Achamal n° 938 le 24 avril 2018 pdf

Page 1

‫العدالة «وطن اإلنسان»‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 938‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 00‬شعبان ‪� 24 / 1439‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫مصادر إعالمية متعددة نشرت‪ ،‬هذا األسبوع‪،‬‬ ‫واقعة غريبة ‪ ،‬ولو أنـه في المغـــرب ال تستغرب‪.‬‬ ‫محام «يكســر» أنــف صحافيــة داخل محكمـــة‬ ‫االستئناف بالدار البيضاء‪ ،‬بعد أن يكون قد تلفظ‬ ‫بكلمة «حمار» في حق صحافي آخر‪.‬‬ ‫الحادث حرك آلية التضامن بين الصحافيين‬ ‫الذين أصدروا بيانا نددوا فيه بتصرف المحامي‬ ‫وطالبوا باتخاذ المتعين قانونا في حقه للقطع مع‬ ‫مثل هذه الممارسات التي ال يمكن قبولها خاصة‬ ‫من طرف محام دوره الدفاع عن حقــوق الناس‬ ‫وليس االعتداء بالضرب على الناس داخل بنايـــة‬ ‫محكمة‪.‬‬ ‫المهم أن ال تتدخل قبيلة «اهلل يعيش اهلل يطيش» و»المسامح كريم» و ‘عفا اهلل عما سلف»‪ ،‬و»أجرك‬ ‫وأجرنا على اهلل»‪......‬‬ ‫ألن األمر‪ ،‬إن ثبت بالصورة التي قدمتها الصحافة للرأي العام‪ ،‬فإنه يؤسس لممارسات اعتدنا عليها‬ ‫بالفضاء العام‪ ،‬ولكن ال يمكن قبولها داخل فضاء العدالة‪ ،‬ألن «العدالة وطن اإلنسان»‬ ‫وقد علمنا أن الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالدار البيضاء‪ ،‬قرر إحالة شكاية الصحافية‬ ‫فاطمة الزهراء رجمي ضد المحامي المعني ‪ ،‬على الوكيل العام للملك لدى المحكمة االبتدائية الزجرية‬ ‫بالدار البيضاء‪.‬‬

‫فنانون من ثالث قارات يحوّلون مدينة‬ ‫أصيلة إلى عاصمة عالمية للنحت‬

‫منحوتة «السوانح»‬ ‫بساحة محمد الخامس بأصيلة‬ ‫للفنانة المغربية إكرام القباج‬

‫أصيلة‪،‬‬

‫المدينة األصيلة‪ ،‬ال تزال تبهر المغاربة والعالم‪ ،‬بمبادراتها الثقافية والعلمية التي تنفرد بها وتعتبر ميزاتها األساسية بين‬ ‫مدن المغرب‪ ،‬والعالم العربي والعالم قاطبة‪ .‬والفضل كل الفضل في ما حققت المدينة األطلسية الجميلة‪ ،‬من شهرة و صيت‬ ‫على مستوى العالم‪ ،‬يعود إلى موسمها الثقافي الدولي الذي كان هو أيضا ثمرة فضول فكري لدى ابن هذه المدينة ومبدع «وثبتها» الحديثة‪ ،‬الرائد‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬الذي كان أول من نادى بالثقافة «كرافعة للنمو» قبل أن تنضم منظمة األمم المتحدة‪ ،‬إلى هذه الفكرة لتؤكد في الطبعة‬ ‫الخامسة لتقريرها حول مسارات التنمية المحلية‪ ،‬أن «الصناعات اإلبداعية التي تشمل المنتجات السمعية البصرية والتصميم والفنون التعبيرية‬ ‫والنشر والفنون البصرية ‪ ،‬تعزز االقتصاديات والتنمية»‪ ،‬وأن الثقافة «قوة محركة للتنمية المستدامة»‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫‪2‬‬

‫نادي الرواد يحيي يوماً توجيهيا تحت عنوان‪ :‬اللقاء الجهوي لشبيبة العدالة والتنمية‬ ‫بطنجة يكشف مكانة العثماني‬ ‫«كيف تحقق النجاح في امتحانات التوجيه‬ ‫عند البيجيديين‬ ‫والبكالوريا»‬ ‫نظم نادي الرواد يوم األحد ‪ 15‬أبريل‬ ‫بجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫‪ 2018‬على الساعة الثالثة زواال‪ ،‬يوما توجيهيا‬ ‫تحت عنوان ‪“ :‬كيف تحقق النجاح في إمتحانات‬ ‫التوجيه والبكالوريا”‪ ،‬وذلك بقاعة إبن بطوطة‬ ‫بقصر البلدية بمدينة طنجة‪ ،‬من أجل اإلستعداد‬ ‫والتحضير السليم لإلمتحان الوطني والجهوي‪.‬‬ ‫حيث اندرج هذا اليوم‪ ،‬ضمن سلسلة من‬ ‫الورشات واألنشطة لتنمية وتطوير المهارات‬ ‫التي نظمها نادي الرواد بتعاون مع المديرية‬ ‫اإلقليمية للتربية الوطنية لفائدة تالميذ‬ ‫المستوى الثانوي‪ ،‬والتي تعمل على صقل‬ ‫مواهب الشباب وإعدادهم لمرحلة التعليم‬ ‫العالي‪.‬‬ ‫وقد حضر تالميذ وتلميذات من مختلف‬ ‫ثانويات مدينة طنجة وأصيلــة‪ .‬وأشــرف على‬ ‫تأطيره ‪ ،‬ثلة من األكاديميين المتخصصين‬ ‫في مجال التنمية الذاتية من بينهم‪ ،‬الدكتورة‬ ‫أمينة األزماني‪،‬العميدة السابقة لكلية العلوم‬ ‫والتقنيات بطنجة ‪ ،‬والدكتورة وفاء الشرقاوي‬ ‫مهندسة النظم المعلوماتية ومدربة دولية‬ ‫معتمدة بمعية لجنة تنظيمية مكونة من شباب‬ ‫نادي الرواد‪ .‬و بتنسيق من طرف “جعفر حداش“‬ ‫المسؤول عن البرامج بأكاديمية نادي الرواد‪.‬‬ ‫وقد إستهل هذا اليوم التوجيهي بكلمة‬ ‫فتتاحية للمهندس “يونـس قروق” رئيس نادي‬ ‫الرواد‪ ،‬التي قدم فيها األهداف اإلستراتيجية‬ ‫للنادي الهادفـة باألــساس إلى تنمية مهارات‬ ‫الحياة والعمل للشباب وكذا مواكبتهم ألجل‬ ‫إيجاد عمل وخلق مقاوالت‪ .‬وأكد في كلمته‪،‬‬ ‫على أهمية البحث العلمي واإلبداع ‪ ،‬معتبرا إياه‬ ‫عنصرا مهما ومؤشرا لتقدم الشعوب ورقيهم‬ ‫وتابع كلمته معلنا عن مجموعة من التكريمات‬ ‫التي خصصت ألطر النادي الذين تميزوا‬ ‫بعطائهم وتفانيهم في العمل ألجل تحقيق‬ ‫أهداف النادي وذلك بمختلف مجاالت التدخل‬ ‫على الصعيد الوطني والدولي‪.‬‬ ‫وختاما لكلمته قــدم رئيــس نادي الرواد‬ ‫كلمة شكر موجهة إلى السيد والي جهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة والسيد عمدة مدينة طنجة‬ ‫وكذا السيدة المديرة اإلقليمية للتربية الوطنية‬ ‫على مواكبتهم ودعمهم ألنشطة وبرامج‬ ‫النادي‪.‬‬ ‫وتالها بعد ذلك تدخل الدكتــورة وفاء‬ ‫الشرقاوي ‪،‬التي قدمت ورشة همت النجــاح‬ ‫المدرسي وكيفية التميز في المشوار الدراسي‬ ‫للتلميذ وماهية العناصر األساسية التي تعتبر‬ ‫محددة للتفوق والنجاح بالدراسة كما قدمت‬ ‫أربعة أسئلة ضرورية لتحديد أهم الصفات‬ ‫والعيوب الشخصية التي ستساعد على تحسين‬ ‫أداء التلميذ ومعرفة أهدافه بوضوح‪.‬‬ ‫وقــد قامـت الدكتـورة أمينـــة األزماني‬ ‫بتقديم الورشة الثانية والتي كانــت عنوانا‬ ‫ألجل مواكبة فعالة لتالميذ السلك الثانوي‬

‫المقبلين على إمتحانات التوجيه والبكالوريا‪،‬‬ ‫والتي ركزت فيها على مفهوم اإلستطاعة‪ ،‬حيث‬ ‫أننا باستطاعتنا تحقيق هدفنا بتوخي إستحضار‬ ‫مبادئ العمل من أجل تحقيق الهدف‪ ،‬واإلرادة‬ ‫من أجل تحقيقه واإليمان بما نقوم به ‪.‬كما‬ ‫أكدت الدكتورة أمينة األزماني كذلك على أهمية‬ ‫مفاهيم التحفيز الذاتي‪،‬اإلنتباه‪،‬الثقة بالنفس‬ ‫وكذا طرق تقليل أعراض القلق والتوتر وأهمية‬ ‫إستعمال طريقة التأمل في تقليص آثارهم‬ ‫‪،‬إعتماد تغذية متوازنة وأهمية إعتماد توقيت‬ ‫منتظم للنوم والراحة‪ ،‬وقدمت الدكتورة األزماني‬ ‫دليال شامال ألجل أن تكون فعاال في تحضير‬ ‫اإلمتحانات‪.‬‬ ‫وقد تخللت هاته الورشــات حصـص من‬ ‫المواد التطبيقية التي شارك فيها الحاضرون‬ ‫والتي مكنت التالميذ من إكتشاف طرق ناجعة‬ ‫ألجل التغلب على اإلرهاق والقلق اللذين يؤثران‬ ‫سلبا على التركيز وعدم القدرة على تحصيل‬ ‫النجاحالمنشود‪.‬‬ ‫وبعد إنتهاء أعمال الورشتين‪،‬تم المرور إلى‬ ‫فقرة التكريمات والتي خصصت ككل سنة لثالث‬ ‫أطر بنادي الرواد وهم على التوالي ‪:‬‬ ‫ـ درع السفير الذهبي والذي يعتبر أكبر‬ ‫جائزة تقدم ألطر النادي من أجل الجهود‬ ‫المبذولة والمساهمة في نشر قيم وأعمال النادي‬

‫على المستوى الوطني والدولي‪ .‬وقد سلم هذا‬ ‫الدرع للدكتورة ‪/‬األستاذة أمينة األزماني وقدمه‬ ‫لها الدكتور منير األزماني‪.‬‬ ‫ـدرع الرائد المتميز والذي سلم لألستاذ‬ ‫عبد المجيد المومني ‪،‬نائب رئيس نادي الرواد‬ ‫وذلك للتأثير اإليجابي والمساهمات الكبيرة‬ ‫المقدمة لصالح المجتمع‪ ،‬قدمته له التلميذة‬ ‫ندى المحمدي عضوة بلجنة شباب النادي‪.‬‬ ‫ـ درع الرائد الشاب الذي سلم للمهندس‬ ‫محمد زكرياء الرحالي من أجل الكفاءة في‬ ‫التنفيذ وصنع القرار وكذا تحري مصلحة‬ ‫مجموعات العمل المختلفة ومتطلبات الجودة‬ ‫في العمل بالنادي‪ ،‬قدم له الدرع السيد يونس‬ ‫قروق رئيس النادي بمعية السيد حسن بن‬ ‫مبارك عضو المكتب التنفيذي للنادي‪.‬‬ ‫وفي الختام‪ ،‬قدم السيد حسن بن مبارك‬ ‫كلمة ختامية أكد فيها على أهمية هذا اليوم‬ ‫التحضيري والذي يعتبر حدثا بالغ األهمية‬ ‫بالنسبة للشباب المقبلين على إمتحانات‬ ‫التوجيه والبكالوريا والذي ينظمه نادي الرواد‬ ‫في إطار تنمية مهارات تالميذ وتلميذات السلك‬ ‫الثانوي لتحقيق النجاح في مشوارهم الدراسي‬ ‫وتأهيلهم لإللتحاق بالتعليم العالي‪.‬‬

‫زهراء بن سيلمان‬

‫ميناء طنجة المتوسطي‪ :‬والية أمن طنجة‬ ‫في تدشين مقر جديد بمواصفات دولية‬ ‫تم يوم الخميس الفارط‪ ،‬تدشين المقر‬ ‫الجديد للمنطقة األمنية بميناء طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫وذلك لمسايرة التطور والدينامية التي يشهدها‬ ‫المركب المينائي على جميع األصعدة‪ ،‬خاصة‬ ‫وأنه يعتبر من أهم المنشآت المينائية بالقارة‬ ‫األفريقية‪ ،‬وحوض البحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫كما أنه نتاج رؤية ملكية سامية‪ ،‬بهـدف السيـر‬ ‫قدما باالقتصاد والتنمية بالمملكة‪ ،‬بشكل عام‪،‬‬ ‫وباألقاليم الشمالية‪ ،‬بشكل خاص‪.‬‬ ‫أكثر من هذا أنه أصبح مضرب مثل واقتداء‬ ‫في مجال النقل البحري ومعالجة الحاويات‬ ‫وشاحنات النقل الدولي للبضائع‪ ،‬وفي عبور‬ ‫مغاربة العالم‪ ،‬خالل عمليات استقبال الجالية‪.‬‬ ‫تدشين هذا المقر األمني الجديد‪ ،‬بحضور‬ ‫عبد الخالق مرزوقي‪ ،‬عامل إقليم الفحص أنجرة‪،‬‬ ‫يسعى إلى الرفع من جودة الخدمات األمنية‬ ‫لعموم المواطنين واألجانب‪ ،‬تعزيزا لدور‬ ‫المديرية العامة لألمن الوطني في الحفاظ على‬ ‫األمن العام والرفع من آليات التواصل المرفقي‪.‬‬ ‫وفي كلمته الخاصة بهذه المناسبة‪ ،‬أشار‬ ‫محمد أوعال لحتيت‪ ،‬والي أمن طنجة‪ ،‬إلى أن‬ ‫إحداث المقر األمني المذكور‪ ،‬وبغض النظر‬ ‫عن مسايرته لألنشطة التجارية واالقتصادية‬ ‫المتطورة التي يشهدها الميناء المتوسطي‪،‬‬ ‫يرمي إلى توفير الخدمات لمغاربة العالم‪،‬‬ ‫والتصدي لكل أشكال الجريمة العابرة للحدود‪،‬‬ ‫من خالل تعزيز المقــر بالعنصــر البشــري‬

‫واللوجستيكي الضروريين للقيام بالمهام‬ ‫الموكولة لجهات األمن‪ ،‬جنبا إلى جنب‪ ،‬مع باقي‬ ‫مكونات المركب المينائي‪ ،‬من سلطات مينائية‬ ‫ومحلية ومتدخلين أمنيين‪.‬‬ ‫كما أضاف المسؤول األمني أن المقر‬ ‫الجديد يتسم بمواصفات عصرية ومعايير دولية‪،‬‬ ‫من أماكن للوضع‪ ،‬تحت الحراسة النظرية وقاعة‬ ‫لمراقبة األحداث‪ ،‬وقاعة الستجواب مجهزة‬ ‫بكاميرات التسجيل والمراقبة‪ ،‬ومكتب للمحامي‪،‬‬

‫وذلك في تطابق تام مع مقتضيات الهيئآت‬ ‫القانونية والحقوقية الوطنية والدولية‪.‬‬ ‫وفي ما يخص تقييم العمل األمني بهذه‬ ‫المنطقة األمنية‪ ،‬منذ إحداثها آواخر سنة‬ ‫‪ 2008‬إلى اليوم‪ ،‬وفي إطار التنسيق مع إدارة‬ ‫الجمارك والضرائب الغير مباشرة وكذا مختلف‬ ‫المتدخلين‪ ،‬فقد قدم المسؤول األمني ذاته‬ ‫جردا غنيا بالمعطيات والمعلومات‪ ،‬باألرقام‬ ‫واإلحصائيات‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫يبدو أن الكراسي الفارغة باتت شبحا يخيم‬ ‫على اللقاءات الحزبية لسعد الدين العثماني‬ ‫األمين العام لحزب العدالة والتنمية‪ ،‬ورئيس‬ ‫الحكومة المغربي‪ ،‬فبعد مدينة القنيطرة‪،‬‬ ‫وقبلها الدشيرة‪ ،‬وجد العثماني مرة أخرة نفسه‬ ‫أمام كثير من الكراسي الفارغة السبت (‪14‬‬ ‫أبريل)‪ ،‬خالل المؤتمر الجهوي لشبيبة حزب‬ ‫العدالة والتنمية في طنجة‪.‬‬ ‫و عرفت‪ ‬الجلسة العامة للمؤتمر الجهوي‬ ‫الثالث لشبيبة العدالة والتنمية بجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬تأخرا بحوالي ساعة ونصف‬ ‫عن موعدها المحدد‪ ،‬في الوقت الذي ظلت فيه‬ ‫نصف مقاعد القاعة فارغة‪ ،‬في انتظار وصول‬ ‫سعد الدين العثماني األمين العام للحزب‪.‬‬ ‫وقال العثماني خالل كلمته‪“ ،‬إنه ال خوف‬ ‫على حزب “المصباح” طالما ظل أبناؤه وبناته‬ ‫متمسكين بالقيم والمبادئ التي تأسس عليها‬ ‫الحزب‪ ،‬معتبرا أن ذلك هو سر النجاحات التي‬ ‫حققها الحزب طيلة مساره السياسي‪ ،‬وتوقف‬ ‫العثماني عند مرحلة اختيار وزراء العدالة‬ ‫والتنمية لتشكيل الحكومة التي يرأسها‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أنهم‪“ ‬لم يرشحوا أنفسهم وإنما الحزب هو‬ ‫الذي رشحهم”‪.‬‬ ‫وتابع‪ ،‬أنهم‪ ‬لم يطلبوا الوزارة من‪ ‬أحد‪،‬‬ ‫موضحا أن‪ ‬اللجنة التي انتخبها المجلس‬ ‫الوطني هي التي انتخبتهم بطريقة سرية وفق‬ ‫معايير ديمقراطية وشفافة‪ ،‬واعتبر أن‪ ‬الحديث‬ ‫عن تيار “اإلستوزار” هو مجرد‪“ ‬أكاذيب صنعت”‪.‬‬ ‫وأكـد العثماني أن البيجيـدي سيستمــر‬ ‫في تصدر الحياة‪ ‬السياسية مستقبال‪ ،‬وسينفع‬ ‫البالد ألن مثل هاته النماذج هي التي تنفع‬ ‫البلد‪ ،‬وليس أولئك الذين جاؤوا ألجل اإلستفادة‬

‫الشخصية من المواقع والمناصب‪ ،‬مشيرا هنا‬ ‫وبطريقة غير مباشرة لعزيز أخنوش األمين العام‬ ‫لحزب التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬بعدما بات هذا‬ ‫األخير يهدد استمرارية حزب اإلسالميين‪.‬‬ ‫وبخصوص قضية الصحراء‪ ،‬لم يتوان‬ ‫العثماني في التأكيد على أن الدول التي تحترم‬ ‫نفسها ال تفرط في حبة رمل من ترابها وال في‬ ‫حدودها‪ ،‬معتبرا أن هذا هو حال المغرب بقيادة‬ ‫الملك‪ ،‬الذي قطع الطريق على أعداء الوحدة‬ ‫الترابية‪ ،‬في العديــد من خطاباتــه السابقة‪،‬‬ ‫وأعطى العثماني األولوية للقضايا الوطنية حين‬ ‫أوجب التعبؤ لها من أجل خدمتها مع جميع‬ ‫الفرقاء‪ ،‬مشيرا إلى أن حزبه قام بالعديد من‬ ‫األنشطة من أجل القضايا الوطنية كحزب‪ ،‬منبها‬ ‫في نصف الوقت أنه يجب الحذر من األخبار التي‬ ‫تنشرها المواقع الداعمة لجبهة البوليساريو‪،‬‬ ‫والتي ينقلها اإلعالم الوطني ليجعلوا منها‬ ‫حقائق وهي أكاذيب في األصل‪.‬‬ ‫كما دعــا األميــن العام لحــزب العدالــة‬ ‫والتنمية في نهاية كلمتــه‪ ،‬جميــع الهيئات‬ ‫السياسية لتنظيم ندوات‪ ،‬والتواصل مع الشعب‪،‬‬ ‫والقيام بتكوين الشباب في قضية الصحراء‪ ،‬ألن‬ ‫كل مغربي ينبغي أن يكون مدافعا عن المغرب‬ ‫في المحافل الخارجية‪.‬‬ ‫و يشار الى أن المؤتمر الجهوي لشبيبة‬ ‫العدالة والتنميــة بالجهــة قــد انتخب خالد‬ ‫المودن‪ ،‬كاتبا جهويا‪ ،‬يونس سهيل نائبا له‪،‬‬ ‫في حين تم انتخاب نزار خيرون وأحمد المليلي‪،‬‬ ‫وسعيد البوحديدي‪ ،‬والحسين السعدوني‪ ،‬وأوالد‬ ‫علي‪ ،‬أعضاء للكتابة الجهوية‪.‬‬

‫ل‪ .‬س‬

‫يعود مهرجان الفدان العربي للمسرح ليحلق رفقة مدينة تطوان في عوالم أبي‬ ‫الفنون ضمن فعاليات الدورة ‪ 9‬للمهرجان المنظم في الفترة ما بين ‪ 24‬إلى ‪ 29‬ابريل‬ ‫‪. 2018‬‬ ‫المهرجان دأبت على تنظيمه جمعية محترف الفدان للمسرح بتطوان تحت شعار «‬ ‫يااله بينا للمسرح» وبدعم من وزارة الثقافة واإلتصال قطاع الثقافة ومجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة وعمالة إقليم تطوان وجماعة تطوان‪.‬‬ ‫الدورة ‪ 9‬للمهرجان وجريا على نهج سابقاتها من الدورات تتضمن فقرات غنية‬ ‫على امتداد أيام ستة تجمع بين الفرجة المسرحية الرصينة والندوات واللقاءات العلمية‬ ‫والفكرية والورشات التكوينية التأطيرية‪.‬‬ ‫وتستضيف دورة هذه السنة جمهورية السودان الشقيق كضيف شرف التظاهرة‬ ‫إضافة إلى عروض من جمهورية مصر الشقيقة ومن داخل أرض الوطن لفرق مسرحية‬ ‫محترفة عروضها حققت نجاحات متعددة داخل أرض الوطن وخارجه‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫اعتادت الزاويـة الريسونيـة‪ ،‬إحياء ليلة اإلسراء والمعـراج‪ ،‬في السادس‬ ‫والعشرين من شهر رجب‪.‬‬ ‫والبرنامج الذي سطره األولون لهذه الليلة المباركة‪ ،‬ال يخرج عن قراءة‬ ‫النصاب الثاني من الهمزية‪ ،‬وترديد مجموعة من األمداح النبوية‪ ،‬وعلى رأسها‪:‬‬ ‫«أنا سيدي عندي طبيب‪ ...‬ويعالجني بدواه»‪.‬‬ ‫ويُختتم عــادة بالدعاء ألميـر المؤمنيـن‪ ،‬بالنصر والتمكين‪ ،‬وللمؤمنين‬ ‫والمؤمنات بالصالح والتوفيق‪.‬‬ ‫والبشرى التي بُشرنا بها في ليلة هذه السنة‪ ،‬أن الزاوية‪ ،‬ستقفل أبوابها‬ ‫بعد شهر رمضان‪ ،‬لتخضع لإلصالح‪.‬‬ ‫وهذه بشرى نرجو أن يبارك اهلل فيها بأيد عاملة تقدر هذه المعْلمة الدينية‪،‬‬ ‫وتحسب لها حسابها‪ ،‬وتحافظ على خصوصياتها‪.‬‬ ‫فما وقع للجامع الكبير‪ ،‬يجعلنا نتوجس خيفة من بعض المقاوالت التي ال‬ ‫تتقي اهلل‪ ،‬في بيوت اهلل‪.‬‬ ‫هناك ‪ -‬لألسف ‪ -‬مساجد‪ ،‬أقفلت أبوابها بداعي اإلصالح‪ ،‬كمسجد السوق‬ ‫الفوقي‪ ،‬ومسجد المصيمدي‪ ،‬ومسجد الساقية الفوقية‪.‬‬ ‫فهل هي في صفوف االنتظار‪ ،‬أم أن ميزانيات اإلصالح‪ ،‬لم تتوفر لحد الساعة؟‬ ‫من الزوايا التي كان ينبغي إدراجها في مسلسل اإلصالح‪ ،‬الزاوية الكتانية‪،‬‬ ‫المالصقة للقصر الملكي العامر‪.‬‬ ‫فهذه الزاوية لها تاريخها‪ ،‬ولها مقدّموها الذين اقتنوا األرض التي بنيت‬ ‫عليها‪ ،‬ولها المحسنون الذين بنوها بمالهم وعرق جبينهم‪.‬‬ ‫فلم لم تدرج في قائمة الزوايا التي شملها مشروع إعادة هيكلة المدينة‬ ‫العتيقة‪ ،‬الذي أعطى صاحب الجاللة إشارة انطالقه في سنة ‪2011‬؟‪.‬‬ ‫هذه تساؤالت وردت على خاطري ليلة اإلسراء والمعراج‪ ،‬وأنا في رحاب زاوية‬ ‫سيدي علي بن ريسون‪ ،‬فرأيتُ من المناسب أن أطلع القراء عليها‪.‬‬

‫من تنظيم فصيل الطلبة الديمقراطيين التقدميين‬ ‫موقع القصر الكبير ندوة الجهوية وسؤال االنتقال‬ ‫الديمقراطي بالمغرب‬ ‫القصر الكبير ‪ :‬محمد كماشين‬

‫«الجهوية وسؤال االنتقال الديمقراطي بالمغرب» عنوان أطر الندوة‬ ‫الفكرية المنظمة من طرف فصيل‬ ‫الطلبة الديمقراطيين التقدميين ‪-‬‬ ‫موقع القصر الكبير‪ ،‬بملحقة الكلية‬ ‫المتعددة التخصصات القصر الكبير‪،‬‬ ‫مساء السبت ‪ 21‬أبريل الجاري‪.‬‬ ‫المتحدثة عن الجهة المنظمة‬ ‫‪ /‬فصيــل الطلبــة الديمقراطيين‬ ‫التقدميبن‪ ،‬انطلقت في كلمتها من‬ ‫سؤالين محوريين‪ :‬من نحن؟ وماذا‬ ‫نريد؟ معربة عن الرغبة في إصالح‬ ‫جامعي مبني على قيم الحداثة بأفق‬ ‫تطوير الحوار الطالبي واالستجابة‬ ‫لمطالب الشعب المغربي‪.‬‬ ‫عن فرع االشتراكـي الموحــد‬ ‫بالقصر الكبير تدخل السيد رشيد‬ ‫يحيى مثمنا موضوع الندوة ومشيرا‬ ‫للتجربة اإلسبانية في هذا الصـدد‪،‬‬ ‫ليقدم للحاضرين نبـــذة عن حزب‬ ‫االش��ت��راك��ي ال��م��وح��د‪ :‬الميــالد‬ ‫والمسار‪.‬‬ ‫فيمــا رحـــب السيــد أسامـــة‬ ‫بنمسعود عـن حــركــة الشبيبـــة‬ ‫الديمقراطية التقــدميـــة بكـافـــة‬ ‫الحاضريـــن متمنيـــا االستمرارية‬ ‫والتفــاعـل مع كافــة المبـــادرات‬ ‫الهادفــة‪.‬‬ ‫الدكتور محمد العربان ترأس‬ ‫أشغـال الندوة منطلقــا من ورقــة‬ ‫تأطيرية عــامــة أشارت لمختلــف‬ ‫التغيرات التي عرفهــا العالـم خالل‬ ‫القرن ‪ 20‬باالنتقــال من األنظمــة‬ ‫الشمولية الى االنظمة الديمقراطية التي اتخذت من الجهوية شكال من‬ ‫أشكال التنمية‪.‬‬ ‫ومغربيا تحدث الدكتور العريان عن مطلب الجهوية كتقطيع ترابي‬ ‫كما يراه المحافظون‪ ،‬وغير ذلك كرهان تنموي لدى آخرين‪ ،‬ليعطي الكلمة‬ ‫للدكتور محمد مجاهد األمين العام السابق للحزب االشتراكي الموحد‬ ‫لتقييم السياق التاريخي واالجتماعي لنشوء الجهوية المغربية بحيث اعتبر‬ ‫الشرط الديمقراطي مدخال لكل جهوية مأمولة‪ ،‬عكس التجربة المغربية‬ ‫المستجيبة لسياق مغاير والمحتمية بمقولة «الخصوصية» في محاولة‬ ‫للفرار من القيم الكونية المؤطرة‪.‬‬

‫الدكتور عبد الوهاب التذموري‪ ،‬المنسق العام لمنتدى حقوق اإلنسان‬ ‫بالمغرب‪ ،‬في مداخلته تحدث عن السياق السياسي والحقوقي الذي أفرز‬ ‫جهوية مغربية‪ ،‬ومن خاللها تحدث عن غياب الفاعل السياسي المغربي‬ ‫لتطوير النموذج الجهوي بالمغرب‪،‬‬ ‫معتبرا الفاعــل السياسي تابعـــا‬ ‫فقط‪ ،‬ليـس بمقدوره إنتاج أفكار‬ ‫مادام مرتهنا للتفكيــر النمطي‪،‬‬ ‫ولو أن التاريخ المغربــي يحتفظ‬ ‫بدور الجهات في الدفاع عن وحدة‬ ‫البالد‪ ،‬مقترحا من أجل جهويــة‬ ‫حقيقية االعتماد على تعاقــدات‬ ‫اجتماعية جهوية إلنجاح أي انتقال‬ ‫ديمقراطي‪.‬‬ ‫الدكتــور مجاهــد عاد مــن‬ ‫جديد ليتحدث عن شروط االنتقال‬ ‫الديمقـــراطــي والتـي من اهـــم‬ ‫مرتكزاتها تعاقدات سياسية كبرى‬ ‫ال تحـــد من اختصاصات الجهة‬ ‫خاصة المنقولـة منها‪ ،‬وال ترتهن‬ ‫كلية للرقابة‪ ،‬مع توفير اعتمادات‬ ‫مالية كافيـــة (‪ 4‬مليـــار درهــم‬ ‫فقطةسنة ‪ 2016‬و ‪ 10‬مليار درهم‬ ‫في أفق ‪.)2021‬‬ ‫وخ��ل��ص م��ج��اه��د إل���ى أن‬ ‫الجهوية ال تلعــب دورها السياسي‬ ‫المنتظر كقوة اقتصادية اجتماعية‬ ‫لها مخرجات تنموية بشرية‪.‬‬ ‫ال��دك��ت��ور ال��ت��ذم��وري انتقد‬ ‫الشكل الجهوي بالمغرب بكونه ال‬ ‫يشكل أي إضافـــة‪ ،‬لسيـادة الطابع‬ ‫المخزني وتحكم لوبيات االقتصاد‬ ‫وهو ما ولد انعدام الثقة‪ ،‬ألجل ذلك‬ ‫دعا الى االنخراط في البحث عن‬ ‫بدائل للواقع (مشروع دولة ما بعد‬ ‫الحداثة )‪.‬‬

‫النخب السياسية وأدوارها المرتقبة ؟‬

‫اعتبر مجاهد النخب المغربية فاقدة ألية مصداقية‪ ،‬بعد تحالفها مع‬ ‫الدولة‪ ،‬متوقفا عند نخب أحزاب الحركة الوطنية والتي فقدت دور الريادة‬ ‫تدريجيا لتصبح « معطلة « تابعة ‪ ,‬ليبقى األمل معقودا على اليسار بمختلف‬ ‫حقوله مع دعوته الى االستفادة من المشترك اإلنساني‪ ،‬ليتقاطع معه في‬ ‫نفس التصور الدكتور التذموري الذي دعا إلى التفكير بشكل جماعي وبلورة‬ ‫النضال على أفق واحد لمواجهة ما أسماه ب ( تهور الفكر األصولي)‪.‬‬ ‫نقاش جاد أعقب الندوة الفكرية بمشاركة أساتذة وحقوقيين وطلبة‪.‬‬

‫نورانية‬ ‫الحق‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تتعزز المكتبة الصوفية بالمغرب بإصدار جليل‬ ‫القدر‪ ،‬غايـة في النفاســة ألخينــا األستاذ الدكتـور‬ ‫عبد الخالق أحمدون وسمه ب‪« :‬األخالقية الصوفية‬ ‫بين ارتقاء النفس وصفاء المعرفة‪ :‬نحو أفق إنساني‬ ‫للحوار والتعايش مع اآلخر»‪.‬‬ ‫وإذا كانت المقدمة فصال مكتوبا إلطالع الملتقي‬ ‫على الغاية والموضوع والمنهــاج وكل ما يفيــد‬ ‫ويستميل‪ ..‬فإن أخانا عبد الخالق قد تطرق إلى كل‬ ‫ذلك حسب اآلتي‪:‬‬ ‫* حديث مبين حول نورانية الحق‪..‬‬ ‫* إشارة إلى جهاد النفس لبقاء بذور الخير حية في‬ ‫الكيان‪..‬‬ ‫* إلماع إلى ضرورة اتخاذ الوسيلة؛ وهي التربية‬ ‫بالقـدوة‪ ..‬مسنـدا هـذا اإللمـاع الـذي يحصـل بـه‬ ‫االنتفــاع بقول لفيلسـوف األخـالق الدكتور سيدي‬ ‫طه عبد الرحمان؛ ذلك أن الفضـاء األرحــب للتربية‬ ‫بالقدوة هو بستان العارفين باهلل‪ ..‬وهذه التربيــة‬ ‫مشروطة ب‪:‬‬ ‫ أسبقية الفعل على القول‪..‬‬‫ تميز االتباع عن االتفاق‪..‬‬‫ داللة الداخل على الخارج‪..‬‬‫* تنويه باألخذ عن العلماء الربانيين؛ لكونهم‬ ‫مؤيدين بالرسوخ واالستقرار على االستقامة إذ ”ال‬ ‫تمكين مع التلوين”‪ ..‬راسخين بظهور الحقيقة في‬ ‫ذواتهم‪..‬‬ ‫* تذكير بتجذر التصوف السني بالمغرب‪..‬‬ ‫* تنصيص على أن اإلصدار جوالت فكرية في عوالم‬ ‫التصوف؛ وهي عوالــم الجالل والجمال والنورانيـــة‬ ‫المحمدية‪..‬‬ ‫* توجيه المتلقي إلى أعز ما يطلب‪:‬‬ ‫” التصوف أفق إنساني مستوعب لكل الفيوضات‪..‬‬ ‫ويرتبط بهذا بداهــة القــول بعالميــة‪ ،‬بل كونيــة‬ ‫التنزيل الحكيم ونسقيتـه في معالجـة كافة أشكـال‬ ‫الخالف واالختالف واإلرهاب والترهيب‪..‬‬ ‫* تذكير بالعودة إلى سؤال األخالق‪ ،‬وهو سؤال‬ ‫شمال لمجاالت المعيش ومستوياته‪ ،‬سياسة واجتماعا‬ ‫وثقافــة ودينـــا‪ ..‬في أتــون عالم يشهد تفككــات‬ ‫مجتمعية وارتجاجات سياسية”‪..‬‬ ‫أهنئ أخي عبد الخالق على كتابه الجديد الذي بذل‬ ‫فيه جهدا كبيرا من خالل عمليات التجميع والترتيب‬ ‫والتفصيل والتفسير والتأويل على هدي منهاج واضح‬ ‫مبين‪..‬‬ ‫أسأل اهلل سبحانـه وتعالـى أن يجازيـه على هـذا‬ ‫الصنيع الرفيع‪ ،‬مع الدعاء بدوام الصحة والعافية‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 24‬أبـريـل ‪2018‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫نوابٌ ّ‬ ‫�ضد القانون‬

‫كالم‬

‫برامجها االنتخابية و«إقناع» المواطنين بالتصويت لفائدتها ‪ ...‬مجموعة‬ ‫من الوظائف التي قد تعوض في خمسة عشر يوما ما عجز عنه المخطط‬ ‫الوطني للتشغيل في أربع سنوات‪....!!! ‬‬

‫عابر‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫الـداودي ‪:‬‬ ‫«املواد الغذائية متوفرة‪ ‬والأثمنة‬ ‫م�ستقرة خالل �شهر رم�ضان‪»! ‬‬

‫يف �إجراء ترقيعي‬

‫أطباء من السينغال للعمل بالمغرب‬ ‫في الوقت الذي كنا ننتظر من الحكومة اتخاذ تدابير عملية من أجل‬ ‫إصالح ودعم قطاع الصحة العمومية عبر إطالق مخطط إصالحات يستجيب‬ ‫لمطالب األطر الصحية وطلبة كليات الطب‪ ،‬الذين يشكلون العمود الفقري‬ ‫لكل إصالح نتوخاه لقطاع الصحة العمومية الذي لن تستقيم أحواله إال بفضل‬ ‫الموارد البشرية الوطنية‪ ،‬طلعت علينا وزارة الصحة بمشروع االستعانة بأطباء‬ ‫أجانب‪ ،‬بدعوى سد الخصاص في منطقة معينة‪ ،‬والحال أنه ال يوجد ما يمنعنا‬ ‫من االعتقاد بأن تجربة «طاطا» سوف تشكل «نقطة الزيت» التي يمكن أن‬ ‫تنسحب على كل «طاطات» المغرب‪.‬‬ ‫التأكيد جاء على لسان أنس الدكالي‪ ،‬جوابا على استفسار من نائب‬ ‫بالبرلمان‪ ،‬حيث ادعى الوزير أن األطباء المغاربة يعزفون عن العمل في المناطق‬ ‫النائية‪.‬‬ ‫الوزير لم يتعرض ألسباب هذا «العزوف» الذي لم يعد سرا على أحد‪ ،‬حيث‬ ‫أن العديد من أطباء القطاع العام‪ ،‬خاصة الشباب منهم‪ ،‬يجدون أنفسهم في‬ ‫مواجهة المرضى بدون تجهيزات وال دواء وال بنيات صحية‪ ،‬وال سكن الئق‬ ‫وال وسائل الحياة الضرورية‪ ،‬فضال عن الرواتب التي يمكن نعتها بالمخجلة‪،‬‬ ‫حين نعلم أن طالب الطب يفني فوق ثلث عمره في التحصيل والتدريب ليجد‬ ‫نفسه «مرميا» في «الثلت الخالي»‪ ،‬بال «زاد وال عتاد» وال حتى «تحفيزات»‬ ‫مادية ومعنوية لمواجهة هذا الوضع الشاذ‪ .‬وإذا علمنا أن مستشفيات مركزية‬ ‫في مدن كبرى تشتكي من نقص حاد في الموارد البشرية والتجهيزات الصحية‬ ‫واألدوية‪ ،‬وضعف الطاقة االستيعابية‪ ،‬ما يضع األطباء في مواجهة غضب‬ ‫المرضى وأسرهم‪ ،‬ويعرض حياتهم للخطر‪ ،‬فما بالك بالمراكز الصحية بطاطا‬ ‫وبطاطات المغرب األخرى‪......!!! ‬‬ ‫ثم إن مواجهات أطباء القطاع العام مع وزارة الصحة بسبب اإلختالالت‬ ‫الكثيرة التي يشهدها هذا القطاع‪ ،‬ليست حديثة العهد‪ ،‬بل إنها مستمرة منذ‬ ‫سنوات وتزداد حدة مع التدهورالمستمر لقطاع الصحة العمومية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يعتبر نقطة سوداء في صفحة المغرب الحديث‪ ،‬حيث إن أطباء القطاع العام‬ ‫سبق وأن تظاهروا أكثر من مرة ضد الوضع المزري للصحة العمومية‪ ،‬بل إنهم‬ ‫رفعوا في إحدى المظاهرات شعار “نكون أو ال نكون” وقاموا بتنظيم إضرابات‬ ‫إنذارية في وجه حكومة العثماني ومسيرات للمطالبة بتحسين وضع الصحة‬ ‫العمومية وأوضاعهم الخاصة التي قل ما ينظر إليها والتي تدفع العديدين‬ ‫منهم إلى مغادرة القطاع‪ ،‬بل ومغادرة البالد كليا‪.‬‬ ‫يذكر أنه في هذه األوضاع‪ ،‬احتل المغرب حديثا‪ ،‬المرتبة ال ‪ 87‬في الترتيب‬ ‫العالمي لألنظمة الصحية من حيث جودة القطاع الصحي من بين ‪ 150‬دولة‬ ‫عبر العالم‪ ،‬بينما احتلت قطر المرتبة الـ‪ ،15‬على هذا التصنيف‪ ،‬وسلطنة عمان‬ ‫الـمرتبة ‪ 26‬واإلمارات العربية المتحدة (‪ ،)28‬والبحرين (‪ )29‬والكويت (‪.)31‬‬ ‫وعلى مستوى المستشفيات المغربية‪ ،‬على شبكة ترتيب المستشفيات‬ ‫العالمية‪ ،‬فقد احتل أفضل مستشفى بالمغرب وهو المركز االستشفائي الجامعي‬ ‫بفاس‪ ،‬المرتية ‪ 3494‬عالميا من بين ‪ 15‬ألف مستشفى عبر العالم‪ ،‬متبوعا‬ ‫بالمركز االستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط الذي احتل المركز ‪5862‬‬ ‫عالميا‪ ،‬فيما حل المركز االستشفائي محمد السادس بمراكش في المرتبة‬ ‫‪ 6652‬عالميا‪ ،‬ومستشفى ابن رشد بالدار البيضاء في المرتبة ‪ ،7683‬ومصحة‬ ‫أكدال في المرتبة ‪ 7723‬على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫وال غرابة أن يغيب المستشفى المركزي بطنجة‪ ،‬أو مستشفى التخصصات‪،‬‬ ‫عن هذه الالئحة‪ ،‬فهما ال يستحقان أي ذكر بين مستشفيات المغرب لما يعرفه‬ ‫قطاع الصحة العومية بطنجة من «أهوال» كثيرا ما تحدثت عنها الصحافة‬ ‫وتسببت في مظاهرات واحتجاجات المواطنين‪ ،‬بسبب النقص الحاد في‬ ‫التجهيزات واألدوية‪ ،‬وصعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية‪ ،‬بالرغم من الجهود‬ ‫الكبيرة التي يبذلها األطباء والممرضون‪ ،‬وتفانيهم في أداء مهمتهم بوطنية‬ ‫وغيرة‪ ،‬لتوفير وتحسين الخدمات الصحية في جميع التخصصات‪.‬‬ ‫وخالل هذا األسبوع أصدرت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب‬ ‫بيانا طالبت فيه بالزيادة في عدد مناصب األساتذة ووقف نزيف استقاالتهم‪،‬‬ ‫كما أعربت عن انخراطها في معركة نضالية تهم جميعا أساتذة‪،‬و طلبة وأطباء‬ ‫داخليين ومقيمين‪ ،‬وأكدت أن خطر «السنة البيضاء» وارد‪ ،‬وأن «السنة البيضاء‬ ‫أرحم من األوضاع الحالية»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫«عجائب المغرب» ال تنتهي‪ ....! ‬فمع كل يوم جديد مفاجأة جديدة‬ ‫غير سعيدة‪ ،‬بطبيعة الحال‪ .‬ومفاجأة اليوم ما روته بعض الصحف من أن‬ ‫فرقا نيابية اعترضت على قرار رئيس البرلمان بتفعيل إجراء ااالقتطاعات‬ ‫من « تعويضـات» «نـواب األمـة» ياحسرة‪ .....! ‬من مختلف األهـواء‬ ‫السياسية بسبب أنهم حطموا أرقاما قياسية في التغيب عن أشغال‬ ‫المجلس‪.‬‬ ‫الغـريـب في األمر أن المطالبيـن بـ «تخليـق» اإلدارة والحياة‬ ‫السياسية في هذا البلد هم أنفسهم الذين يسارعون إلى «التستر» عن‬ ‫نواب ينتهكون القانون ويستفزون الشعب بغياباتهم المتواصلة والغير‬ ‫المبررة‪ ،‬عن دورات المجلس وأشغال اللجان‪......‬وهذا األمر معروف‬ ‫ومفضوح ومشهود‪....‬‬ ‫المالكي الذي رفــض الضغـوطـات الممارســة عليـه من أجــل‬ ‫«التغاضي» عن غياب النواب عمال وتفعيل مبدأ «عفى اهلل عما سلف»‬ ‫أعد «جدوال» متضمنا ألسماء المعنيين باالقتطاع‪ ،‬وتواريخ الغياب والمدة‬ ‫الزمنية ومبلغ االقتطاع‪.‬‬ ‫وحسب ما راج في وسائل اإلعالم‪ ،‬فإن نواب األصالة والمعاصرة‬ ‫تصدروا الالئحة «ال��س��وداء»‪ ،‬متبوعين بفريق التجمع الدستوري‬ ‫واالستقالل والحركة الشعبية والعدالة والتنمية ‪ ...‬حتى هوَ‪!!! ‬‬ ‫ويبدو أن «حماة» الدين ال يأبهون لقولة علي بن أبي طالب كرم‬ ‫اهلل وجهه‪« ،‬أفضل األمانة الوفاء بالعهد» وأفضل اإليمان األمانة‪ ،‬وأقبح‬ ‫الخلقالخيانة»‪......!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الت�شغيـل ‪:‬‬ ‫خلق مليون و‪� 200‬ألف من�صب �شغل‬ ‫يف �أقل من �أربع �سنوات‪! ‬‬

‫ال تعجبوا‪ ،‬فإن المغرب بلد حكومات المعجزات ‪...‬‬ ‫وال تستكبروا رقم المليون ومائتي فرصة شغل جديدة الذي‬ ‫سيتحقق ما بين ‪ 2018‬و‪ ،2021‬قبل أن يتبخر عمر حكومة العثماني‪،‬‬ ‫أوال‪ ،‬ألنها حكومة «مباركة» كالتي سبقتها‪ ،‬وثانيا ألن مشروع التشغيل‬ ‫الذي تبنته الحكومة «مبني على الصحّ» وعلى معطيات واقعية‪ ،‬نعم‪ ،‬ال‬ ‫شك في ذلك‪ ،‬أوليس الوزير الناطق هو من «نطق» بذلك علنا خالل‬ ‫ندوته الصحافية يوم ‪ 12‬أبريل الجاري حين حمل إلينا بشرى المصادقة‬ ‫على البرنامج التنفيذي للمخطط الوطني للتشغيل الذي اعتمدته‬ ‫الحكومة استجابة لـ «انتظارات المواطنين»‪....! ‬‬ ‫إال أن هذا البرنامج‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬غير قائم بذاته‪ ،‬بل إنه «يعتمد»‬ ‫على سلسلة من «االستراتيجيات» القطاعية‪ ،‬التي تعتمد بدورها على‬ ‫«تكهنات» الوزير حفيظ العلمي في ما يخص «مخطط تسريع النمو‬ ‫الصناعي»‪ ،‬الذي شككت مندوبية التخطيط في «سالمتها» والذي ال‬ ‫يوفر لنا أي ضمانة‪ ،‬خاصة بعد ما أشيع من تراجع االستثمارات األجنبية‬ ‫وتفاقم العجز التجاري الخارجي بنسبة ‪ 6 ،21‬بالمائة عند نهاية الشهر‬ ‫الثاني من السنة الجارية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فال يأس تحت اهلل‪ ،‬إذ ال موجب لذلك‪ ،‬خاصة وأن نهاية‬ ‫فترة المخطط الوطني للتشغيل تصادف نهاية عمر حكومة العثماني‬ ‫وتنظيم انتخابات عامة جديــدة‪ ،‬توفــر عادة اآلالف من «الوظائف»‬ ‫االنتخابية‪ ،‬بين مطبل ومزمر وعياشي‪ ،‬و«ملصق»‪ ،‬و«ممزق» وموزع‬ ‫لألوراق اإلنتخابية وحاملي الالفتات العريضة إضافة إلى البلطجية‬ ‫الذين يوظفون عادة من بعض االحزاب السياسية في مهام «شرح»‬

‫‪ ‬‬

‫الوزير الداودي «سبق» رمضان بشهر‪ ،‬ليعلن أن تموين السوق‬ ‫بالمواد الغذائية‪ ،‬سيتم بشكل عاد‪ ،‬خالل شهر الصيام‪ .‬والفضل في‬ ‫ذلك‪ ،‬يقول الوزير بفضل أمطار «الخير» التي كانت وفيرة هذا العام‪ .‬ما‬ ‫سوف يتعكس إيجابا على سوق الخضر والفواكه والحبوب‪.‬‬ ‫وككل عام‪ ،‬تعرض الوزير المقدام لمسألة الرقابة على السلع‬ ‫واألثمان التي بشرنا بأنها ستكون صارمة‪ ،‬حماية للمستهلك (ال حرج‬ ‫عليكم في فتح الم ما قبل الكاف أو كسرها)‪....‬من أي ممارسة ال تحترم‬ ‫مبدأ المنافسة «الشريفة»‪.‬‬ ‫وانفض الجمع الذي ترأسه الوزير بالرباط على نغمة أن كميات‬ ‫وأسعار مختلف المنتجات الغذائية ليس فقط خالل شهر رمضان بل طيلة‬ ‫سنة ‪ ،2018‬ستبقى «مستقرة» نظرا لوفرة العرض‪.....‬‬ ‫ولو أننا تعودنا على مثل هذه «التطمينات» مع اقتراب رمضان‪،‬‬ ‫لنفاجأ بأثمان بعض مكونات الحريرة تسجل ارتفاعات صاروخيةـ إال أننا‬ ‫ندعوكم إلى أن «تقتنعوا» بوعود الحكومة وتنتظروا‪،‬‬ ‫وتتوكلوا‪..... ! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الرو�س والأوكرانيون «يطريون»‬ ‫لنجدة املغاربة‪! ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الحكومة المغربية التزمت‪ ،‬إلى جانب «أمطار الخير» بتوفير الخضر‬ ‫والفواكه والحبوب‪ ،‬للمغاربة‪ ،‬بينما تعهدت روسيا بتزويدنا باللحوم‬ ‫البولشيفية كما تعهدت أوكرانيا بتوفير لحوم األبقار والدواجن للمغرب‬ ‫حيث اعبرت وزارة الزراعة بهذا البلد أن المغرب يعد من البلدان اإلفريقية‬ ‫ذات األولوية على مستوى التعاون الثنائي في مجال التجارة والزراعة‪.‬‬ ‫جميل ‪ .‬ولكن ليس هذا كل ما يخبئه لنا حظنا التعس مع الفالحة‬ ‫الوطنية‪ ،‬فقد أعلنت البرازيل أنها ستصدر إلى المغرب بيض اإلنتاج‬ ‫وكتاكيت يوم واحد‪ ،‬لتمويل سلسالت إنتاج الدواجن بالمغرب‪ .‬معنى‬ ‫ذلك أن رمضاننا سيكون زاخرا باللحوم والدواجن الوافدة علينا من‬ ‫«برد برة»‪! ‬‬ ‫وقد علمنا من مصادر ال ثقة فيها إطالقا‪ ،‬أن اللحوم والدواجن‬ ‫الروسية واألوكرانية خضعت للذبح الشرعي‪ ،‬على مذهب مالك‪ ،‬بمعنى‬ ‫أن تناولها لن يشكل أي إزعاج أو نفور بالنسبة للذين ال زالوا يقفون عند‬ ‫شروط التذكية وشروط الذبيحة وشروط أدوات الذبح‪ ،‬فكلها بحمد اهلل‬ ‫متوفرة وفق الشروط المطلوبة شرعا‪! ‬‬ ‫ولكن ذلك لن يمنعنا من االستفسار عن «المخطط األخضر» الذي‬ ‫يبتلع المليارات من الدرهم قبل تعويمه بطبيعة الحال‪ ،‬والذي لم ينجح‪،‬‬ ‫كما يبدو‪ ،‬منذ انطالقه سنة ‪ ،2008‬في توفير حاجياتنا من اللحوم‪،‬‬ ‫حتى نضطر إلى التزود بها من بالد العم فالديمير بوتين وبيطرو‬ ‫بوروشينكو‪......!!! ‬‬ ‫ومن يدري‪ ،‬فقد نضطر غدا إلى التوجه إلسبانيا من أجل التزود‬ ‫باألسماك التي نسمح لالتحاد األوروبي باصطيادها في مياهنا الوطنية‪،‬‬ ‫مقابل «زوج فرنك» بلغة السيدة شرفات‪!!! ‬‬


‫العدد ‪938‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫داء اإلنحالل األخالقي بالمجتمع المغربي‪ ،‬ذكور على شكل مخنثين‪،‬‬ ‫لباس غريب‪ ،‬سلوكيات شاذة و حياة عوجاء‪....،‬‬

‫هل بهؤالء الذكور سنحمي حدودنا و نبني مستقبلنا؟؟؟‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫كانت المالبس ترمز في ما مضى إلى اإلنتساب اإلجتماعي واإلنتماء الحضاري للشخص الذي يرتديها‪ ،‬ولكنها اليوم صارت وسيلة للتعبير عن‬ ‫الذات والشخصية‪ ،‬خاصة لدى الشباب الذي أضحى يطور ذائقته في اللباس واألزياء والموضة لحاجات وأسباب نفسية واجتماعية‪.‬‬ ‫يتفاوت تعامل الشباب المغربي مع الموضة «الغريبة» في اللباس التي انتشرت خالل السنوات األخيرة‪ ،‬فهناك من صار لديه اتباع هذه الموضة‬ ‫بمثابة هوس حقيقي يعيشه كل يوم‪ ،‬وهناك من يعتبرها أمرا عاديا يتبع تطور الزمان‪ ،‬في حين أن آخرين يرونها تقليدا أعمى وتفسخا للهوية‬ ‫المحافظة للمجتمع‪.‬‬

‫• سراويل متدلية وأخرى ممزقة‬ ‫انتشرت التقليعات الشبابية الغريبة في اللباس وسط السباب المغربي‬ ‫اليوم‪ ،‬و في طريقة تصفيف الشعر أيضا‪ ،‬بشكل مثير لإلنتباه خاصة منذ‬ ‫بداية األلفية الثالثة‪ ،‬ألسباب نفسية وتربوية واجتماعية‪ ،‬الوضع الذي جعل‬ ‫المجتمع ينقسم بخصوص تقييمها وردود الفعل إزاءها‪.‬‬ ‫ومن مالبس الموضة التي عرفت انتشارا بين الشباب المغربي على‬ ‫نطاق واسع‪ ،‬سراويل «الجينز» الالصق على الجسد‪ ،‬والتي تظهر بنية الجزء‬ ‫األسفل من جسد الشاب على وجه الخصوص‪ ،‬وقمصان «ميني فونتر»‬ ‫النسائية التي تكشف جزء بارزا من بطن الفتاة‪ ،‬باإلضافة إلى سراويل‬ ‫جديدة لكنها ممزقة عند مستوى الجزء العلوي من السروال أو في الخلف‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫لكن تظل السراويل المتدلية عن الخصر‪»،‬طاي باص»‪ ،‬هي األكثر‬ ‫انتشارا بين المراهقين ومحبي موضة األزياء الغريبة‪ ،‬فضال عن قمصان‬ ‫فوقية تحمل شعارات غير مألوفة أو رسوما مخيفة‪ ،‬مثل جماجم الموتى أو‬ ‫عبارات صادمة‪ ،‬وأخرى فيها سب وشتم تخل بالحياء العام‪ ،‬وأيضا ألبسة‬ ‫ترتديها بعض الفتيات تحمل رسوما لقبالت حارة‪ ،‬أو عبارات من قبيل‬ ‫«أعطني قبلة»‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫والمثير في كل هذا أن الشباب الذي يرتديها ال يجد حرجا في ذلك‪،‬‬ ‫معتبرا أنها «موضة» مثل كل الموضات التي تتناسل مثل َ‬ ‫الفِطر في‬ ‫مجتمع مغربي مفتوح على الغرب بحكم موقعه الجغرافي القريب جدا من‬ ‫أوروبا‪ ،‬والعدد الهائل للمغاربة الذين يعملون في الدول الغربية ويعودون‬ ‫إلى المغرب كل صيف تقريبا‪ ،‬محملين بآراء وتصورات وقيم من بالد‬ ‫المهجر‪ ،‬قد تكون مختلفة عن قيم البالد األم‪.‬‬

‫• موضة ووسيلة احتجاج‬

‫«أمين» شاب تجاوز العشرين من عمره‪ ،‬يرى أن ارتداءه لمالبس‬ ‫الموضة تعطيه تميزا وسط رفقائه من الشباب‪ ،‬وهذا التميز يجعله مثار‬ ‫اهتمام سواء لدى أصدقائه‪ ،‬أو لدى‬ ‫الفتيات اللواتي في نفس سنه بغية ربط‬ ‫عالقات عاطفية معهن‪.‬‬ ‫وال يرى أميــن‪ ،‬أنــه يسيء بمالبسه‬ ‫الغريبــة التي يرتديهــا لذوق المجتمــع‪،‬‬ ‫معتبرا أنه يقــوم بشيء يخصه ويندرج‬ ‫ضمـن حريتــه الشخصية التي ال يضايـق‬ ‫بها أحدا وال يؤذي غيره‪ ،‬وبالتالي فال يحق‬ ‫ـ حسب رأيه ـ للمجتمع أن يحاكمه أو ينتقد‬ ‫لباسه ألنه مجرد «موضة» ستموت وتأتي‬ ‫موضة أخرى‪ ،‬فال داعي لتهويل الموضوع»‬ ‫على حد تعبيره‪،‬‬ ‫أما «أكرم»‪ ،‬لقب شاب آخر في الثامنة‬ ‫عشر من عمــره‪ ،‬فهــو يجــد أن لباســه‬ ‫الغريب‪« ،‬عـادي» بالنسبة له ولمجموعته‬ ‫التي ينتمي إليهــا‪ ،‬حيث يلبــس قمصانا‬ ‫فوقية سوداء اللــون في الغالب وعليهــا‬ ‫رسوم جماجــم بشريــة وعالمات الخطر‪ ،‬وهي أمور أعدهــا هـذا الشــاب بنفســـه بتعاون مع جماعته‪،‬‬ ‫لكونهم يحرصون على التميز عن باقي الشباب سواء من خالل لباسهم وقمصانهم وسراويلهم الممزقة‪،‬‬ ‫أو طقوسهم الغريبة وموسيقاهم العنيفة‪.‬‬

‫• الرجولة مهددة؟‬ ‫تختلف اآلراء إزاء هذه التقليعات الغريبة في لباس بعض الشباب‪ ،‬فمنهم من يراها موضة تميز فئة‬ ‫عمرية سرعان ما تزول وتذهب إلى غير رجعة‪ ،‬ومنهم من يرى ذلك قلة ذوق وتربية‪ ،‬وأيضا فراغا مهوال‬ ‫يعاني منه الشباب المغربي‪.‬‬ ‫بشرى‪ ،‬أم لطفلين‪ ،‬تجد في هذا النوع من اللباس اختالال في القيم والسلوكيات الدينية والتربوية‬ ‫عند كثير من المراهقين والشباب المغربي‪ ،‬باعتبار أن ما يلبسونه من تقليعات غريبة هي في مجملها‬ ‫«مستوردة» من المجتمعات الغربية من خالل التقليد األعمى لتصرفات وأزياء الشباب هناك‪.‬‬ ‫وتضيف بشرى‪ ،‬أن لألسرة دور كبير في هذا اإلنحالل بخصوص ذوق أبنائها في مسألة اللباس‪ ،‬ألنه‬ ‫لو كانت هناك مراقبة ورعاية ومتابعة لما يفعله هؤالء األوالد‪َ ،‬لما تم جرفهم إلى هذا المستوى الرديء‬

‫من ارتداء مالبس غريبة عن قيم وهوية مجتمع عربي ومسلم مثل المغرب‪.‬‬ ‫وينتقد الحاج المعطي‪ ،‬أب لستة أبناء‪ ،‬هذه المالبس الغريبة لبعض‬ ‫الشباب‪ ،‬ويقول إنه أحيانا ال يكاد يفرق بين الفتى والفتاة من حيث المظهر‬ ‫الخارجي بسبب تشابه اللباس الغريب الذي يرتدونه معا‪ ،‬مما يهدد معاني‬ ‫«الرجولة» الحقيقة بالنسبة له‪.‬‬ ‫وتساءل‪ :‬هل بإمكان العرب أن يتقدموا ويتغلبوا على أعدائهم بهذا‬ ‫النوع من الشباب الذي جُل هَمه في كيفية لباسه‪ ،‬وماذا يلبس‪ ،‬وفي‬ ‫الموضة الغريبة التي صار مهووسا بها صباح مساء‪ ،‬و هل لهم أن يحملوا‬ ‫السالح يوما ما ليدافعوا عن الوطن و عن وحدتهم الترابية؟‬ ‫غير أن أبــا آخــر ال يرى أن يتم تحميل موضوع اللباس الغريب لدى‬ ‫الشباب المغربي كل هذا المحمــل الكبير‪ ،‬ألنه مجرد «موضة» عابرة‬ ‫يمارسها الشباب صغار السن‪ ،‬لكن سرعان ما يبتعدون عنها حين تقدمهم‬ ‫في السن‪ ،‬والدليل أنه نادرا ما يوجد رجال في سن األربعين أو الخمسين‬ ‫وهم يرتدون تلك التقليعات‪ ،‬وقد يكونون لبسوها في السنوات األولى من‬ ‫مراهقتهم وشبابهم‪.‬‬

‫• دليل إفالس تربوي‬

‫واعتبر الباحث النفسي والتربوي محمد الصدوقي أن مسألة ثقافة‬ ‫التقليعات أو الموضات ارتبطت تاريخيا خاصة بنمط المجتمع الرأسمالي‬ ‫الغربي كـوسيلة إستيالبية واستهالكية لصنع الفرد المهووس باستهالك‬ ‫الجديد ونبذ القديم‪ ،‬وذلك لكي ال تتوقف المعامل ودورة التسويق عن‬ ‫مضاعفة المنتجات إلى ما ال نهاية‪.‬‬ ‫وأكد الصدوقي بأنه يمكن تفسير هذه الطقوس والتقليعات الغريبة‬ ‫التي يمارسها شبابنا الحالي على المستوى النفسي بكون الخصوصية‬ ‫المرحلة العمرية التي يمر بها (المراهقة خاصة)‪ ،‬تفضي إلى ميل الشباب‬ ‫إلى التميز ولفت أنظار اآلخرين‪ ،‬وإبراز‬ ‫ذاته وحب الظهور‪ ،‬والتمرد على العادي‬ ‫والسائد‪..‬‬ ‫وأردف الصدوقي عامــال نفسيا ثانيا‬ ‫يتمثل في عـدم النضج العاطفي والعقلي‬ ‫المتين الذي يجعل الشباب سريع وسهل‬ ‫التأثر بكـل اإلختراقـــات اإلستهالكيـــة‬ ‫الغربيـة والغريبـة عن مجتمعـه‪ ،‬واإلنقيـاد‬ ‫وراء تقليعات جماعية معينة‪.‬‬ ‫ولفـت المتحدــث إلى أن الصــورة‬ ‫الذهنية السائدة وسط كثير من الشباب‬ ‫تتمثــل في كـون الغـرب هو النمــوذج‬ ‫الحضاري المثالي الذي يجب اإلقتداء به‪،‬‬ ‫والتماهـي به لتحقيــق نرجسيـة وقيمــة‬ ‫الذات وسط الجماعة‪ ،‬وهكذا يقلد شبابنا‬ ‫شباب البلدان األروبية في األمور السلبية‬ ‫والغريبة فقط لألسف‪ ،‬بحسب المتحدث‪.‬‬ ‫وأوضح الباحث بأن ارتباط شبابنا بتقليعات كهذه مؤشر على غياب نماذج تربوية إيجابية وبديلة‬ ‫داخل مجتمعاتنا‪ ،‬ودليل على إفالس جلي وعدم نجاعة مؤسساتنا التربوية في تأطير شبابنا حسب نماذجنا‬ ‫ومرجعياتنا القيمية والثقافية‪..‬‬ ‫هذا يؤكد لنا أن مظاهر المجتمع المغربي تغيرت‪ ،‬و تغيرت سلوكيات أبنائه‪ ،‬إذ أصبح اإلنحالل الخلقي‬ ‫في أوساط المراهقين و الشباب يثير الكثير من اإلستغراب والكثير أيضا من التساؤالت‪ ،‬ليس اللباس‬ ‫الغريب فقط‪ ،‬بل أينما حللت في الشوارع‪ ،‬في األماكن العمومية‪ ،‬في المقاهي‪ ،‬في كل مكان‪ ،‬تفاجئك‬ ‫سلوكيات أطفال و مراهقين و شباب‪ ،‬أقل ما يقال عنها أنها سلوكيات شاذة و منحلة‪ ،‬سواء منها مزاولة‬ ‫عادات التدخين عن صغر‪،‬أو تناول شتى أنواع المخدرات‪ ،‬أو الخمر‪ ،‬أو العالقات غير الشرعية‪ ،‬خاصة في‬ ‫بعض األماكن مثل جنبات البحر‪ ،‬أو المقاهي أو الحدائق العمومية‪ ،‬وحتى داخل أوساط المدارس‪ ،‬إذ لم‬ ‫يعد هناك مكان مؤمّن ضد هذه التجاوزات‪ ،‬كما أنه لم يعد أيضا من مكان يستوجب احترام حرمته في‬ ‫نظر هؤالء‪ ،‬ولعل هذا ما يطرح تساؤالت كبرى حول المسؤول عن داء اإلنحالل الخلقي الذي أصبح يعج به‬ ‫المجتمع‪ ،‬والذي يصيب الصغار قبل الكبار‪.‬‬


‫العدد ‪938‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫إيقاف شخص متلبس بسرقة بنك بالعرائش‬ ‫أفادت مصادر متطابقة بأن عناصر الشرطة‬ ‫القضائية بالمنطقة اإلقليمية لألمن بمدينة العرائش‪،‬‬ ‫تمكنت يوم اإلثنين‪ ،‬من إيقاف شخص يبلغ من العمر‬ ‫‪ 21‬سنة‪ ،‬وذلك لالشتباه في تورطه في محاولة سرقة‬ ‫وكالة بنكية عن طريق الكسر‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن مصالح األمن المسؤولة‬ ‫بالعرائش توصلت بإشعار هاتفي من المركز الوطني‬ ‫للمراقبة بالكاميرات والسالمة‪ ،‬التابع لمجموعة بنكية‬ ‫وطنية‪ ،‬مفاده أنه رصد بواسطة الكاميرا محاولة اقتحام‬ ‫شخص مجهول إلحدى الوكاالت التجارية التابعة للبنك‪،‬‬ ‫ما استدعى تدخل دوريات الشرطة على وجه السرعة‪،‬‬

‫حيث تمكنت من إيقاف المشتبه به في حالة تلبس‬ ‫بحيازة سكين وقناع وحوالتين بنكيتين‪ ،‬فضال عن وثائق‬ ‫تتعلق بالبنك‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المصادر ذاتها فقد عاينت السلطات‬ ‫األمنية التي حضرت إلى عين المكان على وجه السرعة‬ ‫وجود كسر على مستوى الواجهة الزجاجية للوكالة‬ ‫البنكية‪ ،‬والذي يفترض افتعاله من طرف المشتبه فيه‬ ‫بهدف الولوج إلى داخل الوكالة بغرض السرقة‪ ،‬في‬ ‫انتظار نتائج التحقيقات التي باشرتها المصالح األمنية‬ ‫المختصة في الموضوع‪.‬‬

‫هذا وقد تم وضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة‬ ‫النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف‬ ‫النيابة العامة المختصة‪ ،‬بينما ال زالت األبحاث والتحريات‬ ‫متواصلة للتحقيق في ظروف وحيثيات العمل اإلجرامي‪.‬‬ ‫إلى ذلك ينتظر أن يتم تقديم المشتبه فيه أمام النيابة‬ ‫العامة المختصة بعد انتهاء التحقيق معه من طرف‬ ‫الضابطة القضائية‪ ،‬وتوقيعه على المحاضر الرسمية التي‬ ‫تتضمن أقواله وإجاباته على أسئلة المحققين‪ ،‬حسب‬ ‫القوانين الجاري بها العمل في مثل هذه الحاالت‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫لغز مصرع منعش عقاري يحير درك طنجة‬ ‫أفادت مصادر مطلعة‪ ،‬أن مصالح الدرك الملكي‬ ‫بالقيادة الجهوية لطنجة ال تزال تعكف على فك لغز‬ ‫قضية العثور على منعش عقاري بضواحي المدينة تعرض‬ ‫للتعذيب بشكل وحشي‪ .‬واستنادا إلى المعلومات المتوفرة‪،‬‬ ‫فإنه جرى االستماع إلى زوجة الهالك بشكل تفصيلي‪،‬‬ ‫وأكدت أمام المحققين‪ ،‬أنها كانت تعلم وجود أشخاص‬ ‫يهددون زوجها‪ ،‬وهو األمر الذي لم يتم التقدم بشأنه‬ ‫المصالح األمنية بغرض وضع شكاية في الموضوع‪ ،‬قبل‬ ‫وقوع الحادث وتحديد المسؤوليات في ما جرى‪ ،‬علما أن‬ ‫بعض المعلومات المتوفرة تؤكد كشف التشريح الطبي‬ ‫وجود آثار ضرب على جسد الضحية‪.‬‬ ‫يذكر أن هذا المنعش العقاري‪ ،‬الذي يبلغ عمره ‪62‬‬ ‫سنة‪ ،‬عثر عليه من قبل السلطات المحلية لعمالة إقليم‬ ‫فحص أنجرة خالل الشهر الماضي‪ ،‬وهو في حالة غيبوبة‬ ‫بغابة ضواحي طنجة‪ ،‬وآثار الضرب والتعنيف بادية عليه‪،‬‬ ‫األمر الذي حذا بها لنقله صوب المستشفى المحلي لمدينة‬ ‫الفنيدق‪ ،‬قبل أن يتم تحويله في اتجاه مستشفى سانية‬ ‫الرمل بتطوان‪ ،‬حيث جرى وضعه تحت العناية المركزة قبل‬ ‫أن يتم اإلعالن عن وفاته‪ .‬وحسب المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن‬ ‫المنعش المذكور سبق أن اختفى عن منزله ما يقارب أربعة‬

‫أيام‪ ،‬فيما كانت زوجته في فترة نقاهة إثر عملية جراحية‬ ‫خضعت لها‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن حالة من الصدمة انتابت‬ ‫الجميع أثناء العثور على الضحية‪ ،‬حيث كان يملك شركة‬ ‫عقارية‪ ،‬قبل أن يحال على التقاعد‪ ،‬إذ كان بين الفينة‬

‫واألخرى ينشط في بيع بعض العقارات التي ورثها‪ .‬فيما‬ ‫أكدت بعض المصادر من عائلة الهالك والمتتبعة للملف‪،‬‬ ‫أنه تم رصد اتصاالت هاتفية سابقة حول وجود أشخاص‬ ‫يطلبون منه دفع مبالغ مالية لهم في ظروف غامضة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫المواصالت ‪ :‬سجن طنجة معزول بسبب الفيضانات‬

‫بعد نحو شهرين على التساقطات المطرية الوافرة التي‬ ‫عرفتها المناطق الشمالية للبالد‪ ،‬وخاصة حوض لوكوس‪،‬‬ ‫وعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬أصبحت قرية «عين داليا الصغيرة»‬ ‫‪ ،‬التي يقع فيها السجن المحلي ‪ 2‬بطنجة‪ ،‬تعيش شبه‬ ‫عزلة تامة بسبب الفيضانات التي عرفتها المنطقة‪ ،‬خالل‬ ‫األيام الماضية تزامنا مع سقوط األمطار بمقاييس مرتفعة‪،‬‬ ‫وتسببت الفيضانات أيضا في محاصرة مبنى السجن المحلي‬ ‫‪ ،2‬المتواجد إداريا في المجال الترابي لجماعة «حجر النحل»‪،‬‬ ‫خارج المجال الحضري لمدينة طنجة‪ ،‬بنحو ‪ 15‬كيلومترا‪ ،‬حيث‬ ‫أصبح موظفو المندوبية العامة إلدارة السجون‪ ،‬وعائالت‬ ‫وأسر المعتقلين ينتقلون إليه بمشقة بالغة‪ ،‬وخالل هطول‬ ‫األمطار يصبح األمر مخاطرة حقيقية بسبب الفيضانات‬ ‫والسيول الجارفة‪.‬‬ ‫«أخبار اليوم» انتقلت يوم الجمعة الماضية إلى عين‬ ‫المكان‪ ،‬مرافقة أقرباء نزالء المؤسسة السجنية‪ ،‬ورصدت‬ ‫معاناة الموظفين والعاملين بهذا المرفق العمومي‪،‬‬ ‫وموظفي المصالح الخارجية‪ ،‬والذين أكدوا أن الوصول إلى‬ ‫أسوار السجن «مهمة محفوفة بالمخاطر»‪ ،‬األمر الذي دفع‬ ‫عددا من األسر والعائالت إلى إرجاء زيارة أبنائها‪ ،‬في انتظار‬ ‫أن تصحو األجواء‪ ،‬وتتحسن أحوال الطقس‪.‬‬ ‫وعاينت «أخبار اليوم» كيف ينتقل الموظفون‬ ‫والموظفات يوميا إلى مقر عملهم‪ ،‬بعدما تحطهم حافلة‬ ‫المندوبية العامة إلدارة السجون‪ ،‬في مركز قرية «عين دالية‬ ‫الصغيرة» ‪ ،‬حيث تنتهي الطريق المعبدة‪ ،‬على بعد نحو ‪600‬‬ ‫متر تقريبا من مبنى السجن‪ ،‬ونظرا ألن الفيضانات تحاصر‬ ‫محيطه من زواياه األربعة‪ ،‬فليس هنالك من وسيلة للوصول‬ ‫إليه‪ ،‬سوى ركوب جرار زراعي‪ ،‬بعكس األيام التي يكون فيها‬ ‫الجو صحوا‪ ،‬حيث يمكن للسيارات الولوج إلى غاية البوابة‬ ‫الرئيسية‪.‬‬ ‫وكما يقول المثل‪« ،‬مصائب قوم عند قوم فوائد»‪ ،‬اغتنم‬ ‫فالح من أبناء المنطقة حاجة موظفي السجن وعائالت النزالء‪،‬‬ ‫لتوفير مصروف إضافي‪ ،‬حيث يقود عربة لنقل المحصول‬ ‫الزراعي‪ ،‬مربوطة إلى جراره‪ ،‬وينقل الموظفين خالل أوقات‬ ‫الدخول والخروج اليومي‪ ،‬وإذا كانت البنية الجسدية والعضلية‬

‫للرجال‪ ،‬تساعدهم على تسلق علو العربة الفالحية‪ ،‬فإن النساء‬ ‫يحتجن إلى سلم للصعود إليها‪ ،‬أو الركوب خلف سائق الجرار‪،‬‬ ‫فوق درج خشبي مسنود على أعمدة حديدية‪.‬‬ ‫ويعبر الراكبون الذين رافقتهم «أخبار اليوم» في رحالت‬ ‫الذهاب واإلياب يوم الجمعة الماضية‪ ،‬فوق طريق متربة‬ ‫ضيقة‪ ،‬على مسافة نحو ‪ 600‬متر‪ ،‬مرورا تحت قنطرة ضيقة‬ ‫تعبر فوقها الطريق السيار الرابط بين طنجة ـ الرباط‪ .‬ورغم‬ ‫أن عجالت الجرار كبيرة الحجم‪ ،‬إال أن السيول القوية التي‬ ‫تغمره من الجهتين‪ ،‬تجعل راكبيه يضعون أيديهم على‬ ‫قلوبهم‪ ،‬مخافة وقوع كارثة‪ ،‬فعندما يكون سائقه يتقدم‬ ‫إلى األمام متوغال وسط الفيضانات‪ ،‬فإن راكبيه يتمايلون‬ ‫يمينا وشماال ويتأرجحون بين الجهتين‪ ،‬كلما سقطت إحدى‬ ‫عجالته في حفرة‪ ،‬أو تجاوز فوق مطبات أرضية‪.‬‬ ‫وصرح شاهد عيان من أبناء القرية التي يقع فيها السجن‪،‬‬ ‫التقته الجريدة خالل جولتها الميدانية‪ ،‬أن مياه السيول جرفت‬ ‫بحر األسبوع الماضي‪ ،‬امرأة كانت رفقة طفلتها الصغيرة‬

‫متوجهة إلى زيارة زوجها‪ ،‬القابع خلف قضبان السجن‪ ،‬قبل‬ ‫أن يتمكن مجموعة من األشخاص من التدخل في الوقت‬ ‫المناسب وإنقاذها من الغرق‪ ،‬مشيرا إلى أنه بعد سؤالها عن‬ ‫سبب عدم ركوبها العربة الزراعية‪ ،‬أوضحت أن صاحب الجرار‬ ‫طلب ‪ 200‬درهم لكي يقلها هي وابنتها‪ ،‬لكنها لم تكن تتوفر‬ ‫على مبلغ إضافي‪ ،‬علما أنها جاءت من مدينة تطوان‪ ،‬وما تزال‬ ‫مصاريف اإلياب في انتظارها‪.‬‬ ‫وليس الموظفون وعائالت النزالء وحدهم من يتكبدون‬ ‫مشاق الوصول إلى السجن‪ ،‬في هذه الظروف المناخية‪ ،‬وإنما‬ ‫أيضا مستخدمو شركة التموين الغذائي‪ ،‬إذ لهم نصيب من‬ ‫المعاناة‪ ،‬فقد صادفت «أخبار اليوم» بعين المكان‪ ،‬شاحنة‬ ‫لنقل المواد الغذائية‪ ،‬حيث رحب سائقها بتصوير مشهد‬ ‫السيول والفيضانات‪ ،‬قائال ‪« :‬صور صور أخويا يشوفو‬ ‫المسؤولين هاذ الخدمة كيف عاملة‪ ،‬هادشي راه خطر ولكن‬ ‫اهلل كيحفظنا والسالم»‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫محاكمة قيادي‬ ‫العدل واإلحسان‬ ‫بطنجة تتحول إلى‬ ‫تظاهرة سياسية‬

‫تحول موعد الجلسة األولى لمحاكمة القيادي‬ ‫في جماعة العدل واإلحسان‪ ،‬واألستاذ الجامعي‬ ‫بمركز مهن التربية والتكوين‪ ،‬بطنجة‪ ،‬محمد‬ ‫بنمسعود يوم الثالثاء في المحكمة االبتدائية‪،‬‬ ‫بتهمة «نشر ونقل خبر وادعاءات ووقائع غير‬ ‫صحيحة»‪ ،‬حسب قرار اإلحالة الذي تابعته به النيابة‬ ‫العامة‪ ،‬إلى تظاهرة سياسية بالموازاة مع جلسة‬ ‫المحاكمة‪ ،‬رفعت فيها شعارات حقوقية مناوئة‬ ‫لسياسة الدولة في تدبير االحتجاجات االجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وطالبت بمحاكمة ناهبي المـــال‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ولم تستغرق الجلسة األولى سوى ‪ 10‬دقائق‬ ‫تقريبا‪ ،‬أمام الغرفة الزجرية بالمحكمة االبتدائية‪،‬‬ ‫حيث تعرفت هيئة الحكم على أعضاء هيئة الدفاع‬ ‫التي تضم حوالي ‪ 20‬محاميا سجلوا إنابتهم عن‬ ‫القيادي في جماعة العدل واإلحسان‪ ،‬إذ تبين أن‬ ‫مؤازريه ينتمون لهيئة المحامين بمدن مختلفة‪،‬‬ ‫منها الرباط‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬مكناس‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫وطنجة‪ .‬وقررت اإلحالة‪ ،‬تأجيل النظر في ملف‬ ‫قضية محمد بنمسعود‪ ،‬الذي يشتغل أستاذا جامعيا‬ ‫بمركز التكوين التربوي الجهوي في طنجة‪ ،‬إلى‬ ‫منتصف شهر ماي القادم‪ ،‬ألجل إعداد الدفوعات‬ ‫األولية‪ ،‬والشكلية‪ ،‬وذلك استجابة لملتمس هيئة‬ ‫دفاع المتهم‪.‬‬ ‫وشوهد وسط قاعة المحكمة‪ ،‬قياديون من‬ ‫األمانة العامة لجماعة الراحل عبد السالم ياسين‪،‬‬ ‫بين الحضور المؤازرين للمتهم‪ ،‬حيث حضر‬ ‫كل من عبد الواحد متوكل‪ ،‬حسن بناجح‪ ،‬وعبد‬ ‫الصمد فتحي‪ ،‬وحسناء قطني‪ ،‬وعشرات من أعضاء‬ ‫الجماعة والمتعاطفين معها‪.‬‬ ‫وردد المشاركون في الوقفة االحتجاجية التي‬ ‫رفعت خاللها صور محمـــد بنمسعود‪ ،‬والفتات‬ ‫تتضمن مواقف سياسية وحقوقيــة‪ ،‬تنتقـــد ما‬ ‫اعتبرته «التضييق على الحريات والتعبير عن‬ ‫الرأي»‪ ،‬ومالحقة النشطاء السياسيين الذين‬ ‫يختلفون مع توجهات الدولة‪ ،‬ومن بين الرسائل‬ ‫المكتوبة التي رفعها المحتجون‪« ،‬حرية التعبير‬ ‫ليست جريمة»‪« ،‬ال لتكميم األفـواه»‪ ،‬حاكموا‬ ‫ناهبي المال العام»‪.‬‬ ‫كما شهدت الوقفة االحتجاجية التي شارك‬ ‫فيها نحو مائة شخص‪ ،‬من أنصار ومتعاطفي‬ ‫الراحل عبد السالم ياسين‪ ،‬ترديد شعارات قوية‪،‬‬ ‫من قبيل «الشعب يريد استقــالل القضاء»‪،‬‬ ‫و«زنازين زنازين في دولة القوانين»‪ ،‬و«المخزن‬ ‫العبقري كيعالج األزمات باالعتقاالت والهروات»‪،‬‬ ‫و«باي باي زمان الطاعة هذا زمان عطينا حقنا»‪.‬‬ ‫وتعليقا منه على قرار متابعته في حالة سراح‬ ‫من طرف وكيل الملك بالمحكمــة االبتدائية‬ ‫بطنجة‪ ،‬صرح محمد بنمسعود أن محاكمته تندرج‬ ‫في سياق تدويناته حول حراك «الرغيف األسود»‪،‬‬ ‫بجرادة‪ ،‬أزعجت السلطات بسبب النقد والنصيحة‪.‬‬ ‫وتابع عضو األمانة العامة للدائرة السياسية‬ ‫لجماعة العدل واإلحسان‪ ،‬في كلمــة له أمـــام‬ ‫العشرات من مؤازريه‪« ،‬هذه المحاكمة باعتباري‬ ‫فاعال سياسيا ومناضال حقوقيا‪ ،‬وهذا لن يخيفني‬ ‫ولن يزعزع ثقتي في مواقفي ومبادئي وتطلعي‬ ‫للعيش في دولة تسودهــا الحرية والكرامــة‬ ‫والعدالة االجتماعية»‪.‬‬ ‫يذكر أن الشرطة القضائية الوالئية بطنجة‪،‬‬ ‫أوقفت القيادي محمد بنمسعود‪ ،‬يوم ‪ 20‬مارس‬ ‫الماضي‪ ،‬بمقر عمله في المركز الجهوي للتربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬واقتادته إلى منزله حيث أخضعته‬ ‫للتفتيش‪ ،‬وتم تقديمه أمام نائب وكيل الملك‬ ‫يوم ‪ 26‬مارس الفارط‪ ،‬بتهمة «نشر ونقل خبر‬ ‫وادعاءات ووقائـع غير صحيحة ومستند مدلس فيه‬ ‫منسوب للغير أدخلت بالنظام العام وأثارت الفزع‬ ‫بين الناس‪ ،‬وإهانة هيئات منظمة»‪.‬‬ ‫«أخبار اليوم»‬

‫ع‪ .‬بلشقار‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫إقتصاد‬ ‫العجز التجاري يقفز ب‪ 21.6‬في المائة‬ ‫إلى متم فبراير المنصرم‬

‫بلغ ‪ 20.7‬مليار درهم مقابل ‪ 17‬مليار درهم‬ ‫سنة من قبل‬ ‫أك��د مكتب الصرف بأن‬ ‫المبادالت الخارجية للمغرب‬ ‫سجلت ت��ف��اق��م ال��ع��ج��ز في‬ ‫الميزان التجاري بنسبة ‪21.6‬‬ ‫في المائة متم فبراير ‪،2018‬‬ ‫ليصل إلى حوالي ‪ 20.7‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬مقابل ‪ 17‬مليار درهم‬ ‫قبل سنة‪.‬‬

‫وأضاف أن نسبة تغطية الصادرات للواردات بلغت ‪ 58.4‬في المائة متم مارس‬ ‫‪ ،2018‬مقابل ‪ 59.3‬في المائة في السنة السابقة‪.‬‬ ‫ويعود ارتفاع الواردات إلى تزايد المشتريات من جميع أصناف المنتجات‪ ،‬خاصة‬ ‫منتجات التجهيز بنسبة ‪ 12.4‬في المائة‪ ،‬والمنتجات الجاهزة لالستهالك بنسبة ‪7.8‬‬ ‫في المائة‪ ،‬والمنتجات الغذائية ب‪ 14.3‬في المائة‪ ،‬ال سيما مادة القمح بنسبة ‪ 29.2‬في‬ ‫المائة‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ .‬فضال عن استمرار تسجيل واردات المواد الطاقية مستويات‬ ‫مقلقة متأثرة بارتفاع أسعار المحروقات في السوق الدولية‪.‬‬ ‫وأبرز مكتب الصرف أن تطور الصادرات مرده أساسا‪ ،‬ارتفاع مبيعات أغلب القطاعات‪،‬‬ ‫بالخصوص قطاع السيارات ب‪ 16.5‬في المائة‪ ،‬وقطاع الفالحة والصناعات الغذائية‬ ‫بنسبة زائد ‪ 3‬في المائة‪ ،‬وقطاع الطيران بنسبة زائد ‪ 18.8‬في المائة‪ ،‬والنسيج والجلد‬ ‫بنسبة زائد ‪ 2.4‬في المائة‪.‬‬

‫وأوض��ح مكتب الصرف‪،‬‬ ‫ال����ذي ن��ش��ر ال��م��ؤش��رات‬ ‫الشهرية للمبادالت الخارجية‬ ‫لشهر فبراير ‪ ،2018‬أن الواردات بلغت ‪ 82.7‬مليار درهم‪ ،‬بارتفاع قدره ‪ 13.5‬في المائة‪،‬‬ ‫في حين ارتفعت الصادرات بنسبة ‪ 11‬في المائة لتناهز ‪ 62‬مليار درهم‪ ،‬مضيفا أن نسبة‬ ‫تغطية الصادرات للواردات بلغت ‪ 75‬في المائة متم فبراير ‪ 2018‬مقابل ‪ 76.6‬في‬ ‫المائة في السنة السابقة‪.‬‬ ‫ويعود ارتفاع الواردات إلى عدة عوامل‪ ،‬منها ارتفاع قيمة المنتجات الخام بنسبة‬ ‫‪ 28.4‬في المائة والمنتجات الغذائية ب‪ 26.9‬في المائة والمنتجات الطاقية بنسبة‬ ‫‪ 19.5‬في المائة‪ ،‬حسب المصدر ذاته ‪.‬‬ ‫وأبرز مكتب الصرف أن تطور الصادرات مرده أساسا ارتفاع مبيعات أغلب القطاعات‪،‬‬ ‫بالخصوص قطاع الطيران ب‪ 18.7‬في المائة‪ ،‬وقطاع السيارات (زائد ‪ 15‬في المائة)‪،‬‬ ‫والنسيج والجلد (زائد ‪ 3.7‬في المائة)‪.‬‬ ‫وكان عجز الميزان التجاري في بالدنا قد ارتفع ب‪ 2.6‬في المائة إلى ‪ 190‬مليار‬ ‫درهم نهاية العام الماضي‪ .‬وأفاد مكتب الصرف المشرف على التجارة الخارجية والنقد‬ ‫األجنبي‪ ،‬بأن مبادالت المغرب مع الخارج قدرت ب‪ 680‬مليار درهم عام ‪ ،2017‬منها‬ ‫‪ 434.7‬مليار واردات‪ ،‬و‪ 245‬مليارا صادرات نمت بـ ‪ 9.3‬في المائة‪.‬‬ ‫وساهم ارتفاع واردات الطاقة ب‪ 27‬في المائة‪ ،‬نتيجة تحسن أسعار النفط في‬ ‫السوق الدولية‪ ،‬في ارتفاع العجز التجاري‪ ،‬إذ تجاوزت مشترياتها ‪ 69‬مليار درهم في‬ ‫أضخم فاتورة للطاقة منذ خريف ‪.2015‬‬ ‫على مستوى آخر‪ ،‬قدم وزير الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي موالي‬ ‫حفيظ العلمي‪ ،‬يوم الخميس المنصرم‪ ،‬عرضا بمجلس الحكومة‪ ،‬حول مراقبة جودة‬ ‫المنتجات الصناعية عند االستيراد‪.‬‬ ‫وأوضح الوزير المنتدب المكلف بالعالقات مع البرلمان والمجتمع المدني‪ ،‬الناطق‬ ‫الرسمي باسم الحكومة‪ ،‬مصطفى الخلفي‪ ،‬في بالغ تاله عقب انعقاد االجتماع األسبوعي‬ ‫للحكومة أن العلمي تطرق في هذا العرض إلى النظام الجديد المتعلق بمراقبة جودة‬ ‫المنتوجات الصناعية المستوردة‪.‬‬ ‫وأضاف أنه قدم أيضا المراحل المختلفة التي ستميز تعزيز المراقبة ووضع آليات‬ ‫التشاور فيما يتعلق بمراقبة جودة المنتوجات الصناعية المستوردة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تفاقم العجز التجاري بـ ‪ 49‬مليار درهم‬ ‫في ‪ 3‬أشهر فقط‬

‫فاتورة المواد الغذائية تواصل تسجيل مستويات عالية‬ ‫أفـادت البيانــات الصادرة‬ ‫ع���ن م��ك��ت��ب ال���ص���رف ب��أن‬ ‫المبادالت الخارجية للمغرب‬ ‫س��ج��ل��ت ت��ف��اق��م ال��ع��ج��ز في‬ ‫الميزان التجاري بنسبة ‪10.6‬‬ ‫في المائة متم مارس ‪،2018‬‬ ‫ليصل إلى حوالي ‪ 48.7‬مليار‬ ‫دره��م‪ ،‬مقابل ‪ 44.02‬مليار‬ ‫درهم قبل سنة‪ .‬وأوضح مكتب‬ ‫الصرف الذي نشر المؤشرات‬ ‫الشهرية للمبادالت الخارجية‬ ‫ل��ش��ه��ر م����ارس ‪ ،2018‬أن‬ ‫الواردات بلغت ‪ 117.14‬مليار درهم قبل سنة‪ ،‬أي بارتفاع قدره ‪ 8.2‬في المائة‪ ،‬في حين‬ ‫ارتفعت الصادرات بنسبة ‪ 6.6‬في المائة لتناهز ‪ 68.45‬مليار درهم مقابل ‪ 64.19‬مليار‬ ‫درهم نهاية مارس ‪.2017‬‬

‫على صعيد متصل أفاد المكتب أن تدفقات االستثمارات الخارجية المباشرة نحو‬ ‫المغرب سجلت انخفاضا بنسبة ‪ 24‬في المائة نهاية شهر مارس الماضي‪ ،‬لتصل‬ ‫إلى ‪ 4.32‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 5.68‬مليار درهم وذلك خالل الفترة نفسها من السنة‬ ‫الماضية‪ .‬وعزا المكتب‪ ،‬هذه النتيجة إلى انخفاض المداخيل بنحو ‪ 10.1‬في المائة‬ ‫لتصل إلى ‪ 7.02‬مليار درهم مرفوقة بارتفاع النفقات بنسبة ‪ 27‬في المائة لتبلغ ‪2.69‬‬ ‫مليار درهم‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬سجلت من جانبها‬ ‫ارتفاعا بنسبة ‪ 13.5‬في المائة‪ ،‬محققة ‪ 16.02‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبخصوص ميزان األسفار‪ ،‬سجل مكتب الصرف أنه أظهر تحسنا بنسبة ‪ 26.7‬في‬ ‫المائة وصل إلى ‪ 11.36‬مليار درهم‪ ،‬مضيفا أن هذه النتيجة ترجع إلى ارتفاع بنسبة‬ ‫‪ 20‬في المائة في المداخيل التي انتقلت إلى ‪ 15.18‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 12.63‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬خالل سنة سابقة ‪ .‬وأشار المصدر ذاته إلى أن النفقات سجلت بدورها ارتفاعا‬ ‫بنسبة ‪ 4.2‬في المائة لتستقر في حدود ‪ 3.82‬مليار درهم‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صادرات السيارات نحو بلدان المتوسط تشكل ‪ 13‬في المائة‬ ‫من مجوع صادرات المغرب بين ‪ 2012‬و‪2016‬‬ ‫أظ��ه��رت دراس���ة حديثة‬ ‫للشركة الفرنسيـة للتأميـــن‬ ‫ع��ل��ى ال��ت��ج��ارة ال��خ��ارج��ي��ة‬ ‫“ك����وف����اس”‪ ،‬أن ص����ادرات‬ ‫السيارات نحو بلدان المتوسط‬ ‫تشكـل ‪ 13‬في المائـة من‬ ‫مجموع صادرات المغرب خالل‬ ‫الفترة ما بين ‪ 2012‬و ‪.2016‬‬ ‫وأوضحت الشركة‪ ،‬في بالغ‬ ‫لهــا‪ ،‬أنه “بالنسبـة للمغرب‪،‬‬ ‫وخالل الفترة ما بين ‪2012‬‬ ‫و‪ ،2016‬فإن صادرات السيارات نحو بلدان المتوسط تشكل ‪ 13‬في المائة من مجوع‬ ‫صادرات البالد‪ ،‬وإذا كانت موجهة أساسا نحو السوق األوروبية‪ ،‬فإن قائمة شركائه‬ ‫تضم أيضا تركيا ومصر”‪ .‬وأظهرت هذه الدراسة حول الطرق الجديد للتجارة في منطقة‬ ‫المتوسط أن سياسة االندماج في منظومات القيم العالمية مع تطوير وتعزيز القطاعات‬ ‫الصناعية من طرف المغرب وتركيا ساهمت في إعادة توجيه صادرات السيارات في‬ ‫منطقة المتوسط‪ ،‬مشيرة إلى أن تركيا تركز ‪ 13‬في المائة من صادرات السيارات‬ ‫اإلقليمية مع تكثيف التدفقات نحو البلدان األورومتوسطية‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أفادت‬ ‫الدراسة بأنه ومنذ سنة ‪ ،2000‬ظهرت توجيهات جديدة في بنية صادرات بلدان حوض‬ ‫المتوسط‪ ،‬موضحة أن بلدان جنوب المتوسط وشرق المتوسط توجهت محو الرفع من‬ ‫األداء على حساب القطاعات التقليدية‪ .‬وبعد أن لفتت إلى أن المغرب وتركيا يعززان‬ ‫موقعهما في الصادرات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والتواصل‪ ،‬أحد القطاعات‬ ‫ذات القيمة المرتفعة العالية‪ ،‬أبرزت الدراسة تنوع وجهات التدفق بالمغرب لفائدة‬ ‫إسبانيا وإيطاليا على حساب فرنسا والبرتغال ومالطا‪ .‬وأضافت أنه وبالنسبة لتونس‪،‬‬ ‫يترجم هذا التخصص بارتفاع في الصادرات في فرنسا ولكن أيضا (إسبانيا) ليصل إلى‬ ‫‪ 30‬في المائة من مجموع الصادرات صوب هذه المنطقة‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬فإن الدراسة‬ ‫تطرقت إلى تراجع في وتيرة التجارة بين دول المنطقة‪ ،‬مشيرة إلى أنه إذا كانت التجارة‬ ‫اإلقليمية قد اكتسبت أهمية في آسيا‪ ،‬فإن دول حوض المتوسط تعاني من أجل تحقيق‬ ‫نفس النتيجة بالمنطقة‪ ،‬وذلك على الرغم من تعدد االتفاقيات الجماعية والثنائية منذ‬ ‫‪( 1995‬اتفاق برشلونة) ‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن حصة التجارة بين الدول المتوسطية تتجه نحو االنخفاض‪ ،‬حيث مرت‬ ‫من ‪ 31‬في المائة بالنسبة للصاردات في ‪ 2001‬إلى ‪ 29‬في المائة في ‪ ،2016‬وذلك‬ ‫حسب (كوفاس)‪.‬‬


‫العدد ‪938‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫قراءة في المجموعة القصصية» ظالل وارفة»‬ ‫لسعاد الناصر «روحانيات أنثى»‬ ‫بقلم ‪ :‬أمينة الطنجي‬ ‫قرأت المجموعة القصصية « ظالل وارفة» لألديبة‬ ‫المغربية» سعاد الناصر» لمرة واحدة‪ ،‬فكانت كافية‬ ‫لتأخذ بتالبيبي‪ ،‬لتتحول القراءة إلى متعة‪ ،‬تدخل في‬ ‫حالة شائقة من التذوق للغة إبداعية دافقة‪ ،‬تحفز‪،‬‬ ‫وتستفز نهَم القراءة في حد ذاتــه‪ ،‬وتقودني نحو‬ ‫نوعية األنثى الكاتبة‪،‬وعوالمها المتخيلة‪ ،‬التي تالمس‬ ‫وجود امرأة رفيعة اإلحساس‪ ،‬روحانية الهمسات‪ ،‬تلج‬ ‫بالمتلقي إلى مختبر إبداعها‪ ،‬فيجد نفسه أمام قضايا‬ ‫اجتماعية‪ ،‬وإنسانية تشعرك بانتمائك إليها‪.‬‬ ‫في وقتنا الحالي‪ ،‬أصبحت الكتابة النسائية‪ ،‬تتجاوز‬ ‫العالم المنظور الضيق السائـد في الثقافــة العربية‬ ‫الذكورية‪ ،‬الى عالــم أنثوي يحضر بمعطاه البيولوجي‪،‬‬ ‫الذي يعبر عن كينونته األنثوية‪ ،‬ويذهب إلى أبعد من‬ ‫ذلك‪ ،‬حسب ما يطلبه منها دورها في المجتمع؛ فهي‬ ‫تتبادل مراكز الهيمنة والقوة مع الرجل‪ ،‬غير منزوية في‬ ‫نزعة نسوية محدودة؛ بل تبدع وتبتكر أنماطا جديدة‬ ‫في فن القول والخطاب السردي بشتى أنواعه‪ ،‬مما‬ ‫يعزز خصوصياتها ومرجعياتها الثقافية المتنوعة‪.‬‬ ‫عتبة العنوان وغالف الكتاب‪.‬‬ ‫يمثل العنوان بداية النص ومنتهاه وهو بمثابة‬ ‫البوابة التي بواسطتها نلج إلى العمل القصصي»ظالل‬ ‫وارفة» وهو مركب إسمي من وحدتين‪« ،‬ظالل» جمع‬ ‫أي تَحْتَ‬ ‫«ظل»وتعني ‪ -‬تَحْتَ‬ ‫ِ‬ ‫ظِالل الشَّجَر ِ‬ ‫َفيْئِها‪ ،‬والوحدة الثانية «وارفة» بمعنى‪ :‬اتسع وطال‬ ‫وامتد‪ ،‬و«ظالل وارفة» جملة إسمية لها رنة في األذن‪،‬‬ ‫سمفونية الوصف‪ ،‬تمنحك إحساسا بالصفاء والنقاء‪،‬‬ ‫كاملة الداللة اإليحائية للمعنى التي جاءت بها قصص‬ ‫المجموعة‪ ،‬دافعة بالمتخيل إلى الذهاب بعيدا للبحث‬ ‫عن الصورة التي يمكن أن تكتمل في ذهنه عن‬ ‫شكل «الظل» وكيف له أن يجتمع في مكان واحد‬ ‫محققا ظالال‪ ،‬وأي ظالل؟؟؟؟ وارفة‪ ..‬التي تمنحك‬ ‫إياه الشجرة دون أن تأخذ مقابله‪ ،‬والمرأة يشبهها‬ ‫بعض العقالء بالشجرة لعطائها الوافر ألوالدها‬ ‫وأقاربها دون مقابل‪ ،‬فكان حضور الشخصية‬ ‫«األنثى البطلة»في جل قصص المجموعة هو‬ ‫الحضور‪ ،‬الذي يحققه ظل الشجرة‪.‬‬ ‫تأثث فضاء غالف «المجموعة القصصية»‬ ‫من وحدات أيقونية مشحونة بالدالالت‪ ،‬تتوسطه‬ ‫صورة تضم بعض األشجار الكبيرة المكتظة‬ ‫باألوراق‪ ،‬ورغم بعدها ترسل ظالال فتبدو قريبة‬ ‫من بعضها حتى غطى األرضية سواد كثيف‪،‬‬ ‫والضوء المتسرب اختلط مع الظل فصار لون‬ ‫الشفق عند بزوغ الشمس‪ ،‬وكأن الليل قد أرخى‬ ‫سدوله عليهم‪ .‬أما النصف العلوي من الغالف‪،‬‬ ‫فيمثل البياض الذي كان وجوده ضروري لوضوح‬ ‫سواد الظالل‪ ،‬وفي أسفله عنوان المجموعة‬ ‫«ظالل وارفة» بخط واضح باللون الطيني‪ ،‬الذي‬ ‫انتشر في الجانب السفلي من الصورة يفصل خط‬ ‫رقيق أبيض بينه وبين ظل األشجار‪ ،‬كتب فيه‬ ‫اسم القاصة ولقبها باللون األبيض بخط رقيق‪،‬‬ ‫أصغر من خط العنوان ليبقى هذا األخير أكثر‬ ‫بروزا في الغالف‪.‬‬ ‫قراءة في المجموعة» ظالل وارفة‪:‬‬ ‫للقراءة في المجموعة القصصية‪ « ،‬ظالل‬ ‫وارفة» وقع يشحن المتلقي بجملة من األحاسيس‬ ‫المتدافعة‪ ،‬تسلمك الهوية األنثوية ألبطال‬ ‫المجموعة التي تضم عشرين قصة‪ ..‬بقضايا مختلفة‪،‬‬ ‫وعناوين تتسم برومانسية خاصة بالمرأة‪ ( ،‬حين تزهر‬ ‫أوراق الشجر‪ -‬أغصان السكن‪ -‬لقاء قريب ‪ -‬تماس ‪-‬‬ ‫وصلة الخبز‪ -‬حينما تتكلم المرأة ‪ -‬والدة‪ ،)..‬ولربما‬ ‫يتساءل المتلقي عن هذه التيمة‪ ،‬هل يسقطها الكاتب‬ ‫على كتاباته عمدا‪ ،‬أم تراها تنفجر بين أنامله ؟‬ ‫القصة القصيرة فن ذاتي‪ .‬إنها نص المتكلم‬ ‫بامتياز‪ ،‬فهي اللسان الناطق للجماعة المغمورة‪،‬‬ ‫أو المهمشة (فرانك أوكونور)‪،‬والمتكلم قد يكون‬ ‫شخصية حاكية‪ ،‬أو محكي عنها‪ ،‬تضع بين يدي القارئ‬ ‫بعض ما عاينه الكاتب من عمق المجتمع‪ ،‬لهذا يمكن‬ ‫أن تاتي القصة لتعرية بعض المظاهر السلبية‪ ،‬من‬ ‫أجل إصالحها في الوقت نفسه‪ ،‬فالمؤلف يعتبر قارئا‬ ‫لمحيطه ومجتمعه‪ .‬من هذه الرؤيا نجد الكاتبة سعاد‬ ‫الناصر قد استطاعت أن تنقــل المجتمـع المغربي‬ ‫المحافظ إلى مجموعاتها هذه‪ ،‬عبر شخصيات متنوعة ‪.‬‬ ‫اعتمدت القاصة في سردها على حضور الشخصية‬ ‫األنثوية؛ بكل شموخها وعطائها الوافر؛ الذي ال ينفذ‬ ‫في كل مراحل العمرية( األم‪ ،‬األخت‪ ،‬الزوجة‪ ،‬البنت)‪،‬‬ ‫وكأني بالكاتبة ترسل رسالة للرجل لتخبره عن مدى‬ ‫أهمية دور المرأة في حياته‪ ،‬ومدى تفانيها في ذلك‬ ‫الدور‪ ..‬ومالزمة له‪ ..‬تظلله بكل ما تملك من الحب‬ ‫والحنان‪ ،‬كما في قصة ‪ :‬والدة ( تسمع بكاء ابنها‬ ‫الخافت‪ ،‬تسرع ليه‪ ،‬كانت موزعة بينه وبين ابنتها‬

‫‪8‬‬

‫المشرفة على{}‪ ،‬تحتضنه تهدهده‪ ،‬تهمس في‬ ‫اذنيه‪()...‬ص ‪ ،) 65‬وقصة ‪ :‬وصلة الخبز(طأطأت رأسها‬ ‫لمسح الدموع التي أغرقت وجنتها ‪...‬ال يمكن أن‬ ‫يكون البحر قد ابتلعه ‪ -‬أخوها ‪ -‬بهذه البساطة‪ ،‬إنه‬ ‫يفكر كثيرافي كل خطوة قبل أن يخطوها)(ص ‪،) 100‬‬ ‫وقصة ‪ :‬حينما تتكلم المرأة( وضعت اللمسات األخيرة‬ ‫ألناقتها‪ ،‬وتأبطت ذراع زوجها من اليمين‪ ،‬وذراع ابنها‬ ‫من اليسار‪ ،‬وخرجت بينهما راضية عن تحقيق جزء من‬ ‫هدف )( ص ‪ ،) 62‬فهي ال تشعر إال وتجد نفسها تهتم‬ ‫به منذ أن بدأت تعي‪ ،‬قصة ‪ :‬لقاء قريب(خرجت ذلك‬ ‫اليوم وراءه مسرعة ألذكره بطلب أمي‪ ......... ،‬هالني‬ ‫أن أرى سيارة تنطلق خلفه‪ ،‬انطلقت صيحتي «بااااا»)‬ ‫(ص ‪.)53‬‬ ‫تنسج الكاتبة عبر مجموعاتها «ظالل وارفة»‬ ‫خيطا رفيعا ال يخفى على القارئ اللبيب‪ ،‬تغزله بين‬ ‫األسطر‪ ،‬تخضبه بنسيم العطاء‪ ،‬ليتمثل حضورا نسائيا‬ ‫يقترب من المثالية‪ ،‬يجليه وعيها الفاعل‪ ،‬وشخصيتها‬ ‫المؤثرة‪ ،‬مهما اختلفت المواقف‪ ،‬وتنوعت األحداث‪،‬‬ ‫وحسب تعريف «جون لوك»‪ ،‬الشخص هو كائن عاقل‬ ‫مفكر‪ ،‬ويكون على وعي بأنه هو نفسه ذلك الكائن‬ ‫العاقل حيث ما كان وفي أي زمان كان‪ ،‬يعي بأنه هو‬ ‫نفس الشخص الذي قام بفعل معين‪ ،‬وذلك الفعل‬ ‫الصقا بهويته ووعيه مهما تغيرت الظروف وتعاقبت‬ ‫األزمان‪ ،‬والذي يحدد الهوية الشخصية‪ ..‬إذن هو‬ ‫الوعي‪ ،‬فبواسطته تنسب األفعال إلى الفاعل‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أرادت الكاتبة تقريبه للمتلقي في كون جل ما تفعله‬ ‫المرأة عن قصد أو عن غير قصد‪ ،‬تكون فيه شخصيتها‬ ‫حاضرة‪ ،‬بحنانها‪ ،‬بتدبيرها‪ ،‬بقوتها‪ ،‬بحكمتها‪..‬‬ ‫تستهل الكاتبة مجموعاتها‪ ،‬بشخصية أنثوية‬

‫تتحامل على نفسها رغم ضعفها وانشطارها في بالد‬ ‫الغربة‪ ،‬لتجد نفسها تصغي للرجل‪ -‬الذي كان حلمها‬ ‫ذات يوم‪ ،‬قبل أن يوليها ظهره – تتعالى على آالمها‪..‬‬ ‫وتخفف عنه شكواه( كنت أستمع إليه‪ ،‬أفهم إحساسه‬ ‫بالغربة ولو كانت بطعم أخر) ( رجوع ‪،‬ص ‪ ،) 15‬فهي‬ ‫تستوعبه وتغفر له‪ ،‬بمبرر أو بدونه‪ ..‬تجزل له االخالص‬ ‫في النصح‪..‬‬ ‫تتغلغل المؤلفة في تقصي مشاعر األنثى‪ ،‬فتمعن‬ ‫في تصويرها‪ ،‬تخلق الحدث بنوعية مصنفة‪ ،‬لتبرز‬ ‫خاصية نسائية‪ ،‬في شبكة عالقتها مع شريكها الرجل‪،‬‬ ‫إذ تحاول تصحيح مساره من جديد بعد إخفاقه في‬ ‫اختياره‪ ،‬برقة‪ ،‬وباستحضار نفحات إيمانية ( حدجته‬ ‫بنظرة راضية‪ ،‬وقالت‪:‬واهلل المستعان)(آن يارب‪.)21 ،‬‬ ‫إن بناء الشخصية في هذه المجموعة‪ ،‬عنصرا فنيا في‬ ‫تشكيل اإلطار العام لكل أقصوصة‪ ،‬ألنه عبره تبرر‬ ‫الكاتبة رسالتها‪ ،‬وهذا النوع ال يستهدف لذة القارئ‬ ‫فقط‪ ،‬وإنما يهدف الى تقديم قيمة إنسانيه‪ ،‬تعلي‬ ‫من شأن المرأة‪ ،‬وتبرز دورها في حياة من يحيطون‬ ‫بها‪ .‬كما تقدم للمتلقي شخصيات مختلفة في مدى‬ ‫استيعابها لمعنى الحياة‪ ..‬شخصيات نابضة بالفعل‪،‬‬ ‫نابعة من المجتمع الذي نعيش فيه‪ ،‬يرى المتلقي‬ ‫نفسه فيها‪ ،‬تعكس الوجود الحقيقي لإلنسان‪.‬‬ ‫الشخصية هي الجانب األكثـر إثــارة واألكثــر‬ ‫أهمية في البنية الفنية للقصة القصيرة‪ ،‬وخاصة‬

‫الشخصيات البشرية التي يمكن للكاتب أن يقدمها‬ ‫برؤية عميقة ووعي أكثر وأنضج ألنه يعرف الكثير عن‬ ‫هذه الشخصية‪،‬ويستطيع ان يكشف لنا الحياة الخفية‬ ‫من خاللها‪ ..‬أي يخبرنا أكثر مما نعرف؛ فالقاص عادة‬ ‫يكتب عما يعرفه‪ ،‬فمارسيل بروست كتب عن المجتمع‬ ‫الراقي‪ ،‬وتشيكوف كتب عن األطباء والمدرسين‪ ،‬ودي‬ ‫موباسان كتب عن نساء الليل‪ ،‬وهوجو كتب عن‬ ‫البؤساء‪ ،‬وكتب جوجول عن صغار الموظفين‪ .‬وبالتالي‬ ‫عبر هذه الشخصية يتم أيضا التعرف على المكان ( لم‬ ‫أغمض جفني طيلة الليل‪ ،‬سأذهب اليوم الى طنجة‬ ‫للقاء األحباب) ( قصة لعبة الحياة ص ‪ ،) 79‬ومع تطور‬ ‫الشخصيات في الزمان‪ ( .‬فطيلة األيام العشر التي‬ ‫امضتها مع صاحبتها في هذه القرية وهي تحاول‬ ‫إعادة ترتيب حياتها‪ ،‬استرجاع الصفاء الطفولي الذي‬ ‫تناثر بين رغبات متمردة ) ( قصة توبة ص ‪، ) 38‬يصبح‬ ‫الزمان وقفة مع الذات ‪.‬‬ ‫توظف الكاتبة في المجموعة كذلك‪ ،‬ثنائية الذات‬ ‫واآلخر‪ .‬ذات األنثى‪ ،‬واآلخر الرجل‪ ..‬ذات المرأة الحاضنة‬ ‫للرجل في جميع مراحل عمرهما ( فأتلقاه في صدري‪،‬‬ ‫وأعيش معه همومه ومشكالته وأغوص وراء أماله‬ ‫وأحالمه) ( حين تزهر اوراق السفر‪ ،‬ص‪ ،) 29‬وهو‬ ‫احتضان وحدب‪ ،‬قد ينسي المرأة ذاتها‪ ،‬إلى أن تفاجأ‬ ‫بأن األيام سرقت منها زهرة عمرها ( تداولتها مشاعر‬ ‫متناقضة‪ ،‬شعيرات بيضاء تسللت في غفلة منها‪،‬‬ ‫تكشف عن سنوات مضت) ( حينما تتكلم المرآة ص‬ ‫‪ ،) 59‬المرأة عند سعاد الناصرنهر ِّ‬ ‫متدفق من البذل‬ ‫والعطاء لألبناء‪ ،‬للزوج‪ ،‬لإلخوة بمعزل عن أي تساؤل‪.:‬‬ ‫لماذا أ؟ وكيف؟ ومتى؟‪..‬‬ ‫روحانيات األنثى في ظالل وارفة‪:‬‬ ‫يبدو أن مجموعة « ظالل وارفة» تظللها‬ ‫سحاب الروحانيات‪ ،‬وكل قارئ لقصص المجموعة‬ ‫سيلمح خصوصية األنثى فيها انطالقا من‬ ‫التحليل النفسي والرومانطيقــي الروحانــي‪،‬‬ ‫المرافق لها في جـــل قصص المجموعــة‪،‬‬ ‫شالالت من االحاسيس‪ ،‬من خالل قدرتها على‬ ‫صياغة عوالم اللغة الشفيفة‪ ،‬تظهر تفردها‬ ‫وخصوصيتها‪ ..‬ســواء عند تناولها موضوعة‬ ‫األمومة بحرفية يفتقدها الرجل‪ ،‬ولعل هذا ما‬ ‫ذهبت إليه ألين مور‪ ،‬وهي تنسب للمرأة ميال‬ ‫غريزيا فطريا من صور معينة‪ ،‬أو أشكال لغوية‬ ‫محددة‪« .‬فالمرأة في بعض األحيان تربط ما‬ ‫بين الدعاء واالبتهال‪ ،‬حسب الوضع االجتماعي‬ ‫الذي تمر به‪ ،‬وما تعرفه من أساليب حياتية خاصة‬ ‫بمجتمع النساء‪ ،‬فمن هنا فمسالة الخصوصية‬ ‫تبقى بالنسبة إلبداع المرأة شيء حتمي تثبته‬ ‫النصوص في حد ذاتها ‪،‬من خالل تبلور – المرأة‬ ‫كذات فاعلة لها اثرها النفسي واالجتماعي‬‫والشعوري‪ ،‬فنسجت لغتها الروحانية حسب وعي‬ ‫شخصياتها‪ ،‬فجعلت من اإليمانيات وقودا تلجأ‬ ‫إليها النساء لشحن عزائمهن باإلصرار والصمود‪،‬‬ ‫وفي هذا السياق نحصي العبارات الروحانية في‬ ‫المجموعة‪:‬‬ ‫اهلل( ‪ 10‬مرات)‪ ،‬الحمد هلل( ‪ 8‬مرات )‪ ،‬القرآن‬ ‫(‪ 7‬مرات)‪ ،‬إن اهلل معنا‪ ،‬آن يارب‪،‬قضاء اهلل‪ ،‬اهلل‬ ‫أكرم‪( ،‬مرتان)‪ ،‬ال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬اللهم ال‬ ‫أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ‪،‬اللهم‬ ‫لطفك‪ ،‬ما شاء اهلل‪ ،‬الرزق من اهلل‪ ،‬الحق سبحانه ‪،‬رحمها‬ ‫اهلل‪ ،‬قدرة اهلل‪ ،‬ألجأت وجهي هلل ‪،‬من روح اهلل‪ ،‬يخشى‬ ‫اهلل‪ ،‬الرحمان الرحيم‪ ،‬أحمدك يا إلهي‪ ،‬يرحمها اهلل‪ ،‬ال‬ ‫حول لي وال قوة‪ « ،‬ألم يان للذين آمنوا أن تخشعى‬ ‫قلوبهم «‪ ،‬يارب ‪،‬ربنا ‪،‬إرادة اهلل ‪،‬توكل على اهلل‪ ،‬يااهلل‬ ‫‪،‬واهلل المستعان‪ ،‬لذكر اهلل‪ ،‬سبحان ربي األعلى‪ ،‬إلهي‬ ‫سبحان اهلل‪ ،‬اللهم لك الحمد‪ ،‬يارب رضاك‪ ،‬أنت رحيم‬ ‫يارب ‪،‬اهلل تعالى‪ ،‬عزوجل‪،‬سبحان اهلل‪ ،‬القرآن الكريم‬ ‫(مرة واحدة)‪ ،‬باإلضافة الى مصطلحات للعبادة تتكرر (‬ ‫الصالة‪ ،‬آذان الفجر‪ ،‬ركعتي الفجر‪،‬مؤذن اآلذان‪ ،‬صالة‬ ‫المغرب‪ ،‬الصالة والدعاء‪ ،‬ادعو لي‪.) ،‬‬ ‫صاغت الكاتبــة تعابيــر متعـددة للروحانيـات‬ ‫والعبادة‪ ،‬لتضفي على شخصيات نصوصها‪ ،‬نفحة‬ ‫السكينة واإلطمئنان‪ ،‬المعبرة عن خصوصية المرأة‪-‬‬ ‫الدعاء ألقربائها ودويها بكثرة ـ‪ -‬وهي خاصية‬ ‫تتميز بها المرأة‪ ،‬وقد استطاعت الكاتبة بلورتها في‬ ‫مجموعة» ظالل وارفة»‪.‬‬ ‫لعل المجموعة القصصية قد أبانت عن العديد‬ ‫من المواقف التي تعيشها المرأة‪ ،‬والتي تستطيع هي‬ ‫وحدها الكشف والحديث عنها بتفصيل‪ :‬مثل حاالت‬ ‫الوالدة وما يصاحبها من أحداث‪،‬ال يدرك خفاياها‬ ‫وأسرارها الدفينة اال من عاشت التجربة‪ ..‬والغضب‬ ‫والصمود ‪ ..‬الحب والحنان‪ .‬فالقاصة توغلت في عمق‬ ‫الذات النسائية‪ ،‬وعبَّرت بلغتها عن همها وأحالمها‪،‬‬ ‫وهواجسها وطموحاتها‪ ،‬وخوفها ورغباتها‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫إفقار مضمون‬ ‫الثقافات من بين‬ ‫التحديات التي‬ ‫تواجهها الشعوب‬ ‫في ظل العولمة‬ ‫إن الخطر أوالتحدي الثاني الذي تواجهه‬ ‫دول العالم الثالث وخاصة الدول العربية في‬ ‫ظل النظام العالمي الجديد هو إفقار مضمون‬ ‫الثقافات الوطنية‪ ،‬وذلك بتحويلها إلى ثقافة‬ ‫هوية مقابل ثقافة اإلبداع و اإلنجاز‪ .‬إن الفرق‬ ‫بين الثقافة القومية الصغيرة والثقافة الحية‬ ‫الكبرى هو أن هذه األخيرة بعكس األولى ال‬ ‫تبرر وجودها بكونها تجسد هوية جماعية‬ ‫محلية أو تعبر عنها‪ ،‬ولكن تطرح نفسها على‬ ‫أنها الحاضنة لعملية إبداع فكري وعلمي أصيل‪،‬‬ ‫يتجاوز في آثاره وغاياته ومراميه مهام التعبير‬ ‫عن الوجود المميز لجماعة معينة‪ ،‬ليتحول إلى‬ ‫مصدر وشرط من الشروط للتقدم الحضاري‬ ‫والتاريخي للبشرية جمعاء‪.‬‬ ‫إن شرعية وجود الثقافات نفسها والتمسك‬ ‫بها ناجمان عما تظهره هذه الثقافات من‬ ‫قدرة على المشاركة في اإلبداعات العالمية‪.‬‬ ‫إن إبداعية هذه الثقافات هي التي تسمح لهذه‬ ‫الجماعات أن تبرر وجودها في التاريخ وموقعها‬ ‫وإدعاءاتها السياسية القيادية‪ .‬فبفضل هذه‬ ‫اإلبداعات تصبح الجماعة مفيدة للبشرية كلها‬ ‫ولتقدم التاريخ‪ ،‬وليس مجرد مستهلكة للحضارة‬ ‫أو عالة عليها‪ ،‬أو خادمة لمصالحها الخاصة‪.‬‬ ‫والواقع أن الثقافة التي ال تطابق تلقائيا‬ ‫مع الهوية كما تبدو للوهلة األولى‪ ،‬فهي ال‬ ‫تستطيع أن تخلق شروط تماهى الناس معها‪،‬‬ ‫أي إعادة إنتاجها الذاتي‪ ،‬وإنتاج الوعي االجتماعي‬ ‫كوعي موحد‪ ،‬وبالتالي وحدة الجماعة‪ ،‬إال بقدر‬ ‫ما تظهر قدرتها على إدخال الجماعة في‬ ‫دائرة اإلنتاج واالستهالك الحضاريين‪ .‬والذي‬ ‫يدفع الشعوب إلى التخلي عن ثقافتها ليس‬ ‫ضعف هذه الثقافات وضعف ثرائها أو عدم‬ ‫ارتباطها بالمجتمع وبالناس‪ ،‬بل بظهورها‬ ‫بمظهر الثقافات الغير مبدعة‪ ،‬والغير مشاركة‬ ‫في اإلبداعات الحضارية‪ .‬باختصار ليس المبرر‬ ‫األول لوجود الثقافات خلق الهوية‪ ،‬أو تأكيد‬ ‫الخصوصية‪ ،‬ولكن تأمين المشاركة في الدورة‬ ‫الحضارية العالمية ‪ ،‬وتأمين األدوات النظرية‬ ‫والعلمية التي تساعد على فهم هذه الحضارة‬ ‫والتعامل بها ومعها‪ ،‬النظرية منها واألخالقية‬ ‫والعلمية واألدبية‪ .‬وهذا ال ينفي أن الشعور‬ ‫بالهوية من منتجاتها الفرعية‪ ،‬ومن الطبيعي‬ ‫أن يؤدي تخفيض ثقافة كانت في وقت من‬ ‫األوقات وعاء الحضارة العالمية إلى مستوى إلى‬ ‫مستوى الثقافات اإلثنية (أي إلى مستوى إعادة‬ ‫اإلنتاج البسيط المتواتر للتمايز‪ ،‬ومستوى‬ ‫التعبير األول عن خصوصية عرقية أو جغرافية‬ ‫أو لغوية)‪ ،‬فمن الطبيعي أن يؤدي إلى خمود‬ ‫جذوة هذه الثقافة وخمولها‪ ،‬وبالتالي إضعاف‬ ‫شرعية وجودها التاريخية‪ .‬ومما يهدد القدرة‬ ‫الحضارية للثقافة العربية تفاقم االتجاهات إلى‬ ‫إعادة بنائها كثقافات متعددة عربية من منظور‬ ‫بناء الهوية القطرية‪ ،‬ذلك أن هذا التقسيم ال‬ ‫يقلص من طاقتها العلمية فحسب ولكنه يزيد‬ ‫من تأكيد وظيفتها كشارة وعالمة على الهوية‪،‬‬ ‫وليس كنبع لإلبداعات الحضارية‪ .‬وهو يحولها‬ ‫من استمرار لثقافة تاريخية حاملة لنزوع إلى‬ ‫السيادة واالستقالل والتنمية الذاتية إلى ثقافة‬ ‫تكرارية شكلية‪ .‬وهذا هو الذي يفسر أن تراجع‬ ‫الثقافة العربية عن مواقها القومية‪ ،‬وابتعادها‬ ‫عن مرجعيتها التاريخية يدفع بالثقافة القطرية‬ ‫النابعة منها والمتميزة عنها إلى تعميق تبعيتها‬ ‫للثقافات األجنبية السائدة وزيادة االعتماد عليها‬ ‫في تكوين رأسمالها الرمزي والعلمي في الوقت‬ ‫نفسه‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫الشاعرة وفاء العمراني ‪:‬‬ ‫«مي زيادة المغرب»‬

‫ليس هناك من بين األدباء والشعراء ودارسي الشعر المغربي والباحثين‬ ‫فيه ومن لهم إعجاب وتعلق به‪ ،‬ومن لهم حب قراءته واالطالع عليه من ال‬ ‫يعجب منهم بشعر الشاعرة أيقونة القصيدة المغربية العميقة المشاعر الفياضة‬ ‫اإلحساس وفاء العمراني‪ ،‬وال أظن أن هناك من الشعراء من لم يقرأ ويتتبع‬ ‫مراحل تطورها السريع والمطرد في ميدان الشعر المغربي حتى أصبحت قامة‬ ‫سامقة في سماه‪ ،‬وشاعرة كثيرة العطاء غزيرة اإلنتاج من خالل ما أصدرت من‬ ‫الدواوين العديدة التي وصل صداها إلى كل أقطار الوطن العربي‪.‬‬ ‫وفاء العمراني أستاذة بارزة في األدب العربي‪ ،‬ولدت بمدينة القصر الكبير‬ ‫سنة ‪ ،1960‬حصلت على اإلجازة في األدب العربي بالرباط سنة ‪ 1982‬تم‬ ‫استكمال الدروس سنة ‪ ،1984‬صدر لها عدد من الدواوين منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ديوان األنخاب سنة‪،1991 :‬‬ ‫‪ - 2‬ديوان أنين األعالي عن دار اآلداب ببيروت سنة ‪،1992‬‬ ‫‪ - 3‬ديوان فتنة األقاصي منشورات الرابطة الدار البيضاء سنة ‪1996‬م مع‬ ‫شريط صوتي‪ ،‬والطبعة الثانية من نفس السنة بدون شريط‪،‬‬ ‫‪ - 4‬ديوان هيأت لك عن إفريقيا الشرق سنة ‪.2002‬‬ ‫ولها دواوين أخرى صدرت على التوالي وهي تستحق الدراسة العميقة‬ ‫والبحث الرصين ألنها دواوين شاعرة عميقة الفكر والعطاء‪.‬‬ ‫نشرت الشاعرة وفاء في عدد من النشرات والمجالت منها جريدة االتحاد‬ ‫االشتراكي‪ ،‬جريدة أنوال‪ ،‬جريدة البيان‪ ،‬مجلة آفاق‪ ،‬مجلة الزمان المغربي‪ ،‬مجلة‬ ‫اآلداب اللندنية‪ ،‬جريدة القدس العربية لندن‪.‬‬ ‫وهي بإنتاجها الغزير‪ ،‬وشاعريتها العمالقة أصبحت شاعرة اسمها مذكور‬ ‫على كل لسان‪ ،‬وأصبحت معروفة على نطاق واسع في العالم العربي‪ ،‬وأصبحت‬ ‫متميزة عن عدد من الشواعر وذلك لحسن إبداعها المتفرد وعطائها الغزير‪،‬‬ ‫فأنت حينما تقرأ لهذه الشاعرة تجد أنها تنظم الشعر بوعي كامل‪ ،‬كما تجد‬ ‫أنها متفردة بملكتها الشاعرية المتمكنة في معانيها الداللية وفي مضامينها‬ ‫البالغية مع الصور اإليحائية والحس المرهف وشغفها بالقصيدة وإخالصها‬ ‫وانغماسها في التعامل مع الشعر بحس رقيق تساعدها على ذلك ثقافتها‬ ‫العالية واقتدارها لغة وبيانا‪ ،‬وغير ذلك مما يمكنها من تطويع القصيدة وإغنائها‬ ‫بالعواطف الجياشة التي تفصل في الحكم بأن وفاء شاعرة صادقة‪.‬‬ ‫(في الثاني عشرة سنة من عمرها تفتقت في داخلها شهوة الكتابة‪ ،‬شهوة‬ ‫المغامرة‪ ،‬شهوة الرفض‪ ،‬شهوة يعرفها فقط من خبر صداقة الماء واستسلم‬ ‫لحنو الحجر‪ ،‬لعلو النجم‪ ،‬لعزلة الشمس) «الملحق الثقافي لجريدة االتحاد‬ ‫االشتراكي الجمعة‪ ،2014/02/28 :‬العدد‪ »10.639 :‬وال شك أن كل من أخذ‬ ‫ديوانا من دواوين وفاء يصبح من الصعب عليه أن يتركه من يده إذا هو لم‬ ‫يكمل قراءته‪ ،‬ألنه يجد فيه قصائد تتملك المشاعر وتسحر الوجدان وتثري‬ ‫الفكر وتفرض ضرورة االعتراف بعمق وخصوبة فكر وفاء وجمال لغتها وحيويتها‬ ‫وشاعريتها‪ ،‬والبد أن يصبح كل من قرأ ديوانا من دواوين وفاء عاشقا للشعر‬ ‫ومأخوذا بجمال الكلمة ووقع العبارة‪ ،‬وأغلب ما يتملكك وأنت تقرأ لوفاء ذلك‬ ‫الجرس الموسيقي وتلك الصور األخاذة التي تغنيها الشاعرة خياال فاتنا فتغدو‬ ‫وكأنك مع موسيقى حالمة تسحر األلباب لكثرة تموج تلك العبارات التي هي‬ ‫نبرة من نبرات العاطفة المجروحة التي ال يكتمل فرحها «وفاء العمراني جرح‬ ‫يحاصره حزن ال يغادر وكأن قدرها أن تكون أذكى من أن تسعد كأنما السعادة‬ ‫لألغبياء فقط أو األقل ذكاء» (الملحق الثقافي لجريدة االتحاد االشتراكي الجمعة‬ ‫‪ 2014/02/28‬العدد‪.)10639 :‬‬ ‫قصائد وفاء العمراني تنبثق معانيها في دواخلك لتفصح عن الخبايا وعن‬ ‫مكنونات الصدر في مكاشفة خالصة يدركها من يتعمق في شعر وفاء العمراني‪،‬‬ ‫ويصاحب كل ذلك تلك اللغة المترعة بالمعاني والدالالت التي تعمل عمل السحر‬ ‫في وجدان القارئ‪.‬‬ ‫وفاء العمراني حينما تنظم الشعر تجده يأتي موسوما بالعبارات الحية‪،‬‬ ‫واألفكار العميقة فتحيط بما هو مكتمل من الشعر في أسمى معانيه وفي حلل‬ ‫من اإلبداع الراقي‪ ،‬هذا هو طابع الشاعرة وفاء العمراني‪ ،‬وهو طابع خاص بها‬ ‫في كل شيء‪ ،‬في شعرها‪ ،‬في حريتها في أنوثتها البالغة‪ ،‬في إلقائها للشعر‪،‬‬ ‫وهو إلقاء تغار منه الطيور وتحسده الموسيقى‪ ،‬وفي اختيار الكلمات المناسبة‬ ‫والمعاني الرقيقة‪ ،‬وفاء العمراني محتوى كامل لمجال الشعر‪ ،‬ولطف المعنى‬ ‫وسحر الكلمة ونضج العبارة‪ ،‬ونباهة التعبير‪ ،‬ودوام البسمة‪ ،‬التي تبهر بسمة‬ ‫الصباح في طلعة الربيع الممتلئ باألقاحي والياسمين والخزامى والورود‪.‬‬ ‫وفاء العمراني صفاء النفس‪ ،‬ولطافة الحس‪ ،‬ورقة العاطفة وإنسية الوجدان‪،‬‬ ‫وهي بثقافتها وحبها للشعر‪ ،‬تذكرني بأميرة األندلس‪ :‬والدة بنت المستكفي‬ ‫باهلل الشاعرة الكبيرة التي كم أغنت مجالس األدب والحديث والشعر‪ ،‬وكم‬ ‫أعجب المحبون بشعرها‪ ،‬وتذكرني بالشاعرة ليلى األخيلية التي لم يقدم عليها‬ ‫غير الخنساء‪ ،‬وكانت هاجت النابغة الجعدي فأفحمته‪ ،‬وقد ذكرتها مع وفاء‬ ‫العمراني لصدق عاطفتها‪ ،‬السيما في رثائها لعثمان بن عفان كقولها‪:‬‬ ‫أبعد عثمان ترجو الخير أمتــــه وكان آمن من يمشي على ســاق‬ ‫فال تكذب بوعد اهلل واتقــــــه وال توكل على شيء بإشفـــــاق‬ ‫وال تقولن لشيء سوف أفعلــه قد كتب اهلل ما كل امـــــرئ الق‬ ‫وتبقى وفاء العمراني هي األقوى وهي األكثر تأثيرا بشعرها وهي األعظم‬ ‫عمقا وحسا ومعنى‪ ،‬وتبقى األولى اعترافا بشاعريتها الفضفاضة‪ ،‬وكل جحود‬ ‫في حقها هو طعن في شاعرية عمالقة‪ ،‬وفاء عقل ناضج‪ ،‬وملكة أدبية رافلة في‬ ‫حلل اإلبداع‪ ،‬وشرف في النفس‪ ،‬إنها تملك من الصفات ما يرقى بها إلى الملكة‬ ‫األدبية العالية مع سمو المحتد وشرف الحسب والنسب‪ ،‬لم تنزع يوما إلى ريبة‪،‬‬ ‫ولم تنزلق إلى حسد‪ ،‬وهي بكل صراحة مي زيادة المغرب‪ ،‬وإذا كان فاتن أحالم‬ ‫مي زيادة هو جبران خليل جبران فوفاء العمراني فاتنة أحالمها ونبض أمالها‬ ‫ابنتها أروى‪ ،‬فمن نظرتها إليها وفرحتها بها وحبها الجارف نحوها تستوحي‬ ‫ما يجمل ويعظم من الشعر‪ ،‬وإذا كانت مي زيادة عرفت بأنها صاحبة مدرسة‬ ‫ومحافظة على التقاليد األدبية والفكرية ومؤيدة لحرية الفكر وإعالء شأن المرأة‬ ‫ورفيعة الشمائل‪ ،‬وتحب الشعر وتستمتع به‪ ،‬فهذه كلها صفات تشترك معها‬ ‫فيها وفاء العمراني‪ ،‬فوفاء العمراني عين تفور بالشعر‪ ،‬وكل ما تأتي به من شعر‬ ‫يدعو إلى اإلعجاب ويأخذ باأللباب ويأسر القارئ‪ ،‬فالشعر عند وفاء تجربة إنسانية‬ ‫وعاطفة مؤثرة‪.‬‬ ‫وقد يقول قائل إنه ال وجه للشبه بين وفاء العمراني ومي إلياس زيادة‪،‬‬ ‫ألن مي زيادة درست األلمانية واإلنجليزية والفرنسية‪ ،‬وترجمت رواية «هجرة‬ ‫الفرنسيين إلى أمريكا» بعنوان «الحب في العذاب» وتقررت هذه الرواية في‬ ‫المدارس الثانوية‪ ،‬وترجمت إلى ألمانية رواية «غرام ألماني» ونشرتها بعنوان‪:‬‬ ‫«ابتسامات ودموع»‪ ،‬فإنني أقول إن وجه الشبه بينهما أقوى وأعظم في الشعر‬ ‫ونوعية كتابته وهو الشعر الحر‪ ،‬أو الشعر المنثور الذي كان أول من كتب فيه‬ ‫أمين الريحاني ثم خليل مطران في الجزء األول من ديوانه الذي صدر سنة‬

‫‪ 1908‬ثم انتشر على يد جبران خليل جبران‪ ،‬وهذا اللون من الشعر يتجلى‬ ‫لدى مي زيادة في كتابها «ظلمات وأشعة» وكتاب «ابتسامات ودموع» فهذا‬ ‫الكتاب إذا قرأته وجدته شعرا منثورا واضحا‪ ،‬وال يمكن أن ينكر أحد تشابه وفاء‬ ‫العمراني ومي زيادة في تلك العاطفة المشبوبة المرهفة التي يطبعها األسمى‪،‬‬ ‫فمي زيادة تغرد في دنيا األلم واألشجان‪ ،‬ووفاء العمراني تغرد ويستفزها الجحود‬ ‫ممن حولها‪.‬‬ ‫وسواء قرأت لمي زيادة أو قرأت لوفاء العمراني فإنك تخرج بشعور مشابه‬ ‫لكل منهما‪ ،‬والبد وأنت تقرأ لهما معا أن تخرج بالمعنى الذي يقصده ابن‬ ‫الفارض وهو يتحدث عن السعادة بهذه األبيات‪:‬‬ ‫صفاء وال ماء ولطف وال هــــوى ونور وال نار وروح وال جســـــم‬ ‫على نفسه فليبك من ضاع عمـره وليس له فيه نصيب وال سهم‬ ‫وإذا كانت مي زيادة صاحبة مدرسة في األدب النسائي فإن وفاء العمراني‬ ‫وإن كانت ترفض معنى األدب النسائي فإنها رائدة الشعر النسائي في المغرب‪،‬‬ ‫أو مدرسة قائمة بنفسها في الشعر‪ ،‬وال ينكر أحد أن وفاء العمراني جمعت وحدها‬ ‫ما جمعته مي زيادة من نبوغ في الشعر بفكر ثاقب وعربية مثنية وعاطفة جامحة‬ ‫وأكثر ما يجمع بينهما أن مي زيادة لم تسئ لعدد كبير ممن أساؤوا لها‪ ،‬وهذه‬ ‫بالضبط وفاء العمراني التي ال تسيء ألحد وتقابل الجحود بالرضا وذلك لعفة‬ ‫أخالقها وكرم شمائلها‪.‬‬ ‫وهناك تفوق كبير لوفاء العمراني بالنسبة لمي زيادة‪ ،‬ألن الفضل في نبوغ‬ ‫مي زيادة يعود إلى العناية التي وجدتها من طرف العدد الهائل من الرجال‬ ‫الذين رعوها والتفوا حولها واهتموا بها‪ ،‬فقد كانت تكتب باللغة الفرنسية ولم‬ ‫تكن تكتب باللغة العربية‪ ،‬فنصحها الكثيرون بأن تكتب بالعربية وتطالع كتب‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬وكان والدها يصدر جريدة «المحروسة» فتكونت لديها ملكة اللغة‬ ‫العربية وأصبحت تقوم بترجمة األعمال األدبية‪ ،‬وزارها المرحوم األستاذ سليم‬ ‫سركيس وطلب منها إلقاء خطاب جبران خليل جبران في حفل تكريم الشاعر‬ ‫خليل مطران سنة ‪ 1913‬بمناسبة نيله وسام المجيدي‪ ،‬فكانت أول مرة تقف‬ ‫فيها مي زيادة لتلقي كلمة باللغة العربية في حفلة رسمية‪ ،‬ومن هنا انطلقت‬ ‫في جو من التأييد والتشجيع من أصحاب الفكر واألدب فأسست صالونها األدبي‪،‬‬ ‫الذي كان يعقد كل يوم ثالثاء تحت رئاسة المرحوم إسماعيل صبري باشا‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪1914‬م ثم تأسيس نادي أدبي يجمع بين الشرقيين والغربيين‬ ‫بدعوة من «البرنسس أولفادي لبيديف» وتمت دعوة مي زيادة لالشتراك فيه‬ ‫وكان المجتمعون فيه من الوزراء السابقين ووزراء الدول األجنبية وقريناتهم‬ ‫والعلماء واألدباء‪ ،‬وفي هذا االجتماع طلب أحمد لطفي السيد من اآلنسة مي‬ ‫زيادة أن تهتم بتالوة القرآن الكريم لكي تقتبس من فصاحة أسلوبه وبالغته‪،‬‬ ‫فقالت له ليس عندي نسخة من القرآن الكريم‪ ،‬فقال لها أنا أهدي إليك نسخة‬ ‫منه وبعثها لها مع كتب أخرى والتحقت بالجامعة المصرية القديمة‪ ،‬وحينما‬ ‫توفيت باحثة البادية «ملك حفني ناصف» أبنتها مي زيادة بمقال في جريدة‬ ‫«المحروسة» فنقله الدكتور يعقوب صروف إلى المقتطف وطلب منها أن تكتب‬ ‫للمقتطف‪ ،‬واعترفت األديبة مي زيادة أن أهم ما أثر فيها وفي مجرى حياتها‬ ‫ككاتبة ثالثة أشياء‪ :‬النظر إلى جمال الطبيعة‪ ،‬والقرآن الكريم بفصاحته وبالغته‬ ‫الرائعة‪ ،‬والحركة الوطنية التي قالت لوالها ما بلغت هذه السرعة في التطور‬ ‫الفكري‪ ،‬وهذه الشك األشياء التي أثرت في مجرى حياة الشاعرة األدبية وفاء‬ ‫العمراني‪ ،‬فالطبيعة مما يسبي ويملك إحساسها‪ ،‬والقرآن الكريم تربت عليه‬ ‫وحفظته وأثرت فيها بالغته وبيانه‪ ،‬وقد قالت الشاعرة وفاء‪« :‬أتيت من بيت‬ ‫مغربي عربي فقهي‪ ،‬فالسيد الوالد خريج جامعة القرويين وأحد األعالم‬ ‫المتبحرين في علوم الدين وعلم المواريث الفقهية في منطقتي‪ ،‬كل ما فيه‬ ‫يوحي باختيار واضح مسالم مؤالف أي بانقياد تقليدي تام «الملحق الثقافي‬ ‫لجريدة االتحاد االشتراكي بتاريخ‪ 2014/02/28 :‬العدد‪ »10639 :‬أما الوطنية‬ ‫فقد اندمجت فيها كلية‪ ،‬تقول وفاء العراني‪« :‬في العمل كما في الحياة الخاصة‬ ‫الوفاء للمبدأ‪ ،‬غنيت للحرية بمسؤولية ولو بأفدح األثمان الخسران والتخلص‪،‬‬ ‫العزوف بكل أشكاله ومن الجهة المقابلة اإلقصاء والتهميش عقابا» (المرجع‬ ‫السابق) وعن الحركة الوطنية تقول وفاء العمراني‪ :‬لوالها ما بلغت هذه السرعة‬ ‫في التطور الفكري‪ ،‬وهذه هي األشياء التي أثرت في مجرى حياة وفاء العمراني‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمقارنة بين وفاء العمراني ومي زيادة‪ ،‬فإن لوفاء العمراني امتيازا‬ ‫واضحا‪ ،‬ذلك أن مي زيادة وجدت حولها عددا من األدباء الكبار والكتاب والشعراء‬ ‫المشهورين الذين كان لهم الفضل في صقلها وتوجيهها‪ ،‬أما الشاعرة وفاء‬ ‫العمراني فالفضل كل الفضل يرجع لشخصها وطموحها وذكائها وشخصيتها‬ ‫فال أحد له الفضل عليها ألنها بثقافتها والقراءات المتنوعة التي كانت تداوم‬ ‫عليها واختيارها للكتب والمراجع ومشاركتها الموفقة في المؤتمرات والندوات‬ ‫والقراءات الشعرية وصلت إلى القمة التي هي عليها اليوم تنتج وتساهم وتعطي‬ ‫عطائها العزيز‪ ،‬وال ننسى أنها نظمت الشعر موفقة وهي شابة يانعة كالوردة‬ ‫العطرة‪ ،‬فأعطت قصائد أحيت مشاعرنا وحركت مواجعنا‪ ،‬وكل ناقد للشعر تبين‬ ‫أن وفاء سائرة في تطور سريع وأنها شاعرة مطبوعة‪ ،‬وأذكر أنها في الثمانينات‬ ‫نشرت في مجلة الزمان المغربي دفاتر ثقافية قصيدة بعنوان‪« :‬بيروت والجرح‬ ‫يتطاول حتى اليتم» وكانت هذه القصيدة قد القت عناية انتباه عدد من النقاد‬ ‫والكتاب والشعراء‪ ،‬وتأكد الجميع أن شاعرة مليئة بالعبقرية وروح الشعر الدافئ‬ ‫قد ولدت‪ ،‬شاعرة لها نفس شاعري ونغمة جديدة كلنا في شوق عظيم لها‪،‬‬ ‫شاعرة تحمل الهم العربي وتغني الجرح واأللم في صدق عاطفة وصراحة تعبير‪،‬‬ ‫شاعرة تعانق من ضفة لكوس الهم العربي وتنظر أن تنقشع تلك الغيوم‬ ‫المتلبدة تحت خيوط المؤامرة واالنشغال بما هو تافه وترك ما هو أهم وأعظم‪،‬‬ ‫شاعرة تريد أن ترى شمس الوعي ساطعة وأن ترى اإلرادة العربية أقوى وأعظم‪،‬‬ ‫وقد كانت تعابير الشاعرة وفاء في هذه القصيدة أعمق معنى وأشمل تعبيرا‬ ‫حيث قالت‪:‬‬ ‫هل تعقم الشمس نسل قراراتها؟‬ ‫دمشق تراهن‪ /‬بغداد توغل المسافات‪ /‬والرباط حبلى‬ ‫آه بيروت – الرغبة‪.‬‬ ‫والرصاصة تطغى‪.‬‬ ‫يجتاحك – من – نزيف الممرات العرقية‪.‬‬ ‫تدخلين في تقادير الفتنة األولى‪.‬‬ ‫تبدئين‪.‬‬ ‫يضيق عنك المدى الحابل بالشهوة‪.‬‬ ‫هو ذا النبض يلغي أول الحكاية‪.‬‬ ‫هي ذي الرعشة تستعير سلطة الحجر‪.‬‬ ‫(والجرح يتطاول حتى اليتم)‪.‬‬ ‫فالقصيدة طويلة وإذ تتبعتها وجدت أنها نبوءة بما يقع اليوم في دمشق‬ ‫وفي بيروت‪ ،‬وفي الوطن العربي كله‪ ،‬فقد نظمت في أوائل الثمانينات ولكنها‬

‫لسان حال اليوم وتعبير عن هذا الزمن المضطرب الذي استيقظت فيه الفتنة‬ ‫وسكر فيه الرصاص وعربدت فيه الصهيونية وتمايلت االمبرالية في عنجهية‬ ‫حمقاء‪ ،‬مع تزايد طغيان االستكبار وتراجع الوعي العربي‪ ،‬لقد فلسفت الشاعرة‬ ‫العبارات الشعرية وطعمتها بالحس العبقري‪ ،‬فكانت القصيدة عندها شعلة وقادة‬ ‫في سماء الشعر العربي المهووس باأللم‪.‬‬ ‫وفي مجلة (آفاق) العدد‪ 57:‬سنة ‪ 1995‬ص‪ 57:‬نقرأ لها قصيدة بعنوان‪:‬‬ ‫«بيروت‪ ،‬لو تستعصمين!»‪.‬‬ ‫وهي قصيدة عميقة المعنى‪ ،‬جليلة التعبير دالة على سموق الشاعرية‬ ‫وطول النفس وامتالك آليات الشعر‪ ،‬وفلسفة العبارة وثراء اللغة الشاعرية والغنى‬ ‫البعيد في المعنى وتدفق الحس العاطفي‪ ،‬تقول في هذه القصيدة‪:‬‬ ‫أ أنا أنا؟‬ ‫أم رعشة افتتان ال يغيب‬ ‫أم خطوي أوراق الذهول؟!‬ ‫يا شبق الغيم يشربني‬ ‫يا شهوة الجالد في دمائي‬ ‫يا دوخة النشوة‬ ‫جذوة الموت‬ ‫عنف الرحيل خفي االحتمال‬ ‫يا اندحار العشق على الخواطر‬ ‫يا سيقان التيه‪ /‬فوضى التجسدن‬ ‫يا ال‪ ..‬جمال أتخمه الجمال‪..‬‬ ‫بسطت لك اسمي‪/‬‬ ‫انقباضي انبالجي ارتضاضي جموحي‬ ‫خضخضة المسام صعود الدماء صهيل الروح‬ ‫دهشة التعرف فتك األضداد عتاقة البذرة‬ ‫زهو الماء معارف الثأر موج االنخطاف‬ ‫نفي الحاالت وهج االكتشاف ذهول الولوج‬ ‫لظى االنصهار‪ -‬سعير القول حمى العبارة‬ ‫تهيأت‪ /‬اندلعي‬ ‫صعديني‬ ‫سلي امتزاجي‬ ‫خذيني أبجدية شهاء‬ ‫استفرغي كثرتي‬ ‫استوثقيني‬ ‫استزرعي شراري قرنفال‬ ‫ثلجا‬ ‫هواء‬ ‫فالشاعرة وفاء العمراني شقت طريقها بالمثابرة على القراءة ثم الدراسة‬ ‫والتحصيل‪ ،‬وعانت كثيرا حتى وصلت إلى ما هي عليه متحدية كل الحواجز‬ ‫والموانع فإذا بها شاعرة معروفة تحتل الموقع المتميز بالنسبة لعدد كبير من‬ ‫شاعراتنا‪ ،‬أعانها على ذلك ثقافتها العالية‪ ،‬ومشاركتها المتعددة في الملتقيات‬ ‫الثقافية وحواراتها الغزيرة‪ ،‬ال على مستوى المغرب فحسب‪ ،‬وإنما على مستوى‬ ‫الوطن العربي‪ ،‬وهي ملتقيات أبهرت من خاللها األسماع وشدت إليها العقول‬ ‫واألفكار بقصائدها الحية المؤثرة‪ ،‬وفاء العمراني شاعرة غزيرة العطاء وذلك‬ ‫ناتج لكونها تقرأ كثيرا وتناقش‪ ،‬وهذه القراءة بلورت تكوينها الفكري وأعطت‬ ‫مؤشرات فاعلة في تطورها‪ ،‬وهي في الحقيقة مخلصة للشعر‪ ،‬تحن من خالله‬ ‫لخواطرها أكثر ما تحن لعقلها‪ ،‬وال تريد إال أن تكون شاعرة وليست مؤرخة أو‬ ‫باحثة‪ ،‬وهي تحب أن تسمع وفاء الشاعرة وال تحب أن تسمع وفاء الباحثة ألنها‬ ‫طبعت بشاعريتها الفيحاء المؤثرة في العقول واألفكار‪ ،‬وقد شبهت وفاء العمراني‬ ‫بالشاعرة والدة‪ ،‬وليلى األخيلية ومي زيادة‪ ،‬وال يمكن أن أقف عند هذا الحد نظرا‬ ‫لمواهب وفاء الكثيرة والعديدة‪ ،‬ولذلك أسمح لنفسي فأشبهها بشهرزاد بطلة‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ووجه الشبه هو الثقافة والحكمة وقوة العقل وعظمة الشخصية‪،‬‬ ‫ومقابلة الجحود والشر بالخير‪ ،‬فنحن قرأنا وعرفنا أن ما نفع شهرزاد هو ما كانت‬ ‫عليه من ثقافة وكثرة القراءة لعدد من الكتب لدرجة أنها جمعت ألف كتاب من‬ ‫كتب التاريخ المتعلقة باألمم السالفة والملوك والشعراء فما يجمع بين وفاء‬ ‫العمراني وشهرزاد الجمال أوال ثم علو الثقافة وقوة الحكمة وبعد النظر وحسن‬ ‫التصرف في االختيار‪ ،‬فقد سيطرت شهرزاد على عقل شهريار وجعلته يعدل عن‬ ‫قتل النساء والبنات‪ ،‬ويعتذر عن ذلك‪ ،‬والشاعرة وفاء العمراني تكاد تذكرني‬ ‫بحكاية علي بن بكار مع شمس النهار‪ ،‬إذ إنها حين تتعرف وتلتقي مع من هو‬ ‫في مستواها عميق الفكر صادق اإلحساس موهوب الشاعرية تتواصل معه‬ ‫لتستفيد وتفيد وتمارس حقها في اإلشعاع الثقافي واإلشراق الشعري‪ ،‬وكثيرة‬ ‫هي الصفات التي تجعلني أربط بينهما‪ ،‬فشهرزاد أرغمت الملك السفاح الذي‬ ‫كان يقتل النساء والبنات على العدول واالعتذار لحكاياتها البالغة‪ ،‬حتى قال لها‪:‬‬ ‫واهلل يا شهرزاد لقد زدتني بحكاياتك مواعظ وندمتني على ما فرط مني في قتل‬ ‫النساء والبنات‪ ،‬ووفاء العمراني أرغمت كبار الشعراء على عبقريتها الفريدة في‬ ‫عالم الشعر والكثير من هؤالء اعترف بشاعريتها المتفردة‪.‬‬ ‫إننا نعلم أن المرأة أقسام‪ ،‬المرأة االعتيادية التي ال تتعدى أن تكون‬ ‫ديكورا في البيت‪ ،‬والمرأة الغانية التي ترغب في الرجل وتجعله يخضع لحبائلها‬ ‫ثم تجعله ينفذ مطالبها‪ ،‬والمرأة ذات الهمة العالية وهي التي ال تعتمد على‬ ‫أنوثتها بقدر ما تعتمد على ما تملكه من معرفة علم وثقافة‪ ،‬ثم المرأة الخطيرة‬ ‫وهي المرأة المعاندة أو كما قيل المحاربة وهي التي تجتمع فيها صفات األنوثة‬ ‫والرجولة أيضا والتفوق الفكري واكتمال الشخصية والصرامة في التعامل مع‬ ‫عدم التنازل عن الرأي‪ ،‬وهذا طبع وفاء العمراني‪ ،‬فإنها تتميز بكل ما يجعلك‬ ‫تعترف لها بقوة الشخصية والبراعة في التشبث بالرأي مع اكتمال الجمال‬ ‫وامتالك ناصية الشعر‪ ،‬فوفاء العمراني أسطورة‪ ،‬وأقول أسطورة ألن األسطورة‬ ‫أساسها المنطق العاطفي الذي أساسه المشاعر‪ ،‬وعاطفة الشاعرة وفاء قوية أكثر‬ ‫مما تجعلها أحيانا ال ترتفع إلى تحكيم العقل في التمييز بين الصديق والعدو‪،‬‬ ‫ألن ذلك يحتاج إلى الفلسفة التي أساسها المنطق العقلي القائم على الحجة‬ ‫والبينة والتحكيم‪ ،‬ولذلك تجد وفاء العمراني ال تقابل من يسيء لها بنفس‬ ‫اإلساءة ألنها تتعامل بالجانب العاطفي وال يهمها حقيقة من يسيء لها ألن‬ ‫الحقيقة كما أكد «بارميندس» (‪ 515‬قبل الميالد) مرتبطة بالتفكير دون الحس‪،‬‬ ‫وحقيقة كل شيء إنما تتم عن طريق التفكير العقلي‪ ،‬ووفاء العمراني عاطفتها‬ ‫أقوى‪ ،‬والعاطفة الصادقة دائما نبل وتسامح ومساحة وعلو للهمة‪ ،‬هذه هي وفاء‬ ‫العمراني‪.‬‬

‫ذ‪ .‬مصطفى الشريف الطريبق‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫قافلة العلوم ‪ 2018‬في أسبوعها‬ ‫الثامنة عشر تحط الرحال بجماعة‬ ‫سيدي رضوان عبر فعاليات «المختبر‬ ‫العلمي المتنقل بين مؤسسات التعليم‬ ‫اإلبتدائي» بمدرسة سيدي رضوان‬

‫رحلة ربيعية فيحاء‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬من جنس آداب الرحالت‪ .‬وقد دُعينا‬ ‫إلى رحلة ربيعية صوْبَ منتجع «البَيِّنْ»‪.‬‬ ‫بدأتْ في الصباح الباكر نحو منطقة الحوْز‪،‬‬ ‫على بعد حوالي خمسة عشر كيلومتر من‬ ‫مدينة المضيق‪ ،‬على طريق سدِّ أسمير‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حط وفد من علماء وأدباء ومشايخ الخليج‬ ‫العربي‪ ،‬الرحال في القرْية‪ ،‬في «ضيافة»‬ ‫ُ‬ ‫ينتعل نعا ًال‬ ‫شيخ مُسنٍّ ذي بنية قوية‪،‬‬ ‫مهترئة‪ ،‬وجلباباً أبيض نظيفاً‪ .‬قسمات‬ ‫محياه تعلوها بسمة الرضى لمقدم الزوَّار‪.‬‬ ‫أسرارُ وجهه يتجلى فيها تاريخ القرية‪.‬‬ ‫تجثو القرية في حجــر جبــال شامخــة‪،‬‬ ‫تنبجس منها مياه جوفية وساقيات جاريات‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫تحفها على شكل شبه جزيرة‪ ،‬سُقيا‬ ‫ألديمها‪ ،‬إذ تتفجر من أفواه األنابيب‬ ‫«الفوَّرات»‪ ،‬ليضمها خزَّان يتراقص على‬ ‫سطح مياهه حشرات اليعسوب‪ .‬سعدْنا‬ ‫بتناوُل ِّ‬ ‫لكل واحد منا فنجان قهوة خليجية‬ ‫وتمور «رُشوديَة»‪ ،‬نسبة إلى األسر التي‬ ‫تعنى بهذا النوع من الرُطب‪ .‬تفضل علينا‬ ‫بها فقيهان خليجيان‪ ،‬بأيادي كريمة‪ .‬ثمَّ‬ ‫دُعينا إلى وجبة الفطور على أصوله البدوية‬ ‫من الشهد الزعتري والعسل بمذاق مُرٍّ‬ ‫خفيف‪ ،‬يسبحُ في أطباقهما رغيف طازج‪،‬‬ ‫وتنافسهما أطباق من زيت الزيتون والجبن‬ ‫البلدي مع الزبادي‪ .‬تنغمسُ فيهم لقيْمات‬ ‫خبز قمح بلدي من طهي ُفرْنٍ بدوي‪.‬‬ ‫تبللهم كؤوس شاي منعنع‪ ،‬ينبعث منها‬ ‫بخارُ عطر تُشفى منه أنوفٌ زُكاميَةٌ‪ .‬وقد‬ ‫طغى الحوار العلمي بأشكاله المتعدِّدة‬ ‫أثناء الفطور التي توحي بمواضيع الساعة‬ ‫من قلب العالم العربي النابض‪ ،‬الذي‬ ‫قدٍّمَ للضيوف بإيثار حاتمي‪ .‬غزارة المياه‬ ‫اهتزَّتْ لها القرية ورَبتْ وأنبثتْ من كل‬ ‫زوج بهيج لمختلف النباتات‪ ،‬ألبستها ثوْباً‬ ‫سندُسياً زادها رَوْنقاً وبها ًء‪ .‬لتحكي لنا‬ ‫المياه في جرياتها كم تعدَّدَت األشجار‪،‬‬ ‫من شجر «االرانج» التي تتساقط أزهاره‬ ‫على األرض إلى أشجار القصطال والجوْز‬ ‫والذرَى الحمراء والموْز واإلجاص والرُمّان‬ ‫والخوخ والبرقوق األبيض واألحمر ثم‬ ‫شجر العرعار والسِّبري‪ ،‬ومما يزيد القرية‬ ‫بها ًء وجماال‪ ،‬دجاج تتبعها «كتاكيت»‬ ‫وهي تبحث في حشائش األرض وتلتقط‬ ‫رزقها بين األعشاب‪ .‬ما أجمل فصل الربيع‬ ‫والطيور تغرِّدُ فوق الشجر وحفيف أوراقها‬ ‫يطربان األذن‪ ،‬في بساتين مزهرة ‪.‬‬ ‫األطفـــال في رحلــــة من العطلـــة‬ ‫المدرسية يتسابقون على مُداعبة مجرى‬ ‫المياه‪ ،‬يمرَحون وفوق رؤوسهم عصافير‬ ‫تغرِّدُ مع خرير السواقي الرقراقة الجارية‬ ‫لنسج عزف الكورال من إبداع موسيقي‬ ‫لسينفونية رائعة من لحن الطبيعة‬ ‫الخالبة‪ .‬الفرحة الغامرة لتالميذ في عمر‬ ‫الزهور اليافعة‪ .‬أحرارٌ يمارسون لعباً بريئاً‬ ‫ويقفزون بلطف ورفق لزرع الحبِّ في‬ ‫تربيتهم لينشؤوا أسوياء‪ .‬وهم في حاجة‬ ‫إلى الترفيه والبهجة لكي ينشد البلبل‬ ‫في البساتين‪ .‬بعد النزهة الغابوية ذات‬ ‫الروائح الزكية العطرة‪ ،‬نودِيَ وأُ ِّذ َن لصالة‬ ‫ٌ‬ ‫جليل إلمامة‬ ‫الظهر‪ ،‬وقد تقدَّمَ عالمٌ‬ ‫الجماعة‪ .‬حلت األرزاق على مائدة األطعمة‬ ‫بما لذ وطاب‪ .‬وهي تفدُ اتِّباعاً من أيادي‬ ‫كريمة‪ .‬وللحفاظ على هوية مطعمنا كانت‬

‫‪10‬‬

‫أكلة «البيْصرة» تدشن وجبة الغذاء‪،‬‬ ‫فأقبلت األنامل تمرغ اللقمة فيها بنهم‪،‬‬ ‫لوال ذلك الكريم الذي أشار علينا بتوالي‬ ‫األطباق الواحدة تلوَ األخرى‪ .‬فدرَجَ ٌّ‬ ‫كل‬ ‫منا لتنــــاول أكلة غنية من السمـــك‬ ‫«المحارْ ْقصــــة» و«البغَّار» يدغدِ ُغهما‬ ‫القمرون‪ .‬لم نتوقف عن اللذائذ إال عند‬ ‫«طاجين» من اللحم المفـروم «الكفتة»‪،‬‬ ‫تسلل بين كوراته بيض لينافس طعمها‬ ‫الشهي‪ .‬مجالسٌ على المائـدة مريحــة‬ ‫مُتيحات من فضاء لتبادل األفكار‪ ،‬مع علماء‬ ‫وهم جُالس العلم ينعم بهم جليسهم‪.‬‬ ‫ من بينهم األستاذ ذي الحسنييْن‪ ،‬إذ‬‫هو الذي استضاف نخبة من أهل العلم‬ ‫واألدب‪ ،‬جمعتْ كل المحاسن من خِيَرة‬ ‫الناس‪ ،‬اختار لهم جمال الطبيعة‪ ،‬وإقامة‬ ‫مناسبة‪ ،‬وكفى باهلل شهيداً‪ - .‬للشيخ‬ ‫عالِم النباتات ارتسامات عند قوله ‪ :‬فقد‬ ‫اختيرتْ الرحلة في شهر ربيعي مناسب‬ ‫لننعم بأماكن خصبة حيث المياه الجارية‪.‬‬ ‫واألشجار المورقة واألزهار العطرة‪ ،‬في‬ ‫منزل تتجلى فيه البساطة‪ .‬تعيد اإلنسان‬ ‫إلى تاريخ أجداده‪ ،‬وهي نوع من الترفيه‬ ‫تُزيل عنه األحزان‪ ،‬ويستمدُّ منه قوته‪،‬‬ ‫وبها تعالج األمراض‪ .‬هي رحلة اختارها‬ ‫األستاذ‪ ،‬فهو خيار من خيار‪ ،‬فقد اختار‬ ‫الزمان والمكان واختار األصدقاء ‪.‬‬ ‫ للدكتور رئيس المجلس العلمي‬‫المحلي كلمته الطيبة قائال ‪ :‬هذه الرحلة‬ ‫جمعتْ الخير من أطرافه‪ ،‬فهي رحلة‬ ‫للترفيه مع رفقة لنخبة من أهل تطاوين‪،‬‬ ‫ومع عالميْن من علماء الخليج‪ .‬فاإلنسان‬ ‫أصبح اليوم أكثر مما مضى‪ ،‬احتياجه إلى‬ ‫العودة إلى الفطرة‪ ،‬وال توجد هذه إال بين‬ ‫أحضان الطبيعة التي وهبها اهلل الوهَّاب‪.‬‬ ‫وقد أضحى اإلنسان يفتقد إلى الهدوء‬ ‫والسكينة واالطمئنان‪ ،‬بسبب ما تلوَّثت به‬ ‫المدُن‪ ،‬بالتلوث الطبيعي والصوتي حيث‬ ‫الضجيج وكل ما يقلق ويؤثر ويضغط على‬ ‫األعصاب‪ .‬فلن يجدَ الهدوء إال في البادية‬

‫الجميلة من أشجار وأنهار وأزهار ليُجدِّدَ‬ ‫الفطرة ويُنعش الفؤاد‪ ،‬في الهواء النقي‬ ‫حتى يستطيع ْ‬ ‫أن يُواصل مسيره في هذه‬ ‫الحياة وإال هلك اإلنسان همّاً وغماً وحزناً ‪..‬‬ ‫ للشيخ الكريم من الخليج العربي‪،‬‬‫مسك الختام عند قوله ‪ :‬ما يسرُّ الخاطر‬ ‫ويثلــجُ الصدر اجتمـاع اإلنسان بأخيـــه‬ ‫وخالنه‪ .‬وقـــد اجتمعنــا في هذه النزهــة‬ ‫بأدباء وعلماء أفاضل ارتبطنــا بهم من‬ ‫سنوات واستفدنــا من علمهـم وغرَفنــا‬ ‫من جميل خلقهم خالل إقامتنا بتطوان‪،‬‬ ‫وأحببنا ْ‬ ‫أن نجدِّدَ العهد بالخروج معهم‬ ‫في هذه النزهة الجميلة التي رأينا فيها‬ ‫جمال الطبيعة وأصالة العمران‪ ،‬وال جعلها‬ ‫اهلل آخر العهد بهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬كان موعد عودتنا مع سائق الحافلة‬ ‫التي أقلتنا صباحاً‪ ،‬على الساعة الرابعة‬ ‫مسا ًء‪ ،‬ولم يأت إال بعد مماطلة منه بنصف‬ ‫ساعة‪ ،‬للرجوع إياباً إلى المضيق‪ ،‬إحدى‬ ‫العواصم الصيفية للمملكة‪ .‬مررنا على‬ ‫ضفاف ســدِّ أسميــر‪ ،‬وقد طفتْ منسوب‬ ‫مياهه على الطريق الثانوية‪ ،‬وهي تتألأل‬ ‫النعكاس شعاع الشمس عليها‪ .‬ونحن‬ ‫في طريق عودتنا بين األشجار والبساتين‬ ‫الغناء من الياسمين والنرجس والسوْسن‪،‬‬ ‫تؤثتها زرابي القمح على رأي العين‪ .‬رحلة‬ ‫لها طعم علمي تركتْ لنا في النفس عطر‬ ‫األزهار وذكر المقام ‪..‬‬ ‫ و لصفـي الديـن الحلي نظـم في‬‫فصل الربيع ‪:‬‬

‫يوم األربعاء ‪ 18‬أبريل ‪ ،2018‬استضاف‬ ‫تلميذات وتالميذ مدرسة سيدي رضوان والبالغ‬ ‫عددهم ‪ 780‬تلميذة وتلميذ‪ ،‬قافلة العلوم في‬ ‫نسختها الثانية وذلك من خالل فعاليات «المختبر‬ ‫المتنقل بين مؤسسات التعليم االبتدائي»‪.‬‬ ‫قافلـة العلوم التي سبــق وأن أطلقتهــا‬ ‫المديرية اإلقليميـة لوزارة التربيــة الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليــم العالــي والبحث‬ ‫العلمي بوزان مند منتصف شهر دجنبر ‪2017‬‬ ‫والمستمرة إلى غاية منتصف شهر ماي ‪2018‬‬ ‫تحت شعار‪»Tous la main à la pâte« ‬‬ ‫تهدف إلى تحسيس التالميذ بأهمية العلوم‬ ‫والمساهمة في تنشيــط الحيـــاة المدرسية‬ ‫بالمؤسساتالتعليمية‪.‬‬ ‫برنامج قافلــة العلوم بمدرســة سيدي‬ ‫رضوان بالجماعة الترابية سيـــدي رضـــوان‬ ‫بإقليــم وزان تضمــن مجوعة من الورشات‬ ‫والعروض والمعارض نذكر منها مايلي‪ :‬معارض‬ ‫للمعدات المخبرية لمادتي علوم الفيزياء وعلوم‬ ‫الحياة واألرض‪ ،‬وعلوم الرياضيات وورشتين‬ ‫تناولت المبادئ األولية للبرمجيات ( سكراتش‬ ‫ومينكرافت) وورشة خصصت للحقيبة التعليمية‪،‬‬ ‫وثالث ورشات خصصت لعلم الفلك وتحديدا‬ ‫«المنظومةالشمسية»وورشتينللعبةالشطرنج‬ ‫وعرض لفيلم بعنوان ‪ le petit scientifique :‬‬ ‫وعرض لفيلم ثاني بعنوان‪sur le chemin :‬‬ ‫‪ . de l’école‬وقد استفادت من فعاليات هذا‬ ‫المختبر المتنقل بين المؤسسات التعليمية ما‬

‫ون �أُ َولئ َ‬ ‫ِك عَ َل ْيهِ ْم‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫ل َو�إِ َّنا ِ�إ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫} َو َب رِّ ِ‬ ‫َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُ َولئ َِك ُه ُم مْ ُال ْه َتدُ َون {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عائشة الزويتني‬ ‫صهرة زميلنا محمد وطاش‬

‫ولقد ووري جثمانها الطاهر الثرى ـ تنفيذا لوصيتها ـ بالمقبرة اإلسالمية بألمانيا يوم الجمعة ‪ 20‬أبريل‬ ‫‪ ،2018‬وبهذا المصاب الجلل تتقدم أسرة جريدة طنجة بأحر التعازي إلى أبناء المرحومة‪ :‬خليل‪ ،‬عبدالواحد‪،‬‬ ‫عبداللطيف‪ ،‬عبدالغني‪ ،‬نعيم‪ ،‬وإلى ابنتيها ‪ :‬ثريا وسعاد وإلى أخيها محمد وأختها السعدية وإلى سائر أفراد‬ ‫عائلتي الزويتني واليوسافي‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها الصبر الجميل‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬

‫سوق حومة «الشوك» يتنظم‪!.‬‬

‫ولد الربيع معطر األنوار‬ ‫غرَّد الهوى ومجنح األشعار‬ ‫ومضتْ مواكبه على الدنيا‬ ‫كما تمضي يد الشادي على األوتار‪..‬‬

‫انتقلت إلى دار البقاء المشمولة بعفو اهلل وكرمه المرحومة‬

‫يقارب ‪ 780‬تلميذة وتلميذ تحت إشراف وتأطير‬ ‫ما يقارب ‪ 30‬إطار تربوي وإداريا‪.‬‬ ‫أشرف على تنظيــم وتأطير وتنشيط‬ ‫هذه الورشات التربوية وفعاليات هذه المختبر‬ ‫المتنقل‪ ،‬الى جانب األطر المكلفة بالمختبر‬ ‫المتنقل بين المؤسسات التعليمية‪ ،‬السادة‬ ‫األطر اإلدارية بالمؤسسة والسادة األساتذة‬ ‫العاملون بالمؤسسة المستضيفة‪ ،‬وأطر تربوية‬ ‫وإدارية متخصصة تعمل ببعض المؤسسات‬ ‫التعليمية بالمديرية قصد تنشيط ورشات‬ ‫البرمجيات والسيد مدير مجموعــة مدارس‬ ‫محمد عبده لتنشيط ورشة الشطرنج والسيد‬ ‫مدير مجموعة مدارس أمزو المسؤول على‬ ‫تنشيط ورشة الحقيبة التعليمية وأطر عن مركز‬ ‫التفتح الفني واألدبي لتنشيط ورشة التربية‬ ‫التشكيلية‪.‬‬ ‫فعاليات هذا المختبر المتنقل عرفت متابعة‬ ‫ألعضاء جمعية أمهات وآباء وأولياء التالميذ‬ ‫وبعض ممثلي جماعة سيدي رضوان وبعض‬ ‫أولياء أمور التالميذ‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة أن قافلة العلوم وفي إطار‬ ‫أنشطتها المتنوعة بجماعــة سيدي رضوان‬ ‫نظمت معرضا علميا حول الكيمياء بثانوية خالد‬ ‫بن الوليد اإلعدادية وذلك إلى غاية الثالثاء ‪24‬‬ ‫أبريل ‪ 2018‬وذلك لفائدة تالميذ المؤسسة‬ ‫المحتضنة وتالميذ ثانوية ‪ 3‬مارس التأهيلية‬ ‫وثانوية الطيب الزواقي اإلعدادية‪.‬‬

‫اضطرت السلطات المحلية إلى إيجاد حل‬ ‫مناسب‪ ،‬بتوفير سوق نموذجي‪ ،‬تم تشييده‬ ‫على طراز عصري وجذاب‪ ،‬بعدما عانى سوق‬ ‫حومة «الشوك» من مجموعة من المشاكل‪،‬‬ ‫أبرزها االكتظاظ‪ ،‬وعرض السلع‪ ‬والمنتوجات‬ ‫على جنبات الطرق واألزقة‪ ،‬األمر الذي كان ينتج‬ ‫عنه عرقلة السير والجوالن‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار‪.‬‬ ‫وتراكم األزبال‪ ‬والنفايات‪.‬وأفاد مصدرنا أنه إذا‬ ‫كان قد استفاد من هذا السوق مجموع ‪300‬‬ ‫تاجر‪ ،‬فإن بعض التجار نظموا احتجاجات‪ ،‬بسبب‬ ‫ما اعتبروه إقصاء في حقهم‪ ،‬حيث قدموا شكايات‬ ‫في الموضوع للملحقة اإلدارية ‪ ،9‬بلغ مجموعها‬ ‫‪ 500‬شكاية !‬ ‫وأضاف ذات المصدر أن هذه الشكايات‬ ‫خلفت بلبلة وسط التجار‪ ،‬خاصة وأن بعض‬ ‫المتظاهرين‪ .‬روجوا مسألة إلقاء الشكايات‬

‫المذكورة في سلة المهمالت‪ ،‬األمر الذي انبرى‬ ‫له قائد الملحقة اإلدارية المعنية‪ ،‬وأكد للفئة‬ ‫المتضررة أن الشكايات موجودة‪ ،‬بل وهي قيد‬ ‫الدراسة‪ ،‬بحضور أعوان السلطة الذين توصلوا‪،‬‬ ‫بحكم اختصاصهم‪ ،‬إلى أن أغلب المحتجين لم‬ ‫يسبق لهم أن مارسوا التجارة حتى يستفيدوا‬ ‫من الدكاكين‪ ،‬وإنما يمارسونها ‪ -‬فقط ‪ -‬بشكل‬ ‫موسمي‪ ،‬كمناسبة شهر رمضان‪ ،‬وغيرها من‬ ‫المناسبات ‪.‬‬ ‫وعالقة بالموضوع‪ ،‬أعرب سكان المنطقة‬ ‫عن ارتياحهم الكبير‪ ،‬إزاء تنظيم السوق والقطع‬ ‫مع فوضى الشوارع واألزقة واألرصفة‪ ،‬والمتجلية‬ ‫في ازدحام المارة والمتبضعين‪ ،‬وانتشار مخلفات‬ ‫المنتوجات والسلع‪ ،‬بشكل عبثي‪ ،‬مما يسيء إلى‬ ‫جمالية البيئة !‬

‫م‪ .‬إ‬


‫العدد ‪938‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫كتاب «االستعمار اإلسباني في المغرب‪ ،‬المقاومة المسلحة‬ ‫والنضال اإلصالحي والسياسي الوطني»*‪..‬‬ ‫إصرار على صون ذاكرة الحركة الوطنية لشمال المغرب‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫• ذ‪ .‬رضوان احدادو‬

‫يواصل األستــاذ رضوان احدادو‪ ،‬في هذه الحلقة الثانية واألخيرة‪ ،‬الوقوف عن جوانب مهمـــة من كتـــاب‬ ‫«االستعمار اإلسباني في المغرب‪ ،‬المقاومـة المسلحة والنضال اإلصالحي والسياسي الوطنـي» للباحـث الرصيـن‬ ‫الدكتور عبد العزيز السعود‪:‬‬ ‫وأعتـــرف صادقـــا بأننــي‬ ‫تطرّق األستاذ السعود‪ ،‬في‬ ‫الفصلين الموالييــن من الجزء‬ ‫استفدت منه ال أقول استفادة بل‬ ‫الثاني من كتـــاب «االستعمـــار‬ ‫استفادات كثيرة ال يسعني معها‬ ‫اإلسباني في المغرب‪ ،‬المقاومة‬ ‫إال أن أشكر الصديق الدكتور عبد‬ ‫المسلحة والنضـــال اإلصالحـــي‬ ‫العزيز السعود على عمله المتميز‬ ‫والسيـــاسي الوطنــي»‪ ،‬ألهــــم‬ ‫متمنيـــا له المزيـد من العطــاء‬ ‫المبادرات الوطنية في حقليــن‬ ‫الخالص الذي ال أراه إال في موقع‬ ‫مهمين‪ :‬المعرفة والسياسة‪.‬‬ ‫صدقة جارية تبقى لصاحبها‪.‬‬ ‫ويدخل فــي تلك المبادرات‬ ‫وهناك بعض المالحظات‪،‬‬ ‫المتعلقة بالحقــل األول (الحقل‬ ‫وطبيعــــي أن تكـــون هنــاك‬ ‫المعرفي) محو األميــة‪ ،‬وتأسيس‬ ‫مالحظـــات‪ ،‬وقبــل أن أبديهــا‬ ‫عصبة الفكـــر المغربي‪ ،‬وعيـد‬ ‫يحضرنـي حوار جميل ورد على‬ ‫الكتاب‪ ،‬وحركة النشر والصحافة‪،‬‬ ‫لسان أحــد أبطـــال مسرحية‬ ‫وجمعيــة الطالـــب المغربيــــة‪.‬‬ ‫لشكسبير وهو يخاطـب أمـــه ‪:‬‬ ‫ويشمــل الحقـــل السياســــي‪:‬‬ ‫«اسمحي لي يا أمـــي أن أقسو‬ ‫المشاركة في الحكومة الخليفية‬ ‫عليك قليال ألنني أحبك كثيرا»‪،‬‬ ‫والعمل الوطني الخارجـي ومن‬ ‫والقســـوة هنــا بمدلول الحب‬ ‫تمثالته‪ :‬زيـــارة األمير شكيب‬ ‫والمحبة‪ ،‬والكمــال يبقـــى هلل‬ ‫أرسالن وانعكاساتها اإليجابية‬ ‫وحده‪.‬‬ ‫على القضيـة الوطنيـة والظهيــر‬ ‫‪ 1‬ـ تحدث األستــاذ الباحث‬ ‫البربري إلخ‪.‬‬ ‫عن إرسال البعثات الطالبية إلى‬ ‫ويمكـــن أن نوجــز الحديث‬ ‫المشرق العربي مركزا على بعثة‬ ‫األستاذ رضوان احدادو في حفل تقديم الكتاب‬ ‫أحد‬ ‫وعددها‬ ‫عما تبقى من فصول الكتاب‬ ‫(المعهد الحر) ولم تتم اإلشارة إلى بعثة (معهد‬ ‫ومستحدثاتها‬ ‫باإلصالحات‬ ‫عشر فصال ارتبط جلها‬ ‫موالي المهدي) التي بلغ عدد أفرادها ‪ 41‬طالبا والتي‬ ‫حزب‬ ‫أفرز‬ ‫الذي‬ ‫اإلصالحية‬ ‫للحركة‬ ‫والمخاض العسير‬ ‫كان ألفرادها الدور الكبير في النهضة التعليمية التي‬ ‫نضاليا‬ ‫الدخول‬ ‫فرض‬ ‫الــذي‬ ‫األمــر‬ ‫اإلصالح الوطني‬ ‫عرفتها المنطقة وكذا في المجال السياسي والحزبي‪.‬‬ ‫اتسم‬ ‫الوطنية‬ ‫الحركة‬ ‫مسار‬ ‫في‬ ‫جديد‬ ‫في منعطف‬ ‫وألمر ما أغفل الباحثون بعثة (المعهد الحر) إلى إسبانيا‬ ‫داخليا‪.‬‬ ‫المناضلين‬ ‫تأطير‬ ‫وكذا‬ ‫للحزب‬ ‫الداخلي‬ ‫بالتأطير‬ ‫سنة ‪ 1938‬والتي كان عددها أول األمر ‪ 20‬طالبا‬ ‫خاضها‬ ‫التي‬ ‫المواجهات‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫فتجلى‬ ‫خارجيا‬ ‫وأما‬ ‫وكيف تم تقليصها إلى ثالثة أفراد‪ :‬إدريس بنونة وعبد‬ ‫بتدبير‬ ‫داخلية‬ ‫واجهة‬ ‫أساسيتين‪:‬‬ ‫واجهتين‬ ‫على‬ ‫الحزب‬ ‫الكريم بنونة ومحمد أحمد احدادو‪.‬‬ ‫الخالف بينه وبين الشيخ محمد المكي الناصري وصوال‬ ‫‪ 2‬ـ عالقة بموضوع المد والجزر بين حزبي اإلصالح‬ ‫إلى تأسيس (الجبهة القومية) وإصدار وثيقة المطالبة‬ ‫وحزب الوحدة نبقى نحن دائما ضحايا الرأي السائد‬ ‫باالستقالل والوحدة المعروفة بوثيقة الشمال أو وثيقة‬ ‫المهيمن لغياب ـ أو تغييب الباحثين ـ وثائق حزب‬ ‫‪.1943‬‬ ‫الوحدة المغربية‪.‬‬ ‫وقد ركز الفصل السابع على النشاط السياسي‬ ‫‪ 3‬ـ المطبعة المهدية والدور الذي لعبته والتأثير‬ ‫الحزبي خارجيا وارتباطاته بتطور األوضاع السياسية في‬ ‫الذي كان له‪.‬‬ ‫إسبانيا في مرحلتي‪ :‬الملكية والجمهورية‪ ،‬ورهان الحزب‬ ‫‪ 4‬ـ أحداث ‪ 8‬فبراير الدموية التي عرفتها تطوان‬ ‫سياسيا على ألمانيا من منطلق (عدو عدوي صديقي)‪.‬‬ ‫سنة ‪ 1948‬البد من إعادة النظر في كتابتها لمعرفة‬ ‫ومن أهم ما تناوله الفصل العاشر هو المنعطف‬ ‫العدد الحقيقي للضحايا‪ ،‬وهل كانوا ضمن المتظاهرين‬ ‫الجديد والحاسم الذي عرفته الحركة اإلصالحية‬ ‫أو من المارين؟‪.‬‬ ‫الوطنية بانتقالها من حركة إصالحية اتسمت باللياقة‬ ‫والمهادنة في بعض القضايا والمواقف إلى حركة‬ ‫‪ 5‬ـ الدور التوعوي الكبير والنضالي الذي تعبأت‬ ‫مشوشة ومشاغبة غاضبة مطالبة باالستقالل تنسيقا‬ ‫له إذاعة (راديو درسة تطوان) على إثر االعتداء على‬ ‫مع جاللة المغفور له محمد الخامس‪ ،‬وما شاب ذلك‬ ‫العرش‪ ،‬فكانت الصـوت الوحيــد المسموع وطنيــا‬ ‫من مواقف وأحداث مثل انتفاضة تطوان الدامية‬ ‫المساند للوطنية المواجه للمستعمر الذي تضايق منه‪،‬‬ ‫في ‪ 8‬فبراير ‪ ،1948‬واالنتقال بالقضية المغربية إلى‬ ‫وأرسل إرهابيين لتفجير البناية فاختلط عليهم األمر‬ ‫الخارج كخطوة سباقة‪ :‬الجامعة العربية ـ مكتب المغرب‬ ‫وفجروا حانة تحمل اسم (درسة تطوان)‪.‬‬ ‫العربي ـ عملية تحرير الزعيم المغربي محمد ابن عبد‬ ‫‪ 6‬ـ كنت أتمنى أن يختم هذا اإلنجاز القيم بالتطرق‬ ‫الكريم الخطابي ـ تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي‪.‬‬ ‫آلخر مواجهة نضالية بين الوطنيين هنا في مدينة‬ ‫يتطرق‬ ‫وفي الفصول الثالثة األخيرة من الكتاب‬ ‫تطوان ومع المستعمر والخونة والتي أسفرت عن‬ ‫واجهة غالف الكتاب‬ ‫الزالت‬ ‫قرب‬ ‫الباحث إلى أحداث جايلناها وعشناها عن‬ ‫ضحايا‪ ..‬موتى وجرحى‪ ،‬وقد قدر لي اهلل أن أكون شاهدا‬ ‫عودته‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫الوطني‬ ‫اإلصالح‬ ‫حزب‬ ‫ونضال‬ ‫راسخة بالذاكرة‪ :‬نفي محمد الخامس‬ ‫عليها‪ .‬فغداة اعتراف فرنسا مكرهة باستقالل المغرب الذي فاجأ المستعمر اإلسباني‬ ‫نهاية‬ ‫إلى‬ ‫الفدائيين‬ ‫وإيواء‬ ‫التحرير‬ ‫جيش‬ ‫تأسيس‬ ‫واستقالل المغرب ودوره أيضا في‬ ‫(‪ 3‬مارس ‪ )1956‬كما فاجأه خروج آالف المواطنين إلى ساحة الفدان يرددون بصوت‬ ‫لها‬ ‫أفرد‬ ‫التي‬ ‫للمرحلة‬ ‫أوفى‬ ‫قد‬ ‫يكون‬ ‫وبذلك‬ ‫تعبيره‪.‬‬ ‫حزب اإلصالح الوطني حسب‬ ‫واحد وهم يفجرون غضبهم في وجه الخونة (الساط الباط والشكامة تحت السباط)‬ ‫كل هذا الجهد‪.‬‬ ‫فكان الرصاص على امتداد يومي (‪ 4‬و‪ 5‬مارس) وكان الضحايا الخ‪ ..‬وهو حادث لم‬ ‫وبعد‪ ،‬هذا كتاب قيم وجليل بذل فيه صاحبه ما بذله من جهود ال يمكن إطالقا يتطرق إليه الباحثون وقد تم تغييبه‪ .‬ومرة أخرى تقدير وإكبار لمجهود رصين وكبير‬ ‫ألي دارس أو باحث في شأننا الوطني االستغناء عنه أو تجاوزه وقد جاء مكمال لجهود لباحث متمكن قدير‪.‬‬ ‫سابقة لتكتمل الصورة‪ ،‬وقد غطى مرحلة حرجة من تاريخنا الوطني المعاصر في‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫الشمال‪ ،‬وجاء معززا بالوثيقة الدامغة القادرة على قطع لسان كل خطيب‪ ،‬الوثيقة‬ ‫* كتاب «االستعمار اإلسباني في المغرب‪ ،‬المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي والسياسي الوطني» صدر‬ ‫المتداولة والغميسة مثقال باإلجابات المقنعة عن األسئلة المتوارية أو المسكوت في جزءين عن منشورات مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ ،‬وقد شاركت بهذه المداخلة في حفل أقيم‬ ‫أخيرا بمدينة تطوان لتقديم الكتاب‪.‬‬ ‫عنها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪12‬‬

‫الدكتور محمد الحبيب التجكاني‬ ‫األستاذ‪ ،‬الباحث‪ ،‬الداعية (‪)2/1‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫ينتمي إلى أسرة عريقة في العلم بشمال المغرب‪ ،‬عرفت بحبها للعلم وخدمته أنجبت العديد من العلماء كان لهم الصدى الطيب في الفقه واألصول والحديث والفتوى‪ .‬إنه الدكتور‬ ‫محمد الحبيب التجكاني‪ ،‬أحد الوجوه البارزة في مجال الثقافة اإلسالمية األصلية والتشريع اإلسالمي‪.‬‬ ‫ــ من مواليد سنة ‪1944‬م بتطوان‪ ،‬حفظ القرآن ودرس علوم العربية والشريعة على والده‪ ،‬وفقهاء آخرين‪.‬‬ ‫ــ درس بكلية اآلداب بفاس‪ ،‬وكلية الحقوق بالرباط‪( .‬حاصل على اإلجازتين‪ :‬األدب والحقوق)‪.‬‬ ‫ــ اشتغل بالتدريس في المغرب والجزائر‪.‬‬ ‫ــ التحق بدار الحديث الحسنية بالرباط فحصل على دبلوم الدراسات العليا ودكتوراه الدولة في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ــ عمل أستاذا للشريعة اإلسالمية بكلية أصول الدين بتطوان وأستاذا للفقه المقارن واالقتصاد اإلسالمي بكلية اآلداب بتطوان‪ .‬كما عمل خطيبا للجمعة بمسجد بدر بنفس المدينة‪.‬‬ ‫ــ عالم ومفكر وفقيه أصولي وداعية‪ ،‬وأستاذ محاضر‪ ،‬كرس حياته لخدمة العقيدة اإلسالمية والدفاع عنها عبر منابر إعالمية متنوعة‪ .‬مجهوداته العلمية والتربوية والثقافية انصبت‬ ‫كلها في هذا المجال‪ .‬حقق وألف كتبا مهمة‪ ،‬شارك في ندوات ولقاءات فكرية إسالمية بالمغرب وخارجه‪ .‬عرف بإخالصه وحماسته وغيرته ودفاعه المستميت عن اإلسالم عقيدة وفكرا‬ ‫وحضارة وقيما‪ .‬عضو رابطة المستقبل اإلسالمي‪ .‬كان أستاذا للشريعة اإلسالمية بكلية أصول الدين بتطوان‪ .‬ومن أشهر مؤلفاته‪:‬‬ ‫اإلحسان اإللزامي في اإلسالمي وتطبيقاته في المغرب ـ مسائل أبي الوليد ابن رشد (الجد) في مجلدين كبيرين ـ نظرية العقد في اإلسالم ـ القرآن مصدر التشريع في المجتمع المسلم ـ‬ ‫صراع اإلسالم والجاهلية ـ نظام التبرعات في الشريعة اإلسالمية ـ موقف اإلسالم من نظريات الدفاع االجتماعي ـ النظرية اإلسالمية للربا في معترك التحديات ـ الزكاة وتطبيقاتها المغربية‬ ‫حتى عام ‪ 1319‬هـ‪ :‬مع اجتهادات ومقترحات للتطبيق المعاصر ـ قضية مدونة األحوال الشخصية بالمغرب ـ المذهب المالكي وارتباطه بالسنة النبوية ـ وثائق وتحقيقات عن المجاهدين‬ ‫برباط دار ابن قريش (ضاحية تطوان)‪1331 :‬هـ‪1913/‬م‪.‬‬ ‫ــ توفي رحمه اهلل يوم األحد ‪ 17‬ذي القعدة ‪1437‬هـ موافق لـ ‪ 21‬غشت ‪2016‬م‪.‬‬ ‫نعيش معه في رحلة فكرية نجول من خاللها حول قضايا فكرية عديدة ومتنوعة‪ ،‬فماذا عن هذه الرحلة ؟‬

‫أوال‪ :‬مفهوم األخالق في اإلسالم‬ ‫يرى الدكتور محمد الحبيب التجكاني أن اإلنسان كائن أخالقي يولـد‬ ‫مزودا بإدراك الخير والشر‪ ،‬وإن كان ال يولد مزودا بالمعرفة الحسية والعقلية‪،‬‬ ‫فالقرآن ينص‪ ،‬فيها يخص الحاسة الخلقية‪( :‬ونفس وما سواها فألهمها‬ ‫فجورها وتقواها) (الشمس‪ )8 - 7 :‬بينما ينص فيما يخص المعرفة الحسية‬ ‫والعقلية‪( :‬واهلل أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا‪ ،‬وجعل لكم‬ ‫السمع واألبصار واألفئدة لعلكم تشكرون) (النحل ‪ .)78‬فالمعرفة الخلقية‬ ‫فطرية‪ ،‬بينما المعرفة الحسية والعقلية مكتسبة‪ ،‬بواسطة الحواس من‬ ‫السمع والبصر وما إليها‪ ،‬وبواسطة الفكر والعقل الذي يطلق عليه القرآن‬ ‫اسم الفؤاد‪ .‬ويتقدم الرسول ص خطوة إلى األمام في هذا المجال‪ ،‬فيضع‬ ‫معيارا للخير والشر‪ ،‬أو للبر واإلثم‪ ،‬من خالل القواعد الخلقية المغروزة في‬ ‫الفطرة اإلنسانية‪« .‬البر ما سكنت إليه النفس‪ ،‬واطمأن إليه القلب‪ ،‬واإلثم ما‬ ‫لم تسكن إليه النفس‪ ،‬ولم يطمئن إليه القلب‪ ،‬وإن أفتاك المفتون»‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى المعرفة الفطرية‪ ،‬هناك سلطة داخلية تأمر بالخير وتنهى‬ ‫عن الشر‪ ،‬سلطة تفكر‪ ،‬وتتبصر العواقب‪ ،‬وتغري باتخاذ الموقف الخير‪ ،‬إذا‬ ‫سلم الجو من أعداء األخالقية‪ ،‬كالتقليد األعمى والهوى الجامح‪.‬‬ ‫ونظرا ألن الحاسة الخلقية‪ ،‬تفقد قدرتها على اإلبصار‪ ،‬كليا أو جزئيا‪ ،‬إما‬ ‫بعامل الهوى‪ ،‬وإما بعامل التقليد األعمى لما رسخ منذ أجيال في المجتمع‪:‬‬

‫(و�إذا قيل لهم‪ :‬اتبعوا ما �أنزل اهلل‪ ،‬قالوا‪ :‬بل نتبع ما �ألقينا عليه‬ ‫�أباءنا) (البقرة ‪.)170‬‬

‫نظرا لذلك‪ ،‬وضع الخالق‪ ،‬بجانب القواعد الخلقية المغروزة في الفطرة‪،‬‬ ‫قواعد أخرى موحى بها إلى الرسل عليهم الصالة والسالم‪ ،‬وهذه القواعد‬ ‫هي أوامر الشريعة ونواهيها‪ ،‬فما أمرت به الشريعة فهو الخير‪ ،‬وما نهت عنه‬ ‫فهو الشر‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك وضع اإلسالم قاعدة المجاهدة للنفس األمارة بالسوء‪ ،‬بهدف أن تنسجم‬ ‫هذه األخيرة مع إرادة الخالق‪ ،‬صانع الفطرة‪ ،‬وواضع القيم‪ ،‬والذي وعد في نفس اآلن‪،‬‬ ‫بتقديم المعونة الكافية لالنتصار في هذه المجاهدة‪( .‬والذين جاهدوا فينا لنديهم سبلنا)‬ ‫(العنكبوت ‪ .)69‬إن النفس كما ينص القرآن‪ ،‬قد تهبط‪ ،‬فتصبح أمارة بالسوء وبالتالي‬ ‫متدنية‪ .‬ولكن اإلنسان‪ ،‬مع ذلك يبقى قادرا على أن يحكم أهواءه‪ ،‬ويوجه نشاطه نحو‬ ‫الخير‪( .‬قد أفلح من زكاها‪ ،‬وقد خاب من دساها) (الشمس ‪ )9-10‬بل إن الرسول ص ليرتفع‬ ‫إلى حد القول بأن هوى اإلنسان قد يتحد مع إرادة الشارع جل وعال‪ ،‬فتصبح إرادة العبد‬ ‫تحت إرادة الخالق بشوق ورضا‪« .‬ال يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا كما جئت به»‪.‬‬ ‫إن األخالق في اإلسالم هي االلتزام الباطن قبل كل شيء‪ ،‬بأوامر الشريعة ونواهيها‪،‬‬ ‫باعتبار أن ما تأمر به الشريعة هو الخير‪ ،‬وأن ما تنهى عنه هو الشر‪ ،‬وباعتبار أن هذا األمر‬ ‫والنهي ال يلغيان قواعد الفطرة‪ ،‬بل يزكيانها‪ ،‬ويحميانها من الضعف واالنحراف‪ ،‬ومن هنا‬ ‫كانت الحسنة‪ ،‬كتوافق مع إرادة الشارع‪ ،‬تحدث لدى المؤمن حالة سرور‪ ،‬وكانت السيئة‪،‬‬ ‫كإنحراف عن إرادة الشارع‪ ،‬تحدث حالة امتعاض‪( :‬إذا سرتك حسنتك‪ ،‬وساءتك سيئتك‪ ،‬فأنت‬ ‫مؤمن)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم االقتصاد اإلسالمي‬

‫كان على كلمة (اقتصاد) أن تنتظر عصر االنبعاث اإلسالمي‪ ،‬مع أواسط القرن الرابع‬ ‫عشر الهجري‪ ،‬لتحتل مكانتها اسما لعلم مستقل‪ ،‬هو االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬كفرع من فروع‬ ‫المعرفة التي تكون النظام اإلسالمي في المجموعة‪ .‬فما هو االقتصاد اإلسالمي؟‪.‬‬ ‫يقول الدكتور محمد الحبيب التجكاني‪ :‬لإلجابة عن هذا السؤال ال بد من تحديد‬ ‫الفروق بين مستويات ثالثة للدراسات االقتصادية‪ :‬علم االقتصاد‪ ،‬والمذهب االقتصادي‪،‬‬ ‫والسياسة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ فعلم االقتصاد هو الدراسة االقتصادية التي تتناول الواقع االقتصادي‪ ،‬في مكان‬ ‫وزمان معين تباشره بالمالحظة واالختيار‪ ،‬قصد اكتشاف القوانين التي تحكم هذا الواقع‪،‬‬ ‫على غرار ما يفعل العالم الطبيعي إزاء ظواهر الطبيعة‪ ،‬يدرسها بالمالحظة والتجريب‬ ‫ليصل إلى القوانين التي تزكيها‪ ،‬أو إلى سنن اهلل‪ ،‬عز وجل فيها‪.‬‬ ‫وبالمثال‪ :‬الحظ الفيزيوقراطي (تيركو ‪ )Turgot‬تطور استغالل األراضي الزراعية في‬ ‫فرنسا‪ ،‬خالل القرن الثامن عشر‪ ،‬فاكتشف ما يسمى (قانون المردود المتناقض)‪.‬‬ ‫ومؤدى هذا القانون‪ ،‬أنه في حالة زيادة مقادير أحد عوامل اإلنتاج‪ ،‬مع بقاء العوامل‬ ‫األخرى ثابتة‪ ،‬تحدث النتائج التالية‪:‬‬ ‫* في مرحلة أولى يرتفع اإلنتاج بنسبة تفوق الزيادة في العامل المتغير‪ ،‬ويستمر في‬ ‫االرتفاع حتى مستوى معين‪.‬‬ ‫* وفي مرحلة ثانية يبدأ اإلنتاج في االنخفاض‪ ،‬رغم استمرار الزيادة في مقادير‬ ‫العامل المتغير‪.‬‬ ‫فلو أن فالحا يملك مساحة أرض محدودة‪ ،‬واستعمل طنا من السماد لهذه األرض‪،‬‬ ‫الرتفاع اإلنتاج مثال‪ ،‬بنسبة ‪ 25%‬ولو استعمل طنا وثلث الطن لنفس المساحة‪ ،‬الرتفع‬ ‫اإلنتاج بنسبة ‪ ،70%‬وهكذا حتى مستوى معين‪ ،‬تقف عنده الزيادة في اإلنتاج‪ ،‬ثم يبدأ‬ ‫اإلنتاج في الهبوط‪ ،‬رغم الزيادة في مقادير السماد‪ ،‬وكأن األرض تتعب‪ ،‬فتفقد قدرتها‬ ‫تدريجيا على اإلنتاج‪.‬‬ ‫فهذا قانون اقتصادي يفسر واقع اإلنتاج الزراعي‪ ،‬عندما يتغير عامل‪ ،‬وتظل بقية‬

‫العوامل ثابتة‪ ،‬والهدف من هذا القانون تفسير سير العملية اإلنتاجية‪ ،‬ثم‬ ‫االهتداء بذلك في أمر المشروعات الزراعية‪ ،‬وذلك بالرغم من أن القانون‬ ‫االقتصادي‪ ،‬كقوانين الظواهر االجتماعية كلها‪ ،‬هو قانون من الدرجة الثانية‪،‬‬ ‫ال يصدق بنسبة مائة في المائة‪ .‬وقبل «تيركو»‪ ،‬الحظ ابن خلدون األسواق‬ ‫بحوض البحر المتوسط‪ ،‬ووصل إلى القانون االجتماعي ‪ -‬االقتصادي التالي‪:‬‬ ‫إذا استبحر العمران‪ ،‬وكثر ساكنه‪ ،‬رخصت أسعار الضروري من القوت‪ ،‬ومت‬ ‫في معناه‪ ،‬وغلت أسعار الكمالي من اآلدم والفواكه‪ ،‬وما يتبعها‪ ،‬وإذا قل‬ ‫ساكن المصر‪ ،‬وضعـف عمرانـه‪ ،‬كان األمر بالعكس‪ ،‬فالبلد الكبير‪ ،‬الكثير‬ ‫السكان يحصل كل واحد على قوته الشهري أو السنوي من زراعته الخاصة‪،‬‬ ‫أو من التخزين المبكر‪ ،‬وبذلك يقل الطلب على القوات الضروري‪ ،‬فيرخص‬ ‫سعره‪ ،‬بينما في البلد الصغير ال يستعد األفراد هذا االستعداد‪ ،‬فيرتفع الطلب‬ ‫على الضروري من القوت ويرتفع سعره‪.‬‬ ‫وفي الكمالي من القوت يكون األمر بالعكس من هذا‪ ،‬ألن الطلب على‬ ‫الكمالي ليس عاما‪ ،‬فهو طلب قاصر على فئة من السكان‪ ،‬فإذا زاد عدد‬ ‫السكان‪ ،‬زادت نسبة أهل الرفاه‪ ،‬وبالتالي زادت نسبة الطلب على الكمالي‪،‬‬ ‫فيرتفع سعره‪ ،‬وإذا نقص عدد السكان‪ ،‬نقصت نسبة أهل الرفاه‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ينقص ما يمثلونه من طلب‪ ،‬فينخفض السعر‪ ،‬فعبد الرحمن بن خلدون ال‬ ‫يقتصر على القانون االقتصادي‪ ،‬أعني أثر العرض والطلب في األسعار‪ ،‬وإنما‬ ‫يتجاوز ذلك إلى البحث عن العوامل التي تؤثر في الطلب والعرض‪ ،‬يبحث عن‬ ‫ذلك في أحوال الناس وعوائدهم االجتماعية‪...‬‬ ‫لقد استقل علم االقتصاد في الغرب منذ ظهور كتاب «آدم سميت» سنة‬ ‫‪1776‬م (بحث في طبيعة وأسباب ثروة األمم)‪ ،‬ويعرفه البعض بأنه‪ :‬دراسة‬ ‫القوانين التي تحكم إنتاج وتوزيع الوسائل المادية إلشباع الحاجات البشرية‪،‬‬ ‫أي التي تحكم النشاط االقتصادي‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ والمذهب االقتصادي هو طريقة يختارها المجتمع لحل مشاكله االقتصادية انطالقا من‬ ‫عقيدة المجتمع‪ ،‬ومن تصوره عن العدالة‪ ،‬فالمذاهب تقوم في أساسه العقيدة‪ ،‬ألن المذهب ما‬ ‫هو إال تجسيد لمضامين العقيدة في سلوك خارجي‪ ،‬وال مذهب بدون عقيدة‪.‬‬ ‫من هذا النوع االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬فهذا االقتصاد تنظيم للواقع‪ ،‬وتغيير له‪ ،‬وليس تفسيرا‬ ‫لوقائع الحياة االقتصادية‪ ،‬إنه تنظيم للواقع على أساس مجموعة من القواعد‪ ،‬تبرز مفهوم‬ ‫العدالة في اإلسالم‪ ،‬وتجسم مضامين العقيدة اإلسالمية عن اهلل‪ ،‬عز وجل‪ ،‬وعن اإلنسان‪ ،‬وعن‬ ‫الكون‪ ،‬وعن عالقاتهما باهلل‪ ،‬وعن عالقة اإلنسان بالكون‪ ،‬وعالقة اإلنسان باإلنسان‪.‬‬ ‫يقوم االقتصاد اإلسالمي على عقيدة أن اهلل عز وجل هو الخالق وحده للكون‪ ،‬ولإلنسان‪،‬‬ ‫ولكل شيء‪ .‬وأنه تعالى‪ ،‬بذلك هو المالك وحده‪ ،‬وأنه تعالى‪ ،‬استخلف البشر في األرض‪ ،‬وسخر‬ ‫له ما في الكون ليقوم‪ ،‬تحت المسؤولية بأمانة العمارة في األرض‪ ،‬يكشف طاقتها بالعلم‪،‬‬ ‫ويسخر كنوزها‪ ،‬ويوزع خيراتها بقسط ورحمة‪ ،‬حتى يجد كل إنسان لغايته‪ ،‬ويستشعر نعمة اهلل‬ ‫عليه‪ ،‬فيعبده ويشكره‪ ،‬في جو من السلم الفردية واالجتماعية العامة‪ ،‬وحتى تكون العاقبة‪ ،‬أن‬ ‫يصير اإلنسان يرجو لقاء اهلل‪ ،‬وهو عنه راض‪.‬‬ ‫عن هذا التطور العقيدي‪ ،‬في جانبه االقتصادي تصدر المفاهيم االقتصادية‪ ...‬وعن هذا‬ ‫التصور العقيدي كذلك تصدر القواعد التشريعية التي تنظم اإلنتاج‪ ،‬واالدخار‪ ،‬واالستثمار‪،‬‬ ‫والتنمية‪ ،‬والتوزيع‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬والضمان االجتماعي‪ ،‬كخطوط أساسية لالقتصاد اإلسالمي‪،‬‬ ‫النابع من العقيدة‪ ،‬والمجسم لمضامينها المجردة‪ .‬هذا وإذا كان علم االقتصاد المادي يوضع‬ ‫من لدن المفكرين واالقتصاديين بواسطة االفتراضات واالختبارات‪ ،‬فإن االقتصاد اإلسالمي‬ ‫ال يوضع‪ ،‬وإنما يكتشف من نصوص الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومن القواعد والمبادئ العامة‪ ،‬ومن‬ ‫األحكام الجزئية التي تعطي قواعد اقتصادية عند التركيب‪ ،‬مثال‪ :‬منع الفائدة في القرض‪ ،‬ومنع‬ ‫الربا في البيوع‪ ،‬وجواز المشاركة في القراض‪ ...‬تعطي أساسا معينا للتوزيع‪ ،‬إلى تحديد مالمح‬ ‫الصورة اإلسالمية الكاملة لالقتصاد اإلسالمي‪ .‬وليس معنى هذا الفرق‪ ،‬أن الوظيفة يظل لها‬ ‫مستواها‪ ،‬ولكن بعد أن تسير الحياة االقتصادية على المنهج اإلسالمي‪ ،‬فنالحظ حينئذ‪ ،‬وقائع‬ ‫هذه الفائدة المحددة في االستثمارات‪ ،‬تدرس العالقات بين الممولين والمستثمرين‪ ،‬فيالحظ‬ ‫أن التعاون هو الذي يسود هذه العالقة‪ ،‬بدال من االستغالل الذي يسود االستثمار الربوي‪.‬‬ ‫وعند هذا سيوجد علم اقتصاد إسالمي‪ ،‬ينشأ فيه العلم على أساس المذهب‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ أما السياسة االقتصادية فإنها خطة مفصلة تأخذ إطارها من المذهب‪ ،‬فتحدد بذلك‬ ‫أهدافها العامة‪ ،‬التي تتوخى الوصول إليها في فترة خمس أو ثالث سنوات‪ ،‬مثال‪ ،‬ثم تختار‬ ‫التفاصيل على حسب إمكانيات البيئة المادية‪ ،‬وحسب درجة الفن اإلنتاجي‪ ،‬وبذلك تكون‬ ‫السياسة االقتصادية هي الخطة المرحلية لتطبيق المذهب االقتصادي في زمان ومكان معين‪.‬‬ ‫إن هذا يجعل السياسة االقتصادية متعددة األصداء‪ ،‬حسب اختالف المراحل واإلمكانيات‬ ‫التي يتوفر عليها كل شعب من الشعوب المسلمة‪ ،‬بينما يظل المذهب االقتصادي اإلسالمي‬ ‫واحدا لدى كل شعوب األمة المسلمة‪.‬‬ ‫ويتميز االقتصاد اإلسالمي عن االقتصاد الغربي والشرقي بأنه جزء من نظام اإلسالم‬ ‫الشامل‪ ،‬يعكس عقيدة اإلسالم وأخالقه‪ ،‬ويتكامل مع بقية فروع هذا النظام‪ ،‬كالقانون‬ ‫اإلسالمي المدني‪ ،‬وقوانين السياسة الشرعية‪ ،‬ومن ذلك فقواعد هذا النظام ال تطبق منفردة‪،‬‬ ‫وإنما تطبق بصفتها جزء من كل‪ ،‬في مجتمع يسوده اإلسالم في كل مجاالته‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫المعلم موسوعة فذة‬ ‫في كل مكان وزمان‬

‫يعجبني أن تقف لتسألني عن حقيقة تجهلها‬ ‫ويؤسفني أن تجلس مستقيما هادئا وأنت تجهلها‬ ‫الحقيقة أن معلمي األول ما من مسلك إال وسن لنا منه طريقا حتى ال تعوقنا في حياتنا الدراسية والعامة عراقيل‬ ‫تصدنا عن اكتشاف خبايا الحياة بصفة عامة‪ .‬وال أنسى قوله المأثور «كونوا مؤذبين في أسئلتكم‪ ،‬وابحثوا دائما على‬ ‫نتائج أعمالكم‪ ،‬وال تستحيوا في إظهار مواهبكم‪ ،‬وإال ستعيشون «جهاال وجُهاال ومجهولين»‪.‬‬ ‫واحسرتاه‪ ،‬لقد مرت بعض أعوام قضيناها مع معلمنا األول‪ ،‬وال زالت كل المعلومات التي انتقاها‪ ،‬وأحسن تبليغها‬ ‫راسخة بذهني عالقة بفكري‪ ،‬وكم يلد لي أن أتغنى بالمحفوظات التي صاغها إلينا‪ ،‬حلوة الكالم‪ ،‬عذبة لحن الموسيقى‪،‬‬ ‫والسور القرآنية الكريمة التي حفظها لنا هي التي أقرأها في صلواتي المكتوبة‪ .‬وأصبحت أقرأ كتاب اهلل تعالى بشوق‬ ‫ولهفة‪ ،‬ألنني تمكنت من بعض مدلولها‪ ،‬وإن صعب علي شرح كلمة أو آية علمني كيف أشرحها‪ ،‬و سبب نزولها بمعجم‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫أما الكلمات والجمل المفيدة التي تعلمنا سياقتها والتخاطب بها‪ ،‬ال زالت هي المعول الوحيد الذي أتعامل به وأتفهم‬ ‫بواسطتها‪ .‬إال أن التغيير الطفيف والبسيط الذي طرأ على هذه الجمل والتعابير زادها تشعبا ومناهج‪ ،‬وأصبحنا نحوم حول‬ ‫شيء واحد ولكن بعدة اتجاهات‪.‬‬ ‫بيت الضيوف المليئة‬ ‫غصت القاعة بالحاضرين‪ ،‬وال أثر لمعلمي األول بينهم‪ ،‬طفت أرجاءها وال وجود لمعلمي‪ ،‬خيل لي أني نسيت‬ ‫مالمح معلمي تشابهت الوجوه‪ .‬وخير ما أقتفي به أثره الصورة التذكارية التي التقطت لنا معه آخر السنة الدراسية‪،‬‬ ‫إن والدي كان يحثني بالحفاظ عليها بدرج مكتبي‪ ،‬أسرعت إلى غرفتي‪ ،‬وفتشت مليا عن الصورة‪ ،‬وإذا بي أجدها داخل‬ ‫إطارها الزجاجي‪ ،‬تبسمت وأحضرتها معي إلى قاعة الضيوف‪ .‬لقد صدق والدي في قوله حافظ على الصورة فإنها خير‬ ‫تذكار تعود إليه‪ .‬أخذتها بين يدي أتمعن مالمح معلمي من جديد‪ ،‬يا لعظمة هذا الرجل‪ ،‬إنه يتوسطنا وقد التففنا حوله‬ ‫كالنحل نمتص رحيق الزهور‪ .‬ال شك أنه ذلك الشخص الذي يحوم حوله األطفال في لهفة وهو يشاطرهم الرأي في‬ ‫زاوية القاعة‪ .‬تقدمت نحو الجموع‪ ،‬إن األسئلة االكتشافية والوافية له‪ ،‬تنهال عليه من كل صوب وناحية‪ ،‬يتدافع األطفال‬ ‫لتلقي وسماع الجواب‪ ،‬وهي منتقاة من عدة مواد دراسية‪ ،‬فتحت طريقي بين جموع األطفال‪ ،‬ذكورا وإناثا في مقتبل‬ ‫العمر‪ ،‬لم تغريهم الحلويات والمشروبات بقدر ما جدبهم هذا الرجل العصيف‪ ،‬يجيب عن كل أسئلتهم بال امتعاض وال‬ ‫أنانية وال حب الذات‪ ،‬وهو يتقبل السيل من األسئلة‪ .‬ويزودهم بأجوبة صحيحة كالبحر الذي ال ينضب ماؤه‪ ،‬والتف حوله‬ ‫جيل من الشباب ثواق إلى المعرفة‪ ،‬فتحول المشهد من حفل عائلي إلى ملتقى دراسي‪ ،‬كما أن بعض اآلباء واألمهات‬ ‫دفعهم الفضول إلى مجلسه‪.‬‬ ‫*الجزء الثاني*‬ ‫المفاجأة النادرة السارة‬ ‫يا للمفاجأة السارة النادرة‪ ،‬إنه يتطلع إلي‪ ،‬إنه‬ ‫يتفحص مالمحي‪ ،‬يرخي سمعه إلي ‪ ،‬يظنني أستجوبه في‬ ‫شي ء ال بد من مشاركتي‪ ،‬إنه نفس الموقف الذي حداني‬ ‫في صغري فما من حاضر بمجمعه إال ويطلبه المشاركة‬ ‫في المناقشة وإبداء الرأي‪ ،‬يا إلهي ما عساني أعمل‪ ،‬إن‬ ‫الخبرة التي اكتسبتها في ميدان الطب ال تتفق وميوله‬ ‫الفكري والمعلوماتي ‪ ،‬إنه رجل تربية وتعليم‪ .‬وليس‬ ‫رجل طب ألعرض عليه حالة من حاالت المرض‪ .‬ال‪ ،‬وال‪،‬‬ ‫إنه يعالج سلوك األطفال ويدرس نفسانياتهم‪ ،‬ليعرف‬ ‫أقرب طريق لتوجيههم‪ .‬ما من شك أنه سيجيبني‪ ،‬وربما‬ ‫يعطيني الدليل القاطع ألنه يعيش مشكالت األطفال‬ ‫الذين احتشدوا بالقاعة‪ .‬ال‪ ،‬وال‪ ،‬إن مشكالت األطفال‬ ‫وحاجياتهم ليست هي مشكالت البالغين الذين أفنوا‬ ‫زهرة شبابهم في التعلم والتخصص‪.‬‬ ‫تنحصر مشكالت األطفال في حاجياتهم البسيطة‬ ‫وألعابهم ورغباتهم‪ .‬بينما مشكالت الكبار هي مطبات‬ ‫نشأت على أزمات وصدمات وأوهام أو مخالطات فاشلة‬ ‫ومعاملة هامشية فرضتها الظروف‪ .‬ولكن ما العمل‪ ،‬أتر ك‬ ‫المجال لمعلمي األول ينظر إلي عبثا‪ .‬لقد بادرته السالم‪.‬‬ ‫فرد التحية بأحسن منها أدبا ولغة‪ ،‬لعله من الالئق أن‬ ‫أنتظر نوبتي‪ ،‬إن األطفال ال يزالون متحمسين يمطرونه‬ ‫باألسئلة‪ ،‬وبالنداء‪ :‬أستاذ ‪ ،‬أستاذ جاءت نوبتي أومأ برأسه‬ ‫أنه يصغي إلي‪ ،‬أستاذي العزيز المحنك‪.‬‬ ‫لقد اعترتني مشكلة بديهية بالبيت‬ ‫إن أمي تدلل أخي الصغير‪ ،‬وتقدم له عدة خدمات يطلب بعضها‪ ،‬بينما أنا أقوم بأعمالي في المدرسة‪ ،‬وفي البيت‪،‬‬ ‫وفي المتجر مع والدي‪ ،‬ولكن طلباتي ال تحظى بالقبول إال لماما‪ ،‬وأحيانا أقوم بأعبائها وتحقيقها‪.‬‬ ‫ـ المعلم ‪ :‬إنك بطل يعتمد عليك في كثير من أعباء الحياة‪ ،‬وقد تركت لك أمك المجال تجتاز مسالك الحياة‪ ،‬وقد تعرف‬ ‫بنفسك خباياها‪ ،‬فلست قاصرا‪ ،‬وأنت شاب يعتمد عليك‪ ،‬أما أخوك الصغير المدلل ال زال في طور الحضانة والجدادات‬ ‫ويحتاج إلى عناية ورعاية بشامله‪.‬‬ ‫هيا نعد إلى الحقل المدرسي بمناسبة عيد األم‪ ،‬من يستظهر علينا محفوظة عنوانها أمي ‪ :‬الكل أنا‪ ،‬أنا‪ ،‬أنا‪ ... ،‬واحد‬ ‫فقط ‪ ،‬هيا أنت الذي سألت‪ ،‬تفضل‪.‬‬

‫«أمـــــي»‬

‫أوجب الواجبات إكرام أمــي‬ ‫حملتني ثقال ومن بعد حمل‬ ‫وبلطف تعهدتنــــي إلى أن‬

‫إن أمـــي أحـــق باإلكـــــــرام‬ ‫أرضعتـــنــي إلى أواب فطـــام‬ ‫زال ضعفي واشتد لين عظامي‬

‫وبلطف تعهـدتنـــي إلى أن‬

‫زال ضعفي واشتدلين عظامي‬

‫ـ المعلم ‪ :‬أعد قراءة هذا البيت األخير ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫ـ هل فهمت معناه جيدا ؟‬ ‫أكون أيضا في مساعدة أخي الصغير‪.‬‬ ‫غريب أمر معلمي األول‪ ،‬لقد أقنع الصبي ببساطة‪ ،‬وأخذ الحاضرون درسا في السلوك والمعامالت‪ ،‬وفي كيفية‬ ‫التوجيه السديد للحياة‪ .‬ثم من نتائج كل هذا االحترام المتبادل بين أفراد األسرة كبيرها‪ ،‬وصغيرها‪ ،‬أصبح لدي اليقين‬ ‫ولن يخامرني شك في أن معلمي عالم نفساني‪ ،‬ومربي مقتدر‪ ،‬يُدرُّ العطاء يهيئ األجيال‪ ،‬لو كنت مكانه‪ ،‬وبصدد عالج‬ ‫موقف كهذا الحتجت إلى دراسة وافية‪ ،‬وإلى تحاليل‪.‬‬ ‫وأخيرا قد أهتدي إلى الحل‪ ،‬ولن يكتشفه العليل‪ ،‬بل أضطر إلى إمالئه‪ ،‬لقد حنكته التجارب واكتسبته مهارات ال‬ ‫تؤخذ بمعاهد وجامعات‪ ،‬وهو في إطاره معلما في شخص أستاذ جامعي‪.‬‬ ‫عفوك يا أستاذ‪ :‬والدي يطلبني‪ ،‬لقد حان وقت افتتاح الحفل‪ ،‬سأختارك لتتبيّن كلمة االفتتاح‪.‬‬ ‫ـ المعلم ‪ :‬شكرا‪ ،‬ساد القاعة صمت خافت‪ ،‬واتجهت األنظار إلى مكان الجوق حيث مكبر الصوت‪ ،‬صعد والدي‬ ‫منضدة‪ ،‬وطلب الحضور إلى جانبه‪ ،‬وقد منى للحاضرين وليكون التقديم أهال بصاحبه وبنتائج مجهوداته‪.‬‬ ‫طلبت من معلمي األول‪ ،‬أن يتقدم إللقاء كلمة الترحيب بالنيابة عني و عن والدي‪ ،‬ويعطي الحفل ما يستحقه‪ .‬ضجت‬ ‫الحجرة بتصفيقات حادة عند ظهور معلمي والكل يعرفه‪ ،‬ولما خيم الهدوء‪ .‬اشرأبت الرؤوس‪ ،‬وافتتح معلمي كلمته ‪:‬‬

‫‪4/2‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫باسم اهلل الرحمان الرحيم وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله خاتم األنبياء والمرسلين ‪ .‬وبعد‪ ،‬إنه لمن دواع الغبطة‬ ‫والسرور أن يتحقق حلم ابننا هذه السنوات التي قضاها بديار الغربة ولقد سألته يوما ‪:‬‬ ‫ما عمل والدك ؟ فأجاب ‪ :‬تاجر ناجح‪.‬‬ ‫وهذا ال يخفى على أحد‪ ،‬وقلت ‪ :‬وماذا اخترت لنفسك في أن تكون في المستقبل ولتكون ناجحا كوالدك المفضال‬ ‫قال ‪ :‬وأنا أتذكر جيدا‪ ،‬أحب أن أصبح طبيبا ‪.‬‬ ‫لقد نجح ولدنا البار هذا‪ ،‬وأصبح طبيبا‪ ،‬ونرجو اهلل تعالى أن يكون ناجحا‪.‬‬ ‫لم يسهب معلمي في التقدم‪ ،‬فاختتم بالثناء على سلوكي ونشاطي وتمنى أن يقتدي بي الجيل الصاعد‪ .‬ليشاركوا‬ ‫في مجاالت الحياة العامة‪ ،‬بكفاءتهم‪ ،‬فيبرع منهم المعلمون واألطباء والمهندسون واألساتذة‪ ،‬والميكانيكيون‬ ‫المهرة‪ ،‬وضباط صف‪ ،‬وتجار مرموقين‪ ،‬ومحامون ناجحون‪ ،‬وقضاة وعمال تقنيون وغيرهم من حاملي مشعل العلم‬ ‫واألدب‪ ،‬وكل في اختصاصه‪ .‬وبعد هذا الموجز‪ ،‬ترك المجال ألفراد الجوق ليستأنف إسماع الحاضرين بأعذب األلحان‬ ‫األندلسية‪.‬‬ ‫ـ ابطايحي عراق الحجم‬ ‫ـ صنعة توشيح‬ ‫ـ صنعة زجل‬

‫أهال بكم يا من لهم عقلي صبا‬ ‫بوصلكم قد بشرت ريح الصبــا‬ ‫هواكم قد صار عندي من ذهبـا‬ ‫هواكم قد صار عنــدي مذهبــا‬ ‫في وصلكــــم كـــل المــنــــى‬ ‫ال تهجروا عبدا أتاكـم يا مـــالح‬

‫عدتم فعــــاد لي الصبـــا‬ ‫أهــــال بكـــم ومــرحبــــا‬ ‫أهـــال بكـــم ومــرحبـــــا‬ ‫وحبكـم عقــلــــي سـبــــا‬ ‫إذ ليس لـي عندكـم غنـــا‬ ‫هجــروا المحــب ال يبـــاح‬

‫لم تفارق كلمات معلمي سمعي‪ ،‬وال زال طنينها يرن بأذني‪ ،‬وخصوصا كلمات (طبيب ناجح)‪ ،‬إن معلمي ال زال يتابع‬ ‫نشاطي عن كثب‪ ،‬ما السبيل إلى هذا ؟‬ ‫إنه معلم ناجح‪ ،‬أما أنا لم اهتد بعد إلى طريق‪ ،‬بل حتى أول طريق‪.‬‬ ‫آه إن والدي يطلبني من جديد‪.‬‬ ‫أبتاه‪ ،‬إني بقربك‪ ،‬طوع أمرك‬ ‫أنا والدك عهدت فيك النبل وحسن الضيافة وقد‬ ‫تغير الكل‪ ،‬أراك مشدوها حائرا يبدو عليك كثرة التفكير‬ ‫كأن شيئا دوخك‪ ،‬فجعلك حاضرا بنفسك وجسدك‪ ،‬غائبا‬ ‫بفكرك ووجدانك ‪.‬‬ ‫هل إحدى الجميالت الآلئي يتبخترن في أرجاء القاعة‬ ‫أخذت بعقلك‪ ،‬ما من شك‪ ،‬كل واحدة منهن تحاول‬ ‫إغراءك لتجدب الحديث إليها‪ .‬لشيء تدبره في خاطرها‬ ‫وهذا ليس بعيب‪.‬‬ ‫فبنت األصول تبحث عن الرجل الصالح وإذا كان‬ ‫الرجل الفالح يبحث على بنت األصول‪.‬‬ ‫شكرا والدي العزيز إن تربيتك لي جعلتني أهتم‬ ‫بنفسي أكثر ما أهتم بغيري‪ .‬وخصوصا في هذه المواقف‬ ‫ربما الحظت تصرف بعض الجميالت االئي ازدان بهن‬ ‫الحفل‪ ،‬تتغامز علي‪ ،‬ولكني لم أعر إحداهن اهتماما بالغا‪،‬‬ ‫لكن الشيء الوحيد الذي حيرني هو اهتمام معلمي‬ ‫بمستقبلي‪ ،‬إن الكلمات الرقيقة التي فاه بها أثناء كلمة‬ ‫الترحيب والتحبيب والتقريب‪ ،‬لم تفارق بعد مخيلتي‪،‬‬ ‫وجعلتني أتدبر مكنوناتها‪ ،‬وهذا بالطبع لحظتني مخدورا‪،‬‬ ‫والشيء الوحيد الذي أبحث عنه هو الوسيلة التي تجعلني‬ ‫دائما باتصال مع معلمي فقد يفيدني بتجاربه‪ .‬ويكون‬ ‫نجاحيمضمونا‪.‬‬ ‫الوالد ‪ :‬أمرك عجيب ولكنه بسيط؟‬ ‫الولد ‪ :‬أتمزح يا والدي؟‬ ‫بلى ‪ :‬إنها الحقيقة التي راودتني قبل قليل‪ :‬أطلب يد ابنة المعلم الوحيدة فهي أجمل الحاضرات وأذكاهن‪ ،‬وقد أفاء‬ ‫عليها والدها بما أمكنه من المعلومات والتجارب ‪ ،‬قد نجحت بتفوق في إجازة الحقوق‪.‬‬ ‫لفرط ما سمعت ارتميت بين أحضان والدي أقبل يديه بلهفة‪ ،‬ثم أشبعت وجهه الناعم قبالت حارة متتالية‪ ،‬وفي‬ ‫شدة حتى اندهش الحاضرون‪.‬‬ ‫ضمني إلى صدره في حنان وهمس في أذني سأطلبها لك حاال من والدها معلمك‪ ،‬وال أظن أنه يمانع هذا القران‬ ‫بتاتا‪.‬‬ ‫إنما عليك أن تتودد إليها‪ .‬وحاول أن تفاتحها الكالم‪.‬‬ ‫ثم أخبرني إني في انتظارك‪ ،‬وبعناية من اهلل وعونه لم يخيب رجائي في انتقاء والدي‪ ،‬وأحسست باضطراب شديد‪،‬‬ ‫وأنا أحاول الحديث معها‪ ،‬تملكني االستغراب فقد حباها اهلل جماال رائعا وأنوتة فذة‪ ،‬تجلجل لساني وتعترث الكلمات بين‬ ‫شفتي وحين اقتربت منها فاج عطر نفسها وهي تجيب دعوتي بالحديث إليها فبادرتني بالقول‪:‬‬ ‫«سعيدة بنجاحك» انطلقت أوتار لساني وخفت أن يتطلع إلينا الحاضرون فقلت‪:‬‬ ‫وأنا سعيد بمعرفتك وأنت فلذة كبد أحب الناس إلي‪.‬‬ ‫وأرجو أن تعيري رجائي فيك‪ .‬فقد أومأت لوالدي أن يطلب يدك من والدك‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬أبهذه السرعة؟‬ ‫قلت ‪ :‬نعم حتى ال يظفر بك غيري‪ ،‬فأنا بك أولى‪.‬‬ ‫هيا خذي براحتي إن والدي يخاطب والدك في الموضوع‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬أهي حفلة خطوبة أم حفلة نجاح؟‬ ‫قلت ‪ :‬الحقيقة هي حفلة نجاحي‪ ،‬ولكن مفاجأتها هي إعالن خطوبتي منك إن قبلت ورضيت‪.‬‬ ‫لم تعترض في شيء وإنما أسدلت رموشها تنحني حياء ورضاء ‪ .‬زاد تطلعي لوجهها الصبوح‪ ،‬وفتنت بها أكثر لم‬ ‫يكن لدي متسعا ألصف جمالها وإنما جذبتها من يدها في اتجاه والدها الذي كان يراقب حركاتنا ويقرأ من إشارتنا كل‬ ‫شيء وحين وقفت بين يديه قال ‪:‬‬ ‫هي عروسك اآلن‪ ،‬زوجتك مستقبال‪ .‬فتدخل والدي هيا لنقرأ الفاتحة ليبارك اهلل ذريتهما‪ ,‬ثم أعلنت المفاجأة‪ ،‬وابتدأ‬ ‫الحفل من جديد‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫الثوابت الدينية والوطنية‬ ‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪ ‬المذهب المالكي مذهب وسطي مقاصدي‬‫(‪)5/3‬‬

‫‪ - 1‬أهمية االلتزام بالمذهب الواحد؟‬ ‫سبقت اإلشارة إلى أن التزام المغاربة بالعقيدة األشعرية وما ينتج عن االختالف في العقيدة من شرور‬ ‫كالفرقة والتشرذم والتكفير واالقتتال ‪ ...‬واألمر نفسه نقوله عن االلتزام بوحدة المذهب‪ ،‬فباإلضافة إلى‬ ‫خصائص ومميزات المذهب المالكي‪ ،‬التي تجذب عقول العقالء التباعه‪ ،‬فإن وحدة المذهب الفقهي تجنب‬ ‫األمة المهالك ذاتها‪ ،‬علما أن مما يزيد من حدة التوتر المرتقب في األمة كون عدد من العبادات تؤدى جماعة‪،‬‬ ‫فيرغب كل مخالف في حمل الناس على ما هو عليه‪ ،‬األمر الذي تنتج عنه الفتن وكثرة البدع والمخالفات الشرعية‪.‬‬ ‫لقد عُرف المغرب بوفائه لمذهب اإلمام مالك بن أنس بن أبي عامر األصبحي ‪ ،‬إمام دار الهجرة(ت ‪179‬هـ)‬ ‫رحمه اهلل تعالى‪ ،‬وفاء جعله يَعُد اختياره لهذا المذهب ثابتا من ثوابته الدينية التي حظيت بإجماع األمة منذ‬ ‫دولة األدارسة‪ ،‬فصار االلتزام به عهدا يتوارثه األبناء عن اآلباء واألجداد علماء وعامة‪.‬‬ ‫لقد اختار المغاربة المذهب السني المالكي‪ ،‬واستقرت عليه ثقافته الدينية نظرا لما يتميز به من الخصائص‬ ‫والمميزات ‪ ،‬من حيث جمعه بين منطوق النصوص ومقاصدها الخاصة والعامة ‪ ،‬ورعاية مصالح الناس المتنوعة‪،‬‬ ‫وثراء أصوله وقواعده ‪ ،‬وتنوع مدارسه ‪ ،‬وعلو كعب أتباعه من العلماء الراسخين في االجتهاد والفتوى ‪ ،‬إلى‬ ‫جانب رسوخ إمامه في العلم واتساعه في الفضل وسلوكه مسالك التقوى والورع ‪ ،‬وثناء العلماء عليه ‪ .‬قال اإلمام‬ ‫النووي‪« :‬أجمعت طوائف العلماء على إمامة مالك وجاللته‪ ،‬وعظيم سيادته وتبجيله وتوقيره‪ ،‬واإلذعان له في‬ ‫الحفظ والتثبت‪ ،‬وتعظيم حديث رسول اهلل صلوات اهلل وسالمه عليه»‪.‬‬ ‫وبناء عليه أصبح االختيار التاريخي للمغاربة؛ ألن المذهب المالكي يعد من ثوابت المغرب التي قام عليها‬ ‫وجوده اإلسالمي‪ ،‬واستقرت عليها ثقافته الدينية‪ ،‬وهو مذهب سني قائم على الجمع بين النقل ورعاية المصالح‪،‬‬ ‫غني بأصوله وقواعده‪ ،‬راسخ بمدارسه ورجاله‪ ،‬عميق باجتهاده وآرائه وفتاويه‪ ،‬وقد اختاره المغاربة لخصائصه‬ ‫الفذة‪ ،‬ورسوخ إمامه في الفقه والورع وأنه إمام دار الهجرة ووارث علم أهل المدينة‪.‬‬ ‫وهو عند التأمل في حججه حقيقة عرفية في ما انتهى إلى اإلمام مالك من عمل أهل المدينة المتوارث عن‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم وعن أصحابه المدنيين المرجوع إليهم في الفصل في تصرفات المكلفين‪.‬‬

‫‪ - 2‬خصائص المذهب المالكي‪:‬‬

‫يتميز المذهب المالكي بخصائص ومميزات تجعله قادرا على استيعاب التطورات ومواكبة المستجدات في‬ ‫مختلف مناحي الحياة ومجاالتها‪ .‬ومن أبرز هذه الخصائص والمميزات‪:‬‬ ‫•‪ ‬السعة والمرونة‪ :‬فالفقه المالكي واسع بأصوله وقواعده الصالحة لكل زمان ومكان‪ ،‬مَرن بمنهج تنزيل‬ ‫فروعه على مواقعها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫•‪ ‬التوسط واالعتدال‪ :‬فالفقه المالكي مبني في أصوله وأحكامه على االعتدال واألخذ بالوسط‪ ،‬من غير‬ ‫إفراط وال تفريط‪.‬‬ ‫•‪ ‬الواقعية‪ :‬المعروف عن اإلمام مالك رحمه اهلل أنه ما كان يفتي إال فيما هو واقع من النوازل والحوادث‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فانْطبَعَ الفقه المالكي بالواقعية‪ ،‬وربط أحكامه بواقع الناس ومشاكلهم وشؤون حياتهم‪ ،‬وصرف النظر عن‬ ‫االفتراضاتوالتخيالت‪.‬‬ ‫•‪ ‬المزاوجة بين األثر والرأي‪ :‬يتميز المذهب المالكي بجمعه بين المنقول والمعقول‪ ،‬وجمع بين النص‬ ‫والرواية‪ ،‬مع االستنباط والدراية‪.‬‬ ‫•‪ ‬كثرة مدارسه وتنوعها وتكاملها‪ :‬تأسس المذهب المالكي في المدينة المنورة‪ ،‬فكانت هذه هي‬ ‫المدرسة األم‪ ،‬ثم تفرعت عنها مدارس بمصر والعراق والقيروان والمغرب واألندلس‪.‬‬ ‫•‪ ‬كثرة قواعده‪ :‬يتميز المذهب المالكي بكثرة قواعده الفقهية‪ ،‬وإحكام صياغتها‪ ،‬وقد جمع المقري في‬ ‫كتابه «القواعد» أزيد من ألف ومائتي قاعدة‪.‬‬ ‫•‪ ‬سعة أصوله وعمقها‪ :‬يقوم الفقه المالكي على أصول اعتمدها مالك رحمه اهلل في استنباطه واجتهاده‪،‬‬ ‫وهناك من أوصلها إلى العشرين أصال‪ ،‬منها المشترك بين المذاهب األخرى‪ ،‬ومنها ما اشتهر بكثرة إعماله لها‬ ‫وتعويله عليها‪ ،‬وهي أصول واسعة عميقة يستطيع الفقهاء بواسطتها أن يستوعبوا التطورات والمستجدات في‬ ‫مختلف مجاالت الحياة‪.‬‬

‫‪ - 3‬أشهر مصادر المذهب المالكي ‪:‬‬ ‫‪ ‬الموطأ وشروحه‪.‬‬‫‪ ‬المدونة‪.‬‬‫‪ ‬الرسالة البن أبي زيد القيرواني وشروحها‪.‬‬‫‪ « ‬البيان والتحصيل « البن رشد الجد ‪.‬‬‫‪ « ‬الذخيرة « لشهاب الدين القرافي‪.‬‬‫‪ « -‬مختصر خليل « وشروحه‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫بـالغ جمعية «أهل أصيلة للمديح والسماع»‬

‫وتتميز هذه الدورة بتكريم أحد رموز المديح النبوي والسماع الصوفي‬ ‫ببالدنا عامة وشيخ المنشدين بمراكش خاصة الحاج محمد عزالدين‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى تكريم أحد رموز هذا الفن بمدينة أصيلة السيد أحمد الجباري‪.‬‬ ‫وفي سياق التأريخ واالحتفاء بما قدمته الجمعية من عطاءات إبداعية‬ ‫طيلة عشر سنوات من العمل‪ ،‬سنعرض شريطا وثائقيا يضم مقتطفات من‬ ‫الملتقيات السابقة التي نظمتها الجمعية‪.‬‬ ‫وسيكون موعد الجمهور الكريم مع نخبة من الشعراء سيشنفون أسماعنا‬ ‫بقصائد من «الشعر الصوفي» والوجداني‪.‬‬ ‫وموازاة مع فعاليات هذا الملتقى الوطني‪ ،‬ستقام أنشطة متعددة ومتنوعة‪،‬‬ ‫من أهمها تنظيم ورشة فنية في «الخط المغربي» للمشاركين في الملتقى‪،‬‬ ‫ستتوج بافتتاح معرض سيضم عددا من اللوحات الخطية والتشكيلية‪.‬‬ ‫وتثمينا للدور المعرفي والعلمي للملتقى‪ ،‬سننظم «ندوة فكرية» يؤطرها‬ ‫مجموعة من الدكاترة األفاضل واألساتذة والباحثين المشاركين في الملتقى‪.‬‬ ‫إضافة إلى إقامة «دورة تكوينية» لفائدة المادحين‪ ،‬المنشدين والطلبة‬ ‫المشاركين في الملتقى‪ ،‬مع تنظيم مسابقة في فن اإلنشاد والغناء لفائدة‬ ‫المادحين الشباب المشاركين‪ ،‬ستتوج بتوزيع الجوائز على الفائزين في‬ ‫مسابقة فن اإلنشاد والغناء واإلصدار الفني‪.‬‬ ‫وإحياء للذكرى األربعينية لوفاة شيخ المادحين بمدينة الدارالبيضاء خاصة‬ ‫والمغرب عامة الفقيد الحاج عبدالمجيد الصويري‪ ،‬سيتم تقديم عرض مشترك‬ ‫بين المادحين ضيوف الملتقى إهداء لروح الفقيد‪.‬‬ ‫في الختام‪ ،‬سنتشرف بتالوة برقية الوالء إلى صاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس حفظه اهلل‪.‬‬

‫تعلن جمعية «أهل أصيلة للمديح والسماع»‪ ،‬عن تنظيم الدورة الحادية‬

‫عشرة لملتقى أصيلة الوطني للمديح والسماع والقصيدة الروحية في الفترة‬ ‫الممتدة من ‪ 11‬إلى ‪ 13‬مايو ‪2018‬م بمركز الحسن الثاني للملتقيات‬ ‫الدولية بمدينة أصيلة‪ ،‬تحت شعار‪« :‬الوحدة الروحية المنيفة‪...‬لجهات‬ ‫المملكة الشريفة»‪.‬‬ ‫وتكتسي هذه الدورة طابعا متميزا‪ ،‬وتستمد معناها وعمقها من طبيعة‬ ‫هذه المدينة الوديعة المتجذرة في التاريخ والمشهود لها باألصالة والعلم‬ ‫والفنون‪.‬‬ ‫ويهدف هذا الملتقى الوطني‪ ،‬إلى ترسيخ هذا الفن التراثي األصيل‬ ‫لدى الجمهور الذواق‪ ،‬استنادا إلى التوجهات الملكية السامية لموالنا أمير‬ ‫المؤمنين صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وأيده‪ ،‬الداعية‬ ‫إلى «تشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية‪ ،‬وتكريم أهل الفن والثقافة‬ ‫واإلبداع‪ ....‬ثم العناية بالموروث الثقافي المحلي الذي يجسد اعتزازنا بتعدد‬ ‫وتنوع روافد الهوية الوطنية‪ ،‬في ظل المغرب الموحد للجهات ‪ ...‬ويضيف‬ ‫جاللته أن مسؤوليتنا الجماعية تتمثل في صيانة هذا الرصيد الثقافي‬ ‫والحضاري الوطني»‪ ،‬من خالل تضافر جهود جميع المغاربة فرادى وجماعات‪،‬‬ ‫جمعيات‪ ،‬مؤسسات وهيئات‪ ،‬من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية‬ ‫األصيلة والموروث غير المادي للشعب المغربي حتى يبقى خالدا لألجيال‬ ‫المتالحقة‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الدورة المتميزة من هذا الملتقى الوطني للمديح والسماع‬ ‫والقصيدة الروحية‪ ،‬الذي يلتئم فيه نخبة من أهل الفكر واألدب والتصوف‬ ‫وأطياف من خيرة رواد اإلنشاد الديني‪ ،‬الذين لم يذخروا جهودهم من أجل‬ ‫العناية بهذا الموروث والحفاظ عليه توثيقا وأداء وتأطيرا ونشرا (وتوليعا)‬ ‫عبر األجيال‪ ،‬انتصارا للعمق الروحي والفني‪.‬‬ ‫وستركز أشغال هذا الملتقى الوطني على تقديم باقات متنوعة من العروض الفنية للفرق اإلنشادية‬ ‫المشاركة‪ ،‬تتقدمهم نخبة «مديح الجهة الشرقية» ضيف شرف الدورة‪ ،‬احتفاء بمدينة وجدة المغربية‬ ‫عاصمة الثقافة العربية لسنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫ملحوظة ‪:‬‬ ‫للمزيد من المعلومات الرجاء االتصال باألرقام التالية ‪0600553713 / 0661912779 :‬‬ ‫أو عبر البريد اإللكتروني ‪assilah.madih@gmail.com :‬‬


‫العدد ‪938‬‬

‫حقي‬

‫ق‪:‬‬

‫ت‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫معلمة مسجد الجامع الجديد بطنجة‬ ‫عرضة للضياع والتالشي‬

‫• إنجــاز ‪:‬‬ ‫مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ الزواحف والطفيليات تعيث فيه ً‬ ‫ف�سادا ‪ ...‬الرثيات تتال�شى‪ ...‬واجلرذان تهاجم البيوت املجاورة‬ ‫ـ ال�ضرر الذي ت�سببه وزارة الأوقاف لل�ساكنة م�ستمر منذ �إغالق امل�سجد‬

‫إحدى زوايا مسجد الجامع الجديد بثرياته ورفوفه المهملة قاعة بالجامع الجديد بزرابيه وثرياته ورفوفه المعرضة‬ ‫للتلف مع العشب المتطفل‬ ‫منذ سبع سنوات‬

‫نافورة وساحة الوضوء واألرضية التي نبتت عشبا‬ ‫وأصبحت مرتعاً للجرذان والزواحف‬

‫ساحة الوضوء بمسجد الجامع وأشجار ونباتات نمت‬ ‫عشوائياً‬

‫الوضوء حيث النافورة عارية عرضة لألمطار والرياح وأشعة‬ ‫الشمس‪.‬‬ ‫لذا يشكو السكان المجاورون لرحبة عيساوة حيث‬ ‫موقع الجامع من كثرة الجرذان والفئران من الحجم الكبير‬ ‫على بيوتهم المجاورة‪ ،‬وكثيرا ما فوجئوا بها كامنة في‬ ‫مطابخ بيوتهم‪ ،‬أو تحت أسرة غرف النوم‪.‬‬ ‫وهذا ضرر تسببه وزارة األوقاف للساكنة‪ ،‬وهو مستمر‬ ‫منذ إغــالق الجامــع‪ ،‬والســؤال هو ‪ :‬إذا كانت تجهيزات‬ ‫المسجد من زرابي وثريات ورفوف ورخام من المال العام‪،‬‬ ‫فلماذا تم تعريضها للضياع والتلف؟ وإذا كان هذا الضياع‬ ‫ثابت بالحجة (الصور المرفقة) فلماذا لم يحاكم المسؤولون‬ ‫عن هذا المنكر المجسد في تعريض مقتنيات ومنقوالت‬ ‫وتجهيزات للتلف والضياع؟ لماذا لم يتـم تفعيــل مبدأ‬ ‫المحاسبة أمام إهدار مال عمومي‪ ،‬وإتالف تجهيزات غالية‬ ‫الثمن؟ ولماذا لم يحاسب أولئك الذين عرضوا صحة وحياة‬ ‫وطمأنينة سكان لخطر التسمم بفعل زحف وتسلل الجرذان‬ ‫والزواحف المتسربة من مسجد الجامع الذي تحول إلى غابة‬ ‫تعلوها النباتات الطفيلية‪ ،‬واألشجار العشوائية إلى بيوتهم‬ ‫التي فقدت هدوءها وأمنها‪.‬‬ ‫إن المواطنين المجاورين يجرؤون بالشكوى هلل العلي‬ ‫القدير أن يرفع عنهــم هذه الغمة‪ ،‬ويستنكرون صمت‬ ‫ال��وزارة الوصيــة والجماعـة الحضرية النائمة نوم أهل‬ ‫الكهف‪ ،‬والسلطات المحليــة التي تجاهلــت األمر وكأنه‬ ‫يتعلق بكوكب آخر‪.‬‬ ‫إن مسؤوليــة هذه الجهات كلها هي الحرص على‬ ‫سالمة وصحــة وطمأنينــة السكان وأي إخـالل بهـــذه‬ ‫المسؤولية يستوجب الحساب‪ ،‬فقد انتهى زمن التجاهل‬ ‫والالمباالة‪ ،‬خصوصا أمام معلمة روحية تاريخية وحضارية‬ ‫لها تاريخ وتجذر في وجدان المواطنين من ساكنة المدينة‪،‬‬ ‫فأين وزارة األوقاف الهادرة للمال العام ؟ وأين الجماعة‬ ‫الحضرية ذات المرجعيـة الدينيـة؟ وأين عين السلطة‬ ‫الساهرة على طمأنينة المواطنين ؟ وأين ميزانية إصالح‬ ‫مسجد الجامع الجديد؟ ‪...‬‬ ‫كلها أسئلة تبحث عن أجوبة‪ ،‬فأين نجد هذه األجوبة‬ ‫ياترى؟ لإلفــادة فقـط‪ ،‬فهنــاك زوايـا مغلقة منــذ سنوات‬

‫ال تدخر وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية وتوابعها‬ ‫جهدا إلبراز إنجازاتهـا في ترميم وإصالح المساجـد في‬ ‫كل مدن وجهات المملكة‪ ،‬واالهتمام بالعتيق منها في‬ ‫سبيل الحفـاظ على اإلرث التاريخي والروحي للمغاربـة‪،‬‬ ‫إال أننا ال نفهم كيف تقدم الوزارة على إغالق ثاني أهم‬ ‫معلمة دينيـة في طنجـة بعد المسجـد األعظم منذ سبع‬ ‫سنوات بدعوى إصالحه‪ ،‬وهي المعلمة التي لم تشك‬ ‫انهيارا وال تصدعا‪ ...‬قلنا حينها ‪ :‬ال بأس فربما تعلق األمر‬ ‫بإصالحات وتجديدات وتحسينا‪ ،‬وكلها أعمال تدخل في‬ ‫إطار االهتمام ببيوت اهلل‪ ....‬وهذا ال يختلف فيه اثنان‪،‬‬ ‫ولكن أن يظـل المسجـد مغلقـا طـوال هذه السنـوات‬ ‫السبع دونما حركـة وال بادرة لإلصالح‪ ،‬فهذا ما يثيــر‬ ‫االستغراب‪.‬‬ ‫المعلمة أو المسجــد هو الجامــع الجديــد ويطلـق‬ ‫عليه العامة من سكان طنجة‪« ،‬الجامع الجديدة» وهو‬ ‫الجامع الثالث الذي بني في المدينة بعد استردادها من‬ ‫قبل المغاربة عام ‪1684‬م‪ .‬ويقع المسجد قرب الزاوية‬ ‫العيساوية المغلقة بدورها‪ ،‬وال أحد يعرف من أغلقها‪.‬‬ ‫ولما كنا ونحن صغـارا نسميهــا «المستعجالت» ألن‬ ‫الصلوات كانت تقام بها فور انتهاء اآلذان عكس الجامع‬ ‫الجديد المجاور لهاـ والتي تتأخر فيه الصالة ألكثر من‬ ‫نصف ساعة‪ ،‬والزاوية العيساوية فرع من زاوية مكناس‬ ‫حيـث ضريـح الشيــخ الكامــل سيدي الهادي بنعيسى‪،‬‬ ‫والجامع الجديد يقع في طريق مؤدية إلى السوق الداخلي‬ ‫في ساحة هي رحبة عيساوة‪ ،‬وقد شرع أهل طنجة في‬ ‫بنائه في منتصف القرن التاسع عشر الميالدي (‪ 1236‬ه‪/‬‬ ‫‪1847‬م)‪ ،‬ثم توقف العمل‪ ،‬وبعد ذلك جاء األمر السلطاني‬ ‫إلى النائب بطنجة السيد محمد الخطيب بتكميل بنائه‬ ‫عام ‪ 1860‬م‪.‬‬ ‫لهذا المسجد صومعة مرصعة بقطع الزليج البديع‪.‬‬ ‫وهذا المسجد إلى جانب الجامع الكبير كانا مخصصين‬ ‫للصالة والخطبة بمدينة طنجة داخل األسوار‪ ،‬أي داخل‬ ‫المدينة القديمة‪ ،‬أما الثالث فيوجد بالقصبة‪ ...‬المثير في‬ ‫بوابة ومأذنة مسجد الجامع الجديد برحبة عيساوة بطنجة‬ ‫األمر أن وزارة األوقاف وتوابعها تتشدق مرارا بفتح مساجد‬ ‫وبناء أخرى‪ ،‬وبإصالح مساجد في شتى ربوع المملكة‬ ‫وترميمها‪ ،‬ولكن هذه المجاهرة باإلنجاز واإلصالح فقدت‬ ‫مصداقيتها أمام حالة مسجد الجامع الكبير المغلق منذ سبع سنوات بدون أن يطاله إصالح أو وهي ‪:‬‬ ‫ترميم‪ ،‬وهو الذي كان أصال في غير حاجة إليهما‪ .‬ولم يشتك أحد من حاله‪ ،‬وهنا تنتصب عالمة‬ ‫ـ زاوية موالي عبد القادر المجاورة للزاوية الصديقية‪ ،‬وقد غدت عتبتها مجمع قاذورات‬ ‫استفهام كبيرة عن إغالق هذا المسجد الجامع‪...‬‬ ‫وقطط شاردة‪.‬‬ ‫مندوبياتها‬ ‫وال‬ ‫أجهزتها‬ ‫وال‬ ‫نفسها‬ ‫تكلف‬ ‫لم‬ ‫الغريب أن وزارة األوقاف األغنى في المغرب‪،‬‬ ‫ـ زاوية سيدي بن عيسى أو ما يطلق عليها بزاوية عيساوة المجاورة لمسجد الجامع الجديد‪.‬‬ ‫و»نظاراتها» وموظفيها وفقهائها‪ ،‬نقل تجهيزات المسجد من زرابي وثريات وأفرشة وصناديق‬ ‫ـ زاوية سيدي علي بن داوود الكائنة بحي دار البارود الشعبي في قلب المدينة القديمة‪.‬‬ ‫ومصاحف ورفوف قبل اإلغ�لاق‪ .‬فظلت كل األفرشة والزرابي مكانها تعيث فيها الزواحف‬ ‫ـ زاوية سيدي احمد بن الطيب الكائنة بحي القصبة التاريخي خلف أسوار المدينة القديمة‪.‬‬ ‫والطفيليـات فسـادا‪ .‬والثريـات تصدأ وتتالشى‪ ،‬وأوراق المصاحف تتطاير‪ ،‬سيما وأن ساحـة‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)841‬‬

‫‪16‬‬

‫“التاريخ من أسفل‪ ...‬في‬ ‫تاريخ الهامش والمهمش”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫لعل من حسنات التطور الكبير الذي أضحت تعرفه الكتابة التاريخية الوطنية‬ ‫أسئلة التقصي والتفكيك واالستثمار‪ ،‬مثلما هو الحال مع تاريخ الذهنيات وتاريخ‬ ‫المعاصرة‪ ،‬انفتاحها الواسع على أحدث مناهج البحث والتنقيب التاريخيين حسب‬ ‫الجنون وعوالم السحر وسير الفقهاء وطابوهات الجنس واألحالم‪...‬‬ ‫ما تبلورت في أبعادها العلمية الواسعة‪ .‬ولعل –كذلك‪ -‬من معالم التميز بهذا‬ ‫ولقد استطاعت الكلمة التقديمية لألستاذين خالد اليعقوبي وخالد طحطح‬ ‫الخصوص‪ ،‬قدرة البحث التاريخي الوطني على استيعاب الطفرات الهائلة –‬ ‫اختزال اتجاهات هذا البعد التجديدي على مستوى مناهج البحث التاريخي المعاصرة‪،‬‬ ‫التاريخ‪،‬‬ ‫معرفيا ومنهجيا‪ -‬التي أصبحت ميسما إلواليات اشتغال “صنعة” كتابة‬ ‫عندما قالت‪“ :‬بفضل إعطاء األولوية للبحث في الهوامش‪ ،‬وفي المواضيع‬ ‫وتحويلها إلى رافعة لتأصيل لشروط إدماج نتائج هذه الطفرات داخل نسق‬ ‫المسكوت عنها‪ ،‬وعبر التركيز على سير الفئات واألماكن المهمشة برز إلى الوجود‬ ‫البحث األكاديمي المتخصص‪ .‬ال يتعلق األمر بكتابات تنظيرية أو استقرائية‬ ‫شيء اسمه “التاريخ المنسي”‪ ،‬ثم شهدنا مع جيل “التاريخ الجديد” توظيف أدوات‬ ‫لمسار تطور مناهج البحث التاريخي عالميا‪ ،‬بقدر ما أنها سلطة معرفية لتفكيك‬ ‫األنتروبولوجي‪ ،‬قبل أن تتسع بعد ذلك دالالت كلمة مهمش في الدراسات واألبحاث‬ ‫الخطابات ما بعد الكولونيالية أو ما بعد الحداثية أو خطابات النقد الثقافي‪ ،‬قصد‬ ‫في مختلف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬وبالخصوص مفاهيم التاريخ من أسفل‪،‬‬ ‫تحويلها إلى أرضية للتأمل ولالشتغال استنادا إلى العدة المنهجية التي تميز‬ ‫التي تجذرت بسرعة كبيرة في صفوف مجموعة من تالمذة المدرسة اإلنجليزية‬ ‫ضرورات التعاطي مع “الحالة المغربية”‪ .‬ونتيجة لهذا المنحى التأسيسي‪ ،‬عرفت‬ ‫ممن ينتمون إلى مناطق كثيرة من العالم الثالث‪ ،‬وقد اشتهرت بالخصوص تجربة‬ ‫الساحة الوطنية بروز أعمال تاريخية جريئة‪ ،‬استطاعت أن تضع أسس “التمرد”‬ ‫مجموعة دراسات التابع الهندية‪ ،‬التي ذاع صيتها بفضل إنجازاتها الكبرى في مجال‬ ‫المراجعة التاريخية النقدية‪ .‬لن تبقى دراسات التابع حبيسة الهند التي نشأت فيها‬ ‫على اإلسطوغرافيات الكالسيكيــة‪ ،‬سواء منهــا العربية اإلسالمية أم األوربية‬ ‫التجربة‪ ،‬وإنما أصبحت عابرة للقارات‪ ...‬ويمكن القول إن الثقافة العربية بدورها‬ ‫الكولونيالية‪ ،‬فاتحة الباب أمام جهود إدماج آفاق البحث التاريخي داخل سيرورة‬ ‫قد عرفت بشكل أو بآخر انفتاحا على هذا االتجاه من الدراسات مع بداية تسعينيات‬ ‫التطور العميق لحياة المجتمعات‪ ،‬وهي السيرورة التي ظلت تتفاعل مع المكونات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬وذلك بسعي بعض المفكرين والباحثين إلى إعادة النظر بقضايا‬ ‫البنيوية الفريدة لهذه المجتمعات‪ ،‬بعيدا عن تأثيرات سلط المركز والقيادات‬ ‫المجتمعات العربية في ضوء رؤى جديدة‪ ،‬مع محاولة تفكيك المفاهيم االستعمارية‬ ‫والنخب‪ ،‬ولتعيد اإلنصات لنبض تحوالتها العميقة الواقعــة في ظل الوقائــع‬ ‫عبر النقد العميق لركائزها”‪.‬‬ ‫الكبرى للدولة وللمجتمع المرتبطـة بسير الحكــام والنخــب ومتنفذي المسار‬ ‫وعلى أساس هذا التصور العام‪ ،‬سعى الكتاب إلى إعادة مساءلة األسس النظرية‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫الدولي من صانعي ما يعرف ب”التاريخ الوقائعي” أو “التاريخ الحدثي”‪ .‬فخلف مسارات‬ ‫المؤطرة لقضايا البحث في “تاريخ الهامش” أو “التاريخ المنسي”‪ ،‬من خالل العودة‬ ‫تشكل الدولة وصناعة رموزها المركزية‪ ،‬سياسيا وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬تكمن تفاصيل‬ ‫لمساءلة إرث مدرسة الحوليات وداللة تداول مفهوم التاريخ من أسفل في حقول العلوم اإلنسانية‬ ‫مرتبط‬ ‫أبرزها‬ ‫لعل‬ ‫حياة المجتمع التي لم تلتفت لها اإلسطوغرافيات الكالسيكية‪ ،‬العتبارات متعددة‪،‬‬ ‫واالجتماعية الغربية الحديثة‪ ،‬قبل االنتقال للبحث في امتدادات مفهوم “التاريخ من أسفل” لدى كبريات‬ ‫فأن‬ ‫“الهامش”‪.‬‬ ‫فاعلي‬ ‫بتلك الرؤى التبخيسية التي حملتها النخب تجاه عطاء الفاعلين “من أسفل” أو‬ ‫المدارس التاريخية العالمية المعاصرة‪ ،‬وعلى رأسها مدرسة “الميكرو تاريخ” اإليطالية‪ ،‬ومدرسة “تاريخ‬ ‫والنخب‬ ‫واألمراء‬ ‫للسالطين‬ ‫يتحدث “األراخ”‪ ،‬حسب تعبير األستاذ عبد اهلل العروي‪ ،‬عن الحياة اليومية‬ ‫الحياة اليومية” األلمانية‪ ،‬ومدرسة “دراسات التابع” الهندية‪ .‬وفي سياق مواز‪ ،‬كان البد من تفكيك‬ ‫المركزية‪ ،‬يظل أمرا منسجما مع منطق الكتابة الوقائعية‪ ،‬لكن أن يتجاوز ذلك للبحث في خبايا معيش‬ ‫المنطلقات النظرية للمفاهيم وللقضايا المهيكلة للبحث في هذا المجال‪ ،‬وعلى رأسها قضايا ما‬ ‫الناس اليومي‪ ،‬ونظمهم الحياتية‪ ،‬وأنساقهم التفكيرية والذهنية وإبداعاتهم المحلية وموروثاتهم‬ ‫بعد الحداثة وما بعد الكولونيالية والمنعطفات الثقافية والتاريخية التي أفرزت هذا التوجه العلمي‬ ‫الرمزية‪ ،‬فكلها أمور تظل خارج دوائر االستقراء بالنسبة لتيارات اإلسطوغرافيات السردية الكالسيكية‪،‬‬ ‫المجدد‪ .‬وإلضفاء طابع إجرائي على خالصات البحث‪ ،‬اهتم الكتاب بتحليل نماذج من االستعماالت ومن‬ ‫العربية اإلسالمية والكولونيالية المجددة‪.‬‬ ‫المقاربات الراهنة التي اهتمت بدارسة تاريخ األفراد والجماعات‪ ،‬استنادا إلى المنطلقات النظرية التي‬ ‫حددنا أبعادها أعاله‪ ،‬مثلما هو الحال مع مفهوم ثقافة الفقر في المدينة‪ ،‬والمهمشون في تاريخ الغرب‬ ‫في سياق هذا االهتمام العلمي الوطني باالنفتاح على تطور مداخل البحث في تاريخ الهامش‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وسيرة راسبوتين بين التقديس والتسفيه‪ ،‬وسيرة محمد بن عمر األحرش الذي كان جنراال‬ ‫والمهمش‪ ،‬يندرج صدور كتاب “التاريخ من أسفل‪ ...‬في تاريخ الهامش والمهمش”‪ ،‬لألستاذين‬ ‫خالد اليعقوبي وخالد طحطح‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬وذلك في ما مجموعه ‪ 191‬من الصفحات ذات الحجم مغربيا في الفيتنام‪...‬‬ ‫المتوسط‪ .‬ويمكن القول إن صدور هذا العمل يشكل استثمارا لخصوبة عطاء البحث الذي أضحى‬ ‫هي قضايا تسائل المنسي‪ ،‬وتعيد تحريك المياه في البركة الساكنة لمجرى “التاريخ الوقائعي”‪،‬‬ ‫يستقطب قطاعات واسعة من مؤرخي الزمن الراهن‪ ،‬بحثا عن تفاصيل المسكوت عنه‪ ،‬أو عن جزئيات‬ ‫قصد تصحيح العالقة بين المركز والهامش‪ ،‬بل لتعيد هذا المركز إلى مستوى الفاعل المتفرد داخل‬ ‫الطابوهات‪ ،‬وعن منزلقات “القتل الرمزي” الذي طال ذاكرة المجتمع العميق‪ ،‬مجتمع الظل ومجتمع‬ ‫مسارات متعددة للفعل وللتأثير بالنسبة للحياة الجماعية‪ .‬هي أسئلة تعيد االعتبار لثقافة المسكوت‬ ‫التطور بعيدا عن دوائر السلط والنفوذ وصناعة القرارات المركزية للدولة‪ .‬إنه مجتمع للخصب المحاصر‬ ‫عنه‪ ،‬قصد إحداث ثورة منهجية وزاوبع فكرية داخل عقل المؤرخ التقليداني‪ ،‬إنصافا لذاتنا الجماعية‬ ‫ولإلرادات غير المرغوب فيها ولألصوات الخفيضة التي تعطي للمجتمع حيويته وإبداعه وقدرته على‬ ‫الواحدة‪/‬المتعددة‪ ،‬واستشرافا لمراقي تجديدية تعيد االعتبار لصنعة كتابة التاريخ ولدوائر انفتاحها‬ ‫ضمان االستمرارية‪ ،‬غير مكترث بإكراهات السلطة وال بانتظارات دوائر صنع القرار المركزي‪ ،‬سياسيا‬ ‫على األصوات العميقة التي بها نحيا وإليها نعود في سعينا المتواصل الكتشاف ذواتنا‪ ،‬خارج منطق‬ ‫واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬كان البد من االنفتاح على قضايا غير مسبوقة في البحث‬ ‫السرد الوقائعي المستنسخ‪ ،‬وقريبا من النزوعات الفردانية التي تضفي على المجتمع عناصر استمراريته‬ ‫وفي التنقيب‪ ،‬عبر إعادة تسليط الضوء على بناها الداخلية في أفق تحويلها إلى قضايا مركزية في ووجوده ومعالم إبداعه الحضاري الخالق‪.‬‬

‫ليلة األندلس بشفشاون‬ ‫بمناسبة المهرجان الوطني للشعر‬ ‫الذي يقام يومي ‪ 20‬و ‪ 21‬أبريل الجاري‪،‬‬ ‫بفضاء مركب محمد السادس بمدينـة‬ ‫شفشاون‪ ،‬نظمت دار الشعـر بتطوان‬ ‫لقاء شعريا أطلق عليه «ليلة األندلس»‪،‬‬ ‫بمشاركة شعراء من المغرب وإسبانيا‪.‬‬ ‫وق���د اس��ت��ه��ل��ـ��ـ��ت ال��ش��اع��ـ��ـ��رة‬ ‫اإلسبانيــــة إسبابيل دي رويدا والشاعر‬ ‫المغربي محمد الشيخي‪ ،‬سهرة ليالي‬ ‫األندلس بحوار شعري قدما من خاللها‬ ‫قصائـد ترسـم الفضاءات األندلسيــة‬ ‫في الضفتين رسما شعريا دقيقا‪ .‬من‬ ‫الشاعرة رويدا‪ ،‬القادمــة من «خيريس‬ ‫دي ال فرونطيـرا»‪ ،‬والشيخــي المبحر‪،‬‬ ‫دوما‪ ،‬من تطوان والمضيـق في اتجاه‬ ‫األندلس‪.‬‬ ‫واع��ت��راف��ا بما ق��دم��ت وتقدمـه‬ ‫ال��س��وب��ران��و سميرة ال��ق��ادري‪ ،‬عمل‬ ‫القائمــون على «ليلة األندلس»‪ ،‬على‬ ‫تكريم هذه الفنانة ‪ ،‬التي تألقت في أكبر‬ ‫مسارح الغنـاء في العالم بأدئها الفني‬ ‫الرفيع‪ .‬حيث قدمت الفنانة السوبرانو‬ ‫سميرة القادري تجربة موسيقية وغنائية‬ ‫جديدة بعنوان «مزيج»‪ ،‬استند العمل فيها إلى المزج الراقي بين الشعر والنغم‪ ،‬عبر التوليف بين‬ ‫النصوص العربية والموسيقى المتوسطية األندلسية‪ .‬من خالل الحضور القوي لنصوص أدبية‬ ‫خالدة‪ ،‬أبدعها كبار الشعراء األندلسيين والكونيين‪ ،‬في مقدمتهم محي الدين بن عربي‪.‬‬ ‫وتعد تجربة «مزيج» خطوة إبداعية جديدة تضاف إلى سجل سميرة القادري الحافل كما يعد لبنة‬ ‫أخرى في بناء المشروع الفني للسوبرانو المغربية المتألقة‪ ،‬التي تعمل في سبيل إعادة رسم نسيج‬ ‫الموسيقىالمغربيةبمختلفروافدهاالعربيةواألندلسيةوالمتوسطية‪،‬لمنحهابعداكونيايتوجهبنداء‬ ‫الموسيقىإلىكلالعالم‪.‬التجربةالموسيقية«مزيج»هومشروعجماعي‪،‬آمنتبهطاقاتفنيةوموسيقية‬

‫مرموقة‪ ،‬التفت‬ ‫ح��ول الصوت‬ ‫األوب�����رال�����ي‬ ‫ل���س���م���ي���رة‬ ‫ال�����ق�����ادري‪.‬‬ ‫ويتعلق األمــر‬ ‫بالمؤلــف الموسيقـي‬ ‫نبيل أقبيب وعازف البيانو ياسين عبد الوهاب‬ ‫وعازف العود يونس الفخار‪ ،‬وعازف اإليقاعات‬ ‫الشرقية محمد الخليفي‪ ،‬وع��ازف اإليقاعات‬ ‫الغربية رشيد البرنوصي‪ .‬وقد حاول كل واحد‬ ‫من هؤالء العازفين وضع بصمته الخاصة‪،‬‬ ‫تأليفا وعزفا وأداء‪ ،‬من خالل استثمار مختلف‬ ‫الطاقات الفردية واالبتكارات الموسيقية‪ ،‬وبثها‬ ‫في نفس واحد‪ ،‬وفي عمل فني جماعي غايته‬ ‫بث روح الجمال في «ليلة األندلس»‪.‬‬ ‫ول�لإش��ارة ف��إن إح��ي��اء ليلة األندلس‬ ‫بشفشاون الذي نظمته دار الشعر بتطوان‬ ‫يدخل في إطار انفتاح هذه الدار على مختلف‬ ‫الفضاءات والتظاهرات الثقافية والشعرية‬ ‫الكبرى في المغرب‪ُ ،‬‬ ‫لِتَك َ‬ ‫ون دار الشعر‪ ،‬وفي‬ ‫َّ‬ ‫أقل من سنتين‪ ،‬قد انفتحت على ثماني مدن‬ ‫مغربية‪ ،‬أقامت فيها تظاهرات شعرية كبرى‪،‬‬ ‫واحتفت فيها بالشعراء المغاربة ‪ ،‬منذ «ليلة الشعر األمازيغي» في الحسمية حتى «ليلة األندلس»‬ ‫في مدينة شفشاون‪.‬‬ ‫والليلة األخيرة بشفشاون كانت مناسبة استعادت أجمل لحظات الحوار بين الثقافات والحضارات‬ ‫في تاريخ اإلنسانية‪ ،‬كما جرت بين ضفتي حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬غداة الوجود العربي‬ ‫باألندلس‪ ،‬وما حفلت به من إبداعات موسيقية وشعرية ‪ ،‬وال زالت ترانيمها وأشعارها‪ ،‬ومقاماتها‬ ‫وطبوعها وأنغامها‪ ،‬متواصلة إلى اليوم‪ .‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫العدد ‪938‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)405‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫مخرّبون يسيؤون لسمعة‬ ‫مدينة طنجة عبر إحراق وتدمير‬ ‫حاويات األزبال‬

‫في الوقت الذي تسعى فيه عدة مصالح‬ ‫جماعية بمدينة طنجة لنشر ثقافة النظافة‬ ‫والحفاظ على البيئة وتقديم صورة إيجابية‬ ‫للسياحة بالبوغاز‪ ،‬ما زال هناك من يتعمد‬ ‫تكسير الممتلكات العامة عبر إقتالع و تخريب‬ ‫حاويات النفايات في مشهد يتكرر يوميا‪.‬‬ ‫شارع هارون الرشيد التابع لمقاطعة‬ ‫السواني‪ ،‬تعرض مرة أخرى كسائر شوارع‬ ‫طنجة‪ ،‬لعملية إحراق لحاويات القمامة‪ ،‬وسط‬ ‫استنكار كبير من الساكنة و من المسؤولين‬ ‫بالمقاطعة‪ ،‬وتنتشر ظاهرة تخريب حاويات‬ ‫القمامة بطنجة بشكل كبير‪ ،‬ما يشوّه المنظر‬ ‫العام‪ ،‬ويعطي صورة سلبية للمدينة‪ ،‬مما يطرح‬ ‫إشكالية السلوك المدني‪ ،‬ومدى تضافر أبناء‬ ‫هذه المدينة على نظافة مدينتهم والعناية‬ ‫برونقها وجماليتها حتى ال يهدد األمن الصحي والبيئي للمواطنين‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن كلفة تخريب حاويات القمامة تثقل كاهل المصالح الجماعية وعمال‬ ‫النظافة و تزيد من أعبائهم األعباء‪ ،‬في وقت ال تنقطع فيه أصوات جمعوية تنادي بوضع حد‬ ‫لمثل هذه التصرفات بتعزيز آليات الرقابة والضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه العبث‬ ‫بالممتلكات العامة‪ ،‬مع ضرورة مساهمة الجميع في الحفاظ على النظافة وصيانة التجهيزات العامة‬ ‫ألنها في األخير وضعت لخدمة المواطن‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫ل‪.‬س‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫من معاناة إزالة الجبص‬ ‫بمستشفى محمد الخامس‪‎‬‬ ‫كان اهلل في عـون من أصيب بكسور في‬ ‫حـادث ما‪ ،‬خاصة على مستوى ذراعـه أو كفه‬ ‫أو رجله أو قدمـــه‪ ،‬ثم خضــع لوضع الجبص‬ ‫على موضـــع إصابته‪ ،‬بمستشـفـــى محمـــد‬ ‫الخامس بطنجـة‪ .‬ذلك أن المصـاب ســيـــرى‬ ‫النجـوم في عز الظهر‪ ،‬بعد مرور األيام وتجاوز‬ ‫المــدة التــي ينبغــي خاللها إزالة الجبص من‬ ‫على موضع اإلصابة‪ .‬والسبب هو انتفاخ عضو‬ ‫ما من أعضـاء الجسم وزرقـتـــه المصحوبـــة‬ ‫باآلالم‪ .‬وهنا تبدأ رحلة العذاب‪ ،‬حيث أن صاحب‬ ‫الجبص يظل مالزما لهذا القيد‪ ،‬وكأنه مقيد‬ ‫باألصفاد‪ ،‬مما يؤثر على حركته ونشاطه‪ ،‬في‬ ‫انتظار أن يخضع بالمستشفى ذاته‪ ،‬لعملية‬ ‫إزالة الجبص الذي يصبح مستعصيا على فكه‬ ‫وإزالته‪ ،‬حيث أنه البد للمريض أن ينتظر‬ ‫طويال‪ ،‬والبد له أن يحضر إلى المستشفى‬ ‫مرة‪ ،‬ومرتين‪ ،‬وثالث مرات‪ ،‬وإذا لم يعجبه‬ ‫األمر‪ ،‬فليشرب ماء البحر ! لكن ‪ -‬يضيف‬ ‫مصدرنا ‪ -‬إذا أراد المصاب أن يختزل مدة‬ ‫االنتظار‪ ،‬ويتفادى كثرة المجيء والذهاب من‬ ‫أجل إزالة الجبص عليه أن يستعين بتدخــالت‬ ‫ووساطــات معينــة وقـد ال تكفـي وحدها هذه‬ ‫الوساطات‪ ،‬إذا لم يتــم إحضـــار «بسيمـة»‬ ‫وفركها في اليــد‪ ،‬بهـدف تسهيل عملية قطــع‬ ‫الجبص‪ ،‬وتلطيف األجـواء وإبراز روح العمل !‬ ‫آخـر ضحايـا إزالــة الجبـص مــن‬ ‫يـــدهـــا اليمنى امــرأة بدويـــة‪ ،‬مغلوبة على‬ ‫أمرها‪ ،‬ظلت تتكبد عناء الطريق من البادية‪،‬‬ ‫صوب مستشفى محمد الخامــس‪ ،‬إلزالة‬ ‫الجبص دون فائدة‪ ،‬في الوقت الذي كان األلم‬

‫‪17‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫يعتصرها‪ ،‬قبل أن يتدخل فاعل خير‪ ،‬بوضعه لـ‬ ‫«بسيمة» في اليد من أجل تعبيد الطريق‪ ،‬نحو‬ ‫إزالة الجبص عن ذراع المرأة‪ .‬وأضاف مصدرنا‬ ‫أنه ليس من الضروري توفير «بسيمة» لقضاء‬ ‫الغرض‪ ،‬بل حتى مبلغ ‪ 15‬درهما أو عشرة دراهم‬ ‫قد يؤدي مهمته « نقطة نقطة يعمار الواد» !‬ ‫هذه باختصار معاناة الدراويش في رحلة‬ ‫إزالة الجبص عن أطراف جسمهم بالمستشفى‬ ‫المذكور‪ ،‬حفظنا اهلل وإياكم من الكسور ‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫نداء إلى ذوي القلوب الرحيمة‬ ‫يعـــانــي المـواطـــن عبد الســالم‬ ‫األندلسي من ضعــف في البصر‪ ،‬حيــث‬ ‫لم تكلل بالنجاح العملية الجراحيـة التي‬ ‫أجراها على مستوى عينه اليمنى‪ ،‬وعليه‬ ‫أن يعيدها في أقـرب وقـت حتى ال يفقد‬ ‫البصر‪ ،‬بشكل نهائي‪ ،‬وهي العملية التي‬ ‫تتطلب مبلــغ‪ 25 ‬ألف درهــم‪ ،‬اطلعـت‬ ‫الجريدة على ملفــه الطبــي‪ .‬فضـال عن‬ ‫خضوعـه للديالـز‪ ،‬وإصابته بداء السكـري‬ ‫والضغط الدمـوي‪ ،‬مع بتـر ساقـه اليمنى‬ ‫كما يبـدو في الصورة‪ .‬ونظرا لظروفـه‬ ‫االجتماعية واالقتصادية الصعبة‪ ،‬فإنــه‬ ‫ينــاشــد المحسنيـــن وذوي األريحـيــة‪،‬‬ ‫لمساعدته‪ ،‬واهلل يجازيهم خيرا‪.‬‬

‫لالتصال ‪ 0669958252 :‬ـ ‪0605549450‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪405‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 938‬ـ الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ رياضة التنس‬ ‫(كرة المضرب)‪..‬‬ ‫قوانينها ‪..‬تسميتها‪..‬‬ ‫أساسها‪)2(..‬‬

‫نقولها‬

‫بصراحة‪ ،‬نحن بعيدون كل البعد عن منافسة دول كبيرة من حجم‬ ‫أمريكا وكندا والمكسيك على تنظيم نهائيات كاس العالم ‪2026‬‬ ‫نظرا للفوارق الكبيرة في مؤهالت هذه البلدان في شتى المجاالت‪ ،‬فما بالك تقديمها‬ ‫لملف مشترك ضد بلدنا‪ .‬فلجنة التفتيش التابعة لالتحاد الدولي لكرة القدم «تاسك‬ ‫فورس» حلت بمدن مغربية ضمنها طنجة وزارت مرافق مثل الملعب الكبير‪ ،‬وميناء‬ ‫طنجة المتوسط الذي أصبح رائدا في منطقة حوض البحر االبيض المتوسط وفي‬ ‫إفريقيا‪ ،‬وورش محطة القطار الفائق السرعة الذي سيربط طنجة بالدار البيضاء‪ ،‬و‪...‬‬ ‫واختلفت التعليقات والرؤى حول حظوظ المغرب في هذه المنافسة الصعبة‪ .‬لكن‬ ‫حظوظنا قائمة على شرط واحد‪ ،‬هو أن تتنازل هذه الدول‪ ،‬سيما أمريكا لتكافئنا على‬ ‫مجموعة من االلتزامات الدولية التي قلنا فيها «آمين» وتمنحنا تنظيم كاس العالم‪،‬‬ ‫نحن أحوج إليه حتى نستفيد مثلما استفادت إسبانيا عام ‪ 1982‬ومعها بلدان أخرى‬ ‫في النسخ االسابقة‪ .‬ألننا بعد المونديال سنرى مغربا آخر من حيث تجديد البنيات‬ ‫التحتية‪.‬‬

‫فاطمة العوت‪...‬‬ ‫م�ؤ�س�سة معهد منال �أنفو اخلا�ص‬

‫كيف تمت أول خرجة رياضيـة ترفيهيــة لمعهدكـم‬ ‫إلى إسبانيا‪ ،‬وكيــف كانــت األجواء والتالميذ يخوضون أو‬ ‫رحلة من هذا النوع؟‬

‫قوانين اللعبة الدولية وطريقة ممارستها‪: ‬‬ ‫يعتمد في قوانين اللعبة أن يتبادل الالعبان ضرب الكرة على‬ ‫أن تمر الكرة فوق‪ ‬الشبكة الموجودة في منتصف الملعب وعلى أن‬ ‫ال تتجاوز الحدود المسموحة لها داخل‪ ‬المستطيل وتحتسب النقاط‬ ‫ضد أي من الالعبين المتنافسين في الحاالت‪ ،‬إذا لمس الكرة أو قام‬ ‫بضربها أكثر مرة في نصف الملعب المخصص له‪ .‬إذا لمس الالعب أو‬ ‫مضربه الشبكة الموجودة في منتصف الملعب‪ .‬إذا قام الالعب بضرب‬ ‫الكرة قبل تجاوزها للشبكة الموجودة في نصف الملعب‪ .‬إذا لمست‬ ‫الكرة أي جزء من جسمه أو أي شيء آخر خالف الشبكة الخاصة بمضرب‬ ‫الالعب‪.‬‬ ‫وفي مباريات التنس ليس هناك وقت محدد للعبة حيث تتوقف‬ ‫مسألة الوقت على مهارة أي من الالعبين في إنهاء اللعبة لصالحه‪،‬‬ ‫وتقام المباريات بنظام الفردي والزوجي‪ ،‬سواء للرجال أو السيدات‪ ،‬أو‬ ‫الزوجي المختلط بأن يكون هناك العب والعبة في كل فريق‪ ،‬وتقام‬ ‫المباراة بنظام المجموعات وكل مجموعة تتألف من ستة أشواط‪ ،‬وفي‬ ‫السيدات تكون المباراة عبارة عن مجموعتين‪ ،‬أما بالنسبة للرجال‬ ‫فتتضمن المباراة ثالث مجموعات‪ .‬ويعتمد احتساب النقاط لصالح‬ ‫الالعب في هذه اللعبة‪ ،‬إذا فاز الالعب بالنقطة األولى يحتسب له‬ ‫‪ 15‬درجة‪ .‬إذا فاز الالعب بالنقطة الثانية يحتسب له ‪ 30‬درجة‪ .‬إذا‬ ‫فاز الالعب بالنقطة الثالثة يحتسب له ‪ 40‬درجة‪ .‬أما إذا فاز الالعب‬ ‫بالنقطة الرابعة في المجموعة فأنه يربح الشوط‪ .‬وفي حالة تعادل‬ ‫الالعبين بحصول كل منهما على ‪ 40‬درجة فيستمر اللعب بينهما‬ ‫على أن يفوز أحدهما بفارق نقطتين حتى يفوز بالشوط‪ ،‬والالعب‬ ‫الذي‪ ‬يفوز بستة أشواط يكون فائزاً بالمجموعة بشرط أن يكون‬ ‫فوزه بفارق شوطين عن منافسه‪ .‬وبالنسبة الختيار اللعبة ولمن‬ ‫تكون ضربة البداية فهذه يتم تحديدها بالطريقة التقليدية المتعارف‪ ‬‬ ‫عليها وهي القرعة‪ ،‬ويتم تغيير نصف الملعب لكل العب بنهاية كل‬ ‫شوط‪ ،‬وال تزيد فترى‪ ‬االستراحة في التنس عن ‪ 10‬دقائق‪ ،‬وقد تزيد‬ ‫إذا رأى الحكم في ذلك مصلحة خاصة في المناطق شديدة الحرارة‪،‬‬ ‫وفي منافسات الرجال تكون الراحة بعد االنتهاء من المجموعة الثانية‪،‬‬ ‫وللسيدات بعد المجموعة األولى‪.‬‬

‫لجنة التحكيم وتصنيف البطوالت ‪:‬‬

‫فيما يتعلق بكيفية التحكيم في مباريات التنس األرضي فهناك كما‬ ‫عال‬ ‫هو الحال في كل األلعاب حكم رئيسي بشرط أن يكون على كرسي ٍ‬ ‫يكشف من خالله جميع أرجاء الملعب‪ ،‬باإلضافة إلى حكام مساعدين‬ ‫له حيث يتوجب وجود حكم عند طرف الملعب وبالتحديد عند الشبكة‬ ‫وحكمين بنهاية الملعب خلف كل العب‪ ،‬وعند االبتداء في اللعبة يمنع‪ ‬‬ ‫أي العب من تلقي المعلومات أثناء اللعب‪ .‬وفيما يتعلق بالبطوالت في‬ ‫رياضة التنس‪ ‬فهناك أربع بطوالت كبرى تسمى ب (الغراند سالم)‬ ‫وتعتبر من أقوى وأضخم البطوالت جماهيرياً ومادياً من حيث مكافآت‬ ‫الفوز وهي‪ ،‬بطولة أستراليا المفتوحة‪ ،‬وهي أولى البطوالت الكبرى‬ ‫حيث تقام في أواخر شهر يناير من كل عام‪ .‬بطولة فرنسا المفتوحة‬ ‫المعروفة باسم (روالن غاروس)‪ .‬بطولة ويمبلدون في إنجلترا‪ .‬بطولة‬ ‫الواليات المتحدة المفتوحة المعروفة باسم (فالشينغ ميدوز) على‬ ‫اسم‪ ‬المالعب التي تقام عليها البطولة‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫بداية أذكر أننا قمنا بعدة خرجات داخل المغرب‪ ،‬من خالل‬ ‫مسار ‪ 32‬سنة في مهنة التعليم‪ ،‬وكنا دائما ننتظر فرصة لتجربة‬ ‫خرجات خارج المغرب‪ .‬الهدف من المشاركة في هذه الخرجة هو‬ ‫ثقافي ورياضي‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬وكنا نبحث عن شريك مناسب‪،‬‬ ‫ف��ك��ان االت��ص��ال بالسيد‬ ‫رشيد يسري‪ ،‬رئيس جمعة‬ ‫الصداقة والتعاون الذي له‬ ‫تجربة في هذا اإلطار ويعود‬ ‫له الفضل الكبير‪ ،‬إذ شجع‬ ‫مؤسستنا على خوض هذه‬ ‫الرحلة‪ ،‬كما قلت الرياضية‪،‬‬ ‫الثقافية والترفيهيـــة إلى‬ ‫ملقا ونواحيها‪ ،‬واإلقـامـة‬ ‫ب��م��دي��ن��ة ف��وي��ن��خ��ي��روال‬ ‫السياحية الجميلة‪ .‬وكانت‬ ‫ف��رص��ة الك��ت��ش��اف معالم‬ ‫وف��ض��اءات ج��دي��دة ربما‬ ‫لم تتاح للتالميـذ بسبب‬ ‫انشغال اآلب��اء او لظروف‬ ‫أخ��رى‪ .‬وكانت فرصة أمام‬ ‫تالميذ المعهــد الكتشاف‬ ‫وزي�����ارة م��ع��ال��م وم��ؤاث��ر‬ ‫تاريخية وإسالمـيـــة التي‬ ‫خلفها العــرب باألندلس‪.‬‬ ‫وبالنسبة لالجواء‪ ،‬الفرحة‬ ‫س����ادت ل���درج���ة ك��ب��ي��رة‬ ‫التالميذ المستفيدين من‬ ‫الرحلة وه��م‪ ،‬إي��اد كنعان‪،‬‬ ‫جميلة الناصري‪ ،‬نجوى بودرس‪ ،‬مهدي أشحار‪ ،‬أيمن النسناسي‪،‬‬ ‫أيمن الزرزوري‪ ،‬أحمد الزرزوري‪ ،‬نزار مير‪ ،‬إبراهيم بالمقدم‪ ،‬محمد‬ ‫القرش‪ ،‬خليل ازويشة‪ ،‬يحيى ازويشة‪،‬أدام مويحات باإلضافة إلى‬ ‫أطر المعهد‪ .‬وحتى اسر التالميذ عبروا عن ارتياحهم ورغبتهم‬ ‫في مشاركتنا رحالت مقبلة في حالة برمجتها فقط من خالل‬ ‫تتبع أنشطتنا خالل هذه الرحلة من خالل المواكبة عبر صفحتنا‬ ‫على موقع التواصل االجتماعي‪ ،‬فايسبوك‪ ،‬التي بلغ عدد متابعينا‬ ‫خاللها ونحن هناك حوالي ‪ 2000‬زائر‪.‬‬

‫ما هو مهامك ضمن الوفد المشارك في الرحلة؟‬ ‫كنت على راس الوفد باعتباري من مؤسسي المعهد إلى‬ ‫جانب زوجي‪ ،‬لقرع عبد العزيز‪ ،‬والمؤطرة التربوية لقرع منال‪،‬‬ ‫والمنشط التربوي لقرع منصف‪ .‬راكمت خبرة طويلة في مجال‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫التعليم كمدرسة مادة الرياضيات باللغة الفرنسية لما يناهز ‪42‬‬ ‫سنة‪ 10 ،‬سنوات منها قضيتها بهذا المعهد الذي تشغل به ابنتي‬ ‫منال لقرع مهام مديرة التعليم األولي واإلعدادي واالبتدائي‪،‬‬ ‫ورغم ذلك أواكب معها بحكم خبرتي‪.‬‬

‫كيف تم تأسيس المعهد ؟‬ ‫معهد منال انفو راى النور منذ سنة ‪ ،2008‬يوجد بمنطقة‬ ‫اكزناية‪ ،‬كان أول معهد يشيد بالمجال القروي بإقليم طنجة‬ ‫ق��ب��ل أن ي��ت��ح��ول لمنطقة‬ ‫حضرية‪ .‬يضم اقسام االولي‪،‬‬ ‫االبتدائي‪ ،‬واالعدادي‪ .‬اهدافه‬ ‫ال ت���روم ب��األس��اس ال��رب��ح‬ ‫المادي المحض‪ ،‬بدليل ان‬ ‫التكاليف المادية للتسجيل‬ ‫في متنــاول الجميع‪ .‬يضم‬ ‫الى حدود اليوم ‪ 778‬تلميذ‪،‬‬ ‫يتميز بسمعة طيبة على‬ ‫الصعيد الوطني‪ .‬حصل في‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬على أعلى‬ ‫نسبة نجاح للتالميذ الذين‬ ‫تقدموا المتحانات الباكلوريا‬ ‫الدولية‪ ،‬حيـث بلـغ المعدل‬ ‫(‪ .)19،70‬كذلــك هنــــاك‬ ‫تفوق واح��راز الرتـب األولى‬ ‫في االمتحانات االشهادية‬ ‫للتعليم االبتدائــي بالنسبة‬ ‫لتالميذ المعهــد‪ ،‬والفضل‬ ‫يعود لخبــرة وكفاءة حوالي‬ ‫‪ 40‬إط��ار ت��رب��وي يعملـون‬ ‫بالمعهد ال��ذي يشغــل في‬ ‫المجمل حوالي ‪ 70‬شخصا من مستخدمين‪ ،‬سائقين ومكلفين‬ ‫بمهامات اخرى في خدمة المؤسسة‪ .‬نظمنا أربع حفالت نهاية‬ ‫السنة الدراسية خالل العشر سنوات من التاسيس في فضاءات‬ ‫مميزة وبمؤسسات فندقية عالية التصنيف‪ ،‬الننا دائما نبحث‬ ‫عن الجودة‪ ،‬سواء في التدريس و التنشيط وفي جميع الميادين‬ ‫منها الثقافية والرياضية‪ ،‬و نبحث دائما عن التميز والجودة في‬ ‫التعليم باالساس‪ ،‬وهنا نذكر كذلك بمجهود المؤطر الوطني‬ ‫المفتش االستاذ اسماعيل الزياني ال��ذي يسهر على تاطير‬ ‫اساتذة المؤسسة ويبحث دائما عن الجديد والتجديد لما فيه‬ ‫خير للمؤسسة كما يفعل مع جميع المؤسسات‪ ،‬ويعود له الفضل‬ ‫بالدرجة االولى‪ .‬حصلنا على مجموعة من الجوائز في المسابقات‬ ‫الثقافية والرياضية‪ ،‬مجمل القول ان معهدنا هو شامل ورائد‬ ‫بمعنى الكلمة‪.‬‬

‫فينجر يعلن رحيله عن آرسنال‬

‫قال الفرنسي أرسين فينجر مدرب أرسنال االنجليزي في بيان أصدره‬ ‫النادي يوم الجمعة إنه سيترك النادي اللندني في نهاية الموسم الحالي رغم‬ ‫أن عقده ينتهي في أخر الموسم المقبل‪ .‬و أضاف فينجر (‪ 68‬عاما) الذي سيترك‬ ‫النادي بعد نحو ‪ 22‬عاما «بعد تفكير طويل ومحادثات مع إدارة النادي أشعر‬ ‫أنه من المناسب لي التخلي عن تدريب النادي في نهاية الموسم الحالي‪.‬‬ ‫أشكركم على منحي الفرصة لخدمة النادي خالل سنوات طويلة لن أنساها‪..‬‬ ‫ولقد أديت مهمتي مع النادي بكل التزام ونزاهة‪ ..‬وأود أن أوجه الشكر للطاقم‬ ‫الفني ولالعبين والمدراء والمشجعين الذين جعلوا هذا النادي متميزا»‪ .‬وأردف‬ ‫المدرب الفرنسي المخضرم «أناشد المشجعين الوقوف خلف الفريق لتحقيق‬ ‫أداء الفت حتى نهاية الموسم وأناشد جميع محبي أرسنال الحفاظ على قيم‬ ‫النادي‪ ..‬مع حبي ودعمي لألبد»‪ .‬وكان فينجر انضم للنادي اللندني في أكتوبر‬ ‫تشرين األول ‪ 1996‬وهو حاليا المدرب صاحب المدة األطول بين المدربين‬ ‫الحاليين على مستوى الكرة االنجليزية‪ .‬وقبل خمس جوالت من نهاية الموسم يحتل أرسنال المركز السادس بين فرق الدوري االنجليزي‬ ‫الممتاز برصيد ‪ 54‬نقطة بفارق ‪ 33‬نقطة عن مانشستر سيتي الذي ضمن التتويج باللقب‪ .‬لكن فريق فينجر ينافس في الدور قبل‬ ‫النهائي في الدوري األوروبي وسيكون بوسعه المنافسة في دوري األبطال في الموسم المقبل إذا توج باللقب‪ .‬ومع أرسنال توج فينجر‬ ‫بلقب الدوري االنجليزي الممتاز ثالث مرات من بينها مرة لم يعرف فيها فريقه طعم الهزيمة طوال الموسم كما فاز بسبعة ألقاب في‬ ‫كأس انجلترا وتأهل الفريق تحت قيادته لدوري أبطال أوروبا طوال ‪ 20‬عاما متتالية وجمع بين لقبي الدوري وكأس انجلترا مرتين في‬ ‫‪ 1998‬و‪ .2002‬وقال أرسنال إنه سيعلن في أقرب فرصة ممكنة عن خليفة فينجر بينما أشارت توقعات إلى أن توماس توخيل مدرب‬ ‫بروسيا دورتموند السابق والذي ال يرتبط بأي فريق حاليا هو األقرب لتولي المهمة خلفا لفينجر‪.‬‬


‫العدد ‪938‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫«تاسك فورس» تتفقد ملعب طنجة والميناء‬ ‫المتوسطي وورش القطار فائق السرعة‬ ‫وفاجأت سلطات الجهة بزيارة إلى تطوان‬ ‫تفقدت فيها مركز المالليين‬ ‫عكس ما راج قبل قدومها‬ ‫إلى مدينة طنجة‪ ،‬حل وفد‬ ‫لجنة التفتيش التابعة لالتحاد‬ ‫الدولي لكـرة القدم «تاسك‬ ‫فورس» بالملعـــب الكبيـــر‬ ‫بطنجة خالل زيارة لعاصمة‬ ‫البوغاز لتفقد بعض منشآت‬ ‫المدينـــة ومـواكبـــة مـــدى‬ ‫تطابقها مع ملف الترشيح قبل‬ ‫تنقيطه‪.‬‬ ‫ووقفـــت اللجنـــة التي‬ ‫حلت بطنجــة صبـــاح يـــوم‬ ‫الخميــس‪ ،‬بحضور حفيـــظ‬ ‫العلمي رئيس اللجنة المكلفة‬ ‫بترشيح المغرب الحتضان مونديال ‪ ،2026‬وفوزي لقجع رئيس‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مؤهالت الملعب‬ ‫ومرافقه قبل انتقالها لتفقد مرافق أخرى حيوية‪ ،‬نظيرميناء‬ ‫طنجة المتوسط الذي أصبح رائدا في منطقة حوض البحر‬ ‫االبيض المتوسط وفي إفريقيا‪ .‬كما وقفت اللجنة عند نقطة‬ ‫ورش محطة القطار الفائق السرعة الذي سيربط طنجة بالدار‬ ‫البيضاء‪،‬والذي قطع مراحل هامة ويعول عليه الملف المغربي‪،‬‬ ‫باعتباره وسيلة تساهم في تسهل عملية تنقل الجماهير‪.‬‬

‫وفاجأت اللجنة سلطات‬ ‫الجهة بزيارة أماكن أخرى‬ ‫لم تكن ضمن برنامجها‪،‬‬ ‫نظير مدينة تطوان التي‬ ‫حلت بها منذ األربعاء‪،‬‬ ‫وسبقت محطة طنجة بيوم‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫حيث تــم االطالع على‬ ‫سيــر األشغـــال بالمركب‬ ‫الكبير لمدينـــة الحمامــــة‬ ‫البيضاء‪ ،‬تلتهـــا زيـــارة‬ ‫لمركز التـكويــن التابـــع‬ ‫لنــادي المغــرب التطواني‬ ‫بالماللييـــن‪ ،‬وكـــان في‬ ‫استقبالهم هناك أعضاء من المكتب المسير للمغرب التطواني‬ ‫إلى جانب ناصر الرغيت‪ ،‬المدير التقني للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ .‬واستنادا إلى مصدر من مكتب المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬فإن اللجنة هنأت مكونات النادي التطواني على‬ ‫المجهودات الكبيرة التي يبدلهــا النادي بعنايته بالعمل‬ ‫القاعدي وتطوير البنيات التحتية بهذا المركز الذي نال‬ ‫إعجابها وارتياحهــا الكبير للبنيــات التحتية التي يتوفر‬ ‫عليها‪.‬‬

‫جمعية الصداقة والتعاون تحتفي بالوفد‬ ‫الفلسطيني‬ ‫ك���ع���ادت���ه���ا‪ ،‬لم‬ ‫تترك جمعية “الصداقة‬ ‫والتعاون بطنجة” التي‬ ‫يرأسها قيدوم العبي‬ ‫ك���رة ال��ق��دم بطنجة‬ ‫والفــاعـــل الجمعــوي‪،‬‬ ‫رشيد يسري المناسبة‬ ‫تمر دون أن تضيـــف‬ ‫عليها بصمتهــا من‬ ‫خ�لال تنظيـم حفــل‬ ‫اس��ت��ق��ب��ال رائ����ع ي��وم‬ ‫الثالثاء الماضي على‬ ‫شرف الوفد الفلسطيني‬ ‫المشارك في النسخـــة‬ ‫ال��خ��ام��س��ة ل��ل��دوري‬ ‫الدولي موالي الحسن لكرة القدم المنظم من طرف نهضة‬ ‫طنجة‪ ،‬شمل وجبة تالها حفل توزيع بعض الهدايا من أقمصة‬ ‫وبذل رياضية وتذكارات أدخلت البهجة والسرور في نفوس‬ ‫جميع أفراد الوفد المحتفى به‪ ،‬سيما األطفال‪ .‬وكان ضمن‬ ‫الحضور اإلطار الطنجاوي ادريس المرابط‪ ،‬مدرب اتحاد طنجة‬ ‫الذي تمنى له جميع أف��راد الوفد الفلسطيني التوفيق في‬ ‫مهامه مع الفريق الطنجاوي وإحراز معه لقب الموسم الحالي‪.‬‬ ‫وعلى هامش الحفل قال رشيد يسري‪ ،‬رئيس جمعية‬ ‫الصداقة والتعاون بطنجة” إنها لحظة تاريخية بالنسبة إلينا‬ ‫ونحن نلتقي أشقاءنا الفلسطينيين وهم في بلدهم الثاني‪،‬‬ ‫المغرب الذي يتقاسم معهم همومهم ويعد من الدول األوائل‬ ‫التي تساند القضية الفلسطينية”‪ .‬وأضاف يسري” هذا اللقاء‬ ‫هو بداية ومفتاح للقاءات مستقبلية إن شاء اهلل مع إخواننا‬ ‫الفلسطينيين‪ ،‬وخاصة وفد األكاديمية التي سنحاول أن نوقع‬ ‫معها عقد شراكة مستقبال لتبادل الخبرة والزيارات وتنظيم‬ ‫أنشطة مشتركة‪ ،‬وأتمنى لهم مقاما طيبا بالمغرب”‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال يحيى عاصي‪ ،‬أحد قدماء العبي منتخب‬ ‫فلسطين لكرة القدم‪ ،‬وم��درب سابق لمنتخبي الناشئين‬ ‫واألولمبي الفلسطينيين‪ ،‬والمسؤول الحالي عن أكاديمية‬

‫باري سان جيرمان بأريحا‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬إن حضور‬ ‫األك��ادي��م��ي��ة إل���ى طنجة‬ ‫ت��م ب��دع��وة م��ن جمعية‬ ‫نهضة طنجة م��ن أج��ل‬ ‫ال��م��ش��ارك��ة ف��ي النسخة‬ ‫الخامسة للدوري الدولي‬ ‫“م��والي الحسن”‪ .‬وأضاف‬ ‫عاصي‪ ،‬وهو إسم الشهرة‬ ‫ف���ي ال���وس���ط ال��ري��اض��ي‬ ‫الفلسطيني” رغ��م الفترة‬ ‫ال��ق��ص��ي��رة م��ن تأسيس‬ ‫األك��ادي��م��ي��ة‪ ،‬فقد حققت‬ ‫إق���ب���اال ال ب���اس ب���ه من‬ ‫األط��ف��ال المسجلين في‬ ‫أربع فئات عمرية‪ ،‬ونتمنى أن نكون قد قدمنا إضافة بحضورنا‬ ‫للدوري الدولي بطنجة وأملنا ألن نبني عالقات خارجية على‬ ‫مستوى الوطن العربي‪ ،‬وإن صبايا فلسطين الرياضيين دائما‬ ‫وأبدا يطمحون للتواجد إلى جانب أشقائهم العرب لتبادل‬ ‫الزيارات واألفكار وكل ما يخدم مصالحهم المشتركة”‪ .‬واضاف‬ ‫يحيى عاصي” من خالل هذه األكاديمية دائما‪ ،‬نحاول بناء‬ ‫األجيال القادمة‪ ،‬ونسعى أن نكون قدر المسؤولية‪ ،‬نهيء‬ ‫األجواء التي يمكن تجد فيها كرة القدم الفلسطينية القاعدية‬ ‫نفسها”‪ .‬وعن الدعوة واالحتفال ال��ذي خصت به جمعية‬ ‫الصداقة والتعاون‪ ،‬أضاف عاصي” يعجز اللسان عن الحديث‬ ‫عن حفاوة االستقبال وما قامت به هذه الجمعية في شخص‬ ‫رئيسها األخ رشيد يسري واسرته‪ .‬أشكره بالمناسبة بإسمي‬ ‫الخاص وبإسم جميع فعاليات الوفد الذي رافقني إلى طنجة‪،‬‬ ‫ونأمل أن نسرع في توقيع اتفاقية شراكة مع جمعيته كما‬ ‫اتفقنا في القريب العاجل‪ ،‬ومن خالله سنحاول االنتقال إلى‬ ‫توقيع اتفاقية مع الضفة األخرى بجنوب إسبانيا مع الجامعة‬ ‫األندلسية لكرة القدم من خالل العالقات المتميزة التي تربط‬ ‫األخ رشيد يسري باألخيرة حتى نوسع أنشطتها لننفتح على‬ ‫أوربا إن شاء اهلل”‪.‬‬

‫فئة كتاكيت اتحاد طنجة لكرة القدم تحرز‬ ‫النسخة الثالثة من الدوري الدولي لطنجة‬ ‫حقق كتاكيت اتحاد طنجة لكرة القدم نتائج جد إيجابية‬ ‫وظهروا بوجه مشرف جدا في النسخة الثالثة من الدوري‬ ‫الدولي لطنجة الخاص بفئتي أقل من ‪ 13‬سنة و أقل من‬ ‫‪ 11‬سنة‪ ،‬المنظم بتنسيق بين الجمعية المغربية للتنوع‬ ‫الثقافي والجمعية الثقافية الرياضية ببلجيكا‪ ،‬باشراك‬ ‫جمعية الكشاف المغربية‪ ،‬يومي السبت واألحد ‪ 7‬و ‪ 8‬أبريل‬ ‫بملعب سرفانطيس بطنجة‪ .‬وشاركت في هذه النسخة من‬ ‫الدوري‪ ،‬التي نظمت تحت شعار « جميعا من أجل الوحدة‬ ‫الترابية» مجموعة من األندية‪ ،‬ضمنها‪ ،‬اتحاد طنجة‪ ،‬المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬ملقا اإلسباني‪ .‬وفاز كتاكيت اتحاد طنجة بالدوري‬ ‫بفوز في النهائي بثالثة أهداف مقابل إثنين بعد اجتياز ملقا‬ ‫اإلسباني في نصف النهائي‪ ،‬ليؤكد العمل الجاد والدؤوب‬ ‫لمدرسة فارس البوغاز وأطرها التقنيين‪ .‬سواء على مستوى‬ ‫المشاركة في الدوريات أو البطولة الجهوية والوطنية‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫قرارات اللجنة المركزية للتأديب ليوم الثالثاء الماضي‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 17‬أبريل ‪ 2018‬وأصدرت قرارات بالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني‬ ‫األول‪ ،‬قضت بتوقيف‪ ‬زكارياء حدراف‪ ،‬العب فريق الرجاء الرياضي لمباراة واحدة بناء على المادة‬ ‫‪ 53-2‬من قانون العقوبات‪ .‬ويوسف بنعلي‪ ،‬العب فريق شباب الريف للحسيمة لمباراة واحدة‬ ‫بناء على المادة ‪ 2 – 53‬من قانون العقوبات‪ .‬وتغريم نادي اولمبيك اسفي‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما‬ ‫لحصول فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق الجيش الملكي‪ ،‬لحساب‬ ‫فعاليات الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة‬ ‫‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬ونادي الفتح الرياضي‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪4‬‬ ‫إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق اتحاد طنجة‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 25‬من البطولة‬ ‫االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬ونادي‬ ‫شباب الريف للحسيمة‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 3‬إنذارات وطرد خالل المباراة‬ ‫التي جمعته بفريق نهضة بركان‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬ونادي الرجاء الرياضي‪ ،‬مبلغ‬ ‫‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق الوداد الرياضي‪،‬‬ ‫لحساب فعاليات الجولة ‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على‬ ‫المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬ثم نادي نهضة بركان‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على‬ ‫‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق شباب الريف للحسيمة‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة‬ ‫‪ 25‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون‬ ‫العقوبات‪ .‬وبالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني الثاني قررت اللجنة توقيف يوسف‬ ‫السكتيوي‪ ،‬العب فريق المغرب الرياضي الفاسي لمباراتين نافذتين‪ ،‬بناء على المادة ‪ 85‬من‬ ‫قانون العقوبات‪ .‬وتغريم نادي رجاء بني مالل ‪ ،‬مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪5‬‬ ‫إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق المغرب الرياضي الفاسي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة‬ ‫‪ 27‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون‬ ‫العقوبات‪ .‬ونادي الوداد الرياضي الفاسي‪ ،‬مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات‬ ‫خالل المباراة التي جمعته بفريق شباب قصبة تادلة‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 27‬من البطولة‬ ‫االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬نادي‬ ‫االتحاد الزموري للخميسات‪ ،‬مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة‬ ‫التي جمعته بفريق شباب المسيرة‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 27‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬ونادي شباب المسيرة‪ ،‬مبلغ‬ ‫‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق االتحاد الزموري‬ ‫للخميسات‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 27‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪،‬‬ ‫بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫اللجنة المركزية لالستئناف تنظر في ملفات‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية لالستئناف التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫وأصدرت قرارات‪ ،‬منها تأييد القرار الصادر عن اللجنة الجهوية التأديبية والروح الرياضية‬ ‫التابعة لعصبة الدار البيضاء الكبرى‪ ،‬بتوقيف السيد محمد بوخيام رئيس النادي البيضاوي‬ ‫لكرة القدم داخل القاعة لمدة سنتين ابتداء من ‪ 25‬أكتوبر ‪ .2017‬وتأييد القرار الصادر عن‬ ‫اللجنة الجهوية التأديبية والروح الرياضية التابعة لعصبة سوس لكرة القدم‪ ،‬بإعادة برمجة‬ ‫المقابلة بين فريقي شباب سيدي إيفني ومجد انشادن برسم الدورة األولى من القسم الممتاز‬ ‫في وقت الحق‪ .‬وتأييد القرار الصادر عن اللجنة المركزية للتأديب التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬بتغريم نادي اإلتحاد البيضاوي ‪ 5000‬درهما بسبب ما قامت به بعض‬ ‫الجماهير المحسوبة عليه برشق بالحجارة وقنينتين جهة الحكم المساعد خالل المباراة التي‬ ‫جمعته بنادي نهضة زمامرة‪ .‬وإعادة برمجة مباراة فريق جمعية النسيم لكرة القدم النسوية‬ ‫سيدي مومن امام اولمبيك خريبكة وإلغاء القرار الصادر عن اللجنة المركزية للتاديب التابعة‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وتأييد القرار الصادر عن اللجنة المركزية للتأديب‬ ‫التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بتوقيف عصام أركاز العب فريق جمعية نهضة‬ ‫مرتيل الرياضية لكرة القدم لمدة سنتين واحدة منها موقوفة التنفيذ‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫منتخب أقل من ‪ 19‬سنة‬ ‫ينهزم أمام منتخب كوريا الجنوبية‬

‫انهزم المنتخب الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة بنتيجة هدف لصفر أمام منتخب كوريا الجنوبية‬ ‫خالل المباراة التي جمعتهما يوم األربعاء ‪ 18‬أبريل الحالي‪ .‬وتدخل هذه المباراة في إطار‬ ‫الدوري الدولي الذي تنظمه كوريا الجنوبية بمشاركة منتخبات المغرب والفيتنام والمكسيك‬ ‫إلى جانب البلد المنظم‪.‬‬

‫تكريم الحنودي يوم ‪ 28‬أبريل‬ ‫بملعب عشابة‬ ‫في إط��ار سياسة االعتراف‪ ،‬تعتزم فعاليات بطنجة تنظيم مباراة‬ ‫تكريمية لفائدة اإلطار التقني الطنجاوي أحمد الحنودي‪ ،‬أحد قدماء العبي‬ ‫كرة القدم بطنجة‪ ،‬والمدرب الذي حقق نتائج إيجابية مع أندية شمالية‬ ‫كمدرب في الثمانينات‪ ،‬خاصة مع شباب القصر الكبير وشباب علم طنجة‬ ‫اللذان حقق معهما الصعود إلى من القسم الثالث إلى القسم الوطني‬ ‫الثاني بالنظام القديم‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن تشهد المباراة التكريمية التي تجرى يوم السبت‬ ‫‪ 28‬ابريل ‪ 2018‬بملعب عشابة على الساعة الخامسة مساء مواجهة بين‬ ‫فريقين محليين يتكونا من قدماء العبي كرة القدم بطنجة‪ .‬نأمل أن تعرف‬ ‫هذه المباراة نجاحا على مقاس النجاحات التي حققها هذا اإلطار الطنجاوي‬ ‫الذي لم ينل حقه كما يجب‪.‬‬


‫العدد ‪938‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أبريل ‪2018‬‬

‫فنانون من ثالث قارات يحوّلون مدينة أصيلة‬ ‫إلى عاصمة عالمية للنحت‬

‫أصيلة‪ ،‬المدينة األصيلة‪ ،‬ال تزال تبهر المغاربة والعالم‪ ،‬بمبادراتها الثقافية والعلمية التي تنفرد بها‬ ‫وتعتبر ميزاتها األساسية بين مدن المغرب‪ ،‬والعالم العربي والعالم قاطبة‪ .‬والفضل كل الفضل في ما‬ ‫حققت المدينة األطلسية الجميلة‪ ،‬من شهرة و صيت على مستوى العالم‪ ،‬يعود إلى موسمها الثقافي‬ ‫الدولي الذي كان هو أيضا ثمرة فضول فكري لدى ابن هذه المدينة ومبدع «وثبتها» الحديثة‪ ،‬الرائد‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬الذي كان أول من نادى بالثقافة «كرافعة للنمو» قبل أن تنضم منظمة‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬إلى هذه الفكرة لتؤكد في الطبعة الخامسة لتقريرها حول مسارات التنمية المحلية‪ ،‬أن‬ ‫«الصناعات اإلبداعية التي تشمل المنتجات السمعية البصرية والتصميم والفنون التعبيرية والنشر‬ ‫والفنون البصرية ‪ ،‬تعزز االقتصاديات والتنمية»‪ ،‬وأن الثقافة «قوة محركة للتنمية المستدامة»‪.‬‬ ‫المثقف والوزير والسفير والمبدع ‪ ،‬االستاذ محمد بن عيسى كان سباقا إلى إبراز دور الثقافة في‬ ‫تحقيق التنمية بل وتوظيف الثقافة من أجل تطوير أصيلة وجعل الثقافة قنطرة هذه المدينة إلى‬ ‫العالمية بعد عقود من حالة التهميش التي فرضت عليها منذ االستقالل‪.‬‬ ‫وهكذا أطلق األستاذ محمد بن عيسى سنة ‪« 1978‬موسم أصيلة الثقافي الدولي» الذي أصبح‪ ،‬على‬ ‫مر السنين‪ ،‬موعدا ثقافيا عالميا‪ ،‬يستقطب‪ ،‬كل سنة‪ ،‬العديد من رجاالت الفكر والثقافة واإلبداع والفن‪،‬‬ ‫والسياسة‪ ،‬لإلسهام في حوار حضاري يستهدف اإلنسان في بيئته وطموحاته وتطلعاته إلى التقدم‬ ‫والسلم‪.‬‬ ‫وكمقدمة لالحتفال بالذكرى األربعين لـ «موسم أصيلة الثقافي الدولي» الذي يشمل أيضا فعاليات‬ ‫«جامعة المعتمد بن عباد الصيفية» ‪ ،‬انطلقت بمدينة أصيلة الدورة السادسة لورشة النحت التي كان‬ ‫للفنانة المغربية إكرام القباج‪ ،‬دور في نشأتها بأصيلة التي أهدتها سة ‪ ،2016‬منحوتة «السوانح» التي‬ ‫تتوسط اليوم ساحة المدينة والتي تم نصبها خالل موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الثامنة‬ ‫والثالثين‪ ،‬في احتفال كبير‪.‬‬ ‫هذه الورشة‪ ،‬التي ستستمر إلى الخامس من يونيه المقبل والتي تتزامن مع االحتفال باليوم‬ ‫العالمي للفن الذي يصادف الخامس عشر من أبريل‪ ،‬كل عام‪ ،‬يشارك فيها سبعة فنانين عالميين في‬ ‫فنون النحت‪ ،‬استجابة لدعوة مؤسسة منتدى أصيلة‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بكل من «ماريو لوبيز» من البرتغال‪ ،‬وعمر طوسون ‪ ،‬من مصر‪ ،‬و «بابلو أوغوستو» من‬ ‫األرجنتين‪ ،‬و «ناندو ألفاريز» من اسبانيا‪ ،‬و»أليكس البيجوف» من فرنسا‪ ،‬و«ماريا غرازيا» من إيطاليا‬ ‫باإلضافة إلى منسقة الورشة الفنانة المغربية إكرام القباج‪.‬‬ ‫هذه الكوكبة من الفنانين المرموقين في فنون النحت‪ ،‬تقوم‪ ،‬وعلى مدى خمسة عشر يوما‪،‬‬ ‫بالعمل على نحت الحجر الخام‪ ،‬في الهواء الطلق‪ ،‬وتحت أنظار المواطنين في هذه المدينة الذين‬ ‫عودهم موسم مدينهم الثقافي الدولي‪ ،‬منذ سنة ‪ ،1978‬على مشاهدة كبار الفنانين التشكيليين وهم‬ ‫يقومون برسم جدارياتهم الرائعة‪ ،‬وسط المدينة ‪ ،‬بين البحر وقصر الثقافة ومركز الحسن الثاني‬ ‫للملتقيات الدولية ‪ ،‬ليحولوا أصيلة إلى معرض مفتوح للسكان والزوار والمبدعين والفنانين واألدباء‬ ‫من القارات الخمس‪ ،.‬ويخلدوا أسماءهم بجداريات ولوحات ومنحوتات ستظل شاهدة على قدرة أصيلة‬ ‫على استيعاب مختلف التجارب العالمية في شتى مجاالت اإلبداع الفني والفكري‪.‬‬ ‫وكالعديد من اإلنتاجات الفنية التي تزخر بها مدينة أصيلة والتي راكمتها على امتداد أربعة عقود‬ ‫من عمر موسمها الثقافي الدولي‪ ،‬فإن منحوتات هذه الورشة ستهدى لمدينة أصيلة وسكانها دليال‬ ‫على أن هذا الموسم صار ملكا لإلنسان في كل بلد وقارة وأن أصيلة أصبحت فضاء عالميا للمبدعين‬ ‫من كل الثقافات والحضارات‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫جلسة تقديم كتاب «مدينة النعاس»‬

‫نظــمــت جمعـيـة أعمــــدة‬ ‫بطنجـة الجلســة الثقافية الثالثة‬ ‫لتقديم كتاب «مدينـــة النعــاس»‬ ‫الــذي تــرجــمــه عـــــن اللغـــة‬ ‫اإلسبانيــة الدكـــتـور مصطفـــى‬ ‫الورياغلي‪ ،‬بمشاركة‪ :‬‬ ‫د‪ .‬محمد بوجنان‬ ‫د‪ .‬محسن الزكري‬ ‫تسيير‪ :‬د‪ .‬مزوار اإلدريسي‬ ‫وذلك مـســاء الجمــعــة ‪20‬‬ ‫أبريــل ‪ 2018‬بمندوبية الثقافــة‬ ‫بطنجة‪ .‬‬

‫ص ِدار جديد‬

‫إ‬

‫هذا التأليف جليل القـدر‪ ،‬غاية في النفاسة جمع‬ ‫فيه صاحبه المقاصد الكبـرى للتصوف؛ وهي مقاصد‬ ‫أخالقية تخليقية في مقام أول‪ .‬‬

‫• عبد اللطيف �شهبون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.