Achamal n° 935 le 03 avril 2018 pdf

Page 1

‫كالم عن النواة الجامعية بالقصر الكبير‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 935‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 15‬رجــب ‪� 03 / 1439‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫استبشر أهل القصر الكبير خيرا ‪ ،‬بقرار‬ ‫إنشاء نواة جامعية بهذه المدينة األصيلة‬ ‫التي تزخر بطاقـات شابـة تطمح إلى ولوج‬ ‫التعليم العالي دون عناء االنتقال إلى جهات‬ ‫أخرى‪ ،‬خاصة والمدينة تتوسط منطقة غنية‬ ‫بمواردها وتاريخها ورجاالتها وماضيها التليد‪،‬‬ ‫ولكنها ظلت تعيش «في الظل»‪ ،‬الذي يقود‬ ‫إلى التهميش وإلى الفقر‪ ،‬ما يضع صعوبات‬ ‫في وجه طالب العلم والمعرفة بها ‪ ‬للوصول‬ ‫إلى الجامعة‪.‬‬ ‫مدينة القصر الكبير‪ ،‬مدينة التاريخ المجيد‪ ،‬مدينة العلم والعلماء‪ ،‬والشعر والشعراء‬ ‫والحكمة والحكماء‪ ،‬تستحق أكثر من نواة جامعية‪ ،‬بل‪ ،‬لو أنصفت‪ ،‬ألنشئ بها جامعة‬ ‫بكامل كلياتها‪ ،‬وملحقاتها العلمية‪ ،‬لتفيد سكان الغرب بمنطقته الواسعة من طنجة إلى‬ ‫القنيطرة‪ ،‬وتستعيـد مدينة القصر الكبير ‪ ‬مركزها العلمي الريادي‪ ،‬الذي كان يميزها‬ ‫عن غيرها من المدن التاريخية كفاس التي كانت تبعث بعلمائها للتبريـز في معاهد‬ ‫القصر الكبير‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫داء السل بالمغرب ‪:‬‬ ‫أرقام مرعبة حول داء ‪ ‬السل الفتاك‬ ‫وفشل الصحة العمومية في استئصاله‬

‫طلعت تقارير عدة ‪ ،‬بمناسبة اليوم العالمي لداء السل‪ ،‬الذي يصادف الرابع والعشرين من مارس‪ ،‬كل سنة‪ ،‬تحمل أرقاما مرعبة‬ ‫حول استمرار هذا الداء في حصد آالف الضحايا كل سنة‪ ،‬بالرغم من اإلمكانات الهائلة‪ ،‬التي ترصد كل سنة‪ ،‬لمحاصرته ‪ ،‬والتي لم‬ ‫تنجح إلى اآلن‪ ،‬في رفع التحدي الذي تواجهه الدولة في مجال ترصد هذا الداء ومعالجته والوقاية منه‪.‬‬ ‫األرقام المعلنة‪ ،‬سنة ‪ ،2017‬حول اإلصابات بداء السل بالمغرب‪ ،‬تترجم بحق فشل مخططات الدولة في محاصرة هذا الداء الفتاك‪،‬‬ ‫الذي قال عنه وزير الصحة إنه «يمثل تحديا حقيقيا ومقلقا للصحة العمومية بالمغرب»‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫موخاريق من بيت الصحافة يهاجم حكومة‬ ‫العثماني و يكشف عن هشاشة الوضع‬ ‫النقابي بالمغرب‬

‫أعلن األمين العام لنقابة اإلتحاد المغربي‬ ‫للشغل‪ ،‬الميلودي موخاريق‪ ،‬خالل استضافته‬ ‫ببيت الصحافة بطنجة‪ ،‬أعلن عن استعــداده‬ ‫لمواجهة حكومة سعد الدين العثماني‪ ،‬من‬ ‫خالل تشبثه بالمطالب اإلجتماعية التي قال إنه‬ ‫لن يتنازل عنها مهما حدث‪ ،‬مؤكداً أنه سيقوم‬ ‫بالمستحيل من أجل إيجاد توافق مع الحكومة‬ ‫بشأن الملف المطلبي‪ ،‬المتمثل – حسبه ‪ -‬في‬ ‫الزيادة على مستوى األجور بالقطاعين العام‬ ‫والخـاص‪ ،‬والجماعــات المحلية والمؤسسات‬ ‫العمومية‪ ،‬والتخفيــــض من الضريبـــة على‬ ‫الدخل‪ ،‬والرفع من قيمة التعويضات العائلية‪،‬‬ ‫مضيفا أن الطبقة العاملة تدفع ما يقــارب‬ ‫‪ % 35‬من الضرائب‪ ،‬وهو رقم مرتفع مقارنة‬ ‫مع مستوى الدخل الفردي‪.‬‬ ‫ولم يتردد موخاريق في مهاجمة رئيس‬ ‫الحكومة السابق عبد اإلله بنكيران‪ ،‬معتبرًا أن‬ ‫السنوات في عهده «كانت عجا ًفا»‪ ،‬بالنظر إلى‬ ‫تعنته في إيجاد حل وسط للمطالب العمالية‪،‬‬ ‫«حيث ال زيادة في األجور‪ ،‬وال حماية للحريات‬ ‫النقابية التي تعتبر حقا من حقوق اإلنسان»‪،‬‬ ‫مضي ًفا أن الحكومة اتخذت قرارين خطيرين‬ ‫يخصان نظام التقاعد‪ ،‬األول هو الرفع من‬ ‫سن التقاعد إلى‪ 63‬عاماً‪ ،‬والثاني كان هو‬ ‫الرفع من نسبة اقتطاع معاش التقاعد من ‪20‬‬

‫إلى ‪ ،% 30‬كما كشف استعداد نقابته للحوار‬ ‫مع العثماني‪ ،‬إلى حين أن تبادر األخيرة بإيجاد‬ ‫حلول عاجلة للملف المطلبي المشار إليه‪.‬‬ ‫و عن الحق في اإلضراب‪ ،‬أشهر موخاريق‬ ‫مقتطفا من الخطاب الملكي في افتتاح الدورة‬ ‫التشريعية لسنة ‪ ،2015‬عندما قال إن إخراج‬ ‫القانون التنظيمي لإلضراب يجب أن يحظى‬ ‫بمشاورات واسعة‪ ،‬وأن يراعي الطبقة العاملة‬ ‫والمقاولة ومصلحة البلــد‪ ،‬مشيـــرا إلى أن‬ ‫المشاورات لم تتم مع الحكومة السابقة والتي‬ ‫مررته بطريقة سرية للبرلمان‪ ،‬حسب قوله‪،‬‬ ‫كما أن شروط مراعاة مصلحة الطبقة الشغيلة‬ ‫واألجراء‪ ،‬غير متوفرة في «القانون المشؤوم»‪،‬‬ ‫على حد وصفه‪.‬‬ ‫وكشف الزعيم النقابي لـ‪ ،UMT‬الذي كان‬ ‫يتحدث في موضوع «الراهن النقابي والظرفية‬ ‫السياسية بالمغرب»‪ ،‬أن وفد نقابته أبلغ رئيس‬ ‫الحكومة سعد الدين العثماني‪ ،‬خالل جلسات‬ ‫الحوار اإلجتماعي مع النقابات األكثر تمثيلية‪،‬‬ ‫موقفه من مشروع القانون الذي سيصنف البلد‬ ‫مع الدول الديكتاتورية‪ ،‬لذلك يضيف موخاريق‪،‬‬ ‫«ينبغي تجميده وفتح حوارات موسعة بشأنه مع‬ ‫الحركة النقابية ومختلف الفرقاء اإلجتماعيين»‪.‬‬ ‫وذكر الميلودي موخاريق‪ ،‬باألجواء التي‬

‫صاحبت جلسات عمل الحوار اإلجتماعي بين‬ ‫النقابات والحكومة‪ ،‬مشيرا إلى أنها اتسمت‬ ‫بالتشنج والتوتر في البداية‪ ،‬قبل أن تذعن‬ ‫الحكومة وتتجاوب معها الحركــة النقابيـــة‬ ‫بحسن نية وإرادة صادقـــة‪ ،‬توجت بإحداث‬ ‫ثالث لجان أساسية‪ ،‬األولى تهم تحسين‬ ‫األجور والدخل‪ ،‬والثانية تهم احترام تشريعات‬ ‫العمل في القطاع الخاص‪ ،‬ثم لجنة القطاع‬ ‫العام‪ ،‬سيعهد إليها مناقشة قانون الوظيفة‬ ‫العمومية‪ ،‬الذي تنوي الحكومة مراجعته‪.‬‬ ‫يذكـــر أن مشـروع القانــون التنظيمــي‬ ‫رقم ‪ 97.15‬المتعلـــق بتحديــد شـــروط‬ ‫وكيفيــات ممارسة حــق اإلضـــراب‪ ،‬والذي‬ ‫أحالته حكومة عبد اإلله بنكيران في أكتوبر‬ ‫‪ 2016‬على مجلس النــواب‪ ،‬تحفظت عليه‬ ‫جل المنظمات النقابيــــة بسبب شـــروط‬ ‫تقييده ممارسة حق اإلضراب‪ ،‬ورغم أن وزير‬ ‫التشغيل في الحكومة الحالية‪ ،‬محمد يتيم‪،‬‬ ‫أخبر قبل أشهر لجنة القطاعات االجتماعيـــة‬ ‫استعــداده الحضور لمناقشته‪ ،‬فإن النقابــات‬ ‫ظلت متمسكـــة بموقفها مطالبة بسحبه‬ ‫وإخضاعـــه لحــوار توافقي‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫بـــــالغ‬ ‫مشروع أوربي طموح لتحسين تشغيل الطلبة المغاربة‬ ‫‪Erasmus+ e-VAL‬‬

‫بالنظر إلى إشكالية بطالة الشباب الحاصل على الشهادات الجامعية‪ ،‬تقدم الجامعة المغربية مقترحات مشروع يرمي‬ ‫إلى تطوير التواصل بين الطلبة والمقاوالت‪ ،‬وهو ممول من االتحاد األوروبي‪ ،‬وقد عهد إلى جامعة عبد المالك السعدي أمر‬ ‫التنسيق والتدبير األكاديمي لهذا المشروع على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫يسعى المغرب حاليا إلى تحسين وتطوير تشغيل الحاصلين على الشهادات الجامعية‪ ،‬نظرا لعدد الخريجين الذي تعرفه‬ ‫الجامعات المغربية‪ ،‬والذي يتطور بشكل سريع‪ ،‬بحيث انتقل عدد الخريجين من ‪ 17000‬سنة ‪ ،2004‬إلى ‪ 85000‬سنة ‪.2016‬‬ ‫األمر الذي يفسر وجود ضغط مهول على سوق الشغل‪.‬‬ ‫إن هاجس اإلدماج المهني يشكل أحد أهم و أبرز اهتمامات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬في بلد يعرف دينامية سوسيو اقتصادية جد مهمة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬التأم عدد من الجامعات األوروبية‬ ‫والمغربية‪ ،‬حول مشروع «إيراسموس بلوس» ‪ ،+Erasmus‬من أجل اقتراح حل يمكن من تحديد رؤية واضحة حول كفاءات‬ ‫الطلبة المغاربة‪ ،‬باستعمال الوسائل الرقمية‪.‬‬ ‫إن مشروع «إيراسموس بلوس» ‪ ،Erasmus+ e-VAL‬ممول من طرف اللجنة األوروبية‪ ،‬ويهدف بشكل رئيسي إلى‬ ‫إنجاز فضاء رقمي يمكن الطلبة المغاربة من تطوير رؤيتهم بواسطة رأسملة خبرة التكوين والمؤهالت التي يتحصل عليها‬ ‫الطالب خالل الدراسة وبعد الحصول على الشهادات‪.‬‬ ‫بمساعدة هذا المشروع‪ ،‬ستتمكن المقاولة من التعرف المباشر على مؤهالت الطالب‪.‬‬ ‫وإلى حدود سنة ‪ ،2019‬سيعمل شركاء المشروع بشكل جماعي‪ ،‬ألجل تنزيل أهداف هذا المشروع‪.‬‬ ‫من الجانب األوروبي نجد جامعة قادش باسبانيا (منسقة المشروع)‪ ،‬وجامعات فيغو باسبانيا‪ ،‬وبورطو بالبرتغال‪ ،‬وبوردو‬ ‫مونطاين بفرنسا‪ ،‬وجامعة بروكسيل ببلجيكا و ‪ KTH‬بالسويد‪.‬‬ ‫ومن الجانب المغربي نجد جامعة عبد المالك السعدي (منسقة الجامعات المغربية)‪ ،‬وجامعات‪ :‬إبن طفيل بالقنيطرة‬ ‫وسيدي محمد بن عبد اهلل بفاس وإبن زهر بأكادير ومحمد األول بوجدة والجامعة الدولية بالرباط‪ .‬باإلضافة إلى وزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الوطنية إلنعاش وتشغيل الكفاءات‪ANAPEC‬‬ ‫وجمعية النساء رؤساء المقاوالت بالمغرب ‪.AFEM‬‬

‫‪2‬‬

‫نادي القراءة بثانوية جابر بن حيان‬ ‫التأهيلية بتطوان يختتم دورة‬ ‫الكاتب الروائي عبد الجليل الوزاني‬ ‫التهامي‬ ‫اختتم نادي القراءة بثانوية جابر بن حيان‬ ‫التأهيلية بتطوان دورة الكاتب المبدع عبد‬ ‫الجليل الوزاني التهامي بلقاء أدبي مفتوح حول‬ ‫تجربته الروائية‪ .‬وذلك يوم الجمعة ‪ 23‬مارس‬ ‫‪.2018‬‬ ‫اللقاء احتضنه المركــز السوسيوثقافــي‬ ‫لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين‬ ‫بتطوان وعرف حضورا نوعيا متميزا‪ : ‬تالمذة‬ ‫وطلبة وأساتذة وفاعلون جمعويون وكتاب‬ ‫وشعراء ومهتمون بالكتابة واإلبداع األدبي‪.‬‬ ‫سير اللقاء الشاعر والقاص سعيد يفلح‬ ‫العمراني‪ ،‬مسته ًال تقديمه للمنجز األدبي‬ ‫للروائي عبد الجليل الوزاني التهامي بأبيات‬ ‫شعرية ترحيبية ضمنها عناوين رواياته ‪:‬‬ ‫من ضفاف متجددة فاحتراق في زمن‬ ‫الصقيع‬ ‫أتراه يحرث أرضا بماء أم هو حارث من نجيع‬ ‫وفي ليالي الظمإ ارتويت جذالن منتشيا‬ ‫بنخب رفيع‬ ‫ومتاهات الشاطئ األزرق سادسها‬ ‫قفوا نحيي الروائي بتصفيقات الجميع‬ ‫بعد شكره لنادي القراءة على استضافته‬ ‫وعلى مجهوداته من أجل االرتقاء بمستوى‬ ‫التالميذ بتشجيعهم على القراءة والمطالعة‪،‬‬ ‫تحدث الروائي عن تجربته في الحياة وعن عشقه‬ ‫للقراءة واألدب والسينما منذ صغره وعن بداياته‬ ‫األدبية أيام الدراسة‪ ،‬دون أن ينسى الذين كان‬ ‫لهم الفضل في توجيهه وتعليمه وتكوينه‪ .‬تال‬ ‫ذلك نقاش مثر عن منجزه األدبي والظروف‬ ‫والحيثيات التي أحاطت بوالدة رواياته والروابط‬ ‫بينها وأسرار اختيار عناوينها والمواضيع والقضايا‬ ‫التي أثارتها وطقوسه الخاصة في الكتابة‬ ‫وتوقيتها‪.‬‬ ‫وقد ساهم الحاضرون في النقاش وطرحوا‬ ‫قضايا مرتبطة بالحقل اإلبداعي للكاتب‪ ،‬وبين‬ ‫التالمذة مدى اهتمامهم ومتابعتهم لإلنتاجات‬ ‫السردية المغربية‪ ،‬وتمكنهم من طرح التساؤالت‬ ‫والمالحظات بشكل منهجي دقيق‪ ،‬وهو أحد‬ ‫الرهانات الذي يسعى نادي القراءة لثانوية‬ ‫جابر بن حيان التأهيلية بتطوان إلى ترسيخها‬ ‫وتعزيزها لدى المتلقي وتقويمها إن أمكن‪.‬‬ ‫والكاتب عبد الجليل الوزاني التهامي من‬ ‫مواليد قرية بو أحمد في إقليم شفشاون بشمال‬ ‫المغرب‪ .‬درس بجامعة عبد المالك السعدي‬ ‫بتطوان وحصل على اإلجازة في اآلداب (شعبة‬

‫اللغة العربية) ثم تخرج أستاذا للغة العربية من‬ ‫المدرسة العليا لألساتذة بمرتيل‪ .‬عمل أستاذا‬ ‫بالتعليم الثانوي بمدينة سيدي قاسم‪ ،‬ثم حارسا‬ ‫عاما ومديرا لثانوية األندلس اإلعدادية بمدينة‬ ‫تطوان‪ .‬يشغل حاليا منصب رئيس مكتب‬ ‫منسقية التفتيش بالمديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية والتكوين المهني بتطوان منذ‬ ‫سنة ‪ .2010‬وهو عضو اتحاد كتاب المغرب (فرع‬ ‫تطوان) ومن مؤسسي منتدى تطوان للسرد‬ ‫األدبي وكذا رابطة أدباء الشمال‪ .‬يشارك في‬ ‫العديد من الملتقيات األدبية والثقافية كما‬ ‫ينشر قصصا ومقاالت أدبية بالصحف والمجالت‬ ‫الوطنية والعربية والمواقع اإللكترونية‪.‬‬ ‫صدرت له سبع روايات‪«: ‬لقاء مساء العمر»‬ ‫نشرت بجريدة تمودة‪-‬تطوان (في حلقــات)‬ ‫‪« - 2005‬الضفاف المتجددة‪-‬تيكيساس» عن‬ ‫الخليج العربي بتطوان ‪« - 2003‬احتراق في‬ ‫زمن الصقيع» عن منشورات مرايا بطنجة ‪2007‬‬ ‫ «أراني أحرث أرضا من ماء ودم» عن منشورات‬‫مكتبة سلمى الثقافية بتطوان ‪« - 2011‬ليالي‬ ‫الظمأ» عن منشورات مكتبة سلمى الثقافية‬ ‫بتطوان ‪« – 2013‬امرأة في الظل أو ما لم نعرف‬ ‫عن زينب» عن المؤسسة العامة للحي الثقافي‬ ‫«كتارا» في قطر ‪« – 2016‬متاهات الشاطئ‬ ‫األزرق» عن المركز الثقافي العربي ببيروت‬ ‫‪.2018‬‬ ‫حاز على جوائز أدبية وطنية وعربية‪: ‬‬ ‫جائزة الحسن الثاني للبيئة عن رواية «الضفاف‬ ‫المتجددة‪-‬تيكيساس» سنة ‪ 2004‬وجائزة كتارا‬ ‫للرواية العربية‪ ،‬فئة الروايات غير المنشورة‪ ،‬عن‬ ‫رواية «امرأة في الظل أو ما لم نعرف عن زينب»‬ ‫سنة ‪.2015‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فدورات ُ‬ ‫الكتَّاب‪ ،‬التي تختتم‬ ‫بلقاء أدبي مفتوح مع الكاتب‪ ،‬بعد أن يقرأ‬ ‫التالميذ إنتاجاته األدبية‪ ،‬هي من بين األنشطة‬ ‫السنوية لنادي القراءة بثانوية جابر بن حيان‬ ‫التأهيلية بتطوان‪ .‬هذا النادي الذي يهدف إلى‬ ‫تشجيع التالمذة على القراءة والمطالعة وحثهم‬ ‫وتعويدهم عليها وصقل مواهبهم وتحفيزهم‬ ‫على الكتابة واإلبداع‪ ،‬وتعزيز انفتاح المؤسسة‬ ‫على المحيط الخارجي‪ ،‬وكسر الرتابة وتنويع‬ ‫أنشطة الحياة المدرسية بالمؤسسة‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل قراءات موجهة ودورات الكتاب ولقاءات‬ ‫أدبية وورشات الكتابة والمشاركة في المباريات‬ ‫التربوية والقيام بزيارات لمؤسسات ثقافية‬ ‫وفنية‪.‬‬

‫ندى المسري‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫عجيبٌ أمر هذا السائق المسكين! فهو يجلس أمام مِ ْقوَد حافلته منذ تطلع‬ ‫الشمس إلى العاشرة ليال‪ ،‬دون أن تطرف عيناه‪ ،‬أو تهتز فيه شعرة‪.‬‬ ‫ينطلق من «الفنيدق» في السابعة والربع صباحا‪ ،‬ويحط الرحال بالخميسات في‬ ‫الثانية ظهرا‪ ،‬ليستريح مدة خمس وأربعين دقيقة‪ ،‬ثم يبدأ رحلة العودة في الثانية‬ ‫و ‪ 45‬دقيقة‪ ،‬ليقطع المسافة الرابطة بين الخميسات والفنيدق‪ ،‬والمقدرة بثالثمائة‬ ‫وثالثين أو أربعين كيلومترا في سبع ساعات أخرى‪ ،‬تنتهي في العاشرة أو التاسعة‬ ‫والنصف بمحطة الفنيدق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ولكم أن تتصوروا هذا المخلوق ـ وأمثاله كثيرون ـ وهو يقضي أربع عشرة ساعة‬ ‫يوميا‪ ،‬ينهب فيها الطريق نهبا دون كلل وال ملل‪ ،‬ودون أن يتأوه أو يتململ‪.‬‬ ‫وعُدّوا –إن شئتم‪ -‬عدد الساعات التي ينامها‪ ،‬واحسبوا عدد الساعات التي يقضيها‬ ‫بين أهله‪ ،‬وقدّروا عدد الساعات التي يخصصها لقضاء حاجاته‪.‬‬ ‫هي عشر ساعات‪ ،‬اجمعوها واطرحوها واقسموها بالكيفية التي ترونها ممكنة‪،‬‬ ‫لتخرجوا بنتيجة واحدة‪ ،‬هي أن قانون الشغل عندنا شيء‪ ،‬وتطبيقه شيء آخر‪.‬‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫أين منظومة النقل وترسانة القوانين التي رُصدت لها؟ أين المراقبة الطرقية؟ أين‬ ‫أدوات الرصد؟ أين أدوات الردع والزجر؟‬ ‫إن األمر هنا أمر الحرب الطرقية التي تحصد أرواحا بريئة‪.‬‬ ‫وهذا مجرد نموذج أردتُ أن أورده في هذه الدردشة‪ ،‬عسى اهلل أن يفتح عيون‬ ‫مراقبي الطرق عليه‪ .‬وهو ال يقتصر على المسافات الطويلة‪ ،‬وإنما يشاهَد حتى في‬ ‫المسافات القصيرة الرابطة بين تطوان وطنجة مثال‪ ،‬فسائقو الحافالت التي تربط بين‬ ‫هاتين المدينتين‪ ،‬يقطعون نفس المسافة التي يقطعها سائق «الفنيدق‪-‬الخميسات»‪.‬‬ ‫فالسائقون هنا وهناك وفي اتجاهات أخرى أطول أو أقصر‪ ،‬قاسمهم المشترك‪ ،‬المغامرة‬ ‫بأرواح الناس دون حسيب وال رقيب‪ ،‬وكأنهم خارج التغطية‪ ،‬أو فوق القانون‪.‬‬

‫وسائل التواصل االجتماعي‪:...‬‬

‫نقمة أم نعمة ؟‬

‫‪-‬‬

‫من البديهي أن وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي قد أصبحت من ضرورات‬ ‫الحياة المعاصرة‪ ،‬فال يمكــن تصور‬ ‫مجتمع كان متقدما أو متأخرا لم تجتاحه‬ ‫هذه الوسائل‪ ،‬وإن كانت االستعماالت‬ ‫تختلف من حيث المنسوب والرؤية‬ ‫من مجتمع آلخر‪ ،‬بل إن المتحكمين‬ ‫في شرايين هذه الوسائل و الفاعلين‬ ‫فيها استطاعوا أن يكيفوها مع أنماط‬ ‫االستهالك‪ ،‬ويجددوها ويبسطوها‬ ‫باستمرار‪ ،‬ويبتكروا حيال طريفة للمزيد‬ ‫من الجذب‪.‬‬ ‫«الربيــع العربــي» الذي أمسى‬ ‫خريفا بل دمارا في كثير من البلدان‪،‬‬ ‫أوعز الكثيرون قيامه إلى انتشار وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي واألنترنت بين‬ ‫الشباب‪ ،‬وإلى عدم إمكانية تحكم الرقيب‬ ‫في هذه الوسائل؛ مما جعل منها وسائط‬ ‫و أبواقا للتعبئة والتحريض بامتياز‪ ،‬لكن‬ ‫بعد أن وقع ما وقع بدا أن هذه الوسائل‬ ‫وحدها ال تكفي لصنع الثورات االجتماعية‬ ‫وال��ت��ح��والت المجتمعية واالن��ت��ق��االت‬ ‫الديموقراطية ‪ ،‬وأن االنتقال من االفتراضي‬ ‫إلى الواقعي ليس سهال‪ ،‬بل إن مسافات‬ ‫تفصل بينهما‪ ،‬كما أن االفتراضي نفسه‬ ‫تحول إلى ساحة للمعارك والحروب‪ ،‬وقد‬ ‫يكون التأثير فيه أقوى وأكبر لمن يملك‬ ‫كفاءات علمية وخبرات إعالمية وخراىط‬ ‫اجتماعية وإمكانيات مالية‪...‬أكثر‪.‬‬ ‫ه��ل وس��ائ��ل التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫اآلن‪ ،‬بعد فترة طويلة من التجريب حتى‬ ‫االستئناس تعتبر نعمة أم نقمة؟‪.‬‬ ‫اآلراء تختلف وربما تتضاد‪ ،‬رغم أن‬ ‫جميع ت��ي��ارات وش��رائ��ح وق��وى المجتمع‬ ‫تستعمل هذه الوسائل بل تسعى جاهدة‬ ‫إلى إيجاد موقع قدم فيها‪ ،‬فقد نجد من يرى فيها مدخال لكل الشرور‪،‬‬ ‫ومن يرى فيها نافذة لالنفتاح والحرية‪ ،‬أو»التهوية» والتسلية‪ ،‬ومن‬ ‫يرى فيها مصدرا للربح‪ ،‬ومن يرى أن التعامل معها واالستفادة منها‪،‬‬ ‫يجب أن يكون وفق مرجعيات وقواعد تربوية‪ ،‬خاصة بالنسبة لألطفال‬ ‫والمراهقين لحمايتهم من االستغالل واإلن��زالق في مطبات أخالقية‬ ‫ونفسية واجتماعية وغيرها‪.‬‬ ‫الفايسبوك‪ ،‬التويتير‪ ،‬اليوتوب‪ ،‬الواتساب‪ ،‬األنستغرام إلخ‪ ،‬عوالم‬ ‫هيمنت على الفضاءات العمومية والخاصة‪ ،‬فسهولة اإلبحار في هذه‬ ‫العوالم أتاحتها تقنيات البث الجديدة التي تتطور يوما عن يوم‪ ،‬والنقر‬ ‫على المحمول أو اللوحة أو الحاسوب لم يخل منه ركن أو ساحة‪ ،‬جبل أو‬ ‫سهل‪ ،‬مدينة أو بادية‪ ،‬و ال نفلت منه في الغدو أو الرواح‪ ،‬في النهار أو‬ ‫الليل‪ ،...‬فإذا انقطع البث أو ضعف فكأنما الدنيا أظلمت والضيم نزل‪،‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫قليل من الناس هم الذين ال زالوا‬ ‫خارج هذه العوالم بسبب الجهل أو‬ ‫ألسباب آخرى‪.‬‬ ‫األخبار والمعلومات واإلشاعات‬ ‫والمعارف‪ ،‬والمالهي والمآسي‪ ،‬والجد‬ ‫والهزل‪...‬كل هذه األم��ور بتالوينها‬ ‫تأتيك‪ ،‬بالكلمة والصوت والصورة‪،‬‬ ‫دون أدنى عناء‪ ،‬وأنت تحسب أن العالم‬ ‫ملك يديك‪ ،‬لكنه في الحقيقة يهرب‬ ‫من بين أصابعك كالماء‪ ،‬ألن من‬ ‫يتحكم في العالم هو من يملك العقل‬ ‫و يمسك بأسرار العلم والتقنية وينتج‬ ‫المعرفة‪ ،‬ال من يستهلك‪ ،‬وهو شبه‬ ‫مخدر مسلوب اإلرادة‪.‬‬ ‫في حديث مع أحد أساتذة التعليم‬ ‫الثانوي اإلعدادي‪ ،‬في إطار هذا الموضوع‪،‬‬ ‫تأسف على تقهقر المستوى التعليمي لدى‬ ‫غالبية التالميذ‪ ،‬وعلى نزول مستوى الطموح‬ ‫لدىهم‪ ،‬رابطا ذل��ك بااالنتشار المطرد‬ ‫ال��ذي عرفته وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫بصفة خاصة‪ ،‬واألنترنت بصفة عامة وسوء‬ ‫استعمال هذه الوسائل‪ ،‬فبدل أن تكون هذه‬ ‫الوسائط فرصة الكتساب المعرفة والقيم‬ ‫اإليجابية واالستفادة واإلفادة‪ ،‬تحولت‪ ،‬إلى‬ ‫حد ما‪ ،‬حسب رأي��ه‪ ،‬إلى وسائط لتزجية‬ ‫الوقت ومضيعته‪ ،‬وإلى مثبط للهمم‪ ،‬وعائق‬ ‫أم��ام النمو العقلي والفكري‪ ،‬واالستواء‬ ‫األخالقي و النجاح‪ ،‬بل إن هذه الوسائل‬ ‫أفسدت حتى بعض األطر لتمكنها السلبي‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫إن منجزات الحضارة الغربية ال يمكن‬ ‫أن نحسن استثمارها إذا كانت بوصلتنا‬ ‫مفقودة‪ ،‬وتعليمنا متأزم‪ ،‬وإذا غابت لدى‬ ‫نخبتنا السياسية والثقافية رؤية وطنية مستقبلية‪ ،‬وإرادة تاريخية حادة‬ ‫وثابتة‪ ،‬لذلك تظل هذه المنجزات‪ ،‬كما هو شائع‪ ،‬قشورا لالستهالك‬ ‫المظهري مفصولة عن سياقها الثقافي الضروري إلنتاج المعنى ومعنى‬ ‫المعنى‪.‬‬ ‫فهل سيهزمنا اقتصاد المعرفة‪ ،‬كما هزمنا في عصر النهضة‪ ،‬ثم‬ ‫في عصر الصناعة الحديثة؟‪.‬‬ ‫ذلك هو مربط الفرس‪ ،‬فإذا لم نتدارك الهوة الموجودة بيننا وبين‬ ‫الشعوب المتقدمة والناهضة‪ ،‬وتمكننا من تسليح أجيالنا المقبلة( السواد‬ ‫األعظم منها ال الفئات المحظوظة فقط) بلغة العصر ومعارفه من خالل‬ ‫مؤسسات تربوية وتعليمية وعلمية وثقافية وإعالمية جادة وقوية‪،‬‬ ‫سنخسر سباق الزمن‪ ،‬وتدافع الحضارات واألمم الذي ال يرحم!!!‪.‬‬

‫بالغة‬ ‫اإلهداء‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫‪ - 1‬كنت أراجع صديقي العزيز الدكتور عبد الواحد الطريس في‬ ‫موضوع ثقافي يهمنا‪..‬فلفت نظري أنه وضع فوق مكتبه بالعيادة ما أهداه‬ ‫صديقه المرحوم محمد أنقار من كتب‪..‬‬ ‫‪ - 2‬استأذنت صديقي عبد الواحد في قراءة إهداءات المرحوم لعلمي‬ ‫سلفا أنها مخاطبات بين صفيين في منظومة قيم‪ :‬الصدق‪ ،‬المحبة‪،‬‬ ‫الحلم‪ ،‬الوفاء‪ ،‬الكرم‪ ،‬الجمال‪ ..‬وكذلك كان‪..‬‬ ‫كانت إهداءات المرحوم محمد أنقار ترجمانا لبالغة مخصوصة؛ بالغة‬ ‫المحبة هلل‪..‬‬ ‫والمحبة هلل بالغة قلبية ال تتوقف على شرط من الشروط أو ربط‬ ‫من الربوط‪..‬‬ ‫‪ - 3‬وقصد االطالع ولكل غاية أخالقية مفيدة‪ ،‬أنقل بعضا من إهداءات‬ ‫المرحوم أنقار لصديقه الطريس‪:‬‬ ‫أهدى المرحوم كتابه «بناء الصورة في الرواية االستعمارية‪ :‬صورة‬ ‫المغرب في الرواية اإلسبانية» وصدره بقوله‪ :‬موضوع هذا الكتاب ليس‬ ‫غريبا عنك‪..‬أرجو أن تجد فيه ما يمتع ويفيد‪..‬‬ ‫كتب المرحوم في إهدائه لكتاب «قصص األطفال بالمغرب» ‪:‬‬ ‫تحية إعجاب وتقدير إلى الصديق الدكتور عبد الواحد الطريس‪.‬ما من‬ ‫شك في أن حبنا المشترك للطفولة جعلك تتخصص في طبها‪ ،‬وجعلني‬ ‫أتخصص في أدبها‪ ..‬أتمنى أن يكون هذا الكتاب ترجمانا صادقا لذلك‬ ‫الحب‪..‬‬ ‫وأهداه مجموعته القصصية ‹‹زمن عبد الحليم›› مخاطبا إياه‪:‬‬ ‫‪..‬أكيد أن عنوان هذه المجموعة يستثير فيك من األحاسيس الرقيقة‬ ‫مثلما استثار في‪ ..‬مع متمنياتي بديمومة الزمن الحليم‪..‬‬ ‫وأهداه كتابه »بالغة النص المسرحي» مخاطبا إياه‪..‬أهدي إليك هذا‬ ‫الكتاب النقدي الدسم إعجابا بجمعك الرائع بين الطب والكتابة‪..‬‬ ‫وأهداه رواية «باريو مالقة» مخاطبا إياه‪:‬‬ ‫إلى الصديق الوفي الطبيب المثقف الدكتور عبد الواحد الطريس‪:‬‬ ‫هذه هي الصداقة الحميمة التي ال يمكن للعقود أن تمحوها مع اعتزاز‬ ‫كبير بوفائك وكرمك‪.‬‬ ‫وأهداه مسرحيته «أكلة الببوش أو أكلة الحلزون» مخاطبا إياه‪:‬‬ ‫تحية احترام وتقدير إلى الصديق والطبيب المتميز عبد الواحد‬ ‫الطريس‪..‬مع اعتزازي بصداقتك‪.‬‬ ‫وأهداه كتابه «مؤنس العليل» مخاطبا إياه‪:‬‬ ‫إلى المحترم الدكتور عبد الواحد الطريس آمال أن تجد في هذه‬ ‫المجموعة أنيسا ناعما يمتعك ويسعدك ويساعدك على المضي قدما في‬ ‫خدمة قيم الخير والجمال والصحة‪..‬‬ ‫وأهداه كتابه «البحث عن فريد األطرشس مخاطبا إياه‪:‬‬ ‫إلى الطبيب المشبع بروح األدب الدكتور عبد الواحد الطريس‪ ،‬عسى‬ ‫أن يعلمنا األدب كيف نداوي الجراح‪ ،‬مع اعتزازي الدائم بصداقتك‪.‬‬ ‫وقبل رحيله عن هذه العاجلة‪ ،‬خاطب المرحوم محمد أنقار صديقه‬ ‫الصدوق الدكتور عبد الواحد وهو يهم بإصدار أول عمل أدبي له «تطاون‪:‬‬ ‫مسارب ذاكرة»‪:‬‬ ‫الصديق العزيز الدكتور عبد الواحد الطريس‪ ،‬السالم عليك‪ ،‬سعدت‬ ‫كثيرا بقراءة مخطوطك‪ ،‬هي أول مرة أقرأ لك فيها عمال طويال‪ ..‬على الرغم‬ ‫من أني أعرف أنك قارئ مواظب‪ ،‬ومتابع لكل األنشطة الثقافية والمحلية‬ ‫والوطنية وحتى الغربية‪ ..‬لكن المهم أن يقرأ المرء لطبيب موهوب حتى‬ ‫في صنعة األدب‪ ..‬مع دعواتي بالتوفيق‪.‬‬ ‫هذه اإلهداءات هي صورة عن رجل مشبع بالقيم‪ ،‬رجل قدوة لم‬ ‫يسقط في مهاو ال قعور لها‪ ،‬ولم تقذفه بحار ال سواحل لها‪ ،‬رجل أدى‬ ‫مهمته على أحسن وجه وخلف مكتوبات منشدة إلى الحياء‪..‬‬ ‫كان المرحوم محمد أنقار وحيدا في حزنه وصبره وجلده ومكارم‬ ‫أخالقه‪..‬بأي حزن يمكننا أن نواجه فقده‪..‬‬ ‫‪ - 4‬وأما يوم تأبينه في آداب تطوان فكان يوما مشهودا بحضور‬ ‫أصفياء‪.‬‬ ‫نسأل اهلل أن ترى شهاداتهم النور قريبا خالفا لما جرت به العادة!‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 03‬أبريـل ‪2018‬‬

‫«بعو�ضة» واجهت دينا�صورا ب�أ�صيلة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫قولوا العام زين‪ ....‬وإ ّال‪! ‬‬ ‫بعض بيانات مندوبية التخطيط أصبحت مقلقة بالنسبة لبعض‬ ‫الوزراء‪ ،‬الذين اعتادوا إطالق لسانهم على عواهنه‪ ،‬وهم يدلون بالمنجزات‬ ‫«المعجزات» لقطاعاتهم‪ ،‬والحال أنهم يعلمون أن ال أحد يصدقهم‪ ،‬أو قلة‬ ‫ممن يثقون في أقوالهم‪.‬‬ ‫التشكيك في إحصائيات الحليمي بدأ مع الوزير الوفا الذي «جذب» ذات‬ ‫مرة ضد المندوبية ‪ ،‬مقلال من شأن بياناتها اإلحصائية‪ ،‬التي يعلم الجميع‬ ‫أنها ال تعتمد على «مؤشرات» «دمغية»‪ ،‬مزاجية‪ ،‬لغايات انتخابية‪ ،‬أو لخلق‬ ‫جو من الرضا وسط الحكومة وكسب مكانة «متميزة» داخلها‪.‬‬ ‫الوفا ‪ ،‬يوم كان وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون العامة‪ ،‬سبق وأن طعن‬ ‫في نسبة نمو االقتصاد الوطني سنة ‪ 2014‬والتي حدها الحليمي في ‪2,4‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬فيما ردت وزارة االقتصاد بأن تلك النسبة ستفوق ‪ 4‬بالمائة خالل‬ ‫تلك السنة‪ .‬الوفا هاجم مندوبية اإلحصاء واتهمها بالمس بمصالح المغرب‬ ‫الكبرى‪ ....‬كما أبرز أن مندوبية التخطيط ليست مؤسسة دستورية وأن‬ ‫توقعاتها «خاطئة» وأنه يتعين تصديق بيانات وزارة االقتصاد والمالية ألن‬ ‫أرقامها «واقعية وحقيقية»‪.‬‬ ‫ويبدو أن االحتكاكات بين الحكومة ومندوبية التخطيط لم تنته مع‬ ‫االستغناء عن «خدمات الوفا»‪ ،‬بل استمرت بطريقة خادعة إلى اليوم‪،‬‬ ‫حيث «شككت» الحكومة في اإلحصائيات األخيرة لمندوبية الحليمي‬ ‫حول التشغيل بسبب التناقض الفاضح بين أرقام المندوبية وأرقام وزارة‬ ‫الصناعة التي تحدثت عن ‪ 47‬ألف منصب شغل جديد في حين تحدثت‬ ‫مندوبية الحليمي عن ‪ 7‬آالف‪ ،‬فقط ! ‪.....‬‬ ‫بيانات الحكومة حول التشغيل تضاربت بين رئيس الحكومة وعدد من‬ ‫وزرائه‪ ،‬حيث اعتبر العثماني أن حكومته خلقت من مناصب شغل جديدة‬ ‫فوق ما أحدثته الحكومة السابقة‪.‬‬ ‫وسبق لـ «الناطق» الرسمي‪ ،‬الخلفي أن صرح بأن الحكومة بذلت‬ ‫«جهودات جبارة» في قطاع التشغيل‪ ،‬حيث وفرت خالل السنوات األخيرة‬ ‫‪ 190‬ألف منصب شغل جديد‪.‬‬ ‫أما حفيظ العلمي‪ ،‬وزير الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي‬ ‫فقد صرح خالل ندوة صحافية عقدها‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أن الصناعة المغربية أحدثت‪،‬‬ ‫منذ بداية مخطط التسريع الصناعي سنة ‪ 2014‬ما يناهز ‪ 288.126‬فرصة‬ ‫شغل جديدة إلى حدود نهاية السنة الماضية‪ ،‬مع ارتفاع متوسط صادراتها‬ ‫بنسبة ‪ 10.3‬في المائة سنوي ًا‪.‬‬ ‫وحسب األرقام التي عرضها حفيظ العلمي‪ ، ،‬حول وضعية التشغيل‬ ‫بالقطاع الصناعي‪ ،‬فإن مخطط تسريع التنمية الصناعية تمكن من إنجاز‬ ‫‪ 58‬في المائة من األهداف المسطرة في أفق ‪.2020‬والتي تتطلع إلى خلق‬ ‫‪ 500‬ألف منصب شغل جديد ليصل المجموع إلى ‪ 577‬ألف منصب شغل‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫وتفيد المعطيات الرسمية لوزارة العلمي بأنه تم إحداث ‪ 52‬ألفا و‪376‬‬ ‫منصب شغل في المجال الصناعي سنة ‪ ،2015‬و‪ 76‬ألفا و‪ 227‬منصبا‬ ‫سنة ‪2016‬؛ وفي سنة ‪ 2017‬تم إحداث ‪ 89‬ألفا و‪ 884‬منصب شغل‪ ،‬سجل‬ ‫قطاع السيارات نسبة ‪ 29‬بالمائة منها والنسيج ‪ 13‬بالمائة‪ ،‬والصناعات‬ ‫التعدينية‪ 6 ،‬بالمائة والبناء ‪ 4‬بالمائة‪ ،‬والطيران ‪ 3‬بالمائة‪.‬‬ ‫هذه األرقام والبيانات يمكن أن تربك المواطن حين يقارن بين بيانات‬ ‫مندوبية التخطيط التي تعتمد مناهج علمية ومعايير ال تقتصر على البحث‬ ‫الداخلي بل تشمل ميادين الدراسات والبحوث االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والديموغرافية ‪ .‬وأمام ما نبهت المنابر اإلعالمية إليه من وجود تشكيك‬ ‫في بيانات المندوبية‪ ،‬وما نبه إليه الحليمي نفسه من خطورة عدم‬ ‫إمداد المندوبية بالبحوث والبيانات في كل القطاعات‪ ،‬فقد أعلن مندوب‬ ‫التخطيط أنه طلب مقابلة رئيس الحكومة إلطالعه على االختالالت الكامنة‬ ‫وراء مواقف بعض الجهات من بيانات المندوبية ما يمكن أن تترتب عنه‬ ‫«مخاطر» على إصدار الحسابات الوطنية والجهوية بالشكل المقبول‪،‬وطنيا‬ ‫ودوليا‪......‬‬ ‫وكان العثماني قد تطرق في السابق إلى مشكل التنسيق بين القطاعات‬ ‫الوزارية‪ ،‬وما يترتب عن ذلك من تأخر في إنجاز عدد من المشاريع‪ ،‬وقال إن‬ ‫مشكلتنا هو التنسيق‪« ..‬كل واحد خدام بوحدو»‪ ،‬وأن هناك غيابا للتنسيق‬ ‫على مستوى الحكومة‪.‬‬ ‫فلم العجب إذا‪ ،‬إن كان وزير «يشرق» وآخر «يغرب»‪ ،‬واألرقام تتضارب‬ ‫بين وزارة وأخرى ‪ ..‬والبيانات تضخم إرضاء لمقولة «العام زين» التي خلنا‬ ‫أنها اختفت‪ ،‬وإلى األبد‪ ،‬مع صاحب أم الوزارات‪.....!!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ببنت شفة فيما يرون ويسمعون ويعيشون مما يتعرضون له‬ ‫من بالء خالل إقامتهم بأرض الولد ترك آل الشيخ‪.‬‬ ‫بعض المنابر أكدت‪ ،‬نقال عن يومية «الصباح» أن حجاج‬ ‫هذا العام التزموا بمكتوب مختوم بعدم االحتجاج على خدمات‬ ‫اإلقامة والنقل واألكل خالل تأديتهم لشعائر الحج‪ ،‬يعني أن‬ ‫يضعوا «إنسيتهم» في ثالجة التوفيق إلى أن يدخلوا األجواء‬ ‫المغربية ليستعيدوا حقوقهم كاملة في االحتجاج واالعتراض‪...‬‬ ‫واهلل أعلم !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫حني يتنازل رئي�س الربملان‬ ‫عن تعوي�ضاته املليونية‬

‫‪ ‬‬

‫ولو أن األمر عاد جدا ويمكن أن يحدث في أي بلد يُسير‬ ‫قطارات من صنف تلك الفائقة السرعة‪ ،‬إال أنه ال يخلو من‬ ‫«طرافة» بعد أن اصطدمت فوركونيطة «سايبة» مع قطار‬ ‫فائق السرعة ال زال في مرحلة التجارب وال زال البلد يراجع‬ ‫ديونه الميلياردية التي ترهن أجياال‪ ،‬ربما‪ ،‬بعد جيلنا ‪....‬‬ ‫قال بعض العارفين إن سائق الفوركونيط تعامل بنوع من‬ ‫«السيبة» مع ممر محروس على السكة الحديدية قرب أصيلة‪،‬‬ ‫فكان ما ك��ان‪ ....‬الفوركونيط تهشمت واجهتها ‪ ،‬والقطار‬ ‫أصيب ب«ردود» جانبية تحتاج إلى «روتوش» عميقة يدفعها‬ ‫مكتب الخليع من الميزانية العامة ‪ ،‬والعامة سخرت من عبثية‬ ‫الحادث‪ ،‬حادث بعوضة واجهت دينصورا‪ ......‬فنالت منه ونال‬ ‫منها ‪...‬والعوض على اهلل‪! -‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫م�ؤ�شر ال�سعادة العاملي‬ ‫«�سعداء» رغم الداء والأعداء !‬

‫لم يخلف المغاربة موعدهم السنوي مع عيد السعادة‬ ‫األممي الذي يصادف العشرين من مارس كل عام‪ .‬وما كان‬ ‫عليهم أن ينتظروا إذنا من أحد ليحتفلوا بالسعادة التي‬ ‫«تغمرهم» من كل جانب‪ ،‬كما أنهم لم يكونوا ليلتفتوا إلى‬ ‫«المؤشرات» العالمية للسعادة وال للتصنيفات التي طلعت بها‬ ‫«شبكة حلول التنمية المستدامة» التي أعطت الريادة للدول‬ ‫االسكندينافية على قائمة الدول السعيدة بالعالم التي تتمتع‬ ‫بدرجة عالية من الرفاهية والخدمات االجتماعية‪ ،‬ووضعتنا‬ ‫نحن المغاربة في المرتبة التسعين عالميا‪ ،‬ظلما وعدوانا‪،‬‬ ‫ونستغرب أن الحكومة لم «تحرك مدفعيتها» كما وعدت‪،‬‬ ‫ضد التصنيفات الظالمة التي تضعنا فيها بعض المنظمات‬ ‫العالمية والحقوقية بوجه خاص والتي قال الرميد إن الحكومة‬ ‫الرشيدة شكلت لها لجنة بهدف التعرض لها وتبيان مواطن‬ ‫الفساد في تقييماتها الجائرة في حقنا‪.‬‬ ‫قد يقول بعض « ناكري النعمة» من أهلنا إننا نفتقد إلى‬ ‫أسباب العيش الكريم من صحة وتعليم وقضاء وشغل وكرامة‪،‬‬ ‫وأن شبابنا يعيش حياة التعاسة والضياع بسبب االختالالت‬ ‫االجتماعية التي عجزت الحكومة عن ترصدها ومعالجتها‬ ‫كما الشأن بالنسبة للفقر الذي نفت الوزيرة وجوده بيننا ألن‬ ‫من يملك عشرين درهما يكون قد غادر سفينة الفقر نهائيا‪،‬‬ ‫والحال أن وزيرا آخر شدد على أن الفقروالسكن الغير الالئق‪،‬‬ ‫سبب انتشار داء السل الذي تخلصت منه بلدان عديدة تقل عنا‬ ‫تقدما وخبرة !‪....‬‬ ‫ولكن‪ ،‬كل ذلك يهون أمام إصرار المغاربة على رفضهم‬ ‫لمؤشرات السعادة «األممية» وتشبثهم بالسعادة «الوطنية»‪،‬‬ ‫وباألمل في التغيير «اإليجابي» الذي سوف يحمل إليهم أسباب‬ ‫الرفاهية والسعادة إن لم تكن في دار الدنيا‪ ،‬فبدار اآلخرة‪،‬‬ ‫وتلك‪ ،‬لعمري‪ ،‬هي السعادة األبدية !‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫�أنا املوقع �أ�سفله‪.....‬‬ ‫�ألتزم بعدم االحتجاج !!‪...‬‬

‫أغرب من الخيال‪ .‬وزارة األوقاف تحول حجاج هذا العام إلى‬ ‫«روبوتات» تسير في طابورات ألداء المشاعر في صمت كاسح‪،‬‬ ‫تأكل كيف قدر وتشرب كيف قدر وتنام كيف قدر وتستيقظ‬ ‫كيف قدر‪ ،‬دون أن يكون بإمكان حجاج هذا العام أن ينبسوا‬

‫‪ ‬‬

‫بينما «يتهــارش» نوابنـا ومستشارونا في الغرفتيـن‬ ‫فيما بينهم ومع الحكومة العثمانية الرشيدة‪ ،‬بشأن ضمان‬ ‫استمرار «تقاعدهم» الذي ما أنزل اهلل به من سلطان‪ ،‬والذي‬ ‫يبدو أن العثماني أخلف وعده بعدم ضخ أموال عمومية في‬ ‫صندوق تقاعد البرلمانيين‪ ،‬بعد تدخالت «ممنهجة» للمالكي‬ ‫وبنشماش‪ ،‬بحيث تم إقناع رئيس الحكومة بضخ مليون‬ ‫ونصف المليون من الدراهم سنويا في صندوق تقاعد النواب‪،‬‬ ‫جاء ت العبرة من إيطاليا حيث أعلن الرئيس الجديد لمجلس‬ ‫النواب روبيرطو فيكو عن تنازله على جميع التعويضات المادية‬ ‫الخاصة به كرئيس «ال كاميرا» اإليطالية والبالغة ‪ 4223‬يورو‬ ‫شهريا‪ ،‬واكتفائه بالتعويضات الخاصة به كبرلماني‪ ،‬وعن‬ ‫زهده في وسائل النقل الرسمية المخصصة لكبار الشخصيات‬ ‫الدستورية والتعويض عنها بوسائل النقل العمومية‪.‬‬ ‫روبيرطو فيكو يعتبر من أنصار عقلنة مصاريف البرلمان‬ ‫وتقليص تكاليف الحياة السياسية في ب�لاده‪ .‬ومعلوم أن‬ ‫حركة «خمس نجوم» التي يعتبر رئيس ال كاميرا أحد قادتها‪،‬‬ ‫تطالب برلمانييها بالتنازل عن ‪ 30‬بالمائة من تعويضاتهم‬ ‫يتم تحويلها إلى حساب رسمي لفائدة المقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة ‪ ،‬األمر الذي مكن من ضخ ما يفوق ‪ 23‬مليون‬ ‫أورو في مالية الدولة المخصصة لمساعدة هذه المقاوالت‪.‬‬ ‫يحدث هذا بإيطاليا‪ ،‬وال أمل في أن يحدث بالمغرب‪...‬إلى‬ ‫يوم يبعثون !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫خولة‪ ...‬عزالء يف مواجهة‬ ‫ذئاب ب�شرية !‬

‫مع فيديو االعتداء على تلميذة بالطريق العام ومحاولة‬ ‫اغتصابها من طرف عشريني مع التوثيق بالصوت والصورة‪،‬‬ ‫وهي تستغيث وال من مغيث‪ ،‬نكون قد قطعنا األمل باليأس‬ ‫من مجتمع يتحول إلى غابة وحوش ضارية‪ ،‬تضرب أنى ومتى‬ ‫شاءت‪ ،‬في تحد سافر للدولة بمؤسساتها‪ ،‬وألخالق وقيم األمة‪،‬‬ ‫ووصلنا إلى قمة الكفر بما نسمع من تقارير و«استراتيجيات»‬ ‫ومخططات تصب في خانة األم��ن واستتبابه والطمأنينة‬ ‫ومالبساتها والكرامة اإلنسانية ومجاالتها الطبيعية !‬ ‫فيديو الفتاة وهي تتعرض لمحاولة االغتصاب‪ ،‬وهي تبكي‬ ‫وتستغيث‪ ،‬وهي تلعن الظروف التي ساقتها إلى تلك المدينة‬ ‫وذلك الطريق وتلك المدرسة‪ ،‬وهذا البلد «األمين» (!)‪.....‬‬ ‫حرك مشاعر الغضب في كل من قدر له أن يعيش «تعاسة»‬ ‫تلك الفتاة وهي تواجه ذئابا بشرية وهي عزالء إال من رحمة‬ ‫اهلل‪ ،‬التي أنقذتها في آخر لحظة‪ ،‬بعد أن «تخلف» قومها عن‬ ‫نصرتها‪...‬وكادت أن تضيع أنوثتها وشرفها وكبرياؤها ‪.....‬‬ ‫وحياتها بالمرة !‬ ‫‪...‬الدرك اعتقل الفاعل‪ ،‬بفضاء الرحامنة وسيتم تقديمه‬ ‫قريبا ‪.....‬واألمل أن يتخذ القضاء في حقه الحكم المناسب‪،‬‬ ‫إنصافا لـ «خولة» ولجميع «ال��خ��والت» المعرضات يوميا‬ ‫لمحاوالت اإلغتصاب بعد أن تكررت الحاالت عبر المدن الكبرى‬ ‫بالبالد ولم يتم في حق الفاعلين ما يردعهم ويثنيهم عن‬ ‫أفعالهم اإلجرامية‪ ،‬وبعد أن تيقنا من أن «التوعية» و«التربية»‬ ‫والنصح أصبحت أمورا متجاوزة‪ ،‬وأن الزجر القوي يمكن أن‬ ‫يثنيهم عن أفعالهم القبيحة المشينة‪ ،‬ويبعث الطمأنينة‬ ‫في نفوس المواطنين الذين أصبح عسيرا عليهم اإليمان‬ ‫بالمسكنات الرسمية !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪935‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫�أزمة القيم‪ ‬التي يعاين منها املجتمع املغربي اليوم ‪ ...‬تع ّمق فيه الأنانية‬ ‫والفردانية والذاتية‪ ،‬وعدم الرتاحم والت�آزر والتعاطف‪....‬‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ما الذي يجعل الإن�سان املغربي يبتعد عن قيم التد ّين كلما تعلق الأمر ب�شقه االجتماعي‬ ‫و متى نقوم بثورة حقيقية للعودة باملجتمع حل�سن ُ‬ ‫وال�سلوك القومي‬ ‫اخللق‬ ‫ِ‬ ‫عرف المجتمع المغربــي خالل السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬ارتفاعـا غير مسبــوق في معــدل‬ ‫الجرائم‪ ،‬وخاصة الجرائـم المتعلقة باألخالق‬ ‫العامــة‪ ،‬من فسـاد وقتـل لألصول واغتصاب‬ ‫وتحرش جنسي‪ ..‬هذا اإلرتفـاع الذي يرجــع‬ ‫أساسا الختالالت تربوية ونفسية‪ ،‬وتراجع كبير‬ ‫في مستـوى القيم واألخـالق‪ ،‬وتعطيـل لدور‬ ‫مؤسسات التنشئة اإلجتماعية‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫األسرة والمدرسة‪..‬‬ ‫وعندما نتحــدث عن أزمـــة األخــــالق‬ ‫والقيم في المجتمع‪ ،‬ال بد من استحضار دور‬ ‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬التي كانت تقوم بدور‬ ‫محوري في تهذيب السلوك والتربية على‬ ‫القيم المثلى‪ ،‬لكن األزمة التي يعيشها قطاع‬ ‫التعليم‪ ،‬انعكست بشكل سلبي على الدور‬ ‫التربوي للمدرسة‪ ،‬حيث كان المدرس يقوم‬ ‫بدور األب المربـي داخــل الفصل الدراسي‪،‬‬ ‫يكمل الدور التربوي لألسرة‪ ،‬لكن المشاكل الكثيرة التي يعاني منها المدرسون والمدرسات‪ ،‬حالت دون‬ ‫قيامهم بالمهمة التربوية التي كانوا يضطلعون بها‪ ،‬وهذا ما انعكس على سلوك التالميذ والتلميذات‬ ‫داخل المؤسسات التعليمية وخارجها‪ ،‬وخاصة في المستويات اإلعدادية والثانوية‪ ،‬حيث أصبحنا كل يوم‬ ‫نسمع عن تعرض مدرسين ومدرسات العتداءات عنيفة من طرف تالميذ منحرفين‪ ،‬غير مدركين لمكانة‬ ‫ودور المدرس‪.‬‬ ‫وإذا كان الطلب على الدور التربوي للمدرسين والمدرسات أصبح أشد إلحاحا في أيامنا‪ ،‬وخاصة في‬ ‫المستويات األساسية‪ ،‬فإن توفير الشروط المالئمة التي تساعد على العملية التربوية‪ ،‬يقتضي لشأنها أن‬ ‫تقوم الدولة بتحسين الظروف المادية والمعنوية التي يشتغل فيها رجال ونساء التعليم‪ ،‬وحماية المؤسسات‬ ‫التعليمية من المنحرفين والمجرمين الذين يتعاطون المخدرات أو الذين يروجونها داخلها أو في محيطها‪،‬‬ ‫وذلك حفاظا على سالمة وأمن األطر العاملة فيها‪ ،‬والمطلوب من رجال ونساء التعليم عدم التخلي عن‬ ‫دورهم التربوي‪ ،‬للمساهمة في الحد من االنحرافات السلوكية داخل المجتمع‪..‬‬ ‫ال أحد يختلف حول كون الحوادث اإلجرامية وخاصة المتعلقة باألعراض‪ ،‬والتي ارتفعت في المدة‬ ‫األخيرة‪ ،‬مردها إلى أن المجتمع أصبح يعيش أزمة أخالق‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يؤكده عدد من الباحثين والفاعلين‪ ،‬حيث يربط بعض‬ ‫الباحثين في علم اإلجتماع وعلم النفس‪ ،‬تزايد السلوكات‬ ‫المنحرفة بأزمة القيم واألخالق‪ ،‬وقد اعتبر أبو بكر حركات‪،‬‬ ‫األخصائي النفسي‪ ،‬في تصريح صحفي «أن المجتمع اليوم‬ ‫يعاني أزمة قيم وأخالق‪ ،‬وأزمة تعليم وتوعية‪ ،‬كما يعاني‬ ‫اإلنفالت األمني‪ ،‬إذ بالرجوع إلى حادثة محاولة االغتصاب‬ ‫الجماعي في حافلــة بالدار البيضاء‪ ،‬أو الحادثـة األخيـــرة‬ ‫لمحاولة اغتصاب قاصر في الشارع العام‪ ،‬نحن بصدد تسيب‬ ‫و«سيبة»‪ ،‬حيث إن التفسير الوحيد لقيام هؤالء المراهقين‬ ‫و الشباب بأعمال إجرامية أمام المأل وتوثيقه بالفيديو‪،‬‬ ‫هو أنهم يعتبرون أنفسهم في منطقة فوضى وتسيب‪ ،‬وال‬ ‫يخضعون ألي سلطة سواء مجتمعة‪ ،‬دينية‪ ،‬عائلية‪ ،‬أو سلطة‬ ‫القانون‪ ،‬كما أنه مؤشر على غياب التربية واإللتزام بالضوابط‬ ‫المجتمعية التي كانت راسخة في المجتمع المغربي قبل ‪30‬‬ ‫سنة من اآلن‪.‬‬ ‫إن الدولة رفعت يدها عن القطاعات اإلستراتيجية الحيوية‪ ،‬ما تسبب في خلق هذا الصدع الذي تعرفه‬ ‫منظومة القيم‪ ،‬فالمدرسة لم تعد تلعب الدور التأطيري الذي كانت تلعبه سابقا‪ ،‬هؤالء الشباب ينتمون إلى‬ ‫أحزمة الفقر واألحياء المهمشة‪ ،‬إذ لم يتمكنوا من قضاء الوقت الكافي داخل المدرسة‪ ،‬أو أنهم تلقوا تعليما‬ ‫رديئا ال تتوفر فيه معايير الجودة»‪.‬‬ ‫وبناء على ما ذكرنا‪ ،‬فإن الدولة مطالبة بتحسين جودة التعليم العمومي‪ ،‬وتوفير الشروط المالئمة‬ ‫ألداء المدرسين والمدرسات لرسالتهم في أحسن الظروف‪ ،‬واستعادة دورهم التربوي‪ ،‬دون أن ننسى الدور‬ ‫المهم لألسرة واإلعالم في تصحيح اإلنحرافات السلوكية‪ ،‬وتجاوز األزمة األخالقية والقيمية التي وصلت إلى‬ ‫مراحل خطيرة‪ ،‬تحتاج إلى حلول شاملة وناجعة‪ ،‬حفاظا على األمن والسلم المجتمعي‪.‬‬ ‫إن معالجة مظاهر اإلنحراف والتسيب الجنسي‪ ،‬ال يحتاج بالضرورة إلى تربية جنسية‪ ،‬كما يذهب إلى‬ ‫ذلك بعض الباحثين‪ ،‬بل إلى تربية أخالقية إسالمية‪ ،‬وهذا ما يطرح الحاجة إلى رد اإلعتبار لمادة التربية‬ ‫اإلسالمية في المنظومة التعليمية‪ ،‬لكن التربية اإلسالمية السوية و الحديثة‪ ،‬التي تركز على المعاملة‬ ‫واألخالق‪ .‬تلك األخالق التي كان يتسم بها أشرف الخلق و من صاحبوه لنغرس القيم واألخالق في نفوس‬ ‫التالميذ والتلميذات‪ .‬‬ ‫حوادث اإلغتصاب المتفاقمة في مغرب اليوم‪ ،‬بقدر ما كانت صادمة ومستفزة للمغاربة‪ ،‬فإنها أعادت‬ ‫النقاش أكثر من مرة حول البنية األخالقية والتربوية داخل المجتمع المغربي‪ ،‬وبالتحديد‪ ،‬لدى فئة الشباب‬ ‫والمراهقين‪ ،‬حيث طـرحت العديد من األسئلة حول دالالت وأسباب اإلنفالت التربوي‪ ،‬وهل نحن بصدد‬ ‫انهيار منظومة األخالق والقيم لدى هذه الفئة؟ وعلى من تقع مسؤولية هذه الوضعية‪ ،‬هل على المجتمع‪،‬‬ ‫أم الدولة أم كليهما؟‬

‫?‬

‫هل فصل المجتمع المغربي بين التدين والقيم؟‪،‬‬ ‫سؤال فرض نفسه‪ ،‬بعدما لوحظ أن تدين عدد من‬ ‫المغاربة ال ينعكس على معامالتهم‪ ،‬وبقدر ما هم‬ ‫مقبلون على الصالة والزكاة والحج مثال‪ ،‬بقدر ما‬ ‫هم بعيدون عن تمثل القيم‪ .‬لماذا التنعكس مظاهر‬ ‫التدين األصيل في سلوك المغاربة على معامالتهم؟‬ ‫ما الذي يجعل االنسان المغربي يبتعد عن قيم التدين‬ ‫كلما تعلق األمر بشقه اإلجتماعي؟‪ ‬‬

‫• األخالق والدين‬ ‫إذا كانت القيم تأخذ أفضل ما في األخالق‪ ،‬فإن‬ ‫الفيلسوف المغربــي طه عبد الرحمان أثبت‪ ‬دعوى‬ ‫الوصل بين األخالق والدين‪ ،‬على خالف الكثير من‬ ‫الدعاوى الفلسفية التي ترى الفصل بينهما‪ ،‬حيث‬ ‫أكد بناء على حجج متعددة أنهما «موصوالن وصال‬ ‫ضروريا»‪ ،‬والرسول صلى اهلل عليه وسلم لم يأت إال‬ ‫«ليتمم مكارم األخالق»‪ ،‬مما يؤكد تأكيدا جازما أن األخالق بمعناها الحسن غير منفصلة مطلقا عن الدين‬ ‫بل هي روحه وجوهره‪.‬‬ ‫طه عبد الرحمان يؤكد منذ كتابه «سؤال األخالق»‪ ،‬أن «األخالق‪ ‬هي التي تحدد إنسانية اإلنسان‬ ‫وليست عقالنيته‪ ،‬أي أن «كل سلوك بشري ال أخالقي يطعن في إنسانية صاحبه‪ ،‬وقد ال يطعن في‬ ‫عقالنيته»‪ ،‬ويشدد على أن‪« ‬ضرورة األخالق فوق ضرورة الحاجات المادية لإلنسان‪ ،‬ألن تفويت الحياة مع‬ ‫وجود األخالق خير من حفظها مع عدم األخالق»‪.‬‬

‫• أساس اإلنسانية‬ ‫وخلص طه عبد الرحمان‪ ،‬إلى أن األصل في اإلنسانية هو «األخالقية» وليس «العقالنية»‪ ،‬أي أن‬ ‫اإلنسانية أساسها األخالق وليس العقالنية‪ ،‬واألخالق أساسها الدين وليس العقل كما ساد في الفكر‬ ‫الفلسفي الحديث‪.‬‬

‫• تحوالت مجتمعية‬ ‫إذا كان األمر هكذا‪ ،‬لماذا يعاني المجتمع المغربي‬ ‫المتدين من أزمة القيم؟ جوابا على هذا السؤال قال علي‬ ‫الشعباني أستاذ علم اإلجتماع أن «السبب في ذلك يعود إلى‬ ‫عدة تحوالت عرفها المجتمع المغربي‪ ،‬مست الجانب الظاهري‬ ‫والباطني لعدد من المغاربة»‪ ،‬مردفا «أقصد بالجانب الباطني‬ ‫السلوك والعقلية والتفكير»‪.‬‬ ‫و تابع الشعباني‪« ،‬هذه التحوالت كان لها عدة آثار سلبية‬ ‫على المغاربة‪ ،‬منها أنها جعلت عددا منهم متقوقعين على‬ ‫أنفسهم وال يرون إال غيرهم‪ ،‬هم يعتبرون أنفسهم متدينين‬ ‫ولكنهم حبيسو دائرة مفرغة‪ ،‬ويكفي إخراجهم من هذه‬ ‫الدائرة ليكونوا معتدلين في تصرفاتهم ومتسامحين في‬ ‫غضبهم‪ ،‬ولكن ما داموا داخلها ال يفكرون إال بأنفسهم‪،‬‬ ‫ويعتبرون أن أموالهم كسبوها بعرق جبينهم بالتالي عليهم‬ ‫إنفاقها على أنفسهم دون غيرهم»‪ ،‬يضيف المتحدث‪:‬‬ ‫«هؤالء المغاربة المتقوقعون على أنفسهم يقول الشعباني‪ ،‬ال يمكن اعتبارهم غير متدينين‪ ،‬ألنهم‬ ‫يصلون ويزكون ويحجون‪ ،‬حتى أنهم يذهبون للحج مرات عديدة‪ ،‬وللعمرة عشرات المرات‪ ،‬مستدركا‪،‬‬ ‫لكن تدينهم يفتقد للقيم مثال ال يقولون مع أنفسهم أبدا‪ ،‬إن الذهاب للحج تكفيه مرة واحدة‪ ،‬وأموال‬ ‫باقي المرات يتم تصديقها على المحتاجين والمعوزين والمساهمة في أعمال الخير التي تعود بالنفع على‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫من المؤكد إذن أن لهذا النمط من التدين‪( ،‬تدين بال قيم) مخاطر كثيرة جدا على المجتمع المغربي‪،‬‬ ‫تهدد تماسكه وقوته‪ ،‬وتجعل كل فرد متقوقعا على نفسه بتعبير الشعباني‪ ،‬مما يعمق األنانية والفردانية‬ ‫والذاتية‪ ،‬وعدم التراحم والتآزر والتعاطف‪ ،‬كما أن أزمة القيم‪ ‬التي يعاني منها المجتمع المغربي‪ ،‬تفرز الكثير‬ ‫من األمراض اإلجتماعية منها العنف ضد النساء‪ ،‬فبعد واقعنا على هذه القيم يحتاج منا الوقوف بشكل جدي‬ ‫وفي إطار نقاش مجتمعي مسؤول‪ ،‬حول األسباب التي أدت إلى ذلك‪ ،‬لكي نالمس حلولها في إطار تضافر‬ ‫جهود الجميع‪ ،‬حتى نستطيع الخروج بمجتمعنا إلى واقع أفضل»‪ .‬‬ ‫«إن أ ْق ُ‬ ‫قال الرسول صلى اللهّ عليه وسلم‪َّ :‬‬ ‫رَبكم م ِّني مجلساً يومَ القيامة أحسنكم أخالقاً» سؤال‪ :‬متى‬ ‫نقوم بثورة حقيقية للعودة بالمجتمع لحسن الخُلق والسلوكِ القويم؟ متى نمشي مطمئنين على أعيننا‬ ‫كل منَّا أن يتبنى قضية نشر األخالق والفضيلة بين أبناء مجتمعه‪ ،‬وليبدأ كل‬ ‫ومسامعنا وضمائرنا؟ على ٍ‬ ‫أمرئ بنفسه! أسرع وال تتباطأ! فالقطار سريع وال وقت لبطيء أو متكاسل‪ ،‬اللهم حسّن أخالقنا وأصلح قلوبنا‬ ‫وعيوبنا ووفقنا لما يرضيك‪.‬‬


‫العدد ‪935‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫حملة محدودة لتحرير‬ ‫الملك العمومي‬ ‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫بالفنيدق ومطالبة‬ ‫بمحاسبة أعضاء‬ ‫«البيجيدي»‬ ‫شرطة طنجة تحل لغز جريمة قتل حارس سيارات حرقاً‬ ‫حلت مصالح األمن بطنجة لغز جريمة قتل حارس ليلي‬ ‫حرقا يوم األربعاء الماضي داخل كوخه بمنطقة العوامة‪ ،‬بعد‬ ‫أن فضحت كاميرا للمراقبة هوية الفاعلين‪ ،‬اللذين لم يكونا‬ ‫سوى شقيقين من أبناء الحي‪ ،‬واللذين كانا يريدان إجبار‬ ‫الضحية على إفراغ المكان بالقوة طمعا فيه‪.‬‬ ‫ووفق معطيات والية أمن طنجة‪ ،‬فإن عناصر الشرطة‬ ‫القضائية بالمنطقة األمنية الثانية بمقاطعة بني مكادة‪،‬‬ ‫تمكنت‪ ،‬عشية يوم األحد‪ ،‬من توقيف أحد المتورطين في‬ ‫الجريمة بحومة فريشة بمنطقة العوامة‪ ،‬بعد األبحاث‬ ‫الميدانية والتقنية‪ ،‬واالستماع إلى عدد من الشهود‪،‬‬

‫باإلضافة إلى االستعانة بتقنيات رقمية مكنت من تحديد‬ ‫مالمح األشخاص الذين ظهروا في الفيديوهات المسجلة‬ ‫قرب مكان الواقعة‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها أن مصالح الشرطة توصلت‬ ‫إلى هوية المنفذين الرئيسيين للحادث‪ ،‬واستطاعت توقيف‬ ‫أحدهما‪ ،‬ويبلغ من العمر ‪ 32‬عاما‪ ،‬رفقة أخيه البالغ من العمر‬ ‫‪ 20‬ربيعا‪ ،‬فاعترف بقيامه بالعمل اإلجرامي رفقة أحد أصدقائه‪،‬‬ ‫رغبة منهما في االنتقام من الحارس بإحراق كوخه الصفيحي‬ ‫ليال‪ ،‬دون أن ينتبها إلى وجود هذا األخير‪ ،‬الذي كان نائما‬ ‫داخله‪ ،‬حيث قاما بسكب مادة البنزين وإضرام النار والفرار من‬

‫مكان الحادث‪ ،‬ثم ظال يتابعان أطوار الجريمة من أحد األزقة‬ ‫المقابلة‪.‬‬ ‫وكشف المشتبه به أن سبب العداوة الدائمة بين‬ ‫الفاعلين وبين الضحية هو استحواذ األخير بالقوة على مكان‬ ‫حراسة السيارات بالحي‪ ،‬لذلك قرر االنتقام منه ‪ ،‬وقد أخضع‬ ‫الموقوف للحراسة النظرية‪ ،‬في إطار البحث الذي يجري‬ ‫تحت إشراف النيابة العامة‪ ،‬في حين ال يزال البحث جاريا عن‬ ‫المشتبه به الثاني الذي تم تحديد هويته‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫إلقاء القبض على مروج للمخدرات بتطوان‬ ‫تمكنت عناصر الدائرة السابعة بتطوان من إيقاف‬ ‫أحد المبحوث عنهم داخل سيارة كان يقودها‪ ،‬وبحوزته ‪17‬‬ ‫لفافة من مخدر الكوكايين من فئة نصف غرام‪ ،‬وحوالي‬ ‫‪3000‬درهم متحصلة من ترويج الممنوعات‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫هاتفين نقالين وسيف من الحجم الكبير‪.‬‬ ‫المشتبه به من مواليــد تطوان‪ ،‬ومبحــوث عنـــه‬ ‫بموجب ست مذكــرات بحث بتهمــة االتجــار وترويـــج‬

‫المخدرات القوية بصنفيها‪ ،‬واالتجار الدولي في السيارات‬ ‫المسروقة‪.‬‬ ‫وعند إجراء عناصر المجموعة األولى‪ ،‬التابعة للمصلحة‬ ‫الوالئيةللشرطةالقضائية تفتيشالمنزلالمعني بحيالكاريان‬ ‫بتطوان‪ ،‬حجزت ‪ 39‬لفافة إضافية من مخدر الكوكايين‪.‬‬ ‫وقد أحيل الموقوف‪ ،‬رفقة كمية الكوكايين وباقي‬ ‫المحجوزات وكذلك سيارة من نوع «داسيا لوغان» مرقمة‬

‫بالخارج‪ ،‬وكان يقودها أثناء إيقافه‪ ،‬والتي اتضح أنها مسروقة‪،‬‬ ‫على المصلحة الوالئية للشرطة القضائية بتطوان من أجل‬ ‫تعميق البحث معه‪.‬‬ ‫وقد وضع رهن الحراسة النظرية‪ ،‬بتعليمات من النيابة‬ ‫العامةالمختصة‪.‬‬

‫إلهام بنجدية‬

‫إضراب عمال النظافة بطنجة يضع شركة فرنسية‬ ‫في مأزق‬ ‫وجدت شركة «سيتا بوغاز» الفرنسية المفوض لها‬ ‫تدبير قطاع النظافة بمنطقة «طنجة الغربية» التي تضم‬ ‫مقاطعتين‪ ،‬مهددة بغرامات ثقيلة نتيجة عدم التزامها‬ ‫بعمليات التنظيف المحددة في دفتر التحمالت التي يربطها‬ ‫بجماعة طنجة‪ ،‬وذلك نتيجة إضراب العمال المطالبين‬ ‫بتحسين ظروفهم االجتماعية‪.‬‬ ‫ولجأ عمال النظافة التابعون ل«سيتا بوغاز»‪ ،‬والمكلفون‬ ‫بتنظيف مقاطعة طنجة المدينة وجزء من مقاطعة السواني‪،‬‬ ‫إلى التوقف عن العمل لعدة ساعات يوميا في الفترة‬ ‫الصباحية‪ ،‬في خطوة ضد الشركة الفرنسية لالستجابة‬ ‫لملفهم المطلبي‪ ،‬األمر الذي كان كافيا النتشار العديد من‬ ‫النقاط السوداء بمنطقة طنجة الغربية‪.‬‬ ‫وأعلن العمال عن استعدادهم لتعليق احتجاجاتهم‬ ‫التي انطلقت من ‪ 12‬مارس الجاري كإجراء يدل على حسن‬ ‫النية‪ ،‬بعد مجالسة المكتب النقابي الذي يمثلهم والمكتب‬ ‫اإلقليمي لالتحاد الوطني للشغل بالمغرب للمسؤول األول‬ ‫لشركة «سيتا بوغاز» بطنجة‪ ،‬والذي تعهد بتسوية وضعية‬ ‫عمال النظافة وفق ما تنص عليه االتفاقية الجماعية في‬ ‫أقرب وقت‪ ،‬وهو ما كشفته مراسلة بعثوا بها إلى المدير‬ ‫العام للشركة‪.‬‬

‫لكن رغم ذلك ال تزال وتيرة تنظيف أحياء منطقة طنجة‬ ‫الغربية بطيئة في الفترة الصباحية‪ ،‬وهو ما تكشف عنه جولة‬ ‫قصيرة في مقاطعتها‪ ،‬ما دفع مقاطعة طنجة المدينة إلى‬ ‫اإلعالن رسميا عن إنزال عقوبات بالشركة المذكورة بعد رصد‬ ‫‪ 170‬خرقا األسبوع الماضي تم إثباتها بمحاضر رسمية ‪.‬‬ ‫من ناحيتها راسلت مقاطعة السواني بشكل رسمي‬ ‫رئيس جماعة طنجة تخبره برصد خلية التتبع والمراقبة‬

‫بمجلس المقاطعة لوجود نقص في عملية جمع النفايات ما‬ ‫بين الساعة العاشرة ليال وإلى حدود الساعة الثانية عشر ظهرا‪،‬‬ ‫الفتة إلى وجود نفايات بكل أزقة وشوارع المقاطعة ما‬ ‫يؤثر على جمالية األحياء وصحة المواطنين‪ ،‬كما دعت‬ ‫المراسالت إلى اتخاذ اإلجراءات القانونية الالزمة ضد‬ ‫الشركة‪.‬‬

‫ح‪ .‬م‬

‫الداخلية تفتحص توزيع الماء والكهرباء بالعرائش‬ ‫أفادت مصادر متطابقة بأن لجنة تفتيش مركزية تابعة‬ ‫لوزارة الداخلية‪ ،‬حلت‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬بالوكالة المستقلة‬ ‫الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم العرائش‪.‬‬ ‫وحسب المصادر نفسها‪ ،‬فإنه من المرتقب أن تقوم‬ ‫اللجنة المذكورة بعملية افتحاص شاملة لهذه الوكالة التي‬ ‫كانت محط احتجاجات وشكايات طالبت بضرورة فتح تحقيق‬ ‫حول ما يجري داخلها‪ ،‬ومن المنتظر أن تعرف أكبر عملية‬ ‫افتحاص في تاريخها‪ ،‬ومن شأن ذلك أن يسقط رؤوسا‬ ‫داخلها‪.‬‬ ‫وتقول بعض المصادر أن اللجنة مددت تواجدها‬ ‫بالعرائش ألسبوع إضافي للمزيد من االفتحاص في عدة‬ ‫ملفات وقضايا‪ ،‬وكذا الوقوف على ما يروج حول التوظيفات‬ ‫المشبوهة التي توجد من بينها عمليات وقعت منذ مدة‬ ‫طويلة وضلوع مسؤولين نافذين بالوكالة فيها‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر أن اللجنة عمدت إلى استدعاء‬ ‫مسؤولين كانوا أحيلوا على التقاعد من أجل االستماع إليهم‪،‬‬ ‫وهو ما خلف حالة من الترقب في صفوف جميع القائمين على‬ ‫هذه الوكالة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الوكالة تعيش على صفيح ساخن منذ‬ ‫سنوات‪ ،‬وتعرف عددا من االختالالت بسبب وجود شبكات‬

‫عائلية‪ ،‬من ضمنها زوجات مسؤولين داخل الشركة نفسها‪،‬‬ ‫فيما قالت مصادر «األخبار» إنه جرى رصد عدد من االختالالت‬ ‫من طرف اللجان المختصة‪ ،‬مشيرة إلى أن عددا من صفقات‬ ‫الكهرباء تتم بدون دراسة وجدول خاص للميزانية‪ ،‬كما‬ ‫سجل مرات متعددة وجود عملية تضخيم في األمور المتعلقة‬ ‫بالصيانة بغية الرفع من الميزانية المخصصة لها‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى خلق صفقات بدون احتياج‪ ،‬رغم أن هذه الوكالة تعيش‬ ‫أزمة مالية خانقة‪ ،‬وأضحت مطالبة بأداء ديون تصل لماليين‬ ‫الدراهم‪ ،‬وهي المعلومات التي يرتقب أن تفرج عنها تقارير‬ ‫قضاة مجلس الحسابات خالل األشهر القليلة المقبلة بعد‬ ‫االفتحاص سالف الذكر‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫قامت أغلبية مجلس الجماعة الحضرية للفنيدق‪،‬‬ ‫بمحاوالت للتغطية على استغاللها السياسي لملف احتالل‬ ‫الملك العمومي‪ ،‬بالترويج الواسع لحملة مؤقتة ومحدودة‬ ‫لتحرير الملك العام بشوارع المدينة‪ ،‬وإلزام جزء من الباعة‬ ‫الجائلين بالتوجه إلى السوق األسبوعي لعرض بضاعتهم‪،‬‬ ‫علما أن هنالك العديد من المراكز التجارية واألسواق التي‬ ‫يتم استثناؤها والتغاضي عن الخروقات والتجاوزات التي‬ ‫تحدث داخلها‪ ،‬ما ساهم في فوضى عارمة وعشوائية امتدت‬ ‫لتصل حد تشييد عدد من التجار لمحالت تجارية إضافية‬ ‫أمام محالتهم الرئيسية‪ ،‬في خرق سافر للقوانين وبنود‬ ‫دفاتر التحمالت التي تنظم عملية االستغالل المؤقت للملك‬ ‫العام الجماعي‪ .‬وحسب مصادر متطابقة‪ ،‬فإن أعضاء بحزب‬ ‫العدالة والتنمية ومتعاطفين مع المجلس يوجدون على رأس‬ ‫المحتلين للملك العام باألسواق والمراكز التجارية بالمدينة‪،‬‬ ‫لذلك تتغاضى اللجنة المكلفة بتحرير الملك العمومي عن‬ ‫معالجة هذه الملفات‪ ،‬مخافة فقدان القاعدة االنتخابية‬ ‫وخسارة دعم جمعيات األسواق خالل االنتخابات الجماعية‬ ‫والبرلمانية‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن الخروقات والتجاوزات التي‬ ‫مست الملك العمومي داخل األسواق التجارية‪ ،‬تتطلب تفعيل‬ ‫مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬خاصة والجدل الذي رافق‬ ‫إضافة محل تجاري أمام المحل الرئيسي من طرف رئيس‬ ‫جمعية سوق المسيرة الخضراء والقيادي المحلي في حزب‬ ‫العدالةوالتنمية‪.‬‬ ‫وفشلت اللجنة المكلفة بمعالجة ملف احتالل الملك‬ ‫العام الراقي في مهامها‪ ،‬بسبب االستغالل السياسي‬ ‫والعالقات التي تربط العديد من المستشارين بالتجار الكبار‬ ‫وأصحاب المقاهي الفخمة‪ ،‬فضال عن أعضاء ومتعاطفين مع‬ ‫«البيجيدي» قاموا باستغالل مساحة خضراء بحي األميرة‬ ‫إلحداث موقف سيارات بها‪ ،‬ناهيك عن تشييد محالت تجارية‬ ‫فوالذية أمام المحالت األصلية بالمراكز التجارية‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬ال تتوفر أغلبية مجلس الفنيدق على اإلرادة‬ ‫السياسية الحقيقية لتحرير الملك العمومي‪ ،‬باألحياء الراقية‬ ‫وداخل المراكز التجارية‪ ،‬ألن نجاح مجموعة من األحزاب التي‬ ‫تتحمل مسؤولية التسيير مرتبط بالعالقات المتشعبة مع‬ ‫أعيان المدينة‪ ،‬فضال عن االعتماد على الجمعيات ودورها في‬ ‫توسيع القاعدة االنتخابية بطرق غير مباشرة‪.‬‬

‫األخبار ‪ :‬م‪ .‬أبطاش‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫‪ 10‬س��نــوات‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫الس��نوات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إلى المحس��نين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مس��اعدتها‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫إقتصاد‬ ‫ارتفاع إنتاج الفوسفاط‬ ‫أفادت مديرية الخزينة والمالية الخارجية التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬أن إنتاج الفوسفاط سجل ارتفاعا بنسبة ‪22‬‬ ‫في المائة في ‪ ،2017‬محققا بذلك أقوى ارتفاع له منذ سبع سنوات‪ ،‬مقابل ‪ 2.5‬في المائة خالل سنة ‪.2016‬‬ ‫وأوضحت المديرية‪ ،‬في مذكرتها حول الظرفية للنتائج األولية ل‪ ،2017‬أن إنتاج مشتقات الفوسفاط شهد أيضا نموا‬ ‫نسبته ‪ 20.5‬بالمائة في ‪ ،2017‬مقابل ‪ 22,5‬في المائة سنة قبلها‪.‬‬ ‫وعزا المصدر ذاته هذا االرتفاع إلى زيادة إنتاج األسمدة والحمض الفوسفوري‪ ،‬على التوالي‪ ،‬ب‪ 16.1‬في المائة و‪23.8‬‬ ‫في المائة‪ ،‬مشيرا إلى أن هذه الدينامية ترجع إلى تزايد الطلب العالمي على الفوسفاط ومشتقاته‪ ،‬من قبل أمريكا الالتينية‬ ‫وأوروبا وإفريقيا‪.‬‬ ‫وأبرزت المديرية في هذا الصدد أن حجم صادرات الفوسفاط الصخري سجل انتعاشا ب‪ 40‬في المائة في ‪ ،2017‬بينما‬ ‫سجلت صادرات األسمدة ارتفاعا ب‪ 23.3‬في المائة وحمض الفوسفوريك ل‪ 5.3‬في المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص تمركز المكتب الشريف للفوسفاط في السوق اإلفريقية‪ ،‬تسجل المذكرة أن نسبة القارة اإلفريقية في رقم‬ ‫معامالت تصدير األسمدة انتقلت من ‪ 0.5‬في المائة سنة ‪ ،2000‬إلى ‪ 28‬بالمائة في ‪ ،2017‬وأضاف المصدر أن المبيعات‬ ‫المحققة لألسمدة في إفريقيا تضاعفت ب‪ 8.2‬ما بين فترتي ‪2000‬ـ‪ 2010‬و ‪2011‬ـ ‪ 2017‬لتصل إلى ‪ 21.4‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وعلى العموم‪ ،‬أفادت مديرية الخزينة والمالية الخارجية بأن مؤشر اإلنتاج الصناعي غير صناعة تكرير البترول‪ ،‬سجل‬ ‫ارتفاعا ب‪ 2,1‬في المائة خالل السنة المنصرمة‪ ،‬مقابل ‪ 1.4‬في المائة في ‪.2016‬‬ ‫وأوضحت مديرية الخزينة أن االرتفاع هم “الوسائل األخرى للنقل” ب ‪ +10.4‬في المائة‪ ،‬و”الصناعات الكيميائية”‬ ‫ب‪ +6.5‬في المائة‪ ،‬و”صناعة المالبس” ب‪ +5.8‬في المائة‪ ،‬و”قطع صناعة السيارات” ب‪ +4.4‬في المائة‪ ،‬و”المعدات‬ ‫والتجهيزات” ب‪ +3.6‬في المائة‪ ،‬مشيرة إلى أنه تم تسجيل انخفاض في “الصناعات المعدنية” ب‪ -7.3‬في المائة‪،‬‬ ‫و”المعدات واآلالت الكهربائية” ب‪ -3.4‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف ذات المصدر أنه تم تسجيل انخفاض في نسبة استخدام الطاقات اإلنتاجية ب‪ 4.8‬في المائة‪ ،‬حيث رجع إلى‬ ‫مستوى ‪ 65.9‬في المائة في ‪ 2016‬وإلى ‪ 61.1‬في المائة في ‪.2017‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫إحداث حوالي ‪ 90‬ألف منصب شغل بالمجال الصناعي سنة ‪2017‬‬

‫أكد وزير الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي حفيظ العلمي‪ ،‬الخميس الماضي بالرباط‪ ،‬أن مخطط‬ ‫التسريع الصناعي (‪ ،)20142014‬مكن من إحداث ‪ 89‬ألفا و‪ 884‬منصب شغل في سنة ‪ ،2017‬بارتفاع قدره ‪ 13‬ألفا‬ ‫و‪ 657‬منصب شغل مقارنة مع سنة ‪ ،2016‬وهو المعدل الذي سيمكن في حال الحفاظ عليه‪ ،‬من تجاوز الهدف األولى‬ ‫(‪ 500‬ألف منصب شغل) لهذه االستراتيجية القطاعية‪ ،‬في أفق بلوغ ‪ 550‬ألف منصب شغل‪ .‬وأوضح العلمي في عرض‬ ‫قدمه أمام مجلس الحكومة حول وضعية التشغيل بالقطاع الصناعي منذ انطالق استراتيجية تسريع التنمية الصناعية‬ ‫في سنة ‪ ،2014‬أنه وفي سنة ‪ ،2015‬تم إحداث ‪ 52‬ألفا و‪ 376‬منصب شغل في المجال الصناعي‪ ،‬و‪ 76‬ألفا و‪ 227‬منصبا‬ ‫في سنة ‪ ،2016‬و‪ 89‬ألفا و‪ 884‬منصب شغل في سنة ‪ ،2017‬مبرزا أن هذه الحصيلة تعكس تقدما وتحوال ملموسا نتج‬ ‫عن مجهود معتبر للدولة عبر صندوق التنمية الصناعية وعبر مواكبتها لمختلف القطاعات الصناعية بعقود برامج‪ ،‬في‬ ‫قطاع السيارات‪ ،‬والمناطق الحرة‪ ،‬والصناعات الغذائية‪ ،‬والنسيج‪ ،‬والطائرات‪ ،‬والصيد البحري‪ ،‬والصيدلة‪ .‬وأضاف العلمي‪،‬‬ ‫“إن مخطط التسريع الصناعي‪ ،‬الذي أطلقه الملك محمد السادس‪ ،‬يفي بوعوده ويقدم مساهمة ملموسة لحل مشكلة‬ ‫التشغيل‪ ،‬وقد حققنا حوالي ‪ 58‬في المائة من الهدف إذا ما حافظنا على هذه الوتيرة خالل السنوات المقبلة”‪ .‬وأضاف‬ ‫أن هذه االستراتيجية القطاعية تضخ في الصناعة الوطنية دينامية تنموية ال رجعة فيها تدعم هدف تحقيق نمو هيكلي‬ ‫مستدام وتحفز خلق فرص الشغل‪ .‬وأبرز العلمي أن القطاع الصناعي يعتبر مصدرا رئيسيا لفرص الشغل‪ ،‬حيث تم إحداث‬ ‫‪ 288‬ألفا و‪ 126‬منصب شغل في مختلف القطاعات الصناعية بين ‪ 2014‬و‪.2017‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشار الوزير إلى أن قطاع السيارات يأتي في الصدارة من حيث خلق فرص الشغل‪ ،‬بنسبة ‪ 29‬في‬ ‫المائة (‪ 83‬ألف و‪ 845‬منصب شغل)‪ /‬مسجال أن هذا األداء يعكس الزخم التنموي القوي الذي انخرط فيه القطاع‪ .‬أما قطاع‬ ‫ترحيل الخدمات (األوفشورينغ)‪ ،‬يضيف العلمي‪ ،‬فيساهم بنسبة ‪ 18‬في المائة‪ ،‬يليه قطاع الصناعة الغذائية (‪16‬في المائة)‪،‬‬ ‫والنسيج واأللبسة (‪ 13‬في المائة)‪ ،‬والصناعات المعدنية (‪ 6‬في المائة)‪ ،‬والبناء (‪ 4‬في المائة)‪ ،‬وقطاع الطيران (‪ 3‬في المائة)‪.‬‬ ‫وشدد الوزير على أن هذه النتائج تعكس أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬فضال عن فعالية النظم‬ ‫الصناعية التي تشكل رافعات لخلق فرص الشغل والتنمية الصناعية‪.‬‬

‫المغرب أفضل وجهة لالستثمار في إفريقيا خالل ‪2017‬‬

‫احتل المغرب الرتبة األولى بين االقتصادات األكثر جاذبية لالستثمار في القارة اإلفريقية بحسب “مؤشر االستثمار‬ ‫في إفريقيا ‪ ”2018‬الصادر عن شركة “كوانتوم جلوبال ريسيرش الب”‪ ،‬الذراع البحثي المستقل في مجموعة “كوانتوم‬ ‫جلوبال”‪ .‬وحسب المؤشر الذي صدر يوم اإلثنين‪ ،‬فإن المغرب يأتي في المرتبة األولى بفضل النمو االقتصادي القوي‬ ‫المطرد‪ ،‬والمركز الجغرافي االستراتيجي‪ ،‬واالستثمار األجنبي المباشر المتزايد‪ ،‬ومستويات الدين الخارجي‪ ،‬وعوامل رأس‬ ‫المال االجتماعي بجانب البيئة المواتية إجماال لألعمال‪ .‬ويشير مؤشر االستثمار في إفريقيا إلى أنه “وفقا للبيانات الصادرة‬ ‫مؤخرا عن مكتب الصرف بالمغرب‪ ،‬فقد جذب المغرب حوالي ‪ 2.57‬مليار دوالر في شكل استثمار أجنبي مباشر في عام‬ ‫‪ ،2017‬بزيادة عن ‪ 12‬في المائة مقارنة بالعام ‪ .”2016‬وأضاف أن المغرب “يعتبر على نطاق واسع واحدا من أفضل البلدان‬ ‫الناشئة لالستثمار الخارجي‪ ،‬وذك بفضل الفرص المتميزة المتاحة أمام المستثمرين الدوليين في قطاعات استثمارية‬ ‫عديدة‪ ،‬مثل ‪ :‬الطاقة‪ ،‬والبنية التحتية‪ ،‬والسياحة‪ ،‬وتقنية المعلومات واالتصاالت من بين قطاعات أخرى”‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫أشار التقرير إلى أن مصر والجزائر وبتسوانا وكوت جيفوار تعد من بين الوجهات الخمس األولى الجاذبة لالستثمار‪ ،‬وهي‬ ‫الوجهات التي اجتذبت مجتمعة استثمارا أجنبيا مباشرا بقيمة صافية ‪ 12.8‬مليار دوالر في عام ‪.”2016‬‬ ‫وقد استطاعت بلدان مثل سوازيالند‪ ،‬وآنغوال‪ ،‬ورواندا‪ ،‬وتشاد‪ ،‬وجزر القمر‪ ،‬وسيشيل‪ ،‬وجنوب السودان‪ ،‬وسيراليون‬ ‫تحقيق قفزات قوية حسبما يظهر من تصنيفاتها على المؤشر على مدار ثالث سنوات مما ساهم في تحسين تصنيفها‪.‬‬ ‫ويتألف مؤشر االستثمار في إفريقيا من مؤشرات اقتصاد كلي ومؤشرات مالية بجانب مؤشرات مجموعة البنك الدولي‬ ‫لسهولة ممارسة األعمال‪ .‬وتعد “موانتوم جلوبال” مجموعة دولية من الشركات تنشط في مجاالت استثمارات األسهم‬ ‫الخاصة‪ ،‬وإدارة االستثمار‪ ،‬وبحوث االقتصاد الكلي‪ ،‬ونمذجة االقتصاد القياسي‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫عجز الميزانية ‪ 7.4 :‬ماليير درهم في نهاية فبراير الماضي‬ ‫أفادت الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بأن وضعية التحمالت وموارد الخزينة أفضت إلى‬ ‫تسجيل عجز في الميزانية بلغ ‪ 7,4‬ملياردرهم نهاية فبراير ‪ ،2018‬مقابل ‪ 6,3‬مليار درهم نفس الفترة من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضحت الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬في نشرتها الشهرية إلحصاءات المالية العمومية لشهر فبراير ‪ ،2018‬أن المداخيل‬ ‫العادية ارتفعت بـ ‪ 7,9‬في المائة إلى ‪ 32,9‬مليار درهم في نهاية شهر فبراير الماضي‪ ،‬في حين أن نفقات الميزانية العامة‬ ‫بلغت ‪ 55,1‬مليار درهم‪ ،‬مسجلة انخفاضا ب‪ 5,4‬في المائة‪..‬‬ ‫وأضافت النشرة أن هذا االرتفاع في المداخيل العادية يرجع إلى ارتفاع كل من الضرائب غير المباشرة بنسبة ‪ 3,9‬في‬ ‫المائة والرسوم الجمركية بنسبة ‪ 32,5‬في المائة والضرائب المباشرة بنسبة ‪ 10‬في المائة وحقوق التسجيل والتنبر بنسبة‬ ‫‪ 8,5‬في المائة‪ ،‬مقرونة بانخفاض المداخيل غير الضريبية بنسبة ‪ 12‬في المائة‪..‬‬ ‫وبخصوص نفقات الميزانية العامة‪ ،‬عزت الخزينة العامة تراجعها إلى انخفاض كل من تحمالت الدين المدرج في‬ ‫الميزانية ب‪ 38,1‬في المائة ونفقات االستثمار بـ ‪ 3.1‬في المائة‪ ،‬مقرونة بارتفاع نفقا التسيير ب‪ 10.2‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن انخفاض تحمالت الدين المخرج في الميزانية يعزى إلى انخفاض بنسبة ‪ 53.5‬في المائة‬ ‫لسداد الدين األساسي (‪ 4.8‬مليار درهم مقابل ‪ 10.3‬مليار درهم)‪ .‬وانخفاض الفوائد المترتبة على الدين بنسبة ‪ 5.6‬ف‬ ‫المائة (‪ 4.6‬مليار درهم مقابل ‪ 4.9‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫وذكر المصدر أنه في نهاية فبراير ‪ ،2018‬ارتفعت االلتزامات المتعلقة بالنفقات‪ ،‬بما فيها تلك التي ال تخضع لتأشير‬ ‫مسبق لاللتزامات‪ ،‬إلى ‪ 103,4‬مليار درهم‪ ،‬لتمثل نسبة ‪ 25‬في المائة مقابل ‪ 26‬في المائة خالل نفس الفترة من السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬مشيرا إلى أن نسبة تنفيذ االلتزامات بلغت ‪ 63‬في المائة مقابل ‪ 64‬في المائة خالل نهاية فبراير ‪.2018‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت الخزينة العامة للمملكة أن مداخيل الحسابات الخاصة للخزينة بلغت ‪ 19,4‬مليار درهم‪ ،‬مشيرة‬ ‫إلى أن التحويالت المتوصل بها من التحمالت المشتركة للميزانية العامة لالستثمار بالنسبة بلغت ‪ 9,6‬مليار درهم‪،‬‬ ‫وعائدات قدرها ‪ 147‬مليون درهم برسم هبات دول الخليج‪..‬‬ ‫وفي ما يتعلق بنفقات الحسابات الخاصة للخزينة‪ ،‬فقد بلغت ‪ 9,6‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 331‬مليون درهم برسم حسابات‬ ‫االعتمادات الخاصة‪ ،‬حسب الخزينة التي أوضحت أن رصيد مجموع الحسابات الخاصة للخزينة ارتفع إلى ‪ 9.8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأوضحت النشرة أنه على مستوى مداخيل مصالح الدولة التي تدبر بشكل مستقل‪ ،‬فقد بلغت ‪ 192‬مليون درهم‬ ‫مقابل ‪ 291‬مليون في نهاية فبراير ‪ ،2017‬مسجلة انخفاضا ب‪ 34‬في المائة‪ ،‬مضيفة أن المصاريف بلغت ‪ 35‬مليون‬ ‫درهم‪..‬‬

‫العرائش ‪ :‬إسدال الستار على المهرجان الوطني الثاني‬ ‫للفواكه الحمراء الصغيرة‬ ‫أسدل الستار بمدينة العرائش يومه‪ ‬األحد ‪25‬مارس الجاري‬ ‫على فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني الثاني للفواكه الحمراء‬ ‫الصغيرة المنظم من طرف المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي‬ ‫اللوكوس ‪ ،‬وإشراف من وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية‬ ‫والمياه‪ ‬والغابات‪ ،‬تحت شعار ‪ :‬التنظيم البيمهني…رافعة قوية للدفع‬ ‫بتنمية قطاع الفواكه الحمراء الصغيرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬المهرجان الذي أشرف على افتتاح معرضه وزير الفالحة يوم‬ ‫الخميس المنصرم‪ ‬كان فرصة و فضاء هاما لاللتقاء بين المهنيين‬ ‫والمهتمين والمستهلكين ومناسبة للنهوض بالقطاع وإمكانية عقد‬ ‫صفقات ونافذة للترويج لهذا المنتوج‪ ،‬وموعدا‪ ‬للمهنيين والباحثين‬ ‫والمؤسسات المعنية من أجل تشجيع االستثمارات وبلورة شراكات في‬ ‫المجال‪ ،‬وتعد مناسبة لالنفتاح والتواصل حول آخر التقنيات الحديثة‬ ‫لتطوير قطاع الفواكه الحمراء الصغيرة‪.‬‬ ‫وهكذا كان بإمكان زوار المعرض الذي أقيم بفضاء قريب من‬ ‫ميناء العرائش أن يقفوا على فضاءات وأروقة أقيمت بالمناسبة‪ ,‬كفضاء‬ ‫البحث واالبتكار الذي خصص للمعاهد والمؤسسات لتقديم نماذج من إنتاجاتها‪ ‬المرتبطة بمجال الفواكه الحمراء‬ ‫الصغيرة‪ ،‬وفضاء‪ ‬التثمين والتذوق بحيث كان بإمكان الزوار الوقوف على جودة المنتوج من هذه الفواكه‪ ،‬وفضاء‬ ‫سوق الفواكه الحمراء الصغيرة‪.‬‬ ‫المنظمون أتاحوا للتعاونيات والجمعيات فرصة عرض منتجاتها ذات الصلة بالقطاع الفالحي بحيث فاق عدد‬ ‫األروقة خمسين رواقا قدمت من مختلف جهات وأقاليم البالد‪.‬‬ ‫ومن أجل خلق فسحة للتواصل بين المهنيين من شركات إنتاج وغيرها ‪،‬وبين الفالحين خصص جناح ضم أكثر‬ ‫من مئة عارض مع تخصيص رواق لعقد الندوات وآخر لالستشارة الفالحية حيث كان بإمكان‪ ‬المستفسرين تلقي‬ ‫إجابات وتوضيحات من طرف مختصين حضروا لهذه الغاية‪.‬‬

‫وحسب معطيات أكدتها اإلحصائيات المعروضة بالمهرجان فإن‪ ‬‬ ‫االتحاد األوروبي يستحوذ على ‪ 95‬في المائة من صادرات المغرب من‬ ‫الفواكه الحمراء‪ ،‬تتوجه ‪ 35‬في المائة من بينها إلى إسبانيا‪ ،‬متبوعة‬ ‫بفرنسا (‪ 33‬في المائة) و المملكة المتحدة (‪ 20‬في المائة)‪.‬‬ ‫وبفضل النتائج الجيدة المحققة على مستوى اإلنتاج والطلب‬ ‫المتزايد للسوق األوروبية على توت األرض ‪ ،‬شهدت المساحة‬ ‫المزروعة ارتفاعا لتصل خالل موسم ‪ 2017 – 2016‬إلى ‪3600‬‬ ‫هكتارا‪ 80 ،‬في المائة من بينها تقع على مستوى جهة طنجة – تطوان‬ ‫– الحسيمة‪ ،‬خاصة بحوض اللوكوس‪ ،‬بينما بلغ إنتاج توت األرض ‪153‬‬ ‫ألف طن خالل الموسم ذاته‪ 125 ،‬ألف طن من بينها من إنتاج حوض‬ ‫اللوكوس‪.‬‬ ‫وكان الوزير أخنوش قد‪ ‬أكد‪ ‬عند‪ ‬افتتاحه للمهرجان في تصريح‬ ‫للصحافة‪ ،‬أن قطاع الفواكه الحمراء الصغيرة يعد قطاعا ناجحا بالمغرب‪،‬‬ ‫ويتوفر على مستقبل واعد‪ ،‬مبرزا أن المساحة اإلجمالية المزروعة‬ ‫بالفواكه الحمراء تصل إلى ‪ 7200‬هكتارا‪ ،‬يبلغ إنتاجها السنوي ‪200‬‬ ‫ألف طن‪ ،‬بصادرات تناهز ‪ 100‬ألف طن‪ ،‬نصفها طازج‪ ،‬بينما يناهز رقم معامالت القطاع ‪ 3,5‬مليار درهم سنويا‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى إحداثه عددا هاما من مناصب الشغل القارة‪.‬‬ ‫بخصوص الصادرات‪ ،‬أبرز الوزير أن المغرب استطاع تنويع أسواقه‪ ،‬وإن كان االتحاد األوروبي ما زال يشكل‬ ‫السوق الرئيسية‪ ،‬باإلضافة إلى االنفتاح على الواليات المتحدة وكندا واليابان‪.‬‬ ‫المهرجان الذي نظم‪ ‬بتعاون‪ ‬مع المجلس اإلقليمي‪ ‬العرائش وبلديتها ‪ ،‬والغرفة الفالحية بطنجة –‪ ‬تطوان –‬ ‫الحسيمة‪ ،‬خصص الفضاء الخارجي لعرض اآلالت الفالحية من جرارات وغيرها‪ ، ‬كما خصص فضاء للسهرات التي‬ ‫أقيمت طيلة أيام هذه التظاهرة االقتصادية الهامة‪.‬‬

‫محمد كماشين‬


‫العدد ‪935‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫مناظرة دولية بالصخيرات الستنهاض فعل المشاركة �أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫المواطنة وتقوية دعائم الوساطة االجتماعية‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫الفعل الثقافي‬ ‫ودوره في التربية‬ ‫واإلتصال‬

‫الصخيرات ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫هل يمكن تقدير احتياجات المواطنات والمواطنين‪،‬‬ ‫وضمان المعالجات الممكنة لها من دون توسيع وعاء‬ ‫اسماع صوتهم ؟ وهل يمكن الوصول إلى االستقرار‬ ‫المفضي إلى التنمية من دون تحمل كلفة التشاور‬ ‫والحوار؟ وما هي ممكنات المشاركة المواطنة الناجعة‬ ‫على ضوء المنظومة القانونية والمؤسساتية التي‬ ‫اختارها المغرب الستيعاب المجتمع تجنبا للمواجهة‬ ‫التي ال تحتاج الكثير من العناء لضبط مؤشراتها ؟ وما‬ ‫هي التحديات التي تواجه تنزيل آليات الديمقراطية‬ ‫التشاركية واالرتقاء بأدائها ؟ وبلغة أكثر وضوحا ما‬ ‫العمل الستنهاض فعل المشاركة المواطنة‪ ،‬وتقوية‬ ‫دعائم الوساطة االجتماعية؟‬ ‫‪ ‬هذه جملة من العناوين التي أطرت أشغال المناظرة‬ ‫الدولية حول « مشاركة المواطنات والمواطنين والمجتمع‬ ‫المدني في السياسات العامة» التي أحتضن أشغالها‬

‫قصر المؤتمرات محمد السادس بالصخيرات‪ ،‬طيلة يومي‬ ‫‪ 20‬و‪ 21‬مارس‪ ،‬حيث حاول المشاركون والمشاركات من‬ ‫مواقع مؤسساتية ومدنية‪ ،‬وطنية ودولية متنوعة‪ ،‬البحث‬ ‫لها عن عناصر األجوبة الممكنة‪ ،‬الكفيلة بتحسين وتقوية‬ ‫مشاركة المواطنات والمواطنين في صناعة القرار على‬ ‫مختلف المستويات‪ ،‬خصوصا وأن منسوب الثقة بين‬ ‫المواطن ومؤسسات الدولة يوجد في أدنى مستوياته‪،‬‬ ‫ويطبع عالقتهما التوجس‪ ،‬وهي ‪ ‬كما جاء ذلك على أكثر‬ ‫من لسان تغذيها العقليات المحافظة ‪.‬‬ ‫‪ ‬أشغال المناظرة الدولية تميزت بمداخالت قيمة‪،‬‬ ‫قدمها خبراء من المغرب‪ ،‬واألردن‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬والهند‪،‬‬ ‫وجنوب افريقيا ‪...‬كما عرضت في واحدة من جلساتها‬ ‫قصص نجاح بعض تجارب المشاركة المواطنة في‬ ‫صناعة القرار‪ ،‬بعد أن كانت جلستها االفتتاحية قد‬ ‫انطلقت بكلمات مؤطرة ألقاها كل من وزير العالقة مع‬ ‫البرلمان والمجتمع المدني‪ ،‬والعامل ‪/‬مدير تكوين األطر‬ ‫بوزارة الداخلية‪ ،‬وممثل الجمعيات الشريكة في تنظيم‬

‫المناظرة الدولية ‪ ، ‬والقائمة باألعمال ‪ -‬سفارة الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية بالمغرب‪ ،‬والمدير العام لبرنامج دعم‬ ‫المجتمع المدني في المغرب ‪.‬‬ ‫‪ ‬المختبرات التي توزع عليها المشاركات والمشاركون‬ ‫في المناظرة الدولية‪ ،‬المست أشغال كل واحدة منها‬ ‫مشاركة المواطنات والمواطنين والمجتمع المدني‪،‬‬ ‫مع الحكومة في إعداد السياسة العامة على المستوى‬ ‫الوطني‪ ،‬ومع البرلمان في التشريع والرقابة‪ ،‬ومجالس‬ ‫الجهات والعماالت في صناعة القرار على المستوى‬ ‫الجهوي‪ ،‬والجماعات ومجالس المدن في صناعة القرار‬ ‫على المستوى المحلي‪ ،‬واإلطار القانوني لعمل الجمعيات‪،‬‬ ‫وتحليل السياسات العامة ‪ :‬المجتمع المدني‪ ،‬األبحاث‬ ‫األكاديمية ووسائل اإلعالم ‪ .‬وقد خلصت هذه المحترفات‬ ‫إلى صياغة جملة من التوصيات تمت المصادقة عليها‬ ‫في الجلسة العامة التي سبقت جلسة إسدال الستار على‬ ‫أشغال هذه المناظرة الدولية ‪ .‬‬

‫هذا إلى مدير أكاديمية التربية والتكوين بجهة طنجة‬

‫مجلس الطفل بوزان يترافع من أجل إعادة النظر‬ ‫في التوقيت الصيفي‬ ‫« ال تفوتني هذه المناسبة دون‬ ‫أن أطالب باسم أطفال مدينتي بإعادة‬ ‫النظر في التوقيــت الصيفي الجديد‪،‬‬ ‫وأوجــه ندائــي إلى السيد المديـــر‬ ‫اإلقليمي لوزارة التربيــة الوطنيـــة‪،‬‬ ‫ورئيس المجلس الجماعي‪ ،‬والسيد‬ ‫رئيس فدرالية أمهات وآباء التالميذ‪،‬‬ ‫ورئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬من أجل‬ ‫تضافر جهــود الجميـع لمراجعة هذا‬ ‫التوقيت بما يحترم المصلحة الفضلى‬ ‫لألطفال‪ ،‬ومن باب تكافؤ الفرص»‪ .‬قوة‬ ‫هذا الترافع ‪ /‬المناشدة جاء على لسان‬ ‫رئيسة مجلس الطفل‪ ،‬خطـف انتبــاه‬ ‫الحضور المتنوع الذي حج مساء يوم اإلثنين‬ ‫‪ 26‬مارس‪ ،‬إلى المركز الثقافي واالجتماعي‬ ‫لدعم مبادرات الشباب‪ ،‬لتتبع الفقرات الفنية لمهرجان‬ ‫ربيع وزان لآلداب واللغات للمؤسسات التعليمية بإقليم‬ ‫وزان‪ ،‬الذي اختارت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية لنسخته الثالثة شعار «اللغات دعامة أساسية‬ ‫لالندماج السوسيو اقتصادي»‪.‬‬ ‫‪ ‬قوة هذه الرسالة ليس في المطلب في حد ذاته‬ ‫رغم أهميته‪ ،‬ولكن في كون المناشدة جاءت على لسان‬ ‫طفلة تترأس آلية للحوار والتشاور التي تستمد قوتها‬ ‫من الدستور المنتصرة أحكامه وروحه للديمقراطية‬ ‫التشاركية كاختيار استراتيجي تبنته بالدنا بشكل ال رجعة‬ ‫فيه‪ ،‬وهيأت له البيئة الدستورية والقانونية الحاضنة‬ ‫له‪ ،‬إلدارة شؤونها ومعالجة مشاكلها بعيدا عن أي‬ ‫مواجهة‪ ،‬وهي المواجهة التي عطلت لعقود دوران عجلة‬ ‫التنمية وال زالت بالدنا تؤدي فاتورتها الثقيلة ‪ .‬قوة‬

‫عضوات وأعضاء مكتب مجلس الطفل‬

‫الرسالة نقبض عليها في روح هذه المناشدة الموجهة‬ ‫ألكثر من جهة مؤسساتية ومدنية‪ ،‬المجسدة في حس‬ ‫المسؤولية وتملك أطفال اليوم‪ ،‬نساء ورجال الغد‪،‬‬ ‫للمقاربة التشاركية في معالجة هذه القضية الطارئة‪.‬‬ ‫فهل ستستحضر الجهات الرسمية التي خاطبها مجلس‬ ‫الطفل في شخص رئيسته‪ ،‬التشريح الذي قام به الملك‬ ‫محمد السادس ‪ ‬في خطاب العرش األخير لإلدارة‬ ‫المغربية‪ ،‬الذي جاء في فقرة منه ‪ « ‬وماذا عن المسؤولية‪،‬‬ ‫إذا غاب عن صاحبها أبسط شروطها‪ ،‬وهو اإلنصات إلى‬ ‫انشغاالت المواطنين»‪ ،‬فتبادر هذه الجهات إلى استقبال‬ ‫عضوات وأعضاء هذه اآللية التي تستمد مرجعية وأسس‬ ‫وجودها من الوثيقة الدستورية ؟‬ ‫بالعودة إلى هذا التوقيت الذي يطالب بشكل‬ ‫ناعم مجلس الطفل لجماعة وزان عدم اعتماده‪ ،‬فقد‬

‫جاء على لسان أكثر من طفل‪ ،‬وأب‬ ‫وأم‪ ،‬ومدرسين ومدرسات‪ ،‬وعضوات‬ ‫وأعضاء هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع‪ ،‬وجمعيات أمهات وآباء‬ ‫التالميذ‪ ،‬التقت بهم الجريدة على‬ ‫هامش المهرجان‪ ،‬بأنه ( التوقيت)‬ ‫ليس في مصلحة الطفل‪ ،‬ويتعارض‬ ‫مع الفقرة (ه) من المادة ‪ 28‬الواردة‬ ‫في االتفاقية الدولية لحقوق الطفل‬ ‫التي تدعو الدول األطراف ( المغرب‬ ‫واحد منها ) إلى «اتخاذ تدابير لتشجيع‬ ‫الحضور المنتظــم في المـدارس‬ ‫والتقليل من معدالت ترك الدراسة»‪.‬‬ ‫فقد أكدت الممارسة منذ اعتماد‬ ‫المغرب لهذا التوقيت‪ ،‬بأن نسبة غياب‬ ‫التالميذ وتأخرهم ترتفع بشكل كبير‪ ،‬وهو‬ ‫ما ينعكس سلبا على تحصيلهم‪ .‬من هذه الزاوية يقول‬ ‫فاعل حقوقي على مدير أكاديمية التربية والتكوين بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة ( إذا ما وصله تقرير مفصل عن‬ ‫النشاط) أن يزن « المصلحة الفضلى للطفل» كما وردت‬ ‫بمرافعة رئيسة مجلس الطفل‪ ،‬بميزان قيم المواطنة‪،‬‬ ‫فيجنح للحوار والتشاور واإلنصات لهؤالء األطفال‪ ،‬وهذا‬ ‫ما هو معهود فيه بشهادة الفرقاء االجتماعيين بالجهة ‪ .‬‬ ‫أما لماذا طالبت رئيسة مجلس الطفل باعتماد مبدأ‬ ‫« تكافؤ الفرص» في تعاطي الجهة الوصية على القطاع‬ ‫مع التوقيت الجديد‪ ،‬فقد أفاد الجريدة مصدر‪ ،‬بأن بعض‬ ‫مؤسسات التعليم الخصوصي بدار الضمانة قد سمح لها‬ ‫بإدخال تعديل على هذا التوقيت‪ ،‬وهو ما قد يفهم منه‬ ‫بأنه « تمييز» بين أبناء المدرسة العمومية ونظرائهم‬ ‫بالمدرسة الخصوصية‪ .‬‬

‫الثقافة والتربـيــة ليســت بالمجاليــن‬ ‫المتوازيين ولكنهما مجــاالن متداخـــالن‬ ‫وعالقتهما تبادلية لما بينهما من ترابط‬ ‫وثيق‪ ،‬وعلى ضوء هذا الترابط فإن تنمية‬ ‫أي منهما تنعكــس بالضرورة على اآلخر‪،‬‬ ‫وإذا كانت التربية هي الوسيلة المثلى لنقل‬ ‫الثقافة فإن الثقافة هي التي تغذي التربية‬ ‫وتشكل قوامها الفكري والخلقي‪ ،‬وهذا عني‬ ‫أن الثقافة هي هـدف التربية وليس التعليم‬ ‫فحسب‪ ،‬وأن برامج التربية ال تنجح إال بربطها‬ ‫بمفاهيم الثقافة وقيمها وأهدافها‪ ،‬وهي‬ ‫ال تظهر بتكريس المعلومات ولكن في‬ ‫التفتح الفكري على العلو واآلداب والفنون‬ ‫والتراث والقيم النبيلة‪ ،‬وال تكون التنمية‬ ‫الثقافية كاملة إال حين تلتقي أهدافها في‬ ‫تكامل الكائن اإلنساني‪ .‬إن للثقافـــة رسالة‬ ‫تربويـــة أساسية‪ ،‬كما أن للتربية رسالتها‬ ‫الثقافية األساسية‪ ،‬والرسالتان وجهان لعملة‬ ‫واحدة غايتها الكمال اإلنساني‪.‬‬ ‫أما االتصال فهـو أس��اس الترابط في‬ ‫المجتمع اإلنساني‪ ،‬ومهما كان االختالف في‬ ‫تعريفه فإنه يظل الحقــل الشاسع المترامي‬ ‫األط��راف لتبادل المعلومات واألفكار بين‬ ‫بني البشر‪ .‬واإلعالم هو نتاج االتصال وهو‬ ‫المادة الخام للمعرفة والتوعية والتوجيه‪ ،‬وقد‬ ‫أخذت وسائل االتصال في العقدين األخيرين‬ ‫في الطــور والتنـوع حتى أصبحت تسيطر‬ ‫على ميادين المعرفة كلها‪ ،‬مستمدة قوتها‬ ‫من التقدم التكنولوجي الهائل‪ ،‬وصار لها‬ ‫دور متزايد الشأن وكذا الخطير في تكوين‬ ‫الفكر والثقافة‪ ،‬مما يجعلنا نؤكد أن وسائل‬ ‫االتصال الجماهري ال تمارس دورا إعالميا‬ ‫فحسب ولكنها تمارس دورا ثقافيا أيضا ذا‬ ‫طبيعــة خاصــة في التثقيــف العام‪ ،‬ونظرا‬ ‫النتشار األمية فإن وسائل اإلتصال السمعية‬ ‫منها والبصرية من إذاعة وتلفزيون وفيديو‬ ‫وكمبيوتر وهواتف نقالة هي أوسع الوسائل‬ ‫انتشارا بين وسائل اإلتصال الجماهري‪.‬‬ ‫وبفضلها حقق حقل الصحافة تطورا واسعا في‬ ‫الكمية والنوعية وفي المؤسسات والهياكل‪،‬‬ ‫وفي مستوى الطباعة واإلخ��راج والخدمات‬ ‫الصحافية والثقافية‪.‬‬ ‫إن تطور العلوم له تأثير مباشر على‬ ‫تنمية الثقافة‪ ،‬فالعلم إبداع ثقافي من الدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬والعقلية العامة تثري خيال المبدع‬ ‫وإحساسه وتكسبه أبعادا جديدة من الثقافة‬ ‫والفكر‪ ،‬وإذا كان االبتكار العلمي في حاجة‬ ‫إلى ما يفتح الخيال من آفاق وتصورات فإن‬ ‫المبدع يجد في المقابل م��ادة خصبة في‬ ‫اإلنجازات العلمية التي يحققها اإلنسان في‬ ‫عصره‪ ،‬فتفتتح قريحته على صيغ جديدة‬ ‫من اإلبداع‪ ،‬وتقريب العلم من أذهان الناس‬ ‫بمختلف الوسائل المتاحة هي عملية تثقيفية‬ ‫ضرورية لترسيخ الفكر الثقافي وترسيخ العلم‬ ‫معا في المجتمع‪.‬‬ ‫إن الثقافة المستقبلية ثقافــة علميـــة‬ ‫بالضرورة إلى حد كبيـــر‪ ،‬والعلم فيهـــا جزء‬ ‫من كيانها‪ ،‬ال بسيطرة اإلنجازات العلمية‬ ‫على العصر وفكــره وحضارته فحسب‪ ،‬بل‬ ‫ألن مجموع اإلبداعات في ميادين الثقافة‬ ‫المختلفة‪ ،‬أضحت متأثــرة تأثيــرا مباشــرا‬ ‫بالتقنيات الحديثة‪ ،‬و أن األبواب بين ميادين‬ ‫الثقافة أصبحت مفتوحة على مصراعيها أخذا‬ ‫وعطاء‪ ،‬ولم يعد باإلمكان بناء ثقافة متكاملة‬ ‫ال يكون العلم وإنجازاته وآفاقه جزءا أساسيا‬ ‫منها‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫مدينة القصر الكبير إمارة بني اشقيلولة‬

‫أضواء على إمارة أندلسية بالمغرب على عهد الدولة المرينية‬ ‫الحلقة األولى ‪:‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫عبد القادر الغزاوي‬

‫إلى كل الذين يعنيهم الشأن العام لمدينة القصر الكبير‪ ،‬والباحثين والمهتمين بتاريخها وتراثها وآثارها‪ ،‬من أجل‬ ‫إزاحة ستار اإلهمال والنسيان على ما تبقى من ذلك‪ ،‬وإماطة اللثام عما زال غامضا منه ‪ ،‬واتخاذ خطوات إيجابية في هذا‬ ‫السبيل‪ ،‬فكلنا معنيون بإعادة االعتبار لتاريخها ومكانتها العلمية والحضارية ‪ ،‬وإحياء عظام هذا التاريخ وهي رميم ‪.‬‬ ‫القصر الكبير في ‪ 04 :‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪ ) 1‬دواعي الكتابة عن هذه اإلمارة‬ ‫يجب اإلشارة إلى أن الداعي إلى كتابة هذا البحث المتواضع‪،‬‬ ‫هو تقديم نظرة وجيزة‪ ،‬وإطاللة مختصرة‪ ،‬وتسليط الضوء على‬ ‫إمارة أندلسية أنشئت بمدينة القصر الكبير بالمغرب‪ ،‬من طرف‬ ‫أسرة أندلسية تعرف بأسرة الرؤساء بني اشقيلولة‪ ،‬في عهد الدولة‬ ‫المرينية بالمغرب(‪876-660‬ه)‪ ،‬ودولة بني نصر المعروفة بدولة‬ ‫بني األحمر باألندلس(‪627-897‬ه)‪ ،‬فسادت ثم بادت‪ ،‬ولم يبق منها‬ ‫أي أثر‪ ،‬باستثناء «مقبرة ضريح سيدي الرايس»‪ ،‬المعروفة بمدينــــة‬ ‫القصـر الكبيـــر في حي يحمل إسم «حي سيدي الرايس»‪.‬‬ ‫وقد شهد المغرب هجرة األندلسيين منذ الفتح اإلسالمي‬ ‫حتى نهاية الدولة اإلسالمية باألندلس‪ ،‬وسقوط غرناطة في يد‬ ‫اإلسبان(سنة ‪1492‬م)‪ .‬فاضطر المسلمون وكذا اليهود وهم قلة‪،‬‬ ‫ال��ذي��ن ك��ان��وا يعيشون في‬ ‫األندلس‪ ،‬إلى مغادرة التراب‬ ‫األن��دل��س��ي‪ ،‬س���واء ع��ن رغبة‬ ‫واختيار منهم‪ ،‬أو عن طريق‬ ‫الطرد باإلجبار واإلك���راه من‬ ‫بالدهم التي استوطنوها قرونا‪،‬‬ ‫بعدما أصبحوا يعانون من‬ ‫االضطهاد الديني‪ ،‬والمعاملة‬ ‫القاسية‪ ،‬وم��ن مختلف أل��وان‬ ‫ال��ت��ع��ذي��ب واإله���ان���ة‪ ،‬وك��ان‬ ‫ذل��ك يتم ع��ن ط��ري��ق أف��واج‬ ‫ومجموعات‪ ،‬وفي فترات زمنية‬ ‫مختلفة‪ ،‬فهاجرت هذه األسر‬ ‫األندلسية إلى مختلف األقطار‬ ‫اإلسالمية والغير اإلسالمية‪،‬‬ ‫وخ��اص��ة ت��ون��س وال��ج��زائ��ر‬ ‫والمغــــرب األقصى‪ ،‬في حقب‬ ‫مختلفة‪ ،‬وف��ت��رات متباينة‪،‬‬ ‫وقصـدت مجموعــة منهـــم‪،‬‬ ‫بعض المدن والقرى المغربية‬ ‫من أجل االستقــرار واإلي��واء‪.‬‬ ‫تاركين بالديـــار األندلسيــة‬ ‫تاريخهم ومجدهــم وآثارهم‬ ‫وحضارتهم‪.‬‬ ‫ولقد تناولت هذا الموضوع‬ ‫باختصار شديــد‪ ،‬ألن الغايــة‬ ‫التي أرمي إليها بعملي هذا‪،‬‬ ‫والغرض منه هو الحقبة التي‬ ‫ترتبط بالرؤساء بني اشقيلولة‬ ‫التي قضوها بمدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬أما فيما يخص غير ذلك‪،‬‬ ‫فيمكن ال��رج��وع إل��ى أمهات‬ ‫المصادر والمراجع‪ ،‬التي تناولت‬ ‫ذلك بتفصيل وتطويل‪ ،‬لمزيد من االطالع والتوسع‪.‬‬

‫‪ ) 2‬مدينة القصر الكبير بين التعريف والتحريف‬

‫مدينة القصر الكبيـــر أو أوبيديــوم نوفـوم ‪OPPIDUM‬‬ ‫‪ ))NOVUM‬أو قصر كتامة أو قصر عبد الكريم‪ ،‬كما كانت تسمى‬ ‫تاريخيا وتعرف قديما‪ ،‬وكما ورد ذكرها في المصادر التاريخية‬ ‫ومعاجم المدن‪ ،‬تقع شمال المغرب األقصى‪ ،‬تابعة إلقليم العرائش‪،‬‬ ‫في مفترق الطرق بين العرائش والرباط وفاس‪ ،‬وبالقرب منها على‬ ‫وادي المخازن‪ ،‬وقعت معركة وادي المخازن الشهيرة بمعركة الملوك‬ ‫الثالثة (عبد الملك السعدي ومحمد المتوكل السعدي وملك البرتغال‬ ‫سبستيان)‪ ،‬بين السعديين والبرتغاليين يوم ‪ 04‬غشت سنة ‪1578‬م‪،‬‬ ‫حيث انهزمت الجيوش الصليبية‪.‬‬ ‫وقد حدث خلط في التعريف بمدينة «قصر كتامة» وموقعها عند‬ ‫بعض الدارسين والمهتمين بالبحث في تاريخ المدن خاصة وتاريخ‬ ‫المغرب عامة‪ ،‬كما جاء في كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي‬ ‫(توفي سنة ‪1229‬م)‪(:‬قصر كتامة‪ :‬مدينة بالجزيرة الخضراء من أرض‬ ‫األندلس‪ ،‬ينسب إليها صديقنا الفقيه األديب الفتح موسى ألقصري‬ ‫مدرس المدرسة برأس العين‪ ،‬وله شعر حسن جيد ونظم الفصل‬ ‫للزمخشري)‪.‬والصواب هي مدينة القصر الكبير‪ ،‬والمقصود بالفتح‬

‫موسى ألقصري هو العالم ( فاتح أو فتح بن حمادة ولد بالجزيرة‬ ‫الخضراء‪ ،‬وانتقل إلى القصر الكبير‪ ،‬تولى قضاء أسيوط بمصر حيث‬ ‫توفي عام ‪ 663‬ه ‪1265/‬م‪ ،‬وقد درس بالنظامية ومدرسة رأس‬ ‫العين)‪.‬‬ ‫وكذلك كما جاء في هامش الصفحة ‪ 377‬من كتاب (اإلحاطة)‬ ‫للسان الدين بن الخطيب (توفي سنة ‪776‬ه) المحقق من طرف‬ ‫محمد عبد اهلل عنان أن (قصر كتامة أو القصر الصغير‪ ،‬هو ميناء‬ ‫مغربي صغير يقع على مضيق جبل طارق في منتصف المسافة بين‬ ‫سبتة وطنجة‪ ،‬قبالة ثغر طريف اإلسباني‪ .‬وقد كان في مناسبات‬ ‫عديدة‪ ،‬منزل الجيوش الذاهبة إلى األندلس واآلتية منها)‪ .‬ومعلوم‬ ‫أن قصر كتامة ليس هو القصر الصغير‪ ،‬فهذا األخير كان يعرف قديما‬ ‫وتاريخيا بقصر المجاز‪.‬‬ ‫ولمدينة القصر الكبير تاريخ قديم‪ ،‬بصفتها إحدى المدن‬

‫المغربية القديمة‪ ،‬و(تعتبر أول حاضرة في المغرب ما زالت قائمة ‪...‬‬ ‫وقد كانت مهبط رجاالت العلم والفكر والتصوف في إفريقيا الشمالية‬ ‫في مختلف العصور)‪ ،‬وكلنا يعجب بحاضرة المغرب‪( ،‬وهي مجيدة‬ ‫أصيلة فعال وقوال والتاريخ يشهد بذلك)‪ .‬مدينة األولياء والصلحاء‪،‬‬ ‫والمفكرين والعلماء‪ ،‬والكتاب واألدب��اء‪ ،‬والفنانين والشعراء‪ .‬وقد‬ ‫أنجبت على مر العصور العديد من األعالم‪ ،‬كانت لهم مكانة كبيرة‬ ‫وشأو عظيم في مختلف المجاالت والميادين الثقافية والفكرية‪،‬‬ ‫تشهد على ذلك إسهاماتهم العديدة‪ ،‬وإنتاجا تهم الكثيرة في الحياة‬ ‫األدبية والعلمية‪ .‬منها ما نشر ومنها من ينتظر نفض غبار النسيان‬ ‫واإلهمال عنها‪.‬‬

‫‪ ) 3‬بنو األحمر وبنو اشقيلولة ‬

‫تعاقبت على البالد األندلسية اإلسالمية مجموعة من الدول‬ ‫واإلم��ارات والطوائف اإلسالمية‪ ،‬لمدة تزيد على ثمانية قرون‪ ،‬منذ‬ ‫دخول المسلمين إليها حتى نهاية حكمهم عليها‪ ،‬واالستيالء عليها من‬ ‫طرف النصارى‪ .‬ومن ضمن الدول التي تولت الحكم في األندلس دولة‬ ‫بني األحمر والمعروفة أيضا بدولة بني نصر في مدينة غرناطة‪ ،‬وتوارث‬ ‫أبناؤها وذوو قرابتها عرش هذه المملكة لمدة تزيد على مئتي سنة‪ ،‬أي‬ ‫من سنة ‪ 626‬ه إلى سنة ‪ 897‬ه ( ‪1232‬م إلى ‪ 1492‬م)‪ .‬حيث سقطت‬

‫وانهارت الدولة اإلسالمية باألندلس‪ ،‬بعدما استولى النصارى على‬ ‫المدن والحصون الني كانت في حوزة المسلمين‪ ،‬حتى آخر دولة بها‪،‬‬ ‫فكانت النهاية المؤلمة والمحزنة بالنسبة لدولة بني األحمر وبالنسبة‬ ‫للعالم اإلسالمي‪ ،‬وكانت كارثة عظيمة‪ ،‬والتي لخصتها السيدة عائشة‬ ‫أم األمير موالي أبو عبد اهلل محمد (توفي بمدينة فاس بالمغرب التي‬ ‫استقر بها سنة ‪940‬ه‪1533/‬م) في جملة فاهت بها لما رأت ابنها األمير‬ ‫واقفا ينظر إلى قصره والدموع تنهار من عينيه‪ ،‬وهو يتألم ويتحسر على‬ ‫هذه النهاية المؤلمة التي آلت إليها مملكته‪ ،‬حيث (أرسل إليها النظرة‬ ‫األخيرة‪ ،‬وهطلت عيناه بالدموع‪ ،‬فقالت له أمه عائشة ‪:‬‬ ‫ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال)‪.‬‬

‫وكانت بعض المدن األندلسية وخاصة مدن وادي آش ومالقة‬ ‫وقمارش تحت إمرة أسرة بني اشقيلولة وهي من األسر الشهيرة‬ ‫في التاريخ األندلسي‪ ،‬ومن أهل الرياسة وكانت ذا نفوذ مما‬ ‫أهلها لتحظى ب��دور كبير في‬ ‫الحياة السياسية باألندلس‪،‬‬ ‫وقد كانت لها مع بني األحمر‬ ‫عداوة وخالفات ومنافسة قوية‪،‬‬ ‫وص��راع��ات وم��ن��ازع��ات كبيرة‪،‬‬ ‫الشيء ال��ذي جعل بنو األحمر‬ ‫يسعون إلى إنهاء هذه المشاكل‪،‬‬ ‫ف��ت��م��ت ال��م��ص��اه��رة بينهم‪،‬‬ ‫(فصاهرهم ابن األحمر بابنته‬ ‫وأخته وق��ام��وا معه في إثبات‬ ‫قواعد ملكه )‪ ،‬وتوطدت العالقة‬ ‫بين األسرتين‪ ،‬ناهيك عن تنازل‬ ‫بني األحمر لبني اشقيلولة على‬ ‫تسيير تلك المدن األندلسية‬ ‫وولوهم على بعضها‪ ،‬وجعلوها‬ ‫تحت إمرتهم‪ ،‬فاستمرت العالقة‬ ‫مستقيمـــــة وطيبــة بينهــم‪،‬‬ ‫إال أن ذلك لم يحل بين وقوع‬ ‫المشاكل والخالفات والمنافسات‬ ‫من جديد‪ ،‬فخرجت أس��رة بني‬ ‫اشقيلولة على طاعة بني األحمر‬ ‫وان��ح��رف��وا عليهم‪ ،‬وامتنعوا‬ ‫م��ن إع����ادة ل��ه��م وادي آش‬ ‫ومالقا‪ ،‬لما طالبوهم بإرجاعها‬ ‫إليهم والتخلي عنها‪ ،‬فوقعت‬ ‫بينهم وبين أصهارهم الفتن‬ ‫والصراعات والحروب‪.‬‬ ‫وت��ب��ع��ا ل��ت��ل��ك ال��خ�لاف��ات‬ ‫والمنازعات استنجدت كل من‬ ‫أس��رة بني األحمر وأس��رة بني‬ ‫أشقيلولة بسلطان المغرب‬ ‫أب��و ي��وس��ف يعقوب ب��ن عبد‬ ‫الحق المريني (توفي سنة ‪685‬ه) من أجل التدخل وفك النزاع‬ ‫بينهم‪ ،‬مع اإلش��ارة إلى أن مجموعة من سالطين المغرب عبر‬ ‫مختلف العصور‪،‬كانت لهم مواقف بطولية في الدفاع عن اإلسالم‬ ‫والمسلمين باألندلس‪(،‬يوسف بن تاشفين بطل معركة الزالقة‬ ‫سنة ‪479‬ه‪1086/‬م‪ ،‬ويعقوب المنصور الموحدي بطل معركة األرك‬ ‫سنة‪591‬ه‪1195/‬م)‪ .‬وكانوا يجتازون األندلس من أجل الجهاد كلما‬ ‫طلب منهم حكام األندلس المسلمين التدخل لصالحهم وإعانتهم‬ ‫في حروبهم مع النصارى‪ ،‬حيث كان هؤالء‪ ،‬يستنجدون بسالطين‬ ‫المغرب من أجل ذلك‪ .‬وبدأ بنو األحمر يطلبون ويلحون على استرجاع‬ ‫المدن التي يستولي عليها بنو اشقيلولة‪ ،‬وخاصة مدينة وادي آش‬ ‫ومالقة‪ ،‬ولما اجتاز السلطان المريني األندلس‪ ،‬اقترح هذا األخير‬ ‫على حكام وادي آش التخلي والتنازل عليها‪ ،‬وتعويضهم بمدينة‬ ‫قصر كتامة (مدينة القصر الكبير حاليا) بالمغرب‪ ،‬وإرج��اع وادي‬ ‫آش لبني األحمر‪ ،‬فوافقت األسرتان على ذلك‪ ،‬وتم الصلح بينهما‪،‬‬ ‫(وبذلك استطاع ابن األحمر أن يبسط سلطانه على األندلس كلها)‪.‬‬ ‫واسترجاع ما كان تحت سيطرة بني اشقيلولة من المدن‪ ،‬وأصبحوا‬ ‫دون مضايقة ومنافسة بني اشقيلولة‪ .‬ولم يبق لبني األحمر بأرض‬ ‫األندلس منازع من أصهارهم وأقاربهم‪.‬‬

‫( يتبع )‬


‫العدد ‪935‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪10‬‬

‫قراءة في كتاب‬ ‫‪ ...‬في لقاء علمي مع المؤرِّخ الدكتور عبد العزيز السعود والدكتور إدريس بوهليلة رئيس شعبة التاريخ والحضارة بكلية اآلداب (مرتيل)‪ ،‬والدكتورة‬ ‫الباحثة لطيفة الوزاني الطيبي‪ ،‬بمقر جمعية الثقافة اإلسالمية‪ ،‬بصدد التنقيب عن منابع الفكر السياسي لألستاذ عبد الخالق الطرِّيس‪ ،‬في ندوة فكرية‬ ‫ونقد معرفي‪ ،‬وقد حضرتْ مجالسة المنتدى نخبة مثقفة من رجال الفكر ‪ .‬لطيفة الوزاني الطيبي الحاصلة على دكتوراة في اآلداب العربي‪ ،‬لها أبحاث‬ ‫عديدة‪ ،‬من بينها‪ ،‬فنّ المقالة في مغرب الحماية‪ ،‬وقد حققتْ أيضا مخطوطات‪ ،‬وشاركت في مؤتمرات مغربية ودولية ‪.‬‬ ‫تعاملت الباحثة مع مؤلف الفكر السياسي لعبد الخالق الطرِّيس بمنهج علمي صرف على نهج األطاريح الجامعية ‪ .‬فال وجود لعلم أو بحث علمي‬ ‫محايد ‪ .‬كما َّ‬ ‫أن اآلليات واألدوات العلمية موَّحدة ‪ .‬أخضعتْ تحليلها في خانات علمية وهي مُموْضوعة‪ ،‬لقواعد التأليف في مادة التأريخ ‪ .‬لكي تحقق‬ ‫هدف الندوة العلمية عند البناء الهيكلي للتصميم‪ ،‬وتقسيم الكتاب إلى أبواب وفصول‪ ،‬من أجل تقصير المسافة الفكرية بين أسلوب الكاتب وتحليل‬ ‫المحاضِرة ‪ .‬عند الخوض في إيديلوجية األستاذ الطرِّيس والحديث عن ماضيه ومواقفه الوطنية‪ ،‬والعقيدة الوَحدَويَة في فكره‪ ،‬والذي استمهن باسم‬ ‫الحرية والديمقراطية وحدة الحزبين‪ ،‬حزب اإلصالح الوطني واندماجه في حزب االستقالل ‪ .‬فرَّغتْ نفسها الدكتورة الباحثة‪ ،‬لمنهج المقريزي وسارتْ على نهجه ومنواله‪ ،‬حتى‬ ‫استقطبتْ نباهة المتلقين بما تحويه من نقد بناء‪ ،‬وقد يُعلي من منزلة المؤلِف الذي تميز بالروح العلمية وبصدر رحب‪ ،‬وبتجاذب من قول رفيع المستوى ‪..‬‬ ‫وقد أنجزت الدكتورة لطيفة الوزاني الطيبي بحث ًا على طريقة أطورحة الدكتوراة ‪:‬‬ ‫باسم اهلل الرحمن الرحيم وصلى اهلل وسلم على سيدنا محمد النبي األمين‪ ،‬وعلى آله المطهرين من الرجس في‬ ‫الذكر المبين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‬ ‫سالم اهلل عليكم جميعا ً‬ ‫تحية منبعها القلب بعد غياب ‪ -‬فرضته ظروف قاهرة ‪ -‬عن هذه القاعة التي تشهد جدرانها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ودولية تركت بصمتها خالد ًة في‬ ‫وطنية‬ ‫وسقوفها ومستلزماتها على تناسل أنشطة ثقافية وازنة بها شكال ومضمونا‪،‬‬ ‫ذاكرة المدينة وخارجها‪ ،‬إذ ال يزال صداها يتردد على مسامعنا‪ ،‬ووقع فوائدها يرصع ذاكرتنا‪.‬‬ ‫وها نحن اليوم نعود ألنشطتنا الثقافية من جديد مع ع َلم من أعالمنا الكبار المرحوم األستاذ عبد الخالق الطريس من‬ ‫خالل قراءة في كتاب «الفكر السياسي للزعيم عبد الخالق الطريس» لمؤلفه األستاذ محمد طارق حيون‪ ،‬لتكون هذه القراءة‬ ‫أولى جلسة ثقافية تستفتح بها جمعية الثقافة اإلسالمية بتطوان أنشطتها الثقافية بعد التوقف المشار إليه سابقا‪ ،‬والذي‬ ‫يمكن اعتباره استراحة محارب كان يستجمع قواه ليستأنف حربه من جديد‪ ،‬حربا ضد الركود واألمية والجهل لصالح العلم‬ ‫والمعرفة والتنوير والوعي واالنفتاح على آفاق مستقبل واعد في مجال الثقافة بمعانيها المتعددة المتشعبة‪.‬‬ ‫وقد أسعدتني دعوة المشاركة في هذه القراءة بقدر ما أربكتني‪ :‬أسعدتني لكوني ارتبطت بالشخصية المحتفى بها‬ ‫اليوم منذ سنوات خلت عبر بحثين أنجزتهما سنوات خلت‪ :‬كان األول عن فن المقالة بمغرب الحماية من خالل نماذج‬ ‫األستاذ عبد الخالق الطريس‪ ،‬باعتباره أحد أعالم هذا الفن األدبي في تلك المرحلة‪ .‬قمت بجرد بعضها وتصنيفها ودراستها‬ ‫واستخالص نتائج البحث منها‪ .‬وتعلق البحث الثاني بجمع الرحلة التي دونها العالمة الصوفي سيدي التهامي الوزاني تحت‬ ‫عنوان «بين تطوان وجبل العلم» من جريدة «الحرية» لسان حال «حزب اإلصالح الوطني» آنذاك‪ .‬وهي رحلة قام بها الحزب‬ ‫المذكور لجبل العلم ونواحيه لزيارة قطب المغرب موالي عبد السالم بن مشيش من جهة‪ ،‬وتوعية وإيقاظ همم القرويين‬ ‫للدفاع عن الوطن والمطالبة باالستقالل من جهة أخرى‪ .‬فازددت قربا من شخصية األستاذ الطريس وباقي أعضاء الحزب‬ ‫لصراحة سيدي التهامي الوزاني في كتاباته التي تميط اللثام عن جوانب كثيرة فيما تناولته يراعته‪.‬‬ ‫وما أربكني في دعوة المشاركة هو صراحتي أنا أيضا أثناء تناولي لعمل ما إيمانا مني بأن عالم المعرفة الحقة ال يحتمل‬ ‫المجامالت‪ ،‬ألنها ال تخدم العلم في شيء‪ .‬والنقد العلمي يخضع لمعايير علمية تفتل في حبل مصلحة اإلنتاج األدبي تقييما‬ ‫وتقويما نحو مستوى فكري وإبداعي أفضل‪ ،‬مما يزيد في قيمته وتأدية رسالته على أحسن وجه‪.‬‬ ‫ولهذه االعتبارات كلها‪ ،‬اخترت من بين أنواع القراءات قراءة نقدية ال أدعي أنها ستكون شاملة للكتاب بقدر ما هي‬ ‫نزهة بين بعض ثناياه بما قد يخدم مستوى وقيمة الكتاب في الطبعات القادمة إن شاء اهلل‪ .‬وهي قراءة سأركز فيها على‬ ‫َّ‬ ‫المؤلف‪ ،‬ال بد من‬ ‫الجانب المنهجي في تأليفه مضمونا وشكال في اختصار شديد‪ .‬وقبل تسطير المالحظات النقدية حول‬ ‫كلمة أولى في حقه‪:‬‬ ‫إن الكتاب المحتفى به اليوم ثمرة طيبة‬ ‫ستعود حسناتها بالخير على مؤلفه جزاه اهلل‬ ‫على نيته ومجهوده‪ .‬وهو إضافة للخزانة التي‬ ‫توثق للحركة الوطنية في المغرب عموما وفي‬ ‫شماله على وجه الخصوص‪ .‬والكتاب من الناحية‬ ‫البصرية جميل في منظره‪ ،‬يحمل غالفه صورة‬ ‫هي عبارة عن تطريزعربي يتماشى مع الجانب‬ ‫التراثي أكثر من جانب ثقافي آخر‪ ،‬كما أن الطبعة‬ ‫أنيقة بورقها الجيد الذي تعلو زاويتيه الخارجيتين‬ ‫زخرفة عربية إسالمية أيضا‪ .‬وبما أن العنوان‬ ‫هو المدخل لجميع القراءات الكتبية ألنه عتبة‬ ‫تختزل لب المضمون‪ ،‬وجب التوقف عنده قليال؛‬ ‫خاصة وأن الكتاب يحمل عنوانا دسما يتكون من‬ ‫مكونين أساسيين هما‪:‬‬ ‫المكون األول‪ :‬الفكر السياسي‪:‬‬ ‫وتعني العبارة كل ما يصدر عن العقل‬ ‫اإلنساني من أفكار وآراء ونظريات ووجهات نظر‬ ‫تتعلق بعالم السياسة وظواهره وقضاياه وهو‬ ‫نوعان‪:‬‬ ‫فكر سياسي عشوائي ‪ :‬وهو الذي ال يلتزم‬ ‫صاحبه فيه بأي منهج من مناهج المعرفة سواء‬ ‫كان فلسفيا أو قانونيا أو علميا ‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫فكر سياسي منهجي (أي منظم)‪ :‬وهو الذي‬ ‫يلتزم صاحبه فيه منهجا من مناهج المعرفة‪،‬‬ ‫سواء أكان منهجا علميا أو فلسفيا أو قانونيا إلخ‪.‬‬ ‫فالفكر السياسي إذن هو فلسفة ونظرية تقوم على دراسة موضوعات سياسيّة كالحرية والعدالة والحقوق والقانون‬ ‫ويشير غالباً إلى الرأي العام‪ ،‬ويمكن دراسته باعتباره أحد فروع العلوم السياسية‪ .‬كما يمكن تعريفه بأنّه أيديولوجية‬ ‫تؤسس للعمل السياسي كالبرامج االنتخابية واألحزاب‪ ،‬حيث تمتلك هذه البرامج مجموعة من األفكار والتصورات والمبادئ‬ ‫والمذاهب‪...‬‬ ‫المكون الثاني‪ :‬الزعيم عبد الخالق الطريس‪:‬‬ ‫وهو أحد رواد الحركة الوطنية الكبار الذين أنجبتهم مدينة تطوان عاصمة المنطقة الخليفية وسرى نفعهم حتى في‬ ‫المنطقة السلطانية لما عرف عنهم من حنكة سياسية وإخالص وتفاني في خدمة الوطن‪ .‬وبما أنه صاحب الفكر السياسي‬ ‫موضوع الكتاب المناقش في هذه الجلسة‪ ،‬فال بأس أن نعرج على بعض جوانب حياته بالوقوف عند أهم المحطات في‬ ‫اختصار شديد‪:‬‬ ‫األستاذ عبد الخالق الطريس سليل إحدى األسر األندلسية العريقة التي استقرت بمدينة تطوان بعد نكبة‬ ‫الموريسكيين‪ .‬ولد بزنقة القائد سنة ‪ ،1910‬ونشأ في بيت نبيل عريق‪ .‬كان أبوه حاكما للمدينة وجده نائبا سلطانيا لجاللة‬ ‫الملك الحسن األول ونجله الملك عبد العزيز على طنجة يتولى تدبير الشؤون الخارجية للبالد‪ .‬وال شك أنه تأثر بهما وما‬ ‫كان يصدر عنهما من آراء تتعلق باالستعمار ومناهضته وخدمة العرش والوفاء له‪ .‬بدأ دراسته بحفظ ما تيسر من القرآن‬ ‫الكريم وتلقي بعض الدروس العلمية‪ ،‬ثم التحق سنة ‪ 1925‬بالمدرسة األهلية ليتابع بعدها دراسته بجامعة القرويين حيث‬ ‫لم يقتنع بالدراسة فيها رغم متانتها؛ فيشد الرحال إلى الجامعة المصرية بالقاهرة لدراسة الفلسفة واألدب‪ ،‬وكان حينها‬ ‫من المالزمين للدكتور طه حسين‪ .‬ثم انتقل إلى جامعة السربون بباريس لتلقي الثقافة العصرية‪ ،‬وهناك وطد عالقات مع‬ ‫رجال الفكر من مغاربة ومشارقة وفرنسيين‪.‬‬ ‫عاد األستاذ عبد الخالق الطريس إلى بلده سنة ‪ 1932‬بعدما ساهم بمصر في إنشاء «جمعية الدفاع عن المغرب‬ ‫األقصى» وبفرنسا في تأسيس «جمعية طلبة شمال إفريقيا»‪ ،‬لينخرط في أعمال الحركة الوطنية صمن أعضاء الكتلة‬ ‫الوطنية في الشمال؛ فكان أول ما استهل به عمله الوطني بعد عودته من فرنسا تأسيس أول جمعية ثقافية من نوعها‬ ‫في المغرب وهي «جمعية الطالب المغربية» التي ظل منبرها التاريخي يصدح بمحاضراته المتميزة طيلة الفترة الممتدة‬ ‫بين ‪ 1932‬و‪.1970‬‬ ‫وفي فاتح مارس ‪ 1934‬أصدر أول جريدة وطنية باللغة العربية وهي جريدة «الحياة» األسبوعية لسان حال الوطنية‬ ‫المغربية عامة‪ .‬وفي سنة ‪ 1935‬عمل على تأسيس «المعهد الحر» أول ثانوية وطنية خاصة بالربوع‪ .‬وقد خدم هذا المعهد‬ ‫في حياته وحتى بعد مماته لما أوقف خزانة كتبه القيمة على مكتبته‪.‬‬ ‫وفي ‪ 18‬دجنبر ‪ 1936‬أسس رفقة رجال مخلصين أول حزب سياسي منظم في المغرب وهو «حزب اإلصالح الوطني»‬ ‫الذي سيسجل مواقف وطنية مشهودة إلى حين إدماجه من طرفه مع «حزب االستقالل» تحت اسم هذا األخير بُعيْد إعالن‬ ‫استقالل المغرب في ‪ 02‬مارس ‪.1956‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1938‬شارك في المؤتمر البرلماني للدفاع عن فلسطين‪ .‬وفي سنة ‪ 1941‬سافر إلى برلين إلقناع المسؤولين‬ ‫في ألمانيا بضرورة استقالل المغرب‪ ،‬الشيء الذي دفع فرنسا إلى الحكم عليه غيابيا باإلعدام سنة ‪.1944‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1947‬وقف رفقة أعضاء حزبه وأنصاره من مختلف أقاليم الشمال موقفا مشهودا إثر الزيارة التاريخية لجاللة‬ ‫المغفور له جاللة الملك محمد الخامس إلى طنجة‪ ،‬اتجه بعدها األستاذ الطريس إلى القاهرة للدعاية للقضية الوطنية‬ ‫حيث اتصل بالجامعة العربية وساهم في إنشاء «مكتب المغرب العربي» و«لجنة المغرب العربي»‪ .‬كما عمل مع رفاقه في‬ ‫الوطنية على تحرير عبد الكريم الخطابي وعائلته من الباخرة التي كانت تقلهم من منفاهم بجزيرة «الرييونيون» إلى‬ ‫فرنسا عبر قناة مصر‪.‬‬

‫وفي ‪ 1948‬عاد إلى المغرب وعقد مؤتمرا صحفيا بطنجة كان من نتائجه منع السلطات اإلسبانية دخوله إلى تطوان‬ ‫مما أجج االحتجاجات والمظاهرات بها‪ ،‬انتهت بأحداث ‪ 08‬فبراير الدامية‪ .‬وظل خارجها أربع سنوات إلى أن عين الجنرال‬ ‫بالينيو مقيما عاما إلسبانيا بالشمال حيث سمح له بالعودة إلى مدينته‪.‬‬ ‫وفي يوم ‪ 20‬غشت ‪ 1953‬كان األستاذ الطريس في مقدمة من استنكروا نفي جاللة المغفور له الملك محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬فرفع االحتجاجات ونظم المظاهرات وجعل داره مالذا للوطنيين من الشمال والجنوب إلى أن عاد جاللته وحصل‬ ‫المغرب على استقالله‪.‬‬ ‫أما الوظائف التي تقلدها األستاذ عبد الخالق الطريس‪ ،‬فقد عمل قبل االستقالل مديرا لألحباس بالحكومة الخليفية ثم‬ ‫وزيرا لألحباس اإلسالمية فوزيرا للشؤون االجتماعية‪ .‬وبعد االستقالل‪ ،‬عين سفيرا قيما على شؤون الشمال‪ ،‬ثم أول سفير‬ ‫للمغرب بمدريد‪ ،‬ثم أول سفير للمغرب بالقاهرة ومندوبا دائما في الجامعة العربية‪ ،‬ثم وزيرا للعدل ووصيا على العرش لما‬ ‫سافر جاللة المغفور له الملك محمد الخامس إلى سويسرا للتداوي وكان ولي عهده موالنا الحسن على رأس الوفد المغربي‬ ‫في هيئة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫هكذا عاش األستاذ الطريس في خدمة الوطن والعرش إلى أن وافته المنية في ‪ 27‬ماي ‪ 1970‬تاركا خلفه إرثا نضاليا‬ ‫وآخر ثقافيا متمثال في مقاالت تكاد ال تحصى نشرت على صفحات الصحف والمجالت التي يرجع الفضل إليه في إصدار‬ ‫بعضها ك «الحياة» و«الحرية» و«األمة» والمساهمة في الكتابة في غيرها ك «السالم» و«المغرب الجديد» و«الريف»‬ ‫و»العلم» و»األنوار»‪.‬‬ ‫نستنتج من مكونات عنوان الكتاب أن مضمونه مادة زاخرة فخمة بفخامة فكر هذا الزعيم الوطني الكبير الذي بهر‬ ‫محيطه بتكوينه المتنوع‪ ،‬ونباهته المبكرة‪ ،‬وجرأته وثقته بنفسه وبقضايا وطنه‪ .‬وبعد تصفح الكتاب‪ ،‬نجد مؤلفه األستاذ‬ ‫محمد طارق حيون لم يدخر جهدا في جمع المادة التي كان من المفروض أن تخدم المضمون بطريقة أعمق‪ .‬فقد نهل‬ ‫من ستة كتب ومجموعة من المقاالت المنشورة في الجرائد والمجالت‪ ،‬والتي تطرقت لبعض جوانب شخصية األستاذ عبد‬ ‫الخالق الطريس‪ ،‬ومنها فكره السياسي موضوع الكتاب‪ .‬لكن بعد قراءة الكتاب‪ ،‬اتضح لي من وجهة نظري أن المؤلف إذ‬ ‫أجاد في اختيار الموضوع وجمع مادته‪ ،‬لم ينتبه إلى مسألة أهم من ذلك وهي دراسة ما تحصل تحت يديه من المعلومات‬ ‫تحليال وتأويال ليتحف المتلقي بصفة عامة والمهتم بتاريخ الحركة الوطنية وروادها بصفة خاصة بنتائج البحث المنتظرة‬ ‫والتي تجيب عن إشكاليات تفرض نفسها فرضا أهمها في هذا السياق‪:‬‬ ‫• ما هي أصول الفكر السياسي عند األستاذ عبد الخالق الطريس ومرجعيته في ذلك؟‬ ‫• من هم الرواد الذين تأثر بهم في‬ ‫مسيرتهالنضالية؟‬ ‫• ما هي ركائز وأسس إيديولوجيته‬ ‫السياسية التي اعتمد عليها في بلورة فكره‬ ‫السياسي الذي أنتج لنا مجموعة من المؤسسات‬ ‫والمنابر اإلعالمية والتعليمية والنضالية‬ ‫والتنظيمات الحزبية والشبابية التي كان يقودها‬ ‫طيلة فترة الحماية؟‬ ‫فمهمة الباحث – بعد جمع المادة – هي‬ ‫فحصها بإمعان‪ ،‬ودراستها وتحليلها الستنطاقها‬ ‫وتعرية ما يوجد بين سطورها بما يخدم البحث‬ ‫العلمي الرصين والهادف‪ ،‬خاصة وأن األمر يتعلق‬ ‫بمرحلة تاريخية ال زلنا نفتقر فيها لما يشفي‬ ‫غليلنا من معلومات حولها وحول رجاالتها‪ .‬وقد‬ ‫كان من نتائج هذه الهفوة (إن صح تسميتها‬ ‫كذلك) أن جاء مضمون الكتاب سردا للمعلومات‬ ‫المأخوذة من المراجع المعتمدة‪ ،‬وكأن األستاذ‬ ‫حيون رام بذلك لمْلمة ما ورد متفرقا في تلك‬ ‫المراجع ليجمعه في مرجع واحد هو هذا الكتاب‪،‬‬ ‫وهي نقطة تحسب له على كل حال‪.‬‬ ‫لكن على الرغم من إيجابية هذا األمر‪ ،‬إال‬ ‫أن هناك ما يشينه وهو بناء مواد الكتاب‪ ،‬ذلك‬ ‫أن المتصفح لفهرس المواد يالحظ بسرعة أن‬ ‫الكتاب ال يخضع لقواعد التأليف المعتمدة‪ :‬فال‬ ‫أبواب وال فصول وال مباحث‪ ...‬وإنما مواد الكتاب‬ ‫مقسمة على مجموعة من العناوين هي بدورها‬ ‫عبارة عن أحكام قيمة جاهزة ومطلقة تتراوح‬ ‫بين مفهومين سياسيين فقط هما «الديمقراطية» و»الوحدة»‪ ،‬وكأن الفكر السياسي لألستاذ عبد الخالق الطريس كان‬ ‫يقوم على هاتين القضيتين فقط‪ .‬ومن أمثلة هذه األحكام نجد‪« :‬الطريس رجل المواقف والمثل العليا والمبادئ الكبرى»‪،‬‬ ‫«الطريس رائد الكفاح من أجل الهوية الوطنية»‪« ،‬الطريس رائد النضال الوحدوي»‪ ...‬وال يفهم من كالمي هذا أني أجرد‬ ‫األستاذ الطريس من هذه الصفات‪ ،‬فهو رحمه اهلل أحق الرجال بها ألنه أفنى عمره في خدمة الوطن والعرش ومصلحة‬ ‫الناس ويستحق من المغاربة كل تكريم؛ وإنما ينبغي استنتاج تلك القيم بتجرد عن العاطفة والحمية باستنطاق النصوص‬ ‫ودراسة األحداث والوثائق تبعا لمعايير الدراسة والتحليل‪.‬‬ ‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬جرت العادة أن يقدم المؤلف إصداره بتقديم يكون بمثابة نافذة مطلة على عوالم‬ ‫الكتاب يشرح فيها المؤلف سبب تأليفه للكتاب وغايته من ذلك؛ إال أن هذا غير حاصل في كتاب «الفكر السياسي للزعيم‬ ‫عبد الخالق الطريس»‪ ،‬ذلك أن األستاذ محمد طارق حيون بخل علينا بهذه المعلومات لسبب من األسباب ليعوض لنا ذلك‬ ‫بتقديم فيه قدر من المبالغة التي ال تخدم في شيء المجال المعرفي الذي يتطلب الموضوعية والحياد‪ :‬تقديم فيه إسقاطات‬ ‫ذاتية قد تخدش المجهود الذي بذل في هذا الكتاب‪ .‬ومن أمثلة ذلك قول الكاتب‪:‬‬ ‫«خلف (األستاذ الطريس) أعماال ومؤلفات أضحت مرجعا في تحليل األوضاع في العالمين العربي واإلسالمي‪ ...‬وأنا‬ ‫شخصيا لم أصادفها عندما كنت أشتغل على مقاالته؛ وكونه اعتُمد مرجعا في إحدى الدراسات ال يخول لنا أن نطلقها صفة‬ ‫عليه وال على آثاره»‪.‬‬ ‫وقوله أيضا‪« :‬كما قدم خدمات كبيرة لبالده ولألمة العربية واإلسالمية» وهذه العبارة سرعان ما أسقطت الكاتب في‬ ‫تناقض مع نفسه وتقريبا في نفس الصفحة عندما قال‪« :‬ورغم تعلقه بهويته وانتمائه الوطني‪ ،‬فقد كانت له اهتمامات بما‬ ‫يجري في العالمين العربي واإلسالمي من تطورات»‪ .‬إذن سرعان ما قلصت الخدمات الكبيرة التي قدمها للعالمين العربي‬ ‫واإلسالمي في االهتمام فقط بما يجري فيهما كأي غيور على عروبته وإسالمه‪.‬‬ ‫ونجد هذه المبالغة وهذا االنجراف العاطفي ينتقل إلى كثير من صفحات الكتاب‪ ،‬فعلى سبيل المثال أيضا يقول‬ ‫الكاتب في الصفحة ‪« :94‬هذا هو الطريس وكفى‪ ...‬الطريس الشامخ‪ ...‬شامخ في الحياة وفي الممات‪ ،‬وعلو في الحياة‬ ‫وفي الممات»‪ .‬وهي عبارة تحمل ما تحمله من إعجاب وتقدير للزعيم‪ ،‬ولكن األبحاث العلمية الموضوعية ترفض مثل هذه‬ ‫العبارات التي تنضح بالذاتية المفرطة‪ ،‬مع العلم نجد األستاذ الطريس يشهد بنفسه على نفسه بالتقصير في كثير من‬ ‫المناحي وفي سياقات ال يسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫ومما يلفت االنتباه أيضا في الكتاب غياب الهوامش واإلحاالت عن جميع صفحات الكتاب‪ .‬وهذا معناه أن المؤلف قد‬ ‫أغفل إرجاع النقول ألصحابها واالستشهادات لمظانها مما تفرضه األمانة العلمية في تناقل المعلومة بين المؤلفين من‬ ‫جهة‪ ،‬وشرح بعض الغموض أو إزالة اللبس عن بعضها من جهة أخرى‪ .‬وهذا أمر غريب ينبغي تداركه في الطبعات الالحقة‪.‬‬ ‫وختاما وليس آخرا‪ ،‬أنبه إلى أن هذه القراءة ال تنقص من مجهود األستاذ محمد طارق حيون‪ ،‬ولكنها تزيد عمله‬ ‫قيمة وفائدة‪ .‬فالنقد إضافة نوعية لإلنتاج الفكري واألدبي إذ ال يكتمل هذا األخير إال بإخضاعه لمختبر النقد بمختلف آلياته‬ ‫ومناهجه‪ .‬وأنوه بالمجهود المبذول في الكتاب الذي جاء ليساهم في سد الفراغ الذي يعرفه تاريخ الحركة الوطنية ورجاالتها‬ ‫كما سبقت اإلشارة؛ خاصة وأنه يحمل بين دفتيه نصوصا تاريخية مهمة وصورا تؤرخ للحظات مهمة من حياة الزعيم عبد‬ ‫الخالق الطريس في عالقاته مع الملكين الراحلين المغفور له محمد الخامس والمغفور له الحسن الثاني‪ ،‬أو مع بعض زعماء‬ ‫العالم العربي‪ ،‬أو مع بعض الوطنيين المرموقين وغيرهم‪ ،‬مما يغني البحث بقراءة الصورة التاريخية واستنطاقها هي األخرى‬ ‫كما النصوص‪ .‬وتبقى النية الحسنة أفضل من العمل ويكفي المجتهد األجر أخطأ أم أصاب‪ ،‬وعلى اهلل قصد السبيل وهو‬ ‫الموفق لنا جميعا لما فيه الخير والسالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪11‬‬

‫األستاذ الدكتور إسماعيل الخطيب‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫سليل أسرة عريقة‪ ،‬استوطنت مدينة تطوان (شمال المغرب) منذ قرون‪ ،‬اشتهرت بالعلم واألدب‪ ،‬والوجاهة والوطنية‪ ،‬كان لها الصدى الطيب في هذه المجاالت‪ ،‬في شمال المغرب‪.‬‬ ‫أستاذ مقتدر‪ ،‬وباحث متمرن‪ ،‬وداعية كرس حياته لخدمة اإلسالم ثقافة وحضارة‪ ،‬وتوجيها وإرشادا سواء في كتاباته التوجيهية على صفحات جريدة (النور) التي يشرف على تحريرها بمدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬أو في دروسه الوعظية بالمساجد‪ .‬إضافة إلى دراساته وأبحاثه في الثقافة اإلسالمية فكرا وأعالما وحضارة والتي ينشرها في مجالت متخصصة كدعوة الحق ومجلة دار الحديث الحسنية‬ ‫ومجلة كلية الشريعة وكلية اآلداب‪ .‬كما له مؤلفات عديدة في هذا الميدان‪ .‬زاول مهنة التدريس بكلية أصول الدين بتطوان منذ سنين‪ ،‬أشرف على رسائل جامعية‪ ،‬عضو رابطة علماء المغرب‬ ‫وخارجه‪ .‬عرف عن األستاذ إسماعيل الخطيب دفاعه المستميت عن األصالة اإلسالمية ثقافة وتطبيقا ومظهرا‪ ،‬ال يكل جهدا في إشهار قلمه في أية لحظة للوقوف في وجه أي تيار معادي يمس‬ ‫اإلسالم أو كرامة المسلمين أو مقدساتهم‪ ،‬كما أنه ضد البدع واإليمان بالخرافات التي تتنافى مع الدين الصحيح وقيمه السليمة‪ .‬ولعل غيرته المتميزة هذه هي التي دفعته ليولي اهتمامه الكبير‬ ‫لمدينة «سبتة» السليبة والكتابة عن ماضيها اإلسالمي ودورها الحضاري والفكري نجول معه في رحلة فكرية والبداية عن هذه المدينة العريقة‪ .‬توفي يوم السبت ‪ 4‬رمضان ‪1434‬هـ موافق‬ ‫‪ 13‬يوليوز سنة ‪2013‬م‪.‬‬

‫المراكز العلمية في سبتة السليبة‪:‬‬

‫يقول األستاذ إسماعيل الخطيب‪ :‬إن الدارس لتاريخ سبتة‬ ‫العلمي‪ ،‬ليشعر أثناء دراسته لهذا التاريخ بالمستوى الرفيع الذي‬ ‫كانت تحياه هذه المدينة المغربية العريقة‪ .‬فمجالس الدرس‬ ‫في غالب األحياء‪ ،‬والعلماء واألدباء يحجون إليها من أنحاء البالد‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬فيقع اللقاء بين العلماء واألدباء‪ ،‬وتعقد المناظرات‬ ‫العلمية والمجالس األدبية حتى صارت سبتة عاصمة من عواصم‬ ‫األدب والعلم‪.‬‬ ‫وكان لطلبتها من النباهة القدر الكبير‪ ،‬وقلما يسلم منهم‬ ‫وافد جديد من أهل العلم‪ ،‬فهم يمتحنونه حتى لكأنهم ال يريدون‬ ‫أن يطأ أرض مدينتهم إال المبرز في فنه‪ ،‬الواسع اإلطالع‪ ،‬وقد‬ ‫وقعت بسبب ذلك جملة حوادث تجدها في المصنفات التي تؤرخ‬ ‫للحياة العلمية باألندلس والمغرب‪ .‬ولعل الفضل في وجود هذا‬ ‫المستوى العلمي الرفيع يرجع إلى المراكز العلمية التي كانت‬ ‫منتشرة في أنحاء المدينة وكالعادة فإن أهم مراكز اإلشعاع‬ ‫العلمي كانت هي المساجد وملحقاتها من مدارس ومكتبات‪.‬‬ ‫فمن أهم المراكز العلمية نذكر ما يلي‪:‬‬ ‫* المدرسة الجديدة‪ :‬وقد درس بها العديد من علماء سبتة‬ ‫والواردين عليها من شتى النواحي‪ ،‬وكانت تدرس بها فنون‬ ‫من العلم شتى كالحديث خاصة من كتاب مسلم بن الحجاج‪،‬‬ ‫واللغة والنحو والصرف‪ ،‬والفرائض والحساب‪ ،‬واألصول‪ ،‬والتاريخ‬ ‫والقراءات وغير ذلك‪ .‬ومن أشهر العلماء الذين درسوا بها‪ :‬أبو عبد‬ ‫اهلل بن هارون األموي‪ ،‬وقد كان متفننا في شتى العلوم والفنون‬ ‫إلى جانب الشعر‪ ،‬درس عليه العديد من الطلبة‪ ،‬وانتفع به خلق‬ ‫كثير وتوفي سنة ‪750‬هـ‪.‬‬ ‫أبو بكر الشريف الحسني‪ ،‬كان إماما في العربية والقراءات‬ ‫السبع والحساب والفرائض‪ ،‬تولى التدريس بالمدرسة الجديدة‬ ‫بعد وفاة القاضي أبي يحيى بن السكاك‪ .‬وقد درس من كتب‬ ‫العربية (جمل ابن القاسم وألفية ابن مالك) وكان يأتي بكالم‬ ‫الطائفة الشلوبية ابن أبي الربيع وابن عصفور وابن الصائغ وابن خروف وسواهم‪ ،‬ويوجه األقوال‬ ‫ويقرب العبارات إلى أفهام المبتدئين من الطلبة‪.‬‬ ‫* الجامع األعظم وخزانته‪ :‬وللمسجد في الحركة الثقافية اإلسالمية الدور الكبير الفعال‪ ،‬وقد‬ ‫كان لمسجد سبتة األعظم دوره العظيم في نشر الثقافة بهذه المدينة وما حولها‪ ،‬كما أنه كان يضم‬ ‫خزانة قيمة استفاد منها جل طلبة سبتة وعلمائها‪ ،‬ومن‬ ‫العلماء الذين كان هذا المسجد مسرحا لنشر علمهم‬ ‫نذكر‪ :‬أحمد اللخمي‪ ،‬وقد عرف بابن أبي عزفة‪ ،‬يقول‬ ‫عنه الرعيني في برنامجه «من خاتمة أهل العلم بالسنة‬ ‫واالنتصار لها نفعه اهلل برز علما وعمال ودراية ورواية‪،‬‬ ‫وجمع خصاال من الفضل جمة ولزم التدريس بسبتة‬ ‫مدة عمره‪ ،‬ورحل الناس إلى األخذ عنه واإلستفادة منه‪،‬‬ ‫وكان على طريقة شريفة من التسنن‪ ،‬واقتفاء السلف‪،‬‬ ‫واالنكباب على سلوك سبل الخير كلها‪ .‬وقد درس‬ ‫بمجلسه كثيرا من أوائل كتب الحديث‪ :‬الموطأ‪ ،‬وجامع‬ ‫الترمذي‪ ،‬وجامع البخاري‪ ،‬ومسند مسلم وكتابي السنن‬ ‫ألبي داود والنسائي‪ .‬وتوفي في رمضان سنة ‪633‬هـــ‪.‬‬ ‫أبو الحسن علي الغافقي فقد كان مشهورا بجمع‬ ‫أعالق الكتب وعتاقها‪ ،‬فحصل بذلك على خزانة عظيمة‬ ‫ضمت أمهات الكتب‪ ،‬في شتى الفنون ولكنه أبي مع‬ ‫ذلك أن يستأثربها وحده فأوقف العديد من الكتب‪.‬‬ ‫وقد كان يدرس صحيح اإلمام البخاري بالجامع األعظم‪.‬‬ ‫وتوفي سنة ‪750‬هـ‪ .‬إذا فسبتة مدينة مغربية‪ ،‬كانت‬ ‫وستبقى ‪ -‬وإن على المغاربة أن يعملوا على استردادها‪،‬‬ ‫والبحث في تاريخها من جميع جوانبه يدخل في العمل‬ ‫من أجل هذه االسترداد‪.‬‬ ‫ثم إنها ظلت خالل تاريخها اإلسالمي مدينة علمية لم تنطفئ شعلتها وبذلك استمر عطاؤها‬ ‫طيلة ذلك التاريخ‪.‬‬

‫المغاربة والرحلة إلى المشرق واألماكن المقدسة‪:‬‬

‫لقد كان أهل الغرب اإلسالمي تواقين دوما إلى زيارة المشرق واألماكن المقدسة‪ ،‬ومع‬ ‫اهتمامهم بالرحلة فقد اهتموا أيضا بتدوين مشاهداتهم وتعليقاتهم‪ ،‬وما استفادوه‪ .‬فماذا عن‬ ‫عطاء سبتة في هذا المجال؟‬ ‫يقول الدكتور الخطيب «لقد كان من عطاء القرن السابع بسبتة ظهور علمين من أعالم الرحلة‬ ‫العلمية هما‪ :‬ابن رشيد‪ ،‬والتجيبي‪ ،‬ومن حسن حظنا أن يد البلى لم تعبث بكل أجزاء الرحلتين»‪.‬‬ ‫* رحلة ابن رشيد‪ :‬عرف الناس رحلة ابن رشيد التي أسماها «ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة‬ ‫في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطيبة» وكانت نسخها متوفرة عند علماء المغرب والمشرق‪.‬‬ ‫فذكرها ابن حجر‪ ،‬والمقري‪ ،‬والسيوطي‪ ،‬والتقى الفاسي‪ ،‬وابن الخطيب‪ ...‬وهكذا كانت نسخ الرحلة‬ ‫موجودة على أقل تقدير بالمغرب واألندلس والمغرب األوسط ومصر والحرم‪ ،‬بينما نجد اليوم أن‬

‫النسخة الوحيدة هي نسخة مكتبة «االسكوريال» وتقع في خمسة‬ ‫أجزاء بخط واحد هو خط المؤلف سوى جزء واحد‪.‬‬ ‫وقراءة األجزاء األربعة تحتاج إلى صبر ومعاناة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫بعض األجزاء تنقصها بعض الورقات إلى جانب السطور المقحمة‬ ‫والتصحيح والزيادات وعدم الترتيب في ذكر بعض الحوادث‪...‬‬ ‫وهو لم يكن يقصد أن يكتب رحلته‪ ،‬وإنما كان يكتب ما يعن‬ ‫له في شبه مذكرات في ورقات مختلفة وعلى ظهور الكتب فلما‬ ‫عاد إلى سبتة اهتم تلميذه وصديقه عبد المهمين الحضرمي‬ ‫بما كتبه شيخه في رحلته‪ ،‬وطلب منه استخراجها من المسودة‬ ‫وساعده على ذلك‪.‬‬ ‫وقد يتبادر إلى ذهن من لم يطلع على الرحلة أنها كغالب‬ ‫الرحالت من حيث االهتمام بوصف البلدان‪ ،‬والمآثر والعمران‬ ‫وأحوال الناس بينما الواقع أن ابن رشيد جعل اهتمامه األول‬ ‫واألخير في رحلته هو لقاؤه لحملة العلم‪ ،‬واألخذ عنهم وحضور‬ ‫المجالس العلمية وزيارة المدارس والمكاتب‪ .‬وبذلك كانت الرحلة‬ ‫وصفا شامال للحركة العلمية من المغرب إلى الحجاز‪ ،‬وتعريفا بأهل‬ ‫العلم الذين لقيهم‪ ،‬وعرضا للفوائد العلمية واألدبية والتاريخية‬ ‫التي سمعها‪.‬‬ ‫أما ما عدا ذلك من وصف للبلدان والمآثر فإنه يمر به من‬ ‫الكرام ‪ -‬كما يقال ‪ -‬فهو يحدثنا في الجزء الثالث عن دخوله‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬فيحصر كالمه فيمن لقيه من األعالم‪ ،‬ويستطرد في‬ ‫الحديث عن علوم الحديث‪ ،‬ويأخذ الموضوع من الكتاب صفحات‬ ‫عديدة‪ ،‬ثم يحدثنا عن مآثر اإلسكندرية فيما يقرب من عشرين‬ ‫سطرا فقط‪.‬‬ ‫ويالحظ أن ابن رشيد لم يسر على خط ما سبقه من الرحالة‬ ‫بترك األخذ عن المشايخ إلى وقت العودة‪ ،‬كابن جبير مثال‪ ،‬وذلك‬ ‫في نظرهم التساع الوقت بعد آداء الفرض‪ ،‬بل إنه أخذ في رحلته‬ ‫ذهابا وإيابا ولم يترك يوما يمردون استفادة‪ .‬ولم يتوسع في وصف‬ ‫األماكن إال األماكن المقدسة في مكة وطيبة فقد وصفها بشيء‬ ‫من التوسع لم يصل فيه إلى ما وصله غيره من رحالة المغرب‪،‬‬ ‫ولعل هذا التوسع الملحوظ في الوصف يرجع إلى شعوره نحو األماكن المقدسة‪ ،‬وأن الوصول إليها‬ ‫كان من أهم أهداف الرحلة‪.‬‬ ‫ويمكننا أن نركز على أهم ما يستفاد من الرحلة فنذكر‪:‬‬ ‫* تراجم العلماء ‪ /‬فالرحلة من هذا الجانب تعتبر‬ ‫من أهم مصادر التراجم ألكثر علماء المشرق والمغرب‬ ‫خالل القرن السابع الهجري‪ ،‬ولقد اعتمد كثير من كتاب‬ ‫التراجع على هذه الرحلة خاصة السيوطي وابن حجر‬ ‫والمقري‪.‬‬ ‫* وصف الحركة العلمية ومعاهدها‪ ،‬فقد اهتم‬ ‫ابن رشيد بذكر المجالس العلمية والمدارس وكيفية‬ ‫الدراسة والكتب المقروءة ونوعية اإلقبال على التلقي‪.‬‬ ‫* التعريف بالعديد من الكتب التي قرأها أو أخذها‬ ‫في مختلف فنون العلم‪ .‬خاصة المصنفات التي تعتبر‬ ‫مفقودة‪.‬‬ ‫* الفوائد الحديثية‪ ،‬فإن ابن رشيد كان من أئمة‬ ‫هذا الشأن فهو في كتابه يقف عند كل حديث فيه علة‬ ‫فينبه عليها ويبين الصواب وال يخلو جزء من الرحلة‬ ‫من ذكر عدة فوائد يحسن بدارس علم الحديث جمعها‬ ‫وترتيبها‪.‬‬ ‫* الفوائد الفقهية‪ ،‬فابن رشيد وإن كان مالكي‬ ‫المذهب‪ ،‬فإنه لم يكن من المتعصبين للمذاهب‪،‬‬ ‫وذلك يرجع بطبيعة الحال إلى اتساع معرفته في علم‬ ‫الحديث‪ ،‬مما يجعله يميل للنظر‪ ،‬وكمثال على ذلك‬ ‫مذاكرته في مجلس الشيخ أبي محمد بن عبد القادر‬ ‫البجائي التونسي في زيارته الثانية لتونس بعد عودته‬ ‫من الحجاز في مسألة النضج في الطهارة‪ ،‬وفي حكم العمرة والنية فيها‪ ،‬فقد توسع في بحث هاتين‬ ‫المسألتين‪ ،‬وناقش األقوال‪ ،‬وظهر بزوغه في الميدان الفقهي في هذين البحثين وفي غيرهما‪.‬‬ ‫* الفوائد األدبية واللغوية‪ ،‬فقد عرف عنه رسوخه في العربية واألدب إلى جانب الحديث‪.‬‬ ‫* مالحظاته‪ :‬وكما يستفيد الباحث من رحلة ابن رشيد هذه الفوائد فإن دارس الحالة اإلجتماعية‬ ‫خاصة ما علق بالمجتمع اإلسالمي من خرافات واعتقادات بعيدة كل البعد عن تعاليم اإلسالم ‪-‬‬ ‫يستفيد من المالحظات الدقيقة لرحالتنا المطلع‪ .‬فابن رشيد في رحلته ينظر نظر البصير فيما حوله‪،‬‬ ‫ينتقد ما ينتقد ويستبشع ما يستبشع‪ ،‬ويبين البدعة وينص عليها‪ ،‬وعندما كان في أرض الحجاز‬ ‫شاهد من البدع والمحدثات الشيء الكثير مما هو مشاهد إلى يومنا في غالب األقطار اإلسالمية من‬ ‫تعلق الناس بالقبور وتقديس الصخور‪ ،‬وتعليق التمائم‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫تلك طائفة من الفوائد التي نستفيدها من رحلة ابن رشيد وجدير بالباحثين في تراثنا الحضاري‬ ‫أن يستخلصوا ما في هذا السفر الضخم من فوائد وأبحاث‪ ،‬وقد أسحن الدكتور محمد الحبيب ابن‬ ‫الخوجة حيث استخلص دراسة قصيرة عن (البيئات العلمية في البالد العربية كما في رحلة ابن‬ ‫رشيد)‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫رجالن تحابا في اهلل‬ ‫(‪)2‬‬

‫• األستاذة حسناء داود‬

‫وتتواصل التعامالت بين الصديقين‪ ،‬وينغمر كل منهما في عالم اآلخر‪ ،‬وينسجم معه في أجواء أبحاثه‪ ،‬ويشركه في أعماله‪ ،‬ويتعاون معه بثاقب فكره‬ ‫وصائب آرائه‪ ،‬وقد صرح ذ‪ .‬داود بأنه قد نقل من كتاب «المعسول» لصديقه السوسي كثيرا من المعلومات التي لها عالقة بتاريخ تطوان‪ ،‬ومن ذلك مثال‬ ‫ما يتعلق بموقف علماء سوس من حرب تطوان عام ‪ 1276‬هـ ‪ 1860‬م(‪ .)1‬كما أنه قد استفاد من مالحظاته وتعليقاته‪ ،‬ولعل هذا هو الذي جعله يصرح في‬ ‫كتابه «تاريخ تطوان»(‪ )2‬بما يلي‪:‬‬ ‫«إني أحمد اهلل تعالى وأشكره على أن لي‬ ‫أصدقاء مخلصين أحبهم وأجلهم‪ ،‬ولي من حسن‬ ‫الظن فيهم والثقة بعلمهم واطالعهم وسديد‬ ‫رأيهم‪ ،‬أكثر مما لي في نفسي‪ ،‬وفي مقدمتهم‬ ‫رفيقي وحبيبي تحفة تطوان األستاذ الحاج مَحمد‬ ‫بنونة‪ ،‬ورجل العلم والنبل والفضل األستاذ الحاج‬ ‫عبد اهلل كنون‪ ،‬ونابغة سوس وعالمها وأديبها‬ ‫األستاذ الحاج المختار السوسي ‪ ،...‬وقد أطلعت‬ ‫بعض المولعين منهم بالمطالعة‪ ،‬على هذا المجلد‬ ‫عقب الفراغ من طبعه‪ ،‬ال للتقريظ كما هي عادة‬ ‫بعض الناس‪ ،‬بل إلصالح األخطاء‪ ،‬وإبداء ما عسى‬ ‫أن يكون لديهم من المالحظات»‪.‬‬ ‫وتعضيدا لهذا الكالم‪ ،‬نجد األستاذ األديب‬ ‫الحاج مَحمد بنونة يقول(‪:)3‬‬ ‫«إننا ـ يا قرائي الكرام‪ -‬جماعة من األحباب‪ ،‬من‬ ‫اإلخوان‪ ،‬من األرواح؛ قد تعارفنا فائتلفنا حتى كأن‬ ‫نفوسنا خلقت من معدن اإلخاء‪ ،‬وفطرت على سجية‬ ‫الوفاء‪ ،‬وهذبت بحسن التقدير‪ ،‬فأصبح لنا ـ فيما‬ ‫بيننا‪ -‬شان وأي شان؛ فالمختار السوسي وعبد اهلل‬ ‫كنون ومحمد داود والتهامي الوزاني وكاتب هذه‬ ‫السطور(‪ )4‬بيننا من المحبة واإلخالص‪ ،‬والوداد‬ ‫والوالء‪ ،‬والتفاهم واالنسجام‪ ،‬والتقارب واالتحاد ما‬ ‫محمد المختار السوسي‬ ‫يعرفه الناس وما ال يعرفون‪ ،‬فأصبحت كل كلمة‬ ‫يكتبها أي واحد منا عن أخيه فكأنما يكتبها عن‬ ‫نفسه‪ ،‬ولم يتعود أحد من ذوي النفوس األبية‪،‬‬ ‫والضمائر الحية‪ ،‬والكرامة المعتزة‪ ،‬أن يمدح نفسه أو يذمها أمام الناس‪ ،‬ولو كان يعرف منها ما يعرف»‪.‬‬ ‫ويمضي التعامل والتواد والتقارب‪ ،‬ويأبى العالمة السوسي – وقد أقدم أصدقاؤه وأحباؤه من العلماء على‬ ‫مدح وتقريظ رائعته «المعسول»‪ ،‬إال أن يدعو صديقه الوفي‪ ،‬وخله األمين ذ‪ .‬داود‪ ،‬لكي ال يخرج عن زمرة األحبة‬ ‫والعلماء المقربين الذين ساهموا في هذا التقريظ‪ ،‬فكتب له هذه الرسالة‪:‬‬ ‫«الحمد هلل وحده وصلى اهلل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه‬ ‫‪ 25‬حجة ‪ 1380‬هـ (‪)1961/6/9‬‬ ‫األستاذ الكبير األخ سيدي الحاج محمد داود التطواني‪ ،‬الذي هو وحده (تطوان)‪ ،‬بأخالقه وكرمه وعلمه‬ ‫ودينه ‪ ...‬إلى أن تستمر المعطوفات‪.‬‬ ‫وبعد السالم التام‪ ،‬أذكرك في ورقة كنت أرسلتها على يد إنسان ال أعرفه‪ ،‬وفيها أن الجزء األخير من‬ ‫المعسول نجز‪ ،‬وهو موضع ما سمحتم به من التقاريظ‪ ،‬وعندي هنا من تقاريظ اإلخوان‪ :‬كنون‪ ،‬عبد السالم‬ ‫بن سودة‪ ،‬العابد‪ ،‬مصطفى الغربي‪ ،‬إبراهيم الكتاني‪ ،‬وغيرهم ممن يعطفون على معسولهم‪ ،‬وال أريد أن ال‬ ‫يكون بينهم تقريظ ثقة عارف بما يقول وما كتب‪ ،‬وهو رجل تطوان‪ ،‬أوال تعرفه؟ فهو األستاذ محمد داود‪ .‬واآلن‬ ‫فليعجل األخ بكتابة ما سنح من دراسة بعض موضوعات الكتاب‪ ،‬أو ما ظهر لكم‪ ،‬ولو أمكن أن يكتب كذلك‬ ‫العالمة المفكر األخ سيدي الحاج مَحمد بنونة كذلك‪ ،‬فإني أكون له من الشاكرين‪.‬‬ ‫هذا فليعلم كل أحد أنني أعرف الناس بعيوب الكتاب‪ ،‬فال يستفزني مدح‪ ،‬وال يؤثر في قدح‪ ،‬وإنما هذه عادة‬ ‫المؤلفات‪ ،‬أن يكتب عليها إعالما للجهلة الذين ال يعرفون شيئا إال تقليدا‪.‬‬ ‫والسرعة السرعة في داخل األسبوع إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫وأما تتميم كتاب (الترياق) فالعجب كيف توقف إلى اآلن‪ ،‬فأخبرني أيها األخ عن السبب‪.‬‬ ‫محمد المختار السوسي»‪.‬‬ ‫وكتب ذ‪ .‬داود تقريظه لكتاب صديقه‪ ،‬فجاء هذا التقريظ في خمس صفحات‪ ،‬ابتدأها بالتعبير عن تردده‬ ‫في كتابته‪ ،‬نظرا لما جال بذهنه من الخواطر التي كان من جملتها أن صاحب الكتاب – بالرغم من كونه أخا‬ ‫كريما وصديقا حميما – فهو «وزير يقصده الطالبون لقضاء الحاجات‪ ،‬والراغبون في حل المسائل واألزمات‪ ،‬وأن‬ ‫من كان كذلك‪ ،‬فإن من المنتظر أن تتقاطر عليه تقاريظ من الذين يصطادون هذه المناسبات‪ ،‬ليتوصلوا إلى‬ ‫مختلف الغايات»‪ .‬وهنا يخاطب ذ‪ .‬داود نفسه قائال‪« :‬أتستبعد يا داود أن تجد اسمك غدا مسطرا بين أسماء‬ ‫أولئك الطالبين الراغبين؟ ثم يقول‪ :‬ونحن يا عزيزي قوم إذا وصل الحال لمثل هذا السؤال‪ ،‬تقف روحنا وتربيتنا‬ ‫ونفسيتنا موقفا يصعب معه إذعانها‪ ،‬فضال عن خضوعها»‪.‬‬ ‫إال أنه قد راجع نفسه بعد ذلك‪ ،‬فقال‪ ...« :‬وتجاهلت الوظائف والموظفين‪ ،‬واأللقاب والملقبين‪ ،‬ونسيت‬ ‫التملق والمتملقين‪ ،‬وأصحاب الحاجات والراغبين‪ ،‬وأنشدت ما ينشده العازمون على األمور‪:‬‬ ‫من راقب الناس مات غمـا‬

‫وفاز باللذة الجســــــــــور»‬

‫وهكذا تشجع ذ‪ .‬داود‪ ،‬فكتب تقريظه‪ ،‬وأشار إلى بدايات معرفتهما قائال‪:‬‬ ‫« ‪...‬وزرت األستاذ المختار بمراكش‪ ،‬وزارني بتطوان‪ ،‬وتعارفنا من قريب‪ ،‬بعد أن كان تعارفنا بالسماع‬ ‫من بعيد‪ ،‬فوجدنا أنفسنا سائرين في اتجاه واحد‪ ،‬ثقافتنا إسالمية عربية‪ ،‬عواطفنا تعتز برجال السلف الصالح‪،‬‬ ‫وتحترم شيوخنا األبرار‪ ،‬مبدأنا االعتزاز باإلسالم ثم بالعروبة‪ ،‬ثم بالوطنية االستقاللية الحرة الصادقة المخلصة‪،‬‬ ‫واالفتخار بأمجاد قومنا وماضي أمتنا‪ ،‬واحتقار الثرثارين من أنصاف المتعلمين‪ ،‬والقرود المقلدين للمتحذلقين‬ ‫من جهال المستشرقين»‪.‬‬ ‫ثم يذكر أن ذ‪ .‬السوسي قد قدم له بعض مؤلفاته‪ ،‬فاطلع عليها‪ ،‬وأعجب بها أيما إعجاب‪ ،‬قائال‪ ...« :‬فإذا بي‬ ‫في ذلك المجلد أمام عذب سلسبيل‪ ،‬في أرض أريض‪ ،‬وظل عريض‪ ،‬أسلوب بديع‪ ،‬وأدب رفيع‪ ،‬ونثر بارع‪ ،‬وشعر‬ ‫رائع‪ ،‬فقلت سبحان اهلل‪ ،‬أيصدر مثل هذه الجواهر والدرر عن أناس يتكلمون في أوساطهم العادية بغير لغتنا‪،‬‬ ‫ويتفاهمون بلهجة غير لهجتنا‪ ،‬أيأتي بهذا السحر الحالل من يصفهم بعض الناس بأن في كالمهم عجمة‪ ،‬وفي‬ ‫لسانهم لكنة؟ إن هذا لشيء عجاب؛ ولم يطل تعجبي‪ ،‬ولم يكثر تساؤلي‪ ،‬إذ وجدت أن الواقع هو ما أرى وما أقرأ‪،‬‬ ‫ال ما أفهم وال ما أسمع»‪.‬‬ ‫ويتمادى ذ‪ .‬داود في مدح ما قام به ذ‪ .‬السوسي من إبداع في التأليف والجمع والتأريخ‪ ،‬مسجال لمحاسن‬ ‫المعسول‪« :‬المملوء علما وأدبا وتاريخا وحكما‪ ،‬الكتاب الذي يبحث في األصول واألعراق‪ ،‬وتدرس فيه العوائد‬ ‫واألخالق‪ ،‬ونجد فيه من تراجم إخوان لنا‪ ،‬وتصوير لحياتهم‪ ،‬وتسجيل لروائع أدبهم‪ ،‬ما يضيف إلى صفحات‬ ‫تاريخنا‪ ،‬وباقات أدبنا‪ ،‬ثروة ال تقدر بثمن»‪.‬‬ ‫ولعل العبارات التي جاءت في نهاية هذا التقريظ‪ ،‬أكبر دليل على ما كان ذ‪ .‬داود يكنه لصديقه ذ‪ .‬السوسي‬ ‫من محبة وتقدير‪ ،‬حيث قال فيه‪ ... « :‬فإذا بي في بحر زاخر من العلم واألدب‪ ،‬وجبل شامخ في الدين المتين‪،‬‬ ‫والخلق القويم‪ ،‬والهدي النبوي‪ ،‬والكرم الحاتمي‪ ،‬إلى باع طويل في علوم اللغة العربية واألدب الممتاز‪ ،‬واطالع‬ ‫واسع على مجرى السياسة واألحداث في الداخل والخارج‪ ،‬مع سداد في الرأي‪ ،‬واتزان في الفكر‪ ،‬وبراعة في‬ ‫األسلوب‪ .‬ثم قرأت جل تآليفه عن سوس‪ ،‬فانتهيت إلى نتيجة‪ ،‬وهي أن من اإلنتاج األدبي العربي بالمغرب‬ ‫ما يحق االفتخار به أمام بقية أقطار العروبة في القديم والحديث‪ ،‬ولوال ابتعادي عن المبالغة‪ ،‬وكانت لي في‬ ‫مجالس األحكام كلمة– ال قدر اهلل – لحكمت بأن األخوين عبد اهلل كنون والمختار السوسي‪ ،‬هما في عصرنا‬ ‫هذا‪ ،‬معجزتان من معجزات هذا المغرب العظيم»‪.‬‬

‫محمد داود‬

‫وبعد كتابة هذا التقريظ‪ ،‬أرسله ذ‪ .‬داود إلى‬ ‫صديقه‪ ،‬فأجابه العالمة السوسي بما نصه‪:‬‬ ‫«الحمد هلل وحده وصلى اهلل وسلم على سيدنا‬ ‫محمد وآله وصحبه‬ ‫األستاذ الكبير‪ ،‬سيد الجيل أخالقا وعلما وكرما‬ ‫وإفادة واستفادة‪ ،‬محمد داود التطواني‬ ‫وعليكم السالم‬ ‫هذا فقد جاء التقريظ‪ ،‬وجعل إزاء إخوانه‪ ،‬فاهلل‬ ‫يحفظ معسولكم من التوابع والزوابع والقوارع‬ ‫والقواطع حتى يتم طبعه‪ ،‬كما نطلب من اهلل بعد‬ ‫ذلك أن يحفظه من مباضع المشارح المحقة‪ ،‬ألن‬ ‫الحق هو المؤلم‪ ،‬وها أنذا أودع عندك شهادة‬ ‫استرعاء‪ ،‬بأنني أتبرأ من كل خطإ أو غلط أو سهو‬ ‫فيه كيفما كان‪ .‬ألنني أوقن بأنه سيكون فيه ما هو‬ ‫أكبر من المظنون‪ ،‬ولكن أرتجي أن تغفر السيئات‬ ‫للحسنات‪ ،‬خصوصا لشلحي مستعرب مثلي‪ ،‬ليست‬ ‫له ذالقة داود‪ ،‬وال بحث كنون‪ ،‬وال استقصاء العابد‪،‬‬ ‫وال موازين المنوني‪ ،‬وال مناقيش التطواني‪ ،‬فادع‬ ‫اهلل معي‪ ،‬وأما األشواق فهي فياضة‪ ،‬وكم أسبوع‬ ‫أهتم بالولوج إلى تطوان بال استيذان‪ ،‬ولكن‪......‬‬ ‫‪ 4‬صفر ‪ )1961/7/17( 1381‬محمد المختار‬

‫السوسي»‪.‬‬ ‫ولعل األقدار اإللهية هي التي كانت تهيئ األسباب لتواصل األحبة وللقاء األصدقاء‪ ،‬فقد يسر اهلل لهذين‬ ‫الرجلين أن يلتقيا ضمن عدة لجان وهيئات ومؤتمرات‪ ،‬ليكون الواحد منهما مكمال لآلخر‪ ،‬وليعمل كل منهما‬ ‫إلى جانب اآلخر‪ ،‬انطالقا من مبادئ واحدة‪ ،‬وقيم واحدة‪ ،‬للوصول إلى هدف واحد‪.‬‬ ‫ومن ذلك مثال‪ ،‬لقاؤهما عندما أصدر جاللة الملك محمد الخامس قدس اهلل ثراه‪ ،‬ظهيرا مؤرخا بـ ‪10‬‬ ‫صفر ‪ 1377‬ـ ‪ 6‬شتمبر ‪ 1957‬بقصد إحداث لجنة لوضع مدونة ألحكام الفقه اإلسالمي‪ ،‬فكان كل من ذ‪ .‬داود‬ ‫واألستاذ محمد المختار السوسي من بين األعضاء الثمانية الذين تكونت منهم اللجنة المذكورة‪ ،‬برئاسة وزير‬ ‫العدل حينذاك السيد عبد الكريم بن جلون‪ ،‬أما بقية أعضاء اللجنة كما بالجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 6‬شتمبر‬ ‫‪ 1957‬فهم كالتالي‪ :‬محمد ابن العربي العلوي‪ ،‬عالل الفاسي‪ ،‬أحمد البدراوي‪ ،‬عبد الرحمن الشفشاوني‪ ،‬المهدي‬ ‫العلوي‪ ،‬عبد الواحد العلوي‪ ،‬الحسين بن البشير‪ ،‬والرئيس الشرفي ولي العهد األمير موالي الحسن‪.‬‬ ‫كذا يسر اهلل لقاءهما ضمن لجنة إعداد نص الدستور بالمغرب‪ ،‬وذلك في غشت ‪ 1960‬م‪ ،‬حيث استدعى‬ ‫جاللة الملك المغفور له محمد الخامس طيب اهلل ثراه‪ ،‬مجموعة من األفراد لتعيينهم في لجنة تقوم بهذه‬ ‫المهمة‪ ،‬وقد تكونت هذه اللجنة من‪ :‬نخبة من العلماء ورجال القضاء والمحامين‪ ،‬وكذا من ممثلين عن الهيئات‬ ‫الحزبية وممثلين عن األقاليم‪ ،‬فكانت نخبة العلماء في هذه اللجنة ممثلة من طرف السادة‪ :‬محمد المختار‬ ‫السوسي‪ ،‬والرحالي الفاروقي وعبد اهلل كنون ومحمد داود‪ .‬وفعال تم العمل كما خطط له صاحب الجاللة‪ ،‬فهيء‬ ‫العمل كما كان مطلوبا‪ ،‬وتم إعداد نص الدستور‪ ،‬وتم افتتاح مجلس الدستور يوم اإلثنين ‪ 17‬جمادى األولى‬ ‫‪ 1380‬هـ ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1960‬م‪.‬‬ ‫ثم كان لقاء الصديقين السوسي وداود في مؤتمر العالم اإلسالمي الذي انعقد في بغداد بالعراق في أواخر‬ ‫ماي سنة ‪ ،1962‬حيث كان الوفد المغربي في هذا المؤتمر يضم السادة‪ :‬إبراهيم الكتاني‪ ،‬عبد العزيز بنعبد‬ ‫اهلل‪ ،‬محمد الطنجي‪ ،‬محمد داود‪ ،‬برئاسة العالمة محمد المختار السوسي‪ .‬وقد سبقت سفر هذا الوفد إلى بغداد‪،‬‬ ‫اجتماعات ولقاءات عدة في بيت األستاذ السوسي‪ ،‬وذلك إلعداد األوراق والملفات والمواضيع المتعلقة بهذا‬ ‫المؤتمر‪ .‬وابتداء من يوم الثالثاء ‪ 29‬ماي ‪ ،1962‬كان حضور الوفد المذكور ضمن جلسات المؤتمر ببغداد الذي‬ ‫اختتم يوم ‪ 4‬يونيه ‪.1962‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬فإن خير ما يمكن أن أختم به هذه الشواهد على صداقة هذين الرجلين اللذين تحابا في اهلل‪ ،‬هو‬ ‫قول ذ‪ .‬داود(‪:)5‬‬ ‫«وعلى ذكر مدينتي الرباط وسال‪ ،‬ومن باب االستطراد المفيد الذي ال نرى به بأسا‪ ،‬نذكر ‪ -‬وللذكريات تأثير‬ ‫في النفوس وسيطرة على الشعور‪ -‬أن لنا بالفعل في كل من سال والرباط‪ ،‬من نعتز بصحبتهم ورفقتهم من‬ ‫األصدقاء واألحباب‪ ،‬منذ عهد الدراسة والشباب‪ ،‬وكم لنا معهم من جلسات ممتعة على موائد العلوم واآلداب‪،‬‬ ‫فضال عن الطعام والشراب‪ ،‬ويرحم اهلل أخانا وحبيبنا العالمة األديب المختار السوسي‪ ،‬الذي كان واسطة العقد‪،‬‬ ‫وجامع الشمل بيننا وبين عدد من األدباء بالرباط وسال‪ ،‬وقد أنشدنا لنفسه رحمه اهلل في إحدى تلك الجلسات‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫أهال وسهال إننا أســــــرة أوقاتها آكلة شاربـــــــــة‬ ‫آدابنا حول موائدنــــــــــا تنفك في جائيـة ذاهبــــــة‬ ‫كيف ترى ماجـدة أســـرة أديبة إن لم تكن آدبــــــــة‬ ‫وإذا ذكرنا أخانا األستاذ المختار السوسي‪ ،‬فإنما نذكر مثال رجل الدين والفضل‪ ،‬واألدب والعلم‪ ،‬والتواضع‬ ‫والحلم‪ ،‬والكرم والمروءة‪ .‬وإذا كان األخ المختار قد أصبح اآلن في خبر كان‪ ،‬فإن تآليفه النادرة عن تاريخ سوس‬ ‫وعلمائها وأدبائها وحوادثها‪ ،‬خالدة خلود الزمان‪ ،‬وإننا نذكره ونكرر ذكره‪ ،‬ألن حسن العهد من اإليمان‪ .‬فرحمة‬ ‫اهلل ورضوانه على األخ المختار‪ ،‬وبارك اهلل في رفقائه الطيبين األبرار»‪ .‬اهـ كالم ذ‪ .‬داود‪ ،‬وبه ينتهي هذا العرض‪.‬‬ ‫شكرا على إصغاء حضراتكم‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة اهلل‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬تاريخ تطوان – محمد داود‪ .‬المجلد ‪ 4‬ص ‪( 192‬طبعة ‪ )2014‬والمجلد ‪ 5‬ص ‪( 266‬طبعة ‪.)2014‬‬ ‫(‪ )2‬تاريخ تطوان‪ .‬محمد داود ‪ -‬المجلد األول‪ ،‬تحت عنوان (استدراكات ومالحظات على هذا المجلد) ص (من‬ ‫الطبعة األولى سنة ‪ – )1959‬وصفحة ‪( 429‬من طبعة سنة ‪)2013‬‬ ‫(‪ )3‬تاريخ تطوان‪ .‬محمد داود – المجلد األول ‪ -‬مقدمة بقلم الحاج مَحمد بنونة‪ ،‬ص ( طبعة ‪.)2014‬‬ ‫(‪ )4‬العدد هنا للتمثيل ال الحصر‪ .‬وإال فإن بيننا وبين أحباب آخرين من الصداقة واإلخالص ما ال يقل عن‬ ‫هؤالء‪.‬‬ ‫(‪ )5‬في كتابه المخطوط «األمثال العامية في تطوان والبالد العربية»‪( .‬عند شرح أحد األمثال المتعلقة‬ ‫بمدينتي الرباط وسال)‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع الوطني‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫فاس‬

‫غرناطة‬

‫‪13‬‬

‫الجوهرة‬ ‫المفقودة‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر‬ ‫في حق السوبرانو‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫يا أندلس ويا أندلس الغراء مهد األمجاد والسناء‬ ‫يا أندلسَ ويا أندلس موطن العظماء والشعرا ِء‬ ‫سكبت دمعي أسف ًا عليك يا أندلسُ العذرا ُء‬ ‫تقاطر الشمعُ باكي ًا حزين ًا حتى الفنا ِء عزا ُء‬ ‫جراحكِ في َ‬ ‫الق ْل ِب بادي ًا هدّ أوصالي النسما ِء‬ ‫في كل حين أُرسل سالمي لكل الحوريات الشهبا ِء‬ ‫هالني الشّوقُ إلى كؤوس الراح مع المليحاتِ العصما ِء‬ ‫سهرات على نغم العُود وترنّح األوتار الصنعا ِء‬ ‫غناءاً طربا على نبرات الكمان والقانون والغِنا ِء‬ ‫ترقصُ على نغمات اآلالت أجمل بنات الزهرا ِء‬ ‫نايٌ صدّاح مأل عطر األنفاس في الفضاء‬ ‫ُ‬ ‫الخلخال بالحِنا ِء‬ ‫ترنّحت معه الرشيقات يضربنَ‬ ‫سايرَتِ اإليقاع صهيبة شقراء مليح ٌة بيضا ُء‬ ‫َ‬ ‫الجمال المزيّن بأبْهى الحلي والدّيباج الآلأل‬ ‫ما عرفتُ‬ ‫فيك شُفيَ غليلي بنسيم عليل أحلى األنْفاس بالظباء‬ ‫آهٍ‪ ..‬آهٍ‪ ..‬خلت نفسي فاقد الوَعي بالميزَان والحيا ِء‬ ‫ُ‬ ‫وأمأل قلبي الولهان باآلهات مع النّدْماء‬ ‫أؤُغنِّي‬ ‫فقدتك جوهرة ثمينة من أغلى الجواهر والآللئ‬ ‫كفاكِ مفخر ًة سكنكِ العرب القح الفاتحون النجبا ِء‬ ‫تربع اإلسالم بربوعك فزادك عزا وصولة ونعما ِء‬ ‫هفوة طائشة ضاعت بها كل األحالم في القضا ِء‬ ‫بك قرطبة أبهى المدن وأحب إلي بالوصال واللقا ِء‬ ‫دُور قرطبة شاهدة للعيان وطول الزمان بالسنا ِء‬ ‫في سجالت الدائرة عليها غبرة تشهد باإلسكان والضيا ِء‬ ‫زُخرفٌ ذهبية وكتابات حيطانِ صدق برهان لسما ِء‬ ‫قصر الحمرا ِء شاهد اليوم بحضارة اإلسالم والعلما ِء‬ ‫مدينة الزهراء أضحت بئيسة دون أزهارها الفيحا ِء‬ ‫يا أسفي العميق على جنة بأرض األندلس الغرا ِء‬ ‫بكِ ٌ‬ ‫جنان تزخر بورود وأزهار فيحاء عطرت الفضا ِء‬ ‫ماء عذب وسط الصحن سائغ الشراب للظماء‬ ‫آه‪ ..‬آه‪ ..‬عليك يا أندلس حبيبة األهل واألقارب واألحبا ِء‬ ‫ما كنت أدري ّ‬ ‫أن الحب منشأه من فاس وأندلس الخرقا ِء‬ ‫يا زائر الروضة للترحم ترحم على أجدادي واآلبا ِء‬ ‫قلت حبذا لو عدت السكنَ مع رُفات الوفاء‬ ‫فقمت بالزيارة هونا عن العهد البائد والندا ِء‬ ‫آه‪ ..‬آه‪ ..‬صدمتني مغبة وحسرة اللقاء باستحيا ِء‬ ‫يا ليتَ وياليت لم أتذكر عنكِ هاجتْ أحزاني وإسرا ِء‬ ‫ما ظننتُ أن عقلي بك سبَا ُغرة األمجاد والنبها ِء‬ ‫يا ليتني أصبرُ على هجرك فأنساك مع أشياء‬ ‫شجاني البعدُ وتهتُ هائما بين الوديان الركا ِء‬ ‫عليك سكبتُ دمعي دم ًا رقراق ًا على الفراق واألنا ِء‬ ‫يا أندلسُ ويا أندلس بكِ كان موطن العظماء األجال ِء‬ ‫يا أندلس ويا أندلس أنجبتِ فطاحل العلم واإلفتا ِء‬ ‫بك آثار النخوة خلدها العرب عبر األزمان في كل فضا ِء‬ ‫آه‪ ..‬آه‪ ..‬يا أندلس منبع األطباء واألدباء والشعرا ِء‬ ‫حصون وأسوار شاهقة تشهد للعيان بجودة البنا ِء‬ ‫أبواب موصدة مانعة من كل غادر وسوء عدا ِء‬ ‫فخر كتبتُ عنك وحكيتُ أسرار مع الورقا ِء‬ ‫بمدادِ ٍ‬ ‫بفاس صلتُ وجددتُ مجدك ونعمت باللقا ِء‬ ‫ذاع صيتها في اآلفاق بالجامعات العلياء‬ ‫َ‬ ‫فطاحل الملوك والزعماء والوزراء‬ ‫أنجبتِ‬ ‫ً‬ ‫أصبحتِ جوهرة تألأل ضيا ُءها باإلنماء‬ ‫حفظها اهلل وسدد خطى أهاليها الكرام النبال ِء‪.‬‬ ‫طنجة في ‪ 10‬مارس ‪2018‬‬

‫سميرة القادري‬

‫م�صطفىم�شبال‬


‫العدد ‪935‬‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫الثوابت الدينية والوطنية‬ ‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫العقيدة األشعرية عقيدة أهل السنة‬ ‫والجماعة (‪)5/2‬‬

‫من المسلم به لدى اإلنسان أن المرء ال يمكن أن يعيش بدون عقيدة يحملها في قلبه‬ ‫وفكره‪ ،‬ويسير على أساسها في حياته وسلوكه‪ ،‬ولذلكم كان في مقدمة ما جاءت به رسالة‬ ‫األنبياء والرسل عليهم الصالة والسالم‪ ،‬بدءا من أولهم آدم فنوح ‪ ...‬إلى خاتمهم نبينا‬ ‫المصطفى صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬هو إصالح العقيدة و تبيين الصحيح السليم منها‪.‬‬ ‫ولذلك وجب صيانة قلوب المؤمنين من كل ما يشوش على عقيدتهم الدينية الصافية‪،‬‬ ‫وذلك بالبناء والتحصين واالستدالل النقلي والعقلي المستمد من وحي القرآن والسنة‪ ،‬واعتماد‬ ‫عقيدة واحدة واألخذ بها‪ ،‬وهي بالنسبة ألهل المغرب العقيدة األشعرية التي هي عقيدة أهل‬ ‫السنة والجماعة ومذهب السلف الصالح‪.‬‬ ‫لقد اختار المغاربة عقيدة السلف التي اصطفتها مشيخة العلم لتحقيق األمن الروحي‬ ‫العاصم من فتن مقوالت المتفرقين ‪ ،‬وهي العقيدة األشعرية ‪ ،‬نسبة إلى اإلمام أبي الحسن‬ ‫علي بن إسماعيل األشعري [ت ‪324‬هـ] ‪ ،‬نظرا لما وجدوا فيها من درء التشبيه والتعطيل‪ ،‬ولما‬ ‫لمسوا فيها من حفاظ على جوهر العقيدة السليمة والتوحيد الخالص ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عُدول العلماء لعموم األمة؛ ألنها تمثل المنهج المقتدر على‬ ‫وهي العقيدة التي اختارها‬ ‫حِ ْفظِ عقيدةِ السَّ َلفِ في صيرورَتِها المستجيبة للتطور التاريخي‪ ،‬استجابة ِّ‬ ‫تمكنُ من صيانة‬ ‫عقائد الناس من آثار النحل ِالغريبة التي عرفتها المجتمعات المسلمة‪ ،‬كل ذلك في وسطية‬ ‫معتدلة ترعى ما جاءت به الشريعة مِن جهة‪ ،‬وما أَذِنت في مُواكبته مما تدعو إليها الحاجة‬ ‫المنضبطة من جهة أخرى‪ ،‬وسطية متوازنة نشأت بمَا زاوَجت تلكم العقيدة السنية بين العقل‬ ‫العقول ِب ُ‬ ‫حيث ال يت َل ّقاها الشرْعُ بال َقبول‪ ،‬وَلاَ هي‬ ‫محض‬ ‫ِ‬ ‫والنقل السمع‪ ،‬فالهي تَصَرُّفٌ ِب ِ‬ ‫العقل ِب ْ‬ ‫ُ‬ ‫التأ ِييدِ وَالتسديدِ‪.‬‬ ‫محض الت ْقليدِ َّالذي ال يشهدُ لها‬ ‫مَب ِنيّة عَ َلى‬ ‫ِ‬ ‫وكان من حسنات هذه العقيدة أن ضمنت عبر القرون وحدة المغاربة في مسائل االعتقاد‬ ‫المتعلقة بالذات والصفات‪ ،‬واألفعال‪ ،‬والقرآن‪ ،‬واإليمان‪ ،‬والقدر‪ ،‬وعذاب القبر‪ ،‬والحوض‪،‬‬ ‫والعقاب‪ ،‬والشفاعة‪ ،‬والتأويل وإمارة المُؤمنين‪ .‬وحفظتهم من الوقوع في فتنة التكفير بالذنب‬ ‫الذي وقع فيه من زعم أن اإليمان ال يكون إال بفعل الطاعات المفترضة كلها‪ ،‬بالقلب واللسان‬ ‫وسائر الجوارح‪ ،‬وأن من واقع المعصية التي جاء الوعيد عليها في الخبر الصحيح ال حظ له في‬ ‫اإليمان‪ ،‬وال خالق له في اآلخرة وال موقع له في الجنان‪ .‬ألن عقد األشعري المبارك ينص على‬ ‫أن أصل اإليمان المعرفة باهلل‪ ،‬والتصديق له وبه‪ ،‬وبما جاء من عنده بالقلب واللسان‪ ،‬مع‬ ‫الخضوع لجالله ‪ ،‬والحب لجنابه ‪ ،‬والخوف من عقابه‪ ،‬والتعظيم لجماله وكماله‪ ،‬مع ترك التكبر‬ ‫واالستنكاف والمعاندة‪.‬‬ ‫وكان من بركات عقد هذا اإلمام المتناسب في أصوله العامة مع عقيدة اإلمام مالك‬ ‫ومواقفه من الفتن المفرقة الضالة ؛ أنه لم يكن في مذهبه ألجل ذلك مبتدع قط‪ ،‬ولم يظهر‬ ‫فيه وال في بالد الغرب من أهل األهواء والخوارج الذين خالفوا أهل السنة ‪.‬‬ ‫واألمة اإلسالمية اليوم في حاجة ماسة إلى تجديد فهمها على مرتكزات هذه العقيدة التي‬ ‫ينظمها االلتزام العقدي بشروطه المباينة لمسالك الخارجين عن الجماعة من متبعي مضالت‬ ‫األهواء‪ ،‬والصدور في إثبات االعتقاد على أصل التنزيه الذي كان عليه الجيل األول الممثل‬ ‫لسبيل المومنين‪ ،‬الذين كانوا يحملون األلفاظ على أحسن معانيها الالئقة بحق التقديس‪.‬‬ ‫والتأويل ـ عند الضرورة ـ بقصد التنزيه‪ ،‬والتعبير بما يفيد التقديس والتمجيد‪ .‬والوسطية في‬ ‫االعتقاد المستفادة من القرآن الكريم‪ ،‬على فهم السابقين‪ ،‬ومن المستفيض من السنة النبوية‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫المأثورة بألفاظها التي لم يتصرف الرواة في حروفها‪ ،‬ولم يخالف المسندون في ألفاظها‪ ،‬ولم‬ ‫يدخل المجاز الجاري في االستعمال في معانيها‪ ،‬وتوافقت مع شرط الصحيح المحتج به المأثور‬ ‫عن منهج العلماء المحققين‪ .‬والتحفظ من التكفير بلحاظ التقصير في القيام ببعض واجبات‬ ‫الدين‪ ،‬وقد قضى به أبو الحسن األشعري مذهبا للسلف في قوله‪ :‬وندين بأن ال نكفر أحدا من‬ ‫أهل القبلة بذنب يرتكبه ما لم يستحله‪ ،‬كالزنا والسرقة وشرب الخمر‪....‬‬ ‫‪ - 2‬لماذا اختار المغاربة العقيدة األشعرية واستقروا عليها؟‬ ‫لقد اختار المغاربة العقيدة األشعرية واستقروا عليها ألسباب كثيرة منها‪:‬‬ ‫• قيامها على الكتاب والسنة ومذهب السلف الصالح من أهل السنة والجماعة؛‬ ‫• كونها االمتداد لما كان عليه الصحابة والتابعون ومن جاء بعدهم من الصلحاء؛‬ ‫• سهولتها ووضوحها وعلميتها وفطريتها؛‬ ‫• سالمتها في مضمونها ومنهج عرض قضاياها؛‬ ‫• اعتمادها على النقل أصال والعقل شارحا ومبينا عند مناقشة األدلة والحجج؛‬ ‫• مكانة أبي الحسن األشعري‪ ،‬كونه إمام المتكلمين في زمانه وخطيب أهل السنة‪ ،‬واطالعه‬ ‫الواسع على المذاهب العقدية األخرى‪ ،‬كعقيدة المعتزلة وغيرهم؛‬ ‫• دخولها إلى المغرب عن طريق كبار علمائه الذين أقروها واعتمدوها مذهبا لهم؛‬ ‫• أثرها الطيب في توحيد بالد المغرب وغيرها من مناطق شمال إفريقيا وغربها وساحلها؛‬ ‫• إجماع األمة عليها؛ إذ هي عقيدة السواد األعظم منها؛‬ ‫‪ - 3‬أشهر المؤلفات في العقيدة األشعرية‬ ‫ «اإلبانة عن أصول الديانة» ألبي الحسن األشعري‬‫ «اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع» له أيضا‬‫ «اإلنصاف فيما يجب اعتقاده» ألبي بكر بن الطيب الباقالني (ت ‪403‬هـ)‬‫ « التمهيد» له أيضا‪.‬‬‫ «االعتقاد» ألبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي(ت‪458‬هـ)‬‫ «األسماء والصفات» له أيضا‬‫ « العقيدة البرهانية» ألبي عمرو الساللجي الفاسي (ت ‪574‬هـ)‪.‬‬‫ « اإلرشاد إلى قواطع األدلة في أصول االعتقاد» للجويني (ت ‪ 478‬هـ)‪.‬‬‫ « تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد» للشيخ إبراهيم بن محمد البيجوري (ت‪1277‬هـ)‬‫وهو شرح على منظومة «جوهرة التوحيد» ألبراهيم بن حسن اللقاني (ت‪ 1041‬هـ)‪.‬‬ ‫‪« -‬شرح جوهرة التوحيد» للشيخ عبد الكريم الرفاعي والشيخ وهبي سليمان غاوجي‪.‬‬

‫قافلة العلوم ‪ 2018‬تحط الرحال بالجماعة الترابية بني كلة بمجموعة‬ ‫مدارس عبداهلل بن مسعود بمديرية وزان‬ ‫استضاف تلميذات وتالميــذ مجموعـة مدارس «عبداهلل بن مسعود»‪ ،‬بجميع الوحدات‬ ‫المدرسية التابعة لها‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 28‬مارس ‪ ،2018‬قافلة العلوم في نسختها الثانية‪ ،‬التي‬ ‫سبق وأن أطلقتها المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي بوزان منتصف شهر دجنبر ‪ 2017‬والممتدة إلى غاية منتصف شهر‬ ‫ماي ‪ 2018‬تحت شعار‪ »Tous la main à la pâte « ‬والتي جاءت عبارة عن «مختبر علمي‬ ‫متنقل» بين المؤسسات التعليمية بإقليم وزان ؛ تضم عُدة علمية خاصة بالمختبر العلمي‬ ‫من تجهيزات ومعدات ووسائل للتجارب ومعينات تربوية ومناوالت بسيطة وحقيبة تعليمية‬ ‫تحتوي على حاسوب األستاذ وعشر لوحات لمسية حاملة لموارد رقمية ثم استثمارها في‬ ‫فعاليات هذا النشاط العلمي‪ ،‬باإلضافة إلى عتاد معلوماتي مكون من ‪ 20‬حاسوب خاص‬ ‫بالمتعلمات والمتعلمين‪.‬‬ ‫تم توزيع تلميذات وتالميذ مجموعة مدارس عبد اهلل بن مسعود المركز والوحدات‬ ‫المدرسية التابعة لها والبالغ عددهم ما يقارب ‪ 200‬تلميذة وتلميذ في مجموعات عمل‪،‬‬ ‫على ورشات تربوية وعلمية معدة سلفا من طرف الطاقم المشرف على القافلة‪ ،‬وذلك‬ ‫عمال بمبدأ تكافؤ الفرص لضمان استفادة كافة المتعلمين من برامج وأنشطة القافلة‬ ‫بالمؤسسات التعليمية المستهدفة من برنامج قافلة العلوم ‪ 2018‬وتحديدا من فعاليات‬ ‫«المختبر العلمي المتنقل بين المؤسسات التعليمية بإقليم وزان»‪.‬‬ ‫هذا المختبر المتنقل تضمن معارض خاصة بالمعدات المخبرية ومعينات تربوية‬ ‫في مجال علوم الفيزياء والكيمياء وعلوم الحيـاة واألرض وعلوم الرياضيات‪ ،‬ذات الصلـة‬ ‫بالبرامج والمناهج الدراسية المقررة على مستوى السلك االبتدائي مع عرض فيلم تربوي‬ ‫حول المبادئ األولية للمنهاج العلمي وورشات في التربية التشكيلية وفيلم تربوي بعنوان‬ ‫‪.sur le chemin de l’ecole‬‬ ‫عمل على تنظيم وتأطير وتنشيط هذه الورشات التربوية إلى جانب األطر المكلفة‬ ‫بالتنظيم المذكورين سلفا‪ ،‬السادة األساتذة العاملون بالمؤسسة المستضيفة‪ ،.‬أطر‬ ‫عن مركز التفتح الفني واألدبي ومدير مجموعة مدارس أمزو كمنشط ومؤطر للحقيبة‬ ‫التعليمية وهو بالمناسبة من سيشرف على تدبير شؤون مجموعة مدارس عبداهلل بن‬ ‫مسعود انطالقا من الموسم الدراسي ‪ .2019-2018‬ولعل ما ميز هذا المختبر المتنقل‬ ‫بهذه المؤسسة هو المتابعة الواسعة من طرف أمهات وآباء وأولياء التالميذ والتلميذات‬ ‫الذين رافقوا أبناءهم وعبروا عن سعادتهم خالل زياراتهم لجميع الورشات التي عرفتها‬ ‫قافلة العلوم ‪ 2018‬بهذه المؤسسة‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬

‫(يتبع)‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫«طوق الحمامة»‬

‫أقدم كتاب تناول تيمة الحب بدقة وأمانة‬

‫«طوق الحمامة في األلفة ُ‬ ‫واألالف»‪ ،‬هو من أشهر كتب ابن حزم األندلسي (توفي بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪456‬ه‪15/‬غشت ‪1064‬م )‬ ‫والدَرس عاطفة الحب اإلنسانية ؛ وصف بأنه أدق ما كتب‬ ‫يحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين‪ ،‬ويتناول بالبحث ّ‬ ‫العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه؛ ترجم إلى العديد من اللغات العالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتأليفا‪،‬وهو‬ ‫تصنيفا‬ ‫و يعد مؤلف «طوق الحمامة» أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم من أكبر جهابدة علماء األندلس‬ ‫إمام حافظ وفقيه ظاهري‪ ،‬ومتكلم وأديب وشاعر ونسابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل‪ ،‬بل وصفه البعض بالفيلسوف‪ ،‬كما عد‬ ‫من أوائل من قال بكروية األرض‪..‬يقال إنه صنف أربعمائة مجلد فيما يعادل ثمانين ألف ورقة‪ ،‬حرقت ج ّلها بأمر من المعتضد بن‬ ‫عباد أمير إشبيلية‪.‬‬ ‫عاش طفولته وريعان شبابه بين أحضان الجواري في قصروالده‪ /‬أحد وزراء المنصور بن أبي عامر‪ ،‬حيث تيسر له العيش الرغد‬ ‫فتفرغ لتحصيل العلوم والفنون‪ ،‬فكتب «طوق الحمامة» وهو في الخامسة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫وكعربون على المحبة ندعو القراء األعزاء إلى مأدبة االستمتاع بما لذ وطاب من عجائب أخبار الحب والمحبين على سماط «طوق‬ ‫الحمامة» المتضمن لثالثين صنفا من شهي األطباق حسب مختلف األذواق‪:‬‬

‫• بـاب المراسلـة ‪- 10 -‬‬

‫ثم يتلو ذلك إذا امتزجا‪ :‬المراسلة بالكتب‪.‬‬ ‫وللكتب آفات‪ ،‬ولقد رأيت أهل هذا الشان يبادرون لقطع الكتب ولحلها في الماء وبمحو أثرها‪ ،‬فرب فضيحة كانت‬ ‫بسبب كتاب‪ ،‬وفي ذلك أقول [من الطويل] ‪:‬‬

‫عزيز علي اليوم قطـع كتابكـم ولكـنه لم يلـف للــود قاطـع‬ ‫فآثــرت أن يبقـى وداد ويمتحـي مداد فإن الفرع لألصــل تابــع‬ ‫فكم من كتاب فيه ميتة ربـــه ولم يــدره إذ نمقتـه األصابـع‬

‫وينبغي أن يكون شكل الكتاب ألطف األشكال‪ ،‬وجنسه أملح األجناس؛‬ ‫ولعمري إن الكتاب للسان في بعض األحايين‪ ،‬إما لحصر في اإلنسان وإما‬ ‫لحياء وإما لهيبة‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬حتى إن لوصول الكتاب إلى المحبوب وعلم المحب أنه قد وقع‬ ‫بيده ورآه للذة يجدها المحب عجيبة تقوم مقام الرؤية‪ ،‬وإن لرد الجواب‬ ‫والنظر إليه سروراً يعدل اللقاء‪ ،‬ولهذا ما ترى العاشق يضع الكتاب على‬ ‫يمينه وقلبه ويعانقه‪.‬‬ ‫ولعهدي ببعض أهل المحبة‪ ،‬ممن كان يتحرى ما يقول ويحسن‬ ‫الوصف ويعبر عما في ضميره بلسانه عبارة جيدة ويجيد النظر ويدقق‬ ‫في الحقائق‪ ،‬ال يدع المراسلة وهو ممكن الوصل قريب الدار داني المزار‪،‬‬ ‫ويحكي أنها من وجوه اللذة‪..‬‬ ‫ولقد أخبرت عن بعض السقاط الوضعاء أنه كان يضع كتاب محبوبه‬ ‫على إحليله‪ ،‬وإن هذا النوع من االغتالم قبيح وضرب من الشق فاحش‪.‬‬ ‫وأما سقي الحبر بالدمع فأعرف من كان يفعل ذلك ويقارضه محبوبه‬ ‫يسقي الحبر بالريق‪ ،‬وفي ذلك أقول[من الطويل]‪:‬‬

‫جـواب أتاني عـن كتـــاب بعثـتـه‬ ‫سقيـت بدمع العيـن لمـا كتبتــه‬ ‫فما زال ماء العين يمحو سطـوره‬ ‫غــدا بـدموعــــي أول الخـط بينـا‬

‫فسـتكن مهـتاجـاً وهـيج ساكنا‬ ‫فعال محــب ليس في الود خائنــا‬ ‫فيا ماء عيني قد محوت المحاسنــا‬ ‫وأضحى بـدمعـي آخر الـخط بائـنـا‬

‫خبر‪ :‬ولقد رأيت كتاب المحب إلى محبوبه‪ ،‬وقد قطع في يده بسكين له فسال الدم واستمد منه وكتب به الكتاب‬ ‫أجمع؛ولقد رأيت الكتاب بعد جفوفه فما شككت أنه بصبغ اللك‪.‬‬

‫• بـاب السفير ‪- 11 -‬‬

‫ويقع في الحب بعد هذا ‪ -‬بعد حلول الثقة وتمام االستئناس‪ :‬إرسال السفير‪.‬‬ ‫ويجب تخيره وارتياده واستجادته واستفراهه‪ ،‬فهو دليل عقل المرء‪ ،‬وبيده‬ ‫حياته وموته‪ ،‬وستره وفضيحته‪ ،‬بعد اهلل تعالى‪ ،‬فينبغي أن يكون الرسول ذا‬ ‫هيئة‪ ،‬حاذقاً يكتفي باإلشارة‪ ،‬ويقرطس عن الغائب‪ ،‬ويحسن من ذات نفسه‪،‬‬ ‫ويضع من عقله ما أغفله باعثه‪ ،‬ويؤدي إلى الذي أرسله كل ما يشاهد على‬ ‫وجهه‪ ،‬كاتماً لألسرار‪ ،‬حافظاً للعهد‪ ،‬قنوعاً ناصحاً‪.‬‬ ‫ومن تعدى هذه الصفات كان ضرره على باعثه بمقدار ما نقصه منها‪.‬‬ ‫وفي ذلك أقول شعراً منه[من الطويل] ‪:‬‬

‫رسولك سيف في يمينك فاستجد حساماً وال تضرب به قبل صقله‬

‫وأكثر ما يستعمل المحبون في إرسالهم إلى من يحبونه‪ ،‬إما خام ًال ال يؤبه‬ ‫له وال يهتدى للتحفظ منه‪ ،‬لصباه أو لهيئة رثة أو بذاذة في طلعته؛ وإما جلي ًال‬ ‫ال تلحقه الظنن لنسك يظهره أو لسن عالية قد بلغها‪.‬‬ ‫وما اكثر هذا في النساء وال سيما ذوات العكاكيز والتسابيح والثوبين‬ ‫األحمرين‪.‬‬ ‫وإني ألذكر بقرطبة التحذير للنساء المحدثات من هذه الصفات حيثما‬ ‫رأينها؛ أو ذوات صناعة يقرب بها من األشخاص‪ ،‬فمن النساء‪ :‬كالطبيبة‬ ‫والحجامة والسراقة والداللة والماشطة والنائحة والمغنية والكاهنة والمعلمة والمستخدمة والصناع في المغزل‬ ‫والنسيج‪ ،‬وما أشبه ذلك؛ أو ذا قرابة من المرسل إليه ال يشح بها عليه‪.‬‬ ‫فكم منيع سهل بهذه األوصاف‪ ،‬وعسير يسر‪ ،‬وبعيد قرب‪ ،‬وجموح أنس‪ ،‬وكم داهية دهت الحجب المصونة‪،‬‬ ‫واألستار الكثيفة‪ ،‬والمقاصير المحروسة‪ ،‬والسدد المضبوطة‪ ،‬ألرباب هذه النعوت‪ ،‬ولوال أن أنبه عليها لذكرتها‪ ،‬ولكن‬ ‫لقطع النظر فيها وقلة الثقة بكل أحد‬ ‫والسعيد من وعظ بغيره‪ ،‬وبالضد تتميز األشياء‪.‬‬

‫أسبل اهلل علينا وعلى جميع المسلمين ستره‪ ،‬وال زال على الجميع ظل العافية‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬وإني ألعرف من كانت الرسول بينهما حمامة مؤدبة‪ ،‬ويعقد الكتاب في جناحها‪ ،‬وفي ذلك أقول منها[من‬ ‫الطويل]‪:‬‬

‫تخيرهــا نــوح فمــا خاب ظنـه لديها وجـاءت نحـوه بالبشائــر‬ ‫سأودعها كتبي إليك فهاكها رسائل تهدى في قوادم طائـر‬

‫• باب طي السر ‪- 12 -‬‬ ‫ومن بعض صفات الحب الكتمان باللسان‪ ،‬وجحود المحب إن سئل‪ ،‬والتصنع بإظهار الصبر(‪)...‬ويأبى السر الدفين‪،‬‬ ‫ونار الكلف المتأججة في الضلوع‪ ،‬إال ظهوراً في الحركات والعين‪ ،‬ودبيباً‬ ‫كدبيب النار في الفحم والماء في يبيس المدر‪.‬‬ ‫وقد يمكن التمويه في أول األمر على غير ذي الحس اللطيف‪ ،‬وأما بعد‬ ‫استحكامه فمحال‬ ‫وربما يكون السبب في الكتمان تصاون المحب عن أن يسم نفسه بهذه‬ ‫السمة عند الناس‪ ،‬ألنها بزعمه من صفات أهل البطالة‪ ،‬فيفر منها ويتفادى‪،‬‬ ‫وما هذا الوجه بصحيح‪ ،‬فبحسب المرء المسلم أن يعف عن محارم اهلل عز‬ ‫وجل التي يأتيها باختياره ويحاسب عليها يوم القيامة؛ وأما استحسان الحسن‬ ‫وتمكن الحب فطبع ال يؤثر به وال ينهى عنه‪ ،‬إذ القلوب بيد مقلبها‪.‬‬ ‫وال يلزمه غير المعرفة والنظر فيفرق ما بين الخطأ والصواب وأن يعتقد‬ ‫الصحيح باليقين؛ وأما المحبة فخلقة‪ ،‬وإنما يملك اإلنسان حركات جوارحه‬ ‫المكتسبة(‪.)...‬‬ ‫خبر‪ :‬وإني ألعرف بعض من امتحن بشيء من هذا فسكن الوجد بين‬ ‫جوانحه‪ ،‬فرام جحده إلى أن غلظ األمر‪ ،‬وعرف ذلك في شمائله من تعرض‬ ‫للمعرفة ومن لم يتعرض‬ ‫وكان من عرض له بشيء نجهه وقبحه‪ ،‬إلى أن كان من أراد الحظوة‬ ‫لديه من إخوانه يوهمه تصديقه في إنكاره وتكذيب من ظن به غير ذلك‪ ،‬فسر بهذا‪..‬‬ ‫ولعهدي به يوماً قاعداً ومعه بعض من كان يعرض له بما في ضميره‪ ،‬وهو ينتفي غاية االنتفاء‪ ،‬إذ اجتاز بهما‬ ‫الشخص الذي كان يتهم بعالقته‪ ،‬فما هو إال أن وقعت عينه على محبوبه حتى اضطرب وفارق هيئته األولى‪ ،‬واصفر لونه‪،‬‬ ‫وتفاوتت معاني كالمه بعد حسن تثقيف‪ ،‬فقطع كالمه المتكلم معه قلقاً واسترعى ما كان فيه من ذكره(‪)...‬‬ ‫وهذا إنما يعرض عند مقاومة طبع الكتمان والتصاون‪ ،‬لطبع المحب وغلبته‪ ،‬فيكون صاحبه متحيزاً بين نارين‬ ‫محرقتين‪ ،‬وربما كان سبب الكتمان إبقاء المحب على محبوبه‪ ،‬وإن هذا لمن دالئل الوفاء وكرم الطبع؛ وربما كان سبب‬ ‫الكتمان توقي المحب على نفسه من إظهار سره‪ ،‬لجاللة قدر المحبوب‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬ولقد قال بعض الشعراء بقرطبة تغزل فيه بصبح أم المؤيد رحمه اهلل‪ ،‬فغنت به جارية أدخلت على المنصور‬ ‫بن أبي عامر ليبتاعها‪ ،‬فأمر بقتلها‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬وعلى مثال هذا قتل أحمد بن مغيث‪ ،‬واستئصال آل مغيث والتسجيل‬ ‫عليهم أال يستخدم بواحد منهم أبداً حتى كان سبباً لهالكهم وانقراض بيتهم‬ ‫فلم يبق منهم إال الشريد الضال؛وكان سبب ذلك تغزله بإحدى بنات الخلفاء‪،‬‬ ‫ومثل هذا كثير‪.‬‬ ‫ويحكى عن الحسن بن هانئ أنه كان مغرماً بحب محمد بن هارون‬ ‫المعروف بابن زبيدة‪ ،‬وأحس منه ببعض ذلك فانتهزه على إدامة النظر إليه‪،‬‬ ‫فذكر عنه أنه كان ال يقدر ان يديم النظر إليه إال مع غلبة السكر على محمد‪.‬‬ ‫وربما كان سبب الكتمان أال ينفر المحبوب أو ينفر به‪.‬‬ ‫فإني أدري من كان محبوبه له سكناً وجليساً‪ ،‬لو باح بأقل سبب من أنه‬ ‫يهواه لكان منه مناط الثريا قد تعلت نجومها «؛ وهذا ضرب من السياسة»‪.‬‬ ‫ولقد كان يبلغ من انبساط هذا المذكور مع محبوبه إلى فوق الغاية وأبعد‬ ‫النهاية‪ ،‬فما هو إال ان أباح إليه بما يجد فصار ال يصل إلى التافه اليسير مع‬ ‫التيه ودالة الحب وتمنع الثقة بملك الفؤاد‪ ،‬وذهب ذلك االنبساط ووقع التصنع‬ ‫والتجني‪ ،‬فكان أخاً فصار عبداً‪ ،‬ونظيراً فعاد أسيراً‪ ،‬ولو زاد في بوحه شيئاً إلى‬ ‫أن يعلم خاصة المحبوب ذلك لما رآه إال في الطيف‪ ،‬وال نقطع القليل والكثير‪،‬‬ ‫ولعاد ذلك عليه بالضرر؛وربما كان من أسباب الكتمان الحياء الغالب على اإلنسان؛وربما كان من أسباب الكتمان أن‬ ‫يرى المحب من محبوبه انحرافاً وصداً‪ ،‬ويكون ذا نفس أبية‪ ،‬فيستتر بما يجد لئال يشمت به عدو‪ ،‬أو ليريهم ومن يجب‬ ‫هوان ذلك عليه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪935‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)838‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫“الهيئة الريفية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫في سياق هذا االهتمام العلمي الرفيع‪ ،‬يندرج صدور كتاب “الهيئة الريفية‪ -‬ملف وثائقي”‪،‬‬ ‫الزالت قضايا تاريخ المغرب الراهن تثير شهية الباحثين لخوض غمار التنقيب في متاهاتها‪،‬‬ ‫ولالنخراط في مغامرة الكتابة عن تفاصيلها وعن جزئياتها التي رسمت معالم التطورات الكبرى‬ ‫خالل مطلع السنة الجارية (‪ ،)2018‬ضمن منشورات مركز محمد بنسعيد آيت إيدير لألبحاث‬ ‫لمغرب فجر االستقالل السياسي والتي الزلنا نعيش ارتداداتها المتداخلة على مختلف مناحي‬ ‫والدراسات‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 254‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والكتاب‪ ،‬الذي أشرف على‬ ‫الواقع المغربي اآلني‪ ،‬دولة ومجتمعا وأحزابا ونخبا وإطارات مدنية ونقابية‪ ...‬ولعل من عناصر‬ ‫إعداد مواده وتنسيقها ومراجعتها األساتذة أحمد السليماني وعثمان المنصوري وعبد الرحمن‬ ‫انغالق مجال الدراسة الخاصة بالموضوع‪ ،‬عزوف الفاعلين المباشرين عن التدوين النزيه‬ ‫زكري‪ ،‬يقدم صورة دقيقة عن قضية “الهيئة الريفية” التي كثر الحديث حولها خالل الفترة‬ ‫لمحركات ارتساماتهم وانطباعاتهم وإسهاماتهم في صنع المواقف والوقائع والمبادرات‪ ،‬إضافة‬ ‫الممتدة بين سنتي ‪ 1956‬و‪ ،1960‬في سياق البحث عن مبررات استئصال أطر حزب الشورى‬ ‫إلى غياب يكاد يكون تاما لرصيد الوثائق المادية المرتبطة بالمرحلة‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أن الموضوع‬ ‫واالستقالل‪ ،‬وحزب المغرب الحر‪ ،‬تحت مبرر ارتباطاتهم التآمرية المفترضة مع محمد بن عبد‬ ‫ظل مكتنفا بتداعيات صراع الشرعيات المتنازعة حول السلطة والنفوذ‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬حول التاريخ‬ ‫الكريم الخطابي‪ ،‬المقيم آنذاك بالقاهرة‪ .‬لقد تعددت التأويالت بهذا الخصوص‪ ،‬وتضاربت‬ ‫والذاكرة التحررية لمغاربة عقود االستعمار‪ .‬لذلك‪ ،‬لم يكن غريبا أن ينبري الجميع‪ ،‬نعم الجميع‪،‬‬ ‫الرؤى حول حقيقة وجود الهيئة المذكورة‪ ،‬وحول حقيقة االتهامات الموجهة لها بالتآمر على‬ ‫لكتابة تاريخ “تحت الطلب” يستجيب لنزوات الذات الفردية والجماعية والنزياحاتها النزوعية‬ ‫مرحلة االنتقال نحو االستقالل وعلى مهندسيه الرئيسيين‪ ،‬وعلى رأسهم حزب االستقالل والقوى‬ ‫من أجل اختالق البطوالت والمالحم والزعامات لتبرير االختيارات الراهنة وإلضفاء الشرعية على‬ ‫المحافظة‪ .‬لذلك‪ ،‬كان البد من التسلح بالتريث العلمي لتمكين المؤرخين المتخصصين من‬ ‫المواقف الحالية ولتبريرها بأسلحة تحسن االستنجاد بالماضي‪ ،‬قصد تحويل التآمر إلى بطولة‪،‬‬ ‫تجميع الوثائق ومن تشريحها قبل تحويلها إلى أرضية للبحث ولالستثمار‪ .‬فكان البد من العودة‬ ‫واالنكسارات إلى انتصارات‪ ،‬والجرائم إلى فتوحات‪ .‬ونتيجة لهذا المنحى الوظيفي‪ ،‬عرفت ساحة‬ ‫إلى الوثائق المادية‪ ،‬وعلى رأسها وثائق المقاطعة األمنية السابعة المعروفة بالساتيام‪ ،‬وهي‬ ‫النشر صدور سيل من مذكرات فاعلي الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة‪ ،‬كثير منها لم يخلف‬ ‫الوثائق التي كان قد سلمها المقاوم سعيد بونعيالت لألستاذ محمد بنسعيد‪ ،‬وشملت رصيدا‬ ‫أي أثر يذكر بالنسبة لتوجهات الكتابة التاريخية الوطنية المعاصرة‪ ،‬ألسباب متداخلة‪ ،‬لعل أهمها‬ ‫هائال من الوثائق‪ ،‬متنوعة المصادر والصياغة‪ ،‬مما مكن من المساهمة في إضاءة الموضوع‬ ‫مرتبط بسعي “الرواة” إلى التحول إلى مؤرخين أضحى بمقدورهم الحديث في كل التفاصيل‬ ‫من جوانبه المتداخلة‪ ،‬مثلما هو الحال مع التقارير االستخبارية والسياسية والوثائق التنظيمية‬ ‫التي عاشوها بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬وكذا في كل التفاصيل التي لم يشاركوا فيها مما كان‬ ‫والمالية والرسائل والمحاضر والبرقيات ومحاضر االستنطاق والشهادات والعرائض واللوائح‬ ‫بإمكانهم تداول معطياته بالسمع وبالرواية عن سواهم‪.‬‬ ‫والخرائط والصور واإلعالنات‪...‬‬ ‫وعلى الرغم من أهمية االشتغال األكاديمي على مثل هذه المحكيات على عالتها المنهجية‬ ‫وبخصوص اإلطار العام الموجه لهذا اإلصدار‪ ،‬فقد حددته الكلمة التقديمية بدقة عندما‬ ‫وسقطاتها التوثيقية‪ ،‬فالمؤكد أن تشريح مضامينها والكشف عن أسباب االنزياحات واالنحراف‬ ‫قالت‪“ :‬أمام التضارب والتعتيم والتحريف الذي يمكن أن يصيب ذاكرة المتذكرين ممن عاشوا‬ ‫في السرد وفي التوثيق‪ ،‬يظل أمرا بالغ األهمية‪ ،‬بالنظر لدوره في بلورة كتابة تاريخية موازية‬ ‫تلك الفترة المضطربة من تاريخ المغرب‪ ،‬تبقى الوثائق أكثر حيادا ووضوحا‪ ،‬ومتاحة لمن يرغب‬ ‫للحدث األصلي الموثق له‪ ،‬كتابة تعيد قراءة الحدث من زاوية مستغليه وظيفيا وانطالقا من‬ ‫في االستفادة منها لتكملة ما كتب عنها‪ ،‬علما بأن المركز (أي مركز بنسعيد) حين ينشر هذا‬ ‫أهدافهم الخفية والظاهرة الكامنة وراء اختالق األحداث والبطوالت والمبادرات‪ ،‬في مقابل طمس‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫أحداث أخرى أو السكوت عنها أو تحريفها‪ .‬وغني عن التذكير‪ ،‬أن فهم منطلقات التحريف الراهن لوقائع‬ ‫الكتاب ال يقدم بحثا أو دراسة‪ ،‬وال استنتاجات‪ ،‬ألن البحث األكاديمي له شروط‪ ،‬وأولها جمع المادة من‬ ‫األمس القريب‪ ،‬يشكل مدخال البد منه لفهم الكثير من إشكاالت مجال التدافع السياسي المغربي الراهن‪.‬‬ ‫كل المصادر المتاحة‪ ،‬ومن بينها هذه الوثائق‪ ،‬ومثيالتها من مذكرات ومحاضر جلسات االستماع المنجزة‬ ‫فهو المسؤول عن خلق الرموز السياسية الجماعية المهيمنة‪ ،‬وهو المسؤول عن صناعة نخب المرحلة‪ ،‬وهو الموجه من طرف هيئة اإلنصاف والمصالحة وجرائد الفترة‪ ،‬وتوظيفها بموضوعية وبمسافة نقدية‪ ،‬بعيدا عن المصالح الذاتية‬ ‫لسلوكات قطاعات عريضة من نخب الدولة والمجتمع المغربيين آنيا‪ .‬باختصار‪ ،‬تحول هذا التوظيف إلى سلطة مركزية في والسياسية‪ ،‬وبعيدا عن التوظيف اإلعالمي الذي يبحث عن اإلثارة والتشويق والتضخيم‪ ،‬ويشوبه التسرع وعدم الضبط‪”...‬‬ ‫رسم معالم التغير وآفاق المبادرة‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬في توجيه المسارات الكبرى الهادفة إلى مواجهة انغالق المرحلة باالستناد (ص‪.)7 .‬‬ ‫إلى الذاكرة الجماعية الكفيلة بتطويع النخب‪ ،‬وباستثمار التمثالت الرمزية المتوارثة بهدف تدجين الرأي العام وتوجيهه‬ ‫هي أرضية أرادها واضعو الكتاب‪ ،‬مجاال للنقد التاريخي الخالق‪ ،‬بآفاقه العلمية الواسعة‪ ،‬غير المرتبطة ال بحساسية‬ ‫وفق ما يخدم مصالح قوى التحكم‪ ،‬سواء داخل الدولة أم داخل المجتمع‪.‬‬ ‫الملف وال بإكراهات الفاعل السياسي وال بطابوهات الذاكرة الجماعية العقيمة‪ .‬هي عودة للبحث في التفاصيل التي يكمن‬ ‫عن‬ ‫اإلعالن‬ ‫عقب‬ ‫تحوالته‬ ‫تفاصيل‬ ‫عن‬ ‫متواترة‬ ‫لقد قيل الشيء الكثير عن مغرب فجر االستقالل‪ ،‬وصدرت أعمال‬ ‫الشيطان بين ثناياها‪ ،‬تفاصيل أسقطت أسماء وأعالم على عتبات باب معبدها‪ ،‬بعد أن ناضلت ضد االستعمار وانتقم منها‬ ‫االستقالل السياسي للبالد‪ ،‬وتناقضت الروايات حول عناصر توجهه وحول خيباته وجرائمه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد ظل المجال شريك االستقالل بالتغييب وبالتعذيب وباالختطاف وبالقتل‪ .‬هي محاولة إلنصاف ذاكرة كل هؤالء الذين سقطوا في غفلة‬ ‫موضوعا متجددا بامتياز‪ ،‬له فرسانه ورواده‪ ،‬وله أحكامه ومقتضياته‪ ،‬وله –أساسا‪ -‬انزياحاته وعناصر اإلثارة داخله‪ .‬وكان من الوقت خالل مرحلة انتقال تاريخي تآمرت فيه سلط التحكم واإلقصاء واالستبداد بالرأي وبالموقف‪ ،‬أسماء تنتظر اإلنصاف‬ ‫الغائب األساسي داخل هذه الدهاليز‪ ،‬رصيد الوثائق الدفينة الذي لم يكشف إال عن الجزء اليسير منه‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫ظلت بالكشف عن الحقيقة وال شيء غير الحقيقة‪ ،‬أسماء تنتظر إنصاف المؤرخين وال أحد غير المؤرخين‪ .‬هي أسماء ضحايا مغرب‬ ‫أجزاؤه الكبرى حبيسة ظالم المكتبات الخاصة‪ ،‬أو ظلت رهينة الحسابات الضيقة للفاعل السياسي ولنخب صناعة‬ ‫الرأي االختطافات السياسية لمرحلة ما بعد نهاية االستعمار المباشر‪ ،‬من أمثال عبد الواحد العراقي‪ ،‬وثريا الشاوي‪ ،‬وحدو أقشيش‪،‬‬ ‫العام سواء داخل الدولة أم الحزب أم النقابة أم الجمعية أم الجريدة‪ ...‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إن كتابة تاريخ مرحلة االنتقال‬ ‫نحو االستقالل السياسي لن تكتمل أضالعها إال باإلفراج عن الذخائر الوثائقية الدفينة و”المعتقلة” داخل قالعها وأبراجها وعباس المساعدي‪ ،‬وإبراهيم الوزاني‪ ،‬وعبد اهلل الحداوي‪ ،‬ومحمد الحداوي‪ ،‬وعبد السالم الطود‪ ،‬ومحمد الشرقاوي‪ ،‬وعبد‬ ‫السميكة‪ .‬فالبحث التاريخي األكاديمي يظل في حاجة ماسة لتحقيق التصالح العلمي مع المرحلة‪ ،‬األمر الذي لن يستقيم الكريمالحاتمي‪...،‬‬ ‫ومعلوم أن كتاب “الهيئة الريفية” يظل مجرد عنصر من عناصر الدراسة العلمية النسقية‪ ،‬التي ال تأخذ بالوقائع إال بعد‬ ‫إال بفتح الباب أمام المؤرخ الذي ال والء له إال للبحث العلمي الرصين وألدواته اإلجرائية المعروفة في البحث وفي التنقيب‬ ‫وفي التحليل وفي إعادة التركيب واالستثمار‪ .‬فال سلطة غير سلطة النقد التاريخي العلمي‪ ،‬وال تأويل إال لمناهج البحث تدقيقها وفحصها ومقارنة محتوياتها وتحقيق مضامينها وتحليل سياقاتها وأبعادها وخلفياتها‪ ،‬في انتظار ظهور العناصر‬ ‫التاريخي العلمية‪ ،‬وال توظيف إال للبحث األكاديمي المتخصص الذي لن يجد أي حرج في االنفتاح على كل األصوات وعلى األخرى التي من المفروض أن تساهم في استكمال الصورة بحثا عن حقيقة االتهامات التي ألصقت ب”الهيئة الريفية”‪ ،‬وعن‬ ‫كل المخلفات وعلى كل الشواهد وعلى كل القراءات وعلى كل التأويالت وعلى كل أشكال االستثمار والتدوين‪.‬‬ ‫حقيقة التآمر المفترض والمتبادل بين كل الفرقاء وفي كل االتجاهات‪.‬‬

‫انطالق مشاريع تنموية بإقليم‬ ‫المضيق‪ /‬الفنيدق‬

‫وفد عن الجماعة القروية السواكن بإقليم‬ ‫العرائش في زيارة لمدينة البرتغالية ‪Tavira‬‬

‫ما يقرب من ‪ 37‬مليون درهم تم تخصيصه إلنجاز أربعة عشر مشروعا ستستفيد منه‬ ‫الجماعتين القرويتين (بليونش والعليين)‪ .‬وتهم هذه المشاريع‪ ،‬بناء وتقوية الطرق القروية‬ ‫بالجماعتين القرويتين المذكورتين‪ ،‬بغالف مالي يناهز ‪ 25,75‬مليون درهم‪ ،‬و‪ 8‬مشاريع لبناء‬ ‫وتجهيز نوادي نسوية وبناء خزانات‪ ،‬ومد شبكة لتوزيع الماء الصالح للشرب‪ ،‬باستثمار يصل إلى‬ ‫‪ 8,2‬مليون درهم‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 10‬مشاريع بقيمة حددت قيمتها في ‪ 2,78‬مليون درهم لدعم‬ ‫قطاعات النقل المدرسي والرياضي‪.‬‬ ‫وبلغت مساهمة صندوق عائدات األراضي الساللية في هذا البرنامج إلى ‪ 19,75‬مليون درهم‪،‬‬ ‫مقابل مساهمة بقيمة ‪ 17‬مليون درهم من وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال ‪.‬‬ ‫هذه المشاريع التي أعطي انطالقتها مؤخرا عامل عمالة المضيق الفنيدق حسن بويا تهدف‬ ‫باألساس إلى إدماج الجماعات الساللية في مسلسل التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬من خالل‬ ‫استغالل عائدات أراضي الجموع للتمويل‪ ،‬بشكل كلي أو جزئي‪ ،‬مبادرات ومشاريع لفائدة السكان‬ ‫المحليين‪.‬‬

‫في إطار تمتين العالقات بين الجماعة القروية السواكن التابعة إلقليم العرائش وبلدية (طافيرا)‬ ‫قام وفد يمثل الجماعة بزيارة للمدينة البرتغالية المذكورة حيث قام الوفد بزيارة لمجموعة من المواقع‬ ‫والمعالم التاريخية التي تزخربها مدينة (طافيرا)‪ ،‬و استمعوا إلى بيانات وشروحات «خورخي كيروش» رئيس‬ ‫قسم التراث والمتاحف والفنون والخبير الدولي في مجال التراث الثقافي‪ .‬عن تاريخ هذه المدينة وبنائها‬ ‫المعماري‪ ،‬وقد وقف أعضاء الوفد على معطيات دقيقة ومفصلة بخصوص تجربة بلدية طافيرا في استثمار‬ ‫تراثها التاريخي في التنمية االقتصادية المحلية من خالل نشاطها السياحي‪.‬‬ ‫وفد الجماعة القروية السواكن‪ ،‬زار أيضا‪ ،‬قسم التراث والفنون والمتاحف التابع للبلدية‪ ،‬والذي يرأسه‬ ‫خورخي كيروش‪ ،‬ويشتغل إلى جانبه فريق يتكون من ‪ 40‬موظفا متخصصا في التاريخ واالركيولوجيا‬ ‫والفنون والتراث وإدارة المتاحف والمهرجانات‪.‬‬ ‫زيارة وفد الجماعة الترابية السواكن‪ ،‬كانت فرصة للوقوف على التجارب التي يمكن نقلها إلى جماعة‬ ‫السواكن ومحيطها القريب خصوصا مدينتي القصر الكبير والعرائش‪.‬‬ ‫وتعرف مدينة طافيرا البرتغالية بتعدد كنائسها القديمة‪ ،‬حيث تتوفر على ‪ 21‬كنيسة تعود إلى حقب‬ ‫زمنية مختلفة‪ ،‬بعضها كانت مساجد للمسلمين أيام تواجد الدولة اإلسالمية في البرتغال‪ ،‬في الفترة ما‬ ‫بين القرن ‪ 8‬والقرن ‪ 13‬الميالدي‪ ،‬إلى جانب ذلك توجد بهذه المدينة البرتغالية عدة متاحف موضوعاتية‪.‬‬ ‫ويقوم اقتصاد هذه المدينة التي ال يتجاوز عدد ساكنتها ‪ 26‬ألف نسمة‪ ،‬على النشاط السياحي وفي‬ ‫جزء كبير منه على تراثها التاريخي‪ ،‬فضال عن كونها مدينة ساحلية تطل على المحيط األطلسي‪ ،‬وتحتضن‬ ‫سنويا حوالي ‪ 50‬مهرجانا وملتقى فنيا وتراثيا‪ ،‬وهو ما يجعلها تستقطب حوالي مليون سائح في السنة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪935‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)402‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫تعرض مواطنة للضرب العنيف‬ ‫بداخل بناية ملحقة إدارية‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫في وقت سابق‪ ،‬تعرضت مواطنة لعملية احتجاز‪ ،‬مع تعريضها للضرب بالقوة والعنف‪ ،‬حيث تم‬ ‫إسقاطها أرضا لتنال نصيبها من الركل والرفس!‬ ‫وأوضحت الضحيــة المسمــاة حفيظـــة بنحمو‪ ،‬المتزوجة وأم ألبناء‪ ،‬والقاطنة بحي بئر‬ ‫الشعيري في شكاية موجهة إلى الوكيل العام لدى محكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬فبراير‬ ‫‪ ،2018‬تحـت عدد ‪ 18/19‬م‪.‬ق‪.‬س أنها منذ مدة وهي تطالب بحقها من االستفادة من محل‬ ‫بسوق بني مكادة الذي ترعرعت فيه ومارست التجارة في فضائه‪ ،‬وهي في عنفوان شبابها‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ 15‬فبراير الماضي ذهبت إلى الملحقة اإلدارية التي يقع السوق تحت نفوذها محتجة على‬ ‫إقصائها من الئحة المستفيدين‪ ،‬فمــا كـان على القائـد ـ حسب ما ورد في الشكاية ذاتها ـ إال أن‬ ‫أدخلها إلى أحد مكاتب بناية الملحقة‪ ،‬ثم انهال عليها بالضرب العنيف بمختلف أنحاء جسمها‪ ،‬بل‬ ‫وأسقطها أرضا‪ ،‬ثم أشبعها ركال ورفساا‪ ،‬برفقة أفراد من القوات المساعدة‪ ،‬مما تسبب لها في‬ ‫جروح وكدمات (نظر الصورة) بعد ذلك تم نقلها إلى الدائرة الرابعة للشرطــة‪ ،‬على متن سيــارة‬ ‫القوات المساعدة‪ ،‬قبل إحالتها في نهايــة المطاف على النيابة العامة التي أطلقت سراحهـا‪ ،‬مع‬ ‫تنويرها بحقها في متابعة المعتدين عليها‪ ،‬علما أنها سلمت لها شهادة طيبة‪ ،‬مدة العجز فيها ‪25‬‬ ‫يوما‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪ ،‬باإلضافة إلى وجود مجموعة من الشهود في صفها‪ ،‬قالت‬ ‫الضحية بشأنهم أنهم يتعرضون لضغوطات من طرف المعتدين‪ ،‬وذك من أجل أن يتراجعوا عن‬ ‫شهادتهم لصالحها‪.‬‬ ‫وأضافت الضحية أن ظروفها صعبة‪ ،‬حيث تتحمل مع زوجها مسؤولية رعاية أبنائهما‪ ،‬ضمنهم‬ ‫حالة من ذوي االحتياجات الخاصة (‪18‬سنة)‪.‬‬ ‫وتلتمــس الضحـــيــة في شكايتـــهــا من الجهات المسؤولة إجراء بحـث عاجل في القضية‪،‬‬ ‫وإحالة المشتكى بهم على العدالة‪ ،‬مع االحتفاظ لها بحق مطالبها المدنية‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫محاولة إضافة أربعة طوابق‬ ‫لعمارة ضداً على قانون التعمير‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫يقوم أحد أباطرة العقار ـ حاليا ـ بأشغال بناء‪ ،‬إلضافة أربعة طوابـق‪ ،‬خارج إطـــار القانون‪ ،‬على‬ ‫مستوى العمارة التي شيدت بطريــق أجدير (دار الدرقـــاوي سابقــا) بحي مسترخوش‪.‬‬ ‫وكانـت هذه البنايـة في وقت سابق تسببت في حدوث بعض الشقـوق والتصدعات بعمارة‬ ‫مجاورة لها‪ ،‬كادت أن تؤدي بها إلى االنهيار‪ ،‬لوال تدخل السلطات المحلية التي أوقفت األشغال‬ ‫لمدة سنين‪ ،‬حيث قام ـ وقتهـــا ـ سكـــان العمارة المتضررة‪ ،‬بتمتين أساس هذه األخيرة وتدعيمه‪،‬‬ ‫في محاولة منهـم لتفـادي أي كارثة عمرانية قد تخلف خسائر كبيرة في األرواح‪ ،‬بل ومنهم من‬ ‫كادوا أن يفرغوا شققهم‪ ،‬فرارا بجلدهم‪ ،‬نتيجة لكثرة الشقوق التي كانت تحدث بين الفينة‬ ‫واألخرى‪ ،‬ببناية عمارتهم المتضررة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاتــه أن السكــان المتضررين وبعد أن تنفسوا الصعداء‪ ،‬وبعد إشعارهم‬ ‫السلطات المختصة بشأن هذه الخروقات التي يقوم بها منعش عقاري ومن يدور في فلكه‪ ،‬تبين‬ ‫لهم أن المشتكى به انبعث من جديد في تحد سافر لقانون التعمير‪ ،‬شاهرا أدواته ومعاوله في‬ ‫واضحة النهار‪ ،‬وأمام أنظار السلطات المحلية‪ ،‬وذلك إلضافة أربعة طوابق إلى عمارته‪ ،‬ليصبح‬ ‫المجموع ‪ 13‬طابقا في منطقة مخصصة «للفيالت»؟‬ ‫وحــــســـــب بعــــض المتضررين‪ ،‬فــإن المنعــــش العقاري المشار إليه‪ ،‬ما كان ليقوم‬ ‫بارتكاب هذه المخالفة في مجال التعمير‪ ،‬لوال عامل الوعكة الصحية التي ألمت برئيسة الدائرة‬ ‫والتي استغل غيابها‪ ،‬ليستعمــل اإلسمنت واآلجور في غيــــر ما شرعــــه القانون‪ ،‬حيث يسعى من‬ ‫وراء إضافة الطوابق المذكورة إلى تعويض بعض ضحاياه الذين كان باع له قطعا أرضية بطريق‬ ‫أجدير‪ ،‬ليتبين لهم أنها ليست بأراض عارية‪ ،‬بل حيا مأهوال وبعض سكانه يتوفرون على منازل‬ ‫وعلى ملكيـــات عمرها يفوق نصف قرن أو يكاد‪.‬‬ ‫وعلى هامش هذه المخالفة في مجال التعمير‪ ،‬كثيرا ما يطرح الرأي العام سؤاله كالعادة‪ ،‬لماذا‬ ‫يتم تطبيق القانون‪ ،‬وبسرعة‪ ،‬في حق المواطنين البسطاء والمغلوبين على أمرهم إذا ارتكبوا‬ ‫مخالفة ما‪ ،‬بينما الفئة التي تتمتع بالنفوذ أو بانتفاخ الجيوب ترتكب كل ما يحلو لها من الشروق‬ ‫إلى الغروب؟‬ ‫هكذا يبقى السؤال معلقا وإلى إشعار غير معلوم‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪402‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 935‬ـ الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫وجه‬

‫الرجاء البيضاوي رسالة احتجاجية إلى مجموعة قنوات «بي إن سبور» الرياضية‬ ‫القطرية‪ ،‬استنكرت من خاللها تصريحات المعلق المغربي جواد بدة‪ ،‬الذي يعلق‬ ‫على مباريات البطولة الوطنية‪ .‬وأكدت الرسالة التي نشرت على الموقع الرسمي للنادي‪ ،‬أن‬ ‫المعلق المذكور‪»،‬استفز الجماهير الرجاوية خالل مباراة الرجاء وحسنية أكادير لحساب الجولة‬ ‫‪ 20‬من البطولة الوطنية‪ ،‬التي أجريت في ‪ 10‬مارس الماضي»‪ .‬وإذا كانت الرجاء قلقة من‬ ‫تصريحات أو تعليقات معلق «بي إن سبور»‪ ،‬فماذا عسى أن يقول اتحاد طنجة جراء تصريحات‬ ‫وتعاليق أقل ما يمكن وصفها «عنصرية» مع معلقين مغاربة وبقنوات عمومية يتلقى‬ ‫مستخدميها رواتبهم من عائدات ضرائب محصلة من جيوب المغاربة‪ ،‬ضمنهم الطنجاويون؟‪،‬‬ ‫حين يميلون من خالل تعاليقهم ألندية الدار البيضاء‪ ،‬وفي بعض األحيان لباقي المدن التي‬ ‫تواجه فرقها اتحاد طنجة‪ .‬آخرها الصرخة القوية لمعلق قناة «دوزيم» وقوة تفاعله مع هدف‬ ‫حسنية أكادير‪ ،‬بينما غابت هذه الصرخة وهذا التفاعل المثير لحظة تسجيل اتحاد طنجة لهدف‬ ‫التعادل‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كأس العالم‬ ‫للشباب تحت عشرين‬ ‫عاماً (‪)6‬‬

‫رضا التكنارتي‪..‬‬

‫حار�س مرمى احتاد طنجة واملنتخب الوطني الأول‬

‫ما تعليقك على أول هزيمـــة هــذا الموسـم‬ ‫مع المدرب المرابط‪ ،‬و هــل تعتقد أن ضياع نقط‬ ‫سيكون له تأثير في سباقكم على البطولة؟‬

‫النسخة الثامنة عشرة ‪ ..‬كولومبيا ‪2011‬‬

‫عادت كأس العالم للشباب مجدداً إلى أميركا الجنوبية حيث استضافتها كولومبيا‪،‬‬ ‫وتوجت البرازيل بخامس ألقابها عقب فوزها في المباراة النهائية على البرتغال (‪)3-2‬‬ ‫فيما حصلت المكسيك على المركز الثالث وفرنسا على المركز الرابع‪ .‬و‪ ‬حصل المهاجم‬ ‫البرازيلي إنريكي على لقب أفضل العب والهداف في ذات الوقت وسجل ‪ 5‬أهداف في‬ ‫البطولة والغريب أنه اختفى تماماً عقب ذلك إذ لعب لغرناطا اإلسباني وباهيا وبوتافوغو‬ ‫البرازيليان قبل أن يختفي تماماً منذ عام ‪ .2014‬و‪ ‬للمرة الثالثة على التوالي يضرب الرقم‬ ‫القياسي في الحضور الجماهيري إذ شاهد مباريات البطولة من المدرجات ‪1,309,929‬‬ ‫وشارك في البطولة ‪ 24‬منتخباً شاركوا في ‪ 52‬مباراة وأحرزوا ‪.129‬‬

‫النسخة التاسعة عشرة‪ ..‬تركيا ‪2013‬‬

‫عادت كأس العالم إلى أوروبا مجدداً حيث نظمتها تركيا وللمرة األولى منذ مونديال‬ ‫عام ‪ 1999‬يقبض منتخب أوروبي على لقب البطولة‪ ،‬إذ فازت فرنسا بالكأس عقب تغلب‬ ‫شبابها على أوروغواي بركالت الترجيح (‪ .)4-1‬وواصل شباب غانا تواجدهم على منصات‬ ‫التتويج عقب حصولهم على المركز الثالث بفوزهم بثالثية نظيفة على شباب العراق‪.‬‬ ‫واختير نجم يوفنتوس ومانشستر يونايتد السابق الفرنسي بول بوغبا كأفضل العب في‬ ‫البطولة‪ ،‬فيما ذهب لقب الهداف للغاني أسيفوه العب سيون السويسري حالياً والذي‬ ‫تصدر ترتيب الهدافين بتسجيله ‪ 6‬أهداف‪.‬‬

‫النسخة العشرون‪ ..‬نيوزلندا ‪2015‬‬

‫أقيمت بنيوزلندا و توج بها المنتخب الصربي بتغلبه على البرازيل بهدفين لواحد‬ ‫بهدف سجل في‪ ‬الوقت القاتل بالشوط اإلضافي الثاني في نهائي بمدينة‪ ‬أوكالند‪.‬‬ ‫وافتتح مانديتش التسجيل لصربيا في الدقيقة ‪ 69‬ثم أدرك‪ ‬بيريرا التعادل للبرازيل‬ ‫في الدقيقة ‪ ،72‬قبل أن يحسم ماكسيموفيتش اللقب لصالح صربيا‪ ‬بهدف الفوز‬ ‫قبل‪ ‬دقيقتين من نهاية الوقت اإلضافي الثاني‪ .‬وبعد أن احتكم الحكم السعودي فهد‬ ‫المرداسي إلى شوطين إضافيين وكانت المباراة في طريقها نحو ضربات الترجيح‪ ،‬انطلق‬ ‫الصربيون بهجمة مرتدة ضربت التسلل لينفرد ماكسيموفيتش بالحارس ويسجل هدف‬ ‫التتويج بتسديدة قاتلة (الدقيقة ‪ .)118‬وحرمت صربيا بذلك البرازيل من معادلة الرقم‬ ‫القياسي المسجل‪ ‬باسم األرجنتين ‪ ،‬التي توجت بلقب مونديال الشباب ست مرات‪،‬‬ ‫وكانت المشاركة التاسعة للبرازيل في نهائي البطولة وتوجت باللقب خمس‪ ‬مرات من‬ ‫قبل‪ .‬وكانت أول بطولة في للمنتخب الصربي تحت علم صربيا بعدما شارك تحت اسم‬ ‫يوغوسالفيا السابقة وتوج باللقب مرة واحدة عام ‪ .1987‬وبدأت صربيا البطولة‪ ‬بشكل‬ ‫بطيء في الدور األول بخسارتها أمام أورغواي ‪1-‬صفر‪ ،‬قبل أن تهزم‪ ‬مالي‪2- ‬صفر‬ ‫والمكسيك بالنتيحة عينها‪ ،‬وفي الدور الثاني تخطت المجر‪ 2-1 ‬بعد التمديد عندما‬ ‫عادلت في الدقيقة األولى من الوقت بدل الضائع وسجلت هدف الفوز في الدقيقة ‪118‬‬ ‫أيضا‪.‬وفي ربع النهائي تخطت الواليات المتحدة بركالت الترجيح ‪ 6-5‬بعد تعادلهما سلبا‪،‬‬ ‫قبل أن تفوز على مالي ‪ 2-1‬في نصف النهائي بعد التمديد‪ .‬وفي البطولة نال المالي‬ ‫آداما تراوري العب ليل الفرنسي الكرة الذهبية ألفضل العب في الدورة‪ ،‬والبرازيلي دانيلو‬ ‫الكرة الفضية‪ ،‬والصربي ميلينكوفيتش الكرة البرونزية‪.‬‬

‫النسخة الواحدة والعشرون‪ ..‬كوريا الجنوبية ‪2017‬‬

‫أحرز المنتخب اإلنجليزي لكرة القدم‪ ،‬لقب كأس العالم تحت ‪ 20‬عاما للمرة األولى‬ ‫في تاريخه‪ ،‬بعد تغلبه في المباراة النهائية على منتخب فنزويال ‪- 1‬صفر‪ .‬وسجل هدف‬ ‫المباراة الوحيد دومينيك كافلرت‪-‬ليوين في الدقيقة ‪ ،35‬وفق ما أوردت وكالة «فرانس‬ ‫برس»‪ .‬ويدين منتخب «األسود الثالث» بفوزه إلى حارس مرماه فريدي وودمان‪ ،‬الذي‬ ‫تصدى لركلة جزاء في الدقيقة ‪ 74‬سددها أدالبرتو بيناراندا‪ .‬وأقيمت المباراة النهائية‬ ‫في مدينة سووم بكوريا الجنوبية‪ ،‬التي تحتضن النسخة الحالية من البطولة ‪ .‬وهذا هو‬ ‫اللقب الثاني الكبير في تاريخ كرة القدم اإلنجليزية‪ ،‬بعد تتويج المنتخب األول بكأس‬ ‫العالم التي استضافتها عام ‪ .1966‬وكان منتخب «األسود الثالثة» وصل إلى نهائي‬ ‫بطولة الشباب بعد فوزه على نظيره اإليطالي ‪ 3-1‬في الدور نصف النهائي‪ .‬أما‪ ‬فنزويال‬ ‫فقد هزمت األوروغواي في الدور نفسه بركالت الترجيح‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫أوال‪ ،‬أود تهنئة الالعبين على المجهود الذي قدموه في مباراة الجيش‬ ‫الملكي‪ ،‬رغم الهزيمة‪ .‬أمامنا مجموعة من المباريات المتبقية من البطولة‬ ‫الوطنية‪ ،‬كما أن الهزيمة لم تفقدنا صدارة الترتيب‪ .‬وأتمنى أال تؤثر هذه‬ ‫الهزيمة على معنويات الالعبين‪ ،‬ألن الهزيمة واردة في كرة القدم‪ ،‬فكما‬ ‫تتبع الجميع في مونديال ‪ ،2010‬انهزمت إسبانيا في دور المجموعات‪،‬‬ ‫لكنها توجت باللقب‪ .‬وأود أن تكون مجرد سحابة صيف‪ .‬بالنسبة لضياع‬ ‫ثالث نقط أمام الجيش‪ ،‬جئنا للفوز‬ ‫بالرباط أمام فريق كبير‪ ،‬وان نوسع‬ ‫الفارق عن أقرب مطاردينا‪ ،‬لكن لم‬ ‫يتأت لنا ذلك‪ ،‬ألنه أمر طبيعي‪ ،‬فال‬ ‫يمكننا أن نفوز في جميع المباريات‬ ‫أو نتعادل فيها‪ ،‬وكنا نعلم أنه‬ ‫سيأتي يوم سنتلقى فيه الهزيمة‪،‬‬ ‫غير أنه علينا أن نتعامل مع هذه‬ ‫النتيجة الستثمارها بشكل أفضل في‬ ‫ال��دورات المقبلة‪ .‬الحماس والرغبة‬ ‫م��وج��ودان عند جميع العبي هذه‬ ‫المجموعة‪ ،‬للفوز بالبطولة‪ ،‬وهذا‬ ‫واضح من المجهود والمردود اللذين‬ ‫يقدمهما الجميع في التداريب وخالل‬ ‫المباريات‪ .‬و بالنسبة إلى البطولة ال‬ ‫يمكن التكهن بالفريق الذي سيتوج‬ ‫بها‪ ،‬ألن أمامنا تسع دورات متبقية‪،‬‬ ‫أي أن هناك ‪ 27‬نقطة ستسعى جميع‬ ‫األندية النتزاع أكبر عدد منها‪ ،‬ومن‬ ‫الصعب الحديث عن الفريق الذي سيتوج‪ .‬اللقب سيحسم في الدورات‬ ‫األخيرة من البطولة الوطنية‪ ،‬واألمر لن يكون سهال‪ ،‬بالنظر إلى تقارب‬ ‫مستوى األندية‪ .‬ويجب على الجمهور الطنجي أن يعلم أن جميع الالعبين‬ ‫يبذلون كل ما في وسعهم من أجل إسعاده‪ ،‬وإهدائه لقب البطولة الوطنية‬ ‫الغائب عن خزائن الفريق‪ ،‬سيما أنه برهن على أنه من أفضل الجماهير‬ ‫المغربية‪ ،‬فهو ال يبخل علينا بتشجيعاته داخل الملعب وخارجه‪ ،‬ويقدم لنا‬ ‫الدعم المعنوي الكبير لالستمرار في تحقيق النتائج‪ .‬وإذا كان اتحاد طنجة‬ ‫حاضرا بقوة في جميع المباريات‪ ،‬وقدمنا مستوى جيدا‪ ،‬وكسبنا المزيد‬ ‫من النقط في المباريات المقبلة‪ ،‬وحسمنا المواجهات لفائدتنا مع أقرب‬ ‫األندية إلينا في سبورة الترتيب‪ ،‬فاألمر بين أيدينا‪ .‬نتصدر البطولة وعلينا‬ ‫أن نحافظ‪ ‬على مكانتنا‪ ،‬والتعامل مع كل مباراة بحدة‪ ،‬وكسب أكبر عدد‬ ‫من النقط‪ ،‬لتفادي منح المنافسين الفرصة في االلتحاق بنا في المقدمة‪،‬‬ ‫وأي تعثر سيزيد علينا الضغوط‪.‬‬

‫ماذا يمثل المونديال بالنسبة إليك‪ ،‬و أال يؤرقك‬ ‫اعتبارك الحارس الثالث للمنتخب؟‬ ‫كل العب في العالم يتمنى المرور من هذه المرحلة‪ ،‬وأن يشارك في‬ ‫كأس العالم‪ ،‬وحضورنا في هذا المحفل‪ ،‬يزيدنا تحفيزا وحماسا‪ ،‬لتمثيل‬ ‫كرة القدم المغربية واإلفريقية أحسن تمثيل‪ ،‬ألننا بمثابة سفراء نمثل‬ ‫جيال آخر للكرة الوطنية‪ ،‬وعلينا أن نكون جاهزين معنويا وتقنيا وبدنيا‬ ‫لخوض مباريات الدور األول بكل مسؤولية‪ ،‬ألن المهمة لن تكون صعبة‪،‬‬ ‫بحكم قوة المنتخبات المنافسة‪ ،‬خاصة أننا سنلعب أمام أبطال العالم في‬ ‫مونديال ‪ 2010‬وبطل أوربا في النسخة األخيرة‪ ،‬كما أن المنتخب اإليراني‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫ال ينبغي تجاهله‪ ،‬ألنه يتوفر على العبين لديهم مهارات وقوة بدنية‬ ‫عالية‪ .‬وأتمنى أن نكون عند حسن ظن الجمهور المغربي‪ ،‬وأن نسعده‬ ‫كما فعل جيل ‪ ،86‬ألن حضور كأس العالم ليس هو غايتنا األساسية‪ ،‬وإنما‬ ‫علينا تقديم مستوى يليق بتاريخ الكرة المغربية‪ ،‬وأن نسعى للذهاب‬ ‫بعيدا في المنافسة‪ .‬بالنسبة العتباري الحارس الثالث للمنتخب‪ ،‬أود أن‬ ‫أقول للجميع‪ ،‬إنه ال يوجد هناك حارس أول أو ثان أو ثالث‪ ،‬ألن اختيارات‬ ‫المدرب بإمكانها أن تتغير من مباراة إلى أخرى‪ ،‬حسب جاهزية كل العب‪،‬‬ ‫وبما أني في المنتخب الوطني‪ ،‬فيعني أني جاهز للعب أي مباراة‪ ،‬كيفما‬ ‫كانت قوتها‪ .‬وأرى أني قادر على تطوير مستواي‪ ،‬وأن أقدم أفضل مما‬ ‫أقدمه حاليا رفقة فريقي اتحاد طنجة‪ ،‬وأن‬ ‫أدافع عن حظوظي في انتزاع الرسمية‪.‬‬ ‫أرغب في أن أكون ضمن الالئحة النهائية‬ ‫بالمونديال‪ ،‬وأتمنى أن ألعب المباريات‪،‬‬ ‫ألن حلم ك��ل الع��ب أن يتوج مساره‬ ‫الرياضي بالمشاركة في أبر تظاهرة في‬ ‫العالم‪ ،‬والتي تسلط عليها الكثير من‬ ‫األضواء‪ ،‬كما أنه بوابة لالحتراف بأوربا‪،‬‬ ‫والذي يبقى بدوره حلما مشروعا‪ ،‬سيما‬ ‫أني مازلت في بداية مسيرتي االحترافية‪.‬‬ ‫وأن��ا اآلن مطالب ببذل المزيد من‬ ‫الجهد‪ ،‬من أجل بلوغ طموحي في اللعب‬ ‫بالمونديال‪ ،‬كما أني ملزم بإقناع المدرب‬ ‫هيرفي رونار بمؤهالتي‪ .‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫أع��رف جيدا المسؤولية الملقاة على‬ ‫عاتقنا‪ ،‬وما يعنيه حمل قميص المنتخب‬ ‫الوطني‪ ،‬وعلى جميع الالعبين تشريف‬ ‫القميص الوطني في هذه التظاهرة‪ ،‬وإذا‬ ‫أتيحت لي فرصة حراسة عرين األسود‪،‬‬ ‫فسيكون من واجبي أن أقدم كل ما لدي‪ ،‬ألساهم بدوري في كتابة اسمي‬ ‫بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية‪ ،‬واالقتداء بالالعبين الذين‬ ‫سبقونا وشرفوا كرة القدم الوطنية‪.‬‬

‫أتشعر بالراحة رفقة اتحاد طنجة‪ ،‬وهل ستعود‬ ‫إلى الوداد إذا خيرت بينه وبين طنجة؟‬ ‫لعبت ألندية كثيرة‪ ،‬إذ لعبت بأكاديمية محمد السادس الدولية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬ثم خضت مع نهضة بركان ‪ 10‬مباريات‪ ،‬والتحقت بالوداد الرياضي‬ ‫الذي خضت معه مباراة واحدة‪ ،‬قبل أن انضم إلى اتحاد طنجة‪ ،‬الذي شاركت‬ ‫معه في البطولة منذ بداية الموسم‪ .‬أنا مرتاح باتحاد طنجة‪ ،‬ألني خضت‬ ‫معه مباريات كثيرة‪ ،‬منحتني ثقة المدرب هيرفي رونار‪ ،‬الذي استدعاني في‬ ‫التجمعات اإلعدادية األخيرة للمنتخب‪ ،‬لذلك فهذا الفريق منحني فرصة‬ ‫التألق‪ ،‬وبسببه تم استدعائي إلى المنتخب الوطني في المباريات الرسمية‬ ‫واإلعدادية األخيرة‪ .‬وبالنسبة لعودتي إلى الوداد‪ ،‬بصراحة‪ ،‬أنا ال أملك‬ ‫القرار في هذا األمر‪ ،‬ألنه راجع إلى مسؤولي الوداد‪ ،‬باعتباري معارا إلى‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬وأي شيء يتفق عليه الفريقان سأكون ملزما باتباعه‪ ،‬ألني‬ ‫رهن إشارة المسؤولين بالفريقين‪ .‬أنا العب محترف‪ ،‬ولدي عقد مع الوداد‬ ‫أحترمه‪ ،‬والقرار بيد رئيسي الفريقين‪ ،‬وال أعرف ما ستسفر عنه المفاوضات‬ ‫بينهما‪ ،‬ألن الوداد إذا رغب في عودتي فما علي إال أن التزم بالقرار‪ ،‬وما‬ ‫يهم هو أن أكون مستعدا للدفاع عن الفريق الذي أحمل قميصه بجدية‬ ‫واحترافية‪ ،‬وأن أكون عند حسن ظن المسؤولين الذين وضعوا ثقتهم في‪،‬‬ ‫وأن أساهم في تألقه والفوز باأللقاب‪ .‬‬ ‫عن يومية «الصباح»‬

‫تيفيز ينفي إصابته في السجن‬

‫نفى الالعب المخضرم كارلوس تيفيز‪ ،‬مهاجم فريق بوكا جونيورز‪ ،‬ما‬ ‫تناقلته‪ ،‬وسائل إعالم‪،‬األربعاء‪ ،‬عن تعرضه إلصابة في مباراة خيرية بأحد‬ ‫السجون في بلده األرجنتين‪ ،‬حيث يقضي شقيقه عقوبة السجن‪ .‬وقال تيفيز‬ ‫في محادثة مع شبكة «‪ »TYC‬األرجنتينية ‪« :‬لست غبيا لفضح نفسي إذا أصبت‬ ‫في السجن أو لعب الجولف‪ ،‬لقد أصبت وأنا أؤدي واجبي في صالة األلعاب‬ ‫الرياضية»‪ .‬و قال تيفيز أنه من الصعب أن يكون خارج الملعب‪ ،‬وأضاف ‪»:‬أود أن‬ ‫أكون في الملعب مع زمالئي في الفريق‪ ،‬في الحقيقة إنه وقت عصيب للغاية»‪.‬‬ ‫و اختتم ‪»:‬كل يوم أقاتل من أجل العودة ألفضل أداء لي‪ ،‬هاجس الفوز باأللقاب‬ ‫والكؤوس يبقيني متحمسا دائما»‪ .‬وتعرض الالعب تيفيز إلصابة ستبعده عن‬ ‫المالعب لمدة ثالثة أسابيع‪ ،‬وقالت وسائل اإلعالم في األرجنتين أنه أصيب في‬ ‫مباراة خيرية بالسجن الذي يقضي أخيه عقوبته فيها‪.‬‬


‫العدد ‪935‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫والي طنجة يعد بحل مشاكل الجمعيات‬ ‫الرياضية بالمدينة‬ ‫استقبل والي طنجة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬يوم الجمعة‬ ‫قبل الماضي‪ ،‬بمكتبه بوالية طنجة‪ ،‬مجموعة من الجمعيات‬ ‫الرياضية بالمدينة‪ ،‬ضمنهم فريق فتيات البوغاز لكرة القدم‬ ‫النسوية‪ .‬وأكد مصدر مسؤول عن فتيات البوغاز أن اللقاء‬ ‫كان هادفا ومثمرا طرحت فيه المشاكل التي تعاني منها‬ ‫الجمعيات الرياضية بمدينة طنجة والرياضة بصفة عامة‪.‬‬ ‫وكان اللقاء مناسبة لتقريب والي طنجة من الفريق النسوي‬ ‫ومسيرته وعطاءاته الكبيرة‪ ،‬سيما أنه توج بالجائزة األولى‬ ‫والثانية في دوري طنجة الكبرى في نسختها الثانية في فئة‬ ‫أكثر من ‪ 18‬سنة‪ .‬ومن أبرز المشاكل التي طرحها الفريق‪،‬‬ ‫أزمة المالعب‪ ،‬حيث يتعذر عليه إيجاد ملعب للتدريب وملعب‬ ‫يستقبل فيه‪ .‬باإلضافة إلى غياب الدعم المادي الكافي من‬ ‫قبل المجالس المنتخبة‪ ،‬ما يؤثر على مسيرته في البطولة‬ ‫الوطنية بالقسم الثاني‪ .‬واستنادا إلى المصدر ذاته‪ ،‬فقد‬ ‫تلقى الفريق وعودا من الوالي قصد تمكينه من الحصول‬ ‫على وسيلة نقل وإيجاد محتضن‪ .‬وقدم عبد السالم أزام‪،‬‬ ‫رئيس الفريق في نهاية اللقاء تذكارا للوالي يحمل شعارا‬ ‫مبتكرا لمشروع طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة البطالت‪ .‬وكان فريق‬ ‫فتيات البوغاز الذي تأسس سنة ‪ 1999‬ويمثل مدينة طنجة‬ ‫في البطولة الوطنية‪ ،‬قد تعذر عليه الذهاب إلى مدينة‬ ‫الراشدية لخوض مباراة ضمن الدورة ‪ 14‬من بطولة القسم‬ ‫الوطني الثاني‪ .‬واشتكى سوء البرمجة و تأخير المنحة وعدم‬ ‫الدعم من الجهة رغم طرقه عدة أبواب ظلت موصدة في‬ ‫وجهه وتنتظره مباريات في البطولة وكأس العرش‪ .‬وهدد‬ ‫بسبب كثرة المشاكل بتقديم اعتذار عام‪.‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫بلجيكا تدعم ملف ترشيح المغرب الستضافة نهائيات‬ ‫كأس العالم ‪2026‬‬ ‫أثنى جيرار لييينارد‪ ،‬رئيس االتحاد البلجيكي لكرة القدم‪ ،‬على ملف ترشيح المغرب‬ ‫الحتضان كأس العالم لسنة ‪ ،2026‬منوها بالعمل الكبير الذي أنجزه المغرب في‬ ‫مسار التنمية‪ ،‬وإعداد كل ما يستلزم من أجل احتضان هذا الحدث العالمي البارز‪ .‬وعبر‬ ‫جيرار خالل االجتماع الذي عقده يوم االثنين ‪ 26‬مارس الماضي بفوزي لقجع رئيس‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬عن دعم بالده الحتضان المملكة المغربية‬ ‫نهائيات كأس العالم ‪ ،2026‬مشيرا إلى أن اإلتحاد البلجيكي سيعمل كل ما في جهده‬ ‫للتعريف بالملف المغربي‪ .‬وكان جيرار ليينارد‪ ،‬مرفوقا خالل هذا االجتماع الذي عقد‬ ‫بالعاصمة البلجيكية بروكسيل‪ ،‬برشيد مضران‪ ،‬ذو األصول المغربية والذي يشغل‬ ‫منصب وزير مساعدة الشباب‪ ،‬في الحكومة البلجيكية‪ .‬من جانبه‪ ،‬نوه لقجع‪،‬الذي كان‬ ‫مرفوقا خالل هذا االجتماع برقية الدرهم كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية‪،‬‬ ‫ومحمد جودار‪ ،‬النائب الثاني لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬ونزهة‬ ‫بيدوان البطلة المغربية السابقة في رياضة العاب القوى‪ .‬برئيس االتحاد البلجيكي‪،‬‬ ‫بعد الدعم الذي قدمه لملف ترشيح المغرب‪ ،‬وؤكدا على مثانة العالقات التي تربط‬ ‫بين البلدين في جميع المجاالت‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫جمعية تطوان لمحبي ريال مدريد تكرم‬ ‫رئيسي تحرير «المنتخب» و «آس» اإلسبانية‬

‫رونسيرو يعتبر مباراة إيران مفتاح تأهل المنتخب المغربي‬ ‫واإلدريسي يرفض ربط صحوة الكرة المغربية بالصدفة‬

‫أقامت جمعية تطوان لمحبي ريال مدريد (بينيا ريماطي‬ ‫) حفال بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لتأسيسها‪ .‬وسرد أنس‬ ‫الصوردو‪ ،‬الرئيس المنتدب للجمعية‪ ،‬في كلمة ألقاها بالمناسبة‪،‬‬ ‫مسيرة الجمعية طيلة ‪ 13‬سنة وانخراطها في برامج تنشيطية‪،‬‬ ‫ترفيهية‪ ،‬رياضية واجتماعية بكل ثبات وجدية وفقا لما سطرته‪.‬‬ ‫مرحبا باإلقبال على االنخراط الذي تشهده الجمعية واالنسجام‬ ‫الذي يزيد من إشعاعها ودعم برامجنا المختلفة‪ ،‬أكسبتها ثقة‬ ‫واحترام إدارة نادي ريال مدريد‪ ،‬المسؤولين المحليين والوطنيين‬ ‫والمجتمع المدني الذي تنتمي إليه‪ .‬وأكد الصوردو أن الجمعية‬ ‫ظلت وفية النفتاحها على مختلف األجيال الفاعلة في شتى‬ ‫المجاالت‪ ،‬من خالل تكريمها‪ ،‬اعترافا بالخدمات التي تسديها‪،‬‬ ‫كل من موقعه‪ ،‬مذكرا ببعض األسماء المحلية‪ ،‬الوطنية والدولية‪،‬‬ ‫التي كرمتها الجمعية‪ ،‬حسن أقصبي‪ ،‬نوال المتوكل‪،‬عبد الرزاق‬ ‫العالم‪ ،‬محمد البعناني‪،‬الفقيد الطيب البقالي‪ ،‬أمانسيو‪ ،‬باشين‪،‬‬ ‫بونيط‪ ،‬سالغيرو‪ ،‬بونيط‪ ،‬خوصي لويس‪ ،‬شاهيناز بوستة‪،‬الدكتور‬ ‫مصطفى الباكوري‪ .‬وشهد حفل الذكرى ‪ 13‬من تأسيس الجمعية‬ ‫تكريم الصحافيان‪ ،‬بدر الدين اإلدريسي‪ ،‬رئيس تحرير صحيفة‬ ‫«المنتخب» وطوماس رونسيرو‪ ،‬رئيس تحرير صحيفة «آس»‬ ‫اإلسبانية وأحد المنشطين المثيرين للجدل في البرنامج الرياضي‬ ‫«شيرينغيطو»‪.‬‬ ‫وضمن برنامج الحفل‪ ،‬تم تنظيم لقاء مفتوح مع المكرمين‬ ‫شمل مواضيع مختلفة‪ ،‬وكانت مناسبة أجاب خاللها الصحفي‬ ‫اإلسباني‪ ،‬طوماس رونسيرو عن حظوظ المنتخب الوطني في‬ ‫نهائيات كاس العالم بروسيا ‪ 2018‬وتواجده إلى جانب إسبانيا‪،‬‬ ‫منتخب بالده‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬الذي يضم كريستيانو رونالدو نجم فريقه‬ ‫المحبوب‪ ،‬ريال مدريد‪ .‬وأكد رونسيرو أن المجموعة صعبة على‬ ‫المنتخب المغربي مثلما على إسبانيا والبرتغال وإن كان األخيران‬ ‫أبرز مرشحين للمرور للدور الثاني‪ .‬مضيفا‪ ،‬أن القرعة كانت فأل خير‬ ‫على المنتخب الوطني المغربي بخصوص المواجهة األولى أمام‬ ‫إيران‪ .‬وهي فرصة إذا استغلها وخرج بثالث نقط‪ ،‬ستكون مهمة‬ ‫ومحفزة له في باقي المباريات وبأقل الضغوط سيما أن إسبانيا‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫ستكون في مواجهة البرتغال‪ .‬وأكد رونسيرو أنه سيكون سعيدا‬ ‫إذا تأهلت إسبانيا باعتبارها بلده والبرتغال لوجود نجم فريقه‬ ‫المفضل ريال مدريد‪ ،‬وسيكون سعيدا كذلك إذا تأهل المغرب إلى‬ ‫جانب إسبانيا مادام ذلك يسعد جمعية تطوان لمحبي ريال مدريد‬ ‫بتطوان والجمهور المغربي ككل‪ .‬من جانبه‪ ،‬أجاب بد الدين‬ ‫اإلدريسي‪ ،‬رئيس تحرير «المنتخب» عن سؤال حول عما إذا كانت‬ ‫الصحوة التي تعيشها كرة القدم المغربية مجرد صدفة‪ ،‬وقال» لم‬ ‫أكن في يوم ما أنسب أي إنجاز للعدمية‪ .‬ال يوجد إنجاز يولد من‬ ‫عدم‪ .‬و بالتالي ال بد من توفر أرضية لتحقق هذا اإلنجاز»‪ .‬وأضاف‬ ‫بخصوص المنتخب الوطني» أعتقد على أن االنفراج الحاصل على‬ ‫مستوى كرة القدم الوطنية هي شيء طبيعي يتأسس بالفعل‬ ‫على الدينامية الجديدة التي جاءت بها الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬التتويج القاري للوداد البيضاوي‪ ،‬إحراز الشان‪ ،‬تأهل‬ ‫المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم بروسيا ‪ 2018‬بعد تخلف‬ ‫كرة القدم المغربية عن هذا الموعد لمدة عشرين سنة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫أعتقد أن هذه المصالحة التي حصلت بين المنتخب المغربي‬ ‫لكرة القدم و كأس العالم يجب أن ننظر إليها على أنها عودة‬ ‫إلى الوضعية الطبيعية‪ ،‬ولكن يجب أن نشتغل عليها‪ ،‬ولن ننسب‬ ‫هذا ا لتأهل للصدفة كما يشاع‪ ،‬ولكن للعمل القاعدي‪ .‬ونتمنى‬ ‫أن يبصم المنتخب المغربي على حضور جيد في نهائيات كاس‬ ‫العالم بوجود المنتخب اإلسباني والبرتغالي واإليراني‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫يعاود التأهل إلى نهائيات كاس العالم ‪ 2022‬بقطر‪ ،‬ولما ال أيضا‬ ‫بنهائيات ‪ 2026‬لتكون بالمغرب إن شاء اهلل والرياضة وكرة القدم‬ ‫على وجه الخصوص تؤمن بالعمل وال شيء غير العمل»‪ .‬ويذكر‬ ‫أن برنامج الحفل شهد تقديم مجموعة من الهدايا للمكرمين‬ ‫باإلضافة إلى إجراء قرعة بين المنخرطين الختيار الفائزين بتذكرة‬ ‫متابعة المباراة المقبلة لريال مدريد في كاس عصبة األبطال أمام‬ ‫جوفينتوس‪ ،‬وفي ضمن الدورة ‪ 32‬من الدوري اإلسباني ضد ملقا‬ ‫يوم ‪ 15‬أبريل المقبل بمدينة بملقا‪.‬‬

‫اجتماع المكتب المديري للجامعة‬ ‫عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬اجتماعا بمدينة‬ ‫الدار البيضاء‪ ،‬يوم الثالثاء قبل الماضي تراسه فوزي لقجع‪ ،‬ووضع أعضاء المكتب‪ ،‬في‬ ‫الصورة بخصوص ملف ترشيح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم ‪ .2026‬وأكد‬ ‫رئيس الجامعة‪ ،‬أن الجولة التي قام بها وفد من الجامعة إلى كل من أوروبا وأسيا‬ ‫للترويج للملف المغربي كانت ناجحة ومثمرة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬تمت مناقشة جدول األعمال‬ ‫الذي تضمن ‪ ،‬تعديل قانون مشاركة الالعبين الشباب في بطولة الكبار‪ ،‬حيث طلب‬ ‫نائبه األول‪ ،‬حمزة الحجوي‪ ،‬تعديل قانون مشاركة الالعبين الشباب في بطولة الكبار‪،‬‬ ‫واقترح ضرورة وضع استراتيجية محددة‪ ،‬تشتغل عليها العديد من الفعاليات وتضم‬ ‫كل من ممثل أندية القسم األول والعصبة االحترافية واإلدارة التقنية الوطنية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى رئيس لجنة القوانين واألنظمة بالجامعة‪ ،‬قبل أن يتم المصادقة عليها في االجتماع‬ ‫المقبل للمكتب المديري‪ .‬وفي النقطة الثانية حول التحكيم وقانون الحك‪ ،‬قدم جمال‬ ‫الكعواشي‪ ،‬رئيس لجنة التحكيم‪ ،‬عرضا مفصال حول أنشطة اللجنة المركزية للتحكيم‬ ‫في مقدمتها المشاركة في ورشة تطوير التحكيم في إفريقيا‪ ،‬و تطرق ألهم المحاور‬ ‫التي نوقشت في هذه الورشة‪ .‬ودعا الكعواشي‪ ،‬إلى تفعيل الشراكة التي تجمع بين‬ ‫الجامعة واالتحادات الكروية اإلفريقية‪ ،‬لكي يستفيد منها التحكيم اإلفريقي‪ .‬إثر ذلك‬ ‫عرض جمال الكعواشي‪ ،‬مشروع قانون الحكم الجديد الذي يتضمن مجموعة من‬ ‫النقاط أهمها تنظيم وهيكلة ميدان التحكيم‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالواجبات والحقوق‪،‬‬ ‫وقانون العقوبات التحكيمية والتكوين‪ .‬كما تمت مناقشة احتراف الحكام واستعمال‬ ‫تقنية الفيديو في مباريات البطولة الوطنية‪ ،‬المطالبة بإدخال النقطتين األخيرتين‬ ‫في المشروع القادم‪ .‬وبعد العرض الذي قدمه الكعواشي‪ ،‬تم االتفاق على إرسال‬ ‫المشروع إلى األندية إلبداء الرأي فيه قبل المصادقة عليه في االجتماع المقبل‪ .‬وفي‬ ‫األخير‪ ،‬قدم إدريس حنيفة‪ ،‬رئيس لجنة تدبير وتطوير مراكز التكوين‪ ،‬عرضا حول‬ ‫االجتماع الذي عقده مؤخرا مع رؤساء العصب الجهوية بمدينة مراكش والذي يتطرق‬ ‫لتحديث العصب الجهوية ومواكبتها للتقطيع اإلداري باإلضافة إلى متطلبات التحكيم‬ ‫بها‪ ،‬قبل أن يؤكد أنه ستتم مناقشة هذه المحاور أكثر خالل االجتماع المقبل‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫صرف منح الشطر الثالث ألندية بطولة القسم الوطني األول‬ ‫والثاني والهواة‬ ‫أعلنت الجامعة‪ ،‬صرف الشطر الثالث من المنحة المخصصة ألندية القسمين‬ ‫الوطنيين األول والثاني للنخبة الخاصة بالموسم الرياضي ‪ .2018/2017‬وأكدت‬ ‫الجامعة أنها قامت بصرف المنح الخاصة بأندية بطولة اتصاالت المغرب‪-‬القسم‬ ‫األول وتقدر بـ‪ 082.30 368 19‬درهما‪ ،‬وكذا المنح الخاصة بأندية اتصاالت المغرب‪-‬‬ ‫القسم الثاني وتقدر بـ ‪ 701.75 977 11‬درهما‪ ،‬وانها عمدت على اقتطاع المبالغ‬ ‫الموجودة في ذمة الفرق‪ ،‬والتي أقرتها لجنة النزاعات‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬أكدت‬ ‫الجامعة أن األندية التي لم تعقد بعد جموعها العامة أو التي ال تتوفر على ملفها‬ ‫القانوني ستتوصل بمنحها فور تسوية وضعيتها اإلدارية لدى الجامعة‪ .‬وبالنسبة‬ ‫ألندية الهواة‪ ،‬تم صرف الشطر الثالث من المنحة المخصصة لها الهواة للموسم‬ ‫الرياضي ‪ ،2017/2018‬والتي تقدر قيمتها اإلجمالية بـ ‪ ، 650.00 365 18‬درهما‬ ‫موزعــة على الشكــل اآلتــي‪ .‬حيــث توصلت أنديــــة البطولـــة الوطنيـــة بمبلغ‬ ‫‪ 500.00 355 4‬درهما‪ ،‬والقسم األول هواة بمبلغ ‪ 000.00 491 9‬درهما‪ ،‬والقسم‬ ‫الثاني هواة ‪ 150.00 519 4 :‬درهما‪ .‬و عمدت الجامعة إلى اقتطاع المبالغ الموجودة‬ ‫في ذمة الفرق‪ ،‬والتي أقرتها لجنة النزاعات‪ .‬وتأخير صرف منح األندية التي لم تعقد‬ ‫بعد جموعها العامة أو التي ال تتوفر على ملفها القانوني إلى حين تسوية وضعيتها‬ ‫اإلدارية لدى الجامعة‪.‬‬


‫العدد ‪935‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أبريل ‪2018‬‬

‫داء السل بالمغرب ‪:‬‬ ‫أرقام مرعبة حول داء ‪ ‬السل الفتاك‬ ‫وفشل الصحة العمومية في استئصاله‬

‫طلعت تقارير عدة ‪ ،‬بمناسبة اليوم العالمي لداء السل‪ ،‬الذي يصادف الرابع والعشرين من مارس‪ ،‬كل سنة‪ ،‬تحمل‬ ‫أرقاما مرعبة حول استمرار هذا الداء في حصد آالف الضحايا كل سنة‪ ،‬بالرغم من اإلمكانات الهائلة‪ ،‬التي ترصد كل سنة‪،‬‬ ‫لمحاصرته ‪ ،‬والتي لم تنجح إلى اآلن‪ ،‬في رفع التحدي الذي تواجهه الدولة في مجال ترصد هذا الداء ومعالجته والوقاية‬ ‫منه‪.‬‬ ‫األرقام المعلنة‪ ،‬سنة ‪ ،2017‬حول اإلصابات بداء السل بالمغرب‪ ،‬تترجم بحق فشل مخططات الدولة في محاصرة هذا‬ ‫الداء الفتاك‪ ،‬الذي قال عنه وزير الصحة إنه «يمثل تحديا حقيقيا ومقلقا للصحة العمومية بالمغرب»‪.‬‬ ‫وزارة الصحة أعلنت أنها سجلت ما مجموعه‪ 30897 ‬حالة ما بين إصابات جديدة وانتكاسة‪ ،‬يتمركز معظمها في‬ ‫ست جهات‪ ،‬وهي الدار البيضاء سطات‪ ،‬والرباط سال القنيطرة‪ ،‬وطنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وفاس مكناس ومراكش أسفي‬ ‫وسوس ماسة‪ .‬األمر الذي يعيق االستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة وشركائها في القطاعات الحكومية األخرى ومنظمات‬ ‫المجتمع المدني‪ ‬للقضاء‪ ‬على داء السل في أفق ‪ ،2030‬بالرغم من الجهود المبذولة منذ انطالق الحملة الوطنية سنة‬ ‫‪1971‬حيث كشف وزير الصحة أن المغرب تمكن‪ ،‬سنة ‪ ،2017‬من تخفيض نسبة اإلصابة‪ ‬بداء السل إلى ‪ 88‬حالة عن‬ ‫كل مائة ألف نسمة‪ ،‬وأن ما يزيد عن ‪ 30‬ألف إصابة جديدة تسجل كل عام بالمغرب األمر الذي يعقد تنفيذ استراتيجية‬ ‫‪ ،2030‬ويفرض المرور إلى السرعة القصوى على مستوى التشخيص المبكر والعالج والوقاية‪ ‬لتدارك الفترة المتبقية من‬ ‫الخطة الوطنية لمحاربة داء السل‪.‬‬ ‫وبرأي وزير الصحة‪ ،‬فإن القضاء على داء السل بالمغرب‪ ‬الذي يتفشى بين الفئات الفقيرة ‪ ،‬يقتضي تدخل جميع‬ ‫القطاعات الوزارية المعنية‪ ‬بالقضايا االجتماعية وبمحاربة الفقر والهشاشة‪ ‬والسكن العشوائي والتغذية الغير‬ ‫السليمة‪ ،‬وكلها أمور تعتبر من األسباب الرئيسية النتشار داء السل‪ ،‬خاصة وأن معظم المصابين بداء السل يعيشون ‪ ‬في‬ ‫هوامش المدن الكبرى التي تفتقد ألبسط شروط الحياة السليمة‪.‬‬ ‫وزير الصحة الذي اعترف بفشل الخطط الوطنية السابقة للقضاء على هذا الداء أو للحد من انتشاره‪ ،‬أعلن أن‪ ‬الخطة‬ ‫الجديدة ‪ ،2021 – 2018‬تهدف إلى خفض عدد الوفيات‪ ‬بنسبة ‪ 40‬بالمائة في أفق ‪ ،2021‬وأن هذه الخطة التي‬ ‫أطلقتها وزارته بشراكة مع الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والمالريا‪ ،‬وشركاء آخرين‪ ،‬منهم الوكالة الكورية‬ ‫الجنوبية للتعاون الدولي في مجال التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬تتوخى الوصول إلى معدل الكشف عن داء السل‬ ‫يفوق ‪ 90‬بالمائة ومعدل نجاح العالج يفوق أيضا ‪ 90‬بالمائة‪ .‬ومن أجل ذلك‪ ،‬فإن وزارة الصحة ضاعفت الميزانية السنوية‬ ‫المخصصة لهذا الغرض إضافة إلى الدعم المالي‪ ‬للصندوق العالمي لمحاربة داء السل والسيدا والمالريا‪ ‬والمقدرة‬ ‫بحوالي ‪ 20‬مليون درهم‪.‬‬ ‫العصبة المغربية لمحاربة داء السل تعتبر‪ ،‬من جهتها أن نسبة اإلصابة بمرض السل بالمغرب وصلت إلى ‪ 91‬مصابا‬ ‫من كل مائة ألف نسمة وأن الحاالت الجديدة تتجاوز ‪ 36‬ألف مصاب سنويا‪ ،‬مع اإلشارة‪ ‬إلى أن كل مريض يمكن أن ينقل‬ ‫المرض عن طريق العدوى إلى ‪ 15‬شخصا في المعدل‪ ‬وأن مدة العالج تمتد‪ ،‬في حدها األدنى إلى سنة أشهر‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أن نسبة من ‪ 7‬إلى ‪ 20‬بالمائة من المرضى ينقطعون عن أخذ‪ ‬الدواء بمجرد ما تبدأ حالتهم في التحسن‪ ،‬ليتحولوا إلى‬ ‫ألة من آليات نقل العدوى إلى أصحاء‪.‬‬ ‫ويرجع عدد من المنظمات األهلية المعنية فشل الخطط الوطنية السابقة لمحاربة داء السل إلى غياب التدبير الناجع‬ ‫للصحة العمومية بوصف عام لمختلف أقاليم وجهات المغرب‪ ،‬وتدني جودة خدمات المؤسسات الصحية إضافة إلى ضعف‬ ‫مراقبة انتشار داء السل الذي ال زال يفتك باألالف من المواطنات والمواطنين‪ ،‬ونقض حاد في الموارد البشرية المختصة‬ ‫وفي التجهيزات المخبرية الضرورية‪ ،‬وعدم مواجهة المسؤولين لهذا الوباء بما يقتضيه األمر من جدية وصرامة‪ ‬وضعف‬ ‫مساهمة القطاع الخاص في مخططات محاربة داء السل عبر مناطق المغرب‪ ،‬ووجود اختالالت في تدبير «مجانية» العالج‬ ‫حيث تقوم بعض المؤسسات االستشفائية باستخالص رسومات من المرضى من أجل العالج‪.‬‬ ‫وحتى ال تخالف وزارة الصحة ما دأبنا عليه في مواجهة العديد من‪ ‬قضايانا االجتماعية‪ ،‬بــ ‪« ‬الشعارات والحمالت»‪،‬‬ ‫فقد أطلقت وزارة الصحة العمومية‪ ،‬هذا العام‪ ،‬وبمناسبة اليوم العالمي لمحاربة داء السل‪« ،‬حملة» وطنية هي الخامسة في‬ ‫ترتيبها‪ ،‬تحت شعار «جميعا من أجل مغرب بدون سل» على وزن «جميعا من أجل المعرض الدولي بطنجة ‪........»2012‬‬ ‫الجديد في هذه الحملة‪ ،‬كما جاء ذلك في أقصوصات إخبارية‪ ،‬أن الوزارة ستسير وحدات متنقلة لغاية ‪ 6‬أبريل ‪ ،‬إلى‬ ‫مختلف أقاليم وعماالت المملكة للقيام بكشوفات إشعاعية‪ ‬في إطار التشخيص المبكر‪ ،‬والولوج إلى العالج المجاني‪.‬‬ ‫وال شك أن أهالي طنجة يذكرون «مركز بوعراقية» لمحاربة داء السل الذي أوجده النظام الدولي بهذه المدينة‬ ‫بدايات ثالثينات القرن الماضي‪ ،‬والذي كان يستقطب ويستقبل كل يوم العشرات من المصابين أو الراغبين في الكشف‬ ‫المبكرر‪ ،‬وكان ‪ ‬ضروريا أن ‪ ‬يتم ‪ ‬اإلدالء بهذا الكشف ‪ ‬سواء عند االلتحاق بالمدارس أوالولوج إلى الوظائف ‪ ‬أو العمل في‬ ‫األماكن العمومية‪.‬‬ ‫‪ ‬المركز الذي كان يستفيد من تبرعات المواطنين و دعم القطاع الخاص ‪ ‬فضال عن التمويل العام‪ ،‬ومساهمة العصبة‬ ‫الدولية لمحاربة داء السل‪ ،‬كان المرضى» الخارجيين»‪ ‬يستفيدون ليس فقط من العالج المجاني وجميع الخدمات‬ ‫الصحية المرتبطة بذلك‪ ،‬بل وأيضا بوجبة غذائية يومية سليمة ومتوازنة‪ ،‬يتسلمونها من المركز لمساعدتهم على‬ ‫العالج‪ ،‬حيث إن سوء التغذية من أسباب تفشي هذا الوباء الفتاك‪ ،‬كما يقول الخبراء‬ ‫‪ ‬‬

‫األخيرة‬ ‫تحت عنوان «الثقافة مالذ اإلنسانية»‬

‫أدباء وكتاب العالم في احتفالية الذكرى الرابعة‬ ‫الفتتاح بيت الصحافة‬ ‫بمناسبة الذكرى الرابعة الفتتاحه من طرف‬ ‫صاحب الجاللة‪ ،‬ينظم بيت الصحافة بطنجة ندوة‬ ‫دولية كبرى تحت عنوان «الثقافة مالذ اإلنسانية»‪،‬‬ ‫يترأسها الدكتــور محمــد األعرج وزير الثقافـــة‬ ‫واالتصال‪.‬‬ ‫ويشارك في هذا المنتدى الفكري‪ ،‬أدباء وكتاب‬ ‫من ‪ 22‬بلدا‪ ،‬يطرحون رؤاهم وتصوراتهم حول‬ ‫المتغيرات الدولية والجيوسياسية‪ ،‬وأسبابالصراع‬ ‫والعنف وصدام الحضارات‪ ،‬التي تتصدر عناوينها‬ ‫قصاصات األخبار اليومية‪.‬‬ ‫ويظل نداء الثقافة كنمط عيــش اإلنســان‬ ‫ومـوروثه الدائم في كـل جغـــرافيــات العالم‪،‬‬ ‫خالص البشرية ومالذها األخير من أجل السلم‬ ‫واألمن والعيش المشترك‪.‬‬ ‫ندوة بيت الصحافة‪ ،‬المنظمة يوم األربعاء ‪4‬‬ ‫أبريل ‪ 2018‬على الساعة الخامسة مساء‪ ،‬تسعى‬ ‫لإلجابة على هذا السؤال الحارق بألسن متعددة ورؤية موحدة‪.‬‬

‫جديد أسامة‬

‫‪Dr.Robert Koch‬‬

‫ومعلوم أن العالم الدكتور روبيرت كوك‪ ،‬الحاصل على جائزة نوبل في الطب‬ ‫سنة‪ 1905‬هو أول من تعرف في ‪ 24‬مارس ‪ ،1882‬على الباكتيريات الفطرية‪ ‬المسببة‬ ‫للسل وهي على شكل عصيات صارت‪ ،‬منذ ذلك الوقت‪ ،‬تحمل اسم مكتشفها ‪Bacile« ‬‬ ‫‪.»de Koch‬‬ ‫وقدتم التعرف على هذا المرض منذ آالف السنين وتم وصفه من طرف علماء اليونان‬ ‫والروم واختلف في ما إذا كان مرضا وراثيا أم مرضا معديا إلى أن فصل الطبيب العربي‬ ‫ابن سيناء في «قانونه» حيث أورد أن هذا المرض معد‪ ،‬وهو الرأي ‪ ‬العلمي الذي أخذ به‬ ‫إلى اليوم‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫أسامة عبد الدايم يعيد مقطعاً من رائعة «بعيد عنك» لسيدة الطرب‬ ‫العربي أم كلثوم بقالب موسيقي جديد ‪ ..‬والهدف من هذا العمل هو النبش في‬ ‫الذاكرة الغنائية العربية حتى ال يطالها النسيان خصوصا وأن الساحة الفنية حاليا‬ ‫في أمس الحاجة إلى تذكير الجمهور العربي بماضيه الثقافي والفني العريق‪ .‬‬ ‫استعان أسامة بمجموعة من الفنانين الشباب إضافـة إلى أسماء مغربية‬ ‫المعة في مجال العزف والموسيقـى‪ .‬تم تصوير العمل على طريقـة الفيديو‬ ‫كليـب بمدينة طنجة تحت إدارة المخرج الشاب كريم تركي‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.