ ،‬وكشرت عن أنيابها لتفتك بجسم خادمة‬ ‫ضعيفة جرها الفقر والعوز إلى طريقها ‪ ،‬طلبا لكسرة خبز حاف تبقي به على حياتها‬ ‫ولربما حياة أسرتها‪...‬فكان جزاؤها ما ترون على الصور التي طافت بها المواقع‬ ‫اإلعالمية على أركان العالم األربعة‪ ،‬شاهدة على ما يصنع الفقر بأبنائنا وبناتنا في‬ ‫مغرب األلفية الثالثة !‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.