Achamal n° 930 le 27 février 2018 pdf

Page 1

‫ما بعد «طنجة الكبرى»‪....‬‬ ‫وزير الداخلية‪ ،‬عبد الوافي لفتيت‪ ،‬يوصي بالتفكير‪،‬‬ ‫منذ اآلن في «إنشاء» برنامج جديد‪ ،‬يقوم على إنعاش‬ ‫الشغل على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة ‪.‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 930‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 10‬جمادى الثانية ‪ 27 / 1439‬فرباير �إلى ‪ 5‬مار�س ‪2018‬‬

‫الوزير الذي اطلع‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬على طريقة «تنزيل»‬ ‫مشاريع المخطط الملكي «طنجة الكبرى» اعترف بأن‬ ‫مشاريع المخطط الملكي تم تفعيلها بالطريقة‬ ‫المثلى ‪ ،‬وفي هذا تنويه ضمني وإشادة‬ ‫واض��ح��ة ب��أداء وال��ي الجهة‪ ،‬محمد‬ ‫اليعقوبي الذي أشرف بصورة مباشرة‬ ‫على عملية اإلنجاز والتتبع الميداني‬ ‫لتنفيذ مشاريع «طنجة الكبرى» التي شارفت على نهايتها‪.‬‬ ‫الوزير اعتبر أن مدينة طنجة تتوفر اآلن على بنيات جيدة لتراهن على برنامج تنموي‬ ‫جديد‪ ،‬يرتكز أساسا على الجانب االجتماعي‪ ،‬خاصة تحريك ملف التشغيل عبر توفير فرص‬ ‫الشغل في مختلف أقاليم وعماالت الجهة‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫تمرّ دورات البرلمان وتتشابه‬

‫• «اإلقتطاعات» من الرواتـب أعـادت «السالتين» إلى كراسيهم‬ ‫تحت قبة البرلمان‬ ‫• المالكي يتحدث عن ثقافة جديدة وعن كلفة الديمقراطية وعن‬ ‫«الوضع االعتباري للبرلماني»‬

‫الحبيب المالكي‬ ‫لعل في كالم الحبيب المالكي‪ ،‬خالل ندوته الصحافيــة‪ ،‬الخميــس الماضي‪ ،‬أكبر إدانة للبرلمانيين‪ ،‬خاصــة الذين يمارسون‪ ‬هواية «السليت»‪ ،‬في‬ ‫تحد سافر للثقة التي وضعها الشعب فيهم حين انتدبهم لتمثيله‪ ،‬وأوكل إليهم مسؤوليات التشريع‪ ،‬بما يخدم الشعب ويحقق له ‪ ‬شروط العيش‬ ‫الكريم‪ ،‬وحملهم مسؤولية ‪ ‬مراقبة الجهاز التنفيذي في تعامله مع إنجـاز مشاريع البرنامج الحكومي الذي صادق عليه الشعب والتزمت بـه الحكومـة‪.‬‬ ‫إال أن بعض البرلمانيين تسببوا‪ ،‬بسلوكهم المشين‪ ،‬في إفساد سمعة البرلمان لدى الشعب‪ ،‬حتى صار البرلمان محط سخرية المجامع الشعبية وبرزت‬ ‫في العديد من المنابر والمواقع اإلخبارية‪ ،‬الكثير من اإلشارات الساخـرة‪ ،‬التي ال تقـدم ما يجب لممثلي األمة من احترام ووقار‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫‪2‬‬

‫العرائش على موعد مع الدورة الثانية‬ ‫االستعمار اإلسباني في المغرب‬ ‫للمهرجان الوطني للفواكه الحمراء الصغيرة‬

‫ينظــمالمكتــبالجهـــويلالستثمــار‬ ‫الفالحي باللوكوس‪ ،‬بشراكة مع مجلس‬ ‫إقليم العرائش والغرفة الجهوية للفالحة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة والمجلس‬ ‫الترابي للعرائش تحت إشراف وزارة الفالحة‬ ‫والصيد البحري والتنمية القروية والمياه‬ ‫والغابات والسلطات اإلقليمية للعرائش‪،‬‬ ‫الدورة الثانية للمهرجان الوطني للفواكه‬ ‫الحمراء الصغيرة بالعرائش خالل الفترة‬ ‫مابين ‪ 22‬و‪ 25‬مارس القادم‪.‬‬ ‫‪ ‬وكشــف بـالغ للمديريــة الجهويــة‬ ‫للفالحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬أن‬ ‫تنظيم الدورة الثانية لهذا المهرجان والذي‬ ‫اختير له شعار»التنظيم البيمهني رافعة‬ ‫قوية للدفع بتنمية قطاع الفواكـه الحمــراء‬ ‫الصغيــرة» يأتي في إطـار تفعيــل مضاميـن‬ ‫المخطــط الجهوي الفالحي لجهة طنجة‬ ‫– تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬بخصوص تنمية‬ ‫السالسل الفالحية ذات القيمة المضافة‬ ‫العالية والسيما الفواكه الحمراء الصغيرة‪.‬‬ ‫ويهدف المعرض بحسب ذات البالغ إلى‬ ‫إعطاء مزيد من اإلشعاع لهذه السلسلة‪ ،‬مع‬ ‫خلق فضاء لتعزيز االستثمارات في سلسلة‬ ‫الفواكه الحمراء الصغيرة‪ ،‬وكذا تنمية‬ ‫اتفاقيات الشراكة والتعاون بين المنتجين‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬لقد حظي المغرب بموقع جغرافـــي متميِّز‪ ،‬بإطاللته على البحرين أو عنـــد‬ ‫مجمعهما‪ .‬خليج ينعمُ بشروق الشمس على شواطئ البحر األبيض المتوسط وغروبها‬ ‫على ضفاف المحيط األطلسي‪ .‬أسهمتْ وبشكل كبيرهذه العوامل الطبيعية في األطماع‬ ‫االستعمارية‪ .‬امتدادٌ للحروب الصليبية الحتالل أقصى جزء من عالم الغرب اإلسالمي‪.‬‬ ‫وذلك منذ سقوط األندلس ومعركة الملوك الثالثة ( معركة واد المخازن )‪.‬‬ ‫وجهَ المؤرِّخ الدكتور عبد العزيز السعود في الجزء الثاني من مؤلفه بعنوان ‪:‬‬ ‫«االستعمار اإلسباني في المغرب‪ ،‬المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي والسياسي‬ ‫الوطني»‪ ،‬همَّهُ إلى تيْسير الكتابة في البحث العلمي لرصد األحداث التأريخية بالتنقيب‬ ‫عن المستندات والحفريات‪ ،‬بوضعها في سياقها الصحيح بفكر منظم‪ ،‬آخذاً بالمنهج‬ ‫التجريبي لكيْ يُخضعَ تلك األحداث إلى سبُل العلم من أجل إثبات صحتها ‪.‬‬

‫والممولين والمصدرين والزبناء الخارجيين‪،‬‬ ‫فضال على التعريف بالفواكه الحمراء‬ ‫الصغيرة وكذا التقنيات الجديدة للرفع من‬ ‫االنتاجية وجودة الفواكه الحمراء الصغيرة‬ ‫الطرية والمحولة‪ ،‬عالوة على التعريف‬ ‫بمحاور التدخالت وذلك لدعم تنمية وتطوير‬ ‫سلسلة الفواكه الحمراء الصغيرة‪ ،‬وإنعاش‬ ‫تسويق المنتجات المجالية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫خلق دينامية اقتصادية بمدينة العرائش‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن مهرجان الفواكه‬

‫الحمراء الصغيرة أصبح حدثا أساسيا وموعدا‬ ‫سنويـــا لمهنيــي هذه السلسلــة لتبادل‬ ‫التجارب والخبرات بين مختلف الفاعلين‬ ‫في سلسلة الفواكه الحمراء الصغيرة كما‬ ‫أصبحت لهذا المهرجــان أهميــة مرموقة‬ ‫داخل المعارض الفالحية التي تنظم على‬ ‫المستوى الوطني والدولي‪ ،‬كما ستعيش‬ ‫مدينة العرائش طيلة فترة المهرجان على‬ ‫حفالت فنية ستحييها بعض الفرق الفنية‬ ‫المحليةوالوطنية‪.‬‬

‫تنظيم المباريات الجهوية للتبوريدة بإقليم العرائش‬

‫نظمت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬المسابقات الجهوية للتبوريدة‪ ،‬وذلك بساحة الدويعسة‪ ،‬بجماعة أوالد أو شيح بإقليم العرائش‪.‬‬ ‫المسابقات التي تنظم كل سنة‪ ،‬حضرها عمر الصقلي‪ ،‬المدير العام للشركة الملكية لتشجيع الفرس‪ ،‬ومحمد‬ ‫بنعزوز‪ ،‬المدير التقني لها‪ ،‬فضال عن باقي اللجان‪.‬كما حضرها ممثلو مختلف أجهزة السلطات المحلية باإلقليم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مختلف وسائل اإلعالم‪ .‬وشاركت في ملتقى هذه التبوريدة كل من جمعية الفتح وجمعية األشبال‬ ‫وجمعية فرسان الشمال وجمعية سيدي عبد اهلل وجمعية األصول‪.‬‬

‫عبد الرحمان السنوني‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى يوم األحد ‪ 8‬جمادى الثانية ‪ 25 - 1439‬فبراير ‪ 2018‬‬ ‫المرحوم‬

‫الحاج عمر عبا‬

‫زوج عمة األستاذة هدى المجاطي‪،‬‬ ‫و دفن في اليوم الموالي بمقبرة المجاهدين بطنجة‪ .‬‬

‫وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيأة تحرير جريدة الشمال بأحر التعازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى أبنائه‪ :‬فاطمة‪ ،‬التيجاني‪ ،‬مليكة‪ ،‬خديجة‪ ،‬رشيدة‪ ،‬فتحية‪ ،‬عبد المالك‬ ‫وإلى آل عبا وآل المجاطي سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‬ ‫ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫لقد اغتنتْ المكتبة الوطنية باإلصدار الجديد‪ ،‬اختار المؤلف الخوْض فيه بنقد‬ ‫وتحاليل مختبرية حُيال األطماع االقتصادية والسياسية االستعمارية الحتالل المغرب‪،‬‬ ‫بدْءأً من القرن التاسع عشر ‪.‬‬ ‫عندالمدخل اشتغل المؤرخ على مفاهيم اإلصالح والصالح (لعلي أومليل) والتجديد‬ ‫والدخيل االستعماري على المجتمع اإلسالمي‪ .‬فجال المؤرخ مع ( وجيه الكوثراني ) في‬ ‫مصطلح الدولة‪ ،‬واألمة والحزب والوطنية‪ .‬ثم اإلديلوجية القومية العربية لعبد اهلل‬ ‫العرْوي‪ .‬لقد صال في بساتين علم التاريخ لتخصصه فيه‪ .‬ونقب في أحشاء المراجع‬ ‫وغاص في بحارها بحثاً عن صدفاتها‪ .‬أطلق عنان قلمه‪ ،‬فانقطع الباحث كالناسك في‬ ‫صومعته للعبادة‪ ،‬فتذهبُ المراجع والمخطوطات إليه ليصوغ لبابها بالحجج التأريخية‪.‬‬ ‫يحتوي الكتاب على أربعة عشر فص ًال‪ ،‬ليستوجب من الباحث توثيق مؤلفه الذي انتهى‬ ‫به إلى إشكالية إدماج حزب اإلصالح الوطني في حزب االستقالل‪ ،‬ليصير الطرفان طرفاً‬ ‫واحداً‪ .‬فيكون قد انتهى حزب اإلصالح الوطني ولم تبق له هوية تذكر‪ ،‬إال هوية الحزب‬ ‫المسيطر‪ .‬أستبشر في قناعاتي‪َّ ،‬‬ ‫أن المؤلف يفكر باللغة العربية ويسمع بلغة الضاد‪،‬‬ ‫فهما متالزمان‪ .‬رأسماله قلمه لم يجف عنه نبع االجتهاد‪ ،‬ذو دالالت عميقة وثراء لغوي‪.‬‬ ‫وهو فنٌّ من فنون الكتابة األدبية والعلمية‪ .‬صورة الغالف بريشة الفنان المرحـــوم‬ ‫«ذ‪ .‬السرغيني»‪ .‬واللوحة من الفن الرفيع لصورة تُغني عن مئات الكلمات‪ ،‬للقاء تاريخي‬ ‫بين السلطان محمد بن يوسف بشعبه على أرضية السوق البرَّاني بتاريخ أبريل ‪1947‬م‬ ‫وخطابه الشهير بالمندوبية بطنجة‪ .‬غاص الدكتور السعود في بحار العلم‪ ،‬وقد اعتمد‬ ‫في أبحاثه على ما يناهز ‪35‬كتاب بالعربية و‪ 16‬كتاب باإلسبانية والفرنسية‪ ،‬من تأليف‬ ‫أساتيذ ك «شكيب أرسالن ومحمد بن عزوز حكيم وامحمد بن عبود ومحمد عابد الجابري‬ ‫والحسن بوعياد وألبرت حوراني والمهدي والطيب بنونة وأمين الريحاني ومحمد ازنيبر‬ ‫وريزيت روبير وإدريس الرشيد ثم إسماعيل الخطيب ومحمد داود وعدد كبير من‬ ‫ذوي االختصاص ‪..‬فضال عن كمٍّ ال حصر له من األبحاث والمقاالت ‪ ،‬تضمنتها أيامئذ‬ ‫جرائد الحرية‪ ،‬و األمة والحياة والريف وكازيطا أفريكا واإلصالح‪ .‬كما نقب في وثائق‬ ‫الحركة الوطنية في الشمال مع يوميات عبد الخالق الطريس‪ ،‬ومذكرة التهامي الوزاني‬ ‫واألرشيفات السرية لـ « ْفرانْكو»‪ .‬إضافة إلى مجموعة من المحاضر والمراسالت لحزب‬ ‫اإلصالح الوطني من إعداد أبي بكر بنونة ‪.‬‬ ‫وهذه الطبعة األولى التي صدرت(سنة ‪2017‬م) مؤخرا للباحث في التاريخ الدكتور‬ ‫عبد العزيز السعود كتاب هو الجزء الثاني من مؤلفه «االستعمار اإلسباني في المغرب‪.‬‬ ‫المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي والسياسي الوطني»‪ ،‬وذلك ضمن منشورات‬ ‫مؤسسة الشهيد امحمد أحمد ابن عبود‪ ،‬مطبعة الخليج العربي بتطوان في ‪ 412‬صفحة‪.‬‬ ‫وقد جاء صدوره بعد أن كان قد صدر منذ سنة الجزء األول من المؤلف المذكورالذي تناول‬ ‫مسألة االستعمار اإلسباني في المغرب والمقاومة المسلحة ببادية الشمال بشقيها‪.‬‬ ‫ويتناول هذا الجزء الثاني الصادر مؤخرا قضية النضال اإلصالحي والسياسي الوطني‬ ‫الذي هو في واقع األمر يشكل الشق الثاني من مقاومة االستعمار‪ .‬وقد قسم المؤلف‬ ‫الكتاب إلى أربعة عشر فصال وورد في صدره تقديم للناشر الدكتور امحمد ابن عبود بين‬ ‫فيه أن نشر هذا الكتاب يؤكد أهمية حركة البحث العلمي حول تاريخ الحركة الوطنية‬ ‫في شمال المغرب‪ ،‬وكما أشار إلى أن الشعور بإهمال منطقة الشمال من سنة ‪1957‬‬ ‫إلى سنة ‪ 2000‬أدى بالمثقفين الشماليين عموما والتطوانيين على وجه الخصوص‬ ‫إلى تمسكهم بهويتهم الثقافية واعتزازهم بالمساهمة الفريدة لرواد الحركة الوطنية‬ ‫وكفاحهم من أجل تحقيق استقالل المغرب جميعه‪ .‬وقد وضع المؤلف مدخال عبارة عن‬ ‫توطئة نظرية لمفهوم اإلصالح وكيف بلورته ثلة من اإلصالحيين الوطنيين ضمن‬ ‫عملية شمولية تصدرتها الرؤية المتبصرة للتعليم باعتباره مفتاحا للحركة الوطنية‬ ‫يوطد أهمية العالقة القائمة بين ما هو ثقافي وما هو سياسي والمحكومة بشروط‬ ‫فكرية تاريخية معينة‪ .‬وقد تطرق المؤلف في الفصل األول لمبادرات الصحوة اإلصالحية‬ ‫المتمثلة في ظهور حركة الطباعة والنشر وفي مسألة إصالح التعليم ومضامينه‪ ،‬وأبرز‬ ‫في الفصل الثاني مدى ارتباط بعض المبادرات الوطنية بالمعرفة كمسألة محاربة‬ ‫األمية وتأسيس عصبة الفكر المغربي واالحتفال بعيد الكتاب العربي وكذلك تطوير‬ ‫النشر والصحافة وتأسيس جمعية الطالب المغربية‪ .‬وتناول الفصل الثالث المبادرات‬ ‫الوطنية في الحقل السياسي مبينا أوجه المشاركة السياسية في اإلدارة والعمل الخارجي‬ ‫لصالح القضية العامة‪ ،‬ثم زيارة األمير شكيب أرسالن إلى تطوان ونتائجها ومشاركة‬ ‫المغاربة في مظاهرة ‪ 14‬أبريل‪ .‬وتطرق الفصل الرابع إلى برنامج اإلصالحات الشمولية‬ ‫للحركة الوطنية والمتمثلة في تحرير عريضة مطالب األمة واإلجراءات التي تلتها ثم‬ ‫وثيقة المطالب العمالية األولى‪ .‬وتحدث الفصل الخامس عن مستجدات مسار الحركة‬ ‫الوطنية‪ ،‬ومن بين ما تضمن الموقف من مسألة انسحاب إسبانيا من شمال المغرب‬ ‫وانتماء الوطنيين للحركة الماسونية العالمية وأيضا الخالف داخل الكتلة الوطنية‪ .‬وأما‬ ‫الفصل السادس فتناول تأسيس مشروع حزب الحركة اإلصالحية ونتائجه وعن الظروف‬ ‫الممهدة لنشأته والمرتكزات اإليديولوجية للحزب ثم االنتقادات والمواقف المناوئة له‬ ‫وخلص إلى التساؤل هل كان حزب اإلصالح الوطني تنظيما أجنبيا؟ وفي الفصل السابع‬ ‫طرحت مسألة ارتباط الحركة الوطنية بتطور األوضاع في إسبانيا وذلك خالل عهود‬ ‫الملكية والجمهورية والدكتاتورية الفرنكوية‪ .‬وتطرق الفصل الثامن إلى رهان الحزب‬ ‫خالل الحرب العظمى الثانية وإعداده لمشروع تحرير المغرب عام ‪ 1940‬والتخطيط‬ ‫النطالق الثورة ثم فشل المشروع‪ .‬وذكر الفصل التاسع ميالد مواثيق وطنية وتأسيس‬ ‫جبهات وطنية موحدة وإصدار وثيقة المطالبة باالستقالل ووحدة المغرب الترابية‪ .‬وأما‬ ‫الفصل العاشر فتحدث عن انتقال الحركة الوطنية من طور اإلصالح إلى طور االستقالل‬ ‫مركزا على جملة من المعطيات السياسية‪ .‬والفصل الحادي عشر خصص للعمل من‬ ‫أجل القضية الوطنية في الخارج داخل الجامعة العربية وفي هيأة األمم المتحدة‪ .‬وتناول‬ ‫الفصل الثاني عشر موقف الوطنية في الشمال من االعتداء على العرش وآثاره‪ .‬وتطرق‬ ‫الفصل الثالث عشر إلى خطة المغرب الحر أو السير نحو االستقالل‪ .‬وأما الفصل الرابع‬ ‫عشر واألخير فخصص للحديث عن نهاية حزب اإلصالح الوطني واختفائه في ظروف‬ ‫مشبوهة ‪.‬‬ ‫‪..‬كان المؤلف أشدّ تحمسا في جمع الكتب‪ ،‬أثرى بها بالكمِّ والكيْف أبحاثه‪ ،‬وقد‬ ‫اقتطف ما حملتْ به ظ ًال ظلي ًال‪ .‬أجاد االستقصاء ما اقتفته أقالمه من سائر المؤلفات ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يشكل معيناً عذباً من العلوم والمعارف إلغناء الخزانة الوطنية ‪...‬‬ ‫وقد‬


‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫استرعى انتباهي ــ وأنا أتصفح صفحات الفايسبوك ــ منشور نشره األخ أحمد حجاج على موقعه‪،‬‬ ‫يحمل بيانات عن مشروع ترميم وإعادة تأهيل المسرح الوطني بتطوان‪.‬‬ ‫والمنشور يُدرج هذا المشروع تحت عنوان برنامج التأهيل الحضري لمدينة تطوان‪ ،‬ويرفقه‬ ‫بصورتين‪ :‬إحداهما لبناية من بنايات الحي اإلسباني بتطوان‪ ،‬والثانية لخشبة المسرح الوطني‪.‬‬ ‫ويتضمن بيانات من َقبيل موقع المشروع‪ ،‬وهو حي المصلى القديمة‪ ،‬والمصلحة المكلفة به‪،‬‬ ‫وهي مديرية التراث الثقافي بالجهة‪ ،‬ومهندسه‪ ،‬ومدة األشغال التي حُددت في ‪ 14‬شهرا‪ُ ،‬‬ ‫وكلفته‬ ‫التي حددت في ‪ 12885420‬درهما‪.‬‬ ‫ولتوارُد الخواطر‪ ،‬أو ما يدخل في باب توارد الخواطر‪ ،‬فقد كان يخامرني موضوع هذا المسرح‬ ‫باعتباره نقطة من النقط السوداء في خريطة تطوان‪ .‬خامرني وأنا أعِدّ العُدّة إلحصاء هذه النقط‪.‬‬ ‫وخامرني وأنا أقف في طنجة في األسبوع الماضي‪ ،‬على معلمَة سينما الريف‪ ،‬وما ُفعل بها‪ .‬وخامرني‬ ‫وأنا أرى سينما منومنطال تسير في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫واآلن قد وضعنا أيدينا على هذا المُلصق الذي يعِدنا بإعادة الحياة إلى المسرح الوطني‪ ،‬فإنني‬ ‫سأصنف هذه البشرى في عداد ما تعرفه تطوان من حركة مباركة‪ ،‬تهم فتح أسواق القرب‪ ،‬ومواصلة‬ ‫ترميم المدينة العتيقة‪ ،‬وفتح نفقين في مداري الرمانة والمحطة الطرقية‪.‬‬ ‫وعسى أن يتوفق مهندسنا السيد توفيق المرابط‪ ،‬في الحفاظ على شكل المعلمة الثقافية‪ ،‬التي‬ ‫سيضطلع بأمانة إعادتها إلى سابق عهدها‪.‬‬ ‫فالموروث الثقافي ــ أيا كانت طبيعته ــ ينبغي الحفاظ عليه‪ ،‬واإلبقاء على مالمحه كما خلقها‬ ‫اهلل وسوّاها‪.‬‬ ‫ويجد ربي هنا أن ألتمس من جماعتنا الحضرية أن تلتفت إلى سينما منومنطال‪ ،‬فقد سمعت‬ ‫غير ما مرة‪ ،‬أنها ستصبح مستودعا أو موقفا للسيارات‪ ،‬وأن تلتفت إلى المحطة الطرقية القديمة‪،‬‬ ‫وتبرمجها في جلسة من جلساتها‪ ،‬فطابقها العلوي مناسب إلقامة مشروع ثقافي‪ ،‬وطابقها السفلي‪،‬‬ ‫مُواتٍ لمستودع للسيارات‪.‬‬ ‫و ْليبارك اهلل في هذه الحملة المباركة‪.‬‬

‫في مواجهة المعاناة لحماية الحرف‬ ‫التقليدية من الموت‬ ‫الصناع التقليديون بشفشاون‬ ‫يطلبون دعما ملموس ًا ومستمراً‬ ‫«صنعة بالدي» عبارة تكثف‬ ‫الخبرات والمهارات التي توارثها‬ ‫المغاربة عن األج��داد في ميدان‬ ‫الصناعة التقليدية‪ ،‬في المقابل في‬ ‫بالدي لم تعرف الصناعات الحديثة‬ ‫إال حديثا مع المستعمر؛ وال نملك‬ ‫فيها إال ما علمنا الغرب المتقدم‬ ‫وبقيت أسراره ومفاتحيه عنده‪.‬‬ ‫ما ال تملك سره ال يمكن أن‬ ‫تنافس فيه أصحابه‪ ،‬قاعدة بديهية‪،‬‬ ‫لكن وم��ع ذل��ك فبعض األم��م‬ ‫غير الغربية استطاعت بذكائها‬ ‫ومثابرتهاوحسهاالوطنيأوالقومي‬ ‫العالي ونخوتها االستقاللية‪ ،‬أن‬ ‫تجد لها موقعا تحت شمس العصر‬ ‫الحديث‪ ،‬بل أصبحت منافسة للغرب‬ ‫نفسه بعد أن فكت شفرات تقدمه‬ ‫العلميوالتكنولوجي‪.‬‬ ‫ودون شك فإن الصناعة التقليدية هي اإلرث الذي يملك المغرب‬ ‫أسراره ومفاتيحه بل روحه‪ ،‬وقد حافظت على هذا اإلرث مناطق ومدن وقرى‬ ‫وأسر ومعلمين بارزين‪ ،‬لكن هذا اإلرث ليس حصنا محصنا من عوادي الزمن‬ ‫وتحوالته ومتغيراته‪ ،‬لذا كان من الضروري وضع سياسات ورسم استراتجيات‬ ‫وخطط وبرامج وطنية وجهوية ومحلية متجددة وتنزيلها التنزيل السليم‬ ‫والقويم والنظيف لكي يحس على األقل من يشتغلون في هذا مجال الصناعة‬ ‫التقليدية‪ ،‬كبارا وصغارا‪ ،‬أنهم غير منسيين‪ ،‬وأن ما يقومون به له قيمة مادية‬ ‫ثم حضارية‪.‬‬ ‫شفشاون كباقي المدن العتيقة التي استقطبت مهاجرين أندلسيين‬ ‫واستقبلتهم بحضنها الدافئ‪ ،‬وكانت–والزالت‪ -‬مدينة التسامح بين مختلف‬ ‫الديانات واألقوام‪ ،‬وخاصة المسلمين واليهود‪ ،‬استوطنت فيها وازدهرت شتى‬ ‫شعب الصناعة التقليدية التي كان لها دور سوسيو اقتصادي ال غبار عليه‪ ،‬حيث‬ ‫بقيت الصناعة التقليدية مشغال أساسيا لعدة قرون‪.‬‬ ‫منذ سنوات والصناعة والصناع التقليديون بشفشاون يحتضرون بسبب‬ ‫التجاهل وترك الحبل على الغارب‪ ،‬ثم كذلك من جراء تدخالت نفتقر إلى‬ ‫الحكامة واإلنسجام واالستمرارية‪ ،‬القليل منهم هو الذي استطاع أن يحافظ‬ ‫على توازنه حتى ال يصاب بالجنون‪ ،‬ولذلك فكثير من الصناع هجروا ورشاتهم‬ ‫وكثير من الخبرات والمهن التي كانت موجودة بالمدينة واإلقليم ضاعت‪ ،‬وهو‬ ‫موضوع‪ ،‬لعمري‪ ،‬ذو شجون‪ ،‬ويحتاج إلى دراسات وبحوث سوسيولوجية دقيقة‪.‬‬ ‫شفشاون اآلن يميل اقتصادها بقوة نحو السياحة والتنمية المستدامة‪،‬‬ ‫بوعي أو غير وعي‪ ،‬والسياحة والتنمية المستدامة في المدن العريقة والمناطق‬ ‫الجبلية؛ يمكن أن تكون الصناعة التقليدية عمادا من أعمدتهما‪ ،‬ألن هذه‬ ‫الصناعة تعتمد في الغالب على مقاوالت صغرى‪ ،‬وعلى العمل اليدوي وقليل‬ ‫من الطاقة‪ ،‬كما أن هذه الصناعة تعتبر مرآة تعكس الوجه المتميز والتاريخي‬ ‫والحضاري‪ ،‬لذلك فإن انتعاشة الصناعة التقليدية ممكنة بل انطلقت‪ ،‬ويمكن‬ ‫للدرازة والخرازة والصياغة والنجارة والتزويق على الخشب والحدادة والخزف‬ ‫وفن البناء العربي إلخ أن تعود لها جميعها الروح بعد أن أظهر بعض الشباب‬ ‫مقاومتهم الشرسة للمحبطات وتقلبات الزمن‪ ،‬وتشبثوا بالحفاظ على الخبرات‬

‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫التي اكتسبوها‪ ،‬من آبائهم أو‬ ‫معلميهم‪ ،‬في «الصنعة التقليدية»‬ ‫بل ج��ددوا وأبدعوا فيها‪ ،‬بفضل‬ ‫االرتباط بالسوق الخارجي بشكل‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫اليمكن بصدد الحديث عن‬ ‫الصناعة التقليدية بشفشاون أن‬ ‫ننكر أن عدة مبادرات ومشاريع دعم‬ ‫استفاد منها الصناع التقليديون‬ ‫بتمويل داخلي(المبادرة الوطنية‬ ‫للتنميةالبشريةخاصة)وخارجي(في‬ ‫إطار شراكة بين منظمات إسبانية‬ ‫وإيطالية وجمعيات محلية كجمعية‬ ‫«التنميــــة المحليـــة» بشفشاون‬ ‫وجمعية «ريف األندلس» وبلدية‬ ‫شفشاون والقطاعات المعنية إلخ)‪،‬‬ ‫وهي مبادرات ومشاريع حاولت أن‬ ‫توقف النزيف وتشجع الشباب على‬ ‫أخذ المشعل‪ ،‬لكن ما كان ينقص هذه المبادرات والمشاريع هو الرؤية البعيدة‬ ‫وفق أجندات متفق عليها لتحقيق األهداف والوصول إلى الغايات‪ ،‬وكذا الحكامة‬ ‫وااللتزام أحيانا‪.‬‬ ‫إن الروح التي انتعشت قد تنطفئ إذا لم تسقى باستمرار كالنبات الطيب‪،‬‬ ‫لذلك فمن أساسيات النهوض بالصناعة التقليدية بشفشاون‪ ،‬تثمين الموجود‬ ‫وتنميته وتطويره‪ ،‬والموجود والظاهر للعيان هو على سبيل الذكر ال الحصر‪:‬‬ ‫مجمع للصناعة التقليدية يكاد يكون ميتا‪ ،‬وتعاونيات قليلة تزرع األمل‪ ،‬وورشات‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬خاصة في المدينة القديمة لالشتغال الفردي أو الجماعي‪ ،‬وبعض‬ ‫الصناع المبدعون‪ ،‬وتكوين تقليدي بالتعلم المباشر أو مهني بالتدرج أو غيره‪،‬‬ ‫ومعارض دورية داخلية وخارجية‪ ،‬وسوق يتحرك‪...‬‬ ‫ما يحتاجه قطاع الصناعة التقليدية بشفشاون إذن‪ ،‬في السياق الزمني‬ ‫الحالي هو إعادة االعتبار للصانع التقليدي ودعمه وتشجيعه وحمايته وصون‬ ‫كرامته وتكريمه‪ ،‬وصهر التدخالت المتعددة في بوتقة واحدة بتنسيق وتشاور‬ ‫وشراكة بين المعنيين باألمر وتنظيماتهم والغرفة والقطاعات المعنية والبلدية‬ ‫والمجلس اإلقليمي والمجتمع المدني‪ ،‬وخلق مراكز ومختبرات حقيقة تسهر‬ ‫على الدراسة والبحث واإلبداع وتبادل الخبرات وبلورة مشاريع مشتركة للمزج‬ ‫في الصناعة التقليدية‪ ،‬وكذا تحريك المجمع ليلعب الدور المنوط به‪ ،‬وإحداث‬ ‫فضاء للمقاوالت الحرفية وكذا للعروض الدورية‪ ،‬والدعم وتوسيع العادل‬ ‫لمشاركات الصناع في المعارض الداخلية والخارجية‪ ،‬والمساهمة في الدعاية‬ ‫لفائدة المنتوج التقليدي المحلي وإشهاره‪ ،‬وإدماج ورشات الصناعة التقليدية‬ ‫في المسالك السياحية‪ ،‬وتنظيم مباريات ومنح جوائز للصناع المجتهدين‬ ‫والمبدعين‪ ،‬وإيجاد صيغ إلقحام‪ ،‬ما أمكن‪ ،‬المهن التقليدية ضمن ورشات‬ ‫األشغال الخاصة والعامة‪ ،‬خاصة في المدينة العتيقة‪ ،‬للمحافظة على التراث‬ ‫المعماري والعمراني للمدينة‪.‬‬ ‫«الصنعة إذا ما غنات د ستر»‪ ،‬هذه حكمة جميلة ألجدادنا‪ ،‬لكن المؤمل‬ ‫في عصرنا هذا هو أن تصبح «صنعة بالدي» مشتال حقيقيا لإلنتاج ولخلق‬ ‫فرص الشغل‪ ،‬وإن لم تجلب الغنى للصانع الذي في يده سر من ذهب‪،‬‬ ‫فلتضمن له‪ ،...‬على األقل‪ ،‬حياة كريمة وآمنة‪.‬‬

‫تطاون‪:‬‬ ‫مسارب ذاكرة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تعرّفتُ إلى الصديق العزيز الدكتور عبد الواحد الطريس منذ ما‬ ‫يزيد عن أربعة عقود‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫توثقت عُرى صداقتنا بعد اقتسامنا لحقنا في أحالم سياسية(‪)1‬‬ ‫وحقوقية(‪ )2‬وثقافية(‪ )3‬وتربوية(‪ )4‬كان خيْطها الناظم صديقنا‬ ‫المرحوم النقيب األستاذ الطيب الدليرو‪.‬‬ ‫نَهمٌ لكتب السياسة والفكر والتصوف‬ ‫الدكتور عبد الواحد قارئ ِ‬ ‫واإلبداع الروائي‪ ..‬يقرأها في أصولها العربية واإلسبانية والفرنسية‬ ‫واإلنجليزية ويُدوّن عليها انطباعاتــه واستدراكاتــه ومقارناته‬ ‫وتعليقاته‪..‬‬ ‫وقد درج أن يفتح في كل ذلك نقاشات ّ‬ ‫مُركزة مع مقرّبيه وهم‬ ‫جمْعٌ ق ّلة‪..‬‬ ‫سبق للدكتور عبد الواحد أن نشر بعضًا مما دوّنه في جريدة‬ ‫الشمال‪ ..‬وما يكتبه ال يخرج عند إطار مقاالت نقدية في السياسة واألدب‬ ‫ونقد التشكيل وقضايا المجتمع‪..‬‬ ‫«تطاون‪ :‬مسارب ذاكرة‪ » ‬عمل إبداعي سرْدي هويته كامنة‬ ‫في عنوانه‪ ،‬فهذا العنوان أيقونة سيميائية تحدد مفاصل هذا السرد‬ ‫وتنويعاته‪..‬‬ ‫ذاكرة الدكتور عبد الواحد انتخبت بعناية ما يُدلل على قيم‬ ‫وسلوكيات وأبنية فكرية ونفسية مختلفة ذات صلة بأوتوبيوغرافية‬ ‫صاحب العمل بل يحيل على كل مخضرم عاش سنوات أولى من‬ ‫االستقاللالسياسي‪..‬‬ ‫ال ريْب عندي أن سرد الدكتور عبد الواحد ثمرة مِراسه القرائي‬ ‫المديد والمتنوع‪ ..‬بل نتيجة حُسن إصغائه لمدونات إبداعية اختارت‬ ‫منْحى عدم االحتفاء بقوالب صنْعية على حساب نبْض الواقع وفيض‬ ‫الذاكرة‪.‬‬ ‫لهذا السرد سمات من قبيل‪:‬‬ ‫* دقة الوصف وتركيزه لألمكنة والشخصيات‪..‬‬ ‫* االمتياح من التعبير الدارج‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ما َع ْن ْ‬ ‫ْ‬ ‫أ�س ُبو‪:‬‬ ‫دك والو َغ ِد َد رّْ�س ْح‪� ..‬شوف � رِّ ْ‬ ‫�سمي علي!‬ ‫ْ‬ ‫املخزن ب ِْخ رَ ُ‬ ‫بو ُك ْل ِ�شي ْر َج ْعتِي ْف َح ْال فر ْيلي و ْنتِيا ْم ِّ‬ ‫* اإلحالة على نصوص عربية وعالمية غائبة‪..‬‬ ‫* الحضور الالفت لموضوعات أو تيمات الواقع االجتماعي والثقافي‬ ‫والسياسي‪:‬‬ ‫ النخاسة‬‫ الطبقية‬‫ الشعوذة‬‫ االنفتاح والتسامح‬‫ الجنس‬‫ الموت‬‫ مؤشرات سياسة المستعمر اإلسباني‬‫ حزب اإلصالح‬‫ أحداث الريف‬‫ اإلقصاء والتهميش لمنطقة الشمال‬‫ الهيمنة الفرنكوفونية‪.‬‬‫* اعتماد الذاكرة إلعادة تشكيل مناخات ووقائع ذات أثر على فكر‬ ‫ووجدان المتلقي خاصة الطبقة المجايلة‪..‬‬ ‫* اتساع فضاء األحداث‪ّ :‬‬ ‫تطاون‪ :‬كيتان‪ ،‬باب العقلة‪ ،‬باب السعيدة‪،‬‬ ‫الوسْعة‪ ،‬المالح البالي‪ّ ،‬‬ ‫الطلعة‪ ،‬العوينة‪ ،‬النادي اإلسباني‪ ،‬نادي الضباط‪،‬‬ ‫رياض العشاق‪ ،‬المص ّلى‪ ،‬سينما المنصور‪ ،‬شارع الجنرال فرنكو‪ ،‬مدرسة‬ ‫لوقش‪ ،‬مدرسة الشريشار‪ ،‬الفدّان‪ ،‬المطبعة المهدية‪ ،‬حانة البارّا‪..‬‬ ‫جبل العلم‪ :‬ضريح موالي عبد السالم بن مشيش‬ ‫طنجة‪ :‬السوق الداخل‬ ‫سبتة‬ ‫الجزيرة الخضراء‬ ‫رُندة‬ ‫* تضمين مصطلحات حضارية محلية‪ :‬الطيْ ُفور‪ ،‬الطربوز‪ ،‬ضاوْ‬ ‫الحلقة‪ ،‬الم ْقعَد‪ّ ،‬‬ ‫تُكة السروال‪ ،‬خُرْصة الباب‪ ،‬البُورمة‪..‬‬ ‫————‬ ‫‪ )1‬االتحاد االشتراكي‪.‬‬ ‫‪ )2‬المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ )3‬نادي ‪ 21‬بطنجة‪.‬‬ ‫‪ )4‬مدرسة الهدى‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 24‬فربايـر ‪2018‬‬

‫‪ 14‬مليار لدعم األضرحة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫وأخيراً‪ ،‬ميثاق لألغلبية‬ ‫الحاكمة‪! ‬‬ ‫بعد عام ‪ ‬على تشكيلها في ‪ ‬إطار أغلبية «سداسية» متعددة «المذاهب»‬ ‫والمشارب‪ ; ‬واألهواء‪ ،‬متوافقة حول مشروع الحكم وفق برنامج‪ ‬صادق عليه‬ ‫البرلمان‪ ،‬أقرت أحزاب األغلبية «ميثاق األغلبية» يوم ‪ 19‬فبراير الجاري خالل‬ ‫حفل‪« ‬استعراضي» حمل الكثير من التصنع‪ ،‬إن على مستوى «االجتهاد» في‬ ‫إضفاء جو من البهرجة على الحقل‪ ‬عبر االبتسامات العريضة على الوجوه أو‬ ‫على مستوى طريقة «تراكب» األيدي‪ ،‬وهي «جزئيات» لم تضف جديدا على‬ ‫الحفل بقدر ما حرمته من الوقار الذي كان يجب أن يطبع‪« ‬تعاهد» الرفاق‬ ‫على «خارطة طريق» ‪« ‬تشاركية» ‪ ،‬والحال أن حفل ‪ ‬التوقيع الجماعي على‬ ‫الميثاق كان كافيا‪ ‬ليترك االنطباع لدى المواطنين بأن «شيئا ما تغير»‪ ‬أو‬ ‫هو على طريق التغير !‪......‬‬ ‫التصريحات التي واكبت اإلعالن عن «الميثاق» مطمئنة إلى حد ما‪ ،‬حرص‬ ‫أصحابها على تأكيد التوافق «التام» بين مكونات األغلبية الحاكمة‪ ،‬وتبديد‬ ‫الشكوك في ما يتعلق‪ ‬ببعض التصريحات التي نسبت إلى العنصر‪ ‬ولشكر‬ ‫وأخنوش‪ ‬وبن عبد اهلل‪.‬‬ ‫و في هذا الصدد‪ ،‬أوضح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أن‬ ‫أحزاب األغلبية ‪ ‬على قلب رجل واحد و أن العمل السياسي يفترض وجود‬ ‫اختالفات ‪ ‬في الرأي بين الفاعلين السياسيين واألحزاب السياسية‪ ،‬ونفى‬ ‫بقوة وجود ‪ ‬أزمة حكومية»‪ ،‬أو «حكومة برأسين»‪ ،‬وأن األغلبية الحكومية‬ ‫حريصة كل الحرص على أن تبقى منسجمة ومتفقة بشأن األولويات التي‬ ‫ينتظرها الشعب‪ ،‬والمتمثلة‪ ،‬خاصة‪ ،‬في التعليم والصحة والتشغيل‪.‬‬ ‫وعلى نفس هذا النهج سار رئيس التجمع الوطني لألحرار الذي شدد على‬ ‫أن هذا الميثاق‪ ‬يعطي رؤية واضحة عن تماسك األغلبية‪ .‬العنصر ألح على‬ ‫أن التوقيع على هذا الميثاق ‪ ‬يشكل «لحظة مهمة» حيث أن الميثاق يؤكد‬ ‫االلتزام بالبرنامج الحكومي ‪ .‬من جهته أبرز بنعبداهلل‪« ،‬الرمزية الكبيرة»‬ ‫للميثاق الذي يؤسس الحترام ثقافة االختالف‪ .‬محمد ساجد‪ ،‬أكد االتزام‬ ‫األغلبية وانخراطها في دعم الحكومة ‪ .‬أما لشكر فكان «جامعا مانعا» حين‬ ‫شدد على أن حزبه «مطمئن للطريقة التي تعمل بها الحكومة تحت إشراف‬ ‫سعد الدين العثماني»‬ ‫وبرأي المتتبعين‪ ،‬فإن ‪ ‬الجديد في ميثاق األغلبية المكونة لحكومة‬ ‫العثماني التي عينها جاللة الملك في ‪ 16‬مارس ‪ ،2017‬هي مرتكزاته‬ ‫الخمس‪ :‬التشاركية في العمل‪ ،‬والنجاعة في اإلنجاز‪ ،‬والشفافية في التدبير‪،‬‬ ‫والتضامن في المسؤولية ‪ ،‬والحوار مع الشركاء‪،‬المالحظ أن هذه المرتكزات‬ ‫تدخل في صميم ‪ ‬عمل أي حكومة‪ ‬من حكومات بالد اهلل الواسعة‪ ،‬وتشكل‬ ‫صلب مسؤولياتها ‪ ‬في إطار برنامج حكومي ملزم لكل مكونات الحكومة سواء‬ ‫كانت ‪« ‬متجانسة» أو «متجمعة»‪ ،‬دون ما حاجة لتوثيق ذلك في ميثاق‪ ،‬إال‬ ‫يكون األمر من باب‪« ‬وذكر»‪.... !!! ‬‬ ‫إلى‪ ‬جانب مرتكزات الميثاق‪ ،‬تضمنت هذه الوثيقة‪ ‬جملة من األهداف‬ ‫والغايات التي تدخل أصال في البرنامج الحكومي‪ ،‬كبناء دولة الحق والقانون‪،‬‬ ‫والمساواة بين المواطنين في الحقوق‪ ‬والحريات والعيش الكريم‪ ،‬والتضامن‬ ‫الوطني‪ ،‬والتفاني في خدمة المصالح العليا للوطن والدفاع عن سيادته‬ ‫ووحدته الوطنية والترابية‪ ،‬واحترام النظام الدستوري للمملكة والثوابت‬ ‫الجامعة لألمة‪ ،‬كما بينها الدستور‪.‬‬ ‫‪ ‬والملفت للنظر أن أحزاب األغلبية المكونة للحكومة‪ ،‬بعد ‪ 33‬سنة على‬ ‫المسيرة الخضراء التي فجرت طاقات الشعب المغربي بكل فئاته ‪ ‬ودفعت به‬ ‫إلى االنخراط في النضال السياسي والحزبي دفاعا عن صحرائه‪ ،‬تعلن بمناسبة‬ ‫التوقيع على ميثاقها‪ ،‬أنها «قررت» أن تجعل القضية الوطنية على رأس‬ ‫اهتماماتها‪..!!! ‬‬ ‫المهم‪ ،‬أن أحزاب األغلبية اهتدت‪ ،‬أخيرا‪ ،‬إلى «إخراج» ميثاقها‪ ‬إلى حيز‬ ‫الوجود‪ ،‬وهذه الوثيقة‪ ، ،‬بما لها وما عليها‪ ،‬تحدد أداء الحكومة أفرادا أو‬ ‫متضامنين في تحقيق البرنامج الحكومي الذي التزموا بتطبيقه ‪ ،‬ويوضح‬ ‫الرؤية للحكومة ولألحزاب السياسية والمنظمات األهلية بخصوص ما يجب‬ ‫أن يكون عليه األداء الحكومي في ما يخص أوراش اإلصالحات األساسية ‪ ‬التي‬ ‫التزمت بتنفيذها ‪ ‬ومنها دعم الخيار الديمقراطي ومبادئ دولة الحق‬ ‫والقانون وترسيخ الجهوية المتقدمة‪ ،‬وتعزيز قيم النزاهة والعمل على إصالح‬ ‫اإلدارة وترسيخ الحكامة الجيدة‪ ،‬وتطوير النموذج االقتصادي‪ ،‬والنهوض‬ ‫بالتشغيل والتنمية المستدامة‪ ،‬ودعم التنمية البشرية والتماسك االجتماعي‬ ‫والمجالي والتنمية القروية‪ ،‬ثم العمل على تعزيز اإلشعاع الدولي للمغرب‬ ‫وخدمة قضاياه العادلة في العالم‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫ال تضيعوا وقتكم‪ .‬واعملوا بنصيحة وزارة التوفيق‪ ،‬واتركوا‬ ‫عنكم الجدل «العقيم» حول األضرحة وما تتطلبه صيانتها ودعم‬ ‫«فقرائها»‪ ،‬لجهلكم بـ «االعتبارات» المعتبرة التي يجب مراعاتها‬ ‫حين الحديث عن األضرحة وروادها و «المنتفعين» ببركاتها إلى يوم‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫واعلموا أن اإلنفاق على األضرحة‪ ،‬بالرغم من وجود «أوقاف»‬ ‫خاصة بها‪ ،‬حبسها األجداد عليها‪ ،‬عمل يدخل في خانة «المقدس»‬ ‫والمقدس ال يناقش وال يجادل فيه‪ ،‬خاصة وبناء األضرحة تـكريم‬ ‫ألرواح وقيم الزهــد والبذل التي كرس المدفونون بهذه األضرحة‬ ‫حياتهم لها ‪ .‬وهــو أمر تستوعبه الوزارة «مما هو ثابت من كتب‬ ‫المناقب التي تعتبر أصحاب هذه األضرحـة «نماذج يتمنى الناس‬ ‫اإلبقاء على ذكرهم»‪.‬‬ ‫ثم إن هذه األضرحة تشكل سدا منيعا في وجه التيارات‬ ‫«الهدامة» التي تسعى لتخريب األضرحة وهي مآثر تستحق أن‬ ‫تتضافر جهود العامة لحمايتها واالنفاق عليها وصيانتها من‬ ‫«الجهلة» و أصحاب النيات السيئة‪...! ‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فحبذا لو رصدت األوقاف ماليير مماثلة لصيانة‬ ‫«األحياء» من أوالد الشعب‪ ،‬ضد الفقروالحاجة وحمايتهم من العوز‬ ‫والفاقة‪ ،‬و «اليد السفلى»‪ ،‬ودعم أهل البوادي في الجبال والسهول‬ ‫من شظف العيش وضيق الحياة‪...‬واليأس‪ ،‬وتوفير سبل التعلم أمام‬ ‫ماليين األطفال المغاربة الذين يواجهون ظروفا ال إنسانية للبقاء‬ ‫على قيد الحياة‪.....‬‬ ‫قلت حبذا‪ .......‬ذلك أن للميت حرمته‪ ،‬وللحي دين على الدولة‬ ‫أن تحميه وتحفظه في دينه ونفسه وعقله ونسله وماله ‪..... ،‬إلى أن‬ ‫يغادر سفينة الحياة‪! ‬‬ ‫«فمن بدل أو غير فاهلل وليه»‪! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ابحثوا عن الخلل في دواخلنا قبل اتهام‬ ‫الغير بمعاداتنا‬ ‫أنشات الحكومة لجنة وزارية لمواجهة التصنيفات الدولية التي‬ ‫تضع المغرب في مراتب متأخرة في العديد من المجاالت‪ ،‬األمر الذي‬ ‫تعتبره الحكومة «حيفا» في حق المغرب‪ ،‬واستقر رأيها السديد على‬ ‫الرد في الوقت المناسب‪ ،‬على تلك التصنيفات المبنية ‪ ،‬في جزء‬ ‫منها ‪ ،‬على معطيات مغلوطة‪.‬‬ ‫مصطفى الخلفي‪ ،‬الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة‪ ،‬أكد‬ ‫ضرورة الرد بما يصحح صورة البلد ضد الحمالت الظالمة التي‬ ‫تستهدفه خاصة في ما يتعلق بحقوق اإلنسان التي ترد بشأنها‬ ‫تقارير «غير منصفة» من منظمات دولية حول واقع حقوق اإلنسان‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫حبذا لو اشتغلت اللجنة الوزارية المنشأة حديثا بعيدا عن منطق‬ ‫الشوفينية‪ ،‬وتوجهت بالدرس والتحليل للمآخذ الكثيرة التي تسجلها‬ ‫المنظمات الدولية و االجمعيات األهلية الوطنية‪ ،‬فيما يخص قضايا‬ ‫ذات حساسية كبرى في تعامل الدولة مع الشعب‪ ،‬وقضايا الفساد‬ ‫الطاغي في العديد من القطاعات‪ ،‬األمر الذي يدفع الناس إلى النزول‬ ‫إلى الشارع والمطالبة بالعدل واإلنصاف والكرامة والتوزيع العادل‬ ‫للثروة الوطنية‪.‬‬ ‫ولعل تعامل الدولة مع اإلع�لام وجرجرة الصحافيين إلى‬ ‫المحاكم واألحكام القاسية التي تصدر في حقهم‪ ،‬لمن األمور التي‬ ‫تسجل «نقطا سيئة» في صحيفة المغرب‪ ،‬لدى المنظمات التي تعنى‬ ‫بحرية الرأي والتعبير‪.‬‬ ‫ثم إن موقف بعض وزراء الحكومة وبعض المنتخبين من رجال‬ ‫اإلعالم‪ ،‬يفقد الحكومة سند ذلك «اللوبي» الوطني الهائل والفعال‪،‬‬ ‫الذي ال يتأخر في مواجهة األكاذيب واالفتراءات على المغرب‪ ،‬وطنية‬ ‫ووالء‪ ،‬بل إنه يستفز الصحافيين المغاربة الذين يواجهون أحيانا‬ ‫«التعامل المجحف» من طرف الحكومة‪ ،‬حتى أن أربعة صحافيين‬ ‫يوجدون حاليا قيد المتابعة القضائية وأن وزيرين طالبا صحيفة‬ ‫يومية بموارد هزيلة‪ ،‬ككل الصحف المغربية‪ ،‬بتعويض مليار سنتيم‬ ‫عن مقالة كان يمكن تصحيحها ببيان حقيقة‪ ،‬كما تتم األمورعادة‬ ‫في بالد اهلل المتحضرة‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫إسرائيل تدافع عن‪« ‬حرية»‪ ‬الصحافيين‬ ‫المغاربة‪! ‬‬ ‫خمسة «صحافيين» مشكوك في انتساب بعضهم إلى الصحافة‬ ‫«لبوا» دعوة حكومة السفاح بنيامين نتانياهو‪ ،‬وسافروا إلى إسرائيل‪،‬‬ ‫ليس من أجل التحقيق في المجازر التي ترتكبها اسرائيل في حق‬ ‫الفلسطينيين وفي حق القدس زهرة المدائل التي يرأس ملك‬ ‫المغرب لجنة حمايتها والدفاع عنها ضد االتهويد الصهيوني بل‬ ‫«للوصول إلى الحقيقة» حسب السلطات اإلسرائيلية‪ ،‬التي انتقدت‬ ‫ردود فعل الهيئات الحقوقية والنقابية المغربية التي نددت بهذه‬ ‫الزيارة «الملغومة» إلى إسرائيل ‪ ،‬في عملية «محبوكة» «مخدومة»‬ ‫من طرف الخارجية اإلسرائلية ومراكز االستخبارات الصهيونية التي‬ ‫تستهدف «التطبيع» مع العالم العربي واإلسالمي عبر بوابة توجيه‬ ‫الدعوة لجميع الصحافيين العرب لزيارة إسرائيل من أجل الوصول‬ ‫إلى الحقيقة‪ ،‬وأي حقيقة‪..!!!!! ‬‬ ‫ولم يجد المدعو ناشون‪ ،‬الناطق باسم وزارة خارجية المحتلين‬ ‫الصهاينة‪ ،‬أدنى حرج في توجيه النقد المبطن إلى المغرب الذي‬ ‫تحركت بعض منظماته األهلية ضد الزيارة المشؤومة‪ ،‬حيث صرح‬ ‫بأنه «ال شيء يُمكنه أن يمنع أو يُصادر حرية الصحافيين المغاربة‬ ‫في التنقل إلى إسرائيل»‪.‬‬ ‫وزير االتصال‪ ،‬محمد األعرج‪ ،‬اعتبر أن هذه الزيارة هي «خروج‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫عن الموقف الرسمي والشعبي المغربي‪ ،‬المعروف بمساندته للقضية‬ ‫الفلسطينية في جميع تجلياتها»‪ .‬وشدد في تصريحات للصحافة‪،‬‬ ‫على أن «وزارة االتصال متشبثة بمجموعة من القرارات الصادرة عن‬ ‫وزراء اإلعالم العرب في السنوات الماضية‪ ،‬وكذا التوصيات الصادرة‬ ‫عن الجامعة العربية بخصوص الوقوف ضد مثل هاته الزيارات باتجاه‬ ‫الكيان اإلسرائيلي»‪.‬‬ ‫وكشف األعرج أن وزارته شرعت في االتصــال مع الهيئــات‬ ‫الصحافية المهنية التي تضم ه��ؤالء الصحافيين الذين وردت‬ ‫أسماؤهم ضمن الوفد الذي قام بزيارة إلسرائيل‪« ،‬لوضع ضوابط‬ ‫صارمة لعدم تكرار مثل هاته الزيارات»‪.‬‬ ‫من جهتها أكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية موقفها‬ ‫الثابت بشأن مناهضة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني كما‬ ‫أنها أدانت هذه المبادرة المباشرة لسلطات اسرائيل للدفع في‬ ‫اتجاه تزكية ومباركة السياسة العدوانية واإلجرامية التي يقوم بها‬ ‫المحتل اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫حقيقة إن «االزدواجية’ المغربية في التعامل مع إسرائيل قد‬ ‫تدفع من ال يملكون حسا وطنيا كبيرا ورصيدا واسعا من النضال‬ ‫السياسي واإلنساني إلى الخلط بين زيارة دولة من أجل االطالع على‬ ‫منجزاتها العلمية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬وبين دعوة «ملغومة»‬ ‫من كيان محتل ألراضي شعب آخر‪ ،‬بالحديد والنار‪ ،‬ويرتكب كل‬ ‫أشكال القتل والتعذيب والتشريد واالعتقال «اإلداري» ضدا على‬ ‫اإلدانات المتكررة لألمم المتحدة وقراراتها وتوصياتها التي ترفض‬ ‫إسرائيل احترامها‪.‬‬ ‫إن لم يكن لك «قلب يخفق وطنية» فسافر حيث شئت‪... !!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫خليجيون و «ممارسات غير الئقة»‪! ‬‬ ‫نحو ‪ 1700‬سعودي تعرضوا لعمليات ابتزاز من طرف عصابات‬ ‫«منظمة» بالمغرب‪ ،‬خالل العام الماضي‪ .‬هذا ما أعلنت عنه مصادر‬ ‫سعودية مسؤولة‪ .‬ثمانية من ضحايا االبتزاز كانوا يفكرون في‬ ‫االنتحار‪ ،‬ياللهول‪! ‬‬ ‫االبتزاز كان ماديا وتراوح ما بين ‪ 500‬ريال و ‪ 3‬ماليين حيث‬ ‫كان المبتزون يدرسون ضحاياهم بعناية و«يوظفون» لهذا الغرض‬ ‫فتيات أو فيديوهات قديمة عن ضحاياهم ‪.‬‬ ‫وهنا مربط الفرس‪.‬‬ ‫لم يعد سرا أن اإلخوة الخليجيين مفتونون بالجنس وليالي‬ ‫األنس‪ ،‬وهذا حقهم ‪ ،‬خاصة و «العين بصيرة واليد غير قصيرة»‬ ‫وأنهم يعيشون في بعض بلدانهم «كبثا» جنسيا ال تطيقه طبيعة‬ ‫البشر‪ .‬وال يحتمله ثوران الشهوة‪.! ‬‬ ‫ومع علمهم بوجود عصابات تتاجر بكل شيء في مختلف بلدان‬ ‫العالم‪ ،‬ومستعدة لكل االحتماالت من أجل كسب المال‪ ،‬ولو على‬ ‫حساب مروءة وكرامة الناس‪ ،‬فإنهم ينساقون وراء السيقان الجميلة‬ ‫والقامات الممشوقة والنهود النافرة‪ ،‬وحين «تدور» الرأس ويدور‬ ‫الكأس‪ ،‬ينسى الحبيب الخليجي نفسه وينغمر كليا في ما أسمته‬ ‫السفارة السعودية بالرباط ب «بعض الممارسات غير الالئقة»‬ ‫ولكنها الئقة جدا بالنسبة لممارسيها داخل شقق مفروشة أعدت‬ ‫لتلك الغاية‪....‬‬ ‫وحين يدركه الصباح‪ ،‬ويعود إل��ى نفسه ووعيه‪ ،‬يجد أن‬ ‫الفيديوهات تحاصره من كل جانب‪ ،‬ويبدأ «المارشانداج»‪ ،‬المال‬ ‫مقابل الكرامة واألسرة‪.....‬ويبرز االنتحار كحل للخروج من هذا الوضع‬ ‫المشين‪.....‬‬ ‫ولكل شيء ثمنه‪ ،‬ولكل حل ثمنه‪.....‬‬ ‫إال أن السلطات األمنية المغربية تقوم بواجبها كامال في‬ ‫هذا الباب‪ ،‬حماية لزوار المغرب الذين لو استعملوا الحكمة والتبصر‬ ‫والحيطة في عالقاتهم مع من يتعاملون معهم أو من يعرضون‬ ‫عليهم «خدماتهم» «الغيــر الالئقـــة» لما وقعوا في مصيدات‬ ‫المبتزين‪ .‬لعنهم اهلل إلى يوم الدين‪...!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫التمبـر‬ ‫يلغون واجب التمبر من فئة ‪ 20‬درهما الذي كان مفروضا للحصول‬ ‫على عدد من الوثائق اإلداري��ة‪ ،‬ويخلقون له «نظيرا» ‪« ‬يضرب»‬ ‫هذه المرة‪ ،‬أسعار األدوية حتى أن بعض الظرفاء وصفوا التمبر‬ ‫الجديد بأنه «ضريبة على المرض» ونشطت ريشة أهل الكاريكاتير‬ ‫لـ«تخلد» هذا الحدث حيث طلعت في المساء الساخر لنهاية األسبوع‬ ‫كاريكاتير لمريض أحاط رأسه ببعض «الوصفات الشعبية» لعالج‬ ‫صداع الرأس وهو يصيح «ما بقى ليكم غير المخينزة والحامض ما‬ ‫درتو ليهومش التنبر»‪...! ‬‬ ‫وه��ك��ذا أصبح ال��م��واط��ن مطالبا عند ش��رائ��ه ال���دواء من‬ ‫«الفارماسيا» بوصفة طبية‪ ،‬بأداء ‪ 0,25‬بالمائة عن كل مائة درهم‪،‬‬ ‫واجب التنبر‪ ،‬في ما أصبح الصيدلي مكلفا باستخالص واجب التنير‬ ‫وتسليمه لخزينة الدولة كل ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫نقابات الصيادلة استنكرت فرض هذا الرسم الجديد على‬ ‫األدوية الذي يتم أداؤها من طرف المواطن وأجبرت الصيدليات على‬ ‫استخالصه وهي ليست مؤسسة عمومية مؤهلة لذلك‪ ،‬ألن الصيدلي‬ ‫ليس «عونا» في خدمة «القباضة»‪ ،‬ثم إن سعر األدوية مقنن ومحدد‬ ‫بمقتضى قانون يلزم المواطن المغربي والصيدلي الذي أصبح ملزما‬ ‫باستخالصه ودفعه للخزينة التي يبدو أنها انخرطت في سياسة‬ ‫اللجوء إلى جيوب المواطنين للحصول على مداخل جديدة للميزانية‪.‬‬ ‫لم ينج لآلن من «تنبر المرض» سوى «المخينزة» والحامض‪......‬‬ ‫ومع ما يظهر‪!!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪930‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫عمال النظافة ‪ ....‬فئة مهمشة تعاني‬ ‫كغيرها من الفئات المنسية ببالدنا ؟؟؟‬ ‫أكرموهم أكرمكم اهلل‬

‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫«عمال النظافة» شريحة من العمال تنهض بدور‬ ‫حيوي في حياة مجتمعاتنا‪ ،‬تعكف ليال ونهارا على كنس‬ ‫الشوارع ورفع أكياس القمامة دون توقف‪ ،‬ليجعلوا حياة‬ ‫المجتمع ممكنة وجديرة بأن تعاش‪ ،‬ورغم ذلك ال يجني‬ ‫هؤالء مقابل عملهم الشاق والمحفوف بالمخاطر أجرا‬ ‫كافيا وال ظروف عمل قانونية تطبعها العفة والكرامة‪،‬‬ ‫حسب ما تثبته تصريحاتهم وحتى تصريحات مختلف‬ ‫األطراف الحكومية والنقابية والحقوقية‪ ،‬فالجميع متفقون‬ ‫على هشاشة وضع عمال النظافة إلى أبعد الحدود‪.‬‬ ‫أردنا في هذا التقرير بســط جوانب من الوضع‬ ‫العمالي لهذه الفئة الكادحة التي زيادة على وضعها‬ ‫المهني الشبيه بوضع العبيد واألقنان في زمن ولى‪،‬‬ ‫تالحقهم وصمة عار في كل مكان‪ ،‬فالكثير يناديهم‬ ‫ب «الزبالين» مما يضاعف معاناتهم اليومية ويعمق‬ ‫الشعور بانسداد اآلفاق أمامهم نحو انفراج ممكن‪.‬‬ ‫‪ ‬ماهي‪ ‬تمثالتنا لعمال النظافة؟ ‪ -‬هل نعــي حقــا‬ ‫أهمية دورهم في حياتنا؟ ‪ -‬ماهي ظروف عملهم وماهي‬ ‫المخاطر التي تهدد صحتهم وحياتهم؟‬ ‫في اليابان من قلة األدب واإلحترام مناداة «نجوم النظافة» بعمال النظافة‪،‬‬ ‫فباألحرى أن تنادي عليه كما هو الحال عندنا في المغرب «الزبال» ‪« ‬الزبالة‬ ‫جمع الزبال» «مول الزبل»‪ ،‬أما اليابانيون ونظرا لوعيهم العميق لوظيفة‬ ‫صناع النظافة في صحة وسالمة البيئة الحياتية يسمونهم «مهندسو الصحة‬ ‫والنظافة»‪ ،‬إضافة إلى امتالكهم كل شروط الحياة الكريمة من راتب محترم‬ ‫وسكن محترم ونظرة إجتماعية جد محترمة‪ ،‬فضال على أن اليابانيين يتعلمون‬ ‫في مدارسهم وهم صغار‪ ‬كيف ينظمون نفاياتهم ويفرزون موادها وتفريغها‬ ‫من السوائل قبل وضعها في األكياس لكونها تسبب الرائحة الكريهة‬ ‫ويخصصون يوما معينا لنفايات معينة كالنفايات الورقية‪ ،‬وخالصة القول إن‬ ‫النظام أساس الحياة في اليابان‪.‬‬ ‫قد يقول قائل المجال للمقارنة بين المغرب واليابان‪ ،‬وهذا كالم فارغ من‬ ‫المعنى وتكرار لمقوالت العجز واإلحباط‪ ،‬أما التفكير المؤسس على مقتضيات‬ ‫العقل فيدفعنا إلى استلهام واستيراد التجارب الكونية المشرقة‪ ،‬خصوصا أن‬ ‫المغرب يزخر بالكفاءات من الموارد البشرية فقط يجب استثمارها وتأهيلها‬ ‫وتحفيزها وتقديرها‪.‬‬ ‫إذا كان صناع النظافة في اليابان يحظون‬ ‫بكل شروط الحياة الكريمة‪ ،‬فإن نظراءهم في‬ ‫المغرب على النقيض من ذلك‪ ،‬يعيشون ظروفا‬ ‫قاسية بدءا من طريقة الحصول على منصب في‬ ‫قطاع النظافة إما بالرشوة أو الزبونية زد على‬ ‫ذلك هزالة الراتب‪ ،‬مما يجعل معظمهم يقصدون‬ ‫مؤسسات القروض التي تجهز على رواتبهم ‪ ‬تباعا‬ ‫وما يترتب على هذا من أزمات إقتصادية‬ ‫واجتماعية ونفسية‪ ،‬وهو وضع سيستمر في إطار‬ ‫التدبير المفوض مع الشركات األجنبية التي‬ ‫استبشر بها الكثير من عمال النظافة في البداية‪،‬‬ ‫ظنا منهم أنها ستعاملهم بمقاييس أوربية‪ ،‬لكن‬ ‫دار لقمان ظلت على حالها‪ ،‬وتفاقمت معاناة عمال‬ ‫النظافة‪ ،‬سيما وأن النفايات المغربية تكاثرت مع‬ ‫اإلنفجار الديمغرافي وما رافقه من غياب ثقافة‬ ‫تدبير المواطن لفضالته والتخلص منها بطريقة‬ ‫عشوائية في أوقات غير مضبوطة وال منظمة‪،‬‬ ‫نفايات شهيرة بروائحها الكريهة سوائلها العفنة‬ ‫وزجاجها المكسور‪ ،‬وهو ما يتسبب في جروح‬ ‫متفاوتة الخطورة وأمراض معدية ألصحاب هذه‬ ‫المهنة‪ ،‬وتزداد الخطورة عندما يتعلق األمر بجمع‬ ‫نفايات المستشفيات والمراكز الصحية ‪ ‬ومخلفات‬ ‫المرضى من حقن وضمادات مستعملة وأدوية منتهية الصالحية ومواد‬ ‫كيماوية‪ ،‬مع عدم التزويد المنتظم للعمال بالقفازات والمالبس الواقية من‬ ‫اإلصابة بالتلوث‪ ،‬وعدم توفر مقر العمل على رشاشات ومواد منظفة الستحمام‬ ‫عمال النظافة بعد اإلنتهاء من العمل‪ .‬‬ ‫أمام هذه الظروف المأساوية تخوض شغيلة النظافة إضرابات متتالية‪،‬‬ ‫وهو ما أغرق المدن المغربية في مدن أخرى من النفايات‪ ،‬بمشاهدها البشعة‬ ‫تسبقها روائحها النتنة‪ ،‬وهذا ما جعلنا نستيقظ من سباتنا العميق‪ ،‬لنعترف‬ ‫سرا وعالنية بأهمية «نجوم النظافة» الذين يستحقون منا كل الشكر والثناء‬ ‫واإلحترام والتقدير‪ ،‬واهتمام الدولة بهم وبأسرهم‪ ،‬كيف ال وهم «يميطون‬ ‫أذانا» وقماماتنا‪ ،‬و «إماطة األذى عن الطريق صدقة» كما أخبرنا الرسول‬ ‫األكرم عليه الصالة والسالم حينما قال‪« :‬النظافة من اإليمان»‪.‬‬ ‫عبارة «الزبّال» على وزن فعّال‪ ،‬وهي صيغة مبالغة شأنها شأن عبارات‬ ‫ف ّالح ونجّار وحدّاد وغيرها‪ ،‬والمقصود من صيغة المبالغة اإلكثار من الفعل‬ ‫واإلنتاج المتصل بذلك الفعل‪ ،‬فالفالح يكثر من عمل الفالحة المؤدي إلى‬ ‫إنتاج الحبوب والخضر والغالل‪ ،‬والنجار يكثر من عمل النجارة المؤدي إلى إنتاج‬ ‫مواد مختلفة متصلة بهذا المجال‪ ،‬والحداد يكثر من عمل الحدادة المؤدي‬ ‫إلى إنتاج مواد مختلفة متصلة بهذا المجال‪ ،‬وقياسا على هذا فإن «الزبال»‬ ‫يكثر من «عمل الزبالة» إن صح التعبير المؤدي إلى إنتاج مواد متصلة بهذا‬

‫المجال وكأن هذا العامل هو الذي ينتج الزبالة وكأنه هو الذي يلوث وينشر‬ ‫األوساخ هنا وهناك‪ ،‬بينما هو يرضى لنفسه أن يرفع زبالة ينتجها غيره بكثرة‪،‬‬ ‫أضف إلى ذلك أن اشتقاق العبارة التي تطلق على عامل النظافة من كلمة‬ ‫«الزبلة» أو «الزبالة» يتضمن إهانة بالغة وأكيدة مع سبق اإلضمار والترصد‪،‬‬ ‫وكان من األجدر أن يسمى «المنظف» أو «النظاف» ألنه فعال يقوم بهذا العمل‬ ‫النبيل‪.....‬‬ ‫تحت حرارة الشمس يلوذ الجميع بالفرار‪ ،‬ويتوارى الناس تحت األبنية‬ ‫واألشجار‪ ،‬هربا من أشعتها الحارقة‪ ،‬لكن هناك فئة لم تستسلم لتلك الحرارة‬ ‫بل واجهتها قسرا ال رغبة في المواجهة‪ ،‬تسلحت بمعدات العمل “كسكيطة ”‪ .‬‬ ‫مع تزايد التلوث البيئي وعدم إيالء النظافة ما تستحق من اهتمام‪ ،‬فإن‬ ‫قساوة عملهم ال تكمن فقط في طول المسافة التي يضطرون لكنسها‪،‬‬ ‫وانما كذلك في طبيعة وسائل التنظيف المتآكلة التي يستعملونها‪ ،‬فالعربات‬ ‫معظمها غير صالحة وعجالتها معطوبة باستمرار وتفتقر إلى المكانس‪،‬‬ ‫األمر الذي يجبر بعضهم على استعمال سعف النخيل‪ ،‬فضال عن أن المكانس‬ ‫المستعملة كلها من النوع الرديء‪.‬‬

‫وال يخفي عمال النظافة الخطورة الكامنة في نوعية الفضالت‪ ،‬فهي‬ ‫تحوي مواد سامة وأدوية منتهية الصالحية وحقنا مستعملة ومواد كيماوية‪،‬‬ ‫وتدبيرها يتم بدون أن توفر للعمال وسائل وقاية مثل الكمامات والقفازات‪،‬‬ ‫مما يؤدي الى ظهور عدة أمراض في صفوفهم مثل الحساسية وأمراض‬ ‫الربو والتي تصيب الكلى والعيون وأمراض الجلد وأخرى مجهولة ومع ذلك ال‬ ‫ينعمون بأي حق وال يستطيعون تأمين األدوية‪.‬‬ ‫ومقابل الجهد الكبير الذي يقدمه هؤالء العمال يقول سائق شاحنة‬ ‫نظافة‪« :‬راتبي ال يطعم حتى كلبا عند أحد أثرياء مدينتنا»‪ .‬فراتب الواحد‬ ‫منهم ال يتعدى األلف درهم وأغلبهم يظل على هذه الحال إلى حين التقاعد أو‬ ‫الموت‪ .‬ومع ذلك فقد أدى استفحال ظاهرة البطالة ببعض العاطلين الحائزين‬ ‫شهادات في العلوم واآلداب الى ممارسة هذه المهنة التي يحتقرها المجتمع‪.‬‬ ‫وفي شرحهم لمجابهة متطلبات العيش‪ ،‬يقول منظفون‪« :‬بسبب العوز‬ ‫والدخل البائس‪ ،‬يضطر الكثير منا إما للنبش في القمامات المنزلية بحثا عن‬ ‫قطعة من الخبز أو أحذية ومالبس عتيقة أو قنينات غير مكسرة أو قطع غيار»‪.‬‬ ‫ويلخص سائق شاحنة نظافة وضعهم بالقول‪« :‬كل هذا العذاب يالحقنا‬ ‫طيلة حياتنا العملية‪ ،‬ومع ذلك يكون جزاؤنا وتكريم الدولة على عملنا‬ ‫ومجهودنا عند التقاعد بمبلغ ال يتجاوز ‪ 700‬درهم»‪.‬‬

‫إبراهيم‪ 50 ،‬عاما‪ ،‬أحد عمال النظافة‪ ،‬يستهل عمله‬ ‫بشارع من شوارع طنجة ‪ ‬في الصباح الباكر‪ ،‬قبل أن ترسل‬ ‫الشمس أشعتها على المنازل‪ ،‬يقول‪ :‬أجلس بين الحين‬ ‫واآلخر تحت الظالل أللتقط أنفاسي من جولة عمل تبدأ‬ ‫في الصباح الباكر وتستمر حتى الثانية ظهرا‪ ،‬ألستعيد‬ ‫النشاط‪ ،‬لكني لم أعد قادرا على إنهاء الطريق الذي بدأته‬ ‫منذ ‪ 25‬عاما‪ ،‬فالصحة لم تعد كما كانت‪ ،‬واألمراض كل يوم‬ ‫تحاصرني“ وال يوجد عالج‪ ،‬لكن ما باليد حيلة‪ ،‬لو توقفت‬ ‫عن العمل ‪ ‬لن أجد لقمة العيش ولو مغموسة بالتراب ‪ ‬لي‬ ‫وألوالدي‪ ،‬وسوف أصبر لعل اهلل يجد لي مخرجا و يعوضني‬ ‫على األيام الصعبة التي عشتها وأعيشها»‪.‬‬ ‫حياة أخرى يعيشها إبراهيم ‪ ،‬قضى نصفها في التجول‬ ‫بين شوارع المدينة‪ ،‬ينتقل من مكان إلى آخر حسب رؤية‬ ‫رؤسائه‪« ،‬أغلب شوارع طنجة أنا حفظتها‪ ،‬حفظت أشكال‬ ‫األزقة‪ ،‬وعرفت الشوارع التي أجد فيها أناسا محترمين‪،‬‬ ‫وأخرى أعاني فيها من جبروت العباد»‪ ،‬ويتابع‪« :‬مبقيت باغي‬ ‫والو من الدنيا غير الستر‪ ،‬كلشي كيغلى والرواتب هي هي‪،‬‬ ‫كنعيش مثل الحيوانات وأقل‪ ،‬لكن الحمد هلل»‪.‬‬ ‫و يضيف‪“ :‬كنظف زبالة الناس وفاآلخر كيسبوني‪ ،‬بحال إلى أنا ماشي‬ ‫بنادنم بحالهم «لكن ماكنرد على حتا واحد إال بحسبي اهلل ونعم الوكيل»‪،‬‬ ‫ويكمل‪“ :‬الناس أنواع وأشكال‪ ،‬منهم اللي كيرمي ازبل من البالكون‪ ،‬وكاين‬ ‫لي كيرميوها فوجهنا بال حياء بال حشمة «‪ .‬‬ ‫ويروي أحد عمال النظافة الصعوبات التي يواجهونها أثناء تأدية عملهم‬ ‫قائ ًال «أعمل من الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى الساعة الثامنة صباحاً‪،‬‬ ‫ثم يقوم أحد الزمالء بتسلم العمل عني لفترة الظهيرة‪ ،‬ومن أهم واجباتي‬ ‫وطاقم عملي المرور على حاويات القمامة الكبيرة وإفراغها في السيارة‬ ‫المخصصة لذلك‪ ،‬وهو عمل شاق يحتاج إلى كثير من الصبر وتحمل الروائح‬ ‫الكريهة‪ ،‬باإلضافة إلى التركيز ومعرفة التعامل مع مكان الحاوية وعدم إلحاق‬ ‫الضرر بالسيارات المتوقفة قربها‪ ،‬ونحاول قدر المستطاع عدم إزعاج أحد‬ ‫والعمل بصمت‪ ،‬لكن صوت محرك السيارة وارتطام الحاوية بالرافعة صوت‬ ‫البد منه»‪ ،‬وعن تعامل الناس معه قال «هناك تناقض كبير في شكل التعامل‪،‬‬ ‫فمن الناس من يتعاون معنا ويساعدنا بيده أحياناً‪ ،‬ومنهم من يتعامل معنا‬ ‫بطريقة خشنة جداً ويشعرنا بالدونية‪ ،‬مع أنه ال ذنب‬ ‫لنا سوى اختيارنا هذه المهنة»‪.‬‬ ‫عامل النظافة يعامل معاملة سيئة جدا من‬ ‫قبل أفراد المجتمع فيُسب ويُشتم في السر والعلن‪،‬‬ ‫وتتجهم وتعبس الوجوه أمامه‪ ،‬وال تمتد األيدي‬ ‫لمصافحته ترفعا عليه وتكبرا واحتقارا وخوفا من‬ ‫يديه الملوثتين‪ ،‬وإن امتدت األيدي لمصافحته فعلى‬ ‫مضض وبتقزز‪ ،‬وال يُوجه إليه الكالم‪ ،‬وإن وقع ذلك‬ ‫فللسخرية منه ولتقريعه وتأنيبه وتحميله مسؤولية‬ ‫كيس فضالت مرمي على الطريق لم يقع رفعه‪....‬‬ ‫وعامل النظافة يعامل معاملة سيئة جدا من قبل‬ ‫رؤسائه في العمل الكبير منهم والصغير‪ ،‬وال يمكن‬ ‫له أن يدافع عن نفسه وعن حقوقه وعن كرامته ألنه‬ ‫إن فعل فالطرد من العمل يكون في انتظاره وكأنه‬ ‫سيطرد من الجنة الموعودة‪ ،‬وفي أفضل الحاالت‬ ‫سيعيش «التمرميد»‪.....‬‬ ‫أما عن وضعية عامل النظافة اإلدارية فحدث وال‬ ‫حرج‪ ،‬فال تُسوى هذه الوضعية وال يتمتع بالترسيم في‬ ‫العمل إلى أن «يتقاعد» ويخرج كما دخل «يدو على‬ ‫راسو»‪ ،‬بل يغادر العمل في صحة متدهورة مصابا‬ ‫بعدة أمراض وبعد أن يصبح عاجزا عن اإلضطالع‬ ‫بدوره‪ ،‬ويجد نفسه مضطرا إلى التسول ليضمن قوت يومه وقوت أفراد عائلته‬ ‫على الرغم من أنه كان أمضى أكثر من عشرين عاما في العمل ألنه بطبيعة‬ ‫الحال ال يتمتع بتغطية اجتماعية وال صحية إال القليل منهم يتوفر لديهم دفتر‬ ‫عالج مجاني‪ ،‬وعامل النظافة يحصل أثناء العمل على راتب شهري هو عبارة عن‬ ‫«فتفوتة» ال تكفي مسؤوال كبيرا لشرب قهوة ‪ .‬‬ ‫مئات القصص والحكايات ‪ ،‬ترويها مالمح الوجوه وهزالة األبدان التي‬ ‫أتعبتها األيام‪ ،‬وأوجعتها تصريحات المسؤولين عن مهنة لم يختاروها‬ ‫ألنفسهم‪ ،‬وإنما فرضتها عليهم صعوبات الحياة من أجل لقمة عيش كريمة‪،‬‬ ‫عمال النظافة‪ ،‬التى قدست مهنتهم دول وشيدت لهم التماثيل في الميادين‬ ‫العامة‪ ،‬احتراما لهم وتقديرا لعملهم‪ ،‬وتأكيدا على أن تقييم البشر ال يكون بما‬ ‫يمتهنون‪ ،‬وإنما بإتقانهم ألعمالهم‪.‬‬ ‫على المسؤولين إعادة اإلعتبار لهذه الفئة العريضة من المجتمع‪ ،‬فإن‬ ‫كانت هنالك ميزانيات لدعم الجمعيات والمؤسسات الخاصة وغيرها‪ ،‬فعلى‬ ‫الجهات المسؤولة من‪ ‬مجلس حضري ومجلس جهة أن يقدموا دعما حقيقيا‬ ‫لهؤالء العمال وأن يكرموهم ليكرمهم اهلل‪ ،‬فالمال هو في األول وفي األخير‬ ‫مال الشعب ومال اهلل‪« ،‬ال تعطوا ألنفسكم الحق بتعويض ودعم من يحلو‬ ‫لكم»‪.‬‬


‫العدد ‪930‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫السلطات اإلسبانية تعزز حدود مليلية بشفرات حادة لمنع‬ ‫تسلل مزيد من القاصرين‬ ‫شرعت السلطات اإلسبانية بمليلية المحتلة‪ ،‬قبل‬ ‫أيام‪ ،‬في تثبيت أسالك ذات شفرات حادة على السياج‬ ‫الحديدي الفاصل بين المدينة وإقليم الناظور‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف تعزيز منع تسلل مزيد من المهاجرين السريين‬ ‫وخاصة األطفال منهم إلى الثغر المحتل‪.‬‬ ‫اإلجراء الجديد للسلطات اإلسبانية جاء في سياق‬ ‫تشديد الخناق على عمليات الولوج إلى المدينة المحتلة‪،‬‬ ‫والتي أطلقتها السلطات اإلسبانية منذ شهور من خالل‬ ‫إغالق معبر بني أنصار الرئيسي في وجه ممتهني التهريب‬ ‫المعيشي‪ ،‬وهو القرار الذي تسبب في احتقان واسع‬ ‫بمختلف المعابر‪ ،‬سيما بعد مصرع أحد المهربين الصغار‬ ‫بمعبر «باريتشو» أواخر الشهر الماضي‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وأثار قرار تثبيت شفرات حادة على السياج‬ ‫الحديدي المحيط بمليلية المحتلة جدال واسعا‪ ،‬سيما‬ ‫داخل المدينة‪ ،‬حيث وصفته أحزاب سياسية إسبانية‬ ‫بكونه إجراء غير إنساني‪ ،‬ألنه يشكل خطرا حقيقيا‬ ‫على حياة األطفال الذين يتسللون إلى داخل المدينة‬ ‫المحتلة‪ ،‬داعية إلى إعادة النظر في المقاربة األمنية‬ ‫التي تتعامل بها السلطات اإلسبانية مع الهجرة السرية‪،‬‬ ‫وخاصة ما يتعلق منها بتسلل القاصرين عبر السياج‬ ‫الحدودي للمدينة‪.‬‬ ‫مصادر مهتمة بمشكل الهجرة السرية أوضحت أن‬ ‫إجراء السلطات اإلسبانية بمليلية المحتلة جاء متزامنا‬ ‫مع ما كشفت عنه تقارير إعالمية إسبانية من أن تدهور‬ ‫الوضع األمني في ليبيا والصعوبات التي تواجه المهاجرين‬ ‫األفارقة لبلوغ السواحل اإليطالية يهددان بإغراق المغرب‬ ‫بالمهاجرين السريين عبر البوابة الجزائرية‪.‬‬

‫التقارير اإلعالمية المذكورة أشارت إلى أن الهجرة‬ ‫السرية بين المغرب وإسبانيا ستحطم أرقاما قياسية هذه‬ ‫السنة‪ ،‬موضحة أن حوالي نصف مليون مهاجر من إفريقيا‬ ‫جنوب الصحراء يستعد للهجرة صوب المغرب عبر الجزائر‬ ‫بهدف اإلبحار إلى إسبانيا‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أكدت مصادر متطابقة أن السلطات‬ ‫اإلسبانية جادة في البحث عن حلول قانونية لترحيل آالف‬ ‫المهاجرين القاصرين من مليلية إلى المغرب بعد تسللهم‬

‫إليها عبر السياج الحدودي المحيط بالمدينة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫عددا مهما منهم يتوفرون على بطائق هوية‪.‬‬ ‫المصادر أضافت أن السلطات اإلسبانية بالمدينة‬ ‫المحتلة تعمل على التواصل مع دولهم األصلية وخاصة‬ ‫المغرب من أجل ترحيلهم‪ ،‬غير أن المنظمات الحقوقية‬ ‫المحلية والمغربية تعارض إجراء الترحيل‪ ،‬معتبرة ذلك‬ ‫خرقا خطيرا للمواثيق الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫التحقيقات تتوسع في حادث قطار طنجة‬

‫باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية‪ ،‬يوم الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬تحرياتها في مالبسات وظروف أسباب حادث القطار‬ ‫بطنجة‪ ،‬الذي تسبب في مقتل ستة أشخاص بينهم ثالث‬ ‫نساء‪ ،‬وإصابة ‪ 15‬شخصا آخرين بجروح متفاوتة الخطورة‪،‬‬ ‫ال يزال بعضهم في حالة حرجة يتلقى العالجات الضرورية‪،‬‬ ‫بالمقابل شرعت اللجنة الثنائية بين وزارتي الداخلية والنقل‬ ‫والتجهيز واللوجستيك هي األخرى في مهامها في مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬منذ يوم اإلثنين‪.‬‬ ‫وأكد مصدر مطلع ل «أخبار اليوم» أن دخول الفرقة‬ ‫الوطنية للشرطة القضائية على الخط‪ ،‬علق جميع األبحاث‬ ‫التي أنجزتها مصلحة حوادث السير بوالية طنجة‪ ،‬بناء على‬ ‫تعليمات النيابة العامة‪ ،‬مضيفا أن وكيل الملك بالمحكمة‬ ‫االبتدائية‪ ،‬عشية يوم اإلثنين‪ ،‬توجهوا إلجراء التحريات‬ ‫المطلوبة منهم‪.‬‬ ‫وحسب المصدر نفسه‪ ،‬ينتظر أن تستمع الفرقة‬ ‫الوطنية للشرطة القضائية‪ ،‬أوال‪ ،‬إلى أقوال الضحايا‬

‫والمصرحين الناجين من الحادثة‪ ،‬والذين غادروا مدينة‬ ‫طنجة إلى مسقط رأسهم في مدن وأقاليم مجاورة‪ ،‬ثم بعد‬ ‫ذلك سيتم االستماع إلى حارس المعبر السككي الذي ال زال‬ ‫رهن الحراسة النظرية‪ ،‬وسائق الحافلة المنكوبة في انتظار‬ ‫تماثله للشفاء وقدرته على الكالم‪ ،‬كما ستشمل التحقيقات‬ ‫تشخيصا شامال عن حالة مقصورة القطار‪ ،‬ووضعية الممر‬ ‫السككي‪ ،‬ومدى توفره على شروط السالمة‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي أكد المصدر نفسه‪ ،‬أنه بناء على تقرير‬ ‫الفرقة الوطينة للشرطة القضائية‪ ،‬الذي سيتم تحديد فيه‬ ‫هوية المتسببين الرئيسيين في الحادث المأساوي‪ ،‬والذين‬ ‫ستطالهم اآلثار القانونية الالزمة‪ ،‬فقد توصلت «أخبار‬ ‫اليوم» بمعطيات حصرية حول األبحاث القضائية األولية‬ ‫المنجزة‪ ،‬تشير إلى أن الممر السككي لم يكن يتوفر على‬ ‫أدنى شروط السالمة‪ ،‬حيث كانت الحواجز اآللية معطلة‪،‬‬ ‫كما أن القطار لم يكن يتوفر على اإلنارة الكافية‪.‬‬ ‫واستنادا إلى نفس المعطيات‪ ،‬فإن محضر الشرطة حول‬

‫الحادثة لم يتضمن أي ظرف تشديد بخصوص السائق‪ ،‬إذ‬ ‫تقرر بناء على شهادة المصرحين أن السائق‪ ،‬وقع في حالة‬ ‫«عدم االنتباه»‪ ،‬بينما أكدت أغلب التصريحات بأن القطار لم‬ ‫يطلق صفارة اإلنذار قبل االصطدام‪ ،‬ولم يتمكن من كبح‬ ‫الفرامل إال بعد الدخول في حافلة نقل المستخدمين‪ ،‬والتي‬ ‫تحولت هياكلها إلى خردة مفككة‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬عرف مقر والية جهة طنجة نهار يوم‬ ‫اإلثنين‪ ،‬استنفارا كبيرا بعد وصول مسؤولين كبار إلى مقر‬ ‫جهة طنجة‪ ،‬وعقدوا اجتماعات مطولة مع الوالي محمد‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬تمحورت حسب ما أسرت به مصادر مطلعة‪ ،‬حول‬ ‫مباشرة التدابير القانونية واإلدارية الالزمتين‪ ،‬في حق كل‬ ‫من ثبت في حقه تقصير أو إخالل في القيام بمهامه ‪ ،‬كما‬ ‫جاء في التعليمات الملكية لوزارتي الداخلية ووزارة التجهيز‬ ‫والنقل واللوجستيك‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫توالي جرائم القتل في طنجة يثير المخاوف‬ ‫في ظرف ‪ 24‬ساعة بين ليلة يوم األحد‪ ،‬ونهار‬ ‫يوم اإلثنين‪ ،‬اهتزت مدينة طنجة‪ ،‬على وقع جريمتي‬ ‫قتل بشعتين في أحياء متفرقة‪ ،‬األولى وقعت ليال في‬ ‫«حي المصلى»‪ ،‬والثانية ارتكبت في واضحة النهار في‬ ‫حي «مسنانة» في محيط مؤسسة تعليمية أمام أعين‬ ‫التالميذ‪ ،‬وأودت الجريمتان بشخصين‪ ،‬األول شخص بالغ‬ ‫(‪ 35‬سنة)‪ ،‬والثاني تلميذ لم يتعد ربيعه السادس عشر‪.‬‬ ‫واستنادا إلى رواية شهود عيان‪ ،‬فإن نزاعا بين‬ ‫الضحية (م‪.‬ب) والمتهم المسمى (ع‪.‬ف)‪ ،‬تطور إلى‬ ‫شجار بالضرب والجرح باستعمال السالح األبيض‪ ،‬قبل‬ ‫أن يتسبب أحد الطرفين في إزهاق روح الثاني‪ ،‬إذ تبين‬ ‫بعد إراقة الدماء على األرض‪ ،‬أن الضحية والمتهم تجمع‬ ‫بينهما عالقة صداقة وجوار سكني‪ ،‬وأنهما كانا زميلين‬ ‫في المؤسسة‪ ،‬قبل أن ينقطع أحدهما عن الدراسة ويلتحق‬ ‫بسوق العمل في سن مبكرة‪.‬‬ ‫وحسب رواية مصادر «أخبار اليوم»‪ ،‬فإن الحادث وقع‬ ‫في محيط إعدادية «بدر» المتواجدة في منطقة مسنانة‪،‬‬ ‫أمام أعين التالميذ‪ ،‬بعد زوال يوم اإلثنين‪ ،‬بينما كان‬ ‫التالميذ في فترة االستراحة الصباحية‪ ،‬تفاجؤوا بشخص‬ ‫يطارد أحد تالميذ المؤسسة‪ ،‬ويرشقه بالحجارة أصابته‬ ‫واحدة في رأسه‪ ،‬قبل أن يمسك به ويوجه إلى صدره‬

‫طعنات قاتلة بسكين حاد‪ ،‬أردته طريح األرض مضرجا في‬ ‫دمائه‪.‬‬ ‫وأظهرت التحريات األولية بشأن الجريمة‪ ،‬حسب‬ ‫مصادر مقربة من الموضوع‪ ،‬أن سبب الشجار بين الهالك‬ ‫والمتهم الذي اعتقلته الشرطة‪ ،‬بعد وقت قصير من وقوع‬ ‫الجريمة‪ ،‬يعود إلى خالف بسيط حول تربية طيور الحمام‪،‬‬ ‫وهي الهواية المشتركة بينهما ومصدر التباهي بها أمام‬ ‫أقرانهما‪.‬‬ ‫وخلف الحادث صدمة كبيرة في األوساط التعليمية‪،‬‬ ‫حيث سارع مسؤولو المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية‪ ،‬ومسؤولون ترابيون لتفقد المؤسسة اإلعدادية‬ ‫«بدر» ‪ ،‬ومواساة تالميذها وأساتذتها وإدارتها التربوية‪،‬‬ ‫فيما عمت حالة من األسى والغضب في صفوف أمهات‬ ‫وأولياء أمور التالميذ‪ ،‬الذين انتقدوا غياب دوريات الشرطة‬ ‫المدرسية بمحيط المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫وأعادت الجريمة المذكورة إلى الواجهة‪ ،‬قضية‬ ‫ضعف التغطية العددية لرجال الشرطة واألمن في منطقة‬ ‫مسنانة‪ ،‬والتي تضم كثافة سكانية تفوق ‪ 65‬ألف نسمة‪،‬‬ ‫حسب إحصائيات سنة ‪ ،2014‬إذ يشرف على التدبير األمني‬ ‫لساكنة هذه الوحدة الترابية ‪ 12‬موظفا فقط‪.‬‬

‫وحسب مصدر جمعوي من منطقة مسنانة‪ ،‬فإن‬ ‫الدائرة األمنية الحادية عشرة بطاقمها البشري القليل‬ ‫وإمكانيتها ومعداتها اللوجستيكية المحدودة‪ ،‬لم تعد‬ ‫تكفي لمواكبة التحديات األمنية‪ ،‬المطروحة واإلشكاالت‬ ‫اليومية المتكررة‪ .‬إذ أن هذا العدد القليل من العناصر‬ ‫األمنية يتكلف بقضايا سوء الجوار‪ ،‬وحوادث السير‬ ‫والمرور‪ ،‬ومنح الشواهد اإلدارية‪ ،‬والتدخل في حالة وقوع‬ ‫الجرائم‪ ،‬ومالحقة مروجي المخدرات‪ ،‬والقيام بالدوريات‬ ‫الروتينية بما فيها الشرطة المدرسية‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬كشف مصدر أمني مطلع في حديث‬ ‫مع جريدة «أخبار اليوم»‪ ،‬أن الخصاص في الموارد البشرية‬ ‫والتجهيزات اللوجستية والمعدات‪ ،‬مشكل مشترك بجميع‬ ‫الدوائر األمنية بعاصمة البوغاز التي تضاعف عدد سكانها‬ ‫وتوسع مجالها الترابــي‪ ،‬لكن اإلمكانـــات البشريـــة‬ ‫واللوجستية لم تعرف نفس التطور‪ ،‬بل إن الدوائـر‬ ‫األمنية تفتقر حتى ألسطول كاف من سيــــارات الخدمة‬ ‫والتدخل‪.‬‬

‫ع‪ .‬بل‬

‫تطوان مهددة‬ ‫بالغرق في األزبال‬ ‫بسبب تأخر دفع‬ ‫مستحقات شركة‬ ‫النظافة‬

‫علمــــت «األخبـــار» من مصادر خاصة‪ ،‬أن إدارة‬ ‫الشركةالمكلفة في إطار التدبير المفوض بقطاع النظافة‬ ‫بتطوان‪،‬راسلت محمد إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية‪،‬‬ ‫(تتوفر «األخبار» على نسخ من المراسالت)‪ ،‬مذكرة إياه‬ ‫بأن المصالح المسؤولة بالشركة لم تتوصل إلى حدود‬ ‫نهاية السنة الماضية‪ ،‬بمستحقاتها المالية المقدرة‬ ‫بحوالي ملياري سنتيم‪ ،‬ما يمثل نسبة ‪ 60‬بالمائة من‬ ‫مستحقاتها السنوية المحددة في مبلغ ‪ 3.4‬سنتيم‪.‬‬ ‫وأشارت المراسالت إلى التأثير السلبي لهذا التأخير‪،‬‬ ‫على الحقوق االجتماعية للعمال‪ ،‬حيث لم تعد مصالح‬ ‫الشركة قادرة على أداء األجور الشهرية لعمال النظافة‬ ‫برسم شهر فبراير الجاري‪ ،‬نتيجة تأخر مصالح الجماعة في‬ ‫أداء التزاماتها المالية‪ ،‬من أجل ضمان استمرار خدمات‬ ‫قطاع النظافة كمرفق حساس‪.‬‬ ‫وذكرت المراسالت أيضا‪ ،‬أن مصالح شركة النظافة ال‬ ‫ترغب بأي حال من األحوال في أن تتطور هذه الوضعية‪،‬‬ ‫لتصبح مصدرا لمشكل اجتماعي على صعيد المدينة‪،‬‬ ‫ملتمسة تدخال سريعا من إدعمار لحل هذا المشكل‪ ،‬فضال‬ ‫عن اإلشعار بتوجيه نسخ مشابهة إلى عامل عمالة تطوان‪،‬‬ ‫ووالي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬والمدير العام‬ ‫للجماعات المحلية‪ .‬وقال (م‪.‬ش)‪ ،‬المستشار االستقاللي‬ ‫بأغلبية مجلس تطوان إن ميزانية الجماعة تعاني األمرين‬ ‫بسبب فشل التسيير‪ ،‬وعدم إشراك الرئيس لألعضاء في‬ ‫الملفات الحساسة‪ ،‬مثل تدبير قطاع النظافة الحساس‪،‬‬ ‫خاصة وأن التأخر أكثر في دفع مستحقات الشركة يعني‬ ‫توقف العمال عن العمل وغرق أحياء المدينة في األزبال‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث نفسه أن ميزانية الجماعة اآلن ال تسمح‬ ‫بدفع مستحقات شركة النظافة‪ ،‬لذلك على الرئيس إخبار‬ ‫جميع األعضاء بتفاصيل المشاكل المستعصية‪ ،‬مع عقد‬ ‫لقاءات واجتماعات مستعجلة لتدارك األمر‪ ،‬وفق السرعة‬ ‫والنجاعة المطلوبتين‪.‬‬ ‫هذا ويستمر إدعمار في عقد لقاءات مع المواطنين‬ ‫لالستماع إلى مشاكلهم‪ ،‬من أجل ترقيع شعبية حزب‬ ‫العدالة والتنمية التي تأثرت بشكل كبير بناء على نتائج‬ ‫االنتخابات البرلمانية الجزئية‪ ،‬والتغطية على المشاكل‬ ‫الداخلية التي تعيشها األغلبية المشتتة‪ ،‬خاصة تداعيات‬ ‫صراعه مع نائبه األول‪ ،‬التي أثرت بشكل كبير على جودة‬ ‫الخدمات‪ ،‬وساهمت في خلق جو من االحتقان داخل‬ ‫الجماعة‪ ،‬ناهيك عن سير الميزانية نحو الهاوية في غياب‬ ‫أي استراتيجية واضحة لتدارك المشاكل المطروحة‪ ،‬وإيجاد‬ ‫الحلول القابلة للتنزيل على أرض الواقع‪ .‬وكانت إحدى‬ ‫الموظفات التي تشتغل بمكتب المدير العام للمصالح‪،‬‬ ‫قد تم إعفاؤها من المهام الموكولة إليها‪ ،‬بسبب اتهامها‬ ‫بتسريب معلومات حول طلب رئيس الجماعة توظيف‬ ‫بعض األشخاص بالشركات المكلفة بقطاع النظافة في‬ ‫إطار التدبير المفوض‪ ،‬وبعث الئحة بأسماء المعنيين‪ ،‬مع‬ ‫التأكيد على منح األمر العناية الكاملة من طرف الجهات‬ ‫المختصة‪.‬‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫‪ 10‬س��نــوات‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫الس��نوات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إلى المحس��نين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مس��اعدتها‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬

‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫إقتصاد‬ ‫ميناء طنجة المتوسط يتوصل بثالث رافعات مينائية عمالقة‬ ‫توصلت مجموعة “أ‪ .‬بي‪ .‬إم تيرمينلز ميدبورت طنجير”‪ ،‬األسبةع الماضي‪ ،‬بميناء طنجة المتوسط ‪ ،2‬بأول ثالث‬ ‫رافعات من طراز “س‪.‬ت‪.‬س”‪ ،‬األكبر في العالم‪ ،‬والمصمم للتعامل مع سفن الحاويات الجديدة التي تعبر الخط‬ ‫البحري ‪ ‬التجاري بين آسيا وأوروبا‪.‬‬ ‫وحسب البيانات المتوفرةـ فإن هذه الرافعات المزدوجة صممت ‪ ‬من طرف الشركة الصينية “زاد‪ .‬بي‪ .‬إم سي”‬ ‫الرائدة على المستوى الدولي في صناعة آليات الرفع بالموانئ‪ ،‬لتستوعب أكبر السفن في العالم‪ ،‬بقدرة تبلغ ‪ 22‬ألف‬ ‫وحدة مكافئة لعشرين قدم‪ ،‬بما من شأنه تعزيز إنتاجية وتنافسية ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫وأكد الرئيس التنفيذي لعمليات “ب أ‪.‬ب‪.‬م تيرمينلز” في ندوة صحفية ‪ ،‬أن هذه الرافعات ‪ ‬ستسمح بتعزيز قدرة‬ ‫المعالجة في ميناء طنجة المتوسط وضمان المزيد من المرونة لـ “ميرسك الين”‪ ،‬وذلك من خالل تقديم المزيد‬ ‫من المسارات البحرية لتحسين استغالل شبكة سفنها وتقديم خدمة أفضل في إطار سلسلة الخدمات اللوجستيكية‬ ‫لزبنائها‪.‬‬ ‫وسجل المسؤول أن هذا المشروع اإلستراتيجي الذي رصد له غالف مالي يقدر بأزيد من ‪ 800‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫يقضي باستالم ‪ 12‬رافعة مبتكرة في ‪ 2018‬يتم تسليمها‪ ،‬العام القادم‪ ،‬كما ‪ ‬أن هذه الرافعات ستمكن من بلوغ‬ ‫‪ 40‬عملية في الساعة وأنها مزدوجة العربة‪ ،‬وتستخدم أحدث التقنيات لتحقيق مسارات ارتفاع مثلى مع نزول لين‬ ‫على منصة الرافعة‪ ،‬حيث يتم أخدها إلى منطقة النقل‪ ،‬مما يمكن من بلوغ إنتاجية جد عالية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫االقتصاد المغربي سجل ‪ ‬نموا بنسبة ‪ 4.6‬في المئة سنة ‪2017‬‬ ‫‪ ‬أعلن وزير االقتصاد والمالية محمد بوسعيد يوم الجمعة الماضي بالرباط ان االقتصاد الوطني حقق نسبة‬ ‫نمو بلغت ‪ 4.6‬في المئة سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 1.2‬في المئةالتي قبلها‪ .‬واعتبر الوزير أن هذا األداء ناتج عن تحسن‬ ‫المردود الفالحي‬ ‫والى التطور اإليجابي للقيمة المضافة غير الفالحية وكذا إلى األداء الجيد للصناعات التحويلية والمعادن‬ ‫والسياحة و المبادالت الخارجية‪.‬‬ ‫وأشسار الوزير في هذا الصدد إلى انخفاض معدل التضخم الى ‪ 0.7‬في المئة سنة ‪ 2017‬بفعل استقرار اسعار‬ ‫المواد الغذائية‪.‬‬ ‫كما أشار الى احداث ‪ 89‬الف منصب شغل خالل سنة ‪ ،2017 – 2016‬دون أن يؤثر ذلك على مستوى البطالة‪،‬‬ ‫التي ارتفعت‪ ‬من ‪ 10.4‬في المئة الى ‪ 10.6‬في المئة ‪.‬إال أن مستوى البطالة خص‪ ،‬باالساس الوسط الحضري الذي‬ ‫سجل ارتفاعا لنسبة ‪ 14,9‬بالمائة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشار الوزير إلى استمرار التطور االيجابي لصادرات المهن العالمية للمغرب ‪ ،‬خاصة قطاعات‬ ‫الطائرات والسيارات‪ ‬واإلليكترونيك والجلد والنسيج‪.‬‬ ‫في حين سجلت االستثمارات األجنبية المباشرة ارتفاعا‪ ‬لنسبة ‪ 12‬بالمائة‪ ،‬السنة الماضية‪ ،‬بما يعادل مليارين‬ ‫ونصف المليار درهم‪ ،‬كما أن االستثمارات المغربية بالخارج ارتفعت خالل هذه السنة‪ ،‬بشكل كبير حيث فاقت ‪9‬‬ ‫مليارات درهم‪.‬‬ ‫حققت ارتفاعا كبيرا حيث سجلت ما قيمته ‪ 9‬مليار درهم سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 6.3‬مليار درهم سنة ‪2016‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب يحافظ على صدارة األعمال لسنة ‪ 2018‬حسب تقرير‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬

‫‪ ‬‬ ‫صنف‪ ‬تقرير ممارسة األعمال لسنة ‪2018‬حافظ المغرب على صدارة‪ ‬دول شمال إفريقيا في تقرير مجموعة‬ ‫البنك الدولي لسنة ‪ 2018‬الصادر األسبوع الماضي ‪ ،‬حيث احتل المغرب المرتبة ‪ 69‬عالميا من بين ‪ 190‬دولة‪،‬‬ ‫بحصيلة ‪ 67,91‬نقطة‪.‬‬ ‫وقد حل المغرب في الرتبة ‪ 35‬عالميا في معيار بدأ النشاط التجاري‪ ،‬و‪ 17‬عالميا في استخراج تراخيص البناء‪ ،‬و‬ ‫‪ 72‬عالميا في الحصول على الكهرباء‪ ،‬و ‪ 86‬عالميا في تسجيل الملكية‪ ،‬و‪ 105‬عالميا في الحصول على االئتمان‪ ،‬و‪62‬‬ ‫عالميا في حماية المستثمرين األقلية‪ ،‬و‪ 25‬عالميا في دفع الضرائب‪ ،‬و‪ 65‬عالميا في التجارة عبر الحدود‪ ،‬و‪ 57‬عالميا‬ ‫في إنفاذ القانون‪ ،‬و ‪ 134‬عالميا في تسوية حاالت اإلعسار‪.‬‬ ‫وسجل التقرير الذي يعتمد على ‪ 10‬معايير أن المغرب حل المغرب في صدارة دول شمال إفريقيا متقدما على‬ ‫تونس التي جاءت في المرتبة ‪ ،88‬ومصر صاحبة المركز ‪ ،128‬والجزائر التي حلت في الرتبة ‪ 166‬عالميا‪.‬‬

‫إفريقيا‪ ،‬حل المغرب في المرتبة الثالثة خلف كل من جزر الموريس صاحبة المرتبة ‪ ،25‬ورواندا في المرتبة ‪41‬‬ ‫عالميا‪ ،‬فيما تقدم على بوتسوانا التي جاءت في المرتبة ‪ ،81‬وجنوب إفريقيا صاحبة لمركز ‪ 82‬عالميا‪.‬‬ ‫أما عربيا فقد حلت المملكة في المرتبة الثالثة وراء كل من اإلمارات العربية المتحدة التي جاءت في المركز ‪،21‬‬ ‫ومملكة البحرين صاحبة المركز ‪.66‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن ممارسة أنشطة األعمال ‪ ،2018‬يصدر سنويا عن وحدة أنشطة األعمال في البنك الدولي‪،‬‬ ‫ويقيم ‪ 190‬اقتصادا في سهولة تنفيذ األعمال‪.‬‬ ‫الحكومة المغربية‪ :‬ماضون في االصالحات‬ ‫من جانبها أبرزت اللجنة المغربية لمناخ األعمال أن المغرب حسن وضعه وتبوء مراتب جد متقدمة على الصعيد‬ ‫العالمي في كل من مؤشر منح تراخيص البناء (المرتبة ‪ 17‬عالميا) ومؤشر أداء الضرائب (المرتبة ‪ )25‬ومؤشر إنشاء‬ ‫المقاولة (المرتبة ‪ )35‬ومؤشر تنفيذ األحكام (المرتبة ‪.)57‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ ‬فوربس‪ :‬المغرب أفضل بلد لممارسة األعمال في شمال إفريقيا‬

‫احتل المغرب المرتبة األولى مغاربيا‪ ،‬والـ ‪ 55‬عالميا في التصنيف الذي تصدره سنوياً مجلة “فوربس” األمريكية‬ ‫ألفضل الدول على مستور ‪ ‬مزاولة األعمال بالعالم‪ ،‬وهو التصنيف الذي يضم ‪ 153‬دولة‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وتستند المجلة األمريكية المتخصصة‪ ،‬في تصنيفها للدول‪ ،‬إلى عدد من المعايير‪ ‬التي تشمل ‪ ‬حقوق الملكية‬ ‫واالبتكار والضرائب والتكنولوجيا ومستوى الفساد وجودة البنى التحتية وحجم السوق والمخاطر السياسية وجودة‬ ‫الحياة والقوى العاملة‪ ،‬إضافة إلى الحرية االقتصادية والمالية والبيئة االستثمارية‪ .‬وتستعين المجلة ‪ ‬ببيانات عدد‬ ‫من المؤشرات الدولية‪ ،‬مثل‪ :‬تقرير مزاولة األعمال‪ ،‬الذي يصدره البنك الدولي “‪ ،‬فض ً‬ ‫ال على تقرير التنافسية العالمي‪،‬‬ ‫الذي يصدره المنتدى االقتصادي العالمي وغيرها‪.‬‬ ‫وأشارت المجلة‪ ‬إلى أن “المغرب استفاد من قربه من أوروبا‪ ،‬بغاية خلق اقتصاد متنوع ومفتوح” كما أن المغرب‬ ‫استثمر في الموانئ والنقل والبنية التحتية الصناعية لصبح مركزا وسيطا لألعمال في جميع أنحاء إفريقيا”‪.‬‬ ‫وأبرزت ‪ ‬المجلة تحسن القدرة التنافسية للمغرب‪ ،‬وتحقيقه ‪ ‬لنمو مطرد‪ ،‬وانخفاض التضخم‪ ،‬وانخفاض البطالة‪.‬‬ ‫كما تحدثت عن تمكن المغرب من التفقات بشكل كبير‪ ،‬عبر إلغاء الدعم المقدم للمحروقات الذي كان يثقل الميزانية‪.‬‬ ‫‪ ‬واعتبرت المجلة من جهة أخرى أن أهم التحديات التي يواجهها المغرب ‪ ‬تكمن‪ ‬في القدرة على إصالح نظامي‬ ‫التعليم والقضاء وإنجاز االصالحات التي تستهدف القضاء على الفقر والبطالة واألمية‪ ،‬خاصة في الوسط القروي‪.‬‬ ‫وحل المغرب في المرتبة األولى في شمال إفريقيا‪ ،‬وجاءت تونس في المرتبة الثانية بعدما حلت في المركز ‪96‬‬ ‫عالميا‪ ،‬تليها مصر صاحبة المرتبة ‪ ،101‬فالجزائر في المركز‪ ،124 ‬ثم ليبيا صاحبة المرتبة ‪ ،149‬فيما لم يشمل‬ ‫التصنيف دولة موريتانيا‪.‬‬ ‫إفريقيا‪ ،‬وضعت المجلة المغرب ضمن أفضل الدول لممارسة األعمال‪ ،‬حيث حلت ثالة خلف موريشيوس صاحبة‬ ‫المرتبة ‪ ،41‬وجنوب إفريقيا التي جاءت في المركز ‪ ،48‬فيما تقدمت المملكة على غانا التي حلت في المركز ‪ 85‬عالنيا‪،‬‬ ‫ثم ناميبيا صاحية المرتبة ‪ ،86‬متبوعة بالسينغال التي جاءت في المرتبة ‪.89‬‬ ‫وعلى المستوى العربي‪ ،‬حافظت اإلمارات العربية المتحدة على المرتبة األولى وحلت في المرتبة ‪ 31‬عالميا‪،‬‬ ‫تلتها قطر في المركز ‪ 40‬عالميا‪ ،‬ثم عمان في المرتبة ‪ 47‬والسعودية في المرتبة ‪ ،50‬وبعدها البحرين في المرتبة‬ ‫‪ ،53‬ثم المغرب‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمراكز األولى عالميا حلت المملكة المتحدة في المرتبة األولى‪ ،‬متبوعة بهولندا‪ ،‬ثم نيوزيلندا‪،‬‬ ‫فالسويد وكندا‪ .‬وبخضوض ذيل التصنيف جاءت ليبيا في المرتبة ‪ 149‬عالميا‪ ،‬ثم أفغانستان ‪ 150‬عالميا‪ ،‬وهايتي‬ ‫‪ 151‬عالميا‪ ،‬وغامبيا ‪ 152‬عالميا‪ ،‬وتشاد ‪ 153‬عالميا‪.‬‬ ‫وحل المغرب في المرتبة األولى في شمال إفريقيا‪ ،‬وجاءت تونس في المرتبة الثانية بعدما حلت في المركز ‪96‬‬ ‫عالميا‪ ،‬تليها مصر صاحبة المرتبة ‪ ،101‬فالجزائر في المركز‪ ،124 ‬ثم ليبيا صاحبة المرتبة ‪ ،149‬فيما لم يشمل‬ ‫التصنيف دولة موريتانيا‪.‬‬ ‫إفريقيا‪ ،‬وضعت المجلة المغرب ضمن أفضل الدول لممارسة األعمال‪ ،‬حيث حل الثالث خلف موريشيوس صاحبة‬ ‫المرتبة ‪ ،41‬وجنوب إفريقيا التي جاءت في المركز ‪ ،48‬فيما تقدمت المملكة على غانا التي حلت في المركز ‪ 85‬عالنيا‪،‬‬ ‫ثم ناميبيا صاحية المرتبة ‪ ،86‬متبوعة بالسينغال التي جاءت في المرتبة ‪.89‬‬ ‫وعلى المستوى العربي‪ ،‬حافظت اإلمارات العربية المتحدة على المرتبة األولى وحلت في المرتبة ‪ 31‬عالميا‪،‬‬ ‫تلتها قطر في المركز ‪ 40‬عالميا‪ ،‬ثم عمان في المرتبة ‪ 47‬والسعودية في المرتبة ‪ ،50‬وبعدها البحرين في المرتبة‬ ‫‪ ،53‬ثم المغرب‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمراكز األولى عالميا حلت المملكة المتحدة في المرتبة األولى‪ ،‬متبوعة بهولندا‪ ،‬ثم نيوزيلندا‪،‬‬ ‫فالسويد وكندا‪ .‬وبخضوض ذيل التصنيف جاءت ليبيا في المرتبة ‪ 149‬عالميا‪ ،‬ثم أفغانستان ‪ 150‬عالميا‪ ،‬وهايتي‬ ‫‪ 151‬عالميا‪ ،‬وغامبيا ‪ 152‬عالميا‪ ،‬وتشاد ‪ 153‬عالميا‪.‬‬

‫«روهينغا طنجة» مسلمون هاربون إلى ديار الكفر‬ ‫أفادت مصادر حقوقية وإعالمية متطابقة‪ ،‬أن البحرية الملكية‬ ‫المغربية العاملة بسواحل طنجة‪ ،‬وضعت مؤخرا نهاية لمغامرة‬ ‫طويلة خاض غمارها فتيان ينتمون ألقلية «الروهينغا» المسلمة‪،‬‬ ‫ف��روا من دول��ة «مينامار» بدعوى االضطهاد الديني‪ ،‬الذي‬ ‫يتعرضون له من طرف األغلبية البوذية‪.‬‬ ‫واستنــادا إلى ذات المصادر‪ ،‬فإن هؤالء الشبـــاب المسلمين‬ ‫قاموا برحلــــة «أوديسية ملحمية» محفوفة بالمخاطر واألهوال‪،‬‬ ‫فعبروا جميع البلدان االسالمية‪ ،‬حتى وصلوا الى ضفاف المحيط‬ ‫األطلسي‪ ،‬محاولين الوصول الى بر النصارى‪ ،‬مقابل دفع مبلغ‬ ‫ألف» أورو» لكل فرد منهم‪.‬‬ ‫وبالرجوع إلى التغطيات اإلعالمية العربية اإلسالمية‪ ،‬ودعوات‬ ‫المساندة والنصرة والوقفات االحتجاجية التي همت عموم هذه‬ ‫الدول من شرقها إلى غربها‪ ،‬نجدها كلها تؤكد كون مسلمي‬ ‫«الروهينغا» مستهدفين في دينهم وعقيدتهم وإيمانهم‪ ،‬وأنهم‬ ‫يتعرضون للقتل والتنكيل فقط لكونهم ينتمون إلى خير أمة أخرجت للناس‪ ،‬وأنه ال ذنب لهم سوى كون‬ ‫الكعبة هي قبلتهم‪ ،‬لذا فأمم الكفار تتهاوى عليهم كما تتهاوى األكلة على قصعتها‪.‬‬ ‫الروهينغا والتساؤالت المشروعة‬ ‫بناء على هذا الطرح الذي يلبس مسوحا دينية‪ ،‬أوليس من حقنا أن نتساءل‪ ،‬هل من المنطقي قانونيا‬ ‫وأخالقيا وشرعيا أن يطلب هؤالء الفتية حق اللجوء السياسي من النصارى والكفار‪ ،‬وال يستجيرون ببني‬ ‫ملتهم من المسلمين األخيار؟ لماذا يسافرون إلى اسبانيا الكاثوليكية رمز عقيدة التثليت ؟ ويلجؤون إلى‬ ‫«روما» معقل الكنيسة البابوية وقلعة الرهبانية؟ بل ولماذا تركوا خلفهم أرض الحجاز‪ ،‬المقدسة‪ ،‬وبالد‬ ‫المسلمين الخالية من الخبث‪ ،‬والسائرة شعوبها قاطبة على طريق المحجة البيضاء؟‪.‬‬ ‫أليس من الغريب أن يعبر هؤالء الفتية أنهار الهند والسند‪ ،‬وجبال بخارى وصحاري «همدان»‬ ‫وأصفهان‪ ،‬ويتركوا وراء ظهورهم‪ ،‬قاهرة المعز‪« ،‬مصر أم الدنيا»‪ ،‬وجامع قيروان تونس‪ ،‬وجزائر المليون‬ ‫ونصف شهيد ‪،‬ومغرب العقيدة األشعرية الخالصة‪ ،‬وموريطانيا المليون شاعر وعالم؟‪.‬‬ ‫لماذا يُلقوا بأنفسهم إلى التهلكة‪ ،‬وسط أمواج بحر بوغاز طنجة ليصلوا الى بلدان حيث الخمر ولحم‬ ‫الخنزير وما أهل لغير اهلل ؟‬

‫لماذا لم يستجيروا بدول تطبق الشريعة اإلسالمية مثل‬ ‫السودان وبعض مناطق أرض الحبشة والصومال ؟‪ ،‬لماذا لم‬ ‫يلتمسوا المساعدة من دول خليجية لها أموال وكنوز وفضة‬ ‫مثل التي أوتي قارون وأكثر؟ أوليس كل تلك الدول سواء كانت‬ ‫فقيرة أو غنية هي دول إسالمية‪ ،‬ال مكان للكفار بربوعها؟ أو‬ ‫ليس صوت اآلذان يرفع فيها خمس مرات في اليوم‪ ،‬بمساجد‬ ‫نبتت كالفطر وعبر مكبرات صوت قوية‪ ،‬تأكيدا على الهوية‬ ‫اإلسالمية السمحة؟‬ ‫العلج رونالدو‬ ‫ربما ما حدث لفتية «روهينغا طنجة» أنهم استفتوا‬ ‫قلبهم‪ ،‬فولوا وجهتهم شطر بالد الكفر ‪،‬حيث سمعوا أنه وراء‬ ‫بحر البوغاز يوجد أحد «العلوج» يحمل اسم «كريستيانو»‬ ‫تيمنا باسم المسيح ‪،‬وهو سليل قوم الكفرة الفجرة ومن‬ ‫الخارجين عن ملة أتباع محمد (صلعم)‪ ،‬شديد العزة بنفسه‬ ‫‪،‬وال يمشي على استحياء‪ ،‬لكن رغم كل ذلك‪ ،‬له فضيلة جميلة‪ ،‬فضيلة انقرضت من بالد العربان‪ ،‬ومن‬ ‫تبعهم بغير هدى‪.‬‬ ‫العلج الكافر «رونالدو» رغم أن «قلبه نصراني» كما يقول المغاربة حينما يريدون أن ينعتوا شخصا‬ ‫بوصف قدحي‪ ،‬إال أنه قرر التبرع بأموال طائلة لفائدة أطفال «الروهينغا» المسلمين‪ ،‬دون نفاق أو رياء‪،‬‬ ‫وبسرية تامة‪ ،‬بحيث لم تعلم شماله ما قدمت يمينه‪ ،‬وكان في تلك «الدوالرات» من الزاهدين‪.‬‬ ‫لقد أيقن هؤالء الفتية الهاربون أن الوقفات االحتجاجية والعويل والنواح في شوارع الرباط ‪،‬وغيرها‬ ‫من عواصم دار اإلسالم ‪ ،‬وإظهار الحب والتضامن بالشفوي فقط ‪،‬هي مجرد سراب في قيعة يحسبه‬ ‫الظمآن ماء‪ ،‬ووعود مثل البرق الخاطف‪.‬‬ ‫وفي الختام يمكن القول أن فتية «روهينغا طنجة»‪ ،‬فهموا بالفطرة أن مستقبلهم وصالح أمورهم‬ ‫لن يكون بالبقاء بين ظهراني العرب والمسلمين‪ ،‬لذا فضلوا الرحيل إلى أحضان من وصفهم القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬بقوم المودة والرحمة‪ ،‬قوم يفيض الصدق والحنان بكل إخالص من عيونهم‪ ،‬وصدق وصف رب‬ ‫العالمين‪:‬‬

‫ع‪.‬ت‬


‫العدد ‪930‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫هل الرياضة والثقافة وإنجاز المالعب الرياضية للقرب‬ ‫أكثر للشباب من أسباب التقدم والنماء‬ ‫بمدينة القصر الكبير وغيرها؟؟‬ ‫بقلم‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫اإلبداع الثقافي‬ ‫ومشكلة التحديث‬ ‫الثقافة هي من إبداع األمة التي ترتبط‬ ‫بها‪ ،‬وتعود إليها حياة األم��ة‪ ،‬هي المنبع‬ ‫األساسي لكل إبداع ثقافي‪ ،‬ولكل استمتاع‬ ‫أدبي‪ ،‬وهي تستمد قوتها وإبداعها وتطورها‬ ‫المستمر من الحيــاة النابضــة بالحيويـــة‬ ‫للمبدعين فيها‪.‬‬ ‫فالثقافــة هي ميزة أمــة من غيــرها‪.‬‬ ‫ولكل إنسان الحق في اكتساب الثقافـــة وفي‬ ‫حرية التعبير عنها والتمتـع بها‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫فتح آفاق للمبدعين وااللتزام بنشر إنتاجهم‬ ‫للمواطنين باعتبار أنه غذاء مباح للجميع‪,‬‬

‫إذا كانت الرياضة البدنية تهيئ اإلنسان ليكون في حياته الطبيعية والنفسية‬ ‫والعقلية مرتاحا ومتوازنا‪ ،‬وفي جسم سليم من األمراض‪ ،‬كما تقيه من اآلفات والمخدرات‪،‬‬ ‫وذلك ليستطيع تحمل مسؤولياته كاملة في دراسته وعمله ومهامه العديدة في حياته‬ ‫على ما يرام‪ ،‬ألن الحكمة القديمة تقول‪« :‬العقل السليم في الجسم السليم»‪ ،‬وإذا اهتمت‬ ‫المؤسسات المعنية بالشباب أكثر وبالمجال الرياضي قد تخفف العبء الكبير على الدولة‪،‬‬ ‫والشباب الطموح واألسر المغربية التي تعاني الكثير مع فلذات أكبادها من الضياع والفراغ‬ ‫بمراتع اللهو والموبقات‪...‬لماذا ال يرجع الشباب كما كان في الستينات والسبعينات من‬ ‫القرن الماضي إلى مقر الشبيبة والرياضة ـ مثال ـ بالقصر الكبير‪ ،‬حيث كان مفتوحا وغاصا‬ ‫بالشباب والجمعيات المسرحية والرياضية والثقافية بل أحد المديرين بها قد أنجز مجلة‬ ‫ثقافية وطبعها ولو بطرق متواضعة النعدام اإلمكانيات‪...‬‬ ‫مقر الشبيبة والرياضة اآلن وإن كان يتواجد وسط مدينة القصر الكبير‪ ،‬فهذا مهم‬ ‫للمدينة وللشباب‪ ،‬لماذا ال يوسعونه بالزيادة فيه لطبقتين مثال تكون فيها قاعات عديدة‬ ‫للشباب وجمعياتهم ومؤطرين لأللعاب الرياضية المختلفة محتاج لهم الشباب بمدينتنا‬ ‫هاته وغيرها من المدن لينشطوا ويرتاحوا وليبتعد العديد منهم من آفة المخدرات‬ ‫والخمر والفساد والفراغ القاتل‪ ،‬ولتكون كذلك بها قاعة للمطالعة ومراجع للكتب‬ ‫حديثة وهامة وأساسية‪ ،‬وذلك ليبتعدوا عن الشغب والضياع‪ ،‬كما أنه خالل السنوات‬ ‫المذكورة آنفا كانت مالعب مهمة لكرة السلة والطائرة وسط المدينة‪ ،‬وملعب لكرة‬ ‫القدم (بماريسطاس) بحي األندلس والمعسكر القديم الذي خلفه االستعمار اإلسباني‬ ‫(المحلة)‪ ،‬وكان مرتعا للمالعب العديدة لجميع التخصصات الرياضية المدرسية وغيرها‪،‬‬ ‫بدون مقابل‪ ،‬واآلن هناك مالعب بمقابل مالي‪ :‬أربعة لكرة القدم‪ :‬ملعبان للعشب بحي‬ ‫المطيمار لجمعية التنمية للقصر الكبير للمبادرة الوطنية ب ‪ 200‬درهم للساعة و وواحد‬ ‫ب ‪ 220‬درهم للساعة قرب قاعة األحالم بطريق العرائش‪ ،‬وملعبان بدون عشب‪ :‬بـ ‪100‬‬ ‫درهم للساعة‪ ،‬وهناك مالعب للقرب قليلة واحد بحي بلعباس وواحد بأوالد احميد وواحد‬ ‫بحي (السالم) (المرينة) ولكنها بدون حارس‪ ،‬إذ يلزمها حراسا ليقوموا بها ولتنظيمها‪،‬‬ ‫ونرى أن األغلبية الساحقة لسكان هاته المدينة فقراء ال يستطيعون تمكين أبنائهم‬ ‫من أداء واجبات هاته المالعب الجيدة والمحروسة‪ ،‬لماذا ال تزاد مالعب القرب للرياضات‬ ‫المتنوعة والمختلفة للشباب‪ ،‬لماذا كذلك المؤسسات التعليمية ودار الشباب كانت من‬ ‫قبل في أول السنة الدراسية وفي نصف السنة كذلك تعمل بالقيام بالدوريات ولم تعد‬ ‫كما كانت تقوم بها من قبل‪...‬كما أن ملعب دار الدخان ال يستفيد منه شباب القصر‬ ‫الكبير‪ .‬وذلك ألن الرياضة هي األساس الحقيقي في هذه الحياة‪ ،‬وخاصة للشباب الطموح‬ ‫لبناء ذواتهم وأجسادهم وتقويتها‪ ،‬وملء الفراغ في حياتهم‪ ،‬وتطعيم النوادي الرياضية‬ ‫بالعبين متدربين أكفاء ومتميزين‪.‬‬ ‫إذ كما سمعت من صديقي اإلعالمي (ع‪.‬ز) أن القصر الكبير قبل االستقالل إلى سنة‬ ‫‪ 2012‬كان ينتج في الفرق الرياضية لمدينتنا هاته العبين في عدة فرق قصرية‪ ،‬ومنهم‬ ‫من يلعب حتى في فرق هامة خارج هاته المدينة‪ ،‬بل حتى بالدول الغربية وغيرها‪ ،‬أما منذ‬ ‫سنة ‪ 2013‬لم يعد في فرقة كرة القدم بالقصر الكبير أي شاب قصري يلعب معها‪ ،‬بل حتى‬ ‫فرقة لوكوس لكرة القدم داخل القاعة بالقسم األول الموجودة في الصف األول بمدينتنا‬ ‫هاته ال يوجد بها أي العب من أبناء مدينة القصر الكبير المجيدة والعريقة والمهمشة‬ ‫والمنسية‪....‬‬ ‫هذا ومعلوم أنه كم من برامج حديثة باإلذاعات والتلفزات المغربية تحدثت عن‬ ‫القيام بتطبيق العمل على تحفيز الشباب والمسؤولين المعنيين للقيام باالهتمام بأنشطة‬ ‫الرياضات المختلفة والعمل على إنجاز برامج رياضية في كثير من المؤسسات وتحفيز‬ ‫الشبابوالشاباتكذلكعلىالمطالعةوالثقافاتالمختلفةوالمتنوعةلتفتحعقلهموينشط‬ ‫فكرهم‪ ،‬ألن الثقافة المتنورة والمتفتحة تصنع اإلنسان القوي في مدركاته العقلية السليمة‬ ‫والنفسية التواقة إلى المحبة اإلنسانية‪ ،‬وخاصة إذا كانت ونمت في إطار ديمقراطي سليم‬ ‫من المنغصات والرياضة تفتح مداركه الفكرية وتجعل جسمه سليما من اآلفات وفي صحة‬ ‫جيدة‪ ،‬ونحن في حاجة ماسة وضرورية لحضور هذين الهاجسين لدى الشباب واالهتمام‬ ‫بهما إلى جانب الدراسة المتواصلة والتعليم المجدي بمقررات هادفة إلى التغيير والتقدم‬ ‫لألفضل والرقي باإلنسان المتطلع إلى الغد المشرق والبناء المثمر‪ ،‬ألن هذين األسسين‬ ‫من األولويات الوطنية‪ ،‬خاصة وأن الحق في الثقافة يكفله وجاء به الدستور المغربي‬ ‫مجاليا واجتماعيا‪ ،‬ألنه منذ استقالل المغرب ووطننا يحاول القيام بتدعيم الثقافة وحماية‬ ‫التراث‪ ،‬وهذا اآلن أكثر من أي وقت مضى علينا أن نتداركه‪ ،‬خاصة وأن اتفاقية اليونيسكو‬ ‫سنة ‪ 2005‬أكدت على ازدواجية الثقافة ألن فيها جانبين قيمي و اقتصادي مفيد لدى‬ ‫المجتمعات البشرية ألنها تشيع روح االبتكار في المجتمعات وتجديد أنماط التفكير وهي‬ ‫خدمة لتوجيه المواطنين والمواطنات وخاصة الشباب الطموح لصناعة القيم التي يحتاجها‬ ‫المجتمع وتنظم عالقاتهم بمحيطهم‪ ،‬وهي نشاط اقتصادي ألنها ترسخ ظاهرة اإلبداع‬ ‫لدى الجميع وخاصة الشباب ألن اإلبداع له مردودية تنموية واقتصادية بالقيمة المضافة‬ ‫والتشغيل الذي يستفيد منه الكل ألنه مدخول الثقافة والرياضة‪.‬‬ ‫فالثقافة في فرنسا مثال تساهم ب ‪ % 7‬من مدخولها الوطني‪...‬فالرياضة والثقافة‬ ‫منطلق وأداة للتنمية المستدامة للتراث الالمادي والمادي‪ ،‬وخلق التوازن المجالي الالزم‬ ‫للحياة واإلنسان‪....‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد كان جاللة الملك الهمام محمد السادس حفظه اهلل ورعاه اعتبر في خطاب‬ ‫ألقاه في أكتوبر أن التقدم المحرز ال يعود بالفائدة على ((الشباب الذين يمثلون أكثر من‬ ‫ثلث عدد سكان المملكة))‪.‬‬ ‫وأضاف أن النموذج التنموي المغربي أصبح حاليا ((غير قادر على االستجابة لمطالب‬ ‫الشعب‪ ،‬داعيا الحكومة إلى ((إعادة النظر فيه))‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن ((التقدم الذي يعرفه المغرب ال يشمل مع األسف كل المواطنين‪ ،‬وخاصة‬ ‫شبابنا‪ ،‬الذي يمثل أكثر من ثلث السكان))‪.‬‬ ‫داعيا إلى بلورة سياسة جديدة مندمجة للشباب))‪ .‬أتمنى من كل أعماقي وجوارحي‬ ‫كحقوقي ومناضل أن يتحقق كل ذلك للشباب المغربي خاصة وللكل في القريب ليطمئن‬ ‫الجميع وتعود الطمأنينة لقلوبنا وعقولنا‪.‬‬ ‫وال بد أن اضيف وأؤكد على التصور االستراتيجي لالتحاد االشتراكي للقوات الشعبية‬ ‫للحكامة المحلية اإلنمائية كذلك أتنمى بكل كياني أن ينفذ ويعمل به من ج «االتحاد‬ ‫االشتراكي العتيدة العدد‪ 11.093 :‬ليومي السبت‪ /‬األحد ‪ 22/23‬غشت ‪ 2015‬ص‪07‬‬ ‫وهو كالتالي‪( :‬إن الحكامة المحلية اإلنمائية مدخل أساسي من مداخل التنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية التي تساهم بشكل كبير في ضمان االستقرار السياسي والمجتمعي نظرا‬ ‫لكونها تشجع على ترسيخ مبادئ التدبير التشاركي وقيم الحوار البناء وحسن المواطنة‪.‬‬ ‫كما تعتبر دعامة رئيسية للنمو الديمقراطي وتحديث بناء الدولة انطالقا من تأهيل‬ ‫بنيات الجماعات المحلية والرفع من أدائها العام على الصعيد المؤسساتي وعلى الصعيد‬ ‫الخدماتي‪ .‬والهدف األساسي هو أن تصبح الجماعات الترابية فضاء مفتوحا للتفاعل القوي‬ ‫مع المواطن وإنجاز خدمات القرب بالطريقة األنجع والدفاع عن حرية المبادرة والمساواة‬ ‫وتكافئ الفرص وتعزيز دور الشباب والمرأة في الحياة الجماعية‪ .‬إلى أن يقول‪( :‬يتبني‬ ‫حزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية منهجية جديدة للديمقراطية المحلية وممارسة‬ ‫العمل الجماعي تؤسس لمفهوم خاص ال يحصر تدبير الجماعة المحلية فقط في األدوار‬ ‫التقليدية المتمثلة في تقديم الخدمات للمواطنين‪ ،‬بل يجعل من التدبير المحلي إبداعا‬ ‫جماعيا قادرا على التنسيق األمثل بين جهود كافة المتدخلين والمعنيين المحليين وإيجاد‬ ‫الحلول المتجددة القائمة على المقاربة االستباقية والتحليل التوقعي‪.‬‬ ‫فبهذا النوع من الحكامة المحلية اإلنمائية‪ ،‬تستطيع الجماعة‪ ،‬باعتبارها مؤسسة‬ ‫عمومية أساسية‪ ،‬أن تؤثر بقوة في الحياة اليومية للمواطنين عبر تنفيذ اإلجراءات‬ ‫المالئمة‪ .‬وتطبيق السياسات الناجعة في المجاالت الحيوية المتمثلة في األمن ومحاربة‬ ‫الفقر والهشاشة والبطالة‪ ،‬وفي مجاالت البنيات التحتية والتهيئة الترابية واالستثمارات‬ ‫والحفاظ على البيئة وتوفير النقل وتنمية الثقافة والرياضة‪ ،‬والتأطير الواسع والهادف‬ ‫للطفولة والشباب ورعاية ذوي االحتياجات واألوضاع الخاصة‪ .‬في سياق الظرفية الراهنة‬ ‫المتسمة بالعديد من اإلكراهات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وعلى ضوء الرهانات‬ ‫والتحديات المطروحة على الجماعات المحلية‪ ،‬تأتي المنهجية الجديدة التي يقترحها‬ ‫االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية لتشكل فرصة متميزة إلحداث القطيعة مع التسيير‬ ‫الجماعي العشوائي القائم على المصالح الذاتية والعالقات الزبونية وإقامة نظام مغاير‬ ‫خاص بالتدبير المحلي العقالني المعتمد على المقاربات التشاركية والمبادرات المبدعة‬ ‫والحكامة الجيدة والمواطنة الفاعلة)‪.‬‬ ‫كما أن الثقافة تصقل الضوء وتهذب النفس وتجعلها سليمة وسلمية بتنوعها‬ ‫وبتنويرها وبتفتحها على كل إنسان وباإلنسانية ولإلنسانية عامة تخدمها وتحررها من‬ ‫االنغالق والتشدد واالنحراف كما أن الرياضة البدنية تقي من األمراض العديدة وتجعل‬ ‫اإلنسان معافى وتقوي الجسم كثيرا‪...‬الخ‪..‬‬ ‫فالمدرس والنظام التعليمي الصحيح والمجيد والمتطور لبناء اإلنسان الذي يصبح‬ ‫بمثابة حجر الزاوية في التنمية البشرية وزرع بدور المعرفة لتجعل عقله خصبا الستقبال‬ ‫كنه المعرفة والثقافة الغنية بالدالالت‪ ،‬ألن اعتماد المبادرة الوطنية البشرية الذي هو‬ ‫مرجع مهم لبناء المغرب الحديث‪ ،‬وهذا يقتضي منه االهتمام بالطاقات الشبابية التي‬ ‫تعتبر الثروة التي تزخر بها بالدنا والتي برعايتها وتربيتها الحسنة تستقيم التنمية التي‬ ‫يتوخاها الجميع‪ ،‬والرياضة التي تفتح البصيرة وتقوي الفكر والجسم وتجعله قادرا على‬ ‫الدراسة والبحث وتقوي العزيمة على فعل كل ذلك‪.‬‬ ‫وال بد إلى النفاذ للثقافة المتعددة القديمة والحديثة‪ ،‬ألن حاجات اإلنسان للثقافة‬ ‫ضرورية وهي اإلنسانية والنفعية والتوفيق بينهما طيلة الحياة‪ ،‬وبهذا نسلح العقول‪،‬‬ ‫والواجب على الشباب خاصة وعلينا جميعا اكتساب قاعدة المعارف‪ ،‬لنسمح بممارسة‬ ‫الحياة‪ ،‬وخاصة وأن األدب هو مدرسة للحياة‪....‬ويتممه معرفة الفن والموسيقى ألنهما‬ ‫حيويتان وينشطان اإلنسان والشباب خاصة وغيرهم‪ ،‬والنشاط في الدراسة والتحصيل‬ ‫العلمي والفكري واألدبي بروح وثابة وفاعلة في المجتمعات‪ ،‬ألن المفكر والفيلسوف وعالم‬ ‫االجتماع الموسوعي والفرنسي «إدغارموران» الذي يجتهد كثيرا من أجل تقدم اإلنسان‬ ‫والمجتمعات كلها يدرك ويقول‪(( :‬الثقافة تؤدي إلى االرتقاء بالفرد والمجتمع‪.)....‬‬ ‫ـ القصر الكبير في‪2018/02/18 :‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن الثقافــة تتطلب‬ ‫التفاعل الحر بين مختلف القوى االجتماعية‪،‬‬ ‫ويظــل األس��اس هو تشجـيــع العمليــة‬ ‫اإلبداعية‪،‬وتغذيتها على أوسع نطـاق ممكن‪،‬‬ ‫ألن الثقافة ت��راث وطني قبل أن يكـون‬ ‫إنسانيا‪ ،‬وال تعني قومية الثقافة التعالي أو‬ ‫التعصب األعمى‪ ،‬وإنما تعني العنصر الثقافي‬ ‫التعبيري المميز لهـذه الثقافـــة‪ ،‬الذي كان‬ ‫وما يزال وسوف يظل جامعا لشتات األمة‪،‬‬ ‫ومحددا لذاتيتها ومشكال لهويتها الحضارية‬ ‫التي تميزها عن غيرها من األمم‪.‬‬ ‫كما أنــه ال بد للثقافــة من استيعـــاب‬ ‫تيارات العصر‪ ،‬ومواكبة تحوالته في التحديث‬ ‫واالنفتاح‪ ،‬مع الحفــاظ على األصالة والهوية‪.‬‬ ‫إن ذلك وحده ينبت حيوية األمـة وأصالــة‬ ‫إبداعها الثقافي‪.‬‬ ‫والتحديث ليس صفة تلصق وال محدد‬ ‫نقل لألشياء‪ ،‬أو الطرائق‪ ،‬أو التيارات الحديثة‪،‬‬ ‫ولكنه دخول بها في ضمير العصر والتجاوب‬ ‫مع مده وجزره وأجوائه‪ ،‬وإبداع يأخذ الزمن‬ ‫بعين االعتبار‪ ،‬كما يستفيد من تراكم التقنية‬ ‫في الوسائل اإلبداعية‪.‬‬ ‫ومشكلة التحديث تثيــر أمام الثقافــة‬ ‫مسألة إث��راء ذاتها بالعلم والتقنية‪ ،‬فثمة‬ ‫فجوة تزداد اتساعا وعمقا باطراد بين وتيرة‬ ‫الشارع التحديثــي في هــذه الثقافـة‪ ،‬وبين‬ ‫وتيرة التقـدم العلمي التقني المتزايـــد في‬ ‫السرعة‪ ،‬وردم هــذه الفجـوة هو من أكثر‬ ‫الحاجات إلحاحا على الثقافـة العريقــة‪ ،‬كما‬ ‫أن التخطيط لردمها هو من أبرز مشاكــل‬ ‫العصر الحديث‪ ،‬ألن التخطيط يجب أن‬ ‫يتصدى للمهمة الصعبة في إقامة التوازن‬ ‫بين التأثير واألصالة‪ ،‬وبالعمل على استيعاب‬ ‫التطورات التقنية على أس��اس إبداعية ال‬ ‫تقليدية‪ ،‬وقبول عالمية التأثير‪ .‬والتأثير ال‬ ‫يعني التبعية الفكرية‪ ،‬كما يرفض االستيالب‬ ‫واالحتواء والتغريب‪.‬‬ ‫وللثقافة خصائص ومثال وقيما وآفاقا‬ ‫إنسانية متفردة تجري فيها مجرى العناصر‬ ‫المكونة‪ ،‬ف��األخ��وة وال��ع��دل وال��م��س��اواة‬ ‫والتسامح والتكافل واحترام العقل وكرامة‬ ‫اإلنسان والتفكير في الكون‪ ،‬من البديهيات‬ ‫األساسية في ذاتيتنا الثقافية‪ ،‬وفي تراثنا‬ ‫الروحي والفكري‪ .‬وهذه العناصر األساسية‬ ‫قادرة على اإلسهام في إقامة نظام ثقافي‬ ‫دولي جديد‪ ،‬ذلك أن التحديثات التي تشكل‬ ‫أزمة العالم المعاصر ليست اقتصادية أو‬ ‫سياسية فحسب‪ ،‬ولكنها تحديثات ثقافية‬ ‫أيضا‪ ،‬ألن التوترات والحروب تنشأ أوال في‬ ‫األفكار والعقول‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪930‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )13‬الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية‬ ‫الشاعرة العاشقة ‪ ...‬أحبت شاعراً ورفضت أميراً‬ ‫( ‪ 1135‬ـ ‪ 1191‬م )‬

‫تعد الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية من الشاعرات األندلسيات‬ ‫الشهيرات بمدينة غرناطة في القرن السادس الهجري‪ ،‬فكانت شاعرة‬ ‫غرناطة في وقتها على اإلطالق ‪ .‬وقد ولدت سنة ‪ 1135‬م بغرناطة‬ ‫ونشأت بها‪ ،‬فتعلمت ودرست وحفظت مجموعة من األشعار العربية‪،‬‬ ‫واطلعت على كثير من الكتب األدبية العربية‪ ،‬وأتقنت فن الخط‪ ،‬فتكون‬ ‫لديها رصيد كبير من الثقافة واألدب‪ ،‬فعال صيتها ولمع إسمها‪ ،‬فباتت‬ ‫من الشاعرات المشهود لهن بالذكاء والتفوق والشهرة والجمال‬ ‫والمال ‪ .‬وأصبحت أستاذة النساء تعلمهن في دار المنصور عبد المومن‬ ‫الموحدي ‪ .‬وقد توفيت الشاعرة حفصة بمراكش سنة ‪ 1191‬م ودفنت‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫جاء في كتاب األع�لام للزركلي ‪ ( :‬حفصة بنت الحاج الركونية‬ ‫األندلسية ‪ :‬شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في األدب والظرف‬ ‫والحسن وسرعة الخاطر بالشعر ‪ .‬وهي من أهل غرناطة ووفاتها في‬ ‫مراكش ‪ .‬نعتها ابن بشكوال بأستاذة وقتها ‪ .‬وكانت تعلم النساء في‬ ‫دار المنصور ولها معه أخبار ) ‪.‬‬ ‫فقد نظمت حفصة شعر الغزل‪ ،‬وكانت على عالقة عشق بالشاعر‬ ‫الوزير أبي جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد المتوفى سنة ‪ 559‬هـ‬ ‫‪ 1163 /‬م‪ ،‬وكان من الشعراء الذين ذاع صيتهم وانتشر إسمهم في‬ ‫سماء األدب والشعر‪ ،‬وقد تناقلت المصادر والمراجع األدبية كثيرا من‬ ‫شعرها الغزلي الرقيق في الشاعر أبي جعفر‪ ،‬ولها معه أخبار كثيرة ‪.‬‬ ‫حيث كانت أكثر جرأة في البوح بما تشعر به نحو حبيبها‪ ،‬وأوضح في‬ ‫التعبير عن مشاعرها الجياشة ‪ .‬حيث كانت كباقي الشاعرات األندلسيات‬ ‫اللواتي كن يتغزلن بالرجال تنظم الغزل في حبيبها دون أن تخشى لومة الئم ‪ .‬حيث ( كان لهؤالء‬ ‫الشاعرات من الحرية االجتماعية ما جرأهن على التغزل بأصحابهن من الشباب )‪.‬‬ ‫وقد كان الشاعر أبو جعفر ينافسه في حب حفصة األمير أبو سعيد عثمان بن عبد المؤمن الموحدي‬ ‫ملك غرناطة‪ ،‬إال أن حفصة رفضت هذا األمير المنافس لحبيبها في حبها له وحبه لها‪ ،‬حيث كانت تبادله‬ ‫نفس الحب والعشق‪ ،‬وانتهى هذا التنافس بينهما بقتل الشاعر أبي جعفر سنة ‪ 559‬هـ‪ ،‬فحزنت حفصة‬ ‫عليه وغادرت غرناطة متجهة إلى مراكش بالمغرب ‪.‬‬ ‫وقد قالت في أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي ملك الموحدين ارتجاال بين يديه بالقصر الذي‬ ‫كانت تزاول فيه تعليم النساء ‪:‬‬ ‫يؤمّل النــاسُ رفــــده يا سيّد النــاس يا مــن‬ ‫امنـــن علىّ بطـــــرس يكون للدّهر عــــــدّه‬ ‫تخط يمناك فـيـــــــــه الحمــد هّ‬ ‫ّ‬ ‫لل وحــــــــده‬ ‫لقد جاء في السطر الثاني من البيت الثالث جملة ( الحمد هّلل وحــــــده ) مشيرة إلى العالمة‬ ‫السلطانية التي كان يكتبها بخط يده في رأس كل منشور‪ :‬الحمد هّلل وحده ‪ .‬وأعجب بها وبشعرها‪،‬‬ ‫واستنشدها من شعرها وأنشدته ما زاده إعجابا بها وبثقافتها وأدبها ‪.‬‬ ‫قصيدة أزورك أم تزور ‪ :‬لقد أغرمت حفصة الشاعرة العاشقة بالشاعر الوزير أبي جعفر وكانت تحبه‬ ‫كثيرا وتغار عليه كثيرا‪ ،‬وكانت ال تقدر على فراقه طويال والبعد عنه كثيرا‪ ،‬فكانت تود أن تكون لقاءاتهما‬ ‫كثيرة‪ ،‬وكانت ال تخفي عشقها القوي له‪ ،‬دون مراعاة التقاليد واألعراف التي كانت سائدة في المجتمعات‬ ‫العربية ‪ .‬وقد بعثت أبياتا من الشعر الجميل إليه بعدما استبد بها الشوق إلى حبيبها تقول فيها ‪:‬‬ ‫فــإن قلبـــــي ِإلى ما تشتهي أبداً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫يميـــــــل‬ ‫َأزوركَ َأم تزور‬ ‫وَقد أُمّنت أن تَظمى وتَضحى ِإذا وافى إلي بـك َ‬ ‫ُ‬ ‫ـبــــــــول‬ ‫الق‬ ‫َف َثغري مَوْردُ​ُعــــــذبُ​ُزُالل وَفرع ُذؤابتي ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ظليــــــــل‬ ‫ظل‬ ‫ُ‬ ‫جميـــــــل‬ ‫بالجواب فما جميــــــل أناتُك عَن بثينة يا‬ ‫َفعجِّل‬ ‫ِ‬ ‫مختارات من أشعارها ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬لقد كانت حفصة تغار على حبيبها كثيرا وتغار عليه من كل شيء فقالت هذه األبيات الشعرية ‪:‬‬ ‫والمكـــانِ‬ ‫َأغارُ عليـكَ من عيني رقيبـي ومنك ومن زمانك‬ ‫ِ‬ ‫يوم القيامة ما كفانـــي‬ ‫وَلو أنّي وضعتك في عيونـي ِإلى ِ‬

‫‪ ) 2‬قالت بعد وفاة عشيقها هذه األبيات التي تدعو اهلل من خاللها أن يرحمه ويرحم كل من يبكيه ‪:‬‬ ‫لحبيب أردَوه لي بالحــــــــــدادِ‬ ‫أجل لبــس الحـــداد‬ ‫هدّدوني من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫رحمَ هَ‬ ‫بدمــــــــــع أو ينوح على قتيل األعــــــادي‬ ‫الل مَن يجود‬ ‫ٍ‬ ‫وَسقته بمثل جودٍ يديــــــــــهِ حيث أضحـى من البـالد الغـوادي‬ ‫‪ ) 3‬وقالت هذه األبيات إلمرأة من علية نساء غرناطة لما سألتها أن تكتب لها شيئا بخطها الجميل‬ ‫لييقى ذكرى عندها ‪:‬‬ ‫ياربة الحسن بل ياربة الكــرم غضي جفونك عما خطه قلمي‬ ‫تصفحيه بلحظ الود منعمــــة ال تحفلي بريء الخط والكلــم‬ ‫‪ ) 4‬هذه األبيات بعثت بها إلى حبيبها تظهر فيها غيرتها القوية عليه ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫الغـل والحســــــدْ‬ ‫لعمـركَ ما سُرّ الرياض بوصلنــا ولكنه َأبدى لنا‬ ‫وَال َّ‬ ‫صفق النهرُ اِرتياحاً لقربنـــا وَال غـرد ُ‬ ‫القمــريٌ إلاّ لما وجـــــدْ‬ ‫َ‬ ‫َفال تحسن الظنّ الّذي أنت أهلُــه فما هو في ّ‬ ‫المواطن بالرشــدْ‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ألمر سوى كيمـا تكـون َلنا رصــدْ‬ ‫َفما خلت هذا األفـق أبدى نجومَهُ‬ ‫ٍ‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ كتاب األعالم ‪ .‬الزركلي ‪ .‬ج ‪ . 1‬ط ‪ . 14‬السنة ‪ 1999‬م ‪ .‬الصفحة ‪. 265‬‬ ‫‪ 2‬ـ كتاب الملوك الشعراء ‪ .‬جبرائيل سليمان جبور ‪ .‬ط ‪ . 1‬السنة ‪ 1981‬م ‪ .‬الصفحة ‪. 246‬‬ ‫‪ 3‬ـ كتاب نفح الطيب‪ .‬أبو العباس المقري ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ كتاب اإلحاطة في أخبار غرناطة ‪ .‬المجلد األول ‪ .‬تأليف لسان الدين ابن الخطيب ‪ .‬تحقيق محمد عبد اهلل عنان‬ ‫‪ .‬المجلد األول ‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ .‬السنة ‪ 1973‬م ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ كتاب األدب األندلسي موضوعاته وفنونه ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ .‬الطبعة ‪ . 3‬السنة ‪ 1975‬م ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ كتاب أدب األندلس وتاريخها ‪ .‬تأليف ليفي بروفنسال ‪ .‬ترجمة محمد عبد الهادي شعيرة ‪ .‬السنة ‪ 1951‬م ‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ كتاب تاريخ الفكر األندلسي ‪ .‬آنخيل جُنثالث بالنسيا ‪ .‬ترجمة حسين مؤنس ‪ .‬الطبعة ‪ . 1‬السنة ‪ 1955‬م ‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ كتاب الشعر األندلسي بحث في تطوره وخصائصه ‪ .‬إميليو غرسية غومس ‪ .‬ترجمة حسين مؤنس ‪ .‬الطبعة ‪.2‬‬ ‫السنة ‪ 1956‬م ‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ كتاب اإلعالم بمن حل مراكش وأغمات من األعالم ‪ .‬العباس بن إبراهيم ‪ .‬الجزء ‪ . 3‬السنة ‪ 1975‬م ‪.‬‬ ‫‪ 10‬ـ كتاب معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى ‪ 2002‬م ‪ .‬كامل سلمان الجبوري ‪ .‬الطبعة ‪ 1‬السنة ‪ 2003‬م ‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ كتاب دولة اإلسالم في األندلس ‪ .‬عبد اهلل عنان ‪ .‬الجزء ‪. 3‬‬ ‫‪ 12‬ـ كتاب عصر الدول واإلمارات األندلس ‪ .‬شوقي ضيف ‪.‬‬ ‫‪ 13‬ـ كتاب في األدب األندلسي ‪ .‬جودت الركابي ‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ .‬السنة ‪ 1970‬م ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫لماذا نرقص ؟‬ ‫‪� -‬إعداد ‪ :‬زهراء بن �سليمان‬

‫الفساد‬

‫شـعـر ‪:‬‬ ‫ذ‪ .‬مصطفى الشريف الطريبق‬

‫من تراه للعيش يدعو مؤكـــــــــــد‬ ‫ولمحو الفسـاد ال يتــــــــــــــــردد؟‬ ‫إنه الشعب غيرتـه الطهـــــــــــــــــ ‬ ‫رى ينادي بها فننهـى ونسـعـــــــــد‬ ‫إنــه الشعـب إن أراد منــــــــــــــــاه ‬ ‫حقق العيــش وهو أغلـى وأمجــــــد‬ ‫يمحق الفاسدين والعابثيـــــــــــــن ‬ ‫المجرمين األلى هم الشـر يمتــــــد‬ ‫ويشق الطريق نحو األمـــانــــــــــي‬

‫عرف الرقص في كل الحضارات القديمة قبل أن يصبح «نشاطا‬ ‫أساسيا» في الحفالت التي كانت تقام في مصر‪ ،‬بابل‪ ،‬وبالد فارس‪ ،‬والهند‪،‬‬ ‫وفي الصين واليابان‪ .‬و اليوم‪ ،‬أصبح الرقص في المجتمعات الحديثة فنا‬ ‫له مكانته الهامة‪ ،‬حيث بلغ درجة عالية من الكمال‪ ،‬دون أن يكف عن كونه‬ ‫نشاطا أساسيا مسليا‪ ،‬في األمسيات والحفالت الشعبية‪.‬‬ ‫وقد يكون الرقص انفراديا أو جماعيا‪ ،‬كالسيكيا أو عصريا‪ ،‬تقليديا أو‬ ‫فلكلوريا‪...‬‬ ‫تشير كلمة «الرقص» إلى أسلوب التسلي والفرجة‪ ،‬وإلى طريقة في‬ ‫التعبير الفني‪ ،‬والرقص ظاهرة اجتماعية بامتياز‪ ،‬فهي وثيقة االرتباط في‬ ‫تجلياتها بصيرورة المجتمعات ‪.‬‬ ‫وهنا يجب أن نميز بين الرقص الذي يمكن أن ننعته ب»العفوي»‪ ،‬أي‬ ‫الذي تبعث عليه انفعاالت داخلية قوية ناتجة عن الشعور بالبهجة أو األلم‬ ‫مثال‪ ،‬وبين الرقص ذي الطابع الفني الذي يكون على ممارسيه أن يخضعوا‬ ‫لعدد من القواعد‪ .‬فالرقص العفوي يمارس بحرية‪ ،‬أما الرقص الفني أو‬ ‫الراقي‪ ،‬فيستوجب اتباع قواعد معينة‪ ،‬كما يفرض مرونة‪ ،‬ومع هذا ال يفتقد‬ ‫هذا النوع من الرقص التلقائية‪.‬‬

‫*الرقص عند القدامى ‪:‬‬ ‫كانت الرقصات في المجتمعات القديمة تضرعا لآللهة لتجود بالمطر‬ ‫أو تشفي مريضا أو تخلص إنسانا من األرواح الشريرة‪ ...‬كما كانت تلك‬ ‫الرقصات ذات طابع خاص‪ .‬فالراقصون يمثلون األحداث المتوخى وقوعها‬ ‫عن طريق اإليماء‪ .‬ويكون هناك أشخاص يلعب كل منهم دور «حيوان» أو‬ ‫«إله» أو كائن «روحاني»‪ ،‬وسرعان ما يتماشى الراقص مع الكائن الذي‬ ‫يمثله‪ ،‬وتتملكه قوة تتحكم في حركاته‪ .‬فإن هذا النوع من الرقص كان‬ ‫يمارس بهدف نيل رضى وإعجاب قوى خفية‪ ،‬وبمجرد محاولة التعبير عن‬ ‫عواطف أو نوايا أو مطالب يتوجه من خالل الراقص أو يتضرع عن طريقها‬ ‫إلى قوى خفية‪ ،‬فإن التعبير باإليماء يشكل الصورة األولية التي سيصبح‬ ‫عليها بعد ذلك‪ ،‬ضربا من اللهو ثم نشاطا ثم فنا‪.‬‬ ‫تطور الرقص منذ بداية القرن السادس عشر في أوربا وشمال إفريقيا‬ ‫والشرق األوسط ‪ ،‬حيث تحول من نشاط بدائي وتقليدي إلى نوع من الفن‪،‬‬ ‫وأصبح نشاطا اجتماعيا يهدف ليس فقط إلى المتعة والترفيه وإنما أيضا‬ ‫إلظهار صور الجمال والذوق ووسيلة للتعبير‪ ،‬ما جعله يتطور من حيث األداء‬ ‫ويبدع فيه الراقصون والموهوبون‪ ،‬و تميز بالرقص الذي يقدم كفرجة على‬ ‫الخشبة‪ ،‬والذي يتسلى به الناس في حياتهم االجتماعية ‪ .‬كما تعددت‬ ‫فنون الرقص وتنوعت من جماعة ألخرى ومن عصر آلخر‪ ،‬وخير دليل على‬ ‫ذلك هو تعدد الرقصات في المجتمعات العربية والشرقية‪ ،‬حيث كل مجتمع‬ ‫كان يتميز برقصته الفلكلورية التي تخضع لتطور تدريجي‪ ،‬مع مرور الزمن‪،‬‬ ‫وتحافظ في نفس الوقت على أصالة ال تبلى ‪.‬‬

‫*الرقصات األجنبية في العصر الحديث ‪:‬‬ ‫ـ الرقص الكالسيكي ‪:‬‬ ‫ظهر في أوروبا‪ ،‬حيث يضم لوحات راقصة متنوعة ويعتمد على‬ ‫الرقصات الثنائية والفردية‪ ،‬واإلبداع في حركات بطيئة ومنسجمة مع‬ ‫اإليقاع‪ ،‬تميل إلى حس الرومانسية‪ .‬ويعتبر األكثر انتشارا‪ ،‬فأول فرقة‬ ‫للرقص الحديث هي فرقة «تيرو سارينين» التي تقدم عروضها في أكثر‬ ‫من ‪ 40‬دولة‪ ،‬وتقوم بافتتاح عروضها أحيانا في عواصم كبيرة مثل باريس‬ ‫وطوكيو ونيويورك‪ ،‬كما تعتبر فرقة وطنية لفنلندا‪ ،‬وهي أيضا تقدم حصصا‬ ‫تدريبية وتعليمية‪ ،‬وتقيم ورشا للرقص الحديث العصري‪ ،‬بل حتى األداء‬ ‫الدرامي والحركي وتتلقى دعما من وزارة الثقافة ووزارة التعليم بفلندا‪.‬‬

‫ـ الرقص الشرقي ‪:‬‬ ‫تمتد جذور الرقص الشرقي إلى عهد الفراعنة‪ ،‬كما تبين النقوشات‬ ‫األثرية في المقابر الفرعونية ترجع للعام ‪ 3000‬قبل الميالد‪ ،‬ويمتاز هذا‬ ‫النوع من الرقص بأنه مقتصر على الجنس األنثوي‪ ،‬ويحرك كامل أجزاء‬ ‫الجسم‪ ،‬ويتم الرقص على أنغام الموسيقى الشرقية وخاصة «الطبلة»‬ ‫ويعتبر األكثر انتشارا في العالم العربي‪ ،‬حيث عرفت أول راقصة في مصر‬ ‫«شفيقة القبطية» التي كانت عندما ترقص على خشبة المسرح تتناثر‬ ‫الجنيهات الذهبية تحت قدميها تحية لها من المعجبين والعشاق‪ .‬ثم أتت‬ ‫بعدها الراقصات ‪ :‬كيتي‪ ،‬بديعة مطالب‪ ،‬نعيمة عاطف‪ ،‬نعيمة عاكف ‪،‬‬ ‫سامية جمال ‪ ،‬كاريوكا‪ ،‬دينا‪ ،‬لوسي‪ ،‬فيفي عبدو‪ ،‬صافيناز وراقصات أخريات‪.‬‬

‫ـ رقص الفالمينكو‪:‬‬ ‫موسيقى نشأت في إسبانيا ـ أندلسيا و المغرب خصوصا المدن‬ ‫الشمالية كمدينة طنجة وتطوان وشفشاون‪ ،‬حيث الشمال المغربي‬ ‫والجنوب اإلسباني يتشابهان كثيرا في الثقافة والهندسة المعمارية للمدن‪،‬‬

‫و رفع فن الفالمينكو رأس إسبانيا عاليا في سماء الموسيقى واألداء الحركي‪،‬‬ ‫حيث اشتهرت في العالم وتميزت بطريقة الغناء كاالعتماد على الحنجرة‬ ‫وجيتار الفالمينكو وتأثره بالعود‪ ،‬والطابع الشرقي في تأليف الموسيقى‬ ‫الذي يعتمد على الهارموني العربي مثلما هو شائع في العزف العربي على‬ ‫العود‪ .‬وترجع هذه األصول العربية لوجود العرب المسلمين في األندلس‪،‬‬ ‫حيث جلبوا معهم ألحانا وإيقاعات وآالت موسيقية وعلى رأس الموسيقيين‬ ‫العرب‪ ،‬الموسيقار والمطرب «زرياب» الذي جعل أوتار العود خمسة مع العلم‬ ‫أنها كانت أربعة وجعل مضراب العود من ريش النسر بدال من الخشب ‪.‬‬

‫ـ رقص الشوارع‪:‬‬ ‫أو ما يسمى ب»الهيب ـ الهوب» ‪ ،‬وهو أشهر رقص في العالم أيضا‪،‬‬ ‫تحلى بأسلوب «الجاز» و»الفانك» في الرقص‪ ،‬وجاد في رقصته بحركات‬ ‫قريبة من األرض‪ ،‬وهناك موسيقى خاصة به التي يتم الرقص على أنغامها‪.‬‬ ‫وقد أفردت العديد من األفالم األمريكية الجديدة كفيلم «سطيب أب» الذي‬ ‫شمل ‪ 6‬أجزاء‪ ،‬وذلك لالهتمام بهذه الرقصة بكونها طريقة مميزة وجذابة‬ ‫في التعبير عن النفس واالستمتاع خالل أدائها‪.‬‬

‫*الرقصات المغربية‪:‬‬ ‫يتميز المغرب بتراثه الغني الذي نبع من تاريخه‪ ،‬والتراث الشعبي‬ ‫متنوع وهو إرث تاريخي يثبت جذوره اإلنسانية والحضارية‪ .‬فالمغرب غني‬ ‫بالرقصات الشعبية الفلكلورية المختلفة من منطقة ألخرى‪ ،‬حيث حافظت‬ ‫هذه الرقصات على تراثها وخصوصيتها من جيل آلخر‪ ،‬وأغلب الرقصات‪،‬‬ ‫خصوصا األمازيغية يشارك فيها الرجل إلى جانب المرأة سواء بطريقة‬ ‫انفرادية أو ثنائية أو جماعية‪.‬‬ ‫وتتنوع الموسيقى والرقصات في بالد المغرب حسب مناطقها‪:‬‬

‫ـ الركادة ‪:‬‬ ‫رقصة خاصة برجال يلبسون لباسا فضفاضا ليساعدهم على الرقص‬ ‫ويسهل عليهم حركتهم‪ ،‬حيث يضعون عمامة على رؤوسهم ضفائر حمراء‬ ‫على صدورهم تتدلى على جنوبها خناجر‪ ،‬ويحملون في أيديهم البنادق‬ ‫ويحركون أكتافهم على أنغام «البندير» و «الغيطة» و «الكالل»‪.‬‬

‫ـ أحواش ‪:‬‬ ‫يشتهر جنوب المغرب برقصة أحواش‪ ،‬حيث يلبس الرجال جالبيب‬ ‫بيضاء وعمائم ويضعون محافظ جلدية مطروزة‪ ،‬بينما تضع الفتيات‬ ‫حليا من العقيق باأللوان تتوسطه كرات لبان صفراء‪ ،‬وهذه الحلي جزء‬ ‫من الموروث األمازيغي‪.‬وتتميز»أحواش» برقص الرجال في صف إلى‬ ‫جانب الفتيات العازبات حيث النساء المتزوجات ممنوع عليهن الرقص في‬ ‫أحواش‪.‬‬

‫ـ أحيدوس ‪:‬‬ ‫تعد من بين أحد فنون الغناء الجماعي في األطلس الكبير واألطلس‬ ‫المتوسط‪ ،‬وظهرت الرقصة في أول مرة على شكل دائري متكامل‪ ،‬وتغيرت‬ ‫مع مرور الزمن في شكل نصف دائري‪.‬‬ ‫كما يستعان بهذه الرقصة في األفراح وحفالت العقيقة و أيضا في‬ ‫المناسبات الحزينة خصوصا عند وفاة الشاب والفتاة غير المتزوجين‪.‬‬

‫ـ الرقص الكناوي ‪:‬‬ ‫يوجد الرقص الكناوي في العديد من المدن المغربية‪ ،‬خصوصا في‬ ‫مدن مراكش‪ ،‬الرباط‪ ،‬الصويرة‪ ،‬ومكناس‪ ،‬وتحظى مدينة الصويرة بمقام‬ ‫يعتبر األب الروحاني للكناوى هو ضريح «سيدي بالل»‪ ،‬حيث يحتضن في‬ ‫العشرين من شهر شعبان الموسم السنوي للطائفة الكناوية‪.‬‬

‫*عيساوة ‪:‬‬ ‫طقوس استثنائية تعيشها مدينة مكناس بالتزامن مع أيام تخليد‬ ‫المولد النبوي الشريف ‪ ،‬حيث يجح إليها عدد من أتباع الطريقة العيساوية‬ ‫التي أسسها الولي «الشيخ الكامل» الذي يوجد ضريحه في مدينة مكناس ‪.‬‬

‫الرقصة الجبلية ‪:‬‬ ‫تنتشر الرقصة الجبلية بشمال المغرب‪ ،‬حيث تكون مرفوقة بموسيقى‬ ‫الطقطوقة الجبلية‪ ،‬وينعكس هذا النوع من الفن على تقاليد وعادات‬ ‫اإلنسان الجبلي وحياته في الطبيعة‪.‬‬ ‫ويبقى الرقص نشاطا أساسيا في حياة اإلنسان وفنا له تاريخه‪ ،‬يقوم‬ ‫به للتعبير عن نفسه ومشاعره وطاقاته‪ ،‬كما يعتبر مظهر من مظاهر‬ ‫االحتفال‪.‬‬

‫فيحل الهنا ونرغــى ونـزبـــــــــــــد‬ ‫وبـروح اإلخــالص يفنــي الرشــاوى‬ ‫ويعيد الذي به العيش أحمـــــــــــد‬ ‫نهضة وانطالقــة وانتفــــــــــــاض‬ ‫ذاك عز الشعـــوب جمعـا ومفــــــرد‬ ‫إنما المفسـدون نار لظاهــــــــــــــا‬ ‫يحرق الشعب كله ثم يشتــــــــــــد‬ ‫ليس للشعب من يضر ويطــغــــــى‬ ‫ويوالي العداء في كل مشهــــــــــد‬ ‫غير ما يفعل الطغـــاة العصـــــــــاة‬ ‫المجرمون األلى هم الشر يحــتـــــد‬ ‫فأميطوا اللثـام عنهـم جميعــــــــــا‬ ‫لينالوا العقاب حقـا وأفيــــــــــــــــد‬ ‫عُددوا في بالدنـا و توالــــــــــــــوا‬ ‫ضيقوا عنهم الخناق المشــــــــــدد‬ ‫أعلنوا كل أسمائهــم حــــــــــــــــــ‬ ‫تى ينالوا القصاص والشعب يسعـد‬ ‫ليس في مغربي هنـاء نـــــــــــــراه‬ ‫وبه للفساد ذكر يــــــــــــــــــــردد‬ ‫والفساد الفساد عيش خـــــــــــراب‬ ‫وضياع وذلـة تتجـــــــــــــــــــــــدد‬ ‫فالفساد الفساد حقا عــــــــــــــــدو‬ ‫للشعوب التي بها صار يمتـــــــــــد‬ ‫فالفساد الفساد موت سريــــــــــــع‬ ‫للشعوب التي بها صار يحتــــــــــد‬ ‫فهو فينا والشعب يشكو جهـــــــارا‬ ‫فهل الشعب مني ينجو ويسعــــــد؟‬ ‫لو أزلنا الفساد يوما وعشنـــــــــــــا‬ ‫لرأينا البالد أسمى وأسعــــــــــــــد‬ ‫لو أزلنا الفساد يوما لطرنــــــــــــــا‬ ‫للعال والفساد أضحى يبـــــــــــــدد‬ ‫القصر الكبير في‪2018/02/11 :‬‬


‫العدد ‪930‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫أدباء مغاربة يرثون الراحل أنقـار‪..‬‬ ‫مفرد بصيغة الجمع ومبدع منار‬ ‫ودّعنــا مســـاء يـــوم الخميـــس‬ ‫المنصرم‪ 15 ،‬فبراير ‪ ،2018‬بمدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬عن سن ‪ 72‬سنة‪ ،‬األديب‬ ‫المرموق الدكتور محمد أنقار‪ ،‬الذي يعد‬ ‫أحد الرموز اإلبداعية الرائدة في الرواية‬ ‫والقصة القصيرة بالمغرب‪ ،‬ومنارة‬ ‫علمية وأكاديمية سامقــــة فتحت البحث‬ ‫والتحصيل والمُنجز النصّي على قــراءات‬ ‫استكشافيـــة جديدة ومُجددة‪ ،‬ستظــل‬ ‫بأفقهـــا الواسع ونفسهــا الطويـــل‬ ‫والبارع تتفاوت قيمــة وطموحاً بين‬ ‫األجيال والقراء‪.‬‬ ‫في هــذه المساحــة مـــن الحــزن‬ ‫والفقدان التي اختلطت فيها الحواس‬ ‫والعواطف‪ ،‬ننصــت إلى شهـــادات من‬ ‫أدباء وشعــــراء مغاربة ‪،‬في حق األديب‬ ‫واألكاديمي الراحل‪.‬‬ ‫كتب الشاعر المغربي العميق عبد الكريم الطبال بحب بالغ ومؤثر شعرا‪ ،‬وهو يعانق األديب الراحل‬ ‫محمد أنقار‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫سوفَ أصمتُ ‪َ /‬‬ ‫قبل قليل ‪ /‬ألنِّي اختفيتُ ‪ /‬عن الوقتْ ‪ /‬ا ْلتجأتُ ‪ /‬إلى ِّ‬ ‫طل ريحانةٍ ‪ /‬هي تعرفُ ‪ /‬أنِّي‬ ‫ٍ‬ ‫الظ ْ‬ ‫بال أيِّ ثوبْ ‪ /‬هي تعرفُ ‪ /‬أنِّي أحبُّ ّ‬ ‫الل‪ ...‬فيا أنتَ ‪ /‬كنّا نحبّكَ في الشّمسْ ‪ /‬كنّا نحبّكَ ‪ /‬تحتَ‬ ‫الظ ْ‬ ‫ّ‬ ‫الل‪ ...‬رحمة اهلل تشملك‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال القاص واألكاديمي مصطفى يعلى‪ ،‬رفيق درب الراحل‪« ،‬تربطني بفقيدنا الصديق األعز‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد أنقار عالقة صداقة طويلة‪ ،‬تنيف على نصف قرن‪ .‬وبالضبط منذ ‪ 1965‬بداية سنــــوات‬ ‫دراستنـــا الجامعية بظهر المهراز في‬ ‫فاس‪ ،‬ثم تم تعيننا كأستاذين بالثانوي‬ ‫في مدينة القنيطرة‪ .‬ورغم انتقاله إلى‬ ‫تطوان‪ ،‬لم تفتر صداقتنا يوما‪ ،‬بل ظللنا‬ ‫على اتصال وتواصل دوما‪ ،‬خاصة وأنني‬ ‫كنت أتردد على تطوان باستمرار لكون‬ ‫زوجتي من هناك»‪.‬‬ ‫وأضاف يعلى ‪« :‬بهذا يمكنني‪ ،‬ونظرا‬ ‫لضيق المجال‪ ،‬أن ألخص شخصية الفقيد‬ ‫في مجموعة من السمات الرائعة‪ .‬فمن‬ ‫حيث شخصية اإلنسان‪ ،‬تميز المرحوم‬ ‫بدماثة الخلق وفضيلة التواضع وكرم‬ ‫الوفاء وحسن التواصل مع الجميع‪ ،‬وما‬ ‫إلى ذلك»‪.‬‬ ‫ومن حيث موهبته اإلبداعية‪« :‬فهو‬ ‫كتب القصة القصيرة ببراعة أحرى الرواية‪،‬‬ ‫ومارس التشكيل وأقبل على الموسيقى‬ ‫الكالسيكية استماعا وتعلما‪ ،‬وولع‬ ‫بالسينما أيّما ولع‪ ،‬وكذا بالمسرح‪ .‬أما من‬ ‫حيث األستاذية والبحث والتأطير‪ ،‬فقد تميّز بنفس الجدية المفرطة التي كانت تحكم عالقته باإلبداع‪.‬‬ ‫مما ّ‬ ‫مكنه أن يعدّ مجموعة من الباحثين الالمعين‪ ،‬هم حاليا أساتذة وباحثون ومبدعون ناضجون»‪ ،‬يقول‬ ‫يعلى‪ ،‬مضيفا أن كل ذلك انعكس تقديرا واحتراما واعتزازا به‪ ،‬من لدن الجميع‪ ،‬طلبة وأساتذة وقراء‪ ،‬فألف‬ ‫رحمة على روحه‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬سافر الشاعر واألكاديمي أحمد هاشم الريسوني في ذاكرة البدايات بكلية اآلداب بتطوان‬ ‫حيث قال‪« :‬عرفت سنة ‪ 1982‬تحوال كبيرا‬ ‫مسير حياتي حيث ولجت الجامعة عبر‬ ‫في ِ‬ ‫كلية اآلداب بتطوان‪ .‬والواقع أن الشهرة‬ ‫كانت لفاس ثم الرباط‪ ،‬أما تطوان التي‬ ‫أحدثت كليتها للتو تلك السنة بالذات‬ ‫وكانت تابعة لجامعة فاس‪ ،‬فإن التهيب‬ ‫والتوجس كانا هما اإلحساس المهيمن‬ ‫على نفسية الطلبة وقتئذ اعتقادا أن‬ ‫فاس هي المركز وهي حامل لواء العلم‬ ‫والمعرفة وأن الهامش ال يمكن استثماره‬ ‫للتكوين الجامعي المنشود!!؟»‪.‬‬ ‫واستطرد الريسوني في تصريحه‬ ‫عن أستاذه الراحل أنقار‪« :‬غير أن‬ ‫البدايات أبانت عن اقتدار استثنائي في‬ ‫تحصيل المعرفة والتكوين لفائدة الطلبة‬ ‫الوافدين‪ .‬وقد اجتمعت أسباب عديدة‬ ‫إلنجاح هذه التجربة الرائدة في الشمال‪،‬‬ ‫لعل رأس قائمة تلك األسباب تتمثل في‬ ‫المؤطرين الذين أخذوا على عاتقهم بناء‬ ‫صرح جامعي جديد في منطقة جبالة‪.‬‬ ‫ونجد أستاذنا محمد أنقار من أبرز الوجوه‬ ‫التي ساهمت في هذا البناء في صمت‬ ‫وهدوء ونكران تام للذات‪ ،‬ليس مؤطرا‬ ‫جامعيا فحسب‪ ،‬بل صاحب مشروع نقدي تنظيري وتحديثي مُجدِّد‪ ،‬استطاع أن يخلخل من خالله الكثير‬ ‫من التصورات التقليدية اآلسنة والكسولة‪ ،‬فيما يرتبط بقراءة النص األدبي»‪.‬‬ ‫وأضـــاف الريسونـــي‪« :‬هكــــذا تعرفت على هذا الهرم الجامعي وأنا طالب بالكلية‪ ،‬ثم بعد برهات‬ ‫زمنية عابرة عدت إلى الكلية عضوا بهيئة تدريسها‪ ،‬وأصبحت زميال ألستاذي المبجل رحمه اهلل‪ ،‬فأحسست‬ ‫أن الرجل لم يتغير قط في تواضعه‪ ،‬وحكمته الصامتة‪ ،‬وأن الشهرة األدبية والتنظيرية التي طرقت بابه‬

‫محمد أنقار‬

‫لم تنل منه‪ ،‬بل أصبح أكثر زهدا وانزواء‬ ‫وتواضعا»‪.‬‬ ‫وأفصح أحمد هاشــم بأنه «ليس اآلن‬ ‫أحسسنا بفقدانه‪ ،‬بل منذ تقاعده‪ ،‬والحال‬ ‫أن األسماء الكبيرة والمُؤسِّسة في‬ ‫البلدان المحترمة ال تحيل مثل هذه الدرر‬ ‫على التقاعد‪ ،‬بل تقبض عليهم بالنواجذ‪،‬‬ ‫وتمنحهم فضاء رحبا للتأطير واإلشراف‬ ‫والتكوين واالستشارة والتوجيه‪ ،‬ألن‬ ‫الجامعة في أمسّ الحاجة إلى تجاربهم‬ ‫الفريدة؛ وتلك هي شرارة التقدم عند‬ ‫األمم»‪.‬‬ ‫واستحضر الناقد والروائي يحيى‬ ‫بن الوليد مناقب الفقيد أنقار وارتباطه‬ ‫بمدينته‪ ،‬قائال‪« :‬فارق القاص والمبدع‬ ‫والروائي الحياة بمدينة تطوان التي آثر‬ ‫البقاء فيها متدرجا في أسالك التدريس‪ ،‬بدال من الرحيل إلى الرباط العاصمة»‪.‬‬ ‫واعتقد بن الوليد جازما بأن الراحل كان محقا في هذا االختيار الكاشف الذي ينم عن عمق أخالقي‬ ‫نبيل‪ ،‬ظل مالزما للرجل إلى آخر أيامه‪ ،‬وذلك كله في المدار الذي جعل منه «عالمة علمية» بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪ ،‬من أوّل لحظات التأسيس‪ ،‬بعد أن ظل مصرا على التدريس في جميع‬ ‫مستوياتها دون أن تسجل على الرجل أيّة «شائبة»‪.‬‬ ‫وأشار بن الوليد إلى أنه تفاجأ بأستاذ أربعيني اسمه محمد أنقار مدرسا لـ «الشعرية األرسطية» في‬ ‫مدرج يتسع لـ ‪ 600‬طالب أو أكثر‪ ،‬وقال‪« :‬لقد لفت انتباهي‪ ،‬من أول محاضرة له‪ ،‬طريقته األكاديمية‬ ‫البيداغوجية‪ .‬صرامة وتدقيق وتدرج وصبر ظاهر في التلقين والتبليغ»‪ .‬وأكد بن الوليد أن الرجل بدا من‬ ‫أول درس «عالما»‪ ،‬وال يمكن ألي كان من‬ ‫المتحمسين للمعرفة إال تصدر الصفوف‬ ‫األمامية واإلنصات لما يقوله في اندهاش‬ ‫جارف وباهتمام زائد‪.‬‬ ‫ها هو محمد أنقار‪ ،‬يضيف المتحدث‬ ‫نفسه‪« ،‬قد بلغ القيمة النقدية والقيمة‬ ‫الروائية بالوسط النقدي واإلبداعي‬ ‫بالمغرب من خارج مركز الرباط‪ .‬أفخر بأن‬ ‫أكون واحدا من طلبته الكثيرين‪ ،‬ومن‬ ‫أصدقائه‪ ،‬حتى وإن لم أجالسه إال مرتين»‪.‬‬ ‫«رحم اهلل أستـــاذ األجيال واإلنسان‬ ‫الفذ والمبدع العميق السي محمد أنقار»‪،‬‬ ‫كما كتب تلميذه الوفي والخلوق األستاذ‬ ‫الجامعي الصادق الحيرش ضمن سيل من‬ ‫الكتابات من قبل محبيه‪ .‬رجل ال يختلف‬ ‫بصدده اثنان‪ .‬رجل ال يتكرر‪ ،‬وقلما يجود‬ ‫بأمثاله زماننا المعرفي وشرطنا اإلنساني‪.‬‬ ‫وتحدث القاص والشاعر عبد اهلل‬ ‫المتقي عن رحيل الفقيد محمد أنقار‬ ‫بالقول‪« :‬ورقة أخرى تسقط من شجرة السبعينيين في المغرب الثقافي‪ ،‬فالفقيد قامة عمالقة وسمت‬ ‫المشهد األدبي‪ .‬كان كاتبا صامتا بعيدا عن الضجيج وتلميع اسمه‪ ،‬في الوقت الذي تعدّد فيه (المُدّعُون)‬ ‫وأصحاب الحظوة الزائدة»‪.‬‬ ‫وأضاف المتقي أن أول لقاء له بالفقيد كان مع كتابه «قصص األطفال بالمغرب» (‪ ،)1998‬الذي‬ ‫يمكن اعتباره أول أطروحة جامعية تهتم بأدب الطفل‪ ،‬ليكون اللقاء الثاني بعدها وكما العسل الحر مع‬ ‫مجموعته القصصية «زمن عبد الحليم»‪.‬‬ ‫«وكان سيجمعنا حوار بعد أن طلبت رقم‬ ‫هاتفه من صديقه الحميم ونصفه الثاني‬ ‫األديب والصديق مصطفى‪ ،‬لكن حالته‬ ‫الصحية حينها لم تكن تسمح بهذا بعد‬ ‫أن رحب بصوته الموغل في إنسانيته»‪.‬‬ ‫وزاد المتقي‪« :‬نأمل أن يترسخ اسم الراحل‬ ‫على شارع ما بمدينة تطوان أو بمعلمة‬ ‫ثقافية‪ ،‬وأن تصدر وزارة الثقافة أعماله‬ ‫الكاملة»‪.‬‬ ‫يذكر أن الراحل محمد أنقار من‬ ‫مواليد مدينة تطوان سنة ‪ ،1946‬اشتغل‬ ‫أستاذا جامعيا بكلية اآلداب بتطوان منذ‬ ‫سنة ‪ ،1982‬وترك العديد من الدراسات‬ ‫الرائدة‪ ،‬باإلضافة إلى نصوص روائية‬ ‫وقصصيةزاخرةبإيقاعاتهاالعميقةتشكل‬ ‫للقارئ زادا رحبا وغنيا‪« :‬بناء الصورة في‬ ‫الرواية االستعمارية‪ :‬صورة المغرب في‬ ‫الرواية اإلسبانية» (‪« ،)1994‬زمن عبد‬ ‫الحليم» (قصص ‪« ،)1994‬بالغة النص‬ ‫المسرحي» (‪« ،)1996‬قصص األطفال‬ ‫بالمغرب» (دراسة ‪« ،)1998‬صورة عطيل»‬ ‫(دراسة ‪« ،)1999‬مؤنس العليل» (قصص ‪ ،)2003‬رواية‪« :‬المصري» (‪« ،)2003‬األخرس» (قصص ‪،)2005‬‬ ‫رواية‪« :‬باريو مالقا» (‪ ،)2008‬رواية‪« :‬شيخ الرماية» (‪« ،)2012‬ظمأ الروح» (دراسة ‪« ،)2007‬الحصن‬ ‫الخشبي» رواية مترجمة عن االسبانية‪ ...‬وغيرها من األعمال األدبية المتميزة‪.‬‬ ‫على روح الفقيد العزيز واسع الرحمات‪.‬‬

‫عبد الجواد الخنيفي‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫الدكتور الباحث إبراهيم بن الصديق‬ ‫رئيس المجلس العلمي بطنجة سابقا‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫هذه السلسة من العلماء والمفكرين واألدباء والمثقفين الذي أناروا لنا الطريق في مجال البحث والدراسة‪ ،‬بما كتبوه من مؤلفات‬ ‫ودراسات ومواضيع‪ ،‬كان لها الصدى الطيب في الساحة الثقافية المغربية والعربية‪ ،‬فمنهم من انتقل إلى جوار ربه‪ ،‬ومنهم مازال‬ ‫على قيد الحياة‪ .‬ولكن أفكارهم وآراءهم وإنتاجهم العلمي والفكري والثقافي سيبقى حيا تتوارثه أجيال وأجيال‪ ،‬كما عاشت أفكار من‬ ‫سبقوهم‪ .‬وقد ارتأيت أن أخصص لكل «عالم» بعد أن أعرف به‪ ،‬ملخصا مركبا على شكل حوار أتناول فيه خمسة أو ستة فصول مركزة‬ ‫على جميع قضاياه المعرفية تقريبا‪ ،‬إنها رحلة فكرية نجول خاللها عبر محطات معرفية مختلفة‪.‬‬

‫الدكتور إبراهيم بن الصديق‪:‬‬ ‫ينتمي إلى أسرة عريقة استوطنت مدينة طنجــة منذ عقود من الزمن‪،‬‬ ‫اشتهرت بالعلم والتفقه في الدين واإلفتاء‪ ،‬وخدمـة الحديث النبوي‬ ‫الشريف حفظا ودراسة وتعليما‪ ،‬شكلت مدرسة قائمة بذاتها في‬ ‫المغرب‪ ،‬فنالت شهرة واسعة في هذا المجال سواء على الصعيد‬ ‫المغربي أو العربي‪.‬‬ ‫الدكتور إبراهيم بن الصديق وجه من وجـوه الفكـــر‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وأحد العاملين المخلصين في حقل الثقافة‬ ‫اإلسالمية‪ .‬أستاذ محاضر‪ ،‬وباحث (ومحقق) وداعية وخطيب‪.‬‬ ‫معروف بجديته وتفانيه في خدمــة اإلسالم والمسلمين‬ ‫علما وتوجيها وإرشادا وغيرة‪.‬‬ ‫امتهن التدريس منذ ثالثة عقود من الزمن كون‬ ‫خاللها أجياال كثيرة في ميدان الثقافة اإلسالمية‪ .‬كما‬ ‫أشرف على العديد من الرسائل الجامعية لطالب مغاربة‬ ‫وعرب‪ ،‬من مصر واإلمارات العربية والسعودية (ماجستير‬ ‫ودكتوراه)‪ .‬وكان ال يبخل بتوجيهاته ونصائحه وإرشاداته‬ ‫على كل من قصده طلبا للعلم والمعرفة‪ ،‬أو مسترشدا‬ ‫بمنهجيته وخبراته في مجال البحث والتحقيق‪.‬‬ ‫شارك في العديد من اللقاءات والندوات العلمية‪ ،‬كما‬ ‫حاضر في مدن مغربية وعربية‪.‬‬ ‫كان أستاذا للتعليم العالي لمادة علوم الحديث بكلية‬ ‫أصول الدين بتطوان‪ ،‬كما درس بدار الحديث الحسنية بالرباط‪.‬‬ ‫وكان رئيس المجلس العلمي بمدينة طنجة‪ ،‬ورئيس جمعية‬ ‫التوعية اإلسالمية منذ سنة ‪1982‬م بنفس المدينة‪ .‬نشر العديد من‬ ‫الدراسات واألبحاث في مجالت علمية متخصصة كمجلة دار الحديث‬ ‫الحسنية‪ ،‬ومجلة دعوة الحق وغيرها‪ ...‬من أشهر مؤلفاته المطبوعة‪:‬‬ ‫علم علل الحديث من خالل كتاب (بيان الوهم واإليهام الواقعين في كتاب‬ ‫األحكام) البن القطان الفاسي‪ .‬طبع بأمر من جاللة الملك الحسن الثاني في‬ ‫جزءين‪ ،‬ونماذج من أوهام المشارقة في الرواة المشارقة‪ ،‬والجرح والتعديل في‬ ‫المدرسة المغربية للحديث في جزءين‪ .‬مقاالت ومحاضرات في الحديث الشريف وعلومه‪.‬‬ ‫و له أعمال أخرى تنتظر النشر‪.‬‬ ‫توفي بالرباط يوم الخميس ‪ 6‬صفر ‪1424‬هـ موافق ‪ 10‬أبريل ‪2003‬م ودفن بطنجة بالزاوية‬ ‫الصديقية‪.‬‬

‫علم «العلل» باألندلس‪:‬‬

‫يرى الدكتور إبراهيم بن الصديق أن لألندلسيين والمغاربة طبيعة خاصة في الناحية العلمية‪ ،‬تتميز‬ ‫بخاصيتين‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬حرفيتهم في تطبيق النصوص العلمية‪ ،‬والتزامهم بالقواعد ‪ -‬التي تكون عادة أغلبية ‪-‬‬ ‫وعدم تصرفهم فيها‪ ،‬إلى حد الجمود عليها‪ .‬ومظهر هذه الحرفية يتجلى في أمور كثيرة منها على سبيل‬ ‫المثال‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬بالنسبة إلى األصول االعتقادية‪ ،‬التزموا اتجاها واحدا فيما يتعلق بالصفات‪ ،‬من التنزيه والتأويل‬ ‫الطفيف المتمشي مع ما كان عليه السلف بالمدينة المنورة خاصة‪ ،‬والمشي على مقتضى اعتقادهم في‬ ‫النبوات‪ .‬وما يتعلق بالمعاد من إثبات القدر‪ .‬وما إلى ذلك حتى أنهم كانوا يلقنون أوالدهم في الكتاتيب‬ ‫أن يقولوا بعد التشهد األخير‪« :‬وأشهد أن الصراط حق وأن الميزان حق وأن الجنة حق»‪ ..‬وما زال ذلك‬ ‫متوارثا إلى اآلن في بعض الجهات المغربية‪ ،‬ومنذ اعتنقوا المذهب األشعري في االعتقاد وهم متمسكون‬ ‫به إلى اآلن‪.‬‬ ‫وهكذا تجدهم أبعد الناس‬ ‫عن التأويالت وتمطيط النصوص‬ ‫واإلصغاء إلى النظريات الفلسفية‬ ‫في االعتقاد‪ .‬فقلما تجد في المغاربة‬ ‫القدري والمعتزلـــي والمرجئـــي‪،‬‬ ‫والشيعي الغالي والناصبي الغالي‪،‬‬ ‫وغير ذلك من المذاهـب والنحل‬ ‫واآلراء التي ال تتفق مع مذهب أهل‬ ‫السنة ومعتقدهم‪.‬‬ ‫والمحاوالت التي قامت للخروج‬ ‫عن هذا االتجـاه إما لم يكتب لها‬ ‫البقاء رغم مظاهـر القـوة التــي‬ ‫صاحبتها كنظرية عاصمة اإلمام‬ ‫عند الموحدين وغيرها‪ .‬أو أميتت‬ ‫في المهد كمحاولة محمد عبد اهلل‬ ‫بن مسرة القرطبي المتوفـي سنة‬ ‫‪319‬هـ‪ ،‬لتكوين مذهب في العقائد‬ ‫من خليط من الفلسفة واالعتزال‬ ‫والتصوف‪ .‬فقـــام األندلسيـــون‬ ‫وقاومـوا أتباعـــه إلى أن تغلبــوا‬

‫عليهم فاستتابوهم وأحرقوا كتبهم‪ .‬حتى أن الباحثين لم يتمكنوا من الوقوف على‬ ‫حقيقة مذهبه بسبب استئصال كتبه وكتب أتباعه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬بالنسبة إلى الفروع‪ :‬تصرفوا في المذهب المالكي الغني باألصول‬ ‫والقواعد المرنة والخصبة‪ ،‬داخل إطار محدد ومحدود من أقوال ابن‬ ‫القاسم وأصبغ وأشهب وسحنون ومن بعدهم من فقهاء المذهب‪،‬‬ ‫ولم يخرجوا عليها حتى استبعدوا في كثير من األحيان االجتهاد‬ ‫وفق أصول المذهب وقواعده فيما ينص عليه هؤالء وتكلفوا‬ ‫التخريج على أقوالهم‪ .‬والقياس على أقيستهم وهو ما وقع‬ ‫االتفاق على منعه في أصول الفقه‪ ،‬مما جعل الفقه المالكي‬ ‫الذي أبلوا البالء الحسن في خدمته عبارة عن جملة‬ ‫أقوال‪ ،‬وتخريجات على تلك األقوال واستظهارا ألقوال‪،‬‬ ‫وترجيحات بين أقوال‪ ،‬دون التقيد بقاعدة أو دليل‪،‬‬ ‫وهذا مشاهد وملموس ال ينازع فيه فقيه منصف‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬بالنسبة إلى علوم الحديث‪ :‬تمسكهم ‪-‬‬ ‫بمثالية تامة ‪ -‬بمفاهيم العدالة والضبط في رواة‬ ‫الحديث إلى حد أن فقدوا المرونة المطلوبة في ناقد‬ ‫الحديث‪ ،‬حيث نجد أغلب النقاد المشارقة يتوخون‬ ‫الهدف من وراء اشتراط العدالة والضبط في راوي‬ ‫الحديث‪ ،‬وهو تأمين صدقه فيه وأداؤه على وجهه‪.‬‬ ‫فإذا تحققت لهم هذه الغاية تساهلوا إلى حد كبير فيما‬ ‫كبير فيما عدا ذلك من النظر إلى خصوصيات الراوي‬ ‫المذهبية والسلوكية‪.‬‬ ‫وبهذه المثالية التي وقف المغاربة عندها‪ ،‬جرحوا رواة‬ ‫الحديث بالهفوات التي ال يخلوا منها بشر‪ .‬وقد بينت ذلك‬ ‫بتفصيل في بحثي‪« :‬الجرح والتعديل في المدرسة المغربية‬ ‫للحديث»‪.‬‬ ‫وأغرب مثال لذلك مما لم يذكر هناك‪ :‬أن الحافظ المصري‬ ‫الكبير عبد الغني ابن سعيد األزدي والذي اتفق أئمة الحديث ونقاده‬ ‫على أنه ثقة مأمون حافظ متقن‪ ،‬ال يغمز بأدنى مجرح‪ .‬يقول الذهبي‬ ‫عن هذا الحافظ‪« :‬ذكر عبد الغني أبو الوليد الباجي فقال حافظ متقن‪ .‬فقلت‬ ‫ألبي ذر‪ :‬أحدثت عنه؟ فقال‪ :‬ال إن شاء اهلل على معنى التأكيد‪ ،‬وذلك ألنه كان له‬ ‫اتصال ببني عبيد»‪( .‬تذكرة الحفاظ ‪.)3/1048‬‬ ‫فصنيع هذا اإلمام األندلسي وهو أبو الوليد الباجي في تحاميه الرواية عن هذا الحافظ المتفق على‬ ‫تعديله وإمامته مع اعترافه بحفظه وإتقانه‪ ،‬لذلك السبب الذي ال يحظر ببال النقاد المشارقة االلتفات إليه‬ ‫مع توفر الثقة‪ ،‬يترجم طبيعة المغاربة في تمسكهم بحرفية القواعد‪.‬‬ ‫الخاصية الثانية‪ :‬وهي مرتبطة باألولى‪ ،‬أو األولى مبنية على هذه الثانية‪ :‬النقد الشديد لكل عالم‬ ‫من علمائهم‪ ،‬مهما بلغ في اإلمامة أو حاز من العلم والجاللة والمغاربة أشقاء األندلسيين التوائم في‬ ‫هذا السلوك‪ .‬حتى لم يكد يسلم من نقدهم أحد من األئمة الكبار‪ ،‬كبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح‬ ‫واألصيلي وابن عبد البر والباجي الذين وصلوا معه إلى حد التكفير‪ ،‬وكذلك ابن العربي المعافري وعياض‬ ‫الوقشي والنباتي وابن األبار وغيرهم‪.‬‬ ‫وما أظن سبب ذلك هو تحاسدهم فيما بينهم كما أراد ابن حزم أن يفسر ظاهرة النقد في األندلسيين‬ ‫حيث قال‪:‬‬ ‫«وال سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الزاهرة فضله فيهم الماهر منهم‪ ،‬واستقاللهم‬ ‫كثير ما يأتي به واستهجانهم حسناته‪ ،‬وتتبعهم سقطاته وعثراته‪ ،‬وأكثر ذلك مدة حياته بأضعاف ما في‬ ‫سائر البالد‪ ...‬وربما نحل ما لم يقل‪ ،‬وطرق ما لم يثقل‪ ،‬والحق به ما لك يقم به وال اعتقده قلبه‪.»...‬‬ ‫فإن الحسد موجود في كل مكان وبين كل الفئات‪ ،‬ولكنه لم يصل إلى حد أن يكون النقد هو‬ ‫األصل بالنسبة إلى علم كل عالم‪ .‬بل لعل مرد ذلك إما إلى طبيعة البلد ومناخه‪ ،‬أو إلى جذور أخرى‬ ‫ما زالت في حاجة إلى بحث ودراسة‬ ‫اجتماعية الكتشافها‪ .‬وإذا كانت‬ ‫خاصية النقــد هـذه تتعلـق بانتقاد‬ ‫الرجال وانتقاد إنتاجهم على السواء‬ ‫فهم تعاملوا بهذه الطبيعــة مـع‬ ‫األحاديث النبوية‪ ،‬فكثــر تعليلهم‬ ‫لها وتشككهم في قبولها ألدنى‬ ‫بادرة تحمل على التشكك في قبول‬ ‫الحديث وإن كانت ال تقدح في ذلك‬ ‫القبول‪.‬‬ ‫وإذا كانوا قد فاقوا المشارقة‬ ‫في تجريـــح الرواة واتجهـــوا إلى‬ ‫علم (الجرح والتعليل) بوفرة‪ ،‬ألن‬ ‫طبيعتهم تالءمت معه‪ .‬فهــم في‬ ‫التعليل كذلك‪ .‬إال أن المتخصص‬ ‫منهم في (العلل) قليل؛ ومن اتجه‬ ‫منهم إلى هذا العلم فلم يخرج‬ ‫عن طبيعة أهــل بلده وخصائصه‪،‬‬ ‫باستثناء ابن عبد البر‪ ،‬الذي يعتبر‬ ‫من اآلخذين بجانب االعتدال‪ ،‬سواء‬ ‫في (التجريح) أو في (التعليل)‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫جرت عادتي عندما كنت ضمن رجال التعليم‪ ،‬وفي نطاق النشاط التربوي أن أكتب قصة مالئمة تتمة لدروس محور‬ ‫األسبوع يتناوب قراءتها كل تالميذ القسم بالتتابع ومجانا‪ .‬وأطلب من كل واحد قراءتها وأن يكتب لي في ورقة تحمل‬ ‫اسمه وماذا استفاد من القصة‪ ،‬وقصتنا اليوم تحت عنوان ‪:‬‬

‫من كتيب ‪:‬‬

‫فتات مشبعات‬

‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫سلة النعيم‬

‫حكى لي والد طفلين قصة ولديه وجاره السيد سالم‬ ‫صاحب جنان ضاحية المدينة‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬يسكن بجواري السيد سالم بستاني ماهر أنعم‬ ‫اهلل عليه بأرض معطاة غرس فيها أصنافا من أشجار وخضر‬ ‫وفواكه تدر عليه ببيعها بالسوق دخال ينفق به على عياله‬ ‫ويوم الجمعة مساء دخال الطفالن بستانه من غير علمه‬ ‫هما جوار السيد أحمد‪ ،‬أحسن تربيتهما وأغذق عليهما من‬ ‫أدبه وتجارته‪ .‬وهما زينة الحياة الدنيا‪.‬‬ ‫حكى لي ‪ :‬أن والدتهما صنعت لهما خبزتين صغيرتين‬ ‫من القمح الطري‪ ،‬ووضعت داخل الخبزتين زبدا وعسال‪.‬‬ ‫وهيأت لهما إبريقــا من الشــاي األخضر المنعنع‪،‬‬ ‫وسلمتهما كأسين يصبان فيهما الشاي تفوح رائحته من‬ ‫بعيد‪.‬‬ ‫قصدا جنان العم سالم وله صحبة وثيقة مع والدهما‪،‬‬ ‫فتشا عن عمي سالم ولم يجداه بمدخل البستان ونادا‬ ‫باسمه فلم يجب طبهما‪.‬‬ ‫ردد صالح النداء على العم سالم‪ .‬وال مجيب وانتظر قليال‬ ‫من الوقت ‪ ،‬ولما ضاق صبرهما دخال الجنان ظنا أن العم‬ ‫سالم لن يؤاخذهما لما تربطه من صداقة مع والدهما‪.‬‬ ‫دخال خلسة وجلسا تحت ظل شجرة ذات فروع شاهقة‬ ‫اكتست غصونها أوراقا‪ .‬تندلي ثمارها يانعة قطوفها‬ ‫دانية‪ ،‬وبجانبها نخل باسقات لها طلع نضيد‪ ،‬وهناك أشجار‬ ‫ذات فواكه كثيرة ناضجة من إجاص وتفاح ورمان‪ .‬لم يأخذا‬ ‫من ثمار الجنان شيئا رغم (؟) نظارة الفاكهة الموسمية‪.‬‬ ‫جلسا ينعمان بصرهما في ملكوت اهلل‪ ،‬والشمس تدنو‬ ‫من الغروب‪ ،‬زادت بشعاعها لوحة تشكيلية رسمها الخالق‬ ‫تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫أخرج الولد ذو العشر سنوات واسمه (صالح) خبزته‬ ‫وقسمها إلى أربع قطـع متجانسـة‪ ،‬وأثناء تناوله قطعة‬ ‫فوجئ بكلب شرس هائج يريد أن ينقض عليهما ويسلبهما‬ ‫طعامهما‪ .‬وينبح نباحا يصم اآلذان لعابه وبصاقه يتطاير‬ ‫يمينا وشماال من فمه محدقا في الطفلين‪ ،‬والغضب يؤم‬ ‫رأسه خافا الولدان وارتعد جسمهما فرمى له صالح بربع‬

‫الخبزة‪ ،‬فانقض عليه الكلب ونهم ذلك دفعة واحدة‪ ،‬إنه‬ ‫يشكو الجوع سكن جأشه قليال ثم أعاد النباح‪ .‬كأنه يرجو‬ ‫المزيد من األكل‪ .‬فرمى له صالح بقطعة ثانية فالتقطها‬ ‫الكلب وهضمها بين فكيه ألنه استحال الطعام وأعجبه‬ ‫المذاق‪ .‬مذاق الزبدة والعسل‪.‬‬ ‫ابتعد الكلب من مجلسهمــا خطوات وبسـط ذراعيه‬ ‫بالوصيد يتتبع حركاتهما‪.‬‬ ‫حضر العم سالم لما تكــرر نباح الكلب فاختبأ بجدع‬ ‫شجرة يراقب تصرف الطفلين اليافعين‪.‬‬ ‫أثناء ذلك أخرج علي خبزته وأطعم الكلب من جديد‬ ‫وقسم أكلته الباقية مع أخيه صالح‪ .‬وصبا الشاي فسمعا‬ ‫نداء صالة العصر‪ ،‬فقاما وتوضأ في عين جارية ينساب‬ ‫ماؤها بين الجداول واألشجار وتسقى أحواض الخضر‪.‬‬ ‫ويشرب منها العباد بحضور العم سالم‪ .‬عين نضاخة‬ ‫ماؤها غير آسن لذة للشاربين‪ ،‬استقبال القبلة وأديا الصالة‬ ‫الوسطى‪ ،‬صالة العصر‪ ،‬ثم جلسا قليال‪ ،‬وشكرا اهلل على‬ ‫نعمه وطلبا من اهلل العون والرزق لوالديهما والصحة‬ ‫والعافية‪ ،‬بعد لحظات هجم جم من النحل التف حول كأسي‬ ‫الشاي يرشفون بقاياه المحلى بالسكر‪ ،‬حتى أتوا على آخر‬ ‫دمعة بالكأسين‪.‬‬ ‫حمدا الطفالن وشكرا هلل ألنهما أطعما الكلب وسقيا‬ ‫النحل‪ .‬وفي برهة وجيزة هجم جيش عرمرم من النمل‪.‬‬ ‫يحمل على ظهره فتاة الخبز سقط من يدي الطفلين قطع‬ ‫مشبعات ليومهم‪ .‬وذخيرة فصل الشتاء‪.‬‬

‫المفاجأة السارة‬

‫ولما هم صالح وأخوه على االنصراف من البستــان‬ ‫اعترض طريقهما العم وسلم‪ ،‬وقدم لهما (سلة النعيم)‬ ‫اعترافا بصنيعهما وجزاء ألمانتهما‪ ،‬وحافظا على ملك‬ ‫الغير‪ ،‬ولم تمس يديهما ثمار األشجار الدانية قطوفها‪،‬‬ ‫وقال لهما‪« :‬لقد أحسن والديكما تربيتكما والدليل على‬ ‫ذلك أنكما لم تسرقا شيئا من ثمار الجنان»‪ ،‬وقال أيضا ‪:‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫«كنت أراقبكما عن كثب وعن بعد مختفيا بجدع تلك الشجرة‬ ‫المنيعة لرؤيتي»‪ ،‬و قال ‪« :‬خوذا (سلة النعيم) لوالديكما‬ ‫اعترافا مني بحسن الخلق واألمانة والتدين‪ ،‬وهي هدية‬ ‫متواضعة من كرم اهلل ولكرمكما للحيوان وقد تغذى من‬ ‫ورائكما الكلب والنحل والنمل‪ ،‬وأعطيتموني برهانا صادقا‬ ‫للنزاهة والعفة وإني في انتظاركما الجمعة المقبلة إن شاء‬ ‫اهلل تعالى وسلما على والديكما أزكى السالم»‪.‬‬ ‫فرح الصبيان بما جاد عليهما سالم وقصدا البيت في‬ ‫نشوة وفرح استقبلتهما األم منزعجة متوعدة لهما إن‬ ‫تصرفا خطئا‪ .‬فقص صالح ما كان في عشيتها‪ .‬تسلمت‬ ‫السلة وقبلتهما قبالت حارة وأكطرتهما دعاء صادقا‬ ‫ورضي اهلل عنكما لم يجركما الشيطان لالستبداد‪ .‬ولما‬ ‫وصل األب حكت األم صنيع ولديه‪،‬وقدمت له سلة النعيم‬ ‫ليتذوق طعم الفواكه‪ ،‬فمجدهما واحتضنهما إلى صدره‬ ‫بحنان ولهفةوقال ‪« :‬يد كريمة من كريم جاد برزقه علينا‪،‬‬ ‫حفظكما اهلل ورعاكما » ‪ ،‬وقال ‪ « :‬لقد تذكرت قصة شبيهة‬ ‫حكاها لنا معلم التربية الدينية»‪.‬‬

‫اهلل يرانا‬ ‫هي قصة طفلين في مقابل العمر أضرهما الجوع‪،‬‬ ‫فدخال بستانا من غير علم صاحبه‪ ،‬فتسلق أحدهما شجرة‬ ‫البرتقال يريد قطف البرتقال له ولصديقه فقال له صديقه‪:‬‬ ‫«انزل بسرعة وال تأخذ يديك لما ليس لك به حق‪ ،‬فإن يكن‬ ‫صاحب البستان ال يرانا فهناك من يرانا»‪ ،‬قال ‪« :‬ومن‬ ‫يكون ؟»‪.‬‬ ‫اهلل تعالى يرانا وسيحاسبنا غدا عن هـذه السرقــة‬ ‫الموصوفة‪ ،‬هيا انزل ولنغاذر البستان»‪.‬‬ ‫قال علي‪ :‬يقول اهلل تعالى في سورة المائدة اآلية‬ ‫‪38‬ـ‪« 40‬السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا‬ ‫نكاال من اهلل واهلل عزيز حكيم» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫طنجة في فاتح ربيع األول ‪1438‬هـ‬


‫العدد ‪930‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫االحتكار والتطفيف‬ ‫في الكيل‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ِني) وهم الذين بينهم اهلل بقوله‪( :‬الذين‬ ‫يقول موالنا جل عاله‪َ ( :‬و ْي ٌل لِّ ْل ُم َط ِّفف َ‬ ‫ين‬ ‫يظلمون �أنف�سهم) وغيرهم بهذا الشيء الطفيف الذي يأخذونه خيانة وسرقة‪( ،‬ا َّلذِ َ‬ ‫�إِ َذا ْ‬ ‫ون) ألنفسهم ما‬ ‫ا�س) وأخذوا منهم بطريق الشراء أو غيره ( َي ْ�ست َْو ُف َ‬ ‫اكتَا ُلوا َع َلى ال َّن ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يأخذونه فيأخذونه وافيا وافرا زائدا‪َ ( ،‬و�إِ َذا َ‬ ‫كالوهُ ْم) أي وإذا كالوا للناس (�أو َّوزَ نُوهُ ْم)‬ ‫ون) المكيال أو الميزان وينقصون‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫خْ‬ ‫أي وزنوا للناس بطريق البيع لهم أو بغيره ُ رِ ُ َ‬ ‫الكيل أو الوزن فيعطون ما عليهم ناقصا خيانة وغشا‪ ،‬فهذا هو التطفيف ألنهم في‬ ‫الحالين يأخذون ألنفسهم شيئا طفيفا قليال ولكنه عند اهلل عظيم‪ ،‬ألنه أكل أموال‬ ‫الناس بالباطل‪ ،‬وألنه يبعث على أخالق سيئة كالكذب والغش والخيانة وذهاب المروءة‬ ‫وضياع األمانة بين الناس‪ ،‬ألن أكثر المعامالت على الوزن والكيل وقد يكون من وراء‬ ‫ذلك منازعات‪ ،‬وقد تنتهي بالعداوة والبغضاء أوالقتل أوالسجن‪ ،‬ولذلك أكثر اهلل تعالى‬ ‫ِك َي َ‬ ‫في القرآن العظيم من آيات النهي عن التطفيف فقال‪َ ( :‬و اَل تَنقُ ُ�صوا مْال ْ‬ ‫ان)‬ ‫ال َو مْالِي َز َ‬ ‫َ‬ ‫مْ‬ ‫ان) وقال‪�( :‬أَ ْو ُفوا مْال ْ‬ ‫ان‬ ‫ِك َيال َوالِي َز َ‬ ‫�سوا مْالِي َز َ‬ ‫وقال‪َ ( :‬و�أَق ُ‬ ‫ِيموا ا ْل َوزْ َن بِا ْلق ِْ�س ِط َو اَل تُخْ رِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫ْ‬ ‫ين) وقال‪�( :‬أ ْو ُفوا‬ ‫اءهُ ْم َول ت َْع َث ْوا يِف أ‬ ‫�ض ُمفْ �سِ دِ َ‬ ‫بِا ْلق ِْ�س ِط َو اَل ت َْبخَ ُ�سوا ال َّن َ‬ ‫ا�س �أ�شْ َي َ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ا�س مْ ُ‬ ‫ِن مْ ُ‬ ‫ك ْي َل َو اَل ت ُ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫ا�س‬ ‫�س َ‬ ‫َكونُوا م َ‬ ‫ِيم‪َ ‬و اَل ت َْبخَ ُ�سوا ال َّن َ‬ ‫ال ْخ رِ ِ‬ ‫ين‪َ ‬و ِزنُوا بِا ْلق ِْ�س َط ِ‬ ‫ال ْ�س َتق ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ين)‪ ،‬وقد نهى شعيب قومه عن التطفيف فلم‬ ‫اءهُ ْم َول ت َْعث ْوا يِف أ‬ ‫�ض ُمفْ �سِ دِ َ‬ ‫�أ�شْ َي َ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ينتهوا فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم‪ ،‬لتطفيفهم الكيل والميزان‪،‬‬ ‫وذلك من أعظم أنواع الغش المنهي عنه في قوله صلى اهلل عليه وسلم (من غشنا‬ ‫فليس منا)‪ ،‬وأنواع الغش كثيرة ولكن الكاسب بها خاسر والغني بها فقير‪ ،‬فإن قليل‬ ‫الحرام ليمحق كثير الحالل ولذلك ينذرهم اهلل تعالى ويخوف غيرهم من مثل عملهم‪،‬‬ ‫أال يظن أولئك المطففون الخائنون الذين يختلسون حقوق الناس بالباطل‪ ،‬أوالئك‬ ‫المبعدون من رحمة اهلل‪ ،‬أولئك المبعدون من معنى اإلنسانية والمروءة والشهامة‬ ‫واإليمان‪ ،‬أال يظنون أنهم يوم القيامة مبعوثون من قبورهم ليوم عظيم لمجازاتهم‬ ‫ومحاسبتهم ‪.‬‬ ‫وصح قوله صلى اهلل عليه وسلم من جملة حديث‪ :‬وما نقص قوم المكيال والميزان‬ ‫أناسا ال قطع اهلل عنهم الرزق أي البركة فيه‪ ،‬وال حكم قوم بغير حق إال مشا فيهم الدم‬ ‫أي القتل‪ ،‬وصح من حديث آخر قوله صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ولم ينقصوا المكيال والميزان‬ ‫إال أخذوا بالسنين‪ ،‬أي المجاعة والقحط وشدة المؤنة وجور الوالة‪ ،‬وما لم تحكم أئمتهم‬ ‫بكتاب اهلل ويتخيروا فيما أنزل اهلل إال جعل اهلل بأسهم بينهم‪ .‬وذكر الحافظان ابن حجر‬ ‫في الرواجز والقرطبي في التذكرة أن رجال كان يزن كامال فلما حضرته الوفاة قيل له قل‬ ‫ال إله إال اهلل‪ ،‬فكان يقول ادعوا اهلل تعالى أن يهون علي النطق بها‪ ،‬فإن لسان الميزان‬ ‫على لساني يمنعني من النطق بها لعدم مسحي كفة الميزان من كل قليل وعدم‬ ‫تفقدي الوسخ الذي يجتمع فيها من هبوب الريح‪ ،‬قال الحافظ فإذا كان هذا حال من ال‬ ‫يمسح كفة الميزان من كل قليل وال يتفقد الوسخ الذي يجتمع فيها من هبوب الريح‬

‫الموضوع القرآن الكريم‬ ‫الحزب ‪59‬‬

‫‪1‬‬

‫كم عدد آيات سورة النبأ ؟‬

‫‪2‬‬

‫أين نادى موسى ربه ؟‬

‫‪3‬‬

‫أتمم ‪ :‬إن األبرار‪....‬‬

‫‪4‬‬

‫ما جزاء الذين آمنوا‬ ‫وعملوا الصالحات ؟‬

‫‪5‬‬

‫أتمم ‪ :‬بل هو في قرآن‬ ‫مجيد‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫فكيف حال من يزن ناقصا‪ ،‬قال ومن هنا قال صلى اهلل عليه وسلم ألهل الكيل والوزن‬ ‫إنكم قد وليتم أمرا فيه هلكت األمم السالفة قبلكم‪ ،‬وكالكيالين والوازنين التاجر الذي‬ ‫يغش في قياس األثواب أو األراضي عند البيع أوالشراء‪.‬‬ ‫وأعظم من هذا وذاك االحتكار‪ ،‬وهو حبس التجار المبيعات والسلع في زمن رخائها‬ ‫واحتياج الناس إليها ألجل بيعها بالغالء زمن قلتها وارتفاع ثمنها‪ ،‬وهو ذنب عظيم‬ ‫ومقت جسيم وعذابه في اآلخرة أليم‪ ،‬فخير الناس من ينفع الناس وشر الناس من‬ ‫يضر بالناس‪ ،‬والمحتكر من جملة من يضر بالناس ألنه ينتظر القحط والغالء ليروج‬ ‫سلعته وذلك موجب للعن وبراءة اهلل ورسوله منه‪ ،‬والضرب بالجذام واإلفالس وغيرها‬ ‫مما رود في أحاديث منها ما في الصحيح قوله صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬من احتكر طعاما‬ ‫فهو خاطئ‪ ،‬أي آثم‪ ،‬وفي رواية من احتكر حكرة أي جملة من القوت يريد أن يغلي‬ ‫بها على المسلمين فهو خاطئ‪ ،‬أي آثم‪ ،‬وفي رواية فهو ملعون وقد برئت منه ذمة‬ ‫اهلل ورسوله‪ ،‬وقوله‪ :‬من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه اهلل بالجذام واإلفالس‪،‬‬ ‫وانما خصهما ألن المحتكر أراد إصالح بدنه وكثرة ماله فأفسد بدنه بالجذام وماله‬ ‫بالرفالس‪ ،‬وقوله‪ :‬الجالب مرزوق والمحتكر أي الحابس في زمن الغالء ما يحتاج الناس‬ ‫لبيعه ليبيعه بأغلى ملعون‪ ،‬وفي رواية التاجر أي الصدوق األمين ينتظر الرزق أي يرضى‬ ‫بالربح القليل‪ ،‬والمحتكر أي الذي ينتظر الغالء ينتظر اللعنة‪ ،‬وقوله‪ :‬من تمنى على أمتي‬ ‫الغالء ليلة واحدة أحبط اهلل عمله أربعين سنة‪ ،‬وقوله‪ :‬من احتكر على أمتي طعاما‬ ‫أربعين ليلة وتصدق به لم يقبل منه‪ ،‬يعني لم يكن كفارة إلثم االحتكار مع الضرورة‬ ‫واالحتياج‪ ،‬وقوله‪ :‬من احتكر طعاما أربعين ليلة يعني مع حاجة الناس إليه فقد برئ من‬ ‫اهلل وبرئ اهلل منه‪ ،‬وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعا فقد برئت منهم ذمة اهلل‪،‬‬ ‫وقوله‪ :‬بيس العبد المحتكر‪ ،‬إن أرخص اهلل األسعار حزن وإن غالها فرح‪ ،‬وقوله‪ :‬يحشر‬ ‫المحتكرون أي في وقت الحاجة والضرورة وقتلة األنفس في درجة واحدة‪ ،‬ومن دخل في‬ ‫شيء من أسعار المسلمين يغليه عليهم كان حقا على اهلل أن يعذبه في معظم النار يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬وفي رواية من دخل في شيء من أسعار المسلمين يغليه عليهم كان حقا على‬ ‫اهلل أن يقذفه في جهنم رأسه أسفله‪.‬‬ ‫فمن كانت فيه هذه الخصلة من التجار والمتسببين فليتب إلى اهلل منها وليبتغ‬ ‫فيما أتاه اهلل الدار اآلخرة‪ ،‬وليسع جهده في نفع المسلمين ورفع الضرر عنهم سيما‬ ‫وقت الحاجة واالضطرار‪ ،‬وليكن رحيما بهم‪ ،‬ففي الحديث‪ :‬الراحمون يرحمهم الرحمان‬ ‫ارحموا من في االرض يرحمكم من في السماء‪ ،‬وفيه أيضا‪ :‬ال توضع الرحمة إال في قلب‬ ‫تقي وال تنزع إال من قلب شقي‪ ،‬وفيه أيضا لن تومنوا حتى تراحموا‪ ،‬قالوا كلنا رحيم؟ قال‬ ‫إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة‪ ،‬وفيه أيضا‪ :‬الخلق عيال اهلل وأحب‬ ‫الخلق إلى اهلل أنفعهم لعياله‪ ،‬وفيه أيضا يقول اهلل تعالى‪�( :‬إن كنتم تريدون رحمتي‬ ‫فارحموا خلقي)‪ ،‬وفيه أيضا‪( :‬ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم)‪.‬‬

‫المسابقة الثانية ‪ /‬شهر فبراير ‪2018‬‬

‫اإلشعاع الديني‬

‫مكان اإلجابة‬

‫النقطة‬ ‫المستحقة عن‬ ‫كل جواب صحيح‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫فكرة وإنتاج ‪:‬‬

‫عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫النقطة التي‬ ‫حصل عليها‬ ‫المتسابق‬

‫نوع الهدية‬

‫الرقم التسلسلي‬ ‫لألغلفة‬

‫كتيب فضائل سورة الكهف‬

‫رقم‬ ‫السؤال‬

‫السؤال‬

‫‪14‬‬

‫كل من حصل على ‪ 25‬نقطة‬ ‫رقـم المتسابــق ‪......................................................................................................... :‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ستصله الهدية مجان ًا‪.‬‬ ‫العنوان‪/‬المدينة ‪ ......................................................................................................... :‬ترد هذه القسيمة إلى مقر الجريدة في غالف مع طابـع بريـدي من فئة ‪ 2‬دراهم‪.‬‬ ‫الرقم البريــدي ‪ ......................................................................................................... :‬الفائدة المرجوة ‪ :‬قراءة القرآن الكريم وتتبع آياته‪.‬‬


‫العدد ‪930‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫«طوق الحمامة»‬

‫أقدم كتاب تناول تيمة الحب بدقة وأمانة‬ ‫«طوق الحمامة في األلفة ُ‬ ‫واألالف»‪ ،‬هو من أشهر كتب ابن حزم األندلسي (توفي بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪456‬ه‪15/‬غشت‬ ‫والدَرس عاطفة الحب اإلنسانية ؛‬ ‫‪1064‬م ) يحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين‪ ،‬ويتناول بالبحث‬ ‫ّ‬ ‫وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه؛ ترجم إلى العديد من اللغات العالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تصنيفا‬ ‫و يعد مؤلف «طوق الحمامة» أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم من أكبر جهابدة علماء األندلس‬ ‫ً‬ ‫وتأليفا‪،‬وهو إمام حافظ وفقيه ظاهري‪ ،‬ومتكلم وأديب وشاعر ونسابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل‪ ،‬بل وصفه‬ ‫البعض بالفيلسوف‪ ،‬كما عد من أوائل من قال بكروية األرض‪..‬يقال إنه صنف أربعمائة مجلد فيما يعادل ثمانين ألف‬ ‫ورقة‪ ،‬حرقت ج ّلها بأمر من المعتضد بن عباد أمير إشبيلية‪.‬‬ ‫عاش طفولته وريعان شبابه بين أحضان الجواري في قصروالده‪ /‬أحد وزراء المنصور بن أبي عامر‪ ،‬حيث تيسر له‬ ‫العيش الرغد فتفرغ لتحصيل العلوم والفنون‪ ،‬فكتب «طوق الحمامة» وهو في الخامسة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫وكعربون على المحبة ندعو القراء األعزاء إلى مأدبة االستمتاع بما لذ وطاب من عجائب أخبار الحب والمحبين على‬ ‫سماط «طوق الحمامة» المتضمن لثالثين صنفا من شهي األطباق حسب مختلف األذواق‪:‬‬

‫باب عالمات الحب ‪1‬‬ ‫وللحب عالمات يقفــوها الفطن‪ ،‬ويهتـدي إليهـا‬ ‫الذكي‪ ،‬فأولها إدمان النظر؛ والعين باب النفس الشارع‪،‬‬ ‫وهـي المنقبــة عن سـرائرهــا‪ ،‬والمعبرة لضمائرها‪،‬‬ ‫والمعربة عن بواطنها‪.‬‬ ‫فترى الناظر ال يطرف‪ ،‬ينتقل بتنقل المحبوب وينزوي‬ ‫بانزوائه‪ ،‬ويميل حيث مال‪ ،‬كالحرباء مع الشمس‪ ،‬وفي‬ ‫ذلك أقول شعراً منه[من الطويل] ‪:‬‬ ‫فليس لعيني عند غيرك موقـف‬ ‫كأنـك ما يحكـون من حجر البهت‬ ‫صرفها حيث انصرفـت وكيفمـا‬ ‫تقلبت كالمنعوت في النحو والنعت‬ ‫ومنها اإلقبال بالحديث‪ ،‬فما يكاد يقبل على سوى‬ ‫محبوبه ولو تعمد ذلك‪ ،‬وإن التكلف ليستبين لمن‬ ‫يرمقه فيه؛ واإلنصات لحديثه إذا حدث‪ ،‬واستغراب‬ ‫كل ما يأتي به ولوأنه عين المحال وخرق العادات؛‬ ‫وتصديقه وإن كذب؛ وموافقته وإن ظلم؛ والشهادة له‬ ‫وإن جار‪ ،‬واتباعه كيف سلك وأي وجه من وجوه القول‬ ‫تناول؛ ومنها اإلسراع بالسير نحو المكان الذي يكون‬ ‫فيه؛ والتعمد للقعود بقربه والدنو منه؛ واطراح األشغال‬ ‫الموجبة للزوال عنه‪ ،‬واالستهانة بكل خطب جليل داع‬ ‫إلى مفارقته؛ والتباطؤ في المشي عند القيام عنه؛ وفي‬ ‫ذلك أقول شعراً [من الخفيف] ‪:‬‬ ‫وإذا قـمـت عـنــك لـم أمـش إال مشـي عان يقــاد نحو الفـناء‬ ‫في مجيئـي إليـك أحـتـث كالبـد ر إذا كـان قـاطعـاً للسـمــاء‬ ‫وقيامــي إن قمـت كاألنجم العا لية الثـابتــات في اإلبـطـــاء‬ ‫ومنها بهت يقع وروعة تبدو على المحب عند رؤية من يحب فجأة وطلوعه بغتة؛ ومنها‬ ‫اضطراب يبدو على المحب عند رؤية من يشبه محبوبه أو عند سماع اسمه فجأة‪.‬‬ ‫وفي ذلك أقول قطعة منها[من الطويل] ‪:‬‬ ‫إذا ما رأت عينـــاي البس حمــرة تقطع قلبي حسرة وتفطــرا‬ ‫غدا لدماء الناس باللحظ سافكـاً وضـرج منها ثوبه فتعصفـرا‬ ‫ومنها أن يجود المرء ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان يمتنع به قبل ذلك‪ ،‬كأنه هو‬ ‫الموهوب له والمسعي في حظه‪ ،‬كل ذلك ليبدي محاسنه ويرغب في نفسه؛ فكم بخيل جاد‪،‬‬ ‫وقطوب تطلق‪ ،‬وجبان تشجع‪ ،‬وغليظ الطبع تظرف‪ ،‬وجاهل تأدب‪ ،‬وتفل تزين‪ ،‬وفقير تجمل‪،‬‬ ‫وذي سن تفتى‪ ،‬وناسك تفتك‪ ،‬ومصون تهتك‪.‬‬ ‫وهذه العالمات تكون قبل استعار نار الحب وتأجج حريقه‪ ،‬وتوقد شعلته واستطارة لهبه‪.‬‬ ‫فأما إذا تمكن وأخذ مأخذا‪ ،‬فحينئذ ترى الحديث سراراً‪ ،‬واإلعراض عن كل من حضر إال عن‬ ‫المحبوب جهاراً(‪.)...‬‬ ‫ومن عالماته وشواهده الظاهرة لكل بصر‪ :‬االنبساط الكثير الزائد [في المكان الضيق]‬ ‫والتضايق في المكان الواسع‪ ،‬والمجاذبة على الشيء يأخذه أحدهما‪ ،‬وكثرة الغمز الخفي‪،‬‬ ‫والميل باإلتكاء‪ ،‬والتعمــد لمـس اليــد عند المحادثــة‪ ،‬ولمس ما أمكن من األعضاء الظاهرة‪،‬‬ ‫وشرب فضلة ما أبقى المحبوب في اإلناء‪ ،‬وتحري المكان الذي يقابله فيه‪.‬‬

‫ومنهــا عالمــات متضــادة‪ ،‬وهي على قدر الدواعي‬ ‫والعوارض الباعثة واألسباب المحركة والخواطر المهيجة‪.‬‬ ‫واألضداد أنداد‪ ،‬واألشياء إذا أفرطــت في غايــات‬ ‫تضادها‪ ،‬ووقفت في انتهاء حدود اختالفها تشابهت‪،‬‬ ‫قدرة من اهلل عز وجل تضل فيها األوهام‪.‬‬ ‫فهذا الثلج إذا أدمن حبسه في اليد فعل فعل النار‪،‬‬ ‫ونجد الفرح إذا أفرط قتل‪ ،‬والغم إذا أفرط قتل‪ ،‬والضحك‬ ‫إذا كثر واشتد أسال الدمع من العينين‪.‬‬ ‫وهذا في العالم كثير‪ ،‬فنجد المحبين إذا تكافيا في‬ ‫المحبة وتأكدت بينهما تأكداً شديداً كثر تهاجرهما بغير‬ ‫معنى‪ ،‬وتضادهما في القول تعمدا‪ ،‬وخروج بعضهما على‬ ‫بعض في كل يسير من األمور‪ ،‬وتتبع كل منهما لفظة‬ ‫تقع من صاحبه وتأولها على غير معناها‪ ،‬كل هذه تجربة‬ ‫ليبدو ما يعتقده كل واحد منهما في صاحبه‪.‬‬ ‫والفرق بين هذا وبين حقيقة الهجرة والمضادة‬ ‫المتولدة عن الشحناء ومحاربة التشاجر سرعة الرضى‪،‬‬ ‫فإنك بينما ترى المحبين قد بلغا الغاية من االختالف‬ ‫الذي ال تقدره‪ ،‬يصلح عند الساكن النفس السالم من‬ ‫األحقاد في الزمن الطويل‪ ،‬وال ينجبر عند الحقود أبداً‪،‬‬ ‫فال تلبث أن تراهما قد عادا إلى أجمل الصحبة‪ ،‬وأهدرت‬ ‫المعاتبة‪ ،‬وسقط الخالف‪ ،‬وانصرفا في ذلك الحين‬ ‫بعينه إلى المضاحكة والمداعبة‪ ،‬هكذا في الوقت‬ ‫الواحد مراراً‪.‬‬ ‫وإذا رأيت هذا من اثنين فال يخالجك شك وال يدخلنك ريب ألبتة وال تتمار في أن بينهما‬ ‫سراً من الحب دفيناً‪ ،‬واقطع فيه قطع من ال يصرفه عنه صارف‪،‬ودونكها تجربة صحيحة وخبرة‬ ‫صادقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذا ال يكون إال عن تكاف في المودة وائتالف صحيح‪ ،‬وقد رأيته كثيرا‪،‬ومن أعالمه أنك تجد‬ ‫المحب يستدعي سماع اسم من يحب‪ ،‬ويستلذ الكالم في أخباره ويجعلها هجيراه‪ ،‬وال يرتاح‬ ‫لشيء ارتياحه لها‪ ،‬وال ينهنهه عن ذلك تخوف أن يفطن السامع ويفهم الحاضر‪ ،‬وحبك الشيء‬ ‫يعمي ويصم‪.‬‬ ‫فلو أمكن المحب أال يكون حديث في مكان فيه إال ذكر من يحبه لما تعداه‪ ،‬ويعرض‬ ‫للصادق المودة أن يبتدئ في الطعام وهو له مشته فما هو إال وقت ما يهتاج له ذكر من يحب‬ ‫صار الطعام غصة في الحلق وشجى في المريء‪ ،‬وهكذا في الماء‪ ،‬وفي الحديث‪ ،‬فإنه يفاتحكه‬ ‫مبتهجا‪ ،‬فتعرض له خطرة من خطرات الفكر فيمن يحب‪ ،‬فتستبين الحوالة في منطقه‪،‬‬ ‫والتقصير في حديثه‪ ،‬وآية ذلك الوجوم واإلطراق وشدة االنغالق‪ ،‬فبينما هو طلق الوجه‬ ‫خفيف الحركات صار منطبقاً متثاق ً‬ ‫ال حائر النفس جامد الحركة يبرم من الكلمة ويضجر من‬ ‫السؤال‪.‬‬ ‫ومن عالماته حب الوحدة‪ ،‬واألنس باالنفراد‪ ،‬ونحول الجسم دون حر يكون فيه‪ ،‬وال وجع‬ ‫مانع من التقلب والحركة والمشي؛ دليل ال يكذب‪ ،‬ومخبر ال يخون عن علة في النفس كامنة‪.‬‬ ‫والسهر من أعراض المحبين‪ ،‬وقد أكثر الشعراء في وصفه وحكوا أنهم رعاة الكواكب‬ ‫وواصفو طول الليل (‪.)...‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪930‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)833‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫“شعرية المدينة‪ :‬طنجة‬ ‫في الرواية المغربية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫التفكيكية لخالصات األستاذة البوعزاوي إال في تقاطعاتها مع اهتمامنا بتوسيع حلقات‬ ‫ظلت فضاءات مدينة طنجة كتابا مفتوحا أمام نهم العشاق والمريدين‪ .‬وظل‬ ‫البحث التاريخي المتجاوز لمنطق السرديات المحنطة والمتوارثة عن اإلسطوغرافيات‬ ‫سحرها عنوانا لنزوع عجائبي نحو تطويع ملكة الخيال لدى قطاعات واسعة من‬ ‫التقليدية‪ ،‬العربية واألجنبية‪.‬‬ ‫المبدعين العالميين الذين رمت بهم األقدار إلى ضفافها الوارفة‪ .‬وظل السعي نحو‬ ‫وبخصوص األفق العام الذي وجه مضامين الكتاب‪ ،‬فقد لخصته خديجة البوعزاوي‬ ‫استثمار سمة هذا السحر الغرائبي مدخال نهضت عليه الكثير من األعمال اإلبداعية‬ ‫–في كلمتها التصديرية‪ -‬بشكل دقيق‪ ،‬عندما قالت‪“ :‬يعتبر مفهوم الفضاء من‬ ‫المتشعبة المرامي والمتضاربة الرؤى والمتعددة المنطلقات‪ ،‬تشكيال وسردا ومسرحا‬ ‫المفاهيم النقدية الحديثة‪ ،‬التي حازت اهتمام كثير من النقاد والدارسين الغربيين‪،‬‬ ‫وشعرا ومعمارا‪ .‬وقد تطور األمر‪ ،‬أن أضفى هذا المنحى على هوية طنجة الثقافية‬ ‫قبل أن ينتقل‪ ،‬عبر وسيط الترجمة‪ ،‬إلى حقل الدراسات النقدية المعاصرة‪ .‬حيث توسل‬ ‫ميسما مخصوصا قد ال نجد مثيال له في أي جزء آخر من بقاع األرض‪ .‬فهي المدينة‬ ‫إليه كثير من النقاد في مقاربتهم للنصوص اإلبداعية‪ ،‬في أفق الكشف عن ديناميته إن‬ ‫ذات البحرين‪ ،‬وهي مهد حضارات البحر األبيض المتوسط القديمة‪ ،‬وهي قاعدة بالد‬ ‫في إغناء المعنى أو في تفكيك مضمرات الخطاب‪ .‬إال أن بعض هذه الدراسات النقدية‬ ‫اإلسالم في انفتاحها على الشمال األوربي‪ ،‬وقبل كل ذلك‪ ،‬هي هذا االنفتاح الواسع‬ ‫العربية لم يسلم أصحابها‪ ،‬في استئناسهم بهذا المفهوم‪ ،‬من آفة الخلط بينه وبين‬ ‫على مكتسبات الحضارة البشرية التي انصهرت في بوتقتها تجارب إبداعية وفكرية‬ ‫مفهوم “المكان”‪ ،‬إن على المستوى النظري‪ ،‬أو في معالجة النصوص السردية نقدا‪،‬‬ ‫مخترقة للزمن‪ ،‬وناظمة لخيط رفيع يجمع بين كل ينابيع هذا النهر الدافق الذي ظل‬ ‫والحال أن الفرق بينهما شاسع وبين‪ .‬من هنا سعي هذه الدراسة إلى الوقوف عند‬ ‫يصنع تمثالتنا الجماعية حول صورة طنجة المشتهاة‪ ،‬طنجة المنبثقة من عبق التاريخ‪،‬‬ ‫فعالية اشتغال كل واحد من هذين المفهومين‪ ،‬بما ييسر عملية تشريح النصوص‪،‬‬ ‫طنجة االفتتان األبدي بالمكان وبالوجوه‪ ،‬طنجة الخصب المتجدد والعطاء المستدام‪،‬‬ ‫واإلفصاح عن مكنوناتها‪ ،‬عبر تجريب آليتي المقاربة والتأويل”‪ .‬وإلضفاء بعد إجرائي‬ ‫باختصار‪ ،‬طنجة الخلود كما عكسته أعمال مريديها الكبار‪ ،‬من أمثال عبد اهلل كنون‬ ‫على هذه المنطلقات المنهجية العميقة‪ ،‬اختارت المؤلفة تجريب خالصات اجتهادات‬ ‫وعبد العزيز خلوق التمسماني وبول بولز وتينيسي وليامز وأوجين دي الكروا ومحمد‬ ‫الدراسات النقدية الحديثة والمعاصرة المرتبطة بمفهوم “الفضاء” على أربعة نصوص‬ ‫شكري‪...‬‬ ‫سردية مغربية‪ ،‬راهن أصحابها في بناء عوالمهم السردية وسياقاتهم التخييلية على‬ ‫وإذا كانت الكتابات التأريخية التخصصية قد استطاعت تحقيق تراكم هام أضحى‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫تجديد الرؤى تجاه المفهوم الحصري للفظة “المكان”‪ .‬وهذه الروايات هي –على التوالي‪-‬‬ ‫يشكل –اليوم‪ -‬رصيدا إسطوغرافيا غنيا ومتنوعا‪ ،‬فإن االشتغال على مكنونات التراث الرمزي‬ ‫والتاريخ الثقافي الزال يحظى بانفتاح محدود من قبل المشتغلين بترصد إبداالت تاريخ الذهنيات‪ ،‬الفردية “الضوء الهارب” لمحمد برادة‪ ،‬و”الشطار” لمحمد شكري‪ ،‬و”فراق في طنجة “ لعبد الحي المودن‪ ،‬ثم‬ ‫والجماعية‪ ،‬داخل زمانها ومكانها المخصوصين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ومن زاوية البحث التاريخي المجدد‪ ،‬حتى ال “جيرترود “ لحسن نجمي‪.‬‬ ‫واستنادا إلى رؤى تفكيكية عميقة لمضامين هذه النصوص‪ ،‬استطاعت المؤلفة بلورة مدارج الدراسة‪،‬‬ ‫أقول “الجديد”‪ ،‬بدأت مدارس البحث التاريخي المعاصر تعرف انفتاحا متواصال على استثمار عطاء األعمال‬ ‫اإلبداعية‪ ،‬شعر ونثرا وتشكيال‪ ،‬قصد تفكيك منطلقاتها وآفاقها المرتبطة بمكنونات الذاكرة الجماعية باالرتكاز إلى متواليات مسترسلة من األسئلة المهيكلة للبحث‪ ،‬صاغتها في كلمتها التقديمية بشكل‬ ‫وبعطاء المخيال المشترك المنتج لتجارب الكتابة والتأمل والتفكيك واالستثمار‪ .‬ومن هذه الزاوية بالذات‪ ،‬استشرافي‪ ،‬قالت فيه‪ ...“ :‬من هنا قمنا بصوغ إشكالية لهذه الدراسة جاءت على صيغة السؤال التالي‪ :‬كيف‬ ‫أصبحنا نبحث عن القبض بآليات التوثيق لما ال يمكن التوثيق له في إطار الكتابات التأريخية الحدثية يمكن لمفهوم “الفضاء” أن يتحول من مجرد دال عن المكان كجغرافيا‪ ،‬إلى مفهوم أكثر انزياحا وشساعة‬ ‫التخصصية في أبعادها الحصرية الضيقة‪ ،‬بل وانخرط الكثير من المؤرخين في صوغ مغامرة الكتابة وديناميكية‪ ،‬بحيث يطال الذاكرة والجوانب الحسية والمتخيل على حد سواء؟ بمعنى آخر‪ ،‬هل من الممكن‬ ‫الروائية‪ ،‬باعتبارها أداة لتفكيك الرموز المجردة والتراث الذهني الالمادي والتمثالت الجماعية والسلوكية أن تكون للفضاء‪ -‬المكان امتدادات أخرى أبعد مما هو متداول‪ ،‬بما يجعل منه –عطفا على ذلك‪ -‬مفهوما‬ ‫الناظمة لسلوك الفرد والجماعة داخل سيرورة التكون الطويل المدى‪ ،‬بمعناه البروديلي‪ ،‬ألنساق الحياة يختزل حيوات البشر ومصائرهم وأحاسيسهم الفردية والجماعية‪ ،‬أي تحوله إلى فضاء تخييلي رمزي‪ ،‬يتجاوز‬ ‫الواقع‪ ،‬وال يكتفي بتصويره‪ ،‬خاصة في مدونة السرد المغربي‪( ”...‬ص ص‪.)11-12 .‬‬ ‫والفكر التي يحبل بها المجتمع‪.‬‬ ‫ولالقتراب من سقف هذه األسئلة المتناسلة‪ ،‬اختارت المؤلفة نهج تشريح عناصر الخصب ومقومات‬ ‫في إطار هذا التصور المنهجي المجدد‪ ،‬يندرج انفتاحنا على قراءة الكتاب النقدي الذي أصدرته‬ ‫األستاذة خديجة البوعزاوي سنة ‪ ،2017‬تحت عنوان “شعرية المدينة‪ :‬طنجة في الرواية المغربية”‪ ،‬وذلك التوظيف اإلبداعي المرتبط “بفضاء طنجة”‪ ،‬هذه المدينة الكوسموبوليتية التي حظيت باستقطاب عالمي‪،‬‬ ‫في ما مجموعه ‪ 197‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬وإذا كنا في هذا المقام‪ ،‬ال نزعم اكتساب العدة أثمر نصوصا على نصوص‪ ،‬وتجاربا على تجارب‪ ،‬ومسارات على مسارات‪ ،‬بإغراءاتها األسطورية والجغرافية‬ ‫المنهجية الضرورية لتفكيك بنية هذا العمل النقدي‪ ،‬فإننا –في المقابل‪ -‬نؤكد على قيمته الكبرى في والتاريخية والثقافية‪ .‬ويقينا إن تجميع عطاء هذه التجارب يوفر للباحثين المنشغلين بإبداالت التاريخ‬ ‫توفير الكثير من عناصر التأصيل المنهجي والمعرفي الكفيل بتجسير العالقات القائمة‪/‬والمفترضة بين الثقافي المجهري‪ ،‬سبل القبض بالتفاصيل “األخرى” غير المرتبطة بإواليات اشتغال عقل المؤرخ التقليدي‪.‬‬ ‫النصوص النقدية المشتغلة على خصوبة مكوني الزمان والمكان داخل بنية النصوص الروائية المحتفية إنه استيعاب منهجي تجديدي يفتح اآلفاق الواسعة أمام جهود صقل “صنعة” كتابة التاريخ‪ ،‬في أفق خلق‬ ‫بالجغرافيات الحميمية‪ ،‬وبين مصوغات التأسيس لكتابة تاريخية منفتحة على مواد التراث الرمزي المتحرر مقومات أنسنة الموروثات الرمزية‪ ،‬ثم تطويعها وتخليد قيمها عبر التوظيفات اإلبداعية والفنية التخييلية‬ ‫من صرامة شروط الكتابة التاريخية المنهجية المعروفة‪ .‬بمعنى‪ ،‬أننا ال ننوي استثمار القيمة النقدية الرحبة والواسعة‪.‬‬

‫المجلس الجماعي للمضيق يناقش برنامجه التنموي‬ ‫‪2023/2018‬‬

‫أول مهنة خضراء تنطلق‬ ‫من تطوان‬

‫ناقش مجلس جماعة المضيق يوم‬ ‫الثالثاء الماضي‪ ،‬خالل دروته العادية‬ ‫لشهر فبراير على مشروع برنامج عمل‬ ‫جماعة المضيق برسم الفترة الممتدة‬ ‫من ‪ 2018‬إلى ‪ ،2023‬ويتضمن هذا‬ ‫البرنامج خمسة محاور أساسية‪ ،‬المحور‬ ‫األول‪ ،‬ويهم مواصلة تعزيز البنيات‬ ‫التحتية والتجهيزات األساسية بإنجاز‬ ‫‪ 37‬مشروعا تنمويا يهم شبكة الطرق‬ ‫واإلن���ارة العمومية وقطاع النظافة‬ ‫وشبكة الماء والكهرباء والتطهير‪،‬‬ ‫إضافة إل��ى تنظيم السير والجوالن‬ ‫وتدبير المرافق المحلية‪.‬‬ ‫و المحور الثاني يتعلق بالتعمير‬ ‫والعقار والبيئة والتنمية المستدامة‪،‬‬ ‫ويحتوي على ‪ 9‬مشاريع‪ .‬وأما المحور‬ ‫الثالث فيهتم بالتنمة االجتماية‬ ‫والتأهيل االجتماعي المندمج والنهوض‬ ‫بالشأن الثقافي والرياضي عن طريق إنجاز ‪ 20‬مشروعا تتعلق بالمنشآت الثقافة والرياضية ودور الشباب‪.‬‬ ‫أما المحور الرابع فسيعنى بالتنمية االقتصادية المحلية بإنجاز ‪ 11‬مشروعا يهم مجاالت السياحة والصيد البحري‪ ،‬ودعم األنشطة‬ ‫االقتصادية‪ .‬فيما المحور الخامس يركز على تعزيز الحكامة وتحسين التواصل وتشجيع الشراكات ويضم حوالي ‪ 7‬مشاريع في مجال تحديث‬ ‫وتأهيل وتجويد الخدمات اإلدارية‪ ،‬والرفع من فعالية ونجاعة التواصل والشراكة والتعاون الدولي‪.‬‬ ‫وبعد المناقشة صادق مجلس الجماعة على مختلف هذه المحاور‪ ،‬كما صادق أيضا خالل جلسته الثانية لدورتة العادية لشهر فبراير‬ ‫‪ 2018‬على نقطتين أساسيتين تتعلقان بوضع جدولة زمنية ألداء الديون المستحقة لفائدة شركتي التدبير المفوض لقطاعي الماء والكهرباء‬ ‫والتطهير السائل والنظافة‪ ،‬باعتبار أن هذا الموضوع يشكل واحدة من األولويات التي ينكب المجلس الجماعي الحالي على دراستها للبحث‬ ‫في اآلليات والوسائل المادية الكفلة لتحقيق التوازن المالي برسم السنوات المقبلة‪.‬‬ ‫المجلس صادق أيضا على اتفاقية شراكة وتعاون بين الجماعة والمندوبية اإلقليمية للتعاون الوطني بالمضيق الفنيدق‪ ،‬وتهدف‬ ‫االتفاقية إلى إصالح وإعادة تأهيل فضاء دار الجمعيات بمدينة المضيق وهو الفضاء المخصص الحتضان أنشطة وبرامج العديد منها‪.‬‬ ‫رئيس مجلس جماعة المضيق أحمد المرابط السوسي أكد في ختام أشغال هذه الدورة على األهمية التي يكتسيها هذا البرنامج الذي‬ ‫ستشرع الجماعة في تعبئة موارده المالية عن طرق البحث عن شركاء وداعمين جدد بغية تنزيل مشارعه على أرض الواقع ‪ ،‬داعيا في هذا‬ ‫اإلطار كافة الفاعلين إلى االنخراط مع الجماعة في إنجازهذا البرنامج الذي يمكن اعتباره وثيقة مرجعية ألي فعل تنموي ترابي‪ .‬وأبرز رئيس‬ ‫المجلس أن هذا البرنامج الطموح هو نتاج النهج التشاركي الذي يسير عليه مجلس الجماعة‪ ،‬والهادف إلى إشراك المجتمع المدني المتمثل‬ ‫في الجمعيات‪ ،‬وكل القوى النشيطة في المدينة‪ ،‬والمصالح الخارجية‪ ،‬في إبداء آرائها ومقترحاتها‪.‬‬

‫بادرة طيبة أقدمت عليها جمعية مدرسي علوم الحياة واألرض فرع تطوان‪،‬‬ ‫المتمثلة في توجيه الشباب العاطل إلى ولوج سوق الشغل في المهن الخضراء وخاصة‬ ‫في جمع وتدبير النفايات الصلبة‪.‬‬ ‫حفل انطالقة هذه البادرة التي تحققت بدعم من مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة عن طريق توفير التمويل القتناء دراجات الثالثية العجالت « تريبورتور»‬ ‫كان يوم السبت الفائت‪ .‬وبذلك تكون مدينة تطوان‪ ،‬المدينة‬ ‫األولى التي تنطلق بها هذه المهنة الخضراء على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫وتتمثل هذه المهنة الخضراء في منح مجموعة الشباب الدراجات الثالثية العجالت‬ ‫(تريبورتر) التي تم تصميمها لهذه الغاية‪ ،‬تقوم بجمع النفايات بعد فرزها من الدور‬ ‫السكنية و المؤسسات التعليمية و اإلدارات العمومية‪ ،‬بهدف تثمينها بمقابل مادي‬ ‫تستفيد منه هذه األطراف‪.‬‬ ‫هذه البادرة جاءت تتويجا للعمل الذي قامت به الجمعية خالل أربع سنوات في‬ ‫مشروع إلنتاج مشترك للنظافة مع جماعة تطوان و وزارة التربية والتعليم‪ ،‬وبدعم‬ ‫من المصالح الخارجية بالمدينة ومنظمة «دروسوس» السويسرية ‪ ،‬التي اهتمت‬ ‫بتكوين عدد من جمعيات األحياء و «سانديك» بعض العمارات السكنية‪ ،‬والمؤسسات‬ ‫التعليمية على تبني سلوك فرز النفايات الصلبة من المنبع‪ ،‬و تثمينها بمقابل مادي‬ ‫يستغل في تزيين و إصالح األحياء‪.‬‬ ‫هذه البادرة الهدف منها تحسيس سكان مدينة تطوان و السلطات المحلية‬ ‫بضرورة تبني الفكرة‪ ،‬لما لها من أثر إيجابي على البيئة و جمالية المدينة ‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى الحد من البطالة عن طريق التشغيل في مهنة خضراء‪ ،‬إلى جانب تقليص تكاليف‬ ‫تدبير قطاع النفايات الصلبة على جماعة تطوان‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪930‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)397‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫بعد توقف اضطراري لها‬ ‫«المنظمة المغربية لإلعالم الجديد»‬ ‫في نشاط خيري‬ ‫جددت «المنظمة المغربية لإلعالم الجديد» مكتبها التنفيذي‪،‬‬ ‫حيث أنها بصدد الشروع في تنفيذ برنامجها اإلعالمي لسنة ‪،2018‬‬ ‫ضمنه زيارة مرتقبة إلى دار العجزة‪ ،‬في إطار نشاط خيري‪ ،‬صحبة‬ ‫مجموعة من التالميذ‪ ،‬بتأطير من مؤسسة محمد السادس للنهوض‬ ‫باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين‪ ،‬وذلك يـوم األربعـاء ‪28‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫فبراير ‪.2018‬‬

‫الزيارة ذات طابع محبة ووفاء للمسنات والمسنين‪ ،‬مع إمكانية‬ ‫توزيع بعض الهدايا الرمزية على هذه الفئة المحتاجة‪.‬‬

‫ف َو جْ ُ‬ ‫ن خْ َ‬ ‫} َو َل َن ْب ُل َو َن ُ‬ ‫ال ْو ِ‬ ‫ن‬ ‫ّكم ب َِ�ش ْي ٍء ّ ِم َ‬ ‫�ص ّ ِم َ‬ ‫وع َونَقْ ٍ‬ ‫ال ِ‬ ‫الَم َوال َو ْ أَ‬ ‫�س َوال ّ َث َم َر ِ‬ ‫ين {‬ ‫�ش ّ َ‬ ‫ال�صاب ِ​ِر َ‬ ‫ات َو َب رّ ِ ِ‬ ‫ْ أْ ِ‬ ‫النفُ ِ‬

‫‪MODIFICATIONS STATUTAIRES.‬‬

‫‪Aux termes d’un acte sous seing privé en date à Tanger du 19/09/2017 il a été‬‬ ‫‪établi une décision modificative dont les caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪• CESSION DES PARTS SOCIALES :‬‬ ‫‪L’an deux Mille Dix Sept, Le 19 Septembre, L’Associé unique de la société «IMMO‬‬ ‫‪SALHI NORD» S.A.R.L. D’associé Unique au capital de 50.000,00 DHS, a décidé ce‬‬ ‫‪qui suit:‬‬ ‫‪1. Démission du gérant Mr. BOUAZZA SALHI, et désignation d’un nouveau‬‬ ‫‪gérant. «Mr. HASSAN AZEROUAL».‬‬ ‫‪2. Approbation de cession des parts sociales intervenues ; Mr. BOUAZZA SALHI‬‬ ‫‪a cédé à Mr. HASSAN AZEROUAL Cinq cent parts sociales de cent diirhams chacune‬‬ ‫‪qu’il détient dans le capitale sociale de la société dite : «IMMO SALHI NORD».‬‬ ‫‪3. Modification conséquente de l’article 13 des statuts.‬‬ ‫‪Article 13 : GERANCE DE LA SOCIETE‬‬ ‫‪- MR. HASSAN AZEROUAL, exerce la fonction de gérant de la société sans‬‬ ‫‪limitation de durée.‬‬ ‫‪- Il représente la société et Il a les pouvoirs les plus étendus pour accomplir tout‬‬ ‫‪acte, rentrant dans l’objet de la société. Il peut, sous sa responsabilité, constituer des‬‬ ‫‪mandataires, pour un ou plusieurs objets strictement déterminés.‬‬ ‫‪- Il doit consacrer aux affaires sociales le temps et les soins nécessaires.‬‬ ‫‪- La société est valablement engagée pour tous les actes la concernant par sa‬‬ ‫‪signature seule.‬‬ ‫‪• Tous pouvoirs sont donnés au porteur d’une copie de la présente décision pour‬‬ ‫‪accomplir les formalités de dépôts et publications prévue par la loi.‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au Greffe du Tribunal de Tanger RC N° 69735.‬‬

‫‪Pour extrait et mention‬‬ ‫‪La gérance.‬‬

‫لجميع إعالناتكم اإلشهارية‬ ‫واإلدارية يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫حرم المرحوم‬ ‫الحاج عبد اهلل بن عبد الصادق‬

‫‪6, Rue Allal Ben Abdellah 2° Etage N°9 Tanger.‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫موالة بكـاري‬

‫** ‪** IMMO SALHI NORD‬‬ ‫‪SARL D’associé unique‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫محمد طارق بخات‬

‫لبت نداء ربها يوم الجمعة ‪ 16‬فبـراير‬ ‫‪ 2018‬عن سن تناهز ‪ 81‬سنة المرحومة‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫وفي محفــل جنـائــزي مهيـب‪ ،‬بحضـور‬ ‫األهـل واألقارب‪ ،‬شـيـع جثمانها الطاهـر إلى‬ ‫مثواه األخيـر في نفس اليوم‪ ،‬ودفـنت بمقبــرة‬ ‫سيـدي اعمار بطنجـة بعد صالة العصر بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة القلبية إلى‬ ‫أبنائها وبناتها‪ ،‬وجميع أفراد عائلتي بكاري وعبد الصادق سائلين العلي القدير‬ ‫أن يلهمهــم جميل الصبـر والسلـوان‪ ،‬وأن يسكـن الفقيدة جنـات الرضـوان‬ ‫مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪397‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 929‬ـ الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫منذ‬

‫مدة طويلة والالعب السابق التحاد طنجة‪ ،‬ياسين الشهبي يعاني في‬ ‫صمت من مرض عضال غير مسار حياته وحياة أسرته الصغيرة‪ ،‬دون‬ ‫أن يلقى أية التفاتة‪ ،‬خاصة من الوسط الرياضي الذي انتمى إليه‪ .‬ولحسن الحظ أن‬ ‫التضامن أخيرا عبر صفحات مواقع التواصل االجتنماعي‪ ،‬أثر بشكل كبير على مختلف‬ ‫شرائح المجتمع المغربي‪ ،‬وأيقظ الضمائر وعجل بتدخل سريع من فريقه السابق‪،‬‬ ‫اتحاد طنجة الذي اتخذ قرارا إنسانيا بمتابعة الحالة الصحية لياسين والتكفل بالعالج‪.‬‬ ‫حيث تم نقل الالعب إلى مستشفى الشيخ زايد بالعاصمة الرباط من أجل تلقي‬ ‫العالج‪ .‬بالمناسبة‪ ،‬نشكر اتحاد طنجة على هذه المبادرة اإلنسانية‪ ،‬كما نشكر جميع‬ ‫من تضامن مع هذا الالعب الخلوق من مختلف المدن المغربية‪ .‬ونتمى له الشفاء‬ ‫العاجل والعودة السريعة إلى أسرته‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كأس العالم‬ ‫للشباب تحت عشرين‬ ‫عاما‪)1( :‬‬

‫حاتم الطرابلسي‪...‬‬

‫�أحد النجوم ال�سابقني يف منتخب تون�س لكرة القدم‬

‫خسارة النسور مع األسود الثالثة‬

‫أطلق االتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بطولة كأس العالم للشباب‬ ‫للمرة األولى عام ‪ 1977‬بهدف إيجاد منفذ ومعترك لالعبي كرة القدم‬ ‫صغار السن للظهور على الصعيد الدولي‪ ،‬ولزيادة شعبية كرة القدم في‬ ‫الدول التي لم تنتشر فيها الساحرة المستديرة بالشكل الكافي وقتها‬ ‫وخاصة دول العالم الجديد « الواليات المتحدة وكندا‪ .‬ودُشنت بطولة‬ ‫العالم للشباب وقتها في إطار خطة إدارية من قبل الفيفا لتكثيف بطوالته‬ ‫التي ينظمها بعدما استمر ألكثر من ‪ 50‬عاماً ينظم بطولة واحدة فقط‬ ‫تقام كل أربعة سنوات وهي كأس العالم ويشرف «جزئياً» على بطولة‬ ‫عالمية أخرى وهي مسابقة كرة القدم ضمن دورة األلعاب األولمبية‪.‬‬ ‫وشهدت البطولة العالمية للشباب التي نظمها الفيفا بتطورات‬ ‫متعددة وإن تمسكت بأمر هام منذ أن انطلقت نسختها األولى في‬ ‫تونس عام ‪ 1977‬وهو إقامتها كل عامين‪ ،‬وكانت البطولة تسمى في‬ ‫البداية بطولة العالم للشباب وأقيمت تحت هذا المسمى ‪ 15‬نسخة‬ ‫آخرها مونديال عام ‪ 2005‬في هولندا‪ ،‬ثم تم تغيير االسم إلى كأس‬ ‫العالم تحت ‪ 20‬عاماً وأقيمت أربع مرات بهذا االسم آخرها كان في تركيا‬ ‫عام ‪.2013‬‬ ‫وفازت تسع دول فقط بألقاب النسخ ال‪ 19‬الماضية‪ ،‬إذ حصدت‬ ‫األرجنتين اللقب ست مرات أعوام ( ‪2001 – 1997 – 1995 – 1979‬‬ ‫– ‪ ،)2007 – 2005‬وفازت البرازيل بالكأس خمسة مرات أعوام ( ‪1983‬‬ ‫– ‪ ،)2011 – 2003 – 1993 – 1985‬البرتغال هي أكثر الدول األوروبية‬ ‫تتويجاً باللقب برصيد بطولتي فازت بهما عامي (‪.)1991 – 1989‬‬ ‫وفازت يوغوسالفيا بالبطولة عام ‪ ،1987‬وفرنسا عام ‪ ، 2013‬وألمانيا‬ ‫الغربية عام ‪ 1981‬واالتحاد السوفيتي بأول ألقاب البطولة عام ‪،1977‬‬ ‫وإسبانيا عام ‪ 1999‬أما غانا فكانت الدولة األفريقية الوحيدة التي توجت‬ ‫باللقب وكان ذلك في النسخة السابعة عشرة التي أقيمت في مصر عام‬ ‫‪.2009‬‬

‫(يتبع)‬

‫في مجموعة صعبة مع إنجلترا‪ ،‬بلجيكا وبنما‪ ،‬ويبدو أن هذا‬ ‫القدر قرر أن يجدد المنتخب التونسي مواجهته لمنتخبات سبق له أن‬ ‫تنافس معها من قبل في النهائيات‪ ،‬ويتعلق األمر تحديداً بمنتخبي‬ ‫إنجلترا في نسخة فرنسا ‪ 1998‬وانتهى اللقاء لصالح اإلنجليز ‪،2-0‬‬ ‫وبلجيكا في نسخة كوريا الجنوبية ‪ /‬اليابان ‪ 2002‬وانتهى بالتعادل‬ ‫‪ .1-1‬و ألن المواجهة بين تونس وإنجلترا ستتكرر مرة أخرى بعد‬ ‫عشرين عاماً‪ ،‬تحاور موقع «فيفا‪.‬كوم» مع حاتم الطرابلسي أحد نجوم‬ ‫المنتخب التونسي وعاد به للوراء حيث ملعب فيلودروم في مرسيليا‪،‬‬ ‫أين خسر النسور اللقاء بهدفين لصالح منتخب األسود الثالثة‪ .‬عن‬ ‫حيثيات المباراة‪ ،‬تحدث حاتم الطرابلسي‪« :‬رغم أن التحضيرات كانت‬ ‫جيدة قبل البطولة إال أننا لم نقدم مستوى جيد في المباراة وخسرناها‬ ‫بثنائية‪ ،‬فمنتخب إنجلترا كان يملك إمكانيات كبيرة وأسماء المعة على‬ ‫غرار ديفيد بيكهام وآالن شيرر وسول كامبل وبول سكولز‪ ،‬فمستواهم‬ ‫كان كبيراً عكس المنتخب التونسي الذي كان يملك العبين مميزين‬ ‫لكن ليس بمستوى اإلنجليز‪ ،‬لكنها مباراة سمحت لنا باالحتكاك مع‬ ‫المستوى العالي وساعدتنا كثيراً في بقية مشوارنا كالعبين‪ ».‬ورغم‬ ‫أن إنجلترا كانت من أقوى المنتخبات في تلك الفترة‪ ،‬إال أن منتخب‬ ‫تونس صمد ‪ 42‬دقيقة قبل أن يتلقى الهدف األول من تسجيل الهداف‬ ‫آالن شيرر‪ ،‬ويقول حاتم عن الشوط األول «على مستوى الدفاع كانت‬ ‫تونس قوية‪ ،‬ولكن دخلنا المباراة نخشى من المنافس ألننا منتخب‬ ‫عربي سيواجه منتخب كبير ومشهور‪ ،‬وهذه األمور تصنع الفارق في‬ ‫المباريات‪ ،‬ربما كانت مشكلة ثقة في النفس قبل بداية المباراة‪».‬‬

‫منتخب إنجلترا بين ‪ 1998‬و‪2018‬‬ ‫ويرى حاتم أن كرة القدم اإلنجليزية تغيّرت كثيراً مقارنة بسنة‬ ‫‪ ،1998‬وحتى منتخب األسود الثالثة لم يعد ذلك المنتخب الذي يملك‬ ‫العبين كبار يلفتون األنظار‪ ،‬حيث صرح قائ ًال «هنالك فارق كبير بين‬ ‫منتخب إنجلترا ‪ 1998‬والمنتخب الحالي‪ ،‬وقت ذاك كانوا يملكون‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫العبين كبار وفي جميع المراكز‪ ،‬عكس المنتخب الحالي الذي ال يصل‬ ‫إمكانيات منتخبهم قبل عشرين سنة‪ ،‬رغم أنهم يملكون العبين‬ ‫جيدين حالياً وتركيزهم كبير فوق الميدان‪ ».‬وال يرى حاتم أن االختالف‬ ‫محصور فقد في المنتخب اإلنجليزي‪ ،‬بل في اللعبة األكثر شعبية في‬ ‫العالم بشكل عام‪ ،‬حين قال «كرة القدم تغيرت في الحقيقة وال يمكن‬ ‫مقارنة جيل سابق بالجيل الحالي‪ ،‬خاصة من ناحية المهارة الفنية‪ ،‬ألن‬ ‫إنجلترا كانت تملك العبين مهاريين مثل ستيف ماكمانامان وعدة‬ ‫أسماء المعة عكس الجيل الحالي الذي أرى أن قيمة الالعبين من‬ ‫الناحية الفنية أقل بكثير من ذي قبل‪ ،‬وحتى سابقاً كان التنافس كبيراً‬ ‫في كل البطوالت عكس الفترة الحالية‪».‬‬

‫نصائح الطرابلسي لجيل المساكني‬ ‫وبعد عشرين عاماً من مواجهة‪ ‬تونس وإنجلترا‪ ،‬سيتواجه‬ ‫المنتخبان من جديد يوم ‪ 18‬يونيو على ملعب فولجوجراد‪ ،‬وستكون‬ ‫المواجهة األول��ى للمنتخبين في النهائيات‪ ،‬ولهذا يقدم حاتم‬ ‫الطرابلسي بعض النصائح لزمالء يوسف المساكني «أنصحهم بإزالة‬ ‫الحاجز النفسي قبل المباريات وأن نكون حاضرين ذهنياً وبدنياً فوق‬ ‫الميدان‪ ،‬ونحضر لخوض‪ ‬كأس العالم بالطريقة المثلى سواء بدنياً أو‬ ‫فنياً‪ ».‬ويعلم حاتم أن مهمة منتخب تونس لن تكون سهلة بتاتاً‪ ،‬ألن‬ ‫المجموعة قوية وصعبة‪ ،‬قائ ًال «ال يمكن أن نحلم أكثر من إمكانياتنا‪،‬‬ ‫وقعنا في مجموعة تضم كل من إنجلترا‪ ،‬بلجيكا وبنما‪ ،‬فحتى منتخب‬ ‫بنما ستكون مواجهته صعبة جداً‪ .‬علينا اللعب بحسب إمكانياتنا‪ ،‬فإذا‬ ‫جاءت النتائج فمرحبا بها‪ ،‬وإذا لم تأت فيجب أن نقدم عرضاً يليق‬ ‫بسمعة كرة القدم التونسية التي عرفت التأهل إلى كأس العالم أربع‬ ‫مرات من قبل فض ًال عن تتويجنا بكأس األمم األفريقية‪ ».‬وقبل ختام‬ ‫المقابلة‪ ،‬تحدث الطرابلسي عن نقطة مهمة قد تساعد الالعبين في‬ ‫تقديم مستويات كبيرة في روسيا ‪ ،2018‬وقال «ستكون كأس العالم‬ ‫فرصة لالعبين لالحتراف في أوروبا‪ ،‬ألن البطولة بوابة لكل العب يريد‬ ‫االحتراف في المستوى العالي‪ ،‬وإن شاء اهلل سنكون محضرين بطريقة‬ ‫جيدة ونقدم مستوى جيد في النهائيات»‪.‬‬

‫ريال مدريد يحسم قراره‬ ‫بشأن مستقبل بيل‬

‫كشفت تقارير صحفية عن حسم نادي ريال مدريد‪ ،‬قراره بشأن مستقبل الجناح‬ ‫الويلزي جاريث بيل‪ ،‬في ظل الجدل المثار حول إمكانية رحيله في الصيف المقبل‪ .‬ووفقا‬ ‫لصحيفة «ماركا» فإن مصادر مقربة من النادي أكدت أن إدارة ريال مدريد سوف تسمح‬ ‫للويلزي بمغادرة ملعب البرنابيو في نهاية الموسم الحالي‪ ،‬وذلك بعد أن عانى الالعب‬ ‫الستعادة لياقته ومستواه على مدى األشهر الـ ‪ 18‬الماضية‪ ،‬فيما تم تجاهله من قبل‬ ‫المدرب زين الدين زيدان‪ ،‬في المباريات الرئيسية في الفترة األخيرة‪ .‬وأوضحت أن‬ ‫معنويات بيل تعرضت لضربة موجعة عندما تم استبعاده من تشكيلة الفريق في مباراة‬ ‫دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان‪ ،‬فضال عن مباراتي الليغا ضد ريال سوسييداد‬ ‫وليغانيس‪ .‬وأضافت أن وكيله جوناثان بارنيت‪ ،‬يعمل حاليا على إيجاد طريقة لرحيل‬ ‫الالعب عن لوس بالنكوس في الصيف‪ ،‬في الوقت الذي لن تبالغ فيه إدارة ريال مدريد في‬ ‫المطالب المادية‪ .‬وختمت بأن المدرب زيدان لم يعد راغبا في الدفع بالبالغ من العمر ‪28‬‬ ‫عاما‪ ،‬خاصة في ظل تألق الالعبين األصغر سنا مثل الجناح ماركو أسينسيو‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪930‬‬

‫سلة اتحاد طنجة تحضر للنسخة الثانية من‬ ‫برنامج «طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة»‬ ‫بعــد النجــاح الكبيـــر‬ ‫الـذي حققــتـــه النسخـــة‬ ‫األولى من برنامـج «طنجة‬ ‫الكبرى تتنفس كرة السلـة‬ ‫«خـالل الموسـم الرياضــي‬ ‫‪ ،2017/2016‬انطـــلـــق‬ ‫اتحاد طنجة لكرة السلة‪،‬‬ ‫باعتباره صاحــب المبادرة‪،‬‬ ‫في التحضيــــر للنسخــة‬ ‫الثانيـــة من هــذا البرنامج‬ ‫الرياضي‪ ،‬التربــوي‪ ،‬ذو‬ ‫أبعاد اجتماعية‪ ،‬بشراكة مع‬ ‫المديرية الجهوية لوزارة‬ ‫الشباب والرياضـــة طنجــة‬ ‫تطوان الحسيمـــة وتحـــت‬ ‫إشراف والية طنجة‪.‬‬ ‫وتميزت نسخته األولى‬ ‫بفتح مدارس لكــرة السلــة‬ ‫للقرب باألحياء الهامشية‬ ‫التي عرفت تدشين‪ ‬مرافق‬ ‫رياضية وإجتماعية في‬ ‫إطار المشاريع التنموية‬ ‫واالجتماعية لطنجة الكبرى‪،‬‬ ‫نظير مسنانة ‪،‬أرض الدولة وبئر الشفاء‪ ،‬في انتظار إضافة مدارس‬ ‫أخرى في النسخة الحالية من البرنامج‪ ،‬لتشمل مناطق‪ ،‬الحي‬ ‫الحسني‪ ،‬سيدي إدريس‪ ،‬العوامة الشرقية‪ ،‬الحجر األصفر وطنجة‬ ‫البالية‪.‬‬ ‫ويسهر إتحاد طنجة على تأطير هذه المدارس التي تركت‬

‫انطباعــا جديــا لدى‬ ‫المستفيدين والمستفيدات‪،‬‬ ‫واسرهم‪ ،‬من خــالل فســح‬ ‫المجال أمامهــم لممارسـة‬ ‫ممارســة كــرة السلة وجعلها‬ ‫أداة للمرافـقـــة واإلدمـــاج‬ ‫ومحاربــة الهــدر المدرسي‪،‬‬ ‫والتوعية من اجل الحماية من‬ ‫االنحراف‪.‬‬ ‫وكانت اإلدارة التقنيــة‬ ‫التحاد طنجــة التي يرأسهــا‬ ‫الخبــيــر الوطنــي‪ ،‬خليـــل‬ ‫الرواس‪ ،‬واللجنـة المكلفــة‬ ‫بالبرنــــامــج شــرعـــت في‬ ‫عملية التنقيـــب وتسجيـل‬ ‫الراغبين في المشاركة في‬ ‫البرنامج بعد زيارات لبعـض‬ ‫المــؤسســـات التعليميـــة‬ ‫بالمناطقالمذكرة‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن تنظم‬ ‫لقاء تواصليا مع أولياء أمور‬ ‫المستفيدين يوم الجمعــة‬ ‫المقـبــل لشــرح البرنامــج‬ ‫وأهدافــه‪ ،‬قبل المــرور إلى تنظيم اليوم التحسيسي واالنتقائي‬ ‫األول‪ ،‬السبت المقبل صباحا بالملعب التابع لمركز تقوية قدرات‬ ‫الشباب بالحي الحسني سيدي إدريس‪ ،‬وعلى إثره سيتم تسطير‬ ‫البرنامج التدريبي األسبوعي‪ ،‬وتعيين األطر التقنية التي ستشرف‬ ‫على التاطير تحت إشراف المدير التقني التحاد طنجة‪.‬‬

‫هيثم الشطي‪ ...‬موهبة واعدة‬ ‫منذ التحاقه بمدرسة نهضة طنجة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬بدأت بوادر مشروع موهبة في كرة‬ ‫القدم تظهر على الطفل هيثم الشطي‪ .‬العميد‬ ‫الصغير بدا اليوم يشق طريقه للنجومية وتألق‬ ‫في العديد من الدوريات التي يشارك فيها من‬ ‫خالل لمساته السحرية‪ ،‬وتمريراته المركزة‬ ‫وأهدافه الجميلــة‪ .‬آخر مشاركتــه كانــت في‬ ‫النسخة األولى من «دوري العطلة المدرسية‬ ‫لكرة القدم» للفئات الصغــرى الذي نظمــته‬ ‫جمعية سبورتينغ طنجـة وشاركــت فيــه ‪48‬‬ ‫جمعية رياضية بملعب القرب رقم ‪ 50‬بحي بئر‬ ‫الشعيري‪ .‬وقاد فريق سبورتينغ طنجة إلى إحراز‬ ‫مسابقة فئة المبتدئين بفوز ساهم فيه بشكل‬ ‫كبير على فريق أسود الشمال بأربعة أهداف‬ ‫مقابل ثالثة‪ .‬وخالل هذا الدوري‪ ،‬فاز فريق‬ ‫مدرسة هالل إندوور بفئة الكتاكيت النهائي‬ ‫على حساب جمعية ‪ 26‬شتنبر بالضربات‬ ‫الترجيحية بعدما انتهى الوقت األصلي من‬ ‫المباراة بالتعادل بخمسة أهداف لمثلها‪ .‬فيما‬ ‫آلت فئة الصغار لجمعية التحدي على حساب‬ ‫حسنية طنجة‪ .‬بينما فاز بفئة البراعم فريق‬ ‫أسود الشمال على حساب نهضة طنجة‪ .‬وشهد‬ ‫الحفل الختامي‪ ،‬الذي حضرته فعاليات ووجوه‬ ‫رياضية‪ ،‬في مقدمتها اإلطار الطنجاوي ادريس‬ ‫المرابط‪ ،‬مدرب اتحاد طنجة‪ ،‬عملية توزيع‬ ‫الكؤوس على أبطال الدوري‪.‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫بالغ اللجنة المركزية التأديبية‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫يوم الثالثاء الماضي ‪ 2018‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬بالنسبة لبطولة اتصاالت‬ ‫المغرب القسم الوطني األول ‪:‬‬ ‫تغريم نادي الوداد الرياضي مبلغ ‪ 10000‬درهما الستعمال جماهيره الشهب‬ ‫االصطناعية خالل اللقاء الذي جمعه بنادي الرجاء الرياضي‪ ،‬لحساب مؤجل الجولة ‪10‬‬ ‫من البطولة الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب ‪ /‬القسم األول‪ ،‬اضطر من خاللها‬ ‫حكم المقابلة الى توقيف المباراة لمدة ‪ 3‬دقائق‪ .‬وتغريم نادي الرجاء الرياضي مبلغ‬ ‫‪ 10000‬درهما لرمي جماهيره أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالشهب‬ ‫االصطناعية خالل اللقاء الذي جمعه بنادي الوداد الرياضي‪ ،‬لحساب مؤجل الجولة‬ ‫‪ 10‬من البطولة الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب ‪ /‬القسم األول‪ ،‬مع تسجيل حالة‬ ‫العود‪ .‬وتوقيف يحيى عطية اهلل‪ ،‬العب فريق أولمبيك أسفي لمباراة واحدة‪ .‬وتغريم‬ ‫نادي الراسينغ الرياضي‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل‬ ‫المباراة التي جمعته بفريق اتحاد طنجة‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 17‬من البطولة‬ ‫االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫وتغريم نادي اتحاد طنجة‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل‬ ‫المباراة التي جمعته بفريق الراسينغ الرياضي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 17‬من‬ ‫البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون‬ ‫العقوبات‪ .‬وتغريم نادي الفتح الرياضي ‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪4‬‬ ‫إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق الوداد الرياضي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة‬ ‫‪ 16‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من‬ ‫قانون العقوبات‪.‬‬ ‫وبالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني الثاني ‪ ،‬توقيف عبد النبي‬ ‫الحراري العب فريق المغرب الرياضي الفاسي لمباراة واحدة‪ .‬وتوقيف سعيد زايدي‬ ‫العب فريق شباب بنجرير لمباراة واحدة‪ .‬وتوقيف السيد عبد الحق الكتامي‪ ،‬مدرب‬ ‫حراس مرمى فريق المغرب الرياضي الفاسي لمباراتين‪ .‬وتغريم نادي شباب قصبة‬ ‫تادلة‪ ،‬مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته‬ ‫بفريق مولودية وجدة‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 18‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫رئيس الكاف يشكر لقجع على حسن تنظيم بطولة إفريقيا لألمم طوطال‬ ‫وجه أحمد رئيس الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم رسالة شكر وامتنان لفوزي‬ ‫لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة يوم الخميس ‪ 15‬فبراير ‪2018‬؛ عقب‬ ‫التنظيم الجيد لبطولة إفريقيا لألمم طوطال التي احتضنتها المملكة المغربية ما‬ ‫بين ‪ 13‬يناير و‪ 4‬فبراير ‪ .2018‬وهنأ أحمد رئيس الجامعة والمنظمين بعد النجاح‬ ‫الجماهيري الذي حققته هذه التظاهرة على صعيد المملكة والقارة‪ ،‬مؤكدا أن تفاني‬ ‫وإخالص وسخاء القائمين على التنظيم سيظل عالمة فارقة في كرة القدم اإلفريقية‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬أشار رئيس الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم إلى أن المغرب‬ ‫أبان؛ وبشكل ال يدع مجاال للشك؛ عن التزامه القوي ومساهمته الفعالة في تدبير‬ ‫شؤون كرة القدم بالقارة السمراء‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 16‬سنة يفوز على جيبوتي‬ ‫فاز المنتخب الوطني ألقل من ‪ ، 16‬بنتيجة ‪ 3‬أهداف مقابل ال شيء‪ ،‬في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء يوم األربعاء ‪ 21‬فبراير ‪ 2018‬بمنتخب جيبوتي‪ .‬وتناوب‬ ‫على تسجيل أهداف النخبة الوطنية في هذه المباراة‪ ،‬كل من أسامة برحال‪ ،‬في‬ ‫الدقيقة ‪ ،36‬وأحمد الخياطي‪ ،‬في الدقيقة ‪ ،45‬وأسامة الزمراوي‪ ،‬في الدقيقة ‪ 87‬من‬ ‫ضربة جزاء‪ .‬يشار إلى أن هذه المباراة الودية تدخل في إطار استعدادات المنتخب‬ ‫الوطني لالستحقاقات المقبلة‪.‬‬

‫جماعة تطوان تدعو لمناظرة‬ ‫لدعم المغرب التطواني والمكتب‬ ‫يستعجل المبادرة‬ ‫دعا محمد إدعمار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان إلى‬ ‫تنظيم مناظرة رياضية‪ ،‬من أجل دعم ومساندة فريق المغرب‬ ‫التطواني لكرة القدم للخروج من محنته‪.‬‬ ‫وألح إدعمار في اجتماع عقده مع أعضاء المكتب المسير‬ ‫للمغرب التطواني‪ ،‬بحضور أعضاء اللجنة الرياضية المكونة من‬ ‫الفرق السياسية بالمجلس الجماعي لتطوان‪ ،‬على ضرورة اإلسراع‬ ‫بتنظيم هذه المناظرة و مشاركة السلطات المحلية والمكتب‬ ‫المسير للفريق‪ ،‬وجميع الهيئات المنتخبة والمؤسسات اإلقتصادية‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬و التفكير الجماعي في إيجاد الحلول لتجاوز األزمة‬ ‫الماليةللفريق‪.‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫وطرح ممثلوا المغرب التطواني خالل هذا االجتماع على‬ ‫طاولة رئيس الجماعة‪ ،‬جميع المشاكل التي يعاني منها الفريق‪،‬‬ ‫سيما مشاكل عويصة في الجانب المالي‪ ،‬مبرزين أن الفريق‬ ‫تعترضه إكراهات مالية خطيرة‪ ،‬قد تعصف بمستقبله‪ ،‬وتعصف‬ ‫بحلمه في االنعتاق من النزول‪ ،‬في حال تملص جميع الفعاليات‬ ‫المنتخبة واإلقتصادية والسلطات المحلية من مسؤولياتها في‬ ‫تقديم الدعم‪.‬‬ ‫ورمى مكتب المغرب التطواني بترتيبات المناظرة في مرمى‬ ‫رئيس الجماعة‪ ،‬والتنسيق مع كال من الرئيس المنتدب و أمين‬ ‫المال للفريق‪ ،‬داعيا إلى اإلسراع بتنظيمها في أقرب اآلجال‪.‬‬

‫والد الالعب التوزاني في ذمة اهلل‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل‪ ،‬المرحوم «أحمد التوزاني بلفقيه « والد صديقينا‪ ،‬محمد التوزاني بلفقيه‪ ،‬الالعب السابق‬ ‫بفرق‪ ،‬حسنية طنجة‪ ،‬واتحاد طنجة‪.‬‬ ‫ووري جثمان المرحوم‪ ،‬الطاهر الثرى بعد صالة الظهر ليوم الثالثاء ‪ 13‬فبراير ‪ ،2018‬بمقبرة عزيب الحاج قدور‬ ‫بطنجة في محفل جنائزي مهيب‪ ،‬بحضور عدد كبير من األهل وأصدقاء المرحوم‪.‬‬ ‫و لهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى جميع أفراد أسرة الفقيد‪ ،‬وعلى رأسها‪ ،‬نجله‪ ،‬محمد‪ ،‬وإلى جميع‬ ‫أفراد أسرة الفقيد‪ ،‬راجين من العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنه فسيح جنانه‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر‬ ‫الجميل‪ .‬إنا هلل و إنا إليه راجعون‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة يفوز على فريق جمعية سال‬ ‫فاز المنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة‪ ،‬بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد‪ ،‬في‬ ‫المباراة الودية التي جمعته زوال يوم األربعاء ‪ 21‬فبراير ‪ 2018‬بفريق جمعية سال‪.‬‬ ‫وسجل الهدف األول للمنتخب الوطني ألقل من ‪ 23‬سنة في هذه المباراة الودية التي‬ ‫أقيمت بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ ،‬الالعب خالد حشادي في الدقيقة ‪15‬‬ ‫بينما وقع الهدف الثاني الالعب عبد الحكيم أكليدو في الدقيقة ‪ .89‬ووقع هدف فريق‬ ‫جمعية سال الالعب كومارا في الدقيقة ‪ 65‬من ضربة جزاء‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني النسوي يواجه منتخب لكسمبورغ‬ ‫في إطار استعداداته لالستحقاقات المقبلة‪ ،‬يُجري المنتخب الوطني لكرة القدم‬ ‫النسوية‪ ،‬يوم السبت ‪ 3‬مارس ‪ ،2018‬بمدينة طنجة‪ ،‬مباراة ودية ستجمعه بمنتخب‬ ‫لكسمبورغ‪ .‬وسيدخل المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية بداية من ‪ 28‬فبراير‬ ‫‪ 2018‬تجمعا إعداديا مغلقا بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ ،‬قبل أن يتوجه‬ ‫في ‪ 2‬مارس ‪ 2018‬إلى مدينة طنجة‪.‬‬ ‫ولهذا الغرض وجه كريم بنشريفة‪ ،‬مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية‬ ‫الدعوة إلى ‪ 23‬العبة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب النسوي ألقل من ‪ 17‬سنة ينهزم أمام جنوب إفريقيا‬ ‫انهزم المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ألقل من ‪ 17‬سنة‪ ،‬بهدف لصفر في‬ ‫المباراة التي جمعته بمنتخب جونب إفريقيا‪.‬‬ ‫وسجل هدف منتخب جنوب إفريقيا في هذه المباراة التي أقيمت على أرضية‬ ‫ببوكر عمار ‪ ،‬بمدينة سال‪ ،‬الالعبة سيبيليل هولويني في الدقيقة ‪ . 66‬جدير بالذكر‪،‬‬ ‫أن هاته المباراة تدخل في إطار إياب الدور الثاني من التصفيات اإلفريقية المؤهلة‬ ‫لنهائيات كأس العالم األرغواي ‪.2018‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬فرباير �إلى ‪ 05‬مار�س ‪2018‬‬ ‫العدد ‪930‬‬ ‫األخيرة‬ ‫اختتام معرض الكتاب ‪ ..2018‬أكثر‬ ‫تمرّ دورات البرلمان وتتشابه‬ ‫من نصف مليون زائر‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫والكل ال زال يتذكر النائب الذي كان يلعب «الكارطا اإلليكترونية» خالل جلسة عامة‪ ،‬والنائبة التي وضعت رجليها على الكرسي‬ ‫المقابل فبدا منها ما ال يجب‪ ،‬والنواب الذين «ضبطتهم» كاميرات الصحافيين المالعين‪ ،‬وهم «غارقون» في نوم عميق‪....‬إلى آخره‪،‬‬ ‫من مظاهر االستخفاف بمهام ممثلي األمة التي ‪ ‬طبعت سلوك بعض النواب‪....‬‬ ‫ولعل الرئيس المالكي أراد تحسين صورة البرلمانيين لدى الشعب‪ ،‬حين قال ما قال في ندوته الصحافية‪ ،‬ولكنه «كفسها» حين‬ ‫أكد‪ ،‬مزهوا‪ ،‬أن‪ ‬حضور النواب سجل نسبا قياسية في تاريخ المؤسسة البرلمانية حيث بلغت ‪ 80‬بالمائة‪ ،‬في جل الجلسات العامة‪ ،‬و‪75‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬داخل اللجان‪.‬‬ ‫وفيما كنا ننتظر من «الحبيب» أن يبشرنا بأن نواب األمة «قطعوا» مع الممارسات العبثية المشينة‪ ،‬السابقة‪ ،‬بعد أن تعرضوا‬ ‫لعذاب الضمير وتأنيبه‪ ،‬فإذا به يصدح بما زادنا يقينا‪ ‬أن «العذر أكبر من الزلة»‪ ،‬ذلك أن «توبة» بعض النواب‪ ،‬لم تحدث نتيجة رجوعهم‬ ‫عن «غيهم»‪ ،‬بل جاءت دفاعا عن «محفظاتهم» بعد أن‪ ‬أصابها ‪ ‬الضعف والهزال والضمور‪ ،‬حين امتدت يد «القانون الداخلي» إلى‬ ‫«رواتب» أربعين نائبا‪ ،‬من بين ‪ ،395‬اقتطعت من‪ ‬رواتبهم» ‪ 1200‬درهم عن الغياب «الغير مبرر» وهو السائد بالغرفتين‪ ،‬بعد أن لم‬ ‫تنفع في ردع هؤالء النواب نصيحة وال تهديد‪ ،‬وبعد أن تالعب محترفو «السليت» بقضية «البوانطاج» ‪ ‬بطرق ماكرة‪ ،‬ليضطر «الحبيب»‬ ‫إلى أن ينزل بسيف ‪ ‬داموكليس على جيوب «السالتين» فيقتطع منها ما أجبرهم على «العودة»‪ ،‬صاغرين» إلى ‪ ‬كراسيهم التي افتقدت‬ ‫بعضهم منذ الدخول النيابي‪ ،‬ليصيح الحبيب فينا‪ ،‬فرحا وانتشاء‪ ،‬أن حضور النواب سجل أرقاما قياسية‪ ،‬هذه الدورة‪ ،‬وأنه يشكل «تحوال»‬ ‫ويدشن ‪ ‬لـ «ثقافة جديدة» «ساعدت‪« ‬الجميع» على تغيير نظرتهم إلى المؤسسة البرلمانية»‪) ! ( .‬‬ ‫فهل يعتقد «الحبيب» بجد‪ ،‬أن معاقبة أربعين «سالتا» ‪ ‬يكفي ليقنع األربعين مليونا من المغاربة‪ ،‬بأن البرلمان دخل عهدا جديدا‬ ‫ودشن ثقافة جديدة مبنية على الجدية والمسؤولية واحترام شرف تمثيل الشعب والنيابة عنه؟ أم إنها «حزة وتفوت» كما يحصل عادة‬ ‫عندنا‪ ،‬لتعود حليمة إلى عاداتها القديمة‪! ‬‬ ‫المالكي عرج بالمناسبة على قضية أخرى يعلم جيدا‪ ‬أن الشعب بصفة عامة ال يتعاطف معها‪ ،‬أال وهي مسألة «تقاعد البرلمانيين»‪،‬‬ ‫أوال ألنهم يستفيدون من تعويضات مليونية‪ ،‬ومن امتيازات واسعة‪ ،‬ومنهم من يراكم تعويضات أخرى‪ ،‬خاصة وتكرار منظر الكراسي‬ ‫الفارغة أمام مشاهدي التليفزيون المغاربة‪ ،‬على مدى دورات السنة التشريعية‪ ،‬وما يتسرب من داخل اللجان حيث يحدث أن يتم‬ ‫التصويت على مشاريع قوانين بثالثة أصوات‪ ‬وامتناع صوتين‪....! ‬‬ ‫ثم إن عمل المنتخبين عمل تطوعي لم يكرهون عليه‪ ،‬وال فرض عليهم‪ ‬بأمر أو قرار‪...‬ومع ذلك فقد رصد لهم الشعب «تعويضات‬ ‫مغرية» ال يصلها من قضى عشرين سنة من عمره على كراسي الدرس‪ ،‬وترقى درجات عليا في العلم والمعرفة‪ ،‬ويكون عليه أن ينتظر‬ ‫بلوغ ‪ 65‬سنة‪ ،‬ليحصل على فتات‪ ،‬مقارنة مع «معاش» البرلماني ‪ ‬السمين جدا‪.‬‬ ‫فهل ‪ ‬في هذا عدل ‪ ‬خاصة ونحن نشاهد برلمانيين «يتهجون» أسئلة ال بد كتبت لهم‪ ،‬ولكنهم يعجزون عن قراءتها بشكل سليم‪.‬‬ ‫ليس هناك أي تضخيم لملف تقاعد البرلمانيين‪ ،‬كما يدعي الحبيب‪ ،‬بل إن طائفة من أحزاب األغلبية الحاكمة‪ ،‬تضامنت مع الشعب‬ ‫وطالبت‪ ‬بتصفية‪ ،‬بل بإلغاء ‪ ‬صندوق تقاعد البرلمانيين‪ ،‬أو على األقل بمنع مساهمة الدولة بأي حال من األحوال في دعم هذا الصندوق‬ ‫من المال العام‪ .‬المالكي استصغر مبلغ الخصاص المسجل في صندوق تقاعد البرلمانيين وحصره‪ ،‬فقط‪ ،‬في ‪ 45‬مليون درهم‪ .‬يعني‬ ‫‪ 4‬ماليير و‪ 5‬مائة مليون سنتيم‪ .‬سوف يدفعها الشعب من عرق جبينه أو يرهن أبناءه واألجيال الالحقة في قروض ال منتهية‪...... !! .‬‬ ‫لقد كان العثماني متشددا في رفض تدخل المال العام لحل مشكل تقاعد البرلمانيين‪ ،‬ولكن يبدو أنه رضخ لضغط اللوبي‬ ‫البرلماني‪ ،‬وقبل المشاركة في النقاش على أساس «إصالحات» شكلية تقدم ‪ ‬بها الحبيب ‪ ‬وأفاض في شرحها بغية إقناع ‪ ‬من أكسبهم‬ ‫أداء البرلمانيين «مناعة»‪ ‬ضد التقاعد البرلماني‪..! ‬‬ ‫ويرى المالكي‪ ،‬وهو على حق في ذلك‪ ،‬أن للديمقراطية «كلفة» وأنه من الصعب بناء ديمقراطية بدون وضع اعتباري للبرلماني‬ ‫الذي يقال عنه «كذا وكذا» ‪....‬‬ ‫الصورة السلبية التي تنسحب على البرلمانيين‪ ،‬هم من وضعوها ألنفسهم بالممارسات السلبية التي ‪ ‬أفقدتهم «االعتبار»‪ ،‬ذلك أن‬ ‫«الوضع االعتباري» هم من يجب أن يضعوه ألنفسهم حتى يفرضوا على الجميع احترامهم وتوقيرهم‪ .‬‬ ‫ولعل مراجعة حصيلة ال��دورة الخريفية المنتهية‪ ،‬تقرب المتتبعين من الصورة «الباهتة» التي يختزنها الشعب في وعيه‪،‬‬ ‫للغرفتين‪ ،‬بسبب المردود التشريعي‪ ‬الضعيف بالرغم من أن جل مشاريع القوانين دخلت البرلمان عن طريق الحكومة حتى كتبت‬ ‫صحيفة أن البرلمان أصبح «مكتب الضبط» لتسجيل وصول مشاريع القوانين الحكومية‪ .‬‬ ‫الدورة الخريفية التي وصفها الناطق باسم الحكومة بـ «المتميزة والنوعية»‪ ،‬كانت موضوع العديد من التعليقات والتحليالت على‬ ‫صفحات الجرائد‪ ،‬مكنت من التعمق في‪« ‬االختالالت» التي يعاني منها البرلمان المغربي‪ ‬سواء على مستوى تدبير النقاش داخل اللجان‬ ‫أو خالل الجلسات العامة التي تتحول أحيانا إلى صراعات حزبية أو شخصية ما يفقدها الجدية التي يجب أن تطبع عمل نواب األمة‪.‬‬ ‫ثم إن التباطؤ في دراسة القوانين مما يؤاخذ على البرلمان بغرفتيه حيث إن هناك مشاريع قوانين ال تزال في الرفوف من سنوات‪،‬‬ ‫إال أن انطباعات البرلمانيين ‪ ‬و «الحكوميين»حول الدورة الخريفية المنتهية‪ ،‬ال تترك مجاال للشك في وجود تعاون كبير بين الحكومة‬ ‫والبرلمان سواء على مستوى التشريع ‪ ‬أو مراقبة العمل الحكومي‪ ،‬يتجلى ذلك في المصادقة على مشاريع قوانين ‪ ‬حكومية تتعلق خاصة‬ ‫بقانون المجلس الوطني لحقوق اإلنسان وقانون مناهضة العنف ضد النساء وقانون استقاللية النيابة العامة‪ ‬وقانون الوصول إلى‬ ‫المعلومة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬كما يتجلى في الكم ‪ ‬الهائل من أسئلة البرلمانيين الشفوية والكتابية‪ ‬التي أجابت عنها الحكومة‪ ،‬و‬ ‫في تفاعل الحكومة مع «المهام االستطالعية» التي يقوم بها البرلمان‪ ‬والتي تدخل في خانة الرقابة البرلمانية على العمل الحكومي‪.‬‬ ‫المالكي قدم بدوره معلومات «مرقمة» ودون تفاصيل توضيحية‪ ،‬حول نتائج الدورة الخريفية وركز على عدد األسئلة الموجهة‬ ‫للحكومة ورئيسها‪ ‬الذي أجاب عن ‪ 49 ‬سؤاال‪ ‬في إطار الجلسات الشهرية الخاصة بالسياسات العمومية ‪ ‬والتي بلغ عددها أربع جلسات‬ ‫تناولت قضايا عامة تخص الوضع االجتماعي وتنمية المناطق الجبلية‪ ‬والتعليم والجهوية والشباب‪ ،‬بيانات عامة غالبا ما ال تفضي إلى‬ ‫قرارات تفعيلية‪ ‬إال في حاالت خاصة‪ ،‬مثل تلك المرتبطة بظاهرة الحراكات الشعبية من أجل الخبز والكرامة‪.‬‬ ‫والسؤال‪ .‬هل كان أداء البرلمان في مستوى حجم االختصاصات الواسعة التي خصه بها دستور ‪ ،2011‬والتي تؤهله التخاذ مبادرات‬ ‫التشريع في مجاالت تستجيب النتظارات المواطنين؟ وهل مارس فعال دوره كامال وبالسرعة التي تتطلبها‪ ‬معالجة األوضاع االجتماعية‬ ‫واالقتصادية واألمنية ‪ ‬للبالد؟‬ ‫قد تختلف اآلراء حول أداء البرلمان‪ ،‬إن سلبا أو إيجابا‪ ،‬وهذا أمر طبيعي‪ ،‬ولكن االنطباع العام أن البرلمانيين لم ينجحوا في تحطيم‬ ‫الصورة السلبية التي تصاحبهم عبر الواليات التشريعية المتعاقبة‪ ،‬بسبب‪ ‬استخفاف بعضهم بالمسؤوايات التي تطوعوا لتحملها ثم ما‬ ‫لبثوا أن تخلوا عنها‪ ‬دون أن يتخلوا عن االمتيازات الواسعة التي يستقيدون منها‪.‬‬ ‫وتلك هي المسألة‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫أعلنت وزارة الثقافة واإلتصال أن الدورة‬ ‫‪ 24‬للمعرض الدولي للنشر والكتاب ‪،2018‬‬ ‫الذي اختتمت فعالياته مساء اليوم األحد‪ ،‬سجلت‬ ‫رقما هاما على مستوى الزوار وصل إلى ‪520‬‬ ‫ألف زائر من مختلف األعمار‪ ،‬محققة بذلك‬ ‫زيادة بنسبة تصل إلى ‪ 50،72‬في المائة‬ ‫مقارنة مع السنة السابقة‪ ،‬بشكل يعكس‬ ‫جاذبية المعرض‪.‬‬ ‫وذكر بالغ للوزارة حول حصيلة الدورة ‪24‬‬ ‫للمعرض‪ ،‬أن هذه األخيرة تميزت باستضافة‬ ‫جمهورية مصر العربية كضيف شرف‪ ،‬ممثلة‬ ‫بوفد رسمي وثقافي وفني ترأسه وزير الثقافة‬ ‫المصرية‪ ،‬إلى جانب عــدد هــام من الكتاب‬ ‫والمبدعين ومندوبي المؤسســات البحثيــة‬ ‫واألكاديمية‪.‬‬ ‫وقد شارك في المعرض‪ ،‬أكثر من ‪700‬‬ ‫عارض مباشر وغير مباشر‪ ،‬يمثلون ‪ 45‬بلدا‪،‬‬ ‫قدموا رصيدا وثائقيا جاوز ‪ 125.000‬عنوان‪،‬‬ ‫تمثل نسبة الصادر منها خالل السنوات الثالث‬ ‫األخيرة ‪. 52‬‬ ‫وأبرزت الوزارة‪ ،‬من جانب آخر‪ ،‬أن العناوين‬ ‫المعروضة قد غطت مختلف الحقول المعرفية‪،‬‬ ‫حيث مثل منها حقل األدب نسبة ‪ 21‬في المائة‪،‬‬ ‫يليه كتاب الطفل بنسبة ‪ 16‬في المائة‪ ،‬والعلوم‬ ‫اإلجتماعية بنسبة ‪ 15‬في المائة‪ ،‬والديانات‬ ‫بنسبة ‪ 9‬في المائة‪ ،‬والعلوم الحقة والتطبيقية‬ ‫بنسبة ‪ 8‬في المائة‪ ،‬والتاريخ والجغرافيا بنسبة‬ ‫‪ 7‬في المائة‪ ،‬والفلسفة بنسبة ‪ 6‬في المائة‪،‬‬ ‫واإلقتصاد والقانون بنسبة ‪ 6‬في المائة‪،‬‬ ‫واللغات بنسبة ‪ 6‬في المائة‪ ،‬والفنون بنسبة ‪2‬‬

‫في المائة‪ ،‬باإلضافة إلى العموميات بنسبة ‪4‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫وأكد البالغ أن الوزارة قــد حرصــت‪ ،‬مع‬ ‫شركائها‪ ،‬على أن يعكس الرصيد الوثائقي‬ ‫المعروض قيم التعايش التي تطبـع المغــرب‪،‬‬ ‫مستبعدة كل إصدار يمس بثوابت المملكة أو‬ ‫يزدري باألديان أو يحرض على الكراهية والعنف‬ ‫أو العنصرية‪.‬‬ ‫وفي ما بخص البرنامج الثقافي العام‪،‬‬ ‫الذي شكل فضاء للنقاش الحر وللجدل ولتداول‬ ‫األفكار‪ ،‬أشار البالغ إلى أنه قد عرف إسهام وزارة‬ ‫الثقافة واإلتصال وعدد هام من المؤسسات‬ ‫الوطنية ودور النشر والجمعيات والمراكز‬ ‫الثقافية‪ ،‬مبرزا أنه قد بلغ عدد فقراته ‪791‬‬ ‫نشاطا‪ ،‬توزع على الندوات واللقاءات والتوقيعات‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى البرنامج الخاص باألطفال‪ ،‬بينما‬ ‫وصل عدد المشاركين في البرنامج إلى ‪1566‬‬ ‫متدخال‪ ،‬من المغرب ومن العالم العربي ومن‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫يذكر أن الدورة الرابعة والعشرين للمعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء‪ ،‬نظمت‬ ‫من قبل وزارة الثقافة واإلتصال بتعاون مع‬ ‫الوكالة المغربية لدعم اإلستثمارات والصادرات‬ ‫ــ مكتب المعارض‪ ،‬وذلك تحت الرعاية السامية‬ ‫للملك محمد السادس‪ ،‬والحضور الفعلي لولي‬ ‫العهد األمير موالي الحسن الذي افتتح فعالياتها‬ ‫يوم الخميس ‪ 8‬فبراير الجاري‪.‬‬

‫ِ‬

‫إصدار جديد‬

‫«تطاون‪ :‬مسارب ذاك��رة» عمل إبداعي سردي‬ ‫هويتــه كامنــة في عنوانه؛ فهذا العنوان أيقونــة‬ ‫سيميائية تحدد مفاصل هذا السرد وتنويعاته‪ ..‬‬

‫• عبد اللطيف �شهبون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.