Achamal n° 927 le 06 fevrier 2018 pdf

Page 1

‫تكريم إعالميات بالحسيمة وتطوان وطنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 927‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 19‬جمادى الأولى ‪� 06 / 1439‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫أشرف اإلعالمــي والكاتــب‬ ‫القدير الصديــق معنينــو مساء‬ ‫الخميــس المــاضــي بطنجــة‪،‬‬ ‫على حفــل تكـريــم صحافيات‬ ‫عامـــالت باإلذاعــة ووكالــــة‬ ‫األنباء‪ ،‬إشادة بأدائهن وتنويها‬ ‫بعطائهـن في خدمـــة اإلعــالم‬ ‫العمومي‪.‬‬ ‫يتعلــق األمـر بكـــل مـــن‬ ‫سهام الحوزي بإذاعة الحسيمة‬ ‫الجهـــويــة‪ ،‬وسنـــاء الوهابـي‬ ‫ووهيبــة رابحي مــن «ال ماب»‬ ‫بطنجة‪ ،‬وخديحة أغدارن وكريمة أبطال‪ ،‬من إذاعة تطوان‪ ،‬يذكر أن هذا الحفـل أقيــم‬ ‫على هامش توقيع محمد أزروال لكتابه حول نشاطه الصحافي لمدة أربعة عقــود في‬ ‫مختلف وسائل اإلعالم ‪ ،‬من أبرزها «األنباء»‪.‬‬

‫المغرب اإلفريقي في قلب شفشاون‬ ‫«ليس هناك أفضل من المغرب للدفاع عن الراية اإلفريقية‬ ‫رئيس جزر القمر السابق‬ ‫وخدمة مصالح القارة»‬

‫عودة المغرب إلى أسرته اإلفريقية شكلت حدثا إفريقيا وعالميا بارزا‪ ،‬حيث إن العديد من المتتبعين والخبراء األفارقة اعتبروا أن الدورة ‪ 28‬لالتحاد‬ ‫اإلفريقي والتي استرجع المغرب خاللها مقعده داخل االتحاد‪ ،‬كانت بحق «القمة الذهبية» بامتياز‪ .‬كما شدد بعضهم على أنها كانت من أهم القمم‬ ‫التي عقدها االتحاد االفريقي منذ نشأته‪.‬‬ ‫وال يتردد العديد من الزعماء األفارقة في القول إن عودة المغرب ألسرته اإلفريقية إنجاز كبير إلفريقيا وشعوبها‪ ،‬ألن المغرب هو البلد الوحيد‬ ‫الذي يمكنه أن ينجح في «تفعيل مبادئ االتحاد الكامنة في خلق تكتل جهوي حقيقي وقوة اقتصادية جهوية تنافسية»‪ ،‬وفق تصريح لوزير الدولة‬ ‫الرواندي في التخطيط االقتصاي أوزييل ندا جيجيمانـا‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫امتحان رخ�صة ال�سياقة‪ 9 ..‬م�ستجدات‬ ‫بعد احلوار بني الوزارة واملهنيني‬ ‫توصلت كتابـة الدولـة المكلفـة بالنقـل‬ ‫التفاق مع أرباب ومهنيي مؤسسات تعليم‬ ‫السياقة بالمغرب بحضور ثماني هيئات مهنية‬ ‫تمثلهم إثر حوار دام يومي ‪ 29‬و ‪ 31‬يناير‬ ‫‪ ،2018‬تضمن تسع نقاط تم اإلتفاق عليها‪.‬‬ ‫‪ 12‬مرشحا شهريا‬ ‫تم االتفاق‪ ،‬وفق بالغ صدر عن كتابة‬ ‫الدولة المكلفة بالنقل‪ ،‬على «تحديـد العـدد‬ ‫األقصى للمرشحين شهريا في ‪ 12‬مرشحا لكل‬ ‫سيارة ومدرب تعليم السياقةس‪.‬‬ ‫حفظ حقوق المدربين‬ ‫إلتزام جميع المؤسسات بحفـظ جميــع‬ ‫الحقوق اإلجتماعية للمدربين في حالة اللجوء‬ ‫للساعات اإلضافية‪ ،‬مع إمكانية إعادة النظر‬ ‫في هذا العدد بعد فصل اإلمتحان النظري عن‬ ‫اإلمتحانالتطبيقي»‪.‬‬ ‫‪ 30‬يوما الجتياز االمتحان‬ ‫كما سيتم «اعتماد مدة ‪ 30‬يوما كأجل‬ ‫فاصل بين تاريخ تسجيل المرشح بمؤسسة‬ ‫تعليم السياقة وتاريخ إجراء اإلمتحان للحصول‬ ‫على رخصة السياقة‪ ،‬والعمل على تفعيل مبدأ‬ ‫فصل اإلمتحان النظري عن اإلمتحان التطبيقي‬ ‫بطريقة تساعد على تنظيم هذا اإلمتحان‬ ‫بالنسبةللمؤسسةوللمرشحين»‪.‬‬ ‫اإلبقاء على ‪ 30‬على ‪ 40‬للنجاح‬ ‫ستبقي الوزارة على الرصيد األدنى للنجاح‬ ‫المحدد في ‪ 30‬على ‪ 40‬بالنسبة لصنف «ب»‪،‬‬ ‫و‪ 36‬على ‪ 46‬بالنسبة ً‬ ‫لألصناف األخرى‪ ،‬إلى‬ ‫حين صدور البرنامج الوطني ودليل المدرب‬ ‫وكتيب المترشح في انتظار رفعه حسب ما تم‬ ‫اإلتفاق عليه‪.‬‬ ‫تعرفة موحدة‬ ‫نظرا إللحاح جميع المهنيين على وضع‬

‫تعريفة رسمية‪ ،‬مع اختــالف في التسعيرات‬ ‫المقترحة‪ ،‬فقد تم اعتماد تعريفة التكوين‬ ‫النظري والتطبيقي المتفق عليها بين اإلدارة‬ ‫وممثلي القطاع‪ ،‬وذلك بعد التوصل بمقترحات‬ ‫المهنين والقيام بدراسة في الموضوع‪ ،‬علما أن‬ ‫هذه التعريفة توجد حاليا في طور المصادقة‪،‬‬ ‫وفق نفس المصدر‪.‬‬ ‫امتحان إستثنائي للمدربين‬ ‫ستعمل الوزارة على إدراج مقتضى يسمح‬ ‫بتنظيم امتحان استثنائي لمدربين‪ ،‬في إطار‬ ‫مشروع قانون بتعديل القانون رقم ‪52.05‬‬ ‫المتعلق بمدونة السير على الطرق كما تم‬ ‫تعديله وتغييره‪ ،‬من أجل فتح المجال للمدربين‬ ‫الذين لم يتمكنوا من النجاح في اإلمتحان‬ ‫األخير‪.‬‬ ‫إجراءات عاجلة‬ ‫لتفادي وضعية تباعد اإلمتحان بالنسبة‬

‫‪2‬‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر‬ ‫في حق االعب الدولي‬

‫أحمد فرس‬

‫لمراكز التي تجاوز موعــد اإلمتحــان بها ‪30‬‬ ‫يوما‪ ،‬سيتم اتخاذ إجراءات وصفتها الوزارة‬ ‫بـ«العاجلة»‪ ،‬كالزيادة في أيام اإلمتحانات و الرفع‬ ‫من عدد المواعيد المتاحة أو عدد الممتحنين‪.‬‬ ‫المركبات‬ ‫كما وافقت الوزارة في حوارها مع المهنين‬ ‫على اجتياز اإلمتحان التطبيقي بواسطة نفس‬ ‫المركبات التي استعملت في التكون على‬ ‫الساقة بالنسبة للمترشحين الذين تمكنوا من‬ ‫النجاح في اإلمتحان النظري قبل فاتح يناير‬ ‫‪.2018‬‬ ‫الملفات العالقة‬ ‫كما ستتم دراسة الملفات القانونية العالقة‬ ‫لبعض المرشحين بمجموعة من مراكز تسجيل‬ ‫السيارات وإيجاد الحلول المناسبة لها‪ ،‬وفق لغة‬ ‫بالغ كتابة الدولة المكلفة بالنقل‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫مورو يعرض تصور األحرار إلصالح الغرف‬ ‫التجارية ويدعو لتقوية الجهوية االقتصادية‬

‫أكد عمر مورو‪ ،‬عضو المكتب السياسي‪ ،‬لحزب التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬أن الحزب يعكف‬ ‫حاليا على ورش إصالح الغرف الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات في أفق تقوية دور‬ ‫هاته المؤسسات وتمكينها من جميع االختصاصات للنهوض بالمهام المطروحة عليها‪،‬‬ ‫خاصة في ظل الوضعية االقتصادية الصعبة التي تجتازها المقاوالت المغربية الصغرى‬ ‫والمتوسطة ‪.‬‬ ‫وأضاف مورو‪ ،‬في كلمته أمام المؤتمر الجهوي لحزب التجمع الوطني لألحرار بجهة كلميم‬ ‫واد نون‪ ،‬أن رهان إصالح الغرف يندرج في سياق التحضير للتوقيع على عقود برنامج سيتم‬ ‫توقيعها مع الوزارة الوصية‪ ،‬والتي ستحدد خارطة الطريق للغرف خالل السنوات المقبلة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى وضح مورو أن الحزب يراهن على أن تصبح الغرف حاضنة لمقاوالت‬ ‫الشباب‪ ،‬بهدف دعمهم ومساعدتهم على النجاح في أعمالهم‪.‬‬ ‫ونبه في ذات السياق إلى ضرورة إنجاح رهان الجهوية‪ ،‬التي تراهن عليها بالدنا لتحقيق‬ ‫التنمية واإلقالع االقتصادي‪ ،‬وفي هذا الصدد دعا مورو الفاعلين السياسيين إلى التعالي عن‬ ‫خالفاتهم وصراعاتهم من أجل تمكين مجالس الجهات من مقومات النجاح والتعاطي مع‬ ‫قضايا التنمية بروح تستحضر المصلحــة العامــة بعيــدا عن أي مزايدات سياسوية‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫رئيس المجلس اإلقليمي لتطوان يستقبل وفدا‬ ‫يمثل مجلس مايوركا‬ ‫تقوية ال��ع�لاق��ات بين إقليم تطوان‬ ‫ومايوركا اإلسبانية كانت محور اللقاء الذي جمع‬ ‫رئيس المجلس اإلقليمي لتطوان محمد العربي‬ ‫المطني بنائب رئيس مجلس جزيرة مايوركا‬ ‫خيسوس خ���ورادو ال��ذي زار تطوان نهاية‬ ‫الشهر الماضي مرفوقا بوفد يتكون من مديرة‬ ‫صندوق التضامن و التعاون الدولي لجزيرة‬ ‫مايوركا‪ ،‬أنطونيا روسيو‪ ،‬وخوصي مالغرفا‪،‬‬ ‫مستشار ديوان رئيس مجلس الجزيرة‪.‬‬ ‫هذا اللقاء الذي حضره من جانب تطوان‪،‬‬ ‫كل من نائبة رئيس المجلس اإلقليمي هاجر‬ ‫بوحراث‪ ،‬و الكاتب العام للمجلس أحمد بن‬ ‫عزوز‪ ،‬و نائب رئيس مجموعة جماعات صدينة‬ ‫للبيئة حميد الدامون‪ ،‬و نورالدين مواتي‪،‬‬ ‫خبير في التعاون الدولي و التنمية المحلية‬ ‫مستشار لدى رئاسة المجلس‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫نائب القنصل العام بتطوان افرنسيسكو‬ ‫رودريغيس‪ ،‬تمحورحول سبل تعزيز التعاون‬ ‫بين المؤسستين تم حصرها في ثالث مجاالت‬ ‫وهي البيئة و التنمية المستدامة‪ ،‬وتثمين‬ ‫التراث القروي عبر السياحة الثقافية‪ ،‬االستثمار‬ ‫و االقتصاد االجتماعي‪.‬‬ ‫اللقاء ك��ان مناسبة ق��دم م��ن خاللها‬ ‫رئيس المجلس اإلقليمي لتطوان نظرة‬ ‫للوفد اإلسباني عن المؤهالت االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية والعمرانية التي يتوفر‬ ‫عليها اإلقليم‪.‬‬

‫وق��د اتفق الجانبان على تنظيم أيام‬ ‫دراسية تقنية حول تدبير المطارح العمومية‬ ‫و إعادة تدوير النفايات‪ ،‬ذلك أن محور البيئة و‬ ‫التنمية المستدامة سيكون من أولويات برنامج‬ ‫التعاون مع جزيرة مايوركا التي تتوفر على‬ ‫مركز نموذجي على الصعيد الدولي لمعالجة‬ ‫و إع��ادة تدوير النفايات‪ ،‬حيث يعتمد على‬ ‫التثمين الطاقي للنفايات الغير قابلة للتدوير‪.‬‬ ‫وبخصوص التعاون الثنائي أك��دت مديرة‬ ‫صندوق التضامن و التعاون الدولي على ضرورة‪ ‬‬

‫إشراك المنتخبين المحليين في جميع المشاريع‬ ‫التنموية الممولة من طرف الحكومة الجهوية‬ ‫لجزر البليار‪ ،‬حتى تلك التي يتم تنفيذها من‬ ‫طرف جمعيات المجتمع المدني وذلك لضمان‬ ‫نجاح تلك المشاريع‪.‬‬ ‫وق��د خلص اللقاء إل��ى ض��رورة إح��داث‬ ‫لجنة مشتركة لتنكب على إعداد اتفاقية إطار‬ ‫تحديد التزامات كل طرف‪ ،‬وتحديد المشاريع‬ ‫المشتركة وتسطير األولويات‪.‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬

‫م�صطفىم�شبال‬ ‫‪2007-12-17‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫تشهد تطوان في هذه األيام حركة مباركة تتجلى في‪:‬‬ ‫‪ - 1‬محاولة تجميع الباعة المتجولين في أسواق القرب‪ ،‬وسوق المحطة الطرقية‪،‬‬ ‫وأسواق أخرى‪ .‬وهذه العملية نتمنى أن تتكلل بالنجاح‪ ،‬وبإعطاء كل ذي حق حقه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬متابعة ترميم المدينة العتيقة‪ ،‬وتسقيف بعض أحيائها كحي العيون‪ .‬وألول‬ ‫مرة‪ ،‬نشعر بأن المقاولة التي تباشر هذا العمل‪ ،‬تباشره بإتقان‪ ،‬وبكفاءة واقتدار‪ ،‬جعلتْنا‬ ‫نؤمن بأن هناك كفاءات تستحق التقدير والتنويه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إحداث ن َفقين بمدار المحطة الطرقية وبمدار الرمانة‪ ،‬وكان باإلمكان أن يُشرع‬ ‫في أحدهما‪ ،‬ويؤخّر الثاني إلى أجل مسمى‪ ،‬تالفيا لهذا االزدحام الذي يعرفه مدخل‬ ‫المدينة وشوارعها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬متابعة األشغال في وادي المحنش‪ .‬وما يُطمْئن في هذه العملية‪ ،‬أنها تتم‬ ‫بشكل حضاري متقن‪ ،‬يُشعرنا جميعا بأن القائمين عليها‪ ،‬يتقنون عملهم‪ ،‬ويؤدونه‬ ‫بالشكل المطلوب‪ .‬ورغم أن الذين انتُزعت منهم أراضيهم بطريقة فظة‪ ،‬يشعرون‬ ‫بالغبن‪ ،‬فإنهم رضوا باألمر الواقع‪ ،‬ويتطلعون إلى أن يُنصَفوا لحظة التعويض‪.‬‬ ‫إن هذه الحركة –كما قلت‪ -‬حركة مباركة‪ ،‬تنشرح لها الصدور‪ ،‬وتستريح لها‬ ‫النفوس‪.‬‬ ‫إال أن مُواكبتها حتى بعد اإلنجاز‪ ،‬ينبغي أن تظل قائمة‪ ،‬فال يكفي أن نُحدث‬ ‫ساحة فدان جديدة‪ ،‬ثم نتخلى عنها أو نتركها ليد العابثين‪ ،‬يفعلون فيها ما يشاءون‪.‬‬ ‫وال يكفي أن نعيد هيكلة حديقة موالي رشيد‪ ،‬ونتركها للمتسكعين يسرحون فيها‬ ‫ويمرحون‪ ،‬وإنما يجب أن نحافظ على ممتلكات المدينة ومنتزهاتها وأسواقها‪ ،‬وتعيين‬ ‫حراس وقيّمين عليها‪.‬‬ ‫نفسُ الشيء يقال عن مقابر المدينة‪ ،‬فلم نعد نفرق بينها وبين المطارح‪ ،‬لكثرة‬ ‫األزبال ومخلفات البناء التي تشاهَد هنا وهناك‪.‬‬ ‫التأطيرُ والمراقبة والمواكبة والصيانة‪ ،‬من أوجب الواجبات الموضوعة على كاهل‬ ‫كل مسؤول‪ ،‬صغر شأنه أو كبر‪.‬‬ ‫فلنتفاءل بالغد‪ ،‬ولنتطلع إلى ما سيتحقق من مشاريع الخير والنماء‪ ،‬في المستقبل‬ ‫القريب إن شاء اهلل‪.‬‬

‫«ضباب في طنجة»‬ ‫للكاتبة اإلسبانية كريستينا لوبيث باريو‬ ‫احتضن فضاء المكتبة اإلسبانية خوان‬ ‫غويتيصولو بمدينة طنجة‪ ،‬حفل تقديم وتوقيع‬ ‫العمل الروائي «ضباب في طنجة» للكاتبة‬ ‫اإلسبانية كريستينا لوبيث باريو‪.‬‬ ‫وفي كلمته االفتتاحية‪ ،‬أبرز إدواردو كالفو‬ ‫مدير معهد «ثيرفانتيس» بطنجة األهمية‬ ‫األدبية والتاريخية القصوى التي تحظى بها‬ ‫طنجة‪ ،‬سواء في الماضي أو الحاضر‪ ،‬الشيء‬ ‫الذي جعلها قبلة لنخبة من الكتاب واألدباء‬ ‫والسينمائيين العالميين‪ ،‬مستحضراً رمزيتها‬ ‫في األدب اإلسباني المعاصر‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬شدد عبد الخالق النجمي‪ ،‬باحث‬ ‫مغربي بجامعة مدريد المستقلة‪ ،‬على قيمة‬ ‫طنجة في األدب العالمي باعتبارها ألهمت‬ ‫الكثير من الكتاب والفنانين‪ ،‬حتى صارت‬ ‫شخصية محورية ألهم أعمالهم‪.‬‬ ‫وتحدث النجمي عن تيمات العمل الروائي ‪ ‬‬ ‫للكاتبــة‪ ،‬كالحـــب والخــداع والحنين إلى‬ ‫فتــرة طنجــة الدولية‪ ،‬متوقفاً عند الفضاءات‬ ‫التي كانت تراها بطلة الرواية فلورا كاسكون‪،‬‬ ‫وأسطورة «عيشة قنديشة»‪ ،‬والعالقات‬ ‫الجيدة التي كانت تسود بين مختلف األديان‬ ‫والثقافات‪.‬‬ ‫واسترجعــت الكاتبـــة المحتفـــى بها‪،‬‬ ‫كريستينا لوبيث باريو‪ ،‬بعض المحطات من‬ ‫األدب اإلسباني‪ ،‬وكذا األسباب التي دفعتها‬ ‫إلى كتابة الرواية‪ ،‬بعد زيارتها األولى إلى‬ ‫طنجة رفقة صديقة لها في عقدها الثاني‪ ،‬حيث‬ ‫انبهرت بطابع المدينة المعماري وبتقاليد‬ ‫وعادات سكانها‪ ،‬لتغوص في قراءة بعض‬ ‫المؤلفات‪ ،‬من بينها رواية أنخيل باسكيز‬ ‫وأعمال محمد شكري وبول بولز‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫وتطرقت الكاتبة بإسهــاب لزيارتهـــا‬ ‫الثانية إلى طنجة‪ ،‬هذه المرة برفقة زوجها‪ ،‬‬ ‫وتحدثتعن سحر عوالمها‪ ،‬لتقرر بعدها كتابة‬ ‫الرواية‪.‬‬ ‫يذكر أن الروائية كريسينا من مواليد‬ ‫مدريد سنة ‪ ،1970‬اشتغلت بالمحاماة لفترة‪،‬‬ ‫ثم تفرغت للكتابة‪ .‬فازت بجائزة بيال بوزويلو‬ ‫داالركون سنة ‪ ،2009‬وسبق لها أن نشرت‬ ‫رواية «بيت الحب المحظور» سنة ‪ .2010‬وتعد‬ ‫روايتها «ضباب في طنجة» إحدى الكتب األكثر‬ ‫مبيعا في إسبانيا خالل الشهور األخيرة‪.‬‬

‫عبد الجواد الخنيفي‬

‫هيسبريس ‪ ‬‬

‫الحقيقة‬ ‫المحمدية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫الحقيقة المحمدية عند الصوفية تعني التعين األول‬ ‫للذات اإللهية ؛ أو على حد تعبيرهم الفتق بعد الرتق ؛‬ ‫أو عبور الوجود من المطلق إلى المقيد‪ ..‬ومن العماء إلى‬ ‫األحدية فالواحدية‪..‬‬ ‫فهذه الحقيقة المحمدية هي الذات مع التعين األول ‪:‬‬ ‫• لها األسماء الحسنى‪..‬‬ ‫• ومنها اسم اهلل األعظم ؛ وهو اإلسم الجامع لجميع‬ ‫األسماء ؛ أو هو اسم الذات اإللهية من حيث هي هي؛‬ ‫بمعنى‪ :‬الذات المطلقة ؛ وألن محمدا صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم هو صورة ربه ؛ فمن أراد أن يعرف الرب في صفاته‬ ‫فليعرف محمدا في صفائه‪..‬‬ ‫وقد وصفه محيي الدين ابن عربي ‪:‬‬ ‫• باعتبار باطنه بأن له الربوبية‪..‬‬ ‫• باعتبار ناسوته بأن له اإلمكانية‪ ( ..‬يطلق الناسوت‬ ‫على عالم الشهادة ؛ أي الدنيا )‪:‬‬ ‫• باعتبار الهوته بأن له الوجوبية‪ ( ..‬يأتي الالهوت‬ ‫مقرونا بالناسوت في التراث اإلسالمي ؛ ومعناه عند‬ ‫الصوفية الحياة السارية في األشياء بمعنى روحها‪ .‬وأول‬ ‫المستعملين لهذا المصطلح الصوفي هو الحالج ومنه‬ ‫صاغ ابن عربي نظريته في وحدة الوجود ؛ عندما اعتبر‬ ‫الالهوت والناسوت وجهين لحقيقة واحدة ؛ فإذا نظرنا‬ ‫إلى ظاهر هذه الحقيقة سميناها ناسوتا ‪ ،‬وإذا نظرنا إلى‬ ‫باطنها سميناها الهوتا ‪:)..‬‬ ‫والحقيقة المحمديــة تبعا لهذا هي الحقيقة اإللهيــة‬ ‫السارية في كل موجود ‪.‬‬ ‫قال سيدي عبد العزيز الدباغ ‪:‬‬ ‫« أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسماوات‬ ‫وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت‬ ‫كلها فإن بعضها من نور النبي ‪ ،‬ولو وضع جمع نوره على‬ ‫العرش لذاب‪ ..‬ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق‬ ‫العرش لتهافتت‪ ،‬ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك‬ ‫النور العظيم عليها لتهافتت وتساقطت‪.»..‬‬ ‫اللهم اجعلنــا من المصليــن على رسولك الحبيب‪،‬‬ ‫واجعل صلواتنا عليه ‪:‬‬ ‫• امتثاال ألمرك‪..‬‬ ‫• وتصديقا له‪..‬‬ ‫• ومحبة فيه‪..‬‬ ‫• وشوقا إليه‪..‬‬ ‫• ومجاورة لما تكتنزه هذه الصلوات من درر مباركة‬ ‫اللهم أزل حجب الغفلة عن قلوبنا ‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 06‬فربايـر ‪2018‬‬

‫بنعبد القادر ينتقد تقارير ال�شفافية‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫هل يوافق �صندوق النقد‬ ‫الدويل على فتح خط ائتمان‬ ‫مرن للرباط ؟‬ ‫هكذا تساءلت جريدة وطنية بارزة في تقرير بثته هذا األسبوع‪ ،‬ولعله سؤال‬ ‫يحمل مقومات جوابه في طياته‪ ،‬ذلك أن ماما ‪ Christine Lagarde‬قد يصعب‬ ‫عليها أن تجد من بين «محمييها « تلميذا واحدا على حال المغرب‪« ،‬فطنة»‬ ‫ونجابة ‪ ،‬وتجاوبا مع التعليمات ‪.‬‬ ‫مسألة ثقافة !‪..‬‬ ‫ومسألة «ثقة متبادلة» !! ‪ ،‬ولذا‪ ،‬فما أن بدأ الحديث عن قرب انتهاء مفعول‬ ‫«خط الوقاية والسيولة» الذي استفاد منه المغرب ‪ ،‬سنة ‪ ،2011‬لمواجهة األزمات‬ ‫المحتملة الناتجة عن الزلزال االقتصادي العالمي (‪ )2008‬و «انتفاضات المقهورين»‬ ‫بشمال إفريقيا والعالم العربي‪ ،‬حتى أبدى المغرب رغبته في الحصول على «خط‬ ‫ائتمان مرن» الذي ال تستفيد منه إال بلدان قليلة بالعالم‪ ،‬بدل خط «الوقاية‬ ‫والسيولة»الذي كان بمبلغ ثالثة ماليير و ‪ 47‬مليون دوالر‪ ،‬والذي قال عنه وزير‬ ‫االقتصاد والمالية‪ ،‬بوسعيد‪ ،‬إنه قد أدى وظيفته ‪ ،‬على الوجه الكامل‪.‬‬ ‫وهذا أمر طبيعي‪ ،‬ألننا أصبحنا ننتسب إلى زمرة الدول الـ ‪ ،VIP‬في االقتصاد‪،‬‬ ‫في الرياضة‪ ،‬في الثقافة‪ ،‬في الدبلوماسية‪ ،‬في السياحة‪ ،‬في الطاقات المتجددة‬ ‫‪ ،‬وفي قطارات الـــ ‪ ، TGV‬في اكتشاف الفضاء‪.. ،‬وبالتالي فلن نقبل إال أن تكون‬ ‫معاملة الغير معنا على أساس «الفيبية» الدولية المتقدمة !‬ ‫وسألنا‪ ،‬ما الفائدة من خط الزناتي الجديد‪ ،‬المرن هذا‪ ،‬الذي تبارى بوسعيد‬ ‫والجواهري في اإلشادة به‪ ،‬فقيل لنا إنه مصمّم ليواكب زيادة الطلب على القروض‬ ‫لمواجهة األزمات‪ ،‬وتخفيف حدتها بالنسبة للبلدان «الواقفة على باب االقتراض»‪،‬‬ ‫ولكن األمر ال يتعلق بأي بلد‪ ،‬بل بالبلدان التي تتمتع باقتصاد منيع‪ ،‬وبأداء قوي في‬ ‫تنفيذ السياسات االقتصادية‪...‬‬ ‫وال فخر !!!‪......‬‬ ‫زد إلى معلوماتك‪ ،‬وأنت تقلب بصرك يمينا ويسارا في هذا العالم الذي‬ ‫«يركض» بال توقف سعيا إلى الفلس اليتيم الذي في جيبك‪ ،‬وكيف أنه يصل‬ ‫إليه عبر أقصر الطرق وبأقل تكلفة‪ ،‬أن «الخط االئتماني المرن» يضمن للبلدان‬ ‫المستوفية للشروط‪ ،‬ــ وبال فخمة على سيدي ربي ـــ إمكانية الحصول على موارد‬ ‫كبيرة من الصندوق بشكل فوري ووفق أسلوب يكتسي طابع االستمرارية‪ ،‬والتجدد‪.‬‬ ‫ومما يعتبر مثار فخر واعتزاز بوسعيد‪ ،‬وحوارييه‪ ،‬أن هذا «الخط»‪ ،‬يعتبر‬ ‫الحصول عليه بمثابة إشارة إلى ثقة صندوق النقد الدولي في سياسات البلد‬ ‫المؤهل و في قدرته على اتخاذ تدابير تصحيحية عند الحاجة؛ إذ يشترط أن يكون‬ ‫البلد متوفراً على احتياطيات مريحة من العملة الصعبة وقت التقدم بالطلب‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى انخفاض التضخم واستقرار معدله‪ ،‬ووجود إطار سليم لسياسة النقد والصرف‪.‬‬ ‫وهي كلها شروط تجتمع عند المغرب الذي تتضمن موازنته للعام الجاري إجراءات‬ ‫«هائلة» بشهادة الخصوم قبل األصدقاء‪ ،‬ومؤشرات «صادقة» حول نسبة النمو‬ ‫المتوقعة والتضخم والبطالة التي أربكها مخطط التسريع االقتصادي حين فتح‬ ‫بعشرات اآلالف‪ ،‬فرص التشغيل في وجه اآلالف من الشباب‪......‬‬ ‫ثم إن المغرب الواثق من نفسه ومن وسائل عمله ‪ ،‬ومن وضوح رؤيته‬ ‫المستقبلة أقدم يوم ‪ 15‬يناير ‪ 2018‬على تدبير جديد بخصوص سعر صرف‬ ‫الدرهم الذي أصبح أكثر «خفة» و «مرونة» ويتوفر على مهارات أوسع في السباحة‬ ‫في األعماق !‪.‬‬ ‫وحيث أن األمر كله في «طمطمة» ماما ‪ ،Christine Lagarde‬فقد جاءتنا‬ ‫منها شهادة كفاءة وتقدير‪ ،‬الثالثاء الماضي بمراكش‪ ،‬حين قالت في مؤتمر دولي‪،‬‬ ‫«إن اعتماد المغرب لنظام سعر الصرف المرن يعد “قرارا سديدا» وأن هذا القرار‬ ‫«سيلقى ترحيبا من لدن األسواق الدولية والمستثمرين األجانب»‬ ‫خاصة وقد جاء في أعقاب عدد من اإلصالحالت التي قام بها المغربـ ــــ والتي‬ ‫لم تكن يوما «غريبة» عنها ــــ‪ ،‬ومنها إنشاء منطقتين حرتين بكل من طنجة والدار‬ ‫البيضاء‪ .‬األمر الذي مكن من خلق عشرات اآلالف من مناصب شغل جديدة‪.‬‬ ‫وبرأي بعض المختصين‪ ،‬فإن ميزة الخط االئتماني المرن تكمن في انخفاض‬ ‫كلفته مقارنة مع خط الوقاية والسيولة‪.‬كما أن هذا الخط سيحمي المستوفين‬ ‫لشروط الحصول عليه من كوارث مالية أو استنزافات لمخزونهم من العملة‬ ‫الصعية‪ .‬واعتبارا ألنه يأتي في مواكبة صندوق النقد الدولي للمغرب في قراره‬ ‫بخصوص إصالح نظام سعر صرف الدرهم‪ ،‬فإن هذا الخط يمكن أن يشكل تأمينا‬ ‫ضد مخاطر محتملة قد يواجهها المغرب‪ ،‬بخصوص ردود فعل تعويم الدرهم‪،‬‬ ‫األمر الذي لم يرتح له المغاربة إلى اليوم‪ ،‬بالرغم من «التطمينات» التي جاهد‬ ‫بعض المسؤولين أنفسهم في تقديمها للمغاربة الذين لدغوا من نفس الجحر ألف‬ ‫عام‪ ،‬وألف مرة ‪ ،‬بدل المرة أو المرتين ‪ ،‬وال زالوا ! ‪......‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫تضايـق محمد بنعبد القـادر‪ ،‬الوزير المكلـف بإصـالح اإلدارة‬ ‫والوظيفة العمومية؛ من تقارير «ترانسبرانسي» المغربية حول‬ ‫الفساد والرشوة بالمغرب‪ ،‬واعتبر أن تلك التقارير تسير في ركاب‬ ‫االنطباعات السلبية التي تروجها جهات معينة‪ ،‬إزاء العمل الحكومي‬ ‫ومختلف المؤسسات الوطنية‪.‬‬ ‫حدث ذلك خالل تدخل الوزير في يوم دراسي نظمه الفريق‬ ‫الحركي بمجلس النواب‪ ،‬حيث إنه اعتبر أن تقارير هذه المنظمة ال‬ ‫تشكل «مؤشرا علميا» لحكم تقييمي متكامل الجوانب‪ « ،‬وبالتالي‬ ‫فإنه ال يمكن األخذ به دليال على نجاح أو فشل االسترااتيجية‬ ‫الوطنية لمحاربة الفساد‪ ،‬كما ال يمكن القول بأن التصنيف األخير‬ ‫«لترانيبرانسي» الذي سجل تراجع المغرب درجتين في مؤشر‬ ‫مدركات الفساد ما بين ‪ ،2017 - 2015‬تصنيف مبني على حقائق‬ ‫واقعية‪« ،‬معاينة» ألنه ال يعدو أن يكون مؤشرا «مزاجيا» محدود‬ ‫األبعاد‪.‬‬ ‫ولعل الوزير ال يجهل أنه في مثل هذه التقارير واالستطالعات‪،‬‬ ‫يكون المجال‪ ،‬غالبا‪ ،‬محدودا‪ ،‬خاصة في بلدان يعتبر الحصول فيها‬ ‫على المعلومة من «رابع المستحيالت»‪ ،‬بالرغم من تمرير قانون‬ ‫الولوج إلى المعلومة بالبرلمان‪ ،‬وما صاحبه من خطابات «رنانة»‬ ‫ترفع المغرب ظلما‪ ،‬إلى «أعلى عليين» في ما يتعلق بحرية تداول‬ ‫المعلومة‪ ،‬وحرية الصحافة والتعبير‪ ،‬وما تاله من تعاليق بعض‬ ‫الوزراء الذين أقروا بأن المغرب دخل بالفعل‪ ،‬عهد «الشفافية»‬ ‫المطلقة في مجال تداول المعلومة ! ‪......‬‬ ‫والمطلوب إذا‪ ،‬من الوزيـــر المناضل أن يقــدم للرأي العام‬ ‫الوطني والدولي‪« ،‬البيانات المضادة» التي تدحض «تقوالت‬ ‫«أمنيستي المغربية والدولية» معا‪ ،‬وتفضح «مزاجيتهما «وعدوانية‬ ‫بياناتهما على المغرب‪ ،‬وتضعنا في الصورة الحقيقية من وجهة‬ ‫النظر الرسمية‪ ،‬لواقع الفساد والرشوة الذي ال تزده األيام إال اتساعا‬ ‫واستفحاال‪ ،‬وانتشارا و‪« .....‬توهجا» ! ولعل قراءة سريعة في الصحف‬ ‫الوطنية وما تنشره من أخبار وطنية حول ما يقع‪ ،‬بشكل شبه يومي‪،‬‬ ‫من اختالسات وتالعبات بالمال العام‪ ،‬ومغامرات بمقدرات الشعب‪،‬‬ ‫وخيانة لألمانة‪ ،‬وضعف في مساطير المتابعة القضائية رغم تقارير‬ ‫جطو وأعوانه‪ ،‬امور تقدم صورة واضحة لما هي عليه اليوم حالة‬ ‫الفساد والرشوة‪ ،‬تغني المسؤولين الحكوميين عن البحث في بيانات‬ ‫المنظمات «المغرضة» التي ال يمكن بأي حال من األحوال «أن‬ ‫يحمل تقاريرها ما ال تحتمل‪ ،‬أو أن تعتبر معيارا لتقييم االستراتيجية‬ ‫الوطنية لمحاربة الفساد والمفسدين‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫اعمارة يف احل�سيمة‬

‫عندما تستمعون إلى عبد القادر اعمارة وهو يتحدث ‪ ،‬حاولوا‬ ‫أو تردوا البصر عن وجهه‪ ،‬رأفة بأعصابكم‪ .‬فالرجل يعطي االنطباع‬ ‫بأنه «منرفز» ‪ ،‬منزعج‪ ،‬متضايق بشكل كبير‪ ،‬و «على طول»‪ ،‬خاصة‬ ‫حين ينيخ بشفته العليا نحو اليسار فيكسر ما بقي من توازن‬ ‫في مالمح وجهه الذي يزداد «جهامــة» وغلظة‪ ،‬لتستقبل مناطق‬ ‫الشعور بأدمغتكم إشارات مغناطيسية توحي لكم‪ ،‬من باب التخاطر‬ ‫المغناطيسي‪ ،‬بشعــور الضيــق واالختناق والتشاؤم‪ ،‬و «الزعل»‬ ‫الكبير!‪.....‬‬ ‫ولو تتبعتــم شريــط األخبار الذي بثتــه قنـــاة األولى‪ ،‬الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬حول تفقد الوزير ـــ الذي يعطي االنطباع بأن به إمساك‬ ‫دائم ـــ ‪ ،‬لعدد من أوراش طريق الخط السريع تازة ـ الحسيمة لكان‬ ‫قد حصل لكم نفس الشعور بكل تأكيد‪......‬‬ ‫وحتى وهو يشيد بسرعة االنجاز في المقاطع والمنشآت الفنية‪،‬‬ ‫ويعلم أرقاما فلكية صرفت لحقيق هذا الربط الهام على طريق‬ ‫الواجهة المتوسطية الشمالية الشرقية‪ ،‬فإن مالمح وجهه لم تتغير‬ ‫بل ظل الشعور بنوع من «االكتئاب» وعدم الرضى باديا على مالمحه‬ ‫التي ال تعرف االبتسامة طريقا إليه !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«�أوديت» لوزارة الأوقاف‬ ‫فمن غري �أو بدل‪ ،‬فاهلل ول ّيه‬

‫مرة «حاول» بعض النواب «التطاول» على قلعة «التوفيق» بما‬ ‫يفيد أن األمة تريد أن تستوضح وضع ممتلكات أوقاف الشعب‪ ،‬إال‬ ‫أن الوزيرالسوسي رفع في وجههم الورقة الحمراء التي ال تسمح‬ ‫بالمرور إال من باب المالكية واألشعرية والنصوص الفقهية األخرى‪،‬‬ ‫الواردة عن السلف الصالح‪ ،‬التي تجعل من أوقاف المسلمين مرفقا‬ ‫خاصا بإمارة المِؤمنين‪ .‬وبالتالي فما عليهم إال أن »يكنشوا» ما‬ ‫يقدم لهم من معلومات حول «الداخل» و «الخارج»‪ ،‬واالستثمار في‬ ‫تدبير شؤون الدين‪.‬‬ ‫وفي هذا الكالم الكثير من المنطق‪ .‬ذلك أن النواب ينوبون‬ ‫عن األحياء وليس على األموات الذين حبسوا‪ ،‬وهم على قيد الحياة‪،‬‬ ‫بعضا من أموالهم وممتلكاتهم ابتغاء مرضاة اهلل‪ ،‬ولم يوكلوا حق‬ ‫النيابة عنهم‪ ،‬ال نوابا وال مستشارين ‪ ،‬بل تركوا األمر في يد والة‬ ‫المسلمين‪ ،‬بعد أن «وثقوهم» بشرط تقشعر له األبدان‪ ،‬في وثائق‬ ‫التحبيس التي تختم بهذا الوعد والوعيد‪« :‬فمن غير أو بدل‪ ،‬فاهلل‬ ‫وليه»!!!‪....‬‬ ‫إال أن الـ «كارط بالنش» التي كان وزير األوقاف وكل من سبقوه‬ ‫إلى هذه الوزارة‪ ،‬يستقوى بها علينا ذبلت بعض الشيء وفقدت بعضا‬ ‫من «بريقها « وسلطتها «الدينية» ‪ ،‬حين صدرت التعليمات العليا‬ ‫إلى كل من التوفيق وسعيد حسني‪ ،‬الذي يرأس المجلس األعلى‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫لمراقبة مالية األوقافـ ‪ ،‬للقيام بضبط مالية األوقاف وتقديم بيان‬ ‫مفصل بهذا الخصوص في أجل ستة أشهر‪ .‬والتقيد بالمساطير‬ ‫واإلجراءات المتعلقة بتنظيم الميزانية العامة‪...‬حتى ال تبقى إدارة‬ ‫األوقاف «ضيعة خاصة» أو «دولة داخل الدولة»‪ .‬تعتمد آليات من‬ ‫عهد األدارسة و«كنانيش» من عهد السعديين وأجورا من عهد بني‬ ‫مرين‪ ......‬الوزارة بحاجة إلى خبرة «أوديت» محاسباتية‪ ،‬تضبط‬ ‫كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬وتقدم الحلول في القضايا المستعصية وترسم‬ ‫طريقا واضحة لتطور ونمو هذا المرفق «الخاص ــ العام»‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ال يامدام احلقاوي‪...‬احلق عليك !‬ ‫‪ 20‬دراهم لي�س كالم فاي�سبوك !‬

‫بل إنه كالمك أنت‪ ،‬سمعناه منك شخصيا في رد «منرفز» على‬ ‫سؤال برلماني «زغبي» أسمعته على «وذنيه» ما يكفي لكي يتوب‬ ‫عن وضع أي سؤال مستقبال‪ .... ،‬كان ردك هو أنك ال «تنطقين عن‬ ‫الهوى» وأنك تعتمدين في تصريحاتك على دراسات وطنية وعالمية‬ ‫و ما يؤكد ‘لنا وللعالم’’ أن عتبة الفقر تنحصر في ما دون دوالرين أما‬ ‫الذي يعيش بدوالرين‪ 20 ،‬درهما بعد التعويم المظفر‪ ،‬فإنه يعتبر‬ ‫خارج نطاق الفقر بالمغرب‪ .‬وشرحت الفكرة «مزيانا بالزافا» ولو أن‬ ‫النرفزة كانت تملك عليك لسانك‪ ،‬فقلت إنه من هذا البيان التصنيفي‬ ‫العالمي‪ ،‬فإن مفهوم الفقر القديم يكون قد انتفى من المغرب‪،‬‬ ‫واستعملت فعل «انتفى‪ ..».‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫وها أنت يا مدامتي تبحثين عن «الصداع لرأسك»‪ ،‬وتضعين‬ ‫رأسك بين فكي الغول‪ ،‬غول الفقر طبعا‪ ،‬دون أن تنزعي نظارتيك‬ ‫الجميلتين وفوالرك الحريري الناعم نعومة كالمك الرقيق‪ ،‬بموضوع‬ ‫الفقر‪ ،‬لتؤكدي في ندوة الفقيه التطواني أن من يملك اليوم ‪20‬‬ ‫درهما‪« ،‬خالص» ودّع‪...‬الفقر بال رجعة وارتاح‪ .....‬وألف مبروك‬ ‫عليه!‬ ‫وجاءت مرة أخرى للبرلمان هذا األسبوع لتتداول النقد و النقد‬ ‫المعاكس‪ ،‬و»تقطار الشمع» مع سيدات البرلمان هذه المرة‪ ،‬الالئي‬ ‫أشفقن من تصريحاتها ما اضطرها إلى عملية «سرد» جمعت‬ ‫بداخلها كل ما سمعنا في السابق من مخططات وبرامج وشعارات‬ ‫التعبئة االجتماعية لمحاربة الفقر‪....‬‬ ‫ما كاين باس آ مدام‪ ،‬اللسان ما فيه عظم‪ ،‬و «عفى اهلل عما‬ ‫سلف» أليست هذه مرجعية من مرجعيات حزب المؤمنات والمؤمنين‬ ‫الذي تنتسبين إليه عن جدارة واستحقاق؟‪...‬وتبارك اهلل عليك !‬ ‫ومع ذلك فإن قضية العشرين درهما ظلت تشغلني فحاولت أن‬ ‫أجد لها موقعا في سياسة الحكومة االجتماعية‪ .‬وسرعان ما اهتديت‬ ‫إلى المؤشر الموصل إلى صلب القضية‪ .‬ألم يعلن العزيز الداودي أنه‬ ‫سيوزع ماليير دعم الصندوق المعلوم على الفقراء وأقسم أن يحرم‬ ‫األغنياء المستبدين وهم األكثر استفادة من هذا الدعم ؟‬ ‫إذا‪« ،‬طاحت وجبرناهــا»! ما دام أن الحكومــة تعاقــدت مـــع‬ ‫مؤسسات خبرة عالمية في مجال تحديد الفقر وتسجيل الفقراء‪ ،‬وفق‬ ‫مؤشرات المنظمات الدولية والمندوبية السموية للحليمي‪ ،‬فإن كل‬ ‫«كحل الراس» ثبت بالدليل والبرهان‪ ،‬أنه يعيش ب ‪20‬درهما في‬ ‫اليوم‪ ،‬ال يعتبر «معنيا» بالفقر‪ ،‬ولن يدخل لوائح الفقر و«جنان‬ ‫عدن» الداودي أبقاه اهلل دخرا للفقراء والبؤساء ممن ال زالوا يحلمون‬ ‫ببضعة دراهم‪ ،‬بيصارة وربع كوميرة وشمة سيليسيون !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫َ‬ ‫«هركمة» فراق�ش رو�سية‬ ‫قريبا على طيافرينا !‬

‫هذا ما أصبح رائجا هذه األيام بعد أن تم تداول أخبار عن اتفاق‬ ‫مغربي روسي بخصوص استيراد المغرب لحوم بقر روسي‪ ،‬بهدف‬ ‫مواجهة الخصاص الناتج‪ ،‬كمّا‪ ،‬في هذه المادة‪ ،‬وأيضا لمواجهة‬ ‫فساد معظم المجازر الوطنية‪ ،‬في معالجة اللحوم ‪.‬‬ ‫األعالم الروسي بشر مواطنيه بأن أسواقا جديدة وواعدة‪ ،‬ستفتح‬ ‫قريبا في بلد ‪ Марокко‬الستقبال لحوم البقر الروسية‪ ،‬بعد أن‬ ‫قامت‪ ،‬ردوا بالكم‪ ،‬لجنة خبراء مغربية بفحص علمي لشركات اللحوم‬ ‫الروسية للتأكد من «مطابقتها» و «امتثالها» للمعايير الصحية‬ ‫والبيطرية التي «ننعم بها» في المغرب ‪ .‬اهلل اهلل !!‪....‬‬ ‫اللحوم الروسية سوف تعالج على الطريقة الشرعية وبشروط‬ ‫«الذابح والمذبوح وآلة الذبح»‪ ،‬وما جاور ذلك من أدبيات الذبح‬ ‫والسلخ والتقطيع والتخزين‪ ،‬وفق مذهب المالكية والعقيدة األشعرية‬ ‫من أهل الجماعة والسنة ‪.‬‬ ‫وسوف ال نعدم بعد ذلك اليوم فيليات وفوفيليات وكوتليتات‬ ‫خرفان حليب من جبال الروس‪ ،‬وكــــذا «الهراكم» التي أشعلت‬ ‫المطاعمُ النار في أثمانها التي لم تعد تنـــزل عن مائة درهم‪،‬‬ ‫للفرقوش الواحد‪ ،‬بعــــد أن كانت في حــدود األربعيـــن درهما‬ ‫للرومي وعشرين للبلدي الذي ال يقدر على «هركمته» إال فران‬ ‫الدرب‪.‬‬ ‫قل باسم اهلل وزيد !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫�شهادات �أمهات‬ ‫عازبات‪...‬‬

‫‪5‬‬

‫عنف نفسي وجسدي واقتصادي يمارسه‬ ‫المجتمع الذكوري على «القوارير»‪...‬‬ ‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫«ماذا يعني أن أكون أما عازبة في المغرب؟»‪ ،‬تصمت‪ ،‬وتنصت إلى‬ ‫نفسها‪ ،‬ثم تذرف دمعة حارقة‪ ،‬فتمسحها‪ ،‬لتضيف بصوت مخنوق منتحب‪:‬‬ ‫«مأساة ومعاناة ال تنتهي‪ ،‬أتعرض لكافة أشكال العنف والتمييز في الحي‬ ‫والشارع والعمل واإلدارة‪ ،‬ولمجرد أن يعرف أحدهم قصتي‪ ،‬يخيل إليه أنني‬ ‫فريسة سهلة فيتحرش بي جنسيا‪ ،‬يصيبني األرق والقلق وأكتئب أياما وأسابيع‪،‬‬ ‫فأفكر في اإلنتحار‪ ،‬قبل أن أعاود النهوض‪ ،‬نادرون من يساندونني‪ ،‬وعلى كل‪،‬‬ ‫أنا أقاوم أحكاما متجددة باإلدانة عن خطأ لست الوحيدة المسؤولة عنه»‪.‬‬ ‫تدعى فاطمة‪ ،‬وعمرها ‪ 49‬سنة‪ ،‬درست بعد الباكلوريا في الجامعة سنتين‬ ‫في تخصص القانون العام‪ ،‬ومنذ ‪ 17‬سنة وهي أم عازبة إلبن يدرس حاليا‬ ‫في الثانوية‪ ،‬وتعد أول واحدة اعتلت كرسي البوح أمامنا‪ ،‬ولم تختلف حيثيات‬ ‫سقوط فاطمة‪ ،‬المولودة في الجنوب وسط أسرة ثرية ومحافظة‪ ،‬في خندق‬ ‫نار ملتهبة‪ ،‬حطبها «النفاق والفصام اإلجتماعي للمغاربة» مدعوما بـ»العنف‬ ‫القانوني»‪ ،‬ومعاناتها‪ ،‬وأمراضها‪ ،‬وخالصاتها‪ ،‬مع ما باحت به مريم‪ ،‬من مواليد‬ ‫‪ ،1993‬والتي درست بدورها في كلية الحقوق‪ ،‬ثم معهد خاص لإلعالميات‪،‬‬ ‫فمدرسة للممرضين‪ ،‬وعائشة‪ ،‬التي رأت النور في ‪ ،1997‬وانقطعت عن‬ ‫الدراسة في الثالثة إعدادي‪ ،‬وخديجة (‪ 28‬سنة)‪ ،‬التي كانت عاملة في مصنع‬ ‫للنسيج‪.‬‬ ‫وتشكل الحاالت األربع‪ ،‬مجرد شخصيات فريدة في هذا المتن‪،‬‬ ‫ألن المعطيات المتوفرة‪ ،‬تشير إلى أن مجموعهن في‬ ‫المغرب‪ ،‬وإلى غاية ‪ ،2016‬ال يقل عن ‪ 32200‬أم عازبة‬ ‫تم إحصاؤهن قريبا‪ ‬من قبل جمعية مدنية‪ % 60 ،‬منهن‬ ‫تقل أعمارهن عن ‪ 26‬سنة‪ ،‬ومعظمهن يعملن في‬ ‫مهن غير منظمة‪ ،‬من قبيل العمل المنزلي‪ ،‬ولهن‬ ‫مستوى تعليمي متدن‪ ،‬و‪ % 65‬أنجبن مرة واحدة‪،‬‬ ‫مقابل ‪ % 14‬مرتين‪ ،‬و‪ % 10‬ثـالث مرات‪ ،‬و‪% 11‬‬ ‫أربع مرات أو أكثر‪.‬‬ ‫وتوجـد أرقـام أخـرى لجمعيـة التضامن‬ ‫النسائــي‪ ،‬التي تقودهــا عائشة الشنا‪ ،‬تفيد أن‬ ‫العــدد أكبر بكثير‪ ،‬ويصل إلى ‪ 220‬ألــف أم‬ ‫عازبة على األقل‪ ،‬ويشهد المغرب يوميا إنجاب‬ ‫‪ 24‬طفال خارج إطار الزواج‪.‬‬

‫«خطيئة العشق»‬

‫وكان الشاب المعروف بسوابقه في الجنوح‪ ،‬متواطئا مع والدته التي تريد‬ ‫زوجة قاصرة في بيتها الستغاللها كخادمة‪ ،‬فأرشدته إلى حيلة إقناع القاصر‬ ‫المغرر بها بالهروب معه بغرض فرض األمر الواقع على أسرتها‪ ،‬فكانت‬ ‫الوجهة بيت شقيقه‪ ،‬ومنذ تلك اللحظة دخلت عائشة‪ ،‬في دائرة مغلقة طولها‪،‬‬ ‫إلى حدود اآلن‪ ،‬ست سنوات‪ ،‬وتجري داخلها أحداث متشابهة ومتكررة مع‬ ‫الشخص نفسه‪.‬‬ ‫‪ ‬أما خديجة‪ ،‬عاملة النسيج‪ ،‬فسقطت في الخطيئة‪ ،‬مباشرة بعد وفاة والدها‬ ‫في ‪ ،2012‬وتركها رفقة شقيقتها الصغرى‪ ،‬تحت رحمة زوجة ثالثة لم تكن‬ ‫أحسن من الثانية التي ذاقا معها ما ال يخطر على بال بعد وفاة والدتهما‪ ،‬أهلها‬ ‫لتكون فريسة سهلة ألول رجل يعدها بالزواج‪ ،‬لعله يعتق رقبتها‪ ،‬تحرش بها‬ ‫في الشارع‪ ،‬فتفاعلت معه‪ ،‬وتبادال روابط اإلتصال‪ ،‬ليدخال‬ ‫في عالقة عاطفية خارج إطار الزواج‪ ،‬علما أنه كان تلميذا‬ ‫في السنة األخيرة من الباكالوريا وال يملك شيئا‪.‬‬ ‫ودائما ما يقف الوعد بالزواج وراء «الخطيئة»‬ ‫لدى أغلبية الحاالت‪ ،‬إذ تشير دراسة في صفوف‬ ‫‪ 330‬أما عازبة‪ ،‬أنجزتها المؤسسـة الوطنيــة‬ ‫للتضامن مع النساء في وضعيـة صعبـة في ‪،2015‬‬ ‫أن نسبة ‪ 41‬في المائة من الفتيات صرن أمهات‬ ‫عازبات‪ ،‬بسبب عالقة غرامية مع وعد بالزواج‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 36‬في المائة بسبب عالقة غرامية بدون‬ ‫هـــدف اإلرتبـــاط‪ ،‬و‪ 11‬في المائـة بسبب‬ ‫اإلغتصـاب‪ ،‬مقابـل ‪ 12‬في المائة حبلن‬ ‫أثناء عمليات جنسية ترتبط بعملهن‬ ‫كبائعات للهوى‪.‬‬

‫«الهروب»‬

‫اليتيمة خديحة‪ ،‬العاملة في‬ ‫مصنع النسيج‪ ،‬وبعدما استجابت‬ ‫لتحرش تلميذ عمره ‪ 19‬سنة في‬ ‫الشارع‪ ،‬ارتبطت به من ‪ 2012‬إلى ‪،2015‬‬ ‫التاريخ الذي حبلت فيه منه‪ ،‬وهو النبأ الذي رد عليه‪ ،‬قبل‬ ‫أن يختفي‪« ،‬أنت تكذبين والبد أن تكون لك عالقات أخرى‪.‬‬

‫أغلب القصص تبدأ بلقاء عابر ينتهي بابتالع‬ ‫الطعم والسقوط في المصيدة‪ ،‬قد يكون تحرشا جنسيا‬ ‫من قبل رجل في الشارع‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة إلى‬ ‫عائشة وخديجة‪ ،‬أو صداقة في العمل تتطور إلى عالقة‬ ‫حب‪ ،‬كما حدث لمريم‪ ،‬أو حب جامح في رحاب الكلية مع‬ ‫طالب آخر‪ ،‬ثم يتوج المسلسل‪ ،‬بعد شهر‪ ،‬أو بعد سنة‪،‬‬ ‫أو خمس‪ ،‬بسقوط الطرفين في «الخطيئة»‪ ،‬التي يعلم‬ ‫الجميع بانتشارها‪ ،‬واستحالة تفاديها‪ ،‬لكنه يرفضها‬ ‫ويصر على نكرانها‪.‬‬

‫أما مريم‪ ،‬فترعرعت وسط أسرة متوسطة‪ ،‬ربها أب «منصت وصديق‬ ‫ألبنائه»‪ ،‬وكنت «من النوع الذي ال يهتم إال بدراسته وال شيء آخر‪ ،‬وينفر من‬ ‫العالقات العاطفية البريئة في فترة المراهقة‪ ،‬فيضرب بي المثل في محيطي‬ ‫وتتمنى النساء ابنة تشبهني‪ ،‬إلى حدود اللحظة التي وقعت فيها في الفخ‪،‬‬ ‫وانضاف اسمي إلى سجل آالف األمهات العازبات بالمغرب»‪.‬‬ ‫حدث ذلك في صيف ‪ ،2015‬حسب مريم‪ ،‬إذ «علمت زوجة خالي أنني‬ ‫مولعة بالطبخ وصناعة الحلويات‪ ،‬فاقترحت علي اإلشتغال خالل عطلة الصيف‬ ‫في مخبزة معروفة لتعلم وصفات واكتساب أسرار حول صناعة أريدها هواية‪،‬‬ ‫وهناك وجدت شابا عمره ‪ 30‬سنة‪ ،‬كان رئيسا للمعدين في المخبزة (شاف‬ ‫باتيسيي)‪ ،‬وبدأت أتعلم على يده‪ ،‬ثم تطور األمر إلى صداقة ممتدة إلى‬ ‫خارج مقر عمله‪ ،‬فتنامت األحاسيس واستطاع إيهامي بالزواج‪ ،‬فأوقعني في‬ ‫الخطيئة»‪.‬‬ ‫وتشترك عائشة (‪ 20‬سنة) وخديجة (‪ 28‬سنة) في أن االستسالم للتحرش‬ ‫في الشارع العام هو مبتدأ قصتيهما نحو األمومة بدون زواج‪ .‬وبالنسبة إلى‬ ‫األولى‪ ،‬فقد سقطت‪ ،‬وهي حينها قاصر تدرس في السنة األخيرة من اإلعدادي‬ ‫في شراك شاب من حيها‪ ،‬وصلته أصداء اجتهادها الدراسي وسمعتها الجيدة‬ ‫وسط الحي الشعبي‪ ،‬وهو قيد «اإلعتقال» في إصالحية للجانحين‪ ،‬فقال لزمالئه‬ ‫«أعرفها‪ ،‬وستكون من نصيبي»‪ ،‬وبمجرد إطالق سراحه‪ ،‬بدأ يتربص بها في‬ ‫الشارع وأوقعها في شباكه‪.‬‬

‫«معارك وسط الخراب»‬ ‫عالوة على الحط من كرامتهن‪ ،‬ونبذهن من قبل المحيط القريب‬ ‫والمجتمع عامة‪ ،‬بما في ذلك «أصحاب المنازل الذين يقبلون أموالهن مقابل‬ ‫تمكينهن من غرف للكراء في األحياء الشعبية‪ ،‬تجمع األمهات العازبات اللواتي‬ ‫تحدثنا إليهن‪ ،‬وتساندهن في ذلك مديرة مركز التحدي للمواطنة‪ ،‬الذي يمول‬ ‫برامج مساعدتهن بفضل الدعم األلماني‪ ،‬على أن أقسى شيء‪ ،‬هو عنف الدولة‪،‬‬ ‫وتحديدا ما يسمى ب»العنف القانوني»‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تقول فاطمة‪ ،‬األم العازبة منذ ‪ 17‬سنة‪ ،‬التي تظل‪،‬‬ ‫حسب مديرة مركز التحدي‪« ،‬نموذجا ناجحا»‪ ،‬ليس البنها حق في الهوية‬ ‫القانونية‪« ،‬إذ بعدما كانوا في أقسام الحالة المدنية‪ ،‬ال يترددون في وضع‬ ‫عارضة أو عالمة إكس في خانة اللقب العائلي‪ ،‬صاروا يفرضون اختيار إسم عبد‬ ‫من عباد اهلل‪ ،‬وحتى إذا اخترت اسما عائليا قريبا من اإلسم العائلي لألم أو األب‪،‬‬ ‫يرفضونه‪ ،‬وعندما يكبر اإلبن‪ ،‬ويستصدر بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬يظل يوميا‬ ‫يعاين أنه من أب مجهول أو رافض لإلعتراف به‪ ،‬وبمجرد أن يقف في نقطة‬ ‫تنقيط أمنية‪ ،‬أو يضع نسخة منها لدى اإلدارة‪ ،‬تنكشف قصة أمه والظروف‬ ‫التي ولد فيها»‪.‬‬ ‫وتؤكد بشرى عبدو‪ ،‬ذلك المعطى المتعلق الذي ينتهك الحق في النسيان‪،‬‬ ‫بالقول‪« :‬عندما نذهب بإحداهن إلى أقسام الحالة المدنية لتسجيل المولود‪،‬‬ ‫بعد استصدار عدد من الوثائق‪ ،‬يحرمهن ضباط أقسام الحالة المدنية من‬ ‫حرية اختيار اإلسم واللقب‪ ،‬وكلما تعلق األمر باإلسم العائلي‪ ،‬يعودون إلى سجل‬ ‫كبير من األسماء العائلية‪ ،‬فيجرون بحثا فيه‪ ،‬وغالبا ما يقولون‪ :‬عليها أن تختار‬ ‫إسما عائليا عبد اهلل أو عبد الرحمان أو أي عبد من عباد اهلل»‪ ،‬وتضيف بشرى‬ ‫بسخرية «يستحيل أن يقبل من أم عازبة إسما عائليا متداوال‪ ،‬أما بعض األلقاب‬ ‫التي تشبه أسماء عائالت نافذة‪ ،‬فهي كأنها مقدسة وال يجب تدنيسها»‪.‬‬ ‫وقبل أن تصل األمهات العازبات إلى مرحلة تسجيل اإلبن في سجالت‬ ‫الحالة المدنية لتمتيعهم بالشخصية القانونية‪ ،‬عليهن سلك مساطر معقدة‬ ‫جدا‪ ،‬إنهن ال ينجحن في المرور منها دون دعم الجمعيات‬ ‫المهتمة بحقوق المرأة ومستشاريها القانونيين‪.‬‬ ‫وتحكي مريم‪ ،‬مثال‪ ،‬أنها «بعد الوضع‪ ،‬ذهبت رفقة‬ ‫والدي إلى الشقة التي كان يكتريها والد طفلي‪ ،‬ووجدنا‬ ‫هناك صاحبة البيت التي تعاطفت معي وسلمتني‬ ‫نسخة بطاقة تعريفه الوطنية‪ ،‬فبدأت بالبحث عنه‬ ‫إلى أن وجدته في أزمور‪ ،‬وقد تزوج بفتاة من عائلته‪،‬‬ ‫وبصعوبة كبيرة‪ ،‬وبفضل مواكبة الجمعية‪ ،‬اقتنع أخيرا‬ ‫بأن يحرر لي اعترافا لدى مكتب العدول بنسب ابني إليه‪،‬‬ ‫وبفضل تلك الوثيقة‪ ،‬بدأت اآلن معركة تسجيل إبني‬ ‫في سجالت الحالة المدنية»‪.‬‬

‫جاءت فاطمة من بلدة بالجنوب إلى طنجة‪ ،‬رفقة‬ ‫أسرتها في ‪ ،1972‬كان عمرها حينها أربع سنوات‬ ‫ونصف‪« ،‬كانت أسرتي محافظة جدا‪ ،‬عندما أذهب إلى‬ ‫الثانوية أو أعود منها البد أن ينتبه أصدقائي أن شخصا‬ ‫راشدا يتبعني‪ ،‬حينما ألتفت‪ ،‬أجده أحد أقربائي‪ ،‬واستمر‬ ‫األمر على ذلك النحو‪ ،‬حتى حينما ولجت الكلية‪ ،‬فلم‬ ‫أشعر يوما بأنهم يثقون بي‪ ،‬وهو ما لم أكن أطيقه‪،‬‬ ‫ودخلت ورغم كل شيء في عالقات بريئة ككل الفتيات»‪.‬‬ ‫وكانت العالقة العاطفية الجدية التي قلبت حياة‬ ‫فاطمة رأسا على عقب‪ ،‬تربطها بطالب جامعي‪ ،‬دامت‬ ‫خمس سنوات شيدا خاللها كثيرا من األحالم ورسما‬ ‫خططا مستقبلية‪« ،‬بعد تخرجه ألح على الزواج‪ ،‬وقلت‬ ‫له أنت تعرف جيدا القاعدة‪ :‬عليك أن تقصد بيتنا‪ ،‬ولم‬ ‫يتردد في ذلك‪ ،‬لكن أسرتي لم تتقبل ‪ ‬أن يأتي رفقة‬ ‫أخته‪ ،‬وألحوا على حضور فرد أكبر سنا من بين أقربائه‪،‬‬ ‫حتى وإن كان يتيما‪ ،‬لكن سيتبين في ما بعد أن المانع‬ ‫الحقيقي هو أنه ليس أمازيغيا»‪ ،‬لكن فاطمة ‪ ‬تشبثت به‬ ‫وشقت معه طريقا بعيدا عن عائلتها‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬تتحول لحظة متعة إلى مأساة لألم العازبة ومولودها‪ ،‬ما ينتهي‬ ‫بأغلبيتهن‪ ،‬وأمام غياب أي بديل‪ ،‬إلى الخروج إلى امتهان الجنس»‪.‬‬

‫ليس إبني‪ ،‬وحتى إذا كان كذلك‪ ،‬إنتظري إلى حين والدته بعدها نتأكد من‬ ‫نسبه بالطرق القانونية»‪ ،‬فلم تجد حال‪ ،‬من غير كتمان السر إلى أن حل موعد‬ ‫الوالدة‪.‬‬ ‫بماذا يفسر «فرار الرجل»‪ ،‬بوصف ذلك القاسم المشترك بين أغلبية‬ ‫القصص؟ كثير من الضحايا يرجعن ذلك إلى أن الرجال الذين «غرروا» بهن‪،‬‬ ‫لم يكن هدفهم يوما الزواج واإلرتباط الدائم‪ ،‬بقدر ما يسعون وراء ممارسة‬ ‫الجنس معهن بعد إقناعهن بالوعود المعسولة‪ ،‬وهو ما تتفق معه الناشطة‬ ‫بشرى عبدو‪ ،‬مديرة مركز التحدي للمواطنة‪ ،‬عالوة على اعتبارات أخرى‪،‬‬ ‫عناوينها الهروب من المسؤولية‪ ،‬والخوف‪ ،‬ومرجعية قيمية من إنتاج المجتمع‬ ‫الذكوري‪.‬‬ ‫«باستثناء حاالت نادرة من الرجال‪ ،‬أغلبهم يعتبرون أنفسهم غير‬ ‫مسؤولين على ما وقع‪ ،‬وبالنسبة إليهم‪ ،‬تظل تلك المرأة مجرد جسد تلذذوا‬ ‫به في مرحلة عابرة من حياتهم‪ ،‬وهي فقط بمثابة (عاهرة) يستحيل اإلرتباط‬ ‫بها‪ ،‬أما وعود الزواج والكالم المنمق الذي رأت فيه هي مشاعر صادقة وقابلته‬ ‫بالثقة‪ ،‬فكانت مجرد أداة للوصول إلى مبتغاه ممثال في ممارسة الجنس»‪.‬‬ ‫ويهرب اآلباء أيضا‪ ،‬بسبب الخوف من أسرهم «التي ترى في زواجهم من‬ ‫امرأة بعد حملها عارا‪ ،‬إذ أن المرجعية القيمية التي مازلنا لألسف نتربى عليها‪،‬‬ ‫تتحكم فيها عقلية ذكورية‪ ،‬تعتبر المرأة التي مارست الجنس خارج إطار الزواج‬ ‫امرأة بدون أخالق‪ ،‬وهي تربية تحض على مناهضة المساواة بين الجنسين‪،‬‬

‫وتسمــى تلــك الصيغــة‪ ،‬وفق دليل المساطر‬ ‫«مسطرة اإلقرار»‪ ،‬وخطوتها األولى مثول األب واألم‬ ‫أمام العدول‪ ،‬ومعهما إشعار الوالدة المسلم من‬ ‫المستشفى‪ ،‬أو شهادة القابلة وشاهدتين إذا تم الوضع‬ ‫في المنزل‪ ،‬الستصدار «الشهادة العدلية»‪ ،‬ثم التوجه‬ ‫إلى المقاطعة التابعة لمكان الوالدة للحصول على‬ ‫الشهادة اإلدارية‪ ،‬ثم مكتب الحالة المدنية الستصدار‬ ‫شهادة عدم التسجيل في الحالة المدنية‪ ،‬وبعدها‬ ‫التوجه إلى المحكمة من أجل استصدار حكم قضائي‬ ‫يقضي بتسجيل المولود في سجالت الحالة المدنية‪.‬‬ ‫وتشير إحصائيات مركز اإلستماع بمركز التحدي‬ ‫للمواطنة‪ ،‬أنه خالل الفترة من مارس إلى دجنبر‬ ‫‪ ،2016‬تم استقبال ‪ 87‬امرأة معنفة‪ 21 ،‬في المائة‬ ‫منهن أمهات عازبات‪ ،‬وتعرضن ألشكال متعددة من‬ ‫اإلنتهاكات عددها ‪ 1372‬فعل عنف‪ ،‬انقسمت إلى ‪593‬‬ ‫فعل عنف نفسي‪ ،‬من قبيل السب والشتم والتهديد بالقتل واالتهام بالخيانة‬ ‫والطرد من البيت‪ ،‬و‪ 340‬فعل عنف إقتصادي‪ ،‬من قبيل الحرمان من الوثائق‬ ‫اإلدارية ومن الشغل والعالج‪ ،‬و‪ 218‬فعل عنف جسدي‪ ،‬و‪ 132‬عنف قانوني‪،‬‬ ‫و‪ 89‬فعل عنف جنسي‪.‬‬ ‫وتسجل وحدة العالج النفسي بالمركز ذاته‪ ،‬معاناة األمهات العازبات‪،‬‬ ‫أعراضا وأمراضا نفسية بسبب الصعوبات التي تواجههن‪ ،‬أبرزها اإلحساس‬ ‫بالحزن‪ ،‬والخوف والفوبيا‪ ،‬واألرق وفقدان القدرة على النوم‪ ،‬ثم اإلكتئاب‬ ‫المفضي إلى محاولة اإلنتحار‪ ،‬أما اآلثار الجسدية فهي كدمات وجروح وأمراض‬ ‫جنسية‪ ،‬في حين يخلف العنف اإلقتصادي‪ ،‬آثارا تتمثل في تدهور مستوى‬ ‫العيش‪ ،‬وانخفاض المردودية‪ ،‬وفقدان السكن والعمل وبالتالي التشرد‪.‬‬ ‫وعندما تسأل فاطمة (‪ 49‬سنة) ومريم (‪ 24‬سنة)‪ ،‬وخديجة (‪ 28‬سنة)‪،‬‬ ‫وعائشة (‪ 20‬سنة)‪ ،‬على طبيعة الرسالة التي يتوجهن بها إلى العموم‪ ،‬يكون‬ ‫أول ما يتبادر إلى أذهانهن‪ ،‬بنات جنسهن‪ ،‬فتقول مريم بسوداوية رهيبة‪:‬‬ ‫«ماتخليهش ياكل ليك دماغك‪ ،‬إياك والسقوط في فخ الكالم المعسول»‪،‬‬ ‫وتساندها فاطمة بالقول «إحذرن من الرجال‪ ،‬وال تستعجلن الزواج‪ ،‬وركزن‬ ‫على دراستكن وبناء مستقبلكن واستقالليتكن المالية‪ ،‬فالمغرب‪ ،‬ومجتمعه‬ ‫وقوانينه‪ ،‬ورغم كافة التغييرات الحاصلة من تقدم تكنولوجي وانفتاح‪ ،‬وارتفاع‬ ‫السن المتوسط للزواج‪ ،‬مازال محافظا جدا وتسوده عقلية ذكورية لن ترحمكن‬ ‫إذا سقطتن في الخطيئة»‪.‬‬


‫العدد ‪927‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫إيداع مستشار‬ ‫من «البيجيدي»‬ ‫سجن طنجة بتهمة‬ ‫االعتداء على قائد‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫بعد نزاع أسواق القرب‪...‬‬ ‫لقاء فاتر بين الوالي اليعقوبي وعمدة طنجة‬ ‫لم يكن لقاء محمد اليعقوبي‪ ،‬والي جهة ـ طنجة ـ‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬بالبشير العبدالوي رئيس مجلس جماعة‬ ‫طنجة‪ ،‬بمناسبة افتتاح مجموعة من المنشآت االجتماعية‬ ‫بالمنطقة الصناعية امغوغة طنجة‪ ،‬الخميس الماضي‪،‬‬ ‫ليمر دون أن يحظى باهتمام المراقبين‪ ،‬الذين الحظوا‬ ‫بوضوح البرود الذي طبع التحية بين الرجلين اللذين عتادا‬ ‫تبادل عبارات االحترام والمديح في عدة مناسبات سابقة‪،‬‬ ‫إلى أن خلقت أسواق القرب المفتتحة حديثا بالمدينة نزاعا‬ ‫حادا بين الوالي من جهة والقيادات المحلية لحزب العدالة‬ ‫والتنمية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫سياق اللقاء المرتقب بين الرجلين كان افتتاح ثكنة‬ ‫جديدة للوقاية المدنية‪ ،‬بالمنطقة الصناعية بحي مغوغة‬ ‫بطنجة تستفيد منها الوحدات الصناعية المتواجدة بها‬ ‫وكذا األحياء السكنية المجاورة‪.‬‬ ‫وفي ارتباط بالحدث‪ ،‬أعرب عدد من أرباب المصانع‬ ‫ل»المساء» عن ارتياحهم بعد تحقيق أحد مطالبهم‬ ‫الملحة‪ ،‬نظرا لطبيعة أنشطة عدد من الشركات العاملة‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬والتي يرتفع بها خطر الحوادث المختلفة‪،‬‬ ‫أبرزها الحرائق‪ ،‬ما يجعل تواجد ثكنة خاصة بالمنطقة‬ ‫الصناعية ضرورة ملحة الختصار مدة التدخل في أقصر‬ ‫وقت ممكن‪ ،‬وهو ما سيقلل حتما من حجم الخسائر‬ ‫البشرية والمادية‪.‬‬

‫وأصر ممثلـو أربــاب الشركــات‪ ،‬في حديثهــم مـــع‬ ‫«المساء»‪ ،‬على شكــر السلطة المحلية التي تجاوبت مع‬ ‫مطلبهم هــذا‪ ،‬آملين أن تحقق لهم مطلبا آخر يتعلق‬ ‫باإلسراع بافتتــاح مفوضيــة األمن الخاصة بالمنطقة‬ ‫الصناعية مغوغة والمنطقة السكنية القريبة منها‪.‬‬

‫وأبرز عمار الشماع‪ ،‬نائب رئيس جمعية المنطقــة‬ ‫الصناعية مغوغة‪ ،‬في تصريح ل «المساء»‪ ،‬أن هــذه‬ ‫المنشآت‪ ،‬التي تمتد على مساحة ‪ 590‬مترا مربعا‪ ،‬بلغت‬ ‫تكلفتها اإلجمالية ‪ 5.1‬ماليين درهم‪ ،‬ساهمت فيها‬ ‫الجمعية بمبلغ ‪ 4‬ماليين درهم‪ ،‬وبلغت مساهمة والية‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة وإدارة الوقاية المدنية ‪1.1‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫وأكد الشماع على أن هذا االستثمار يؤكد التزام جمعية‬ ‫المنطقة الصناعية والسلطة المحلية بالرفع من جودة‬ ‫الخدمات المقدمة إلى الفاعلين االقتصاديين المستقرين‬ ‫بالمنطقة الصناعية‪ ،‬ودعم الدينامية االقتصادية بالجهة‪،‬‬ ‫وتشجيع الشركات والمستثمرين المحتملين على االستقرار‬ ‫بمنطقة مغوغة‪.‬‬ ‫وتميز حفل افتتاح ثكنــة الوقايـة المدنية بحضور‬ ‫القنصلين اإلسباني والفرنسي بطنجــة‪ ،‬ورئيس غرفــة‬ ‫التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫عمر مورو‪ ،‬باإلضافة إلى رئيس المنطقة الصناعية امغوغة‬ ‫عادل الرايس ونائبه عمار الشماع‪.‬‬ ‫يذكر أن المنطقة الصناعية مغوغة‪ ،‬التي أحدثت عام‬ ‫‪ ،1975‬تضم عددا من الشركات الرائدة وطنيا وقاريا‪،‬‬ ‫والتي تنشط في قطاعات صناعية متنوعة مشغلة يدا‬ ‫عاملة مهمة تقدر ب‪ 35‬ألف منصب شغل‪.‬‬

‫عامل المضيق يحيل ملفات رئيس الجماعة‬ ‫على المحكمة اإلدارية‬

‫بعث عامل إقليم المضيق الفنيدق بمراسلة إلى‬ ‫المحكمة اإلدارية بالرباط يطالب فيها بإلغاء الرخص‬ ‫االنفرادية للتعمير التي سلمها رؤساء مجالس جماعات‬ ‫المضيق‪ ،‬مرتيل والفنيدق‪ ،‬دون الرجوع إلى الوكالة الحضرية‬ ‫لتطوان‪ ،‬ودون أن تنال مصادقة اللجنة اإلقليمية المختلطة‬ ‫المكلفة بتدبير قطاع التعمير‪.‬‬ ‫وفي رده على دعـوى عامـل اإلقليـم‪ ،‬أوضح محمـد‬ ‫المرابط السوســي رئيـس جمـاعـة المضيق أن الرخص‬

‫المعنية بمراسلة العامل تتعلق بفترة الوالية السابقة قبل‬ ‫شتنبر ‪ ،2015‬ذلك أن القانون الذي استند إليه العامل في‬ ‫مراسلته شرع بالعمل به في شتنبر من عام ‪ ،2015‬ما يعني‬ ‫وفق تصريح رئيس جماعة المضيق‪ ،‬أنه ال يمكن أن يطبق‬ ‫على رخص سبقت وجوده‪.‬‬ ‫أما فيما يخص السنتين األخيرتين‪ ،‬فقد أكد السوسي‬ ‫على أنه لم يمنح أية طلبات السكن الكثيرة التي ترد على‬ ‫مكتبه‪.‬‬

‫وهذا ال يعني أبدا توقف البناء بالمدينة‪ ،‬يضيف‬ ‫رئيس الجماعة‪ ،‬بل يصله ما يفوق ‪ 250‬طلب الربط‬ ‫بالتيار الكهربائي والتزود بالماء الصالح للشرب‪ ،‬ما يؤكد‬ ‫بالملموس أن وتيرة البناء تسير في تصاعد متخذة شكل‬ ‫البناء العشوائي‪ /‬ما دامت الوكالة الحضرية ال تستجيب‬ ‫لطلبات السكـــان‪ ،‬والمجالــس الجمـــاعيــة ممنوعـــة‬ ‫من منح الرخص االنفرادية لحل بعض الحاالت الخاصة‬ ‫والمستعجلة‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫شكايات حول اجتثاث مجهولين لهكتارات من الملك‬ ‫الغابوي بضواحي طنجة‬ ‫وجه سكان منطقـة حمـراء بجماعة ملوسـة بإقليم‬ ‫الفحص أنجرة بطنجة‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬شكايات إلى عدد‬ ‫من الجهات‪ ،‬منها عامل اإلقليم ومندوبية المياه والغابات‪،‬‬ ‫مطالبين بالتحقيق في اجتثاث مجهولين للملك الغابوي‪،‬‬ ‫بهدف إرضاء اللوبيات العقارية‪.‬‬ ‫وشددت المصادر ذاتها على أن الملك الغابوي‬ ‫يتعرض لالجتثاث بشكل مستمر‪ ،‬خصوصا شجر الصنوبر‪،‬‬ ‫من طرف هؤالء الذين ينتمي بعضهم لدواوير مجاورة‪،‬‬ ‫وتم رصد أحد األشخاص يملك جرافة بهدف الحصول على‬ ‫عشرات الهكتارات من األراضي الساللية والغابوية لهذه‬ ‫المنطقة وإعدادها لما يشبه المضاربة العقارية حسب‬ ‫السكان‪ ،‬علما أن السكان يستغلونها لرعي مواشيهم ‪،‬‬ ‫فضال عن كونها المتنفس البيئي الوحيد باإلقليم‪ ،‬حيث‬ ‫حمل الموقعون على عرائض تم إعدادها في هذا الصدد‪،‬‬ ‫المسؤولية للجهات الوصية بفعل ما يشبه التغاضي عما‬ ‫يجري‪.‬‬ ‫وأكد المحتجون أن الملك الغابوي الذي يعتبر أحد‬ ‫أهم ركائز البيئة بالمنطقة‪ ،‬أصبح على كف عفريت‪ ،‬وهو‬ ‫ما يستعجل ضرورة تحر ك هذه المصالح لحمايته من كل‬ ‫األخطار التي تحدق به‪ ،‬سيما وأن حرائق الغابات أصبحت‬ ‫هاجسا آخر يخيف السكان‪ ،‬على حد تعبيرهم‪ ،‬حيث لم يعد‬ ‫خافيا على احد وجود جهات تلجأ إلى مثل هذه المسائل‬ ‫قصد السيطرة على الملك الغابوي‪ ،‬ودفع السكان لهجرة‬ ‫هذه المناطق إرضاء لهذه اللوبيات التي يسيل لعابها‬ ‫حول هذه المناطق‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ومن ضمن الوثائق التي وجهت إلى هذه‬ ‫السلطات‪ ،‬خرائط توضح هذا الغطاء الغابوي‪ ،‬فضال عن‬ ‫الحدود التي باتت هذه اللوبيات تستهدفها بشكل دوري‪،‬‬ ‫ما أدى إلى تراجع منسوب هذا الغطاء بمنطقة عين حمراء‪.‬‬

‫أفادت مصادر متطابقة بأن المستشار الموقوف عن‬ ‫حزب العدالة والتنمية بجماعة المنزلة قيادة دار الشاوي‪،‬‬ ‫رفقة شخصين آخرين تمت إحالتهم‪ ،‬يوم االثنين الفارط‬ ‫على السجن المحلي لطنجة‪ ،‬بعد انتهاء فترة الحراسة‬ ‫النظرية‪ ،‬حيث يأتي هذا عقب تعليمات للنيابة العامة‬ ‫المختصة‪ ،‬وثبوت األدلة ضد الموقوفين في قضية‬ ‫اعتدائهم على قائد يوم الجمعة الماضي‪ ،‬أثناء انعقاد‬ ‫اجتماع خاص بانتخاب رئيس الجماعة الساللية لهذه‬ ‫المنطقة‪ .‬وحسب المعلومات المتوفرة‪،‬فإن جهات داخل‬ ‫حزب العدالة والتنمية بجهة طنجة‪ ،‬كانت تقود محاوالت‬ ‫لإلفراج عن الموقوفين في الوقت الذي أثبتت بعض‬ ‫التحريات وجود مسؤول جماعي بطنجة‪ ،‬ربط االتصال‬ ‫بالموقوف الرئيسي ألزيد من ‪ 20‬مرة أثناء وقوع الحادثة‪،‬‬ ‫مما يرجح كونه على عالقة مباشرة بالتحريض‪ ،‬حيث‬ ‫ينتظر تفريغ محتوى المكالمات الهاتفية في غضون‬ ‫األيام القليلة للكشف عن تفاصيل أوفى حول ما جرى‪.‬‬ ‫علما أن هذه الوقائع تأتي في ظل العالقة المتشنجة بين‬ ‫السلطات والبيجيدي‪ ،‬حيث أضحى الحزب يوجه مدافعه‬ ‫إلى السلطات المحلية منذ توزيع أسواق القرب أخيرا‪ ،‬إلى‬ ‫درجة اتهامها بكونها تالعبت وقامت بتوزيع هذه المحالت‬ ‫على أشخاص ال يستحقونها‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬أوصل الملف إلى‬ ‫قبة البرلمان وحاول إحراج وزارة الداخلية به‪ ،‬غير أن وزير‬ ‫الداخلية أكد أن القائد بالفعل هو ضحية اعتداء صارخ‪،‬‬ ‫إلى حين فصل العدالة في هذا الملف وقول كلمتها في‬ ‫الحادث‪ ،‬علما أن مسؤولة بوالية الجهة قدمت شهادتها‬ ‫في الموضوع‪ .‬وكانت مصالح الدرك الملكي قد أوقفت‬ ‫هذا المستشار يوم الجمعة الماضي‪ ،‬وذلك مباشرة بعد‬ ‫إخبارية توصلت بها هذه المصالح من قبل قائد منطقة‬ ‫دار الشاوي‪ ،‬تحت إشراف النيابة العامة المختصة إلى‬ ‫تعرضه العتداء من قبل هذا المستشار فضال عن شخصين‬ ‫كانا رفقته‪ ،‬إذ كانت السلطات المحلية حضرت عن طريق‬ ‫هذا القائد‪ ،‬بهدف اإلشراف على عملية االنتخاب في ظل‬ ‫ما يقتضيه الواجب القانوني‪ ،‬غير أن هذا المستشار لم‬ ‫يستسغ حضور السلطات التي دعت إلى ضرورة احترام‬ ‫هذه القوانين‪ ،‬خصوصا منها المتعلقة بانتخاب الرئيس‪،‬‬ ‫حيث كان الحزب يحاول فرض شخص آخر تابع له على‬ ‫رأس الالئحة‪ .‬وأفادت المصادر نفسها بأن هذا كان أيضا‬ ‫بحضور موظفة بقسم الشؤون القانونية بوالية جهة‬ ‫طنجة‪ ،‬إذ أقدم المستشار المعني على تهشيم مستلزمات‬ ‫المكتب قبل أن يقوم باالعتداء المباشر على القائد‪ ،‬إذ‬ ‫وجه له لكمات ما أدى إلى نفله صوب المستشفى الجهوي‬ ‫محمد الخامس لتلقي العالجات الضرورية‪ ،‬حيث له شهادة‬ ‫طبية بهذا الخصوص‪.‬‬

‫األخبار‬

‫نـداء �إنـ�سانـــي‬

‫وطالب السكان عمالة اإلقليم بضرورة إيفاد لجان تفتيش‪،‬‬ ‫مؤكدين أنهم على استعداد لمدها بمختلف المعطيات‬ ‫والتعاون معها‪ ،‬إلى حين وضع حد لهـذه الفوضى التي‬ ‫باتت تقلق راحتهم‪ ،‬ومشددين على أن استمرار هذا‬

‫الوضع من شأنه أن يدفعهم إلى التفكير في تنظيم وقفات‬ ‫احتجاجية حماية لهذا الغطاء من كل العبث الذي يحيط‬ ‫به‪ ،‬على حد قولهم‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫الشـــاب محمـــد لطـــفــي (‪ 22‬سنــة)‬ ‫يتيــم األب‪ ،‬ظروفـه االجتماعية واالقتصادية‬ ‫صعبة‪ .‬لذا وعبر هذا المنبر‪ ،‬فإنه يناشد‬ ‫المحسنــيــن وذوي األريحـيــــة لمساعدتـه‬ ‫في إجـــراء عمليـــة جراحية مستعجلــة على‬ ‫مستوى عينـه اليسـرى (الجريــدة اطلعت على‬ ‫ملفه الطبي)‪ ،‬واهلل ال يضيـع أجر المحسنين‪..‬‬

‫لالتصال ‪0628509329 :‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫إقتصاد‬ ‫المجلس االقتصادي ‪ :‬القطاع الصناعي غير متجانس‬ ‫مع السياسيات العمومية‬

‫في المائة‪ .‬وأشار بوسعيد إلى أن هذه المداخيل مكنت من تغطية ‪ 71.1‬في المائة من‬ ‫العجز التجاري سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 68.5‬سنة ‪.2016‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 8020‬مقاولة مغربية‬

‫أكـد المجلـــس االقتصــادي‬ ‫واالجتماعي والبيئي في تقريره‬ ‫األخيـر حـــول «تغيير النموذج‬ ‫المعتمد من أجل بنــاء صناعــة‬ ‫ديناميــة في خــدمـــة تنميـــة‬ ‫مطردة ومدمجــة ومستدامــة»‬ ‫أن ضعـف التجانــس واالنسجام‬ ‫مع السياسيات العمومية يعتبر‬ ‫أحد أهم الصعوبات التي تواجه‬ ‫سياسة التنمية االقتصادية في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫وأضاف المجلس‪ ،‬في تقريره‪،‬‬ ‫أن قطاع الصناعة المغربية غير مستعد بما يكفي لمواجهة التغير الجذري الناجم عن الثورة‬ ‫الصناعية الرابعة‪ ،‬على الرغم من النمو القوي للناتج الداخلي الخام الصناعي في بعض‬ ‫المجاالت مثل‪ ،‬صناعة السيارات والطيران وترحيل الخدمات‪ ،‬على مدى العقد الماضي‪.‬‬ ‫واعتبر المجلس أن النسيج الصناعي ال يزال ضيقا ومشتتا وقليل المرونة وضعيف‬ ‫االبتكار‪ ،‬حيث تظهر دراسة قدرة النموذج الصناعي المغربي على االستمرار أن مواطن‬ ‫الخطر تتهدده إذا لم يتم بشكل استراتيجي ومضبوط إحداث تحول جذري على صعيد‬ ‫التنافسية‪ ،‬ورفع مستوى التصنيع‪ ،‬وتوسيع نطاق النسيج الصناعي‪ ،‬وتعزيز التكوين‪.‬‬ ‫والمثير أن المجلس اعتبر كذلك‪ ،‬أن المغرب يقع في «فخ» االقتصادات ذات الدخل‬ ‫المتوسط» أي أنه بين مطرقة التموقع ضمن البلدان التي تكون فيها كلفة الشغل أقل‪،‬‬ ‫وسندان الحاجة إلى تحويل صناعته لتوجيهها نحو قطاعات ذات قيمة مضافة أعلى‪ ،‬ولكن‬ ‫بمحتوى قوي من الجودة‪.‬‬ ‫وتنطلق دعوة المجلس االقتصادي إلى وضع أسس عملية تصنيع جديدة في المملكة‪،‬‬ ‫مواكبة للعصر‪ ،‬من كون الصناعة تضطلع بدور مهم في الدفع بالقطاعات األخرى لالقتصاد‬ ‫بالبلد‪ ،‬وتسهم بشكل كبير في خلق مناصب الشغل‪ ،‬وهما بعدان استراتيجيان للمغرب‪.‬‬ ‫ويظهر‪ ،‬من خالل خالصات تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬أن المغرب ملزم‬ ‫بتحسين جودة منظومته التعليمية‪ ،‬ليتمتع الخريجون بمؤهالت تسعفهم على ولوج عالم‬ ‫الصناعة الحديثة‪ ،‬إذ أشار التقرير إلى أن قطاع الصناعة سيكون بحاجة إلى المزيد من‬ ‫رأس المال واالبتكار‪ ،‬والقليل من اليد العاملة الناقصة التأهيل‪ ،‬والمزيد من الكفاءات ذات‬ ‫التكوين الجيد‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 21‬في المائة من الشباب المغربي بدون عمل‬ ‫كشف محمد بوسعيـــد‪ ،‬وزير‬ ‫االقتصاد والمالية‪ ،‬عن معطيات‬ ‫مقلقة بشأن اتساع رقعة الشباب‬ ‫الذين يعانون من البطالة‪.‬‬ ‫المعطـيــــات التفصيــــليـــة‬ ‫المرتبطة بالسنة المالية ‪2017‬‬ ‫أوضحت معدل البطالة ارتفع من‬ ‫‪ 10.4‬إلى ‪ 10.6‬في المائة رغـم‬ ‫االرتفـاع المسجــل على مستوى‬ ‫إحداث مناصـب الشغل‪.‬‬ ‫وأظهرت األرقام التي قدمها‬ ‫بوسعيد‪ ،‬في ندوة صحفية يوم‬ ‫الجمعة الماضي‪ ،‬أن معدل البطالة في الوسط الحضري ارتفع ب‪ 0.4‬في المائة ليستقر في‬ ‫‪ 14.9‬في المائة‪ .‬لكن المعطى المثير هو ما يرتبط ببطالة الشباب‪ ،‬حيث قفزت النسبة‬ ‫ب‪ 0.6‬في المائة لتبلغ ‪ 21.3‬في المائة ‪ .‬أما بطالة حاملي الشهادات‪ ،‬فشهدت ارتفاعا‬ ‫طفيفا في حدود ‪ 0.1‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي المقابل أكد أن االقتصاد الوطني حقق نسبة نمو بلغت ‪ 4.6‬في المائة سنة ‪2017‬‬ ‫مقابل ‪ 1.2‬في المائة سنة ‪.2016‬‬ ‫وأوضح أن هذا األداء تحقق أساسا بفضل تحسن القيمة المضافة الفالحية بمعدل ‪15.4‬‬ ‫في المائة في متوسط الفصول الثالثة األولى من سنة ‪.2017‬‬ ‫وعرفت المنح المبرمجة في إطار التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي ارتفاعا قدره‬ ‫‪ 2.3‬مليار درهم لتبلغ ‪ 9.5‬مليار درهم‪ .‬وسجل بوسعيد أن عجز الميزان التجاري سجل‬ ‫زيادة طفيفة بنسبة ‪ 2.6‬في المائة نتيجة ارتفاع الواردات ب‪ 6.3‬في المائة المرتبطة‬ ‫أساسا بتطور أسعار النفط في السوق العالمي‪ ،‬ومشيرا أيضا إلى األداء الجيد للصادرات‬ ‫نتيجة ارتفاع مبيعات الفوسفاط ومشتقاته والصادرات األخرى للمهن الجديدة بالمغرب‬ ‫مما ساهم في تحسين معدل تغطية الصادرات للواردات ب‪ 1.6‬نقطة‪.‬‬ ‫وتوقف الوزير عند تدفق االستثمارات األجنبية على المغرب‪ .‬وأوضح أن االستثمارات‬ ‫األجنبية المباشرة سجلت ارتفاعا صافيا بنسبة ‪ 12‬في المائة سنة ‪ .2017‬وأوضح أن‬ ‫االستثمارات المغربية بالخارج حققت ارتفاعا كبيرا حيث سجلت ما قيمته ‪ 9‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 6.3‬مليار درهم سنة ‪.2016‬‬ ‫وبخصوص تحويالت المغاربة القاطنين بالخارج‪ ،‬فقد سجلت ارتفاعا بنسبة ‪ 4.5‬في‬ ‫المائة ما بين سنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬في حين حققت عائدات السياحة أداء جيدا بنسبة ‪8.4‬‬

‫في وقــت توصلــت الحكومة‬ ‫األسبوع الماضي إلى حــل ألداء‬ ‫‪ 10‬مالييـــر درهـــم كمتأخرات‬ ‫الضريبــة على القيمـة المضافة‬ ‫العالقـــة بذمتهــا‪ ،‬من أجـــل‬ ‫مساعـــدة مقـــاوالت القطــــاع‬ ‫الخاص على ترتيــب أوراقهـا في‬ ‫ظرفية اقتصادية صعبة‪ ،‬كشفت‬ ‫اإلحصائــيـــات النهائيـــة ألداء‬ ‫المقاوالت المغربيـــة‪ ،‬أن ‪8020‬‬ ‫شركة أعلنت إفالسها خالل السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬بسبب الصعوبات التي‬ ‫تواجهها‪ ،‬ما يمثل زيادة بواقع ‪ 12‬في المائة مقارنة مع السنة التي قبلها‪ ،‬مع تسجيل‬ ‫إفالس قرابة ‪ 1013‬مقاولة جديدة في شهر دجنبر لوحده‪ ،‬مقارنة مع ‪ 1287‬مقاولة التي‬ ‫أفلست في دجنبر من سنة ‪.2016‬‬ ‫وقالت مؤسسة «أنفور يسك» المتخصصة في المعلومات االقتصادية‪ ،‬والتي قدمت‬ ‫تفاصيل اإلحصائيات‪ ،‬إن إفالس المقاوالت سجل خالل األشهر ال‪ 12‬الماضية ما مجموعه‬ ‫‪ 8045‬مقاولة‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 7.9‬في المائة‪ ،‬مضيفة أن الثلث األول من سنة ‪ 2017‬كان‬ ‫«قاتال» بالنسبة للمقاوالت‪ ،‬حيث شهدت تسجيل أزيد من ثلث حاالت اإلفالس أي نحو‬ ‫‪ 2571‬مقاولة‪.‬‬ ‫وقالت المؤسسة إنه في ظروف ‪ 9‬سنوات‪ ،‬تضاعف عدد المقاوالت المفلسة بواقع ثالثة‬ ‫أضعاف‪ ،‬حيث ارتفعت النسبة سنويا بواقع ‪ 16‬في المائة منذ سنة ‪.2009‬‬ ‫وخالل سنة ‪ ،2017‬شكلت التصفية نحو ‪ 90‬في المائة من حاالت الشركات المفلسة‪،‬‬ ‫في حين كانت التسوية القضائية سببا إلغالق ‪ 10‬في المائة من الشركات‪.‬‬ ‫وفضال عن الصعوبات االقتصادية‪ ،‬وتأخر تشكيل الحكومة إلى شهر أبريل من سنة‬ ‫‪ ،2017‬يأتي عامل آخر ليزيد متاعب المقاوالت المفلسة‪ ،‬ويتعلق األمر على الخصوص‬ ‫بسوء التدبير الذي ميز أداءها‪ ،‬التي تصنف في جزئها األكبر ضمن المقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة‪ ،‬دون إغفال تأثير عامل آخر هو طول آجال األداء‪ ،‬ما يزيد من صعوبات‬ ‫المقاولة‪ ،‬خاصة المقاولة صغيرة الحجم‪ ،‬علما أن معدل أجل األداء يصل إلى ‪ 279‬يوما‬ ‫بالنسبة إلى المقاوالت الصغرى‪ ،‬وإلى ‪ 144‬يوما بالنسبة إلى المقاوالت المتوسطة‪.‬‬ ‫وتشكل صعوبة استخالص الفواتير أبرز مشكل يواجه المقاوالت المغربية‪ ،‬إذ تصل‬ ‫نسبة الشركات المفلسة بسبب تأخر األداء إلى ‪ 40‬في المائة من مجموع الشركات‬ ‫المفلسة‪ ،‬وتشير المؤسسة إلى أن الشركات الكبرى هي التي تشل أداء الشركات الصغرى‬ ‫المتعامل معها‪ ،‬إذ تتجاوز في بعض األحيان آجال أداء الفواتير المستحقة ‪ 120‬يوما‪.‬‬ ‫على صعيد آخر‪ ،‬كشفت المؤسسة أن المقاوالت األكثر تضررا خالل السنة الماضية‪،‬‬ ‫كانت مقاوالت القطاع التجاري وقطاع العقار ثم قطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬وهي‬ ‫القطاعات التي مثلت نحو ‪ 72‬في المائة من حاالت اإلفالس‪ .‬علما أن القطاع األكثر تضررا‬ ‫كان هو قطاع التجارة بأزيد من ثلث حاالت اإلفالس في ‪.2017‬‬ ‫«أنفور يسك» تشير إلى أن المنحى التصاعدي إلفالس المقاوالت بدأ قبل ‪ 5‬سنوات‪،‬‬ ‫إذ بلغ عددها في ‪ 2010‬ما مجموعه ‪ 2765‬مقاولة‪ ،‬وارتفع سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 3096‬مقاولة‪،‬‬ ‫ثم ‪ 3726‬مقاولة في ‪ ،2012‬قبل أن يقفز سنة ‪ 2013‬إلى ‪ 4395‬مقاولة‪ ،‬و‪ 5037‬و‪5953‬‬ ‫مقاولة على التوالي بين ‪ 2014‬و‪ ،2015‬ثم ‪ 7465‬مقاولة خالل سنة ‪.2016‬‬ ‫ومقابل تصاعد منحى اإلفالس‪ ،‬تشير المؤسسة في تقريرها األخير‪ ،‬إلى تسجيل خلق‬ ‫المقاوالت الجديدة خالل األشهر ‪ 12‬الماضية‪ ،‬حيث بلغت ما مجموعه ‪ 33‬ألف ‪ 793‬مقاولة‪،‬‬ ‫ما يعني تسجيل نسبة ‪4‬ز‪ 2‬في المائة بين خلق المقاوالت وإفالسها‪.‬‬ ‫أفاد بنك المغرب‪ ،‬في نشرته الخاصة بالمؤشرات األسبوعية‪ ،‬بأن الدرهم ارتفع بنسبة‬ ‫‪ 0.42‬في المائة مقابل الدوالر‪ ،‬وانخفض بنسبة ‪ 0.28‬في المائة مقابل األورو‪ ،‬وذلك خالل‬ ‫األسبوع الثاني من دخول إصالح نظام الصرف حيز التنفيذ‪ .‬وأبرز البنك المركزي أنه قام‪،‬‬ ‫خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 18‬إلى ‪ 24‬يناير ‪ ،2018‬بثالث عمليات بيع للعمالت بمبلغ‬ ‫إجمالي هم ‪ 6‬ماليين دوالر‪ ،‬بمعدل متوسط بقيمة ‪ 9.2189‬درهم‪.‬‬ ‫وأشارت المؤشرات األسبوعية للبنك إلى أن صافي االحتياطيات الدولية بلغ ‪240.9‬‬ ‫مليار درهم في ‪ 19‬يناير‪ ،‬مسجال بذلك انخفاضا نسبته ‪ 0.2‬في المائة مقارنة مع األسبوع‬ ‫الماضي‪ .‬وعلى أساس سنوي‪ ،‬سجلت هذه االحتياطيات انكماشا بنسبة ‪ 3.2‬في المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص التدخالت في السوق النقدي‪ ،‬أشار بنك المغرب إلى أنه ضخ ما مجموعه ‪36‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪.‬‬ ‫وأكد المصدر ذاته أنه وباحتساب مبلغ ‪ 3.4‬مليار درهم المخصص في إطار دعم وتمويل‬ ‫المقاوالت الصغيرة جدا والصغرى المتوسطةـ يصل المبلغ اإلجمالي للتدخالت إلى ‪39.4‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬مضيفا أن المعدل البنكي استقر في نسبة ‪ 2.25‬في المائة‪ ،‬في حين تراجع‬ ‫حجم المبادالت من ‪ 5,6‬إلى ‪ 5.3‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وذكر البنك المركزي أنه ضخ مبلغ ‪ 40‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪،‬‬ ‫بناء على طلب العروض ليوم ‪ 24‬يناير (تحديد تاريخ االستحقاق ‪ 25‬يناير ‪.)2018‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالمناقصات المسجلة خالل هذا األسبوع‪ ،‬أشار البنك إلى أن الخزينة‬ ‫احتفظت بمبلغ ‪ 2‬مليار درهم‪ ،‬من مبلغ مقترح قدره ‪ 8.1‬ماليير درهم‪ ،‬موضحا أن‬ ‫االكتتابات همت سندات تغطي ‪ 52‬أسبوعا بسعر فائدة بلغ ‪ 2.41‬في المائة وسنتين بسعر‬ ‫فائدة ‪ 2.60‬في المائة‪.‬‬


‫العدد ‪927‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫مجلس جماعة مصمودة بوزان يتعاقد مع إزهاق األرواح ‪� ‬أوراق من�سية‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة ‪ ‬‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫إذا كانت حماية السالمة الشخصية لكل فرد مكفولة‬ ‫دستوريا ( الفصل ‪ ، ) 21‬وإذا كان نفس هذا الفصل الدستوري‬ ‫يلزم السلطات العمومية بضمان سالمة السكان ‪ ،‬فلماذا‬ ‫اختار مجلس جماعة مصمودة بإقليم وزان تعطيل هذا‬ ‫الفصل ؟ ولماذا اختارت السلطات العمومية عدم تفعيل‬ ‫القانون الذي يحمي الحق في الحياة باعتباره أول الحقوق لكل‬ ‫إنسان ( الفصل ‪ ) 20‬؟ وبماذا سينفع التباكي عندما تزهق‬ ‫األرواح ؟ أليس من الجائز الحديث عن تعاقد مجلس جماعة‬ ‫مصمودة مع القتل ‪ ،‬وجولة قصيرة بمحيط مقري الجماعة‬ ‫والقيادة لن تكون اال محفوفة بكل المخاطر ‪.‬‬ ‫البند األول في التعاقد مع القتل يظهر جليا في الحالة‬ ‫الكارثية التي يوجد عليها السور المحيط بمقري الجماعة‬ ‫الترابية والقيادة ‪ .‬فالسور موشك على االنهيار في أي لحظة‬ ‫بعد أن تداعت أعمدته‪ .‬اتفضح الحالة التي أصبح عليها‬ ‫الغش الذي قد يكون طال ورش بنائه في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫وهو ما يقتضي فتح تحقيق في الطريقة التي بدرت بها الجهة‬ ‫التي أشرفت على بنائه المال العام ‪ .‬أما عدد ضحايا هذا‬ ‫السور المتوقع أن يسجل بصفة خاصة في صفوف التالميذ‬ ‫فسيحسبون ال قدر اهلل بالعشرات إذا لم تتدارك السلطات‬ ‫العمومية األمر ‪.‬‬ ‫البند الثاني في تعاقد القتل المشار إليه ينتصب في‬ ‫الشارع العام بمركز الجماعة الذي خلف تأهيله( المركز) سيال‬ ‫من األسئلة الحارقة التي اجتهدت في الشهور األخيرة جهات‬ ‫إلبعاد لسعات لهيبها ‪ ،‬وذلك بتشكيل لجنة للتدقيق‪ /‬العميق‬ ‫‪ ( ،‬ينتصب) عمود لإلنارة العمومية بقلب الشارع يمكن أن‬ ‫يسبب العشرات من حوادث السير التي من المرجح أن يذهب‬ ‫ضحيتها زوار القرية الذين لم ولن يخطر على بالهم مهما‬ ‫احتاطوا بأن زراعة أعمدة اإلنارة العمومية هي آخر صيحة تم‬ ‫إبداعها بمناسبة تأهيل مركز جماعة مصمودة ‪.‬‬ ‫ما أتينا على ذكره في هذه اإلشارة لن يحجب عن األعين‬ ‫الحالة الكارثية التي توجد عليها البنية التحتية لمركز جماعة‬ ‫مصمودة الذي لم يجف بعد مداد تأهيله الذي كلف حوالي‬ ‫مليار سنتيم من مال دافعي الضرائب ‪ .‬كل هذا يحدث في‬ ‫زمن ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ .....‬‬

‫اإلبداع الثقافي‬ ‫والمنطق الفكري‬ ‫هناك عدة نظريات حاولت أن تفسر‬ ‫اإلبداع الثقافي‪ ،‬منهــا النظرية العقلية‬ ‫التي ترجع اإلب��داع العقلي إلى الجهد‬ ‫وال��وع��ي‪ ،‬والنظرية االجتماعية التي‬ ‫ترى أن الثقافة وليــدة المجتمع‪ ،‬إلى‬ ‫جانب نظريات أخرى كثيرة‪ ،‬كالتأثيرية‬ ‫واالنطباعية‪ ،‬ونظريات اإللهام التي ترى‬ ‫أن اإلبداع مصدره اإللهام فقط‪ .‬لكن‬ ‫هل استطاعت كل هذه النظريات أن‬ ‫تجد لنا تفسيرا مقنعا ومقبوال وواقعيا‬ ‫لطبيعة اإلبداع ودوافعه؟! حسب بعض‬ ‫الباحثين جميع ه��ذه النظريات لم‬ ‫تستطع أن تحدد لنا بدقة ماهية اإلبداع‬ ‫بصفة عامة واإلبداع الثقافي خاصة‪.‬‬ ‫واإلب���داع الثقافي عامل ه��ام من‬ ‫عوامل التنمية‪ ،‬ويرتبـــط غنـــى هذا‬ ‫اإلبداع بحيويــة المبدعين وقدراتهم‬ ‫ال��خ�لاق��ة‪ .‬وي��ؤث��ر ال��وض��ع االجتماعي‬ ‫واالقتصادي للمبدعين على قدراتهم‬ ‫الفنية واإلبداعية‪ ،‬وفي مجال اإلبداع‬ ‫الثقافي تتوقف اآللية التنموية إلى حد‬ ‫كبير‪ ،‬ويبرز اإلب��داع من خالل اإلزدهار‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ويطغى الجانـــب الذاتــي‬ ‫والعبقرية الشخصية بجميع أشكالها‬ ‫من فنية ومالية‪ ،‬علمية وفكرية‪ ،‬وتنتقل‬ ‫الثقافة من دائرة التذوق والنشر إلى‬ ‫دائرة اإللهام والعطاء‪.‬‬

‫حالة انتحار بجماعة أضواء كاشفة لمن ؟‬ ‫ملعب للقرب (طنجة البالية) كائن بالقرب‬ ‫بني دركول بإقليم‬ ‫من المقبرة يساهم بشكـل كبيــر في إهدار‬ ‫الطاقة‪ ،‬حيث تظل أضواءه الكاشفة مشغلــة‬ ‫طيلــة أيام الليل والناس نيام‪ ،‬ودون أن تبرمج‬ ‫شفشاون‬ ‫مباريات في كرة القدم بين المستفيدين من‬

‫واإلب��داع الثقافي أن��واع‪ ،‬فهو يأتي‬ ‫من الكلمة شعرا أو نثرا‪ ،‬كما يقــوم‬ ‫في في اللون والتشكيـل وفي المــادة‬ ‫التصويريــة‪ ،‬وفي القصص‪ ،‬ويكـــون‬ ‫في إب��داع الحركة والموقف والصور‪،‬‬ ‫وفي البناء الفكري فلسفة وإنتاج‪ ،‬وفي‬ ‫تكوينات الخط وغيرها‪ ،‬ويمكن تحقيق‬ ‫ذلك كله بتكثيف اإلع�لام‪ ،‬والتحريك‬ ‫المتزايد لألعمال الثقافية عن طريق‬ ‫المعارض والنشرات وغيرها‪.‬‬

‫الشباب‪ ،‬خالل التوقيت المذكور‪ .‬فلماذا تبذير‬ ‫الطاقة الكهربائية‪ ،‬بهذا الشكل الغريب؟‬ ‫السؤال يترجم غيرتنا وغيرة العديد من سكان‬ ‫المنطقة أمام ما يحدث من هدر مجاني لطاقة‬ ‫الكهرباء‪.‬‬ ‫م‪.‬إ‬

‫ل َو ِ�إ َّنا ِ�إ َل ْي ِه‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا ِ�إ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم َ�ص َل َو ٌ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو ُ�أ َولئ َ‬ ‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ون‬ ‫َر ِ‬ ‫ات م ْ‬ ‫ِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َ‬ ‫اج ُع َ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى دار البقاء المشمول بعفو اهلل وكرمه‬ ‫المرحوم‬

‫انتهى الشهر األول من فاتح يناير للسنة الميالدية‬ ‫الجديدة ‪2018‬م‪ ،‬على وقع جريمة انتحار بعدما أقدم‬ ‫رجل في عقده الخامس على وضع حد لحياته شنقا بأحد‬ ‫أشجار الزيتون المجاورة لبيت أسرته بمركز الشرافات‬ ‫التابع لجماعة بني دركول بإقليم شفشاون صباح يوم‬ ‫‪2018/02/01‬م ‪.‬‬ ‫وحسب معطيات لجريدة الشمال فإن المنتحر أعزب‬ ‫ويقطن بدوار تازية حيث كان قيد حياته يعاني من بعض‬ ‫االضطرابات النفسية لزمته الفراش ألكثر من سنتين ‪.‬‬ ‫لإلشارة فظاهرة االنتحار أصبحت تدق ناقوس الخطر‬ ‫بإقليم شفشاون الذي تصدر القائمة بالمغرب من حيث‬ ‫عدد االنتحارات‪ ،‬مما حذا بإحدى الجمعيات بتراب جماعة‬ ‫باب تازة إلى المبادرة بتنظيم ندوة وطنية حول آفة‬ ‫االنتحار بتاريخ ‪2018/02/10‬م والتي سيؤطرها عدد من‬ ‫الباحثين واألكاديميين‪ ،‬وعيا منهم بضرورة الوقوف على‬ ‫األسباب الحقيقية وراء االنتحار ومحاولة إيجاد حلول جذرية‬ ‫وعاجلةللظاهرة‪.‬‬

‫الفقيه الحاج حدو منقودي‬ ‫من مؤسسي الطريقة التيجانية ببروكسيل‪،‬‬ ‫والمساهمين في بناء مسجد بها‪.‬‬

‫ولقد لبى الفقيد نداء ربه‪ ،‬عن عمر يناهز ‪ 93‬سنة‪ ،‬يوم‬ ‫األحد ‪ 21‬يناير ‪ 2018‬ببروكسيل‪/‬بلجيكا ‪ .‬وشيـع جثمانه‬ ‫الطاهر في موكب جنائزي مهيب حضره األهل واألحباب‬ ‫والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة المجاهديـن يوم األربعـاء ‪ 6‬جمادى األولى ‪ 1439‬موافق ‪24‬‬ ‫يناير ‪ ،2018‬بعد صالة الظهر بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل تتقدم أسرة الجريدة بأحر التعازي إلى أوالد الفقيد وإلى كافة‬ ‫أفراد عائلته‪.‬‬ ‫نسأل العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫وللنهوض بالمجـــال الثقافـــي البد‬ ‫من تشجيع اإلبداع والثقافة اإلبداعية‬ ‫وجعلهما الهم األساسي في كل سياسة‬ ‫تنموية ثقافية‪ ،‬فاإلبداع إذن هو التعبير‬ ‫عن حيوية الثقافة ‪ ،‬والثقافة التي يتوقف‬ ‫فيها اإلب���داع تدخل مرحلة السكون‬ ‫والجمود‪،‬وتتوقف عن الحياة‪.‬‬ ‫إن أي نهضة ثقافية ألي أم��ة ال‬ ‫بد لها من نظريــة معرفيــة متكاملة‬ ‫ينجم عنها موقف ثقافي مميز‪ ،‬واألمة‬ ‫العربية ال زالت تفقد المنظور الشمولي‬ ‫المتكامل رغم العديد من األبحاث التي‬ ‫أقيمت‪ ،‬وه��ذه الرؤية الحضارية هي‬ ‫مسؤولية الطالئع الفكرية بالذات‪ ،‬ألن‬ ‫اإلبداع الثقافي موكول للنخبة الثقافية‪،‬‬ ‫صحيـح أنها تعتمـــد على القفـــزة في‬ ‫المجهول وعلى ركوب التصورات‪ ،‬ولكنها‬ ‫تتغذيى أيضا من النظريات العلمية‬ ‫سواء في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫أو التطبيقية‪ .‬كما تتغذى الثقافة من‬ ‫جذور التراث‪ ،‬وآفاق الطموحات البعيدة‬ ‫لألمة‪ ،‬فهي القاعدة لكل منطق فكري‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )10‬الشاعر مسكين الدارمي‬ ‫من نظم األشعار إلى شعر اإلشهار‬ ‫( توفي سنة ‪98‬هـ‪708 /‬م )‬ ‫الشاعر مسكين الدار مي (توفي سنة ‪98‬هـ‪708 /‬م) هو ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو‬ ‫بن دارم ‪ ،‬عاش في القرن األول الهجري( العصر األموي األول )‪ ،‬من أهل العراق‪ ،‬ينسب إلى بني دارم‬ ‫بني حنظلة من العدنانية‪ ،‬وهو (من سادات بني دارم ومن شعرائها المجيدين) وأحد الشعراء المغنين‬ ‫في الحجاز‪ ،‬وكان يتغزل بالنساء ‪ ،‬عاصر الفرزدق واألخطل‪ .‬نظم أشعارا في الغناء والهجاء والرثاء والفخر‬ ‫والوصف وله نوادر ‪ .‬عندما تقدم به العمر ترك نظم الشعر والغناء وتنسك ‪ ،‬حيث انصرف إلى العبادة‬ ‫والصالة ‪ .‬ومسكين لقب له ‪ ،‬حيث لقب به لقوله ‪:‬‬ ‫أنا مسكين لمن أنكرنــــــي‬

‫ولمن يعرفني جد نطــــــــق‬

‫ال أبيع الناس عرضي إننـي‬

‫لو أبيع الناس عرضي لنفـــق‬

‫وقال أيضا ‪:‬‬ ‫سميت مسكينا وكانت لحاجة‬

‫وإني لمسكين إلى اهلل راغـب‬

‫قصيدة قل للمليحة ‪ :‬هذه القصيدة رغم قلة أبياتها فقد نالت شهرة واسعة ‪ ،‬ونالت إعجاب الجميع‬ ‫والمطربين والملحنين‪ ،‬فتهافتوا على تلحينها ‪ .‬وقد غناها بعض المطربين منهم صباح فخــــــــري‬ ‫وناظم الغزالي ‪ .‬والقصيدة حسب بعض المصادر والمراجع األدبية قيلت تلبية لطلب أحد تجار الخمر‪،‬‬ ‫الذي قصد الشاعر الدارمي من أجل مساعدته في بيع الخمر ‪ ،‬فلبى طلبه ‪ ،‬والتجأ إلى أسلوب‬ ‫اإلغراء واإلشهار لمنتوج نسائي‪ ،‬أي الخمار األسود‪ ،‬فشاع ذلك بين النساء‪ ،‬الشيء الذي دفع كل‬ ‫مليحة في المدينة إلى اقتناء ذلك الخمار األسود‪ ،‬لعلها تكون هي المعنية التي افتتن بها الشاعر‬ ‫وتغنى بها ‪ .‬فنفد ما كان مع التاجر من خمر‪ .‬ورجع الشاعر إلى تعبده ونسكه وصالته ‪ .‬حيث جاء‬ ‫في تلك المراجع ‪:‬‬ ‫(إن تاجرا من أهل الكوفة قدم المدينة بخمر‪ ،‬فباعها كلها‪ ،‬وبقيت السود منها فلم تنفق ‪ .‬وكان‬ ‫صديقا للدارمي ‪ ،‬فشكا ذاك إليه‪ ،‬وقد كان نسك وترك الغناء وقول الشعر‪ ،‬فقال له‪ :‬ال تهتم بذلك‪ ،‬فإني‬ ‫سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع‪ .‬ثم قال ‪:‬‬ ‫قل للمليحـة‪ ،‬في الخمـار األسود‪:‬‬ ‫قد كان شمر للصالة ثيابـــــــــه‪،‬‬

‫ماذا صنعت براهب متعبــــــــد ؟‬ ‫حتى وقفت له ببـاب المسجـــــد‬

‫وغنى فيه أيضا سنان الكاتب‪ ،‬وشاع في الناس وقالوا‪ :‬قد فتك الدارمي ورجع عن نسكه‪ .‬فلم‬ ‫تبق في المدينة ظريفة إال ابتاعت خمارا أسود‪ ،‬حتى نفد ما كان مع العراقي منها‪ .‬فلما علم بذلك‬ ‫الدارمي‪ ،‬رجع إلى نسكه‪ ،‬ولزم المسجد)‪( .‬كتاب ‪ :‬منتقيات أدباء العرب في األعصر العباسية‪ .‬الصفحة‬ ‫‪.).443‬‬ ‫وأشير أنه ورد في ديوان مسكين الدارمي‪( ،‬جمع وتحقيق خليل إبراهيم العطية وعبد اهلل الجبوري‪،‬‬ ‫الصفحة ‪ ،)30‬البيتان على الشكل التالي (من الكامل) ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ماذا أردت بناسـك متعبـــــــــــد ؟‬ ‫قل للمليحة في الخمار األسود‪:‬‬ ‫حتى قعدت له ببـــاب المسجــــــد‬ ‫قد كان شمر للصالة ثيابـــــــه‬

‫فما خيـرُ عِرس إذا خفتهـــا‬ ‫تغار على الناس أن ينظـــروا‬ ‫فإني سأخلي لهـا بيتهــــــــا‬ ‫إن اهلل لم يُعطه ودهـــــــــا‬ ‫يكاد يقطـع أضـالعــــــــــــه‬ ‫فمن ذا يراعـي لــه عِرســـه‬ ‫قال في إحدى قصائده ‪:‬‬ ‫ولست إذا ما سرني الدهر ضاحـكـاً = وال خاشعاً ما عشت من حادث الده ِر‬ ‫وال جاع ًال عرضي لـمـالـي وقـايـــ ًة = ولكن أقي عرضي فيحرزه وفــــــري‬ ‫أعف لدي عسـري وأبــدي تـجـمــ ًال = وال خر في من ال يعف لدى العســــ ِر‬ ‫وإني ألستحي إذا كنـت مـعـســــراً = صديقي وإخواني بأن يعلموا فقــــري‬ ‫وأقطع إخواني وما حال عـهــدهـم = حيا ًء وإعراضاً وما بي من كـبـــــــ ِر‬ ‫ومن يفتقر يعلم مـكـان صـديقــه = ومن يحيى ال يعدم بالء من الدهــــ ِر‬ ‫ومن مستحسن شعره‪:‬‬ ‫إتق األحمق أن تصـحـبــه = إنما األحمق كالثوب الخلــــق‬ ‫كلما رقعـت منـه جـانـبـــاً = حركته الريح وهنــاً فانخـــرق‬ ‫كفتق وهو يعيى من رتــق‬ ‫أو‬ ‫بـيـن = أو ٍ‬ ‫كصـدع في زجـاج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مـجـلــس = أفسد المجلس منه بالخـــرق‬ ‫وإذا جالسته في‬ ‫ٍ‬ ‫وإذا نهنهتـه كـي يرعـوى = زاد جه ًال وتمادى في الحمـق‬ ‫وإذا الفاحش القى فاحـشـاً = فهناكم وافق الشن الطبــق‬ ‫إنما الفحش ومـن يعـتـاده = كغراب السوء ما شــاء نعـــق‬ ‫أو حمار السوء إن اشبعـتــه = رمح الناس وإن جـــاع نهـــق‬ ‫أو كعبد السوء إن جوعـتـه = سرق الجار وإن يشبع فســــق‬ ‫أو كغيرى رفعت من ذيلهـا = ثم أرختــه ضراراً فانخــــــرق‬ ‫ملبوس خلـق‬ ‫أيها السائل عما قد مـضـى = هل جديد مثل‬ ‫ٍ‬ ‫وقال أيضا ‪:‬‬ ‫ســــالح‬ ‫كساع إلى الهيجا بغـير‬ ‫أخاك أخاك إن من ال أخـا لـــــــه =‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وإن ابن عم المرء فاعلم جناحُـه = وهل ينهض البازي بغير جناح؟‬ ‫وما طالب الحاجات إال معذبـــــــا = وما نال شيئا طالب لنجـــــــاح‬ ‫وقال في حسن الجوار‪:‬‬ ‫ناري ونار الجـار واحـدة = وإليه قبلي تنزل الـقــــدر‬ ‫ماضر جاراً لـي أجـــاوره = أال يكون لبـيتـه سـتــــــر‬ ‫أعمى إذا ما جارتي برزت = حتى يواري جارتي الخـدر‬ ‫ويصم عما كان بينـهـمـا = سمعي وما بي غيره وقـر‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫ليست األحالم في حال الرضا = إنما األحالم في حال الغضبْ‬ ‫المراجع ‪:‬‬

‫ومنهم من يضيف لهما بيتا ثالثا وهو ‪:‬‬ ‫ردي عليه صالته وصيامـــــــه‬

‫= وما خير بيــت إذا لـم يُـــــــزرْ‬ ‫= وهل يفتن الصالحــات النظــرْ‬ ‫= فتحفظ في نفسهــا أو تـــــذرْ‬ ‫= فلن يعطي الود سوط مُمـــرْ‬ ‫= إذا مـا رأى زائــــرا أو نفـــــــرْ‬ ‫= إذا ضره والمطي الســفـــــــرْ‬

‫ال تقتليه بحق دين محمـــــــــــد‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫قال الشاعر في الغيرة ‪:‬‬ ‫أال أيها الغائر المستشيــــــ = ـــط عالم تَغلر إذا لم تُغـــــرْ‬

‫ـ الديوان ‪ :‬جمعه وحققه خليل إبراهيم العطية وعبد اهلل الجبوري ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬السنة ‪ 1970‬م ‪.‬‬ ‫ـ كتاب ‪ :‬منتقيات أدباء العرب في األعصر العباسية‪ .‬بطرس البستاني‪ .‬السنة ‪ 1948‬م ‪.‬‬ ‫ـ كتاب ‪ :‬طرائف من التراث العربي ‪ ( .‬ذات الخمار األسود)‪ .‬إعداد عبد األمير علي مهنا‪.‬‬ ‫ـ كتاب األغاني ‪ .‬أبو الفرج األصفهاني ‪ .‬تجريد ابن واصل الحموي ‪ .‬ج ‪. 5‬‬ ‫ـ كتاب األعالم ‪ .‬خير الدين الزركلي ‪ .‬ج ‪. 3‬‬ ‫ـ كتاب مشاهير الشعراء واألدباء ‪ .‬عبد ‪.‬أ‪ .‬علي مها وعلي نعيم خريس ‪.‬‬ ‫ـ كتاب معجم الشعراء الكبير ‪ .‬يحيى مراد ‪.‬‬ ‫ـ كتاب دولة النساء ‪ .‬عبد الرحمان البرقوقي ‪ .‬الطبعة ‪ . 1‬السنة ‪ 2007‬م ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪10‬‬

‫الفقر وال�صقيع‪....‬‬ ‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫• قالت وزيرة الأ�سرة والت�ضامن‪�« :‬إن من يربح ‪20‬‬ ‫درهما يف اليوم لي�س فقريا»‪.‬‬ ‫• ال تنمية �إال �أن تكون تنمية مداخيل وموارد ال�سادة‬ ‫املتخمني ‪...‬‬

‫كلما هــبــت ريــاح عاتـــيــة‪ ،‬وعواصـف باردة‪ ،‬وتلبــدت‬ ‫السمـــاء بالغيوم واسودت األرض‪ ،‬وانطلــق صفير كالعويل إال‬ ‫وتذكرت أولئك النائمين في جنبات المحطة الطرقية البئيسة‪،‬‬ ‫لوصح أن نسمي ما يعتريهم نوما‪ ...‬كيف وهم يفترشون ورقا‬ ‫مقوى‪ ،‬ويلتحفون بأخرى‪ ،‬ويضمون بأيديهم مناديل بمداخيل‬ ‫العمارات والدروب المعتمة‪ ،‬وتحت واقيات المحالت التجارية‬ ‫المغلقة والمقاهي‪ ...‬فماذا قدمت وعود الحكومة لهذه الطينة‬ ‫البشرية المسحوقة؟ وماذا فعلت وزارة التضامن واألسرة وزد‬ ‫ما شئت من األسماء واألوصاف لهذه الشريحة الضائعة في‬ ‫سراديب النسيان؟‬ ‫باألمــس القريــب كانت وزيــرة األســرة والتضامــن‬ ‫والمساواة والتنمية االجتماعية تنكر وجود فقراء في المغرب‪،‬‬ ‫وكتبـــت في الــــعدد‬ ‫الماضي من الجريــــدة‬ ‫(العدد ‪ 3986‬الصادر‬ ‫بتاريخ ‪ 27‬ينايــر ‪)3018‬‬ ‫أن السيـــدة الوزيــرة ال‬ ‫تكاد تنظر إلى حالة من‬ ‫ال يعرفون يسرا وال ترفا‪،‬‬ ‫وسقت نماذج وأمثلة عن‬ ‫الفقـــر المدقع المنتشر‬ ‫بيننا‪ ،‬والساكـن جبالنــا‬ ‫ووهادنــا‪ ...‬وعن ضحايا‬ ‫الخبز في معبـر طراخـال‬ ‫بالحدود الوهمية لسبتة‬ ‫السليبة‪ ،‬والجياع في جبال‬ ‫الثلج والصقيع‪ ...‬وأخيرا خرجت بتعريــف أشـــد غرابة للفقير‬ ‫ولخارج خط الفقر‪ ،‬قالت ‪« :‬إن من يربح ‪ 20‬درهما في اليوم‬ ‫ليس فقيرا‪ ،»...‬وسجلت قطاعات حكومية حسب معطيات‬ ‫إحصائية أوردتها جريدة «األخبار» ارتفاع نسبة الفقر بالمغرب‬ ‫بوجود ما يزيد عن ‪ 4‬ماليين فقير وحوالي مليون مغربي تحت‬ ‫عتبة الفقر‪ ،‬وأعتقد جازما أن العدد أكبر من هذا بكثير‪ ،‬فكثير‬ ‫من الحاالت تظل بعيدة عن اإلحصاءات واألرقام الرسمية‬ ‫وشبه الرسمية‪ ،‬وهكذا وبالتواتر والواقع الذي ال يرتفع يتبين‬ ‫أن األسرة والتضامن والمساواة‪ ،‬والتنمية االجتماعية وهي‬ ‫األوصاف الملتصقــة بالوزارة االجتماعية إياها أوصاف بعيدة‬ ‫عن واقع الناس‪ ،‬وأنها ما نشيط يزين الوثائق الرسمية الصادرة‬ ‫عن وزارة العدالة والتنمية االجتماعية‪ ،‬فاألسرة المغربية مفككة‬ ‫األوصال‪ ،‬أجيال تسير في االتجاه المعاكس‪ ،‬فال تربية وال أخالق‬ ‫إال من رحم ربك‪ ،‬واآلباء واألمهات منشغلون بإكراهات الزمن‬ ‫الرديء‪ ،‬التضامن مفقود والكل يغني على لياله‪ ،‬والكل يقول‪:‬‬ ‫نفسي نفسي أنا ومن بعدي‪ ،‬الطوفان تبددت لغة التكافل‪،‬‬ ‫والتضامن أصبح في خبر كان‪ ،‬ونأتي إلى المساواة وهي‬ ‫قمة العبث واالستهتار‪ ،‬فأين المساواة؟ إذا قصدنـــا الناحيــة‬ ‫االقتصادية فالبون شاسـع بين من يملكون ومن ال يملكون‪،‬‬ ‫خزائن عامرة وأموال منهوبة ومهربة‪ ،‬وجيوب مثقوبة ال يستقر‬ ‫فيها درهم وال سنتيم‪ ،‬أما إذا قصدوا به المساواة بين الرجل‬ ‫والمرأة فقد تفشى المفهوم الخطأ وكأنها حرب بين الصنفين‪،‬‬ ‫وقد فهمت الكثيرات بأن المساواة تعني فعل كل شيء وهو ما‬

‫أسقط األخالق في هذه‬ ‫األغالل‪ ،‬وعندما نتحدث‬ ‫عن التنمية االجتماعية‬ ‫فال نجـد أثــرا لتنمية على‬ ‫اإلطالق إال أن تكون‬ ‫تنمية مداخيل وموارد‬ ‫السادة المتخمين‬ ‫مــن علية القوم‬ ‫وهم في كل‬ ‫واد يهيمـــون‪،‬‬ ‫فأيــن نحـــن‬ ‫من أســـمـــــاء‬ ‫الوزيرة بسيمة الحقاوي‬ ‫وأوصـــــــــــــــــــــاف ال‬ ‫وجـــــــــــــــود لهــــــا‪،‬‬ ‫وبقــدر مــا نسمـــــــع‬ ‫أصبنـــا بتخمة الدعايات‬ ‫المغــــلـــوطــــة‪ ،‬أمــــا‬ ‫وســـائـــــل اإلعـــــــالم‬ ‫فهي تشنــف آذاننا يوميا‬ ‫بأرقــــــام المــاليــــيــر‪،‬‬ ‫والمشاريــــع‪ ،‬ثم ال نـــرى‬ ‫إال الســــراب‪ ،‬فعــلـــى‬ ‫مـــن يضحكـون؟ فــــي‬ ‫طنجـــة بقايــا نافــورات أضحت مزابل‪ ،‬ال أعـرف إن كــان يمـــر‬ ‫منهـــا مســؤولـو الجمـاعـــة والمقاطعـــات وهم يرفلـون‬ ‫ويتبخترون بسيــاراتهــم الجــــديــدة‪ ،‬أم يتجنبون رؤية ما‬ ‫يؤذي العين ويصيبها بالقذى؟ أم على عيونهم غشاوة؟ وفي‬ ‫الكثير من المناطق واألحياء والزوايا آفات وتجاوزات ويبحث‬ ‫الناس عمن يخاطبون فال يجدون‪ ،‬وتدرج ضمن هذا العدد‬ ‫لقطات سوداء من أحيـــاء بمنطفتي السواني ‪ 2‬والسواني ‪3‬‬ ‫ورغم وجود إدارة ترابية وقائد وأعوان وقوات مساعدة فإن ما‬ ‫تشهده المنطقتان يؤشر لعدم وجود سلطة‪ .‬ولحد اآلن ورغم‬ ‫كل النداءات والتجاوزات ال زال الملك العمومي في زنقة محمد‬ ‫كنون المجاورة لمسجد طارق بن زياد محتل بالكامل‪ ،‬وال زالت‬ ‫متاجر ودكاكين هذا الممر تعرض بضائعها على الرصيف‬ ‫وتحتل باإلضافة إلى الرصيف جزءا من الشارع العمومي فال‬ ‫يمكن مرور سيارة إسعاف أو وقاية مدنية‪ .‬ويجد تالميذ مدرسة‬ ‫رابعة العدوية صعوبة للمرور إلى مساكنهم مع ما يتلفظ به‬ ‫الباعة من كلمات وسباب وأوصاف تخدش الحياء‪ .‬وتحرج النساء‬ ‫المارات‪ .‬ويقع هذا تحت أنظار السيد القائد والسلطات األخرى‬ ‫بدون أن يحرك أحد ساكنا لتغيير هذا المنكر ‪،‬فإلى من يلجأ‬ ‫السكان؟ طبعا فهم يتوسمون الخير في السيد الوالي ما دام أن‬ ‫اآلخرين ومنهم الجماعة يحجمون عن القيام بمسؤولياتهم‪،‬‬ ‫وقد عرف عن السيد الوالي الحزم والعزم‪.‬‬ ‫واهلل الموفق‪.‬‬

‫ِم َن اال�ستبداد‬

‫»‪!..«L’autocratie‬؟‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬صناعة العملة و العلم لهما عالقة تالزمية ‪ .‬فكانتْ الحاجة إليهما‬ ‫معاً الستنباط وسيلة للتبادل التجاري‪ ،‬أرقى من منهج المقايضة‪ ،‬وهي‬ ‫الحاجة‪ ،‬أمُّ االختراع ‪ .‬على إثر اكتشاف النقد المعْدَني الذي أسهم في‬ ‫بناء ثقافة التجارة العصرية ‪ .‬فالعُملة هي الجزاء لكسب العيش مقابل‬ ‫العمل ‪ .‬و قد لعبتْ النقود دوراً هاماً في إنشاء المنظومة اإلقتصادية‪،‬‬ ‫و ازدهار الحركة التجارية و تحوُّلها من النطاق المحلي إلى التبادل‬ ‫العالمي في مجال البيع و الشراء ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫«بْالن‪ -‬مارشال»‪ ،‬أصبح‬ ‫بعد الحرب العالمية الثانية و مشروع‬ ‫الدوالر األمريكي عملة دولية‪ ،‬تستأثر بمعظم المعامالت التجارية‬ ‫العالمية ‪ .‬تفوَّق الدوالر األمريكي (عملة الواليات المتحدة األمريكية)‬ ‫على جميع العمالت قاطبة سنة ‪2013‬م‪ .‬كان تفاعله اليومي من‬ ‫مبلغ ‪ 5200‬مليار دوالر فكان حاضراً بمعدل ‪ % 87‬من المعامالت في‬ ‫عالم المالية في القرن العشرين و الواحد و العشرين‪ ،‬وله مجموع‬ ‫التحويالت‪ .‬وقد فاز منذ تسعين عاماً بالمكانة الوظيفية‪ .‬و حظيَ‬ ‫بامتياز فاحش عند األبناك المركزية التي تضع تحفظاتها ( احتياطاتها‬ ‫المالية) بالدوالر األمريكي «‪ .»$‬ذوو التبادل المالي يضعون ‪ $‬في قلب‬ ‫االستراتيجية العامة و الخاصة لالقتصاد العالمي ‪.‬‬ ‫أصبحتْ الواليات المتحدة األمريكية تتحكم و تحاكم الدول‬ ‫بقانونها خارج حدودها‪ ،‬و «لها الحق في ذلك»‪ ،‬و هي التي تحتكر‬ ‫بطاقات القروض‪ ،‬و تنتهي أرصدتها كلها في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية ‪« .‬أليستْ هذه لصوصية»؟! ‪ .‬حتى َّ‬ ‫إن األزمة المالية‪ ،‬وهي‬ ‫أخطر أزمة في القرن‪ ،‬و كل مَنْ كان سبباً فيها من المسؤولين‬ ‫األمريكان‪ ،‬لم يتابعوا قضائياً ! ‪ .‬ثالثة أبناك كبرى تدير و تتحكم في‬ ‫مالية الواليات المتحدة ‪ .‬وقد استوْلتْ و أطبقتْ عليها « المافيا»؟ ‪.‬‬ ‫وهي التي تعيِّنُ المناصب المالية العليا ؟ فكيف الوقوف في وجه هذه‬ ‫المنظومة ؟ ‪ .‬ثمَّ أصبحتْ سلطة المال هي التي تمو ُِّل االنتخابات!‬ ‫إذا كان كذلك‪ ،‬فأينَ الديمقراطية ؟ ‪ُّ .‬‬ ‫كل المعامالت التي تتمُّ ب‬ ‫‪ $‬والصفقات االقتصادية و المعامالت التجارية‪ ،‬يكون أصحابها‬ ‫ممنوعين من القانون ! ؟ و تُفرَضُ عليهم القوانين و األنظمة‬ ‫المتجاوزة للحدود‪ ،‬بمعنى فقدان الدوَّل لسيادتها لصالح الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية ؟‪ .‬و بذلك يكون انتهاكاً صارخاً لمبادئ الميثاق‬ ‫وقواعد العالقات الدولية ؟ ‪ .‬تفرضُ عليهم جزاءات من جانبها (أمريكا)‬ ‫؟!‪ ..‬وهي من التعهدات التي تعهد بها «مافيا» االقتصاد لضمان‬ ‫االستقرار المالي للدوالر األمريكي ؟ ‪ .‬فكيف يمكن للواليات المتحدة‬ ‫األمريكية استرجاع النظام الديمقراطي‪ ،‬من طغيان مالية « المافيا»؟‬ ‫وقد أمسى نظام «استبدادي» تديره هذه «المؤسسة»‪ ،‬بعد وضع‬ ‫يدها على «البنك المركزي األمريكي» و جميع مصارفها ؟ وهي تتحكم‬ ‫أيضا في االنتخابات األمريكية ‪ .‬و بذلك تكون قد ابتعدتْ عن قِيم‬ ‫الديمقراطية بمفهومها الكوني ؟!‪..‬‬ ‫األرباح الكبيرة لبعض قطاعات االقتصاد األمريكي‪ ،‬و خصوصا‬ ‫قطاع البترول‪ ،‬للخزَّانات الضخمة للنفط العراقي ‪ .‬تلك الفرْية‬ ‫«الجريمة» التي اخترعها الرئيس «بوش‪-‬اإلبن»‪ ،‬بامتالك العراق‬ ‫ألسلحة الدمار الشامل من أجل استنزاف خيراته‪ ،‬على حساب الشعب‬ ‫العربي العراقي الذي ارتفع عدد قتاله من ‪ 733158‬إلى ‪1446063‬في‬ ‫شهر يناير ‪2008‬م المصدر)‪ ،‬و االنخفاض في المنتوج الداخلي‬ ‫الخام ‪( orb % 16‬المؤسسة ‪ ،‬هي نتيجة الحرب التي أعلنها على بالد‬ ‫الرافدين‪ .‬جاءتْ بعض األبحاث من أهل التخصص َّ‬ ‫أن ارتفاع ‪ $ 10‬في‬ ‫برميل النفط سوف يحدث خسارة ألمريكا بحواليْ ‪ % 1،5‬في المنتوج‬ ‫الداخلي الخام و ‪ % 1‬من التضخم ‪ .‬الوقع من الصدمات النفطية‬ ‫على االقتصاد األمريكي‪ ،‬مجتمعة مع عنصر حرب العراق‪ ،‬بارتفاع‬ ‫‪ % 10‬للبرميل‪ ،‬ولتقييم ذلك لسنة كاملة ب ‪80‬مليون ‪ $‬من المبلغ‬ ‫المتناقص! الحروب في منطقة النفط أضحت أكبر استثمار للدول‬ ‫المنتجة والمصدرة لألسلحة‪ ،‬و قد تذرُّ عليها ماليير الدوالرات‪ .‬هذه‬ ‫الدول الغنية‪ ،‬أحد أسباب غناها سيأتي على حساب تفقير دول العالم‬ ‫الثالث‪ .‬هم يستفيدون من عدم االستقرار في الدول النامية‪ْ ،‬‬ ‫إن لم‬ ‫يكن هم الذين يصنعون الموْت و يغذون الحروب الستغالل واستنزاف‬ ‫ثروات الدول المتحاربة‪ ،‬على حساب موتاهم ‪ .‬يجنون آالف الماليير‬ ‫من ال��دوالرات‪ ،‬و «يتصدَّقون» على الناجين من الموت ‪ .‬مسغب ُة‬ ‫العالم الثالث من صناعة بائعي األسلحة‪ ،‬و لنْ يخفى ذلك على ذي‬ ‫الحجر‪ ....‬قوام الحرب ‪ :‬المال و المال و المال – و عندما تبدأ الحرب‪،‬‬ ‫يفتح الجحيم أبوابه‪...‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من ذاكرة اإلنتاج السينمائي المعروض على شاشة‬ ‫تطوان الفنية ‪:‬‬ ‫مسرح إسبانيول‬ ‫‪-‬‬

‫كثيرة جدا هي األفالم السينمائية التي عرضت على شاشة مسرح إسبانيول‪،‬‬ ‫يتعذر على الباحث تجميعها كاملة‪ ،‬وتوثيقها كرونولوجيا نظرا لصعوبة العثور‬ ‫أوال على أعدادها الهائلة التي تعد باآلالف خالل هذه المدة الزمنية الطويلة التي‬ ‫مرت على حياة مسرح إسبانيول (‪ 94‬سنة)‪ ،‬وثانيا لقلة المصادر التي أشارت إليها‬ ‫وسجلتها بين صفحاتها‪ .‬فباستثناء الصحف والمجالت المنشورة باللغة اإلسبانية‬ ‫خالل عهد الحماية ال يلقى الباحث أي كتاب أو مصدر آخر جمعها بين دفتيه‪.‬‬ ‫وتعتبر – في رأينا – الفترة الممتدة ما بين ‪ 1923‬إلى ‪ 1983‬هي فترة‬ ‫الخصوبة‪ ،‬وفترة اإلقبال بصورة واسعة على مشاهدة األشرطة السينمائية من‬ ‫قبل جمهور تطوان‪ ،‬حيث عرف مسرح إسبانيول رواجا ونشاطا غير محدودين‬ ‫باعتباره محتضنا لفني السينما والمسرح السائدين خالل تلك الفترة كوسيلة‬ ‫لترفيه ساكنة المدينة وتثقيفها‪ ،‬وذلك قبل بدء التقاط برامج التلفزيون اإلسباني‬ ‫في منتصف الستينيات‪ .‬وابتداء من هذه الفترة‪ ،‬أي منتصف الستينيات‪ ،‬سيظهر‬ ‫أول تراجع نسبي – وإن كان بنسبة قليلة ‪ -‬عن ولولج قاعات السينما بمدينة‬ ‫تطوان‪ .‬ثم بظهور أشرطة الفيديو في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات‬ ‫ستتزداد نسبة التراجع‪ .‬أما بعد اكتشاف وسائل التكنولوجيا الحديثة وبروز‬ ‫هيمنة اإلنترنيت في بداية األلفية الجديدة فستتضاعف النسبة‪ ،‬وسيتفاقم‬ ‫الوضع‪ .‬وسيجد أصحاب القاعات السينمائية أنفسهم مضطرين إلى اإلعالن عن‬ ‫إفالسهم وبالتالي إقفالهم العديد من القاعات في سائر المدن المغربية‪ ...‬ورغم‬ ‫الدعم الحالي من المؤسسات الرسمية فإن آفاق هذا القطاع صارت تنبئ ‪ -‬بقلق‬ ‫وحزن – أنه أشرف على االضمحالل بل وعلى الرحيل نهائيا‪....‬‬ ‫إذا كانت مدينة تطوان قد توفرت في عهد الحماية على ما يقرب من سبع‬ ‫قاعات مغطاة‪ ،‬ثالث منها تجمع بين العرض المسرحي والسينمائي (المسرح‬ ‫الوطني(‪ ،)1‬ومسرح إسبانيول‪ ،‬ومسرح مونومنطال)‪ ،‬وأربع خاصة بالعروض‬ ‫السينمائية فقط (سينما أبينيدا ‪ ،Avenida‬فيكتوريا ‪ ،Victoria‬ميسيون‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ،Mision‬والمنصور) عالوة على أربعة فضاءات سينمائية صيفية (بارك‬ ‫«‪–»Park‬باهيا «‪ –»Bahia‬مرحبا «‪ –»Marhaba‬وطيراسا «‪ .)»Terrasa‬كان‬ ‫المجموع آنذاك أحد عشر فضاء‪ ،‬لم يبق منها مفتوحا في وجه الجمهور لألسف‬ ‫سوى قاعتين‪( :‬مسرح إسبانيول وسينما أبنيدا) اللتين تصارعان اليوم آفة التوقف‬ ‫واالختفاء‪ ،‬والهدم واالنقراض‪ .‬وصار التشاؤم يغلب على مسارهما ومستقبلهما‬ ‫أكثر من التفاؤل بالبقاء واالستمرار‪ .‬كما باتت المصاريف الكثيرة أمام ضعف‬ ‫المداخيل تؤرق مالكهما السيد الحسين بوديح‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن األشرطة التي قدمها مسرح إسبانيول ما بين ‪1923‬‬ ‫إلى ‪ 1929‬كانت صامتة‪ ،‬وكان االهتمام بها قويا‪ .‬أما بعد ‪ُ 1930‬‬ ‫فأ َ‬ ‫حْدِث تطور‬ ‫في اإلنتاج السينمائي حيث صار الـمُشاهد يرى الصورة مقرونة بالصوت‪ .‬ومنذ‬ ‫األربعينات بدأت تصل األفالم الملونة األولى التي صار اإلقبال عليها كبيرا‪.‬‬ ‫وإذا كانت مسرحية «كريسطالينا» هي أول عرض مسرحي ُقدِّمَ على‬ ‫خشبة إسبانيول في حفل التدشين (األحد ‪ 25‬نوفمبر ‪ ،)1923‬فإن أول شريط‬ ‫سينمائي صامت تم تقديمه على شاشة هذا المسرح (‪ )3‬كان بعنوان ‪El signo‬‬ ‫‪( del Zorro‬عالمة الثعلب)‪ .‬بطولة ‪ ،Douglas Fairbanks‬وذلك يوم العاشر‬ ‫من شهر دجنبر ‪ 1923‬أثناء انطالق برنامج افتتاح الموسم السينمائي األول الذي‬ ‫نظمته الشركة المشرفة على المسرح‪.‬‬ ‫أما أول فيلم ناطق باإلسبانية من بدايته إلى نهايته فعنوانه ‪El cuerpo :‬‬ ‫‪( del delito‬جسد الجريمة) تم عرضه بمسرح إسبانيول يوم الثالثاء ‪ 11‬نوفمبر‬ ‫‪ )4(1930‬بطولة‪Antonio Moreno، Maria Alba، Ramón Pereda، :‬‬ ‫‪ Andrés de Segurola‬و‪ ،Barry Norton‬فيلم من إنتاج الشركة األمريكية‬ ‫‪.Paramounth‬‬ ‫إن أضخم نسبة من األفالم التي عرضت على شاشة مسرح إسبانيول هي‬ ‫من إنتاج أمريكي‪ .‬وهذا طبيعي بحكم سيطرة شركات هوليود على الصناعة‬ ‫السينمائية العالمية‪ ،‬وعلى التوزيع‪ ،‬تليها إنتاجات أوربية (إسبانية‪ -‬إيطالية‪-‬‬ ‫فرنسية‪ -‬إنجليزية‪ -‬ألمانية‪ -‬نمساوية‪ -‬روسية‪ ،)...‬وأمريكية التينية (مكسيكية‬ ‫ أرجنتينية – برازيلية‪ )...‬ثم فيما بعد إنتاجات هندية وعربية‪ ،‬منها إنتاجات‬‫مغربية‪ ...‬وقليل جدا ما وصل من إنتاج ياباني أو كندي أو أسترالي‪...‬‬ ‫وفي الثالثينيات خالل عهد الحماية سيفاجأ الجمهور التطواني بتقديم‬ ‫مسرح إسبانيول شريطا مصريا باللغة العربية تحت عنوان «سلمى» – لم يشر‬ ‫إليه الباحثون والمهتمون بموضوع السينما بتطوان ‪ -‬وهو في اعتقادنا من أوائل‬ ‫األفالم العربية األولى المقدمة على شاشة هذا المسرح الكبير – قبل أن تظهر‬ ‫األفالم المصرية بسينما المنصور وفيكتوريا أوائل الخمسينيات –‪ .‬وقد اهتمت به‬ ‫الصحف الوطنية المحلية كجريدة الريف التي كانت تنشر على صفحات أعدادها‪،‬‬ ‫أخبار هذا الفيلم مُحفِّزة الجمهور على الذهاب لمشاهدته وحضور متابعة أحداث‬ ‫فرجته‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ُ 1938‬قدم فيلم «حالق إشبيلية» (‪)El barbero de Sevilla‬‬ ‫الذي استمر عرضه مدة طويلة بمسرح إسبانيول‪ ،‬ونال شهرة واسعة منذ سنة‬ ‫‪.1938‬‬ ‫وهو فيلم غنائي هزلي‪ ،‬حَظِي جمهور تطوان بمشاهدته يوم السبت‬ ‫‪ 30‬أبريل ‪ ،1938‬وأعيد عرضه عدة مرات في األربعينات والخمسينات‪ ،‬وقد نجح‬ ‫الممثل ‪ Miguel Ligero‬أن يثير الجمهور بأدائه الكوميدي‪ .‬كما نجح مخرج‬ ‫الفيلم ‪ Benito Perojo‬بإتاحته للممثل الكوميدي صالحية واسعة‪ ،‬وحرية غير‬ ‫مقيدة‪ ،‬ترفع من انسياب عمله التمثيلي‪ ،‬وتكشف عن مدى قدراته الفائقة على‬ ‫إضحاك الناس‪ ،‬وإسعادهم‪.‬‬ ‫وشاركت الفنانة الوفي ة ‪ Estrellita Castro‬تلميذة �‪Imperio Argen‬‬ ‫‪ tina‬التي ورثت عن هذا الفنان تعبيراته‪ ،‬وحواراته القائمة على السخرية الالذعة‪،‬‬ ‫الممزوجة باألداء الغنائي األوبرالي‪ ...‬وتجلى مشهدها الرائع في الفيلم أثناء‬ ‫ندائها على من يشتري وردها‪ ..‬أما الممثل ‪ Roberto Rey‬المتقمص لشخصية‬ ‫الحالق فأبدى روعة بذكائه وتعبيره الساخر الماكر‪.‬‬ ‫إخراج متميز‪ ،‬وعمل تقني ال يستوجب أي عتاب أو مؤاخذة بل يستوجب‬ ‫الشكر والتهنئة‪ .‬عملية اإلخراج‪ ،‬والتصوير‪ ،‬تمت بكامل الدقة‪ .‬أما التأليف‬ ‫الموسيقي فكان بارعا للعبقري‪ Walter Sieber‬الذي قام بتوزيع واختيار‬ ‫مقطوعات ‪ Rossini‬الموسيقية المتعددة التي تناسب المقام‪.‬‬ ‫فيلم «حالق إشبيلية» َّ‬ ‫شَك َل نجاحا عظيما بمسرح إسبانيول‪ ،‬كل شيء تم‬ ‫بامتياز وعلى أكمل وجه‪ ،‬وإذا ُطلب من الجمهور – تقول جريدة الكازيطا في‬ ‫عددها ‪ –)5(2379‬اختيار أفضل عنصر في هذا الشريط السينمائي ‪ -‬بدون شك‬

‫ ستحظى بالريادة الفنانة «‪ »Estrellita‬ألدائها الساحر ولصوتها الرائع خاصة‬‫حين غنت أغنية الزهور وهي تطوف بشوارع إشبيلية الدافئة‪.‬‬ ‫و»حالق إشبيلية» ‪ -‬قبل أن‬ ‫يتحول إلى فيلم سينمائي ‪ -‬هو‬ ‫في األصل مسرحية‪ ،‬ثم أوبرا غنائية‬ ‫كوميدية ذات فصلين‪ ،‬تعد من‬ ‫األعمال الفنية العالمية لبومارشي‪،‬‬ ‫عرضت بشتى مسارح العالم‪ ،‬منذ‬ ‫عرضها األول سنة ‪ .1816‬تدور‬ ‫أحداثها حول قصة حب بين الشاب‬ ‫«الكونت ألمافيفا» ‪،Almaviva‬‬ ‫والشابة «روزينا»‪ ، Rosina‬يرغبان‬ ‫في الزواج لوال أن الوصي على‬ ‫«روزينا» وهو «بارطولو» طمع في‬ ‫أموالها وأراد بدوره الزواج منها‪.‬‬ ‫وهنا يظهر الحالق «فيكارو»‪ ،‬وهو‬ ‫رجل سليط اللسان‪ ،‬سيتمـكن من‬ ‫إفشــال مخطــط بارطولو‪ .‬وينتهي‬ ‫العمل الفني نهاية سعيدة بانتصار الحب وزواج الحبيبين‪.‬‬ ‫ويجب التأكيد على أن جميع األفالم السينمائية الناطقة كانت تقدم خالل‬ ‫عهد الحماية باللغة اإلسبانية‪ .‬وقبل بداية الستينيات سيقع تحول‪ ،‬حيث ستبدأ‬ ‫دبلجة األفالم الوافدة على منطقة الشمال المغربي باللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫كما يجب التذكير بأن عددا مهما من كبار نجوم السينما العالمية زاروا‬ ‫مدينة تطوان زيارة سياحية أو زيارة من أجل تصوير لقطات من مشاهد بعض‬ ‫األفالم التي أنجزت بالمدينة‪ .‬وكانت تطالعنا الصحف اليومية المحلية المنشورة‬ ‫باللغتين العربية واإلسبانية بين الحين واآلخر بأخبار قدومهم إلى العاصمة‬ ‫الخليفية‪ ،‬من هؤالء النجوم‪ :‬الممثلة األمريكية ‪ Rita Hayworth‬التي نزلت‬ ‫بفندق ناسيونال (‪ )6‬كما تفيد جريدة يومية «إفريقيا» في عددها ‪ .)7( 847‬والممثلة‬ ‫المكسيكية ‪ Maria Felix‬التي حلت كزائرة سياحية رفقة عدد من الشخصيات‬ ‫السينمائية اإلسبانية من بينهم المنتج المعروف (‪.Cesareo Gonzalez )8‬‬ ‫وزار تطوان الممثل األمريكي ‪ Victor Mature‬بطل عدة أفالم هوليودية‬ ‫كفيلم «أنيبال ‪ »Anibal‬و»سمسون ودليال ‪ »Samson y Dalila‬اللذين‬ ‫عرضا على شاشة مسرح إسبانيول‪ .‬وشارك في تصوير فيلم «زاراخان» للمخرج‬ ‫«طرينسي يونغ ‪ »Terence Young‬سنة ‪ 1955‬بتطوان وضواحيها‪ ،‬وقد‬ ‫ساهمت إلى جانبه في هذا الفيلم أيضا الممثلة السويدية األص ل �‪Anita Ek‬‬ ‫‪ ،berc‬والممثل األنجليزي مايكل ويلدينك ‪ ،Maichael Wilding‬هذا األخير‬ ‫كان مصحوبا بزوجته نجمة السينما العالمية إليزابيث تايلور(‪Elizabeth )9‬‬ ‫‪ Taylor‬حيث أقاما بفندق درسة بتطوان‪ .‬وكان سفرهما عبر الجو من لندن‬ ‫إلى طنجة‪ ،‬ومن طنجة برا إلى تطوان‪ .‬وقد اهتمت األوساط المحلية بالفنانة‬ ‫إليزابيث فانتظرها عشاقها وعدد كبير من المهتمين بالفن السابع ونخبة من‬ ‫الصحافيين عند مدخل فندق درسة أثناء وصولهما إلى تطوان يوم األحد ليال‬ ‫‪ 20‬نوفمبر ‪. )10(1955‬‬ ‫وفي التاسع والعشرين من شهر نوفمبر ‪ 1955‬شرفت الممثلة السينمائية‬ ‫العالمية «إليزابيث تايلور» جمهور تطوان بقبول حضورها في حفل أقيم بمسرح‬ ‫مونومنطال من أجل المشاركة في تقديم بعض الهدايا والمساعدات المتبرع‬ ‫بها على المنكوبين بمدينة مالقا اإلسبانية‪.‬‬

‫الممثلة العالمية إليزابيث تايلور مع زوجها مايكل ويلدينك ببهو أوطيل درسة أثناء‬ ‫زيارتهما لمدينة تطوان وذلك يوم األحد ‪ 20‬نوفمبر ‪.1955‬‬

‫ ‬

‫أما الشركات السينمائية اإلسبانية بفنانيها ومخرجيها ومنتجيها فكانت‬ ‫ال تفتر عن زيارة عاصمة الشمال للبحث عن مواقع جذابة ومناظر خالبة من‬ ‫أجل التقاط مشاهد مثيرة إلنتاج أفالمها‪ .‬وفعال تم إنتاج عدد كبير من األفالم‪،‬‬

‫■ بقلم الباحث الزبري بن الأمني‬

‫حيث يذكر المرحوم األستاذ محمد الدحروش في مقاله المنشور بمجلة دفاتر‬ ‫مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر األبيض المتوسط(‪ )11‬أسماء بعض‬ ‫الممثلين والممثالت الذين شاركوا في أفالم صُوِّرَت بمدينة تطوان وشفشاون‬ ‫والعرائش وغيرها من مناطق شمال المغرب‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫‪Alfredo Mayo - Antonio Casal - Julio Peña- Amarito‬‬ ‫ ‪Revelles - Rafael Durán - Josita Hernan - Miguel Ligero‬‬ ‫‪- Roberto Rey‬‬ ‫ومن المفاجآت اللطيفة أننا وقفنا في بحثنا على فيلم إسباني من إنتاج‬ ‫شركة ‪ Cumbre Films‬قامت بـإعداده جمعية هاوية تطوانية غير محترفة‬ ‫تهتم بالسينما إخراجا وتمثيال وإنتاجا‪ .‬وتم عرضه بنجاح ألول مرة على في مسرح‬ ‫إسبانيول يوم الخميس ‪ 12‬نوفمبر ‪ 1931‬بعنوان‪El Merendero de« )12( :‬‬ ‫‪. »los Duendes‬‬ ‫وقد استقبل أيضا مسرح إسبانيول منذ منتصف الثمانينيات عددا كبيرا من‬ ‫نجوم الفن السابع لدول البحر األبيض المتوسط‪ ،‬سواء من مصر أو تونس أو‬ ‫إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا‪ ،...‬وبعد أن تبارت أفالمهم‪ ،‬ونجحت عروضهم الفنية‬ ‫وقفوا على ركحه لتسلم الجوائز والشهادات التقديرية من يد بعض الشخصيات‬ ‫المغربية المدعمة لمهرجان تطوان السينمائي الدولي‪ ،‬في مقدمتهم وزراء‬ ‫الثقافة واإلعالم المغاربة‪ .‬هذا المهرجان الذي تُشْ ِرف على تنظيمه جمعية‬ ‫أصدقاء السينما ما زال حيا يقام خالل فصل الربيع من كل سنة‪.‬‬

‫إن اإلقبال على مشاهدة األفالم السينمائية‪ ،‬لألسف الشديد‪ ،‬لم يعد كما‬ ‫كان باألمس‪ ،‬ورغم أن سينما إسبانيول مفتوحة أبوابها كل يوم‪ ،‬فنسبة مرتادي‬ ‫الفن السابع قليلة جدا‪ ،‬إن لم نقل شبه منعدمة‪ .‬وهذا يحتاج إلى إعادة النظر‬ ‫والبحث عن الحلول في موضوع كيفية استغالل هذه المعلمة‪ ،‬والعمل على‬ ‫صيانتها باستمرار‪ ،‬كي تحاف ظ على جماليتها ألجيال المستقبل كواحدة من‬ ‫أهم بنايات السينما والمسرح في المغرب‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ هو مسرح الملكة فيكتوريا أو مسرح المصلى القديمة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ «بارك» هو بالضبط القطعة األرضية التي شيد عليها مسرح إسبانيول‪،‬‬ ‫واستغلت كفضاء لتقديم األفالم السينمائية الصامتة ما بين ‪ 1919‬و‪ ،1923‬قبل بناء‬ ‫المعلمةالفنية‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ‪ El Eco de Tetuán، 8‬دجنبر ‪ ،1923‬العدد ‪.3265‬‬ ‫‪ 4‬ـ ‪ ،La Gaceta de África‬العدد ‪ ،97‬السنة األولى‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ الصادر يوم فاتح ماي ‪.1938‬‬ ‫‪ 6‬ـ فندق ناسيونال أو الوطني فتح أبوابه ألول مرة في بداية الثالثينيات‪ ،‬ويعتبر‬ ‫من أهم فنادق مدينة تطوان منذ عهد الحماية‪ ،‬نزلت به عدة شخصيات فنية ورياضية‬ ‫وسياسية وثقافية‪ ...‬يحتل موقعا هاما بشارع محمد الطريس‪ .‬وأقيمت بصالوناته عدة‬ ‫حفالت من قبيل االستقبال والتكريم والتوديع للعديد من كبار أقطاب الفن والرياضة‬ ‫والسياسة واألدب والصحافة‪...‬‬ ‫‪ 7‬ـ بتاريخ يوم األربعاء ‪ 25‬غشت ‪.1948‬‬ ‫‪ 8‬ـ كما تؤكد ذلك جريدة «يومية إفريقيا» في عددها ‪ 913‬الصادر بتاريخ األربعاء‬ ‫‪ 10‬نوفمبر ‪( 1948‬السنة السابعة)‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ إليزابيث تايلور لم تشارك في فيلم «زاراخان» وإنما رافقت زوجها ويلدينغ‬ ‫كسائحة إلى مدينة تطوان سنة ‪.1955‬‬ ‫‪ 10‬ـ جريدة يومية «إفريقيا» العدد ‪ ،3101‬الثالثاء ‪ 22‬نوفمبر ‪.1955‬‬ ‫‪ 11‬ـ الدورة الحادية عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪.2001‬‬ ‫‪ 12‬ـ «حانة العفاريت»‪.‬‬


‫العدد ‪927‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫ال َج ِاز‬ ‫اتي يف حْ ِ‬ ‫الر ْح َلة حْ ِ‬ ‫ال َج ِاز ّية المْ َ ْع ُروفة بـ‪ُ « :‬م َ�شاهَ َد ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِل َع ْبد اهلل ك ُّنون» (‪1409-1326‬هـ)‬ ‫ـ‪5‬ـ‬

‫االلتقاء بالحجاج المغاربة‪:‬‬

‫وقد وجدنا الحجاج المغاربة الذين جاؤوا بطريق البحر في مكة‪ ،‬والتقينا بكثير منهم‪ ،‬وكلهم يذكرون أن السفر كان‬ ‫مريحا بل ممتعًا‪ ،‬وكان من بينهم وفد وزارة الداخلية المركب من السادة المختار بن قليلو‪ ،‬واحمد العبدي‪ ،‬والخليفة‬ ‫ابن األحمر‪ ،‬ومبعوث اإلذاعة السيد عبد اللطيف الغربي‪ ،‬ورئيس البعثة الصحية الدكتور مأمون الفاسي‪ ،‬وهم جميعا من‬ ‫الشبان المهذبين ذوي األخالق الكريمة‪ ،‬وقد قضوا معنا أيامًا ال تنسى‪.‬‬

‫[صالة الجمعة بالحرم المكي] ‪:‬‬

‫ومن الغد صلينا الجمعة بالحرم الشريف‪ ،‬وكان مشهدًا عظيمًا جدًا‪ ،‬عظيمًا بروعته‪ ،‬وجالله‪ ،‬عظيمًا بمن شهده‬ ‫من هذه الخالئق التي يخطها العد‪ ،‬وال يستوعبها الوصف‪ ،‬عظيما بالخطاب الجليل الذي ألقاه إمام المسجد الحرام منوّها‬ ‫بحكمة الحج‪ ،‬وداعيًا المسلمين إلى التمسك بعروة الدين الوثقى‪ ،‬عظيمًا بهذه الصالة تجاه الكعبة حيث ال شرق وال‬ ‫غرب وال شمال وال جنوب‪ ،‬وإنما هو كفاح وعيان ال يحتاج معه إلى دليل أو برهان على صدق قوله عز وجل ‪( :‬فأينما تولوا‬ ‫فثم وجه اهلل)‪.‬‬

‫[مشاهدة األمواج المتالطمة من الحجاج] ‪:‬‬

‫وقد أتيح لنا أن نشاهد هذه األمواج المتالطمة من البشر‪ ،‬من المكان المشرف الذي هيأه لنا السيد احمد الزمزمي‪،‬‬ ‫وهو مالصق لبيته‪ ،‬فرشه بالبسط‪ ،‬وأدلى لنا من نافذة بيته مروحة كهربائية‪ ،‬وكان يتعاهدنا بماء زمزم في آنية نظيفة‪،‬‬ ‫ولم يكن معنا فضال عن الشخصيات المغربية التي ذكرناها من قبل‪ ،‬إال أخ هندي من أعيان بالده فكنا موضع غبطة من‬ ‫جميع الذين مروا أمامنا‪ ،‬وكم كان بعض الذين ال يجدون أين يجلسون‪ ،‬يهمون باإليواء إلينا فيردهم الخدم الذين كلفهم‬ ‫السيد الزمزمي بنا‪ ،‬ونخجل نحن ونستغفر اهلل من هذا التميز الذي لم تكن لنا فيه يد‪ ،‬ولم يكن منه بد‪ ،‬خصوصا وان‬ ‫المحل ال يتسع ألكثر ممن هم فيه‪.‬‬ ‫وكنت اقرأ عند الفقهاء‪ ،‬جواز السجود عند كثرة المصلين كيفما تأتي‪ ،‬ولو أن يسجد بعضهم على ظهر بعض‪ ،‬فكنت‬ ‫أستبعد ذلك حتى رأيته هنا‪ ،‬وكم كان عجبي شديدًا‪ ،‬حينما سلمنا من الصالة‪ ،‬ونظرت فرأيت الناس يطوفون بالكعبة‪ ،‬ال‬ ‫أدري أصلوا معنا أم هم يطوفون من قبل ؟‪...‬‬

‫[الخروج إلى منى] ‪:‬‬

‫وخرجنا يوم السبت‪ ،‬وكان هو يوم التروية‪ ،‬إلى منى مُحْرمين بالحج‪ ،‬فمكثنا بها حتى صلينا الصبح من الغد الذي‬ ‫هو يوم عرفة‪ ،‬وكان نزولنا في البيت الذي اكتريناه بواسطة‬ ‫المطوف ومعرفة السفارة‪ ،‬وهو بيت قديم كان ملكا لألمير‬ ‫منصور آل سعود‪ ،‬ولكنه اآلن متهدم وأرضه تراب ال بالط لها‪،‬‬ ‫ونوافذه وأبوابه ال مصاريع لها‪ ،‬أو لها مصاريع مكسرة‪ ،‬وبالجملة‬ ‫فهو عبارة عن هيكل بناية قديمة‪ ،‬ومع ذلك فقد كان ثمن كرائه‬ ‫مليونا وخمسين ألف فرنك‪ ،‬لثالثة أيام أو أربعة هي أيام منى‪،‬‬ ‫فانظر كيف يرتفع مستوى الحياة في الحجاز أيام الحج ! ومن هنا‬ ‫قلنا ال بد من بناء بيت مغربي مستوف ألسباب الراحة في كل‬ ‫من منى ومكة والمدينة‪ ،‬ينزله الوفد‪ ،‬فانه فضال عما في ذلك‬ ‫من محافظة على سمعة الوطن وصحة المواطنين‪ ،‬فيه أيضا‬ ‫اقتصاد كبير‪.‬‬ ‫ومنى قرية ناشئة أعني من ناحية العمارة‪ ،‬فقد دبَّ إليها‬ ‫اإلص�لاح والبناء‪ ،‬وطرقها نظيفة وحسنة‪ ،‬وبها فندق جميل‬ ‫احتكره هذه السنة الحجاج الباكستانيون‪ ،‬وبها بناية للمؤتمر‬ ‫اإلسالمي العام من أفخم ما يكون‪ ،‬ولم ينعقد هذه السنة‪،‬‬ ‫وعلى ذكر هذا المؤتمر فقد لقينا صديقنا األستاذ سعيد رمضان‬ ‫الداعية اإلسالمي المعروف‪ ،‬وقد دعا إلى مؤتمر انعقد بمكة بعد‬ ‫الفراغ من أعمال الحج‪ ،‬وكنا حينئذ بجدة فلم نستطع حضوره‬ ‫جميعا وحضره األخ األستاذ إبراهيم الكتاني‪.‬‬

‫[مسجد الخيف بمنى] ‪:‬‬

‫ومسجد الخيف المشهور بمنى‪ ،‬مسجد قديم وله صحن كبير مكشوف‪ ،‬أما بالطاته المسقفة فيستحيل وجود محل‬ ‫فيها لداخل بقصد الصالة مثلنا‪ ،‬فقد احتله فقراء الحجاج من كل قطر وجنس‪ ،‬ومعهم أثقالهم وأدواتهم‪ ،‬وصار الواغلون‬ ‫فيهم من غير طبقتهم متطفلين غير مرغوب فيهم‪.‬‬

‫[جو منى] ‪:‬‬

‫والجو بمنى أشد حرارة من مكة‪ ...‬على أننا وجدنا مكة ألطف جوًّا حتى من المدينة خالفا للمعهود فيها‪ ،‬وقيل لنا إن‬ ‫الوقت الذي كنا فيه بالمدينة هو أشد أوقاتها حرا‪ ،‬ألنه موسم التمر الذي يدرك فيه ويتم نضجه‪.‬‬ ‫ولقينا بمنى كذلك األستاذ أحمد توفيق المدني ورفاقا له من جبهة التحرير الجزائرية‪ ،‬واألستاذ عبد الحكيم عابدين‬ ‫من اإلخوان المسلمين‪ ،‬وحجاجا مغاربة كثيرين رجاال ونساء كنا نتفقدهم في أماكن نزولهم وننظر هل بهم من حاجة ؟‪...‬‬

‫[الذهاب إلى عرفة] ‪:‬‬

‫وذهبنا إلى عرفة ضحى يومها‪ ،‬وهو يوم األحد ‪ 9‬يوليوز‪ ،‬وكان السير منظما كأحسن ما يكون التنظيم مع كثرة‬ ‫الذاهبين مشاة وركبانا‪ ،‬وإرسال السيارات ال حد لها‪ ،‬والطريق معبد كأحسن الطرق في المغرب‪ ،‬وشرطة المرور قائمة‬ ‫بواجبها في انتباه عظيم‪ ،‬ومما تجدر اإلشارة إليه أن سيارة كانت أمامنا سنحت لها فرصة للسبق‪ ،‬فأراد سائقها أن‬ ‫يغتنمها‪ ،‬فما كان من الشرطي اليقظ إال أن استوقفه وأمره بالنزول‪ ،‬ثم عاله بالسوط وحكم عليه بالوقوف مدة بحيث‬ ‫بقي متأخرا‪ ...‬ولم نقض في الطريق إلى عرفات إال نصف ساعة‪ ،‬في حين أننا بعد الوصول بقينا ساعة ننتظر العثور على‬ ‫مكان تخييمنا‪.‬‬ ‫وكان المطوف قد هيأ لنا كل ما يلزم‪ ،‬واحتفل في ذلك غاية االحتفال‪ ،‬فنصب لنا سرداقا فخمًا وفرشه بأحسن ما‬ ‫لديه من الفرش‪ ،‬وأعد لنا من الطعام والماء والثلج فوق الكفاية‪ ،‬وكان اليوم ظليال رحمة من اهلل بوفوده الالجئين إليه‬ ‫الطامعين في مغفرته‪ ،‬فال تسل عن روحانية ذلك الموقف واألنس واإلشراق والطمأنينة التي غمرت النفوس وأثلجت‬ ‫الصدور‪...‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد وتقديم‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫[التملي باإلنشادات الدينية في عرفة] ‪:‬‬

‫وآوى إلينا بعض اإلخوان الذين زاد بهم سرورنا‪ ،‬ومنهم األستاذ سيدي التهامي الوزاني الذي لقيناه أول مرة بالمدينة‬ ‫المنورة‪ ،‬وكذلك جوق المطربين الذي صحب حجاج الباخرة‪ ،‬فأمتعنا بإنشاد بعض األمداح النبوية‪ ...‬وال اكتم القراء أنني‬ ‫منذ نشأت وأنا أتمنى حجة يصحبنه فيها بعض هؤالء المنشدين‪ ،‬للتملي باالنشادات الدينية‪ ،‬فها هي ذي أمنيتي تتحقق‬ ‫بفضل محمد الخامس أدام اهلل وجوده‪.‬‬ ‫ومن الغريب أننا في حالة اإلنشاد هذه‪ ،‬استلفتنا أنظار الناس‪ ،‬وجاء بعض المراقبين من جمعية األمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر ليقوم بواجبه‪ ،‬ولكنه لما سال عن هذا السرادق‪ ،‬ورأى الراية المغربية ترفرف فوقه وقيل له انه (أمير)‬ ‫الحاج الحاج المغربي‪ ،‬رجع عوده على بدئه ولم يقل لنا شيئا‪ ،‬فهل اطمأن إلينا أننا ال نفعل منكرا واحترام الصفة الرسمية‬ ‫التي للوفد ؟‪ ..‬وعلق بعض اإلخوان قائال ‪ :‬كيف لم ير حضرة المراقب المجالت المتعلقة قبالة المسجد النبوي‪ ،‬وعلى‬ ‫غالفاتها صور الراقصات الخليعة‪ ،‬وسمع صوت المنشدين لألمداح النبوية هنا ؟‪...‬‬

‫[قصة األستاذ كنون مع صديقه الكتبي حول كتب األشاعرة] ‪:‬‬

‫وبهذه المناسبة أذكر‪ ،‬ولو للفكاهة‪ ،‬أن أحد األصدقاء الكتبيين‪ ،‬أخذ منّي ذات مرة نسخًا من (مورد الشارعين) شرح‬ ‫(المرشد المعين) لوالدي رحمه اهلل‪ ،‬وشرح الشمقمقية‪ ،‬ثم ما لبث أن رجع إليّ واستقالني من شرح المرشد قائال‪ :‬إنه‬ ‫يحرم بيعه لما فيه من تقرير للعقائد على مذهب االشاعرة‪ ،‬وهو كفر‪ ...‬فقلت له‪ :‬لعل فالنا كان عندك اليوم ورأى الكتاب‬ ‫؟ فقال ‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫وفالن هذا الذي ذكرته له‪ ،‬هو أحد أصدقائنا من أئمة العلم والدين السلفيين‪ ،‬وكان له على صديقنا الكتبي المذكور‬ ‫تأثير وأي تأثير في إنقاذه مما كان عليه من األفكار الخرافية‪ ،‬التي لم نستطيع نحن أن نحوّله عنها مدى السنين الطويلة‪،‬‬ ‫لصداقتنا المبتدئة بزمن الدراسة‪.‬‬ ‫فقلت لهذا الصديق ‪ :‬كيف يكون الكتاب الذي فيه هذا البيت ‪:‬‬

‫وجـوده له دليــل قاطــــع‬

‫حاجـة كل محــدث للصـانــع‬

‫تمنع مس جسمهـا لثوبهـا‬

‫ثالثة مثل األثافي في الرقي‬

‫الخ‪ ،‬حرام البيع‪ ،‬والكتاب الذي فيه هذا البيت ‪:‬‬

‫الخ‪ ،‬حالله ؟‪ ..‬فلم يقبل نقاشا في الموضوع‪ ،‬كما كان قبل ال يقبل منا نقاشا فيما كان عليه من طريق‪ ،‬وأنا ال أدافع‬ ‫عنا عن عقيدة االشعرية‪ ،‬فعقيدتي والحمد هلل سلفية خالصة‪ ،‬ولكني‬ ‫أنكر هذا الغلو‪( ،‬ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)‪.‬‬

‫[حاج سوداني ضل عن رفقته ولجوؤه إلى الوفد‬ ‫المغربي] ‪:‬‬ ‫ولجأ إلينا وسط النهار رجل مسن‪ ،‬عليه سيما الوجاهة ولونه‬ ‫يضرب إلى السواد‪ ،‬فطلب منّا أن يستريح عندنا قليال‪ ...‬وكان أثر‬ ‫اإلجهاد والتعب باديا عليه‪ ،‬فبقي مدة ال يستطيع الكالم وال يتنفس‬ ‫إال بصعوبة‪ ،‬فباشرناه وسقيناه وأسعفناه بالثلج على رأسه حتى‬ ‫استرجع قوته‪ ،‬وأخبرنا أنه من تجار السودان‪ ،‬وأنه ضل عن رفقته‪،‬‬ ‫فأصابه ما أصابه أثناء البحث عنها‪ ،‬ولما رأى هذا السرادق العظيم‪،‬‬ ‫أيقن أنه ألناس أفاضل‪ ،‬فلجأ إليهم وقد عزمناه‪ ،‬ولم نتركه يذهب إال‬ ‫في أواخر النهار‪ ،‬وبعد أن حضر بعض رفاقه‪.‬‬ ‫ولما أراد االنصراف دفع إلينا بعض األوراق المالية‪ ،‬جزاء‬ ‫ضيافتنا له‪ ،‬فأخبرناه أننا لم نفعل معه إال ما توجبه األخوة اإلسالمية‬ ‫والمروءة‪ ،‬وإننا مسرورين بهذه الفرصة التي أتاحت لنا التعرف بأخ‬ ‫سوداني فاضل مثله وخدمته‪ ،‬إحدى فوائد الحج‪ ،‬واجتماع المسلمين‬ ‫من شتى أقطار األرض في هذا الصعيد المبارك‪ ،‬وكفانا ما سمعناه‬ ‫من الثناء والشكر فذلك أعظم الجزاء‪.‬‬

‫[التنبيه إلى بعض ما يتعرض له الحاج في عرفة] ‪:‬‬

‫وإنما ذكرت هذه الحادثة تنبيها إلى ما يتعرض له الحاج من الخطر حينما يتيه في هذا الخضم الهائل من البشر‪،‬‬ ‫فان الكثرة من الذين أصيبوا بضربة الشمس‪ ،‬إنما وقع لهم مثل ما وقع لهذا الحاج السوداني‪ ،‬وإذا كان أصحابنا إنما‬ ‫اهتدوا لموضوع التخييم الذي يعرفونه كل المعرفة بعد ساعة من الزمن‪ ،‬كما أشرنا لذلك‪ ،‬فكيف يهدي الغريب إذا ّ‬ ‫ضل‬ ‫عن مكانه وسط مآت األلوف التي ترتدي ثوبا مماثال‪ ،‬وتأوي إلى خيم مماثلة؟ على أن الحكومة قد أقامت مراكز لإلرشاد‪،‬‬ ‫وقسمت مكان الوقوف من الجبل إلى مناطق‪ ،‬واتخذت وسائل كثيرة لتيسير االتصال وتوفير أسباب الراحة‪ ،‬ومن أعظمها‬ ‫وجود الماء بكثرة ال مزيد عليها في كل منطقة‪ ،‬ولوال ذلك لما كان الموسم سالما بالنسبة لقلة عدد اإلصابات‪ ،‬خصوصا‬ ‫وقد كان عدد الحجاج في هذا العام حسب اإلحصاء الرسمي مليونا وثالثة آالف وبضع مآت‪ ،‬مما نظن انه لم يتقدم له نظير‬ ‫منذ فرض الحج في اإلسالم‪ ،‬فقد كان أقصى ما يصل إليه عدد الحجاج ستمائة ألف نسمة‪ ،‬وجاء في بعض األحاديث أن اهلل‬ ‫عز وجل يتكفل بإكمال هذا العدد من المالئكة إن لم يكمل من البشر‪.‬‬

‫[السبب في كثرة الحجاج لموسم سنة ‪1376‬هـ] ‪:‬‬

‫وقيل لنا أن السبب في كثرة الحجاج هذا العام‪ ،‬أن الملك سعود أذن لكافة قبائل العرب من نجد بالحج‪ ،‬وكان قبل‬ ‫ال يؤذن لهم إال في نطاق محدود‪ ،‬وربما كان ذلك لما شاع من المخاوف حول طريق الحج البحرية‪ ،‬بسبب حوادث خليج‬ ‫العقبة‪ ،‬فغلب الظن‪ ،‬أن الحجاج من الخارج سيكونون قلة في هذا العام‪ ،‬وعليه فالكثرة الكاثرة من هذا العدد كانت من‬ ‫الداخل‪ ..‬وهو شيء ملحوظ في السحن والهندام والسلوك‪...‬‬

‫[قضاء ساعة الوقوف بعرفة في التالوة والذكر والدعاء] ‪:‬‬

‫وقبل الغروب اجتمع إلينا كثير من الحجاج المغاربة‪ ،‬وقضينا ساعة الوقوف في التالوة والذكر والدعاء‪ ،‬وكان الدعاء‬ ‫لجاللة الملك وللمجاهدين الجزائريين ولشعوب اإلسالم كافة من أكثر ما انطلقت به األلسنة‪ ،‬وأحرّ ما تدفقت به القلوب‪،‬‬ ‫تقبله اهلل‪ ،‬وكانت ساعة خالدة ليست من هذا العالم الفاني في شيء‪ ،‬وإنما هي سمو بالروح وبالنفس وبجميع المشاعر‬ ‫إلى المأل األعلى‪ ،‬ونسيان للذات‪ ،‬وطهرة من جميع الرعونات‪ ،‬ومقام اإلحسان األول الذي يمنّ اهلل به على عباده المتقين‪،‬‬ ‫وهو الذي قال فيه النبي صلى اهلل عليه وسلم لجبريل‪( :‬أن تعبد اهلل كأنك تراه) فال حرمنا اهلل منه دائما‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫مذكراتٌ ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫فندق الشجرة بطنجة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫رجعت إلى البيت حزينا كئيبا مطأطئ الرأس‪ ،‬خافت النفس‪ ،‬اندهشت زوجتي‬ ‫فقالت‪ :‬أين الدجاج؟ قلت سأحكي لك فال تتعجلي أنا خجول من بائع الدجاج‪ ،‬لبى‬ ‫طلبي وهيأ لي أحسن ما عنده ‪ ،‬هذه الدجاجات العشر مساعدة مني لشابة يتيمة‬ ‫تسكن بالجوار وأمها تشتغل في البيوت تأخذ مقابل عملها دراهم تصرفها في‬ ‫حاجيات البيت‪ .‬ويومه موعد خطوبة البنت‪ ،‬وليس لهم معين إال اهلل‪.‬‬ ‫وضعت يدي في جيبي فلم أجد شيئا‪ .‬وفتشت عن الهاتف فال وجود له‪ ،‬فتشت‬ ‫جيوب بذلتي ال أثر للنقود وال الهاتف‪ ،‬خجلت من مجابهة الدجاجي‪ ،‬وطلبت منه‬ ‫بإلحاح أن يمهلني نصف ساعة ألحضر نقودا من جديد‪ ،‬فقد اختلست من جيبي‬ ‫كما سرق الهاتف‪ ،‬تأسف الدجاجي وأركن الدجاج في أغشية لعلني أرجع وأدفع له‬ ‫ثمن الدجاج‪.‬‬ ‫كان هذا يوم السبت صباحا بفندق الشجرة‪ ،‬كانت بجانبي وقت الحادثة طبيبة‬ ‫في ريعان الشباب وسمعت جدلي مع (الدجاجي) فقدمت لي هاتفها ألشغله ليرن‬ ‫عن قرب ربما سقط بباب المتجر‪ ،‬رن ورن وتعددت الرنات وسرعان ما أقفل السارق‬ ‫الخط‪ ،‬قالت الطبيبة ‪ :‬هاتفك بيد سارق مهين اهلل يخلف لك ‪ .‬كانت محاولة‬ ‫االتصال بالسارق ألقدم له عرضا ماديا ‪ 500‬درهما‪ ،‬ألف درهم وأن يضع الهاتف‬ ‫عند أحد تجار الفندق وأعطيه عهدا بعدم التشويه به ألن بالهاتف كل معلوماتي‬ ‫وأرقام حسابي البنكي‪ ،‬وأرقام الضريبة وأرقام الزبناء الذين أتعامل معهم‪ ،‬ثم إن‬ ‫به لقطات عائلية لحفالت‪ ،‬ولقطات لمكة عند حجي وعمرتي‪ ،‬وشريط لبلدان زرتها‬ ‫بالمغرب وأوربا‪ ،‬عاودت االتصال بهاتفي عن طريق هاتف الدجاجي ولكن بدون‬ ‫جدوى‪ ،‬كل محاوالتي باءت بالفشل‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪« :‬الذين يستحبون الحياة الدنيا على اآلخرة ويصدون عن سبيل اهلل ويبغونها عوجا أولئك في ضالل بعيد» (صدق اهلل العظيم) سورة إبراهيم اآلية ‪3‬‬ ‫وقال أيضا ‪« :‬وقد مكروا مكرهم وعند اهلل مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال» (صدق اهلل العظيم) سورة إبراهيم اآلية ‪.47‬‬ ‫وقال أيضا ‪« :‬ال يرقبون في مؤمن إال وال ذمة وأولئك هم المعتدون» (صدق اهلل العظيم) سورة التوبة اآلية ‪.10‬‬

‫فندق الشؤم‬ ‫الفندق سوق تجاري تروج به البضاعة المهربة عن‬ ‫طريق سبتة السليبة امتأل بالمالبس واألغطية وأواني‬ ‫الببت‪ ،‬وبعض اإللكترونيات‪ ،‬واألغذية المصبرة وقد تغير‬ ‫تاريخ صالحيتها بمدخل سبتة (كراجات خاصة) لتغيير‬ ‫التاريخ وتغيير اإلشهار الملصق على الواجهة‪.‬‬ ‫هذه العلب هي سموم خطرها محدق وغير صالحة‬ ‫لالستهالك‪ .‬فكيـف يعقـل ان علبة «مورتديال» صنعت‬ ‫بهوالندا واجتازت حدود فرنسا وإسبانيا واستقرت بسبتة‪،‬‬ ‫وكلفت مصاريف التغليف والنقل حتى وصلت لبالدنا من‬ ‫تاجر إلى تاجر إلى آخر أرباحهم تتفاوت‪.‬‬ ‫فواحد كلغ من لحم البقر خضع للطبخ والتعليب‪،‬‬ ‫وكتب على الفتة العلبة‪« :‬لحم حالل» وثمنها ثالثون‬ ‫درهما‪ ،‬واللحم الطري بالمغرب في حدود سبعون درهما‪،‬‬ ‫من هنا تتيقن عن كثب أن كل ما يعرض للبيع بهذا‬ ‫السوق فاسد وغير صالح لألكل‪ ،‬ويشمل مواد كيماوية‬ ‫للحفاظ عليه لمدة معينة ‪.‬‬

‫قفص االتهام‬ ‫كل تجار السوق يعرفون هذه البضاعة ومصدرها غير‬ ‫سليم ومضرة بالكبير والصغير‪.‬‬ ‫يا أيها اآلباء اجتنبوا هذه األطعمة المعلبة‪ ،‬وال تعطوها‬ ‫ألوالدكم فهي سم زعاف قد تؤدي إلى مغص وإلى التقيء‬ ‫وربما إلى الموت (من يسكت عن الحق وهو يحقه خوفا أو‬ ‫طمعا فهو ظالم آتم يحقه الحق يوم القيامة)‪.‬‬ ‫هم حثالة ضربوا عرض الحائط باألخالق‪ ،‬اجتثت أنفسهم‬ ‫فوق األرض‪ ،‬يصلون جهنم بما كسبت أيديهم نكا ًال‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪« :‬وترى المجرمين يومئذ مقرنين في األصفاد‬ ‫سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار‪ ،‬ليجزي اهلل كل‬ ‫نفس ما كسبت إن اهلل سريع الحساب « (صدق اهلل لعظيم)‬ ‫سورة إبراهيم اآلية ‪ 50‬ـ ‪. 51‬‬ ‫هم شر مكانا وبئس ما كسبوا ونهبوا في الدنيا ولهم في‬ ‫اآلخرة عذاب أليم‪.‬‬

‫فندق الكبث‬ ‫طول شارع فندق الشجرة ‪ 80‬مترا على األكثر وعرضه‬ ‫‪ 8‬أمتار يتوسط ش��ارع فندق الشجرة على كل ‪ 5‬خطوات‬ ‫يوجد م��ارد‪ ،‬س��ارق مختص في نوع من ان��واع السرقات‬ ‫والفندق مدرسة لتعليم اللصوصية‪ .‬وك��ر الحشاشين‬ ‫وتعاطي المخدرات بأنواعها‪ ،‬وأصحاب شم الجوارب المحالت‬ ‫(بالسليون) والكحول‪ .‬يؤمه المتسكعون منبع يتقاطر عليه‬ ‫العاطلون بحثا عن ما يشغل عقولهم الضالة ومن وصل إلى‬ ‫علمي أن فندق الشجرة هو وكر نماذج من السرقات والفساد‬ ‫بمؤخرته بيوت للعاهرات سارقات النساء‪ .‬تضم المرأة إلى‬ ‫صدرها وتقبل وجنتيها بحرارة كأنها حبيبتها أو لها عالقة‬ ‫قرابة أو معرفة‪ ،‬تنبهت المرأة‪ ،‬فإذا انتشلت لحافظة النقود‬ ‫أو خاتما أو قرط أذن ترمي بها لصديقتها عن قرب منها تتبع‬

‫وفي المملكة السعوديــة من ثبت في حقه السرقة‬ ‫تقطع يده علنا‪ .‬وتوجد نماذج من ذلك بشوارع المدينة‬ ‫المنورة يتعرضون للناس لالستجداء‪.‬‬ ‫لو كان العقاب زجريا لما تفشت ظاهرة السرقة والعنف‪،‬‬ ‫ألقر السارق بفعلته‪ ‬وضبط متلبسا‪ .‬يشهد الناس قطع يده‬ ‫بباب (فندق الشجرة) ليكون عبرة لمن سولت له نفسه‬ ‫إيذاء الناس‪ ،‬ال تأخذنا فيهم رأفة وال شفقة‪.‬‬

‫وصمة عار في جبين طنجة‬

‫خطواتها‪ ،‬فإذا شعرت المرأة بفقدان شيء تستغيث‪ ،‬فإذا تجمع‬ ‫الناس ال يجدون بحوزة المارقة شيئا‪.‬‬ ‫فتبرئ ذمتها‪ ،‬مع أنها فاعلة ومن أنواع السرقات‪ ،‬سرقة‬ ‫العجوز يطلب السارق من العجوز الذي يشتري أغراضه أن‬ ‫يساعده في حمل سلة ما اشترى‪ ،‬ويصاحبه حتى خارج الفندق‬ ‫وحين يجد الفرصة سانحة يفر بالسلة وما فيها ويختفي بين‬ ‫الدروب وهناك نشال بحدق وموهبة يلتطم جسمه بجسم‬ ‫الرجل‪ ،‬وقد مد يده إلى السيارة‪ ،‬يرمي باألوراق في حاوية‬ ‫األزبال ويختفي عن األنظار يعد حصيلة نقوده‪.‬‬ ‫لو تقربت لصاحب متجر لحكى الغرائب والعجائب عن‬ ‫هؤالء الشراذم الضالة‪ .‬وكثيرا ما يتعرض التاجر لمضايقات‬ ‫وتتلف بضاعتــه أو يصاب بعاهــة‪ ،‬ألن جلهــم مسلحـــون‬ ‫بسكاكين وأم��واس ح��ادة هي وسيلة دفاعهم‪ .‬فأصحاب‬ ‫المتاجر ال يقدرون على التبليغ‪ ،‬ألنهم يعرفون عاقبة الشكاية‬ ‫بهم لألمن‪ ،‬ماذا يستفيد السكان من هذه الشرذمة الضالة‬ ‫سوى زيادة اإلجرام‪.‬‬ ‫عن عائشة رضي اهلل عنها ‪« :‬أن قريش أهمهم شأن‬ ‫المرأة المخزومية التي سرقت‪ ،‬فكلم أسامة لنبي عليه السالم‬ ‫بشأن المرأة المخزومية‪ ،‬وأتى بها للرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ .‬فتلون وجه رسول اهلل عليه السالم فقال ‪ :‬استغفر لها‬ ‫رسول اهلل وفي العشي خاطب الرسول عليه السالم في الناس‬ ‫فأثنى على اهلل بما هو أهله ثم قال ‪:‬‬ ‫أما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق‬ ‫فيهم الشريف تركوه‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه‬ ‫الحد وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت‬ ‫لقطعت يدها « ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها‪.‬‬ ‫رواه البخاري ‪3475‬‬ ‫ورواه مسلم ‪1688‬‬

‫قال تعالى في كتابه العزيز ‪:‬‬ ‫«السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاال‬ ‫من اهلل واهلل عزيز حكيم» (سورة المائدة اآلية ‪.)38‬‬ ‫وقال أيضا ‪« :‬غضب اهلل عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم‬ ‫وسـاءت مصيرا» صدق اله العظيـم (سورة الفتح اآلية ‪. )5‬‬

‫لوحظ غياب المصالح اإلدارية‪.‬‬ ‫ـ أين األمن ؟ ال وجود لشرطي داخل الفندق أو خارجه‬ ‫وال بالشارع الذي يوصل إلى الفندق‪.‬‬ ‫ـ ال عون صحة يراقب صالحية وم��دة ما يباع (من‬ ‫شوكالطة) و(مربى وعسل وزيت ) أجمع عليها بإسبانيا‬ ‫أنها غير صالحة لالستعمال وزد على هذا مما يوجد‬ ‫بالفندق؟‬ ‫ـ أين الجمارك التي غفلت على مرور هذه البضاعة ؟‬ ‫ـ إنها أمثلة للذكر ال للحصر‪.‬‬ ‫وإنه ليحزنني أن يقال عن طنجة بها نقطة سوداء ‪.‬‬ ‫واألدهى من هذا أن رجال األمن يعرفون كل شاذة وفادة‬ ‫عن السوق وما يروج فيه‪ ،‬فهم في غفلة عنه‪ ،‬ويعرفون السارق‬ ‫واحدا واحدا‪.‬‬

‫الحل الجدري‬

‫سبق أن ذكرت أن أسباب هذه المعضالت باختصار‪ ،‬فعلى‬ ‫المجتمع المدني إبراز مساوئ ما تعيشه المدينة وتشجيع فتح‬ ‫أبواب معامل ومصانع لتشغيل جيش الفتيات والفتيان‪.‬‬ ‫«واهلل ال يضيع أجر من أحسن عمال» صدق اهلل العظيم ‪.‬‬

‫االختطافات سرقة موصوفة‬ ‫تتعرض الفتيات والنساء لمضايقات يندى لها الجبين‪،‬‬ ‫حين يتسلط عليهن أصحاب الدراجات النارية‪ ،‬ويختطفون‬ ‫محافظهن البدوية طمعا فيما يوجد بها (نقود ـ هاتف) ‪،‬‬ ‫ويفرون على متن دراجتهم النارية‪ .‬يتخذون األزقة الضيقة‬ ‫التي ال تسمح للسيارات بمالحقتهم ويدوسون المارة التي‬ ‫تتعرض طريقهم‪ ،‬وهذا النوع من السرقة ينطبق على أصحاب‬ ‫الدراجات ذات الثالثية العجالت ‪ ،‬تنشط ايام عيد األضحى‬ ‫وتتسبب في حرمان عائلة معوزة من االحتفال بالعيد‪ ،‬وإحياء‬ ‫سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السالم‪ ،‬وكم من أسرة باتت‬ ‫تندب حظها في الثقة العمياء وتسليم صاحب الدراجة إيصال‬ ‫الضحية إلى البيت‪.‬‬ ‫وحادثة المعلمة التي اختطفت من باب مؤسسة التعليم‬ ‫(بعين اقطيوط) فلم يكتفوا باغتصابها فقتلوها ورموا بها في‬ ‫الرميالت‪ .‬أرى أن يعدموا‪ ،‬ومن واجب اإلعالم التشهير بهم‬ ‫ونشر صورهم ومتابعة األحكام في حقهم‪ .‬فالجريمة خطأ‬ ‫فادح ال يغتفر‪.‬‬


‫العدد ‪927‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫االتحاد معقل قوة األمم‬

‫ك ُروا ن ِْع َم َ‬ ‫ك ْم �إِ ْذ ُ‬ ‫ت اللهَّ ِ عَ َل ْي ُ‬ ‫َ�ص ُموا ِب َح ْب ِل اللهَّ ِ َجمِي ًعا َو اَل َت َف َّر ُقوا َو ْاذ ُ‬ ‫كنت ُْم �أَ ْع َدا ًء‬ ‫يقول موالنا جل عاله‪َ « :‬و ْاعت ِ‬ ‫َ‬ ‫َف�أَ َّل َ‬ ‫َ‬ ‫ك َذل َ‬ ‫كم ِّمنْهَ ا َ‬ ‫ن النَّا ِر ف�أن َق َذ ُ‬ ‫ك ْم َف�أَ ْ�ص َب ْحتُم ِبن ِْع َم ِت ِه �إِ ْخ َوانًا َو ُ‬ ‫ي ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ي‬ ‫ِك ُي َب نِّ ُ‬ ‫ف َب نْ َ‬ ‫كنت ُْم عَ َلى َ�ش َفا ُح ْف َرةٍ ِّم َ‬ ‫اللهَّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ون» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫َلك ْم �آ َيا ِت ِه ل َعلك ْم ت َْهت َُد َ‬ ‫إن االتحاد هو معقل قوة األمم وأصل مجدها وهنائها ومنبع ثروتها وسعادتها‪ ،‬فكل أمة اتحد أبناؤها‬ ‫وتعاونوا على األخذ بناصرها والعمل لمصلحتها والنهوض بها من حضيض الجهل واالنحطاط إلى مستوى‬ ‫يليق بها‪ ،‬ظهرت بال شك خصائصها وقويت مميزاتها ونالت تحت السماء مكانتها بين األمم والشعوب‪،‬‬ ‫ودرجت في معارج الرقي والعرفان ونسجت على منوالها في الرفعة والكمال‪ ،‬ومتى دب الفشل في أمة من‬ ‫األمم وتقاعس أبناؤها عن األخذ بناصرها وتشتت عناصرها واختلفت آراؤها ونزعاتها ونبتت فيها روح العداوة‬ ‫والبغضاء انهار صرح مجدها وتقلص ظلها وذهبت ريحها‪ ،‬وكثرت فيها الجراثيم وانتشرت الجنايات وامتدت‬ ‫إليها يد المطامع من كل حدب وباءت بالخسران والحسرة والندامة‪ ،‬لذلك أمر اهلل المسلمين باالتحاد وألزمهم‬ ‫بإتباع هذا المبدأ القويم حرصا على كيانهم وقوميتهم واستبقاء لمجدهم وعظمتهم واحتفاظا بقوتهم‬ ‫ووحدتهم وخط لهم سبيل الهدى والرشاد‪ ،‬وأنذرهم بالهالك والدمار متى تنكبوا محجته وحادوا عن جادته‬ ‫ِك ْم َو َّ�ص ُ‬ ‫ك ْم عَ ن َ�سبِي ِل ِه َذل ُ‬ ‫ال�س ُب َل َف َت َف َّر َق ِب ُ‬ ‫اطي ُم ْ�س َتقِي ًما َفا َّتب ُِع ُ‬ ‫اكم ِب ِه‬ ‫فقال‪َ « :‬و�أَ َّن هَ َذا �صرِ َ ِ‬ ‫وه َو اَل َت َّتب ُِعوا ُّ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫َل َع َّل ُ‬ ‫ِيم»‪ ،‬وبالجملة فقد نهاهم سبحانه‬ ‫َ�صم ِبا ِ َف َق ْد هُ َ‬ ‫دِي �إِلى �صرِ َ ٍ‬ ‫ون «‪ ،‬وقال‪َ »:‬و َمن َي ْعت ِ‬ ‫ك ْم َت َّت ُق َ‬ ‫اط ُّم ْ�س َتق ٍ‬ ‫عن األخذ بأسباب التنازع والخصام وأمرهم بالتآلف والوئام وإن اختلفت جنسياتهم وتباينت لغاتهم‪ ،‬أال ترى‬ ‫َاز ُعوا َف َتف َْ�ش ُلوا َوت َْذهَ َ‬ ‫يح ُ‬ ‫ُون �إِ ْخ َو ٌة»‪ ،‬وقوله‪َ « :‬و اَل َتن َ‬ ‫ك ْم» ‪ ،‬وقول الرسول صلى‬ ‫ب ِر ُ‬ ‫إلى قوله تعالى‪�« :‬إِ مَّنَا مْ ُال�ؤْ ِمن َ‬ ‫اهلل عليه وسلم‪« :‬المومن من أهل اإليمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المومن ألهل اإليمان كما يألم‬ ‫الجسد بما في الرأس»‪ ،‬على أن من قلب صحيفة الماضي ورأى ما كان ألسالفنا األولين من منعة الجانب‬ ‫وقوة السلطان أخذته الدهشة من كل جانب ولكن كما قيل إذا ظهر السبب بطل العجب‪ ،‬فبعدما كانوا شيعا‬ ‫متفرقين متنافرين وقبائل متباغضين متحاربين تشتعل نار الحرب بينهم لكلمة صغيرة أو ألسباب حقيرة‬ ‫فتمكث األعوام والسنين‪ ،‬ألف اهلل بين قلوبهم باإلسالم وأزال ما في قلوبهم من أحقاد وأضغان وربطهم‬ ‫برباط الدين الوثيق الذي يفوق رباط القرابة والنسب فكان الواحد منهم مع شدة حاجته إلى الشيء يوثر أخاه‬ ‫على نفسه بذلك الشيء ولدوام وحدتهم وسالمة جامعتهم جعل لهم حفاظا قويا‪.‬‬ ‫إن من نظر إلى هذه الرحمة المهداة لنا من رب العالمين على طريق سيد المرسلين رحمة الشريعة‬ ‫السمحة ونعمة اإلسالم والهدى ويجيل النظر في أحكامها وتعاليمها وجد الدعوة إلى االتحاد واالتصال بين‬ ‫القلوب سارية في ثنايا أحكامها وتعاليمها‪ ،‬ومتجلية في كل سنن من سننها سواء في ذلك العقيدة والعبادات‬ ‫والمعامالت واألخالق‪ ،‬تأمل في الركن األول من أركان اإلسالم وهو الشهادتان تجد نفسك أمام نور عظيم‬ ‫وناموس كامل يدعوك ويدعو كل من اهتدى معك بمثل ما اهتديت إلى الشعور بأنكم جميعا خاضعون لملك‬ ‫واحد ملك الملوك وموجد الكائنات ورب العالمين‪ ،‬أوجدكم بقدرته وأمدكم بقوته ورباكم برحمته وأخضعكم‬ ‫لسلطانه فخضعت نفوسكم جميعا وأصلحتم وجوهكم إليه واستسلمتم لقضائه وقدره ورضيتم بحكمه‪ ،‬فهذا‬ ‫الشعور القلبي ينبئكم بوحدة هي أقوى الوحدات المزعومة عند غيركم‪ ،‬هذا في الشطر األول من الشهادة‬ ‫شهادة أن ال إال له إال اهلل‪ ،‬وكذلك الشطر الثاني يوصيك حكما بأنك ومن اهتدى بهذا الهدى كما اهتديت قد‬ ‫خضعتم لقانون واحد واستضأتم بضوء واحد وسلكتم صراطا واحدا وسرتم على سنن واحد‪ ،‬فوجهتك وجهة‬ ‫أخيك وغايتك غايته وطريقك طريقه فأنتم كقافلة واحدة تسير في طريق واحد لغاية واحدة‪ ،‬فأي داع لوحدة‬ ‫القلوب أقوى من هذا الداعي‪.‬‬ ‫وتأمل في الركن الثاني من أركان اإلسالم وهو الصالة كيف تجد نفسك وأنت تعترف له بالعبادة وتطلب‬ ‫منه المعونة والهداية إلى الصراط المستقيم قد أدرجت معك إخوانك في ذلك فقلت إياك نعبد وإياك نستعين‬ ‫أهدنا‪ ،‬ولم تقل أعبد وأستعين وأهدني‪ ،‬أليس ذلك ناشئا عن أنك علمت في عبادتك أنك مستأنس بإخوانك‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫وتصدر معهم وترد معهم وتسيرون كلكم متساعدين متساندين كل منكم يعبر عن نفسه وإخوانه‪ ،‬فإذا‬ ‫انحنيتم للركوع خضوعا كان ذلك منكم معا على وتيرة واحدة‪ ،‬فإذا هويتم للسجود كان ذلك منكم معا وهكذا‪،‬‬ ‫وناهيك بمشروعية الجماعة في الصلوات الخمس فكم لها في جمع القلوب على التقوى وتقوية األواصر بين‬ ‫أفراد األمة حتى تكون كتلة واحدة‪ ،‬وإذا كان الشارع الحكيم قد خفف عنا في جماعة الصلوات اليومية فاكتفى‬ ‫بجماعة أهل الحي الواحد وأهل البيت الواحد وأباح بذلك تعدد الجماعات‪ ،‬فقد أوجب على أهل البلد الواحد أن‬ ‫يجتمعوا كلهم في صعيد واحد لم يبح تعدد الجماعات فيها إال عند العذر الشديد وذلك مظهر من مظاهر الحث‬ ‫على الوحدة وتكوين المسلمين أمة واحدة‪.‬‬ ‫فإذا نظرت إلى ركن الزكاة وجدت األمر أبين وأوضح فلن يجهل أحد ما يربيه اإلحسان والتعاطف بين‬ ‫اإلنسان من تقريب القلوب وتوجيه الميول‪....‬‬ ‫وإذا نظرت إلى الصيام وجدت الصائم يشعر شعورا خاصا نحو من يشاركه في إحساسه ووجدانه فهو‬ ‫شريك له في تحمله وتكاليفه وفي نعمه يمسكان معا عن الطعام والشراب فإذا أبيح لهما أبيح لهما معا‪ ،‬فهما‬ ‫شريكان في الوجدان واإلحساس‪.‬‬ ‫وأما الحج فهو في جمع المتباعدين أوضح وأجلى يتعارفون فيه ويتعاونون على إصالح شؤونهم وتدبير‬ ‫أمورهم‪ ،‬فهذه أركان اإلسالم قد اتحدتم فيها أفليس ذلك دعوة خفية من المبدع الحكيم الرحمان الرحيم‬ ‫موجهة إليكم أن تكونوا في الحياة العملية يدا واحدة كما اتحدتم في العبادة‪ .‬فالعبادات توقفت صحتها على‬ ‫االتحاد في الوجهة والوقت‪ .‬وهكذا أحوال الدنيا لن ينجح المسلمون في حياتهم وال نظامهم وال اقتصادهم إال‬ ‫إذا اتحدوا وتعاونوا وتناصروا وتعاضدوا وتكاثروا‪ ،‬ولما كانت تلك اإلشارات الباهرة والبينات الواضحة الداعية‬ ‫إلى االتحاد قد يغفل عنها العامة والجهالء وال يعقلها في العبادات إال األذكياء النبالء ذكر اهلل تعالى االتحاد‬ ‫ك ُروا ن ِْع َم َ‬ ‫ك ْم ِ�إ ْذ ُ‬ ‫ت اللهَّ ِ عَ َل ْي ُ‬ ‫َ�ص ُموا ِب َح ْب ِل اللهَّ ِ َجمِي ًعا َو اَل َت َف َّر ُقوا َو ْاذ ُ‬ ‫كنت ُْم‬ ‫صريحا في الكتاب العزيز فقال‪َ « :‬و ْاعت ِ‬ ‫�أَ ْع َدا ًء َف َ�أ َّل َ‬ ‫ك َذل َ‬ ‫كم ِّمنْهَ ا َ‬ ‫ن النَّا ِر َف�أَن َق َذ ُ‬ ‫ك ْم َف�أَ ْ�ص َب ْحتُم ِبن ِْع َم ِت ِه ِ�إ ْخ َوانًا َو ُ‬ ‫ي ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ِك‬ ‫ف َب نْ َ‬ ‫كنت ُْم عَ َلى َ�ش َفا ُح ْف َرةٍ ِّم َ‬ ‫ي اللهَّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ون»‪ ،‬ولما كانت اآلية توجب االتحاد وعدم الفرقة كانت مخالفتها موجبة‬ ‫َد‬ ‫ت‬ ‫َه‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫آ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُي َب نِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َاز ُعوا َف َتف َْ�ش ُلوا َوت َْذهَ َ‬ ‫يح ُ‬ ‫للعقاب في الدنيا واآلخرة لذلك قال تعالى في آية أخرى‪َ « :‬و اَل َتن َ‬ ‫ك ْم»‪.‬‬ ‫ب ِر ُ‬ ‫أليس ما نحن فيه اآلن جزاء التفريط والتقاطع والتدابر بما أحاط بنا من الجهل واإلهمال والنوم على‬ ‫بساط الراحة آمادا طويلة؟ أليس هذا مصداقا لآلية الشريفة؟ أترضون للمسلم العظيم القدر الشريف المنزلة‬ ‫أن يوصف بعدم العقل‪ ،‬تلك الصفة التي ميزت اإلنسان عن الحيوان؟ كال إنكم ال ترضون بذلك‪ ،‬إذن فكيف‬ ‫تفرقتم وتباعدتم ولم تتحدوا في أعمال الحياة ولقد وصف اهلل أقواما بأنهم ال يعقلون لسبب اختالفهم‬ ‫وتفرقهم فقال سبحانه‪ :‬حَ ْ‬ ‫«ت َ�س ُبهُ ْم َجمِي ًعا»‪ ،‬أي مجتمعين ذوي ألفة واتحاد‪َ « ،‬و ُق ُلو ُبهُ ْم َ�شتَّى »‪ ،‬أي متفرقة ال ألفة‬ ‫اَّ‬ ‫ُ‬ ‫ذل َ‬ ‫ون »‪ ،‬أخرج الطبراني في الكبير عن ابن عباس مرفوعا ‪« :‬من عمل هلل في‬ ‫بينها‪ٰ َ « ،‬‬ ‫ِك ِب�أَنَّهُ ْم َق ْو ٌم ل َي ْعقِل َ‬ ‫الجماعة فأصاب قبل اهلل منه وإن أخطأ غفر اهلل له ومن يبتغي الفرقة فأصاب لم يتقبل اهلل منه وإن أخطأ‬ ‫فليتبوأ مقعده من النار»‪ ،‬وأخرج الطبراني أيضا في األوسط عن عمر مرفوعا ‪« :‬ما اختلفت أمة بعد نبيها إال‬ ‫ظهر أهل باطلها على أهل حقها»‪ ،‬وأخرج النسائي وابن حبان في صحيحه عن عرفجة مرفوعا‪« :‬ستكون بعدي‬ ‫هناة وهناة فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمر أمة محمد كائنا من كان فاقتلوه فإن يدا اهلل مع‬ ‫الجماعة وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض أي يسعى سعيا قويا»‪ ،‬وأخرج الطبراني في الكبير عن معاذ‬ ‫مرفوعا‪« :‬الشيطان ذيب اإلنسان كذيب الغنم يأخذ الشاة الشاذة والقاصية والناحية فعليكم بالجماعة واأللفة‬ ‫والعامة والمساجد وإياكم والشعاب»‪.‬‬

‫المرأة المغربية المعاصرة وأمانة الحفاظ‬ ‫على الموروث الثقافي (‪)2/1‬‬ ‫ دة‪ .‬نبوية عبد الصمد العشاب‬‫لعل للمتسائل الحق أن يتساءل‪ :‬لماذا‪ ،‬أوال‪ ،‬المرأة المغربية‪ ،‬وليس الرجل؟ ثم أن يتساءل ثانيا عن ماذا أعنيه‬ ‫بالموروث الثقافي؟‬ ‫أما السؤال األول‪ ،‬فلكوننا‪ ،‬جميعا‪ ،‬ندرك أن المرأة داخل األسرة أساسا‪ ،‬تلعب دورا كبيرا في نقل هذا الموروث إلى‬ ‫أبنائها اللتصاقها بهم أكثر من األب‪ ،‬ولقربها في جميع مراحل حياتهم‪ ،‬وخصوصا في مرحلة الطفولة‪ ،‬منهم بشكل‬ ‫يجعلها المسؤولة األولى عن تشكيل شخصيتهم المستقبلية وعن طبيعة نظرتهم لهذا الموروث‪ .‬وإال فإن أي فرد في‬ ‫مسؤول بشكل مباشر عن نقل هذا الموروث إلى األجيال الجديدة وإشعارها بضرورة‬ ‫المجتمع‪ ،‬رجال كان أو امرأة‪ ،‬فهو ِ‬ ‫الحفاظ عليه باعتباره عنوانا بارزا على الهوية والشخصية المحلية األصيلة ألي مجتمع من المجتمعات‪ ،‬والمجتمع المغربي‬ ‫إحداها‪.‬‬ ‫أما السؤال الثاني فتبدو اإلجابة عليه أقل بساطة من اإلجابة عن سابقه‪ .‬إن الموروث الثقافي ألي مجتمع‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ووفقا لتعريف منظمة األمم المتحدة للثقافة والتربية (اليونسكو) هو «حزمة معقدة من الخصائص الروحية‪ ،‬والمادية‪،‬‬ ‫والفكرية‪ ،‬والعاطفية التي تميز مجتمعا ما أو مجموعة اجتماعية معينة‪ ،‬وهي ال تتعلق فقط بالفنون واآلداب‪ ،‬بل تتضمن‬ ‫أيضا أنماط الحياة‪ ،‬والحقوق اإلنسانية األساسية‪ ،‬ونظم القيم‪ ،‬والتقاليد‪ ،‬والمعتقدات»‪ .‬وواضح من خالل هذا التعريف‬ ‫أن الحديث عن الموروث الثقافي يعني الحديث عن مختلف مكونات الثقافة المحلية لمجتمع ما‪ ،‬والتي تتعلق بكافة‬ ‫أنماط سلوكنا وتوجهاتنا‪...‬بطقوسنا اليومية في األكل‪ ،‬وفي اللباس‪ ،‬وفي الحديث‪ ،‬وفي معاملة اآلخرين‪ ،‬وفي نظرتنا‬ ‫لذاتنا ولآلخر‪ ،‬وفي تعلقنا بأمور ونفورنا من أخرى‪ ،‬وفي طريقتنا في تقييم األشياء واألمور‪ ،‬وهلم جرا‪ .‬حيث تتضمن‬ ‫َ‬ ‫والمناهج‬ ‫المخزون الفكري والسلوكي الذي تناقلناه‪ ،‬وتوارثناه بطرق عديدة ومختلفة‪ ،‬مثل التربيةِ األسرية‪،‬‬ ‫الثقافة ذلك‬ ‫ِ‬ ‫واألقوال المأثورة التي‬ ‫المختلفة‪،‬‬ ‫بأشكاله‬ ‫األدبي‬ ‫والتراثِ‬ ‫والمرئية‪،‬‬ ‫والمسموعة‬ ‫المقروءة‬ ‫اإلعالم‬ ‫ووسائل‬ ‫الدراسية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نرددها كاألمثال الشعبية والحكم‪ ،‬وغيرها من األمور التي تحرص على نقل هذا المخزون وتوريثه من جيل إلى جيل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الحديث عن موروث ثقافي واحد متجانس تؤمن به وتمارسه وتتوارثه مختلف أطياف المجتمع‬ ‫ثم إنه من الصعب‬ ‫وطبقاته وأفراده‪ ،‬وخصوصا في مجتمع غني بروافده الثقافية المتنوعة كمجتمعنا المغربي‪ ،‬ومنفتح بحكم موقعه‬ ‫الجغرافي على حضارات وأنماط عيش مختلفة يتأثر بها بشكل أو بآخر‪ .‬ذلك أنه لكل أسرة‪ ،‬ولكل جماعة‪ ،‬ولكل طبقة‬ ‫اجتماعية‪ ،‬موروثها الثقافي واالجتماعي التي تحرص جاهدة على نقله ألفرادها والحفاظ عليه من عوادي التغير والتأثر‬ ‫بموروث اآلخرين‪ .‬لكن ورغم هذه االختالفات فإن هناك قواسمَ مشتركة تجمع ما بين تلك الثقافات المختلفة‪ ،‬من حيث‬ ‫أن هذه الفئات ال تحيى بمعزل عن بعضها البعض بشكل تام‪ ،‬بل تحيى في بيئة واحدة‪ ،‬وتتأثر بأمور مشتركة كثيرة‪،‬‬ ‫وتتبادل المنافع فيما بينها ولها مصالحُ مشتركة في مستويات مختلفة‪ .‬مما يعني بأنه عادة ما يكون لها أساس واحد‪،‬‬ ‫وفروع مختلفة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ولنا أن نتساءل اآلن سؤاال آخر ال يقل أهمية عن سا ِبقيْهِ‪ :‬لماذا الحديث عن هذا الموضوع اآلن؟ وهل يعني هذا أن‬ ‫موروثنا الثقافي مهدد في تواجده واستمراره وصيرورته؟‬ ‫إن مالحظة سريعة للكثير من السلوكيات التي أصبحنا نمارسها‪ ،‬بوعي أحيانا وبدون وعي أحيانا أخرى‪ ،‬تجعلنا‬ ‫نكتشف أن هذا الموروث بشكليه؛ المادي والروحي‪ ،‬يواجه خطرا حقيقيا‪ .‬ودعوني‪ ،‬أستعرض بعضا من هذه السلوكيات‪:‬‬

‫لئن كان موقعنا االستراتيجي جعل التاريخ غير رحيم بنا في كثير من األحيان حيث تعاقب علينا قديما وحديثا الغزو‬ ‫من كل جانب‪ ،‬فإنه في المقابل جعل تراثنا المادي واحدا من أغنى مصادر التراث في العالم‪ .‬غير أنه‪ ،‬وباإلضافة إلى‬ ‫التهميش الرسمي لهذا التراث حتى أصبح في جزء كبير منه سُبَّ ًة في وجوهنا وعالمة على عدم وعينا بقيمة التراث‬ ‫في التنمية‪ ،‬فإننا أيضا نساهم كأفراد في هذا التهميش بدون وعي‪ .‬فحين ال توجه األم صغارها نحو معرفة هذا‬ ‫التراث واالهتمام به واالفتخار باالنتساب إليه فهي تساهم بدورها في إقبار هذا التراث‪ .‬ثم إنه لمن المخجل أن‬ ‫تجد أجنبيا يعرف كل شيء عن منطقة نائية من بلدك في الوقت الذي تجهل فيه أنت حتى موقعها على الخريطة!‬ ‫إن أما تغرس في أبنائها حب الوطن بتاريخه‪ ،‬بحضارته‪ ،‬بموروثه الثقافي‪ ،‬منذ نعومة أظفارهم ألم تنشئ مواطنين‬ ‫من الدرجة الرفيعة يعتزون بتاريخهم وبإنجازات آبائهم وأجدادهم عوض أن يعتزوا بما ليس لهم وأن ينجروا وراء‬ ‫تيار االستالب لآلخر‪.‬‬ ‫وتعتبر اللغة مظهرا هاما من مظاهر هذا التراث‪ .‬لقد أصبحت هذه اللغة تعاني بشدة من إهمال أبنائنا لها‪ ،‬وهذا‬ ‫يرجع في جزء كبير منه‪ ،‬لألسف إلى فكرة تافهة تسللت إلى عقول الكثير من أمهاتنا اليوم‪ ،‬إنها الحديث عن اللغة العربية‬ ‫كلغة متجاوزة لم تعد لغ ًة للعلم أو للتقدم‪ .‬وهكذا نجد الكثير منهن يحرصن‪ ،‬كل الحرص‪ ،‬على أن يتقن أبناءهن اللغة‬ ‫الفرنسية مثال رغم تراجع هذه اللغة الكبير في ترتيب اللغات األكثر حضورا في العالم وفي العلم‪ ،‬وال يبدين أي اهتمام‬ ‫لضعف أبنائهن في اللغة العربية‪ .‬ولكم يؤلمني ويحز في نفسي مشهد أم مغربية تخاطب فلذات أكبادها‪ ،‬طيلة اليوم‬ ‫وخارج فترات الدرس والمراجعة‪ ،‬باللغة الفرنسية‪ ،‬وهي تفعل ذلك بفخر واعتزاز غريبين! وكذلك تفعل الكثير من إداراتنا‬ ‫ومصالحنا في تنكر تام للغة البلد‪ .‬ورحم اهلل يوما كانت فيه األم المغربية األصيلة تفرح بابنها الذي تَوَّجَهُ‬ ‫أصدقاؤه لتفوقه في صون لغته وتراثها سلطانا للطلبة! أو كانت تعتني بأبناء غيرها من المتغربين طالبي العلم‬ ‫بلغتهم وبحضارتهم فتخرج لهم «المعروف»‪ ،‬والتي كانت أيضا تتحدث بالعبارات المأثورة التي تربط األسرة‬ ‫بأصالتها‪ ،‬كما تتحدت باألمثال التي تعتبر ثمرة تجارب مرت بها عبر الزمن فتظل لصيقة بفكر النشء ويصبح‬ ‫مخلصا لها ويقدسها‪.‬‬ ‫ومن العادات التي بدأت تتقلص يوما بعد يوم «عادة الحكي» وأقصد بها الحكايات الشفهية الشعبية التي كانت‬ ‫المرأة ترويها لألطفال الصغار سواء كانت أما أو جدة أو غير ذلك‪ .‬فال يخفى علينا األثر اإليجابي الذي تتركه في نفسيتهم‪،‬‬ ‫سواء من حيث اكتسابهم قيما جديدة في كل حكاية‪ ،‬والتي تلعب دور الحماية من مختلف اآلفات االجتماعية السلبية‬ ‫كالطمع والخيانة والظلم غيرها‪ ،‬أو من حيث العبر التي يستلهمها وتكسبه قوة الخوض في غمار الحياة بحلوها ومرها‪.‬‬ ‫ناهيك أيضا عن توسيع ملكة الخيال عندهم‪ ،‬مما يجعلهم يتذوقون الحس الجمالي اللغوي في مجال اإلبداع األدبي‪.‬‬ ‫وال يمكن أن نستثني أيضا إنتاجا أدبيا آخر أبدعت فيه المرأة وال يقل أهمية عن سابقه أال وهو «األلغاز» والذي‬ ‫تتجلى وظيفته في تحفيز وتنشيط القدرات العقلية والثقافية التي تلهب ذكاء الناشئة وتساعده على التفكير المجرد‪.‬‬

‫يتبع‪....‬‬


‫العدد ‪927‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مما الجدال فيه أن نبتة الحناء قديمة قدم البشرية؛استعملها اإلنسان منذغابراألزمنة‬ ‫والعصور في مختلف أصقاع المعمور في الزخرفة والتجميل والتطبيب؛وقد استخدمها قدماء‬ ‫المصريين في تحنيط الموتى وفي رسوم جداريات مدافنهم‪..‬ودهنوا بها مراكبهم الخشبية‬ ‫خشية أن ينخرها السوس؛ كما استعملته الملكة كيلوباترا كخضاب للتزيين‪ ،‬وكذلك فعلت‬ ‫الملكة شجرة الدر وكافة بنات حواء ‪ -‬منذ العصر الجاهلى إلى الحقبة اإلسالمية‪ -‬في مشارق‬ ‫األرض ومغاربها منذ عصور خلت‪ ،‬والزلن يتباهين بزينة الحناء في مجالسهن ويتبركن بها‬ ‫في المناسبات الدينية واألفراح العائلية والمواسم الفالحية‪.‬وللرجال أيضا حظهم من الحناء في‬ ‫تخضيب اللحى وإخفاء بياض الشيب في شعر الرأس‪.‬‬

‫وللحناء وقع في نفوس الرجال والنساء‬ ‫على حد سواء‪2/2‬‬ ‫إن توظيف الحناء في التزيين والتطبيب وفي أغراض شتى يعد من أقدم العادات المتوارثة‬ ‫جيال بعد جيل ‪،‬بين مختلف الشعوب المغاربية والمشارقية عبر امتداد األزمنة واألمكنة‪.‬‬ ‫ويرى بعض الباحثين أن الحناء موروث ثقافي فينيقي تركه الفينيقيون إبان وصولهم‬ ‫للمغرب منذ ‪ 800‬سنة قبل الميالد بهدف التجارة مع سكان المغرب األقصى‪ ،‬وكذلك تعتبر‬ ‫أكلة الكسكس من اهم ما تركوه في الثقافة المغربية التي هي تفاعل وتالقح بين مجموعة‬ ‫من الحضارات‪.‬‬ ‫فالحناء قديم قدم التالقح الحضاري‪ ،‬حاضرفي كل المناسبات التي تذبح فيها األضاحي‬ ‫وتسيل دماءالقرابين تزكية لفرحة اللقاء‪.‬‬ ‫فحين تقطع القابلة حبل السرة للرضيع تضع خلطة من الحناء على سرته لتلتئم‪.‬وفي حفل‬ ‫العقيقة تخضب أيدي الرضيع‪،‬وفي مناسبة الختان تخضب أطراف الولد المختن‪ ،‬كما تخضب‬ ‫األم رجليها ويديها تزكية لفرحة اللقاء بجاراتها اللواتي اليتقاعسن في خدمتها‪،‬حيث تبدو‬ ‫األم المزهوة بحنائها وبختان ولدها وكأنها ملكة محاطة بحاشيتها‪.‬‬ ‫ويستحيل قطعا أن تستغني حفالت األعراس عن ليلة الحناء ‪،‬حيث تحضرالنقاشة بلوازم‬ ‫الحناء وتشرع في تزيين يدي وقدمي العروس بنقوش بهية‪،‬في أجواء من الفرح ‪ ،‬يضاء‬ ‫فيها المكان بالشموع والفنانير‪،‬وتردد»النكافات» الصالة والسالم على النبي‪،‬وتتعالى أصوات‬ ‫المدعوات بالزغاريد‪،‬فتشخذ النسوة والفتيات بالرقص والركز وترديد األهازيج على إيقاع‬ ‫الدفوف والمزامير‪.‬‬ ‫ولتليين الجســـد تستحـــم النســاء‬ ‫بمسحوق الحنــاء الممـزوج بـمــاء الورد‪،‬‬ ‫ومنهــن من يغتسلـن بالعكـر الفاســـي‬ ‫الذي يضفي على الجلد نضـارة ونعومة؛‬ ‫ويستعملن خلطة الحناء المخلوط بعــــود‬ ‫القرنفل والريحان كخضاب للشعـــر يعطي‬ ‫لألنوثة مغزاها الكامل‪.‬‬ ‫والكتساب الشعر األسود القاتم تعمد‬ ‫المرأة إلى خلط الحناء المسحوقة بالعصفة‪.‬‬ ‫وللعريس نصيبه من الحناء في العديد‬ ‫من القرى والحواضــر المغربيــة‪ ،‬وتقـــام‬ ‫له ليلة الحناء بحضورعدد من األصدقاء‬ ‫وأفراد العائلة الذين يرددون أهازيج خاصة‬ ‫بالمناسبة مثـل أهزوجة ‪« :‬قدمنـــا سيدنا‬ ‫بالل» التي يرددها المحتفــون بالــعريس‬ ‫في المناطق الشمالية؛وفي بعض الحاالت‬ ‫يعزف العريس عن تخضيب يديه ترفعا عن‬ ‫تشبهه بالنساء ويكتفي بتخضيب إبهامه‬ ‫احتراما للعرف السائد‪.‬‬ ‫وفي األع��راس كما في حفالت الختان‬ ‫وفي مراسم االحتفاالت باألعياد الدينية كذكرى المولدالنبوي الشريف واالحتفال برأس‬ ‫السنة الهجرية و شهر رمضان وعيد الفطر وعيد األضحى ويوم عاشوراء تعتبر الحناء إحدى‬ ‫أهم عالمات االحتفال والبهجة في هذه المناسبات وتحرص النساء على التزيين بتخضيب‬ ‫أيديهن وأقدامهن اقتداء بالعادات التي ورثناها عن أمهاتهن وجداتهن‪ ،‬وحرصا منهن على‬ ‫الظهور في أبهى حلل الزينة؛حيث يقضين أوقات من البهجة والفرح حول موقد من الجمر‬ ‫«المجمار» وهن يقمن بنقش الحناء على أطرافهن لساعات قد تطول إلى الهزيع األخيرمن‬ ‫الليل؛ويستعملن أحيانا بعض قطع الرسوم الالصقة لربح الوقت ‪.‬‬ ‫وتعمد النساء إلى طلي مقدمة رأس كبش عيد األضحى بالحناء تفاؤال وتبركا‪.‬‬ ‫ومن االعتقادات الشعبية الشائعة في المجتمع المغربي أن اإلكثـــار من استعمـــــال‬ ‫الحناء يزرع في قلب المرأة الحنان والعطف ويجعلها محبوبة عند الناس‪،‬بينما يصف بعض‬ ‫ّ‬ ‫«الزهوانية» العاشقة لمباهج الحياة المثيرة‬ ‫المتشددين المرأة المتمادية في نقش الحناء ب‬ ‫لشبق الغريزة الجنسية‪،‬ويحرم العرف السائد على األرملة استعمال الحناء فترة حدادها وكذلك‬ ‫الشأن بالنسبة للمطلقة حتى تنهي عدتها؛وفي بعض مناطق البالد‪،‬تعمد نساء وفتيات‬ ‫العائلةالمفجوعة إلى استعمال الحناء عند مرور ثالثة أيام من دفن الميت ‪،‬في إشارة منهن‬

‫إلى كون مدة الحزن قد انتهت ‪،‬بينما أرملة المتوفى تظل بدون حناء إلى أن تكتمل مدة‬ ‫عدتها الشرعية و تزيل ثياب الحداد‪ ،‬ولها إذاك أن تتزين بالحناء‪،‬تعبيرا عن إيمانها بأن الموت‬ ‫أمرإالهي والداعي للحزن‪.‬‬ ‫ويعتقد بعض النسوة أن وضع الفتاة العانس ألوراق الحناء على شكل قالدة في عنقها‬ ‫يتيح لها إمكانيات الزواج ؛فهي رمز الحظ والفأل الحسن‪ ،‬وتعتبرها العازبات أيضا جالبة لفرص‬ ‫الزواج‪ ،‬وأحيانا تعمد الفتاة إلى أخذ حصتها من صحن الحناء الذي تزينت به العروس‪ ،‬لعل‬ ‫الحظ يأتيها بعريس‪.‬‬ ‫وتحضر الحناء أيضا ضمن كرم الضيافة‪ ،‬حيث تحرص النسوة في بعض المناطق المغربية‬ ‫على إكرام الوافدات عليهن من ضيفات إذ يشترطن عليهن عدم مغادرتهن الديار إال بعد‬ ‫أخذ حصة من زينة الحناء في أيديهن‬ ‫وأقدامهن كذكرى تسجل لحظة الزيارة‬ ‫وحفاوة الضيافة‪.‬‬ ‫وال��ن��ق��ش ب��ال��ح��ن��اءف��ي األوس����اط‬ ‫الشعبية المغربية أنواع منها‪ :‬المراكشي‬ ‫والفاسي والصحراوي والخليجي والفيداح‪.‬‬ ‫فالمراكشي والفاسي يتميزان بالزخارف‬ ‫الدقيقة واللون األرجواني المائل للحمرة ‪،‬‬ ‫أما الصحراوي والخليجي فزخارفهما غليظة‬ ‫ذات لون أسود غامق‪ ،‬وأما الفيداح فهو‬ ‫وشم ما دون الكعب والمعصم‪.‬وتستعين‬ ‫النسوة بقطع الصقة تحمل أشكال ورسوم‬ ‫هندسية وزهرية متباينة‪،‬بينما النقاشات‬ ‫ال��م��اه��رات يستعملن حقن اإلبرالطبية‬ ‫لتخطيط الرسومات الزاهية حسب رغبات‬ ‫المتخضبات‪/‬المتحنيات ‪.‬‬ ‫وصار التخضيب والوشم بالحناء حرفة عدد‬ ‫من النساء «النقاشات» في األسواق والساحات‬ ‫العمومية‪ ،‬وفي مواسم األولياء وحرمهم‪ ،‬حيث‬ ‫تقبل عليهن الزائرت المتبركات والسائحات‬ ‫األجنبيات من كل حدب وصوب للظفربزينة‬ ‫حناء للذكرى‪.‬‬ ‫وبالجماعة القروية تازارين بإقليم زاكورة‬ ‫ينظم ‪،‬أواس��ط شهر أكتوبرمن كل سنة‪،‬‬ ‫مهرجان للحناء تزكية إلنتاج واستعمال منتوج‬ ‫الحناء‪،‬وتشجيعا للنشاط السياحي ‪.‬‬ ‫ويقام مهرجان مماثل «يد الحنة» بحي تدارت‪/‬أنزا‪-‬ناحية أكادير‪ -‬للتعريف بالحناء من‬ ‫خالل فقرات تشخص أجواءالعرس التقليدي بالمنطقة‪.‬‬ ‫ومسك الختام هذه الباقة من األمثال الشعبية التي سجلتها الذاكرة الشعبية استخفافا‬ ‫ببعض مستعمالت الحناء‪:‬‬ ‫الحنة حرشة و الحناية عمشة والعروسة فيها بوقفقاف‪.‬‬ ‫الحنة مازال فظفارها والخطاب جابوا خبارها‪.‬‬ ‫آش خصك يا الفنة غير الكحل والحناء‪.‬‬ ‫ديري حنينة يا المعيفينة‪.‬‬ ‫الحناني و القلب الهاني‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪927‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)830‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫“العرائش في تاريخ المغرب‬ ‫قبل الحماية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫مصب نهر لوكوس في العصور القديمة والوسطى‪ ،‬ثم األطماع البرتغالية في‬ ‫يعد كتاب “العرائش في تاريخ المغرب قبل الحماية‪ :‬جوانب من الحياة‬ ‫السياسية واالقتصادية والعمرانية”‪ ،‬لمؤلفه األستاذ إدريس شهبون‪ ،‬والصادر‬ ‫العرائش خالل القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪ ،‬فوضعية االحتالل اإلسباني للمدينة‬ ‫سنة ‪ ،2014‬ضمن منشورات أكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬في ما مجموعه ‪580‬‬ ‫خالل القرن ‪ ،17‬وظروف استرجاع العرائش لدورها الجهادي خالل القرن ‪ ،18‬وأخيرا‬ ‫في‬ ‫من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬أول عمل أكاديمي متخصص في التنقيب‬ ‫حيثيات تراجع نشاط القرصنة بها وتصاعد األطماع األوربية حولها خالل القرن‬ ‫خبايا ماضي مدينة العرائش‪ ،‬في حدود علمنا المتواضع‪ .‬فالكتاب‪ ،‬الذي هو –في‬ ‫‪ 19‬ومطلع القرن ‪ .20‬وفي الباب الثاني‪ ،‬انتقل المؤلف للبحث في خصائص التطور‬ ‫األصل‪ -‬أطروحة جامعية تقدم بها المؤلف سنة ‪ 2005‬بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫العمراني للمدينة‪ ،‬من خالل مضامين أربعة فصول متكاملة‪ ،‬تناولت قضايا تشريحية‬ ‫اإلنسانية‪ -‬عين الشق بالدار البيضاء‪ ،‬يشكل تجميعا غزيرا ألدوات النبش‬ ‫إلشكالية تأسيس المدينة وتطورها إلى حدود القرن ‪ ،16‬ثم مراحل استكمال‬ ‫المونوغرافي المشتغل بالبحث في التفاصيل المحلية المجهرية‪ ،‬وفي امتداداتها‬ ‫تحصيناتها وإحكام عناصر مناعتها خالل القرن ‪ ،17‬فخصائص توسعها العمراني‬ ‫اإلقليمية والوطنية والدولية المتشعبة والواسعة‪ .‬ال يتعلق األمر بتجميع استنساخي‬ ‫لرصيد منجز اإلسطوغرافيات الكالسيكية‪ ،‬العربية واألجنبية‪ ،‬وال بكتابة نوسطالجية‬ ‫خالل القرن ‪ ،18‬وأخيرا تحوالتها المجالية العميقة التي حملتها مرحلة القرن ‪19‬‬ ‫حالمة ومغرقة في نرجسياتها المنتجة لألحكام السهلة‪ ،‬بقدر ما أنها عمل فاحص‪،‬‬ ‫وبداية القرن ‪ .20‬أما في الباب الثالث‪ ،‬من الكتاب‪ ،‬فقد عاد المؤلف للوقوف على‬ ‫يستنطق الوثائق الغميسة‪ ،‬ويحقق متون الكتابات التقليدية‪ ،‬ويعمل على تفكيك‬ ‫عطاء الحركة التجارية بمدينة العرائش‪ ،‬باعتبار الدور المركزي لهذه الحركة في‬ ‫األطروحات الكولونيالية األصلية والمجددة‪ ،‬ويسائل عطاء الدرس الجامعي الوطني‬ ‫تعزيز األهمية االقتصادية للمدينة على امتداد القرون الماضية‪ .‬وقد تفرعت عن‬ ‫وحدود الفعل والتجديد داخل بنية اشتغاله األكاديمي‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك‪ ،‬حرص‬ ‫هذا المحور أربعة فصول تركيبية‪ ،‬اهتمت بالبحث في واقع النشاط التجاري بالمدينة‬ ‫المؤلف على توظيف األدوات اإلجرائية في النقد وفي المقارنة وفي التحقيق وفي‬ ‫قبل القرن ‪ ،19‬ثم االنتقال لتقديم تشخيص لتحوالت هذا النشاط خالل القرن ‪،19‬‬ ‫االستثمار‪ ،‬أمكن القول إن األمر يتعلق –في نهاية المطاف‪ -‬بعمل غير مسبوق‬ ‫مع التركيز على أهمية التجارة البحرية بهذا الخصوص‪ ،‬ونوعية الصادرات والواردات‬ ‫في مجاله‪ ،‬ومؤسس في ميدانه‪ ،‬ال شك وأنه يساهم في إضافة العديد من القيم‬ ‫التي كانت تتم عبر مرسى المدينة‪ ،‬األمر الذي سمح برسم معالم النشاط المالحي‬ ‫بالنسبة لرصيد منجز الجامعة المغربية الراهنة بخصوص أعمالها المتخصصة في‬ ‫ماضي مدينة العرائش وأحوازها‪.‬‬ ‫الذي ميز المرسى المذكور خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 1850‬و‪.1912‬‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫مستقبال‪،‬‬ ‫إنجازه‬ ‫يمكن‬ ‫لما‬ ‫وأرضية‬ ‫التفاصيل‪،‬‬ ‫في‬ ‫باحث‬ ‫لكل‬ ‫لذلك‪ ،‬فالكتاب يعد مرجعا‬ ‫ وبتواضع العلماء الكبار‪ ،‬يشير األستاذ إدريس شهبون إلى محدودية نتائج تنقيباته‬ ‫حلقات‬ ‫لكل‬ ‫بالنسبة‬ ‫–أساسا‪-‬‬ ‫ولكن‬ ‫الدراسة‪،‬‬ ‫في‬ ‫المعتمدة‬ ‫الرئيسية‬ ‫الزمنية‬ ‫ليس –فقط‪ -‬بالنسبة للفترة‬ ‫المرتبطة بإمكانياته الفردية في البحث وفي التقصي‪ ،‬فاتحا المجال أمام جهود مستقبلية كفيلة بتطوير‬ ‫المدينة”‪،‬‬ ‫“تاريخ‬ ‫كتابة‬ ‫في‬ ‫رائدة‬ ‫تجارب‬ ‫اإلطار‪-‬‬ ‫هذا‬ ‫–في‬ ‫أستحضر‬ ‫ولعلي‬ ‫العريق‪.‬‬ ‫تاريخ مدينة العرائش‬ ‫خالصات الكتاب وإضافاته العلمية‪ .‬يقول المؤلف في خاتمة عمله‪“ :‬ولئن كانت هذه هي أهم النقط‬ ‫عندما نجحت في تخليد قيمها الحضارية الكبرى من خالل أعمال مونوغرافية مؤسسة‪ ،‬مثلما هو الحال‬ ‫مع المؤرخ محمد داود بخصوص مدينة تطوان‪ ،‬أو مع المؤرخ أحمد الرهوني بالنسبة لنفس المدينة‪ ،‬أو التي تناولناها‪ ،‬حسب مبلغ علمنا وجهدنا‪ ،‬في هذا البحث مع اإلشارة إلى أننا لم نحط بكل ما له عالقة‬ ‫مع المؤرخ عبد الرحمن بن زيدان بالنسبة لمدينة مكناس‪ ،‬أو مع األستاذ محمد مزين بالنسبة لمدينة بالجانب التاريخي والعمراني واالقتصادي‪ ،‬فهناك جوانب أخرى لم نتمكن من الوقوف عندها الفتقارنا‬ ‫فاس‪ ...،‬فكتاب إدريس شهبون يستحق أن يصنف إلى جانب مثل هذه األعمال المرجعية‪ ،‬بالنظر لقوته للمادة المصدرية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬نذكر منها الحياة االجتماعية والدينية والثقافية للعرائش‪ .‬كما أنه‬ ‫العلمية ولجرأته التحليلية‪ ،‬ولفعالية أدواته المنهجية في تجميع المادة الخام وفي غربلتها وفي تصنيفها الزالت هناك العديد من المصادر المختلفة‪ ،‬المغربية واألجنبية‪ ،‬المتعلقة بهذه المدينة تنتظر الدراسة‬ ‫ثم توظيفها‪ .‬ولقد أجمل األستاذ عبد اللطيف بربيش هذا البعد العلمي األصيل‪ ،‬بشكل دقيق في كلمته والتحليل‪( ”...‬ص‪.)480 .‬‬ ‫التقديمية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬نظرا لما يتضمنه الكتاب من معلومات وحقائق عن الدور الجهادي والتطور‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فكتاب األستاذ شهبون يشكل دليال مرجعيا‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬على مستوى كثافة مضامينه‬ ‫العمراني والبحري والديبلوماسي لمدينة العرائش‪ ،‬التي قال في وصف مكانتها ملك إسبانيا فيليب الثاني وتنوعها‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬على مستوى منهجية استثمار الوثائق والمصادر والمراجع‪ ،‬وتعزيزها بسلسلة‬ ‫“تساوي العرائش وحدها أفريقيا كلها”‪ ،‬فإننا نقدر الجهود التي بذلها المؤلف حق قدرها في جمع ما‬ ‫هامة من الجداول اإلحصائية التفصيلية‪ ،‬والتصاميم التوطينية‪ ،‬والرسوم التوضيحية‪ ،‬والفهارس‬ ‫تناثر من آثارها في الوثائق والمصادر المرجعية النادرة‪ ،‬وما تحمله من عناء وكد لكشف المخبوء وتجلية‬ ‫التصنيفية‪ ،‬واللوائح البيبليوغرافية‪ ،‬والخرائط التركيبية‪ ،‬والمظان المصدرية‪ ،‬والذخائر الوثائقية‪،‬‬ ‫الجوانب التجارية واالستراتيجية والدفاعية لمدينة العرائش‪( ”...‬ص‪.)4 .‬‬ ‫ولالستجابة ألفق البحث‪ ،‬سعى المؤلف إلى توزيع مضامين عمله بين ثالثة أبواب‪ ،‬إلى جانب مدخل والمبيانات التجسيدية‪ ،‬والصور الفوتوغرافية‪ .‬كل ذلك‪ ،‬ساهم في تقديم متن علمي مؤسس‪ ،‬ال شك وأنه‬ ‫تمهيدي للتعريف بالمنطقة ولضبط خصائصها الجغرافية والبشرية المتداخلة‪ .‬ففي الباب األول‪ ،‬اهتم يعتبر قاعدة للبحث في تحوالت الواقع السياسي واالقتصادي والعمراني لمدينة العرائش خالل المراحل‬ ‫المؤلف بتتبع التطور التاريخي لمدينة العرائش‪ ،‬استنادا إلى خمسة فصول تجزيئية‪ ،‬تناولت وضع منطقة التاريخية الطويلة السابقة عن فترة االحتالل اإلسباني لعقود النصف األول من القرن ‪.20‬‬

‫تحسين ظروف عمل النساء في القطاع‬ ‫الفالحي بالعرائش‬

‫لقاء نظمته مؤخرا بمدينة العرائش فيدرالية رابطة حقوق النساء‪ ،‬بشراكة مع ( مؤسسة‬ ‫أوبن سوسيتي أوكسفام) لدراسة إشراك الجهات المعنية من مجتمع مدني والقطاعين العام‬ ‫والخاص في تحسين ظروف عمل النساء في القطاع الفالحي‪.‬‬ ‫و من بين أهداف هذا اللقاء إشراك مختلف الفاعلين من مؤسسات عمومية و خاصة‪،‬‬ ‫وجمعيات و شبكات و منظمات لمعالجة ظروف العمل و التوزيع العادل للفوائد لصالح المرأة‬ ‫العاملة‪ ،‬و نمذجة تجربة الفواكه الحمراء في المغرب‪ ،‬و تعميمها على سلسلة قيمية أخرى مثل‬ ‫الطماطم في سوس و الحوامض بجهة بركان‪.‬‬ ‫و يأتي هذا اللقاء في سياق مشروع الحد من عدم المساواة في سالسل القيمية الزراعية‬ ‫في كل من المغرب و تونس‪ ،‬و الذي عملت منظمة أوكسفام منذ سنة ‪ 2009‬على تطبيقها‬ ‫جنبا إلى جنب مع شركائها من أجل تحسين ظروف عمل النساء في السلسلة القيمية للفواكه‬ ‫الحمراء بالمغرب‪ .‬األمر الذي تطلب إشراك جميع األطراف في السلسلة القيمية من نساء‬ ‫عامالت‪ ،‬ومن منتجين وصغار المزارعين‪ ،‬و المؤسسات العمومية و الخاصة‪ ،‬و جمعيات‬ ‫وشبكات‪ ،‬حيث تم تسجيل نتائج إيجابية و مشجعة‪.‬‬ ‫م ‪ .‬الحراق‬

‫قافلة طبية لمواجهة البرد القارس‬ ‫بإقليم العرائش‬

‫تنفيذا للتعليمات الملكية السامية‪ ،‬الرامية إلى توفير الرعاية الالزمة واالستجابة لحاجيات ساكنة‬ ‫المناطق القروية‪ ،‬خاصة بالمرتفعات الجبلية‪،‬وفي إطارعملية رعاية ‪ ،2018 – 2017‬التي تهدف إلى‬ ‫الرعاية ومساعدة سكان القرى للتغلب على البرد القارس‪ ،‬عن طريق تقديم المساعدات الالزمة‬ ‫لمواجهة موجة البرد التي تجتاح جميع المناطق المغربية‪ ،‬وخاصة الجبلية منها حيث تقطع الطرق‬ ‫بفعل الفيضانات والثلوج‪ .‬ولتقريب الخدمات الطبية من المواطنين وخاصة في القرى النائية‪ ،‬و‬ ‫التجمعات السكنية البعيدة المنتشرة عبر تراب إقليم العرائش ‪ ،‬قامت قافلة طبية تتكون من ‪68‬‬ ‫إطارا من مختلف التخصصات‪ ،‬بتقديم الخدمات الطبية الالزمة‪ .‬وقد بلغ عدد المستفيدين من خدمات‬ ‫هذه القافلة الطبية التي نظمتها المندوبية اإلقليمية لوزارة الصحة بالعرائش‪ ،‬بتنسيق مع السلطات‬ ‫المحلية واإلقليمية في الجماعة القروية زعرورة‪ 2352 ،‬مستفيدا ومستفيدة‪.‬‬ ‫ويتوزع المستفيدون من القافلة الطبية‪ ،‬التي أطرها ‪ 15‬طبيبا في الطب العام‪ ،‬و ‪ 9‬أطباء‬ ‫اختصاصيين و ‪ 29‬ممرضا وممرضة‪ ،‬و‪ 15‬مساعدا وتقنيا‪ ،‬حيث استفاد ما يناهز ‪ 280‬شخصا من طب‬ ‫األسنان‪ ،‬و‪ 50‬من طب األطفال‪ ،‬و ‪ 70‬مريضا من طب األمراض الجلدية‪ ،‬و‪ 24‬مستفيدا من الطب‬ ‫الباطني‪ ،‬و‪ 36‬من الفحوصات الخاصة بالقلب والشرايين‪ ،‬و ‪ 39‬مستفيدة من طب النساء والتوليد‪،‬‬ ‫و‪ 153‬مستفيدا من طب العيون‪ ،‬و ‪ 32‬شخص تمكنوا من خدمات الجراحة العامة‪ ،‬و ‪ 32‬مستفيدا من‬ ‫طب الجهاز الهضمي‪.‬‬ ‫كما تم توزيع عدد من الكراسي المتحركة على بعض األشخاص من ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫وبالموازاة مع القافلة تم توزيع ‪ 2000‬شتلة من أشجار الزيتون على بعض فالحي الجماعة القروية‬ ‫زعرورة‪ ،‬في إطار برنامج المغرب األخضر‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪927‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)394‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫وضعية حي السواني ‪ 2‬وحي‬ ‫السواني ‪3‬‬ ‫هناك منطقتان سكنيتان تشكالن حيين منفصلين إلى جوار مسجد طارق بن زياد‪.‬‬ ‫المنطقـــة األولى هــي حــي الســوانــي رقم ‪ ،2‬والثانية هي حي السواني رقم ‪ 3‬وهما‬ ‫معا يعيشان تهميشا مطلقا‪ ،‬أمنيا ‪ ،‬وعمرانيا‪ ،‬حيث يشتكي سكــان حــي السواني ‪ 2‬من‬ ‫انعـــدام األمن بحيهم الذي يقصده السكارى والشمامة‪ ،‬ويشهد ممارسات ال أخالقية نظرا‬ ‫لوجود مرتفــع صخري يوفر األمــن والمالذ للمنحرفين وللجرذان والكالب الضالــة التي‬ ‫تتعايش مع المنحرفين والمجرمين‪ .‬وكثيرا ما عثر السكان على فئران ضخمة داخل بيوتهم‪.‬‬ ‫هذه الموبقات تمنـع خروج السكان ليال‪ ،‬أو خروج أبنائهم‪ ،‬كما تفــرض عليهم إغــالق‬ ‫نوافذهم كي ال تصل إليهم أصداء وأصوات القذف واأللفـــاظ الجارحـة التي يتــداولهـــا‬ ‫ويتبادلها الجانحون‪.‬‬ ‫شيء آخر يشكل خطرا عمرانيا في بعض عمارات هذا الحي‪ ،‬حيث أقدم بعض السكان‬ ‫على بناء إضافات وحجرات وأكواخ في أسطح العمارات دون مراعاة أي تصميم أو اعتبارات‬ ‫ومقاييس عمرانية‪.‬‬ ‫لذا ندعو السلطـــات المسؤولـــة إلى االهتمام بظروف وحالة حي السواني رقم ‪ 2‬الذي‬ ‫يلتمس سكانه من الوالي القيام بزيارة ميدانية إليه‪.‬‬ ‫وعلى بعد أمتار من هذا الحي هناك حي السواني رقم ‪ 3‬حيث عمــارة الوداد السكنية‬ ‫اآلهلة‪ .‬وهذا الحي بدوره يشكو حالة مزرية يعيشها منذ مدة غير قصيرة من جراء اإلهمال‪.‬‬ ‫ووجود دكاكين عشوائية منها دكان لبيع وذبح الدجاج حيث تنبعث منه رائحة كريهة‪ ،‬كما‬ ‫أن السيارات والمقطورات المختلفة تستبدل الشارع العام للمرور بين البيوت في هذا الحي‬ ‫إلى جوار العمارة السكنية المذكورة مما يعرض األطفال لخطر حوادث السير‪ .،‬كما أن حراس‬ ‫السيارات داخل هذه المنطقة أشخــاص مشكوك في سلوكهم‪ .‬ومطالب السكان تتجلى‬ ‫في إغالق المرور بهذا الحي ألنه ليس شارعا‪ ،‬ومنع المرور به‪ .‬وإغالق الدكاكين العشوائية‪،‬‬ ‫وتطهير المنطقة ممن يقصدها من المنحرفين‪ ،‬وإحداث حديقة في الساحة التي تتوسط‬ ‫الحي‪ .‬وتنقيته من األوساخ التي يسببها محل إلصالح السيارات‪ .‬وهو المحل الموجود في‬ ‫غير مكانه‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫نداء للحد من تفشي ظاهرة‬ ‫المخدرات بأصيلة‬

‫مواطن غيور‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫حب المدينة دفع أبناءها الغيورين‬ ‫عليها من داخــل وخارج الوطــن إلى‬ ‫مناشدة من بيدهم األمر أن يعملوا‬ ‫على إنقاذ هذه المدينة من اآلفة التي‬ ‫أصابت شبابها‪.‬‬ ‫إن البادرة الطبيــة التي قــام بها‬ ‫أبناء المدينة بالمهجر أشعلت موقـــع‬ ‫التواصـل االجتماعــي «الفايسبوك»‪،‬‬ ‫وكل المداخــالت واآلراء تصــب فـي‬ ‫مصلحـــة أصيلة‪.‬‬ ‫وتماشيا مع هـــذه البادرة الطيبـــة‬ ‫نتمنى من ساكنــة مدينــة أصيلة أن تسير على هذا المنـوال وكذا جمعيات وهيئات‬ ‫حقوقية وأحزاب سياسية كل من موقعه‪ ،‬وأن يساهموا مع هؤالء الشباب الغيور على‬ ‫المدينة‪ ،‬حيث أن المتعاطين للمخدرات لهم علم ودراية بالتجار الذين يبيعون لهم‬ ‫تلك السموم من (هيروين وكوكايين)‪.‬‬ ‫ومن هنا نتوجه إلى جميع مكونات المدينة من هيئات وجمعيات وأحزاب وساكنة‪،‬‬ ‫كل حسب موقعه أن يأخذوا بيد هؤالء الشباب والعمل على مساعدتهم وتشجيعهم‬ ‫ومآزرتهم بالتبليغ عن التجار الذين يبيعون لهم تلك السموم لدى مفوضية الشرطة‬ ‫ليتم القبض عليهم‪.‬‬ ‫وعليــه نطالـــب مــن الجمعيــات والهيئات واألحزاب بإنشـاء لجان يقظة للتبليغ‬ ‫عن تجار المخدرات في جميع أنحاء المدينة دون خوف أو كلل‪ ،‬وأن هذه (ليست تشكيمة‬ ‫كما قد فهم البعض‪ ،‬وإنما هي عمل وطني وإنساني واجتماعي يخدم مصلحة الوطن)‪.‬‬ ‫وهنا ننبه أن الجلوس في المقاهي والكالم في أعراض الناس ليس له أي جدوى‪،‬‬ ‫حيث إن المخدرات تبــاع أمـام أعيننا والضحايــا في ازديــاد ونحــن ال نحرك ساكنا‪،‬‬ ‫حتى تفاقم الوضع وأصبح من الصعب استدراكه‪.‬‬ ‫كما ننبه ساكنة األحياء أن يبادروا بالتبليغ لدى الشرطة عن أي شخص يتاجر في‬ ‫المخدرات يوجد بحيهم إن أرادوا إنقاذ أبنائهم وذويهم‪ .‬وهذا هو الدواء الحقيقي‬ ‫لقطع دابر تجار المخدرات بالمدينة ‪.‬‬ ‫وهنا نطالب األحــزاب السياسيـــة وهيئات المجتمع المدني أن يضعوا اليد في‬ ‫اليد ويراسلوا كل الجهات المعنية والمسؤولة وخاصة وزارة الصحة لإلسراع بفتح‬ ‫جنــاح خاص بمستشفى أصيلــة متخصص في عالج اإلدمان‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫‪STE MAGOURI BATIMENTS‬‬ ‫‪24, BIS AVENUE HASSAN II HAY AL FARAH, SALE‬‬ ‫‪CESSION DE PARTS SOCALES‬‬ ‫‪NOMINATION DES GERANT ET COGERANT‬‬

‫حل السودوكو‬

‫‪AU TERME DU PV DE L’ASSEMLEE GENERALE EXTRAORDINAIRE DU‬‬ ‫‪18/05/2017 ENREGISTREE A RABAT LE 18/08/2017 SOUS RE 22751 OR 22282‬‬ ‫‪DV 30214 , IL A ETE DECIDE CE QUI SUIT :‬‬ ‫‪APPROBATION ET RATIFICATION DE LA CESSION DE 50 PARTS SOCIALES‬‬ ‫‪DE M. HASSAN EL MAGOURI TITULAIRE DE LA CNI U146473 AU PROFIT DE M.‬‬ ‫‪MOHAMED KARIM JAMALEDDINE TITULAIRE DE LA CNI F 290989.‬‬ ‫‪SUITE A CETTE CESSION DE PARTS SOCIALES M. MOHAMED KARIM‬‬ ‫‪JAMALEDDINE EST NOMME COGERANT POUR UNE DUREE INDETERMINEE.‬‬ ‫‪MODIFICATION DES ARTICLES 6 , 7 ET 13 DES STATUT.‬‬ ‫‪LE DEPOT LEGAL A ETE EFFECTUE AU GREFFE DU TRIBUNAL DE SALE‬‬ ‫‪NUMERO REGISTRE CHRONOLOGIQUE 29660 SOUS LE NUMERO RC 11225.‬‬

‫رقم ‪394‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 927‬ـ الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كرة القدم‪ ..‬كيف‬ ‫تطورت اللعبة الساحرة‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫نشوء رياضة كرة القدم‬ ‫لكن التأسيس الفعلي لرياضة كرة القدم لم يبدأ إال في سنة ‪1863‬‬ ‫بإنجلترا‪ ،‬وذلك عندما اجتمع مندوبو األندية التي كانت تحتضنها المدارس‬ ‫الخاصة اإلنجليزية‪ ،‬وتشكل أول مجلس يعنى بكرة القدم حينئذ‪ ،‬وهو ‪IFAB‬‬ ‫المكون من ممثلين اثنين لكل من االتحادات البريطانية األربعة (إنجلترا‪،‬‬ ‫إسكتلندا‪ ،‬ويلز‪ ،‬وايرلن) مهمتهم تأطير هذه الرياضة‪ ،‬فكان أبرز تطور حصل‬ ‫لكرة القدم هو فصلها عن كرة الريغبي واالعتماد على الساقين فقط للتحكم‬ ‫بالكرة‪ ،‬وهو األمر الذي لم يكن هينًا حينها‪.‬‬ ‫بعدها أصبحت اللعبة تتخذ تدريجيًّا المالمح التي نراها اليوم‪ ،‬فبدأ‬ ‫اعتماد ركالت المرمى في ‪ ،1869‬والركنيات في ‪ ،1872‬وفي ‪ 1878‬استخدم‬ ‫حكمٌ الصافرة ألول مرة‪ .‬أما ركلة الجزاء فلم تبصر النور حتى عام ‪،1891‬‬ ‫كما أصبح للملعب خطوط وحدود مرسومة ووقت محدد للمباراة‪ ،‬وأصبح‬ ‫العنف محظورًا في اللعبة‪ ،‬فيما أضحت الرياضة تنتشر في كل القارات‪،‬‬ ‫وتجتذب نحوها مزيدًا من الجماهير لالستمتاع بمشاهدة مباريات كرة‬ ‫القدم‪ ،‬ما دعا إلى تحضير مساحات تحيط بالملعب للمتفرجين‪ .‬وفي سنة‬ ‫‪ ،1904‬تأسس االتحاد الدولي لكرة القدم في باريس مع أعضائه السبعة‬ ‫األساسيين‪ :‬فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الدنمارك‪ ،‬هولندا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪،‬‬ ‫لينضم االتحاد اإلنجليزي ‪ IFAB‬للفيفا سنة ‪ ،1913‬قبل أن تلتحق باقي‬ ‫بلدان العالم باالتحاد‪ .‬وابتداء من النصف الثاني للقرن العشرين‪ ،‬أصبحت‬ ‫رياضة كرة القدم تكتمل شي ًئا فشي ًئا‪ ،‬فوضعت القوانين التفصيلية المحكمة‪،‬‬ ‫وبرعت الفرق الرياضية في التفنن بلعب الكرة بمهارات عالية خالل مباريات‬ ‫كأس العالم‪ ،‬وتزايدت التغطيات اإلعالمية لمجرياتها‪ ،‬ما جعل جماهير العالم‬ ‫تزداد عش ًقا لهذه اللعبة‪ .‬وشكل الكرة المستعملة في اللقاءات الدولية هي‬ ‫األخرى شهدت تطورًا ملفتًا‪ ،‬فقد استخدمت كرة جلدية ذات وزن ثقيل في‬ ‫الثالثينات حتى السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬وبدأ سنة ‪ 1986‬استخدام‬ ‫المواد الصناعية في صنع الكرة‪ ،‬وفي عام ‪ 1970‬شرعت شركة “أديداس”‬ ‫بالتكفل بصنع كرات كأس العالم حتى يومنا هذا‪ ،‬حيث أصبحت الكرة في‬ ‫وقتنا الحاضر تصنع بتقنيات دقيقة وبوزن أخف‪ .‬هكذا إذن تطورت كرة‬ ‫القدم عبر الحقب التاريخية المختلفة من نشاط همجي مهمل إلى لعبة‬ ‫رياضية محكمة وممتعة‪ ،‬حتى أضحت شبكة ضخمة يصعب حصرها في مجال‬ ‫الرياضة‪ ،‬إذ تخترق االقتصاد والمجتمع والسياسة‪ ،‬وتحظى بترسانة من‬ ‫القوانين والكوادر ورؤوس األموال التي تشغلها‪ ،‬مثلما أصبحت محل اهتمام‬ ‫الجماهير واإلعالم في كل مناطق العالم‪ .‬إنها اللعبة التي أفرزت نجومًا‬ ‫استمتع ماليين الناس كثيرًا بمهاراتهم الكروية‪ ،‬نذكر منهم على سبيل‬ ‫المثال فقط بيلي وزيدان ورونالدو ومارادونا وميسي‪ ،‬اللعبة التي نتمنى أن‬ ‫تستمر في إثارة إعجابنا جميعًا مشاهدة وممارسة‪ ،‬بعيدًا عن فضائح الفساد‬ ‫وسلعنتها من قبل الشركات الرياضية‪.‬‬

‫سيدخل‬

‫اتحاد طنجة مرحلة اإلياب من البطولة االحترافية للبحث عن‬ ‫تأكيد صحوته مع مدربه ادريس المرابط الذي أخرجه من‬ ‫أزمة النتائج التي رافقته مع بادو الزاكي‪ .‬واستطاع في األخير إخراجه من وضعيته‬ ‫الصعبة والصعود بها إلى المركز الثاني في نهاية مرحلة الذهاب برصيد ‪ 27‬نقطة‪،‬‬ ‫وبفارق نقطتين عن المتزعم حسنية أكادير‪ .‬وعاد الفريق إلى أرض الوطن‪ ،‬بعدما‬ ‫ختم تربصه في إسبانيا ما بين ‪ 22‬يناير و‪ 31‬منه‪ ،‬بمدينة ويلبا‪ ،‬واستطاع تحقيق‬ ‫األهداف المسطرة في هذا التربص الذي مر في أجواء جيدة‪ .‬لكن المدرب يرى أن ال‬ ‫طعم في دخول الفريق لمنافسات البطولة أمام مدرجات فارغة‪ ،‬وأكد أن كل األهداف‬ ‫تصب في إسعاد جماهير الفريق التي دعاها للعودة إلى المدرجات من أجل تقديم‬ ‫الدعم المعهود للفريق كي يسهم الجميع في صنع الفرجة والنتائج‪ ،‬وهذا ما نتمناه‪.‬‬

‫داني ألفيش‪...‬‬

‫ً‬ ‫حاليا‬ ‫جنم بر�شلونة ال�سابق وباري �سان جريمان‬

‫• داني‪ ،‬بعد الفوز بكل‬ ‫شيء مع اشبيلية‪ ،‬برشلونة‬ ‫ويوفنتوس‪ ،‬لمـاذا انتقلت‬ ‫إلى نادي باريس سان‬ ‫جيرمان‪ ،‬وما مدى تأثيرك‬ ‫في انتقال نيمار إلى النادي‬ ‫الباريسي؟‬ ‫هذا بالضبط ما دفعني أكثر‬ ‫التخاذ هذا القرار‪ .‬أنا شخص ال‬ ‫يحب السكون وال��راح��ة‪ ،‬ألنني‬ ‫أستمتع أكثر بالتحديات‪ .‬ال‬ ‫ش��ك أن تغيير ت��اري��خ النادي‬ ‫هو‪ ،‬بالنسبة لي‪ ،‬بمثابة حقنة‬ ‫من األدرينالين‪ ،‬ولهذا السبب‬ ‫ان��ت��ق��ل��ت إل���ى ب���اري���س‪ .‬ه��ذا‬ ‫باإلضافة إلى أنني كنت أعرف‬ ‫أنني سأعيش في مدينة رائعة‬ ‫وفي فريق يملك طموحاً كبيراً‪.‬‬ ‫أعلم أن الناس قد تعتقد أنني‬ ‫انتقلت بحثاً عن المال‪ ،‬ولكن هذا غير صحيح ألنه كانت لدي‬ ‫عروض جيدة أخرى‪ .‬في الواقع‪ ،‬عشت هذه المرحلة من قبل‬ ‫في برشلونة‪ ،‬عندما انتقلت كان النادي يعيش فترة انتقالية‬ ‫وانتهى بي األمر باللعب في صفوف أفضل فريق في تاريخه‪.‬‬ ‫أسعى لكي أعيش مرة أخرى كل تلك األفراح‪ ،‬ولكن في مكان‬ ‫بدون تاريخ عريق‪ ،‬حيث يُمكنني وضع حجر كبير في هذا‬ ‫البناء‪ .‬أريد الفوز هنا ومساعدة النادي على تغيير تاريخه‪.‬‬ ‫وبالنسبة لتأثيري على نيمار للمجيء إلى باري سان جيرمان‪،‬‬ ‫لم يكن لدي أي عالقة في ذلك تقريباً‪ .‬في المقابل‪ ،‬عندما‬ ‫انتقل إلى برشلونة كان لدي تأثير في التعاقد معه‪ .‬أعطيته‬ ‫بعض النصائح وأخبرته عن األشياء الجيدة التي كنت أعيشها‬ ‫في النادي والمدينة‪ .‬ولكن في هذه الحالة لم يكن األمر‬ ‫كذلك‪ .‬كل ما في األمر أنني وصلت إلى هنا قبله (يضحك)‪.‬‬ ‫والشيء الوحيد الذي فعلته أنه في لحظة من اإلرتباك‪ ،‬عندما‬ ‫لم يكن يعرف ما يجب عليه القيام به‪ ،‬نصحته بأن ينصت‬ ‫لقلبه ويكون سعيداً‪ .‬كانت تلك هي النصيحة الوحيدة التي‬ ‫أسديتُها له‪.‬‬

‫(يضحك)‪ .‬أعتقد أن فرص تحقيق إنجازات فردية تزيد عندما ال‬ ‫تكون إلى جانب العب من هذا القبيل‪ .‬وبالنسبة لمسألة نضج‬ ‫نيمار وللمنتخب البرازيلي كان من المهم أن يسير بمفرده‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلمكانية الفوز بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان‬ ‫جيرمان‪ ،‬إنه تحدي بالنسبة لنا وطموحنا األعلى‪ .‬هذا ما ّ‬ ‫فكر‬ ‫فيه نيمار عندما غادر برشلونة وهذا ما ّ‬ ‫فكرت فيه عندما تركت‬ ‫يوفنتوس‪ .‬هذا هو ما يحرّكنا‪ ،‬ما يذكي حماسنا‪ ،‬وما يعطينا‬ ‫حقنة األدرينالين‪ .‬العالم للشجعان‪ .‬أما الجبناء فسيبقون دائماً‬ ‫في الظل‪ ،‬ونحن ال نريد أن نكون في الظل! جئنا من ال شيء‬ ‫في البرازيل لنصنع اسماً لنا في هذه الحياة‪ .‬من الواضح أن‬ ‫األسماء الكبيرة ال تكفي للفوز بدوري أبطال أوروبا‪ .‬وحتى لو‬ ‫كان لديك العبين كبار‪ ،‬إذا لم يكن لديك مجموعة صلبة لن‬ ‫تحقق هدفك‪ .‬نحن مستعدون للتنافس‪ ،‬وإذا كان هذا اإلعداد‬ ‫سيؤدي بنا إلى الفوز أو اإلقصاء‪ ،‬فإن ذلك سيعتمد على كيفية‬ ‫قيامنا بذلك العمل داخل الفريق‪.‬‬

‫• هل ترى أن نيمار مستعد ليكون األفضل في‬ ‫العالم‪ ،‬وهل ترى أن فريقكما باستطاعته الفوز‬ ‫بدوري أبطال أوروبا؟‬

‫• تجنبت البرازيل منتخبات كبيرة في القرعة‪ ،‬هل‬ ‫هذه هي الخطوة األولى نحو اللقب العالمي؟‬

‫أعتقد أنه‪ ،‬إلى جانب مع ميسي‪ ،‬هو الالعب األكثر تأثيراً‬ ‫داخل الملعب في عالم المستديرة الساحرة‪ .‬ولكنه كان بحاجة‬ ‫إلى الخروج قلي ً‬ ‫ال من ظله‪ .‬اللعب مع شخص ال يضاهى مثل‬ ‫ليو هو أروع شيء يمكن أن يحدث لك‪ ،‬ولكن ستحوم في رأسك‬ ‫الشكوك دائماً حول ما إذا يتعلق األمر بجودتك أم بمهارته‪.‬‬ ‫أحببت اللعب إلى جانبه طوال مسيرتي تقريباً‪ ،‬لكنه أرجنتيني‬ ‫ونحن اإلثنان برازيليان! في مرحلة ما كان علينا أن نتواجه!‬

‫ال يهمني شخصيا هوية خصومنا‪ .‬ففي مسابقة مثل هذه‬ ‫يجب عليك أن تفوز على الجميع‪ .‬لو أوقعتنا القرعة إلى جانب‬ ‫أسبانيا‪ ،‬ماذا كنا سنفعل؟ هل كنا سنطلق أرجلنا للريح؟ ال أحد‬ ‫يُتوّج بط ً‬ ‫ال للعالم باللعب فقط ضد المنتخبات الضعيفة‪،‬‬ ‫ال أم آج ً‬ ‫وبالتالي فإننا سنضطر لمواجهة أفضل الفرق عاج ً‬ ‫ال‪...‬‬ ‫والفوز عليهم‪ ،‬ألننا نريد حقاً رفع هذه الكأس‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫إيطاليا تترقب إقالة كونتي‬

‫يترقب االتحاد اإليطالي لكرة القدم مستقبل المدرب‪ ،‬أنطونيو‬ ‫كونتي‪ ،‬مع تشيلسي‪ ،‬من أجل إعادته إلى القيادة الفنية لآلزوري‪.‬‬ ‫وتحدثت تقارير صحفية‪ ،‬خالل الساعات الماضية‪ ،‬عن احتمال‬ ‫إقالة كونتي من تدريب تشيلسي‪ ،‬بسبب خالفاته المستمرة‬ ‫مع إدارة النادي‪ ،‬بشأن سياسة االنتقاالت‪ ،‬باإلضافة لهزيمة‬ ‫«البلوز» الصادمة (‪ )0-3‬أمام بورنموث‪ .‬ووفقا لصحيفة‪« ‬ديلي‬ ‫ستار»‪ ‬البريطانية‪ ،‬فإن‪ ‬هناك تأييد قوي‪ ،‬داخل االتحاد اإليطالي‪،‬‬ ‫لعودة كونتي إلى تدريب المنتخب الوطني‪ ،‬بعدما قاده لربع نهائي‬ ‫يورو ‪ ،2016‬عندما ودع البطولة بضربات الترجيح‪ ،‬أمام ألمانيا‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬أشارت الصحيفة إلى أن كارلو أنشيلوتي‪ ،‬قد يتولى‬ ‫تدريب تشيلسي بشكل مؤقت‪ ،‬حتى الصيف‪ ،‬قبل أن يتعاقد النادي اللندني مع مدرب برشلونة السابق‪ ،‬لويس إنريكي‪ ،‬ابتداء من‬ ‫الموسم المقبل‪.‬‬


‫العدد ‪927‬‬ ‫الشمال الرياضي‬ ‫ادريس المرابط‪« :‬تربص إسبانيا كان مفيداً‬ ‫وأملنا في عودة الجماهير لدعم الفريق»‬ ‫أسدل اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫الستار على تربصه في إسبانيا بفوز‬ ‫على ريكرياتيفو ويلبا‪ ،‬أحد أندية القسم‬ ‫الثاني بالدوري اإلسباني‪ ،‬بهدفين دون‬ ‫رد أحرزهما أيوب الخاليقي و محـمد‬ ‫العمراوي خالل الجولة الثانية‪.‬‬ ‫ودخل الفريق معسكر إسبانيا‬ ‫منذ ‪ 22‬يناير إلى غاية ‪ 31‬منه‪ .‬خاض‬ ‫خالله ثالث مباريات ودية‪ ،‬فاز في األولى‬ ‫على فريق سان روكي دي ليبي بأربعة‬ ‫أهداف دون رد‪ ،‬أحرزها‪ ،‬ديدييه بيبي‪،‬‬ ‫المهدي النغمي‪ ،‬أمين النالي و أحمد‬ ‫الشنتوف‪ .‬وفاز على أولسان هيونداي‬ ‫الكوري الجنوبي بهدف لصفر أحرزه‬ ‫المهدي النغمي‪ ،‬في المباراة الثانية التي‬ ‫جمعتهما بمدينة بورتيماو البرتغالية‪،‬‬ ‫التي تبعد عن مقر إقامة الفريق بإسبانيا‬ ‫بحوالي ‪ 130‬كم‪.‬‬ ‫وكان اتحاد طنجة استأنف تحضيراته لمرحلة اإلياب من‬ ‫البطولة بتربص بمدينة تطوان سبق تربص إسبانيا‪ ،‬انطلق يوم‬ ‫‪ 15‬يناير و استمر لخمسة أيام‪ .‬واستفاد من المرافق الرياضية‬ ‫للمغرب التطواني في إطار العالقات الطيبة التي تجمع مكتب‬ ‫الفريقين‪ ،‬توجت بعدودة الالعب نصير الميموني إلى فريقه‬ ‫األصلي‪ ،‬المغرب التطواني على سبيل اإلعارة في إطار االنتدابات‬ ‫الشتوية‪ ،‬بعدما فشل الالعب في كسب رسميته بالفريق‬ ‫الطنجاوي‪ .‬وخاض اتحاد طنجة خالل هذا التربص حصصا‬ ‫تدريبية و مبارتين وديتين‪ ،‬األولى أمام نهضة مرتيل‪ ،‬بملعب‬ ‫المالليين بتطوان انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما‪ .‬وأحرز‬ ‫المهدي النغمي الهدف األول‪ ،‬قبل أن يعود مرتيل في النتيجة‬ ‫بإحراز هدفين‪ ،‬ثم عادل الوافد الجديد‪ ،‬الغيني بابلو غانيت‬ ‫النتيجة‪ .‬وانتصر اتحاد طنجة في المباراة الودية الثانية على‬ ‫النادي القنيطري بملعب سانية الرمل بتطوان‪ ،‬بهدفين لصفر‪،‬‬ ‫أحرزهما نعمان أعراب في الشوط األول‪ ،‬و الوافد الجديد محمد‬ ‫أمين النالي في الشوط الثاني‪.‬‬ ‫وعزز اتحاد طنجة تركيبته بثالثة العبين في إطار االنتدابات‬ ‫الشتوية وهم‪ ،‬المهاجم البرازيلي هوغو سانتوس المييدا (‪31‬‬ ‫سنة)‪ ،‬وبابلو غانيت ( ‪ 23‬سنة )‪ ،‬العب وسط الميدان يحمل جنسية‬

‫مزدوجة غينية إسبانية‪ ،‬ومحـمد أمين‬ ‫النالي(‪ 20‬سنة) يشغل مركز جناح بعقد‬ ‫يمتد لثالثة سنوات و نصف‪ ،‬قادما من‬ ‫الفريق الثاني لنادي الزيو روما اإليطالي‪.‬‬ ‫وتدرج الالعب في بداية مشواره بالفئات‬ ‫الصغرى لنادي فيتيسه آرنهم الهولندي‬ ‫قبل انتقاله للنادي اإليطالي‪.‬‬ ‫وفي سياق استعدادات الفريق‬ ‫للشطر الثاني من البطولة والتربص‬ ‫األخير بإسبانيا‪ ،‬قال ادريس المرابط‪،‬‬ ‫مدرب اتحاد طنجة» تمكنا من تحقيق‬ ‫األهداف المسطرة في التربص الذي‬ ‫مر في جو من االنضباط‪ ،‬الجدية‬ ‫واإلحساس بالمسؤولية من طرف‬ ‫الالعبين واألطقم التي رافقتنا‪ .‬اشتغلنا‬ ‫على الجانب البدني‪ ،‬التقني‪ ،‬خضنا‬ ‫مباريات مهمة‪ ،‬وقفت على إمكانيات‬ ‫جميع الالعبين‪ ،‬سيما االحتياطيين الذين قاموا بدورهم كما يجب‬ ‫وأثبتوا قدرتهم على منافسة األساسيين على كسب الرسمية‪.‬‬ ‫بالنسبة إلي كان التربص ناجحا بكل المقاييس»‪ .‬وعن طموحه‬ ‫في المرحلة المقبلة من البطولة‪ ،‬أضاف مدرب الفريق» يمكنني‬ ‫القول أن اتحاد طنجة أصبح اليوم يتوفر على فريق بإمكانه‬ ‫إثبات هويته و المنافسة على المراكز األولى في الشطر الثاني‬ ‫من البطولة‪ .‬وأنتظر االختبار األول في هذه المرحلة في المباراة‬ ‫التي تجمعنا بنهضة بركان يوم األربعاء المقبل بطنجة»‪ .‬وختم‬ ‫المرابط بتوجيه ندائه لجماهير الفريق للعودة من أجل تقديم‬ ‫دعمها المعهود» بالمناسبة أوجه نداء لجماهير الفريق من أجل‬ ‫العودة لملئ مدرجات الملعب الكبير وتقديم الدعم المعهود‬ ‫الذي ساهم في تألق الفريق في مراحل سابقة حتى نسهم جميعا‬ ‫في توهج الفريق واستعادة بريقه»‪.‬‬ ‫يذكر أن اتحاد طنجة ختم مرحلة الذهاب من البطولة في‬ ‫المركز الثاني برصيد ‪ 27‬نقطة‪ ،‬وبفارق نقطتين عن المتزعم‬ ‫الحسنية برصيد ‪ 29‬نقطة‪ .‬ويستقبل في افتتاح مباريات مرحلة‬ ‫اإلياب من البطولة االحترافية نهضة بركان بالملعب الكبير‬ ‫بطنجة غدا األربعاء بداية من الساعة الخامسة زواال‪.‬‬

‫اتحاد طنجة لكرة السلة يستعيد إسمه‬ ‫ويعزز صفوفه بالغانمي واحجيرة‬ ‫بعد صراع طويل مع الجامعة‪،‬‬ ‫استطاع اتحاد طنجة أن يحافظ‬ ‫على اسمه «االتحاد» بعدما رفضت‬ ‫الجامعة في السابق وحتمت على‬ ‫الفريق المشاركة بإسم «اتحاد‬ ‫نهضة طنجة»‪ .‬وتشبث الفريق‬ ‫بقراره مستدال بقانونية استعادة‬ ‫إسمه القديم بعدما لجأ إلى عقد‬ ‫جمع عام وفق القوانين المنظمة‬ ‫للعبة‪.‬‬ ‫ويشارك اتحاد طنجة في‬ ‫البطولة الوطنية التي تنطلق‬ ‫متأخرة بسبب صراعات أندية مع الجامعة‪ ،‬بنظام الشطرين‪،‬‬ ‫ويوجد اتحاد طنجة في شطر يضم أندية‪ ، ،‬الفتح الرياضي‪،‬‬ ‫المغرب الفاسي‪ ،‬شباب الريف الحسيمي‪ ،‬إثري الناظور و تفاحة‬ ‫ميدلت الصاعد هذا الموسم إلى الدوري الممتاز‪ .‬ورغم المشاكل‪،‬‬ ‫انطلقت تحضيرات اتحاد طنجة للمنافسات الرسمية مبكرا تحت‬ ‫قيادة مدربه نزار المصباحي بمساعدة حسن أبركاني‪.‬‬ ‫وعزز الفريق تركيبته بالعبي ارتكاز‪ ،‬رضا الغانيمي‪ ،‬أسامة‬ ‫احجيرة وهاني من النرويج‪ ،‬فيما حافظ الفريق على جل الالعبين‬ ‫من الموسم الماضي‪ .‬وخاض اتحاد طنجة مباريات ودية آخرها‬ ‫أمام المغرب الفاسي انتهت لصالح األخير بحصة ‪ 76‬مقابل ‪.71‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يواصل‬ ‫اتحاد طنجة تنفيذ برامج عمله‬ ‫القاعدي‪ ،‬بالتحضير لتنظيم‬ ‫النسخة الثانية من برنامج‬ ‫« طنجة الكبرى تتنفس كرة‬ ‫السلة « الذي يدخل في‬ ‫إطار المخطط االستراتيجي‬ ‫للجمعية بعدما حققت النسخة‬ ‫األولى من هذا البرنامج‬ ‫التربوي الرياضي ذو األهداف‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والمنسجم مع‬ ‫برامج المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية‪ ،‬نجاحا كبيرا‪ ،‬من خالل استفادة أكثر من ‪800‬‬ ‫مستفيد من الجنسين‪.‬‬ ‫ومن مميزات النسخة األولى‪ ،‬استفادة ثالثة أحياء هامشية‬ ‫من فتح مدارس كرة السلة للقرب خالل الموسم الماضي‪ ،‬شملت‬ ‫مالعب القرب التي تم تدشينها في إطار مشاريع طنجة الكبرى‪،‬‬ ‫نظير مدرسة أرض الدولة ببني مكادة‪ ،‬ومدرسة بوربعات ببئر‬ ‫الشفاء‪ ،‬ومدرسة القرب بمسنانة‪ .‬وتروم أهداف النسخة الثانية‬ ‫الفتتاح ست مدارس أخرى للقرب بعد انضمام مالعب القرب‬ ‫ألحياء‪ ،‬طنجة البالية‪ ،‬و سيدي ادريس و الحجر األصفر بالعوامة‬ ‫الشرقية للمشاركة في النسخة الجديدة‪.‬‬

‫انتخب زهيــر كرامـــي رئيسا‬ ‫لالتحاد الرياضي لطنجــة لرفــع‬ ‫االثقال‪ ،‬لوالية ثانية‪ ،‬خالل الجمع‬ ‫العام السنوي العادي واالستثنائي‬ ‫الذي عقده النـادي يوم السبــت‬ ‫الماضي بالمقر االجتماعي للنادي‪،‬‬ ‫بالمركب الرياضي الكبير لطنجة‪.‬‬ ‫و أكد بالغ للجمعية‪ ،‬أن الجمع‬ ‫حضره تسعة أعضاء من أصل إحدى‬ ‫عشر‪ .‬وكان الجمع مناسبة لمناقشة‬ ‫مسار الجمعة لألربع سنوات الماضية‪ ،‬وكذا لتوجيه انتقادات‬ ‫الذعة للسياسة التي تنهجها الجامعة الملكية المغربية لرفع‬ ‫االثقال اتجاه االتحاد الرياضي لطنجة رغم أنه الوحيد الذي يمثل‬ ‫منطقة الشمال في اللعبة‪ .‬واستنادا للبالغ ذاته‪ ،‬فإن الجمع صادق‬ ‫باإلجماع على التقرير االدبي الذي تاله احمد البوعقيلي‪ ،‬بصفته‬ ‫الكاتب العام‪ ،‬أكد من خالله أن رياضة رفع االثقال بعاصمة البوغاز‬ ‫تسير في مسارها القويم رغم بعض المعيقات‪ ،‬وأن االتحاد أكد‬ ‫وجوده ضمن بين باقي األندية المنضوية تحت لواء الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لرفع االثقال وبات يضرب له الف حساب بفضل‬

‫تضحيات وخبرة رئيسه‪ ،‬البطل‬ ‫االفريقي والعربي السابق‪ ،‬زهير‬ ‫كرامي‪ .‬كما صادق الجمع على‬ ‫التقرير المالي بعد تالوته من طرف‬ ‫أمين المال عبد اللطيف شابو‪،‬‬ ‫الذي تأسف النعدام الموارد المالية‬ ‫للنادي‪ ،‬ونوه بالمجهودات المبذولة‬ ‫من طرف أعظاء المكتب ماديا‬ ‫لتسديد بعض متطلبات الفرع‪.‬‬ ‫كما بشر أمين المال‪ ،‬أعضاء النادي‬ ‫بمباشرة مفاوضات مع مؤسسة مالية وطنية‪ ،‬وشركة دولية من‬ ‫أجل توقيع شراكة واحتضان‪ ،‬يمكن النادي من االستفادة المادية‬ ‫وحل بعض المشاكل التي يتخبط فيها‪ .‬وبعد هذا الجمع‪ ،‬أصبح‬ ‫المكتب المسير لالتحاد الرياضي لطنجة لرفع االثقال يتكون‬ ‫من زهير كرامي رئيسا‪ ،‬وكريم ابن عبد اهلل نائبا أوال للرئيس‪،‬‬ ‫واحمد السريفي الشرقاوي نائبا ثانيا للرئيس‪ ،‬و احمد البوعقيلي‬ ‫كاتبا عامل‪ ،‬و زهير برادة الغزيول نائبا للكاتب العام‪ ،‬و شابو عبد‬ ‫اللطيف أمينا للمال‪ ،‬و انيس بوكنكا‪ ،‬الطراف احمد‪،‬امال نجام‪،‬‬ ‫وسليمان البوجطي مستشارين‪ ،‬و رشيد الهرهوري منسقا تقنيا‪.‬‬

‫انتخاب كرامي رئيسا لالتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لرفع االثقال لوالية ثانية‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الليغا‬ ‫بريد‬ ‫أخبار الليغا‬ ‫برشلونة يتصدر ميركاتو الليغا‪..‬‬ ‫وريال مدريد الغائب الوحيد‬

‫كشفت تقارير صحفية حجم إنفاق أندية دوري الدرجة األولى اإلسباني على‬ ‫الصفقات الجديدة لتعزيز صفوفها خالل فترة االنتقاالت الشتوية األخيرة‪ .‬ووفقا‬ ‫لصحيفة‪ ‬آس‪ ‬أنفقت أندية الليجا مبلغ ‪ 367.5‬مليون يورو على ضم العبين جدد‪،‬‬ ‫بينما حصلت على ‪ 160.35‬مليون يورو من البيع‪ .‬وأعدت الصحيفة تقريرا عن نشاط‬ ‫الفرق اإلسبانية خالل فترة االنتقاالت الشتوية‪ ،‬التي شهدت تصدر برشلونة قائمة‬ ‫فرق الدوري األكثر إنفاقا‪ ،‬بقيمة ‪ 171.8‬مليون يورو‪ .‬وضم برشلونة البرازيلي فيليب‬ ‫كوتينيو من ليفربول مقابل ‪ 160‬مليون يورو‪ ،‬والكولومبي ياري مينا من بالميراس‬ ‫مقابل ‪ 11.8‬مليون يورو‪ .‬ولكن البارسا ربح ‪ 11‬مليون يورو فقط من بيع العبين‬ ‫خالل فترة االنتقاالت الشتوية‪.‬‬ ‫غريم برشلونة التقليدي‪ ،‬ريال مدريد‪ ،‬بطل الدوري اإلسباني في النسخة الماضية‪،‬‬ ‫لم ينفق أي يورو على تدعيم صفوفه في الميركاتو الشتوي ولم يفرط في أي العب‪.‬‬ ‫القطب الثالث في الكرة اإلسبانية‪ ،‬أتلتيكو مدريد دعم صفوفه بدييجو كوستا‬ ‫المنضم من تشيلسي اإلنجليزي مقابل ‪ 55‬مليون يورو‪ ،‬باإلضافة إلى ‪10‬ماليين‬ ‫كحوافز‪ ،‬وفيتولو من إشبيلية في صفقة قدرت قيمتها بـ‪ 37.5‬مليون يورو‪ .‬ويعد‬ ‫كوستا أغلى صفقة في تاريخ أتلتيكو مدريد بالمبلغ المذكور سلفا‪ .‬ربح أتلتيكو‬ ‫مدريد ‪ 4.5‬مليون يورو من سوق االنتقاالت الشتوية ليصبح الصافي بين إنفاقه‬ ‫ودخله ‪ -98‬مليون يورو‪ .‬بالنسبة لباقي فرق الدوري اإلسباني‪ ،‬فوصيف كأس الملك‬ ‫الموسم الماضي‪ ،‬ديبورتيفو أالفيس‪ ،‬أبرم ‪ 3‬صفقات دون دفع يورو واحد‪ ،‬ولكنه‬ ‫لم يربح من بيع العبين أيضا‪ .‬وأنفق ريال بيتيس ‪ 10‬ماليين يورو على ضم مارك‬ ‫بارترا من بوروسيا دورتموند‪ ،‬القيمة التي سيدفعها النادي األندلسي في نهاية إعارة‬ ‫العب برشلونة السابق مع الفريق بنهاية الموسم الجاري‪ .‬وكانت ‪ 500‬ألف يورو هي‬ ‫حصيلة إنفاق سيلتا فيجو على صفقاته في الشتاء‪ ،‬بعدما ضم العبا وحيدا هو روبرت‬ ‫مازان من زيلينا السلوفاكي‪ ،‬ولم يربح في الشتاء من بيع العبين‪ .‬دعم ديبورتيفو‬ ‫الكورونيا صفوفه بالحارس األوكراني ماكسيم كوفال على سبيل اإلعارة مع خيار‬ ‫الشراء اإلجباري مقابل ‪ 2‬مليون يورو‪ .‬بجانب األوكراني‪ ،‬ضم الفريق الدنماركي كرون‬ ‫ديلي من إشبيلية مجانا والمدافع إينيكو بوفيدا من أتلتيك بيلباو‪ .‬إيبار دعم صفوفه‬ ‫بفابيان أوريانا من فالنسيا وبابي ديوب من إسبانيول بصورة مجانية باإلضافة إلى‬ ‫المدافع الصربي فوكسين جوفانيتش على سبيل اإلعارة‪ .‬بينما تعاقد إسبانيول مع‬ ‫العب وحيد باستعارة كارلوس سانشيز مع وجود خيار شراء في نهاية اإلعارة‪ .‬وحصل‬ ‫الفريق الكتالوني على ‪ 1.5‬مليون يورو كأرباح في فترة االنتقاالت‪ .‬جلب خيتافي‬ ‫‪ 3‬العبين دون دفع يورو واحد‪ ،‬وخطف جيرونا موهبة «الماسيا» برشلونة أنتوني‬ ‫لوزانو بدفع ‪ 1.7‬مليون يورو مع حوافز ثابتة وصلت لـ‪ 450‬ألف يورو‪ .‬تفوق كبير من‬ ‫فريق الس بالماس في فترة االنتقاالت الشتوية المنصرمة بضم ‪ 6‬العبين بصورة‬ ‫مجانية‪ ،‬من أجل إنقاذ الموسم تحت قيادة المدرب باكو خيميز‪ ،‬ولكن النادي ربح ‪1.4‬‬ ‫مليون يورو من بيع العبيه‪ .‬وكان السعودي يحيي الشهري الصفقة الوحيدة التي‬ ‫جلبها ليجانيس في فترة االنتقاالت الشتوية المنصرمة على سبيل اإلعارة من النصر‬ ‫السعودي‪ .‬فريق ليفانتي كان من المستفيدين من فترة االنتقاالت الشتوية بضم ‪4‬‬ ‫العبين‪ ،‬منهم السعودي فهد المولد من اتحاد جدة على سبيل اإلعارة‪ ،‬مع ربح ‪1.45‬‬ ‫مليون يورو من بيع العبيه‪ .‬بينما تعاقد ماالجا مع ‪ 7‬العبين في الميركاتو الشتوي‬ ‫بتكلفة ‪ 500‬ألف يورو‪ .‬بالمقابل عوض فريق ريال سوسيداد رحيل إينيجو مارتينيز‬ ‫لصفوف أتلتيك بيلباو مقابل ‪ 32‬مليون يورو بالتعاقد المكسيكي هيكتور مورينو من‬ ‫روما مقابل ‪ 6‬ماليين يورو‪ .‬واستغل إشبيلية الميركاتو بتقوية نقاط ضعفه بضم‬ ‫البرازيلي جيليريمي ارنا مقابل ‪ 11‬مليون يورو‪ ،‬بجانب المكسيكي مايكل اليون‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى استعارة الثنائي روكي ميسا من سوانزي سيتي دون وجود خيار شراء‬ ‫إجباري وساندرو راميريز من إيفرتون‪ ،‬وربح من الميركاتو ‪ 5.5‬مليون يورو‪ .‬وأخيرا‬ ‫استعار فالنسيا األرجنتيني فيتو من أتلتيكو مدريد باإلضافة إلى شراء الفرنسي‬ ‫فرانسيس كوكلين من آرسنال مقابل ‪ 14‬مليون يورو مع ربح فريق الخفافيش ‪400‬‬ ‫ألف يورو‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬فرباير ‪2018‬‬ ‫العدد ‪927‬‬ ‫األخيرة‬ ‫جمموعة “�إميرييت�س لوجي�ستيك�س ــ‬ ‫المغرب اإلفريقي في قلب شفشاون �أديدا�س” تفتتح بطنجة املتو�سط مركزا‬ ‫للخدمات اللوج�ستية‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫الصحافة اإلفريقية تحتفل‬

‫وزيرالشغل في حكومة بوركينا فاسو‪« ،‬إيليو نزوندو» استعجل عودة المغرب لالتحاد «ألننا ـ يقول ـ بحاجة إلى المغرب من‬ ‫أجل إفريقيا موحدة‪ ،‬خاصة والمغرب أبان عن التزامه بتنمية القارة االفريقية»‪.‬‬ ‫وكتب صحافي من إثيوبيا في نفس هذا السياق أن الجوالت المكوكية لملك المغرب داخل عدد من البلدان اإلفريقية‬ ‫الوازنة‪ ،‬كتنزانيا واثيوبيا ورواندا ونيجريا‪ ،‬فضال عن دول غرب إفريقيا‪ ،‬مكنت المغرب من التأكد من الرغبة اإلفريقية في أن‬ ‫يسترجع مقعده داخل أسرته‪.‬‬ ‫الصحافة اإلفريقية سجلت مرورسنة على عودة المغرب لالتحاد اإلفريقي التي «حملت األمل إلفريقيا»‪ ،‬كما سجلت فعالية‬ ‫المشاركته المغربية في مختلف أشغال هذه المنظمة‪.‬‬ ‫وهكذا خصصت المجلة االفريقية «رجال إفريقيا» عدد شهر ينايرالماضي للذكرى األولى لعودة المغرب إلى أسرته‬ ‫االفريقية واحتالله مقعده داخل االتحاد اإلفريقي‪ ،‬لتخلص‪ ،‬عبر عدد من المقاالت والتحليالت والمقابالت إلى القول بأن‬ ‫المغرب كان‪ ،‬بالفعل‪ ،‬عضوا عامال ساهم مساهمة بناءة في مختلف أنشطة االتحاد‪.‬‬ ‫وعادت المجلة إلى الخطاب الملكي الذي ألقاه جاللة الملك في الدورة ‪ 28‬لالتحاد‪ ،‬حيث اعتبرت أن «قوة هذا الخطاب ال‬ ‫تكمن فقط في االختيار الدقيق للكلمات‪ ،‬ولكنها تكمن أيضا في الرسالة االفريقية التي يحملها ملك المغرب ‪ ،‬والتي تترجم‬ ‫رؤية ملك المغرب التي تؤكد البعد اإلفريقي للسياسة الخارجية للمغرب‪ ،‬التي تستند على التضامن اإلفريقي‪ ،‬وهلى التعاون‬ ‫جنوب ـ جنوب وتنمية إفريقيا التي كان المغرب على الدوام متشبثا بوحدتها‪.‬‬ ‫وذكرت المجلة في هذا الصدد‪ ،‬بمؤتمر الدار البيضاء الذي دعا إليه الملك الراحل محمد الخامس سنة ‪ ،1961‬والذي جمع‬ ‫أربعة من كبار القادة األفارقة خالل القرن الماضي‪ ،‬وهم كوامي نكوما‪ ،‬وموديبوكايتا‪ ،‬وسيكو توري‪ ،‬وجمال عبد الناصر‪ ،‬حيث‬ ‫تم وضع اللبنات األولى لمنظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬انطالقا من أرض المغرب‪.‬‬

‫عودة المغرب تجعل إفريقيا أكبر وأكثر قوة‬

‫مجلة إفريقية رصينة أخرى «أوم دافريك ماغازين» سجلت‪ ،‬هي األخرى‪ ،‬لتاريخ القارة اإلفريقية‪ ،‬الذكرى األولى لعودة‬ ‫المغرب إلى أسرته اإلفريقية في عدد خاص‪ ،‬تضمن العديد من المقاالت والتصريحات والتحليالت المتصلة بالمغرب وبسياسته‬ ‫اإلفريقية التي كانت محط إشادة وتنويه من طرف كبار الزعماء األفارقة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬قال الرئيس الرواندي ‪ ،‬بول كاغامي‪ ،‬الذى تولى الرئاسة الدورية لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬إنه «مع عودة‬ ‫المغرب‪ ،‬تصبح إفريقيا أكبر وأكثر قوة‪ ،‬وأن عودة المغرب تعتبر «مؤهال كبيرا يتعين على الدول اإلفريقية االستفادة منه‬ ‫لتعزيز وحدتها وتضامنها»‪.‬‬ ‫أما الرئيس الغيني والرئيس الحالي لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬ألفا كوندي‪ ،‬فقد استرجع بالمناسبة‪ ،‬الخطاب الذي ألقاه الملك‬ ‫محمد السادس خالل قمة االتحاد اإلفريقي الثامنة والعشرين بأديس أبابا ‪ ،‬ليؤكد أن جاللته تحدث «من أعماق القلب» أمام‬ ‫هذه القمة‪ ،‬وأن عودة المغرب جاءت في الوقت الذي يتوجب فيه على إفريقيا أن تتول» زمام مصيرها»‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬أكدت الرئيسة السابقة لليبيريا‪ ،‬إيلين جونسون سيرليف‪ ،‬أنه بعودة المغرب‪ ،‬فإن إفريقيا تستطيع أن تحقق‬ ‫رغبتها في أن تتكلم بصوت واحد‪.‬‬ ‫وتقاسم العديد من المسؤولين األفارقة عبر تصريحات للمجلة‪ ،‬نفس مشاعر التقدير للمغرب ‪ ،‬الذي أجمع كافة المتدخلين‬ ‫على أنه يضطلع بدور كبير داخل هيئات المنظمة كما أنه يعمل بجد وإخالص على تنمية القارة اإلفريقية وفق رؤية جاللته التي‬ ‫تستند إلى مبادئ التضامن والتعاون بين دول الجنوب‪.‬‬

‫وفي شفشاون‪ ،‬احتفال إفريقي ب «عام العودة ‪»1‬‬

‫المنظمة الدولية لالعالم االفريقي اختارت مدينة شفشاون‪ ،‬المغربية التاريخية األنيقة‪ ،‬لتنظيم‪ ،‬وعلى مدى يومين‪ ،‬احتفاال‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬وضعته تحت شعار «نفس جديد لقارة بأكملها»‪ .‬دعت إليه شخصيات بارزة على الصعيد اإلفريقي‪ ،‬من بينها رئيس‬ ‫جمهورية القمر السابق عبد اهلل محمد سامبي‪ ،‬ووزير الدولة المستشار الخاص للرئيس ألفا كوندي والمستشار الخاص‬ ‫لرئيس جمهورية السينغال‪.‬‬ ‫رئيسة المنظمة الدولية لإلعالم اإلفريقي‪ ،‬كوثر فال‪ ،‬ذكرت‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬بالخطاب الملكي التاريخي امام القمة الثامنة‬ ‫والعشرين لالتحاد اإلفريقي بأديس أبابا‪ ،‬غداة العودة الرسمية للمغرب إلى هيئات االتحاد اإلفريقي‪،‬معتبرة أن إجماعا حصل‬ ‫بكون الخطاب الملكي كان ذا حمولة عاطفية كبيرة وأعطى بعد استراتيجيا لهذا الحدث البارز الهام الذي يشكل «دفعة‬ ‫جديدة لقارة بأكملها‪ ،‬لكي تربح إفريقيا معركتها مع التنمية الشاملة»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أبرز رئيس المجلس اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬عبد الرحيم بوعزة‪ ،‬أن عودة المغرب إلى االتحاد اإلفريقي لم تكن‬ ‫صدفة‪ ،‬بل ثمرة تخطيط انطلق من رؤية سامية لجاللة الملك فيما يخص الدور الذي يمكن أن يضطلع به المغرب في خدمة‬ ‫التنمية الشاملة بإفريقيا‪.‬‬ ‫أحمد عبد اهلل محمد سامبي‪ ،‬الرئيس السابق لجمهورية جزر القمر‪ ،‬قال إن البلدان اإلفريقية «في حاجة ماسة إلى التجربة‬ ‫المغربية»‪ ،‬وأضاف أنه كان دائما من أوائل المدافعين عن عودة المغرب إلى االتحاد اإلفريقي‪ ،‬و«أنا شخصيا أعلم أن البلدان‬ ‫اإلفريقية في حاجة حقيقية إلى التجربة المغربية‪ ،‬كما أن المغرب يحتاج إلى الدول اإلفريقية»‪ .‬يقول‪.‬‬ ‫في رسالة موجهة إلى قادة الدول االفريقية‪ ،‬دعا سامبي إلى إيالء أهمية خاصة بقضايا االقتصاد والثقافة والتربية‪ ،‬باعتبار‬ ‫«الجيل الجديد لديه تفكير مختلف‪ ،‬وإفريقيا مرت بمراحل صعبة‪ ،‬بما فيها جزر القمر‪ ،‬إذ شهدت انقالبات واغتياالت‪ ،‬ما يدل‬ ‫على أن قوة خارجية كانت تتدخل لتحدث هذه الفتن‪ ،‬وكانت تعلم ماذا تريد»‪ ،‬وفق تعبيره‪.‬‬ ‫وورد في العديد من التدخالت اإلفريقية أن إفريقيا منفتحة على المغرب بلدا ثانيا لمواطنيها‪ ،‬وأن افريقيا تثمن المبادرات‬ ‫المغربية في التنمية اإلفريقية وفي مجال الهجرة حيث إن المغرب قطع أشواطا في هذا المجال‪ ،‬وال زال يدفع إلى تغيير نظرة‬ ‫العالم إلى المهاجر اإلفريقي ويطالب بحلول انسانية تراعي كرامته وانسيته‪ .‬ومعلوم أن لقاء شفشاون تطرق إلى عدد من‬ ‫الملفات التي تتعلق بالتنمية اإلفريقية ودور المغرب في تحريكها وضبطها وتنشيطها كما استمع المشاركون إلى «قصص‬ ‫نجاح» إفريقية بالمغرب ومغربية بإفريقيا‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫افتتحت مجموعة “إيميريتس لوجيستيكس –‬ ‫أديداس”‪ ،‬يوم الجمعة الماضي بالمنطقة اللوجستية‬ ‫طنجة المتوسط‪ ،‬مركزا لوجستيا سيحمل إسم‬ ‫“اإلمارات لخدمات التموين”‪ ،‬باستثمار يصل إلى ‪100‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫وسيمتد مركز “إيميريتس لوجستيك”‪ ،‬الذي يعد‬ ‫فرعا للمجموعة اإلماراتية العالمية “شرف” الناشطة‬ ‫بأكثر من ‪ 40‬بلدا في قطاعات اللوجستيك والتموين‬ ‫والشحن‪ ،‬على مساحة تفوق ‪ 13‬ألف متر مربع‪ ،‬كما‬ ‫ينتظر أن يوفر ‪ 370‬منصب شغل مباشر وغير مباشر‪.‬‬ ‫وستخصص ‪ 60‬في المائة من قدرة المركز‬ ‫لخدمة منتجات الشركة العالمية المتخصصة في‬ ‫صناعة المالبس الرياضية “أديداس”‪ ،‬حيث ينتظر‬ ‫أن يستقبل العام الحالي ‪ 5‬ماليين قطعة‪ ،‬من ‪ 30‬ألف‬ ‫منتوج مختلف‪ ،‬قادمة من ‪ 20‬بلدا‪.‬‬ ‫وفي كلمة خالل حفل اإلفتتــاح‪ ،‬اعتبر وزير‬ ‫التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪ ،‬عبد القادر اعمارة‪،‬‬ ‫أن افتتاح هذا المركز يكرس ثقة الفاعلين الدوليين‬ ‫في منظومة طنجة المتوسط بخدماتها المينائية‬ ‫واللوجستية‪ ،‬مبرزا أن العمل الدؤوب لكافة فريق هذا‬ ‫المركب مكنه من الولوج إلى قائمة أفضل ‪ 50‬ميناء‬ ‫بالعالم‪ ،‬ويتوقع أن يصير من بين أفضل ‪ 20‬ميناء في‬ ‫غضون ‪ 5‬سنوات‪.‬‬ ‫واعتبــــر أن مركــــز “اإلمـــارات لخدمــات‬ ‫التموين”‪ ،‬الذي سيخدم أساسا صادرات الشركة‬ ‫العالمية “أديداس”‪ ،‬ينضاف إلى المنظومة اللوجستية‬ ‫لمركب طنجة المتوسط‪ ،‬الذي استطاع جلب عدد من‬ ‫الشركات الدولية‪.‬‬ ‫وذكر بأن الحكومة المغربية‪ ،‬بتوجيهات من‬ ‫جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬عملـــت على بلورة‬ ‫استراتيجيات لتطويــر مختلــف القطاعــات‪ ،‬ومن‬ ‫ضمنها الموانئ واللوجستيك‪ ،‬مبرزا أن مركب طنجة‬ ‫المتوسط كان من أعمدة تنزيل هذه االستراتيجيات‬ ‫التنموية على أرض الواقع‪.‬‬

‫وقال إن مركب طنجة المتوسط‪ ،‬المتصل‬ ‫بشبكة من الطرق السيارة والسكك الحديدية‬ ‫والقطار فائق السرعة والمطارات والمناطق الصناعية‬ ‫واللوجستية‪ ،‬يعتبر “منظومة متكاملة‪ ،‬تضع المغرب‬ ‫في مصاف الدول‪ ،‬التي لها موطئ قدم على مستوى‬ ‫اإلقتصاد الدولي”‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد المدير التنفيذي لمجموعة‬ ‫“شرف”‪ ،‬صالح إبراهيم شـــرف‪ ،‬أن اختيار طنجة‬ ‫الفتتاح مركز لوجستي إقليمي جاء بناء على موقعها‬ ‫االستراتيجي المتميز بملتقى البحــــر المتوسط‬ ‫والمحيط األطلسي‪ ،‬ولكونها من بين أهم المراكز‬ ‫الصناعية بشمال إفريقيا‪ ،‬مشيدا بالتقدم الذي حققه‬ ‫المغرب تحت القيادة الحكيمة لجاللة الملك محمد‬ ‫السادس‪.‬‬ ‫وأوضح أن المركز سيحمــل اسم “اإلمــارات‬ ‫لخدمات التوريد”‪ ،‬وستضع فيه المجموعة خبرات‬ ‫شركاتها في مجال الشحن الجوي والبحري والنقل‬ ‫البري‪ ،‬وكل ما يتعلق بمجال اللوجستيك‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬ذكر رئيس مجلس الرقابة للوكالة‬ ‫الخاصة طنجة المتوسط‪ ،‬فؤاد البريني‪ ،‬بالنتائج التي‬ ‫حققها مركب طنجة المتوسط خالل العام الماضي‪،‬‬ ‫خاصة معالجة ‪ 51‬مليون طن من البضائع‪ ،‬ومناولة‬ ‫‪ 3,3‬ماليين حاوية‪ ،‬وتصدير بضائع بقيمة تفوق ‪88‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬مبرزا أن صادرات المناطق الحرة التابعة‬ ‫لطنجة المتوسط بلغت بدورها ‪ 72‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأشار إلى إن النتائج الباهرة المحققة في‬ ‫وقت وجيز‪ ،‬والتي جعلت من طنجة المتوسط رافعة‬ ‫للنمو بالمغرب‪ ،‬دليل على الرؤية الملكية المتبصرة‬ ‫والسديدة‪ ،‬في تمكين المغرب من التوفر على منصة‬ ‫مينائية ولوجستية بمضيق جبل طارق‪.‬‬ ‫يذكر أن المنطقة الحرة اللوجستية “ميد هوب”‪،‬‬ ‫التي تمتد على مساحة ‪ 40‬هكتارا قابلة للتوسعة‬ ‫لتصل إلى ‪ 50‬هكتارا‪ ،‬استقبلت لحد الساعة ‪ 50‬مركزا‬ ‫ومكتبا تابعا لشركات دولية من قبيل “ديكاطلون”‬ ‫و”بوش” و”هواوي” و“‪3‬إم”‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫مهرجان الطقطوقة اجلبلية ب�سوق «القلة»‬ ‫يف ن�سخته الثالثة‬

‫بمناسبة ذكــرى تقديــم وثيقــة االستقالل‪،‬‬ ‫نظمت جمعية تنمية والتراث الثقافي الجبلي األصيل‬ ‫بجماعــة سوق القلـة‪ ،‬بشراكـــة مع المجلس‬ ‫الجماعي لهـذه األخيــرة مهرجانها الثالث للطقطوقة‬ ‫الجبلية‪ ،‬وذلك يوم السبــت ‪ 27‬يناير بدار الطالبة‪.‬‬ ‫المهرجان حضره وفــد‪ .‬رسمي‪ ،‬ضمنـــه محمد‬ ‫السيمو‪ ،‬النائب البرلماني ورئيـس بلدية القصـر‬ ‫الكبير‪ ،‬وعبد الحكيم األحمدي‪ ،‬رئيس جماعة القلة‪،‬‬ ‫فضال عن عبد الرحمــان‪ ،‬رئيس االتحاد الوطنـي‬ ‫المستقـل لقطـاع السيـاحـة‪ ،‬والسلطــة المحليــة‬

‫ممثلة في شخص قائد قيادة سوق القلة وأعوانه‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى وثلة من أعيان المنطقة‪ ،‬حيــث تابـع‬ ‫الجميع أطوار حفل التظاهرة الذي شاركت فيه‬ ‫مجموعة األخماس للطقطوقــة الجبلية وإبداعات‬ ‫فرقة الغياطة آل سريف‪ ،‬وفرقة بوجلود الفولكلورية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مجموعــة الكرافطــة‪ ،‬وفرقــة البواردية‬ ‫لجمعية الفنــون الشعبيــة والتراث الفولكلوري التي‬ ‫قدمت من باب تازة‪.‬‬

‫عبد الرحمان السنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.