Achamal n° 929 le 20 fevrier 2018 pdf

Page 1

‫اإلشعاع الديني‬ ‫المسابقة األولى‬ ‫شهر فبراير ‪2018‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 929‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 00‬جمادى الثانية ‪� 20 / 1439‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫املو�ضوع ‪ :‬القر�آن الكرمي احلزب ‪� 60‬سورة الأعلى‬

‫كل من حصل على ‪ 25‬نقطة ستصله الهدية مجانًا‬ ‫(انظر قسيمة المسابقة على الصفحة ‪)8‬‬

‫‪ 29‬سنة مرت على قيام اتحاد المغرب العربي بمراكش‬ ‫حلم شعوب المغرب الكبير تعرض لخيانة الجزائر‬ ‫بوتفليقة «يهنئ» قادة االتحاد على تخريبه لالتحاد‬

‫فكرة المغرب العربي تبلورت هنا‪ ،‬في طنجة المدينة التي كانت قاعدة النضال السياسي والدبلوماسي من أجل تحرير شعوب المغارب‪ ،‬وتحقيق‬ ‫حلم الدولة المغاربية الذي ترسخ في وجدان شعوب المنطقة التي تشكل في الواقع شعبا واحدا من طنجة إلى حدود أرض الكنانة‪.‬‬ ‫ففي مدينة طنجة‪ ،‬وبقصر مرشان التاريخي‪ ،‬التأم شمل حركات التحرير المغاربية‪ ،‬حزب االستقالل والحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير‬ ‫الوطني الجزائرية ‪ ،‬حيث تأكد توجه المنطقة إلى االتحاد استجابة لمطامع شعوبها ووفاء للروابط «األسرية» والوطنية واللغوية والدينية التي‬ ‫تجمع المغاربيين وللتضحيات المشتركة من أجل الحرية واالستقالل‪.‬‬ ‫الفكرة انتقلت في ما بعد إلى قيادات البلدان المغاربية‪ ،‬حيث تم التمهيد لها عبر اجتماعات أقيمت بالبلدان المعنية صدرت عنها بيانات‬ ‫كلها تسير في اتجاه تحقيق الحلم المغاربي بتحقيق االتحاد المغارــبي لينتهي القادة المغاربيين الخمسة‪ ،‬خالل قمة مراكش التاريخية إلى‬ ‫اإلعالن عن تأسيس اتحاد المغرب العربي في ‪ 17‬فبراير سنة ‪ .1989‬لتنشط حركة اللقاءات المغاربية على مستــوى القادة‪ ،‬في الجزائر وتونس‬ ‫ونواقشوط‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫العدد ‪929‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫اللجنة المشتركة المغربية اإلسبانية في مواجهة قرار‬ ‫محكمة العدل األوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري‪ ‬‬ ‫امل�شاركون يو�صون‪ ‬بتو�سيع اللجنة لت�شمل باقي دول �أوروبا‪ ‬‬

‫قام وفد صحفي يمثـــل منابر اعالمية وطنية ودولية‬ ‫بزيارة تفقدية اول امس الخميس بمدينة الداخلة‪ ،‬لعدد‬ ‫من المرافق والمنشآت الصناعية‪ ،‬موازاة مع اللقاء الدوري‬ ‫للجنة المغربية اإلسبانية المشتركة في الصيد البحري في‬ ‫اطار الترافع والدفاع عن المصالح المشتركة التي تضمنها‬ ‫اتفاقية الصيد البحري بين المغرب واالتحاد األوروبي والتي‬ ‫ستنتهي خالل يونيو ‪ .2018‬حيث عرف اللقــاء الموسع‬ ‫الذي ضم أعضاء اللجنة مناقشـات في تطورات الملــف‬ ‫لدى المحكمة األوروبية ومستقبل التعاون بين الطرفين‬ ‫إلنجاح مشروع تجديد االتفاقية ومواجهة التحديات خالل‬ ‫المفاوضات‪ .‬‬ ‫في ذات السياق تم عقد اجتمـــاع موســع بالمركز‬ ‫الجهوي لإلستثمار تم خالله تقديم شروحات وافية وشاملة‬ ‫بخصوص فرص اإلستثمار بالمنطقة‪ ،‬إلى جانب بسط‬ ‫معطيات رقمية تبرز حجم اإلستثمارات التي رصدت لتطوير‬ ‫أقاليم الجهة تنميتها على مختلف المستويات‪ ،‬وذلك‬ ‫بحضور وازن للصحافة الدولية والوطنية والجهوية‪ .‬‬ ‫رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة‪ ،‬يوسف‬ ‫بنجلون‪ ،‬اكد من خالل تصريح له ان هذا اللقاء جاء في‬ ‫اطار اجتماع عادي للجنة اإلسبانية المغربية التي ستتحول‬ ‫إلى لجنة أوروبية مغربية‪ ،‬منفتحة على أطراف أخرى داخل‬ ‫السوق األوروبية المشتركة بحضور األصدقاء من بولونيا‬ ‫هولندا ولتوانيا‪ .‬وأضاف أن هذا اللقاء الذي كان متعاقد عليه‬ ‫من قبل ليكون في مدينة الداخلة وجاء موازيا مع اقتراب‬ ‫انتهاء اتفاقية الصيد البحري وبعد تصريحات المدعي‬ ‫العام لالتحاد األوروبي‪ ،‬جاء هذا اللقاء آلعطاء اشارة للقرار‬ ‫السياسي في السـوق األوروبيـة المشتركة ‪ ‬والعزم‪ ‬على‬ ‫التعبئة للتدخـل لدى السلطات المعنيــة بالبلدين ولدى‬ ‫االتحاد األوروبي بهــدف الدفــاع عن المصالح المشتركة‬ ‫لمهنيي الصيد البحري وتربيــة األحيــاء المائيــة ودعم‬ ‫االستثمارات الثنائية‪.‬‬ ‫محمد لمين حرمة اهلل» رئيس فرع اتحاد مقاوالت‬ ‫المغرب بالجهات الجنوبية الثالث ‪ ‬اكد من خالل مداخلته‬ ‫على أن القرار سياسي في عمقه على الرغم من محاوالت‬ ‫ترويجه بلبوس إقتصادي‪ ،‬مشيرا الى أن الدولة ضخت‬ ‫إستثمارات ضخمة بالمنطقة‪ ،‬بشكل جلي على واقعهـــا‬ ‫التنموي وعلى كافة األصعدة في ظل البنية التحتية النوعية‬ ‫التي باتت تزخر بها جهة الداخلة واد الذهب‪ ،‬وكذا قطاع‬ ‫الخدمات والسياحة والطاقات المتجددة والمندرجة ضمن‬ ‫المشروع الملكي التنموي لألقاليم الجنوبية‪ ،‬والذي بلغ‬ ‫مراحل إنجاز متقدمة‪. ‬‬ ‫كما أضاف ان‪ ‬هذا القرار اإلرتجالي والغير موفق قد‬ ‫يصيب المقاوالت والمستثمرين الخواص في مقتل في حالة‬ ‫تمريره‪ ،‬وسيتسبب في بوار إقتصادي وتشريد اآلف العمل‬ ‫بوحدات تصبير السمك‪ ،‬وهو ما سيشرع الباب للهجرة‬ ‫الشرعية وذلك بالنظر إلحتواء وتشغيل هذه الوحدات‬ ‫الصناعية لعديد المهاجرين األفارقة القادمين من دول‬ ‫الساحل والصحراء‪.‬‬ ‫و دافــع مسؤولون مغاربة في قطـــاع الصيد البحري‪،‬‬ ‫بجهة الداخلة وادي الذهب عن أهمية االستثمارات‬ ‫المغربية في مجال الصناعة السمكية‪ ‬وأكد مهنيو وأرباب‬ ‫مصانع إنتاج السمك المعد للتصدير في البلدين‪ ،‬أن‬ ‫سواحل المنطقة غنية بالثروة السمكية‪ ،‬وأن االستثمارات‬ ‫في مجال الصيد البحري يعود بالنفع على ساكنة‪ ‬الصحراء‪،‬‬ ‫من خالل استقطاب اليد العاملة‪ ،‬وكذا يساهم في إنعاش‬ ‫االقتصاد اإلسباني الذي يصدر معــدات الصيــد إلى‬ ‫الشركات المغربية‪.‬‬ ‫و حسب المعنيين من الجانب المغربي ‪ ‬فان‬ ‫االستنتاجات ‪ ‬التي خرج بها المدعي العام لعرقلة تجديد‬ ‫االتفاقية تبقى رأيا فرديا خاصا بصاحبه‪ .‬فهي ال تمثل‬ ‫موقف قضاة المحكمة‪ ،‬وال تنطق بالحكم النهائي الذي‬ ‫لن يصدر إال عند نهاية المسطرة‪ .‬ومن حسن الحظ‪،‬‬

‫يمكن للمرء أن يعتقد‪ ،‬أنه بالنسبة لرأي قانوني‪ ،‬فإن هذه‬ ‫االستنتاجات‪ ،‬على الرغم من حجج مفرطة في الدقة بديهية‬ ‫وقابلة للنقاش من الناحية القانونية‪ ،‬فإنها تشير إلى جهل‬ ‫عميق بالوقائع وبتاريخ المغرب‪ ،‬وتاريخ النزاع اإلقليمي حول‬ ‫الصحراء المغربية‪ ،‬ومواقف األمم المتحدة والقانون الدولي‬ ‫الذي يمكن تطبيقه في هذه الحالة‪.‬‬ ‫وحسب مالحظ مطلــع فإن األمر «ليس بالحدث‬ ‫القانوني»‪ .‬إن االستنتاجات‪ ،‬إذا ما تحملنا عناء تجريدها‬ ‫من حمولتها السياسية القوية التي تصور المفهوم نفسه‪،‬‬ ‫فإنها تتقلص تدريجيا إلى أن ينمحي أثرها‪ .‬وهذا هو‬ ‫مبعث القلق‪ ،‬أن يكون لعضو في محكمة العدل األوروبية‬ ‫آراء سياسية فاصلة‪ ،‬ذات طابع شخصي‪ .‬فهل يمكن لنا أن‬ ‫نكون حكما وطرفا في آن واحد ؟ إنه سؤال يستحق الطرح‪ .‬‬ ‫ولتجاوز هذا المشكل‪ ،‬فإن هذا االنشغال يجب تقاسمه‬ ‫في قلب المؤسسات األوروبية‪ ،‬التي دافعت‪ ،‬وال زالت‪ ،‬أمام‬ ‫المحكمة‪ ،‬على شرعية االتفاقيات مع المغرب‪ ،‬والذين يؤكد‬ ‫ممثلوها السامون بلغة شديدة الوضوح نجاعة وفائدة‬ ‫هذه االتفاقيات والتي تطالب الدول األعضاء‪ ،‬وعلى نحو‬ ‫متناقض‪ ،‬بتجديدها وتعزيزها‪.‬‬ ‫فهــل ستكـون استنتاجــات المدعي العــام خاطئـــة‪،‬‬ ‫ومصيرها االنصهار في مناخ الوئام الذي يعمل المغرب‬ ‫واالتحاد األوروبي على كتابته معا ؟ أو أنها في الواقع فكرة‬ ‫غامضة تطفو على السطح ؟ ففي جميع األحوال‪ ،‬فإنها‬ ‫تدل على وجود فوضى من المتدخلين واألصوات داخل‬ ‫االتحاد األوروبي‪ ،‬وهو األمر الذي يخلق كثيرا من االرتباك‬ ‫الذي يضعف انسجام مواقف أوروبا ويقوض أسس الشراكة‬ ‫القوية والموثوقة التي يطمح إليها االتحاد األوروبي‬ ‫والمغرب‪ .‬‬ ‫‪ ‬فبأي منطق قانوني‪ ،‬إن وجد‪ ،‬يمكننا إعادة وصف نزاع‬ ‫سياسي إقليمي‪ ،‬بمصطلحات لم ترى األمم المتحدة‪ ،‬التي‬ ‫لها هذه الصالحية‪ ،‬أبدا الجدوى من استخدامها ؟ بأي‬ ‫منطق‪ ،‬إن وجد‪ ،‬يمكننا أن نستخلص أن دولة لن يكون‬ ‫لها أية حقوق على جزء من ترابها‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫اختصاصها معترف به من قبل الجميع‪ ،‬بدءا باألمم المتحدة‬ ‫واالتحاد األوروبي ؟ مع من تتعاون أوروبا عندما يتعلق‬ ‫األمر بكبح التهديد اإلرهابي؟ مع من تعمل أوروبا من أجل‬ ‫مواجهة الهجرة غير الشرعية ؟ على من تعتمد أوروبا عندما‬ ‫يتعلق األمر بالحفاظ على السالم واالستقرار ؟ لمن تتوجه‬ ‫أوروبا إذا لم يكن المغرب‪.‬‬ ‫وبقدر ما يجب عليهما التزام الهدوء‪ ،‬على المغرب‬ ‫واالتحاد األوروبي أن يظال حذريـــن ومعبأيـن‪ ،‬أمام‬ ‫المحاوالت المتكررة‪ ،‬مهما كانت طبيعتها أو مصدرها‪،‬‬ ‫والتي تهدف إلى تقويض أسس عالقاتهما والمس‬ ‫بموثوقية شراكتهما‪ .‬هذه الشراكة أبانت عن قوتها‪،‬‬ ‫وغناها ومرونتها‪ .‬فطابعها االستراتيجي لم يعد في حاجة‬ ‫إلى إثبات‪ ،‬ولطالما حظي باإلشادة‪ ،‬وتم تثمينه والدفاع عنه‬ ‫من قبل المؤسسات والدول األعضاء في االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫إن اتفاقية الصيد البحري ليست إال نموذجا من بين نماذج‬ ‫أخرى لهذه الشراكة المتنوعة‪ .‬ونشير بالمناسبة هنا إلى أن‬ ‫المغرب لم يطلب يوما هذا االتفاق‪ ،‬بل إن المبادرة جاءت‬ ‫من االتحاد األوروبي والذي شدد على ضرورة تجديده‪.‬‬ ‫إن االتحاد األوروبي مدعو اليوم إلى الوقوف ضد بعض‬ ‫األصوات التي تحاول المس باألمن القانوني التفاقياته مع‬ ‫شركائه االستراتيجيين‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمغرب‪ ،‬الذي ال يعد طرفا في هذه القضية‬ ‫والذي ال يعتبر نفسه معنيا باستنتاجات المدعي العام‬ ‫لمحكمة العدل األوروبية‪ ،‬فهو واثق من حقوقـــه‪ ،‬مطمئن‬ ‫بمشروعيته وقوي بوحدته الوطنية حول قضيته المقدسة‪.‬‬ ‫و في متم اللقاء خرجــت اللجنــة المشتركة بتوصيات‬ ‫نعــود إليهـــا بالتفاصيل في عدد األسبوع القادم‪ .‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫‪2‬‬

‫مدرسة التعليم العتيق‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬أمَّ الرجال المكان‪ ،‬أيْ قصدناه‪ ،‬فنزلنا على ماء بمدشر طالع الشريف‪ ،‬في‬ ‫أرض صعبة على هضبة تأوي ضريح سيدي إدريس بنعيسى (من نسل سيدي الهادي‬ ‫بنعيسى)‪ .‬جبل ُّ‬ ‫يُطل على شاطئ «سيدي قانقوز» بالبحر األبيض المتوسط‪ ،‬على‬ ‫مقربة من مدْشر ْفدَّان السعيدي وخندَق الزراراع‪ ،‬على الطريق اإلقليمية رقم ‪16‬‬ ‫والطريق الرئيسية رقم ‪ ،4611‬بين حاضرة طنجة والميناء المتوسطي في اتجاه قصر‬ ‫المجاز ‪.‬‬ ‫أداة تعريف بالجامع‪-‬المدرسة للتعليم العتيق‪ ،‬تقام فيه الصلوات الخمس‬ ‫وخطبتيْ الجمعة‪ .‬وقد تأسس بتاريخ إحدى عشر وتسعمائة وألف للميالد‪ .‬وقد‬ ‫استحوذتْ عليه عوامل الطبيعة القاسية لموقعه في األرياف‪،‬وهو أيضاً فضاء‬ ‫لمدرسة التعليم العتيق‪ .‬ثمَّ اهتدتْ جمعية الثقافة اإلسالمية بتطوان إلى‬ ‫إصالح ما أفسده الدَّهر‪ .‬فأقدمتْ بأيادي مبسوطة بعمل نبيل‪ ،‬على إصالحات‬ ‫هامة بترميم المسجد بالكامل وتأثيثه بما يلزم من زرابي وإنارة واحتوائه أيضاً‬ ‫بأجهزة المياه الساخنة وتعميمها على جميع مرافق المدرسة‪ .‬تمَّ إصالح مجموع‬ ‫غرَف السكن بالمدرسة‪ ،‬منها ‪100‬غرفة من فئة سكنى لطالب واحد‪36 .‬غرفة‬ ‫من فئة طالبين اثنين‪ .‬فيكون مجموع الغرَف ‪136‬غرفة مقسمة على ‪6‬أجنحة‪.‬‬ ‫وفي كل جناح مرحاض ومطبخٌ خاص بالطلبة المقيمين فيه‪ .‬هذا باإلضافة إلى‬ ‫المطبخ الرئيسي المجهز بجميع مرافقه‪ .‬وكذلك الحمامات والمراحيض الخاصة‬ ‫بالمؤسسة‪ .‬أما األقسام فعددها ‪5‬أقسام بجميع مستلزماتها‪ .‬ثمَّ قاعة للطعام‬ ‫وقاعة لالجتماعات‪ .‬ناهيك عن المكتبة ُ‬ ‫وكتاب قرآنيٌ وأشياء أخرى ‪ ..‬كدليل إلى‬ ‫ِّ‬ ‫كل غاية إليجاد السبيل إلى العلوم الشرعية على المذهب المالكي‪ ،‬وليس تباين‬ ‫المذاهب‪ .‬مناخ الجبل باردٌ شتاءاً وحارٌ صيفاً‪ .‬وذي بيئة معتدلة‪ .‬الجامع هو‬ ‫مدرسة للتعليم العتيق على غرار المدرسة البوعنانية ومشتل للقرويين‪ ،‬وقد تخرج‬ ‫منه بعض علماء الفقه والحديث‪ .‬المسجد يؤمُّ طلبة حفظة القرآن الكريم‪ ،‬الذين‬ ‫يلجونه من ِّ‬ ‫كل حدب وصوب‪ .‬من بينهم ‪72‬طفل «محاضرا» بالمسيدْ لحفظ كتاب‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬ومتابعة جزء من برنامج التعليم االبتدائي العتيق‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪2014‬‬ ‫ميالدية‪ .‬وكبارُ السنّ شبابٌ يهاجرون إلى أعالي الجبال من أجل ْ‬ ‫أن يتفقهوا في‬ ‫الدِّين‪ ،‬وذلك من اختياراتهم وتوجهاتهم للتعليم العتيق‪ .‬يُحشدون كل طاقاتهم‪،‬‬ ‫ويثقون في مقدورات العالم الفقيه سيدي محمد اللنجري وهو من أهل اهلل‪ ،‬سعيا‬ ‫وراء العلم‪ .‬مدَّة الدراسة تتراوح بين ثمان إلى عشرة أعوام‪ .‬أُ ْفسحَ لي المجال‬ ‫لالطالع وبلورة المنهج الدراسي‪ .‬هناك فئتان من التالميذ‪ .‬جماعة تتلقى دروساً‬ ‫في المواد المبرمجة بأقسام البكالوريا‪ ،‬ألخذ حصص في الرياضيات وبعض المواد‬ ‫َ‬ ‫يسعوْن‬ ‫العلمية التي تدرَّسُ في أقسام الشعبة األدبية بالمعاهد الدينية‪ .‬وهم‬ ‫خوْض امتحان البكالوريا واإللتحاق بكلية أصول الدين‪ .‬وفئة أخرى تتخصص في‬ ‫مجال العلوم الشرعية‪ ،‬والتوثيق واألحوال الشخصية من أجل ولوج المؤسسات‬ ‫الدينية‪ .‬للوعظ واإلرشاد والعمل باألوقاف والشؤون اإلسالمية والمجالس العلمية‬ ‫المحلية‪ .‬ومختلف مناحي الحياة‪ .‬إذ ال يتوفر المغرب على هذا النمودج من المدارس‬ ‫العتيقة إال في بعض البوادي النائية في الشمال كاغمارة وفي سوس العالمة‪.‬‬ ‫ولوالها النقرضتْ مدارس التعليم العتيق‪ .‬انشغلتُ لالطالع على المنهج الدراسي‬ ‫لحواليْ مائة إلى مائة وستين طالبا حجُّوا إلى المدرسة من حفظة القرآن الكريم‬ ‫لطلب العلوم الشرعية‪ .‬من بين المواد الدراسية ‪ :‬النحو لسيبوَيْه‪ ،‬واألجرُمية‬ ‫البن عاشر‪ .‬الورقات والمنطق والنخبة ثمَّ مفتاح الوصول إلى علم األصول‪ .‬الشيخ‬ ‫خليل والفرائض العصمية‪ ،‬وموَطأ بن مالك‪ .‬الحديث والتفسير ثمَّ جمع الجوامع‬ ‫وسنن أبي داود‪ .‬صحيح مسلم وصحيح البخاري‪ .‬ومن المطالعة ‪،‬عُمدة األحكام‬ ‫البن دقيق العيد(اإلمام النووي)‪ .‬والتمهيد لعبد البرّ والرسالة العَضُية‪ .‬المُرشد‬ ‫ورسالة أبي زيد القيرواني‪ .‬بعض المواد يتمُّ قراءتها ومراجعتها مع بعض النجباء‬ ‫من الطلبة أنفسهم‪ .‬وآخر ما يتمُّ به التكوين العلمي هي ألفية بن مالك‪ .‬لغة‬ ‫الضاد هي جز ٌء من حقيقة اإلسالم تحيا في كتاب اهلل َّ‬ ‫جل وعال‪ .‬معانيها تتولد من‬ ‫الدارسين للعلم‪ ،‬ويضعون لها ما يناسبها من المصطلحات العلمية لسالمة األسلوب‬ ‫في اللغة‪ .‬حتى ال تفسد القواعد وتصحح األخطاء في لغة البيان‪ .‬اآلثار العقلي‬ ‫يربط الفكر باللغة والعملي في خلق القدرة على الشهية لتلقي العلم والمعرفة‪.‬‬ ‫فتُعنى المدرسة بالفهم أكثر منها من الحفظ‪ .‬ساعات الدراسة من التاسعة صباحاً‬ ‫إلى الواحدة – وظهراً‪ ،‬من الساعة الثالثة بعد الزوال إلى الخامسة مساءاً‪ .‬عطلة‬ ‫األسبوع‪ ،‬يوميْ الخميس والجمعة‪ ،‬وأيام األعياد الدينية والوطنية‪ .‬من بين الطلبة‬ ‫الذين تخرجوا من المدرسة ‪ :‬الشيخ أحمد البقالي‪ ،‬مدرس بمدينة تطوان‪ .‬الشيخ‬ ‫أحمد التوزاني عضو المجلس العلمي المحلي بفحص آنجرة‪ .‬ذ‪ .‬محمد محمد اللنجري‬ ‫مدير المؤسسة‪ .‬ذ‪ .‬مصطفى البقالي مدير اإلصالحية بطنجة‪ .‬ذ‪.‬أحمد التشيوا‪ .‬ذ‪.‬‬ ‫عبد الحميد العفاقي يعمل كأستاذا بإسطنبول (تركيا)‪ .‬ذ‪ .‬محمد الخطابي المندوب‬ ‫اإلقليمي لألوقاف والشؤون اإلسالمية بفحص أنجرة‪ ( ..‬المصدر‪ :‬مدير المدرسة)‪.‬‬ ‫ومنهم وُعَّاظ للبعثات األروبية‪ .‬بالكفاية ال بالشهادة يريدون العُدَّ َة بالفصحى‪.‬‬ ‫يتقيدون بقواعد النحو‪ ،‬حتى ال يستساغ التُفه ويسود األدب الرفيع‪ ،‬بصياغة ألفاظ‬ ‫أن َ‬ ‫لغة البيان‪ .‬يجب على وزارة التعليم أو التربية الوطنية ْ‬ ‫تصل إلى فكر الناشئ‬ ‫بالفصحى‪ ،‬لجميع مراحل عمره الدراسي لكي يؤدِيَ بها أفكاره لفظاً ومعنىً‬ ‫ُّ‬ ‫‪..‬كل من يرَكزُ فكرَهُ في العلم والمعرفة لهُ ُغرَرُ المكارم ‪...‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫فتحتُ أذني هذا الصباح‪ ،‬على أسطوانة تقريب اإلدارة من المواطنين‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬هل‬ ‫يقصدون بالتقريب هنا‪ ،‬الحسي أو المعنوي؟‬ ‫حاولت أن أبدأ بالحسي‪ ،‬فوجدتُ المسافة بين اإلدارة والمواطنين‪ ،‬تتباعد وتتباعد‪ ،‬فباألمس‬ ‫كانت العمالة والبلدية وبنك المغرب ومحكمة االستئناف في متناول كل مواطن‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فإن عليه‬ ‫أن ينوي السفر‪ ،‬إذا أراد الحصول على البطاقة الوطنية‪ ،‬أو رخصة إصالح‪ ،‬أو إعداد وثيقة‪ ،‬أو أداء ضريبة‪.‬‬ ‫المسافة بينه وبين حي المطار بتطوان‪ ،‬قد تكلف ستين درهما إذا أراد ربح الوقت‪ ،‬وقد تكلفه‬ ‫ساعتين وأكثر‪ ،‬إذا استعمل الحافلة‪.‬‬ ‫ونسي الذين يرددون شعار تقريب اإلدارة‪ ،‬أن هناك وسيلة‪ ،‬كان يمكن أن تُستعمل لتنزيل الشعار‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬وهي طاكسيات األجرة الكبيرة‪ ،‬التي تُوفر على المواطن المسكين الوقت والمال‪،‬‬ ‫فكما تربط هذه الطاكسيات األحياء النائية بالمدينة‪ ،‬يمكنها أن تربط الحي اإلداري بوسط المدينة‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬فاألسطوانة هنا تردّد شيئا ال نجده ماثال في واقعنا المُعاش‪.‬‬ ‫ف ْلنر إن كانت تقصد بالتقريب‪ ،‬التقريب المعنوي‪ ،‬خصوصا في هذا التوقيت الذي ندد فيه قائد‬ ‫البالد بالتعقيد اإلداري‪ ،‬وطول المساطر وتشعبها وتداخلها‪.‬‬ ‫اإلجراء الوحيد الذي قيل إنه سيبسط هذه المساطر‪ ،‬هو المصادقة على الوثائق‪.‬‬ ‫أما تعامُل المسؤولين اإلداريين مع المترددين عليهم من المواطنين‪ ،‬فال زال على حاله‪ .‬تنتقل‬ ‫إلى أية جماعة‪ ،‬حتى ولو كانت جماعة قروية‪ ،‬للحصول على شهادة إدارية مثال‪ ،‬فال تجد الرئيس الذي‬ ‫سيوقع لك عليها‪ .‬تطلب من الموظف أن يجررها‪ ،‬فيحيلك على المحافظة‪ ،‬أو على الغرفة الفالحية‪ ،‬أو‬ ‫على أية غرفة تَرد على خاطره‪ .‬تعود في اليوم الموالي‪ ،‬فيقال لك‪ :‬إن الرئيس في اجتماع مغلق‪ .‬تعود‬ ‫في اليوم الذي بعده‪ ،‬فيقال لك‪ :‬إن الموظف الذي سينجر لك الوثيقة في رخصة‪ .‬وهكذا‪.‬‬ ‫حتى المؤسسات البنكية‪ ،‬دخلت هي األخرى في هذه اللعبة‪ ،‬فالمدير قد يحضر‪ ،‬وقد ال يحضر‪ ،‬وإذا‬ ‫حضر‪ ،‬فهو يجري مكالمة هاتفية‪ ،‬وقد يتركك في صف االنتظار لوقت قد يطول وقد يقصر‪.‬‬ ‫بل إن بعض هذه المؤسسات تغير جلدها بين الحين والحين‪ ،‬فتجدك تتعامل مع أشخاص‬ ‫يطالبونك بالبطاقة الوطنية في كل عملية حسابية‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫إذا أردنا أن تتصالح اإلدارة مع المواطن‪ ،‬ف ْلنغير عقلية المسؤولين‪ ،‬ولنحاول اختزال الشبابيك في‬ ‫شباك واحد‪ ،‬و ْلنربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬

‫المجلس اإلقليمي لشفشاون‬ ‫وجمعية «ارحيوة»‬ ‫ينظمان رحلة ثقافية لزيارة الكتاب‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫في معرضه الدولي‬

‫مبادرة ثقافية طيبة قامت بهـــا جمعية «ارحيوة» للتنمية الثقافية‬ ‫والتراث والبيئة بدعم من المجلـس اإلقليمي لشفشاون بتنظيم زيارة‬ ‫للمعرض الدولي للكتاب في نسخته الرابعــة والعشرين لثلة من عشاق‬ ‫الكتاب الورقي ومحبي القراءة‪.‬‬ ‫وإذا كانت المناسبة شرط فهذه الرحلة تجرنا للحديث عن الكتاب‬ ‫ووضعيته في العصر الراهن‪ ،‬ووسائل ترويجه‪.‬‬ ‫الكتاب هو وعاء قديم للعلم والمعرفة بشتى أصنافهما‪ ،‬وعبر الكتاب‬ ‫تناقلت البشرية األساطير واألفكار و تجارب الشعوب وعاداتها واألحداث‬ ‫والتواريخ وأوصاف المناطق واإلبداعات واالختراعات إلخ‪.‬‬ ‫الكتاب لذلك هو أداة أساسية في حفظ ذاكرة اإلنسانية وشحذ ذكائها‬ ‫وصنع تطورها‪ ،‬لعدم قدرة الذاكرة غير المكتوبة على مقاومة آفة النسيان‪،‬‬ ‫و الصمود في وجه الزمن الذي يجري كالماء‪.‬‬ ‫الكتاب احتفت به كل الثقافات والشعوب‪ ،‬وحظي لذلك المؤلفون‬ ‫والكتبة بمنزلة خاصة في المجتمع ولدى أصحاب القرار‪ ،‬بل إن أغلبهم كان‬ ‫مقربا من دواليب السلطة‪ ،‬وكواليس األمر والنهي‪.‬‬ ‫إلى حدود القرن العشرين ظل الكتاب الورقي يهيمن على سوق‬ ‫الكتابة والقراءة والنشر‪ ،‬ولم تكن تنافسه أوعية أخرى قوية لنشر الكتاب‬ ‫وتداوله‪ ،‬إلى أن حل األنترنت والوسائط المعلوماتية أو اإللكترونية فنزل‬ ‫الكتاب الورقي من عليائه‪ ،‬بل إن الكثير من دور النشر أصابها الذعر من‬ ‫جراء ارتفاع تداول الكتاب المصور أو اإللكتروني بشكل صاروخي عبر‬ ‫الوسائط الجديدة‪ ،‬وبالتالي نزول أرقام مبيعات الكتاب الورقي‪ ،‬بل إن‬ ‫الصحافة الورقية وهي صنو للكتاب على المستوى اآلني أو اليومي ضربها‬ ‫الزلزال‪ ،‬وكان عليها أن تساير ما ليس منه بد أو الموت‪ ،‬خصوصا مع انتشار‬ ‫الصحافة االلكترونية ومنافستها الشرسة‪.‬‬ ‫الكتاب لحسن الحظ ليس كاألكلة السريعة‪ ،‬فاستهالكه مرتبط‬ ‫بزمن ممتد‪ ،‬كما أن إنتاجه يحتاج إلى وقت قد يطول ويقصر‪ ،‬و هكذا فقد‬ ‫استغرقت كتابة كتب سنوات طوال بل عقودا خالفا ألخرى‪ ،‬كما أن كتبا‬ ‫تخضع للتنقيح والزيادة عبر طبعاتها المتعددة وأخرى التخضع لمشرح هذه‬ ‫العمليات‪.‬‬ ‫قبل عقود ظهرت آالت النسخ و عرفت تطورا سريعا‪ ،‬كما عرف لذلك‬ ‫ثمن النسخ انخفاضا يوما عن يوم‪ ،‬وتعرض الكتاب المطبوع للقرصنة‬ ‫والسرقة عبر النسخ‪ ،‬لذلك كنا نرى تنبيها مكتوبا على بعض الكتب»‬ ‫النسخ يقتل الكتاب»‪ ،‬ومع ذلك لم يتأثر الكتاب كثيرا من آفة النسخ ألنها‬ ‫بقيت محدودة‪ ،‬لكن مع إنتشار النسخ‪ /‬المسخ االلكتروني للكتاب أو النشر‬

‫والتداول االلكتروني بصفة عامة‪ ،‬بدأت تطرح أسئلة بخصوص استمرارية‬ ‫الكتاب الورقي وحدود صموده من أجل البقاء‪ ،‬خصوصا وأن الحديث عن‬ ‫تعويضه بالكتاب الرقمي اصبح هو المستقبل‪ ،‬ومع ذلك ال بد من القول إن‬ ‫الكتاب الورقي ما زال لم يفقد بريقه بعد العتبارات متعددة مرتبطة بعادة‬ ‫القراءة وطقوسها‪ ،‬وحسية الكتاب و سهولة التفاعل بالقلم معه‪ ،‬ثم ألن‬ ‫نسخ الكتب المتداولة إلكترونيا ما زالت تتعب العين و تعيي األعصاب‪ ،‬وإن‬ ‫كان تداولها أصبح أكثر يسرا وسرعة‪.‬‬ ‫الكتاب هو الكتاب إنه عصارة جهد فكري وخيالي ودراسي وبحثي‬ ‫لمؤلفيه‪ ،‬وسواء كان الحامل ورقيا أم إلكترونيا‪ ،‬فالكاتب أيضا يظل هو‬ ‫الكاتب ال يمكن أن نتجاوزه أو نستغني عنه‪ ،‬لكن طريقة إنتاج الكتب‬ ‫ونشرها وترويجها‪ ،‬وحقوق التأليف هي التي تعرف تحوالت وربما سيطرأ‬ ‫عليها تغييرات جوهرية في المستقبل‪ ،‬وإذا كانت وسائل التواصل وقع فيها‬ ‫ثورة فإنها ال زالت متجاورة‪ ،‬فالراديو مازال موجودا إلى جانب التلفزيون‬ ‫والسينما والفيديو والصحيفة والكتاب واألنترنت إلخ‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فجمعية «ارحيوة» حسب ناطقها الرسمي محمد البوقديدي‬ ‫مازالت تقاوم التيار الجارف و تعول على الكتاب الورقي كحامل لنشر الثقافة‬ ‫وقد قامت بمبادرات متعددة لخلق وتزويد مكتبات في مؤسسات إيواء‬ ‫التالميذ كدور الطالب والطالبة‪ ،‬وبدور األطفال التي تدبرها الجمعيات‬ ‫الخيرية‪ ،‬و كذا بمؤسسة السجن المدني بشفشاون‪ ،‬ويقول محمد‬ ‫البوقديدي في هذا الصدد إن هذه المبادرات تهدف إلى االحتفاء بالكتاب‬ ‫الورقي وتمكين الفئات الهشة منه‪ ،‬وهي مبادرات تقوم بها بدعم من وزارة‬ ‫الثقافة و والمجلس اإلقليمي والمجلس البلدي لشفشاون‪.‬‬ ‫وقال محمد البوقديدي أيضا بخصوص الرحلة إلى المعرض الدولي‬ ‫للكتاب إنها تندرج في إطار تنفيذ أهداف الجمعية الرامية إلى انخراط‬ ‫الجماعات الترابية في تشجيع المثقفين واإلنتاج الثقافي‪ ،‬و كذلك في إطار‬ ‫برنامج الشراكة الثقافية الذي يجمعها بالمجلس اإلقليمي لشفشاون‪،‬‬ ‫وأضاف محمد البوقديدي إن الثقافة هي الضامنة للحمة الشعوب والصانعة‬ ‫لرؤيتها المستقبلية والحافظة لها من الزيغ والتيهان‪ ،‬لذلك وجب توفير‬ ‫اإلمكانيات الالزمة للجمعيات الجادة التي تنشط في المجال الثقافي ورصد‬ ‫اعتمادات مهمة في ميزانيات الجماعات لدعم الثقافة واألنشطة الثقافية‪،‬‬ ‫وشكر في هذا الصدد المجلس اإلقليمي لشفشاون ورئيسه عبدالرحيم‬ ‫بوعزة على العناية التي يوليها للمجال الثقافي وعلى الدعم السخي الذي‬ ‫يخصصه للجمعيات وأشطتها الثقافية‪.‬‬

‫محنة اللغة‬ ‫العربية بين‬ ‫األمس واليوم‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫اللغة العربية في بالدنا تعيش محنة حقيقية آخذة‬ ‫في العمق واالتساع نتيجة ما نشاهده من انتشار وباء‬ ‫التلهيج في الخطاب ‪ :‬اإلشهاري المرئي بمستوياته‪..‬‬ ‫واإلعالمي بمستوياتـــه‪ ..‬والسياســي بمستوياتــه‪..‬‬ ‫والتعليمي بمستواه األدائي‪ ..‬ولعل من مفارقات‬ ‫هذا الزمن أننا لم نعد نسمع أو نقرأ لزعيم سياسي‬ ‫واحد رأيا يدافع فيه عن اللغة العربية ؛ لغة الدين‬ ‫والوطن‪ ..‬أقول هذا وأنا أراجع مقالة كتبها األستاذ‬ ‫عبد الخالق الطريس واختار لها عنـــوان ‪« :‬عالميـــة‬ ‫اللغة العربية» ؛ وهي مقالة موسومة ببناء محكم‬ ‫ألفكارها‪ ..‬وصياغة بديعة ألسلوبها‪ ..‬واستدعاء ذكي‬ ‫آلليات حجاجها‪..‬واستحضار كثيف لمادتها المعرفية‪..‬‬ ‫وهذه المقالة الطريسية مضى على كتابتها ما يزيد‬ ‫عن ثمانية عقود*‪ ..‬وأول ما يسترعي االنتباه فيها أنها‬ ‫مادة مفارقة بين نموذج وعي حضاري لزعيم سياسي‬ ‫وطني مصلح أديب ومثقف وبين هذا اللفيف المفروق‬ ‫من «الساســـة» الذين يمألون الدنيا ضجيجا‪ ..‬وأما‬ ‫أهم أفكار المقالة الطريسية فهي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اللغـة العربية إحــدى اللغــات األولى‬ ‫لإلنسانية من حيث ‪:‬‬ ‫متانتها‬ ‫موسيقيتها‬ ‫طرفها الفكرية‬ ‫أسرارها اإللهامية ‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ مرور اللغة العربيـــة بأطوارهيأت لها‬ ‫عناصر القوى ‪:‬‬ ‫نشأتها في البادية ‪..‬‬ ‫وراثتها السالمة والجزالة ‪..‬‬ ‫عيشها في حضن شعب منتصــر متشوف‬ ‫لخلق مدنية‪..‬‬ ‫رضاعها الرقة والعذوبة‪..‬‬ ‫مصاحبتها لعمليات التوسع والفتح‪..‬‬ ‫دخولها خزائن الحكمة‪..‬‬ ‫فتحها ذاكرتها لما يتناسق مع محتدها‬ ‫وبيئتها ومقامها‪..‬‬ ‫‪3‬ـ بداية نهضة اللغـــة العربيــة بعد مدة‬ ‫قضتها في سكون وغفلة‪..‬‬ ‫‪ 4‬ـ التنــويه بجهــود المجامع والمعاهــد‬ ‫اللغوية‪..‬‬ ‫‪ 5‬ـ محدودية الجهود المبذولة للنهوض‬ ‫بلغة دين يعد أتباعه بالماليين‪..‬‬ ‫‪ 6‬ـ مسؤوليـة النهــوض باللغــة العربيـة‬ ‫تخص النحوي واللغوي والكاتب والشاعر‬ ‫والخطيب والنبغـــاء والعباقـــرة الذين‬ ‫يشعرون بالحاجة إلى التعبير عن هواجس‬ ‫شياطينهـم ونزعـات قلوبهــم ونتائــج‬ ‫اقتناعهم بنوع من أنواع الفكر والصور‪..‬‬ ‫‪ 7‬ـ مقارنة وضعنا اللغوي بأوضاع لغوية في‬ ‫أوربا وأمريكا‪..‬‬ ‫وبعد ‪ ،‬فهذا نموذج من كتابات زعماء السياسة‬ ‫في بالدنا فانظر كيف كنا‪ ..‬وكيف أصبحنا‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫* «عالميــة اللغــة العربية» نشرها األستاذ المرحوم‬

‫عبد الخالق الطريس بمجلة المغرب الجديد العــدد الثاني‬ ‫(السنة األولى) ربيع الثاني ‪ 1354‬ـ يوليوز ‪. 1935‬‬

‫شكرا للدكتورة هدى المجاطي التي سلمتني‬ ‫صورة من هذه المقالة‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 20‬فربايـر ‪2018‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ب�صحتك نعام �آ�س !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫دردشة !‬ ‫لن يعود في مقدور المنظمات الحقوقية‪ ،‬بعد اليوم‪ ،‬أن تندد بقمع‬ ‫الحريات وخاصة حرية التعبير بالمغرب‪ ،‬بعد أن قررت الحكومة التصدي‬ ‫لهذه المنظمات بما يدحض ادعاءاتها و يسفه نواياها «الخبيثة»‪.‬‬ ‫ثم إن تلك المنظمات لن تجد بعد اليوم ما يشفي غليلها من أحكام‬ ‫مسبقة على حرية الصحافة بالمغرب‪ ،‬بعد أن اتضح للصحافيين ما لهم وما‬ ‫عليهم‪ ،‬وما عليهم يتعدى بكثير ما لهم‪ ،‬ليس بفعل القوانين التنظيمية‬ ‫«الحديثة» في مجال اإلعالم والتي ألغت من «حسابها» «كل ما من شأنه»‬ ‫أن يشكل عقوبات «سالبة للحرية» ‪ ،‬دون أن يوجد ما يمنع من «ترحيل»‬ ‫الدعاوى ضد الصحافيين إلى «الجنائي» الذي ال يوجد بينه وبين القانون‬ ‫الجديد للصحافة إال الخير واإلحسان‪.‬‬ ‫وبمعنى آخر‪ ،‬فقد وجد الصحافيون في «الوقائع» األخيرة ما يقنعهم‬ ‫بأن ال فائدة من الغوص في األحداث و «النوازل»‪ ،‬بحثا عن الحقيقة التي ال‬ ‫توجد إال حيث ال يمكن لهم الوصول إليها‪ ،‬وإن هم حاولوا‪ ،‬فالويل والثبور‬ ‫وعظائم األمور‪ ،‬لمن اجترأ أو تجاسر‪!!! ‬‬ ‫محاكمة أربعة صحافيين لنشرهم وقائع لجنة برلمانية‪ ،‬وفق «إحالة»‬ ‫من رئيس الغرفة الثانية ومباركة عضو بهذه الغرفة‪ ،‬تشكل مادة هامة‬ ‫للتفكير بالنسبة للصحافيين الذين ال زالوا يعتقدون أن أجواء الحرية قد‬ ‫تسمح لهم بـ «التبوريدة» اإلعالمية المقبولة‪ ،‬التي هي «ماركة مسجلة»‬ ‫لبعض السياسيين‪ ،‬والحال أن سياسيينا وبعض حقوقيينا بارعون في علم‬ ‫«التأويل» الذي يستنسخ من اللفظ ألف معنى يختارون منها ما يصلح في‬ ‫نظرهم لسد أفواه تتكلم «بال قياس» وأصابع تكتب «خارج النص» ‪ ،‬بل‬ ‫وال تتقيد بالنص الذي ال وجود له إال في علم التأويل والتهويل ‪.....‬‬ ‫وإذا أضفنا إلى تلك المحاكمات قضية حديثة تخص صحيفة محترمة‪،‬‬ ‫وتتبعنا مجرياتها نزداد يقينا أنه يتحتم علينا السير بـمنتهى «الكياسة»‬ ‫و«المهل» في هذه الطرق الشائكة‪ ،‬المحفوفة بالمخاطر‪ ،‬فكل كلمة‬ ‫نخطها قابلة لالستنساخ‪ ،‬إن سلبا أو إيجابا‪ ،‬خاصة حين يتعلق األمر‬ ‫بمسؤول عمومي «يجب» له المفروض من االحترام والتوقير‪ ،‬حتى وإن‬ ‫كان وجها «عموميا» يتقاضى راتبه من المال العام مقابل «أجندة» التزم‬ ‫بها في إطار «اللعبة»‪ ،‬لعبة الديمقراطية‪ .‬وبالتالي فكل خلل يطرأ على‬ ‫عدم احترامه اللتزاماته ‪ ،‬يعرضه للنقد‪( .‬كالم خارج الزمان المغربي)‪! ‬‬ ‫نعم‪ ،‬ولكن النقد ليس السب والقذف والتشهير‪.‬‬ ‫صحيح‪ ،‬إال أن هذه األلفاظ تأخذ معان وأشكاال‪ ،‬بحسب الجهة التي تدفع‬ ‫بها أو التي تنتقدها وتستعملها حججا «قاطعة» ضدنا نحن المشاغبين‬ ‫العدميين الحاقدين المستكتبين‪ ......‬صحيح أيضا أن علينا أن نذكر أسماء‬ ‫الوزراء بصفاتهم الوزارية كاملة‪ ،‬دون أن نبتدع لهم من عنديتنا ألقابا‬ ‫أوأوصافا من وحي القضايا التي نعرضها‪ .‬ثم ما حملنا أن نشغل أنفسنا‬ ‫بقضايا قد توقعنا في «مشطبات» مع هذه الجهة أو تلك‪ ،‬خاصة حين‬ ‫نعلم أن سياسيينا أصحاب حساسية مفرطة‪ ،‬تجعلهم يتوجهون إلى حيث‬ ‫يمكنهم مطالبتنا بالماليير ‪ ،‬تعويضا عن الشرف والمقام العلي‪ ،‬ونحن ال‬ ‫نملك في «النزاهة» سوى «سبحان الدايم»‪.....!!! ‬‬ ‫ثم لسنا مطالبين بأن نكون ملكيين أكثر من الملك‪ ،‬كما يقول المثل‬ ‫الفرنسي‪ ،‬كما أنه ليس مطلوبا منا أن نكون أكثر حرصا على حقوق الناس‬ ‫من عمر ابن الخطاب أو عمر ابن عبد العزيز‪ ،‬خاصة حين نتأكد من أن‬ ‫صدور الناس ضيقة للغاية وأن كل كلمة نخطها بحثا أو دفاعا عن الحقيقة‬ ‫تحسب علينا وتنسب إلى «سوء نيتنا» وسوء قصدنا‪ ،‬ولو أننا ال نطمح ال إلى‬ ‫كرسي وال إلى منصب أو راتب ‪ ،‬بل إننا نسعى في الختام إلى أن «نفرج عن‬ ‫كروب المؤمنين عمال بالحديث الشريف «من فرج عن أخيه كربة من كرب‬ ‫الدنيا فرج اهلل عليه كربة من كرب يوم القيامة»‪.‬‬ ‫أال ترون إذا أننا «نخدمكم» حين نخفف الكبت واالحتقان الذي‬ ‫يملك على العديد من المواطنين صدورهم ومشاعرهم‪ ،‬وحين نبعد‬ ‫عنهم الحفزات الغريزية والذكريات المؤلمة وكل ما يثير التوتر واالحتقان‬ ‫بداخلهم إذ أننا حين نطرح علنا قضية من قضايا الشعب إنما نشرك في‬ ‫ذلك ضمنيا كل من أصابته تلك القضية بأذى‪ ،‬ليعتبر أن رسالته وصلت‪،‬‬ ‫وصوته وصل إلى من كان يريده أن يصل‪ ،‬فيشعر براحة داخلية عارمة‬ ‫ويظل ينتظر النتيجة التي قد تأتي وقد ال تأتي إذا لم يوجد بيننا رجل‬ ‫عاقل يهتدي إلى الحلول المطلوبة ويبتعد بنا عن مقولة «العام زين»‬ ‫الشهيرة‪.!!! ‬‬ ‫ع‪ .‬كنوني‬

‫‪ ‬‬

‫ذكرني مشهد العثماني والتطوانية شرفات وهما «ينتشيان»‬ ‫بشرب كأس ماء من سد محمد بن عبد اهلل الذي يروي ماليين البشر‬ ‫من سكان العدوتين‪...‬ولسان حالهما يقول ‪ :‬ها أنتم ها احنا‪ ،‬ما كاين‬ ‫التلوث ال بوزكري‪....‬ماء زالل منعش «حالل» طهور غير آسن وال‬ ‫آجن‪ .‬والزالل‪ ،‬عربيا‪ ،‬ماء صاف‪ ،‬عذب‪ ،‬بارد‪ ،‬سلسبيل‪ ،‬سهل المرور‬ ‫بالحلق‪ .‬وهو ما تأكد منه العثماني وهو يرتشف‪ ،‬مبتسما ابتسام‬ ‫الرضا والرضوان‪ ،‬أمام حشد هائل من المصورين والمصفقين‪،‬‬ ‫جرعات من كأس ماء قدم له لينهي بذلك جدال «إليكترونيا» واسعا‬ ‫حول تلوث ماء بحيرة السد بسبب مياه عادمة متسرية من سجن‬ ‫العرجات‪....‬بعد أن كان مكتب الماء قد أكد جودة المياه التي تخضع‬ ‫ألرقى درجات المراقبة والتحليل‪.‬‬

‫البحث عن امل�سربني لأخبار اخللل ولي�س‬ ‫عن مواطن اخللل‬ ‫مصيبتنا أنه كلما وقع تسريب لخلل ما داخل المنظومة اإلدارية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬إال وســارع من في «بطونهم العجينــة» إلى البحــث عن‬ ‫«المسربين» لمعاقبتهم‪ ،‬وليس عن مواطن الخلل إلصالحه‪ .‬األمثلة‬ ‫في هذه الباب كثيرة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬كتبـــت «األخبار» أن عمــدة تطوان‪ ،‬إدعمار‪،‬‬ ‫يكون قد كلف مقربين منه بتحديد أسماء ومواقع الموظفين الذين‬ ‫يقومون بتسريب أخبار عن االختالالت التي قد تحصل في تدبير‬ ‫الشأن المحلي من أجل معاقبتهم أو «تحييدهم»‪ .‬وتعطي الجريدة‬ ‫بعض األمثلة بهذا الخصوص حول تدخالت بشأن توظيف بعض‬ ‫المقربين بشركات التدبير المفوض‪.‬‬ ‫وكان من األفضل بالنسبة للمجلس الجماعـي األخـذ بعين‬ ‫االعتبار بمؤاخذات النقابات الثالث الممثلة لموظفي وأطر جماعة‬ ‫تطوان‪ ،‬حول االختالالت التي يتم رصدها في التدبير اإلداري والمالي‬ ‫للجماعة والبحث عم سبل معالجة شؤون الموظفين ومصالحهم‬ ‫تفاديا لتضخم االحتقان الداخلي الناجم عن طريقة التعامل المزاجي‬ ‫مع موظفي وأطر وأعوان الجماعة‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫اعطيه على وذنيه �آلال مرمي !‬

‫قلت ذكرني مشهد رئيس الحكومة بمشهد آخر كان أبطاله‬ ‫والي طنجة السابق محمد حصاد وعمدة المدينة السابق الدرهم‬ ‫ومسؤول آخر‪ ،‬تعمدوا النزول إلى شاطئ طنجة‪ ،‬الذي كانت نسبة‬ ‫تلوثه بالمياه العادمة ومياه المنطقة الصناعية وواد مغوغة‪ ،‬فوق‬ ‫‪ 94‬بالمائة‪ ،‬حسب تحاليل محلية وأخرى تطوع مواطنون إلنجازها في‬ ‫مختبرات دولية بأوروبا‪ .‬المثير في األمر أن الوالي ومرافقيه أحاطوا‬ ‫أنفسهم بجوقة من المصورين وإعالميي البالط‪ ،‬ليسجلوا لحظة‬ ‫قفزهم في مياه «التشالي» وهم يوزعون االبتسامات ذات اليمين‬ ‫وذات اليسار‪ ،‬قبل أن يتراجعوا ويغادروا‪......‬‬ ‫ومع أن الفرق شاسع بين الحالتين‪ ،‬إال أنهما معا‪ ،‬اعتمدتا نفس‬ ‫األسلوب لإلقناع‪ ....‬وهو أسلوب يصعب القول بأنه يقبل به أشد‬ ‫الناس فطرة على االقتناع والرضى واالرتياح !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫مما �ألفنا‪....‬‬ ‫ري �إدارية ّ‬ ‫تداب ُ‬ ‫تخطى امل�ساطر والقوانني‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫واعتدى على كرامة وحرية املواطنني؟‬

‫رئيسة الباطرونا لم يرقها أن يعترض «الحبيب» رئيس المجلس‬ ‫اإلقليمي للرشيدية‪ ،‬على استعمالها للغة الفرنسية خالل اجتماع‬ ‫نظمته الباطرونا مع رجال االقتصاد بالجهة‪ ،‬فتوجهت إلى ممثل‬ ‫السكان المنتخب قانونا‪ ،‬بكالم قاس ويحتمل أن يوصف بالمهين‪.‬‬ ‫ذنب الحبيـب أبي الحسن أنــه استفسـر المشاركين إن كانوا‬ ‫يفهمون اللغة الفرنسة‪ ،‬في هذا اللقاء الذي طغـى عليــه الكـرم‬ ‫بالفرنسية‪ .‬لكن رئيسة الباطرونا قاطعته بنبرة حادة وطلبت منه‬ ‫أال يطرح السؤال‪ ،‬ألنها ومن رافقها أنهم «ماكيديروش السياسة» ‪.‬‬ ‫ما دخل السياسة في هذا الموضوع خاصة وأن سؤال الحبيب‬ ‫ينسجم تماما مع مقتضيات الدستور؟!‬ ‫لعلم السيدة مريم‪ ،‬فإن محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‬ ‫قضت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بعدم مشروعية استعمال اللغة الفرنسية من قبل‬ ‫اإلدارة المغربية والمؤسسات العمومية والخاصة‪ .‬وطبيعيا أن يسري‬ ‫مفعول هذا الحكم على لغات التخاطب بين المغاربة‪ ،‬التي حددها‬ ‫الدستور والتي ال توجد الفرنسية من بينها‪! .‬‬ ‫‪! Sorry, ladies and gentlemens‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫زواج َ‬ ‫«كورجة»‪...‬ومل ال ؟‬

‫رئيس النيابة العامة‪ ،‬األستاذ محمد عبد النباوي‪ ،‬سبق الحكومة‬ ‫إلى التجاوب مع تظلمات المواطنين الذين تعرضوا إلى إجراءات‬ ‫اإلكراه البدني بشكل فجائي‪ ،‬بسبب عدم تسديدهم لغرامات سير لم‬ ‫يتوصلوا من اإلدارة المختصة بما يفيد وجودها أو بأي إنذار رسمي‬ ‫بشأنها‪ .‬وبعد أن تعرض اإلعالم لشهادات صادمة لمواطنين تم‬ ‫اعتقالهم لعدم أدائهم مبالغ مخالفات السير المسجلة في حقهم‬ ‫بواسطة الرادار الثابت‪ ،‬وجه رئيس النيابة العامة مذكرة للوكالء‬ ‫العامين للملك يخبرهم بعدم قانونية تنفيذ اإلكراه البدني في حق‬ ‫المواطنين دون أن يكون المقرر القضائي المطلوب تنفيذه حائزا‬ ‫لقوة الشيء المقضى به وتم تبليغه إلى المحكوم عليه وتوجيه إنذار‬ ‫إليه من طرف طالب اإلكراه واإلدالء بما يفيد عدم إمكانية التنفيذ‬ ‫إضافة إلى موافقة قاضي تطبيق العقوبات على تنفيذ اإلكراه البدني‪.‬‬ ‫هذا هو قول القانون الذي ذكر به السيد رئيس النيابة العامة‬ ‫وحظ على تنفيد مقتضياته‪ .‬ويبقى السؤال‪ ،‬كيف «تغاضت» المصالح‬ ‫اإلدارية المطالبة باإلكراه البدني عن سلوك المسطرة القانونية‬ ‫بهذا الشأن واستعملت القوات العمومية العتقال المواطنين بدعوى‬ ‫امتناعهم عن أداء غرامات لم يتوصلوا بأي إشعار بشأنها ! مع وجود‬ ‫سبل قانونية مرنة الستخالص الغرامات بمجرد إقرار المعني بإرادته‬ ‫في أداء ما عليه فورا‪.‬‬ ‫وزير العدل تدخل أيضا في الموضوع وأعلن عن عزمه وضع آلية‬ ‫عملية تمكن المواطنين الموقوفين من أداء ما بذمتهم بمفوضيات‬ ‫الشرطة والدرك‪.‬‬ ‫الحكومة فكرت في عقد اجتماع مصغر لتدارس إلغاء اإلكراه‬ ‫البدني ضد مخالفات السير‪.‬‬ ‫شكر اهلل فضل الحكومة !‪......‬‬

‫‪ ‬‬

‫روت «أخبارنا المغربية» أن خليجيا تزوج أربع شابات مغربيات‬ ‫جميالت‪ ،‬دفعة واحدة‪ ،‬البد وأنه كان مستعجال إلتمام دينه واختصار‬ ‫اآلية المعلومة‪.....‬ولم ال ؟ ما دام الشرع والبيترودوالر أعطاهما‪،‬‬ ‫أربعة‪ ،‬إضافة إلى «ما ملكت أيمانهم» بال عد وال حصر‪ ،‬وما «جادت‬ ‫به خزائنهم» العامرة‪ .....‬اللهم ال حسد !‬ ‫ولمَ ال‪ ،‬فلربما ضارة نافعة‪ ،‬تجعــل الخليجــي «يقلـع» عن‬ ‫«العادات» القبيحة‪ ،‬ويدير ظهره ألنواع الزيجات التي «رخص بها»‬ ‫حماة الشرع الحديث‪ ،‬من الزواج الشرعي إلى زواج األنترنيت‪ ،‬مرورا‬ ‫بزواج المسيار‪ ،‬وزواج المتعة‪ ،‬والزواج العرفي‪ ،‬والزواج السياحي‪،‬‬ ‫وزواج الدم‪ ،‬ومع ما يظهر من «األحداث» و «النوازل» !‪...‬‬ ‫«ما دام القيـم انهــارت‪ ،‬في «سوق البشرية» والنفس الحرة‬ ‫اتهانت‪ ،‬والناس عبيد أموالك‪.‬‬ ‫على أونو‪ ،‬على دوّي‪ ،‬على اتري !!!‪.....‬‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫الهاربات من كنف األسرة‪...‬‬ ‫ق�ص�ص فتيات جار عليهن الزمن و�أ�ضعن �أنف�سهن‬ ‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫تتواتر حوادث هروب فتيات من كنف أسرهن صوب مدن أخرى أو باألحرى صوب المجهول‪ .‬ورغم‬ ‫اختالف مسببات هروبهن إال أن مصيرهن واحد وهو الضياع‪« .‬جريدة طنجة» تفتح ملف «الهاربات»‬ ‫وتروي قصصهن المأساوية‪.‬‬ ‫في الغالب ال تتوفر الفتيات «الهاربات» على أي دبلومات أو شهادات دراسية تمكنهن من إيجاد‬ ‫عمل إثر وصولهن إلى مدن أخرى غير مدنهن األصلية‪ ،‬فيبحثن بشتى الطرق عن وسيلة تمكنهن‬ ‫من سداد السومات الكرائية لغرف حقيرة يكترينها بعد فرارهن خاويات الوفاض من منازلهن‪،‬‬ ‫منهن من تشتغل كنادلة في مقاهي الشيشة وأخريات يبحثن عن حلول سريعة كما جاء على‬ ‫لسانهن أال وهي الغوص في دروب الدعارة المضللة‪ ،‬ونهايتهن في المجمل تكون مأساوية‬ ‫حيث الشارع ال يرحم والمجتمع أيضا‪.‬‬ ‫هروب من الموت‬ ‫تتشابه قصص «الهاربات» إلى حد كبير وأغلبها تتمحور حول فرارهن من‬ ‫كنف عائالتهن بسبب ربطهن لعالقات ينجم عنها حمل غير مشروع ورفض‬ ‫قاطع لإلعتراف به من قبل والده الحقيقي‪.‬‬ ‫بعد التقصي فطنا إلى مكان فتاة في التاسعة عشرة من عمرها‪ ،‬تشتغل‬ ‫بأحد مقاهـي الشيشــة بالمدينـــة‪ ،‬إثر‬ ‫وصولنا إلى مقر اشتغالهــا صباحا‪ ،‬الذي‬ ‫دلتنا عليه سيدة على دراية بقصة الفتاة‬ ‫المعنية وجدناها بصدد تنظيف أرضية‬ ‫المقهى‪ ،‬وبعد أن علمت بالغاية التي أتينا‬ ‫من أجلها أبدت عدم رغبتها في اإلذعان‬ ‫لطلبنا قائلة إنها ال تود تذكر قصتها ولو‬ ‫كانت تود تذكرها لما فرت من منزلها‬ ‫الكائن بمدينة آسفي صوب طنجة‪.‬‬

‫فتعرفت على سيدة تستضيف الفتيات في منزلها على أن تشغلهن في‬ ‫مجال الدعارة وتستفيد من المبالغ المالية المحصل عليها وتمدهن بعموالت‬ ‫تقتطع منها تكاليف إقامتهن لديها‪ ،‬وتحكي الفتاة «الهاربة» كيف تحولت‬ ‫حياتها إلى جحيم بعد أن سلكت طواعية سبيل اإلنحراف‪ ،‬الشيء الذي يجعل‬ ‫إمكانية رجوعها إلى «الدوار» من سابع المستحيالت‪ ،‬كما أنها ال تستطيع‬ ‫اإلشتغال في عمل محترم‪ ،‬قائلة‪« :‬ولفت فلوس فابور»‪ ،‬قبل أن تردف‪ ،‬أنها‬

‫و بعـد أخـذ و رد‪ ،‬وافقـت على سرد‬ ‫قصتها‪ ،‬تقول هذه الفتـاة‪ ،‬إنها تورطت‬ ‫في عالقة مع أحد الشبان نتج عنها حمل‬ ‫خارج إطار الزواج‪ ،‬وكما هو متعارف عليه‬ ‫رفض عشيقها اإلعتراف بطفله وألح عليها‬ ‫أن تجهضه إن هي أرادت التخلـص من‬ ‫الفضيحة وإنقـــاذ مـاء وجهـها‪ ،‬فرفضت‬ ‫طلبه وشدت الرحال نحو طنجة هاربة من‬ ‫موت محقق‪.‬‬ ‫وهكــذا اشتغلــت هــذه األخيــرة‬ ‫في إحدى مقاهي الشيشة واكترت غرفة‬ ‫تسدد نفقات كرائها على مضض‪ ،‬حيث‬ ‫تجني الفتاة وراء اشتغالها مبلغ ‪ 1500‬درهم شهريا إضافة إلى البقشيش الذي‬ ‫يتفضل به زبناء المقهى الذي قد يصل إلى ‪ 5‬دراهم عكس المقاهي العادية‬ ‫التي ال يستفيد منها النادل أكثر من درهمين على أقصى تقدير‪ ،‬ولما جاءها‬ ‫المخاض توقفت عن العمل قسرا والزمت غرفتها وعاشت ألشهر بمبالغ مالية‬ ‫متفاوتة يجود بها عليها معارفها‪ ،‬وعندما اشتد عودها عادت إلى عملها كنادلة‬ ‫في مقهى الشيشة ذاك‪ ،‬إال أن مصاريف طفلها أثقلت كاهلها فأصبحت تبيع‬ ‫خدماتها الجنسية عند انتهاء دوامها لتستطيع دفع أتعاب سيدة تتكفل بطفلها‬ ‫في غيابها‪ ،‬وأحيانا تمارس البغاء بصاالت السينما تحت األنوار الخافتة بمعية‬ ‫زبناء يبحثون عن اللذة العابرة هدفهم الوحيد قضاء وطرهم بسرعة‪ ،‬ومن وقت‬ ‫آلخر‪ ،‬ترجع باكية إلى مقر سكناها إذ يرفض بعض الزبائن مدها بالمبلغ المالي‬ ‫المتفق عليه مسبقا‪ ،‬وتارة ينهالون عليها بالضرب إن هي تمسكت بحقها في‬ ‫الحصول على أموال محرمة من جيوب رجال الهثين وراء غرائزهم الحيوانية‪،‬‬ ‫العمل كباغية يتطلب من «الهاربة» معاقرة الخمر مع زبونها والتدخين إن كان‬ ‫مدخنا لتلطيف األجواء‪ ،‬مشددة على أن معظم «الهاربات» تدمن على تعاطي‬ ‫المخدرات وشرب الكحول‪.‬‬

‫فرار اضطراري‬

‫تغص طنجة بعشرات الفتيات اللواتي تلقبن بـ«الهاربات»‪ ،‬جلهن تكترين‬ ‫غرفا بأحياء متفرقة وفي الغالب تشترك مجموعة منهن في غرفة واحدة‬ ‫وتتقاسمن سومتها الكرائية‪.‬‬ ‫عثرنا هذه المرة على فتاة فرت هي األخرى من منزلها‪ ،‬تبلغ من العمر‬ ‫‪ 20‬سنة وتنحدر من منطقة سيدي بنور‪ ،‬بإقليم الجديدة‪ ،‬تحكي الفتاة المعنية‬ ‫بلهجة بدوية‪ ،‬أنها كانت تقطن في منزل أسرتها المكونة من ستة أفراد‬ ‫ضاحية سيدي بنور‪ ،‬وعن أسباب فرارها قالت إن والدتها أخبرتها أن أحد أعوان‬ ‫قبيلتهم تقدم لخطبتها‪ ،‬وهو رجل ميسور الحال‪ ،‬غير أنها رفضته لكبر سنه‬ ‫وألن لديه زوجتان أنجب منهما أطفاال‪ ،‬رافضة أن تكون الزوجة الثالثة لرجل‬ ‫يكبرها بما يقارب عقدين من الزمن‪ ،‬ورغم أن والدتها تعللت بأن «الشرع‬ ‫عطاهم أربعة» إال أن الفتاة أصرت على المغادرة‪ ،‬حيث حزمت أمتعتها‬ ‫الضرورية واستغلت استغراق أسرتها في النوم وغادرت في الصباح الباكر في‬ ‫اتجاه مدينة طنجة‪ ،‬هناك تعيش خالتها األرملة رفقة أطفالها في فقر مدقع‪،‬‬ ‫ولتدبر مصاريفها قررت ذات الفتاة التنقيب عن فرصة عمل لكن دون جدوى‪،‬‬ ‫حسبها‪.‬‬

‫أصبحت من المدمنات على التدخين والخمور واألقراص المهلوسة‪ ،‬ليس هذا‬ ‫فحسب‪ ،‬بل تلطخ سجلها العدلي بعد قضائها لعقوبة حبسية إثر اعتقالها‬ ‫منذ بضع سنوات‪ ،‬من قبل إحدى الدوريات األمنية ليال وهي بصدد العراك‬ ‫مع أحدهم لعدم تمكينها من مستحقاتها المادية فور انتهائهما من ممارسة‬ ‫الجنس‪.‬‬

‫مستنقعات الدعارة‬

‫قصص ترتعد لها األوصال تلك التي ترويها «الهاربات» عن سبب‬ ‫هروبهن الذي تصفنه باإلضطراري‪ ،‬أغلبهن تحولن إلى بائعات للهوى تبعن‬ ‫أجسادهن بأبخس األثمان لجني لقمة العيش المر بمستنقعات الدعارة‪.‬‬

‫مراهقة حرجة‬ ‫تحكي أخت إحدى «الهاربات» قصة فرار شقيقتها الصغرى عندما كانت‬ ‫تبلغ من العمر ‪ 18‬سنة‪ ،‬تعرفت الفتاة المعنية على شاب يكبرها بـ‪ 3‬سنوات‬ ‫ونسجت معه عالقة حب‪ ،‬فقررا الهروب معا‪ ،‬لكن الهروب خارج مدينة الدار‬ ‫البيضاء يتطلب توفرهما على مبلغ مالي يعينهما على تنفيذ خطتهما خصوصا‬ ‫أنهما كانا تلميذين‪ ،‬فكرت ذات الفتاة في طريقة للحصول على المال فلم تجد‬ ‫أمامها سوى حل واحد‪ ،‬فقامت بسرقة مبلغ ‪ 1000‬درهم يعود لوالدها التاجر‬ ‫البسيط‪ ،‬كان يخبئه المسكين في خزانة مالبسه ع ّله يعينه على نوائب الدهر‬ ‫وهو المعيل ألسرة مكونة من ‪ 8‬أفراد‪.‬‬ ‫وهكذا غادرت كنف أسرتها رفقة عشيقها في اتجاه مدينة طنجة «معشوقة‬ ‫الهاربات و المنحرفين و المجرمين»‪ ،‬و بعد أن أمضت معه ‪20‬يوما‪ ،‬فقدت فيها‬ ‫كل شيء‪ ،‬حتى كبرياءها كأنثى‪ ،‬وفور علم أسرتها موضوع هربها حزن والدها‬ ‫حزنا شديدا وأصيبت والدتها بمرض مزمن‪ ،‬فكيف ال وهي اإلبنة التي أضاعت‬ ‫حالها‪ ،‬فجميع أقاربها يتساءلون عن مكانها لتسرب خبر هروبها وانتشاره‬ ‫كالنار في الهشيم في أوساط العائلة‪ ،‬أما أشقاؤها الذكور فأصبحوا يمشون‬ ‫في الشوارع مطأطئي رؤوسهم خجال و حسرة‪ ،‬وبعد مرور المدة سالفة الذكر‬ ‫عادت الفتاة المعنية إلى منزل أسرتها وأحست بالمعاناة التي تسببت فيها‬ ‫لذويها فأقدمت على محاولة انتحار ببلعها ما مقداره علبة دواء‪.‬‬ ‫كانت محاولتها فاشلة إذ أنقذتها والدتها في الوقت المناسب‪ ،‬مادة إياها‬ ‫بكوب من الماء المالح فاستفرغت وتم نقلها على وجه السرعة للمستشفى‪ ،‬لم‬

‫تنته قصة هذه «الهاربة» هنا‪ ،‬بل واصلت طريقها نحو الهاوية‪ ،‬فغادرت منزل‬ ‫أسرتها مجددا في اتجاه غرفة تكتريها مع فتاتين من مدن بعيدة وأصبحت من‬ ‫العامالت بالجنس باحتراف‪ ،‬مرت أعوام وسنوات‪ ،‬تحولت فيها الفتاة المراهقة‬ ‫إلى امرأة على مشارف الخمسين‪.‬‬ ‫لم يعد يكترث ألمرها أحد وفقدت كثيرا من جاذبيتها‪ ،‬فعادت إلى منزل‬ ‫عائلتها التي استقبلتها مرغمة عمال بالمثل المغربي القائل‪« :‬اللحم إلى خناز‬ ‫كيهزوه مواليه»‪ ،‬ولإلشارة فلم تتوقف عن‬ ‫ممارسة البغاء إال بعد أن ألم بها مرض‬ ‫جعلها تغادر ذاك العالم بصفة نهائية‪،‬‬ ‫بالمقابل أصبحت مدمنة على لعب القمار‬ ‫ما يجعلها تبحث عن المال بأي طريقة كي‬ ‫تتمكن من اللعب‪.‬‬ ‫القصص كثيرة‪ ،‬متنوعة و متعددة‪،‬‬ ‫و إتماما لتحقيقنا ارتأينا أخذ إفادة مختص‬ ‫بالموضوع‪ ،‬حيث وضــح األستــاذ الباحث‬ ‫اإلجتماعي الزبير الورياغلي ‪ ،‬أن الفتاة إذا‬ ‫لم تحصل على ما تحتاجه داخل أسرتها‪،‬‬ ‫فستبحث عمــن يشبـــع هـــذا «الحرمان‬ ‫العاطفــي» خارج المنزل وبطرق خاطئــة‪،‬‬ ‫كاإلحتكاك بصديقات الســـوء الالتـــي‬ ‫يشجعنها على العالقات المنحرفة والهروب‬ ‫من المنزل بدواعــي الحرية‪ ،‬وحقها في‬ ‫من تحـب‪.‬‬ ‫اإلستمتاع بعالقة مع‬ ‫وقــــــــــال‪:‬‬ ‫مفاهيــم الحــــب‬ ‫والصـــداقــــات‬ ‫والعالقـــات بيـن‬ ‫الجنسين أصبحت من المفاهيم المقبولـة بين‬ ‫الفتيات‪ ،‬وهذه العوامل تؤثر على الفتاة‪،‬‬ ‫لتخلق منها شخصية متمردة أو شخصيــة‬ ‫ضعيفة مكبوتة‪ ،‬أو شخصية سطحية‬ ‫تعاني من عدم النضج العاطفي‪ ،‬وغير‬ ‫قادرة على حماية نفسها‪ ،‬ومن السهل‬ ‫إغراؤها ودفعها الرتكاب األخطاء التي‬ ‫قد تضر بسمعتها ومستقبلها‪.‬‬ ‫وأضاف‪ ،‬أن هــــروب الفتيــات‬ ‫المغربيات في الغالب نتيجة لعوامل‬ ‫إجتماعية وإقتصادية‪ ،‬مشيراً إلى أن‬ ‫استجابة المجتمع لعملية الهروب‬ ‫يعمق المشكلة‪ ،‬ليتحول الهروب من‬ ‫«سلوك عبثي» قد ال تدرك الفتاة‬ ‫محدودة الخبرة أبعاد نزوته العارضة‬ ‫إلى «انحراف وجريمة» يعاقــب عليها‬ ‫القانون‪ ،‬وتوصم بسببهـا الفتـــاة‪،‬‬ ‫ممـــا يصعّب من عــالج مشكلة‬ ‫الهروب ويعقدها أكثر‪.‬‬ ‫و يرى األستاذ الزبير أن‬ ‫طريقـــة التعامل المثلى عند‬ ‫عــودة «الفتـــاة الهاربـــة»‪،‬‬ ‫هي أو ًال التصـرف بحكمـــة‬ ‫ورباطة جأش وعدم التسرع أو‬ ‫اإلندفاع‪ ،‬ثانياً التعامل مع الموضوع بسرية تامة‪،‬‬ ‫وثالثاً الجلوس مع الفتاة والتحاور معها‪ ،‬واحتضانها‬ ‫لكي تشعر باألمان‪ ،‬لنعرف أسباب هروبها‪ ،‬ومن ثم نعالج‬ ‫األمر‪.‬‬ ‫حتماً هي حاالت ربما شاذة ‪ ،‬لكن يبقى الوعي أساس‬ ‫التعامل معها‪ ..‬ستراً‪ ،‬وتوجيهاً‪ ،‬وربما أكثر من ذلك شعوراً‬ ‫بالتقصير‪ ،‬ومحاسبة للنفس‪ ،‬وتهذيبها ندماً وتوبة‪.‬‬


‫العدد ‪929‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫إتالف طوابع وأختام‬ ‫إدارية في طنجة‬ ‫استعملت‬ ‫في التزوير‬

‫دورة مغلقة للمجلس بعد احتجاجات ومالسنات‬ ‫حول األسواق بجماعة طنجة‬

‫شهد مقر جماعة طنجة‪ ،‬األربعاء الماضي‪ ،‬أكثر دورة‬ ‫عاصفة‪ ،‬منذ بداية والية المجلس الحالي في أكتوبر من‬ ‫سنة ‪ ،2015‬إذ وجد عمدة طنجة‪ ،‬محمد البشير العبدالوي‪،‬‬ ‫نفسه مجبرا على رفع الجلسة وإعادة عقدها بشكل مغلق‬ ‫بسبب االحتجاجات الكبيرة للتجار المتضررين من سوء‬ ‫توزيع المحالت التجارية في األسواق الجماعية‪ ،‬والذين‬ ‫أغرقوا قاعة الدورة‪.‬‬ ‫وكانت كل اإلرهاصات تشي بأن الدورة‪ ،‬التي انطلقت‬ ‫حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا‪ ،‬لن تمر‬ ‫بهدوء‪ ،‬وهو األمر الذي صار يقينا‪ ،‬بعدما تجمع المئات من‬ ‫التجار المتضررين داخل القاعة إلى جانب العشرات من‬ ‫حراس السيارات المتضررين من التعاقد مع شركة التدبير‬ ‫المفوض «سوماجيك باركينغ»‪.‬‬ ‫ولم تنجح موافقة أعضاء المجلس على مقترح قدمه‬ ‫أحد المستشارين بتقديم النقطة المتعلقة بوضعية‬ ‫األسواق الجماعية وأسواق القرب لتصير النقطة األولى‬ ‫في جداول األعمال‪ ،‬بعد أن كانت السادسة‪( ،‬لم تنجح)‬ ‫في كبح جماح غضب المحتجين‪ ،‬الذين لم يبدو الكثير‬ ‫من الصبر إلى حين انتهاء رئيس المجلس من تقديم‬ ‫العرض االفتتاحي‪ ،‬وقد ساهمت احتجاجات مستشارين‬ ‫من المعارضة المنتمين لحزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬في‬ ‫تعقيد األمور أكثر‪.‬‬ ‫ووجد عمدة طنجة نفسه أمام العشرات من التجار‬ ‫الغاضبين‪ ،‬الذين حاولوا أخذ الكلمة بالقوة داخل الدورة‪،‬‬ ‫ولم تنفع محاوالت عمدة طنجة في استدعاء مقتضيات‬ ‫القانون الداخلي للمجلس في ثنيهم عن ذلك‪ ،‬ليتحول‬ ‫األمر إلى احتجاجات عنيفة تطورت بسرعة إلى مالسنات‬

‫بين مجموعة من المحتجين وبعض المستشارين‬ ‫الجماعيين المنتمين لألغلبية‪ ،‬كادت أن تتحول إلى‬ ‫اشتباكات باأليدي‪ ،‬األمر الذي دفع العبدالوي إلى رفع‬ ‫الجلسة واإلعالن عن عقد جلسة أخرى مغلقة‪.‬‬ ‫ووجه المحتجون الموجودون داخل القاعة سهام النقد‬ ‫إلى الجماعة الحضرية‪ ،‬باعتبار أن األسواق الجماعية تدخل‬ ‫في صلب اختصاصاتها‪ ،‬مطالبين إياها باإلنصاف‪ ،‬حيث إن‬ ‫الكثير من التجار المحصيين أقصوا دون سند قانوني من‬ ‫االستفادة من محالت بديلة بعد هدم محالتهم السابقة‪،‬‬ ‫وفق تعبيرهم‪.‬‬ ‫وعقدت الدورة من جديد بعد نحو نصف ساعة من‬ ‫رفعها‪ ،‬ورغم أن األجواء أصبحت أكثر هدوءا بعد العودة‬ ‫إلى الدورة‪ ،‬إال أن النقاش شهد فترات من الحدة‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد حديث محمد أمحجور‪ ،‬النائب األول لرئيس المجلس‬ ‫الجماعي‪ ،‬عن إقرار الوالي محمد اليعقوبي بوجود مشاكل‬ ‫واختالالت في عملية توزيع المحالت على المستفيدين‪،‬‬ ‫مضيفا أن هنالك اختالالت ال يمكن هضمها‪.‬‬ ‫وتحدث أمحجور عن أمور «خطيرة» جرت وأوصلت‬ ‫الوضع إلى ما هو عليه حاليا من توتر‪ ،‬قائال‪« :‬تناهى‬ ‫إلى علمي وجود دفتر تحمالت حول األسواق مصادق‬ ‫عليه‪ ،‬لكنه لم يمرأصال عبر الجماعة كما ينص على ذلك‬ ‫القانون» ‪ ،‬وأضاف ‪« :‬أمل أن ال يكون هذا األمر صحيحا وإال‬ ‫فإننا أمام كارثة وعبث حقيقيين»‪.‬‬ ‫ولم يستسغ محمد غيالن الغزواني‪ ،‬رئيس لجنة‬ ‫المرافق العمومية والخدمات‪ ،‬المنتمي لحزب األصالة‬ ‫والمعاصرة المعارض‪ ،‬حديث الفريق الجماعي لحزب‬ ‫العدالة والتنمية عن كون اإلحصاء تم سنة ‪ 2014‬في فترة‬

‫اشتغال المكتب الجماعي السابق‪ ،‬الذي كان ضمن أغلبيته‪،‬‬ ‫قائال ‪« :‬هذه األسواق لم تنزل من السماء‪ ،‬بل هي نتاج‬ ‫سيرورةوهي من اختصاص الجماعة‪ ،‬أما معطيات السلطة‬ ‫والرابطات فهي لالستئناس فقط‪ ،‬لذا على األغلبية أن ال‬ ‫ترتدي عباءة الضحية»‪.‬‬ ‫من جهته شدد عمدة طنجة على أن األسواق المحدثة‬ ‫بطنجة تدخل ضمن برنامج «طنجة الكبرى»‪ ،‬حيث بدأت‬ ‫عمليات نزع الملكية في ‪ 2013‬وفي ‪ 2014‬بدأت عمليات‬ ‫اإلحصاء‪ ،‬مضيفا أن المكتب الجماعي الحالي حين أتى وجد‬ ‫أن هذا األمر قد بدأ بالفعل‪ ،‬وصادف العديد من المشاكل‬ ‫خالل عمليات اإلخالء والهدم ثم عمليات التوزيع‪.‬‬ ‫وأضاف العبدالوي أن االختالالت موجودة بالفعل‪،‬‬ ‫لكنها تهم ‪ 2‬في المائة من إجمالي المستفيدين‪،‬‬ ‫رافضا وقف العملية برمتها إلى حين إيجاد حل لجميع‬ ‫المتضررين‪ ،‬لكنه تعهد في المقابل بالعمل مع الوالي‬ ‫لحل المشكلة‪ ،‬عبر إنشاء أسواق أخرى تحتضن جميع‬ ‫المستحقين لالستفادة‪ ،‬داعيا اللجنة المختصة إلى فحص‬ ‫شكايات المواطنين لتسهيل حل المشكلة‪.‬‬ ‫ورغم الجدل الدائر بين ممثلي األغلبية والمعارضة‪،‬‬ ‫إال أن المجلس وافق باإلجماع على التوصيات المضمنة‬ ‫في تقرير لجنةالمرافق العمومية والخدمات‪ ،‬والتي من‬ ‫بينها إحداث أسواق القرب الجماعية وقيام الجماعة‬ ‫بدورها الكامل في إعادة هيكلة األسواق‪ ،‬مع إشراك اللجنة‬ ‫المذكورة في السياسة المعتمدة مستقبال من طرف‬ ‫الجماعة في هذا الموضوع‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫مطالب بالكشف عن تأخر افتتاح مشروع قرية الصيادين‬ ‫بضواحي طنجة‬

‫طالبت فعاليات مهنية على مستوى الصيد البحري‪،‬‬ ‫وكذا المتتبعة لألوراش الملكية بمدينة طنجة‪ ،‬بالكشف‬ ‫عن األسباب الكامنة وراء الجمود الذي عرفه ملف قرية‬ ‫الصيادين الدالية الموجودة بتراب إقليم الفحص أنجرة‪،‬‬ ‫وذلك رغم تدشينها من طرف الملك محمد السادس سنة‬ ‫‪ 2013‬وكلفت ماليين الدراهم دون أن تخرج للوجود‪.‬‬ ‫وحسب مصادر متطابقة‪ ،‬فإن الملف وضع أمام وزير‬ ‫الفالحة والصيد البحري عزيز أخنوش قصد التحقيق في‬ ‫وجود اختالالت تواكب المشروع‪ ،‬إذ طالب المحتجون‬ ‫بضرورة الكشف عن أسباب التأخر الحاصل في المشروع‬ ‫بالعمل بقرية الصيادين بشاطئ الدالية‪.‬‬

‫وحسب بعض المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن بحارة الصيد‬ ‫التقليدي بشاطئ الدالية يعانون من مشاكل كبيرة كدفع‬ ‫البواخر فوق الرمال‪ .‬خصوصا في حالة سوء األحوال الجوية‪،‬‬ ‫حيث يضطر البحارة لقطع مسافات طويلة لجر هذه‬ ‫المراكب‪ ،‬والذين كانوا قد استبشروا خيرا بإحداث هذه‬ ‫القرية بالمنطقة‪ ،‬لتفريق المصطادات‪ ،‬إال أنه رغم انتهاء‬ ‫األشغال منذ ما يزيد عن سنة لم يتم افتتاحها في وجه‬ ‫الصيادين‪ ،‬مطالبين بالكشف عن حيثيات هذا الملف‪.‬‬ ‫وكان هذا المشروع الذي اعتبر األول من نوعه‬ ‫بالشمال‪ ،‬قد رصدت له استثمارات بقيمة ‪ 70‬مليون درهم‬ ‫حسب المعطيات األولية التي قدمت أمام الملك‪ ،‬أثناء عملية‬ ‫التدشين‪ ،‬والذي سيستقبل ‪ 70‬قارب صيد يهم تهيئة حاجز‬

‫وقائي رئيسي بطول ‪ 180‬متر وحاجز وقائي ثانوي بطول‬ ‫يقارب ‪ 115‬مترا وأرض مسطحة مساحتها ‪ 6000‬متر مربع‬ ‫وحوض مائي على مساحة‪ 580 ،‬مترا مربعا‪ .‬وسيجهز‬ ‫المشروع ببينة مندمجة الستقبال وتسويق المنتوجات‬ ‫البحرية‪ ،‬سيما باحة لعرض السمك بمساحة ‪ 300‬متر‬ ‫مربع تقع على مقربة من أرصفة التفريغ و‪ 70‬متجرا لفائدة‬ ‫الصيادين ووحدة إلنتاج الثلج وغرفة للتبريد ومستودع‬ ‫للمحروقات ورصيف مائل مع ورشة إلصالح القوارب وفق‬ ‫المعلومات المتعلقة بالمشروع‪.‬‬

‫رمى حزب العدالة والتنمية ملف تسيير جماعة طنجة‪،‬‬ ‫من جديد‪ ،‬في مرمى وزارة الداخلية‪ ،‬بعد أن طلب دينا‬ ‫جديدا ليصل مجموع الديون إلى ‪ 420‬مليون درهم‪ ،‬قصد‬ ‫مواصلة تسييره للمجلس‪ ،‬بسبب األزمة الخانقة التي‬ ‫تسبب فيها‪ ،‬وتسير بالجماعة نحو اإلفالس‪.‬‬ ‫وحسب معطيات (توصلت بها «األخبار»)‪ ،‬فإنه‬ ‫بناء على البرتوكول الموقع في يونيو سنة ‪ ،2014‬بين‬ ‫المديرية العامة للجماعات المحلية ووالية الجهة‪ ،‬وجماعة‬ ‫طنجة وصندوق التجهيزالجماعي‪ ،‬المحدد لشروط‬ ‫وكيفيات استرداد القرض لفائدة الصندوق والبالغ‬ ‫مجموعه المبلغ السالف ذكره‪ ،‬استفادت منه الجماعة‬ ‫بمبلغ ‪ 310‬ماليين درهم‪ ،‬لتمويل مشاريع بناء المرافق‬ ‫الجماعية الكبرى‪ ،‬منها المحطة الطرقية وسوق الجملة‬ ‫وسوق الماشية فضال عن المجزرة الجماعية‪.‬‬ ‫ووفق المعطيات ذاتها‪ ،‬فإن هذا البروتوكول يأتي‬ ‫تتمة للبروتوكول األول من أجل تمكين الجماعة من‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫البحث عن عمل‬

‫محمد أبطاش‬

‫«البيجيدي» يرمي ملف إفالس جماعة طنجة بملعب‬ ‫الداخلية ومجموع القروض يصل إلى ‪ 420‬مليون درهم‬ ‫قرض مالي قدره ‪ 110‬ماليين درهم‪ ،‬الهدف منه‪ ،‬تقول‬ ‫الجماعة‪ ،‬استكمال مساهمتها في تمويل البرامج المدرجة‬ ‫في اتفاقية برنامج طنجة الكبرى المتعلقة بالتهيئات‬ ‫الحضرية واإلنارة العمومية‪.‬‬ ‫وتشير المصادر ذاتها إلى تخصيص هذه االعتمادات‬ ‫المالية من قبل صندوق التجهيز الجماعي‪ ،‬يأتي أيضا بعد‬ ‫أن دقت الجماعة أبوابه‪ ،‬قصد استكمال تمويل بعض‬ ‫المشاريع‪ ،‬منها الطرقات التي تم تخصيص مبلغ ‪ 30‬مليون‬ ‫درهم لها‪ ،‬بينما التهمت اإلنارة العمومية مبلغ ‪ 80‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬فيما تم االتفاق‪ ،‬وفق البروتوكول الموقع بين هذه‬ ‫األطراف‪ ،‬على أن تتكلف الجماعة بتسديد القروض عن‬ ‫طريق اإلعانات الممنوحة من طرف وزارة الداخلية‪ ،‬ممثلة‬ ‫في المديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬في حدود المبالغ‬ ‫المستحقة كاعتمادات مالية‪ ،‬ومن شروط هذا القرض‬ ‫كون المدة المتفق حولها تمتد لنحو ‪ 15‬سنة‪ ،‬منها سنتان‬ ‫هي فترة السماح‪.‬‬

‫قامت مصالح مقاطعة طنجة المدينة بإتالف مجموعة‬ ‫من األختام والطوابع البريدية‪ ،‬واستقدام أخرى جديدة‬ ‫نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬حيث شرع العمل بها من طرف‬ ‫الموظفين والرئيس ونوابه منذ بداية األسبوع الجاري‪،‬‬ ‫وذلك لتفادي سوء استعمالها في أغراض مشبوهة‪ ،‬مثل‬ ‫تزوير الشواهد والرخص والتالعب في اإلمضاءات‪.‬‬ ‫وأشرف على عملية اإلتالف وفق بالغ صادر عن‬ ‫مقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬النائب األول للرئيس محمد‬ ‫البكراني‪ ،‬والمدير العام للمصالح‪ ،‬حيث تم التخلص من‬ ‫عشرات األختام اإلدارية القديمة‪،‬وغير المستعملة بكافة‬ ‫المصالح والمكاتب اإلدارية للجماعة‪ ،‬دون تقديم أية‬ ‫توضيحات إضافية بخصوص حيثيات ودوافع هذه الخطوة‪.‬‬ ‫وفي الوقـت الذي أكدت مصادر حسنـــة االطــالع‬ ‫لـ «أخبار اليوم»‪ ،‬أن المكتب المسير لجماعة طنجة‪ ،‬وقف‬ ‫مؤخرا على تجاوزات بعض الموظفين اإلداريين ورؤساء‬ ‫المصالح في المقاطعة‪ ،‬يقومون باستعمال أختام إدارية‬ ‫قديمة تعود إلى المجالس المسيرة السابقة‪ ،‬ويقومون‬ ‫بتقليد توقيع الرئيس أو أحد نواب الرئيس المفوض‬ ‫لهم‪ ،‬ويسلمون تلك الشواهد اإلدارية المزورة لطالبيها‪،‬‬ ‫فإن مصدرا مطلعا من مجلس المقاطعة‪ ،‬لم ينف ولم‬ ‫يؤكد حقيقة هذه التجاوزات في تصريحه للجريدة‪ ،‬مكتفيا‬ ‫بالقول»إن استعمال الطوابع القديمة تسبب في مشاكل‬ ‫في فترة متأخرة‪ ،‬حيث كان يتم استعمالها بطرق غير‬ ‫سليمة‪ ،‬لذلك قررنا التخلص منها»‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه‪ ،‬أن المجلس اتخذ هذه‬ ‫الخطوة من أجل قطع الطريق على سوء استغالل هذه‬ ‫الطوابع واألختام‪ ،‬وأيضا لتفادي أي شك أو لبس من شأنه‬ ‫أن يورط المجلس المسير‪ ،‬في حال ما إذا تم ضبط حاالت‬ ‫جديدة‪ ،‬أو كانت ما تزال بعض الدمغات اإلدارية للسلطة‬ ‫المنتخبة مخبأة لدى أي طرف أو جهة‪.‬‬ ‫في سياق متصل‪ ،‬كشفت مصادرنا أن المكتب المسير‬ ‫لمقاطعة طنجة الذي يقوده القيادي في حزب العدالة‬ ‫والتنمية محمد أفقير‪ ،‬اتخذ إجراءات ذات طابع عقابي في‬ ‫حق مجموعه من الموظفين‪ ،‬عبر تغيير مناصبهم ونقلهم‬ ‫إلى مكاتب أخرى‪ ،‬بعد وقوفه على وقائع تزوير شواهد‬ ‫إدارية وتراخيص البناء‪ ،‬موقعة باسم الرئيس أو من ينوب‬ ‫عنه في اإلمضاء‪ ،‬دون سلك المسطرة القانونية‪.‬‬ ‫وخلفت هذه الوقائع استنفارا إداريا الحتواء هذه‬ ‫التجاوزات والتالعبات الخطيرة‪ ،‬كما تم فتح تحقيق داخلي‬ ‫في الموضوع لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات‪ ،‬من‬ ‫أجل وضع حد لتوظيف اإلجراءات اإلدارية في نشاطات غير‬ ‫قانونية‪.‬‬

‫ووصفت مصادر جماعية هذه المسألة بما يشبه‬ ‫إغراق الجماعة من قبل حزب العدالة والتنمية وتطويقها‬ ‫بالديون التي سيكون لها تأثير مستقبلي على المجالس‬ ‫المتعاقبة‪ ،‬فيما شددت وزارة الداخلية على ضرورة تحديد‬ ‫سقف المشاريع التي سيتم تمويلها‪ ،‬بينما ستلتزم الجماعة‬ ‫ببيع مزيد من العقارات التابعة لها‪ ،‬قصد استكمال الديون‬ ‫الممنوحة لها من قبل صندوق الجماعة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن هذه القروض الجديدة تأتي في ظل‬ ‫أزمة تتخبط فيها جماعة طنجة‪ ،‬والتي باتت تسير بالديون‬ ‫بينما تطوقها أخرى من كافة المناحي‪ ،‬وسط غياب كلي‬ ‫للمسة حزب العدالة والتنمية عن المجلس‪ .‬ونبهت مصادر‬ ‫على اطالع جيد إلى أن استمرار هذا الوضع‪ ،‬في ظل ضعف‬ ‫المداخيل‪ ،‬هو بمثابة رفع الحزب المسير للراية البيضاء في‬ ‫وجه الديون التي يتخبط فيها‪.‬‬

‫م‪ .‬أ‬

‫ياسمــيـن سردانـــي شـــابـة مــن‬ ‫مواليــد ‪ 1996‬تبحث عن عمل‪ ،‬خاصة‬ ‫في المجاالت التي لها ارتبــاط بمجال‬ ‫السياحة‪.‬‬ ‫تجيـد اللغـة العربيـة والباكستانيـة‬ ‫والهندية وتتواصل باللغة اإلنجليزية‪.‬‬

‫لالتصال‪0680757186 :‬‬

‫كتابة البحوث‬ ‫وتصحيح الكتب‬

‫يقـدم عبد اهلل بلحـاج خدمــــاتــه‬ ‫الخاصــة بكتابـة البحـــوث وتصحيــح‬ ‫الكتب المؤلفة‪.‬‬

‫لالتصال ‪0637526173 :‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫إقتصاد‬ ‫أسعار الفائدة ترتفع ومعدل القروض الممنوحة يتراجع‬ ‫أفـــاد بنــك المغــرب أن سعـــر الفائــدة‬ ‫اإلجمالي المطبق من طرف البنوك على‬ ‫القروض الممنوحة لزبنائها غير الماليين‬ ‫بلغ ‪ 5.77‬في المائة في الفصل الرابع من‬ ‫‪ ،2017‬مسجال مقارنة مع الفصل السابق‪.‬‬ ‫وأوضح البنك‪ ،‬في مذكرة حول نتائج‬ ‫االستقصاء برسم الفصل الرابع من ‪،2017‬‬ ‫أن هذا االرتفاع يعكس ارتفاعا ب‪ 16‬نقطة‬ ‫أساسية في أسعار الفائدة على تسهيالت‬ ‫الخزينة لتصل ‪ 5.85‬في المائة‪ ،‬وارتفاع‬ ‫أسعار الفائدة المطبقة على قروض التجهيز والقروض العقارية تواليا لتصل إلى ‪5.31‬‬ ‫في المائة و‪ 5.42‬في المائة على التوالي‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬سجل البنك انخفاض أسعار الفائدة على قروض االستهالك التي‬ ‫استقرت عند ‪ 6.56‬في المائة‪ ،‬كما سجل تباطؤ في نمو قروض التجهيز من ‪14.6‬‬ ‫بالمائة إلى ‪ 11.4‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬سجل البنك انخفاض أسعار الفائدة على قروض االستهالك التي‬ ‫استقرت عند ‪ 6.56‬في المائة‪ ،‬كما سجل تباطؤا في نمو قروض التجهيز من ‪14.6‬‬ ‫بالمائة إلى ‪ 11.4‬بالمائة‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته‪ ،‬فإن تسهيالت الخزينة شهدت تراجعا من ‪ 1.8‬بالمائة إلى‬ ‫‪ 3.2‬بالمائة‪ ،‬في حين ارتفعت القروض العقارية بنفس الوتيرة المسجلة في الشهر‬ ‫السابق بنسبة ‪ 4.2‬بالمائة‪ .‬وأشارت المذكرة إلى أنه حسب القطاعات المؤسساتية‪،‬‬ ‫تراجع نمو القروض الممنوحة للقطاع الغير المالي من ‪ 5.4‬بالمائة إلى ‪ 3.7‬بالمائة‪،‬‬ ‫مضيفة أن الزيادة في القروض الممنوحة للقطاع الخاص تباطأت إلى ‪ 3.6‬بالمائة‬ ‫بعد ‪ 4.3‬بالمائة‪ ،‬مع تباطؤ نمو القروض الممنوحة للمقاوالت غير المالية الخاصة إلى‬ ‫‪ 2.5‬بالمائة مقابل ‪ 4.7‬بالمائة‪ ،‬وارتفاع القروض الممنوحة لألسر بنسبة ‪ 4.6‬بالمائة‬ ‫مقابل ‪ 3.9‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬تباطأ نمو القروض الممنوحة إلى المقاوالت غير الماليـــة‬ ‫العمومية إلى ‪ 1.6‬بالمائة مقابل ‪ 15.5‬بالمائة‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬تشير البيانات الفصلية حسب القطاعات إلى تباطؤ نمو اإلقراض‬ ‫من ‪ 4.5‬بالمائة في الفصل الثالث إلى ‪ 2.9‬بالمائة في الفصل الرابع من عام ‪،2017‬‬ ‫ويرجع ذلك أساسا لالنخفاض في القروض الممنوحة على التوالي إلى قطاعي «الكهرباء‬ ‫والغاز والمياه» و«الفنادق» بنسبتي ‪ 7.3‬بالمائة و‪ 1.5‬بالمائة مقابل ارتفاعها بنسبة‬ ‫‪ 3.6‬بالمائة و‪ 0.8‬بالمائة‪ ،‬تضيف المذكرة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ذكر بنك المغرب أن القروض الممنوحة ل«الصناعات االستخراجية»‬ ‫و«الصناعات التحويلية» سجلت تزايدا بلغ على التوالي نسبة ‪ 15.3‬بالمائة و ‪ 1‬بالمائة‬ ‫بعد انخفاضها على التوالي بنسبة ‪ 12.3‬بالمائة و‪ 0.7‬بالمائة‪ ،‬موضحا أن القروض‬ ‫الممنوحة لقطاع «البناء واألشغال العمومية» ارتفعت بنسبة ‪ 1.4‬بالمائة‪ ،‬في حين‬ ‫شهدت القروض الممنوحة لقطاع «التجارة» استقرارا عند ‪ 8.3‬بالمائة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫اتفاق نفطي جديد بين المغرب وشركتي «شل»و«ريبسول»‬ ‫وقــع المكتــب الوطنــي للهيدروكاربورات‬ ‫والمعادن اتفاقا نفطيا جديدا يهم المنطقة‬ ‫البريـــة «تانفيــــت» على مساحــــة تقـــدر‬ ‫ب‪ 9990‬كيلومتر مربع‪ ،‬مــع شركتـــي‬ ‫«شل» و»ريبسول»‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب‪ ،‬في بيان له‪ ،‬أنه «على‬ ‫ضوء نتائج أشغال االستطالعات التي قامت‬ ‫بها شركة «شل» بشراكة مع المكتب‬ ‫الوطني للهيدروكاربورات والمعادن‪ ،‬في‬ ‫إطار عقد استكشاف‪ ،‬قررت شركتا «شل» و»ريبسول» مواصلة األشغال في إطار عقد‬ ‫تنقيب مع المكتب»‪.‬‬ ‫وأشار البيان إلى أن شركة «ريبسول» باعتبارها الشركة الفاعلة في هذا المشروع‪،‬‬ ‫تعد من أكبر شركات النفط المدرجة في البورصة على الصعيد العالمي‪ ،‬حيث تنشط‬ ‫الشركة في عمليات دولية بأكثر المناطق الواعدة من حيث اإلمكانيات الطاقية‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن شركة «شل»‪ ،‬التي تأسست عام ‪ ،1890‬تعــد إحــــدى‬ ‫الشركات الرئيسية في الصناعة البترولية‪ ،‬وتعمل في مشاريع النفط والغاز بأكثر‬ ‫من ‪ 70‬دولة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 582‬درهم حجم استثمارات الصين في المغرب في ‪ 6‬أشهر‬ ‫بلغـــت تدفقـــات االستثمارات األجنبيـــة‬ ‫المباشرة الصينية نحو المغرب برسم األشهر‬ ‫الستة األولى من ‪ 2017‬حوالي ‪ 582.4‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬بعدما استقرت خالل ‪ 2016‬ككل في‬ ‫مستوى ال يتجاوز ‪ 362.5‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وتمثـــل ثالـث شريــك تجاري للمغــرب‪،‬‬ ‫بمبادالت إجمالية تقدر ب‪ 39.5‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪ ،2016‬أي بتطور سنوي يعادل ‪ 18.2‬في‬ ‫المائة في المتوسط بين ‪2001‬و‪.2016‬‬ ‫وأكـد وزيــــر الصنـــــاعــة واالستثمـــار‬

‫والتجارة واالقتصاد الرقمي‪ ،‬موالي حفيظ العلمي ونائب وزير التجارة بجمهورية‬ ‫الصين الشعبية السيد كيان كيمينغ‪ ،‬خالل اجتماعهما مؤخرا بالرباط‪ ،‬بمناسبة انعقاد‬ ‫أشغال الدورة السادسة للجنة المختلطة المغربية ـ الصينية للتعاون االقتصادي‬ ‫والتجاري والتقنين اإلرادة القوية للبلدين لضخ نفس جديد في المسار والدينامية‬ ‫التي تشهدها عالقات التعاون الثنائي حاليا وتحقيق أهداف الشراكة االستراتيجية‬ ‫التي وقعتها البلدان‪ .‬وهكذا‪ ،‬يحرص الجانب الصيني على تشجيع مقاوالته الصناعية‬ ‫على االستثمار بالمغرب في قطاعات السيارات والنسيج واأللبسة والتجهيزات المنزلية‬ ‫والطيران والصناعات الغذائية والمعادن والطاقات المتجددة بهدف زيادة القيمة‬ ‫المضافة لهذه القطاعات وتحفيز وتيرة التصنيع والنمو االقتصادي للمملكة‪.‬‬ ‫وأبرز كيان كيمينغ‪ ،‬خالل أشغال اللجنة‪ ،‬التي يتزامن انعقادها مع االحتفال بالذكرى‬ ‫الستين إلرساء العالقات الدبلوماسية بين الصين والمغرب‪« ،‬لقد بحثنا بالخصوص‬ ‫إمكانيات التعاون في قطاعات البنيات التحتية ومن بينها تطوير الطرق السيارة‬ ‫والطرق والموانئ (‪ )...‬كما استعرضنا أيضا مختلف فرص الشراكة بخصوص العديد‬ ‫من مشاريع المناطق الصناعية»‪.‬‬ ‫وأكد على أن اجتماع اليوم يعد مناسبة مالئمة لتحديد القطاعات والمجاالت‬ ‫ذات األولوية للتعاون الثنائي بهدف تسريع وتيرة التعاون االقتصادي والتجاري بين‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬نوه موالي حفيظ العلمي‪ ،‬بالدينامية «المدعومة بقوة» باالهتمام‬ ‫المتزايد للفاعلين الصينيين بالمملكة‪ ،‬حيث ينخرطون في مشاريع مهيكلة في‬ ‫قطاعات البنيات التحتية والطاقة والصناعة‪ ،‬مثل «مدينة محمد السادس طنجة تيك»‪،‬‬ ‫وكذا الشركة الصينية «بي واي دي» الرائدة عالميا في مجال النقل الكهربائي‪ ،‬في‬ ‫أول بادرة من نوعها على الصعيد اإلفريقي‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬لفت الوزير االنتباه إلى أن‬ ‫مستوى المبادالت التجارية يظل أقل من قدرات البلدين‪ ،‬داعيا إلى إثراء التعاون‬ ‫الثنائي في مجال التجارة باالستفادة من هذه المرحلة الجديدة التي تجتازها الشراكة‬ ‫المغربية ـ الصينية ‪ ،‬لفائدة دينامية العالقات االقتصادية واالستثمارات التي ما فتئت‬ ‫تتزايد‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫احتياطات العملة الصعبة تتراجع بعد تعويم الدرهم‬ ‫واصلت االحتياطيـــات النقديــة األجنبيـة‬ ‫ببنك المغرب تراجعها‪ ،‬لتصل في الثاني من‬ ‫فبرايـر الجـــاري إلى مستـوى ‪ 239.2‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬بانخفـــاض ‪ 900‬مليــون درهم عمــا‬ ‫كانت عليه في األسبوع‪ ،‬الصادر عن البنك‪.‬‬ ‫وفي ‪ 26‬من ينــايـــر الماضـــي‪ ،‬وصلـــت‬ ‫االحتياطيات الدولية لــدى البنــك المركزي‬ ‫المغربي إلى مستــوى ‪ 240.1‬مليــار درهم‪،‬‬ ‫بانخفاض ‪ 800‬مليـــون درهـــم‪ ،‬مقارنــــة‬ ‫بمستواها في األسبوع األسبق له‪.‬‬ ‫وأوضح البنك أن االحتياطيات الدولية في األسبوع الممتد من األول وحتى السابع‬ ‫من فبراير الجاري‪ ،‬ال تزال متراجعة على أساس سنوي بنسبة ‪ 4.1‬في المائة‪ ،‬مقارنة‬ ‫بتراجعها بمعدل ‪ 3.2‬في المائة في األسبوعين السابقين‪.‬‬ ‫وبحسب البنك‪ ،‬فإن االحتياطيات الدولية لشهر دجنبــر الماضــي‪ ،‬تغطـي واردات‬ ‫المملكة لمدة ‪ 5‬أشهر و‪ 25‬يوما‪ ،‬بزيادة يومين فقط عن تغطية نونبر الماضي‪،‬‬ ‫ومقارنة بتغطيتها لفترة ‪ 7‬أشهر في دجنبر ‪.2016‬‬ ‫وفيما يتعلق بأسعار بعض العمالت األجنبية أمام الدرهم خالل هذا األسبوع‪ ،‬ومع‬ ‫اقتراب مرور شهر كامل على تطبيق المغرب لنظام تحرير أشعار الصرف‪ ،‬واصل األورو‬ ‫تراجعه‪ ،‬ليصل في ‪ 7‬فبراير الجاري لسعر ‪ 11.35‬درهم‪ ،‬مقابل ‪ 11.38‬درهم مع بداية‬ ‫ا لشهر ‪.‬‬ ‫فيما ارتفع سعر الدوالر األمريكي خالل األسبوع نفسه‪ ،‬ليصل إلى نحو ‪ 9.19‬درهم‬ ‫في نهاية األسبوع‪ ،‬مقابل ‪ 9.15‬درهم مع بداية األسبوع‪.‬‬ ‫ولألسبوع الثالث على التوالي‪ ،‬استقرت معدالت الفائدة البنكيـة لتبلغ ‪ 2.25‬في‬ ‫المائة‪ ،‬فيما تراجع حجم التداول ليصل ‪ 3.827‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 5.257‬مليار‬ ‫باألسبوع السابق‪ ،‬و ‪ 5.28‬مليار درهم باألسبوع األسبق‪.‬‬ ‫وواصل إجمالي ما يضخه المركزي المغربي في شكل سلفيات لمدة أسبوع بناء على‬ ‫طلبات العروض ‪ ،‬ليبلغ ارتفاعه هذا األسبوع ‪ 46.4‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 43.4‬مليار‬ ‫درهم باألسبوع السابق‪ ،‬و‪ 39.4‬مليار درهم باألسبوع األسبق‪.‬‬ ‫وكذلك استقرت قيمة الدعم الممنوح ضمن برنامج دعم تمويل المشروعات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة عند ‪ 3.4‬مليار درهم‪ ،‬كما كانت عليه في األسابيع ال‪ 5‬الماضية‪.‬‬ ‫وبين البنك أن معدالت التضخم بالمملكة ارتفعت في دجنبر ‪ 2017‬بنسبة ‪0.5‬‬ ‫في المائة على أساس شهري‪ ،‬مقارنة بما كانت عليه في نونبر من العام نفسه‪ ،‬كما‬ ‫ارتفعت ‪ 1‬في المائة على أساس سنوي‪ ،‬مقارنة بما كانت عليه في دجنبر ‪.2016‬‬ ‫أما فيما يخص أسعار الفائدة خالل الفصل الرابع من عام ‪ ،2017‬بين البنك في‬ ‫تقريره األسبوعي‪ ،‬ارتفاعها إلى ‪ 5.77‬في المائة‪ ،‬بزيادة ‪ 17‬نقطة أساس‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫مع الربع الثالث من العام نفسه‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫بـالغ‬

‫التخصص واإلبداع‬ ‫الثقافي‬

‫رؤساء وأعضاء لجان التحكيم في الدورة ‪24‬‬ ‫من مهرجان تطوان للسينما المتوسطية‬

‫الناصر خمير‬

‫خليل الدامون‬

‫قيس الزبيدي‬

‫يرأس المخرج والفنان التونسي الناصر خمير لجنة تحكيم الفيلم الطويل في الدورة ‪ 24‬من المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بتطوان‪ ،‬الذي‬ ‫يقام في الفترة من ‪ 25‬إلى ‪ 31‬مارس المقبل‪.‬‬ ‫كتب محمد الناصر خمير في األدب مثلما كتب أعمال السيناريو‪ ،‬بقدر ما أبدع في التشكيل والنحت والشعر والخط العربي‪ .‬لذلك فهو مخرج‬ ‫ومبدع جامع‪ .‬من مؤلفاته «شهرزاد» و «الغيم العاشق»‪ ،‬و «ساحرة العباقرة» و«أبجدية الرمال»‪ ،‬و «حكاية القصابين»‪...‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1975‬أخرج فيلمه األول «حكاية بالد ملك ربي»‪ ،‬وبعدها أخرج فيلمه الشهير «الهائمون في الصحراء»‪ ،‬ثم «طوق الحمامة‬ ‫المفقود» سنة ‪ ،1989‬والفيلم القصير «البحث عن ألف ليلة وليلة»‪ ،‬و «بابا عزيز» سنة ‪ ،2005‬و «البحث عن الشيخ محي الدين» سنة ‪،2013‬‬ ‫وأعمال أخرى‪ ،‬وصوال إلى فيلم «همس الرمال» السنة الماضية‪ .‬وقد توجت أفالمه بالعديد من الجوائز في مهرجانات عربية وأوروبية كبرى‪،‬‬ ‫ومنها مهرجانات نانت ومهرجان سان مارتان بفرنسا ومهرجان فالنسيا في إسبانيا‪ ،‬ومهرجان لوكارنو في سويسرا‪ ،‬ومهرجن فجر في إيران‪،‬‬ ‫ومهرجان برشلونة السينمائي‪...‬‬ ‫وتضم لجنة التحكيم السينمائية األمريكية أليسا سيمون‪ ،‬الخبيرة السينمائية المتخصصة في البرمجة والتوثيق وحفظ األفالم‪ ،‬والمخرج‬ ‫المغربي المخضرم حسن بنجلون‪ ،‬إلى جانب الكاتبة والمخرجة الفرنسية دومينيك باروش‪ ،‬والممثلة اإلسبانية آنا توربان‪.‬‬ ‫ويرأس المخرج العربي من أصل عراقي قيس الزبيدي لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي‪ ،‬والذي ارتبط سينمائيا بالقضية الفلسطينية‪ ،‬وأنجز‬ ‫حولها الكثير من األفالم الوثائقية‪ ،‬مثلما هو باحث في تاريخ السينما ونظريتها‪ .‬وله دراسات حول السينما والدراما واألعمال التلفزية‪.‬‬ ‫وقد توجت أعماله بالكثير من الجوائز العالمية المرموقة‪ ،‬كما رأس لجان تحكيم عدد من المهرجانات السينمائية العالمية‪ .‬من أفالمه‬ ‫الوثائقية «بعيدا عن الوطن»‪ ،‬سنة ‪ ،1969‬و«شهادة األطفال الفلسطينيين في زمن الحرب» سنة ‪ ،1972‬و«وطن األسالك الشائكة» ‪،1980‬‬ ‫و«فلسطين‪ ،‬سجل شعب»‪ ،1984 ،‬و «واهب الحرية» سنة ‪ ،1989‬و «مياه قيد االحتالل» ‪ ،2008‬و «محكومون باألمل»‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬و «من‬ ‫أسكت الصافرة» ‪ ...2010‬إلى جانب فيلمه الروائي الطويل «اليازرلي»‪.‬‬ ‫ومن أهم مؤلفاته في حقل السينما كتاب «فلسطين في السينما»‪ ،‬وكتاب «المرئي والمسموع في السينما»‪ ،‬و «الوسيط األدبي في‬ ‫السينما»‪ ،‬و «مونوغرافيات في نظرية وتاريخ صورة الفيلم»‪...‬‬ ‫كما تضم لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي الكاتبة والناشرة المغربية نادية السالمي‪ ،‬صاحبة أول دار نشر متخصصة ومتوجهة إلى األطفال‪،‬‬ ‫وهي دار «يوماد»‪ ،‬والكاتب والسينمائي الفرنسي آدم بيانكو‪ ،‬والباحث والسينمائي اإلسباني خوان كارلوس بادرون‪.‬‬ ‫ويرأس الناقد السينمائي المغربي خليل الدامون لجنة جائزة النقد‪ ،‬التي تحمل اسم الراحل مصطفى المسناوي‪.‬‬ ‫وخليل الدامون رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب‪ ،‬ورئيس الفدرالية اإلفريقية للنقد السينمائي‪ .‬وهو أحد أقطـاب األنديـة السينمائيـة‬ ‫في المغرب‪ ،‬منذ ثمانينيات القرن الماضي‪ .‬وقد أصدر مجموعة من الدراسات والمقاالت حول السينما والسينما المغربية‪ ،‬جمع أهمها في كتابه‬ ‫الجديد «أشالء نقدية»‪.‬‬ ‫وتضم لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي في عضويتها كال من اإلعالمية المغربية صباح بنداود والكاتب والصحافي المغربي لحسن لعسيبي‪.‬‬

‫الموضوع القرآن الكريم‬ ‫الحزب ‪ 60‬سورة األعلى‬ ‫رقم‬ ‫السؤال‬

‫السؤال‬

‫‪1‬‬

‫كم عدد سور حزب األعلى؟‬

‫‪2‬‬

‫ما هي السورة إذا قرأتها‬ ‫كأنك فرأت ثلث القرآن ؟‬

‫المسابقة األولى ‪ /‬شهر فبراير ‪2018‬‬

‫اإلشعاع الديني‬

‫مكان اإلجابة‬

‫النقطة‬ ‫المستحقة عن‬ ‫كل جواب صحيح‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫«فإن مع العسر يسرى»‬

‫أين تقع اآلية اآلتية ؟‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫متى ينتظر المسلمون‬ ‫ليلة القدر ؟‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫اذكر اآليات التي نزلت وأول‬ ‫من تعلمها الرسول ؟‬

‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬

‫فكرة وإنتاج ‪:‬‬

‫عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫النقطة التي‬ ‫حصل عليها‬ ‫المتسابق‬

‫نوع الهدية‬

‫الرقم التسلسلي‬ ‫لألغلفة‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫كل من حصل على ‪ 25‬نقطة‬ ‫رقـم المتسابــق ‪......................................................................................................... :‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ستصله الهدية مجان ًا‪.‬‬ ‫العنوان‪/‬المدينة ‪ ......................................................................................................... :‬ترد هذه القسيمة إلى مقر الجريدة في غالف مع طابـع بريـدي من فئة ‪ 2‬دراهم‪.‬‬ ‫الرقم البريــدي ‪ ......................................................................................................... :‬الفائدة المرجوة ‪ :‬إفادة وتذكير والتعلق بالقرآن الكريم‪.‬‬

‫يختلف اإلب��داع عن التخصص‪ ،‬ورغم‬ ‫أن التخصص له ميزاته‪ ،‬حيث يساعد على‬ ‫الفهم المتعمق لألشياء‪ ،‬بحيث يكون الفرد‬ ‫متخصصا وخبيرا في مجال من المجاالت‪ ،‬إال‬ ‫أن للتخصص عيوبه التي تبعده بأن يكون‬ ‫إبداعا‪ ،‬فالتخصص يؤدي إلى ضيق األفق‬ ‫واالهتمام بالتفاصيل والجزئيات على حساب‬ ‫الشمولية‪ ،‬مما يؤدي في آخر المطاف إلى‬ ‫بناء إمبراطوريات معرفية غارقة بهمومها‪،‬‬ ‫منكفئة على ذاتها‪ ،‬قابعة في برجها العاجي‪،‬‬ ‫بعيدة كل البعد عن المشاكل الواقعية‬ ‫الحياتية‪.‬‬ ‫وت��ب��رز ثنائية اإلب����داع والتخصص‬ ‫بشكل أكبر – حسب الباحثين ‪ -‬في المجال‬ ‫األكاديمي‪ ،‬حيث إن الدراسة الشكلية الرتيبة‬ ‫ال تستطيع أن تمنح الخصوبة اإلبداعية‬ ‫لعقل مجدب‪ ،‬وال أن تسدي الثراء لفقير في‬ ‫الموهبة‪.‬‬ ‫إن عملية اإلب���داع ال يمكن وصفها‬ ‫بسهولة ويسر حتى من المبدع ذاته‪ ،‬ألنها‬ ‫أكثر معاناة من المعاناة نفسها‪ ،‬فعندما يجد‬ ‫المبدع نفسه بعيدا عن مجرى الحياة‪ ،‬محلقا‬ ‫في أجواء الالشعور‪ ،‬تحف به توهيمات روحية‬ ‫محلقة تسري في كيانه‪ ،‬فتتحول إلى قصيدة‬ ‫رائعة‪ ،‬حبلى بصور أدبية جميلة‪ ،‬ثم بعد ذلك‬ ‫يستريح من تعب المخاض‪ ،‬ويهدأ ويستقر‬ ‫بعد القلق واالضطراب‪ ،‬ويرجع من غيبوبته‪،‬‬ ‫فال عجب إن اعترته الدهشة‪ ،‬وساورته‬ ‫الغبطة‪ ،‬واعتراه الرضا عندما يقرأ إنتاجه‬ ‫في صحوة النفس‪ ،‬وهدوء العقل‪ ،‬وسكون‬ ‫الخيال‪ ،‬وكأنه لم يكتب هذه القصيدة‪ ،‬أو‬ ‫ينظم هذه الكلمات‪ ،‬أو يرسم هذه الصورة‪،‬‬ ‫وهذا الطرح اإلبداعي هو ما يمكن تعريفه‬ ‫بالتالقح ال��واع��ي بين المبدع ومجتمعه‬ ‫الصغير وحتى مجتمعه الكبير الذي يسجل‬ ‫الخلجات المتنافرة‪ ،‬والعواطف المتباعدة‪،‬‬ ‫والرؤى المتناقضة‪ ،‬لهذا نتعرف على كاتب ما‬ ‫من خالل أسلوبه وثقافته وطريقة كتاباته‪،‬‬ ‫واستخدامه لمعايير وأوص���اف تنبع من‬ ‫أعماق نفسه وتعطي شخصيته استقالليتها‬ ‫األدبية‪ ،‬وأعطي هنا مثاال بكاتب وشاعر‬ ‫معاصر وهو زميلنا الصحفي الباحث والشاعر‬ ‫الزجال محمد وطاش الذي لقبه الدبلوماسي‬ ‫والكاتب الباحث المرحوم عبد الهادي التازي‬ ‫بـ (النباش)‪ ،‬فكل من قرأ أعمال الصحفي‬ ‫محمد وط��اش س��واء بحوثه أو قصائده‬ ‫الشعرية الزجلية إال ويدرك تلك الخصوصية‬ ‫التي يتميز بها سواء في أشعاره أو بحوثه‪،‬‬ ‫ومن خالل طريقة كتاباته‪ ،‬التي ما أن تشم‬ ‫رائحة توابلها حتى تدرك أنها ال تصدر إال من‬ ‫طباخ ماهر‪ .‬وهكذا أيضا ينطبق على الفنان‬ ‫التشكيلي عند استخدام األلوان والخطوط‪،‬‬ ‫فهو يحاول اختيار األل��وان المحببة لذاته‪،‬‬ ‫والمضامين التي يشعر باهتمامه بها من‬ ‫األعماق أو قضايا مجتمعية وحتى عالمية‪،‬‬ ‫يحاول طرحها بشكل من األشكال‪ ،‬ويمكن‬ ‫التعرف على أسلوبــه اإلبداعــي الفني من‬ ‫خالل رؤية عمله الفني بعيدا عن موطنه أو‬ ‫مرسمه‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للمبدع في‬ ‫الميدان الموسيقي‪ ،‬وكذلك في اإلبداعات‬ ‫الثقافية األخرى من مسرح وسينما ‪ .‬ولوال‬ ‫هذه الشخصيات الفنية المبدعة والمتميزة‬ ‫ألضحت الحيـــاة عبارة عن عالـــم متداخل‬ ‫منكمش سيشعر اإلن��س��ان فيه بالضيق‬ ‫والملل الكآبة‪ .‬لهذا يعتبر االبتكار والتجديد‬ ‫في مظاهر الحياة نافذة لعالم رحب متجدد‬ ‫أمام آفاقنا وأذهاننا وعقولنا ليشعرنا بقيمة‬ ‫الحياة ومظاهرها‪ ،‬ويعطينا جاذبية ال محدودة‬ ‫مما يبلوره اإلنسان بعمل ما نسميه اإلبداع‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء‬ ‫العرب الذين خلدهم شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون‬ ‫األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه‬ ‫الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني‬ ‫ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪ ،‬لكم اختياركم‬ ‫ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )12‬الشاعرة والدة بنت المستكفي‬

‫الشاعرة التي جمعت بين الجمال والذكاء والشعر‬ ‫(توفيت بقرطبة سنة ‪480‬هـ)‬ ‫والدة بنت المستكفي باهلل محمد بن عبد الرحمن الخليفة األموي‪ ،‬األميرة األندلسية األموية‬ ‫والشاعرة‪ ،‬التي عاشت في القرن الخامس الهجري‪(،‬توفيت بقرطبة سنة ‪480‬هـ أو ‪484‬هـ)‪ ،‬كانت مثقفة‬ ‫وشاعرة‪ ،‬فقد عمل والدها على تعليمها وتثقيفها على أيدي أدباء وعلماء ‪ .‬كانت تميل إلى األدب ‪ ،‬ونظم‬ ‫الشعر‪ ،‬باإلضافة إلى أنها أوتيت من كل شيء‪ ،‬من النسب والعلم والثراء والجمال‪ ،‬حيث كان يهيم بها‬ ‫كل من عرفها وحضر ناديها األدبي‪ ،‬وقد قيل كثير من الحكايات حول ناديها وحولها وحول شعرها الذي‬ ‫كانت تجهر بواسطته بلذاتها وتحررها من التقاليد واألعراف التي كانت سائدة في عصرها‪ ،‬ومفروضة‬ ‫على النساء‪ ،‬وخاصة أنها تنتمي إلى عائلة ذات نسب ونفوذ‪ .‬فلم يخل ناديها من ترديد أشعار تميل إلى‬ ‫الخالعة والخروج على المألوف السائد‪ ،‬واالبتعاد عن التقاليد المعروفة‪.‬‬ ‫قال ابن بسام في كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة‪ ( :‬وأما والدة التي ذكرها أبو الوليد بن‬ ‫زيدون في شعره فإنها بنت محمد بن عبد الرحمان الناصري‪ .‬وكانت في نساء أهل زمانها‪ ،‬واحدة أقرانها‪،‬‬ ‫حضور شاهد‪ ،‬وحرارة أوابد‪ ،‬وحسن منظر ومخبر‪ ،‬وحالوة مورد ومصدر‪ ،‬وكان مجلسها بقرطبة منتدى‬ ‫ألحرار المصر‪ ،‬وفناؤها ملعبا لجيد النظم والنثر‪ ،‬يعشو أهل األدب إلى ضوء غرتها‪ ،‬ويتهالك أفراد الشعراء‬ ‫والكتاب على حالوة عشرتها‪ ،‬إلى سهولة حجابها‪ ،‬وكثرة منتابها‪ ،‬تخلط ذلك بعلو نصاب‪ ،‬وكرم أنساب‪،‬‬ ‫وطهارة أثواب‪ .‬على أنها ‪ -‬سمح اهلل لها‪ ،‬وتغمد زللها ‪ -‬اطرحت التحصيل‪ ،‬وأوجدت إلى القول فيها‬ ‫السبيل‪ ،‬بقلة مباالتها‪ ،‬مجاهرتها بلذاتها‪ .‬كتبت ‪ -‬زعموا – على أحد عاتقي ثوبها ‪:‬‬

‫إال أن هذا اللقاء لم يشف غليلهما في التمتع واالستمتاع ببعضهما البعض‪ ،‬وحل وقت الفراق ‪ ،‬منهيا‬ ‫ذلك اللقاء والوصال‪ ،‬الشيء الذي ترك في نفس ابن زيدون حرقة ولوعة‪ ،‬ويصف ابن زيدون هذا اللقاء‪،‬‬ ‫وما دار فيه من عشق وحب وبوح يقول بعدما انفصلت عنه‪:‬‬ ‫ودَّعَ الصبــرَ محــبًّ ودعـــكْ‬

‫يقرع الســن على أن لم يكـــن زاد في تلــك الخُطـى إذ شيـعــكْ‬ ‫ياأخا البـــدر سنـــاء وسنـــــــا حفـظ اهلل زمانـــا أطلعــــــــــكْ‬ ‫إن ُ‬ ‫يطل بعدَكَ ليلي فلكــــــم بتُّ أشكو قِصَرَ الليل معــــكْ ) ‪.‬‬ ‫وكانت هي األخرى تشتكي من قصر اللقاء‪ ،‬وسرعة مرور الوقت‪ ،‬وترغب في لقاء آخر‪ ،‬فكتبت إليه هذه‬ ‫األبيات التي تقول فيها‪:‬‬

‫أنا واهلل أصُلحُ للمعالـــــــــــــي وأمشي مِشيتي وأتيه تِيهـا‬ ‫وكتبت على اآلخر‪:‬‬ ‫وأُمْكِن عاشقي من صحن خَدي‬

‫وأُعْطي ُقبْلتي من يَشتهيها‬

‫هكذا وجدت هذا الخبر‪ ،‬وابرأ إلى اهلل من عهدة ناقليه‪ ،‬وإلى األدب من غلط النقل إن كان وقع فيه)‪.‬‬ ‫في ناديها كانت تستولي على قلوب الحاضرين ورواده‪ ،‬ويصبحون أسرى لها‪ ،‬فتقبل من تشاء‪،‬‬ ‫وترفض من تريد‪ .‬فيسعد من مال قلبها إليه‪ ،‬ويشقى من نفر قلبها منه‪ .‬وكانت تجالس وتناقش العلماء‬ ‫واألدباء قضايا األدب والشعر‪ .‬وكان من رواد ناديها الشاعر ابن زيدون أبو الوليد أحمد(‪463 - 394‬هـ‬ ‫‪1071 - 1003 /‬م)‪ ،‬وأبو عامرابن عبدوس وأبو عبد اهلل ابن القالس وغيرهم من الشعراء‪ .‬و لم تتزوج‬ ‫طوال حياتها‪ ،‬وعاشت ما يناهز التسعين عاما‪ ،‬حسب ما ورد في بعض الكتب التي تناولت سيرتها‪ .‬في هذا‬ ‫الصدد يقول أنخيل جنثالث بالنثيا في كتابه تاريخ الفكر األندلسي‪ ( :‬أما والدة فليس لدينا من أخبارها‬ ‫ما يدل على أنها كانت لها بعد ذلك صلة بابن زيدون‪ ،‬ويبدو أنها انزوت عن الناس مقتصرة على صلتها‬ ‫بابن عبدوس‪ ،‬حتى أدركتها المنية في سن عالية)‪.‬‬ ‫وقد عاشت قصة حب متبادل بينها وبين الشاعر ابن زيدون‪ ،‬الذي أغرم بها أيم غرام ‪ ،‬لما تضمنته من‬ ‫مشاعر متبادلة بينهما في الحب والغزل والهجر والحرمان‪ .‬يقول شوقي ضيف‪ ،‬في كتابه الفن ومذاهبه‬ ‫في الشعر العربي‪ ( :‬ونراه غارقا في حب والدة بنت الخليفة المستكفي‪ ،‬وكان ابن عبدوس ينافسه في‬ ‫هذا الحب)‪ .‬حيث كانت والدة مصدر إلهام للشاعر ابن زيدون‪ ،‬في نظم أجمل القصائد الشعرية‪ ،‬التي‬ ‫ال زالت تحظى بالقراءة والدراسة‪ .‬قال زكي مبارك في كتابه الموازنة بين الشعراء‪ (:‬كانت والدة فاتنة‬ ‫الجمال‪ ،‬وكانت أديبة تنظم الشعر البارع‪ ،‬وتدرك أسرار الكالم البليغ‪ .‬والشاعر الذي يهوى فتاة أديبة‬ ‫ينعم مرتين‪ ،‬ينعم بالحب‪ ،‬وينعم بالشعر‪ ،‬والشعر ال يقوى وينضج إال إذا عرف المحب أنه يوجه أنغامه‬ ‫إلى أذن تسمع وقلب يذوق)‪ .‬وقصيدته النونية أضحى التنائي التي قالها في والدة ‪ ،‬تعتبر من القصائد‬ ‫الغزلية الشهيرة بالمشرق وبالمغرب‪ ،‬وهي طويلة‪ ،‬وقد تناولتها مجموعة من كتب األدب والشعر‪،‬‬ ‫يقول مطلعها‪:‬‬ ‫أضحى التنائــي بديـال من تدانينــا وناب عن طيب لقيانـا تجافينـــا‬ ‫أال وقد حان صبح البيــن صبحنـــا حين فقام بنا للحيـن ناعينـــــــا‬ ‫من مبلغ الملبسينا بانتزاحهـــــم حزنا مع الدهــر اليبلى ويبلينـــا‬ ‫أن الزمان الذي مـا زال يضحكنـــا أنسا بقربهم قد عاد يبكينـــا‪...‬‬ ‫قصيدة أال هل لنا من بعد هذا التفرق‪ :‬كانت والدة تبادل ابن زيدون الحب بالحب‪ ،‬والعشق بالعشق‪،‬‬ ‫وكانت تتوق إلى لقائه وزيارته‪ ،‬ونفس األماني التي كان هو يود تحقيقها‪ ،‬ويرغب في الوصول إليها‪،‬‬ ‫وكتبت له رسالة شعرية تود لقاءه‪ ،‬تقول فيها ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫تَرقبْ إذا جَن الظـالمُ زيارتـــــــــــــي فإني رأيتُ َ‬ ‫الليل َأ ْكتمَ للســــــــر‬ ‫وبي منـــك ما لو كــان بالشمس لم تُلـحْ‬

‫وبالبدر لم يطلع وبالنجـم لم يســ ِر‬

‫ذائــع من ســره ما استــودعـــكْ‬

‫ُّق‬ ‫أال هل لنا من بعد هــذا التفـــــــر ِ‬

‫ً‬ ‫سبيل فيشكو ُّ‬ ‫كل صب بما لـــقــي‬

‫وقد كنتُ أوقات التـزاور في الشــتــا‬

‫مُحــرق‬ ‫أبيتُ على جم ِر من الشـوق‬ ‫ِ‬

‫فكيف وقد أمسيت في حل قطعــــة‬

‫لقد عجل المقدور ما كنــت أثقــــى‬

‫تمر الليالــي ال أرى البيـــن ينقضــــي‬

‫وال الصبر من ِرق التشوق مُعتقــي‬

‫سقى اهلل أرضا قد غـــدت لـكَ منـــزال‬

‫الوبل مُغْـدق‬ ‫بكل سكوب‬ ‫هاطــل ِ‬ ‫ِ‬

‫مختارات من شعرها‪:‬‬

‫‪َ ) 1‬لو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا‬ ‫َلو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننــا‬

‫لم تهوَ جاريتـــي ولم تتخيــــّـ ِر‬

‫وَتركتَ غصناً مثمراً بجمالــــــــــه‬

‫للغصـن الــذي لم يثمـــ ِر‬ ‫وجنحتَ‬ ‫ِ‬ ‫َلكن دهيت لشقوتي بالمشتــــري‬

‫ولقد علمت بأنّني بدر السمـــــــــــا‬

‫‪ُ )2‬‬ ‫لحاظكم تجرحُنا في الحشا‬

‫ ‬

‫ُ‬ ‫لحاظكم تجرحُنا في الحشـــا‬

‫وَ​َلحظنا يجرحكم في الخـــدود‬

‫بجرح فاِجعلـــوا ذا بـــذا‬ ‫جرح ٍ‬

‫فما الّذي أوجــبَ جـرح الصـدود‬

‫المراجــع ‪:‬‬ ‫• الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة البن بسام‪ .‬القسم األول‪ .‬المجلد األول‪ .‬تحقيق إحسان عباس‪ .‬طبعة ‪1979‬م الصفحة ‪429‬‬ ‫• تاريخ الفكر األندلسي‪ .‬أنخيل جنثالث بالنثيا‪ .‬نقله إلى العربية حسين مؤنس‪ .‬الطبعة األولى السنة ‪1955‬م الصفحة ‪80‬‬ ‫• الفن ومذاهبه في الشعر العربي ‪ .‬شوقي ضيف‪ .‬الطبعة السادسة الصفحة ‪. 439‬‬ ‫• كتاب الموازنة بين الشعراء‪ .‬أبحاث في أصول النقد وأسرار البيان‪ .‬زكي مبارك ‪ .‬الطبعة الثانية السنة ‪1936‬م الصفحة ‪343‬‬ ‫• الشعر األندلسي‪ .‬إميليو غرسية غوميس‪ .‬ترجمة حسين مؤنس‪ .‬الطبعة األولى السنة ‪1956‬م الصفحة ‪49‬‬ ‫• ابن زيدون ‪ .‬شوقي ضيف‪ .‬سلسلة نوابغ الفكر العربي (‪ .)5‬الطبعة الثانية السنة ‪1959‬م‬ ‫• األدب األندلسي ‪ .‬موضوعاته وفنونه ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ .‬الطبعة الثالثة السنة ‪1975‬م‬ ‫• ديوان ابن زيدون‪ .‬تحقيق حنا الفاخوري‪ .‬الطبعة األولى السنة ‪1990‬م‬


‫العدد ‪929‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫أكاديميون يناقشون الجرائم الدولية‬ ‫ضد الريف في ذكرى عبد الكريم الخطابي‬

‫أو لرفضه لتتحول الوصاية عليه إلى جهة أخرى دون صفة‬ ‫التعاقد‪ ،‬وانبهر الحاضرون بخالصة المتدخل عند القول‬ ‫أنه بعد اطالعه على جزء من األرشيف العسكري الفرنسي‬ ‫توصل إلى خالصة أن الخطابي كان بإمكانه غزو واخضاع‬ ‫اسبانيا لوال فرنسا بأكملها لما كانت المقاومة تتمتع‬ ‫به من وهج وقوة‪ ،‬مؤكدا أن فرنسا تتحمل المسؤولية‬ ‫الكبرى لما حدث باعتبارها المشرف والمهندس الرئيسي‬ ‫لجريمة الحرب الكيماوية بالريف ‪.‬‬ ‫الدكتور بن شريف الذي عرف عنه خوضه القانوني‬ ‫المستميت في النقاش االخير حول ظهير العسكرة الذي‬ ‫طالب حراك ريف بإسقاطه‪ ،‬أكد ان هناك مداخل كثيرة‬ ‫للترافع وفتح ملف الحرب الكيماوية باعتبار أن االثباتات‬ ‫المعززة للدالئل متوفرة بعد رفع السرية عن جزء من‬ ‫االرشيف الحربي االسباني والفرنسي وأن األمر فقط‬ ‫يقتضي جرأة سياسية في التعامل مع حساسية هذا الملف‬ ‫دون إستخدامه ورقة ضغط وأداة ابتزاز سياسي ابتغاء‬ ‫لمصالح ما حسب قوله في اشارة مباشرة إلى األطراف‬ ‫التي استغلت هذا الملف للركوب ونيل مصالح ذاتية على‬ ‫حساب ثقل جرمي ال يزال الريفيون يدفعون ثمنه عبر‬ ‫تفشي المرض الخبيث وسطهم والذي ال ينكر ارتباطه‬ ‫بتبعيات هذه الحرب اال واهم حسب بن شريف ‪.‬‬ ‫أما المداخلة الثالثة فكانت لمحمد الغلبزوري الناشط‬ ‫الحقوقي والمدني وعضو التنسيقية العامة لمنتدى شمال‬ ‫المغرب لحقوق االنسان وصاحب أطروحة الدكتوراه‬ ‫في موضوع «اشكالية التسوية االممية والدولية للجنح‬ ‫للجرائم والجنح الدولية‪ :‬حالة حرب الريف الكيماوية‬ ‫‪ ،»1926_1921‬الذي تطرق لصعوبات التقاضي عبر هذا‬ ‫الملف أمام المحاكم الدولية ذات االختصاص في البت‬ ‫في هكذا قضايا لمعيقات أبرزها قبول أطراف الملف في‬ ‫التنازع أمام القضاء الدولي العتبارات أهمها مدى استعداد‬ ‫المغرب ليكون طرفا ادعائيا وموافقة الدول المتورطة‬ ‫األخرى‪ ،‬ليستخلص أن المرحلة األولى الواجب قطعها‬ ‫هي ضرورة ايفاء المغرب أوال للعهود الدولية المتعلقة‬ ‫بالعدالة االنتقالية وفتح ورش جاد ومسؤول يحترم‬ ‫األبجديات التي يستلزمها األمر أهمها معرفة الحقيقة‬ ‫الكاملة ورفع الحظر عن نقاش فعلي يحيط هذه المرحلة‬ ‫التاريخية بجرد المسؤولين وجبر ضرر الضحايا و اللتزام‬ ‫بعدم التكرار‪ ،‬ليشير الغلبزوري أن المصالحة ال تقتصر‬ ‫على شراء آالم الضحايا بالتستر على الجالدين موضحا أن‬ ‫السلطة بالمغرب ال تزال غير مهيأة للقطع مع الماضي ما‬ ‫دامت تواجه حراكا اجتماعيا ذو مطالب مشروعة بمقاربة‬ ‫أمنية وسياسة الحديد والنار‪ ،‬كما استعرض بعض نماذج‬ ‫هذه المنازعات في دول أمريكا الالتينية كاألرجنتين‬ ‫وتساءل عن امكانية التكييف بين المحكمة األمريكية‬ ‫لحقوق اإلنسان التي بتت في هذه القضايا وبين المحكمة‬ ‫األوربية للعدل وحقوق اإلنسان في حالة رفع القضية أمام‬ ‫أنظارها ‪.‬‬ ‫وبعدها تفاعل الحاضرون مع المداخالت بالتساؤل‬ ‫عن المسؤولية التاريخية _للمخزن_ في هذه الجريمة‬ ‫بدل اعتباره ضحية‪ ،‬إذ أن تعامل الدولة مع فكر الخطابي‬ ‫ومحاصرته وإجالء رفاته وتغييبه من التاريخ الرسمي تعتبر‬ ‫مؤشرات على اإلدانة والتورط ‪.‬‬ ‫ويشار أن الندوة عرفت حضورا متميزا ومكثفا ولقيت‬ ‫استحسانا لدى الشارع الريفي المهتم بالتاريخ والذاكرة‬ ‫الجماعية بعد فتح نقاش في مرحلة ظلت لحد اآلن ضمن‬ ‫الطابو والمسكوت عنه ‪..‬‬

‫أنا والعرافـة‬

‫شـعـر ‪:‬‬ ‫ذ‪ .‬مصطفى الشريف الطريبق‬ ‫أمل معلق فوق أشالء اليأس‬ ‫وحلم ملدوغ بعقارب النكس‬ ‫وعيش يتراءى عرقا في جبين عامل يمنى بالتعس‬ ‫والعرافة في دهاء لها‪ ،‬تسعى بإمعان‬ ‫تبلد العقول بإتقان‬ ‫وسيلتها السبحة والفنجان‬ ‫دعواتها ادعاء بال برهان‬ ‫والكل يصدق ويقدم القربان‬ ‫غاب العقل واختل النظام واالتزان‬ ‫قالت لي‪ :‬حظك في كف الرياح‬ ‫وما تدعيه وتدعو به نباح‬ ‫واسمك في برج بال مفتاح‬ ‫ترقب األشباح‬ ‫ترحل عبر منعرجات هي ليل بدون صباح‬ ‫عقباك عيش لست فيه ترتاح‬ ‫مادمت عصيا فالحظ غير مباح‬ ‫سآمة العيش تطول‬ ‫وإليك قطعا تؤول‬ ‫وما تأمله عنكبوت ال يزول‬ ‫الكل يسعفه حظي‬ ‫ويجديه وعظي‬ ‫وأنت طالك الغرور‬ ‫فما لك للمبتغى مرور‬ ‫نسيت أني مرتاح الخاطر‬ ‫ال يتالقى الليث والكلب في ناظري‬ ‫أبدا ال يفيد المرء من الليث الذنب‬ ‫ويفيده من الكلب الرأس فيحتسب‬ ‫عجبا كيف تلهو بنا العرافة في استهتار‬ ‫فنحسب مجونها استغفار‬ ‫وبيني وبينها أجبل من نفار‬ ‫سرها في الفنجان‬ ‫هل يضيع الفنجان ؟‬ ‫ويبين حقيقته الزمان ؟‬ ‫قالت ركيزتي طمع اإلنسان‬ ‫هو ال يشعر أنه يشرب من نهر األحزان‬ ‫قلت لها‪ :‬انزعي ما يستتر به وجهك‬ ‫ليزول الطالء ويعرف عيبك‬ ‫أسرارك اليوم ضاع عنانها‬ ‫هي أحرف يبست أسنائها‬ ‫وأعيد السبك فيها بالغراء‬ ‫وسينكسر الفنجان ويغدو هباء‬ ‫وتصبحين مما لديك جرداء‬ ‫فنجان العرافة مرقوم ملعون‬ ‫أتباعها مارقون‬ ‫كلهم لمظلمة مظلوم متفقون‬ ‫هم لصوص الصمت‬ ‫ناهبو البراءة آكلو السحت‬ ‫هم في صراع الخزرج واألوس داخل البيت‬ ‫هم بقايا تغلفت بالمقت‬ ‫بشاعة الدهر مهانة األشراف‬ ‫ومذلة األيام صولة األجالف‬ ‫حقيقة الزمان مبكى‬ ‫ولياليه أنكى‬ ‫وشدائده بالكرام أقوى فتكا‬ ‫ومن حولها الشر يصيح لبيكا‬ ‫كم أبصر من رؤوس في المدائن‬ ‫وأصحابها شبه العجائن‬ ‫كلهم يخاف أن ينعت عندها بالخائن‬ ‫وما يدري أنه موسوم بالماجن‬ ‫وفي كل لؤم وعار بالطاعن‬ ‫كم أبصر في الصدارة من أحجار‬ ‫وفي الهامش كم درر سناها كالنهار‬ ‫وقدر دنيا وبحر من وقار‬ ‫وكم أسمع من أنين‬ ‫وغيري يحسبه للكأس رنين‬ ‫والعرافة فنجانها به السم اللعين‬ ‫وتراتيل سبحتها غم مبين‬ ‫تـظـهـر الـوداعــة‬ ‫وحـقيقتهـا فـظـاعـة‬ ‫تـلـبسنا الـوضـاعـة‬ ‫لو قد رأى «زيوس» ما تلقي لضــاع‬ ‫ولصا يركع في وجوم وانصيـــاع‬ ‫هـي كالتنيـن لديه ألـف من ذراع‬ ‫وأنا لوحدي في مجاهل من صـراع‬ ‫أفقي ضفاف ما بها من أنهـــــر‬ ‫وشواطئ ما حولها من أبحــــر‬ ‫قل لي بربيك اليوم أية أنهـــــر‬ ‫أو قل لي فأي عيش مزهــــر؟‬ ‫من غير ما عزم مستبشــــــر‬ ‫نسيـر به لصبـح نيـــــــر؟‬

‫أنــا والعــرافــــة‬

‫نظمت جمعية أمزيان بالناظور ندوة وطنية حول‬ ‫«الجرائم الدولية ضد الريف وحق الضحايا في جبر الضرر»‬ ‫يوم السبت ‪ 10‬فبراير ‪ 2018‬بقاعة الندوات والعروض‬ ‫بالمركب الثقافي بالناظور تخليدا للذكرى ‪ 55‬لرحيل‬ ‫قائد حرب التحرير الريفية البطل محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي المعروف أيضا بـ «موالي محند»‪ ،‬والتي أطرها‬ ‫ثلة من المختصين والباحثين في شأن ملف حرب الغازات‬ ‫السامة والكيماوية بالريف ‪.‬‬ ‫في البداية استهل الكلمة رئيس الجلسة للترحيب‬ ‫بالحاضرين وشكر األساتذة المحاضرين على تلبية دعوة‬ ‫قبول الخوض في شعار الندوة الذي يعتبر ملفا حساسا‬ ‫وراهنيا وجب فتحه ومناقشته بكل جرأة سياسية لكشف‬ ‫المستور على جزء مهم من تاريخ الريف الذي بقي مندرجا‬ ‫ضمن المسكوت عنه رسميا‪ ،‬وأكد في ذات الكلمة‬ ‫االفتتاحية أن سياق الندوة يأتي ضمن الفعل اإلشعاعي‬ ‫للجمعية المتعلق بإعادة اإلعتبار لرموز ومالحم المقاومة‬ ‫مؤكدا أن ابن عبد الكريم الذي يعتبر مدرسة عالمية في‬ ‫التحرر واإلنعتاق ال يزال عرضة للتضييق والحصار الممنهج‬ ‫في ما يسمى بالتاريخ الرسمي الذي يحتاج إلعادة الكتابة‬ ‫بأقالم وطنية وعلمية مشيرا أن عدم إرجاع رفاته مثال‬ ‫يعتبر انتقاصا بأمجاد الرموز الوطنية ككل وتعبيرا سياسيا‬ ‫عن رفض جعل الخطابي يحظى بالمكانة االعتبارية التي‬ ‫تليق بأمجاده وتضحياته ‪.‬‬ ‫وبعدها تناول الكلمــة األستــاذ اليزيـــد الدريوش‬ ‫الباحث في تاريخ الريف الذي تطرق في مداخلته لعرض‬ ‫كرونولوجي لجرائم حرب الغازات السامة والكيماوية‬ ‫ليشير أن استعمال األسلحة الغير التقليدية ابتدأ مباشرة‬ ‫بعد معركة جبل العروي والفيض وأن محاولة إبادة ثورة‬ ‫ابن عبد الكريم بدأت في مرحلة مبكرة ولم تنحصر في‬ ‫مرحلة ‪ ،1926-1925‬متطرقا إلى استعراض األماكن‬ ‫التي اعتبرت قواعد حربية النطالق الطائرات اإلسبانية‬ ‫المكلفة بمهمة إمطار الريف بالغازات الكيماوية مستندا‬ ‫على مجموعة من المصادر التاريخية والشهادات المعززة‬ ‫لطرحه‪ ،‬وأعلن أن الوثائق التاريخية أثبتت أن معدل‬ ‫الوفيات نتاج القصف الجوي وحده حُصرت في ‪ 50‬حالة‬ ‫يوميا منذ ‪ 1921‬وهو رقم مهول‪ ،‬إلى ذاك تعرض األستاذ‬ ‫اليزيد بالتحليل المفصل في العالقة بين آثار الغازات‬ ‫الكيماوية واإلصابة بالسرطان المتفشي في كامل الريف‬ ‫استنادا على مجموعة من تقارير المنظمات الدولية التي‬ ‫تعنى بالصحة ليفند الزعم الرسمي الذي يتم ترويجه على‬ ‫لسان المسؤولين المغاربة الرامي إلى نفي العالقة بين‬ ‫تأثير هذه الغازات والسرطان مناديا في األخير إلى ضرورة‬ ‫تسمية األسماء بمسمياتها واإلقرار أن الريف تعرض وال‬ ‫يزال يتعرض لحملة تأديب رسمية مشيرا إلى أن التعامل‬ ‫مع مطالب حراك الريف وهول االعتقاالت والعقاب جراء‬ ‫المطالبة بمطالب بسيطة يثبت أن ال شيء تغير في تعامل‬ ‫السلطة مع الريف وداعيا إلى إطالق سراح كل المعتقلين ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تناول الكلمة مصطفى بن شريف الدكتور‬ ‫في القانون والمحامي بهيأة وجدة‪ ،‬صاحب كتاب «الجرائم‬ ‫الدولية وحق الضحايا في جبر الضرر‪ :‬حالة الريف‬ ‫‪ ،»1926_1921‬الذي استهل مداخلته بقراءة قانونية‬ ‫للجرائم الدولية وفق منظور القانون الدولي‪ ،‬موضحا‬ ‫الفرق بين جرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية وأكد‬ ‫الدكتور بن شريف أن حرب المقاومة تعتبر مشروعة من‬ ‫منطلق القانون باعتبار أن معاهدة الحماية تعتبر تنازال‬ ‫رسميا من السلطان عن الدولة ولذلك فمقاومة الدخيل‬ ‫تبقى شرعية ما دام الشعب لم تتم استشارته في قبوله‬

‫‪10‬‬

‫القصر الكبير في‪2017/11/28 :‬‬


‫العدد ‪929‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫تقرير عن مناقشة أطروحة الدكتوراه «بالغة‬ ‫الدُّعاء في نماذج من الخطاب الصوفي بالمغرب»‬ ‫للطالب الباحث عبد المومن زيطان‬

‫برحاب كلية اآلداب والعلوم‬ ‫نوقشت صَباحَ يوم الثالثاء ‪ 27‬جمادى األولى ‪ 1439‬الموافق لـ ‪ 13‬فبراير ‪،2018‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسانية جامعة عبد المالك السعدي بتطوان‪ ،‬أطروحة جامعية لنيل الدكتوراه‪ ،‬في وحدة التكوين‪ :‬النص األدبي العربي‬ ‫القديم‪ ،‬أعدَّها الطالبُ الباحث‪ :‬عبد المومن زيطان‪ ،‬في موضوع‪« :‬بالغة الدُّعاء في نماذج من الخطاب الصوفي» بإشراف‪:‬‬ ‫األستاذ الدكتور أحمد بوعود واألستاذ الدكتور عبد اللطيف شهبون‪.‬‬ ‫ونا َقشتها لجنة من األساتذة الدكاترة تتكون من ‪:‬‬ ‫أ‪.‬د محمد عبد الواحد العسري‪ :‬رئـيسا‬ ‫أ‪.‬د أحـمد بـوعود‪ :‬مشرفا ومقـررا‬ ‫أ‪.‬د عبد اللطيف شهبـون‪ :‬مشرفا ومقررا‬ ‫أ‪.‬دة سـعاد الـنــاصر ‪ :‬عضـوا‬ ‫أ‪.‬د أحمـد هاشم الريسوني‪ :‬عــضــوا‬ ‫أ‪.‬د عبد الرحيم اإلدريسـي‪ :‬عضـوا‬ ‫أ‪.‬د مـصـطفى بــوجمعة‪ :‬عضـوا‬ ‫وبعد دفاع الطالب الباحث عن أطروحته ‪ -‬التي جاءت في (أكثر من ‪ 400‬صفحة)‪ -‬ومناقشة اللجنة َله في الموضوع‬ ‫والعنوان واإلشكال والخطة والمنهج والمصادر‪ ،‬امتدت لساعات طوال‪ ،‬مُ ِنحَتْ اللجنة للطالب الباحث عبد المومن زيطان‬ ‫َ‬ ‫درَجَة الدكتوراه في اآلداب تخصص‪ :‬النص األدبي العربي القديم‪ ،‬بميزة مُشرِّف جدا‪.‬‬ ‫وتقدم الطالب الباحث بتقرير موجز عن الرسالة العلمية المعروضة للمناقشة أمام لجنة علمية وحضور غفير من‬ ‫أساتذة وطالب العلم وزمالء له‪ ،‬وأسرته الكبيرة والصغيرة؛ هذا نصها الكامل‪:‬‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬ ‫يشرفني اليوم‪ ،‬السادة أعضاء اللجنة العلمية الموقرة أن أستهل هذا التقرير بتقديم امتناني الصادق‪ ،‬وشكري العميق‪،‬‬ ‫إلى األستاذين الجليلين المشرفين على األطروحة‪ ،‬األستاذ األديب الدكتور عبد اللطيف شهبون‪ ،‬واألستاذ الدكتور أحمد‬ ‫بوعود‪ ،‬على التوجيه السديد والتهذيب الدقيق والرعاية الفائقة‪ ،‬التي شمالني بها‪ ،‬وعلى مالحظاتهما القيمة التي كان لها‬ ‫األثر الكبير في إتمام هذه األطروحة‪.‬‬ ‫فاهلل‪ ،‬سبحانه وتعالى‪ ،‬أسأل ألستاذي الكريم الدكتور عبد اللطيف شهبُون عمرا مديدا وعطاء منه غير مجذوذ‪ ،‬وأن‬ ‫يديم عليه لباس العافية وموفور الصّحة وهو ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬ ‫وألستاذي الفاضل الدكتور أحمد بوعود مزيدا من التقدم العلمي والعملي والعطاء المثمر ومزيدا من االحتضان‬ ‫العلمي لطلبته‪ ،‬إن ربي قريب مجيب‪.‬‬ ‫كما أتقدم بخالص شكري وتقديري إلى أعضاء اللجنة العلمية المحترمة أساتذتي فضيلة الدكتور األستاذ محمد‬ ‫عبد الواحد العسري‪ ،‬واألستاذة الفاضلة الدكتورة سعاد الناصر واألستاذ الدكتور أحمد هاشم الريسوني وفضيلة الدكتور‬ ‫مصطفى بوجمعة‪ ،‬وفضيلة األستاذ الدكتور عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي‪ ،‬الذين عهدتهم أساتذة متمرسين في العلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬والذين تفضلوا بقبول مناقشة هذه األطروحة وتقويمها‪.‬‬ ‫وأتقدم بالشكر لكل من ساعدني للوصول إلى هذه المرحلة بالتشجيع أو النصح أو اإلرشاد‪ ،‬كما ال يفوتني أن أشكر‬ ‫جميع الحاضرين الذين شرفوني بحضورهم‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فإن البحث المسمى «بالغة الدعاء في نماذج من الخطاب الصوفي بالمغرب» هو دراس ٌة تبتغي تحقيق غايات‬ ‫أذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬ ‫ أوال‪ –:‬رغبتي الشديدة المستمرة في دراسة موضوع يتصل بالقرآن الكريم وربطه بعلم التصوف‪ ،‬إذ شرف العلم‬‫بشرف موضوعه‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ :‬إن موضوع الدعاء في الخطاب الصوفي‪ ،‬لم يحظ بدراسة أس ُلوبية بحسب المصادر التي راجعتُها‪ ،‬بل لم ينل‬‫حقه حتى من الدراسة الموضوعية الفنية‪ ،‬العلمية المنهجية‪ ،‬بوصفه أسْ ُلوبا إنشائيا‪ ،‬وفنيا أدبيا‪ ،‬مما يجعل درسه موضوعا‬ ‫جديدا‪ ،‬يُسهم في إبراز خصائصه األسلوبية‪ ،‬وسماته الفنية‪.‬‬ ‫ ثالثا‪ :‬إن موضوع الدُّعاء‪ ،‬يجمع بين بُعدين قيمين‪ :‬البُعد الديني التعبدي‪ ،‬والبعد األسلوبي الفني‪ ،‬وهذا يجعل‬‫البحث بين مغنمتين قيمتين هما‪ :‬التعبد إلى اهلل بالدُّعاء‪ ،‬والتذوق األسلوبي الفني لنص تخاطبي جليل‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬اإلسهام في خدمة الموروث األدبي الصوفي للمكتبة العربية‪ ،‬في مجال اللغة عامة‪ ،‬واألدب خاصة‪.‬‬ ‫والبحث في الخطاب الصوفي اشتمل على مختلف األشكال التعبيرية منها الدعاء والشك أن هذا التوظيف لم يكن‬ ‫عشوائيا بقدر ما كان عن سابق تدبُّر ُّ‬ ‫وتفكر ويؤكد هذا اهتمام المتصوفة بدقائق األمور المتصلة بعلمهم علم الباطن فقد‬ ‫جعلوا لكل مكونات خطابهم مرجعية وأساسا يستند عليه‪.‬‬ ‫إشكال الموضوع‪:‬‬ ‫انبثق إشكال الموضوع الذي عالجناه من مجموعة من األسئلة؛ منها ما أثير خالل فترة التكوين في وحدة ماستر األدب‬ ‫العربي في المغرب العلوي‪ .‬ومنها ما جاء نتيجة االطالع على بعض المراجع التي لها عالقة بالدعاء في الخطاب الصوفي‪،‬‬ ‫ومنها ما نتج عن تتبع المفاهيم البالغية ‪.‬‬ ‫ فما هي أهم القضايا البالغية التي تناولها الدعاء في الخطاب القرآني والخطاب الصوفي؟ وما هي مقاصدهما؟‬‫ وهل كانت األدعية في تلكم القضايا أصيل ًة أم هي منقولة عن غيرهم من المؤلفين؟‬‫ وما هي المقاصد التربوية التي يتضمنها الدعاء في الخطاب الصوفي؟ وما هي التوجيهات اإلصالحية التي عالجها؟‬‫ وهل النص الصوفي تأثر بآيات الدعاء في خطابه ؟ وإذا كان نعم إلى أي حد يمكن اعتبار النص الصوفي يمتح من‬‫النص القرآني؟‬ ‫ وما تجليات متانة خطاب الدعاء في نصوص األوراد األحزاب والتّصليات ؟‬‫وإلى أي حد شكل الدعاء غذا ًء روحيا لشيوخ الزوايا ؟ علما أن جل النصوص التي بقيت إلى يومنا هذا كانت جلها مليئة‬ ‫باألدعية التي تعالج األزمات واأليام الصعاب والمحن التي تمر منها الزوايا في مواجهة المستعمر الغاصب؟‬ ‫تصميم األطروحة‪:‬‬ ‫اقتضت طبيعة البحث‪ ،‬أن يكون في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة‪ ،‬أما المقدمة فبينت فيها أهمية الموضوع ودواعي‬ ‫اختياره‪ ،‬وأهدافه‪ ،‬والدراسات السابقة له‪ ،‬وأهم ما تميز به من غيره‪ ،‬وأجزاءه التي تكون منها‪ ،‬ومنهج الدراسة‪ ،‬ونوع‬ ‫المصادر التي أفدت منها في جمع معلوماته‪.‬‬ ‫بعدها قسمنا األطروحة إلى أربعة فصول‪:‬‬ ‫عنونا الفصل األول‪ ،‬ب»بالغة الدعاء في الخطاب القرآني والصوفي‪ :‬دراسة في المفاهيم» حيث سعينا إلى تحديد‬ ‫مفهوم الدعاء والبالغة ومفهوم التصوف‪ ، ،‬دون أن نَغْ َفل الجانب النقدي لدارسي هذه المفاهيم الثالثة‪ ،‬ثم قمنا بإبراز‬ ‫الجوانب التربوية والمقاصدية التي يملكها الدعاء في حياة كل سالك إلى اهلل‪ ،‬كما تطرقنا إلى اهتمام الجيل األول بالدعاء‬

‫وجع ُله سالحَ كل بالء‪ ،‬مع التطرق لخصائص الخطاب الصوفي بالمغرب وذكر الفرق بينه وبين الخطاب القرآني‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني من األطروحة فقد تناول موضوع «بالغة الدعاء في الصالة المشيشية» خصصنا فيه الحديث عن‬ ‫معاني التصلية ومكانتها في نصوص األوراد وآدابها وكيف ظهر نص التصلية في المغرب مع إبراز عالقتها بالتوسل‬ ‫والدعاء والمناجاة من حيث توسيع المفهوم ليشمل الصورة البالغية معاً والتطرق لشروح هذا النص الدعائي‪ ،‬وذكر أهم‬ ‫الخصائص األسلوبية التي جاءت في نص الشيح ابن مشيش رحمه اهلل‪.‬‬ ‫فيما سمينا الفصل الثالث ِبـ «بالغة الدعاء في دالئل الخيرات» ناقشنا فيه مقاصد المعنى والمبنى في دالئل الخيرات‪،‬‬ ‫وكيفية تشكله‪ ،‬وآلياته‪ ،‬ثم المقاصد واألغراض المراد التوصل إليها من الرسائل الضمنية المنضوية في النص‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫في االفتقار إلى اهلل ‪ ،‬والتقرب إليه وطلب الشفاعة من خاتم النبيئين ودفع المضار وجلب المنافع وكذلك جعل الدعاء رابطة‬ ‫بين ذوي السابقة من األنبياء واألولياء واألصفياء‪ ،‬وكيفية إسهام تلك المقاصد في تشكيل بالغة المعنى في الخطاب‬ ‫الصوفي للدعاء والتصلية وامتداد هذا النص رغم بعدنا عنه لمدة طويلة‪ ،‬علما أن النص ال زال قائما في أوراد شيوخ‬ ‫التصوف‪ ،‬فتناولنا المؤلف والمؤلف بنظرة جديدة وذلك بإبراز مستويات الدرس اللغوي في دالئل الخيرات‪ ،‬واألبعاد الجمالية‬ ‫وبالغةالتصلية‪.‬‬ ‫أما الفصل الرابع فعنوناه «بالغة الدعاء في توسل الناصري سيدي محمد بن ناصر الدرعي رحمه اهلل « حيث الحظنا‬ ‫أن هذه الشخصية لم تنل حقها من الدراسة‪ .‬وال تستقيم الدراسة إال بتناول هذا الدعاء من جوانب مختلفة تفرض سلطتها‬ ‫على القارئ‪ ،‬مما ِّ‬ ‫يخلفُ في نفسه أثراً عميقاً ليس من السهل تجاهله‪ ،‬فتطرقنا لحياة الشيخ وتكوينه العلمي والتربوي‬ ‫ومكانته الروحية في الزوايا ‪ ،‬ثم َذ َكرنَا أنماط الدعاء ومضامينه في توسل سيدي محمد بن ناصر‪ ،‬ثم ختمنا الفصل‬ ‫بمعالجة المقاربة األسلوبية في هذا الدعاء ومقارنته بالنص القرآني كونه يقتبس العديد من المصطلحات من الخطاب‬ ‫القرآني مع ذكر أهم المقاصد البالغية في الدعاء عموما ‪.‬‬ ‫وأنهينا الدراسة بخاتمة بيننا فيها أهم النتائج العامة التي توصلنا إليها‪.‬‬ ‫منهج البحث‪:‬‬ ‫رأينا أن نعتمد على منهج يتشكل من أدواتٍ متعددة من بينها االستقراء والموازنة والنقد‪.‬‬ ‫فأما االستقراء فأفدتُ منه في تتبع الموضوعات البالغية التي نالت نصيبا من مسألة الدعاء في الخطاب الصوفي‬ ‫وشغلت حيزا كبيرا‪ ،‬كما أفدتُ منه في تتبع حضور نصوص الدعاء وشروحه البالغية رغم أنها قليلة على المستوى البالغي‪.‬‬ ‫وأما الموازنة فيبدو أثرها واضحا في المباحث التي خصصتها للخصائص األسلوبية في نصوص الدعاء؛ إذ كنتُ أوازن‬ ‫وجوانب التميز والتحيز‪.‬‬ ‫بين المصطلح واقتباساته في النص القرآني لتَبيُّن أوجهِ التشابه واالختالف‬ ‫ِ‬ ‫وأما النقد فقد اعتمدتُه منذ الصفحات األولى للبحث حيث قوَّمتُ ما بدا لي من أخطاء في الدراسات التي اطلعتُ‬ ‫عليها وكان موضوعها بالغة الدعاء‪ ،‬كما اعتمدتُه في تعاملي مع المتن الصوفي نفسه؛ إذ كانت قراءتي للدراسات التي‬ ‫درست النمص الصوفي مصحوبة بقلم النقد والتقويم‪.‬‬ ‫نتائج الدراسة آفاق البحث‪:‬‬ ‫ أوال‪ :‬إن هذه الدراسة اهتمت بتحديد مصطلح الدُّعاء‪ ،‬وحدت له حداً جامعاً مانعاً‪ ،‬بينتْ من خالله ما دخل إلى‬‫التعريف وما خرج عنه‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ :‬إن هذه الدراسة صنفت بحسب المظاهر األسلوبية الموجودة في نصوص الدُّعاء‪ ،‬وليس بحسب موضوعاته‪،‬‬‫أو أصناف الداعين‪ ،‬وأنماط مطالبهم‪ ،‬وغير ذلك من االعتبارات التي نجدها في بعض الدراسات السابقة ‪.‬‬ ‫ ثالثا‪ :‬إن الدراسات السابقة كانت تختص بجانب معين من الدُّعاء على وفق حدودها المقررة في العنوان‪ ،‬فتدرس‬‫فقهه‪ ،‬أو دالالته اإليمَانية أو تركيبه النحوي‪ ،‬أما هذه الدراسة فقد جعلت نصوص الدُّعاء مادة درْسِها األسلوبي‪ ،‬لتشمل‬ ‫النص الدعائي وجماليته وتأثيره‪ ،‬فتنطلق منه وتعود إليه ‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬إن هذه الدراسة جاءت لتحقيق الهدف الذي حددته بمنهج واضح المعالم‪ ،‬يرجو الباحث أن تكون مكملة لتلك‬ ‫الدراسات من ناحية وفاتحة لدراسات أخرى َّ‬ ‫يتطلبها النص الدعائي خاصة‪ ،‬والنص الصوفي عامة‪.‬‬ ‫خامسا‪ّ :‬‬ ‫إن خطاب الدعاء في األدب الصوفي ينبني على أسس ووحدات كبرى منها ما هو بنائي معماري‪ ،‬وعالئقي‬ ‫تخاطبي‪ ،‬وما هو معنوي مثل‪ :‬الهيللة والتوحيد اإللهي‪ ،‬والنص القرآني‪ ،‬وتعظيم الرسول صلى اهلل عليه وسلم والصالة‬ ‫عليه‪ ،‬وتعظيم الولي بالدعاء له‪ .‬ومنها ما هو لغوي تركيبي تجلى في بنيات الطلب والتوسل‪ ،‬والتكرار‪ ،‬والتقابل مع االئتالف‪،‬‬ ‫والتداخل النصي‪ ،‬إضافة إلى النمط السردي‪ ،‬وسلطان بالغة الفكرة أو الصورة المعنوية‪ ،‬مع حضور الصورة اللفظية‬ ‫البديعية والبيانية بحسب النصوص وإمكانات‬ ‫ ساسا‪ :‬لقد جمع خطابُ الدعاء بين سرد صفات الرّسول صلى اهلل عليه وسلم وفضائله‪ ،‬وشكوى النفس األمارة‬‫بالسوء والدُّعاء وجوابه‪ ،‬وتصريح بالهدف الدرعي ونُشدَان التغيير الواقعي األشمل‪ ،‬يتخذ غاية له توجيها للكيان اإلنساني‬ ‫نحو الكمال‪ .‬فكان الدعاء ذا بالغة وظيفية ترتبط بالحياة وتفاصيلها تنشد إخضاعها لمنظورات الدين والفلسفة عامة‪.‬‬ ‫ سابعا‪ :‬استطاع أدب الدعاء أن يرسم تميزه في لوحة األدب المغربي المنظوم والمنثور إن في المعاني واألفكار أو‬‫المباني واألساليب‪ ،‬وسواء كان موضوعه إلهيا أم محمديا أم ولويا أم مشتركا بين تلك الذوات المرجعية في الدعاء‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬إن الدعاء أدب ذوقي وجداني صادق أخالقيا وفنيا يستبطن بشكل منظم تجربة روحية تتغير تجاوز الواقع الفعلي‬ ‫للموجودات التي كشف واقعها الجوهر وأصلها الصافي المقدس‪ ،‬ومأواها النقي في الروح اإلنسانية‪ ،‬مسخرة ألجل ذلك كل‬ ‫الطاقات التعبيرية والمكونات اللغوية واألدبية في أجوائها المألوفة وغير المأُلول َفة النا ِبعة من خصوصية التجربة الصوفية‪.‬‬ ‫أخيرا‪ :‬تهيمن لغة الرمز واإلشارة على لغة المطابقة والعبارة‪ ،‬وتحضر حضورها الغالب في خطاب الدعاء‪ ،‬وفي أدب‬ ‫التَّصْليات‪.‬‬ ‫اآلفاق التي يفتحها البحث‪:‬‬ ‫إننا ال ندعي أن بحثنا قد استشرف جميع القضايا التي يثيرها الدعاء وبالغة الخطاب الصوفي‪ ،‬فالنتائج التي انتهت‬ ‫إليها هذه الدراسة يمكن أن تكون منطلقات ألبحاث أخرى تتولى تحليل وتأويل الخطاب الصوفي في التراث النثري العربي‬ ‫وتحليله من زوايا مختلفة‪ .‬وحافزا لنا أيضا لتتبع مسير البحث‪ ،‬حيث يمكن أن يكون أفقا من آفاق الدراسات البالغية ‪.‬‬ ‫في الختام أغتنم الفرصة ألوجه الشكر الجزيل لوالدتي‪ ،‬التي تدعو معي كل يوم خمس مرات والتي كان لها الفضل‬ ‫بعد اهلل في استكمال هذه األطروحة لما بذلت معي واهلل تعالى أسأل أن ال يحرمني ِبرّها وِرضَاهَا‪.‬‬ ‫كما أشكر كافة أفراد عائلتي الكبيرة والصغيرة‪ ،‬وخصوصا إخواني وأخواتي وكل من ساهم في تربيتي الروحية‪.‬‬ ‫كما ال تفوتني الفرصة بأن أتقدم بأسمى آيات الشكر واالمتنان والتقدير والمحبة إلى الذين حملوا أقدس رسالة في‬ ‫الحياة‪ ،‬إلى الذين مهدوا لنا طريق العلم والمعرفة إلى جميع أساتذتنا األفاضل‪ ،‬الذين أخذت عنهم واستفدت منهم‪.‬‬ ‫كما يسعدني أن أجدٍّد شكري للسادة أعضاء اللجنة العلمية لتقبلهم مناقشة هذه األطروحة‪ ،‬وأن أستمع إلى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتصويباتكم التي الشكَّ ستُغني هذا العمل‪ .‬والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته والحمد هلل‬ ‫وتوجيهاتكم‬ ‫مالحظاتكم‬ ‫رب العالمين‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫ندوة وطنية بشفشاون لرصد واقع‬ ‫وحلول آفة اإلنتحار‬

‫أجمع المشاركون في ندوة وطنية دعت إلى‬ ‫تنظيمها جمعية باب تازة بإقليم شفشاون‪،‬على‬ ‫ضرورة تعميق الوازع الديني والضوابط‬ ‫االجتماعية وتفعيل دور التربية األسرية والتعليم‬ ‫ووسائل اإلعالم للحد من آفة االنتحار‪.‬‬ ‫وقد وقف المشاركون خالل الندوة التي‬ ‫نُظمت بمركب باب تازة مساء السبت المنصرم‬ ‫‪ ،2018-02-10‬حول عنوان « آفة االنتحار بإقليم‬ ‫شفشاون –الواقع واآلفاق»‪ ،‬عن أسباب ودوافع‬ ‫االنتحار وطرق الوقاية منه حيث قال األستاذ‬ ‫محمد الشرايمي‪ ،‬أستاذ بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بمرتيل‪ ،‬أن ظاهرة اإلنتحار عالمية‬ ‫لكنها مستفحلة بالمنطقة الشمالية بالمغرب‪،‬‬ ‫داعيا المسؤولين والباحثين بأخذها بعين‬ ‫اإلعتبار‪ ،‬خصوصا وأنها لم تحظ بالقدر الكافي‬ ‫من البحث والدراسة والتحليل‪.‬‬ ‫واعتبر الدكتور أحمد الوجدي أستاذ بكلية‬ ‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫بتطوان وعضو المجلس العلمي بعمالة الفحص‬ ‫أنجرة‪ ،‬في تصريح خص به جريدة «الشمال» ‪،‬‬ ‫أن تنظيم مثل هذه الندوات واللقاءات العلمية‬ ‫له أثره الكبير في التخفيف والتحسيس بمخاطر‬ ‫هذه الظاهرة اإلجتماعية الخطيرة أال وهي‬ ‫ظاهرة اإلنتحار‪.‬‬ ‫وأضاف «الوجدي» أن ما ميز هذا اللقاء هو‬ ‫انفتاح المؤسسة الدينية المتمثلة في المجلس‬ ‫العلمي المحلي‪ ‬بعمالة إقليم شفشاون على‬ ‫المجتمع المدني ‪ ،‬خاصة وأن اإلقليم ذو طبيعة‬ ‫قروية جد محافظة‪.‬‬ ‫كما أشاد المتحدث بهذا اإلنفتاح سواء‬ ‫من طرف المجلس العلمي المحلي أو من طرف‬ ‫جمعيات المجتمع المدني إلى جانب انفتاح‬ ‫الجامعة على محيطها اإلجتماعي‪.‬‬ ‫‪ ‬فيما صرح عبد الحفيظ زرغيل رئيس‬ ‫جمعية باب تازة للرياضة والتنمية لجريدة‬ ‫الشمال أن آفة ‪ ‬االنتحار وخصوصا بإقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬أصبحت ظاهرة مقلقة ومعقدة‪ ،‬أرخت‬ ‫بظاللها على جميع الفئات العمرية من كال‬ ‫الجنسين؛ بدءا من األطفال والشباب وانتهاء‬ ‫بالشيوخ‪ ،‬باختالف شرائحهم االجتماعية‪ ،‬مما‬ ‫يخلف وقعا سلبيا خطيرا على نفسية األسرة‬ ‫والمحيط المجتمعي ككل‪.‬‬ ‫كما تطرق األستاذ عبد الرحيم العزاوي‪،‬‬ ‫أستاذ متخصص في الدراسات اإلسالمية إلى‬ ‫موضوع بالغ األهمية والذي يتمحور حول «أثر‬ ‫العقيدة في محاربة اإلنتحار» ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ ‬حيث اعتبر «العزاوي» أن صاحب العقيدة‬ ‫اإلسالميّة ال ييأس من روح اهلل‪ ،‬يوقن بأن اهلل‬ ‫سبحانه وتعالى الذي ما أنزل دا ًء إال وجعل له‬ ‫دواء‪ ،‬يؤمن كذلك بأن للمصائب والنوازل مفاتيح‬ ‫َ‬ ‫رَج ألبوابها المغلقة‪ ،‬ال يستفتحها إال من اتقى‬ ‫ف ٍ‬ ‫ربّه ّ‬ ‫جل جالله‪ .‬‬ ‫وقد انصبت مداخلة السيد عبد العزيز‬ ‫المون واعظ وخطيب‪ ‬بشفشاون حول الحث‬ ‫على وجوب وعي الخطاب القرآني ومعرفة اهلل‬ ‫عزوجل معرفة يقينية‪ ،‬مع إدراك حقيقة وجود‬ ‫اإلنسان في هذا الكون المسخر له‪ ،‬معززا قوله‬ ‫بمجموعة من اآليات الكريمة واألحاديث النبوية‬ ‫واألدلة من الواقع المعاش‪ ،‬كما أورد مجموعة‬ ‫من األحاديث النبوية التي تحرم قتل النفس‬ ‫البشرية‪.‬‬

‫طنطنة‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر في حق‬

‫محمد القرْواني‬

‫لإلشارة فجميع المداخالت عالجت مقاربات‬ ‫متنوعة؛ دينية وقانونية من طرف أكاديميين‬ ‫وباحثين متخصصين‪ ،‬الذين أجمعوا على كون‬ ‫المقاربة الدينية لها األثر البارز في الحد من اآلفة‬ ‫الخطيرة‪.‬‬ ‫‪ ‬كما تم في ختام الندوة تقديم عرض‬ ‫مسرحي لثلة من شبـــاب وشابــان المنطقة‬ ‫الذين قدموا أداء متميزا حول «آفة االنتحار» من‬ ‫صميم الواقع‪ ،‬حيث وجهوا في لقطات متميزة‬ ‫رسائل مفادها؛ ضرورة وضع الحد لهاته الظاهرة‬ ‫بإشراك جميع الفاعلين والمسؤولين‪.‬‬

‫«الشمال»‬

‫أنشودة المطر‪ //‬أنشودة الخطر‬

‫لما أعوزه الحال ضمان رزقه المنتظر‪ ،‬واعتراه الهم والحزن والضجر‪ ،‬وطلع له في رأسه الخز والكدر‪،‬‬ ‫أرغى وأزبد وشد بكلتا يديه آلة الوتر‪ ،‬فشرع يشنف األسماع بأنشودة المطر‪ ،‬منبها الغاشي القاعد‬ ‫والماشي بهول الخطر‪ ،‬كلما أدرفت السماء دموع الرحمة شذر مذر‪.‬‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طن طن طن‬ ‫يا إخوتي جاء المطر فقست قلوب البشر‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طن طن طن‬ ‫يا إخوتي جاء المطر فانتشرت البرك والحفر‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طن طن طن‬ ‫يا إخو تي جاء المطر فغرق البدو والحضر‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طن طن طن‬ ‫يا إخوتي جاء المطر فلقـم الفـقراء الحجـر‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طن طن طن‬ ‫يا إخوتي جاء المطر فساد الفساد والضرر‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طرالن طن‬ ‫يا إخوتي جاء المطر فالتهم الحلوف الشجر‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طن طن طن‬ ‫يا إ خوتي جاء المطر فنطح البقر البقر‬ ‫طن طن طن‪ ..‬طن طن طن‬

‫• محمد وطا�ش‪..‬‬

‫م�صطفىم�شبال‬ ‫‪2008-05-22‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫أمي أغلى ما في الوجود‬

‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫أنحني إجالال وتعظيما لكل أم فاضلة حين تريد أن ترضع صبيها ‪ :‬تقول ‪:‬‬ ‫باسم اهلل « ‪ .‬أقبل يديها ورجليها امتنانا بدرسها األول للطفل حين تسمعه (بسم‬ ‫اهلل) ‪ :‬اهلل أعظم أسماء اهلل تعالى‪ .‬وتواكب نموه فإذا أخذ من يدها ملعقة بها طعام‬ ‫صنعته له ‪ :‬تقول وهي تطعمه باسم اهلل وتأخذ بيديه وهو يحاول أن يخطو أول‬ ‫خطواته‪ .‬فتقول له باسم اهلل‪ ،‬دادوش كبير علوش‪.‬‬ ‫باسم اهلل‪ ،‬دادوش كبير وليدي وعش لي‬ ‫باسم اهلل‪ ،‬احفظه يا ربي‪ ،‬احفظه يا ربي‪.‬‬ ‫اهلل‪ ،‬اهلل‪ ،‬اهلل‬ ‫وحين تراه يسقط من السرير تهرول مسرعة لتتلقفه وتقول اهلل معك‪ ،‬اهلل‬ ‫معك وحين تراه يميل برأسه إلى صدرها‪ .‬تعلم أنه يريد النوم‪ .‬تحضنه إلى صدرها‬ ‫من بدنه جديد وتطبق بيديها على بدنه وهي تغني له بصوت رقيق ناعم ال يخلو‬ ‫من حنان وعطف ‪:‬‬ ‫يا رب يا رب رقد لي وليدي في الفرش العالي‪.‬‬ ‫يا رب يا رب رقد لي وليدي في الفرش العالي‬ ‫يا حنان يا منان يا غراس الخوخ والرمان‬ ‫نعس لي وليدي في الفرش العالي‪.‬‬ ‫وسرعان ما يغمض الصبي عينيه وينام في حضن والدته‪ .‬وقد أحس بالدفئ‬ ‫والحنان‪ .‬فإذا داعبه النعاس وهدأت أنفاسه‪ ،‬تأخذه في رقة إلى سريره المعد لندمه‬ ‫وتحيط جوانبه بمخدات حتى ال يسقط تستمر في الغناء له ليعلم أنها بجانبه‪.‬‬ ‫وما دعائي في ضالل‬ ‫يا ربي يا عظيم الشأن‬ ‫احفظ لي وليدي الحبيب‬ ‫ينام بالصحة والعافية‬ ‫احميه يا ربي من كل حسود‬ ‫يا ربي يا عظيم الشأن‬ ‫احفظ لي وليدي الحبيب ‪.‬‬ ‫فنومه راحة له‪ .‬وتطلب اهلل أن يحفظه من همزات الشياطين اهلل‪ .‬اهلل ‪ .‬اهلل‬ ‫ما أعظم هذه األم الحليمة بطفلها العطوفة على قطعة كبدها‪ .‬ففضلها‬ ‫عظيم في الدنيا وفي اآلخرة ال يوازيه إال دخول الجنة ال يستطيع المرء إحصاء ما‬ ‫تحملته األم من حمل ووالدة وإرضاع وسهر بالليل ‪ .‬ونصب بالنهار في سبيل ابنها‬ ‫وراحته‪ .‬وهي ال تبالي بنفسها شغفها وليدها تذبل لذبول ابنها ‪ .‬وتغيب بسمتها‬ ‫إن غابت ضحكته‪ .‬وتذرق دموع األسى إن اشتد توعكه‪ .‬وارتفعت حرارة جسمه وتأخذه‬ ‫إلى أقرب طبيب‪ .‬وتحرم نفسها الطعام والشراب إن صام عن لبنها‪ .‬وتلقى نفسها‬ ‫في النار لتنقذ ابنها تتحمل الهوان والذل والشقاء ثقل الجبال الراسخة ليحيا وليدها‬ ‫وينعم بالراحة والطمأنينة‪ .‬وتموت راضية مرضية إذا اشتد عوده ولو على حساب‬ ‫صحتهاوراحتها‪.‬‬ ‫يرقص قلبها طربا وهو يهتز بجسمه الناعم وال تسعها الدنيا إذا جلس بين‬ ‫المخدات أو إذا حبا أو مشى ‪ .‬أما إذا نطق بأول اسم ماما‪ ،‬ماما‪ .‬ترى الحياة كلها نورا‬ ‫وجماال وهو يلهو بلعب أهداه إياها والده المنعم ‪.‬‬ ‫إن اإلنسان إذا عرف فضل والدته عليه ينحني لها إجالال وتعظيما لذلك جعل‬ ‫اهلل الجنة تحت قدميها ‪ .‬وجعل حقها ثالثة أضعاف حق األب‪ .‬قال صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪:‬‬ ‫«جاء رجل إلى رسول اهلل عليه الصالة والسالم فقال ‪ :‬من أحق الناس بحسن‬ ‫صحابتي ؟ قال ‪ :‬أمك‪ ،‬قال ثم من ؟ قال أمك ‪ ،‬ثم من؟ قال أمك ثم من يا رسول اهلل‬ ‫‪ .‬قال ثم أبوك « (صحيح البخاري ‪.)5971‬‬ ‫وفي حديث آخر عن البر بالوالدين‪ « .‬جاء رجل إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم‪,‬‬ ‫يستأذن في الجهاد فقال له الرسول ‪ :‬أحي والداك ؟ قال ك نعم ففيهما فجاهد « ‪.‬‬ ‫(البخاري ‪.)3004‬‬ ‫عن أبي هريرة عن النبي صلى اهلل عليه والسلم قال ‪ :‬رغم أنف ثم رغم أنف‬ ‫قيل ‪ :‬من يا رسول اهلل؟ قال ‪ :‬من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل‬ ‫الجنة ‪ ( .‬حديث رقم ‪.)2551‬‬ ‫وقال تعالى في محكم كتابه‪.‬‬ ‫وبالوالدين إحسانا إما يبلغني عندك الكبر أحدهما أو كالهما‪ .‬فال تقل لهما أف‬ ‫وال تنهرهما‪ .‬وقل لهما قوال كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ‪ .‬وقل رب‬ ‫ارحمهما كما ربياني صغيرا ‪( .‬صدق اهلل العظيم) سورة اإلسراء ‪ 23‬و‪.)24‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا» (سورة مريم ‪.)13‬‬ ‫وقال تعالى « وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسالم علي يوم ولدت‬ ‫ويوم أموت ويوم أبعث حيا‪ .‬ذلك عيسى ابن مريم (سورة مريم ‪ 30‬ـ ‪)31‬‬ ‫فاآليات كثيرة في الذكر الحكيم‬ ‫سورة مريم اآلية ‪47‬‬ ‫سورة مريم اآلية ‪67‬‬ ‫سورة االنفطار اآلية ‪8‬‬ ‫سورة نوح اآلية ‪30‬‬ ‫سورة نوح اآلية ‪5‬‬ ‫واألحاديث النبوية الشريفة في كتاب ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ الطريق إلى الجنة ‪ ،‬صفحات ‪ 520‬ـ ‪ 521‬ـ ‪ 522‬ـ ‪ 523‬ـ ‪ 524‬ـ ‪.525‬‬ ‫‪2‬ـ في صحيح مسلم‪ ،‬الصفحات ‪ 888‬ـ ‪.889‬‬ ‫والمراجع متعددة وكفيلة بإفادة الباحث عنها كل ما قيل في حق األم وهي‬ ‫ترعى طفلها لحظة لحظة ال نستوف حقها‪.‬‬

‫األم صانعة األجيال‬

‫قال أحد علماء التربية وعلم النفس‪.‬‬ ‫إذا أحسنت المرأة تحريك سرير ابنها‬ ‫فكأنها حركت العالم بأسره‬ ‫فإذا راعته حق رعايته وواكبت صغره حتى كبره ال بد أن تثمر جهودها قال‬ ‫تعالى ‪« :‬اهلل الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من‬ ‫بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العلي القدير»‪ .‬صدق اهلل العظيم (سورة‬ ‫الروم ‪52‬ـ ‪)53‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬ووصينا اإلنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله‬ ‫في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير « صدق اهلل العظيم (سورة لقمان‬ ‫اآلية ‪12‬ـ‪.)13‬‬ ‫وقال تعالى ‪ « :‬وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا « صدق اهلل العظيم (سورة‬ ‫األمراء اآلية ‪.)24‬‬ ‫وقال أحمد شوقي رحمه اهلل‬ ‫األم مدرسة إذا أعددتها‬ ‫أعددت شعبا طيب األعراق‪.‬‬

‫وقلت في حق أمي‬

‫لك حبي وفؤادي وهيامي يا أعز الناس‬ ‫يا أمي يا أغلى من عمري فداك روحي‬ ‫هي معلمتي األولى ورائدة حياتي‬ ‫يا من أشبعتني حبا وحنانا وعطفا‬ ‫يا من رضعت لبن ثدييها وهي راضية‬ ‫يا من أضاعت راحتها لمنامي‬

‫يا من سهرت الليالي ولم تنم لوجعي‬ ‫يا من تركت نومها لمنامي وسعادتي‬ ‫يا من أهملت نفسها لهنائي وفرحي‬ ‫يا قرة عيني ومهجة قلبي هي أمي‬ ‫يا من فضلها الرسول على الزوج واألب‬ ‫يا من رضاها ورضا اهلل ندخل دار القرار‬ ‫يا من قال في حقها الجنة تحت أقدام األمهات‬ ‫يا من تحملت آالم الحمل والوالدة لوالدتي‬ ‫يا من تخملت سهر الليالي لمرضي وسقمي‬ ‫يا من ذبلت لذبول وليدها الفطيم‬ ‫يا من غابت بسمتها لغياب ضحكة الوليد‬ ‫يا من درقت دموعا خوفا على مآلي‬ ‫يا من رقص قلبها إذا حبا ومشى ولغلغ‬ ‫يا من انتشت بنغم كلمة ماما‪،‬ماما‪،‬ماما‬ ‫يا من تابعت تطور دراستي ونضجي حتى رجولتي‬ ‫يا من فتحت أبواب الجنة على مصرعيها الستقبالها‬ ‫يا أمي يا صانعة الرجال والعظماء‬ ‫يا من تحملت ثقلي مائتان وسبعون يوما‬ ‫يا من نمت في حضنها مطمئنا وهي ساهرة‬ ‫يا من هانت عبثي وانزعاجي وهي فرحة‬ ‫يا من نطقت باسمها أول كالمي ماما‪،‬ماما‬

‫من آداب معاملة اآلباء‬

‫فمحبة الوالدين من محبة اهلل العظيم‬ ‫إياك وعقوق الوالدين ‪.‬‬ ‫إياك أن تتعاظم عن تقبيل يدي والديك انهض لهما احتراما وإجالال ‪.‬‬ ‫ال تتقدم أمامهما بل خذ مكانك وراءهما ‪.‬‬ ‫إياك أن تعتبر نفسك مساويا ألبيك ‪.‬‬ ‫إياك أن تعتبلي على والديك وأنت في مكان مرموق‪.‬‬ ‫إياك أن تنظر نظرة شر وعند الغضب‬ ‫إياك أن ترفع صوتك عليهما‬ ‫إياك أن تقرعهما بكلمات جارحة نابية مؤذية ‪.‬‬ ‫إياك إهانتهما لفقر فليزمك القاضي نفقتهما‬ ‫إياك أن تنسى قول اهلل تعالى ‪ :‬بر الوالدين قبل رجلي والديك قبل أيديهما‬ ‫ولسان حالك يقول ‪ :‬عجلت إليك ربي لترضي حاول أن تقدمهما عليك إن أردت عمرة‬ ‫في رمضان أو حجة ميمونة‪.‬‬

‫دعاء مفعم بالصدق‬

‫كنت كفيف الحال واليوم أصبحت ميسورا بفضل اهلل ودعائها لي صباح مساء‬ ‫‪ :‬اهلل يصلح أحوالك لوال المنية التي أخذتها مني لحملتها على ظهري وأطوف بها‬ ‫الكعبة‪ .‬وأقطع السير بين الصفا والمروة وال أبان وال أتضجر وكلي صبر ومعانات‪.‬‬ ‫فقد حملتني في بطنها ‪ 270‬يوما منذ كنت علقة إلى أن صرت رجال‪.‬‬ ‫كنت بذرة (برأس ابرة) كانت الخلية لخلق جديد فيزداد حجم البذرة يوما بعد‬ ‫يوما حتى يصل وزن الطفل ما بين ‪ 3000‬غرام و‪5‬كلغ كل هذا التغيير في ازدادا‬ ‫لوزن وكبر الحجم يسبب آالما حادة في بطنها فتحتاط في النوم والمشي وصعود‬ ‫الدرج والسلم بتأن‪ .‬وغدد األكل تختار األطعمة التي يستفيد منها الجنين‪ .‬وتتقبل‬ ‫ويصبح فرحة مستبشرة لقد تحرك من اليمين إلى اليسار‪ .‬إنه يضرب برجليه جوانبي‬ ‫كأنه في ميدان كرة القدم يلعب ويتمطط ويتأثر بما تتألم األم‪ .‬ويرقص حين تغني‬ ‫ويرخي سمعه وهي تقرأ القرآن الكريم‪.‬‬ ‫صلتها باهلل تعالى وصلته هو بأمه الحبيبة‪.‬‬ ‫كل دعائها مولودا كامل األوصاف مليح الوجه صحيح البنية‪.‬‬ ‫ما أعظمها أم ومربية وصانعة جيل المستقبل‪.‬‬ ‫قال تعالى في محكم كتابه‪.‬‬ ‫«وما أموالكم وال أوالدكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إال من آمن وعمل صالحا‬ ‫فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون» ‪ .‬صدق اهلل العظيم‬ ‫(سورة سبأ اآلية ‪. )37‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫«الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم (؟) « صدق‬ ‫اهلل العظيم (سورة الزخرف اآلية ‪.)70‬‬ ‫فالقرآن الكريم حافل باآليات الكريمة التي تعظم اآلباء واألمهات كقوله‬ ‫تعالى‪« :‬والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم‬ ‫من عملهم من شيء كل امرئي بما كسب رهين « صدق اهلل العظيم (سورة الطور‬ ‫اآلية ‪.)19‬‬ ‫وقال تعالى ‪ « :‬قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تكن‬ ‫شيئا» (سورة مريم اآلية ‪)8‬‬ ‫وقال تعالى في كتابه الذي ينطلق بالحق‪.‬‬ ‫قال إني عبد اهلل آتني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت ‪.‬‬ ‫وأوصاني بالصالة والزكاة ما دمت حيا‪.‬‬ ‫وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسالم على يوم ولدت ويوم أموت‬ ‫ويوم أبعث حيا‪ .‬ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذين فيه يمترون « صدق اهلل‬ ‫العظيم (سورة مريم اآلية ‪29‬ـ‪.)33‬‬ ‫واهلل عنده حسن الثواب‬ ‫من اآليات التي ذكرها اهلل تعالى في حق اآلباء واألمهات ‪.‬‬ ‫سورة الطور اآلية ‪ 18‬ـ ‪19‬‬ ‫سورة المجادلة اآلية ‪ 16‬ـ ‪17‬‬ ‫سورة الممتحنة اآلية ‪3‬‬ ‫سورة المنافقون اآلية ‪9‬‬ ‫سورة عيسى اآلية ‪32‬‬ ‫سورة التغابن اآلية ‪18‬‬ ‫سورة التغابن اآلية ‪16‬‬ ‫سورة نوح اآلية ‪30‬‬ ‫سورة مريم اآلية ‪48‬‬ ‫سورة لقمان اآلية ‪ 11‬ـ ‪18‬‬

‫دعاء الليل‬

‫ال أنسى نداءها على ابني البكر سيدي محمد وتقول ‪« :‬ما أجمل األسماء وأجلها‬ ‫(محمد) سيدي هات يدك وخذني إلى النافذة‪ .‬تجلس بهدوء مستقبلة القبلة (مكة‬ ‫المكرمة) جهة الشروق تنحني برأسها أسفل قدميها أأأ عنان السماء في إذالل‬ ‫وتضرع‪.‬‬ ‫ربي أني راضية مرضية بحالي وبما أعطيتني ربي ال تحرمني رؤياك بجنة‬ ‫الفردوس األعلى صحبة أوالدي وأحفادي‪ .‬وصحبة الشفيع سيدنا محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ‪.‬‬ ‫فدعاؤها ال ينتهي ليال بعد صالتها الفجر ونهارا عند الزوال‪.‬‬ ‫حجرة التيمم‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫سمعت والدتي صوت المؤذن ينادي لصالة الظهر فنادت على ابني سيدي‬ ‫محمد نداء خفيا ـ سيدي محمد ‪ :‬أين حجرة التيمم ؟ فتشت جواري ولم أجدها مهال‬ ‫يا جدتي ‪ .‬لقد أخذها إخوتي إلى السطح ليلعبوا (الشريطة) سآتيك ز هيا أسرع يا‬ ‫لعزيز ‪ .‬تيممت واتجهت جهة القبلة وصلت صالتها جالسة راكعة ساجدة وحين‬ ‫انتهت صالتها أخرجت السبحة ‪.‬‬ ‫سبحان اهلل العظيم سبحان اهلل بحمده ‪ 100‬مرة ‪.‬‬ ‫أستغفر اهلل العظيم ‪ 100‬مرة ‪.‬‬ ‫اهلل أكبر كبيرا والحمد هلل كثيرا ‪ 100‬مرة يا لطيف مائة مرة‪.‬‬ ‫ثم تختم بدعاء لم تسمع له همسا‪.‬‬ ‫وأغانيها العجيبة وقصصها التي ال تنضب تجعل األطفال ال يفارقون مجلسها‬ ‫هي مدرسة ثانية راسية في عقول الناشئة فأغانيها تذيب الحجز وتلين الصخر‪.‬‬ ‫وقراءتها للقرآن الكريم‪ .‬تقشعر منه األبدان وال تفارق مجلسها وهي تدعو من‬ ‫قلب خاشع مليئ باإليمان‪ .‬وعند مرض أي طفل تحتضنه برفق وتقرأ ما تيسر من‬ ‫القرآن الفاتحة وسورة اإلخالص ثالثة مرات‪ .‬فدعاء المؤمن الصادق مستجابة‪ .‬وإذا‬ ‫جن الليل وأسدل ظالمه تتجاور إلى ركن بالبيت مستقبلة القبلة وتشرع في الدعاء‬ ‫كأدبها كل غسق ليل‪.‬‬ ‫اللهم اغفر لي‪ .‬وال يغفر الذنوب إال أنت‬ ‫اللهم اشفني وإلشفاء إال شفاءك‬ ‫اللهم اهدني للحق وال هداية إال منك‬ ‫اللهم أصلح لي أوالدي وبناتي وقرة عيني‬ ‫اللهم اكتب لي الشهادة عند الممات‬ ‫اللهم إن مناي جنة الفردوس صحبة عائلتي‬ ‫وأقاربي وصحبة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫بإذنك ورضاك يا عظيم الجاة‪.‬‬ ‫كثيرة هي دعاؤها‪ .‬منها ما نسمع منها‪ .‬ومنها ما تهمس بين شفتيها‬ ‫حبها في اهلل صادق وإيمانها باإلسالم ال تشوبه شائبة أطلب رضاها وال أجادل في‬ ‫مبتغاها‪.‬‬

‫وداع لم أكن أتوقعه‬ ‫كان يوم أحد حضر أحد إخوتي ليأخذها معه إلى بيته‪ ،‬يسعف حالتها فهو‬ ‫أجدر مني خريج كلية الطب‪ ،‬طلبت منه أن يمهل سفرها معه إلى مساء اليوم‪.‬‬ ‫اشتهت تناول (سمكة البوري مقلية‪ ،‬أخرى مشوية) سارعت في خطابي إلى سوق‬ ‫السمك‪ .‬واشتريت لها سمكتين حبذت زوجتي طلبها‪ .‬فهي تعزها كوالدتها‪ ،‬أكلت‬ ‫إحدى السمكتين وطلبت أن نحتفظ لهابا ألخرى عندما تجوع‪ ,‬نامت قليال وصحت‬ ‫مفزعة على نداء أخي بالسفر إلى الرباط حيث مقر سكناه‪ .‬هيأت نفسها إلى السفر‪.‬‬ ‫صحبت معها السمكة‪ .‬فإذا وصلت إلى البيت تتناول السمكة‪ .‬وصال الرباط بسالم‬ ‫ولم تنزل من السيارة فتعجب أخي من إصرارها على أن يأخذها إلى البيضاء لتنعم‬ ‫برؤية ابنتها‪.‬‬ ‫ما لم يعص لها أمرها انطلق بها إلى البيضاء وصال متأخرتين‪ .‬وكانت في‬ ‫استقبالها ابنتها البارة‪ .‬رحبت بها وأدخلتها سريرا هيأته لها‪ .‬وبعد حديث مطول‬ ‫على رحلتها همست في أذن ابنتها‪ .‬خدي بيدي اهلل يرضي عنك‪ .‬أريد أن أطهر بدني‬ ‫استعداد لصالة الفجر‪ .‬لبت رغبتها وأعادتها إلى السرير‪ .‬فاقتربت من سمعها‪.‬‬ ‫وحكت لها أنها أثناء نومها زواال أنها مسافرة مقرا بعيدا فيه راحتها قولي عند‬ ‫غطتها بغطاء ناعم يدفئها‪ .‬أطفأت نور البيت وأغلقت الباب‪ .‬وانصرفت تفكرت‬ ‫حديثها؟ رأت سفرا بعيدا عاودت الكرة لرؤيتها‪ ،‬فوجدتها ممدودة رافعة أصبعها‬ ‫(السبابة) إلى السماء وقد أسلمت الروح إلى خالقها جلست إلى جانبها‪ .‬وقالت ‪ :‬إنا هلل‬ ‫وإنا إليه راجعون أشهد أن ال إله إال اهلل وأن محمدا عبده ورسوله‪ .‬عند السؤال‪ .‬غطت‬ ‫رأسها وتركت النور وهاجا‪ .‬وانتظرت حتى يقترب موعد صالة الفجر ألنها تعرف عن‬ ‫كثب أنها ال تضيع قراءة القرآن وأداء صالة الفجر ‪.‬‬

‫رفعت الراية البيضاء‬ ‫رفعت الراية البيضاء معلنا هزيمتي النكراء أمام خصم يالزمني ليلي ونهاري‪.‬‬ ‫وقد تأخرت عن موعد النوم‪ .‬فتحت باب مكتبي فوجدتني غارقا في نوم عميق جراء‬ ‫تفكيري في إنهاء قصتي أمي أغلى ما عندي في الحياة‪.‬‬ ‫أخذت قلما أحمرا ووضعت تحت كل كلمة لم تعجبها خطا أفقيا إنذارا أني‬ ‫تخطيت وأهملت حقها كزوجة‪ .‬ونسبت كل حبي وهيامي لوالدتي وكتبت في‬ ‫الحاشية‪.‬‬ ‫«الحي أولى من الميت»‬ ‫لم أمعن النظر في قولها والنوم يداعب أجفاني أنها غيرة منك‬ ‫رفعت رأسي من المكتب وضمته إلى صدرها في حنان‪ ،‬أنا اآلن أمك وصاحبتك‬ ‫وزوجتك وأم عيالك ال نوم حان وقت قراءة القرآن وصالة الفجر‪ .‬وقالت ‪ :‬لقد دفعني‬ ‫الفضول واطلعت على مسودة القصة وقد وضعت خطوطا عريضة تحت كل كلمة‬ ‫أنت كاتبها أو جملة كان نسقها ممتعا فالمرجو انتقاء كلماتك فلي عليك حق‪.‬‬ ‫تجلجل لساني‪ :‬ماذا أقول ‪:‬‬ ‫الحي أولى من الميت‬ ‫أنا أمك اآلن وصاحبتك وزوجتك إلى يوم الدين وأم عيالك هيا ألنوم اليوم ؟‬ ‫أقشعر بدني وأخذتني رجفة إن لكلماتها هذه مقاصد لم أتعودها منها‪ .‬فقلت‬ ‫لها‪ .‬ما الجلل ؟ قالت ‪« :‬الصالة أوال ثم إن والدتك أصبحت في رحاب اهلل رحمة اهلل‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫أقم الصالة وأستغفر لها اهلل أمامنا طريق شاق تهيأت إلى السفر وأخذت ما قد‬ ‫احتاجه لمراسيم الجنازة‪.‬‬

‫مشهد لن تتكرر‬ ‫وصلت بسالمة ودخلت البيت وقد طاف حولها األحباب واألقارب نزعت الغطاء‬ ‫عن وجهها المشرق وانحنيت لتقبيل جبهتها ففتحت عينيها‪ .‬وإذا بالبيت يهتز من‬ ‫انطالقة زغاريد لمشهد لم يألفوا وقوعه وقالت إحدى خالتي ‪.‬‬ ‫أخذتها يا بني أخذتها يا بني أخذتها؟‬ ‫اهلل يجمعنا برضاها ورضاك‪.‬‬ ‫ترجلت وقد أسطكت ركبتي من هول ما رأيت وما سمعت وأسدلت الحجاب‬ ‫على وجهها‪.‬‬ ‫وقلت ‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫رحمك اهلل أمي وغفر لك وأطلب العلي القدير أن يجمعنا معك في جنة‬ ‫الفردوس صحبة األحباب واألقارب‪ .‬وبصحبة سيد المرسلين سيدنا محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫بإذنك ورضاك يا مالك الملك‪.‬‬ ‫وتلوت الفاتحة على روحها الطيبة وانصرفت أتقبل العزاء من الحاضرين كانت‬ ‫هذه أمي وهي أغلى ما في الوجود وأحبها إلى اهلل العظيم‪.‬‬ ‫موضوع أمي مختصر‬ ‫من كتاب فتات مشبعات‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫غض البصر واالستئذان‬ ‫قبل دخول البيوت‬

‫ي ُب ُيوت ُ‬ ‫ِك ْم َحتَّى‬ ‫يقول موالنا جل عاله في سورة النور‪َ « :‬يا �أَ ُّي َها ا َّلذِ َ‬ ‫ين �آ َم ُنوا اَل ت َْد ُخ ُلوا ُب ُيوتًا َغ رْ َ‬ ‫َ‬ ‫جَ‬ ‫ون‪َ ‬ف ِ�إ ْن مَ ْ‬ ‫ت َْ�س َت ْ�أن ُِ�سوا َوت َُ�سلِّ ُموا َع َلى َ�أ ْهل َِها َذل ُ‬ ‫ك ْم َل َع َّل ُ‬ ‫ي َل ُ‬ ‫ك ْم ت َ​َذ َّ‬ ‫ِيها �أ َح ًدا َف اَل‬ ‫ل ت ُِدوا ف َ‬ ‫ك ُر َ‬ ‫ِك ْم َخ رْ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ك ْم َو�إِ ْن ق َ‬ ‫كى َل ُ‬ ‫ار ِج ُعوا هُ َو �أَزْ َ‬ ‫ِيل َل ُ‬ ‫ت َْد ُخ ُلوهَ ا َحتَّى ُي�ؤْ َذ َن َل ُ‬ ‫ون‬ ‫ك ْم َواللهَّ بمِ َا ت َْع َم ُل َ‬ ‫ك ُم ْار ِج ُعوا َف ْ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫�س َع َل ْي ُ‬ ‫َاع َل ُ‬ ‫ي َم ْ�س ُ‬ ‫ون‬ ‫كو َن ٍة ف َ‬ ‫ِيها َمت ٌ‬ ‫ك ْم ُج َن ٌ‬ ‫َعل ٌ‬ ‫ك ْم َوا َي ْع َل ُم َما ت ُْب ُد َ‬ ‫اح �أ ْن ت َْد ُخ ُلوا ُب ُيوتًا َغ رْ َ‬ ‫ِيم‪َ ‬ل ْي َ‬ ‫َو َما ت ْ‬ ‫ون‪.» ‬‬ ‫َكت ُ​ُم َ‬

‫إن اهلل تعالى أرسل رسوله سيدنا محمدا صلى اهلل عليه وسلم بالدين اإلسالمي‪ ،‬دين الفضيلة والغيرة‪،‬‬ ‫دين الشهامة والعفة‪ ،‬دين المروءة والطهارة‪ ،‬دين التقدم والحضارة‪ ،‬هو الدين الذي ال يختل نظامه وال‬ ‫يتصدع بنيانه مهما توالت العصور واأليام‪ ،‬وكرت الدهور واألعوام‪ ،‬الدين الذي تمشى مع األجيال السالفة‪،‬‬ ‫ن َن َّز ْل َنا ِّ‬ ‫الذ ْ‬ ‫ك َر َو�إنَّا‬ ‫ومن عليها « ِ�إنَّا ن َْح ُ‬ ‫وال يزال يتمشى مع األجيال المستقبلة حتى يرث اهلل األرض ِ‬ ‫ون »‪ ،‬الدين الذي جمع من األحكام ما ينتفع به‬ ‫َلهُ لحَ َ اف ُِظ َ‬ ‫العبد في معاشه ومعاده‪ ،‬ويحتاج إليه في غيه ورشاده‪،‬‬ ‫الدين الذي لم يترك أمرا من أمور الدنيا وال شأنا من‬ ‫شؤون اآلخرة حتى بين حدوده‪ ،‬ووضح أصوله‪ ،‬وشرح‬ ‫منافعه‪ ،‬وميز حالله من حرامه «لِئ اََّل َي ُ‬ ‫ا�س‬ ‫ك َ‬ ‫ون لِل َّن ِ‬

‫للهَّ‬ ‫الر ُ�س ِل»‪.‬‬ ‫َع َلى ا ِ ُح َّج ٌة َب ْع َد ُّ‬

‫يأمرنا هذا الدين القويم فيما يأمرنا به من الفضائل‬ ‫وجميل العادات‪ ،‬بما تضمنته هذه اآلية من ضروب األدب‬ ‫واالجتماع‪ ،‬فإن لكل امرئ في بيته أحواال خاصة يكره أن‬ ‫يُرى عليها‪ ،‬ولو كان الرائي ألصق الناس به وأحبهم إليه‪،‬‬ ‫وذلك احتفاظا بحقوق المسلم وما أبيح له أن يأتيه في‬ ‫ً‬ ‫ورعاية لحرمة النساء‪ ،‬وهذا أهم ما يطلب االستئذان‬ ‫بيته‬ ‫ألجله واالحتياط له‪ ،‬وكذلك المرأة في بيتها تظهر ما‬ ‫تستحيي من إظهاره خارجه‪ ،‬فلو أبيح للطارق أن يقتحم‬ ‫بيت غيره بال استئذان أو يلج دارا غير داره بال إيذان‪ ،‬لفاجأ‬ ‫آل البيت بما يكرهون واطلع منهم على ما ال يحبون‪ ،‬وقد‬ ‫يرى ربة البيت بحالة ال تصح أن تبديها للناس أو أن ترى‬ ‫عليها‪ ،‬أو يراها كاشفة لعورة اليجوز النظر إليها‪.....‬‬ ‫نعم‪ ،‬إذا عرض أمر في دار من حريق أو هجوم سارق‬ ‫أو غير ذلك‪ ،‬مما يوجب إنقاذ أهل المنزل من نازلة سماوية‬ ‫أو أرضية‪ ،‬فيجوز دخول المنازل بغير إذن أصحابها‪ ،‬أو كان المحل غير مسكون كالفنادق وحوانيت البياعين‪،‬‬ ‫فعن أبي بكر رضي اهلل عنه أن قال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن اهلل تعالى قد أنزل عليك آية في االستئذان‪ ،‬وإنا نختلف‬ ‫�س َع َل ْي ُ‬ ‫اح �أَن ت َْد ُخ ُلوا‬ ‫ك ْم ُج َن ٌ‬ ‫في تجارتنا فننزل هذه الخانات أفال ندخلها إال بإذن؟ فنزل قوله تعالى‪َّ « :‬ل ْي َ‬

‫ُ‬ ‫َاع َّل ُ‬ ‫ي َم ْ�س ُ‬ ‫ون َو َما ت ْ‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫كو َن ٍة ف َ‬ ‫ِيها َمت ٌ‬ ‫َكت ُ​ُم َ‬ ‫ك ْم َواللهَّ َي ْع َل ُم َما ت ُْب ُد َ‬ ‫ُب ُيوتًا َغ رْ َ‬

‫وال تفهم أن األمر باالستئذان الذي أمر اهلل به عباده المؤمنين خاص باألجنبي فقط‪ ،‬كال بل هو عام‬ ‫يشمل جميع المؤمنين‪ ،‬فقد روى اإلمام مالك رضي اهلل عنه في الموطأ أن رجال سأل النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أستأذن على أمي؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إني معها في البيت‪ ،‬يريد أنه مع أمه‬ ‫ساكنان في بيت واحد‪ ،‬واهلل يقول غير بيوتكم‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬استأذن‪ ،‬فقال الرجل‪« :‬يا رسول‬ ‫اهلل إني خادمها‪ ،‬أي زيادة على كوني معها في البيت‪ ،‬وزيادة على كونها أمي»‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫«استأذن عليها»‪ ،‬ثم لما رآه صلى اهلل عليه وسلم مجادال نبهه على ما غفل عنه مما يقطع حجته‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫«أتحب أن تراها عريانة»؟ قال‪« :‬ال أحبّ ذلك»‪ ،‬قال‪« :‬فاستأذن عليها‪ ،‬ألنك إن دخلت عليها بدون استئذان‬ ‫قد تكون عريانة فتراها»‪.‬‬

‫الَ ْطف ُ‬ ‫َال‬ ‫ولقد كلف اهلل الطفل إذا انتقل من عهد الطفولية أن يستأذن‪ ،‬قال تعالى‪َ « :‬و�إِ َذا َب َل َغ ْ أ‬ ‫كم آ�يا ِت ِه َواللهَّ ُ‬ ‫ِك يب نِّ ُ للهَّ ُ‬ ‫ِن َق ْبلِهِ ْم َ‬ ‫ك ُم الحْ ُ ُل َم َف ْل َي ْ�س َت�أْذِ نُوا َ‬ ‫ِم ْن ُ‬ ‫ك َما ْا�س َت�أْ َذ َن ا َّلذِ َ‬ ‫ين م ْ‬ ‫ي ا َل ُ ْ َ‬ ‫ك َذل َ ُ َ‬ ‫ِيم َح ِ‬ ‫يم»‪ ،‬وهذه اآلداب التي رسمها اهلل لعباده‪ ،‬ألن النظر إلى األجنبيات رائد الفتنة ورسول الشر‬ ‫ك ٌ‬ ‫َعل ٌ‬ ‫بين الجنسين‪ ،‬وبريد الزنا‪ ،‬والباب لكثير من المفاسد والشرور والوسيلة التي يتوسل بها الشيطان إليقاع‬ ‫العبد في شرك العصيان وإبعاده عن طاعة اهلل‪ ،‬من أجل ذلك نهى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إدامة‬ ‫النظر وإعادته بقوله ال تتبع النظرة النظرة‪ ،‬فإن لك األولى وليست لك اآلخرة‪ ،‬فرب نظرة أودعت حسرة‪،‬‬ ‫وقال تعالى‪« :‬النظرة �سهم من �سهام �إبلي�س من تركها من خمافتي �أبدلته �إميانا يجد حالوته‬ ‫يف قلبه»‪ ،‬وقال عليه السالم « من نظر إلى امرأة أجنبية حرام‪ ،‬تكون عيناه يوم القيامة بمسامير من‬ ‫نار»‪ ،‬فتحريم الشريعة اإلسالمية للنظر لألجنبية تشريع‬ ‫حكيم‪ ،‬حازم‪ ،‬وأمر ضروري الزم فيه خذالن للشيطان في‬ ‫أول خطواته‪ ،‬وإفساد لتدبيراته‪ ،‬وقطع لمطامعه‪ ،‬وإبطال‬ ‫لوساوسه‪ ،‬ولذلك جعل الشارع غض البصر عن المحارم‬ ‫طهارة لإلنسان من رجس الشيطان‪ ،‬ونظافة له من دنس‬ ‫العصيان‪ ،‬قال جل شأنه‪ُ :‬‬ ‫ِني َيغُ ُّ‬ ‫ِن‬ ‫«قل لِّ ْل ُم�ؤْ ِمن َ‬ ‫�ضوا م ْ‬ ‫ِك َ �أزْ َ‬ ‫وج ُه ْم َذل َ‬ ‫كى َل ُه ْم»‪،‬‬ ‫�ص ِ‬ ‫ارهِ ْم َو َي ْحف َُظوا ُف ُر َ‬ ‫�أَ ْب َ‬ ‫فسبحانك اللهم هذه سنة نبيك‪ ،‬وتلك آيات كتابك شاب‬ ‫الزمن وابيض فؤاده وهي لم تزل جذعة فتية‪ ،‬لم تعبث‬ ‫يد ال ِبال بجدتها‪ ،‬تصلح لكل زمان ومكان مهما توالت‬ ‫األحقاب‪َ « ،‬و َل ْو َ‬ ‫ي اللهَّ ِ َل َو َج ُدوا فِي ِه‬ ‫ان م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ِن عِ ندِ َغ رْ ِ‬

‫اخت اَِل ًفا َ‬ ‫ِريا»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫كث ً‬

‫إن االستئذان الذي أمر اهلل به عباده المؤمنين لدخول‬ ‫بيوت غير بيوتهم مطلق‪ ،‬قيدته السنة بثالث مرات حتى‬ ‫يستطيع آل البيت إصالح ما يستقبحن رؤيته‪ ،‬وإخفاء ما‬ ‫يستحيين من إظهاره لطارق دخيل‪ ،‬أخرج البخاري مرفوعا‬ ‫«إذا استأذن أحدكم ثالثا فلم يؤذن له فليرجع»‪ ،‬وأخرج‬ ‫البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي وابن ماجة عن جابر‬ ‫قال‪ :‬أتيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في دَيْن كان‬ ‫على أبي‪ ،‬فدققت الباب‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬من‬ ‫ذا؟ أي الذي يدق الباب‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬أنا أنا‪ ،‬كأنه كرهها‪ ،‬ألن أنا وراء الباب نكرة‬ ‫لم تبين من بالباب‪ ،‬والمطلوب بيانه بذكر اإلسم بأن يقول إذا قيل له من بالباب‪ :‬أنا فالن أطلب فالنا أو‬ ‫أستأذنكم في الدخول إن كان دعي للدخول أم من القرابة ألهل البيت‪ ،‬وينبغي أن ال يستقبل الباب بوجهه‬ ‫بل يقف عن يمين الباب أوشماله‪ ،‬أخرج أبو داوود بسند حسن « أن رجال جاء يستأذن على النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬فقام على الباب مستقبل الباب‪ ،‬فخرج له النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪ :‬هكذا عنك وهكذا‪ ،‬أي‬ ‫«قف وانتظر جانب الباب»‪ ،‬فإنما جعل االستئذان من النظر‪ ،‬أي لي ّ‬ ‫ال يطلع على عورة أهل البيت ويقع بصره‬ ‫على أحوالهم‪ ،‬وأخرج الطبراني في الكبير بسند جيد مرفوعا «ال تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من‬ ‫جوانبها فاستأذنوا‪ ،‬فإن أذن لكم فادخلوا‪ ،‬وإال فارجعوا»‪ ،‬وأخرج البخاري ومسلم والنسائي واللفظ له مرفوعا‬ ‫«من ّ‬ ‫اطلع في بيت قوم بغير إذنهم‪ ،‬ففقئوا عينه فال دية له وال قصاص»‪ ،‬وأخرج اإلمام « أيما رجل كشف‬ ‫سترا فأدخل بصره قبل أن يؤذن له‪ ،‬فقد أتى حدا ال يحل له أن يأتيه‪ ،‬ولو أن رجال فقأ عينه لهدرت‪ ،‬ولو أن‬ ‫رجال مر على باب ال ستر له فرأى عورة أهله فال خطيئة عليه‪ ،‬إنما الخطيئة على أهل المنزل»‪.‬‬

‫«البحث العلمي على ضوء الجهوية‬ ‫الموسعة محور لقاء علمي بتطوان‬ ‫تحتضن كلية أصول‬ ‫الدين التابعة لجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي‬ ‫بتطوان‪ ،‬يومي ‪ 2‬و‪ 3‬مارس‬ ‫‪2018‬م «اليوم التاسع‬ ‫عشر للبحث العلمي» الذي‬ ‫تنظمه جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي ووزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني‬ ‫والتعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي تحت شعار «البحث‬ ‫العلمي على ضوء الجهوية‬ ‫الموسعة»‪.‬‬ ‫ويشكل هذا اليوم‬ ‫الذي اعتادت جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي تنظيمه‬ ‫كل سنة‪ ،‬محطة مهمة‬ ‫ومناسبة ثمينة لمناقشة‬ ‫مواضيع الساعة للبحث‬ ‫العلمي التي تهم األساتذة‬ ‫والباحثين والطلبة بجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫الكاتب والناقد التطواني‬ ‫محمد أنقار في ذمة اهلل‬ ‫ف��ق��دت ال��س��اح��ة الثقافيـة‬ ‫واألدب���ي���ة‪ ،‬ال��ك��ات��ب وال��روائ��ي‬ ‫واألدي��ب محمــد أنقـــار الذي‬ ‫وافتـه المنية مساء يوم الخميس‬ ‫‪ 2018/02/15‬بأحـــد المصحات‬ ‫الخاصة بتطوان و ذلك عن عمر‬ ‫‪ 72‬سنة‪.‬‬ ‫وت��وف��ي األدي���ب ال��ذي كان‬ ‫يشغل قيد حياته منصب أستــاذ‬ ‫للتعليـم العـالـــي بكليــة اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية مرتيـــل بعد‬ ‫صراع مع المـرض تــاركــا وراءه‬ ‫رصيدا أدبيا ثريا بكتابات تجمع‬ ‫بين القصة والنقد والروايات‪.‬‬ ‫ومن أهم مؤلفات الراحل كتابه حول “بناء الصورة في الرواية‬ ‫االستعمارية”و كتاب “صورة المغرب في الرواية اإلسبانية” فضال عن‬ ‫مجموعة قصص قصيرة بعنوان “مؤنس العليل”‪ ،‬وعدد من الروايات‬ ‫منها “المصري” و”شيخ الرماية” وباريو مالكا” وغيرها من المؤلفات‬ ‫التي أسهمت في إثراء المكتبة المغربية ‪.‬‬


‫العدد ‪929‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫«طوق الحمامة»‬ ‫أقدم كتاب تناول تيمة الحب بدقة وأمانة‬ ‫«طوق الحمامة في األلفة ُ‬ ‫واألالف»‪،‬هو من أشهركتب ابن حزم األندلسي(توفي بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪456‬ه‪15/‬غشت‬ ‫والدَرس عاطفة الحب اإلنسانية ؛‬ ‫‪1064‬م ) يحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين‪ ،‬ويتناول بالبحث‬ ‫ّ‬ ‫وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه؛ ترجم إلى العديد من اللغات العالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تصنيفا‬ ‫و يعد مؤلف «طوق الحمامة» أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم من أكبرجهابدة علماء األندلس‬ ‫ً‬ ‫وتأليفا‪،‬وهو إمام حافظ وفقيه ظاهري‪ ،‬ومتكلم وأديب وشاعر ونسابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل‪ ،‬بل وصفه‬ ‫البعض بالفيلسوف‪ ،‬كما عد من أوائل من قال بكروية األرض‪..‬يقال إنه صنف أربعمائة مجلد فيما يعادل ثمانين ألف‬ ‫ورقة‪ ،‬حرقت ج ّلها بأمر من المعتضد بن عباد أمير إشبيلية‪.‬‬ ‫عاش طفولته وريعان شبابه بين أحضان الجواري في قصروالده‪ /‬أحد وزراء المنصور بن أبي عامر‪،‬حيث تيسر له‬ ‫العيش الرغد فتفرغ لتحصيل العلوم والفنون‪ ،‬فكتب «طوق الحمامة» وهو في الخامسة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫وكعربون على المحبة ندعو القراء األعزاء إلى مأدبة االستمتاع بما لذ وطاب من عجائب أخبار الحب والمحبين على‬ ‫سماط «طوق الحمامة» المتضمن لثالثين صنفا من شهي األطباق حسب مختلف األذواق‪:‬‬

‫الكالم في ماهية الحب (‪)2‬‬ ‫ونفس المحب متخلصة عالمة بمكان ما كان يشركها‬

‫في المجاورة‪ ،‬طالبة له‪ ،‬قاصدة إليه‪ ،‬باحثة عنه‪ ،‬مشتهية‬ ‫لمالقاته‪ ،‬جاذبة له لو أمكنها كالمغنيطس والحديد‪.‬‬ ‫فقــوة جوهـر المغنيطــس المتصلة بقــوة جوهر‬ ‫الحديد لم تبلغ من تحكمها وال من تصفيتها أن تقصد‬ ‫إلى الحديد على أنه من شكلها وعنصرها‪ ،‬كما أن قوة‬ ‫الحديد لشدتها قصدت إلى شكلها وانجذبت نحوه‪ ،‬إذ‬ ‫الحركة أبداً إنما تكون من األقوى‪ ،‬وقوة الحديد متروكة‬ ‫الذات غير ممنوعة بحابس‪ ،‬تطلب ما يشبهها وتنقطع‬ ‫إليه وتنهض نحوه بالطبع والضرورة وليس باالختيار‬ ‫والتعمد‪.‬‬ ‫وأنت متى أمسكت الحديد بيدك لم ينجذب‪ ،‬إذ لم‬ ‫يبلغ من قوته أيضاً مغالبة الممسك له مما هو أقوى‬ ‫منه‪.‬‬ ‫ومتى كثرت أجــزاء الحديد اشتغــل بعضهـــا‬ ‫ببعض واكتفت بأشكالهـا عن طلب اليسير من قواهــا‬ ‫النازحــة عنها‪ ،‬فمتى عظم جرم المغنيطس ووازت قواه‬ ‫جميع قوى جرم الحديد عادت إلى طبعها المعهود‪.‬‬ ‫وكالنار في الحجــر ال تبــرز على قوة النــار في‬ ‫االتصال واالستدعاء ألجزائها حيث كانت إال بعـد‬ ‫القــدح ومجــاورة الجرمين بضغطهما واصطكاكهما‪،‬‬ ‫وإال فهـي كامنـــة في حجرها ال تبدو وال تظهر‪.‬‬ ‫ومن الدليــل على هــذا أيضــاً‬ ‫أنــك ال تجــد اثنيـن يتحابــان إال‬ ‫وبينهمـــا مشاكلـــة واتفــاق في‬ ‫الصفات الطبيعيـة‪ ،‬البد في هــذا‬ ‫وإن قل‪ ،‬وكلما كثرت األشباه زادت‬ ‫المجانسة وتأكدت المودة‪ ،‬فانظر‬ ‫هذا تراه عياناً‪ ،‬وقول رسول اهلل‬ ‫(صلى اهلل عليه وسلم) يؤكـده ‪:‬‬ ‫«األرواح جنود مجندة ما تعارف‬ ‫منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»؛‬ ‫وق��ول م��روي عن أحد الصالحين‪:‬‬ ‫«أرواح المؤمنين تتعارف»‪.‬‬ ‫ولذلك ما اغتـــم بقـــراط حين‬ ‫وصف له رجل من أهل النقصان‬ ‫يحبه‪ ،‬فقيل له في ذلك فقال‪« :‬مــا‬ ‫أحبني إال وقـــد وافقتـــه في بعض‬ ‫أخالقه»‪.‬‬ ‫وذك����ر أف�ل�اط���ون أن بعض‬ ‫الملوك سجنه ظلماً‪ ،‬فلم يزل يحتج‬

‫عن نفسه حتى أظهر براءته‪ ،‬وعلم الملك أنه له ظالم‪ ،‬فقال‬ ‫له وزيره الذي كان يتولى إيصال كالمه إليه‪« :‬أيها الملك‪،‬‬ ‫قد استبان لك أنه بريء‪ ،‬فما لك وله؟»‪ ،‬فقال الملك‪« :‬لعمري‬ ‫ما لي إليه سبيل غير أني أجد لنفسي استثقا ًال ال أدري ما‬ ‫هو»؛ ولما بلغ ذلك إلى أفالطون قال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫«احتجت أن أفتــش في نفسـي وأخالقي شيئا أقابل به‬ ‫نفسه وأخالقه مما يشبهها‪ ،‬فنظرت في أخالقه فإذا هو محب‬ ‫للعدل كاره للظلم‪ ،‬فميزت هذا الطبع في‪ ،‬فما هو إال أن‬ ‫حركت هذه الموافقة وقابلت نفسه بهذا الطبع الذي بنفسي‬ ‫فأمر بإطالقي»‪.‬‬ ‫فقال الملك لوزيره‪« :‬قد انحل كل ما أجد في نفسي له»‪.‬‬ ‫وأم��ا العلة التي توقع الحب أب��داً في أكثر األم��ر على‬ ‫الصورة الحسنة‪ ،‬فالظاهر أن النفس تولع بكل شيء حسن‬ ‫وتميل إلى التصاوير المتقنة‪ ،‬فهي إذا رأت بعضها تثبتت‬ ‫فيه‪ ،‬فإن أشكالها اتصلت وصحت المحبة الحقيقية‪ ،‬وإن لم‬ ‫تميز وراءها شيئاً من أشكالها لم يتجاوز حبها الصورة‪ ،‬وذلك‬ ‫هو الشهوة؛ وإن للصور لتوصي ً‬ ‫ال عجيباً بين أجزاء النفوس‬ ‫النائية‪.‬‬ ‫(‪ )...‬وذكر عن بعض القافة أنه أتي بابن أسود ألبيضين‪،‬‬ ‫فنظر إلى أعالمه فرآه لهما من غير شك‪ ،‬فرغب أن يوقف‬ ‫على الموضع الذي اجتمعا عليه‪ ،‬فأدخل البيت الذي كان فيه‬ ‫مضجعهما‪ ،‬فرأى فيما يوازي نظر المرأة صورة أسود في‬ ‫الحائط‪ ،‬فقـــال ألبيه‪« :‬من قبـــل هذه الصورة أتيت في‬ ‫ابنك»‪.‬‬ ‫وكثيــراً ما يصرف شعـــراء أهــل‬ ‫الكالم هذا المعنــى في أشعــارهــم‪،‬‬ ‫فيخاطبون المرئي في الظاهر خطاب‬ ‫المعقول الباطن‪ ،‬وهو المستفيض في‬ ‫شعر النظام إبراهيم بن سيار وغيره‬ ‫من المتكلمين‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫العدد ‪929‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)832‬‬

‫‪16‬‬

‫“جولة داخل‬ ‫المدينة العتيقة لطنجة”‬

‫ال شك أن سحر مدينة طنجة قد ظل مثار تأثير قوي على مريدي هذه‬ ‫المدينة الفاتنة‪ .‬وال شك أن الكتابة عن إكسير هذا السحر تظل عنصر‬ ‫إلهام متواصل لزوار المدينة ولضيوفها من جل بقاع العالم‪ .‬وال شك‬ ‫–كذلك‪ -‬أن ترجمة عناصر هذا اإللهام في نصوص إبداعية وأعمال‬ ‫تشكيلية تظل أمرا متجددا‪ ،‬مادامت الكتابة عن طنجة قد تحولت‬ ‫إلى سلطة لالفتتان وللتخييل وللحلم داخل العوالم العجيبة لمدينة‬ ‫طنجة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبح باإلمكان الحديث عن كتابة غرائبية‬ ‫اشتغلت على توظيف التمثالت الفردية والجماعية لفضاءات المدينة‬ ‫التاريخية‪ ،‬ولوجوه أناسها البسطاء‪ ،‬ولرموزها المجردة المكونة‬ ‫لخصوبة هويتها التاريخية‪ .‬فمن ديالكروا إلى ماتيس‪ ،‬ومن جان‬ ‫جنيه إلى بول بولز‪ ،‬ومن تينيسي وليامز إلى جون كوبكزا‪ ،‬ومن تيد‬ ‫جونز إلى وليام بروز‪ ،‬ومن براين جيسن إلى كلوديو برافو‪ ...،‬تتشكل‬ ‫معالم نسق ناظم للكتابة حول طنجة‪ ،‬والستلهام مكونات فضائها‬ ‫العام قصد تحويله إلى منطلق لإلبداع وإلى أرضية للتخييل وإلى أفق‬ ‫للتخليد‪ ،‬بالقصة أو بالرواية أو باللوحة أو بالمسرحية أو بالشريط‬ ‫السينمائي‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫التي ظلت تضفي على المكان حميمياته المخصوصة‪ .‬ويزداد هذا‬ ‫الملمح وضوحا‪ ،‬إذا أخذنا بعين االعتبار أن الكاتب يعد أحد أكبر عشاق‬ ‫المدينة‪ ،‬بالنظر الستقراره الطويل بها الذي يعود إلى سنة ‪ ،1993‬ثم‬ ‫لمعرفته العميقة بالكثير من جوانب الثقافة العربية المعاصرة‪ ،‬بالنظر‬ ‫لمسؤولياته داخل العديد من المراكز الفرنسية بنقاط متعددة من‬ ‫العالم العربي‪ ،‬مثل طرابلس الليبية ورام اهلل الفلسطينية‪ ،‬ثم بالنظر‬ ‫لسلسلة إصداراته المنتشية بخصوبة عطاء الفضاء العام لمنطقة‬ ‫طنجة‪ ،‬مثلما عكسه إصداره المشترك مع الفنان التشكيلي خليل‬ ‫غريب‪.‬‬ ‫وسواء في النص األول أم في النص الثاني‪ ،‬استطاع كيكي بولوني‬ ‫أن يقدم وصفا انطباعيا دقيقا لجغرافية مدينة طنجة ولمعالم تميز‬ ‫فضائها بمختلف العناصر التي تؤثث جوانبه‪ ،‬على مستوى الشواهد‬ ‫والمخلفات المادية القائمة وكذلك على مستوى التراث الرمزي غير‬ ‫المادي الذي يضفي على المكان دفئه المخصوص وسلطة التخييل‬ ‫المطلق وامتداد الحلم المشرع على الكليشيهات الالمتناهية لمعالم‬ ‫االفتتان والجمال واإلثارة‪.‬‬

‫لقد أصبحت الكتابة عن طنجة بالنسبة لزوارها ولمريديها طقسا‬ ‫هي كتابة تستجيب لنهم ال��ذات الغربية األوربية في الكشف‬ ‫صوفيا أنتج نصوصا على نصوص‪ ،‬وتجاربا على تجارب‪ ،‬ومسارات على‬ ‫عن طالسم رؤاها الغرائبية المجددة‪ ،‬وفق آفاق تتجاوز المحددات‬ ‫مسارات‪ ،‬وأضحى األمر مرتبطا بكتاب المدينة الذي تحولت أسراره‬ ‫الكولونيالية لمرحلة القرن ‪ 19‬والنصف األول من القرن ‪20‬‬ ‫إلى قطع متناثرة للعوالم العميقة “أللف ليلة وليلة”‪ ،‬وإلى نتف من‬ ‫ولمنطلقاتها الوظيفية التي كانت تستهدف تمهيد المجال المغربي‬ ‫الشرق العميق‪ ،‬الشرق الساحر‪ ،‬بعطوره المشتهاة‪ ،‬وبأريجه األخاذ‪،‬‬ ‫الكتاب‬ ‫غالف‬ ‫وتفكيكه أمام مشاريع الغزو واالحتالل‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬يمكن القول‬ ‫وبجاذبيته الدافئة‪ .‬إنه سحر طنجة الذي ال يمكن أن تجد مثيال له في أي نقطة‬ ‫إنها رؤى مجددة تسعى إلى تكييف انشغاالت النخب األوربية للمرحلة الراهنة تجاه “اآلخر”‪ ،‬من‬ ‫أخرى من سطح األرض‪ ،‬سحر لالفتتان وللتمثل وللوجد الصوفي الذي يشد المريد إلى شيخه‬ ‫خالل التركيز على عناصر “اإلشباع العاطفي” واالحتفاء بعناصر الخصب المشترك بين الضفتين‬ ‫وإلى مزاره وإلى مركز زهده ومنبع عشقه وأنوار فتحه‪.‬‬ ‫األوربية والمغربية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن تتبع جوالت فيليب كيكي بولوني بين أزقة طنجة ومنعرجات‬ ‫في إطار هذا النهر العرفاني والعجائبي الدافق‪ ،‬صدر للكاتب الفرنسي فيليب كيكي بولوني تضاريسها والتواءات دروبها‪ ،‬يساهم في أنسنة الكثير من أوجه الفضاءات المشتركة للمدينة‪،‬‬ ‫عملين اثنين‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬تحت عنوان “السوق البراني‪-‬جولة داخل المدينة العتيقة لطنجة”‪ ،‬من خالل مجمل اإلسقاطات الحضارية التي تضفي على “غابة اإلسمنت” رونقها الجمالي وقيمها‬ ‫في ما مجموعه ‪ 105‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬والثاني تحت عنوان “أشقار‪ -‬جولة اإلنسانية األصيلة‪ ،‬قيم التسامح والجمال واألصالة واالنفتاح‪ .‬باختصار‪ ،‬قيم طنجة التي ال يمكن‬ ‫بطنجة من مرشان إلى رأس سبارطيل”‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 214‬من الصفحات ذات الحجم تخليد تمظهراتها إال بمثل هذه الكتابات االسترجاعية المستندة إلى هذا العشق الصوفي‬ ‫المتوسط‪ .‬ويمكن القول إن نمط الكتابة حول طنجة حسب ما عكسته أعمال كيكي بولوني والفطري الذي تتقاطع كل مسالكه عند “طنجانا” المشتهاة‪ ،‬طنجة المنبعثة من عبق التاريخ‬ ‫تستجيب لنهم الذات الفرنسية المتعطشة للكشف عن خبايا طنجة وعن جزئيات هذه الخبايا والمنتجة لعناصر االفتتان ولمحفزات التأمل والكتابة واإلبداع‪.‬‬

‫إقليم شفشاون ‪:‬‬ ‫لقاء تواصلي لفائدة بحارة الدائرة البحرية للجبهة‬

‫تجهيزات تحتية‬ ‫بحي حيضرة بالفنيدق‬

‫للنهوض بقطاع الصيد البحري بالدائرة البحرية للجبهة‪ ،‬وبالجماعة القروية متيوة تم تنظيم لقاء تحسيسي لفائدة بحارة هذه المنطقة‪.‬‬ ‫ويهدف تنظيم هذا اللقاء إلى تعزيز مشاركة البحارة والوقوف على أهم العراقيل التي تحول دون ‪ ‬الرقي االقتصادي و االجتماعي للبحار‪ ،‬وبالتالي التعاطي مع‬ ‫هذا القطاع بشكل يضمن تطوره‬ ‫هذا اللقاء الذي حضره المدير اإلقليمي للصيد البحري ‪ ،‬وممثل المكتب الوطني للصيد البحري‪ ،‬و السلطات المحلية ‪ ،‬إلى جانب جمعية رأس الصيادين للصيد‬ ‫التقليدي ‪،‬و تعاونية سيدي يحيى الورداني‪ ،‬و مهنيي قطاع الصيد التقليدي بالمنطقة‪ ،‬ركز باألساس على جملة من القضايا تهم التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫للبحار‪ ،‬ومدى استفادة هذه الشريحة من الخدمات االجتماعية‪ ،‬حيث انصبت أشغال اللقاء حول مناقشة مطالب البحارة‪ ،‬الداعية إلى إيجاد طريقة لدمجهم في خدمات‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪ ،‬باعتبار بحارة الصيد التقليدي الشريك األول داخل المنظومة المهنية بقطاع الصيد‪ ،‬إلى جانب مناقشة دور بحارة قطاع الصيد‬ ‫التقليدي في االنخراط في تنمية المنطقة‪ ،‬في أفق إيجاد حلول لمختلف اإلكراهات التي تواجه البحار‪.‬‬ ‫وقد أكدت التدخالت على ضرورة اتخاد الصرامة والتشديد على المراقبة‪ ،‬الشيئ الذي سيضمن تسجيل األسماء الحقيقية للمهنيين‪ ،‬بغية استفادتهم من‬ ‫الخدمات االجتماعية‪ .‬متهمين بعض الجمعيات المهنية بنهج بعض السلوكات منها عدم دمجها للبحارة الغير المنخرطين عند االستفادة من تقسيم الفائض‬ ‫السنوي‪ ،‬وبالمقابل‪ .‬في حين أن ما يقارب ‪ 35‬شخصا غير ممتهنين مهنة بحار بالمنطقة ‪ ،‬وال يملكون أي قارب ‪ ،‬يستفيدون‪ ‬من الفائض السنوي للتعاونية‪.‬‬ ‫فيما نفى رئيس إحدى الجمعات المهنية المستهدفة أن تكون هناك ‪ ‬أي شراكة تجمع الجمعية بالتعاونية‪ ،‬موضحا أن لكل منهما كيان مستقل‪ ،‬و طريقة اشتغال‬ ‫و تسيير تختلف عن اآلخرى‪ ،‬وأن‪ ‬الرابط الذي يربط بينهما هو القطاع المهني‪ .‬نظرا لوجود ترابط مجموعة من األهداف التي يبقى من أبرزها‪ ،‬تنمية قطاع الصيد‬ ‫التقليدي و مساعدة البحار‪ ،‬بإعتباره الشريك األساسي في المنظومة العملية و المهنية بالمنطقة‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن التعاونية المذكورة‪ ،‬ساهمت منذ تأسيسها سنة ‪ ،1999‬في تسطير مجموعة من المشاريع البحرية التنموية لصالح مهنيي قطاع الصيد البحري‪،‬‬ ‫باعتبارهم شركاء و متعاونين قانونيين ‪ ،‬حيث تم تخصيص مستودعات وورشة إلصالح محركات القوارب‪ ،‬وإشرافها على البنزين المدعم‪ ‬بالمنطقة البحرية‪.‬‬

‫بعد سلسلة من االجتماعات واللقاءات حول‬ ‫إمكانية إيجاد تمويل مالي من أجل إنجاز مشروع‬ ‫تزويد حي حيضرة بالماء الصالح للشرب والتطهير‬ ‫السائــل‪ ،‬للتخفيف من معاناة ساكنـة الحي من هذه‬ ‫المادة الحيوية‪ ،‬أشرف عامل عمالة المضيــق الفنيدق‬ ‫حسن بويا مؤخرا على إعطاء االنطالقة لبرنامج تزويد‬ ‫حي حيضرة بالماء الشروب و التطهير السائل‪.‬‬ ‫هذا المشروع الهام الذي رصد له غالف مالي‬ ‫يصل إلى المليونين ونصف المليون درهم يدخل في‬ ‫إطار اتفاقية شراكة التي تم إبرامها بين جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬وجماعة الفنيدق‪ ،‬والشركة المفوض‬ ‫لها بتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل‬ ‫بالجهة‪ .‬هذا المشروع الذي طال انتظاره سيعمل على‬ ‫التخفيف من المعاناة اليومية لساكنة هذا الحي الذي‬ ‫يتواجد داخل المدار الحضري لمدينة الفنيدق ‪.‬‬ ‫كما أعطى عامل اإلقليم االنطالقة ألشغال تمديد‬ ‫قنوات الصرف الصحي بحي عزفة سعيدش بالمدينة‪ .‬‬ ‫وانتهزها عامل اإلقليم مناسبة حيث قام خاللها‬ ‫بزيارة للمدرسة المركزية لمجموعة مدارس حيضرة‬ ‫حيث وقف على سير العملية الدراسية‪ ،‬و قدم لمكتبة‬ ‫هذه المؤسسة التعليمية هدية‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫مجموعة من القصص باللغتين العربية والفرنسية‪.‬‬ ‫واختتم عامل اإلقليم نشاطـه بزيـارة تفقديــة‬ ‫للمركز االجتماعي الصحي بمدينة الفنيدق‪ ،‬حيث وقف‬ ‫في عين المكان على حاجيات هذا المركز‪ ،‬وخاصة‬ ‫قسم تصفية الكلي الذي يعاني من خصاص في األطر‬ ‫الطبية وبعض التجهيزات‪ ،‬واستمع إلى معاناة بعض‬ ‫المترددين على المركز‪ .‬وأكد أنه سيعمل جاهدا على‬ ‫حل معظم المشاكل التي تم طرحها‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م‪.‬ح‬


17

2018 ‫ فرباير‬26 ‫ �إلى‬20 ‫الثالثاء‬

929 ‫العدد‬

‫مع‬

)396( ‫لعبة السودوكو‬ : ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ : ‫المدير المسؤول‬

‫عبد احلــق بخــات‬ : ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‬

: ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

‫محمد طارق بخات‬ :‫اإلخراج والتصفيف‬

MAATALLAH MOHAMMED Cabinet : Comptabilité, Intermédiation, Conseil

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

: ‫الفاكــ�س‬

05.39.94.57.09 : ‫الربيد الإلكرتوين‬

info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : ‫سحب من هذا العدد‬

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬ :‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬ 396 ‫رقم‬

‫ هو واحد من العشـرات أو المئات من‬،‫محمد معزوز الطيب‬ ‫ وذلك‬،‫ضحايا شـركات األمن الخـاص التي تتاجر في العنصر البشري‬ ‫ والتلذذ بعدم تسديد‬،‫بامتصاص عرق المستخدمين وسفك دمائهم‬ ‫ يقضونها في‬،‫ بعد ساعات عمل مضنية‬،‫أتعـابهم ومستحقاتهم‬ ‫«سجن» الحراسة واستتبـاب األمن بمخـتـلـف اإلدارات والمؤسسات‬ ‫ يقضون شهورا من‬،‫ وبعبارة أخرى‬.‫والمرافق العمومية والخاصة‬ ‫ يرمى لهم‬،‫ وعندما يحتجون‬،‫ دون توصلهم بأجورهم‬،‫العمل‬ .‫ فليشرب من ماء البحر‬،‫ ومن لم يرق له األمر‬،‫بالفتات‬ 62 ‫ « أبلغ من العمر‬:‫ويقـول محمد معــزوز في تصريحه لنا‬ ‫ ودون‬،‫ دون تأمين‬،‫ سنوات‬8 ‫ قضيت في مجال الحراسة حوالي‬،‫سنة‬ ‫ اشتغلت بثانوية عباس السبتي حارسا في إطار األمن الخاص‬.‫انخراط في صندوق الضمان االجتماعي‬ ‫ سنوات بمؤسسة محمد‬4 ‫ وحوالي‬،‫ وسنة نصف بمؤسسة خيرية كائنة بحي بنديبان‬،‫ سنوات‬3 ‫لمدة‬ ‫ رغم‬،‫ حيث أنني تابع لشركة ال تؤدي لي رواتبي الشهرية‬،‫السادس التي أزاول بها ـ حاليا ـ عملي‬ ‫ فال تأمين لي وال ضمان‬،‫ جعلتني خارج التغطية‬،‫ أكثر من هذا‬.‫مواظبتي على العمل في استتاب األمن‬ ‫ فسلمتهــا‬،‫ بينمــا سبـــق لهــذه الشركة أن طلبت مني جميع وثائقــي وصوري الشمسيــة‬،‫اجتماعي‬ ،‫ لكنها لم تقم بواجبها في التصريــح بــي لــدى صنــدوق الضمـان ولدى مؤسسة للتأمين‬،‫كل شيء‬ ‫ في الوقــت الذي أجد نفسي مسؤوال عن أفـراد أسرتــي وعن‬،‫مما أثـر على نفسيتــي ومعنوياتي‬ .‫متطلبــات العيــش الكريم لهم‬ ‫ قال لي أحدهم إنه‬،‫ إلشعارها بحال وضعيتي‬،‫ هو أنني عندما اتصلت بإدارة الشركة‬،‫والمثـيـر‬ .»‫ وهكذا هو جزائي‬.‫ليـس بمقدورهم أن يقومــوا بفعل شــيء في صالحي‬ ‫وجديـر بالذكر أن هنـاك العديد من شركات خاصة بتزويـد مختلف اإلدارات والمؤسسات‬ ،‫ ذات قيمـة‬،‫ تتوفر على شهادات تعليمية‬،‫ ضمنهم أطر مؤهلة‬،‫بمستخدمين في مجال األمن الخاص‬ ‫ كما تشتغل بطرق‬.‫إال أن هذه الشركات التي يسيرها بعض «المكلخين» تستغلهم شر استغالل‬ ‫ سواء تعلق األمر‬،‫ وال تؤدي واجباتها القانونية والمالية‬،‫ حيث تغير أسماءها من فترة إلى أخرى‬،‫ملتوية‬ ‫ باإلضافة إلى سياسة غض الطرف التي‬،‫ أو بمصالح العمال والمستخدمين لديها‬،‫بمصالح الدولة‬ ‫ تستبدل عمــاال مهضومي الحقوق‬،‫ إزاء شركــات لألمــن الخاص‬،‫تنهجها بعض الجهات المختصــة‬ ‫ وكأنهـــا تستبدل الجوارب أو المالبس الداخلية ؟‬،»‫بآخرين «مغفليـــن‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

05.39.94.30.08 06.22.45.30.67

‫مستخدم من الضحايا الكثر‬ ‫لشركات األمن الخاص‬

‫محمد إمغران‬

»‫«جريدة ال�شمال‬

: ‫الهاتــف‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

77, rue de Fès, complexe Cabrouk, bloc D, 7éme étage n°19 Tanger Tél : 039 32 40 17 R.C :73900 - P : 504185516 CONSTITUTION DE SOCIETE

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

Aux termes d’un acte sous seing privé à TANGER en date du 03/01/2018, il a été établi les statuts d’une SARL AU dont les caractéristiques sont les suivantes : Dénomination sociale : STATION MANSOURI IKHWANE Forme: SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITE Objet: EXPLOITATION STATION CARBURANTS ET CARBURANTS Marchand et Distributeur de Carburant en General La Commercialisation de tous produits de Carburants et toute sortes de Produits de Lubrifiants et Pièces de Rechanges liées au service de Vidange Et de Changements d’Huiles. La Commercialisation en Gros, Demi-gros et en Détail de tous produits, Marchandises, Articles, Matières Premières et équipements de toutes Nature Et de toutes provenance ayant un rapport avec le domaine cite en objet. Toutes opérations d’Achats de vente et de commercialisation, D’Import et D’Export de toutes marchandises . L’Installation de RestaurantCafé, Hôtel, Parc de Jeux pour Enfants. Siége social : DOUAR GHDIR DAFLA Etage 1 N°1 TANGER Gérance :1) Mrs : SAID MANOURI CIN N°D491574, JAMAL MANOURI CIN N°D604596 & , HASSAN MANOURI CIN N°D443102 Il est entendu que la Signature de l’UN des Trois Gérants Engage Valablement la Société visà-vis des Banques, des Etablissements Publics Et Prives ainsi que Devant les Tiers Durée : 99 ans qui commencent à compter de l’immatriculation au registre de Commerce. CAPITAL SOCIAL : Le capital social est fixé à la somme de CENT MILLE DIRHAMS (100.000,00 DHS).Il est divisé en cent (1000) parts sociales de cent Dirhams (100 dhs), chacune, entièrement souscrites et non libérées et Attribuées à Mrs Said Mansouri ………34 000,00 …………….340 Parts Sociales, Jamal Mansouri …… 33 000,00 …………….330 Parts Sociales, Hassan Mansouri … ..33 000,00 …………….330 Parts Sociales, Dépôt légal : Le dépôt légal a été effectué auprès du Secrétariat Greffier du Tribunal De Commerce de Tanger en date du 09/02/2018, sous n°900 RC : 86789 . Tanger le,12/02/2018

MAATALLAH MOHAMMED Cabinet : Comptabilité, Intermédiation, Conseil

77, rue de Fès, complexe Cabrouk, bloc D, 7éme étage n°19 Tanger Tél : 039 32 40 17 R.C :73900 - P : 504185516 CONSTITUTION DE SOCIETE

Aux termes d’un acte sous seing privé à TANGER en date du 05/02/2018, il a été établi les statuts d’une SARL A U dont les caractéristiques sont les suivantes : Dénomination sociale : BATI CARRIERE Forme : SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITE Objet : BATIMENT ET TRAVAUX PUBLICS Travaux de Plomberie, Sous-traitance, Menuiserie en Bois et aluminium, Promotion Immobilière, Travaux de terrassement, d’Aménagement de Génie Civile, d’assainissement, de Voirie et Tout Travaux de Construction. Tous travaux de Menuiserie en Bois ou en Aluminium Toutes Opérations d’Achat, de Vente, Commercialisation, d’Import et d’Export de toute Marchandise, Equipement et Matériel. La prise de participation dans toutes autres entreprises ayant un objet similaire. Les services et produits liés de prés ou de loin à la Droguerie & le Sanitaire Siége social : 77, Rue de Fès Etage 7 N°19 TANGER Gérance :1) Mr :KHAYA ABDELLAH CIN N°B207858 Durée : 99 ans qui commencent à compter de l’immatriculation au registre de Commerce. CAPITAL SOCIAL : Le capital social est fixé à la somme de CENT MILLE DIRHAMS (100.000,00 DHS).Il est divisé en cent (1000) parts sociales de cent Dirhams (100 dhs), chacune, entièrement souscrites et non libérées et Attribuées à : - MR KHAYA ABDELLAH….…porteur de …… 1 000 Parts Sociales Dépôt légal : Le dépôt légal a été effectué auprès du Secrétariat Greffier du Tribunal De Commerce de Tanger en date du 15/02/2017 sous le n°1046 Numéro du registre De Commerce :86 947 Tanger le,16/02/2017


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 929‬ـ الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫سبعة من أقدم‬ ‫الرياضات في التاريخ‬ ‫‪ - 1‬هوكي‬ ‫يتنافس في هذه الرياضة فريقان لمحاولة تسجيل الكرة أو القرص‬ ‫في مرمى الفريق المنافس باستخدام عصا الهوكي‪ .‬ويعود تاريخ‬ ‫ُ‬ ‫ونقوش يونانيّة‬ ‫حيث ُذكرت في رسوماتٍ‬ ‫الهوكي إلى ‪ 600‬ق‪.‬م‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫لفرق بعصا‬ ‫نقوش‬ ‫توجد‬ ‫حيث‬ ‫مصر‬ ‫إلى‬ ‫إرجاعها‬ ‫قديمة‪ ،‬كما يمكن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مقوّسة وقرص قبل ‪ 4,000‬عام‪ .‬فهذه اللعبة كانت تُمارس في العديد‬ ‫من الحضارات المختلفة مثل الصين ومنغوليا‪ ،‬كما و كانت ضمن قائمة‬ ‫الرياضات المحظورة في عهد الملك إدوارد الثالث في بريطانيا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ركوب الخيل‪ ‬‬

‫يُقدر بأن تاريخ تدجين األحصنة وركوبها يعود إلى ‪ 3,500‬ق‪.‬م‪،‬‬ ‫وقد استُعملت في الحروب والتجارة والتن ّقل‪ .‬ويمكن تحديد تاريخ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة إلى ‪ 700 - 40‬ق‪.‬م في اليونان القديمة‬ ‫سباقات األحصنة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة‬ ‫وكذلك كانت تُقام في روما القديمة‪ ،‬ولكنّ أولى السباقات‬ ‫وأقدمها ‪ -‬ولو كان التاريخ الدقيق مبهماً ‪ -‬أُقيم في المنطقة العربيّة‬ ‫والشرق األوسط وبالد فارس والصين وشمال أفريقيا‪ ،‬وتمّ نشرها الحقاً‬ ‫إلى أوروبا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المالكمة‪ ‬‬

‫تعتمد رياضة الملوك ‪ -‬كما يُطلق عليها ‪ -‬أو الفنّ النبيل‪ ،‬على‬ ‫إختبار القوّة والسرعة والقدرة على التحمّل‪ .‬وتظهر نقشاتٍ سومريّة‬ ‫تمثيل هذه الرياضة في األلفيّة الثالثة ق‪.‬م وكذلك كانت تُمارس في‬ ‫مصر القديمة وبقبضاتٍ عارية‪ .‬وإشتهرت اللعبة في روما القديمة ُ‬ ‫حيث‬ ‫بدأ المالكمون يل ّفون قبضاتهم بقطعةٍ جلديّة من أجل الحماية‪.‬‬

‫‪ - 4‬البولو‪ ‬‬ ‫ُ‬ ‫يعود أصل البولو إلى وسط آسيا وبالد فارس تحديداً‪ ،‬حيث كانت‬ ‫تمارس من قبل حرّاس الملك ونخبة الفرق العسكرة في القرن الـ ‪6‬‬ ‫كأسلوب للتحضير ألرض المعركة‪.‬‬ ‫ق‪.‬م حتّى القرن األوّل بعد الميالد‬ ‫ٍ‬ ‫وانتشرت هذه الرياضة التي مارسها الحقاً النساء كما الرجال إلى بالد‬ ‫العرب والتبت ‪ -‬من ُ‬ ‫حيث إكتسبت معناها الحديث الذي يعني طابة ‪-‬‬ ‫والصين‪ ،‬ومن ثم قدّمها الفاتحون المسلمون إلى الهند‪ ،‬ليكون أوّل‬ ‫من مارسها من األوربيّين هم مزارعو‪ ‬الشاي البريطانيّين عام ‪.1859‬‬

‫‪ - 5‬رياضة الهورلنغ أو القذف‬

‫تُمارس هذه الرياضة الجماعيّة خارج الصاالت و تشبه رياضة‬ ‫الهوكي إنّما يُستبدل القرص بطابةٍ‪ ،‬و‪ ‬هي من أصل غالي أيرالندي‪.‬‬ ‫تعتبر رياضة الهورلنغ إحدى أقدم الرياضات في العالم وقد ُذكرت للمرّة‬ ‫األولى عام ‪ 1272‬ق‪.‬م‪ ،‬كما و‪ ‬يردُ ذكرها كلعبة «العصا والطابة» في‬ ‫األساطير اإليرلنديّة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬المصارعة‪ ‬‬

‫تُظهر نقشاتٍ ورسوماتٍ وُجدت في كهوفٍ في جنوب أوروبا‪،‬‬ ‫ممارسة هذه الرياضة قيل ‪ 15,000‬إلى ‪ 20,000‬سنة‪ ،‬كما و َّ‬ ‫تُمثل‬ ‫في نقشاتٍ سومريّة قبل ‪ 5,000‬سنة‪ ،‬وكذلك كانت تُمارس في مصر‬ ‫نُظمت هذه الرياضة كانت في اليونان ُ‬ ‫القديمة وبغداد‪ .‬و أول ما ّ‬ ‫حيث‬ ‫تعود سجلاّ ت الفائزين إلى ‪ 708‬ق‪.‬م‪ُ ،‬‬ ‫حيث كان أشهر المصارعين هو‬ ‫الفيلسوف اإلغريقي أفلطون‪.‬‬

‫‪ - 7‬العدو‬

‫يعتبر العدو من أقدم العادات الرياضيّة التي مارسها اإلنسان ُ‬ ‫منذ‬ ‫حوالي ‪ 4‬ماليين سنة‪ُ ،‬‬ ‫حيث ّ‬ ‫وظفها أسالفنا القدماء لمطاردة فريسة‬ ‫ومن ثم طوّروا قدرة العدو لمسافاتٍ طويلة منذ ‪ 2.5‬مليون سنة‪.‬‬ ‫ويُعتَقد ّ‬ ‫بأن العدو كان جزءا من الطقوس الدينيّة البشريّة في مختلف‬ ‫الحضارات‪ .‬وظهرت مُمارسة العدو كرياضةٍ تنافسيّةٍ في ألعاب تايلتين‬ ‫(‪ )Tailteann Games‬عام ‪ 1829‬ف‪.‬م‪ ،‬بينما نظمت أول مسابقة عدو‬ ‫أولمبيّة ‪ ‬في عصر اإلغريق حوالي عام ‪ 776 ‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أصبح‬

‫المغرب مرشحا وبقوة الحتضان نهائيات كاس العالم ‪ 2026‬لعلها تكون ثابتة‬ ‫هذه المرة‪ .‬المفيد هنا وكما أكدنا في العديد من المناسبات أن البالد ستستفيد‬ ‫في حالة الظفر بالتنظيم‪ ،‬من جواب متعددة‪ .‬على المستوى االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬بانتعاش‬ ‫المجال السياحي‪ ،‬وتطوير البنيات التحتية‪ ،‬وربح مجموعة من المرافق التي سينتهي المونديال‪،‬‬ ‫بينما سيستفيد منها المواطن بعد ذلك‪ .‬وكلنا نعلم الدور الذي لعبه كاس العالم لسنة ‪ 1982‬في‬ ‫إسبانيا‪ ،‬وكيف انتعش هذا البلد وتقدم بعد هذه التظاهرة الرياضية الهامة وما ربحه على مستوى‬ ‫شتى المجاالت‪ .‬ولعل الملعب الكبير بطنجة سيدخل بدوره دائرة االستفادة بعدما شهد ميالده‬ ‫عيوبا تقنية كبيرة‪ ،.‬فالملعب أكيد سيستفيد في حالة الظفر بالتنظيم‪ ،‬بتصحيح هذه العيوب‪ ،‬بالرفع‬ ‫من طاقته االستيعابية ليصل إلى حدود ‪ 60‬أو ‪ 65‬ألف متفرج بعد ملئ الفراغات خلف «المرميين»‬ ‫وبالتالي إعادة تغطية نصف الملعب بمنصة جديدة تشمل منصة الصحافة على غرار التزامات أخرى‬ ‫ستستفيد منها جميع المدن التي يتضمنها الملف المغربي‪ .‬لهذا نأمل أن يحظى بلدنا بتحقيق هذا‬ ‫الحلم هذه المرة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫لورون بالن‪...‬‬ ‫العميد واملدرب الأ�سبق مبنتخب الديكة‬

‫بعد عشرين عامًا من نسخة‬ ‫فرنسا ‪ ،1998‬كيف تلخص هذه‬ ‫التجربة في ثالث كلمات؟‬ ‫العمل‪ ،‬الكثير من العمل‪ ،‬خاصة قبل‬ ‫نهائيات كأس العالم‪ .‬ويعود الفضل في‬ ‫نجاحنا أيضاً إلى اإلع��داد الذي كان شبه‬ ‫مثالي‪ .‬لقد أتاح لنا المدربون إعداداً صعباً‪،‬‬ ‫وهذا ما جعلنا نكون في أفضل أحوالنا‪.‬‬ ‫وخير دليل على ذلك تلك المباراة األخيرة‬ ‫ضد البرازيل حيث كانت سيطرتنا البدنية‬ ‫واضحة جداً‪ .‬كلما تقدمنا المنافسة‪ ،‬كلما‬ ‫تحسّنت أكثر إمكانات الفريق‪ .‬هذا إلى‬ ‫جانب األج��واء المرحة‪ .‬فقد عشنا أشياء‬ ‫كثيرة‪ ،‬و لفترة طويلة معاً‪ ،‬وهذه أمور ال‬ ‫يعيشها أي فريق‪ .‬تم إنشاء عالقات وطيدة‪،‬‬ ‫وبالتالي مجموعة قوية‪ .‬ودون أن ننسى‬ ‫روح الفوز التي كانت حاضرة في نهاية‬ ‫المطاف‪ ،‬وهذا هو أهم شيء في الرياضة‪.‬‬ ‫إذ يُبذل الكثير من الجهد‪ ،‬وال يفوز سوى‬ ‫فريق واحد في النهاية‪ .‬وقد حصلنا على‬ ‫شرف تحقيق الغاية المنشودة‪ ،‬وعلى أرضنا‪.‬‬ ‫الفوز بكأس العالم شيء رائ��ع‪ .‬أما الفوز‬ ‫بها على أرضك فهو أمر أكثر من رائع‪ :‬المزيد من الفرح‪ ،‬المزيد من‬ ‫المشاعر‪ ،‬والمزيد من كل شيء‪.‬‬

‫لعبت دوراً حاسمًا في الدور ثمن النهائي ‪ 16‬ضد‬ ‫باراجواي بتسجيلك الهدف الذهبي‪ .‬ما هي الذكريات‬ ‫التي تحتفظ بها عن هذه المباراة‪ ،‬وماذا كنت تفعل في‬ ‫مركز قلب الهجوم في تلك اللحظة من المباراة؟‬

‫قبل تذكر الهدف‪ ،‬أتذكر أن المهمة كانت صعبة جداً‪ .‬فقد كانت‬ ‫المباراة األصعب لنا من حيث هزّ شباك الخصم‪ .‬ولعلها المواجهة‬ ‫الوحيدة في البطولة التي لم نتمكن خاللها من السيطرة على أطوار‬ ‫المباراة‪ .‬ولهذا كانت الفرحة بالهدف كبيرة بمقدار ما كانت المباراة‬ ‫صعبة‪ .‬وفي تلك اللحظة بالذات شعرنا بأنه بإمكاننا الذهاب حتى‬ ‫النهاية‪ .‬لقد أدركنا أن الحظ يقف إلى جانبنا‪ .‬في تلك اللحظة من‬ ‫المباراة لم يكن لدي أي شيء أفعله هناك! ولكن في مرحلة ما‪ ،‬يجب‬ ‫عليك محاولة تحمل المسؤوليات‪ .‬عندما تنجح في المهمة يكون األمر‬ ‫رائعاً‪ .‬ولكن لو سجلوا هدفاً في مرمانا‪ ،‬أعتقد أنه كانت ستنهال علي‬ ‫االنتقادات! لكننا كنا نريد الفوز بهذه المباراة‪ ،‬ألنها فتحت لنا أبواب‬ ‫الدور ربع النهائي‪ ،‬وأعتقد أن البالد أدركت أن منتخب فرنسا‪ ،‬بعد‬ ‫كل االنتقادات التي تعرض لها قبل المنافسة‪ ،‬بإمكانه الفوز بكأس‬ ‫العالم في نهاية المطاف‪ .‬وعندما يكون الفريق الخصم منهكاً‪ ،‬يمكن‬ ‫لالعبين الجدد الذين يدخلون بروح متفائلة إحداث الفارق‪ .‬في هذه‬ ‫المباراة‪ ،‬روبير بيريس ودافيد تريزيجيت‪ ،‬الذي كان حاضراً منذ بداية‬ ‫المواجهة‪ ،‬في قاعدة لعبا دوراً مهماً في تحقيق هذا النجاح‪ .‬راوغ روبير‬ ‫العباً أو اثنين ومرر الكرة لدافيد‪ ،‬الذي كان ظهره إلى المرمى‪ ،‬ولم‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫يكن بإمكانه فعله الكثير‪ ،‬ولكن كان ذكياً ألنه رآني متموقعاً أمام‬ ‫المرمى‪ ،‬ليمرر لي الكرة باتجاه رأسي‪ .‬إن الالعبين الكبار يفهمون‬ ‫الكثير من األشياء في منطقة الجزاء‪ ،‬وبالطبع كان دافيد‪ ،‬داخل مربع‬ ‫العمليات‪ ،‬العباً كبيراً جداً‪.‬‬

‫بعد عشرين عاما من نسخة فرنسا ‪ ،1998‬تبهر‬ ‫فرنسا اآلن العالم أجمع بمواهبها الهجومية‪ .‬هل‬ ‫القدرة الهجومية للفريق الحالي هي نقطة قوة يمكن‬ ‫مقارنتها بمثيلتها الدفاعية لفريق ‪ .1998‬و هل يملك‬ ‫الجيل الحالي الموهبة الكافية للفوز بكأس العالم؟‪ ‬‬ ‫نعم‪ ،‬ولكن من األفضل أن يكون لديك قوة هجومية‪ ،‬ألنه من‬ ‫الصعب الحصول عليها‪ .‬العثور على العبين يدافعون بشكل جيد‪ ،‬ليس‬ ‫باألمر السهل‪ ،‬ولكنهم أكثر عدداً من الالعبين الموهوبين الذين‬ ‫يسجلون األهداف‪ .‬كما أن تجنب استقبال األهداف يبقى أسهل من‬ ‫تسجيلها‪ .‬بالنسبة للفوز بكأس العالم من طرف الجيل الحالي‪ ،‬نعم‪،‬‬ ‫لديه الموهبة‪ .‬من الناحية الهجومية‪ ،‬هناك عدد قليل من الفرق التي‬ ‫تملك مثل هذه اإلمكانات‪ .‬ولكنهم يفتقرون إلى النضج والخبرة‪،‬‬ ‫ألنهم العبون شباب‪ ،‬لذلك ال يمكننا أن نطلب منهم أن تكون لديهم‬ ‫الموهبة وروح الشباب‪ ،‬والخبرة أيضاً‪ .‬فهذا أمر غير ممكن‪ .‬إذا حصلنا‬ ‫على مزيج جيد بين الالعبين من ذوي الخبرة‪ ،‬وهؤالء الشباب الذين‬ ‫هم موهوبون جداً‪ ،‬سيكون لدينا فريق مثير لالهتمام‪ .‬ولكن إذا‬ ‫تحدثنا بكل موضوعية‪ ،‬فإن هناك فرقاً مرشحة أكثر من فرنسا‪ .‬لكن‬ ‫فرنسا لديها القدرة على القتال بشراسة‪ ،‬وأعتقد أن الخصوم يدركون‬ ‫ذلك اآلن‪ ،‬وهو أمر جيد كخطوة أولى‪.‬‬

‫الخليفي يراهن على إقصاء ريال مدريد‬ ‫ويلوم التحكيم‬

‫يثق ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان في‬ ‫قدرة فريقه على إقصاء ريال مدريد والتأهل لدور الثمانية من‬ ‫دوري أبطال أوروبا‪ ،‬رغم الخسارة أمام الريال (‪ ،)1-3‬مساء األربعاء‬ ‫الماضي‪ ،‬بملعب سانتياجو برنابيو في ذهاب ثمن نهائي المسابقة‪.‬‬ ‫وقال الخليفي في تصريحات أبرزتها صحيفة‪ ‬ليكيب‪ ‬الفرنسية‪« :‬ال‬ ‫أعتقد أننا قدمنا مباراة سيئة‪ ،‬لقد انتهت ‪ 90‬دقيقة وتتبقى‪ ‬مباراة‬ ‫أخرى بملعبنا ووسط جماهيرنا‪ ،‬لدينا فرصة كبيرة في التعويض‬ ‫والتأهل»‪ .‬وأض��اف‪« :‬عندما كانت النتيجة ‪ ،1-1‬كان بإمكاننا‬ ‫تسجيل الهدف الثاني‪ ،‬أثق في الالعبين والمدير الفني‪ ..‬سنتأهل»‪.‬‬ ‫وواصل‪« :‬قدمنا أداء رائعا في الشوط الثاني‪ ،‬أعتقد أن الحكم‬ ‫اإليطالي منحنا إنذارين على مخالفات ال تستحق العقوبة‪ ،‬هذه تفاصيل صغيرة‪ ،‬تصنع الفارق‪ ،‬لقد ساعد الحكم فريق ريال مدريد‬ ‫كثيرا»‪ .‬ويلتقي الفريقان إيابا يوم ‪ 6‬مارس المقبل بملعب حديقة األمراء‪ ،‬معقل الفريق الباريسي‪.‬‬


‫العدد ‪929‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫نجاح النسخة األولى لدوري العطلة المدرسية‬ ‫للفئات الصغرى‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫بالغ لجنة األخالقيات‬

‫شهد ملعب القرب رقم ‪ 50‬بحي بئر الشعيري إجراء‬ ‫نهائي النسخة األولى من «دوري العطلة المدرسية لكرة‬ ‫القدم» للفئات الصغرى الذي نظمته جمعية سبورتينغ طنجة‬ ‫وشاركت فيه ‪ 48‬وجمعية رياضية‪ .‬ففي فئة المبتدئين‪ ،‬فاز‬ ‫الفريق المنظم‪ ،‬سبورتينغ طنجة في النهائي على فريق أسود‬ ‫الشمال بأربعة أهداف مقابل ثالثة‪ .‬وفي فئة الكتاكيت فاز‬ ‫فريق مدرسة هالل إندوور في النهائي على جمعية ‪ 26‬شتنبر‬ ‫بالضربات الترجيحية بعدما انتهى الوقت األصلي من المباراة‬ ‫بالتعادل بخمسة أهداف لمثلها‪ .‬فيما آل دوري فئة الصغار‬

‫لجمعية التحدي أرض بعد انتصاره في النهائي على حسنية‬ ‫طنجة‪ .‬بينما فاز بفئة البراعم فريق أسود الشمال على حساب‬ ‫نهضة طنجة‪ .‬وشهد الحفل الختامي‪ ،‬الذي حضرته فعاليات‬ ‫ووجوه رياضية‪ ،‬في مقدمتها اإلطار الطنجاوي ادريس المرابط‪،‬‬ ‫مدرب اتحاد طنجة‪ ،‬عملية توزيع الكؤوس على أبطال الدوري‪.‬‬ ‫كما تم تتويج بعض المواهب في مسابقات فردية‪ ،‬وآلت جائزة‬ ‫أحسن حارس مرمى في الدوري لفائدة الشتيوي حارس فريق‬ ‫مدرسة الهالل إندوور‪ .‬وأحرز أمين دعلو من حسنية طنجة‬ ‫جائزة أحسن العب‪.‬‬

‫إقبال كبير على نشاط «نادي أسرة االتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة»‬

‫في إطار أنشطته المتميزة وبرامجه السنوي العام‪،‬‬ ‫والهادف‪ ،‬نظم اتحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬يوم السبت الماضي‪،‬‬ ‫صبيحة رياضية أطلق عليها اسم «نادي أسرة االتحاد»‪.‬‬ ‫وانطلقت التظاهرة بتسجيل األسر المشاركة التي فاقت‬ ‫المائة مشاركة ومشارك من أولياء أمور تالميذ مدرسة بدر‬ ‫لكرة السلة‪ .‬واستفاد المشاركون في البداية من فترة إحماء‬ ‫جماعية أشرف عليها المدير التقني‪،‬اإلطار خليل الرواس‪ ،‬الخبير‬ ‫لدى االتحاد الدولي لكرة السلة‪ .‬وبعد ذلك تم تقسيم جميع‬ ‫المشاركين على ستة ورشات مروا عبرها بالتناوب مع تسجيل‬ ‫النقط حسب اللعبة‪ ،‬ليتم جمع عدد النقط المحصل عليها بعد‬ ‫انتهاء المرور والمشاركة بجميع الورشات‪ .‬وعلى إثرها تم‬ ‫اإلعالن عن األسر الفائزة على التوالي بالمراكز األولى‪ ،‬الثانية‬ ‫ثم الثالثة‪ .‬وتميزت الصبيحة بالنجاح والتجاوب الالفت من‬ ‫طرف األمهات واآلباء المشاركين‪ ،‬الذين استمتعوا بلحظات‬ ‫مميزة ورائعة تحت إشراف األطر التقنية التحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة‪ .‬حيث استحسن الجميع‪ ،‬سيما األسر المشاركة‪،‬ة‬ ‫هذه الفكرة الرائدة من خالل مشاركة فلذات أكبادهم في‬

‫انشطة ترفيهية مميزة ومفيدة‪ ،‬بمداعبة الكرة البرتقالية‪.‬‬ ‫واختتم النشاط في منتصف اليوم ذاته بعد توزيع الجوائز‬ ‫على الفائزين‪ ،‬تحت تصفيقات الحضور‪ .‬وأكدت الجمعية‬ ‫أنها ستظل وفية لبرامجها الغنية التي تزداد يوماً تلوى‬ ‫يوم‪ ،‬وموسم تلوى موسم‪ ،‬وتبقى منسجمة مع مخططها‬ ‫االستراتيجي الذي يتوسع في كل موسم رياضي جديد‪ ،‬كما‬ ‫تجسد ذلك‪ ،‬النجاحات التي حققتها عبر أنشطة وبرامج‪ ،‬نظير‪،‬‬ ‫خلق مدارس لكرة السلة بأحياء مختلفة بالمدينة‪ ،‬وتنظيم‬ ‫الملتقيات المتنوعة لمدارس كرة السلة‪ ،‬وبلوغ مهرجان‬ ‫طنجة الكبرى الدولي للميني باسكيط مرحلته الخامسة‪،‬‬ ‫ودوري تشالنج التحدي لمدارس كرة السلة التحاد طنجة‪،‬‬ ‫والمخيم الصيفي الرياضي الموضوعاتي لكرة السلة الذي‬ ‫توج به الموسم الرياضي الماضي بعد نجاح اطالق برنامج‬ ‫«طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة» الذي تم انجازه تحت‬ ‫إشراف والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بشراكة بين‬ ‫إتحاد طنجة لكرة السلة والمديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يعقد جمعا استثنائيا للمصادقة‬ ‫على التحول لشركة ويحتفي بحمودان‬ ‫والتكناوتي‬

‫أعلن اتحاد طنجة عن عقد جمع عام استثنائي يوم السابع‬ ‫من مارس المقبل بقاعة الندوات بالملعب الكبير بطنجة‪ ،‬من‬ ‫أجل تحيين القانون األساسي للنادي‪ ،‬مع المراسيم التطبيقية‬ ‫لقانون ‪ 30/09‬الخاص بالتربية البدنية‪ ،‬والمصادقة على‬ ‫إحداث شركة خاصة بالفريق‪ .‬ويأتي هذا انسجاما مع دعوة من‬ ‫لجنة الحكامة التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫خالل اجتماع بممثلي ورؤساء األندية الوطنية الممارسة في‬ ‫البطولة االحترافية‪ ،‬القسم األول لالستعداد لتحويل األندية‬ ‫المغربية إلى شركات رياضية ابتداء من الموسم الرياضي‬ ‫المقبل‪ ،‬بعدما طرح المشروع خالل اجتماع المكتب المديري‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬منذ ‪ 28‬نونبر ‪،2017‬‬ ‫برئاسة فوزي لقجع رئيس الجامعة‪ .‬وفي خبر آخر‪ ،‬خص مكتب‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬نجمي الفريق‪ ،‬أحمد حمودان‪ ،‬والحارس رضا‬ ‫التكناوتي ‪ ،‬باستقبال خاص ترأسه حميد أبرشان‪ ،‬رئيس‬ ‫الفريق بحضور بعض أعضاء المكتب والطاقم التقني وباقي‬ ‫الالعبين بملعب التداريب بالزياتن‪ .‬و تسلم الالعبان باقة ورد‬ ‫بمناسبة تتويجهما رفقة المنتخب الوطني للمحليين بالنسخة‬ ‫الخامسة من كاس إفريقيا لالعبين المحليين‪.‬‬

‫اجتمعت لجنة األخالقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬وأصدرت‬ ‫مجموعة من القرارات التالية‪ ،:‬بداية بمنع منير غانم وعادل حزيران عن نادي االتحاد‬ ‫الرياضي البيضاوي من مزاولة أي نشاط له عالقة بكرة القدم لمدة ثالثة أشهر‬ ‫نافذة وغرامة مالية نافذة قدرها ‪ 10000‬درهما‪ ،‬وذلك لقيام المعنيين باألمر بأخذ‬ ‫صور لمكاتب العصبة الوطنية لكرة القدم هواة ونشرها بمواقع التواصل االجتماعي‬ ‫بهدف التشهير والمس بسمعة العصبة‪ .‬وتوقيف يونس نعومي الوسيط الرياضي‬ ‫عن مزاولة أي نشاط رياضي أو مرتبط به لمدة سنة نافذة وغرامة مالية نافذة قدرها‬ ‫‪ 10000‬درهما‪ ،‬لقيامه بتقديم وثائق غير صحيحة أمام الغرفة الوطنية لفض النزاعات‬ ‫بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وحفظ القضية التي رفعها رئيس نادي‬ ‫االتحاد الزموري الخميسات لكرة القدم ضد يوسف فرتوت‪ .‬وتوقيف نبيل كوعالص‪،‬‬ ‫العب سابق لنادي أولمبيك الدشيرة ألربع مباريات نافذة‪ ،‬إلدالئه بتصريحات صحافية‬ ‫في حق عضو جامعي ولجنة قضائية لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫اجتماع المكتب المديري للجامعة‬ ‫عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء الثالثاء ‪13‬‬ ‫فبراير ‪ ،2018‬اجتماعا بمقر الجامعة برئاسة فوزي لقجع‪ ،‬الذي رحب بأعضاء المكتب‬ ‫المديري‪ ،‬واللجان‪ ،‬قبل أن يهنئ أسرة كرة القدم المغربية بعد فوز المنتخب الوطني‬ ‫ببطولة إفريقيا لألمم لالعبين المحليين‪ ،‬واالعتزاز بالرسالة الملكية السامية الموجهة‬ ‫إلى النخبة الوطنية ومكونات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والجماهير‬ ‫المغربية‪ .‬كما وضع فوزي لقجع‪ ،‬أعضاء المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬في الصورة بالنسبة لملف ترشيح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم‬ ‫‪ ،2026‬مطالبا جميع مكونات كرة القدم الوطنية بتكاثف الجهود من أجل الوصول‬ ‫إلى الهدف المنشود‪ ،‬الذي يتمثل في احتضان بالدنا لهذا العرس العالمي‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك‪ ،‬تمت مناقشة جدول األعمال‪ ،‬حيث صادق المكتب المديري على القانون‬ ‫الداخلي للجنة مراقبة األندية‪ ،‬وذلك بعد األخذ بعين االعتبار مالحظات واقتراحات‬ ‫أعضاء المكتب الجامعي‪ .‬وبالنسبة لميثاق الحكامة واألخالقيات‪ ،‬فبعد التفاعل مع‬ ‫االقتراحات والمالحظات التي تمت مناقشتها في اجتماع يوم ‪ 30‬يناير ‪ ،2018‬تم‬ ‫االتفاق على تحيين أنظمة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬والمصادقة عليها‬ ‫في الجمع العام الذي سيعقد نهاية شهر ماي المقبل‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫بالغ لجنة الطب الرياضي بالجامعة‬ ‫اجتمعت لجنة الطب الرياضي التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يومه‬ ‫االثنين ‪ 12‬فبراير ‪ 2018‬برئاسة إسماعيل الزيتوني‪ ،‬حيث تضمن جدول األعمال‪،‬‬ ‫دفتر التحمالت من ناحية الطب الرياضي الخاص بأندية العصبة الوطنية لكرة القدم‬ ‫االحترافية‪ .‬وتتبع سير األشغال في مركز الطب الرياضي بالمركز الوطني لكرة القدم‬ ‫بالمعمورة‪ .‬ثم تقييم التغطية الطبية لبطولة إفريقيا لألمم لالعبين المحليين التي‬ ‫احتضنتها بالدنا في الفترة المتراوحة ما بين ‪ 13‬يناير و‪ 4‬فبراير ‪.2018‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تحديد شروط الحصول على دبلوم «كاف برو»‬ ‫تعلن اإلدارة التقنية الوطنية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫أن شروط التسجيل الجتياز اختبارات دبلوم «كاف برو» هي كالتالي‪ :‬توفر المدرب‬ ‫المترشح على دبلوم ‪ ، CAF A‬باإلضافة إلى ‪،‬أن يكون المدرب المترشح قد درب‬ ‫في القسم الوطني األول على األقل لمدة ‪ 5‬مواسم‪ .‬أو أن يكون المدرب المترشح‬ ‫قد اشتغل كمدرب مساعد في القسم الوطني األول على األقل لمدة ‪ 8‬مواسم‪ .‬أو أن‬ ‫يكون المترشح قد سبق له أن درب المنتخب الوطني األول أو المحلي أو األولمبي‬ ‫لمدة ال تقل عن سنتين‪ .‬أو‪ ‬أن يكون المترشح قد لعب على األقل ‪ 200‬مباراة كالعب‬ ‫محترف‪ ،‬وحمل قميص المنتخب الوطني أكثر من ‪ 30‬مباراة دولية‪ .‬وتتكون اللجنة‬ ‫التي ستشرف على هذا االختبار من كل من‪ ،‬عضو من المكتب المديري للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬والكاتب العام للجامعة أو نائبه‪ .‬وممثل اإلتحاد‬ ‫اإلفريقي لكرة القدم‪ .‬اإلدارة التقنية الوطنية‪ .‬وممثل وزارة الشباب والرياضة‪ .‬وممثل‬ ‫المعهد الملكي لتكوين األطر موالي رشيد‪ .‬وممثل المركز الوطني لكرة القدم ‪.‬‬ ‫وخبير في القانون‪ .‬وتؤكد اإلدارة التقنية الوطنية أن المدربين الذين يشتغلون حاليا‬ ‫في القسم الوطني األول والذين تتوفر فيهم الشروط السابقة‪ ،‬ستكون لهم األولوية‬ ‫في اجتياز االختبارات‪.‬‬


‫العدد ‪929‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬فرباير ‪2018‬‬ ‫األخيرة‬ ‫فقرات خصبة تعزز الحوار الثقافي‬ ‫اتحاد‬ ‫قيام‬ ‫والتربوي في برنامج تجميل مدرستي‬

‫‪ 29‬سنة مرت على‬ ‫المغرب العربي بمراكش‬

‫حلم شعوب المغرب الكبير تعرض لخيانة الجزائر‬ ‫بوتفليقة «يهنئ» قادة االتحاد على تخريبه لالتحاد‬

‫تتواصل فعاليــات البرنامــج التربــوي‬ ‫والفني واالجتماعي»تجميل مدرستي» في‬ ‫نسخته الرابعة‪ ،‬وذلك من خالل زيارة عدد‬ ‫من المؤسسات التعليميـة في مختلف ربوع‬ ‫المملكــة‪ ،‬خاصـة بالوسط القــروي‪ ،‬دعما‬ ‫للتالميذ‪ ،‬وتحفيزهم على العطاء والتواصل‪،‬‬ ‫ومحاربة للهدر المدرسي‪.‬‬

‫فكرة المغرب العربي تبلورت هنا‪ ،‬في طنجة المدينة التي كانت قاعدة النضال السياسي والدبلوماسي من أجل تحرير‬ ‫شعوب المغارب‪ ،‬وتحقيق حلم الدولة المغاربية الذي ترسخ في وجدان شعوب المنطقة التي تشكل في الواقع شعبا واحدا‬ ‫من طنجة إلى حدود أرض الكنانة‪.‬‬ ‫ففي مدينة طنجة‪ ،‬وبقصر مرشان التاريخي‪ ،‬التأم شمل حركات التحرير المغاربية‪ ،‬حزب االستقالل والحزب الدستوري‬ ‫التونسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية ‪ ،‬حيث تأكد توجه المنطقة إلى االتحاد استجابة لمطامع شعوبها ووفاء للروابط‬ ‫«األسرية» والوطنية واللغوية والدينية التي تجمع المغاربيين وللتضحيات المشتركة من أجل الحرية واالستقالل‪.‬‬ ‫الفكرة انتقلت في ما بعد إلى قيادات البلدان المغاربية‪ ،‬حيث تم التمهيد لها عبر اجتماعات أقيمت بالبلدان المعنية‬ ‫صدرت عنها بيانات كلها تسير في اتجاه تحقيق الحلم المغاربي بتحقيق االتحاد المغاربي لينتهي القادة المغاربيين الخمسة‪،‬‬ ‫خالل قمة مراكش التاريخية إلى اإلعالن عن تأسيس اتحاد المغرب العربي في ‪ 17‬فبراير سنة ‪ .1989‬لتنشط حركة اللقاءات‬ ‫المغاربية على مستوى القادة‪ ،‬في الجزائر وتونس ونواقشوط‪.‬‬ ‫وجاء في بيان قمة مراكش التي كرست إنشاء اتحاد المغرب العربي أن قادة المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا‪،‬‬ ‫إيمانا منهم بما يجمع شعوب المغرب العربي من أواصر متينة قوامها االشتراك في التاريخ والدين واللغة‪ .‬‬ ‫واستجابة لما لهذه الشعوب وقادتها من تطلع عميق ثابت إلى إقامة اتحاد بينها يعزز ما يربطها من عالقات ويتيح لها‬ ‫السبل المالئمة لتسير تدريجيا نحو تحقيق اندماج أشمل فيما بينها‪ .‬‬ ‫ووعيا منهم بما سيترتب على هذا االندماج من آثار تتيح التحاد المغرب العربي أن يكتسب وزنا نوعيا يسمح له بالمساهمة‬ ‫الفعالة في التوازن العالمي وتثبيت العالقات السلمية داخل المجتمع الدولي واستتباب األمن واالستقرار في العالم‪ .‬‬ ‫وإدراكا منهم أن إقامة اتحاد المغرب العربي تتطلب تحقيق إنجازات ملموسة ووضع قواعد مشتركة تجسم التضامن‬ ‫الفعلي بين أقطاره وتؤمن تنميتها االقتصادية واالجتماعية‪ .‬‬ ‫وتعبيرا عن عزمهم الصادق على العمل من أجل أن يكون اتحاد المغرب العربي سبيال لبناء الوحدة العربية الشاملة‬ ‫ومنطلقا نحو اتحاد أوسع يشمل دوال أخرى عربية وإفريقية‪ .‬‬ ‫اتفقوا على إنشاء اتحاد المغرب العربي بهدف تمتين أواصر األخوة التي تربط الدول األعضاء وشعوبها والمساهمة في‬ ‫صيانة السالم القائم على العدل واإلنصاف والدفاع عن حقوقها والعمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل األشخاص والخدمات‬ ‫والسلع ورؤوس األموال بينها‪ ،‬ووضع سياسة مشتركة تهدف إلى تحقيق الوفاق بين الدول األعضاء وإقامة تعاون دبلوماسي‬ ‫وثيق بينها يقوم ‪ -‬على أساس الحوار وتحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية واالجتماعية للدول األعضاء ‪ -‬واتخاذ ما‬ ‫يلزم اتخاذه من وسائل لهذه الغاية‪ ،‬خصوصا بإنشاء مشروعات مشتركة وإعداد برامج عامة ونوعية في هذا الصدد‪ .‬وإقامة‬ ‫تعاون يرمي إلى تنمية التعليم على كافة مستوياته وإلى الحفاظ على القيم ‪ -‬الروحية والخلقية المستمدة من تعاليم اإلسالم‬ ‫السمحة وصيانة الهوية القومية العربية واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لبلوغ هذه األهداف‪.‬‬ ‫وقد تم وضع آليات مشتركة لتحقيق أهداف االتحاد عبر مجلس رئاسة يتألف من رؤساء الدول األعضاء‪ ،‬وهو أعلى جهاز‬ ‫فيه تكون له وحده سلطة اتخاذ القرار‪ ،‬وتصدر قراراته بإجماع أعضائه و مجلس لوزراء الخارجية يحضر دورات مجلس الرئاسة‬ ‫وينظر فيما تعرضه عليه وأربع لجان متخصصة وهي ‪ :‬لجنة األمن الغذائي ولجنة االقتصاد والمالية ولجنة البنية األساسية‬ ‫ولجنة الموارد البشرية ولجنة المتابعة و مجلس شورى يتألف من ثالثين عضوا عن كل دولة يقع اختيارهم من قبل الهيئات‬ ‫النيابية للدول األعضاء أو وفقا للنظم الداخلية لكل دولة‪ ،‬وأمانة عامة‪ ،‬وهيئة قضائية ‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫وفي ميدان الدفاع نصت معاهدة مراكش على صيانة استقالل كل دولة من الدول األعضاء واعتبرت أن كل اعتداء تتعرض‬ ‫له دولة من اتحاد المغرب العربي يعتبر اعتداء على باقي الدول األعضاء‪.‬‬ ‫كما أن مادة أساسية من مواد الميثاق المغاربي تنص على وجوب امتناع كل دولة عضو في االتحاد عن احتضان أي نشاط‬ ‫أو تنظيم يمس أمن أو حرمة تراب دولة أخرى من دول االتحاد أو بنظامها السياسي‪.‬‬ ‫فعلى من يضحك «الوجدي» عبد العزيز بوتفليقة حين وجه رسائل «تهنئة» إلى جاللة الملك محمد السادس و إلى كافة‬ ‫رؤساء دول المنطقة المغاربية‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 29‬لإلعالن عن ميالد اتحاد المغرب العربي‪ ،‬وهو الذي تجند وجند كل موارد‬ ‫بلده البشرية واإلدارية والعسكرية والمالية لمعاداة المغرب والتآمر على وحدة ترابه ‪ ،‬حين احتضن وطنيا ودوليا شرذمة‬ ‫من «المتمردين» المأجورين يحاول أن يجعل منهم شعبا بعد أن اقتطع من خريطة بالده أرضا جعلها قاعدة لـ «جمهورية»‬ ‫وهمية منحها األسبقية في سياسة بالده الخارجية وجعل منها «قضية» الجزائر األولى ضدا على المغرب الذي سانده وبالده‬ ‫بالرجال والمال والعتاد‪ ،‬طيلة سنوات حرب التحرير ووقف بجانب الجزائر في كل محفل من المحافل الدولية‪.......‬‬ ‫وإال‪ ،‬فكيف يريدنا بوتفليقة والطغمة العسكرية التي تملي عليه إرادتها‪ ،‬أن نصدق ادعاءهما بأن الجزائر تعتبر اتحاد‬ ‫المغرب العربي «خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا»‪ ،‬وتعلن «تمسكها الثابت» بمؤسسات االتحاد وهياكله «بما يمكن دولنا من‬ ‫الذود عن مصالحها المشتركة ومواجهة التحديات المتنامية»‪ .‬وأنه «البد من رؤية واضحة واستراتيجسة «موحدة» في عدة‬ ‫مجاالت مثل التكامل االقتصادي في شتى القطاعات»!!!!!‪.....‬‬ ‫بعيدا عن هذه «الترهات» ال يختلف اثنان اليوم في أن اتحاد المغرب العربي الذي كرسه دستور المغرب الجديد حين‬ ‫اعتبر أنه «خيار استراتيجي» تماما كما اعتبرته تونس في دستورها الجديد ‪ ،‬هذا االتحاد خفث اليوم بريقه بعد أن تعرض حلم‬ ‫شعوب المغارب إلى الخيانة من طرف الجزائر‪ ،‬والجزائر وحدها‪ ،‬التي تحدت ميثاق االتحاد وخرجت عن وحدة الصف المغاربي‬ ‫ونقضت جميع التزامات الدول األعضاء التي أقرتها معاهدة مراكش التي أفقدها تصرف الجزائر األرعن األهوج ‪ ،‬بريق تلك‬ ‫الشعلة التي حملتها أجيال النضال من أجل االستقالل وخلفتها عنهم أجيال االستقالل لتظل الوحدة المغاربية حلم شعوب‬ ‫تؤمن بالوحدة واالتحاد والتضامن والوفاء‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫وحلت قافلة هذا المشروع المواطن الذي‬ ‫تنظمه أركول للصباغة باالشتراك مع جمعية‬ ‫«الحوار بين الثقافات» الفرنسية الدولية‪،‬‬ ‫التي تزور المغرب ضمن قافلة تضامنية أورو‬ ‫إفريقية‪ ،‬وكحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا‬ ‫انطالقا من باريس ثم المغرب والسنغال‬ ‫يوم األربعاء بمدرسة الخدارة ضواحي الدار‬ ‫البيضاء في أجواء احتفالية ممتعة‪.‬‬ ‫وعرف هذا اللقـــاء الذي حضره الرئيس‬ ‫المدير العام الركول عبد المجيد البهالوي‪،‬‬ ‫ووفد الجمعية الدوليـة وأطـر المدرســة‪،‬‬ ‫صبيحة لفن الرسم‪ ،‬فضال عن عرض فيديو‬ ‫لتصريحات وشهادات أطفــال‪ ،‬قراءة رسائل‬ ‫مبعوثة من تالمذة من فرنسا وغيرها إلى‬ ‫نظرائهم المغاربـة واألفارقــة‪ ،‬حيــث قـــام‬ ‫تالمذة مدرسة الخدارة بالرد عليها كشكل‬ ‫من أشكال الحوار بين الثقافات والشعوب‪.‬‬ ‫وتشكل هذه العملية حسب المشرفين‬ ‫على هذه القافلة إلى تعزيز قيم التواصل بين‬ ‫مختلف شعوب العالم‪ ،‬إضافة الى رد االعتبار‬ ‫إلى الرسائل البريدية النبيلة‪ ،‬في ظل الطفرة‬

‫التكنولوجية الحديثـــة ووسائـــل التواصل‬ ‫االجتماعي الحالية‪.‬‬ ‫كما تم بالمناسـبــة‪ ،‬التذكير باألهـــداف‬ ‫االجتماعيــة الســاميـــة التي تـــروم دعـــم‬ ‫المؤسسات التعليمية وأجيال الغد‪ ،‬والتشجيع‬ ‫على التحصيــل العلمــي‪ ،‬فضال عن تزيين‬ ‫المدارس وطالء جدرانها لتستقبل تالمذتها‬ ‫وأطرها في حلـــة جديدة‪ ،‬ومنح العديــد من‬ ‫الكتب واأللعاب‪ ،‬وتقديــم محافــظ وهدايــا‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫وكانت القافلة التضامنية‪ ،‬ذات الطابع‬ ‫الفني واالجتماعي واإلنسانـي‪ ،‬قد زارت يوم‬ ‫اإلثنين الماضي مدرسـة شراكـي بعمالــة‬ ‫برشيد‪ ،‬ويوم الثالثاء الماضي مدرسة امداحن‬ ‫بجهة الصويرة‪ ،‬وكذا مدرسة تمسال الجديدة‬ ‫بورزازات‪ ،‬زيارة كل من بمدرسة مامون أوالد‬ ‫سعيد ومدرسة دوار الحندق بتارودانت يوم‬ ‫الخميس‪ ،‬وبعدهــا ستحـــط الرحال مدرسة‬ ‫الداخلة بجهة الداخلة‪ ،‬حيث ستقطع القافلة‬ ‫نحو ‪ 4699‬كيلومتـــر بين أروبا وإفريقيـــا‬ ‫من أجــل ترسيخ قيم التواصل والحوار بين‬ ‫الثقافات والشعوب‪.‬‬ ‫يشار إلى ان هذا البرنامج الذي انطلق‬ ‫عام ‪ ،2015‬شمل حتى اآلن‪ 21 ،‬مدرســة‪ ،‬و‪5‬‬ ‫جمعيات‪ ،‬واستفاد منها أزيد من ‪ 5000‬تلميذ‬ ‫وتلميذة في مختلف جهات المملكة‪ ،‬وسيكون‬ ‫برنامج القافلة خصبا من حيث فقراته بهدف‬ ‫زرع البسمة لدى أطفال المدارس ومشاركتهم‬ ‫أحالمهم ودعمهم من أجل بلوغ أهدافهم‬ ‫المستقبلية‪.‬‬

‫الجالية المغربية بالخارج في المعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء‬

‫شـــارك مجلــس الجاليـــة المغربيـــة‬ ‫بالخارج في الفترة ما بين ‪ 9‬إلى ‪ 18‬فبراير‬ ‫‪ 2018‬في الدورة الرابعة و العشرين للمعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء‪ ،‬تحت‬ ‫شعار‪« :‬مغاربة العالم في المجتمعات المتعددة‪،‬‬ ‫فرص وتحديات» ‪،‬بحضور حوالي مائة من‬ ‫المؤلفين والفنانين والباحثين والفاعليـــن‬ ‫السياسيـيـن والمدنيين من نحو عشرين بلدا‬ ‫من إفريقيا وأروبا والعالم العربي واألمريكتين‬ ‫والمغرب‪.‬‬ ‫وفي إطار مهمتـــه المتمثلــة في تنويـــر‬ ‫وتقييم السياسات العمومية التي تعنى بالهجرة‬ ‫المغربية‪ ،‬يقترح مجلـس الجاليـة المغربية‬ ‫بالخارج في دورة المعرض لهذه السنة قراءة‬ ‫مستجدة لواقع الهجرة المغربيـة في شتـى‬ ‫تجلياتها‪،‬ويعمل على إبراز تنوع اإلنتاج الفكري‬ ‫و األدبي وغيره لمغاربة العالم ومساهمتهم‬ ‫في بلدان اإلقامة‪ .‬كما سيعمل المجلس على‬ ‫تكريم ثلـــة من شباب مغاربة العالم المبتكرين‬ ‫والمتميزين في مجاالتهم‪.‬‬

‫وقال‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل بوصوف األميـن العـام‬ ‫لمجلس الجالية المغربية بالخاج «أنه من خالل‬ ‫مشاركتنا في المعرض الدولي للكتاب نعمل‬ ‫على مقاربة وتحليل شروط العيش المشترك في‬ ‫المجتمع المتعدد بحضور نخبة متخصصة من‬ ‫المفكرين واﻷكاديميين والفاعلين السياسيين‪.‬‬ ‫نعم‪.‬ستسلط مشاركتنا الضوء على قيم التعدد‬ ‫واﻻنفتاح التي تميز الشخصيةالمغربية الغنية‬ ‫بروافدها‪.‬هذه القيم التي يحملها مغاربــة العالم‬ ‫طبيعيا إلى كل الدول حيث يقيمون‪...‬المعرض‬ ‫مناسبة لمجلس الجالية كي يتقاسم تجربتــه‬ ‫مع كل المؤسسات ومع جمهور المعرض‪،‬ذلك‬ ‫سيكون من خالل عرض إصدارات المجلس‬ ‫التي عالجت مجمل قضايا الهجرة المغربية‬ ‫وكذا الوقوف عند آخر إصدارات اﻷدباء والشعراء‬ ‫والكتاب من مغاربة العالم»‪.‬‬

‫عبد الرحمان السنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.