Achamal n° 931 le 06 mars 2018 pdf

Page 1

‫اإلشعاع الديني‬ ‫المسابقة الثالثة‬ ‫شهر مارس ‪2018‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 931‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 17‬جمادى الثانية ‪� 06 / 1439‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫املو�ضوع ‪ :‬القر�آن الكرمي احلزب ‪58‬‬

‫كل من حصل على ‪ 25‬نقطة ستصله الهدية مجانًا‬ ‫(انظر قسيمة المسابقة على الصفحة ‪)14‬‬

‫«الحسيمة منارة المتوسط» ستقطع قريباً‬ ‫مع الجفاف وأزمة الماء‬ ‫الحسيمة أولوية في المشروع ‪ ‬الوطني‬ ‫لتحلية مياه البحر‬

‫‪ ‬مدينة الحسيمة الجميلة‪ ،‬جوهرة المتوسط ومنارته‪ ،‬وعنوان توهجه‪ ،‬توجد في الطريق إلى القطع مع متاعب‪ ‬الجفاف التي تعاني منه ‪ ‬بسبب ندرة‬ ‫األمطار‪ ،‬وأيضا بفعل اإلنسان الذي يطور محيطه وبدمره بفعل نزواته وأهوائه وتقلباته وحماقاته واختيارته التي‪ ‬ال توافق ‪ ‬دائما واقع محيطة‬ ‫و بيئته ‪.‬‬ ‫وأمام مجموعة من الحلول‪ ،‬التي تم الوقوف عليها لمعالجة وضع الجفاف ليس فقط ‪ ‬بهذا اإلقليم الجميل الذي يزخر بإمكانات واعدة في مختلف‬ ‫المجاالت الفالحية والصناعية والسياحية بوصف خاص‪ ،‬بل وأيضا ‪ ‬بالنسبة لباقي حواضر المغرب‪ ،‬فإن اللجوء إلى‬ ‫تحلية مياه البحر يبدو الحل االستعجالي المناسب‪ ،‬أمام أزمة المياه التي تهدد مناطق واسعة في العالم‪ .‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬كشف رئيس الحكومة في تصريح بالبرلمان‪ ‬حول االسياسة المائية‪ ،‬في ظل التقلبات المناخية الراهنة‪ ،‬أن المعطيات المتوفرة‬ ‫تفيد أن معدل الفرد من المياه في السنة‪ ،‬ال يتعدى في الوقت الراهن‪ 650 ،‬م ُ‪ 3‬وهو معدل مرشح لالنخفاض‪ ،‬في أفق ‪ 2030‬األمر الذي يدفع في‬ ‫اتجاه تحلية مياه البحر لتزويد البالد بالماء‪ ،‬وتأتي مدينة الحسيمة والناظور والدريوش ضمن‪ ‬المناطق ذات األولوية في هذا المجال‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫‪2‬‬

‫مهرجان الثقافات المغاربية في دورته األولى عين على البطولة الوطنية‬ ‫للعدو الريفي بإقليم العرائش‬

‫تحت ع��ن��وان «األن��دل��س��ي��ات وال��ت��راث‬ ‫المغاربي»‪ ،‬اختتمت فعاليات مهرجان الثقافات‬ ‫المغاربية الذي نظمته جمعية أبناء وبنات زرياب‬ ‫للموسيقى األندلسية والروحية‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫السبت الماضي‪.‬‬

‫روادها‪ ،‬بما في ذلك مصاحبة المشاريع الكبرى‬ ‫لحاضرة مدينة طنجة على المستوى الثقافي‪.‬‬ ‫وعرف هذا الملتقى الثقافي تنظيم معرض‬ ‫جماعي‪ ،‬ضم مخطوطة نادرة‪ ،‬جمعها الباحث‬ ‫يونس الشيخ‪ ،‬عالوة على ما مجموعه ‪ 30‬لوحة‬ ‫فنية لرسامين مغاربيين‪ ،‬كمحمد بوشتي‪،‬‬ ‫وكريمة عمراوي‪.‬‬

‫وجاء على لسان بنعالل محمد العوامي‪،‬‬ ‫مدير المهرجان‪ ،‬في تصريحاته لوسائل اإلعالم‬ ‫أن هذا الملتقى الثقافي يسعى إلى مد جسور‬ ‫التعاون والتقارب بين بلدان المغرب العربي‬ ‫الكبير من أجل اإلسهام في توطيد عالقات‬ ‫حسن الجوار بين بلدان المنطقة‪ ،‬وتعزيز حس‬ ‫الوحدة المغاربية لديها‪ ،‬فضال عن تشجيع‬ ‫اإلشعاع الثقافي لعروس الشمال‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى االنفتاح الفني‪ ،‬بتكوين الفرق الموسيقية‬ ‫العربية ـ األندلسية المشتركة‪ ،‬عبر مختلف‬

‫وخالل الملتقى ذات��ه‪ ،‬تم تنظيم عرض‬ ‫لألزيـــاء المغاربيـــة‪ ،‬المغربيـــة والجزائرية‬ ‫والموريطانية‪ ،‬وك��ذا ع��روض موسيقية من‬ ‫تنشيط الفرقة المغربية «أبناء وبنات زرياب»‬ ‫والجزائرية «نسيم الصباح» ومجموعة زمور‬ ‫للتراث الموريطاني‪ .‬كما تم تنظيم ندوة أدبية‬ ‫عالجت موضوعا تحت عنوان «تقوية التماسك‬ ‫والعالقات الطيبة بين األجيال المغاربية»‪.‬‬

‫أفاد أحد المتتبعين للشأن المحلي‬ ‫بمدينة تطوان‪ ،‬أن زمن السيبة وتبييض‬ ‫أموال المخدرات بشكل فاضح وشبه علني‪،‬‬ ‫خاصة األموال القادمة من هولندا واسبانيا‬ ‫وسبتة‪ ،‬تحت غطاء المشاريع العقارية‪ ،‬قد‬ ‫ولى إلى غير رجعة‪.‬‬ ‫الفضل في ذلك يقــول المتحــدث‬ ‫المذكور يعود إلى االستراتيجية األمنية‬ ‫التي ينهجها المدير العام الحالي لألمن‬ ‫الوطني‪ ،‬المعروف بصرامته في تطبيق مبدأ‬ ‫ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وعدم تسامحه‬ ‫بالمطلق‪ ،‬مع الجرائم التي تخرب مستقبل‬ ‫البلد وتضع أمنه القومي على كف عفريت‪،‬‬ ‫وتحت رحمة المافيا الدولية‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد أفاد المتحدث المذكور‬ ‫لجريدة «الشمـــال»‪ ،‬أن «عبـــد اللطيف‬ ‫الحموشي» الذي يجمع بين إدارة مراقبة‬ ‫التراب الوطني التي تعتبر العصب المركزي‬

‫للمعلومة األمنية‪ ،‬وكذلك إشرافه على جهاز‬ ‫الفرقة الوطنية للشرطة القضائية‪ ،‬والمكتب‬ ‫المركزي لألبحاث القضائية‪ ،‬ساهم في خلق‬ ‫نوع من التناغم والتنسيق المحكم بين‬ ‫مختلف األجهزة السالفة الذكر‪ ،‬وسمح أيضا‬ ‫بأن تذهب األبحاث والتحريات الى أبعد‬ ‫مدى‪ ،‬بغض النظر عن هوية المتورطين‬ ‫سواء كانوا رجال أعمال‪ ،‬سياسيين أو‬ ‫منتخبين أو ينتمون للمحاماة أو عدول أو‬ ‫موثقين‪.‬‬ ‫«في الماضي القريب كان بعض ما‬ ‫يسمى برجال األعمال بتطوان‪ ،‬يبرمون‬ ‫عقودا مع أشخاص فارين من العدالة‬ ‫تالحقهم تهم ثقيلة كلها تتعلق باالتجار‬ ‫الدولي في المخدرات‪ ،‬حيث كانت هناك‬ ‫شبكة من السماسرة والوسطاء في مختلف‬ ‫المجاالت والقطاعات تقوم بعملية تسهيل‬ ‫إبرام هذه العقود المشبوهة‪ ،‬والتي يكون‬

‫وصدرت عن الندوة توصيات تراهن على خدمة‬ ‫التراث الثقافي المغاربي‪ ،‬وذل��ك بالنهوض‬ ‫به والحفاظ عليه‪ ،‬عبر ربط عالقات التعاون‬ ‫وتعزيزها بين المؤسسات الناشطة في مجال‬ ‫الوثائق والمخطوطات بدول االتحاد المغاربي‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فقد أدار أطوار هذا المهرجان‬ ‫كل من محمد بن عالل العوامي ونور الدين‬ ‫الوجيه عن اللجنة اإلدارية‪ ،‬وسعد التمسماني‬ ‫وحمزة المنيصر وعبد الصمد أمين ويونس‬ ‫قرباش وهناء المرابط‪ ،‬عن اللجنة الفنية‪.‬‬ ‫بينما عمل اللوجستيك‪ ،‬فقد شارك فيه كل‬ ‫من هشام العصفوري ومراد العبودي ومحمد‬ ‫الحدوشي ومنير شقيقة وعائشة سمية وهدى‬ ‫غموط وعبد العزيز أبركان‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫هل انتهى زمن تبييض األموال بتطوان ؟‬

‫ظاهرها عمليات تجارية‪ ،‬وباطنها تبييض‬ ‫األموال القذرة المتحصل عليها من جرائم‬ ‫تهريب المخدرات‪ ،‬لكن حاليا الجميع أصبح‬ ‫حذرا‪ ،‬خاصة بعد حادث مقهى «ال كريم»‬ ‫بالحي الشتوي بمدينة مراكش‪ ،‬والذي‬ ‫كشف عن ارتباطات خطيرة بين المافيا‬ ‫الدولية وبعض أصحاب العقار بالمغرب»‪.‬‬ ‫يذكر أنه استنادا إلى مصادر إعالمية‬ ‫من مدينة طنجة‪ ،‬فإن المدير العام لألمن‬ ‫الوطني قام مؤخرا بالتدخل على خط ملف‬ ‫فساد عقاري خطير‪ ،‬من المحتمل أن يطيح‬ ‫بالعديد من الرؤوس المتورطة في التزوير‬ ‫والسمسرة‪ ،‬من بينهم بعض مساعدي‬ ‫القضاء من محامين وموثقين يمارسون‬ ‫بمدينة البوغاز ‪.‬‬

‫(ج‪.‬ش)‬

‫عامل تطوان يصدر قرارا بتوقيف النائب‬ ‫الثالث لرئيس الجماعة الحضرية لتطوان‬

‫أصدر السيد «يونس التازي» عامل‬ ‫عمالة تطوان قرارا يقضي بتوقيف السيد‬ ‫عبد الواحد اسريحن النائب الثالث لرئيس‬ ‫الجماعة الحضرية لتطوان عن ممارسة‬ ‫مهامهبالمجلس‪.‬‬ ‫وجاء هذا القرار بناء على المقال‬ ‫اإلفتتاحي الرامي إلى طلب العزل المُحال‬ ‫من طرف العامل على المحكمة اإلدارية‬ ‫بالرباط رقم ‪ 303/7110/2018‬بتاريخ ‪01‬‬

‫مارس ‪.2018‬‬ ‫‪ ‬وحسب القرار الذي تتوفر الشمال على‬ ‫نسخة منه فإن «عبد الواحد اسريحن» تم‬ ‫توقيفه نظرا لتورطه في عدد من الخروقات‬ ‫والمخالفات المسجلة ضده‪ ،‬والتي لها عالقة‬ ‫بالتعمير‪.‬‬ ‫لإلشارة فعبد الواحد اسريحن المنتمي‬ ‫لحزب األصالة والمعاصرة كان مكلفا بملف‬ ‫األسواق النموذجية بمدينة تطوان والتي‬

‫لم يحسن تدبيرها خصوصا بعد عملية‬ ‫إجالء الباعة الجائلين‪ ،‬الذين لم يتمكن‬ ‫عدد منهم إلى حدود كتابة هذه األسطر‬ ‫من عملية اإلستفادة نتيجة خروقات شابت‬ ‫العملية والتي يتحمل وزرها األكبر النائب‬ ‫المذكور‪.‬‬

‫(ج‪.‬ش)‬

‫تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية‬ ‫أللعاب القوى‪ ،‬جــرت منافســة البطولـة‬ ‫الوطنية للعدو الريفي الفيدرالي‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم األحد ‪ 25‬فبراير المنصرم‪ ،‬بمطاف‬ ‫الحساسنة‪ ،‬بالد العمران‪ ،‬بالقرب من إقليم‬ ‫العرائش‪.‬‬ ‫التظاهـــرة الرياضيــة التي أعطـــى‬ ‫انطالقتها عامل اإلقليم‪ ،‬بحضور مختلف‬ ‫ممثلي السلطات المحلية واألجهزة األمنية‬ ‫والمنتخبين ووسائل اإلعالم‪ ،‬شارك فيها ما‬ ‫مجموعه ‪ 2456‬متسابقا ومتسابقة‪ ،‬يمثلون‬ ‫ما مجموعه ‪ 139‬ناديا من‪ .‬ربوع المملكة‪،‬‬ ‫وجاءت أبرز نتائج المسابقات التي شملت‬ ‫مختلف األعمار والفئات على الشكل التالي‪:‬‬ ‫عن فئة الكبيرات‪ ،‬فازت بالرتبة األولى‬ ‫حجيبة الحسناوي من نادي الجيش الملكي‪،‬‬

‫والرتبة الثانية كانـت من نصيب كلثوم‬ ‫بوعسرية من نفس النــادي‪ ،‬بينما الرتبة‬ ‫الثالثة فقد آلت إلى حنان بوعكاد من نادي‬ ‫أولمبيكالدشيرة‪.‬‬ ‫وعن فئة الكبار‪ ،‬فاز بالرتبة األولى‬ ‫حمزة الساهلي من نادي الجيش الملكي‬ ‫والرتبة الثانية كانت من نصيب مصطفى‬ ‫العزيز‪ ،‬بينما الرتبة الثالثة فقد آلت إلى عبد‬ ‫الناصر فتحي من نادي أولمبيك الرباط‪.‬‬ ‫وفاز بالرتب األولى كل من زهير مزيان‬ ‫من خنيفرة عن فئة الشبان‪ ،‬وكوثر عبيدة‬ ‫عن فئة الشابات‪ ،‬ومريم أزرورو عن فئة‬ ‫الفتيات وأنس السباعــي من نادي الفتـح‬ ‫الرباطي‪ ،‬عن فئة الفتيان‪.‬‬

‫عبد الرحمان السنوني‬

‫مكتب مسير‬ ‫جديد لجمعية‬ ‫الكاراطي‬ ‫الياباني‬ ‫المغرب‬ ‫انعقد مؤخرا‪ ،‬الجمع العام السنوي لجمعية‬ ‫الكاراطي الياباني المغرب وتم انتخاب مكتب‬ ‫جديد يضم ما مجموعه ‪ 18‬عضوا من أحسن‬ ‫أطر طنجة في رياضة الكاراطي‪ ،‬تالميذ األستاذ‬ ‫الخبير الوطني والدولي شعيب بن سليمان‪،‬‬ ‫تلميذ الخبير الياباني سانساي مييازاكي والذي‬ ‫صرح‪ ،‬خالل لقائنا به‪ ،‬بأن جمعية الكاراطي‬ ‫الياباني المغرب (‪ )JK MOROCCO‬هي‬ ‫الجمعية الوحيدة المنضوية تحت لواء الجامعة‬ ‫الملكية المغربية للكاراطي وأ‪.‬م‪ ،‬حيث تحافظ‬ ‫على المصالح العليا للجامعة في هذا النوع من‬ ‫الرياضة‪ .‬واغتنم الخبير الوطني والدولي شعيب‬ ‫الفرصة شاكرا للجامعة جهودها المبذولة‬ ‫والمتواصلة للدفع برياضة الكاراطي والرقي بها‬ ‫إلى مستويات متقدمة‪ ،‬دون أن ينكر اإلسهامات‬ ‫الكبيرة لجميع أطر طنجة في خدمة رياضة‬ ‫الكراطي‪ ،‬بالغيرة عليها والعمل على إشعاعها‪،‬‬ ‫محليا وجهويا ووطنيا‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فالجمع العام للجميعة المذكورة‬ ‫الذي أسدل الستار عليه برفعه برقية الوالء‬ ‫واإلخالص إلى السدة العالية باهلل‪ ،‬جاللة الملك‬

‫محمد السادس‪ ،‬ومتمنياته بالشفاء العاجل‬ ‫لجاللته‪ ،‬انتخب مكتبــه المسيــر الجديد على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫الرئيـــس والمديـــر التقنـــي ‪ :‬شعيـب بن‬ ‫سليمان‬ ‫النائب العام للرئيس ‪ :‬مصطفى الصمدي‬ ‫النائب األول ‪ :‬المفضل كسكسو‬ ‫النائب الثاني ‪ :‬أحمد البقاش اللنجري‬ ‫الكاتب العام ‪ :‬محمد الكموني‬ ‫نائب الكاتب العام ‪ :‬محمد بوحراك‬ ‫أمين المال ‪ :‬عبد اهلل الشركي‬ ‫نائبه ‪ :‬محمد بن سليمان‬ ‫ـ المستشارون ورؤساء اللجان ‪:‬‬ ‫عبد الحميد العافية ـ عبد الرحيم الحداد‬ ‫امبارك النغنـاغ ـ محسن الصويري‬ ‫ـ مصطفى بوطمة‬ ‫األمين بوزيــد‬ ‫عبد اإلله المريبط ـ محمد الورياشي‬ ‫جمال بوقديــدة ـ عبد العزيز اللغميش‪.‬‬

‫محمد إمغران‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫‪ ‬كنا إذا اجتمعْنا في نادي االتحاد‪ ،‬وانشغل أحدنا بتصفح جريدة‪ ،‬نقول له من ‪-‬باب التنكيت‪:-‬‬ ‫سبحان اهلل‪ ،‬ليطرح الجريدة جانبا‪ ،‬ويشاركنا الحديث‪ ،‬فينصاع لألمر‪ .‬فجلساتنا المسائية بالنادي‪ ،‬كانت‬ ‫خالصة للدردشة وتبادل الحديث‪.‬‬ ‫‪ ‬أما اآلن‪ ،‬فقد َ‬ ‫أخذنا الهاتفُ المحمول كل مَأخذ‪ ،‬وشغ َلنا عن ْ‬ ‫ذكر اهلل وعن الصالة‪ ،‬وشغَلنا عن‬ ‫أوالدنا وفلذات أكبادنا‪ ،‬وشغَلنا عن كل شيء‪.‬‬ ‫‪ ‬لذا ال نتعجب حين نجتمع في مكاننا األثير بالنادي‪ ،‬فإذا بنا ال ننبس ببنت شفة‪ ،‬ألن الهاتف‬ ‫حال بيننا وبين دردشاتنا التي كانت تُشكل حبل التواصل بين المجموعة‪ ،‬فسكتْنا عن الكالم المباح‬ ‫وغير المباح‪.‬‬ ‫‪ ‬وأذكر أنني حين شرعت في الكتابة بجريدة الشمال‪ ،‬اتخذتُ من دردشة النادي عنوانا أسبوعيا‬ ‫لما أكتب‪ ،‬وإليماني بأن ما يشغلنا هو عين الموضوع‪ ،‬أو صُلب الموضوع‪ ،‬فإذا عالجتُه‪ ،‬أو أضفتُ إليه‬ ‫إضافة‪ ،‬أو استخلصتُ منه خالصة‪ ،‬فهذا هو المطلوب في المقال‪.‬‬ ‫‪ ‬ولكن‪ ،‬ها هو هذا الجهاز اللعين‪ ،‬يُفسد علينا جلساتنا‪ ،‬ويضع حجابا كثيفا بيننا‪ ،‬ويقطع عني‬ ‫المادة التي كنت أستقي منها ما أمأل به هذه الدردشة‪.‬‬ ‫‪ ‬نفسُ ما أحكيه عن جلسات النادي‪ ،‬يجده ُّ‬ ‫كل رب بيت في بيته‪ ،‬فكل أفراد األسرة مسلحون‬ ‫لكل موقعُه‪ٍّ ،‬‬ ‫بهذا الهاتف المحمول‪ ،‬وكلهم منشغلون به آناء الليل وأطراف النهار‪ٍّ .‬‬ ‫ولكل وَ َلعُه أو‬ ‫هوايته‪ ،‬حتى الطفل الذي لم يتجاوز الثانية من عمره‪ ،‬له هو اآلخر األلعاب التي يمارسها بنشاط‬ ‫وحيوية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬وهذا يعني أن األسر لم تعد تجتمع إال على موائد الطعام‪ ،‬بل إن بعضهم يتناول الطعام بيد‪،‬‬ ‫والهاتف باليد األخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬أين منا اجتماعُنا حول الوالد رحمه اهلل‪ ،‬وهو يقص علينا قصص األنبياء‪ ،‬أو يحدثنا بحديث‬ ‫الهجرة‪ ،‬أو يفتح كتاب فتوح الشام للواقدي‪ ،‬ليقرأ علينا فصال من فصوله؟ أين الشّلة؟ أين ّ‬ ‫الذكر‪ .‬ذكر‬ ‫اهلل الذي كنا نردده بلسان واحد‪ ،‬وميزان واحد‪ ،‬ونغمة واحدة؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬ذهب جزء من هذا بظهور الراديو‪ ،‬وذهب جزءه الثاني بدخول التلفاز إلى بيوتنا‪ ،‬خصوصا حين‬ ‫تعزز بالصحون الهوائية‪ ،‬وذهب الجزء الباقي بانتشار هذا الجهاز الخطير الذي سيقضي على البقية‬ ‫الباقية من تقاليدنا وأعرافنا وأخالقنا‪.‬‬ ‫‪ ‬فال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫شفشاون وحكاية الماء‪..‬‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫معاً يمكننا‬ ‫الوصول‪ ..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫ضمن مشاريع «إشراق» لمركز الفطرة التابع للرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء‪,‬انطلقت يوم السبت ‪ 14‬جمادى الثانية ‪ 3 - 1439‬مارس‬ ‫‪ 2018‬بمركز الرابطة؛ وبإشراف أمينها العام الدكتور أحمد عبادي؛‬ ‫أول ورشة تكوينية متخصصة حول «الناشئة والشباب في المصفوفة‬ ‫الرقمية المعاصرة »‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى كون الشبكة الرقمية اليوم حلبة تشهد دينامية‬ ‫قوية في مجاالت تواصلية وتعليمية وفكرية جاذبة للناشئـة‬ ‫والشباب ‪،‬فإنه يتعين إيالء اهتمام الزم ومبير بالمضامين المروجة‬ ‫ضمن المجاالت المذكورة‪ .‬ومن البدهي أن يكون في صدارة‬ ‫هذا االهتمام التأطير القيمي والديني والتعليمي والفني والفكري‬ ‫لناشئة المغرب التي يتجاوز تعدادها ثمانية ماليين‪ .‬‬ ‫تهتم الرابطة المحمدية للعلماء ببناء وتفعيل مشروع علمي‬ ‫مواكب لهذا الرأسمال البشري الهائل‪ ،‬من أجل تقديم ثقافة بديلة‬ ‫مقنعة وآمنة اعتمادا على لفيف مبارك من الرائدين والرائدات‬ ‫الشباب والعلماء وخبراء إعالميين وفنانين وأدباء ومدرسين‪ .‬‬ ‫وتأتي أهمية هذا المشروع ــ وهو أعز ما يطلب اآلن ــ في سياق‬ ‫الجد واالجتهاد لترسيخ مبادرات مناهضة لخطاب العنف والتطرف‬ ‫وشتى أنماط السلوك المدمر‪ ..‬‬ ‫وتتأكد قيمة هذا المشروع في توجهه واستمداده من قيم عليا‬ ‫تستجيب لكل انتظارات المجتمع خاصة ما يتعلق بتعزيز التجارب‬ ‫الفضلى والملهمة رالميسرة للنجاح‪ .‬‬ ‫ومن األهمية كذلك إبراز منطلقات هذا المشروع وهي‪ :‬‬ ‫ــ التوعية‪.‬‬ ‫ــ التحصيل‬ ‫ــ التمنيع‬ ‫وال ريب أن مشروع الرابطــة يسد فراغا كبيرا في منظومة‬ ‫المدرسة المغربية التي تعاني من خلل كبير يجعلها عاجزة عن‬ ‫الوفاء بما يتعين الوفاء به‪ .‬‬ ‫ومن الجميل أن نذكر بأن هذا المشروع النفيس شعاره‪ :‬معا‬ ‫يمكننا الوصول‪.‬‬

‫الدفاع المدني في خدمة‬ ‫المواطن‬

‫صنعت األمطار األخيرة في شفشاون الحدث‪ ،‬إذ خلف تأخر األمطار تخوفا‬ ‫من اجتياح سنة أخرى جافة‪ ،‬ومن تراجع شفشاون في سلم التساقطات‪ ،‬وهي‬ ‫في مخيلة سكانها‪ ،‬قد ارتبط ذكرها أو تذكرها على خريطة الوطن في وسائل‬ ‫اإلعالم التقليدية وخاصة التلفزيون‪ ،‬باحتالل موقع الصدارة في مقاييس‬ ‫األمطار اليومية؛ وقد شكلت هذه الصدارة عربون اعتراف من العاصمة الذي‬ ‫ظل ظرفيا لعقود‪ ،‬وبالتالي مصدر فخر وتباه للمدينة الجبلية المعلقة بين قرني‬ ‫تيسوكةوالقلعة‪.‬‬ ‫عين رأس الماء‪ ،‬منبع ماء شفشاون‪ ،‬قلب الحدث وروح المدينة منذ‬ ‫التكوين إلى اآلن‪ ،‬فإليه تتجه األنظار وتتحول العدسات‪ ،‬وعلى إيقاع صبيب‬ ‫واديه تطمئن النفوس وتقلق‪ ،‬وليس ذلك بغريب فقد تواتر على األلسنة أن‬ ‫اإلمارة الراشدية استقرت في األعالي بدل المنبسط‪ ،‬بجوار الماء الذي يضمن‬ ‫استمرار الحياة والممالك واإلمارات‪...‬‬ ‫بفضل «رأسمائها» ظلت شفشاون قبل زحف الحديد واألسمنت‪ ،‬حاضرة‬ ‫يانعة بساتينها‪ ،‬فيحاء حدائقها‪ ،‬مثمرة «عرصاتها»‪ ،‬أخضر أفقها‪ ،‬متأللئة‬ ‫نافوراتها‪ ،‬ندي بياضها‪ ،‬ومعشب قرميدها‪ ،‬ماؤها يتدفق سلسبيال كالشرايين‬ ‫يروي األرض والبيوت والسابلة واألرحية‪ ،‬ولم يبق لذلك ألم لجرح أشد من ألم‬ ‫تفويت بلديتها لماء كان في حكم اإلرث النفيس والمشترك الذي كان قطف‬ ‫النجوم دون المس به‪.‬‬ ‫ماء شفشاون الزالل تغنى به الشعراء والفنانون‪ ،‬وصدحت به األغاني (ياله‬ ‫معاي ن الشاون ونطلعو ن راس الما ونشربو شي كويس د الما)‪ ،‬وروت عن‬

‫أسراره الحكايات‪ ،‬وطارت به في اآلفاق اللغات قبل أن تحمله أجنحة الصور الثابتة‬ ‫والمتحركة التي غزت العالم في زمن الهاتف المحمول واألنترنت‪ ،‬وسمعنا‬ ‫كثيرا أن ماءه الشهير تترصده شهية الرساميل للتعبئة لكن ما سمعناه تبخر‬ ‫كالسراب‪.!!!...‬‬ ‫رأس الماء فقدت اآلن عذريتها‪ ،‬وحلت بها محل الطبيعة يد اإلنسان‪ ،‬فهل‬ ‫كان هذا التحول ضروريا؟ وهل نجحت هذه اليد في مسعاها الستثمار جريان‬ ‫الماء الساحر وظالل الضفاف؟‪.‬‬ ‫ال أحد يمكنه أن ينزع من المدينة حقها في استثمار مؤهالتها ومنها الماء‪،‬‬ ‫في الجذب السياحي والحركية التجارية وخلق فرص الشغل‪ ،‬والنهوض بشكل‬ ‫عام‪ ،‬وأن يمنعها من أن تسلك مسلك المدن األخرى التي انتبهت إلى خطأ أن‬ ‫«تدير ظهرها» ‪ ،‬للبحر أو النهر أوالوادي‪ ،‬لكن رأس الماء ‪ ،‬كما يالحظ عشاق‬ ‫المدينة الرومانسيون‪ ،‬تئن بصمت‪ ،‬وربما تلتهب حنينا إلى األيام الخوالي‪ ،‬فال‬ ‫شيء يطمئن حينما ال تتوفق يد اإلنسان في صيانة سحر ملكوت الماء وغواية‬ ‫جمال الضفاف‪ ،‬وحين تتفوق إرادة الفوضى غير «الخالقة» على إرادة النظام‬ ‫والتناسقوالخير‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وبالرغم من قساوة حاضر ماء شفشاون‪ ،‬وبالرغم من حفيف‬ ‫النوستالجيا الحزين إلى الطفولة والبراءة‪ ،‬ففيض ماء «رأس الماء» ال يزال‬ ‫يدهشنا‪ ،‬كما يدهش السر المتعب لألطالل الجاثمة على المكان‪ ،‬فنهرع‬ ‫مسرعين‪ ،‬فرحين كاألطفال بالتقاط صور غضبه العابر‪ ،‬متلذذين بنشرها‬ ‫إلكترونيا بيننا وفي العالم أجمعين‪ ،‬حامدين شاكرين‪...‬‬

‫حصيلة فوق اإليجابية تلك التي سجلتها الوقاية المدنية في طنجة‬ ‫واإلقليم خالل السنة الماضية‪ ،‬والتي تم الكشف عن بعض تفاصيلها‬ ‫بمناسبة اليوم للوقاية الوطنية‪ ،‬خاصة إذا اعتبرنا الظروف الصعبة‬ ‫التي تشتغل فيها عناصر الوقاية المدنية‪ ،‬وضعف الموارد البشرية‬ ‫والتجهيزات‪....‬‬ ‫أن ينفذ عناصر الوقاية المدنية ‪ 47‬تدخال في المعدل اليومي‪ ،‬وما‬ ‫يفوق أحيانا ‪ 330‬تدخال في األسبوع‪ ،‬ليصير المعدل السنوي قرابة ‪16‬‬ ‫ألف تدخل‪ ،‬فتلك الشهادة بجدية‪ ‬عناصر وقيادات هذه المؤسسة‪ ‬التي‬ ‫تدخلت إلخماد فوق ‪ 55‬حريق نشب بطنجة واإلقليم بزيادة الربع تقريبا‬ ‫عن السنة التي قبلها‪ ،‬وحوالي ‪ 12‬ألف تدخل لمساعدة األشخاص في‬ ‫ظروف صعبة‪.‬‬ ‫تحية للوقاية المدنيــة‪ ‬ومزيــدا من العطــاء لخير الوطــن‬ ‫والمواطنين‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 06‬مــار�س ‪2018‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫�سكن �إجتماعي الئق‬

‫كالم‬

‫عزيز گنوني‬

‫عابر‬

‫من كان على‪ ‬صواب ‪ ‬في هذه النازلة‪ ،‬الوردي أم الدكالي‪ ‬؟‬ ‫الدكالي‪...‬بطبيعة الحال‪!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الكبار ال «يدفعون»‬

‫فلسفة‬

‫حدثان اثنان طغيا على أخبار األسبوع الماضي ‪ :‬قضية البكالوريا‪،‬‬ ‫والفلسفة‪ ،‬والتربية اإلسالمية‪ ،‬وملف بوعشرين‪.‬‬ ‫أما الموضوع األول‪ ،‬الذي أثار جدال واسعا‪ ‬وعميقا‪ ‬في أوساط التعليم‬ ‫والرأي العام‪ ،‬فإنه‪ ،‬وبالرغم من التصريح «المطمئن»‪ ‬لـ الوزير «الناطق»‪،‬‬ ‫فإن الموضوع ال زال يلفه بعض الغموض ‪ ،‬إن بسبب الطريقة التي تعاملت‬ ‫الحكومة بها معه‪ ،‬أو‪ ،‬لوجود نوع من « ضعف» ‪ ‬الثقة الشعبية في الحكومة‪،‬‬ ‫منذ عقود‪ ،‬بسبب كثرة الوعود‪ ،‬وضعف األداء‪ ،‬واالختالالت التي تشير إليها‬ ‫الصحافة الوطنية‪ ‬والتي أدانها جاللة الملك في خطبه األخيرة‪.‬‬ ‫خاصة‪ ،‬وأن موضوع مادة الفلسفة يحيلنا على ملف التعليم بالمغرب‬ ‫ككل‪ ،‬وهو ملف استنزف‪ ،‬دون طائل‪ ،‬الكثير من أموال الشعب الذي يشعر‬ ‫بأن أمله خاب في من وكل إليهم أمر تدبير ملف التعليم الذي ندد خطاب‬ ‫ملكي حديث بمستواه ونتائجه‪.‬‬ ‫موضوع الفلسفة موضوع ذو حساسية خاصة لدى المثقفين‪ ‬بوجه‬ ‫خاص وهو مرتبط في ذهن النخبة‪ ‬بحدث ‪ ‬اإلجهاز على مادة الفلسفة‪ ،‬‬ ‫في وقت سابق‪ ،‬بالمغرب‪ ،‬لمواجهة الفكر النقدي المزعج‪ ،‬الذي يجعل من‬ ‫التالميذ والطلبة‪ ،‬في نظر «هم»‪ ،‬مشاريع «معارضين»‪ ‬لـ «الوضع» القائم‪.‬‬ ‫إن العودة إلى موضوع الفلسفة‪ ،‬في‪ ‬هذا الوقت بالذات‪ ،‬أمر يثير‪ ‬الكثير‬ ‫من «الهواجس»‪ ‬لدى جمهور التالميذ والطلبة وأولياء أمورهم‪ ،‬واألساتذة‪ ‬‬ ‫والمربين ‪ ،‬ويضع مخططي سياسات التعليم والحكومة‪ ‬بوصف عام في‬ ‫موضع «اتهــام» بمحاولــة «تضبيــع» ‪ ‬الجيل الصاعـد‪ ،‬ومصادرة حريتــه‬ ‫في التفكير والنقد والتحليل‪ ،‬وإعداد جيل جديد‪ ‬يفكر حسـب الموروث‬ ‫«المقدس»‪ ‬والمقدس ال يحتمل التفكير والتحليل واستعمال العقل‪! ‬‬ ‫والتاريخ يذكرنا بأن كل من حاول من الفالسفة «المسلمين» استعمال‬ ‫العقل في النقل والنص‪ ،‬رمي بالزندقة والهرطقة ‪ ‬والقبائح‪ ،‬والبدع‪،‬‬ ‫واالنحالل‪ ،‬والضالل‪ ،‬والكفر واإللحاد‪ ،‬ووضع في حكم ‪ ‬من يستباح دمه‬ ‫ويقتل‪ ‬شرعا‪ .‬وقد قتل منهم نفر كثير‪ ،‬اشتركوا جميعهم في «محبة‬ ‫الحكمة»‪ ،‬وأبدعوا في علوم الكالم‪ ،‬والمنطق‪ ،‬والطبيعة‪ ،‬وما وراء‬ ‫الطبيعة‪ ،‬والميتافيزيقية‪ ،‬والفلك‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬الهندسة‪ ،‬والطب‪ ،‬وطب‬ ‫العيون‪ ،‬والبصريات‪ ،‬واألخالق‪ ،‬والموسيقى‪ ،‬والشعر‪ ،‬وعلـوم المعرفـــة‪،‬‬ ‫ونظريــة النفـس‪ ،‬واألدب‪ ،‬والجغرافيـــا‪ ،‬وفلسفـة التاريخ‪ ،‬والفلسفــة‬ ‫العلمية‪ ،‬واللغة‪ ،‬وغيرها من العلوم العقلية‪ ،‬لينتهي التفكير عند ‪ ‬ابن‪ ‬‬ ‫سينا ‪ ‬إلى القول بـأن «اإلنسان يصل إلى السعادة‪ ‬عن طريق العقل‬ ‫والفكر»‪! .....‬‬ ‫وكان حريا بالوزير األعرج ‪ ،‬من موقعــه كـ «قائم مقام» أن يترك‬ ‫«التوقيع» لمن سيتحمل حقيبة التعليم ومسؤولية تبعات هذا القرار‬ ‫المزعج‪ ،‬شعبيا ووطنيا و «دوليا» بعد ما تسرب إلى المواقع‪ ،‬لتقتنصه‪،‬‬ ‫ال محالة‪ ،‬جهات ‪ ‬ال تخفى عداءها للمغرب وتستغله فيما يعاكس مصالح‬ ‫المغرب‪.... ! ‬‬ ‫ونصل إلى ملف بوعشرين‪ ،‬مدير نشر يومية «أخبار اليوم»‪ ،‬الواسعة‬ ‫االنتشار‪ ،‬الذي أثار خبر توقيفه الكثير من التعليقات وردود الفعل المثيرة‪،‬‬ ‫لنالحظ‪ ،‬أوال‪ ،‬أن النيابة العامة من مهامها حفظ سالمة وأمن الوطن‬ ‫والمواطنين‪ ،‬ثانيا أن الصحافي ليس فوق القانون‪ ،‬ثالثا‪ ،‬أنه ما دام الملف‬ ‫بيد القضاء‪ ،‬فال مجال للغوص فيه إلى صدور الحكم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬نالحظ أن الطريقة التي تم بها اعتقال بوعشرين‪ ،‬والتي‬ ‫تم تداولها على صفحات الجرائد معززة بشهادة صحافيي مقر الجريدة‪،‬‬ ‫تثير ‪ ‬بعض االستغراب‪ ،‬في حين كانت دعوة ‪ ‬للحضور إلى أحد مقرات األمن‪ ‬‬ ‫«لغرض يهمك»‪ ،‬كافية لكي يمتثل الرجل‪ .‬ثم إن بوعشرين ليس إرهابيا‬ ‫وال‪ ‬هو‪« ‬ألكابون» زمانه ‪.....!!! ‬‬ ‫ومما تمكن مالحظته أن بوعشرين صاحب المواقف المشهورة في‬ ‫انتقاد األوضاع السياسية والحزبية‪ ‬واإلدارية‪ ،‬وصاحب العمود اليومي‬ ‫الذي يطلق فيه النار في كل االتجاهات‪ ،‬ومن حقه ذاك‪ ،‬ألنه صحافي وليس‬ ‫«صندوق أحد»‪ ،‬ال يمكنه أن يجهل أن‪ ‬كتاباته «مزعجة» ‪ ‬وأنه يوجد «تحت‬ ‫األضواء الكاشفة»‪ ....‬فكيف له‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬أن يجهل كل ذلك‪ ،‬ويمارس‬ ‫أفعاال خطيرة من تلك التي وردت في بالغ النيابة العامة بالرباط‪ ،‬إال أن‬ ‫يكون الرجل قد اختل «توازنه» واضطرب صوابه‪....!!! ‬‬ ‫وهو ما سيظهر عبر وقائع المحاكمة التي ستنطلق مع بداية مارس‬ ‫الجاري‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫بمدينة سال‪ ،‬أطلق رئيس الحكومة «وعدا جديدا» من وعود‬ ‫الحكومات التي ألفناها‪ ،‬يتعلق بعزم العثماني‪ ،‬حسب ما راج في بعض‬ ‫المنابر اإلعالمية‪ ،‬على «ضمان السكن الالئق لجميع المواطنين في‬ ‫كل الجهات»‪.‬‬ ‫وعدُ ‪ ‬العثماني ‪ ِ،‬على الرغم من كونه «وعدا» ليس إال‪ ،‬فتح‬ ‫باب األمـل فـي وجه «جميع المواطنين‪ ،‬في كل الجهات» في أن‬ ‫يحظوا‪« ،‬في يوم‪ ،‬في شهر‪ ،‬في سنة»‪ .....‬كما تقول األغنية‪ ،‬بسكن‬ ‫اجتماعي الئق‪ ،‬يستجيب للمعايير الدولية‪! ‬‬ ‫إال أنه سرعان ما «أحالنــا»‪ ‬رئيس الحكومـة علىّ «الجمعيــات‬ ‫والتعاونيات والوداديات السكنية التي تضطلع بدور رئيسي في‬ ‫هذا المجال‪ .‬معتبرا أن «المهيمنين» على قطاع السكن يواجهون‬ ‫إكراهات عدة سواء على المستوى القانوني أوالتنظيمي‪.‬‬ ‫طبعا هذا الشـق األخيــر من تصريـح العثمانـي ال يهمنــا‬ ‫نحن‪ ،‬الواقفين على باب اهلل‪ ،‬في انتظار أن تفتح أمامنا باب الشقة‬ ‫المستجيبة للمعايير الدولية للسكن الالئق‪.‬‬ ‫وتعزيزا لتصريح رئيس الحكومة‪ ،‬أثنى وزي��ر إع��داد التراب‬ ‫الوطني واإلسكان‪ ،‬عبد الواحد الفاسي‪ ،‬على جهود‪ ‬وزارته الهادفة‬ ‫إلى تشجيع المبادرات في هذا القطاع‪.‬‬ ‫حبذا لو أشفق الوزراء علينا من الوعود‪ ،‬وحدثونا عن مشاريع‬ ‫واقعية‪ ،‬محددة في الزمان والمكان‪ ،‬نطمئن إليها ونعتبر أن الوصول‬ ‫إليها ليس «مستحيال» وأن ليس بيننا وبينها‪« ‬ريح وغيم وبرق ورعد‬ ‫وثلج ونار»‪! ‬‬ ‫‪ ...... ‬من أغنية كاظم الساهر لشعر نزار قباني ‪.‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫�إن�ســـان‬

‫‪ ‬‬

‫أخبار سقوط‪ ‬رجال أمن أ أو دركي‪ ،‬أو جمركي‪ ،‬و الدرك أو حتى‬ ‫رجل سلطة ‪ ،‬في وقائع يجرمها القانون‪ ،‬تثير في بعض الناس الكثير‬ ‫من التشفي‪،‬وشعور النكاية منهم‪ ، .‬ولسان حالهم يقول «حاميها‬ ‫حراميها»‪......‬‬ ‫هذا التفكير غير سليم‪ .‬ذلك‪ ‬أنه‪ ‬تحت «كسوة» أي مسؤول ‪ ،‬في‬ ‫أي موقع يكون‪ ،‬يوجد إنسان‪ ،‬بشر‪ ،‬يضعف‪ ،‬كسائر البشر أمام إغراءات‪ ‬‬ ‫محيطه‪ ،‬ويعيش «تقلبات» الزمان ونكباته‪ ،‬ويسعى‪ ،‬كسائر البشر‬ ‫إلى الخروج من ضائقته النفسانية أو المالية أو األسرية أو المجتمعةـ‬ ‫فيخطئ أو يصيب‪ ‬مسألة حظوظ‪! ‬‬ ‫خالجتني هذه األفكار بعد قراءة خبر اعتقال شرطي تزعم عصابة‬ ‫لالختطاف واالبتزاز بمدينة سال‪ .‬وهي من الجرائم «الشائعة» في‬ ‫زماننا هذا ‪ ،‬ولكم أن تصفوه كيفما تشاؤون‪! ‬‬ ‫حقيقة إن من يتحمل مسؤولية عمومية يلزمه كثير من الحذر‬ ‫والتحفظ ‪ .‬ولكن‪ ‬اإلنسان إنسان ‪.‬‬ ‫«وف��ي كل إنسان‪ ‬ضعف وق��وة‪ ..‬شجــاعــة وجبن‪ ..‬صمود‬ ‫واستسالم‪ ..‬نقاء وق��ذارة‪ ..‬فالمخلص يقاوم‪ ..‬والغــادر يخــون‪..‬‬ ‫والضعيف يتهاوى تحت‪ ‬وطأة اليأس‪ ..‬والبطل يقاتل‪ .‬‬ ‫(قول مأثور)‪.‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫جريـــدة «المســاء»‪ ‬أخبــرت في عددها ‪ ،3517‬أن حسابات‬ ‫«اتصاالت المغـــرب» ومؤسســــة «موازين» مهددة بالحجز‪ ،‬ألن‬ ‫أصحابها ال يسددون حقوق التأليف‪ .‬تصوروا‪! ‬‬ ‫وقد تزامن هذا الخبر مع برنامج تليفزيوني شارك فيه ممثل عن‬ ‫المكتب الوطني لحقوق التأليف» الذي ووجه بانتقادات حادة من طرف‬ ‫فنان شارك هو أيضا في هذا البرنامج‪ ،‬حيث أنه حاول‪ ،‬بجهد‪ ،‬تبرير‬ ‫العجز الحاصل في استرجاع حقوق التأليف مستندا على‪ ‬ضعف‬ ‫الموارد البشرية‪ ،‬وعدم تجاوب العديد من المؤسسات التي عليها‬ ‫دين للمكتب‪.‬‬ ‫خبر المساء يقول إن مكتب حقوق التأليف يكون قد باشر‪ ‬طلب‬ ‫الحجز على شركة اتصاالت المغرب بعد أن رفضت تسديد ما بذمتها‬ ‫للمكتب ‪ ‬من دين ‪ ‬يفوق المليار سنتيم‪...‬‬ ‫نفس الشيء بالنسبة لمؤسســـة «موازيــن»‪ ‬ولمسرح محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬وعدد من الشركات األخري‪.‬‬ ‫وهكذا ترون أن العديد من الفنـانين والفنانات المغاربة ‪ ‬يوجدون‬ ‫في ضائقة مالية‪ ،‬وهشاشة اجتماعية‪ ،‬ومن منهم تقدم به العمر‬ ‫يعيش حالة إهمال مخجل‪ ،‬بينما الماليين من األموال ‪ ‬المستحقة‬ ‫لهم يتمتع بها أصحاب النفوذ والعالقات الرفيعة ‪.‬‬ ‫منتهى الظلم والبغي والتعسف والجور‪ ،‬في عهد الحق والقانون‪! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫لكم دينكم ويل ديني‬

‫ال حرج بعد اليـوم في أن يغيـر من شاء ومن شاءت معتقـده‬ ‫الديني ويختار الدين الذي يرتضيه لنفسه‪ .‬الكالم لمصطفي الرميد‬ ‫القيادي في العدالة والتنمية الذي أكد خلو نصوص الشريعة من أي‬ ‫نص يعاقب على ذلك‪.‬‬ ‫يبقى أن يتقبل المجتمع هذا األمر وإال وجب اتخاذ الحيطة‬ ‫والحذر‪ ،‬لضعف ثقافة التسامح وقبول اآلخر‪ ،‬على حاله‪ ،‬في المجتمع‪.‬‬ ‫‪ ‬تطور كبير في العقلية المتشددة التي سادت إلى اآلن‪ ،‬والتي‬ ‫كانت تعاقب المخالفين للثوابت‪ ،‬بل وتطلب حد الردة في حقهم على‬ ‫الرغم من أنه ال أصل للردة في االسالم إطالقا‪ ،‬بل إن حوالي مائتي‬ ‫آية من آيات القرآن الكريم تؤكد حرية االعتقاد‪.‬‬ ‫وقد سبق لرئيس الحكومة العثماني أن دعا ‪ ‬إلى مراجعة‬ ‫المفاهيم الدينية التي تعيق تطور المرأة في عرض حول السياسة‬ ‫العامة بالبرلمان‪ .‬كما أعلن عن استعداد حكومته لمراجعة مقتضيات‬ ‫مدونة األسرة ‪ ،‬وفق الخطة الوطنية ‪ ‬للديمقراطية وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ ‬وتبارك اهلل‪ ،‬تطور كبير في مفاهيم الدين والدنيا‪ ‬التي كانت‬ ‫عصب أدبيات العدالة والتنمية‪ .‬و «الخير للقدام» إن شاء اهلل‪! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫اليو�سفي‪«...‬بالزاف عليك»‪ ‬يا �سيد‪! ‬‬

‫وزير يُقيل و�آخر يُعيد «املُ َ‬ ‫قال»‬ ‫�إلى عمله‪! ‬‬

‫من المفارقات‪« ‬الطريفة» التي تفاجئنا من وقت آلخر‪ ،‬وتكون‬ ‫مدعاة للتسلية في مجمعاتنا ‪ ،‬خبر قرار اتخذه وزير الصحة الجديد‬ ‫قبل أن يسخن مقعده‪ ،‬يقضي بإرجاع بعض الموظفين الذين‬ ‫شملتهم قرارات التأديب من طرف المفتشية العامة لوزارة الصحة‪،‬‬ ‫على عهد الوردي‪ ،‬ورد اهلل ذكره‪ ،‬إلى «قواعدهم سالمين «غانمين»‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن تثير إجراءات من هذا القبيل اعتراضات جانب‬ ‫من مهنيي الصحة‪ ،‬خاصة إذا لم تكن عالقات ‪ ‬الموظف «المستعاد»‬ ‫مع زمالئـه «سمنـا على عسـل» وفق القولة الشهيـرة‪ ‬لعبد اإلله‬ ‫بنكيران‪....! ‬‬

‫يبدو أن ادريس لشكر‪ ،‬بعد أن اقتنع بأنه لم يعد يقنع‪ ،‬وأن‬ ‫االتحاد االشتراكي سجل في فتــرة «إمامتــــه» أكبر االنتكاسات‬ ‫في تاريخه النبيل‪ ،‬حـــاول أن «يلعب» في ميدان الكبار‪ ،‬ولم يجد‬ ‫من ‪ ‬موضوع «يتبــورد» به سـوى استقالة الكاتب األول السابق‪،‬‬ ‫المجاهد والوطني الفذ األغر‪ ،‬األستاذ عبد الرحمن اليوسف‪ ،‬الذي‬ ‫انتقد‪ ،‬على طريقته‪ ،‬استقالته وشبهها بمغادرة ربان لسفينته‪ ‬في‬ ‫زمن األزمة‪.‬‬ ‫ال يمكن لألشكر أن يكون جاهال باألسباب الحقيقية الستقالة‬ ‫األستاذ عبد الرحمن اليوسفي خاصة ما تعلق بخروج الدولة عن‬ ‫منهجية الديمقراطية حين وقع القفز على االتحاد االشتراكي الفائز‬ ‫بالمربية األولى في انتخابات ‪.2003‬‬ ‫تبعها موقف القيادة االتحادية من المشاركة في الحكومة رغم‬ ‫اإلهانة السياسية التي لحقتهم‪.‬‬ ‫آلسي لشكر‪« ،‬العب في باب داركم «‪......! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫مارس‬

‫‪5‬‬

‫أين نساء المغرب العميق‬ ‫من عيد المرأة ؟؟؟‬

‫تسلط قنواتنا المغربية ككل سنة‬ ‫عدسات كاميراتها على مظاهر احتفال‬ ‫المؤسسات الوزارية باليوم العالمي‬ ‫للمرأة‪ ،‬وتنقل بالصوت والصورة وقائع‬ ‫تكريم نسائهــا الموظفـات بالورود‬ ‫والمشروبــات وأطــبـاق الحلويــــات‪،‬‬ ‫والنملك والحالة هذه إال أن نثمن‬ ‫المبادرة‪ ،‬وأن نشكر قنواتنا على هذا‬ ‫التتبع‪ ،‬لكن ثمة سؤاال ملتهبا وحارقا‬ ‫يطرح نفسه بإلحاح‪ ،‬ويأخذ شكل‬ ‫غمامة سوداء في ظـل هذا البصيص‬ ‫من النور‪ :‬أين نساء المغرب العميق‬ ‫من هــذا التكريـــم؟‪ ،‬فنساء العاصمة‬ ‫اللواتي تتهافت وسائل اإلعالم على‬ ‫مشاركتهن اإلحتفاء واإلحتفـــال قد‬ ‫يكن محظوظات جـــدا‪ ،‬مقارنـــة مــع‬ ‫صنواتهن فيمــا وراء الجبــال‪ ،‬حيـــث‬ ‫التكالب والتواطؤ على حصار صورهن‬ ‫وهن يتأبطن حزم الحطب‪ ،‬أو يجتزن‬ ‫الحواجز الثلجية‪ ،‬أو يعبرن الوديان‪،...‬‬ ‫فهؤالء المحتفى بهن قد ابتسم القدر‬ ‫لهن وهن يحصلن على الشواهد‬ ‫العليا‪ ،‬وينتزعن الوظائف المحترمة‬ ‫في مغرب صارت العطالة رقمــه األول‬ ‫المخيــف والمثير للفزع‪ ،‬ويستقررن‬ ‫في وسط حضري متاحة فيه متطلبات‬ ‫الحياة األساسية‪...‬لكن المشكل‪ ،‬كما ذكرنــا‪ ،‬هو مأزق النسخة‬ ‫األخرى من نساء المغرب اللواتي حبسهن الفقر والحرمان‪ ،‬أو‬ ‫أقعدتهن التقاليد عن طرق أبواب المدرسة‪ ،‬وحتى إن طرقنها‬ ‫يتخذ ولوجهن إياها صفة الزيارة الخفيفة ليخرجن كما دخلن‬ ‫خاويات الوفاض‪ ،‬يجررن وراءهن كل معاني الخيبة واإلنكسار‬ ‫التي تؤهلهن‪ ،‬أو تؤهل كثيرا منهن لدخول سوق النخاسة في‬ ‫سن مبكرة كخادمات وظيفتهن األولى واألخيرة تسخير شقائهن‬ ‫إلسعاد األسياد‪ ،‬سعيهن لصنع ابتساماتهم الصفراء وقهقهاتهم‬ ‫المتعالية الصاخبة‪ ،‬وسهادهن وأرقهن لتوفير النوم الهادئ‬ ‫الطويل المصحوب بالشخير لهم‪ ،‬وليعشن في‬ ‫األخير تحت سقف اإلرهاب اإلجتماعي المحاط‬ ‫بأربعــة جــــدران تحجز العيون عن رصده أو‬ ‫تتبعه‪ ،‬بل حتى العلم به‪ ،‬فيجد التربة خصبة‬ ‫لينمو ويسدر ويتعاظم‪ ،‬ويوقع من ثمة على‬ ‫مفارقة صارخة مدوية تتحول فيها طفلة‬ ‫صغيرة‪ ،‬كان حريا بها أن تكون في األحضان‪،‬‬ ‫وأن تتلقى قبالت الوالدين صباح مساء‪ ،‬إلى‬ ‫أمة ‪ ‬لطفلة في سنها أوتزيد عليها أو تنقصها‬ ‫قليال‪ ،‬تستيقظ في الصباح الباكر لتحضر لها‬ ‫وجبة الفطور‪ ،‬وتوقظها بهدوء تام حتى ال‬ ‫تزعجها‪ ،‬وتصفف لها شعرها‪ ،‬وهي الشعثاء‬ ‫الغبراء‪ ،‬ثم ترافقها إلى المدرسة وتشبعها‬ ‫بقبالت امرأة عجوز واهنة لفتاة غضة في‬ ‫عنفوان طفولتها‪ ،‬لتعود إلى وكر الخدمة‬ ‫وتؤدي فروض الطاعة والوالء للكبار المتفتحة‬ ‫شهيتهم لسمــاع عبــــارات التسييد‪،‬‬ ‫والمتعطشة أفواههم إلى كلمات التبخيس‬ ‫واإلحتقار‪ ،‬متقمصين دور الجبابرة في البيت‬ ‫ضد هذا الكائن المسمى إنسانا‪ ،‬ربما تعويضا‬ ‫عن كرامة مهدورة خارجه يمثلون فيها دور‬ ‫الضحية المستلب الذي ال حول له وال قوة‪،‬‬ ‫مجسدين بهذه الثنائية الضدية قول الرسول‬ ‫الكريم صلوات اهلل وسالمه عليه‪« :‬ما تعاظم‬ ‫أحد على من هو دونه إال بقدر ما تصاغر على من هو فوقه»‪.‬‬ ‫في عيد النساء هذا كم من امرأة قبلت وردتها الحمراء‬ ‫وتسلت بها طوال اليوم بعدما أهداها إياها أخ أو زوج أو قريب‪،‬‬ ‫وكم من امرأة بالمقابل فرض عليها واقع المغرب العميق أن‬ ‫تقبل دموعها‪ ،‬دون أن تجد من يكفكفها‪ ،‬وتجد فقط من وما‬ ‫يزيدها غزارة وانهمارا‪.‬‬ ‫في هذا العيد كم من امرأة ضمت إلى صدرها بانتشاء رسالة‬ ‫خطت كلماتها من ذهب بيد زوج حريص على دغدغة مشاعرها‬ ‫وتذكيرها برابطة الحب المقدس الذي يجمعهما‪ ،‬وكم من امرأة‬ ‫إنزوت ككومة من القش في ركن البيت باكية منتحبة بعدما‬ ‫احتضن جسمها الذابل الركالت والصفعات‪ ،‬وشنفت آذانها‬ ‫بكلمات الويل والثبور‪ ،‬ال لشيء إال ألنها كسرت كأسا أو صحنا أو‬ ‫أحرقت طعاما‪ ،‬أو رفعت ـ ناسية ـ صوتها فوق صوت سي السيد‪.‬‬ ‫في هذا العيد كم من امرأة حملت صورتها الكاميرات‬ ‫والهواتف النقالة‪ ،‬وهي تحتفل بهذه الطريقة أو تلك بما تراه‬

‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫العنف ضد النساء‪« ،‬يعترف ببعض أشكال‬ ‫اإلساءة التي تواجهها نساء كثيرات من‬ ‫قبل أزواجهـن وأسرهــن»‪ ،‬منبهــة إلى‬ ‫وجود بعض «الثغرات القانونية»‪ ،‬التي‬ ‫«يجب أن يعالجها المغرب‪ ،‬لضمان حماية‬ ‫جميع الناجيــات من اإلســاءة‪ ،‬ولقيام‬ ‫الشرطــة والنيابة العامة بعملها»‪.‬‬ ‫وفي ظــل القانــــون الجديــد الذي‬ ‫«يجرم بعـض أشكــال العنـــف األسري‪،‬‬ ‫وينشئ تدابير وقائيــة‪ ،‬ويُوفر حمايــة‬ ‫جديــدة للناجيـات»‪ ،‬تــرى المنظمـة أن‬ ‫«القليل من الناجيات يستطعن رفع دعوى‬ ‫قضائية للحصول على الحماية»‪ ،‬مضيفة‬ ‫أن القانون «ال يُحدد واجبات الشرطة‬ ‫والنيابة العامة وقضاة التحقيق في حاالت‬ ‫العنف األسـري‪ ،‬أو تمويـل مراكـز إيـواء‬ ‫النساء»‪.‬‬

‫عرسها‪ ،‬رافلة في زينتها‪ ،‬تتألأل حليها التي تطوق معصميها‬ ‫وجيدها تحت األضواء الكاشفة‪ ،‬وكم من امرأة حملت حزمة‬ ‫الحطب على ظهرها وطوقت عنقها بحبل من مسد الفقر المدقع‬ ‫والتهميش والهشاشة‪ ،‬وناءت بحملها الثقيل بين الفجاج‬ ‫والشعاب‪ ،‬لتصلى نارا ذات لهب في عتمتها‪ ،‬تلهب قلبها المكلوم‬ ‫قبل أن تلهب الحطب‪ ،‬وتهزها هزا‪ ،‬وتحفر في نفسها أخاديد‬ ‫عميقة‪ ،‬وهي الوحيدة في عذابها‪ ،‬ال تجد من يعينها أو يشاركها‬ ‫في النوء بحملها الثقيل‪.‬‬ ‫في هذا العيد كم من امرأة رفعت عقيرتها عاليا مطالبة‬ ‫المساواة مع الرجل‪ ،‬منددة بكل جرأة بالعقلية الذكورية والمجتمع‬

‫المنظمة الدولية التي أشـــارت في‬ ‫بيانها‪ ،‬أنها قابلت ‪ 45‬شخصا في المغرب‪،‬‬ ‫من بينهم ‪ 20‬امرأة وفتــاة عانيـن من‬ ‫العنف األسري‪ ،‬في شتنبر ‪« ،2015‬وصفن‬ ‫تعرضهن لللكـم‪ ،‬الركـل‪ ،‬الحرق‪ ،‬الطعن‪،‬‬ ‫اإلغتصاب‪ ،‬أو لشكل آخر من المُعاملة السيئة من قبل أزواجهن‬ ‫أو أفراد أسرهن»‪ ،‬نوهت بإيجابية القانون الجديد من حيث‬ ‫تعريف العنف ضد المرأة‪ ،‬لكنها تعتبره «ال يُقدم تعريفا للعنف‬ ‫المنزلي وال يُجرم صراحة اإلغتصاب الزوجي»‪.‬‬

‫• حماية السلطات األمنية ال تكفي !‬ ‫بحسب المنظمة‪ ،‬فإن القانون ألزم السلطات العمومية باتخاذ‬ ‫تدابير وقائية لمعالجة قضايا المرأة والطفل‪ ،‬غير أنه «ال يتضمن‬ ‫آليات لمراقبة الوحدات أو اللجان‪ ،‬أو مساءلة‬ ‫السلطات إذا لم ت ُقم بواجباتها»‪ ،‬وفق البيان ذاته‪.‬‬ ‫«هومن رايتش عووتش»‪ ،‬تشير أن معظم‬ ‫النساء بالمغرب‪« ،‬يتنازلن عن الدعاوى القضائية‬ ‫القليلة التي رفعنها نتيجة ضغوط من أسرهن‪،‬‬ ‫أو أسر المعتدي عليهن‪ ،‬أو ألنهن يعتمدن ماليا‬ ‫على من يسيئون معاملتهن»‪ ،‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫أضافت المنظمة أن القانون «ال يوفر أيضا‬ ‫المساعدة المالية للناجيات»‪ ،‬كما أن دور الحكومة‬ ‫«غير محدد بوضوح»‪ ،‬فيما يتعلق «بتوفير الدعم‬ ‫والخدمات للناجيات من العنف األسري‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك المأوى‪ ،‬الخدمات الصحية‪ ،‬الرعاية الصحية‬ ‫النفسية‪ ،‬المشورة القانونية‪ ،‬والخطوط الهاتفية‬ ‫لحالة الطوارئ»‪.‬‬

‫األبيسي‪ ،‬وسط تصفيق جمع المذكر ومباركته للشجاعة األدبية‪،‬‬ ‫قبل جمع المؤنث‪ ،‬وكم من امرأة رميت بعبارات الكفر والردة‬ ‫لمراجعتها أمر زوج خدعوها حينما قالوا لها إن طاعته مقدمة على‬ ‫طاعة اهلل‪ ،‬وإن التردد والتلكؤ في اإلستجابة الفورية إليماءاته‬ ‫يوجب صقرا في الدرك األسفل من النار‪.‬‬

‫• قانون محاربة العنف ضد النساء‬

‫قبل أيام تمت المصادقة على قانون محاربة العنف ضد‬ ‫النساء‪ ،‬هذا القانون الذي قالت عنه المنظمة الدولية «هيومن‬ ‫رايتس ووتش» أنه رغم إيجابيته‪ ،‬إال أن فيه «ثغرات» ال تحمي‬ ‫المرأة من ناحية أمنية ومن ناحية إجتماعية‪ ،‬مما يضطر بعض‬ ‫الناجيات من العنف «للعودة إلى المسيء لهن»‪.‬‬ ‫و أصدرت المنظمة الدولية «هيومن رايتش ووتش»‪ ،‬بالغا‬ ‫تحدثت فيه عن وضعية المرأة بالمغرب‪ ،‬وجاء فيه أن القانون‬ ‫الذي صادقت عليه الحكومة مؤخرا (‪ 14‬فبراير)‪ ،‬حول محاربة‬

‫وتقدر «هيومن رايتس ووتش» وجود أقل من‬ ‫‪ 10‬مراكز إيواء في المغرب‪ ،‬تقبل الناجيات من‬ ‫العنف األسري‪« ،‬وهي محدودة القدرات»‪ ،‬مضيفة‬ ‫أن‪ ‬هذه المراكز تديرها منظمات غير حكومية‪،‬‬ ‫«لكن عددا قليال فقط منها يتلقى تمويال‬ ‫حكوميا»‪ .‬مما يضطر العديد من الناجيات من العنف األسري إلى‬ ‫«العودة إلى شركائهن المُسيئين ألنهن ال يملكن أي وسيلة‬ ‫أخرى»‪ ،‬تؤكد المنظمة‪.‬‬ ‫المنظمة في بيانها شددت على أن حماية الفتيات من العنف‬ ‫األسري «ال تتطلب تغييرات قانونية فقط‪ ،‬بل التمويل والدعم‬ ‫السياسي لإلنفاذ والخدمات»‪ .‬وبهذا الصدد تشير المنظمة أن‬ ‫الحكومة المغربية رغم اعتمادها هذا القانون‪ ،‬إال أنها «مطالبة‬ ‫اآلن بتنفيذه وتوسيع نطاق الحماية»‪.‬‬ ‫نساء المغرب المحنطات في ثوب اإلقصاء‪ ،‬من أجلهن نتوجه‪،‬‬ ‫دوما وأبدا وليس في هذه المناسبة فقط‪ ،‬بكل عبارات اإلحترام‬ ‫واإلجالل والتقدير لهؤالء اللواتي كتب عليهن الشقاء وهو كره‬ ‫لهن‪ ،‬وكتب عليهن أن ينتقلن بين الخطوب والمآسي في غسق‬ ‫الظالم‪ ،‬دون أن يجدن من يسلط عليهن األضواء الكاشفة لينقل‬ ‫إلى اآلخرين صورة مأساة تأكل الطعام وتمشي في األسواق‪.‬‬


‫العدد ‪931‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مالعب القرب بطنجة تعاني من اإلهمال وغياب الصيانة‬

‫تعاني مجموعة من مالعب القرب بطنجة من إهمال‬ ‫كبير على الرغم من أن افتتاحها لم يمر عليه أكثر من ‪3‬‬ ‫سنوات‪ ،‬حيث لم تعد بعض تلك المالعب صالحة لممارسة‬ ‫كرة القدم بفعل الحالة المتهالكة للعشب االصطناعي أو‬ ‫لتجهيزات الفضاء‪.‬‬ ‫ويشتكي الشبان الذين اعتادوا ممارسة كرة القدم‬ ‫في مالعب القرب بمنطقة الرميالت من الحالة السيئة التي‬ ‫يعاني منها الملعب‪ ،‬حيث تمزقت األرضية االصطناعية‬ ‫ومألت الحفر بعض المساحات‪ ،‬وهو األمر الذي وقفت عليه‬ ‫«المساء»‪ ،‬حيث إن أجزاء من األرضية نزعت وكأنها سجاد‪،‬‬ ‫ما يؤكد حديث بعض الممارسين عن كونها لم تثبت‬ ‫أصال بالطريقة السليمة‪.‬‬ ‫ويشتكي مزاولو كرة القدم بهذه المالعب من سوء‬ ‫أرضية الملعب على الرغم من كونها غير قديمة‪ ،‬قائلين‬ ‫إن العشب االصطناعي اختلط بالحجارة والتراب نتيجة‬ ‫اإلهمال‪ .‬كما طغت عليه مادة «الكاوتشوك» التي أصبحت‬ ‫تضر بالممارسين‪.‬‬ ‫وفي ملعبي القرب بمنطقة مرشان‪ ،‬اللذين عوضا‬ ‫الملعب التاريخي الذي دمر في إطار برنامج «طنجة‬ ‫الكبرى» ال يبدو الوضع أفضل حاال‪ ،‬فاألرضيات االصطناعية‬ ‫أضحت متهالكة بسبب ضغط المباريات‪ ،‬دون أن تخضع‬ ‫ألي صيانة‪.‬‬ ‫وامتألت األرضية بالحفر وطغت عليها بدورها مادة‬ ‫«الماتشوك» التي أصبح لونها األسود يبرز أكثر من‬

‫لون العشب االصطناعي األخضر‪ ،‬وذلك حسب ما عاينت‬ ‫«المساء» ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الشباك الممزقة وحالة‬ ‫النظافة المزرية‪ ،‬ما يفسر تذمر الممارسين‪.‬‬ ‫وأضحت وضعية مالعب القرب بطنجة تطرح الكثير‬ ‫من عالمات االستفهام‪ ،‬فهي ليست تحت السلطة الفعلية‬ ‫للمقاطعات رغم أن القانون التنظيمي للجماعات يمنحها‬

‫هذا االختصاص‪ ،‬كما أنها ليست تحت وزارة الشباب‬ ‫والرياضة‪ ،‬التي لم تستطع فرض المذكرة الوزارية األخيرة‬ ‫التي تفرض فسح المجال للممارسين مجانا‪ ،‬فيما يضع‬ ‫غرباء بدون صفة أيديهم على أغلبها تحت أعين السلطات‬ ‫ويستفيدون من عائداتها المحددة في ‪ 200‬درهم للساعة‬ ‫الواحدة‪ ،‬دون أن يكلفوا نفسهم عناء صيانتها‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫اتهامات «البيجيدي» بتطوان باستغالل ملف األسواق‬ ‫لتوسيع قاعدته االنتخابية‬

‫كشف مصدر من داخل أغلبية الجماعة الحضرية‬ ‫لتطوان أن حزب العدالة والتنمية‪ ،‬الذي يشرف على تسيير‬ ‫المدينة‪ ،‬استغل ملف األسواق لتوسيع قاعدته االنتخابية‪،‬‬ ‫حيث تغاضت مصالح الجماعة لسنوات عن خروقات استغالل‬ ‫المحالت التجارية‪ ،‬ما ساهم في تراكم المشاكل وعقد مهمة‬ ‫الحوار مع التجار المحتجين من أجل معالجة الفوضى التي‬ ‫يعيشها القطاع‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أن الجماعة الحضرية أهملت‬ ‫القوانين الخاصة بسحب المحالت التجارية من المستغلين‬ ‫مؤقتا للملك العمومي الجماعي‪ ،‬في حال تأخرهم لثالثة‬ ‫أشهر عن دفع واجبات الكراء‪ ،‬أو االستمرار في إغالق‬ ‫المحالت واستعمالها لتخزين السلع فقط‪ ،‬ما ساهم في‬ ‫تراكم المشاكل لسنوات‪ ،‬فضال عن تعقيد عملية الحوار حول‬ ‫تشميع عشرات المحالت داخل األسواق‪.‬‬ ‫وكشف المصدر ذاته أن «البيجيدي» استفاد من‬ ‫التغاضي عن خروقات ملف االستغالل المؤقت للملك‬ ‫العمومي الجماعي‪ ،‬لكن عندما تم تسجيل مالحظات‬ ‫متعددة من قبل لجنة التفتيش التابعة لمصالح وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬بادر رئيس الجماعة إلى إصدار قرارات لمعالجة‬ ‫األمر‪ ،‬ما تسبب في غضب مستشارين عن الحزب كانوا‬ ‫يستفيدون من استمرار األمر على ما هو عليه‪ ،‬ودعوتهم‬ ‫لالحتجاج على القرار‪.‬‬

‫وسحب محالتهم التجارية‪ ،‬واالحتجاج أمام مقر الجماعة‬ ‫الحضرية على قرارات رئيسها محمد إدعمار‪ ،‬مستنكرين‬ ‫عدم إشعارهم من طرف المصالح المسؤولة بالجماعة قبل‬ ‫تنفيذ عملية السحب‪ ،‬فضال عن عدم منحهم مهلة كافية‬ ‫لتسوية الوضعية ودفع واجبات االستغالل المؤقت للملك‬ ‫العمومي الجماعي التي تراكمت لسنوات‪.‬‬

‫وواصل العشرات من التجار المعنيين بقرار تشميع‬

‫وكان رئيس الجماعة الحضرية لتطوان أصدر قرارات‬

‫الجماعة‪ ،‬حيث قامت لجنة مشتركة في الساعات األولى من‬ ‫صباح السبت الماضي‪ ،‬بتشميع عشرات المحالت التجارية‬ ‫بكل من سوق باب النوادر وسانية الرمل والباريو مالقا‪،‬‬ ‫وذلك بسبب عدم تأدية المستفيدين لواجبات الكراء‬ ‫الخاص باالستغالل المؤقت للملك العمومي الجماعي منذ‬ ‫سنوات‪ ،‬ناهيك عن عدم االستغالل بصفة شخصية‪ ،‬وإغالق‬ ‫المحالت واستغاللها للتخزين فقط‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫سكان بالعرائش يحاصرون شركة‬ ‫تذوب «الزفت» ليالً بحيهم‬

‫حاصر العشرات من المواطنين يوم السبت الماضي‪،‬‬ ‫بحي النصر بمدينة العرائش‪ ،‬شاحنات تابعة لشركة‬ ‫متخصصة في تذويب مادة «األسفلت» المعروف عموما‬ ‫ب «الزفت»‪.‬‬ ‫وحسب مصادر من السكان في إفادات ل«األخبار»‬ ‫فإن المحتجين منعوها من مغادرة الموقع‪ ،‬احتجاجا على‬ ‫الضرر الذي تلحقه بهم جراء تذويب هذه المادة‪ ،‬وانتشار‬ ‫روائح كريهة تتسبب لهم في متاعب صحية‪.‬‬ ‫ووفق المصادر ذاتها‪ ،‬فإن حالة استنفار خلفها‬ ‫قطع سكان الحي وكذا األحياء المجاورة له‪ ،‬الطريق في‬ ‫وجه شاحنات هذه الشركة‪ ،‬التي شرعت في االشتغال‬ ‫ليلة الجمعة السبت الماضية‪ ،‬وذلك في صفوف كبار‬ ‫المسؤولين الترابيين باإلقليم‪ ،‬في حين رفع المحتجون‬ ‫شعارات طالبوا خاللها بضرورة وقف هذه الشركة‪،‬‬

‫وإبعادها عن المدينة‪ ،‬نظرا للمشاكل الصحية التي باتت‬ ‫تظهر عليهم‪.‬‬ ‫وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإنه مباشرة بعدما تأجج‬ ‫غضب السكان‪ ،‬الذين كانوا يحتجون لجأ رجال سلطة‬ ‫ومسؤولين بالشركة‪ ،‬إلى إقناعهم على أن الشركة‬ ‫تشتغل وفق القانون‪ ،‬كما أقنعوهم بضرورة االحتجاج‬ ‫على رئيس المجلس البلدي‪ ،‬بدعوى أنه من رخص‬ ‫للشركة كي تضع آلياتها الضخمة ‪ ،‬لمزاولة األشغال فوق‬ ‫األرض الواقعة في المجال الحضري‪ ،‬في محاولة منهم‬ ‫لتفريق المتظاهرين‪ ،‬علما أنه تم تسجيل كونها تعمد‬ ‫إلى االشتغال أثناء الليل‪ ،‬لتفادي اندالع احتجاجات أخرى‪،‬‬ ‫حيث تعتبر المصدر الوحيد لتزويد مدن طنجة والقصر‬ ‫الكبير والعرائش وكذا لمشروع قطار فائق السرعة‪،‬‬ ‫بهذه المادة‪ ،‬وتذويبها في حرارة تصل إلى ‪ 600‬درجة‪،‬‬

‫مما يشكل تهديدا حقيقيا للسكان المجاورين‪.‬‬ ‫ويطالب السكان بضرورة تحويل موقع الشركة‬ ‫إلى منطقة صناعية تكون بعيدة عن األحياء السكنية‪،‬‬ ‫مستغربين محاولة بعض المسؤولين التملص من هذا‬ ‫الملف‪ ،‬لتهدئة االحتجاجات‪ ،‬واحتواء الوضع‪ ،‬دون التفكير‬ ‫في معاناة المواطنين المجاورين لهذه الشركة‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأن حديثا راج أثناء اندالع االحتجاجات أن شخصية نافذة‬ ‫في طنجة‪ ،‬تتوفر على أسهم في هذه الشركة‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تبادل عدد من الجمعويين االتهامات في ما بينهم‬ ‫بعد اجتماعهم سرا بإدارة الشركة والسلطات المحلية‪،‬‬ ‫بعيدا عن أعين السكان لمحاولة احتواء الوضع‪ ،‬وهو ما‬ ‫ينذر بتفجر احتجاجات جديدة عبر تنسيقات للسكان‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫تجريب وصفات‬ ‫جديدة للتصدي‬ ‫للعنف المدرسي‬ ‫في طنجة‬

‫أمام التنامي المضطرد لمظاهر العنف المدرسي التي‬ ‫تعرفها المؤسسات التعليمية في المدة األخيرة ‪ ،‬والتي‬ ‫تهدد حياة التالميذ واألساتذة على حد سواء‪ ،‬تسعى وزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني‪ ،‬إلى تجريب وصفة‬ ‫تربوية جديدة من أجل محاصرة مظاهر العنف والهدر‬ ‫المدرسيين‪ ،‬عبر تعميم فكرة برنامج «مدرستي قيم‬ ‫وإبداع» والتي كانت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية بعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬سباقة إلى ترجمته على‬ ‫أرض الواقع منذ ثالثة أعوام‪.‬‬ ‫وأكدت حفيظة الراضي‪ ،‬المديرة اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية بعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬في ندوة صحافية‬ ‫نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬والتي خصصت لإلعالن عن‬ ‫إطالق النسخة الثالثة لهذا الموسم من برنامج «مدرستي‬ ‫قيم وإبداع»‪ ،‬أن الوزارة تبنت مؤخرا تعميم البرنامج‬ ‫على مختلف المؤسسات التعليمية بربوع التراب الوطني‪،‬‬ ‫وذلك بعد النجاح الذي القته النسختان األولى والثانية‪،‬‬ ‫على صعيد المدارس التعليمية بعمالة طنجة أصيلة‪.‬‬ ‫وأوضحت الراضي أن البرنامج ذو طبيعة تنافسية‬ ‫في مجاالت شتى‪ ،‬أبرزها المسرح‪ ،‬الرسم والتشكيل‪،‬‬ ‫والشعر والرقص ‪ ،‬وتجويد القرآن‪ ،‬والتكنولوجيا والطاقات‬ ‫المتجددة‪ ،‬والرياضات الفردية والجماعية‪ ،‬ومجال البيئة‬ ‫والنظافة‪ ،‬مؤكدة على أن الهدف الرئيسي هو إعادة‬ ‫الحياة للمؤسسات التعليمية‪ ،‬ودرء كل الظواهر السلبية‬ ‫والممارسات المشينة التي تشوش على العملية التربوية‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتعرقل تحقيق غاياتها‪.‬‬ ‫وبحسب المتحدثة‪ ،‬فإن البرنامج المذكور يسعى إلى‬ ‫تعزيز منظومة القيم لدى التالميذ‪ ،‬وتدعيم أدوار الحياة‬ ‫المدرسية‪ ،‬ومحاربة الهدر والعنف المدرسيين‪ ،‬والنهوض‬ ‫بمستوى المدرسة العمومية‪ ،‬وتقوية قدرات المتعلم‬ ‫وكفاءاته‪ ،‬وتنمية فيه روح اإلبداع والمبادرة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫التدابير التي وضعتها الوزارة الوصية‪ ،‬إلى جانب مجموعه‬ ‫من األنشطة التربوية الموازية القارة في المدارس‬ ‫بمختلف مستوياتها‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬كشف عبد اإلله الفيزازي‪ ،‬رئيس‬ ‫مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية اإلقليمية‪ ،‬أن بعض‬ ‫المؤسسات التعليمية في طنجة كانت تعتبر نقطا سوداء‬ ‫على مستوى العنف المدرسي‪ ،‬وبعد تبني هذا البرنامج‬ ‫وإدماج المؤسسات التعليمية والتالميذ في فقراته‪،‬‬ ‫تقلصت بشكل كبير مظاهر العنف‪ ،‬وساهم في تحسين‬ ‫العالقة بين المدرس والتلميذ‪ ،‬كما ساهم أيضا في تطوير‬ ‫مستوى التحصيل المدرسي حسب النتائج المحصل عليها‬ ‫في الموسمين الفارطين‪.‬‬ ‫وتابع المتحدث مبرزا مزايا هذا البرنامج الذي‬ ‫يستهدف أكثر من ‪ 230‬ألف تلميذ وتلميذة‪ ،‬موزعين على‬ ‫‪ 355‬مدرسة ومؤسسة عمومية وخصوصية‪ ،‬قائال‪« :‬إن‬ ‫فقرات منافسات برنامج «مدرستي قيم وإبداع»‪ ،‬تعرف‬ ‫تمرير مجموعة من القيم الفضلى لإلنسانية‪ ،‬في مقدمتها‬ ‫التربية على التسامح والحب والسالم والتربية عل القبول‬ ‫باالختالف‪ ،‬عالوة على المزايا المهارية األخرى‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫في تقوية ملكة اإلبداع واالبتكار واإلنتاج الفني واألدبي‬ ‫والعلمي»‪.‬‬ ‫وحسب مداخالت مسؤولي المديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية‪ ،‬فإن الرهان األساسي لبرنامج «مدرستي‬ ‫قيم وإبداع»‪ ،‬يتمثل في جعل فضاء المؤسسة التعليمية‬ ‫مشتال إلبراز إبداعات التالميذ وتطوير قدراتهم‪ ،‬وجعلها‬ ‫أيضا محطة إلرساء مصالحة بين الطفل والمدرسة‪ ،‬للحد‬ ‫من الهدر المدرسي‪ ،‬وتشجيع التالميذ على إبراز مواهبهم‬ ‫في التعبير والتواصل‪ ،‬وصقل مواهب التالميذ التي تبرز‬ ‫في المنافسات‪ ،‬وتنميتها وتطويرها وتطوير قدراتها‬ ‫ومتابعتها بالدعم والتشجيع‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن برنامج مدرستي قيم وإبداع‪،‬‬ ‫يتم في إطار اتفاقية شراكة بين المديرية اإلقليمية‬ ‫لوزارة التربية الوطنية‪ ،‬بعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬ووالية جهة‬ ‫طنجة‪ ،‬ووكالة تنمية أقاليم الشمال‪ ،‬وفدراليات جمعيات‬ ‫آباء وأمهات تالميذ المؤسسات االبتدائية واإلعدادية‬ ‫والثانوية‪ ،‬ويندرج ضمن أهداف الوزارة الوصية المتمثلة‬ ‫في االرتقاء بالحياة المدرسية‪ ،‬وجعلها فضاء للتربية على‬ ‫المواطنة والنزاهة‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫إقتصاد‬ ‫البنك الدولي‪ :‬االستثمار في الرأسمال الالمادي لتسريع إقالع‬ ‫االقتصاد المغربي‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ ‬دعا البنك الدولي المغرب إلى توجيه سياساته‬ ‫العمومية نحو تطوير رأسماله الالمادي من أجل‬ ‫تسريع إقالعه االقتصادي‪.‬‬ ‫وحث البنك‪ ،‬في تقرير بشأن مذكرته االقتصادية‬ ‫الصادرة تحت عنوان “المغرب في أفق ‪.. 2040‬‬ ‫االستثمار في الرأسمال الالمـادي لتسريــع اإلقــالع‬ ‫االقتصادي”‪ ،‬المغرب على انتهاز الفرص التي يوفرها‬ ‫“التحول الديمغرافي والتنمية الحضرية للمجتمع‬ ‫وارت��ف��اع المستوى التعليمي للساكنة” من أجل‬ ‫تعميق إصالحاته الهيكلية وإعادة التوازن لنموذجه‬ ‫التنموي”‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن المغرب‪ ،‬باختياره االستثمار في الرأسمال الالمادي‪ ،‬سيرسي لنفسه “استراتيجية‬ ‫حقيقية للتنمية منسجمة وشاملة‪ ،‬وسيعمد إلى تطوير استراتيجيته التنموية وتعزيز حكامة السياسات‬ ‫القطاعية”‪.‬‬ ‫وتقترح المذكرة‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬مسارات للتفكير كفيلة ب”تيسير تفعيل سيناريو طموح ولكن‬ ‫واقعي قادر على تسريع النمو االقتصادي بطريقة مستدامة وتعقيق تنمية اجتماعية وبشرية أكثر‬ ‫اندماجا”‪.‬‬ ‫وعلى هذا المستوى‪ ،‬على المغرب أن يضع التربية في صلب إصالحاته من خالل مسار يتمحور‬ ‫حول “معالجة اإلكراهات الرئيسية التي تواجه المنظومة التربوية” بهدف تحقيق تحسن كبير للغاية في‬ ‫مستوى التالميذ المغاربة‪.‬‬ ‫كما يوصي التقرير باالستثمار في قطاع الصحة من أجل تعزيز الرأسمال البشري من خالل توسيع‬ ‫التغطية الصحية وتوسيع نجاعة خدمات الصحة العمومية وتقوية الحكامة العامة لمنظومة الصحة‪.‬‬ ‫وأبرز أهمية تطوير التكفل بتربية األطفال بهدف ضمان تكافؤ الفرص منذ الصغر وتحسين النتائج‬ ‫االقتصادية على المدى البعيد‪.‬‬ ‫واعتبر البنك الدولي أنه من الضروري الحرص على أن يكون لجميع األطفال ولوج مبكر للتربية وكذا‬ ‫التوفر على الشروط األخرى الرئيسية لتنمية مؤهالتهم‪.‬‬ ‫وأظهر تشخيص لألداء االقتصادي واالجتماعي للمملكة‪ ،‬خالل السنوات ال‪ 15‬األخيرة قبل أفق‬ ‫‪ ،2040‬على الخصوص‪ ،‬نموا في معدل تشغيل الساكنة النشيطة قد ينتقل من ‪ 45‬في المائة سنة‬ ‫‪ 2015‬إلى ‪ 55‬في المائة سنة ‪ 2040‬تحديدا بفضل تأثير تضاعف معدل تشغيل النساء‪.‬‬ ‫ويراهن البنك الدولي‪ ،‬بهذا الشأن‪ ،‬على نمو مستدام وأكثر قوة ب‪ 4,5‬في المائة سنويا الى غاية‬ ‫‪.2040‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬دعا التقرير إلى تحديث الوظيفة العمومية بمواصلة جهود عدم التركيز وتحسين‬ ‫أداء الموظفين واإلدارة والتقليص من التحصيص الزائد وعقلنة اإلدارة‪.‬‬ ‫كما يتعلق األمر بتحسين أداء المؤسسات التي تدعم السير الجيد لألسواق بإرساء قواعد لعب‬ ‫لمختلف الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬على الخصوص إرساء منافسة حرة ونزيهة وتعزيز التحول الثقافي بشأن‬ ‫المقاوالت واإلبداع‪.‬‬ ‫وحسب البنك فإن تعديل قانون الشغل “سيطور بشكل كبير من الشغل القانوني ال سيما لدى‬ ‫الشباب والنساء”‪.‬‬ ‫وبشأن الرأسمال االجتماعي‪ ،‬أبرزت المذكرة ضرورة تحقيق المساواة بين الرجال والنساء من خالل‬ ‫تحسين ولوج النساء إلى الفرص االقتصادية وتثمين استقالليتهن‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أنه “من الممكن تصميم سياسات عمومية تمكن في الوقت ذاته من مكافحة‬ ‫التفاوتات والتمييز الذي تعاني منه المرأة وتعزيز اندماجهن االقتصادي”‪.‬‬ ‫ومن أجل تنمية الرأسمال االجتماعي يتعين على الدول‪ ،‬برأي المصدر نفسه‪ ،‬ضمان تفعيل أمثل‬ ‫واحترام لقواعد القانون‪ ،‬وتعزيز حس المواطنة‪ ،‬وتشجيع تطوير المجتمع المدني ومواكبة تطور المعايير‬ ‫االجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫‪ ‬‬

‫شركات برتغالية تبحث عن فرص االستثمار بالمغرب‬

‫بتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬نظمت غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات البرتغالية في المغرب‪ ،‬بشراكة مع سفارة البرتغال‪ ،‬لقاء عمل مشترك بين المغرب‬ ‫والبرتغال‪ ،‬بحضور مجموعة من الشركات المغربية والبرتغالية‪.‬‬ ‫شارك في اللقاء‪ ،‬وفق بالغ صادر عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات البرتغالية في المغرب‪ ،‬العديد‬ ‫من الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬على رأسهم الوكالة المغربية لتنمية االستثمارات والصادرات‪ ،‬التي قدمت‬ ‫عرضا حول “فرص االستثمار بالمغرب”‪ ،‬قبل أن يتم المرور إلى اللقاءات الثنائية التي جمعت الشركات‬ ‫المغربية بنظيرتها البرتغالية‪ .‬‬ ‫ويروم اللقاء‪ ،‬الذي نظم يوم الثالثاء‪“ ،‬فتح آفاق اقتصادية جديدة أمام الشركات البرتغالية ومرافقتها‬ ‫من أجل تطوير نشاطها االقتصادي في المغرب وإفريقيا”‪ ،‬وفق المصدر ذاته‪.‬‬ ‫وبخصوص هذه المناسبة‪ ،‬قال “خوسي ماريا تيكسيرا”‪ ،‬رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات‬ ‫البرتغالية في المغرب‪ ،‬في تصريح صحافي‪ ،‬إنها “تشكل فرصة أمام الشركات البرتغالية الراغبة في‬ ‫مشاركة خبراتها‪ ،‬وإيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها وخدماتها‪ ،‬خاصة داخل السوق المغربي الذي يتميز‬ ‫بدينامية تستقطب المزيد من المستثمرين والفاعلين االقتصاديين على الصعيد ‪ ‬الدولي‪ ‬‬ ‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫المغرب ضيف شرف على المعرض السياحي بهنغاريا والبرتغال‬ ‫‪ ‬‬

‫حل المغرب‪ ،‬األسبوع الفارط‪ ،‬ضورسة السياحة بالعاصمة البرتغالية لشبونة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬أقامت ممثلية المكتب الوطني المغربي للسياحة في أوربا الشرقية والبلقان ‪ ،‬ومقرها‬ ‫وارسو ‪ ،‬جناحا مغربيا على مساحة قرابة مائة متر مربع يقدم للزوار معلومات وبيانات حول الوجهات‬ ‫السياحية المغربية ومطبوعات باللغة الهنغارية عالوة على صور وأشرطة فيديو وعدد من الوسائل‬ ‫الترويجية ألبرز المعالم السياحية الوطنية‪.‬‬

‫وخالل هذه التظاهرة التي تستمر أربعة أيام ستشارك مؤسسة ”دار الصانع“ بعرض متميز في الجناح‬ ‫المغربي لنماذج من الصناعة التقليدية من حلي ومنقوشات خشبية وفخارية وغيرها بإشراف صنايعية‬ ‫ومعلمين حرفيين‪.‬‬ ‫كما ستحيي فرقة لموسيقى كناوة عروضا فنية وموسيقية طيلة أيام المعرض الذي سيتم خالله‬ ‫تقديم أطباق من المطبخ المغربي المتميز للزوار‪.‬‬ ‫وأوضح رشيد الناصري المدير اإلقليمي لشرق أوربا والبلقان للمكتب المغربي للسياحة في تصريح‬ ‫صحفي أن هذه المناسبة تكتسي أهمية بارزة للتعريف بالثقافة المغربية لدى المواطنين الهنغاريين‬ ‫وتقريبهم من وجة سياحية ذات مؤهالت متميزة في حوض المتوسط‪.‬‬ ‫وأضاف أن المشاركة المغربية بهذا الزخم خصوصا بمشاركة مؤسسة دار الصانع وبمنتوجات‬ ‫الصناعة التقليدية عالوة على إقامة حفالت فنية ستساهم في تقوية التعاون بين البلدين في المجالين‬ ‫الثقافي والسياحي‪.‬‬ ‫وتم اختيار المغرب ضيف شرف لدورة المعرض لهذه السنة بعد التطور الملفت الذي عرفته الحركية‬ ‫السياحية بين البلدين خالل الشهور األخيرة وبالخصوص منذ ‪ 31‬أكتوبر الماضي تاريخ افتتاح خطين‬ ‫جويين مباشرين بين العاصمة الهنغارية بودابيست وكل من مراكش وأكادير‪.‬‬ ‫ويتم تسيير خط بودابيست أكادير من قبل شركة (ويزإير) فيما تتولي شركة (رايان إير) تسيير خط‬ ‫مراكش بودابيست وهو ما يساهم في جلب قرابة ‪ 30‬ألف سائح هنغاري سنويا يتوقع أن يرتفع الى ‪50‬‬ ‫ألف خالل سنة ‪.2020‬‬ ‫كما تعززت هذه الشراكة من خالل توقيع المكتب المغربي للسياحة في ‪ 19‬فبراير الجاري اتفاقية مع‬ ‫شركة طيران (ويزإير) ليستمر تشغيل هذا الخط على طول السنة ما سيوفر ‪ 12‬ألف و‪ 500‬مقعد إضافي‬ ‫لوجهة أكادير خالل الفترة الصيفية المقبلة والتي تمتد من مارس إلى أكتوبر‪.‬‬ ‫وقد خلق الخطان الجويان دينامية جديدة في السوق الهنغارية وتحوال هاما ساهم في تطور أعداد‬ ‫السياح المتوجهين إلى المغرب‪ ،‬إذ ألول مرة أصبح المغرب قريبا من هنغارية‪.‬‬ ‫وفي إطار الدينامية نفسها قررت هيئة وكاالت األسفار والسياحة الهنغارية التي تضم في عضويتها‬ ‫أزيد من مائة وكالة متخصصة عقد جمعها السنوي ما بين ‪ 23‬و‪ 26‬مارس المقبل بكل من مراكش‬ ‫وأكادير وهي فرصة أيضا لمختلف وكاالت األسفار لالطالع بشكل مباشر عن المؤهالت السياحية‬ ‫المغربية وقدرات وإمكانيات القطاع‪.‬‬ ‫ويعد معرض السياحة والسفر لبودابيست األهم في منطقة شرق أوربا‪ ،‬إذ تشارك فيه كبريات‬ ‫وكاالت السياحة ومتعهدي األسفار في المنطقة‪ ،‬عالوة على كونه تجمعا سنويا للمتدخلين في صناعة‬ ‫السياحة والمؤتمرات الدولية وفرصة لالطالع على آخر المعلومات واالبتكارات في المجال‪.‬‬ ‫وخالل دورة ‪ 2016‬احتضن المعرض ‪ 394‬رواقا للسفر والسياحة غالبيتها من منطقة وسط وشرق‬ ‫أوربا وذلك على مساحة ‪ 7357‬متر مربع فيما زاره ‪ 29‬ألف و‪ 602‬من المتدخلين في القطاع السياحي‬ ‫لالطالع على آخر المعلومات واالبتكارات التي تهم القطاع‪.‬‬ ‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫‪ ‬‬

‫المغرب أوروبا‪ :‬العثماني‪ :‬سيادة المغرب خط أحمر‬

‫ردا على قرار محكمة العدل األوروبية قال رئيس‬ ‫الحكومة سعد الدين العثماني‪ ،‬إن سيادة المغرب على‬ ‫صحرائه خط أحمر‪ ،‬وأن المملكة حريصة على سيادتها‬ ‫وعلى وحدتها الترابية‪ .‬‬ ‫قال رئيس الحكومــة سعــــد الدين العثماني‬ ‫في كلمته االفتتاحيــة للمجلس الحكومــي نهـــار‬ ‫يوم الخميس‪ ،‬أثناء تعليقه على قرار محكمة العدل‬ ‫األوروبية‪“ ،‬إن الملك يتابع هذا الملف شخصيا‪ ،‬وأيضا‬ ‫وزارة الخارجية ووزارة الفالحة”‪ ،‬وأضاف أنه يتابع بدوره‬ ‫هذه القضية‪ ،‬التي تحظى باهتمام الرأي العام الوطني‪.‬‬ ‫وكانت محكمة العدل األوروبية قد أصدرت يوم الثالثاء ‪ 27‬فبراير‪ ‬قرارها النهائي‪ ‬في موضوع اتفاق‬ ‫الصيد البحري الموقع بين المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬وأكدت أن “االتفاق قانوني شريطة أال ينطبق على‬ ‫مياه إقليم الصحراء الغربية”‪.‬‬ ‫وأوضح سعد الدين العثماني في كلمته أن “المغرب في عالقاته الدولية وفي اتفاقياته التي يوقعها‬ ‫مع أي طرف كان‪ ،‬بما في ذلك شراكته مع االتحاد األوروبي يحرص على أن يحفظ لها مستقبلها‪ ،‬لكنه‬ ‫في نفس الوقت حريص على سيادته وعلى وحدته وعلى انتماء أقاليمه الجنوبية لترابه‪ ،‬وال يمكن أن‬ ‫يقبل ولن يقبل مستقبال أي مساس بهذه الثوابت الوطنية‪ ،‬وهذا ثابت في عالقات المغرب الخارجية”‪،‬‬ ‫وتابع أن “المغرب مرن في التفاوض وفي التعاون وفي الشراكات‪ ،‬و يعتز بأنه شريك وبأن عالقاته‬ ‫الدولية متنوعة ومتوازنة‪ ،‬وبأنه وفي لشراكاته”‪.‬‬ ‫وجاء حديث العثماني أكثر حزما من‪ ‬التصريحات‪ ‬التي أدلى بها وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية‬ ‫القروية والمياه والغابات‪ ،‬عزيز أخنوش‪ ،‬لوسائل اإلعالم بعد ساعات من صدور قرار المحكمة‪ ،‬وهي‬ ‫التصريحات التي قال فيها “إن المحكمة األوروبية لم تمنع الصيد البحري وبالتالي فإن أنشطة الصيد‬ ‫البحري ستتواصل بشكل طبيعي الى حين انتهاء سريان االتفاق”‪.‬‬ ‫وأكد في حينه أن “المغرب واالتحاد األوروبي يتوفران بالتالي على أجل معقول لمباشرة المفاوضات‬ ‫حول اإلمكانيات المتاحة”‪ .‬وتابع أن “المحكمة ال تمنح البوليساريو أي دور في هذا الملف بل تطلب أن‬ ‫تكون األمور واضحة في المستقبل من خالل التنصيص على مزيد من التدقيقات بخصوص األقاليم‬ ‫الجنوبية في إطار البروتوكول المقبل للصيد البحري”‪.‬‬ ‫بدوره شدد الوزير المنتدب المكلف بالعالقات مع البرلمان والمجتمع المدني‪ ،‬الناطق الرسمي باسم‬ ‫الحكومة‪ ،‬مصطفى الخلفي‪ ،‬في لقاء صحفي عقب اجتماع مجلس الحكومة على أن المغرب لن يوقع على‬ ‫أي اتفاق إال على أساس سيادته الكاملة على ترابه ولن يقبل تحت أي ظرف المس بسيادته‪.‬‬ ‫وأبرز الخلفي أن للمملكة ثوابت تؤطر انخراطها في مسار االتفاقات الدولية‪ ،‬وال يمكنها تحت أي‬ ‫ظرف أن تقبل بالمس بسيادتها أو بالتعامل معها على أساس أنها منطقتان أو على أنها سلطة إدارية‪،‬‬ ‫مشددا على أنه في حال المس بسيادته‪ ،‬فإن المغرب غير مستعد إلبرام أي اتفاق وال أن يستمر في أي‬ ‫اتفاق‪ ،‬بما فيه اتفاق الصيد الحالي‪ ،‬خارج هذا اإلطار‪.‬‬ ‫وأوضح أن المغرب ينهج مسار الحزم في مجال االتفاقيات الدولية‪ ،‬وال يمكن أن يقبل أن تتضمن‬ ‫اتفاقية مكتوبة أن تطبيق هذه االتفاقية يشمل المغرب باستثناء األقاليم الجنوبية‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫ترجمة جديدة لكتاب الموريسكيون في المغرب‬ ‫للمؤرخ اإلسباني غيرمو غوثالبيس بوسطو‬ ‫• عبد اهلل الصغير‬ ‫كانت الضفــة الجنوبية لشبه‬ ‫الجزيرة اإليبيرية محكومــة تاريخيا‬ ‫بالتغيرات التي ظهرت في موقعها‬ ‫الجغرافي‪ ،‬لكن هذه األحداث كانت‬ ‫مهمة جدا‪ ،‬وقاطعة لشبه الجزيرة‬ ‫كلها‪ ،‬حيث ال نستطيع أن نعرف جيدا‬ ‫تاريخ إسبانيا‪ ،‬دون أن نفهم بالتحديد‬ ‫ما يحدث في الضفة األخرى من‬ ‫مضيق جبل طارق‪ ،‬والذي وضع الشكل‬ ‫النهائي لهذه الواجهات الجنوبية‪.‬‬ ‫الموريسكيون في المغرب‪ ،‬هذا‬ ‫هو الموضوع األساسي‪ ،‬والوحيـــد‬ ‫تقريبا في هذا الكتاب‪ .‬إنه إسهام آخر‬ ‫في تفسير هذا اللغز الذي بقي من‬ ‫تاريخ هذا الشعب في المنفى‪.‬‬ ‫وخير مثال على ذلك‪ ،‬المشكلة‬ ‫الموريسكية‪ ،‬أو بمعنى أصح المأساة‬ ‫الموريسكيـــة‪ ،‬تلك المأســـاة التي‬ ‫يبدو أنها بدأت عقب سقوط الحكم‬ ‫اإلسالمي في إسبانيا‪ ،‬وامتدت طوال‬ ‫القرن السادس عشر الميالدي‪ ،‬وكانت‬ ‫لها نهاياتها الظاهرية بقرارات الطرد‪،‬‬ ‫التي نفذت منذ عام ‪1609‬م‪ .‬و حتى‬ ‫عام ‪1614‬م‪.‬‬ ‫إنهــا نهايـــة ظاهريـــة‪ ،‬ألن‬ ‫المشكلة المأساوية لم تنته عندما‬ ‫عبر الموريسكي المضيق‪ .‬ولم تنتـه‬ ‫بالنسبة للبعض‪ ،‬والبعض اآلخر‪ .‬ال‬ ‫بالنسبة للمنتصرين القدامــى‪ ،‬وال‬ ‫بالنسبةلألقليةالمهمشة‪.‬‬ ‫إن التاريخ اإلسباني لم يقـــم‬ ‫بدراسة ما حدث عندما استقرت هذه‬ ‫ٌ‬ ‫األقلية في دول شمال إفريقيا‪ ،‬إال قليال وبانحياز‪ ،‬ومجمل القول‪ ،‬إننا نجهل ماذا كان‬ ‫مصير الموريسكيين في المغرب‪ ،‬ممن هاجروا بكثرة وسرا‪ ،‬طوال القرن السادس‬ ‫عشر الميالدي‪ ،‬أو الذين وصلوا عندما حدث الطرد النهائي في القرن السابع عشر‬ ‫الميالدي‪.‬‬ ‫حقا‪ ،‬إن هناك بعض العوامل المهمة جدا‪ ،‬ساهمت في هذا الجهل‪ ،‬من‬ ‫أهمها قلة المصادر‪ ،‬وثانيها اعتقاد مؤرخي أحد األطراف‪ ،‬أو حتى الطرف المعارض‪،‬‬ ‫أن الموريسكي فقد تاريخه عندما غادر إسبانيا‪ ،‬حيث أنه اآلن ال يشكل شعبا‪ ،‬وال‬ ‫حتى أقلية مختلفة‪ .‬فليس لديه كيان وال حدث‪ .‬وأحيانا تكون هناك إشارة صغيرة‬ ‫تشير إلى وجوده‪ ،‬فقد اختفى غارقا في مأساته الخاصة‪.‬‬ ‫إن الذين أوجدوا حالة انعدام األمان الرهيبة في أراضي‪ ،‬ومياه البحر األبيض‬ ‫المتوسط الغربي‪ ،‬لم يكونوا موريسكيين‪ ،‬بل كانوا قراصنة من البربر‪ .‬ولم يكن‬ ‫الموريسكيون هم الذين أوقفوا في أكثر من فرصة حاسمة‪ ،‬الهجوم البرتغالي على‬ ‫مملكة فاس‪ ،‬بل كانت القوات المغربية‪ ،‬والتي قلما ساعدها بعض األندلسيين‪.‬‬ ‫وقد ينسى أنهم مؤسسو مدن في مغرب غارق في الفوضى عبر قرون‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫وبالرغم من هذا التغيير‪ ،‬يختفي تاريخ مشوق‪ ،‬وأليم‪ ،‬ولكنه ال يخلو من العظمة‪،‬‬

‫فبطله هو شعب فقد جذوره المادية‪،‬‬ ‫ولكنه تعلق بجذور روحية أخرى كي‬ ‫يعيش ككيان مستقل ‪.‬‬ ‫منذ أعوام‪ ،‬وبالتحديد في عام‬ ‫‪1974‬م‪ ،‬كتـــب غييرمو غوثالبيس‬ ‫بوسطو في إحدى دراساته شيئا عن‬ ‫الموريسكيين في الفترة الثانية من‬ ‫نفيهم اإلجباري إلى المغرب‪ ،‬والذين‬ ‫أسسوا مدينة‪ ‬الرباط‪ ،‬وحركوا عجلة‬ ‫تاريخ هذا البلد المغربي طوال ما يقرب‬ ‫من نصف قرن‪.‬‬ ‫هــــؤالء األورنــــاتشــــــيـــون‬ ‫( ‪ )Hornacheros‬واألندلسيون‪،‬‬ ‫أسسوا في جنــوب البــالد‪ ،‬كما هو‬ ‫معروف جمهورية مستقلة في القرن‬ ‫السابع عشــر الميــالدي‪ .‬لم يكن‬ ‫يعرف عنهم أي شيء‪ ،‬أو كان يعرف‬ ‫القليل جدا‪ ،‬عن المنفيين في شمال‬ ‫مملكة فاس‪ ،‬وباألخص في ذلك‬ ‫الجزء الشمالي المغربي‪ ،‬الذي لعبت‬ ‫جغرافيته السياسية دورا حاسما جدا‬ ‫في التحول التاريخي للضفة المواجهة‪.‬‬ ‫لقد أسهم المؤلف في التعريــف‬ ‫بأولئك المنفيين‪ ،‬الذين توجهـــوا‬ ‫إلى هذا المكــان االستراتيجي في‬ ‫المرحلــة األولى بعد سقــوط دولـة‬ ‫اإلسالم اإلسبانيـة مباشـرة‪ ،‬وقدم‬ ‫السيرة الذاتية للمنظــري مؤسس‬ ‫مدينة تطوان‪ .‬واليوم يحاول بهذه‬ ‫الدراسة التي يقدمها‪ ،‬أن يكمل رؤية‬ ‫المنفى الموريسكي لشمال المغرب‪،‬‬ ‫في مرحلته النهائية‪ ،‬مع ربطها‬ ‫بالمعلومات التي كانت لديه عن الفترة‬

‫األولى‪.‬‬ ‫وهذا ليس كثيرا‪ ،‬ألن التوثيق ليس تاريخيا فقط ‪ ،‬ولكنه أراد أن يستفيد‬ ‫منه بسبب المعلومات العديدة التي يقدمها‪ .‬فنحن مقتنعون بأن هذه الدراسة‬ ‫ستساعد بدرجة كبيرة في معرفة تاريخ الموريسكيين في المنفى‪ ،‬وفي هذه الحالة‬ ‫بالتحديد‪ ،‬و في معرفة نفس التاريخ بالمغرب‪ .‬إنها دولة قريبة جدا‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫بعيدة جدا عن أذهاننا‪ ،‬وباألخص عن تلك التي يحاول تقصي الماضي وتقديمه‬ ‫لألجيال الجديدة‪ .‬هذا الموضوع هو جزء من دراسة أطول‪ ،‬ليس هذا هو الوقت‬ ‫للحديثعنها‪.‬‬ ‫يالحظ في هذا الكتاب أن الفصول العشرة أو األبواب التي تكونه‪ ،‬نجدها‬ ‫تشير كلها تقريبا إلى مدينة تطوان‪ .‬فمن جانب يرجع هذا إلى أن المخطوطات‬ ‫التي كانت بين أيدينا تشير إلى هذه المدينة‪ ،‬ومن جانب آخر‪ ،‬أنه كانت هناك‬ ‫الحاجة في شمال المغرب إلى دراسات أكثر للبحث في هذا المجال‪.‬‬ ‫ففي تاريخ المغرب سنجد أجوبة للكثير من التساؤالت‪ ،‬والتي ال تزال مجهولة‬ ‫من تاريخ إسبانيا ذاته‪.‬‬

‫ندوة دولية بمرتيل من أجل إفريقيا بال الفقر‬ ‫‪ ‬بمناسبة الذكرى األولى‬ ‫لعودة المغـرب لمنظمــة‬ ‫االتحـاد اإلفـريقـي‪ ‬احتضنت‬ ‫مدينـة مرتيـــل مؤخرا‪،‬‬ ‫ندوة دوليـة‪ ‬تحــت عنوان‬ ‫من أجل إفريقيا بال فقــر‪،‬‬ ‫نظمتها جمعيـة مدينتـي‬ ‫بتنسيق مع مؤسسة هيــا‬ ‫نبدأ تجسيدا ‪ ‬للدور المهم‬ ‫للمجتمع المدني في مجـــال‬ ‫تثميـــن الديبلــوماسيـــة‬ ‫الموازيـة ‪ ‬خدمة للتقـــارب‬ ‫المغربي اإلفريقي‪ .‬‬ ‫األس���ت���اذ ال��ج��ام��ع��ي‬ ‫الدكتور عبد الوهاب ايد‬ ‫الحاج منسق ماستر السياحة المسؤولة و التنمية المستدامة خالل مداخلته‪،‬‬ ‫ومن خالل قراءة فقرات من كتابه‪( ‬مغرب بال فقر) الذي يعد‪ ‬مرجعا أكاديميا‬ ‫في مجال محاصرة هذه الظاهرة في المغرب‪ ،‬انطلق من التحليل الملموس‬ ‫للواقع الحقيقي ‪ ،‬مع وضع مقاربة تنطلق من اإلنسان و تنتهي إليه‪.‬‬ ‫أما األستاذ أحمد الصبوح فقد أكد بأن الجامعة لوحدها ال يمكن أن‬ ‫تستجيب لجميع اإلشكاالت االجتماعية‪ ،‬مبرزا أن المسؤولية تقع على جميع‬

‫األط���راف س��واء السياسية‬ ‫أو فعـــاليـــات المجتمــع‬ ‫المدني‪ ،‬مطالبا بأن يتحلوا‬ ‫بروح المواطنة و المبادرة‪.‬‬ ‫األس��ت��اذ ال��ب��اح��ت في‬ ‫مجال التنمية االجتماعية‬ ‫(كامري ألسيني) من غينيا‬ ‫كوناكري ذكر في مداخلته‬ ‫بأن إفريقيا قوية بثرواتها‬ ‫الطبيعية و البشرية‪ ،‬لكنها‬ ‫فقيرة في واقعها المعيشي‬ ‫و هي مفارقــة تحتاج في‬ ‫ن��ظ��ره إل��ى إب���داع آليات‬ ‫جديدة لكسب رهان التنمية‬ ‫و اإلقالع االقتصادي‪ ،‬وأثنى‬ ‫كامرى على التجربــة المغربيــة معتبــرا إياها رائدة على المستوى‬ ‫اإلفريقي‪.‬‬ ‫و كانت هذه الندوة التي حضرها العديد من الطلبة ومنهم الطلبة‬ ‫األفارقة مناسبة تم خاللها تكريم عدد من الوجوه اإلعالمية‪ ‬و التربوية‬ ‫النشيطة في المجال ‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫اإلبداع الثقافي‬ ‫والقيم الدينية‬

‫ال يمكن الحديث عن تنمية ثقافية‬ ‫وإبداع ثقافي دون الحديث عن تنمية‬ ‫القيم الدينية التي تشكل حجر األساس‬ ‫في الثقافة‪ ،‬وال يعني ذلك توظيف الدين‬ ‫لخدمة العمل الثقافي‪ ،‬بل يعني إقامة‬ ‫التنمية الثقافية فكرا أو تنفيذا أو إبداعا‬ ‫على أساس متين من اإليمان الواعي‪،‬‬ ‫فليس ال��دي��ن ع��ب��ادات فقط ولكنه‬ ‫معامالت أيضا‪ ،‬وطرائق وسلوك وعالقات‬ ‫بشرية ومناهج فكر وعمل‪ ،‬كذلك ال بد‬ ‫من الحديث هنا عن التراث‪ ،‬فالتراث‬ ‫مظهر إلب��داع الفرد كما هو مظهر‬ ‫لإلبداع الجماعي‪ ،‬وهو أفضل تعبير عن‬ ‫الذاتية الثقافية‪ ،‬فالتراث يشكل هو اآلخر‬ ‫عنصرا أساسيا في كل تخطيط وإبداع‬ ‫ثقافي‪.‬‬ ‫وإذا كان اإلنسان هو صانع التنمية‬ ‫وهو هدفها‪ ،‬فإنه ال يحياها بالساعة‬ ‫فقط‪ ،‬ولكنه يحياها بمشاعره الروحية‪،‬‬ ‫وتقاليده االجتماعية والفكرية ورؤاه‬ ‫الجمالية‪.‬‬ ‫إن التنمية ليست ازدهارا اقتصاديا‬ ‫فقط وال ناتجا وطنيا إجماليا فحسب‪،‬‬ ‫ولكنها عملية شاملة‪ ،‬متعددة اإلبداع‪،‬‬ ‫وأكثر تعقيدا وتشابكا من مجرد أرقام‬ ‫اقتصادية‪ ،‬ونتيجة لهذا كله ال يجوز‬ ‫أن تسير مخططات التنمية الثقافية‬ ‫في عزلة عن مشاريع التنمية األخرى‪،‬‬ ‫ولكي تتحول الثقافة إلى إبداع واسع فال‬ ‫بد أن تكون عامة للمجتمع‪ ،‬يلتزم بها‬ ‫بوصفها حقا وواجبا في نفس الوقت‪ ،‬مع‬ ‫إقبال المجتمع نفسه على المشاركة في‬ ‫النشاطات الثقافية‪ ،‬وفي إبداع الثقافة‬ ‫واالستمتاع بها‪ ،‬فعالم اليوم هو عالم‬ ‫العلم والثقافة‪ ،‬حيث كثرت وتعددت‬ ‫وتنوعت وانتشرت وسائل التثقيف‪ ،‬كما‬ ‫تعززت هذه الوسائل بدخول التقنيات‬ ‫الحديثة‪.‬‬ ‫إن الثروة الحقيقية في المجتمع هي‬ ‫الرأسمال البشري‪ ،‬وال يكون الرأسمال‬ ‫هذا قابال لعمليات التنمية و العطاءات إن‬ ‫لم يقم على قاعدة من الثقافة الواعية‪،‬‬ ‫وإذا كانت عملية التنمية الثقافية ال‬ ‫تقتصر على العاملين فيها فقط‪ ،‬إال أن‬ ‫تدني نسبتهم تحد دون شك من تطوير‬ ‫العملية ونجاحها‪.‬‬ ‫وحسب الباحثين فإن إعادة النظر في‬ ‫نوعية الثقافة ووسائلها يجب أن ترافقه‬ ‫مراجعة كاملة ومبتكرة لتوجهاتها‬ ‫األساسية في طرائق تكوين ق��درات‬ ‫اإلبداع الثقافي لدى المبدعين‪ ،‬والمبدع‬ ‫سواء أكان مفكرا أو عالما أو سياسيا أو‬ ‫أديبا يستغل طاقته اإلبداعية إذا حقق‬ ‫له المجتمع المناخ ال��ذي تسود فيه‬ ‫حرية التعبير‪ ،‬وإنزاله المنزلة االعتبارية‬ ‫المكافئة له بوصفه أحد عوامل التنمية‬ ‫الشاملة للمجتمع وبوصفه أحد أفراده‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ ) 14‬بشارة الخوري (األخطل الصغير)‬ ‫شاعر الهوى والشباب‬ ‫( ‪ 1885‬ـ ‪ 1968‬م )‬

‫ولد بشار عبد اهلل الخوري في بيروت بلبنان عام ‪ 1885‬م ‪ ،‬درس في بعض الكتاتيب ثم في بعض‬ ‫المدارس‪ ،‬وتعلم اللغة العربية ‪ ،‬وتأثر بالرومانسية العربية القديمة ‪ ،‬وأتقن اللغة الفرنسية حيث درس‬ ‫األدب الفرنسي واألجنبي ‪ ،‬وتأثر بروائع شعرائه الرومانسيين ‪ ،‬وعرب قصائد كثيرة ‪ .‬يقول صالح لبكي ‪:‬‬ ‫«ولكن بشارة الخوري الذي بدأ يقرض الشعر سنة ‪1909‬م على هذا النحو ما لبث أن عكف على مطالعات‬ ‫أجنبية خلبته ‪ ،‬فعرب قصائد كثيرة ‪ ،‬وقد تكون هذه المطالعات هي التي صرفته إلى نحو آخر من الوصف ‪:‬‬ ‫إلى وصف اللواعج وما إليها من حنان وعطف ورضى وغضب»‪ .‬عمل في الصحافة في مطلع شبابه ‪ ،‬فنشر‬ ‫الكثير من قصائده في صحف محلية وعربية ‪ ،‬وأصدر جريدة البرق التي كان يغلب عليها الطابع األدبي‪،‬‬ ‫وجعلها منبرا لألدباء والشعراء العرب ‪ ،‬وتوقفت عن الصدور ‪ ،‬ثم استأنف إصدارها ‪ ،‬وحولها إلى مجلة‬ ‫أدبية وسياسية ‪ ،‬وتوقفت عن الصدور فيما بعد ‪ .‬وقد انتخب سنة ‪ 1927‬م نقيبا للصحافيين اللبنانيين ‪.‬‬ ‫وعين سنة ‪ 1932‬م عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق ‪.‬‬ ‫أقامت له مؤسسة اليونسكو حفلة تكريم قبل وفاته حضرها كثير من الشعراء واألدباء تقديرا لمكانته‬ ‫األدبية ‪ .‬له مجموعة من األشعار على طريقة الشعر العمودي العربي القديم ‪ .‬وقد نظم في الغزل‬ ‫والوصف والرثاء والخمر والطبيعة والحكم والموشحات ‪ ،‬وكذلك في القضايا الوطنية واالجتماعية ‪ .‬وقد‬ ‫سطع نجمه واشتهر إسمه في األقطار العربية ‪ ،‬وأصبح من الشعراء العرب الكبار ‪ ،‬ولقب بشاعر الهوى‬ ‫والشباب ‪ .‬في بداية حياته األدبية والشعرية اشتهر باألخطل الصغير إلعجابه بالشاعر األموي األخطل‬ ‫وبشعره ‪.‬‬ ‫صدرت له مجموعة من شعره القديم والجديد في دواوين منها ‪ :‬ديوان « الهوى والشباب» ‪1953‬‬ ‫م‪ ،‬و ديوان «شعر األخطل الصغير» سنة ‪ 1961‬م ‪ ،‬الذي ضم معظم شعره وقصائده ‪ .‬وقد توفي بتاريخ‬ ‫‪ 31‬يوليوز عام ‪ 1968‬م ‪.‬‬ ‫غنى بعض قصائده مجموعة من كبار المطربين والمطربات العرب ‪ ،‬على رأسهم محمد عبد الوهاب‬ ‫وفريد األطرش وأسمهان وفيروز ومنيرة المهدية وغيرهم ‪ .‬ومن قصائده المغناة ‪ :‬جفنه علم الغزل‪،‬‬ ‫والهوى والشباب والصبا والجمال ويا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك ‪ ،‬وبأبي أنت وأمي ‪ ،‬ويبكي‬ ‫ويضحك وياعاقد الحاجبين وبلغوها إذا أتيتم حماها ‪ .‬وغيرها ‪.‬‬ ‫قصيدة جفنه علم الغزل ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من قصائد الغزل التي نظمها بشارة الخوري وبرع‬ ‫فيها ‪ ،‬وقد نالت شهرة كبيرة وخاصة لما لحنها وغناها الملحن والمطرب الكبير محمد عبد الوهاب ‪ ،‬وقد‬ ‫غناها في فيلم « الوردة البيضاء « سنة ‪ 1934‬م ‪ ،‬ويقول محمد عبد الوهاب ( إنه شارك شخصيا في العزف‬ ‫ألن فرقته الموسيقية كانت في مصر ‪ ،‬في حين أنه سجل األغنية في برلين بألمانيا ‪ ،‬وقرر إدخاله في‬ ‫الفيلم ) ‪ ،‬حيث ذاعت وانتشرت ‪ ،‬وأعجب بها محبي الطرب الجميل واألصيل ‪ .‬يقول فيها ‪:‬‬ ‫بـــــــــــل‬ ‫جفنه علم الغزل ومن العلم ما قتـــــــــــل فحرقنا نفو�سنا يف جحي ٍم من ال ُق‬ ‫َ‬ ‫احلب وال�شبــــــــاب ُح ُل َم الزهرِ والندى ُح ُل َم اللهوِ وال�شــــراب‬ ‫و َن َ�شدنا ومل نزل ُح ُل َم ِّ‬ ‫ً‬ ‫جرعة ُ‬ ‫َ‬ ‫كيف ي�شكو من الظم�أ من له هذه العيــون‬ ‫تبعث اجلنون‬ ‫هاتِها من ي ِد الر�ضي‬ ‫النار حولنا فغدونا لها دخــــــــان‬ ‫يا حبيبي �أكلما ّ‬ ‫�ضمنا للهوى مكـــــــــــان �أ�شعلوا َ‬ ‫نظــــــــر‬ ‫وجهنا‬ ‫يف‬ ‫�‬ ‫نا‬ ‫فعذر‬ ‫ع�شقنا‬ ‫إن‬ ‫�‬ ‫أمـر‬ ‫�‬ ‫قد‬ ‫احلب‬ ‫هكذا‬ ‫الهوى‬ ‫الم يف‬ ‫أنّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُقل ملن َ‬ ‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬قصيدة الهوى والشباب ‪:‬‬ ‫الهوى وال�شباب والأمل املن�شــود توحي فتبعث ال�شعر ح ّيــــــــــــــا‬ ‫والهوى وال�شباب والأمل املن�شود �ضاعت جميعها من يد ّيـــــــــــــــا‬ ‫ي�رشب الك�أ�س ذواحلجى ويب ّقــــــي لغد يف قراره الك�أ�س �ش ّيـــــــــــــا‬ ‫مل يكن يل غد ف�أفرغت ك�أ�ســــــــي ثم حطمتها على �شفت ّيــــــــــــــــــا‬ ‫�أيها اخلافق املعذب يا قلبــــــــــي َن َز ْحت الدموع من مقلت ّيـــــــــــــا‬ ‫علي �إر�سال دمعـــــــــــــــي كلما الح بارق يف مح ّيــــــــــــــــا‬ ‫�أفحت ٌم ّ‬ ‫يا حبيبي لأجل عينيك ما �ألقــــــى وما �أول الو�شاة عل ّيـــــــــــــــــــا‬ ‫�أ�أنا العا�شق الوحيد لتلقـــــــــــــى تبعات الهوى على كتف ّيـــــــــــــا‬ ‫�إ�سقني من َ‬ ‫ملاك �أ�شهى من اخلمر ومن �ساعة على راحت ّيـــــــــــــــــا‬

‫*******‬

‫‪ ) 2‬قصيدة الصبا والجمال ‪:‬‬ ‫ال�صبا واجلمال ُم ْل ُك يديـــــــكِ � ُّأي تاج � ّ‬ ‫تاج ْيـــــــــــكِ‬ ‫أعز من َ‬ ‫َّ‬ ‫احل�سن َ‬ ‫َن َ�ص َب ُ‬ ‫عر�شه ف�س�ألنـــا من تراها له؟ فدل عليـــــــــك‬ ‫فا�سكبي روحك احلنون عليـه كان�سكاب ال�سماء يف عينيـــك‬

‫كلما ناف�س ال�صبا بجمـــــــــال عبقري ال�سنا مناه �إليــــــــــك‬ ‫ما تغنى الهزار �إال ليلقــــــــي زفرات الغرام يف �أذنيــــــــــك‬ ‫عند جَمرى ال َعبري من نهديـك‬

‫�سكر الرو�ض �سكره �رصعـــه‬

‫قتل الورد نف�سه ح�سد ًا منـــك و�ألقى دماه يف وجنتيـــــــــك‬

‫والفرا�شات ملت الزهر ملــــا حدثتها الأ ْن َ�سام عن �شفتيــــك‬ ‫رفعوا منك للجمال �إ َلهــــــــــا وانح َنوا ُ�س ّجد ًا على قدميــــك‬

‫*******‬

‫‪ ) 3‬قصيدة قد أتاك يعتذرُ ‪:‬‬ ‫اخلبـــــر‬ ‫يعتــــــــــذر ال ت َ​َ�سل ُْه ما‬ ‫قد �أتاك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يف احلديث َي ْخ َت�صرِ ُ‬

‫كلّما �أطال َْت لـــــــــه‬

‫خبـــــــر‬ ‫يف عيونه‬ ‫ُ‬

‫النظــــر‬ ‫لي�س يكذب‬ ‫ُ‬

‫ـــــر ُه‬ ‫ُ�ص ِّو َح ْت �أزاهِ ُ‬ ‫ُع ْد َف َع ْنكَ ي�ؤن ُِ�سنِــي‬

‫الثمـــــــر‬ ‫قبل ُيعقد‬ ‫ُ‬

‫ــــر‬ ‫قد َو َه ْبت ُ​ُه ُع ُمـــــري �ضاع عنده ُ‬ ‫الع ُم ُ‬ ‫ــــروا من َ�ش َذ ُاه ما َن�شرَ ُ وا‬ ‫ح ّبنا الذي ن َ​َ�ش ُ‬

‫ِ‬ ‫مبوعــــدِهِ‬ ‫قد َو َفى‬

‫القمــر‬ ‫يف �سماءه‬ ‫ُ‬

‫الب�شــر‬ ‫حني خانت‬ ‫ُ‬

‫*******‬

‫‪ ) 4‬قصيدة أضنيتني بالهجر ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫أظلمــــــــــك‬ ‫�أ�ضنيتني بالهجر ما �‬

‫ْ‬ ‫يرحمك‬ ‫فارحم ع�سى الرحمــن �أن‬

‫موالي حكّ متك يف ُمهجتــــــــــي‬

‫فارفق بها يفديك من حكّ مــــــــك‬

‫ما كان �أحلى قبالت الهــــــــــوى‬ ‫متر بي ك�أنني مل �أكــــــــــــــــــن‬

‫�إن كنت ال تذكر فا�س�أل َف َمــــــــك‬

‫ثغرك او �صدرك �أو مع�صمـــــــك‬

‫لو مر �سيف بيننا مل نكــــــــــــن‬

‫نعلم هل اجري دمي �أم دمــــــك‬

‫�سل الدجى كم راقني جنمــــــــه‬

‫ملا حاكي مب�سمه مب�سمــــــــــك‬

‫يا بدر �إن وا�صلتني باجلفـــــــى‬

‫ومت يف �رشخ ال�صبا مغرمـــــا‬

‫قل للدجى مات �شهيد الوفــــــــا فانرث على اكفانِهِ اجنُ مــــــــــــك‬

‫*******‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ــ كتاب لبنان الشاعر ‪ .‬صالح لبكي ‪ .‬الطبعة الثانية ‪ .‬السنة ‪ 1964‬م ‪ .‬الصفحة ‪. 114‬‬ ‫ــ كتاب مختارات من الشعر العربي الحديث ‪ .‬مصطفى بدوي ‪ .‬السنة ‪ 1969‬م ‪.‬‬ ‫ــ كتاب تاريخ الشعر العربي الحديث ‪ .‬أحمد قبش ‪ .‬الصفحة ‪. 368‬‬ ‫ــ كتاب أعالم الشعر العربي الحديث ‪ .‬تقديم إيليا حاوي ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬السنة ‪ 1070‬م ‪.‬‬ ‫ــ األعمال الشعرية للشاعر بشارة الخوري ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر‬ ‫مصطفى مشبال في حق محبوبته‬

‫الوداع األخير‬

‫تطاون‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬أعرف أنَّك تطوانيٌّ من الصنف الذي يحلو له الجمع بين‬ ‫الضرائر ‪ ..‬ليس قدرُكَ ْ‬ ‫أن تمشي كاألعرج‪ ،‬من ديوان العرب‬ ‫واآلداب العالمية إلى اآلداب العربي والموسيقى ‪..‬يعرف طلبتك‬ ‫واألساتيذ والمبدعون األدباء القيمة العلمية للدكتور محمد‬ ‫أنقار‪ .‬عاش عيشة األديب ومات ميتة الكريم‪.‬‬ ‫فهو نموذج من الخلق النبيل‪ .‬هي شخصية‬ ‫ذات قيمة أخالقية تجاوبتْ في سلوكها مع‬ ‫النقيضين ‪..‬‬ ‫الشخص الذي ينعمُ جليسه بجواره‬ ‫ويكأنه في صالون أدبي‪ ،‬على غرار مقهى‬ ‫الفيشاوي في خان الخليلي لنجيب محفوظ‪.‬‬ ‫لقد بلغ كثير من الكتَّاب إلى أعلى درجات‬ ‫اإلبداع‪ .‬فنُّ الكتابة‪ ،‬لها روْنقٌ‪ ،‬عانقت‬ ‫األناقة‪ ،‬ال تختلف في إبداعها عن الموسيقى‬ ‫وهي مصدر إلهاما للطرب الرفيع‪ .‬هو‬ ‫األستاذ القارئ المتعدِّد االطالع ألدباء‬ ‫الشرق والغرب‪ .‬وقد يستخدمُ في أسلوب‬ ‫الرواية عبارات طويلة بإيقاعات متوازنة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫تُخففُ من ملل طولها لتطرب لها األذن‬ ‫قبل العين‪ .‬تشعرُ عند قراءتك لقصصه‬ ‫وآدابه دون تكلف الكالم بأسلوب سلس‪،‬‬ ‫يستقطبُ استحسان القارئ كلما احتوى‬ ‫«السوسبانس»‪ .‬كتـب القصة القصيرة في‬ ‫الحلم الرومانسي بتعبيـــر معاني نقدية‪.‬‬ ‫كنا نلتقي عند قارعة الطريق‪ ،‬فنشرع في‬ ‫الحديث الذي انتهينا إليه باألمس البعيد‪.‬‬ ‫في سيــاق حديثنــا الالمنتهي‪ ،‬يستحوذ‬ ‫على جدالنا آخر اإلصدارات العربية كانت‬ ‫أو األجنبية‪ ،‬ورأينا للمنحى الذي سارتْ فيه‪.‬‬ ‫كلما افترقنا ومضى ٌّ‬ ‫كل إلى غايته‪ ،‬يعزُّ‬ ‫اللقاء‪ ،‬فنخلدُ مناجاة في ِّ‬ ‫مظان كتبه‪ ،‬فنلتقي‬ ‫عند رواية المصري‪ ،‬عن مدينته وبإيحاء‪،‬‬ ‫استرجعتْ ذاكرتي‪ ،‬ذلك المشهد الرائـــع‪،‬‬ ‫للقـاء الهاشمي البخاري وسيدي امفضل‬ ‫على منحـدر «الطرَّافين»‪ ،‬وكيفية بنــاء‬ ‫النص األدبي‪ ،‬بتشخيص للقارئ‪ ،‬مسرحية‬ ‫على الهواء الطلق بين «ممثـــليْن» على‬ ‫فطرتهمــا‪ ،‬عنــد وصف نظـــرة احتقــار‬ ‫الهاشمــي «البُرجــــــوازي» لســيــــدي‬ ‫امفضــل البوهيمي‪ ،‬الذي لم يُعرْ أدنـى‬ ‫اهتمام لخائنة العين وما أخفاه صدر‬ ‫ِّل واقعــاً‬ ‫البخـــاري‪ ،‬حتى أصبــح المتخي ُ‬ ‫والخيال حقيقـة‪ .‬وقـد كان األديب محمد‬ ‫أنقـار شغوفــا بأدب نجيــب محفــوظ‪.‬‬ ‫جـــاء ذلك على لسـان «الساحلــي» في‬ ‫«المصري»‪ ،‬وآثاره األدبــي على الثقـافــة‬ ‫المغربيــــة‪ ،‬من شتى الفنون المسرحية‬ ‫والموسيقية والسينمائيـة‪ .‬ويغلبُ علينــا‬ ‫الحديث‪ ،‬فننتقل بحثاً عن عبد الحليم حافظ وفريد األطرش‬ ‫في القصص القصيرة فال نجد أثراً لهذا األخير في السرْد‪ ،‬فلوال‬ ‫مفتاح القراءة‪ ،‬يُخبر من خالله القاص‪ ،‬لقارئه النبيه‪َّ ،‬‬ ‫بأن عملية‬ ‫لن تُتوَّجَ بالعثور عليه خالل قراءة المجموعة‬ ‫البحث عن فريد‪ِ ،‬‬ ‫وأن عملية البحث إذا كانتْ تكتسي أهمية ما‪َّ ،‬‬ ‫القصصية‪َّ ،‬‬ ‫فإن‬

‫الوسيلة التي تمَّتْ بها في هذه الوسيلة‪ ،‬ال ُّ‬ ‫تقل أهمية عن‬ ‫البحث ذاته‪ .‬األحرى بنا ْ‬ ‫«أن نتساءل عن رمزية القيمة الفنية‬ ‫لفريد ومدى رمزيتها وقدْرتها على تنوير بعض عتمة زمننا‬ ‫الحاضر ( د‪.‬أنقار)»‪ .‬وقد يأتي التعبير مخالفاً لقصد القائل ‪ ،‬في‬ ‫قصة البحث عن فريد األطرش‪ .‬فعنوَنتُ لما‬ ‫انتهيتُ من قراءة المجموعــة القصصيــة‬ ‫ب ‪ :‬الحلم الرومانسي ــ و ــ ثنائية الهيــام‬ ‫ــ و ــ معاناة المستضعفيـن لتحصيــل‬ ‫العلـم ــ و ــ أسرار الشفتين ‪ ..‬واختتمتها‬ ‫بقصة التظاهرة النضالية ومشاركة األديب‬ ‫فيها‪ ،‬واختفاء فريد األطرش‪ ،‬بحوار ثنائي‬ ‫مع صديقه عبد العزيز‪ ،‬على ضفاف نهر‬ ‫أبي رقراق بموَيْجاته الرمادية‪ .‬بصيغة‬ ‫فنية لمبدع متمكن من لغة البيان‪ .‬في‬ ‫مجرى حياته كفلين كنوع من السيرة‬ ‫الذاتية‪ ،‬ومن إبداع الواقع المتخيَّل والخيال‬ ‫الواقــعـي‪ .‬وقصة ذلك الشــاب الذي أحبَّ‬ ‫بنت الجيــران «أنيسة»‪ ،‬فتداخلتْ معها‬ ‫منافسـة لهــا «حوريـــة» دون ْ‬ ‫أن تزحـــزح‬ ‫مكانة بنت الجيران‪ ،‬وفي تفكير المبدع‬ ‫خيطاً رفيعاً من الخوف في كيانه‪ .‬بقدْر ما‬ ‫يغمرنا اإلعجاب‪ ،‬بقدر ما نشتاق إلى السرد‬ ‫األدبي( د‪ .‬مشبــال)‪ .‬فارتبطت القصيدة‬ ‫بالحكاية وهما متالزمـان‪ .‬النهــوض‬ ‫بالعمــل األدبي ورعايته عند د‪ .‬أنقــار‬ ‫ودمجه بالثقافة‪ .‬فأبدعتْ ريشـة أنقـار‬ ‫لوحة تحفة بإمضاء صاحبها‪ ،‬في مجموعته‬ ‫القصصية «باريو مالقا»‪ .‬عند آخر اللقاء بين‬ ‫الحبيبــةاألنيقـة«اإلسبانيـــة»وعاشقهـــا‬ ‫المغربي‪« ،‬كــان القلـب يخفـــق خفقاناً‪،‬‬ ‫هي تزيح عن جبهتها بهمة خصالت‬ ‫شقراء متمرِّدَة‪ ،‬بعدما انفصلتْ عن‬ ‫صاحباتهــا في خفـــة كما لو توَدُّ القفز‪.‬‬ ‫نظرات عطشى وابتسامات عذبة‪ ،‬شأنها‬ ‫في بداية كل لقاء‪ ،‬وقد جللتها هالة العشق‪.‬‬ ‫غضَّتْ رموشها الذابلة برهة ثمَّ رفعتها‬ ‫نحوه‪ .‬تواطأ العاشقان على النهل سوياً‬ ‫من سلسبيل الحلم الجميـل» (د‪ .‬أنقــار)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عنصرية أمّ العاشقة الولهى تمانـــع في‬ ‫ذلك االرتباط‪ .‬بعينيْن كسيرتيْن ذابلتيْن‬ ‫أزاحتْ في رقة خصلة شقراء يتيمة عن‬ ‫محياها الفتان‪ ،‬فتناثرتْ كثير من األحالم‪.‬‬ ‫بالحدس استطاع العاشق ْ‬ ‫أن يقرأ في عينيْ‬ ‫عشيقته حزناً عميقاً ولمسه في برودة‬ ‫كفيْها‪ .‬فوداعاً لالبتسامة المليحة المزهرة‬ ‫بين شفتين رقيقتين‪ .‬ثمَّ امتزجتْ القبالت‬ ‫بالدموع‪ ،‬إذ‪ ،‬بلغت الحلقوم‪ ،‬وتزحلقتْ نحو‬ ‫األنف فرَبتْ الغصّة بغرغرة ويكأنها الوداع األخير ‪ ...‬أبو تمام‬ ‫أقرَّ حقيقة علمية حين قال ‪:‬‬

‫لــوال خـالل �سنهـا ال�شـعـر ما درى‬ ‫العال من �أين ت�ؤتى املكارم‪.‬‬ ‫ُبناة ُ‬

‫} َ َ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫�س المْ ُ ْط َم ِئ ّ َن ُة ْ‬ ‫يا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫انتقل إلى دار البقاء المشمول بعفو اهلل وكرمه المرحوم‬

‫أحمد الحراق‬

‫‪10‬‬

‫ولقد لبى الفقيد نداء ربه‪ ،‬عن عمر يناهــز ‪ 76‬سنة‪ ،‬يوم الثالثــاء ‪ 27‬فبراير‬ ‫‪ 2018‬بالعرائش‪ .‬وشيـع جثمانـه الطاهـر في موكب جنائـزي مهيـب حضره األهل‬ ‫واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة لالمنانة ظهر يوم األربعاء ‪ 28‬فبراير الفارط‪.‬‬ ‫وبهذا المصـاب الجلل تتقــدم أســرة الجـــريــــدة بأحـــر التعــازي إلى أرملتــه‬ ‫السيـدة فاطنـــة العمراني وإلى أبنائـه ‪ :‬محمد‪ ،‬يوسف‪ ،‬خالـــد‪ ،‬عبد المالك‪ ،‬محيي‬ ‫الدين‪ ،‬ربيعة‪ ،‬فاطمة الزهرة‪ ،‬خديجة‪ ،‬ثرية‪ ،‬ضحى‪ ،‬شعـى‪ ،‬وإلى أصهاره وكافة‬ ‫أفـراد عائلته‪.‬‬ ‫نسأل العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع‬ ‫النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬


‫العدد ‪931‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫قضية توفيق بوعشرين قليل من‬ ‫الكشف و كثير من الغموض‬

‫ن ظواهر الثقافة والفنون‬

‫م‬

‫لما حل الفنان العالمي‬ ‫بابلو بيكاسو ضيفاً على‬ ‫مدينة طنجـة وضاعت‬ ‫إحدى لوحاته‪...‬‬

‫‪ -‬بقلم ‪:‬‬

‫رشيد أمحجور‬

‫لم يكن في اعتقادي للفنان بابلو بيكاسو من زيارة رسمية إلفريقيا‬ ‫أو للعالم العربي من قبل‪ ،‬في موسم ‪ 2006‬ــ ‪ 2007‬كان قد تقرر‬ ‫اإلنتقال بمتحف الفن المعاصر إلى رواق الفن المعاصر محمد الدريسي‪،‬‬ ‫وقررنا تدشين هذا اإلنتقال بمعرض لخزفيات بيكاسو وبعض رسوماته‬ ‫بقلم الرصاص وأخرى لمجموعته للعبة الثيران بالمداد الصيني‪ ،‬فتهيأ‬ ‫الرواق الجديد بشبابيك حديدية في النوافذ واألبواب لم تكن لتعرف‬ ‫تواجدها لوال زيارة بيكاسو إلى طنجة‪...‬‬

‫كشفت هيئة دفاع ناشر صحيفة «أخبار اليوم» وموقع «اليوم ‪ »24‬اإلخباري‪ ،‬الصحافي‬ ‫توفيق بوعشرين‪ ،‬في مؤتمر صحافي‪ ،‬الثالثاء بالرباط‪ ،‬عما سمته‪« ‬خروقات كبيرة جدا»‬ ‫شابت قضية موكلهم‪ ،‬معتبرين أن الملف الذي يتابع على أساسه «فارغ وال يتوفر على أدلة‬ ‫حقيقية»‪ ،‬وأن بوعشرين محروم من «أبسط الحقوق في السجن»‪.‬‬

‫ففي ‪ 12‬أبريل من سنة ‪ 2007‬حل ضيفا على مدينة طنجة‪ ،‬في‬ ‫معرض دام طوال شهرين في رواق الفن المعاصر محمد الدريسي‪،‬‬ ‫كانت على كل حال سابقة مغربية قل نظيرها‪ ،‬وكان عشاق الفن‬ ‫الحقيقيون يتوافدون على طنجة من كل أنحاء البالد‪ ،‬وكان األمر سرا‬ ‫للعديد من المولعين به في الجهة الشمالية‪ ،‬من الذين تخلفوا عن‬ ‫ذلك الموعد ألسباب ما‪ ،‬ربما ال تبرير لها وربما نعم‪ ،‬لكن األمر كان‬ ‫يتعلق ببيكاسو‪!...‬‬

‫• علم مسبق بالسيناريو‪ ‬‬ ‫وقال عبد الصمد اإلدريسي‪ ،‬عضو هيئة الدفاع‪ ،‬إنهم اجتمعوا بموكلهم الثالثاء‪ ،‬لمدة ساعتين «وتحدثنا بتفصيل منذ ما قبل ليلة‬ ‫واع‪ ‬بكل معطيات وتفاصيل الملف أكثر منا»‪ ،‬معتبرا أن بوعشرين يؤمن بأن «الهدف من صناعة‬ ‫الهجوم على مقر الصحيفة‪ ،‬وبوعشرين ٍ‬ ‫ملفه ليس هو كشخص‪ ،‬ويعتقد بأنه يؤدي ضريبة ما يكتب ومستعد لذلك‪ ،‬وأن الهدف هو إخافة اآلخرين‪ ،‬كل من تكلم بطريقة تزعج‬ ‫سيخرجون له مل ًفا‪ ،‬وإن لم يكن موجودا»‪.‬‬ ‫وأكد اإلدريسي أن بوعشرين كشف لهم أنه كان على علم بالسيناريو الذي يواجهه‪ ،‬حيث قال‪« :‬أخبرنا أنه قبل ‪ 23‬فبراير الجاري بأيام‪،‬‬ ‫كان عنده سيناريو كامل حول ما سيقع له»‪ ،‬معتبراً أن تهمة اإلتجار بالبشر التي يواجهها بوعشرين «تهمة مضحكة ال نرضاها لبلدنا‪ ،‬أن‬ ‫يقال صحافي في وقائع مفترضة يحاكم بهذه التهمة»‪.‬‬ ‫‪ ‬وزاد اإلدريسي مبينا أنه بعد رفع السرية عن المحاضر نقول إن الملف فيه «مشتكيات مفترضات»‪ ،‬معتبرا أنه بالعودة لتاريخ الشكاوى‬ ‫نجد أن «شكوى مجهولة وضعت بتاريخ ‪ 12‬فبراير‪ ،‬غير موقعة تقوم على اإلغتصاب واإلبتزاز» الفتا إلى أن هذا األمر‪ ،‬يؤكد أن السيناريو‬ ‫كان معداً له‪ ،‬وأن بوعشرين يعتبر أن «هناك مرحلة جديدة يعد لها الوطن بهذه الطريقة المؤسفة»‪.‬‬

‫• ال تتحدث عن هذين‪ ‬الشخصين‬

‫ولم تقف المفاجآت التي كشفها دفاع ناشر «أخبار اليوم»‪ ،‬عند هذا الحد‪ ،‬بل أفاد بأن توفيق بوعشرين‪ ،‬أخبرهم بأنه «قبل الحادث‬ ‫بمدة قصيرة‪ ،‬سبق أن طلب منه أن ال يتكلم عن شخصين‪ ،‬وهما شخص يراد له أن ينمحي من الحياة السياسية‪ ،‬وشخص يراد إبرازه»‪،‬في‬ ‫إشارة إلى أن األول هو رئيس الحكومة السابق‪ ،‬عبد اإلله ابن كيران‪ ،‬والثاني هو رئيس حزب التجمع الوطني لألحرار ورجل المال واألعمال‪،‬‬ ‫عزيز أخنوش‪ ،‬دون أن يقدم اإلدريسي أي تفاصيل عن الجهات التي طلبت من بوعشرين ذلك‪.‬‬

‫• الخروقات‬

‫وطلب بوعشرين من الفرقة الوطنية «المواجهة مع المشتكيات المفترضات‪ ،‬ولم يستجب لطلبه‪ ،‬وقرؤوا عليه تصريحاتهم‪ ،‬نعيمة‬ ‫لحروري وخلود الجبري»‪ ،‬حسب اإلدريسي‪ ،‬الذي أشار إلى أن «إحدى المشتكيات صرحت بتاريخ معين‪ ،‬وقال بوعشرين إنه في ذلك التاريخ‬ ‫كان خارج أرض الوطن‪ ،‬ومن بعد في المحضر لم يعد موجودًا ذلك التاريخ»‪ ،‬مردفا أن موكله «يشكك في كل هذه الروايات»‪.‬‬ ‫ومضى اإلدريسي مبينا «كنا ننتظر أن يتجه الملف إلى التحقيق‪ ،‬وهناك القانون وهناك السياسة‪ ،‬في التحقيق ستبقى المحاضر سرية‪،‬‬ ‫وهناك من يريد أن ال تبقى المحاضر سرية ويريدها أن تصير على األلسن وتصل إلى الصحافة التي ال تحترم مقتضيات القانون والحياة‬ ‫الخاصة لألشخاص»‪ ،‬واسترسل قائال‪« :‬نحن كدفاع لم نأخذ نسخا من الفيديوهات‪ ،‬وإذا بثوا ستكون الجهة المخولة بحفظهم هي التي‬ ‫أخرجتهم »‪ ،‬وذلك في محاولة استباقية من الدفاع للتبرؤ من أي تسريب يمكن أن يقع للفيديوهات التي يتحدث عنها في الملف‪.‬‬

‫• صدمة الدفاع‪ ‬‬

‫وشدد اإلدريسي على أن بوعشرين رفض مشاهدة الفيديوهات التي توثق لـ«اإلتهامات الموجهة إليه»‪ ،‬وطلب من الشرطة القضائية‬ ‫«معرفة مصدرهم ومن أين جرى حجزهم وكيف تم توضيبهم؟ وما دمتم تقولون إنهم لي لن أشاهدهم ولن أوقع عليهم»‪ ،‬وتساءل‬ ‫المحامي ذاته «كيف يمكن أن يعرض ملف أمام غرفة الجنايات مباشرة؟»‪ ،‬مسجال أن «حالة التلبس بجناية هي الوحيدة التي يمكن أن‬ ‫يحال فيها الملف على الغرفة الجنائية»‪ ،‬وأضاف موضحا‪ ،‬أن بيان النيابة العامة كان يتحدث عن «البحث التمهيدي وليس حالة التلبس»‪.‬‬ ‫وأشار اإلدريسي إلى أن «البيان صدر قبل أن نعرف التهمة التي تواجه بوعشرين‪ ،‬وما زال يراجع أقواله أمام الوكيل العام ‪ ،‬وسمعنا‬ ‫بأن البيان صدر»‪ ،‬معتبرًا أن ورود «المرأة الحامل في البيان يرفع العقوبة إلى ثالثين سنة‪ ،‬ويجعل التحقيق إلزاميا في القضية ‪ ،‬ولماذا‬ ‫لم يتم اللجوء إلى التحقيق؟»‪ ،‬وأردف قائال ‪« ‬هذه بعض الخروقات وغيرها كثير موجودة في الملف‪ ،‬اليوم نوضح بعضها‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫مكانه المحكمة»‪.‬‬ ‫واعترف دفاع بوعشرين بأن قرار النيابة العامة متابعة موكلهم بجريمة «اإلتجار بالبشر جاء صادمًا»‪ ،‬مؤكدا أنه «لم يبقَ‪ ‬لنا إال أن‬ ‫نعول على القضاء ليصحح الخروقات الكثيرة التي حصلت في هذا الملف»‪.‬‬ ‫وسجل اإلدريسي بأن هناك ثالث شكاوى‪ ،‬واحدة مجهولة وإثنتان معروفتان‪ ،‬هما نعيمة لحروري وضعت شكوى اإلبتزاز واإلغتصاب‪،‬‬ ‫وخلود الجابري في قضية اإلبتزاز‪ ،‬وثماني مصرحات»‪ ،‬ملمحا إلى أنه جرى الضغط عليهن ودفعهن لقول ما صرحن‪ ‬به‪ ،‬مشددا على أن‬ ‫الفيديوهات التي يتحدث عنها «مجهولة المصدر وال حجية لها أمام القانون»‪ .‬‬

‫• استمرار اإلصدار‪ ‬‬

‫وبخصوص وضع ناشر صحيفة «أخبار اليوم» داخل السجن‪ ،‬قال اإلدريسي إن بوعشرين «محروم من القلم ومن الفسحة القانونية»‪،‬‬ ‫وأكد أن إدارة سجن «عين برجة»‪ ،‬منعته من شراء الماء والحليب من ماله الخاص‪ ،‬الفتًا إلى أنه إلى حدود الساعة الرابعة مساء «لم‬ ‫يستجب لطلبه»‪.‬‬ ‫وأشار اإلدريسي إلى أن بوعشرين محروم أيضًا من الكتب‪ ،‬وعلق ساخرًا «اشترطوا عليه أن يقرؤوها قبل أن يتمكن منها»‪ ،‬وأضاف‬ ‫بأن موكله يتمتع بـ«صحة جيدة ويعي بما يواجهه»‪.‬‬ ‫وبخصوص السير العادي للمنابر اإلعالمية التي يشرف عليها بوعشرين‪ ،‬قال دفاعه‪ ،‬إنه بصدد «تحويل إدارة النشر ألشخاص‬ ‫آخرين يحظون بثقته»‪ ،‬مؤكدًا حرصه الشديد على «استمرار المؤسسة في اإلصدار رغم الحرب النفسية الكبيرة التي تواجهها من‬ ‫جهات كثيرة»‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫مضت األيام بسرعة‪ ،‬زار المعـرض قليل جدا من الشخصيـات‬ ‫السياسية وتخلفت عنه األغلبية الساحقة‪ ،‬لم يكن األمر كما نعرفه في‬ ‫المدن والعواصم العالمية التي تعرف تظاهرات فنية من هذا النوع‪،‬‬ ‫تلك التي يحج إليها جمهور من األقاليم والجهات البعيدة‪ ،‬وحتى من‬ ‫دول أجنبية لزيارة ومتابعة الحدث الفني‪ ،‬ولم يكن زائرنا إنسان أو‬ ‫فنان عادي‪ ،‬كان الشهير بابلو بيكاسو‪ ،‬الذي تمأل تحفه الفنية عشرات‬ ‫المتاحف موزعة بين إسبانيا وفرنسا ولدى العديد من عشاق الفن‬ ‫األغنياء ومؤسسات ذات حضور دولي‪...‬‬ ‫و مع بداية المعرض جاءني أحد حراس أمن المعرض ليخبرني‬ ‫بضياع اللوحة األولى من ضمن ستة وعشرين لوحة لمجموعة لعبة‬ ‫الثيران المرسومة بالمداد الصيني‪ ،‬فقفزت من مكاني دون أن أشعر‬ ‫به وال بضربة خشب المكتب في رجلي‪ ،‬وبسرعة البرق وجدت نفسي‬ ‫أمام مكان اللوحة الضائعة وربما المسروقة حتى أن ال أتهم فاعل‬ ‫خير محتمــل في غيابــه‪ ،‬تبلل جســدي بسائــل عــرق لـم أراه أبدا‬ ‫وو قف شعري كما كنت أسمع عن وقوفه لدى غيري وأجد في العبارة‬ ‫مبالغة مفرطة‪ ،‬وصعدت أدراج البناية ألتأكد من اللوائح ومن الكتاب‬ ‫المعد للمعرض والذي يضم التحف المعروضة بما فيها مجموعة لعبة‬ ‫الثيران‪ ،‬وتأكدت من ضياعها‪ ،‬واستسلمت لألمر منتظرا ما لم يكن في‬ ‫الحسبان‪...‬‬ ‫وبعد ذلك بلحظات جاءني الحارس المرحوم محمد الريفي ليخبرني‬ ‫بأن المجموعة كاملة‪ ،‬وأننا كنا قد تعمدنا إفراغ مكان في بداية‬ ‫المجموعة لترك مكان للوحة خاصة بنص يقدم المجموعة‪ ،‬مكنها هو‬ ‫الذي أحصاه خطأ حارس أمن المعرض‪ ،‬الذي كان له حق الخوف على‬ ‫تحفة فنية من الضياع‪ ،‬والذي دفعني ألحس بقيمة ضياع عمل فني‬ ‫من حجم تحفة للفنان بيكاسو وأهمية دخوله مدينة طنجة‪ ،‬وتذكرت‬ ‫في هذه المناسبة العزيز الصديق محمد الريفي الذي كان خير رفيق‬ ‫وأحسن يد يمنى رافقتني في الكثير من مغامراتي الثقافية والفنية في‬ ‫مدينة طنجة‪...‬‬


‫العدد ‪931‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫ابن وضاح ومبدأ التعليل في األندلس‪:‬‬ ‫وماذا عن ابن وضاح القرطبي؟ (‪)2‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫هذه السلسة من العلماء والمفكرين واألدباء والمثقفين الذي أناروا لنا الطريق في مجال البحث والدراسة‪ ،‬بما كتبوه من مؤلفات‬ ‫ودراسات ومواضيع‪ ،‬كان لها الصدى الطيب في الساحة الثقافية المغربية والعربية‪ ،‬فمنهم من انتقل إلى جوار ربه‪ ،‬ومنهم مازال‬ ‫على قيد الحياة‪ .‬ولكن أفكارهم وآراءهم وإنتاجهم العلمي والفكري والثقافي سيبقى حيا تتوارثه أجيال وأجيال‪ ،‬كما عاشت أفكار من‬ ‫سبقوهم‪ .‬وقد ارتأيت أن أخصص لكل «عالم» بعد أن أعرف به‪ ،‬ملخصا مركبا على شكل حوار أتناول فيه خمسة أو ستة فصول مركزة‬ ‫على جميع قضاياه المعرفية تقريبا‪ ،‬إنها رحلة فكرية نجول خاللها عبر محطات معرفية مختلفة‪.‬‬

‫يعتبر الحافظ األندلسي محمد بن وضاح القرطبي المتوفي سنة ‪267‬هـ‪ ،‬أول من أدخل علم الحديث‬ ‫بمفهومه الصحيح إلى األندلس‪ .‬وكان قد رحل إلى المشرق وصحب ابن حنبل ويحيى بن معين وأبا بكر‬ ‫بن أبي شيبة وغيرهم من أئمة الحديث وأعالمه‪ ،‬وتفاعل مع أسلوبهم وطريقتهم في تعليل األحاديث‬ ‫بصفة خاصة‪ .‬حيث يصفه ابن الفرضي بأنه‪ :‬كان عالما بالحديث بصيرا بطرقه متكلما على علله‪.‬‬ ‫ومن أبرز مظاهر التعليل‪ ،‬األحجام في مواطن كثيرة عن إعطاء دليل مقنع لسبب التعليل‪ .‬فرجع‬ ‫ابن وضاح إلى األندلس وهو قفر من هذه العلوم‪ .‬ومبلغ أهلها بالحديث‪ ،‬ال يتعدى رواية الموطأ ورواية‬ ‫بعض األحاديث ال على مقتضى أصول وقواعد المحدثين‪ ،‬فبدأ بنشر علم الحديث بالكيفية التي تلقاها‬ ‫عن مائة وخمسة وسبعين شيخا‪ ،‬من أساطينه بالمشرق فكون حوله التالميذ وعقد الحلقات الحديثية‬ ‫لرواية الحديث حسب أصوله المعروفة‪.‬‬ ‫إال أن الطبيعة المغربية كان لها الدور البارز هنا‪ ،‬سواء بالنسبة إلى أهل بلده أو بالنسبة إليه‪.‬‬ ‫فبالنسبة إلى أهل بلده‪ :‬حينما بدأ يتكلم «العلل» بذلك األسلوب الجديد عليهم‪ ،‬وجهوا إليه‬ ‫انتقادات مرة‪ ،‬واتهموه بأنه يرد األحاديث الصحيحة الثابتة بدون دليل‪ ،‬وبالغوا في هذا االهتمام حتى‬ ‫جرحوه بذلك‪ .‬وما كانوا يدرون أنه يتكلم وفق أسلوب علماء (العلل) بالمشرق ونهجهم‪ ،‬وخفي عليهم‬ ‫أيضا‪ :‬أن المعلل قد يعلل إسنادا من طريق‪ ،‬والمتن الصحيح من طريق آخر‪ .‬فيقول هذا الحديث باطل‬ ‫أو منكر‪ ،‬ويقصد إنشادا معينا‪ ،‬ال المتن من سائر طرقه‪ .‬وهكذا يقول الناقد عن حديث‪« :‬من كذب علي‬ ‫متعمدا‪ »...‬وهو متواتر‪ :‬هذا باطل أو موضوع‪ ،‬ويقصد إسنادا سئل عنه‪ .‬وهذا بعض ما كان يفعله ابن‬ ‫وضاح فلم يفهمه أهل األندلس آنذاك‪ ،‬واتهموه بما اتهموا به‪ .‬يقول ابن الفرضي‪ « :‬وكان ابن وضاح‬ ‫كثيرا ما يقول‪ :‬ليس هذا من كالم النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وهو ثابت من كالمه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم »‪ .‬وأما بالنسبة إلى ابن وضاح نفسه‪ ،‬فيظهر أن الطبيعية المغربية غلبت عليه فأسرف في هذا‬ ‫االتجاه الذي يبدو أن منطلقة منه كان سليما في األوائل إال أنه في األثناء تجاوز الحد المعقول‪ ،‬فبدأ يعلل‬ ‫األحاديث ويردها ألدنى بادرة‪.‬‬ ‫واستخالص هذا االتجاه ليس مستقى من معاصريه األندلسيين الذين اختلط عليهم فلم يفهموا‬ ‫مراده‪ ،‬بل هو مأخوذ من كالم حافظ أندلسي كبير عرف الحديث على أصوله بعد تمكن األندلسيين من‬ ‫هذا العلم‪ .‬فبلغ فيه رتبة اإلمامة وهو الحافظ أحمد بن خالد بن الجياب القرطبي المتوفي سنة ‪322‬هـ‪،‬‬ ‫وانتقاده البن وضاح من ناحية إسرافه في التعليل انتقاد فني بحت‪ ،‬ال ينبغي أن يقارن باالنتقاد األول‪.‬‬ ‫يقول ابن الفرضي‪:‬‬ ‫«كان أحمد بن خالد ال يقدم على ابن وضاح أحدا ممن أدرك باألندلس‪ ،‬وكان يعظمه جدا‪ ،‬ويصف‬ ‫فضله وعقله وورعه غير أنه كان ينكر عليه كثرة رده في كثرة من األحاديث»‪( .‬تاريخ ابن الفرض ‪/ 2 /‬‬ ‫‪.)18‬‬ ‫وعلى هذا يمكن اعتبار ابن وضاح هو أول من تكلم على العلل في األندلس بذلك المنهج الذي‬ ‫سيظهر تأثيره بعد‪ ،‬إن شاء اهلل علماء المشرق والحساسية المغربية كأن المغاربة منذ القديم يلتهمون‬ ‫كل ما كان ينشر في المشرق واالستفادة منه والتعليق عليه إن اقتضى الحال‪ .‬إال أن ما يالحظ على‬ ‫علماء المشرق أنهم كانوا يقعون في أوهام غير يسيرة عندما يتحدثون عن المغرب وتاريخه ورجاله‬ ‫باستثناء قلة منهم‪ .‬فكيف يرى الدكتور ابراهيم بن الصديق موقف المغاربة من المشارقة‪ ،‬والمشارقة‬ ‫من أهل المغرب؟‬ ‫يرد قائال‪ :‬يدرك الباحث المتفحص دون عناء‪ ،‬أن علماء المشرق الذين لم يدخلوا أقطار المغرب‬ ‫كاألندلس والمغرب األقصى وما إليها‪ ،‬يقعون في أوهام غير يسيرة‪ ،‬عندما يتحدثون عن المغرب‬ ‫وتاريخه ورجاله‪ ،‬باستثناء قلة منهم‪ ،‬كالحافظ أبي الطاهر السفلي نزيل اإلسكندرية والمتوفي بها سنة‬ ‫‪575‬هـ‪ .‬فقد كان له اتصال وثيق بالمغرب وأهله وبيته يعتبر قبلة الحجاج والطالب والتجار من المغاربة‪،‬‬ ‫وكأنه (بيت مغرب)‪ .‬وكان يعرف أحوال المغاربة وأسرهم وأنسابهم‪ ،‬والنابهين من علمائهم‪ .‬ومن لم‬ ‫يرحل منهم كانوا يكاتبونه ويكاتبهم يجيزهم ويستجزهم‪ .‬والحاج منهم كان يعتبر من تمام حجه‬ ‫زيارة الطاهر السفلي وحضور مجالسه‪ ،‬ويمكن عده بمثابة حلقة وصل بين المشرق والمغرب‪ ،‬فأسانيد‬ ‫المشارقة إلى المغاربة يمر أغلبها من طريقه‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬ ‫وكالسيد محمد مرتضى الزبيدي من المتأخرين‪ ،‬فقد كان له هو اآلخر اتصال غير عادي بالمغرب‬ ‫والمغاربة‪ ،‬وبينه وبينهم مكاتبات‪ .‬وله منهم زيارات فحصل له من ذلك معرفة كاشفة على المغرب‬ ‫وأهله‪ ،‬بخالف غيره من علماء المشرق الذين استغلق عليهم المغرب ألسباب سنحاول التعرف على‬ ‫بعضها‪ .‬وهذا على عكس المغاربة بالنسبة إلى المشرق والمشارقة‪ ،‬كما سيتضح من مناقشة أبي‬ ‫العباس المقري في قوله‪:‬‬ ‫«‪ ...‬على أن ابن خلكان وغيره من المشارقة‪ ،‬ربما يقع لهم الغلط في تاريخ أهل المغرب لبعد‬ ‫الديار‪ ،‬ولغير ذلك مما ال يخفى على من مارس علم التاريخ؛ كما أن كثيرا من المغاربة ال يحررون تاريخ‬ ‫المشارقة لما ذكرناه‪ ،‬ولذا قال شيخ اإلسالم ابن حجر في تأليفه المسمى (بأنباء الغمر بأنباء العمر) حيث‬ ‫عرف ابن خلدون‪ ...‬وصنف التاريخ الكبير في سبع مجلدات‪ ...‬ولم يكن مطلعا على األخبار على جليتها وال‬ ‫سيما أخبار المشرق‪ ،‬وهذا بين لمن نظر في كالمه»‪( .‬أزهار الرياض ‪.)1/25‬‬ ‫وتمكن تحليل كالم المقري هذا إلى ثالثة عناصر‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬غلط المشارقة في المغرب‪ :‬تدل التجارب والدراسات على أن غالب الوقائع واألحداث التاريخية‬ ‫وكذلك ما يسطر في كتب تراجم الرجال من عرض ألعمالهم وتقويم ألحوالهم‪ ،‬كل ذلك يكتنفه حالتان‪:‬‬ ‫حالة يكون فيها الحدث أو مضمون الترجمة ظاهرا بينا واضحا متسلسال تسلسال منطقيا ال لبس فيه‬ ‫وال غموض‪ ،‬وحالة يكون فيها ذلك مشتبها ومتداخال‪ ،‬وظاهر التناقض غير منسجم وال مترابط‪ ،‬بحيث‬ ‫يدرك الباحث أن ما هو مسطرا أمامه‪ ،‬له خلفيات تحتاج إلى بحث وتعمق إلدراك خفاياه وربط حلقاته‪.‬‬ ‫هذه الحالة الثانية‪ ،‬عندما تالمس أحداث المغرب أو ترجمة أحد رجاله ويتناولها المشارقة بالبحث‬ ‫فإنهم يحجموه عن الفحص والمقارنة والتدقيق‪ ،‬واستخدام القواعد التي أصلوها هم أنفسهم للتمييز‬ ‫بين المشتبهات‪ ،‬والفصل بين المتداخالت والوصول إلى الحقائق على ما هي عليها بل يمرون عليها‬ ‫مر الكرام وال يكلفون أنفسهم عناء البحث حسب المنهج الذي يسيرون عليه عندما تعترضهم مثل هذه‬ ‫الحالة بالمشرق‪ .‬وال شك أن للمشارقة عذرهم في ذلك‪ ،‬ألن عوامله متعددة منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عدم إتقان أغلب المشارقة للخط المغربي‪ ،‬فتشتبه عليهم األسماء واألنساب وخاصة المتقاربة‬ ‫في الرسم‪ ،‬وقد وضع العلماء كتبا عديدة للتمييز بين المتشابه من األسماء واألنساب والكنى والمؤتلف‬ ‫خطا والمختلف نطقا‪ ،‬الخ‪ .‬إال أن ذلك عندما ما يتعلق بالمغرب يعوق الخط المغربي مع األسباب الباقية‬ ‫عن تحريره‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تأخر وصول كتب المغاربة إلى المشرق‪ ،‬على عكس كتب المشارقة التي تصل ‪ -‬في غالب‬ ‫األحوال‪ -‬إلى المغرب في عصر مؤلفيها أو بعد بقليل‪ .‬حيث تقرأ على مؤلفيها أو على من قرأها عليهم‪.‬‬ ‫وينتج عن تأخر وصول كتب المغرب إلى المشرق‪ :‬تداول الكتاب بين أيدي النساخ فيقع فيه التبديل‬ ‫والتحريف‪.‬‬ ‫* انطماس معالم النسخ األصلية بالمحو والرطوبة وغير ذلك من اآلفات‪.‬‬ ‫* عدم تحليل الوقائع واألحداث المغربية تحليال معقوال باستقصاء‪.‬‬ ‫أسبابها من المصادر التي تحكي القول ومعارضه ليمكن تكوين فكرة شاملة عن الواقعة‪ .‬فقد‬ ‫يصل إلى المشرق كتاب يحمل وجهة نظر معينة عن واقعة ما بعد خمسين سنة من وقوعها‪ ،‬أو تصل‬ ‫ترجمة رجل على شكل‪ .‬ثم يصل كتاب آخر يحمل وجهة نظر مغايرة‪ .‬أو الترجمة على شكل آخر بعد مائة‬ ‫سنة أو قد ال يصل‪ .‬وهكذا تبقى أفكار المشارقة ومعلوماتهم عن المغرب والمغاربة ناقصة غير شاملة‬

‫وال محدودة‪ .‬ومعلوم أن تقويم رجل أو حدث ال يكون تاما إال إذا استوفى عناصر من أهمها اإلحاطة‬ ‫بسائر الظروف والمالبسات‪ .‬والمقارنة بين األقوال المتعارضة‪ ،‬في كل ترجمة أو حدث‪ .‬ثم إنه جرت عادة‬ ‫المؤلفين أن ينقلوا عن بعضهم‪ .‬وخاصة ما كانت مصادره شحيحة عن أخبار المغرب وتراجم رجاله‪ .‬فإن‬ ‫غلط مشرقي في أمر مغربي نقل المؤلفون المشارقة الغلط كما هو وتدوول بينهم‪ ،‬وربما نقل بعض‬ ‫المغاربة عنهم كذلك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أخذ بعض المشارقة لكتب المغاربة ‪ -‬غالبا ‪ -‬على أنها وجادات أو باإلجازة العامة‪ ،‬دون قراءتها‬ ‫على مؤلفيها أو على من قرأ عليهم‪ .‬وبذلك يفوتهم تالفي ما تقدمت اإلشارة إليه من نقص‪ .‬وال‬ ‫يدققون في ضبط التواريخ واألنساب واألسماء والوقائع‪.‬‬ ‫‪ - 4‬بعد الديار وصعوبة وسائل االتصال‪ .‬وابتعاد المغرب عن مراكز األحداث المهمة في المشرق‬ ‫وقلة ما كتب عنه وعن تاريخه ورجاله‪ .‬أو عدم وصول ما كتب منتظما وموثوقا إلى المشرق كما تقدم‬ ‫ومع كل هذا فال تنكر جهود علماء المشرق‪ ،‬وخاصة نقاد الحديث منهم في محاولة التعرف على أحوال‬ ‫رجال المغرب باعتباره من أهم وظائفهم‪ ،‬بما تيسر عندهم من مصادر على عالتها والحق أنهم استفرغوا‬ ‫وسعهم وطاقتهم في إبراز تراجم المغاربة على النحو الذي نرى في كتبهم رغم كل ما تقدم‪ .‬وعذرهم‬ ‫في أوهامهم قائم ال محالة‪ .‬ويكفي أنه لوال جهودهم في هذا الصدد لبقي العديد من علماء المغرب‬ ‫وأئمته مجهولين أوال يعرف عنهم إال القليل‪ .‬وكتب الحافظ الذهبي وحده كافية في تجسيد هذا المعنى‬ ‫بكل أبعاده‪ ،‬رغم أوهامها الكثيرة‪.‬‬

‫المغاربة وقضايا المشرق‪:‬‬

‫باعتبار أن المشرق هو مهبط الوحي‪ ،‬وبأقطاره استقر معظم الصحابة الذين نقلوا القرآن والسنن‬ ‫عن رسول اهلل ص وتلقى عنهم تابعوهم وتابعو تابعيهم‪ ،‬ثم تالميذ تهم من بعدهم‪ ،‬وبه كان الخلفاء‬ ‫الراشدون وما ظهر في وقتهم من أحداث عظيمة‪ ،‬وهي منشأ األئمة الكبار في مختلف العلوم اإلسالمية‪،‬‬ ‫ثم به مكة والمدينة مقصد الحجاج والزوار‪ ،‬فال ريب أن المغربي إذا أرادا أن يكمل فرائض دينه‪ ،‬ويتقن‬ ‫لغة كتابه‪ ،‬ويتلقى العلوم من مصادرها األصلية وتعلو روايته‪ ،‬فعليه أن يرحل إلى المشرق لتحقيق كل‬ ‫ذلك‪ ،‬وما ال يحصى من المنافع التي تعود عليه في دينه وثقافته‪ ،‬وهكذا صب المغاربة اهتمامهم الكلي‬ ‫على المشرق يدرسون تاريخه‪ ،‬ويحللون أحداثه ويحفظون أسماء رجاله وأنسابهم وأشعارهم ويحيطون‬ ‫بتراجمهم‪ ،‬مع قدر من االستيعاب والضبط والثبت فشدوا الرحال إلى المشرق‪ ،‬ومنهم من شد أكثر‬ ‫من رحلة‪ ،‬وتقصوا حقائق األخبار في أماكنها‪ ،‬ورووا الكتب عن مؤلفيها‪ ،‬أو عن ثقات من رواها عنهم‪،‬‬ ‫محاولين ما أمكنهم تالفي النقص الذي يسببه لهم بعد ديارهم عن مركز األحداث اإلسالمية الكبرى‪.‬‬ ‫وكان رائدهم ‪ -‬دائما‪ -‬هو االعتناء الفائق بتحقيق الروايات والتواريخ‪ ،‬وضبط األسماء واأللفاظ‬ ‫وتصحيح النسخ‪ ،‬واستبعاد األخطاء‪ ،‬والتمييز بين المشتبهات‪ ،‬حتى فاقوا المشارقة في هذا الصدد‪،‬‬ ‫واعتبروا متشددين في اعتبار الضبط إلى حد التزمت‪ ،‬بل ربما عاد عليهم تشددهم بنقيض قصدهم‪،‬‬ ‫فالعلو الذي ينشدونه قد أضاعوه بسبب ردهم للروايات ألدنى هفوة تصدر من رواه فيما يرجع إلى‬ ‫الضبط‪ ،‬وقد الحظ الذهبي في «تذكرة الحفاظ» في ترجمة الحافظ ابن الفخار المالقي‪ ،‬أن المغاربة‬ ‫نازلون في أسانيدهم وبين الحافظ السخاوي في «فتح المغيث» سبب هذا النزول فقال‪« :‬إن العلو‬ ‫المعتبر عند المغاربة هو علو الصفة ال علو المسافة» ولعل ذلك يفسر لنا قول القاضي عياض في باب‬ ‫ضبط اختالف الروايات من (اإللماع)‪« :‬والناس مختلفون في إتقان هذا الباب‪ ،‬وألهل األندلس فيه يد‬ ‫ليست لسواهم»‪ .‬ونقل في ترجمة شيخه أبي جعفر بن المرخي المتوفي سنة ‪533‬هـ من (الغنية) عن‬ ‫أبي علي الجياني قوله فيه وفي أبي بكر بن مغوز المعافري‪« :‬ليس من هنا إلى مكة في هذا الباب‬ ‫مثلهما»‪.‬‬ ‫ويكفي أن نستشهد في هذه العجالة بمثال واحد على تشدد المغاربة في الضبط وعدم تساهلهم‬ ‫فيه‪ ،‬توجد منه العشرات في كتبهم‪ :‬ترجم ابن اآلبار في (التكملة) للحافظ األندلسي الكبير أبي العباس‬ ‫النباتي المعروف بابن الرومية األشبيلي ‪ -‬وله شأن عظيم عند حفاظ المشرق ‪ -‬وبعد أن وصف حفظه‬ ‫واطالعه وتمكنه في علم الحديث‪ ،‬قال‪ « :‬رأيته ولقيته غير مرة ولم آخذ عنه وال استجزته » وتبحث عن‬ ‫سبب هذا الترك من ابن اآلبار لهذا الرجل رغم طوافه بالمشرق وحصوله على روايات عالية‪ ،‬ما حلم بها‬ ‫ابن اآلبار في األندلس؟ فتجد أنه قال قبل ذلك في ترجمته‪( :‬وغيره أضبط منه)‪ .‬وهذه العبارة ال تحظر‬ ‫على بال مشرقي أن يتحامى مثل النباتي من أجلها‪ ،‬ألنها تصنف عندهم في مراتب الجرح الخفيفة حتى‬ ‫أن بعضهم لم يعتبرها جرحا باعتبار أنه ما من راو إال وغيره أضبط منه في شيخ أو بلد‪ ،‬فمالك مثال‬ ‫أضبط في الحجازيين منه في العراقيين‪ ،‬وهو أضبط في الزهري من الليث والليث أضبط في المصريين‬ ‫منه‪ ،‬وهكذا‪...‬‬ ‫وباعتبار هذا التشدد في الضبط‪ ،‬كان المغاربة الذين لم تتيسر لهم الرحلة إلى المشرق كبان عبد‬ ‫البر‪ ،‬وأبي علي الجياني‪ ،‬والقاضي عياض‪ ،‬وابن القطان‪ ،‬وابن اآلبار‪ ،‬أكثر ضبطا وأشد تحريا فيما يرجع‬ ‫إلى المشرق والمشارقة ممن رحل‪ ،‬حتى ال يدخلوا من هذه الناحية‪.‬‬

‫قضية ابن خلدون‪:‬‬

‫لقد الحظ الحافظ ابن حجر علي ابن خلدون أنه ال يحرر تاريخ المشارقة وهي مالحظة ينبغي أن‬ ‫تقتصر على ابن خلدون وحده‪ ،‬وال تتعدى إلى غيره فيجعلها حجة على المغاربة كلهم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬باعتباره أن لكل قاعدة شواذ كما يقال‪ ،‬واالستقراءات تكون في معظمهما أغلبية‪ .‬فقد وجد‬ ‫مغاربة قالئل مثل ابن خلدون يهمون في أمور المشرق‪ ،‬كابن حزم على جاللته وحفظه واطالعه‪ .‬فقد‬ ‫ألف ابن القطان الفاسي‪ ،‬كتابا انتقد فيه أوهام ابن حزم في (المحلى) في أسماء الرجال‪ ،‬وأنسابهم‪،‬‬ ‫وفي التواريخ وما ألى ذلك‪ .‬نقل جملة وافرة منه في كتابه ( بيان الوهم واإليهام)‪ ،‬والحق أن بعض‬ ‫تلك األوهام فاحش وكذلك فإن بعض المتأخرين من علماء المشرق وهو السيد أحمد رافع الطهاوي‬ ‫المصري المتوفي سنة ‪1354‬هـ كتاب (المسعى الحميد إلى بيان وتحرير األسانيد) كشف فيه عن أوهام‬ ‫غريبة في إحدى الفهارس المغربية المشهورة‪ .‬وتوجد كذلك أوهام هنا وهناك لبعض المغاربة ولكن‬ ‫كل ذلك يعد من الشواذ التي ال تقدح في النتيجة العامة المستخلصة مما تقدم على أن ابن حجر كان‬ ‫سيء الرأي في ابن خلدون بصفة خاصة‪ .‬السخاوي في (اإلعالن بالتوبيخ) حيث قال‪« :‬وكذا مدح تاريخ‬ ‫ابن خلدون صاحبه التقى المقريزي‪ ...‬ولم يوافقه شيخنا (أي ابن حجر) إال في بعض وحقق أنه لم يكن‬ ‫مطلعا على األخبار على جليتها»‪.‬‬ ‫وقال‪ « :‬كان ابن خلدون يجزم بصحة نسب بني عبيد الذين كانوا خلفاء بمصر‪ ،‬وشهروا بالفاطميين‬ ‫إلى علي رضي اهلل عنه ويخالف غيره في ذلك ويدفع ما نقل عن األئمة من الطعن في نسبهم ويقول‪:‬‬ ‫إنما كتبوا ذلك المحضر مراعاة للخليفة العباسي‪ ..‬قال شيخنا (أي ابن حجر)‪ :‬وابن خلدون كان النحرافه‬ ‫عن آل علي بثبت نسبة الفاطميين إليهم لها اشتهر من سوء معتقد الفاطميين‪ ،‬وكون بعضهم نسب‬ ‫إلى الزندقة حتى قتل في زمانهم جمع من أهل السنة‪ ،‬وكان يصرح بسب الصحابة في جوامعهم‬ ‫ومجامعهم‪ ،‬فإذا كانوا بهذه المثابة‪ .‬وصح أنهم من آل علي‪ ،‬حقيقة التصق بآل علي العيب‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫من أسباب النفرة عنهم‪ ،‬نسأل اهلل السالمة»‪.‬‬ ‫فاتضح أن احتجاج المقري بكالم ابن حجر في ابن خلدون على المغاربة عموما‪ .‬هو احتجاج في غير‬ ‫محله‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬ ‫من كتيب ‪:‬‬

‫فتات مشبعات‬

‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫يا غافال ماذا قدمت لغدك ؟‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫نصيحة أحادية من قلب مسلم مفحم بالحب والعطاء ‪.‬‬ ‫أنا شيخ على أبواب الثمانين‪ ،‬ال زلت ببنية سليمة‬ ‫وصحة عافية‪ ،‬وعقل متيقظ وفكر ثاقب وتجربة حياتية ال‬ ‫يعيشها إال المؤمن الصادق الغيور على دينه وأهله ووطنه‪.‬‬ ‫لم أعهد هذا عندما كنت في األربعين‪ ،‬حيث يقال أن العقل‬ ‫البشري يكتمل عند األربعين‪ .‬قال تعالى ‪« :‬حتى إذا بلغ‬ ‫أشده وبلغ أربعين سنة قال ‪ :‬ربي أوزعني أن أشكر نعمتك‬ ‫التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه‬ ‫وأصلح لي في ذريتي إني ثبت إليك وإني من المسلمين»‪.‬‬ ‫صدق اهلل العظيم (سورة ‪ ،4‬اآلية رقم ‪.35‬‬ ‫ولكن هذه السنين التي عشتها بعد االٍبعين كانت‬ ‫نبراسا حياتيا أدهى وأحسن وأعمق حين قرأ القرآن كتاب‬ ‫لم ينزل مثله من السماء في شكله وتعاليمه وحكمه‪.‬‬ ‫أول كتاب من اهلل العلي‪ .‬وآخر ما نزل فيه شفاء للناس‬ ‫والموعظة الحسنة‪ .‬وفيه طريق إلى الدار اآلخرة الدائمة‬ ‫الخالدة فالقرآن الكريم أعظم دستور في حياة الناس ض‬ ‫شرقا وغربا وشماال وجنوبا‪ .‬لو علم الناس ما في أعماقه من‬ ‫تعاليم وحكم ومواعظ لجعلوه نصب أعينهم في حياتهم‬ ‫الفانية إلى حياتهم األبدية أنت اليوم بالدار الفانية وغدا‬ ‫ليس ببعيد بالدار الخالدة «فإذا قرأت القرآن فاستعذ باهلل‬ ‫من الشيطان الرجيم أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا‬ ‫وعلى ربهم يتوكلون « صدق اهلل العظيم (سورة النحل‬ ‫اآلية ‪.)99‬‬ ‫«قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين‬ ‫آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين»‪ .‬صدق اهلل العظيم (سورة‬ ‫النحل اآلية ‪.)102‬‬ ‫«وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ال يؤمنون‬ ‫باآلخرة حجابا مستورا» صدق اهلل العظيم (سورة اإلسراء‬ ‫اآلية ‪.)41‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة‬ ‫للمؤمنين « صدق اهلل العظيم (سورة اإلسراء اآلية ‪.)82‬‬ ‫وقال أيضا‪ « :‬قل لئن اجتمعت اإلنس والجن على أن‬ ‫يأتوا بمثل هذا القرآن ال يأتون بمثله‪ ،‬ولو كان بعضهم‬ ‫لبعض ظهيرا»‪ .‬صدق اهلل العظيم (سورة اإلسراء اآلية ‪.)88‬‬ ‫وقال ‪« :‬وبالحق أنزلناه وبالحق نزل‪ .‬وما أرسلناك إال‬ ‫مبشرا ونذيرا‪ .‬قل آمنوا به أوال تؤمنوا‪ .‬إن الذين أوتوا‬ ‫العلم من قبله‪ .‬إذا يتلى عليهم يخرون لألذقان سجدا‪.‬‬ ‫ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعوال ويخرون‬ ‫لألذقان يبكون ويزيدهم خشوعا‪ .‬فله األسماء الحسنى‪ ،‬وال‬ ‫تجهر بصالتك وال تخافت بها‪ .‬وابتغ بين ذلك سبيال ‪ .‬وقل‬ ‫الحمد هلل لم يتخذ ولدا‪ .‬ولم يكن له شريك في الملك ولم‬ ‫يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا» صدق اهلل العظيم‬ ‫(سورة اإلسراء اآلية ‪.)110‬‬ ‫وقال أيضا‪»:‬فهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون‬ ‫«صدق اهلل العظيم (سورة األنبياء اآلية رقم ‪.)50‬‬ ‫لو تدبرنا اآليات السابقة وبحثنا في شرحها وسبب‬ ‫نزولها‪ ،‬ألخذتنا العزة باهلل‪ .‬فال نشرك به أحدا‪.‬‬ ‫وأن هذا القرآن هو صالح للناس عامة في كل مكان‬ ‫وزمان‪.‬‬ ‫وفي مواضيع أخرى أتابع وسأقف على كل اآليات التي‬ ‫ذكرها اهلل تعالى في محكم كتابه تنير الطريق إلى الجنة‪.‬‬

‫شواهد من القرآن الكريم‬

‫قال تعالى ‪« :‬إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا»‬ ‫صدق اهلل العظيم (سورة اإلنسان اآلية ‪.)106‬‬ ‫وقال أيضا ‪« :‬يقول يا ليتني قدمت لحياتي « صدق اهلل‬ ‫العظيم (سورة الفجر اآلية ‪.)24‬‬ ‫وقال ‪« :‬يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك‬ ‫راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق اهلل‬ ‫العظيم (سورة الفجر اآلية ‪27‬ـ ‪.)30‬‬

‫وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون‬

‫أول اهتمامي في الحياة الدنيا هذه هي عبادة اهلل‬ ‫الواحد القهار ليكتمل ديني وأكون عند حسن الخاتمة‪،‬‬ ‫وهي اإلجابة الصحيحة‪ ،‬عند السؤال من ربك؟ من نبيك؟‬ ‫ماذا دينك؟‬ ‫والجواب ‪ :‬اهلل ربي ومحمد نبيي وديني اإلسالم فاختار‬ ‫اهلل تعالى اإلسالم دينا ألهل األرض والسماء ومن يبتغي‬ ‫غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه‪ ،‬وقد بني اإلسالم على‬ ‫خمس‪:‬‬

‫(‪)3/1‬‬

‫‪1‬ـ النطق بالشهادتين كما جاء عن رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم «أشهد أن ال إله إال اهلل وأن محمدا رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬الشهادة بوحدانية اهلل وبرسالته‬ ‫محمد عليه السالم‪.‬‬ ‫الشهادة أصل اإلسالم وأساسه وال يصير المسلم‬ ‫مسلما إال بعد إعالنه الشهادتين وهي بوابة اإليمان‪.‬‬ ‫فالشهادتين إذا لم يتكلم بها مع القدرة فهو كافر‬ ‫باتفاق المسلمين ومن تركها خرج عن اإلسالم‪.‬‬ ‫ومن مات على الشهادتين دخل الجنة ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫«لقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت‬ ‫ليحبطن عملك وال تكونن من الخاسرين» صدق اهلل‬ ‫العظيم (سورة الزمر اآلية ‪.)65‬‬ ‫واهلل ال يعذب من ال يشرك به شيئا‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ إقامة الصالة‬ ‫الصالة هي عماد الدين وهي خمس صلوات في اليوم‪.‬‬ ‫الفجر ـ الظهر ـ العصر ـ المغرب ـ العشاء‪.‬‬ ‫الصالة لغة ‪ :‬الدعاء سميت هذه العبادة الشرعية باسم‬ ‫الدعاء الشتمالها عليه وأوقاتها وهلل الحمد تعرف باآلذان‬ ‫من المساجد التي عمت األحياء والدروب وعن الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم قال ‪« :‬أفضل األعمال الصالة في أول‬ ‫وقتها» (صحيح البخاري ‪.)173‬‬ ‫سأل مسعود النبي صلى اهلل عليه وسلم أي العمل أحب‬ ‫إلى اهلل ؟ قال ‪« :‬الصالة لوقتها»‪.‬‬ ‫وعن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ‪« :‬أول الوقت‬ ‫رضوان اهلل وآخره عفو اهلل» (أخرجه الدار قطنى ‪.)250‬‬ ‫ـ خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صالة عشر حسنات‬ ‫أي ‪ 50‬صالة وهي التي فرضها اهلل تعالى بادئ األمر‪.‬‬ ‫ـ فرضت الصالة في السماء السابعة التي وصلها نبينا‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم ولم يصلها جبريل عليه السالم‬ ‫وال أحد من األنبياء والرسل‪.‬‬ ‫ـ كانت الصالة مفروضة ركعتين في الفجر وركعتين‬ ‫بالعشي ثم نزل جبريل عليه السالم وعلم النبي أوقات‬ ‫الصالة وقال ‪« :‬قم يا محمد فصل الظهر حين مالت‬ ‫الشمس ثم مكث حتى إذا كان فيء الرجل مثله جاءه‬ ‫للعصر‪ .‬فقال ‪ :‬قم يا محمد فصل العصر ثم مكث حتى إذا‬ ‫غابت الشمس جاءه فقال ‪ :‬قم فصل المغرب فقام وصالها‬ ‫حين غابت الشمس ثم مكث حتى إذا ذهب الشفق فقال ‪:‬‬ ‫قم فصل العشاء فقام فصالها‪.‬‬ ‫ـ فرضت في السماء السابعة أما الزكاة والصيام والحج‬ ‫فرضت في األرض‪.‬‬ ‫ـ وبين كل سماء وسماء مسافة خمس مائة ألف عام‬ ‫وسمك السماء مسيرة خمس مائة عام‪.‬‬ ‫ـ وفي السماء السابعة بحر عليه عرش الرحمن لم‬ ‫ير النبي اهلل بل رأى نورا وهاجاونرى اهلل تعالى في جنة‬ ‫الفردوس ‪ .‬قال تعالى ‪« :‬فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل‬ ‫عمال صالحا وال يشرك بعبادة ربه أحدا» صدق اهلل العظيم‬ ‫(سورة الكهف آخر اآلية ‪.)105‬‬ ‫ـ قال عليه السالم ‪« :‬العهد بيننا وبين اهلل الصالة»‪.‬‬ ‫ـ قال تعالى «ما سلككم في صقر قالوا لم نكن من‬ ‫المصلين الصالة نور في الدنيا ومغفرة في اآلخرة»‪.‬‬ ‫ـ قال عليه السالم ‪« :‬الصالة رأس األمر واإلسالم‬ ‫عموده الصالة وذروة سنامه الجهاد في سبيل اهلل»‪.‬‬ ‫ـ فرضت الصالة في مكة قبل الهجرة بسنة ونصف ليلة‬ ‫اإلسراء والمعراج‪.‬‬ ‫ـ قال عليه السالم ‪« :‬فأوحى اهلل إلي ما أوحى ففرض‬ ‫علي خمسين صالة كل يوم فنزلت إلى موسى وهو في‬ ‫السماء السادسة‪ ،‬قال موسى ‪ :‬أنت نبي ماذا فرض اهلل‬ ‫عليك؟ قال ‪ :‬فرض علي خمسين صالة في كل يوم وليلة‬ ‫قال له موسى ‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال ‪ :‬فلم‬ ‫أزل ارجع بين ربي تبارك تعالى وبين موسى عليه السالم‬ ‫حتى قال ‪ :‬يا محمد إنهن خمس صلوات»‪.‬‬ ‫قال تعالى وهو أصدق القائلين في سورة الحديد اآلية‬ ‫‪« : 20‬سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض‬ ‫السماء واألرض أعدت للذين آمنوا باهلل ورسله ذلك فضل‬ ‫اهلل يؤتيه من يشاء واهلل ذو الفضل العظيم» صدق اهلل‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫ـ ومن الواجب على المسلم إذا وضعت زوجته وليدها‪،‬‬ ‫أول ما يفعل هي ‪ :‬اآلذان في األذن اليمنى للصبي مرتين‪.‬‬ ‫أشهد أن ال إله إال اهلل وأشهد أن محمد رسول اهلل‪.‬‬ ‫وإذا بلغ سبع سنين يأخذه والده معه إلى المسجد‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫للصالة ثم إذا بلغ عشر سنوات ولم يؤد الصالة عاقبه‬ ‫واضربه عليها حتى يؤديها‪.‬‬ ‫وقد تعودت عليها منذ صغري‪ .‬ويرجع الفضل فيها إلى‬ ‫جدي رحمة اهلل عليه ‪ ،‬كان يأخذني معه إلى المسجد للصالة‬ ‫يوم الجمعة ثم بقية األيام يأخذني معه إلى ضريح سيدي‬ ‫ادريس الثاني ألصلي العشاء وأنصت إليه لقراءته القرآن‪.‬‬ ‫وقد يحضر قراءته جم غفير من المؤمنيين وإذا ختم القرآن‬ ‫يقيم له األهل واألحباب عرسا دينيا بالبيت يعج إليه كل‬ ‫محبي اهلل ومحبي القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ومما عرف عنه أنه يعلم الجن ليال بالصالة الكبرى التي‬ ‫يمنع دخولها ليال‪.‬‬ ‫وكنا جماعة من األيتام تحت كفالته نتسابق إلى الصالة‬ ‫أمامه ليظفر كل بجانبه حول مائدة الطعام فال يسمح ألحد‬ ‫أن يبدأ األكل قبل الصالة‪ ،‬وذكر باسم اهلل العظيم‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الصيام‬ ‫صوم رمضان هو صيام شهر رمضان المعظم وأجره‬ ‫عظيم عند اهلل‪ ،‬وفيه تصح األبدان وتتخلص من السموم‬ ‫وفيه إحساس بما يشعر به الفقير من الجوع والعطش‪.‬‬ ‫عرف الصيام قبل اإلسالم فداوود عليه السالم كان‬ ‫يصوم يوما ويفطر يوما‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪« :‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام‬ ‫كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» (سورة‬ ‫البقرة اآلية ‪.)183‬‬ ‫الصيام لغة ‪ :‬هو اإلمساك عن األكل والشرب وشهوة‬ ‫الفرج‪ ،‬من طلوع الفجر إلى آذان صالة المغرب شهرا كامال‪.‬‬ ‫فرض شهر رمضان في اليوم العاشر من شعبان من‬ ‫السنة الثانية من الهجرة من مكة إلى المدينة‪.‬‬ ‫الصوم عبادة يتقرب بها العبد إلى خالقه تعالى‪ .‬فيه‬ ‫تزكية وتطهير للنفس‪ .‬وللصائم فرحتان ‪ :‬عند إفطاره‬ ‫فرحة وفرحة به عند لقاء ربه‪.‬‬ ‫للصائم ‪ :‬باب خاص للصائمين يدخلون منها إلى الجنة‬ ‫تسمى «باب الريان»‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪« :‬كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط‬ ‫األبيض من الخيط األسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى‬ ‫الليل» (سورة البقرة‪.)187‬‬ ‫وقال عليه السالم ‪« :‬من صام رمضان إيمانا واحتسابا‬ ‫خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»‪.‬‬ ‫وقال ‪»:‬ال تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا‬ ‫الفطور»‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬وإن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون»‬ ‫(سورة البقرة اآلية ‪.)183‬‬ ‫قال تعالى ‪»:‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى‬ ‫للناس وبينات من الهدى والفرقان‪ .‬فمن شهد منكم‬ ‫الشهر فليصمه» سورة البقرة اآلية ‪.)184‬‬ ‫«ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر‬ ‫يريد اهلل بكم اليسر وال يريد بكم العسر ولتكملوا العدة‬ ‫ولتكبروا اهلل على ما هداكم‪ .‬ولعلكم تشكرون» صدق اهلل‬ ‫العظيم (سورة البقرة اآلية ‪.)184‬‬ ‫ـ من فضل رمضان يرجع الناس عامة إلى قراءة كتاب‬ ‫اهلل منهم من يقرأ حزبا كامال كل يوم ومنهم ‪ 5‬أحزاب‬ ‫ومنهم ‪ 6‬أحزاب كل ليتم قراءته عند متم الشهر‪.‬‬ ‫ـ فيه أعظم ليلة «ليلة القدر خير من ألف شهر» وهي‬ ‫‪ 83‬سنة تقريبا‪ ،‬فاحرس أخي المسلم على الصالة وعلى‬ ‫صالة التراويح وفي مكة والمدينة‪ ،‬يصلون صالة القيام‪.‬‬ ‫اللهم ال تحرم مسلما من الحج أو العمرة في رمضان يحضر‬ ‫صالة القيام ‪ .‬آمين آمين‪.‬‬

‫شكر اهلل تعالى على نعمه‬

‫من نعم اهلل تعالى على خلقه أنه جعل للمسلمين‬ ‫فرائض الشهادتين والصالة والصيام والزكاة والحج‪ ,‬كلها‬ ‫أعمال دينية تقربهم وعبادات وطاعات ليزدادوا قربا من‬ ‫خالقهم وموالهم ويفتح لهم باب التوبة والغفران بهذه‬ ‫األركان والسنن والنوافل ليكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم‬ ‫جنات النعيم‪ .‬الجنة من دخلها ينعم بكل ما فيها خالدا ال‬ ‫موت فيها‪.‬‬ ‫ـ أخي القارئ ‪:‬‬ ‫اعتمدت االختصار واعتمدت على ما يجب في الحقل‬ ‫الديني الشهادتين‪ ،‬الصالة ‪ ،‬الصيام ‪ ،‬وبديهي أن نتكلم‬ ‫عن الزكاة ‪ :‬الركن الرابع من فرائض اإلسالم ويليه فريضة‬ ‫الحج‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫مكانة المرأة في اإلسالم‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ‪2/1‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫لم يفرق اإلسالم بين الرجل والمرأة وال نظر إليه بعين الجاللة وال إليها بعين‬ ‫االستهانة‪ ،‬بل هما خلقان متساويان في الحقوق وفي الخالفة في األرض‪ ،‬ولكل منهما‬ ‫مكانته ودوره الذي ينسجم مع طبيعة خلقه‪ ،‬بل إنه وضع الميزان الحق لكرامة المرأة‬ ‫ومنحها حقوقها الكاملة‪ ،‬ورفع عن كاهلها وزر اإلهانات التي كانت ترزح تحتها عبر التاريخ‬ ‫وفي ظل الحضارات القديمة‪ ،‬لقد أعلن إنسانيتها الكاملة وصانها من عبث الشهوات‬ ‫وجعلها عنصرا فعاال في بناء المجتمع وتطوره بعد أن كانت مجرد متاع ووسيلة من وسائل‬ ‫اإلستمتاع ‪.‬فقد نادى بالمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات وجعلها في‬ ‫مكانتها االجتماعية التي تستحقها بما يتفق مع رسالتها العظيمة التي خصصتها لها‬ ‫الحياة الطبيعية‪ ،‬منحها حقها في الحياة الحرة الشريفة بعد أن كانت تدفن حية خوفا من‬ ‫الفقر والعار‪ ،‬منحها حقها في اختيار زوجها وجعل لها عليه حقوقا بعد أن كانت كالمتاع‬ ‫يتصرف فيها الرجل كيف يشاء ويفعل بها ما يريد‪ ،‬حيث كان الرجل إذا مات وله زوجة‬ ‫وأوالد من غيرها كان الولد األكبر أحق بزوجة‬ ‫أبيه من غيره إن أرادها أخذها واعتبرها إرثا كبقية‬ ‫أموال أبيه ليس لها حق االمتناع أو الرفض‪ ،‬وإن‬ ‫أباها تركها لمن يطلبها‪ .‬منحها حقها في اإلرث‬ ‫بعد أن كانت مهضومة هذا الحق في الجاهلية‬ ‫وفي جل الديانات السابقة‪.‬وقبل الحديث عن‬ ‫الحقوق التي منحها اإلسالم للمرأة ومتعها بها‪،‬‬ ‫البد أن أشير إلى أن قضية المرأة طرحت في فكرنا‬ ‫المعاصر باعتبارها جزءا من المشكل االجتماعي‬ ‫والثقافي في مجتمع يسوده االنحطاط والتخلف‪،‬‬ ‫ويحكمه نظام لم يعد قادرا على مسايرة التطور‬ ‫والتقدم‪ ،‬حيث تبدو المرأة من خالل بعض‬ ‫الكتابات النسائية الحديثة مبخوسة الحق مظلومة‬ ‫من طرف المجتمع‪ ،‬وهي فوق ذلك مقيدة بقيود‬ ‫اإلسالم‪ ،‬رازحة تحت أحكامه‪ ،‬مذعورة متمردة‬ ‫عليه‪ ،‬فهو المسؤول عن معاناتها وعن ظلمها‬ ‫وبخسها حقها‪ ،‬وهذا الوضع الذي يحيى فيه نصف المجتمع كفيل بتأخره وتخلفه‪ ،‬فكيف‬ ‫تتقدم أمة ونصفها الثاني معطل مقيد‪ .‬وهذه النظرة السلبية إلى اإلسالم مردها إلى‬ ‫الوضع المزري الذي تحياه المرأة في المجتمعات اإلسالمية باسم اإلسالم‪ ،‬وما تعانيه‬ ‫المرأة من هضم لحقوقها وتعطيل لطاقاتها باسم اإلسالم‪ ،‬والحقيقة أن معاناة المرأة‬ ‫هي في الحقيقة من عدم تطبيق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولما جاءت به اآليات واألحاديث‪،‬‬ ‫ولما استنبط علماء السلف من األحكام‪ ،‬ومن التالعب بالنصوص الشرعية‪ ،‬ومن قصور‬ ‫في فهم أحكام اإلسالم وتحريف لمقاصده وغاياته‪ ،‬ومن المساطير والقوانين الوضعية‬ ‫التي تبعد الحق عن أصحابه وتفتح الباب أمام المتالعبين بحقوق النساء‪ ،‬إنها معاناة من‬ ‫االبتعاد عن تعاليم اإلسالم وأسسه‪ ،‬واالنسياق وراء المذاهب الهدامة التي تحاول التقليل‬ ‫من أهمية اإلسالم ووصفه بالقصور والعجز عـن حل مشاكل المرأة ‪.‬‬

‫الموضوع القرآن الكريم‬ ‫الحزب ‪58‬‬

‫‪1‬‬

‫ما مصير القاسطون ؟‬

‫‪2‬‬

‫أتمم «وما تقدموا‬ ‫ألنفسكم من‪»....‬‬

‫‪3‬‬

‫كم عدد آيات سورة‬ ‫القيامة ؟‬

‫‪4‬‬

‫متى نذكر اسم اهلل؟‬

‫‪5‬‬

‫كم مرة وردت آية‬ ‫ويل يومئذ للمكذبين؟‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫إن قراءة النصوص التشريعية قراءة صحيحة بعيدة عن أي تعصب أو تحيز‪ ،‬وتأويلها‬ ‫التأويل الصحيح يجعلنا نقف على مكانة عالية للمرأة وضعها اإلسالم فيها‪ ،‬وعلى مساواة‬ ‫حقيقية بينها وبين الرجل‪ .‬فإذا عدنا إلى كتاب اهلل العزيز دستور األمة وسراجها وإذا‬ ‫بحثنا في كتب حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لسان الهدى ومنبع الحكمة فسنقف‬ ‫على آيات كثيرة وأحاديث عديدة توحي بحقوق المرأة وتفصح على المبادئ واألسس التي‬ ‫تسوي بين الرجل والمرأة ‪ ،‬وتدرأ عن النساء كل أشكال االضطهاد واإلهانات التي كن‬ ‫يرزحن تحتها في العهود الخالية‪ ،‬فمنذ البدء أعلن القرآن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة‬ ‫في اإلنسانية واألصل والمآل‪(:‬يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق‬ ‫منها زوجها وبث منهما رجاال كثيرا ونساء‪ ،‬واتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام إن اهلل‬ ‫كان عليكم رقيبا )‪ ،‬وقال‪(:‬يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل‬ ‫لتعارفوا‪ ،‬إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم )‪ ,‬فالرب واحد واألصل واحد والفرع واحد‪ ،‬ال فضل لذكر‬ ‫على أنثى وال ألنثى على ذكر إال بالتقوى والعمل‬ ‫الصالح‪ ،‬فالمرأة كاملة اإلنسانية كالرجل لها حق‬ ‫التعليم والمعرفة ولها مكان اجتماعي كريم في‬ ‫مختلف مراحل حياتها منذ طفولتها إلى نهاية‬ ‫عمرها‪ ،‬بل إن هذه الكرامة تنمو كلما تقدمت‬ ‫في العمر من طفلة إلى زوجة إلى أم‪ ،‬حيث تكون‬ ‫في سن الشيخوخة التي تحتاج معها إلى مزيد‬ ‫من الحب والحنو واإلكرام‪ ،‬أما إكرامها كبنت‬ ‫فبتربيتها التربية الحسنة وتعليمها واإلحسان‬ ‫إليها‪ ،‬ففي الحديث عن رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪( :‬أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها‬ ‫فأحسن تعليمها‪ ..‬إلخ )‪ ،‬وأما إكرامها كزوجة‬ ‫فباإلحسان إليها ومعاشرتها المعاشرة الحسنة‪،‬‬ ‫فقد قال تعالى‪(:‬ومن آياته أن خلق لكم من‬ ‫أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬ ‫ورحمة) وقال أيضا‪( :‬وعاشروهن بالمعروف فإن‬ ‫كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل اهلل‬ ‫فيه خيرا كثيرا‪ ،‬وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فال تأخذوا منه‬ ‫شيئا أتاخذونه بهتانا وإثما مبينا‪،‬وكيف تاخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن‬ ‫منكم ميثاقا غليظا)‪،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬خيركم خيركم ألهله‪ ،‬وأنا خيركم ألهلي)‪،‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن زمعة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬ال يجلد أحدكم امرأته‬ ‫جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم)‪.‬وأما إكرامها كأم فبالبر بها واإلحسان إليها فقد جاء‬ ‫رجل إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪ :‬من أحق الناس بصحبتي؟ قال‪ :‬أمك‪ ،‬قال ثم‬ ‫من؟ قال أمك‪ ،‬قال ثم من؟ قال أمك‪ ،‬قال ثم من؟ قال‪ :‬أبوك‪،‬وجاء رجل إلى النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم فقال‪:‬أريد الجهاد في سبيل اهلل‪ ،‬فقال له الرسول‪ :‬هل أمك حية؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬إلزم رجلها فثم الجنة‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫المسابقة الثالثة ‪ /‬شهر مارس ‪2018‬‬

‫اإلشعاع الديني‬

‫مكان اإلجابة‬

‫النقطة‬ ‫المستحقة عن‬ ‫كل جواب صحيح‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫فكرة وإنتاج ‪:‬‬

‫عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫النقطة التي‬ ‫حصل عليها‬ ‫المتسابق‬

‫نوع الهدية‬

‫الرقم التسلسلي‬ ‫لألغلفة‬

‫كتيب فضائل سورة الكهف‬

‫رقم‬ ‫السؤال‬

‫السؤال‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫كل من حصل على ‪ 25‬نقطة‬ ‫رقـم المتسابــق ‪......................................................................................................... :‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ستصله الهدية مجان ًا‪.‬‬ ‫العنوان‪/‬المدينة ‪ ......................................................................................................... :‬ترد هذه القسيمة إلى مقر الجريدة في غالف مع طابـع بريـدي من فئة ‪ 2‬دراهم‪.‬‬ ‫الرقم البريــدي ‪ ......................................................................................................... :‬الفائدة المرجوة ‪ :‬قراءة القرآن الكريم وتتبع آياته‪.‬‬


‫العدد ‪931‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫«طوق الحمامة»‬

‫أقدم كتاب تناول تيمة الحب بدقة وأمانة‬ ‫«طوق الحمامة في األلفة ُ‬ ‫واألالف»‪ ،‬هو من أشهر كتب ابن حزم األندلسي (توفي بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪456‬ه‪15/‬غشت‬ ‫والدَرس عاطفة الحب اإلنسانية ؛‬ ‫‪1064‬م ) يحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين‪ ،‬ويتناول بالبحث‬ ‫ّ‬ ‫وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه؛ ترجم إلى العديد من اللغات العالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تصنيفا‬ ‫و يعد مؤلف «طوق الحمامة» أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم من أكبر جهابدة علماء األندلس‬ ‫ً‬ ‫وتأليفا‪،‬وهو إمام حافظ وفقيه ظاهري‪ ،‬ومتكلم وأديب وشاعر ونسابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل‪ ،‬بل وصفه‬ ‫البعض بالفيلسوف‪ ،‬كما عد من أوائل من قال بكروية األرض‪..‬يقال إنه صنف أربعمائة مجلد فيما يعادل ثمانين ألف‬ ‫ورقة‪ ،‬حرقت ج ّلها بأمر من المعتضد بن عباد أمير إشبيلية‪.‬‬ ‫عاش طفولته وريعان شبابه بين أحضان الجواري في قصروالده‪ /‬أحد وزراء المنصور بن أبي عامر‪ ،‬حيث تيسر له‬ ‫العيش الرغد فتفرغ لتحصيل العلوم والفنون‪ ،‬فكتب «طوق الحمامة» وهو في الخامسة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫وكعربون على المحبة ندعو القراء األعزاء إلى مأدبة االستمتاع بما لذ وطاب من عجائب أخبار الحب والمحبين على‬ ‫سماط «طوق الحمامة» المتضمن لثالثين صنفا من شهي األطباق حسب مختلف األذواق‪:‬‬

‫باب عالمات الحب (‪)2‬‬ ‫(‪)...‬ويعرض للمحب القلق عند أحد أمرين‪:‬‬ ‫أحدهما عند رجائه لقاء من يحب فيعرض عند‬ ‫ذلك حائل‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬وإني ألعلم بعض من كان محبوبه‬ ‫يعده الزيارة‪ ،‬فما كنت أراه إال جائياً وذاهباً ال‬ ‫يقر به القرار وال يثبت في مكان واحد‪ ،‬مقبال‬ ‫مدبراً قد استخفه السرور بعد ركانة‪ ،‬وأشاطه‬ ‫بعد رزانة؛ ولي في معنى انتظار الزيارة[من‬ ‫الطويل] ‪:‬‬ ‫أقمت إلى أن جاءني الليل راجيـاً‬ ‫لقاءك يا سؤلـي ويا غاية األمـل‬ ‫فأيأسني اإلظالم عنك ولم أكـن‬ ‫أليأس يومـاً إن بدا الليل يتصـل‬ ‫وعندي دليل ليس يكـذب خبـره‬ ‫بأمثاله في مشكل األمر يستـدل‬ ‫ألنك لو رمـت الزيـارة لم يكــن‬ ‫ظـالم ودام النـور فينـا ولم يزل‬ ‫والثاني عند ح��ادث يحدث بينهما من‬ ‫عتاب ال تدرى حقيقته إال بالوصف‪.‬‬ ‫فعند ذلك يشتد القلق حتى يوقف على‬ ‫الجلية‪ ،‬فإما أن يذهب تحامله إن رجا العفو‪،‬‬ ‫وإما أن يصير القلق حزناً وأسفاً إن تخوف‬ ‫الهجر‪.‬‬ ‫ويعرض للمحب االستكانة لجفاء المحبوب‬ ‫عليه‪ ،‬وسيأتي مفسراً في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫ومن أعراضه الجزع الشديد والحيرة المفظعة تغلب عندما يرى من إعراض محبوبه عنه‬ ‫ونفاره منه‪ ،‬وآية ذلك الزفير وقلة الحركة والتأوه وتنفس الصعداء‪.‬‬ ‫(‪)...‬ومن عالماته أنك ترى المحب يحب أهل محبوبه وقرابته وخاصته حتى يكونوا أحظى‬ ‫لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته‪.‬‬ ‫والبكاء من عالمات المحب ولكن يتفاضلون فيه‪ ،‬فمنهم غزير الدمع هامل الشؤون تجيبه‬ ‫عينه وتحضره عبرته إذا شاء‪ ،‬ومنهم جمود العين عديم الدمع‪ ،‬وأنا منهم‪.‬‬ ‫وكان األصل في ذلك إدماني أكل الكندر لخفقان القلب‪ ،‬وكان عرض لي في الصبا‪ ،‬فإني‬ ‫ألصاب بالمصيبة الفادحة فأجد قلبي يتفطر ويتقطع‪ ،‬وأحس في قلبي غصة أمر من العلقم‬ ‫تحول بيني وبين توفية الكالم حق مخارجه‪ ،‬وتكاد تشرقني بالنفس أحياناً وال تجيب عيني البتة‬ ‫إال في الندرة بالشيء اليسير من الدمع‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬ولقد أذكرني هذا الفصل يوماً ودعت أنا وأبو بكر محمد بن إسحاق صاحبي أبا عامر‬ ‫محمد بن [أبي] عامر صديقنا ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬في سفرته إلى المشرق التي لم نره بعدها‪ ،‬فجعل‬

‫أبو بكر يبكي عند وداع��ه وينشد متمث ً‬ ‫ال بهذا‬ ‫البيت[من الطويل] ‪:‬‬ ‫أال إن عيناً لم تجد يوم واسط‬ ‫عليك بباقي دمعها لجمود‬ ‫وهو في رثاء يزيد بن عمر بن هبيرة رحمه‬ ‫اهلل‪ ،‬ونحن وقوف على ساحل البحر بمالقة‪ ،‬وجعلت‬ ‫أنا أكثر التفجع واألسف وال تساعدني عيني‪ ،‬فقلت‬ ‫مجيباً ألبي بكر[من الطويل] ‪:‬‬ ‫وإن امرؤاً لم يفن حسن اصطباره‬ ‫عليك وقـــد فارقتـــه لجليــــد‬ ‫وفي المذهب ال��ذي عليه الناس أٌول من‬ ‫قصيدة قلتها قبل بلوغ الحلم‪ ،‬أولها[من الطويل]‪:‬‬ ‫دليل األسى نار على القلـب تلفـح‬ ‫ودمع على الخدين يهمي ويسفح‬ ‫إذا كتم المشـغـوف سر ضلـوعـه‬ ‫فإن دموع العيـن تبـدي وتفـضـح‬ ‫إذا ما جفون العين سالت شؤونها‬ ‫ففــي القلــب داء للغـــرام مـبـرح‬ ‫ويعرض في الحب سوء الظن واتهام كل كلمة‬ ‫من أحدهما وتوجيهها إلى غير وجهها؛ وهذا أصل‬ ‫العتاب بين المحبين‪.‬‬ ‫وإن��ي ألعلم من ك��ان أحسن الناس ظناً‪،‬‬ ‫وأوسعهم نفساً‪ ،‬وأكثرهم صبراً‪ ،‬وأشدهم احتما ًال‪،‬‬ ‫وأرحبهم صدراً‪ ،‬ثم ال يحتمل ممن يحب شيئاً‪ ،‬وال‬ ‫يقع له معه أيسر مخالفة حتى يبدي من التعديد‬

‫فنوناً‪ ،‬ومن سوء الظن وجوهاً‪.‬‬ ‫(‪)...‬وترى المحب إذا لم يثق بنقاء طوية محبوبه له‪ ،‬كثير التحفظ مما لم يكن يتحفظ منه‬ ‫قبل ذلك‪ ،‬مثقفاً لكالمه‪ ،‬مزيناً لحركاته‪ ،‬ومرامي طرفه‪ ،‬وال سيما إن دهي بمتجن وبلي بمعربد‪.‬‬ ‫ومن آياته مراعاة المحب لمحبوبه‪ ،‬وحفظه لكل ما يقع منه‪ ،‬وبحثه عن أخباره حتى ال‬ ‫يسقط عنه دقيقه وال جليله‪ ،‬وتتبعه لحركاته‪.‬‬ ‫ولعمري لقد ترى البليد يصير في هذه الحالة ذكياً‪ ،‬والغافل فطنا‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬ولقد كنت يوماً بالمرية قاعداً في دكان إسماعيل بن يونس الطبيب اإلسرائيلي‪ ،‬وكان‬ ‫بصيراً بالفراسة محسناً لها‪ ،‬وكنا في لمة‪ ،‬فقال له مجاهد بن الحصين القيسي‪« :‬ما تقول في‬ ‫هذا؟» وأشار إلى رجل منتبذ عنا ناحية اسمه حاتم ويكنى أبا البقاء‪ ،‬فنظر إليه ساعة يسيرة ثم‬ ‫قال‪« :‬هو رجل عاشق»‪ ،‬فقال له‪« :‬صدقت‪،‬فمن أين قلت هذا؟»‪ ،‬قال‪« :‬لبهت مفرط ظاهر على‬ ‫وجهه فقط دون سائر حركاته‪ ،‬فعلمت أنه عاشق وليس بمريب»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪931‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)834‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫“طواف على غوارب أمواج‪ -‬قراءات‬ ‫في شعر عبد اللطيف شهبون”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وأكاد أجزم أنه لم يتحقق إجماع حول الريادة داخل حضن منطقة الشمال‬ ‫ال يمكن الحديث عن األستاذ عبد اللطيف شهبون بدون االصطدام بواقع‬ ‫عنيد ومركب‪ ،‬يجعلنا أمام متاهات متداخلة في سيرة الرجل وفي رصيد عطاءاته‬ ‫الثقافي‪ ،‬ألحد مثلما حدث مع األستاذ عبد اللطيف شهبون‪ ،‬حسب ما أكدته مضامين‬ ‫وإسهاماته ومبادراته‪ .‬فهل سنتحدث – داخل مدارات شخصيته – عن عبد اللطيف‬ ‫الكتاب االحتفائي بسيرة أستاذنا الكبير والذي صدر سنة ‪ ،2008‬تحت عنوان‬ ‫شهبون الباحث األكاديمي المرموق‪ ،‬أم عن شخصية المثقف المبادر‪ ،‬أم عن نباهة‬ ‫“أحاديث على هامش الرؤيا”‪ ،‬تحت إشراف األستاذين خالد سليكي والزبير بنبوشتى‪،‬‬ ‫اإلعالمي المتميز‪ ،‬أم عن نضج المناضل الحقوقي األصيل‪ ،‬أم عن رجاحة عقل الفاعل‬ ‫بمشاركة ثلة من مثقفي منطقة الشمال وكتابها‪ ،‬من أمثال بهاء الدين الطود‪،‬‬ ‫السياسي الرصين‪ ،‬أم عن حيوية الفاعل الجمعوي النشيط‪ ،‬أم عن نسك المريد‬ ‫وإدريس علوش‪ ،‬ومزوار اإلدريسي‪ ،‬وأحمد هاشم الريسوني‪ ،‬وخالد الريسوني‪،‬‬ ‫الذي سلك طريق األنوار نحو محبة الخالق ونحو مدارج الوجد والحلول‪...‬؟ وقبل‬ ‫وحسن بيريش‪ ،‬وعبد الواحد الطريس‪ ،‬وفاطمة الميموني‪ ،‬وعلي الورياغلي‪...،‬‬ ‫كل ذلك‪ ،‬هل سنتحدث عن عبد اللطيف شهبون اإلنسان واألخ والصديق والرفيق؟‬ ‫وإيمانا من صانعي بهاء المشهد الثقافي المحلي بمنطقة الشمال بضرورة‬ ‫هي صفات تمشي على األرض وتثمر دوحة سامقة اسمها عبد اللطيف شهبون‪،‬‬ ‫أثمرت فأينعت الكثير من التجارب والمبادرات التي ارتبطت باسم صاحبها‪ ،‬سياسيا‬ ‫إنصاف عطاء الرجل‪ ،‬بدأنا نالحظ هذه العودة المتجددة لالشتغال على رصيد‬ ‫وحقوقيا وأكاديميا وإبداعيا وإعالميا وجمعويا‪ .‬وعندما قرر القطع مع مسارات‬ ‫المنجز الفكري واإلبداعي لعبد اللطيف شهبون‪ ،‬من خالل صدور سلسلة من‬ ‫العمل السياسي في إطار انتكاساته الراهنة‪ ،‬اختار االنزواء بعيدا قصد صقل تجاربه‬ ‫األعمال التفكيكية التي جعلت من حصيلة هذا المنجز أفقا مشرعا للتأمل وللبحث‬ ‫داخل المجاالت األخرى التي ارتبطت باسمه‪ ،‬سواء داخل مدينته طنجة‪ ،‬أم داخل‬ ‫وللتفكيك‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يندرج صدور كتاب “طواف على غوارب أمواج‪-‬قراءات في‬ ‫جهة الشمال المغربي‪ ،‬أم داخل االمتدادات الوطنية الواسعة‪ .‬فعلى المستوى‬ ‫شعر عبد اللطيف شهبون”‪ ،‬لمؤلفته الدكتورة ناهد الزيدي‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2017‬في‬ ‫الحقوقي‪ ،‬أضحى عبد اللطيف شهبون أحد أبرز صانعي التوجه العام الذي انتظمت‬ ‫ما مجموعه ‪ 170‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب‪ ،‬غوص عميق داخل‬ ‫فيه تجربة المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬بل وكانت له بصمات واضحة في‬ ‫“مغارات” الكتابة لدى عبد اللطيف شهبون‪ ،‬انطالقا من رؤى فاحصة وعين تنقيبية‪،‬‬ ‫تجربة هيأة اإلنصاف والمصالحة أثناء جلسات تجميع الشهادات وتوثيق االنتهاكات‪.‬‬ ‫تحسن االلتفات إلى تفاصيل فعل اإلبداع وملكة الخلق وسمو الوجد ومكارم العرفان‬ ‫وقد سمحت له هذه التجربة بخوض غمار العمل الحقوقي وفق رؤى تجديدية ال‬ ‫نملك إال أن نحترم منطلقاتها وثوابتها في إنصاف ذاكرة االنتهاكات الجسيمة‬ ‫وأنوار المحبة ومباهج الحلول‪ .‬إنه عبد اللطيف شهبون موضوعا للتأمل وللتشريح‬ ‫لحقوق اإلنسان بالمغرب خالل مرحلة ما اصطلح عليه – إعالميا – بسنوات الجمر‬ ‫عبر تجميع ذكي وتحليل تركيبي واستلهام عرفاني‪ ،‬ال شك وأن ناهد الزيدي قد‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫الرصين‬ ‫والرصاص‪ .‬وفي المجال األكاديمي‪ ،‬ظل عبد اللطيف شهبون نموذجا للباحث‬ ‫أحسنت التقاط جزئياته واستثمار منغلقاته وتوظيف أبعاده اإلنسانية الواسعة‪ .‬ولقد لخصت‬ ‫العلمية‬ ‫إنجازاته‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬ ‫والعالم المشارك الذي صنع تألقه داخل رحاب جامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫معالم هذا األفق العام في االشتغال‪ ،‬عندما كتبت في كلمتها التقديمية‪“ :‬يروم هذا الطواف وضع التجربة‬ ‫الرفيعة وعلى رأسها أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه حول شعر التستاوتي‪ ،‬والتي عرفت طريقها للنشر‬ ‫وللتداول كما هو معروف‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أن الرجل ظل يحمل الكثير من المبادرات المتميزة داخل حقل الشعرية لعبد اللطيف شهبون في ميزان دون ادعاء إحاطة‪ ،‬أو حكم معياري مسبق قائم على التصنيف‪ ،‬وال‬ ‫عطائه األكاديمي‪ ،‬من خالل إصدارته المتواترة ومن خالل إشرافه على العديد من الندوات العلمية داخل عالقة له باإلنجاز الشعري وتشكالته‪ ،‬إذ الطلبة في هذا الطواف بناء دالالت جديدة منفتحة بين النص‬ ‫كلية اآلداب بتطوان وخارجها‪ ،‬ثم من خالل تأطيره ألفواج الطلبة والباحثين‪ ،‬بل إنه تحول إلى مرجع لكل والقارئ‪ ،‬والكلمة ومدلولها‪ ،‬واإلشارة ومرجعها‪ ،‬والرمز ومرموزه‪( ”...‬ص‪ .)7 .‬وتضيف المؤلفة توضيح‬ ‫باحث في خبايا التراث المغربي األندلسي والشعر المغربي وعموم أجناس اإلبداع التي راكمها مغاربة نسق الكتابة عن “مغارات” عبد اللطيف شهبون قائلة‪“ :‬إن المذكرات الشعرية الشهبونية‪ ،‬تسعى إلى بناء‬ ‫المرحلة الراهنة بوجه خاص‪ .‬وقد عزز ذلك‪ ،‬بانخراط كلي في تجارب الكتابة اإلبداعية‪ ،‬من خالل إصداراته هوية نصية موازية (معادل لغوي وذهني) لتجربة الحياة الفردية في الوجود‪ ،‬وال تنتج من خالل لغة الكتابة‬ ‫الشعرية المتواترة‪ ،‬وعلى رأسها ديوانه “كما لو رآني‪ )2007 ( ”...‬الذي فتح المجال واسعا أمام تبلور رؤى إال ما يضفي عليها أشد معاني االعتبار رفعة‪ ،‬بما يتوافق وطبيعة هذه العملية المركبة (السعي واإلنتاج)‪،‬‬ ‫مغايرة للذات وللوجود‪ ،‬ثم في تجارب اإلعالم الثقافي الراشد المحتفي بالذات في تفاعلها مع ملكوت الخارجة من صلب ضمير األنا المتكلم‪ ،‬ومن محددات التطور‪/‬المفكر فيها بعديا‪ ،‬في الذهاب واإلياب‪ ،‬بين‬ ‫الخلق والوجود‪ ،‬السمو والرقي‪ ،‬العرفان والوجد‪ .‬وقد جسدت دورية “عوارف” التي يشرف األستاذ شهبون الحاضر والماضي (الكتابة واالستعادة)‪ ،‬مع وضع السبابة على اللمع التي يستهل بها الشاعر أفق بياضه‪”...‬‬ ‫على هيأة تحريرها منبرا متميزا لتصريف انشغاالت الذات بروحانية الوجود‪ ،‬وللتأصيل للرؤى الصوفية‬ ‫المنبثقة عن هذه االنشغاالت‪ .‬وفي المجال الجمعوي‪ ،‬أصبح اسم عبد اللطيف شهبون عالمة فارقة داخل (ص ص‪.)10-11 .‬‬ ‫إنه أفق مفتوح للسؤال‪ ،‬بحثا عن معالم البياض المفتتن بعوالم عبد اللطيف شهبون‪ ،‬اإلنسان والشاعر‬ ‫زوايا المشهد الثقافي المحلي بمدينة طنجة وبجهة الشمال‪ ،‬من خالل انخراطه في دهاليز المغامرة‬ ‫الجميلة للفعل الجمعوي‪ ،‬عبر إطارات عدة‪ ،‬لن نجد صعوبة كبرى في القبض بتالبيب إسهاماته في نظيمة والمثقف‪ ،‬سعيا للتوثيق إلبداالت إسهام شاعرنا في ترصيص معالم المشهد الشعري الوطني المعاصر‪،‬‬ ‫باحثا منقبا‪ ،‬ومبدعا مجددا‪ ،‬ومفكرا عميقا‪.‬‬ ‫العطاء والتجديد الجمعويين داخلها‪ ،‬بمدن متعددة من منطقة الشمال‪.‬‬

‫شركة مغربية تفوز بصفقة التدبير‬ ‫المفوض لجمع النفايات بشفشاون‬

‫بعد اإلعالن عن طلب العروض‪ ،‬فيما يخص الشركة التي ستحظى بتدبير جمع النفايات المنزلية بمدينة شفشاون‪،‬‬ ‫وتمشيا مع القوانين والمساطر المعمول بها في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬و انطالقا من دفتر التحمالت الذي بموج‬ ‫بموجبه تم اختيار شركة أزون من بين الشركات األخرى التي قدمت أظرفتها‪ ،‬وبعد فوز الشركة المذكورة بالصفقة‪،‬‬ ‫صادق المجلس الجماعي لمدينة شفشاون خالل دورة استثنائية عقدها مؤخرا على اتفاقية التدبير المفوض لجمع‬ ‫النفايات الصلبة مع شركة أوزون‬ ‫وقد حددت قيمة الصفقة التي‪ ‬فازت بها شركة أوزون ب ‪ 867‬مليون سنتيم سنويا‪ ،‬محمد السفياني رئيس‬ ‫المجلس الجماعي لشفشاون‪ ،‬اعتبر أن هذه الصفقة جد إيجابية للمدينة‪ ،‬حيث سيتم تخفيض كلفة قطاع النظافة‬ ‫ب ‪ 100‬مليون سنتيم أي من ‪ 950‬مليون سنتيم إلى ‪ 850‬مليون سنتيم‪ .‬مشيرا بأن هذا اإلنجاز يأتي بفضل العمل‬ ‫الدؤوب الذي قام به المجلس‪ ،‬كما أنها تأتي نتيجة عمل كبير قامت به األطر التقنية واإلدارية‪ ،‬بتنسيق مع عمالة‬ ‫اإلقليم و المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية‪ ،‬كما يرجع الفضل في ذلك إلى المقاربة التشاركية التي‬ ‫ينهجها المجلس الجماعي لشفشاون انطالقا من دستور ‪ 2011‬القاضي بإشراك المجتمع المدني وخاصة الجمعيات في‬ ‫تخطيط السياسات العمومية‪ ،‬مبرزا في األخير بأن التحدي األكبر هو في كيفية المحافظة على نظافة رونق أزقة وشوارع‬ ‫المدينة وتجويدها‪ ،‬وبالتالي الحفاظ على مكتسبات وحقوق مال هذا القطاع‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫اجتماع اللجنة اإلقليمية لمحاربة‬ ‫الترامي على الرصيد العقاري بالفنيدق‬ ‫عقـدت اللجنة اإلقليمية‬ ‫المكلفة بمحاربة الترامي على‬ ‫العقار مؤخرا اجتماعا لها بمقر‬ ‫عمالة الفنيدق ترأسـه عامـل‬ ‫عمالة المضيق الفنيدق حسن‬ ‫بويا بحضور نائب وكيل الملك‬ ‫لدى المحكمــة االبتدائيـة‪،‬‬ ‫والكاتــب العـــام للعـمــالــة‬ ‫ورئيس مجلس العمالة‪ ،‬وقائد‬ ‫المنطقة األمنية‪ ،‬وقائد القوات‬ ‫ال��م��س��اع��دة‪ ،‬ورئ��ي��س قسم‬ ‫الشؤون الداخليــة‪ ،‬وممثـــل‬ ‫عن الدرك الملكي‪ ،‬وباشوات‬ ‫المدن الثالث التابعة للعمالة‪،‬‬ ‫وقائدي بليونش والعلييــن‪،‬‬ ‫والمدير اإلقليمي للمياه والغابات‪ ،‬ومدير مديرية أمالك الدولة‪ ،‬ومدير وكالة الحوض المائي اللوكوس‪ ،‬وناظر األوقاف‬ ‫والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ورؤساء األقسام بالعمالة‪.‬‬ ‫عامل اإلقليم خالل كلمته بالمناسبة‪ ،‬عبر عن قلقه للوضعية المزرية التي بات يعرفها الرصيد العقاري بالفنيدق‬ ‫بفعل الترامي ‪ ،‬وغياب التنسيق والتعاون بين السلطة المحلية وأعوان إدارة المياه والغابات ‪ ،‬وعدم جدية اللجنة‬ ‫اإلقليمية المكلفة بمحاربة الترامي على ملك الدولة لضعف تمثيليتها‪ .‬ودعا عامل االقليم إلى ضرورة وضع برنامج‬ ‫إقليمي للتدخل يشارك فيه جميع المتدخلين‪ ،‬واتخاذ تدابير عملية وزجرية عبر تعبئة شاملة توازي خطورة هذه الظاهرة‬ ‫بغية التصدي لكل اعتداء مادي على الرصيد العقاري‪ ،‬وتشكيل لجنة اليقظة خاصة بالغابات‪ ،‬مع ضرورة القيام‪ ‬بزيارات‬ ‫مباغثة وميدانية للمراقبة‪ ،‬ووضع كل الوسائل المتاحة رهن إشارة اللجنة اإلقليمية الستعمالها في التدخل السريع‪،‬‬ ‫و تسوية الوضعية العقارية القانونية وإتمام عملية التحديدات اإلدارية ‪ ،‬مع مراجعة كل الملفات ومطالب التحفيظ‬ ‫في إطار لجنة مشتركة تضم قسم الشؤون القروية‪ ،‬والمحافظة العقارية‪ ،‬والمسح العقاري‪ ،‬والمديرية الجهوية للمياه‬ ‫والغابات‪ ،‬والسلطة المحلية‪ ،‬مع حثه على دعوة مصالح األمن والدرك وأعوان المياه والغابات والسلطة المحلية على‬ ‫العمل بجدية على تحرير وصياغة المحاضر ضد المخالفين والمعتدين على الرصيد العقاري والتنسيق مع النيابة العامة‬ ‫قصد العمل على تنفيذ األحكام‪.‬‬ ‫وقد تمحور هذا اللقاء حول تفعيل مقتضيات ظهير ‪10‬اكتوبر ‪ 1917‬المتعلق بحماية والحفاظ على الملك الغابوي‪،‬‬ ‫وقانون ‪ 12/90‬المتعلق بالتعمير‪ ،‬وتنفيذ الدوريات المشتركة بين وزير الداخلية و وزير العدل والمندوب السامي للمياه‬ ‫والغابات ومحاربة التصحر خاصة الصادرة تحت رقم ‪ 321‬بتاريخ ‪ 20‬يناير ‪ 2011‬والمتعلقة باستنزاف الثروات الغابوية‪،‬‬ ‫وكذا تفعيل القرار العاملي رقم ‪ 18‬بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 2011‬المتعلق باللجنة اإلقليمية لمحاربة ظاهرة استنزاف الثروات‬ ‫الغابوية على صعيد العمالة‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪931‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫قـل هـي فـو�ضى قانـون‬ ‫ال�سكنى والتعمري وكفى‬

‫?‬

‫لعبة السودوكو (‪)398‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ضدا على قانون السكنى والتعمير‪ ،‬قام‬ ‫أحد سكان عمارة ابن باجة ‪1‬ـ ‪ 8‬مكرر‪ ،‬الكائنة‬ ‫بزنقة الخوارزمي بطنجة‪ ،‬بأشغال بناء بشقته‬ ‫بالطابق الخامس‪ ،‬مستغال حصوله على رخصة‬ ‫لإلصالح ـ فقط ـ والتي لم يحترم بنودها‪ ،‬كما‬ ‫لم يحترم أعراف أو قانون الملكية المشتركة‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذه األشغال الخارقة للقانون‪،‬‬ ‫تعرضت شقة بالطابق الرابع للعمارة ذاتها‪،‬‬ ‫لشقوق وتصدعات‪ ،‬طالت السقف والجدران‬ ‫والجبص‪ ،‬كما تسببت في حدوث رطوبة في‬ ‫المراحيض‪.‬‬ ‫والمثير في األمر‪ ،‬أن المشتكى به الذي‬ ‫أضاف هيكال خشبيا وسلما إلى الطابق ما‬ ‫فوق شقته بالطابق الخامس يواصل أشغال‬ ‫البناء إلى حد كتابة هذه السطور‪ ،‬رغم سحب‬ ‫رخصة اإلصالح منه‪ ،‬من طرف الجهة المختصة‪،‬‬ ‫تتوفر الجريدة على نسخة من معاينة المفوض‬ ‫القضائي‪.‬‬ ‫وأضاف مصدرنا أن المشتكى به تذرع‪،‬‬ ‫كون شقته المتوفرة على طابقين لم تكن‬ ‫مأهولة‪ ،‬األمر الذي دفعه إلى إصالح المطبخ‬ ‫والمراحيض‪ ،‬وإضفاء الزينة الداخلية‪ ،‬على‬ ‫مستوى جدران وأرضية ونوافذ شقته‪ ،‬قبل‬ ‫أن يعتذر أمام الجيران باألضرار التي تسبب‬ ‫فيها‪ ،‬كما التزم مرتين‪ ،‬كتابة أمام كل من‬ ‫«السنديك» وأصحاب الشقة المتضررة‪ ،‬واعدا‬ ‫بإصالح جميع األضرار‪ ،‬مؤكدا حسن نيته في‬

‫‪17‬‬

‫االلتزام بوعوده‪ ،‬ومعلنا أنه انتهى من األشغال‪.‬‬ ‫إال أنه ضرب بكل هذا عرض الحائط‪.‬‬ ‫وعالقة بهذا الموضوع‪ ،‬رفـــع المتضرر‬ ‫دعوى استعجالية أمام القضـاء للدفــاع عن‬ ‫مصالحه‪ ،‬مطالبا بخبرة مكتب دراسات محلف‪،‬‬ ‫إال أن هذه الخبرة لم تنفذ‪ ،‬ألنه يجب على الخبير‬ ‫أن يكون معينا من طرف المحكمة‪.‬‬ ‫ورغم أن اجتمـــاع «سنديــك» العمــارة‬ ‫المذكورة تناول خيار الصلح‪ ،‬كتعايش سلمي‬ ‫ورهان على حسن الجوار‪ ،‬وتفضيل الوساطة‪،‬‬ ‫لما لها من نتائج‪ ،‬قد تكون إيجابية‪ ،‬بل وأنجع‬ ‫من المتابعات القانونية والقضائية‪ ،‬فإن‬ ‫المشتكى به يبدو أنه تحدى الجميع‪ ،‬بما فيها‬ ‫قرارات قائد الملحقة اإلدارية المعنية الذي‬ ‫أعطى أمره الفوري بإيقاف األشغال‪ ،‬ورئيس‬ ‫مجلس مقاطعة طنجة المدينة الذي ألغى‬ ‫رخصة اإلصالح‪ ،‬والوكالة الحضرية والوالي الذي‬ ‫أوفد لجنة مختصة‪ ،‬قامت بتطبيق مسطرة زجر‬ ‫المخالفات‪.‬‬ ‫فما دور جميع هذه الجهات المسؤولة‪،‬‬ ‫إذا كان كل خارق للقانون بإمكانه الطعن في‬ ‫قراراتها‪ ،‬بطريقة أو بأخرى‪ ،‬وبالتالي إيقافها‬ ‫لصالحه‪ ،‬يتساءل المشتكي‪ ،‬المكتوي بنار أضرار‬ ‫جسيمة طالت شقته بالطابق الرابع بعمارة ابن‬ ‫باجة‪ ،‬فإلى أين المفر؟ ‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫تعــزيــة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫تلقينا بكل األسى و األسف نبأ وفاة المرحوم‬

‫ال�شيخ احلاج �أحمد �صادق جنيب‬ ‫كان الفقيــد من أهــم المستثمريـن‬ ‫العــرب حيث ساهم في تطوير السياحـــة‬ ‫في مدينة طنجة بداية السبعينــات من‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬إذ تمكن من إنجــاز عـدة‬ ‫مشاريع منها فندق ‪ Solazur‬الذي كان‬ ‫من بين أكبر المنشآت على مستوى القارة‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬ ‫رحم اهلل الشيخ الحاج أحمد صادق نجيب‬ ‫الذي وافته المنيــة في جــدة‪ ،‬نسـأل اهلل أن‬ ‫يتغمده بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪398‬‬

‫محمد العباسي‬ ‫لجميع إعالناتكم اإلشهارية‬ ‫واإلدارية يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 931‬ـ الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أعادت‬

‫أحداث المباراة التي جمعت يوم األحد ‪ 25‬فبراير ‪ 2018‬بين فريقي «الكوكب‬ ‫المراكشي» و»الرجاء» الرياضي‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 18‬من القسم الوطني األول‬ ‫للبطولة االحترافية‪ ،‬موضوع الشغب والعنف بالمالعب إلى الواجهة‪ ،‬من خالل الصور القاتمة‬ ‫التي رسمتها جماهير فريق الرجاء‪ .‬مما يطرح أكثر من عالمة استفهام عن األسباب الحقيقية‬ ‫وراء تكرار هذه األحداث من جهة‪ ،‬ومن تخفيف العقوبات على الفريق البيضاوي من جهة أخرى‬ ‫رغم تكرار «الفضيحة»‪ ،‬وطرح أكثر من سؤال عن عقوبات سابقة في حق أندية أخرى كانت‬ ‫فيها قرارات الجامعة أكثر صرامة مقارنة مع الرجاء وجمهوره الذي لم تكن تصرفاته األولى من‬ ‫نوعها‪ .‬وباتت ظاهرة الشغب تؤرق بال القائمين على الشأن الكروي بشكل كبير في بالدنا‪،‬‬ ‫وصار جمهور الرجاء رقم واحد في تصدر الظاهرة المشينة والتي تخدش صورة المغرب في وقت‬ ‫حساس يضع البلد أعينه صوب نهائيات كاس العالم ‪ 2026‬الذي قدم ترشيحه الحتضانها‪.‬‬ ‫وظاهرة الشغب من النقط السوداء التي تلعب ضد مصلحتنا‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كأس العالم‬ ‫للشباب تحت عشرين‬ ‫عاما‪)2( :‬‬

‫كارلوس كيروش‪..‬‬

‫املدرب الربتغايل الذي يقود غريان يف مونديال رو�سيا‬

‫ما هو أفق الفريق‬ ‫في روسيا‪ ،‬وال شك‬ ‫أن هناك نوع آخر من‬ ‫الضغوط في إيران بعد‬ ‫هذا التأهل الثاني على‬ ‫التوالي؟‬

‫النسخة األولى ‪ ..‬تونس ‪1977‬‬ ‫•‪ ‬أقيمت المباراة النهائية بين المكسيك واالتحاد السوفيتي‬ ‫وانتهت بالتعادل (‪ )2-2‬وحصل المنتخب السوفييتي على اللقب عقب‬ ‫فوزه بركالت الترجيح (‪.)9-8‬‬ ‫•‪ ‬حصل المنتخب البرازيلي على المركز الثالث وذهب المركز الرابع‬ ‫لألوروغواي‪.‬‬ ‫•‪ ‬حصل السوفييتي فولودومير بوسونوف على لقب أفضل العب‬ ‫في البطولة‪ ،‬فيما توج البرازيلي كوينا هدفاً برصيد أربعة أهداف‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك في النسخة األولى في تونس ‪ 16‬منتخباً خاضوا ‪ 28‬مباراة‬ ‫فقط أحرزوا خاللها ‪ 70‬هدفاً‪ ،‬وسجلت البطولة حضور ‪ 22.000‬متفرجاً‪.‬‬ ‫النسخة الثانية ‪ ..‬اليابان ‪ 1979‬‬ ‫•‪ ‬فازت األرجنتين باللقب عقب فوزها على االتحاد السوفيتي (‪)1-3‬‬ ‫في المباراة النهائية‪.‬‬ ‫•‪ ‬حصلت األوروغواي على المركز الثالث وبولندا على المركز الرابع‪.‬‬ ‫•‪ ‬أسطورة كرة القدم العالمية دييغو أرماندو مارادونا حصل على‬ ‫لقب أفضل العب في البطولة‪.‬‬ ‫•‪ ‬توج األرجنتيني رامون دياز بلقب هداف البطولة رصيد ‪ 8‬أهداف‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك ‪ 16‬فريقاً في نهائيات اليابان خاضوا ‪ 32‬مباراة وسجلوا ‪83‬‬ ‫هدفاً وشهدت مباريات البطولة حضور ‪ 454.500‬متفرجاً‪.‬‬ ‫النسخة الثالثة ‪ ..‬أستراليا ‪1981‬‬ ‫•‪ ‬حصلت ألمانيا الغربية على اللقب عقب فوزها على قطر مفاجأة‬ ‫النهائيات في النهائي ‪.0-4‬‬ ‫•‪ ‬فازت رومانيا بالمركز الثالث فيما حصلت إنكلترا على المركز‬ ‫الرابع‪.‬‬ ‫•‪ ‬توج الروماني رومولوس غابور بلقب أفضل العب في البطولة‪.‬‬ ‫•‪ ‬حصل األسترالي مارك كوساس والمصري طاهر أبو زيد واأللماني‬ ‫الغربي رالف لوز على لقب الهداف برصيد أربعة أهداف لكل منهم‪.‬‬ ‫•‪ ‬شهدت البطولة مشاركة ‪ 16‬منتخباً خاضوا ‪ 32‬مباراة أحرز فيها‬ ‫‪ 85‬هدفاً وتابع مباريات البطولة ‪ 4443.094‬متفرجاً‪.‬‬ ‫النسخة الرابعة ‪ ..‬المكسيك ‪1983‬‬ ‫•‪ ‬أحرزت البرازيل لقب البطولة للمرة األولى في تاريخه عقب فوزها‬ ‫الصعب على األرجنتين في النهائي ‪.1-0‬‬ ‫•‪ ‬توجت بولندا بالمركز الثالث فيما جاءت كوريا الجنوبية مفاجأة‬ ‫البطولة في المركز الرابع‪.‬‬ ‫•‪ ‬توج البرازيلي جيوفاني بلقب أفضل العب في البطولة وحصد‬ ‫لقب الهداف أيضاً عقب تسجيله ‪ 6‬أهداف في النهائيات‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك في البطولة ‪ 16‬منتخباً ولعبت خاللها ‪ 32‬مباراة‪.‬‬ ‫•‪ ‬كسرت نهائيات المكسيك األرقام القياسية كلها إذ كسر الحضور‬ ‫الجماهيري للمباريات رقم المليون للمرة األولى في تاريخ بطوالت‬ ‫الشباب مسج ً‬ ‫ال ‪ 1.155.160‬متفرجاً كما سجلت خالل مباريات البطولة‬ ‫‪ 90‬هدفاً مسج ً‬ ‫ال أعلى متوسط أهداف في المباراة الواحدة بلغ ‪ 2.81‬في‬ ‫المباراة‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫تطورت إي��ران كثيراً‪.‬‬ ‫ب��ع��د ت��ج��رب��ة ال��م��ش��ارك��ة‬ ‫ف��ي ال��ب��رازي��ل وم��ا تالها‬ ‫م��ن انتقال ع��دة العبين‬ ‫إل��ى أوروب���ا أصبحنا أكثر‬ ‫صالبة وتنافسية‪ .‬فاللعب‬ ‫ف��ي ال��ب��ط��والت اآلسيوية‬ ‫مختلف تماماً عن اللعب‬ ‫في المنافسات الدولية‪.‬‬ ‫جماعياً أصبحنا أفضل‪ .‬نحن‬ ‫أفضل منتخب في آسيا في‬ ‫التصنيف العالمي للفيفا‪،‬‬ ‫تخطينا مرحلة التصفيات‬ ‫دون هزائم وبالكاد تلقت‬ ‫شباكنا هدفين‪ .‬لهذا نسافر‬ ‫إلى روسيا بحلم واضح جداً‪.‬‬ ‫ه��و أن نتأهل إل��ى ال��دور‬ ‫الثاني‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬ ‫لن تكون المهمة سهلة‪.‬‬ ‫فالجميع متفق على أننا في أصعب مجموعة في نهائيات‬ ‫كأس العالم‪ ،‬حيث سنواجه مرشحين للفوز باللقب‪:‬‬ ‫أسبانيا والبرتغال‪ .‬ولكن من واجبنا السعي إلى تحسين‬ ‫ما تم إنجازه في الماضي ومواصلة التقدم‪ ،‬وليس فقط‬ ‫في نهائيات روسيا‪ ،‬ولكن أيضاً في البطوالت اآلسيوية‬ ‫المقبلة والتصفيات المؤهلة لكأس العالم‪ .‬هدفنا هو‬ ‫تخطي الدور األول‪ ،‬ولكننا سنحتاج إلى تحضير ممتاز إذا‬ ‫أردنا تحقيق ذلك‪.‬‬

‫هل أصبحت عبارة «مواجهة البرتغـال» تخـرج‬ ‫بشكل تلقائــي‪ .‬و ماذا يعني حضـور كريستيانــو‬ ‫رونالدو على الجانــب اآلخــر من الملعب‪ ،‬و ليونيل‬ ‫ميسي ف المونديال؟‬ ‫أفضّل أن أقول مواجهة إسبانيا واللعب مع البرتغال‬ ‫(يضحك)‪ .‬بصفتي مدرباً برتغالياً أعتقد أن اللعب ضد‬ ‫البرتغال سيمثل فرصة ولحظة خاصة جداً بالنسبة لي‬ ‫ولالعبي‪ .‬سيكون من المثير لالهتمام التنافس معهم‬ ‫وأيضاً مع أسبانيا والمغرب‪ .‬ال شك أنها ستكون مجموعة‬ ‫مثيرة جداً في كأس العالم‪ .‬وبالنسبة لحضور كريستيانو‬ ‫رونالدو‪ ،‬ستكون لحظة خاصة جداً‪ ،‬كما هو الحال دائماً‬ ‫عند مواجهة الالعبين الكبار‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬سنواجه‬ ‫أفضل العب في العالم‪ .‬ولكن عندما تبدأ المباراة‪ ،‬سيكون‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫هناك فريقان فقط يحاوالن‬ ‫الفوز‪ ،‬وفي األخير كرة القدم‬ ‫هي من تحسم األم��ر في من‬ ‫ك��ان األفضل داخ��ل الملعب‪.‬‬ ‫الذكريات التي أحتفظ بها عن‬ ‫كريستيانو‪ ،‬تبقى إلى األبد‪،‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ .‬بشكل أساسي‬ ‫تزامننا في ن��ادي مانشستر‬ ‫يونايتد والمنتخب البرتغالي‪.‬‬ ‫ولكن م��رّ زم��ن طويل على‬ ‫ذل���ك‪ ،‬وع��ل��ى ك���أس العالم‬ ‫التي خضناها معاً في جنوب‬ ‫أفريقيا‪ .‬نحن في زمن مختلف‬ ‫اآلن ول���دي العبين آخرين‬ ‫مثل رونالدو في فريقي‪ .‬وهم‬ ‫مهمون جداً اليوم‪ :‬علي رضا‬ ‫جهانبخش‪ ،‬رضا قوتشان نجاد‪،‬‬ ‫علي كريمي‪ ...‬هؤالء هم الذين‬ ‫ح ّلوا محل رونالدو اليوم ويجب‬ ‫علي االعتناء بهم واالهتمام‬ ‫بأمورهم لتحقيق النجاح الذي‬ ‫ننشده جميعاً‪ .‬أما ميسي‪ ،‬أقول‬ ‫دائماً هو العب استثنائي‪ ،‬إنه‬ ‫ليس من البشر! لو كان مثلنا‪،‬‬ ‫ما كان فعل ما فعله في تلك‬ ‫اللحظة السحرية ضدنا (األرجنتين فازت على إيران في‬ ‫مرحلة المجموعات بهدف من توقيع ميسي)‪ .‬ال أحبّ‬ ‫الهزيمة‪ ،‬ولكن تلك الخسارة لم تترك في داخلي شعوراً أو‬ ‫صورة سلبية‪ .‬عندما نعيش لحظة سحرية مثل تلك ندرك‬ ‫أن كرة القدم حيّة تُرزق‪ ،‬ولهذا السبب تُعتبر واحدة من‬ ‫أكثر الرياضات جاذبية في العالم‪ .‬وخاصة عندما يحدث‬ ‫ذلك من العب‪ ،‬حتى يُثبت أنه إنسان مثلنا‪ ،‬ال ينبغي أن‬ ‫يحصل على ترخيص فيفا للعب كرة القدم‪.‬‬

‫في الختام‪ ،‬وبالنظــر إلى أننــا اآلن في روسيــا‪.‬‬ ‫ما مدى أهميــة توفرك في الفريــق على العبين‬ ‫محترفين في الدوري الروسي‪(،‬سردار آزمون‪ ،‬سعيد‬ ‫عزت اللهي وميالد محمدي)؟‬ ‫إنه أمر مهم جداً‪ ،‬دون أدنى شك‪ .‬إنه جزء من عملية‬ ‫نضج الالعب اإليراني‪ .‬في عام ‪ 2011‬كان لدينا العب‬ ‫واحد فقط يلعب في أسبانيا‪ .‬اليوم لدينا ما يقرب من ‪60‬‬ ‫في المئة من التشكيلة األساسية تلعب في أوروبا وثالثة‬ ‫من هؤالء يحترفون في الدوري الروسي‪ .‬وهذا سيكون‬ ‫مهماً للفريق ألنه سيساعدنا على التعرف أكثر على البالد‬ ‫وعلى إقامة عالقة خاصة مع الروس‪ .‬وهذا دليل حيّ على‬ ‫السيناريوهات المختلفة لتقدم كرة القدم اإليرانية في‬ ‫السنوات الثماني األخيرة‪.‬‬

‫الليغا تلتحق بعالم الفيديو‬

‫قرر االتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬باالشتراك مع رابطة‬ ‫الليغا‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬االستعانة بتقنية الفيديو‪ ،‬في مسابقة‬ ‫ال��دوري‪ .‬وأقر االتحاد تفعيل التقنية‪ ،‬ابتداء من الموسم‬ ‫المقبل‪ ،‬وهو في انتظار الحصول على موافقة الفيفا‪ .‬وقال‬ ‫االتحاد‪ ،‬في بيان‪ ،‬إن الحكام والمساعدين‪ ،‬سيبدأون التدرب‬ ‫على استخدام التقنية‪ ،‬انطال ًقا من اليوم‪ ،‬سواء من خالل‬ ‫تجارب الفيديو‪ ،‬أو عبر االتصال المباشر‪ .‬ويأتي هذا القرار‪،‬‬ ‫بعد العديد من المشاكل التحكيمية‪ ،‬التي عانت منها‬ ‫الليغا‪ ،‬في السنوات األخيرة‪ .‬وكانت‪ ‬مباراة برشلونة والس‬ ‫بالماس‪ ،‬مساء الخميس‪ ،‬في الجولة الـ‪ 26‬من الليجا‪ ،‬قد‬ ‫شهدت‪ ‬جدال‪ ‬تحكيميا واسعا‪ ،‬خصوصا بشأن ضربة الجزاء‪،‬‬ ‫التي تعادل بها أصحاب األرض مع الفريق الكتالوني (‪.)1-1‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪931‬‬

‫الصمدي في ندوة االعالم الرياضي المحلي بين‬ ‫إكراهات المركز وتحديات اإلعالميين في الجهة‪:‬‬ ‫«غياب اإلعالمي الجهوي عن تغطية الشان جواب‬ ‫على التهميش من طرف المركز»‬ ‫نظمت جمعية «ريماطي» ألنصار‬ ‫ومحبي نادي ريال مدريد بمدينة تطوان‪،‬‬ ‫ندوة قيمة بمدينة الحمامة البيضاء تحت‬ ‫عنوان «اإلعالم الرياضي المحلي بين‬ ‫إكراهات المركز وتحديات اإلعالمين في‬ ‫الجهة»‪.‬‬ ‫الندوة انطلقت بطرح سؤال جوهري‬ ‫على الزمالء والحضور وهو «كم من‬ ‫إعالمي في الجهة قام بتغطية كأس‬ ‫افريقيا للمنتخبات المحلية؟»‪ .‬واهتدى‬ ‫مؤطر الندوة‪ ،‬اإلعالمي الزميل محمد‬ ‫الصمدي‪ ،‬إلى أن اإلجابة عن هذا السؤال‬ ‫تكفي لإلجابة على موضوع الندوة‪ ،‬ألن‬ ‫اإلعالميين الجهويين الذين غطوا فعاليات‬ ‫كاس إفريقيا األخيرة ال يتعدى عددهم‬ ‫أصابع اليد الواحدة‪ ،‬والسبب هو تهميش الزمالء اإلعالميين‬ ‫المحليين من طرف وسائلهم اإلعالمية التي يمثلونها‪ ،‬علما أنه‬ ‫العملية تقتضي فقط ملء استمارة االنتداب من طرف المركزن‬ ‫تخول لإلعالمي الحصول على الموافقة من طرف لجنة اإلعالم‬ ‫للكاف‪ ،‬رغم أن اإلعالم الرياضي المحلي و الجهوي يتوفر على‬ ‫مجموعة من الزمالء حاضرين بقوة وباستمرار داخل الصفحات‬ ‫الرياضية للجرائد الوطنية والمحلية‪ ،‬يشتغلون جلهم في غياب‬ ‫الضمان االجتماعي وفي غياب الصندوق الوطني للتقاعد وفي‬ ‫غياب التأمين‪ ،‬و يمارسون هذا النوع اإلعالمي بروح من التطوع‬

‫أو بمقابل زهيد قد ال يصل في جل الحاالت‬ ‫إلى الحد األدنى لألجور‪ .‬ورغم هذه التضحيات‬ ‫فإن المركز ال يبالي بما يقدمه اإلعالم المحلي‬ ‫الذي يساهم بشكل كبير حتى في ارتفاع‬ ‫عدد مبيعات الجرائد الوطنية من خالل مقال‬ ‫أو تغطية أو استجواب أو خبر يخص رياضة‬ ‫الجهة‪ ،‬ناهيك عن التغطيات اإلعالمية‬ ‫للمقابالت الكبرى أو المحطات ذات البعد‬ ‫القاري والعالمي داخل وخارج ارض الوطن‪،‬‬ ‫فهي محبسة بمنطق الحبوس على المركز‪.‬‬ ‫وخلص مؤطر هذه الندوة التي تعتبر من‬ ‫الطابوهات‪ ،‬الى أن الحل لوضع حد لهذا‬ ‫الحيف يقتضي انخراط مؤسسات مقاولة في‬ ‫خلق وسائل إعالمية جهوية قوية كما هو‬ ‫معمول به في الدول المتقدمة التي وصلت إلى‬ ‫درجة عالية في تنزيل مضمون الجهوية الموسعة على مستوى‬ ‫اإلعالم المسموع والمرئي والمكتوب واإللكتروني‪ ،‬وبذلك‬ ‫سيتقوى اإلعالمي الرياضي بالجهة ‪ .‬وفي نهاية هذه الندوة وجه‬ ‫الصمدي‪ ،‬نداء لكل الزمالء اإلعالميين الرياضيين من اجل التكتل‬ ‫والتوافق سواء على مستوى المدن والجهات‪ ،‬تحت جمعية مختصة‬ ‫في المجال لرد االعتبار لإلعالمي الرياضي‪ ،‬وتعويضه لتهميش‬ ‫المركز بفضاء رياضي آخر ذات البعد والتوجه المحلي و الجهوي‪.‬‬ ‫وهو الكفيل لوضح حد إلكراهات المركز‪ ،‬وفتح قنوات أخرى لتحدي‬ ‫هذا الحيف والتهميش‪.‬‬

‫اتحاد طنجة لكرة السلة ينظم الدوري الدولي‬ ‫«لالخديجة» ويحرز وصافة ملتقى الحسيمة للبراعم‬

‫تخليدا للذكرى الحادية عشرة لميالد صاحبة السمو الملكي‬ ‫األميرة الجليلة لال خديجة‪ ،‬ينظم االتحاد الرياضي لطنجة لكرة‬ ‫السلةن بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫طنجة ‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة ‪ ،‬تحت إشراف والية طنجة الدوري‬ ‫الدولي األول لال خديجة للصغيرات‪ ،‬فئة اقل من ‪ 14‬سنة ‪،‬‬ ‫والفتيات الخاص بالمؤسسات التعليمية بطنجة ‪ ،‬بمشاركة الفريق‬ ‫المنظم إتحاد طنجة ‪ ،‬إتحاد العرائش ‪ ،‬إتحاد فاس ‪ ،‬المغرب‬ ‫الرباطي ‪ ،‬اولمبيك خريبكة ‪ ،‬شباب الريف الحسيمة ‪ ،‬شباب الوطية‬ ‫لكرة السلة بطانطان والفريق اإلسباني ماكسطا إشبيلية ‪ .‬وذلك‬ ‫يومي السبت ‪ 3‬واألحد ‪ 4‬مارس ‪ ، 2018‬بقاعتي ادرادب وبدر‬ ‫بطنجة‪ .‬ودوري المؤسسات التعليمية لفئة اقل من ‪ 16‬سنة يومي‬ ‫‪10‬و‪ 11‬مارس ‪ ،2018‬بمشاركة إتحاد طنجة لكرة السلة‪،‬ثانوية‬ ‫اإلمام الغزالي ‪،‬ثانوية ابن الخطيب ‪ ،‬إعدادية حسان بن ثابت ‪،‬‬ ‫ثانوية الحسن الثاني‪ ،‬ثانوية عبد الشفشاوني ‪ ،‬ومعهد عمر بن‬ ‫عبد العزيز ‪ ،‬وإتحاد طنجة حرف باء‪.‬‬ ‫وفي خبر آخر‪ ،‬أحرز براعم الفريق المركز الثاني في ملتقى‬ ‫مدينة الحسيمة األول لكرة السلة لفئة أقل من ‪ 12‬سنة‪ ،‬المنظم‬

‫من طرف نادي شباب الريف الحسيمي لكرة السلة تخليدا للذكرى‬ ‫الحادية عشرة لميالد صاحبة السمو الملكي األميرة الجليلة‬ ‫لالخديجة‪ ،‬ودارت أطواره بقاعة ثالث مارس بمدينة الحسيمة يوم‬ ‫األحد الماضي‪ .‬وآل المركز األول للفريق المنظم‪ ،‬شباب الريف‬ ‫الحسيمي‪ .‬وشارك في الدوري باإلضافة إلى شباب الحسيمة واتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬نادي إثري الريف الناظور‪،‬اتحاد إمزورن‪ ،‬األمل الحسيمي‪،‬‬ ‫الجمعية الرياضية تازة‪ ،‬اتحاد شفشاون‪ ،‬نادي اللوكوس من القصر‬ ‫الكبير‪ .‬وفي ما يلي النتائج الكاملة لبراعم اتحاد طنجة في هذا‬ ‫الملتقى‪:‬‬ ‫نتائج الدور األول‪:‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬اتحاد امزورن‪5 - 11:‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬شباب إثري الريف الناظوري‪2 - 17:‬‬ ‫دور نصف النهائي‪:‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬جمعية تازة‪0 - 9 :‬‬ ‫المباراةالنهائية‪:‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬شباب الريف الحسيمي‪24 - 21 :‬‬

‫برنامج المناظرة اإلفريقية‬ ‫حول كرة القدم النسوية‬ ‫تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل‪ ،‬انطلقت بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش أمس‬ ‫اإلثنين المناظرة اإلفريقية حول كرة القدم النسوية وتستمر إلى‬ ‫غاية اليوم الثالثاء ‪ 6‬مارس ‪.2018‬‬ ‫وتنظم هذه المناظرة اإلفريقية من طرف كل من اإلتحاد‬ ‫اإلفريقي لكرة القدم والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫وتعرف مشاركة العديد من الفعاليات الرياضية‪ ،‬اإلفريقية‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫وفيما يلي برنامج هذه المناظرة‪:‬‬ ‫أمس االثنين ‪ 5‬مارس ‪:2018‬‬

‫العاشرة صباحا ‪ :‬حفل االفتتاح‬ ‫الثانية والنصف بعـد الزوال ‪ :‬أشغــال‪ ‬ورشـــات العمــل‬ ‫(من ‪ 1‬إلى ‪)7‬‬ ‫اليوم الثالثاء ‪ 6‬مارس ‪: 2018‬‬ ‫العاشرة ‪ ‬صباحا‪ :‬تتمة أشغال ورشات العمل (من ‪ 1‬إلى ‪)4‬‬ ‫الثانية بعد الزوال ‪ :‬تتمة أشغال ورشات العمل (من ‪ 5‬إلى ‪)7‬‬ ‫الخامسة عصرا ‪ :‬كلمة االختتام‬ ‫السادسة مساء‪ :‬المؤتمر الصحافي للسيد أحمد أحمد رئيس‬ ‫اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫اجتماع المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫– الثالثاء ‪ 27‬فبراير ‪2018‬‬ ‫عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء يومه الثالثاء‬ ‫‪ 27‬فبراير ‪ ،2018‬اجتماعا بمقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة السيد‬ ‫فوزي لقجع‪ ،‬الذي رحب بأعضاء المكتب ‪ ،‬مهنئا فريق الوداد الرياضي بعد فوزه يوم‬ ‫السبت الماضي بلقب كأس إفريقيا الممتازة‪ .‬كما وضع السيد فوزي لقجع‪ ،‬أعضاء‬ ‫المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬في الصورة بالنسبة لملف‬ ‫ترشيح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم ‪ ،2026‬منذ أن تم وضعه لدى اإلتحاد‬ ‫الدولي لكرة القدم في ‪ 11‬غشت ‪ 2017‬إلى اآلن‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬تمت مناقشة جدول األعمال‪ .‬وتضمن‪ ،‬المناظرة اإلفريقية حول كرة‬ ‫القدم النسوية‪ .‬حيث توقف على آخر الترتيبات الستضافة مدينة مراكش يومي ‪ 5‬و‪6‬‬ ‫مارس ‪ ،2018‬لمناظرة اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم النسوية‪ ،‬والتي حظيت بالرعاية‬ ‫السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪ .‬وفي النقطة الثانية‪،‬‬ ‫إشراك العبين اثنين على االقل للفئات العمرية (الشبان)‪ ،‬فبعد عرض قدمه نور الدين‬ ‫البييضي‪ ،‬بشأن مشاركة الالعبين من فئة الشبان مع الفريق األول‪ ،‬حيث تم االتفاق‬ ‫على ضرورة إشراك العبين اثنين على األقل في حال استدعائهما للمنتخب الوطني‪،‬‬ ‫في البطولة اإلحترافية القسم الوطني األول والثاني‪ ،‬وكدا ضمن البطولة الوطنية‬ ‫للهواة بداية من الموسم الرياضي المقبل‪ .‬وفي النقطة الثالثة‪ ،‬الوضعية المالية‬ ‫للفرق‪ ،‬حيث قدم عبد العزيز الطالبي‪ ،‬رئيس لجنة المراقبة والتدبير‪ ،‬عرضا حول‬ ‫الوضعية المالية لفرق البطولة االحترافية ومدى استجابتها لمذكرة الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬للسماح لها باالنتدابات في فترة االنتقاالت الشتوية الماضية‪،‬‬ ‫حيث تم التنويه بالمجهودات التي بذلتها األندية في هذا الشأن‪ ،‬وانضمامها‬ ‫لمشروع االنتقال من جمعية رياضية إلى الشركات الرياضية‪ .‬كما تمت المطالبة‬ ‫بضبط وتوحيد المعلومات الخاصة بالممارسين من أجل نشرها في منظومة تدبير‬ ‫انتقاالت الالعبين على الصعيد الوطني‪ ،‬لتكون متاحة لجميع المهتمين قصد‬ ‫استغاللها في موضوع العقود التي تربط الالعبين باألندية‪ ،‬وما يهم مالية الفرق‪،‬‬ ‫خاصة فيما يتعلق بكتلة األجور‪ ،‬وفي هذا الشأن تقرر تطوير النظام المعلوماتي‬ ‫الجاري به العمل على صعيد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬حتى يتسنى‬ ‫لكل الهيئات الكروية وكذا األندية الوقوف على وضعية الالعبين الذين يمارسون‬ ‫على الصعيد الوطني‪ .‬وفي النقطة الرابعة قانون الحكم‪ ،‬حيث أبرز جمال الكعواشي‪،‬‬ ‫رئيس لجنة التحكيم‪ ،‬في عرضه مجموعة من النقاط التي تضمنها المشروع الجديد‬ ‫لقانون الحكم‪ ،‬أهمها التكوين والتقييم والمراقبة واألجور‪ ،‬قبل أن ينتقل إلى تقييم‬ ‫برنامج الموسم الرياضي ‪ ، 2017/2018‬قدم من خالله العديد من اإلحصائيات تهم‬ ‫التعيينات في جميع األقسام وبرامج االستعدادات والتداريب الخاصة بالحكام‪ ،‬حيث‬ ‫تم االتفاق على دراسة بنوده مع المصداقة عليه في االجتماع المقبل‪ .‬وفي النقطة‬ ‫الخامسة‪ ،‬موضوع الرجاء الرياضي‪ ،‬حيث وضع فوزي لقجع‪ ،‬أعضاء المكتب المديري‬ ‫للجامعة‪ ،‬في حيثيات موضوع فريق الرجاء الرياضي منذ أن عقد جمعه العام األخير‪،‬‬ ‫وما صاحبه من أحداث‪ ،‬باإلضافة إلى الرسالة التي توصلت بها الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم من قبل المنخرطين‪ ،‬وإحالة الملف على لجنة الحكامة إلبداء‬ ‫الرأي فيه‪ ،‬وبعد نقاش مستفيض‪ ،‬تم االتفاق على تكوين لجنة تضم كل من السادة‬ ‫حمزة الحجوي‪ ،‬نائب رئيس الجامعة‪ ،‬ومحمد جودار النائب الثاني لرئيس الجامعة‬ ‫رئيس عصبة الدار البيضاء الكبرى‪ ،‬وعبد الحق رزق اهلل‪ ،‬نائب رئيس العصبة الوطنية‬ ‫لكرة القدم االحترافية‪ ،‬اللجنة تستدعي رئيس نادي الرجاء الرياضي‪ ،‬لحثه على‬ ‫عقد الجمع العام حسب القوانين الجاري بها العمل في األيام القليلة المقبلة‪ .‬ثم‬ ‫النقطة السادسة واألخيرة‪ ،‬حول ملف المدرب فؤاد الصحابي‪ ،‬حيث بعد توصل رئيس‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بملتمس من كل من رئيس ودادية المدربين‬ ‫والمدرب السيد فؤاد الصحابي‪ ،‬تم التطرق إلى الجوانب القانونية لهذا الملف من‬ ‫خالل العرض الذي قدمه السيد حسن الفياللي رئيس لجنة قانون الالعب‪ ،‬حيث تم‬ ‫االتفاق على تكوين لجنة برئاسته وعضوية السادة مولود أجف وجمال الكعواشي‬ ‫وعبد الرحمان البكاوي‪ ،‬الكاتب العام للعصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية‪ ،‬لتتبع‬ ‫الملف‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫بالغ اللجنة المركزية للتأديب‪:‬‬ ‫بناء على أحداث الشغب التي وقعت بعد انطالقة الشوط الثاني من المباراة‬ ‫التي جمعت يوم األحد ‪ 25‬فبراير ‪ 2018‬على الساعة الثالثة بعد الزوال‪ ،‬بين فريقي‬ ‫الكوكب الرياضي المراكشي والرجاء الرياضي‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 18‬من القسم الوطني‬ ‫األول للبطولة االحترافية‪ -‬اتصاالت المغرب‪ ،‬والتي عرفت قيام مجموعة من مشجعي‬ ‫فريق الرجاء الرياضي‪ ،‬بأعمال شغب في المدرجات تمثلت في إلحاق خسائر مادية‬ ‫بمنشئات الملعب الكبير لمدينة مراكش‪ ،‬ورشق أفراد القوات العمومية بالكراسي‪،‬‬ ‫وبعد توصلها بتقريري حكم ومندوب اللقاء‪ ،‬اجتمعت يوم االثنين ‪ 26‬فبراير ‪2018‬‬ ‫اللجنة المركزية للتأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬وتطبيقا‬ ‫لمقتضيات المادة ‪ 105‬من مدونة التأديب وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫• معاقبة نادي الرجاء الرياضي ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إجراء مباراتين دون جمهور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إصالح األضرار التي تسبب فيها جمهوره بالملعب الكبير لمراكش بعد إجراء‬ ‫خبرة لتقييم الخسائر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬غرامة مالية نافذة قدرها ‪ 50‬ألف درهما‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة لكرة القدم داخل القاعة‬ ‫يتعادل مع أنغوال‬ ‫تعادل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة لكرة القدم داخل القاعة‪ ،‬بنتيجة ‪3‬‬ ‫أهداف مقابل ‪ ،3‬وذلك في المقابلة التي جمعته مساء يوم األحد ‪ 25‬فبراير ‪2018‬‬ ‫بالمنتخب األنغولي‪ .‬وتناوب على تسجيل أهداف النخبة الوطنية في هذه المباراة‬ ‫التي أقيمت بالقاعة المغطاة التابعة للمجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل‪ ،‬كل‬ ‫من يوسف ريفي ورضا ماجي وإسماعيل الحشلوفي‪ ،‬بينما وقع الهدف األول للمنتخب‬ ‫األنغولي الالعب ليوناردو مونغو وسجل الهدف الثاني الالعب بريسو فيكترينو‪ ،‬في‬ ‫حين سجل الهدف الثالث الالعب أوغيستنو سيلفا‪ .‬يشار إلى أن هذه المباراة تدخل‬ ‫ضمن فعاليات ذهاب الدور الثاني من التصفيات اإلفريقية المؤهلة لأللعاب األولمبية‬ ‫للشباب األرجنتين ‪. 2018‬‬


‫العدد ‪931‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬مار�س ‪2018‬‬

‫«الحسيمة منارة المتوسط» ستقطع قريباً‬ ‫مع الجفاف وأزمة الماء‬ ‫الحسيمة أولوية في المشروع ‪ ‬الوطني‬ ‫لتحلية مياه البحر‬

‫‪ ‬مدينة الحسيمة الجميلة‪ ،‬جوهرة المتوسط ومنارته‪ ،‬وعنوان توهجه‪ ،‬توجد في الطريق إلى القطع مع متاعب‪ ‬الجفاف التي تعاني‬ ‫منه ‪ ‬بسبب ندرة األمطار‪ ،‬وأيضا بفعل اإلنسان الذي يطور محيطه وبدمره بفعل نزواته وأهوائه وتقلباته وحماقاته واختيارته التي‪ ‬ال‬ ‫توافق ‪ ‬دائما واقع محيطة وبيئته‪.‬‬ ‫وأمام مجموعة من الحلول‪ ،‬التي تم الوقوف عليها لمعالجة وضع الجفاف ليس فقط ‪ ‬بهذا اإلقليم الجميل الذي يزخر بإمكانات‬ ‫واعدة في مختلف المجاالت الفالحية والصناعية والسياحية بوصف خاص‪ ،‬بل وأيضا ‪ ‬بالنسبة لباقي حواضر المغرب‪ ،‬فإن اللجوء إلى‬ ‫تحلية مياه البحر يبدو الحل االستعجالي المناسب‪ ،‬أمام أزمة المياه التي تهدد مناطق واسعة في العالم‪ .‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬كشف رئيس الحكومة في تصريح بالبرلمان‪ ‬حول االسياسة المائية‪ ،‬في ظل التقلبات المناخية الراهنة‪ ،‬أن‬ ‫المعطيات المتوفرة تفيد أن معدل الفرد من المياه في السنة‪ ،‬ال يتعدى في الوقت الراهن‪ 650 ،‬مُ‪ 3‬وهو معدل مرشح لالنخفاض‪ ،‬في‬ ‫أفق ‪ 2030‬األمر الذي يدفع في اتجاه تحلية مياه البحر لتزويد البالد بالماء‪ ،‬وتأتي مدينة الحسيمة والناظور والدريوش ضمن‪ ‬المناطق‬ ‫ذات األولوية في هذا المجال‪.‬‬ ‫وكانت وزارة الماء قد أعلنت عن إطالق‪ ‬صفقة إلنجاز دراسات حول ثالثة مواقع‪ ‬إلقامة محطات لتحلية مياه البحر بكل من الحسيمة‬ ‫وسيدي إفني وطرفاية‪.‬‬ ‫وكانت السيدة شرفات أفيالل‪ ،‬كاتبة الدولة ‪ ‬مكلفة بالماء‪ ،‬قد أكدت ‪ ‬سابقا‪ ،‬وجود دراسة لتحلية مياه البحر بقوة إنتاج قد تصل‬ ‫إلى ‪ 17‬ألف متر مكعب في اليوم‪ ،‬من أجل تزويد مدينة الحسيمة بالماء الصالح للشرب‪ .‬ومواجهة أزمة الماء التي ما كان لها أن تحدث‪،‬‬ ‫وبهذه الحدة‪ ،‬في هذه المدينة‪ ‬لو تمت معالجة وصيانة المنشآت المائية الموجودة باإلقليم‪ ،‬خاصة المياه الجوفية وسد األمير محمد‬ ‫بن عبد الكريم الخطابي الذي تراكمت األوحال في حقينته‪ ‬بشكل كبير لتخلق وضعا خطيرا من التلوث الناتج عن‪ ‬تسرب بعض الرواسب‬ ‫الضارة ‪ ‬كاألزوت والفوسفور و والنترات‪ ،‬التي تسهل تكاثر الطحالب ‪ ‬في كل جهات السد ما يؤثر سلبا على جودة المياه‪ ،‬مع تحلل‬ ‫الطحالب الميتة‪ .‬وهذا ما يستوجب صيانة دائمة للسدود والبحيرات‪ ‬والمنابع المائية األخرى حفاظا على وجود المياه وحماية لصحة‬ ‫المستهلكين‪.‬‬ ‫ونفس الوضع ينطبق على»سد الجمعة» الذي تناقص مخزون حقينته بشكل واضح خالل السنوات القليلة الماضية‪ ،‬بفعل الجفاف‬ ‫وازدياد الطلب على الماء‪ ،‬وهذا أمر طبيعي‪ .‬إال أن تداركه بمشاريع تصحيحية سريعة‪ ،‬سوف يرفع من نصيب الفرد من الماء سنويا‬ ‫ويؤمن تزويد‪ ‬المواطنين بالماء الصالح للشرب‪ ‬بغاية اجتياز خط ‪ 2030‬بأمان‪.‬‬ ‫وهناك عامل آخر ال يقل خطورة عن سابقيه‪ ،‬وهو تلوت المياه‪ ‬الجوفية والسطحية بفعل تسرب مياه الصرف الصحي‪ ‬األمر‬ ‫الذي أفسد على سكان الحسيمة االستفادة من عدد من العيون واآلبار‪ .‬التي كانت مصدر تزودهم بالماء الصالح ‪ ‬للشرب ولمختلف‬ ‫االستعماالت المنزلية‪.‬‬ ‫‪ ‬هذا الوضع يدفع فئات واسعة من سكان الحسيمة والريف بوجه عام إلى البحث عن الماء‪ ‬بعيدا عن محال سكناهم‪ .‬األمر الذي‬ ‫يخلق وضعا اجتماعيا مزعجا ويعيق العديد‪ ‬من أغراض الناس الضرورية ويتسبب في متاعب جمة للتالميذ الذين قد يضطرون إلى‬ ‫االنقطاع عن الدراسة ويكون وضع الماء سببا في الهدر المدرسي ‪ ‬المؤلم‪.‬‬ ‫وأمام تأزم الوضع بالحسيمة‪ ،‬عمد المسؤولون إلى إنجاز مشاريع جانبية لضمان استمرار تزويد المواطنين بالماء‪ ،‬منها محطة‬ ‫ضخ بسد األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬بغاية تنظيفه من األوحال العالقة بحقينته‪ ،‬إضافة إلى المشروع الكبير المتمثل في‬ ‫تحلية مياه البحر وهي وسيلة اعتمدت عليها بلدان كثيرة ليس فقط لضمان تزويد السكان بالماء الصالح للشرب‪ ،‬بل وأيضا لتوفير مياه‬ ‫السقي‪ ،‬وإلنجاز األشغال الفالحية األخرى ‪.‬‬ ‫وسبق للراحل الحسن الثاني أن عبر ذات مرة‪ ،‬عن أمله في إنشاء مفاعالت نووية صغيرة على طول ساحل المتوسط واألطلسي‪،‬‬ ‫من أجل تحلية مياه البحر ‪ ‬بكلفة بسيطة‪ ،‬تأمينا لتزويد المواطنين وأيضا لتوفير مياه السقي لألراضي البور ‪ ‬بمساحاتها الشاسعة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي سيحول المغرب كله من شماله إلى جنوبه‪ ،‬إلى جنة خضراء تنتج بشكل وفير ما ينفع الناس والبلد‪.‬‬ ‫وإلى جانب مشاريع المياه‪ ،‬رصدت وزارة التجهيز والنقل‪ ،‬اعتمادات‪ ‬تفوق ‪ 8‬ماليير ونصف المليار سنتيم إلنجاز مشروع تهيئة‬ ‫مداخل مدينة الحسيمة في إطار مخطط «الحسيمة منارة المتوسط‬ ‫وكانت وكالة االنعاش والتنمية االقتصادية واالجتماعية في عماالت وأقاليم شمال المملكة‪ ،‬قد أعلنت عن طلبات عروض إلنجاز‬ ‫مشروع تهيئة مداخل الحسيمة ‪ ‬وتحديث شبكة الصرف الصحي وفنوات تصريف مياه األمطار وبناء مواقف للسيارات ‪ ‬تحت أرضية‬ ‫ومالعب رياضية وحدائق على ثالثة محاور أساسية‪ ،‬هي منطقة إيسلي‪ ،‬مرورا بـ «كاالبونيطا» وشارع محمد الخامس وساحة محمد‬ ‫السادس و كيمادو وصوال إلى المحطة البحرية‪ .‬‬ ‫من جهة أخرى ‪ ،‬فازت الشركة “الدولية لألشغال بالمغرب” بصفقة إنجاز الجسر على الطريق الوطنية رقم ‪ ،2‬في اطار مشروع تثنية‬ ‫الطريق الرابطة بين الحسيمة والدريوش وتازة‪.‬‬ ‫وسيتم إنجاز هذا الجسر‪ ،‬على طول ‪ 244‬مترا وبارتفاع يفوق ‪ 60‬مترا وبميزانية تقدر بـازيد من ‪ 10‬ماليير سنتيم‪ ،‬في إطار الشطر‬ ‫االخير من الطريق السريع تازة الحسيمة‪ ،‬الرابط بين واد النكور ومركز قاسيطة على طول ‪ 18‬كيلومتر‪ ،‬والذي رصد له ميزانية قدرت‬ ‫ب‪ 458 ،‬مليون درهم‪...‬‬ ‫وهكذا تكون الحسيمة فد دخلت عهدا جديدا من اإلنجازات التي ستجعل منها‪ ‬إحدى العواصم الهامة على البحر األبيض المتوسط‬ ‫إلى جانب طنجة‪ ،‬ومستقبال الناظور بمينائها الكبير الذي سوف يضاهي ميناء طنجة المتوسط‪ .‬ويضطلع بدور هام في تنمية كل مناطق‬ ‫الريف العظيم‪ .‬ويسهم بشكل كبير في التنمية الوطنية الشاملة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫َب َكــا َرة‪! ‬‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫هلل ‪ ‬درك يا بنت بالدي‪ ! ‬‬

‫لقــد نجحـت في اقتحــام‪ ‬حصون محصنــة‪ ،‬وحطمــت طابوهات‪ ‬‬ ‫متوارثة‪ ،‬متجذرة‪ ،‬بالرغم من عناد سندتها وشراستهم‪ ،‬وقاومت األفكار‬ ‫المتحجــرة‪ ،‬بل وفرضت العديد من أفكارك‪ ‬المتطــورة‪ ،‬الصائبة على‬ ‫أنصار»الذكورية السلبية»‪ ،‬التقليدية‪ ،‬ونظرتهم المتطرفة إلى المرأة ـ‬ ‫المتاع‪......‬المرأة «العورة»‪...! ‬‬ ‫لقد استطعت كسب رهان فرض إنسيتك على المجتمع‪ ،‬بالعلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬والنضال المتواصل‪ ،‬من أجل تحقيق الذات وتغيير نظرة‬ ‫المجتمع الخامل إلى المرأة – الجارية‪ ،‬المرأة ـ المتاع‪ ،‬التي يختزلون‬ ‫دورها في الطاعة وتمكين الزوج من االستمتاع بها‪ ،‬هو‪ ،‬ألنه دفع المهر‬ ‫«ينفق»‪....‬وبالرغم من انتفاء هذا الوضع اليوم‪ ،‬وبشكل واضح‪ ،‬فإن‬ ‫العقول المتحجرة ال زالت تفكر بعقلية الجاهلية األولى‪.....! ‬‬ ‫جهود المرأة المغربية حققت بعض النتائج اإليجابية‪ ،‬حيث إنها‬ ‫اقتحمت وبنجاح المعترك السياسي ناخبة ومنتخبة‪ ،‬وحصلت على‬ ‫المدونة وعلى إطار قانوني للمساواة‪ ،‬ومحاربة العنف والتحرش‪ ،‬وعلى‬ ‫إلغاء الفصل ‪ 475‬من القانون الجنائي الذي كان يعفي المغتصب من‬ ‫المتابعة الجنائية في حال زواجه بضحيته‪،‬‬ ‫ومكاسب أخرى لم تكن إحسانا وال هبة‪ ،‬بل حقا نازعت فيه جهات‬ ‫عدة داخل ما يسمى بالمجتمع «المحافظ» ‪ ، ‬كانت تأبى‪ ‬ــ وال تزال‪،‬‬ ‫أن ترى المرأة تمارس حقوقها الطبيعية‪ ،‬كائنا بشريا ‪،‬عضوا في مجتمع‬ ‫شاركت في تكونه وبنائه وتطوره‪....‬‬ ‫القصد من هذه المقدمة التي أعتذر عن طولها‪ ،‬التطرق إلى موضوع‬ ‫أثار بعض الجدل على المواقع وداخل بعض الدوائر الحقوقية والطبية‬ ‫ومجامع «المحافظين» (‪ . ) ! ‬يتعلق األمر بدعوة الجمعية المغربية للعلوم‬ ‫الجنسية إلى إلغاء شهادة العذرية بالنسبة للفتاة المقبلة على الزواج‪.‬‬ ‫الجمعية أعلنت عن نيتها في التقدم بمقترح قانون بهذا الشأن إلى وزارة‬ ‫الصحة وإلى مجلس النواب‪.‬‬ ‫رئيس هذه الجمعية وهو أستاذ بكلية الطب‪ ،‬أكد في محاضرة أن‬ ‫العذرية ال تزال «وهما» و «خرافة» ‪ ‬في عقول بعض المغاربة حيث إنهم‬ ‫يربطون بين غشاء البكارة وعدم ممارسة الفتاة للجنس قبل الزواج‪.‬‬ ‫ثم إن «سالمة» ‪ ‬غشاء البكارة يشكل سلوكا شائعا في المجتمع‪ ،‬حيث‬ ‫إن تقديم «سروال» الفتاة وعليه قطرات دم‪ ،‬يعتبرشهادة على حسن‬ ‫أخالق الفتاة‪ ،‬بينما األمر مجرد «وهم»‪ ! ‬في حين يلزم األطباء ‪ ‬احترام‬ ‫رغبة الفتاة في الحصول على شهادة العذرية آلن األمر شخصي ويتعلق‬ ‫بحرية األفراد المكفولة بالدستور وليس على األطباء المساس بهذا‬ ‫الحق‪ ،‬بينما ‪ ‬يرى بعض المختصين أن الحصول على شهادة العذرية من‬ ‫طرف العريس أو أسرته‪ ،‬أصبح متجاوزا‪ ،‬حيث إن شباب هذا العصر ال‬ ‫يتعاطفون مع هذا األمر بل صاروا يميلون إلى بناء عالقاتهم مع زوجات‬ ‫المستقبل على الثقة والتفاهم وعدم النبش في ماضي كال الطرفين‪.‬‬ ‫وفي هذا المعنى أشار العالم أبو الحفص رفيقي إلى أن ال فائدة من‬ ‫طلب شهادة العذرية‪« ‬ألن واقع اليوم قد تجاوزها» وأصبحت غير ذات‬ ‫معنى مع سهولة ‪« ‬ترقيع» غشاء البكارة‪.‬‬ ‫إال أن بعض المتزمتين اعتبروا أن مقترح الجمعية المغربية للعلوم‬ ‫الجنسية «هراء» بالرغم من أنهم يعترفون ‪ ‬بأن شهادة العذرية ‪ ‬ال تجزم‬ ‫إال نسبيا ب«شرف» الفتاة المقبلة على الزواج وال يمكن معها التأكد من‬ ‫عدم ‪ ‬وجود «تجارب جنسية» سابقة للفتاة‪ ،‬ولكن هذه الشهادة تبقى في‬ ‫نظرهم‪« ،‬خيطا رفيعا» ‪ ‬للداللة على «عذرية» الفتاة‪! ‬‬ ‫غيره نسب مقترح الجمعية المغربية للعلوم الجنسية ‪ ‬إلى الفكر‬ ‫العلماني الداعي ‪« ‬لحرية العالقات الجنسية» فيما يرى آخر أن الشهادة‬ ‫دليل على «عفة الفتاة» وأن إلغاءها‪ ‬يفتح الباب أمام العالقات الجنسية‪ ‬‬ ‫خارج إطار الزواج‪.‬‬ ‫ويرى غيره أن إخضاع الفتاة لفحوص طبية من أجل الكشف‬ ‫عن عذريتها وسالمة بكارتها‪ ،‬فيه إذالل لكرامة المرأة واعتداء على‬ ‫خصوصيتها بينما ال يطالب العروس باإلدالء بشهادة ‪ ‬تثبت «عذريته»‬ ‫هو‪! ‬‬ ‫عند التحليل نفاجأ بسطحيــة بعض األحكام التي تربط البكارة‬ ‫بـ«العفة» و «الشرف»‪ ،‬وحسن تربية الفتاة‪ ،‬أحكام تنم عن شيزوفرنية‬ ‫أصحابها الذين يبدو أنهم يعيشون زمنا غير زمانهم ويعتنقون أفكارا‬ ‫ال صلة لها بالواقع المعاش في حاضرهم‪ .‬ومع اعترافهم بأن شهادة‬ ‫العذرية ال تعني إطالقا عدم ممارسة «قبلية» للجنس‪ ،‬فإنهم يتشبثون‬ ‫بهذه الشهادة‪ ،‬عنوانا لـ «شرف» البنت وسالمة «بكارتها» إلى أن‬ ‫تسلمها لزوجها‪« ‬الذي دفع المهر وأنفق‪« ،‬مقابل ذلك»‪....! ‬‬ ‫ال يهم‪ .... ! ‬ويكفي المرأة المغربية أنها نجحت في أن تدفع للنقاش‪،‬‬ ‫بمجموعة من األفكار الجريئة‪ ،‬زعزعت أركان التزمت‪ ،‬وخلخلت العديد‬ ‫مما كان يعتبر بالثوابت المنقولة‪ ،‬والمفروضة‪ ،‬نقاشا صريحا‪ ،‬صادقا من‬ ‫أجل التحرر والتقدم والرقي بالمجتمع‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.