Achamal n° 936 le 10 avril 2018 pdf

Page 1

‫المساواة في اإلرث‪ ...‬في تونس‪! ‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 936‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 22‬رجــب ‪� 10 / 1439‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫ذكرت مواقع إعالمية أن تونس ستقرر‬ ‫قريبا في مسألة اإلرث بغاية مساواة الرجل‬ ‫والمرأة‪ ،‬متجاوزة مسألة «للذكر مثل حظ‬ ‫األنثيين»‪.‬‬ ‫الخبـر روي عن رئيــس الجمهوريـــة‬ ‫التونسيـة‪ ،‬الباجي السبســي‪ ،‬الذي أكـــد‬ ‫بمناسبة الذكرى ‪ 18‬لوفاة الحبيب بورقيبة‬ ‫الذي يعتبر «محـرر» المرأة في تونـس‪ ،‬أن‬ ‫المــرأة التونسية ستتساوى قريبا في اإلرث‬ ‫مع الرجل لتحصل على نفس حصة الرجل‬ ‫في الميراث‪ ،‬سواء بسواء‪.‬‬ ‫وذكر السبسي أن زعيم تونـس الحبيب بورقيبة بذل الكثير من الجهود لتحرير المرأة‬ ‫التونسية التي تمثل اليوم أكثـر من نصف الحاصليـن على الشهادات العليا في هذا البلد‬ ‫الشقيق‪.‬‬ ‫وكان طبيعيــا أن تثيــر دعــوة رئيس الجمهوريــة تونس إلى تحقيــق المساواة الحسابية‬ ‫التامة بين الرجل والمرأة في اإلرث‪ ،‬جدال داخل الرأي العام التونسي بين مؤيد ومعارض‪ ،‬نظرا‬ ‫لوقوف العديد من الفقهاء و «رجال الدين» في صف المعارضين لكل اجتهاد في هذا المجال‪،‬‬ ‫بسبب وجود «النص»‪.‬‬

‫تطوان تحتفي بالذكرى ‪ 62‬لزيارة‬ ‫محمد الخامس التاريخية في ‪ 9‬أبريل ‪1956‬‬

‫محرر المغرب يعلن من تطوان نهاية منطقتي الحماية‬ ‫واسترجاع الوحدة الترابية‬

‫يومان بعد توقيع المغرب وإسبانيا بمدريد يوم السبت ‪ 7‬أبريل ‪ 1956‬على بيان مشترك وبروتوكول ملحق به يقضي باعتراف إسبانيا‬ ‫باستقالل ووحدة المغرب وسيادته الكاملة بكل اختصاصاتها بما في ذلك الجيش والدبلوماسية‪ ،‬واحترامها للوحدة الترابية للمغرب كما‬ ‫تضمنها المعاهدات الدولية‪ ،‬قام جاللة الملك الراحل‪ ،‬محمد الخامس طيب اهلل ثراه‪ ،‬بزيارة لمدينة تطوان‪ ،‬عاصمة المنطقة الخليفية‪ ،‬وقلعة‬ ‫النضال السياسي والكفاح المسلح ضد االستعمار الفرنسي واإلسباني‪ ،‬ليزف منها للشعب المغربي قاطبة‪ ،‬بشرى تحقيق استقالل المغرب‬ ‫واسترجاع وحدته بعد أن نجح الشعب المغربي في وضع حد لوجود منطقتي احتالل بالشمال والوسط فرضتهما على الشعب المغربي‬ ‫معاهدة فاس ‪ ،1912‬واالتفاقية الفرنسية اإلسبانية الموقعة بتاريخ ‪ 27‬نوفمبر من نفس السنة‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫‪ ‬مطلب إحداث نواة للتعليم العالي بوزان‬ ‫يتصدر نقاشات المنتدى اإلقليمي لإلعالم‬ ‫المدرسي والمهني والجامعي‬

‫‪2‬‬

‫‪ ‬مجلس الطفل بوزان يؤسس لتقاليد‬ ‫الممارسة الديمقراطية الشفافة‬

‫رئيس الهيئة في حوار مع المدير اإلقليمي‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬استقطبت خيمة هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬أنظار‬ ‫واهتمام كل من توافد على فضاء اعدادية‬ ‫اإلمام مالك المحتضن لفعاليات النسخة‬ ‫الرابعة للمنتدى اإلقليمي لإلعالم المدرسي‬ ‫والمهني والجامعي‪ ،‬المنظم بمبادرة من‬ ‫المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫بوزان تحت شعار « التوجيه المدرسي‬ ‫والمهني الناجع مدخل لمستقبل واعد »‪.‬‬ ‫أما لماذا شاركت آلية من آليات تشاركية‬ ‫حدد الفصل ‪ 139‬للدستور أدوارها في «الحوار‬ ‫والتشاور‪ ،‬لتيسير مساهمات المواطنات‬ ‫والمواطنات والجمعيات في إعداد برامج‬ ‫التنمية وتتبعها » في تظاهرة إعالمية ينصب‬ ‫فيها اهتمام التالميذ والتلميذات على المسار‬ ‫الذي ينتظرهم وهم يستعدون لولوج التعليم‬ ‫العالي من أبوابه المتعددة‪ ،‬فذاك هو السر‬ ‫الذي جعل ‪ ‬خيمة هيئة المساواة وتكافؤ‬

‫الفرص ومقاربة النوع تتحول إلى قبلة زوار‬ ‫المنتدى ‪.‬‬ ‫‪ ‬ففي سياق االهتمام المتزايد لساكنة دار‬ ‫الضمانة الكبرى بموضوع إحداث نواة للتعليم‬ ‫العالي بوزان‪ ،‬ومساهمة من الهيئة المذكورة‬ ‫المستمدة قوتها من أحكام وروح الدستور‪،‬‬ ‫في تأطير النقاش المرافق لهذا الموضوع‪،‬‬ ‫وبحثا عن أقوى المؤشرات التي ستعتمدها‬ ‫آلية الحوار والتشاور في ترافعها بغاية إقناع‬ ‫جميع المتدخلين الذين هم في صلة مباشرة‬ ‫بالملف‪ ،‬تم وضع ‪ ‬رهن اشارة زوار المنتدى من‬ ‫تلميذات وتالميذ‪ ،‬وأطر تربوية‪ ،‬وأمهات وآباء‬ ‫المتعلمات والمتعلمين‪ ،‬استمارة الستطالع‬ ‫الرأي حول موضوع إحداث نواة التعليم العالي‬ ‫بوزان ‪ .‬‬ ‫‪ ‬عملية تعبئة االستمارات التي فاق عدد‬ ‫المشاركين والمشاركات فيها كل التوقعات‪،‬‬ ‫شكلت فرصة ال تتكرر‪ ،‬تواصل فيها عضوات‬ ‫وأعضاء الهيئة مع زوار رواقها‪ ،‬وخصوصا‬

‫تلميذات وتالميذ التعليم التأهيلي‪ ،‬الذين رغبوا‬ ‫في االحتكاك األولي مع المرجعية الدستورية‬ ‫والدولية ‪ ‬للديمقراطية التشاركية‪ ،‬وأدوار آليات‬ ‫هذه األخيرة في تنظيم الحوار والتشاور وتأطير‬ ‫المجتمع‪ ،‬وعالقة ذلك بتنزيل عملية بناء الرأي‬ ‫االستشاري الذي تعده هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع بموضوع إحداث نواة‬ ‫للتعليم العالي بوزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن المنتدى الرابــع لإلعـــالم‬ ‫والتوجيه الذي افتتح فعالياته المدير اإلقليمي‬ ‫لوزارة التربية الوطنية بوزان‪ ،‬استقطب حسب‬ ‫ما صرح به للجريدة عبد الحميد قطبي ‪-‬إطار‬ ‫بمصلحة التوجيه بمديرية التعليم بوزان‪-‬‬ ‫حوالي ‪ 3000‬تلميذ وتلميذة‪ ،‬وأضاف بأن‬ ‫المنتدى استقطب مجموعة من مؤسسات‬ ‫التعليم العالي والمهني‪ ،‬وشدد على أن‬ ‫المنتدى نجح في تحقيق أهدافه التي من‬ ‫بينها‪ ،‬تسليط كتلة من الضوء على المسارات‬ ‫الدراسية والمهنية لما بعد الحصول على‬ ‫الباكالوريا ‪ .‬‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو�إِ َّنا ِ�إ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫الأ�ستاذ عبد املجيد ال�صويري يف ذمة اهلل‬ ‫في بعـــض األحيـــان‬ ‫نكون ملزمين بتقديم نبذة‬ ‫بيوغرافية عن حيـــاة إحدى‬ ‫الشخصيـــات البـــارزة على‬ ‫الساحة الوطنيــة أو الدوليـة‬ ‫وفي ميادين متعددة ومتنوعة‬ ‫تتمحور حول اإلقتصاد أو‬ ‫اإلدارة أو السياسة أو الفن‪...‬‬ ‫وفي أوقات مباركــة أخرى‪،‬‬ ‫يكون لنا الشرف والحظــوة‬ ‫لتقديم أو نعــي أحد شيـــوخ‬ ‫وأقطـاب السمــاع الصوفــي‬ ‫والمديح الديني ببالدنا‪ .‬‬ ‫في هــذه المــرة أريــد‪،‬‬ ‫من خالل هذا المقال‪ ،‬الذي‬ ‫هو في حقيقة األمــر وواقعه‬ ‫مقال تعزيــة ومواســاة‪ ،‬أن‬ ‫أتقدم بأحر التعازي إلى عائلة‬ ‫المرحوم سيدي عبد المجيد‬ ‫آيت الشلح الصويري الصغيرة‬ ‫والكبيرة‪ .‬و هذا المقال هو كذلك نبذة جد مختصرة وتعريف‬ ‫مقتضب لهذه الشخصية الفذة في عالمي المديح والسماع‬ ‫والذي أعطى لهذا الفن والتراث المغربي الشيء الكثير ولم‬ ‫يأخذ بموازاة ذلك إال النزر القليل‪ ،‬ولكن مصحوبا بحب وتقدير‬ ‫أهل هذا الفن‪ ‬وعشاقه‪.‬‬ ‫ال بـد من التذكير بالسيرة الذاتية والعطرة لهذا‪ ‬العلم‪،‬‬ ‫ولو في بضعة سطور‪ ،‬والتي كللت جميعها بعدد كبير من‬ ‫اإلنجازات واألنشطة الفنية والمشاركات الرسمية الوطنية‬ ‫والدولية‪ .‬‬ ‫تعود بنا عجلة التاريخ إلى سنة ‪ 1949‬حيث ولد سيدي‬ ‫عبد المجيد الصويري بمدينة الصويرة العامرة‪ .‬وبعد دراسته‬ ‫اإلبتدائية بها انتقل إلى مدينة الرباط ليكمل دراسته الثانوية‬ ‫هناك قبل أن يلتحق بعاصمة المملكة اإلقتصادية كأستاذ‬

‫للغـــة الفرنسيــة بالسلـك‬ ‫الثاني‪ .‬‬ ‫وبدون شـك‪ ،‬شارك ثلة‬ ‫من علمــاء وعباقــرة فنـون‬ ‫المديح والسماع والموسيقى‬ ‫األندلسية ببالدنا في صقل‬ ‫وتهذيب عبقرية سيدي عبد‬ ‫المجيد الصويري‪ ،‬منهم الحاج‬ ‫إدريس بنجلــون التويمــي‪،‬‬ ‫والحــاج عبـد القادر مصانو‪،‬‬ ‫والفقيه الحيانــي الجابـــري‪،‬‬ ‫وعميـــد المــديــح والسماع‬ ‫بالمغرب سيدي عبد اللطيف‬ ‫بنمنصــور‪ ،‬ووالدي سيـــدي‬ ‫محمد المهــدي التمسماني‪،‬‬ ‫وغيرهــم كثير‪ ...‬تغمدهـــم‬ ‫اهلل جميعا برحمته وأسكنهم‬ ‫فسيح جناته‪ .‬‬ ‫وكان للمرحــوم سيدي‬ ‫عبد المجيد الصويري حضور متميز في عدة مهرجانات وأعياد‬ ‫دينية ووطنية ومواسم صوفية‪ ،‬وكان رحمه اهلل معروفا بحسن‬ ‫أدائه ورقة صوته وكثرة حفظه وإتقانه للطبوع المغربية‬ ‫واألندلسية‪ ،‬ومع كل هذا وذاك‪ ،‬كان رجال متواضعا‪ ،‬وسيما‪،‬‬ ‫محبا لألخالق ومجال ألهل الذكر والعلماء‪ .‬‬ ‫وقد التحق األستاذ الحاج سيدي عبد المجيد الصويري‪،‬‬ ‫رحمه اهلل تعالى‪ ،‬بالرفيق األعلى زوال يوم اإلثنين ‪ 16‬رجب‬ ‫‪ 1440‬هجرية‪ ،‬الموافق لثاني أبريل ‪ 2018‬ميالدية‪ .‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد برحمته الواسعة‪ ،‬وغفر لنا وله‪ ،‬وجعلنا‬ ‫وإياه في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء‬ ‫والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ ،‬آمين يا رب العالمين‪.‬‬

‫د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬

‫‪ ‬نجح حفل تنصيب مجلس الطفل الذي‬ ‫أشرف على تنظيمه يوم الجمعة ‪ 30‬مارس ‪،‬‬ ‫مكتب مجلس جماعة وزان ‪،‬وهيئة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع ‪(،‬نجح) في مصالحة‬ ‫دار الشباب المسيرة مع تاريخها المشرق ‪،‬وأعاد‬ ‫الدفء لمفاصلها التي شلتها الرطوبة الثقافية‬ ‫التي تنخر عظام جسد دار الضمانة ‪،‬وضخ جرعة‬ ‫من األمل الذي يصنعه أطفال اليوم نساء ورجال‬ ‫الغد لتحقيق مطلب المدينة المواطنة ‪،‬التي‬ ‫طالما حلمت بها أجيال زمن ما بعد استقالل‬ ‫الوطن ‪،‬بكل منعرجاته‪ ،‬وإخفاقاته ‪،‬وانكساراته‬ ‫‪،‬ونجاحاته الخافت ضوؤها الذي نادرا ما انفلت‬ ‫من كوة بحجم حبة الرمل ‪.‬‬ ‫‪ ‬كل الطيف المدني بالمدينة لبى الدعوة‬ ‫ما دام األمر هذه المرة يؤسس للتربية على‬ ‫المواطنة الحقة لربح مستقبل المدينة الذي‬ ‫يصنعه أطفالها اليوم ‪ « . ..... ‬ستجدون هذا‬ ‫المجلس مهتما ومتتبعا لقضايا الطفولة في‬ ‫مختلف أبعادها‪ ،‬ومقترحا األفكار والمبادرات‬ ‫التي من شأنها النهوض بأوضاعها»‪ .‬هل هناك‬ ‫أبلغ من هذا المقتطف من الكلمة البليغة التي‬ ‫افتتحت بها الطفلة أمامة المودن رئيسة مجلس‬ ‫الطفل فقرات حفل التنصيب ؟ وألن االنشغال‬ ‫بقضايا الطفولة يشكل مربط فرس آلية الحوار‬ ‫والتشاور الدستورية مرجعيتها ‪،‬فقد التقطت‬ ‫الطفلة ‪ /‬الرئيسة اإلشارة ‪،‬فرفعت توصية إلى‬ ‫المجلس الجماعي الذي خاطبته قائلة « بما‬ ‫أن يوم ‪ 3‬مارس كان يوم والدة هذا المجلس‬ ‫‪،‬فباسمه أقترح عليكم السيد رئيس الجماعة بأن‬ ‫يكون هذا التاريخ ( ‪ 3‬مارس ) يوما محليا للطفولة‬ ‫يحتفى به كسائر األيام الوطنية والدولية»‪.‬‬ ‫السيدة خديجة بوحسيني نائبة رئيسة‬ ‫هيئة المســـاواة وتكافـــؤ الفرص وبعد أن‬

‫استعرضت في كلمة ألقتها بهذه المناسبة ‪،‬‬ ‫المراحل التي قطعتها توصية الهيئة المذكورة‬ ‫منذ المصادقة عليها في دورتها المنعقدة يوم‬ ‫‪ 4‬يوليوز األخير ‪،‬والتجاوب الذي عبر عنه رئيس‬ ‫المجلس الجماعي لتفعيلها ‪،‬استثمرت اللحظة‬ ‫لتذكر الحضور بأن « هذه اآللية اعتمدها تصدير‬ ‫دستور يوليوز ‪ 2011‬من أجل مأسسة الحوار‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وإرساء دعائم مجتمع متضامن‬ ‫يعيش على المشاركة والتعددية والحكامة‬ ‫الجيدة لبناء دولة ديمقراطية يسودها الحق‬ ‫والقانون»‪.‬‬ ‫‪ ‬بدورهم‪ /‬هن‪ ،‬وبعـــد أن ثمنـــوا في‬ ‫كلماتهم‪/‬هن هذه المبادرة ‪،‬وما تحمله من آمال‬ ‫عريضة كفيلة بالمساهمة في تمرين األطفال‬ ‫على الممارسة الديمقراطية الحقة ‪،‬التي تعتبر‬ ‫صمام األمان الحامي لألمن المجتمعي ‪،‬عبر‬ ‫كل من رئيس مجلس جماعة وزان ‪ ،‬والمديرة‬ ‫اإلقليمية للشباب والرياضة ‪،‬والمدير اإلقليمي‬ ‫للتربية الوطنية ‪،‬والمدير اإلقليمي للتعاون‬ ‫الوطني ‪،‬الذين تناوبوا على منصة الخطابة ‪،‬عن‬ ‫التزامهم‪/‬هن بتوفير الدعم المادي واألدبي من‬ ‫أجل إنجاح هذه التجربة التي تشكل نقطة ضوء‬ ‫فريدة في إقليم يتركب مجاله الترابي من ‪17‬‬ ‫جماعة ترابية ‪.‬‬ ‫‪ ‬حفل التنصيب تخللتــه فقرات فنيـــة‬ ‫وابداعية بحمولة حقوقية ‪،‬نسجتها وزخرفتها‬ ‫أنامل عضوات وأعضاء مجلس الطفل التي‬ ‫انتصرت تركيبته ألحكام الدستور المنتصرة‬ ‫للسعي نحو المناصفة ‪،‬وللتنوع البشري بعيدا‬ ‫عن أي شكل من أشكال التمييز المحظور‬ ‫دستوريا ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫قضية بوعشرين‪ ..‬أو عندما يتحول‬ ‫المغتصب إلى ضحية!‪..‬‬

‫شكلت قضية متابعة توفيق‬ ‫بوعشرين‪ ،‬مدير نشر مؤسسة‬ ‫أخبار ال��ي��وم‪ ،‬بتهم التحرش‬ ‫واالغتصاب و االعتداء و االستغالل‬ ‫الجنسي على صحافيات يشتغلن‬ ‫تحت إمرته‪ ،‬امتحانا حقيقيا لكل‬ ‫الهيئات الحقوقية التي تدعي‬ ‫الدفـاع عن حقـوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وخاصة الحماية و التصدي لكل‬ ‫أشكـال استغالل وابتزاز المرأة‬ ‫داخل مقرات العمل‪.‬‬ ‫ف��أم��ام ال��دالئ��ل القاطعة‬ ‫والحجج الدامغة التي تؤكد‬ ‫تورط بوعشرين في ارتكاب هاته‬ ‫الجرائم المشينة‪ ،‬ولوال صحتها‬ ‫لما قررت النيابة العامة متابعة‬ ‫المتهم بهذا الصك الثقيل من‬ ‫التهم‪ ،‬كان ينتظر من بعض الهيئات التي تدعي‬ ‫االنتساب لحقل المدافعين عن حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫أن تبادر إلى ترجمة شعاراتها على أرض الواقع‪،‬‬ ‫وأن تعلن االصطفاف وراء ضحايا مدير أخبار اليوم‪،‬‬ ‫حدث العكس تماما‪ ،‬إذ قررت االنتصار للجالد على‬ ‫حساب الضحية‪ ،‬في انقالب مشين على كل شعاراتها‬ ‫البراقة‪.‬‬ ‫األخطر من ذلك أن هؤالء المتاجرين بقضايا‬ ‫حقوق اإلنسان انخرطوا في حملة شعواء للتشهير‬ ‫بالضحايا‪ ،‬وتحويلهن إلى مذنبات‪ ،‬في محاولة بئيسة‬ ‫إلرغامهن على التراجع عن تصريحاتهن التي كشفت‬ ‫هول االعتداءات الوحشية التي ذهبن ضحيتها على‬

‫يد رئيسهن في العمل‪ ،‬في‬ ‫وقت هن في أمس الحاجة إلى‬ ‫الوقوف بجانبهن وتحيتهن على‬ ‫شجاعتهن في فضح المستور‬ ‫وكسر هذا الطابو‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫الجميع يعلم أن معظم اإلدارات‬ ‫والمؤسسات وم��واق��ع العمل‬ ‫تشهد جرائم مماثلة بشكل‬ ‫يومي‪ ،‬وأن الوقت لم يعد يسمح‬ ‫بالمشاركة في مؤامرة الصمت‪،‬‬ ‫وأن���ه ال ب��د م��ن فضح هاته‬ ‫الممارسات المشينة والتصدي‬ ‫لها‪.‬‬ ‫غير أن م��ا ي��ؤل��م حقا‪،‬‬ ‫ب��ل ي��دف��ع إل��ى الغثيان‪ ،‬هو‬ ‫ه��ذا السقوط المريع لبعض‬ ‫الحقوقيين‪ ،‬وحقوق اإلنسان‬ ‫منهم براء‪ ،‬الذين لم يجدوا أدنى حرج في طمس‬ ‫الحقيقة‪ ،‬والبحث بكل السبل‪ ،‬بما فيها األكثر وضاعة‪،‬‬ ‫من أجل تبرئة متهم بارتكاب جرائم وحشية‪ ،‬كل ذلك‬ ‫من أجل االنتصار لحليف أيديولوجي يتقاسم معهم‬ ‫االنتماء‪ ،‬عمال بالمدلول الحرفي لحديث الرسول‬ ‫المصطفى «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما»!‪..‬‬ ‫لكن ه��ؤالء يتناسون قــول اهلل عز وجـل‪:‬‬ ‫«يمكرون ويمكر اهلل واهلل خير الماكريــن»‪ ،‬وأن‬ ‫قضية بوعشرين ستكـون هي القشة التي ستفضح‬ ‫حقيقتهم‪ ،‬وستسقط عنهم ورقة التوت األخيرة‪..‬‬

‫م‪.‬ع‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫من األشياء التي استرعت انتباهي هذا األسبوع‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تحويل مسجد البقاليين‪ ،‬الذي كان في يوم ما‪ ،‬مقرا ألتباع الطريقة البودشيشية‪،‬‬ ‫إلى مرحاض‪ .‬فقد وجدتُني أتساءل بيني وبين نفسي وبيني وبين أصدقائي عن الجهة‬ ‫التي رخصت للقائمين على هذا المسجد‪ ،‬ليحولوه إلى مرحاض عمومي‪ .‬ووجدتُني‬ ‫أتساءل عن موقف مندوبية الشؤون اإلسالمية من هذا األمر‪.‬‬ ‫‪- 2‬ا ألضرار التي مست أرضية ساحة الفدان الجديد‪ ،‬والتي تتسع رقعتها يوما بعد‬ ‫يوم‪ ،‬دون أن يتفطن المسؤولون لهذا‪ ،‬أو يولوه اهتماما يُذكر‪.‬‬ ‫وهنا يجب أن نتساءل عن بند الصيانة‪ ،‬وهل يوجد في ميزانياتنا؟‪.‬‬ ‫‪ - 3‬دخول حديقة موالي رشيد إلى عالم النسيان‪ .‬فهذه الحديقة منذ أن صُرف‬ ‫عليها ما صُرف‪ ،‬لم تعد في اهتمامات القائمين على شؤون المدينة‪ ،‬فلم يخصوها‬ ‫بحراس‪ ،‬ولم يخصوها بالعناية المطلوية‪ ،‬وإنما تركوها مالذا «للشماكرية» ومدمني‬ ‫المخدرات يعيثون فيها فسادا‪ ،‬ويُن ّفرون الناس من ولوجها واالستمتاع بها‪.‬‬ ‫كم أتمنى أن تُدرج جماعتنا هذه النقطة في جدول من جداول أعمالها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬محاوالت بعض الباعة المتجولين للعودة لممارسة نشاطهم بحي المصداع‬ ‫وبزنقة الوطية وبأزقة أخرى‪ .‬فالسكوت عن هذه المحاوالت أو غض الطرف عنها‪ ،‬قد‬ ‫يعيدنا إلى نقطة الصفر‪ ،‬وقد يسرق منا الفرحة التي شعرنا بها‪ ،‬حين استردت المدينة‬ ‫فضاءاتها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الغطاء الخشبي الذي يغطي حي العيون‪ ،‬فهذه المقاولة هي في نظري ونظر‬ ‫كثير من الناس‪ ،‬أحسن مقاولة باشرت عملها في المدينة العتيقة‪ ،‬أدا ًء وجود ًة وإتقانا‪،‬‬ ‫وليتها ترمم سقف الطرافين وتعيد إليه صحته وعافيته‪.‬‬ ‫‪ - 6‬مظاهر االرتياح التي تبدو على وجوه السائحين وهم يمرون بحواري المدينة‬ ‫العتيقة‪ ،‬ويلتقطون الصور‪ ،‬ويسرحون ويمرحون‪ ،‬دون أن يعترض سبيلهم أو يعرقل‬ ‫مسيرتهم عائق‪.‬‬ ‫إن تطوان يجب أن تعيد حساباتها فيما يخص السياحة‪ ،‬وإن مندوبية السياحة‬ ‫مطالبة بالكثير والكثير‪ ،‬حتى ال تظل مدينتنا ممرا للسياح‪ ،‬وإنما ينبغي أن تكون‬ ‫مستقرا لهم‪ ،‬يقضون بها فترات وفترات‪ ،‬إسوة بمدينة شفشاون‪ ،‬ومدينة طنجة‪.‬‬ ‫ونوابنا المحترمون في البرلمان‪ ،‬يمكن أن يلعبوا دورا في هذا المجال‪.‬‬

‫المجلس اإلقليمي لشفشاون يعقد دورة استثنائية‬ ‫رصد حصة األسد من فائض ميزانية ‪ 2017‬للتأهيل‬ ‫الحضري للمراكز القروية‬

‫‬‫عقد المجلـــس اإلقليمـــي‬ ‫لشفشاون دورة استثنائية يوم‬ ‫الخميس ‪ 5‬أبريل الجاري بقاعة‬ ‫االجتماعات الكبرى للعمالة‪.‬‬ ‫الدورة ترأسها عبد الرحيــم‬ ‫بوعزة رئيس المجلس اإلقليمي‪،‬‬ ‫بحضور إسماعيل أبو الحقــوق‬ ‫عامل إقليم شفشـاون‪ ،‬وعادل‬ ‫زروق المدير العـــام للمصالــح‬ ‫بإقليم شفشـــاون‪ ،‬وممثلـــي‬ ‫وكالتي الحوض المائي لكل من‬ ‫سبو واللوكس‪ ،‬وعدد من رؤساء‬ ‫مصالح العمالة‪ ،‬وأطر المجلس‬ ‫اإلقليمي‪.‬‬ ‫في هذه الدورة تمت دراسة عرضين حول التدابير المتخذه لحماية‬ ‫مدينة شفشاون ومراكز اإلقليم من الفيضانات تقدما بهما ممثال‬ ‫الوكالتين‪ ،‬على اعتبار أن اإلقليم أبان منذ مدة‪ ،‬وخاصة بعد األمطار‬ ‫الطوفانية األخيرة‪ ،‬وتحت ضغط عامل التغيرات المناخية‪ ،‬على الحاجة‬ ‫الملحة‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬للتدابير الوقائية لحماية السكان وممتلكاتهم‪،‬‬ ‫وكذا المنشآت والتجهيزات العمومية واألراضي الفالحية من السيول‬ ‫وغمر المياه‪.‬‬ ‫وكالة الحوض المائي سبو من جهتها؛ عبرت عن استعدادها للقيام‬ ‫بالدراسات والتدخالت الالزمة في الجماعات التي تدخل ضمن نفوذ‬ ‫ترابها‪ ،‬وأكدت‪ ،‬عبر ممثلها‪ ،‬أن بابها مفتوح في وجه المقترحات التي‬ ‫تأتي من المؤسسات التمثيلية لسكان إقليم شفشاون‪ ،‬في المقابل‪ ،‬انتقد‬ ‫المجلس‪ ،‬رئاسة وأعضاء‪ ،‬تواجد الوكالة الباهت‪ ،‬إن لم نقل غيابها‪-‬على‬ ‫عكس ماهو حاصل بالنسبة لوكالة الحوض المائي اللوكس‪ -‬بإقليم‬ ‫شفشاون سواء من خالل إنجاز مشاريع أو القيام بتدخالت وازنة‪ ،‬كما أن‬ ‫عدم تجسيد سياسة القرب‪ ،‬وبالتالي ضعف المراقبة‪ ،‬ينتج عنه اختالالت‬ ‫ومشاكل في استغالل الموارد المائية وتدبيرها‪ ،‬في التراب التابع لنفوذ‬ ‫هذه الوكالة‪ ،‬واضطرابات وغموض في «سياسة» الترخيص الخاص‬ ‫باستغالل المياه السطحية والجوفية ( الصهاريج واآلبار)‪.‬‬ ‫ومن أجل ربط جسور التواصل بين ممثلي اإلقليم والوكالة‪ ،‬وفي‬ ‫أفق مواجهة الوضعية الحالية ل«سياسة» الماء وتدبيره بتراب اإلقليم‬ ‫التابع للوكالة‪ ،‬طالب المجلس بضرورة تمثيل المجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون بالمجلس اإلداري لوكالة الحوض المائي سبو‪ ،‬على غرار‬ ‫وكالة الحوض المائي اللوكوس‪ ،‬كما طالب بإنشاء ملحقة لهذه الوكالة‬ ‫باإلقليم‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق تدارس المجلس اتفاقية شراكة إلنجاز أشغال‬ ‫مشروع حماية مدينة شفشاون من الفيضانات الناتجة عن تدفق مياه‬ ‫رأس الماء‪ ،‬مبديا موافقته المبدئية على االتفاقية مرجئا المصادقة عليها‬ ‫إلى حين اتضاح تركيبتها المالية ومساهمة الشركاء( المجلس اإلقليمي‪،‬‬ ‫البلدية‪ ،‬وكالة الحوض المائي اللوكوس‪ -‬هي الطرف الوحيد الذي حدد‬ ‫مساهمته المالية والتي تقدر بمليوني درهم‪ ،-‬كتابة الدولة المكلفة‬ ‫بالماء‪ ،‬جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬عمالة إقليم شفشاون)؛ وتقدر‬ ‫تكلفة هذا المشروع ب ‪ 36‬مليون درهم‪.‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫المجلس ص��ادق‪ ،‬في هذه‬ ‫ال����دورة أي��ض��ا‪ ،‬على اتفاقيات‬ ‫إلحداث ثالث مجموعات للجماعات‬ ‫الترابية‪ « :‬باب القرن» و «تيزران»‬ ‫و «الساحل»؛ تهدف إلى إحداث‬ ‫م��راف��ق الوقاية وحفظ الصحة‬ ‫(ج���ودة ال��م��واد الغذائية ومياه‬ ‫الشرب‪ ،‬محاربة األمراض الحيوانية‬ ‫المنشأ‪ ،‬محاربة نواقل األمراض‪،‬‬ ‫الطب الشرعي)‪ ،‬نقل المرضى‬ ‫والجرحى‪ ،‬نقل الموتى‪ ،‬اقتناء‬ ‫وتدبير آليات األشغال وصيانتها‪،‬‬ ‫كما ص��ادق على اتفاقيات أخرى‬ ‫تتعلق ببناء مقرات لهذه المجموعات الترابية بكل من مركز باب تازة‪،‬‬ ‫ومركز تمورت ومركز بواحمد‪ ،‬و تصل مساهمة المجلس اإلقليمي‬ ‫في بناء هذه المقرات إلى ‪ 6‬ماليين درهم إلى جانب المساهمين‬ ‫اآلخرين(المديرية العامة للجماعات المحلية والجماعات المعنية)‪.‬‬ ‫وستغطي هذه المجموعات الترابية تراب اإلقليم كله‪ ،‬وينخرط‬ ‫المجلس اإلقليمي في جميعها‪ ،‬وتنخرط الجماعة الحضرية لشفشاون‬ ‫وباقي الجماعات الترابية القروية في واحدة من هذه المجموعات الترابية‬ ‫حسب تقسيم ترابي محدد‪.‬‬ ‫المجلس اإلقليمي نوه بإحداث هذه المجموعات الترابية‪ ،‬واعتبر‬ ‫إحداثها إجابة على حاجيات واقعية وقانونية‪ ،‬كما أنها المؤسسات‬ ‫التمثيلية ستكون تجسيدا لسياسة القرب‪ ،‬وستقدم خدمات مهمة‪،‬‬ ‫خاصة في مجال الصحة العامة‪ ،‬كما ستقدم خدمات إنسانية أخرى ملحة‬ ‫سيتم مأسستها‪.‬‬ ‫وكان المجلس اإلقليمي على موعد‪ ،‬في هذه ال��دورة‪ ،‬مع لحظة‬ ‫سنوية أساسية وهي برمجة فائض الميزانية للسنة الماضية(‪،)2017‬‬ ‫وقد بلغ هذا الفائض ما قدره ‪ 9.481.509,40‬دره��م‪ ،‬وتم توزيع‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫• حصة إقليم شفشاون في االتفاقية اإلطار للشراكة بشأن التأهيل‬ ‫ل ‪ 26‬مركزا ب ‪ 22‬جماعة قروية‪ 5.900.000,00 :‬درهم‪.‬‬ ‫• أشغال كبرى لصيانة وحماية مركز بني دركول من الفيضانات‪:‬‬ ‫‪ 1.000.000,00‬درهم‬ ‫• بناء مقر الجماعة الترابية إلقليم شفشاون‪ 2.000.000,00 :‬درهم‬ ‫• شراء أراضي (إلقامة كل من مقر الجماعة الترابية إلقليم شفشاون‬ ‫و المستشفى اإلقليمي المتعدد التخصصات بباب برد)‪581.509,40 :‬‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة أن ميزانية المجلس اإلقليمي يصرف أكثر من ثلثيها‬ ‫في التسيير‪ ،‬و اليفي فائضها المخصص للتجهيز بأدنى الطموحات‪ ،‬حيث‬ ‫أن حاجيات اإلقليم وجماعاته تحتاج إلى اعتمادات ضخمة‪ ،‬لذلك ستظل‬ ‫وتيرة مسلسل التنمية المندمجة بطيئة‪ ،‬في هذه القطعة من الوطن‪،‬‬ ‫إن لم ترفع الدولة والقطاعات الحكومية من حجم برامجها ومشاريعها‬ ‫وتدخالتها باإلقليم في إطار العدالة المجالية والحكامة المطلوبة في‬ ‫إعداد التراب‪.‬‬

‫سراج‬ ‫وهاج‪* ..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫الحمد هلل الذي من استجار به كفاه‪ ،‬والصالة والسالم‬ ‫على سيدنا محمد الحليم األواه‪ ،‬وبعد‪،‬‬ ‫فقد أكرمني الدكتور نجيب الجباري بكتابة تصدير‬ ‫لعمله األكاديمي الموسوم ب «ديوان السراج الوهاج‬ ‫بمدح صاحب التاج والمعراج» للشاعر عبد الكريم بن عبد‬ ‫السالم زاكور‪.‬‬ ‫هذا الكتاب‪:‬‬ ‫ يكمل حلقة أولى بدأها أخونا الدكتور محمد الوهابي‬‫من آداب الرباط‪ ،‬بإشراف أستاذنا المرحوم سيدي محمد‬ ‫الخمار الكنوني‪.‬‬ ‫ يترجم أفضاال علمية مباركة لعزيزنا الدكتور سيدي‬‫عبد السالم شقور‪ ،‬وألخينا المرحوم سيدي عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي في توجيه البحث األكاديمي وتعميقه في‬ ‫قضايا وظواهر األدب المغربي قديمه وحديثه‪ ،‬وستظل‬ ‫ذاكرة أجيال آداب تطوان محتفظة بخدماتهما الرفيعة‬ ‫التي ارتقت بمنسوب األنساق الفكرية واألدبية واللغوية‬ ‫والصوفية والتاريخية لتراثنا المغربي الفياض الزخار‪..‬‬ ‫راكم الدكتــور نجيب دربته البحثية منــذ أن سوى‬ ‫مونوغرافية حول الشاعر المريني مالك ابن المرحل‪..‬‬ ‫فتحضيره لدراسة حول شعر محمد بن التهامي بن عمرو‬ ‫الرباط‪ ..‬فإنجازه لهذه األطروحة المخصصة للقسم الثاني‬ ‫من مدونة شعرية البن زاكور‪..‬‬ ‫أسند الدكتور نجيب دربته بخبرة مهنية مديدة في‬ ‫أسالك التعليم‪ ،‬مكنته من‪:‬‬ ‫ المساهمة في االستدراك على ما لم يدرك‪..‬‬‫ مراجعة ماراج ومازال يروج من أحكام استنقاصية‬‫واختزالية حول طبيعة وقيم الموروث الشعري بالمغرب‬ ‫دون ارتكاز على سلطة النصوص المحققة تحقيقا علميا‪..‬‬ ‫عزز الدكتور نجيب نظره الحجاجي في هذا العمل ب‪:‬‬ ‫ إدمان القراءة‪..‬‬‫ إعمال النظر الحصيف فيما يعرض؛ بدءا من فهم‬‫سليم انتهاء بتقويم قويم‪.‬‬ ‫ استنباط أحكام جزئية أو كلية من نصوص وليس‬‫من ظنيات‪..‬‬ ‫والدكتور نجيب في كل هذا منحاز إلى ما كتبه وأصله‬ ‫علماء أفذاذ كانوا روادا (المرحوم محمد بن تاويت‬ ‫التطواني‪ ،‬المرحوم عبد السالم الهراس‪ ،‬الدكتور عباس‬ ‫الجراري حفظه اهلل‪ ،‬والدكتور محمد بنشريفة حفظه اهلل‪،‬‬ ‫والدكتور محمد الخمار الكنوني‪ ،‬والدكتور عالل الغازي‬ ‫رحمه اهلل‪ ،‬والدكتور عبد اهلل المرابط الترغي رحمه اهلل‬ ‫والدكتور حسن الوراكلي حفظه اهلل والدكتور عبد السالم‬ ‫شقور حفظه اهلل)‬ ‫وهذا العمل النفيس للدكتور نجيب‪ ،‬يتسم معمار‬ ‫دراسته ببناء رائق واستيفاء فائــق بما يتضمنـــه من‬ ‫مكونات وظيفية همت‪:‬‬ ‫ سياقات موضوعية‪..‬‬‫ بيانات بيوغرافية‪..‬‬‫ دراسات موضوعاتية‪..‬‬‫ وقفات فنية‪..‬‬‫وأما تحقيق المتن الشعري‪ ،‬فقد التزم فيه صاحبه‬ ‫بقواعد النشر العلمي للنصوص‪.‬‬ ‫نسأل اهلل للدكتور نجيب حسن العون وجميل التوفيق‪.‬‬ ‫طنجة في‪ 19 :‬رجب ‪1439‬‬ ‫ـــــــ‬ ‫* عنوان كتاب جديد للدكتور نجيب الجباري سيرى النور قريبا‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 10‬أبـريـل ‪2018‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫طنجة للبيع في المزاد العلني‪! ‬‬ ‫من شابه «زعيمه» فما ظلم‪...!! ‬‬

‫أمام سلبية الحكومة اتجاه «صيحات» االستغاثة‪ ،‬التي أطلقها‬ ‫مجلس طنجة البلدي‪ ،‬جراء االقتطاعات المتتالية من ميزانية المدينة‪،‬‬ ‫تنفيذا ألحكام قضائية‪ ،‬أنصفت مواطنين انتزعت ملكية أراضيهم‬ ‫وعقاراتهم‪ ،‬لـ «المصلحة العامة» على مدى عشرات السنين‪ ،‬دون أن يتم‬ ‫االلتفات إلى واجب تعويضهم التعويض المنصف‪ ،‬اتخذ رئيس الجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬البشير العبدالوي ‪ ،‬قرارا اعتبر «جريئا»‪ ‬بل ويحمل الكثير من‬ ‫معاني التحدي واالستفزاز‪ ،‬ولعله أول من اتخذ هذا التوجه‪ ،‬لمواجهة‬ ‫«تجاهل» الحكومة لوضعية مدينة طنجة‪ ،‬بعد أن وقع «تخريب» ماليتها‬ ‫دون مراعاة الحتياجات المدينة على مستوى التدبير بشتى مجاالته‪،‬‬ ‫واالستثمار بشتى توجهاته‪ ، ،‬خاصة والبلدية منخرطة في مشاريع طنجة‬ ‫«الكبرا» (‪ ....) ! ‬وأن لها التزامات مالية في مستوى أهميتها كقطب‬ ‫حضري يراد له ما يراد من تطور ونمو وفق المخطط المعلوم‪.....‬‬ ‫رئيس الجماعة رد على سلبية موقف الحكومة من هذه الكارثة التي‬ ‫حلت بطنجة‪ ،‬والتي أصبحت تهدد بإفالس هذه المينة العالمية ‪ ‬وإعالنها‬ ‫مدينة «منكوبة» وهي التي قال عنها الراحل الحسن الثاني ‪« ‬إن المغرب‬ ‫بكامله كان يعرف بها» رئيس الجماعة‪ ،‬اتخذ قرار اإللقاء بممتلكات‬ ‫المدينة ‪ ‬من النافذة‪ ،‬للبيع في المزاد العلني‪ ،‬عن طريق طلب عروض‪،‬‬ ‫أمال في توفير بعض السيولة للميزانية الجماعية‪.‬‬ ‫القرار الجماعي يتعلــق في هــذه المرحلـــة ‪ ‬بعقارين مساحــة‬ ‫األول ‪ 7721 ‬م‪ 2‬ويقع بواحدة من أجمل مناطق طنجة‪ ،‬جوار الملعب‬ ‫الملكي للكولف‪ ،‬ببوبانة‪ ،‬حدد الثمن االفتتاحي للمتر المربع ب ‪3000‬‬ ‫درهم‪ ،‬بينما العقار الثاني يقع بين شارعي المنصور الذهبي والمقاومة‪،‬‬ ‫وتبلغ مساحته ‪2146‬م ‪ ،2‬وحدد الثمن االفتتاحي للمتر المربع ب ‪ 15‬ألف‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫المزايدة العمومية ستتم‪ ،‬وفق بيانات الجماعة بتاريخ ‪ 25‬أبريل‬ ‫الجاري بالنسبة لألول و ‪ 2‬ماي المقبل بالنسبة للعقار الثاني‪.‬‬ ‫الجماعة تأمل أن تتحصل من هذه العملية بما «يخفف» من أزمتها‬ ‫المالية‪ ،‬ويمكنها من الوفاء ببعض التزاماتها إزاء موظفيها ‪ ‬وبعض‬ ‫المتعاملين معها‪.‬‬ ‫يجب االعتراف بأن‪« ‬النكبة» المالية التي أصابت طنجة‪ ،‬ال عالقـة‬ ‫للمجلس الجماعي الحالي بها‪ ،‬بل هي نتيجة تدبير مجالس سابقة‬ ‫تنتمي إلى عهد «العجرفة» اإلدارية‪ ‬والعنجهية السلطوية‪ ،‬التي طبعت‪،‬‬ ‫في زمن ما‪ ،‬عالقات الحاكمين بالمحكومين الذين لم يكن عليهم إال‬ ‫«القبول» بما «قسم اهلل» إلى أن يأتي الفرج‪.‬‬ ‫ولعل في نزع ملكية األراضي التي أقيمت عليها المنطقة الصناعية‬ ‫بمغوغة خير دليل على الظلم الذي أصاب صغار المالكين و«الفالحين»‬ ‫الذين انتزعت منهم أراضيهم‪ ،‬بدرهم للمتر المربع‪ ،‬ومن لم يقبل‬ ‫بالدرهم «الرمزي»‪ ،‬فليشرب البحر‪..!!! ‬‬ ‫‪....‬‬ ‫الواقع أن بيع العقارين الجماعيين ‪ ،‬رغم ما سوف يشهد المزاد‬ ‫العلني من «تهافت» «األباطرة» لن يحقق للجماعة «الكفاية» المالية‬ ‫لتدبير الشأن المحلي‪ ،‬بعد أن أفرغت الحجوزات القضائية ميزانية‬ ‫الجماعة من عشرات المليارات‪ .‬في أقل من سنتين‪.... ،‬وأنه سوف يكون‬ ‫عليها التوجه إلى بيع عقارات أخرى‪ ،‬والحال أن مدينة طنجة انتزعت منها‬ ‫جل ممتلكاتها البلدية‪ ،‬غداة االستقالل والوحدة‪ ،‬وضمت إلى الملك‬ ‫العمومي الوطني أو ما يسمى بـ «األمالك المخزنية» وهو ما كان قد‪ ‬‬ ‫أثار الكثير من احتجاجات المواطنين‪ ،‬وفضحته ‪ ‬الصحافة المحلية‪ ،‬دون‬ ‫جدوى‪.‬‬ ‫قد ال يتأخر مجلس الجماعة عن بيع كل ما في حوزة طنجة‪،‬‬ ‫لمواجهة آثار «النكبة» تيمنا بزعيم حزبه ورئيس الحكومة الذي يبدو‬ ‫أنه يستعد لبيع مؤسسات عمومية للحصول على ما يمكنه من تغطية‬ ‫عجز الميزانية‪ .‬فقد تناقلت الصحافة الوطنية أخبارا مفادها أن الحكومة‬ ‫منكبة هذه االيام على إعداد دراسة تتعلق باختيار بعض المؤسسات‬ ‫العمومية التي سوف تتم خوصصتها بهدف توفير مداخيل إضافية‬ ‫لخزينة الدولة وتجاوز العجز التي تشهده الميزانية العامة‪ ،‬بعد تطبيق‬ ‫سياسة التقشف‪ ،‬والزيادة في حجم الضرائب‪ ،‬وتقليص ميزانية صندوق‬ ‫المقاصة ‪ ،‬والزيادة في أسعار بعض المواد االستهالكية‪ ،‬و‪.........‬‬ ‫اهلل يبقي الستر والسالم‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫املخطط التنموي جلرادة‬ ‫‪....‬ولكن احلكومة تنق�صها النظرة‬ ‫اال�ستباقية للأحداث‬ ‫بعد أن عانى الجراديون من ويالت الفقر والتهميش والالمباالة‬ ‫ونزلوا إلى الشارع لالحتجاج على ظروف الحياة في إقليمهم وبعد أن‬ ‫تعرضوا بسبب ذلك إلى أسوأ المعامالت من طرف القوات العمومية بما‬ ‫فيها الدحس على طريقة ميدان التحرير‪ ،‬واالعتقال‪.....‬‬ ‫تم اإلعالن عن مخطط تنموي لهذا اإلقليم ‪ ،‬يشمل مشاريع‬ ‫اجتماعية واقتصادية وبيئية‪ ،‬باستثمار إجمالي يبلغ ‪ 900‬مليون درهم‪،‬‬ ‫قيل إنه حظي بتفاعل إيجابي من طرف األهالي‪ .‬المخطط يشمل مشاريع‬ ‫لتعزيز التجهيزات االجتماعية‪ ،‬والتأهيل الحضري والبيئي‪ ،‬وخلق صندوق‬ ‫لمساندة حاملي المشاريع‪ ،‬وتوفير آالف من مناصب الشغل اآلنية‪،‬‬ ‫وتوسيع العرض الصحي‪ ،‬واعتماد مجموعة من اإلجراءات لتخفيض كلفة‬ ‫استهالك الماء والكهرباء‪ ،‬وتفعيل آليات المراقبة لرخص االستغالل‪،‬‬ ‫ودعم حماية البيئة من خالل االستفادة كأول إقليم من “البرنامج الوطني‬ ‫الخاص بتثمين النفايات المعدنية”‪ ،‬وإغالق المحطات الحرارية التقليدية‪،‬‬ ‫وإغالق اآلبار المهجورة لتجنب المخاطر التي قد تنجم عنها‪.‬‬ ‫جميل‪ ،‬واألمل أن ال تلتحق هذه المشاريع بــ «منارة المتوسط»‬ ‫وأن تنخرط الدولة في تنفيذ ما التزمت به كامال وداخل اآلجال المقررة‬ ‫والمعقولة‪ .‬هذا «التحفظ» يفرضه منطق أن «المؤمن ال يلدغ من جحر‬ ‫مرتين» وأن المغاربة «يعرفون خروب بالدهم» ‪.....‬جيدا !‬ ‫المالحظ في جميع االحتجاجات الشعبية التي انطلقت في ربوع‬ ‫المملكة‪ ،‬منذ حادثة طحن رجل الحسيمة‪ ،‬داخل شاحنة أزبال‪ ،‬أنها كانت‬ ‫ترفع مطالب اجتماعية‪« ،‬خبزية» وشعارات تدين «التكرفيس» على‬ ‫كرامة عباد اهلل‪ ،‬من ظلم وحكرة وغياب احترام الكرامة اإلنسانية‪ ،‬وفساد‬ ‫مستفز وتدبير سيء للشأن العام‪ ،‬و ‪....‬‬ ‫وبعد أن تتحول هذه االحتجاجات إلى مواجهات عنيفة مع القوات‬ ‫العمومية‪ ،‬ويستعصي محاصرتها ‪ ،‬يتحرك المسؤولون إليجاد «مخرج»‬ ‫لألزمة‪ ،‬ليس فقط عن طريق التدخل األمني العنيف‪ ،‬واالعتقاالت التي‬ ‫تزيد في تعقيد الوضع‪ ،‬بل وأيضا باإلعالن عن «مخططات» تنموية‪،‬‬ ‫تتضمن االستجابة لغالبية المطالب الشعبية‪.…..‬‬ ‫المشكل في أن المسؤولين ال يتوفرون على حس استباقي‪ ،‬وآليات‬ ‫مناسبة الستشفاف األضرار التي يشتكي منها المواطنون ‪ ،‬والحال أن‬ ‫كل األقاليم «مؤطرة» باألحزاب السياسية والمجالس المنتخبة‪ ،‬وبرجال‬ ‫السلطة‪ ،‬مدنيين وعسكريين‪ ،‬وأيضا بجحافل المقدمين والشيوخ و‪...‬‬ ‫بالمخبرين‪ ....،‬فكيف والحالة هذه ‪ ،‬أن يغيب عنهم تدمر المواطنين‬ ‫وغضبهم من ظروف حياتهم ومن معاناتهم للحصول على خبز «حاف»‬ ‫أو رغيف «أسود»‪ ،‬ومن غياب اإلهتمام بهم وبشأنهم ‪ ،‬إلى أن يبلغ بهم‬ ‫الغضب درجة اليأس‪ ،‬فيكون ما كان ‪ ....‬في «المغرب الغير النافع» من‬ ‫الريف إلى الراشيدية‪ ،‬مرورا بجرادة وجيوب أخرى‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الولد تركي �آل ال�شيخ منبهر مب�صافحة‬ ‫كارلو�س كورديرو‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫برافو ! ولكن لليهود أراض في العربية السعودية‪ ،‬في دومة‪،‬‬ ‫ونجران‪ ،‬واليمامة‪ ،‬ودوس‪ ،‬وخيبر‪ ،‬وتيماء‪ ،‬ويثرب‪ ،‬أراض كانت ليهود‬ ‫الجزيرة العربية المنتمين لثالث مجموعات‪ :‬يهود بني قينقاع ‪،‬ويهود‬ ‫غطفان وكنانة‪ ،‬ويهود سبأ وحمير‪.‬‬ ‫الولد السيء الذكر‪ ،‬تركي آل الشيخ‪« ،‬تجاسر» على بلد شقيق لبلده‪،‬‬ ‫حين تحدث عن «البوصلة» وعن «عرين» األسود في الرياض‪ ،‬واستخف‬ ‫به حين عاب عليه أن ينتظر من «الدويلة» أن تنفعه‪ ،.‬وحين سمح لنفسه‬ ‫المريضة بأن يوجه «رسالة من الخليج للمحيط» !!!‪ ...‬والحال أن رسالته‬ ‫«طاشت» بين مزابل العالم العربي الذي يعج بالمفسدين والمناورين‬ ‫والمناوئين لوحدة العرب وتعاضدهم وتوادهم‪ .‬ومنهم الولد تركي‬ ‫المعاق ذهنيا والمصاب كما يبدو بخلل معرفي يدفعه إلى خلط كل‬ ‫األوراق‪ ،‬فقط‪ ،‬بسبب «فوزه» بمصافحة رئيس االتحاد األمريكي لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬كارلوس كورديرو !!!‪.......‬‬ ‫فما عساه سيكون موقف الجامعة المغربية لكرة القدم من‬ ‫المشاركة في النسخة المقبلة لمنافسات كأس االتحاد العربي لكرة‬ ‫القدم‪،‬الذي يرأسه الولد تركي‪ ،‬والتي ستقام بين غشت ‪ 2018‬وأبريل‬ ‫‪.2019‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الأقمار اال�صطناعية ملراقبة البناء‬ ‫الع�شوائي‬ ‫في تطور جديد ألداء اإلدارة المغربية في ما يخص حصر مدن‬ ‫الصفيح ومحاربة البناء العشوائي عبر تراب المملكة‪ ،‬علم أن اإلدارة‬ ‫المغربية سوف تعمد إلى التقنيات المتطورة التي تتيحها خدمات‬ ‫األقمار االصطناعية‪ ،‬من أجل تحديد وتتبع مناطق انتشار البناء العشوائي‬ ‫وتطويق مدن الصفيح من أجل الحد من انتشارها‪.‬‬ ‫اإلجراء الجديد والمجدد‪ ،‬جاء عقب فشل اإلدارة الترابية في محاربة‬ ‫مدن الصفيح وتفشي البناء العشوائي الذي ينبت كالفطر‪ ،‬بما ال يمكن‬ ‫لإلدارات المسؤولة من محاصرته في الزمان والمكان‪.‬‬ ‫وكان صائبا جدا‪ ،‬اهتداء المسؤولين بوزاة الداخلية إلى االستعانة‬ ‫باألقمار الصناعية في تحديد المناطق «الهشة» التي تستقبل مدن‬ ‫الصفيح ‪ ،‬وتشكل «حزاما» حول المدن الكبرى ‪ ،‬يهدد سالمة سكان‬ ‫تلك المدن‪.‬‬ ‫‪ ! Peine perdue‬قد يقول بعضهم بعد أن أعلنت وزارة اإلسكان‬ ‫عن خلو ‪ 57‬مدينة من مدن المغرب من مدن الصفيح‪ ،‬حتى مدينة‬ ‫القصر الكبير «الغارقة» في البراريك التي تحاصرها من كل جانب‪ ،‬أعلنت‬ ‫مدينة بدون صفيح كثاني مدينة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بعد‬ ‫الشاون‪ .‬أما طنجة فكانت من أوائل المدن التي رفعت فيها الفتات في‬ ‫مدخل المدينة على طريق المطار‪ ،‬تعلن أنها دخلت عالم المدن بدون‬ ‫صفيح !!!‪...‬وليس الخبر كالتبحصيص !‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن صور األقمار االصطناعية قد ال تجد ما‬ ‫تتصيده من مدن صفيحية أو بناء عشوائي‪ ،‬حين تحلق في سماء المغرب‬ ‫من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه‪ .....‬ما دام أن هذا المشكل قد تم‬ ‫تجاوزه والعهدة على وزارة اإلسكان وسياسة المدينة !!!‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الأجور باملغرب يف املراتب الأخرية‬ ‫عربي ًا‬

‫الولد تركي آل الشيخ‪ ،‬رئيس ما يسمى بهيئة الرياضة بالسعودية‬ ‫ومستشار ولي عهد بلد الحرمين‪ ،‬خرج لها «كود» وأعلن تفضيله للملف‬ ‫الثالثي األمريكي والمكسيكي والكندي‪ ،‬بخصوص الترشح لتنظيم‬ ‫المونديال ‪ ،2026‬ضدا على ملف المغرب‪ ،‬وذلك باسم التضامن العربي‬ ‫والوفاء لمبادئ اإلسالم في التآزر والتآخي والنصرة !‬ ‫الولد «انهار» أمام ما حظي به من «شرف» مصافحة رئيس االتحاد‬ ‫األمريكي لكرة القدم‪ ،‬كارلوس كورديرو‪ ،‬وانطلق «يغرد» على حسابه‬ ‫في «تويتر» بـ «قوة الملف» األمريكي المشترك‪ ،‬لتنظيم المونديال‪.‬‬ ‫وكان الولد تركي آل الشيخ‪ ،‬قد لمح في تغريدة سابقة إلى إمكانية‬ ‫عدم دعم السعودية للملف المغربي‪ .‬وأن دعم السعودية ألي ملف غير‬ ‫الملف األمريكي يجب أن يخضع لمصلحة بالده أوال‪ ،‬ومصلحة بالده ‪،‬‬ ‫أوال وأخيرا‪ ،‬في غرفة نوم الرئيس األمريكي بالبيت األبيض !‬ ‫سخافة الولد تركي وغباوته وجهله وهراؤه‪ ،‬وهي صفات ال تنطبق‬ ‫على سواه من المسؤولين السعوديين‪ ،‬دفعت به إلى الخلط بين كرة‬ ‫القدم وبين الحصار السخيف الذي أقامته بعض دول الخليج ضد رفاق‬ ‫االتحاد في دولة قطر‪. ،‬خدمة ألجندات خارجية تتداخل فيها مصالح‬ ‫ال تغيب عنها أنياب الصهيونية التي يبدو أن سعودية العهد الجديد‪،‬‬ ‫شرعت في بناء «هيكل» التصالح معها حين أقر تصريح صريح بأن‬ ‫لإلسرائيليين الحق في العيش بأمان فوق «أراضيهم»‪.‬‬

‫طلعت نتائج تصنيف عربي حديث بمعلومات تبين أن األجور‬ ‫المغربية احتلت المرتبة ‪ 12‬من أصل ‪ 16‬بلدا عربيا حيث إن متوسط‬ ‫ما يتقاضاه الموظف المغربي حسب الدراسة‪ ،‬هو ‪ 403‬دوالر‪ ،‬ما يعادل‬ ‫‪ 3400‬دره��م‪ .‬في حين يبلغ الراتب الشهري بالدول التي شملها‬ ‫التصنيف نحو ‪ 19‬ألفا و ‪ 234‬دوالرا بمتوسط شهري يبلغ نحو ‪1202‬‬ ‫دوالرا شهريا‪.‬‬ ‫التصنيف تصدرته دول الخليج ‪ ،‬واالمارات في رأس القائمة‪ ،‬ب‬ ‫‪ 3235‬دوالرا في الشهر متبوعة بقطر ثم البحرين والسعودية ‪ .‬أما دول‬ ‫المغرب الكبير‪ ،‬فقد احتلت الجزائر المرتبة ‪ ، 13‬بعد المغرب‪ ،‬بنحو ‪293‬‬ ‫دوالرا شهريا تلتها تونس بحوالي ‪ 285‬دوالرا شهريا ‪.‬‬ ‫هذه المعلومات يجب تصحيحها من طرف اللجنة الوزارية التي تم‬ ‫تكوينها للرد على «ترهات» بعض المنظمات الدولية التي «تبخس»‬ ‫المغرب في إنجازاته ‪.‬‬ ‫فبالرغم من أن نقطة «الزيادة في األجور» ال تزال تشكل عقبة‬ ‫في سبيل إطالق حوار اجتماعي حقيقي اعتبارا لتحفظ العثماني‬ ‫وحكومته وباطروناته على زيادة بضعة دريهمات في األجور التي‬ ‫يعتبرها المختصون متدنية بشكل مفضوح‪ ،‬إال أن منظومة األجور‬ ‫تشهد كذلك أجورا مليونية بالنسبة لفئات عريضة من الموظفين في‬ ‫القطاعين الخاص والعام‪ ،‬بعضها يوازي سنوات من األجور الصغرى‬ ‫والمتوسطة‪......‬‬ ‫اسألوا مديري وكاالت التدبير المفوض كم يتقاضوا عند نهاية كل‬ ‫شهر ؟‬ ‫عفوا أوالئك من «الثلث الناجي» الذي ال تحق اعتباره في عمليات‬ ‫إحصاء األجور‪....‬إنهم هناك ليدبروا شؤون توزيع الماء والكهرباء وجمع‬ ‫النفايات بعد أن «عجز» المغرب عن تكوين أطر قادرة على تدبير تلك‬ ‫المرافق‪ ،‬بعد نصف قرن من االستقالل ووجود العديد من الجامعات‬ ‫والكليات والمعاهد العليا في جميع التخصصات‪.‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫التفكك األسري‪ ،‬اللقطاء وأطفال الشوارع‪ ،‬إرتفاع نسب الطالق‪،‬‬ ‫اإلدمان بين أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬أسر غارقة في التطرف الديني‪...،‬‬ ‫كلها ظواهر تجعل من مجتمعنا مجتمعاً منحالً فكرياً و دينياً و أخالقياً‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫مر المغرب بفترة تاريخية‪ ،‬يمكن إطالق مدلول األبوسية عليها‪ ،‬لتركز السلط كلها بيد األب‪/‬الزوج‪/‬رب األسرة‪ ..‬بوصفه المدبر الوحيد لشؤون‬ ‫األسرة‪ ،‬وكانت التقاليد المترسخة ال تسمح ألحد من أفرادها بالجرأة على مناقشة أو مساءلة األب‪ ،‬باعتباره السلطة المطلقة ‪ ...‬لكن حدث أن‬ ‫تسربت عوامل خارجية جديدة رافقت ظهور وسائل الميديا‪ ،‬من جهة واإلنتصار لحقوق المرأة من جهة أخرى‪ ..‬فضال عن ولوج المغرب إلى‬ ‫استهالك إقتصادي‪ ،‬يعتمد الشغل ومواجهة ظروف العيش‪ ..‬مما كان له أبلغ األثر في ظهور أسرة مغربية بمواصفات لم تكن لتمت بصلة‬ ‫إلى سالفتها‪ ،‬أسرة وجدت نفسها في خضم عالم جديد متسم بالسرعة في المعلومة و شح في فرص الشغل وتضارب في المرجعيات العقدية‬ ‫والسوسيولوجية‪ ..‬استوت معها بالكاد األسرة الحضرية واألسرة القروية‪ ،‬سنحاول فيما يلي الوقوف على عينة من الظواهر األسرية التي أفرزتها‬ ‫األسرة المغربية وهي تتخطى إلى األلفية الثالثة‪:‬‬ ‫• التفكك األسري‬ ‫‪ ‬لعل هذه الظاهرة تقف من ورائها جملة من األسباب‪ ،‬يمكن‬ ‫إجمالها في انسداد آفاق الشغل وتضاؤل فرص العمل‪ ،‬إلى جانب‬ ‫شيوع اإلستعمال المفرط والالمشروع لوسائل التواصل اإلجتماعي‬ ‫وسط كل من اآلباء واألمهات واألبناء على حد سواء‪ ..‬وأضحت‬ ‫العالقة األسرية بينها هشة ومعطوبة‪ ،‬سرعان ما تفضي إلى الطالق‬ ‫واإلنفصال السريعين‪.‬‬ ‫وتشهد محاكم األسرة سنويا قضايا لملفات تصل إلى أكثر من‬ ‫‪ 1500‬ملف‪ ،‬عدا الحاالت التي يطويها الكتمان والتجاهل والضياع‪،‬‬ ‫يظل األطفال أبرز ضحاياها‪.‬‬

‫• اللقطاء وأطفال الشوارع‬ ‫تداهمنا كمارّة بشوارع وأحياء وساحات المدن الكبرى فيالق‬ ‫أطفال‪ ،‬تتراوح أعمارهم من ‪ 10‬إلى ‪ 16‬سنة عراة‪ ..‬حفاة‪ ..‬تتمدد‬ ‫أعينهم وأياديهم إلى مرتادي المقاهي والمطاعم‪ ،‬أعين بعضهم‬ ‫متورمة بفعل السهاد والتعاطي لشم السموم‪ ..‬يحكمهم في‬ ‫تحركاتهم قانون الغاب‪ ،‬كبيرهــم يسطــو على صغيرهم‪ ،‬حاولت‬ ‫العديد من «الجمعيات الخيرية» إيواءهم‪ ..‬لكنهم يجدون في‬ ‫الخالء مرتعهم المفضل لممارسة طقوسهم‪ ،‬وأحيانا يتحولون ليال‬ ‫إلى أدوات طاعنة العتراض سبيل المارة‪ ،‬أو إشباع نزوات بعضهم‬ ‫الشاذة!‬ ‫ويتساءل الباحث وهو يتأمل جموعهم هذه‪ :‬أين هي األنثى؟‬ ‫طبعا الجواب هنا يحيلنا على أحد اإلتجاهين إما السقوط في مهاوي‬ ‫الدعارة المبكرة أو العمل المنزلي تحت شروط قاسية‪ .‬‬

‫• ارتفاع نسب الطالق‬ ‫هذه الظاهرة هي من النتائج الحتمية للتفكك األسري‪ ،‬فبمقارنة‬ ‫بسيطة بين ما كانت عليه أرقام الطالق قبل ثالثة عقود وما أصبحت‬ ‫عليه اآلن نجد أنها تضاعفت عشرات المرات‪ ،‬نقف على هول هذه‬ ‫الظاهرة وتؤكدها األرقام ولو أنها نسبية أن الزيجة الواحدة (زوج‬ ‫وزوجة ‪ )...‬ال تعمر أكثر من سنتين‪ ،‬إذ سرعان ما تدب إليها أسباب‬ ‫اإلنفصال‪ ،‬وهي من التنوع والتعدد‪ ،‬حيث ال يمكن حصرها في عامل‬ ‫أو أكثر‪ ،‬وإن كان جانب العنف المادي والمعنوي هو الطاغي كمؤشر‬ ‫رئيس في حمل الزوجة خاصة على طلب الطالق‪ ...‬على أن جانب‬ ‫الخيانة الزوجية حاضر بقوة في هذه الظاهرة‪ ،‬فضال عن تقاعس‬ ‫الزوج عن إعالة األسرة‪ .‬‬

‫• اإلدمان بين أفراد األسرة الواحدة‪ ‬‬ ‫في عشر سنوات األخيرة لوحظ تعاطي الشباب المغربي وبكثافة‬ ‫إلى المخدرات الصلبة‪ ،‬وصلت ببعضهم إلى درجة اإلدمان وهم أزواج‬ ‫أو زوجات‪ ..‬فتلحق األسرة جراءها تصدعات في شكل شقاق دائم أو‬ ‫اعتداءات متكررة تصل حد الضرب المبرح وأحيانا القتل‪ ،‬كما يفضي‬ ‫ببعض أبنائها المدمنين إلى أمراض عقلية‪ ،‬تركن بهم إلى زوايا‬ ‫مظلمة داخل المنازل‪ ،‬أو تجنح بهم إلى الشارع وفيالق المفقودين‪ ..‬‬ ‫• أسر غارقة في التطرف الديني‪ ‬‬ ‫تشيع هذه الظاهرة بين شباب منغلقين على أنفسهم‬ ‫ومتقوقعين داخل «منظومة» من القيم الدينية المتطرفة‪ ،‬في شكل‬ ‫تعليمات صارمة تصدر لهم من اآلباء أو بعض شيوخ السلفية‪..‬‬ ‫تخصهم في سحناتهم وأساليب تعاملهم ومواجهتهم لمظاهر‬ ‫الحياة‪ ،‬تعليمات ال يجدون عنها محيصا‪ ،‬وأحيانا تلقن إليهم منذ‬ ‫وقت مبكر فيشب الفتى مشبعا بأفكار ورؤى ضيقة‪ ،‬ينظر من خاللها‬ ‫إلى اآلخر كعدو يجب تحاشيه أو تصفيته‪ ،‬أما الفتاة فتصطدم ال‬ ‫محالة في غدوها ورواحها‪ ،‬بقيم إجتماعية على النقيض مما تحبل به‬ ‫أسرتها‪ ،‬تفرض عليها عزلة قاسية وسط الشباب والشابات‪ ،‬تفضي‬ ‫بأكثرهن إلى اإلنفجار والبحث عن سبل التآلف واإلندماج والتوافق‬ ‫ولو من وراء ستار‪.‬‬ ‫• التعاطي للدعارة منذ وقت مبكر‪ ‬‬ ‫الدعارة بالمغرب أصبحت سوقا إقتصادية رائجة‪ ،‬تنشط خاصة‬ ‫بالحواضر الكبرى‪ ،‬وتستقطب لها فتيات في عمر الزهور تحت‬ ‫الطلب‪ ،‬وأحيانا تحت قسوة الفقر‪ ،‬وانسداد آفاق الشغل‪ ،‬أو محاولة‬

‫تحرير أسرة من مخالب الفقر والضياع‪ ،‬فهناك نسبة كبيرة من‬ ‫العاهرات ـ المنحدرات من أوساط فقيرة والالئي لم يسبق لهن‬ ‫أن ولجن المدرسةـ تجد في انغماسها الدعاري وسيلة سهلة‬ ‫لإلرتزاق‪ ،‬أو انضمامها إلى شبكة دعارة تغطي مناطق واسعة‬ ‫داخل المغرب وخارجه‪ ،‬وإن كان المشرع المغربي ما زال يرى‬ ‫في هذه الظاهرة جانبا مخال باألخالق العامة والذي يستوجب‬ ‫العقاب‪ ،‬بخالف دول أخرى احتضنت الظاهرة كمورد إقتصادي‬ ‫تتعهده بالتنظيم والمراقبة‪.‬‬

‫• العزوف عن الدراسة أو الهدر المدرسي‬

‫انتشرت في األوساط األسرية المغربية‪ ،‬إلى عهد قريب‪،‬‬ ‫ثقافة محبطة ترى أال جدوى من «دراسـة» تفضي بصاحبها‬ ‫إلى الشارع‪ ،‬أو في أحسن الحاالت إلى تلقي حصصا في العصا‬ ‫بالنسبة ألصحاب الشواهد‪ ،‬تنهال عليهـم بال رحمـة من لدن‬ ‫السلطات‪.‬‬ ‫هذه الثقافة أثرت في عزيمة معظم األسر‪ ،‬فيضربون عن‬ ‫تسجيل أبنائهم في المدارس‪ ،‬وفي أفضل الحاالت يغادرون‬ ‫صفوف الدراسة في وقت مبكر‪ ،‬وهو ما يسجله الهدر المدرسي‬ ‫من نسب جد عالية سيما في المناطق القروية‪.‬‬ ‫‪ ‬على أن هناك جانبا إقتصاديا حاضرا‪ ،‬كثيرا ما يحمل األب‬ ‫على العجزعن تسديد الرسوم المدرسية إذا تجاوز عدد أبنائه‬ ‫المتمدرسين ‪ 3‬أو ‪ .. 4‬هذا عدا قناعة عامة لدى معظم اآلباء‬ ‫بأن التعليم العمومي أفلس وأصبحت المدرسة العمومية فقط‬ ‫مؤسسة لتزجية الوقت!‬

‫• اختطاف األبناء واغتصابهم‬

‫وإن لم ترق حوادثها إلى ظاهــرة بالمعنى العلمي‪ ،‬فهي‬ ‫موجودة وبحـاالت تقـع بين الفينة واألخرى‪ ،‬وتمس األطفـال‬ ‫الصغار سيما في األوساط واألحياء الشعبية‪ ،‬وفي أحزمة المدن‬ ‫خاصة‪.‬‬

‫• إنفالت مراقبة األبناء‬

‫نعايش زمنا يتميز بظهور اإلبن المدلل الذي ال تمارس‬ ‫عليه أدنى شروط المراقبة والتوجيه والتحذير والتنبيه‪ ...‬سيما‬ ‫إن كان وحيد أبويه أو ذكرا وسط مجموعة من األخوات‪ ،‬هذه‬ ‫الظاهرة تفضي إلى تعدد وتجدد حاجيات هؤالء األطفال إلى‬ ‫درجة تدفع ببعضهم إلى اإلحتيال عليها وانتزاعها من أبويــه‬ ‫بوسيلة أو أخرى ‪...‬‬

‫• اقتراح وصفة‪/‬جرعة سوسيوبيداغوجية‬

‫‪ ‬من المؤكد أن مثل هذه الظواهر وغيرها تؤدي إلى كوارث‬ ‫إجتماعية ال يمكن التكهن بحدودها وال بدرجات خطورتها‪ ،‬فهي‬ ‫في النهاية تقود أو تغذي مجتمعا بألوان شتى من األمراض‪...‬‬ ‫لعل من أبرز تمظهراتها وجود مجتمع متفسخ وهمجي‪ ،‬في‬ ‫سلوكاته ومواقفه‪ ،‬ويصعب على أي شخص سوي أن يندمج فيه‬ ‫أو يتعايش بين أفراده ‪.‬‬ ‫‪ ‬لذا وجب‪ ،‬وتحاشيا لهذه المزالق ورفعا من ضغوطاتها‪،‬‬ ‫الوقوف مليا عند إنشاء محطة جديدة لإلنطالق في إعادة بناء‬ ‫األسرة المغربية وفقا لضوابط أخالقية وحضارية‪ ،‬وتقام لهذه‬ ‫الغاية مؤسسات اجتماعية مرافقة‪ ،‬يعهد إليها باستقبال األسر‬ ‫ومنحها جرعات تربوية مقوية من حيث اإلنجاب والرعاية‬ ‫والتوجيه والمراقبة‪ ..‬كما يجب على السلطات المغربة‪ ،‬هي‬ ‫األخرى‪ ،‬مساهمتها في هذا الصرح بتدخلها في مكافحة آفة‬ ‫المخدرات من جهة وفتح آفاق الشغل‪ ،‬وإعادة النظر في إنشاء‬ ‫تعاونيات نسوية منتجة تستقطب لها الفتيات من جميع األعمار‬ ‫بدل غض الطرف عن سقوطهن في مصائد الرذيلة‪.‬‬ ‫هذه باختصار أهم الظواهر اإلجتماعية التي يتخبط فيها‬ ‫المواطن المغربي‪ ،‬و التي ال يرى لها حال و ال أفقا منيرا‪ ،‬سوى‬ ‫ظالم دامس يهدد سالمته و سيرورة عيشه في بالدنا‪ ،‬هذه‬ ‫البالد التي أصبحت لألسف مرتعا لإلنحراف األخالقي و الديني‬ ‫و اإلجتماعي‪ ،‬دون تدخل جدي من المعنيين باألمر‪ ،‬ما يجعل‬ ‫منها بالدا تسودها العشوائية و اإلجرام و عدم الشعور باألمن‬ ‫و األمان‪.‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫مخاوف من تهجير‬ ‫السكان في أنجرة‬

‫معطيات خطيرة حول وفاة منعش عقاري بعد تعرضه‬ ‫لـ «االختطاف» بطنجة‬

‫توفي المنعش العقاري «م‪.‬ز» يوم السبت‪ ،‬بمستشفى‬ ‫سانية الرمل بتطوان متأثرا بإصاباته البليغة التي تعرض لها‬ ‫من طرف مجهولين‪ ،‬بعد أسبوع من العثور عليه بين الحياة‬ ‫والموت بمنطقة الدالية بالقرب من جماعة القصر الصغير‪،‬‬ ‫وهي القضية التي حصلت «المساء» على معطيات خطيرة‬ ‫بخصوصها من عائلة الضحية‪ ،‬والتي تورط عنصرا أمنيا‬ ‫وتضع عالمات استفهام حول جدية التحقيق الذي فتحته‬ ‫عناصر الدرك‪.‬‬ ‫ووفق المصادر ذاتها‪ ،‬فإن المنعش العقاري كان قد‬ ‫انتقل إلى منزل مملوك له قرب شاطئ الدالية‪ ،‬يوم الخميس‬ ‫‪ 22‬مارس‪ ،‬مباشرة بعد إطالق سراحه من طرف أفراد عصابة‬ ‫كانوا قد اختطفوه رفقة زوجته واحتجزوهما بمنزل بمنطقة‬ ‫«سات فيالج» ‪ ،‬ولم يفرجوا عنهما إال بعد صرف أفرادها‬ ‫لشيكات تقترب قيمتها من ‪ 200‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫لكن أصل القضية‪ ،‬وفق أفراد من عائلة الضحية‪،‬‬ ‫تعود إلى شهور قبل هذا التاريخ حين تعرفت زوجة المنعش‬ ‫العقاري على سيدة تنحدر من مدينة القصر الكبير‪ ،‬وقامت‬ ‫بتأجيرها طابقا في منزل مملوك لها بمنطقة بني مكادة‪،‬‬ ‫قبل أن تقنعها باالستثمار في مشروع يضمن لها استقاللية‬

‫مالية عن زوجها‪ ،‬ثم عرفتها على سيدة أخرى على أساس أنها‬ ‫شريكة مفترضة لها‪ ،‬لتنجح االثنتان في إقناعها بفتح حساب‬ ‫بنكي‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬وحسب رواية المقربين من الضحية دائما‪ ،‬فإن‬ ‫السيدتين أخذتا دفتر الشيكات من زوجة المنعش العقاري‬ ‫بعد أن قامت بتوقيعه‪ ،‬مستغلتين أميتها وثقتها فيهما‪،‬‬ ‫لتتغير لهجتهما بعد ذلك حيث شرعتا في مطالبتها بعشرات‬ ‫الماليين من السنتيمات وإال ستقومان بوضع شكاية ضدها‬ ‫لدى النيابة العامة بزعم منحها شيكات بدون رصيد‪ ،‬بل‬ ‫األدهى من ذلك هو وصول الشيكات إلى أشخاص آخرين‬ ‫مارسوا أسلوب «االبتزاز» نفسه تجاه السيدة ‪.‬‬ ‫وتابعت المصادر ذاتها أن السيدة المتقدمة في السن‬ ‫لم تستطع مصارحة زوجها ولجأت لالقتراض لتلبية طلبات‬ ‫المهددين‪ ،‬التي كانت تزداد باستمرار إلى أن سقطت‬ ‫فجأة ودخلت في غيبوبة مرتين‪ ،‬لكن ذلك لم يدفع أفراد‬ ‫«العصابة»‪ ،‬كما يصفها أقرباؤها‪ ،‬لالبتعاد عنها بل عند‬ ‫خروجها من المستشفى في المرة الثانية رفقة زوجها‪،‬‬ ‫اعترضتهما أربع سيارات وتم اختطافهما واقتيادهما إلى‬

‫المنزل المذكور سابقا في منطقة «سا فيالج» حيث ظال هناك‬ ‫لمدة يومين‪.‬‬ ‫وأورد المتحدثون ل»المساء» أن المنعش العقاري لجأ‬ ‫إلى منزله بمنطقة الدالية يوم الخميس ‪ 22‬مارس بعد أن‬ ‫أخبر ‪ 3‬من أشقائه بما حدث‪ ،‬ثم التقى هناك يوم الجمعة ‪23‬‬ ‫مارس بصديق له يعمل شرطيا وأخبره بما جرى‪ ،‬قبل أن يتم‬ ‫العثور عليه يوم السبت ‪ 24‬مارس بين الحياة والموت في غابة‬ ‫الدالية‪ ،‬مصابا بكسور ونزيف في الرأس وفي أنحاء متفرقة من‬ ‫جسده‪ ،‬ليتم نقله إلى مستشفى الحسن الثاني بالفنيدق ومنه‬ ‫إلى سانية الرمل بتطوان‪ ،‬حيث ظل في غيبوبة إلى أن فارق‬ ‫الحياة السبت الماضي‪.‬‬ ‫ووضعت زوجة الضحية شكاية لدى الوكيل العام للملك‬ ‫باستئنافية طنجة تتهم فيها ‪ 5‬أشخاص بالوقوف وراء ما جرى‪،‬‬ ‫بينهم شخص قالت إنها تعرفت عليه عندما كانت محتجزة‬ ‫وأنه أخبرها أن الغرض من كل ما حصل لم يكن الوصول‬ ‫إليها هي بل ابتزاز زوجها المنعش العقاري الستيني‪ ،‬لتتأكد أن‬ ‫األمر يتعلق بعصابة إجرامية محترفة‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫موظفو التعليم حاملو الشهادات بطنجة تطوان‬ ‫الحسيمة يطالبون بفتح حوار «جدي ومسؤول»‬ ‫دعت التنسيقية الجهوية لموظفي وزارة التربية الوطنية‬ ‫حاملي الشهادات بطنجة الحكومة وقطاع التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والبحث العلمي وتكوين األطر‪ ،‬على‬ ‫الخصوص‪ ،‬بفتح حوار «جدي» و«مسؤول» مع الممثلين‬ ‫المباشرين للتنسيقية للتواصل إلى ما وصفته التنسيقية‬ ‫المذكورة بالتوصل إلى «حل عادل وشامل» يفضي إلى‬ ‫ترقية جميع موظفي وزارة التربية الوطنية مع تغيير إطارهم‬ ‫بناء على الشهادات الجامعية المحصل عليها على حد تعبير‬ ‫التنسيقيةالمذكورة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬وجهت التنسيقية الجهوية لموظفي‬ ‫وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات بطنجة تطوان‬ ‫الحسيمة دعوتها إلى الحكومة لمباشرة ما أسمته في بيان‬

‫لها «إصالح حقيقي للتعليم العمومي يرد االعتبار للمدرسة‬ ‫العمومية المغربية ويرسي الجودة والمردودية في القطاع‬ ‫وينطلق هذا اإلصالح بضرورة رد االعتبار لكافة الفئات‬ ‫المتضررة بالمنظومة وفق المصدر ذاته‪.‬‬ ‫وجاءت مطالب التنسيقية الجهوية لموظفي حاملي‬ ‫الشهادات بطنجة تطوان الحسيمة بعد ما أسماه بيانها‪،‬‬ ‫الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه‪« ،‬التجاهل المقصود‬ ‫لمسؤولي وزارة التربية الوطنية لنضاالتها السليمة الحضارية‬ ‫المسؤولية التي انطلقت منذ اكثر من سنة ونصف‪ ،‬ومع تعنت‬ ‫الحكومة واستمرارها في نهج سياسة اآلذان الصماء»‪.‬‬ ‫في غضون ذلك‪ ،‬كشفت التنسيقية الجهوية لموظفي‬ ‫وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات بطنجة تطوان‬

‫الحسيمة عن «إشادتها» بالهيئات السياسية والنقابية‬ ‫واإلطارات الحقوقية بجهة طنجة تطوان الحسيمة الداعمة‬ ‫للتنسيقية ول»نضاالتها المسؤولة» وذلك لصون مكتسبات‬ ‫نساء ورجال التعليم ومن أجل رد االعتبار للمدرسة العمومية‬ ‫المغربية وفق تعبيرها‪.‬‬ ‫ودعت التنسيقية الجهوية لموظفي وزارة التربية الوطنية‬ ‫حاملي الشهادات بطنجة تطوان الحسيمة إلى العمل «على‬ ‫التعبئة الواسعة والحشد للمحطات المقبلة المقررة» من طرف‬ ‫التنسيقية والتي على رأسها اإلضراب الوطني المزمع خوضه‬ ‫بحر األسبوع الجاري والمرفوق باعتصام ممركز بالرباط‪.‬‬

‫نهاد لشهب‬

‫حمالت أمنية بمدن الشمال لمحاربة الجريمة والمخدرات‬

‫علمت «األخبار» من مصادر خاصة‪ ،‬أن والي أمن تطوان‬ ‫أصدر تعليمات صارمة‪ ،‬خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬إلى‬ ‫رؤساء مفوضيات الشرطة بإقليم المضيق ـ الفنيدق‪ ،‬من‬ ‫أجل القيام بحمالت أمنية يومية لمحاربة الجريمة واالتجار‬ ‫في المخدرات بأنواعها‪ ،‬فضال عن التمشيط المكثف لألحياء‬ ‫الهامشية ومحيط المؤسسات التعليمية لردع المخالفين‬ ‫للقوانين والحفاظ على األمن والسير العادي للحياة‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها‪ ،‬أن السلطات األمنية بمرتيل‬ ‫قامت مساء يوم السبت‪ ،‬بمداهمة شقق يشتبه في إعدادها‬ ‫للدعارة وممارسة الفساد‪ ،‬حيث تم إلقاء القبض على عدد من‬ ‫األشخاص واقتيادهم للتحقيق قبل تقديمهم أمام النيابة‬

‫العامة المختصة للنظر في التهم الموجهة إليهم‪.‬‬ ‫ويشرف رئيس مفوضية أمن الفنيدق‪ ،‬بشكل مباشر‪،‬‬ ‫على دوريات مكثفة تجوب األحياء الهامشية والعشوائية‪،‬‬ ‫من أجل محاربة الجريمة بأنواعها وتضييق الخناق على تجار‬ ‫المخدرات‪ ،‬فضال عن التأكد من هوية بعض المشتبه بهم‬ ‫وإخضاعهم لعملية التنقيط التي تكشف أسماء المطلوبين‬ ‫للعدالة‪ ،‬ناهيك عن تمشيط محيط المؤسسات التعليمية‬ ‫لمحاربة كافة الظواهر المشينة‪.‬‬ ‫وتباشر مصالح الضابطة القضائية بمفوضيات األمن‬ ‫المعنية التحقيق مع كل الموقوفين‪ ،‬من أجل كشف حيثيات‬ ‫وظروف التهم الموجهة إليهم‪ ،‬قبل إنجاز المحاضر الرسمية‬

‫التي تتضمن األقوال والتوقيع عليها‪ ،‬قبل التقديم أمام الوكيل‬ ‫العام للملك بالمحكمة االبتدائية للنظر في التهم الموجهة‬ ‫إلى كل طرف‪ ،‬حسب القوانين المعمول بها‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يختار تجار المخدرات والمطلوبين للعدالة‬ ‫االختباء باألحياء العشوائية والهامشية لمدن الشمال‪ ،‬من‬ ‫أجل الفرار من المالحقة األمنية‪ ،‬وذلك باستغالل الفوضى‬ ‫التي تعيشها هذه األحياء المشهورة باألزقة الضيقة والكثافة‬ ‫السكانية‪ ،‬وارتفاع معدالت البطالة والفقر والهدر المدرسي‬ ‫والتفكك األسري‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫مافيا للهجرة السرية بسبتة المحتلة تصطاد شباب الشمال‬ ‫علمت «األخبـــار» من مصادرهــا‪ ،‬أن مافيا خطيــرة‬ ‫للهجرة السرية تنشط بشكل مكثف بسبتة المحتلة‪،‬‬ ‫وتقوم باستقطاب العديد من شباب المدن الشمالية من‬ ‫قبيل الفنيدق وتطوان ومرتيل والمضيق‪ ،‬من أجل شحنهم‬ ‫في قوارب الموت مقابل مبالغ مادية يتحكم فيها العرض‬ ‫والطلب‪ ،‬قبل االنطالق من شواطئ الثغر المحتل نحو الضفة‬ ‫األخرى في ظروف غامضة‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن قاربا مطاطيا للهجرة‬ ‫السرية تعرض‪ ،‬خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬لحادث انقالب‬ ‫في عرض البحر بسبب سوء األحوال الجوية‪ ،‬ما أدى إلى غرق‬ ‫عدد من المهاجرين السريين الذين كانوا على متنه‪ ،‬ضمنهم‬ ‫شباب يقطنون بأحياء تطوان ومدن أخرى‪ ،‬حيث خلف ذلك‬ ‫موجة استياء عارمة داخل أوساط الرأي العام المحلي والوطني‬ ‫على عودة شبح الهجرة السرية ومآسيها‪ ،‬بعد مدة طويلة من‬

‫القطع مع الظاهرة السلبية‪ ،‬بسبب اإلجراءات الصارمة التي‬ ‫باشرتها السلطات المغربية المسؤولة عن مراقبة الشواطئ‬ ‫والحدود‪ ،‬وتداعيات األزمة االقتصادية التي تعيشها القارة‬ ‫العجوز‪ ،‬وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن أفراد مافيا الهجرة السرية‬ ‫التي تنشط بسبتة المحتلة‪ ،‬يقومون بجمع عدد من الشباب‬ ‫الراغبين في الهجرة السرية بأماكن سرية بالمدينة السليبة‪،‬‬ ‫قبل شراء القارب المطاطي الذي سيقلهم‪ ،‬وتكليف أحد‬ ‫المهاجرين السريين بقيادته بعد فترة تدريب نظرية قصيرة‬ ‫جدا‪ ،‬نظير إعفائه من ثمن رحلة الموت‪ ،‬ما يهدد سالمة وحياة‬ ‫العديد من المقبلين على مثل هذه المغامرات غير محسوبة‬ ‫العواقب‪.‬‬ ‫وقال مصدر «األخبار» إن نجاح عدد كبير من العمليات‬ ‫التي تقوم بها مافيا الهجرة السرية انطالقا من شواطئ سبتة‬ ‫المحتلة في ظروف غامضة‪ ،‬أدى إلى توسيع النشاط اإلجرامي‬

‫للمافيا‪ ،‬واستقطابها ألعداد كبيرة من الراغبين في الهجرة‬ ‫السرية الذين نجحوا في العبور إلى الضفة األخرى‪ ،‬دون‬ ‫علمهم أن من يقود القارب المطاطي ليس سوى مهاجر سري‬ ‫مثلهم‪ ،‬وال تجربة واسعة له في مجال المالحة البحرية‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬تبادل مرتادو المواقع االجتماعية صورا لبعض‬ ‫الشباب الذين يحتمل غرقهم في حادث انقالب قارب مطاطي‬ ‫للهجرة السرية انطلق من شواطئ سبتة المحتلة‪ ،‬في‬ ‫انتظار التحقيقات الجارية والتنسيق بين السلطات اإلسبانية‬ ‫والمغربية لتحديد هوية الضحايا وعددهم‪ ،‬خاصة مع الحديث‬ ‫عن عشرات الضحايا ونجاة مهاجر سري واحد فقط من الرحلة‬ ‫المشؤومة‪.‬‬

‫ح‪.‬خ‬

‫أصبح مئات السكان األصليين في إقليم فحص أنجرة‪،‬‬ ‫ضواحي طنجة‪ ،‬مهددين بالتهجير القسري من أراضيهم‪،‬‬ ‫على إثر مخطط يجري اإلعداد له في الخفاء‪ ،‬من طرف‬ ‫الوكالة الخاصة طنجة المتوسط‪ ،‬التي تسهر على تسيير‬ ‫وإدارة الميناء المتوسطي والمنطقة الحرة والصناعية التابعة‬ ‫له‪ ،‬ينتظر أن يقتطع مساحات جديدة من المجال الترابي‬ ‫للقرى والمداشر المجاورة‪ ،‬بهدف ضمها إلى مناطق تجارية‬ ‫واستثمارية إضافية‪ ،‬تحت يافطة «المنفعة العامة» ‪.‬‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬نبهت العصبة المغربية للدفاع عن‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬التي قامت بزيارات ميدانية إلى تراب عمالة‬ ‫إقليم فحص أنجرة بحر األسبوع الماضي‪ ،‬واستمعت إلى‬ ‫شهادات الساكنة المحلية‪ ،‬إلى خطورة التوجه نحو ضم آالف‬ ‫الهكتارات من األراضي واألصول العقارية‪ ،‬من تراب جماعات‬ ‫القصر الصغير‪ ،‬قصر المجاز‪ ،‬ثالثاء تغرامت‪ ،‬واجوامعة بغرض‬ ‫إضافتها إلى مجمع الميناء البحري والمناطق الصناعية التابعة‬ ‫له‪.‬‬ ‫وحذر بيان صادر عن الهيئة الحقوقية توصلت «أخبار‬ ‫اليوم» بنسخة منه‪ ،‬من التداعيات الخطيرة لهذا السيناريو‪،‬‬ ‫معتبرا أن «تهجير الساكنة األصلية‪ ،‬ومحو مداشر بكاملها‬ ‫من الخريطة الترابية للمملكة‪ ،‬عمل خطير تجرمه القوانين‬ ‫الوطنية والدولية ذات الصلة»‪ ،‬مضيفا في نفس السياق بأن‬ ‫«أي اقتطاع لألراضي يجب أن يرتبط حصرا بالمنفعة العامة‬ ‫الضرورية دون اإلضرار بالساكنة األصلية»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬كشف أحمد العمراني‪ ،‬عضو المكتب المحلي‬ ‫للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬بطنجة‪ ،‬أن‬ ‫المعطيات المتواترة لدى سكان إقليم فحص أنجرة‪ ،‬تتحدث‬ ‫عن تحرك لوبي العقار ومنعشين استثماريين‪ ،‬بتواطؤ مع‬ ‫السلطات المحلية‪ ،‬والوكالة الخاصة للميناء المتوسطي‪،‬‬ ‫إلنشاء قطب حضري ولوجيستيكي جديد يقوم على أنقاض‬ ‫قبائل جبالة‪ ،‬ينتظر أن يدخل في عمق ثالث هكتارات على‬ ‫مسافة خمسة كيلومترات‪ ،‬على طول الشريط الساحلي‬ ‫المطل على البحر األبيض المتوسط‪.‬‬

‫ع‪ .‬بلشقار‬

‫نادي الرواد ينظم‬ ‫يوماً توجيهياً‬ ‫لفائدة تالميذ‬ ‫الباكالوريا‬

‫مع اقتــراب امتحانات البكالوريــا‪ ،‬وفي إطار مواكبة‬ ‫تالميذ السلك الثانوي في هذه المرحلة الحاسمة من‬ ‫مشوارهم الدراسي‪ ،‬ينظم نادي الرواد يوم األحد ‪ 15‬أبريل‬ ‫‪ 2018‬على الساعة الثالثة مساء‪ ،‬يوما توجيهيا تحت عنوان ‪:‬‬ ‫«كيف نهيء بنجاح امتحانات البكالوريا»‪ ،‬وذلك بقاعة «ابن‬ ‫بطوطة» (القصر البلدي) ‪.‬‬ ‫وسيتضمن هذا اليوم تدخالت خبراء في مجال التنمية‬ ‫الذاتية‪ ،‬من بينهم الدكتورة والعميدة السابقة لكلية العلوم‬ ‫والتقنيات بطنجة‪ ،‬السيدة أمينة األزماني‪ ،‬والمهندسة‬ ‫والمدربة العالمية السيدة وفاء الشرقاوي‪ ،‬وكذا المهندس‬ ‫السيد يونس قروق رئيس نادي الرواد‪.‬‬ ‫ويندرج هذا اليوم في إطار برنامج «أقسام تنمية‬ ‫المهارات» ألكاديمية نادي الرواد‪ ،‬الذي يتضمن سلسلة من‬ ‫الورشات ينظمها النادي لفائدة تالميذ مؤسسات التعليم‬ ‫الثانوي لتنمية مهارات الحياة والعمل‪ ،‬التي ستساعدهم في‬ ‫صقل مواهبهم وتكوين شخصية الرائد في مرحلة التعليم‬ ‫العالي‪.‬‬ ‫وجدير بالذكـــر أن نادي الرواد يسعــى إلى تحقيق‬ ‫ثالثة أهداف استراتيجية‪ ،‬والرامية خصوصا إلى تكوين ودعم‬ ‫قدرات الشباب‪ ،‬وتشغيل الشباب وخلق المقاوالت‪ ،‬وأخيرا‬ ‫تشجيع البحث العلمي واإلبداع ‪.‬‬

‫زهراء بن سليمان‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫إقتصاد‬ ‫حسب مندوبية التخطيط‬ ‫تحسن في نمو االقتصاد الوطني‬ ‫أف��ادت المندوبية السامية للتخطيط بأن االقتصاد‬ ‫الوطني سجل نموا بلغ ‪ 4,1‬في المئة خالل الفصل الرابع من‬ ‫سنة ‪ ،2017‬عوض ‪ 1‬في المئة خالل نفس الفترة من‬

‫سنة ‪ ،2016‬معززا على الخصوص باالنتعاش الملحوظ‬ ‫للنشاطالفالحي‪.‬‬ ‫وأوضحت المندوبية‪ ،‬في مذكرة إخبارية حول‬ ‫الوضعية االقتصادية خالل الفصل الرابع من سنة ‪،2017‬‬ ‫أن القيمة المضافة للقطاع األولي بالحجم‪ ،‬مصححة من‬ ‫التغيرات الموسمية‪ ،‬ارتفعت بنسبة ‪ 10،9‬في المئة في‬ ‫الفصل الرابع من سنة ‪ ،2017‬بعد انخفاض مهم قدره‬ ‫‪ 12،5‬في المئة خالل نفس الفصل من السنة الماضية‪.‬‬ ‫ويعزى ذلك إلى ارتفاع القيمة المضافة ألنشطة القطاع الفالحي بنسبة ‪ 13،1‬في المئة‪ ،‬عوض انخفاض‬ ‫نسبته ‪ 13،7‬في المئة سنة من قبل‪ ،‬وإلى انخفاض القيمة المضافة للصيد البحري بنسبة ‪ 10،5‬في المئة‬ ‫عوض ارتفاع قدره ‪ 1،3‬في المئة‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬سجلت القيمة المضافة للقطاع الثانوي نموا بلغ ‪ 3،9‬في المئة عوض ‪ 2،2‬في المئة خالل نفس‬ ‫الفصل من سنة ‪ ،2016‬وتميزت بتحسن أنشطة الصناعات االستخراجية بنسبة ‪ 16،8‬في المئة عوض ‪ 3,7‬في‬ ‫المئة‪ ،‬والصناعات التحويلية بنسبة ‪ 2،7‬في المئة عوض ‪ 2،1‬في المئة‪ ،‬والماء والكهرباء بنسبة ‪ 6،5‬في المئة‬ ‫عوض ‪ 4،5‬في المئة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن القيمة المضافة للقطاع الثالثي ارتفعت بنسبة ‪ 3,1‬في المئة خالل نفس الفصل‬ ‫من السنة الماضية‪ ،‬مقابل ‪ 2.8‬في المئة‪ ،‬مشيرا الى أن جميع مكونات هذا القطاع سجلت ارتفاعا‪ ،‬قويا نوعا ما‪،‬‬ ‫مقارنة بالمستوى المسجل خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأبرز أن قطاع النقل سجل ارتفاعا بنسبة ‪ 6،6‬في المئة عوض ‪ 3،4‬في المئة‪ ،‬والخدمات المقدمة لألسر‬ ‫والمقاوالت بنسبة ‪ 4،1‬في المئة عوض ‪ 3,3‬في المئة‪ ،‬والخدمات المالية والتأمينية بنسبة ‪ 1،8‬في المئة عوض‬ ‫‪ 1،6‬في المئة‪ ،‬والخدمات المقدمة من طرف اإلدارات العمومية والضمان االجتماعي بنسبة ‪ 1،4‬في المئة عوض‬ ‫‪ 0،8‬في المئة‪ ،‬والفنادق والمطاعم بنسبة ‪ 9‬في المئة عوض ‪ 9,6‬في المئة‪ ،‬والبريد والمواصالت بنسبة ‪2،9‬‬ ‫في المئة عوض ‪ 3‬في المئة‪ ،‬وخدمات التعليم والصحة والعمل االجتماعي بنسبة ‪ 0،3‬في المئة عوض ‪ 2،1‬في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫وأبرزت المندوبية أن القيمة المضافة غير الفالحية عرفت ارتفاعا بنسبة ‪ 3،2‬في المئة عوض ‪ 2,6‬في المئة‬ ‫المسجلة خالل الفصل الرابع من سنة ‪.2016‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫االقتصاد المغربي يسير في االتجاه الصحيح‬ ‫حسب تقرير “أكسفورد بيزنيس غروب”‬ ‫نشر مكتب الذكاء االقتصادي واالستشارة “أكسفورد بيزنيس غروب”‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬تقريرا على موقعه اإللكتروني ناقش‬

‫فيه وضعية االقتصاد المغربي‪ ،‬وقال إن كال من الفالحة والصناعة التعدينية والقطاع الصناعي والجوار األوربي‬ ‫والتحويالت المالية للمهاجرين وانخفاض تكاليف العمال ساهمت في النمو اإلقتصادي للمغرب‪ ..‬كما أن‬ ‫الفالحة التي تمثل ‪ 15‬بالمائة من الناتج المحلي وتشغل ‪ 45‬بالماءة من اليد العاملة‪ ،‬أثرت بشكل كبير على‬ ‫النمو السنوي بفضل توفر مياه األمطار‪ ،‬إضافة إلى السياحة التي تساهم بشكل جيد في االقتصاد المغربي‪،‬‬ ‫حيث زار المغرب حوالي ‪ 12‬مليون سائح سنة ‪ 2017‬وهو ما حقق عائدات بلغت ‪ 6.2‬مليار يورو‪ ،‬ويرجع الفضل‬ ‫في ذلك لقرب المغرب من أوروبا ‪.‬‬ ‫وبحسب المركز فإن الشركات الصناعية المتنامية تقدم مساهمة ال يستهان بها في االقتصاد المغربي‪،‬‬ ‫حيث تدعم الحكومة الشركات العاملة في مجال الطيران والسيارات والنسيج والمالبس وكذالك قطاع‬ ‫التكنولوجيا و المعلومات واإلتصاالت‪.‬‬ ‫ثم إن العالقات االقتصادية للمملكة مع شركائها التجاريين أدت إلى االستثمار في موانئ المغرب وفي‬ ‫الهياكل األساسية اللوجيستيكية‪ ،‬وال سيما إنشاء مناطق تجارة حرة وميناء طنجة ‪ -‬ميد‪ ،‬وهو ما عزز قدرة‬ ‫المغرب التنافسية في أفريقيا‪.‬‬ ‫وبحسب صندوق النقد الدولي‪ ،‬من المقدر أن ينمو الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة ‪ ٪ 3‬سنة ‪ 2018‬و ‪٪ 4‬‬ ‫سنة ‪ ،2019‬بعد موسم فالحي ضعيف أدى إلى انخفاض الناتج المحلي اإلجمالي إلى ‪ ٪ 1.1‬سنة ‪.2016‬‬ ‫ويتوفر المغرب حاليا على ‪ 500.000‬شركة صغيرة ومتوسطة الحجم تشكل العمود الفقري لإلقتصاد‬ ‫المغربي‪ ،‬وسبق للبنك الدولي أن أكد في تقريره المعنون بـ”تقرير ممارسة أنشطة األعمال لعام ‪ ”2017‬إلى‬ ‫العديد من التحسينات في بيئة األعمال التجارية‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بتسجيل الملكية والحصول على االئتمان‬ ‫وحماية المستثمرين والتجارة عبر الحدود وإنفاذ العقود وغيرها‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫والمعادن والسياحة والمبادالت الخارجية ما سرع انخفاض التضخم إلى ‪ 0،7‬بالمائة مقابل ‪ 1،6‬بالمائة سنة‬ ‫‪.2016‬‬ ‫ومن أسباب األداء الجيد لالقتصاد الوطني كذلك‪ ،‬إحداث ‪ 89‬الف منصب خالل سنتي ‪ 2016‬و ‪، ،2017‬‬ ‫والحظ أنه مع ذلك‪ ،‬فإن مستوى البطالة شهد ارتفاعا طفيفا من ‪ 10.4‬الى ‪ 10.6‬في المئة نتيجة التزايد المهم‬ ‫في عدد السكان النشيطين وارتفاع في حجم التشغيل خاصة في الوسط الحضري‪.‬‬ ‫أما بخصوص مبادالت المغرب التجارية‪ ،‬فإن عجز الميزان التجاري سجل زيادة طفيفة بلغت نسبتها ‪2.6‬في‬ ‫المئة نتيجة ارتفاع الواردات ارتباطا بتطور اسعار النفط في السوق العالمي في حين حققت الصادرات نموا جيدا‬ ‫نتيجة ارتفاع مبيعات الفوسفاط ومشتقاته والصادرات االخرى مما ساهم في تحسين معدل تغطية الصادرات‬ ‫للواردات ب‪ 1.6‬نقطة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى االستثمارات األجنبية بالمغرب‪ ،‬أكد بوسعيد أن هذه سجلت ارتفاعا صافيا بنسبة ‪ 12‬في‬ ‫المئة سنة ‪ 2017‬وأن االستثمارات المغربية بالخارج حققت ارتفاعا كبيرا حيث سجلت ما قيمته ‪ 9‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 6،3‬مليار درهم سنة ‪2016‬‬ ‫من جهة أخرى أبرز الوزير أن تحويالت المغاربة القاطنين بالخارج سجلت ارتفاعا بنسة ‪ 4.5‬في المئة مابين‬ ‫سنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬في حين حققت عائدات السياحة أداء جيدا بنسبة ‪ 8.4‬في المئة ‪ ،‬وأن هذه المداخيل مكنت‬ ‫من تغطية ‪ 71،1‬في المئة من العجز التجاري سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 68،5‬سنة ‪.2016‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫بنك المغرب ‪ :‬اتفاقية للتدبير المفوض لمصلحة مركزة‬ ‫الشيكات غير الصحيحة‬ ‫أعلن بنك المغرب‪،‬هذا األسبوع‪ ،‬أنه وقع اتفاقية للتدبير‬

‫المفوض لمصلحة مركزة الشيكات غير الصحيحة‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫المساهمة في تعزيز مصداقية الشيك وتقليص مخاطر‬ ‫الشيكات غير المؤداة‪.‬‬ ‫وذكر بالغ البنك أنه برسم هذه االتفاقية ستعزز‬ ‫المصلحة الجديدة المنظومة الحالية للوقاية من الشيكات‬ ‫الغير المؤداة ومكافحتها ‪.‬‬ ‫نفس المصدر أفاد أن المعطيات الرئيسية التي تتولى‬ ‫هذه المصلحة تجميعها‪ ،‬تتجلى في الحسابات المقفلة‪،‬‬ ‫والبيانات البنكية لألشخاص الصادر في حقهم منع بنكي أو قضائي‪ ،‬واالعتراضات على الشيكات‪ ،‬والشيكات غير‬ ‫الصحيحة‪ ،‬موضحا أن المفوض له سيمكن المقاوالت المنخرطة من االطالع على هذه المعلومات بمجرد قراءة‬ ‫الخط المشفر الموجود في أسفل الشيك أو إدخال البيانات البنكية الخاصة بصاحب الشيك‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وأشار (بنك المغرب) إلى أن خدمة االطالع ستفتح في وجه المقاوالت قبل نهاية ‪ ،2018‬في انتظار إتمام‬ ‫المتطلبات التقنية والتنظيمية من طرف المفوض له‪ ،‬مضيفا أن هذا األخير سيتولى الترويج للخدمات التي‬ ‫يقدمها لدى المقاوالت في جميع أرجاء المملكة‪ ،‬وسيعمل على تطوير خدمات إضافية مثل حجز الرصيد عبر‬ ‫األنترنيتوالتنقيط‪.‬‬ ‫وحسب (بنك المغرب)‪ ،‬فإن مصلحة مركزة الشيكات غير الصحيحة تتيح للمقاوالت المنخرطة فيها التأكد‬ ‫مباشرة من صحة الشيكات التي تتسلمها‪ ،‬وذلك قبل قبولها‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫الدين الخارجي العمومي للمغرب بلغ أزيد من ‪ 332‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪2017‬‬ ‫أفادت مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬أن حجم الدين الخارجي العمومي للمغرب‬

‫بلغ ‪ 332،35‬مليار درهم سنة ‪ ،2017‬مقابل ‪ 312،46‬مليار درهم سنة ‪.2016‬‬

‫وأبرزت المديرية‪ ،‬التي نشرت نشرة إحصائية للدين الخارجي للخزينة متم سنة ‪ ،2017‬أن الدين الخارجي‬ ‫للخزينة يمثل ‪ 31‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 30,8‬بالمائة سنة قبلها‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق ببنية الدين الخارجي العمومي‪ ،‬فإن الدائنين متعددي األطراف يشكلون أول مجموعة من‬ ‫دائني المغرب بحصة تبلغ ‪ 47،3‬بالمائة من مجموع الدين الخارجي العمومي‪ ،‬يليهم الدائنون ثنائيو األطراف‬ ‫ب (‪ 29,3‬بالمائة)‪ ،‬ثم السوق المالي الدولي واألبناك التجارية ب (‪ 23,4‬بالمائة)‪.‬‬ ‫وبلغت القروض الممنوحة للشركات العمومية والخزينة‪ ،‬متم ‪ ،2017‬على التوالي ‪ 179،3‬مليار درهم‬ ‫و‪ 153،1‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وخالل سنة ‪ ،2017‬تمت تعبئة ‪ 35،5‬مليار درهم من طرف القطاع العام‪ ،‬منها ‪ 8,،18‬مليار درهم تم‬ ‫تخصيصها لمشاريع االستثمار للشركات العمومية و‪ 16،7‬مليار درهم للخزينة‪.‬‬ ‫وبخصوص توزيع الدين الخارجي العمومي حسب العملة فيكشف أن األورو يستحوذ على حصة األسد‬ ‫ب‪ 61,1‬بالمائة‪ ،‬بينما يمثل الدوالر ‪ 27,8‬بالمائة‪.‬‬

‫محمد بوسعيد‪ :‬االقتصاد المغربي يسجل نموا بنسبة ‪4.6‬‬ ‫في المئة سنة ‪2017‬‬

‫وحسب نوع سعر الفائدة‪ ،‬هيمن الدين بسعر الفائدة الثابت بنسبة ‪ 74‬بالمائة‪ ،‬فيما مثل الدين بسعر‬ ‫فائدة متغيرة بنسبة ‪ 26‬بالمائة‪.‬‬

‫خالل ندوة صحافية بالرباط‪ ،‬أعلن وزير االقتصاد والمالية محمد بوسعيد أن االقتصاد الوطني حقق نسبة‬ ‫نمو بلغت ‪ 4,6‬بالمائة‪ /‬مقابل ‪ 1,2‬بالمائة السنة التي قبلها‪ .‬وأرجع الوزير هذا النمو إلى تحسن القيمة المضافة‬ ‫الفالحية وإلى تسارع وتيرة نمو القيمة المضافة الغير الفالحية ‪ ،‬عالقة بالتطور الجيد للصماعات التحويلية‬

‫يذكر أن النشرة اإلحصائية للدين الخارجي للخزينة تعد نشرة فصلية يندرج إصدارها في إطار المعيار‬ ‫الخاص لنشر المعطيات لصندوق النقد الدولي وبهاجس إخبار المستعملين الداخليين والخارجيين بشكل دوري‬ ‫حول الدين الخارجي العمومي‪.‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫والدة التاريخ الجهوي في المغرب‪:‬‬ ‫الخلفيات والمنطلقات‬ ‫بقلم ‪ :‬د‪ .‬فطيمة الكنوني‬ ‫حقق البحث التاريخي المغربي تراكما علميا بارزا‬ ‫خاصة مع استحداث بنيات عملت على احتضانه‪ .‬وإذا كان‬ ‫البحث التاريخي يعكس انشغاالت المجتمع وتطوراته‬ ‫تبعا لخصوصية كل مرحلة‪ ،‬فإنه بات اليوم يهتم بما‬ ‫هو اجتماعي‪ ،‬كما انفتح المؤرخون الجدد على المجاالت‬ ‫الجهويةوالمحلية‪.‬‬ ‫إن التاريخ الجهوي ال يهتم بما هو مركزي‪ ،‬بل هو‬ ‫تاريخ يكشف عن مشاغل الناس وعالقاتهم االجتماعية‬ ‫وإنتاجاتهم‪ ....‬فهو مخالف لالستغرافيا الرسمية‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫ولعل ما يثير االهتمام‪ ،‬هو أن هذا النموذج التاريخي‬ ‫الجديد ركز على موضوع القبيلة والزاوية‪ ،‬بينما قل البحث‬ ‫في تاريخ الحواضر وما تشمل عليه من مؤسسات ونظم‪،‬‬ ‫بل تم إهمال حتى عالقاتها بالقرى المجاورة لها‪ .‬نفس‬ ‫التفاوت نجده بين األقاليم والجهات المغربية‪ ،‬حيث‬ ‫استأثر البعض منها باهتمام الباحثين المعاصرين دون‬ ‫جهات أخرى‪.‬‬ ‫إن التيار التاريخي الجديد انصب في اتجاهين‪:‬‬ ‫ االتجاه األول‪ :‬يعد مؤسسا للبحث الجهوي في‬‫المغرب‪ ،‬واعتمد ممثلوه على وثائق ونصوص محلية‪،‬‬ ‫وانفتحوا على العلوم االجتماعية‪ :‬نظرياتها ومناهجها‪....‬‬ ‫ االتجاه الثاني‪ :‬تابع ممثلوه النهج السابق‪-‬‬‫المؤسس للبحث الجهوي‪ -‬وال يتجاوز ما وصل إليه‬ ‫رواد االتجاه األول‪ .‬كما ارتكز بحثهم على الوصف وجمع‬ ‫المعطيات دون طرح التساؤالت العميقة واألصيلة‪.‬‬ ‫إن اإلنتاج التاريخي توجه نحو اإلنتاج االجتماعي‬ ‫تحتل فيه الدراسة المونوغرافية أهمية كبرى‪ ،‬كما اعتبر‬ ‫هذا التوجه الجديد «قاطرة تتصدر عملية تحديث الذاكرة‬ ‫الجامعية»‪ ،‬نظرا العتماده على تجديد آليات اشتغاله‬ ‫سواء ما يخص المفهوم ومجال المصادر واالنسياق في‬ ‫إطار العلوم اإلنسانية‪...‬بغية كتابة تاريخ علمي يختلف‬ ‫عن التأريخ االستعماري‪.‬‬ ‫ألجل ذلك‪ ،‬ولتسليط الضوء على المرحلة الجديدة‬ ‫من التاريخ المغربي‪ ،‬ركزت على اإلجابة عن التساؤلين‬ ‫التاليين‪:‬‬ ‫ ما مفهوم التاريخ الجهوي؟‬‫‪ -‬وما هي خصوصياته؟‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التاريخ الجهوي‪:‬‬

‫لقد تعددت المفاهيم والتسميات التي أطلقت على‬

‫هذا النوع من الدراسات التاريخية منها‪ :‬التاريخ الجهوي‬ ‫واإلقليمي والمحلي‪ ،‬والدراسات المونوغرافية والمجهرية‬ ‫والجزئية والمبحثية‪ (1(...‬وهي تركز على إقليم أو منطقة‬ ‫جغرافية محدودة‪ ،‬أي بحث تاريخي محدد في الزمان‬ ‫والمجال‪ .‬فهو توجه تاريخي جديد ينفتح على الحياة‬ ‫اليومية للشعب بدل التأريخ للقادة والملوك‪.‬‬ ‫إن ما يميز التاريخ الجهوي هو انفتاحه على مختلف‬ ‫العلوم االجتماعية نظرا إلدراك المؤرخين الجدد أهمية‬ ‫المناهج المستعملة في تلك العلوم(‪ ،)2‬واقتنعوا بوجود‬ ‫التاريخ الحقيقي على مستوى القاعدة حيث إن دراسة‬ ‫الحياة اليومية للعامة أفيد وأخصب من دراسة التاريخ‬ ‫السياسي وحده(‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصوصيات التاريخ الجهوي‪:‬‬

‫بات من المسلم به أن التاريخ االجتماعي يعتمد‬ ‫على علوم إنسانية أخرى خاصة العلوم االجتماعية‪ ،‬كما‬ ‫تطور عمل المؤرخ‪ :‬نقد وتمحيص لمناهج العلوم األخرى‪.‬‬ ‫يضاف لذلك اعتماد المؤرخين الجدد على مصادر غير‬ ‫رسمية بغية تقديم صور حقيقية عن الواقع بعيدة عن‬ ‫الوثائق المخزنية‪ ،‬مما ساهم في وصولهم لوثائق محلية‬ ‫منها المخطوطات التي دأبوا على تحقيقها(‪.)4‬‬ ‫أما عن المصادر األخرى التي يلجأ إليها مؤرخو‬ ‫المرحلة الجديدة‪ ،‬فهي‪ :‬كتب األنساب والرحالت والنوازل‬ ‫الفقهية التي تمد المؤرخ بمعطيات عن الحياة اليومية‬ ‫للسكان‪ :‬والتي هي مغيبة في الوثائق الرسمية(‪.)5‬‬ ‫إضافة لذلك‪ ،‬تجاوز المؤرخون الجدد فكرة ارتباط كتابة‬ ‫التاريخ بوجود الوثائق المكتوبة(‪ )6‬إذ انفتحوا على التاريخ‬ ‫الميداني واألساطير واألمثال(‪ )7‬والرواية الشفوية‪.‬‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬ربط د‪».‬عبد القادر بوتشيش»‬ ‫أهمية الشهادة الشفوية بما يعرفه العالم من االنتشار‬ ‫السريع لتقنيات التواصل وميل الكثرين للسماع أكثر من‬ ‫القراءة‪ ،‬وهو ما أعاد في نظره‪ ،‬للرواية الشفوية بريقها‬ ‫وجاذبيتهاللمؤرخ(‪.)8‬‬ ‫أضاف نفس الباحث‪ ،‬ميزة أخرى للرواية الشفوية‬ ‫كونها تتجه لقراءة التاريخ من األسفل‪ ،‬أي تاريخ‬ ‫المهمشين ومن ال صوت لهم من الكادحين والبؤساء‬ ‫والمجهولين‪...‬الذين طمس دورهم في المشهد اليومي‬ ‫للتاريخ المدون(‪.)9‬‬ ‫ومن المصادر الجديدة التي أصبح يعتمد عليها‬ ‫مؤرخو اليوم «أدب المذكرات»‪ ،‬الذي هو تدوين لما رسب‬ ‫في الذاكرة من أعمال وحوادث ومواقف ومشاعر‪ ،‬مما‬ ‫جعله على حد تعبير «فيليب جوثار» يغير كتابة التاريخ‬

‫ويعطي للحدث انطالقة جديدة‪ ،‬فقد فرضت على المؤرخ‬ ‫تساؤالت عن مهمته وفتحت أمامه موضوعات جديدة‬ ‫حرية بالدراسة(‪.)10‬‬

‫خـالصــة‪:‬‬

‫يظهر جليا أن التاريخ الجديد هو تجربة فريدة‬ ‫انفتحت على العلوم االجتماعية وتجاوزت المفهوم‬ ‫الضيق للوثيقة‪ ،‬األمر الذي أغنى هذا التوجه الجديد من‬ ‫حيث آليات االشتغال ومصادر البحث‪...‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ عماري(الحسين)‪ :‬حدود إسهام الدراسات اإلفريقية‬ ‫في كتابة تاريخ المغرب الحديث‪ .‬قراءة ومالحظات أولية‪ ،‬األيام‬ ‫الوطنية الخامسة عشر للجمعية المغربية للبحث التاريخي‬ ‫الرباط ‪ 7-8‬دجنبر ‪ ،2007‬حول موضوع «خمسون سنة من‬ ‫البحث التاريخي ص‪.1‬‬ ‫‪ 2‬ـ حبيدة (محمد)‪ :‬مدرسة الحوليات‪ ،‬مفاهيـم التحليـل‬ ‫البروديلي‪ .‬مجلة أمل عدد‪ ،3‬السنة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح‬ ‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪1993‬ص ص‪.77-81‬‬ ‫‪ 3‬ـ العروي (عبد اهلل)‪ :‬مفهوم التاريخ ج ‪ ،1‬الطبعة األولى‬ ‫‪ ،1992‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ص‪.194‬‬ ‫‪ 4‬ـ المنصور(محمد)‪ :‬الكتابة التاريخية بالمغرب خالل‬ ‫ثالثين سنة (‪ )1956-1986‬مالحظات عامة‪ ،‬البحث في تاريخ‬ ‫المغرب حصيلة وتقويم ص ‪26‬‬ ‫‪ 5‬ـ قمت بتحقيق جزء من مخطوط الجواهر المختارة لعبد‬ ‫العزيز الزياتي‪ ،‬وهو بحث يكشف عما كان يعتمل في المجتمع‬ ‫المغربي زمن السعديين‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ مبارك(رضوان)‪ :‬التاريخ وعلوم المجتمع‪ .‬مجلة أمل‪،‬‬ ‫عدد‪ ،3‬السنة األولى ‪ ،1993‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬ ‫البيضاء ص‪.95‬‬ ‫‪ 7‬ـ عماري(الحسين)‪ :‬الرواية الشفوية مصدر من مصادر‬ ‫كتابة تاريخ أفريقيا جنوب الصحراء‪ .‬مداخلة تمت المشاركة بها‬ ‫ضمن الندوة الدولية حول «آداب وثقافات إفريقيا» برحابي كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بنمسيك ومعهد الدراسات اإلفريقية‬ ‫بالرباط‪ ،،‬أيام ‪ 12-13-14/01/2009‬ص‪1‬‬ ‫‪ 8‬ـ بوتشيش‪ ،‬عبد القادر‪ :‬التاريخ الشفوي‪ :‬مقاربات في‬ ‫المفاهيم والمنهج والخبرات‪ .‬إعداد وتنسيق وجيه كوثراني‬ ‫ومارليت نصر‪ .‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬ط‬ ‫‪ 1‬سنة ‪ 2015‬ج‪.1/163‬‬ ‫‪ 9‬ـ نفسه ص ‪.166‬‬ ‫‪ 10‬ـ فيليب‪ ،‬جوثار‪ .‬وردت في كتاب‪ :‬التاريخ الشفوي‪:‬‬ ‫المفهوم والمنهج وحقوق البحث في المجال العربي‪ .‬إعداد‬ ‫وتنسيق وجيه كوثراني ومارلين نصر‪ .‬المركز العربي لألبحاث‬ ‫ودراسة السياسات‪ .‬الدوحة‪ -‬قطر‪ .‬الطبعة ‪ 2015 1‬ص ‪.358‬‬

‫حماية الحق والمحافظة على القانون والتعايش‬ ‫السلمي هو أساس التقدم لألمم والشعوب‪...‬‬ ‫بقلم‪ :‬الإعالمي واحلقوقي عبد القادر �أحمد بن قدور‬

‫بعد الحرب العالمية الثانية خالل األربعينات من القرن‬ ‫الماضي برز تعبير جديد في السياسة‪ ،‬وذلك بظهور الكتلتين‬ ‫الشرقية والغربية‪ ،‬وتسلحت كال الكتلتين باألسلحة الذرية‪ ،‬كما‬ ‫تكونت األحالف العسكرية‪.‬‬ ‫ومن داخل المعسكرين وخارجهما ظهرت فكرة التعايش‬ ‫السلمي بين هذين المعسكرين‪ ،‬وذلك للتفادي من الحرب‬ ‫الذرية المقيتة والكارثية على العالم كله‪ ،‬وبرز أثناء ذلك‪ ،‬البحث‬ ‫عن إمكانية التعاون االقتصادي والعلمي والثقافي بين كثير من‬ ‫الدول‪...‬‬ ‫وظهرت فكرة التعايش‪ ،‬ثم تلتها حركات تقدمية كبرى‬ ‫في العالم بين المعسكرين خاصة‪...‬وعملت كذلك كل القوى‬ ‫الوطنية المتحررة النامية على تجنيب العالم من كارثة الحرب‬ ‫المدوية‪...‬كما توضحت بعد هذا تفرقة هامة بين فكرتين؛‬ ‫التعايش السلمي بين الكتل والتعايش السلمي بين األمم أو‬ ‫الدول‪...‬‬ ‫فالفكرة األولى‪ :‬تكتفي بأن تكون الهدنة بين المعسكرين‪،‬‬ ‫ولو لوقت مؤقت‪ ،‬وذلك لتجنب الحرب‪ ،‬والفكرة الثانية‪ :‬تجد أن‬ ‫التعايش السلمي الحقيقي‪ ،‬هو الذي يكون بين الدول‪ ،‬وليس‬ ‫مجرد اتفاق من أعلى بين الكتلتين‪ ،‬وهذا التعايش يحتمل ولو‬ ‫نظريا على تقسيم المصالح بين القوتين المتصارعتين آنذاك‪:‬‬ ‫االتحاد السوفياتي والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫ومن الفكرة األخيرة هي أن القوة التي تعمل على التعايش‬ ‫السلمي ليست محصورة بين الكتلتين فقط‪ :‬فهناك إذن قوة‬ ‫دول عدم االنحياز‪ ،‬وهي دول ناهضة وجديدة‪...‬ولها مصلحة‬ ‫كبرى وحيوية في التعايش السلمي‪.‬‬ ‫كما أن هناك قوة كبيرة أخرى بعيدة عن األحالف‪ ،‬وسياسة‬ ‫حافة الحرب والتوتر الدولي حتى داخل المعسكر الرأسمالي‪ ،‬وال‬ ‫بد من جذبها هاته إلى فكرة التعايش السلمي‪ ،‬والتي كانت في‬ ‫غرب أوربا وهي قوى تقدمية وعارضت الحلف األطلنطي آنذاك أو‬ ‫عملت على تضعيف عدوانيته‪...‬‬ ‫هذا‪ ،‬ونجد أن أصحاب فكرة التعايش السلمي بين الشعوب‬ ‫واألمم يرون أن مصلحة األمم الناهضة أن تتجنب الحروب ليتجه‬ ‫المجهود الحربي إلى األعمال االجتماعية واالقتصادية واإلنتاجية‬ ‫قصد القضاء على التخلف والفقر‪...‬‬ ‫كما رفع مؤتمر باندونج في دولة أندونيسيا (في ‪ 18‬أبريل‬ ‫‪ )1955‬شعار التعايش السلمي من ضمن مبادئه الخمسة‪ ،‬ثم‬

‫كانت الفكرة الثانية لدول عدم االنحياز في مؤتمرات العالم‬ ‫الثالث آنذاك ومن أبرزها وأهمها مؤتمر بلغراد سنة ‪1960‬‬ ‫والقاهرة سنة ‪ 1964‬في عهد القائد المصري الكبير الرئيس‬ ‫الراحل المرحوم برحمة اهلل الواسعة جمال عيد الناصر‪.‬‬ ‫وبهذا إذا أنجزنا التعايش السلمي‪ ،‬ستتحقق ظاهرة‬ ‫اجتماعية أكثر بروزا‪ ،‬وتعبر عن انتقال المجتمعات البشرية إلى‬ ‫مستوى أرقى من حيث االقتصاد والثقافة واإلنتاج والسيطرة على‬ ‫الطبيعة‪ ،‬ألن التقدم قانون أصيل في تاريخ اإلنسانية‪ ،‬ألنه تقدم‬ ‫متصل يواجه عقبات ومعيقات عديدة كيفما كانت اجتماعية أو‬ ‫طبيعية أم نظرية‪...‬‬ ‫والتقدم كمفهوم يعتبر جديدا في تاريخ الفكر اإلنساني‬ ‫األصيل‪...‬‬ ‫وقد نشأ وتطور هذا المفهوم عندما نشأت الثورة الصناعية‬ ‫في القرنين ‪ 17‬و ‪ 18‬خالل المعارك الكبرى للقضاء على النظام‬ ‫اإلقطاعي الذي كان سائدا أكثر آنذاك‪....‬وإقامة القوميات‬ ‫واألنظمة الرأسمالية النامية‪...‬‬ ‫وكانت نظرية (داروين) للتطور التي قال بها هذا من أعمق‬ ‫النظريات التي ركزت ودعمت مفهوم التقدم وأنجزته على أساس‬ ‫مادي صرف‪...‬ثم بعد ذلك جاءت النظريات األخرى كاالجتماعية‬ ‫والتاريخيةوغيرها‪...‬‬ ‫ولكن ليس معنى هذا أننا لم نجد مفهوم التقدم في‬ ‫المراحل السابقة لتاريخ اإلنسانية‪ ،‬ولكن نجد هذا المفهوم‬ ‫على مستوى جزئي وفردي‪ ،‬ال يبرز للتاريخ قوانين شاملة لحركته‬ ‫الدؤوبة وتقدمه وتطوره‪.‬‬ ‫أما في عصرنا الحاضر فالتقدم أصبح رؤية بشرية عامة‪،‬‬ ‫ووعيا علميا‪ ،‬وكذلك إرادة فعالة وكفاح منظم‪...‬كما انتقل قانون‬ ‫التقدم من مراحل الضرورة العمياء إلى مرحلة الوعي‪ ،‬والوعي هو‬ ‫الذي جعل اإلنسان يتمكن من التعجيل بتحقيق التقدم‪...‬‬ ‫والجوهر في هذا التقدم هو سيطرة اإلنسان على الضرورات‬ ‫االجتماعية والطبيعية والنفسية عليها جميعا‪...‬‬ ‫وبهذا فالتقدمية صفة قد تطلق على كل المؤمنين‬ ‫بأن المجتمع البشري يتحكم فيه قوانين ضرورية تجعله يتغير‬ ‫ويتطور ويتقدم إلى األمام‪ .‬وهذه القوانين الحتمية تتحقق بإرادة‬ ‫الماليين من البشر‪.‬‬ ‫لهذا فهم ال يقفون في حدود الوعي أو العمل على التقدم‪،‬‬

‫وإنما عليهم االشتراك الفعال بالنضال والفكر من أجل تحقيق‬ ‫هذا التقدم والنمو المضطرد والتغيير للبناء المتراص والتطور‬ ‫المتواصل في وطننا والعالم اإلنساني عامة‪...‬‬ ‫ولتحقيق التقدم الملموس أكثر في بلدنا وبدول العالم‬ ‫أجمع أردد ما أشارت إليه مفتشة تربوية لمادة الفلسفة بأكاديمية‬ ‫الرباط سال القنيطرة (بالمغرب) االستاذة عائشة ألوس بجريدة‬ ‫«أخبار اليوم» الغراء العدد‪ 2553 :‬ليوم الثالثاء ‪ 27‬مارس ‪2018‬‬ ‫بالصفحة ‪ 7‬بما يلي (دولة الحق والقانون تتميز فيها السلطة‬ ‫السياسية عن كل أشكال السلطة الوصية أو الراعية‪ ،‬ألن ما‬ ‫يميزها هو سيادة القانون الذي صاغته اإلرادة العامة للمواطنين‬ ‫الذين يتمتعون بالحرية واالستقاللية لذلك‪ ،‬فالوسيلة الوحيدة‬ ‫التي تحول دون االستبداد هي فصل السلط‪ ،‬ووضع حدود لكل‬ ‫سلطة تفاديا للتداخل بين العام والخاص‪ ،‬والذي يكون مؤشرا‬ ‫لكل أشكال التعسف‪.‬‬ ‫سيادة الشعب هي مبدأ أساسي في دولة الحق والقانون‬ ‫كما أرستها نظرية الحق‪ ،‬ألنها نمط تحقيق الحرية السياسية‪،‬‬ ‫وضمان كون القرارات التي تتخذها الدولة ال تلحق ظلما أو‬ ‫حيفا بأي فرد من أفرادها‪ .‬كما أن دولة الحق والقانون تقوم‬ ‫على سيادة القانون‪ ،‬وتخضع لمبدأ أساسي أيضا هو عدم تدخل‬ ‫الدولة في المجال الخصوصي‪ ،‬والتزامها بحماية الفرد‪ ،‬وأال‬ ‫تمارس عليه أي إكراه إال لضمان اإلمتثال للقواعد المتفق عليها‬ ‫وللقانون‪ .‬لكن الممارسة السياسية في إطار القانون قد تكون‬ ‫أيضا ضد الحرية‪ ،‬لذا ينبغي أن تتميز القوانين في دولة الحق‬ ‫بكونها قواعد عامة مجردة ال تحدد لألفراد سلوكات بعينها‪ ،‬إلى‬ ‫أن تقول‪( :‬وأخيرا‪ ،‬ينبغي أن تكون القوانين متساوية تنطبق على‬ ‫الجميع دون تمييز‪ ،‬غايتها هي المصلحة العامة وتوفير حظوظ‬ ‫متساويةللجميع‪.‬‬ ‫هكذا تكون غاية دولة الحق والقانون‪ ،‬حماية الحق بسيادة‬ ‫القانون الذي يصدر عن إرادة جماعية‪ ،‬كما تصورتها الفلسفة‬ ‫الحديثة‪ ،‬وهي تفكر في شرعية الدولة‪ ،‬وفي أشكال تنظيم‬ ‫سلطتها‪ ،‬وفي الموقف الذي ينبغي أن يتخذه المجتمع إزاءها‪،‬‬ ‫كما قدمت هذه الفلسفة نظرية عن الحق قد تندرج فيما يسمى‬ ‫بالطوباوية العملية‪ ،‬لكنها وضعت األسس النظرية لدولة الحق‪،‬‬ ‫بمعنى دولة قائمة من أجل المحافظة على الحق وحمايته بقوة‬ ‫القانون‪ )...‬إلخ‪..‬‬ ‫القصر الكبير في يوم ‪2018/03/27‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫الثقافة العربية‬ ‫وتحديات النظام‬ ‫العالمي الجديد‬ ‫يعيش ال��ع��ال��م ح��ال��ي��ا بسبب ث��ورة‬ ‫االتصاالت وحركة التدويل العميقة ألساليب‬ ‫اإلنتاج وأنماط االستهالك‪ ،‬ث��ورة ثقافية‬ ‫حقيقية‪ ،‬وإن كانت هذه الثورة لم تنل بعد‬ ‫حظها من الوعي والتحليل‪ ،‬ومن اآلثار األولى‬ ‫والرئيسية لهذه الثورة إعادة ترتيب الحقل‬ ‫الثقافي العالمي‪ ،‬أو باألحرى تكوين حقل‬ ‫ثقافي عالمي موحد ومتكامل على مستوى‬ ‫اإلنسانية برمتها‪.‬‬ ‫وتتطور في سياق تكوين هذا الحقل‬ ‫ظاهرتان متالزمتان ومتنا قضتان معا‪ .‬األولى‬ ‫إنشاء ثقافة مشتركة أو مرجعية قيمية موحدة‬ ‫أكثر فأكثر على الصعيد العالمي‪ ،‬وهو ما يبرز‬ ‫اليوم من خالل تعميم مبادئ حقوق اإلنسان‬ ‫والقيم الديمقراطية والمطامح والتطلعات‬ ‫واآلمال البشرية التي تلخصها عبارة االنخراط‬ ‫في الحضارة المادية‪ .‬والظاهرة الثانية فقدان‬ ‫جميع الثقافات الوطنية مركزها االحتكاري‬ ‫المطلق في مناطق نفوذها‪ .‬فبعد أن كانت‬ ‫قيم هذه الثقافات مضمونة رسميا بسبب‬ ‫ارتباطها بالدين أو بالمقدسات الوطنية‬ ‫أو بالمخيلة التاريخية‪ ،‬ب��دأت تفقد وزنها‬ ‫التقليدي أمام انبعاث المنافسة العالمية‪ ،‬ولم‬ ‫يعد لوجودها أي كافل حقيقي سوى قدرتها‬ ‫على إرضاء الحاجات الجديدة المتولدة عن‬ ‫االن��دم��اج في ال��دورة التاريخية العصرية‪،‬‬ ‫وتقديم األدوات النظرية الفعالة في تسهيل‬ ‫المشاركة الجديدة في العملية الحضارية‬ ‫المشتركة للبشرية جمعاء‪.‬‬ ‫وينعكس ه��ذا التطور الجديد على‬ ‫الصعيد الوطني من خالل تفاقم أزمة الهوية‪،‬‬ ‫فبقدر ما يعمل على تعميق التواصل بين‬ ‫المجموعات البشرية على توحيد تطلعات‬ ‫الشعوب ومطالب الجماعات يزيد في نفس‬ ‫الوقت في قوة الدافع إلى تخلي األفراد عن‬ ‫مجتمعاتهم وثقافتهم األصلية التي أصبحت‬ ‫تبدو لهم عاجزة أكثر فأكثر عن متطلبات‬ ‫االنخراط في الحضارة وتحقيق الذاتية الحرة‬ ‫والفردية‪.‬‬ ‫وعلى صعيد العالقات الدولية‪ ،‬ينتج إنشاء‬ ‫المجال الجيوثقافي العالمي فرصا جديدة‬ ‫إلعادة تنظيم استراتيجيات الهيمنة الكبرى‪،‬‬ ‫فقد أصبحت السيطرة على ه��ذا المجال‬ ‫الثقافي من الرهانات األساسية األولى ألي‬ ‫إرادة هيمنة دولية‪ ،‬ومن الطبيعي أن يطلق‬ ‫هذا الوضع من جديد حركة المنافسة القوية‬ ‫بين الثقافات السائدة من أجل تعزيز مناطق‬ ‫نفوذها في العالم‪ ،‬ورب��ط النفوذ الثقافي‬ ‫بالنفوذ السياسي واالقتصادي‪ .‬وتكاد هذه‬ ‫الحركة الجديدة بين الثقافات الكبرى أن‬ ‫تقضي كليا على الفضاءات المحدودة التي‬ ‫كانت تتمتع بها الثقافات الوطنية الصغيرة‪.‬‬ ‫ويمكن استنتاج ما يحصل حاليا على‬ ‫الصعيد الثقافي العالمي بالنسبة للثقافات‬ ‫النامية عامة والثقافة العربية خاصة‪ ،‬أربعة‬ ‫مخاطر أو تحديات أساسية تهدد إذا لم تتم‬ ‫مواجهتها بفعالية بتفكيك الثقافات النامية‬ ‫وتفتيت فضائها‪ .‬وال يتأتى ذلك بالفعل إال إذا‬ ‫تم تفريغ العديد من مجتمعات العالم الثالث‬ ‫من مواهبها الخاصة ودفعها خ��ارج دائرة‬ ‫التبادل العلمية والفكرية الراهنة‪ ،‬واحتالل‬ ‫عقول نخبها‪ ،‬وتحكم الثقافات المسيطرة‬ ‫في صورتهم هم عن أنفسهم بما يدفعهم‬ ‫إلى تبني تفكير الشعوب السائدة ومفاهيمها‬ ‫ومنطقها وبالتالي االنقطاع عن شعوبها‪،‬‬ ‫وسنحاول في الحلقة المقبلة التطرق إلى‬ ‫الخطر األول من بين األخطار األربعة التي‬ ‫تهدد الثقافات ومنها الثقافة العربية‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫مدينة القصر الكبير إمارة بني اشقيلولة‬

‫أضواء على إمارة أندلسية بالمغرب على عهد الدولة المرينية‬ ‫الحلقة الثانية ‪:‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫عبد القادر الغزاوي‬

‫إلى كل الذين يعنيهم الشأن العام لمدينة القصر الكبير‪ ،‬والباحثين والمهتمين بتاريخها وتراثها وآثارها‪ ،‬من أجل‬ ‫إزاحة ستار اإلهمال والنسيان على ما تبقى من ذلك‪ ،‬وإماطة اللثام عما زال غامضا منه ‪ ،‬واتخاذ خطوات إيجابية في هذا‬ ‫السبيل‪ ،‬فكلنا معنيون بإعادة االعتبار لتاريخها ومكانتها العلمية والحضارية ‪ ،‬وإحياء عظام هذا التاريخ وهي رميم ‪.‬‬ ‫القصر الكبير في ‪ 04 :‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪ ) 4‬إقامة إمارة أندلسية بمدينة القصر الكبير‬ ‫بعد الهدنة وإنهاء الخالف بين بني األحمر وأصهارهم الرؤساء‬ ‫بنو اشقيلولة‪ ،‬وما وصلوا إليه من اتفاق حول مغادرة بني اشقيلولة‬ ‫األندلس‪ ،‬فرحلوا إلى المغرب لالستقرار بمدينة القصر الكبير‪ ،‬وجاء‬ ‫في كتاب (المغرب عبر التاريخ) إلبراهيم حركات‪ ،‬أنه( ‪...‬في سنة‬ ‫‪687‬ه تلقى السلطان زيارة أسرة بني اشقيلولة الذين استقروا‬ ‫نهائيا بالمغرب ومنحهم السلطان حق التصرف في والية القصر‬ ‫الكبير بينما سلمت ممتلكاتهم في األندلس إلى ابن األحمر )‪ .1‬وجاء‬ ‫في كتاب (تاريخ المغرب) للتهامي الوزاني‪( ،‬وكانت مدينة وادي آش‬ ‫تحت امرة بني اشقيلولة وهم أعداء ابن األحمر‪ ،‬وأكد ابن األحمر‬ ‫طلبه لوادي آش فأعطاه إياها يوسف وعوض لبني اشقيلولة بالقصر‬ ‫الكبير من المغرب توارثها بنوهم‬ ‫حتى انقرض أمرهم)‪ .2‬وكذلك جاء‬ ‫في كتاب (تاريخ إسبانيا اإلسالمية)‬ ‫لليفي بروبنسال (ج��رت في ذلك‬ ‫بين السلطان أمير المسلمين وبين‬ ‫صاحب األندلس محاورة أجلت عن‬ ‫تعويضهم م��ن وادي آش بقصر‬ ‫كتامة‪ .‬وانتقلوا إليه بأموالهم‬ ‫ورجالهم وأهليهم في أوائ��ل عام‬ ‫‪ 687‬ه)‪ .3‬وجاء في كتاب (اإلحاطة)‬ ‫البن الخطيب أنه (وقعت مراسالت‪،‬‬ ‫أجلت عن انتقال الرئيس أبي محمد‬ ‫إل��ى المغرب ‪ ،‬معوضا عن مدينة‬ ‫وادي آش بقصر كتامة ‪ ،‬وذلك عام‬ ‫تسعة وثمانين وستمائة)‪ .4‬وهنا‬ ‫يالحظ اختالف في تاريخ انتقال‬ ‫بني اشقيلولة إلى المغرب‪ .‬وعلى‬ ‫العموم فإنه من الثابت تاريخيا أن‬ ‫ه��ؤالء استقروا في شمال المغرب‬ ‫بمدينة القصر الكبير المعروفة‬ ‫حاليا‪ ،‬والتي سبق للسلطان المريني‬ ‫منحها لرئيس أسرة بني اشقيلولة‪،‬‬ ‫كما جاء في كتاب (االستقصا) ألحمد‬ ‫ال��ن��اص��ري (ت��وف��ي س��ن��ة‪1315 ‬ه)‪،‬‬ ‫(فأعطاه السلطان يوسف القصر‬ ‫الكبير وأعماله طعمة سوغه إياها‪،‬‬ ‫فلم تزل واليته متوارثة في بنيه‬ ‫حتى انقرضوا آخر دولة بني مرين)‪5.‬‬ ‫فأقاموا بها إمارة أندلسية يحكمونها ‪ ،‬وتولى الرئيس أبو محمد‬ ‫ابن اشقيلولة عبد اهلل بن ابراهيم بن علي ابن اشقيلولة التجيبي‪6‬‬ ‫رئاسة هذه اإلمارة من تاريخ حلولهم بالمدينة إلى غاية وفاته سنة‬ ‫‪ 695‬ه بنفس المدينة ‪.‬‬ ‫وقد دام حكمه لإلمارة ما يقرب من تسعة أعوام ‪ ،‬فتوارث أبناء‬ ‫هذه األسرة حكمها التي أصبحت خاصة بهم‪ ،‬وتعاقبوا على حكمها‬ ‫إلى أن انقرضت هذه األسرة‪ ،‬ولم يبق لها أثر في مدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬باستثناء مقبرة «ضريح سيدي الرايس»‪ ،‬كما تسمى عند أهل‬ ‫المدينة‪ ،‬الواقعة بحي يحمل إسم «حي سيدي الرايس»‪ ،‬وهو في‬ ‫الجهة اليمنى بوسط الطريق التي تربط ساحة( دار غيالن)‪ ،7‬وطريق‬ ‫الربا ط في اتجاه مدرسة السدراوي‪ ،‬أو قبة الرئيس حسب ما جاء في‬ ‫كتاب (مرآة المحاسن)‪ ،‬حيث نقرأ (وأما القبة التي تعرف بقبة الرئيس‪،‬‬ ‫فإنها لبعض األمراء ‪ .‬ذكر ابن الخطيب في (اإلحاطة) أن الرئيس‬ ‫أبا محمد عبد اهلل بن إبراهيم بن علي ابن اشقيلولة التيجيبي ثار‬ ‫بوادي آش‪ ،‬ودعا إلى ملك المغرب‪ ،‬فلم يغثه‪ ،‬ووقعت مراسالت أجلت‬ ‫عن انتقاله إلى المغرب معوضا عن وادي آش بقصر كتامة‪ ،‬وذلك‬ ‫في عام ستة وثمانين وستمائة‪ ،‬ومات بالقصر)‪ .‬يعني مدينة القصر‬ ‫الكبير‪.‬‬ ‫ورد في كتاب «اإلحاطة في أخبار غرناطة» أن ابن الخطيب‬ ‫قام بزيارة ضريح سيدي الرئيس بمدينة القصر الكبير‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬

‫(دخلت قصر كتامة يوم الثالثاء الثاني من ذي قعدة عام خمسة‬ ‫وخمسين وسبعما ية في غرض الرسالة‪ ،‬وزرت مقبرة الرؤساء بني‬ ‫اشقيلولة بظاهرها‪ .‬وفي قبة ضخمة البناء رحيبة الفناء‪ ،‬نسيجه‬ ‫وحدها بذلك البلد‪ ،‬بين منازل البلى‪ ،‬وديار الفناء‪ ،‬وبها قبر الرئيس‬ ‫أبي محمد هذا‪ ،‬عن يسار الداخل‪ ،‬بينه وبين جدار القبلة قبر‪ ،‬وسنامه‬ ‫رخام مكتوب عليه‪:‬‬ ‫قبـــر عزيـز علينـــا‬ ‫أسكنـت قـرة عينـي‬ ‫ما زال حكمــا عليـه‬ ‫فللصبر أحسن ثوب‬

‫لوأن من فيه يفـدا‬ ‫وقطعة القلب لحـدا‬ ‫ومـا القضـاء تعــدا‬ ‫بــه العـزيــز تـــردا‬

‫الباب الخارجي لضريح سيدي الرايس والذي يوجد به قبره‬ ‫وعند رأس السنام الرخامي‪ ،‬مهد مائل من الرخام فيه ‪:‬‬ ‫« أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬بسم اهلل الرحمان الرحيم‪،‬‬ ‫صلى اهلل على سيدنا محمد وآله‪ ،‬وسلم تسليما‪ .‬هذا قبر الرئيس‬ ‫الجليل‪ ،‬األعلى الهمام‪ ،‬األوحد‪ ،‬األسعد‪ ،‬المبارك‪ ،‬األسنى‪ ،‬األسمى‪،‬‬ ‫األحفل‪ ،‬األكمل‪ ،‬المجاهد‪ ،‬المقدس‪ ،‬المرحوم‪ ،‬أبي محمد عبد اهلل‪،‬‬ ‫ابن الرئيس الجليل‪ ،‬الهمام‪ ،‬األوحد‪ ،‬األسعد‪ ،‬المبارك‪ ،‬األمضى‪،‬‬ ‫األسنى‪ ،‬األسمى‪ ،‬المعظم‪ ،‬المرفع‪ ،‬المجاهد‪ ،‬األرض��ى‪ ،‬المقدس‪،‬‬ ‫المرحوم أبي إسحق إبراهيم بن اشقيلولة ‪ ،‬رحمه اهلل وعفا عنه‪،‬‬ ‫وأسكنه جنته‪ ،‬ظهر عفا اهلل عنه‪ ،‬ب��وادي آش‪ ،‬أمنها اهلل‪ ،‬قاعدة‬ ‫من قواعد األندلس‪ ،‬وتسلطن‪ ،‬ونشرت عالمات سلطنته‪ ،‬وضربت‬ ‫الطبول‪ ،‬وجاهد منها العدو‪،‬قصمه اهلل‪ ،‬وظهر على خاله سلطان‬ ‫األندلس‪ ،‬وأقام في سلطته‪ ،‬نحوا من ثالث وعشرين سنة‪ ،‬ثم قام‬ ‫بدعوة الملك األعلى‪ ،‬السلطان المؤيد المنصور‪ ،‬أمير المسلمين‪،‬‬ ‫المؤيد باهلل أبي يعقوب أيده اهلل بنصره‪ ،‬وأمده بمعونته ويسره‪،‬‬ ‫وأمره أيده اهلل‪ ،‬أن يتخلى عن وادي آش المذكورة‪ ،‬ويصل للمغرب ‪،‬‬ ‫فتنحى عن األندلس للمغرب‪ ،‬آنسه اهلل‪ ،‬في جمادى األولى من ستة‬ ‫وثمانين وستماية‪ ،‬فأعطاه أيده اهلل‪ ،‬قصر عبد الكريم أمنه اهلل‪،‬‬ ‫وأنعم عليه‪ ،‬فأقام به مدة من ثمانية أعوام‪ ،‬وجاز منه إلى األندلس ‪،‬‬ ‫أمنها اهلل‪ ،‬وجاهد بها مرتين‪ ،‬ثم رجع إلى قصر عبد الكريم المذكور‪،‬‬ ‫وتوفي‪ ،‬شرف اهلل روحه الطيبة المجاهدة‪ ،‬عشي يوم السبت العاشرة‬

‫من شهر محرم سنة خمس وتسعين وستماية»)‪.‬‬ ‫يبدو أنه كان هناك خالف وتناقض حول سنة انتقال الرؤساء‬ ‫بني اشقيلولة إلى مدينة القصر الكبير‪ ،‬وتجلى ذلك في إبداء بعض‬ ‫المالحظات‪ ،‬منها أن (هناك مالحظات تظهر الفرق بين روايات ابن‬ ‫خلدون صاحب العبر‪ ،‬فقد ذكرأن سنة االنتقال كانت سبع وثمانين‪،‬‬ ‫بينما في اإلحاطة تسع وثمانين‪ .‬وفي اإلحاطة أن المخاطب األول كان‬ ‫هو أبو محمد‪ ،‬بينما في العبر نجد أن أبا الحسن هوالذي استدعي‬ ‫وأعطيت له مدينة القصر الكبير‪ .‬وقد اعتمد الناصري في االستقصا‬ ‫رواية ابن خلدون في سنة اإلنتقال‪ ،‬بينما أخذ برواية اإلحاطة في‬ ‫قضية الشخص والمخاطب األول) ‪.‬‬ ‫يالحظ أن م��دة إقامة وحكم‬ ‫أسرة بني اشقيلولة بالقصر الكبير ‪،‬‬ ‫وكذلك طريقة تدبيرهم شؤون هذه‬ ‫اإلم��ارة‪ ،‬ومقر حكمهم وإقامتهم‪،‬‬ ‫وعالقتهم بسكان المدينة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫عالقتهـــم بالسلطـــة المركزيــة‬ ‫المغربية ‪ ،‬غير واضحة وغير مذكورة‪،‬‬ ‫وح��ت��ى األم����راء وال��ح��ك��ام الذين‬ ‫تعاقبوا على حكم هذه اإلمارة ظلوا‬ ‫مجهولين وغير معروفين‪ ،‬سواء‬ ‫بالنسبة ألسمائهم أم بالنسبة لمدة‬ ‫حكم كل واح��د منهم على حدة‪.‬‬ ‫فالمعلوم أن هؤالء الرؤساء تولوا‬ ‫حكم إمارة أو والية القصر الكبير‬ ‫خالل تواجدهم بها‪ ،‬وأن (العناصر‬ ‫األندلسية ك��ان تكاثر تواجدها‬ ‫وت��وارده��ا على القصر الكبير في‬ ‫هذه الفترة‪ ،‬إذ اعتبر األندلسيون‬ ‫القصر بمثابة إمارة أندلسية جديدة‬ ‫أنشأت لهم خارج العدوة األندلسية‬ ‫وخاصة من قبل أهل الثغور والمدن‬ ‫ال��م��ف��ق��ودة‪ ،‬مثل أه��ل شنترين‪،‬‬ ‫وشدونة‪ ،‬وغافق‪ ،‬وشلب‪ ،‬وبعض‬ ‫أهل شريش ومالقة ووادي آش)‪.‬‬ ‫فأضحت المدينة قبلة لهم‪،‬وملجأ‬ ‫ي��أوون إليه عند الضرورة واختلط‬ ‫الوافدون الجدد بسكانها فاندمجوا‬ ‫وانصهروا فيما بينهم ‪ ،‬وامتزجت‬ ‫الحضارتان المغربية واألندلسية‪،‬‬ ‫وظهر ذلك االمتزاج في العمران‬ ‫واللباس والعادات‪ ،‬استمر مفعولها لسنوات عديدة بل لقرون‪ ،‬وربما‬ ‫ما زال من يحافظ عليها إلى اليوم من األسر األندلسية العريقة التي‬ ‫ما زالت تقطن هذه المدينة التي اتخذتها مقرا لها‪ ،‬كما هو الشأن‬ ‫بالنسبة لمدن شمالية مغربية كتطوان وشفشاون وغيرها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ إبراهيم حركات‪،‬كتاب المغرب عبر التاريخ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬السنة‬ ‫‪ ،2000‬الصفحة ‪.26‬‬ ‫‪ 2‬ـ التهامي الوزاني‪ ،‬كتاب تاريخ المغرب‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬السنة ‪،1940‬‬ ‫الصفحة ‪.129‬‬ ‫‪ 3‬ـ ليفي بروبنسال‪،‬كتاب تاريخ إسبانيا اإلسالمية أو كتاب أعمال‬ ‫األعالم في من بويع قبل االحتالم من ملوك اإلسالم‪ ،‬السنة ‪،2006‬الصفحة‬ ‫‪290‬و‪.291‬‬ ‫‪ 4‬ـ كتاب اإلحاطة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ أحمد الناصري‪،‬كتاب االستقصا‪،‬الجزء الثالث‪،‬السنة‪،1954‬الصفحة‪.68‬‬ ‫‪ 6‬ـ التجيبيون نسبة إلى تجيب بنت ثوبان بن سليم‪ ،‬كانت زوجة أشرس‬ ‫بن شبيب بن السكون الكندي‪ ،‬وهم من حضرموت‪ ،‬بعد الفتح اإلسالمي‬ ‫لألندلس‪ ،‬هاجرت بعض األسر التجيبيبة إليها‪ .‬ونبغ منهم مجموعة من‬ ‫الغلماء والفقهاء والقضاة والكتاب واألمراء‪ ،‬وكانت لهم مصاهرة مع بني‬ ‫نصر‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ غيالن هو أبو العباس أحمد الخضر غيالن الذي اتخذ القصر الكبير‬ ‫إمارة له‪، .‬توفي سنة ‪1673‬م‪.‬‬

‫( يتبع )‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫السينما مسرح متحرِّك‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬وقــدْ يُوَطدُ ويوَثــق الباحث نوعاً‬ ‫من السيرة الذاتية للسينما وارتكابها للفعل‬ ‫الثقافي والسياسي والحريات‪ ،‬عند مهرجان‬ ‫تطوان لسينما البحر األبيض المتوسط تحت‬ ‫عنوان ‪ :‬السينما والحريات‪.‬‬ ‫كان قد حقق النجم الكوميدي « كركوز»‪،‬‬ ‫الظالل الصينية‪ ،‬منذ عام ‪ 1633‬للميالد‪ .‬وفي‬ ‫سنة ‪1855‬م تمَّ ابتكار نوع من األشرطة على‬ ‫ورق ليِّن «لـ جورج إيستمان»‪ ،‬فقد استثمر‬ ‫«إيمي لويس أوغوست»‪ ،‬الذي كان يعمل‬ ‫بإنجلترا وأمريكا باألشرطة الملتفة مصمما عام‬ ‫‪1866‬م‪ .‬إذ َّ‬ ‫إن أوَّل استثمار شعبي للسينما‪-‬‬ ‫توغرافيا‪ ،‬تمَّ بشكل ناجح في أمريكا‪( ،‬الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية )‪ .‬سباق تصوير الحركة‬ ‫وقد انطلق في أواخر القرن التاســع عشــر‪.‬‬ ‫فكان ُّ‬ ‫كل شيء مهيأ لظهور «السينوغرافيا»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫إن هي إال وصف األشياء على خشبة المسرح‬ ‫لتصميم فنيٍّ لتنفيذ عناصرمشهدية أو ديكور‬ ‫للسينما والتليفزيون والمسرح‪ .‬هي فلسفة علم‬ ‫المنظرية ‪.‬فالصورة البصرية هي لغة العصر‪،‬‬ ‫تقول على البعد الجمالي‪ .‬وفي سنة ‪1887‬م‬ ‫تعرَّف المخترع «توماس ألفا إيديسون»‪ ،‬على‬ ‫إنتاج معادل بصري لتسجيل الصوت وإلنتاج‬ ‫«الفتوغراف»‪ ،‬بينما في سنـــة ‪1889‬م التقى‬ ‫بباريس على «ماري مارييي» وأطلعــــه على‬ ‫كاميراته المشهدِيَة ذات األشرطة الدائرية‪.‬‬ ‫وقد نجح أيضاً «مايبريدج» في تصنيع ظليلة‬ ‫رحبة‪ ،‬أسفلها بطارية تتضمن ‪ 12‬كاميرا تغطي‬ ‫‪ 48‬متراً ونصف قادرة على التقاط الصوَر وفق‬ ‫إيقاع عربة مجرورة من قبل الحصان والتي‬ ‫لقيتْ ترحيباً من الصحافة‪ .‬وفي عام ‪1894‬م‬ ‫كـــان افتتـــاح أوَّل صالـــة «كيتوتوسكوب»‪،‬‬ ‫في شارع برُودْوَايْ بنيويورْك‪.‬أما في سنة‬ ‫‪1897‬م كانت مسارح باريس تقدِّمُ عروضاً‬ ‫«للظالل الصينية»‪ ،‬فبدأتْ إذاك السينما‬ ‫تعلن عن نفسها منافســة لها‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫هو السبب في ظهور ما سُمِيَ بالسينما‪ ،‬إذ‬ ‫أوَّل استوديو لها عُرف باسم «بالك ماريا»‪..‬‬ ‫ثقافة افتتاح المهرجان صاحبتها كلمات لقتْ‬ ‫قبول الحضور‪ ،‬فأعقبها نسيج لطرب اآللة‬

‫‪10‬‬

‫والفالمينكــو‪ ،‬وقد لقي هو أيضاً استحسان‬ ‫جمهور «أوبرا» سينما إسبانيول‪ .‬ثمة ممثلة‬ ‫متألقة شرع المسيران بتكريمها وهي الفنانة‬ ‫اإلسبانية « لويزا كافاسا »‪ ،‬وتعبيراً عن فرحتها‪،‬‬ ‫بحديث للجمهور بآداب «سيرفانطيس» عن‬ ‫قصة جميلة من نسج القدَر‪ .‬تعيشها وهي‬ ‫في العقد السابع من عمرها في تطوان‪ .‬لما‬ ‫اختار أبويْها عند زواجهما تطوان لقضاء شهر‬ ‫العسل‪ .‬وفي زيارتهما إلى الشاون‪ ،‬استضافهما‬ ‫باشا المدينة في استقبال مسائيٍّ لحفلة شاي‪.‬‬ ‫ارتوى وارتشف العريسان كؤوساً منعنع ًة‪.‬‬ ‫وبعد إتقان الكلمات أهدى لهما الباشا حلقات‬ ‫األذن ذهبية لمولودتهما عند والدتها‪ .‬تلك‬ ‫األذن التقطتْ ورابطتْ جزءاً من ذاكرة زمان‬ ‫والدَيها‪ ،‬وما خ ْلفه وما أمامه معاً‪ .‬فاستشفتْ‬ ‫ما خ ْلفَ الواقع لحياة في قرارة الوجدان‬ ‫لخصوبة لقاح «تطواني‪ -‬شفشاوني»‪ .‬حضور‬ ‫«لويزا كافاسا»‪ ،‬تلك النطفة‪ ،‬لم تكنْ تتطلع‬ ‫لعودتها إلى تطوان‪ ،‬فتعود كسمك السالمون‬ ‫العائد إلى مكان مبيضه (ها)‪ ،‬بعد ثمانٍ‬ ‫وستين سنة‪ ،‬وقد حدث ما ال يمكنُ توقعهُ إال‬ ‫في الخيال ‪..‬‬ ‫ثاني تكريــم كان من حــظ الممثلـــة‬

‫الحبُّوبــة المغربية مُنى فتُّو عند تقديمها‬ ‫من أحد الصحافيين األدَباء‪ .‬والتي تسكنها‬ ‫طفلة تتقنُ سحرَ الكلم‪ ،‬وهي األمّ التي‬ ‫تعشق الحياة‪ ،‬والمبدعة التي تحلم بالعمل‬ ‫مع يسري نصر اهلل ومجدي أحمد علي من‬ ‫جمهورية مصر الشقيقة‪ ،‬ووودي آالن أو بيدرو‬ ‫المودوفار من أمريكا وإسبانيا وهما من بين‬ ‫العمالقة في السينما اإلسبانو‪-‬أمريكية‪ .‬وكان‬ ‫للمبدعة مُنى فتو السبق في افتتاح العرض‬ ‫األول بفيلمها «اإلبحار بعيداً»‪ْ .‬‬ ‫وإن كانت‬ ‫ترجمة عنوان الفيلم من الفرنسية إلى العربية‬ ‫تنقصها الدِّقة في التعبير !‬ ‫أفالم عديدة للعرض تعقبهـــا ندوات‬ ‫لمعالجة مصــادرة حرية الرأي واإلبداع‪ ،‬ومنع‬ ‫العروض السنيمائية‪ .‬المطالبــة باستقاللية‬ ‫حرية الفن ورفـــع اليــد عن الرسالة النبيلة‬ ‫للسينما وهي األداة لتكسير الطابوهات‪ّ .‬‬ ‫كل‬ ‫العروض تتبعها موائد مستديرة يشارك فيها‬ ‫أساتذة متخصصون في الفن السابع‪ ،‬لتدارس‬ ‫تحديات السينمــا‪ .‬منها محاضــرات للظفـــر‬ ‫بالحرية والدفاع عنها وعن اإلبداع الفني‪.‬‬ ‫برامج ثرية بمعية البعثات الثقافية الفرنسية‬ ‫واإلسبانية ودار الثقافة‪ .‬مع ورشات لتالميذ‬ ‫االبتدائي والثانوي وللطلبة الجامعيين‪ ،‬من‬ ‫تأطير السنيمائيين‪ .‬كذلكم عروض لألطفال‪.‬‬ ‫فن السينما رسالة للدفــاع عن القيم‪ ،‬وقد‬ ‫تحَولتْ سالحــاً في يد اللوبي الصهيونــي‬ ‫الزدراء األديان والرسل باسم حريــة الرأي‪.‬‬ ‫السينما ثقافة الفكر واإلبداع والحرص على‬ ‫صوْن القيم الكوْنية‪ ،‬بنبذ العنف والعنصرية‪.‬‬ ‫وقد تُحدِّدُ نوع اإلنتاج الفكري مع فلسفة علم‬ ‫المنظرية‪ .‬السينما فضاء للبعد الجمالي وروعة‬ ‫الموسيقى وتحفة المشهد لقضايا إنسانية‪.‬‬ ‫عروض فيها اإلجادة واإلفادة في عالم الصناعة‬ ‫السنيمائية التي جمعت سبعة فنون وعملتْ‬ ‫على خلق عوالم في األزمنة واألمكنة ال حدود‬ ‫لها في الزمكان‪ .‬إَ‬ ‫ول ْن تغوص في دالالت ال‬ ‫تُحدُّ ‪...‬‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر‬ ‫في حق عروس تطاون‬

‫حسناء داود‬

‫جمعية أمزيان تكرم في حفل متميز الفنان سيفاكس‬ ‫والخبير الدولي في صناعة الحلويات فؤاد بوطيبي‬

‫أشرفت جمعية أمزيان بالناظور يومه األحد‬ ‫‪ 01‬أبريل ‪ 2018‬بفندق النخيل على تنظيم‬ ‫حفل تكريمي تحت عنوان‪« :‬الكفاءات الريفية‪...‬‬ ‫بين النجاح واالشعاع» والذي شهد حضور أبرز‬ ‫الشخصيات والفعاليات بالمنطقة المنتمية إلى‬ ‫عالم الثقافة والفن والسينما واإلعالم‪.‬‬

‫وقد أقدمت جمعية أمزيان على تنظيم‬ ‫الحفل التكريمي بمناسبة تعيين الفنان والممثل‬ ‫المسرحي والسينمائي المتألق ابن الريف‪ ،‬فهد‬ ‫بوتكونتار «سيفاكس» مستشارا فنيا لمهرجان‬ ‫تنغير الدولي السينمائي المتزامن مع اليوم‬ ‫العالميللمسرح‪.‬‬ ‫وخالل الحفل التكريمي أبت الجمعية إال‬ ‫أن تلتفت إلى مسار وعطاء ومثابرة اسمين‬ ‫من أبناء منطقة الريف‪ ،‬ويتعلق األمر بالفنان‬ ‫والممثل المسرحي والسينمائي فهد بوثكونتار‬ ‫«سيفاكس» المزداد بمدينة بني انصار بإقليم‬ ‫الناظور‪ ،‬كانت أولى خطواته اإلبداعية داخل‬ ‫جمعية ثانوكرا للثقافة والتنمية بالناظور‪ ،‬قبل‬ ‫أن يتمرس في المجال الذي أحبه منذ الصغر‬ ‫من خالل مشاركته في مجموعة من الدورات‬ ‫التكوينية الوطنية والدولية في مجال المسرح‬ ‫والتمثيل السينمائي‪ .‬وخالل مساره الفني شارك‬ ‫الفنان والممثل «سيفاكس» في مجموعة‬ ‫من األعمال المسرحية والسينمائية الهامة‬ ‫التي عرضت داخل وخارج أرض الوطن‪ ،‬من‬ ‫قبيل مسرحية «ثيسيث» ‪-‬المرآة‪ -‬سنة ‪2005‬‬ ‫لمخرجها سعيد المرسي ومسرحية «ثازيري‬ ‫ثاميري» لمخرجها فاروق أزنابط‪.‬‬

‫وعلى مستـــوى التمثيــل التلفــزي‬ ‫والسينمائـــي‪ ،‬خاض الفنـــان «سيفاكــس»‬ ‫تجارب متعددة أبرزها فيلم قصير تحت عنوان‬ ‫«عيد الميالد» للمخرج سعيد المرسي سنة‬ ‫‪ 2007‬والفيلم السينمائي «ميغيس» من‬ ‫تأليف أحمد زاهد سنة ‪ 2009‬والفيلم القصير‬ ‫«ثالثيـــة الناظــور» للمخــرج فوزي أكسيل‬ ‫والفيلم السينمائي «أذيوس كارمن» للمخرج‬ ‫محمد أمين العمراوي سنة ‪ .2012‬وفيلم‬ ‫«أسوسم إناقن» الصمت القاتل للمخرج فوزي‬

‫أكسيل سنة ‪ .2013‬إضافة إلى مجموعة من‬ ‫األعمال األخرى والدورات التكوينية في المجال‬ ‫والتجارب الهامة من خالل مشاركاته العديدة‬ ‫في مهرجانات وطنية ودولية للمسرح والسينما‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر وقع اختيار جمعية أمزيان‬ ‫على تكريم الخبير الدولي في صناعة الحلويات‬ ‫«فؤاد بوطيبي» المنحدر من منطقة آيت سعيد‬ ‫والذي عشق منذ طفولته عالم صناعة الحلويات‪،‬‬ ‫وخالل بدايته األولى في المجال بمدينة الناظور‪،‬‬ ‫انفتح «فؤاد» على تجارب هامة على الصعيد‬ ‫الوطني عبر مشاركته في مجموعة من الدورات‬ ‫التكوينية واالستفادة من تجارب خبراء دوليين‬ ‫في المجال‪ ،‬قبل أن يبصم انطالقة من سنة‬ ‫‪ 2010‬على أولى مشاركاته في معارض دولية‬ ‫في المجال متمثلة أساسا في معرض «كريماي»‬ ‫الذي تستضيفه كل سنتين مدينة الدار البيضاء‬ ‫والذي يترأسه السيد كمال رحال‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫مثل «فؤاد بوطيبي» منطقة الريف‬ ‫والشمال الشرقي في معرض «كرماي»‬ ‫ومجموعة من المعارض الوطنية والدولية في‬ ‫مجال صناعة الحلويات‪ ،‬حيث حاز على مجموعة‬ ‫من الجوائز الهامة وديبلومات المعارض‬

‫الدولية في المجال‪ .‬وخالل سنة ‪ 2015‬تم‬ ‫استدعاؤه من قبل رئيس كونفدرالية صناعة‬ ‫الحلويات بالمغرب «كمال لحلو» من أجل توليه‬ ‫مهمة داخل لجنة التحكيم الخاصة بتظاهرة‬ ‫كأس إفريقيا للحلويات بمدينة مراكش وهي‬ ‫ذات المهمة التي سيتوالها عقب شهر رمضان‬ ‫الفضيل لسنة ‪ .2018‬كما يستعد «فؤاد‬ ‫بوطيبي» للمشاركة في دورة هامة في صناعة‬ ‫الحلويات بالعاصمة الفرنسية باريس خالل شهر‬ ‫أكتوبر من السنة الجارية‪.‬‬ ‫وشهد الحفل التكريمي المنظم من قبل‬ ‫جمعية أمزيان مجموعة من الفقرات المتنوعة‬ ‫الشعرية والموسيقية والفكاهية من خالل‬ ‫مشاركات متميزة لمجموعة من األسماء من قبل‬ ‫الشاعر عبد الرحيم فوزي والشاعرة مريم مريمي‬ ‫والفنان نوري حميدي وعماد العمراني ومحمد‬ ‫الديواني والكوميديين محمد البركاني ومراد‬ ‫ميموني و«إنسي»‪ .‬واختتم الحفل التكريمي‬ ‫في أجواء أخوية وترفيهية وبحفل شاي أقيم‬ ‫على شرف الحضور قدمت من خالله حلويات‬ ‫من إبداع ابن المنطقة «فؤاد بوطيبي» وفريق‬ ‫عمله‪.‬‬

‫م�صطفى م�شبال ‪2014-03-04‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪11‬‬

‫األستاذ الدكتور إسماعيل الخطيب‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫سليل أسرة عريقة‪ ،‬استوطنت مدينة تطوان (شمال المغرب) منذ قرون‪ ،‬اشتهرت بالعلم واألدب‪ ،‬والوجاهة والوطنية‪ ،‬كان لها الصدى الطيب في هذه المجاالت‪ ،‬في شمال المغرب‪.‬‬ ‫أستاذ مقتدر‪ ،‬وباحث متمرن‪ ،‬وداعية كرس حياته لخدمة اإلسالم ثقافة وحضارة‪ ،‬وتوجيها وإرشادا سواء في كتاباته التوجيهية على صفحات جريدة (النور) التي يشرف على تحريرها بمدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬أو في دروسه الوعظية بالمساجد‪ .‬إضافة إلى دراساته وأبحاثه في الثقافة اإلسالمية فكرا وأعالما وحضارة والتي ينشرها في مجالت متخصصة كدعوة الحق ومجلة دار الحديث الحسنية‬ ‫ومجلة كلية الشريعة وكلية اآلداب‪ .‬كما له مؤلفات عديدة في هذا الميدان‪ .‬زاول مهنة التدريس بكلية أصول الدين بتطوان منذ سنين‪ ،‬أشرف على رسائل جامعية‪ ،‬عضو رابطة علماء المغرب‬ ‫وخارجه‪ .‬عرف عن األستاذ إسماعيل الخطيب دفاعه المستميت عن األصالة اإلسالمية ثقافة وتطبيقا ومظهرا‪ ،‬ال يكل جهدا في إشهار قلمه في أية لحظة للوقوف في وجه أي تيار معادي يمس‬ ‫اإلسالم أو كرامة المسلمين أو مقدساتهم‪ ،‬كما أنه ضد البدع واإليمان بالخرافات التي تتنافى مع الدين الصحيح وقيمه السليمة‪ .‬ولعل غيرته المتميزة هذه هي التي دفعته ليولي اهتمامه الكبير‬ ‫لمدينة «سبتة» السليبة والكتابة عن ماضيها اإلسالمي ودورها الحضاري والفكري نجول معه في رحلة فكرية والبداية عن هذه المدينة العريقة‪ .‬توفي يوم السبت ‪ 4‬رمضان ‪1434‬هـ موافق‬ ‫‪ 13‬يوليوز سنة ‪2013‬م‪.‬‬

‫وماذا عن رحلة التجيبي؟‬

‫كما أن رحلة ابن رشيد لم تصلنا كاملة‪ ،‬فكذلك األمر بالنسبة لرحلة التجيبي‪ ،‬فابن حجر‬ ‫يقول عنها‪« :‬ووقفت على رحلته وهي ثالث مجلدات ضخمة وقد حذا فيها حذو ابن رشيد» الدرر‬ ‫الكامنة ‪ /‬ج‪ / 3:‬ص‪ 325:‬إن التشابه قائم بين الرحلتين‪ ،‬غير أن التجيبي زاد على ابن رشيد في‬ ‫أنه توسع توسعا ملحوظا في الحديث عن مشاهداته‪ ،‬فوصف طريق حجه من فوحى إلى عيذاب‪،‬‬ ‫ولم يفته الحديث عن الحركة التجارية بين شاطئ البحر األحمر‪ ،‬كما تحدث عن المآثر التاريخية‬ ‫المهمة التي ربما لم يتحدث عنها كثير من المؤرخين كساعة مسجد ابن طولون التي أقامها‬ ‫السلطان الجين‪ ...‬إلى غير ذلك مما لم يكن ابن رشيد يكترث له‪ ،‬ولكل منهجه ووجهته‪...‬‬ ‫ولقد اشتملت رحلة التجيبي على فوائد مهمة تعين الباحثين في الدراسات التاريخية‬ ‫والمنقبين عن جوانب من حياة بعض األعالم‪ ،‬والباحثين في الحركة العمرانية في البالد التي‬ ‫زارها والمتطلعين إلى معرفة الحركة التجارية بين البالد العربية‪ ،‬فلقد كان التجيبي دقيقا في‬ ‫وصفه‪ ،‬ينقل بقلمه المشاهد ليصفها على صفحات كتابه الممتع‪.‬‬ ‫وبقراءتنا القسم من الرحلة تتجمع لدينا فوائد في‪ :‬التاريخ‪ ،‬وتراجم العلماء‪،‬‬ ‫والفوائد الحديثية ووصف األماكن‪ ،‬وانتقاده لبعض الظواهر اإلجتماعية‪ .‬أما‬ ‫أسلوبه فهو أدبي سهل‪ ،‬ويستبعد السجع ويعتمد الكلمات السليمة المعهودة‪،‬‬ ‫ويغلبه الشعور فتسمو عبارته‪ ،‬ووصف لليالي الحرم الشريف من بديع الوصف‬ ‫الذي نقرؤه فقد ذكر من امتالء الحرم الشريف ووصول جملة من القراء‬ ‫المصريين المعروفين بحسن الصوت وطيب النغمة‪« .‬ثم ذكر قراءتهم‬ ‫بالتالحين وأن أحدهم كان يصعد أعلى سطح المدرسة المنصورية‬ ‫المشرف على الحرم فيتلوا من القرآن»‪.‬‬

‫القضاء على الخرافات المنسوبة إلى الدين‬

‫األستاذ إسماعيل الخطيب معرف بصرامته وجديته سواء في أبحاثه أو في خطبه‬ ‫الوعظية في محاربة البدع والخرافات التي تنشأ في المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬ويدعو إلى القضاء‬ ‫عليها‪ .‬فماذا يقترح الخطيب في هذا المجال؟‬ ‫يرى األستاذ إسماعيل الخطيب أن الخرافات التي تنشأ في المجتمعات كما تنشأ األشواك‬ ‫والحشائش وسط حقول الخضار وبساتين األزهار‪ .‬ال يمكن لقوة أن تكشف القناع عن وجهها‬ ‫إال قوة واحدة هي التربية اإلسالمية أو الفهم الصحيح لإلسالم‪.‬‬ ‫وإن الخرافات المنسوبة إلى الدين قد تسبب في زخرفة كثير من الشباب عن دينهم‪،‬‬ ‫هذا الشباب الذي لم يعرف عن اإلسالم الحق شيئا‪ ،‬ورأى ما عليه المنتسبون إلى اإلسالم من‬ ‫تعلق بخرافات فظن أنها من اإلسالم‪ ،‬ومثل هذا االعتقاد نراه عند الغربيين الذين تستهويهم‬ ‫الخرافات بشكل خاص حتى أصبحنا نسمع عن (الراقص الديني) و (األغاني الدينية)‪ ،‬ثم يعود‬ ‫أولئك الغربيون لينتقدوا اإلسالم حسب هذه الصورة المشوهة التي ألحقوها به‪ ،‬وقد قرأت‬ ‫بحثا لمستشرق إيطالي ركزه على الهجوم على اإلسالم المتمثل عنده في‪ :‬ترقيص الحياة ‪-‬‬ ‫مواكب بعض الطرق وما يقع فيها من ضرب للرؤوس وإسالة للدماء ‪ -‬ذبح القرابين وتقطيع‬ ‫اللحم باليد قبل موت الذبيحة‪ ،‬إلى غير ذلك من المظاهر البدعية الخرافية التي حسبت على‬ ‫الدين وما هي منه‪ .‬ومجتمعنا المغربي‪ -‬كغيره من المجتمعات قد لصقت به خرافات وبدع وهنا‬ ‫يأتي دور التربية اإلسالمية في المدرسة‪ .‬إننا بتوعية الطالب في المدارس يمكننا أن نحصنهم‬ ‫بمصل وآق يدرق عن المجتمع تأثير هذه الخرافات ويوقف حركة نشاطها وتغلغلها‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن التربية اإلسالمية تجعل الطالب يحمل رسالة فكرية يعتقدها ويحملها بإيمان‬ ‫ويقين ويدافع عنها ويواجه بها كل أنماط الحياة فهو يرى أن الرسالة التي يحملها تؤمن الحل‬ ‫لكل المشاكل‪ ،‬والتفسير لكل الظواهر فهي مشعل ينير الطريق‪.‬‬

‫الشباب أمل الحاضر وعدة المستقبل‬

‫األستاذ إسماعيل الخطيب يولي اهتماما كبيرا للشباب ويحث على العناية بتوجيهه وجهة‬ ‫إسالمية خالصة ألنه أمل الحاضر وعدة المستقبل كما يصفه بحيث يرى‪ :‬أن شباب اليوم‬ ‫بحاجة إلى القدوة الصالحة التي يسير على هداها ويترسم خطاها‪ ،‬كيف ذلك؟‬ ‫نحن اليوم ال نستطيع أن نغمض أعيننا عن واقع الشباب المعاصر‪ ،‬وال عن مشكالته التي‬ ‫لم يعرفها الجيل السابق‪ ،‬فالظروف واألوضاع تتغير‪ ،‬وال بد من مواكبة العملية التوجيهية‬ ‫للمشاكل المستجدة‪ ،‬والعالم اليوم أصبح كبيت واحد تتشابه ‪ -‬إلى حد كبير‪ -‬مشاكل شبابه‪،‬‬ ‫وعالمنا اإلسالمي تبرز فيه ظاهر تنامي عنصر الشباب الذي يعيش أزمة توجيه فكري وثقافي‪،‬‬ ‫ويعاني من تأثر فكره بمختلف األفكار والتيارات التي تعصف بشباب العالم‪.‬‬ ‫وإذا كانت أمة اإلسالم هي األمة التي أنيطت بها أمانة القيادة لتكون شاهدة على‬ ‫الناس‪ « :‬وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم‬ ‫شهيدا» فإنما هي التي تقدم األسوة النموذج للبشرية‪ ،‬وبالتالي فهي المرشحة ألن تقدم‬ ‫الحل لمشكل الشباب لتخرجه من دوامة الحيرة واالضطراب والقلق‪ .‬وإن الفراغ لهو أكبر‬ ‫مشكل يعترض الشباب‪ ،‬والفراغ الروحي هو أخطر فراغ يواجه الشباب‪ ،‬وما تشهده كثير من‬ ‫البالد من انحراف عند الشباب إنما هو نتيجة حتمية لهذا الفراغ الروحي‪.‬‬ ‫لذلك عمل اإلسالم على ملئ هذا الفراغ‪ ،‬وذلك بتنشئة الطفل على الفطرة‪ ،‬واألخذ بيده‬ ‫ليظل مرتبطا بها‪ ،‬وذلك بتدريبه على السلوك اإلسالمي‪ ،‬وحثه على العبادة‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫الصالة‪ ،‬وتحفيظه القرآن أو ما تيسر منه وتلقينه المبادئ اإلسالمية‪ ،‬حتى ينمو نموا روحيا‬ ‫سليما ليصل بعد ذلك إلى مرحلة الشباب وقد فهم معنى الحياة‪ ،‬وعرف دوره المطلوب منه‪.‬‬ ‫وفي البيت ‪ -‬الذي هو المؤسسة التربوية األولى ‪ -‬تتكون المعالم األساسية‬ ‫لشخصية الطفل‪ ،‬ولذلك ركز اإلسالم على التربية البيتية‪ ،‬واعتبر الرسول ص البيت هو‬ ‫المسؤول األول عن التربية‪« :‬كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه‬ ‫أو يمجسانه»‪.‬‬ ‫لذلك كان على العاملين لإلصالح الشباب أن يولوا االهتمام للعمل على توفير التربية‬ ‫اإلسالمية في البيت‪ ،‬ثم بعد ذلك يأتي دور المؤسسات التعليمية التي ينبغي أن تقدم اإلسالم‬ ‫للشباب ال كمعلومات‪ ،‬بل كعقيدة عملية لها كل التأثير على النفس والوجدان والضمير‬ ‫والسلوك‪.‬‬ ‫وللمساجد دور كبير في هذا المضمار‪ ،‬فالمسجد مؤسسة إسالمية متكاملة‪ ،‬ولقد فهم‬ ‫سلفنا هذه المهمة المناطة بالمساجد‪ ،‬فجعلوا منها مراكز للتربية والتعليم‪ ،‬حيث يعقد حلقات‬ ‫الدرس‪ ،‬كما أسسوا بها المكاتب العامة‪ ،‬لتصبح نوادي فكرية للشباب‪ .‬فالشباب ال يأتي للمسجد‬

‫ألداء الصالة فقط‪ ،‬بل يأتي أيضا لتلقي العلم والثقافة‪ ،‬مع ما يتبع ذلك من تمكين ثرى المودة بين‬ ‫الشباب لينشأوا إخوة متآلفين‪ .‬والشباب بحاجة إلى الترويح عن النفس ‪ -‬وهو حاجة أساسية ‪ -‬غير أن‬ ‫البعض‪ ،‬بسبب التأثير الغربي‪ ،‬فهم أن الترويح عبارة عن «نوادي ليلية» مما تشتمل عليه من شراب‬ ‫وموسيقى صاخبة‪ ،‬ودخان وغيره‪ ،‬بينما نجد أن هذا الغرب نفسه لم يقصر الترويح على هذا الجانب‬ ‫فقط‪ ،‬بل اعتنى بجوانب أخرى كمختلف أنواع الرياضات البدنية والفكرية‪ ،‬واإلسالم اهتم بهذا‬ ‫الجانب عندما حض على تعليم الفروسية والسباحة والرمي‪« :‬كل شيء ليس من ذكر اهلل فهو‬ ‫لهو وسهو إال أربع خصال‪ :‬مشي الرجل بين الغرضين‪ ،‬وتأديبه فرسه ومالعبته أهله‪ ،‬وتعليمه‬ ‫السباحة» (رواه الطبراني بإسناد جيد)‪.‬‬ ‫إن اإلهتمام بالشباب وتوجيهه التوجيه الصحيح‪ ،‬شغل فكر كل المصلحين على امتداد‬ ‫التاريخ اإلنساني‪ ،‬ذلك أن الشباب في كل أمة هي ثروتها وعدة مستقبلها‪.‬‬ ‫ولقد وجدنا في دراستنا لتاريخ اإلسالم أن الشباب كان لهم دور حافل وتاريخ مشرق‬ ‫سواء عند قيام دعوة اإلسالم‪ ،‬أو عند بناء المدينة والحضارة اإلسالمية‪ ،‬أو عند عملية‬ ‫المواجهة والتصدي ألعداء اإلسالم‪ .‬لقد كانت دائما الحاجة ملحة إلى الشباب‬ ‫الذي يبني ويشيد بطاقته الفكرية والجسمية وستبقى األمم دائما تعتمد على‬ ‫شبابها لتصنع حاضرها‪ ،‬وتنظر بأمل إلى مستقبلها‪ .‬وستبقى سيرة أولئك‬ ‫الرواد من الشباب نبراسا ينير السبيل أمام األجيال الالحقة من شباب‬ ‫هذه األمة الرائدة‪.‬‬

‫بين التقليد واإلجتهاد‪:‬‬

‫وأصل من األستاذ إسماعيل الخطيب إلى موضوع التقليد‬ ‫واإلجتهاد؛ فكيف يرى واقعها في األمة اإلسالمية في الماضي‬ ‫والحاضر؟ يقول‪ :‬إنه بتطور الزمن حدثت حوادث تقتضي الحل‬ ‫وليس لها حكم واضح في الكتاب والسنة‪ ،‬فكان عمل العلماء االجتهاد الستنباط األحكام‪ ،‬وإعطاء‬ ‫رأيهم فيما جد من مواضيع‪.‬‬ ‫ويبين لنا اإلمام ابن القيم الجوزية في كتابه «أعالم الموقعين» أن الرأي نوعان‪ :‬أحدهما‪،‬‬ ‫مجرد دليل عليه‪ ،‬بل هو فرض وتخمين‪ ،‬فهذا الذي نهى عنه واستعاذ الصحابة منه‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬رأي مسند إلى استدالل واستنباط من النص وحده أو من نص آخر معه‪ ،‬فهذا من‬ ‫ألطف فهم النصوص‪ .‬وهذا هو الرأي المحمود فهو يكون بعد طلب علم الواقعة من القرآن‬ ‫فإن لم يجدها في القرآن ففي السنة فإن لم يجدها في السنة فبما قضى به الخلفاء الراشدون‬ ‫أو إثنان منهم أو واحد‪ ،‬فإن لم يجده فيما قاله واحد من الصحابة فإن لم يجد اجتهد رأيه‪،‬‬ ‫ونظر إلى أقرب ذلك من كتاب اهلل وسنة رسوله‪.‬‬ ‫وهكذا فمن توفرت فيه شروط إبداء الرأي فهو عالم باللغة وقواعدها‪ ،‬حافظ لكتاب اهلل‬ ‫عالم بتفسيره‪ ،‬مطلع اطالعا واسعا على أحاديث الرسول دارس لسيرة الرسول والسلف الصالح‬ ‫مطلع على أقوال العلماء دارس للتاريخ‪ ،‬بحث واستقصى ثم أبدى رأيه وفي ذلك خدمة للدين‬ ‫وتسخير للعقل فيما خلقه اهلل من أجله‪.‬‬ ‫ولقد كان في السلف الصالح رجال اجتهدوا في استنباط األحكام‪ ،‬وأغنوا المكتبات‬ ‫بفيض اجتهادهم وعلمهم‪ ،‬وستبقى األجيال مدينة لهم‪ ،‬تذكرهم فتذكر فيهم روح العمل‬ ‫والبناء‪.‬‬ ‫ولكن األمة اإلسالمية بعد قرون نامت نوما عميقا‪ ،‬وتوقفت العقول عن الحركة‪ ،‬وغدا‬ ‫من ينتسبون للعلم يكررون ما قاله األولون‪ ،‬فعمم التقليد وقلت حركة اإلجتهاد‪ .‬ويقول‬ ‫اإلمام عبد الرحمن بن الجوزي في كتابة‪( ،‬نقد العلم والعلماء) عن المقلدة‪ :‬إن المقلد على‬ ‫غير ثقة فيما قلد فيه‪ ،‬وفي التقليد إبطال منفعة العقل ألنه إنما خلق للتأمل والتدبر وقبيح‬ ‫بمن أعطى شمعة يستضيء بها أن يطفئها ويمشي في الظلمة‪ .‬وإن عموم أصحاب المذاهب‬ ‫يعظم في قلوبهم الشخص‪ ،‬فيتبعون قوله من غير تدبر لما قال‪ ،‬وهذا عين الضالل‪ .‬ألن‬ ‫النظر ينبغي أن يكون إلى القول ال إلى القائل كما قائل علي‪ :‬إن الحق ال يعرف بالرجال أعرف‬ ‫الحق تعرف أهله‪...‬‬ ‫ولقد حصل لألمة اإلسالمية ما بينه اإلمام ابن الجوزي من أن عموم أصحاب المذاهب‬ ‫يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعون قوله من غير تدبر لما قال‪ ،‬فبهذا تجمدت العقول‪ ،‬وساد‬ ‫التعصب المذهبي حتى كادت المذاهب تعطف بوحدة المسلمين‪ ،‬وتشتت شملهم‪ ،‬وجاء‬ ‫وقت قيل فيه‪ :‬هل يجوز للمسلم أن ينتقل من مذهب إلى آخر‪ ،‬وقال المقلدة‪ :‬ال يجوز ذلك‪،‬‬ ‫حتى صارت المذاهب كاألديان‪ ،‬وإنهم رجعوا إلى أصحاب المذاهب ودروسهم لعلموا أنهم‬ ‫مجتهدون‪ ،‬اجتهدوا الستنباط األحكام وأنهم بشر يخطئون ويصيبون‪ ،‬ومالك ابن أنس يبين‬ ‫للمسلمين أنه بشر يخطئ ويصيب وإن على المسلمين إذا وجدوا كال ما من الرسول يعارض‬ ‫كالمه (فاضربوا بكالمي عرض الحائط)‪.‬‬ ‫فما كان األئمة الكرام يريدون لهاته األمة تفرقة فاهلل يقول‪« :‬إن الذين فرقوا دينهم‬ ‫وكانوا شيعا لست منهم في شيء»‪ .‬وإنما كانوا يريدون بعلمهم وعملهم دراسة اإلسالم‬ ‫وتوضيح أحكامه‪ ،‬ولكن خلف من بعدهم خلف اتخذوا الدين تفرقة حتى أن البيت الحرام‬ ‫شهد صلوات في وقت واحد‪ ،‬فللشافعي مكانه‪ ،‬وللمالكي آخر‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وما حصل كل هذا إال‬ ‫من التقليد‪ .‬وفي المغرب ازدهر التقليد ايما ازدهار ولم تتحرك الحركة العلمية نحو االجتهاد‬ ‫منذ قرون فتناقلت األجيال أقوال األجداد بنصها وشرحها‪ ،‬فنفس الكالم الذي كان يقال منذ‬ ‫قرون بقي كما كان ال الرأي يناقشه‪ ،‬وال تجديد مساير لروح العصر يطرأ عليه حتى غدت تلك‬ ‫المصنفات ألغازا يحار في فهمها كل واحد‪.‬‬ ‫ومن البديهي أن دراسة التفسير تحرير للعقول ودعوة القرآن صريحة إلى االعتماد على‬ ‫النفس في فهم النصوص‪ ،‬وعدم التقيد بما جاء به اآلباء‪ ،‬ولكن دراسة التفسير ‪ -‬خاصة‬ ‫بمغربنا ‪ -‬غدت كأنما أمر محرم‪ ،‬وقيل لمفسر القرآن‪ :‬إن رأيه خطأ‪ ،‬وخطأه كفر‪ ،‬أوال ترى أن‬ ‫هذه الدعوة دعوة إلى مروق عن الدين‪ ،‬وإلى عدم االرتواء من منبع اإلسالم األول‪ ،‬أو ليس‬ ‫القرآن دستور هذه األمة‪ ...‬أو ليس القرآن هادي البشرية ومخرجها من الضالل‪ ...‬أو ليس‬ ‫القرآن حجة اهلل على الناس‪ .‬ورسوله اهلل يقول‪ :‬تركت فيكم ما أن تمسكم به لن تضلوا‪:‬‬ ‫كتاب اهلل‪...‬‬ ‫كان التقليد وباال على األمة اإلسالمية تأخرت بسببه قرونا طويلة‪ ،‬ولوال الحركة‬ ‫اإلصالحية ‪ -‬التي تزعمها جمال الدين األفغاني ومحمد عبده ‪ -‬الزداد الجمود‪ ،‬ولما شهدنا‬ ‫تباشير صباح جديد لروح اإلسالم وقوته‪ .‬فلقد قام جمال الدين بتلك الحركة الرائعة المباركة‬ ‫داعيا إلى الرجوع لمنبع اإلسالم واقتفى أثره محمد عبده ورشيد رضا‪ ،‬فكانت الحركة السلفية‬ ‫المباركة التي شهدنا لها روادا في المشرق والمغرب‪.‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫المبادرات األولى لتنظيم التعليم الديني‬ ‫بشمال المغرب (‪)2/1‬‬

‫• بقلم األستاذة حسناء محمد داود‬ ‫رئيسة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‬ ‫محافظة الخزانة الداودية (تطوان)‬

‫هذان نموذجان فقط مما أعد من البرامج والمقررات‪ ،‬وحسب ما صرح‬ ‫إن تسليط الضوء على موضوع التعريف بالمؤسسات التعليمية الدينية‬ ‫به والدي في بعض مذكراته‪ ،‬فإن الحقيقة أنه قد حاول أفراد‪ ،‬كما حاولت‬ ‫بشمال المغرب إبان فترة الحماية‪ ،‬والوقوف على المناهج والمقررات الخاصة‬ ‫لجان وهيئات تنظيم هذا النوع من التعليم في هذه البالد‪ ،‬ووضعت لذلك‬ ‫بهذا النوع من التعليم‪ ،‬وكذا على الشخصيات العديدة التي كان لها دور‬ ‫برامج عديدة‪ ،‬ما بين مطولة ومختصرة‪ ،‬ولكن كان حظ الجميع اإلهمال يتلوه‬ ‫فعال في هذا المجال‪ ،‬من علماء وفقهاء وشيوخ ومدرسين‪ ،‬ثم األعمال واآلثار‬ ‫اإلهمال‪ ،‬يتلوه الفتور والجمود والتمزيق واإلحراق‪.‬‬ ‫التي خلدت ذكر أصحابها من هؤالء العلماء األفذاذ‪ ،‬كل ذلك لم يحظ بعد‬ ‫بما يستحقه من الدراسة والتمحيص من طرف الباحثين والدارسين‪ .‬علما‬ ‫‪ - 2‬تأسيس المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي‪:‬‬ ‫بأن الرجال الذين عاشوا تلك الفترة الحرجة من فترات تاريخ هذه المنطقة‪،‬‬ ‫مما الحظته من خالل دراستي لمختلف األطوار التي مرت بها هذه الهيئة‬ ‫قد أعطوا الكثير‪ ،‬وقد ساهموا – جهد طاقتهم – في الحفاظ على الهوية‬ ‫التي عهد إليها برعاية شؤون التعليم بهذه المنطقة‪ ،‬أنها قد مرت بثالثة‬ ‫المغربية‪ ،‬دينا ولغة ومقومات حضارية‪.‬‬ ‫مراحل أو أطوار‪ ،‬هي التي سأجملها فيما يلي‪:‬‬ ‫وانطالقا من موضوع التعليم الديني بمنطقة الشمال المغربي‪ ،‬مع‬ ‫أ – الطور األول من عمر المجلس‪:‬‬ ‫التعريف بشخصية العالمة المؤرخ األديب األستاذ سيدي التهامي الوزاني‪،‬‬ ‫حلت سنة ‪ 1353‬هـ‪1934 /‬م‪ ،‬فأعلنت الحكومة الخليفية عن صدور ظهير‬ ‫كنموذج بارز‪ ،‬وكعلم من أعالم التعليم الديني في هذه الربوع‪ ،‬حيث إنه قد‬ ‫يحمل طابع الخليفة السلطاني موالي الحسن بن المهدي بتاريخ ‪ 9‬رجب‬ ‫تولى إدارة المعهد الديني بتطوان‪ ،‬ثم إدارة المعهد الديني العالي بها‪ ،‬وكذا‬ ‫‪1349‬هـ ‪ 19/‬أكتوبر ‪1934‬م(‪ ،)9‬يقضي بتأسيس المجلس األعلى للتعليم‬ ‫عمادة كلية أصول الدين‪ ،‬كما حاضر ودرس بهذه المنشآت العلمية باستمرار‪،‬‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬كأول هيئة يعهد إليها المخزن الشريف بتنظيم التعليم اإلسالمي‬ ‫حيث تخرج على يديه مئات الطلبة واألساتذة الذين ال ينكرون فضله عليهم‪.‬‬ ‫والعصري بالمنطقة الخليفية من المغرب‪ .‬ويتألف المجلس المذكور حسب ما‬ ‫واعتبارا للعالقة التي كانت تجمع بين هذه الشخصية الفذة‪ ،‬وبين والدي‬ ‫ينص عليه الظهير من‪:‬‬ ‫المرحوم األستاذ محمد داود‪ ،‬فقد كان اهتمامي في هذا العرض‪ ،‬بتحديد‬ ‫أوال‪ :‬وزير العدلية بصفته رئيسا ومفتشا للتعليم اإلسالمي‪.‬‬ ‫بعض المحاوالت األولى‪ ،‬لوضع اللبنات األساسية لتنظيم التعليم الديني‬ ‫ثانيا‪ :‬شيخ العلوم اإلسالمية بصفته نائبا للرئيس‪.‬‬ ‫بهذه الربوع‪ ،‬ثم ما تالها من مجهودات ملموسة‪ ،‬بذلها المهتمون بهذا‬ ‫ثالثا‪ :‬مدير األحباس العام‪.‬‬ ‫الميدان‪ ،‬حتى حققوا ما كانوا يصبون إليه من ترسيخ لهذا النوع من التعليم‪،‬‬ ‫رابعا‪ :‬ثالثة أعضاء مسلمين‪.‬‬ ‫الذي يضمن إثبات هويتنا‪ ،‬القائمة على الحفاظ على مقومات دين اإلسالم‬ ‫أما األعضاء الذين ضمهم هذا المجلس آنذاك فهم‪:‬‬ ‫ولغة القرآن‪ ،‬وذلك بتأسيسهم للمجلس األعلى للتعليم اإلسالمي الذي أدى‬ ‫وزير العدلية الرئيس مفتش التعليم اإلسالمي‪ :‬الفقيه العالمة سيدي‬ ‫خدمة كبيرة في هذا الباب‪ ،‬مع الوقوف على الدور الذي أداه العالمة سيدي‬ ‫محمد أفيالل‬ ‫التهامي الوزاني في مختلف األطوار التي اهتم فيها بميدان هذا النوع من‬ ‫مدير األحباس‪ :‬األستاذ عبد الخالق الطريس (الذي عوضه السيد أحمد‬ ‫التعليم‪.‬‬ ‫الحداد بعد استقالته من مديرية األحباس سنة ‪ 1354‬هـ‪ 1935 /‬م)‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬سأحاول أن ألقي نظرة أولية خاطفة‪ ،‬على وضعية التعليم‬ ‫األعضاء ‪:‬‬ ‫الديني بالمنطقة الخليفية قبل تأسيس المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي‪.‬‬ ‫• العالمة سيدي محمد المرير (الذي حظي فيما بعد بمنصب شيخ العلوم‬ ‫ثم التعريف بالمجلس المذكور‪ ،‬وأهم منجزاته عبر المراحل التي مر بها‪.‬‬ ‫أو عميد الدراسات اإلسالمية)‬ ‫‪ 1‬ـ التعليم الديني بتطوان‬ ‫• ذ‪ .‬محمد داود (الذي عين كاتبا عاما‬ ‫قبل تأسيس المجلس األعلى للتعليم‬ ‫للمجلس)‬ ‫اإلسالمي‪:‬‬ ‫• الفقيه المهدي الموفق‬ ‫كما التحق بعضوية هذا المجلس‬ ‫بعد االطالع على العديد من‬ ‫بعد ذلك كل من‪ :‬الشريف سيدي الحاج‬ ‫الوثائق التي تلقي األضواء على الفترة‬ ‫الحسن أفيالل والشريف سيدي الحسن بن‬ ‫التي يتناولها هذا الموضوع‪ ،‬وهي التي‬ ‫عبد الوهاب واألستاذ العربي اللوه ككاتب‬ ‫يمكن أن نطلق عليها فترة المخاض‬ ‫للمجلس‪.‬‬ ‫بالنسبة لخلق النهضة التعليمية‬ ‫وفي سنة ‪1355‬هـ‪1936 /‬م صدر‬ ‫الوطنية في شمال المغرب‪ ،‬في بدايات‬ ‫ظهير بتعيين الفقيه أحمد الرهوني مفتشا‬ ‫القرن العشرين للميالد‪ ،‬يمكن أن‬ ‫للتعليم اإلسالمــي بالمنطقــة الخليفية‪،‬‬ ‫نستنتج أنه نظرا لما كانت البالد تعيش‬ ‫فالتحق بالمجلس‪ ،‬على أن يقـــوم أيضـــا‬ ‫عليه من ظروف تاريخية صعبة‪ ،‬محيت‬ ‫بمهمة النيابة عن رئيسه‪.‬‬ ‫فيها الشخصية المغربية‪ ،‬وصارت األمور‬ ‫ولقد حاول هذا المجلس أن يقدم‬ ‫بيد الحماية األجنبية‪ ،‬التي سارت في‬ ‫فائدة للتعليم في إطار ما أتيح له من‬ ‫سياستها على نهج معين‪ ،‬دون أن تأخذ‬ ‫الشيخ محمد المرير‬ ‫الشيخ أحمد الرهوني‬ ‫الشيخ أحمد الزواقي‬ ‫االختصاصات‪ ،‬فقام أوال بإعداد نظام داخلي‬ ‫بعين االعتبار‪ ،‬الهوية والقيم واألسس‬ ‫له‪ ،‬كما أعد ضابطا آخر سماه «ضابط‬ ‫التي تنبني عليها مقومات الشخص‬ ‫النظام الداخلي للمجلس األعلى للتعليم‬ ‫المغربي‪ ،‬فإن «التعليم الديني في هذه‬ ‫المنطقة الخليفية‪ ،‬كان مهمال كل اإلهمال‪ ،‬فلم تكن هناك مدارس عامرة‪ ،‬وال دروس محددة‪ ،‬وال برامج منفذة‪ ،‬اإلسالمي ولمفتشية هذا التعليم»‪ ،‬ويشتمل هذا الضابط أيضا على مقدمة وعلى ‪ 27‬فصال في بيان مهمات‬ ‫المجلسوالمفتشية‪.‬‬ ‫وال مدرسون اختصاصيون‪ ،‬وال تالميذ نظاميون»(‪.)1‬‬ ‫ثم إن هذا المجلس قد قام بإعداد نظام للتعليم التمهيدي واالبتدائي(‪ )10‬والثانوي(‪ )11‬والعالي(‪ ،)12‬مع تعيين‬ ‫وإنما كانت هناك قرارات متفرقة فيما يتعلق بشؤون التعليم‪ ،‬تتخذها الحكومة الخليفية من قبل الخليفة‬ ‫السلطاني نفسه تارة‪ ،‬أو من طرف وزارة الصدارة تارة أخرى‪ ،‬ومن ذلك مثال الظهير الذي أصدره سمو الخليفة الكتب المقررة في مختلف العلوم والمستويات‪ ،‬كما اهتم بشأن تهيئ المدارس وامتحان المدرسين لتعيينهم‬ ‫موالي المهدي عام ‪1918‬م‪ ،‬بتعيين مجموعة من العلماء للقيام بتدريس العلوم بتطوان‪ ،‬جاعال هؤالء العلماء في مختلف المدن والقرى التابعة للمنطقة‪ ،‬وكذا برعاية وتهييء مدرسة لوقش المعدة لسكنى الطلبة اآلفاقيين‪،‬‬ ‫وبأمور المنح الخاصة بهؤالء الطلبة وكافة شؤونهم‪.‬‬ ‫على ثالث درجات(‪.)2‬‬ ‫وبما أن عضو المجلس ذ‪ .‬محمد داود كان قد سافر إلى الديار المقدسة ألداء فريضة الحج في تلك السنة‬ ‫وكذلك قرار الصدر األعظم بتعيين الفقيه العالمــة سيـدي أحمد الزواقي شيخا للعلوم عام ‪1343‬هـ‪/‬‬ ‫(‪ 1353‬هـ ‪ 1935‬م)‪ ،‬فقد استغل وجوده في مصر للقيام بمبادرة شخصية تتمثل في جلب مجموعة من‬ ‫‪1924‬م‪.)3(.‬‬ ‫ومما يالحظ أنه في السنوات األولى بعد فرض الحماية على المغرب‪ ،‬أي في عهد المقيم العام فرنثيسكو المناهج والقوانين المتعلقة بالتعليم في المدارس االبتدائية والثانوية والكليات باألزهر وكذا بعض المعاهد‬ ‫كوميث خوردانا (األب)(‪ ،)4‬وبمحاوالت ممن كانت له غيرة على هذا البلد‪ ،‬قد عُينت لجنة لتنظيم هذا النوع من الدينية اإلسالمية بمصر‪ ،‬مما استفاد منه المجلس كثيرا فيما يخص المواد التي لها عالقة بالنظام الذي يهتم‬ ‫التعليم‪ ،‬إال أن هذه اللجنة لم تلبث أن حلت في أيام المقيم العام الذي جاء بعده وهو الخنرال داماصو برينكير بتأسيسه(‪.)13‬‬ ‫والحقيقة أن دور هذا المجلس – رغم الجهود المبذولة من طرف أعضائه إلصالح التعليم وتنظيمه ‪ -‬إنما‬ ‫إي فوسطي(‪ ،)5‬لكي يقع تجديدها بعد ذلك في عهد المقيم العام خوردانا (االبن)(‪...)6‬‬ ‫واعتمادا على ما جاء في مذكرات والدي األستاذ محمد داود‪ ،‬في موضوع مساهماته في تنظيم التعليم كان في أول أمره دورا سلبيا محدودا‪ ،‬ذلك ألنه كان مجلسا فرض عليه أن تكون مهمته استشارية محضة‪،‬‬ ‫بهذه المنطقة‪ ،‬فقد وقفت على إشارة مهمة إلى اللجنة األصلية التي تكونت لتنظيم التعليم قبل تأسيس وبالرغم من كونه قد كلف بوضع برامج للتعليم‪ ،‬إال أنه لم يعط من السلطة التنفيذية ال قليال وال كثيرا‪ ،‬كما‬ ‫أنه لم يخصص له شيء من الميزانية العامة لتنفيذ برامجه وتحقيق إصالحاته‪ ،‬مما جعله مكتوف األيدي أمام‬ ‫المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي‪ ،‬أي في سنة ‪1349‬هـ‪1930/‬م‪ ،‬حيث ذكر أن هذه اللجنة كانت مؤلفة من‪:‬‬ ‫الرئيس وهو وزير العدلية العالمة سيدي أحمد الرهوني‪ ،‬ومن قاضي تطوان العالمة سيدي محمد المرير‪ ،‬الوضع المزري لحالة التعليم آنذاك‪ ،‬حيث لم تكن هناك أية وزارة أو إدارة أو مديرية أو هيئة تنفيذية للتفكير‬ ‫في شؤون التعليم ووضع برامجه وتنفيذها(‪ ،)14‬وهذا ما يبرر كون البرامج التي أشرنا إليها سابقا إنما بقيت حبرا‬ ‫ومن الكاتب األول بالصدارة آنذاك وهو السيد أحمد الغنمية‪.‬‬ ‫وقد سجل الوالد رحمه اهلل أنه في ‪ 28‬صفر ‪ 24‬يوليوز من السنة المذكورة (‪ ،)1930‬تم تطعيم هذه اللجنة على ورق‪.‬‬ ‫بأعضاء جدد وهم السادة‪:‬‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫علي الخطيب ومحمد داود والتهامي الوزاني وأحمد بن تاويت ومحمد بن مَحمد اللبادي والحاج محمد‬ ‫الريسوني ومحمد طنانة‪ .‬ومن اإلسبانيين سرديرا وشاكون وبرطيو‪.‬‬ ‫‪ - 1‬حسب ما ورد في خطاب األستاذ محمد داود بإذاعة تطوان بمناسبة تعيينه مفتشا عاما للتعليم اإلسالمي في يناير ‪1937‬‬ ‫إلى‬ ‫عهد‬ ‫ثم‬ ‫اإلسبانية‪،‬‬ ‫باللغة‬ ‫لها‬ ‫كاتبا‬ ‫وشاكون‬ ‫وقد تقرر انتخاب األستاذ داود كاتبا عاما لهذه اللجنة‪،‬‬ ‫‪ - 2‬تاريخ الظهير الذي تضمن هذا األمر هو ‪ 17‬ربيع األول عام ‪ 1336‬موافق فاتح يناير سنة ‪ .1918‬والعلماء المعينون بمقتضى‬ ‫األعضاء الشباب بهذه اللجنة بأن ينشئوا برنامجا عاما للتعليم اإلسالمي‪ ،‬لكي يُعرض هذا البرنامج على الرئيس‪،‬‬ ‫هذا الظهير هم‪ :‬في الطبقة األولى‪ :‬العالمة السيد أحمد الزواقي – العالمة السيد محمد ابن األبار – العالمة السيد محمد الموذن‪ .‬وفي‬ ‫وكذا على باقي األعضاء المسلمين‪ ،‬ثم يُترجم ويعرض على األعضاء اإلسبان‪ ،‬ثم يعرض للمذاكرة العامة‪.‬‬ ‫الطبقة الثانية‪ :‬الفقيه السيد محمد الزواقي – الفقيه السيد محمد أفيالل – الفقيه السيد محمد المرير‪ .‬وفي الطبقة الثالثة‪ :‬الفقيه السيد‬ ‫الحسن أفيالل – الفقيه السيد المهدي الموفق – الفقيه السيد عبد الرحمن أقشار‬ ‫وقد كلفت بإعداد هذا البرنامج لجينة مصغرة ضمت كال من األساتذة محمد داود والتهامي الوزاني وأحمد‬ ‫‪ - 3‬تاريخ هذا القرار الوزيري هو ‪ 7‬محرم عام ‪ 1343‬موافق ‪ 9‬غشت سنة ‪1924‬‬ ‫بن تاويت‪.‬‬ ‫‪ Francisco Gomez Jordana - 4‬كان مقيما عاما بالمنطقة ما بين سنة ‪ 1915‬و ‪1918‬م‪.‬‬ ‫وفي يوم االثنين ‪ 5‬جمادى‪ 2‬عام ‪1349‬هـ ـ ‪1930/10/27‬م‪ :‬سجل ذ‪ .‬داود في مذكرته أنه قد دفع للجنة‬ ‫‪ Dámaso Berenguer Y Fuste - 5‬كان مقيما عاما بالمنطقة ما بين سنة ‪ 1919‬و‪1922‬م‪.‬‬ ‫آخر ما لديه من برامج التعليم اإلسالمي‪ ،‬ويتضمن ما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 6‬كان مقيما عاما بالمنطقة ما بين سنة ‪ 1928‬و‪1931‬م‪.‬‬ ‫• نظام التعليم بالجامع األعظم‪.‬‬ ‫‪ - 7‬توجد نسخة من هذا النظام بالخزانة الداودية‪.‬‬ ‫• نظام المكاتب القرآنية‪.‬‬ ‫‪ - 8‬توجد نسخة من هذا النظام بالخزانة الداودية‪.‬‬ ‫• المدارس العربية – اإلسبانية‪.‬‬ ‫‪ - 9‬انظر نص هذا الظهير في الفقرة الخاصة بنصوص الظهائر والبرامج في نهاية هذا العرض‪.‬‬ ‫• ميزانية التعليم اإلسالمي وإدارة المعارف‪.‬‬ ‫‪ - 10‬وردت اإلشارة إلى هذا النظام في محضر اجتماع المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي في جلسته الثامنة عشرة بتاريخ ‪ 23‬ذي‬ ‫• إدارة المعارف اإلسالمية‪.‬‬ ‫القعدة ‪ 1353‬هـ ‪ 27/‬فبراير ‪ 1935‬م‪ .‬وما بعده‬ ‫‪ - 11‬وردت اإلشارة إلى ذلك في محضر اجتماع المجلس في جلسته ‪ 40‬بتاريخ ‪ 3‬جمادى األولى ‪1354‬هـ‪ 4 /‬غشت ‪ 1935‬م‪.‬‬ ‫• رسالة إلى المقيم العام خوردانا‪.‬‬ ‫وما بعده‪ .‬ثم في محضر الجلسة ‪ 65‬بتاريخ ‪ 2‬صفر ‪ 1355‬هـ‪ 24 /‬أبريل ‪ 1936‬م‪ .‬ومحضر الجلسة ‪ 77‬بتاريخ ‪ 17‬شعبان ‪ 1355‬هـ‪2 /‬‬ ‫ولقد وقفت بين أوراق والدي رحمه اهلل أيضا‪ ،‬على وثيقة كتب عليها بخطه‪« :‬مشروع نظام قديم للتعليم‬ ‫نوفمبر ‪ 1936‬م‪.‬‬ ‫قبل تأسيس المجلس – الباب الثاني في نظام التعليم بالجامع األعظم من تطوان وفروعه»‪ ،‬ويشتمل هذا‬ ‫‪ - 12‬وردت اإلشارة إلى ذلك في محضر اجتماع المجلس في جلسته ‪ 44‬بتاريخ ‪ 25‬جمادى األولى ‪ 1354‬هـ‪ 26 /‬غشت ‪ 1935‬م‪.‬‬ ‫البرنامج على ‪ 14‬صفحة(‪ ،)7‬ولعل هذا النظام هو الذي أشار إليه في مذكرته السابقة الذكر‪ ،‬ولو أنه ال يحمل أي‬ ‫وما بعده‪ .‬ثم في محضر الجلسة ‪ 65‬بتاريخ ‪ 2‬صفر ‪ 1355‬هـ ‪ 24‬أبريل ‪ 1936‬م‪ .‬ومحضر الجلسة ‪ 77‬بتاريخ ‪ 17‬شعبان ‪ 1355‬هـ‪2 /‬‬ ‫تاريخ مضبوط‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪ 1936‬م‪.‬‬ ‫كما وقفت أيضا على برنامج خاص بالتعليم العالي‪ ،‬وهو في ‪ 32‬صفحة‪ ،‬وقد كتب عليه الوالد رحمه اهلل أنه‬ ‫‪ - 13‬وردت اإلشارة إلى ذلك في محضر اجتماع المجلس في جلسته ‪ 38‬بتاريخ ‪ 23‬ربيع الثاني ‪ 1354‬هـ ‪ 25/‬يوليه ‪ 1935‬م‪.‬‬ ‫من إعداد العالمة سيدي محمد المرير(‪ .)8‬وهذا البرنامج بالرغم من كونه ال يحمل بدوره أي تاريخ محدد‪ ،‬إال أنه‬ ‫‪ - 14‬حسب ما ورد في خطاب األستاذ محمد داود بإذاعة تطوان بمناسبة تعيينه مفتشا عاما للتعليم اإلسالمي في يناير ‪.1937‬‬ ‫قد اشتمل على مقدمة وتمهيد وسبعة أبواب يشتمل كل باب منها على عدة فصول‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫إكراهات الهجرة‬

‫قصة حقيقية بطلها شاب مغربي في عقده الثاني‪ ،‬يسكن‬ ‫بالجنوب‪ ،‬من عائلة ضعيفة وأب تاجر بسيط يبيع المواد الغذائية‪.‬‬ ‫باجتهاده الدؤوب حصل الطالب (الحسين) على شهادة الباكالوريا‬ ‫بامتياز‪ ،‬استطاع أن يسجل اسمه بإحدى الجامعات بفرنسا يتم‬ ‫تعليمه ثم يتخصص في التجارة ‪.‬‬ ‫مما اضطر والده إلى أخذ قرض من البنك يسدده على دفعات‬ ‫وباعت والدته سوارها الوحيد الذهبي الذي هو صداقها‪ .‬وشارك‬ ‫بعض أفراد العائلة واألصدقاء لوالده في لم قدر من المال يسدد به‬ ‫الحسين نفقات السفر واإلقامة واألكل لمدة شهر على أساس أن يتابع‬ ‫دروسه الجامعية‪ .‬ويبحث عن عمل يمول به حاجياته مدة الدراسة‪.‬‬ ‫فاكترى بيتا صغيرا بإحدى القرى المجاورة إلى مدينة الكلية‪ .‬سكن‬ ‫جاشه من تعب السفر ثم تردد على عدة مصانع ومعامل ومتاجر‬ ‫لعله يظفر بعمل يكون مدخوله سندا له في حياته الدراسية وببالد‬ ‫المهجر‪ .‬وبعد بحث مضن‪ ،‬استطاع أن يحصل على عمل بمتجر قريب‬ ‫بالقرية التي يسكنها‪ ،‬وكان صاحب المتجر في حاجة لمساعد وله‬ ‫دراية بتجارة المواد الغذائية‪ .‬وله باع طويل ليكسب به ثقة أهل‬ ‫القرية‪.‬‬ ‫وكان الحسين تعلم من والده هذه التجارة حيث كان يساعد‬ ‫والده في المتجر إبان العطل المدرسية‪.‬‬ ‫قرر صاحب المتجر (بول) أن يشغل معه الحسين ثالثة أيام في‬ ‫األسبوع الجمعة‪ ،‬السبت‪ ،‬األحد‪ ،‬حيث يغص المتجر ويمتلئ بالزبائن‪،‬‬ ‫مقابل خمسة أورو في اليوم‪ .‬وقد يضاعف له األجر إن أحسن الحسين‬ ‫التصرف وتعامل مع الزبناء‪ ،‬ومن ضمنهم عجوز في التسعين من‬ ‫العمر‪ ،‬أنهكها الدهر‪ ،‬تشتري كل أغراضها من‬ ‫متجر القرية كل يوم أحد‪ ،‬وال مساعد في حمل‬ ‫أغراضها إلى بيتها‪ .‬تعيش وحيدة‪ ،‬مات زوجها‬ ‫وترك لها السكن وبعض العقارات كراءها هي‬ ‫مداخيلها للعيش‪ ،‬وليس لها أوالد‪ ،‬فهي عاقر‪ ،‬لم‬ ‫تنعم بالخلفة‪ ،‬وقد تكبدت مصاريف باهظة ألجل‬ ‫الحمل‪ ،‬ولكن ليس لها حظ في نعمة األوالد‪،‬‬ ‫وجل أقاربها وأقارب زوجها قد توفوا‪.‬‬ ‫خير معين لخير عجوز‬ ‫فكان الشاب الحسين يساعدها في حمل‬ ‫مشترياتها إلى بيتها وتمده ببعض قطع (األورو)‬ ‫جزاء صنيعه ويوما ما عرضت عليه السكن ببيتها‬ ‫فهي وحيدة‪ ،‬ومن ذلك اليوم توفير قيمة الكراء‪،‬‬ ‫وهو أشد الحاجة إلضافات من (األورو) يبعث بها‬ ‫لوالده يؤنسها ويقوم بخدمتها مقابل سداد دين‬ ‫والده بالبنك‪ .‬حبذا الفكرة وانتقل إلى السكن‬ ‫معها‪ .‬ومرت أيام وأشهر وتوثقت عالقة الحسين‬ ‫بالعجوز‪ ،‬وبمشغله (بول)‪ ،‬فاضطر إلى االنقطاع‬ ‫عن الدراسة إال من بعض المحاضرات التي تأتي‬ ‫بها ابنة (بول) وفضل العمل بالمتجر كل ساعات‬ ‫نهاره‪ ،‬وطرفا من الليل‪ .‬وفي السنة الثالثة من‬ ‫العمل ضاعف له (بول) األجرة من ‪ 5‬أورو إلى ‪10‬‬ ‫أورو في اليوم أي أصبحت أجرته الشهرية ‪1300‬‬ ‫أورو بدل ‪ 210‬أورو‪ .‬سلمت العجوز للحسين خزانة‬ ‫حديدية كان يضع فيها ما جمعه في مدة ست سنوات‪.‬‬ ‫أطماع (بول)‬ ‫علم (ب��ول) بالمبلغ الذي جمعه الحسين فعرض عليه‬ ‫شراكة بأن يضيف المبلغ‪ ،‬وهو ليس باليسير عن سنتين‬ ‫(‪ 3600‬أورو) وعن أربع سنوات (‪ 14400‬أورو)‪ ،‬أي ما مجموعه‬ ‫‪ 1800‬أورو مقابلها بالدرهم ‪ 198000‬درهم‪ .‬وافق الحسين‬ ‫على المبدأ ألنه سيصبح شريكا ل(بول) يأخذ أرباحه آخر كل‬ ‫سنة ويتأبط أجرته الشهرية‪ .‬فقال ‪ :‬هذه نعمة من اهلل‪ ،‬فكم‬ ‫من نعمة وراءها نقمة‪ ،‬فلما استشار السيدة العجوز (صوفيا)‬ ‫رحبت بالفكرة على أساس أن تشهد على ذلك ويشهد موثق‬ ‫يتم كتابة عقد الشراكة في نسخ ويصادق عليها‪.‬‬ ‫الثقة العمياء تجر صاحبها إلى الهالك‬ ‫لكن الحسين أبى واستنكر رأي العجوز‪ ،‬وقال هذا نوع من‬ ‫عدم الثقة ب(بول)‪ ،‬ونقص من قيمته‪ ،‬لن أجازيه بالخيانة والغدر‪،‬‬ ‫وقد كلفني ست سنوات‪ ،‬فقالت العجوز (صوفيا) «إن الثقة العمياء‬ ‫تجر صاحبها إلى الضياع» وقالت ‪ :‬الزمن يتغير‪ ،‬واألطماع محدقة‬ ‫باإلنسان وكثيرا ما سمعنا عنها‪ ،‬ولك الرأي والقول الفاصل‪ .‬هذه‬ ‫نصيحتي كأم لك‪ ،‬مرت سنة على االتفاق وجلس (بول) والحسين‬ ‫ليعرف كل واحد نصيبه من الربح‪ ،‬تسلم الحسين أرباحه عن السنة‪،‬‬ ‫وأخرج الزكاة دون علم (بول)‪ ،‬ألنه ال يعرف قيمة الزكاة وفضلها في‬ ‫نمو التجارة‪ .‬وشد الرحيل إلى المغرب‪ ،‬والتحق بالقرية التي تسكن‬ ‫فيها عائلته‪ .‬فاستقبل استقبال األبطال وقد فرح إخوانه بقدومه‬ ‫وبالهدايا‪ .‬كما اشترى لوالدته ثالثة أساور من الذهب عيار (‪ ،)18‬بدل‬ ‫سوارها الذي باعته ساعة سفره‪ ،‬وسلم والده مبلغا محترما من المال‬ ‫ليضيفه إلى رأس مال المتجر ولم ينس نصيبا من الهدايا لألقارب‬ ‫واألحباب‪ ،‬مكث بالقرية قرابة شهر‪ ،‬ثم قفل راجعا إلى فرنسا‪ ،‬فسلم‬ ‫العجوز هديتها التي كانت تثوق لها‪ ،‬وهي عبارة عن مجسم لصومعة‬

‫مسجد الحسن الثاني رحمه اهلل‪ .‬فرحت بها ووضعتها صوب أعينها‬ ‫بقاعة الجلوس‪ ،‬وبعد يومين من الراحة التحق بمتجر شريكه (بول)‬ ‫ليستأنف عمله‪.‬‬ ‫تنكر الفرنسي (بول) شراكة الحسين‬ ‫ذهب الحسين إلى المتجر كعادته‪ ،‬وسلم الهدية ل(بول) ضانا‬ ‫منه أنها قد تعجبه‪ ،‬وهي سجادة من وبر المعز واإلبل‪ ،‬ردها (بول)‬ ‫إلى الحسين وقال له‪ :‬ما هذه ؟ فقال الحسين هدية من المغرب تيمنا‬ ‫لصداقتنا‪ ،‬فقال (بول) ‪ :‬أي صداقة تتجدد لك عندي؟ وأي عمل تتكلم‬ ‫عنه؟ وقال ‪ :‬لقد توصلت بالمبلغ المالي الذي دفعته لك وهو المبلغ‬ ‫الذي شاركتني به ولم يعد لي صلة وال عمل وال شراكة‪.‬‬ ‫غضب الحسين من تصرف (بول) وطرده من العمل‪ ،‬ورجع إلى‬ ‫العجوز (صوفيا) وقص عليها تعنت (بول) وطرده من العمل‪ ،‬وضياع‬ ‫ماله‪ .‬فقالت له ‪ :‬ألم أقل لك أن الزمن يتغير؟ واألطماع تجعل من‬ ‫األمين خائنا ومن الصادق كاذبا؟‬ ‫ذهبت إلى (بول) وتوسلت إليه عسى أن يرجعه إلى العمل ويقر‬ ‫بماله الذي شاركه به في المتجر‪ ،‬لم يبد (بول) شيئا من الليونة وبعد‬ ‫محاوالت معه لعله يرجع عن تعنته وجبروته ‪ ،‬قالت العجوز للحسين‪:‬‬ ‫تعالى معي يوم األحد المقبل وانتظرني في باب الكنيسة ‪ .‬وحدثت‬ ‫الراهب (دنيال) بقصة الحسين و (بول)‪( ،‬فنديال) خادم الكنسية ورجل‬ ‫يحترمه كل سكان القرية‪ ،‬وهو الذي يحضر كل المناسبات ويترأسها‪،‬‬ ‫كما أنه يعقد القران لألزواج‪ ،‬وله دور كبير في هداية الناس‪ ،‬وكلمته‬ ‫مسموعة بين كل أوساط القرية‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫رأس مال المتجر‪ ،‬فالرجوع إلى الحق فضيلة تحث عليه كل األديان‪.‬‬ ‫تسلم الحسين أوراقه تشهد بشراكته بالثلث‪ ،‬وضاعف جهوده‬ ‫إلنجاح تجارتهما‪( ،‬هو وبول) وال يغادر عمله إال وقت الصالة وشكر اهلل‬ ‫تعالى الذي نصره على مكر (بول) وغدره ورجوعه إلى الحق‪.‬‬ ‫مرت سنة كاملة‪ ،‬وتألق الحسين بالقرية وداع صيته‪ ،‬وأصبحت‬ ‫مكانته رفيعة بين السكان‪ ،‬فازدهرت تجارته‪ ،‬وأصبح (بول) ال يتردد‬ ‫على المتجر إال قليال‪ ،‬يخشى أن يتورط مع الحسين ألتفه شيء‪.‬‬ ‫فالنفس أمارة بالسوء إال من رحم ربي ‪.‬‬ ‫توثقت الصلة بينهما بعدما كانت هشة‪ ،‬وأصبح كل واحد‬ ‫منهما يغار على صاحبه‪ ،‬ويحفظ حقوقه‪ ،‬ومما زاد في نجاح المتجر أن‬ ‫الحسين خصص ركنا بالمتجر‪ ،‬واهتدى إلى شراء نماذج من الصناعات‬ ‫التقليدية ‪ ،‬وعرضها للبيع‪ ،‬فكان السكان يتسابقون القتنائها مما‬ ‫ضاعف رأس مال المتجر‪ .‬وأصبح له مورد لم يهتد إليه (بول) ‪.‬‬ ‫مرت سنة وجلس بول والحسين لجرد محتويات المتجر وما‬ ‫نصيب كل واحد من األرباح‪.‬‬ ‫إسالم صوفيا خفية‬ ‫فضل الحسين أن ينقل فائض حاجاته من مبلغ الربح إلى البلد‬ ‫بالمغرب لشيئين اثنين‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ زيادة رأس مال متجر والده‪ ،‬ألنه يعرف أن مآله الرجوع إلى‬ ‫المغرب ويشتغل بمتجر والده‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أن تبحث عائلته عن ع��روس من أهل‬ ‫القرية يأخذها معه لمساعدته وتدبير شؤونه‬ ‫بالمهجر‪ .‬وتساعد العجوز صوفيا التي أصبحت‬ ‫ال تستطيع الوقوف والمشي وقضاء حاجاتها‪.‬‬ ‫فقد تقدم بها السن‪ .‬وأشرفت على المائة سنة‬ ‫ونطقت بالشهادتين أمام إمام المسجد‪.‬‬ ‫دفع الزكاة لمستحقيها بالقرية‬ ‫طلب الحسين صوفيا وهي على علم بأهل‬ ‫القرية وأن تعين له أسماء المحتاجين بالقرية‪،‬‬ ‫ليدفع لهم الزكاة وش��رح لها بإسهاب معنى‬ ‫الزكاة في اإلسالم‪ ،‬وفضائلها عند اهلل ‪ .‬وقصد‬ ‫منزل كل محتاج وسلمه نصيبا من الزكاة‪ ،‬مما‬ ‫أبهر هذا التصرف (صوفيا)‪ ،‬وكانت تقلده عند‬ ‫قيامه للصالة المكتوبة وهي ال تع ما يقرأ‬ ‫الحسين في صالته‪.‬‬

‫شكت (صوفيا) العجوز أمر الحسين إلى الراهب‪ ،‬فقال لهما‪:‬‬ ‫سأطلعكما على الحل بعد ثالثة أيام‪ ،‬وبالفعل وصل الراهب متجر‬ ‫(بول) وبعد تبادل التحية‪ ،‬أحضر (بول) إلى الراهب فنجان قهوة‪ ،‬ودار‬ ‫بينهما حديث طويل ومتشعب‪ ،‬خالصته أن (بول) أنكر أول وهلة‬ ‫عمل الحسين معه‪ ،‬ثم تراجع عندما ذكره الراهب بالرجوع إلى الحق‪.‬‬ ‫والرجوع إلى الحق فضيلة‪ ،‬ثم استطرد (بول) قائال له ‪ :‬لقد أديت‬ ‫حقه من األرباح عند سفره‪ .‬فأجاب الراهب ‪ :‬شيء لم ينكره الحسين‪،‬‬ ‫ولكنك لم تسلمه المال الوفير الذي تركه بين يديك بمحضر (صوفيا)‪،‬‬ ‫وهي تشهد على هذا‪ ،‬لم تحدثني عنه‪ ،‬فأجاب (بول) ‪ :‬أي مال؟ لقد‬ ‫أخذ كل مستحقاته‪ ،‬فخاصمه (الراهب) ‪ :‬إن سكان شمال إفريقيا‬ ‫انحطت معنوياتهم‪ ،‬وتخاذلوا فيما بينهم‪ ،‬وتفرقت كلمتهم مع العلم‬ ‫أنهم كانوا أهل صدق وأمانة ودين وقيم‪ .‬وأخذنا أخالقهم‪ ،‬فتقدمت‬ ‫بنا حضارتهم التي تخلو عنها‪ .‬فهل تريد أن نعود إلى خيانة األمانة‬ ‫ونبذل األخالق الحسنة التي ورثناها منهم ومن نبيهم محمد عليه‬ ‫السالم؟ عاود (بول) ذاكرته وأقر خطأه فقال ‪ :‬ال يا سيدي فقاطعه‬ ‫الراهب ‪ :‬إن سمعتك بالقرية ازدادت بتعاون الحسين ألهل القرية‬ ‫وهم يثنون عليه كل خير‪.‬‬ ‫فهل تريد أن تفقد وجودك وهبتك بالقرية‪ ،‬إذا علم كل السكان‬ ‫بمآل الحسين معك‪ ،‬وهضم حقه الذي ستحاسب عليه يوم الدين‪.‬‬ ‫وأنا ال أغفر لك ذنبك وأكون شهيدا عليك بما حكت العجوز (صوفيا)‪.‬‬ ‫وإن لم تفعل يوم القداس أفضحك‪ ،‬لذا أرجو أن تعيد الحسين‬ ‫إلى عمله‪ ،‬وتوثق مبلغ المال الذي سلمه إليك‪ ،‬وأنكرت وجوده‪ ،‬اذهب‬ ‫عاجال إلى الموثق يشهد عليك‪ ،‬وارجع الحق إلى صاحبه‪ ،‬وصاحب‬ ‫معك (صوفيا) لتشهد كتابة العقد في أربعة نسخ ‪ ،‬نسخة لك‪ ،‬ونسخة‬ ‫لصوفيا‪ ،‬ونسخة للحسين والرابعة تحتفظ بها الدائرة‪.‬‬ ‫وألك��ون في عونك عند الحساب األكبر‪ ،‬وأك��ن لك االحترام‬ ‫والتقدير‪ ،‬طأطأ (بول) رأسه واعتذر ووعد الراهب بالرجوع إلى الحق‪،‬‬ ‫ويباشر الحسين عمله بالمتجر‪ ،‬ويصبح شريكا بالثلث وهو مقدار‬

‫االع��ت��راف بالجميل سمة ألصحاب‬ ‫النفوس السامية‬ ‫في غياب الحسين‪ ،‬استدعت العجوز (صوفيا)‬ ‫الراهب وموثقا وشهد عليها تمليك بيتها وما‬ ‫تملك من عقارات‪ ،‬وورثها من زوجها الراحل‬ ‫إلى دار البقاء إلى السيد الحسين‪ ،‬ألنها مريضة‬ ‫وضربات قلبها في تسارع‪ ،‬وأنفاسها تختنق‪،‬‬ ‫فأيقنت أن يوم الرحيل قد حان‪.‬‬ ‫على وجه الساعة‪ ،‬بادر الحسين بالرجوع إلى‬ ‫قريته بفرنسا‪ ،‬فتفقد العجوز (صوفيا) قد ودعت الحياة‪ ،‬وتركت وراءها‬ ‫وثائق تشهد وباعتراف منها وهي كاملة العقل‪ ،‬تشهد بكرمها ونيل‬ ‫أخالقها‪ ،‬صادقة الوعد بأن تورث الحسين كل ما تملك من أثاث‬ ‫البيت‪ ،‬ورصيد بالبنك‪ ،‬هبة إلى الحسين‪.‬‬ ‫المفاجأة السارة‬ ‫والمفاجأة السارة هي ‪ :‬أن (بول) وعائلته قرروا حضور حفل زفاف‬ ‫الحسين‪ ،‬ألنهم سمعوا بكرم المغاربة والطقس الجميل‪ ،‬وروعة‬ ‫المناظر بالقرى الجنوبية‪ ،‬حيث أشجار النخيل مثقلة بأنواع من الثمر‪.‬‬ ‫صادفوا في رحلتهم إلى المغرب ‪ ،‬طفال لم يتم عقده األول‪ ،‬ختم‬ ‫وحفظ القرآن الكريم‪ ،‬وحضروا طقوس الحفل‪ ،‬ولما رأوا بأم عينهم‬ ‫التهليل والتكبير والتعظيم للخالق الكريم‪ ،‬وتقدير حفاظ كتابه‪.‬‬ ‫كان (بول) يتطلع إلى مشاهدة صالة الجمعة‪ ،‬حيث يحضر كل‬ ‫رجال القرية رجاال وشيوخا وأطفاال‪ ،‬بينما كنائسهم ال يحضر إال‬ ‫العجائز من النساء والرجال‪ .‬فطلب من الحسين اإلجراءات التي يجب‬ ‫القيام بها عند صالته‪ ،‬لتكون صالته اليومية كما يؤديها الحسين‬ ‫صحيحة‪ ،‬ولما حضر صالة الجمعة ‪ ،‬وسمع خطبتي اإلمام‪ ،‬وقد تعلم‬ ‫كثيرا من الجمل باللغة العربية سمعها من الحسين‪.‬‬ ‫ولما سمع اإلمام حين خطبته ‪:‬‬ ‫«اللهم اجعل خاتمتنا في الدنيا بما ترضى يا اهلل واحشرنا في‬ ‫زمرة المسلمين»‪ .‬اقشعر بدنه‪ ،‬فتقدم (بول) قرب اإلمام بعد الصالة‪،‬‬ ‫وأشهر إسالمه على المأل‪ ،‬واختار اسم عبد اهلل لنفسه‪ .‬وسمى زوجته‬ ‫(كاطرين سابقا) خديجة‪.‬‬ ‫القصة حقيقية وقد ترجمت إلى اللغة الفرنسية ويباهي عبد اهلل‬ ‫سكان قريته‪ ،‬لعل أهلها أو بعضا من الساكنة يعتنقون اإلسالم ‪،‬‬ ‫وساهم في بناء مسجد الصديق‪.‬‬ ‫طنجة في ‪ 20‬مارس ‪2018-03-20‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫ذكرى الإ�سراء واملعراج‬ ‫ـ‪1‬ـ‬

‫تحل بنا هاذه األيام ذكرى عظيمة ومناسبة جليلة للتذكر وأخذ العبر والدالالت‪ ،‬إنها معجزة اإلسراء‬ ‫ِن مْالَ ْ�سجِ دِ حْ َ‬ ‫ال َر ِام ِ�إ َلى‬ ‫ان َّالذِي �أَ�سرْ َ ٰ‬ ‫ى ِب َع ْبدِهِ َل ْي اًل م َ‬ ‫والمعراج التي يقول فيها الحق سبحانه وتعالى ُ‬ ‫(�س ْب َح َ‬ ‫ار ْ‬ ‫ُ‬ ‫هُ‬ ‫ري ) اإلسراء‪. 1‬‬ ‫و‬ ‫َّه‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫آ‬ ‫ِن‬ ‫مْالَ ْ�سجِ دِ ْ أ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سم ُ‬ ‫الَ ْق َ�صى َّالذِي َب َ‬ ‫َ‬ ‫ِن َي ُه م ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِيع ا ْل َب ِ�ص ُ‬ ‫َّ‬ ‫كنَا َح ْو َل ُه ل رُ ِ‬ ‫لقد أيد اهلل سبحانه وتعالى نبينا سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم باآليات البينات والمعجزات الباهرات‬ ‫التي منها اإلسراء والمعراج‪ ،‬حيث أظهره اهلل على بدائع غيبه وعجائب ملكوته وفرض عليه الصالة التي هي‬ ‫عماد الدين‪ ،‬وكانت هذه المعجزة مناسبة للكفار حاولوا أن يشككوا بها المؤمنين في دينهم ويفرقوا اجتماعهم‬ ‫على نبيهم‪ ،‬فلم ينجح سعيهم ألن المومنين كانوا أرسخ عقيدة وأشد يقينا من أن يؤثر فيهم كالم المغرضين‬ ‫وتشكيك الكافرين‪ ،‬وقد روي أنه صلى اهلل عليه وسلم أصبح يحدث الناس بما رآه في هذه الرحلة السماوية‬ ‫ففزع قوم من المشركين إلى أبي بكر الصديق ولم يكن حضر عند النبي صلى اهلل عليه وسلم بعد‪ ،‬فقالوا له‪:‬‬ ‫أرايت إلى صاحبك يحدث أنه أسري به إلى بيت المقدس ورجع من ليلته؟ فقال‪ :‬أهو قال ذلك؟ قالوا نعم‪ ،‬فقال‬ ‫هو صادق‪ ،‬قالوا أتصدقه أنه ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة واحدة؟ فقال‪ :‬إني ألصدقه على أبعد من‬ ‫ذلك‪ ،‬على خبر السماء في غدوه ورواحه‪ ،‬فسمي من ذلك اليوم الصديق‪.‬‬ ‫فاإلسراء والمعراج معجزتان باهرتان اختص بهما اهلل نبيه وحبيبه صلى اهلل عليه وسلم دون سائر األنبياء‬ ‫والرسل‪ ،‬ورفعه بهما إلى حضرة القدس التي لم يصل إليها نبي مرسل وال ملك مقرب‪ ،‬وأراه ليلتها من عجائب‬ ‫آياته الكبرى في السماوات واألرض ما اليحيط به إدراك العقل وال يتعلق به الوهم‪.‬‬ ‫وقد بدأ سبحانه اآلية بالتسبيح أي تنزيه نفسه عما اليليق بكماله‪ ،‬وقرن التسبيح بهذا المسرى لينفي‬ ‫بذلك عن قلب صاحب الوهم ومن يحكم عليه خياله من أهل التشبيه والتجسيد ما يتخيله في حق اهلل تعالى‬ ‫من الحد والجهة والمكان‪ ،‬فكأنه يقول تنزيها هلل الذي أسرى بعبده عن أن يكون إسراؤه به إلى جهة أو مكان‬ ‫يحل اهلل تعالى به‪ ،‬ألن اهلل سبحانه وتعالى منزه عن المكان والجهة‪ .‬وإنما أسرى به ليريه عجائب ءاياته كما‬ ‫قال‪« :‬لنريه من آياتنا» وقد وصف اهلل نبيه بالعبودية‬ ‫في هذا المقام الذي شرفه فيه وأكرمه بما لم يكرم به‬ ‫أحدا من خلقه للداللة على أنه صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫بلغ أقصى درجات العبودية‪ ،‬وهــي أشرف األوصاف‬ ‫وأعلى المراتب‪ ،‬وكان صلى اهلل عليه وسلم يقدم‬ ‫وصفه بالعبودية على وصفه بالرسالة‪ ،‬كما في قوله‪:‬‬ ‫« التطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم‪،‬‬ ‫ولكن قولوا عبد اهلل ورسوله» وقد بين سبحانه‬ ‫وتعالى أن اإلسراء به كان إلى المسجد األقصى‪ ،‬وهو‬ ‫بيت مقدس‪ ،‬ثاني مسجـد وضع في األرض بعد‬ ‫المسجد الحرام‪ ،‬وقد وصف اهلل المسجد األقصى بأنه‬ ‫بارك حوله بكثرة الزروع والثمار‪ ،‬وبكثرة من بعث في‬ ‫تلك البالد من األنبياء‪ ،‬وبين اهلل سبحانه وتعالى في‬ ‫تمام اآلية أن الغاية من اإلسراء أن يرى صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم عجائب آيات اهلل‪.‬‬ ‫وقد جاء في األحاديث الصحيحة بيان بعض ما رآه‬ ‫من آيات اهلل في مسراه ومعراجه‪ ،‬فقد روى أنه صلى اهلل عليه وسلم فرج سقف بيته فنزل جبريل فشق من‬ ‫ثغرة نحره إلى أسفل بطنه‪ ،‬ثم قال جبريل لميكائيل‪ :‬إئتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه وأشرح صدره‪،‬‬ ‫فاستخرج قلبه فغسله ثالث مرات ونزع ما كان فيه من أذى‪ ،‬واختلف إليه ميكائيل بثالث طاسات من ماء زمزم‪،‬‬ ‫ثم أتى بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدره ومأله علما وحلما ويقينا‪ ،‬ثم أطبقه‪ ،‬ثم ختم‬ ‫بين كتفيه بخاتم النبوءة ‪ ،‬ثم أتى بالبراق مسرجا ملجما‪ ،‬وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل‪ ،‬يضع‬ ‫حافره عند منتهى طرفه أي بصره‪ ،‬وفي حديث ابن مسعود «إذا أتى على جبل ارتفعت رجاله‪ ،‬وإذا هبط ارتفعت‬ ‫يداه فال مشقة على راكبه في صعود وال هبوط» فأتاه النبي صلى اهلل عليه وسلم فاستصعب عليه‪ ،‬فأداره‬ ‫جبريل بأذنه وقال مه‪ ،‬أبمحمد تفعلين هذا‪ ،‬وفي رواية‪ :‬فقال له جبريل‪ :‬أال تستحيي يابراق‪ ،‬واهلل ما ركبك‬ ‫أحد أكرم على اهلل منه‪ ،‬فاستحيا حتى ارفض عرقا‪ ،‬وقر حتى ركبه‪ ،‬فانطلق هو وجبريل عن يمينه وميكائيل عن‬ ‫يساره‪ ،‬وفي رواية فكان الذي يمسك بركابه جبريل وبزمام البراق ميكائيل‪ ،‬فسار بهما حتى بلغوا أرضا ذات نخل‬ ‫فقال له ‪ :‬إنزل فصل هنا‪ ،‬ففعل ثم ركب‪ ،‬فقال هل تدري أين صليت؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬صليت بطيبة وإليها الهجرة‪.‬‬ ‫فانطلق البراق يهوي به‪ ،‬فقال له جبريل انزل فصل ففعل‪ ،‬ثم ركب فقال له جبريل‪ :‬أتدري أين صليت؟ قال ال‪،‬‬ ‫قال‪ :‬صليت بمدين عند شجرة موسى‪ .‬ثم ركب فانطلق البراق يهوي به‪ ،‬ثم قال له جبريل انزل فصل‪ ،‬ففعل‪،‬‬ ‫ثم ركب فقال أتدري أين صليت؟ قال ‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬صليت بطور سيناء حيث كلم اهلل موسى‪ .‬ثم بلغ أرضا فبدت له‬ ‫قصور‪ ،‬فقال له جبريل انزل فصل‪ ،‬ففعل ثم ركب‪ ،‬وانطلق البراق يهوي به ثم قال له جبريل‪ :‬أتدري أين صليت؟‬ ‫قال ال‪ :‬قال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى‪ .‬فساروا حتى أتوا على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم‪،‬‬ ‫كلما حصدوا عاد كما كان‪ ،‬فقال ياجبريل ما هذا؟ فقال‪ :‬هؤالء المجاهدون في سبيل اهلل تضاعف لهم الحسنة‬ ‫بسبعمائة ضعف‪ ،‬وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه‪ .‬ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت‬ ‫عادت كما كانت واليفتر عنهم من ذلك شيء‪ ،‬فقال ياجبريل من هؤالء؟ قال هؤالء الذين تثاقل رؤوسهم عن‬ ‫الصالة المكتوبة‪ .‬ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع‪ ،‬وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح البهائم ويأكلون‬ ‫الضريع‪ ،‬وهو اليابس من الشوك‪ ،‬والزقوم ورضف جهنم‪ ،‬وهي الحجارة المحمات‪ ،‬فقال من هؤالء ياجبريل؟ قال‪:‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫هؤالء الذين اليؤدون زكاة أموالهم‪ ،‬وما ظلمهم اهلل شيئا وما اهلل بظالم للعبيد‪ .‬ثم أتى على قوم بين أيديهم‬ ‫لحم نضيج في قدر طيب ولحم آخر نيء خبيث‪ ،‬فجعلوا يأكلون من النيء الخبيث ويدعون النضيج الطيب‪ ،‬فقال‬ ‫ماهذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحالل الطيب‪ ،‬فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها‬ ‫حتى يصبح‪ ،‬والمرأة تقوم من عند زوجها حالال طيبا فتأتي رجال خبيثا فتبيت عنده حتى تصبح‪ .‬ثم أتى على‬ ‫خشبة على الطريق اليمر بها ثوب وال شيء إال خرقته‪ ،‬فقال ما هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا مثل أقوام من أمتك‬ ‫يقعدون على الطريق فيقطعونه‪ ،‬ثم تال ‪« :‬وال تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل اهلل»‪ .‬ورأى‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم رجال يسبح في نهر من دم يلقم الحجارة‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم من هذا؟ قال هذا آكل‬ ‫الربا‪ .‬ومر صلى اهلل عليه وسلم بقوم مشافرهم أي شفاههم كاإلبل يلتقمون جمرا فتخرج من أسافلهم‪ ،‬فقال‬ ‫من هؤالء؟ قال‪ :‬الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما‪ .‬ومر صلى اهلل عليه وسلم على رجل قد جمع حزمة حطب‬ ‫عظيمة اليستطيع حملها وهو يزيد عليها‪ ،‬فقال من هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا الرجل من أمتك يكون عنده أمانات‬ ‫الناس اليقدر على أدائها وهو يريد أن يحمل عليها‪ .‬ثم أتى صلى اهلل عليه وسلم على قوام لهم أظفار من‬ ‫نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم‪ ،‬فقال من هؤالء؟ قال‪ :‬هؤالء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في‬ ‫أعراضهم‪ .‬وأتى صلى اهلل عليه وسلم على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم‪ ،‬فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث‬ ‫خرج فال يستطيع‪ ،‬فقال ما هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فال يستطيع أن‬ ‫يردها‪ .‬ثم رأى صلى اهلل عليه وسلم الجنة والنار ومر على موسى وهو يصلي في قبره عند الكثيب األحمر‪ ،‬فسار‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم حتى أتى بيت المقدس ودخله من بابه اليماني‪ ،‬وإذا عن يمين المسجد وعن يساره نوران‬ ‫ساطعان‪ ،‬فقال‪ :‬ياجبريل ما هذان النوران؟ قال‪ :‬أما الذي عن يمينك فمحراب أخيك داود‪ ،‬وأما الذي عن يسارك‬ ‫فعلى قبر أختك مريم‪ ،‬ثم نزل عن البراق وربطه بباب المسجد بالحلقة التي يريبط بها األنبياء عليهم السالم‪،‬‬ ‫وفي رواية مسلم فربطته بالحلقة التي تربط بها األنبياء‪ .‬فلما استوى النبي صلى اهلل عليه وسلم في صخرة بيت‬ ‫المقدس قال جبريل يامحمد‪ :‬هل سألت ربك أن يريك الحور العين؟ قال نعم‪ ،‬قال فانطلق إلى أولئك النسوة‬ ‫فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة‪ ،‬فانتهى‬ ‫إليهن فسلم عليهن فرددن السالم‪ ،‬فقال من أنتن؟‬ ‫فقلن خيرات حسان نساء قوم أبرار‪ ،‬ثم صلى هو‬ ‫وجبريل كل واحد ركعتين‪ ،‬فلم يلبث إال يسيرا حتى‬ ‫اجتمع ناس كثيرون مع النبئين من بين قائم وراكع‬ ‫وساجد‪ ،‬ثم أذن مؤذن وأقيمت الصالة فقاموا صفوفا‬ ‫ينتظرون من يؤمهم ‪ ،‬فأخذ جبريل بيده صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم فقدمه فصلى بهم ركعتين‪ ،‬فلما انصرف‬ ‫قال جبريل يامحمد أتدري من صلى خلفك؟ قال ‪ :‬ال‪،‬‬ ‫قال‪ :‬كل نبي بعثه اهلل‪ .‬وفي حديث أبي هريرة فلقي‬ ‫أرواح األنبياء فأثنوا على ربهم فقال إبراهيم‪ :‬الحمد‬ ‫هلل الذي اتخذني خليال وأعطاني ملكا عظيما‪ ،‬وجعلني‬ ‫أمة قانتا يؤتم بي‪ ،‬وأنقذني من النار وجعلها علي‬ ‫بردا وسالما‪ ،‬ثم إن موسى أثنى على ربه تعالى فقال‪:‬‬ ‫الحمد هلل الذي كلمني تكليما‪ ،‬وجعل هالك فرعون‬ ‫ونجاة بني إسرائيل على يدي‪ ،‬وجعل من أمتي قوما يهدون بالحق وبه يعدلون‪ ،‬ثم إن داود أثنى على ربه‬ ‫فقال‪ :‬الحمد هلل الذي جعل لي ملكا وعلمني الزبور‪ ،‬وأالن لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن والطير‪ ،‬وأعطاني‬ ‫الحكمة وفصل الخطاب‪ ،‬ثم إن سليمان أثنى على ربه فقال‪ :‬الحمد هلل الذي سخر لي الرياح وسخر لي الشياطين‬ ‫يعملون لي ما شئت من محارب وتماثيل وجفان وقدور راسيات‪ ،‬وعلمني منطق الطير وءاتاني من كل شيء‬ ‫فضال‪ ،‬وسخر لي جنود الشياطين‪ ،‬وفضلني على كثير من عباده المومنين‪ ،‬وآتاني ملكا ال ينبغي ألحد من‬ ‫بعدي‪ ،‬وجعل ملكي ملكا طيبا ال حساب فيه وال عقاب‪ .‬ثم إن عيسى عليه السالم أثنى على ربه فقال‪ :‬الحمد‬ ‫هلل الذي جعلني كلمته وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون‪ ،‬وعلمني الكتاب والحكمة‬ ‫والتوراة واالنجيل وجعلني أبرئ االكمه واالبرص وأحيي الموتى بإذن اهلل‪ ،‬ورفعني وطهرني وأعاذني وأمي من‬ ‫الشيطان الرجيم‪ ،‬فلم يكن للشيطان علينا سبيل‪ .‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬كلكم أثنى على ربه وأنا‬ ‫متن على ربي‪ :‬الحمد هلل الذي أرسلني رحمة للعالمين‪ ،‬وكافة للناس بشيرا ونذيرا‪ ،‬وأنزل علي الفرقان فيه تبيان‬ ‫كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس‪ ،‬وجعل أمتي وسطا وجعل أمتي هم اآلخرون واألولون‪ ،‬وشرح لي‬ ‫صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري‪ ،‬وجعلني فاتحا وخاتما‪.‬فقال إبراهيم بهذا فضلكم محمد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ .‬وأخذ النبي صلى اهلل عليه وسلم من العطش أشد ما أخذه‪ ،‬فأتى بقدحين أحدهما عن اليمين واآلخر عن‬ ‫الشمال‪ ،‬في أحدهما لبن وفي اآلخر عسل‪ ،‬وفي رواية أتي بآنيات ثالث مغطاة أفواهها‪ ،‬فأتى بإناء منها فيه ماء‬ ‫فشرب منه قليال‪ ،‬ثم دفع إليه إناء فيه لبن فشرب منه حتى روى منه‪ ،‬ثم دفع إليه إناء فيه خمر فقيل له اشرب‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬ال أريده‪ ،‬فقال جبريل‪ :‬أما إنها قد تحرم على أمتك‪ .‬ثم أتي صلى اهلل عليه وسلم بالمعراج أي السلم الذي‬ ‫تعرج عليه أرواح بني آدم‪ ،‬فلم ير الخالئق أحسن منه‪ ،‬أما ترى الميت يمد إليه بصره إذا احتضر‪ ،‬وهو سلم من‬ ‫نور ومن جوهر تصعد فيه األرواح إلى السماء فصعد صلى اهلل عليه وسلم حتى عرج هو وجبريل‪ ،‬وعن يمينه‬ ‫مالئكة وعن يساره مالئكة حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال لها «باب الحفظة» وعليه ملك‬ ‫يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا‪...‬‬

‫«فويل لهم مما كتبت �أيديهم»‬

‫من العجيب أن الغرب ممثال ب(أمريكا) احتج على مسلسل عربي يحكي اآلثار الصهيونية‬ ‫في المنطقة العربية على ضوء (البروتوكوالت المعروفة) (رجال الدين) النصارى يحملون في‬ ‫نفوسهم عقدا على اإلسالم منذ كشف حقائقهم في تحريف التوراة واإلنجيل‪ ،‬وفضح مزاعمهم‬ ‫بدعوى صلب المسيح ـ عليه السالم ـ وقتله‪ ،‬مما جعلهم يناصبون اإلسالم والمسلمين العداء‪،‬‬ ‫وال يستحيون من إشاعة األكاذيب والمفتريات على نبي اإلسالم‪ ،‬عليه الصالة والسالم‪ ,‬ومن‬ ‫العجيب أنهم احتجوا على مسلسل عربي يحكي اآلثار الصهيونية في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫واألعجب أن ذاك المسلسل عدل بعد توزيعه‪ ،‬وعدل عن بثه في عدد من القنوات بضغوط‬ ‫خارجية‪ ،‬وقنوات عربية أخرى لم تفكر أصال في بثه‪ ،‬بينما تبث برامج ومسلسالت تحمل مضامين‬ ‫واتجاهات تغريبية‪ ،‬يريدون بها أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا‪ ...‬نسأل اهلل لقومنا الهداية‬ ‫والرشاد‪ ،‬والوعي لما يراد بهم‪ .‬وحسبنا اهلل ونعم الوكيل ‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن مضمونه ‪ ،‬نتساءل ‪ :‬أين الديمقراطية المزعومة التي ينادون بها ؟ وأين‬ ‫حرية الرأي؟ أم أن ذلك ممنوع في حقنا واستهتار بمقدرتنا‪ ،‬وإمعانا في إذاللنا وعدم مباالة‬ ‫بحقوقنا؟ ‬

‫بقلم الدكتور‬

‫(يتبع)‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫‪ 2‬أبريل‪:‬الذكرى الثالثة لوفاة الفقيد العزيز الدكتور عبد الهادي التازي‬ ‫في اليوم الثاني من أبريل‪/‬نيسان من سنة ‪ 2015‬فقدت األمة علم ًا من أعالمها األفذاذ‪ ،‬فقدت المؤرخ‪/‬عميد المؤرخين‬ ‫المغاربة»‪ ،‬المترجم المحقق‪ ،‬الدبلوماسي الرحالة‪ ،‬العضو بأكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬والعضو بمجمع اللغة العربية‪،‬‬ ‫العالمة الموسوعي‪ ،‬الدكتور عبد الهادي التازي‪.‬‬ ‫وتزكية لوشائج المحبة األزلية الــرابطة بين مُهجتنا ورُوح الفقيد العزيز‪ ،‬ارتـأينا أن نستحضر ‪ -‬في الذكرى الثالثة‬ ‫لرحيله إلى دار البقاء ‪ -‬باقة من الرسائل العطرة التي بعث بها إلينا رحمه اهلل‪ ،‬في مناسبات معينة‪ ،‬دعما وتشجيعا وتعقيبا‬ ‫على بعض ما نشرناه من مقاالت عبر سلسلة حلقات ضمن ركن» نبش في الذاكرة‪ »...‬بجريدتي طنجة والشمال ؛ وهي‬ ‫رسائل لطيفة التخلو من متعة وفائدة‪ ..‬كما كان سعادته ال يتقاعس عن مراسلتنا ولو كان على سفر أوحل به سقم ‪،‬حيث‬ ‫راسلنا رحمه اهلل من أرض الكنانة في أوج ربيعها‪،‬وكذا بعد عودته من مسقط (عمان) وإثرعدد من الرحالت العلمية قادته‬ ‫إلى بعض بلدان الخليج‪ ،‬كما راسلنا ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬وهو طريح الفراش بالمستشفى العسكري بالرباط (الرسالة الموشحة‬ ‫للمقال)‪.‬‬ ‫و إنه لشرف عظيم أن يحظى شخصنا المتواضع بصفة «النباش» من لدن هذا الرجل العظيم الذي ستظل محبته‬ ‫متجذرة في أعماق وجداننا إلى يوم تحشرفيه أجسادنا‪ ،‬فتتعانق أرواحنا بعد حرقة فراق ولوعة اشياق‪.‬‬ ‫َفقراءة ممتعة ومفيدة ‪:‬‬

‫رسائل فيها للذاكرة انتعاش خصَّ بها التازي محبهِ النباش‬

‫كانت قصيدة «العصيدة»لصاحب المعسول‪ ،‬وما حل بها من مصيبة‪،‬بمثابة فاتحة خيروبركة‪،‬بالنسبة لنا‪،‬فلولم‬ ‫نضع يدنا على تلك القصيدة‪،‬ماكنا لنحظى بصفة النباش من لدن عزيزنا الفقيد الدكتور عبدالهادي التازي خلد اهلل‬ ‫بالصالحات ذكره‪.‬‬ ‫وهكذا توطدت الصلة بين النباش ومُحبّه شيخ النباشين عميد المُؤرخين المغاربـــة عبر مراسالت غنية‬ ‫بالمعلومات الدقيقة واإلشــارات العميقة‪.‬إذ التكاد تخلو رسائل الفقيد من سرد لعدد من األحداث التاريخية والوقائع‬ ‫‪،‬مذكرا بالمصادروالمراجع‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬فض ًال عن رُوحهِ المرحة التي تُضفي على رسائله مسحة إنسانية‪ ،‬تحطم كل تلك البـرتـــوكوالت الجوفاء‪،‬‬ ‫وتجعلك تُحس بمدى عُمق إنسانية هذا الرّجل العظيم وجوهر تواضُعه واتساع خاطره ونبل عَواطفه‪ .‬وذلك ما‬ ‫نستشفه ونستنشقه من باقة رسائل عطرة نحتفظ بها للذكرى هذه واحدة من بواكرها‪:‬‬ ‫حضرة األستاذ النباش واألخ الكريم محمد وطاش‬ ‫تحية تقدير ووُد وبعد‪،‬‬ ‫فإنّي أشكرُ لكم عواطفكم ومشاعركم‪ ،‬وقد قدرت مرّة أخرى اقتحامكم‬ ‫لميدان النبش في شتى الحقول وخاصة منها تراثنا الذي يظل في حاجة‬ ‫ماسة إلينا‪.‬‬ ‫لعلمكم فإن اعمدتكم حول (النبش) أحتفظ بها ضمن طروسي التي‬ ‫أرجع إليها عند الحاجة‬ ‫وبودي أن أهنئكم على تناولكم (المثل) الذي يظل التعبير الصادق‬ ‫للشعوب أينما كانت هذه الشعوب‪ ،‬والذي يبقى الوسيلة الناجعة إلقناع‬ ‫الناس بما نريد أن نقول‪!.‬‬ ‫وبودي أن تساعدوا المواطن المغربي في هذا الميدان‪ ،‬ولعلكم‬ ‫تعلمون أنني في موسوعتي (التاريخ الدبلوماسي للمغرب) اهتممت بالمثل‬ ‫المغربي على الصعيد الدبلوماسي وأرجوكم العودة إليها في المجلد‬ ‫الثاني‪ ،‬على ما أذكر‪ ،‬لتقفوا على جانب هام من تراثنا في هذا الميدان‬ ‫لتزدادوا إيمانا بما عنونتم به عمودكم ‪ :‬هّ‬ ‫«الل يرحم االولين حتى مثلة ما‬ ‫جابوها كذوب»‪.‬‬ ‫عندما كنت أقوم بتحرير مونوغرافيتي حول التاريخ الدولي للمغرب‬ ‫ال حظت أن (األدب اإلداري) في المملكة ال يتردد في االستعانة بالمثل‬ ‫لكي يبلغ الرسالة كاملة لمبعوثيه وسفرائه‪ ،‬وسأهديكم مع هذا الخطاب‬ ‫صورة لرسالة من الملك الحسن األول إلى وزيره في الخارجية المقيم‬ ‫بطنجة آنداك محمد بركاش عندما كان في طريقه إلى مدريد لحضور‬ ‫المؤتمر التاريخي حول معضلة الحماية القنصلية التي كان بعض‬ ‫الموظفين األجانب يمنحونها للمغاربة‪.‬‬ ‫في هذا الخطاب الحسني ضبطنا ثالثة أمثال‪:‬‬ ‫كمن غسل دماً بدم!‬ ‫جاء يطبه عماء!‬ ‫ذهب الحمار يطلب قرنين فراح بال أذنين!‬ ‫الرسالة الملكية تعتبر وثيقة سياسية رائعة من وثائق طنجة حبذا‬ ‫لو تتمكنون من إخراجها من الخط إلى الطباعة فهي غاية التحذير من‬ ‫الوقوع في الخطأ‪.‬‬ ‫مع هذا سأبعث لكم بنسخة من تأليف لي‪ ،‬له من العمر أكثر من‬ ‫نصف قرن‪ ،‬بمناسبة حديثكم عن العادات الشعبية في شأن الزواج‪.‬‬ ‫يبقى لي قبل أودعك أن أطلب منك إرسال الصورة المركبة‬ ‫لصاحب العود الذي يدندن في سفح قصر الشريف الريسوني التي‬ ‫نشرتموها قبل أسابيع‪.‬‬ ‫متمنياتي لك ولجريدة طنجة بالنجاح‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪2012/12/21 :‬‬ ‫وتعقيبا على قريحة زجلية نظمتها تحت عنوان «كرة الندم»وافانا مرشدنا الجليل بالرسالة التالية‪:‬‬ ‫األستاذ الباحث واألخ العزيز محمد وطاش‪،‬‬ ‫فقد اكتشفت فيك أنك أيضا من المولعين بالكرة وما قيل عنها بالزجل الذي فرض نفسه على الساحة األدبية‬ ‫في المغرب منذ العصر الوسيط‪ ،‬ولهذا فإني أبعث إليك ما كنت سجلته في المجلد الثاني من التاريخ الدبلوماسي‬ ‫صفحة‪146-147‬حول اهتمام المغاربة بالكرة وحول ترديدهم لما قاله الشيخ العربي بن عبد اهلل المساري في‬ ‫ديوانه(العلم الثقافي‪24‬ماي‪،)2012‬قاله من شعر في تأليفه الرفيع‪:‬‬

‫ولعب الكرة ليس مذهبي إذ فيه للقتال أقوى سبب‬

‫وبهذه المناسبة أبعث لك نسخة من قصيدة زجلية للشيخ موالي اسماعيل العلوي(آسفي) أهداها لي بمناسبة‬ ‫تكريمي من لدن جمعية الشيخ الجياللي امتيرد بمراكش‪،‬وكانت حربة القصيدة‪:‬‬

‫أه ًال وسه ًال ومرحبا بالضيف المصان عبد الهادي فبيان المؤرخ الساني‬ ‫دكتـور التـازي منـار بالدنــا‪.‬‬

‫كانت هذه «الحربة»مقدمة ألقسام أربعة ‪،‬وأبعثها لك دعما لبحثك حول فن الملحون والزجل‪،‬هذا الفن الذي‬ ‫اكتشفت فيه‪،‬مثلك‪،‬جوانب جديدة تتعلق بالتاريخ الدولي للمغرب على ما قلته في إحدى محاضراتي‪.‬‬ ‫المهم أن أشد على يديك لتظل وطاشا طواشا نباشا‪.‬‬ ‫وإلى فرصة أخرى ‪.‬‬ ‫(فاتح يونيو ‪) 2012‬‬ ‫فمرشدنا الفقيد العزيزكان سمحا كريما يزودنا بوثائق ومطبوعات نادرة ويحفزنا دوما على بذل مزيد من النبش‬ ‫والبحث عن المطموس والمطمور من نفائس تراثنا‪.‬كما أنه رحمه اهلل كان يستحضر بعض الذكريات التي جمعته بثلة‬ ‫من الشخصيات المهمة وما داربينها من أحاديث في جلسات ‪،‬كما هو وارد في الرسالة التالية‪:‬‬ ‫عبد الهادي التازي‬ ‫عضو أكاديمية المملكة المغربية‬ ‫زميلنا العزيز النباش محمد وطاش‬ ‫بواسطة جريدة (طنجة) الغراء التي أقرأها من بداية القسم‬ ‫العربي إلى النهاية ثم أعود إليها ثانية ألقرأها من القسم‬ ‫الفرنسي‬ ‫إلى البداية‪!.‬‬ ‫تحية تقدير وود‪،‬‬ ‫وبعد‪ ،‬يطيب لي أن أهنئكم باهتمامكم بحاضرة مراكش الحمراء‬ ‫التي تظل معملة شامخة بمنشئاتها ومؤسساتها وبرجالها األفذاذ‬ ‫كذلك‪ ،‬كنت وسأبقى وراءكم حول ما تفيد به الجمهور المغربي‪.‬‬ ‫ولزيادة التوثيق لملعوماتكم الهامة حول زميلنا الراحل األستاذ‬ ‫محمد البنبين الذي متعه هّ‬ ‫الل بذاكرة قل نظيرها‪ ،‬أذكر لكم أنني من‬ ‫كان وراء ترحيبي بالشاعر الكبير محمد مهدي جواهري في المغرب!‬ ‫وقد كان من أخلص أصدقائي في بغداد أيام كنت سفيراً لبالدي‬ ‫بأرض الرافدين‪ ،‬والمهم أن تعرفوا كيف حصل ذلك الترحيب؟ كنت في‬ ‫مكتبي بالمعهد الجماعي للبحث العلمي أثناء السبعينات وإذا بجرس‬ ‫التليفون ّ‬ ‫يرن‪ ،‬يطلبني السيد مدير مطار سال ـ الرباط الذي قدّم لي‬ ‫أحد المسافرين «العابرين» يطلب مكالمتي‪ .‬ولم يكن هذا الذي «نفدّت‬ ‫نقوده» غير مهدي جواهري (أبو فرات) الذي حكى لي عن وضعه الذي‬ ‫لم يسمح له بمواصلة الطريق!! حيث بعثت له سيارتي وبعد استراحته‪،‬‬ ‫قدمته إلى صديقنا الراحل الحاج محمد باحنيني الذي كان يشغل منصب‬ ‫وزير الثقافة‪.‬‬ ‫وكان ما كان مما ذكرتم في حديثكم القيم عنه‪...‬‬ ‫وإن ما يمكن أن أضيفه لمعلوماتكم أن الشاعر أبا فراث‪ ،‬في جلسة‬ ‫خاصة من الجلسات التي كنت أقوم فيها بدور (المنشط) كما يقولون‬ ‫بلغة اليوم‪ ،‬أنشدنا قصيدة حول الصحراء المغربية‪ ،‬وكنا وقتها‪ ،‬نعيش مع‬ ‫المسيرة الخضراء‪ ،‬قصيدة نشرت في عدد من المنابر المغربية عن مبدع‬ ‫المسيرة جاللة الملك الحسن الثاني‪.‬‬ ‫التوثيق الثاني الذي رأيت أن أزودكم به حول ذاكرة صديقنا الراحل‬ ‫محمد البنبين رحمه اللّهّ ‪ ،‬أنه جمعنا مجلس بالصخيرات لدى الملك الحسن‬ ‫الثاني في خيمة عظيمة يوم ‪ ،1983/0/26‬كنت يومئذ بالعرائش‪ ،‬حضرت‬ ‫بعد دعوة عاجلة للمجلس الملكي‪ ،‬ال أدري شيئا عن الموضوع الذي سيطرح‬ ‫في هذا المجلس‪ .‬عملت بعد الحضور جاللة الملك أن األمر يتعلق بمناقشة‬ ‫تأليفي‪( :‬الرموز السرية في المراسالت الدبلوماسية المغربية عبر التاريخ)‬ ‫حيث ألقى على جاللته سؤاال حول (الرموز السرية في الشعر الملحون)‪ ،‬هناك‬ ‫استدللت ببيت شعر للشيخ التهامي المدغري يقول ‪« :‬وعن المخفي اسأل‬ ‫الونان»‪.‬‬ ‫هنا انبرى األستاذ البنبين ليصحح كلمة (المخفي) بكلمة (المكمي) التي كانت فع ًال هي ما ورد في نص قصيدة‬ ‫الشيخ المدغري بعنوان (الزهو في بنات وشبّان)‪ ،‬والتي أرجو أن تقرؤوها فإنكم ما تزالون من حزب الشباب)‪،‬‬ ‫لم يكتف األستاذ البنبين بهذا ولكنه أطلعنا على معلومة سررت بها هي وأن األستاذ الرئيس عبد اللّهّ إبراهيم ع ّلق‬ ‫على تأليفي المذكور بأنه (لبنة) أولى في تعريف القوم بأن المغاربة كانوا مهتمين بعلم السيميولوجيا ‪ ..‬أذكر من عيون‬ ‫الحاضرين في هذا المجلس عددا من رحلوا عنا‪ ،‬وعدداً من األحياء فيهم العالمة الجليل موالي الصديق والبروفيسور‬ ‫بربيش ‪...‬أطال هّ‬ ‫الل عمرهما‪.‬‬ ‫أهنيك مرة أخرى وعليك أن تستمر في النبش فإنه نعم الورش‪.‬‬ ‫الجمعة ‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫الموافــق ‪ 28‬شتنبـــر‪2012‬‬ ‫واستمرت المراسالت بين الشيخ ومريده لردح من الزمن اليقدر بالسنوات الشمسية وال بالقمرية بل يقدر‬ ‫بالسنوات النورانية الروحانية التي التأفل والتغيب إلى أن أسلم الفقيد العزيز روحه الطاهرة إلى بارئها‪.‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)839‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫“القصر الكبير‪:‬‬ ‫وثائق لم تنشر (‪”)2‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫لتراث غزير من المصادر الشفوية‪ ،‬في حين قدم في ثانيهما تجميعا تصنيفيا‬ ‫عزز الباحث المنقب األستاذ محمد أخريف سلسلة إصداراته سنة‬ ‫‪ ،2004‬بإصدار الجزء الثاني من كتابه “القصر الكبير‪ :‬وثائق لم تنشر”‪ ،‬في‬ ‫لرصيد غميس من الوثائق المدونة الخاصة بمدينة القصر الكبير والمناطق‬ ‫محاولة لترسيخ ثقافة الرؤى العميقة والثابتة داخل حقل الفضاء الجمعوي‪،‬‬ ‫المجاورة لها‪ .‬ففي باب المصادر الشفوية‪ ،‬نجد تجميعا لتراث شعبي غني يغطي‬ ‫ليس فقذ داخل مدينة القصر الكبير‪ ،‬ولكن كذلك على مستوى كل منطقة‬ ‫قضايا اجتماعية وجهادية متعددة‪ ،‬جمعه المؤلف من بعض أصقاع منطقة‬ ‫الشمال المغربي‪ .‬فبعيدا عن ضوضاء ثقافة التسطيح‪ ،‬واقترابا من النبض‬ ‫جبالة المجاورة لمدينة القصر الكبير‪ .‬من بين هذه القضايا‪ ،‬نقرأ نصوصا زجلية‬ ‫األصيل للمجتمع المحلي‪ ،‬واسترشادا بتوجهات مبادرة في مجال اشتغالها‪،‬‬ ‫حول موقف الطلبة في البادية من المخدرات (الكيف)‪ ،‬وحول ظاهرة باجلود‪،‬‬ ‫نجحت جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير في كسب رهان‬ ‫وحول خبرة الفالح الجبلي بالتلقيح عن طريق الحشرات‪ ،‬وحول طقوس موسم‬ ‫االستمرارية وفي تقديم قيمة ثقافية مضافة للفعل الجمعوي الراشد‬ ‫الدرس‪ ،‬وحول أصناف المحاجي واأللغاز المعتمدة الختبار الذكاء‪ ،‬وحول نماذج‬ ‫في تطلعاته‪ ،‬والعقالني في أشكال توظيف إمكاناته المادية والبشرية‪،‬‬ ‫من الوصايا التي كانت تقدم للطالب المهاجر‪ ،‬وحول طرق العالج من المس‬ ‫والمجدد في طرق إعادة ربط الجسور بين األداء الجمعوي اإلشعاعي من‬ ‫بالجنون‪ ،‬وحول بعض مظاهر المجاعات‪ ،‬وحول بطوالت المقاومة الجبلية‪،‬‬ ‫جهة‪ ،‬وبين طموحات صقل االهتمامات المحلية الخاصة بأعضاء الجمعية‬ ‫وبأطرها وبباحثيها‪ .‬إنها تجربة غنية نجحت في تجاوز نمطية الفعل‬ ‫وحول حيثيات القبض على آخر المجاهدين في قبيلة بني يسف‪.‬‬ ‫الجمعوي الكالسيكي بضجيجه وبفقاقيعه الموروثة عن نهاية القرن‬ ‫وفي باب “الوثائق المكتوبة”‪ ،‬أدرج المؤلف ‪ 56‬وثيقة غير منشورة‬ ‫الماضي‪ ،‬وفي فتح األعين –في المقابل‪ -‬على العطاءات الهائلة التي‬ ‫حول ماضي مدينة القصر الكبير‪ ،‬شملت الميادين السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫يمكن أن توفرها مثل هذه االجتهادات التجديدية‪ ،‬سواء على المستوى‬ ‫واإلحصائية الخاصة بساكنة القصر الكبير سنة ‪ ،1958‬والحمائية المرتبطة‬ ‫المحلي الضيق‪ ،‬أم على مستوى امتداداته الجهوية والوطنية الواسعة‪.‬‬ ‫بظاهرة الحمايات القنصلية وأشكال اختراق اليهود للمجتمع المغربي وللجهاز‬ ‫وبالنسبة لمؤلف الكتاب‪ ،‬فالمؤكد أن هذا العمل سيضيف جرعات وافرة‬ ‫العسكري اإلسباني بالقصر الكبير‪ ،‬والتجارية المرتبطة بتسويق مادة الصوف‬ ‫للقيمة النوعية لرصيده من اإلصدارات والمساهمات العلمية والتنقيبية‬ ‫في القرن ‪ 19‬بين القصر الكبير ومدينة طنجة‪ ،‬والجهادية المرتبطة بنماذج‬ ‫والتوثيقية التي عرفت طريقها للنشر في منابر متعددة وعلى صفحات‬ ‫األستاذ والمؤرخ محمد أخريف‬ ‫من فتاوى قبيلتي بني زروال وأهل سريف‪ ،‬والوقفية المرتبطة بوضعية األحباس‬ ‫الجرائد الوطنية‪ ،‬أو في شكل دراسات قطاعية مستقلة‪ .‬ومن دون العودة للحديث‬ ‫بمدينة القصر الكبير سنة ‪ ،1935‬والتوقيرية الخاصة بوضعية أسرة الشرفاء البقاليين‬ ‫عن الخصائص العامة لنمط الكتابة والتوثيق التي ظل يعتمدها األستاذ محمد‬ ‫أخريف منذ صدور أولى أعماله التنقيبية‪ ،‬فإننا نكتفي بالتأكيد على أن األمر يتعلق –في نهاية المطاف‪ -‬بالقصر الكبير وبنواحيها‪ ،‬والقضائية المرتبطة بمحاوالت إصالح القضاء في عهد المولى يوسف‬ ‫بفهم عميق لتحوالت الكتابة التاريخية المغربية المعاصرة سواء على مستوى تجديد خطاباتها‪ ،‬أم وبظروف توقيف عدلين بسبب إشهادهم الزور‪ ،‬والمسرحية الراصدة لتجربة كل من فرقة األطلس‬ ‫على مستوى تجديد ذهنيات االشتغال والبحث والتنقيب‪ .‬وال غرابة في ذلك‪ ،‬مادام األستاذ أخريف قد للتمثيل والمسرح بالقصر الكبير وفرقة الكواكب التمثيلية بنفس المدينة‪.‬‬ ‫تمرس بصنعة التأريخ داخل الجامعة المغربية ثم بإسبانيا‪ ،‬وكذا داخل إطاره الجمعوي الذي أشرنا‬ ‫ولعل أهم ما أضاف قيمة متميزة لمجهود الباحث محمد أخريف على عمله التوثيقي هذا‪ ،‬حرص‬ ‫إليه أعاله‪ ،‬الشيء الذي جعله يتحول إلى أبرز باحث مغربي معاصر متخصص في تاريخ مدينة القصر‬ ‫الكبير الطويل والممتد منذ العهود السحيقة وحتى زماننا الراهن‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إن الرجل قد المؤلف على إلحاق العديد من اإلحاالت والشروحات والتوضيحات الضرورية التي أضاءت الكثير من‬ ‫أصبح ذاكرة حية لمدينة القصر الكبير‪ ،‬ومرجعا ال يمكن االستغناء عنه بالنسبة للباحثين والمهتمين الزوايا المغلقة في مضامين مجموع الوثائق والنصوص الشفوية التي شكلت موضوع الكتاب‪ .‬وال شك‬ ‫بالتوثيق إلبداالت ماضي هذه المدينة العريقة‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك ما عهدنا فيه من نبل أخالقي أن محمد أخريف قد أضاء الطريق أمام الباحثين بمنحهم الزاد الضروري لالشتغال وللتأمل في القضايا‬ ‫نادر‪ ،‬ومن تواضع كبير‪ ،‬ومن استعداد دائم لمساعدة الطلبة والباحثين المشتغلين على ماضي القصر التاريخية والسوسيولوجية واألنتروبولوجية الخاصة بمدينة القصر الكبير وبامتداداتها المجالية داخل‬ ‫الكبير‪ ،‬استحق باحثنا صفة المنقب الرائد والمؤرخ المتميز لهذه المدينة‪.‬‬ ‫منطقة حوض اللكوس‪ .‬ويقينا أن هذه القيمة المعرفية‪ ،‬ستقدم خدمة جليلة لمجال الدراسة في تاريخ‬ ‫تتوزع مضامين الجزء الثاني من كتاب “القصر الكبير‪ :‬وثائق لم تنشر” بين ما مجموعه ‪ 88‬من مدينة القصر الكبير من خالل توجيه االنتباه لقضايا ظلت غامضة أو ملتبسة في سياق تحوالت ماضي‬ ‫الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬اشتملت على قسمين متكاملين‪ ،‬أدرج المؤلف في أولهما تجميعا هذه المدينة العريقة‪ ،‬تحوالت أصيلة وخصبة طبعت الوجه التاريخي للقصر الكبير قديما وحديثا‪.‬‬

‫ندوة بالقصر الكبير حول حماية الحقوق والحريات‬ ‫في ظل استقالل القضاء‬ ‫نظمــت جمعيـــة المحاميـــن‬ ‫الشباب بالقصر الكبير مؤخرا بدار‬ ‫الثقافة‪ ،‬ن��دوة علمية حول حماية‬ ‫الحقوق والحريات في ظل استقالل‬ ‫السلطة القضائية واقع وآفاق‪ .‬هذه‬ ‫الندوة شارك فيها األساتذة مصطفى‬ ‫الرميد الوزير المكلف بحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وعبد اللطيف الشنتوف رئيس نادي‬ ‫قضاة المغرب‪ ،‬والنقيب محمد أقديم‬ ‫الرئيس السابق لجمعيــة هيئــــات‬ ‫المحامين بالمغرب‪ ،‬والمحامي بهيئة‬ ‫طنجة مصطفى بونجة‪.‬‬ ‫الكاتب العام لجمعية المحامين الشباب األستاذ المعناوي خالل‬ ‫كلمته بالمناسبة أبرز أن المغرب خطا خطوة مهمة في مجال حماية‬ ‫الحقوق والحريات في ظل استقالل القضاء‪ ،‬وذلك من خالل التنصيص‬ ‫على ذلك في الدستور والقوانين التنظيمية‪ ،‬وجعل‪ ‬استقاللية القضاء‬ ‫من أولى األوليات ورشا من ورشات اإلصالحات الكبرى التي عرفتها‬ ‫بالدنا‪ ،‬والتي جاءت مواكبة لعدة متغيرات‪ ،‬وأيضا استجابة لتوصيات هيئة‬ ‫اإلنصاف والمصالحة في أفق إرساء حكم القانون في إطار أجهزة تتمتع‬ ‫بمعايير دولية‪ ،‬وتتمتع بالكفاءة بعيدا عن كل تأثيرات خارجية‪.‬‬ ‫أما األستاذ عبدالعزيز الشدادي من هيئة المحامين بطنجة فقد‬ ‫أشار إلى أن موضوع‪ ‬الندوة جاء لرصد وضعية الحقوق والحريات ومدى‬ ‫ارتباطها باستقاللية السلطة القضائية الستشراف المستقبل بما يخدم‬ ‫العدالة والمواطنين‪ .‬كما يعد هذا اللقاء فرصة لمعرفة مدى مساهمة‬ ‫السلطة القضائية في ضمان الحقوق والحريات‪.‬‬ ‫مصطفي الرميد الوزير المكلف بحقوق اإلنسان تطرق خالل مداخلته‬ ‫لثالثة محاور أساسية‪ :‬وهي الحقوق والحريات الواجبة للحماية‪ .‬والجهات‬ ‫المسؤولة عن حماية هذه الحقوق والحريات‪ .‬والشروط الضرورية لضمانة‬ ‫السلطة القضائية‪ .‬موضحا أن الحقوق والحريات الواجب حمايتها هي تلك‬ ‫التي نص عليها الدستور‪ ،‬باإلضافة إلى تلك التي جاءت في االتفاقيات‬ ‫والقوانين الدولية التي صادق عليها المغرب‪ ،‬وقد ألزم الدستور جميع‬ ‫المؤسسات احترام‪ ‬قرارات وأحكام القضاء‪ ،‬وفقا للقانون دون تأثيرات‬ ‫أو ضغوط وإغراءات أو تدخالت مباشرة أو غير مباشرة‪ .‬مؤكدا أنه لم‬ ‫يعد ألي قاض العذر في عدم ممارسة استقالليته‪ ،‬والحكم وفق ضميره‪،‬‬ ‫في كل ما له عالقة بحقوق الناس وحرياتهم‪ ،‬وعلى القاضي أن يتصف‬ ‫باالستقاللية والنزاهة والكفاءة‪ .‬مبرزا أن االستقاللية نفسها غير كافية‬ ‫إذا لم تقترن بالنزاهة‪ ،‬فاالستقاللية يجب أن تتبع بالرقابة الذاتية‬ ‫وبكافة أنواع المراقبة الضرورية ‪ ،‬وهي مسؤولية المؤسسات والمواطن‬ ‫والمحامي ومسؤولية الصحافة‪ ،‬بل هي مسؤولية الجميع‪.‬‬

‫رئيس ن��ادي قضاة المغرب‬ ‫األستاذ عبد اللطيف الشنتوف تطرق‬ ‫ف��ي مداخلته إل��ى أه��م مقومات‬ ‫وش��روط حمايـــة القاضي للحقوق‬ ‫والحريات‪ ،‬ولمقـــاربــة الموضـــوع‬ ‫تسائل عن القــوانين الموجــودة‬ ‫لولوج القضاء‪ ،‬وعن شــروط ولوج‬ ‫المعهــد العالــي للقضاء‪ ،‬وظــروف‬ ‫التكوين األس��اس والمستمــر هل‬ ‫بإمكانهـا أن تنتــج قاضيا قادرا على‬ ‫حماية الحقوق والواجبات؟‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫الضمانات الموجودة في النصوص القانونية الممنوحة للقضاء هل هي‬ ‫كافية لتحصن القاضي من أي تأثير ؟‪ ،‬مؤكدا‪ ‬أن ظروف االشتغال داخل‬ ‫المحاكم‪ ‬وعدد القضايا المعروضة على المحاكم مقارنة بعدد القضاة‬ ‫والظروف المادية المرتبطة بالمحاكم وبالقضاة‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من‬ ‫القوانين الغير مواكبة للواقع ال تمكن القاضي من إنتاج عدالة‪.‬‬ ‫وعن تفعيل الحق في المحاكمة العادلة اعتبر األستاذ مصطفى‬ ‫قونجة رئيس المركز المغربي للتحكيم في منازعات األعمال أن تفعيل‬ ‫هذا الحق يتطلب الكثير من التداول بين السلطات الثالث وفتح نقاش‬ ‫حول العديد من النقط‪ ،‬منها ضرورة تقوية دور المحامي‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫رفع شعار دسترة مهنة المحاماة‪ ،‬فالهندسة الجديدة جعلت هوية المهنة‬ ‫محط تساؤل‪.‬‬ ‫وكذلك أجرأة األمن القضائي الذي ال‪ ‬يتوفر إال من خالل استقرار‬ ‫االجتهاد القضائي‪ ،‬فلم يعد مقبوال اليوم صدور أحكام متناقضة‪.‬‬ ‫ودعا النقيب محمد أقديم بضرورة استقالل المحاماة التي اعتبرها‬ ‫غير مستقلة‪ ،‬وقدم‪ ‬بعض الصور التي توحي بعدم استقاللية هذه‬ ‫المهنة‪ ،‬بدءا من وضع أسئلة االمتحان والحراسة‪ ‬لولوج مهنة المحاماة‪.‬‬ ‫كما أن الهندسة الجديدة للعدالة جعلت للمحامي عدة مخاطبين من‬ ‫مجلس أعلى للقضاء ‪ ،‬ونيابة عامة‪ ،‬ووزارة العدل ‪ ،‬بعد أن كان لها في‬ ‫السابق مخاطبا واحدا حيث حققت المهنة بفضلها الكثير من األشياء‪.‬‬ ‫متسائال لماذا ال تسن قوانين تمنع االعتقال االحتياطي‪ ،‬وتمتع‬ ‫المعتقل منذ أول لحظة قبل االستماع إليه من حقه في الدفاع والمساعدة‬ ‫القضائية‪..‬‬ ‫‪ ‬الندوة تطرقت إلى العديد من القضايا المرتبطة بالحقوق والحريات‬ ‫واستقاللية القضاء‪ ،‬وفي نهايتها فتح باب المناقشة حيث تفاعل الحضور‬ ‫مع مضامينها وأغنوها بإضافاتهم واستفساراتهم وإشكاالتهم التي لقت‬ ‫توضيحا من طرف األساتذة المحاضرين‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫وادي لو ‪ :‬دورة تكوينية لفائدة‬ ‫الفاعلين التربويين بالجهة‬ ‫حول موضوع‪« :‬التصميم التربوي باستعمال‬ ‫برنامج الفوتوشوب»‬

‫نظمت جمعية تواصل للتجديد التربوي والتعلم الرقمي بشراكة مع‪ ‬جمعية‬ ‫مكاد االجتماعية والثقافية و جمعية مبادرات تربوية للتجديد والبحث التربوي‬ ‫وإدماج تكنولوجيا المعلومات واالتصال بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بالمركب‬ ‫االجتماعي بدار الطالب والطالبة بوادي لو مؤخرا دورة تكوينية لفائدة الفاعلين‬ ‫التربويين بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫هذه الدورة التكوينية التي أطرها رئيس جمعية تواصل عبد الحكيم متوكل‬ ‫عرفت في شقها النظري أهمية التصميم التربوي في إنتاج الموارد الرقمية‬ ‫والوثائق اإلدارية والتربوية و اإلعالم التربوي ومن خالله التعريف بأنشطة الحياة‬ ‫المدرسية‪.‬‬ ‫وفيما يخص‪ ‬الشق التطبيقي تعرف المشاركون في هذه الدورة التكوينية‬ ‫على أهم وظائف و تقنيات برنامج الفوتوشوب وفنيات وتقنيات هذا البرنامج‪،‬‬ ‫والخصائص التي يقدمها من إحداث الصور وتعديلها‪ ،‬وكانت مناسبة قدم‬ ‫خاللها المشاركون نموذجا وهو عبارة عن صورة لملصق إعالني لنشاط تربوي‪.‬‬ ‫واختتمت هذه الدورة التكوينية بتوزيع الشهادات على المشاركين‪ .‬وقد‬ ‫عبر العديد من المستفيدين من هذه الدورة التكوينية‪ ،‬عن امتنانهم للجهات‬ ‫المسؤولة على هذه المبادرة‪ ،‬متمنين أن تتكرر مثل هذه اللقاءات لكي تكون‬ ‫االستفادة أعم وأشمل‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪936‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)403‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫متقاعدو أمانديس يصعدون‬ ‫ضد الشركة و يتهمون جماعة‬ ‫طنجة بالسلبية‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫قام المكتب النقابي لمتقاعدي أمانديس‬ ‫بطنجة بتنظيم وقفة إحتجاجية يوم الثالثاء‬ ‫‪ 03‬أبريل‪ ،‬تنديدا بالخروقات التي تعرفها‬ ‫مسألة تقاعد عمال وموظفي الشركة‪ ،‬حيث‬ ‫تسبب قرار للشركة الفرنسية»أمانديس»‬ ‫المفوض لها بتدبيـــر قطاعــات المــاء‬ ‫والكهرباء بطنجة‪ ،‬في حالة غضب عارم بين‬ ‫مستخدميها‪ ،‬وباألخص آلالف المتقاعدين في‬ ‫القطاع‪ ،‬الذين يتخوفون من إفالس صندوق‬ ‫تقاعدهم بسبب قرار للشركة بطلب قرض‬ ‫بنكي كبير على حسابهم‪.‬‬ ‫و كانت «أمانديس» قررت الحصول‬ ‫على قرض بنكي بالماليير‪ ،‬من أجل تمويل‬ ‫صندوق التقاعد لديها‪ ،‬وهو القرض الذي‬ ‫يمتد أجل اإليفاء به إلى خمسة عشر عاما‪،‬‬ ‫علما أن المدة القانونية المتبقية لهذه‬ ‫الشركة في طنجة وتطوان ال تزيد عن السبع‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫و يتهم المتقاعدون شركة»أمانديس»‬ ‫بكونها تسببت من قبل في أخطاء قاتلة‬ ‫أوصلت صندوق التقاعد إلى الهاوية‪ ،‬من بينها‬ ‫قيامها بإلحاق عدد من أطرها ومستخدميها‬ ‫بفرع أمانديس تطوان بأمانديس طنجة من‬ ‫أجل التغلب على العجز الذي تسببت فيه‪.‬‬ ‫و كان الصندوق الخاص بمتقاعدي‬ ‫طنجة بدأ العمل به وتمويله من طرف عمال‬ ‫قطاع الكهرباء بطنجة منذ خمسينيات القرن‬

‫‪17‬‬

‫الماضي‪ ،‬وامتد العمل به لعشر سنوات حيث‬ ‫كان يسير بشكل جيد قبل أن يصاب باختالل‬ ‫كبير عقب بدء امانديس مهــام التدبيـــر‬ ‫المفوض بطنجة تطوان‪.‬‬ ‫و تقـول مصادر مطلعة إن مدخرات‬ ‫صندوق التقاعد الخــاص بمتقاعدي طنجة‬ ‫تصل اليوم إلى قرابة خمسمائة مليون درهم‬ ‫وأن هذا المبلغ أغرى أمانديس باستغالله عن‬ ‫طريق ما أسمته ب «التحايل والمداهنة» وهو‬ ‫للصندوق في عجز غير مسبوق‪.‬‬ ‫و إنــه على مـــدى ‪ 15‬سنــة استغلــــت‬ ‫أمانديس حسابات صنـدوق طنجــة ألغراض‬ ‫ال عالقة لها بالمستفيدين الشرعيين من‬ ‫الصندوق‪ ،‬وأن أمانديس رهنت مصالح أصحاب‬ ‫الحقوق للمجهول‪ ،‬عندما قررت الحصول على‬ ‫قرض بقيمة ‪ 650‬مليون درهم علما أن مقام‬ ‫الشركة بالمغرب سيمتد الى اقل من نصف‬ ‫هذه المدة الزمنية‪.‬‬ ‫من جهتها قررت لجنة التتبع في الجماعة‬ ‫الحضرية لطنجة والمسؤولة على هذا الملف‪،‬‬ ‫عدم اتخاذ أي موقف واضح بخصوصه‪ ،‬حيث‬ ‫لم تعترض الجماعة على قرار اإلستدانة على‬ ‫حساب المتقاعدين‪ ،‬وهذا ما اعتبرته مصادر‬ ‫نقابية «تواطؤ خطير»‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫قطعة أرضية مهملة‬ ‫مصدر إزعاج سكان البوليبار ؟‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫توجــد قطعــة أرضيـة عاريــة قبالــة‬ ‫بنايــة مقاطعــة المدينة في وضعية ال تليق‬ ‫بتاتا بوسط المدينة‪ ،‬حيث وجود البوليبار‬ ‫وشوارعه وعماراته األنيقة التي يشتكي‬ ‫سكانها من القطعة األرضية المذكورة‪،‬‬ ‫مصدر إزعاج لهم بحق وحقيق‪ ،‬بحكم أنها‬ ‫مهملة‪ ،‬بل وع��ب��ارة عن مطرح عمومي‬ ‫ل�لأزب��ال وال��ق��اذورات والمتالشيات‪ ،‬مما‬ ‫يسيء إلى المشهد الجمالي بعين المكان‬ ‫وجواره‪ ،‬بحكم أنها مهملة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫أن مجموعة من المتشردين والمتسكعين‬ ‫وجدوا القطعة األرضيــــة ذاتها مرتعا خصبا‬ ‫لمزاولة أنشطتهم اإلجرامية‪ ،‬المتجلية في‬ ‫معاقرة كؤوس الخمر‪ ،‬وتناول المخدرات‪،‬‬ ‫فضال عن قيامهم ببعض الممارسات‬ ‫والسلوكــات التي تتنافــى واألخ�لاق‬ ‫واآلداب العامـــة‪ ،‬باإلضافة إلى إحداثهم‬ ‫للضجيج والضوضاء‪ ،‬األمر الذي يقلق راحة‬ ‫السكان ويحرمهم من حقهم الطبيعي في‬

‫أخذ سويعات من النوم المريح‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫كل منتصف ليل‪.‬‬ ‫وبخصوص هذا اإلزع��اج الجاثم على‬ ‫صدورهم أفادنا السكان المتضررون في‬ ‫تصريحهم للجريدة أنهم تقدموا بعدة‬ ‫شكايات في الموضوع إلى جميع الجهات‬ ‫المسؤولة‪ ،‬دون فائدة تذكر‪.‬‬ ‫والمثير في األمر‪ ،‬وحسب مصدرنا‪ ،‬فإن‬ ‫القطعـــة األرضية هي في ملكية الرئيس‬ ‫األسبق لبعض المجالس الجماعية بطنجة‪،‬‬ ‫وهو أكثر الناس وعيــا بضرورة تنظيف هذه‬ ‫القطعة األرضية وتسييجها‪ ،‬بهدف جعلها‬ ‫في مأمن من قطاع الطرق والمستكعين‬ ‫والباحثين عن ملذات ما بعد منتصف الليل‪.‬‬ ‫ويلتمس السكان المتضررون من‬ ‫الجهات المسؤولة‪ ،‬رابع وخامـس مرة‪....‬‬ ‫رفع هذا الضرر عنهم الذي صـــادر حقهم‬ ‫في قسط من الهدوء والراحة‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪403‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 936‬ـ الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫سبعة من أقدم‬ ‫الرياضات في التاريخ‬ ‫‪ - 1‬هوكي‬ ‫يتنافس في هذه الرياضة فريقان لمحاولة تسجيل الكرة أو القرص في‬ ‫مرمى الفريق المنافس باستخدام عصا الهوكي‪ .‬ويعود تاريخ الهوكي إلى‬ ‫‪ 600‬ق‪.‬م ُ‬ ‫ونقوش يونانيّة قديمة‪ ،‬كما يمكن‬ ‫حيث ُذكرت في رسوماتٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫لفرق بعصا مقوّسة وقرص قبل ‪4,000‬‬ ‫إرجاعها إلى مصر حيث توجد‬ ‫ٍ‬ ‫نقوش ٍ‬ ‫عام‪ .‬فهذه اللعبة كانت تُمارس في العديد من الحضارات المختلفة مثل‬ ‫الصين ومنغوليا‪ ،‬كما و كانت ضمن قائمة الرياضات المحظورة في عهد‬ ‫الملك إدوارد الثالث في بريطانيا‪.‬‬

‫‪ - 2‬ركوب الخيل‬

‫يُقدر بأن تاريخ تدجين األحصنة وركوبها يعود إلى ‪ 3,500‬ق‪.‬م‪ ،‬وقد‬ ‫استعملت في الحروب و التجارة والتن ّقل‪ .‬ويمكن تحديد تاريخ سباقات‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة إلى ‪ 700 40-‬ق‪.‬م في اليونان القديمة وكذلك كانت‬ ‫األحصنة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة وأقدمها ‪ -‬ولو كان‬ ‫تُقام في روما القديمة‪ ،‬ولكنّ أولى السباقات‬ ‫التاريخ الدقيق مبهماً ‪ -‬أُقيم في المنطقة العربيّة والشرق األوسط وبالد‬ ‫فارس والصين وشمال أفريقيا‪ ،‬وتمّ نشرها الحقاً إلى أوروبا‪.‬‬

‫‪ - 3‬المالكمة‪ ‬‬

‫تعتمد رياضة الملوك ‪ -‬كما يطلق عليها ‪ -‬أو الفن النبيل‪ ،‬على إختبار‬ ‫القوّة والسرعة والقدرة على التحمّل‪ .‬وتظهر نقشات سومريّة تمثيل هذه‬ ‫الرياضة في األلفيّة الثالثة ق‪.‬م وكذلك كانت تمارس في مصر القديمة‬ ‫وبقبضاتٍ عارية‪ .‬وإشتهرت اللعبة في روما القديمة ُ‬ ‫حيث بدأ المالكمون‬ ‫يل ّفون قبضاتهم بقطعةٍ جلديّة من أجل الحماية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬البولو‪ ‬‬

‫يعود أصل البولو إلى وسط آسيا وبالد فارس تحديداً‪ُ ،‬‬ ‫حيث كانت تمارس‬ ‫من قبل حرّاس الملك ونخبة الفرق العسكرة في القرن الـ ‪ 6‬ق‪.‬م حتّى‬ ‫كأسلوب للتحضير ألرض المعركة‪ .‬وانتشرت هذه‬ ‫القرن األوّل بعد الميالد‬ ‫ٍ‬ ‫الرياضة التي مارسها الحقاً النساء كما الرجال إلى بالد العرب والتبت ‪ -‬من‬ ‫ُ‬ ‫حيث إكتسبت معناها الحديث الذي يعني طابة ‪ -‬والصين‪ ،‬ومن ثم قدّمها‬ ‫الفاتحون المسلمون إلى الهند‪ ،‬ليكون أوّل من مارسها من األوربيّين هم‬ ‫مزارعو‪ ‬الشاي البريطانيّين عام ‪.1859‬‬

‫‪ - 5‬رياضة الهورلنغ أو القذف‬

‫تُمارس هذه الرياضة الجماعيّة خارج الصاالت و تشبه رياضة الهوكي‬ ‫إنّما يُستبدل القرص بطابةٍ‪ ،‬و‪ ‬هي من أصل غالي أيرالندي‪ .‬تعتبر رياضة‬ ‫الهورلنغ إحدى أقدم الرياضات في العالم وقد ُذكرت للمرّة األولى عام ‪1272‬‬ ‫ق‪.‬م‪ ،‬كما و‪ ‬يردُ ذكرها كلعبة «العصا والطابة» في األساطير اإليرلنديّة‪.‬‬

‫‪ - 6‬المصارعة‪ ‬‬

‫تظهر نقشاتٍ ورسومات وجدت في كهوفٍ في جنوب أوروبا‪ ،‬ممارسة‬ ‫هذه الرياضة قيل ‪ 15,000‬إلى ‪ 20,000‬سنة‪ ،‬كما و َّ‬ ‫تُمثل في نقشاتٍ‬ ‫سومريّة قبل ‪ 5,000‬سنة‪ ،‬وكذلك كانت تُمارس في مصر القديمة وبغداد‪.‬‬ ‫نُظمت هذه الرياضة كانت في اليونان ُ‬ ‫وأوّل ما ّ‬ ‫حيث تعود سجلاّ ت الفائزين‬ ‫ُ‬ ‫إلى ‪ 708‬ق‪.‬م‪ ،‬حيث كان أشهر المصارعين هو الفيلسوف اإلغريقي أفلطون‪.‬‬

‫‪ - 7‬العدو‬

‫يُعتبر العدو من أقدم العادات الرياضيّة التي مارسها اإلنسان ُ‬ ‫منذ‬ ‫حوالي ‪ 4‬ماليين سنة‪ُ ،‬‬ ‫حيث ّ‬ ‫وظفها أسالفنا القدماء لمطاردة فريسة ومن‬ ‫ثم طوّروا قدرة العدو لمسافاتٍ طويلة منذ ‪ 2.5‬مليون سنة‪ .‬ويُعتَقد‬ ‫ّ‬ ‫بأن العدو كان جزءاً من الطقوس الدينيّة البشريّة في مختلف الحضارات‪.‬‬ ‫وظهرت مُمارسة العدو كرياضةٍ تنافسية في ألعاب تايلتين (‪Tailteann‬‬ ‫‪ )Games‬عام ‪ 1829‬ف‪.‬م‪ ،‬بينما ّ‬ ‫نُظمت أوّل مسابقة عدو أولمبيّة ‪ ‬في‬ ‫عصر اإلغريق حوالي عام ‪ 776 ‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫إحراز‬

‫لقب البطولة الوطنية هو حلم كل طنجاوي حتى تحظى خزانة كرة القدم‬ ‫الطنجاوية بأول تتويج وطني في تاريخها‪ .‬الحلم كاد يتحقق سنة ‪ 1990‬بعدما‬ ‫احتل الفريق المركز الثاني خلف المتصدر وحامل اللقب الوداد الرياضي‪ .‬وكان اتحاد طنجة في‬ ‫تلك المرحلة يتوفر على فريق قوي بالعبين مرموقين‪ .‬حاليا ومع الجيل الحالي من الالعبين‬ ‫والمسيرين والمحبين‪ ،‬واإلعالميين‪ ،‬يتطلع الجميع إلى أن يصبح الحلم حقيقة وأن يتوج‬ ‫اتحاد طنجة بالبطولة األولى في تاريخ المدينة‪ .‬ادريس المرابط‪ ،‬مدرب الفريق حين يؤكد‬ ‫في مداخالته في الندوات الصحفية التي تعقب مباريات الفريق وفي الحوارات الصحفية أن‬ ‫فريقه ال ينافس على اللقب‪ ،‬فالغرض هو إبعاد الفريق والالعبين عن الضغط‪ .‬وال نعتقد أن‬ ‫المرابط ال يرغب في إحراز البطولة‪ ،‬وبصم إسمه بمداد من ذهب في سجل تاريخ كرة القدم‬ ‫الطنجاوية من خالل تحقيق هذا الحلم الطنجاوي الكبير‪ .‬سيما اننا نتوفر على فريق منسجم‪،‬‬ ‫متحمس‪ ،‬لكن جل عناصره تفتقر إلى خبرة الالعب المتشبع باأللقاب وظروف المنافسة على‬ ‫هذه األلقاب‪ .‬ومن هنا يجب أن نتفهم تفسير المدرب المرابط لتصريحاته‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عبد الرحيم الكمراوي‪...‬‬ ‫رئي�س نه�ضة طنجة املنظم للدوري الدويل‬ ‫«الأمري موالي احل�سن»‬

‫بداية كيـف جاء ميالد هذا‬ ‫الدوري‪ ،‬و ما هـي األهــداف‬ ‫التي تودون بلوغها من خالل‬ ‫تنظيم هذا الدوري؟‬ ‫الدوري الدولي ولي العهد األمير الجليل‬ ‫م��والي الحسن انطلق في شهر م��اي من‬ ‫سنة ‪ .2014‬تنظمه جمعية نهضة طنجة‪،‬‬ ‫ونشتغل في إطار لجن تضم فعاليات رياضية‬ ‫بالمدينة نشكرها بالمناسبة‪ .‬وشهد الدوري‬ ‫في دورات��ه األول��ى مشاركة مكثفة ألندية‬ ‫أوروب��ي��ة ومجموعة من األندية الوطنية‬ ‫والمحلية‪ .‬وعرفت نسخته األخيرة‪ ،‬أي الرابعة‬ ‫التي نظمت خالل السنة الماضية‪ ،‬مشاركة‬ ‫‪ 60‬فريقا ضمنها ‪ 17‬فريقا أجنبيا من دول‪،‬‬ ‫إسبانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وانجلترا‪.‬‬ ‫وأجريت أطوار مباريات الدوري في ‪ 8‬مالعب‬ ‫بمدينة طنجة‪ .‬وبالنسبة لألهداف‪ ،‬هناك‬ ‫مجموعة من األه��داف‪ ،‬بداية من االحتفال‬ ‫بمناسبة ذكرى ميالد صاحب السمو الملكي‪ ،‬ولي العهد األمير الجليل موالي‬ ‫الحسن‪ ،‬والتعريف بالثوابت الوطنية واألعياد والمناسبات الوطنية‪ ،‬واالنخراط‬ ‫في الحمالت والمناسبات الوطنية التي تميز المغرب‪ ،‬وهذه السنة مثال سنعمل‬ ‫على دعم ملف ترشيح المغرب لمونديال ‪ 2026‬والترويج له‪ ،‬والتعريف بالمنتوج‬ ‫الكروي المغربي‪ ،‬المنتوج السياحي كذلك والذي تتميز به بالدنا ومدينتنا‪،‬‬ ‫وتجويد قدرات الالعب المغربي‪ ،‬وخلق منافسات عالية الجودة مع مدارس كروية‬ ‫عالمية للطفل والالعب المغربي الموهوب وامور أخرى تخلق مع الحدث وتصب‬ ‫في إطار المصلحة العامة للمغرب ولمدينة طنجة‪.‬‬

‫أكيد أن دوري من هذا الحجم يتطلب إمكانيات‬ ‫مادية ولوجيستيكية كبيــرة‪ ،‬كيــف تـدبـــرون‬ ‫هذا الجانب‪ ،‬وهل هناك تـــجاوب من قبل مختلف‬ ‫المؤسسات بالمدينة؟‬ ‫كما يقول المثل حول الزواج‪« ،‬الزواج ليلة وتدبيره عام»‪ .‬مثال حي ألي‬ ‫دوري أو نشاط له أبعاد كبرى مثل «الدوري الدولي ولي العهد األمير الجليل‬ ‫موالي الحسن» الذي لم يعد مسموح لنا الرجوع إلى الوراء نظرا للسمعة الطيبة‬ ‫والصيت الكبير الذي أصبح يحظى به وطنيا ودوليا‪ .‬لهذا نحن كجهة منظمة‬ ‫نبدأ التحضير ألية نسخة قبل موعدها بحوالي ‪ 7‬أشهر على أقل تقدير‪ .‬ونقوم‬ ‫بمراسلة كافة المؤسسات االقتصادية الوطنية‪ ،‬والمتمركزة بالجهة‪ ،‬كما نقوم‬ ‫بمراسلة المؤسسات الدستورية بكافة اختصاصاتها‪ .‬وبالنسبة للتجاوب معنا‬ ‫من قبل مختلف المؤسسات كما جاء في سؤالك‪ ،‬اقول بصراحة‪ ،‬أن هناك من‬ ‫يتعامل مع الموضوع بالمباالة غير مفهومة‪ ،‬وهناك من يتجاهل الموضوع من‬ ‫أصله‪ ،‬وهناك من يتماطل في االنخراط االيجابي إلنجاح الدوري الذي أصبح‬ ‫دوري المدينة ويحمل اسم رمز من رموز المملكة‪ ،‬وهو ولي العهد األمير موالي‬ ‫الحسن‪ .‬أقول بكل صدق‪ ،‬أنه باستثناء بعض التدخالت المحتشمة لجهات‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫معينة‪ ،‬فأغلب األبواب التي نطرقها تبقى موصدة‬ ‫في وجهنا‪ ،‬عدا معالجة المصالح الوالئية للجانب‬ ‫اللوجستيكي وتوفير ظروف جيدة إلجرائه في‬ ‫ظروف آمنة‪ ،‬وهو تدخل يحسب في صالح اللجنة‬ ‫المنظمة من طرف المصالح الوالئية‪.‬‬

‫مـــاذا ستحملـــه النسخـــة‬ ‫الخامسة‪ ،‬وهل تود توجيه نداء‬ ‫بالمناسبة إلبالغ رسائل ما؟‬ ‫دوري ه��ذه السنة سيجرى بشراكة مع‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعصبة‬ ‫الشمال وجمعية قدماء العبي اتحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم‪.‬تعملعلىتأطيرمجرياتهلجنةتقنيةعالية‬ ‫المستوى يراسها اإلطار عبد الرحمن البيدي‪.‬‬ ‫يجرى من ‪ 13‬إلى ‪ 15‬ابريل ‪ .2018‬سيشارك‬ ‫فيه ما يقارب ‪ 48‬فريق‪ 8 ،‬فرق أجنبية من اسبانيا‬ ‫وبلجيكا وانجلترا وهولندا وفرنسا والجالية‬ ‫اإلفريقية‪ .‬سيشهد مشاركة أكثر من ‪ 900‬العب‬ ‫يستفيدون مما يفوق ‪ 70‬مباراة سيؤطرها أكثر‬ ‫من ‪ 30‬حكما من عصبة الشمال والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬عدد‬ ‫المرافقين يناهز ‪ 200‬تقني وإداري‪ .‬عدد المصاحبين من اآلباء واألمهات يفوق‬ ‫‪ 400‬شخص أجنبي و‪ 500‬شخص من المغرب‪ .‬وهذه أرقام أولية‪ .‬وكما تعلمون‬ ‫أن الدوري يفتتح باستعراض متميز‪ ،‬سيشهده بشارع محمد الخامس‪ ،‬وينطلق‬ ‫من جوار مسجد محمد الخامس ووصوال إلى ساحة األمم من الخامسة عصرا‬ ‫إلى الثامنة بمشاركة فرق فلكلورية تتمثل من طنجة واألندلس إلى جانب الفرق‬ ‫المحلية للرياضات القتالية والعروض بتنسيق مع جمعية أطفال الغيوان‪ .‬كما‬ ‫ستنظمأنشطةموازيةمثلمسابقاتفيتقنياتاللعبة‪ ‬وأنشطةموازية‪.‬وتشهد‬ ‫النسخة الحالية حضور ضيوف كبارمن قدماء العبي ريال مدريد وبرشلونة‬ ‫والمنتخب الوطني المغربي والمنتخب اإلسباني وبعض التقنيين‪ .‬وبالنسبة‬ ‫للنداء‪،‬أكيد‪ ،‬أناشد الجهات المعنية من جماعات ترابية ومؤسسات اقتصادية‬ ‫لالنخراط في هذا المشروع الذي نأمله مشروعا رياضيا للمدينة ‪ ،‬كما ألتمس‬ ‫من السيد والي والية جهة طنجة تطوان الحسيمة تخصيص لقاء مع الجمعية‬ ‫المنظمة واللجنة من أجل وضعه في الصورة وتقديم كافة التفاصيل والتصورات‬ ‫المتعلقة بالدوري‪ ،‬ولما ال دعمه دعما معنويا ولوجيستيكيا‪ ،‬وهذا من شيمه‬ ‫المعروفة عنه‪ .‬كما أناشد كل الفاعلين االقتصاديين والذاتيين إلى االنخراط في‬ ‫إنجاح هذا الدوري‪ .‬نحن ال نشترط وضع الشيكات في جيوبنا‪ ،‬بل أن تتكفل هذه‬ ‫المؤسسات التي ترغب في دعمنا بالتكفل المباشر بتسديد مصاريف مثل (النقل‪،‬‬ ‫المبيت‪ ،‬األكل‪...‬وكل ما يرتبط بالدوري حسب رغبة المؤسسة)‪ .‬نحن قطعنا‬ ‫العهد مع أنفسنا أن نجعل من هذا الدوري محطة كروية عالمية في السنوات‬ ‫القليلة المقبلة‪ ،‬تشارك فيه أندية عالمية عمالقة‪ .‬وقد باشرت اللجنة المنظمة‬ ‫إعداد تصورات حول الموضوع ورفعها للمناقشة مع الفعاليات الرياضية التي‬ ‫تتصف بالغيرة على أبناء المدينة والوطن‪ ،‬وهذا مشروع نراهن على تحقيقه بدءا‬ ‫من النسخة السادسة على ابعد تقدير إن شاء اهلل والتي تلي النسخة الخامسة‬ ‫التينحدبصددالتحضيرلتنظيمها‪.‬‬

‫تيباس يواصل تهديداته لبرشلونة‬ ‫قبل كأس الملك‬

‫يواصل خافيير تيباس‪ ،‬رئيس رابطة الليغا‪ ،‬صدامه مع برشلونة‪ ،‬عقب تصريحاته األخيرة برغبته‬ ‫في تعليق مباراة نهائي كأس ملك إسبانيا‪ ،‬وذلك لتفادي صافرات االستهجان والشعارات السياسية من‬ ‫جمهور البارسا أثناء عزف السالم الوطني اإلسباني‪ .‬وصرح تيباس قبل أيام بأنه يريد تطبيق المادة ‪155‬‬ ‫من القانون‪ ،‬حتى لو وصل األمر لتعليق المباراة‪ ،‬لكي يتجنب خلط الرياضة بالسياسة‪ ،‬ليأتي رد المتحدث‬ ‫الرسمي لبرشلونة الذي أصدر بيانا شديد اللهجة رفض فيه تصريحات رئيس الليجا ووصفها بغير الالئقة‪.‬‬ ‫ونقلت صحيفة‪« ‬ماركا»‪ ‬تصريحات تيباس وقال‪« :‬إذا كان األمر بيدي سأغير القوانين من أجل تعليق‬ ‫المباراة‪ ،‬ولكن هذا ال يعتمد علي‪ ،‬ألنها ليست في الليجا‪ ،‬يمكن للقاء أن يعلق ولكن القوانين ال تسمح‬ ‫بذلك في الوقت الراهن»‪ .‬وتابع‪« :‬ندير الليجا منذ ‪ 4‬سنوات ونصف ودائما نحارب لنبذ العنف والكراهية‪،‬‬ ‫كما الزلنا ضد إهانة كاتالونيا واألندية والالعبين أثناء المباريات‪ ،‬وبالتالي ال يجب أن نظل صامتين ونحن‬ ‫نسمع الصافرات أثناء السالم الوطني إلسبانيا‪ ،‬هذا يشوه صورة الدولة وتعد إهانة لماليين من اإلسبان واآلالف من الكتالونيين أيضا»‪.‬‬ ‫وعن تصريح مدير برشلونة السابق ألبيرن الذي وصفه بالنازي والمثير لالشمئزاز‪ ،‬أشار تيباس إلى أن رده سيكون في المحكمة ألنه‬ ‫تعرض لإلهانة‪ .‬وفي ذات السياق أضاف تيباس أنه ال يفهم الضجة التي حدثت بعد التصريح برغبته في تفعيل المادة ‪ ،155‬وأشار إلى‬ ‫أن هذه المادة ستمنع «ما سيصدر تجاه الملك وأثناء السالم الوطني»‪ .‬واختتم «ربما قد تكون المشكلة في أن البعض يفتقد لثقافة‬ ‫احترام الرموز‪ ،‬واألكثر هو ثقافة الدفاع عن الرموز‪ ،‬وما لدي اآلن هو عملي وسلوكي الذي أقوم به منذ ‪ 4‬سنوات ونصف»‪ .‬وسيحتضن‬ ‫ملعب واندا ميتروبوليتانو المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا‪ ،‬والتي ستجمع بين برشلونة وإشبيلية‪ ،‬يوم السبت الموافق ‪ 21‬من‬ ‫الشهر الجاري‪.‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫المرابط‪ :‬بدأنا نفكر في المنافسة‬ ‫على اللقب‬ ‫قال ادريس المرابط‪ ،‬مدرب‬ ‫اتحاد طنجة» اشكر الجمهور‬ ‫الطنجاوي الذي يحضر بكثافة‪ ،‬نحن‬ ‫فخورين بدعمه‪ ،‬كان سندنا األول‪،‬‬ ‫نطلب مزيدا من دعمه سيما فيما‬ ‫تبقى من عمر البطولة واألهم في‬ ‫مشوار وتاريخ الفريق»‪ .‬وعن سبب‬ ‫معاناة فريقه في الشوط الثاني‬ ‫من بعض المباريات نظير مباراة‬ ‫اسفي بطنجة‪ ،‬أضاف المرابط»‬ ‫خالل الشوط الثاني عانينا من‬ ‫ضغط أولمبيك اسفي الذي أتيحت‬ ‫له فرص‪ ،‬بينما عانينا نحن من‬ ‫عامل الضغط النفسي الذي اثر‬ ‫كثيرا علينا‪ ،‬بسبب رغبة الالعبين‬ ‫في الحفاظ على النتيجة‪ ،‬سيما‬ ‫أنهم كانوا على علم بنتيجتي‬ ‫المنافسين‪ ،‬حسنية أكادير والرجاء‬ ‫البيضاوي المنهزم بميدانه‪ .‬أعذر‬ ‫الالعبين‪ ،‬المهمة ليست بالسهلة‪،‬‬ ‫اشكرهم على المجهودات الكبيرة‬ ‫التي بذلوها‪ ،‬أتمنى التوفيق من‬ ‫اهلل و المواصلة على نفس النهج»‪.‬‬ ‫وكشف مدرب الفريق الطنجاوي‬ ‫ألول مرة نية الفريق في المنافسة‬ ‫على اللقب‪ ،‬رغم ريادته منذ‬ ‫دورات» الفريق الذي ينافس على‬ ‫البطولة يجب أن يمتلك السرعة‬ ‫النهائية‪ ،‬وكما تابعنا في مباراة‬ ‫اسفي الحظنا على الفريق نوعا من‬ ‫االرتباك‪ ،‬ربما بسبب غياب تجربة‬ ‫الالعب الخبير بتحقيق األلقاب‪،‬‬ ‫هذا ما يخيفني‪ .‬نحن نلعب مباراة‬ ‫بمباراة‪ .‬رغم ذلك حاليا يمكنني‬ ‫القول أننا بدأنا نفكر في المنافسة‬ ‫على اللقب بنسبة ‪ 60‬في المائة‪.‬‬ ‫ربما بعد دورتين ستتضح الرؤية‬ ‫أكثر ونوضح طموحنا بشكل صريح باللعب على البطولة أو‬ ‫البوديوم إن شاء اهلل»‪.‬‬ ‫المباريات المتبقية التحاد طنجة ومنافسيها على اللقب‪:‬‬

‫الدورة ‪25‬‬ ‫الرجاء البيضاوي ‪ /‬الوداد‬ ‫البيضاوي‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬شباب اطلس‬ ‫اخنيفرة‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬الدفاع‬ ‫الحسني الجديدي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الفتح الرباطي‬ ‫الدورة ‪26‬‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي ‪/‬‬ ‫الرجاء البيضاوي‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫سريع واد زام ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪27‬‬ ‫الرجاء البيضاوي ‪ /‬المغرب‬ ‫التطواني‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬سريع واد زام‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬الدفاع‬ ‫الحسني الجديدي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الوداد البيضاوي‬ ‫الدورة ‪28‬‬ ‫الوداد البيضاوي ‪ /‬حسنية‬ ‫أكادير‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي ‪/‬‬ ‫اتحاد طنجة‬ ‫شباب الريف الحسيمي ‪ /‬الرجاء‬ ‫البيضاوي‬ ‫الدورة ‪29‬‬ ‫الرجاء البيضاوي ‪ /‬نهضة بركان‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬الدفاع الحسني‬ ‫الجديدي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫الدورة ‪30‬‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي ‪/‬‬ ‫أولمبيك اسفي‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬حسنية‬

‫أكادير‬ ‫شباب الريف الحسيمي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الراسينغ البيضاوي ‪ /‬الرجاء البيضاوي‬

‫فريق «البطولة» يحرز كأس المرحوم بوعبيد‬ ‫للصحافيين الرياضيين في دورته الرابعة‬

‫أحرز فريق موقع «البطولة» النسخة الرابعة‬ ‫من كأس دوري المرحوم محمد بوعبيد للصحافيين‬ ‫الرياضيين‪ ،‬بفوزه في النهائي يوم اإلثنين ‪ 26‬مارس‬ ‫بالقاعة المغطاة ببوركون على فريق «المعهد العالي‬ ‫للصحافة و اإلتصال» بهدف دون رد‪ .‬وعرف النهائي‬ ‫حضور قوي لعناصر الفريقين‪ ،‬من خالل األداء التقني‪،‬‬ ‫كما تابعته ‪ ،‬أسماء وازنة من مسيرين والعبين‬ ‫سابقين‪ ،‬كالحاج حنات عبد السالم‪ ،‬العربي كورة‪،‬‬ ‫مصطفى الحداوي ‪ ،‬سمير يعيش‪ ،‬سعيد غاندي‪ ،‬فؤاد‬ ‫الصحابي‪ ،‬إلى جانب مجموعة من الوجوه الرياضية‪.‬‬ ‫وكان فريق موقع «البطولة» تأهل للنهائي على‬ ‫حساب فريق راديو أصوات بعد فوزه بأربعة أهداف‬ ‫مقابل هدفين‪ ،‬فيما تأهل فريق «المعهد العالي‬ ‫للصحافة و اإلتصال» على حساب فريق «هسبورت»‬ ‫بالضربات الترجيحية بنتجية ثالثة مقابل واحد بعد‬ ‫نهاية المباراة بالتعادل هدف في كل مرمى‪ .‬ويذكر‬ ‫أن الدوري تنظمه الرابطة المغربية للصحافيين‬ ‫الرياضيين‪.‬‬

‫برنامج اتحاد طنجة للتنقيب عن مواهب‬ ‫لتطعيم الفئات العمرية‬

‫يعلن فريق اتحاد طنجة عن انطالق عملية التنقيب عن المواهب‬ ‫الصغرى الصاعدة‪ ،‬الراغبة في اإلنضمام إلى مختلف الفئات العمرية‬ ‫لفارس البوغاز‪ ،‬و ذلك بإجراء اختبارات لالعبين بملعب التداريب‬ ‫بالزياتن‪ ،‬وفق البرنامج التالي‪:‬‬ ‫فئة مواليد ‪:2005-2004‬‬ ‫انطلقت أمس اإلثنين ‪ 09‬أبريل (من الساعة ‪ 9‬صباحا إلى الواحدة‬ ‫زواال)‬ ‫فئة مواليد ‪:2005-2004‬‬ ‫الثالثاء ‪ 10‬أبريل (من الساعة ‪ 9‬صباحا إلى الحادية عشر صباحا)‬ ‫فئة مواليد ‪:2003-2002‬‬ ‫الثالثاء ‪ 10‬أبريل (من الساعة ‪ 11‬والربع صباحا إلى الواحدة زواال)‬ ‫فئة مواليد ‪:2003-2002‬‬ ‫األربعاء ‪ 11‬أبريل (من الساعة ‪ 9‬صباحا إلى الواحدة زواال)‬ ‫فئة مواليد ‪:2001-2000‬‬ ‫الخميس ‪ 12‬أبريل (من الساعة ‪ 9‬صباحا إلى الواحدة زواال)‬ ‫فئة مواليد ‪:2001-2000‬‬ ‫الجمعة ‪ 13‬أبريل (من الساعة ‪ 9‬صباحا إلى الواحدة زواال)‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫تعزية في وفاة المرحوم عبد اهلل السطاتي‬

‫تتقدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬في شخص رئيسها فوزي لقجع‪،‬‬ ‫أصالة عن نفسه‪ ،‬ونيابة عن المكتب المديري‪ ،‬بخالص تعازيها الحارة ألسرة المرحوم‬ ‫عبد اهلل السطاتي الذي وافته المنية صباح يوم الخميس ‪ 29‬مارس ‪ .2018‬كما‬ ‫تتقدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتعازيها ألسرة كرة القدم الوطنية‬ ‫قاطبة في فقدان أحد أساطير كرة القدم المغربية‪ ،‬إذ سبق له أن اشتغل مدربا‬ ‫مساعدا للمدرب فيدينيك الذي أشرف على قيادة المنتخب الوطني في نهائيات كأس‬ ‫العالم لسنة ‪ 1970‬بالمكسيك‪ ،‬كما أنه قام بتدريب العديد من الفرق الوطنية من‬ ‫بينها المغرب الرياضي الفاسي ونهضة سطات والوداد الرياضي والنادي المكناسي‪،‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد وأسكنه فسيح جنانه‪ ،‬وإنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫التحكيم المغربي حاضر في مونديال روسيا ‪2018‬‬

‫اختار اإلتحاد الدولي لكرة القدم‪ ،‬الحكم المساعد المغربي رضوان عشيق‪ ،‬ضمن‬ ‫قائمة الحكام النهائية التي ستقود نهائيات كأس العالم فيفا روسيا ‪ .2018‬وسبق‬ ‫لرضوان عشيق أن ً‬ ‫مثل التحكيم المغربي في مناسبتين في نهائيات كأس العالم في‬ ‫كل من جنوب إفريقيا ‪ 2010‬والبرازيل ‪.2014‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة يشارك‬ ‫في دوري دولي بالكويت‬

‫يشارك المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة‪ ،‬في الفترة المتراوحة ما بين‬ ‫‪ 3‬و‪ 12‬أبريل ‪ 2018‬في دوري دولي بدولة الكويت‪ .‬وستعرف هذه البطولة الدولية‬ ‫مشاركة منتخبات‪ :‬الكويت والبحرين والسعودية والبارغواي وقطر وأذربيجان وسلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬إضافة إلى المنتخب الوطني‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬وجه السيد هشام الدكيك‪ ،‬مدرب‬ ‫المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة‪ ،‬الدعوة إلى ‪ 16‬العبا‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫اللجنة المركزية التأديبية تضرب بقوة‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫يوم الخميس ‪ 5‬أبريل ‪ 2018‬وأصدرت مجموعة من القرارات‪ .‬فبالنسبة لبطولة‬ ‫اتصاالت المغرب القسم الوطني األول تم تغريم الجيش الملكي مبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪،‬‬ ‫الستعمال جماهيره الشهب االصطناعية في المباراة التي جمعته بفريق حسنية‬ ‫أكادير لحساب الجولة ‪ ، 23‬بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات مع تسجيل حالة‬ ‫العود‪ .‬تغريم نادي حسنية اكادير مبلغ ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره الشهب‬ ‫االصطناعية في المباراة التي جمعته بفريق الجيش الملكي لحساب الجولة ‪، 23‬‬ ‫بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات مع تسجيل حالة العود‪ .‬وتم توقيف يحيى‬ ‫الفياللي‪ ،‬العب فريق الدفاع الحسني الجديدي لمباراتين نافذتين بناء على المادة ‪85‬‬ ‫من قانون العقوبات‪ .‬وتوقيف أنس الزنيتي العب فريق الرجاء الرياضي لمباراة واحدة‬ ‫بناء على المادة ‪ 53‬من قانون العقوبات‪ .‬و تغريم نادي اتحاد طنجة ‪ ،‬مبلغ ‪2000‬‬ ‫درهما لحصول فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق أولمبيك‬ ‫اسفي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 23‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت‬ ‫المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬و تغريم نادي الفتح الرياضي‪ ،‬مبلغ‬ ‫‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق الرجاء‬ ‫الرياضي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 23‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت‬ ‫المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬و تغريم فريق نهضة بركان‪،‬‬ ‫مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 23‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وبالنسبة لبطولة‬ ‫اتصاالت المغرب القسم الوطني الثاني‪ ،‬تم توقيف كوفي دافي ماهيندبو العب فريق‬ ‫المغرب الفاسي لمدة سنة ‪ 6‬أشهر منها موقوفة التنفيذ‪ ،‬بناء على المادة ‪ 85-3‬من‬ ‫قانون العقوبات‪ ،‬مع تغريمه ‪ 7500‬درهما‪ ،‬وذلك بعدما قام بالبصق على الحكم مع‬ ‫محاولة االعتداء عليه‪ ،‬خالل المباراة التي جمعت فريقه بنادي مولودية وجدة لحساب‬ ‫الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ .‬وتوقيف عماد‬ ‫أحموت العب فريق المغرب الرياضي الفاسي لمدة ‪ 4‬مباريات اثنتان منها موقوفتا‬ ‫التنفيذ مع أداء غرامة مالية قدرها ‪ 2250‬درهما‪ .‬وتوقيف حمزة بهاج العب فريق‬ ‫المغرب الرياضي الفاسي لمدة ‪ 4‬مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع أداء غرامة‬ ‫مالية قدرها ‪ 2250‬درهما‪ .‬توقيف أحمد لعمول المعد البدني لفريق المغرب الرياضي‬ ‫الفاسي لمدة ‪ 4‬مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع أداء غرامة مالية قدرها ‪4500‬‬ ‫درهما‪ .‬وتوقيف موحا خوبارك‪ ،‬مرافق نادي شباب قصبة تادلة لمباراة واحدة‪ .‬توقيف‬ ‫السيد رشيد نكروز‪ ،‬المدرب المساعد لفريق االتحاد اإلسالمي الوجدي لمباراة واحدة‪.‬‬ ‫وتوقيف كريم أيت درهم العب فريق شباب بنجرير لمباراة واحدة‪ .‬وتغريم نادي رجاء‬ ‫بني مالل مبلغ ‪ 3750‬درهما لرمي جماهيره للقارورات والحجارة على أرضية الملعب‬ ‫الشرفي بمدينة بني مالل خالل اللقاء الذي جمعه بفريق شباب بنجرير لحساب الجولة‬ ‫‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ .‬وتغريم مولودية وجدة‬ ‫مبلغ ‪ 3750‬درهما الستعمال جماهيره الشهب االصطناعية خالل اللقاء الذي جمعه‬ ‫بفريق المغرب الرياضي الفاسي لحساب الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫الثاني اتصاالت المغرب‪ .‬وتغريم فريق وداد فاس‪ ،‬مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه‬ ‫على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق يوسفية برشيد‪ ،‬لحساب فعاليات‬ ‫الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة‬ ‫‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وتغريم فريق وداد فاس‪ ،‬مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه‬ ‫على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق يوسفية برشيد‪ ،‬لحساب فعاليات‬ ‫الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة‬ ‫‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وتغريم فريق المغرب الفاسي‪ ،‬مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول‬ ‫فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق مولودية وجدة‪ ،‬لحساب‬ ‫فعاليات الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على‬ ‫المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬


‫العدد ‪936‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أبريل ‪2018‬‬

‫تطوان تحتفي بالذكرى ‪ 62‬لزيارة‬ ‫محمد الخامس التاريخية في ‪ 9‬أبريل ‪1956‬‬

‫يومان بعد توقيع المغرب واسبانيا بمدريد يوم السبت ‪ 7‬أبريل ‪ 1956‬على بيان مشترك وبروتوكول ملحق‬ ‫به يقضي باعتراف اسبانيا باستقالل ووحدة المغرب وسيادته الكاملة بكل اختصاصاتها بما في ذلك الجيش‬ ‫والدبلوماسية‪ ،‬واحترامها للوحدة الترابية للمغرب كما تضمنها المعاهدات الدولية‪ ،‬قام جاللة الملك الراحل‪،‬‬ ‫محمد الخامس طيب اهلل ثراه ‪ ،‬بزيارة لمدينة تطوان‪ ،‬عاصمة المنطقة الخليفية‪ ،‬وقلعة النضال السياسي والكفاح‬ ‫المسلح ضد االستعمار الفرنسي واإلسباني‪ ،‬ليزف منها للشعب المغربي قاطبة‪ ،‬بشرى تحقيق استقالل المغرب‬ ‫واسترجاع وحدته بعد ان نجح الشعب المغربي في وضع حد لوجود منطقتي احتالل بالشمال والوسط فرضتهما‬ ‫على الشعب المغربي معاهدة فاس ‪ ،1912‬واالتفاقية الفرنسية اإلسبانية الموقعة بتاريخ ‪ 27‬نوفمبر من نفس‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫زيارة محرر المغرب‪ ،‬محمد الخامس لمدينة تطوان التي وصفها جاللته بكونها «قاعدة المملكة المغربية‬ ‫بالشمال» قصد منها جاللته «أن يرن منها صوت اإلعالن عن وحدة التراب المغربي» ‪ ،‬كرمز للنضال من أجل‬ ‫تتميم هذه الوحدة وتثبيتها»‪.‬‬ ‫وكان جاللة الملك محمد الخامس قد عبر‪ ،‬في خطاب ألقاه بتطوان يوم ‪ 9‬أبريل ‪ ،1956‬وسط مئات اآلالف‬ ‫من أبناء شعبه بالشمال‪ ،‬عن العطف الكبير الذي يكنه لهذه المدينة «ذات المجد التاريخي التليد وأحد معاقل‬ ‫الحضارة المغربية الزندلسية «‪ ،‬كما وصف جاللته مدينة تطوان بأنها «عرين األبطال‪ ،‬ومرتع الصناديد من رجال‬ ‫الريف األبرار‪ ،‬الذين كان لهم ذكر وما زال في تاريخ بالدنا ‪ ،‬قديمه وحديثه‪ ،‬وسيظل فينا على مر العصور»‪.‬‬ ‫ويشهد تاريخ مدينة تطوان أنها كانت سباقة لفتح جبهات النضال المغربي من أجل تغيير الوضع االستعماري‬ ‫القائم بالمنطقتين‪ ،‬عبر إشاعة العلم والمعرفة‪ ،‬بإنشائها العديد من المدارس والمعاهد العلمية والدينية‬ ‫وإصدار العديد من الصحف والمجالت والكتب في شتى مجاالت الفكر والعلوم‪ ،‬مما جعلها مركزا فكريا مشعا‬ ‫ليس على مستوى المغرب فحسب بل على مستوى العالم العربي كله»‬ ‫كما كان لها السبق‪ ،‬أيضا‪ ،‬في تسيير البعثات الثقافية إلى الشرق الذي ربطت معه مبكرا‪ ،‬عالقات نضال وجهاد‪،‬‬ ‫اعتبارا لموقعه كمنصة عربية وعالمية لبسط القضية المغربية والدعوة لها‪ ،‬على نطاق عالمي‪ .‬ولتطوان‬ ‫ورجاالت تطوان يعود الفضل في فتح مكتب للمغرب العربي بالقاهرة ومكتب المغرب العربي بالعاصمة األمريكية‬ ‫الذي تولى إنشاءه وتسييره المناضل الراحل المهدي بنونة‪.‬‬ ‫وكفى تطوان فخرا أن تكون أول عاصمة مغربية خرجت منها أول وثيقة وطنية للمطالبة باالستقالل‪ ،‬بإشراف‬ ‫زعيم الوحدة‪ ،‬الراحل عبد الخالق الطريس وزعيم حزب الوحدة المغربية‪ ،‬الراحل الشيخ محمد المكي الناصري‪.‬‬ ‫ويسجل تاريخ النضال المغربي من أجل االستقالل أن أهل تطوان فتحوا أبواب مدينتهم لرجال المقاومة‬ ‫وجيش التحرير حين انتقلت الحركة الوطنية من النضال السياسي إلى النضال المسلح‪ ،‬خاصة بعد االعتداء على‬ ‫العرش المغربي‪ ،‬وقدموا لهم المال والسالح والرجال‪ ،‬وسهلوا لهم مجاالت التكوين والتدريب‪ ،‬ووفروا لهم‬ ‫الدعم اللوجيستي واإلعالمي‪ ،‬انطالقا من عالقات تطوان بالشبكات اإلعالمية األوروبية‪ ،‬واإلسبانية بوجه خاص‪،‬‬ ‫المناهضة لالستعمار‪ ،‬والمدافعة عن حرية الشعوب واستقاللها‪ ،‬فضال عن العمل السياسي الهام الذي كان‬ ‫يضطلع به مكتب المغرب العربي بالقاهرة‪ ،‬بزعامة األمير محمد عبد الكريم الخطابي ومشاركة كافة زعماء الحركة‬ ‫الوطنية ‪ ،‬ومكتب نيويورك بإدارة الراحل المهدي بنونة‪.‬‬ ‫وفي رسالة كان قد وجهها جاللة الملك الراحل الحسن الثاني طيب اهلل ثراه‪ ،‬إلى المشاركين في االحتفال‬ ‫بالذكرى الثامنة والثالثين للزيارة الملكية لتطوان‪ ،‬حول اختيار محرر المغرب لهذه المدينة لإلعالن عن نهاية‬ ‫منطقتي الحماية‪ ،‬واسترجاع المغرب لوحدة ترابه‪ ،‬سجل الحسن الثاني أن هذا االختيار «يبرز أعمق المغازي وأروع‬ ‫الدالئل‪ ،‬على مكانة مدينة تطوان‪ ،‬ودورها عبر مراحل التاريخ المغربي ‪ ،‬وما أسهمت به في إذكاء ملحمة ثورة‬ ‫الملك والشعب‪ ،‬من أجل االنعتاق والتحرر»‪.‬‬ ‫وتخليدا للذكرى الثانية والستين لزيارة الوحدة التي قام بها جاللة الملك الراحل محمد الخامس طيب اهلل‬ ‫ثراه إلى عاصمة الشمال‪ ،‬تطوان المجيدة‪ ،‬تأكيدا لمكانة هذه المدينة في تاريخ المغرب «كمدينة تشبع أبناؤها‬ ‫بفكر الوطنية الخالق وسارعوا إلى المساهمة في توعية المواطنين وإعدادهم للنضال من أجل التحرير‪ ،‬أعد‬ ‫أهل تطوان بشراكة مع مندوبية المقاومة وجيش التحرير‪ ،‬برنامجا حافال يرمز إلى سعي جيل االستقالل إلى‬ ‫ترسيخ معاني الكفاح الوطني في ذاكرة األجيال الصاعدة حتى تكون مدعاة لفخرهم وحافزا لهم على حمل مشعل‬ ‫المحافظة على استقالل ووحدة البالد وقيم الشعب المغربي األصيلة‪.‬‬ ‫وقد تضمن برنامج هذا االحتفال الخطابي كلمات بالمناسبة لرئيس الجماعة ورئيس المجلس العلمي‬ ‫والمندوب السامي لقدماء المقاومين وجيش التحرير‪ ،‬كما تضمن حفل توشيح عدد من قدماء المقاومين وجيش‬ ‫التحرير بأوسمة ملكية وتكريم مجموعة أخرى من المقاومين وقدماء جيش التحرير وأسرهم‪ ،‬وتوزيع جوائز‬ ‫تقديرية على الفائزين في مسابقة أحسن البحوث الجامعية برسم الموسم الجامعي الحالي ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫كتاب‪ :‬تطاون‪ :‬مسارب ذاكر ‪‎‬ة‬

‫افتتحت جمعية أعمــدة برنامجها الثقافي‬ ‫لسنـــة ‪ 2018‬بجلســات ثقـافيـة‪ ،‬وخصصت‬ ‫الجلســـة األولى لتقديم كتـــــاب الدكتـــور عبد‬ ‫الواحد الطــريس (اختصاصي في طب األطفال)‬ ‫الموســوم ب «تطـــاون‪ :‬مسارب ذاكرة»‪.‬‬ ‫‪ ‬الورقــة التقديمية للكتاب قدمهــا الدكتور‬ ‫مزوار اإلدريسي‪ ،‬واستمتع الحاضرون بمداخلتين‬ ‫هامتين للدكتورين مصطفى الورياغلـي وعبد‬ ‫الرحيم اإلدريسي (سنعود إليهما الحقا)‪.‬‬ ‫وتميز اللقاء بحضور نخبــة من مثـقـــفـي‬ ‫ومثقفــات مدينتي طنجــة وتطوان‪ .‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.