Achamal n° 934 le 27 mars 2018 pdf

Page 1

‫البطولة الوطنية ‪ 11‬لكرة القدم المصغرة‬ ‫تحت شعار ‪:‬‬

‫«الرياضة في خدمة القيم االجتماعية‬ ‫للمدرسة العمومية»‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 934‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 08‬رجـب ‪ 27 / 1439‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫تنظــم الدورة الحاديـة عشر لكـــرة القـــدم المصغـرة‬ ‫لموظفــي التعليـم بشراكـــة مـــع المديريــة اإلقليميــــة‬ ‫لوزارة التربية الوطنيـــة والتكوين المهنــي والتعليـــم‬ ‫العالي والبحث العلمي وبدعم من مؤسسة محمــد‬ ‫الســـادس للنهــوض باألعمال االجتماعية للتربة‬ ‫والتكوين‪.‬‬ ‫وستنطلق فعاليــات البطولة يوم اإلثنيــن‬ ‫|تاسع أبريل بالقاعة المغطاة بالقصر الكبير‬ ‫وتنتهي يوم الجمعة ‪ 13‬أبريل بنفس القاعة‬ ‫وستتميز وقائع البطولة بمقابالت بين فرق‬ ‫األقاليم المؤهلة على المستوى الوطني‪.‬‬

‫طنجة ‪1924 - 1916‬‬ ‫صورة طنجة قبيل إعالن النظام الدولي‬ ‫اتفاقية باريس ‪ 18‬ديسمبر ‪1923‬‬

‫طنجة ‪ .1924-1916‬صورة لمدينة طنجة خالل الفترات القليلة التي سبقت إعالن النظام الدولي لهذه المدينة المغربية الذي صودق عليه في‬ ‫اتفاقية باريس سنة ‪ 1923‬ودخل حيز التنفيذ في فاتح يونيه ‪ .1925‬ليجعل من طنجة مدينة عالمية بطموحات كبيرة خاصة بين الحربين العالميتين‪.‬‬ ‫المؤلف فرانسيسكو دي أسيس سيراط بوناسطري ‪ .Francisco de Asís Serrat y Bonastre‬اشتغل رئيسا للبعثة الدبلوماسية اإلسبانية‬ ‫بطنجة لمدة ثماني سنوات قبل أن يتحمل مسؤوليات في إدارة السياسة الخارجية لبالده التي وضع أسسها النظام الفرنكاوي لينتهي إلى االستقالة‬ ‫والهجرة لسويسرا سنة ‪ 1937‬حيث كتب مذكراته في عشرة مجلدات خصص في أحدها فصوال عن الحياة اليومية بطنجة والمؤسسات الحضرية‬ ‫بهذه المدينة‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫‪2‬‬

‫شركاء بوزان يضعون قطار النهوض بحقوق‬ ‫المهرجان الوطني للفواكه الحمراء‬ ‫المرأة على سكة المساواة‬ ‫إقليم العرائش ‪:‬‬

‫يشهد تدشين مشاريع تخدم الفالحة‬

‫«‪ ‬يتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة‪،‬‬ ‫بالحقوق والحريات المدنية والسياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪،‬‬ ‫الواردة في هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي‬ ‫مقتضياته األخرى وكـــذا في االتفاقيـــات‬ ‫والمواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‪،‬‬ ‫وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت‬ ‫المملكة وقوانينها» ‪ .‬كان البد من التذكير‬ ‫بهذه الفقرة التي تؤثث الفصل ‪ 19‬لدستور‬ ‫المملكة الذي استحضره ‪ ‬ثلة من الشركاء‬ ‫المدنيين والمؤسساتيين بمدينة وزان وهم‬ ‫يطلقون باقة من الفعاليات الثقافية‪ ،‬تخليدا‬ ‫لليوم العالمي للمرأة‪ ،‬بما يحمله هذا اليوم من‬ ‫رمزية‪ ،‬ودالالت ومعاني النبل والتضحية إلرساء‬ ‫دعائم مجتمع تنتفي فيه كل اآلفات التي تجهز‬ ‫على الكرامة اإلنسانية ‪ .‬‬ ‫باقــة الفعاليــات التي أطلقتها هيئــة‬ ‫المساواة وتكافـــؤ الفـرص ومقاربــة النوع‬ ‫لجماعة وزان‪ ،‬والمديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنيـة‪ ،‬واللجنــة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال و جمعية نساء وزان للتنمية‪،‬‬ ‫أطرها شعار «نساء ورجال معنيون بالنهوض‬ ‫بحقوق المرأة»‪ ،‬وساهمت في تأطيرها كل من‬ ‫الفاعلة الحقوقية األستاذة الجامعية واالبنة‬ ‫البارة لمدينة وزان لطيفة بوحسيني‪ ،‬والدكتورة‬ ‫صباح الباكوري رمز الطبيبة اإلنسانة التي‬

‫تشهد لها ساكنة المدينة والصحة العمومية‪،‬‬ ‫بسمو األخالق‪ ،‬ونكران الذات‪ ،‬ونظافة اليد ‪.‬‬ ‫األستاذة لطيفة بوحسيني كانت يوم‬ ‫‪ 9‬مارس على موعد بمقر مديرية التعليم مع‬ ‫نساء ورجال التعليم وتالميذ وفعاليات أخرى‪،‬‬ ‫لتقديم ‪ ‬قراءة في «مسار الحركة النسائية‬ ‫المغربية ودورها في النهوض بحقوق المرأة»‪.‬‬ ‫تضاريس المسار بكل اكراهاته وصعوباته‬ ‫المادية والثقافية‪ ،‬قادت المتدخلة إلى إبراز‬ ‫الدور الذي لعبته الحركة النسائية في تسليط‬ ‫كشافات من الضوء على قضية المرأة وجعلها‬ ‫قضية مجتمعية ‪ .‬دور كان له كلمة الفصل في‬ ‫تحقيق جملة من المكتسبات التي تستدعي‬ ‫العمل على تحصينها‪ ،‬واالستمرار في الحضور‬ ‫على أكثر من واجهة لتوسيع وعاء المساواة في‬ ‫الحقوق‪ ،‬وهي مسؤولية جسيمة موكول لنساء‬ ‫ورجال التعليم تحملها ‪.‬‬ ‫وألن الدستور في فصله ‪ 31‬يلزم الدولة‬ ‫والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‬ ‫على تعبئة كل الوسائل المتاحة‪ ،‬لتيسير أسباب‬ ‫استفادة المواطنات والمواطنين‪ ،‬على قدم‬ ‫المساواة من الحق في العالج والعناية الصحية‪،‬‬ ‫وألن قطاع الصحة بالمدينة لم ينجح بعد في‬ ‫خدماته لمقاربة النوع‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك‬ ‫من معاناة تؤدي فاتورتها النساء وخصوصا‬ ‫اللواتي تهزمهن آفات الهشاشة االجتماعية‪،‬‬

‫التأم شمل أطر‪ ‬ومسيري المصالح المادية‪ ‬‬ ‫والمالية بأكاديمية التربية والتكوين جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة داخل إطار قانوني‪.‬‬ ‫يتمثل في رابطة تهدف إلى توطيد أواصر‬ ‫المحبة والتآزر ولم‪ ‬شتات العاملين‪ ‬في قطاع‬ ‫االقتصاد واإلدارة والدفاع عنهم‪ ،‬ومصالحهم‬ ‫في إطار جمعوي مدني‪ ،‬يستبعد ‪ ‬الخلفيات‬ ‫السياسية آو النقابية‪ .‬جاء ذلك خـــالل لقــاء‬ ‫مؤتمر جهوي نظم بمدينة طنجة يوم السبت‬ ‫حضره أطر ومسيرو المصالح المادية‪ ‬والماليــة‬ ‫بالمديريــات الثمانيــة التابعة لألكاديمية‪.‬‬ ‫وقال محمد جابر الرئيس المنتخب لهذه‬ ‫الرابطة إن فكرة تأسيسها‪ ،‬جاء بفعل تشجيع‬ ‫العديد من األشخاص ‪ ‬والفاعلين في القطاع‪،‬‬ ‫وهو ما ‪ ‬دفع أصحاب المبادرة ‪ ‬إلى التشبث‬ ‫بفكرة التأسيس‪ ،‬بغية استثمار وإغناء التجارب‬ ‫للعديد من األطر ‪ ‬لخوض التجربة داخل‬ ‫مقرات العمل أو الهيآت المدنية‪ ،‬وجعلهم أكثر‬ ‫تكوينا وعطاء وإشعاعا للتفاعل داخل محيطهم‬ ‫ومنظومتهم التعليمية ‪.‬‬ ‫واعتبــرت اللجنـة التحضيرية للمؤتمر‬ ‫أن الرابطة‪ ،‬هي بمثابة شريك أساس مع‬ ‫المؤسسات الحكوميــة‪ ،‬بهدف النهـــوض‬

‫والمساهمة في إعادة‪ ‬بناء مســـار المصالح‬ ‫المادية والمالية بشقيها المراقبة والتسيير‪..‬‬ ‫وهي من العوامل التي ساهمت في تقريب فكرة‬ ‫الرابطة وجعلها أكثر خصوبة على أرض الواقع‪.‬‬ ‫ومن األهـداف التي تضمنها القانون‬ ‫األساسي المساهمة في تطوير أساليب التدبير‪ ‬‬ ‫والتسيير‪ ‬المادي والمالي لمؤسسات التربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬والقيام بالدراسات واألبحاث في‬ ‫مختلف الميادين المتعلقة بتسيير المصالح‪ ‬‬ ‫المادية والمالية جهويا ووطنيا‪ ،‬وتكريم أطر‬ ‫ومسيري‪ ‬هذا القطاع‪ ،‬وكذا خلق إشعاع عن‬ ‫طريق ترسيخ برنامج‪ ‬إعالمي تواصلي‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى اإلسهام في تحسين الظروف‬

‫فقد استضافت جمعية نســاء وزان للتنمية‪،‬‬ ‫بتعاون مع اآللية المحلية للحوار والتشاور‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 7‬مارس بالمركز االجتماعي للقرب‪ ،‬الدكتورة‬ ‫صباح الباكوري التي أطرت حصة تحسيسية‬ ‫حول سرطان الثدي المكلف عالجه ماليا ونفسيا‬ ‫الكثير‪ ،‬استفاذت منها نساء المدينة اللواتي لم‬ ‫تمنعهن رداءة أحوال الطقس من التوافد بكثافة‬ ‫على المركز والتفاعل مع الدكتورة ‪.‬‬ ‫‪ ‬بهذه الباقة من الفعاليات التي تسعى إلى‬ ‫تمكين النساء والرجال من أجل القبض على قيم‬ ‫المساواة وتملكها مساهمة في إرساء ‪ ‬أسس‬ ‫المجتمع الديمقراطي والحداثي‪ ،‬احتفى الشركاء‬ ‫الثالثة بالمرأة الوزانية في عيدها األممي‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن المحاوالت الحثيثة للرأسمالية المتوحشة‬ ‫التي تعمل على تسليع هذا اليوم وفصله عن‬ ‫عمقه النضالي ‪.‬‬ ‫يذكر بأن هذه األنشطة تابع فقراتها‬ ‫باإلضافـــة إلى الفئـــات التي تم استهدافها‬ ‫وحضرت بقــوة‪ ،‬كـــل من رئيس جماعـــة‬ ‫وزان ‪ ‬والمدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية‪،‬‬ ‫وممثلين للمجلس اإلقليمي‪ ،‬وممثلة لمجلس‬ ‫الجهة‪ ،‬وممثلي وممثالت التنظيمات النقابية‪،‬‬ ‫وفعاليات مدنية ‪.‬‬

‫محمد حمضي ‪ ‬‬

‫ميالد رابطة مسيري المصالح المادية والمالية‬ ‫بأكاديمية التربية لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫مديرية‬ ‫وزان تربح‬ ‫رهان غرس‬ ‫‪ 3500‬شتلة‬ ‫بالمؤسسات‬ ‫التعليمية‬ ‫باإلقليم‬

‫المادية والمعنوية ألطر ومسيري المصالح‬ ‫للقيام بواجبهم‪ ،‬وفي التكوين المستمر لجميع‬ ‫أطر ومسيري‪ ‬المصالح بالجهة‪ ،‬والمصاحبة‬ ‫لألطر‪ ‬الجديــدة‪ ،‬وعقد اتفاقـيات الشراكــة‪ ‬‬ ‫مع مصالــح الوزارة‪ ‬والمؤسسات والمعاهد‬ ‫لالستفادة من خدماتها‪.‬‬ ‫وتأمل شهادات الحاضرين في المؤتر‬ ‫التأسيسي ‪ ،‬في أن يتمحور عمـل الرابطة في‬ ‫كونه همزة وصل بين اإلدارة وهيئة التسيير‬ ‫والمراقبة والتنسيق معها في إيجاد حل للعديد‬ ‫من المشاكل عبـر تنسيــق الجهود من أجل‬ ‫إيجاد حلول للمشاكل‪.‬‬

‫خلية االتصال‬

‫صبيحة الخميس ‪ 22‬مارس ‪ ،2018‬و بفضاء ثانوية عبداهلل بن ياسين‬ ‫التأهيلية ‪ ،‬و تزامنا مع اليوم العالمي للغابة الذي يصادف ‪ 21‬مارس من‬ ‫كل سنة‪ ،‬أعطى السيد المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني بوزان بمعية السيد باشا مدينة وزان والسيد المدير اإلقليمي‬ ‫للمياه والغابات بوزان انطالق المرحلة الثانية و األخيرة لبرنامج « شجرتي»‬ ‫و ذلك بغرس ‪ 2200‬شتلة بالمؤسسات التعليمية بإقليم وزان بشراكة مع‬ ‫مديرية المياه والغابات و مكافحة التصحر بإقليم وزان ‪.‬‬ ‫النشاط البيئي بثانوية عبداهلل بن ياسين الذي أشرف على تنظيمه‬ ‫وتنشيطه األندية التربوية بالمؤسسة المهتمة بالمجال البيئي حضره‬ ‫أيضا السيد قائد المنطقة و بعض رؤساء المصالح بالمديرية و مدير ثانوية‬ ‫عبداهلل بن ياسين و بعض األطر التربوية واإلدارية بالمؤسسة و أطر عن مديرية المياه والغابات و مكافحة التصحر‪.‬‬ ‫برنامج «شجرتي» الذي سبق وأن أطلقته المديرية اإلقليمية منتصف شهر دجنبر و الهادف لغرس ‪ 3500‬شتلة‬ ‫بالمؤسسات التعليمية قطع شوطه األول من خالل غرس ما يقارب ‪ 1500‬شجرة بشراكة مع مجموعة من الفعاليات و الشركاء‬ ‫باإلقليم‪.‬‬ ‫برنامج حفل انطالق المرحلة الثانية واألخيرة لبرنامج شجرتي الذي اختير له شعار « شجرتي رئتي» تضمن عملية التشجير‬ ‫بالمؤسسة حيث تم غرس ما يقارب ‪ 60‬شتلة‪ ،‬و ورشات فنية عبارة عن جداريات توعوية بأهمية الحفاظ على البيئة‪ ،‬وعروض‬ ‫لها ارتباط بموضوع األيام العالمية و برنامج شجرتي‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن جميع المؤسسات التعليمية باإلقليم انخرطت في هذا المشروع البيئي وحيث عرفت تنظيم أنشطة‬ ‫مماثلة شارك فيها تلميذات وتالميذ المؤسسات التعليمية وثلة من األطر التربوية‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬

‫تم تنظيم المهرجــان الوطني للفواكه‬ ‫الحمراء الصغيــرة في دورتــه الثانية بإقليم‬ ‫العرائش من ‪ 22‬إلى ‪ 25‬مارس الجاري‪ ،‬حيث‬ ‫افتتحه عزيز أخنــوش‪ ،‬وزير الفالحــة والصيد‬ ‫البحري وعامل إقليم العرائش‪ ،‬بحضور باقي‬ ‫ممثلي السلطات المحلية والجهوية‪ ،‬ومختلف‬ ‫وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫المهرجان عرف مشاركة العديد من الفرق‬ ‫واألجواق الموسيقية‪ ،‬كالطقطوقة الجبلية وفرقة‬ ‫السالم المحلية ومجموعة الحضرة الطنجاوية‬ ‫وتراث عيساوة والدقة المراكشية ومجموعة‬

‫عبيدات الرمى ومجموعــة المدح الصوفــي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مجموعة من الفنانين‪ ،‬منهم‬ ‫ابراهيم سالمــة وحاتم إيدار وسعيد البيضاوي‬ ‫وعزيز شبابيه ورشيدة طالل وخديجة اللبؤة‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫يذكر أنه خالل هذا المهرجان تم تدشين‬ ‫عدد من المشاريع التي تخدم قطاع الفالحة‪،‬‬ ‫كتدشين السوق البلدي القصر الكبير ومجزرة به‬ ‫ومدرسة للتكوين الفالحي‪.‬‬

‫بــــــــالغ ‪:‬‬

‫عبد الرحمان السنوني‬

‫احتفاال باليوم العالمي‬ ‫للمـــرأة‪ ،‬تعتــزم جمعيــة‬ ‫«ارحيوة للتنمية الثقافية‬ ‫والتراث والبيئة بشفشاون»‪،‬‬ ‫وبــدعــم مــن المجلـــس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬تنظيم‬ ‫ندوة علمية حول‪« :‬وضعية‬ ‫المرأة في الدستور الجديد‪:‬‬ ‫الواقع والتحديات»؛ وذلك‬ ‫يوم السبت ‪ 7‬أبريل ‪2018‬‬ ‫بمركــب محمــد السادس‬ ‫للرياضة والثقافــة والفنون‬ ‫بشفشاون‪ ،‬بمشاركة نخبة‬ ‫من األكاديميين المغاربــة‪،‬‬ ‫وهم األستاذات واألساتــذة‬ ‫اآلتية أسماؤهم ‪:‬‬ ‫ سعاد حميدي‪ ،‬استاذة‬‫التعليم العالي بجامعة عبد‬ ‫المالك السعــدي بطنجــة‪،‬‬ ‫بصفتها رئيسة الندوة؛‬ ‫ شريف الغيام‪ ،‬قاض‬‫لـــدى المحكمة االبتدائية‬ ‫بالحسيمـــة وأســـتـاذ زائر‪.‬‬ ‫عنـــوان مداخلته‪« :‬المركز‬ ‫القانونــي للمرأة في ظـــل‬ ‫المنظومة الجنائية»؛‬ ‫ بشرى الحوكي‪ ،‬فاعلة جمعوية وباحثة‪ .‬عنوان مداخلتها‪»:‬دور المجتمع المدني في‬‫تعزيز حقوق المرأة»؛‬ ‫ معاد العطاوي‪ ،‬رئيس فرع العرائش للمركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق‬‫اإلنسان‪ ،‬محام بهيئة المحامين بطنجة‪ .‬عنوان مداخلته‪»:‬واقع المرأة األجيرة في قانون‬ ‫الشغل»؛‬ ‫ كاميليا بوطمو‪ ،‬محامية بهيئة المحامين بطنجة‪ .‬عنوان مداخلتها‪« :‬تطور وضعية‬‫المرأة بين مدونة األسرة ودستور فاتح يوليوز»؛‬ ‫ نوفل البعمري‪ ،‬حقوقي‪ ،‬محام بهيئة المحامين بتطوان‪ -‬شفشــاون‪ .-‬عنوان مداخلته‪:‬‬‫«تطور وضعية المرأة بين مدونة األسرة ودستور فاتح يوليوز»؛‬ ‫ محمد بن يعقوب‪ ،‬أستاذ باحث في تاريخ وتراث شفشاون‪ .‬عنوان مداخلته‪« :‬المرأة‬‫الشفشاونية بين الصوفية والسياسة»‪.‬‬ ‫كم سيتخلل أشغال هذه الندوة تكريم نساء شفشاونيات‪ ،‬ومعرض فوتوغرافي توثيقي‬ ‫بالمناسبة للعارض محمد البوقديدي‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة أنه سيتم اإلعالن عن برنامج الندوة في بالغ الحق‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫يمكن أن نسمي نموذج هذه الدردشة ب «المِصْواب» الذي يمتثل لقول الرسول‬ ‫األكرم‪« ،‬أجب مَن دعاك»‪ ،‬فيحرص كل الحرص على حضور جميع المناسبات والحفالت‬ ‫التي يدعى إليها‪.‬‬ ‫إال أنه بدأ يتأفف ويتضجر من حفالت هذا الزمن‪ ،‬ويحضر بعضها على مضض‪.‬‬ ‫والسبب أنها فقدت هويتنا وحضارتنا‪ ،‬وتسربلت بسربال التقليد البغيض‪،‬‬ ‫واستعراض العضالت‪.‬‬ ‫وهو بحكم سنه أصبح يُصنف في خانة المبكرين‪ .‬وهؤالء باتوا يحسبوـن الحساب‬ ‫لـ ُ‬ ‫«ظهر النساء» وما يستلزم من تمطيط يُعرّضهم في أغلب األحيان‪ ،‬لالنتظار‬ ‫الطويل بأبواب قاعات الحفالت‪.‬‬ ‫وهو بحكم تكوينه يدخل في عداد الذين يتذوقون اآللة األندلسية‪ ،‬ويجدون‬ ‫فيها لذة ومتاعا‪ ،‬إال أن أجواق اليوم تفسد عليه هذه المتعة‪ ،‬برفع مكبرات الصوت‪،‬‬ ‫فيضطر إلى الترحم على قطبي الموسيقى األندلسية المرحومين برحمة اهلل‪ :‬األستاذ‬ ‫محمد العربي التمسماني‪ ،‬والفنان عبد الصادق شقارة‪ ،‬ويتحسر على أيامهما‪ ،‬ويتغنى‬ ‫بأمجادهما‪.‬‬ ‫وفي كل مناسبة من هذه المناسبات‪ ،‬يعقد المقارنة تلو المقارنة بين زفاف األمس‪،‬‬ ‫وزفاف اليوم‪ ،‬فيجد أن األول لم يكن يكلف صاحبه أدنى مشقة‪ ،‬ولم يكن يكلف المدعو‬ ‫أدنى جهد‪ ،‬فهو إذا صلى المغرب‪ ،‬سار بضع خطوات‪ ،‬ليجد نفسه في موقع الحفل‪ ،‬وإذا‬ ‫أذن لصالة العشاء‪ ،‬وجد نفسه يسعى ألدائها بعد أن أدى واجب الدعوة‪.‬‬ ‫خطوات معدودة‪ ،‬كانت تفصل بين منزله ومنزل المحتفِل‪ ،‬وساعة واحدة تفصل‬ ‫بين حضوره وانصرافه‪.‬‬ ‫السمة التي كانت تطبع حفالتنا ـ في نظره ـ هي البساطة‪ ،‬فال ساعات تهدر‪ ،‬وال‬ ‫أموال تبذر‪ ،‬وال ضجيج‪ ،‬وال بهرجة‪ ،‬وال مبالغة فيما يُقدم للمدعوين والمدعوات‪ ،‬من‬ ‫الشاي والحلويات‪.‬‬ ‫وغالبا ما يختم ذكرياته بالترحم على هذا الزمن وتقاليده وعاداته‪.‬‬

‫هل ينسينا ربيع «الحوار االجتماعي»‬ ‫لهذه السنوات العجاف؟!‬ ‫‪-‬‬

‫كلما دنت إطاللة شمس فاتح‬ ‫ماي السنويـــة‪ ،‬اشرأبت أمنيــات‬ ‫الشغيلــــة المغــربيـــة‪ ،‬موظفيـــن‬ ‫وأج���راء‪ ،‬إل��ى م��ا ف��ي جعبة الحوار‬ ‫االجتماعي من جديـــد‪ ،‬فالسنــوات‬ ‫العجاف طال أمدهـــا والمتطلبات‬ ‫األساسيــة لحـــيــاة الكريمـــة غلى‬ ‫سعــرهـــا‪ ،‬والحمـد هلل على أمطــار‬ ‫الخير التي تصب في هذه السنــة‬ ‫ال��واع��دة باخضـرار ال��زرع وامتالء‬ ‫الضرع‪.‬‬ ‫ال��ح��وار االج��ت��م��اع��ي فضيلة‬ ‫سياسية‪ ،‬وع��رف اقتضته الحكمة‬ ‫ال��ت��ي ت��أس��س��ت عليهـــا ال���دول‬ ‫الديموقراطية والشعوب المتحضرة‪،‬‬ ‫فكل م��ن ينكر ه��ذه الفضيلة أو‬ ‫ي��زدري هذا العرف‪ ،‬قد يميل‪ ،‬شعر‬ ‫أو دون أن يشعر‪ ،‬إلى االستبداد أو‬ ‫التطرف أو العدمية‪.‬‬ ‫وقيمة هذا الحوار ليس فقط‬ ‫فيما يجلبه من مكاسب صغرت أم‬ ‫كبرت‪ ،‬كما يشدد على ذلك البعض‪،‬‬ ‫بل في الدور الذي يلعبه في االستقرار‬ ‫السياســـي‪ ،‬والسلم االجتماعـــي‪،‬‬ ‫والتماسك المجتمعي‪ ،‬والحفاظ على‬ ‫التوازن بين من يملكون وسائل‬ ‫اإلنتاج والشغيلة والكادحين‪.‬‬ ‫الحوار االجتماعي لهذه السنة‬ ‫له نكهة خاصة‪ ،‬ألنه يأتي في سياق‬ ‫تصاعد حمى الغضب الشعبي‪ ،‬وبعد‬ ‫«اإلصالحات» القاسية التي فرضتها‬ ‫حكومة ال��والي��ة السابقة‪ ،‬التي‬ ‫أغلقت منافس التفاوض‪ ،‬وتعاملت‬ ‫باستخفـــاف مـع مطالب النقابـــات‬ ‫متحججــة بسمــو «مشــــروعيـــة‬ ‫الصناديق»‪ ،‬مغلبة «عفــــا اهلل عما‬ ‫سلف» على»وشاورهم في األمر»‪.‬‬ ‫وبال شك‪ ،‬فإن لكل طرف رهاناته التي تقتضيها المسؤوليات‬ ‫الملقاة على عاتقه‪ ،‬فالدولة والحكومة لها مسؤولية قيادة سفينة‬ ‫الوطن انطالقا من رؤيتها االستراتجية العامة التي تراعي اإلمكانيات‬ ‫الواقعية الحالية وحدودها‪ ،‬ومؤهالت التطور والنمو في ظل المعطيات‬ ‫الداخلية والدولية‪ ،‬والنقابات والتنظيمات المهنية لها مسؤولية‬ ‫الوساطة والدفاع عن من تمثلهم وفقا لما يعبرون عنه من مطالب‬ ‫مشروعة تقتضيها حياتهم المهنية ومعيشتهم اليومية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فالحوار االجتماعــي ليس حلبة مالكمة ينتظر فيها‬ ‫الجمهور من الطرف الذي سيتنتصر على اآلخر بالضربة القاضية‪ ،‬وإنما‬ ‫هو «آغورا» تسود فيها لغة العقل والمنطق والحجاج من أجل تغليب‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫مصلحة الوطن ضمن توازنات تحد‬ ‫من طغيان مصالــح فئــة اجتماعية‬ ‫وهيمنتـها على فئات أخرى‪ ،‬وتصلح‬ ‫االختالالت الفاحشة في توزيع للثروة‬ ‫التي ينتـــج عنها الحيف ووالوارق أو‬ ‫الالعدالة اجتماعية‪.‬‬ ‫وإذا كان من حـق النقابات أن‬ ‫يكــون هدفهــا األساسي جلب أو‬ ‫تحقيق‪ ،‬ما أمكــن‪ ،‬من المكتسبات‬ ‫ال��م��ادي��ة وال��م��ع��ن��وي��ة للشغيلة‬ ‫والكادحين‪ ،‬فإنه من البديهي أن‬ ‫يكون الهدف األسمى للدولة ومن‬ ‫خاللها الحكومة تأمين الخدمات‬ ‫الضرورية للشعب وتحسينها‪ ،‬وكذا‬ ‫ضمان ال��ت��وازن��ات العامة المهمة‬ ‫والالزمة للبالد‪ ،‬الشيء الذي يقتضي‬ ‫االجتهاد في نسج عالقات تشاركية‬ ‫لوقف التدهور ال��ذي يطال العديد‬ ‫من المرافق العمومية التي تقدم‬ ‫الخدمات للشعب‪ ،‬وكذا خلق أجواء‬ ‫صحية وآليات متوافق عليها للرفع‬ ‫من جودة اإلنتــاج الوطني وتطوير‬ ‫أدائه حفاظا على استقــرار الشغـــل‬ ‫والتنافسية إلح���داث ف��رص عمل‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫والمالحظ في الوضع الضبابي‬ ‫الذي نعيشه اآلن‪ ،‬أن هناك من يعمل‬ ‫جاهدا للتنقيص من دور النقابات‪،‬‬ ‫وتبخيس أدائها‪ ،‬بل التشكيك في‬ ‫المعنى من وج��وده��ا‪ ،‬وم��ن يبكي‬ ‫ح��س��رة ع��ل��ى ماضيها م��ن��ف��را من‬ ‫حاضرها‪ ،‬وك��أن معاول الهدم هي‬ ‫التي ستغير األم��ور والعالم‪ ،‬لكن‬ ‫دون اقتراح بدائل ممكنة تكون أكثر‬ ‫فعالية من هذه المؤسسات الوسيطة‬ ‫التقليدية التاريخية‪ ،‬وماهو معقول‬ ‫حاليا‪ ،‬في المقابل‪ ،‬هو المساهمة‬ ‫في تقوية هذه المؤسسات واالجتهاد‬ ‫لتجديد طرق عملها وأساليبه‪ ،‬ونخبها‪ ،‬ورؤيتها‪ ،‬فكما أن الدولة‬ ‫ضرورية لضمان استمرار واستقرار أية أمة أو أي شعب‪ ،‬فإن النقابات‬ ‫ضرورية للدولة الحديثة الضامنة للحقوق والحريات والكرامة لألفراد‬ ‫والجماعات‪.‬‬ ‫في تقديري‪ ،‬ما تأمله الشغيلة وجموع الكادحين‪ ،‬هذه السنة‪،‬‬ ‫هو أن يكون ربيع الحوار مثمرا كربيع األرض‪ ،‬وما يأمله الوطن‬ ‫وترتضيه روح المواطنة هو أن تعمل الدولة بشراكة مع مؤسسات‬ ‫المجتمع المدني وتنظيمات المجتمع عامة‪ ،‬على نسج خيوط الثقة‬ ‫في المستقبل‪ ،‬عبر إصالحات عميقة سياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬ ‫وثقافية‪ ،‬تنسينا توترات السنوات العجاف ومآسيها ومخاوفها‪.‬‬

‫أنوار صوفية وإشراقات‬ ‫ربانية لعلماء وصلحاء‬ ‫المغرب‪* ..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سر‬ ‫العالم‪ ،‬شفيع الخالئق‪ ،‬بغية الوجود‪ ،‬صاحب المقام‬ ‫المحمود والحوض المورود وعلى آله وصحبه أجمعين‪ .‬‬ ‫وبعد‪،‬‬ ‫فقد أكرمتني الدكتورة نبوية عبد الصمد العشاب‬ ‫بكتابة تصدير لهذا المؤلف اللطيف المبارك‪ ،‬وهو‬ ‫بمثابة خالصة ألثــر قراءة مباركة للمرحوم والدها‬ ‫سيدي عبد الصمد في بعض ذخائر وأعالق المكتبة‬ ‫الصوفية‪ .‬‬ ‫أتاح لي هذا اإلكرام‪:‬‬ ‫‪ ‬أ ــ تجديد صلتي الروحيــة بسيدي عبد الصمد‬ ‫الصديــق العزيــز المتخلــق بآداب الصوفيــة أهل‬ ‫العرفان‪ ..‬‬ ‫‪ ‬ب ــ االرتياض في مضمون هذا التأليف الجليل‬ ‫ذي الفوائد العظيمة؛ ألن مداره شذرات من حيوات‬ ‫شيوخ كانوا كاملين في نفوسهم‪ ،‬مكملين لغيرهم‪ ..‬‬ ‫‪ ‬ج ــ النظر مجددا في بالغات قولية حكيمة صادرة‬ ‫عن شيوخ كمل كانوا مالذات آمنة في الداللة على‬ ‫اهلل‪ ..‬‬ ‫‪ ‬د ــ االستفادة من الجهد العلمي النفيس لسيدي‬ ‫عبد الصمد رحمه اهلل في‪:‬‬ ‫* التعريف بشخصيات صوفية مغربية أنزل اهلل‬ ‫في قلوبهم لباس التقوى‪ ..‬‬ ‫* التعريف بالرباطات والزوايا في ربوع هذا البلد؛‬ ‫بلد األولياء‪ ..‬‬ ‫* توثيق وقراءة وتأويــل المتــون الصوفيـــة‬ ‫المباركة‪ ..‬‬ ‫* لفت نظر المهتمين إلى نصوص أدبية صوفية‬ ‫من‪ :‬تسبيحات وتحميدات وتصليات وأدعية‪ ‬وأوراد‬ ‫وأذكار‪ ..‬‬ ‫* تقديم الغميس من مصادر التصوف بالمغرب‪ ..‬‬ ‫* قـــراءة التصليـــة المشيشيــة في أصولهـــا‬ ‫وامتداداتها‪ ..‬‬ ‫* بسط التعريف‪ ‬بشخصية أبي الحسن الشاذلي‬ ‫من أوجه شاملة‪ ..‬‬ ‫* تبيان مقاصد التصوف وغاياته السامية البانية‪ ..‬‬ ‫إن أول ما يسترعي االنتباه‪ ‬في هذا التأليف‬ ‫المبارك نقطة بدئه؛ وهم عباد الرحمان‪ :‬المحبوبون‪..‬‬ ‫الماشون في لين وسكينة‪ ..‬القائلون قوال سالما‪..‬‬ ‫المحيون الليل‪..‬الداعون إلى اهلل‪ ..‬المنفقون في‬ ‫سبيل اهلل‪ ..‬الموحدون هلل‪ ..‬الصادقون الخاشعون‪..‬‬ ‫من تحدث عنهم رب العزة في محكم تنزيله‪ .‬‬ ‫هي ذي أنوار سيدي عبد الصمد رحمه اهلل‪ :‬أنوار‬ ‫حقانية‪ ..‬وكشوف رحمانية تجعل قارئها ومتذوقها‬ ‫يقول‪ :‬اللهم أيدنا بالنور‪ ..‬وثبتنا على النور‪ ..‬واحشرنا‬ ‫إلى النور‪ .‬‬ ‫أسأل اهلل أن ينفع بهذا التأليف كل من قرأه أو‬ ‫درسه‪ ..‬وأن يسبل وابل عفوه على صاحبه‪ ،‬ويرحمه‬ ‫رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته آمين‪ .‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬

‫* عنوان كتاب سيصدر قريبا للمرحوم عبد الصمد العشاب‪ ،‬أعدته‬ ‫للنشر نجلته الدكتورة نبوية عبد الصمد العشاب‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 27‬مــار�س ‪2018‬‬

‫كـالم خـ َّمـارات !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫من «�شوهة» لأخرى‬ ‫«شوهـة» الحبيـب الشوباني أو «الضجة» كما وصفتها‬ ‫بعض المواقع تم استغالله بشكل جيد إعالميا آلنها بالفعل‬ ‫تمثل «ظاهرة» من ظواهر التخلف الحضاري في التعامل‬ ‫على مستــوى الدوائر المنتظمة الذي يخضع لمراسيـم‬ ‫معينة تحرص المجتمعــات الحديثـــة على التقيـــد بها‬ ‫واحترامها‪.‬‬

‫عبثية‬ ‫لو قدر للفيلسوف الفرنسي ألبير كامو أن يلحق زماننا هذا لما‬ ‫عدم تطبيقات لنظرية العبث التي وضعها الفيلسوف الفرنسي ‪ ،‬في‬ ‫أربعينات القرن الماضي والتي تعبر عن حالة االنفصام بين اإلنسان‬ ‫والعالم وبين التساؤالت الميتافيزيقية لإلنسان وصمت العالم‪.‬‬ ‫ذلك أن العديد من تصرفاتنــا تصرخ ب «نظرية العبث» الذي‬ ‫يُعرفه بعض الصوفية بأنه حالة يكون فيها وجود البشر في الكون‬ ‫غير منطقي وال معنى له‪.‬‬ ‫ومن العبث ما حصل في قضية فندق المنزه الذي وقع التعامل‬ ‫«الرسمي» معه وكأنه فندق من فنادق «الكوكوت مينوت» التي‬ ‫شيدت بقروض سخية من المال العام استفاد منها بعض الصفوة‬ ‫من المحظوظين‪.‬‬ ‫أيامها كانت قد مرت عقود على وجود فندق المنزه بطنجة الذي‬ ‫شيد قبل بداية ثالثينات القرن الماضي من طرف نبيل بريطاني‪،‬‬ ‫لورد بيل الذي أسس شركة «ريستينتيكا» واقتنى عددا كبيرا من‬ ‫القطع األرضية ما بين المدينة وساحة فرنسا عبر شارع الحرية الذي‬ ‫كان يحمل اسم «شارع النظام» (الدولي) حيث تم بناء فندق المنزه‬ ‫على الواجهة البحرية قبالة السواحل األوروبية‪ ،‬وفق هندسة مغربية‬ ‫أندلسية أخاذة‪ ،‬جعلت منه قبلة إلقامة العديد من الوجوه البارزة‬ ‫في عالم السياسة والثقافة والفكر والفنون من أوروبا والعالم‪ .‬وال‬ ‫زالت جنبات هذا الفندق البديع تحكي قصصا مذهلة عن إقامات‬ ‫المشاهيرالتي كانت تستهويهم مدينة طنجة بجمالها وسحرها‬ ‫واألساطير التي نسجت حولها كمدينة ‘’كوسموبوليطانية» كانت‬ ‫طرفا في النزاعات الكبرى حول السيطرة على بوغاز جبل طارق‪! ‬‬ ‫العبث الفاضح هو الطريقة التي تم التعامل بها مع هذه المعلمة‬ ‫التاريخية التي تشكل جزءا من ذاكرة المدينة وأهاليها ومأثرة من‬ ‫مآثرها ‪ ،‬حيث إنه ال يمكن الحديث عن طتجة دون الحديث عن فندق‬ ‫المنزه‪ ! ‬وحيث يبدو أن «الرسميين» محليا ووطنيا تعاملوا مع هذا‬ ‫الفندق وكأنه فندق من فنادق «السي إي آش» يوم كانت الدولة‬ ‫مجبرة على التدخل المباشر لحث مغاربة الداخل على بناء الفنادق‬ ‫تأسيسا لسياسة وطنية في عالم السياحة‪.‬‬ ‫وبينما كنا ننتظر أن يدفع المغرب إلى تصنيف فندق المنزه‬ ‫«تراثا وطنيا» حلت به «لجنــة» من لجان «السياحــة» لتسجل‬ ‫«اختالالت « قيل إن مدعوين لحفل علوي تقدموا بها لمن يعنيهم‬ ‫األمر فتقرر سحب «نجمتين» من نجومه الخمسة ليوضع في تصنيف‬ ‫«البينسيونات» اإلسبانية مع إلزام بتصحيح تلك االختالالت في مدة‬ ‫خمسة عشر يوما وإال تعرض لإلغالق النهائي‪.‬‬ ‫يجـــوز أن يشهـــد هذا الفنـــدق نوعـــا من «العيوب» التي‬ ‫يفرضها توالي السنين و األعوام‪ ،‬أو يتسبب فيها دخول «غرباء»‬ ‫للمؤسسة‪ ،‬وهو ما حصل بعد اإلنزال العراقي الكبير في رأس‬ ‫مال «الريستينتيكة» وحصول شنآن بين مديري الفندق‪ ،‬كما قد‬ ‫يكون حصل في غير «منزه طنجــة» ولكن «منزه طنجة» يعتبر‬ ‫«صرحا» ومأثرة سياحية مغربية بامتياز كان ينبغي التعامل‬ ‫معه وفق االعتبار الذي يتمتع به على المستوى الوطني والعالمي‬ ‫نظرا الرتباطه بشبكات سياحية وفندقية عالمية‪ ،‬ولكونه يعتبر‬ ‫واجهة سياحية وطنية عالمية‪ ،‬وليس عن طريق تخفيض التصنيف‬ ‫والتهديد باإلغالق النهائي في ظرف خمسة عشر يوما‪.‬‬ ‫كان على وزارة السياحة أن تجتمع إلى مسيري الفندق وتستمع‬ ‫إليهم وتساعدهم على تجاوز ما اعتبرته لجنتها «اختالالت» حفاظا‬ ‫على سمعـة الفندق و دون التشهيـر بهـذه المعلمة التاريخيـة‬ ‫الشهيرة‪ ،‬التي تعتبر واجهة من واجهات السياحة الوطنية ‪ ،‬و دون‬ ‫النيل من سمعتها و «بريستيجها» العالمي‪.‬‬ ‫إال أن التهديد باإلقفال لم يصحبه «حرص» الجهات المهددة‬ ‫على صون حقوق العمال الذين تم الزج بهم في الشارع كما يدعون‪،‬‬ ‫حتى دون «إخبار» النقابات التي تمثلهم باإلغالق من أجل اإلصالح‬ ‫الذي لم تحدد مدته‪ .‬فهل نفهم من هذا أن الذي يهم المسؤولين‬ ‫المحليين والوطنيين هو «إصالح البناية» ليس إال‪ ،‬بينما يتعرض‬ ‫عمال الفندق للتسريح العشوائي وللبطالة والتشرد؟‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫تركي آل الشيخ حشر أنفه في موضوع أكبر منه حين‬ ‫«دون» على صفحته بالتويتر كالما غير مسؤول وال يرقى إلى‬ ‫ما يجب أن يكون عليه أسلوب التخاطب بين بلده المغرب‪.‬‬ ‫مستشار ولي عهد السعودية وجد نفسه وسط سخرية كل من‬ ‫اطلعوا على خزعبالته وهو يرد على سؤال لم يضعه أحد ال‬ ‫عليه وال على بلده حول مساندة ملف المغرب للمونديال‪ .‬هذه‬ ‫المساندة التي كان يجب أن تكون تلقائية ألن كل مكسب لبلد‬ ‫عربي هو مكسب لكل العرب‪.‬‬ ‫يبدو أن تركي آل الشيخ وكل من هم على شاكلته لم‬ ‫يتخلصوا بعد من عقدة «أال يجهلن أحد علينا فنجهل فــوق‬ ‫جهــل الجاهليــنَ» ! ولعل رسالتــه من «الخليــج للمحيط»‬ ‫تفضح «جهله وجهالته» وسطحيــة معلوماتــه عن المغرب‬ ‫وشعب المغرب وعن مواقف المغرب «الرصينة» من كل ما‬ ‫يتصل باألشقاء العرب وسعيه إلصالح ذات البين خاصة وأن‬ ‫أغلب حاالت االنفصام في العالقات بين العرب ناتجة عن‬ ‫موروثات بدوية لم تصلها بعد نفحات الحضارة ولم تدركها‬ ‫بعد التطورات الهائلة التي شهدتها مجاالت حقوق اإلنسان‬ ‫في العالم المتمدن‪ ،‬وأنظمة الحكم الحديثة التي تجعل من‬ ‫اإلنسان سبب وغاية وجود الدولة وليس العكس‪.‬‬ ‫تحامل الولــد التركـي على المغــرب في موضوع يتصل‬ ‫بالرياضة ويشكل حدثا عالميا بامتياز أمر سخيف ويعطي فكرة‬ ‫عن طبيعة اآلراء التي «يشير» بها على ولي عهد السعودية‬ ‫الذي نحن واثقون بأنه لن يأخذ بها لسخافتها وسفاهتها‪ ،‬وإال‬ ‫فسوف تتسبب تلك االراء واألفكار في متاعب جمة للسعودية‬ ‫في عالقاتها مع أشقائها العرب ‪ ،‬بوجه خاص !‬

‫إال أن بعض «المسؤوليــن» لم تصلهـــم بعد رياح‬ ‫الحداثة ولم يعلموا بأن األكل والكالم ال يسوغ الجمع‬ ‫بينهما ألن الكالم «يشرع» الفم على ما «تطحنه» األسنان‬ ‫من نعم وخيرات‪ .‬ثم إن األكل فضال عن كونه يشوه مالمح‬ ‫وجه صاحبه بفعل عملية المضغ التي تتطلب مجهودا‬ ‫كبيرا خاصة إذا تعلق األم��ر بالكركاع واللوز وغيرهما‬ ‫من المكسرات التى يمكن أن تتسبب في مشاكل تنفسية‬ ‫حقيقية حين يخطئ الطعام طريقه إلى المعدة ويتيه بين‬ ‫البلعوم والمرئ والرغامي‪.....‬‬ ‫ما عليهش يالسي الشوباني فلقد نجحت في رد الصاع‬ ‫صاعين لمنتقديك بسبب أنك لم تر مانعا قي أن «تسحق»‬ ‫حبات لوز وكركاع وأنت تناقش قضايا الجهة التي ترأسها وال‬ ‫يهمك أن يفقه الحاضرون قولك أو حتى أن يصل إلى سمعهم‬ ‫ما دام أن سحـــق اللوز والكركاع «تقليد» شاب عليه»المغاربة‬ ‫كلهم»‪ ،‬حسب قولك خاصة حين يجتمعون في مناسباتهم‬ ‫وحفالتهم !‬ ‫ولكن‪ ،‬ياسيد‪ ،‬إنك لم تكن في مناسبة أو حفلة مجتمعية‪،‬‬ ‫لقد كنت في اجتماع رسمي لهيئــة دستورية تناقش قضايا‬ ‫مصيرية بالنسبة لمئات اآلالف من مواطنيك الذين ال بد وأن‬ ‫يكونوا قد أعجبوا بك وأنت «تختزن» في شدقيك ما تيسر من‬ ‫خليط اللوز والكركاع قبل أن تقدم على عملية «السرط»‬ ‫الخطيرة‪.‬‬ ‫والحاضر يخبر الغائب !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ال عباءة �سوداء وال تغطية الر�أ�س‬ ‫بعد اليوم‪ ...‬يف ال�سعودية !‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫مغرب املونديال وحالة الطرق‬

‫يبدو أن معركة المغرب مع «المونديال» لن تقتصر على‬ ‫بناء المالعب وإصالح ما فسد منها بحكم االستنزاف والبلى بل‬ ‫إن المغرب سيواجه أيضا معركة «شبكة الطرق» المصنفـة‬ ‫منها والغير المصنفـة والتي يوجد نصفها تقريبا في «حالـة‬ ‫سيئة» كما أوردت بهذا الشأن بعض الصحف الوطنية التي‬ ‫أشارت إلى تقارير رسمية من «قلب الدار» ! ‪.‬‬ ‫وحسب تلك التقارير فإنه توجد حاليا حوالي ‪ 300‬قنطرة‬ ‫مهددة باالنهيار و‪ 800‬منها تستدعي التدخل العاجل و‪3800‬‬ ‫أصبحت «متجاوزة» بعد أن فقدت القدرة على مالءمة حركة‬ ‫السير‪.‬‬ ‫قـد يدفــع «الفضــول» البعـض منــا إلى التساؤل ‪« :‬من‬ ‫المسؤول؟»‪.‬‬ ‫قال قائل ‪ :‬تجميد المراقبـة الطرقيــة اإلمر الذي كلف‬ ‫الخزينة العامة الماليير!‬ ‫ولكن من اتخذ القرار ولو من باب االجتهاد بدل المعرفة‬ ‫والخبرة ؟‬ ‫وما دخلنــا نحـن في هـذه ‘’المشبكة» ؟ المهم «اللي‬ ‫اعطى اهلل عطاه» ومن اتخذ القرار يعلم أنه «خارج التغطية»‬ ‫حتى ولو تحالفت ضده مؤسسة جطو بكاملها‪.‬‬ ‫مهال ‪ .....‬ال «تعقدوا األمور»‪ .‬اطمئنوا فالماليير موجوة‬ ‫لبناء المالعـب وإذا احتجنا لمزيد من القروض بعد أن‬ ‫تخطت مديونيتنا الخارجيــة ‪ 31‬مليار دوالر‪ ،‬فالبنك الدولى‬ ‫«على الذمة» ولن يعدم الوزير الداودي من يحقق له أمنيته‬ ‫في الحصول على قرض بثالثة ماليير دوالر أخرى من هذا‬ ‫البنك‪.‬‬

‫إن ارتداء العباءة السوداء أو غطاء الرأس بالنسبة للمرأة‬ ‫السعودية ليس من اإلسالم من شيء ‪ .‬المهم أن يكون لباس‬ ‫المرأة محتشما ومحترما‪ .‬الكالم لولي العهد السعودي محمد‬ ‫بن سلمان‪.‬‬ ‫إال أن األمير أصلحه اهلل لم يقدم لنا مفهومه للباس‬ ‫«المحتشم المحترم» إذ أن المفاهيــم تختلــف من بلد لبلد‬ ‫وشعب لشعب وفق الثقافات المتوارثة دينية كانت أم مجتمعية‬ ‫وما هو «محتشم ومحترم» هنـا يمكــن اعتباره «فاضحا»‬ ‫ومستهترا هناك‪.......‬‬ ‫فهل «تبخرت» فتاوى فقهاء السعودية وأقطاب الوهابية‬ ‫المتشددة جدا ضد المــرأة «المتاع» وهل «تهـاوت» مراجع‬ ‫ميليشيـات «األمر بالمعروف والنهي عن المنكر»التي كانت‬ ‫تستعمل وسائل العنـف الجسدي والقمــع السلطوي لتفرض‬ ‫على أبناء وبنات الشعب السعودي نظام سلوك معين وفق‬ ‫رؤاها المتشددة – ظاهريا – والتي أنتجت مظاهر فاجعة من‬ ‫مظاهر الكبت النفسي والجنسي التي تطبع السلوك «الفاجر»‬ ‫لبعض السعوديين كلما «أفلتوا» من قبضة التحكم الحديدية‬ ‫داخل بلدهم واكتشفوا «عالما جديدا» ينضبط بقوانين تحترم‬ ‫حقوق وحريات المواطنين‪.‬‬ ‫ما يحدث اليوم في السعودية بالنسبة للمرأة في هذا‬ ‫البلد‪ ،‬يمكن اعتباره «انتصارا» لألنثى على العقليات المتخلفة‬ ‫المتحجرة التي سيطرت على نظام الحكم منذ نشأتــه في‬ ‫هذا البلد‪ ،‬إلى أن عصفت به رياح التغيير لتفرض عليه نهجا‬ ‫مغايرا على مستوى تعامل الدولة مع المواطنات والمواطنين‬ ‫وليصبح اليوم «حالال» ما كان باألمس حراما قطعا وخروجا‬ ‫منكرا عن الشرع الحنيف‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪934‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪5‬‬

‫شمال المغرب بات الوجهة المفضلة للمهاجرين األفارقة‬ ‫متخذين منه مكانا لإلقامة و لممارسة كل أنواع اإلجرام‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫منذ سنوات تعددت عمليات توقيف الكثير من األفارقة الوافدين على المغرب من جنوبي الصحراء‪،‬‬ ‫عمليات كانت تباشرها المصالح المختصة تطبيقا لقانون “اإلقامة غير الشرعية” لتفادي نزيح ماليين‬ ‫الهاربين والفارين من جوع الصحراء اإلفريقية القاتل أو من الحروب التي تعرفها بعض الدول‬ ‫اإلفريقية على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫و في كلتا الحالتين ومن جانب إنساني‪ ،‬ظلت عملية توقيف هؤالء األفارقة‪ ،‬مفروضة على المغرب‬ ‫بحكم الجغرافيا‪ ،‬العتباره البلد المطلع على أوروبا مباشرة والذي ال تفصل بينه وبين أول نقطة‬ ‫أوروبية بإسبانيا سوى كيلومترات قليلة‪.‬‬ ‫إنه شبح الهجرة نحو الشمال‪ ،‬والذي لم يقتصر فقط على القارة السمراء‪ ،‬أو األفارقة السود‪ ،‬بل‬ ‫تعداه ليكون هدف العديد من ساكنة أوروبا الشرقية كذلك‪ ،‬بفعل الفقر وانتشار البطالة وانعدام‬ ‫فرص حياة أفضل‪.‬‬ ‫لكن أمام انسداد كل نقاط العبور نحو الشمال‪ ،‬وانكماش “مافيا تهريب” البشر نحو أوروبا‪ ،‬وتعدد‬ ‫نقاط المراقبة على السواحل من ليبيا إلى المغرب‪ ،‬والضغط على بلدان نقاط العبور وتحويلهم إلى‬ ‫“دركي” من أجل “محاصرة” األفارقة الراغبين في العبور نحو أوروبا‪.‬‬ ‫قرار إيقاف زحف األفارقة نحو الشمال‪ ،‬وتشديد الخناق على عمليات الهجرة غير الشرعية‪ ،‬حول‬ ‫المغرب وخاصة المناطق الشرقية الشمالية‪ ،‬إلى مناطق إقامة دائمة لكل المهاجرين األفارقة‪ ،‬مما‬ ‫دفع ببعضهم إلى تنظيم شبكات غير قانونية لتزييف العملة وترويج المخدرات ”فقد سبق وفككت‬ ‫مصالح واليات األمن عصابات إجرامية تتكون من مهاجرين أفارقة غير نظاميين وبحوزتهم أسلحة‬ ‫بيضاء ومخدرات وقرقوبــي وكوكاييـــن”‬ ‫واستعمال وسائل للنصب واإلحتيــال‪،‬‬ ‫فيما اختار بعضهم التسول عبر الطرقات‪،‬‬ ‫وآخرون تحولوا إلى باعة متجولين‪.‬‬ ‫في هذا الملف سنسلط الضوء على‬ ‫الجانب األخطــر في إقامـــة المهاجرين‬ ‫األفارقة غير النظاميين‪.‬‬

‫حق العبــور بين القانوني‬ ‫واإلنساني‪.‬‬ ‫يعتبر تخطي أو عبور حــدود الدول‬ ‫دون سند قانوني‪“ ،‬إتفاقيات فتح الحدود‬ ‫في وجه األشخاص والسلـــع” أو تأشيرة‬ ‫من الدولة موضوع العبور خرق قانوني‪،‬‬ ‫يهدد الشخص العابر لعقويات قانونية‪.‬‬

‫و قـــد عملــت الكثيـــر من الدول‬ ‫لتجنب هذا اإلشكال إلى توقيع إتفاقيات‬ ‫بين بعضها البعـض من أجل السمـــاح‬ ‫لمواطنيها بعبور الحدود دون أي شرط‬ ‫في إطار كما هو الشـأن بدول اإلتحاد‬ ‫االوروبي‪.‬‬ ‫غير أن عملية تقنين‪ ‬عبور الحدود ليست “مطلقة” فمن جوانب إنسانية محضة‪ ،‬يضطر العديد‬ ‫من مواطني دولة الجوار عبور حدودها نتيجة ظروف إنسانية قاهرة‪ ،‬كالحروب واإلبادة الجماعية‬ ‫للعرقيات أو لكوارث طبيعية‪.‬‬ ‫و قد أبانت رحالت األفارقة المهاجرين إلى دول الساحل الشمالي “المغرب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تونس وليبيا”‬ ‫عن وجود العديد ممن هجروا دوال نتيجة الفقر المدقع‪ ،‬أو بفعل الحروب المنتشرة بدول إفريقيا‪،‬‬ ‫أو بحثا عن لقمة عيش بأوروبا‪ ،‬وبالتالي فهجرة أغلبهم تقابل بنفس الدواعي واألسباب التي تدفع‬ ‫مواطني شمال أفريقيا للهجرة نحو جنوب أوروبا‪.‬‬ ‫فاألمر من وجهة نظر أخرى مرتبط بما هو إنساني‪ ،‬قد يتجاوز الشروط القانونية التي يتم وضعها‬ ‫لعبور الحدود‪.‬‬

‫أزمة أوروبا المغرب دولة لإلقامة‪.‬‬

‫شكلت األزمة االقتصادية التي ضربت دول أوروبا وخاصة إسبانيا وفرنسا واحدة من أسباب‬ ‫تحول المغرب إلى دولة ‪ ‬إقامة وليس دولة عبور للعشرات بل المئات من المهاجرين األفارقة غير‬ ‫النظاميين‪.‬‬ ‫و بالمقابل شكل قرار اإلتحاد األوروبي لتحويل المغرب إلى “جمركي” إليقاف زحف رحالت الهجرة‬ ‫اإلفريقية نحو بلدانه ” كدركي” يواجه بين الفينة واألخرى قوافل “الرحل األفارقة” من أجل العمل على‬ ‫إعادتهم من حيث أتوا‪ ،‬لتخفيف الضغط على الحدود المغربية باعتبارها النقطة رقم واحد‪ ،‬ألنها أقصر‬ ‫مسافة‪ ،‬والتي تسهل عملية عبور األفارقة نحو مليلية وسبته المحتلتين‪ ،‬وبالتالي ضمان عبور وإقامة‬ ‫“بالمحميتين المحتلتين” من قبل إسبانيا‪.‬‬

‫حرب اإلتحاد األوروبي على الهجرة السرية‪ ،‬وسد كل المنافذ في وجه المهاجرين االفارقة‪ ،‬ألجل‬ ‫عبور ال قانوني لدولها التي عرفت وال زالت تعرف أزمة إقتصادية‪ ،‬وضع المغرب في وجه عاصفتين‬ ‫قويتين‪.‬‬ ‫األولى عاصفة تحويله قصرا إلى ” دركي وجمركي” يواجه قوافل المهاجرين‪.‬‬ ‫و الثانية حرب مضادة من قبل النظام الجزائري وحرس حدوده الذين يهينون األفارقة ويقومون‬ ‫بتهجيرهم قصرا عبر الحدود المغربية وأحيانا تحت وابل من الرصاص‪ ،‬في حرب أخرى تشنها الجزائر‬ ‫على المغرب‪.‬‬

‫عنصرية الجزائر طرد وتهجير قصري‪.‬‬

‫تفيد الكثير من شهادات المهاجرين األفارقة على أن تعامل السلطات الجزائرية معهم تعامل ال‬ ‫إنساني‪ ،‬بل أن أعلب المهاجرات والمهاجرين األفارقة يتعرضون لعمليات السرقة والضرب واإلهانة‬ ‫بل أحيانا إلى اإلغتصاب‪.‬‬ ‫مصادر أخرى أكدت أن حرس الحدود الجزائري وقد يكون ذلك تحت أوامر مسؤوليهم‪ ،‬يقوم‪ ‬‬ ‫بتزويد المهاجرين األفارقة بالسالح والقرقوبي وبكل الممنوعات‪.‬‬ ‫كما أن المواد المستعملة في تزوير العمالت والتي غالبا ما يتم حجزها لدى األفارقة بالتراب‬ ‫المغربي يتم إقتناءها بالجزائر‪.‬‬ ‫إن المنتظم الدولي عليه أن يعي‬ ‫خطورة تصرف السلطات الجزائرية مع‬ ‫ملف المهاجرين األفارقة غير النظاميين‪،‬‬ ‫وإن تحقيقا في الموضوع مع استجماع‬ ‫شهادات بعض المهاجرين قد يؤكد أن‬ ‫الجزائر تتعامل بمكيالين مع ملف الهجـرة‬ ‫السرية‪ ،‬فهي تريد أوال إغــراق الســوق‬ ‫المغربيـــة بالممنوعات وثانيا تتملص‬ ‫من مسؤوليتها في إعادة تهجير األفارقة‬ ‫من أراضيهــا نحو دول جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫وذلك بتقديم مساعدتها ألوروبــا للحـد‬ ‫مـن هجـــرة األفارقــة‪ ،‬أما مساعدتهم‬ ‫على عبـــور حدودهـــا نحو المغرب فذلك‬ ‫ما يعيق كل المبادرات من أجل الحد من‬ ‫الهجرة غير الشرعية‪.‬‬

‫المغرب دولة إقامة عصابات‬ ‫ومافيا المخدرات‪.‬‬

‫حين لم يعد المغرب كدولة عبور‬ ‫نحو جنوب أوروبا‪ ،‬وتحويله بفعل القرارات‬ ‫التي اتخذها اإلتحاد األوروبي في وجه‬ ‫الهجرة السرية وخاصة هجرة األفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء‪ ،‬وإستمرار دولة الجزائر‬ ‫في طرد األفارقة وتسهيل عملية مرورهم‪ ‬نحو التراب المغربي‪ ،‬بات هذا األخير دولة إقامة دائمة‬ ‫للمهاجرين األفارقة‪.‬‬ ‫فقد تحولت غابات طنجة على سبيل المثال‪ ،‬إلى معاقل األفارقة السود‪ ،‬في شكل مجموعات‪ ،‬تضم‬ ‫جنسيات موحدة‪ ،‬ويسهر على تنظيمها “رؤساء” كل حسب مهامه‪ ،‬يترأسهم رئيس “المعقل”‪.‬‬ ‫و من بين ما أنتجته هذه “التجمعات” بروز عصابات منظمة بين هؤالء األفارقة‪ ،‬ومافيات تقوم‬ ‫بأعمال ال شرعية كبيع المخدرات بكل أنواعها وتسهيل عمليات ترويجها‪ ،‬أو احتراف النصب واإلحتيال‬ ‫وتزوير العملة المغربية‪ ،‬وقطع الطرق في الكثير من األحيان في وجه المارة‪.‬‬ ‫و قد شكلت عمليات المداهمة التي تقوم بها عناصر القوة العمومية بين الحين واآلخر دليال‬ ‫قاطعا على انتشار هذه العصابات واستمرارها في أعمالها الالشرعية وذلك بحجز كميات مهمة من‬ ‫المخدرات واألسلحة البيضاء من سيوف‪ ‬وسواطير‪ ،‬ومواد تستعمل في تزوير العمالت باإلضافة إلى‬ ‫حبوب القرقوبي التي تصدرها الجزائر بعناية فائقة إلى المغرب‪.‬‬ ‫إن استمرار هذه الشبكات المنظمة والتي تعمل تحت رئاسة مرؤوسيها من دول جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫قد يحول األمن القومي المغربي إلى لعبة في يد اإلرهاب من جهة ومن جهة أخرى في يد عصابات‬ ‫تستعمل كل الوسائل المحظورة من أجل الحصول على المال والذي غالبا ما يتم تحويله إلى دول‬ ‫جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫بقي فقط أن نوجه رسالة ‪ ‬إلى ‪ ‬بعض ‪ ‬الجمعيات التي تدافع عن حقوق المهاجرين غير الشرعيين‬ ‫وذلك بأن تكون موضوعية في تعاطيها مع ملف الهجرة السرية وأن ال تحجب حقيقة تحول هؤالء‬ ‫المهاجرين إلى زعماء عصابات يهددون األمن القومي المغربي‪.‬‬


‫العدد ‪934‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫إقصاء نساء البوادي‬ ‫من أسواق القرب‬

‫ندوة حول «األمن المعلوماتي» تدعو إلى مواكبة‬ ‫الثورة التكنولوجية‬ ‫احتضنـــت كليــة العلــوم القانونيــة واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية بتطــوان ندوة وطنيـــة تحت عنوان «األمــن‬ ‫المعلوماتي وتحديات التكنولوجيا»‪ ،‬من تنظيم مجموعة‬ ‫البحث ومركز الدراسات واألبحاث حول المواطنة والحكامة‬ ‫والتنمية وماستر قانون األعمال‪ ،‬وبشراكة مع غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات ومجلة األبحاث والدراسات القانونية‪.‬‬ ‫وسهر على تسيير هذه الندوة الهامة باقتدار كبير‪،‬‬ ‫الدكتورة ماريا بوجداين‪ ،‬وهي أستاذة باحثة بكلية الحقوق‬ ‫بتطوان‪ ،‬بمعية الدكتورة نزهة الخلدي‪ ،‬وهي أستاذة بالكلية‬ ‫ذاتها‪.‬‬ ‫وأسندت الكلمات االفتتاحية للندوة إلى حسن الزباخ‪،‬‬ ‫نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬ثم إلى رئيس شعبة‬ ‫االقتصاد الدكتور محمد حميش‪ ،‬الذي حضر ممثال لعميد‬ ‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بتطوان‬ ‫والدكتور فارس حمزة‪ ،‬باإلضافة إلى ناصر الفقيه اللنجري‪،‬‬ ‫ممثل غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بتطوان‪.‬‬

‫وعرف برنامج الندوة جلستين ترأسهما كل من األستاذ‬ ‫عبد اهلل فرح مستشار بمحكمة النقض‪ ،‬والدكتور نور الدين‬ ‫الفقيهي‪ ،‬األستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعيةبتطوان‪.‬‬ ‫وتخللت الجلسة األولى من الندوة مداخالت قيمة‬ ‫لمجموعة من األساتذة من كليتي الحقوق بتطوان‬ ‫ومكناس‪ ،‬إضافة إلى أطر بهيئات قضائية‪ ،‬حيث تطرقوا إلى‬ ‫مجموعة من النقط التي تغوص في واقع األمن المعلوماتي‬ ‫الذي أضحى يؤرق كاهل المتعاملين‪ ،‬ومدى الحماية المخولة‬ ‫لهم من طرف المشرع المغربي‪ ،‬سواء على صعيد قانون‬ ‫االلتزامات والعقود‪ ،‬أو من حيث الخروقات التي يعرفها مجال‬ ‫العقار من جراء السمسرة اإللكترونية‪.‬‬ ‫وتواصلت أشغال الندوة مع جلستها الثانية التي تضمنت‬ ‫مجموعة من المداخالت ألساتذة بكلية الحقوق بتطوان‪،‬‬ ‫وكذا بعض الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه في الكلية‬ ‫نفسها‪ ،‬تمحورت حول المستجدات التي جاء بها المشرع‬

‫المغربي فيما يخص الجريمة اإللكترونية‪ ،‬ومدى الحماية‬ ‫الجنائية التي يوفرها القانون الجنائي للمعلومات ذات الطبيعة‬ ‫الشخصية في ظل األزمة التشريعية التي يعرفها المغرب في‬ ‫تحقيق األمن المعلوماتي‪.‬‬ ‫واختتمت فعاليات هذه الندوة بتفاعل كبير للطلبة‬ ‫الباحثين الذين أغنوا النقاش بمجموعــة من التساؤالت‬ ‫العلميةالوجيهة‪.‬‬ ‫وتضمن البيان الختامي للندوة مجموعة من التوصيات‬ ‫رفعت إلى المشرع المغربي لإلسراع في تنزيل حلول ناجعة‬ ‫لمعالجة هذه اإلشكالية المعلوماتية الصعبة‪ ،‬عبر إخراج‬ ‫نصوص قانونية متينة األساس‪ ،‬من شأنها اإلسهام في الحد‬ ‫من الجرائم اإللكترونية والحفاظ على األمن المعلوماتي‬ ‫لمستعمليالتكنولوجيا‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫ارتفاع حوادث الطرق داخل المجال الحضري يقلق‬ ‫سلطات طنجة‬

‫يبدو أن مشروع توسيع الشوارع الرئيسية في مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬وحفر األنفاق تحت أرضية تحول إلى نقمة كبيرة على‬ ‫ساكنة عاصمة البوغاز‪ ،‬ومستعملي الطرق‪ .‬ففي الوقت الذي‬ ‫كان الهدف توسيع وعاء حركة السير والجوالن‪ ،‬ورفع انسيابية‬ ‫حركة المرور للمركبات الطرقية‪ ،‬فإنه اصطدام بوقائع مقلقة‬ ‫حول ارتفاع نسبة حوادث السير داخل المجال الحضري‪.‬‬ ‫آخر الحوادث القاتلة التي شهدتها شوارع مدينة طنجة‪،‬‬ ‫كانت صباح يوم السبت‪ ،‬حيث أودت شاحنة نقل البضائع من‬ ‫الحجم الكبير «رموك» بحياة تلميذة تبلغ من العمر ‪ 15‬سنة‪،‬‬ ‫وأرسلت زميلتها إلى مستشفى محمد الخامس‪ ،‬إحداهما في‬ ‫حالة خطر ترقد في قسم اإلنعاش‪ ،‬والثانية تلقت اإلسعافات‬ ‫األولية من جروحها الخفيفة والمتوسطة‪ ،‬وغادرت قسم‬ ‫المستعجالت‪ ،‬حسب ما أكده ل «أخبار اليوم» مصدر طبي‪.‬‬ ‫الحادث وقع حسب شهود عيان‪ ،‬عندما حاولت الشاحنة‬ ‫المنكوبة تجنب االصطدام مع سيارة خفيفة توقفت فجأة في‬

‫الطريق‪ ،‬إال أن سائقها فقد السيطرة عن مسارها إلى الرصيف‪،‬‬ ‫حيث دهست خطأ ثالث تلميذات كن في طريق عودتهن من‬ ‫المدرسة في منتصف الظهيرة‪.‬‬ ‫أخبار حوادث السير في مدينة طنجة‪ ،‬أصبحت كابوسا‬ ‫يقض مضجع الساكنة المحلية‪ ،‬إذ ال يكاد يمر يوم دون‬ ‫تسجيل حوادث خطيرة داخل المدار الحضري‪ ،‬أغلبها بالشوارع‬ ‫التي تمت توسعتها‪ ،‬في إطار برنامج التأهيل الحضري «طنجة‬ ‫الكبرى»‪.‬‬ ‫ويتراوح معدل حوادث السير حسب إحصاءات رسمية‪،‬‬ ‫يقول مصدر أمني‪« ،‬ما بين ‪ 18‬و ‪ 20‬حادثةيتم تسجيلها‬ ‫بشكل يومي‪ ،‬من طرف شرطة المرور ومصلحة حوادث السير‬ ‫بوالية األمن»‪ ،‬مضيفا بأن الحوادث المميتة تكثر أيام نهاية‬ ‫كل أسبوع‪ ،‬وفي مقدمة أسبابها‪ ،‬القيادة في حالة سكر‪،‬‬ ‫والسرعة المفرطة والتهور في السياقة‪ ،‬في حين تتصدر‬ ‫حافالت نقل المستخدمين المركبات الطرقية التي تكون طرفا‬ ‫أو متسببا في حوادث السير‪.‬‬

‫هذا وكان كاتب الدولة المكلف بالنقل‪ ،‬محمد نجيب‬ ‫بوليف‪ ،‬اعترف بارتفاع حوادث السير في مدينة طنجة‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل كلمة افتتاح دورة تكوينية حول السالمة الطرقية‪،‬‬ ‫بمدينة تطوان‪ ،‬من حوادث السير لفائدة جمعيات المجتمع‬ ‫المدني بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪.‬‬ ‫وأرجع المسؤول الحكومي سبب ارتفاع حوادث الطريق‬ ‫داخل المجال الحضري في عاصمة البوغاز‪ ،‬إلى تزايد العربات‪،‬‬ ‫بالموازاة مع النمو االقتصادي الذي تعرفه مدينة طنجة‪ ،‬وأعلن‬ ‫خالل نفس اللقاء عن توجه كتابة الدولة المكلفة بالنقل‬ ‫لتوقيع اتفاقيات شراكة‪ ،‬خالل العام الجاري‪ ،‬مع الجماعتين‬ ‫الحضريتين لطنجة وتطوان‪ ،‬ألنهما تسجالن معدالت حوادث‬ ‫مرتفعة‪ ،‬من أجل ربح رهان تحدي وقف نزيف قتلى حرب‬ ‫الطرقات‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫تأخر أشغال سد مرتيل يهدد أحياء سكنية‬ ‫بالفيضانات ويضيع فرصة مهمة لتأمين حاجيات‬ ‫تطوان من الماء‬

‫كشفت مصادر متطابقة أن جدل تأخر‬ ‫أشغال مشروع سد مرتيل عاد إلى الواجهة من‬ ‫جديد‪ ،‬كون ذلك من أهم األسباب التي تتهدد‬ ‫أحياء بمدينتي تطوان ومرتيل بالفيضانات‪،‬‬ ‫خاصة مع استمرار األمطار الغزيرة التي‬ ‫تعرفها المناطق الشمالية‪ ،‬ما أدى إلى ارتفاع‬ ‫منسوب مياه وادي مرتيل‪ ،‬وتسبب في خسائر‬ ‫مادية جسيمة‪ ،‬ضمنها سيارة جرفها التيار‬ ‫وتمكن ركابها من النجاة بأعجوبة‪ .‬وتضيف‬ ‫المصادر نفسها أن استمرار التساقطات‬ ‫المطرية استنفر جميع المؤسسات المسؤولة‬ ‫بمدن الشمال‪ ،‬من سلطات محلية ووقاية‬ ‫مدنية ومصالح الجماعات الحضرية‪ ،‬خاصة‬ ‫حيث تحول بعض الطرق إلى وديان جارفة‬ ‫بسبب غياب البنية التحتية الالزمة‪ ،‬واالعتماد على إصالحات‬ ‫ترقيعية ال تصمد أمام أول اختبار‪ ،‬وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن‬ ‫تأخر أشغال سد المرتيل الذي كلف تشييده غالفا ماليا قدر ب‬ ‫‪ 950‬مليون درهم‪ ،‬ضيع فرصا مهمة لتأمين حاجيات تطوان‬ ‫من الماء الصالح للشرب‪ ،‬خاصة وأن التساقطات المطرية‬ ‫المستمرة في شهر مارس الجاري لم تعرفها المنطقة منذ‬ ‫سنوات‪ ،‬ما يتطلب تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‬

‫والبحث في أسباب وحيثيات تأخير تسليم المشروع الذي كان‬ ‫مقررا االنتهاء منه بداية سنة ‪.2014‬‬ ‫وكان استمرار تهاطل األمطار الغزيرة بمناطق الشمال‬ ‫كشف عن المزيد من عيوب البنية التحتية التي ظهر أنها غير‬ ‫قادرة على الصمود لوقت أطول أمام سوء األحوال الجوية‬ ‫والرياح العاصفية‪ ،‬فضال عن ارتفاع منسوب بعض األودية‬ ‫بشكل غير مسبوق‪ ،‬وتهديد العديد من األحياء العشوائية‬

‫بالغرق نتيجة الفيضانات‪ ،‬حيث تحولت العديد‬ ‫من شوارع المدن إلى وديان جارفة‪ ،‬نتيجة‬ ‫غياب البنية التحتية الالزمة‪ ،‬وانتشار معضلة‬ ‫البناء العشوائي الذي ساهم في تفشي مظاهر‬ ‫الفوضى‪ ،‬فضال عن مشاكل أخرى مرتبطة‬ ‫بإعادة الهيكلة‪ ،‬واستنزاف المال العام في أشغال‬ ‫ترقيعية يصعب أن تحول دون أخطار الفيضانات‬ ‫ومشاكل انسداد القنوات الخاصة بتصريف مياه‬ ‫األمطار‪ ،‬نتيجة غياب الصيانة المستمرة‪.‬‬ ‫يذكر أن ظاهرة البناء العشوائي تساهم‬ ‫في ارتفاع حجم الخسائر المادية بين السكان‪،‬‬ ‫عند كل تساقطات مطرية تعرفها مدن الشمال‪.‬‬ ‫لذلك تستمر المطالبة بمحاسبة اللوبيات‬ ‫المسؤولة عن انتشار الظاهرة‪ ،‬وعالقاتها الخفية والمتشعبة‬ ‫مع السياسيين بالمجالس الجماعية‪ ،‬الذين يستغلون فوضى‬ ‫التعمير من أجل توسيع القاعدة االنتخابية وضمان الفوز‬ ‫بالمنصب السياسي لقضاء المصالح الشخصية الضيقة‪ ،‬مقابل‬ ‫إهمال ملفات وقضايا الشأن العام المحلي‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫بعدما تم توزيع الدكاكين‪ ،‬سواء داخل األسواق‬ ‫المغلقة كسوق «اإلمام مالك» الشطر الثاني‪ ،‬وسوق المحطة‬ ‫الطرقية الموجود بحي المحنش‪ ،‬وإخراج الجماعة الترابية‬ ‫لتطوان من هذه اللعبة وتكليف أعوان السلطة وإلى جانبهم‬ ‫أشخاص ال عالقة لهم بهذا الموضوع‪ ،‬كاللجنة المشرفة‬ ‫على المستفيدين‪ ،‬كانت النتائج كارثية وجد خطيرة‪ ،‬حيث‬ ‫الحظ العديد من المتتبعين‪ ،‬أنه يوجد أشخاص ال عالقة‬ ‫لهم بالبائعين المتجولين ضمن الئحة المستفيدين‪،‬‬ ‫وإقصاء فئة أخرى هي في أمس الحاجة لالستفادة من أسواق‬ ‫القرب‪ ،‬ويتعلق األمر بنساء ورجال البوادي والقرى القريبة‬ ‫من المدينة‪ ،‬والذين يجلبون منتجات فالحية يسهرون على‬ ‫إنتاجها وصنعها بأنفسهم لضمان قوت عيشهم وعيش‬ ‫أسرهم‪ ،‬كما أنهم جزء ال يتجزأ من تراث المدينة‪ ،‬لكن‬ ‫السلطة المحلية كان لديها رأي آخر‪ ،‬حيث قامت بإخالء‬ ‫الشوارع وإغالق بعض األسواق القديمة التي كانت تأوي هذه‬ ‫الفئة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬حرمانهم من عرض بضاعتهم ومنتجاتهم‬ ‫الفالحية التي أغلبها من الجبن واأللبان والخضروات وغيرها‪،‬‬ ‫والتي يتم إنتاجها بطريقة تقليدية‪.‬‬ ‫وحسب العديد من المواطنين الذين تذمروا من غياب‬ ‫هذه الفئة ومنتجاتها عن أسواق تطوان‪ ،‬فإن إقصاء نساء‬ ‫ورجال البوادي من االستفادة من أسواق القرب‪ ،‬ينم عن‬ ‫سياسة الزبونية والمحسوبية التي نهجتها بعض الجهات‪،‬‬ ‫خصوصا أعوان السلطة الذين تواروا عن األنظار بعد عملية‬ ‫اإلعالن عن أسماء المستفيدين من أسواق القرب‪ ،‬ومنهم‬ ‫أصحاب المحالت التجارية الخاصة ببيع الذهب‪ ،‬الذين‬ ‫استفادوا من األسواق المغلقة باسم مستخدميهم‪ ،‬تغطية‬ ‫على أسمائهم الحقيقية‪.‬‬

‫زهير البوحاطي‬

‫أساتذة الشمال‬ ‫يحتجون على أمزازي‬ ‫سعيد أمزازي‬ ‫وزير التربية الوطنية‬

‫قررت التنسيقية الجهوية لموظفي وزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حاملي‬ ‫الشهادات‪ ،‬الشروع في حمل الشارات الحمراء داخل المؤسسات‬ ‫التعليمية بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬طيلة األسبوع‬ ‫الجاري‪ ،‬وذلك احتجاجا على سعيد أمزازي الوزير المسؤول عن‬ ‫القطاع‪ ،‬بسبب غياب الحوار حول الملف المطلبي المتعلق‬ ‫بحق الترقية بناء على الشهادات المحصل عليها وتغيير‬ ‫اإلطار‪ .‬وقال عبد الوهاب السحيمي‪ ،‬عضو المجلس الوطني‬ ‫للتنسيقية ل»األخبار»‪ ،‬إن حق الترقية وتغيير اإلطار بناء على‬ ‫الشهادة المحصل عليها كان إلى حدود نهاية سنة ‪،2015‬‬ ‫حقا مكفوال في قطاع التعليم‪ ،‬وجميع موظفي وزارة التربية‬ ‫الوطنية حاملي الشهادات استفادوا منه منذ االستقالل‪ ،‬إال أنه‬ ‫بعد ذلك لم تعد المصالح المسؤولة بالوزارة تسوي وضعية‬ ‫حاملي الشهادات على غرار زمالئهم السابقين‪ ،‬وأجهزت‬ ‫بشكل تعسفي على حق مكتسب وتاريخي في القطاع‪ .‬وأضاف‬ ‫المتحدث نفسه أن استمرار وزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬في تعنتها وعدم‬ ‫تجاوبها مع نضاالت التنسيقية السلمية والحضارية‪ ،‬وبعد‬ ‫استنفاذ المحتجين لكافة الخطوات الودية واألشكال النضالية‬ ‫التنبيهية‪ ،‬قررت التنسيقية خالل اآلونة األخيرة تصعيد‬ ‫االحتجاجات إليصال صوتها للمسؤولين‪ ،‬حيث خاضت إضرابا‬ ‫وطنيا يوم فاتح مارس الجاري‪ ،‬مرفوقا بوقفات احتجاجية أمام‬ ‫مقرات جميع األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‪.‬‬ ‫وكشف المتحدث ذاته أن التنسيقية لن تقبل الحيف‬ ‫الذي لحق مناضليها‪ ،‬وستستمر في نضاالتها وتضحياتها‬ ‫في إطار التصعيد إلى حين استرجاع كافة حقوقها‪ ،‬وتلبية‬ ‫المطالب التي يوجد على رأسها حق الترقي بالشهادة‬ ‫وتغيير اإلطار لكافة الموظفين المعنيين بالوزارة‪ .‬إلى ذلك‬ ‫يحضر المحتجون على تجميد ملف الترقية بالشهادة وتغيير‬ ‫اإلطار‪ ،‬إلضراب وطني يومي ‪ 2‬و‪ 3‬أبريل المقبل‪ ،‬باعتصام‬ ‫ممركز بالعاصمة الرباط‪ ،‬خاصة وأن نتائج حوار النقابات‬ ‫مع الوزير المسؤول عن قطاع التعليم‪ ،‬لم تعط بحسبهم أي‬ ‫إشارات إيجابية لحل الملفات العالقة سوى المزيد من الوعود‬ ‫واالنتظار‪.‬‬

‫األخبار ‪ :‬ح‪.‬خ‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫إقتصاد‬ ‫اإلسبان يتصدرون السياح األجانب‬

‫قال مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة بمدريد‪،‬‬ ‫محمد صوفي‪ ،‬إن المغرب يشكل الوجهة األولى التي يختارها‬ ‫السياح اإلسبان للسفر خارج أوربا‪.‬‬ ‫وأبرز على هامش األيام التقنية لالتحاد اإلسباني لوكاالت‬ ‫األسفار(سيف) المقامة بمراكش ما بين ‪ 15‬و ‪ 18‬مارس الجاري‬ ‫بمشاركة ممثلي أكثر من ‪ 86‬وكالة أسفار تنشط بمختلف‬ ‫مناطق وجهات إسبانيا‪ ،‬أنه خالل السنة الماضية زار أزيد من‬ ‫مليونين و‪ 350‬ألف سائح إسباني المغرب وذلك بارتفاع بنسبة‬ ‫‪ 8‬في المائة مقارنة مع سنة ‪.2016‬‬ ‫وبعد أن ذكر بأن السوق اإلسبانية تعد ثاني سوق مصدرة‬ ‫للسياح نحو المغرب بعد فرنسا‪ ،‬أشار المتحدث إلى أن األيام‬ ‫التقنية لالتحاد اإلسباني لوكاالت األسفار تعد قناة مهمة‬ ‫للترويج لوجهة المغرب لدى وكاالت األسفار‪ ،‬مؤكدا أن هذا التعاون مع االتحاد اإلسباني لوكاالت األسفار سيمكن من الرفع‬ ‫من نسبة توافد السياح اإلسبان على وجهة المملكة‪.‬‬ ‫وسجل المسؤول بالمكتب الوطني المغربي للسياحة‪ ،‬أن عقد األيام التقنية لالتحاد اإلسباني لوكاالت األسفار‬ ‫بمراكش يعد دليال على ثقة وكاالت األسفار اإلسبانية في وجهة المملكة بفضل ما تزخر به من بنيات تحتية لالستقبال‬ ‫وسمعتها على الصعيد الدولي وموروثها الثقافي وارتباطها بعدد من الوجهات بفضل خطوط جوية كثيرة‪.‬‬ ‫كما أن عقد هذا اللقاء بالمدينة الحمراء‪ ،‬يضيف المتحدث‪ ،‬يؤكد على أن مراكش أضحت وجهة سياحية عالمية بامتياز‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال رئيس االتحاد اإلسباني لوكاالت األسفار‪ ،‬رافاييل غاليغو نادال‪ ،‬إن مراكش أضحت وجهة مفضلة‬ ‫وتستأثر باهتمام متزايد لدى السياح اإلسبان‪.‬‬ ‫واستطرد قائال “خالل هذه األيام ستكشف وكاالت األسفار اإلسبانية مدن أخرى جميلة تستحق الزيادة فضال عن‬ ‫مراكش وأكادير من قبيل مدن طنجة و ورزازات وفاس”‪ ،‬موضحا أن المغرب يتوفر على مجموعة من المؤهالت السياحية‬ ‫ضمنها الثقافة والطبخ والتي تستجيب النتظارات السياح اإلسبان‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن إسبانيا تمثل أيضا قنطرة بالنسبة للسياح من أمريكا الالتينية الراغبين في زيارة المغرب‪ ،‬مسجال أن‬ ‫العالقات التي تربط المغرب بإسبانيا تعد متميزة‪.‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫المرجعي دون تغيير‬ ‫قرر مجلس البنك المركزي‪ ،‬يوم الثالثاء الماضي بالرباط‪،‬‬ ‫اإلبقاء على المستوى الحالي لسعر الفائدة الرئيسي المحدد في‬ ‫‪ 2.25‬في المائة دون تغيير‪.‬‬ ‫وأوضح والي بنك المغرب‪ ،‬عبد اللطيف الجواهري‪ ،‬في‬ ‫ندوة صحفية عقب االجتماع الفصلي األول للمجلس برسم‬ ‫سنة ‪ ،2018‬أن األخير اعتبر‪ ،‬بعد تدارسه للتطورات األخيرة‬ ‫التي ميزت الظرفية وكذا التوقعات الماكرو ـ اقتصادية التي‬ ‫أعدها البنك في أفق الفصول الثمانية المقبلة‪ ،‬أن “المستوى‬ ‫الحالي لسعر الفائدة الرئيسي المحدد في ‪ 2.25‬بالمائة ال يزال‬ ‫مالئما وقرر إبقاءه دون تغيير”‪.‬‬ ‫وأب��رز والي بنك المغرب‪ ،‬أن المجلس قام‪ ،‬خالل هذا‬ ‫االجتماع‪ ،‬بتقييم التقدم المحرز في تنفيذ إصالح نظام الصرف الذي شرع فيه بتاريخ ‪ 15‬يناير من هذه السنة‪ ،‬وأخذ علما‪،‬‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬بالظروف الجيدة التي يجري فيها اإلصالح والتجاوب اإليجابي لألسواق والترحيب الذي لقيه من طرف‬ ‫المؤسسات المعنية‪ ،‬سواء الوطنية منها أو الدولية‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن التضخم سجل تباطؤا خالل سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 0.7‬في المائة نتيجة لتراجع أسعار المنتجات الغذائية‬ ‫المتقلبة األثمنة‪ ،‬وبالمقابل‪ ،‬تسارع مكونه األساسي إلى ‪ 1.3‬في المائة بعد أن شهد انخفاضا ملموسا مؤقتا في سنة‬ ‫‪ 2016‬إلى نسبة ‪ 0.8‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن من المتوقع أن يرتفع التضخم على المدى المتوسط مع بقائه في مستويات‬

‫معتدلة‪ ،‬ليصل إلى ‪ 1.8‬في المائة في ‪ ،2018‬ال سيما نتيجة للزيادة في األسعار المقننة‪ ،‬وأن يعود إلى ‪ 1.5‬في المائة في‬ ‫‪.2019‬‬ ‫ومن المرتقب‪ ،‬حسب بنك المغرب‪ ،‬أن يبلغ التضخم األساسي ‪ 1.4‬في المائة في ‪ 2018‬ثم ‪ 1.9‬في المائة في ‪،2019‬‬ ‫نتيجة لتحسن الطلب الداخلي وارتفاع التضخم المستورد‪.‬‬ ‫وأشار الجواهري‪ ،‬أيضا‪ ،‬إلى أنه يرجح أن تكون وتيرة النمو قد تسارعت إلى ‪ 4‬في المائة سنة ‪ ،2017‬بفضل انتعاش‬ ‫القيمة المضافة الفالحية بنسبة ‪ 14.8‬في المائة‪ ،‬بينما لم يتجاوز ارتفاع القيمة المضافة لألنشطة غير الفالحية نسبة ‪2.7‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لسنة ‪ ،2018‬يضيف والي بنك المغرب‪ ،‬يتوقع البنك المركزي‪ ،‬بناء على المعطيات الخاصة بمقاييس األمطار‬ ‫ووضعية الغطاء النباتي إلى غاية ‪ 10‬مارس الجاري‪ ،‬أن يناهز إنتاج الحبوب ‪ 80‬مليون وأن ترتفع القيمة المضافة الفالحية‬ ‫بواقع ‪ 2.3‬في المائة‪.‬‬ ‫ومن المتوقع كذلك أن تواصل األنشطة غير الفالحية انتعاشها‪ ،‬مسجلة نسبة ‪ 2.3‬في المائة‪ ،‬ليصل بذلك النمو‬ ‫اإلجمالي إلى ‪ 3.3‬في المائة‪ ،‬وفي سنة ‪ ،2019‬يرتقب أن يتسارع نمو الناتج الداخلي اإلجمالي إلى ‪ 3.5‬في المائة مع‬ ‫تحسن القيمة المضافة الفالحية بنسبة ‪ 1,8‬في المائة بناء على فرضية بلوغ إنتاج الحبوب ‪ 70‬مليون قنطار‪ ،‬وارتفاع القيمة‬ ‫المضافة غير الفالحية بنسبة ‪ 3.6‬في المائة‪.‬‬ ‫وفيما يخص الطلب‪ ،‬أبرز الجواهري أن هذه التطورات تعكس‪ ،‬أساسا‪ ،‬ارتفاعا طفيفا في االستثمارات وتواصل دينامية‬ ‫استهالك األسر‪ ،‬بينما يتوقع أن تكون مساهمة الصادرات الصافية في النمو سلبية في ‪ 2018‬وشبه منعدمة في ‪.2019‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫ارتفاع الفاتورة الغذائية‬

‫كشفت بيانات صادرة عن مكتب الصرف‪ ،‬أن الفاتورة‬ ‫الغذائية للبالد قفزت إلى مستويات مرتفعة خالل بداية السنة‪،‬‬ ‫لتستقر في ‪ 7.9‬مليار درهم بدل ‪ 6.2‬مليار درهم قبل سنة‪ ،‬ما‬ ‫يمثل زيادة بمعدل ‪ 26.7‬في المائة‪ ،‬بسبب زيادة الواردات من‬ ‫الحبوب‪ ،‬خاصة القمح الذي سجل‪،‬إلى نهاية فبراير الماضي‪،‬‬ ‫زيادة بلغت ‪ 87.4‬في المائة‪ ،‬بقيمة تصل إلى ‪ 1.9‬مليار درهم‪،‬‬ ‫بينما كلفت مشتريات الذرة ‪ 692‬مليون درهم المسجلة في‬ ‫التاريخ نفسه من العام الماضي‪ ،‬ما يمثل زيادة قدرها ‪ 35.4‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫وإلى جانب عودة االرتفاع إلى فاتورة المواد الغذائية‪،‬‬ ‫واصلت فاتورة المواد الطاقية ارتفاعها الصاروخي‪ ،‬حيث زادت‬ ‫خالل الشهرين األولين من العام الجاري بنحو ملياري درهم‪،‬‬ ‫بعدما بلغت عند متم فبراير ما قيمته ‪ 12.3‬مليار درهم‪ ،‬عوض ‪ 10.2‬مليار درهم في التاريخ نفسه من السنة الماضية‪،‬‬ ‫مسجلة بذلك زيادة معدلها ‪ 19.9‬في المائة‪ .‬وعزا مكتب الصرف هذه الزيادة أساسا إلى ارتفاع قيمة واردات الغازوال‪ ،‬التي‬ ‫بلغت لوحدها نحو ‪ 24.9‬في المائة‪.‬‬ ‫وارتفعت مشتريات الغازوال والفيول من ‪ 4.9‬مليار درهم في فبراير ‪ 2017‬إلى ‪ 6.2‬مليار درهم في فبراير ‪ ،2018‬كما‬ ‫ارتفعت قيمة واردات المغرب من الزيوت وبعض المشتقات األخرى بنحو ‪ 49.7‬في المائة‪ ،‬لتصل إلى أزيد من ‪ 1.3‬مليار‬ ‫درهم عوض ‪ 912‬مليون درهم في الفترة نفسها من سنة ‪.2017‬‬ ‫وزادت كلفة مشتريات المغرب من المواد االستهالكية الجاهزة لتقارب ‪ 15.5‬مليار درهم بدل ‪ 14.7‬مليار درهم قبل‬ ‫سنة‪ ،‬ومن ضمنها على الخصوص واردات أجزاء السيارات التي كلفت في نهاية فبراير ‪ 2018‬ما يقارب ‪ 2.5‬مليار درهم‪،‬‬ ‫بزيادة تفوق ‪ 12.3‬في المائة مقارنة مع نهاية فبراير ‪.2017‬‬ ‫وبسبب ارتفاع فاتورة المشتريات إن الميزان التجاري للبالد شهد ضغطا في وقت استقرت فيه الصادرات‪ ،‬حيث شهد‬ ‫الشهران األوالن من ‪ 2018‬زيادة في معظم مشتريات المغرب الخارجية‪ ،‬وهو ما جعل فاتورة الواردات ترتفع بأزيد من‬ ‫‪ 8.3‬مليار درهم مقارنة مع العام الماضي‪ ،‬وكلفت أزيد من ‪ 74.9‬مليار درهم عوض ‪ 66.5‬مليار درهم في الفترة نفسها من‬ ‫‪ ،2017‬أي بزيادة فاقت نسبتها ‪ 12.4‬في المائة‪.‬‬ ‫في حين أن الصادرات لم ترتفع سوى بنحو ‪ 3.1‬مليار درهم‪ ،‬لترتفع من ‪ 39.5‬مليار درهم في فبراير ‪ 2017‬إلى‬ ‫‪ 42.7‬مليار درهم في الشهر الماضي‪ ،‬أي بنسبة نمو تقدير بنحو ‪ 8‬في المائة‪ ،‬وهو ما عمق العجز التجاري الذي وصل‬ ‫إلى ‪.32.2‬‬

‫مجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة يخصص ‪ 35‬مليون درهم‬ ‫من ميزانيته لفائدة إقليم العرائش‬ ‫بعد مخاض عسير‪ ،‬وبعد عدة مطالب‬ ‫نادت الجهات المعنية باالعتناء بالوضعية‬ ‫التي يعيشها إقليم العرائش وخاصة الوسط‬ ‫القروي بفك العزلة عنه‪ ،‬يبدو أن صداها‬ ‫وصل إلى المسؤولين في جهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬حيث من المتوقع أن‬ ‫يبرم المجلس اإلقليمي للعرائش مع مجلس‬ ‫الجهة‪ ،‬اتفاقية شراكة بقيمة ‪ 60‬مليون‬ ‫درهم لتعزيز وتأهيل الطرق القروية باإلقليم‬ ‫وذلك من خالل مشروع اتفاقية صادق عليها‬ ‫مجلس الجهة باإلجماع خالل الدورة العادية‬ ‫لشهر مارس األخير‪.‬‬ ‫وتهم االتفاقية إنجاز دراسات وأشغال‬ ‫بناء وتهيئة وإعادة تأهيل المسالك القروية‬ ‫بالجماعات المتواجدة بالنـفــوذ الترابــي‬ ‫إلقليم العرائــش‪ ،‬كما سيتم في إطـــار‬ ‫االتفاقية تمويل بناء المنشآت الفنية من‬ ‫قناطر‪ ،‬وممرات مائية‪.‬‬ ‫على أن أولوية إنجاز المسالك والطرق ستمنح إلى الجماعات الترابية التي تتوفر سلفا على دراسات تقنية أو‬ ‫مستعدة لتقديم مساهمات مالية حسب متطلبات المشروع المقترح‪ ،‬كما تلتزم األطراف بتعبئة موارد مالية إضافية‬ ‫إذا ما سجل عجز في الميزانية المخصصة إلنجازها‪.‬‬

‫وستتكلف الوكالــة الجهويــة لتنفيذ‬ ‫المشاريع‪ ،‬بتنسيق مع عمالة إقليم العرائش‪،‬‬ ‫بتنفيذ هذه االتفاقية‪ ،‬التي حددت مدتها‬ ‫في سنتين ابتداء من تاريخ التأشير‪ ،‬على أن‬ ‫تبقى سارية المفعول حتى اإلتمام النهائي‬ ‫للمشاريع المبرمجة ضمن هذا اإلطار‪.‬‬ ‫وتتوزع هذه الميزانية بين ‪ 35‬مليون‬ ‫درهم كمساهمة من مجلس الجهة و‪25‬‬ ‫مليون درهم كمساهمــة من المجلــس‬ ‫اإلقليمي للعرائش‪ ،‬يلتــزم الطرفــــان‬ ‫بالتنسيــق والتعاون ضمانا للسير الجيد‬ ‫للمشاريع وتحقيقــا لألهــداف المتوخاة‪،‬‬ ‫والمتمثلة في فك العزلة عن العالم القروي‪.‬‬ ‫وسيتم إحداث لجنة لقيادة وتتبع تنفيذ‬ ‫االتفاقية‪ ،‬يرأسها رئيس المجلس اإلقليمي‬ ‫للعرائش وتضم في عضويتها ممثال عن‬ ‫عمالة العرائش والوكالة الجهوية لتنفيذ‬ ‫المشاريع وأعضاء مجلس الجهة من إقليم العرائش‪ ،‬حيث ستتكلف بتحديد المشاريع ذات األولوية وآجال تنفيذها‪،‬‬ ‫وتتبع مؤشرات إنجازها‪.‬‬ ‫م ‪ .‬الحراق (عن و‪.‬م‪ .‬ع) بتصرف‬


‫العدد ‪934‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫بمناسبة مرور ‪ 17‬سنة على رحيل التمسماني‬

‫جهود محمد العربي التمسماني‬ ‫في الموسيقى األندلسية أوائل االستقالل‬ ‫بقلم الباحث ‪ :‬الزبري بن الأمني‬ ‫الشك أن اجتهادات محمد العربي التمسماني الفنية‪ ،‬وأعماله التجديدية‪ ،‬تعد بحق‬ ‫وبشهادة الجميع دليال على مدى نبوغه وعبقريته في مجال الموسيقى األندلسية‪ .‬وهي‬ ‫ميزة طبعت مسيرته الفنية التي امتدت إلى عقود طويلة‪.‬‬ ‫ومن خالل هذا العرض سنحاول الوقوف عند فترة معينة من حياته اإلبداعية‪،‬‬ ‫وهي فترة بداية االستقالل‪ ،‬إلبراز جهوده الفنية األولى وبداية مشاركاته المتميزة‪،‬‬ ‫رغم تزامن ذلك مع مرور المغرب في تلك اللحظة بمرحلة انتقالية دقيقة‪ ،‬مرحلة بداية‬ ‫ترتيب مؤسساته المختلفة بما فيها الثقافية والفنية على الخصوص‪ .‬فقد استطاع هذا‬ ‫الفارس أن يشق الطريق بمهارة وثبات‪ ،‬وأن يزيل كل العوائق نتيجة إخالصه لفنه‪.‬‬ ‫وحبه العميق لحضارة وطنه‪ ،‬وسعيه الحثيث إلى خدمة تراثه‪.‬‬ ‫وإذا كانت المصادر التي استقى منها الفنان محمد العربي التمسماني – كما يعلم‬ ‫الجميع – متعددة المنابع‪ ،‬انطلقت أوال من بيت العائلة ومدرسة دار شرفاء وزان بطنجة‪،‬‬ ‫واتصاله بالمعلمين الكبار كموالي أحمد الوكيلي والعربي السيار‪ ،‬ومحمد العربي‬ ‫الغازي‪ ،...‬خالل عهد الحماية منقبا عن غريب صنائع اآللة‪ ،‬ومترددا على حفاظها في‬ ‫مدينة فاس ومكناس وسال والرباط وتطوان وشفشاون والصويرة والدار البيضاء‪...‬‬ ‫فإن اختياره مديرا للمعهد الموسيقي بتطوان سنة ‪ 1956‬من قِبل الزعيم األستاذ عبد‬ ‫الخالق الطريس سيكون له أبلغ األثر في حياته‪ ،‬حيث سيصير هذا المعهد بالنسبة إليه‬ ‫مصدرا جديدا ومرجعا غنيا إضافيا إلى مصادره األخرى السالفة الذكر‪.‬‬ ‫ولعل ما كان يتوفر عليه المعهد التطواني وقتئذ من أطر مغربية وإسبانية ذات‬ ‫التكوين الرفيع مثل‪ :‬العياشي الوراكلي وأحمد البردعي‪ ،‬ومحمد بن عياد‪ ،...‬و‪José‬‬ ‫‪ ،Maria Garrido‬و‪ ،Emilio Soto‬و‪ Antonio Garcia de Alamo‬و‪Santiago‬‬ ‫‪ ...Fernandez Jimenez‬قد ساهم بدوره في صقل موهبته وبلورة تجاربه الفنية‬ ‫وإغنائها‪ ،‬فضال عن ذلك ما وجده متوفرا في خزانة المعهد من ذخائر متنوعة كالكتب‬ ‫والوثائق والتسجيالت المدونة بالنوطة التي خلفها بعض أساتذة المدرسة اإلسبانية‬ ‫بتطوان أيام الحماية‪ ،‬الذين بحثوا‬ ‫بعمق في تراثنا الفني وأصدروا‬ ‫كتبا هامة مثل‪Patrocinio :‬‬ ‫‪ Garcia Barriuso‬صاحب كتاب‬ ‫«الموسيقى اإلسبانية اإلسالمية في‬ ‫المغرب»و و�‪Fernando Valderra‬‬ ‫‪ ma Martinez‬صاحب أطروحة حول‬ ‫كناش الحايك‪ ،‬و‪Arcadio de Lara‬‬ ‫‪ Palacin‬مؤلف «نوبة االصبهان»‬ ‫مساهمة في دراسة الموسيقى‬ ‫األندلسية‪...‬‬ ‫وهكذا شرع يغترف من مواد‬ ‫هذه الخزانة الموسيقية‪ ،‬متصال‬ ‫بشيوخ الفن بالمدينة‪ ،‬عامال على‬ ‫إخراج بعض الصنائــع التراثيــة‬ ‫المفقودة‪ .‬فإليه يرجع الفضل في‬ ‫إنقاذ بعض التوشيات من الضياع‪،‬‬ ‫والعمل على توثيقها وتسجيلها‪،‬‬ ‫وإخراجها إلى الوجود‪ .‬وقد أشار‬ ‫إليها األستاذ الباحث عز الدين بناني‬ ‫في كتابه «بغيات وتواشي نوبات‬ ‫الموسيقى األندلسية المغربية»‪.‬‬ ‫نذكر منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬توشية نوبة رمل الماية‬ ‫(صلوا يا عباد) وجدها متداولة عندما‬ ‫َقدِمَ تطوان سنة ‪ ،1956‬بين حفاظ‬ ‫هذه المدينة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬توشية صنعة أيها الغادي‬ ‫(ابطايحي رمل الماية) فبعد أن تلقاها‬ ‫وحفظها عن المرحوم الفنان العربي‬ ‫الغازي التطواني عمل على إخراجها‬ ‫وتوثيقها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬توشية نوبة رصد الديل‪:‬‬ ‫وجدها مدونة بالنوطة ضمن وثائق‬ ‫خزانة المعهد الموسيقي بتطوان‬ ‫سنة ‪ 1956‬أيضا وكان األستاذ‬ ‫أنطونيو بوسطيل و �‪Antonio Bus‬‬ ‫‪ telo‬هو الذي قام بتدوينها اعتمادا‬ ‫على ذخائر الفنان مَحمد الشودري‪،‬‬ ‫والمعلم محمد بن سالم وغيرهما‪.‬‬ ‫ويعتبر الفنان محمد العربي‬ ‫التمسماني إضافة إلى ما سبق ذكره‬ ‫أول من أدخل فن الرقص وإرفاقه بأنغام توشيات الموسيقى األندلسية‪ ،‬وذلك عندما‬ ‫تم التنسيق بينه وبين فتيات المعهد اإلسباني من أجل أداء رقصات فنية على إيقاع‬ ‫الموسيقى األندلسية‪ ،‬وتم عرضها على خشبة مسارح تطوان وقاعاتها السينمائية‬ ‫والثقافية والمدرسية في شكل لوحات شيقة‪ ،‬ميزت المدرسة التطوانية عن غيرها من‬ ‫المدارس الموسيقية المغربية في هذا اللون‪ .‬فصار إبداعه وإبداع مجموعة األستاذة‬ ‫كالرا إوخينيا ‪ Clara Eugenia‬يتكامالن ويسبحان في مشاهد رومانسية بديعة‪،‬‬ ‫تفيض إشراقا وتشع جماال‪ ،‬وزادها بهورا خياله الواسع‪ ،‬وتوزيعاته اللحنية العميقة‪،‬‬ ‫وإشرافه المحكم‪ .‬وأفضل مثال على ذلك‪ ،‬مشاركتهما الموفقة في ذكرى عيد‬ ‫االستقالل ‪ 17‬نوفمبر ‪ 1959‬بالقصر الملكي العامر بالرباط أمام حضرة المغفور له‬ ‫محمد الخامس‪ ..‬وعند انتهاء الحفل ُقدّم التمسماني و‪ Clara‬إلى حضرة صاحب‬ ‫الجاللة فهنأهما شخصيا على هذا النجاح الكبير‪.‬‬ ‫وبعد أسبوعين من هذه المشاركة العظيمة تتم دعوة الفنان محمد العربي‬ ‫التمسماني إلى مدينة طنجة مع جوقه المكون من كبار العازفين للمساهمة في حفل‬ ‫عشاء على شرف المؤتمر الخاص بممثلي قطاع اإلنتاج السكري‪ ،‬والذي ترأسه آنذاك‬ ‫وزير االقتصاد المغربي المرحوم عبد الرحيم بوعبيد‪ .‬فيختار التمسماني أن تصاحبه‬ ‫المجموعة النسوية للعزف على اآللة بالمعهد‪ ،‬مقدما اجتهادا فنيا آخر‪ ،‬ومفاجأة جديدة‬ ‫وهي مشاركة الجوق النسوي التطواني بجانبه في الحفل االختتامي للمؤتمر‪ .‬وستتكرر‬ ‫نفس المشاركة مع األستاذة اإلسبانية ‪ Clara Eugenia‬في حفل أقيم أيضا بمدينة‬

‫‪8‬‬

‫طنجة بمناسبة افتتاح شهر الصناعة التقليدية دجنبر ‪ ،1960‬وفي غيرها من‬ ‫الحفالت‪.‬‬ ‫كان المرحوم محمد العربي التمسماني من مؤسسي جمعية هواة الموسيقى‬ ‫األندلسية التي تشكلت في أواخر ‪ 1957‬كأول جمعية بعد االستقالل لرعاية هذا الفن‪،‬‬ ‫وكان عضوا عامال في مكتبها الذي ضم عددا من الوزراء منهم محمد الفاسي وزير‬ ‫التهذيب الوطني آنذاك الذي شغل منصب رئيس شرفي لها‪ .‬والسيد عبد الكريم بن‬ ‫جلون وزير العدل باإلضافة إلى العديد من الشخصيات الثقافية والفنية التي مثلت‬ ‫مختلف مدن المغرب فيها‪ ،‬نذكر أسماءها كاملة كما وردت في أحد أعداد جريدة العلم‬ ‫في نوفمبر ‪:1957‬‬ ‫ومحمد بن المليح ومَحمد بنونة‬ ‫محمد ابن األبا ر‬ ‫وعبد الكريم الفاسي والحاج عثمان جوريو‬ ‫ومحمد داو د‬ ‫ي وموالي أحمد العلمي‬ ‫والمختار الخيرون ‬ ‫وأحمد دادي ‬ ‫والحاج إدريس بن جلون (رئيس الجمعية المباشر)‬ ‫ي‬ ‫وموالي العربي الوزاني وبوبكر بوشعرة ولالمليكة الفاس ‬ ‫وقد وضع أعضاء المكتب جمعيتهم تحت الرعاية السامية لولي العهد موالي‬ ‫الحسن (رحمه اهلل)‪ ،‬متعاهدين على القيام بأنشطة مختلفة ساعين للحفاظ على أهداف‬ ‫الجمعية المسطرة في مشروع التأسيس‪.‬‬ ‫وكان من أبرز غاياتها‪ :‬الحفاظ على هذا التراث الفني والقيام بتطويره وإغنائه‪،‬‬ ‫وتشجيع رواده والعمل على نشره‪...‬‬ ‫وسعيا لتحقيق هذه األهداف نظمت الجمعية يومي ‪ 2‬و‪ 3‬ماي سنة ‪1958‬‬ ‫مهرجانات كبيرة بفضاء معرض الدار البيضاء الدولي على شكل مباريات موسيقية‬ ‫خصصت لها جوائز مادية تشجيعا‬ ‫للعازفين والمنشدين ولألجواق‬ ‫بصفة عامة‪.‬‬ ‫وألول مرة يشارك جوق تطوان‬ ‫في هذه المنافسات‪ ،‬ويتألق محمد‬ ‫العربي التمسماني بفوزه بأول جائزة‬ ‫في العزف على البيان (‪ ،)Piano‬هذه‬ ‫اآللة األوربية التي كانت جهوده قوية‬ ‫فيها وكان من أوائل من شجع على‬ ‫استعمالها في الموسيقى األندلسية‪،‬‬ ‫والتي طوعها وصار عبقريا في‬ ‫إبداعاته عليها‪ .‬ولم يظهر له منافس‬ ‫أو مبدع في حياته وحتى بعد وفاته‬ ‫يتقن بأنامله صنائع اآللة كما كان‬ ‫يتقنها رحمه اهلل‪.‬‬ ‫ومما يمكن ذكره ونحن نتحدث‬ ‫عن هذه المرحلة أنه من الرحالت‬ ‫األولى التي أتيحت لجوق محمد‬ ‫العربي التمسماني القيام بها‪،‬‬ ‫كانت تلبيته دعوة إسبانية رسمية‬ ‫للمشاركة في األيام الموسيقية‬ ‫الدولية بمدينــة سانتياغـــو دي‬ ‫كومبوسطـــيـــال ‪Santiago de‬‬ ‫‪ Compostela‬حيث قدمت فرقته‬ ‫المؤلفة من أحد عشر أستاذا وبمعية‬ ‫الفنان المرحوم عبد الصادق شقارة‬ ‫ثالثة عروض موسيقية رائعة نالت‬ ‫إعجاب الجمهور اإلسباني الذي صفق‬ ‫لها بحرارة صادقة تعبيرا عن انبهاره‬ ‫لهذا األداء الجميل‪ ،‬وتثمينا لهذه‬ ‫الموسيقى الفنية الرفيعة‪ ،‬والحضارية‬ ‫العريقة‪ .‬وقد كان للمرحوم محمد‬ ‫العربي التمسماني دور كبير في‬ ‫إنجاح هذه المشاركة حيث عزف على‬ ‫العود فأبدع وأجاد‪ ،‬ونجح بتألق مع‬ ‫مجموعته المؤلفة من الفنانين‪ :‬عبد‬ ‫الصادق شقارة‪ ،‬وعبد العزيز الحراق‪،‬‬ ‫وعبد السالم السعيدي‪ ،‬ومحمد‬ ‫الصالحي‪ ،‬والمختار المفرج (حفظه‬ ‫اهلل)‪ ،‬وأحمد بن مخوت‪ ،‬وأحمد‬ ‫البردعي‪ ،‬وأحمد الشنتوف‪ ،‬ومحمد‬ ‫بن عياد‪ ،‬وأحمد احرازم‪.‬‬ ‫وقد نشرت «يومية إفريقيا» بهذه المناسبة خبرا تحت عنوان (مشاركة أساتذة‬ ‫المعهد الموسيقى التطواني ب ‪ )Santiago de Compostela‬وصفتها الجريدة‬ ‫بالرائعة‪ ،‬مقرة بتفوق وبراعة الفنانين المغاربة الذين كلل أداؤهم خالل العروض الثالثة‬ ‫بالنجاح الباهر‪ ،‬فنالت طريقة عزفهم وغنائهم وحتى لباسهم إعجاب وتقدير الجمهور‬ ‫اإلسباني‪.‬‬ ‫حقا لقد كان أفراد هذه المجموعة أساتذة بالمعنى الصحيح للكلمة‪ ،‬يصعب‬ ‫في الوقت الراهن العثور على مثل هذه النخبة التي اتسمت باإلخالص واالجتهاد‬ ‫واإلبداع في مسيرتها الموسيقية‪ ،‬وكانوا خير سفراء للتعريف بفنون وثقافة بالدنا‬ ‫في الخارج‪ .‬رحم اهلل أهل هذا الفن الرفيع الذين قدموا منذ فجر االستقالل وفي‬ ‫مناسبات عديدة – سواء داخل الوطن أو خارجه – مشاهد أنيقة من هذا اإلرث‬ ‫الحضاري المغربي‪.‬‬ ‫وسيظل محمد العربي التمسماني‪ ،‬رحمة اهلل عليه‪ ،‬بما وهبه اهلل له من ذكاء‪،‬‬ ‫ورقة شعور‪ ،‬وأخالق كريمة‪ ،‬دائم الحضور في ذاكرتنا‪ ،‬ودائم الريادة الفنية لما بذله من‬ ‫جهود‪ ،‬وأبدعه من ابتكارات لفائدة تراثنا الموسيقي األندلسي المغربي‪.‬‬ ‫وتبقى المسؤولية اليوم على عاتق تالمذته‪ ،‬وعاتق الجمعيات واألجواق التراثية‪،‬‬ ‫وعلى وزارة الثقافة وكل غيور على هذا الفن في وطننا‪ ...‬من أجل حمل مشعل‬ ‫االستمرارية وإتمام الرسالة‪ ،‬حفاظا على مقومات هذا اإلرث الثمين ودرئه من األخطار‬ ‫التي يمكن أن تهدد كيانه وما أكثرها في وقتنا الحاضر!‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫الصناعات الثقافية‬ ‫اإلليكترونية‬ ‫ودورها في األمن‬ ‫الثقافي‬ ‫إن األمن الثقـافـي كاألمن الغذائي‬ ‫ال يمكن ضمانه إال بامتالك األدوات‬ ‫واألجهزة المتحكمة في الثقافة ونشرها‪.‬‬ ‫وإذا كانت كـــل الصناعـات الثقافية‬ ‫أس��اس��ي��ة وه��ام��ة ف���إن ال��ت��رك��ي��ز على‬ ‫اإلليكتروني المتطور منها يبدو أكثر شأنا‬ ‫وخطرا بالنسبة للمستقبل‪ ،‬فلقد أدى‬ ‫التوسع في معنى التنميــة الثقافية إلى‬ ‫ضرورة استخدام الوسائل التقنية الحديثة‬ ‫في إنتاج الثقافة ونشرها‪ ،‬وفي تعميق‬ ‫مفهوم الهويــة الثقافيـة لدى الجمهور‬ ‫ال��واس��ع‪ .‬ذل��ك أن تكاليف الجمعيــات‬ ‫واألندية الثقافيــة والمكتبات أضحــت‬ ‫ميزانية مرهقة ومكلفة مع قلة المردود‬ ‫والرواد‪ ،‬وهكذا بدال من أن يذهب الناس‬ ‫إلى هذه األماكن الثقافية التقليدية صار‬ ‫من الضروري أن تذهب هذه المواقع إلى‬ ‫الناس وإلى داخل بيوتهم‪ ،‬وهنا يأتي‬ ‫التحول األساسي باستخدام الصناعات‬ ‫الثقافية اإلليكترونية التي فرضت نفسها‪،‬‬ ‫والتي تستطيع بأقل التكاليف وبأيسر‬ ‫السبل دخول جميع البيوت في أي وقت‬ ‫وإيصال اإلنتاج الثقافي إلى أكبر عدد‬ ‫ممكن من المستمعين والمشاهدين‪،‬‬ ‫وحتى في القرى واألماكن الريفية البعيدة‪.‬‬ ‫إن العمل الثقافي الذي كان إلى زمن‬ ‫قريب عمال مجانيا تطوعيا من جهة‪ ،‬وعمال‬ ‫منكور القيمة الفكرية والعلمية من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬ومن عمل النخبة إنتاجا واستمتاعا‬ ‫من جهة ثالثة صار نتيجة دخول العامل‬ ‫الثقافي في التنمية عمال عاما جماهريا‪.‬‬ ‫وص��ار للرسالة الثقافية قيمتها ذات‬ ‫المردود االقتصادي والتقدير الفكري معا‪،‬‬ ‫وقد انتشلتها الصناعات الثقافية الحديثة‬ ‫اإلليكترونية من زوايا االنعزال والنكران‪،‬‬ ‫وضخمت جماهيرها والمتمتعين بها حتى‬ ‫صار للمنتج الثقافي‪ ،‬من أديب وصحفي‬ ‫وصاحب حرفة وغيرهم‪ ،‬مكانه البارز في‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫إن األم��ن الثقافي مرتبط ارتباطا‬ ‫وثيقا بقدرتنا على توفير ما نحتاج إليه‬ ‫من صناعاتنا الثقافية‪ ،‬فإحداث صناعة‬ ‫ثقافية مغربية قادرة على منافسة اإلنتاج‬ ‫األجنبى وعلى االضطالع بمهمة تأمين‬ ‫الزاد الثقافي الجيد للمواطن‪ ،‬يسهم في‬ ‫إنعاش العمل الثقافي من جهة‪ ،‬وفي‬ ‫حماية الهوية الثقافية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وهذا ال يعني بالضرورة االنغالق عما يتم‬ ‫ابتكاره في العالم‪.‬‬ ‫وال��دع��وة هنا إل��ى ض��رورة التفكير‬ ‫الجدي والسريع في موضوع الصناعات‬ ‫الثقافية التي يتصل أمرها اتصاال وثيقا‬ ‫بقطاع الثقافة والعلوم واآلداب من جهة‪،‬‬ ‫والقطاع االقتصادي والتمويلي من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وإذا كانت صيحات الخطر تتعالى‬ ‫فيما يخص األمن الغذائي واألمن القومي‬ ‫والعسكري‪ ،‬ف�لا ب��د م��ن إط�لاق صوت‬ ‫مدوي لضمان األمن الثقافي‪ ،‬وفي نهاية‬ ‫المطاف ال بد من وقفة قصيرة للمقارنة‬ ‫بين الثقافة والتربية ‪ ،‬وبين الثقافة‬ ‫وأجهزة االتصال واإلعالم‪ ،‬ثم بين الثقافة‬ ‫والعلوم‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم‪ ،‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )17‬الشاعر األميرعبد اهلل الفيصل‬ ‫شاعر الحرمان والشك‬ ‫( ‪ 1923‬ـ ‪ 2007‬م )‬ ‫ولد الشاعر األمير عبد اهلل الفيصل سنة ‪1923‬‬ ‫في مدينة الرياض بالسعودية‪ ،‬وبعد إتمام دراسته‬ ‫األولية حصل على الشهادة االبتدائية بمدينة مكة‬ ‫المكرمة‪ ،‬حيث درس العلوم الدينية واللغة والنحو‬ ‫واألدب‪ .‬وبعد ذلك تابع الدراسة الحرة بالقراءة‬ ‫والمطالعة والتثقيف الذاتي‪ ،‬خاصة في مجال األدب‬ ‫والتاريخ‪ ،‬وكان يحب الشعراء والشعر وفنونه‪ ،‬حيث‬ ‫قرأ لبعض الشعراء العرب من مختلف العصور األدبية‪،‬‬ ‫أمثال ‪ :‬طرفة بن العبد‪ ‬والنابغة الذبياني‪ ‬وامرؤ‬ ‫القيس‪ ‬وعنترة‪ ‬والمتنبي وعمر بن أبي ربيعة وأبو‬ ‫تمام والبحتري وابن زي��دون وأحمد شوقي ونزار‬ ‫قباني وإبراهيم ناجي‪ .‬وقرأ كتب العقاد وطه حسين‬ ‫والرافعي وغيرهم‪ .‬وقد حصل على مجموعة من‬ ‫الجوائز والشواهد‪ ،‬منها الدكتوراه الفخرية من‬ ‫جامعة رالي بوالية كاروالينا الجنوبية بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية عام ‪ 2001‬م ‪.‬‬ ‫وقد عمل في عدة مناصب هامة وزارية وإدارية‬ ‫ودبلوماسية ورياضية‪ ،‬ونظرا لشغفه الكبير باألدب‬ ‫والشعر العربيين ترك العمل الوظيفي الرسمي‪،‬‬ ‫وتفرغ إلى الدراسة والقراءة في حقل األدب والشعر‪،‬‬ ‫ونظم الشعر الفصيح والشعر النبطي‪ .‬وكان ينشر‬ ‫أشعاره بلقب مستعار أال وهو « المحروم» ‪.‬‬ ‫ي��ق��ول أح��م��د قبش ع��ن الشاعر األم��ي��ر في‬ ‫كتابه«تاريخ الشعر العربي الحديث» ‪( :‬تغلـــب على‬ ‫شعره سمــة الترف واألناقـــة ويجاري من الشعراء‬ ‫المعاصرين نــزار قباني في االتجــاه القومي دون‬ ‫القوالب واألساليب ويعد رائدا للنزعة الرومانتيكية‬ ‫في الشعر النجدي المعاصر‪ .‬وأحد أقطاب الشعر‬ ‫العاطفي في العالم العربي‪.‬‬ ‫‪...‬يمتاز شعــره بالعفويــة وشبــوب العاطفــة‬ ‫والخيال الخصب والموسيقية الكالسيكية وهو من‬ ‫دعاة مذهب الفن للفن»‪ .‬وللشاعر مجموعة من‬ ‫الدواوين الشعرية منها ‪:‬وحي الحرمان‪ ،‬صدر سنة‬ ‫‪ .1954‬وخريف العمر‪ ،‬صدر سنة ‪ .1962‬ووحي‬ ‫الحروف‪ ،‬صدر سنة ‪ .1965‬وقد توفي سنة ‪ 2007‬م ‪.‬‬ ‫وبات الشاعر األمير من الشعراء العرب‪ ،‬الذين‬ ‫نالوا شهرة كبيرة في األقطار العربية وخارجها‪،‬‬ ‫حيث ترجمت بعض أشعاره إلى عدة لغات أجنبية‪.‬‬ ‫وانتشرت قصائده المغناة من طرف بعض عمالقة‬ ‫الطرب العربي أمثال أم كلثوم وعبد الحليم ونجاة‬ ‫الصغيرة‪ ،‬وكارم محمود ومحمد عبده وعبد المجيد‬ ‫عبد اهلل وغيرهم‪ .‬ومن أشهر قصائده المغناة‪:‬‬ ‫قصيدة «من أجل عينيك» وقصيدة « ثورة الشك»‬ ‫غناء أم كلثوم من تلحين رياض السمباطي‪ .‬وقصيدة‬ ‫«يامالكا قلبي» من تلحين محمد الموجي‪ ،‬وقصيدة‬ ‫«سمراء ياحلم الطفولة» من تلحين كمال الطويل‪،‬‬ ‫غناء عبد الحليم حافظ ‪.‬‬ ‫قصيدة ثورة الشك ‪ :‬تعتبر أغنية ثورة الشك أو‬ ‫قصيدة عواطف حائرة كما نشرها الشاعر في ديوانه‬ ‫وحي الحرمان‪ ،‬من قصائد الشاعر األمير التي نالت‬ ‫شهرة كبيرة وانتشارا واسعا‪ ،‬وذلك بفضل تحويلها‬ ‫إلى أغنية غنتها كوكب الشرق أم كلثوم بلحن رياض‬ ‫السمباطي وذلك سنة ‪ .1962‬يقول فيها ‪:‬‬

‫�أكاد �أ�شك يف نف�سي لأين ‬ ‫�أ�شك فيك و�أنت مني‬ ‫يقول النا�س �إنك خنت عهدي ‬ ‫ومل حتفظ هواي ومل ت�صني‬ ‫و�أنت مناي �أجمعها م�شت بي ‬ ‫�إليك خطى ال�شباب املطمئن‬ ‫وقد كان ال�شباب لغري عود ‬ ‫يويل عن فتى يف غري �أمن‬ ‫وها �أنا فاتني القدر املوايل ‬ ‫باحالم ال�شباب ومل يفتني‬ ‫ك�أن �صباي قد ردت رواه ‬ ‫علىجفني امل�سهد �أو ك�أين‬ ‫يكذب فيك كل النا�س قلبي ‬ ‫وت�سمع فيك كل النا�س �أذين‬ ‫وكم طافت علي ظالل �شك ‬ ‫�أق�ضت م�ضجعي وا�ستعبدتني‬ ‫ك�أين طاف بي ركب الليايل ‬ ‫يحدث عنك يف الدنيا وعني‬ ‫على �أين �أغالط فيك �سمعي ‬ ‫وتب�رص فيك غري ال�شك عيني‬ ‫وما �أنا بامل�صدق فيك قوال ‬ ‫ولكني �شقيت بح�سن ظني‬ ‫وبي مما ي�ساورين كثري ‬ ‫من ال�شجن املورق التدعني‬ ‫تعذب يف لهيب ال�شك روحي ‬ ‫وت�شقي بالظنون وبالتمني‬ ‫�أجبني �إذ �س�ألتك هل �صحيح ‬ ‫حديث النا�س خنت؟ �أمل تخني‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬قصيدة يامالكا قلبي‬ ‫يا مالكا قلبي يا �آ� ً‬ ‫رسا حبي‬ ‫النهر ظم�آن لثغرك العذب‬ ‫مل بي له مل بي يا مالك ًا قلبي‬ ‫قل يل �إلى �أين امل�سري يف‬ ‫ظلمة الدرب الع�سري‬ ‫طالت لياليه بنا والعمر لو تدري ق�صري‬ ‫يا فاتن ًا عمري هل انتهى �أمري‬ ‫�أخاف �أن �أم�شي يف غربتي وحدي‬ ‫يف ظلمة الأ�رس‬ ‫يا مالك ًا القلبي‬ ‫�آه من الأيام �آه مل‬ ‫تعطِ من يهوى مناه‬ ‫مايل �أح�س �أنني روح غريب يف احلياه‬ ‫يا فاتن ًا عمري هل انتهى �أمري‬ ‫�أخاف �أن �أم�شي يف غربتي‬

‫وحدي يف ظلمة الأ�رس‬ ‫يا مالك ًا قلبي‬ ‫رحماك من هذا العذاب‬ ‫قلبي من الأ�شواق ذاب‬ ‫ليلي �ضنى �صبحي �أ�سى‬ ‫عي�شي على الدنيا �رساب‬ ‫يا فاتن ًا عمري هل انتهى �أمري‬ ‫�أخاف �أن �أم�شي يف غربتي‬ ‫وحدي يف ظلمة الأ�رس‬ ‫يا مالك ًا قلبي‬ ‫******‬ ‫‪ ) 2‬قصيدة من أجل عينيك‬ ‫ُ‬ ‫ع�شقت الهوى ‬ ‫من �أجل عينيك‬ ‫َ‬ ‫بعد زمانٍ ُ‬ ‫كنت فيه اخللِي‬ ‫ْ‬ ‫أ�صبحت عيناي بعد الكرى ‬ ‫و�‬ ‫تقول للت�سهيدِ ال ترحل‬ ‫ُ‬ ‫وكنت ال �ألوي على فتنةٍ ‬ ‫ّ‬ ‫ ال�صبا املقبل‬ ‫يحملها غ�ض ّ‬ ‫حتى �إذا طارحتني نظر ً ة‬ ‫ً‬ ‫حاملة من طرفك الأكحل‬ ‫ُ‬ ‫أح�س�ست وقد النار يف �أ�ضلعي ‬ ‫�‬ ‫ك�أنها قامت على مِ رجل‬ ‫وجمل الدنيا على ما بها ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫دفق �س ّنى من ح�سنك الأمثل‬ ‫******‬ ‫يا فاتن ًا لواله ما ّ‬ ‫هزين ‬ ‫وج ٌد وال طعم الهوى طاب يل‬ ‫يا من على �أقدامه بعرثت ‬ ‫ٌ‬ ‫غالئل من ظله املخملي‬ ‫فالزهر من حوله ‬ ‫�إذا رنا‬ ‫ُ‬ ‫طيوب �سال كاجلدول‬ ‫موج‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫و�إن �شدا � ْ‬ ‫أ�صغت �إليه الد ُّنا ‬ ‫إ�صباح للبلبل‬ ‫�إ�صغاءة ال ِ‬ ‫ركبةُ‬ ‫كان ال�سها ‬ ‫و�إن م�شى‬ ‫ّ‬ ‫جنوم �شع�شعت من عل‬ ‫عرب‬ ‫ٍ‬ ‫أمر ُ ه‬ ‫هذا ف�ؤادي فامتلك � َ‬ ‫ُ‬ ‫واظلمه �إن �أحببت �أو فاعدِل‬ ‫ُ‬ ‫بخلت قبل اليوم عن بذله ‬ ‫ويف �سوى قلبي مل �أبخل‬ ‫لأنني �أخ�شى انعدام الوفا ‬ ‫حبيب ّ‬ ‫يف مل ي�شغل‬ ‫لدى‬ ‫ٍ‬ ‫و�أكره الت�سيار يف رو�ضةٍ ‬ ‫�إن مل يكن خطوي يف ال ّأول‬ ‫لكنني ‪ ..‬بعدك يا فاتني ‬ ‫ُ‬ ‫أ�صبحت عن كربي يف معزل‬ ‫�‬ ‫وبات قلبي بعد تيهِ الهوى ‬

‫حب يف هواك اب ُتلي‬ ‫ري ّ‬ ‫�أ�س َ‬

‫كل الذي يرجوه من عمر ِه ‬ ‫َ‬ ‫�شدوك املر�سل‬ ‫�صدى من‬ ‫رجع‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ النا�س مبا يف الدّنا ‬ ‫لو �شغِل‬ ‫ُ‬ ‫مل ُي ْعنَ � َ‬ ‫إال بك‪� ،‬أو ُي�ش َغل‬

‫******‬

‫‪ ) 3‬قصيدة سمراء ياحلم الطفولة‬ ‫�سمراء يا حلم الطفوله ‬

‫يا منية النف�س العليله‬

‫كيف الو�صول �إلى حماك‬ ‫و لي�س يل يف الأمر حيله‬ ‫�إن كان يف ذيل ر�ضاك‬

‫فهذه روحي ذليلة‬

‫وو�سيلتي قلب به ‬

‫مثواك �إن عزت و�سيله‬ ‫فلرتحمي خفقانه ‬

‫لك وا�سمعي فيه عويله‬

‫قلب رعاك وما ارت�ضى ‬

‫يف حبه �أبدا بديله‬

‫�أ�سعدته زمنا وروى ‬

‫و�صلك ال�شايف غليله‬

‫ما بال قلبك �ضل عنـــه‬

‫فما اهتدى يوما �سبيله‬

‫و�سبيلك الذكرى �إذا ‬

‫ما داعبتك ر�ؤى جميله‬ ‫يف ليلة ن�سج الغرام‬ ‫طيفها بيد نحيله‬

‫و�أطال فيها �سهد كل ‬ ‫متيم ي�شكو خليله‬

‫�سمراء يا �أمل الف�ؤاد‬ ‫وحلمه من الطفولة‬

‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ـ كتاب تاريخ الشعر العربي الحديث‪ .‬أحمد قبِّش‬ ‫‪.‬الصفحات ‪ 645‬و‪. 646‬‬ ‫ـ كتاب من أدبنا المعاصر‪ .‬طه حسين‪ .‬الطبعة‬ ‫األولى‪ .‬السنة ‪. 1958‬‬ ‫ـ مجلة الفيصل‪ .‬العددان ‪ 371‬ـ ‪ 372‬مايو ‪ /‬يوليو‬ ‫‪. 2007‬‬ ‫ـ أشعار الشاعر األميرعبد اهلل الفيصل ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫محمد أنقار‬

‫‪10‬‬

‫بالغة الصورة في النقد واإلبداع‬ ‫رحيل بطعم األلم‬

‫بقلم ‪ :‬محمد العناز *‬

‫األجناس‬ ‫وإذا كانت جميع‬ ‫كان غاستــون باشــالر يجلس‬ ‫ِ‬ ‫فوق كرسيه الخشبي‪ ،‬ينصت إلى‬ ‫األدبيةِ تشترك في قيامها على‬ ‫المذياع بافتتان معبرا عــن فرحتــه‬ ‫التصوير‪ ،‬سواء أتعلق األمر بالشعر‬ ‫الكبرى باختراع المذياع‪ ،‬وما يحمله‬ ‫أم النثر‪ ،‬فإن لكل جنس خصائصه‬ ‫من مؤانســة وإمكانـــات هائلة‬ ‫التصويــريــة التــي تسهـــم في‬ ‫من أجل فـــك العزلة‪ ،‬والخروج من‬ ‫تحديــد الخصائص التجنيسيـــة‬ ‫الغرفة الضيقة المحاصرة بالكتب‬ ‫للعمل األدبي‪ ،‬وال ربما كان بإمكاننا‬ ‫والمفاهيماإلبستمولوجية‪.‬‬ ‫القول إن التصوير ال يغدو أن يكون‬ ‫مكونا واحدا من مكونات جمالية‬ ‫إن احتفـــاء غاستــون باشالر‬ ‫تتخلل بنية الجنس األدبي‪ ،‬وال‬ ‫بالصوت‪ ،‬يقابله قدرة هذا األخير‬ ‫يرقى إلى أن يشكل أداة نقدية‬ ‫على تقويـــض الزمن‪ ،‬وبعثـــه من‬ ‫محمد العناز رفقة الراحل محمد �أنقار‬ ‫مستقلة في سؤال التجنيس‪ .‬غير‬ ‫جديـد‪ .‬فالعصر الذي يحكمنا هو‬ ‫أن النظر إلى التصويـــر األدبي من‬ ‫عصر الصورة‪ ،‬في الوقــت الذي غدا‬ ‫حيث كونُه مرتكزا من مرتكزات‬ ‫فيه العالـم قريــة صغيرة‪ ،‬تمكنت‬ ‫الصورة عبر وسائل الميديا من السيطرة على العالم عبر التسطيح العملية التجنيسية يخفي نزوعا نقديا يذهب إلى ضرورة التمييز بين‬ ‫والتعميم‪ ،‬وغدا اإلنسان مستهلكا لهذه الصور الزائفة دون تفكير أصنافه؛ تمييزا يقوم على استشراف مسبق لبالغتها النوعية‪ .‬تقوم‬ ‫أو تأمل؛ وهو ما عبر عنه الفيلسوف جيل دولوز في كتابه» الصورة»‪ ،‬الصورة في الشعر على عدد من الومضات التصويرية المتفرقة بين‬ ‫وبيير بورديو في حديثه عن الصورة اإلعالمية‪ ،‬وجان بودريار في حديثه أبيات القصيدة بينما الصورة في الرواية على نوع من التصوير الممتد‬ ‫عن الصور المنتجة لألخيلة المضللة‪ .‬إن محمد أنقار غير معني بهذه عبر لحظات متتابعة‪.‬‬ ‫الصور؛ ألن تفكيره منصب على الصور التي تتجه نحو الخلود‪ ،‬ونحو‬ ‫ال يحمل محمد أنقار بهجة الصورةِ في قلبه فقط‪ ،‬بل يحمل في‬ ‫الحقيقة اإلنسانية وليس نحو الوهم والزيف والصور السردية (الروائية‪ ،‬الوقت نفسه ألمها وهواجسها‪ ،‬وهو المفتون بها في نصوص سردية‬ ‫القصصية‪ ،‬المسرحية‪ ،‬المقامية‪ )....‬انطالقا من كتبه‪« :‬بناء الصورة مبهرة لكل من‪ :‬همنجواي‪ ،‬وكويتزي‪ ،‬وأورهان باموق‪ ،‬ونجيب محفوظ‪،‬‬ ‫في الرواية االستعمارية‪ :‬صورة المغرب في الرواية اإلسبانية» (‪ ،)1994‬بهاء طاهر‪..‬‬ ‫و»بالغة النص المسرحي» (‪ ،)1996‬و«قصص األطفال في المغرب»‬ ‫إن ألم الصورة يسبب للمهووس بها تعبا ال ينتهي؛ ألنه دائم‬ ‫(‪ ،)1998‬و»صورة عطيل» (‪ ،)1999‬و«ظمأ الروح‪ :‬أو بالغة السمات في التفكير فيها‪ ،‬وكأنها قدره الذي كان ينتظره‪ ،‬وهو يجلس في مكتبه‬ ‫رواية «نقطة النور»لبهاء طاهر» (‪ )2008‬تحمل هذا الطموح الجمالي؛ يحدق في الصورة الفوتوغرافية السبعينية لنجيب محفوظ‪ .‬هو‬ ‫ألنها تستند بشكل أساس إلى القيم الفنية الرفيعة‪ ،‬وإلى الخصال نفسه ال يدري كيف تسرب هذا األلـم النقدي إلى ذائقته اإلبداعية‪،‬‬ ‫اإلنسانيةالنبيلة‪.‬‬ ‫وتحكم في تكوين نصوصه القصصية‪« :‬زمن عبد الحليم» (‪،)1994‬‬ ‫ما الذي كان سيقوله صاحب القطيعة اإلبستمولوجية عن زمن و«المؤنس العليل»(‪ ،)2003‬و«األخرس»(‪ ،)2005‬و»البحث عن‬ ‫فريد األطرش»(‪ ،)2012‬و«يا مسافر وحدك»(‪ ،)2014‬وفيما بعد في‬ ‫الصورة لو كان بيننا؟‬ ‫هذا السؤال المحرج‪ ،‬نجد إجابته لدى رجل اختار أن ينقل االهتمام نصوصه الروائية‪« :‬المصري»(‪ ،)2003‬و«باريو مالقه»(‪ ،)2007‬و«شيخ‬ ‫بفتنة الصورة من مجال الصورة الفوتوغرافية والسينمائية والتشكيلية الرماية»(‪ ،)2012‬والمسرحية‪« :‬الببوش أو أكلة الحلزون»(‪،)2010‬‬ ‫البصرية إلى مجال الصورة السردية‪ ،‬ال يرتبط األمر بالصورة الشعرية وقصص األطفال‪« :‬الكتكوت اليومي»‪ ،‬و»الهاتف له ذراعان» و»حلم‬ ‫الطافحة بمرجعياتها البالغية في الدرس النقدي العربي‪ ،‬بل بتصور األرجوحة» (‪ ،)2006‬وصورة حياة‪« :‬التركي الذي طار بالدراجة»‬ ‫مخصوص هو نتاج رؤية متفردة تتغيا االنفتاح على السرود بمختلف (‪ .)2000‬ففي الوقت الذي تسببت فيه الصورة كأداة معيارية في ألم‬ ‫أنواعها‪ ،‬وعلى الرواية بوصفها جنسا أدبيا له مكوناته وسماته‪ .‬نقدي لمحمد أنقار استطاعت هذه الصورة أن تجعل من إبداعاته‬ ‫تطلبت غواية الصورة الروائية من محمد أنقار أكثر من نصف العمر السردية ذات نفس خاص وعوالم تخييلية رحبة وإيقاع مخصوص مما‬ ‫وفاء وإخالصا لهذا االجتهاد النقدي‪ ،‬واالشتغال الرصين على نماذج جعل من هذه األعمال محط تقدير نقدي كبير في المغرب والعالم‬ ‫روائية متعددة ال تستجيب لمعيار الصورة بشكل انعكاسي ومحاكاتي‪ ،‬العربي‪ .‬ال يمكن قراءة مسار هذا الرجل الذي فضل اإلخالص للعلم‬ ‫بل تنتج عن طواعية صورها الخاصة‪ ،‬لتكشف بعد جهد مضن معيارية ولإلبداع بعيدا عن األضواء وبعيدا عن البهرجة والتضليل إال في ضوء‬ ‫هذه اآللية التحليلية‪ ،‬ونجاعة الصورة السردية‪ ،‬وقدرتها على كشف هذا المسار المزدوج «النقد واإلبداع»‪ .‬لكن االفتتان بالصورة وألمها‬ ‫وبوهجها هو ما يوحد هذا المسار الطافح بالجمال والقيم اإلنسانية‬ ‫الطاقة البالغية‪ ،‬والتعبيرية والعوالم التخييلية ومكوناتها السردية‪.‬‬ ‫لقد عمل هذا الرجل في صمت من أجل صياغة اجتهاد نقدي الرفيعة‪.‬‬ ‫فلم يكن صاحب«المصري» مسكونا برؤى نقدية جاهزة‪ ،‬بقدر ما‬ ‫ببصمة مغربية عربية‪ ،‬بوصفها إجابة عن إشكالية االغتراب المنهجي‪،‬‬ ‫وتكرار المناهج الغربية دون تفكير أو تحليل‪ .‬لقد أخلص صاحب» كان مهووسا بقدرة الصورة على كشف هذا األثر اإلنساني الذي تحمله‬ ‫بناء الصورة في الرواية االستعمارية» لهذا االجتهاد‪ ،‬ومنحه حبه السرود العالمية الخالدة‪ .‬نحن هنا أيها األب الروحي الحنون والصديق‬ ‫الكبير ووقته الثمين‪ ،‬اختار أن يهب حياته لمبحث نقدي لم يقدر له األعز بالقرب منك ننصت لك‪ ،‬ونساجلك بقوة وبود‪ ،‬فما يوحدنا دائما‬ ‫الخروج إلى العالم إال في أواخر التسعينيات من القرن الماضي؛ فيما هو الحب الذي ال يشيخ أبدا‪ .‬محمد أنقار الشاب في قلوبنا‪ ،‬ستظل رمزا‬ ‫تظل دراسات جامعية مختلفة تثبت نجاعة هذا المعيار حبيسة رفوف للقيم اإلنسانية الرفيعة‪ ،‬والسالم على روحه والسكينة‪.‬‬ ‫* ناقد مغربي‪.‬‬ ‫المكتباتالجامعية‪.‬‬

‫السباق النسوي في دورته الثالثة‬ ‫‪ 5‬كلم على الطريق و ذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة‬ ‫فـــي إطــــار االحتفـــال‬ ‫باليوم العالمي للمرأة وأيضا‬ ‫بمناسبة عيد األم‪ ،‬نظمـــت‬ ‫جمعية ‪ Red1‬لأللعاب القــوى‬ ‫طنجة بشراكـة مع مقاطعـــة‬ ‫طنجة المدينة وبتنسيق مع‬ ‫المديرية الجهويــة للشبـــاب‬ ‫والرياضة طنجـــة ـ تطــوان ـ‬ ‫الحسيمـــة ‪ ‬و‪ ‬الوالية طنجــــة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬المجلــــس‬ ‫الجماعي بطنجـة‪ ، ‬جهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬العصبة‬ ‫الشمال لأللعاب القوى‪ ،‬والشركة‬ ‫تدبير ميناء طنجـــة المدينة‬ ‫والسلطات المحليـــة وواليـــة‬ ‫األمن والقيادة اإلقليمية للوقاية‬ ‫المدنية وجمعية الهالل األحمر وبتعاون مع الشركة‬ ‫سيطا بوغاز والشركة كافيطال‪ ، ‬السباق النسوي على‬ ‫الطريق في دورته الثالثة مسافته ‪ 5‬كلم تحت شعار ‪:‬‬ ‫«‪ ،» Tangier Run For Women 2018 ‬وذلك‬ ‫صباح اليوم األحد ‪ 11‬مارس ‪ ،2018‬وقد مر السباق في‬ ‫أحسن الظروف وعرف مشاركة مكثفة أكثر من ‪800‬‬ ‫مشاركة منهن العداءات والبطالت من المغرب ومن‬ ‫خارجه‪ ،‬وسط متابعة عدد ال بأس به من الجمهور‪ ،‬وكان‬ ‫السباق ناجحا بكل المقاييس ‪.‬‬ ‫حيث كان سباق مفتوحا في وجه جميع األعمار من‬ ‫جميع الفئات الصغيرات والشابات والكبيرات ‪.‬‬ ‫و أشرف على هذا السباق كل من رئيس محمد‬ ‫ياسين العداتي ‪ ‬وكاتب العام محمد البغدادي وأمين‬ ‫المال حسين برهنيش ونائبه حميد النهاجي ومحمد‬ ‫أعزاير‪ ‬و محمد بنفارس ومصطفى الشداد‪ ،‬وأيضا باقي‬ ‫أعضاء اللجنة المنظمة وعـدد من فعاليـــات منطقــة‬

‫و‪ ‬بعض المنتخبين والضيوف‪،‬‬ ‫وتم توزيع الجوائز العينية ‪.‬‬ ‫و ما أعطى القيمة المضافة‬ ‫هو تكريم البطلة الشمالية‪ ‬‬ ‫السابقة إكرام الزكاللي بنت‬ ‫مدينة الفنيدق على ما أسداه‬ ‫لرياضة ألعـــاب القــوى من‬ ‫خدمـات و تكريم المشاركة‬ ‫أكبر سنــا وهي الحاجة عائشة‬ ‫السعيدي ‪ ‬البالغة من العمر ‪80‬‬ ‫سنة ‪ ‬وكذلك األصغر سنا جنات‬ ‫العمـــري البركـــي ‪ /‬البالغـــة‬ ‫من العمــر ثالث سنوات وقــد‬ ‫تم كذلك تكريم مجموعة من‬ ‫فعاليات المجتمع المدني منها‬ ‫جمعيات تشتغل في مجال اإلعاقة ‪.‬‬ ‫تحية خاصة لرجال األمن الوطني والقوات‬ ‫المساعدة لطنجة وتحية عامة‪ ‬ألعضاء اللجنة‬ ‫المنظمة كل باسمه و طلبة‪ ‬معهد الوطني للعمل‪ ‬‬ ‫االجتماعي‪ ‬وتحية لكل من ساهم في إنجاح هذا‬ ‫العرس الرياضي من قريب أو بعيد ‪.‬‬ ‫و كانت النتائج التقنية للسباق على الشكل‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫ــ المرتبة االولى ‪ :‬فاطمة القاسمي‬ ‫ــ المرتبة الثانية ‪ :‬شيماء الخياري‬ ‫ــ المرتبة الثالثة ‪ :‬حسناء أولمداني‬ ‫ــ المرتبة الرابعة ‪ :‬إيمان لغيبي‬ ‫ــ المرتبة الخامسة ‪ :‬شيماء أحريش‬

‫رئيس الجمعية ‪:‬‬

‫محمد ياسين العداتي‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر‬ ‫في حق الراحل المؤرخ‬

‫محمد بن عزوز حكيم‬


‫العدد ‪934‬‬

‫من �أعالم الفكر‬ ‫الأندل�سي ‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫ابن حيان القرطبي‬ ‫(‪)3/3‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية كتابيه في تاريخ األندلس واإلشكاالت التي طرحاها‪:‬‬ ‫عرفت األندلس فراغا كبيرا في الكتابة التاريخية‪ ،‬فباستثناء كتاب تاريخ افتتاح‬ ‫األندلس البن القوطية والتي حفظت أجزاء منها بفضل ابن حيان‪ ،‬وتاريخ علماء‬ ‫األندلس البن الفرضي‪ ،‬فسد مؤرخنا ذلك الفراغ ليوصل التأريخ لقمته خالل عصر‬ ‫الطوائف‪ .‬يضاف لذلك تخليص ابن حيان التاريخ من األسطورة كما الحال في مؤلف‬ ‫الرايات البن حبيب‪ ،‬واستفاد منه المؤرخون الالحقون في التاريخ لعصره كالمقري وابن‬ ‫بسام وابن الخطيب وابن عاصم في «جنة الرضا» وابن عذاري المراكشي الذي صرح‬ ‫في مقدمة كتابه «البيان المغرب» أنه نقل من «أخبار الدولة العامرية» البن حيان‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬اعتمد عليه المؤرخون اإلسبان إلعادة كتابة تاريخ إسبانيا منذ الفتح‬ ‫حتى عصر الطوائف‪ .‬سنوضح أهمية مؤلفيه «المقتبس» و «المتين» في إغناء التراث‬ ‫األندلسي‪:‬‬

‫‪ - 1‬أهمية المقتبس‪:‬‬ ‫من خالله يتعرف الباحث على األحداث السياسية واالقتصادية واالجتماعية لألندلس‬ ‫منذ الفتح اإلسالمي إلى حين عصر ابن حيان‪ ،‬كما نستطيع التمييز بين الطبقات‬ ‫االجتماعية المكونة لألندلس أنذاك‪ :‬عرب‪ ،‬بربر‪ ،‬مستعربون‪ ،‬صقالبة‪ ...‬إضافة لتعرفنا‬ ‫على نوعية العالقة التي ربطت‬ ‫خلفاء قرطبة األمويين(عبد الناصر‪،‬‬ ‫الحكم المستنصر‪ ،‬المنصور بن أبي‬ ‫عامر) بأدارسة المغرب والفاطميين‬ ‫بسبب الخالف المذهبي(شيعة‪،‬‬ ‫سنة)‪ .‬نستشف أيضـــا‪ ،‬تهـــاون‬ ‫بعض األمـــراء وميلهم لهواهم‬ ‫مثل إسنـــاد الحكـــم المستنصر‬ ‫الحكــم البنــه الصبي دون إخوته‬ ‫الكبـــار بل وارتكابه سلسلة من‬ ‫الجرائم السياسية لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪ - 2‬أهمية المتين‪:‬‬ ‫يقدم لنا صورة دقيقـــة وحية‬ ‫عن تاريخ األندلس خـــالل عصر‬ ‫الطوائف باعتبـــار أن ابن حيان‬ ‫كان معاصــرا لألحــداث‪ ،‬فقــدم‬ ‫آراءه وتحليالته عنها بأسلوب فذ‬ ‫متين ينقـــل مرارته من االنقسام‬ ‫والضعف‪ ،‬مبينا إيمانه العميــق‬ ‫بالوحدة والجماعــة التي آمن بها‬ ‫حتى سمي العصر الذي أرخ له‬ ‫بعصر الجماعة‪.‬‬

‫‪ - 3‬اإلشكاالت التي يطرحها‬ ‫فكر وتراث ابن حيان‪:‬‬ ‫أولى اإلشكاالت التي الحظتها هو االختالف حول تسمية المقتبس‪ ،‬فابن حزم سماه‬ ‫التاريخ الكبير من أنباء أهل األندلس‪ ،‬وافتخر به في رسالته عن فضل األندلس حيث‬ ‫يقول‪« :‬منها كتاب التواريخ الكبير في أخبار األندلس‪ .‬تأليف أبي مروان ابن حيان نحو‬ ‫عشرة أسفار»‪ .‬رد ابن سعيد على ذلك فقال نحو ستين مجلدة‪ ،‬بينما ذكر ابن حزم‬ ‫الكتاب في عشرة مجلدات‪ .‬أما ابن األبار فذكره بالمقتبس‪ ،‬وإليه مال د‪.‬محمود علي‬ ‫مكي‪.‬‬ ‫ثاني اإلشكاالت متعلق برسم كلمة المقتبس‪ ،‬فالمستشرقون ينطقونه بالباء‬ ‫المكسورة أي بصيغة اسم فاعل‪ .‬منهم الهوالندي رينهارت دوزي وبونس بويغس‬ ‫وملشور أنطونية وليفي بروفنسال وغرسية غومس‪ .‬أما محمود مكي وإسماعيل العربي‪،‬‬ ‫فضبطوه على اسم مفعول أي بفتح الباء‪.‬‬ ‫ثالث اإلشكاالت حول الفترة التي يؤرخ لها المقتبس‪ ،‬وقد سبق توضيح االختالف‬ ‫بين المؤرخين‪.‬‬ ‫رابع اإلشكاالت هو االختالف حول أي كتاب بدأ بتأليفه‪ :‬هل المقتبس الذي كتبه في‬ ‫فترة شبابه‪ ،‬أم المتين الذي يمثل فترة نضجه وشيخوخته‪ ،‬وهو رأي دوزي في مقدمة‬ ‫نشره لكتاب بيان المغرب البن عذاري‪ ،‬وتبعه فيه مارينو وملشور أنطونيا وبونس‬ ‫بويجس‪.‬‬ ‫أرى أن التفريق ال يجب أن يكون على أساس العمر الذي ألف فيه ابن حيان كتابيه‪،‬‬ ‫وال باألسلوب‪ .‬فإذا كان المتين عبارة عن أحداث يومية جارية كما رآها مؤرخنا‪ ،‬فإن‬ ‫المقتبس يدون أحداثا سابقة لعصره‪ ،‬الحظت من خالل ما توفر من نصوص‬ ‫المقتبس والنصوص التي جمعها د‪ .‬جمال الدين‪ ،‬أنه ال فرق بين أسلوب المتين‬ ‫والمقتبس‪ :‬أسلوب جزل قوي والذي يعتبر ميزة كبرى البن حيان‪ .‬لذا كان جارثيا‬ ‫غومس محقا عندما شك فيما رآه دوزي ومن نهج نهجه من وجود خالف بين أسلوب‬

‫‪� -‬إعداد ‪ :‬الأ�ستاذة فاطمة الكنوين‬

‫ابن حيان في المتين‪ :‬أسلوب النضج واالكتمال وبين أسلوبه في المقتبس الذي هو‬ ‫إنتاج فترة الشباب‪.‬‬ ‫أما اإلشكال الخامس فيتعلق باختالف النسخ التي نقل منها ابن بسام عن المتين‪،‬‬ ‫إذ وصل فيه ابن حيان إلى رواية أحداث وقعت سنة ‪463‬هـ‪ .‬ثم رجع ابن بسام إلى‬ ‫أحداث ‪455‬هـ‪ ،‬فلم يصادف وصف واقعة بطرنة التي جرت في تلك السنة وانهزم فيها‬ ‫المسلمون‪ .‬هذا يعني أن النسخة التي نقل عنها ابن بسام من المتين آنذاك لم تكن‬ ‫وصلت إلى أحداث تلك السنة خاصة أن الواقعة جد مهمة‪ ،‬وال أظن أن ابن حيان ترك‬ ‫روايتها والتعليق عليها‪ .‬إال أن ابن بسام نقل عن نسخة أخرى من المتين ما حدث‬ ‫سنة ‪456‬هـ‪ ،‬حول ما تداوله أهل قرطبة حول تنافس ولدي أبي الوليد بن جهور‪ :‬عبد‬ ‫الرحمن وعبد الملك ثم عقب قائال‪« :‬إلى هذا الموضع انتهى ما وجدته من أخبار الدولة‬ ‫الجهورية في كتاب ابن حيان وقت تجردي للفراغ من تتميم هذا الديوان وأعياني تتبعه‬ ‫آلثارهم‪ ،‬وشرد علي وجود لفظه ونظمه لبقية أخبارهم‪ ،‬ولم أجد بدا من نظامها لتجيء‬ ‫أخبارهم بتمامها‪ ،‬فرقعت الضحى بالغلس وجمعت بين حافر البعير وجبهة الفرس»‪.‬‬ ‫لعل ذلك يؤكد الطرح الذي سردته أن المتين أوجدت منه نسخ عدة‪ ،‬وأنه نقح باستمرار‬ ‫فأضاف إليه صاحبه أو حذف منه حسب تطور األحداث‪.‬‬ ‫أما اإلشكال السادس‪ ،‬فنزيد‬ ‫إلى اختــــالف المؤرخين حـــول‬ ‫تسميات وعدد أجزاء كتب ابن‬ ‫حيان‪ ،‬اختالفهم في نسبة بعض‬ ‫المؤلفات إلى مؤرخنا‪ .‬فقد خلط‬ ‫المراكشي بين كتـــاب المآثـــر‬ ‫العامريـــة للحسيـــن بن عاصم‬ ‫وبين أخبار الدولة العامرية البن‬ ‫حيان‪ .‬كما نسب ميخائيل الجزيري‬ ‫مفهرس كتب مكتبة االسكوريال‪،‬‬ ‫كتابا عنوانه «معرفة التابعين»‬ ‫إلى ابن حيــان‪ .‬ترتـــب عن ذلك‬ ‫وضع «بونــس بويجس» هـــذا‬ ‫الكتاب بين مؤلفات ابن حيان‪.‬‬ ‫والواقع‪ ،‬أن ذلك الكتاب هو البن‬ ‫حبان‪ ،‬وصحف الجزيري هذا االسم‬ ‫فجعله ابن حيـــان‪ ،‬وقد نبه لهذا‬ ‫الخطأ ملشور أنطونيا‪.‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬فقد سبق الذكر أن ابن‬ ‫حيان شغل منصب الذكر لدى أبي‬ ‫الوليد ابن جهور إنقاذا له من‬ ‫الفقر‪ ،‬إال أننا نعلم أن مؤرخنا لم‬ ‫يتقرب لألمراء وال توسل إليهم بل‬ ‫العكس تقرب له األمراء‪ .‬قال ابن بسام في هذا الصدد‪« :‬ولما تحدث بتاريخه في ملوك‬ ‫الطوائف بأفقنا‪ ،‬استشرفت طائفة منهم على مطالعة غرره‪ ،‬وعدوه من فرص العمر‬ ‫وغرره‪ ،‬واهتزوا لقطف ثغره وافتقروا إلى مطالعة فقره واستهدوه إياه‪ ،‬وأجزلوا على ذلك‬ ‫قراه‪.»...‬‬ ‫إذا كان ابن حيان قد كتب تاريخ األندلس الطويل بأسلوب يتراوح بين النقل‬ ‫والمشاهدة‪ ،‬فلألسف ضاعت تلك المؤلفات العظيمة‪ .‬كما أنه لم يشهد نهاية‬ ‫الفتن واالنقسامات التي شهدها عصر الطوائف‪ :‬سقوط المدن األندلسية الواحدة‬ ‫تلو األخرى حتى آخر معقل إسالمي غرناطة سنة ‪897‬هـ أي بعد ‪ 428‬سنة على‬ ‫وفاته‪.‬‬ ‫بفضل األجزاء المعثور عليها‪ ،‬تبين أن مؤرخنا سبق ابن خلدون لعلمية التاريخ‬ ‫بأربعة قرون‪ .‬وإذا كان جل المؤرخين يعترفون له بالعظمة‪ ،‬فإن البعض اآلخر أخذ‬ ‫عنه ولم يصرح في كثير من المواضع باسم ابن حيان واكتفوا فقط باإلشارة إليه‬ ‫كما هو معروف في نقول المقري‪ ،‬بينما حذف آخرون الكثير من نقوله‪ ،‬أي تالعبوا‬ ‫بالنص األصلي مثل ابن بسام وإن برر ذلك بالجانب األخالقي تجاه منهج ابن‬ ‫حيان إذ يقول‪« :‬وكنيت عن أكثر من به صرخ وأعجمت باسم من به أعرب وأفصح‬ ‫رغبة بكتابتي عن الشين وبنفسي عن أن أكون أحدا لها إال في بعض أخبار ملوك‬ ‫الطوائف»‪.‬‬ ‫ومهما صحت وجهة نظر ابن بسام‪ ،‬فإن ذلك أدى إلى تحريف بعض نقول ابن حيان‬ ‫كحذفه السم أحد أصدقائه الناجي من إحدى النكبات‪ ،‬الذي بعث له رسالة تهنئة سبق‬ ‫ذكرها‪ .‬نفس التحريف نجده في البيان المغرب البن عذاري المراكشي‪ ،‬ال من حيث‬ ‫بعض السنوات أو المفردات‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪934‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫رجالن تحابا في اهلل‬ ‫(‪)1‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد‬ ‫أشرف المرسلين‬ ‫أصحاب الفضيلة السادة العلماء األجالء‬ ‫حضرات األساتذة األفاضل‬ ‫أيها الحضور الكرام‬ ‫السالم عليكم ورحمة اهلل‪ ،‬وتحية طيبة أحملها من تطوان‪،‬‬ ‫ألبثها خالصة مباركة عطرة‪ ،‬إلى أهل منطقة سوس‪ ،‬وإلى أهل‬ ‫تارودانت بصفة خاصة‪ ،‬في هذا الجمع المبارك‪ ،‬وفي هذا اليوم‬ ‫المبارك‪ ،‬الذي نحيي فيه ذكرى أحد أعالم المغرب الكبار‪ ،‬علم‬ ‫بدا متألقا من هذه المنطقة العزيزة مع بداية القرن العشرين‪،‬‬

‫• األستاذة حسناء داود‬

‫لتشرق أنواره الفياضة على باقي المناطق المغربية‪ ،‬وليحتل‬ ‫مكانة الصدارة بين عظماء المغرب وأقطابه المبجلين‪ ،‬بدينه‪،‬‬ ‫وبعلمه‪ ،‬وبأدبه‪ ،‬وبأخالقه‪ ،‬وبوطنيته‪ ،‬وليكون مثاال للنبل والشرف‬ ‫والفضل واإلخالص‪ ،‬وليسجل التاريخ اسمه بمداد من ذهب‪ ،‬بين‬ ‫أسماء الخالدي الذكر من أبناء الوطن البررة‪ ،‬العاملين المجدين‬ ‫المخلصين‪ .‬إنه العالمة الفقيه الصوفي المؤرخ األديب الوزير‬ ‫سيدي محمد المختار السوسي‪ ،‬قدس اهلل روحه‪ ،‬وجعل مثواه في‬ ‫أعلى عليين مع الشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬ ‫وإنني – بعد تقديم الشكر الجزيل لمنظمي هذه الندوة‬ ‫القيمة‪ ،‬على حسن تفضلهم بتوجيه الدعوة الكريمة إلي – ألعبر‬

‫هذه لمحة سريعة‪ ،‬عن قصة رجلين تحابا‬ ‫في اهلل‪ ،‬لكنني أحببت أن أستهلها أوال‪ ،‬بتسجيل‬ ‫ما علق بذهني شخصيا عن هذا الرجل المكرم‬ ‫العظيم‪ ،‬الذي جمعت بينه وبين والدي عالقة‬ ‫حب رباني كبير‪ ،‬حيث تعود بي الذاكرة إلى فترة‬ ‫كنت فيها طفلة دون سن العاشرة‪ ،‬فكنت كثيرا‬ ‫ما أسعد بحلول ضيف كريم ببيتنا‪ ،‬ضيف ذي‬ ‫لكنة غريبة لم أكن أدري ما سرها وأنا في ذلك‬ ‫السن الصغير‪ ،‬ضيف لطيف‪ ،‬نحيل السحنة‪ ،‬ذي‬ ‫عيون دقيقة‪ ،‬ونظارات مستديرة صغيرة‪ ،‬ولحية‬ ‫خفيفة متفرقة‪ ،‬وعمامة تخالف عمامة والدي‬ ‫نوعا ما‪ ،‬وجلباب أبيض‪ ،.....‬ضيف يحل‪ ،‬فتحل‬ ‫الفرحة في قلب والدي بحلوله‪ ،‬ويدب النشاط في‬ ‫أرجاء البيت‪ ،‬ويستعد الكل لخدمته والترحيب به‪،‬‬ ‫فيقيم عندنا بضعة أيام‪ ،‬ثم يرحل عنا‪ ،‬تاركا فينا‬ ‫الذكر الحسن‪ ،‬وهدية رمزية تتمثل في قارورة‬ ‫تحتوي على خليط عجيب من اللوز والعسل وزيت‬ ‫األركان‪ ،‬هذا الخليط الذي كان والدي يشجعنا‬ ‫على أكله‪ ،‬قائال إنه من ألذ ما يهيأ في منطقة‬ ‫سوس التي يأتينا منها هذا الضيف الكريم‪،‬‬ ‫وأنهم يطلقون عليه اسم «أملو»‪ .‬لقد كنت أرتاح‬ ‫فعال إلى زيارة هذا الضيف الكريم‪ ،‬خاصة عندما‬ ‫محمد المختار السوسي‬ ‫كنت أشاهده وهو قابض على يد والدي‪ ،‬وهما‬ ‫يتحدثان معا ويتمشيان جيئة وذهابا داخل البيت‬ ‫بعد تناولهما لوجبة العشاء‪ ،‬عمال بالحكمة الصحية العامية التي تقول‪« :‬تغذى تمدى‪ ،‬تعشى تمشى»‪،‬‬ ‫فكنت أحس بذلك الدفء الذي كان يجمع بين قلبيهما‪ ،‬وتلك المودة وذلك الوفاق الذي كان يؤلف بين‬ ‫مهجتيهما؛ لقد كان هذا الضيف عزيزا جدا على قلبي‪ ،‬ألنه كان يقربني إليه‪ ،‬ويفرح بي‪ ،‬ويسألني عن‬ ‫دروسي‪ ،‬ويختبر معلوماتي القليلة‪ ،‬ليشجعني بكلماته الطيبة‪ ،‬وبابتسامته السمحة‪ ،‬إنه العالمة الكبير‬ ‫الذي كان والدي يأمرنا بأن ندعوه ‪« :‬عمي المختار»‪.‬‬ ‫وأعود إلى بداية قصة الرجلين المتحابين في اهلل‪ ،‬ألستأنف الكالم وأقول‪ :‬الزمن هو العشرينيات‬ ‫من القرن العشرين‪ ،‬والمكان‪ ،‬هو أرض القطر المغربي األبي‪ ،‬الذي شاءت القوى االستعمارية تقسيمه‬ ‫والتفريق بين أبنائه‪ ،‬وأرادت السياسة األجنبية أن تخلق بين هؤالء األبناء الحزازات القبلية‪ ،‬والعصبيات‬ ‫العرقية‪ ،‬بينما أبت قلوبهم إال أن تتقارب وتتآلف‪ ،‬وأبت وطنيتهم وشهامتهم ورغبتهم في طرد الدخيل‬ ‫وتحقيق الوحدة‪ ،‬إال أن يكونوا جسدا واحدا‪ ،‬وفكرا متحدا‪ ،‬بالرغم من تباعد المسافات‪.‬‬ ‫فقد درس محمد داود بفاس‪ ،‬ثم عاد إلى مسقط رأسه تطوان‪ ،‬دون أن يكون له لقاء مباشر مع محمد‬ ‫المختار السوسي‪ ،‬ثم التحق هذا األخير بتلك العاصمة العلمية‪ ،‬وانسجم في سلك الطلبة المجدين بجامعة‬ ‫القرويين العريقة‪ ،‬وتعرف على الشباب المتنور المتتبع للدروس العلمية في رحابها‪ ،‬وهنا كان التعارف من‬ ‫بعيد‪ ،‬وكان اللقاء عبر كتابات داود في الجرائد المصرية‪ ،‬هذه الكتابات التي كان طلبة القرويين يتهافتون‬ ‫عليها‪ ،‬ويتلونها فيما بينهم‪ ،‬وخاصة منهم طلبة تطوان‪ ،‬ومن معهم من أصدقائهم المقربين‪ ،‬ومن‬ ‫بينهم الشاب السوسي‪ ،‬الذي كان معجبا بتلك المقاالت‪ ،‬حتى إنه أصبح يكاتب صاحبها بتطوان‪ ،‬مادحا‬ ‫إياه دون أن يعرفه‪ ،‬حيث إنه قال له في إحدى رسائله إليه(‪:)1‬‬ ‫«ال أطريك‪ ،‬وال أتملق المقام البالغي التي تسنمته إن قلت لك إنها أول كلمة أرتضيها‪ ،‬حيث تجمع‬ ‫إلى النصاعة واإلحكام والسالسة وإرسال األمثال الفاذة الثمينة‪ ،‬كل ما يتوصل إليه التفكير‪ ،‬وتثني عليه‬ ‫الخناصر‪ ،‬من الحق الذي ال يتعدد وال يتجزأ‪.‬‬ ‫ارتضيتها من كل وجهة‪ ،‬وأخذت بمجامع قلبي‪ ،‬بكل ما تحويه من لفظ رصين ومعنى ثمين حتى قلت‬ ‫إنها أول كلمة قرأتها لمغربي وكفى‪.‬‬ ‫ال أكذبك أيها األخ‪ ،‬فقد ابتدأ األخ بنونة(‪ )2‬ينشر على مسامعنا من أولها‪ ،‬وأنت عندي من أول هذه‬ ‫الطبقة القلمية‪ ،‬وفرد من أفراد هذا المجموع المتنور – كما يسمون أنفسهم – والكن ما زال المذكور‬ ‫يأخذ بقلبي شيئا فشيئا‪ ،‬ويهز بتلك البالغات نفسي فينة بعد فينة‪ ،‬وأنا أستوقفه عند كل جملة‪ ،‬وأستعجم‬ ‫المقاصد مقصدا فمقصدا‪ ،‬وأغمز قناة إثر قناة‪ ،‬حتى كاد يتمها‪ ،‬فإذا بك – أيها األخ – بين تلك الفئة‬ ‫المحترمة‪ ،‬كالبدر المنير بين الزواهر‪ ،‬أو كالدرة الفذة في العالم بين سائر الجواهر‪.‬‬ ‫انشر أيها األخ ‪ ،....‬واتل على العالم المصري من آياتك البينات في الجرائد – ولو تحت اسم مغربي‬ ‫مستعار – أن عندنا حظا وافرا من البالغة‪ ،‬وأن البيان والتفكير الذي يقرطس الحق‪ ،‬ليسا مقصورين على‬ ‫غير المغرب‪ ،‬بل له أيضا أعظم نصيب‪ ،‬وسهم في الحق مصيب‪ ،‬ولئن كان اليوم ذلك إنما يتجلى في واحد‬ ‫تطواني‪ ،‬فمن الفرد تنشأ الجماعة التي ال تلبث أن تجعل لنفسها مكانة مكينة في العالم‪ .‬هذه شهادتي‬ ‫لك‪ ،‬ولوال أنني مخمور بعد بسكرتها لما كتبتها إليك‪ ،‬ألني أعلم قول النبي األمين‪ :‬احثوا التراب في أوجه‬ ‫المداحين‪ .‬أأدركت مقصودي؟‪.‬‬ ‫على أنني أكرّ وأعود مرة أخرى وأكرر لك أنني لم أرد أن أتغفلك وال أن أعبث بكرامتك‪ ،‬وال أريد أن‬ ‫أنتزع منك إخاء أكثر من اإلخاء الذي كنت تقابلني به لو لم تر هذا الكتاب‪ ،‬بمدحي وإطرائي وثنائي‪ ،‬فإن‬ ‫من يفعل ذلك في نظري كمن يتغفل اإلنسان حتى يختلس منه ماله‪ ،‬ولئن كان القانون البشري الظلوم‬ ‫يفرق بينهما‪ ،‬فهما أمام القانون اإللهي العادل سواء‪ .‬هذا حظي من الصراحة التي تنعى على الشباب عدم‬ ‫تخلقهم بها‪ ،‬فما رأيك في هذه الصراحة الجديدة؟‪ .‬ولئن لم أكن بعد أعرفك شخصيا‪ ،‬فقد عرفت منك‬ ‫البارحة أخالقا أحسبني سأجدها عند المعرفة القريبة‪ ،‬حذوك النعل بالنعل‪.‬‬ ‫وختاما أمد إليك يدي السوسية النحيلة الضئيلة‪ ،‬صاحبة الخط الهيروغرافي الجديد‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪1346 – 8 – 23‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫السالم على الحاج عبد السالم ‪ .‬محمد المختار السوسي بالمدرسة البوعنانية»‪.‬‬ ‫وتتوالى األيام‪ ،‬ويقع اللقاء‪ ،‬وتنسجم القلوب‪ ،‬وتتفق األفكار والمنهجيات‪ ،‬ثم يمن اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫بنشر ألوية االستقالل والوحدة بين أطراف المغرب الجديد‪ ،‬المغرب الذي أخذ يشق طريقه نحو ترسيخ‬ ‫القيم والمبادئ والحريات‪ ،‬وإرساء القوانين وتنظيم المؤسسات‪ ،‬فيتم تعيين الصديقين السوسي وداود‬ ‫في العديد من الهيئات‪ ،‬مما يتطلب من كل منهما أن يقوم بزيارات وتحركات في سبيل إنجاح المساعي‪.‬‬ ‫وهكذا يصبح بيت ذ‪ .‬داود في تطوان مقصدا للسوسي عند زيارته لتلك المدينة‪ ،‬كما يصبح بيت ذ‪.‬‬ ‫السوسي في الرباط مقرا لداود في كثير من زياراته إلى هناك‪ ،‬ويصبح التعامل بينهما تعامل األخ مع‬ ‫أخيه‪ ،‬والصديق المخلص مع صديقه‪ ،‬يساعده‪ ،‬ويقف معه‪ ،‬ويعمل على تيسير حاجاته‪ ،‬وتسهيل خدماته‪،‬‬ ‫خاصة وأن الواحد منهما قد وجد ضالته عند اآلخر‪ ،‬فها هو العالمة السوسي يبحث وينقب‪ ،‬ويكتب ويحرر‪،‬‬ ‫ويسجل ويؤرخ‪ ،‬ويتحف الخزانة المغربية بدرره ومؤلفاته الثمينة‪ ،‬ويرغب في أن يرى إنتاجه النور‪ ،‬وأن‬ ‫يخرج من الظل‪ ،‬ليحتل المكانة الالئقة به على رفوف المكتبات الخاصة والعامة؛ وها هو صديقه داود‬

‫عن سعادتي وفرحتي بقبول هذه الدعوة‪ ،‬وبتواجدي على هذه‬ ‫األرض الطيبة‪ ،‬وفي هذه المدينة العريقة‪ ،‬وبين هذه الثلة من‬ ‫العلماء واألساتذة األفاضل‪ ،‬ألدلو بدلوي في هذا اللقاء الحافل‬ ‫بالعلم واألدب والتاريخ‪ ،‬محاولة أن أسطر – ولو بعجالة – ذكريات‬ ‫عزيزة‪ ،‬وأن أعبر عن مشاعر صادقة‪ ،‬ووشائج متينة‪ ،‬جمعت بين‬ ‫العَــلَـم المكرم في هذا اللقاء‪ ،‬سيدي محمد المختار السوسي‬ ‫تغمده اهلل برحمته‪ ،‬من منطقة سوس‪ ،‬وبين صديق له من مدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬في أقصى شمال المغرب‪ ،‬كانت له في قلبه أعلى مكانة‪،‬‬ ‫وبين جوانحه أسمى محبة واعتبار وتقدير‪ ،‬وهو عالمة تطوان‬ ‫ومؤرخها األستاذ محمد داود رحمه اهلل‪.‬‬

‫يستفيد من صديقه السوسي في النهل من‬ ‫معلوماته الثمينة‪ ،‬واالطالع على وثائقه القيمة‪،‬‬ ‫إلثراء جنبات كتابه الموسوعي حول تاريخ تطوان‪،‬‬ ‫كما أنه ينعم ويفخر بالمؤلفات النفيسة لصديقه‬ ‫الحميم السوسي‪ ،‬ويسعد بإشرافه على مراجعة‬ ‫وإصدار هذه المؤلفات‪ ،‬وطبعها في المطبعة‬ ‫المهدية‪ ،‬التي هي أول مطبعة عربية وطنية‬ ‫حرة‪ ،‬كان إنشاؤها على يد الوطنيين المخلصين‬ ‫والعاملين المجدين من أبناء مدينة تطوان‬ ‫سنة ‪ ،1928‬لكي تمأل الفراغ الذي كان حاصال‬ ‫في مجال العناية بنشر العلوم والثقافة‪ ،‬واألدب‬ ‫والصحافة في ربوع المغرب بصفة عامة‪ ،‬ولكي‬ ‫تكون منبرا ثقافيا وإعالميا للكثير من المثقفين‬ ‫والمؤلفين المغاربة‪ ،‬ليس في المنطقة الرازحة‬ ‫تحت الحماية اإلسبانية فقط‪ ،‬بل حتى لهؤالء‬ ‫الذين كانوا مقهورين ومحرومين من حرية‬ ‫الرأي والتعبير والنشر في المنطقة الرازحة تحت‬ ‫الحماية الفرنسية في جنوب البالد؛ بل إن هذه‬ ‫المطبعة قد ظلت لفترة طويلة تؤدي دورها‬ ‫الجليل حتى بعد حصول المغرب على استقالله‬ ‫ووحدة ترابه‪ ،‬فبقيت مقصدا لهؤالء المبدعين‪،‬‬ ‫محمد داود‬ ‫تنشر تآليفهم‪ ،‬وتصدر كتبهم القيمة‪.‬‬ ‫وكدليل على ذلك‪ ،‬أورد نص رسالة أخرى من‬ ‫رسائل العالمة السوسي إلى صديقه داود‪ ،‬وهي‬ ‫كما يتبين من خالل سطورها‪ ،‬دليل آخر على ما كان يجمع بين الصديقين من التقارب واالنسجام‪ ،‬ومن‬ ‫حسن التعامل واالحترام‪ ،‬كما أنها تضم تفصيال ألهم كتب العالمة السوسي‪ ،‬التي رأت النور بتطوان‪،‬‬ ‫والتي أشرف على إصدارها صديقه داود بالمطبعة المهدية‪ ،‬باإلضافة إلى مؤلفاته األخرى التي كانت تطبع‬ ‫في الحين ذاته بمطابع أخرى‪ ،‬والتي كان رحمه اهلل ينفق عليها من ماليته الخاصة‪ ،‬قياما منه «بالواجب‬ ‫نحو العلم والتاريخ» كما يقول‪ .‬والرسالة بتاريخ ‪ 16‬ربيع األول ‪ ،)5(1380‬وهذا نصها‪:‬‬ ‫« بسم اهلل الرحمن الرحيم وصلى اهلل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫العالمة الجليل األستاذ داود المالك للقلوب بأخالقه‪ ،‬ولألفكار بسمو تفكيره‪ ،‬وللنفوس بكرمه الجم‪.‬‬ ‫سالما طيبا يقتبس من جو تيطوان ومن شمائل آل داود اللطاف‪.‬‬ ‫هذا فقد صدرنا عنكم ونود لو زدنا ساعات أخرى في مجالستكم‪ ،‬فقضينا الليلة المباركة‪ ،‬ثم عيدنا‬ ‫وأدينا الواجب من التحية لسيد البالد‪ ،‬ثم تغذينا على مائدة سيدنا وموالنا عبد اهلل كنون‪ ،‬فال تسل عما‬ ‫مضى لنا من وقت يغبطنا به كل من وصلته أخباره‪ ،‬حتى من القاطنين بتطوان‪ .‬ثم أرسلنا السيارة فطارت‬ ‫بنا إلى الرباط في عشية العيد نفسها‪ ،‬فأدركنا طرفا من العيد مع األهل‪ ،‬والحمد هلل‪.‬‬ ‫فها نحن نعلن لكم كل الشكر على ما تقابلوننا به دائما من فوائد وموائد وعوائد وزوائد ‪ ،...‬إلى‬ ‫كلمات كلها تختم بـ ‪.....‬ائد‪ .‬ال سيما قيامكم بتصحيح الكتاب‪ ،‬فإنني تتبعته فوجدته على غاية التصحيح‪،‬‬ ‫ولم يشذ منه إال نحو ثالث كلمات فقط‪ ،‬ومثل ذلك ال بد منه‪.‬‬ ‫ثم إنني اآلن‪ ،‬نظمت ما يطبع به تمام الرحالت – خالل جزولة – فعندكم ثنتان‪ ،‬واألخريان في االنتظار‪،‬‬ ‫فما عليّ اآلن إال أن أمر على الرحلتين األخيرتين على العادة‪ ،‬فأقدمهما لآلخر‪ ،‬وسأقوم بذلك قريبا‪ ،‬ألتبين‬ ‫بمنه مجموع ما تتطلبه النفقة على جميع الرحالت األربع‪ ،‬ألجعل تحت يده ما يكون مقدما للجميع‪ ،‬ليكون‬ ‫ذلك أدعى إلى التعجيل حسب اإلمكان بجميع الرحالت‪ ،‬مع الترياق‪ .‬وأبشركم بأن (اإللغيات) هي كذلك‬ ‫في مطبعة أخرى بثالثة أجزائها‪ ،‬وكذلك (معتقل الصحراء) بجزءيه في مطبعة أخرى‪ ،‬فالكتب التي تطبع‬ ‫اآلن هي هذه‪:‬‬ ‫• الترياق‪.‬‬ ‫• الرحالت األربع‪.‬‬ ‫• اإللغيات‪.‬‬ ‫• معتقل الصحراء‪.‬‬ ‫• األول من المعسول‪.‬‬ ‫• الرابع من المعسول‪.‬‬ ‫وقد نظمت اليوم المالية للجميع ببيع دار‪ ،‬وجعلتها مغامرة علمية‪ ،‬مع علمي بأن خروج الكتب كلها‬ ‫يكاد يكون من رابع المستحيالت‪ ،‬ولكن شهوة النفس‪ ،‬والقيام بالواجب نحو العلم والتاريخ‪ ،‬أملى علينا ما‬ ‫ال يمكن أن نتوقف إزاءه‪.‬‬ ‫والحمد هلل الذي سهل لنا من اإلمكانيات ما تخرج به هذه الكتب كلها في حين واحد‪ ،‬فلم يبق حينئذ‬ ‫من المهم إال بقية ‪ 18‬من المعسول‪ ،‬فنتمشى مع اإلمكان في المستقبل إن شاء اهلل‪ ،‬وإال كتاب (إيليغ‬ ‫قديما وحديثا) و(المترعات)‪ ،‬وهما إلى اآلن لما يخرجا‪ ،‬وال بد من التفرغ لهما‪.‬‬ ‫أنبأت األخ بكل هذا‪ ،‬ألنني أعرف أنه يقدر قدر هذه المغامرة التي ال تنتظر من ورائها جزاء وال شكورا‪.‬‬ ‫وختاما نب عني في السالم على األسرة المباركة‪ ،‬وأجبني بالتقدير المجعول للرحلتين‪ ،‬وأقول إن‬ ‫الرحلتين الثالثة والرابعة في حجم الثانية‪ ،‬ولذلك أحب أن يبني األخ(‪ )6‬على ذلك في تقديره العام‪ ،‬وكل ما‬ ‫يريده تقديما فإنه بفضل اهلل موجود‪ ،‬وإنما المقصود اإلسراع بقدر اإلمكان‪.‬‬ ‫ويسلم عليكم حبيب القلوب األخ مصطفى الغربي الذي أكتب إليك في مكتبه وفي قرطاسه الذي‬ ‫قدمه إليّ‪ ،‬وبقلمه‪ ،‬فلم يبق للرباطي إال العبارة اإللغية‪ ،‬وهي التي انفردت بها في الرسالة‪.‬‬ ‫محمد المختار السوسي»‪.‬‬ ‫‪ 16‬ربيع األول ‪ 1380‬هـ(‪.)7‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬رسالة من محمد المختار السوسي بالمدرســة البوعنانية إلى محمد داود بتطوان‪ ،‬بتاريخ ‪1346/8/23‬‬ ‫(‪ 1928/2/5‬م)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬يقصد الشاب الطيب بن الحاج عبد السالم بنونة الذي كان يدرس بالقرويين آنذاك‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الموافق ‪1928/2/5‬م‪.‬‬ ‫(‪ )4‬يقصد الحاج عبد السالم بنونة‪ ،‬والد الطيب بنونة‪ ،‬زميله في الدراسة بفاس‪.‬‬ ‫(‪ )5‬هذا التاريخ يوافق ‪ 1960/9/8‬م‪.‬‬ ‫(‪ )6‬يقصد باألخ‪ :‬شقيق ذ‪ .‬محمد داود‪ ،‬السيد الحاج عبد الكريم داود‪ ،‬الذي كان مشرفا على المطبعة المهدية‪.‬‬ ‫(‪ )7‬الموافق ‪ 1960/9/8‬م‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫الهجرة والتحدي‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫إثر زيارتي لمدينة امستردام بهوالندا زيارة سياحية لبلد تنحدر أراضيه على سطح البحر بمتر‪ .‬ويفتخر مواطنوها بأن اهلل أعطاهم الحياة‬ ‫وهم أوجدوا األرض التي يعيشون عليها‪ .‬تجمعني صداقة باألخ مصطفى يسكن هذه الديار‪ ،‬مغربي من فاس‪ ،‬وأثناء تجولنا بشوارع امستردام‪.‬‬ ‫وتحدثت باللغة الدارجة المغربية‪ ،‬سمع حديثنا مار بالشارع‪ .‬استوقفنا وأبدا السالم وقال ‪ :‬مرحبا بسائح مغربي لكنته فاسية‪ .‬إني أشم فيك‬ ‫رائحة البلد‪ ،‬وأتذكر معك الحنين إلى اللغة واألحباب‪ .‬فالمهاجرون بديار الغربة أحباء‪ .‬وقال ‪ :‬هل تكرماني بتناول غذاء أكون ممنونا أو شرب‬ ‫فنجان قهوة‪ .‬ونتبادل الحديث حول ما جد بالمغرب‪ ،‬وعهدي به منذ كان عمري عشرون سنة‪ .‬واآلن أصبحت أتجاوز األربعين‪.‬‬

‫أنا عازب ولم أتزوج‬ ‫استمرت لقاءاتنا أياما‪ ،‬أخبره بازدهار المغرب وهو‬ ‫يحكي لي قصته الغرامية‪ ،‬وما سبب عزوبته‪ .‬وقد تقدم‬ ‫به السن وقد لمس في شخصي الثقة والنصح‪ .‬وقال في‬ ‫خجل ‪ :‬كانت لي عالقة بآنسة هوالندية‪ ،‬جمعني بها‬ ‫العمل بشركة الحليب المصنع‪ ،‬المجفن‪ ،‬خاص بالتصدير‪.‬‬ ‫تحدقت بها ألنها ذات جمال باهر‪ ،‬وأخالق جيدة‪.‬‬ ‫قدُّ ممشوق‪ ..‬شعر أشقر يصل خصرها‪ ،‬عينان خضروان‬ ‫لماعتان‪ ،‬فيهما هالة من زرق��ة السماء‪ .‬فاتنة في‬ ‫ابتسامتها عذبة النطق‪ ،‬حلوة الكالم أديبة الحوار‪ ،‬ذكية‬ ‫تناقشك بإسهاب وصدق‪ ،‬ال تأنف من حديث ال يروق‬ ‫مزاجها‪ ،‬نظرتها للمستقبل واعدة‪ .‬أفكار نيرة‪ ،‬حصورها‬ ‫العائلي أكسبها ثقة تتريت في إصدار أي حلم‪ .‬وتوزن‬ ‫المخاطب لها فكرا ونضجا فقلت له ‪ :‬كل هذه المميزات‬ ‫التي تتوفر عليها هذه اآلنسة ولم تعطينا برهانا ساطعا‬ ‫لالرتباط بها‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬كل ما وصفت لك عنها ال يساوي‬ ‫عندي شيئا أمام ديني‪ ،‬ومجتمعي وأوالدي‪،‬‬ ‫يهون علي أن أنعت بالمهانة‪.‬‬

‫يحملون اسم عائلتي‪ ،‬كما تنص عليه مدونة األسرة‬ ‫بالمغرب ألن بدرتي مغربية إسالمية‪ ،‬ولن أتنازل لك‬ ‫مطلقا عن هذا الحق‪ ،‬فلي حق الحضانة وفي حالة الطالق‬ ‫البين‪ ،‬أكون حرا على ترحيلهم إلى بالد المغرب وهذا‬ ‫مآل متوقع قريبا‪ .‬فتدخل والدها وكان يتابع حوارنا‪ ،‬قال‬ ‫حق اهلل تعالى فوق كل اعتبار‪ ،‬وهذا مذهبكم وإيمانكم‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لهوالندا‪ ،‬من اإلنصاف والعدل أن تكون‬ ‫القسمة بحضانة األم للبنات وحضانة الذكور لألب‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬سيدي بكل احترام لرأيك والشيء الذي يجب‬ ‫أن تعرفه هو أن الولد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه‬ ‫أو ينصرانه أو يكون مسلما كما نشأ والده‪ ،‬ثم إن اهلل‬ ‫تعالى في تعاليمنا يحرم الكفر‪ .‬وال ينظر اهلل تعالى المرء‬ ‫من أبوين مسلمين واعتنق اليهودية‪ ،‬أوالنصرانية‪ .‬فمن‬ ‫كفر مصيره جهنم ولن أسمح بتاتا بتقسيم األوالد إلى‬ ‫نصارى ومسلمين وهم من أب واحد‪ .‬فقد يحق للمسلم‬ ‫أن يتزوج كتابية وتبقى على دينها‪ .‬وال يحق للمرأة‬ ‫المسلمة أن تتزوج بخارج عن الدين اإلسالمي‪ ،‬هذه هي‬ ‫عقيدتنا وهذا ديننا الحنيف‪.‬‬

‫تأتيك األيام بما ال تحب‬ ‫مرت أربع سنين على صداقتنا وأصبح كل‬ ‫منا يشتاق اللقاء‪ .‬وتبادل األفكار واألحاحيس‬ ‫والشعور والخوض في مطلبات الحياة اآلتية‪.‬‬ ‫فلما تأكدت من عدم ارتباطها بشخص‬ ‫آخر من جنس دولتها عرضت عليها الزواج‪،‬‬ ‫فقبلت مبدئيا شرط أن يحضر والدها اتفاقا‬ ‫ونتدارس ما يحق لي وما يجب في حقها عند‬ ‫الزواج‪ .‬كانت المناقشة حادة بين أخذ و رد‪.‬‬ ‫عرضت أفكارا وشروطا قبلت بعضها ورفضت‬ ‫بقيتها من ذلك‪.‬‬

‫حضانة األوالد‬ ‫قالت ‪ :‬في مجتمعنا الهوالندي تعطى‬ ‫تربية وحضانة البنات لألم‪ ،‬وفي حالة وجود‬ ‫ذكور يتولى األب حضانتهم‪ .‬أما النفقة والحاجيات وما‬ ‫قد نملك هو على عاتقنا معا ونقسم ما اكتسبناه نصفين‪،‬‬ ‫كما أقسمنا حضانة األم للبنات وحضانة األوالد لألب‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬ه��ذا ش��رط مائع ال يتناسب مع ديانتي‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫قالت بكل وقاحة ‪ :‬لي حق تسمية البنت مع تدينها‬ ‫بدين عيسى وآخذها إلى الكنيسة كل يوم أحد لتشهد‬ ‫القداس وتحيي الصالة هنا في حالة العيش دائما‪ .‬أما‬ ‫إذا كان المزداد ذكرا تتولى أنت تربيته وتسميه وتدينه‬ ‫بدينك‪.‬‬

‫حق اهلل تعالى أولى األولويات‬

‫فأجبتها على الفور وافقتك على نقط معقولة تشمل‬ ‫التعاون في التربية والنفقة والسكن والتمليك‪ ،‬إال حق‬ ‫اهلل تعالى وحقي في كل أوالدي ذك��ورا وإناثا‪ ،‬فهم‬

‫ولن أتخلى عن هذا الحق ما دمت حيا و إن مت أشكو‬ ‫اهلل أمري وأبرئ نفسي من شر هذا التكفير وهذا شرط‬ ‫أساسي‪ ،‬فإن لم توافق ابنتك عليه‪ ،‬ال عقد وال قران وال‬ ‫زواج بيننا‪ ،‬لها طريقها ولي طريقي ولها دينها ولي‬ ‫ديني‪ ،‬ومهما طال األمد فرجوعي إلى بلدي أتوقعه بعد‬ ‫حين‪ ،‬فإن رزقني اهلل بأوالد ذكورا كانوا أو إناثا سيخطون‬ ‫أرض بالدهم وهم مسلمون أبا عن جد ‪.‬‬

‫اإليمان الصادق‬

‫وليكن في علمكما إن وافقت على شرطكما بحضانة‬ ‫البنات لألم وبحضانة الذكور لألب‪ ،‬سأحرم من الجنة‬ ‫ألني فارقت بين أوالدي في الديانة‪ ،‬وهذا غضب من اهلل‬ ‫ووالدي ال ينعمان علي برضاهما ألن غضب اهلل أعظم‪.‬‬ ‫وليكن في علمكما أيضا أن شرط الحضانة كما‬ ‫تحبون شرط مرفوض وغير مقبول‪ ،‬ألن الدين اإلسالمي‬ ‫يحرم تقسيم األبناء بين ديانة مسيحية وهذا كفر وبين‬

‫مسلمين‪ ،‬فاإلسالم دين اهلل تعالى ولن يقبل أي دين‬ ‫إال دين اإلسالم في اآلخرة وال أحتاج إلى ذكر آيات تحرم‬ ‫ذلك‪ ،‬وكذلك أحاديث الرسول األعظم سيدنا محمد صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫ال عروس وال زوجة‬

‫صديقي العزيز على أي شيء اتفقتما؟‬ ‫قال ‪ :‬ال عروس وال زوجة‪ ،‬ضربت عرض لحائط بكل‬ ‫شروطها وعلى رأسها ‪ :‬اللمس بالدين وتعاليمه‪ ،‬ومن‬ ‫ذلك اليوم لم أفكر مطلقا في االرتباط بأجنبية عن ديني‪،‬‬ ‫ألن بالدهم تعطي المرأة كل الحقوق على حساب الزوج‬ ‫وأولها حضانة األم للبنات عند الطالق قطعت ارتباطي‬ ‫بهذه اآلنسة رغم أن المشرع يسمع بزواج الرجل بكتابية‬ ‫وال يجوز زواج المرأة المسلمة بكافر أو ملحد‪.‬‬

‫رسل اإلسالم بديار الغربة‬ ‫قلت له ‪:‬‬ ‫خيرا فعلت أن��ا منتش بك وبعزتك‬ ‫لدينك‪.‬‬ ‫كنت أظن أن السنوات التي قضيتها‬ ‫باألراضي المنخفضة‪ .‬قد تغير سلوكك‬ ‫وتتخلى عن دينك الحنيف‪.‬‬ ‫ولكن األصيل يرجع دائما إلى أصله‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬أنا مسرور بفك ارتباطي باآلنسة‬ ‫الهوالندية الختالف في المبادئ‪ ،‬وهذا‬ ‫فضل من اهلل تعالى علي‪.‬‬ ‫قلت ل��ه‪ :‬أن��ت وغيرك بهذه الديار‬ ‫رسل اإلسالم‪ ،‬فاإلسالم بكم يتجدد عبر‬ ‫الزمان والمكان وأنت أحد السفراء للدين‬ ‫اإلسالمي بإيمانك الصادق ومحبتك هلل‬ ‫تعالى ورسوله الكريم ورضى الوالدين‬ ‫والناس أجمعين‪ ،‬كل من سمع حكايتك‬ ‫يثني عليك ويدعو لك بالسعادة والنجاح‪.‬‬

‫ألف حساب وحساب‬ ‫قال ‪ :‬لقد فكرت مليا إن لعب بإيماني الشيطان‬ ‫الرجيم‪ ،‬ووافقت على مبدأ تسمية البنات باختيارها التعبد‬ ‫في الكنيسة‪ ،‬ماذا علي أن أقول لوالدي‪ .‬وما عساني أن‬ ‫أقول لربي يوم لقائي به فرميت بكل حساباتي بجمالها‬ ‫وتربيتها ةتعاونها على درب الحياة وموقعها االجتماعي‪،‬‬ ‫ألن أبسط خالف بيننا تشكوني لحكومتها لتتخلص من‬ ‫وجودي بهوالندا ثم إن اإلنسان ليحيى سعيدا عليه أن‬ ‫يختار رفيقة حياته وديانته ومجتمعه وإال فهو كمن يصب‬ ‫الماء في الرمل وينتظر تجميعه‪.‬‬ ‫من كان أوله شرط آخره نور‪.‬‬ ‫وحتى ال تفرض علي شروطها بعد الدخلة تخلصت‬ ‫منها ومن وجودها في حياتي هذه قصتي‪ .‬اللهم اجعل‬ ‫خاتمة أعمالنا بما يرضي اهلل‪ .‬قال تعالى ‪« :‬أدعوهم‬ ‫آلبائهم وهو أقسط عند اهلل»‪ .‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫سورة األحزاب اآلية ‪. 5‬‬


‫العدد ‪934‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫الثوابت الدينية والوطنية‬ ‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫العقيدة األشعرية ‪ -‬المذهب المالكي‬ ‫‪ -‬التصوف السني ‪ -‬إمارة المؤمنين‬

‫إن من مقاصد الدين وغايات‬ ‫الشريعة ترسيخ االنسجام الروحي‬ ‫واالئتالف الفكــري ومنع الشقـاق‬ ‫والنزاع والشذوذ‪ .‬ولهذا ضبط‬ ‫العلماء أمر الخالف العلمي فميزوا‬ ‫بين الكليات القطعية التي ليست‬ ‫محل اختالف عند جميع المسلمين‬ ‫وبين ما يحتمل الخــالف بسبــب‬ ‫ظنية النصوص وبسبب اختالف‬ ‫الزمان والمكان بناء على اجتهادات‬ ‫المجتهدين‪ .‬أما الشق األول فهو‬ ‫أصول الشريعة وأحكامها الكلية‬ ‫التي يتفــق عليها المسلمــون‬ ‫وال يجوز التوقف فيها ألنها من‬ ‫المعلوم من الدين بالضرورة‪.‬‬ ‫وأما الشــق الثانـي فهو مجـــال‬ ‫الختالف العلماء المجتهدين‪ ،‬وبناء‬ ‫عليه ظهرت المذاهـب الفكريـــة‬ ‫والفقهية عند المسلمين منذ زمن‬ ‫التابعين‪.‬‬ ‫ولئال يكون هذا الخالف سببا‬ ‫للتنازع بيــن عامــة المسلميــن‪،‬‬ ‫اختار كل قطر من أقطـار البالد‬ ‫اإلسالميــة ‪ -‬بعد ضبط األصول‬ ‫العامة واألحكام الكلية التي هي‬ ‫محل إجماع ‪ -‬منهجا في االختيار يجتمع فيه أهل البلد الواحد على مذهب واحد‪ ،‬حفظا‬ ‫للوحدة واتقاء لفتنة عامة المسلمين بسبب إدخالهم في قضايا الخالف العلمي الذي‬ ‫هو من اختصاص العلماء‪ .‬وعمل العلماء أيضا على التمييز بين ما هو مذهب جمهور‬ ‫المسلمين وبين ما هو مذهب قلة من المسلمين وما هو مذهب الشواذ‪.‬‬ ‫ومن جهة العمل نص العلماء على وجوب التزام مذهب البلد‪ ،‬خاصة في األمور‬ ‫العامة التي يجتمع عليها الناس مثل الجماعات والجمعات‪ ،‬والزكوات‪ ،‬وأهلة الصيام‬ ‫واإلفطار‪ ،‬واألعياد‪ ،‬واألحكام واألقضية‪ ،‬وأحكام األسرة والبيوع والمعامالت ونحوها من‬ ‫األمور العامة التعبدية والمدنية‪ ،‬وأن الفتوى من اختصاص علماء البلد‪ ،‬وأن المفتي‬ ‫يجب أن يكون بلديا‪.‬‬ ‫ومن أجل إعمال ذلك كله وضمان سير هذه األحكام‪ ،‬نص العلماء أيضا على وجوب‬ ‫التزام النظام في كل بلد وطاعة حكامه‪ ،‬ومنع جميع أنواع الشذوذ ‪ ،‬حتى ينتظم أمر‬ ‫الناس وتستقيم شؤونهم من خالل مؤسسات الدولة وأنظمة الحكم وطرق تدبير الشأن‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫العام المعتمدة في البلد‪ .‬فبذلك‬ ‫كله يكتمل بناء الدين في البلد‬ ‫بحفظ الضروريات الخمــس وهي‬ ‫الدين‪ ،‬والنفــس‪ ،‬والمال‪ ،‬والعقل‪،‬‬ ‫والنســل أو العرض‪ ،‬ويتيسر للناس‬ ‫قضاء الحاجيات وطلب التكميليات‬ ‫بعد حفــظ الضرورات‪ .‬ومن هنا‬ ‫تجتمع االختيارات الدينية والوطنية‪،‬‬ ‫وتأتلف األحكام الشرعية العامة‬ ‫الكلية باألحكام الخاصة التي يراعى‬ ‫فيها الزمان والمكان واألعراف‪.‬‬ ‫وبنـــاء على مــا سبـــق فــإن‬ ‫للبالد المغربي اختياراته الدينية‬ ‫والوطنية اتفــــق عليهـــا علمــاؤه‬ ‫وحكامــه ورسخــت عبر العصـــور‪،‬‬ ‫من خاللها يتم تدبير شأن األمة‬ ‫المغربية‪ ،‬وحفظ عقيدتها وممارسة‬ ‫شعائرها وعبــــاداتهـــا‪ ،‬وضمــان‬ ‫وحدتها واستقرارها‪ .‬وتجتمع هذه‬ ‫االختيارات في العقيــدة‪ ،‬والمذهب‬ ‫الفقهي‪ ،‬والسلوك التربوي‪ ،‬وإمارة‬ ‫المؤمنين‪ ،‬ومحبة الوطن ووحدته‬

‫الترابية‪ .‬‬ ‫وأصل هذه االختيارات أن الدين‪ ‬يقوم على عقائد إيمانية‪ ،‬وشعائر تعبدية‪ ،‬وقواعد‬ ‫السلوك والمعاملة‪ ،‬وكل العلوم اإلسالمية إنما‪ ‬تقصد خدمة‪ ‬هذه األصول الثالثة‪.‬‬ ‫ولهذا فإن ضبط هذه األصول شرط ضروري لضمان أمن البالد الديني والروحي‪ ،‬لما‬ ‫يتحقق به من وحدة األفكار والمشاعر والتوجهات‪ ،‬والوقاية من ضرر االختالف المذهبي‬ ‫وفتنة التمزق العقدي‪.‬‬ ‫فمن خالل العقيدة األشعرية التزم المغاربة‪ ‬عقيدة أهل السنة والجماعة‪ ،‬وفي ضوء‬ ‫الفقه المالكي مارسوا شعائرهم التعبدية‪ ،‬وعلى التصوف السني نهجوا مناهج السلوك‬ ‫والتربية والتزكية‪ .‬وكانت إمارة المؤمنين الساهر األمين والحارس المتين لهذه‬ ‫االختيارات والضامن ألمن األمة المغربية ووحدة صفها‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫املكتبات الوقفية الإ�سالمية‬

‫من أعظم ما يتميــز به الديـــن‬ ‫اإلسالمي نظرتــه لمنفعـــة المجتمع‬ ‫بشكل عام‪ ،‬قد تكون هذه المنفعة‬ ‫مقدمة من فرد واحد أو مجموعة أفراد‪،‬‬ ‫لذلك شجع دين اإلسالم ـ من منطلق‬ ‫الصدقة الجارية ـ إنشاء مؤسسات ذات‬ ‫نفع عام متعد‪ ،‬ويعتبر هذا العمل من‬ ‫الطاعات التي تقرب إلى اهلل عز وجل ‪،‬‬ ‫ف «الطاعات» ضربان ‪ :‬ما هو مصلحة‬ ‫في اآلخرة كالصوم‪ ،‬والصالة والنسك‪،‬‬ ‫واالعتكاف‪ .‬و ما هو مصلحــــة في‬ ‫اآلخـــرة لباذله‪ ،‬وفي الدنيا آلخذيه‬ ‫كالزكاة‪ ،‬والصدقــات‪ ،‬والضحايـــا‪،‬‬ ‫والهدايـــا‪ ،‬واألوقاف‪ ،‬والصالة‪.‬‬ ‫وكانــت هـــذه المؤسسات تأخذ‬ ‫أشكاال عدة‪ ،‬فمن خانـــات إلقامــة‬ ‫المسافرين‪ ،‬إلى المستشفيات لعالج‬ ‫المرضى‪ ،‬إلى المكتبـــات للبحــــث‬ ‫واالطـــالع‪ ،‬إلى حفـــر اآلبـــار‪ ،‬وبنــاء‬ ‫المساجد‪ ،‬إلى غير ذلك من أوجه البر‬ ‫واإلحسان بما يفيد األمة‪.‬‬ ‫وقد شهدت القرون األولى‬ ‫للهجرة قيام حركة علمية كبيرة نشأ‬ ‫عنها ظهور الكثير من المؤلفات‪ ،‬واكتشاف العديد من العلوم لم تكن معروفة من‬ ‫قبل‪ ،‬ودعت الحاجة الماسة إلى وجود مكان يحتوي على هذه المؤلفات‪ ،‬ويجتمع فيه‬ ‫العلماء وطلبة العلم للقراءة والبحث‪ ،‬فتم إنشاء دور العلم‪ ،‬وهو ما يطلق عليه في‬ ‫الوقت المعاصر‪( :‬المكتبات العامة)‪ ،‬ونظرا للحاجة لمثل هذا الدور قام الكثير من‬ ‫الوزراء والعلماء والميسورين بإنشاء العديد من المكتبات التي أوقفوها هلل عز وجل‪.‬‬ ‫وأمام حالة الضعف هذه التي تعيشها المكتبات تأتي رياح التغيير العاتية لعصر‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫المعلوماتيـــة‪ ،‬فنجـــد الكثيـــر من هــذه‬ ‫المتغيــرات‪ ،‬حتى رأى البعــض أن هـــذه‬ ‫المكتبــات أصبحـت غير نافعــة لمثل هذا‬ ‫العصر‪.‬‬

‫تعريف الوقف والمكتبة الوقفية‪:‬‬

‫روي في الحديث الصحيح عن أبي هريرة‬ ‫ـ رضي اهلل عنه ـ أن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم قال ‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله‬ ‫إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية ‪ ،‬وعلم ينتفع‬ ‫به‪ ،‬وولد صالح يدعو له» ‪ ،‬ومن خالل هذا‬ ‫الحديث يسعى المسلمون على مر العصور‬ ‫و األزمان إلى إقامة المشاريع الخدمية‪،‬‬ ‫سعيا وراء الحصول على المثوبة واألجر‬ ‫من اهلل عز وجل‪ ،‬لذلك تم إنشاء المدارس‬ ‫والبيمارستانات والمكتبـــات والخانـــــات‪،‬‬ ‫وحفر اآلبار وشق الطرق‪ ،‬إلى غير ذلك من‬ ‫الخدمات التي تصب جميعها في تيسير‬ ‫الخدمات على المسلمين‪.‬‬ ‫ويعرف الفقهاء الوقف بأنه هو الحبس‪،‬‬ ‫وهما لفظان مترافدان يعبر بهما عن‬ ‫مدلول واحد‪ ،‬وإن كان الرصاع ‪ ،‬يرى أن‬ ‫الوقف أقوى في التحبيس‪ ،‬ويطلق على‬ ‫ما وقف فيقال ‪ :‬هذا وقف فالن‪ ،‬أي الذوات‬ ‫الموقوفة ‪ ،‬فيكون فعال بمعنى مفعول‪ ،‬كنسج بمعنى منسوج‪.‬‬ ‫ويطلق على المصدر وهو اإلعطاء‪ ،‬وحده ابن عرفة بأنه إعطاء منافع على سبيل‬ ‫التأبيد‪ ،‬وهو «جعل منفعة مملوكة بأجرة‪ ،‬أو غلته لمستحق»‪.‬‬ ‫حالة الضعف التي تعيشها المكتبـــات‪ ،‬تأتي رياح التغييـــر العاتيــة لعصـــر‬ ‫المعلوماتية‪ ،‬فنجد الكثير من هذه المكتبات الوقفية‪ ،‬تقف عاجزة عن اللحاق بركب‬ ‫هذه المتغيرات‪.‬‬


‫العدد ‪934‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫«طوق الحمامة»‬

‫أقدم كتاب تناول تيمة الحب بدقة وأمانة‬ ‫«طوق الحمامة في األلفة ُ‬ ‫واألالف»‪ ،‬هو من أشهر كتب ابن حزم األندلسي (توفي بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪456‬ه‪15/‬غشت‬ ‫والدَرس عاطفة الحب اإلنسانية ؛‬ ‫‪1064‬م ) يحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين‪ ،‬ويتناول بالبحث‬ ‫ّ‬ ‫وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه؛ ترجم إلى العديد من اللغات العالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تصنيفا‬ ‫و يعد مؤلف «طوق الحمامة» أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم من أكبر جهابدة علماء األندلس‬ ‫ً‬ ‫وتأليفا‪،‬وهو إمام حافظ وفقيه ظاهري‪ ،‬ومتكلم وأديب وشاعر ونسابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل‪ ،‬بل وصفه‬ ‫البعض بالفيلسوف‪ ،‬كما عد من أوائل من قال بكروية األرض‪..‬يقال إنه صنف أربعمائة مجلد فيما يعادل ثمانين ألف‬ ‫ورقة‪ ،‬حرقت ج ّلها بأمر من المعتضد بن عباد أمير إشبيلية‪.‬‬ ‫عاش طفولته وريعان شبابه بين أحضان الجواري في قصروالده‪ /‬أحد وزراء المنصور بن أبي عامر‪ ،‬حيث تيسر له‬ ‫العيش الرغد فتفرغ لتحصيل العلوم والفنون‪ ،‬فكتب «طوق الحمامة» وهو في الخامسة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫وكعربون على المحبة ندعو القراء األعزاء إلى مأدبة االستمتاع بما لذ وطاب من عجائب أخبار الحب والمحبين على‬ ‫سماط «طوق الحمامة» المتضمن لثالثين صنفا من شهي األطباق حسب مختلف األذواق‪:‬‬

‫• باب التعريض بالقول ‪- 8 -‬‬

‫والبد لكل مطلـــوب من مدخــل إليه‪ ،‬وسبب‬ ‫يتوصل به نحوه‪ ،‬فلم ينفرد باالختراع دون واسطة‬ ‫إال العليم األول جل ثناؤه‪.‬‬ ‫فأول ما يستعمل طالب الوصل وأهل المحبة في‬ ‫كشف ما يجدونه إلى أحبتهم التعريض بالقول‪ ،‬إما‬ ‫بإنشاد شعر‪ ،‬أو بإرسال مثل‪ ،‬أو تعمية بيت‪ ،‬أو طرح‬ ‫لغز‪ ،‬أو تسليط كالم‪.‬‬ ‫والناس يختلفون في ذلك على قدر إدراكهم‪،‬‬ ‫وعلى حسب ما يرونه من أحبتهم من نفار أو أنس‬ ‫أو فطنة أو بالدة‪.‬‬ ‫وإني ألعرف من ابتدأ كشف محبته إلى من كان‬ ‫يحب بأبيات قلتها‪.‬‬ ‫فهذا وشبهه يبتدئ به الطالب للمودة‪ ،‬فإن رأى‬ ‫أنساً وتسهي ًال زاد‪ ،‬وإن عاين شيئاً من هذه األمور‬ ‫في حين إنشاده لشيء مما ذكرنا‪ ،‬أو إيراده لبعض‬ ‫المعاني التي حددنا‪ ،‬فانتظاره الجواب‪ ،‬إما بلفظ أو‬ ‫بهيئة الوجه والحركات‪ ،‬لموقف بين الرجاء واليأس‬ ‫هائل‪ ،‬وإن كان حيناً قصيراً‪ ،‬لكنه إشراف على بلوغ‬ ‫األمل أو انقطاعه‪.‬‬ ‫ومن التعريض بالقول جنس ثان‪ ،‬وال يكون إال‬ ‫بعد االتفاق ومعرفة المحبة من المحبوب‪ ،‬فحينئذ‬ ‫يقع التشكي وعقد المواعيـــد بالتغريــر‪ ،‬وإحكــــام‬ ‫المودات بالتعريض‪ ،‬وبكالم يظهر لسامعه منه‬ ‫معنى غير ما يذهبان إليه‪ ،‬فيجيب السامع عنه بجواب‬ ‫غير ما يتأدى إلى المقصود بالكالم‪ ،‬على حسب ما‬ ‫يتأدى إلى سمعه ويسبق إلى وهمه‪ ،‬وقد فهم كل‬ ‫منهما عن صاحبه وأجابه بما ال يفهمه غيرهما‪ ،‬إال‬ ‫من أيد بحس نافذ‪ ،‬وأعين بذكاء‪ ،‬وأمد بتجربة‪ ،‬وال‬ ‫سيما إن أحس من معانيهما بشيء قلما يغيب عن‬ ‫المتوسم المجيد‪ ،‬فهنالك ال خفاء عليه فيما يريدان‪.‬‬ ‫وأنا أعرف فتى وجارية كانا يتحابان‪ ،‬فأرادها‬ ‫في بعض وصلها على بعض ما ال يجمل‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫«واهلل ألشكونك في المأل عالنية وألفضحنك فضيحة‬ ‫مستورة»‪.‬‬ ‫فلما كان بعد أيام حضرت الجارية مجلس بعض‬ ‫أكابر الملوك وأركان الدولة وأجل رجال الخالفة‪ ،‬وفيه‬ ‫ممن يتوقى أمره من النساء والخدم عدد كثير‪ ،‬وفي جملة الحاضرين ذلك الفتى‪ ،‬ألنه كان بسبب من‬ ‫الرئيس‪ ،‬وفي المجلس مغنيات غيرها‪ ،‬فلما انتهى الغناء إليها سوت عودها واندفعت تغني بأبيات‬ ‫قديمة وهي[من الوافر] ‪:‬‬ ‫غزال قــد حكـى بــدر التمــام كشمس قد تجلت من غـمام‬ ‫سبى قلبـي بألحــــاظ مـراض وقدالغصن في حسن القـوام‬ ‫خضعت خضوع صب مستكين له وذللـــت ذلـــة مستهـــام‬ ‫فصلني يا فديتـــــك في خلال فمــا أهــوى وصا ًال في حـرام‬

‫• باب االشارة بالعين ‪- 9 -‬‬ ‫ثم يتلو التعريض بالقول إذا وقع القبول والموافقة اإلشارة بلحظ العين‪ ،‬وإنه ليقوم في هذا المعنى‬ ‫المقام المحمود‪ ،‬ويبلغ المبلغ العجيب‪ ،‬ويقطع به ويتواصل‪ ،‬ويوعد ويهدد‪ ،‬ويقبض ويبسط‪ ،‬ويؤمر‬ ‫وينهى‪ ،‬وتضرب به الوعــود‪ ،‬وينبـــه على الرقيب‪ ،‬ويضحك ويحزن‪ ،‬ويسأل ويجاب‪ ،‬ويمنع ويعطى‪.‬‬

‫ولكل واحد من هذه المعاني ضرب من هيئة‬ ‫اللحظ ال يوقف على تحديده إال بالرؤية‪ ،‬وال يمكن‬ ‫تصويره وال وصفه إال باألقل منه‪.‬‬ ‫وأنا واصـف ما تيسـر من هــذه المعانــي ‪:‬‬ ‫فاإلشارة بمؤخر العين الواحدة نهي عن األمر‪،‬‬ ‫وتفتيرها إعالم بالقبول‪ ،‬وإدامة نظرها دليل على‬ ‫التوجع واألسف‪ ،‬وكسر نظرها آية الفرح‪ ،‬واإلشارة‬ ‫إلى إطباقها دليل على التهديد‪ ،‬وقلب الحدقة إلى‬ ‫جهة ما ثم صرفها بسرعة تنبيه على مشار إليه‪،‬‬ ‫واإلشارة الخفية بمؤخر العينين كلتاهما سؤال‪،‬‬ ‫وقلب الحدقة من وسط العين إلى الموق بسرعة‬ ‫شاهد المنع‪ ،‬وترعيد الحدقتين من وسط العينين‬ ‫نهي عام‪ ،‬وسائر ذلك ال يدرك إال بالمشاهدة‪.‬‬ ‫واعلم أن العين تنوب عن الرسل‪ ،‬ويدرك بها‬ ‫المراد‪ ،‬والحواس األربع أبواب إلى القلب ومنافذ‬ ‫نحو النفس‪ ،‬والعين أبلغها وأصحها داللة وأوعرها‬ ‫عم ًال‪،‬وهي رائد النفس الصادق‪ ،‬ودليلها الهادي‪،‬‬ ‫ومرآتها المجلوة التي بها تقف على الحقائق‬ ‫وتميز الصفات وتفهم المحسوسات‪.‬‬ ‫وقــد قيـــل‪« :‬ليـــس المخبــــر كالمعايــن»‪،‬‬ ‫وقد ذكر ذلك «أفليمــون» صاحـــب «الفراسة»‬ ‫وجعلها معتمدة في الحكم‪.‬‬ ‫وبحسبك من قوة إدراك العين أنها إذا القى‬ ‫شعاعها شيئاً ما مجلواً صافياً‪ ،‬إما حديداً مصقو ًال‬ ‫أو زجاجاً أو ماء أو بعض الحجارة الصافية أو سائر‬ ‫األشياء المجلوة البراقة ذوات الرفيف والبصيص‬ ‫واللمعان يتصل أقصى حدوده بجسم كثيف ساتر‬ ‫مناع كدر‪ ،‬انعكس شعاعها فأدرك الناظر نفسه‬ ‫ومازها عياناً؛ وهو الذي ترى في المرآة‪ ،‬فأنت‬ ‫حينئذ كالناظر إليك بعين غيرك‪.‬‬ ‫ودليل عـــيان على هذا أنك تأخــذ مرآتيـــن‬ ‫كبيرتين فتمسك إحداهما بيمينك خلف رأسك‬ ‫والثانية بيسارك قبالة وجهك ثم تزويهـا قليـ ًال‬ ‫حتى يلتقيا بالمقابلــة‪ ،‬فإنك ترى قفاك وكل ما‬ ‫وراءك‪ ،‬وذلك النعكاس ضوء العيــن إلى ضـوء‬ ‫المرآة التي خلفك‪ ،‬إذ لم تجد منفذاً في التي بين يديك‪ ،‬ولما لم يجد وراءهذه الثانية منفذاً انصرف‬ ‫إلى ما قابله من الجسم؛ وإن كان صالح غالم أبي إسحاق النظام خالف في اإلدراك فهو قول ساقط‬ ‫لم يوافقه عليه أحد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولو لم يكن من فضل العين إال أن جوهرها أرفع الجواهر وأعالها مكانا‪ ،‬ألنها نورية ال تدرك األلوان‬ ‫بسواها‪ ،‬وال شيء أبعد مرمى وال أنأى غاية منها‪ ،‬ألنها تدرك بها أجرام الكواكب التي في األفالك‬ ‫البعيدة‪ ،‬وترى بها السماء على شدة ارتفاعها وبعدها‪ ،‬وليس ذلك إال التصالها في طبع خلقتها بهذه‬ ‫المرآة‪ ،‬فهي تدركها وتصل إليها بالطفر‪ ،‬ال على قطع األماكن والحلول في المواضع وتنقل الحركات‪،‬‬ ‫وليس هذا لشيء من الحواس مثل الذوق واللمس‪ ،‬ال يدركان إال بالمجاورة‪ ،‬والسمع والشم‪ ،‬ال يدركان‬ ‫إال من قريب‪.‬‬ ‫ودليل على ما ذكرناه من الطفر أنك ترى المصوت قبل سماع الصوت‪ ،‬وإن تعمدت إدراكهما معاً‪،‬‬ ‫ولو كان إدراكهما واحداً لما تقدمت العين السمع‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪934‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)837‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫“الحركة التالميذية بإمزورن‬ ‫بين المسار واالنكسار”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫عكفت عليها لمدة من الزمن‪ ،‬حاولت أن أستعيد فيها شريط هذه األحداث‬ ‫ال شك أن الحديث عن تحوالت تاريخ الزمن الراهن ببالدنا‪ ،‬أضحى‬ ‫يستلزم العودة لتجميع شتات الذاكرة الجماعية التي بلورت حركات تأطيرية‬ ‫قدر المستطاع‪ ،‬وحسب ما بقي عالقا بذاكرتنا وذا قيمة رمزية مؤثرة‪ ،‬حول‬ ‫وسياسية ونقابية وجمعوية عديدة‪ .‬وال شك –كذلك‪ -‬أن هذا التجميع أصبح‬ ‫هذه الحركة الشبابية بما لها وما عليها‪ ،‬مركزا باألساس على أهمها دون أن‬ ‫منفتحا –أكثر من أي وقت مضى‪ -‬على توسيع مفهوم الوثيقة التاريخية‪،‬‬ ‫يعني هذا إهمال بعض المحطات األخرى‪ ،‬أو استصغارا من حجمها وآثارها‬ ‫لتتجاوز إطارها المدون والمادي‪ ،‬ولتنفتح على رحابة ملكة الحكي وعلى‬ ‫على هذه التجربة النضالية ككل‪ ،‬مع اإلشارة في األخير إلى تداعيات هذه‬ ‫استثمار عطاء الروايات الشفوية‪ ،‬بما لها وبما عليها‪ .‬فالتاريخ الحاضر‬ ‫الحركة وما شكلته مستقبال من روافد مهمة لتأسيس وعي جمعوي وسياسي‬ ‫يظل محفوظا في صدور صانعيه‪ ،‬وعلى المؤرخ أن يستنفر جهوده للغوص‬ ‫بإمزورن خاصة وبالمنطقة عامة‪( ”...‬ص‪.)4 .‬‬ ‫في أعماق هذه الصدور‪ ،‬بحثا عن التفاصيل‪ ،‬وتجميعا للجزئيات‪ ،‬وتحقيقا‬ ‫لألعالم‪ ،‬ثم استثمارا للنتائج‪ .‬ال يتعلق األمر بكتابة سير‪-‬ذاتية‪ ،‬بقدر ما‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬اهتم الكتاب بتقديم غزارة استثنائية في المعطيات‬ ‫أنها اختراق منهجي لإلطار المرجعي الناظم للتوثيق في الكتابات التاريخية‬ ‫المرتبطة بالسياق العام لبروز الحركة التالميذية بإمزورن وتطوراتها السريعة‬ ‫التقليدانية التي حصرت “الوثيقة” في إطارها المادي المباشر‪ ،‬متناسية‬ ‫لسنوات ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬وخاصة خالل المرحلة الممتدة بين سنتي‬ ‫أن حركية المجتمع تصنعها مبادرات ومواقف ورؤى من الصعب‪ ،‬بل من‬ ‫‪ 1984‬و‪ .1987‬وقد حرص المؤلف على تقديم تفاصيل حول ظروف ميالد‬ ‫المستحيل أحيانا‪ ،‬التوثيق لها ماديا بالتدوين وبالتأليف‪ ،‬مثلما هو الحال مع‬ ‫النواة األولى لهذه الحركة االحتجاجية في عالقتها بأداء الحركات االجتماعية‬ ‫قضايا التراث الرمزي‪ ،‬وتاريخ الذهنيات‪ ،‬وتراكم المواقف السياسية‪ ،‬وتدافع‬ ‫المحلية والوطنية‪ ،‬مركزا على إبراز الجانب السياسي والثقافي للحركة في إطار‬ ‫الحركات االحتجاجية‪ ،‬إلى غير ذلك من الظواهر المرتبطة بردود أفعال آنية‬ ‫صراع القيم‪ ،‬وآثار ذلك على استنبات الوعي السياسي والثقافي للفاعلين‪.‬‬ ‫ال تعطي ألصحابها الفرصة وال القناعة بضرورة الكتابة عنها في حينها وفي‬ ‫خضم تفاعالتها المباشرة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الذاكرة الفردية المتقاطعة مع مواقف‬ ‫وقد عزز عمله بإدراج شهادات لعدد من الفاعلين المباشرين في الوقائع‪.‬‬ ‫جماعية ناظمة‪ ،‬تظل خزانا االستثمار العلمي‪ ،‬بعد إخضاعها لقواعد النقد‬ ‫يتعلق األمر بكل من أحمد الشريف‪ ،‬وعبد الحافظ األزرق‪ ،‬ومكي الحنودي‪،‬‬ ‫التاريخي المعروفة وألدواتها اإلجرائية في التجميع وفي التفكيك حسب ما‬ ‫وعبد الحكيم أمغار‪ ،‬ومحمد مخلص‪ .‬كما خصص حيزا إلدراج ملحقين‬ ‫هو معروف لدى المتخصصين‪.‬‬ ‫منفصلين‪ ،‬األول خاص باإلرهاصات األولى للعمل الجمعوي بإمزورن‪ ،‬والثاني‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫في سياق االهتمام بحفظ هذه الذاكرة الجماعية بالنسبة لنخب منطقة الريف‬ ‫بمعالم الدخول المحتشم للدولة لمرحلة العدالة االنتقالية عند بداية تسعينيات‬ ‫المسار‬ ‫بين‬ ‫بإمزورن‬ ‫عموما‪ ،‬ومدينة إمزورن تحديدا‪ ،‬يندرج صدور كتاب “الحركة التالميذية‬ ‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫واالنكسار”‪ ،‬لألستاذ محمد بلمزيان‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪ 155‬من الصفحات ذات‬ ‫وبذلك‪ ،‬استطاع محمد بلمزيان تقديم عمل غير مسبوق‪ ،‬ال شك وأنه سيوجه اهتمام الباحثين‬ ‫الحجم الكبير‪ .‬والعمل‪ ،‬تجميع لمظاهر الخصب في إحدى أنبل تجارب الحركات االحتجاجية التي‬ ‫عرفتها منطقة الريف بشمال المغرب خالل فترة ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬فكان لها دور بارز في في قضايا الزمن الراهن‪ ،‬وتحوالت الحركات االحتجاجية بمنطقة الريف بشمال المغرب‪ ،‬من أجل‬ ‫االرتقاء بالوعي الجماعي لنخب المرحلة وفي إنشاء “مدرسة موازية” للتكوين السياسي والنقابي توفير الزاد الضروري لفهم حقيقة ما جري‪/‬وما يجري‪ .‬ولعل من عناصر القوة في العمل‪ ،‬ابتعاد‬ ‫والحقوقي والثقافي‪ ،‬غطت تأثيراته الالحقة أجزاء واسعة من عموم بالد المغرب‪ .‬ولقد أجمل المؤلف عن االطمئنان ليقينيات األحكام النوسطالجية الحالية وعن إضفاء البعد األسطوري على‬ ‫المؤلف معالم هذا األفق العام‪ ،‬في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال‪ ...“ :‬لكون الذكرى عربونا على المواقف وعلى الرؤى وعلى المبادرات‪ ،‬في مقابل االهتمام بتجميع المعطيات التي صنعت التجربة‬ ‫الوفاء‪ ،‬وتصديا للذاكرة لكي ال تصاب بالصدأ في يوم من األيام‪ ،‬وصون هذا الصرح‬ ‫الشامخ وأينعت عطاءها المتميز‪ ،‬من دون إغفال عوامل االنكسار التي أدت إلى تراجع تأثيرها في سياق‬ ‫وتجديده دوما‪ ،‬كمعلمة تاريخية‪ ،‬كل لبنة من بنياتها تلخص موضوعا لحكاية قائمة‪ ،‬وهي‬ ‫تعكس مرحلة تعتبر من أخصب المراحل العمرية المتسمة بالعنفوان والحماس‪ ،‬التي يمكن تطورات بنيوية‪ ،‬منها ما هو مرتبط بطبيعة أداء الحركة ذاتها‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط بأداء الحركات‬ ‫أن يعيشها اإلنسان خالل مسار عمره تقريبا‪ ،‬والتي تحفظ خاللها الذاكرة كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬ال الثقافية األمازيغية وتناقضاتها العميقة عبر مجمل أصقاع خريطة البالد‪ .‬وال شك أن االنكباب‬ ‫تدعها تمر دون أن تخصص لها حيزا في سجلها الذهبي‪ ،‬عبر استرجاع لوحات من تفاصيلها مع الجدي لتشريح مضامين الكتاب‪ ،‬بعيدا عن قيود “الذاكرة الجماعية” وقريبا من رحابة “الذاكرة‬ ‫محاولة ربطها بسياقها التاريخي والظروف السياسية التي أنتجتها وصاحبتها‪ ،‬ومضاعفاتها على التاريخية”‪ ،‬يساهم في تقديم القراءات النقدية الكفيلة بإعادة تقييم السياقات والتأصيل لشروط‬ ‫الحركة التالميذية بشكل خاص‪ ،‬وعلى الحركة االجتماعية بالمنطقة بشكل عام‪ ،‬وهي محاولة تفسير الكثير من تحوالت الخطاب االحتجاجي بمنطقة الريف خالل زماننا الراهن‪.‬‬

‫القطاع الصحي بإقليم تطوان يتعزز بإنجاز‬ ‫العديد من المراكز الصحية‬

‫شفشاون ‪ :‬لقاء تحضيري للدورة الثانية‬ ‫للميزانية التشاركية‬

‫في إطار تعزيز العرض الصحي باإلقليم وتقريب الخدمات الصحية وتيسير الولوج إليها لفائدة ساكنة‬ ‫المنطقة‪ ،‬افتتحت‪ ،‬مؤخرا بإقليم تطوان‪ ،‬عدة مؤسسات صحية بعد االنتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها‬ ‫وتوفير الموارد البشرية الضرورية لها‪ .‬وتهم المؤسسات الصحية الجديدة‪ ،‬التي تم إنجازها في إطار برنامج‬ ‫التأهيل االجتماعي‪ ،‬المركز الصحي الحضري من المستوى األول (طابولة)‪ ،‬الذي سيغطي الحاجيات الصحية‬ ‫لحوالي ‪ 450‬ألف نسمة‪ .‬والمركز الصحي الحضري من المستوى األول (دار مورسيا)‪ ،‬الذي ستستفيد من‬ ‫خدماته ساكنة تقدر بحوالي ‪ 250‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫وسيوفر المركزان خدمات الفحص الطبي ومتابعة األمراض المزمنة ومتابعة الحمل وتنظيم األسرة‬ ‫والتلقيح وصحة الطفل‪ ،‬والصحة المدرسية وصحة الشباب والمراقبة الوبائية‪ ،‬إلى جانب التربية الصحية‬ ‫والتوعية والتحسيس‪ .‬وأيضا المركز المرجعي للصحة اإلنجابية‪ ،‬المتواجد بالمركز االستشفائي اإلقليمي‬ ‫بتطوان‪ ،‬والذي يتوفر على تجهيزات بيوطبية حديثة كجهاز الفحص بالصدى وجهاز الماموغرافيا ومعدات‬ ‫الكشف عن سرطان عنق الرحم‪.‬‬ ‫وسيوفر هذا المركز خدمات الكشف عن سرطاني الثدي وعنق الرحم‪ ،‬وتنظيم األسرة‪ ،‬ومتابعة المرأة‬ ‫في سن الطمأنينة‪ ،‬ومتابعة المشاكل الصحية المصاحبة للحمل‪ ،‬باإلضافة إلى التربية الصحية للمرأة‪.‬‬ ‫وتعزز العرض الصحي أيضا بمركز التشخيص بالمستشفى اإلقليمي بتطوان‪ ،‬الذي يتوفر على ‪ 14‬قاعة‬ ‫للفحوصات االختصاصية‪ ،‬ويقدم خدماته لساكنة تطوان واألقاليم المجاورة نظرا لصبغته الجهوية‪ ،‬وشملت‬ ‫المؤسسات التي تم افتتاحها‪ ،‬أيضا‪ ،‬على مصلحة االستقبال والقبول بالمستشفى اإلقليمي بتطوان‪ ،‬التي‬ ‫تقوم بتدبير االستقبال وتوجيه المرضى‪ ،‬وتنظيم قبول وخروج المرضى وكذا تدبير المواعيد‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى إنجاز فوتره األعمال والخدمات المقدمة من طرف المستشفى‪ ،‬وتنظيم التواصل الداخلي والخارجي‬ ‫للمستشفى‪ ،‬والقيام بمهام المساعدة االجتماعية للمرضى‪ ،‬والخدمات ذات الصبغة اإلدارية والتنظيمية‪.‬‬

‫ترأس ‪ ‬محمد السفياني رئيس الجماعة الحضرية لشفشاون اجتماعا تحضيريا لدراسة الدورة الثانية‬ ‫للميزانية التشاركية التي انخرطت فيها المدينة منذ سنة ‪.2014‬‬ ‫هذا االجتماع الذي حضره ‪ ‬بعض نواب الرئيس‪ ،‬و األطر التقنية ببلدية شفشاون و رؤساء جمعيات‬ ‫األحياء بالمدينة العتيقة خصص لدراسة‬ ‫الخطوط العريضة والتصورات التي سيعتمدها فريق العمل في المرحلة المقبلة على أن يتم الدخول‬ ‫في التفاصيل في الورشة التي تم عقدها يوم األربعاء ‪21‬مارس من السنة الحالية‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن مشروع الميزانية التشاركية هو مشروع ممول من طرف االتحاد األوربي بنسبة ‪80‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬وحامل المشروع الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث‪ ،‬بشراكة مع الصندوق‬ ‫األندلسي للجماعات من أجل التضامن الدولي‪ ،‬وجماعات كل من العرائش‪ ،‬شفشاون وتطوان‪ .‬رئيس‬ ‫المجلس الجماعي لشفشاون ذكر في كلمته بالمناسبة بأن ‪ ‬المرحلة األولى من مشروع الميزانية التشاركية‬ ‫بشفشاون (‪ )2016-2014‬ركز على المدينة العتيقة وذلك لتثمين بموروثها الثقافي والتراثي المهم‪،‬‬ ‫مضيفا أنه تم ‪ ‬إنجاز المشروع الفائز في المرحلة األولى في إقامة وتركيب الحواجز الخشبية بمنتزه رأس‬ ‫الماء ‪ ،‬مع وضع حاويات لجمع النفايات الصلبة على طول نهر راس الماء‪ ،‬وذلك باعتبارها منهجية جديدة و‬ ‫متقدمة على مستوى المغرب كآلية لتثمين الحكامة الجيدة‪ ،‬كما أن ‪ ‬تنفيذ هذه الميزانية تم بالتوازي مع‬ ‫ثالث مدن مستفيدة من المشروع‪ .‬مشيرا إلى أن هذا االجتماع يدخل في إطار النهوض بثقافة المساءلة‬ ‫والمحاسبة بالجماعات الترابية لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ .‬مبرزا أن ‪ ‬المرحلة الجديدة تمت فيها مناقشة‬ ‫أهم اإلنجازات التي عرفتها الدورة األولى والمشروع الذي تم اختياره والمراحل التي قطعتها الميزانية‬ ‫التشاركية حتى مرحلة التنفيذ ونجاح التجربة ‪ ،‬والتي كانت تهدف الجماعة من خاللها تعزيز المشاركة‬ ‫المباشرة للمجتمع المدني في برامج دورة الميزانية التشاركية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪934‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)401‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫مرشدون سياحيون مجرِّبون‬ ‫يطالبون بإدماجهم‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫نظـم مجمـوعـة من المرشديـن غيـر‬ ‫المنظمين وقفة احتجاجية تندد بإقصائهم‬ ‫من العمل وتهميشهم‪ ،‬بل وتشريدهم وأفراد‬ ‫أسرهم في وقت تزداد فيه تكاليف الحياة‪.‬‬ ‫وخالل الوقفة التي نظمتها التنسيقية‬ ‫الجهوية لمرشدي طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫صباح اإلثنين ‪ 19‬مارس الجاري أمام بناية‬ ‫مندوبيــة وزارة السيـاحــة بطنجـة‪ ،‬طالب‬ ‫المتضررون المقصيون بإنصافهم ورد االعتبار‬ ‫إليهم‪ ،‬بعد أن راكم جلهم سنوات محترفة‬ ‫من التجربة‪ ،‬تتجاوز العشرين والثالثين سنة‪،‬‬ ‫رافعين الفتات تضمنت مجموعة من التعابير‬ ‫المطلبية‪ ،‬منها «ال المتحان غير متساو مع‬ ‫حاملي الشهـادات»‪ ،‬و «ال للتزويـر» و «نريــد‬ ‫اإلدماج المباشر»‪...‬‬ ‫ولتقريب الرأي العام من هذه الوقفــة‬ ‫االحتجاجية‪ ،‬استمعت جريدة الشمال إلى أحد‬ ‫المرشدين السياحيين المجربين والمعروفين‬ ‫في الساحة‪ ،‬األمر يتعلق بالمرشد السياحي‬ ‫«يوسف فاحص» الذي أشار إلى «أن الوقفة‬ ‫االحتجاجية المذكورة جاءت نتيجــة للحيف‬ ‫الذي وقعت في حقنا‪ ،‬بعد أن جاءت مبادرة‬ ‫في التنمية البشرية‪ ،‬تدخل في إطار تخليق‬ ‫الحياة العامة للمواطنين‪ .‬طبعا‪ ،‬المبادرة‬ ‫ملكية‪ ،‬وأهدافها ساميــة‪ ،‬أهمها الرفع من‬

‫‪17‬‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫قيمة وكرامة المواطن المغربي‪ ,‬وفعال‪ ،‬سجلنا‬ ‫أنفسنا سنة ‪ 2014‬كممارسين مهنيين في‬ ‫الميدان‪ ،‬حيث تم تحديد امتحان معين لنا‪،‬‬ ‫كان شعاره األسمى‪ ،‬هو إدماج ذوي الكفاءات‬ ‫الميدانية‪ ،‬حسب وزارة السياحة التي ألغت‬ ‫العمل بقانون يؤكد على ضرورة الحصول على‬ ‫شهادة اإلجازة‪ ،‬لكن اتضح أن نتائج اإلدماج‬ ‫كانت كارثية‪ .‬وال يمكن لنا أن نهتم أي جهة‬ ‫بالتحديد‪ .‬مقابل هذا‪ ،‬نحن بسطاء‪ ،‬لكن لدينا‬ ‫كفاءات ومؤهالت كبيرة فوق أرضية الميدان‪،‬‬ ‫ونريد العمل في إطار القانون‪ .‬أكثر من هذا‬ ‫أننا‪ ،‬وطيلة سنوات اشتغالنا‪ ،‬لم نطالب الدولة‬ ‫بأي شيء‪ ،‬في الوقت الذي ساهمنا في الناتج‬ ‫السياحي الوطني‪ ،‬ليكون مصيرنا في النهاية‬ ‫اإلقصاء‪ ،‬فلماذا؟»‪.‬‬ ‫وعالقة بالموضوع‪ ،‬وحسب العديد من‬ ‫المالحظين أن نسبة مهمة من المرشدين‬ ‫السياحيين غير النظاميين‪ ،‬لها سمعة طيبة‬ ‫بالمدينة‪ ،‬فضال عن تجربتها المهنية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإنها أولى بالتأطير والتكوين واإلدماج‪ ،‬عكس‬ ‫ما يروج أن الجهة المختصة أدمجت مرشدين‬ ‫ال يربطهم بالسياحة غير الخير واإلحسان‪...‬‬ ‫والمحسوبية؟‬

‫تعاني الطفلة جيهان ذات األربع سنوات‪،‬‬ ‫والقاطنــة بحي الديــزة بمرتيــل من مرض‬ ‫سرطان الدم منذ سنتين وإلى حدود كتابــة‬ ‫هذه األسطر‪.‬‬ ‫وحسب تصريح الطفلـة البريئة لجريدة‬ ‫الشمال فإنها تعاني ألما شديدا كلما توجهت‬ ‫نحو الرباط لتلقي العالج بالكيماوي‪ ،‬كما أنها‬ ‫لم تعد قادرة على األكل‪.‬‬ ‫‪ ‬في حين أبدت أم الطفلة عجزها المطلق عن مسايرة عالج فلذة‬ ‫كبدها «جيهان» مع ما يتطلبه هذا المرض من نفقات باهضة خصوصا‬ ‫وأنها لم تعد تملك شيئا أمام ظروف الحياة الصعبة وقلة ذات اليد‪.‬‬ ‫‪ ‬أما والد «جيهان» فبالكاد يضمن قوت يومه‪ ،‬الذي ال يكفي حتى‬ ‫لضروريات الحيــاة‪ ،‬بمـا في ذلك سومة الكراء فباألحرى عالج ابنته‬ ‫الصغيرة والبريئة‪.‬‬ ‫هواتف رهن إشارة المحسنين لربط‪ ‬االتصال بأم الطفلة‬

‫‪06.34.30.32.52 / 06.59.19.90.91‬‬

‫إلى ذوي القلوب الرحيمة‬ ‫مواطن محتاج إلى عملية جراحية‬ ‫على مستوى شبكة العين‬ ‫يحتــاج المواطــن أحمد البوعمراني (‪64‬‬ ‫سنــة) إلى عمليــة جراحيــة مستعجلــة على‬ ‫مستوى شبكة العين تتطلب مبلغا ماليا في‬ ‫حدود اثنين وعشرين (‪ )22,000‬ألف درهم‪.‬‬ ‫وبما أن ظــروفــه االجتماعيــة واالقتصادية‬ ‫ال تسمح بذلك‪ ،‬فإنه يناشــد ذوي األريحية‬ ‫والقلوب الرحيمــة مد يد العــون لـه‪ ،‬واهلل ال‬ ‫يضيع أجر من عمل عمال صالحا‪.‬‬

‫لالتصال ‪0611200930 :‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫مرتيل‪..‬الطفلة «جيهان»‬ ‫تناشد القلوب الرحيمة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪401‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 934‬ـ الثالثاء ‪� 27‬إلى مار�س ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كأس العالم‬ ‫للشباب تحت عشرين‬ ‫عاما‪)5( :‬‬

‫نددت‬

‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬في بيان أصدرته أخيرا‪ ،‬بكل ما جاء‬ ‫في حوار أجراه الالعب المغربي محسن متولي مع صحيفة «الوطن» القطرية‪،‬‬ ‫حيث شكك في مصداقية الناخب الوطني واختياراته‪.‬هذا البيان جاء عقب تصريح ناري لالعب‬ ‫الرجاوي السابق مسحن متولي في حوار أجراه مع صحيفة «الوطن» القطرية اتهم فيه هيرفي‬ ‫رونار تلميحا‪ ،‬بتلقي «رشاوي» من أجل حجز مكان داخل تشكيلة األسود‪ .‬أكيد ان مثل هذه‬ ‫التصريحات الصبيانية يجب أن يوضع لها حد‪ .‬نحن ال ندافع عن رونارد أو غيره‪ ،‬لكننا نؤمن أن‬ ‫تأخذ األمور مجراها الطبيعي‪ ،‬أي بفتح تحقيق نزيه في الموضوع حتى يأخذ كل طرف جزاءه‪،‬‬ ‫سواء الالعب متولي إذا كان يفتري على المدرب رونارد‪ ،‬أو األخير إذا تبث كالم الالعب‪ .‬وإن كان‬ ‫الطرح األخير مستبعد‪ ،‬ألن متولي عاد ليعتذر ويقول أن كالمه لم يستوعب بالشكل الصحيح‪.‬‬ ‫وهذه أمور ال تقبل التهاون ونحن نتحدث عن االحتراف والرقي بكرة القدم المغربية وتاهيلها‪،‬‬ ‫ونطمح لتنظيم كاس العالم ‪ .2026‬فال بد من وضع النقط على الحروف‪.‬‬

‫مجدي عبد الغني‪..‬‬ ‫�أحد النجوم ال�سابقني يف منتخب م�صر‬

‫سنأخذك في رحلة عبر التاريخ‪ ،‬هل لك أن تذكرنا‬ ‫بتلك المشاركة المشرفة لمنتخب مصر في إيطاليا‬ ‫‪1990‬؟‬

‫النسخة الرابعة عشرة ‪ ..‬اإلمارات ‪2003‬‬

‫•‪ ‬استضافت اإلمارات العربية المتحدة فعاليات كأس العالم للشباب الرابعة عشرة‬ ‫وتوجت البرازيل باللقب عقب فوزها على إسبانيا بهدف نظيف في المباراة النهائية‪ ،‬فيما‬ ‫كان المركز الثالث من نصيب كولومبيا وحلت األرجنتين رابعة‪.‬‬ ‫•‪ ‬نجم اإلمارات اسماعيل مطر حصل على لقب أفضل العب في البطولة‪ ،‬واحتل‬ ‫األميركي إيدي جونسون صدارة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك في المنافسات ‪ 24‬منتخباً أحرزوا ‪ 118‬هدفاً في ‪ 52‬مباراة شاهدها قرابة‬ ‫‪ 593‬ألف متفرج‪ .‬‬

‫النسخة الخامسة عشرة ‪ ..‬هولندا ‪2005‬‬

‫•‪ ‬أقيمت البطولة في هولندا للمرة األولى في تاريخ الدولة األوروبية‪ ،‬وسريعاً جداً‬ ‫عادت األرجنتين إلى منصات التتويج وقبضت على اللقب الخامس في تاريخه عقب الفوز‬ ‫على نيجيريا في النهائي ‪.2-1‬‬ ‫•‪ ‬تألق المنتخب المغربي في البطولة وتأهل إلى الدور نصف النهائي إال أنه حصل‬ ‫على المركز الرابع عقب خسارته أمام البرازيل ‪.2-1‬‬ ‫•‪ ‬هي بطولة أسطورة الكرة العالمية األرجنتيني ليونيل ميسي بال منازع فقد‬ ‫حصل على لقب أفضل العبي المونديال والهداف أيضاً برصيد ستة أهداف وجاء مهاجم‬ ‫يوفنتوس الحالي اإلسباني فيرناندو يورنتي في المركز الثاني برصيد ‪ 5‬أهداف‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك ‪ 24‬منتخباً في البطولة خاضوا ‪ 52‬مباراة أحرز فيها ‪ 139‬هدفاً وتابعها من‬ ‫المدرجات ‪ 502.698‬ألف متفرج‪ .‬‬

‫النسخة السادسة عشرة ‪ ..‬كندا ‪ 2007‬‬

‫•‪ ‬استضافت كندا البطولة عام ‪ 2007‬وشهدت مالعبها احتفاظ األرجنتين باللقب‬ ‫واعتالء راقصي التانغو لصدارة الئحة الدول الفائزة بكأس البطولة برصيد ستة ألقاب‪،‬‬ ‫عقب فوز األرجنتين على جمهورية التشيك في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف‪.‬‬ ‫•‪ ‬حصل المنتخب التشيلي على المركز الرابع فيما حقق شباب النمسا نتيجة الفتة‬ ‫بصعوده للمربع الذهبي واحتالله المركز الرابع‪.‬‬ ‫•‪ ‬سيطر تماماً األرجنتيني سيرخيو أغويرو نجم ومهاجم مانشستر سيتي وهداف‬ ‫الدوري اإلنكليزي على نسخة عام ‪ 2007‬إذ توج بلقب أفضل العب إضافة إلى فوزه‬ ‫بالحذاء الذهبي عقب تصدره للهدافين برصيد ستة أهداف‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك في البطولة ‪ 24‬منتخباً شاركوا في ‪ 52‬مباراة‪ ،‬شهدت تسجيل ‪ 134‬هدفاً‬ ‫والمثير أن نسخة كندا عام ‪ 2007‬شاهد مبارياتها من المدرجات أكثر من مليون متفرجاً‬ ‫ضاربين الرقم القياسي للحضور الجماهير «‪. »1.195.239‬‬

‫النسخة السابعة عشرة ‪ ..‬مصر ‪2009‬‬

‫•‪ ‬بصمت القارة السمراء بقوة على نسخة عام ‪ 2009‬إذ استضافتها مصر لتصبح‬ ‫بذلك رابع دولة عربية تنظم مونديال الشباب عقب تونس ‪ 1977‬والسعودية ‪1989‬‬ ‫وقطر ‪.1995‬‬ ‫•‪ ‬واستغلت غانا تنظيم البطولة في أفريقيا وتمكن أخيراً من الفوز بالكأس بعد‬ ‫أن فشلت مرتين في المباراة النهائية عامي ‪ 1993‬و‪ ،2001‬وذلك بفوزها على البرازيل‬ ‫بركالت الترجيح (‪ )4-3‬عقب تعادل المنتخبين (‪ )0-0‬في الوقتين األصلي واإلضافي‪.‬‬ ‫•‪ ‬حصلت المجر على المركز الثالث فيما حلت كوستاريكا رابعة في إنجاز تاريخي‬ ‫للدولتين‪.‬‬ ‫•‪ ‬توّج الغاني ديونييك آدييه بلقب هداف البطولة وأفضل العب عقب إحرازه‬ ‫‪ 8‬أهداف في الميالن‪ ،‬ما جعل األندية الكبرى تتهافت على التعاقد معه‪ ،‬وفي النهاية‬ ‫حسم ميالن صفقة ضم الالعب إال أن مستواه تراجع تماماً عقب ذلك في فريق ناخون‬ ‫راتشسيما التايالندي‪.‬‬ ‫•‪ ‬ضربت كأس العالم للشباب السابعة عشرة في مصر الرقم القياسي للحضور‬ ‫الجماهير بإجمالي عدد جماهير بلغ ‪ 1.295.586‬وسجل الالعبون المشاركون في تلك‬ ‫النسخة ‪ 166‬هدفاً‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫بالفعـــل كنــا ذاهبيــن‬ ‫إلى كأس العالم من أجل خوض‬ ‫مشاركة مشرفة للكرة المصرية‪.‬‬ ‫القرعة أوقعتنا ف��ي مجموعة‬ ‫«طاحنة»‪ ،‬هولندا ف��ازت قبل‬ ‫عامين بلقب أوروب��ا‪ ،‬وإنجلترا‬ ‫تملك ن��ج��وم ب��ارزي��ن لديهم‬ ‫خبرة كبيرة‪ ،‬وإي��رل��ن��دا تلعب‬ ‫بأسلوب بدني قوي ربما يصعب‬ ‫مجاراته‪ .‬كانت المباراة األولى‬ ‫أمام هولندا‪ ،‬وفي تلك الحقبة‬ ‫الزمنية كان من الصعب متابعة‬ ‫ه��ؤالء النجوم بشكل متواصل‬ ‫عبر التلفاز‪ ،‬وبالتالي عندما حانت‬ ‫لحظة المواجهة شعرنا وأننا‬ ‫فوجئنا بتلك القامات الطويلة‪،‬‬ ‫رأينا أمامنا نخبة نجوم العالم‬ ‫(خوليت‪ ،‬وفان باستن‪ ،‬وريكارد‪،‬‬ ‫وكومان)‪ ،‬نظرات الالعبين قبل أن ندخل الملعب وكأنها تقول‪:‬‬ ‫كيف سنصمد أمامهم؟ بأي نتيجة سنخرج اليوم؟‪ .‬كرة القدم‬ ‫تعطي من يكون شجاعا فوق أرضية الملعب‪ ،‬تلك المشاعر التي‬ ‫سبقت صافرة البداية كانت طبيعية‪ ،‬فالفوارق الفنية شاسعة‬ ‫بيننا وبين هولندا‪ ،‬ولكن لم نخض فترة اإلعداد الشاقة لكي‬ ‫نبدو كفريق يأتي إلثبات وجوده فقط‪ .‬كانت لدينا رباطة جأش‬ ‫وعزيمة عالية‪ ،‬اتفق الالعبون بأنها ستكون مواجهة بين أحد‬ ‫عشر العبا في كل جانب‪ ،‬قررنا أن نعطي أكثر من ‪ ،100%‬وبمرور‬ ‫الوقت زادت حماستنا وثقتنا بأنفسنا‪ ،‬بعكس الهولنديين الذين‬ ‫بدوا وكأنهم متوترين جراء صعوبة صنع اللعب وقلة الفرصة‬ ‫وعدم التسجيل‪ ،‬حتى اقتنصوا الهدف من خطأ بسيط‪.‬‬

‫حصلتـم على ركلـة جزاء وكنت صاحب الحظوة‬ ‫في تسجيــل هــدف التعــادل‪ ،‬حدثنـا عن القصــة‬ ‫بأكملها‪ .‬وكيــف تحول هذا الهـدف ليصبح حكاية‬ ‫شهيرة في مصر؟‬ ‫لم نترك هدفهم لينال من معنوياتنا‪ ،‬انطلقنا للهجوم‬ ‫وحصلنا على عدة فرص‪ ،‬ومن ثم أتت ركلة الجزاء‪ ،‬في تلك‬ ‫اللحظات كان الالعبون يقتربون مني ويشدّون من أزري‪،‬‬ ‫ويتمنون التوفيق لي في التسجيل‪ ،‬لقد كنت المسؤول رقم‬ ‫واح��د عن تسديد رك�لات الجزاء من قبل المدرب محمود‬ ‫الجوهري‪ .‬للحقيقة لم يكن يُدر في فكري أن نحصل على ركلة‬ ‫جزاء‪ ،‬لذلك كانت تلك اللحظات مباغتة‪ ،‬ثم أخذت الكرة وقررت‬ ‫أن أسددها كيفما تعودت في العديد من المرات السابقة‪.‬‬ ‫نظرت نحو الحارس وسددتها أرضية عن يمينه‪ ،‬اهتزت الشباك‬ ‫ومعها اهتزت مصر كلها‪ ،‬حققنا التعادل وللحقيقة كانت قيمة‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫الهدف تساوي نقطة أمام هولندا‪ ،‬وأننا قدمنا مباراة كبيرة أمام‬ ‫أبطال أوروبا والتعادل منحنا المزيد من الثقة التي كنا نريدها‪.‬‬ ‫و بعد المباراة أخبرني أحد الصحفيين المرافقين لنا في البطولة‬ ‫أنني أصبحت أول العب مصري يسجل في كأس العالم ودورة‬ ‫األلعاب األولمبية‪ .‬قبل سنوات‬ ‫كنت قد سجلت في المباراة التي‬ ‫فازت بها مصر على كوستاريكا‬ ‫في دورة لوس أنجليس ‪.1984‬‬ ‫للحقيقة ك��ان األم��ر رائ��ع��اً أن‬ ‫يكون دخ��ول التاريخ مضاعفا‬ ‫بهذه الطريقة‪ .‬ثم قدمنا مباراة‬ ‫تكتيكية وتعادلنا مع إيرلندا‬ ‫ب���دون أه����داف‪ ،‬وف��ي الجولة‬ ‫الحاسمة خسرنا أم��ام إنجلترا‬ ‫‪ ،0-1‬وفقدنا فرصة التأهل‬ ‫للدور الثاني لكن غادرنا البطولة‬ ‫مرفوعي ال���رأس‪ .‬بعدها لم‬ ‫ينجح منتخب مصر في تكرار‬ ‫التأهل لكأس العالم في أي من‬ ‫الدورات التالية‪ .‬وخالل السنوات‬ ‫القليلة الماضية أعيد إحياء قصة‬ ‫الهدف‪ ،‬بدأ بتصويري إعالن من‬ ‫أجل تحفيز منتخب مصر على التأهل لكأس العالم من جديد‪.‬‬ ‫ومن ثم أصبح هدف مجدي عبدالغني مدار حديث المصريين‬ ‫عند كل مباراة للمنتخب‪ ،‬وأنا تناولت القصة بشيء من الطرافة‬ ‫وأصبحت ّ‬ ‫أذكر الجميع أنني صاحب آخر هدف لمصر في كاس‬ ‫العالم‪.‬‬

‫لنتحـدث عن المجموعـة التي وقعت فيها مصـر‬ ‫في روسيا ‪ ،2018‬كيف ترى فرص التأهل‪ ،‬و من‬ ‫تتوقع أن ينال هذا الشرف الكبير ويهز الشباك؟‬ ‫في كأس العالم ال يوجد مجموعات سهلة‪ ،‬لكن أعتقد أننا‬ ‫تجنبنا التنافس مع منتخبات المستوى األول‪ ،‬أرى أن القرعة‬ ‫خدمتنا نوعا ما وحتى ترتيب المباريات سيكون بصالحنا‪ .‬أن‬ ‫تواجه أوروجواي في المباراة األولى سيعطي الحماس لالعبين‬ ‫من أجل تقديم أداء أمام فريق مرشح للتأهل بنجومه الكبار‬ ‫أمثال لويس سواريز وإدينسون كافاني‪ ،‬ستكون هذه مفتاحا‬ ‫لبقية المشوار‪ .‬في الثانية سنالقي روسيا وسنكون قد وضعنا‬ ‫خطتنا بناء على نتيجة وأداء أصحاب األرض في اإلفتتاح‪ ،‬أتوقع‬ ‫أن يكون األداء الذي تميزنا به خالل العاكمين الماضيين فاع ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫باالعتماد على إغالق الملعب وتقليص المساحات‪ ،‬كما نتميز‬ ‫باإلنتقال السريع للهجمات المرتدة‪ .‬في المباراة الثالثة ستكون‬ ‫المباراة مفتوحة أم��ام السعودية‪ ،‬وآم��ل أن نحصل خاللها‬ ‫على التأهل للدور الثاني‪ .‬وبالنسبة لهز الشباك‪ ،‬أتمنى أن‬ ‫يحقق المنتخب المصري نتائج متميزة في روسيا‪ ،‬وأن يتمكن‬ ‫الالعبون من هز الشباك‪ .‬وأتوقع أن يكون محمد صالح صاحب‬ ‫الشرف في تحقيق أول أهدافنا‪ ،‬خصوصا مع تألقه الالفت في‬ ‫إنجلترا مع ليفربول وتسجيله لألهداف في كل مباراة تقريباً‪.‬‬

‫عن موقع «فيفا‪.‬كوم»‬

‫ميسي في حديث خاص يكشف‬ ‫أسرارا تقال ألول مرة!‬

‫قام نجم برشلونة‪ ، ‬ليونيل ميسي‪ ،‬بإجراء حوار صحفي مع قناة «أمريكا تي في»‬ ‫األمريكية‪ ،‬كشف من خاللها عن بعض األمور الشخصية‪ ،‬بعيدا عن عالم كرة القدم‪.‬‬ ‫الالعب البالغ من العمر ‪ 30‬عاما‪ ،‬كان قد قاد البالوغرانا لتحقيق فوز صعب على ضيفه‬ ‫أتليتك بيلباو بهدفين لهدف‪ ،‬حيث واصل تصدره لجدول هدافي الليغا‪ ، ‬والحال ذاته‬ ‫لبرشلونة الذي أكد جدارته بالتربع على عرش الترتيب العام للبطولة‪ .‬وعن سؤال ميسي‪ ‬‬ ‫حول المرة األخيرة التي بكى فيها‪ ،‬قال «بكيت فرحا عندما ولد ماتيو‪ ،‬ميالد تياغو كان‬ ‫معقدا ولم يكن كما تصورنا‪ ،‬ميالد ماتيو كان أكثر هدو ًءا‪ ،‬أخبار ميالد الطفل الثالث‬ ‫كان مصدر سعادة كبيرة لي أيضا»‪ .‬وأكمل حول ارتباط نجله بالكرة القدم «تياغو يحب‬ ‫كرة القدم‪ ،‬هو يذهب إلى مدرسة في برشلونة تعلم األطفال كيفية لعب الكرة»‪ .‬وعن‬ ‫االنتقادات التي تعرض لها «في ذلك الوقت تأثرت باالنتقادات السيئة‪ ،‬لكن اآلن انتهى‬ ‫كل ذلك‪ ،‬اآلن ال (ال تؤثر في) أعرف أنهم يقولون أشياء في غير محلها‪ ،‬ال عالقة لها بالرياضة‪ ،‬إنهم يقحمون أنفسهم في الحياة‬ ‫الخاصة»‪ .‬وحول نظامه الغذائي الخاص «النظام الغذائي؟ ال أعرف ماذا اكلت‪ ،‬لكنني أكلت بشراهة لسنوات عديدة‪ ،‬في سن ‪،22‬‬ ‫‪ 23‬أكلت الشوكوالتة‪ ،‬الفاجور (بسكويت مشهور بأمريكا الجنوبية) المشروبات الغازية‪ .‬وأضاف‪« :‬أنا اآلن آكل بشكل جيد‪ ،‬أسماك‪،‬‬ ‫لحوم‪ ،‬خضروات‪ ،‬كل شيء في بعض األحيان‪ ،‬وقليلاً ما اتناول النبيذ‪ ،‬لكن هذه ال تسبب مشكلة‪ ،‬الحظت العديد من التغير عندما‬ ‫تقيأت‪ ،‬قالوا ربما يكون السبب الكثير من األشياء‪ ،‬قمت بالتغيير ولم تحدث مجددًا بالنهاية»‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪934‬‬

‫مدرسة لوهافر الفرنسية في ضيافة اتحاد طنجة‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫اللجنة المركزية التأديبية تغرم اتحاد طنجة‬ ‫على إثر األحداث التي عرفتها المباراة التي جمعت يوم االحد ‪ 18‬مارس ‪2018‬‬ ‫بين الجيش الملكي وإتحاد طنجة‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 21‬من بطولة اتصاالت المغرب‬ ‫القسم الوطني األول‪ ،‬حيث قامت جماهير فريق الجيش الملكي بتكسير مجموعة‬ ‫من كراسي المجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل بمدينة الرباط‪ ،‬مع رمي الشهب‬ ‫االصطناعية‪ ،‬مع تسجيل حالة العود‪ ،‬فضال عن اقتحام بعض انصار الفريق ألرضية‬ ‫الميدان اضطر من خاللها حكم اللقاء الى توقيف المباراة‪ ،‬اجتمعت اللجنة المركزية‬ ‫التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم الثالثاء الماضي‪ ،‬وتطبيقا‬ ‫لمقتضيات المادة ‪ 105‬من مدونة التأديب أصدرت القرارات التالية‪:‬‬

‫قام وفد من مدينة لوهافر الفرنسية يتقدمه‪ ،‬لوك لومونيير‬ ‫عمدة المدينة‪ ،‬و مدير مدرسة نادي لوهافر الفرنسي‪ ،‬بحضور‬ ‫تييري فالت‪ ،‬القنصل العام لفرنسا بمدينة طنجة‪ ،‬يوم اإلثنين‬ ‫الماضي‪ ،‬بزيارة ود ومجاملة لفريق اتحاد طنجة‪ .‬وكان في استقبال‬ ‫الوفد الفرنسي‪ ،‬رئيس اتحاد طنجة‪ ،‬عبد الحميد أبرشان‪ ،‬و البشير‬ ‫يويطة مدير مدرسة اتحاد طنجة‪ .‬حيث قاموا بزيارة للملعب الكبير‬

‫بطنجة ولبعض المرافق الرياضية الخاصة بالفريق‪ ،‬وتم طرح‬ ‫إمكانية التعاون بين المدرستين بعدما قدم رئيس اتحاد طنجة‬ ‫للضيوف لمحة عن تاريخ ومسار‪ ،‬الفريق وأبرز المشاريع الرياضية‬ ‫التي انخرط فيها‪ .‬ورافق أبرشان خالل هذا اللقاء‪ ،‬حسن بلخيضر‪،‬‬ ‫المشرف العام للنادي‪ ،‬وأعضاء المكتب المسير أحمد بلمختار وربيع‬ ‫المولوع وعبد الرحيم لهوازر‪.‬‬

‫ملعب طنجة الكبير في حلة جديدة في حال‬ ‫استضافة مونديال ‪2026‬‬

‫كشفت لجنة ترشيح المغرب الستضافة كأس العالم لكرة القدم‬ ‫‪ ،2026‬عن تصميم المالعب التي ستترشح السضافة هذه البطولة‬ ‫العالمية‪ ،‬في حال نجح المغرب في استضافة هذا الحدث الكروي البارز‪،‬‬ ‫في ‪ 13‬من شهر يونيو المقبل‪ ،‬بروسيا‪ .‬وكشف موالي حفيظ العلمي‪،‬‬ ‫رئيس اللجنة‪ ،‬في ندوة صحفية عقدها أخيرا بالدار البيضاء‪ ،‬عن المالعب‬ ‫الـ‪ 12‬التي ستسضيف هذه التظاهرة‪ ،‬ضمنها ملعب طنجة الكبير والذي‬ ‫سيصبح بهذه الحلة الجديدة حين تتم تغطية مدرجاته بالكامل‪.‬‬

‫المجموعةالثالثة‪:‬‬

‫الوداد البيضاوي‪ ،‬وصن داونز الجنوب أفريقي‪،‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫الجامعة تتكلف بمصاريف عالج المدير اإلداري للرجاء‬

‫تبعا لقرار لجنة االستئناف بعدم االختصاص للبث في ملف طلب االستفادة من‬ ‫رخصة للتدريب لفائدة فؤاد الصحابي لإلشراف على التأطير التقني للفريق األول‬ ‫لنادي سريع وادي زم لما تبقى من الموسم الرياضي ‪ ،2017/2018‬وبعد إطالع‬ ‫أعضاء اللجنة المكلفة من طرف المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم خالل اجتماعه بتاريخ ‪ 5‬مارس ‪ 2018‬على جميع الوثائق المكونة لهذا الملف‬ ‫وتداولهم في الموضوع‪ ،‬اتفقوا باإلجماع على أن قرار لجنة قانون الالعب لعدم منح‬ ‫رخصة ثانية لفائدة المدرب فؤاد الصحابي صائب‪ ،‬وينسجم مع القوانين الجاري بها‬ ‫العمل وخاصة المادة ‪ 63‬من قانون المسابقات الذي يمنع على أي مدرب ان يستفيد‬ ‫في نفس الموسم على رخصتين تسمحان له بتدريب فريقين في نفس المستوى‬ ‫مهما كانت أسباب فسخ العقد مع النادي األول‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تسليم ملعب اتمارة‬

‫أسفرت قرعة دوري المجموعات «ثمن النهائي» ببطولة دوري أبطال إفريقيا‪ ،‬عن وقوع الوداد البيضاوي‪ ،‬بطل النسخة الماضية‬ ‫من البطولة‪ ،‬في المجموعة الثالثة‪ ،‬وهي مجموعة متوازنة نسبيا‪ ،‬ويعد منافسه الرئيسي بها ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي‪ .‬بينما‬ ‫وقع األهلي المصري «وصيف النسخة الماضية»‪ ،‬في المجموعة األولى‪ ،‬بجوار الترجي التونسي‪ ،‬في صدام عربي ناري‪ .‬فيما كانت الثانية‬ ‫هي المجموعة النارية بالقرعة‪ ،‬حيث أسفرت عن صدام جزائري ثنائي‪ ،‬بوقوع مولودية الجزائر مع وفاق سطيف‪ ،‬باإلضافة إلى العمالق‬ ‫الكونغولي مازيمبي‪ ،‬والدفاع الحسني الجديدي‪ .‬وجاء النجم الساحلي التونسي في المجموعة الرابعة المتوازنة‪ ،‬ويعد زيسكو يونايتد‬ ‫الزامبي‪ ،‬أبرز المنافسين له‪ .‬وجاءت المجموعات كاآلتي‪:‬‬

‫المجموعة الثانية‪:‬‬

‫ تغريم اتحاد طنجة مبلغ ‪ 10‬الف درهما الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‬‫مع تسجيل حالة العود‪.‬‬

‫منع رخصة ثانية على المدرب الصحابي‬

‫قرعة مجموعات أبطال أفريقيا تفرز صداما ناريا‬ ‫بين األهلي والترجي‬

‫مازيمبي الكونغولي‪ ،‬ووفاق سطيف الجزائري‪،‬‬ ‫ومولودية الجزائر‪ ،‬والدفاع الجديدي‪.‬‬

‫‪ -‬تغريم الجيش الملكي مبلغ ‪ 30‬الف درهما‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫نعى المكتب المسير للمغرب التطواني العبه في فترة‬ ‫السبعينيات وبداية الثمانينيات المهاجم عمار عابد‪ ،‬من‬ ‫مواليد سنة ‪ 1955‬بمدينة الحسمية‪ .‬بدأ مسيرته بشباب‬ ‫الريف الحسيمي‪ ،‬قبل أن ينتقل للمغرب التطواني سنة ‪1975‬‬ ‫واستمر معه إلى حدود ‪ .1988‬ويعد عمار أحد أبرز الهدافين‬ ‫في تاريخ الفريق التطواني‪ ،‬وكان يتمتع ببنية قوية‪ ،‬وأول العب‬ ‫يستدعى من فريق الحمامة البيضاء لحمل القميص الوطني‬ ‫سنة ‪ .1979‬من ناحية أخرى‪ ،‬تلقى المغرب التطواني خبرا‬ ‫سارا من اتحاد كرة القدم إلفريقيا الوسطى بتلبية دعوة إدارة‬ ‫الفريق التطواني بالترخيص لالعب فيفيان مابيدي بالبقاء مع‬ ‫فريقه‪ .‬وإعفائه من المشاركة مع منتخب إفريقيا الوسطى في‬ ‫المباراتين الوديتين اللتين سيجريهما ضد كال من منتخبي‬ ‫غامبيا وكينيا‪ .‬وبهذا القرار سيستفيد المغرب التطواني من‬ ‫خدمات العبه في ثالث مباريات صعبة تنتظره‪ ،‬ضمنها مباراة‬ ‫الجيش الملكي األخيرة‪ ،‬وأمام الدفاع الجديدي يوم غد األربعاء‬ ‫ضمن مؤجل الدورة ‪ ،21‬بملعب سانية الرمل بتطوان‪ ،‬ثم ضد‬ ‫شباب الحسيمة يوم األحد ‪ 2‬أبريل لحساب الدورة ‪ 23‬من‬ ‫البطولة الوطنية االحترافية‪.‬‬

‫األهلي المصري‪ ،‬والترجي التونسي‪ ،‬وتاونشيب‬ ‫البتسواني‪ ،‬وكامباال سيتي األوغندي‪.‬‬

‫ اصالح فريق الجيش الملكي االضرار التي لحقت بالمجمع الرياضي األمير موالي‬‫عبد اهلل بمدينة الرباط التي تسبب فيها جمهوره وذلك بعد اجراء خبرة لتقييم‬ ‫الخسائر من طرف إدارة المركب‪.‬‬

‫قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬في شخص رئيسها‪ ،‬فوزي لقجع‪،‬‬ ‫أن تتكلف بالمصاريف الخاصة بعالج المدير االداري لنادي الرجاء الرياضي‪ ،‬سعيد‬ ‫بوزرواطة‪ ،‬الذي أصيب‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بوعكة صحية أجبرته على الدخول للمصحة‪ .‬وإذ تؤكد‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقوفها إلى جانب سعيد بوزرواطة‪ ،‬في محنته‬ ‫المرضية‪ ،‬فإنها تضع نفسها رهن إشارته إلى أن يستعيد عافيته‪ ،‬مثلما دأبت على‬ ‫ذلك في مناسبات أخرى‪ ،‬مع شخصيات رياضية‪.‬‬

‫المغرب التطواني‬ ‫ينعي مهاجمه عمار‬ ‫ويستفيد من خدمات‬ ‫مابيدي‬

‫المجموعة األولي‪:‬‬

‫‪ -‬توجيه إنذار لفريق الجيش الملكي‬

‫وتوجو بورت التوجولي‪ ،‬وحوريا كوناكري الغيني‪ .‬‬ ‫المجموعةالرابعة‪:‬‬

‫النجم الساحلي التونسي‪ ،‬وزيسكو يونايتد الزامبي‪،‬‬ ‫وأول أغسطس األنجولي‪ ،‬وإمبابان سوالوز بطل‬ ‫سوازيالند‪.‬‬ ‫ومن المقرر أن تجرى قرعة منفصلة لمباريات الدورين ربع‬ ‫النهائي ونصف النهائي‪ ،‬في الثالث من شهر سبتمبر المقبل‪.‬‬

‫واصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬تسليم المالعب الكروية لألندية‬ ‫الوطنية وذلك بعدما تمت تكسيتها بالعشب االصطناعي من الجيل الثالث‪ .‬وسلمت‬ ‫الجامعة‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 16‬مارس ‪ ،2018‬الملعب البلدي لمدينة تمارة إلى أندية‬ ‫المنطقة المنضوية تحت لوائها‪ .‬ومثل الجامعة‪ ،‬في حفل تسليم الملعب نيابة‬ ‫عن رئيس الجامعة‪ ،‬كل من محمد جودار‪ ،‬نائب رئيس الجامعة‪ ،‬وجمال السنوسي‪،‬‬ ‫عضو المكتب المديري للجامعة‪ ،‬ورئيس العصبة الوطنية لكرة القدم هواة‪ .‬ويأتي‬ ‫تسليم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬المالعب الكروية لمجموعة من الفرق‬ ‫المنضوية تحت لوائها‪ ،‬في إطار سياستها الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية للعديد‬ ‫من األندية الوطنية‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تنديد بتصريحات الالعب متولي‬ ‫تندد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بكل ما جاء في الحوار الذي أجراه‬ ‫الالعب المغربي محسن متولي مع صحيفة «الوطن» القطرية‪ ،‬حيث شكك في‬ ‫مصداقية الناخب الوطني واختياراته‪ .‬وتعلن الجامعة‪ ،‬أن ما ورد في الحوار اآلنف‬ ‫ذكره عار من الصحة‪ ،‬وتشجب بقوة محتواه‪ ،‬وتؤكد بانها واثقة في اختيارات الناخب‬ ‫الوطني هيرفي رونار وتدعم عمله رفقة الطاقم الفني المرافق له‪ .‬وتشير الجامعة‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬أنها لن تدخر جهدا في حماية كل أفراد النخبة الوطنية من ناخب‬ ‫وطاقم والعبين‪ ،‬وأنها لن تتوان في اتخاذ كل اإلجراءات القانونية الالزمة ضد كل‬ ‫من حاول المس بمصداقية المنتخب الوطني‪ .‬وتهيب الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم بكل الفاعلين في حقل كرة القدم الوطنية إلى االلتفاف حول المنتخب‬ ‫الوطني ومساندته في هذه المرحلة الهامة‪ ،‬خصوصا أن األسود مقبلون على تمثيل‬ ‫المغرب في كأس العالم بروسيا شهري يونيو ويوليوز المقبلين‪.‬‬


‫العدد ‪934‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪ 27‬مار�س �إلى ‪� 02‬أبريل ‪2018‬‬

‫طنجة ‪1924 - 1916‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫تزامنا مع احتفاالت‬ ‫العامل بعيد املر�أة ‪� -‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫صورة طنجة قبيل إعالن النظام الدولي‬ ‫اتفاقية باريس ‪ 18‬ديسمبر ‪1923‬‬

‫اجلمعية املغربية للتكافل والإبداع‬ ‫تنظم �أم�سية ثقافية‬

‫طنجة ‪ .1924-1916‬ص��ورة لمدينة طنجة خالل الفترات القليلة التي سبقت إعالن النظام الدولي لهذه‬ ‫المدينة المغربية الذي صودق عليه في اتفاقية باريس سنة ‪ 1923‬ودخل حيز التنفيذ في فاتح يونيه ‪.1925‬‬ ‫ليجعل من طنجة مدينة عالمية بطموحات كبيرة خاصة بين الحربين العالميتين‪.‬‬ ‫المؤلف فرانسيسكو دي أسيس سيراط بوناسطري ‪ .Francisco de Asís Serrat y Bonastre‬اشتغل‬ ‫رئيسا للبعثة الدبلوماسية اإلسبانية بطنجة لمدة ثماني سنوات قبل أن يتحمل مسؤوليات في إدارة السياسة‬ ‫الخارجية لبالده التي وضع أسسها النظام الفرنكاوي لينتهي إلى االستقالة والهجرة لسويسرا سنة ‪ 1937‬حيث‬ ‫كتب مذكراته في عشرة مجلدات خصص في أحدها فصوال عن الحياة اليومية بطنجة والمؤسسات الحضرية‬ ‫بهذه المدينة‪.‬‬ ‫‪ ‬وخالل سنواته بطنجة أصبح الدبوماسي «سيرات»‪ ،‬على اطالع واسع بأحوال هذه المدينة و معرفة عميقة‬ ‫بشخصياتها‪ ،‬خاصة الدبلوماسيين الذين كانت دولهم طرفا في معاهدة الجزيرة الخضراء سنة ‪ .1906‬والتي‬ ‫أصبحت تشكل قوى مؤثرة بشكل رئيسي في طنجة‪ ،‬هذه المدينة التي تحولت على عهد السلطان محمد بن‬ ‫عبد اهلل نهاية القرن الثامن عشر إلى العاصمة الدبلوماسية لإلمبراطورية الشريفة‪ .‬إال من الدبلوماسي االسباني‬ ‫لم يكن راضيا على تهميش دور بالده في طنجة لفائدة فرنسا بوصف خاص التي تتقاسم اسبانيا معها وضعية‬ ‫الحماية بالمغرب‪.‬‬ ‫وهذا الوضع كان مثار قلق مستمر للمؤلف حيال السياسة المغربية لبالده حيث حاول من موقعه على رأس‬ ‫قسم المغرب في وزارة الخارجية مواجهة ما وصفه بفوضىي إدارة الشؤون المغربية عبر تدابير عقالنية من‬ ‫أجل تنظيم منطقة الحماية االسبانية وإنشاء إدارات العدل والتعليم حيث تحققت المنظومة القضائية في يونيه‬ ‫‪ 1914‬ومجلس التعليم في سنة ‪.1913‬‬ ‫من ناحية أخرى يذكر المؤلف أن الوضع بطنجة شهد تغييرات كبيرة حيث ارتفعت كثافة السكان بشكل ملفت‬ ‫وأقيمت خارج األسوار أحياء جديدة وشيدت إقامات رائعة من طرف المسلمين واليهود واألوروبيين كما صممت‬ ‫منازل «رخيصة» ابتداء من سنة ‪ 1886‬من طرف الكنيسة الفرانسيسكانية حيث استقر العديد من المهاجرين‬ ‫اإلسبان الفقراء‪.‬‬ ‫يشير سيرات أيضا إلى تفرد طنجة في السياق المغربي‪ .‬بنوع من التنظيم في تدبير الشؤون الحضرية حيث‬ ‫أقيمت نواة لبلدية تتوالها شخصيات مؤثرة‪.‬‬ ‫ويالحظ المؤلف أن تنازل السلطان لسيطرة القناصل األجانب على بعض الصالحيات لتدبير بعض المرافق‬ ‫يعد حدا من السيادة المغربية وخطوة أخرى في طريق تدويل طنجة على خلفية المعاهدة اإلسبانية الفرنسية‬ ‫‘‪ )1904‬ومعاهدة الجزيرة الخضراء (‪ )1906‬واالتفاقية الفرنسية االسبانية ( نوفمبر ‪ )1912‬المتعلقة بتقسيم‬ ‫الحماية إلى منطقتين‪.‬‬ ‫ومنذ اإلعالن عن اتفاقية تدويل طنجة ستشهد طنجة صراعا قويا بين فرنسا وإسبانيا األولى بسبب الدفع‬ ‫بالسلطان إلى جعل طنجة تحت سلطة اإلقامة العامة الفرنسية بالمغرب والثانية بسبب رغبة اسبانيا في دمج‬ ‫طنجة بمنطقة حمايتها بشمال المغرب‪ .‬إال أن دوال أخرى ومنها بريطانيا ستدخل على خط الصراعات الدبلوماسية‬ ‫ضمانا لمصالحها وتشجيعا لرعاياها على الولوج لسوق الملكية العقارية ‪ ،‬ما سمي آنذاك ب «حمى العقارات»‪ .‬وفي‬ ‫تلك األثناء تم تشييد مسرح سيرفانتيس وبعض المدارس ومستشفى وشركة عبر المحيط األطلسي وشركتها‬ ‫«إليكترا إيسبانو ماروكي» وشركة خدمة النقل العمومي وغير ذلك من المؤسسات والجمعيات الناشطة داخل‬ ‫المجتمع‪ .‬وجميع هذه المؤسسات والمنشآت قامت بدعم من الدولة اإلسبانية ‪.‬‬ ‫وخصص المؤلف فقرات من مذكراته لعدد من الشخصيات المغربية خاصة السلطانين موالي عبد العزيز‬ ‫وموالي حفيظ والوزير المقري والوزير المنبهي ومندوب السلطان محمد التازي وغيرهم ‪ .‬كما تحدث عن أسلوب‬ ‫الحكم وطرق تدبر الشأن العام‪.‬‬ ‫وبعد أن غادر المغرب ترك ألسرته تقريرا من ‪ 160‬صفحة غير منشورة حلل فيه المسألة المغربية والسياسة‬ ‫اإلسبانية نحو المغرب منذ مطلع القرن العشرين حتى نهاية الحرب الريفية االسبانية‪ ،‬كما تحدث عما سماه‬ ‫«كابوس التخلي» ويقصد بذلك التخلي عن المفاوضات «السيئة» حول النظام الدولي لطنجة من طرف بالده التي‬ ‫يعتبر أنها لم تكن قادرة على «كسر الوضع القائم لصالح إسبانيا» بسبب ما سماه «سخافة السياسيين اإلسبان‬ ‫في تدبير السياسة الدولية» وفشلهم في تحقيق المساواة في توزيع األراضي بين فرنسا وإسبانيا المعنيتين‬ ‫بمعاهدة الحماية بالمغرب‪.‬‬ ‫هذه شذرات من كتاب مذكرات الدبلوماسي اإلسباني ورئيس البعثة الدبلوماسية اإلسبانية بطنجة بداية‬ ‫القرن الماضي فرانسيسكو أسيس سيرات بوناسطري الذي قدم له خبير في العالقات اإلسبانية المغربية برنابي‬ ‫لوبيس غارسيا والذي يقع في ‪ 415‬صفحة والمنشور بدار النشر «ألميد» بغرناطة ‪.2017‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫بشراكـة مع المدرسة الوطنية للعلـوم التطبيقية التابعة لجامعـة‬ ‫عبد المالك السعدي بطنجة نظمت الجمعية المغربية للتكافل واإلبداع‬ ‫يوم ‪ 14‬مارس الجاري أمسية ثقافية تخليدا لليوم العامي للمرأة‪.‬‬ ‫وقد تميز هذا الحفل البهيج بتنظيم معرض تشكيلي للفنانة القديرة‬ ‫حنان الريحاني أستاذة الفن التشكيلي التي عرضت مجموعة من لوحاتها‬ ‫الرائعة التي توحي بتمكن الفنانة حنان من الفنون التشكيلية وقدرتها‬ ‫اإلبداعية الخارقة على تطويع الريشة وتسخيرها في إنتاج إبداع فني‬ ‫مثير لإلعجاب‪.‬‬ ‫افتتح المعرض بكلمــة لنائب مديــر المدرســـة الوطنية للعلوم‬ ‫التطبيقية بطنجة السيد أحمد موسى تلته كلمة الدكتورة مريم الطاشي‬ ‫رئيسة الجمعية المغربية للتكافل واإلبداع وكلمة باسم الطالبات‪.‬‬ ‫بعد ذلك ابتدأ الحفل بوصلة موسيقية لمجموعة «أطفال الغيوان»‬ ‫ثم قراءات شعرية للدكتور أحمد الحريشي وعرض أزياء احتفاء باألناقة‬ ‫المغربية المنظم تحت شعار «جمال اللباس التقليدي» من إبداع مصممة‬ ‫األزياء الشابة الموهوبة بشرى القيسي‪.‬‬ ‫كما تم تقديم عرض عن اللباس التقليدي للعروس الطنجاوية مع‬ ‫الزيانة «سارة»‬ ‫وانتقل الحفل بعد ذلك إلى حفل تكريم بعض األوجه النسوية من‬ ‫بينها الدكتورة وداد العيدوني واإلعالمية فاطمة عيسى‪.‬‬ ‫وقد تميز الحفل أيضا بالمساهمة القيمة ألكاديمية الصيد التي‬ ‫نظمت «طومبولة» غنية وقدمت هدايا ثمينة للمشاركين‪.‬‬ ‫وقبل ختام هذا الحفل الذي نال إعجاب الحضور لحسن تنظيمه‬ ‫وتنوع وغنى مواده استمتع المدعوون بوصلة فنية من التراث الشمالي‬ ‫قدمتها مجموعة الحضرة الشفشاونية‪ .‬لينتهي الحفل بتوزيع شواهد‬ ‫تقدير للمشاركين أعقبه حفل شاي‪.‬‬ ‫وهكذا تكون الجمعية المغربية للتكافل واإلبداع قد خلدت اليوم‬ ‫العالمي للمرأة بما يستحق من عناية وتعظيم بأن أشركت مجموعة من‬ ‫المناضالت الرائدات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في باقة من‬ ‫األعمال الفنية والثقافية المتميزة التي ترمز إلى حيوية المرأة المغربية‬ ‫وقوة مشاركتها في شتى المجاالت الثقافة والفكرية واإلبداعية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.