Achamal n° 937 le 17 avril 2018 pdf

Page 1

‫الروائي الطنجاوي عبد الواحد استيتو‬ ‫يفوز بجائزة اإلبداع العربي‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 937‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 29‬رجــب ‪� 17 / 1439‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫أعلن األسبوع الماصي في دبي‪ ،‬عن فوز الروائي‬ ‫إبن مدينة طنجة عبد الواحد استيتو بجائزة اإلبداع األدبي‬ ‫عن روايته الفيسبوكية «على بُعد ملمتر واحد فقط»‪ ،‬خالل‬ ‫حفل أقيم على هامش مؤتمر «فكر ‪ »16‬الذي استضافته‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬في الفترة من ‪ 10‬إلى ‪ 12‬أبريل‬ ‫الجاري‪..‬‬ ‫وفي كلمة له بالمناسبة‪ ،‬اعتبر استيتو أن كتابة رواية‬ ‫فيسبوكية ‪ ،‬كتابةٍ جديدة ومختلفة تماما عن الكتابة‬ ‫الكالسيكية ‪ .‬ذلك أن الرواية الفيسبوكية تكتب مباشرة على‬ ‫المواقع ويتفاعل معها القراء‪ ،‬وقد يشاركون في تشكيلها‬ ‫وس ّلم الجائزة للروائي المغربي كل من الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم‪ ،‬رئيس مؤسسة محمد‬ ‫بن راشد آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬واألمير خالد الفيصل‪ ،‬رئيس مؤسسة الفكر العربي‪.‬‬ ‫ومعلوم أن جائزة «أهم كتاب» عادت إلى الدكتور فريدريك معتوق من لبنان عن كتابه «صدام العصبيات‬ ‫العربية»‪ ،‬بينما حاز جائزة اإلبداع اإلعالمي الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر من السعودية عن مجلة‬ ‫«آراء حول الخليج»‪ ،‬في حين نال جائزة اإلبداع الفني الدكتور نصار منصور من األردن عن كتاب «أمشاق الخط‬ ‫المحقق»‪.‬‬

‫‪ 71‬عاماً على الزيارة الملكية الخالدة لمدينة طنجة «الدولية»‬ ‫‪ 9‬أبريل ‪ :1947‬ثورة الملك ضد االستعمار الفرنسي من أجل تحقيق االستقالل والوحدة‬ ‫خطاب طنجة التاريخي‪ :‬صيحة في وجه العالم من أجل الحرية والكرامة للشعوب‬ ‫المستعمرة‬

‫خلد أهالي طنجة‪ ،‬ومعهم الشعب المغربي قاطبة‪ ،‬اإلثنين الماضي‪ ،‬الذكرى الواحدة والسبعين‪ ،‬للزيارة التاريخية التي قام بها جاللة سلطان المغرب‬ ‫سيدي محمـد بن يوسـف لمدينـة طنجـة التي كانت تعيش تحت نظام إدارة دولية‪ ،‬فرض عليها وعلى المغرب قبل «مؤامرة» الجزيرة الخضراء سنة ‪،1906‬‬ ‫حيث إن االتفاق الودّي الفرنسـي البريطانـي (‪ )1904‬أوصى ب «تدويل» هذه المدينة المغربية‪ ،‬نظرا لخصوصيتها الجغرافية والتاريخية‪ ،‬ولكونها عاصمة‬ ‫دبلوماسية للمغرب منذ أواخر القرن الثامن عشر‪ .‬ولقد فرض النظام الدولي على هذه المدينة المغربية بمقتضى االتفاق الثالثي الفرنسي البريطاني اإلسباني‬ ‫سنة ‪ 1923‬ودخل حيز التطبيـــق في يوليوز ‪ 1925‬بعد التوقيع عليه من كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وبلجيكا وهولندا والواليــات المتحــدة‬ ‫األمريكيـــة واالتحاد السوفياتي‪ ،‬والحقا إيطاليا‪ .‬ونص هذا االتفاق على أن طنجة منطقة دولية تحت سيادة سلطان المغرب ‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫العدد ‪937‬‬

‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫جمعية نساء وزان تناهض التمييز المبني على النوع‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫في إطار االهتمام المتزايد للمستثمرين األجانب بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬استقبل السيد‬ ‫عمر مورو‪ ،‬رئيس الغرفة الجهوية‪ ،‬بحضور كل من السيد حفيظ شكرا‪ ،‬المندوب الجهوي للصناعة‬ ‫و التجارة بطنجة‪ ،‬و رئيس الجمعية المغربية لصناعة المالبس و النسيج‪ ،‬السيدة ممثلة السفارة‬ ‫الفرنسية بالرباط‪ ،‬مصحوبة بالسيدين إيف ديبييف ‪ ،Yves Dubief‬و نوربير بالن ‪Norbert‬‬ ‫‪ ،Blanc‬و هما على التوالي رئيس اتحاد صناعات النسيج بفرنسا و نائب رئيس الشؤون الدولية‬ ‫بنفس المؤسسة‪ ،‬و ذلك يوم الخميس ‪ 12‬أبريل ‪ 2018‬ابتداءا من الساعة ‪ 12‬زواال بمقر الغرفة‬ ‫بطنجة‪.‬‬

‫وأثناء اللقاء تم التطرق للعالقات المتميزة التي تجمع بين المغرب وفرنسا على جميع‬ ‫المستويات السياسية واالقتصادية‪ ،‬خاصة و أن المغرب يعد من أوائل الشركاء لفرنسا‪ ،‬وثم‬ ‫استعراض الوضعية الحالية لقطاع النسيج بالمغرب وما يعرفه من مستجدات‪ ،‬مع التوضيح أن جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة تشكل حاليا وجهة مفضلة للمستثمرين األجانب بفضل الفرص المتاحة‬ ‫لتحفيز رجال األعمال على االستثمار في قطاعات حيوية كالنسيج‪..‬‬

‫ـــــــــــــ‬

‫توقيع اتفاقية تعاون إطار بين غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫والمدرسة الدولية للتنظيم الصناعي بمدريد‬

‫تم اليوم الخميس ‪ 12‬أبريل ‪ 2018‬بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة توقيع اتفاقية تعاون إطار بين الغرفة والمدرسة الدولية للتنظيم الصناعي‬ ‫بمدريد ‪ ،‬االتفاقية اإلطار تندرج ضمن برنامج شراكة بموجبه تم خلق تكوينات مختلفة ستحتضنها‬ ‫المدرسة العليا للتجارة والتسيير التابعة للغرفة بتطوان ‪.‬‬ ‫وقد وقع على هذا االتفاق كل من السيد عمر مورو رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة والمدير العام للمدرسة الدولية للتنظيم الصناعي بمدريد‪ ،‬وحضرها‬ ‫السيد القنصل العام اإلسباني بطنجة والسيدان مصطفى بنعبد الغفور النائب األول للرئيس‬ ‫وعبدالحميد الحسيسن النائب الثالث‪.‬‬ ‫لإلشارة فغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة انخرطت وبشكل‬ ‫جدي في مسلسل اإلصالح الذي عرفته غرف التجارة والصناعة والخدمات خاصة الشق المتعلق‬ ‫بالتكوين الذي جاء في البرنامج التعاقدي الموقع بين الغرفة والوزارة الوصية‪.‬‬

‫ـــــــــــــ‬

‫استقبال غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات‬ ‫لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة لوفد يمثل غرفة‬ ‫غرناطة و مؤسسة غرناطة الدولية بإسبانيا‬

‫عقد صباح يوم الخميس ‪ 12‬أبريل ‪ 2018‬بمقر الغرفة بطنجة لقاء عمل ترأسه السيد عمر‬ ‫مورو رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة وحضره كل من‬ ‫السادة‪ :‬مصطفى بنعبد الغفور النائب األول للرئيس والمندوب الجهوي للصناعة والتجارة ‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى نائبة رئيس غرفة غرناطة للتجارة والصناعة والمالحة رئيسة جمعية المرأة المقاولة‬ ‫بغرناطة والسيد المنسق العام لمؤسسة غرناطة الدولية وخبير في مجال الثقافة بالمؤسسة‪.‬‬ ‫وأثناء هذا االجتماع المثمر والبناء اتفقت جميع األطراف على ‪:‬‬ ‫ تنظيم لقاء يومي الثامن والتاسع ‪ 9 - 8‬من ماي ‪ 2018‬بمدينة غرناطة لخلق مؤسسة تعاون‬‫بين جهة طنجة تطوان الحسيمة وجهة غرناطة‪.‬‬ ‫ تنظيم معرض حول قصر الحمراء والهندسة العربية الجديدة وذلك يوم ‪ 26‬يونيو ‪2018‬‬‫بقاعة أحمد بوكماخ بطنجة‪.‬‬ ‫ التفكير في خلق شراكة بين األطراف الثالث ‪ :‬غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة‬‫تطوان الحسيمة ‪ -‬غرفة غرناطة للتجارة والصناعة والمالحة ‪ -‬مؤسسة غرناطة الدولية) ‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫برنامج مشترك لتطوير العالقات االقتصادية القائمة بين الجهتين‪.‬‬

‫من بين عناوين المشاريع االجتماعية التي‬ ‫أطرت الزيارة التاريخية للملك محمد السادس‬ ‫لوزان نهاية سنة ‪ ، 2006‬المركز االجتماعي‬ ‫للقرب بحي العدير ‪ ،‬الذي جاء إحداثه في سياق‬ ‫المصالحة مع قضايا اجتماعية بعينها ‪ ،‬بعد أن‬ ‫كانت العقلية المحافظة ولعقود قد حنطتها‬ ‫ضمن دائرة الوصم االجتماعي ‪.‬‬ ‫لندع جانبا مفارقة القرب الذي ال يملك‬ ‫منه موقع المشروع إال اإلسم‪ ،‬مادامت الفئات‬ ‫المستهدفة من خدماته يلزمها كلفة مالية‬ ‫للوصول إليه ‪ ،‬ونعرج على البصمة االجتماعية‬ ‫التي طبعت بها جمعية نساء وزان للتنمية‬ ‫هذا المركز الذي تتقاسم فضاءه مجموعة‬ ‫من الجمعيات ‪ ،‬وهي المقاربة التي غيبتها‬ ‫اعتبارات ملتبسة في التعاطي مع المركز الثقافي‬ ‫واالجتماعي لدعم الشباب الذي أصبح جسدا بال‬ ‫روح ‪.‬‬ ‫جمعية نساء وزان للتنمية التي يعــود‬ ‫تأسيسها لسنة ‪ ، 2002‬تصنفها ‪ ‬رئيستها‬ ‫رجاء كنوني ‪ ،‬العضوة كذلك بهيئة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان ‪،‬‬ ‫ضمن الجمعيات النسائية العاملة في مجال‬ ‫النهوض بحقوق النساء ‪ ،‬وتعزيز دور المرأة ‪ ‬في‬ ‫المجاالت االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫ومناهضتها كل أشكال التمييز المبني على‬ ‫النوع االجتماعي ‪ ،‬وانخراطها في ترسيخ ونشر‬ ‫مبادئ وقيم المواطنة وحقوق االنسان كما هي‬ ‫متعارف عليها كونيا ‪ .‬عملها الدؤوب هذا سمح‬ ‫لها بأن تحجز لنفسها مقعدا باللجنة المحلية‬ ‫لمناهضة العنف ضد نساء اقليم وزان ‪ ،‬ومكنها‬ ‫من العضوية في الشبكة الوطنية لمراكز‬ ‫االستماع للنساء ضحايا العنف بالمغرب ‪ .‬‬ ‫الترافــع الذي تقــوده الجمعية‪ ،‬تضيف‬ ‫رئيستها‪ ،‬لن يذكر له أثر إن لم يتم تنزيله‬ ‫من برجه العاجي‪ ،‬فتلمسه الكثير من نساء دار‬ ‫الضمانة المكتويات بالنظرة الدونية‪ ،‬والمؤدية‬ ‫غاليا فاتورة العقلية السجينة للخرافات والتقاليد‬ ‫التي تقتات من ثقافة تخاصم روح العصر ‪،‬‬ ‫وتطارد كل ما هو مشرق في الحضارة اإلنسانية‪،‬‬ ‫لذلك سارعت الجمعية إلى إحداث « مركز أمل»‬ ‫لالستماع واإلرشاد القانوني ومرافقة النساء‬ ‫ضحايا العنف باإلقليم ‪ ،‬والذي تفيد بعض األرقام‬ ‫الرسمية بأن عدد المعنفات اللواتي ‪ ‬وصلت‬ ‫شكاياتهن سنة ‪ 2017‬إلى المحكمة االبتدائية‬ ‫بوزان ‪ ، ‬يقارب ‪ 1000 ‬حالة ‪ ،‬البعض من هؤالء‬ ‫المعنفات طرقن أبواب الجمعية ‪ ،‬أما الطابور‬

‫الطويل فألسباب موروث ثقافي جائر اخترن‬ ‫الصمت ‪ ،‬وهو ما يطوق مختلف القطاعات‬ ‫الحكومية ذات الصلة بالموضوع ‪ ،‬وكذا اإلطارات‬ ‫الحقوقية والمدنية ‪ ،‬بمسؤولية تكثيف الحمالت‬ ‫التحسيسية والتوعوية لبناء جدار تتحطم عليه‬ ‫كل أشكال العنف المبني على النوع االجتماعي ‪.‬‬ ‫فحسب آخر تقرير أعدته الجمعية في الموضوع‪،‬‬ ‫فإن ‪ 59‬امرأة راحت ضحية العنف االقتصادي‪،‬‬ ‫و‪ 24‬ضحية العنف الجسدي‪ ،‬و‪ 10‬ضحايا العنف‬ ‫القانوني‪ ،‬و‪ 9‬ضحايا العنف الجنسي ( ‪ 7‬اغتصاب‬ ‫مع الحمل‪ ،‬و‪ 2‬اغتصاب من دون حمل ) و ‪6‬‬ ‫ضحايا عنف مؤسساتي‪ ،‬و‪ 14‬حالة ضحايا العنف‬ ‫النفسي‪ .‬‬ ‫‪ ‬أمام هذه األرقام الناطقة بآالم ومعاناة‬ ‫نساء يوحد بينهن االنتماء إلى دائرة الهشاشة‬ ‫االجتماعية في أدنى مستوياتها ‪ ،‬وألن مركز‬ ‫االجتماعي للقرب الذي تشغل فيه الجمعية حيزا‬ ‫ضيقا ال يسمح بحميمية االستماع واالنصات ‪،‬‬ ‫وأن المعنفات توجد بين المطرقة والسندان‬ ‫قبل أن يقول القضاء كلمته في شكاياتهن ‪،‬‬ ‫فإن الجمعية تناشد األطراف المتدخلة من أجل‬ ‫التعجيل بإتمام بناء وتجهيز مركز حي القشريين‬ ‫المخصص الستقبال النساء في وضعية صعبة ‪،‬‬ ‫وتسليمها االشراف عليه لما راكمته من تجربة‬ ‫نوعية وفريدة باإلقليم ‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي إطار توسيع الجمعية لمساحة تحركها‬ ‫الذي يقربها أكثر من النساء في وضعية صعبة‪،‬‬ ‫فقد تعاونت منذ ‪ 2009‬مع المندوبية اإلقليمية‬ ‫للتعاون الوطني‪ ،‬والمبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية ‪ ،‬فأنزلت مشروعا يعنى بتعزيز القدرات‬ ‫المهنية للنساء والشباب في وضعية صعبة‪.‬‬ ‫المشروع كما وقفنا عليه في عين المكان ‪ ،‬يطال‬

‫مجال الخياطة والفصالة التقليدية والعصرية ‪،‬‬ ‫والحالقة ‪ .‬وتشدد رئيسة الجمعية في حديثها‬ ‫عن هذا المشروع بأن االدماج االقتصادي يشكل‬ ‫الخلفية األساسية من وراء هذه المبادرة ‪ ،‬لذلك‬ ‫على مختلف المتدخلين توفير البيئة القانونية‬ ‫والمالية ‪...‬الكفيلة بأن تسمح للخريجين‬ ‫والخريجات بخلق تعاونيات ومقاوالت ‪ ،‬والسهر‬ ‫على مواكبتهم‪/‬هن إلنجاحها ‪ ،‬تنزيال وتفعيال‬ ‫لمبدأ الكرامة التي ما فتئ ملك البالد يرددها‬ ‫في كل خطبه‪.‬‬

‫قبل الختم‬

‫‪ ‬تخليدا لليوم العالمي للمرأة يوم ‪8‬‬ ‫مارس األخير‪ ،‬دخلت المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية على الخط ‪ ،‬حيث اختارت مشاركة نساء‬ ‫المغرب بهذا الحدث األممي بمبادرة اختارت لها‬ ‫شعار ‪« ‬المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حافز‬ ‫للنهوض بوضعية المرأة »‪ .‬عنوان عريض لهدف‬ ‫نبيل‪ ،‬حمولته منتصرة لحق المـرأة في التنميـــة‬ ‫المساهمة في تعبيد الطريق نحو المساواة‬ ‫في الحقوق‪ ،‬لكن االدارة الترابية اإلقليمية‬ ‫بوزان من خالل قسم العمل االجتماعي أفرغت‬ ‫الشعار من روحه ‪ ،‬عكس ما أطلقته من أنشطة‬ ‫عماالت أخرى‪ .‬لذلك هل من تدارك رسمي‬ ‫بمناسبة حلول ذكرى إطالق مبادرة محاربة‬ ‫الفقر والهشاشة واالقصاء االجتماعي ( ‪ 18‬ماي)‬ ‫للتفاعل مع المناشدة التي أطلقتها جمعية نساء‬ ‫وزان للتنمية ‪ ،‬المستثمرة في حماية حقوق‬ ‫النساء والنهوض بها ‪ ،‬والمساهمة في حدود‬ ‫اإلمكانيات الموفرة لها في التأطير االجتماعي‬ ‫الواعي والمسؤول ‪ ،‬المساعد في ضمان شروط‬ ‫األمن المجتمعي في كل أبعاده ؟‬

‫مؤتمر «في الحاجة إلى التأويل»‬ ‫بكلية آداب تطوان‬

‫(الرباط‪ -‬خاص) يعقد مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية ومركز دراسات الدكتوراه في اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية والترجمة بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان (جامعة عبد المالك السعدي‪ /‬المغرب) يومي ‪ 25‬و‪26‬‬ ‫أبريل ‪ 2018‬مؤتمرا علميا حول «في الحاجة إلى التأويل» بمشاركة نخبة من األكاديميين والباحثين المتخصصين في‬ ‫الجامعات العربية والمغربية‪ .‬ينطلق اليوم األول بجلسة افتتاحية على الساعة التاسعة صباحا يقوم بتنسيقها د‪ .‬عبد‬ ‫الواحد العسري رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية اآلداب‪ -‬تطوان‪ ،‬ثم تليها كلمات كل من د‪ .‬حذيفة أمزيان‬ ‫رئيس جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬ود‪ .‬محمد سعد الزموري عميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬ود‪ .‬محمد‬ ‫الحيرش منسق مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية‪ ،‬وكلمات الجهات الداعمة لتنتهي هذه الجلسة بحفل‬ ‫شاي‪.‬‬ ‫يشارك في الجلسة العلمية األولى‪« :‬التأويل في الفلسفة» د‪ .‬عبد السالم بنعبد العالي من كلية اآلداب‪ -‬الرباط‬ ‫بمداخلة موسومة ب «في المعرفة والسلطة»‪ ،‬في حين تقارب مداخلة د‪ .‬عز العرب لحكيم بناني من كلية اآلداب‬ ‫ظهر المهراز‪ -‬فاس إشكال «الهيرمينوطيقا والنظرية االجتماعية»‪ .‬أما مداخلة دة‪ .‬فوزية ضيف اهلل من جامعة تونس‬ ‫المنار‪ -‬تونس فتدور حول «نيتشه المتعدّد‪ ،‬في ال نهائية التأويل»‪ .‬وسينسق أشغال هذه الجلسة د‪ .‬عز الدين‬ ‫الشنتوف من مختبر التأويليات‪.‬‬ ‫أما الجلسة العلمية الثانية‪ :‬التأويل في اللسانيات وفلسفة اللغة فستنطلق ابتداء من الساعة الثالثة والنصف‬ ‫مساء‪ ،‬ويستهلها د‪ .‬محمد غاليم من معهد الدراسات واألبحاث للتعريب‪-‬الرباط بمداخلة في موضوع «بعض مقتضيات‬ ‫الكفاية المعرفية في لسانيات الخطاب وتأويله»‪ ،‬تعقبها مداخلة د‪ .‬محمد الرحالي من كلية اآلداب‪ -‬القنيطرة «عن التأويل»‪ ،‬ثم مداخلة د‪ .‬محمد الحيرش‬ ‫من كلية اآلداب‪ -‬تطوان حول «تحوالت اللغة وتحوالت التأويل‪ :‬نحو تأويلية فيلولوجية»‪ .‬وينسق أشغال هذه الجلسة د‪ .‬سعيد غاردي من مختبر التأويليات‪.‬‬ ‫وسيعرف اليوم الثاني تواصل أشغال المؤتمر ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بجلستين علميتين‪ :‬إحداهما عن «التأويل في األدب»‪ ،‬ويفتتحها د‪.‬عبد‬ ‫الرحيم جيران من المدرسة العليا لألساتذة‪ -‬تطوان بمداخلة وسمها بـ»من التأويل إلى التآول»؛ تليها مداخلة د‪.‬محمد بازي من المركز الجهوي لمهن‬ ‫َ‬ ‫التربية والتكوين‪ -‬أكادير عن «مشروع القارئ البليغ‪ :‬المسارُ المسْلوكُ واألفق‬ ‫المنْتَظر»‪ ،‬ثم مداخلة د‪.‬نزار مسند قبيالت من الجامعة األردنية‪ -‬عمّان في‬ ‫موضوع «من التخيّل التاريخي إلى التأويل‪ :‬في رواية األسير الفلسطيني باسم خندقجي»‪ .‬وتختتم هذه الجلسة بمداخلة د‪.‬عبد الرحمن التمارة من الكلية‬ ‫المتعددة التخصصات‪ -‬الرشيدية حول «التراث السردي‪ :‬التأويل بالحكاية عبد الفتاح كيليطو نموذجا»‪ .‬ويقوم بتنسيق هذه الجلسة د‪ .‬عبد الرحيم اإلدريسي‬ ‫من مختبر التأويليات‪.‬‬ ‫والثانية يفتتحها د‪.‬عبد اللطيف محفوظ من كلية اآلداب بنمسيك‪ -‬الدار البيضاء بمداخلة يقارب فيها «آليات التأويل االنفعالي‪ :‬قراءة في تأويالت‬ ‫عبد الفتاح كيليطو»‪ ،‬تليها مداخلة د‪ .‬عبد اهلل بريمي من الكلية المتعددة التخصصات‪ -‬الرشيدية عن «السميائيات الثقافية والضرورة التأويلية»‪ ،‬ومداخلة‬ ‫د‪.‬محمد بوعزة‪ ،‬وهو من الكلية نفسها‪ ،‬وسيتناول فيها موضوع «تأويل النص‪ :‬من الجماليات إلى السياسات»‪ .‬أما دراسة د‪.‬محمد مساعدي من الكلية‬ ‫المتعددة التخصصات‪ -‬تازة فسيتطرق فيها إلى «الحقيقة والتأويل بين التنظير العلمي واألدبي‪ :‬من اإلبدال البنيوي إلى اإلبدال التأويلي»‪ .‬وينسق أشغال‬ ‫هذه الجلسة د‪.‬عبد الحكيم الشندودي من مختبر التأويليات‪.‬‬ ‫وفي تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال تنطلق الجلسة العلمية الخامسة المخصصة لمقاربة التأويل في النص الديني والنص التاريخي بمداخلة د‪.‬‬ ‫موالي أحمد صابر من مؤسسة مؤمنون بال حدود للدراسات واألبحاث‪ ،‬وقد وسمها بـ»التأويل؛ قراءة جديدة في التداول اللغوي للمفردة بين الشعر والقرآن»؛‬ ‫ثم مداخلة د‪.‬عبد الرحيم الحسناوي من كلية علوم التربية‪ -‬الرباط حول «النص التاريخي‪ :‬دالالت التفسير والتأويل»‪ .‬بعد ذلك سيقدم د‪.‬أحمد مونة من كلية‬ ‫أصول الدين‪ -‬تطوان مداخلة يدرس فيها «مقتضيات النفي في االستدالل االستصحابي في النظر األصولي»‪ ،‬ومداخلة د‪.‬رشيد بن السيد من كلية اآلداب‪-‬‬ ‫القنيطرة يحلل فيها «منهج النقد التاريخي للنص المقدس عند سبينوزا»‪ .‬وسيتولى تنسيق أشغال هذه الجلسة د‪ .‬رشيد برهون من مختبر التأويليات؛ لتنتهي‬ ‫أشغال هذا المؤتمر العلمي بجلسة ختامية يسيرها د‪.‬يحيى بن الوليد من مختبر التأويليات (كلية اآلداب‪-‬تطوان)‪ ،‬وتتضمن كلمات كل من ممثل الضيوف‪،‬‬ ‫وكلمة د‪.‬مصطفى الغاشي رئيس مركز دراسات الدكتوراه في اآلداب والعلوم اإلنسانية والترجمة‪ ،‬وكلمة د‪ .‬عزيز بوستا عن مختبر التأويليات‪.‬‬ ‫وفي هذا الخصوص يؤكد منسق مختبر التأويليات د‪.‬محمد الحيرش في تصريح صحافي حول هذا المؤتمر‪ :‬أنه «كان من أولويات المختبر التفكير في‬ ‫محور علمي مرتبط بانشغاالته العلمية والفكرية؛ فكان أن وقع االختيار على موضوع‪« :‬في الحاجة إلى التأويل» نظرا إلى اتصاله الحيوي براهن الفكر وأسئلته‬ ‫الملحة‪ .‬ولم يكن اختيارنا هذا منحصرا في النظر إلى التأويل بوصفه معرفة جاهزة تنطبق على نصوص وموضوعات مختلفة فحسب‪ ،‬بل كان نابعا من‬ ‫استشكال هذه المعرفة وإبراز ما يتخفى فيها من مضمرات معرفية وفلسفية‪ ،‬ومن تلمس اآلفاق الممكنة التي يقودنا إليها الفكر التأويلي المعاصر‪ .‬ولهذا‬ ‫جاءت األرضية العلمية التي صيغت فيها أسئلة هذا المؤتمر مستجيبة لذلكم االختيار ومعمقة لرهاناته‪.‬‬ ‫يأتي هذا المؤتمر ليتوج المجهود العلمي الذي بذله مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية منذ عام كامل من اإلعداد والتحضير‪ .‬وهو مختبر‬ ‫أسس بغاية خلق شروط علمية نوعية من أجل تهييء فضاء أكاديمي منتج يتيح‪ -‬أمام الباحثين في اإلنسانيات على اختالف اختصاصاتهم واهتماماتهم‬ ‫المعرفية‪ -‬إمكانات الحوار وتبادل مستجدات المعرفة والبحث‪ ،‬وتطوير األسئلة المتصلة بالقضايا واإلشكاالت التي تشغلهم»‪ .‬وستحتضن جلسات هذا المؤتمر‬ ‫قاعة العميد الدكتور محمد الكتاني بكلية آداب تطوان‪ .‬وللتواصل مع مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‪ /‬المغرب‪.Lab.hermel@gmail.com :‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪937‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫في تاسع أبريل ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ،1956‬ﺃﻋﻠﻦ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻣﻦ مدينة تطوان ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ‪،‬‬ ‫ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺻﺮﺡ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑاﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍإﺳﺒﺎﻧﻲ ﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻤﺜﻞ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ‪ ،‬ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺩﻻﻻﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ‬ ‫ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺑﺎﻋﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﺠﺪ‪ ،‬ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻴﺖ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺧﺎﺿﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﻌﺮﺵ ﻓﻲ ﺗﻼﺣﻢ ﻋﻤﻴﻖ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻔﺮﺻة ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻤﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻫﻤﻮﺍ ﺑﺘﻔﺎﻥ ﻭﻧﻜﺮﺍﻥ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﻓﻲ ﺩﺣﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻭﻃﺮﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻓﻲ‬ ‫ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﻢ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺭﻓﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻃﻴﺐ ﺍﻪﻠﻟ‬ ‫ﺛﺮﺍﻫﻤﺎ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻄﻮﺍﻥ‪ ،‬ﻟﻴﺰﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﺑﺸﺮﻯ ﺗﺘﻮﻳﺞ‬ ‫ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﻭﺣﺪﺗﻪ‪ ،‬ﺍﻋﺘﺒﺎﻃﻴﺎ‪ ،‬ﻭإنما ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻗﻠﻌﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻓﻲ‬ ‫ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻌﻘﻼ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍإلﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍألﻧﺪﻟﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫وقد ﺃﻛﺪ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ‬ ‫ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻳﻮﻡ ‪ 9‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ، 1994‬ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ « ﻳﺒﺮﺯ ﺃﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻱ ﻭﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ‬ ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻄﻮﺍﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﺑﻪ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺇﺫﻛﺎﺀ ﻣﻠﺤﻤﺔ‬ ‫ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮر»‪.‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﺮﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻮﻡ ﺗﺎﺳﻊ ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ،1956‬ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻄﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻨﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ «ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺃﺣﺪ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍألﻧﺪﻟﺴﻴﺔ»‪ ،‬ﻭﺍﺻﻔﺎ‬ ‫ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺏ «ﻋﺮﻳﻦ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻭﻣﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﺪ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺫﻛﺮ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻗﺪﻳﻤﻪ ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ‪ ،‬ﻭﺳﻴﻈﻞ ﺑﺎﻗﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ»‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﺘﻄﻮﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ‬ ‫ﺑﻤﺪﺭﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻭﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﻣﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻮَ ّﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﺠﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ‪ 7‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ،1956‬ﺃﻥ «ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍإلﺳﺒﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺑﺴﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻣﻊ ﻛﺎﻣﻞ‬ ‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ»‪.‬‬ ‫ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍإلﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺗﺠﺪﺩ ﻋﺰﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺒﺮﺯﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺗﻬﺪﻑ «ﺇﻟﻰ ﺇﻓﺮﺍﺯ آﻓﺎﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺟﺎﻧﺒﻴﻦ‬ ‫ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻴﻦ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ»‪.‬‬ ‫ﻭﻳبرز ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﻼﺣﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻠﻬﺎ ﺗﻄﻮﺍﻥ ﻟﺪﻯ‬ ‫ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺃﺳﻼﻓﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ‪ ،‬ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺸﺒّﻊ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺑﻔﻜﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﻼﻕ‪ ،‬ﻭﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﻠﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻓﻜﺮﻳﺎ ﻣُﺸﻌﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘـﻮﻯ ﺍﻟﻤﻐـﺮﺏ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻠﻪ‪.‬‬

‫رواية «هكذا تحدثت الشجرة» ألنس العاقل‬

‫سفر في خبايا الجسد وأسئلة العقل‬ ‫وتضاريس المجتمع‬ ‫‪ -‬عبد الحي مفتاح‬

‫عن دار المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات أصدر‬ ‫الكاتب والفنان المسرحي‪ ،‬الدكتورأنس العاقل روايته األولى التي سماها‬ ‫« هكذا تحدثت الشجرة»‪.‬‬ ‫الرواية تقع في ‪ 214‬صفحة من الحجم المتوسط‪ ،‬وقسمها صاحبها‬ ‫إلى ثالثة فصول‪ :‬األول بعنوان «تعلم كيف تنضج في الجليد»‪ ،‬والثاني‬ ‫بعنوان «زهرة الصحراء»‪ ،‬والثالث بعنوان و«لتأت العاصفة»‪ ،‬واختار‬ ‫كاستهالل لها قصيدة للشاعر عبدالكريم الطبال يقول في مقطع منها‪:‬‬ ‫‪...‬لو كنت تحولت إلى شجرة لكنت اآلن مدرسة للموسيقى مزارا ألهل‬ ‫السماء المن والسلوى للغرباء أميرة بحذاء من حرير‪...‬‬ ‫الرواية تحكي قصة ممثل مسرحي‬ ‫اسمه عبدو‪ ،‬من مدينة تماللت أو المدينة‬ ‫البيضـــاء باألمازيغيـــة‪ ،‬ينتمي ألســـرة‬ ‫بسيطة‪ ،‬وهو مصاب بمرض الروماتيزم‬ ‫الريماتويدي ويعاني من البطالة التي‬ ‫يتخللها عمل موسمي في مجال التمثيل‪،‬‬ ‫لكنه يتسلى بكتابة رواية موازية وبلعبة‬ ‫الخيال التي يساعد عليها تدخين النبتة‬ ‫السحرية الخضراء المنتجة في محيط‬ ‫مدينته الجبلي‪ .‬وبمساعدة مالية من‬ ‫عمي «دريس» نادل المقهى الذي كان‬ ‫م�لاذا له بعد بيت األس��رة المتواضع‬ ‫في المدينة القديمة‪ ،‬سيقوم برحلة‬ ‫استشفائية للصحراء من أج��ل تجريب‬ ‫التداوي بالدفن في الرمال‪ ،‬الرحلة التي‬ ‫لن يعود منها‪ ،‬بعد أن نسي نفسه في‬ ‫فندق تافياللت وأجواء الصحراء العذبة‪،‬‬ ‫الرائقة‪ ،‬الدافئة‪ ،‬المحفزة على الكتابة‪،‬‬ ‫والواعدة بتخفيف ألم المرض‪ ،‬إال لتقبل‬ ‫واجبات العزاء بعد اتصاله بأخيه الذي‬ ‫فاجآه بالخبر المر لموت األم ‪.‬‬ ‫الرواية الموازية التي يكتبها البطل‬ ‫عبدو تحكي قصة حب مأساوية بين‬ ‫أريناس الفنانة التشكيلية ويوبا الشاعر‬ ‫وأستاذ األدب الحديث الجامعي‪ ،‬القصة‬ ‫تنتهي بموت أريناس وحملها في حادثة سير بعد طالقها من زوجها‬ ‫األستاذ الجامعي للتاريخ المنهمك في البحث والمتقشف في فن الحياة‬ ‫وزواجها من يوبا الذي أيقظت لديه ما دفن في مرحلة الطفولة قسرا‪،‬‬ ‫يوبا لم يستطع الجمع بين ما اليجمع بين حبه الماحل لزوجته فاما‬ ‫المناضلة الحقوقية الذي لم تقبل أن تكون ضرة‪ ،‬وحبه المنبت لعشيقته‬ ‫أريناس التي استعاد معها عشقه للرسم‪،‬وقد حكمت الخطيئة حكمها‪،‬‬ ‫ونزل القدر كالصاعقة بتمكن سرطان البروستات من جسمه في غفلة‬ ‫منه وهو يعيش حياة طليقة من عقالها بعد الرحيل المدمي والقاسي‬ ‫ألريناس‪.‬‬

‫لم تختر الرواية التي تعتمد على السرد بضمير الغائب‪ ،‬أفقا واحدا‬ ‫بل هي رواية االسترجاع بامتياز‪ ،‬كما أنها رواية الحكايات اإلنسانية‬ ‫المتناسلة‪ ،‬والقضايا الفكرية‪ ،‬واألدبية‪ ،‬و الفنية‪ ،‬واالجتماعية والسياسية‬ ‫المركبة والحوار بين ثقافة الشرق والغرب‪ ،‬بين المحافظة واالنطالق‪،‬‬ ‫بين الحرية المشتهاة وقواعد المجتمع المقيدة‪ ،‬لذلك فرواية «هكذا‬ ‫تحدثت الشجرة» بمعنى آخر ترصد مفارقات الحياة وتناقضاتها وأوجه‬ ‫الغموض واالهتزاز والصراع الداخلي للشخصيات‪ ،‬و كذلك صراعها‬ ‫مع المحيط الخارجي الذي يجسده أساسا بطل الرواية عبدو المندفع‪،‬‬ ‫المتحرر‪ ،‬الناقـــم‪ ،‬المحتفـــي بالحياة‪ ،‬الالهث‬ ‫وراء غواية الجسد‪ ،‬الرافض للهروب‪ ،‬والمصر‬ ‫على المواجهـــة كإصراره على عدم التنكر‬ ‫في أقنعة والتمتـــع التلـقائي بالملذات خد‬ ‫التهور‪ ،‬بعد رفضــه لعرض مايا المغرمة به‬ ‫للعيش في إيطاليا في األنفـــاس األخيرة‬ ‫لحكايته المباشرة كبطل روائي‪.‬‬ ‫«هكذا تكلمـــت الشجــرة» يمكن أن‬ ‫نعتبرها إلى حد ما رواية تشخص أزمة أو حيرة‬ ‫الطبقة المثقفــة من البرورجوازية الصغيرة‬ ‫وسط مخاض مجتمعي تتنازعــه الثقافــة‬ ‫التقليدية المحافظــة المترسبة والثقافـــة‬ ‫الحداثية المجتاحة بتيارتها الغربية المختلفة‬ ‫الهشة في غير تربتها والمقلقة‪ ،‬لذلك فهي‬ ‫رواية حافلة بألوان من عطر النساء وأصناف‬ ‫من غواية الجسد‪ ،‬وعبر ذلك تعطي مساحات‬ ‫شاسعة لشجرة الوجود من أجل حدث دون‬ ‫عقد كابحة للبوح‪ ،‬أو طاعة عمياء لفكرة‬ ‫مسبقة‪ ،‬او امتثال سلطوي للمحرمات‪.‬‬ ‫قالت الشجرة ليوبا‪ ،‬وهو قد يكون صوتا‬ ‫آخر لعبدو‪:‬‬ ‫« أنت تيار مائي قادم من أعلى الجبل‬ ‫ويحاول عبور الصحراء‪ ،‬ويلزمك أن تتخلى‬ ‫عن كل ماهو غير أصيل فيك لتذوب في‬ ‫الرمال‪ ،‬حينها‪ ،‬ستتكفل الريح بك وستحملك‪ ،‬إنها لن تحمل منك‬ ‫إال جوهرك‪ ،‬لتعود إلى األرض مرة أخرى وقد تحولت إلى مطر‪ .‬أما إذا‬ ‫كنت تخشى الذوبان في الوجود متمسكا بذاتك الزائفة فإنك حينها‬ ‫ستتحول إلى مستنقع»‪.‬‬ ‫و اليمكن في األخير إال أن نهنئ الدكتور أنس العاقل على هذه‬ ‫الباكورة الروائية الخضراء كما عنوانها والتي لن يزيدها ماء التلقي‬ ‫إال بحثا عن لآللئها الدفينة وتأمال في غصونها المتشابكة المدهشة‬ ‫كالوجود‪.‬‬

‫”قل كلمتك‬ ‫وامض‪*”..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بدا نزوعي إلى كتابة الشعر مبكرا في مدينة تطوان‪..‬وسبق‬ ‫لي أن كثفت إشارات في هذا عندما تحدثت عن ”موجاتي”‪..‬‬ ‫ تفجر مكتشفي وأنا مفعم بالبراءة‪..‬‬‫نظر صاف نفذ إلى أيكة روح الشاب الذي كنته‪..‬فأيقنت أن‬ ‫ما أبحث عنه ساكن في‪..‬تلك موجة أولى‪..‬‬ ‫ في موجة ثانية قادني عشقي الملتهب فصيرني منسوجا‬‫في نبض أحالمي والتذاذ باطني‪..‬‬ ‫ في موجة ثالثة انجذبت إلى غيرية فانسحقت كينونتي‪..‬‬‫ في موجة أخيرة‪..‬أراني البسا كفني؛ وكفني هو سيني‬‫الذي غاب عني عقودا غداة افتراق!‬ ‫وهو ذاكرتي وقبري وشاهد حزني حين أحشر بعد احتراق!‬ ‫بدا نزوعي إلى كتابة الشعر مبكرا‪ ..‬ولما أصبح الغبار‬ ‫السياسي ديدني توقفت!‬ ‫بعد خروجي من شرنقات الهباء السياسي وتحرري من‬ ‫وثاق الهالك‪..‬لذت بذاتي مستجيرا‪..‬مزورا عن كل صاخب موار‪..‬‬ ‫مناجيا سكينة روحي‪..‬مسلما كينونتي إلى جوهر ما يكتبني‪..‬‬ ‫ما أكتبه شذري آبق؛ لذا أراني مصرا على العودة إلى دائرة‬ ‫اتصالي قبل أن تمحوني قوالب اضطراري!‬ ‫وما يعوضني عن كل خساراتي هو ذكر اهلل‪..‬وأشعاري‬ ‫شاهدة رمزا على حالي ومقامي‪..‬‬ ‫أنا في الحال منشد إلى تفاصيل حياتي المخزونة في ميناء‬ ‫ذاكرتي وفي لوح قلبي‪..‬‬ ‫وما أكتبه بسيط موف ينأى عن كل تهويم بالغي ‪..‬‬ ‫كتاباتي تترجم أحوالي وتقول‪ :‬هذا ما أخفى نجمي ودثر‬ ‫رسمي‪..‬‬ ‫ذاكرتي هي مركز قوات روحي‪..‬في أصالب ذاكرتي أسكن‪..‬‬ ‫وفي تالبيبها أحيا‪..‬‬ ‫ليس لي مالذ غير ذاكرتي؛ منها أرتوي وأتذكر ما قمت‬ ‫به في أزينة وأمكنة تحت قابليات وجدانية لن تنمحي إال بعد‬ ‫انطفائي‪..‬‬ ‫في براري اغتراب احترقت‪ ..‬لكن شمس وصالي لم تخب‬ ‫من عين لبي‪..‬‬ ‫قد أبدو أسطورة من رماد لكن روحي متشحة بأوراد‬ ‫عشقي‪..‬وأوراد عشقي جنة معارف‪ ..‬و”جنة المعارف أفضل‬ ‫من جنة الزخارف”؛ ألنها جنة المعاني والتنزالت والتجليات‬ ‫واألسرار‪..‬‬ ‫ما أكتبه يسبر بعض غوري‪..‬ويتصل بتحوالت مسيري‬ ‫في هذه الحياة‪..‬أمزج في كتاباتي بين مقاطع واقعية وأخرى‬ ‫متخيلة مرمزة لكنها تؤول إلى باطني‪..‬إلى نموي الروحي في‬ ‫دوامات ملتهمة‪..‬‬ ‫مقاطع حياتي جرت في تطوان‪ /‬شفشاون‪/‬أسفي‪ /‬الرباط‪/‬‬ ‫طنجة‪ /‬مداغ الطاهرة وفي أرض اهلل الواسعة‪..‬‬ ‫كثير من المهتمين يتساءلون‪..‬عم يتساءلون؟ فأجيبهم‪:‬‬ ‫إذا كنت أنت الذي هو أنت‪..‬‬ ‫بدون قناع‬ ‫قليل من الناس ينبسطون!‬ ‫إذا صرت أنت الذي لم تكنه‬ ‫في وجه قالع‪..‬‬ ‫كثير من الناس ينزعجون‪!..‬‬ ‫وحتى أنهي هذه اإلشارة أردد ما قاله أمين الريحاني‪ ” :‬قل‬ ‫كلمتك وامض‪”..‬‬ ‫أشعاري ألملم فيها خيوط إنعامات‪..‬‬ ‫ــــــــــ‬ ‫*الكلمة التي ألقيتها في نهاية الجلسة الثقافية الثانية لجمعية أعمدة‬ ‫لتقديم وتوقيع كتاب ”طواف على غوارب أمواج‪ :‬قراءات في شعر عبد اللطيف‬ ‫شهبون” للدكتورة ناهد الزيدي يوم الجمعة ‪ 13‬أبريل ‪ 2018‬بمندوبية الثقافة‬ ‫بطنجة‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪937‬‬

‫من دفاتري‬

‫أ�وراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 17‬أبـريـل ‪2018‬‬

‫الباطرونا حترج احلكومة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫محاربة الف�ساد‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫الدعم العمومي للنقابات‪ ،‬من طرف المجلس األعلى‬ ‫للحسابات‪ ،‬ألنه ال يوجد مبرر قانوني أو أخالقي أو إداري‬ ‫يسمح للنقابات‪ ،‬أن تخرج عن نطاق «قانون المحاسبة»‬ ‫ما دام األم��ر يتعلق بموارد مالية تحصل عليها من‬ ‫ميزانية الشعب‪ .‬شأنها في ذلك شأن األحزاب السياسية‪،‬‬ ‫والجمعيات‪ ،‬والمنظمات األهلية !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫تدخـــل محمـــد بنعبد القادر‪ ،‬األسبوع الماضي خالل نــدوة حـــول‬ ‫إصــالح اإلدارة‪ ،‬ذكـــرنـــي بمقـــولــة الفــرنســي «جــورج كليمنصو‬ ‫(‪« )Georges Clemenceau 1841 - 1929‬إذا أردت أن تقبر قضية»‬ ‫شكل لها لجنة‪.....»! ‬‬ ‫حديث وزير إصالح الوظيفة العمومية كان‪ ،‬بالضبط‪ ،‬يدور حول‬ ‫«استراتيجية محاربة الفساد» التي شكلت لها الحكومة لجنة أواخر سنة ‪،2015‬‬ ‫وأوكلت إليها أمر محاربة الفساد أمرها ليتبين‪ ،‬خالل أول لقاء أعضاء اللجنة‪،‬‬ ‫أن االستراتيجية التي تشمل ‪ 239‬مشروعا و ‪ 10‬برامج‪ ،‬يصعب تطبيقها من‬ ‫الناحية العملية‪.‬‬ ‫تلك االستراتيجية التي قال عنها العثماني إن الحكومة تملك بشأنها‬ ‫«رؤية» وإرادة سياسية واضحة لمواصلة «تخليق» الحياة العامة ومكافحة‬ ‫الفساد وإغالق كل أبوابه ومنافذه‪ ،‬ليس عن طريق الشعارات‪ ،‬بل باإلنجازات‬ ‫العلمية والخبرات الضرورية‪ ،‬في إطار «استراتيجية» وطنية يساهم فيها الجميع‪.‬‬ ‫غير أن الوزير المكلف بتنفيذ تلك «االستراتيجية» ‪ --‬ما دامت هذه الكلمة‬ ‫تغري المسؤولين باستعمالها ‪--‬كشف للرأي العام أنه يصعب تنفيذها عمليا‪،‬‬ ‫ويتطلب األمر مراجعتها قبل الشروع في إمكانية وضع مخطط لتنفيذها أو لـ‬ ‫«تنزيلها» وفق لغة الوزراء والبرلمانيين وكبار المسؤولين‪.‬‬ ‫لماذا‪ ،‬ألن هناك الكثير من المشاريع التي تتطلب إشراف كل وزير في قطاع‬ ‫معين على مشاريع «أفقية’’ تخص وزارته والمتداخلة مع قطاعات أخرى‪ ،‬بمعنى‬ ‫أنه سوف يكون على كل وزير معني بتنفيذ االستراتيجية‪ ،‬أن يتعامل مع غيره‬ ‫من الوزراء في لقاءات مكاشفة ومدارسة ‪ ،‬وهو أمر صعب‪ ،‬اعتبارا إلى أن تصور‬ ‫الحكومة نص على أن مهمة تدبير مشاريع محاربة الفساد موكولة إلى الوزراء‬ ‫في حين أن تلك المشاريع «أفقية» متداخلة‪ ،‬تلتقي عندها قطاعات أخرى‪....‬‬ ‫قد يكون الحل في تشكيل «لجان» قطاعية داخل لجنة االستراتيجية الكبرى‪،‬‬ ‫تضـم الوزراء المعنيين بالقطاعات المتداخلة‪ ،‬شرط أن تتحـــدد األولويـات‬ ‫التي لك تحددها «االستراتيجيـــة» «األفقيــة» التي وضعـت لتطبيقها أفق‬ ‫‪.2025 - 2018‬‬ ‫وأمام صعوبة اإلحاطة بالجوانب «األفقية» لالستراتيجية الحكومية فقد‬ ‫اقترح الوزير المكلف بإصالح اإلدارة والوظيفة العمومية على رئيس الحكومة‬ ‫الدعوة إلى اجتماع «استثنائي» للجنة الوطنية بهدف‬ ‫تعديل االستراتيجية ومالءمتها ودمج ما يلزم دمجه من المشاريع داخل‬ ‫«اجتماعات» قطاعية من بينها مصالح الدرك الملكي واألمن الوطني والعدل‪،‬‬ ‫من أجل تحديد «المخاطر الكبرى» والمخاطر المتوسطة والمخاطر الدنيا‪،‬‬ ‫للفساد والرشوة‪ ،‬في اإلدارة العمومية ‪ ،‬ألنه ال يجمل الجمع بين هذه المخاطر‬ ‫على مستوى واحد‪ ،‬كما حصل في «االستراتيجية» الوطنية لمحاربة الفساد‪،‬‬ ‫بحيث سوف يكون مطلوبا من اللجنة الوطنية تقريرا يتضمن نقاطا واضحة‬ ‫حول المشاريع التي ينبغي تجميعها واألولويات التي يلزم التقيد بها ‪ ،‬وذلك‬ ‫عند نهاية السنة الجارية‪.‬‬ ‫لننتظر إذا‪ ،‬نهاية السنة‪ ،‬لنرى خاتمة االستراتيجية العجيبة التي تمت‬ ‫المطالبة بمراجعتها وتعديلها قبل الشروع في «تنزيلها» ‪ .‬وقد تشكل لها‪،‬‬ ‫مستقبال‪ ،‬لجان قطاعية للبرامج «األفقية» التي جاءت بصيغة الشعارات التي‬ ‫رفعتها‪ ،‬ومنذ زمن طويل‪ ،‬المنظمات األهلية‪ ،‬والسياسية والنقابية والمجتمعية‪،‬‬ ‫للمطالبة بمحاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله ومواصفاته‪ ،‬الفساد اإلداري‬ ‫والفساد المالي والفساد السياسي والفساد التنظيمي والفساد االقتصادي‪.‬‬ ‫للتذكير فقد تضمنت «اإلستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد» عشرة برامج‬ ‫تخص تحسين خدمة المواطن‪ ،‬واإلدارة االليكترونية‪ ،‬واألخالقيات‪ ،‬والشفافية‪،‬‬ ‫والوصول إلى المعلومة‪ ،‬والصفقات العمومية ‪ ،‬والرقابة‪ ،‬والمساءلة‪ ،‬وتقوية‬ ‫المتابعة والزجر‪ ،‬ونزاهة القطاع الخاص‪ ،‬والتواصل والتحسيس‪ ،‬والتربية‬ ‫حسب أربعة‪ ‬مجاالت‪ :‬تحول تنظيمي‪ ،‬وتحول تدبيري‪ ،‬ورقمي من خالل إدماج‬ ‫الثورة الرقمية في‪ ‬الثقافة اإلدارية‪ ،‬وتخليقي‪ ،‬وإعادة النظر في‪ ‬أسلوب تدبير‬ ‫الدولة للموارد البشرية‪.‬‬ ‫ووفق بيانات مؤكدة‪ ،‬فإن ملفات الفساد المحالة سنويا على المحاكم تقدر‬ ‫بحوالي سبعة آالف ‪ ،‬بينما تم اكتشاف‪ ،‬ما بين ‪ 2012‬و ‪ ،2016‬وجود ‪3000‬‬ ‫موظف شبح‪ ،‬تم التشطيب عليهم جميعا‪ ،‬في إطار «منهجية لضبط الموظفين‬ ‫المتغيبين بطرق غير قانونية»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫وفق مصادر إعالمية «عليمة»‪ ،‬فقد تكون الحكومة قد سحبت‬

‫مشــروع قانــون «التكوين المستمـر» من مجلــس‬ ‫المستشارين الذي كان يستعد للمصادقة عليه‪ ،‬ليعود‬ ‫من جديد إلى لجنة التعليم رغم أن هذه اللجنة سبق وأن‬ ‫صادقت عليه باألغلبية‪.‬‬ ‫الوزير «أمزازي» يكون قد التزم الصمت حين طلب منه‬ ‫اإلدالء برأيه في الموضوع ‪.‬‬ ‫القصة وما فيها أن الباطرونا التي تساهم بنسبة ‪1,6‬‬ ‫بالمائة من كتلة األج��ور في تمويل التكوين المستمر‬ ‫وإنعاش الشغل‪ ،‬بما يصل إلى ‪ 250‬مليار سنتيم‪ ،‬اعترضت‬ ‫على مشروع الحكومة اعتبارا إلى أنه ال يفيد المقاوالت‬ ‫الصغرى والمتوسطة بقدر ما يستفيد منه «الجباه الغالظ»‬ ‫ذات اإلمكانات المالية القوية‪.‬‬ ‫وكان قد حصل اتفاق بين الباطرونا والحكومة على‬ ‫مشروع قانون جديد صادقت عليه الحكومة سنة ‪2014‬‬ ‫ولكنه لم يحل على البرلمان واعتبر من «مركونات» أألمانة‬ ‫العامة‪.‬ـ لتفاجأ الباطرونا بمشروع جديد يعرض على مجلس‬ ‫المستشارين في فبراير ‪ ، 2018‬بصيغة جديدة‪ ،‬قيل إنه‬ ‫أعد على عجل‪ ،‬لضمان تمويالت أمريكية وأوروبية ‪.‬‬ ‫الباطرونا اعترضت وطالبت بإعادة المشروع إلى لجنة‬ ‫التعليم‪ ،‬وهددت بسحب دعمها لمشروع التكوين المستمر‬ ‫‪ ،‬أمام صمت الحكومة التي يبدو أنها في موقف ضعف أمام‬ ‫قوة «المرأة الحديدية»‪.‬‬ ‫فكيف ستنتهي المواجهة بين أصحاب المال وأصحاب‬ ‫الخطب؟‬ ‫باستســـالم الحكومــة كالمعتــاد‪ ،‬أمـــام «لوبــي»‬ ‫الباطرونا‪ ......‬ربما !!!‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ال زعامات «خالدة» للنقابات‬ ‫بعد اليوم !‬

‫الرميد وخطة العمل الوطنية يف‬ ‫جمال الدميقراطية وحقوق االن�سان‬

‫لقد صار صعبا على أي مسؤول أن «يتحدث» دون‬ ‫أن ينزعج أو أن يزعج اآلخرين‪ ،‬عن الديمقراطية وحقوق‬ ‫االنسان‪ ،‬بعد كل ما يكتب ويقرأ ويشاهد ويسمع عن‬ ‫الممارسات التي كنا نتمنى أن ال تحصل‪ ،‬وأن ال يحصل‬ ‫ما ترتب عنها من «تبعات» ال يمكن إال أن تحدث «آثارا‬ ‫جانبية» في نفوس المعنيين وأسرهم وأن تخلق نوعا من‬ ‫«التعاطف» االنساني‪ ،‬داخل المجتمع‪.‬‬ ‫وبين «يقين» بعض المسؤولين بأن الديمقراطية‬ ‫قائمة‪ ،‬وأن حقوق اإلنسان محترمة ومصونة‪ ،‬وأن كل‬ ‫أشكال التعذيب الممنهج‪ ،‬واالعتقال التعسفي أمور أصبحت‬ ‫من الماضي «البعيد»‪ ،‬وشك بعض المواطنين في توجه‬ ‫المسؤولين نحو الديمقراطية الحقة والعدالة االجتماعية‬ ‫وصون الحريات وحقوق اإلنسان‪ .....‬حاول مصطفى الرميد‬ ‫أن يقنع في تدخل بكلية الحقوق بالرباط‪ ،‬أن الخطة‬ ‫الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان تناولت‬ ‫جل الحقوق األساسية وأن المغرب صادق على مختلف‬ ‫االتفاقيات الدولية في مجال حوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وحتى يخفف م��ن وطء ه��ذا ال��ق��ول على مشاعر‬ ‫المستمعين إلى كالم‪ ،‬أردف قائال «إن المغرب ال يعيش‬ ‫في جحيم حقوقي وال في جنة حقوقية»‪ ،‬وأن المغرب‬ ‫«ليس السويد وال سويسرا» وأن المغرب «يوجد في مرحلة‬ ‫االنتقال الديمقراطي»وأن مؤسسات الدولة «ال تزال تتعلم‬ ‫الديمقراطية»‪ ...‬هذه االعترافات غنية عن كل تعليق!‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد كان الوزير الرميد صادقا جدا ومنطقيا‬ ‫جدا مع تفكيره‪ ،‬حين ادعى أن «المغاربة ليسوا بحاجة‬ ‫لتقارير دولية حتى يعرفوا الواقع الحقوقي في بالدهم» ( ! )‬ ‫‪......‬ومن هذا الواقع‪ ،‬أن «حق التظاهر مكفول»‪.......‬والبد‬ ‫أن الوزير استعرض في ذهنه شريط «المقاربات األمنية»‬ ‫التي شهدتها مناطق «الحراك» ليسارع إال االعتراف بوجود‬ ‫بعض «التجاوزات»» ‪ .‬فهل نفهم من كالم الوزير أن تلك‬ ‫«التجاوزات» ال تؤثر على الوضع الحقوقي بالمغرب؟‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الكلمة الف�صل للق�ضاء‬ ‫يف ق�ضية ال�صحايف بوع�شرين‬

‫‪ ‬‬

‫يبدو أن الوزير النقابي يتيم يسير في اتجاه إعداد‬ ‫مشروع خاص بالنقابات المهنية تلزم المترشح لرئاسة‬ ‫النقابات وعضوية هياكلها التنفيذية أن ال يكون قد‬ ‫«تجاوزه القطار» وأحيل على التقاعد‪ ،‬بل يجب أن تكون‬ ‫المدة التي تفصله على الوقوف في طوابير المتقاعدين‬ ‫طلبا للمعاش‪ ،‬أربع سنوات على األقل‪ ،‬بمعنى أن يكون ال‬ ‫زال موظفا أو عامال‪ ،‬أو مستخدما أو أجيرا ‪.....‬‬ ‫وال أظن أن الوزير يتيم كان يظن‪ ،‬لحظة‪ ،‬أن المركزيات‬ ‫النقابية سوف تتعامل إيجابا‪ ،‬مع هذا المشروع الذي يزيح‬ ‫«الخالديــن» عن كراسيهــم ومراكزهــم وامتيازاتهم‪،‬‬ ‫المعنوية‪ ،‬على األقل !‬ ‫ال‪ ،‬بل إن المركزيات المتمركزة في معظمها منذ‬ ‫االستقالل‪ ،‬اعتبرت‪ ،‬حسب مصادر إعالمية‪ ،‬أن الغاية من‬ ‫هذا المقترح‪ ،‬هو «التحكم الحكومي في النقابات» ومحاولة‬ ‫«إبعاد الشخصيات القيادية» !!! التي يجب أن تبقى‪ ،‬حسب‬ ‫هذا المنطق‪ ،‬قيادية ريادية إلى يوم يبعثون !!!‪.....‬‬ ‫إال أن نقابــة العثماني التي تفكــر بمنطـق شلـة‬ ‫«االستوزار» خرجت «ديريكت» في وجه معارضي مشروع‬ ‫يتيم الحكومي‪ ،‬الذي يهدف إلى «القطع مع مرحلة الزعامات‬ ‫الخالدة»‪.....‬‬ ‫نقابة العدالة والتنمية ساندت أيضا‪ ،‬وبقوة‪ ،‬الشطر‬ ‫الثاني من قانون يتيم‪ ،‬المتعلق بضرورة إخضاع تدبير‬

‫استغلت بعض المنابر اإلعالمية قضية الصحافي‬ ‫بوعشرين‪ ،‬للتشفي أو لتصفية حسابات شخصية مع مدير‬ ‫مؤسسة أخبار اليوم في مواجهة تهم ثقيلة بالتحرش‬ ‫واالغتصاب واالستغالل الجنسي لصحافيات بمؤسسته‬ ‫واالتجار بالبشر‪.‬‬ ‫وقد كنا في هذه الجريدة قد نشرنا الخبر بمجرد توقيف‬ ‫المعني باألمر ‪ ،‬إال أننا كتبنا أنه ما دام أن القضية توجد‬ ‫تحت أنظار القضاء‪ ،‬فال يحق ألي كان تأكيد أو نفي التهم‬ ‫عن المتهم ‪ ،‬وأن كل تعليق لن يتأتى بشكل سليم إال بعد‬ ‫صدور األحكام ‪ .‬ولعله الموقف المتزن الذي اتخذته النقابة‬ ‫الوطنية للصحافة‪ ،‬من قضية بوعشرين‪ ،‬وهو موقف سليم‪.‬‬ ‫وإال كيف يسمح زميل لنفسه بتأكيد وجود «دالئل‬ ‫قاطعة» و «حجج دامغة» تورط المتهم في ارتكاب «هذه‬ ‫الجرائم المشينة» والحال أن المحاكمة ال تزال في أطوارها‬ ‫األولى‪ .‬وكيف أمكنه «تقييم» المنسوب إلى بوعشرين‬ ‫والحال أن للقضاء وحده حق «تقييم» و «وصف» الجرائم‬ ‫المعروضة أمامه قبل أن ينطق بالحكم عند نهاية أطوار‬ ‫التقاضي وفق أصول المحاكمة العادلة ‪.‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫الموسيقى األندلسية تهب نسائمها بعروس الشمال‪ ،‬نغمات من‬ ‫الفردوس المفقود تحييها كل سنة جمعية نسائم األندلس لهواة الطرب‬ ‫األندلسي من خالل الملتقى التاسع لهواة الموسيقى األندلسية بطنجة‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫إنه الملتقى التاســع لهــواة الموسيقــى األندلسيــة بطنجة‪،‬‬ ‫إنه العرس السنوي الطربي األصيل‪ ،‬هذا المهرجان الذي أعلن عن‬ ‫برنامجه لهذه السنة‪ ،‬في ندوة صحفية تميّزت بحفاوة استقبـــال‬ ‫القائميــن على جمعية نسائم األندلس لهـواة الطـــرب األندلســي‪،‬‬ ‫ألسرة اإلعــالم المحلي‪ ،‬ندوة تخللتها شذرات موسيقية من إلقـاء‬ ‫الفنــان الطنجــي محمــد أعبـــود‪ ،‬هذه الندوة التي أعلنــت فيهـا‬ ‫تفاصيل الملتقى التاسع‪ ،‬مع طرح اقتراحات وفتح نقاشات عن دور‬ ‫هذه الجمعية في نشر الثقافــــة األندلسيــــة‬ ‫العــريقـــة‪ ،‬والحــفـــــاظ‬ ‫على الحـــس الطربي‪ ،‬مع‬ ‫التأكيــد على أن لإلعــالم‬ ‫دور مواز للتعريــف بكافـــة‬ ‫األنشطـــة التي تدور على‬ ‫مدار السنةـ‪ ،‬والتي يتم فيها‬ ‫استقـطـاب أروع األصـــوات‬ ‫الطربية األندلسية بالمغــرب‪،‬‬ ‫والتي يحضرها مولوعون من‬ ‫كافة أقطار البلد‪ ،‬لتزداد طنجة‬ ‫بهاء وجماال ولتنتعـش ثقافيــا‬ ‫وتنتعــــش فيـهــا السيــــاحــة‬ ‫ويزدهر فيها اإلقتصاد‪.‬‬ ‫األستاذ أحمد كنــون‪ ،‬رئيس‬ ‫الجمعيــــة‪ ،‬ثمّن الدور والجهود‬ ‫التي تبذلها وسائل اإلعـــالم في‬ ‫تغطية أنشة الجمعيــة‪ ،‬والتي‬ ‫كان لها أثر داعــم في نجاحهـــا‪،‬‬ ‫الفتا إلى أن اإلعالم يظل شريكا‬ ‫أساسيـا في مواكبة الفعاليات التي‬ ‫تقيمها‪ ،‬جهود محمودة تساعــد على الحفـاظ‬ ‫على هذا التراث الفني‪ ،‬خصوصا وأن الجمعية‬ ‫تهدف إلى النهوض بالموسيقى العريقة بين‬ ‫صفـوف الشبـاب عزفــا واستماعا وتكريما لعمالقة‬ ‫هذا الفن‪.‬‬ ‫«طنجة‪ ،‬جسور نحو العبور» هو شعار الدورة‬ ‫التاسعة لـ «أندلسيات طنجة» لهواة الموسيقى‬ ‫األندلسية‪ ،‬مهرجــان ينهل قواعـــده من مواويــل‬ ‫صنعت مجـد األندلس قبــل قرون عديــدة‪ ،‬عبر‬ ‫أصوات ساحرة تجعــل الولوعين يتذوقون نكهة‬ ‫التعابير الموسيقية والفنية والصنائع والطبوع‬ ‫التي تعكس العبقرية التي يتّسمون بها‪ ،‬حفاظا‬ ‫على هذا اللون الفني وضمانا الستمراريته لدى‬ ‫األجيال المتعاقبة‪.‬‬ ‫و سيعرف الملتقى التاسع لهواة الموسيقى األندلسية “أندلسيات طنجة”‪ ،‬والذي سينظم من ‪ 26‬إلى‬ ‫‪ 29‬أبريل ‪ ،2018‬مشاركة ثلة من رواد هذا الفن العريق‪ ،‬وسيشهد تكريم عميد الطرب الغرناطي‪ ،‬الشيخ‪،‬‬ ‫الحاج أحمد بيرو‪ ،‬وتوقيع « اإلحاطة في أنغام غرناطة»‪ ،‬هذا الكتــاب الجامع للفن الغرناطي‪ ،‬كتاب يتجاوز‬ ‫عدد صفحاته الـ ‪ ،600‬ويجمع بين دفتيه العشرات من األشعار واألزجــال والقصائد والموشحــات الموزعة‬ ‫على النوبات الخمسة عشر للطرب الغرناطي‪ ،‬الكتاب عند أهل هذا الفن والشغوفين به حدث فني كبير‪،‬‬ ‫وعند الحاج بيرو هو حلم حياة وقد تحقق‪.‬‬ ‫و تماشيا مع ثقافة اإلعتراف‪ ،‬ستواصل الجمعية إحياء ذكرى رحيل عميد الموسيقى األندلسية بالمغرب‪،‬‬ ‫الفقيد موالي أحمد الوكيلي‪ ،‬والذي قضى عشرية من عمره بمدينة طنجة‪ ،‬حيث تتلمذ على يده ثلة من‬ ‫الموسيقيين‪ ،‬وسيتم توقيع كتاب «المتن الشعري للطرب األندلسي» من إصـدار وتوقيــــع جمعية نسائم‬

‫األندلس‪ ،‬فضال عن عـــرض لكورال مكـــون من ‪ 500‬تلميذ وتلميذة‬ ‫من المؤسسات التعليميـة بجهـــة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة تـــم‬ ‫انتقاؤهم ضمن “قافلة اآللة” المنظمة خالل الدورات السابقة‪.‬‬ ‫وستحيـــي مجمـــوعــــة من أشهــر فرق الموسيقى األندلسية‬ ‫سهرات الملتقـى‪ ،‬مجموعة جوق المرحوم موالي أحمــد الوكيلي برآسة‬ ‫حاتم الوكيلي‪ ،‬مع مجموعة قدامــى جــــوق اإلذاعـــة الوطنيـــة‬ ‫للموسيقـــى األندلسيـة والتي‬ ‫كان يديــــرهــــا المرحـــوم‬ ‫مــوالي أحــــمـــد الوكيلـــــي‬ ‫بالربـــاط‪ ،‬فــرقــــة التـــدالوي‬ ‫للموسيــقــى اإلستعـــراضيــــة‬ ‫بمدينـــة صفــــرو‪ ،‬مجموعــة‬ ‫الطرب الغرناطي بالرباط‪ ،‬تحت‬ ‫إشـــراف أمين الدبي ومشاركة‬ ‫الفنانــة بهــاء الرندة وجمعيـــة‬ ‫النسيم للطرب الغرناطي بوجدة‪،‬‬ ‫احتفاء بالمكرم وفي إطار فعاليات‬ ‫وجدة عاصمة الثقافــــة العربية‬ ‫ل‪ ،2018‬مجموعــة إخـــوان الفن‬ ‫الموسيقية بفاس‪ ،‬تحـــت قيادة‬ ‫سفير الموسيقى الروحيــة الفنـــان‬ ‫مـروان حاجـــي‪ ،‬جـــوق جمعيــــة‬ ‫روافد موسيقيـــة بطنجة‪ ،‬تحـــت‬ ‫إشراف عمر المتيوي‪ ،‬جوق الراحل‬ ‫عبد الكريــم الرايس بفــاس‪ ،‬برآســـة المايسترو‬ ‫محمد أبريول ومشاركـــة الفنانين عبــد الفتاح‬ ‫بنيــس وعزيـــز العلمي‪ ،‬ليختتم الملتقـى بحفل‬ ‫اإلصبــاح األندلسي‪ ،‬المعــروف ب«النزاهة»‪ ،‬والذي‬ ‫سيحييه عمالق الفن العيســاوي بالمغـــرب‪ ،‬الحــاج‬ ‫سعيــد برادة‪.‬‬ ‫و لـم تغفــل جمعيـة نسائـم األندلــس عــن‬ ‫تنويــع فقـرات هذا الملتقـــــى‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫تنظيمها لدوري رياضــي بين المشـــاركيـــن فـــي‬ ‫المهرجـــان‪ ،‬سمـــي بـ «دوري مــــوالي أحمــد‬ ‫الوكيلي»‪ ،‬والذي ستجري أطواره بالقاعة المغطــاة‬ ‫للمدرســـة األمريكية بطنجة يـــوم السبـــت ‪28‬‬ ‫أبريل الجاري تحت شعار «الفن السليم في الجسم‬

‫السليم»‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن ذكرى ميالد صاحب السمو الملكي األمير موالي الحسن‪ ،‬ستكون لها نكهة‬ ‫خاصة هذه السنة‪ ،‬وحضور قوي بعروس الشمال‪ ،‬من خالل حفل موسيقي باذخ من توقيع «كورال الجهة»‪،‬‬ ‫الذي يضم ‪ 500‬مشاركة ومشارك من تلميذات وتالميذ المؤسسات التعليمية بطنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬أصيلة‪،‬‬ ‫العرائش‪ ،‬القصر الكبير‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬شفشاون‪ ،‬وأرض الشرفاء وزان‪ ،‬وذلك تحت إشراف مباشر من الجمعية‬ ‫وتأطير من األستاذين نبيل أقبيب وإسماعيل اإلدريسي وبمشاركة نخبة طنجة لآللة األندلسية‪.‬‬ ‫فهنيئا لكل أعضاء جمعية نسائم األندلس لهواة الطرب األندلسي بهذا التميز والعطاء الالمحدود‪،‬‬ ‫خدمة للفن األصيل ولروح الموسيقى األندلسية‪ ،‬وهنيئا لمدينة طنجة بهذا اإلشعاع والبهاء‪ ،‬وهذا النسيم‬ ‫األندلسي الساحر الذي يسري فيها كلما حل فصل الربيع وحل معه ربيع األندلس‪....‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫عين على الشمال ‪:‬‬

‫تحركات أمنية‬ ‫لمحاربة بيع «حلوى‬ ‫غضب بعد تحويل مساحة خضراء إلى محطة لسيارات الهلوسة» على أبواب‬ ‫األجرة بالناظور‬ ‫المدارس‬

‫أثار قرار تحويل مساحة خضراء في شارع ‪ 3‬مارس‪،‬‬ ‫الرابط بين أزغنغان ووسط مدينة الناظور‪ ،‬إلى محطة‬ ‫لسيارات األجرة غضب الرأي العام المحلي‪ ،‬إذ اعتبر‬ ‫نشطاء حقوقيون وجمعويون شروع الجرافات بشكل‬ ‫مفاجئ في تدمير جزء مهم من الحديقة إلعادة تعبيدها‬ ‫باإلسفلت واإلسمنت المسلح اعتداء غير مبرر في حق‬ ‫الساكنة والبيئة‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي التزم مسؤولو جماعة الناظور الصمت‬ ‫إزاء سبب األشغال التي يعرفها شارع ‪ 3‬مارس‪ ،‬أكدت مصادر‬ ‫أن األمر يتعلق بإعدام مساحة مهمة من المنطقة الخضراء‬ ‫التي تخترق وسط المدينة في إطار مشروع يروم إحداث‬ ‫محطة طرقية لسيارات األجرة الخاصة بخطوط أزغنغان بني‬ ‫انصار وفرخانة‪.‬‬ ‫ووفقا للتصور الهندسي للمشروع وبطاقته التقنية‪ ،‬فإن‬ ‫المحطة الجديدة ستستغرق مدة إنجازها ‪ 6‬أشهر بغالف مالي‬ ‫سيكلف حوالي ‪ 330‬مليون سنتيم‪ ،‬وستتكلف شركة العمران‬ ‫بعملية اإلنجاز بعد أن تم الشروع في األشغال األسبوع‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وقد نبه فرع الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان كال‬ ‫من رئيس جماعة الناظور‪ ،‬وعامل اإلقليم‪ ،‬إزاء هذا المشروع‪،‬‬ ‫وأخبرت الجمعية عامل اإلقليم ورئيس بلدية الناظور‪ ،‬في‬ ‫مراسلتين‪ ،‬بأن مشروع محطة «الطاكسيات» يتم إنجازه على‬

‫«الساحة العمومية (؟)حسب تصميم تهيئة مدينة الناظور‬ ‫المصادق عليه‪ ،‬وهي القطعة األرضية الموجودة فوقها‬ ‫منطقة خضراء قائمة منذ تدشين مشروع الخط السككي‬ ‫والنفق األرضي‪.‬‬ ‫وقالت الجمعية‪ ،‬موجهة خطابها لعامل اإلقليم ورئيس‬ ‫بلدية الناظور‪ ،‬إن المشروع «يعتبر مخالفة صريحة للقنانون‬ ‫واعتداء على حق ساكنة الناظور في الساحات العمومية‬ ‫والمناطق الخضراء‪ ،‬التي بدل أن يجرى االعتناء بها وتوسيعها‪،‬‬ ‫يتم عبر هذا المشروع الملوث السطو على ما تبقى منها‬

‫بمباركة من مصالحهم المفروض فيها الحرص على احترام‬ ‫القانون»‪.‬‬ ‫وعبرت الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان عن استغرابها‬ ‫تبني هذا المشروع‪ ،‬مطالبة عامل اإلقليم ورئيس المجلس‬ ‫الجماعي باعتبارهما مسؤولين عن احترام وتطبيق مقتضيات‬ ‫تصميم التهيئة‪ ،‬بممارسة اختصاصاتهما ووقف األشغال‬ ‫بالمشروع المذكور‪ ،‬احتراما لحق السكان في التمتع بفضاءات‬ ‫عموميةجميلة‪.‬‬

‫رشيد بالمكي‬

‫تفاصيل مشروع ميزانية مبالغ في أرقامه تسير‬ ‫بالبرلماني خيي بطنجة نحو المحاسبة‬ ‫كشف مشروع ميزانية يعود إلى سنة ‪ ،2015‬مباشرة‬ ‫بعد حصول حزب العدالة والتنمية على األغلبية المطلقة‬ ‫بعدد من جماعات مدينة طنجة‪ ،‬تفاصيل مثيرة‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫أرقام وصفت بالمبالغ فيها‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر مطلعة‪ ،‬أن المعطيات التي توصلت‬ ‫بها الجهات المختصة لدى وزارة الداخلية‪ ،‬تسير بالبرلماني‬ ‫ورئيس مجلس مقاطعة بني مكادة محمد خيي‪ ،‬نحو‬ ‫المحاسبة حول صيغة هذه األرقام التي ورثها عن سلفه‬ ‫محمد الحمامي‪ ،‬عن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬مشيرة إلى أن‬ ‫المشروع الجديد للميزانية وصلت فيه نسبة الزيادة المالية‬ ‫إلى أرقام متفاوتة‪ ،‬ومن ضمن ذلك ما هم البنود المتعلقة‬ ‫بكراء آليات النقل‪ ،‬إذ إن المصاريف المصادق عليها عن سنة‬ ‫‪ 2015‬بلغت ‪ 400‬ألف درهم‪ ،‬فيما جرى للسنة الموالية‬ ‫‪ ،2016‬اقتراح مليون درهم‪ ،‬وهو األمر نفسه الذي عرفه بند‬ ‫التنشيط الثقافي والفني‪ ،‬والذي انتقل مجموعه من مليون‬

‫درهم إلى اقتراح ‪ 4‬ماليين درهم‪ ،‬في سابقة من نوعها‪ ،‬وهي‬ ‫البنود التي تعكف لجان الداخلية على تحليل أرقامها‪ ،‬نظرا‬ ‫لكون البرلماني خيي قام بما وصفته المصادر بالنفخ فيها إلى‬ ‫مستويات غير مسبوقة على مستوى المجالس المحلية‪ ،‬مما‬ ‫ينذر بجره للمحاسبة‪ ،‬خصوصا وأن قضاة الحسابات يستعدون‬ ‫للقيام بفحص أولي لمالية المجلس الذي يسيره‪.‬‬ ‫هذا وتظهر المعطيات نفسها أن البند الذي كان يتبرع‬ ‫به الحزب‪ ،‬والمتعلق بالتنقالت داخل وخارج المملكة‪ ،‬عرف‬ ‫بدوره زيادات كبيرة‪ ،‬من خالل االنتقال من ‪ 10‬ألف درهم‬ ‫كمصاريف مقبولة عن سنة ‪ ،2015‬إلى اقتراح ‪ 100‬ألف‬ ‫درهم للسنة الموالية‪ ،‬قبل أن يتم خفض الرقم المالي‬ ‫لحدوده القصوى‪ ،‬في محاولة الستمالة الرأي العام المحلي‬ ‫عاطفيا‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر أن العشوائية التي تسير بها مقاطعة‬ ‫بني مكادة جعلت المصالح المختصة تنتبه إلى هذه األرقام‬

‫المنفوخ فيها خالل السنة األولى من شروع البرلماني خيي في‬ ‫تسيير هذا المجلس‪ ،‬والذي كان يوجه هذه األموال لتغذية‬ ‫القواعد االنتخابية للحزب محليا‪ ،‬استعدادا للمحطات االنتخابية‬ ‫المقبلة‪ ،‬فضال عن أن بنود مصاريف اإلقامة واإلطعام‬ ‫واالستقبال عرفت في مشروع الميزانية نفسه اقتراح ‪500‬‬ ‫ألف درهم‪ ،‬بعدما كانت المصاريف المقبولة في حدود ‪200‬‬ ‫ألف درهم‪ ،‬وهو األمر الذي طرحت معه عدة تساؤالت حول‬ ‫المبلغ الذي تم صرفه على وفد من الدار البيضاء في إطار ما‬ ‫يسميه المجلس تبادل الخبرات بين الجماعات‪ ،‬والذي حجزت‬ ‫له غرف في أفخم الفنادق بعاصمة البوغاز‪ ،‬حيث التهم‪ ،‬وفق‬ ‫بعض التقديرات المالية‪ ،‬نحو ‪ 40‬مليون سنتيم‪ ،‬في سابقة‬ ‫من نوعها‪ ،‬وهو الوفد الذي جرى التستر عليه إعالميا من قبل‬ ‫مجلسالمقاطعة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫البناء العشوائي يهدد بعزل رؤساء ومسؤولين بالشمال‬ ‫علمت «األخبار» من مصادرها‪ ،‬أن البناء العشوائي الذي‬ ‫انتشر بشكل مهول بإقليمي تطوان والمضيق ـ الفنيدق‪،‬‬ ‫أصبح يهدد رؤساء جماعات ومسؤولين إداريين بالعزل‪،‬‬ ‫وذلك بسبب الخروقات والتجاوزات المتعلقة بالتجزيء السري‬ ‫والتوقيع على الشهادات اإلدارية‪ ،‬ورخص البناء االنفرادية‬ ‫التي تتعارض مع قوانين التعمير المعمول بها وتصاميم‬ ‫التهيئة المصادق عليها من طرف العديد من المصالح‬ ‫المختصة‪ .‬وتضيف المصادر نفسها‪ ،‬أن لجان التفتيش‬ ‫التابعة لوزارة الداخلية تتعقب‪ ،‬خالل هذه األيام‪ ،‬الخروقات‬ ‫والتجاوزات التي تهم مجال التعمير بالجماعات الحضرية‬ ‫بمدن الشمال‪ ،‬خاصة وأن جماعات من قبيل أزال ومرتيل‬ ‫وتطوان‪ ،‬والمضيق وواد لو‪ ،‬ينتشر فيها البناء العشوائي‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬ما يساهم في ظهور أحياء هامشية ال تتوفر‬ ‫على البنية التحتية والحد األدنى من شروط السكن الالئق‪،‬‬ ‫فضال عن تحولها إلى بؤر لإلجرام والمخدرات ومشتل لكافة‬ ‫الظواهر المشينة‪ .‬واستنادا إلى المصادر ذاتها‪ ،‬فإن اللوبيات‬ ‫المستفيدة من انتشار البناء العشوائي تقوم بربط عالقات‬ ‫خفية مع العديد من السياسين والمسؤولين لتسهيل القيام‬ ‫بأنشطتها غير القانونية‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة باالعتداء‬ ‫على الملك الغابوي وبيع قطع أرضية بواسطة عقود عرفية‪،‬‬ ‫ناهيك عن فوضى اإلجراءات وصعوبة إثبات ملكية المنزل‬ ‫العشوائي عند الفراغ من بنائه‪ ،‬وعلى الرغم من قيام‬ ‫السلطات المحلية المسؤولة بتضييق الخناق على لوبيات‬

‫البناء العشوائي‪ ،‬بتعليمات من مصالح وزارة الداخلية‪ ،‬إال أن‬ ‫االستغالل السياسي للظاهرة من طرف المجالس الجماعية‬ ‫لتوسيع القواد االنتخابية‪ ،‬يساهم في إفشال كافة المبادرات‬ ‫الرامية إلى الحد من الفوضى والعشوائية‪ ،‬واستنزاف المال‬

‫العام في برامج إعادة الهيكلة التي ال يمكنها أن تحل محل‬ ‫احترام تصاميم التهيئة وتشييد المرافق العمومية والبنية‬ ‫التحتية التي تجنب كوارث الفياضانات والحرائق وغيرها‬ ‫من المشاكل المستعصية‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مطلع‪ ،‬فإن البناء العشوائي ارتبط لمدة‬ ‫طويلة بالفساد والرشوة‪ ،‬والزبونية والمحسوبية‪ ،‬ولم يكن‬ ‫في يوم من األيام لصالح الفقراء والمستضعفين‪ ،‬الذين يجب‬ ‫على حكومة سعد الدين العثماني االهتمام بهم وتسهيل‬ ‫المساطر القانونية أمامهم‪ ،‬ومساعدتهم ودعمهم لتحقيق‬ ‫حلم السكن الالئق كحق دستوري‪ ،‬فضال عن تجنب العشوائية‬ ‫القاتلة التي تشوه المنظر العام وتؤثر بشكل سلبي على كل‬ ‫المشاريع السياحية الضخمة والقطاعات المهيكلة‪.‬‬ ‫ويضيف المصدر نفسه‪ ،‬أن معضلة البناء العشوائي‬ ‫بمدن الشمال ساهمت في ظهور أحياء هامشية تغرق‬ ‫في المشاكل االجتماعية والتطرف الديني واإلدمان على‬ ‫المخدرات وارتفاع نسبة الهدر المدرسي‪ ...‬لذلك وجب ربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة ومعاقبة كل من يثبت تورطه في‬ ‫التشجيع على العشوائية القاتلة وارتكاب خروقات قانونية في‬ ‫ميدانالتعمير‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫استطاع رجال الجمارك بالميناء المتوسطي بالقصر‬ ‫الصغير عمالة الفحص أنجرة جهة طنجة‪ ،‬إحباط عملية‬ ‫تهريب لكمية من األقراص المهلوسة المعروفة‬ ‫ب»اإلكستازي» أو «عقــار النشوة»‪ ،‬وقد بلغ عددها‬ ‫حوالي ‪ 241‬ألف و‪ 320‬قرصا بهدف الترويج لها أمام‬ ‫أبواب المؤسسات التعليمية‪ ،‬حيث يكون اإلقبال عليها م‬ ‫طرف الشباب بصفة خاصة‪ ،‬والتالميذ والتلميذات بصفة‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫وعرفت بعض المناطق الشمالية‪ ،‬انتشارا كبيرا‬ ‫لمثل هذا النوع من العقاقير التي يصفها مستعملوها‬ ‫ب»حبوب السعادة والحب»‪ ،‬ورغم اختـــالف األنواع‬ ‫واألسماء‪ ،‬إال أن النتيجة واحدة من ناحية تخدير وتغير‬ ‫اإلنسان عن طبيعته وجعله يقوم بأفعال إجرامية‬ ‫بدوافع خارجة عن إرادته‪ ،‬من أعمال السرقة واالعتداء‬ ‫على الفتيات وغيرها من األعمال التي تعرفها المدن‬ ‫الشمالية‪.‬‬ ‫وسبق لوالية أمن تطوان‪ ،‬أن قامت بحمالت‬ ‫تمشيطية موسعة في األيام الماضية‪ ،‬أشرف عيلها‬ ‫والي أمن تطوان شخصيا‪ ،‬حيث واكب العملية األمنية‬ ‫التي استفادت منها مجموعة من األحياء الشعبية التي‬ ‫تعد أوكارا لتجار هذه العقاقير المهلوسة‪ ،‬وقد أسفرت‬ ‫هذه العملية على عدة اعتقاالت تركت ارتياحا في‬ ‫نفوس الساكنة‪ ،‬غير أن األمر يختلف في مدينة طنجة‪،‬‬ ‫حيث ال زالت معظم المؤسسات التعليمية تعاني من‬ ‫تفشي ظاهرة بيع هذه العقاقير التي تشبه في شكلها‬ ‫«الحلوى» ويصل ثمن الحبة الواحدة ‪ 10‬دراهم‪ ،‬وهي‬ ‫ذات تأثير فعال ومهلوس‪ ،‬وامتدت من المؤسسات‬ ‫التعليمية إلى داخل األحياء الشعبية بمدينة البوغاز‪.‬‬

‫زهير البوحاطي‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫‪ 10‬سنــ��وات‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫السن��وات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعج��ز عنه أسرته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إل��ى المحسنين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مساعدته��ا‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪937‬‬

‫إقتصاد‬ ‫ارتفاع العجز التجاري بالمغرب حسب مؤشرات مكتب الصرف‬ ‫تفاقم العجز في الميزان التجاري بالمغرب‪ ،‬وفق بيانات مكتب الصرف‪ ،‬بنسبة ‪ 4,1‬في المائة‬ ‫متم يناير ‪ ،2018‬حيث ارتفع إلى ‪ 15,476‬مليار درهم‪ ،‬مقابل أزيد من ‪ 14,869‬مليار درهم‬ ‫قبل سنة‪.‬‬ ‫وحسب بيان المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية بالنسبة لشهر يناير‪ ،‬فإن الواردات بلغت‬ ‫‪ 35,854‬مليار درهم‪ ،‬بارتفاع قدره ‪ 3,6‬في المائة‪ ،‬في حين ارتفعت الصادرات بنسبة ‪ 3,2‬في‬ ‫المائة لتناهز ‪ 20,378‬مليار درهم‪ ،‬مضيفا أن نسبة تغطية الصادرات للواردات سجلت تراجعا‬ ‫طفيفا من ‪ 57‬في المائة سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 56,8‬في المائة في يناير ‪.2018‬‬ ‫ويعزى ارتفاع الواردات إلى عدة عوامل منها زيادة فاتورة المنتجات الغذائية بـ ‪ 31,8‬بالمائة‬ ‫والطاقية بنسبة ‪ 7‬في المائة‪ ،‬فيما انخفضت قيمة المنتجات الخام بنسبة ‪ 2,9‬في المائة‪ ،‬حسب‬ ‫نفس المصدر‪.‬‬ ‫وأبرز مكتب الصرف أن تطور الصادرات مرده أساسا ارتفاع مبيعات جميع القطاعات تقريبا‪،‬‬ ‫وال سيما قطاع الطيران (زائد ‪ 14,8‬في المائة)‪ ،‬والفوسفاط ومشتقاته (زائد ‪ 13,9‬في المائة)‪،‬‬ ‫والسيارات (‪ 8,5‬في المائة)‪ ،‬وصناعة األدوية (‪ 3,1‬في المائة) والنسيج والجلد (زائد ‪ 1,3‬في‬ ‫المائة)‪.‬‬ ‫وكان مكتب الصرف قد سجل عجزا في المبادالت التجارية المغربية ‪ ،‬خالل السنة الماضية‪،‬‬ ‫بنسبة ‪ 2,6‬في المئة إلى ‪ 189,8‬مليار درهم ‪ ،‬مقابل ‪ 185‬مليار درهم سنة ‪ ،2016‬حيث بلغت‬ ‫الواردات ‪ 434,7‬ملياردرهم ‪ ،‬بارتفاع بنسبة ‪ 6,3‬في المائة‪ ،‬في حين سجلت الصادرات تزايدا‬ ‫من ‪ 9,3‬في المئة إلى ‪ 244,9‬مليار درهم‪ .‬بحيث أن نسبة تغطية الواردات بالصادرات انتقلت‬ ‫من جهتها‪ ،‬من ‪ 54,8‬إلى ‪ 56,3‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب أن تزايد الواردات راجع باألساس إلى ارتفاع فاتورة المواد الطاقية بنسبة‬ ‫‪ 27,3‬في المئة‪ ،‬و المواد الخام بنسبة ‪ 15,2‬في المئة‪ ،‬والمنتوجات االستهالكية بنسبة ‪5,1‬‬ ‫في المئة‪ ،‬واألثاث بنسبة ‪ 1,8‬في المئة‪ ،‬وأنصاف المنتوجات بنسبة ‪ 3,8‬في المئة‪ ،‬فيما سجلت‬ ‫المنتوجات الغذائية انخفاضا بنسبة ‪ 4,7‬في المئة‪.‬‬ ‫وفي ما يخص تطور الصادرات‪ ،‬فهي تعزى أساسا إلى ارتفاع البيوع في جل القطاعات‪،‬‬ ‫خاصة منها صناعات الطيران (‪ +18,4‬في المئة)‪ ،‬والفوسفاط ومشتقاته (‪ +11,1‬في المئة)‪،‬‬ ‫واإللكترونيك (‪ +8,5‬في المئة)‪ ،‬والفالحة والصناعات الغذائية (‪ +7,6‬في المئة)‪ ،‬والسيارات‬ ‫(‪ +7,1‬في المئة)‪ ،‬والنسيج والجلد (‪ +5,9‬في المئة)‪ ،‬وصناعة األدوية (‪ +5,7‬في المئة)‪ ،‬حسب‬ ‫مكتب الصرف‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫العقار بالمغرب يثير اهتمام شركات أوروبية وعربية‬ ‫اعتبر عدد من المشاركين األوروبيين والعرب المشاركين في معرض البناء واإلنشاءات‬ ‫الذي أقيم مؤخرا بالدار البيضاء‪ ،‬أن االنتعاش النسبي الذي حققه قطاع العقار بالمغرب أثار‬ ‫االهتمام العديد من الشركات العربية واألوروبية والتركية بسوق العقار المغربية التي تحظى‬ ‫بدعم كبير من الدولة المغربية ما جعلها تحقق نموا قويا وتجذب العديد من المستثمرين‬ ‫األجانب خاصة في مجال اإلنشاءات المالئمة للبيئة‪.‬‬ ‫وقد شكل لقاء ال��دار البيضاء فرصة هامة للتواصل بين المهندسين المعماريين‬ ‫والمهندسين ومديري المشاريع والمقاولين وأصحاب المصالح األخرى المرتبطة بالقطاع‪،‬‬ ‫يُسهمون جميعا في دعم صناعة البناء المغربية‪.‬‬ ‫الذين‬ ‫ِ‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫فضالت الدواجن في تغذية المواشي وتعفن أضحيات العيد‬ ‫أي صلة؟‬ ‫عاد الحديث عن تسويق فضالت الدواجن كسماد لتغذية وتسمين أضحيات العيد‪ ،‬بعد‬ ‫الفضائح التي شهدها المغرب بسبب التعفن السريع ألضحيات العيد‪ ،‬السنة الماضية‪ ،‬والتي‬ ‫قللت مصالح الوزارة المعنية ومكاتب السالمة من أهميتها بالرغم من أنها شكلت كارثة‬ ‫حقيقية للعديد من األسر‪ ،‬حيث عقد الوزير أخنوش لقاء مع ممثلي فيدرالية مهن قطاع‬ ‫الدواجن‪ ،‬وتقرر إطالق حملة تحسيس واسعة لفائدة مربي المواشي لتشجيعهم على االنخراط‬ ‫في هذه العملية‪.‬‬ ‫هذا االجتماع خصص باألساس لدراسة قضايا تهم مربي الدواجن ‪ ،‬من حيث المذابح‬ ‫و”الرياشات” والنقل والتأطير التقني والصحي ‪ ،‬وتصنيف المزارع والضرا‪ ،‬واسترجاع الضريبة‬ ‫على القيمة المضافة ‪ ،‬والتأمين على المخاطر الصحية للدواجن ‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن تبتهج وزارة القطاع بوصول أهداف برنامج قطاع الدواجن إلى مستويات‬ ‫عالية ‪ ،‬بينما لم يتعرض بيان وزارة أخنوش إلى أي إجراءات يمكن أن تتخذ في حق المضاربين‬ ‫بصحة المغاربة باعتمادهم على فضالت الدواجن لتسمين ماشيتهم على مقربة من “العيد‬ ‫الكبير” !‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫دراسة‪ :‬االقتصاد الغير مهيكل بالمغرب‬ ‫لعلها المرة األولى التي توضع أمام الرأي العام دراسة مفصلة حول” االقتصاد الغير مهيكل‬ ‫وتأثيره على تنافسية المقاوالت”‪ ،‬أنجزها االتحاد العام لمقاوالت المغرب وضمنها “مقترحات‬ ‫تدابير إلدماج هذا االقتصاد “الحر” ! الذي يمثل أكثر من ‪ 20‬في المائة من الناتج الداخلي‬

‫الخام‪ ،‬دون احتساب قطاع الفالحة و ‪ 10‬بالمائة من واردات القطاع المهيكل األمر الذي يؤثر‬ ‫بشكل متفاوت‪ ،‬على مختلف القطاعات االقتصادية‪.‬‬ ‫رئيسة االتحاد العام للمقاوالت‪ ،‬المنتهية واليتها‪ ،‬أوضحت في معرض تقديمها لهذه‬ ‫الدراسة التي أنجزت سنة ‪ ،2014‬أن ‪ 54‬في المائة من حصة االقتصاد غير المهيكل موجودة‬ ‫بقطاع النسيج واأللبسة‪ ،‬و‪ 32‬في المائة (نقل البضائع عبر الطرق)‪ ،‬و‪ 31‬في المائة (البناء‬ ‫واألشغال العمومية)‪ ،‬و‪ 26‬في المائة (الصناعة الغذائية والتبغ)‪ ،‬باستثناء قطاع الفالحة‪ .‬وحسب‬ ‫نفس الدراسة فإن االقتصاد غير المهيكل يوفر ‪ 2.4‬مليون فرصة عمل ‪ ،‬ويبقى بذلك مزودا‬ ‫كبيرا لسوق الشغل‬ ‫وعلى مستوى تأثيرات االقتصاد غير المهيكل‪ ،‬فإنه يؤدي إلى خصاص في العائدات‬ ‫بالنسبة إلى الدولة (خصاص في مداخيل الضرائب‪ ،‬وفي االشتراكات االجتماعية)‪ ،‬كما يؤدي‬ ‫إلى خصاص في عائدات المقاوالت المغربية (فارق كبير في التنافسية والسعر من خالل عدم‬ ‫دفع الضرائب والرسوم‪ ،‬بما في ذلك الضريبة على القيمة المضافة)‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمستهلك‪ ،‬فإن هذا االقتصاد يتمثل في عدم احترام العديد من قواعد السالمة‬ ‫األساسية (سالسل التبريد‪ ،‬شروط سالمة األغذية)‪ ،‬عالوة على تأثيره على جودة العمل‪ ،‬حيث‬ ‫تسود الهشاشة وعدم االستقرار‪ ،‬ونقص االمتيازات االجتماعية‪ ،‬وضعف متوسط األجور‪.‬‬ ‫والدراسة قدمت مقترحات “أولية” لمواكبة هذا القطاع ‪ ،‬حددتها في تعزيز جاذبية القطاع‬ ‫المهيكل من خالل تقليص الفجوة التنافسية الضريبية بين القطاعين المهيكل وغير المهيكل‬ ‫(خفض الضريبة على العمل وعلى أدوات اإلنتاج)‪ ،‬وتبسيط الضريبة على القيمة المضافة‪،‬‬ ‫وزيادة الرسوم الجمركية على استيراد بعض المنتجات‪ ،‬ومواكبة إدماج وحدات اإلنتاج غير‬ ‫المهيكل في االقتصاد المهيكل‪ ،‬وذلك من خالل وضع إطار تنظيمي محفز لوحدات اإلنتاج غير‬ ‫المهيكلة‪ ،‬مع مواكبة تحول وحدات اإلنتاج غير المهيكلة للمرور إلى القطاع المهيكل من خالل‬ ‫دعم ولوجها إلى األسواق وبناء قدراتها‪.‬‬ ‫واقترحت الدراسة أيضا تجفيف منابع التهريب عبر تهيئة الظروف لنقل العاملين في‬ ‫التهريب إلى العمل المنتج بالقطاع المهيكل‪ ،‬وتعزيز المراقبة على جميع جبهات التهريب‪،‬‬ ‫فضال عن تحسيس المستهلكين بأضرار االقتصاد غير المهيكل ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الدراسة‪ ،‬أوكلت مهمة إنجازها للمكتب االستشاري “روالند‬ ‫بيرجير”‪ ،‬األلماني األوروبي الذي تأسس سنة ‪ 1967‬والذي يشغل ‪ 2400‬موظف وخبير في‬ ‫مكاتبه الموجودة في ‪ 34‬بلدا‪ ،‬شملت الفدراليات المهنية وأرباب العمل‪ ،‬وممثلي السلطات‬ ‫العمومية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫بنك المغرب يطلق خدمة خاصة بالشيكات بدون رصيد قبل‬ ‫نهاية السنة الجارية‬ ‫أعلن بنك المغرب ‪ ،‬األسبوع الفارط‪ ،‬عن إطالق مصلحة مركزية ضد الشيكات غير السليمة‪،‬‬ ‫قبل نهاية السنة الجارية‪ ،‬بغاية تعزيز مصداقية الشيكات البنكية والحد من مخاطر الشيكات‬ ‫غير المدفوعة‪.‬‬ ‫وسوف ستتكفل بتدبير هذه المصلحة مؤسسة (كريدي انفو شيكس) بموجب اتفاقية تدبير‬ ‫مفوض تم توقيعها مؤخرا ‪ ،‬بناء على طلب إلبداء االهتمام‪ ،‬ستعزز المنظومة الحالية للوقاية‬ ‫من الشيكات غير المؤداة ومكافحتها‪.،‬‬ ‫وأفاد المصدر ذاته أن المعطيات الرئيسية التي تتولى هذه المصلحة تجميعها‪ ،‬تتجلى‬ ‫في الحسابات المقفلة‪ ،‬والبيانات البنكية لألشخاص الصادر في حقهم منع بنكي أو قضائي‪،‬‬ ‫واالعتراضات على الشيكات‪ ،‬والشيكات غير الصحيحة‪ .‬كما أن هذه المؤسسة ستمكن‬ ‫المقاوالت المنخرطة من االطالع على هذه المعلومات بمجرد قراءة الخط المشفر الموجود في‬ ‫أسفل الشيك أو إدخال البيانات البنكية الخاصة بصاحب الشيك‪.‬‬ ‫إضافة لذلك فإن الجانب المفوض له سيتولى الترويج للخدمات التي يقدمها لدى المقاوالت‬ ‫في جميع أرجاء البالد‪ ،‬وسيعمل على تطوير خدمات إضافية مثل حجز الرصيد عبر األنترنيت‬ ‫والتنقيط‪.‬وستتيح هذه الخدمة للمقاوالت المنخرطة فيها التأكد مباشرة من صحة الشيكات‬ ‫التي تتسلمها‪ ،‬وذلك قبل قبولها‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مزوار مرشح لخالفة مريم بنصالح على رأس الباطرونا‬ ‫قدم صالح الدين مزوار‪ ،‬الوزير السابق ورئيس حزب األحرار السابق ترشحه ‪ ،‬الخميس‬ ‫الماضي‪ ،‬لرئاسة االتحاد العام لمقاوالت المغرب‪ ،‬خلفا للسيدة مريم بن صالح المنتهية واليتها‪.‬‬ ‫وكان المجلس اإلداري لالتحاد قد صادق على القرارات المتعلقة بانتخابات الرئيس الجديد‬ ‫لالتحاد خالل اجتماعه األخير بمدينة الرشيدية‪.‬‬ ‫ومن المرتقب أن ينافس مزوار على رئاسة االتحاد مترشحون آخرون يبقى األقوى منهم‬ ‫حكيم المراكشي رئيس اللجنة الدولية لالتحاد‪.‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫تاريخ الحق والحقوق منذ القديم‪،‬‬ ‫وفي العصر الحديث إلى أين؟!‬ ‫بقلم‪ :‬الإعالمي واحلقوقي عبد القادر �أحمد بن قدور‬

‫قبل البداية ال بد أن أذكر تهنئتي الحارة والخالصة إلى سمو العاهل المغربي‪ ،‬والسدة العالية باهلل جاللة الملك المفدى محمد السادس أعز اهلل‬ ‫أمره وخلد في الصالحات ذكره القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة‪ ،‬للقوات المسلحة الملكية بمناسبة نجاح العملية الجراحية وتماثل جاللته‬ ‫للشفاء‪ ،‬وهذا يغمر قلوبنا ونفوسنا جميعا بالسرور والفرحة والبشرة العارمة‪ ،‬ونتمنى لكم يا جاللة الملك الهمام موفور الصحة والعافية وطول‬ ‫العمر‪ ،‬ودمتم في حفظ اهلل ورعايته‪.‬‬ ‫وأشير بأن سكان مدينة القصر الكبير و منذ سنوات عديدة كما أسمع وأرى أنهم يتطلعون بفارغ الصبر زيارتكم الميمونة والغالية والمرتقبة‬ ‫إليها قصد التملي بطلعتكم العالية باهلل‪ ،‬ولتنجزوا مشاريع ومنشآت عديدة بها في حاجة ماسة إليها كالمنطقة الصناعية التي وعدت الدولة القيام‬ ‫بها منذ مدة طويلة‪ ،‬وكذلك القيام بإنشاء معامل تحويلية للفالحة بها وغير ذلك من منجزاتكم ومشاريعكم العظيمة التي يتمناها الجميع هنا‪،‬‬ ‫وللمدن األخرى المهمشــة التي ترعونها بالود والعطف المولوي السامي المعـروف عليكـم لدى الشعب المغربي كله بشبابه وشاباته وشيوخه‬ ‫ونسائه ورجاالته األفذاد‪ ،‬ألنكم يا موالي تعملون دائما على نشر السلم واإلخاء واالحترام المتبادل‪ ،‬الذي هو أساس العالقات الدولية‪ ،‬وقد صغتم‬ ‫دوما منهجية الحوار في استخالص المواقف وتتميز كافة مبادراتكم العديدة منها مدونة األسرة‪ ،‬وإقرار وثيقة المصالحة وجبر األضرار وطي ملف‬ ‫االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان التي سمعنا مؤخرا من عدة جهات أنكم يا موالي قريبا ستمنحون للمعتقلين السابقين والضحايا المذكورين‬ ‫جبر الضرر المادي والمعنوي‪ ،‬ونلتمس ونستعطف من جاللتكم الموقرة والسامية والعالية باهلل بكل ممنونية واحترام وتقدير كبير لجاللتكم أن‬ ‫تأمروا المسؤولين المعنيين باألمر للقيام بالتعجيل بهذا وتنفيذ التعويضات الالزمة لنا جميعا نحن ضحايا سنوات الرصاص والجمر المتقــد بوطننــا‬ ‫العزيز والغالي ـ ألن جلنا قد تعرضوا ألضرار جسيمة وأصيبوا بأمراض عديدة بسبب التعذيب والقساوة واالضطهاد الذي تعرضوا له في األقبية‬ ‫والمعتقالت والسجون في تلك الفترة وال زالوا يعانون من ذلك إلى اآلن ـ في بلدنا هذا الذي نعمل ونضحي بالغالي والنفيس من أجل بنائه على أسس‬ ‫متينة من التقدم والرقي تحت رعايتكم ومع كل الوطنيين األحرار والخلص وغير ذلك يا جاللة الملك المفدى والمحبوب والعالي باهلل‪.‬‬ ‫والمقالة المذكورة كالتالي‪:‬‬

‫ـ مفهوم الحق يختلف من مجتمع إلى مجتمع‬ ‫إنساني آخر‪ ،‬وحسب كيانه‪ ،‬ووضع الفرد في بنائه‬ ‫االقتصادي واالجتماعي والبناء الذي يعيش فيه‪...‬‬ ‫في المجتمـع البدائــي‪ ،‬حيث لم تكن تعرف‬ ‫الملكية الخاصة‪ ،‬كان كل األشخاص يعيشون في‬ ‫وضع بالمساواة المطلقة بينهم باإلنتاج‪ ،‬وموحدين‬ ‫في العيش‪ ،‬وبما يحصلون عليه من ثمار اإلنتاجات‪،‬‬ ‫ولم يكن بينهم تناقض أبدا‪.‬‬ ‫ولذا لم يعرف بين تلك المجتمعات مفهوم‬ ‫االمتياز بينهم‪.‬‬ ‫وقد تغير المجتمع بطبقاته عندما تطورت قوة‬ ‫اإلنتاج‪...‬‬ ‫ثم بدأت فكرة الحق تتبلور باعتبارها امتيازا تتمتع‬ ‫بها فئة خاصة من المجتمع‪ ،‬ألنها تقبض على وسائل‬ ‫الثروة واإلنتاج‪ ،‬واآلخرون يلتزمون باحترامه والخضوع‬ ‫له‪.‬‬ ‫ففي مجتمع العبودية كان انقسام‬ ‫الناس إلى أحرار وعبيد‪ ،‬فكان األحرار‬ ‫هم الذين يتمتعون وحدهم بحق‬ ‫الملكية وكذلك بالحقوق المدنية‬ ‫التي تحمي أرواحهم‪ ،‬وكذلك بالحقوق‬ ‫السياسية التي تجعلهــم يشاركـون‬ ‫في إدارة شؤون الجماعــة‪ ،‬مع العلم‬ ‫أن العبيد كانــوا مجردين من جميع‬ ‫الحقوق‪ ،‬بما في ذلك حق الحياة‪...‬‬ ‫وفي تلك العصور لم يكن سلب‬ ‫العبيد من الحقوق أمرا يستنكرونه‪ ،‬بل‬ ‫كان في نظر المفكرين آنذاك ضرورة‬ ‫أبدية‪...‬فالفيلسوف (أرسطو) في كتابه‬ ‫«السياسية» يثبت أنه من العدل والخير‬ ‫أن يملك إنسان ما غيره ويستعبده‪..‬‬ ‫وعمل على وضع تبرير فلسفي لذلك‬ ‫بقوله إن روح اإلنسان الحر تسيطر على‬ ‫جسده‪ ،‬بينما العبد يسيطر جسده على‬ ‫روحه‪ ،‬لذلك فمن الخير والعدل أن يخضع العبد لسيده‪،‬‬ ‫مثلما يخضع الجسد للروح‪.‬‬ ‫كما أن الفيلسوف الروماني (سينكا) ينظر إلى‬ ‫العبد كأنه أداة ال فرق بينه وبين الحيوان والجماد‪ ،‬إال‬ ‫أنها ال تنطق‪...‬‬ ‫وفي فتــرة المجتمع اإلقطاعي‪ ،‬كــان رجــال‬ ‫الكنيسة والطبقة التي تملك األرض‪ ،‬هم الذيـــن‬ ‫وحدهم يتمتعــون بالحقوق المدنية والسياسية‪،‬‬ ‫كما أن األقنان الذين كانــوا مرتبطيــن باألرض‪،‬‬ ‫ويخدمونها لصالح اإلقطاعيين كانوا ليس كالعبيد‪،‬‬ ‫ألنهم إلى حد ما تمتعوا بضمانات لحياتهم‪...‬‬ ‫ولكنهم كانوا ال يتمتعون بحق الملكية الخاصة‬ ‫لألرض‪ ،‬كما أنهم كانوا يخضعون خضوعا مباشرا‬ ‫وكامال من الناحية القانونية لإلقطاعيين‪.‬‬ ‫ولما وقعت الثورات البورجوازية‪ ،‬قامت شعارات‬ ‫جديدة بإسم الحرية واإلخاء والمساواة‪ ،‬كما نص‬ ‫إعالن حقـــوق اإلنســان سنـــة ‪ 1789‬في المادة‬ ‫الثانية على ما يلي‪« :‬هدف كل تشارك سياسي هو‬ ‫المحافظة على الحقوق الطبيعية لإلنسان والتي ال‬ ‫يمكن مسها»‪.‬‬ ‫غير أن كيفية تنفيذ تلك المبادئ بالوسائل التي‬ ‫اتبعت من طرف الطبقة البورجوازية كانت متسترة‬ ‫وراء تلك الشعارات المذكورة‪ ،‬وتظهر بوضوح كما قـال‬ ‫الفيلســوف (هارولدالسكــي) أن البورجوازيــة كانت‬

‫‪8‬‬

‫تقصد بحقوق اإلنسان‪ ،‬حقوق الذين يملكون وسائل‬ ‫اإلنتاج في المجتمعات‪...‬‬ ‫وقد أثبت تاريخ اإلنسانية في البلدان‪ ،‬أن الحق‬ ‫الذي تكفله هو حق أصحاب األموال لجني الربح‬ ‫المادي‪ ،‬ولو أدى هذا إلى خفض األجور‪ ،‬وسلب العمال‬ ‫لحرياتهم السياسية‪ ،‬كما العمل بالهبوط بالظروف‬ ‫العامة للصناعة‪ ،‬وإن كانت قد نصت على تلك المبادئ‬ ‫والشعارات في القوانين‪ ،‬إال أنها قد أخرقتها في واقع‬ ‫األمر‪ ،‬وكذلك كانت تعمد إلى إلغائها كل اإللغاء‪ ،‬إذا ما‬ ‫أصبح ذلك أمرا متطلبا الستمرار سيطرتها كما تريد‪...‬‬ ‫هـــذا‪ ،‬وإن األسـس التي قامــت عليها حقــوق‬ ‫اإلنسان الحديث في المرجعية الثقافية الغربية‪ ،‬هي‬ ‫إطالق حرية الفرد وصون حقوقه‪ ،‬واعتراف المجتمع‬ ‫الحديث بالفرد المدني‪ ،‬وحقوق اإلنسان المقدمتين‬ ‫األساسيتين للمجتمع المدني وللديمقراطية على‬

‫السواء‪ ،‬ألن هذا الفرد يمثل األساس للمجتمع المدني‬ ‫والدولة‪ ،‬وبقدر ما يكون حرا يكون المجتمع حرا‪،‬‬ ‫والدولة هي دولة الحرية‪ ،‬من هنا شكل هذا التأسيس‬ ‫لحقوق اإلنسان في الثقافة الغربية ثورة حقيقية على‬ ‫النظام الثقافــي والمعرفي األوربــي القديم‪ ،‬وكذلك‬ ‫فاإلعالن عن حقوق اإلنسان في الثقافة الغربية‪ ،‬كان‬ ‫من جهة نظرهم هاته إعالنا عالميا‪ ،‬ينادي بشرعية‬ ‫جديدة منافية للشرعية التي كانت سائدة في الثقافة‬ ‫العالمية (أي الشمولية)‪ ،‬فالحقوق هي عالمية أي للناس‬ ‫جميعا‪ ،‬ال فرق بين ذكر أو أنثى‪ ،‬وال بين أبيض و أسود‪،‬‬ ‫وال بين فقير وغني‪ ،‬إنما هي حقوق لإلنسان كإنسان‪،‬‬ ‫بقطع النظر عن أي شيء آخر‪ .‬وقد ميز فالسفة أوربا‬ ‫في القرن ‪ 18‬حقين اثنين أساسيين لإلنسان في‬ ‫الحياة‪ ،‬قد تتفرع عنهما جميع الحقوق األخرى‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫حق الحرية‪ ،‬وحق المساواة في نظر الكثير من علماء‬ ‫ومفكري العالم أجمع‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬كما أن األساس الذي قام عليه مفهوم‬ ‫حقوق اإلنسان عند المفكرين المعتزلة هو حرية إرادة‬ ‫اإلنسان في أفعاله‪ .‬حيث كانت قضية حرية اإلنسان‬ ‫في أفعاله هي المضمون الجوهري لمفهوم العدل‬ ‫المعتزلي‪ ،‬الذي يعني تقييد حدود القدرة اإللهية‬ ‫بحرية اختيار اإلنسان‪ ،‬وبهذا قدم لنا كبار المفكرين‬ ‫المعتزلة نماذج لمحاوالت مبكرة لتأصيل فكرة حقوق‬ ‫اإلنسان في الفكر العربي اإلسالمي منذ قيام وبعث‬ ‫النبي سيدنا محمد (صلعم) الرسالة المحمدية للناس‬

‫كافة‪ ،‬وقبل تاريخ الفكر الغربي‪...‬وإسهاماته في إبراز‬ ‫عالمية حقوق األنسان‪ ،‬خصوصا والمنطلق هو رفض‬ ‫الضدية بين الكونية والخصوصية في مجال حقوق‬ ‫اإلنسان‪...‬ألن اإلنسان سيد الطبيعة وهو مركز الكون‪،‬‬ ‫ومن مقاييس القيم‪ ،‬فقد ظلت قضية حقوق اإلنسان‬ ‫من أكثر القضايا منتشرة في العالم اليوم‪ ،‬وقد حققت‬ ‫عدة مكاسب على هذا الصعيد بوجود عدة مواثيق‬ ‫حقوقية دولية وعالمية أو في االتفاقيات التطبيقية‬ ‫بين الدول في العصر الحديث‪.‬‬ ‫لذا‪( ،‬فالتاريخ‪ ،‬بهذا المعنى هو كتاب مفتوح‬ ‫ال يمكن أن نطوي صفحاته دون أن نكون عرفنا ما‬ ‫جرى في الماضي وما علينا فعله في الحاضر‪ .‬وهذا‬ ‫ما يجعلنا نفهم عبارة عبد اهلل العروي في تعريفه‬ ‫للتاريخ‪ ،‬حيث قال إنه تاريخ البشر للبشر وبالبشر ـ‬ ‫وأشير خاصة للقيمة الكبيرة آلراء الدكتور الجليل‬ ‫معجب الزهراني مدير معهد العالم العربي بباريس‬ ‫ورئيسا لقسم الدراسات اإلنسانية‬ ‫بجامعة أهلية بالرياض وعميدا لكلية‬ ‫جديدة قيد اإلنشاء بنفس التسمية‪...‬‬ ‫الخ‪ ..‬فيما أكده وقاله عن القيمة‬ ‫الكبيرة آلراء وفكر النابغة الكبير النير‬ ‫بكتبه القيمة وعلمه الساطع وتأريخه‬ ‫المميز حينما ذكر (ولغة هذا المفكر ـ‬ ‫المؤرخ ـ األديب مختزلة كثيرا‪ ،‬شفافة‬ ‫جدا وأنيقة دائما وال تخلو أبدا من‬ ‫مولدات المتعة الذهنية التي تؤمنها‬ ‫صيغ المفارقات الخفيفة المرحة حينا‬ ‫والساخرة الصادمة معظم األحيان‪.‬‬ ‫ولعل الميزة الثالثة واألهم تكمن‬ ‫في أن هذا المفكر يحترم كثيرا قارئه‬ ‫المفترض ولذا فهو ال يستطرد ليعلم‬ ‫بقدر ما يوجز ليحاور ويترك عديد‬ ‫الفراغات لفطنة المتلقي خاصة عبر‬ ‫بعض التعبيرات البرقية المشعة‬ ‫التي ال يمكن ألحد أن ينساها ولقد‬ ‫استشهدت غير مرة بهذه التعبيرات الجميلة بالغيا‬ ‫الثرية دالليا في عديد الدراسات‪ ،‬بل ووضعت في‬ ‫مقدمة أحد كتبي تلك العبارة التي تؤكد أنه ال يوجد‬ ‫فكر في جهة ونقد في جهة‪ ،‬بل هناك اليوم فكر نقدي)‬ ‫من مقال بعنوان‪« :‬عن العروي» من الملحق الثقافي‬ ‫لجريدة «العلم» الغراء والصامدة ليوم الخميس‬ ‫‪ 2018/03/15‬العدد‪ 24093 :‬بالصفحة ‪ 12‬األخيرة‬ ‫من هذا الملحق ـ‬ ‫(أي إن اإلنسان هو الفاعل الحقيقي في التاريخ‪ ،‬هو‬ ‫من يصنعه وهو من يكتبه بمعنى أن اإلنسان هو من‬ ‫عليه أن يقرأ تاريخ بشر كانوا قبله‪ ،‬وتاريخ أمم وملوك‪،‬‬ ‫أو شعوب‪ ،‬بتعبير الطبري‪.‬‬ ‫فالتاريخ بشــري‪ ،‬وهو تاريــخ يستفيــد من دروسه‬ ‫البشر‪ ،‬والبشر هم من يعملون على إحداث االنعطافات‬ ‫في التاريخ)‪...‬الخ (‪.)1‬‬ ‫واإلسالم جاء لإلنسانية وللعالم أجمع‪ ،‬وقد كرم‬ ‫اهلل اإلنسان لقوله تعالى وتبارك كما ورد في القرآن‬ ‫الكريم‪( :‬إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا‬ ‫وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم)‪...‬الخ‬ ‫(سورة الحجرات اآلية ‪.)13‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ )1‬من ج «المساء» الصامدة الفتتاحيتها بعنوان‪:‬‬ ‫«ماال نتعلمه من التاريخ» للشاعر واألديب واإلعالمي الفذ‬ ‫«صالح بوسريف» العدد‪ 3539 :‬ليوم الخميس ‪2018/03/15‬‬ ‫ص‪.1‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫الثقافة العربية‬ ‫وتحديات النظام‬ ‫العالمي الجديد‬ ‫(الحلقة الثانية)‬ ‫في الحلقة الماضية ألمحنـــا بأن هناك‬ ‫أربع تحديات أو مخاطر تواجههـا الثقافــة‬ ‫العربية في ظل ما يسمـى بالنظام العالمي‬ ‫الجديد‪ ،‬وفي هذه الحلقــة سنحاول التطرق‬ ‫إلى الخطر األول وهو خطر التهميش‪ ،‬ونعني‬ ‫بذلك استبعاد الثقافات الوطنية من دائرة‬ ‫المشاركة العالمية‪،‬وذلك من خالل تحويلها‬ ‫إلى ثقافات محلية شعبية أو عامية‪.‬‬ ‫وينجم عن نفي الطابع أو البعد العالمي‬ ‫عن ثقافة ما أمران وهما؛ القضاء على طابعها‬ ‫المركزي وجعلها تابعة لغيرها ومعتمدة عليه‬ ‫في إعادة إنتاج أنساقها الرئيسية‪ .‬والثاني‬ ‫اختفاء أو إخفاء مشاركة هذه الثقافة أو تاريخ‬ ‫مشاركتها في الحضارة اإلنسانية‪ .‬والهدف‬ ‫من ذلك تقليص الفضاء الثقافي الذي تحتله‬ ‫في الحقل العالمي‪ ،‬وضرب إمكانياتها وتحويل‬ ‫هذه اإلمكانيات إلى المراكز الثقافية الكبرى‪.‬‬ ‫وبقدر ما يحرمها تقليص دائرة نفوذها من‬ ‫قوتها‪ ،‬يجعلها غير قادرة على احتالل مواقع‬ ‫الثقافة العليا والعالمية‪ ،‬ويحولها إلى نوع‬ ‫من الثقافة الثانوية التي ال تختلف كثيرا‬ ‫عن الثقافات الفرعية الالقومية التي تنمو‬ ‫في صلبها‪ ،‬وال يمكن لهذا التراجع وفقدان‬ ‫السيادة إال أن يفتح في وجهها منافسة هذه‬ ‫الثقافات الجزئية النائمة‪ ،‬وبالتالي تحويل‬ ‫الخصوصيات الجهوية أو الدينية أو القومية‬ ‫إلى ثقافات قائمة بذاتها ومتميزة إن لم تكن‬ ‫متناقض مع الثقافة األم‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬ ‫نستطيع أن نفسر التركيز في أوساط اإلعالم‬ ‫والباحثين في شؤون العالم العربي على غياب‬ ‫الوحدة الثقافية العربية وتعدد الثقافات‪،‬‬ ‫كما نفسر ازدياد التشديد على الخصوصيات‬ ‫الثقافية القطرية‪ ،‬والسعي إلعادة تأسيسها‬ ‫تاريخيا على قاعدة تقسيم اإلرث الشامل‬ ‫للثقافة العربية‪ ،‬وتكسير وحدتها التاريخية‬ ‫والجغرافية‪.‬‬ ‫فالمقصود بالثقافة المحلية إذن الثقافة‬ ‫التي تعبر عن خصوصية ونوع من الوجود‬ ‫الثقافي في درجة القيم الشعبية والفلكلورية‬ ‫في مقابل الثقافة الكبرى التي تضم إلى‬ ‫جانب أنساق التداول الرمزي البسيط‪ ،‬أنساق‬ ‫الثقافة العليا الفلسفية والعلمية والفكرية‬ ‫التي تعبر عن مشاركة الثقافة في الحضارة‬ ‫والتاريخ العالمي وارتباطهما بهما‪ .‬و النتيجة‬ ‫األساسية الفتقاد الثقافة الكبرى إلى فاعليتها‬ ‫في مستوى األنساق الحضارية‪ ،‬زيادة‬ ‫تهميشها داخليا وخارجيا‪ ،‬حتى يصبح القضاء‬ ‫عليها أو تجاهله أمرا عاديا ال يغير من التاريخ‬ ‫شيئا‪ ،‬وال يعود على الثقافة اإلنسانية وال على‬ ‫المجموعة البشرية بأي أثر سلبي‪ ،‬إنه يعني‬ ‫تحويل الثقافة الوطنية إلى نوع من التقاليد‬ ‫الشعبية التي ال قيمة لها في مقاييس التقدم‬ ‫الحضاري العلمي والنظري‪ ،‬أي في تكوين قيم‬ ‫العصر‪ .‬ولذلك فإن الهجوم على أي ثقافة يبدأ‬ ‫بالبرهان على أنها ثقافة محلية‪ ،‬ليس لها أي‬ ‫بعد في الحضارة والثقافة اإلنسانية العامة‬ ‫والشاملة‪ .‬والواقع أن هناك سببين رئيسيين‬ ‫يمنعان الثقافة العربية من التحول نهائيا‬ ‫إلى ثقافة محلية هما‪ ،‬اتساع دائرة الناطقين‬ ‫بالعربية‪ ،‬بحيث يشكلون هم أنفسهم نسبة‬ ‫ال بأس بها من سكان العالم‪ ،‬وارتباطها‬ ‫بدين عالمي يغطي ربع سكان البشرية‪ ،‬لكن‬ ‫هذا ال يمنع من أن الثقافة العربية تبدو أكثر‬ ‫فأكثر بالمقارنة مع الثقافات الكبرى‪ ،‬ثقافة‬ ‫تابعة في إنتاج قيمها الذاتية لغيرها بدل أن‬ ‫تكون مركزا خاصا لإلنتاج الثقافي األصيل‪،‬‬ ‫ولذاتية حضارية مستقلة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪937‬‬

‫مدينة القصر الكبير إمارة بني اشقيلولة‬

‫أضواء على إمارة أندلسية بالمغرب على عهد الدولة المرينية‬ ‫الحلقة الثالثة ‪:‬‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫عبد القادر الغزاوي‬

‫إلى كل الذين يعنيهم الشأن العام لمدينة القصر الكبير‪ ،‬والباحثين والمهتمين بتاريخها وتراثها وآثارها‪ ،‬من أجل‬ ‫إزاحة ستار اإلهمال والنسيان على ما تبقى من ذلك‪ ،‬وإماطة اللثام عما زال غامضا منه ‪ ،‬واتخاذ خطوات إيجابية في هذا‬ ‫السبيل‪ ،‬فكلنا معنيون بإعادة االعتبار لتاريخها ومكانتها العلمية والحضارية ‪ ،‬وإحياء عظام هذا التاريخ وهي رميم ‪.‬‬ ‫القصر الكبير في ‪ 04 :‬أبريل ‪2010‬‬

‫ومن الغريب في األمرأنه بانتهاء هذه اإلم��ارة ‪،‬‬ ‫ظهرت قصة اختفاء رؤساء بني اشقيلولة من مدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬ولم يبق لهم أثرأو عمل‪ ،‬بل لم يتركوا‬ ‫قصرا أو منزال أو مسجدا أو مدرسة أو إقامة أو قلعة في‬ ‫المدينة‪ ،‬أو بناءات كانت تأويهم‪ ،‬فقد اختفى األمراء‬ ‫والشخصيات الرئيسية التي كانت تلعـب دورا مهمــا‬ ‫في تدبير وتسيير شؤون هذه اإلمارة‪ ،‬وال يوجد إسم‬ ‫ألسرة بني اشقيلولة‪ ،‬أو أي شيء يذكرنا بهذه اإلمارة‬ ‫األندلسية‪ ،‬كأنهم ما كانوا‪ ،‬ربما يرجع ذلك إلى عدم‬ ‫المعرفة واالهتمام بها‪ ،‬نظرا لقلة المصادر والمراجع‬ ‫والوثائق التي تؤرخ لهذه الحقبــة التي أقامــوا فيها‬ ‫بالمدينة‪ .‬باستثناء ما جاء في كتاب الناصري‪ ،‬بأن‬ ‫انقراضهم كان آخـر دولــة‬ ‫بني مريـن‪ ،‬دون أن يشير‬ ‫إل��ى تاريخ انقراضهم‪ ،‬أو‬ ‫آخر حاكم لهم‪ .‬مع اإلشارة‬ ‫إلى أن المغرب ( نعم تحت‬ ‫حكم المرينيين باالستقرار‬ ‫والسلم والرخــاء أكثـر من‬ ‫قرنين كامليــن من سنـــة‬ ‫‪ 660‬إلى ‪876‬ه )‪ .‬في حين‬ ‫لما زار ابن الخطيب مد ينة‬ ‫القصر الكبير سنة ‪755‬ه‪،‬‬ ‫لم تكن أسرة بني اشقيلولة‬ ‫موجودة بها‪ ،‬مما يعنـي‬ ‫أنهم لم يبقـوا إلى نهايـة‬ ‫حكم بني مرين‪ .‬وه��و ما‬ ‫يدعو إلى البحث والتنقيب‪،‬‬ ‫عسى التاريخ يزيدنا معرفة‬ ‫واط�لاع��ا أكثر ع��ن مصير‬ ‫هذه األسرة ‪.‬‬ ‫مع العلم إذا أخذنا بعين‬ ‫االعتبار تاريخ قدوم الرؤساء‬ ‫بني اشقيلولـة إلى مدينـة‬ ‫ا لقصر ا لكبير سنة ‪6 8 7‬ه ‪،‬‬ ‫وتاريخ زيارة ابن الخطيب‬ ‫للضريـح سنـة ‪755‬ه‪ ،‬نجد‬ ‫أن الفرق الزمني ال يتجاوز‬ ‫‪ 78‬سنة ‪ ،‬أي أن هذه األسرة‬ ‫اختفت واختفى أثرها خالل هذه المدة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من وجود اختـــالف في تاريـــخ قـدوم‬ ‫«الرؤساء بني اشقيلولة» إلى مدينــــة القصر الكبير‪،‬‬ ‫وإسم أول حاكم لهم بها‪ ،‬حسب ما سبق ذكره سالفا‪،‬‬ ‫تبقى مشاهدة لسان الدين بن الخطيــب ووصفـــه‬ ‫للضريح ‪ ،‬ونقلــه ما رآه بالمقبــرة عند زيارته للمدينة‪،‬‬ ‫على األقل هي التي يمكن األخذ بها‪ ،‬واالعتماد عليها‪.‬‬ ‫وحتى مقبرة «ضريح سيدي الرايس» التي بقيـت‬ ‫من آثار أسرة الرؤساء بني اشقيلولة بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫تعرضت لإلهمال والتخريب وعدم الصيانة ‪ ،‬فأصبحت‬ ‫في عداد اآلثار المندرسة‪( ،‬وكان هذا الضريح بقبته قد‬ ‫اختفى بعد أن غمره التراب بفعل الفيضانات وعوادي‬ ‫الزمن التي عرفتها المدينة‪ ،‬إلى أن عمل المراقب‬ ‫اإلسباني كاخيكاس أوائل عهد االستعمار اإلسباني‪،‬‬ ‫على الكشف عنه وإصالحه وترميمه‪ ،‬وذل��ك سنة‬ ‫‪1923‬م‪ .‬إال أن الخراب أصابه مرة أخرى وتضررت قبته‬

‫وأصبحت على وشك االنهيار‪ ،‬ووقع الترامي على أجزاء‬ ‫من المقبرة المحيطة به ) ‪ ،‬فأ صبحت على عروشها‬ ‫خاوية‪ ،‬الشيء الذي يدعو إلى القلق واألسف على ما‬ ‫آلت إليه هذه المقبرة‪ ،‬وعلى مظهر اإلهمال المؤسف‬ ‫والبادي عليها‪ ،‬بعد إصالحها وترميمها‪.‬‬ ‫وتكريما واعترافــا من أهل المدينة على ما أسداه‬ ‫كاخيكاس من خدمـات جليلـة للمدينة‪ ،‬خلدوا ذكراه‬ ‫في لوحة تذكارية‪ ،‬توجد بأسفل برج الساعة الحائطية‬ ‫بساحة سيدي بواحمد‪ ،‬تقول الكتابة وهي ركيكة في‬ ‫مبناها خاطئة في رسمهــا ‪« :‬الحمد هلل هــذ الرسم‬ ‫شهادة من أهل القصر قضيبتا (بمعنى قاطبة) لسعادة‬

‫وأسست إمارة أندلسية بها‪ ،‬فسادت ثم بادت‪ ،‬ولم‬ ‫يبق لها أثر‪ ،‬خاصة أن هذه الفترة‪ ،‬تستحق مزيدا من‬ ‫البحث واإلضافة والتوضيح والتذكير بها‪ ،‬فإن (الذكرى‬ ‫تنفع المؤمنين)‪ ،‬خصوصا حسب اعتقادي أنه يوجد‬ ‫نقص وندرة في المعلومات والمصادر والمراجع‪ ،‬التي‬ ‫تؤرخ وتتناول حياة هذه األسرة بمدينة القصر الكبير‪.‬‬ ‫ويمكن متابعة البحث والمراجعة في هذا الموضوع‬ ‫ممن لهم اهتمام بهذا الجانب من تاريخ مدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وفي أسرة بني اشقيلولة األندلسية‪ ،‬التي أقامت‬ ‫عدة سنوات بالقصر الكبير‪ ،‬من أجل الوصول إلى كل‬ ‫ما من شأنه أن ينير السبيل ويفسح المجال لمعرفة ما‬ ‫خفي وما بقي مجهوال بالنسبة‬ ‫لهذه األس��رة‪ .‬وهلل األمر من‬ ‫قبل ومن بعد‪.‬‬ ‫ـــــــــــ‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫قبر سيدي الرايس داخل القبة‬

‫القنصل السنيور ضون سيدر دالص كخكص بها نحن‬ ‫قد رسمنا هاذ الرسم اعترافا له بالمحبة الذي تمزجت‬ ‫(يعني امتزجت) بيننا وبينه مع توضيح ما شهدناه عليه‬ ‫من الحزم والضبط واهتمامه بمصالح بلدتنا وتحصين‬ ‫حقوقنا والعدل فيما بيننا فانه نوه بمحافظته على‬ ‫تقاليد بلدتنا محافظة اعادة الصضور تتزخرف (يعني‬ ‫اعادت الصدور تلهج) باسمه داعين بعزته وعلو درجته‬ ‫ودوام العزله أبد الدهر راجين من اهلل الضفر(الظفر)‬ ‫والنصر لجاللــة الملك وألعوانــه ولدولتــه الحاميـة‬ ‫الفخيمة الصبنيولية‪ .‬ارخ هاذ الرسم في ‪ 19‬رمضان‬ ‫عام ‪ .)1928( )»1347‬والتي هي األخرى في طريق‬ ‫اإلتالف والتالشي إن لم تدركها يد اإلصالح والترميم‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن هذا العمل المتواضع والمختصر‪،‬‬ ‫أقدمه مساهمة مني في محاولة بسيطة لتسليط‬ ‫األض��واء على هذه الحقبة من تاريخ مدينة القصر‬ ‫الكبير التي ظهرت فيها أسرة الرؤساء بني اشقيلولة‪،‬‬

‫‪ - 1‬كتاب معجم البلدان ‪،‬ياقوت‬ ‫الحموي‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬السنة ‪.1979‬‬ ‫‪ - 2‬كتاب جمهرة أنسلب العرب‪ ،‬البن‬ ‫حزم األندلسي‪ ،‬تحقيق عبد المنعم خليل‬ ‫ابراهيم‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬السنة ‪.2009‬‬ ‫‪ - 3‬كتاب الهبط عبر العصور القصر‬ ‫الكبير عاصمة الهبط العرائش أعرق‬ ‫مرسى مغربية في المحيط األطلسي‪ ،‬عبد‬ ‫العزيز بنعبداهلل السنة‪.2008‬‬ ‫‪ - 4‬كتاب اإلحاطة في أخبار غرناطة‪،‬‬ ‫لسان الدين بن الخطيب‪،‬تحقيق محمد‬ ‫عبد اهلل عنان‪،‬المجلد الثالث‪.‬الطبعة‬ ‫األولى‪.‬السنة‪.1975‬‬ ‫‪ - 5‬مجلة المناهل‪ ،‬العدد‪،1‬السنة‬ ‫‪،1974‬ال��ق��ص��ر الكبير أول حاضرة في‬ ‫المغرب‪،‬عبد العزيز بن عبداهلل‪.‬‬ ‫‪ - 6‬كتاب مدينة القصر الكبير‬ ‫تاريخ ومجتمع ووثائق‪ ،‬الحاج عبد السالم‬ ‫القيسي‪،‬السنة‪.2006‬‬ ‫‪ - 7‬كتاب االستقصا‪ ،‬أحمد الناصري ‪،‬‬ ‫الجزء الثالث‪،‬السنة‪.1954‬‬ ‫‪ - 8‬ك��ت��اب دول����ة اإلس��ل��ام في‬ ‫األندلس‪:‬نهاية األندلس وتاريخ العرب‬ ‫المنتصرين ‪،‬العصر الرابع‪ ،‬محمد عبد اهلل‬ ‫عنان ‪،‬الطبعة الرابعة‪،‬السنة‪.1987‬‬ ‫‪ - 9‬كتاب المغرب عبر التاريخ‪ ،‬إبراهيم حركات ‪،‬الجزء الثاني‪،‬السنة‪.2000‬‬ ‫‪ - 10‬كتاب تاريخ المغرب‪ ،‬التهامي الوزاني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬السنة ‪.1940‬‬ ‫‪ - 11‬كتاب تاريخ إسبانيا اإلسالمية أو كتاب أعمال األعالم في من بويع‬ ‫قبل االحتالم من ملوك اإلسالم‪ ،‬ليفي بروبنسال ‪،‬السنة‪.2006‬‬ ‫‪- 12‬كتاب أعالم مالقة‪ ،‬ألبي عبد اهلل بن عسكر وأبي بكر بن خميس‪،‬‬ ‫تحقيق عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪.1999‬‬ ‫‪ - 13‬كتاب م��رآة المحاسن من أخبار الشيخ أب��ي المحاسن‪،‬أبو‬ ‫حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي ‪،‬تحقيق الشريف محمد حمزة‬ ‫الكتاني‪،‬الطبعة األولى‪.‬السنة‪.2008‬‬ ‫‪ - 14‬كتاب الشتيت والنثير من أخبار القصر الكبير ‪ ،‬محمد بنخليفة‬ ‫‪،‬السنة ‪.2006‬‬ ‫‪ - 15‬كتاب المغرب‪،‬الصديق بن العربي‪،‬الطبعة الثانية‪،‬السنة‪.1956‬‬ ‫‪ - 16‬الوثائق الشخصية لألستاذ الحاج عبد السالم القيسي‪.‬‬ ‫‪ - 17‬نشرة المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير(ملحق ثقافي‬ ‫اجتماعي)‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 29‬لعيد العرش المجيد سنة ‪.1988‬‬

‫( انتهى )‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪937‬‬

‫سعيد الناصري يستلم «درع إسماعيل‬ ‫ياسين» للجنة األمم المتحدة بالقاهرة‬

‫السينما مسرح متحرِّك (‪)2‬‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫بلباب أدبي في لغاتهم‪ ،‬يستطــرد‬ ‫‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫«باسكال» و «حورية»‪ ،‬عند رفع ستار سينما‬ ‫إسبانيول‪ ،‬ساعة انطالق اختتام مهرجان سينما‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪ .‬المقدِّمان يرحبان‬ ‫بالحضور ويحكيان قوالب النظاَّمين من وحي‬ ‫برنامج خاتمة الدوْرة ‪ 24‬لسنة ‪2018‬‬ ‫بصفاء الفطرة وسالمة الذوق أسهم‬ ‫المهرجان بورشة لألطفال بتأطير مدرِّسة‬ ‫بمدرسة سيدي إدريس‪ ،‬وبمعية منشطة‬ ‫بلجيكية‪ ،‬أنجز التالميذ شريطاً قصيراً بعنوان‬ ‫‪ :‬لتحيى سينما األطفال باسم الحرية‪ ،‬فكان‬ ‫هو مسك االفتتاح‪ .‬أهداهم مدير «بولوري‬ ‫لوجيستيك» (الفاعل االقتصادي) كاميرا فائقة‬ ‫الجوْدة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد شارك إيمانا بالفن والثقافة‪ ،‬في‬ ‫المهرجان عشرون فيلماً لالهتداء إلى مقاصد‬ ‫الفوْز لعشاق فن السينما‪ ،‬بما هو أهله من‬ ‫اإلبداع‪ .‬بدْءاً بتكريم بصيغة المؤنث ألحسن‬ ‫ممثلة في شخصية «أنّابونايوطو» من‬ ‫إيطاليا‪ ،‬لسينما توَّحِدُ َّ‬ ‫كل العالم‪ .‬اسْتلمتْ‬ ‫جائزة المهرجان من يد المخرج الفلسطيني‬ ‫محمد بكري‪ .‬القتسام الشغف والسرور‪ .‬وعلى‬ ‫هذا النحو من المقابلة بين ثمانية أفالم‬ ‫وثائقية‪ .‬أو ُ‬ ‫َّل عمل فنِّي من تقديم رئيس‬ ‫لجنة التحكيم قيس الزبيدي‪ ،‬وإعالن الفيلم‬ ‫الفائز نادية السلمي بعنوان ‪« :‬طرْدٌ مشبوه»‪،‬‬ ‫لـ «صوفياكطال» و «روسا بيريس»‪ ،‬وهما‬ ‫يتسلمان الجائزة تحت أضواء ملوَّنة كاشفة‬ ‫من أيدي ادريس إدريس ‪.‬‬ ‫الستخراج الحقائق الظاهرة والمتسترة‬ ‫بين طوايا المجتمــع‪ ،‬نال فيلم «أبينينـو» لـ‬ ‫«إيميليانو دانتي»‪ ،‬بعد مناقشات بناءة من لجنة‬ ‫التحكيم الخاصة‪ ،‬ليحتفظ بداللته على الحدث‪،‬‬ ‫أدلى نقيب المحامين ذ‪ .‬كمال المهدي بكلمة‬ ‫ثناء في حق المهرجان‪ ،‬ثمَّ تسلم «إميليانو»‬ ‫جائزته التي أعلن عنها صالح الوديع‪ .‬دعتْ‬ ‫«حوريـة» و «باسكال» إلى الخشبة قيس‬ ‫الزبيدي ليفصح عن الفائز بالجائزة الكبرى‬ ‫للمدينة‪ ،‬والتي وقع اختيارها باإلجماع‪ ،‬وهي‬ ‫توصف باسم « بيت في الحقول» لـ «لطارا‬ ‫حديد»‪ .‬بكالم منشور قارن رئيس اللجنة الفيلم‬ ‫بقرية في جنوب المغرب تسكنها وجوه تحت‬ ‫جوٍّ مشاكس‪ ،‬ظهر في ثنايا سماء القرية قوس‬ ‫قزح ليضفي على الصورة لمسة جميلة دون‬ ‫أن تسقط في النرجسية‪ .‬مؤكداً َّ‬ ‫ْ‬ ‫أن في مقدور‬ ‫أن يصنعوا السينما وقد أضحتْ فنّاً‬ ‫المبدعين ْ‬ ‫مستق ًال‪ .‬تسلم الجائزة عبد اللطيف البازي من‬ ‫يد ممثل وكالة تنمية الشمال‪.‬‬ ‫في أجواء رومانسية يُدلي أصحاب الجوائز‬ ‫بكالم منظور عن امتنانهم وحبورهم‪ .‬وقد حان‬

‫موعد تكريم الممثلة المصرية منى شلبي‪،‬‬ ‫وهي فوق الخشبة‪ ،‬واألديب مخلص الصغير‪،‬‬ ‫مدير دار الشعر بتطوان‪ ،‬يستجمع بحوره‬ ‫من العمودي والحرّ‪ ،‬بلفظ مُشوِّق وأسلوب‬ ‫ُ‬ ‫رومانسي‪،‬‬ ‫يُخجل منى شلبي‪ ،‬وهي تتعلم‬ ‫سرّ الحبّ‪ ،‬بفوزها على درجة الممثلة األولى‬ ‫سنة ‪2016‬م في فيلم « نوَّارة»‪ ،‬وبعد موقعة‬ ‫«نصري نصر اهلل»‪ ،‬كاد ْ‬ ‫أن يُطرب لها‬ ‫«هات‬ ‫ْ‬ ‫ني ~‬ ‫ْ‬ ‫هـــات �إيدِيكِ‬ ‫عيناكِ ْ‬ ‫ترتاح يف دُ نياهم َع ْي َ‬ ‫رس ْح يف ْ‬ ‫مل ِ�ستهم �إي َد َي ‪ ..‬يا حبيبـــي تعالى‬ ‫ت� َ‬ ‫‪..‬إلخ‪ .‬ويشترك في النطق أحمد حُسني الذي‬ ‫يُسلمُ جائزة التكريم ل منى شلبي‪ ،‬في أجواء‬ ‫موسيقية شاعرية تحت تصفيقات الجمهور‪.‬‬ ‫عكف « باسكال « و«حورية» على تقديم جائزة‬ ‫المرحوم مصطفى المسناوي للنقد‪ ،‬بعرْض‬ ‫لرئيس اللجنة خليل الدامون بمعية أعضائها‪،‬‬ ‫معلناً عن فوز فيلم «صربي‪ -‬بلغاري» لمخرجه‬ ‫«بياوتيك بوجام»‪ ،‬وقد أهداه التتويج لحسن‬ ‫العَبْسي‪ .‬وأخيـــراً دقــتْ لحظة اإلفصاح عن‬ ‫اسم الفيلــم الطويــل‪ ،‬وقد نوَّهَ به رئيس‬ ‫اللجنة التونسي ناصر‪ ،‬بإيقاع موسيقي مرْهف‬ ‫لنيله األصوات باإلجماع‪ .‬وعلى لسان «دومنيك‬ ‫باروش»‪ ،‬لم يعدْ سرّاً عنوانه بعد مخاض‬ ‫وتشويق‪ ،‬سطع اسم الفائزة « لويزا رانييري «‬ ‫في فيلم «فيلينودي دييكو أوليفاريس»‪ ،‬أشرف‬ ‫على تقديم الجائزة «مالك أخميس»‪.‬‬ ‫انتقلتْ «حورية» و «باسكــال» بالحضور‬ ‫إلى أحســن دور رجالي في فيلــم «واجب»‬ ‫لمحمد بكري الفلسطيني الذي استلم الجائزة‬ ‫من «إسمهان ياكيني»‪ ،‬فأدلى بكلمة مؤثرة‬ ‫لصمت العالم المتواطئ مع جرائم إسرائيل‪،‬‬ ‫فاهتدى إلى إهــداء الجائــزة إلى شهداء غزة‬ ‫األبطال‪ .‬جاء بعد ذلك دور جائزة عز الدِّين‬ ‫المدُّور‪ ،‬ألوَّل عمل فني الحائز عليها فيلم «أمٌّ‬ ‫مُخيفة» للمبدعة «دونا أوروشاذي» الغائبة‬ ‫والحاضرة بفنِّها‪.‬‬

‫وقد شمل البرنامج أيضاً جائزة محمد‬ ‫الركاب الخاصة للجنة التحكيم‪ ،‬التي أفصـــح‬ ‫عن فحواها الحسن بن جلون لفيلم « صالة‬ ‫جنــائزيـــة» وهــي التي حصــدتْ جائزتــان إذ‬ ‫األخيرة نالها‪ ،‬مستحقها من يد نجل المرحوم‬ ‫محمد الركاب‪ .‬تجدُر اإلشارة َّ‬ ‫أن كل الكلمات‬ ‫ألقِيتْ بالعربية والفرنسية إال اإليطالية‬ ‫واإلنجليزية لم تلق ما يقابلها من الترجمة ‪..‬‬ ‫فرُبَّ لفظٍ أبلغ من إشارةٍ‪ ،‬عند اإلعالن‬ ‫عن جائزة – تامــودة – المهــداة من والية‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ .-‬أفــاد الفنــان ناصر‬ ‫لخمر الحضور باسم الفيلم الفائز تحت عنوان‬ ‫«بوليكسينــي» لـ «دورا ماسكالفانــو»‪ ،‬الذي‬ ‫شحذ واستخدم خياله اإلبداعي كي يحصل‬ ‫على الجائزة الكبرى من يد الكاتب العام لعمالة‬ ‫يجهدُ لسانه بكلمات شكر‬ ‫تطوان‪ .‬وهو ِ‬ ‫وامتنان لمهرجان تطوان لفيلم البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬والذي عاد له الربيع إلى ربوعه‬ ‫عوداً وله عيدٌ ‪ ..‬هنا كان مسك الختام‪ ،‬وإلى‬ ‫العيد الفضي لعام ‪ 2019‬للميالد‪ ،‬معبِّراً عن‬ ‫ذلك رئيس مؤسسة المهرجان األستاذ حسني‬ ‫‪..‬وقد دعـــا «باسكـــال» و «حورية» الحضور‬ ‫لمشاهدة فيلم «األصليين»‪ ،‬لمخرجه مروان‬ ‫حامد والبطولة ل «منى شلبي»‪ ..‬هذه القرائن‬ ‫السنيمائية الفنية أضحتْ إضافات نوعية للغة‬ ‫كونية ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وجمال‪.‬‬ ‫فالسينما ثقافة وعلمٌ وأدبٌ فنٌ‬ ‫لعلي بن أبي طالب ٌ‬ ‫قول في الجمال ‪ :‬ليس‬ ‫الجمال بأثواب تزيِّننا ~ َّ‬ ‫إن الجمال جمال العلم‬ ‫واألدب‪ .‬وإليليا أبو ماضي في الجمال‪ٌ ،‬‬ ‫جمال ‪:‬‬ ‫و الذي نفســـه بغير جمـــال‬ ‫ال يرى في الوجود شيئا جميالً ‪.‬‬

‫قافلة العلوم‪ 2018‬تحط الرحال بمجموعة مدارس‬ ‫معروف الرصافي بجماعة ونانة‬

‫بتاريخ ‪ 7‬أبريل ‪ ،2018‬استضاف تلميذات‬ ‫وتالميذ مجموعــة مدارس معــروف الرصافي‬ ‫بجميع الوحدات التابعة لها «المختبر المتنقل‬ ‫بين المؤسسات التعليم االبتدائي» الذي سبق‬ ‫و أن نظمته المديرية اإلقليمية بالعديد من‬ ‫المدارس على الصعيــد اإلقليمي منذ دجنبر‬ ‫‪ 2017‬و ذلك في إطار قافلة العلوم ‪. 2018‬‬ ‫فعاليات المختبر المتنقل الذي استفاد من‬ ‫أنشطته ما يقارب ‪ 350‬تلميذة و تلميذ‪ ،‬شارك‬ ‫في تأطيره ‪ 20‬إطارا تربويا و تابعه عن كتب‬ ‫أمهات و آباء و أولياء األمور و بينهم من شارك‬ ‫في بعض الورشات التربوية‪.‬‬ ‫تضمنتفعالياتالمختبرالمتنقلبمجموعة‬ ‫مدارس معروف الرصافي ؛معرضا لبعض‬ ‫المعدات المخبرية الخاصة بمجال علوم الحياة‬ ‫واألرض و علوم الفيزياء و الكيمياء وملصقات‬ ‫علمية بيداغوجية في مستــوى تلميـــذات‬ ‫وتالميذ السلك االبتدائي وهي مدرجة ضمن‬ ‫المقررات الدراسية‪ ،‬وورشة «الفلك» خصصت‬ ‫لموضوع المنظومة الشمسية‪ ،‬وورشة حول‬ ‫لعبة الشطرنج‪ ،‬وورشة حول التربية التشكيلية‪،‬‬ ‫وورشة حول «البرمجيات» خصصت لبرنام‬ ‫‪ MINECRAFT‬وورشة خصصت للنشاط‬ ‫العلمي عبر وسيلة تعليمية معلوماتية مكونة‬ ‫من عشر لوحات لمسية و لوحة لمسية لألستاذ‬ ‫مررت عبرها مجموعة من األنشطة المتنوعة‪.‬‬ ‫كما تم عرض فيلم ‪le petit scientifique‬‬ ‫مضمونه تحسيس الناشئة بالمبادئ األساسية‬ ‫للمنهج العلمي و فيلم ‪sur le chemin de‬‬ ‫‪ l’ecole‬وهو فيلم تربوي تحسيسي بأهمية‬ ‫الدراسة‪.‬‬

‫ولعل ما ميز فعاليات المختبر المتنقل‬ ‫بمجموعة مدارس معروف الرصافي إشراك‬ ‫تلميذات وتالميذ التعليم األولي من خالل‬ ‫أنشطة في الرســم و التنشيط‪ ،‬و مشاركـــة‬ ‫بعض نساء المنطقة وهن بالمناسبة منخرطات‬ ‫في برنامج محو االمية بالمؤسسة في ورشة‬ ‫المعلوميات‪.‬‬ ‫كما أن ما ميز هذه األنشطة مشاركة‬ ‫التلميذة نوال بويدة من ثانوية بن زهر‬ ‫التأهيلية بوزان في تنشيط ورشة «الفلك»‬ ‫بمعية بعض األطر التربوية بالمؤسسة‪ ،‬وهي‬ ‫بالمناسبة مهتمة بمجال الفلك ويبق أن‬ ‫استفادت من ورشات تكوينية في هذا المجال‬ ‫في إطار قافلة الفلك التي استضافتها المديرية‬

‫اإلقليمية نهاية شهر فبراير ‪ 2018‬كما سبق‬ ‫وأن انتجت مجسما للمنظومة الشمسية في إطار‬ ‫مشاركتها في المسابقة التي نظمتها جامعة‬ ‫األخوية في مجال الفلك‪ ،‬مساهمة التلميذة ترك‬ ‫انطباع متميز لذى تلميذات وتالميذ مجموعة‬ ‫مدارس معروف الرصافي‪.‬‬ ‫فعالية المختبر المتنقــل تمت زيارته من‬ ‫طرف لجنة إقليمية مكونة من رئيسة مصلحة‬ ‫الشؤون التربوية والمنسـق اإلقليمي لهيئة‬ ‫التأطير والمراقبة اللذين قامــا بزيارة جميــع‬ ‫الورشات المنظمة في هذا اإلطار‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬

‫تسلم الفنان والكوميدي المغربي سعيد‬ ‫الناصري السبت األخير‪ ،‬بأحد أفخم الفنادق‬ ‫بالعاصمة المصرية القاهرة‪ ،‬وسط حشد‬ ‫من الفنانين واإلعالميين‪ ،‬درع الفنان الراحل‬ ‫إسماعيل ياسين‪ ،‬الذي يمنحه المكتب اإلقليمي‬ ‫للشرق األوسط وإفريقيا للجنة األمم المتحدة‬ ‫للفنون برئاسة الدكتور نبيل رزق‪.‬‬ ‫وتم تكريم الناصري إلى جانب عدد من‬ ‫نجوم الوطن العرب كالكويتية حياة الفهد‪ ،‬وإياد‬ ‫نصار وعبير عيسى من االردن‪ ،‬والفلسطينية‬ ‫شكران مرتجى‪ ،‬والمطرب اللبناني معين شريف‪،‬‬ ‫والمنتجة الليبية كونية خليفة‪ ،‬والسورية نسرين‬ ‫طافش‪ ،‬والمطرب اليمنى أحمد فتحى‪ ،‬والمنتج‬ ‫الكويتى باسم األمير‪ ،‬والفنان السودانى محمد‬ ‫صالحين‪ ،‬فضال عن الفنانات إلهام شاهين‪،‬‬ ‫ونبيلة عبيد‪ ،‬ولبنى عبد العزيز‪ ،‬وسهير المرشدى‪،‬‬ ‫وعايدة كامل‪ ،‬وأمال رمزى‪ ،‬ومحمد نجاتي‪،‬‬ ‫وسامي مغاورى‪ ،‬والشاعر الكبير هشام الجخ‪.‬‬ ‫وأعـــرب الناصـــري الــذي تسلـــم درع‬ ‫جوائز «يونارتس قديــم وجديـــد فى دورتـها‬ ‫الثانية» بحضور نجوم الوطن العربى من يد‬ ‫حفيد الراحل إسماعيل ياسين‪ ،‬في تصريح‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬ان هذا التتويج‪ ،‬يعتبر مفخرة له‬

‫وللفنان المغربي عامة‪ ،‬الذي استطاع بحسه‬ ‫الفني والفكاهي واإلبداعي‪ ،‬وإصراره على التألق‬ ‫والعطاء وبسط الفرجة للجمهور‪ ،‬وان يكون ذا‬ ‫قيمة فنية كبرى في الوطن العربي‪.‬‬ ‫وأضاف الناصري‪ ،‬أن هذا االحتفاء‪ ،‬الذي‬ ‫وصفه ب «المتميز والرائع» يرتبط بأحد رموز‬ ‫الفكاهة في وجدان الجمهور المغربي العربي اال‬ ‫وهو الفنان إسماعيل ياسين‪ ،‬يعتبر أيضا شكال‬ ‫من أشكال تكريم الكوميديا المغربية‪ ،‬تقديرا‬ ‫لعطاءاتها الكبيرة في هذا المجال‪ ،‬الفتا إلى زن‬ ‫االحتفالية الدولية شهدت أيضا تكريم الفنان‬ ‫حسن يوسف بدرع حسن رياض‪ ،‬وإلهام شاهين‬ ‫بدرع فاتن حمامة‪ ،‬فضال عن أسماء أخرى في‬ ‫المجال الفني واإلعالمي العربي‪.‬‬ ‫ويأتي تكريم الناصري بهذا الدرع المتميز‪،‬‬ ‫بعد حضوره الفكاهي الوازن في عدد من‬ ‫أعماله المسرحية او السينمائية‪ ،‬أخرها عمله‬ ‫الكوميدي»عالش ولينا هكذا»‪ ،‬الذي يقوم‬ ‫بعرضه في جولة وطنية‪ ،‬حيث سيعرض ببني‬ ‫مالل يوم ‪ 27‬أبريل‪ ،‬وبمراكش يوم ‪ 30‬أبريل‬ ‫الجاري‪ ،‬وبالمركب الرياضي محمد الخامس‬ ‫بالدار البيضاء في خامس ماي المقبل‪ ،‬وبمسرح‬ ‫الهواء الطلق في ‪ 12‬ماي بأكادير‪.‬‬

‫مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير‬ ‫يحتفي بالهوية اإلنسانية للسينما‬ ‫اإلفريقية‬ ‫مراسلة خاصة‬

‫تستضيف مدينة أيت ملول‪ ،‬والية‬ ‫أكادير فعاليات الدورة الحادية عشر لمهرجان‬ ‫سوس الدولي للفيلم القصير من‪ 01‬إلى ‪05‬‬ ‫ماي ‪ ،2018‬والمنظم من لدن محترف كوميديا‬ ‫لإلبداع السينمائي بشراكة مع المجلس‬ ‫الجماعي أليت ملول‪ ،‬والمجلس الجهوي سوس‬ ‫ماسة‪ ،‬والمركز السينمائي المغربي‪.‬‬ ‫وتحتفي هــذه الدورة بالهوية اإلنسانية‬ ‫للسينما اإلفريقيـــة من خــالل التجربـــة‬ ‫السينمائية» اإليفوارية» وما تحفــل به من‬ ‫جماليات فضال عن دور السينما في تعزيـــز‬ ‫روابط الصداقـــة التاريخية‬ ‫والتعــــاون الواســع بيــن‬ ‫المملكة المغربية وهذا البلد‬ ‫اإلفريقي‪ .‬وهو ما تجسده‬ ‫المشاركة السينمائية القوية‬ ‫لعديــد الدول اإلفريقيـــة‬ ‫في المسابقـــة الرسميــة‬ ‫للمهرجان‪.‬‬ ‫وأوضـــح السيـــد نـور‬ ‫الديـــــن العلــوي مديــــر‬ ‫المهرجان أن الدورة الحادية‬ ‫عشر تتسم بتحول نوعـي‬ ‫فـــي تاريـــخ المهرجان من‬ ‫خالل مشاركة أزيد من ‪20‬‬ ‫فيلما قصيراً يمثلون ‪18‬‬ ‫دولة‪ ،‬تتوزّع بين الفيلــم‬ ‫الروائي القصيــر‪ ،‬والفيلــم‬ ‫الوثائقي القصير‪ .‬وتضم لجنة تحكيم المسابقة‬ ‫الرسمية لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير‬ ‫كال من المخرج السينمائي «محمد أشاور»‪،‬‬ ‫والمخرج التلفزيوني «محمد منخار» والممثلة‬ ‫المغربية «هدى صدقي»‪ ،‬والممثلة المغربية‬ ‫السعدية ازكون‪ ،‬واألستاذ والباحث اإلفواري‬ ‫‪BONI Assié Jean-Baptiste‬‬ ‫وستكرم الدورة الحادية عشر للمهرجان‬ ‫الممثل والمخرج المسرحي المغربي عبداإلله‬ ‫عاجل‪ ،‬والفنانة نجوم الزهرة‪ ،‬والمخرج المغربي‬ ‫عبدالعزيز أوسايح‪ ،‬واإلعالمي بالقناة التلفزية‬ ‫المغربية الثانية «الحسين وزيك»‪.‬‬

‫و ستتنافس أفالم المسابقة الرسمية من‬ ‫أجل ّ‬ ‫الظفر بجوائز الدورة الحادية عشر للمهرجان‬ ‫وهي جائزة سوس الدولية ألحسن فيلم روائي‬ ‫قصير‪ ،‬وجائزة سوس الدولية ألحسن فيلم‬ ‫وثائقي قصير‪ ،‬وجائزة لجنة التحكيم‪ ،‬وجائزة‬ ‫سوس الدولية للسيناريو‪ ،‬وجائزة سوس الدولية‬ ‫للجمهور‪.‬‬ ‫وستعرف هذه الدورة عروضا سينمائية‬ ‫بفضاء المركز الثقافي لمدينة أيت ملول‪،‬‬ ‫وعروضا موازية في أحياء المدينة (عروض‬ ‫القرب)‪ ،‬و» ماستر كالس» يقدمه ذ‪ .‬نور الدين‬ ‫الصايل المدير السابق للمركز السينمائي‬ ‫المغربي حول موضوع «السينما اإلفريقية‬ ‫آيــة أفــاق»‪ .‬وندوة علمية‬ ‫حول «السينما والهويات‬ ‫الثقافية» بمشاركة‪ :‬د‪ .‬عبد‬ ‫الرحمان تمارة‪ ،‬وذ عبدالقادر‬ ‫اعبابو‪ ،‬د‪ .‬عمر التاور‪ ،‬د‪ .‬عبد‬ ‫السالم دخان‪ ،‬إدارة الجلسة‬ ‫ذ‪ .‬محمد أكرم الغرباوي‪.‬‬ ‫كما سيتم توقيع مجموعة‬ ‫من اإلصدارات الجديــدة‬ ‫المرتبطة بجماليــات النقــد‬ ‫السينمائي‪.‬‬ ‫وستعــرففعـــاليــــات‬ ‫المهرجـــان السينمائــــي‬ ‫تنظيم ورشة تكوينية حول‬ ‫فن التصويـــر السينمائي‬ ‫يؤطرهــا المخــرج‪ ،‬ومديـــر‬ ‫التصوير المغربي «عبداهلل‬ ‫داري»‪ ،‬وورشة حول آليات التحليل الفيلمي‬ ‫يؤطرها الباحث الدكتـــور عبد السالم دخان‪.‬‬ ‫كما يستضيف القطب الجامعي ابن زهر بمدينة‬ ‫أيت ملول فعاليات « تجارب سينمائية» بحضور‬ ‫نخبة من األسماء الفنية في مجال الصناعة‬ ‫السينمائية‪ ،‬وحوارا مفتوحا مع الفنان ومؤلف‬ ‫الموسيقىالتصويريةالدراميةاألستاذعبدالفتاح‬ ‫النكادي‪ .‬و عديد من المعارض التشكيلية‪،‬‬ ‫والفنية ( الصناعة التقليدية) التي تعكس الغنى‬ ‫الثقافي للهوية األمازيغية‪ .‬وستقدم إدارة‬ ‫مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير برنامجها‬ ‫الفني في الشهر القادم في ندوة صحفية تنظم‬ ‫بالمركب الثقافي لمدينة أيت ملول‪.‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫كتاب «االستعمار اإلسباني في المغرب‪ ،‬المقاومة المسلحة‬ ‫والنضال اإلصالحي والسياسي الوطني»*‪..‬‬ ‫إصرار على صون ذاكرة الحركة الوطنية لشمال المغرب‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫• ذ‪ .‬رضوان احدادو‬

‫الباحث المدقق‪ .‬وتوثق اللوحة لحدث‬ ‫يصرُّ الصديـــق الدكتـــور عبد‬ ‫مهم ّ‬ ‫العزيز السعود وبعناد عنيد هو عناد‬ ‫شكل منعطفا حاسما في المسار‬ ‫الباحث المسكـــون بهمــوم البحـــث‬ ‫النضالي للحركة اإلصالحية الوطنية‬ ‫العلمي كاختيار إرادي ثابت أو قـــل‬ ‫المغربية بشقيها الشمالي والجنوبي‪،‬‬ ‫كقدر ملزم ال مفر منه‪ .‬ويواصل رحلة‬ ‫ويتعلق األمر بزيارة الوحدة والتحدي‬ ‫العناء والغبار والتقصي واالستغوار‬ ‫بين شمـــال المغرب وجنوبه والتي‬ ‫مستنطقـــا الوثائق من غيــر عيــــاء‬ ‫قــــام بها الملك الراحـــل محمـــد‬ ‫أو كلل‪ ،‬مدفوعا بطموح طامح بغيته‬ ‫الخامس سنــة ‪ 1947‬لمدينـة طنجة‬ ‫ومقصده صون الذاكرة ذاكرة الحركة‬ ‫ولقائه بقادة حزب اإلصالح الوطني‬ ‫الوطنية لشمال المغرب‪ ،‬وإجالء الدور‬ ‫وإلنصاته متأثرا للخطاب الذي ارتجله‬ ‫اإلصالحي النضالي الكبير الذي لعبته‬ ‫أمامه الزعيم عبد الخالق الطريس‪.‬‬ ‫الوطنية المغربية وهو الدور الذي‬ ‫وأنجز الفنان السرغيني اللوحة سنة‬ ‫ما كانت لتتجلى جوانب ومعالم منه‬ ‫‪ 1982‬وحصل بها على الجائزة األولى‬ ‫لوال جهود البعض‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫في إطار مسابقـة وطنيــة أطلقتها‬ ‫ذلك لم ينــل من يستحقــه ليعكس‬ ‫صحيفة (صوت األمة) تخليدا للزيارة‬ ‫حجمه الحقيقـي كحركة إصالحيـــة‬ ‫في ذكراها الخامسة والثالثين‪ ،‬وهي‬ ‫وطنية رائدة بامتياز فاعلـة ومؤثرة‬ ‫بحكم ذلك تكون اآلن في ملكية‬ ‫في معركتي النضال المسلح والنضال‬ ‫لمن تبقى من أسرة الصحيفة (محمد‬ ‫اإلصالحي السياسي‪.‬‬ ‫الحبيب الخراز ورضوان احدادو وعبد‬ ‫وإن هذا الغياب أو التغييب كما‬ ‫الواحد الشاط وأنس الصردو وعثمان‬ ‫يحلو للبعض أن ينعته ال يمكن ـ‬ ‫الصردو) وقــد تم تهجيرهـــا ولوحة‬ ‫وهذا رأي شخصي ـ تحميل مسؤوليته‬ ‫الحاج عبد السالم بنونة التي أنجزها‬ ‫وتبعياته لسياسة معينة أو حزب معين‬ ‫لذكراه األربعينية الفنــان العالمــي‬ ‫ـ كما يروج المتنصلون ـ أو الجماعة أو‬ ‫األستاذ رضوان احدادو في حفل تقديم الكتاب‬ ‫ماريانو برطوشي وهذه حكاية أخرى‪.‬‬ ‫أفراد معينيـــن‪ ،‬فهي مسؤوليـــة مشتركة جماعية‬ ‫نحن أيضا طرف فيها وجزء منها وبحجم أكبر‪ ،‬مما أسهم في‬ ‫بعد التقديم القيم الذي أبدى فيه الباحث والمؤرخ الدكتور‬ ‫التغليط وتزوير الحقائق عمدا أو عن غير قصد‪.‬‬ ‫امحمد بن عبود إعجابه بالعمل معتبرا الكتاب تتويجا لمسار‬ ‫طويل وجهد رصين أنفقه المؤلف في مجال التوثيق والبحث‬ ‫وإن هذا التغييب المتمادي الذي وصل في حاالت إلى حد‬ ‫السطو واإلجهاز على الحقيقة التاريخية وقلب الحقائق لم يكن‬ ‫في نضال الحركــة الوطنية في الشمال‪ ،‬وأنه كتـاب يتميــز‪:‬‬ ‫وليد اللحظة أو اللحظات األخيرة‪ ،‬فقد مورس على المنطقـة‬ ‫«بوضع صورة شمولية لتاريخ النضال السياسي للحركة‬ ‫تحت الشمس عيانا وزعيمها الطريس وهو أحد صانعي تاريخها‬ ‫الوطنية في شمال المغرب» (ص ‪.)4‬‬ ‫الوطني الحديث ال يزال على قيد الحياة‪ ،‬بل أدركه واستشعره‬ ‫وفي المدخل الذي يلي التقديم حدد المؤلف الحقبة‬ ‫وتألم به‪ .‬وأستحضـر هنـا جملـة من خطــاب ارتجالي ألقـــاه‬ ‫التاريخية التي هي أساس البحث‪« :‬بأنها فترة االنتقال من‬ ‫بمدرسة الفضيلة بمناسبة الموسم الثقافي لجمعية الطالب‬ ‫الكفاح المسلح إلى النضال السياسي»‪ ،‬ولنالحظ المقابلة بين‬ ‫المغربية ـ ماي ‪ 1969‬ـ قال رحمه اهلل بنبرات أسى جارح‪« :‬وأما‬ ‫مصطلحي المرحلتين‪ :‬الكفاح المسلح ـ النضـــال السياسي‪،‬‬ ‫تاريخ الحركة الوطنية هنا وأما تاريخ ما بذله الوطنيون في‬ ‫أو الكفاح = النضال ـ المسلح = السياسي‪ ،‬أو ما يعرف بعهد‬ ‫هذه الديار فذلك وإن ظلمنا فيه بعض الظلم‪ ،‬فإن التاريخ‬ ‫الحركة اإلصالحية الوطنية حيث يبرز مصطلح (اإلصالح)‬ ‫كشاف والحقائق موجودة وكافية لتقيم الدليل على عكس ما‬ ‫كبديل أو مرادف لـ‪ :‬النضال‪ ،‬الكفاح‪ ،‬المقاومة إلخ‪ ..‬عند النخبة‬ ‫يظن الكثير من الناس‪ .‬وسيأتي وقت قريب لتكشف فيه كل‬ ‫الوطنية‪ .‬ومن هنا‪ ،‬يتبين لنا أنه مصطلح مرن وشاسع ومفتوح‬ ‫هذه الحقائق حتى يحس أبناء هذه المنطقة بانتمائهم إلى‬ ‫على كثير من التجليات والدالالت ولذلك ينبه المؤلف القارئ‬ ‫مجموعة من السلف تستحق احترامهم وإكبارهم واالنتساب‬ ‫إلى اإلشكالية إذ «‪ ..‬ينبغي وعيها منذ البداية‪ ،‬فيتعين على‬ ‫إليهم» (الخطاب مسجـــل بصوت الطريس وال يزال موجودا‪،‬‬ ‫الباحث أن يقف موقفا نقديا واستيعابيا للمصطلح الصادر عن‬ ‫انظر أيضا‪ :‬الطريس ما قيل عنـــه‪ .‬كتــــاب جماعي من إصدار‬ ‫االتجاه اإلصالحي الوطني» (ص‪.)10.‬‬ ‫جمعية الطالب المغربية‪ ،‬المطبعة المهدية‪ ،‬تطوان‪ ،‬بدون‬ ‫تاريخ)‪...‬‬ ‫وبعد التقديم والمدخــــل يأتي الفصــل األول معرفــــا‬ ‫نعم‪ ،‬التاريخ كشـــاف‪ .‬ونعم‪ ،‬الحقائق موجودة وكافية‪.‬‬ ‫بـ«مبادرات الصحوة اإلصالحية» في تجلياتها المتعددة؛ ومنها‬ ‫ونعم‪ ،‬سيأتي وقت قريب لتكشـــف فيه كل الحقائق‪ ،‬وها قد‬ ‫ما ارتبط بفترة ما قبل االستعمار‪ ،‬أي بالفترة التي سبقت خط‬ ‫أتى ولكأن الطريس وهو في أخريات حياته كان يتنبأ بكل‬ ‫االنطالق بما يزيد عن نصف قرن‪ ،‬وأعني بها فترة االحتالل‬ ‫هذا‪ ،‬فلقد صمدت الوثيقة كل هذا الزمن وقاومت كل عوامل‬ ‫العسكري اإلسباني لمدينة تطوان عام ‪1860‬م‪ ،‬والفرق بين‬ ‫النفي واإلبادة‪ ،‬وظهرت كتابات توثيقية جادة على أيدي ثلة‬ ‫بين الحالتين‪ ،‬كحديثه عن ظهور الطباعة وحركة النشر في‬ ‫من الباحثين أذكر منهم على سبيل المثال المرحوم محمد‬ ‫تلك الفترة وعلى اعتبار اإلشعاع والتأثير اإلصالحي الكبير‬ ‫ابن عزوز حكيم والدكتور امحمد بن عبود والدكتور عبد العزيز‬ ‫الذي يحدثه وجود مطبعة في وسط ما‪ .‬ولعل هذا ـ في رأيي‬ ‫السعود الذي يعد أحد طالئع الحضور الفاعل في مشهدنا‬ ‫ـ ما يشفع له بالتطرق واستحضار تلك المرحلة‪ ،‬والمالحظة‬ ‫الفكري الثقافي لحضوره البارز الوازن في كل تمظهراته‪.‬‬ ‫واجهة غالف الكتاب‬ ‫الشخصية هي نعتها أو تسميتها من طرف الباحث وغيره من‬ ‫في‬ ‫اإلسبانـــي‬ ‫ظهر الجزء األول من كتـــاب «االستعمار‬ ‫الباحثين بـ(االحتالل األول لمدينة تطوان)‪ ،‬فـ(األول) تحيلنا مباشرة للبحث عن الثاني والثالث‬ ‫وقد‬ ‫‪،2016‬‬ ‫سنة‬ ‫الوطني»‬ ‫والسياســـي‬ ‫اإلصالحي‬ ‫المغــرب‪ ،‬المقاومة المسلحة والنضال‬ ‫إلخ‪ ...‬اللهم إذا أردنا االنسياق معتبرين الحماية التي تمت بال حرب أو جيوش عن طريق‬ ‫الجهادية‬ ‫والمقاومة‬ ‫المغرب‬ ‫شمال‬ ‫في‬ ‫اإلسبانية‬ ‫الحماية‬ ‫اشتغل فيه المؤلف على أداء وتأثيرات‬ ‫مفاوضات واتفاقيات والتزامات وشروط ومسؤوليات كل طرف من األطراف هي أيضا احتالال‬ ‫يكون‬ ‫يكاد‬ ‫فهو‬ ‫نفسه‬ ‫اآلن‬ ‫وفي‬ ‫لسالفه‪،‬‬ ‫مكمال‬ ‫الثاني‬ ‫الجزء‬ ‫للوجود االستعماري‪ .‬ويأتي هذا‬ ‫تجاوزا‪ .‬وفي الفصل نفسه يكون الحديث عن إصالح التعليم ومضامينه الذي انتقل من يد‬ ‫الذكر‪.‬‬ ‫سالف‬ ‫المؤلف‬ ‫مشروع‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫يدخل‬ ‫مستقال منفردا بنفسه؛ ولكنه‬ ‫الفقهاء إلى يد المربين ومن التقليد إلى العصرنة بما في ذلك التعليم اإلسالمي بعد إحداث‬ ‫الكتاب‪،‬‬ ‫داخل‬ ‫إلى‬ ‫مباشرة‬ ‫بالقارئ‬ ‫تفضي‬ ‫التي‬ ‫العتبات‬ ‫أول‬ ‫بمثابة‬ ‫وإذا كان غالف الكتاب‬ ‫(لجنة إصالح التعليم اإلسالمي) سنة ‪1925‬م‪ ،‬وهو ما راهنت عليه الحركة الوطنية واعتبرته‬ ‫والصورة‪.‬‬ ‫العنوان‬ ‫مسألتين‪:‬‬ ‫مع‬ ‫وذلك‬ ‫الدخول‬ ‫قبل‬ ‫العتبة‬ ‫تلك‬ ‫عند‬ ‫فإنني أحب أن أقف قليال‬ ‫الخطوة األساس واالنطالق الصحيح في مسار اإلصالحات الشاملة مذكرا بجهود طليعة الرواد‬ ‫ثابتة‬ ‫أو‬ ‫صادقة‬ ‫غير‬ ‫مقولة‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ‫عنوانه)‬ ‫من‬ ‫يقرأ‬ ‫(الكتاب‬ ‫مقولة‬ ‫فالعنوان تقع عليه حرفيا‬ ‫محمد العربي الخطيب‪ ،‬ومعرفا بالمؤسسات التعليمية الحرة والرسمية ودورها النهضوي المؤثر‬ ‫استحضار‬ ‫لنا‬ ‫يتيح‬ ‫فهو‬ ‫وبذلك‬ ‫اإلبداعي‪.‬‬ ‫المنحى‬ ‫ذات‬ ‫بالكتابات‬ ‫األمر‬ ‫خصوصا عندما يتعلق‬ ‫في المجتمع‪ :‬المدرسة األهلية والمعهد الحر ومعهد موالي الحسن ومعهد موالي المهدي‬ ‫الفهرس‪.‬‬ ‫تصفح‬ ‫أو‬ ‫القراءة‬ ‫في‬ ‫البدء‬ ‫قبل‬ ‫والمضامين‬ ‫األحداث‬ ‫الزمن والمكان وكذا‬ ‫وأخيرا ما يعرف عند العامة بالمعهد الرسمي أو ما سماه المؤلف (المعهد المغربي للتعليم‬ ‫المغرب‬ ‫المكان‪ :‬شمال‬ ‫الرسمي) ويعني المعهد المغربي للدراسة الثانوية‪.‬‬ ‫المحاور واألحداث‪ :‬المقاومة المسلحة ـ النضال اإلصالحي ـ النضال السياسي والوطني‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫المشار‬ ‫صدر الكتاب محلى بصورة للوحة زيتية موحية ومعبرة باختزالها لمضامين الكتاب‬ ‫* كتاب «االستعمار اإلسباني في المغرب‪ ،‬المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي والسياسي الوطني» صدر‬ ‫إليها‪ ،‬وكأنها أعدت خصيصا له‪ ،‬أنجزها الفنان المرحوم محمد السرغيني ـ أشار المؤلف إلى في جزءين عن منشورات مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ ،‬وقد شاركت بهذه المداخلة في حفل أقيم‬ ‫لقبه ولم يذكر اسمه كما غفل عن ذكر اسم المطبعة ـ مما قد يخلق بعض التشويش لدى أخيرا بمدينة تطوان لتقديم الكتاب‪.‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫المبادرات األولى لتنظيم التعليم الديني‬ ‫بشمال المغرب (‪)2/2‬‬

‫• بقلم األستاذة حسناء محمد داود‬ ‫رئيسة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‬ ‫محافظة الخزانة الداودية (تطوان)‬

‫ب – الطور الثاني من عمر المجلس‪:‬‬

‫وفي ‪ 24‬شوال ‪1355‬هـ‪ 7 /‬يناير ‪1937‬م صدر ظهير خليفي جديد يقضي بتنقيحات‬ ‫جديدة من جهة تأليف المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي ومهمته‪ ،‬وبناء عليه‪ ،‬فقد كانت‬ ‫تركيبة المجلس الجديد كاآلتي‪:‬‬ ‫الرئيس‪ :‬الفقيه العالمة سيدي أحمد الرهوني‪.‬‬ ‫• ‬ ‫المفتش العام للتعليم اإلسالمي‪ :‬ذ‪ .‬محمد داود‪.‬‬ ‫• ‬ ‫شيخ العلوم‪ :‬العالمة سيدي محمد المرير‪.‬‬ ‫• ‬ ‫أما عضوية المجلس فكانت ممثلة من طرف السادة‪:‬‬ ‫الفقيه أحمد الحداد كعضو أول‪ ،‬ممثال للصدارة العظمى‪.‬‬ ‫• ‬ ‫الشريف سيدي الحاج الحسن أفيالل‪.‬‬ ‫• ‬ ‫الشريف سيدي الحسن بن عبد الوهاب‪.‬‬ ‫• ‬ ‫األستاذ مَحمد عزيمان‪.‬‬ ‫• ‬ ‫األستاذ الطيب بنونة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫وقد أضيف بعد ذلك إلى كل هؤالء العضو السيد مَحمد الزكاري‪ ،‬ممثال عن وزارة‬ ‫األحباس(‪ .)1‬كما ثبت في محاضر بعض االجتماعات (سنة ‪ )1938‬حضور السادة األعضاء‪:‬‬ ‫الفقيه علي بن محمد شهبون والفقيه الحاج محمد بن الحاج أحمد الصنهاجي(‪ ،)2‬والفقيه‬ ‫الحاج أحمد البوعياشي والفقيه الحاج عبد السالم أزطوط‪ ،‬والفقيه محمد بن عياد الخمسي‬ ‫نائبا عن الناحية الغمارية(‪ ،)3‬والفقيه محمد العبدالوي نائبا عن الناحية الريفية(‪ ،)4‬والفقيه‬ ‫محمد بن حدو بن عمر بوزيان نائبا عن الناحية الشرقية(‪.)5‬‬ ‫ومن جملة ما تقرر بعد هذا التعديل أن‬ ‫المجلس أصبح منذ ذلك الحين هيئة قائمة‬ ‫بذاتها‪ ،‬يتقاضى أعضاؤها األجــور ليتفرغـوا‬ ‫للقيام باألعمال التي أنيطت بهم‪.‬‬ ‫ولقد نص هذا الظهيــر األخير على أن‬ ‫مهمة المجلس تنحصر فيما يلي‪:‬‬ ‫• النظر في المسائل التي يستشيره فيها‬ ‫المخزن مما يتعلق بالتعليم‪.‬‬ ‫• مساعدة مفتش التعليم اإلسالمي في‬ ‫نفس المسائل‪.‬‬ ‫• مراقبـــة سلوك أساتـــذة المدارس‪،‬‬ ‫سواء في ذلك المدارس الرسميـة‪ ،‬بما فيها‬ ‫من مدارس إسبانية عربية وإسالمية خالصة‬ ‫والمدارس غير الرسمية‪.‬‬ ‫• اقتراح تسميــــة شيــخ العلــوم‬ ‫والمديرين واألساتذة على حكومة المخزن في‬ ‫كل المدارس الرسمية‪.‬‬ ‫• فض المشاكــل التي تعـــرض في‬ ‫موضوع التعليم‪.‬‬ ‫• اقتراح كيفية توزيع المبلغ المقرر‬ ‫للمدارس المغربية في الميزانية العامة على‬ ‫حكومة المخزن والنظر في المبلغ الذي تدفعه‬ ‫األحباس أيضا باسم «تعليم الصبيان»‪.‬‬ ‫كما نص هذا الظهيـــر أيضا على أن‬ ‫هذا المجلس يشتغل عند تأليفه في مدة ال‬ ‫تتجاوز الشهرين بوضع مشروع عام للتعليم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬يحدد كل ما يلزم في درجاته الثالث تبعا للحالة االقتصادية‪ .‬وطبقا للمشروع‬ ‫الذي يضعه المجلس يمكن تنقيح التشريع الموجود في هذا الموضوع من قبل‪.‬‬ ‫ومن أهم ما أقدمت عليه الحكومة الخليفية بعد تعيين هذا المجلس‪ ،‬أنها أرسلت‬ ‫ذ‪ .‬محمد داود بصفته مفتشا للتعليم اإلسالمي إلى مصر مباشرة بعد تعيينه (في يناير‬ ‫‪1937‬م)‪ ،‬ليتصل رسميا برئاسة الوزارة المصرية وكذا بوزارة المعارف وبمشيخة األزهر‪،‬‬ ‫حيث قضى هناك ‪ 45‬يوما زار فيها مختلف المؤسسات التعليمية‪ ،‬ودرس نظم التعليم‬ ‫ومناهجه المختلفة‪ ،‬ما بين عصرية وأزهرية‪ ،‬للذكور واإلناث‪ ،‬من أول مراحل التعليم إلى‬ ‫الكليات ومعاهد التربية‪ .‬وعند عودته من هذه الرحلة‪ ،‬عرض تقريرا شامال عن مختلف‬ ‫اتصاالته وما استفاده من معلومات‪ ،‬حتى يستغلها المجلس في تنظيم التعليم بالمنطقة‪،‬‬ ‫كما قدم نماذج من المناهج والمقررات المعمول بها في مصر‪ ،‬ولقد استفاد المجلس فعال‬ ‫من هذه المناهج‪ ،‬حيث تم تعيين لجنة مؤلفة من المفتش ذ‪ .‬محمد داود ومن العضوين‬ ‫األستاذين مَحمد عزيمان والطيب بنونة‪ ،‬للقيام بتحرير برامج التعليم بهذه المنطقة‪،‬‬ ‫اعتمادا على البرامج واألنظمة المذكورة‪.‬‬ ‫ولقد اتخذت هذه الهيئة الجديدة للمجلس قرارات مهمة صدر بها قرار من المقيم‬ ‫العام خوان بيكبيدير تم نشرها في الجريدة الرسمية للمنطقة سنة ‪.1937‬‬

‫العالمة سيدي التهامي الوزاني‬ ‫شيخ المعهد الديني بتطوان‬

‫‪ - 4‬خاتمة‪:‬‬

‫وفي نهاية هذا العرض‪ ،‬أسجل أن المتتبع ألعمال المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي‬ ‫بالمنطقة الخليفية من شمال المغرب‪ ،‬يجد أن هذه الهيئة الموقرة قد ضمت بالفعل‬ ‫مجموعة من الشخصيات التي كانت تحمل هم التعليم في هذه األمة‪ ،‬والتي عملت وجدّت‬ ‫من أجل تنظيمه وإعداد قوانينه وأنظمته وبرامجه‪ ،‬حتى تساهم في تكوين الفرد المغربي‬ ‫المعتز بدينه وبقوميته وبشخصيته‪ ،‬إال أن هذه الهيئة قد تعرضت لفترات لقيت فيها من‬ ‫طرف السلطة الحاكمة الدعم الكافي والسند الشافي‪ ،‬مما دفعها للجد واالجتهاد‪ ،‬كما‬ ‫عانت في فترات أخرى من المحاربة واإلهمال والتجاهل‪ ،‬مما جعلها تيأس وتشكو وتتخاذل‪،‬‬ ‫هذا إلى جانب كونها قد تعرضت – كما هو طبيعي – إلى تأييد من طرف بعض المواطنين‬ ‫أحيانا‪ ،‬كما لقيت معارضة من طرف غيرهم أحيانا أخرى‪ ،‬إال أن ذلك ال ينفي أنها قد لعبت‬ ‫دورا إيجابيا فعاال في الحفاظ على الهوية المغربية في المسألة التعليمية‪ ،‬وخير دليل‬ ‫على ذلك ما يالحظ من تميز للجيل الذي تخرج من هذا النوع من التعليم في أواسط‬ ‫القرن ‪20‬م‪ ،‬حيث اتسم هذا الجيل بسالمة عقيدته‪ ،‬وغزارة معلوماته‪ ،‬ومتانة لغته‪ ،‬وفعالية‬ ‫عطاءاته‪.‬‬

‫ج – الطور الثالث من عمر المجلس‪:‬‬ ‫وفي ‪ 16‬رجب ‪1363‬هـ‪ 7 /‬يوليه ‪1944‬م‪ ،‬صدر ظهير جديد بإعادة تنظيم المجلس‬ ‫للمرة الثالثة‪ ،‬حيث أصبح مؤلفا من تسعة أشخاص‪:‬‬ ‫الرئيس‪ :‬سيدي أحمد بن محمد الرهوني‪.‬‬ ‫خليفة الرئيس‪ :‬ذ‪ .‬محمد بن ج أحمد داود (مدير المعارف)‪.‬‬ ‫كاتب السر العضو‪ :‬ذ‪ .‬مَحمد بن عالل عزيمان (مفتش التعليم الثانوي المغربي)‪.‬‬ ‫نائب وزارة العدلية‪ :‬الفقيه محمد بن محمد اللبادي (قاضي تطوان)‪.‬‬ ‫نائب وزارة األحباس‪ :‬الفقيه مَحمد الزكاري‪.‬‬ ‫العضو ذ‪ .‬سيدي التهامي بن عبد اهلل الوزاني‪.‬‬ ‫العضو ذ‪ .‬سيدي عبد اهلل بن عبد الصمد كنون‪.‬‬ ‫العضو الفقيه محمد بن حدو أمزيان‪.‬‬ ‫العضو الفقيه محمد بن عبد القادر الحنفي‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى كل هؤالء‪ ،‬فقد اعتبر كل من وزير العدلية الفقيه العالمة سيدي محمد‬ ‫أفيالل‪ ،‬ووزير األحباس الفقيه األديب سيدي محمد بن موسى‪ ،‬خليفتين فخريين للرئيس‪،‬‬ ‫كما اعتبر رئيس االستئناف الشرعي الفقيه العالمة سيدي محمد المرير والدكتور تقي‬ ‫الدين الهاللي‪ ،‬عضوين شرفيين بالمجلس‪.‬‬ ‫وقد قام هذا المجلس بدوره بأعمال جليلة في ميدان تنظيم التعليم‪ ،‬فكان من أهم‬ ‫قراراته(‪:)6‬‬ ‫• تهيئ نظام داخلي جديد للمجلس‪ ،‬مشتمل على الفصول اآلتية‪ :‬تأليف المجلس‪،‬‬ ‫اختصاصات كل من تتألف منه هيئته (الرئيس – خليفة الرئيس – كاتب السر – األعضاء‬ ‫العاملون – األعضاء الشرفيون)‪ ،‬النظام العام لجلسات المجلس وألعماله المختلفة‪،‬‬ ‫اللجان‪ ،‬الموظفون اإلداريون‪.‬‬ ‫• إعداد البرنامج الخاص بالقسم العالي من التعليم الديني وتوزيع الدروس وتعيين‬ ‫المدرسين الذين سيقومون بمهمة التدريس فيه وامتحان الطلبة الملتحقين به‪.‬‬ ‫• إعداد النظام الداخلي الخاص بالمعهد الديني العالي(‪.)7‬‬ ‫• تهيئ النظام الداخلي لمدارس سكنى الطلبة‪.‬‬

‫• تعيين ذ‪ .‬سيدي التهامي الوزاني مفتشا للتعليم الديني‪ ،‬وبين يديّ بالخزانة الداودية‬ ‫نص الضابط الذي حرره األستاذ التهامي الوزاني للمعهد الديني العالي‪.‬‬ ‫• وذ‪ .‬عبد اهلل كنون شيخا للمعهد الديني بطنجة‪.‬‬ ‫• مراجعة منهاج الدراسة بالمعاهد االبتدائية للبنين(‪ )8‬وكذا المعاهد الثانوية الدينية‪.‬‬ ‫• إعداد منهاج المدارس االبتدائية للبنات‪ ،‬وهو مثل مدارس البنين مع إضافة فن‬ ‫الخياطة وتدبير المنزل( ‪.)9‬‬ ‫تعديل نظام العطل المدرسية بالنسبة للمدارس العصرية والمعاهد‬ ‫• ‬ ‫الدينية(‪)10‬‬ ‫• ‬ ‫إصدار قرارات بشأن الميزانية التي تصرفها األحباس على التعليم(‪.)11‬‬ ‫دراسة حاجة المنطقة من ناحية البنايات المدرسية‪ ،‬وطلب إحداث مدارس‬ ‫• ‬ ‫في مختلف النواحي‪( :‬الناحية الجبلية‪ :‬بحي سيدي طلحة من العاصمة تطوان‪ ،‬وبالرنكون‪،‬‬ ‫وبعين الجديدة من وادراس‪ ،‬وفي الناحية الغربية ببوهان من قبيلة بني كرفط‪ ،‬وفي الفحص‬ ‫قرب طنجة‪ ،‬وفي الناحية الغمارية في قبيلة بني احمد‪ ،‬وفي الريف ببني بوعياش من ورياغل‬ ‫وباثنين بني عمرت‪ ،‬وفي الناحية الشرقية بتفرسيت وبالدريوش من المطالسة وبكركار من‬ ‫بني بويحيى‪ ،‬وبزايو من أوالد ستوت‪ ،‬وببني بويعقوب من تمسمان‪ ،‬وبكرماولت من بني‬ ‫توزين)‪.‬‬ ‫• ‬ ‫دراسة مشروع التعليم اإلجباري وقرار المجلس المتعلق بتنفيذه(‪.)12‬‬ ‫دراسة مسألة الكتب المدرسية للتعليم المغربي بمختلف فروعه(‪.)13‬‬ ‫• ‬ ‫السعي في االتصال بالمجمع اللغوي الملكي بمصر والمجمع العلمي بدمشق‬ ‫• ‬ ‫وغيرهما من المجالس كالمجلس العلمي بفاس‬ ‫واستيراد مجالتهم‪.‬‬ ‫• التنسيق بين المجلــس وبين إدارة‬ ‫المعارف فيمــا يتعلق بمسألــة االمتحانات‬ ‫والشهادات االبتدائيــة والثانوية للتعليـــم‬ ‫الديني(‪ )14‬وما تخولـــه هذه الشهادات من‬ ‫حقوق‪.‬‬ ‫• قيام أعضاء المجلس بإجراء امتحانات‬ ‫للطلبة الراغبين في االلتحاق بالمعهد العالي‪.‬‬ ‫ومما يتضح من قرارات ومنجزات هذا‬ ‫المجلس األخير‪ ،‬أنه قد استطاع أن يفرض‬ ‫وجوده وأن ينفذ برامجه‪ ،‬بالرغم مما كانت‬ ‫السلطات اإلسبانية تضعه من عراقيل لتقييده‬ ‫بواسطة المراقبة اإلدارية المطلقة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫جعل الرأي العام ينظر إلى أعمال المجلس تارة‬ ‫بالرضى والقبول‪ ،‬وتارة أخرى بالرفض وتوجيه‬ ‫التهم بالعجز وعدم الفعالية‪.‬‬ ‫وعلى أية حال‪ ،‬فإن المجلــس األعلى‬ ‫للتعليم اإلسالمي كان نعم الممثل للهيئة‬ ‫المغربية الساهــرة على االهتمام والتفكير‬ ‫والضبط والتركيز والحــرص على المقومات‬ ‫واتخاذ المبادرات والتنظيم لكل ما يتعلق‬ ‫بالتعليم القومي في تلك الفترة‪ ،‬مما يجعلنا‬ ‫نسجل بافتخار أنه قد ساهم في الحفاظ على‬ ‫الهوية المغربية في تلك الظروف الحرجة‬ ‫والحاسمة من تاريخ الوطن‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫باب المسجد الكبير بتطوان‬

‫‪ 1‬ـ منذ الجلسة ‪ 7‬للمجلس بتاريخ ‪ 13‬صفر ‪ 1356‬هـ ‪25/‬أبريل ‪ 1937‬م‬ ‫‪ 2‬ـ منذ الجلسة ‪ 55‬للمجلس بتاريخ ‪ 14‬شوال ‪ 1356‬هـ‪ 18 /‬دجنبر ‪ 1937‬م‬ ‫‪ 3‬ـ منذ الجلسة ‪ 39‬للمجلس بتاريخ ‪ 27‬جمادى الثانية ‪ 1356‬هـ ‪ 4/‬شتمبر ‪ 1937‬م‬ ‫‪ 4‬ـ منذ الجلسة ‪ 35‬للمجلس بتاريخ ‪ 13‬جمادى الثانية ‪ 1356‬هـ‪21 /‬غشت ‪ 1937‬م‬ ‫‪ 5‬ـ منذ الجلسة ‪ 37‬للمجلس بتاريخ ‪ 22‬جمادى الثانية ‪ 1356‬هـ‪ 30 /‬غشت ‪ 1937‬م‬ ‫‪ 6‬ـ استنتجت هذه القرارات من محاضر الجلسات للمجلس في هذه الفترة‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ أثبت نص هذا النظام ضمن محضر الجلسة ‪ 24‬الجتماع المجلس األعلى للتعليم اإلسالمي‬ ‫بتاريخ ‪ 27‬شوال ‪ 1363‬هـ‪ 14 /‬أكتوبر ‪ 1944‬م‪ .‬ويشتمل على ما يأتي من األبواب ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬االسم والمركز واإلدارة واالجتماعات (‪ 10‬فصول)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الطلبة وما لهم وما عليهم (‪ 9‬فصول)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬العطالت واألوقات واالمتحانات (‪ 8‬فصول)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬السكنى والمعيشة (‪ 4‬فصول)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬المخالفات والعقوبات (فصالن)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬خاتمة (‪ 3‬فصول)‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ أثبتت خطة الدراسة االبتدائية الجديدة ضمن محضر الجلسة ‪ 26‬من جلسات المجلس‬ ‫األعلى للتعليم اإلسالمي في اجتماعه يوم ‪ 25‬ذي القعدة ‪ 1363‬هـ ‪ 11/‬نوفمبر ‪ 1944‬م‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ أثبت هذا البرنامج في نفس محضر الجلسة ‪ 26‬المذكورة سابقا‬ ‫‪ 10‬ـ أثبت هذا التعديل ضمن محضر الجلسة ‪ 27‬للمجلس في اجتماعه يوم‪ 26‬ذي القعدة‬ ‫‪ 1363‬هـ‪ 12 /‬نوفمبر ‪ 1944‬م‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ أثبتت هذه القرارات ضمن محضر الجلسة ‪ 27‬المذكورة سابقا‬ ‫‪ 12‬ـ أثبت نص هذا المشروع وكذا قرار المجلس بشأنه (في ‪ 15‬فصال) ضمن محضر الجلسة‬ ‫‪ 30‬للمجلس في اجتماعه يوم ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 1363‬هـ‪ 11 /‬دجنبر ‪.1944‬‬ ‫‪ 13‬ـ أصدر المجلس مذكرة في موضوع الكتب المدرسية‪ ،‬وهي متضمنة في محضر الجلسة ‪31‬‬ ‫الجتماع المجلس يوم ‪ 26‬ذي الحجة ‪ 1363‬هـ ‪ 12/‬دجنبر ‪ 1944‬م‪.‬‬ ‫‪ 14‬ـ أدرج نموذج للشهادة االبتدائية أو الثانوية أو العليا الصادرة عن إدارة المعارف المغربية‬ ‫بالمنطقة الخليفية بالمغرب ضمن محضر الجلسة ‪ 33‬الجتماع المجلس يوم ‪ 2‬جمادى الثانية ‪1364‬‬ ‫هـ‪ 14 /‬ماي ‪1945‬م‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪937‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫المعلم موسوعة فذة‬ ‫في كل مكان وزمان‬

‫تمهيد ‪:‬‬ ‫نتائج سنوات العمل المتواصل‪ ،‬ومدى قدرة المتعلمين الذين شاركوا في مجاالت الحياة العامة‪.‬‬ ‫بكفاءتهم جراء تعليمي األول لهم‪.‬‬ ‫فبرع منهم المهندسون‪ ،‬واألطباء‪ ،‬واألساتذة‪ ،‬والمفتشون‪ ،‬وضباط صف‪ ،‬وتجار مرموقين‪،‬‬ ‫ومحامون‪ ،‬وميكانيكيون مهرة‪ ،‬وأنا ال زلت معلما كما عاهدوني‪.‬‬

‫*المناسبة ‪ :‬الولد‬

‫كان اليوم أسعد أيام حياتي‪ ،‬استدعى والدي األحباب واألصدقاء ولم يستثنى منهم أحدا‪ .‬حققت‬ ‫حلمه الذي راوده طول عمره‪.‬‬ ‫أن أكون طبيبا‪ ،‬لم أدخر جهدا في تحقيق رغبة والدي الذي نشأ أميا‪ ،‬فكان يحثني على الكد‬ ‫واالجتهاد والمثابرة وكان يتتبع مراحل تعليمي باالبتدائي‪ ،‬ويترقب درجتي في الصف ومعدل أعمالي‪،‬‬ ‫فقد علمته تجارته األعداد الطبيعية ‪ ،‬فأنس بها واستأنس بها‪ .‬فكان يعرف تطور أعمالي‪ ،‬يراعني ويتتبع‬ ‫نظافتي ومأكلي ومشربي‪ .‬وملبسي‪ ،‬راحتي وتعبي‪ ،‬منامي وفياقي وفرحي‪ ،‬وحزني‪ ،‬نشاطي وخمولي‪،‬‬ ‫انزعاجي وهدوئي‪ ،‬غضبي ‪ ،‬سكوني‪ ،‬قلقي وهدوئي‪.‬‬ ‫كان يقرأ على محيي كل أعمال يومي‪ ،‬يوما بيوم‪ ،‬ونتائج دراستي وأثناء غيابه يحمل والدتي قسطا‬ ‫من مراقبتي‪ ،‬ال تنام إال وينهال عليها والدي آالف األسئلة يستجوبها عن تصرفاتي بكل دقة متناهية‪،‬‬ ‫ويقول إن مراقبة ابننا ونجاحه يشفى غليلي‪ .‬منه تعلمت مبادئ الحساب واألرقام والعمليات األربع‪،‬‬ ‫وعندما كان يراجع بمحضري قراءته األولى للحروف والكلمات‪ .‬علقت بذهني أشكال الحروف الهجائية‪،‬‬ ‫واستطعت ثبوتها بمخيلتي‪ .‬وأصبحت أقرأ بعض الكلمات والجمل‪ .‬وأتصفح الجرائد‪ .‬واكتب بعض‬ ‫الخطابات كنت أوقع بإلهامي في معامالتي التجارية‪ .‬وأصبحت أتقن كتابة اسمي بالكامل‪ ،‬واختلقت من‬ ‫حروفه توقيعا صودق عليه في البنك وأعجب في العمالة‪ ،‬منه تعلمت أصول الدين‪ .‬أقف للصالة وال أعرف‬ ‫ما أقول عند ركوع أو سجود وتشهد‪ .‬فقد تعودت عدد ركعات كل صالة من خالل مشاركتي للمسلمين‬ ‫في صلوات كل يوم بالمسجد‪ ،‬ولكني حفظت منه البسملة وبعض السور القصيرة التي تعلمها بالقسم‬ ‫األول‪ ،‬وكان يرددها على مسمعي‪ ،‬يستظهرها علي‪ ،‬ظانا أني أحفظها ولكني كنت أومئ برأسي كأني‬ ‫أحفظها عن ظهر قلب‪ ،‬وأخيرا حفظتها على ظهر قلب‪ ،‬وهكذا تعلمت من ولدي الكثير‪ ،‬فكان يراجع معي‬ ‫ليال كل دروسه ويشرحها لي‪ ،‬مرحلة‪ ،‬مرحلة‪ ،‬فأصبحت تلميذا له‪ ،‬وحافظا يستذكرني فيما أماله علي‪.‬‬ ‫مرت مرحلة التعليم االبتدائي وهو يراقب جميع أعمالي‪ ،‬ويشاركني في المراجعة والتحصيل‪،‬‬ ‫ويساعدني بمعلوماته العامة التي غذت فكري كثيرا‪ .‬وجعلتني أتفوق على زمالئي‪ .‬ولما التحقت بالسلك‬ ‫األول من التعليم الثانوي‪ ،‬أصبحت ملزما أن أدقق في كل المعلومات التي أقوم بجمعها وتنسيقها‪ ،‬ولم‬ ‫يكن الوقت كافيا أستدرج والدي إلى مكتبي‪ ،‬وأستشيره فيما صعب علي معرفته‪ .‬وقد كثرت مشاكله‬ ‫التجارية‪ ،‬فأحب والدي أن أكون بعيدا عنها‪ .‬حتى أزود فكري بالمعلومات الحية التي أدمجتها الوزارة في‬ ‫المقررات‪ ،‬لتكوين األطر الصالحة وتهيئ رجال الغد‪.‬‬ ‫اجتزت المرحلة الثانوية بتفوق‪ ،‬وصعب علي االختيار‪ ،‬وأخيرا اهتديت مع زمرة من أصدقائي الذين‬ ‫جمعتني معهم كل المراحل السابقة عمال بنصيحة معلمنا األول ورغبة والدي الملحة‪.‬‬ ‫التحقت بشعبة العلوم التجريبية‪ ،‬وكانت المرحلة جد صعبة‪ ،‬وأصبح البون شاسعا بيني وبين‬ ‫معلومات والدي المحترم‪ ،‬فلم يعد يفيدني في شيء ما أتعلمه وقد صارحني يوما أن معلوماته األولية‬ ‫في العد والقراءة والكتابة تعلمها واكتسبها مني أثناء مراجعتي في البيت‪ .‬وأن معلوماته العامة هي‬ ‫لقطات من مخالطاته المتكررة ألصدقائه األطباء‪ ،‬والمهندسين‪ ،‬ورجال علم وفكر‪ ،‬ليظهر بها شيئا‬ ‫من التفوق إزائي رغم أن بعضها مبثورا‪ .‬وليكون ذا قيمة يتألق بهذه اللقطات‪ .‬فإذا جلس رحاب علم‬ ‫شاركهم برأيه البسيط‪ ،‬فينمي معلوماته بشذرات ذهبية يفتخر بها‪ .‬حتى يخيل إلى بعض أصدقائه أنه‬ ‫خريج من معاهد وجامعات أكسبته هذه المعلومات والحقيقة أنه استفاد من مجالستهم‪ .‬استطاع أن‬ ‫يلم بها عن كثب من خالل محاكاته‪ ،‬ومناقشاته لهم‪ .‬ويرجع الفضل إلى موارده المالية التي جعلته ذا‬ ‫مكانة‪ ،‬كما كانت في مساعدتي طيلة مراحل تعليمي‪.‬‬

‫التعليم بديار الغربة‬

‫انقضت شهور ومرت أعوام بديار الغربة‪ .‬وكللت كل أعمالي بنجاح ورجعت بلدي بما أفاء على أهل‬ ‫هذه الديار‪ ،‬لم تؤثر في نفسي نزعتهم بقدر ما أخذت بلبي معلوماتهم‪ .‬وشغلت فكري كنت أهرع من‬ ‫حياضها بلهفة‪ .‬وكل أملي أن أحقق رغبة والدي‪ .‬حققت آماله‪ ،‬وأنا مفعم بالغبطة لما اكتسبته ومنيت‬ ‫به‪ ،‬ولحسن الحظ أقام والدي حفال بهيجا لشيء واحد أني أهل بثقته وال غرور أن هذا الحفل كان وطري‬ ‫ألحيي به صداقتي وأجدد العهد بمعلمي األول حين سألني يوما‪ .‬ما عمل والدك فقلت تاجر ناجح‪ ،‬وألح‬

‫‪4/1‬‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫في أن أجيب‪ ..‬وماذا اخترت لنفسك في المستقبل‪ ،‬فقلت طبيبا‪ ،‬لم يكتف معلمي األول بهذا الجواب‬ ‫الجاف‪ ،‬بل طلب مني أن أدلي بما يثبت حبي لمهنة الطب‪ .‬أصبح موقفي حرجا ما عساني أقنع به معلمي‬ ‫وهو يصر علي لماذا أحببت الطب عن بقية المهن‪.‬‬

‫مهنة الطبيب‬

‫المعلم ‪:‬‬ ‫لقد اخترت أن تكون طبيبا لدخله الهائل كما هو عليه اآلن؟‬ ‫وهو أخصب تجارة ولم يعد للطبيب إال اسمه‪ ،‬أو اخترت أن تكون طبيبا ألن عمله عمل إنساني نحو‬ ‫المرضى‪ ،‬إن كان به شعور إنساني ولم يعد للطبيب في مصحاتنا إال االسم؟‬ ‫قلت بعفوية ‪ :‬أكون طبيب الوالدة‪ ،‬إشفاقا بأمي واألمهات حيث يقاسين المر والويل وهن يضعن‬ ‫أوالهن‪ ،‬وقلت ‪ :‬لقد بكيت وتألمت كثيرا حين كانت والدتي تضع أختي الصغرى‪.‬‬ ‫كانت حجتي الختيار مهنة الطب‪ ،‬حالة والدتي عندما جاءها المخاض‪.‬هذا ما مر بذهني من جواب‬ ‫لم يقنعني أنا‪ .‬فباألحرى معلمي الذي عودنا نحن التالميذ أن تكون إجاباتنا منطقية وواقعية فقلت ‪:‬‬ ‫طبيب‪ ،‬طبيب‪ ،‬وسكت‪ ،‬أمهلني المعلم هنيهة للتفكير والجواب‪.‬أقول ‪ :‬أناقة الطبيب وشياكته‪ ،‬ال‪ ،‬البد‬ ‫أن أصدقائي يهزأون من جوابي‪ .‬ومرت بخاطري عدة أجوبة ولكنها غير كافية وشافية‪ ،‬مرت عدة دقائق‬ ‫وأحسست بالمعلم يحثني الجواب‪ .‬ولما رأى حمرة تعلو وجنتي وبدا بي الخجل‪ ،‬بادرني بالشرح‪ :‬يا ولدي‬ ‫العزيز لقد اخترت لنفسي أن أكون معلما‪ ...‬أفقه األوالد بالدين الحنيف وأدعوهم إلى األخالق الحسنة‪،‬‬ ‫وأربي ذوقهم على حب الجمال واستيعابه‪ ،‬وأحفظهم ما تيسر من قول الخالق العظيم‪.‬‬ ‫وأجدد العهد بتاريخ السالفين‪ ،‬إلى غير ذلك من المواد التي يتلقاها التالميذ بالمدارس‪ ،‬وال يجدون‬ ‫لها أثرا عند غير المعلم‪ .‬فالمعلم صانع األجيال ومربيهم‪.‬‬ ‫أما الطبيب يقوم بأعمال جليلة ال يستطيع المعلم أو غيره القيام بها‪ ،‬ألنها ليست من اختصاصه‪،‬‬ ‫وبهذا التدخل من معلمي فتح لي بابا موصدة لم أجد لها مفتاحا لصغر سني ولمعلوماتي البسيطة‪.‬‬ ‫فبادرت بالقول أكشف على المريض أخفف عنه األلم بإعطاءه الدواء المسكن‪ ،‬أضمد جراح المجروح‪،‬‬ ‫وأخيط الجروح‪ ،‬أتعاقب على زيارته‪ ،‬والسهر على راحته‪ ،‬وهذه رسالة الطبيب‪ .‬كما أن للمعلم رسالة‬ ‫سامية ال تعلو عليها أي مهنة‪ .‬ولما رأيت ابتسامة الرضا تعلو وجه معلمي سكت‪ ،‬فقال لي ‪:‬‬ ‫سأقتفي أثرك إلى أن تصبح طبيبا ناجحا‬ ‫ومن ذلك اليوم جعلت أمام عيني ‪« :‬سأقتفي أثرك إلى أن تصبح طبيبا ناجحا»‪ ،‬ناجح إن شاء اهلل‪،‬‬ ‫ناجـح إن شـاء اهلل‪ .‬وألن أكون ناجحــا‪ ،‬ومعلمي يتتبع أعمالي الدراسية‪ ،‬علي أن أحاسب نفسي عن كل‬ ‫عمل قمت به‪ .‬أحقا إني نجحت فيه وتفوقت‪ .‬إن معلمي ال زال كالمه يالحقني‪ ،‬لقد تعلمت منه معلوماتي‬ ‫األولية واألساسية‪ ،‬وأوالني عناية فائقة رحم اهلل من قال ‪« :‬من علمك حرفا واحدا فهو سيدك وموالك‬ ‫إلى يوم الدين»‪.‬‬ ‫وقال الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬ ‫وقال ‪:‬‬

‫«اطلب العلم من المهد إلى اللحد»‬ ‫«وخير أمتي من تعلم وعلم»‬

‫عهد بي معلمي إلى معلم آخر‪ .‬أطفى علي صبغة من الطراوة والجدية‪ ،‬وهكذا توالت أطر من رجال‬ ‫التعليم‪ ،‬اإلشراف على دراستي‪ .‬وأخيرا نجحت ورجعت إلى مسقط رأسي‪ ،‬حامال شهادة الدكتورة من‬ ‫(باريس) بميزة حسن أستبشر بها والدي خيرا‪ ،‬كما أثنى علي كل األحباب واألقارب وشكروا اهلل تعالى أن‬ ‫حقق من بين أوالدهم طبيبا ينظر أحوالهم‪ .‬ويعالج مرضاهم‪ ،‬في خدم هذه األحداث وأنا وسط الجموع‬ ‫من أهلي وأبناء مدينتي جمعتني بهم إما القرابة أو الزمالة‪ ،‬ال شيء كان يدور بخاطري إال كلمات معلمي‬ ‫األول‪ ،‬وأطوف بعيني الثاقبتين متفحصا الحاضرين على شيء واحد‪ ،‬هل من بينهم معلمي‪.‬‬ ‫لطول األمد ال بد أن شعر صدغاه قد شيب وابيض شعره‪ ،‬إنه مرح ويحب األطفال ويؤانسهم‪ ،‬إنه‬ ‫متواضع يجلس حيث يفضلون ويقودهم حيث يحبون‪ ،‬ويرشدهم إلى إلى ما يعشقون‪ .‬يتصرف تصرف‬ ‫طفل يافع ناجع‪ ،‬ويحلل بعقلية‪ ،‬ويسوس أطفاله بحكم نزيه ال يفتر ثغره عن حب وعطف وحنان ومودة‪.‬‬ ‫إن مالمحه ماثلة أمامي‪ ،‬لن أنساه‪ ،‬قد يبدو لي أنه نسيني‪ ،‬ألني تغيرت شكال ومضمونا‪ ،‬نحف جسمي‪،‬‬ ‫وصلع مقدم رأسي‪ ،‬ونبتت شعيرات بيض شاربي وصدغاي‪ ،‬تطاولت قامتي‪ ،‬وهذا جأشي إذا تكلمت‬ ‫أسترسل في كالمي‪ ،‬وإذا سكت أتابع صدر الكالم وعجزه‪ ،‬وأقارن وأعلل وال أجيب إال وأنا في موقف يوجب‬ ‫إبداء قراري‪ .‬كنت ساذجا في تفكيري ومنطقي ولوعا بإلقاء األسئلة‪ .‬مهدارا معجبا بنفسي إلى حد كبير‪.‬‬ ‫هل كان فضوال مني أو عمال بقول معلمي حين شرح لنا‪ ،‬وكتبنا جميعا ذلك في كراساتنا‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪937‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫ذكرى الإ�سراء واملعراج‬ ‫ـ‪2‬ـ‬

‫تحدثنا في العدد الماضي عن هذه الذكرى العظيمة‪ ،‬والمعجزة الباهرة التي خص بها اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫نبينا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واستعرضنا األحاديث الواردة في هذا الحديث الكبير‪ ،‬من خروجه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم من بيته إلى صالته ببيت المقدس‪ ،‬ثم صعوده صلى اهلل عليه وسلم على المعراج حيث صعد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم وعن يمينه مالئكة وعن يساره مالئكة حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال لها «باب‬ ‫الحفظة» وعليه ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا‪ ،‬وعند البيهقي من حديث جعفر بن محمد‬ ‫يسكن ـ أي هذا الملك الذي اسمه إسماعيل ـ الهواء لم يصعد إلى السماء قط ولم يهبط إلى األرض قط‪ ،‬إال‬ ‫يوم مات النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وبين يديه سبعون ألف ملك‪ ،‬مع كل ملك جنده مائة ألف فاستفتح جبريل‬ ‫باب السماء‪ ،‬قيل من هذا؟ قال‪ :‬جبريل‪ ،‬قيل ومن معك؟ قال‪ :‬محمد‪ ،‬قيل‪ :‬أو قد أرسل إليه؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬مرحبا‬ ‫به وأهال حياه اهلل من أخ وخليفة‪ ،‬فنعم األخ ونعم الخليفة‪ ،‬ونعم المجيء جاء‪ ،‬ففتح لهما فدخال‪ ،‬فإذا فيها آدم‬ ‫كهيئته يوم خلقه اهلل على صورته‪ ،‬أي على غاية من الحسن والجمال‪ ،‬طوله ستون ذراعا‪ ،‬تعرض عليه أرواح‬ ‫ذريته المومنين‪ ،‬فيقول‪ :‬روح طيبة ونفس طيبة من جسد طيب‪ ،‬اجعلوها في عليين‪ ،‬وتعرض عليه أرواح ذريته‬ ‫الكفار‪ ،‬فيقول روح خبيثة خرجت من جسد خبيث اجعلوها في سجين‪ ،‬وعن يمينه أسودة وباب يخرج منها ريح‬ ‫طيبة‪ ،‬وعن شماله أسودة وباب يخرج منها ريح خبيثة‪ ،‬فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر‪ ،‬وإذا نظر قبل شماله‬ ‫حزن وبكى‪ ،‬فسلم عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪,‬فرد عليه السالم ثم قال‪ :‬مرحبا باإلبن الصالح والنبي الصالح‪،‬‬ ‫فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ياجبريل من هذا؟ فقال‪ :‬هذا أبوك آدم وهذه األسودة أرواح بنيه‪ ،‬فأهل اليمين‬ ‫منهم أهل الجنة‪ ،‬وأهل الشمال منهم أهل النار‪ ،‬فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى‪ ،‬وهذا‬ ‫الباب الذي عن يمينه باب الجنة والباب الذي عن شماله باب النار‪ .‬ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل‬ ‫فقيل له وقال كما مر في السماء األولى‪ ،‬ففتح لهما فلما خلصا فإذا هو بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن‬ ‫زكرياء عليهما السالم‪ ،‬فسلم عليهما فرد عليه السالم‪ ،‬ثم قاال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعوا له بخير‪.‬‬ ‫ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كالسماء األولى والثانية سؤاال وجوابا‪ ،‬ففتح لهما فلما‬ ‫خلصا‪ ،‬فإذا هو بيوسف فسلم عليه فرد عليه السالم‬ ‫ثم قال‪ :‬مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا له‬ ‫بخير‪ .‬ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل‬ ‫فقال وقيل له كما تقدم‪ ،‬وفتح لهما فلما خلصا فإذا‬ ‫هو بإدريس رفعه اهلل مكانا عليا‪ ،‬فسلم عليه فرد عليه‬ ‫السالم‪ ،‬ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح‬ ‫ودعا له بخير‪ .‬ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح‬ ‫جبريل فقال وقيل له كما تقدم‪ ،‬وفتح لهما فلما خلصا‬ ‫فإذا هو بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصف لحيته‬ ‫سوداء تكاد تضرب إلى سرته من طولها‪ ،‬فسلم عليه‬ ‫فرد عليه السالم‪ ،‬ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي‬ ‫الصالح ودعا له بخير‪ ،‬فقال‪ :‬ياجبريل من هذا ؟ قال‪:‬‬ ‫هذا الرجل المحبب في قومه هارون ابن عمران‪ .‬ثم‬ ‫صعد إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقال وقيل‬ ‫له كما مر‪ ،‬ففتح لهما فلما خلصا جعل يمر بالنبي‬ ‫والنبييين معهم الرهط‪ ،‬والنبي والنبيين ليس معهم‬ ‫أحد‪ ،‬ثم مر بسواد عظيم فقال من هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬موسى وقومه‪ ،‬ولكن ارفع رأسك فإذا بسواد عظيم قد‬ ‫سد األفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب‪ ،‬فقيل له هذه أمتك‪ ،‬ومع هؤالء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب‪،‬‬ ‫فلما خلصا فإذا بموسى ابن عمران‪ ،‬فسلم عليه فرد عليه السالم ثم قال‪ :‬مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ثم‬ ‫دعا له بخير‪ ،‬وقال‪ :‬يزعم الناس أني أكرم على اهلل من هذا‪ ،‬بل هذا أكرم على اهلل مني‪ .‬ثم صعد إلى السماء‬ ‫السابعة فرآ فوقه رعدا وبرقا وصواعق فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما مر بأبواب السموات السبع‪ ،‬ففتح لهما‬ ‫فلما خلصا فإذا بإبراهيم الخليل جالسا عند باب الجنة‪ ،‬أي في وجهتها مسندا ظهره إلى البيت المعمور‪ ،‬فسلم‬ ‫عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم فرد عليه السالم وقال‪ :‬مرحبا باإلبن الصالح والنبي الصالح‪ ،‬وقال له‪ :‬مر أمتك‬ ‫أن يكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة‪ ،‬فقال وما غراس الجنة‪ ،‬قال‪ :‬الحول والقوة إال باهلل‬ ‫العلي العظيم‪ ،‬وفي رواية إقرأ أمتك مني السالم‪ ،‬وأخبرهم أم الجنة طيبة التربة عذبة الماء‪ ،‬وأن غرسها سبحان‬ ‫اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكبر‪,‬ودخل صلى اهلل عليه وسلم البيت المعمور‪ ،‬وإذا هو يدخله كل يوم‬ ‫سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه ال يعودون إليه إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم رفع إلى سدرة المنتهى‪ ،‬وإذا هي شجرة‬ ‫يخرج من أصلها أنهار من ماء غير ءاسن‪ ،‬وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‪ ،‬وأنهار من خمر لذة للشاربين‪ ،‬وأنهار‬ ‫من عسل مصفى‪ ،‬يسير الراكب في ظلها سبعين عاما اليقطعها‪ ،‬وفي رواية لو أن الورقة الواحدة منها ظهرت‬ ‫لغطت هذه الدنيا‪ ،‬على كل ورقة ملك‪ ،‬فغشيها ال يدري ماهي‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬ولقد رءاه نزلة أخرى‪ ،‬عند سدرة‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى)النجم ‪ ، 16‬فإذا غشيها من اهلل ما غشى تغيرت‪ ،‬فما أحد‬ ‫من خلق اهلل يستطيع أن ينعتها من حسنها‪ ،‬زاد في رواية تلوذ بها جراد من ذهب‪ .‬ثم دخل الجنة فإذا فيها‬ ‫ماال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر‪ ،‬فرآ على بابها مكتوبا‪ :‬الصدقة بعشر أمثالها‪ ،‬والقرض‬ ‫بثمانية عشر‪ ،‬فقال ياجبريل‪ :‬ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال‪ :‬ألن السائل يسأل وعنده‪ ،‬والمستقرض ال‬ ‫يستقرض إال عن حاجة‪ .‬ثم عرضت عليه النار فإذا فيها غضب اهلل وزجره ونقمته‪ ،‬لو طرح فيها الحجارة والحديد‬ ‫ألكلتها‪ ،‬ثم رفع فوق سدرة المنتهى ورآ رجال مغيبا في ظل العرش‪ ،‬فقال من هذا‪ ،‬أملك؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬أنبي؟ قال‪:‬‬ ‫ال‪ ،‬قال من هذا؟ قال هذا رجل كان في الدنيا لسانه اليفتر عن ذكر اهلل‪ ،‬وقلبه معلق بالمساجد‪ ،‬ولم يستسب‬ ‫والديه قط‪ ،‬ولما رفع صلى اهلل عليه وسلم فوق سدرة المنتهى غشيته سحابة فيها من كل لون‪ ،‬فتأخر جبريل‬ ‫وزج به في النور‪ ،‬ويعبر عن تلك السحابة بالرفرف‪ ،‬وهو نظير المحفة عندنا‪ ،‬وروي أنه لما وقف جبريل قال له‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬في مثل هذا المقام يترك الخليل خليله؟ فقال له‪ :‬إن تجاوزت مقامي احترقت بالنور‪،‬‬ ‫فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ياجبريل‪ :‬هل لك من حاجة إلى ربك؟ قال يامحمد‪ :‬سل ربك لي أن أبسط‬ ‫جناحي على الصراط ألمتك حتى يجوزوا‪ .‬قال عليه السالم‪ :‬ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أي فيه أو عليه‪،‬‬ ‫والمستوى المكان العالي‪ ،‬حيث سمع صرير األقالم في تصاريف األقدر‪ ،‬أي صوت حركتها حال الكتابة‪ ،‬وفي رواية‬ ‫فخرقت سبعين ألف حجاب ليس فيها حجاب يشبه اآلخر غلظ كل حجاب خمسمائة عام‪ ،‬وانقطع عني حس كل‬ ‫ملك‪ ،‬فلحقني عند ذلك استيحاش‪ ،‬فإذا النداء من العلي األعلى‪ ،‬أذن ياخير البرية‪ ،‬أذن يامحمد‪ ،‬فأدناني ربي حتى‬ ‫كنت كما قال‪( :‬ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى)‪ ،‬فرآ ربه تعالى فخر النبي صلى اهلل عليه وسلم ساجدا‪،‬‬ ‫وكلمه ربه عند ذلك فقال له يامحمد‪ :‬قال‪ :‬لبيك يارب‪ ،‬فقال سل؟ فقال‪ :‬إنك اتخذت إبراهيم خليال وأعطيته‬ ‫ملكا‪ ،‬وكلمت موسى تكليما‪ ،‬وأعطيت داوود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له اإلنس والجن والشياطين‬ ‫وسخرت له الجبال‪ ،‬وأعطيت سليمان ملكا عظيما‪ ،‬فقال له اهلل تعالى‪ :‬قد اتخذتك حبيبا وأرسلتك للناس كافة‬ ‫بشيرا ونذيرا‪ ،‬وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك‬ ‫ورفعت لك ذكرك‪ ،‬ال أذكر إال ذكرت معي‪ ،‬وجعلت‬ ‫أمتك أمة وسطا‪ ،‬وجعلت أمتك التجوز لهم خطبة‬ ‫حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي‪ ،‬وجعلت من أمتك‬ ‫أقواما قلوبهم أناجيلهم‪ ،‬وجعلتك أول النبيئين خلقا‬ ‫وآخرهم بعثا وأولهم يقضى له‪ ،‬وأعطيتك سبعا من‬ ‫المثاني لم أعطها نبيا قبلك‪ ،‬وأعطيتك الكوثر‪ ..‬إلى أن‬ ‫قال‪ :‬وإني يوم خلقت السماوات واالرض فرضت عليك‬ ‫وعلى أمتك خمسين صالة فقم بها وأمتك‪ ،‬ولما كان‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم في هذا المقام قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫يامحمد‪ ،‬وأين حاجة جبريل؟ قال‪ :‬فقلت اللهم إنك‬ ‫أعلم يامحمد قد أجبته فيما سأل‪ ،‬ولكن لمن أحبك‬ ‫وصحبك‪ .‬ثم انجلت عنه تلك السحابة عند وصوله إلى‬ ‫سدرة المنتهى‪ ،‬وهو المحل الذي وقف فيه جبريل‪،‬‬ ‫فأخذ بيده جبريل فانصرف سريعا‪ ،‬فأتى على إبراهيم‬ ‫فلم يقل له شيئا‪ ،‬ثم أتى على موسى قال ونعم الصاحب لكم‪ ،‬فقال‪ :‬ما صنعت يامحمد؟ ما فرض ربك عليك‬ ‫وعلى أمتك؟ قال‪ :‬فرض علي وعلى أمتي خمسين صالة كل يوم وليلة‪ ،‬قال‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عنك‬ ‫وعن أمتك‪ ،‬فإن أمتك ال تطيق ذلك‪ ،‬وإني واهلل قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة على‬ ‫أدنى من هذا فضعفوا وتركوه‪ ،‬وأمتك أضعف أجسادا وأبدانا وأبصارا وأسماعا‪ ،‬فالتفت إلى جبريل يستشيره‪،‬‬ ‫فأشار إليه جبريل‪ ،‬أن نعم إن شئت‪ ،‬فرجع وقال‪ :‬رب خفف عني فوضع عنه خمسا‪ ،‬فلم يزل النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم يسأل التخفيف حتى قال اهلل تعالى‪ :‬يامحمد‪ ،‬قال لبيك وسعديك‪ ،‬قال‪ :‬هي خمس صلوات في كل يوم‬ ‫وليلة‪ ،‬بكل صالة عشر‪ ،‬فتلك خمسون صالة ال يبدل القول لدي وال ينسخ كتابي تخفيفا عنك‪ ،‬فلما رجع قال‬ ‫له موسى‪ :‬ارجع فاسأل ربك التخفيف‪ ،‬فإن أمتك ال تطيق ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬قد راجعت ربي حتى استحييت منه ولكن‬ ‫أرضى وأسلم‪ ،‬فنادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي‪ ،‬فقال له جبريل اهبط باسم اهلل‪ .‬ثم انحدر صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال ياجبريل‪ :‬مالي لم آت أهل سماء إال رحبوا بي وضحكوا إلى غير واحد سلمت عليه فرد علي‬ ‫السالم ورحب بي ودعا لي بخير ولم يضحك إلي؟ قال‪ :‬ذلك مالك خازن النار‪ ،‬لم يضحك منذ خلق‪ ،‬ولو ضحك‬ ‫ألحد لضحك إليك‪ ،‬ثم وصل صلى اهلل عليه وسلم إلى مكة قبل الصبح‪ ،‬وكان مقدار غيبته عنها ثالث ساعات‪.‬‬ ‫ثم أضحى يحدث الناس بما أنعم له عليه به في ليلته‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫األطفال التوحديون يصنعون لحظات فرح بوزان‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫أن يتوافد على «ميدان حديقتي» يوم ‪ 6‬أبريل‬ ‫الجاري‪ ،‬العشرات من المواطنات والمواطنين لمتابعة‬ ‫فقرات الحفل الذي نظمته جمعية الحنان للتنمية‬ ‫وإدماج األطفال في وضعية إعاقة ذهنية‪ ،‬تخليدا لليوم‬ ‫العالمي للتوعية بمتالزمة التوحد‪ ،‬فهذا مؤشر ايجابي‬ ‫على أن الرجة الثقافية التي أحدثها االشتغال في‬ ‫السنوات األخيرة على «اإلعاقة الغامضة الذاتية» قد‬ ‫نجح في خلخلة الصور النمطية المتكلسة في أذهان‬ ‫لم تكن قبل سنوات تومن بالتنوع البشري الذي‬ ‫يجسده شعار « أنا توحدي ‪ ....‬أنا مختلف مثلك»‪.‬‬ ‫صغار وزان التوحديون نجحــوا في صناعــة ما‬ ‫عجز كبار دار الضمانة تحقيقه‪ ....‬كبار كثر يؤثثون‬ ‫زوايا المدينة باأللم ‪...‬أما الصغار فيقبضون بالنواجد‬ ‫والسواعد على األمل‪ ،‬ويوسعون وعاءه‪ ،‬ويهندسون‬ ‫معماره‪......‬المحترفات ‪ /‬اللوحات الفنية واالبداعية‬ ‫المتعددة التي استضافها «ميدان حديقتي» أبهرت‬ ‫الحضور الذي وقف مشدوها أمام ما يختزنه أطفال التوحد من طاقات ومواهب‪ ،‬إن احترمت الدولة مساحة من البيئة‬ ‫الحقوقية ذات الصلة التي تنتصر لها أحكام دستور ‪ ،2011‬والمواثيق الدولية التي سبق وصادقت عليها المملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬لما ارتفعت أصوات من قلب هذا الحفل مناشدة أكثر من جهة‪ ،‬لضخ جرعات من األمل في أوصال الجمعية‬ ‫التي‪ ،‬ومن باب المفارقة العجيبة‪ ،‬تنوب عن الدولة في توفير الخدمات ألزيد من ‪ 80‬طفل يحتضن شغبهم الجميل‬ ‫والبريء مركز تمدرس األطفال في وضعية إعاقة ذهنية ‪.‬‬ ‫‪ ‬للوصول بذوي اضطراب التوحد إلى أقصى االستقاللية الذاتية وتقرير المصير‪ ،‬يستلزم ذلك فاتورة ثقيلة‬ ‫يلتهمها العالج التربوي‪ ،‬والعالج السلوكي‪ ،‬والعالج الدوائي‪ ،‬كما صرح بذلك للجريدة أكثر من مصدر يوجد في‬

‫احتكاك يومي بعضوات وأعضاء الجمعية وأسر األطفال ‪.‬‬ ‫يستلزم كذلك تقوية قدرات المربيات‪ ،‬وتسليحهم بجملة‬ ‫من المعارف والمعلومات األساسية‪ ،‬ما ينعكس إيجابيا على‬ ‫تعاملهم وسلوكياتهم مع أطفال يعانون من إعاقة متعلقة‬ ‫بالنمو‪....‬يستلزم االستثمار في األسر ومواكبة أفرادها ‪....‬‬ ‫فهل جمعية الحنان‪ ،‬وأسر األطفال التي ال يسعف الوضع‬ ‫االجتماعي الكثير منها ‪،‬والمنح النحيلة ( علقت اثنتان هذه‬ ‫السنة) قادرة على تقديم خدمات ذات جودة‪ ،‬وأجور تحترم‬ ‫قانون الشغل ومطابقة للجهود المضنية التي تبذلها‬ ‫المربيات ؟‬ ‫وألن موضوع األشخــاص ذوي اضطراب التوحــد‬ ‫يستدعي الترافع من أجـــل حماية حقوقهم والنهوض‬ ‫بها‪ ،‬وبما أن نسبة المصابين بالتوحد تفوق بكثير نسبة‬ ‫المصابين بمرض السرطان كما تفيد أرقام رسمية‪،‬‬ ‫ومساهمة من هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع ‪ ‬في تسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة‬ ‫« أنا توحدي‪ ....‬أنا مختلف مثلك» فقد أعلن رئيسها بأن‬ ‫عضوات وأعضاء آلية الحوار والتشاور هذه بأنهم‪/‬هن‬ ‫سيشتغلون على هذا الملف‪ ،‬وسيعدون رأيا استشاريا في الموضوع يتم الترافع عنه لدى مختلف المتدخلين‪ .‬‬ ‫يذكر بأن الحفل تميز بحضور رئيس جماعة وزان‪ ،‬ووفد بقيادة رئيسة اتحاد جمعيات التوحد بالمغرب‪ ،‬ورئيسة‬ ‫مجلس الطفل بجماعة وزان وعضواته وأعضائه‪ ،‬والمدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية‪ ،‬والمديرة اإلقليمية‬ ‫للشباب والرياضة‪ ،‬وعضوات وأعضاء هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬وممثل اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪ ،‬ورؤساء مصالح بالمديريتين السالفتي الذكر ‪ ، ‬وطيف من فعاليات المجتمع‬ ‫المدني ‪.‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫بالغ‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪15‬‬

‫عقد المكتب التنفيذي لمؤسسة بيت الصحافة‪ ،‬مساء يوم األربعاء ‪ 11‬أبريل ‪ ،2018‬اجتماعه الدوري‪ ،‬برئاسة الزميل سعيد كوبريت‪ ،‬وتطرق هذا اللقاء عبر نقاشات صريحة ومسؤولة ومداوالت مستفيضة‪،‬‬ ‫إلى جدول أعمال تضمن قضايا تنظيمية وأخرى مهنية‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد تم عرض التقريرين األدبي والمالي برسم سنة ‪ ،2017‬حيث تم االطالع على حصيلة برامج األنشطة‪ ،‬المقامة ببيت الصحافة خالل العام المنصرم‪ ،‬بعدما أضحى هذا الفضاء بمكانته‬ ‫االعتبارية‪ ،‬إن على المستوى المحلي والجهوي أو على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬جراء المواعيد اإلعالمية والثقافية والفنية الكبرى‪ ،‬يعد نقطة جلب ألبرز األسماء الدبلوماسية والسياسية والفكرية‪ ،‬في إطار‬ ‫منتديات ومؤتمرات وورشات عمل عدة‪ ،‬جعلت من هذا البيت مشتال للسجال والحوار‪ ،‬وتبادل الخبرات وتجويد الممارسة الصحفية‪ ،‬وطرح البدائل الممكنة لقضايا مجتمعية تشغل بال الرأي العام الوطني والدولي‪.‬‬ ‫كما ناقش أعضاء المكتب شؤون تدبير وتسيير المؤسسة‪ ،‬وفق اختيارات استراتيجية‪ ،‬ورهانات مستقبلية‪ ،‬تضمن المسار المبتغى لجعل البيت في حياد تام‪ ،‬وفي استقاللية مستمرة عن كل الحساسيات‬ ‫السياسية والمرجعيات اإليديولوجية‪ ،‬باعتبار هذه المؤسسة تمثل اإلطار النموذجي في الترافع القائم على التعدد واالختالف‪.‬‬ ‫من جهة أخرى تطرق االجتماع إلى طبيعة الشراكات المبرمة مع هيئات منتخبة‪ ،‬أخلت غالبيتها بجوهر التعاقد في صرف المنحة السنوية‪ ،‬التي تمكن المؤسسة من سيرها العادي‪ ،‬على مستوى تدبيرها‬ ‫المالي‪ ،‬خاصة وأن مرافق بيت الصحافة تستجلب مجموع أنشطة جمعيات المجتمع المدني والمنظمات المحلية والوطنية بشكل مجاني‪ ،‬بل وأصبحت منفذا لكافة الهيئات الثقافية والجامعية والشبابية لتنظيم‬ ‫فعالياتهاالدورية‪.‬‬ ‫وبعدما صادق المكتب باإلجماع على التقريرين األدبي والمالي‪ ،‬تداول أيضا‪ ،‬في اختيار اآلليات التنظيمية والتحضيرية‪ ،‬الموازية النعقاد الجمع العام المرتقب‪ ،‬وفق القانون المؤسس والنظام الداخلي‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم الخميس ‪ 26‬أبريل ‪ 2018‬بمقر المؤسسة برئاسة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية‪.‬‬ ‫وفي ختام أشغال هذا االجتماع‪ ،‬تدارس المكتب‪ ،‬مستجدات الساحة اإلعالمية الوطنية والجهوية‪ ،‬ومن ضمنها اآلمال الكبرى المرتقبة بتشكيل المجلس الوطني للصحافة‪ ،‬كإطار يسمح بالرقي بالممارسة‬ ‫المهنية‪ ،‬والتنظيم الذاتي لإلعالميين‪ ،‬وفق المواثيق الدولية‪ ،‬وكذلك التنويه بتشكيل أول تنسيقية جهوية للصحافة الرقمية بالشمال‪ ،‬المالئمة لقانون الصحافة والنشر الجديد‪ ،‬والمنضوية في هياكل النقابة‬ ‫الوطنية للصحافة المغربية (فرع طنجة)‪.‬‬ ‫المكتب التنفيذي لمؤسسة بيت الصحافة‬

‫احل�صيلة ال�سنوية (‪)BILAN‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)840‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫“تطاون‪:‬‬ ‫مسارب ذاكرة”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تحدد مفاصل هذا السرد وتنويعاته‪ ..‬في هذا السرد الموجز زخم من أحداث‬ ‫لعل من عناصر القوة داخل مجال كتابة تاريخ الزمن المغربي الراهن‪ ،‬هذه‬ ‫اجتماعية وثقافية وسياسية واطئة معينها الذاكرة‪ ..‬ذاكرة الدكتور عبد الواحد‬ ‫العودة الجماعية لنخب المرحلة نحو كتابة سيرها ومذكراتها وتعميم تداول‬ ‫انتخبت بعناية ما يدلل على قيم وسلوكيات وأبنية فكرية ونفسية مختلفة ذات‬ ‫تفاصيلها بين الباحثين والمهتمين‪ .‬ولعل من معالم الطفرات المنهجية الهائلة‬ ‫صلة بأوتوبيوغرافية صاحب العمل بل يحيل على جيل مخضرم عاش سنوات أخيرة‬ ‫التي يعرفها علم التاريخ‪ ،‬نزوع الباحثين نحو توسيع مفهوم الوثيقة والمظان‬ ‫من االستعمار اإلسباني لشمال المغرب وسنوات أولى من االستقالل السياسي‪”...‬‬ ‫المصدرية والشواهد المادية والتراث الرمزي‪ ،‬وإدراج كل ذلك داخل رؤى نسقية‬ ‫(ص‪.)4 .‬‬ ‫للكتابة التاريخية العلمية المجددة‪ .‬لذلك‪ ،‬بدا واضحا توجه الباحثين والمؤرخين‬ ‫ولتحديد السمات العامة لهذا األفق السردي العميق‪ ،‬يقول المؤلف في كلمته‬ ‫نحو استثمار عطاء الذاكرة الجماعية‪ ،‬في أفق تحويله إلى أرضية للتشريح وللتأمل‬ ‫التمهيدية‪“ :‬حاول هذا السرد تشخيص مرحلة تاريخية لمنطقة من وطننا بأبنية‬ ‫ولالستثمار‪ ،‬بعد إخضاعه لعمليات النقدين الداخلي والخارجي‪ ،‬وربطه بسياقاته‬ ‫تخييلية‪ ..‬واستئناسا بوقائع وأحداث وأمكنة وشخصيات ظلت عالقة بالذاكرة وأثرت‬ ‫الزمانية والمكانية المخصوصة‪.‬‬ ‫سلبا وإيجابا في طبعي وتكوين شخصيتي في مرحلة من حياتي‪ ..‬إن حياة كل فرد‬ ‫وبالنسبة لمنطقة الشمال‪ ،‬أضحى الفتا نزوع نخب المرحلة نحو استنفار‬ ‫تستحق أن تتحول إلى كتابة تخييلية‪ .‬كل تجربة هي مصدر إثراء إما بالتقليد أو‬ ‫ذاكرتها الخاصة‪ ،‬قصد االحتفاء بحميمياتها المتميزة‪ ،‬وقصد التوثيق لفردانياتها‬ ‫التجنب‪( ”...‬ص ص‪ .)8-7 .‬هي كتابة تخييلية تمتح عناصرها االرتكازية من ثوابت‬ ‫المتفردة في عوالمها وفي رؤاها وفي مواقفها وفي عطائها‪ ،‬ثم قصد توفير‬ ‫المكان ومن عبق التراث الرمزي التاريخي‪ ،‬لتنهض على أنقاضه محكيات وذكريات‬ ‫المادة الخام الضرورية لالشتغال بالنسبة للباحثين وللمؤرخين ولعموم‬ ‫وسرود‪ ،‬في شكل متن خصب‪ ،‬ومنتج‪ ،‬وناظم لعناصر االحتفاء بحميميات المكان‬ ‫المهتمين بتحوالت التاريخ الثقافي وسير الذهنيات داخل التاريخ العام للمنطقة‪.‬‬ ‫وبجهود أنسنته ودوام خلوده‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تحضر أسماء وأماكن تشكل عناصر‬ ‫ونتيجة لهذا المنحى الثقافي األصيل‪ ،‬ظهرت سلسلة من اإلصدارات ألعالم‬ ‫الحمة لمكونات الهوية البصرية الجماعية لمدينة تطوان‪ ،‬مثلما هو الحال مع‬ ‫الفكر والثقافة بمنطقة الشمال‪ ،‬ممن كانت لهم إسهامات جمة في صنع معالم‬ ‫فضاءات باب العقلة‪ ،‬كيتان‪ ،‬باب السعيدة‪ ،‬الوسعة‪ ،‬المالح البالي‪ ،‬الطلعة‪ ،‬العوينة‪،‬‬ ‫الهوية الثقافية للشمال‪ ،‬مثلما هو الحال مع الرائدين المؤرخ محمد داود والشيخ‬ ‫النادي اإلسباني‪ ،‬رياض العشاق‪ ،‬المصلى‪ ،‬شارع الجنرال فرانكو‪ ،‬مدرسة لوقش‪،‬‬ ‫السالم‬ ‫التهامي الوزاني‪ ،‬أو مع المجددين من أمثال حسن الوراكلي وأحمد عبد‬ ‫الفدان‪ ،‬سيدي الصعيدي‪...،‬‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫للمنطقة‬ ‫الثقافي‬ ‫البقالي وأحمد الطريبق‪ ...،‬هي سير ذاتية تعيد تركيب وقائع الماضي‬ ‫وعلى أساس استثمار ملكة التخييل‪ ،‬ينبثق الخيط الرفيع الرابط بين الحقيقة‬ ‫القيم‬ ‫منظومة‬ ‫أنسنة‬ ‫وعبر‬ ‫المكان‪،‬‬ ‫عبر تحيين عناصر توهج التجارب الفردية الموزعة في الزمان وفي‬ ‫والخيال‪ ،‬بين فعل التذكر ونشوة الذات في احتضان حميمياتها‪ ،‬قبل أن تحولها إلى ذاكرة جماعية‪،‬‬ ‫التي وسمت هوية الشمال المغربي وأضفت عناصر التميز والفرادة بالنسبة لمجاالت عطائها المندرجة‬ ‫شاهدة على العصر‪ ،‬وعلى تغير القيم‪ ،‬وعلى إبداالت الواقع‪ ،‬وعلى تالوين الذهنيات‪ .‬ولعل هذا ما أدرك‬ ‫داخل المكونات العامة للهوية المغربية الواحدة المركبة‪.‬‬ ‫المؤلف أبعاده الفلسفية العميقة‪ ،‬عندما قال‪“ :‬ليست الهوية وحدها خاضعة لمنطق التحول‪ ،‬بل حتى‬ ‫منظومة القيم األخالقية التي يضعها المجتمع في تغير دائم حسب مصالحه‪ ،‬وهذا أمر باد في حياتنا‬ ‫في سياق هذا التوجه العام‪ ،‬يندرج صدور كتاب “تطاون‪ :‬مسارب ذاكرة”‪ ،‬لمؤلفه الدكتور عبد‬ ‫اليومية‪ ،‬إذ القيم تتحول من شيء إلى نقيضه‪( ”...‬ص ص‪.)8-7 .‬‬ ‫الواحد الطريس‪ ،‬خالل مطلع السنة الجارية (‪ ،)2018‬وذلك في ما مجموعه ‪ 87‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم المتوسط‪ .‬والعمل‪ ،‬تجربة سردية باذخة‪ ،‬تحتفي بفضاءات مدينة تطوان التاريخية‪ ،‬وبوجوه‬ ‫ولعل من عناصر القوة في نمط السرد االسترجاعي الذي اعتمده الدكتور الطريس‪ ،‬حرصه على‬ ‫أناسها البسطاء‪ ،‬وبتحوالت القيم واالهتمامات التي طبعت تجارب جيل مخضرم عاش مرحلة التحول‬ ‫النهل من عبق الماضي‪ ،‬مع الوفاء لمنطق تفكيك محددات التبدل في الموقف وفي السلوك‪ ،‬بل وفي‬ ‫خالل عهد االستعمار‪ ،‬ثم مرحلة االنتقال نحو االستقالل‪ .‬ال يتعلق األمر بكتابة تاريخية توثيقية في‬ ‫إثارة اآلثار العميقة لالنكسارات الراهنة‪ ،‬مثلما ورد في الصفة رقم ‪ 86‬من تأمالت فاحصة في تداعيات‬ ‫معناها الحصري الضيق‪ ،‬وال بنوسطالجيات حالمة تتباكى على األطالل والذكريات‪ ،‬وال بنرجسيات حالة الردة الشاملة التي تميز الواقع المغربي الحالي‪.‬‬ ‫مغرقة في طابعها الشوفيني المحلي الضيق‪ ،‬بقدر ما أنها كتابة سردية تستثمر رذاذ الذاكرة الفردية‪،‬‬ ‫باختصار‪ ،‬أمكن القول إن سرد الدكتور عبد الواحد الطريس يشكل مادة خامة قابلة ألكثر من‬ ‫لتسائل من خالله فعل التجميع ثم ملكة التركيب المستنطقة لمعالم توهج األمكنة والوجوه والرموز‬ ‫استثمار وألكثر من توظيف‪ .‬هي كتابة نسقية تفسر انكسارات الحاضر بتركة األمس‪ ،‬وتعيد إنتاج‬ ‫والفضاءات‪ .‬ولعل هذا ما انتبه له الدكتور عبد اللطيف شهبون في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال‪...“ :‬‬ ‫نظيمة مركبة من الرموز ومن القيم التي هي أساس الهوية الثقافية والجمالية واإلنسانية لمنطقة‬ ‫‘تطاون‪ :‬مسارب ذاكرة’‪ ...‬عمل إبداعي سردي هويته كامنة في عنوانه‪ ،‬فهذا العنوان أيقونة سيميائية الشمال ولمعالمها الحضارية الكبرى‪.‬‬

‫عمدة مدينة الفنيدق يدعو إلى ضرورة التقيد‬ ‫ببرنامج عمل الجماعة الممتد من ‪ 2018‬إلى ‪2023‬‬

‫دعا أحمد المرابــط السوســي رئيس المجلس‬ ‫الجماعي للمضيق فيما يتعلق بالجانب المتعلق بتعديل‬ ‫ميزانية السنة الجارية‪ ،‬إلى نهج المقاربة المعتمدة في‬ ‫التدبير المالي للجماعة المبني على التقيد ببرنامج عمل‬ ‫الجماعة الممتد من ‪ 2018‬إلى ‪ ،2023‬مشيرا إلى أن‬ ‫ميزانية السنوات المقبلة ستأخذ بعين االعتبار مختلف‬ ‫المشاريع المبرمجة بهذا البرنامج‪ ،‬مع ضرورة العمل‬ ‫على توسيع وتعزيز الشركاء‪ ،‬محليا وإقليميا ووطنيا‪،‬‬ ‫لتنزيل مخرجاته‪ .‬الدعوة جاءت خالل اجتماع الدورة‬ ‫االستثنائية التي تم عقدها يوم تاسع أبريل الجاري‪ ،‬حيث‬ ‫صادق خاللها المجلس باإلجماع على عدد من النقط من‬ ‫بينها الملحق التعديلي التفاقية الشراكة بين الجماعة‬ ‫والشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث‬ ‫المتعلقة بتنظيم النسخة السادسة للمنتدى الدولي‬ ‫للمدن العتيقة وتنمية التراث بمدينة المضيق برسم‬ ‫سنة ‪ ،2018‬وتهدف االتفاقية تقديم مختلف سبل الدعم‬ ‫لتنظيم هذه التظاهرة الثقافية الدولية التي ستحتضنها‬ ‫مدينة المضيق أيام ‪ 28 ،27 ،26‬أبريل ‪ ،2018‬وستعرف‬ ‫مشاركة أكثر من ‪ 50‬دولة ومؤسسة‪ ،‬تمثيلية دبلوماسية‬ ‫على أعلى مستوى تمثل مختلف دول وق��ارات العالم‬ ‫الخمس‪ .‬أعرب رئيس مجلس جماعة المضيق بهذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬استعداد المدينة الحتضان فعاليات الدورة‬ ‫السادسة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة وتنمية التراث‬ ‫‪ ،‬داعيا إلى ضرورة انخراط كافة الفعاليات بالمدينة إلنجاح‬ ‫هذه التظاهرة الدولية‪ ،‬والعمل وفق مقاربة تشاركية‬ ‫مع جمعيات المجتمع المدني لتقديم صورة متميزة عن‬ ‫المضيق وتسويقها للمدن والعواصم العالمية المشاركة‪.‬‬ ‫كما ناقش وصادق المجلس باإلجماع على الملحق‬

‫التعديلي التفاقية الشراكة والتعاون بين الجماعة وعمالة‬ ‫المضيق الفنيدق والمندوبية اإلقليمية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة‪ ،‬حول البرامج المندرجة التي تدخل في إطار‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل بناء وتجهيز‬ ‫مركز تكوين وتقوية ق��درات النساء بحي فم العليق‬ ‫بالمضيق‪ .‬وتروم هذه االتفاقية المساهمة في إنجاز‬ ‫الشطر الثاني من هذا المركز لمحاربة اإلقصاء االجتماعي‬ ‫بالوسط الحضري‪ .‬وسيسعى هذا المركز إلى تحسين‬ ‫بنيات االستقبال الخاصة بالنساء الحتضان أنشطتهن‬ ‫وحرفهن‪.‬‬ ‫كما ناقش وص��ادق المجلس أيضا على النقطة‬ ‫المتعلقة بتعديل ميزانية الجماعة برسم السنة المالية‬ ‫الحالية ‪ .2018‬ويدخل هذا التعديل في إطار تنفيذ‬ ‫المشاريع المقترحة ضمن برنامج عمل الجماعة في الشق‬ ‫المتعلق بتعزيز البنيات التحتية األساسية وخاصة ما‬ ‫يتعلق بتجديد شبكة اإلنارة العمومية وتهيئة كورنيش‬ ‫المدينة وكذا مشروع تجديد شبكة اإلنارة بتجزئة البحر‪.‬‬ ‫ويهم هذا التعديل أيضا خصم جزء من المبالغ المخصصة‬ ‫كدفعات لفائدة مجموعة جماعات الشاطئ األزرق من أجل‬ ‫تدبير مركز طمر وتثمين النفايات‪ ،‬وهو المشروع الذي‬ ‫يوجد قيد الدراسة على صعيد عمالة المضيق الفنيدق‪،‬‬ ‫أبرز رئيس الجماعة بهذا الخصوص االنخراط المتواصل‬ ‫لجماعة المضيق في إنجاح مشاريع المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية المنجزة على الصعيد المحلي‪ ،‬مبديا‬ ‫استعداد الجماعة لتقديم كل سبل الدعم والتعاون مع‬ ‫باقي الفاعلين لتنزيل مختلف مشاريع هذا الورش التنموي‬ ‫الوطني الذي يقوده جاللة الملك محمد السادس‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫العرائش‪ :‬انطالق المعرض الجهوي للكتاب‬ ‫في نسخته الثامنة‬

‫تحت شعار « التربية على القراءة دعامة للتنمية‬ ‫المستدامة» انطلقت بمدينة العرائش فعاليات‬ ‫المعرض الجهوي الثامن للكتاب المنظم بمبادرة‬ ‫من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة‪ ،‬بتعاون مع‬ ‫المجلس الجماعي وعمالة إقليم العرائش بمشاركة‬ ‫نخبة من الكتاب والفنانين والمسرحيين والنقاد‬ ‫والمفكرين يمثلون جهة طنجة تطوان هذا‬ ‫المهرجان‪ ،‬الذي أشرف على افتتاحه عامل إقليم‬ ‫العرائش مصطفى النوحي‪ ،‬والذي استمر إلى غاية‬ ‫‪ 12‬أبريل الجاري‪ ،‬شارك فيه حوالي ‪ 30‬دارا للنشر‬ ‫ومكتبة وهيئة مدنية‪.‬‬ ‫المهرجان عمل على برمجة عدد من األنشطة‬ ‫الموازية الرامية إلى ترسيخ الثقافة والتشجيع على‬ ‫القراءة واإلب��داع‪ .‬من بينها تنظيم ندوتين حول‬ ‫«اإلبداع األدبي والفني بشمال المغرب» و«الحركة‬ ‫الوطنية بشمال المغرب»‪ ،‬إلى جانب عدة ورشات‬ ‫حول «صناعة األقنعة» و«االرت��ج��ال المسرحي»‬ ‫و»تقنيات كتابة القصة القصيرة» و«من الحكاية إلى‬ ‫االرتجال» و«الخط العربي» و«الفنون التشكيلية»‪.‬‬ ‫وكان جمهور مدينة العرائش على موعد مع‬ ‫قراءات شعرية وحفالت توقيعات لعدد من الروايات‬ ‫والدواوين والمؤلفات‪ ،‬والعروض المسرحية‪،‬‬ ‫إلى جانب تنظيم سهرة موسيقية أحيتها‬ ‫مجموعة (لالمنانة للحضرة) برئاسة الفنانه الزهرة‬ ‫البوعناني‪ ،‬وأمسية شعرية بتعاون مع بيت الشعر‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫محمد التقال المدير الجهوي للثقافة أشار خالل‬ ‫حفل افتتاح هذا المهرجان بأن تنظيم هذا المعرض‪،‬‬

‫يشكل موعدا لتشجيع القراءة‪ ،‬ودعم وتقريب الكتاب‬ ‫من القارئ‪،‬مضيفا أن الحرص على استمرار تنظيم‬ ‫هذا الموعد السنوي ‪ ،‬يندرج ضمن سياسة القرب‬ ‫الثقافي التي تنهجها ال��وزارة‪ ،‬وعيا منها بوظيفة‬ ‫الثقافة التنموي القائم على التنوير جهويا ووطنيا‪،‬‬ ‫واستجابة لوعي مشترك باألهمية القصوى التي‬ ‫يكتسيها فعل القراءة‪ ،‬حيث يشكل أحد المداخل‬ ‫األساسية لالنتماء لمجتمع المعرفة ودمقرطة‬ ‫الثقافة‪ ،‬وتيسير الوصول إلى المعلومة باعتبارها حقا‬ ‫من حقوق المواطنة‪ .‬مهيبا بكافة الشركاء بالعمل‬ ‫على دعم وتشجيع الفعل الثقافي‪ ،‬لدوره في ترسيخ‬ ‫المكانة الثقافية للعرائش والحفاظ على إشعاعها‪،‬‬ ‫من حيث هي حاضرة‪ ،‬تشكل الثقافة والسياحة‬ ‫الثقافية قاعدة صلبة القتصادها‪ ،‬معربا عن األمل‬ ‫في أن يشكل المعرض الجهوي للكتاب فرصة‬ ‫للتعريف بالزخم الثقافي والوهج الجمالي الذي‬ ‫تكتنزه مدينة العرائش‪ .‬‬ ‫وبخصوص اختيار موضوع هذه الدورة‪ ،‬اعتبر‬ ‫التقال أن ذلك جاء استجابة لوعي جماعي بأهمية‬ ‫القراءة باعتبارها إحدى لبنات بناء الشعوب‪ ،‬وباعتبار‬ ‫أنها تسهم في تكوين الشخصية النامية المبدعة‬ ‫المبتكرة وتشكيل الفكر الناقد‪ ،‬ما يجعل القراءة‬ ‫وسيلة للتقدم والرقي والمعرفة واالزدهار‪ ،‬واالنفتاح‬ ‫على اآلخر بالتسامح والمحبة‪ ،‬والسمو بالنفس على‬ ‫كل أشكال الغلو والتطرف والضغينة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪937‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)404‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫مهرجان المدينة يتألق‬ ‫في نسخته الثانية بسوق األربعاء‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫نظم اتحاد جمعيات المجتمع المدني‬ ‫بسوق األربعاء مهرجان المدينـــة في دورته‬ ‫الثانية‪ ،‬وذلك يوم الثالثاء ‪ 10‬أبريل ‪2018‬‬ ‫إلى غاية ‪ 15‬منه‪ ،‬حيث تم افتتاح المهرجان‬ ‫بكرنفال المدينــة ومعـــارض للمنتوجات‬ ‫المجالية والكتــاب والفنــون التشكيلية‪،‬‬ ‫ومسابقة في الشطرنج‪ .‬وفي اليوم الموالي‬ ‫(األربعاء) انطلق دوري لفرق األحياء في كرة‬ ‫القدم المصغرة‪ ،‬ونصبت خيمة للمبدعين‬ ‫والمبدعات‪ ،‬عرفت أمسية شعرية وقصائد‬ ‫زجلية‪ ،‬وحفل توقيع‪ ،‬مع فقرات موسيقية‪.‬‬ ‫ويوم الخميس‪ ،‬انطلقت أشغال ورشة‬ ‫تكوينية لفائدة المجتمع المدني حول موضوع‬ ‫«التخطيط االستراتيجي» وفي المساء تلتها‬ ‫ندوة ثقافية تحت عنوان ‪« :‬اإلرث المادي‬ ‫والالمادي لمنطقة الغرب» ويوم الجمعة ‪13‬‬

‫أبريل‪ ،‬انطلقت حملة التبرع بالدم تحت شعار‪:‬‬ ‫«التبرع بالدم مسؤولية الجميع» من خالل‬ ‫وحدة متنقلة بساحة االستقالل وحملة للتبرع‬ ‫بمستشفى الزبير اسكيرج‪ .‬كما تم تنظيم‬ ‫مسابقة في تجويد القرآن‪ ،‬وأمسية لألمداح‬ ‫واألناشيد الدينية‪ .‬بينما يوم السبت عرف‬ ‫أمسية ترفيهية لألطفال‪ ،‬من ألعاب و ورشات‬ ‫وفقرات موسيقية وبهلوان ومسرح‪.‬‬ ‫ويوم األحـد‪ ،‬انطلق الحفــل الختامــي‬ ‫والسهرة الفنية الكبرى‪ ،‬بشارع عبد المومن‬ ‫بن علي‪.‬‬ ‫يشار إلى أن مهرجــان المدينة بســوق‬ ‫األربعاء شاركت فيه مدن العرائش والقصر‬ ‫الكبير ووزان وبلقصيري والعوامرة وطنجة‬

‫«كل نف�س ذائقة املوت»‬

‫عبد الرحمان السنوني‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫التحق بالرفيق األعلى المرحوم‬

‫محمد الغربي النقا�ش‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫وذلك بالديار البلجيكية‪ ،‬ونقـل جثمانه الطاهــر إلى‬ ‫مدينة طنجة حيث شيع في موكب جنائزي مهيب حضره‬ ‫األهل واألحباب والمعارف إلى جانب ممثلين عن الجالية‬ ‫المغربية ببروكسيل‪.‬‬ ‫ودفن المغفور له بمقبرة سيدي اعمار يوم السبت ‪ 7‬أبريل الجاري‪ ،‬بعد‬ ‫صالة الظهر بمسجد حي الدزيري بجامع المقراع‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة‪ ،‬وألهم أرملته حليمة وأوالده ‪:‬‬ ‫محمد‪ ،‬جمال‪ ،‬عبد المجيد‪ ،‬لطيفة وآسيا‪ ،‬وسائر أفراد عائلتي النقاش والغربي‬ ‫الصبر والسلوان‪.‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪404‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 937‬ـ الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪3‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ رياضة التنس‬ ‫(كرة المضرب)‪..‬‬ ‫قوانينها ‪..‬تسميتها‪..‬‬ ‫أساسها‪)1(..‬‬

‫عادت‬

‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى جادة الصواب بعدما تراجعت‬ ‫عن برمجت مباراة اتحاد طنجة والفتح الرباطي يوم األحد الماضي‬ ‫ضمن الدورة ‪ 25‬من البطولة الوطنية االحترافية بمدينة العرائش وتمكين الفريق‬ ‫الطنجاوي باالستقبال بملعبه الكبير بطنجة‪ .‬وكان قرارا طائشا إلدارة الملعب الكبير‬ ‫قرر إقفال الملعب وحرمان االتحاد من االستقبال فيه بسبب تزامن مباراة الفتح مع‬ ‫موعد حلول لجنة التفتيش (‪ )Task Force‬التابعة لالتحاد الدولي لكرة القدم بمدينة‬ ‫طنجة يوم ‪ 18‬أبريل الحالي لتفقد منشآت المدينة ومدى تطابقها مع ملف ترشيح‬ ‫المغرب الحتضان نهائيات كاس العالم ‪ ،2026‬وكادت هذه الصدفة أن تأتي بما ال‬ ‫تشتهيه جماهير اتحاد طنجة‪ .‬وفريقها ينافس على لقب بطولة الموسم الحالي من‬ ‫خوض مباراة قوية بميدانه أمام الفتح‪ .‬وكان القرار في حالة حدوثه سيحسب خطأ‬ ‫فادحا كون المباراة موعدها يوم األحد الماضي ‪ 15‬أبريل‪ ،‬بينما قدوم اللجنة يكون‬ ‫يوم غد األربعاء ‪ 18‬أبريل‪.‬‬

‫مصطفى مديح‪...‬‬ ‫مدرب املنتخب املغربي لأقل من ‪� 20‬سنة‬

‫خسارة مرة تلقاها المنتخب‬ ‫المغربي بنواكشوط أمام المنتخب‬ ‫الموريتاني‪ ،‬ماهي األسباب وراء‬ ‫عجز شبان الفريق الوطني؟‬ ‫شخصيا أري��د طي صفحة مباراة‬ ‫الذهاب بنواكشوط والتحضير ‪ ‬لمباراة‬ ‫اإلي���اب داخ���ل ملعبنا‪ ،‬دون إحباط‬ ‫الالعبين الذين عانوا هذا األسبوع من‬ ‫تأثير الخسارة نفسيا‪ ،‬سنحاول تدارك ما‬ ‫ضاع وسنلعب أمام المنتخب الموريتاني‬ ‫من أجل البحث عن بطاقة التأهل للدور‬ ‫الثاني‪ .‬عانينا بموريتانيا من فقدان‬ ‫بعض الالعبين للثقة ف��ي النفس‪،‬‬ ‫وإرتكاب عناصر راهنا عليها ألخطاء غير‬ ‫منتظرة‪ ،‬لكن هذا ال يعني أننا فقدنا‬ ‫الثقة في عبور حاجز المنافس الذي‬ ‫يتوفر على العبين في المستوى‪.‬‬ ‫المنتخب المغربي ظهر ضعيفا من حيث اإلندفاع‬ ‫البدني أمام موريتانيا‪ ،‬هل أدرجتم هذا المعطى‬ ‫لدراسته في مباراة اإلياب‪ ،‬وماذا عن برنامج األيام‬ ‫المقبلة قبل مواجهة المنتخب الموريتاني؟‬

‫تعتبر رياضة التنس األرضي ثاني أكثر الرياضات شعبية في العالم‬ ‫بعد كرة‪ ‬القدم‪ ،‬وهي رياضة عريقة تاريخية كانت حصراً على الطبقة‬ ‫الملكية‪ .‬والقت هذه الرياضة أسماء عديدة من بينها (اللعبة البيضاء)‪،‬‬ ‫و(لعبة الملوك)‪ ،‬واستقرت أخيراً على اسمها‪ ‬الحالي (التنس) حيث إن‬ ‫الذين مارسوها في البداية هم نبالء فرنسا في القرن الثالث عشر‬ ‫الميالدي‪ ،‬ولكن بطريقة بدائية‪ ،‬وذلك عن طريق استخدام كف اليد‬ ‫لضرب الكرة‪ .‬حدثت عقب ذلك تطورات كبيرة في هذه اللعبة حيث‬ ‫استخدمت المضارب ألول مرة بشكل فعلي في القرن الخامس عشر‬ ‫الميالدي‪ ،‬وحتى ذلك الوقت لم تكن هذه الرياضة تتمتع بالطابع‬ ‫التنافسي حيث كانت تمارس كنوع من الترويح عن النفس ال أقل وال‬ ‫أكثر ولم تدخلها الروح التنافسية إال بعد ذلك التاريخ بفترة طويلة‪ .‬‬ ‫ولم تلبث هذه الرياضة أن انتشرت من فرنسا إلى القارة األوروبية‪،‬‬ ‫حيث مارسه اإلنجليز في القرن الخامس عشر الميالدي‪ ،‬واإلنجليز‬ ‫هم أول من أطلق عليها اسمها‪ ‬المعروف حالياً (التنس)‪ ،‬وأقيمت‬ ‫أول بطولة رسمية لهذه الرياضة في إنجلترا وبالتحديد في مدينة‬ ‫ويمبلدون في شهر نوفمبر من سنة ‪1887‬م‪ ،‬وسميت البطولة باسم‬ ‫(بطولة ويمبلدون)‪ ‬وال تزال تقام حتى وقتنا الحاضر‪ ،‬ولم يتم تأسيس‬ ‫اتحاد خاص لهذه اللعبة حتى سنة ‪1913‬م‪ .‬‬ ‫تصنف لعبة التنس حسب األرضية التي تقام عليها المباريات‪،‬‬ ‫ولعبة التنس األرضي تصنف في منافساتها حسب نوع األرضية‬ ‫التي تقام عليها المسابقة مثلها مثل األلعاب األخرى ككرة القدم‪،‬‬ ‫وتصنف مالعب التنس إلى ثالث‪ :‬مالعب رمليـة‪ ،‬مالعب صلبة ومالعب‬ ‫معشوشبة(المالعب الخضراء)‪ .‬و أبعاد هذه المالعب ثابتة دائماً‬ ‫وخاصة في الطول‪ ،‬والعرض يختلف باختالف المتباريــن‪ ،‬حيث إن‬ ‫العرض يزيد قلي ًال في حالة مسابقات الزوجي‪ .‬‬ ‫وملعب التنس عبارة عن مستطيل يبلـــغ طولـــه ‪ 23.77‬متراً‪،‬‬ ‫والعرض ثابت ما عـــدا في منافســـات الزوجي حيـــث يزيد بنسبة‬ ‫‪ 1.37‬متر‪ ،‬وفي منتصف الملعب توضع شبكة بعرض الملعب تماماً‬ ‫وبارتفاع‪91.5‬سنتمتر اً‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫ال يجب أن نعطي للمنتخب الموريتاني أكثر من حجمه‪،‬‬ ‫وال أريد تعليق اإلخفاق في مباراة الذهاب على الحكم المصري‬ ‫الذي أدار المواجهة‪ ،‬نعترف أننا إنهزمنا ويجب أن نصحح‬ ‫الوضع بالقنيطرة في الملعب البلدي‪ ،‬وأتمنى أن يحج الجمهور‬ ‫بكثافة من أجل مساندة الالعبين صغار السن‪ ،‬وتحفيزهم‬ ‫لتحقيق نتيجة إيجابية‪.‬‬ ‫هل ترى بأن العناصر الوطنية‪ ،‬قادرة على‬ ‫تجاوز ‪ ‬هدفي الذهاب‪ ،‬و وماذا عن برنامج األيام‬ ‫المقبلة قبل مواجهة المنتخب الموريتاني؟‬ ‫كرة القدم التعرف المستحيل‪ ،‬الحكاية لم تنته بعد‬ ‫وبإمكان المنتخب المغربي تجاوز عقبة المنافس الموريتاني‪،‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫شرط أن تؤمن العناصر الوطنية‪ ،‬بقوتها وتعمل على التصالح‬ ‫مع الجمهور المغربي الذي لم يتقبل الهزيمة في الذهاب‪.‬‬ ‫شرعنا في اإلشتغال على الجانب النفسي‪ ،‬وسنعمل كل مافي‬ ‫وسعنا من أجل التأهل بالمغرب‪ ،‬صحيح أن المهمة لن تكون‬ ‫سهلة‪ ،‬لكن حضور بعض المحترفين القادمين من أوروبا‪،‬‬ ‫سيعود علينا بالنفع‪ ،‬وأتمنى صادقا أن يقف الحظ بجانبنا من‬ ‫أجل تصحيح المسار‪ .‬وبالنسبة لبرنامج األيام المقبلة قبل‬ ‫مواجهة المنتخب الموريتاني دخلنا معسكرا تدريبيا منذ ‪9‬‬ ‫أبريل لغاية ‪ 12‬منه‪ ،‬بحضور الالعبين الممارسين بالمغرب‪،‬‬ ‫وسنعمل معهم بكل جدية من أجل تأهيلهم لتجاوز عقبة‬ ‫الموريتانيين في ‪ 21‬من الشهر‪ ،‬في لقاء سنحاول فيه الثأر‬ ‫منهم‪ ،‬ألننا لم نستحق الخسارة التي تلقينا في الذهاب‬ ‫بنواكشوط‪ ،‬لذلك سنفعل المستحيل بالقنيطرة من أجل‬ ‫التأهل إن شاء اهلل‪.‬‬

‫عن «المنتخب»‬

‫بوفون يتحدث عن ركلة «الغش»‬

‫دافع جيانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس اإليطالي‪،‬‬ ‫عن سلوكه وانفعاالته في مباراة إياب ربع نهائي بطولة دوري‬ ‫أبطال أوروبا‪ ،‬األربعاء قبل الماضي‪ ،‬معبرًا عن رأيه بشأنها‪.‬‬ ‫وتعرض الحارس المخضرم‪ ،‬للطرد اعتراضا على قرار الحكم‬ ‫اإلنجليزي مايكل أوليفر‪ ،‬باحتساب ركلة جزاء لريال مدريد سجل‬ ‫منها هدفه الوحيد‪ ،‬الذي أطاح بعمالق تورينو من دور الثمانية‬ ‫ل��دوري أبطال أوروب��ا‪ .‬وق��ال بوفون في تصريحات مطولة‬ ‫لبرنامج إيطالي تليفزيوني‪« :‬ال أحتاج لتجميل وتبرير ما فعلته‪،‬‬ ‫إذا تكرر األمر‪ ،‬لفعلت ما فعلته حتى إذا تسبب ذلك في اإلضرار‬ ‫بسمعتي وصورتي الذهنية أمام الجماهير‪ ،‬لن أكون مناف ًقا‪،‬‬ ‫فاألحداث كانت ساخنة للغاية‪ ،‬وسيناريو المباراة كان مثيرًا‬ ‫للغاية»‪ .‬وأضاف حارس السيدة العجوز‪« :‬لقد انتهت القصة‬ ‫فور انتهاء المباراة‪ ،‬وأكدت أيضا حينها أنني ال أحمل أي ضغينة‬ ‫تجاه الحكم اإلنجليزي‪ ،‬بل أتوقع له مستقبال باهرًا‪ ،‬ولم يتحكم‬ ‫في األمور بشكل جيد ربما لصغر سنه‪ ،‬وإذا أدار المباراة حكم‬ ‫يتمتع بخبرات كبيرة‪ ،‬لكان قادرًا على احتواء الموقف بصورة‬ ‫أفضل»‪.‬وتابع بوفون‪« :‬لم أقل إن ركلة الجزاء غير صحيحة‪ ،‬بل‬ ‫أكدت أنها مثيرة للشك‪ ،‬وفي مثل هذه الحاالت وقبل ‪ 30‬ثانية‬ ‫من نهاية مباراة بهذا السيناريو‪ ،‬كان من األفضل أن يشير الحكم باستمرار اللعب‪ ،‬لكنه قرر أن يكون بط ً‬ ‫ال للمباراة بإثارته للجدل»‪.‬‬ ‫وبرر جيانلويجي بوفون عصبيته وطرده‪ ،‬قائال‪« :‬لقد خسرنا مباريات أكثر أهمية‪ ،‬لكن في هذا اللقاء أعطوني حقي للدفاع عن األداء‬ ‫المذهل لفريقي والقدرة على العودة من الخسارة بثالثة أهداف‪ ،‬وكذلك حماية حقوق ‪ 5‬آالف مشجع لليوفي جاءوا لمساندة الفريق في‬ ‫مدرجات ملعب ريال مدريد»‪.‬‬


‫العدد ‪937‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫لجنة التفتيش التابعة لالتحاد الدولي‬ ‫لكرة القدم تحل بطنجة يوم ‪ 18‬أبريل‬ ‫بشأن تنظيم المونديال‬ ‫ستحل لجنة التفتيش (‪ )Task Force‬التابعة لالتحاد‬ ‫الدولي لكرة القدم المغرب ابتداء من ‪ 16‬أبريل الجاري‬ ‫من أجل تنقيط ملف بالدنا الحتضان نهائيات كاس‬ ‫العالم ‪ .2026‬واستنادا إلى بالغ االتحاد الدولي المنشور‬ ‫في موقعه الرسمي‪ ،‬فإن اللجنة ستقوم بزيارة إلى مدينة‬ ‫مراكش يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬من أبرسل ‪ .2018‬وتزور بعد ذلك‬ ‫مدينة أكادير يوم ‪ 17‬أبريل‪ ،‬ثم تعرج على الشمال‪ ،‬إلى‬ ‫مدينة طنجة يوم ‪ 18‬أبريل ‪ ،2018‬قبل أن تختتم زيارة‬ ‫التفتيش بمدينة الدار البيضاء يوم ‪ 19‬أبريل ‪.2018‬‬ ‫وقامت اللجنة ذاتها بزيارة تفتيش للثالثي المرشح ضد‬ ‫المغرب الستضافة التظاهرة ذاتها‪ ،‬حيث حلت بمكسيكو‬ ‫يوم ‪ 9‬أبريل‪ ،‬ثم أطلنطا يوم ‪ 10‬أبريل‪ ،‬وتورونتو يوم ‪11‬‬ ‫أبريل قبل أن تختم الزيارة نيويورك أول أمس الخميس ‪12‬‬ ‫أبريل‪ .‬وتهدف اللجنة إلى تفقد منشآت جميع هذه البلدان‬ ‫المرشحة الحتضان أكبر تظاهرة كروية في العالم‪ ،‬ومدى‬ ‫تطابقها مع ملف الترشيح قبل تنقيطه‪ .‬وتعتمد في ذلك‬ ‫على مجموعة من المعاييرن أبرزها البنية التحتية التي‬ ‫تشكل نسبة كبيرة‪ ،‬أكثر من ‪ 50‬في المائة من تقييم‬ ‫االتحاد الدولي لكرة القدم اإلجمالي للملف الرسمي‬ ‫للترشح‪ ،‬إلى جانب وسائل النقل والوسائل التقنية‪.‬‬

‫ثالث مباريات ودية للمنتخب الوطني قبل‬ ‫التوجه لخوض مونديال روسيا ‪2018‬‬

‫استعدادا لخوض نهائيات كأس العالمن فيفا‬ ‫بروسيا ‪ ،2018‬وفي إطار برنامج تحضيرات المنتخب‬ ‫الوطني األول‪ ،‬يخوض األسود رسميا ثالث مقابالت‬ ‫ودية حسب التواريخ التالية‪ :‬‬ ‫المباراة األولى‪(:‬يوم ‪ 30‬ماي ‪ 2018‬بسويسرا)‬

‫المغرب ‪ /‬أوكرانيا‬ ‫المباراة الثانية‪(:‬يوم ‪ 4‬يونيو ‪ 2018‬بسويسرا)‬ ‫المغرب ‪ /‬سلوفاكيا‬ ‫المباراة الثالثة‪(:‬يوم ‪ 9‬يونيو ‪ 2018‬بـ «تالين»‬ ‫عاصمة إستونيا)‬ ‫المغرب ‪ /‬استونيا‬

‫كرة‬ ‫السلة‬

‫طلبة تطوان يوقف مسيرة إناث‬ ‫اتحاد طنجة في الكأس‬

‫أوقف فريق طلبة تطوان‪ ،‬احد أندية الدوري‬ ‫الممتاز لكرة السلة قطار فريق إناث اتحاد طنجة‬ ‫في محطة الدور الثالث من منافسات كأس العرش‪.‬‬ ‫وتفوق الفريق التطواني على حساب كتيبة اإلطار‬ ‫نزار المصباحي في األشواط االربعة من المباراة‬ ‫بحكم تجربته وتوفره على العبتين أجنبيتين سجلتا‬ ‫الفارق‪ .‬ورغم ذالك كان أداء ممثالت طنجة مشرفا‬ ‫ووقفن الند للند مع الفريق المنافس طيلة المباراة‪.‬‬ ‫و ستتفرغ حواريات البوغاز بعد توديع منافسات‬ ‫الكأس‪ ،‬لمنافسات البطولة الوطنية التي بصموا‬ ‫فيها على مسار قوي من خالل تحقيق الفوز في‬ ‫جميع المواجهات‪.‬‬

‫اإليقاف لمباراة واحدة‬ ‫للسنغالي أوساينو‬ ‫لتصرفاته الهاوية‬ ‫غريب أمر هذا الالعب‪ ،‬أكد في العديد من المناسبات أنه العب‬ ‫هاوي‪ ،‬يكلف الفريق بتصرفاته الطائشة الشيء الكثير‪ .‬يتسبب في‬ ‫تلقي البطاقات الصفراء بغباء‪ ،‬وكان سببا في هزيمة فريقه أمام‬ ‫الجيش الملكي بعدما تسبب في ضربة جزاء حين كان اتحاد طنجة‬ ‫متقدما بهدف‪ ،‬وكاد قبل هذه المباراة أن يحرم فريقه من انتصار‬ ‫بالدار البيضاء أمام الوداد البيضاوي بعدما حين تعمد الحصول على‬ ‫بطاقة حمراء‪ ،‬ولوال رجولة العبي اتحاد طنجة لضاع الفوز أمام الوداد‪.‬‬ ‫والمثير أن غباوة هذا الالعب أدخلته في جدال مع الجمهور ما أدى‬ ‫بالمكتب المسير إلى توقيفه قبل أن يصفح عنه‪ ،‬وعاد في مباراة الفريق‬ ‫باخنيفرة ليواصل هوايته بتعمده ضرب العب خنيفري وهو يتوفر على‬ ‫إنذار ليخرج الحكم اإلنذار الثاني ويطرده‪ .‬أعتقد أن مثل هذا الالعب ال‬ ‫يستحق أن يعود لحمل قميص اتحاد طنجة نظرا إلساءاته المتكررة‬ ‫ومغامراته الهاوية التي نجى منها الفريق بقدرة قادر‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫الترويج لملف ترشيح المغرب الستضافة نهايات‬ ‫كأس العالم ‪ 2026‬في مؤتمر كونميبول‬ ‫في إطار حملة المملكة المغربية للترويج لملف ترشيح المغرب الستضافة نهايات‬ ‫كأس العالم ‪ ،2026‬حضر وفد مغربي‪ ،‬أشغال الجمعية العمومية ‪ 68‬التحاد أمريكا‬ ‫الجنوبية لكرة القدم‪ ،‬المعروف بإسم «كونميبول»‪ ،‬التي أقيمت بالعاصمة األرجنتينية‬ ‫بوينس آيريس بهدف حشد الدعم للملف المغربي‪ .‬وضمت البعثة‪ ،‬كل من العضوين‬ ‫الجامعيين محمد عدال ونور الدين النيبت‪ ،‬باإلضافة لمنصف بلخياط عضو لجنة ملف‬ ‫الترشيح‪ ،‬والسفيرة كريمة بنيعيش‪ .‬وعقد الوفد المغربي‪ ،‬عدة لقاءات مع ممثلي‬ ‫اإلتحادات األمريكية الجنوبية‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫قرارات تأديبية من اللجنة المركزية للتأديب‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫يوم الثالثاء الماضي وأصدرت قرارات تخص بطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني‬ ‫األول‪ ،‬حيث تقرر توقيف محمد أمين الصبار‪ ،‬العب أولمبيك أسفي لـ‪ 4‬مباريات اثنتان‬ ‫منها موقوفتا التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما بناء على المادة ‪ 86‬من‬ ‫قانون العقوبات‪ .‬ومحمد حمدان‪ ،‬العب أولميك اسفي لمباراة واحدة بناء على المادة‬ ‫‪ 2 – 53‬من قانون العقوبات‪ .‬وعادل الحسناوي‪ ،‬العب الدفاع الحسني الجديدي‬ ‫لمباراتين نافذتين‪ ،‬بناء على المادة ‪ 85‬من قانون العقوبات‪ .‬واوساينو طيون العب‬ ‫اتحاد طنجة لمباراة واحدة‪ ،‬بناء على المادة ‪ 2 – 53 ‬من قانون العقوبات‪ .‬واحمد‬ ‫بوكطاية‪ ،‬الكاتب العام الولمبيك اسفي لـ‪ 6‬مباريات ‪ 3‬منها موقوفة التنفيذ‪ ،‬مع‬ ‫غرامة مالية قدرها ‪ 6000‬درهما بناء على المادة ‪ 86‬من قانون العقوبات‪ .‬و عبد‬ ‫الرحيم بنختي‪ ،‬مدرب حراس مرمى اولمبيك اسفي لـ‪ 6‬مباريات‪ 3 ،‬منها موقوفة‬ ‫التنفيذ بناء على المادة ‪ 86‬من قانون العقوبات‪ .‬كما تقرر تغريم اولمبيك اسفي‬ ‫مبلغ ‪ 5000‬درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره الشهب االصطناعية في المباراة التي جمعته‬ ‫بفريق حسنية اكادير لحساب الجولة ‪ ، 24‬بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫وحسنية اكادير مبلغ ‪ 25‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره الشهب االصطناعية في‬ ‫المباراة التي جمعته بفريق اولمبيك اسفي لحساب الجولة ‪ ، 24‬بناء على المادة‬ ‫‪ 105‬من قانون العقوبات مع تسجيل حالة العود‪ .‬واولمبيك اسفي ‪ ،‬مبلغ ‪2000‬‬ ‫درهما لحصول فريقه على ‪ 6‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق حسنية اكادير‪،‬‬ ‫لحساب فعاليات الجولة ‪ 24‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪،‬‬ ‫بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬والدفاع الحسني الجديدي ‪ ،‬مبلغ ‪2000‬‬ ‫درهما لحصول فريقه على ‪ 3‬إنذارات وطرد خالل المباراة التي جمعته بفريق الراسينغ‬ ‫الرياضي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 24‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت‬ ‫المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬كما أصدرت اللجنة ذاتها قرارات‬ ‫في حق أندية بطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني الثاني‪ ،‬حيث قررت توقيف‬ ‫يوسوفو مارو ايو‪ ،‬العب مولودية وجدة لمباراتين نافذتين‪ ،‬بناء على المادة ‪ 85‬من‬ ‫قانون العقوبات‪ .‬والياس وحيد العب االتحاد اإلسالمي الوجدي لمباراة واحدة بناء‬ ‫على المادة ‪ 2 – 53‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية يتعادل مع‬ ‫منتخب كوت ديفوار‬ ‫تعادل المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية بنتيجة صفر لمثله في المباراة التي‬ ‫جمعته مساء الثالثاء الماضي بمنتخب كوت ديفوار‪ .‬وتدخل هاته المباراة التي أقيمت‬ ‫على أرضية ملعب فيليكس هوفويت‪-‬بواني بمدينة أبيدجان‪ ،‬لحساب إياب الدور‬ ‫األول من التصفيات اإلفريقية المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم النسوية‬ ‫غانا ‪ .2018/‬و كانت مباراة الذهاب التي أقيمت يوم الجمعة قبل الماضي بمدينة‬ ‫الرباط‪ ،‬وانتهت بنتيجة التعادل هدف لمثله‪.‬‬

‫المباريات المتبقية التحاد طنجة‬ ‫ومنافسيها على اللقب‬ ‫الدورة ‪26‬‬ ‫الدفاع الحسنـــي الجديدي ‪ /‬الرجــــاء‬ ‫البيضاوي‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬حسنية أكادير‬ ‫سريع واد زام ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪27‬‬ ‫الرجاء البيضاوي ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫حسنية أكادير ‪ /‬سريع واد زام‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬الدفاع الحسني‬ ‫الجديدي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الوداد البيضاوي‬

‫الدفاع الحسني الجديدي ‪ /‬اتحاد طنجة‬

‫شباب الريــف الحسيمـــي ‪ /‬الرجــــاء‬ ‫البيضاوي‬ ‫الدورة ‪29‬‬ ‫الرجاء البيضاوي ‪ /‬نهضة بركان‬

‫حسنية أكـــاديـــر ‪ /‬الدفـــاع الحسني‬ ‫الجديدي‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬المغرب التطواني‬ ‫الدورة ‪30‬‬

‫الدفاع الحسني الجديـــدي ‪ /‬أولمبيك‬ ‫اسفي‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬حسنية أكادير‬

‫الدورة ‪28‬‬

‫شباب الريف الحسيمي ‪ /‬اتحاد طنجة‬

‫الوداد البيضاوي ‪ /‬حسنية أكادير‬

‫الراسينغ البيضاوي ‪ /‬الرجاء البيضاوي‬


‫العدد ‪937‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪� 23‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪ 71‬عاماً على الزيارة الملكية الخالدة‬ ‫لمدينة طنجة «الدولية»‬

‫‪ 9‬أبريل ‪ :1947‬ثورة الملك ضد االستعمار‬ ‫الفرنسي من أجل تحقيق االستقالل والوحدة‬ ‫خلد أهالي طنجة‪ ،‬ومعهم الشعب المغربي قاطبة‪ ،‬اإلثنين‬ ‫الماضي‪ ،‬الذكرى الواحدة والسبعين‪ ،‬للزيارة التاريخية التي قام بها‬ ‫جاللة سلطان المغرب سيدي محمـد بن يوسـف لمدينـة طنجـة التي‬ ‫كانت تعيش تحت نظام إدارة دولية‪ ،‬فرض عليها وعلى المغرب‬ ‫قبل «مؤامرة» الجزيرة الخضراء سنة ‪ ،1906‬حيث إن االتفاق الودّي‬ ‫الفرنسـي البريطانـي (‪ )1904‬أوصى ب «تدويل» هذه المدينة‬ ‫المغربية‪ ،‬نظرا لخصوصيتها الجغرافية والتاريخية‪ ،‬ولكونها عاصمة‬ ‫دبلوماسية للمغرب منذ أواخ��ر القرن الثامن عشر‪ .‬ولقد فرض‬ ‫النظام الدولي على هذه المدينة المغربية بمقتضى االتفاق الثالثي‬ ‫الفرنسي البريطاني اإلسباني سنة ‪ 1923‬ودخل حيز التطبيـــق في‬ ‫يوليوز ‪ 1925‬بعد التوقيع عليه من كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال‬ ‫وبريطانيا وبلجيكا وهولندا والواليــات المتحــدة األمريكيـــة واالتحاد‬ ‫السوفياتي‪ ،‬والحقا إيطاليا‪ .‬ونص هذا االتفاق على أن طنجة منطقة‬ ‫دولية تحت سيادة سلطان المغرب ‪.‬‬ ‫وبالضبط‪ ،‬فإن سلطان المغرب هو من أصرّ‪ ،‬ـــ بعد اثنتين‬ ‫وعشرين سنة على فرض النظام الدولي على طنجة ‪ ،‬وخمس وثالثين‬ ‫سنة (فقط) على معاهدة فاس بشأن نظام الحماية الفرنسية‬ ‫اإلسبانية بالمغرب‪ ،‬ـــ على «خلط أوراق» المستعمر‪ ،‬شماال وجنوبا‪،‬‬ ‫وإرباك مخططاته لتفتيت وحدة المغرب أرضا وشعبا‪ ،‬بمشروع‬ ‫الظهير البربري و قانون المساواة في ممارسة حقوق المواطنة بين‬ ‫«األنديجين» والفرنسيين‪ ،‬وبمشاريع أخرى منها االتحاد الفرنسي‪،‬‬ ‫وهي مخططات الهدف منها تكريس الهيمنة االستعمارية‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫روح معاهدة الحماية واألهداف الظاهرة‪ ،‬التي وُضعت لها‪.‬‬

‫زيارة طنجة‬

‫وكانت زي��ارة جاللة السلطان لمنطقة طنجة بهدف الصدح‬ ‫في وجه العالم‪ ،‬بمطالب المغرب بخصوص إلغاء معاهدة الحماية‬ ‫واسترجاع السيادة الوطنية على كافة ت��راب المملكة‪ .‬ذلك أن‬ ‫طنجة ـــ بموقعها الجغرافي المتميَز‪ ،‬وبنظامها الدولي ووضعها‬ ‫كعاصمة دبلوماسية للمغرب‪ ،‬وتجهيزات االتصاالت الدولية السلكية‬ ‫والالسلكية التي كان يتوفر‬ ‫عليها السلك الدبلوماسي‬ ‫والتي كان مراسلو الصحافة‬ ‫العالمية يستعملونها في‬ ‫إيصال برقياتهم إلى المنابر‬ ‫اإلع�لام��ي��ة ال��ع��دي��دة التي‬ ‫كانوا يمثلونها في منطقة‬ ‫طنجة الدولية‪ ،‬فضال عن‬ ‫محطات االتصال المتطورة‬ ‫(آن����ذاك) بمستعمرة جبل‬ ‫طارق التي كان يسهل على‬ ‫الصحافيين بطنجة‪ ،‬وطنيين‬ ‫وأجانب استعمالها‪ ،‬ـــ هذه‬ ‫المدينة كانت تشكل بالنسبة‬ ‫لسلطان المغرب منبرا بامتياز‬ ‫للصَدع بمطالب شعبه في‬ ‫الحرية واالستقالل‪.‬‬ ‫هذه الزيارة التاريخية كانت بحق زيارة «المواجهة الكبرى»‬ ‫الحتمية‪ ،‬التي أدَت إلى نهاية االستعمار ةانتقال المغرب من «الجهاد‬ ‫األصغر إلى الجهاد األكبر»‪ .‬ذلك أنه بمجرَد ما أن «خمدت» المقاومة‬ ‫العسكرية للحماية‪ ،‬خاصة حرب الريف المجيدة‪ ،‬حتى تشكلت‬ ‫الحركة الوطنية السياسية‪ ،‬سنة ‪ ،1934‬وتقدمت بوثيقتي المطالبة‬ ‫باالستقالل‪ ،‬سنة ‪ ،1944‬األولى من طرف حزب االستقالل الحديث‬ ‫النشأة‪ ،‬ووطنيين مستقلين ‪ ،‬والثانية تقدمت بها حركة القوميين‬ ‫المغاربة بزعامة المرحوم محمد ابن الحسن الوزاني‪ .‬وكانت الحركة‬ ‫الوطنية بالشمال‪ ،‬الخاضع للحماية االسبانية والمشكلة أساسا من‬ ‫حزبي «االصالح الوطني» و «الوحدة المغربية» بزعامة المرحومين‬ ‫«األستاذ» عبدالخالق الطريس والشيخ محمد المكي الناصري‪ ،‬قد‬ ‫سبقت الجنوب إلى تقديم وثيقة المطالبة باالستقالل والوحدة إلى‬ ‫سلطات الحماية االسبانية وممثلي الدول األجنبية بطنجة الدولية‪،‬‬ ‫كما قامت بدعاية دولية واسعة لهذه الوثيقة مستفيدة من الحشد‬ ‫الهائل للمراسلين األجانب المعتمدين لدى سلطات الحماية االسبانية‬ ‫بتطوان ولدى اإلدارة الدولية بطنجة‪.‬‬ ‫وبالرغم من بعض االنفراج الذي طبع بداية عهد المقيم العام‬ ‫إيريك البون (‪ 1946‬ـ ‪ )47‬الذي تمثل في التخفيف من ضغط األزمة‬ ‫السياسية بالبالد‪ ،‬وذلك بإطالق سراح بعض الوطنيين المعتقلين‬ ‫والمنفيين والتخفيف من «المضايقات» على حرية الصحافة‪ ،‬حيث‬ ‫صدرت أربع صحف وطنية لمواجهة المد الثقافي واالعالمي االستعماري‪،‬‬ ‫فإن الوطنيين أصروا على متابعة النضال من أجل االستقالل الكامل‪،‬‬ ‫متخطين بذلك وبصفة نهائية مرحلة المطالبة باإلصالحات السياسية‬ ‫التي شكلت المحطة األولى للنضال المغرب من أجل االستقالل‪.‬‬ ‫وجاءت زيارة طنجة التاريخية لتشكل الحدَ الفاصل بين المرحلتين‪،‬‬ ‫ولتعلن «المواجهة» الصريحة بين معسكر الوطنيين بقيادة السلطان‬ ‫محمد ابن يوسف ومعسكر االستعمار‪ ،‬بتأطير من اإلقامة العامة‬ ‫وشرذمة من الخونة من أتباع الباشا الكالوي و «الفقيه» الكتاني‬ ‫و«تمسماني» طنجة‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬بعد أن وصلت األزمة بين‬ ‫القصر الملكي واإلقامة العامة إلى «الباب المسدود»‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫مؤتمر أنفا حيث أعرب السلطان للرئيس األمريكي روزفيلت وللوزير‬ ‫األول البريطاني تشرشيل‪ ،‬عن رغبة الشعب المغربي في التحرر‬ ‫واإلنعتاق من ربقة االستعمار‪ ،‬األمر الذي لم يكن ليرضي اإلقامة‬ ‫العامة‪ ،‬وكذلك الشأن باعتراض السلطان على القرار الفرنسي بشأن‬

‫األخيرة‬

‫اليهود المغاربة‪ ،‬وبعد رفض الحكومة الفرنسية لمبدإ المفاوضة مع‬ ‫السلطان خالل زيارته لفرنسا سنة ‪ ،1945‬اتخذ سيدي محمد ابن‬ ‫يوسف القرار القنبلة لزيارة طنجة «الدولية» واختار أن يصلها بالقطار‬ ‫ليؤكد وحدة المنطقتين السلطانية والخليفية وكذلك المنطقة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن سلطات االستعمار الفرنسي عمدت ‪ ،‬يوما واحدا قبل‬ ‫إقالع القطار الملكي من الرباط‪ ،‬في اتجاه طنجة‪ ،‬إلى القيام بمذبحة‬ ‫رهيبة بالدار البيضاء‪ ،‬بواسطة فيلق السينغال العامل بقواتها بشمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬نتج عنها ضحايا بالعشرات‪ ،‬موتى وجرحى‪ ،‬ولكن السلطان‬ ‫أصر على الزيارة الميمونة ‪ ،‬بعد أن تف ّقد عائالت الشهداء والضحايا‪،‬‬ ‫واطمأن على أحوالهم‪.‬‬ ‫وكان يوم وصول القطار الملكي في التاسع من أبريل إلى محطة‬ ‫القطار التاريخية بطنجة‪ ،‬التي كانت أول محطة ألول خط سكة حديد‪،‬‬ ‫يربط طنجة بفاس وكان بالضبط يسمي «خط طنجة ـ فاس» يوما‬ ‫مشهودا‪ ،‬بعد أن توقف بسوق األربعاء والقصر الكبير وأصيلة حيث‬ ‫استقبل من الخليفة السلطاني موالي الحسين بن المهدي ورجاالت‬ ‫الحركة الوطنية بالمنطقة الخليفية‪ ،‬تأكيدا لوحدة الشعب قاطبة وراء‬ ‫السلطان ودعما لمواقف جاللته الرافضة ألي تنازل بشأن االستقالل و‬ ‫الوحدة الترابية‪.‬‬ ‫وكان خطاب طنجة‪ ،‬بحدائق المندوبية‪ ،‬غداة وصول السلطان‬ ‫سيدي محمد ابن يوسف لطنجة التي رفع أهلها الفتات كبيرة بباب‬ ‫المندوبية وبمراكز المدينة ٌكتب عليها بالخط العريض «تحيى طنجة‬ ‫العلوية» نكاية بالتسمية االستعمارية «طنجة الدولية»!‪.....‬‬ ‫صباح العاشر من أبريـــل ألقى السلطان خطابه التاريخي بحضور‬ ‫الحكومة المغربية ‪ ،‬وسلطات الحماية الفرنسية واالسبانية‪ ،‬واإلدارة‬ ‫الدولية‪ ،‬و شخصيات المدينة‪ ،‬من بينهم العالمة سيدي عبد اهلل كنون‬ ‫الحسني رحمه اهلل‪ ،‬وعلماؤها ووطنيوها وشبابها ومن سمحت لهم‬ ‫ظروفهم من وطنيي تطوان والمنطقة الخليفية وتمكنوا من عبور‬ ‫«الحدود» في اتجاه طنجة‪ ،‬وحضور ملفت للنظر‪ ،‬للسلك الدبلوماسي‬ ‫بزيه الرسمي ‪ ،‬الذي يحمل بعض سمات القرنين الثامن والتاسع عشر‬ ‫ويذكر بإوروبا ما بين الحربين‪.‬‬ ‫وق��د شكل ه��ذا الخطاب‬ ‫حدثا تاريخيا وسياسيا هاما‬ ‫وف��ري��دا ف��ي ت��اري��خ المغرب‬ ‫المعاصر‪ ،‬إذ أكد وحدة المغرب‬ ‫الترابية ورفضه لتجزئ األرض‬ ‫الوطنية إلى مناطق بتسميات‬ ‫مختلفة‪ ،‬في الشمال والوسط‬ ‫وال��ج��ن��وب‪ ،‬كما أك��د خطاب‬ ‫طنجة‪ ،‬تمسك الشعب المغربي‬ ‫بوحدة ترابه حرصه على تحقيق‬ ‫«أمانيه» الوطنية وانتماءه‬ ‫اإلسالميوتضامنهمعالجامعــة‬ ‫العربيــة الحديثة النشــأة‪ ،‬ردَا‬ ‫على مشروع االتحاد الفرنسي‬ ‫االس��ت��ع��م��اري ال����ذي رفضه‬ ‫المغرب‪ ،‬ولم يتضمن الخطاب‬ ‫السلطاني الجملة المقترحة من اإلقامـة العامة الفرنسية المتضمنة‬ ‫إلشـادة السلطـــان بالتعــاون المغربي الفرنسي‪ ،‬تأكيــدا من جاللتـــه‬ ‫الستقالله عن سلطات الحماية‪.‬‬ ‫وإلى جانب خطاب طنجة السياسي‪ ،‬كان ألهل طنجة موعد مع‬ ‫خطبة الجمعة بالمسجد األعظم حيث أم جاللته المصلين بنفسه‬ ‫وألقى خطبتي الجمعة في جو ديني رهيب اهتزت له قلوب المؤمنين‬ ‫في كل مكان‪ ،‬حيث بيّن جاللته أن السر في نجاح السلف الصالح هو‬ ‫في تمسكه بتعاليم الدين االسالمي الحنيف وتعلقه بمبادئ الحرية‬ ‫وبالحقوقالبشرية‪.‬‬ ‫وكما كان منتظــرا‪ ،‬فـإن «زيـارة طنجة» شكلت حدثا ذا دالالت‬ ‫كبرى في تاريخ الحركة الوطنية المغربية بل إنها كانت الشرارة األولى‬ ‫في معركة التحرر التي انتهت بإعالن االستقالل ودخول المغرب عهد‬ ‫«الجهاد األكبر»‪ .‬بقيادة جاللة ملك المغرب محمد الخامس تغمّده‬ ‫اهلل بواسع رحمته‪.‬‬ ‫ومن نتائج هذه الزيارة الميمونة‪ ،‬إقالة المقيم العام إريك البون‬ ‫واستبداله بجنرال أكثر صالبة‪ ،‬الجنرال جوان الذي جاء بتعليمات‬ ‫واضحة من السلطات الفرنسية بضرورة «فرض» إرادة اإلقامة العامة‬ ‫الفرنسية على السلطان وإخضاعه لقراراتها‪ ،‬وتهديده بالخلع في حالة‬ ‫رفض جاللته التعاون مع سلطات الحماية‪.‬‬ ‫ولم تزد تهديدات المقيم العام وسلطات الحماية السلطان‬ ‫سيدي محمد بن يوسف إال إصرارا على معاكسة أهواء االستعمار إلى‬ ‫أن وصل به األمر إلى مقاطعة اإلقامة العامة وإعالن «اإلضراب» عن‬ ‫التوقيع وكتب ذات مرة على مشروع ظهير قدم لجاللته للتوقيع من‬ ‫اإلقامة العامة عبارته الساخرة‪« ،‬صار بالبال» !!!‪.....‬‬ ‫أحداث كثيرة ومؤثرة توالـــت على المغرب منذ زيارة طنجة‬ ‫وبسبب تلك الزيارة التي لم يغفر االستعمار وأذنابه لصاحبها وقوفه‬ ‫على الخط مع الوطنيين ضدَا على الوجود االستعماري بالمغرب‪ ،‬إلى‬ ‫المؤامرة الكبرى التي أدَت ست سنوات بعد خطاب طنجة‪ ،‬إلى نفي‬ ‫السلطان الشرعي في ‪ 20‬غشت ‪ 1953‬واندالع الثورة الشعبية التي‬ ‫أرغمت السلطات الفرنسية على اإلقرار بأن نفي السلطان كان خطأ‬ ‫كبيرا وتقرر عودته إلى شعبه وعرشه ‪ ،‬وفتح مفاوضات إكس ليبان‬ ‫المثيرة للجدل وإلى اآلن‪ ،‬والتي انتهت بإعالن االستقالل في إطار‬ ‫الترابط ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫«طواف على غوارب أمواج‪ :‬قراءات‬ ‫في شعر‪ ‬عبد اللطيف شهبون»‬

‫نظمت جمعيــة أعمــدة لقـاء ثقافيــا‬ ‫لتقديـم وتوقيـع كتاب «طواف على غوارب‬ ‫أمواج‪ :‬قراءات في شــعـــر‪ ‬عبد اللطيــف‬ ‫شهبون» للدكتورة ناهــد الزيدي‪ ،‬مساء‬ ‫الجمعة ‪13‬أبريل ‪ 2018‬بمندوبية الثقافة‬ ‫بطنجة‪ ،‬بمشاركة‪:‬‬ ‫د‪ .‬عبد اللطيف شهبون‬ ‫د‪ .‬الغزواني المتيوي‬ ‫د‪ .‬عبد الحفيظ البختي‬ ‫دة‪ .‬ناهد الزيدي‬ ‫تسيير‪ :‬د‪ .‬محمد بوجنان‬

‫مشاركة تالميذ معهد جيل بالدي‬ ‫في مسابقة الصحفيين الشباب‬ ‫من أجل البيئة‬

‫في إطار برنامــج المدارس اإليكولوجية‬ ‫لمؤسسة محمد السادس لحمايــة البيئـــة‪،‬‬ ‫وتحت إشراف المديرية اإلقليمية طنجة أصيلة‬ ‫التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬شارك تالمذة‬ ‫السلك الثانوي إعدادي بمعهد جيل بالدي في‬ ‫مسابقة الصحفيين الشباب من أجل البيئة في‬ ‫دورة ‪ ،2018‬تحت شعار ‪:‬‬

‫«الماء من أجل عالم مستدام»‬

‫وهي فرصة سانحة لنشر الوعي بإيجابيات‬ ‫التنميــة المستدامــة للموارد المائيــة بين‬

‫صفوف التالميذ باعتبارهم الشريك الفاعل بين‬ ‫المدرسةوالمجتمع‪...‬‬ ‫وقـــد نوهت إنجازات التالميذ في هذه‬ ‫المسابقة بشقيهـــا في التحقيـــق الصحفي‬ ‫والصورة الفوتوغرافية على المستوى اإلقليمي‬ ‫والجهوي‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬يتقدم النادي البيئي لمعهد‬ ‫جيل بالدي بالشكر والتقدير لكل الساهرين‬ ‫على توعية الشباب بأهمية المحافظة على‬ ‫ثرواتنا الطبيعية ورفع تحديات حماية مواردنا‬ ‫المائية من االستنزاف المستمر بتنمية روح‬ ‫المبادرة لدى التالميذ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.