Achamal n° 939 le 01 mai 2018 pdf

Page 1

‫منتدى المدن العتيقة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 939‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 14‬شعبـان ‪� 01 / 1439‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫نظمت هذا األسبوع ‪،‬بمدينة المضيق ‪،‬‬ ‫الدورة السادسة من المنتدى الدولي للمدن‬ ‫العتيقة وتنمية التراث‪ ،‬المنظـم من طـرف‬ ‫الشبكة المتوسطية للمـدن العتيقــة‪ ،‬تحت‬ ‫شعار «المضيق ملتقى الحضـارات‪ :‬التــراث‬ ‫الالمادي‪ ،‬إحياء‪ ،‬حماية وتثمين مستدام»‪.‬‬ ‫وتضمنت أشغــال الدورة ثالثـة محاور‪:‬‬ ‫«التراث الالمادي ‪ :‬الدعم المؤسساتي للحماية‬ ‫والتثمين»‪ ،‬و«التراث الالمادي وأهداف التنمية‬ ‫المستدامة»‪ ،‬و«التراث الالمادي ‪ :‬البحث عن‬ ‫التصنيف والتثمين»‪.‬‬ ‫وقد شهدت هذه الدورة مشاركة كوكبة‬ ‫من الفاعلين الدوليين وممثلي المدن العتيقة والمؤسسات الشريكة‪ ،‬بغاية ترسيخ عمل الشبكة‪ ،‬التي تأسست‬ ‫سنة ‪ ،2011‬على مختلف مظاهر التراث الالمادي‪ .‬كما أن هذا اللقاء يشكل احتفالية بالتاريخ والحضارة التي‬ ‫تجمع بلدان المتوسط ‪.‬‬ ‫وقد تميزت الجلسة االفتتاحية بتكريم ضيفة المنتدى‪ ،‬سمو األميرة دعاء بنت محمد بن محمود عزت‪،‬‬ ‫مؤسسة أكاديمية «ملتقى األصدقاء» بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وافتتاح معرض «أجيال» حول الفن في‬ ‫خدمة السالم والتسامح‪.‬‬

‫مؤتمر طنجة المغاربي‬ ‫أو الحلم الذي لم يتحقق‬ ‫‪ 27‬ـ ‪ 30‬أبريل ‪1958‬‬

‫وقد ال يتحقق!‪....‬‬ ‫‪ ‬بسبب تسلط وعناد ورعونة وخيانة وعقوق الجيران من ذوي القربى‪ ،‬الذين أثاروا مشاعر الحقد والكراهية والقطيعة في عالقات األخوة والجوار‬ ‫مع أشقائهم المغاربة وانخرطوا في معاكسة ممنهجة لحقوق المغرب في صحرائه الذين هم أدرى الناس بحقيقتها التاريخية‪ ،‬بحكم الجوار والقرابة‬ ‫والتاريخ المشترك‪.....‬‬ ‫وال زالوا‪.....! ‬‬ ‫لتحل الذكرى الستون لمؤتمر طنجة المغاربي ‪ ،‬والجزائر ال تزداد إلى رعونة وتصلبا في معاكسة المغرب دون أن تقوى على التخلص من رواسب‬ ‫«الحرب الباردة» التي كانت طرفا فيها إلى جانب «البالشفة» وضدا على «العالم الحر» الذي اختار قيم الحرية والديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬مذهبا‬ ‫وغاية‪! ‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫الوزارة المكلفة بإصالح اإلدارة والوظيفة‬ ‫العمومية تبرم اتفاقية شراكة مع جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬األولى من نوعها‬ ‫مع جهات المملكة اإلثنتي عشرة‬ ‫تتوالى اللقاءات على مستوى المنظمات‬ ‫األهلية والمجالس المحلية والجهات المختصة‪،‬‬ ‫بهدف تنزيل الجهوية وفق القوانين المنظمة‬ ‫لها دستوريا‪ ،‬والتي تجعل منها وحدات ترابية‬ ‫منسجمة ومتمتعة باختصاصات واسعة في‬ ‫نطاق الالمركزية ‪ ،‬حيث تتوالى النداءات من أجل‬ ‫اإلسراع بتوفير الموارد البشرية واآلليات المالية‬ ‫والمادية إلقرار نظام الجهوية بصفة نهائية‬ ‫والقطع مع التردد الظاهر في اإلسراع بتسليم‬ ‫االختصاصات من المركز إلى الجهات التي ال‬ ‫تزال ‪ ،‬كلها‪ ،‬شبه معطلة‪.‬‬ ‫وكان آخر هذه اللقاءات ندوة علمية‬ ‫نظمت األسبوع الماضي‪ ،‬بمدينة القصر الكبير‬ ‫حول الجهوية واالنتقال الديمقراطي بالمغرب‪،‬‬ ‫انطالقا من سؤالين محوريين ‪ :‬من نحن‪ ،‬وماذا‬ ‫نريد ؟‬ ‫أشغال الندوة انطلقت من ورقة تأطيرية‬ ‫عامة أشارت لمختلف التغيرات التي شهدها‬ ‫العالم خالل القرن ‪ 20‬باالنتقال من األنظمة‬ ‫الشمولية إلى االنظمة الديمقراطية التي اتخذت‬ ‫من الجهوية شكال من أشكال التنمية‪ .‬كما‬ ‫أشارت إلى التجربة المغربية في هذا المجال التي‬ ‫تشكلت بداية كتقطيع ترابي ثم كرهان تنموي‪،‬‬ ‫بحيث تم اإللحاح على شرط الديمقراطية‬ ‫كمدخل للجهوية بالمغرب وفق المعمول به في‬ ‫شتى جهات العالم‪.‬‬ ‫وتمت اإلشارة أيضا إلى السياق السياسي‬ ‫والحقوقي الذي أفرز الجهوية المغربية وسعي‬ ‫الفاعلين السياسيين لتطوير النموذج الجهوي‬ ‫المغربي من أجل تحقيق انتقال ديمقراطي‬ ‫ناجح‪ ،‬مع توفير االعتمادات المالية الكافية‬ ‫لتتمكن الجهوية من القيام بدورها كامال‬ ‫كقوة اقتصادية واجتماعية قادرة على تحقيق‬ ‫مخططات التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫ومع ما يظهر من محاوالت «تقويض»‬ ‫للجهود الرامية إلى تنزيل نظام الجهوية وفق‬

‫ما نص عليه دستور ‪ ،2011‬تعتبر جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة من أنشط الجهات التي سعت‬ ‫إلى تخطي الحواجز‪ ،‬ووضع آليات العمل‪ ،‬وإن‬ ‫في حدها األدنى‪ ،‬لمباشرة عملها الذي يغطي‬ ‫ثمانية أقاليم ‪ ،‬يعتبر إقليم طنجة مركزها‬ ‫اإلداري ومحور نشاطها‪.‬‬ ‫وهكذا أبرمت الجهة اتفاقيات شراكة مع‬ ‫العديد من الجهات المماثلة على المستوى‬ ‫الخارجي مكنتها من إبراز وجودها في عدد‬ ‫من بلدان العالم‪ ،‬كما أنها انخرطت‪ ،‬داخليا ‪،‬‬ ‫في إنجاز عدد من المشاريع التنموية والخدمات‬ ‫العمومية لفائدة سكان الجهة ‪.‬‬ ‫«ومؤخرا‪ ،‬وقعت الجهة مذكرة تفاهم مع‬ ‫مؤسسة «‪ »DAIEurope Ltd‬لوضع إطار‬ ‫لشراكة مؤسستية بين الطرفين من أجل‬ ‫تعزيز سبل التعاون الالمركزي ودعم الجهوية‬ ‫المتقدمة عبر برنامج وزارة الخارجية البريطانية‬ ‫(‪ )FCO‬الذي تبلغ تكلفته اإلجمالية ‪ 70‬مليون‬ ‫درهما‪.‬‬ ‫وقد تم االتفاق في هذه المذكرة على‬ ‫التعاون في إطار المحاور التالية‪:‬‬ ‫• تعزيز القدرات اإلدارية والتدبيرية داخل‬ ‫مجلس الجهة؛‬ ‫• دعم تنزيل وتقييم وتحيين برنامج‬ ‫التنمية الجهوية ‪2022-2016‬؛‬ ‫• تعزيز التواصل االستراتيجي للجهــة‬ ‫بصياغة استراتيجية إعالمية وتواصلية ودعم‬ ‫تنزيلها؛‬ ‫• دعم آليات التعاون بين مجلس الجهة‬ ‫والمجتمع المدني والتعاونيات المحلية بالجهة؛‬ ‫• توفير الخبرة والمساعدة التقنية لمجلس‬ ‫الجهة في إطار خطة عمل وبرامج الجهة‪.‬‬ ‫وستتولى الوكالة الجهويـــة لتنفيــــذ‬

‫المشاريع بالجهة اإلشراف على تنزيل مضامين‬ ‫هذه االتفاقية‪ ،‬إلى جانب مؤسس ة �‪DAIEu‬‬ ‫‪ »rope Ltd‬التي اختيرت كشريك من طرف‬ ‫سفارة المملكة المتحدة بالمغرب بعد وضع‬ ‫برامج عمل محددة تهم باألساس تعزيز‬ ‫القدرات االدارية والتدبيرية لمنتخبي مجلس‬ ‫الجهة وموظفي إدارتها ومصاحبة الجهة في‬ ‫تنفيذ وتحيين برامج التنمية الجهوية وتعزيز‬ ‫منظومة التواصل بالجهة ودعم آليات التعاون‬ ‫المشترك بين مجلس الجهة والمجتمع المدني‪.‬‬ ‫وخالل هذا األسبوع أيضا‪ ،‬وقع الوزير‬ ‫المكلف بإصالح اإلدارة والوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫محمد بن عبد القادر‪ ،‬اتفاقية شراكة مع مجلس‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمةـ بهدف تحسين‬ ‫جودة الخدمات اإلدارية وتقوية كفاءات الموارد‬ ‫البشرية‪ ،‬ودعم اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وتطوير‬ ‫األنظمة المعلوماتية‪ ،‬وتبسيط اإلجراءات‬ ‫والمساطر اإلدارية‪ ،‬وتحسين جودة الخدمات‬ ‫واالستقبال‪.‬‬ ‫وبموجب هذه االتفاقية‪ ،‬األولى من نوعها‬ ‫بين وزارة إصالح اإلدارة‪ ،‬ومجلس جهوي‪ ،‬تلتزم‬ ‫هذه الوزارة بوضع رهن إشارة مجلس الجهة‪،‬‬ ‫األنظمة والبرامج والتجارب الهادفة لتحسين‬ ‫الخدمات العمومية‪ ،‬وأيضا خبراء الوزارة‬ ‫لإلشراف على تكوين الموظفين‪ ،‬وتقديم‬ ‫الدعم والمواكبة لتبسيط المساطر واإلجراءات‬ ‫وتحسين الخدمات اإلدارية‪ ،‬وتمكين الجهة من‬ ‫“نظام االستقبال” الذي طورته الوزارة‪.‬‬ ‫ويعتبر الجانبان أن هذه االتفاقية قد تصبح‬ ‫“اتفاقية مرجعية لكافة الجهات األخرى‪ ،‬حيث إن‬ ‫األمر يتعلق بمبادرة جيدة وجديدة تندرج في‬ ‫إطار مقاربة جهوية متقدمة‪ ،‬ستضمن االحتكاك‬ ‫بين أطر الوزارة وأطر الجهات لالطالع عن قرب‬ ‫عن حاجات المواطنين‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫مهرجان حدكورت للثقافة والفنون والتنمية‬ ‫في دورته ‪15‬‬

‫نظــم مهرجــان حدكورت‬ ‫للثقافة والفنون والتنمية في‬ ‫دورته ‪ 15‬وذلك من ‪ 23‬أبريل‬ ‫إلى غاية ‪ 28‬منه‪ ،‬حيث انطلق‬ ‫االستعراض االفتتاحي بساحة‬ ‫المنصــة‪ ،‬بمشاركـــة فرقـــة‬ ‫النحاسية اإلدريسية‪ ،‬والفرقة‬ ‫النسائية للتبوريــدة جوهــرة‬ ‫الغرب‪ ،‬وجمعية فارسات العهد‬ ‫الجديد لفن التبوريدة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى عروض استعراضية لرياضة‬ ‫الجمبـــاز من القصر الكبيــر‪،‬‬ ‫بمشاركة جمعيــة فرســـان‬ ‫الرياضة‪ ،‬ومن طنجة بمشاركة‬ ‫جمعية حي الورود‪.‬‬ ‫كما عرف الملتقى تقديـم‬ ‫عـــرض مسرحـــي وتكريـــم‬ ‫اإلعالمي الحسين العمراني‪ ،‬مع‬ ‫توزيع الجوائز على الفائزين في‬ ‫المسابقات الثقافية والرياضية‪.‬‬

‫عبد الرحمان السنوني‬

‫‪2‬‬

‫الزيارة الملكية لمقر المديرية‬ ‫العامة لمراقبة التراب الوطني‪..‬‬ ‫الدالالت واألبعاد‬

‫في سابقة هي األولى من نوعها‪ ،‬خص‬ ‫الملك محمد السادس بزيارة تاريخية لمقر‬ ‫المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عصر‬ ‫يومه الثالثاء‪ ،‬حيث قام بتدشين المعهد الجديد‬ ‫للتكوين التخصصي‪ ،‬وزيارة مختلف مرافقه‪.‬‬ ‫وهو مركب أمني متكامل تم تشييده‪ ،‬في سياق‬ ‫تطوير منظومة التكوين في مجال االستخبار‪،‬‬ ‫على مساحة إجمالية تبلغ ‪ 35‬ألف متر مربع‪.‬‬ ‫الزيارة الملكية الغيــر مسبوقـــة‬ ‫اعتبــرها المراقبون للشأن الوطني ببالدنا‬ ‫إشادة رسمية من رئيس الدولة بالتضحيات‬ ‫الجسيمة لمسؤولي وأطر وأفراد هذا الجهاز‬ ‫في حماية أمن الوطن وسالمة المواطنين‪،‬‬ ‫واعتراف مولوي سامي بالمجهودات الجبارة التي‬ ‫يبذلها جميع العاملين بهذا الجهاز الحساس‪،‬‬ ‫في سبيل صيانة أمن واستقرار بالدنا‪ ،‬من‬ ‫خالل عملهم االحترافي‪ ،‬ويقظتهم الدائمة‪،‬‬ ‫وتدخالتهم االستباقية‪ ،‬وهو ما تجلى في تفكيك‬ ‫العشرات من الخاليا المتطرفة‪ ،‬والشبكات‬ ‫اإلجرامية العابرة للحدود‪ ،‬وتجنيب بالدنا‬ ‫مخاطر التهديدات اإلرهابية‪ ،‬واألعمال اإلجرامية‬

‫الخطيرة‪ ،‬ويكفينا فخرا أن أداء المديرة العامة‬ ‫لمراقبة التراب الوطني أصبحت نموذجا يحتذى‬ ‫على مستوى العديد من الدول‪ ،‬ومحط إشادة‬ ‫دولية كبيرة جدا‪.‬‬ ‫هي مبادرة مولوية أراد من خاللها ملك‬ ‫البالد توجيه رسالة ذات داللة ورمزية كبيرة‬ ‫جدا‪ ،‬أكد من خاللها على ثقته الغالية في جميع‬ ‫العاملين بهاته المؤسسة األمنية الرائدة‪،‬‬ ‫وتقديره الكبير للمجهودات التي يبذلونها‬ ‫في سبيل حماية أمن المواطنين وسالمة‬ ‫ممتلكاتهم‪.‬‬ ‫وجسدت الزيارة الملكية التاريخية العناية‬ ‫السامية التي ما فتئ جاللته يحيط بها كل‬ ‫أفراد هاته المؤسسة األمنية‪ ،‬وحرصه األكيد‬ ‫على تمكين هذا الجهاز من جميع اإلمكانيات‬ ‫البشرية والمادية حتى ينهض بواجبه الوطني‬ ‫والمهني على الوجه األمثل‪ ،‬وحتى يكون في‬ ‫مستوى التحديات التي تجابهها بالدنا‪.‬‬

‫محمد العمراني‬

‫هي فوضى!!‪...‬‬

‫هو سلوك غير حضاري ينتشر بقوة قرب مؤسسات القطاع العام‪ ،‬من‬ ‫محاكم ومدارس ومرافق عمومية‪ ،‬فبشارع عمر بن الخطاب بطنجة حيث‬ ‫تتواجد المحكمة اإلبتدائية‪ ،‬تعج الفوضى وكل مالمح التسيب واإلهمال‪،‬‬ ‫فهناك سيارات تقف بالعرض وأخرى بالطول‪ .‬كما أن هناك من يقف بسيارته‬ ‫بالرصيف‪ ،‬ما ّ‬ ‫يعطل مصالح الناس‪ ،‬ويوقف حركة السير‪ ،‬ويتسبب في حوادث‬ ‫بين السائقين والراجلين‪ ،‬هذه المهزلة التي تتكرر يوميا‪ ،‬تستدعي التدخـل‬ ‫الفوري لشرطة المرور وللمسؤولين إليقافها خصوصا بالشوارع واألزقة‬ ‫المحورية بالمدينة‪.‬‬ ‫هو نداء وليس برجاء‪ ،‬ألن المهمة الرئيسية لشرطة المرور تتجلى في‬ ‫تسهيل حركة السيـر والجوالن‪ ،‬لذا وجب عليهم العمل بمسؤولية أكبر‬ ‫وإيجاد الحل المناسب لهذه السلوكات التي باتت تضفي على المدينة مظهر‬ ‫الفوضى و«السيبة»‪.‬‬

‫َ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ج ِعي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�س مْ ُ‬ ‫ار ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َنةُ ْ‬ ‫} يا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ‬ ‫َم ْر ِ‬ ‫َاد ُخ ِلي يِف ِع َب ِ‬ ‫ادي َو ْاد ُخ ِلي َج َّن ِتي {‬ ‫�ض ّ َي ًة ف ْ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫بنفس مؤمنة بربها‪ ...‬وعن سن يناهز‬ ‫‪ 84‬سنة‪ ،‬انتقل إلى رحمة اهلل‬ ‫الفقيد العزيز‬

‫مصطفى جسوس‬

‫نجل الوطني الغيور‬ ‫الحاج عبد الغني جسوس تغمدهما‬ ‫اهلل برحمته الواسعة‪.‬‬

‫وذلك صبيحة يوم الخميس ‪ 26‬أبريل ‪ 2018‬بعد مرض عضال لم‬ ‫ينفع معه عالج‪ ،‬حيث أديت صالة الجنــازة بعد صالة عصر نفس اليوم‬ ‫بمسجد محمد الخامس‪ ،‬ووري جثمانه الطاهر في مقبرة سيدي اعمار‪.‬‬ ‫تعازينا الحارة ألرملته الفاضلة السيدة شفيقة بوزيد وأبنائه ‪ :‬يوسف‪،‬‬ ‫هشام وليلى‪ ،‬وأشقائـه األفاضل عبد اللطيــف‪ ،‬خالد وعبد الحميد شافاه‬ ‫اهلل‪ ،‬وبوعمار وعائلة معنا‪.‬‬ ‫ضارعين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيــد بواسع رحمته ويسكنه‬ ‫فسيح جناته وأن يلهم أسرته وأحباءه ومعارف الصبر والسلوان‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ما قيل و‪ ‬يقال عن إصالح اإلدارة‪ ،‬و تبسيط المسطرة‪ ،‬هو من قبيل األقراص‬ ‫المهدئة‪ ،‬التي ينصحك الطبيب بتناولها‪ ،‬للحفاظ على أعصابك‪ ،‬و ضبط توازنك‪.‬‬ ‫أما الواقع‪ ،‬فبإمكانك أن تشاهده بأمّ عينيك‪ ،‬إذا دخلتَ إلى قباضة‪ ،‬ألداء ضريبة‪،‬‬ ‫فتجد صفا طويال من المنتظرين‪ ،‬و شُباكا واحدا يتيما‪ ،‬يجعل هذا الصف يطول ويطول‪،‬‬ ‫دون أن يكلف رئيس المصلحة نفسه لتفقد الشبابيك األخرى التي لم تفتح نوافذها‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫شهية الموظفين المسؤولين عنها لفتحها‪ .‬‬ ‫التي لم تتفتًح‬ ‫و يمكنك أن تلمس هذا الواقع في المقاطعات‪ ،‬التي ال تضبط دخول موظفيها أو‬ ‫خروجهم‪ ،‬فتجد المكتب الذي سيسلمك الوثيقة المرغوب فيها‪ ،‬فارغا‪ ،‬و تجد الشخص‬ ‫الذي سيو ّقع الوثيقة غائبا‪ ،‬و قد يقال لك في أغلب األحيان‪:‬إنه في اجتماع‪ ،‬و قد يقال‬ ‫لك‪ ،‬إنه في مهمة‪ ،‬و قد ‪ ...‬‬ ‫و يمكنك أن تلمس هذا الواقع بيديك اإلثنتين‪ ،‬إذا ما أجبرتْك الظروف على ولوج‬ ‫محافظة عقارية‪ ،‬فتجد نفسك تتردد على مكاتبها‪ ،‬و تستجدي الوثيقة التي أتيتَ من‬ ‫أجلها‪ ،‬دون أن يجيبك مجيب‪ ،‬أو يستجيب لرغبتك مستجيب‪ .‬‬ ‫و العمل اإلداري المتصل أو المتواصل‪ ،‬ع ّلم عددا من موظفينا ‪-‬عفا اهلل عنهم‪-‬‬ ‫التغيب في الزوال‪ ،‬بحجة تناول وجبة الغداء‪ ،‬و من هؤالء من يستغل هذه الفجوة‪ ،‬فال‬ ‫يعود‪ ،‬و منهم من يُمددها إلى أجل مسمى‪ ،‬و منهم من يتحايل بحيل شتى‪ ،‬قصد‬ ‫االقتصار على حصة الصباح‪ ،‬و التشطيب على حصة المساء‪.‬‬ ‫فأين الرقيب‪ ،‬إذا كان رئيس المصلحة نفسه‪ ،‬يتغيب هو اآلخر؟‪ ‬‬ ‫أين الرقيب إذا كانت اإلدارة المركزية‪ ،‬التكلف نفسها مراقبة هذا الوضع‪ ،‬و الوقوف‬ ‫عليه في المصالح الجهوية التابعة لها؟‪ ‬‬ ‫إن تطبيق القانون يحتاج في بلدنا إلى هيئة‪ ،‬تشرف على سير قطاعنا اإلداري‬ ‫برُمّته‪ ،‬و تقوم بجوالت تفتيشية يومية لكافة اإلدارات‪ ،‬لتشاهد الواقع كما هو‪.‬‬ ‫أما أن نكتفى بالدوريات و المذكرات‪ ،‬و نطالب المسؤولين هنا و هناك‪ ،‬بتوقيعها‬ ‫قصداالِطالع و ْ‬ ‫ّ‬ ‫اإلطالع‪ ،‬فهذا لن يغير من روتيننا اإلداري البغيض‬ ‫و التأشير عليها‪،‬‬ ‫شيئا ذا بال‪.‬‬ ‫و أصعب شيء على مواطننا المسكين‪ ،‬أن يجد من يتبجّح ‪ -‬دون خجل وال حياء ‪-‬‬ ‫بأن إدارتنا بخير‪ ،‬و أن األمور تسير على ما يرام‪ .‬‬ ‫فال حول و ال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ثماين �سنوات على رحيله‬

‫محمد عابد الجابري‪..‬‬

‫الهرم الذي يخفيه اقزام المثقفين‬ ‫لو سألت تلميذا فرنسيا يدرس بقسم الباكالوريا عن ديكارت أو‬ ‫فوكو أو دولوز‪ ،‬أو حتى عن كانط ونيتشه‪ ،‬الستعرض لك مسار هؤالء‪،‬‬ ‫ولحدثك عن أسئلتهم التي انشغلوا بالبحث عن جواب لها طول‬ ‫حياته‪ ،‬والستطاع‪ ،‬في حدود دنيا‪ ،‬أن يحدد لك مستويات تمايزهم‪ ،‬أو‬ ‫تضادهم‪ ،‬تكاملهم أو تقاطعهم حول واحدة أو مجموعة من القضايا‬ ‫التي عاشوا من أجلها وألجلها‪ ،‬أما لو سألت تلميذا مغربيا يدرس‬ ‫في نفس المستوى عن الدكتور المرحوم محمد عابد الجابري‪ ،‬وقد‬ ‫سبق لي أن طرحت هذا السؤال‪ ،‬فإنه في الغالب ما يكون الجواب أنه‬ ‫لم يسمع بهذا اإلسم من قبل‪ ،‬أو قد يجيبك بكون الرجل شخصية‬ ‫مشرقية أو فنانا ممن يحاصرنا بهم اإلعالم‪.‬‬ ‫ماذا تعكس هذه المفارقة؟ هل من حق التلميذ الفرنسي أن‬ ‫يتعرف على مثقفيه الذين خاطبوه‪ ،‬وليس من حق التلميذ المغربي‬ ‫أن يتعرف على واح��د م��ن أكبر‬ ‫المثقفين الذين أنجبهم المغرب في‬ ‫العصر الحديث؟ أليس فوكو ودريدا‬ ‫ودولوز وكانط مطروحين بقوة في‬ ‫مقررات وبرامج التعليم الفرنسي‬ ‫باعتبارهم عالمات وطنية قبل أن‬ ‫يكونوا محطات للفكر البشري؟ أال‬ ‫يحس التلميذ الفرنسي بالزهو وهو‬ ‫يقرأ نظرية من نظريات ديكارت؟‬ ‫بل أال يحس باإلنتماء إل��ى هذه‬ ‫الحساسيات اإلبداعية التي تترك‬ ‫لديه انطباعا ذاتيا باإلمتداد الذي‬ ‫يشكل مركزية النسق الديكارتي‬ ‫في المجال إلى جانب مركزية الذات‬ ‫ومركزيــة الشـك على المستــوى‬ ‫المنهج؟ أليس اإلقرار لهؤالء داخل‬ ‫جغرافية المقرر في مجال تدريس‬ ‫الفلسفة اعترافا رسميا بمساهماتهم في مشروع التنوير الذي بدأه‬ ‫أرسطو ولم يرد له أن ينتهي؟‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬ماذا يعني أن يبقى الجابري نكرة عند التلميذ‬ ‫المغربي؟ لن نعزو هذا إلى التلميذ طبعا‪ ،‬خاصة مع ما يسمى بمشاريع‬ ‫إصالح التعليم األخيرة حيث تحول التلميذ إلى مجرد متلق سلبي‬ ‫يردما يعطى له‪ ،‬ثم إن اختيار فيلسوف في مقرر ما هو قرار يتقاطع‬ ‫فيه السياسي بالتربوي‪ ،‬وبما أننا قبلنا ارتهان التربوي للسياسي‪ ،‬فإن‬ ‫أي موقف سياسي من وجه ما سيكون بالضرورة هو ما على التربوي‬ ‫أن يختاره‪ ،‬وتلك مأساتنا في الحقل التعليمي‪ ،‬من هنا نطرح السؤال‪:‬‬ ‫لماذا لم يسع المقرر الراهن في مجال الفلسفة إلى التعريف بواحدة‬ ‫على األقل من اإلشكاليات التي أثارها محمد عابد الجابري وطنيا‪،‬‬ ‫قوميا وعالميا؟ هل يمكن أن نفهم أن ثمة موقفا رسميا من الرجل‬ ‫ومما كتب؟ وخاصة في ظل ما كان يعرف آنذاك بمحاباة الدولة‬ ‫لألطروحة السلفية؟ أو هل ما ناقشه الجابري من «نحن والتراث»‬ ‫إلى «تفسير القرآن الكريم» لم يرق إلى ما كتبه الفيلسوف آالن‪ ،‬أو‬

‫• حممد النحيل‬

‫غوشيه‪ ،‬من قضايا التنمية والديمقراطية واإلره��اب؟ ألم يتحدث‬ ‫الجابري عن ثنائية الذات واآلخر وعن مقومات الهوية؟ فلماذا يكون‬ ‫على التلميذ المغربي أن يتعرف على قضايا الهوية كإحدى محددات‬ ‫الكائن خارج حساسيته محليا وكونيا؟ ألم يمكنا الجابري من خالل‬ ‫مشروعه الضخم « نقد العقل العربي» من تبين آليات اشتغال العقل‬ ‫العربي ومن تقاطع روافده وتداخلها؟ ألم يتبين معدوا المقرر‪ ،‬وهم‬ ‫يحشدون أطروحات حول العقالنية وإشكاليات العلوم اإلنسانية‪ ،‬أن‬ ‫الجابري نظر لعقالنية مغربية أصيلة ومنفتحة على أنماط ثقافية‬ ‫أخرى؟ إن من بين ما يشفع للجابري على الصعيد المنهجي والتربوي‬ ‫هو تشييده لعقالنية ترتكز على الذات في أبعادها الثقافية والكونية‪،‬‬ ‫وقد ال أكون مغاليا لو إذا قلت إن ما فعله كانط مع العقل األوربي في‬ ‫نقد المفاهيم التي تشكل بنيات اإلشتغال هو تماما ما قام به الجابري‬ ‫عندما قام بتفكيك بنيات العقل‬ ‫العربي بيانيا وبرهانيا و عرفانيا‪،‬‬ ‫إن ثالثيته المشهورة قد نجحت‬ ‫فعال في الجمع بين كانط وهيغل‪،‬‬ ‫بين تراث األمة وتكوينها التاريخي‪،‬‬ ‫فالتكوين يسبق البنية‪ ،‬والبنية نتاج‬ ‫للتكوين كما يقول الدكتور حسن‬ ‫حنفي‪.‬‬ ‫إن أهم ما يمكن أن يخلخل‬ ‫الفهم الشائع عن العقل هو القول‬ ‫بوجود عقول متعددة أو بامتالك كل‬ ‫عصر لعقله‪ ،‬فعشية عصر النبوة ساد‬ ‫عقل حددته القبيلة والغنيمة‪ ،‬وبعده‬ ‫أضيف مكون العقيدة‪ ،‬وفي عصر‬ ‫الملك ساد عقل التقعيد والمعياري‪،‬‬ ‫عصر التدوين‪ ،‬أليس هذا العمل‬ ‫في حد ذاته تدميرا للنسق القائم على رؤية العقل العربي في‬ ‫وحدته ؟ أليس هذا هو ما فعله فوكو في « تاريخ الجنون في العصر‬ ‫الكالسيكي» وفي «حفريات المعرفة»؟‬ ‫لكن المفارقة التي أوردتها آنفا تجد قساوتها في الجدل الدائر‬ ‫بين «أشباه المثقفين» حول أعمال الجابري ممن لم يطلعوا عليها‬ ‫ولم يسائلوها‪ ،‬فكثر اللغط وأنتجت جملة من أحكام القيمة التي دأب‬ ‫الجابري طول حياته على محاربتها‪ ،‬غير أن ما تعكسه هذه المفارقة‬ ‫من مرارة هو أن الجابري لم يكتب ما كتبه إال تحت وطأة هزيمة ‪،67‬‬ ‫فكأن هذا الجيل (الجابري‪ -‬العروي‪ )..‬والذي فتح عينيه على الحلم‬ ‫النهضوي بداية الستينات‪ ،‬ثم ما لبث أن اغتيل ثقافيا وسياسيا‪ ،‬لم‬ ‫يجد عزاءه إال في محاولة إعادة البناء الذي اقتنع أنه كان هشا‪ ،‬إال‬ ‫أسئلته –لألسف‪ -‬لم تجد أي صدى في عالمنا اليوم‪ ،‬لعل السلطات‬ ‫التشريعية في المجال التعليمي تتدارك الوقت الضائع وتعمل‬ ‫مستقبال على بعث العقالنية لدى األجيال الجديدة وفاء لروح أستاذنا‬ ‫محمد عابد الجابري‪.‬‬

‫مدينة‬ ‫النعاس‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«مدينة النعاس‪ :‬رحلة إلى داخل المغرب» عنوان منجز‬ ‫للكاتب ‪ Antonio de San Martin‬أعده في ظرفية حرجة من‬ ‫تاريخ المغرب الحديث؛ بعد خروجه من انهزام مذل باهض‪..‬‬ ‫ثم دخوله في سياق اإلعداد لهيمنة كولونيالية أفضت إلى‬ ‫تحكم في سيادته‪..‬‬ ‫ترجم هذا المنجز «الرحلي» الدكتور مصطفى الورياغلي‬ ‫من اإلسبانية إلى العربية‪ ،‬واتسمت ترجمته بجودة عالية‬ ‫مكنت المتلقي من متع استماالت‪ ..‬وكثافة إفادات‪..‬‬ ‫يحدثنا الكاتب في استهالل منجز أنه منذ سن مشارف‬ ‫لالحتالم قوي عنده النزوع الكتشاف البالد المجهولة‪ ..‬ثم‬ ‫تضاعف ذلك بعد تراكم مقروئه الرحلي‪..‬‬ ‫وكان ألحد أصدقائه يد بيضاء في تحقيق حلمه‪ ..‬وفي‬ ‫حصوله على وظيفة!‬ ‫لكن هذا السفر في ذاته ظل مشروطا ب‪:‬‬ ‫* إعداد دراسة دقيقة لعادات وتقاليد البلد الجار‪!..‬‬ ‫* االنضباط للرؤساء وإرضائهم‪!..‬‬ ‫*االهتمــام بتدويــن كــل ما يمكــن من المعرفــة‬ ‫االستكشافية‪!..‬‬ ‫فالنواة الصلبة لهذه المهمــة السفاريــة وإنجاز تقارير‬ ‫شمالة‪..‬‬ ‫وقد كلف كل ذلك اغترابا إداريا دام ست سنوات في حواضر‬ ‫المغرب وبواديه‪..‬‬ ‫تميز منجز ‪ Antonin De San Martin‬بوصف دقيق‪..‬‬ ‫وتحليل نافذ‪ ..‬وتأويل منحاز‪ ..‬وكان الكاتب دائم الحرص‬ ‫على استدعاء مخزون ذاكرته‪ ..‬واالستمداد من مصادر ثقافية‬ ‫ورسمية سابقة‪ ..‬وفاء لحموالته الصليبية واالستعمارية‪..‬‬ ‫والجدير باإلبراز في هذا الصدد أنه كان مكلفا باستخالص‬ ‫ديون المغرب لفائدة الدولة اإلسبانية في مدينة العرائش‬ ‫تحت إمرة وزير مفوض مقيم بطنجة‪.‬‬ ‫هناك عدة مداخل لقراءة المتن المارتيني‪:‬‬ ‫* صورة المغرب أو «االمبراطورية الجاثية» (البلد النصف‬ ‫متوحش‪ !..‬المحتفظة قلوب أهله بحقد إفريقي‪)!..‬‬ ‫*ضعف السلطة المخزنية وفساد رموزها‪..‬‬ ‫*صورة المدينة المغربية (طنجة‪ ،‬العرائش‪ ،‬الصويرة‪،‬‬ ‫مراكش‪ )..‬مدن زاخرة بالجمال الطبيعي والتناقض والفساد‪..‬‬ ‫* صورة المرأة (االستغالل في ليال ماجنة‪ ..‬النظر الدوني‪:‬‬ ‫المرأة المغربية جميلة لكنها مسكينة‪ ..‬خاضعة للمورو‬ ‫المتجهم‪ ..‬ال تجلس لمائدة الطعام إال متى فرغ زوجها من‬ ‫األكل!)‬ ‫* االسترقاق‪..‬‬ ‫* الحمولة التحريفية الصليبية للدين اإلسالمي والخلط‬ ‫بين التصوف والشعوذة‪!..‬؟ ومن صور التحريف القول ب‪:‬‬ ‫ النبي المزيف!‬‫ أن المرأة التي ال تجد زوجا يرافقها إلى الحج تتخذ زوجا‬‫مؤقتا‪ ..‬تفترق عنه إن أرادت ذلك بمجرد انتهاء الحج! (طبعا‬ ‫هذا يكشف جهال بالمحرم؛ الذي يحرم الزواج به لرحمه‬ ‫وقرابته‪.)..‬‬ ‫وبعد فهذا المنجز جدير بالقراءة والفحص ووضعه في‬ ‫سياقه التاريخي‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 01‬مــــاي ‪2018‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫‪WANTED :‬‬ ‫زوجة لــ «�سيدي �أن�س ولد احلاجة»‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫فإنه من المنطق أن تطالب األنابيك بتوفير فرص تشغيل‬ ‫أبناء طنجة‪ ،‬أوال‪ ،‬قبل أن تعمم فرص الشغل على باقي تراب‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫حقا إن هناك «أسبقيات» محلية يجب االنتهاء منها قبل‬ ‫التوجه إلى تعميم فرص التشغيل إال في الحاالت االستثنائية‪،‬‬ ‫وفي ذلك ضمان لنجاح المشاريع المقامة ولترسخ استقرار‬ ‫سوق الشغل بطنجة التي كانت‪ ،‬ومند قرون‪ ،‬بلدا مفتوحا‬ ‫وسوقا تستوعب العديد من األسواق ٌ‬ ‫واألقوام واألجناس‪.‬‬ ‫‪.........‬ومع دعمنا الكامل لجهود األنابيك الرامية إلى‬ ‫توفير فرص الشغل لفائدة المعطلين عبر كافة تراب الوطن‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال�سيل ّ‬ ‫الزبى !‬ ‫بلغ‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫ح ّتــــاك !‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫شكل انسحاب فريقي الدراجين المغاربة من الدورة الواحدة والثالثين‬ ‫لطواف المغرب‪ ،‬عند المرحلة الثامنة بين أكادير والصويرة‪ ،‬فضيحة كبرى بالنسبة‬ ‫للمسؤولين عن الجامعة الملكية المغربية للدراجات وإدانة مدوية لتعاملهم‬ ‫مع الرياضيين الذين «فضحوا»‪ ،‬بموقفهم الجريء هذا‪ ،‬ممارسات وصفها عميد‬ ‫المنتخب الوطني ‪ ،‬عادل جلول ‪ ،‬بـ «المهينة» ماديا ومعنويا‪ ،‬وكون الجامعة ال تقيم‬ ‫وزنا لمعاناة الدراجين المغاربة الذين يعيشون حاالت التهميش والقمع والالمباالة‪،‬‬ ‫حيث إنهم يواجهون حاالت من اإلهانة والتعسف المهين والحاط بالكرامة ‪.‬‬ ‫قرار انسحاب فريق رياضي وطني من تظاهرة دولية‪ ،‬كطواف المغرب ذي‬ ‫الصدى العالمي‪ ،‬ليس باألمر السهل‪ ،‬والبد أن يكون مبنيا على أسباب عميقة ‪،‬‬ ‫نفسية ومعنوية ومادية‪ ،‬لم يتردد الرياضيون المغاربة في طرحها وشرحها عبر‬ ‫تصريحات صحافية قابلها الرأي العام المغربي بالكثير من االهتمام والعناية‪ ،‬حيث‬ ‫عبرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق اإلنسان ‪ ،‬عن تضامنها مع «المنسحبين»‪،‬‬ ‫بسبب ما وصفته الرابطة بــ «الجو المحتقن والمشحون»‪ ،‬الذي يطبع عالقات‬ ‫الرياضيين المغاربة مع مسؤولي الجامعة الذين يبخسون جهودهم وحقوقهم‬ ‫كرياضيين وطنيين محترفين‪ ،‬مشهود لهم بالكفاءة والغيرة الوطنية‪ ،‬حيث صرح‬ ‫عميد المنتخب الوطني بأن الرياضيين المشاركين في الطواف ال يتقاضون سوى‬ ‫‪ 70‬درهما يوميا بينما يتقاضى أعضاء الجامعة «‪ »Per Diem‬بمبلغ ألف درهم‬ ‫! في حين ال يتم توفير غذاء الدارج فوق الدراجة ليضطر الدراجون إلى شراء ما‬ ‫ياكلونه من مالهم‪ ،‬أثناء السباق‪ ،‬كما ال توفر الجامعة اللباس الخاص للدراجين‬ ‫الذين يشاركون في الطواف بدراجاتهم الخاصة بدل أن توفرها الجامعة لهم‪ .‬وال‬ ‫يتوفرون على تغطية صحية حيث يضطرون إلى أداء تكاليف عالجهم من مالهم‪.‬‬ ‫وكرد فعل الجامعة‪ ،‬قال رئيسها بلماحي في ندوة صحافية‪ ،‬إنه تقرر «توقيف‬ ‫الدراجين المنسحبين ‪ ،‬بأثر فوري‪ ،‬مدى الحياة» وتقديمهم أمام لجنة تأديبية ‪ ،‬وأن‬ ‫الجامعة سوف تتخذ «قرارات أخرى» الحقا ‪.‬‬ ‫وكان بلماحي محقا حين اعتبر أن انسحاب الدراجين من طواف المغرب الدولي‬ ‫يعتبر «قرارا مؤسفا» ومتعارضا مع «القوانين الجاري بها العمل» والتي ال يقع واجب‬ ‫احترامها‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬سوى على الدراجين أنفسهم‪ ،‬ولكنه لم يكلف نفسه عناء البحث‬ ‫عن أسباب ذلك االنسحاب «المهين» للجامعة‪ ،‬التي ادعى بالماحي باسمها‪ ،‬أن‬ ‫«كل متطلبات الدراجين تم التجاوب معها قبل انطالق الطواف»‪ ،‬كما أنه أدان‬ ‫المنسحبين من الطواف واعتبر قرارهم «خيانة وطنية»‪ ،‬األمر الذي رد عليه عميد‬ ‫المنتخب الوطني بأنه «عندما ينسحب رياضي مغربي من تظاهرة منظمة ببالده‪،‬‬ ‫فهذا يعني أن هناك أشياء فوق طاقته جعلته يقدم على قرار بمثل تلك األهمية‬ ‫والخطورة» وبأن اتهام المنسحبين من الطواف «خيانة وطنية» من شأنه اإلضرار‬ ‫بصورة المغرب أمام العالم في سياق دعم طواف المغرب للدراجات لملف استضافة‬ ‫المغرب لكاس العالم ‪ ،2026‬قال عميد المنتخب الوطني‪« :‬لن نسمح ألحد أن‬ ‫يتهمنا بالخيانة‪ ،‬ألننا نحب القميص الوطني‪ ،‬ورفعناه لسنين وسنرفعه إن شاء اهلل‪،‬‬ ‫ولكن ليس مع الذين همشونا وهمشوا رياضة الدراجة ‪ ،‬والذين كانوا السبب في‬ ‫قرارنا باالنسحاب‪ ،‬بعد أن استحال علينا متابعة الطواف في الظروف التي أملوها على‬ ‫الدراجين وفرضوها عليهم‪.‬‬ ‫تظلم الرياضيين المغاربة من جامعاتهم الملكية ‪ ،‬أمر «مستعر»‪ ،‬كثير‬ ‫التداول على صفحات الجرائد المختصة‪ ،‬وهو ما قد يعني أن شيئا ما ال « يدور»‬ ‫كما ينبغي‪ ،‬وعوض البحث عن حلول ناجعة للمشاكل‪ ،‬كثيرا ما يفضل مسؤولو‬ ‫الرياضات «الهروب إلى األمام» بتبرئة ذاتهم وتحميل الرياضيين وزر مواقفهم‬ ‫المتشددة‪ ،‬حين «يبلغ السيل الزبى» ويفقد الرياضيون القدرة على مزيد من‬ ‫التحمل‪.‬‬ ‫حديث عميد منتخب الدراجين خالل استضافته من طرف برنامج «الماتش»‬ ‫لتلفزة «ميدي آن»‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬أعطى فكرة واضحة عن معاناة الدراجين مع‬ ‫جامعتهم وفند ادعاءات رئيس الجامعة التي تندرج في خانة «كل شيء على ما‬ ‫يرام‪ ،‬مدام ال مركيز» وهي «قواليب» لم تعد تجد من «يساومها» في زماننا هذا‪...‬‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬فإن قرار الجامعة ب «التوقيف مدى الحياة» و التهديد بعرض‬ ‫«الزايغين» على لجنة التأديب‪ ،‬ونعتهم بإلحاق الضرر بترشح المغرب للمونديال‪،‬‬ ‫أمور لم تلق تجاوبا على مستوى الرأي العام الذي يطالب بفتح تحقيق دقيق ومحايد‬ ‫في هذا النازلة‪ ،‬لعلها األولى في حياة الرياضات الوطنية‪ ،‬و قد ال تكون األخيرة إذا ما‬ ‫تعمد «تقليدها» رياضيون من تخصصات أخرى يوم يواجهون ظروفا مثل تلك‬ ‫التي دفعت الدراجين إلى االنسحاب من طواف المغرب !!!‪......‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫بعض «الجهات» المغرضة تصر على تكريس النظرة‬ ‫الدونية للمرأة ضدا على النضال المستميت الذي خاضته‬ ‫وتخوضه النساء المغربيات من أجل الرفع من مكانتهن‬ ‫والنهوض بأوضاعهن وفرض احترام إنسيتهن ودورهن‬ ‫األساسي في بناء المجتمع المغربي‪ ،‬جنيا إلى جنب مع الرجل‬ ‫الذي أصبحت شريكته في كل مجاالت الحياة الحديثة‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ما الذي حدث؟‬ ‫شركة منتوجات غذائية ابتكرت طريقة لترويج بضاعتها‬ ‫عبر استغالل المرأة في إشهار محبوك جاء في صيغة قصة‬ ‫تليفزيونية رديئة‪ ،‬كالتي عودتنا تلفزاتنا عليها منذ نشأتها‬ ‫والتي ستغرقنا بها في األيام القليلة المقبلة‪ ،‬حيث رمضان‬ ‫على األبواب‪ ،‬وماليير «الدعم» غادرت خزائن الشركة لتستقر‬ ‫في جيوب بعض المحظوظين من متعهدي الرداءة‪ ،‬لينغصوا‬ ‫علينا سويعات الفطور التي من المفروض أن تكون سعيدة !‬ ‫القصة وقد جعلت لها الشركة عنوان «باغي نتزوج»‪،‬‬ ‫تحكــي «معانـاة» الحاجة‪ ،‬في اختيار عروس لولدها ‪ ،‬سيدي‬ ‫أنس‪ ،‬لــ «تؤنس» «وحدانيته»‪ ،‬من بين خمس فتيات تقدمن‬ ‫لالختبار في مادة الطبخ بوجه خاص‪ ،‬ليتم عند نهاية كل حلقة‪،‬‬ ‫إقصاء واحدة من «الحالمات» بالظفر بـ «سيدي أنس» ولد‬ ‫الحاجة !‬ ‫هذا اإلعالن اإلشهاري استفز العديد من نشطاء النضال‬ ‫من أجل كرامة المرأة‪ ،‬ذك��ورا وإناثا‪ ،‬ودفعهم جميعا إلى‬ ‫التنديد بتكريس دونية المرأة في اإلعالم الوطني واعتبار‬ ‫اإلشهار المذكور إهانة للنساء المغربيات ‪ ،‬والمطالبة بمقاطعة‬ ‫منتوجات الشركة صاحبة اإلع�لان‪ ،‬بعد أن « فعفع» سالح‬ ‫المقاطعة أركان بعض جهابذة الصناعات الغذائية المحتكرة‬ ‫لقطاعات حيوية للمواد الغذائية !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫مطلوب عمال من احلوز للعمل‬ ‫بطنجة!‬ ‫منابر إعالمية محلية تداولت إعالنا للوكالة الوطنية‬ ‫للتشغيل موجها لسكان منطقة الحوز قصد االستفادة من‬ ‫فرص الشغل بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫اإلعالن عاد تماما ما دام أن كل المغاربة متساوون في‬ ‫الحقوق والواجبات‪ ،‬وأن من حق جميع الطامحين في العثور‬ ‫على فرصة عمل بأي نقطة من المغرب أن يسعوا (أو أن يدعوا)‬ ‫إلى ذلك‪.‬‬ ‫إال أن األمر هنا يحتاج إلى توضيح‪ .‬ذلك أن فرص الشغل‬ ‫التي وفرتها الصناعات التي أقيمت بطنجة‪ ،‬استفادت منها‬ ‫جحافل العمال من مختلف مناطق المغرب‪ ،‬حتى أن زعيما‬ ‫سياسيا من منطقة الشمال صاح يوما أن حرف ال ‪ K‬الذي يرمز‬ ‫لمدينة طنجة‪ ،‬يصعب العثور عليه في سجالت عمال مصانع‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫وال أذل على ذلك أيضا من كون مدبنة طنجة‪ ،‬كادت أن‬ ‫تفقد «اللهجة المحلية» فال تكاد تسمع في المقاهي والفنادق‬ ‫واألسواق والطرق والمكاتب سوى لهجات الجنوب من «كالي»‬ ‫عوض قالي‪ ،‬و «ادروك»‪ ،‬عوض «اآلن»‪ ،‬و«ابرك»‪ ،‬التي تقال‬ ‫للجمل‪ ،‬عوض «تفضل اجلس»‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫ثم إن العديد من شباب طنجة ممن انتزعت أراضي‬ ‫أسرهم من أجل إقامة ميناء المتوسط والصناعات المحيطة‬ ‫به لم يستفيدوا من فرص العمل سواء بالميناء أو بالمصانع‪،‬‬ ‫خالفا لما سبق وأن ووعدوا به لتسهيل عملية نزع الملكية‪.‬‬ ‫وحيث أنه لم يسبق ألي مؤسسة في أي جهة من جهات‬ ‫المغرب أن أعلنت عن فرص تشغيل لشباب طنجة‪ ،‬وقد عاشت‬ ‫المدينة أزمات اقتصادية خانقة‪ ،‬خالل الثالثين سنة الماضية‪،‬‬

‫‪ ‬‬

‫حتى الوزير بوريطة لم يقاوم الرغبة في رسم شارة النصر‬ ‫على طريقة ويسطون تشيرشل‪ ،‬وهو يتحدث في ندوة صحافية‬ ‫بالرباط‪ ،‬عن «اتفاق الصخيرات» الذي يشكل ‪ ،‬برأيه‪ ،‬إطارا‬ ‫سياسيا لحل القضية الليبية‪.‬‬ ‫االستعمال المفرط بمناسبة أو بدونها لهذه الشارة‪،‬‬ ‫أفقدها رمزيتها وأهميتها بالنسبة للذين يريدون إثبات حق أو‬ ‫التعبير عن أمل في «نصر» مؤمل‪.‬‬ ‫ولعل أكبر المبالغين في «استعمال» هذه الشارة‪ ،‬كان‬ ‫حميد شباط الذي ما كان يدخل مقرا أو يحضر اجتماعا أو‬ ‫يشارك في تظاهرة ‪ ،‬إال وهو راف��ع يده اليمنى وقد رسم‬ ‫«الشارة» العجيبة على أصبعين من أصابع يده‪ ،‬وكأنه داخل‬ ‫إلى معركة أو حرب يواجه فيها معادين أشرارا‪.‬‬ ‫الشارة المبتذلة ال تسلم من أصابع العب في فرقة‬ ‫«كروية»وهو داخل إلى ملعب من المالعب الرياضية‪ ،‬أو ناشط‬ ‫في جمعية أهلية وهو يطلق تظاهرة ثقافية‪ ،‬أو نقابي وهو‬ ‫يستعد لمواجهة مع خصوم الحركة النقابية ‪ ،‬أو متظاهر‬ ‫بأبواب الوالية للمطالبة بعمل أو سكن أو حق أهضمه قرار‬ ‫من إدارة عمومية‪.....‬حُملت فوق ما تحتمل من معاني‬ ‫المعاناة والظلم والتعسف والحكرة التي يشعر بها المواطن‬ ‫وهو يواجه قدره بصبر أيوب وهو «يصارع» رغبته في كبح‬ ‫جموحه وكبت مشاعره‪ ،‬وهو يملى نفسه بــ «النصر» المبين‬ ‫على نفسه ‪ ،‬حتر ال «يرى» وال «يسمع» وال «يحس» إال بما‬ ‫يرضى !‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«�صفيح» بجوار العا�صمة‬

‫‪ ‬‬

‫السيدة فاطنة الكيحل‪ ،‬كاتبة الدولة لدى وزير إعداد‬ ‫التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة‪« ،‬سمعت‬ ‫على وذنيها» تحت قبة البرلمان ما أحزنها‪ ،‬ب��دون شك‪،‬‬ ‫ووزارتها تعلن وتكرر أن فوق الخمسين من مدن المغرب‬ ‫أصبحت خالية من الصفيح‪ ،.‬حتى مدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫الغارقة في البراريك» التي «تطوقها» من كل جانب‪،‬‬ ‫أصبحت بقدرة قادر‪ ،‬وببركة الوزارة التي كان يتوالها زعيم‬ ‫التقدم واالشتراكية‪ ،‬قبل إعفائه‪ ،‬على خلفية ملف الحسيمة‬ ‫المشؤوم‪ ،‬مدينة بدون صفيح !‬ ‫صاحبة المعالي السيدة فاطنة‪ ،‬علمت من نائب محترم‪،‬‬ ‫أنه بجماعة الصخيرات‪ ،‬في «حوز» العاصمة الرباط‪ ،‬يوجد‬ ‫فوق العشرين ألفا من بشر المغرب «العميق» (في الفقر‬ ‫والهشاشة)‪ ،‬يعيشون في ‪ 4‬آالف براكة ‪ ،‬والعدد مرشح للتفاقم‬ ‫ما دام أن البراريك تنبث كالفطر في «التربة المواتية»‪.‬‬


‫العدد ‪939‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫مقاطعة املنتجات ب�سبب ارتفاع الأ�سعار �سيا�سة ترقيعية و القادم �أ�صعب‬ ‫مع حلول ال�شهر الف�ضيل حيث ميزانية الأ�سر املغربية ّ‬ ‫يتحكم فيها مزاج‬ ‫امل�ضاربني و ً‬ ‫ال�شناقـة‪....‬‬

‫صرخة المستهلك الطنجي «إرحمونا يرحمكم اهلل»‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫عرف موقع التواصل اإلجتماعي حملة قوية ‪ ،‬أطلقها العديد من‬ ‫النشطاء يوم الجمعة الماضي ‪ 20‬أبريل الجاري‪ ،‬الهدف منها محاربة‬ ‫ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية‪ ،‬التي ال يخلو منها أي بيت وهي‬ ‫الحليب والماء‪ ،‬وسعر المحروقات الذي عرف ارتفاعا صاروخيا غير‬ ‫مسبوق‪ ،‬بعد أن رفعت الحكومة الدعم عنه‪.‬‬ ‫الحملة شاركت فيها العديد من الصفحات الكبرى على الفيس‬ ‫بوك التي أكدت على أنها ستستمر لمدة شهر‪.‬‬ ‫وتحت شعار «خليه يريب»‪ ،‬شارك العديد من أصحاب المحاالت‬ ‫التجارية التي تبيع بالتقسيط‪ ،‬في دعوة لمقاطعــة حليب شركة‬ ‫سنطرال‪ ،‬التي تعد من أكبر الشركات واألكثر انتشارا‪ ،‬للضغط عليها‬ ‫لتخفيض أسعارها‪ ،‬و‪ ‬قد لقيت الحملة استجابة وتجاوبا خارج المغرب‬ ‫قبل داخله‪ ،‬حيث قام نشطاء مغاربة مقيمين بأوربا وأمريكا بدعم‬ ‫الحملة‪ ،‬ودعوة الحكومة المغربية إلى التدخل للضغط على الشركات‬ ‫الكبرى لتخفيض أسعارها‪ ،‬داعمين طلبهم بتقديم مقارنات بين‬ ‫أسعار الماء والحليب والمحروقات بالدول التي يقيمون بها وبين‬ ‫األسعار بالمغرب‪ ،‬التي تظهر البون الشاسع بين أسعار شركات تلك‬ ‫الدول وأسعار الشركات المغربية‪ ،‬التي ال تحترم القدرة الشرائيـة‬ ‫لمعظم المغاربة‪.‬‬ ‫وعلى ما يبدو بدأت بوادر نجاح الحملة تلوح في األفق‪ ،‬حيث عمدت إحدى الشركات المنافسة لشركة‬ ‫سنطرال للحليب إلى خفض ثمن الحليب ب ‪ 50‬سنتيما ليصبح ثمنه ‪ 3‬دراهم بدل ‪ 3‬ونصف‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي لقي استحسانا من طرف بعض االمواطنين معتبرين أن الحملة نجحت‪ ،‬في حين اعتبر البعض اآلخر‬ ‫أن هذا التخفيض غير كاف‪ ،‬وطالبوا بتخفيض أكبر‪ ،‬وإن كانوا يرون أن هذا التجاوب من طرف هاته‬ ‫الشركة هو من بوادر النجاح وبدايته‪ ،‬داعين لإلستمرار في‬ ‫الحملة للضغط على الشركات الكبرى المستهدفــة التي‬ ‫باستجابتها للحملة ستستجيب جميع الشركـــات األخرى‪،‬‬ ‫خاصة بعض محطات الوقود‬ ‫في حين عبر بعض النشطاء‪ ،‬من خالل تدويناتهم‪ ،‬عن‬ ‫استيائهم من هاته الحملة التي اعتبروها مغرضة والهدف‬ ‫منها التشهير بأصحـاب الشركــات التي تعرضت للحملــة‬ ‫الشرسة دونا عن باقي الشركـات‪ ،‬واعتبـروا األمــر حملة‬ ‫دعائية استباقية لإلنتخابات القادمــة‪ ،‬ومحاولــة لتصفية‬ ‫حسابات سياسية‪ ،‬بعيدة كل البعد عن الدفاع عن مصالح‬ ‫المواطن المغربي‪.‬‬ ‫و من المنتظر وككل سنة‪ ،‬أن تتوالى رسائل تهدف إلى‬ ‫بعث الطمأنينة في قلوب المغاربة‪ ،‬وهي التي ّ‬ ‫تبثها الحكومة‬ ‫المغربية كل سنة مع اقتراب الشهر الفضيل‪ ،‬هذا الشهر‬ ‫الذي وضع من األساس للتقليل من األكل واإلحساس بجوع‬ ‫الفقراء‪ ،‬لكن الفقراء اليوم‪ ،‬والذين أصبحوا يمثلون ‪ 99‬بالمائة ربما من ساكنة المغرب‪ ،‬حيث يضمون‬ ‫معدومي ومحدودي الدخل‪ ،‬وبالتالي فالطبقة المتوسطة أصبحت في خبر كان‪ ،‬هؤالء الفقراء اليوم يعانون‬ ‫األمرين بسبب الجشع الذي يسم التعامل التجاري ببلدنا‪.‬‬ ‫كان المغرب قد تبنى منذ سنوات‪ ،‬قانون حرية األسعار والمنافسة‪ ،‬حيث أصبحت األسعار تحدد وفق‬ ‫قانون العرض والطلب بالنسبة للمنتجات غير المحددة‬ ‫أسعارها‪ ،‬هذا ما يجعل المراقبة تنصب في معظم األحيان‬ ‫على إشهار األسعار والجودة‪.‬‬ ‫يفصلنا على الشهر الفضيل أسبوعان‪ ،‬ومعظم األسر‬ ‫المغربية بدأت في التخوف من اإلرتفاع المهول الذي يطال‬ ‫أسعار مختلف المواد اإلستهالكية التي يكثر عليها الطلب‬ ‫في هذه المناسبة‪ ،‬ما يشكل هاجسا يؤرق غالبية المواطنين‬ ‫خاصة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط‪.‬‬ ‫ويزداد الوضع تعقيدا في ظل استغالل عدد ال يستهان‬ ‫به من الباعة لهذا الوضع‪ ،‬من أجل الرفع من األسعار‬ ‫الخاصة بالمنتجات الغذائية التي تعتمد عليها ربات البيوت‬ ‫في موائد اإلفطار‪.‬‬ ‫بدأت بالفعل منذ أسبوع أو أكثر أسعار الخضر والفواكه‬ ‫ترتفع بشكل تدريجي‪ ،‬حيث سجلت أثمنة الفواكه ارتفاعا‬ ‫تراوحت نسبته ما بين ‪ 10‬و‪ 30‬في المئة‪ ،‬هذه الزيادات‬ ‫الكبيرة في األسعار شملت مجموعة من المنتجات األخرى‬ ‫التي ال غنى عنها في مائدة األوساط الشعبية المغربية‪،.‬‬ ‫الكل يشتكي ويقول أنه يجب على السلطات المحلية أن تعمل على مواصلة محاربة المحتكرين الذين‬ ‫ال يهمهم سوى تحقيق مزيد من الربح السريع‪ ،‬إلى جانب العمل على إنشاء أسواق جهوية لبيع الخضر‬ ‫والفواكه بالجملة من أجل خلق فضاءات جديدة لتسويق هذه المنتجات بعيدا عن أعين المضاربين الذين‬ ‫أثقل جشعهم الطاقة الشرائية للمواطن المغربي‪.‬‬ ‫إلى سوق األسماك بطنجة هذه المرة‪ ،‬حطت جريدتنا الرحال‪ ،‬فعاينا إقباال كبيرا للزبائن على‬ ‫األسماك‪ ،‬وكما هو معروف عند الطنجيين‪ ،‬ارتفاع طلبهم على األسماك على طول السنة وبشكل أكبر‬ ‫في رمضان‪.‬‬ ‫ما سبب ارتفاع أسعار األسماك في السوق الطنجي‪ ،‬مع أننا نتوفر على بحرين وينادون طنجة بمدينة‬ ‫البحرين؟‬

‫سبب ذلك هو غياب الشفافية في عملية بيع األسماك داخل‬ ‫الموانئ قبل خروجها إلى السوق‪ ،‬إضافة إلى مرورها على أيدي الوسطاء‬ ‫قبل الزبون‪ ،‬والنتيجة أن الرابح األكبر هم الوسطاء‪ ،‬والمتضرّر هو‬ ‫المستهلك‪ ،‬إضافة إلى البحّارة العاملين على متن سفن الصيد‪.‬‬ ‫البحارة يقولون ّ‬ ‫«أن السمك يباع بثمن هزيل‪ ،‬ولكن بالنسبة‬ ‫غال»‪ ،‬ثمن الكيلوغرام من سمك‬ ‫بثمن‬ ‫يباع‬ ‫للمستهلك يرون أنه‬ ‫ٍ‬ ‫القمرون قد يبـاع في السوق بـ‪ 130‬درهما‪ ،‬بينما ثمنه داخل الميناء‬ ‫ال يتعدّى ‪ 30‬درهما للكيلوغرام‪ ،‬وهو ما يعني ّ‬ ‫أن الثمن يتضاعف‬ ‫مرّات ومرات ‪ ،‬حتّى في المدن الساحلية‪ ،‬التي ال تفصل بين موانئها‬ ‫واألسواق سوى كيلومترات معدودة‪.‬‬ ‫وخلف أسعار السمك الملتهبة التي يكتوي بها المواطنون في‬ ‫األسواق‪ ،‬ثمّة أرباح كبيرة يجنيها مُلاّ كُ سفن الصيد في أعالي البحار‬ ‫والوسطاء‪ ،‬فداخل الموانئ يعمد أصحــاب السفـن والسماكين إلى‬ ‫«تْطياح الثمن»‪ّ ،‬‬ ‫ألن الثمن الذي يباع به السمك داخل الميناء على‬ ‫ضوئه يدفع مالك السفينة الرسوم على ما باع من سمك‪ ،‬والشيء ذاته‬ ‫بالنسبة للسماك‪ ،‬وكلما كان الثمن منخفضا ك ّلما كانت الرسوم أقل‪،‬‬ ‫ليدخل الوسطاء على ّ‬ ‫الخط بعد خروج السمك من الميناء‪.‬‬ ‫هذه الوضعية تجعــل المواطنَ المغربــي ال يصله من خيــرات السواحل البحريّة التي تصل إلى‬ ‫‪ 3500‬كيلومتر سوى األسماك الرخيصة‪ ،‬مثل السردين‪ ،‬والذي يعجز المواطنون عن اقتنائه‪ ،‬هو أيضا‪ ،‬في‬ ‫أحيان‪ ،‬حين يرتفع سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى ‪ 40‬درهما‪ ،‬وعن المسؤول عن هذه الوضعية فالمسؤول‬ ‫األول هو وزارة الفالحة والصيد البحري‪ ،‬ومكتب الصيد‪.‬‬ ‫أحد البائعين‪ ،‬عزا اإلرتفـاع الكبيـر لألسعـار إلى من‬ ‫سمّاهم باللهجة المغربية ب»الشناقة» أي المضاربين في‬ ‫سوق السمك‪ ،‬في حين قال آخر إن السبب يعود إلى الحرارة‬ ‫المرتفعة التي أثرت ‪ -‬حسب قوله ‪ -‬على تكلفـة عملية نقل‬ ‫األسماك خصوصا من المناطق الجنوبية للبالد‪ ،‬فيما أرجع‬ ‫تاجر للسمك بالجملــة سبب الغـالء إلى انخفاض المنتــــج‬ ‫السمكي المتعلق بالتفريغ الشهري لألسماك مما انعكس‬ ‫سلبا على العرض ‪.‬‬ ‫تصريحات الباعة لم يستسغها العمالء‪ ،‬حيت قال لنا‬ ‫أحدهم كيف لبلد معروف بثروته السمكية وتصديرها للخارج‬ ‫أن يشتكي من قلة األسماك»‪.‬‬ ‫مسلسل إرتفاع األسعارالذي يتكرر في رمضان كل سنة‪،‬‬ ‫ويثقل كاهل األسر المغربية المحدودة الدخل‪ ،‬سببه تحرير‬ ‫األسعار والمنافسة‪ ،‬لكن هذا ال يعطي الحق للمضاربين‬ ‫والوسطاء الستغالل الفرص من أجل تحقيق هوامش ربح فاحشة على حساب المواطن‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬ ‫يمكن القول إن السلطات العمومية وأجهزة المراقبة تتحمل الجزء األكبر من المسؤولية في ما يتعلق‬ ‫باإلختالالت التي يعرفها تموين األسواق بالمواد والمنتجات الغذائية‪ ،‬وما ينتج عن ذلك من زيادات غير‬ ‫طبيعية في األسعار‪.‬‬

‫استغالل‬ ‫من جهته‪ ،‬أكد محمد وهو مستهلك‪ ،‬انه يالحظ ارتفاعاً‬ ‫في األسعار بأكثر من ‪ 40‬بالمئة في بعض األحيان عند قرب‬ ‫وأثناء حلول شهر رمضان المبارك‪ ،‬مضيفاً أن بعض التجار‬ ‫ينتظرون الشهر الفضيل لزيادة أرباحهم من وراء زيادة أسعار‬ ‫المواد اإلستهالكية الى الضعف أحياناً‪.‬‬ ‫بدورها قالت إيمان‪ ،‬ربة منزل‪ ،‬أن أسعار الخضراوات‬ ‫كالطماطم والبصل والجزر تشهد ارتفاعا‪ ،‬كما تشهد‬ ‫األسواق زيادة أسعار بعض السلع األخرى كالزيوت واللحوم‬ ‫والفواكه الجافة‪ ،‬فكيف للمواطن البسيط أن يعيش‪..‬؟؟ كيف‬ ‫له أن يوفر حاجياته الضرورية؟؟‬ ‫المواقع اإللكترونية والصحافة الورقية يدقون باستمرار‬ ‫ناقوس الخطر عبر مقاالتهم وتحقيقاتهم‪ ،‬واألمر الواقع هو‬ ‫واقع بالفعل‪ ،‬هنالك من يحمل المواطنين مسؤولية تشجيع‬ ‫التجار على رفع األسعار‪ ،‬وذلك بقبولهم بتلك األثمنة التي تُفرَض عليهم في األسواق‪ .‬حيث المستهلك‬ ‫لألسف الشديد يساهم بشكل كبير في ارتفاع المواد الغذائية بسبب إقباله الزائد عن حده على بعض‬ ‫المواد كأنها ستنفد من السوق‪ ،‬لكن هذا ال يعفي السلطات أيضا من المسؤولية‪ ،‬في عدم اتخاذها‬ ‫اإلجراءات الصارمة قبيل هذا الشهر لمراقبة األسعار‪.‬‬ ‫المواطن المغربي اليوم‪ ،‬مع هذا الكم الهائل من المناسبات الدينية والوطنية والمدنية‪ ،‬لم يعد يقوى‬ ‫على العيش بتوازن‪ ،‬وال حتى على العيش‪ ،‬وأبسط حقوقه الضرورية ال يحصل عليها وال ينالها‪ ،‬ال تعليم‬ ‫وال صحة وال شغل وقريبا جدا وال لقمة عيش‪ ،‬وحتى إن تحصّل عليها ستكون مغموسة بالذل واإلهانة‪.‬‬ ‫المواطن المغربي اليوم هو بحاجة إلى ضمان حقوقه‪ ،‬ومن بينها‪ ،‬أن ال يكون ضحية مضاربين‬ ‫ووسطاء متلهفين للمزيد من لحم الحرام في بطونهم‪ ،‬إتقوا اهلل فينا ‪ .‬ورمضان كريم‪.‬‬


‫العدد ‪939‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫طمر جزء من وادي‬ ‫مرتيل التاريخي يثير‬ ‫جد ًال واسعاً‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مطالب لمجلس جطو بافتحاص مشاريع وكالة طنجة‬ ‫المتوسط للتنمية البشرية‬ ‫تحوم شبهة هدر المال العام وغياب الشفافية‬ ‫حول أنشطة وبرامج عمل وكالة طنجة المتوسط‬ ‫للتنمية البشرية‪ ،‬حيث طالبت هيئة حقوقية المجلس‬ ‫األعلى للحسابات بضرورة افتحاص كلي للمشاريع‬ ‫التي أنجزتها وكالة طنجة المتوسط للتنمية البشرية‬ ‫منذ تأسيسها في سنة ‪ .2007‬فيما دعا إلى ائتالف‬ ‫جهوي لتتبع المشاريع التي تنجزها الوكالة ومساءلة‬ ‫دورها في التنمية بالمنطقة‪.‬‬ ‫واتهم المرصد الحقوقي‪ ،‬كذلك‪ ،‬السياسة التي‬ ‫تنهجها السلطة المينائية لميناء طنجة المتوسط‬ ‫ووكالة طنجة المتوسط للتنمية البشرية بعدم‬ ‫الشفافية في ما يخص اإلعالن عن المستفيدين من‬ ‫الشراكات التي تبرمها بشكل دوري وترصد لها مئات‬ ‫الماليين سنويا ‪.‬‬ ‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬جاءت مطالب مرصد الشمال‬ ‫لحقوق اإلنسان في بالغ له‪ ،‬بإقامـــة المؤسســـة‬ ‫االجتماعية مجموعـــة من األنشطـــة االجتماعية‬ ‫والتنموية تشمل التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬التكوين المهني‪،‬‬ ‫المجال الثقافي واالجتماعي وغيـــرها‪ ،‬وذلك وفق‬ ‫منطق الشراكة مع المؤسسات المنتخبة وجمعيات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬كما تعرف نفسها في وثائقها‪.‬‬ ‫إال أن تلك الشراكات والدعم الذي تقدمه هذه‬ ‫المؤسسة العمومية لفاعلين محددين دون غيرهم‪،‬‬ ‫حسب ما جاء في البالغ‪ ،‬يسائل مبدأ الشفافية‬ ‫والنزاهة وتكافؤ الفرص ‪ .‬خصوصا أن المؤسسة‬ ‫تعمل على تدبير المال العام‪ ،‬حسب المصدر‪ ،‬دون‬ ‫اتباع المساطر القانونية المعمول بها كاإلعالن عن‬ ‫طلب عروض ونشر لوائح المستفيدين من جمعيات‬

‫ومؤسسات رسمية ومبالغ الدعم المقدمة وغيرها‪.‬‬ ‫وتابع المرصد انتقاده لطريقــة عمل الوكالـــة‪،‬‬ ‫حين قال إن أثر تلــك المشاريع المنجزة من طرف‬ ‫وكالة طنجة المتوسط للتنمية البشرية يبقى دون‬

‫المستوى المطلوب على المستفيدين مقابل األموال‬ ‫الكبيرة المخصصة لها يعني غياب الفاعلية يشكل‬ ‫هدرا للمال العام‪.‬‬

‫وفاء لخليلي‬

‫مرتيل ‪ :‬مطالب بالتحقيق في صفقة أعمدة‬ ‫«مغشوشة» بمليار سنتيم‬ ‫شــهدت مدينــــة «مرتيـــل» خالل شهري مارس‬ ‫الماضي وأبريل الجاري‪ ،‬عدة حاالت تساقط غريبة ألعمدة‬ ‫اإلنارة العمومية المثبتة على جوانب عدد من شوارع‬ ‫المدينة‪ ،‬نتيجة هبوب الرياح المعتادة بالمنطقة‪ .‬وأثارت‬ ‫هذه الحوادث المتوالية ذهول المواطنين ألن األعمدة‬ ‫حديثة التركيب‪ ،‬وأيضا ألن قوة الرياح لم تتجاوز السرعة‬ ‫المعتادة‪.‬‬ ‫وكنتيجة حتمية لتوالي هذه الحوادث‪ ،‬كثرت‬ ‫التساؤالت حول أسبابها والجهة المسؤولة عنها‪ ،‬حيث‬ ‫أشارت أصابع االتهام إلى المجلس الجماعي بمرتيل‪ ،‬وإلى‬ ‫الشركة التي فازت بصفقة تجهيز شوارع المدينة باألعمدة‬ ‫الكهربائية‪ ،‬والتي قد تكون أخلت ببنود دفتر التحمالت‬ ‫الموقع مع الجماعة‪.‬‬

‫وتفاعال مع هذا الوضع المريب‪ ،‬طالب مرصد الشمال‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬على لسان رئيسه في لقاء مع «المساء»‬ ‫عامل إقليم المضيق الفنيدق‪ ،‬بفتح تحقيق في خروقات‬ ‫طالت صفقة عمومية تصل قيمتها إلى حوالي مليار سنتيم‪.‬‬ ‫واستند رئيس المرصد‪ ،‬عند توجيهه اتهاماته إلى شركة‬ ‫«إليكتراما»‪ ،‬على معطيات وصفها ب»الحصرية والدقيقة»‪،‬‬ ‫تفيد بأن الشركة المتخصصة في اإلنارة غشت في مواصفات‬ ‫أعمدة كهربائية قامت بتثبيتها بمرتيل‪.‬‬ ‫وزيادة في التدقيق‪ ،‬قدم رئيس المرصد ل»المساء»‬ ‫تفاصيل الصفقة التي فازت بها الشركة المذكورة أواخر سنة‬ ‫‪ ،2016‬لتجهيز الشارع الواقع بين مدارة حي المنبت ومدارة‬ ‫الماليين باألعمدة الكهربائية‪ ،‬وفق مواصفات معينة‬ ‫منصوص عليها بوضوح لم يتم احترامها‪.‬‬

‫وأوضح المتحدث أن عدد هذه األعمدة بلغ ‪ 200‬عمود‬ ‫كهربائي لإلنارة العمومية‪ ،‬بتكلفة إجمالية وصلت إلى‬ ‫مليار سنتيم‪ ،‬باعتبار ثمن الوحدة (العمود) يبلغ خمسين‬ ‫ألف درهم‪ ،‬مبرزا أن هذه األعمدة ال تتصف بأدنى معايير‬ ‫الجودة الالزمة من حديث سمكها وصالبتها وطبيعة المواد‬ ‫المكونة لها‪ ،‬وهو ما يمثل «استهتارا بأرواح وممتلكات‬ ‫المواطنين»‪ ،‬وفق تعبير المصدر ذاته‪.‬‬ ‫ويعد سقوط ‪ 40‬عمودا كهربائيا خسارة كبرى للمال‬ ‫العام‪ ،‬تصل وفق مصدر «المساء»‪ ،‬إلى مليوني درهم‪،‬‬ ‫لم تلها لحد الساعة إجراءات على أرض الواقع‪ ،‬من قبل‬ ‫السلطات المحلية لتتبع هذه الخروقات والبحث فيها واتخاذ‬ ‫المتعين في حق الشركة المعنية‪.‬‬

‫وفاء لخليلي‬

‫مافيا األقراص المهلوسة تواصل تجنيد مهربين بطنجة‬ ‫أضحت المحطة الطرقية لمدينة طنجة منطلقا لعمليات‬ ‫تهريب األقراص المهلوسة‪ ،‬من قبل مافيا مختصة أصبحت‬ ‫تجند حتى القاصرين للقيام بهذه العمليات‪ ،‬انطالقا من‬ ‫عاصمة البوغاز‪ ،‬في اتجاه المدن الداخلية للمملكة‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر مطلعة أنه‪ ،‬بعد ثالثة أيام فقط على‬ ‫إيقاف قاصر قامت بدس أقراص مهلوسة في مالبسها‬ ‫الداخلية‪ ،‬تمكنت المصالح المختصة‪ ،‬من جديد‪ ،‬من إيقاف‬ ‫شبكة جديدة داخل هذا المرفق الذي أضحى نقطة سوداء‬ ‫بقلب طنجة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تمكنت الفرقة السياحية األمنية‪،‬‬ ‫التابعة لوالية أمن طنجة‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬من إيقاف ثالثة‬ ‫أشخاص يتحدرون من مدينة فاس بالقرب من المحطة‬ ‫الطرقية لطنجة‪ ،‬حيث بمجرد مرور الدورية من أمامهم‬ ‫حاولوا الفرار منها دون سبب‪ ،‬ليتم إيقافهم وتفتيشهم‬ ‫والعثور بحوزتهم على ما مجموعه ‪ 313‬قرصا مخدرا من‬ ‫نوع «إكستازي»‪ ،‬كانت مخبأة بإحكام داخل علبة ياغورت‬ ‫وعلبة بسكويت‪ ،‬لتتم إحالتهم على المصلحة الوالئية‬

‫للشرطة القضائية‪ ،‬التي وضعت المعنيين رهن تدبير‬ ‫الحراسة النظرية قصد البحث معهم‪ ،‬بتعليمات من النيابة‬ ‫العامة المختصة‪ .‬وحسب المصادر نفسها‪ ،‬فإنه‪ ،‬في إطار‬ ‫مجهودات والية أمن طنجة لمحاربة ترويج المخدرات‬ ‫والمؤثرات العقلية‪ ،‬تمكنت فرقة الهيئة الحضرية العاملة‬ ‫بالمحطة الطرقية بطنجة‪ ،‬الثالثاء الماضي أيضا‪ ،‬في‬

‫عمليتين أمنيتين‪ ،‬من إيقاف شخصين‪ ،‬ويتعلق األمر بكل‬ ‫من المسمى (م‪.‬ش)‪ 28 ،‬سنة‪ ،‬والقاطن بعين عودة‪ ،‬و(ع‪.‬أ)‪،‬‬ ‫‪ 27‬سنة‪ ،‬القاطن بمدينة سال‪ ،‬وهما من ذوي السوابق‬ ‫القضائية‪.‬‬ ‫هذا وتم االشتباه في أمر الموقوفين بسبب سلوكهما‬ ‫المشبوه داخل المحطة الطرقية‪ ،‬ليجري إخضاعهما‬ ‫للتفتيش‪ ،‬حيث جرى حجز ‪ 2990‬قرصا مخدرا من نوع‬ ‫«إكستازي» لدى األول‪ ،‬مخبأة بعناية في مالبسه الداخلية‪،‬‬ ‫على شكل حزام وكان ينوي نقلها إلى مدينته‪ ،‬في حين‬ ‫حجز لدى الموقوف الثاني ‪ 1350‬قرصا مخدرا من نوع‬ ‫«إكستازي» أيضا‪.‬‬ ‫إثر ذلك‪ ،‬تمت إحالة الموقوفين على الدائرة األمنية‬ ‫الثانية لطنجة‪ ،‬والتي أحالتهما بدورها على المصلحة‬ ‫الوالئية للشرطة القضائية قصد البحث معهما‪ ،‬بإشراف‬ ‫مباشر من النيابة العامة المختصة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫استنكرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية‬ ‫بمرتيل‪ ،‬قيام السلطات المسؤولة بعمليات طمر جزء‬ ‫من وادي المدينة التاريخي‪ ،‬وذلك من أجل نقل الباعة‬ ‫الجائلين إلى حافته مستقبال‪ ،‬حيث عقد اجتماع بالجماعة‬ ‫الحضرية ‪ ،‬طالب خالله جميع المتدخلين بالتراجع عن‬ ‫قرار الطمر غير القانوني‪ ،‬وانتظار تنفيذ المشروع‬ ‫الملكي الضخم الخاص بتهيئة سهل وادي مرتيل‪،‬‬ ‫في أفق جلب االستثمارات السياحية الكبرى وخلق‬ ‫فرص الشغل بالمنطقة‪ ،‬فضال عن التأسيس لتشجيع‬ ‫القطاعات المهيكلة التي ستعوض الفوضى والعشوائية‬ ‫التي تسبب فيها الفشل الذريع للمجالس الجماعية في‬ ‫التسييروالتنمية‪.‬‬ ‫وخرجت جمعية نواة وادي مرتيل ببالغ إلى الرأي‬ ‫العام المحلي والوطني (تتوفر «األخبار» على نسخة منه)‪،‬‬ ‫أكدت من خالله على أنها ترفض بشدة عملية االعتداء‬ ‫على الوادي ألنه يشكل جزءا ال يتجزأ من تاريخ وحضارة‬ ‫المدينة الساحلية‪ ،‬فضال عن ضرورة فتح ما يسمى‬ ‫«الذراع الميت» للوادي على واجهة البحر‪ ،‬والمحافظة‬ ‫على نظافته وتسييجه ورد االعتبار لميناء المدينة‬ ‫التاريخي‪.‬‬ ‫وحمل البالغ نفسه مؤسسة حوض اللكوس‬ ‫مسؤولية الحفاظ على وادي مرتيل باعتبارها المالكة‬ ‫الحافظة له‪ ،‬كما طالب بعدم التعدي الالقانوني على‬ ‫حدود الوادي التاريخي وعدم إقامة أي مشاريع أخرى‬ ‫بالمكان في انتظار تنفيذ المشروع الملكي للتهيئة‪،‬‬ ‫ألنه يحمل تصورات واضحة لتنمية المناطق الشمالية‬ ‫سياحيا والحفاظ على المورث التاريخي والثقافي وكذا‬ ‫العمراني‪.‬‬ ‫وحسب مصادر‪ ،‬فإن السلطات المسؤولة قررت‬ ‫فتح حوار مع الفعاليات المهتمة بحماية وادي مرتيل‬ ‫التاريخي‪ ،‬من أجل تداول مجموعة من النقط الخاصة‬ ‫بعمليات الطمر الجزئي‪ ،‬والخروج بعدها بقرارات واضحة‬ ‫لتصحيح بعض األخطاء المحتملة وتوضيح وجهات‬ ‫النظر‪.‬‬ ‫يذكر أن الملك محمد السادس‪ ،‬أشرف على إعطاء‬ ‫انطالقة أشغال تهيئة وادي مرتيل‪ ،‬كمشروع ذي وقع‬ ‫بيئي واجتماعي وحضري واقتصادي‪ ،‬وذلك في إطار‬ ‫البرنامج المندمج للتنمية االقتصادية والحضرية لمدينة‬ ‫تطوان (‪ ،)2014-2018‬حيث رصدت له استثمارات‬ ‫بقيمة ‪ 880‬مليون درهم‪ ،‬لتحقيق أهداف حماية البيئة‬ ‫والتنمية المستدامة‪ ،‬والحرص على تعزيز الجاذبية‬ ‫االقتصادية لمنطقة الشمال‪ ،‬وتحسين ظروف عيش‬ ‫السكان‪.‬‬

‫األخبار ‪ :‬حسن الخضراوي‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫‪ 10‬س��نــوات‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫الس��نوات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إلى المحس��نين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مس��اعدتها‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫إقتصاد‬ ‫الفالحة تنقذ النمو االقتصادي‬ ‫أوردت مندوبية التخطيط‪ ،‬في تقرير أخير حول تباطؤ وتيرة نمو الطلب الداخلي خالل‬ ‫الفصل األخير من ‪ 2017‬اعتبارا ألنه لم يرتفع سوى ب بنسبة ‪ 1.6‬في المائة عوض ‪ 6.1‬في‬ ‫المائة المسجلة خالل نفس الفترة من سنة ‪ ،2016‬وهو ما سبب انكماش النمو االقتصادي بــ‬ ‫‪ 1.8‬نقطة بدل ‪ 6.5‬نقطة‪.‬‬ ‫غير أن االنتعاش الملحوظ للنشاط الفالحي ساهم بشكل بارز في نمو االقتصاد الوطني‬ ‫الذي بلغ ‪ 4,1‬في المائة خالل الفصل الرابع من سنة ‪ 2017‬عوض ‪ 1%‬خالل نفس الفترة من‬ ‫سنة ‪ ،2016‬وأفاد ذات التقرير بأن وتيرة نمو نفقات االستهالك النهائي لألسر سجلت بعض‬ ‫التباطؤ مقارنة مع العام السابق‪ ،‬إذ ارتفعت بنسبة ‪ 3,4‬في المائة بدل ‪ 3,7‬في المائة لتتراجع‬ ‫بالتالي مساهمتها في النمو إلى ‪ 1.9‬نقطة مقابل ‪ 2,1‬نقطة‪.‬‬ ‫ونفس التباطؤ شهدته نفقات اإلدارات العمومية التي سجلت نموا ضعيفا لم يتجاوز ‪0.8‬‬ ‫في المائة عوض ‪ 2.3‬في المائة في الفصل الرابع من السنة السابقة مع مساهمة في النمو ب‬ ‫‪ 0,1‬نقطة مقابل ‪ 0,4‬نقطة‪.‬‬ ‫أما إجمالي االستثمار فقد سجل تراجعا بلغ ‪ 2.3‬في المائة في الفصل الرابع من سنة ‪2017‬‬ ‫مقابل ارتفاع بنسبة ‪ 13.8‬في المائة سنة من قبل بمساهمة سلبية في النمو بلغت ‪ 0.3‬نقطة‬ ‫بدل مساهمة إيجابية قدرها ‪ 4‬نقط خالل نفس الفصل من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وساهمت األنشطة الفالحية بشكل ايجابي في وتيرة النمو حيث ارتفعت القيمة المضافة‬ ‫للقطاع األولي الذي يتضمن انشطة الفالحة واستغالل الغابات والصيد والتعدين واستخراج‬ ‫النفط والغاز‪ ،‬بنسبة ‪ 10,9‬في المائة في الفصل الرابع من سنة ‪ 2017‬بعد انخفاض مهم قدره‬ ‫‪12,5‬في المائة خالل نفس الفصل من سنة ‪. 2016‬‬ ‫وعزا تقرير المندوبية هذا الوضع إلى ارتفاع القيمة المضافة ألنشطة القطاع الفالحي‬ ‫بنسبة ‪ 13,1‬في المائة عوض انخفاض نسبته ‪ 13,7‬في المائة سنة من قبل ‪ ،‬وإلى انخفاض‬ ‫القيمة المضافة للصيد البحري بنسبة ‪10,5‬في المائة عوض ارتفاع قدره ‪1,3‬في المائة‪.‬‬ ‫في المقابل ارتفعت وتيرة نمو قطاع تحويل المواد الخام الناجمة عن القطاع األولي‬ ‫كالتصنيع والبناء ‪ ،‬حيث سجلت القيمة المضافة لهذا القطاع نموا بلغ ‪ 3.9‬في المائة عوض ‪2.2‬‬ ‫في المائة خالل نفس الفصل من سنة ‪ ،2016‬وتميزت بتحسن أنشطة الصناعات االستخراجية‬ ‫بنسبة ‪ 16,8‬في المائة عوض ‪ 3,7‬في المائة والصناعات التحويلية بنسبة ‪ 2,7‬في المائة‬ ‫عوض ‪ 2,1‬في المائة و الماء والكهرباء بنسبة ‪ 6,5‬في المائة عوض ‪ 4,5‬في المائة وكذا البناء‬ ‫واألشغال العمومية بنسبة ‪ 1،3‬في المائة عوض ‪ 1,1‬في المائة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أداء جيد التصاالت المغرب خالل الربع األول من ‪2018‬‬

‫كشفت البيانات المالية الخاصة بمجموعة اتصاالت المغرب ‪ ،‬خالل الربع األول من السنة‬ ‫الجارية ارتفاع المبيعات بنسبة ‪ 5.6‬في المائة لتستقر في حدود ‪ 8.9‬مليار درهم مستفيدة‬ ‫من النمو القوي في النشاط التجاري للمجموعة على مستوى جميع أسواق الهاتف المحمول‬ ‫والثابت‪ ،‬سواء في المغرب أو في الفروع اإلفريقية‪.‬‬ ‫كما أن عدد الزبناء سجل ارتفاعا خالل الفصل األول من السنة الجارية‪ ،‬بنسبة ‪ 7.8‬في‬ ‫المائة‪ ،‬ليصل إلى نحو ‪ 59‬مليون زبون‪ .‬كما تحسنت نتيجة أرباح المجموعة بنسبة إجمالية‬ ‫بلغت ‪ 5.7‬في المائة ( ‪ 4,48‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫وعلى مستوى األداء‪ ،‬تمكنت المجموعة من تحقيق نتائج فصلية ملحوظة‪ ،‬حيث إن سوق‬ ‫الهاتف المحمول سجل نموا يفوق ‪ 2.7‬في المائة‪ ،‬بفضل اإلقبال القوي على استعمال بيانات‬ ‫اإلنترنت بواسطة الهواتف الذكية‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ، ،‬قال عبدالسالم أحيزون‪ ،‬رئيس المجلس اإلداري لمجموعة اتصاالت‬ ‫المغرب‪“ ،‬إن نتائج الربع األول من العام تأتي لتؤكد أهمية االستراتيجية التي تتبعها اتصاالت‬ ‫المغرب ونجاعة نموذجها التنموي‪ .‬وإن المجموعة ستواصل سياسة االستثمار التي تنهجها‬ ‫ومواكبة انتظارات الزبناء المتزايدة من أجل تزويدهم بصبيب ذي سرعة عالية جدا‪ ،‬سواء‬ ‫بالنسبة إلى اإلنترنت المحمول أو الثابت”‪”.‬‬ ‫وقال‪ ،‬أيضا‪ ،‬إن األنشطة الجديدة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أظهرت نموا قويا‪ ،‬وهو‬ ‫ما يؤكد اختيارات اتصاالت المغرب للنمو الخارجي في األسواق التي تتيح فرص نمو هائلة‪.‬‬ ‫يذكر أن مجموعة اتصاالت المغرب نجحت خالل السنة الماضية من تحقيق أرباح صافية‬ ‫لحصتها بنسبة ‪ 4.4‬في المائة‪ ،‬لتصل إلى ‪ 5‬ماليير و‪ 871‬مليون درهم‪ ،‬وذلك بفضل اختياراتها‬ ‫الصائبة في ما يخص ‪.‬‬ ‫تطبيقات االتصاالت الهاتفية عبر اإلنترنت‪ ،‬وكذا األداء الجيد للنشاط الدولي للمجموعة ‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫اكتشاف جديد للغاز بمنطقة موالي بوسلهام‬ ‫يستمر المغرب في التنقيب عن النفط والغاز عبر ترخيصه لعدد هام من الشركات العالمية‬ ‫المتخصصة في هذا الميدان‪ .‬وهكذا أعلنت الشركة البريطانية “إس دي إكس إنرجي” العاملة‬ ‫في مجال النفط والغاز عن اكتشافها للغاز الطبيعي بمنطقة الال ميمونة قرب موالي بوسلهام‬ ‫وأشارت الشركة في بيان لها عبر موقعها اإللكتروني إلى وصولها إلى عمق يقدر ب ‪1861‬‬ ‫مترا‪ ،‬مشيرة إلى أن الغاز المكتشف بهذه المنطقة يحتوي على مكونات هيدروكاربونية ثقيلة‪،‬‬ ‫وهو ما يشير إلى وجود صخور تحتوي على هيدروكاربونات حرارية‪.‬‬ ‫كما أعربت الشركة عن “حماسها” لنتائج بئر لال ميمونة االستكشافي‪ ،‬موضحة أنه للمرة‬ ‫األولى يقوم تقنيو الشركة بمثل هذا النوع من األشغال التي شكلت خطورة أعلى من مخاطر‬ ‫التنقيب بمنطقة امتيازها بسبو‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫استطالع رأي حول احتياجات األسر‬ ‫تواصل مندوبية التخطيط بحثها االجتماعي حول تطور احتياجات األسر المغربية خالل‬ ‫الربع األول من السنة الجارية‪ .‬وهكذا صرح ‪% 64,2‬من األسر المغربية خالل هذا الفصل‬ ‫أن مداخيلها تغطي مصاريفها‪ ،‬فيما التجأت ‪ % 30,5‬من األسر إلى االقتراض بعد استنزاف‬

‫مدخراتها‪.‬‬ ‫وبخصوص تطور الوضعية المالية لألسر خالل ‪ 12‬شهرا الماضية‪ ،‬صرحت ‪ 31,5‬بالمائة‬ ‫من األسر بتدهورها‪ .‬وبذلك بقي هذا التصور سلبيا حيث بلغ ناقص ‪ 18,1‬نقطة مقابل ناقص‬ ‫‪ 16,7‬نقطة المسجلة خالل الفصل السابق و ناقص ‪ 26,8‬نقطة المسجلة خالل نفس الفصل‬ ‫من ‪.2017‬‬ ‫و بخصوص تصور نفس األسر للتطور المستقبلي لوضعيتها المالية خالل ‪ 12‬شهرا‬ ‫المقبلة‪ ،‬فإن ‪ 37,2‬بالمائة تتوقع تحسنها مقابل ‪ % 11,3‬التي تنتظر تدهورها‪ .‬وبذلك حافظ‬ ‫رصيد هذا المؤشر على مستواه اإليجابي مستقرا في ‪ 25,9‬نقطة مسجال تحسنا سواء بالمقارنة‬ ‫مع مستواه خالل الفصل السابق حيث سجل ‪ 19,2‬نقطة أو مع مستواه خالل نفس الفصل من‬ ‫السنة الماضية حيث بلغ ‪ 13,4‬نقطة_‬ ‫ذكرت المندوبية السامية للتخطيط أنه خالل الفصل األول من ‪ ،2018‬توقعت ‪ % 70,3‬من‬ ‫األسر مقابل ‪ % 15,8‬ارتفاعا في مستوى البطالة خالل ‪ 12‬شهرا المقبلة‪.‬‬ ‫وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص ‪ 54,5‬نقطة‪ ،‬حسب مندوبية‬ ‫الحليمي مسجال بذلك تحسنا سواء مقارنة مع الفصل السابق أو مع نفس الفصل من السنة‬ ‫الماضية حيث سجل ناقص ‪ 58,5‬نقطة و ناقص ‪ 64,9‬نقطة على التوالي‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أمطار الخير والنماء‬ ‫التساقطات المطرية الوفيرة التي شهدتها مختلف جهات المغرب خالل األشهر الماضية‬ ‫تؤشر على موسم فالحي جيد ومحصول وفير ما يسمح بدعم القيمة المضافة الفالحية‪.،‬‬ ‫وحسب بيانات وزارة الفالحة ‪،‬فإن معدل التراكمات المطرية بلغ ‪ ،‬على الصعيد الوطني‬ ‫‪ 367,7‬ملم إلى غاية ‪ 16‬أبريل‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 16‬في المائة مقارنة مع المعدل العادي (‪316,7‬‬ ‫ملم)‪.‬‬ ‫وقد أسهمت هذه التساقطات الهامة في تحسن حقينة السدود ذات االستخدام الفالحي‬ ‫بشكل ملحوظ مقارنة مع بداية الموسم‪ ،‬حيث بلغت ‪ 8,88‬مليار متر مكعب‪ ،‬أي بمعدل ملء‬ ‫بلغ ‪ 67‬في المائة مقابل ‪ 54‬في المائة في نفس الفترة من الموسم الفالحي السابق‪ ،‬وهو‬ ‫ما سينعكس إيجابا على القطاع الفالحي من حيث إنتاج المحاصيل واإلنتاج الحيواني على حد‬ ‫سواء‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى المعطيات الخاصة بمقاييس األمطار ووضعية الغطاء النباتي إلى غاية شهر‬ ‫مارس الماضي‪ ،‬فإن المتوقع أن يتجاوز إنتاج الحبوب ‪ 80‬مليون قنطار برسم السنة الجارية وأن‬ ‫ترتفع القيمة المضافة الفالحية بواقع ‪ 2.3‬في المائة‪.‬‬ ‫وأكدت وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن الظروف‬ ‫المناخية شهدت هذا الموسم تطورا إيجابيا‪ ،‬كما أن الزراعات الحالية واصلت نمو دورتها‬ ‫النباتية بشكل عاد‪ ،‬مع تسجيل حالة نباتية جيدة للزراعات عموما‪ ،‬كما يتوقع خبراء الوزارة أن‬ ‫يكون للتساقطات المطرية أثر إيجابي على تطور الغطاء النباتي للمراعي الذي يوجد بدوره‬ ‫في مستوى جيد حاليا‪ ،‬وهو ما سينعكس إيجابا على توفر علف المواشي ‪ ،‬وإنتاج علف جيد من‬ ‫الكأل يلبي حاجيات القطيع الوطني وتثبيت أثمنة أعالف الماشية في مستويات عادية‪.‬‬ ‫وأبرزت الوزارة أن الزراعات الخريفية شهدت هي األخرى دينامية هامة عززتها التساقطات‬ ‫األخيرة‪ ،‬حيث تقدر المساحات المزروعة ب‪ 4,68‬مليون هكتار على مساحة ‪ 4,93‬مليون هكتار‬ ‫من مساحة األراضي المحروثة‪ ،‬منها ‪ 10‬في المائة سقوية تغلب عليها زراعة الحبوب ب‪ 88‬في‬ ‫المائة‪ ،‬متبوعة بالنباتات الكلئية ب‪ 8‬في المائة والقطاني ب‪ 4‬في المائة‪.‬‬ ‫وضمانا إلنجاح الموسم الفالحي الحالي‪ ،‬أعلنت الوزارة عن جملة من التحفيزات والتدابير‬ ‫تشمل برمجة مساحة ‪ 594‬ألف هكتار للري بالدوائر الكبرى‪ ،‬ستخصص ‪ 32‬في المائة منها‬ ‫للحبوب‪ ،‬ومواصلة تنفيذ البرنامج الوطني لالقتصاد في ماء السقي عبر برمجة تجهيز الضيعات‬ ‫الفالحية بنظام الري الموضعي على مساحة إضافية تقدر ب ‪ 50‬ألف هكتار‪ ،‬لتبلغ ‪ 420‬ألف‬ ‫هكتار‪ ،‬أي ‪ 76‬في المائة من البرنامج اإلجمالي‪ ،‬باإلضافة إلى إنهاء أشغال عصرنة شبكات الري‬ ‫من أجل التحويل الجماعي إلى الري الموضعي على مساحة ‪ 60‬ألف هكتار‪.‬‬ ‫وتتضمن تلك التدابير أيضا برمجة وتتبع توزيع حصص المياه المخصصة للري (‪3,22‬‬ ‫مليار متر مكعب) من أجل ضمان انطالق عمليات زرع الحبوب والزراعات السكرية وتلبية‬ ‫حاجيات األشجار المثمرة‪ ،‬وتدبير الخصاص في الماء بدوائر ملوية وتافياللت وإيسن عبر تقنين‬ ‫الحصص المائية إلنقاذ األشجار المثمرة والزراعات الدائمة‪ .‬وفيما يخص البذور‪ ،‬أفادت الوزارة‬ ‫بأن الموفورات تقدر ب ‪ 1,7‬مليون قنطار من البذور المختارة‪ ،‬مع تزويد السوق باألسمدة بما‬ ‫يفوق ‪ 500‬ألف طن‪ ،‬على أن يتم إنهاء إعداد خرائط التربة المتعلقة بترشيد استعمال األسمدة‬ ‫عبر تغطية ‪ 1,6‬مليون هكتار المتبقية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫حفيظ العلمي يراهن على تحقيق ‪ 200‬مليار درهم من‬ ‫تصدير السيارات‬ ‫أعلن وزير الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي‪ ،‬حفيظ العلمي‪ ،‬خالل افتتاح‬ ‫معرض المناولة في قطاع السيارات‪ ،‬المقام بطنجة‪ ،‬أن المغرب يراهن على تحقيق ‪ 200‬مليار‬ ‫درهم من رقم معامالت التصدير‪ ،‬في أفق ‪ 2025‬بتحقيق قدرة إنتاجية تبلغ مليون سيارة‪.‬‬ ‫وأعلن الوزير أن المغرب سيتجاوز إلى حد كبير الـ ‪ 100‬مليار درهم من رقم معامالت‬ ‫التصدير‪ ،‬المتوقعة في أفق ‪ ،2020‬لكنني‪ ،‬يقول العلمي‪ ،‬أريد أن أتخذ رهانا جديدا‪ ،‬وأرفع‬ ‫العتبة إلى ‪ 200‬مليار درهم في التصدير مع إنتاج مليون عربة في ‪.”2025‬‬ ‫وأكد من جهة أخرى‪ ،‬أن المغرب يتطلع إلى جعل قطاع السيارات محركا حقيقيا للتنمية‪،‬‬ ‫مبرزا أن هذه الصناعة تعتبر أول قطاع مصدر بحوالي ‪ 70‬مليار درهم من رقم المعامالت في‬ ‫مجال التصدير في عام ‪ ،2017‬مقابل ‪ 40‬مليار درهم في عام ‪ ،2014‬ما يمثل ‪ 44,5‬في المائة‬ ‫من الصادرات الصناعية‪.‬كما أن هذه الصناعة تساهم في إحداث ‪ 29‬في المائة من مناصب‬ ‫الشغل في القطاع الصناعي‪ ،‬لتسجل أقوى معدالت إحداث مناصب الشغل بين ‪ 2014‬وعام‬ ‫‪ 2017‬بـ ‪ 83‬ألفا و‪ 845‬منصب شغل جديد‪ ،‬ما يمثل أزيد من ‪ 93‬في المائة من الهدف المحدد‬ ‫في أفق ‪ ،2020‬وهو ما يعكس اندماجا محليا متزايدا بمعدل يتجاوز‪ ،‬حتى اليوم‪ 50 ،‬في المائة‪،‬‬ ‫وسيرتفع إلى ‪ 65‬في المائة في عام ‪ ،2019‬ثم ‪ 85‬في المائة في عام ‪.2023‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫القصر الكبير ‪ :‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫ندوة ‪ « :‬قراءة في القانون ‪ 103/13‬لمحاربة العنف‬ ‫ضد النساء» بمشاركة قانونيين ومختصين ‪ ،‬وتنظيم‬ ‫من األنوار النسوية لألعمال االجتماعية‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫بقلم ‪ :‬محمد كماشين‬

‫بتنظيم من جمعية األنوار النسويـة‪ ‬لألعمال‬ ‫االجتماعية والتربوية والثقافية بالقصر الكبير ‪،‬‬ ‫احتضنت دار الثقافة مساء األحد ‪ 22‬أبريل ‪2018‬‬ ‫ندوة علمية في موضـوع‪ « :‬قــراءة في القانون‬ ‫‪ 103/13‬لمحاربة العنف ضد النساء» ‪.‬‬ ‫الجمعية المنظمة في كلمة لها بالمناسبة‬ ‫ألقتها رئيستها األستاذة نسيبة الطود تطرقت‬ ‫ألهداف االشتغال داخل الجمعية التي أخذت على‬ ‫عاتقها االنتصار على التخلف‪ ،‬باالحتكاك اليومي‬ ‫مع اهتمامات النساء والترافع عن قضايا األسرة‬ ‫والمرأة بتنسيق مع السلطات والقطاعات الوصية‬ ‫عبر شراكات من أجل إرساء ثقافة اجتماعية تتوخى‬ ‫اإلنصاف بين الجنسين ‪ ،‬لذلك يأتي عقد هذه الندوة‬ ‫لتسليط الضوء على آليات تفعيل قانون محاربة‬ ‫العنف ضد النساء‪.‬‬ ‫الندوة ترأسهـــا األستـــاذ المحامــي ادريس‬ ‫حيدر بحيث مهد بالسياق العام الذي سبق تنزيــل‬ ‫القانون‪ 103/13 ‬لمحاربـة العــنــف ضـد النســاء في‬ ‫محاولة لمالءمــة القوانين المغربيـــة مع القوانيــن‬ ‫الدولية‪ ،‬مع إشارتـه بإعــداد‪ ‬كــل من الوزارتيــن‬ ‫الوصيتين على‪ ‬العدل وشؤون المرأة والتضامن‪ ‬لهذا‬ ‫القانون ‪ ،‬وليتساءل هل استطاع المشرع مقاربة ظاهرة‬ ‫العنف والحد منها ؟ وماهي اإليجابيات التي حملها‬ ‫ونقائصه ؟‪ .‬‬ ‫ األستاذة بلباه عرضت لتاريخ اهتمام المغرب‬‫بالحد من هــذه الظاهــرة منــذ تسعينيـات القرن‬ ‫الماضي في محاولة لتكسير حائط الصمت حولها‪،‬‬ ‫ومع حلول ‪ 2002‬بدت بوادر استراتيجية وطنية‬ ‫وفي سنة ‪ - 2004‬تاريخ صدور مدونة األسرة ‪ -‬تم‬ ‫وضع مخطط تنفيذي دعا إلى‪ ‬إحداث‪ ‬خاليا استماع‬ ‫جهوية استئنافية‪ ،‬وأخرى محلية ابتدائية‪ ،‬مهمتها‬ ‫تقديم المساعدات القانونية وتسريع البث في القضايا‬ ‫المطروحة بتنوع متدخلين من‪ :‬العدل والداخلية‬ ‫والصحة‪ ‬والشبيبة والرياضة‪ ...‬مع استثناء متدخلين‬

‫أساسيين كالتربية الوطنية‪ ،‬والشؤون اإلسالمية!!!‪.‬‬ ‫وبحسب إحصائيات قدمتهـا األستاذة رشيدة‬ ‫بلباه فإن عدد المعنفات المغربيات يصل ل ‪ 6‬ماليين‬ ‫معنفة ‪ 52‬في المائة منهن معنفات جسديا من طرف‬ ‫أزواجهن‪ ،‬وتبقى نسبة المتابعات ضئيلة جدا بالنظر‬ ‫النعدام وسائل اإلثبات‪ ،‬لذلك ال يتحقق عنصر الردع‬ ‫الالزم‪ ،‬كما أن القانون الجديد ال ينص على توفير‬ ‫مراكز اإليواء للنساء المعنفات‪..‬‬ ‫ الدكتور مصطفى بونجة في قراءته لمستجدات‬‫القانون ‪ 103/13‬اعتبره مولودا مشوها‪ ،‬باعتماده من‬ ‫حيث الشكل على تعديل للقانون الجنائي‪ ،‬والمسطرة‬ ‫الجنائية‪ ،‬حيث ال يمكن األخذ بمقاربة أمنية جنائية‬ ‫لمعالجة حــاالت اجتماعيـة خاصة بوضعية ونفسبة‬ ‫المرأة‪ ،‬وهي بذلك تحارب النتائـج وليس األسبـــاب‬ ‫المحيطة بنشوء ظاهرة العنف وتجلياتها‪.‬‬ ‫وانتقد المتدخل تعامل الحكومة مع هذا القانون‬ ‫عند إعداده ‪ ،‬بتغييبها لمكونات مجتمعية‪ ،‬وسد باب‬ ‫الحوار في شأنه بانتفاء التشاركية باالقتصار‪ ‬فقط على‬ ‫وزارتي‪ ‬العدل والتضامن‪ ،‬ولذلك ال يعدو أن يكون‬ ‫األمر التفافا على حقوق المرأة‪ .‬‬

‫من حيث المضمون وبعد اعتبار القانون تعديال‬ ‫مجزوء للمسطرة الجنائية‪ ،‬أورد الدكتور بونجة‪ -‬‬ ‫وحسب ما جاء في القانون ‪ 103/13‬تعريفات العنف‬ ‫بحيث تسمح لبعض الممارسات من اإلفالت من‬ ‫العقاب‪ ،‬كما أشار لصعوبة استحضار عناصر إثبات‬ ‫العنف ضد المرأة مادامت المنطلقات من قواعد‬ ‫ونصوص عامة من القانون الجنائي والمسطرة‬ ‫الجنائية وليس‪ ‬قواعد حمائية خاصة‪ .‬‬ ‫المتدخل الثالث في ندوة‪ ‬قــراءة في قانــون‬ ‫محاربة العنف ضد النساء األستاذ انس سعدون‬ ‫نائب وكيل الملك‪ ‬بمحكمة ســوق اربعــاء الغرب‬ ‫عنون مشاركته ب «إصالح الممكن أو ما يمكن أن‬ ‫يكون»‪ ‬ومن خاللها تحدث عن دواعي اإلصالح الذي‬ ‫أتى بالقانون ‪ 103/13‬استجابة لمطالب الحركات‬ ‫النسائية ‪ ,‬ومواجهة التضخـم التشريعـي كما أنه‬ ‫أشار لخصوصية القانون الجديد بوقوفه على تعريف‬ ‫العنف ‪ ،‬واعتماده على‪ ‬أحكام زجرية مرتبطة بأشكال‬ ‫جديدة جرمت اإلكراه في الزواج ‪ ،‬وطرد‪ ‬أحد الزوجين‬ ‫وتوسيع غطاء التحرش الذي امتد لفضاءات التواصل‬ ‫االجتماعي‪ .....‬وبذلك يكون‪ ‬القانون الجديد قد جرم‪ ‬‬ ‫بعض أشكال العنف األسري‪ ،‬وأنشأ تدابير وقائية‪ ،‬ووفر‬ ‫حماية جديدة للناجيات‪ .‬لكنه يطالب الناجيات برفع‬ ‫دعوى قضائية للحصول على الحماية‪ ،‬وال يستطيع‬ ‫سوى القليل منهن فعل ذلك‪ ،‬في ظل غياب آليات‬ ‫التكفل بالنساء واألطفال ‪ ،‬وتمويل مراكز اإليواء لهما‪.‬‬ ‫وختم المتدخل بتقديم مقترحات من قبيل إصالح‬ ‫قانون المسطرة الجنائية ومراجعة التعاريف المرتبطة‬ ‫مثال باالغتصاب واإلجهاض‪ ‬و هتــك العرض‪ ‬وكــذا‬ ‫توسيع دائرة التعاريف لتشمــل العنــف االقتصادي‬ ‫والزامية التبليغ عن عن جرائم العنف‪.‬‬ ‫الحاضرون تابعوا شهادات مصورة استقبلها‬ ‫مقر األنوار النسوية لألعمال االجتماعية والتربوية‬ ‫والثقافية كما تابعوا عرضا لإلخصائية النفسية صفاء‬ ‫بوعجاج حول األعراض النفسية للمرأة المعنفة‪.‬‬

‫عامل عمالة المضيق الفنيدق يدعو إلى االهتمام‬ ‫بإبداعات األطفال في وضعية إعاقة‬ ‫دعا حسن بويا عامل عمالة المضيق الفنيدق‬ ‫خالل افتتاحه للملتقى الوطني الثالث للمسرح‬ ‫بالمضيق ‪ ،‬الذي نظمته جمعية األوائل لألطفال‬ ‫في وضعية إعاقة يوم ‪ 21‬أبريل ‪ ،2018‬الذي‬ ‫انطلق تحت شعار «كلنا مبدعون»‪،‬دعا منظمي‬ ‫الملتقى إلى العمل في مقبل الدورات إلى تعبئة‬ ‫كافة الجمعيات والمراكز العاملة في مجال اإلعاقة‬ ‫بضمان توسيع حضور أسر األطفال ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة‪ ،‬وبذل مزيد من الجهد لرصد حاالت اإلعاقة‬ ‫في سن مبكرة‪ ،‬والعمل على إدماجها عبر المسرح‬ ‫والتنشيط الفني والتربوي‪ ،‬والبحث عن حاالت‬ ‫اإلعاقة بالوسط القروي إلخراجها من وضعية‬ ‫الخمول والتهميش‪ ،‬وتوسيع أنشطة الملتقى‬ ‫لتشمل فنونا أخرى من قبيل الحكاية والخطابة‬ ‫والموسيقى‪ ،‬واالنتقال بالملتقى من تيمة المسرح إلى تيمة اإلبداع المتميز احتفاء‬ ‫بإبداعات األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬مشيرا إلى أن تنظيم هذا الملتقى دليل‬ ‫على أن اإلبداع الحقيقي ال يعترف بنوعية المواطن أو مكانة األشخاص أو خصوصية‬ ‫األزمنة‪ ،‬معتبرا أن الملتقى في حد ذاته يعد إبداعا خالقا أبعدنا من النظرة الدونية أحيانا‬ ‫ونظرة الشفقة أحيانا أخرى للشخص المعاق‪ ،‬وينقلنا للتفكير جديا في إعطاء هذا العنصر‬ ‫الهام بمجتمعنا القيمة التي يستحقها تكريسا للمبدأ الدستوري القائم على اإلنصاف‬

‫وتكافؤ الفرص‪ ،‬وأكد على أن مختلف التظاهرات‬ ‫الثقافية والفنية والرياضية يتعين عليها أن تخصص‬ ‫حيزا هاما لمشاركة هذه الفئات في إطار القناعة‬ ‫القائمة على أن اإلبداع هو تجميع لكل القدرات‬ ‫واحتفاءا بكل المواهب بتمييز إيجابي‪ ،‬موضحا أن‬ ‫هذه الفلسفة إلدماج الشخص المعاق‪ ،‬ولكل الفئات‬ ‫الهشة والمهمشة أو في وضعية صعبة‪ ،‬تتقاطع مع‬ ‫فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمحاربة‬ ‫كل أشكال اإلقصاء والتهميش‪ .‬‬ ‫رشيد الدردابي‪ ،‬رئيس جمعية األوائل في كلمة‬ ‫له بالمناسبة‪ ،‬ذكر بأن الملتقى ساهم بشكل فعال‬ ‫في إدماج هذه الشريحة من المواطنين في الوسط‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وفي إبراز قدراتهم وتنمية كفاءاتهم‬ ‫ومواهبهم فوق خشبة المسرح بتقديم لوحات فنية موسيقية وعروض مسرحية‪..‬‬ ‫وقد تم خالل هذا الملتقى عرض مسرحيات “السالمة الطرقية” و”الحياة زوينة”‬ ‫و”زهرة األمل” و”صحوة ضمير” و”بيت الحكمة” و”أسرة أخالق” و”أنا طفل توحدي”‬ ‫و”لست وحدك”‪ ،‬باإلضافة إلى لوحات راقصة وعروض إيقاعية بعنوان “باليه” و”رقصة‬ ‫سوسية” و”رقصة هندية” و”رقصة فلكلورية»‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫نزع الصفة الحيوية‬ ‫للثقافة من بين‬ ‫التحديات التي‬ ‫تواجهها الشعوب‬ ‫في ظل النظام‬ ‫العالمي الجديد‬ ‫من بين األخطـــار التي تواجههــا‬ ‫الثقافات في العالم الثالث وخاصة في‬ ‫الدول العربية هي نزع الصفة الحيوية‬ ‫عنها‪ ،‬وذلك بتحويلها إلى ثقافة تقليدية‬ ‫مقابل الثقافة العصرية‪ ،‬وتقليدية تعني‬ ‫أن الزمن قد تجاوزها في القيم التي تدعو‬ ‫لها ‪ ،‬والنظم التي تشير إليها‪ ،‬والسلوكات‬ ‫التي تنظمها وتضبطها‪ ،‬والمعارف التي‬ ‫تنتجها‪ ،‬ومن خصائص المعارف والقيم‬ ‫التقليدية أنها ال تسمح للمجتمعات التي‬ ‫تعتمد عليها باالنسجام مع الواقع واالندماج‬ ‫بالعصر‪ ،‬أي أنها تعيقها في جهودها‬ ‫للتقدم التاريخي والتفاعل اإليجابي مع قيم‬ ‫العصر ومعارفه وغاياته‪ .‬فهي حجرة عثرة‬ ‫في طريق شعوبها ‪ ،‬وهي مصدر تخلف‬ ‫وتأخر دائم لهم بسبب ما تدفع إليه من‬ ‫التمســك بالصـور والمخططـــات البالية‬ ‫والقديمة وما تنميه من الروح الرجعية‬ ‫والمحافظة‪ .‬وهذا يعني أن مبرر وجودها‬ ‫الوحيد اليوم ليس الوظيفة اإليجابية التي‬ ‫تقوم بها‪ ،‬ومساعدتها المجتمعات العربية‬ ‫على التفاهم والتواصل والتقدم وإنما‬ ‫تغذية مقاومة العرب ومجتمعاتهم لحاجات‬ ‫التطور التاريخي والدخول في العصر‪ .‬وفي‬ ‫هذا السياق على العرب أن يفهموا تركيز‬ ‫خصومهم المتزايد اليوم‪ ،‬في سبيل ضرب‬ ‫اتساق المجتمعات العربية ومعنوياتها‪،‬‬ ‫على إشكالية الحداثة وإبراز تعارض قيم‬ ‫الثقافة العربية واإلسالمية معها أو مع‬ ‫تراثها‪ .‬إن سلب الثقافة العربية هويتها‬ ‫الحضارية يقتضي التسليم بماضويتها‬ ‫وتأخرها والطابع الديني القديم للقيم‬ ‫النابعة منها ورداءة أدبها وفنونها‪ .‬وهو‬ ‫ما يحتاج إلى وضعها باستمرار في مقابل‬ ‫الحداثة وضدها‪ ،‬وإخضاعها بشكل دائم‬ ‫لمقاييس العلمانية المستمدة من خطاب‬ ‫الحداثة‪ ،‬وإبراز مدى تخلفها في تصوراتها‬ ‫عن اإلنسان والعالم والكون‪ ،‬بل عن الدين‬ ‫الصحيح ذاته‪ ،‬بالمقارنة مع ما هو قائم في‬ ‫العالمالمتحضر‪.‬‬ ‫وقــد نجحــت هذه العمليـة إزاء الثقافة‬ ‫العربية حتى أصبح العرب أو القسم األكبر‬ ‫من نخبهم يعتقدون بهذه المسلمات‬ ‫الخاطئة‪ ،‬ويكتبون الكتب لتفسيرها أو‬ ‫تبريرها‪ .‬وهذا ما دخل نهائيا في الوعي‬ ‫الغربي‪ ،‬أن العرب من بين األمم جميعها‬ ‫هم األكثر تدينا واألبعد عن معايير العصر‪،‬‬ ‫واألكثر تمسكا بالتقاليد‪ ،‬واألقوى معاداة‬ ‫لكل ما هو حديث وجديد‪ .‬وهي صورة‬ ‫مخالفة للواقع كما نعرف‪ ،‬لكنها صورة‬ ‫ضرورية لنزع الشرعية عن الثقافة العربية‪،‬‬ ‫والتشجيع على التخلي عنها أو تدميرها‬ ‫كحامل لكيان اجتماعي سياسي تاريخي‪ ،‬أي‬ ‫حضاري متميز‪ .‬وللحديث بقية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫البوح بين الزمان والمكان‬ ‫(‪)1‬‬ ‫في قصة «ظالل وخلجان»‬ ‫لألديبة المغربية‬ ‫ربيعة ريحان‬ ‫« ظالل وخلجان « أول مجموعة قصصية للكاتبة المغربية‬ ‫ربيعة ريحان‪ ،‬تم نشرها عام ‪ 1994‬م‪ ،‬وتعتبر الكاتبة أحد‬ ‫األصوات اإلبداعية النسائية البارزة في المشهد األدبي‬ ‫المغربي‪ ،‬التي استطاعت في بداية مشوارها اإلبداعي أن‬ ‫تلفت األنظار إلى أعمالها‪ ،‬رغم حداثة عهدها بالكتابة من‬ ‫خالل مجموعتها «ظالل وخلجان‪« ،‬وأن تأخذ مكانها إلى جانب‬ ‫القاصات المغربيات البارزات‪.‬‬ ‫حظيت االديبة بديعة ريحان بتوقيع شهادة ميالدها‬ ‫االبداعي‪/‬السردي بمجموعتها هذه‪ ،‬ونالت بها شهادة الكاتب‬ ‫السوري المعروف «حنا منا»‪ ،‬الذي أشاد بها ككاتبة مبدعة‪،‬‬ ‫وهذا ما أثار حماسي لقراءة المجموعة‪ ،‬وحاولت الغوص في‬ ‫أبنيتها الفنية‪ ،‬لعلي أتعرف على بعض أصدافها‪.‬‬

‫‪ -‬العنوان والغالف ‪:‬‬

‫«ظالل وخلجان»‪ ،‬مركب اسمي من وحدتين داللية‪،‬‬ ‫«فالظالل» جمع «ظل» وهو داللة إيحائية على وجود الشمس‬ ‫أو النور الذي ينعكس معه الظل؛ فيوحي بتواجد كثرة الضوء‬ ‫وقوته‪ ،‬ومن زاوية أخرى الظل والفيء في وسط الحر‪ ،‬داللة على‬ ‫الراحة االسترخاء‪.‬‬ ‫الخلجان داللة وأثر على وجود الماء‪ ،‬الذي هو أساس‬ ‫الحياة‪ ،‬اما «و» «العطف» داللة على ارتباطهما معا قدر الرؤية‬ ‫التخيليةللقارئ‪.‬‬ ‫والعنوان «ظالل وخلجان»‪ ،‬يمثل مدخال رقيقا شاعريا‬ ‫يطبع هذه المجموعة‪ ،‬ويسري في مفاصلها‪ ،‬ويحقق شاعرية‬ ‫المؤلفة‪ ،‬فكلمة «ظالل» أصغر حجما من كلمة «خلجان»‪ ،‬وهي‬ ‫رؤية داللية على وجود اآلمل والنور ضمن المجموعة القصصية‬ ‫التي تنبض بالحياة‪ .‬أما خلفية العنوان‪ ،‬فتكسوه صفحة مقسمة‬ ‫إلى قسمين‪ ،‬قسم عن اليمين أبيض اللون يمثل مجموعة‬ ‫من أوراق بيضاء مرتبة‪ ،‬يعلوها اسم الكاتبة ربيعة ريحان‪،‬‬ ‫بينما القسم الثاني على اليسار تبدو فيه كف معلقة في الهواء‪،‬‬ ‫تسحب ورقة من تلك األوراق المرتبة‪.‬‬ ‫وأيضا تمثل الخلفية الرمادية؛ رمزا لهيمنة األجواء‬ ‫الضبابية التي تعبر على الحزن والكآبة‪ ،‬التي ال يخلو منها مسار‬ ‫إنسان على وجه هذه األرض‪ ،‬وتظل المجموعة القصصية‬ ‫«ظالل وخلجان» هي تلك الورقة التي قامت الكف بسحبها من‬ ‫بين األوراق؛ التي الزالت في جعبة الكاتبة ربيعة ريحان‪ ،‬فهي –‬ ‫كما أراها – وعد باآلتي من األعمال‪.‬‬

‫عتبة المدخل ‪:‬‬

‫انطلقت القصة بعبارة « عندما مر ظلها الذي يسبقها فوق‬ ‫الخلجان الرملية الصغيرة» ( قصة ظالل وخلجان‪/‬ص ‪ ،) 56‬وهي‬ ‫جملة داللية حاملة لمعاني كثيرة لتواجد الكلمتان معا «الظل‬ ‫والخلجان»‪ ،‬اللتين سيستمر وجود ظاللهما ضمن المجموعة‪،‬‬ ‫و«الهاء» الضمير الذي سيصاحبنا طيلة األقصوصة التي تحمل‬ ‫عنوانها‪ ،‬وهي نص سردي غني باالنزياحات والحركة‪ ،‬مع‬ ‫توظيف تقنية كل من المكان والزمان‪ ،‬حيث حضورهما مكثف‪-‬‬ ‫هو اآلخر ‪ -‬في جميع قصص المجموعة ‪.‬‬

‫ـ الزمكانية في السرد‪:‬‬

‫الزمان هو ساعات الليل والنهار‪ ،‬ويعرفه النقاد بأنه مجرد‬ ‫حقيقة سائلة‪ ،‬ال تظهر إال من خالل مفعولها على الشخصيات‪.‬‬ ‫والمكان هو عالمة الدالة على مرور الوقائع اليومية‪ ،‬يطغى‬ ‫عليها صفة االنتظام‪ .‬وهو في الخطاب القصصي يشكل المادة‬ ‫الجوهرية للخطاب‪ ،‬وأي إقصاء لهما إنما هو إلغاء لهوية من‬ ‫هويات هذا الخطاب‪.‬‬ ‫وخالل طوافنا في مدارات هذا النص المتميز أفقيا‬ ‫وعموديا‪ ،‬على مستوى مختلف بنياته وأنساقه السردية؛ حاولنا‬ ‫مالمسة بعض حدوده الثاوية‪ ،‬ونعتقد أن القاصة استطاعت أن‬ ‫تالعب الزمكانية خالل عملية السرد‪ ،‬كركيزة أساس في أحداث‬ ‫قصص «المجموعة ظالل وخلجان»‪.‬‬ ‫إذ قام الزمان والمكان في المجموعة بوظيفة ديناميكية؛‬ ‫كوحدة متصلة لخدمة السرد‪ ،‬واستطاعت الكاتبة أن تروضهما‬ ‫طوعا إلرادتها حيث تقول في قصة ‪ ،‬ذلك المساء‪« :‬تسمع‬ ‫صوته العميق مبادرا باقتراحه المسائي‪ ،‬تتخيل وقفته‪ ،‬ويده‬ ‫اليسرى على البكرة‪ ،‬والذراع اليمنى مرفوعة لألعلى‪ ،‬والكف‬ ‫الكبيرة القوية مبسوطة‪ ،‬تنظر إلى لوح الباب العريض‪ ،‬وإلى‬ ‫الشق األسفل‪ ،‬ظل خفيف ينعكس على األرضية» (قصة‬ ‫السفر‪/‬ص ‪ )9‬؛ والفقرة تستدعي التوقف لكي تستحضر الزمان‬ ‫األول الذي هو المساء ثم الزمان الثاني وهو الحاضر مكان‬ ‫تواجد الساردة‪ ،‬مع حضور زمن السرد المتحرر من جمود القيم‬ ‫الواقعية؛ وفي ذلك تكمن إحدى أهم أسرار وجماليات القص‬ ‫وسحره؛ فهو يكسر رتابة التتابع الممل لمسيرة الزمن‪ ،‬وبطنه‬

‫‪9‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫املتع�صبون لـ «التع�صيب»‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬أمينة الطنجي‬

‫وتسويفه في إعطاء النتائج لألحداث و عدم وضوحها‪ ،‬والزمن‬ ‫في هذا المشهد غني برؤيته التخييلية‪ ،‬تؤطره الحركة‪ ،‬والتوقع‪،‬‬ ‫واالنتظار‪..‬‬ ‫ويحضر المكان في المجموعة – هو اآلخر ‪ -‬بقوة ‪:‬‬ ‫البيت – المدينة – البحر – السوق – الجبل ‪ -‬الطريق – مكان‬ ‫العمل؛ حيث استطاعت الكاتبة أن تستحضر الزمكانية في أغلب‬ ‫مجموعاتها القصصية وهذا واضحا في قصة «ظالل وخلجان»‬ ‫وخصوصا في هذا النص (( انتظرته طويال‪ ،‬غزلت في برودة‬ ‫الليالي فتائل الوحدة المديدة ‪ ،‬استمسكت بالصبر واألحالم‪،‬‬ ‫لكنه ظل بعيدا‪ ،‬ضائعا في ضفاف التيه السحيقة‪ ،‬قال إنه ذاهب‬ ‫وسيأتي ورأته جاذب‪ ،‬لكنه أبدا لم يأت وظلت هي تنتظر على‬ ‫أبواب البحر‪ ،‬الرجل الذي دوى رأسه هنا بانفجارات مكتومة‬ ‫ترمد‪ ،‬ذهب من فرط لوعته يطرق باب المجهول‪ ،‬لكن العالم‬ ‫المخدر الغريب جعله ينسى‪ ،‬وأومأ لها من هنا منذرا بالهجران‪،‬‬ ‫حاسما ‪ ،‬مدمرا كل بارقة أمل ))‪ ،‬حيث تمسك المؤلفة ب « زمان‪/‬‬ ‫مكان»‪ ،‬توقف حركتهما‪ ،‬تكثف حضورهما‪ ،‬تعصرهما استرجاعا‬ ‫و استذكارا‪ ،‬كي يصبحا في مستوى تعبيري قابل لتفجير داللة‬ ‫مشاعرالبطلة‪.‬‬

‫ـ البوح عند ربيعة ريحان ‪:‬‬ ‫إدراج المشاعر أو البوح في المشهد السردي – كما يحلو‬ ‫لبعض النقاد أن يسموه‪ ،‬كلما تعلق األمر بالكتابة النسائية –‬ ‫آلية تأتي بها الكاتبة في مجموعاتها « ظالل وخلجان» عبر‬ ‫تأمالت األنثى‪ /‬الشخصية الرئيسة للمجموعة‪ ،‬تتحرر فيها من‬ ‫واقعها‪ ،‬باحثة عن حلم جميل‪ ،‬تتجاوز به اآلالم التي يسببها لها‬ ‫اآلخر‪ ،‬وحلم موجود في مكان ما‪ ،‬ووقت ما سيأتي إليها‪.‬‬ ‫جسدت المجموعة القصصية‪ ،‬صوت اإلنسانية الممثل في‬ ‫األنثى‪ ،‬لرصدها قضايا اجتماعية مختلفة‪ ،‬من خالل عناوينها‬ ‫التي تشير إلى دورات الحياة المتنوعة بأفراحها وأحزانها‪،‬‬ ‫ومسراتها ومعاناتها‪ ،‬وتقلبات الحالة النفسية واالجتماعية‬ ‫باإلنسان السوي‪ ،‬وغير السوي‪ ،‬ولكنها في كل الحاالت تشير‬ ‫إلى شخصيات متطورة ومتحولة تنتقل من حال إلى حال‬ ‫تنطلق من ضفاف شخصية أنثى لتجوب الشواطئ‪ ،‬والطرقات‪،‬‬ ‫واألسواق‪ ،‬لترسو من جديد في ميناء أنثى ؛ وهي رحلة تحيل‬ ‫على ما تحمله األنثى من ترسبات تتراكم عبر فصول أعمارها‪،‬‬ ‫فكان البوح متنفسها الوحيد الذي عبرت من خالله عن رغبتها‬ ‫في االنطالق والتحليق حيث صرخت على لسان الساردة في‬ ‫«ذلك المساء‪/‬ص ‪ ( »9‬أرفض الترمد أرفض االنحدار إلى‬ ‫المهاوي الساحقة‪ ،)...‬وعبر مستويات التمرد والثورة تفتقت‬ ‫هذه التجارب‪ ،‬وشقت طريقها وانفتحت الكاتبة على قضايا‬ ‫اجتماعية معينة‪ ،‬معتمدة في ذلك على جرأتها الخاصة في‬ ‫تناول قضايا؛ تهم الرجل والمرأة‪ ..‬وتحكي عن همومهما‬ ‫والمعاناة التي يتلقاها كل منهما في ظل المنظومة االجتماعية‬ ‫التي تحكمهما‪ ،‬ثم ترسل رسائل انتقادية للذات‪ ،‬ولآلخر‪،‬‬ ‫رافضة وكاشفة لزيف خطاباتنا وسياساتنا وأوهامنا المزيفة‬ ‫والمتناقضة‪ ،‬وتقول القاصة ربيعة ريحان في حوار أجرته معها‬ ‫مجلة اتحاد كتاب األنترنيت المغاربة ‪ « :‬على المرأة أن تكتب‬ ‫وتبوح في شرط ثقافي معين وتثير الكثير من القضايا الخالفية‬ ‫وتدخل مدارات األسئلة الساخنة‪ ،‬فذلك تحد محسوب لها‪. ».‬‬ ‫ومما يمكن أن يدهش المتلقي في المتن القصصي عند‬ ‫المبدعة ربيعة ريحان؛ تنوع مشاهدها السردية وموضوعاتها‪،‬‬ ‫وطريقة توليدها للدالالت والمعاني؛ التي تلتحم جميعها في‬ ‫هم وانشغال واحد‪ ،‬أال وهو التقصي والتنقيب لتقديم القضايا‬ ‫االجتماعية المعقدة‪ ،‬وإن هذا الشغف الشديد بالبحث عن‬ ‫المختلف‪ ،‬يتجلى أيضا في انتقائها الدقيق لعناوين مجاميعها‬ ‫القصصية كعتبات دالة تختزل هوس الكاتبة بالمكامن‬ ‫المظللة‪ ،‬واألغوار الدفينة ( كالم ناقص – مطر المساء – أجنحة‬ ‫الحكي – شرخ الكالم – مشارف التيه – بعض من جنون‬ ‫‪،)..‬ولعل الكاتبة راهنت عليها عند خروجها العلني القصصي‬ ‫األول في (ظالل وخلجان)‪ ،‬والكشف عن مدى الثراء اللغوي الذي‬ ‫تتميز به‪ ،‬من تعبيرات عميقة باذخة باإليحاءات‪ ،‬ذات إيحاءات‬ ‫عن المعاناة‪ ..‬والحزن‪ ..‬والقهر‪ ..‬الطفولة‪ ..‬والجسد‪ ..‬والمرأة‪..‬‬ ‫والرجل‪ ..‬والتحرر‪ ..‬والعالم الهامشي والزمن‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬ربيعة ريحان‪ ،‬ظالل وخلجان‪ ،‬عام ‪ ، 1994‬دار تينمل مراكش‪.‬‬

‫شكلت استقالة الدكتورة أسماء المرابط‪ ،‬الطبيبة والباحثة في‬ ‫الفكر اإلسالمي‪ ،‬من رئاسة مركز الدراسات‪ ‬واألبحاث في القضايا‬ ‫النسائية‪ ،‬منعطفا حاسما في مسار المطالبة بإنصاف المرأة في اإلرث‪،‬‬ ‫بتحقيق مساواتها مع الرجل‪ ،‬بحجة مساهمتها بقوة في بناء األسرة‬ ‫والمجتمع ككل‪ ،‬األمر الذي ترفضه‪ ،‬بعناد‪ ،‬جهات ال تقبل االجتهاد «مع‬ ‫النص»‪ ،‬حتى وإن كان النص يقبل التأويل ‪ ‬واالجتهاد‪ ،‬اللهم أن تكون‬ ‫في األمر «مصالح» مادية‪ ،‬ذكورية ال «يجوز تجاوزها»‪ ! ‬حتى وإن كان‬ ‫القصد تحقيق العدل واإلنصاف داخل المجتمعات اإلسالمية الحديثة‪.‬‬ ‫المواجهات في موضــوع «التعصيب» تطــرح ســؤال الحــق‬ ‫والعدل ورفع الظلم واإلجحاف عن ‪ ‬المرأة المسلمة اعتبارا إلى‪ ‬أن‬ ‫الواقع ‪ ‬المتغير للمجتمعات البشرية يتطلب معالجة متغيرة بدورها‪،‬‬ ‫ضمانة الستقرار الخلق واستمراره‪ .‬إال أن بعض العقول تأبى أن ترى‬ ‫الكون كما هو‪ ،‬ال كما كان منذ ألف وخمسمائة عام ‪ ،‬حين كانت المرأة‬ ‫«متاعا» ‪ ،‬ملكا للرجل‪ ،‬وعالة عليه‪ ،‬حددوا لها دورا «بهيميا» يقوم على‬ ‫«خدمة» الزوج وطاعته واالجتهاد ‪ ‬في تلبية «حاجته» ‪ ‬ليكون راضيا‬ ‫عنها‪ ،‬حتى أنها كادت أن «تؤمر بالسجود لزوجها»‪ .‬أو ليست‪ ‬طاعة‬ ‫الزوج ‪ ‬مفتاح الجنة؟‪....‬‬ ‫المنددون بــ «التعصيب» في اإلرث تجاوزوا النصوص التي فيها‬ ‫«كالم» من حيث سياقها التاريخي والبيئي ‪ ،‬إلى عواقب هذا التعصيب‬ ‫على حقوق المرأة حين ال يرزقها اهلل ولدا ذكرا ويموت عنها زوجها‬ ‫لتفاجأ بغرباء يقتحمون عليها مسكنها مطالبين بـ «حق اهلل» في‬ ‫اإلرث ‪ ‬عن طريق «التعصيب»‪ .‬وكثيرا ما يؤدي ذلك إلى تشرد األم‬ ‫وبناتها وضياعهن باسم «حق اهلل»‪ ‬وباسم الدين‪ ،‬حتى أن امرأة‬ ‫صاحت‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬من جراء ما لحق بها من ظلم ‪ :‬هل اإلسالم وجد‬ ‫فقط للذكور ؟‪...! ‬‬ ‫منظومة «التعصيب» متشعبة ومعقدة‪ ،‬يختص بها الذكور الذين‬ ‫«يرثون بدون تقدير» بحيث يرث «المعصب» كل ما ترك الهالك‬ ‫إن كان منفردا أو يأخذ الباقي بعد أصحاب الفروض‪ ،‬وهم الورثة‬ ‫«الشرعيين» في عرف العامة‪.‬‬ ‫وبالرغــم من أن القـــرآن لم يأت بذكر لـ «التعصيــب» ‪ ‬وال‪ ‬‬ ‫لـ «المعصبين»‪ ،‬ولم يصرح بتسميتهم‪ ،‬فإن ذكرهــم جــاء في‬ ‫روايات البخاري ومسلم ورواة آخرين‪ ،‬بحيث يرث الهالك بعد ورثته‬ ‫الشرعيين‪ ،‬بالتعصيب‪« ،‬أولى رجل ذكر» ‪ ،‬ويسير التعصيب على ترتيب‬ ‫«منازل المعصبين وقربهم من الهالك»‪...‬متسببين في «هالك»‬ ‫األسر التي لم ترزق ولدا ذكرا ‪ ،‬وال يكون في مقدور األم وبناتها إال‬ ‫الحسرة ‪ ‬واالستسالم‪ ،‬حتى وإن «تهدم» حاضرهن ومستقبلهن على‬ ‫رؤوسهن‪ ،‬باسم «الدين والملة»‪...! ‬‬ ‫خذوا ‪ ،‬مثال‪ ،‬هذه القصة المعاشة‪ ،‬وحاولوا أن تجدوا فيها مكانا‬ ‫للعدل واإلنصاف‪ .....‬توفى رجل وترك زوجة وبنتين‪ ‬ساعدنه على‬ ‫امتالك دار بحي شعبي من غرفتين‪ ،‬هي كل رصيد األسرة ‪.‬وما أن‬ ‫ووري الهالك التراب حتى فوجئت األسرة بغرباء‪ ‬يقتحمون المسكن‬ ‫ويطالبون بـ «حق اهلل»‪ .‬إنهم إخوة الهالك ‪ ‬كانوا في حالة خصام‬ ‫مع المتوفى وانتقلوا إلى الخارج طيلة ثالثين سنة‪ ،‬لم يتم خاللها أي‬ ‫اتصال ‪ ‬بينهم وبين أخيهم وأسرته‪ .‬ومع ذلك‪« ،‬تصرفوا» في ما ترك‬ ‫الهالك‪ ‬بيعا واقتساما ‪ ،‬عن طريق «التعصيب»‪ ،‬و«تبخروا» إلى يومنا‬ ‫هذا‪....! ‬‬ ‫أين العدل في هذه النازلة‪ ،‬وأين هي مقاصد وحكمة الشريعة في‬ ‫«التعصيب»؟‬ ‫األمثلة كثيرة ألسر لم تنجب إلى جانب البنات ولدا ذكرا ليقيها‬ ‫«غزو» «المعصبين» ‪ ،‬ليكون مصير األم وبناتها التشرد ‪ ،‬بعد أن يتم‬ ‫بيع مسكنهن لتتعرض األرملة في نهاية عمرها إلى الضياع والبنات‬ ‫إلى دمار نفسي وإلى حياة اليأس والتذمر والمصير المجهول‪ ،‬بسبب‬ ‫حق «التعصيب» الذي « اليمكن أن يعترض عليه أحد» ألنه أمر‬ ‫«تعبدي» ال مجال لالجتهاد فيه ‪ ،‬وحد ال يمكن االقتراب منه‪ ،‬وكأن‬ ‫اإلرث هو الحد الوحيد في اإلسالم الذي يحرك مجامع العلماء‪ ،‬ومن‬ ‫تعداه‪ ‬فهم «رجعيون» «علمانيون» «حداثيون» وملعونون إلى يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬ولتذهب إلى الجحيم كل امرأة لم تنجب ولدا ذكرا ‪ ،‬فالذكر‬ ‫مفتاح القوة‪ ‬ومفتاح النجاة من «ظلم» التعصيب‪.‬‬ ‫هل هــذا هــو المجتمـــع الذي تريدونـــه يا معشـر المتعصبين‬ ‫لــ «التعصيب» ؟‪....! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫�إ�صدار جديد لل�شاعرة والأكادميية‬ ‫املغربية كرمية �إيالرزك‪:‬‬

‫العَلم األندلسي «على صومعة خيرالدا»‬

‫«النساء في الكتابات التاريخية‬ ‫حول المقاومة المغربية»‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬للفكر العربي وللفكر اإلسباني في‬ ‫األندلس تياران متضاربان‪ .‬مقاربة نقدية أكثر‬ ‫منها تاريخية عند مقاربة بين ذِهنييْن‪ .‬يتضح‬ ‫َّ‬ ‫أن اإلسبان يؤرِّخون من «قوم» الفيزيقوط‬ ‫إلى إسبانيا‪ ،‬بإقصاء كل تاريخ إسبانيا المسلمة‪،‬‬ ‫وقد يضلون مقيمين في مهبِّ الريح‪ .‬إذ‬ ‫بهم يأخذون العِلم في خدمة الوطن وخدمة‬ ‫الدين‪ .‬فالقومية الكاثوليكية تقوم على الوطن‬ ‫والدين‪ .‬إسبانيا الكاثوليكية تحرِّمُ ّ‬ ‫كل مَنْ‬ ‫يخالف ذلك ‪.‬‬ ‫عاشتْ األندلس حُرَّة‪ ،‬لمّا قالها‬ ‫«إنفانطي»‪ ،‬أعدَمه «فرانكو»‪ .‬وكان قد َّ‬ ‫حل‬ ‫بمراكش سنة ‪ 1923‬للميالد وأشهر إسالمه‪،‬‬ ‫باعتزازه بمليون من االخوة المسلمة في الضفة‬ ‫الجنوبية ‪.‬و كان يُدْعى أب وطن األندلس‪.‬‬ ‫يؤمن بالتعدُّدية الدينية والسياسية‪ .‬تجلى‬ ‫فيها االستفسار عن بعض األندلسيين‬ ‫الذين اعتنقوا اإلسالم من ثقافة األندلس‬ ‫كمبدإ حضاري وليس عقائدي‪ .‬إال َّ‬ ‫أن اليمين‬ ‫المتطرِّف يتزعمه « خوسي ماريا أسْنار» وهو‬ ‫يشتري لهو الحديث بمعزل عن الواقع‪ ،‬في‬ ‫إسبانيا الحديثة‪ ،‬والقوَّال‪َّ ،‬‬ ‫إن إسبانيا لم تعرف‬ ‫«إرهاب» القاعدة إال مع طارق بن زياد! حتى‬ ‫مصطلح مجلة األندلس كان يزعجه‪ .‬أرادت‬ ‫إسبانيا «الفاشية» ْ‬ ‫أن تقصي تاريخ األندلس‬ ‫العربي المسلم وتعتبرُه استعماراً‪ .‬والقومية‬ ‫تقوم على الكاثوليكية الدينية والوطن (‬ ‫مارسيلينو مينيندِسْ بياليو )‪ .‬العلم في خدمة‬ ‫الوطن وفي خدمة الدين الكاثوليكي ‪ .‬و تلك‬ ‫هي المفاهيم المنحرفة‪ .‬حتى ْ‬ ‫وإن كانت علوم‬ ‫األندلس التي انبهر وأخذ عنها الغرب‪ ،‬من‬ ‫فلسفة وطب وهندسة وفلك وفالحة وعمران‪.‬‬ ‫من التجاذب العلمي والمعرفي من أعالم‬ ‫أندلسيين على سبيل المثال ال الحصر كأمثال ‪:‬‬ ‫ابن فرْناس في (الكمياء ) ومسلمة المجريطي‬ ‫في ( الفلك ) وأبو القاسم الزهري في (الطبِّ)‬ ‫وابن حزم العالم الفيلسوف في (الفلك) وأبو‬ ‫عبيد البكري في (الجغرافية) وابن الزرْقاني‬ ‫في(الفلك) والشريف اإلدريسي في (الجغرافية)‬ ‫وابن زهر في (علم في الطبِّ) وابن رُشد في‬ ‫(الفلسفة) وابن البيطار (عالم في النباتات)وا‬ ‫بن زيدون وبن حبَّان القرطبي وأبو القاسم‬ ‫الزهراوي وغيرهم كثر‪ .‬وللقضاء على براثن‬ ‫السقم «الكاثوليكي»‪ ،‬كان للزعيم االشتراكي‪،‬‬ ‫«صباديرو» رأي آخر عبَّر عن ذلك من خالله‬ ‫َّ‬ ‫بأن الفتح اإلسالمي باألندلس أساس النهضة‬ ‫األروبية‪ .‬النهج الديمقراطي الحديث سطع في‬ ‫المعالم العمرانية متمثلة في النصب التذكارية‬ ‫التي أقيمتْ لشخصيات أندلسية في مختلف‬ ‫المدن األندلسية‪ .‬تماثيل لفالسفة وعلماء‬ ‫كابن رشد وعبد الرحمان الناصر وعباس بن‬ ‫فرْناس الثقافي وغيرهم‪ .‬انتفض األندلسي‬ ‫الموريسكي‪ ،‬فزال القبر والكفن‪ .‬هي مستندات‬ ‫وحفريات استعادت األرواح لتاريخ الفردوس‬ ‫المفقود‪ .‬كان ثمة رجل يدْعى «شاطو بْريٌّ»‪،‬‬ ‫أن األندلس لم تكن فردوْساً بل أرْضاً‬ ‫عند رأيه َّ‬ ‫عادية تنتمي لفكر قوْمي وحضارة انتهتْ‬ ‫و أفلتْ حضارتها على غرار حضارات سابقة‪.‬‬ ‫للعرب والمغاربة نظرة تغلبُ عليها اضطرابات‬ ‫في العواطـــف‪ ،‬من رومانسيـــة للفردوس‬

‫المفقود‪ ،‬استمدَّ منها إبداعه « دون كيخوطي‬ ‫دي ال مانتشا»‪.‬‬ ‫قيل َّ‬ ‫إن سبب فقدان األندلس يرجع‬ ‫ذلك إلى الفقهاء المتزمتين‪َّ ،‬‬ ‫وأن العرب تخلوا‬ ‫عن إسالمهم‪ .‬وقد نشط الفكر الكرامي‬ ‫(الكرامات)‪ ،‬في وقت األزمات‪ ،‬وهو يقوم على‬ ‫التمويه لتوظيف الفكر الغبيِّ‪ .‬فالعامة طغتْ‬ ‫عليهم المعتقدات الشعبية استجابة للدعاة‪.‬‬ ‫ومنها أيضا العوامل االقتصادية‪ ،‬حيث طفتْ‬ ‫على المالية تزوير النقود من طرف بعض‬ ‫الحدّادة‪ ،‬حتى كان مَن أفتى بتدليس العُملة‪،‬‬ ‫(الفقيه زرق األندلسي ) ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل التصوُرات التاريخية لألندلس هي‬ ‫جز ٌء من الهوية الثقافية المغربية‪-‬األندلسية‪.‬‬ ‫وهي حاضرة في وجدان العرب بقوة‪ ،‬وهي‬ ‫حاضرة أيضاً في الذاكرة االسبانية‪ .‬العرب‬ ‫حملوا أنوار اإلسالم إلى الدنيا‪ ،‬ولواء العلم‬ ‫والمعرفة قرابة ثمانية قرون باألندلس في‬ ‫شتى العلوم اإلنسانية‪ ،‬تراثا علميا إنسانياً‪،‬‬ ‫وقد تعرَّض لجحود اإلسبان ‪.‬‬ ‫ما خلف الصورة أنتجتْ معرفة تاريخية‬ ‫الغير المتداولة‪ .‬وهو إنتاج التاريخي المنسي‪،‬‬ ‫وليس للتاريخ الرسمي الذي يريد ْ‬ ‫أن يكون‬ ‫شأنه عظيمٌ‪ .‬المؤرِّخُ الباحث في المُهمَل‪،‬‬ ‫يبحث عن اإلنسان‪ِّ .‬‬ ‫ينقبُ عن الحلقات‬ ‫المفقودة للتاريخ المنسي من أجل صناعة تاريخ‬ ‫آخرَغير المُنجز‪ .‬هي وظائف غير تقليدية تعتمد‬ ‫الوثيقة وكل ما يمكن ْ‬ ‫أن يُساعد‪ ،‬ما يُتداول‬ ‫لمبحث المصادر الدقيقة من المخطوط إلى‬ ‫الحفريات لعلماء وفالسفة غير منتمين إلى‬ ‫البالطات‪ .‬في كتابة جديدة إلمكانية المتجاوز‬ ‫للعوائق المفهومية‪ .‬الذي يُمسك بالمعرفة‬ ‫لحُبه للبحث العلمي‪ ،‬وهو يبحث عن اإلنسان‬ ‫المُهمَل‪ ،‬وينظر في اآلليات التي يمكن أن‬ ‫ينتهي إليها التاريخ المنسي‪ ،‬بمقاصد قيِّميَة‪.‬‬ ‫وكيفية اشتغاله على مبحث األقليات‪ .‬وذلك‬ ‫من أجل العبور من التاريخ الرسمي إلى التاريخ‬

‫الذي يُجيب عن كل األسئلة المطروحة‪ .‬منها‬ ‫كارثة األندلس والموريسكي األخير‪ ،‬ودون‬ ‫المعاناة من المازوكية (التبعية للطرح الرسمي‬ ‫)‪ .‬يصل أحياناً التاريخ إلى الجمود ثمَّ تحدث‬ ‫طفرة لتعويض سنوات السكونية‪ ،‬بدراسة‬ ‫الماضي للتاريخ الشامل‪ .‬مِنْ أين يبدأ المؤرِّخ‬ ‫األكاديمي الذي ينتصر للمُهمَّش وأين‬ ‫ينتهي ؟ إذا به يمتهن تخليق القيم من التاريخ‬ ‫الوسيط إلى الراهن‪ ،‬وينسحب من الرسمي‬ ‫الذي يؤرِّخ للحاكم‪ .‬ثمَّ يستدرج بالمبحث‬ ‫التاريخي إلى القضايا الراهنة‪ ،‬وقد جعل التاريخ‬ ‫يُنصِفُ اإلنسان من حيث هو اإلنسان‪.‬‬ ‫فالمؤرِّخُ الرسمي يحتاج إلى مؤرِّخ القاعدة‪.‬‬ ‫من المؤسسين الذين أجابوا على كل األسئلة‬ ‫المطروحة كالبيروني وبن خلدون والمقريزي‪،‬‬ ‫أما الفيلسوف فقد يتصوَّرُ أشياء أخرى مثل‬ ‫األلماني هيكل‪ .‬فالعقل يكشف الحقائق ‪.‬‬ ‫ثمَّ عاد العَلم األخضر واألبيض يُرفرف‬ ‫فوق سماء األندلس‪ .‬يُراودُ في داخل أهل‬ ‫الدِّيار مخزون ذاكرة يتدفق منها عبق التاريخ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اللوْن األخضر شعار الدِّين اإلسالمي واألبيض‬ ‫للسلم والسالم الذي تدعو له عقيدة اإلسالم‪.‬‬ ‫فالقومية ال تقوم على أساس عِرْقي أو ديني‪،‬‬ ‫وإنما على ثقافة أندلسية‪ .‬وقد يشير أيضاً على‬ ‫معركة « األرق»‪ .‬فقد رفعه ( العَلم األندلسي‬ ‫) الموحدون على صومعة «خيرالدا» ‪ ..‬هذه‬ ‫بعض الشذرات من شهادات ندوة علمية‬ ‫دولية انبجست من شالالت غرناطة فأثرتْ‬ ‫فضا ًء أندلسياً يحمل اسم متحف المقاومة‬ ‫وجيش التحرير بحاضرة تطوان‪ .‬وقد نظم‬ ‫ابن سهل األندلسي‪ ،‬من عيون الشعر العربي‬ ‫هذين البيتين ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫األرض قـد لبسـتْ رداءا أخضـــر‬ ‫و الطل ينثـــر في رُباهــا جوهراً‬ ‫و َّ‬ ‫كأن سوْسنها يُصافحُ ورْدها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثغـــر يقبـل منــه خـدّا أحمــرا ‪..‬‬

‫تطوان ‪ :‬لقاء دولي للخلق واإلبداع‬ ‫انطلقت مؤخرا برواق محمد السرغيني‬ ‫بدار الثقافة بتطوان فعاليات اللقاء الدولي‬ ‫األول للخلق واإلبــداع‪ ،‬وذلك بتعاون مع‬ ‫مؤسسة المسرح األدبي و معهـــد الفنون‬ ‫الجميلة وجمعية صلة الدولية‪.‬‬ ‫شباب من الضفتين الشمالية والجنوبية‬ ‫التأموا في عرس فني يطبعه الخلق واإلبداع‪،‬‬ ‫ضم في ثناياه صور تمازج الثقافات و ترابطها‬ ‫بين الضفتين توضح تقارب الرؤى و التصورات‬ ‫التي يحس بها الشعبان لما يتواجد بينهما من‬ ‫خصائص مشتركة‪ ‬لشباب أجاد بالريشة فخلق‬ ‫إبداعات أثثت فضاءات العرض بهذه المدينة‪ .‬‬ ‫لقاء الشباب هذا يهدف مد الجسور بين‬ ‫البلدين و خلق تعاون مشترك يعمق جذور‬ ‫اإلنسانية المجسدة في فن الرسم و النحت‬ ‫واألعمال اليدوية‪ .‬نشاط هذا اللقاء لم يقتصر‬ ‫على الرسم والنحت وكل مجال اإلبداع الفني‪،‬‬ ‫بل اشتمل على القيام بزيارات هؤالء الطلبة‬ ‫الشباب للمآثر التاريخية بمدينة تطوان‪ ،‬ومنها‬ ‫زيارة للمتحف األركيولوجي حيث اطلع وفد‬ ‫الشباب على ما يتوفر عليه من آثار ترجع إلى‬ ‫العصور البونيقية والرومانية ‪ ،‬كما زاروا مدرسة‬ ‫دار الصنائع و الفنون الوطنية التي تعتبر‬ ‫الوحيدة على الصعيد المحلي و الوطني في‬

‫‪10‬‬

‫صدر عن أخيرا ضمن منشورات المندوبية‬ ‫السامية لقدماء المقومين وأعضاء جيش التحرير‬ ‫إصدار جديد باللغة الفرنسية للشاعرة والباحثة‬ ‫المغربية الدكتورة كريمة إيالرزك موسوم‬ ‫بعنوان « النساء في الكتابات التاريخية حول‬ ‫المقاومة المغربية» أو‪Les femmes dans :‬‬ ‫‪l’historiographie de la résistance‬‬ ‫‪.marocaine‬‬ ‫ويعتبر هذا اإلصدار األول من نوعه الذي‬ ‫يحاول مالمسة دور المرأة المغربية في ملحمة‬ ‫االستقالل‪ .‬ويتطرق هذا البحث إلى ثالثة محاور‬ ‫رئيسية وهي إبراز الدور الفعال للمرأة المغربية‬ ‫في المساهمة من أجل استقالل المغرب‪ .‬أما‬ ‫المحور الثاني فيتطرق إلى إشكالية الحيف الذي‬ ‫عرفته االستوغرافية المغربية بخصوص تاريخ‬ ‫المقاومة وجيش التحرير‪ ،‬ذلك أنها سعت إلى‬ ‫استحضار دور الرجل في المقاومة بينما دور‬ ‫المرأة ظل مغيبا تماما حيث تقدم أدلة حول ذلك‬ ‫انطالقا من إصدارات المندوبية السامية لقدماء‬ ‫المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬ ‫أما المحور الثالث فيخوض في األسباب‬

‫«كما تغيب في القمر السماء»‬ ‫إصدار جديد للشاعر المغربي‬ ‫محمد الجيدي‬ ‫عن منشــورات «الراصد الوطني للنشـــر‬ ‫والقراءة» صدر للشاعر المغربي محمد الجيدي‪،‬‬ ‫في طبعة أنيقة ديوان شعري موسوم بـ‪« :‬كما‬ ‫تغيب في القمر السماء»‪ ،‬يقع الديوان في مائة‬ ‫وأربع وثالثيـن صفحة من الحجم المتوسط‪،‬‬ ‫ويضم أربع وثالثين قصيـدة شعريـة منها ‪:‬‬ ‫«ارتعاش الماء»‪« ،‬وقفة»‪« ،‬ليــس صعبــا أن‬ ‫نموت»‪« ،‬ما يستحق الحياة»‪« ،‬صمت الظالل»‪،‬‬ ‫«سأعيد كتابة الليل»‪« ،‬بعد منتصف الزمان»‪،‬‬ ‫«أغنية المصبــاح الضئيل»‪« ،‬وازدانت حروفــك‬ ‫بماء الظل»‪...‬‬ ‫والكاتب محمد الجيــدي‪ ،‬شاعـر وفاعــل‬ ‫حقوقي من طنجة‪ ،‬شـارك في مجموعة من‬ ‫التظاهرات األدبية والحقوقية‪ ،‬له إسهامات‬ ‫شعرية في مجموعـة من المنابــر اإلعالميــة‪،‬‬ ‫ويعتبر ديوان «كما تغيب في القمــر السماء»‬ ‫اإلصدار الثالث للشاعر المغربي محمد الجيد‬ ‫بعد ديوانين «كلمات أولى بيني وبينك ظل»‬ ‫(‪ )2014‬و«رؤية المرئي في الالمرئي» (‪،)2014‬‬ ‫وله مجموعة من األعمال المخطوطة في الشعر‪.‬‬ ‫وقد افتتح الشاعر ديوانه بقصيدة «ارتعاش‬ ‫الماء» التي تعتبر األطول في الديوان‪ ،‬تتوزع على‬ ‫ست صفحات‪ ،‬نقتطف منها‪:‬‬

‫وارتعش الماء بين أصابعي‪،‬‬ ‫كانت الصحراء تبتلع المكان‬ ‫وهو يمشي بين رعشاته‬ ‫في األرض القاحلة الزمان‪.‬‬ ‫حفاظها على تلقين الحرف التقليدية ‪ ،‬ومعهد‬ ‫الفن الحديث و الذي يضم تحفا ترجع إلى‬ ‫العهد األندلسي و الموريسكي‪ ،‬كما قام الطلبة‬

‫بزيارة المدينة اإلسبانية التي تتواجد في ما‬ ‫يطلق عليه التطوانيون باإلنسانشي‪ .‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫الكامنة وراء هذا التمييز والتي تجملها الباحثة‬ ‫في أربعة أسباب‪ :‬األول وهو الدور الديني‪،‬‬ ‫الثاني ويتعلق بماهو اجتماعي‪ ،‬الثالث فترجعه‬ ‫إلى العامل المادي‪ ،‬أما الرابع فهو التفاوت‬ ‫المؤسساتي‪.‬‬ ‫ويجدر اإلشارة أن الدكتورة كريمة إيالرزك‬ ‫حاصلة على شهادة الدكتوراه في األدب الفرنسي‬ ‫من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة ‪،2005‬‬ ‫وحاصلة على دبلوم السلك الثالث من مدرسة‬ ‫علو م االعالم بجامعة محمد الخامس بالرباط‬ ‫سنة ‪ ،2005‬كما حصلت على شهادة الماجيستر‬ ‫المتخصص في القانون العام باللغة الفرنسية‬ ‫من جامعة محمد الخامس بالرباط‪.‬‬ ‫وعملت أستاذة لمادة التواصل « �‪com‬‬ ‫‪ »munication‬بكلية الحقوق بجامعة محمد‬ ‫الخامس بالرباط‪ ،‬فيما تعمل حاليا مسؤولة‬ ‫على مركز الوثائق التاريخية بالمندوبية السامية‬ ‫لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‬ ‫بالمغرب‪ .‬و صدر لها بفرنسا ديوان شعر باللغة‬ ‫الفرنسية موسوم ب «‪.»Méandres‬‬

‫كان يمشي مشية األنبياء وعمامته‬ ‫تربط األرض بالسماء‬

‫تزجى السحاب وتثمر في الشجر‬ ‫البراعم النعساء‪،‬‬ ‫وفي القلب الخفقة الراعشة‪.‬‬ ‫هل كان يدري أن الليل‬ ‫يخطف أبصار الناظرين‪ ،‬والرحلة القاسية‬ ‫بين مد النهر الخالد‬ ‫وجزر السماء المخضبة باألسرار‬ ‫والنجوم اليابسة‪.‬‬


‫العدد ‪939‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫دار المحامي تفتتح موسمها الثقافي بندوة فكرية ‪:‬‬

‫“تجديد الخطاب الديني‪ :‬جدلية الوجود والمعرفة”‬ ‫نظمت اللجنة الثقافية لهيئة محامي طنجة ندوة فكرية حول‬ ‫موضوع تجديد الخطـاب الديني استمع فيها الحاضـرون لعرضـي‬ ‫كل من الدكتور عبد القادر األعرج حول اإلشهاد القرآني األكبر‪،‬‬ ‫والدكتور محمد النحيل حول ضرورة تجديد الخطاب الديني‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم الجمعـة ‪ 20‬أبريـل بدار المحامي بطنجة‪ ،‬وقد توصلت الجريدة‬ ‫بملخص لعرض الدكتور محمد النحيـل‪ ،‬والذي استهله بطرح سؤال‬ ‫إشكالي كبير ‪:‬‬ ‫ما الفــرق بين أن يتكلـم الغزالي أو القرطبي أو الجويني أو‬ ‫البيضاوي عن أسماء اهلل الحسنى‪ ،‬وبين ما قام به محيي الدين بن‬ ‫عربي‪ ،‬وبين أن نتكلم نحن اليوم عنها وفي أفق شروطنا الثقافية‬ ‫والعلمية واألخالقية‪ ،‬وفي ظل وضعنا اإلجتماعي والسياسي؟‬ ‫إذا أردنا أن نضع تحقيبا لفهم ما جرى وما يجري‪ ،‬فسيكون من الضروري‬ ‫أن نبحث عن مفاصل المعرفة العربية اإلسالمية في تقاطعها مع الشروط‬ ‫التاريخية من جهة‪ ،‬ومع ما وصل إليه األفق المعرفي لكل عصر‪ ،‬فإذا تحدثنا عن‬ ‫الجدل الكالمي مثال‪ ،‬والذي ازدهر في القرن الرابع الهجري‪ ،‬فسنقف على أفق‬ ‫معرفي شكل فهما معينا للمفاهيم والقضايا الدينية حددته السلطة الحاكمة‬ ‫آنذاك بطريقة ربطت مشروعيتها بمشروعية الخطاب المسموح به ( المعتزلة‬ ‫مع المأمون‪ ،‬واألشاعرة مع المتوكل كمثالين) وبتغير الشروط التاريخية ( أي‬ ‫بصيرورة المشروعية السياسية) والمعرفية‪ ،‬و صيرورة الجدل مع الفالسفة‬ ‫والمتكلمين إلى يقين دوغمائي مع الغزالي ‪ ،‬كان لزاما على الفكر والفهم أن‬ ‫ينتقال من رؤية ألخرى‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬تحرك الفكر نحو األندلس‪ ،‬ليقوم فهم اعتبر‬ ‫الجدل الكالمي عائقا سياسيا لم يعد ينتج مشروعية سياسية‪ ،‬كما اعتبر اليقين‬ ‫الدوغمائي عائقا معرفيا ال يطور فهما‪ ،‬وفي إطار هذا اإلنتقال ظهر ابن رشد وابن‬ ‫باجة وابن طفيل‪..‬‬ ‫ما ذا يعني هذا؟‬ ‫هذا يعني أن للفهم كينونة معينة تتشكل داخل مرجعية معينة‪ ،‬وفي أفق‬ ‫شروط معرفية تتحكم فيها السلطة بمختلف تجلياتها ومستوياتها‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫الكينونة تكون دائما محكومة قانونا بالحركة والسيرورة‪ ،‬وبحكم سيرورتها‬ ‫تتغير وتتطور‪ ،‬ثم تصير كينونة جديدة‪ ،‬وهذه اإلحداثيات الثالث هي ما ندعوه‬ ‫بجدلية الوجود والمعرفة‪ ،‬وهي ما نجدها في التنزيل الحكيم‪ ،‬والسؤال اليوم‪:‬‬ ‫لماذا لم يتغير فهمنا للعديد من القضايا التي يطرحها التنزيل الحكيم على‬ ‫الوعي؟ ولماذا نعتبر أن ما فهمه األقدمون قد وصل إلينا ملفوفا بالقداسة؟ فهل‬ ‫الفهم مقدس؟ ما الخطيئة التي يمكن أن نرتكبها إذا ما قمنا بإعادة فهم جديد‬ ‫للتنزيل الحكيم؟ ولقضاياه؟ هل هناك كفر نظري كما يتساءل الدكتور حسن‬ ‫حنفي؟‬ ‫َ‬ ‫ويعني هذا أيضا أننا‪ ،‬وفي ظل ما نعيشه من أزمات‪ ،‬مطالبون بفتح ورش‬ ‫كبير لتجديد خطابنا الديني بعدما استنفدت مكونات الخطاب الكالسيكي‬ ‫كفايتها وقدرتها على اإلجابة عن أسئلتنا الراهنة‪ ،‬إذ لم يعد علم الكالم كالهوت‬ ‫إسالمي قائما ليجيبنا عن تلك األسئلة الحارقة ‪.‬‬ ‫لذا كان ال بد‪ ،‬ووفق منطق سيرورة الفكر البشري‪ ،‬أن ينهض مشروع‬ ‫تجديد الخطاب الديني مع بداية النهضة العربية الحديثة‪ ،‬خاصة مع محمد‬ ‫عبده واألفغاني والكواكبي ورشيد رضا‪ ،‬وهو المشروع الذي طرح آنذاك في سياق‬ ‫فهم الفجوة الحضارية الكبيرة التي مزقت الوجدان العربي اإلسالمي والتي تم‬ ‫التعبير عنها بالسؤال الكبير‪« :‬لماذا تقدم غيرنا وتخلفنا نحن؟» على الرغم من‬ ‫الطابع التلفيقي التوفيقي الذي هيمن على تفكير هؤالء الرواد‪ ،‬مثل ما هيمن‬ ‫على مشروع كل من ابن رشد في مناهج األدلة وفي فصل المقال‪ ،‬والشاطبي‬ ‫في اإلعتصام وفي الموافقات‪ ،‬فهذه المشاريع كلها ال تدخل في إطار تجديد‬ ‫الخطاب الديني‪ ،‬ألن مشروع التجديد ارتبط بمحاوالت تجاوز الفجوة الحضارية‬ ‫المهولة التي عاشها وما يزال يعيشها الوجدان العربي اإلسالمي ويعاني من‬ ‫تبعاتها وما خلفته من أعطاب ومعيقات كبيرة‪ ،‬فالخلفية الحضارية كانت غائبة‬ ‫عند ابن رشد والشاطبي ‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬جاءت مشاريعهم بمثابة إجابات وحلول‬ ‫لصراعات الذات مع وعيها الديني‪.‬‬ ‫كما يعني ذلك أن المشكلة الدينية‪ ،‬ال تكمن في المسافة الواقعة ما بين‬ ‫النظرية والتطبيق‪ ،‬والتي تقول‪ّ :‬‬ ‫إن الدين شيء‪ ،‬وتطبيقه شيء آخر‪ ،‬وإنما تكمن‬ ‫في عمق العقل الديني الذي ال يقبل النقد وال المراجعة وال التنوير‪ ،‬فهو عقل‬ ‫غيب سؤاال مركزيا تقوم عليه المعرفة‪ ،‬وهو سؤال المنهج‪ ،‬أي تأسيس منهج‬ ‫يوجه الدراسات‪ ،‬وهو ما تنبهت له الدراسات المعاصرة ‪.‬‬ ‫فإذا كان النص المقدس ثابتا‪ ،‬فأن العقل متحرك‪ ،‬ولذلك كانت شروط‬ ‫تفسيره تقع في خارجه‪ ،‬ال في داخله؛ أيّ في العقل المفسر أو المؤول له‪ ،‬فكلما‬ ‫أغلق العقل أو تعصب أو ضاق‪ ،‬أغلق النص الديني الذي يفسره وتعصب له‬ ‫وضيّقه‪ ،‬وكلما استنار العقل‪ ،‬يوسع النص ويجعله يسمو على التفاهات والصغائر‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فإن مداخلتي تنبني على فرضية ذات أساس إبستيمولوجي وأفق ديني‪،‬‬ ‫وهي أن تأويل المفاهيم الدينية اليوم‪ ،‬وفي إطار ما تشهده الثقافة العربية من‬ ‫صراع واحتراب مذهبي وطائفي ‪ ،‬هو أحد الرهانات الرئيسية التي يراهن عليها‬ ‫كل من يطمح إلى تجديد الخطاب الديني‪ ،‬فمن خالل أساسها اإلبستيمولوجي‬ ‫يتأسس نسق معرفي يضم كال من التأويل باعتباره ممارسة تفكرية وتأملية‬ ‫تبدأ من الذاتية المنغرسة في اللغة ( ذاتية القارئ)‪ ،‬لتربطها وتفهمها من خالل‬ ‫امتداداتها وصيرورتها في العالم الموضوعي‪ ،‬وأما أفقها الديني‪ ،‬فهو محاولة‬ ‫تتبع تجليات أسماء اهلل الحسنى وهي في هذه الصيرورة وفي اإلطار الوجودي‬ ‫العام لهذه الذاتية‪ ،‬بمعنى‪ ،‬تتبع مستويات التجلي األسمائي في عالقته بالتطور‬ ‫الكوني‪ ،‬ومن ثم محاولة تأسيس فهم جديد للتنزيل الحكيم ينزع عنه كثيرا‬ ‫من األقنعة التي تلبسها خالل تراث التفسير الكالسيكي المشبع بالتخييل‬ ‫واإلستعارات ‪ ،‬وهو ما يجعلنا نتناول التأويل ليس باعتباره علما قائما ومنجزا‪ ،‬بل‬ ‫باعتباره منهجا يؤسس لحوارية النصوص‪ ،‬واستخراج المخزون التساؤلي الذي‬ ‫يحمله القارئ‪.‬‬ ‫في البداية‪ ،‬ما نقصده بتجديد الخطاب الديني هو تأطير فهمنا للدين بأطر‬ ‫معرفية حديثة بدل األطر الكالسيكية التي ما تزال تؤطره منذ عصر التدوين‪،‬‬ ‫ومن بين األطر المعرفية الواجب اإلنكباب عليها وإعادة قراءتها جملة من‬ ‫المفاهيم الدينية التي نبني عليها فهمنا ‪ ،‬وأسماء اهلل الحسنى من بين أهم‬

‫المفاهيم الدينية التي تشكل تمثالتنا وتصوراتنا للمقدس‪ ،‬هي المهمة التي‬ ‫يجب أن تعكس أمورا أساسية ثالثة‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬تفاعل العقل العربي اإلسالمي مع التنزيل الحكيم وفق شروط معرفية‬ ‫حديثة قادرة على تجاوز حالة التمزق والتشظي بين ثنائيات القديم والحديث‪،‬‬ ‫األصالة والمعاصرة‪ ،‬العقل والنقل‪ ،‬الفلسفة والدين‪...‬‬ ‫ب ‪ -‬تفاعله مع اآلخر وفق ما تقتضيه عالمية وكونية رسالة اإلسالم‪ ،‬فإذا‬ ‫كان اهلل يخاطب اإلنسان‪ ،‬أي إنسان‪ ،‬فعلينا أن ننفتح بخطابنا على هذا اإلنسان‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬دفع العقل الجمعي العربي في عقله لقضاياه إلى ربط المقدمات‬ ‫بالنتائج كشرط أساسي لتجاوز أحالم مشاريعه الرومانسية التي تبددت على‬ ‫الواقع‬ ‫ولكي نعطي مثاال النخراطنا في مشروع تجديد الخطاب الديني‪ ،‬انطلقنا من‬ ‫توصيف أزمة اإلنسان المعاصر‪ ،‬والتي هي امتداد ألزمة وجودية فصلها الدكتور‬ ‫عبد القادر األعرج من خالل بيانه أن نسيان اإلنسان لكينونته التي حملها‬ ‫اإلشهاد وهو في عالم الذر‪ ،‬ونسيانه لصيرورته ولما سيؤول إليه بحكم جدلية‬ ‫األشياء وصيرورتها‪ ،‬هو ما ميز مأساته الوجودية منذ الخطيئة األولى‪ ،‬فاإلشهاد‬ ‫ميثاق طوعي بالربوبية‪ ،‬أي التزام فطري بالعودة إلى المبدأ الوجودي العام‪،‬‬ ‫وهو إشهاد وجودي ومعرفي‪ ،‬فاإلشهاد الوجودي كان إشهاد ربوبية انطبعت عند‬ ‫اإلنسان واقتسمها مع المالئكة والكون‪ »،‬وهلل يسجد من في السماوات واألرض‬ ‫طوعا وكرها» أما اإلشهاد المعرفي‪ ،‬والذي سنتطرق إليه في الجزء الثاني‪ ،‬فهو‬ ‫إشهاد ألوهية عكستها أسماؤه الحسنى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬القراءة المعاصرةللمفاهيم القرآنية‪ :‬نموذج محمد شحرور‬ ‫ينتمي المشروع الفكري للدكتور محمد شحرور إلى تيار فكري آخذ في‬ ‫التجذرمنذ النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬وهو تيار إنقاذ النزعة اإلنسانية‬ ‫في الدين الحنيف‪ ،‬وذلك إلى جانب الدكتور عبد الجبار الرفاعي وآخرون‪ ،‬وتقوم‬ ‫هذه المشاريع الحديثة على ضرورة اعتماد األبحاث الفلسفية‪ ،‬والدراسات اللغوية‬ ‫الحديثة شرطا رئيسيا لفهم النصوص الدينية‪،‬فاإلنسان هو غاية الدين‪ ،‬هو‬ ‫المخاطب‪،‬وهو المعني‪،‬وهو الخليفة بعد أن انفصل عن المملكة الحيوانية‬ ‫وتأنسن‪ ،‬ولذلك‪ ،‬اعتبر الدكتور محمد شحرور في قراءاته المعاصرة أن اهلل الحي‬ ‫أرسل كتابه لألحياء‪ ،‬وال بد أن نكون معنيين نحن أيضا بهذا الكتاب‪ ،‬ولكن بناء‬ ‫على أفقنا المعرفي‪ ،‬لذلك‪ ،‬كان من الضروري بالنسبة إليه تأسيس علم كالم‬ ‫جديد قوامه استحداث أطر جديدة للمعرفة لفهم الكتاب ‪ ،‬وهي أطر يوجزها في‬ ‫اإلقتضاءاتالتالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مقتضى غياب الترادف من البنية الداللية للتنزيل الحكيم‬ ‫‪ - 2‬مقتضى غياب الحشو من البنية التركيبية‬ ‫‪ - 3‬مقتضى غياب العبث من التنزيل الحكيم‬ ‫فبالنسبة لإلطار المعرفي األول وهو غياب الترادف‪ ،‬يراهن الدكتور محمد‬ ‫شحرور على اعتبار التنزيل الحكيم خطابا مغايرا للجنس الشعري‪ ،‬فال يمكن‬ ‫إخضاعه لمنطق الترادف الذي يتميز به الشعر‪ ،‬ألن الشعر ال يعيبه الكذب‪ ،‬وال‬ ‫يعيبه الترادف‪ ،‬وال يعيبه الحشو‪ ،‬أما بالنسبة للخطاب القرآني‪ ،‬والذي يصرح أن‬ ‫«وما علمناه الشعر وما ينبغي له» فهو خال من الترادف ال بين األلفاظ وال‬ ‫بين التراكيب‪ ،‬فإن القول بالترادف سيؤدي إلى القول بوجود فائض في اللغة‪،‬‬ ‫وبالتالي سينفي طابع الدقة عن الخطاب القرآني‪ ،‬وهذا مستحيل في نظره‪ ،‬ألن‬ ‫دقة الصياغة من دقة الصناعة‪ ،‬فهما متطابقان داالن على وحدة الخالق ‪ ،‬وبما‬ ‫أنه ال ترادف في الموجودات الطبيعية‪ ،‬فال ترادف في أشكال التعبير عنها‪ ،‬وهكذا‬ ‫يفرق محمد شحرور بين الكتاب والقرآن‪ ،‬وبين اإلسالم واإليمان‪ ،‬وبين العباد‬ ‫والعبيد‪ ،‬وبين الشاهد والشهيد‪ ،‬وبين الذنب والسيئة‪.‬‬ ‫وينفي الدكتور محمد شحرور الحشو عن الخطاب القرآني‪ ،‬فالحشو كالم‬ ‫زائد ال يؤدي الوظيفة التي يؤديها المستوى الرئيسي‪ ،‬فليس في التنزيل الحكيم‬ ‫أي تركيب فائض ال يخدم أي قضية‪ ،‬فكل حرف أو كلمة تؤدي وظيفتها الخاصة‬ ‫بها بشكل مغاير لما تؤديه أخرى‪ ،‬كما يعمل المقتضى الثالث‪ ،‬وهو نفي العبث‬ ‫عن التنزيل الحكيم والذي يستفاد من أن القرآن استطاع أن يتحدى العرب في‬ ‫بالغتهم كما تذهب إلى ذلك بعض اآلراء الكالسيكية‪.‬‬ ‫يرى الدكتور شحرور أن اإلنطالق من هذه األطر المعرفية الثالثة قادر على‬ ‫تأسيس ما يدعوه بنظرية إسالمية في المعرفة اإلنسانية مستنبطة من القرآن‪،‬‬ ‫والتي يدعوها بجدل اإلنسان والمعرفة‪ ،‬وذلك بدال من التصور الكالسيكي الذي‬ ‫كان يرى أن المعرفة هي صور ذهنية غير مرتبطة بالواقع المادي ( نموذج أبي‬ ‫حامد الغزالي وابن تيمية)‪ ،‬فالمعرفة تأتي من الخارج‪ ،‬من الواقع‪ ،‬ومن خالل هذه‬ ‫المقدمة‪ ،‬بلور محمد شحرور رؤيته معتمدا على معجم مقاييس اللغة البن فارس‪،‬‬ ‫مفترضا أن الكتاب الذي بين أيدينا نزل إلينا‪ ،‬وهذا يعني أن علينا أن نقوم بقراءته‬ ‫بأعيننا نحن‪ ،‬ال بأعين من سبقنا‪ ،‬وفي ضوء أفقنا المعرفي‪ ،‬رافضا القول بأن في‬ ‫القرآن من اآليات التي ال يمكن فهمها‪ ،‬وبناء على مقتضى نفي الترادف‪ ،‬يميز‬ ‫شحرور بين الكتاب والقرآن‪ ،‬فالقرآن جزء من الكتاب‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فالتنزيل الحكيم‬ ‫يضم كتابين‪ :‬كتاب النبوة‪ ،‬وهو الجزء الذي يبين حقيقة الوجود الموضوعي‬ ‫ويفرق بين الحق والباطل‪ ،‬وبين الحقيقة والوهم‪ ،‬وكتاب الرسالة والذي يشمل‬ ‫قواعد السلوك اإلنساني الواعي‪ ،‬ويفرق بين الحالل والحرام‪ ،‬وعلى هذا األساس‪،‬‬ ‫تصبح النبوة غيبا مرتبطا بالعلوم الموضوعية والتاريخية‪ ،‬وتصبح الرسالة تشريعا‬ ‫مرتبطا بالعلوم اإلجتماعية‪ ،‬فالرسالة أحكام‪ ،‬والنبوة علوم‪ ،‬فنفي الترادف عن‬ ‫التنزيل لحكيم‪ ،‬هو وحده الكفيل في نظره بتبين داللة المفردة القرآنية بشكل‬ ‫صحيح‪ ،‬فهبط ال تعني نزل‪ ،‬ففي قصة الهبوط اآلدمي من الجنة‪ « ،‬قلنا اهبطوا‬ ‫منها جميعا بعضكم لبعض عدو» فإن فعل هبط بالنسبة لشحرور يفيد اإلنتقال‬ ‫المرحلي من مرحلة ألخرى‪ ،‬وليس النزول من أعلى ألسفل‪ ،‬والدليل على ذلك‬

‫من القرآن ذاته عندما يخاطب اهلل نوحا قائال‪ »:‬قلنا يا نوح اهبط بسالم منا‬ ‫وبركات عليك وعلى أمم ممن معك» وكذا‪ « ،‬وإذا قلتم يا موسى لن نصبر على‬ ‫طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت األرض من بقلها وقثائها وفومها‬ ‫وعدسها وبصلها‪ ،‬قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير‪ ،‬اهبطوا مصرا‬ ‫فإن لكم ما سألتم»‪.‬‬ ‫وبالنسبة لإلطار المعرفي الثاني‪ ،‬وهو غياب الحشو‪ ،‬يستقرئ الدكتور محمد‬ ‫شحرور اآلية» هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر‬ ‫متشابهات‪ »..‬ليميز بين ثالثة أنواع من اآليات‪:‬‬ ‫أ‪ -‬آيات محكمات‪ ،‬وهي ما يمثل رسالة محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد‬ ‫سماها القرآن بأم الكتاب‪ ،‬وتتضمن التشريع‪ ،‬وظيفتها التفريق بين الحالل‬ ‫والحرام في السلوك اإلنساني‪ ،‬وهي قابلة لإلجتهاد حسب الظروف والسياقات‬ ‫ما عدا العبادات واألخالق‪.‬‬ ‫ب‪ -‬آيات متشابهات‪ ،‬وهي التي تمثل النبوة‪ ،‬وقد سماها القرآن بالقرآن‬ ‫والسبع المثاني‪ ،‬وهي آيات تحتوي على القوانين المادية الناظمة للوجود الكوني‬ ‫واإلنساني‪ ،‬وهذه اآليات تفرق بين الحق والباطل في الوجود الموضوعي‪ ،‬وهي‬ ‫قابلةللتأويل‪.‬‬ ‫ج‪ -‬آيات ال محكمات وال متشابهات‪ ،‬وهي ما دعاه القرآن بتفصيل الكتاب‪،‬‬ ‫أو اآليات الشارحة‪ ،‬يقول تعالى‪ « :‬وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون اهلل‬ ‫ولكن تصديق الذي بين يديه (أي تصديقا ألم الكتاب) وتفصيل الكتاب ال ريب‬ ‫فيه من رب العالمين»‪.‬‬ ‫ويرى محمد شحرور أن الخلط بين هذه المفاهيم هو الذي أدى إلى الخوض‬ ‫في الكتاب دون منهج معرفي‪ ،‬كما أنه هو الذي أدى إلى قيام الخالفات المذهبية‬ ‫والصراعات العقائدية لعل أخطرها أزمة خلق القرآن مع المعتزلة ‪ ،‬لذلك‪ ،‬اعتبر‬ ‫أن أخطر مشكلة فلسفية شغلت بال الفالسفة منذ اإلغريق هي إشكالية العالقة‬ ‫بين الوجود في األذهان‪ ،‬أي المفاهيم‪ ،‬والوجود في األعيان ‪ ،‬ويتساءل‪ :‬إذا كانت‬ ‫المعرفة ممكنة‪ ،‬فما أدواتها؟ وما حدودها؟ وما قيمتها؟‬ ‫تقوم نظرية المعرفة القرآنية عند شحرور على اعتبار أن اهلل واحد في‬ ‫كمه‪ ،‬أحدي في كيفيه‪ ،‬بينما الوجود ثنائي زوجي‪ ،‬وبما أن الوجود ثنائي‪ ،‬فإن‬ ‫الثنائيات الضدية هي التي تنسجه في عالقة جدلية ال تتوقف ‪ ،‬فإنها تلتبس‬ ‫ببعضها البعض‪ ،‬فالحق ملتبس مع الباطل‪ ،‬والحقيقة ملتبسة مع الوهم‪،‬‬ ‫ومسؤولية اإلنسان هي فرز هذا اإللتباس الذي ما يفتأ حتى يعود ثانية إلى ما‬ ‫النهاية‪ ،‬وقد مثل القرآن ذلك بقوله‪« :‬كذلك يضرب اهلل الحق بالباطل‪ ،‬فأما الزبد‬ ‫فيذهب جفاء‪ ،‬وأما ما ينفع الناس فيمكث في األرض» (الرعد‪ ،)17‬ففك اإللتباس‬ ‫بين الحقيقة والوهم المرتبطين ببعضهما يكشف ثنائية معرفية هامة‪ ،‬وهي‬ ‫الرحمن‪ /‬الشيطان‪ ،‬فالرحمن ليست مجرد صيغة مبالغة في الرحمة‪ ،‬كما أنها‬ ‫ليست مرادفة للرحيم‪ ،‬بل هي من صيغ األضداد التي تفيد الرحمة والعذاب معا‪،‬‬ ‫في حين أن صيغة الرحيم ال تفيد غير الرحمة‪ ،‬ودليل شحرور على ذلك قوله‬ ‫تعالى‪« :‬ياأبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا»‬ ‫فالرحمن يرحم ويعذب‪ ،‬بينما الرحيم ال يعذب‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬يقف الرحمن‬ ‫مقابال للشيطان الذي يدعوه القرآن بالقرين‪.‬‬ ‫مثال آخر لغياب الترادف في القرآن‪ ،‬جدلية الغيب والشهادة‪ ،‬فقد أشرنا إلى‬ ‫أن الغيب هو النبوة‪ ،‬وهو جملة من العلوم التي تنكشف تدريجيا لإلنسان‪ ،‬أما‬ ‫الشهادة‪ ،‬فهي نوعان‪ :‬شهادة الشهيد‪ ،‬وشهادة الشاهد‪ ،‬فالشهيد ليس هو من‬ ‫قتل في المعركة دفاعا عن قضية عادلة‪ ،‬بل هو من حضر المعركة أساسا‪ ،‬أما‬ ‫الشاهد‪ ،‬فهو الذي علم‪ ،‬فالنبي شاهد على وحدانية الربوبية واأللوهية‪ ،‬ألنه لم‬ ‫ير اهلل تعالى‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فكل من شهد أن اهلل واحد فشهادته شهادة شاهد‬ ‫وليست شهادة شهيد‪ ،‬ألن الشهيد هو الحاضر العارف‪ ،‬وعكسه الغائب‪ ،‬ومعرفة‬ ‫الشهيد معرفة حضورية ‪ ،‬ومن هنا نفهم معنى اسم الشهيد الذي وصف به اهلل‬ ‫ذاته‪ ،‬فهو يشهد حضوريا عالمي الغيب والشهادة‪ ،‬ألن اهلل كامل المعرفة» يعلم‬ ‫ما يلج في األرض وما يخرج منها‪ ،‬وما ينزل من السماء وما يعرج فيها‪ ،‬وهو معكم‬ ‫أينما كنتم» (الحديد‪ )4‬فاهلل شهيد وليس شاهدا‪ ،‬أما األنبياء والرسل والناس‪،‬‬ ‫فهم شاهدون‪ ،‬ألنهم لم يحضروا خلق الكون‪« :‬وأشرقت األرض بنور ربها‬ ‫ووضع الكتاب وجيء بالنبيئين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم ال يظلمون»‬ ‫(الزمر‪ ،)69‬فشهادة هؤالء شهادة معرفة ال شهادة حضور‪« :‬قال هي راودتني عن‬ ‫نفسي وشهد شاهد من أهلها‪(»..‬يوسف‪ ،)26‬فما وقع بين يوسف وامرأة العزيز‬ ‫لم يكن حاضرا فيها أحد‪ ،‬فقد كانا خلف أبواب مغلقة‪ ،‬لكن الذي شهد من أهلها‪،‬‬ ‫إنما استعان بخبرته ومعرفته واعتمادا على منطق األشياء‪ ،‬وعلى هذا األساس‬ ‫فشهادة الشهيد أقوى من شهادة الشاهد‪..‬‬ ‫ختاما‪ ،‬هذه تجربة جديدة في مقاربة النص الديني من المدخل اللغوي‪،‬‬ ‫والمتمعن في كتب الدكتور محمد شحرور يخرج بمجموعة من اإلجابات للعديد‬ ‫من األسئلة التي ظلت معلقة لزمن طويل‪ ،‬كما توضح له القراءة الشحرورية‬ ‫إمكانية تصنيف اآليات إما في مقتضى النبوة أو في مقتضى الرسالة‪ ،‬وفي كلتا‬ ‫الحالتين‪ ،‬تتسع الرؤية إلى التنزيل الحكيم لتتبلور رؤية جديدة ‪ ،‬ولكن أصيلة‪.‬‬ ‫أملي أن أكون قد وفقت في تقديم هذه التجربة ‪ ،‬وأحفز على قراءتها‪،‬‬ ‫وتوسيعها بما يجعلنا نحقق بعض القفزات في مجال فهم النص الديني‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق‪ ،‬والسالم عليكم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪12‬‬

‫الدكتور محمد الحبيب التجكاني‬ ‫األستاذ‪ ،‬الباحث‪ ،‬الداعية (‪)2/2‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫ينتمي إلى أسرة عريقة في العلم بشمال المغرب‪ ،‬عرفت بحبها للعلم وخدمته أنجبت العديد من العلماء كان لهم الصدى الطيب في الفقه واألصول والحديث والفتوى‪ .‬إنه الدكتور‬ ‫محمد الحبيب التجكاني‪ ،‬أحد الوجوه البارزة في مجال الثقافة اإلسالمية األصلية والتشريع اإلسالمي‪.‬‬ ‫ــ من مواليد سنة ‪1944‬م بتطوان‪ ،‬حفظ القرآن ودرس علوم العربية والشريعة على والده‪ ،‬وفقهاء آخرين‪.‬‬ ‫ــ درس بكلية اآلداب بفاس‪ ،‬وكلية الحقوق بالرباط‪( .‬حاصل على اإلجازتين‪ :‬األدب والحقوق)‪.‬‬ ‫ــ اشتغل بالتدريس في المغرب والجزائر‪.‬‬ ‫ــ التحق بدار الحديث الحسنية بالرباط فحصل على دبلوم الدراسات العليا ودكتوراه الدولة في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ــ عمل أستاذا للشريعة اإلسالمية بكلية أصول الدين بتطوان وأستاذا للفقه المقارن واالقتصاد اإلسالمي بكلية اآلداب بتطوان‪ .‬كما عمل خطيبا للجمعة بمسجد بدر بنفس المدينة‪.‬‬ ‫ــ عالم ومفكر وفقيه أصولي وداعية‪ ،‬وأستاذ محاضر‪ ،‬كرس حياته لخدمة العقيدة اإلسالمية والدفاع عنها عبر منابر إعالمية متنوعة‪ .‬مجهوداته العلمية والتربوية والثقافية انصبت‬ ‫كلها في هذا المجال‪ .‬حقق وألف كتبا مهمة‪ ،‬شارك في ندوات ولقاءات فكرية إسالمية بالمغرب وخارجه‪ .‬عرف بإخالصه وحماسته وغيرته ودفاعه المستميت عن اإلسالم عقيدة وفكرا‬ ‫وحضارة وقيما‪ .‬عضو رابطة المستقبل اإلسالمي‪ .‬كان أستاذا للشريعة اإلسالمية بكلية أصول الدين بتطوان‪ .‬ومن أشهر مؤلفاته‪:‬‬ ‫اإلحسان اإللزامي في اإلسالمي وتطبيقاته في المغرب ـ مسائل أبي الوليد ابن رشد (الجد) في مجلدين كبيرين ـ نظرية العقد في اإلسالم ـ القرآن مصدر التشريع في المجتمع المسلم ـ‬ ‫صراع اإلسالم والجاهلية ـ نظام التبرعات في الشريعة اإلسالمية ـ موقف اإلسالم من نظريات الدفاع االجتماعي ـ النظرية اإلسالمية للربا في معترك التحديات ـ الزكاة وتطبيقاتها المغربية‬ ‫حتى عام ‪ 1319‬هـ‪ :‬مع اجتهادات ومقترحات للتطبيق المعاصر ـ قضية مدونة األحوال الشخصية بالمغرب ـ المذهب المالكي وارتباطه بالسنة النبوية ـ وثائق وتحقيقات عن المجاهدين‬ ‫برباط دار ابن قريش (ضاحية تطوان)‪1331 :‬هـ‪1913/‬م‪.‬‬ ‫ــ توفي رحمه اهلل يوم األحد ‪ 17‬ذي القعدة ‪1437‬هـ موافق لـ ‪ 21‬غشت ‪2016‬م‪.‬‬ ‫نعيش معه في رحلة فكرية نجول من خاللها حول قضايا فكرية عديدة ومتنوعة‪ ،‬فماذا عن هذه الرحلة ؟‬

‫ثالثا‪ :‬الدكتور التجكاني وابن رشد «الجد» أي عالقة؟‬

‫وأنتقل مع الدكتور محمد التجكاني إلى موضوع تحقيق مسائل أبي الوليد‬ ‫أبن رشد‪ ،‬وأسأله عن دوافع اهتمامه بابن رشد (الجد) وأهمية مسائله في التراث‬ ‫الفقهي اإلسالمي؟‬ ‫يقول الدكتور التجكاني‪ :‬تعود صلتي بمسائل أبي الوليد ابن رشد إلى‬ ‫الستينيات‪ ،‬عن طريق مجلة المخطوطات العربية (عدد مايو ‪1958‬م) التي‬ ‫قدمت المخطوطة‪ ،‬وفي نسخة المكتبة الوطنية بباريس‪ ،‬كأهم وثيقة عن العصر‬ ‫الطائفي والمرابطي بالغرب اإلسالمي‪ ،‬ما زالت لم تر النور‪ ،‬والتي بغيابها‪ ،‬يظل‬ ‫الظالم ممتدا إلى جوانب هامة من تفاعالت هذه الفترة‪ ،‬سواء في مستواها‬ ‫الفكري‪ ،‬أو السياسي أو االجتماعي‪ ،‬بل والفقهي‪ .‬ومنذئذ‪ ،‬وفي نطاق األعداد لنيل‬ ‫دبلوم الدراسات العليا في األداب‪ ،‬بدأت استشر المظان عن هذه الشخصية‪ ،‬فإذا‬ ‫بي أمام شخصية هي إحدى مقومان الصمود اإلسالمي لهذا الجناح الغربي من‬ ‫األمة اإلسالمية‪ ،‬جهادا‪ ،‬وقلما‪ ،‬وممارسة يومية‪.‬‬ ‫لكن ما لفت نظري من بعض المظان الرائدة في درب البعث للتراث‬ ‫اإلسالمي ‪ -‬العربي هو ذلك الخلط فيما يتصل بهذه الشخصية‪ ،‬وأعمالها‬ ‫العلمية‪ ( .‬خلط محمد فريد وجدي ‪ -‬دائرة معارف القرن العشرين ‪ -‬بين ابن رشد‬ ‫الجد وابن رشد الحفيد‪ ،‬فنسب كل أثر باسم ابن رشد إلى ابن رشد الحفيد‪ .‬كما‬ ‫خلط كل من إبراهيم األبياري‪ ،‬وحامد عبد الحميد‪ ،‬وطه حسين ‪ -‬المطرب من‬ ‫أشعار أهل المغرب ‪ -‬فنسبوا كتب ابن رشد الجد إلى ابن رشد الحفيد وخلطوا‬ ‫في وفاة ابن رشد الجد‪ .‬كما خلط الدكتور محمود علي مكي في نظم الجمان)‪.‬‬ ‫قد يجد ذلك الخلط تبريره في االتجاه الذي سيطر منذ بداية إحياء التراث‬ ‫العربي‪ ،‬أعني االتجاه إلى األدب‪ ،‬وإلى العلوم اإلنسانية وحدها‪ .‬ولعل ذلك انعكاس‬ ‫من سمات عصر بداية النهضة اإلسالمية العربية‪ ،‬التي تميزت باالنبهار بالغرب‪،‬‬ ‫وبأعمال المستشرقين‪ ،‬فكان من ذلك النزعة التوفيقية‪ ،‬بل ونزعة االندماج التي‬ ‫تجسمت في الكمالية التركية‪ ،‬وتالميذها في العالم اإلسالمي‪ ،‬بما صاحب كل ذلك‬ ‫من الغزو القانوني األصلين الالتيني أو الجرماني أو الخليط منهما‪.‬‬ ‫وهذا ‪ -‬في رأيي ‪ -‬ما جعل تحقيق التراث اإلسالمي يحتل مكانة بسيطة بالنسبة لآلداب‪،‬‬ ‫وعلى يد نفر مجاهدين محتسبين في الميدان‪ .‬ذاك واحد من عاملين اثنين‪ ،‬كانا الدافع إلى‬ ‫تحقيق هذه المخطوطة ألبي الوليد ابن رشد‪.‬‬ ‫أما العامل الثاني فيستمد وجوده من ذاتية المغرب ورسالته‪ :‬ذلك أن المغرب كان‪ ،‬وال‬ ‫يزال‪ ،‬متشبثا بنظرية إسالمية للتنمية‪ ،‬تؤمن بضرورة االتساق بين فلسفة التنمية وأساليبها‬ ‫وبين البناء الداخلي للفرد المسلم‪ ،‬وقد قدمت األحداث ومازالت األدلة المتتابعة‪ ،‬في كثير من‬ ‫مواقع العالم اإلسالمي‪ ،‬على أن إغفال البناء الداخلي للفرد المسلم يحول المشاريع الضخمة‪،‬‬ ‫رغم توفر الوسائل النادية الممتازة‪ ،‬إلى مدى جامدة ال تحقق المنتظر‪ ،‬وال نسبة منه‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار جاءت فلسفة البعث اإلسالمي‪ ،‬لتؤكد بداية الطريق الصعب في سبيل‬ ‫إعادة اإليمان بالسيادة القانونية هلل في األرض‪ ،‬بعدما كبد االستعمار هذه السيادة أنواعا من‬ ‫األذى‪ ،‬اختلفت درجاتها باختالف أراضي اإلسالم‪.‬‬ ‫إن أهداف البعث اإلسالمي لن تتم في غياب إسهامات من كانوا ضمن أسس الصمود‬ ‫اإلسالمي في عز القوة‪ .‬وفي كل العصور اإلسالمية‪ ،‬أمثال مالك بن أنس‪ ،‬ومحمد بن ادريس‬ ‫الشافعي‪ ،‬وأبي الوليد ابن رشد‪ ،‬وابن تميمة وغيرهم‪ ،‬ممن شيدوا ذخائر ال تبليها العصور‬ ‫تحمل مبادئ السماء في غنى من التجارب‪ ،‬ومن القواعد‪ ،‬ومن أسس البناء المستقيم في شتى‬ ‫مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫وال مراء أن الكشف عن مقومات الصمود في األمة اإلسالمية‪ ،‬واستهداف أن تكون المقومات أساس لبعث‬ ‫حضاري جديد لهما عامالن يقدمان الطاقة الالزمة للدفع أمام ما يعتري المشتغل بالتراث من‬ ‫صعاب‪ ،‬سواء من حيث حجم العمل‪ ،‬أو من حيث ما يتطلب من صبر وأناة‪.‬‬ ‫وماذا عن أهمية «المسائل»؟‬ ‫«المسائل» كتاب فقه بالدرجة األولى‪ ،‬ولكنه‪ ،‬بجانب ذلك‪ ،‬يمثل أهميات أخرى تتصل‬ ‫بصفة المسائل الواقعية‪ ،‬التي تعرض صورا من مجتمع المرابطين‪ ،‬وملوك الطوائف بالمغرب‬ ‫واألندلس‪ .‬وتكمن اإلشارة إلى بعض هذه األهميات بعد التصنيف إلى نواح‪ ،‬تضم كل ناحية‬ ‫مجموعة متقاربة‪:‬‬ ‫* أوال‪ :‬من الناحية الفكرية‪ :‬ففي هذه الناحية تمكن اإلشارة إلى عدة مظاهر‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أ‪ :‬العالقة بين المذاهب الفقهية‪ :‬ويتجلى ذلك في عالقة المالكية والحنفية‪ ،‬التي تتسم‬ ‫بغير قليل من القسوة (المسألة‪ 164 :‬و‪ ،272‬كما تتجلى في مهادنة الشافعية‪ ،‬والتعامل معها‪،‬‬ ‫حتى لكأن الشافعية ‪ -‬أحيانا ‪ -‬جزء من مذهب مالك‪ .‬وأخيرا تتجلى في العالقة بين المالكية‬ ‫والظاهرية‪ ،‬حيث يلطف ابن رشد من اضطهاد المجتمع للظاهرية‪.‬‬ ‫ب‪ :‬العالقة بين الفرق الكالمية‪ :‬ويتجلى ذلك‪ ،‬أيضا‪ ،‬في العالقة بين المعتزلة واألشعرية‪،‬‬ ‫فالمعتزلة كانوا يقومون بكثير من المناورات‪ ،‬على مستوى المناظرات والمناقشات العلمية‪،‬‬ ‫التي قد تكتسي طابع الهجوم من لدن المعتزلة‪ ،‬وأحيانا على مستوى تفسير نصوص الكتاب‬ ‫والحديث‪.‬‬ ‫وقد واجه األشعرية‪ ،‬وهم الفقهاء‪ ،‬وعلى رأسهم شيخ المالكية وعميد الفقهاء ابن رشد‪ ،‬واجهوا المعتزلة‬ ‫مواجهة قوية‪ ،‬وأحيانا عنيفة عن طريق السلطة‪ .‬إال أن ابن رشد وقف ضد غالة األشعرية‪ ،‬ومثل الشيء يقال في‬ ‫مواجهة ظواهر تنتمي للشيعة كزواج المتعة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬مواجهة الزندقة‪ :‬وقد كان باألندلس ظواهر للزندقة كسب اهلل عز وجل‪ ،‬وسب الرسول ص‪ ،‬واتخاذ طرق‬ ‫ملتوية إلنكار النبوة‪ ،‬وذلك كإنكار الكرامة‪ ،‬التي يعتبرها ابن رشد وسيلة إلنكار النبوة‪ ،‬كما كان بالمغرب ظواهر‬

‫للردة‪ ،‬أو للتردد بين المسيحية واإلسالم‪ ،‬وقد واجه القضاء والفقه هذه الظواهر‬ ‫بالقواعد الشرعية الالزمة في هذا الميدان مع االجتهاد العادل‪.‬‬ ‫د‪ :‬مواجهة الشعوبية‪ :‬وقد اتخذت هذه مظاهر سب العرب‪ ،‬وذم اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬والقول بأن اإلسالم‪ ،‬نتيجة لعالميته‪ ،‬ال عالقة له بالعربية‪ ،‬وأنه باإلمكان‬ ‫أداء الشعائر بغير العربية ودراسة القرآن والسنة بغير العربية أيضا‪ .‬وقد حمى‬ ‫المسؤولون وحدة األمة‪ ،‬بل وخلقوا هذه الوحدة أيضا‪.‬‬ ‫* ثانيا‪ :‬في الناحية االجتماعية‪ :‬ومن الناحية االجتماعية تقدم (المسائل)‬ ‫صورة المرأة األندلسية والمغربية‪ ،‬وهي وضعية تبدو فيها المرأة غير مساوية‬ ‫للرجل‪ ،‬وخاصة في الرشد والترشيد‪ ،‬فالمرأة ال ترشد إال بعد الزواج‪ ،‬ومضي سبع‬ ‫سنوات على الدخول‪ ،‬ومن الواضح أن االجتهاد الفقهي قد تأثر بهذه الوضعية‪.‬‬ ‫كما تقدم المسائل صورة أخرى عن ظاهرة (السياقة)‪ ،‬ولعل فرض (السياقة) على‬ ‫الزوج في جزء من أمالكه يسوقها عند الزواج لزوجته‪ ،‬كان يدافع حماية المرأة‪،‬‬ ‫عن طريق الضغط المالي على الزواج احتياطا ضد الطالق‪ ،‬أو تعدد الزوجات‪ ،‬لكن‬ ‫الظاهرة انتهت إلى أن أصبحت ترهق كال من الزواج واألب على السواء‪.‬‬ ‫* ثالثا‪ :‬من الناحية السياسية‪ :‬ومن خالل (المسائل) تبدو إمارة ابن عباد‬ ‫متسلطة على السكان في اإلرهاق بالجبايات‪ ،‬كما تبدو هذه اإلمارة ال تفرق بين‬ ‫ملكية الدولة وملكية األمير‪ ،‬فابن عباد قد باع الكثير من أمالك الدولة‪ ،‬لينفقها‬ ‫نفقات غير منتجة وقد استرجع يوسف بن تاشفين عددا من هذه األمالك المبيعة‪،‬‬ ‫وجعل منها مصدر دخل دائم لخزينة الدولة‪.‬‬ ‫كما تقدم المسائل صورة أخرى‪ ،‬أكثر قتامة‪ ،‬وهي أن بعض الناس باألندلس‬ ‫في عهد ملوك الطوائف‪ ،‬لم تكن تجري عليهم األحكام‪ ،‬ولم يكن من الممكن‬ ‫ بالتالي ‪ -‬استدعاؤهم للمحاكمة أمام القضاء‪ ،‬األمر الذي عطل المساواة بين‬‫المواطنين أمام القضاء‪ .‬وقد نتج عن هذا استغالل النفوذ في االستيالء على‬ ‫األحباس‪ ،‬وفي الغضب‪ ،‬وفي بيع اإلكراه‪ .‬وقد نتج عن ذلك أيضا‪ ،‬فقد الثقة في‬ ‫إشراف الدولة على تنفيذ الوصايا‪ ،‬مثال‪ .‬فوجدت ظاهرة غريبة‪ ،‬هي أن يشترط‬ ‫الموصى في وصيته‪ :‬أن تنفذ الوصية دون مشاورة قاض‪ ،‬وال تدخل حاكم‪.‬‬ ‫* رابعا‪ :‬في الناحية االقتصادية‪ :‬ومن الناحية االقتصادية تقدم (المسائل) جملة من الصور عن الملكية‪،‬‬ ‫المشتركة‪ ،‬أو الجماعية‪ ،‬وعن ملكية الضيعات والعقار‪ ،‬كما تقدم صورا عن مواد أساسية للتبادل‬ ‫التجاري بين المغرب واألندلس‪ ،‬ويأتي في أول قائمة هذه المواد حرير جيان‪ ،‬وتين اشبيلية‪ .‬ويجد‬ ‫المهتمون بتاريخ االقتصادي السياسي معلومات هامة عن النقود اإلسالمية بالمغرب والمشرق‪ ،‬وعن‬ ‫أماكن ضربها‪ ،‬وعن النقد الخالص‪ ،‬والنقد المشوب‪.‬‬

‫الدكتور التجكاني ورابطه المستقبل اإلسالمي‬

‫وأصل مع الدكتور محمد التجكاني إلى الحديث عن رابطة المستقبل اإلسالمي ودورها واألنشطة‬ ‫التي تقوم بها؟‬ ‫يقول مجيبا‪ :‬هناك قضية مسلمة‪ ،‬هي أن المغرب بلد إسالمي‪ ،‬مهما كانت التيارات الفكرية أو‬ ‫السياسية التي تجتذب األفراد‪ ،‬والمجموعات يمينا أو يسارا‪ ،‬وما قد يبدو ‪ -‬أحيانا ‪ -‬من استفزاز اإلسالم‬ ‫هو حالة شاذة‪ ،‬ناتجة عن االغتراب القسري الذي يمارسه االستعمار على أبناء الوطن الواحد بفعل‬ ‫مناهجه التعليمية‪ ،‬ومؤسساته‪ ،‬وإعالمه وتآمره بمحاولة إيجاد كيانات ثقافية غير منسجمة‪ ،‬يتحول‬ ‫فيها ثراء التنوع إلى تنافر تمهيدا لتكوين كيانات سياسية ملحقة بمركزه‪ ،‬ومن المعلوم أن المغرب‬ ‫كان مخططا له ‪ -‬لوال جهود المخلصين من أبنائه وقادته ‪ -‬أن يصبح أربع كيانات سياسية‪ ،‬الشمال‪،‬‬ ‫الجنوب‪ ،‬المنطقة البربرية‪ ،‬الصحراء‪ .‬لذلك فالحاجة ماسة للعمل من أجل الحفاظ على الوحدة الثقافية‬ ‫وتنميتها‪ ،‬وعودة ضحايا االغتراب ال من خارج الوطن فحسب‪ ،‬ولكن من خارج ذواتهم إلى هويتها‪،‬‬ ‫واإلسالم ‪ -‬ثقافة ونظاما ‪ -‬هو وحده الوطن الموحد (بالفتح) وبالتالي هو‪ ،‬وحده الوسيلة الموحدة (بالكسر) على‬ ‫مختلف المستويات‪.‬‬ ‫بالطبع هذا مشروع إسالمي مستمر‪ ،‬يساهم الجميع في تنميته‪ ،‬غيورون‪ ،‬وفصائل الحركة‬ ‫اإلسالمية بمختلف توجهاتها‪ ،‬إال أن الرابطة تريد أن تضيف قافلة إلى قوافل األمل اإلسالمي‪ ،‬تمديدها‬ ‫لمن هم على الطريق‪ ،‬ولمن هم على الحافة‪ ،‬نشدانا لمعانقة شاملة للذات‪ ،‬فالمستقبل لحياة اإلنسان‬ ‫في الدنيا واآلخرة‪ ،‬هو اإلسالم‪ ،‬وبدونه أو بضعفه‪ ،‬ال يكون مستقبل‪...‬‬ ‫وتتصور الرابطة اإلسالم على أنه النظام الشامل لحياة اإلنسان المسلم‪ ،‬وفق ما تجسمه شهادة‬ ‫الحق (ال إله إال اهلل‪ ،‬محمد رسول اهلل)‪ ،‬وبالتالي فهي ‪ -‬كباقي الجمعيات اإلسالمية ‪ -‬تدين الفصل بين‬ ‫الديني والدنيوي‪ ،‬ألن هذا الفصل دخيل على فكر بعض المسلمين من المقوالت اإلنجيلية مثل‪( :‬دع‬ ‫ما اهلل هلل وما للقيصر لقيصر)‪ ،‬وفيما يخص أسلوب الممارسة تتبنى الجمعية الرابطة ‪ -‬إسوة بأخواتها‬ ‫ الدعوة إلى المنهج اإلسالمي على أساس الحوار المتأدب بآداب اإلسالم من الحكمة‪ ،‬والموعظة‬‫الحسنة‪ ،‬والقول المخلص الذي يصل ‪ -‬بعمق ‪ -‬بين أطراف الخطاب‪ ،‬فهذا األسلوب جزء من مكونات‬ ‫المنهج اإلسالمي الذي أمر بع القرآن وطبقه رسول اإلسالم عليه الصالة والسالم‪( :‬ادع إلى سبيل ربك‬ ‫بالحكمة والموعظة الحسنة) (النحل ‪.)125‬‬ ‫إن التأمل في مسيرة العمل اإلسالمي‪ ،‬وفي أدبياته العامة‪ ،‬يدرك أن هناك مناطق فراغ‪ ،‬على‬ ‫الرابطة أن تتكامل مع باقي مكونات العمل اإلسالمي لملء ذلك الفراغ‪ ،‬ولبناء االجتهادات المالئمة‪،‬‬ ‫ولتوضيح الرؤى اإلسالمية التي تحمل شواهد انتمائها إلى اإلسالم‪ ،‬وذلك في إطار االلتزام بالثوابت‬ ‫الوطنية والمذهبية‪.‬‬ ‫المسلمون اليوم مطالبون بالحذر الشديد إزاء المحاوالت التي تحاك ضدهم ممن يريدون‬ ‫إغراق العالم اإلسالمي في التناقضات الثقافية‪ ،‬وفي نزاعات الحدود‪ ،‬وفي الحروب الداخلية‪ ،‬وضرب المسلم بين‬ ‫وسالح المسلم حتى يكفوهم كلفة اإلبادة والتعويق‪ ،‬وليس بمنسحب بعد من ذاكرة الجميع‪ ،‬المحاولة األخيرة‬ ‫لفرض التأشيرة على األجنة للخروج إلى الحياة بهدف تحدثت عنه التقارير‪ ،‬هو أال يكون في بلد إسالمي كالمغرب أو‬ ‫الجزائر سنة ‪2025‬م من السكان ما يفوق ساكنة فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا‪ .‬وخير وسيلة يقدمها المنهج اإلسالمي‬ ‫لبلورة هذا الحذر هي تدعيم التفاهم بين فئات المجتمع وتمتين روابط الوحدة فيها مدبري االضطرابات الثقافية‬ ‫وغيرها‪ ،‬على أال ننسى تدعيم اإلعالم اإلسالمي حتى يواصل تقديمه للرؤى اإلسالمية التي تنير الطريق وتكشف‬ ‫الزيف ألعين الباحثين عن الحقيقة‪.‬‬


‫العدد ‪939‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫« الكتابة الشذرية في األدب‬ ‫المغربي الحديث‪ :‬نماذج ومشارب»‬ ‫عن دار النشر السليكي أخوين صدر كتاب «الكتابة الشذرية في األدب المغربي‬ ‫الحديث‪ :‬نماذج ومشارب» للدكتور محمد المسعودي في طبعة غاية في اإلتقان‬ ‫الطباعي والفني‪.‬‬ ‫وفيما يلي قراءتي الشخصية لهذا العمل‪ ،‬سأتوقف فيها عند أربع عتبات‪:‬‬ ‫ المؤلف‪:‬‬‫الدكتور محمد المسعودي باحث أكاديمي رصين‪ ،‬ارتبط بالبحث األكاديمي منذ‬ ‫إنجـاز أطروحتـه لنيل الدكتـوراه في اآلداب في موضوع «سمات التصويـر الصوفـي‬ ‫في كتاب «اإلشارات اإلالهية» ألبي حيان التوحيدي» وطبعت سنة ‪.2007‬‬ ‫شاعر صدر له ديوانان‪:‬‬ ‫ مدارج البوح والعزلة سنة ‪2007‬‬‫ حلم طائر سنة ‪2014‬‬‫قاص؛ له مجموعة قصصية عنوانها «سانشو بانشا يدخل المدينة» سنة ‪2012‬‬ ‫ناقد؛ ومن أعماله النقدية‪:‬‬ ‫ تشكيل المتخيل في شعر محمد آدم (األنساق الثقافية وجدلية االستمرار والتفرد)‬‫سنة ‪2013‬‬ ‫ فتنة التأويل‪ :‬في قراءة متخيل الرواية العربية الجديدة سنة ‪2014‬‬‫ في فتون الشعر وشجونه؛ قراءات في القصيدة المغربية‬‫المعاصرة‪ :‬دراسة نقدية‬ ‫ الكتابة الشذرية في األدب الحديث‪ :‬نماذج ومشارب سنة‬‫‪.2017‬‬ ‫يجمع المؤلف بين الكتابة اإلبداعية والنقد ‪ ،‬وهذا الجمع‬ ‫يعطي حضورا متبصرا في الكتابة‪.‬‬ ‫هو أيضا فاعل ثقافي من خالل مشاركاتــه في أعمــال‬ ‫المؤسسات األدبية والثقافية داخل المغرب وخارجه‪.‬‬ ‫ داللة العنوان‪.:‬‬‫تتألف البنية العنوانية لهذا الكتاب من جملـة مكونات‬ ‫مفهومية‪:‬‬ ‫ الكتابة‪ :‬وهي عبارة عن وسيط يوظفه الكاتب لنقل رؤاه‬‫وأفكاره ومشاعره إلى اآلخرين‪ ،‬وهي وسيلة اتصال وتواصل‪.‬‬ ‫ الشذرية‪ :‬إذا كان الشذر لغــة يعني قطــع صغيـرة جدا‬‫من الذهب‪ ،‬أو هي هنات صغار جدا كأنها رؤوس النمل‪ ،‬فإن‬ ‫الشذرة في معناها االصطالحي تعني اإلشارة أو اللمحة‪ ،‬ومنه‬ ‫قول البحتري‪:‬‬ ‫والشعر لمح تكفي إشارته وليس بالهذر طولت خطبه‬ ‫ نماذج‪ :‬النموذج أو األنموذج هو مثــال يقتدى به‪ ،‬أو‬‫يعمل عليه الشيء‪ ،‬وهو أيضا ما يعتبر تمثيال أو تطبيقا لصورة‬ ‫أو نوع‪.‬‬ ‫ مشارب‪ :‬جمع مشرب‪ ،‬والمشرب لغة هو جهة وموضع الشرب‪ ،‬ومنه قوله تعالى‬‫في سورة البقرة‪« :‬قد علم كل �أنا�س م�رشبهم»‪ ،‬ومشرب ثقافي هو مورد أو منهل‬ ‫تستقى منـه المعرفـة‪ ،‬والمشرب في عنوان هذا الكتـاب هو اختيـار يؤسس التجـاه‬ ‫في الكتابة‪.‬‬ ‫ المقدمة‪:‬‬‫المقدمة فصل مكتوب إلطالع المتلقي على الغاية والموضوع وكل ما يفيد‬ ‫ويستميل القارئ‪ ،‬وهي محطة أولية لتوجيه القراءة وبيان خلفياتها الذاتية والمنهجية‪،‬‬ ‫وهي تتيح لنا مالحظة وقياس درجة الوفاء بالشرط الذي يضعه الكاتب؛ ألننا عندما‬ ‫نقرأ المقدمة بهذا الوعي المنهجي يسهل علينا الدخول في عملية التلقي الواعي‬ ‫والمضبوط‪.‬‬ ‫والوقوف عند المقدمة يجلي أمامنا معالم الخطة التأليفية‪ ،‬معالم الطريق للقراءة‬ ‫المطلوبة‪.‬‬ ‫وفي مقدمة هذا الكتاب نقف عند النقاط اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -‬يعتبر المؤلف هذا الكتاب قراءة في نمط مخصوص من الكتابة‪ ،‬سماه الكتابة‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ -‬الدكتورة هدى املجاطي‬

‫الشذرية المغربية ؛نثرا وشعرا‪.‬‬ ‫ المنطلق‪/‬الهدف من هذا العمل هو الكشف عن‪:‬‬‫• السمات الجمالية‪.‬‬ ‫• التيمات‪ /‬الموضوعات المحورية‪.‬‬ ‫ البحث عن المؤتلف في األعمال األدبية التي تشتغل بها‪ ،‬وهذا يقتضي بداهة‬‫التوقف عند كل اسم‪ ،‬ثم مالحظة المشترك‪.‬‬ ‫ إبراز ما أسماه المؤلف بالصالت الخفية؛ أي روابط أو منازع أو جذوع مشتركة‪.‬‬‫ رصد المختلف لدى كل واحد منهم على مستوى الشكل المعبر به‪.‬‬‫ اإلشارة إلى بداية االهتمام لدى المؤلف بهذا الموضوع منذ ما يناهز ثالثة‬‫عقود‪ ،‬واإلشارة إلى بعض المظان الثقافية‪.‬‬ ‫ مساهمة هذه القراءة في إضاءة بعض خصوصيات الكتابة الشذرية لدى‬‫المبدعين اشتغل المؤلف على أعمالهم‪.‬‬ ‫ مضمون الكتاب‪:‬‬‫اختار المؤلف األديب محمد الصباغ منطلقا‪ ،‬مشيرا أنه في طليعة األدباء المغاربة‬ ‫الذين سعوا إلى تطوير طرائق الكتابة‪ ،‬وقد خصص له حيزا هاما من قبل في ملف‬ ‫أعدته مجلة «مواسم» ووقف عند تجريته األدبية‪.‬‬ ‫وقد أشار المؤلف إلى أن الكتابة الشذرية كانت قبله بكثير‪،‬‬ ‫وأود أن أتوقف هنا على سبيل المثال ال الحصر عند اسم آخر‬ ‫هو إدريس الجائي الذي يعتبر أيضا رائدا من رواد الكتابة‬ ‫الشذرية في األدب المغربي الحديث‪ ،‬والكتابة في جنس‬ ‫نثري مخصوص هو جنس الخاطرة (يمكن الرجوع إلى جريدة‬ ‫الوحدة المغربية لصاحبها الشيخ محمد المكي الناصري‬ ‫والتي كان يديرها األستاذ عبد السالم المقدم التمسماني‬ ‫خالل العقديــن الثالث والرابع من القرن الماضي)‪.‬‬ ‫أورد المؤلف – باستثناء الصباغ‪ -‬أسماء من الجيل‬ ‫الجديد‪ ،‬إذ يضم الكتاب أحد عشر اسما وهم‪ :‬محمد الصباغ‪،‬‬ ‫أحمد بركات‪ ،‬عبد الحميد داود‪ ،‬عبد الدين حمروش‪ ،‬محمد‬ ‫المصالحي‪ ،‬أسعد البازي وخالد السليكي‪ ،‬عبد السالم الطويل‪،‬‬ ‫أحمد لوغليمي‪ ،‬أحمد الدمناتي‪ ،‬إيمان الخطابي‪ ،‬مصطفى‬ ‫قشنني‪.‬‬ ‫هذا الكتاب يجمع تأمالت في تجارب لمبدعين ومبدعات‬ ‫من الجيل الجديد وهذا الجمع المدروس بعناية له خاصيات‬ ‫مشتركة عنوانها األكثر داللة هو «الكتابة الشذرية»‬ ‫فهم ال يكتبون القصيدة العمودية وال يكتبون التفعلة‪،‬‬ ‫بل يكتبون نمطا جديدا من الكتابـة تقوم على التكثيـف‬ ‫واالختصارولها إيقاع داخلي خاص‪ :‬الصورة‪ ،‬جرس األلفاظ‪،‬‬ ‫التقديم والتأخير‪..‬‬ ‫وتشترك هذه األسماء في الموضوعات مع اختالف الرؤيا باختالف التجارب‪ ،‬ومن‬ ‫بين التيمات‪/‬الموضوعات المحورية عندهم‪ :‬المحبة‪ ،‬الجمال‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬التصوف‪..‬وهي‬ ‫موضوعات مشتركة بين المبدعين على اختالف نحلهم الفكرية والفنية‪ ،‬الفرق يكمن‬ ‫في طريقة التعبير عن الفكرة وعن عالقة الموضوع بالمبدع حسب تجربته الوجودية‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه الموضوعات ركز المؤلف على دراسة السمات الفنية التي يتوسل‬ ‫بها المبدع إلى إبالغ مراميه وتجسيد معانيه مركزا على‪ :‬التصوير البالغي‪ ،‬الرمز‪،‬‬ ‫الشاعرية‪ ،‬الحوار‪..‬‬ ‫الدكتور المسعودي بهذا الكتاب يكسر رتابة الكتابة النقدية التي تتوقف عادة‬ ‫عند قراءة متون المشاهير دون المغامير‪ ،‬ويفتح لنا الباب لمتابعة استقراء نماذج أخرى‬ ‫من الكتابة الشذرية‪ ،‬ويولد اهتماما مضاعفا للكتابة في موضوع «الكتابة الشذرية‬ ‫في األدب المقارن»‪.‬‬ ‫هذا الكتاب جدير بالقراءة‪ ،‬خصصه صاحبه لموضوع ال يلتفت إليه إال بشكل‬ ‫محدود جدا‪ ،‬وبذل فيه جهدا كبيرا أهنئه عليه وأسأل اهلل تعالى أن يرزقه من الفضل‬ ‫ما يتابع به هذا العمل بأعمال أخرى بإذن اهلل‪ ،‬داعية له بالتوفيق والسداد‪..‬‬

‫ألسباب طارئة خارجة عن إرادتنا نعتذر عن عدم إدراج الحلقة ‪4/3‬‬ ‫من سلسلة المجتهد «المعلم موسوعة فذة في كل مكان وزمان»‬ ‫خالل هذا العدد‪ ،‬فموعدنا في العدد القادم بحول اهلل‪.‬‬ ‫• األستاذ ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬


‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫الثوابت الدينية والوطنية‬ ‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ التصوف السني‪ ،‬منهج نبوي في التربية والتزكية‬‫(‪)5/4‬‬

‫ثابت مبني على أدلة الكتاب والسنة‪ ،‬منهج ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الترَقي في منازل سير العبد إلى ربه‪،‬‬ ‫يمكنُ من‬ ‫ويُ َفعِّل ُالعلم ِبتوْظيفه فيما جعِل له من تزكيةِ قلبه؛ ذلكم المنهج الذي تناوَشتهُ سهامُ‬ ‫السلفية المعاصرة اعتقادا منها مالزمته للبدع جملة وتفصيال؛ جهال منهم بأصالة منشئه‪،‬‬ ‫وسالمة أصوله وقواعده‪ ،‬وذلك ألجل أنه عارض وطارئ نتيجة ت َفشي الجهل الذي هو معدن‬ ‫كل انحراف‪ ،‬شأن التصوف في ذلك شأن العقيدة والفقه اللذين شَابَهُما أيضا ماخَدَشَ‬ ‫رَوْن َقهما مِن صور االنحراف‪.‬‬ ‫وحقيقة التصوف كما عرفه العلماء هو‪ :‬علم يعرف به كيفية تصفية الباطن من كدرات‬ ‫النفس؛ أي عيوبها‪ .‬وبتعبير آخر‪ :‬هو علم يعرف باهلل‬ ‫تعالى وبحقوقه على عباده‪ ،‬ويعين على سلوك الطريق‬ ‫األسلم واألرشد للقيام بهذه الحقوق وحمل النفس‬ ‫على االلتزام بها والتأدب مع اهلل تعالى وحسن التعامل‬ ‫مع خلقه‪ .‬وللتصوف أهمية بالغة في حياة المسلم‪ ،‬إذ‬ ‫هدفه النبيل هو تربية القلب ومجاهدة النفس على‬ ‫الخروج بها من مقام اإليمان إلى مقام اإلحسان‪ ،‬وذلك‬ ‫بمالزمة الطاعة والبعد عن المعصية‪.‬‬ ‫وقد اصطفاه المغاربة عنصرا أساسيا في ثوابتهم‬ ‫المتوارثة لتعظيم جناب خالقهم‪ ،‬وإظهار االفتقار‬ ‫إلى بارئهم‪ ،‬واالعتراف بالعجز عن أداء حق سيدهم‪،‬‬ ‫والوجل أنه منتهون بحكمه إلى نهايتهم والعزم على‬ ‫تطهير نفوسهم‪ ،‬وتهذيب سلوكهم وضبط عالقاتهم‬ ‫بغيرهم بفعل األوامر واجتناب النواهي‪ ،‬والتنافس في‬ ‫مجاالت اإلحسان القولية والفعلية على طريقة اإلمام‬ ‫الجنيد بن محمـد البغدادي المتوفـى سنة( ‪297‬هـ)‬ ‫إمام طرائق التربية‪ ،‬ومهذب الجوانب الروحية وعمدة‬ ‫المدارس التزكوية وقدوة أئمتها بال نزاع‪.‬‬ ‫وقد جلى المغاربة هذا الثابت في التقيد بواجبات الدين والتسليم ألحكام سيد المرسلين‪،‬‬ ‫والتنافس في أنواع المبرات والتزام اللمنتقى من طيب األذكار وصادق الدعوات ونوافل‬ ‫الصلوات ومبارك الصدقات وصنوف القربات المجملة بإظهار شواهد اإلخالص في محبة مقام‬ ‫الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم الذي يجددونه كل سنة باالحتفال بالمولد النبوي الذي‬ ‫اعتادوا على إقامته مظهرا شعبيا منذ أيام العزفيين السبتيين للتعريف بسيرته‪ ،‬والتذكير‬ ‫بشمائله‪ ،‬وخصائصه‪ ،‬والتعريف بدالئله ومعجزاته‪ ،‬والتنويه بما ظهر من اآليات الباهرة في‬

‫العالمي‬ ‫ء باليوم‬ ‫احتفا‬ ‫بطنجة ‪:‬‬ ‫لألرض‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫مولده‪ .‬ومنها تقدير أهل الفضل واحترامهم واالقتداء بهم والدعاء لهم ألداء واجب شكرهم‬ ‫على خدماتهم‪ ،‬والثناء عليهم على نفعهم وعطائهم‪ ،‬والترحم عليهم مقابل آثارهم بما يوجب‬ ‫رفع درجاتهم‪ ،‬وإعالء مقاماتهم‪ ،‬وذكر مناقبهم‪ ،‬ومواقفهم‪ ،‬وطاعاتهم موضع االقتداء من‬ ‫تصرفاتهم المجملة للدين والمزينة لتنزيله في نظر األخرين‪.‬‬ ‫إن للتربية أثارا مهمة وعظيمة على القلوب والنفوس‪ ،‬فهي وحدها الكفيلة بعد اإليمان‬ ‫باهلل تعالى باالرتقاء بالعباد‪ ،‬وبتهذيب مشاعرهم‪ ،‬وتقوية أسباب المحبة بينهم حيث تعمل‬ ‫على جلب المنافع اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬التخلية والتحلية‪:‬‬ ‫المراد بهما مجاهدة النفس على التحلي بالفضائل‬ ‫والتخلي عن الرذائل‪ .‬ومن أصول الفضائل‪ :‬اإلخالص‪،‬‬ ‫والصدق‪ ،‬واألمانـة‪ ،‬والتقوى‪ ،‬واالستقامـة‪ ،‬والعفـــة‪،‬‬ ‫والصبر‪ ،‬والرحمة‪.‬‬ ‫ومن أصول الرذائل‪ :‬الكــذب‪ ،‬والخيانة‪ ،‬والحقد‪،‬‬ ‫والحسد‪ ،‬والبخل‪ ،‬وحب الدنيا‪ ،‬والعجب‪ ،‬والكبر‪.‬‬

‫‪ .2‬المواظبة على الفرائض والواجبات‪:‬‬ ‫وهي باب من أبواب التحلية‪ ،‬فالمدخل إلى التحلي‬ ‫بالفضائل هو االلتـزام بفعـــل الفرائـض والواجبات‬ ‫والمواظبة عليها وعدم االنقطـاع عنها‪ ،‬فذلك ينبوع‬ ‫الفضائل ومفتاح الخيرات‪.‬‬

‫‪ .3‬ترويض النفس على نوافل الطاعات‪:‬‬ ‫فالتصوف معــانٍ ذوقيــة أساسها االجتهاد في‬ ‫الطاعات‪ ،‬والتنـزل في المقامـات‪ ،‬وتخلية الباطن من‬ ‫شهوات النفس وحظوظ الشيطان‪ ،‬حتى يصبح القلب مُهيّئا لتلقي أنوار القرب والمحبة‬ ‫اإللهية‪ .‬وهي إشارات ومواهب يتلقاها السالك في سيره‪ ،‬تكون له دافعا على مواصلة التقرب‪،‬‬ ‫وزيادة في التعلق بجناب المولى عز وجل‪ ،‬لما يجده من األنس به‪ ،‬والتلذذ بمناجاته‪ ،‬ذلك أن‬ ‫تلق لألفضال اإللهية‪.‬‬ ‫العبادات مواضع قرب‪ ،‬ومواطن ٍ‬

‫(يتبع)‬

‫حملة تنظيف غابة مديونة تحت شعار ‪:‬‬ ‫«وسط طبيعي نظيف ومحمي ‪ ،‬حق و واجب»‬

‫تخليدا لليوم العالمي لألرض وفي اطار الحملة‬ ‫الوطنية لتنظيف األوساط الطبيعية وتحت شعار‬ ‫«وسط طبيعي نظيف ومحمي حق وواجب»‪ ،‬نظمت‬ ‫جمعية مدرسي علوم الحياة واالرض بطنجة يوم‬ ‫االحد ‪ 22‬أبريل ‪ 2018‬حملة تنظيف غابة مديونة‪،‬‬ ‫هذا النشاط تنجزه الجمعية بشراكة مع المديرية‬ ‫االقليمية لوزارة التربية الوطنية طنجة أصيلة‬ ‫والمديرية الجهوية للتنمية المستدامة وبتنسيق‬ ‫مع المديرية االقليمية للمندوبية السامية للمياه‬ ‫والغابات ومحاربة التصحر في اطار النسخة الجديدة‬ ‫لمشروع اإلنتاج المشترك للنظافة الذي تدعمه‬ ‫مؤسسة دروسوس السويسرية ‪ .‬شارك في حملة‬ ‫التنظيف مئة وستون ‪ 160‬مشارك ‪ :‬تلميذات‬ ‫وتالميذ من مؤسسات تعليمية (‪ )10‬باالضافة‬ ‫إلى ممثلي جمعيات األحياء وجمعيات اتحاد مالكي‬ ‫اإلقامات السكنية وفاعلين من المجتمع المدني ‪.‬‬ ‫تهدف هذه الحملة تعزيز قيـــم التضامــن‬ ‫والتعاون وحسن الجوار والعمل التطوعي والمواطنة البيئية بغية ترسيخ الوعي البيئي على المستوى‬ ‫الفردي والجماعي لدى تلميذات وتالميذ المؤسسات التعليمية وساكنة األحياء ولدى مرتادي األوساط‬ ‫الطبيعية المعنية بهذه الحملة الوطنية والتي تشكل غنى وتنوع تراثنا الطبيعي لالسهام في ضمان‬ ‫مستقبل بيئي مستدام ‪.‬‬ ‫إن الغابة الحضرية لمديونة تعتبرفي مقدمة غابات شمال غرب إفريقيا وتصنف عالميا كنقطة ساخنة‬ ‫ولها موقع استراتيجي يخضع لتأثير مزدوج متوسطي وأطلسي الشيء الذي انعكس على المناخ الذي‬ ‫يتسم باالعتدال وتنوع بيولوجي متميز يشمل أساسا الصنوبر البحري باإلضافة إلى نباتات طبية عطرية‬ ‫وموارد طبيعية أخرى تشكل مصدر دخل للساكنة المجاورة ‪.‬‬ ‫إن الغابة الحضرية لمديونة استهدفتها الحملة لهذه السنة ضمن ‪ 22‬موقع على الصعيد الوطني‬ ‫بعد النجاح الذي عرفه تنظيف منتزه الرميالت والغابة الدبلوماسية سابقا ‪ ،‬يزورها ساكنة طنجة ومدن‬ ‫أخرى باستمرار وخاصة نهاية األسبوع لممارسة الرياضة والتنزه والترويح عن النفس‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫يجعلها عرضة لمجموعة من األخطار التي تهددها كتراكم النفايات العضوية التي توفر غذاء للعديد‬ ‫من الحيوانات المزعجة والخطيرة كالجردان والحشرات والخنزير البري الذي تكاثر بشكل مهول وكذلك‬ ‫النفايات األخرى الملوثة للبيئة كالبالستيك صعب التحلل مما يجعله يعمرفي الطبيعة لمآت السنين‬

‫وكذلك زحف العمران الذي يضاف إليها نوعية الغطاء‬ ‫النباتي الذي يشمل أساسا شجر الصنوبر وهو من‬ ‫األنواع الذي يتميز بقابلية كبيرة لالشتعال وهذا‬ ‫ما تشهد عليه الحرائق المتكررة التي تتعرض لها‬ ‫المنطقة والتي أتلفت السنة الماضية ما يناهز ‪350‬‬ ‫هكتار من الغابة ‪.‬‬ ‫عرفت الحملة تغطية إعالمية واسعة من طرف‬ ‫وسائل االعالم الوطنية ‪ :‬اذاعة طنجة وقنوات‬ ‫مرئية األولى والقناة الثانية وميدي ‪ 1‬تيفي وجرائد‬ ‫الكترونية ‪.‬‬ ‫شملت الحملة بالرضافـــة إلى تنظيـــف الغابـــة‬ ‫الحضرية لمديونة ‪ ،‬التعرف على المؤهالت الطبيعية‬ ‫واإليكولوجية والسياحية للموقع ‪،‬باإلضافة إلى القيام‬ ‫بألعاب تنشيطة كتمرين االسترخاء واكتشاف الغابة‬ ‫باستعمال الحواس تقرب المتعلم من أهمية الغابة‬ ‫بحيث أن حب الشيءو حمايته يقتضي معرفته أوال‪ .‬ونظمت كذلك ورشات للفن التشكيلي تناولت‬ ‫مواضيع تهم الغابة وكذلك مسابقات حول أكبر كمية من النفايات التي تم جمعها من طرف الفرق‬ ‫المتنافسة والتي أفضت إلى جمع ‪ 40‬كيسا من النفايات من الحجم الكبير في محيط الوقفة األولى وفي‬ ‫وقت وجيز وأعد التالميذ لوحات فنية بإعادة تدوير هذه النفايات‪ .‬هذه الحملة كذلك فرصة لتحسيس‬ ‫الزوار بأهمية الغابة واألخطار المحذقة وضرورة تبني سلوكات ايجابية وتجنب كل ما يمكن أن يلحقها‬ ‫من أذى كالنفايات وخاصة الحرائق حيث كتب التالميذ شعارات تحسيسية في الموضوع ووزعوا استمارات‬ ‫على مرتادي الغابة‪.‬‬ ‫و انتقل المشاركون إلى محطة ثانية في الغابة حاملين معهم منتوجاتهم‪ ،‬حيث وقفوا على حجم‬ ‫األضرار التي نجمت عن الحرائق وتم غرس رمزي لشتلة عن كل مؤسسة تعليمية مشاركة واختتمت‬ ‫الحملة بتوزيع جوائزعلى الفائزين وشواهد المشاركة واصدار التالميذ المشاركين لنداء من غابة مديونة‬ ‫بطنجة موجه للمسؤولين عن األوساط الطبيعية والفاعلين الجمعويين وعموم المواطنين بالعمل على‬ ‫حماية الموروث الطبيعي لألرض والحفاظ على تنوعه البيولوجي و تبني سلوكات ايجابية تجاه البيئة ‪.‬‬


‫العدد ‪939‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫‪15‬‬

‫مخطوط‪ :‬فتح العليم الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر األمير للعالمة‬ ‫النسابة سيدي محمد بن الصادق الريسوني العلمي اإلدريسي الحسني موضوع‬ ‫أطروحة الدكتوراه برحاب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬ ‫شهدت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ـ جامعة عبد المالك السعدي ـ يومه اإلثنين ‪ 23‬أبريل ‪ ،2018‬في الفترة الصباحية مناقشة أطروحة الدكتوراه تحت عنوان‪( :‬كتب‬ ‫األنساب الشريفة بالمغرب مع تحقيق مخطوط‪ :‬فتح العليم الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر األمير‪ ،‬للعالمة النسابة سيدي محمد بن الصادق الريسوني العلمي اإلدريسي الحسني)‪،‬‬ ‫تقدمت بها الطالبة الباحثة زينب البوزيدي‪ ،‬وتكونت لجنة المناقشة من السادة األساتذة‪ :‬الدكتورة سعاد الناصر رئيسا‪ ،‬والدكتور أحمد هاشم الريسوني مشرفا ومقررا‪ ،‬والدكتور عبد‬ ‫اللطيف شهبون عضوا‪ ،‬والدكتور عبد الرحيم اإلدريسي البوزيدي عضوا‪ ،‬والدكتور عز الدين الشنتوف عضوا‪.‬‬ ‫هذا وقد سجل األساتذة المناقشون مالحظاتهم القيمة وتوجيهاتهم السديدة حول هذا العمل العلمي الرصين الذي ينضاف إلى رصيد الموروث الثقافي واألدبي والتاريخي الذي‬ ‫خط طريق التحقيق تحت يافطة الهوية المغربية في عمقها العربي وبعدها اإلسالمي اللذان يشكالن جز ًء مهما من ثوابت األمة المغربية المجيدة‪.‬‬ ‫المناقشة العلمية الهادئة الرصينة أظهرت مدى تمكن السادة األساتذة من الموضوع الذي كان محل اهتمامهم‪ ،‬تجلى ذلك في المداخالت التي أثرت موضوع البحث باإلضافات التي‬ ‫تبرز أهم الروابط بين تراث الماضي وإعادة نسيجه في الحاضر‪ ،‬وفي الختام قررت اللجنة منح الطالبة الباحثة ميزة مشرف جدا‪.‬‬ ‫ويمكن عرض تلخيص مركز عن المخطوط ومؤلفه فيما يلي‪:‬‬ ‫• التعريف بالمخطوطة ووصفها‬ ‫نظرا لشهرة كتاب (فتح العليم الخبير) فقد اتخذ مرجعا أساسيا لكل الكتابات بعده حول األشراف العلميين‪،‬‬ ‫ويكفي أن نذكر أن كتاب (حصن السالم بين يدي موالي عبد السالم) لمؤلفه الفقيه الطاهر بن عبد السالم اللهيوي‬ ‫الوهابي العلمي‪ ،‬مقتبس في جله من هذا (الفتح) وذلك في كل ما يتعلق بسالسل األشراف وفروعهم من العلميين‪.‬‬ ‫كما أن الكتب الكبرى في األنساب مما كتب حول العلميين بعد عصر المؤلف كلها أو غالبها اقتبست من (الفتح)‬ ‫سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ألن (الفتح) كتبه صاحبه عن بصيرة وقيده بالبحث الميداني‪ ،‬ومن خالل‬ ‫اإلستقصاء والترحل واإلتصال المستمر مع المسنين والثقات من األشراف وفضالء األعيان باإلضافة إلى ما استعان‬ ‫به وال شك من مصادر مكتوبة أعانته على صياغة هذا الديوان المحكم الذي ما صنف مثله في بابه‪.‬‬ ‫ويكفي أن نذكر من تلك الجوامع التي اقتبست منه وال بد كتاب (الدرر البهية) لموالي إدريس الفضيلي‪ ،‬وقد‬ ‫طبع على الحجر بفاس وأعادت وزارة األوقاف أخراجه حيث طبعته في جزئين وهو مرجع أساسي لدى عموم األشراف‬ ‫بالمغرب‪ ،‬فال شك أن الفضيلي استعان بـ (الفتح) في تأليفه المذكور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬اسم المخطوطة ‪:‬‬ ‫ليس هناك شك في اإلسم المعروف المتداول لدى الجميع وهو ما أثبته المؤلف نفسه في أوائل كتابه هذا‪ ،‬وهو‬ ‫(فتح العليم الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر األمير)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬نسبتها للمؤلف‪:‬‬ ‫نسبتها محققة للمؤلف حيث إن فهارس المكتبات بالمغرب كلها نسبتها إليه من غير إستثناء ويشهد بذلك‬ ‫جميع من له معرفة بشأن علم األنساب بالمغرب وخارجه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬النسخ الموجودة من المخطوطة‪:‬‬ ‫هذه المخطوطة متوفرة بكثرة‪ ،‬سواء لدى فروع الدوحة العلمية اإلدريسية من شعب األشراف المعروفين‪ ،‬أو‬ ‫لدى بعض المكتبات العامة والخاصة الشخصية الشهيرة مثل الخزانة الحسنية والمكتبة العامة بتطوان ومؤسسة‬ ‫عالل الفاسي وغيرها‪.‬‬ ‫ففي المكتبة العامة بتطوان توجد نسخة مسجلة تحت رقم ‪ 856‬وصفحاتها متوسطة الحجم قياس ‪24‬‬ ‫ ‬‫سنتمتر على ‪ 19‬سنتمتر وفي كل صفحة يوجد نحو ‪ 21‬سطر بينما يتراوح عدد الكلمات في كل سطر مابين ‪ 12‬و‬ ‫‪ .14‬وعدد صفحات المخطوطة ‪ 40‬مكتوبة بخط مغربي جميل وكبير إذ كتبها الوزير العالم أحمد الرهوني‪.‬‬ ‫وفي الخزانة الحسنية بالرباط نسخ تحت أرقام ‪.12570 7507- 5291- 159-‬‬ ‫ ‬‫وتوجد نسخة لدى الفقيه العالمة الموسوعي بطنجة األستاذ عبد الكريم أفيالل‪.‬‬ ‫ ‬‫وتوجد نسخة لدى الفقيه األديب الشيخ محمد بن األمين بوخبزة‪.‬‬ ‫ ‬‫وتوجد نسخة لدى المكتبة الريسونية‪.‬‬ ‫ ‬‫بالنسبة للنسخة التي تم االعتماد عليها في هذا البحث تعود للمكتبة الريسونية بشفشاون‪ ،‬وتوجد في أربعين‬ ‫صفحة بخط مغربي أصيل غير مشكول‪ ،‬ملون باألحمر في بعض كلماته في حجم كبير للصفحة التي تحتوي على‬ ‫نحو ‪ 32‬سطرا في كل سطر نحو عشرين كلمة وقد نسخها محمد المختار بن أحمد بن طاهر بن عبد الوهاب‬ ‫الحسني العلمي في الثامن من صفر ‪ 1308‬كما في آخر المخطوط‪ ،‬وإنما اخترت هذه النسخة لإلشتغال عليها‬ ‫لكونها أصلية بخط الناسخ المذكور ولكونها واضحة كل الوضوح وكاملة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬السبب في تأليف هذا الكتاب وتاريخ ذلك‪:‬‬ ‫أما تاريخ تأليف هذا المصنف فيصرح المؤلف بأنه في سنة ‪ 1191‬هجرية كتبه بأمر من السلطان محمد بن عبد‬ ‫اهلل بن إسماعيل‪ ،‬كما هو واضح من عنوانه الجذاب حيث إن السالطين العلويين اعتنوا بضبط األنساب الشريف‬ ‫دفعا للدخالء ونفيا للمتسلطين الذين كانوا يريدون من وراء اكتساب الشرف المزيف الحصول على اإلمتيازات التي‬ ‫كان يحصل عليها األشراف من الدولة المغربية ومن المجتمع في اآلن ذاته‪ ،‬لذلك أراد السلطان ضبط أشجار آل‬ ‫البيت في زمانه حتى يتبين له المحقون من المبطلين في اإلنتساب للشجرة النبوية الطاهرة فأشار على المؤلف‬ ‫أن يخرج له هذا الديوان الذي اتخذه مرجعا في بابه‪ ،‬كما ظل إلى اآلن أفضل مرجع يعرف به ميزان التحقق من‬ ‫األشراف العلميين األدارسة الذين يجتمعون في جدهم القعدد سيدي أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن‬ ‫سالم بن مزوار بن علي حيدرة محمد بن إدريس الثاني بن إدريس األول بن عبد اهلل الكامل بن الحسن المثني‬ ‫بن الحسن السبط‪.‬‬ ‫• ترجمة صاحب المخطوط‬ ‫هو الفقيه العالمة المحدث النسابة سيدي محمد بن الصادق الريسوني‪ ،‬الذي احتل مكانة سامية في األوساط‬ ‫العلمية المغربية‪ ،‬فهو ينتمي إلى أسرة األشراف الريسونيين الذين هم لب لباب الشرفاء العلميين العمود الفقري‬ ‫لألدارسة بالمغرب‪.‬‬ ‫وصاحب المخطوط هذا يعد من كبار علماء المغرب في حقبة السلطان المولى سليمان العلوي‪ ،‬وكان من جملة‬ ‫أشياع هذا السلطان ومن كتابه وجلسائه‪ ،‬األمر الذي أكسبه الحظوة لديه فكان يقبل شفاعته وال يرد له طلبا‪ ،‬كما‬ ‫كان ذا جاه واسع في تطوان التي كان متزوجا فيها بأخت الولي الصالح العارف باهلل سيدي علي ابن ريسون المتوفى‬ ‫عام ‪ 1229‬هجرية‪.‬‬ ‫أما في وزان التي دفن بها فقد كان متزوجا ببنت صديقه الشريف الصالح سيدي علي بن أحمد الوزاني‪ ،‬وهي‬ ‫الشريفة البتول وكان يشكل بوزان ثالث ثالثة ممن اشتهروا بها في العلم والوالية والصالح والجاه وهم الشريف‬ ‫الوزاني المذكور والفقيه الزرهوني ومترجمنا‪.‬‬ ‫وأما في تازروت حيث زاوية أسالفه الريسونيين فقد كان صاحب الكلمة العليا في كل ما يرجع إلى تدبير شؤون‬ ‫العائلة وتنظيم األنشطة العلمية والروحية واإلجتماعية في محيط دائرة حرم ضريح موالي عبد السالم بن مشيش‬ ‫العلمي بقبيلة بن عروس المعدودة اآلن ضمن نفوذ إقليم العرائش‪.‬‬ ‫وهذا ما وصلنا من اإلنتاج العلمي للعالمة محمد بن الصادق ابن ريسون‪ ،‬حيث يدل على مكانة الرجل العلمية‬ ‫واقتداره على التصنيف والتأليف‪:‬‬ ‫‪( - 1‬إجازة) أجاز بها صديقه وصهره شيخ زاوية وزان سيدي علي بن أحمد الوزاني اليمالحي وما زالت مخطوطة‬ ‫وتوجد نسخة منها في المكتبة الريسونيية‪.‬‬ ‫‪( - 2‬إجازة) أجاز بها سيدي التهامي ابن سيدي علي بن أحمد الوزاني المذكور‪.‬‬ ‫‪( - 3‬البدر السافر في افتكاك األسارى من يد العدو الكافر) ‪.‬‬ ‫‪ ( - 4‬تقريظ كتاب الترجمانة الكبرى) للزاياني وهو مطبوع في آخره‪.‬‬ ‫‪( - 5‬فتح العليم الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر األمير) وهو موضوع هذه األطروحة إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪( - 6‬فتاوى متعددة في النسب) فمنها ما جاء في كتاب الدر الآللي وغيره ومنها ما هو مثبت في شجرة‬ ‫األنساب وفي بعض التقاييد مثل فتوى لدى األسرة الرحمونية بشفشاون‪.‬‬ ‫‪( - 7‬الفهرسة)‬ ‫‪( - 8‬الكواكب السيارة في مسايرة فقيه فاس أبي عبد اهلل ميارة) ‪.‬‬ ‫‪( - 9‬قرع األسماء في حلية السماع) وهو الكاتب الوحيد المشكوك في نسبته لمحمد بن الصادق ابن‬ ‫ريسون‪ ،‬حيث ينسبه البعض إلى العالمة الكبير الرهوني صاحب الحاشية الشهيرة على شرح الزرقاوي‪ ،‬على متن‬ ‫مختصر خليل‪ ،‬والبعض ينسبه للسلطان موالي سليمان العلوي‪ ،‬وتوجد نسخة منه في الخزانة الحسنية بالرباط‪.‬‬ ‫وقد وردت ترجمة محمد بن الصادق أو ذكره في كثير من المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة وهذه‬ ‫الئحة بعض المصادر والمراجع مرتبة بالترتيب‪:‬‬ ‫‪( - 1‬اإلبتسام عن دولة ابن هشام) ألبي العال إدريس‪ ،‬وقد كان من كتاب السلطان المولى سليمان‪ ،‬ومازال‬ ‫مخطوطا‪.‬‬ ‫‪( - 2‬إتحاف أعالم الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس) للنقيب موالي عبد الرحمن ابن زيدان‪.‬‬ ‫‪( - 3‬اإلعالم بمن حل مراكش وأغمات من األعالم) البن إبراهيم المراكشي‪.‬‬ ‫‪( - 4‬الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا) ألبي قاسم الزاياني‪.‬‬ ‫‪( - 5‬التصوف اإلسالمي) لعالل الفاسي‪.‬‬ ‫‪( - 6‬التيارات السياسية والفكرية بالمغرب خالل قرنين ونصف قبل الحماية) إلبراهيم حركات‪.‬‬ ‫‪( - 7‬تاريخ تطوان ) للفقيه محمد داود‪.‬‬ ‫‪( - 8‬تاريخ الوراقة المغربية) للعالمة محمد المنوني‪.‬‬ ‫‪( - 9‬جبل العلم بين الشعر والتاريخ) بحث مطول للدكتور عبد السالم شقور‪.‬‬ ‫‪( - 10‬جامعة موالي علي الشريف الخريفية) ‪.‬‬ ‫‪( - 11‬حاشية على الدر المنظم للحكام فيما يعرض في نوازل األحكام) لعبد الرحمن الحايك أحد قضاة تطوان‬ ‫في القرن الثالث عشر‪ ،‬والدر المنظم ألفه ابن سلمون لكن الحاشية ما زالت مخطوطة ويذكر فيها الحايك أنه كتبها‬ ‫بطلب من سيدي محمد بن الصادق ابن ريسون‪.‬‬ ‫‪( - 12‬الدر الآللي في ثبوت النسب البقالي) لمحمد السكيرج‪.‬‬ ‫‪( - 13‬الدر والعقيان فيما قيدته من جمهرة التيجان) لمحمد التهامي ابن رحمون المتوفى ‪ 1263‬هجرية‬ ‫ومازال مخطوطا‪.‬‬ ‫‪( - 14‬دليل مؤرخ المغرب األقصى) لعبد السالم ابن سودة‪.‬‬ ‫‪( - 15‬الشرب المختصر والسر المنتظر من معين بعض أهل القرن الثالث عشر) لجعفر بن إدريس الكتاني‪.‬‬ ‫‪( - 16‬عمدة الراوين في تاريخ تطاوين) للوزير أحمد الرهوني في عدة أماكن خاصة في الجزء الخامس الذي‬ ‫خصصه كله لألشراف الريسونيين‪.‬‬ ‫‪( - 17‬عناية أولي المجد بذكر آل الفاسي ابن الجد) للسلطان سليمان العلوي‪.‬‬ ‫‪( - 18‬فهرس الفهاريس واألثبات) للشيخ عبد الحي الكتاني‪ .‬ج ‪ 1‬ص ‪.333‬‬ ‫‪( - 19‬الكوكب األسعد في مناقب سيدنا وموالنا علي بن سيدنا وموالنا أحمد) لمحمد بن محمد بن حمزة‬ ‫المكناسي‪.‬‬ ‫‪( - 20‬معجم المؤلفين) لعمر رضا كحالة‪.‬‬ ‫‪( - 21‬نزهة اإلخوان وسلوة األحزان في األخبار الواردة في بناء تطوان ومن حكم فيها أو تقرر من األعيان)‬ ‫لمؤرخ تطوان األول عبد السالم بن أحمد السكيرج المتوفى في ‪ 1250‬هـ‪.‬‬ ‫‪( - 22‬النوافح الغالية في األمداح السليمانية) لحمدون ابن الحاج السلمي المتوفى ‪1232‬هـ‪.‬‬ ‫أما ترجمة ابن الصادق أو اإلشارة إليه في الدوريات المتعددة فهي كثيرة مثل جريدة العلم – مجلة دعوى الحق‬ ‫– جريدة الخضراء – مجلة دار الحديث الحسنية‪ -‬مجلة المناهل – جريدة أنوال الثقافة – جريدة الحوار‪...‬‬ ‫شيوخه‪:‬‬ ‫للمترجم شيوخ كثر وقد ذكرهم في الفهرسة وذكرهم كل من ترجم له‪ ،‬منهم العالمة سيدي محمد بن الحسن‬ ‫الجنوي‪ ،‬قرأ عليه الحديث والفقه والتصريف والمنطق والبيان واألصول‪ ،‬والزمه مدة‪ ،‬واستفاد منه فوائد جمة‪ ،‬وأجازه‬ ‫إجازة عامة‪.‬‬ ‫والعالمة الشيخ التاودي بن سودة‪ ،‬وقد قرأ عليه التفسير والحديث والفقه وغير ذلك وقد أجازه إجازة عامة‪.‬‬ ‫ومنهم العالمة الشيخ عمر الفاسي‪ ،‬وقد قرأ عليه الحديث والفقه وكبرى السنوسي‪ ،‬وغير ذلك وأجازه أيضا‪.‬‬ ‫ومنهم العالمة الشيخ محمد بن الحسن بناني‪ ،‬وقد قرأ عليه التفسير والحديث والفقه وغير ذلك وأجازه إجازة‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫ومنهم العالمة قاضي فاس عبد القادر بوخريص‪ ،‬وقد قرا عليه وأجازه‪.‬‬ ‫والعالمة محمد بن أبي القاسم الفاللي الرباطي شارح العمل‪.‬‬ ‫والعالمة الشيخ محمد جسوس‪ ،‬وقد قرأ عليه شمائل الترمذي بسرد شرحه عليها‪ ،‬والشيح عبد الرحمن بن‬ ‫ادريس الحسني‪ ،‬والشيخ عبد اهلل الدكالي‪ ،‬والشيخ عبد اهلل السوسي‪ ،‬والشيخ المجدوب الفاسي‪ ،‬ووالده الشيخ‬ ‫الصادق ابن ريسون‪ ،‬والشيخ أحمد الشريشي‪ ،‬والشيخ أبي العباس بن ناجي‪ ،‬والشيخ محمد بن علي الورزازي التطوان‬ ‫وعلى رغم شيوع ذكر ابن الصادق واشتهاره في األنساب والحديث والسياسة بما لعبه من أدوار تاريخية هامة‪،‬‬ ‫فإن المؤرخين اختلفوا في تعيين سنة وفاته بين عام ‪ 1234‬و ‪ 1236‬هجرية حيث نجد التضارب في تحديد زمان‬ ‫موته في المصادر التي وقفنا عليها بين العامين المذكورين‪ ،‬وقد رجحت سنة وفاته في ‪ 1234‬لكونها المعتمدة‬ ‫عند غالب المهتمين والمختصين بالتراجم‪.‬‬


‫العدد ‪939‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)842‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫“كدت أعترف”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ في إطار هذا المنزع الفكري األصيل‪ ،‬يندرج احتفاء مؤرخي الزمن‬ ‫ال شك أن كتابة تالوين التاريخ الثقافي المحلي ال تستقيم إال عبر‬ ‫المغربي الراهن بصدور مذكرات الروائي بهاء الدين الطود التي رأت‬ ‫مدخل تجميع سير األسماء الفاعلة والطاقات المبدعة التي تصنع‬ ‫النور سنة ‪ ،2017‬تحت عنوان “كدت أعترف”‪ ،‬وذلك في ما مجموعه‬ ‫عوالم الفكر واإلبداع والمعرفة‪ .‬وال شك أن حسن اإلنصات لتفاصيل‬ ‫الحميميات الفردية لهذه الذوات‪ ،‬يساهم في توفير األرضية الضرورية‬ ‫‪ 238‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والعمل –في األصل‪ -‬تجميع‬ ‫الستثمار نتائج كل محاوالت تجميع المظان المؤطرة للكتابة حول خبايا‬ ‫لحوار مطول‪ ،‬سبق لإلعالمي سليمان الريسوني أن أجراه مع بهاء‬ ‫الذاكرة‪ .‬وال شك –كذلك‪ -‬أن فحص خبايا هذه التفاصيل بالتجميع‬ ‫الدين الطود‪ ،‬وعرف طريقه إلى النشر على صفحات إحدى الجرائد‬ ‫وبالتحليل وبالتدقيق‪ ،‬يظل أمرا موجها لفهم أسرار حميميات الذوات‬ ‫الوطنية‪ .‬ويبدو أن ردود األفعال المسترسلة التي أعقبت نشر فقرات‬ ‫الفاعلة‪ ،‬ومدخال لتفكيك عناصر فردانياتها المخصوصة في زمانها‬ ‫الحوار المذكور‪ ،‬دفعت المؤلف إلى إعادة تجميع المواد ثم إصدارها في‬ ‫وفي مجالها وفي عطائها‪ .‬وعلى الرغم من أن ذات المبدع تظل في‬ ‫العمل موضوع هذا التقديم‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬صدور متن شيق‪ ،‬بلغة‬ ‫وضعية تفاعل مستدام وتأثيرات متبادلة ومتواصلة مع المحيط ومع‬ ‫انسيابية راقية‪ ،‬وبرؤية عميقة في مقاربة إشكاالت مركزية في صنع‬ ‫نبضه الحي‪ ،‬فالمؤكد أن هذه الذات تنحو –كلما أتيحت لها الفرصة‪-‬‬ ‫محددات الذاكرة الجماعية في إسقاطاتها المتداخلة على قضايا الواقع‪،‬‬ ‫من أجل العودة إلى عوالمها الفريدة وإلى أحالمها الخاصة وإلى‬ ‫مثلما هو الحال مع قضايا اللغة والهوية والتاريخ والدين واالستعمار‬ ‫تأمالتها التي ال تكترث لآلخر وال للوسط وال لضجيجه وال لصخبه‪.‬‬ ‫والغرب والحداثة والعمل الوطني واإلب��داع‪ ...‬وفي كل ذلك‪ ،‬أضحت‬ ‫هي عودة فطرية‪ ،‬ترتبط بطبيعة النفس البشرية في رؤاها الفلسفية‬ ‫ذاكرة بهاء الدين الطود اختزاال لجوانب عدة من عناصر ذاكرة جيل‬ ‫العميقة الهادفة إلى فهم أسرار الوجود وضبط ميكانزمات التفاعل‬ ‫كامل‪ ،‬عاش مرحلة االنتقال التاريخي من االستعمار إلى االستقالل‪،‬‬ ‫مع الواقع‪ ،‬باالنطالق في التفكير من عناصر خصوبته‪ ،‬قبل االنتقال‬ ‫واحتك بالغرب بعد أن تشرب بتكوين أصلي عتيق‪ ،‬ليقرر التحليق عاليا‬ ‫إلى تشييد العوالم المخصوصة والفضاءات الحميمية التي تشكل‬ ‫ومتخطيا لكل عوائق الماضي ومثبطاته‪ ،‬في أفق صنع حاضره المشتهى‬ ‫األساس المهيكل لكل جهود إنتاج القيم والرموز واألفكار والتمثالت‬ ‫وعوالمه الفاضلة‪ .‬ولقد اختزلت الكلمة التقديمية لألستاذ عبد القادر‬ ‫المرتبطة بذات المبدع أوال‪ ،‬ثم بعناصر المحيط وبمكونات فضائه‬ ‫الشاوي‪ ،‬هذا البعد العميق بشكل دقيق‪ ،‬عندما قالت‪“ :‬يمكن أن نقرأ‬ ‫وبوجوه أناسه وببقايا شواهده المادية‪ ،‬ثم برموزه المجردة المنتجة‬ ‫هذه المذكرات بدون أسئلة‪ ...‬ولكنها ال يمكن أن تتخلص منها‪ ،‬ألنها‬ ‫لمختلف عناصر النبوغ واإلب��داع والفن والجمال واألفكار والقيم‪...‬‬ ‫صدرت عنها بوصفها باعثا لها‪ .‬وأجدني ألول مرة أقرأ مذكرات دون‬ ‫باختصار‪ ،‬أضحت العودة الستنفار ذاكرة المثقف الفاعل‪ ،‬والمبدع‬ ‫المنتج‪ ،‬والفنان المبادر‪ ،‬والمفكر الجريء‪ ،‬أساس كل جهود االشتغال‬ ‫فيها بهاء الدين ما يمكن تسميته بالماضي من أجل الحاضر‪ ،‬بقدر‬ ‫بتوجهات‬ ‫داخل عتمات ما أصبح يعرف –اليوم‪ -‬بمجال تاريخ الذهنيات‪ ،‬وكذا‬ ‫الكتاب‬ ‫غالف‬ ‫كبير من الحيوية والتفاعل والجاذبية كذلك‪ ،‬خصوصا وأنها قد تنكأ جراحا وقد‬ ‫التي‬ ‫الهائلة‬ ‫“التاريخ الثقافي”‪ ،‬وخاصة على مستوى ترسيخ الخطوات المنهجية‬ ‫تصيب مواقف ولعلها قد تولد ردودا‪ ...‬إذا ما قرأت‪ ،‬بطبية الحال‪ ،‬قراءة حرفية‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫موازية‪،‬‬ ‫مصدرية‬ ‫مواد‬ ‫يعرفها علم التاريخ في مجال استنبات عناصر النقد التاريخي وخلق‬ ‫أي ساذجة وبدون إعمال الخيال األدبي والتأويل الشعري الذي يناسب السرود النصية المبنية‬ ‫الثقافي‬ ‫التاريخ‬ ‫أصبح‬ ‫اإلطار‪،‬‬ ‫ال نقول بديلة‪ ،‬للمدونات اإلسطوغرافية الكالسيكية‪ .‬في هذا‬ ‫على التذكر واالستعادة‪ ،‬أي دون تفكير في األعذار بطبيعة الحال‪ .‬قد يقول قائل‪ :‬وما الفائدة‬ ‫إلى‬ ‫المستندة‬ ‫التقليدية‬ ‫التاريخية‬ ‫مالذا لتجاوز عقم المادة المصدرية التي ارتبطت بالكتابة‬ ‫األدبية المرجوة؟ وأقول في الجواب‪ :‬إن الحكاية‪ ،‬وهذه المذكرات منها‪ ،‬هي الفضاء الذي يتبلور‬ ‫التاريخي‬ ‫البحث‬ ‫مناهج‬ ‫أن‬ ‫ومعلوم‬ ‫سلطة المادة المدونة‪ ،‬وال شيء غير المادة المدونة‪.‬‬ ‫فيه الوجود اإلنساني إذا ما حولناه إلى لغة وصور‪ ،‬وعلينا أن نفترض في مقابل ذلك مقدار األثر‬ ‫الحديدية‬ ‫القبضة‬ ‫من‬ ‫للتخلص‬ ‫أهلها‬ ‫المعاصرة‪ ،‬استطاعت اكتساب عناصر التجديد‪ ،‬بشكل‬ ‫الذي يمكن أن يحدثه قتل الحكاية بقتل خيالها في النفس البشرية‪ .‬ثم هل سنسعد بماضينا‬ ‫الصارمة للمادة المدونة‪ ،‬عبر االنفتاح على مواد “جديدة” ال عهد للمؤرخ التقليدي بها‪ ،‬مثل‬ ‫الرائد دائما في ألياف الذاكرة بالطريقة النوسطالجية الدافئة لو لم تكن لنا عنه ذاكرة وحكاية”‬ ‫التراث الرمزي الالمادي‪ ،‬والمحكيات الشعبية‪ ،‬والموسيقى المحلية‪ ،‬والمعتقدات االجتماعية‪،‬‬ ‫وفنون الفرجة الجماعية‪ ،‬والسحر‪ ،‬واألحالم‪ ،‬والوشم‪ ،‬والغيبيات‪ ،‬واألمثال‪ ...،‬وهي أمور يستحيل (ص‪.)8 .‬‬ ‫هي كتابة استرجاعية‪ ،‬تتخذ من فعل التذكر قيمة فكرية وثقافية كبرى‪ .‬تعيد تشييد‬ ‫القبض بتالبيبها باالعتماد على رصيد اإلسطوغرافيات المدونة الوفية لمنطق التأريخ الحدثي‬ ‫الماضي وتستلهم الحاضر لتفسير تغيرات المحيط وعناصر الثبات والتحول في نظمنا المعيشية‬ ‫الوصفي الكرونولوجي‪.‬‬ ‫وتعتبر سير الكتاب والمبدعين والفنانين والمثقفين‪ ،‬مصدرا ال ينضب للنهل من رصيد كل المشتركة وفي أنساقنا الفكرية الجماعية‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إن األمر يتعلق –في نهاية‬ ‫المكونات المشار إليها أعاله‪ ،‬العتبارات متداخلة قد ال نجدها داخل متون سير رجال السياسة المطاف‪ -‬بجهد فكري يتجاوز الرؤى النوسطالجية الحالمة‪ ،‬بهدف التأصيل لشروط تطويع‬ ‫ومذكراتهم ويومياتهم وسجالتهم‪ .‬فالمثقف‪ ،‬أو الفنان‪ ،‬أو المفكر‪ ،‬يمتلك عينا ثالثة تؤهله الذاكرة وتحويلها إلى أرضية للتأمل وللنقد ولالستثمار‪ .‬وفي هذا المنحى بالذات‪ ،‬تنهض عوالم‬ ‫اللتقاط التفاصيل “غير المرئية” ولالحتفاء برمزيتها عبر إضفاء عليها سمة الجمال وميسم بهاء الدين الطود‪ ،‬من خالل فضاءات متعددة مثل القصر الكبير وأصيال وتطوان وطنجة ومدريد‬ ‫الخلود‪ ،‬مما يمكن اعتباره مدخال لترصيص معالم الهوية الثقافية للمجتمع‪ ،‬بمكوناتها ولندن واإلسكندرية والقاهرة‪ ،‬من أجل أن تثير شهية الكاتب والمبدع المهووس بالتفاصيل‬ ‫الفردية‪/‬المتعددة‪ ،‬وبتأمالتها الفردانية‪/‬الجماعية‪ ،‬وبنزوعاتها الفكرية واالستشرافية العميقة‪ .‬وبالجزئيات‪ ،‬والمسكون بلوثة الكتابة‪ ،‬والمأخوذ بعبق التاريخ‪.‬‬

‫توقيع كتاب «بوعبيد بوزيد‪ :‬حكاية فنان تشكيلي»‬ ‫لمخلص الصغير في عيد الكتاب بتطوان‬ ‫شهدت قاعة غرناطة في ساحة الفدان الجديد حفل تقديم وتوقيع كتاب «بوعبيد‬ ‫بوزيد‪ :‬حكاية فنان تشكيلي»‪ ،‬لمخلص الصغير‪ ،‬يومه األحد ‪ 22‬أبريل الجاري‪،‬‬ ‫ابتداء من السادسة مساء‪ .‬ويأتي تقديم وتوقيع هذا الكتاب ضمن‬ ‫فعاليات الدورة العشرين من تظاهرة عيد الكتاب بتطوان‪.‬‬ ‫ينتمي هذا الكتاب‪ ،‬الصادر عن منشورات باب الحكمة‬ ‫بتطوان‪ ،‬إلى خزانة الكتب النفيسة في المغرب‪ ،‬وهو‬ ‫يستعرض السيرة الزاخرة لبوعبيد بوزيد في الفن وفي‬ ‫الحياة‪ .‬ومن خالل هذا الكتاب أمكننا‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن نطالع‬ ‫صفحات من تاريخ المعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بتطوان‪ ،‬على مدى سبعة عقود من الزمن‪ ،‬وصفحات‬ ‫أخريات من تاريخ الفن في مدينة تطوان‪ ،‬وفي المغرب‬ ‫بشكل عام‪ .‬وإذا كان بوعبيد بوزيد قد نذر حياته للفن وتاريخ‬ ‫الفن فهذه «المونوغرافيا»‪ ،‬كما يقول عنها مخلص الصغير‪ ،‬إنما‬ ‫هي محاولة لكتابة تاريخ فنان اسمه بوعبيد بوزيد‪.‬‬ ‫كما يأتي هذا الكتاب مقدمة لمشروع ثقافي وفني يسعى في كتابة‬ ‫ذاكرتنا الجمالية‪ ،‬عبر تحرير ما يسميه «المدونة التشكيلية المغربية»‪،‬‬ ‫انطالقا من أن «تاريخ الفن هو أكثر المناطق إشعاعا والتماعا في ذاكرة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬ألنه يوثق ألرقى اللحظات التي عاشها الكائن اإلنساني‪ ،‬وهو يرسم‬ ‫الجمال أو يشاهده‪ ،‬من خالل أعمال فنية‪ ...‬لذلك‪ ،‬يقترح هذا الكتاب القيام‬ ‫بمهمة استعجالية‪ ،‬وهي كتابة تاريخنا الجميل»‪.‬‬ ‫وبحسب الكتاب‪ ،‬يستمد بوعبيد بوزيد فرادته من تعدد انشغاالته واتساع‬ ‫مجاالته‪ ،‬فهو الفنان التشكيلي ومؤرخ الفن والمتخصص في علم المتاحف‪ ،‬وفي‬ ‫ترميم األعمال الفنية‪ ،‬والباحث في التراث‪ .‬وقد استطاع هذا المبدع و«الفنان الجامع»‪،‬‬

‫أن يقدم للحقل التشكيلي في المغرب منجزا أصيال‪« ،‬يستمد وعيه الجمالي من البراعة التي‬ ‫تشربها في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬ومن المعارف الفنية والنظرية التي‬ ‫تلقاها في األكاديمية الملكية للفنون الجميلة في بروكسيل‪ ،‬خالل سبعينيات القرن‬ ‫الماضي»‪ .‬‬ ‫فبوعبيد بوزيد هو سليل المعهد الوطني للفنون الجميلة‪ ،‬منذ كان مدرسة‬ ‫ومهدا للدرس التشكيلي في المغرب‪ ،‬إلى أن صار معهدا وأكاديمية للفنون‪.‬‬ ‫وقد ظل بوزيد وفيا لهذا المعهد‪ ،‬وهو وارث سره‪ ،‬والمؤتمن على تراث الرعيل‬ ‫األول من األساتذة والتشكيليين المغاربة‪ ،‬أعالم مدرسة تطوان‪ ،‬منذ محمد‬ ‫السرغيني وعبد اهلل الفخار والمكي مغارة وسعد بن سفاج وغيرهم‪ .‬لكن‬ ‫بوزيد سينحت لنفسه تجربة خاصة‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬مستفيدا في ذلك‬ ‫من الدراسة المعمقة للفن وتاريخه‪ ،‬كما تلقاها في األكاديمية‬ ‫الملكية للفنون الجميلة في العاصمة األوروبية بروكسيل‪ ،‬منذ‬ ‫‪ 40‬سنة من اليوم‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب ليس «مونوغرافيا» وحسب‪ ،‬تستعرض‬ ‫المسار الفني لبوعبيد بوزيد‪ ،‬بل هو عمل بيوغرافي أيضا‪،‬‬ ‫قدم لنا سيرة هذا الفنان التشكيلي‪ ،‬منذ دهشة الطفولة‬ ‫إلى اليوم‪ .‬مثلما يضيء هذا الكتاب أعمال بوعبيد بوزيد‪،‬‬ ‫ويقترب منها اقترابا نقديا يكشف عن الخلفيات واألساليب والتقنيات‬ ‫التي شكلت أعمال هذا الفنان التشكيلي‪ ،‬منذ تجاربه األولى‪ ،‬التجريدية‬ ‫الهندسية‪ ،‬وتجاربه في «التشخيصية المؤسلبة»‪ ،‬وصوال إلى أعماله األخيرة‪ ،‬التي‬ ‫ارتبطت بفن الكوالج‪ ،‬عبر أساليب وتراكيب وأبعاد ال متناهية‪ ،‬تؤكد خصوصية «بوعبيد‬ ‫بوزيد المتعدد والمتفرد»‪ ،‬مثلما هو عنوان الكتاب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)406‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫بالغ حول تردي األوضاع‬ ‫المهنية في قناة ميدي‪ 1‬تيفي‬ ‫تتابع النقابة الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬من خالل التقارير التي تتوصل بها‬ ‫من فرعها بطنجة ومن أعضائها‪ ،‬في القناة المذكورة‪ ،‬بقلق بالغ التطورات السلبية‬ ‫والمتواصلة‪ ،‬في أوضاع العاملين‪ ،‬على المستويين المهني والمادي‪ ،‬حيث تحاول‬ ‫اإلدارة التهرب من مسؤولياتها‪ ،‬وتقدم الصحافيين وباقي فئات العاملين كأكباش‬ ‫ضحية لهذا الوضع‪.‬‬ ‫وليست هذه هي المرة األولى التي تلجأ فيها القناة لمثل هذه التصرفات‬ ‫المرفوضة‪ ،‬والتي يؤدي ثمنها العاملون‪ ،‬في غياب إمكانات العمل الضرورية‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي تطالب فيه اإلدارة بزيادة المردودية ومضاعفة اإلنتاج‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ينعكس بشكل مأساوي على الظروف النفسية والصحية لألجراء‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى هذه المشاكل المزمنة‪ ،‬تتجاهل اإلدارة مستلزمات الحوار‬ ‫االجتماعي‪ ،‬ضاربة عرض الحائط بالحق النقابي‪ .‬لذا فإن النقابة الوطنية للصحافة‬ ‫المغربية‪ ،‬تضم صوتها إلى صوت كل الذين يقفون ضد هذه السياسة الممنهجة‪،‬‬ ‫لإلجهاز على الحقوق والمكتسبات‪ ،‬وتهيب بكل أعضائها إلى اإلحتجاج بالوسائل‬ ‫المشروعة‪ ،‬وتقوية أواصر التضامن بين مختلف فئات العاملين‪.‬‬ ‫وستوجه النقابة‪ ،‬حول مختلف هذه المشاكل رسالة إلى المسؤولين عن القناة‪،‬‬ ‫للمطالبة بمراجعة سياستهم التي أدت إلى تدهور األوضاع المادية والمهنية‪،‬‬ ‫وضرورة احترام الحق النقابي والحوار االجتماعي‪.‬‬

‫}‬

‫‪17‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ون‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِ َّنا لِهَّ ِ‬ ‫�ش َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫ل َو�إِ َّنا ِ�إ َل ْي ِه ر ِ‬ ‫َاجعُ َ‬ ‫َو َب رِّ ِ‬ ‫�أُ َولئ َِك عَ َل ْيه ِْم َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبه ِْم َور َْح َم ٌة َو ُ�أ َولئ َِك ُه ُم مْ ُالهْ َتدُ َون {‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫المهدي لغزييل‬

‫«الشمال» بتعازيها القلبية الخالصة‪ ،‬إلى عائلته وذويه راجين من اهلل‬ ‫العلي القدير للفقيد الرحمة والغفران و لهم الصبر و السلوان‪.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫محمد طارق بخات‬

‫ببالغ األسى و الحزن تلقينا نبأ وفاة‬ ‫المغفور له‬ ‫بإذن اهلل الشاب الطيب‬

‫و بهــذا المصـاب الجلل تتقـــدم جريــدة‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫الذي وافته المنية بدولة اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬

‫أرملة تناشد ذوي القلوب الرحيمة‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫بعد أن توفي‪ ‬زوجها منذ حوالي سنتين‪ ،‬تاركا لها ابنهما الوحيد‬ ‫(‪ 8‬سنوات) ومنزال تؤدي سومته الكرائية‪ ،‬بصعوبة‪ ،‬فضال عن متطلبات‬ ‫العيش التي ترهقهـا‪ ،‬تناشد المواطنة (فتيحة‪ .‬ل) أرملــة المرحــوم‪ ‬‬ ‫المحسنين وذوي األريحية‪ ،‬بأن يمدوا لها يد العون‪ ،‬خاصة‪ ‬وأنها بدون‬ ‫عمل قار‪ ،‬وليس لها معيل‪ ،‬واهلل ال يضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫لالتصال ‪0677373118 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬الحي الجديد زنقة س‪ ‬رقم ‪ 34‬ــ طنجة‬

‫نداء للمحسنين‬ ‫يعـــانــي المـواطـــن عبد الســالم‬ ‫األندلسي من ضعــف في البصر‪ ،‬حيــث‬ ‫لم تكلل بالنجاح العملية الجراحيـة التي‬ ‫أجراها على مستوى عينه اليمنى‪ ،‬وعليه‬ ‫أن يعيدها في أقـرب وقـت حتى ال يفقد‬ ‫البصر‪ ،‬بشكل نهائي‪ ،‬وهي العملية التي‬ ‫تتطلب مبلــغ‪ 25 ‬ألف درهــم‪ ،‬اطلعـت‬ ‫الجريدة على ملفــه الطبــي‪ .‬فضـال عن‬ ‫خضوعـه للديالـز‪ ،‬وإصابته بداء السكـري‬ ‫والضغط الدمـوي‪ ،‬مع بتـر ساقـه اليمنى‬ ‫كما يبـدو في الصورة‪ .‬ونظرا لظروفـه‬ ‫االجتماعية واالقتصادية الصعبة‪ ،‬فإنــه‬ ‫ينــاشــد المحسنيـــن وذوي األريحـيــة‪،‬‬ ‫لمساعدته‪ ،‬واهلل يجازيهم خيرا‪.‬‬

‫لالتصال ‪ 0669958252 :‬ـ ‪0605549450‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪406‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 939‬ـ الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مـــاي ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تعريف الجري السريع‪:‬‬ ‫‪2/1‬‬

‫أصبح‬

‫اتحاد طنجة اليوم مطلبا أكثر من أي وقت مضى بالصمود في ظل فرصة التتويج التاريخي‪،‬‬ ‫سيما أن الدورات المقبلة صعبة على جميع فرق المقدمة كما يثبت ذلك البرنامج العام‬ ‫للبطولة بالنسبة للمباريات المتبقية‪ .‬وبالنسبة للفرق السبعة األوائل ستشهد صدامات قوية‪ ،‬إذ أن الدورة‬ ‫الحالية‪ 27 ،‬تشهد اصطدام حسنية أكادير بسريع واد زام أحد الفرق الباحثة على تفادي النزول‪ ،‬و أولمبيك‬ ‫اسفي بالفتح الرباطي‪ ،‬والرجاء البيضاوي بالغريق اآلخر‪ ،‬المغرب التطواني‪ .‬وتشهد الدورة ‪ 28‬اصطدام‬ ‫الوداد البيضاوي بحسنية أكادير‪ ،‬والفتح الرباطي بالجريح شباب اخنيفرة‪ ،‬والجريح اآلخر شباب الحسيمة‬ ‫بالرجاء البيضاوي‪ ،‬بينما سيكون اتحاد طنجة في رحلة لمواجهة الدفاع الحسني الجديدي‪ .‬وتطل الدورة ‪29‬‬ ‫باصطدام الرجاء البيضاوي بنهضة بركان‪ ،‬وحسنية أكادير بالدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬اتحاد طنجة بالمغرب‬ ‫التطواني في ديربي الشمال‪ ،‬وأولمبيك اسفي بالوداد البيضاوي ثم الفتح الرباطي بالجيش الملكي‪ .‬بينما‬ ‫تشهد الدورة األخيرة اصطدام الدفاع الحسني الجديدي بأولمبيك اسفي‪ ،‬والمغرب التطواني بحسنية‬ ‫أكادير‪ ،‬وسريع واد زام بالفتح الرباطي‪ ،‬والوداد البيضاوي بشباب أطلس اخنيفرة‪ ،‬ثم الراسينغ البيضاوي‬ ‫بالرجاء البيضاوي في في حين سيكون اتحاد طنجة في رحلة لمواجهة شباب الريف الحسيمي‪ ،‬نأمل أن‬ ‫يكون خاللها تتويج طنجة أو تذهب إلى المباراة وهي متوجة‪.‬‬

‫أسامة غريب‪...‬‬ ‫عميد احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫كيف تفسر المفاجــأة التي خلقهــا اتحـــاد‬ ‫طنجة في بطولة الموسم الحالــي ومن هي الفرق‬ ‫المنافسة له؟‬

‫الجري‪:‬‬ ‫أكدت دراسات قام بها باحثون في جامعة هارفرد األمريكيّة ّ‬ ‫أن مُمارسة‬ ‫رياضة الجري بشكل مُنتظم تُق ّلل من احتماليّة إصابة النّساء بسرطان‬ ‫الرّحم وبسرطان ّ‬ ‫الثدي إلى النّصف؛ وذلك ّ‬ ‫ألن ممارسة الريّاضة تُق ّلل من‬ ‫إفراز الجسم لهرمون اإلستروجين الذي يُعدّ من مُسبّبات هذه األمراض‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫أن ممارسة رياضة الجري تُق ّلل من نسبة اإلصابة بمرض السُكريّ إلى‬ ‫ُّ‬ ‫الثلثين‪ ،‬وتُعمل على مُساعدة الجسم على أن يُفرز اإلندروفين الذي من‬ ‫شأنه أن يُساعد في تخفيف األوجاع وتق ّلصات العضالت‪.‬‬ ‫مفهوم الجري السريع‪:‬‬ ‫لقطع‬ ‫يُمكنّ أن يُعرّف الجري السّريع على أنّه الهرولة أو العَدو‬ ‫ِ‬ ‫مسافةٍ مُعّينةٍ ضمن سرعة عاليةٍ ووقت قصير؛ ُ‬ ‫حيث بإمكان الشّخص قطع‬ ‫مسافة كبيرةٍ ضمن خطوات قليلة‪ .‬يُصنّف الجري ضمن أفضل الرّياضات‬ ‫التي بإمكان اإلنسان القيام بها؛ لما لها من فوائد عظيمة في تقوية صحّة‬ ‫اإلنسان ومساهمتها في تحريك عضالت الجسم بصورة كبيرة‪ ،‬كما ترفعُ من‬ ‫نشاط العضالت وقوّتها‪ ،‬وتُعمل على رفع كفاءة الدّورة الدمويّة‪.‬‬ ‫فوائد الجري السريع‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫العقل السّليم في الجسم السّليم‪ ،‬لذلك تُعتبر ممارسة الرّياضة من‬ ‫إن‬ ‫أثر في صحّة الجسم‪ ،‬فالجري‬ ‫من‬ ‫لهما‬ ‫لما‬ ‫والنّفس؛‬ ‫العقل‬ ‫صحّة‬ ‫أسباب‬ ‫أهمّ‬ ‫ٍ‬ ‫السّريعُ يُساعد الشخص الذي يُمارسه على التخ ّلص من التّعب واإلرهاق‪،‬‬ ‫ويزيد ثقته بنفسه وجسده‪ ،‬ويُحسّن من لياقته ليمنحه جسداً قويّاً مُتكام ً‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بدنية كبير ًة‪ ]٢[.‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك فوائد أخرى لرياضة الجري‪،‬‬ ‫ولياقة‬ ‫منها‪:‬‬ ‫ تعمل على تقوية العضالت والمفاصل‪ ،‬فتُخ ّفف آالم الرُّكب والمفاصل‬‫ً‬ ‫مُقارنة بالذين ال يُمارسونها‪.‬‬ ‫لدى كبار السن الذي يُمارسون الجري‬ ‫ تعمل على تقليل فرصة اإلصابة بالتهاب الرّكب والمفاصل لدى‬‫الشّباب الذين ليست لديهم أيّة مشاكل صحيّة‪ ،‬األمر الذي الذي قد يكون‬ ‫مُفيداً لعمل وصحّة المفاصل في المستقبل‪ - - ]4[.‬تعمل على تقوية‬ ‫عضالت الرّئتين‪ ،‬فتزيد من كفاءة عمل الجهاز التنفسيّ؛ إذ ّ‬ ‫إن تقوية عضالت‬ ‫الرّئتين يزيد من كميّة األكسجين الدّاخلة إلى جسم اإلنسان‪ ،‬ويُق ّلل نسبة‬ ‫ثاني أكسيد الكربون فيه‪ ،‬ممّا يُفيد الدّماغ‪ ،‬ويُحسّن من عمل الشّرايين‬ ‫والقلب‪.‬‬ ‫ يعمل الجري لعدّة دقائق خالل اليوم على التّقليل من احتماليّة الموت‬‫الذي تُسبّبه أمراض القلب‪ ،‬وذلك بحسب دراسة أُج ِريت حديثاً‪.‬‬

‫ تعمل على تغيير حالة الشّخص النفسيّة إلى األفضل؛ وذلك ّ‬‫ألن‬ ‫الجسم يبدأ خالل أولى دقائق الجري بإفراز هرمون اإليندروفين الذي يعمل‬ ‫على استرخاء الجسم‪ ،‬األمر الذي يُخ ّفف التوتّر النفسيّ‪.‬‬ ‫ تعمل على دعم النّظام الغذائيّ لجسم اإلنسان؛ ُ‬‫حيث تُعدّ هذه‬ ‫الرياضة من الرّياضات التي ترفع مقدار خسارة الجسم للوزن‪ ،‬وذلك عبر زيادة‬ ‫احتراق السّعرات الحراريّة التي تدخل إلى الجسم يوميّاً‪.‬‬ ‫ تعمل على زيادة كثافة العظام وقوّتها عند األطفال‪.‬‬‫ تعمل على إنقاص ضغط الدم‪ ،‬وزيادة نسبة الكولسترول النافع للجسم‪،‬‬‫وتزيد من عدد نبضات القلب‪.‬‬ ‫ تعمل على إنقاص اآلالم في فترة الحيض‪ ،‬مع مراعاة أنّه يُحظر على‬‫النّساء مُمارسته في األسبوع الذي يسبق موعد الحيض؛ وذلك بسبب نسبة‬ ‫هرمون البروجيسترون المُرتفعة التي قد تتسبّب في زيادة مُعدّل عمل‬ ‫الجهاز التنفسيّ بشكل كبير‪.‬‬ ‫من الجدير ّ‬ ‫بالذكر ّ‬ ‫أن على الشّخص قبل مُمارسة رياضة الرّكض معرفة‬ ‫بمعزل عن‬ ‫ذلك‬ ‫يكون‬ ‫وال‬ ‫الرّياضة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫لممارسة‬ ‫وقوّته‬ ‫قدرات جسمه‬ ‫ٍ‬ ‫معرفة وضعه الصحيّ جيّداً‪ ،‬ويلزم أحياناً استشارة ّ‬ ‫الطبيب المُختصّ في‬ ‫ً‬ ‫خاصّة لدى من يُعانون‬ ‫ذلك؛ تجنُّباً أليّة أضرار أو مُضاعفات بعد مُمارستها‪،‬‬ ‫من مشاكل في القلب والجهاز التنفسيّ ومن زيادة الوزن‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫نحن لم نخلق المفاجاة‪ ، ،‬فكما يعلم الجميع اننا في إذا عدنا‬ ‫للبحث في مسيرة ونتائج الفريق خالل المواسم الثالثة األخيرة‪،‬‬ ‫ال أعتقد أن ما يحققه الفريق هذا‬ ‫الموسم مفاجأة‪ .‬منذ عودتنا الى‬ ‫القسم الوطني االول من البطولة‬ ‫االحترافية ونحن نسير ف��ي خط‬ ‫تصاعدي ونحاول أن نصنع التاريخ‬ ‫لمدينة طنجة‪ ،‬حققنا نتائج مبهرة‪،‬‬ ‫أول مشاركة ف��ي م��ش��وار الفريق‬ ‫في المنافسات القارية‪ ،‬بلوغ نصف‬ ‫نهائي ك��اس العرش في الموسم‬ ‫الماضي وأه��درن��ا فرصة تاريخية‬ ‫إلح��راز الكأس‪ .‬أظ��ن أن ما يتحقق‬ ‫نابع من االستمرارية‪ .‬نتمنى ان‬ ‫نواصل مشوارنا‪ ،‬لم يبقى الكثير في‬ ‫المنافسات‪ ،‬نحن في مرحلة حاسمة‬ ‫ال وجود فيها لمباراة سهلة وأخرى‬ ‫صعبة‪ .‬جميع المباريات صعبة على‬ ‫كل المنافسين‪ .،‬نعي أن جل الفرق‬ ‫تستعد التحاد طنجة باعتباره متزعم‬ ‫البطولة‪ .‬نتمنى أن نكون كالعبين‬ ‫مستعدين ومركزين دهنها‪ ،‬رياضا‬ ‫ونفسيا لتحقيق مبتغانا‪ .‬نتمنى ان‬ ‫تكون لنا تلك السرعة النهائية التي‬ ‫تمكننا من حسم اللقب لصالحنا‪ ،‬وهو‬ ‫الحلم الذي نامل تحقيقه لنرضي به‬ ‫انفسنا‪ ،‬ومدينة طنجة وساكنتها‬ ‫عامة‪ .‬نأمل أن يكون الحظ إلى جانبنا‪،‬‬ ‫كي نساير في نفس المنوال وتحقيق‬ ‫اللقب لمدينة تثوق لذلك‪ .‬بالنسبة‬ ‫للفرق المنافسة بنا‪ ،‬هناك مجموعة من الفرق متقاربة المستوى‬ ‫والنقط على مستوى مقدمة الترتيب‪ .‬تطمع بدورها من اجل احراز‬ ‫لقب البطولة‪ ،‬هناك فرق مثل الوداد‪ ،‬الفتح‪ ،‬حسنية اكادير‪ ،‬الرجاء‬ ‫واسفي كلها تشاركنا نفس الحظوظ‪.‬‬

‫لنعـود للنبــش في البدايـــة‪ ،‬ما هي اسبـــاب‬ ‫االنطالقة السلبية بعدما حملها البعض للزاكي‪،‬‬ ‫وهل هل كنت تعتقد نجاح الفريق مع المدرب‬ ‫الجديد ادريس المرابط؟‬ ‫ال يمكنني تحميل المسؤولية الحد‪ ،‬نتائج البداية لم تكن‬ ‫سيئة بالدرجة التي يظنها البعض‪ ،‬حققنا نتائج متوسطة‪،‬‬ ‫وبادو الزاكي بدوره اطار كفء قام بعمله‪ ،‬بدل مجهودات‪ ،‬جلب‬ ‫بعض الالعبين الذين ساعدوا الفريق في الوقت الحالي‪ ،‬وحققنا‬ ‫معه بعض النقاط التي ساعدتنا في المرحلة الحالية‪ ،‬والفريق‬ ‫يجني ثمار مجهودات الجميع‪ .‬انطلقنا بفريق يضم العبين‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫جدد عززوا تركيبته مع بداية الموسم‪ ،‬كنا في حاجة الى وقت‬ ‫لتحقيق االنسجام‪ ،‬ومع مرور ال��دورات تحقق ذلك وفي الوقت‬ ‫المناسب‪ ،‬وال داعي لرمي طريق أي أحد باالشواك‪ ،‬فكل طرف قام‬ ‫بعمله‪ ،‬والفريق سلك الطريق الصحيح في نهاية المطاف وهذا‬ ‫هو األهم‪ .‬بالنسبة لنجاح الفريق مع‬ ‫المدرب الجديد ادريس المرابط‪ ،‬أكيد‬ ‫كنت أتوقع ذلك‪ ،‬الن المرابط بدوره‬ ‫م��درب كبير وفي المستوى‪ ،‬يتميز‬ ‫باخالق عالية‪ .‬له ما يقول في مجال‬ ‫التدريب‪ .‬صنع تاريخ حلم الصعود مع‬ ‫الفريق كالعب في وسط الثمانينيات‪،‬‬ ‫وله خبرة في التدريب بدول الخليج‬ ‫وحقق هناك نتائج كبيرة‪ .‬وحين يتوفر‬ ‫الفريق على م��درب يشتغل بجدية‬ ‫ويحترم الالعبين‪ ،‬ويبادل الجميع‬ ‫االحترام والتقدير‪ ،‬أكيد سيكلل عمله‬ ‫بالنجاح‪ .‬وبقدوم المدرب الجديد‪ ،‬لم‬ ‫يطرا أي تغيير‪،‬نفس الفريق‪ ،‬وبدون‬ ‫تبخيس حق ومجهود أي طرف‪،‬ادريس‬ ‫ال��م��راب��ط م���درب كبير كما قلت‪،‬‬ ‫أتيحت له الفرصة‪ ،‬استغلها جديا‪،‬‬ ‫أكد قدرته على تحملها‪ ،‬يستحق‬ ‫كل الخير‪ ،‬أعطانا أريحية واطمئنان‪،‬‬ ‫وتعامل اخ��وي‪ .‬كان له وقع إيجابي‬ ‫على المستوى النفسي لالعبين‪ .‬ربما‬ ‫كانت هذه بداية سر إقالعنا وزحفنا‬ ‫على الريادة منذ دورات‪.‬‬

‫توجت مـع الجديدة والفتح‪ ،‬مــاذا يعنـي لك‬ ‫التتويج مع اتحاد طنجة؟‬

‫األلقاب التي حققتها سواء مع الدفاع الحسني الجديدي‬ ‫او مع الفتح الرياضي وكذلك مع المنتخب الوطني لهم مكانة‬ ‫خاصة في مشواري الرياضي‪ ،‬ومع ذلك أقولها بصراحة‪ ،‬إن تحقيق‬ ‫لقب البطولة مع اتحاد طنجة سيكون أحسن لقب من بين هذه‬ ‫األلقاب‪ ،‬وسيحظى بمكانة مميزة أكثر‪ ،‬وسأكون راضي كل الرضا‬ ‫أكثر من أي وقت مضى في مشواري الرياضي‪ .‬أحلم أن أكون‬ ‫طرفا في صنع هذا الحلم التاريخي لمدينة طنجة وجماهيرها‪.‬‬ ‫نحن كالعبين نبذل مجهودنا‪ ،‬أحاول من خالل تجربتي البسيطة‬ ‫دعم زمالئنا بالفريق‪ ،‬حتى تكون لهم ثقة في النفس وتكوين‬ ‫شخصية وثقافة البطل‪.‬‬

‫أنشيلوتي يحسم موقفه من تدريب‬ ‫منتخب إيطاليا‬

‫ذكرت تقارير صحفية‪ ،‬أن كارلو انشيلوتي حسم موقفه النهائي من‬ ‫تدريب المنتخب اإليطالي لكرة القدم‪ .‬ويبحث اتحاد الكرة اإليطالي عن مدرب‬ ‫جديد لخالفة جيان بيرو فينتورا الذي رحل عن منصبه عقب فشل اآلتزوري‬ ‫في بلوغ كأس العالم‪ .‬ودخل اتحاد الكرة في مفاوضات مع أنشيلوتي المدرب‬ ‫السابق لبايرن ميونخ األلماني وريال مدريد اإلسباني‪ ،‬ولكن وفقا لصحيفة‬ ‫«كوريري ديللو سبورت» فإن أنشيلوتي رفض العرض‪ .‬وكان أنشيلوتي‪ ،‬الذي‬ ‫لم يتول تدريب أي فريق منذ رحيله عن بايرن ميونخ األلماني في سبتمبر‬ ‫الماضي‪ ،‬هو المرشح األول لتدريب المنتخب اإليطالي في األسابيع األخيرة‪.‬‬ ‫ورفض أنشيلوتي أيضا في ديسمبر الماضي تولي تدريب إيطاليا‪ .‬واقترح‬ ‫اسم أنشيلوتي ليكون بديال للفرنسي أرسين فينجر على رأس القيادة الفني‬ ‫آلرسنال اإلنجليزي‪ ،‬بعدما أعلن األخير رحيله نهاية الموسم الحالي‪ .‬ويتولى‬ ‫تدريب منتخب إيطاليا حاليا بشكل مؤقت المدرب لويجي دي بياجيو‪ ،‬ولكن‬ ‫المسؤولين عن الكرة اإليطالية يبحثون منذ أشهر عن مدرب ذي ثقل أكبر‬ ‫لخالفة المدرب السابق فينتورا‪ .‬ومن بين األسماء التي طرحت أيضا لتدريب المنتخب اإليطالي برز الثنائي روبرتو مانشيني وكالوديو‬ ‫رانييري‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪939‬‬

‫الفتح يحرز النسخة الخامسة‬ ‫من «الدوري الدولي موالي الحسن» وفريق من‬ ‫فلسطين يصنع الحدث‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫لقجع يقدم عرضا أمام رؤساء اإلتحادات اإلفريقية بخصوص‬ ‫ترشح المغرب الستضافة كأس العالم ‪2026‬‬ ‫قدم فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬صباح الثالثاء الماضي‬ ‫بعاصمة غانا أكرا‪ ،‬عرضا مفصال حول ملف ترشيح المملكة المغربية الستضافة نهائيات كأس‬ ‫العالم ‪ ،2026‬وذلك بحضور أحمد رئيس اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ ،‬وأعضاء المكتب التنفيذي‬ ‫للكاف ورؤساء ‪ ‬اإلتحادات اإلفريقية في المناطق الست التابعة للكونفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم‪ .‬وخالل هذا العرض‪ ،‬أكد لقجع‪ ،‬أن ملف ترشيح المملكة المغربية لتنظيم كأس العالم‬ ‫فيفا ‪ ،2026‬يمثل إفريقيا كلها‪ ،‬مثنيا على الدعم غير المشروط‪ ،‬الذي ما فتئ االتحاد اإلفريقي‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬تقديمه للملف المغربي‪ ،‬من أجل الفوز بشرف تنظيم كأس العالم ‪ .2026‬وأشار‬ ‫رئيس الجامعة‪ ،‬في عرضه أيضا‪ ،‬أن المغرب استجاب لجميع شروط دفتر التحمالت التي طلبها‬ ‫اإلتحاد الدولي لكرة القدم‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬ذكر لقجع‪ ،‬بالمزايا الكبيرة التي يتوفر عليها‬ ‫الملف المغربي‪ ،‬من قبيل قربه من القارة األوروبية‪ ،‬ووجوده في نطاق زمني يمكن أغلبية‬ ‫الدول‪ ،‬من متابعة عدد مهم من المباريات في وقت متقارب‪ .‬من جهتها‪ ،‬قدمت لمياء بوطالب‬ ‫كاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪،‬‬ ‫مكلفة بالسياحة‪ ،‬و عضوة ملف ترشيح المغرب الستضافة نهائيات كأس العالم ‪،2026‬‬ ‫عرضا في هذا الشأن‪ ،‬أكدت من خالله أن المغرب يتوفر على كل اإلمكانيات اللوجيستكية‬ ‫والتنظيمية الحتضان هذه البطولة العالمية‪ ،‬مشيرة إلى أن بالدنا تتوفر على وحدات فندقية‬ ‫قادرة على استقبال الجماهير التي ستحل بالمغرب في حال فاز بشرف تنظيم كأس العالم‬ ‫‪ .2026‬وعددت بوطالب‪ ،‬خالل كلمتها المقومات السياحية التي يتوفر عليها المغرب‪ ،‬مبرزة‬ ‫دورها في تعزيز تنوع التعدد الثقافي ببالدنا‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫منتخب أقل من ‪ 19‬سنة يفوز على المكسيك في دوري كوريا‬ ‫فاز المنتخب الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة‪ ،‬بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد في المباراة‬ ‫التي جمعته يومه األحد ‪ 22‬أبريل ‪ 2018‬بالمنتخب المكسيكي‪ ،‬وذلك ضمن فعاليات الدوري‬ ‫الدولي الذي تنظمه كوريا الجنوبية‪ .‬وسجل الهدف األول للمنتخب الوطني في هذه المباراة‬ ‫الالعب غريب أشرف في الدقيقة ‪ 20‬بينما وقع الهدف الثاني الالعب دريواش سليمان في‬ ‫الدقيقة ‪ .32‬وتمكن المنتخب المكسيكي من توقيع هدفه الوحيد في هذه المقابلة بواسطة‬ ‫الالعب لوزانو ادريان في الدقيقة ‪ .23‬جدير بالذكر‪ ،‬أن المنتخب الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة‬ ‫انهزم في مباراته األولى في هذا الدوري الدولي أمام المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة هدف‬ ‫واحد لصفر‪ ،‬وتعادل في اللقاء الثاني بنتيجة هدف لمثله أمام المنتخب الفيتنامي‪ ،‬قبل أن يفوز‬ ‫في لقاء اليوم أمام المنتخب المكسيكي‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫سيرا على عادتها في تنظيم دورات كروية دولية كبرى‬ ‫‪ ،‬و في إطار أنشطتها اإلشعاعية المتميزة‪ ،‬واستمرارية‬ ‫لمشوار الدوري الدولي الذي دأبت على تنظيمه بمناسبة‬ ‫ذكرى ميالد األمير الجليل موالي الحسن‪ ،‬ولما تمثله هذه‬ ‫المحطات الرياضية من قيمة معرفية ووطنية كبيرة لدى‬ ‫ناشئتنا‪ .‬كانت جمعية نهضة طنجة لكرة القدم كعادتها في‬ ‫مستوى الحدث وهي تنظم النسخة الخامسة من «الدوري‬ ‫الدولي ولي العهد األمير موالي الحسن» الذي دارت أطواره‬ ‫في أجواء رائعة طيلة أيام ‪ 14 ،13‬و ‪ 15‬أبريل الحالي‪ ،‬وتميز‬ ‫بمشاركة ‪ 32‬فريقا أثثت فضاء ملعبي سيرفانتيس وطنجة‬ ‫البالية ‪.‬‬ ‫وتميزت نسخة هذه السنة بمشاركة خمسة أندية‬ ‫اسبانية وفريق من الجالية الغينية بطنجة وفريق من‬ ‫بلجيكا وفريق يمثل أكاديمية باري سان جيرمان بفلسطين‬ ‫العزيزية التي شاركت بوفد يضم ‪ 18‬فردا ضمنهم ‪ 14‬طفال‬ ‫فلسطينيا ينتمون لألكاديمية‪ ،‬باإلضافة إلى فرق وطنية‬ ‫كبيرة‪ ،‬في مقدمتهم اكاديمية محمد السادس والفتح‬ ‫الرياضي الرباطي وشباب الحسيمة واتحاد طنجة والمغرب‬ ‫التطواني وأندية وفرق كروية من الرباط والبيضاء‬ ‫وتارجيست والقنيطرة وشفشاون ومجموعة من الفرق‬ ‫الطنجاوية‪.‬‬ ‫على المستوى التقني‪ ،‬تألقت األندية المغربية في دورة‬ ‫هذه السنة من خالل نادي الفتح الرباطي الذي ظفر بالدوري‬ ‫بعد فوزه في النهائي على فريق أكاديمية محمد السادس‬ ‫بثالثة أهداف دون رد‪ ،‬فيما آل المركز الثالث لفريق نجم‬ ‫البيضاء‪.‬‬

‫وأجمع المشاركون والمتتبعون على نجاح النسخة‬ ‫الخامسة من «الدوري الدولي األمير موالي الحسن» من‬ ‫جوانب عدة‪ ،‬ضمنها الحضور الجماهيري المتميز‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى النجح التقني والتنظيم النوعي الذي ساهمت فيه‬ ‫اللجان المتفرعة عن اللجنة التنظيمية واللجنة التقنية‬ ‫ولجنة التحكيم التي عملت بشكل رائع على ضبط محكم‬ ‫لكافة األمور‪.‬‬ ‫والجميل في هذا الدوري‪ ،‬العناية الفائقة واالهتمام‬ ‫الخاص الذي حظي به الوفد الفلسطيني المشارك في‬ ‫الدوري من قبل كافة األندية المشاركة والفعاليات الحاضرة‬ ‫التي تابعت‪.‬‬ ‫واستأثر الجميع بلحظة مؤثرة حين ألقى طفل من‬ ‫الوفد الفلسطيني كلمة بإسمهم عبر من خاللها عن إعجابه‬ ‫بالدوري وبحفاوة االستقبال وبحسن التنظيم‪ ،‬وتقدم‬ ‫بالدعاء مع الرياضي األول‪ ،‬جاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل‪ ،‬وولي العهد األمير الجليل موالي الحسن بالصحة‬ ‫والعافية والتوفيق والسداد‪.‬‬ ‫ورفع الستار عن النسخة الخامسة من هذا العرس‬ ‫الرياضي المميز بعملية توزيع الجوائز التي كانت عبارة عن‬ ‫دروع تحمل شعار الفريق المنظم وصورة ولي العهد األمير‬ ‫الجليل موالي الحسن‪ .‬ولم تفت الوفد الفلسطيني الفرصة‬ ‫دون المبادرة بتكريم مجموعة من الشخصيات الرياضية‬ ‫واإلعالمية بالمدينة قبل أن تتم عملية توزيع كؤوس مميزة‬ ‫على الفرق الثالثة األوائل في الدوري‪.‬‬

‫وفاة الالعب السابق‬ ‫التحاد طنجة‬

‫ياسين الشهبي‬

‫توفي الالعب السابق التحاد طنجة ياسين الشهبي‬ ‫يوم األحد الماضي بعد معاناته مع مرض خبيث ألم‬ ‫به في الشهور األخيرة‪ .‬و كانت بعض الفعاليات‬ ‫والجمعيات تدخلت متأخرة في محاولة إلنقاذ الالعب‬ ‫بعدما كان المرض قد نخر جسمه‪ .‬ونعى مكتب اتحاد‬ ‫طنجة خبر وفاة الالعب الذي حمل قميصه في الثالث‬ ‫سنوات األخيرة التي قضاها بالقسم الوطني الثاني‪،‬‬ ‫بعدما سبق له أن حمل قميص فريق علم طنجة‪ .‬وكان‬ ‫مكتب الفريق أكد تكفله بمصاريف جنازة ومأتم الالعب‪،‬‬ ‫ووعد بتنظيم مباراة يخصص ريعها لفائدة أسرة الفقيد‬ ‫الذي خلف وراءه أرملة و طفلين صغيرين‪.‬‬

‫قرارات جديدة للجنة التأديب‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم‬ ‫الثالثاء الماضي وأصدرت قرارات تخص بطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪ ،‬تقضي‬ ‫بتوقيف‪ ‬يوسف بوشتى العب فريق شباب الريف للحسيمة ‪ 4‬مباريات اثنتان منهما موقوفتا‬ ‫التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 3000‬درهما بناء على المادة ‪ 86‬من قانون العقوبات‪ .‬و لحسن‬ ‫أخميس‪ ،‬العب فريق نهضة بركان لمباراة واحدة بناء على المادة ‪ 2 – 53‬من قانون العقوبات‪،‬‬ ‫والتي استنفذها في المباراة التي جمعت فريقه بنادي الوداد الرياضي‪ .‬والمهدي بطاش‪،‬‬ ‫العب فريق الفتح الرياضي لمباراة واحدة بناء على المادة ‪ 2 – 53‬من قانون العقوبات‪ .‬و‬ ‫مصطفى الصالحي‪ ،‬مرافق فريق شباب الريف للحسيمة لمباراتين نافذتين مع غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 5000‬درهما بناء على المادة ‪ 86‬من قانون العقوبات‪ .‬و عبد اللطيف المطيع‪ ،‬مدرب‬ ‫حراس مرمى فريق شباب الريف للحسيمة لمباراتين نافذتين مع غرامة مالية قدرها ‪5000‬‬ ‫درهما بناء على المادة ‪ 86‬من قانون العقوبات‪ .‬و يونس عتبة‪ ،‬مدرب حراس مرمى فريق سريع‬ ‫واد زم لمباراتين نافذتين مع غرامة مالية قدرها ‪ 5000‬درهما بناء على المادة ‪ 86‬من قانون‬ ‫العقوبات‪ .‬و محسن بوهالل‪ ،‬المدرب المساعد لفريق الجيش الملكي‪ ،‬لمباراة واحدة مع غرامة‬ ‫مالية قدرها ‪ 4000‬درهما بناء على المادة ‪ 86‬من قانون العقوبات‪ .‬كما قررت تغريم نادي‬ ‫المغرب الرياضي التطواني‪ ،‬مبلغ ‪ 25000‬درهما‪ ،‬الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية‬ ‫خالل المباراة التي جمعت فريقه بنادي اولمبيك خريبكة برسم الجولة ‪ 26‬من بطولة اتصاالت‬ ‫المغرب القسم الوطني األول بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات مع تسجيل حالة العود‪.‬‬ ‫و نادي حسنية أكادير‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي‬ ‫جمعته بفريق الفتح الرياضي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 26‬من البطولة االحترافية القسم األول‬ ‫اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬ونادي الدفاع الحسني الجديدي‪،‬‬ ‫مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق الرجاء‬ ‫الرياضي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 26‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪،‬‬ ‫بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬و نادي الجيش الملكي‪ ،‬مبلغ ‪ 2000‬درهما لحصول‬ ‫فريقه على ‪ 3‬إنذارات وطرد خالل المباراة التي جمعته بفريق نهضة بركان‪ ،‬لحساب فعاليات‬ ‫الجولة ‪ 26‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من‬ ‫قانون العقوبات‪ .‬اللجنة ذاتها اتخذت قرارات تأديبية في حق أندية بطولة اتصاالت المغرب‬ ‫القسم الوطني الثاني‪ ،‬بتوقيف نور الدين الموتاوي‪ ،‬العب فريق أولمبيك الدشيرة لمباراتين‬ ‫نافذتين‪ ،‬بناء على المادة ‪ 85‬من قانون العقوبات‪ .‬و حسن توفيق‪ ،‬العب فريق االتحاد الزموري‬ ‫للخميسات لمباراة واحدة بناء على المادة ‪ 53-2‬من قانون العقوبات‪ .‬و سيدي محمد وافي‬ ‫علوي‪ ،‬ممرض فريق يوسفية برشيد ‪ 4‬مباريات اثنتان منهما موقوفتا التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 7500‬درهما بناء على المادة ‪ 91‬من قانون العقوبات‪ .‬كما غرمت نادي رجاء بني مالل‪،‬‬ ‫مبلغ ‪ 7500‬درهما‪ ،‬لرمي جماهيره القينينات والحجارة بشكل متكرر داخل أرضية الملعب‬ ‫خالل المباراة التي جمعته بيوسفية برشيد لحساب فعاليات الجولة ‪ 28‬من البطولة االحترافية‬ ‫القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات مع تسجيل حالة‬ ‫العود‪ .‬و نادي يوسفية برشيد‪ ،‬مبلغ ‪ 3750‬درهما‪ ،‬لرمي جماهيره الشهب االصطناعية داخل‬ ‫أرضية الملعب خالل المباراة التي جمعته بفريق رجاء بني مالل لحساب فعاليات الجولة ‪ 28‬من‬ ‫البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 105‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫ولنفس الفريق بمبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 3‬إنذارات وطرد خالل المباراة التي‬ ‫جمعته بفريق رجاء بني مالل‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 28‬من البطولة االحترافية القسم الثاني‬ ‫اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬و نادي االتحاد الزموري للخميسات‪،‬‬ ‫مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 3‬إنذارات وطرد خالل المباراة التي جمعته بفريق‬ ‫النادي القنيطري‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 28‬من البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت‬ ‫المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪939‬‬

‫مؤتمر طنجة المغاربي‬ ‫أو الحلم الذي لم يتحقق‬ ‫‪ 27‬ـ ‪ 30‬أبريل ‪1958‬‬

‫بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة‬ ‫يحتضن بيت الصحافة ورشة تدريبية‬ ‫حول‪« ‬الصحافة الرقمية بين التشريع‬ ‫والممارسة»‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫ففي مثل هذا الشهر من سنة ‪ ،1958‬ولم تمر سوى بضعة شهور على استقالل المغرب‪ ،‬دعا أبرز األحزاب الوطنية‬ ‫المغربية‪ ،‬حزب االستقالل بزعامة عالل الفاسي‪ ،‬ممثلي الحركات الوطنية في كل من المغرب وتونس والجزائرـ إلى لقاء‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬كانت غايته غايتين‪ ،‬التأسيس لوحدة المغرب العربي واإلعالن عن دعم الحركات الوطنية في كل من‬ ‫المغرب المستقل وتونس المستقلة ‪ ،‬لجبهة التحرير الجزائري في حربها ضد االستعمار الفرنسي‪ ،‬رغم حساسية عالقات‬ ‫المغرب وتونس مع فرنسا التي سنت معاهدة استقالل البلدين على وجود عالقات «ترابط» مع فرنسا‪.‬‬ ‫وخالل أربعة أيام‪ ،‬بين ‪ 27‬و‪ 30‬أبريل ‪ ،1958‬التقت ‪ ،‬بقصر مرشان‪ ،‬الذي كان مقرا لبرلمان طنجة الدولية‪ ،‬وفود‬ ‫تمثل المغرب وتونس والجزائر‪ ،‬بهدف رسم الخطوط األولى للوحدة المغاربية التي شكلت على الدوام‪ ،‬هدفا أساسيا من‬ ‫أهداف الحركات الوطنية في البلدان الثالث‪.‬‬ ‫ونظرا ألهمية هذا المؤتمر‪ ،‬بالنسبة للعالقات األوروبية مع بلدان شمال افريقيا وخطورة القرارات التي قد تنتج عنه‪،‬‬ ‫فقد استنفرت كبريات الصحف والمنابر اإلعالمية األخرى فوق ‪ 200‬صحافي لتغطية الحدث‪ ،‬وقد شاء القدر أن أكون‬ ‫حاضرا بقصر مرشان وأن أقوم بالترجمة الفورية لمقتطفات من كلمات الزعماء المغاربيين‪ ،‬لفائدة التليفزيون اإلسباني‪.‬‬ ‫فإلى جانب وفد حزب االستقالل برئاسة عالل الفاسي الذي كان محاطا بكوكبة من القيادات البارزة لحزبه‪ ،‬من‬ ‫بينهم أحمد بالفريج‪ ،‬والمهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد‪ ،‬والفقيه البصري حضر وفد «الحزب الدستوري الحر»‬ ‫التونسي بقيادة الباهي األدغم ‪ ،‬بينما مثل جبهة التحرير الجزائري وفد برئاسة فرحات عباس الذي ترأس الحكومة‬ ‫الجزائرية المؤقتة التي تشكلت خمسة أشهر بعد مؤتمر طنجة‪ ،‬وبناء على توصية صدرت عن هذا المؤتمر‪.‬‬ ‫وقد بلغ عدد أعضاء وفود األحزاب المغاربيية المشاركة في هذا المؤتمر ‪ 19‬عضوا إلى جانب العديد من المدعويين‬ ‫واإلعالميين ‪ ،‬وتضمنت الجلسة االفتتاحية خطابات ألقاها باسم الوفود الثالثة‪ ،‬كل من أحمد بالفريج‪ ،‬عن حزب‬ ‫االستقالل‪ ،‬والباهي األدغم من تونس وفرحات عباس الذي أعتبر في كلمته أن مواطني دول المغرب العربي «يشكلون‬ ‫كتلة بشرية قادرة على القيام بدور حاسم في صناعة مستقبل المنطقة ‪ .....‬إذا ما توحدوا»‪!!! ‬‬ ‫وتضمن جدول أعمال المؤتمر أربع نقاط ‪:‬‬ ‫*حرب التحرير في الجزائر ووسائل دعمها إقليميا ودوليا‪،‬‬ ‫*تصفية السيطرة االستعمارية على كافة األقطار المغاربية ‪ ،‬خاصة الهيمنة االستعمارية على اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬ ‫وسحب القوات األجنبية ‪ ,‬وتسوية مشاكل الحدود بين األشقاء‬ ‫* سبل إنجاز الوحدة بين األقطار المغاربية المتجاورة من حيث المحتوى السياسي واالقتصادي واالجتماعي‬ ‫*إنشاء هيئة دائمة للمتابعة‪.‬‬ ‫وجاءت مقررات وتوصيات مؤتمر طنجة على قدر عال من الوعي بخطورة المرحلة وبضرورة التضامن من أجل تحرير‬ ‫الشعب الجزائري ودعم استكمال استقالل المغرب وتونس ‪ ،‬خاصة على الصعيد العسكري والسياسي واالقتصادي ‪،‬‬ ‫كما أن أعضاء الوفود المشاركة‪ ،‬وضعوا تصورا واضحا لما قد تكون عليه وحدة المغرب العربي حيث أنهم فضلوا نظام‬ ‫الفيدرالية كصيغة أنسب لتحقيق الوحدة المغاربية‪ ،‬مع المحافظة على خصوصيات كل بلد واحترام ظروفه ‪ .‬وتوافقوا‬ ‫على تشكيل مجلس تأسيسي من األقطار الثالثة لدراسة القضايا التي تهم المصالح المشتركة وتقديم توصيات‬ ‫بشأنها‪.‬‬ ‫وفي توصية سياسية دعا المؤتمر إلى أن تتضافر جهود الدول الثالث من أجل تفادي حكومة منفردة‪ ،‬بربط مصير‬ ‫الشمال اإلفريقي بأي طرف خارجي في ميداني العالقات الخارجية والدفاع‪ ،‬في انتظار قيام المؤسسات الفدرالية‪ ،‬وذلك‬ ‫حماية لمصالح دول المغرب العربي أمام أطماع ومناورات فرنسا والقوى االستعمارية األخرى‪ .‬ولتلك الغاية شكل المؤتمر‬ ‫أمانة عامة من ستة أعضاء ‪ ،‬مندوبين اثنين عن كل حزب من األحزاب المشاركة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مؤتمر طنجة حظي بموافقة ودعم محرر المغرب الملك الراحل محمد الخامس طيب اهلل ثراه‪ ،‬الذي‬ ‫استقبل في قصره بالدار البيضاء وفدا يمثل األحزاب المشاركة يتقدمه زعيم حزب االستقالل الراحل عالل الفاسي‪ ،‬حيث‬ ‫تم إطالع جاللة الملك على مقررات وتوصيات المؤتمر‪ ،‬التي أثنى عليها جاللته كما أثنى على جهود الوفود المشاركة‬ ‫من أجل توحيد الصف وبناء وحدة المغرب الكبير‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة‪ ،‬ينظم بيت الصحافة بتعاون مع التنسيقية‬ ‫الجهوية للصحافة اإللكترونية بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬المنضوية تحت لواء‬ ‫النقابة الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬ورشة تدريبية في موضوع «الصحافة الرقمية‬ ‫بين التشريع والممارسة»‪ ،‬يؤطرها الدكتور عبد الوهاب الرامي أستاذ بالمعهد العالي‬ ‫لإلعالم واالتصال‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 3‬ماي ‪ ،2018‬بداية من الساعة العاشرة صباحا‬ ‫بمقر بيت الصحافة بطنجة‪.‬‬

‫قد ِيم كتاب‬

‫ت‬

‫نظمت مقاطعة طنجة المدينة يوم الجمعة ‪ 27‬أبريل ‪ 2018‬لقاء‬ ‫ثقافيا لتقديم كتـــاب «الكتابة الشذرية في األدب المغربي الحديث‪:‬‬ ‫نماذج ومشارب» للدكتور محمد المسعودي‪ ‬بمشاركة ‪:‬‬ ‫ دة‪ .‬هدى المجاطي‬‫ د‪ .‬عبد اللطيف الزكري‬‫‪ ‬تسيير ‪ :‬ذ‪ .‬نور الدين الحداد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.