Achamal n° 941 le 15 Mai 2018 pdf

Page 1

‫البشير العبدالوي في غرناطة‬ ‫لبحث التعاون بين الجهتين‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 941‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 28‬شعبـان ‪� 15 / 1439‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫انتقل وفد يمثل مدينة طنجة إلى عاصمة‬ ‫األندلس‪ ،‬غرناطة للتباحث مع منتخبي وسلطات‬ ‫هذه المدينة حول سبل تعزيز التعاون بينهما في‬ ‫كل القضايا ذات االهتمام المشترك‪ ،‬خاصة في ما‬ ‫يتعلق بالمجاالت االقتصادية والثقافية والفنية‪.‬‬ ‫وخـالل اجتمـــاع ضــم عمدتــي المدينتين‬ ‫البشير العبدالوي وفرامسيسكو سوينكا ورئيس‬ ‫المجلس اإلقليمـي لجــهــة غرناطــة‪ ،‬خوســي‬ ‫إنترينا‪ ،‬ومرافقيـن يمثلون مستثمريــن ورجال‬ ‫أعمال يتقدمهم رئيس غرفة التجارة والصناعة‬ ‫بغرناطـــة‪ ،‬جيراردو كويرفــا‪ ،‬تم التأكيــد على‬ ‫خصوصيات المدينتين ومؤهالتهما االقتصادية‬ ‫والثقافية والسياحية والفالحيــة‪ ،‬وفرص إقامــة‬ ‫شراكات بين الميدنتين بما يخدم التعاون الواسع بين المملكتين‪.‬‬ ‫كما تم التأكيد على العمل من أجل تسهيل تدفق االستثمارات اإلسبانية في اتجاه المغرب وجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬التي تشهد طفرة واسعة في النمو االقتصادي والصناعي‪.‬‬

‫المقاطعة‬ ‫مصارحة أم مغالطة‬

‫لنبدأ الرواية من خاتمتها !‬ ‫خرج رئيس الحكومة العثماني «كود» ضد أنصار حملة «المقاطعة» حيث أكد في بيان‪ ،‬أن الحكومة تتابع «بكل اهتمام» المواقف المعلن‬ ‫عنها بشأن مقاطعة بعض المواد االستهالكية‪ ،‬مؤكدا حرص الحكومة على التصدي «بكل حزم» لكل المحاوالت الهادفة إلى النيل من المقاوالت‬ ‫المغربية واالقتصاد الوطني وأن الحكومة لن تتسامح مع استغالل مواقع التواصل االجتماعي لنشر أخبار زائفة بسوء نية أو إشاعات من شأنها اإلضرار‬ ‫بالمكتسبات المحققة في المغرب‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫‪2‬‬

‫التجارة الداخلية في مناظرتها الجهوية األولى‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫نظمت غرفة التجارة و الصناعة والخدمات‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بتعاون مع وزارة‬ ‫الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد الرقمي‬ ‫وجامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫بالمغرب المناظرة الجهوية األولى تحت عنوان‪:‬‬ ‫«التجارة الداخلية مرآة التنمية بجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة»‪.‬‬ ‫حضر هذا اللقاء حفيـظ العلمي‪ ،‬وزيــر‬ ‫التجارة والصناعــة واالستثمار واالقتصــاد‬ ‫الرقمي‪ ،‬حيث اعتــذر على عـــدم مواصلته‬ ‫ألشغال المناظرة نظرا اللتزامات حكومية‬ ‫طارئة‪ ،‬مؤكدا اهتمامــه بالتوصيــات التي‬ ‫ستصدر عن هذا اللقاء‪ ،‬والعمل على تفعيلها‪،‬‬ ‫موضحا أنه على تواصل دائم مع الغرف‬ ‫المهنية وخاصة غرفة التجارة والصناعة لجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة نظرا لدورها الالفت‬ ‫في خدمة القطاع‪ .‬كما حضرت رقية الدرهم‪،‬‬ ‫كاتبة الدولة المكلفــة بالتجــارة الخارجيــة‪،‬‬ ‫وعبد الخالق المرزوقي‪ ،‬عامل إقليم الفحص‬ ‫أنجرة‪ ،‬ومدير وكالة إنعاش األقاليم الشمالية‪،‬‬ ‫وعمر مورو‪ ،‬رئيس غرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمــة‪،‬‬ ‫وممثلو المصالح الخارجية‪ ،‬وممثلو الوزارات‬ ‫وممثلو الهيئات المهنية والتجارية وهيئات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬ورجال اإلعالم‪.‬‬ ‫وبعد آيات بينات من الذكـر الحكيم‬ ‫والنشيد الوطني‪ ،‬تابع الحضور شريطا حـول‬ ‫النشاط التجاري للجهة‪ ،‬وهو صلب الجلسة‬ ‫االفتتاحية لهذه المناظرة‪ .‬ذلك أن النشاط‬

‫التجاري للجهة يرعاه ويدعمه جاللة الملك‬ ‫من خالل مشاريع وبرامج‪ ،‬منها مشروع طنجة‬ ‫الكبرى‪ ،‬ومشروع تطوان الكبرى‪ ،‬ومشروع‬ ‫الحسيمة مـناــرة المتوســط‪ .‬كما تضمـــن‬ ‫الشريط الحديث عن مشاريع مهيكلة‪ ،‬من‬ ‫مثل ميناء طنجة المتوسط ومرافقه المختلفة‬ ‫وكذا البنيات الطرقية المختلفة‪ ،‬والقطار السريع‬ ‫طنجة الربـاط الذي سينطلــق في الشهــور‬ ‫القليلة المقبلة‪ ،‬فضال عن دينامية المناطــق‬ ‫الحــرة والصناعية واللوجستيكية وغيرها التي‬ ‫تحتضنها مختلف مدن ومناطق الجهة‪.‬‬ ‫وفي كلمتها أشارت رقية الدرهم‪ ،‬كاتبة‬ ‫الدولة المكلفــة بالتجــارة الخارجية إلى أن‬ ‫التجارة يراهن عليها كثيرا‪ ،‬سواء على المستوى‬ ‫الوطني‪ ،‬لما لها من مردود على النهوض‬ ‫بالشؤون االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬من خالل‬ ‫تأمين مناصب الشغل وتحسين عيش التجار‬ ‫وتوفير القدرة الشرائية‪.‬‬ ‫وأضافت المتحدثــة أن التجــارة تعتبــر‬ ‫ثاني مشغل بنسبة ‪ 13,8‬في المائة‪ ‬من‬ ‫الساكنة النشيطة‪ ،‬وثالث مساهم في الناتج‬ ‫الداخلي الخام الوطني بنسبة ‪ 8‬في المائة‪،‬‬ ‫وبقيمة مضافة بلغت ‪ 80‬مليار درهم‪ ،‬مذكرة‬ ‫بمخطط تطوير الغرف وتخصيص دعم مالي‬ ‫إلنجاز مشاريع مهيكلة وعصرنة قطاع القرب‪،‬‬ ‫مع تنفيذ استراتيجية تنظيم التجارة المتجولة‬ ‫ودعم برنامج التغطية االجتماعية لفائدة التجار‬ ‫المستقلين‪ ،‬وكذا المخطط التوجيهي للتكوين‬ ‫في مهن التجارة‪.‬‬

‫وفي معرض حديثـه‪ ،‬أشــار عمر مورو‪،‬‬ ‫رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة أن هذه المناظرة‬ ‫هي األولى من نوعها على الصعيد الجهوي‬ ‫والوطني‪ ،‬من أهدافها وضع معالم خطة للدفع‬ ‫بقطاع التجارة نحو آفاق أكثر رحابة‪.‬‬ ‫ذلك أن ازدهار هــذا األخيـــر هو في‬ ‫نفس الوقت انتعاش للحركة االقتصادية‪،‬‬ ‫يضيف المتحدث‪ ،‬موضحا أنه ال بد من وضع‬ ‫استراتيجية للنهوض والدفع بالتجارة الداخلية‬ ‫لمسايرة التحـــوالت الجاريــة‪ ،‬خاصــة بعد‬ ‫بروز أنماط جديدة كأسواق القرب‪ ،‬وأسواق‬ ‫المساحات الكبرى‪ ،‬واألسواق اإللكترونية‪ ،‬مما‬ ‫يستدعي الوصول إلى توصيات عملية لهذه‬ ‫المناظرة من شأنها تأهيل القطاع والحفاظ‬ ‫على تنافسيته‪.‬‬ ‫وعرفت هذه المناظرة األولى للتجارة‬ ‫جلستين عامتين‪ ،‬األولى يــوم األربعاء تحت‬ ‫عنوان ‪« :‬واقع التجارة الداخلية وتطورات‬ ‫القطاع» والثانيــة كانت صبــاح أول أمــس‬ ‫الخميس تحت عنـــوان ‪« :‬آفــاق تنميــــة‬ ‫وتطوير قطــاع التجــارة الداخلية بالجهة»‬ ‫إذ شارك في الجلستين مسؤولون وخبراء‬ ‫وأساتذة ومهتمون‪ ،‬ناقشوا إكراهات التجارة‬ ‫وتطلعاتها‪ ،‬بهــدف الوصول إلى توصيات‬ ‫من شأنها أن تساعد القطاع وتعمل على‬ ‫إشعاعه‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫توصيات مهمة تتوج أشغال المناظرة الجهوية للتجارة الداخلية بطنجة‬

‫األستاذ زهير الوراكلي في ذمة اهلل‬

‫وخالل هذه العروض والمناقشات‪ ،‬خلصت‬ ‫أشغال هذه المناظرة إلى التوصيات التالية‬ ‫همت ‪ 6‬محاور أساسية وهي ‪:‬‬ ‫• على المستوى التشريعي والقانوني‬ ‫• تعديل وتحيين القوانين الحالية ومنها‬ ‫مدونة التجارة وقانون االلتزامات والعقود‬ ‫والقوانين المختلفـــة للشركـــات والقوانين‬ ‫الضريبية وقانون المنافسة وغيرها‪.‬‬ ‫• وض��ع قوانين جديدة خاصة بتلك‬ ‫المرتبطة بمجال الفراغ التشريعي ومنها قانون‬ ‫التخفيضات وتنظيم المعارض‪...‬‬ ‫• إعطاء أدوار وصالحيات جديدة لغرف‬ ‫التجارة في مجال تنظيم وتطوير التجارة‪.‬‬ ‫• إص��دار مختلف المراسيم المرتبطة‬ ‫بالقوانين التجارية السابقة‪ ،‬وخاصة المرتبطة‬ ‫بالمجال االجتماعي والتغطية الصحية للتجار‪.‬‬ ‫• على المستوى المؤسساتي‬ ‫• إحداث منصات تجارية على مستوى‬ ‫المدن الكبرى للجهة‪.‬‬ ‫• إنجاز دراس��ات جهوية وإقليمية حول‬ ‫القطاع التجاري‪.‬‬ ‫• إنشاء مرصد جهوي للتجارة‬ ‫• تنزيل التغطية الصحية للتجار من طرف‬ ‫جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫• إحداث برامج حكومية في مجال دعم‬ ‫التجارة‬ ‫• إح��داث وتسهيل وتنويع التمويالت‬ ‫المرتبطة بالتجارة اإللكترونية وغيرها‪.‬‬ ‫• على مستوى التخطيط والبرمجة‬ ‫• إنجاز تصميم مديري للتجارة الداخلية‬ ‫على مستوى الجهة واألقاليم‪.‬‬ ‫• تكامل البرنامج الجهوي للتنمية للجهة‬ ‫مع برامج العمل للمجالس اإلقليمية والجماعات‬ ‫على مستوى القطاع التجاري‪.‬‬

‫• االهتمام أكثر بمجال التجارة وضبطها في‬ ‫وثائق التعمير المختلفة‪.‬‬ ‫• على مستوى التجارة الحضرية ’ المدن’‬ ‫ انجاز الخريطة اإلقتصادية والتجارية‬‫للمدن‪.‬‬ ‫ إنجاز دفاتر تحمالت لتنظيم مختلف‬‫األنشطة التجارية والمهنية بالمدن‪.‬‬ ‫ جعل وسط المدينة فضاءات تجارية‬‫متطورة بمواصفات عالمية‬ ‫ تنظيم توقيت الشحن واإلفراغ‪.‬‬‫ البحث عن حلول نهائية للباعة الجائلين‬‫وتنظيم التجارة الموسمية‬ ‫ تقوية التشوير التجاري بالمدن‪.‬‬‫ضبط عملية فتح واغ�ل�اق المحالت‬‫التجارية‪.‬‬ ‫ احترام التنطيق على مستوى أسواق‬‫القرب المحدثة‪.‬‬ ‫ تجميع باعة المنتوجات المجالية في‬‫أسواق نموذجية‪.‬‬ ‫ تقوية خدمات الزبناء ‪ :‬المراحيض‬‫العمومية‪ ،‬حاضنات وألعاب األطفال‪ ،‬مرائب‬ ‫السيارات‪....‬‬ ‫• على مستوى التكوين وتقوية القدرات‬ ‫ العمل على استفادة التجار من منظومة‬‫التكوينالمستمر‪.‬‬ ‫ تعزيز الثقافة التجارية في استقبال الزبناء‬‫وطرق التفاوض‪.‬‬ ‫ إنجاز مخطط جهوي للتكوين في مجال‬‫التجارة‪.‬‬ ‫ إنجاز برنامج للتكوين المستمر خاص‬‫بالتجار‪.‬‬ ‫ تمكين التاجر من أدوات وآليات التجارة‬‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪ -‬تنزيل الشراكات بين الغرفة وباقي‬

‫المؤسسات في مجال التكوين‪.‬‬ ‫• على مستوى الحكامة‪.‬‬ ‫ تعزيز التنافسية الخاصة بالتجار الصغار‪،‬‬‫في موازاة مع الفضاءات التجارية الكبرى‪.‬‬ ‫ المطالبة بنقل المحكمة التجارية من‬‫فاس إلى طنجة‪.‬‬ ‫ تعزيز مواكبة التجار لمختلف المستجدات‬‫القانونية‬ ‫ الحث على التزام التجار بضوابط إبرام‬‫العقود‪.‬‬ ‫ إع��ادة االعتبار لألسواق األسبوعية‪،‬‬‫واالهتمام باألسواق القروية‬ ‫ إلزام التجار باحترام المواصفات والشروط‬‫المتعلقة بالمشاريع والمحالت التجارية‪.‬‬ ‫ ماسسة الشباك الموحد وتبسيط‬‫المساطر الخاصة باألنشطة التجارية‪.‬‬ ‫ طبع أشغال المناظـرة وإنشــاء موقع‬‫تواصلي تفاعلي خاص بالتجارة‪ ،‬ومتابعة تنفيذ‬ ‫التوصيات‪.‬‬ ‫وفي الختام تم رفع برقية شكر وامتنان‬ ‫إلى صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل ‪.‬‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى األستاذ زهير‬ ‫الوراكلي يوم الخميس ‪ 23‬شعبان ‪/1439‬‬ ‫‪10‬ماي ‪ 2018‬بمدينة شفشاون‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبــة األليمــة‪ ،‬تتقدم هيأة‬ ‫تحرير جريدة الشمال بأحر التعازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى أرملته الفاضلة نجاة الغاللي‬ ‫وأبنائـــه ‪ :‬بالل‪ ،‬حاتــم‪ ،‬أحمد ورانيا وإخوته ‪:‬‬ ‫سعيـد‪ ،‬رشيــد‪ ،‬حميدة‪ ،‬فريدة‪ ،‬بهيــة ونجالء‬ ‫وإلى كل أف��راد عائلته سائلين المولى عز‬ ‫وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«كل نفس ذائقة الموت»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫احلاج علي البوعمري‬ ‫المحامي بهيئة طنجة‬

‫وذلك يوم األحد ‪ 26‬شعبان ‪ 13 /1439‬ماي‬ ‫‪ 2018‬بشفشاون‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيأة تحرير‬ ‫جريدة الشمال بأحر التعازي وأصدق المواساة‬ ‫إلى أبنائــه‪ :‬محمد‪ ،‬أحمد‪ ،‬األمين‪ ،‬توفيق‪،‬‬ ‫فاطمــة‪ ،‬رحمة ولطيفة وإلى كل أفراد عائلته سائلين المولى عز وجل أن‬ ‫يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪ .‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫لم أكن أُعطي ل»شعْبانة» من االهتمام ما أعطيتُه لها هذا العام‪ ،‬فقد وجدتُني‬ ‫أشارك في أربع مناسبات‪ ،‬دون أن أُعدّ لها العُدّة‪ ،‬أو أبذل مجهودا َ‬ ‫يُذكر‪.‬‬ ‫أُولى هذه المناسبات‪ُ ،‬‬ ‫حفل تكريم جوق الهالل التطواني‪ ،‬الذي تم يوم ثالث ماي‬ ‫‪ .2018‬وقد أشرتُ إليه في دردشة العدد الماضي‪.‬‬ ‫و ثانيها ُ‬ ‫حفل شعبانة الذي أقامته جمعية تطاون للموسيقى‪ ،‬لمنخرطيها‪ ،‬بخيمة‬ ‫قصر الرياض‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 9‬ماي ‪ 2018‬تحت شعار «نحن على العهد‪ ،‬نرعى الذمم»‪.‬‬ ‫و قد أفردت له الجمعية المذكورة كتيّبا سطرت فيه أهدافها‪ ،‬ومواردها‪ ،‬وأنشطتها‪،‬‬ ‫وتشكيلة مكتبها الجديد‪ ،‬داعية المجتمع التطواني إلى االنخراط في هذا الورش الفني‬ ‫الكبير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫و جريا على عادتها في هذه األمسيات الموسيقية‪ ،‬خصصت المساحة الكبرى من‬ ‫ّ‬ ‫وتمكن‪ ،‬جوقُ محمد العربي التمسماني للمعهد‬ ‫الكتيّب‪ ،‬للنصوص التي رددها باقتدار‬ ‫الموسيقي بتطوان‪ ،‬برئاسة األستاذ محمد األمين األكرامي‪ ،‬وذلك إلتاحة الفرصة‬ ‫للمدعوين‪ ،‬للمشاركة في ترديد ما يردده أفراد الجوق‪.‬‬ ‫و رغم أن الحضور لم يرتق إلى المستوى المطلوب‪ ،‬بسبب برمجة بعض مباريات‬ ‫كرة القدم في هذه األمسية‪ ،‬فإننا شعرنا بأننا أدينا لشعبان حقه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الرحلة التي نظمها األخوان خليل اإلدريسي وعبد الواحد حجاج إلى جبل بو‬ ‫و ثالثها‬ ‫هاشم يوم الخميس ‪ 10‬ماي‪ .‬فهذه الجولة خارج أسوار المدينة‪ ،‬أخذتْ صفة شعبانة‬ ‫بحق وحقيق‪ ،‬وتشابهت في مالمحها وتقاسيمها مع «شعبانة زمان» أيام كان اآلباء‬ ‫واألجداد رضوان اهلل عليهم‪ ،‬يخرجون إلى ضواحي المدينة‪ ،‬لالستماع بالطبيعة‪.‬‬ ‫و قد اغتنمنا ُقربنا من جبل الع َلم‪ ،‬فانتقلنا إليه عصرا‪ ،‬وزرنا القطب الرباني موالي‬ ‫عبد السالم بن مشيش‪ ،‬وترحمنا عليه‪.‬‬ ‫و رابعها ُ‬ ‫ليلة السماع الصوفي التي نظمتها جمعية تطاون أسمير مساء الجمعة ‪11‬‬ ‫ماي ‪ 2018‬بقصر الرياض‪ ،‬بمحضر شيخ الطريقة الحراقية‪ ،‬سيدي الغالي الحراق‪ ،‬وجوق‬ ‫شباب الزاوية الحراقية برئاسة األستاذ يوسف الحسيني‪ ،‬وجمهور عريض من المولعين‬ ‫بفن اإلنشاد الروحي‪.‬‬ ‫و إذا أدرجتُ األمسية التي دعانا إليها سيدي مَحمد الحاج‪ ،‬عصر يوم الجمعة نفسه‪،‬‬ ‫في سلسلة «شعبانة»‪ ،‬فسيكون عدد المناسبات خمسا ال أربعا‪.‬‬ ‫جعل اهلل أيامنا كلها شكرا وحمدا‪ ،‬لما منّ اهلل علينا به من مِنَن‪ ،‬وحبانا من فضل‬ ‫ونعَم‪.‬‬

‫بـدل رفــو‬

‫الرحالة الذي وشحتـه شفشـاون شهادة المواطنـة الفخريـة‬ ‫الرحالة بدل رفو يتحدث عن أدب الرحالت ويحكي عن رحالته‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫احتضن فناء المركز الثقافي بشفشاون يوم الجمعة‬ ‫الرابع من ماي الجاري لقاء مع الرحالة والمترجم والشاعر‬ ‫العراقي الكوردي بدل رفو‪ ،‬وهو لقاء يندرج في إطار مد‬ ‫الجسور بين األدباء والفنانين والمثقفين من مختلف‬ ‫القارات‪ ،‬وكذا في إطار انفتاح مدينة شفشاون على‬ ‫ثقافات وشخصيات وآفاق أخرى ‪ ،‬وهو المسعى الذي‬ ‫يهدف إليه منتدى الحوار للفنون والثقافات‪ ،‬الجهة‬ ‫المنظمة لهذا اللقاء بشراكة مع مؤسسة محمد حقون‬ ‫لذاكرة شفشاون والمركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫اللقاء كان مناسبة تجدد فيها تواصل الجمهور‬ ‫الشفشاوني بمختلف أطيافه مع بدل رفو بعد لقاء السنة‬ ‫الفارطة الذي خلف صدى محمودا وواسعا‪ ،‬ويعتبر‬ ‫الرحالة بدل رفو مدينة شفشاون موطنا أثيرا له مثل‬ ‫غراتس النمساوية مقامه الحالي‪ ،‬وقرية الشيخ حسن‬ ‫الكوردية العراقية المهد األول‪ ،‬والموصل وبغداد األرض‬ ‫المحتضنة لشغب وأحالم الطفولة وعنفوان الشباب‪ ،‬قبل‬ ‫الهجرة المشبعة بالحنين‪.‬‬ ‫بدل رفو المفتون باألمكنة المعطرة ببهارات‬ ‫الثقافات‪ ،‬والمسقية بأبخرة عادات وتقاليد وأساطير‬ ‫الشعوب‪ ،‬والمسكون بسحر الجغرافيا وتلون تضاريسها‬ ‫واختالف طبيعتها‪ ،‬وعبق التاريخ وترسباته وامتداداته‪،‬‬ ‫حكى في تلك األمسية عن ما شاهده وسمعه وعاشه‬ ‫واختبره في رحالته عبر العالم‪ ،‬ووروى طرائف ووقائع وعبر‬ ‫احتفظت بها ذاكرته الخصبة من هذه الرحالت لبالد‬ ‫العرب والعجم‪ ،‬منها مصر والمغرب والهند والمكسيك‬ ‫وداغستان وتوسكانا اإليطالية وباريس‪ ،‬ويوغسالفيا‬ ‫ماقبل انهيار جدار برلين‪ ،‬وسويسرا إلخ‪.‬‬ ‫لقد أتحف بدل رفو الجمهور الحاضر بقصص‬ ‫غريبة وشيقة مثل‪ ،‬حكاية ملثمين ليال أو «اللصوص‬ ‫القوميين» بجنوب المغرب بعدما نهض الرحالة واقفا‬ ‫من خيمته ولهج بأنه عراقي اعتذروا له بعدما كانوا‬ ‫يطلبون «الفلوس»‪ ،‬وصعود جبل بالمكسيك للتحقق‬ ‫من نبوءة نهاية العالم عند المايا في ‪ 21‬ديسمبر ‪2012‬‬ ‫التي لم تصدق‪ ،‬التواضع الملفت لمحافظ المدينة‬ ‫المقدسة جولوال بالمكسيك الذي دوخ الرحالة عند‬ ‫دعوته لزيارته واستقبله بلباس عادي واعتقد الرحالة‬ ‫أن المستقبل أحد من خدم المحافظ‪ ،‬طقس ذبيحة‬ ‫الخروف على شرف الرحالة الضيف وتقديم لحم الدجاج له‬ ‫في العشاء بداغستان‪ ،‬وسكان القبور في القاهرة الذين‬ ‫زارهم الرحالة وتأكد عند حديثة مع بعضهم من جنون‬ ‫ارتباط المصري بمصر وحبه الذي يصل حد التفاني‪،‬‬ ‫ومفارقة النظافة العجيبة ألطفال الهند في األحياء‬ ‫المهمشة القليلة النظافة التي زارها الرحالة‪...‬‬ ‫ولم تكن األمسية الرائعة مع بدل رفو والتي أطرها‬ ‫الشاعر والصحفي عبدالجواد الخنيفي‪ ،‬قطعة من ليالي‬ ‫ألف ليلية وليلية فقط‪ ،‬بل كانت أيضا درسا مستقصيا‬ ‫ومفيدا قدمه الرحالة عن أدب الرحالت وفنون الرحلة‬ ‫وموضوعاتها‪ ،‬والتي ذكر منها القرآن الكريم رحلة قريش‬ ‫في الشتاء والصيف‪ ،‬وتلتها رحالت عديدة عبر العصور‬ ‫والحقب اشتهرت منها رحلة ابن بطوطة عبر األمصار‪،‬‬ ‫ثم رحلة رفاعة الطهطاوي لباريس‪ ،‬لذلك فبدل رفو‬ ‫يقتفي أثر السابقين ويمكن عده امتدادا معاصرا لتراث‬ ‫الرحالين والمغامرين من العرب‪ ،‬وكذا العجم‪ ،‬وتتعدد‬

‫طرق رحالته ووسائلها من ركوب السيارة والحافلة‬ ‫القطار‪ ،‬إلى امتطاء الباخرة‪ ،‬ثم المشي على األقدام حسب‬ ‫الظروف‪ ،‬وتبقى الطائرة الوسيلة التي ال يلجأ إليها إال‬ ‫اضطرارا ألن الطريق التي يسلكها الرحالة نحو الدول‬ ‫والمناطق والمدن‪ ،‬حسب بدل رفو‪ ،‬هي ركن أساسي في‬ ‫الرحلة؛ فيها الكثير من المتعة للجوارح والتهييء النفسي‬ ‫والمتعة للرحالة التقل عن متعة المقام في الديار‪.‬‬ ‫في هذا اللقاء حضرت شفشاون بقوة سواء لدى‬ ‫بدل أو في نقاش الجمهور‪ ،‬ذلك ألن الرحالة لم يستهوه‬ ‫ويأخذ بلبه مكان آخر كشفشاون التي أصبحت بالنسبة‬ ‫إليه وطنا ثانيا ودفئا عائليا وحضنا إنسانيا‪ ،‬فهو يتكلم‬ ‫لغتها الدارجة ويرتوي بزالل مائها ويستلذ بطيب طعامها‬ ‫وينتعش بصفاء هوائها ويسعد برفقة أبنائها من شعراء‬ ‫وفنانين وأدباء وبسطاء‪ ،‬واكتسب فيها أصدقاء أوفياء‪.‬‬ ‫شفشاون تمنح شهادة المواطنة الفخرية‬ ‫للرحالة بدل رفو‬ ‫شفشاون مدينة البياض رمز النقاء والصفاء‪ ،‬وفية‬ ‫ألصدقائها‪ ،‬محبة لمن يسدي لها أية خدمة من عشاقها‪،‬‬ ‫وبدل رفو واحد من هؤالء األصدقاء والعشاق‪ ،‬أبى رئيس‬ ‫بلديتها المهندس محمد السفياني الذي حضر إلى جانبه‬ ‫نائبه حسن الدحمان‪ ،‬وثلة من الفنانين والشعراء واألدباء‬ ‫والفاعلين الجمعويين واإلعالميين من نساء ورجال‬ ‫المدينة‪ ،‬إال أن يوشح الرحالة بدل رفو العراقي الكوردي‬ ‫بشهادة المواطنة الفخرية تقديرا واعترافا باألعمال‬ ‫الشعرية والفنية التي خطتها ريشته وأبدعتها صوره عن‬ ‫مدينة شفشاون المغربية األندلسية المنزوية بين جبال‬ ‫الريف‪.‬‬ ‫هذا التوشيح يعكس كذلك إرادة المدينة الراسخة‬ ‫منذ القدم في استضافة الغرباء وفي االحتفاء بالتعدد‬ ‫الثقافي والتنوع اإلثني‪ ...‬المنصهرين في بوتقة وحدة‬ ‫إنسانية ثرية وغنية تزيد الوطن األم إشعاعا وتوهجا في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وفي نفس الجو االحتفالي التكريمي للرحالة‬ ‫والمترجم والشاعر ب��دل‪ ،‬قدمت للمحتفى به هدايا‬ ‫من طرف الفنان التشكيلي عبدالمجيد أزراف‪ ،‬والفنانة‬ ‫التشكيلية نزيهة البشير العلمي‪ ،‬واألديب محمد بنخو‪،‬‬ ‫وشهادة تقديرية من طرف منتدي الحوار للفنون‬ ‫والثقافات قدمها لبدل شاعر المدينة عبدالمريم الطبال‪.‬‬ ‫توقيع كتابًرقصة الشعرً‬ ‫الكتاب يحتوي على مختارات من الشعر النمساوي‬

‫لثمانية وعشرين شاعرا وإثنتي عشرة شاعرة أبدعوا‬ ‫على امتداد القرنين العشرين والواحد والعشرين‪،‬‬ ‫الكتاب ترجمه وأعده المترجم والشاعر بدل رفو الذي‬ ‫له باع طويل في ترجمة الشعر األلماني إلى الكوردية‬ ‫والعربية والشعر الكوردي إلى العربية‪ ،‬حيث إن في‬ ‫جعبته اآلن ما يناهز خمسة عشر كتابا شعريا‪ ،‬وهو بهذا‬ ‫يساهم في إثراء المكتبة األدبية العربية والكوردية‪،‬‬ ‫وفيما يلي ن��ورد مقتطفات من بعض المختارات‬ ‫الشعرية التي يزخر بها كتابًرقصة الشعرً الذي وقعه‬ ‫المترجم في نهاية اللقاء والحفل التكرمي الذي نظم‬ ‫على شرفه‪:‬‬ ‫الـرضـى‬ ‫نحن نسافر‬ ‫فلسنا على عجلة‬ ‫والسرعة‬ ‫نحن الذين نحددها‪...‬‬ ‫وما السعادة إال‬ ‫قبلة تداوي الليل‪.‬‬ ‫إدوارد ف‪.‬اورتنر‬ ‫الديموقراطية‬ ‫الديموقراطية‬ ‫آراؤنا‬ ‫تفرقت‬ ‫كأصدقاء‪.‬‬ ‫ارنست واندل‬ ‫التحول‬ ‫ما دمت كنت هنا‬ ‫فالشيء الوحيد‬ ‫الذي ينقصني هو الحرية‬ ‫واآلن أنت راحل‬ ‫لي حريتي‬ ‫واشيء الوحيد الذي ينقصني‬ ‫هذه المرة‬ ‫هو انت‪.‬‬ ‫أندريا سايلر‬ ‫أشياء كثيرة‬ ‫أشياء كثيرة‬ ‫جمعتها في حياتي‬ ‫الكلمات‪ ،‬الصور‪ ،‬النباتات الشائكة‬ ‫واألحجار‪...‬‬ ‫األصداف‪ ،‬األعواد وحافظات البذور‪...‬‬ ‫قطع الزجاج والمرارات‪...‬‬ ‫السكوت‪...‬‬ ‫وإحدى األشياء أحببت أن‬ ‫أحميها‪...‬‬ ‫طيبة الناس المفرطة!‪.‬‬ ‫كريستينابوسطا‬ ‫خيمة بدل ال زالت هنا على مرتفع سيدي عبدالحميد‬ ‫تنتظر عودة السنونو الذي أدمن الرحيل من أرض إلى‬ ‫أخرى بكر ومن أفق إلى آخر جديد‪ ،‬وبين السفر والكتابة‬ ‫تظل ثالث غاويات تتعرشن بشرايين الروح‪ :‬بالد الكورد‬ ‫في العراق‪ ،‬غراتس وشفشاون‪ ،‬ويظل البحث عن اإلنسان‬ ‫والسالم قائما ما دامت نذر التتار والمغول الجدد تدق‬ ‫نواقيسها في كل حين‪.‬‬

‫تحيا بكم كل‬ ‫أرض‪)2( ..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في صبيحة الثالثاء رابع عشر شعبان الجاري‪،‬‬ ‫سافرنا* إلى مداغ‪ .‬أوينا مداغا‪ ،‬فزرنا ضريح سيدي‬ ‫حمزة قدس اهلل سره‪ .‬وفي منتصف النهار كانت‬ ‫وجهتنا إلى «النعيمة» لزيارة كهفنا في مسير ترقينا‬ ‫الروحي‪ ..‬كهفنا هو شيخنا ومربينا سيدي جمال‬ ‫الدين القادري بودشيش رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫في طريقنا إلى «النعيمة» لم يخرج حديثنا عن‬ ‫مناقب سيدي جمال‪ ،‬فهو رضي اهلل عنه‪ :‬عارف باهلل‪،‬‬ ‫وتوجيهه للفقراء يتركز في دعوتهم إلى استحضار‬ ‫عالقتهم بخالقهم وعبوديتهم له؛ ذكرا واستغفارا‬ ‫ودعاء بهدف التخلص من الغفلة والنسيان‪ ،‬فالذكر‬ ‫عند سيدي جمال يصير القلب مهبطا لتنويرات‬ ‫ربانية‪..‬‬ ‫في ساعة أخيرة من مساء هذا اليوم المبارك‪،‬‬ ‫همى غيث لم يعرف انقطاعا‪..‬سبحان اهلل العظيم؛‬ ‫أرض «النعيمة» تحيا بنزول شيخ أهل الخير بها‪..‬‬ ‫زرنا سيدي جمال رضي اهلل عنه في مجلسه‬ ‫بالنعيمة‪..‬دعا لنا بالصحة والعافية ورفع المقام‪..‬‬ ‫ولما حان وقت الحضرة الجمالية الجاللية‪..‬كنا في‬ ‫موقف قرب‪..‬حضورا نسمع‪..‬قلوبنا تفقه ما تسمع‪..‬‬ ‫في حضرة صمدية محمدية ولوية‪..‬بأرواحنا على‬ ‫صور كاملة‪..‬دامت الحضرة ليلة كاملة‪..‬‬ ‫اللهم اجعل فقرنا استمدادا لرحمتك‪..‬وألبسنا‬ ‫ثوب وفاء‪ ..‬وامنحنا شرب صفاء‪ ..‬وهيمنا في أقاليم‬ ‫فناء‪..‬اللهم أعنا على معرفة حقوقك واجعل وقتنا‬ ‫نضرا بساما حتى نلقاك‪..‬وبوئنا مقامات نقتطف‬ ‫فيها حقائق ورقائق ودقائق‪..‬وأدم لذاذات وصلنا في‬ ‫حضرة تمجيدك الجمالي‪..‬‬ ‫قائــــــم‬ ‫الوجــــــود‬ ‫ْ‬ ‫دائــــم‬ ‫والإنعـــــــام‬ ‫ْ‬

‫فــــي حلى اجلـــاللْ‬ ‫مـن عيــــن اجلمـالْ‬

‫ال�رسائـــــــــر‬ ‫نوروا‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫الب�صـــــائر‬ ‫وافتحوا‬ ‫ْ‬

‫احلبيـــب‬ ‫بذكــــــــر‬ ‫ْ‬ ‫قريـــــــــــب‬ ‫موالنا‬ ‫ْ‬

‫اخلزائــــــــــــن‬ ‫هذه‬ ‫ْ‬ ‫البواطـــــن‬ ‫فاك�شفوا‬ ‫ْ‬ ‫ـــه‬ ‫ق�صد ب‬ ‫من‬ ‫ِنيـــــــ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬

‫حبــــا متتلـــــــــــى‬ ‫ّ‬ ‫ملــــا جتتـــــــــــلي‬ ‫احلبيـــــــب‬ ‫ح�رضة‬ ‫ْ‬

‫ـــــــه‬ ‫الطويــ‬ ‫ب�صدق‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫زمامـــــــه‬ ‫الفقيــــر‬ ‫ُ‬ ‫مــــنامــه‬ ‫غاب عنه‬ ‫ُ‬

‫يطيــــــــــب‬ ‫عي�شه‬ ‫ْ‬ ‫فى كــف الذهـــولْ‬ ‫حلمــا بالـو�صــــولْ‬

‫حكم الع�شق دائـــــر‬ ‫ذاكـــــر‬ ‫كن يف حبك‬ ‫ْ‬ ‫ـــــر‬ ‫يا فقيــــر‬ ‫تفـــكـ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ذاتــك تــدبــــــر‬ ‫يف‬ ‫ـــه‬ ‫القـــلـــب‬ ‫مــولــ ْ‬ ‫َّ‬ ‫موجــــــه‬ ‫َـ�س‬ ‫والنف ْ‬ ‫ّ‬

‫ْ‬

‫لبيــــــب‬ ‫فافهـــم يا‬ ‫ْ‬ ‫تغيــب‬ ‫وافـن فيــه‬ ‫ْ‬

‫ْ‬

‫ْ‬ ‫تــــر‬ ‫فـيـك‬ ‫وانظــر‬ ‫َ‬ ‫واتـــــرك الــورى‬

‫ْ‬

‫ــقيـل طـــــار‬ ‫والعـ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫أذكــــــار‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫بفيــ�ض‬ ‫ْ‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫* سيدي عبد العزيز أفيالل‪ ،‬سيدي إبراهيم أفيالل وكاتب هذه‬ ‫اللمعة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 15‬مـــــاي ‪2018‬‬

‫‪ ‬مغاربة امل�ستقبل يعي�شون الفقر‬ ‫املـدقـــع‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫كشفت أرقام رسمية حديثة أن حوالي ‪ 40‬بالمائة من‬ ‫األطفال المغاربة‪ ،‬إلى ‪ 17‬سنة‪ ،‬يعانون من الفقر «المتعدد‬ ‫األبعاد»‪ ،‬يعني الفقر المركب‪ .‬هذه «البيــانـات» المخجلة‬ ‫بالنسبة لبلد الـ ‪ TGV‬والمونديال ‪ ،2026‬ذي الكلفة التي‬ ‫تتعدى ‪ 15‬مليار درهم‪ ،‬نشرت بإشراف وزارة الحقاوي التي‬ ‫سبق وأن ادعت‪ ،‬عن باطل طبعا‪ ،‬تحت قبة البرلمان أن الفقر‪،‬‬ ‫بالمفهوم العالمي‪ ،‬انتفى من المغرب‪! ‬‬ ‫والمصيبة أن أطفال الفقر المغاربة يكونون عرضة للفقر‬ ‫منــذ فتـح أعينهم على بلدهم الغني بفوسفاطه وفالحته‬ ‫وصناعته وسياحته وتجارته وأيضا بخطبه ووع��وده‪ ،‬إلى أن‬ ‫يلتحقوا بصف «المداويخ»‪ .‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪4‬‬

‫شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم‬ ‫(‪ 1897‬ـ ‪)1955‬‬

‫قربالة ”بــ «املطعم البلدي»‬ ‫بينما استعان عمدة فاس األزمي بالقوات العمومية لمواجهة‬ ‫احتجاجات تجار سوق الجملة للخضر والفواكه وتسجيل دعوى‬ ‫استعجالية ضدهم بتهمة عرقلة حركة الولوج إلى السوق‪ ،‬فضل‬ ‫عمدة طنجة‪ ،‬البشير العبدالوي مواجهة سيل جارف من االحتجاجات‬ ‫داخل قاعة االجتماعات بمجلس الجهة‪ ،‬وخالل دورة ماي العادية‪،‬‬ ‫وتسلح بصبر أيوب وهو يستمع إلى اتهامات المحتجين بـ «الزبونية»‬ ‫و«المحسوبية» في توزيع المحال التجارية بسوق أرض الدولة‪ ،‬ببني‬ ‫مكادة‪.‬‬ ‫التجار «المتضررون « من عملية التوزيع تلك‪ ،‬نقلوا احتجاجاتهم‬ ‫من فضاء بني مكادة‪ ،‬إلى باب مقر الوالية‪ ،‬ثم إلى جوار مجلس الجماعة‪،‬‬ ‫رافعين الفتات ومرددين شعارات تطالب بإنصافهم‪ ،‬وبعد أن أصابهم‬ ‫شعور باليأس من العثور على رجل لبيب يصغي إليهم ويناقش‬ ‫الوضع معهم ‪ ،‬قرروا «اقتحام» دورة ماي العادية لمجلس جماعة طنجة‪،‬‬ ‫في مواجهة وصفت بـ «العنيفة» مع مجلس الجماعة‪ ،‬حيث «احتلوا»‬ ‫بالكامل فضاء القاعة الكبرى لالجتماعات‪ ،‬ووصلوا إلى المنصة الرسمية‬ ‫‪ ،‬وخاطبوا الرئيس وصحبه بلغة «الغيض» و «الغضب» ليظل البشير‬ ‫العبدالوي هادئا رغم محاوالت «يائسة» لتهدئة الوضع وامتصاص‬ ‫غضب المحتجين الذين فرضوا أنفسهم وموضوع احتجاجاتهم على‬ ‫جدول أعمال الدورة‪ ،‬وخلقوا أجواء مشحونة وفوضى عارمة داخل‬ ‫القاعة كما تسببوا في حالة ارتباك شديد بين أعضاء المجلس الذين‬ ‫بدت عليهم حالة من الدهشة و الذهول ‪.‬‬ ‫المحتجون‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬واجهوا الرئيس ومجلسه «الموقر» بلوائح‬ ‫لعدد من المستفيدين بغير حق‪ ،‬حسب رأيهم‪ ،‬من المحال التجارية‪،‬‬ ‫لعدم استيفائهم الشروط المحددة لذلك‪ ،‬بينما وقع حرمان من لهم‬ ‫األحقية حسب شروط األقدمية والمهنية‪.‬‬ ‫الشعور بالحرمان والظلم والغبن و «الحكرة» دفع بالعديد من‬ ‫التجار إلى الصراخ بقوة داخل القاعة‪ ،‬في وجه الرئيس و «وجوه»‬ ‫مجلسه‪ ،‬وتسبب في حاالت إغماء في صفوف المحتجين ــ طبعا ــ كان‬ ‫ضحيتها رجل وامرأة ‪ ،‬سقطا أرضا‪ ،‬بعد دخولهما في حالة غيبوبة‪،‬‬ ‫ليتم نقلهما إلى المستشفى المركزي محمد الخامس ‪ ،‬لتلقي العالج‪،‬‬ ‫ما ضاعف من حالة االرتباك لدى أعضاء مكتب المجلس‪ ،‬الذي كان‬ ‫يتوسطهم إلى جانب الرئيس‪ ،‬القائم مقام» أمحجور الذي التزم‬ ‫الصمت‪ ،‬في هذه الواقعة‪ ،‬على غير عادته !‬ ‫وبعد أن استحال أمر مواصلة أشغال هذه الدورة‪ ،‬بالرغم من دعوات‬ ‫المجلس والسلطة «الوصية» إلى التهدئة‪ ،‬رفع الرئيس الجلسة ‪ ،‬األمر‬ ‫الذي لم يمنح التجار المتضررين من مواصلة احتجاجاتهم والمطالبة‬ ‫بإنصافهم والتنديد بـ «المتالعبين» بحقوقهم ومصالحهم‪ ،‬مطالبين‬ ‫بمراجعة مسطرة تسجيل المستحقين و «بتدقيق» المعطيات التي‬ ‫بنى المسؤولون عليها اختياراتهم في جو من الوضوح والشفافية‬ ‫والتشارك‪.‬‬ ‫المجلس عاد بعد ساعة ونصف الساعة إلى استئناف أشغاله لدراسة‬ ‫بعض القضايا التنظيمية ‪ ،‬دون التطرق لـ «القضية» !!!‪.....‬‬ ‫ورحم اهلل شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم الذي أنشد في حق‬ ‫المطعم البلدي بطنجة قصيدته الرائعة التي يقول في مقدمتها‪:‬‬

‫�شان به ف�إن َ‬ ‫�إذا كان يف كل �أر�ض ما ُت ُ‬ ‫طنجة فيها املطعمُ البلــــدي‬ ‫�أخالق �سكــانها كامل�ســك يف �أرج بعك�س �أخالق رب املطعم البلــدي‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫الفقر اللعين يحرم مغاربـة المستقبـل‪ ،‬في الحواضر‪،‬‬ ‫وخاصة في البوادي‪ ،‬من الرعاية الصحية‪ ،‬ومن التعليم الذي‬ ‫يصطابه» أبناء الذوات‪ ،‬ومن التغذية التي يعتقون بها الروح‪،‬‬ ‫بدل التغذية المتكاملة المتوازيــة‪ ،‬الضروريــة لنموهــم‬ ‫الفيزيولوجــي‪ ،‬وحتى الحصول على المياه المعالجة‪ ،‬والمرافق‬ ‫الصحية التي ينوب عنها «خالء» أرض اهلل الواسعة‪ ،‬أما السكن‪،‬‬ ‫فترف أيما ترف‪....!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD ‬‬

‫التعليم �ضمن «كوكبة الذيل»‬ ‫يف العامل‬ ‫لعـل الرميــد وصحبــه سوف يحركــون «بطارياتهــم»‬ ‫الهجومية‪ ،‬ضد إح��دى مؤسسات اليونيسكو التي وصفت‬ ‫وضعية التعليم بالمغرب بـ «الكارثية»‪! ‬‬ ‫وهكدا سوف تدخل اليونيسكو خانة المنظمات الدولية‬ ‫التي تصدر تقييمات «غير دقيقة»‪ ،‬بل وأحيانا «مغرضة»‬ ‫للوضع المغربي في مختلف الميادين‪ ،‬ومنها التعليم الذي‬ ‫«طلع» في ذيل «القائمة»‪« ،‬وال فخر» بعد أن احتل الرتبة‬ ‫العاشرة بعد المائة من أصل ‪ 160‬دولة شملها التصنيف‬ ‫الخاص بجودة التعليم‪ ،‬ومنها أيضا مجال حقوق اإلنسان‬ ‫و«التعذيب»‪ ،‬الذي نفى الوزير يوما أن يكون «ممنهجا»‪ ،‬بل‬ ‫يدخل في إطار «التجاوزات»‪ ... !!! ‬التي تسببت لشاب طنجة‪،‬‬ ‫إبراهيم‪ ،‬في شلل شبه كامل‪ ،‬بعد أن تعرض للتعنيف الكامل‬ ‫على يد «مخازنة» «سيد القايد»‪...!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫البطالة «الوطنية»‬ ‫وفق «كنا�ش املندوبية»‬

‫مندوبية التخطيط «تحســب لوحدهــا» و ِّ‬ ‫«الي يحسـب‬ ‫لوحده يشيط ليه» هكذا يقول المثل الشائع‪ ،‬وهو على قدر‬ ‫كبير من الوجاهة‪ ! ‬فقد خلصت إلى أن عدد السكان العاطلين‬ ‫«عن العمل بالمغرب‪ ،‬بلغ مليونا و‪ 90‬ألف شخص على الصعيد‬ ‫الوطني‪ .‬إضافة إلى ‪ 33‬ألف وفرد جديد على سوق العطالة‪،‬‬ ‫خالل الفصل األول من العام الجاري‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن معدل البطالة بالمغرب «تراجع» «بشكل‬ ‫طفيف» مقارنة مع الفصل األول من سنة ‪.2017‬وأن البطالة‬ ‫«المدنية» نسبة إلى المدينة‪ ،‬حافظت على استقرارها بينما‬ ‫تقلصت البطالة بالعالم القروي‪.‬‬ ‫المندوبية «توسعت» في البيانات حول بطالة الرجال‬ ‫وبطالة النساء ومستوى تعليمهم وتعليمهن لتخبر بأن ثلثي‬ ‫«البطاليين» المغاربة‪« ،‬يئسوا» من البحث عن شغل بالرغم‬ ‫من مئات اآلالف من «المناصب» الجديدة التي يعلن عنها وزير‬ ‫القطاع‪ ،‬حفيظ العلمي‪ ،‬كلما حل بالمنطقة الصناعية بطنجة‪،‬‬ ‫أو بغيرها من المناطق‪ ،‬واضعا الحجر األس��اس أو مدشنا‬ ‫لمشاريع جديدة بالماليير‪! ‬‬ ‫والسبب‪ ،‬حسب مندوبية التخطيط‪ ،‬أن الـ ‪ 116‬ألف من‬ ‫مناصب الشغل التي أحدثها االقتصاد الوطني‪ ،‬بين الفصل‬ ‫األول من السنة الماضية ونفس الفصل من العام الجاري كانت‬ ‫بعيدة عن تغطية حاجيات سوق البطالة الوطنية‪.! ‬‬ ‫فهل تصدق أن المغرب بجهاته أالثنتي عشرة وسكانــه‬ ‫الذين يجاورون األربعين مليونـا ال يوجـد به سـوى مليون‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫عاطل؟‪ .‬وإذا‪ ،‬فنحن أقوى بكثير من أقوى الدول الصناعية‬ ‫بالعالم‪....!!! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الرعاية االجتماعية‪:‬‬ ‫‪ 5‬دراهم يف اليوم لتغذية النزالء‪! ‬‬ ‫الذي يسمع العزيزة الحقاوي وهي تتحدث عن األسرة‬ ‫والطفل والراميد وتعويضات األرام���ل‪ ،‬وقانون اإلحسان‬ ‫العمومــي‪ ،‬وصندوق التماســك االجتماعــي والسياســـات‬ ‫«المندمجة» لرعايــة الطفولة واألشخاص في وضعية إعاقة‪،‬‬ ‫وهلم جــرا‪« ،‬يقول هنا نبات»‪ .....! ‬وهاهو المجلس األعلى‬ ‫للحسابات‪« ،‬يعري المستور» ويكشف للعيان أن نفقات التغذية‬ ‫السنوية لكل نزيل بعدد من مؤسسات الرعاية االجتماعية ال‬ ‫تتعدى ‪ 2000‬درهم‪ ،‬أي ‪ 5‬دراهم للفرد يوميا‪ ،‬لما يفوق ‪69‬‬ ‫بالمائة من النزالء و‪ 21‬درهم يوميا لما يناهز ‪ 3‬بالمائة‪ ،‬ققط‪.‬‬ ‫وأن معظم النزالء ال يتوفرون على بطاقات الراميد وأن مديري‬ ‫المؤسسات هم من يتقدمون بطلبات عالج بعض النزالء ‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى افتقار جل مؤسسات الرعاية االجتماعية‬ ‫إلى أطر متخصصين فإن ‪ 147‬مؤسسة من مؤسسات الرعاية‬ ‫االجتماعية ال تحترم الطاقة االستيعابية‪ ،‬مما يؤثر على جودة‬ ‫الخدمات حيث تتجاوز الطاقة االستيعابية المرخص بها ‪100‬‬ ‫بالمائة وأكثر في عدد من الحاالت وأن ‪ 17‬بالمائة من هذه‬ ‫المؤسسات هي التي خضعت لبعض المراقبة‪ ،‬ما بين ‪2012‬‬ ‫و‪ .2016‬وأن ‪ 65‬في المائة من مجمل المؤسسات لم تخضع‬ ‫قط ألي عملية مراقبة ‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«مخازنية» املغرب يتدربون يف فرن�سا‬ ‫على �أ�ساليب مواجهة العنف‪!!! ‬‬ ‫هل هم‪ ،‬فعال‪ ،‬بحاجــة إلى تدريــب على هذا النــوع من‬ ‫«الخدمة االجتماعية» وقد عودونا‪ ،‬في كل مناسبة يدعون‬ ‫فيها إلى «تأطير» التدخالت الشعبية‪ ،‬على مهــارات خارقــة‪،‬‬ ‫في القيام بواجبهم وأداء مهامهم على الوجــه الذي يرضي‬ ‫كبارهم‪...! ‬‬ ‫وبالرغم من أن األمر يتعلق هنا بفوج جديد من «خدام‬ ‫الدولة» سوف يتخرج قريبا من مدرسة متخصصة فإننا‬ ‫واثقون بأن فوج المخازنية الـ ‪ Juniors‬قادر على أن يعطي‬ ‫دروسا تقنية للفرق األمنية الفرنسية المحترفة‪ ،‬في مواجهة‬ ‫أعمال الشغب‪ ،‬خاصة وفرنسا تشهد شغبا في كل مكان‪ ،‬من‬ ‫الجامعة إلى االسكك الحديدية إلى الميطرو إلى مواجهة‬ ‫سلسلة «اإلصالحات» التي جاء بها الرئيس ماكرون‪ ،‬بهدف‬ ‫«تغيير فرنسا»‪ ،‬إلى االحتجاجات على بناء مطار جديد قرب‬ ‫نانط‪ Notre-Dame- Des Landes ،‬وهو المشروع الذي‬ ‫أرغمت االحتجاجات الشعبية الحكومة الفرنسية على إقباره بعد‬ ‫خمسين عاما من المواجهات مع الرافضين‪.‬‬ ‫وحسب جريدة المساء التي أوردت الخبر‪ ،‬فإن مخازنية‬ ‫المغرب سيتلقـون تكوينــا بتقنيات متطــورة «تتوافـق‬ ‫مع المقتضيات الدولية الحترام حقوق اإلنسان» والحال أن‬ ‫المخازنية عندنا ليسوا بحاجة إلى إضافات فيما يخص حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فهم يمارسون احترام تلك الحقــوق الكونية التي‬ ‫جاءت بها الثورة الفرنسية‪ ،‬ونقلها إلى المغرب بعد ترجمتها‬ ‫إلى العربية الرائد محمد الحسن الوزاني رحمه اهلل‪ ،‬بعد‬ ‫تأسيسه لـ «الحركة القومية» سنــة ‪ ،1937‬التي كانت قاعدة‬ ‫لحزب الشورى واالستقالل الذي تأسس سنة ‪.1946‬‬ ‫وال أدل على حرص المخازنية على االنضباط بمنظومة‬ ‫حقوق اإلنسان الكونية‪ ،‬المعاملة «المثاليـــة» التي ووجــه‬ ‫بها «إبراهيم» طنجة الموجود حاليا «مرميا» بـ «قنت» من‬ ‫مسكن والديه‪ ،‬بعد ما أصيب بشلل شبه كامل‪ ،‬جراء المعاملة‬ ‫«الحقوقية» التي تعرض لها‪ ،‬في ذلك اليوم المشؤوم‪ ،‬بباحة‬ ‫بني مكادة بعد أن «هز الكلب» ثالثة من رجال «سيد القايد»‬ ‫إلى «فاركونيطة» القوات المساعدة‪ ،‬حيث تناول «الثمر‬ ‫والحليب» وأخذ قسطا من الراحة قبل أن «يرمى به خارج‬ ‫المركبة ليسقط أرضــا في حالة إغماء خرج منهــا عاجزا عن‬ ‫الحركة والنطق‪.‬‬ ‫ألم أقل لكم إن «مخازنية» المغرب قادرون على إعطاء‬ ‫دروس تقنية في مواجهة أعمال الشغب‪ ،‬في احترام تام‬ ‫لمنظومة حقوق اإلنسان‪ ،‬ولو أن هذا الحكم يبقى محصورا في‬ ‫«الفرسان الثالثة» ‪! Les trois mousquetaires‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪941‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫«فلنتبرّع جميعنا»‬

‫التبرع باألعضاء ‪ ...‬جسر الربط بين ضفتي الموت و الحياة‪...‬‬ ‫الحياة عند اهلل مقدسة و منح الحياة لآلخر قمة اإلرتقاء بالنفس والجسد‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ال أعتقد أن كثيرين سألوا أنفسهم هذا السؤال‪ ،‬إنه سؤال بعيد وغير ضروري‪ ،‬ويجلب اإلكتئاب‪ ،‬ال‪ ‬نفكر‬ ‫فيه ألنه يترادف مع الموت‪ ،‬مع الخوف‪ ،‬مع اآلخرة‪ ...‬ال نفكر فيه ألننا ال نحتاجه‪ ...‬ولسنا مضطرين إليه‪...‬‬ ‫لكن في لحظة ما‪ ،‬يصبح ملحاً‪ ،‬يمرض أحد اإلخوة‪ ،‬األبناء‪ ،‬األهل‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬أو حتى نحن‪ ،‬يصبح السؤال‬ ‫قريباً‪ ،‬ملحاً‪ ،‬غاضباً‪ ...‬إنه سؤال البديهة‪ ،‬هل من المعقول أن يموت كل هؤالء سنوياً‪ ،‬أن يصابوا بالعمى‪،‬‬ ‫بتشمع الكبد‪ ،‬بالقصور الكلوي‪ ...‬أن يشعروا بكل هذه اآلالم‪ ،‬والحل قريب منهم‪ ،‬وال يستطيعون الوصول‬ ‫إليه‪ ،‬الحل بأن يسأل كل واحد منا هذا السؤال وال يؤجله‪ ...‬ألن الحياة قصيرة لنا و لغيرنا‪.‬‬ ‫وبينما نؤجل اإلجابة تنمو سوق سوداء لألعضاء ترتفع فيها األسعار حسب الطلب وتنخفض تبعاً‬ ‫للعرض‪ ،‬وتصبح تجارة البتزاز المريض والمزايدة على ثمن العضو‪ ،‬حيث يحصل الفقراء على مبالغ بسيطة‬ ‫من أجل التبرع بأعضائهم التي تباع بدورها الى متلقين مستعدين لدفع كل ما يملكون من أجل الحصول‬ ‫على فرصة جديدة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من وجود آالف المتوفين دماغياً إال أن هناك رفضاً للتبرع باألعضاء‪ ،‬رفض اجتماعي ليس‬ ‫له ما يبرره‪ ،‬رغم أن الدين قال كلمته‪ ،‬ما يشكل تحدياً إلنقاذ آالف المرضى لتكتب لهم الحياة من جديد‪.‬‬ ‫عودة إلى سؤال البداية‪ ،‬لنسأل سؤا ًال آخراً‪ ،‬هل أنت مستعد لشراء عضو بشري إذا احتجت إليه؟ هل أنت‬ ‫مستعد لصياغة كل التبريرات وإيجاد كل المسوغات لتنقذ نفسك ومن تحب‪ ...‬رغم أن للدين والقانون رأي‬ ‫واضح‪ ...‬باعتبار هذا الشراء جريمة وخطيئة؟‬ ‫بين الموت وتأجيل المـوت‪ ...‬تجارة تحول اإلنسان وقيمه لقطع غيـار‪ ...‬وبين ضفة الحيـاة وضفة‬ ‫الموت‪ ،‬ممر عبر اآلخر‪ ...‬عبر اإلنسان‪ ،‬على الضفة األولى هناك مرضى محكوم عليهم باأللم‪ ،‬وعلى الضفة‬ ‫األخرى‪ ،‬هناك الحل‪ ،‬أعضاء بشرية‪ ،‬تمنح الحياة مرة ثانية‪ ،‬وبين الضفتين‪ ،‬جسر هو التبرع‪ ...‬هذا الملف‬ ‫هو دعوة لعبور هذا الجسر‪...‬‬ ‫ال تزال عمليات زرع األعضاء البشرية تعرف نقصا كبيرا بالمستشفيات المغربية‪ ،‬ورغم الجهود المبذولة‬ ‫من طرف الجهات المختصة من أجل رفع عدد العمليات سنويا واإلقتراب من المعدالت العالمية في هذا‬ ‫الجانب من خالل سنّ التشريعات القانونية المنظمة وتوفير الوسائل واألجهزة الطبية الالزمة‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫الجهود تواجهها العديد من العقبات من أهمها نقص عدد المتبرعين‪ ،‬الذي يرجعه الخبراء إلى سيادة‬ ‫بعض األفكار التقليدية التي ترى في العملية تعدي غير مقبول على الجسد اإلنساني‪ .‬ولم تفلح الحمالت‬ ‫اإلعالمية للتوعية بأهمية التبرع إلنقاذ األرواح في تجاوز الثقافة الشعبية الرافضة‪.‬‬ ‫ما زال التبرّع باألعضاء في المغرب يواجَه بتردّد مجتمعيّ ملحوظ يترجم خطوات محدودة‪ ،‬لكن‬ ‫المملكة‪ ،‬بحسب مراقبين‪ ،‬تعدّ متقدمة في مجال تنظيم التبرّع باألعضاء واألنسجة البشرية‪ ،‬بالمقارنة مع‬ ‫عديد من الدول العربية‪ .‬‬ ‫وبالرغم من الجهود الكثيرة التي بذلها المغرب على مستوى التشريع‪ ،‬من خالل سن قوانين مرنة‬ ‫ّ‬ ‫تحث على التبرع باألعضاء‪ ،‬إال أن المواطنين المغاربة ما زالوا متخوفين من اإلقدام على التبرّع‪ ،‬نتيجة‬ ‫ضعف في هذه الثقافة‪ ،‬وبهدف تشجيع المواطن المغربي على تسجيل نفسه على قائمة الراغبين في‬ ‫التبرّع بأعضائهم بعد وفاتهم‪ ،‬نشأت حمالت شاركت فيها وجوه فنية ومدنية وسياسية بمختلف مدن‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتفيد معطيات سابقة لوزارة الصحة المغربية بأن نسبة المتبرعين باألعضاء في المغرب ال تتخطى‬ ‫‪ 0.4‬مواطن لكل مليون مواطن‪ ،‬وعمليات التبرّع ّ‬ ‫الموثقة شملت الكلى والنخاع العظمي وقرنية العين‪ ،‬وقد‬ ‫بلغ عددها ‪ 820‬عمليّة بحسب السجل الخاص بالتبرّع بعد الوفاة‪.‬‬ ‫نجيبة‪.‬ب‪ ،‬شابة تخرجت حديثاً من جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬تعاني من مشكلة عويصة في إحدى‬ ‫عينيها‪ ،‬تتفاقم مع مرور الوقت‪ ،‬بالتالي‪ ،‬ال بدّ من خضوعها لعملية زرع قرنية‪ ،‬لكن العملية مكلفة مادياً‪،‬‬ ‫وتتطلب متبرّعاً ّ‬ ‫يتعذر العثور عليه‪ .‬‬ ‫وتقول نجيبة‪« :‬سجّلت اسمي على قائمة اإلنتظار المعمول بها إلجراء عملية زرع قرنية في مستشفيات‬ ‫المغرب‪ ،‬ومن خالل تجربتي‪ ،‬اكتشفت أن المتبرعين باألعضاء البشرية قليلون جداً‪ ،‬ال يتجاوز عددهم بضع‬ ‫حاالت فيما يزيد عدد سكان المغرب عن ‪ 34‬مليون نسمة»‪ .‬‬ ‫خديجة من مدينة أصيلة‪ ،‬إمرأة في أواخر عقدها الرابع‪ ،‬تخبر أنها تعاني من ضمور تام في وظيفة‬ ‫الكبد من جراء تعرضه للتليف‪ ،‬وهو ما يتطلب عملية‪ ‬زرع عضو بديل‪ ،‬لكن ذلك لم يتيّسر لها بعد‪ ،‬وتشير‬ ‫إلى أن األطباء المعالجين نصحوها بإجراء العملية الجراحية في بلد أوروبي إن تو ّفر المال لديها‪ .‬‬ ‫في السياق نفسه‪ ،‬يردّد المعنيون بالقطاع الصحي في البالد دائماً‪ ،‬أن عمليات زرع الكلى في المراكز‬ ‫اإلستشفائية في المغرب أفضل حا ًال من غيرها‪ ،‬وقد أشير أخيراً إلى أن زرع الكلى متاح حالياً للمرضى‬ ‫المحتاجين‪ ،‬على الرغم من أن األعضاء المتو ّفرة أقل بكثير من الحاجة‪ .‬‬ ‫وتظل معاناة المرضى المغاربة‪ ،‬الذين يحتاجون إلى زرع أعضاء‪ ،‬معاناة إنسانية كبيرة على الصعيدَين‬ ‫الجسدي والنفسي‪ ،‬ما دامت ثقافة التبرّع غائبة في المجتمع المغربي‪ ،‬بالرغم من التشجيع القانوني‬ ‫ومواعظ رجال الدين‪ .‬‬ ‫ويوضح المحامي والباحث في العلوم القانونية‪ ،‬محمد بنجلون‪ ،‬أن «القانون الجديد الذي ّ‬ ‫ينظم التبرع‬

‫باألعضاء‪ ،‬حدّد عدداً من الشروط التي يتوجّب تو ّفرها قبل الخوض في أية عملية تبرّع‪ ،‬بذلك‪ ،‬يحرص‬ ‫المشرّعون على عدم تحوّل األمر إلى متاجرة باألعضاء البشريّة أو احتيال يضرّ بأي من الفري َقين»‪ .‬‬ ‫ويشدّد بنجلون على أن «القانون‪ ،‬وبالرغم من إجازته عمليات التبرّع باألعضاء واألنسجة البشريّة‪،‬‬ ‫إال أنه ظل حذراً في ما يتعلق بفتح الباب واسعاً في هذا المجال»‪ ،‬ويشرح أن النص القانوني أعطى «كل‬ ‫شخص راشد يتمتع بكامل أهليته» الحقّ في أن «يعبر وهو على قيد الحياة‪ ،‬بترخيص أو منح أحد أعضائه‬ ‫أو أعضاء معيّنة بعد مماته»‪ .‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الفنان المغربي‪ ،‬الممثل هشام بهلول‪ ،‬كان قد تقدّم بطلب ترخيص للتبرّع‬ ‫بأعضائه بعد وفاته قبل سنة تقريبا أمام المصالح القضائية المختصة‪ ،‬فسجل إسمه في السجل الخاص‬ ‫بالتبرّع باألعضاء البشرية لدى المحكمة اإلبتدائية لمدينة الدار البيضاء‪ ،‬وهو ما أثار ترحيباً كبيراً بين‬ ‫المغاربة‪ .‬‬ ‫من جهته‪ ،‬كان قد أقدم وزير العدل والحريات السابق‪ ،‬مصطفى الرميد‪ ،‬على الخطوة نفسها‪ ،‬وأعلن‬ ‫عن إدراج إسمه في السجل الخاص بالتبرّع باألعضاء بعد وفاته لدى محكمة الدار البيضاء‪ ،‬وذلك «من أجل‬ ‫أن يُستفادَ منها طبياً في عمليات زرع للمرضى المحتاجين إليها»‪ .‬‬ ‫لماذا إذن ال يتبرع المغاربة بأعضائهم؟ لماذا القلة القليلة من المغاربة فقط توصي بالتبرع بأعضائها‬ ‫بعد وفاتها ونادرا قيد الحياة؟‬ ‫المفارقة الصادمة أن العديد من المغاربة المرضى يتألمون يصرخون يئنون من وجع المرض الذي‬ ‫ينهك صحتهم وجيوبهم‪ ،‬بسبب تلف عضو أو فشله وقصوره في تأدية وظيفته‪ ،‬مثل الكلية‪ ،‬الكبد‪ ،‬المعدة‪..‬‬ ‫علما أن المغربي وهذه حقيقة ال مجاملة فيها‪ ،‬يسارع إلى الخير‪ ،‬محب للمبادرات التطوعية‪ ،‬وبالتالي هناك‬ ‫خلل يجب كشفه في إشكال التبرع باألعضاء؟؟‬ ‫من خالل النقاش مع مجموعة من األشخاص‪ ،‬وتقصي وجهة نظرهم‪ ،‬معظمهم صرح بعدم ثقته في‬ ‫الجهة التي ستقوم بتسلم األعضاء‪ ،‬واألشخاص الذين سيستفيدون‪ ،‬وخالصة اآلراء المتقاربة تجمع على‬ ‫غياب الثقة في مؤسسات الصحة‪ ،‬واعتبار كلمة «تبرع» و «تطوع» مجرد خدعة الستدراج البسطاء من‬ ‫الناس لمنح أعضائهم لتجار الصحة‪ ،‬الذين ال يأبهون بآالم المرضى ومعاناتهم‪ ..‬‬ ‫إن تمثالت معظم المغاربة لمسألة التبرع المرتبطة بالجسد بدءا من التبرع بالدم‪ ،‬توجهها مسألتان‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مصداقية الجهة المشرفة‪ ،‬وهنا أعطي مثاال على ارتفاع نسبة التبرع بالدم‪ ،‬عندما تبرع الملك‬ ‫محمد السادس بدمه‪ ،‬مما منح المصداقية للجهة المتسلمة‪ ،‬باعتبار أن الملك يتابع هذه المبادرة‪،‬‬ ‫إذن الينبغي اإلستخفاف بثقة المغاربة‪ ،‬سيما أمام التراكم التاريخي لغياب الثقة بين المواطن‬ ‫والمؤسسة الصحية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الشفافية في تدبير رصيد المتبرعين باألعضاء‪ ،‬من خالل عملية التوثيق للمستفيدين‪ ،‬بكل‬ ‫المعطيات التي من شأنها إزالة الغموض والشك وبناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الصحة‪.‬‬ ‫أيضا ال يمكن إغفال الترسانة القانونية المغربية المتطورة‪ ،‬تجاة قضية التبرع‪ ،‬والتي أحاطت التبرع‬ ‫باألعضاء بإجراءات قانونية استباقية‪ ،‬تمنع المتاجرة باألعضاء البشرية‪ ،‬لكنها تبقى غير كافية‪ ،‬حيث ال‬ ‫يواكبها تحسيس عبر مختلف مؤسسات الدولة‪ ،‬كاإلعالم‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المسجد‪ ،..‬وهو مايجعل ثقافة التبرع‬ ‫باألعضاء تبقى غامضة دينيا وثقافيا وهامشية في النقاشات اليومية‪ ،‬لكونها لم تصل إلى مستوى‬ ‫المواضيع التي تحظى بجاذبية كالرياضة أوالموسيقى‪ ،‬أو السياسة‪ ،‬وهو ما يجعل المغرب متأخر عن األردن‬ ‫والسعودية ومصر‪ ،‬وتونس والعديد من الدول التي قطعت أشواطا كبيرة في رفع معدالت التبرع باألعضاء‪،‬‬ ‫في حين أن التبرع باألعضاء هو طريق منح حياة إلنسان يتألم ويتألم معه من يحبونه‪ ،‬ختاما ال بد من‬ ‫تأسيس بنك للتبرع باألعضاء‪ ،‬هو بنك لصناعة الحياة‪ ،‬والتزود لدار البقاء‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪« :‬ومن أحياها‬ ‫فكأنما أحيا الناس جميعا»‪.‬‬ ‫تقبل المجتمع لفكرة التبرع باألعضاء البشرية بحاجة إلى برنامج توعوي مبني على دراسات وتجارب‬ ‫دول أخرى من قبل متخصصين واألمر أيضاً يتطلب كسر الحاجز النفسي لألفراد لتقبل الفكرة مع توضيح‬ ‫الجانب اإلنساني واألخالقي لهذا العمل وما تترتب عليه من نتائج ايجابية قد تساهم في إحياء نفس بشرية‬ ‫كانت تنتظر الموت في أي لحظة‪.‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا بأعضائنا بعد مماتنا‪ ،‬و لنكسر هذا الحاجز و نلغيه من أجندة الطابوهات التي باتت‬ ‫تسيطر على خط سيرنا في الحياة‪.‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا من أجل الفوز بأجر ال يعدّ و ال يحصى ‪ ....‬فالحياة عند اهلل مقدّسة و منح الحياة لآلخر‬ ‫قمة اإلرتقاء بالنفس والجسد‪.‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا و لنعد النظر في ثقافات بالية تحرمنا من إنسانيتنا التي خلقنا اهلل من أجلها ‪......‬‬ ‫فلنتبرع جميعنا‪...‬‬


‫العدد ‪941‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫وفد وزاري بالناظور لتفقد أشغال بحيرة «مارتشيكا»‬ ‫السياحية‬ ‫بعد انعقاد الدورة السادسة للمجلس اإلداري‬ ‫لوكالة تهيئة بحيرة «مارتشيكا» السياحية يوم ‪18‬‬ ‫أبريل الماضي برئاسة رئيس الحكومة سعد الدين‬ ‫العثماني حل‪ ،‬صبيحة يوم اإلثنين بالناظور‪ ،‬وفد‬ ‫وزاري يضم أعضاء بالمجلس اإلداري للوكالة‪ ،‬منهم‬ ‫محمد اعمارة وزير النقل والتجهيز واللوجستيك‪،‬‬ ‫ومحمد ساجد وزير السياحة ومدير صندوق الحسن‬ ‫الثاني للتنمية‪ ،‬وعدد آخر من المعنيين بمشروع‬ ‫تهيئة البحيرة‪.‬‬ ‫أعضاء الوفد الوزاري قاموا بتفقد عدد من‬ ‫المشاريع التي سبق أن دعا سعد الدين العثماني إلى‬ ‫تسريع وتيرة أشغالها حتى يكتمل وفق الغالف الزمني‬ ‫المحدد لها‪ ،‬وقد أوضح وزير السياحة محمد ساجد أن‬ ‫مشروع «مارتشيكا» مشروع سياحي له بعد إيكولوجي‬ ‫يساير توجهات البالد‪ ،‬كما أنه مشروع مندمج‬ ‫بمحيطه وسيساهم في إعادة هيكلة البنية التحتية‬ ‫للمنطقة‪ ،‬لذلك فوزارة السياحة‪ ،‬يضيف وزيرها‪،‬‬ ‫مستعدة لدعم المشروع‪ ،‬سيما على المستوى العالمي‬ ‫والشركة المكلفة بإنجازه تشتغل مع دول صديقة‬ ‫بإفريقيا‪ ،‬خاصة بعد تقديم المشروع باألمم المتحدة‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وشدد وزير النقل والتجهيز واللوجستيك‬ ‫على أن وزارته حاضرة بقوة في المشروع الذي تم إقرار‬ ‫تحويل الشركة المكلفة به من شركة ذات مجلس‬ ‫رقابة إلى شركة بمجلس إداري ومدير عام سيتم‬ ‫تعيينه قريبا‪ ،‬وهذا من شأنه أن يساهم في المزيد من‬ ‫التسريع في إنجاز المشاريع والتي ستوفر عددا مهما‬ ‫من فرص الشغل بالمنطقة‪.‬‬ ‫اعمارة أوضح أن المطار سيتم الشروع في إحداثه‬ ‫قريبا بعد معالجة المشاكل التي تحيط به‪ ،‬كما أن‬ ‫الطريق السيار لربط البحيرة السياحية بالميناء‬ ‫المتوسطي بالناظور يوجد قيد الدراسة‪.‬‬

‫إلى ذلك‪ ،‬فتحت زيارة الوفد الوزاري لبحيرة‬ ‫وسط‬ ‫«مارتشيكا» اإلثنين الماضي نقاشات‬ ‫المهتمين بالشأن المحلي والسياسي بإقليم الناظور‬ ‫والجهة الشرقية‪ ،‬وذلك بخصوص عدم دعوة أي‬ ‫ممثل للسكان بالمجالس المنتخبة الواقعة تحت نفوذ‬ ‫البحيرة لمواكبة أشغال لقاءات الوزراء والمسؤولين‬ ‫رغم كونهم أعضاء بقوة جماعات الناظور‪ ،‬بني أنصار‬ ‫وأركمان وبوعرك‪ ،‬إلى جانب رئيس المجلس اإلقليمي‬ ‫وال حتى رئيس مجلس الجهة الشرقية عبد النبي‬ ‫بعيوي‪.‬‬

‫مصادر من الناظور كشفت ل»المساء» أن عدم‬ ‫دعوة ممثلي سكان إقليم الناظور لحضور أشغال‬ ‫زيارة الوفد الوزاري من المرجح أن تكون له عالقة مع‬ ‫الصراعات السياسية القوية التي تشهدها المجالس‬ ‫المنتخبة باإلقليم‪ ،‬والتي أضعفت قوتها االقتراحية‪،‬‬ ‫سيما بمشروع ضخم يفرض االلتزام بقرارات مجلسه‬ ‫اإلداري وتنفيذ دعوة رئيس الحكومة إلى تسريع أشغال‬ ‫تهيئة البحيرة وفق الغالف الزمني المحدد لها‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫مندوبية الغابات تخصص ‪ 200‬مليون درهم‬ ‫لتقليص الحرائق‬

‫كشف عبد العظيم الحافي‪ ،‬المندوب السامي للمياه‬ ‫والغابات ومحاربة التصحر أن حرائق الغابات التي عرفها‬ ‫المغرب سنة ‪ 2017‬التهمت ‪ 2414‬هكتارا‪ ،‬معلنا خالل لقاء‬ ‫اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية الذي‬ ‫احتضنته طنجة يوم الخميس‪ ،‬أن المندوبية ستخصص‬ ‫أزيد من ‪ 200‬مليون درهم للحد من حرائق الغابات‪.‬‬ ‫وأورد الحافي أن العام الماضي وحده سجل ‪433‬‬ ‫التهمت ‪ 2414‬هكتارا من الغابات بنسبة ‪ 5.5‬هكتارات‬ ‫للحريق الواحد‪ ،‬معتبرا أن هذه النسبة جد إيجابية خاصة‬ ‫إذا ما قورنت بحرائق الغابات في الدول المجاورة للمغرب‬ ‫ودول حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬مضيفا أن ‪ 65‬في‬ ‫المائة من المساحات المحروقة عبارة عن أعشاب ثانوية‬ ‫ونباتات موسمية‪.‬‬

‫ووفق األرقام التي قدمها الحافي‪ ،‬فإن النيران التهمت‬ ‫‪ 215‬ألف هكتار من غابات البرتغال و ‪ 106‬آالف هكتار من‬ ‫غابات إسبانيا‪ ،‬و‪ 54‬ألف هكتار من الغطاء الغابوي الجزائري‬ ‫و‪ 11‬ألف هكتار من غابات فرنسا‪ ،‬خالصا إلى أن العشرية‬ ‫األخيرة شهدت تقلص المساحات المحروقة من غابات‬ ‫المغرب ب‪ 25‬في المائة رغم ارتفاع نسبة الحرائق ب‪ 10‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص برنامج عمل المندوبية لسنة ‪،2018‬‬ ‫ذكر الحافي أن المؤسسة التي يترأسها خصصت غالفا‬ ‫ماليا بقيمة ‪ 200‬مليون و‪ 700‬ألف درهم سيوظف لتوفير‬ ‫التجهيزات والوسائل الكفيلة بالحد من اندالع الحرائق‪،‬‬ ‫وذلك من خالل تعزيز دوريات المراقبة للرصد واإلنذار‬ ‫المبكر وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار‬

‫بالغابات‪ ،‬وتهيئة نقط الماء مع صيانة وإنشاء أبراج جديدة‬ ‫للمراقبة‪ ،‬وإعادة تأهيل المسالك وتعبئة عدد كبير من‬ ‫مراقبي الحرائق‪.‬‬ ‫والحافي الذي قام بزيارة ميدانية لغابة «كاب سبارتيل»‬ ‫بطنجة من أجل الوقوف عل ما تم إنجازه إلعادة تأهيل‬ ‫الموقع بعد حريق الصيف الماضي‪ ،‬وخاصة عمليات إعادة‬ ‫التشجير‪ ،‬أوضح أن هذا الحريق كان بمواصفات جد معقدة‪،‬‬ ‫لكن تم التحكم فيه والحيلولة دون وقوع خسائر في األرواح‬ ‫والعتاد‪ ،‬بفضل تدخل كل الفرقاء وفق تنظيم وتنسيق‬ ‫محكم‪.‬‬

‫عاشت جماعة بني سلمان بإقليم شفشاون‪ ،‬مساء‬ ‫يوم الثالثاء‪ ،‬استنفارا أمنيا غير مسبوق‪ ،‬بسبب مواجهات‬ ‫عنيفة وقعت بين العديد من األشخاص‪ ،‬حول مساحات من‬ ‫أراضي الجموع التي يتم تخصيصها لزراعة القنب الهندي‪،‬‬ ‫حيث خلفت الصراعات الدامية التي استعمل فيها سالح‬ ‫صيد بدون ترخيص والسيوف واألسلحة البيضاء من مختلف‬ ‫األحجام واألشكال‪ ،‬سقوط قتيل واحد وأكثر من سبعة جرحى‬ ‫تم نقل بعضهم إلى المستشفى اإلقليمي محمد الخامس‬ ‫بشفشاون من أجل العالج‪ ،‬في حين اختار الباقي االختباء‬ ‫في الغابات هربا من االعتقال والخضوع للتحقيق من طرف‬ ‫المصالحالمختصة‪.‬‬ ‫وحسب مصادر متطابقة فإن المواجهات العنيفة التي‬ ‫وقعت بدوار تالعطية التابع لقيادة بني سلمان ضواحي‬ ‫شفشاون‪ ،‬سببها خالفات حادة عمرت لسنوات طويلة (‪ 25‬سنة‬

‫ماذا استفادت المدينــة العتيقــة لتطــوان من‬ ‫المنتدى الدولي للمدن العتيقة‪ ،‬والذي استضافته مدينة‬ ‫المضيق شمال المغرب‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬وتطوف‬ ‫هذه التظاهرة التي وصلت إلى دورتها السادسة‪ ،‬على‬ ‫مدن الشمال‪ ،‬كطنجة والعرائش ووزان وتطوان‪ ،‬إلى أن‬ ‫استقر بها المطاف بالمضيق ؟؟‬ ‫هذا المنتدى الذي تخصص له ميزانية ضخمة‬ ‫تصرف على تنظيم موائد تزخر بما لذ وطاب من‬ ‫جميع أنواع المأكوالت والمشروبات وحجز الفنادق‬ ‫للضيوف على شرف المدينة العتيقة التي تنهار يوما‬ ‫بعد يوم‪ ،‬خصوصا عند تساقط األمطار‪ ،‬حسب العديد‬ ‫من المتتبعين للشأن المحلي‪ .‬ويسهر المشرفون‪،‬‬ ‫على تنظيم منتدى المدن العتيقة الذي تظل ميزانيته‬ ‫والجهات الداعمة له رسميا‪ ،‬يلفها الكثير من الغموض‬ ‫لحد اآلن‪ ،‬على استبدال العنوان كل سنة والشعارات‬ ‫لهذا المنتدى التي تكون مجرد حبر على ورق‪ ،‬من بينها‬ ‫شعار الدورة الرابعة «المدن العتيقة ‪ :‬ملتقى الحضارات‬ ‫وفضاء السياحة الروحية»‪ ،‬والنسخة الخامسة التي كان‬ ‫شعارها «التراث المستدام ‪ :‬تمويل وحكامة»‪ ،‬كما استقر‬ ‫شعار هذه الدورة على «التراث الالمادي إحياء حماية‬ ‫وتثمين مستدام»‪ ،‬غير أن ساكنة المدن العتيقة بجهة‬ ‫طنجة تطوان‪ ،‬تؤكد أنه لم تشهد أي تدخل من طرف‬ ‫هذا المنتدى لتنفيذ هذه الشعارات على أرض الواقع‪،‬‬ ‫وترويج السياحة داخل هذه المدن‪ ،‬لتتحول الشعارات‬ ‫مباشرة بعد إسدال الستار عن هذه التظاهرة‪ ،‬إلى شبح‬ ‫حتى إشعار آخر‪.‬‬ ‫وتتكون رئاسة الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة‪،‬‬ ‫من عدة رؤساء للجماعات بالجهة‪ ،‬كوزان والعرائش‬ ‫وطنجة وتطوان وشفشاون وغيرها‪ ،‬إال أن معظمهم‬ ‫تغيب خالل هذه الدورة‪ ،‬حيث لم يحضر سوى ثالثة‬ ‫رؤساء‪ ،‬من شفشاون ووادلو والمضيق‪.‬‬

‫أوراق من المجتمع ‪:‬‬

‫جدة تشرد‬ ‫أحفادها وزوجة‬ ‫ابنها المرحوم‬

‫حمزة المتيوي‬

‫قتيل و ‪ 7‬جرحى في صراعات زراعة القنب الهندي‬ ‫بشفشاون‬ ‫تقريبا) بين األطراف المتنازعة حول أراضي جموع تخصص‬ ‫لزراعة القنب الهندي‪ ،‬حيث تطورت التهديدات والمشاحنات‬ ‫التي تم توثيقها بواسطة الهواتف النقالة ونشرها على‬ ‫المواقع االجتماعية‪ ،‬لتصل حد استعمال أحد المتهمين لسالح‬ ‫صيد بدون ترخيص وإطالق النار على شخص أرداه قتيال على‬ ‫الفور وبتر ساقه بواسطة آلة حادة في مشهد مريع‪ ،‬قبل‬ ‫أن تعم فوضى عارمة بالدوار ويدخل المتصارعون في حرب‬ ‫حقيقية استعملت فيها العصي واألسلحة البيضاء والسيوف‬ ‫من مختلف األحجام‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن مصالح الدرك الملكي‬ ‫والسلطات المحلية ومختلف األجهزة األمنية واالستخباراتية‪،‬‬ ‫انتقلوا على وجه السرعة إلى مسرح الجريمة فور توصلهم‬ ‫بالخبر‪ ،‬لمباشرة التحقيقات وكشف حيثيات وظروف‬ ‫المواجهات العنيفة التي وقعت بين سكان الدوار‪ ،‬فضال عن‬

‫موائد فخمة‬ ‫على شرف المدينة‬ ‫العتيقة التي تنهار‬

‫إعطاء مسؤولين كبار لتعليماتهم الصارمة بوصول تعزيزات‬ ‫أمنية تحول دون تطور األوضاع إلى األسوأ بتراب الجماعة‪،‬‬ ‫وتحافظ على السلم واألمن وضمان السير العادي للحياة‪.‬‬

‫واستنادا إلى المصادر ذاتها‪ ،‬فإن الضابطة القضائية‬ ‫التابعة لمصالح الدرك الملكي باشرت التحقيق الموسع في‬ ‫الجريمة بتنسيق مع النيابة العامة المختصة‪ ،‬لكشف حيثياتها‬ ‫وظروف وقوعها‪ ،‬فضال عن جمع كافة المعلومات التي يمكنها‬ ‫أن تقود إلى إلقاء القبض على جميع المتهمين وإخضاعهم‬ ‫للتحقيق قبل تقديمهم إلى العدالة‪ ،‬لتقول كلمتها الفصل في‬ ‫القضية طبقا للقوانين الجاري بها العمل ‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫زوجة اإلبن المشردة‬

‫أفاد مصدرنا أن مواطنة صدر في حقها حكم‬ ‫باإلفراغ من سكن ضيق في ملكية حماتها‪ ،‬والكائن‬ ‫بحي السعادة (ظهر الحمام) تقطن به منذ ‪ 33‬سنة‬ ‫هي وخمسة من أبنائها‪ ،‬حاليا‪ ،‬بعد أن كان عددهم ‪،8‬‬ ‫رغم أنها كانت تؤدي سومته الكرائية لفائدة حماتها‬ ‫المذكورة‪ .‬وأضاف المصدر ذاته أن المواطنة التي صدر‬ ‫عليها الحكم‪ ،‬والمسماة فاطمة توري‪ ،‬بعد أن توفي‬ ‫زوجها‪ ،‬منذ حوالي ‪ 11‬سنة‪ ،‬انقلبت عليها حماتها‪ ،‬إذ‬ ‫غيرت من طريقة معاملتها لها‪ ،‬وألحفادها!‬ ‫المصير المجهول لهذه األسرة المحتاجة‪ ،‬استنكره‬ ‫العديد من الجيران والمتعاطفين معها‪.‬‬ ‫والمضحك المبكي‪ ،‬يضيف مصدرنا‪ ،‬أن الجدة التي‬ ‫استصدرت حكما يقضي بإفراغ وتشريد زوجة وأبناء‬ ‫ابنها المرحوم‪ ،‬رحلت‪ ،‬مؤخرا إلى الديار المقدسة‪ ،‬ألداء‬ ‫مناسك العمرة!؟‬ ‫ماذا أصاب المجتمع‪ ،‬يا ترى ؟!‬

‫م‪ .‬إمغران‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ Eurostat‬تقوم بتحليل الظرفية اإلقتصادية‬ ‫لمنطقة األورو‪ ‬‬

‫وتراهن المندوبية السامية للتخطيط على تراجع نمو اإلقتصاد الوطني بنسبة ‪ 0,2‬نقطة خالل‬ ‫الفصل الثاني من هذا العام بمعنى آخر أن مستوى النمو سيصل فقط إلى ‪ %3‎‬في حين أنه كان خالل‬ ‫نفس الفترة من العام الماضي يناهز ‪ .% 4,2‬‬

‫حسب اإلحصائيات األخيرة التي قدمتها‬ ‫‪ Eurostat‬فإن معدل البطالة قد تراجع في‬ ‫منطقة األورو خـالل الفصل األول من سنـة‬ ‫‪ 2018‬ليستقر في حدود ‪ .% 8,5‬وقد تراجع فعال‬ ‫معدل البطالة منذ شهر شتنبر من سنة ‪2016‬‬ ‫حيث انخفض إلى أقل من مستوى‪ .%10‎‬ورغم‬ ‫ذلك فإن المكتب األوروبي لإلحصائيات( (�‪Eu‬‬ ‫‪ )rostat‬يرى أن معدل البطالة ال زال مرتفعا‬ ‫مقارنة مع الفترة ما قبل األزمة حيث كان ال‬ ‫يتعدى ‪ % 7,5‬في المتوسط‪ .‬‬ ‫ومعدل ‪ % 8,5‬الحالي ال يُظهر بعض التناقضات الموجودة في دول منطقة األورو‪ ،‬ففي ألمانيا‬ ‫ومالطا على سبيل المثال ال يصل معدل البطالة إال إلى ‪ ،% 3,5‬في حين أن هذا األخير يتجاوز ‪ % 16‬في‬ ‫إسبانيا وال زال جد مرتفع في اليونان ألنه وصل إلى حدود ‪.% 20,8‬‬ ‫أما من حيث معدل التضخم فال زال هذا األخير ّ‬ ‫متحكما فيه وال يتعدى ‪ % 2‬في الدول التسعة عشر‬ ‫المكونة لمنطقة األورو حاليا‪ .‬‬

‫‪ssss‬‬

‫‪ssss‬‬

‫هل يمكن التحدث عن منطقة التجارة الحرة‬ ‫في إفريقيا ؟‬

‫منطقة التجارة الحرة بين الدول اإلفريقية‬ ‫هو حلم جميع األفارقة الذي لن يتحقق إال في‬

‫أفق سنة ‪ 2050‬أو حتى سنة ‪ .2063‬‬ ‫وهذا يعني أن منطقة التجارة الحرة تخص‬ ‫‪ 44‬دولة إِفريقية ومليار و ‪ 200‬مليون مستهلك‬ ‫بمجموع ناتج داخلي خام يوازي ‪ 2.500‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬‬ ‫وهذا يعني‪ ،‬بموازاة ذلك‪ ،‬إلغاء ما يناهز‬ ‫‪ 84.000‬كيلومتر من الحدود الجغرافية بين الدول اإلفريقية وإلغاء كذلك ‪ % 90‬من الرسوم الجمركية‬ ‫والرفع من التجارة البينية بين الدول اإلفريقية التي ال زالت ضعيفة حيث إنها ال تتجاوز ‪ % 16‬في حين أن‬ ‫هذه النسبة المائوية وصلت إلى ‪ % 50‬في دول جنوب شرق آسيا و‪ %70‎‬في أوروبا‪ .‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫العالقات اإلقتصادية بين الصين والمغرب‬ ‫يحتل المغرب حاليا رتبة الشريك رقم ‪10‬‬ ‫بالنسبة للصين رغم أن البلدان قد وقعا على‬ ‫أكثر من ‪ 230‬اتفاقية ومذكرة تفاهم ورسائل‬ ‫نوايا… وه��ذا يظهر جليا في اإلستثمارات‬ ‫الصينية المباشرة وفي عدد الشركات والسياح‬ ‫الصينيين‪ .‬‬

‫تراجع مبيعات اإلسمنت مع نهاية الفصل األول‬ ‫من سنة ‪2018‬‬ ‫لقد تراجع بيع اإلسمنت بنسبة ‪ %15‎‬خالل‬ ‫الفصل األول من هذه السنة‪ .‬ولعل السبب‬ ‫األساسي في هذه الحالة هو راجع باألساس‬ ‫إلى تلك األمطار التي تهاطلت على بالدنا منذ‬ ‫بداية السنة الجارية‪ .‬والكل ينتظر نهاية شهر‬ ‫ماي لمعرفة هل ستستقر السوق أم ستعرف‬ ‫بعض التحسن‪ .‬‬ ‫أما اآلن فهذا التراجع األخير قد مَس جميع‬ ‫جهات المملكة وبدون استثناء‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫المثال ال الحصر تراجع بيع اإلسمنت في جهة‬ ‫الدار البيضاء‪-‬سطات بنسبة ‪ % 19‬ونفس المستوى تقريبا في جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ثم ‪% 27,7-‬‬ ‫في منطقة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة وأكبر تراجع هو الذي عرفته جهة فاس‪-‬مكناس أي ‪ .% 36,7-‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫ال زالت شركة رونو تستحوذ على سوق السيارات‬ ‫بالمغرب‬ ‫بدون أدنى شك تعتبر شركة رونو التي‬ ‫استقرت في المغرب منذ سنة ‪ 1928‬هي رائدة‬ ‫السيارات في المغرب ألن أربع سيارات من أصل‬ ‫عشرة هي في الحقيقة إما تنتمي إلى ماركة‬ ‫رونو أو داسيا‪.‬‬ ‫ومؤخرا‪ ،‬ولجت رونو إلى قطاع جديد من‬ ‫السيارات الفارهة والرباعية الدفع مث ل �‪KAD‬‬ ‫‪ JAR‬و ‪ KOLEOS‬وغيرهما… وسيارات أخرى‬ ‫من النوع الرفيع مثل ‪ …TALISMAN‬‬ ‫ويبقى ه��دف مجموعة رونو‪-‬نيسان‪-‬‬ ‫ميتسوبيشي هو إنتاج وبيع ‪ 450.000‬سيارة على الصعيد الوطني وخمسة ماليين على الصعيد الدولي‬ ‫خالل السنوات القليلة القادمة‪ .‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫سوق الدواجن بالمغرب‬ ‫لقد حققت سوق الدواجن بالمغرب نموا ال‬ ‫بأس به خالل السنة الماضية أي ما يعادل ‪% 6‬‬ ‫وهذا القطاع ينتج ‪ 470.000‬طن من اللحوم‬ ‫البيضاء ويشغل ‪ 120.000‬عامل باستثمار‬ ‫يفوق ‪ 11,3‬مليار درهم وبرقم معامالت يزيد‬ ‫عن ‪ 29‬مليار درهم‪ .‬‬

‫فعال‪ ،‬تستثمر الصين تقريبا ما مجموعه‬ ‫‪ 75‬مليار دوالر في باقي العالم تذهب منها ‪11‬‬ ‫مليار درهم إلى القارة اإلفريقية بينما ال يحصل المغرب منها إال على ‪ 160‬مليون دوالر‪ .‬وال توجد في‬ ‫المغرب إال ثالثون مقاولة صينية تعمل جميعها في مجال بناء الطرق والقناطر‪ .‬ويوجد حاليا بالصين ما‬ ‫يناهز ‪ 50‬مليون سائح يتجولون حول العالم ولكن المغرب ال يستقطب منهم إال ‪ 8.000‬سائح‪ .‬‬

‫ولكن ومع ذلك فإن هذه السوق ال زالت‬ ‫تعاني من مشكل النقل واللوجستيك من جهة‬ ‫أخرى‪ .‬‬

‫إذن ال بد من توطيد العالقات اإلقتصادية بين الصين والمملكة المغربية علما بأن الصين أصبحت‬ ‫قوة سياسية واقتصادية لها وزنها الديبلوماسي في جميع الهيئات والمنظمات الدولية‪ .‬‬

‫وما يؤثر سلبا على هذا القطاع هو تواجد السوق السوداء وعمليات الذبح غير المصرح عنها والتي ال‬ ‫تدخل تحت رقابة المكتب الوطني للسالمة الغذائية ‪ .ONSSA‬‬

‫‪ssss‬‬

‫النمو اإلقتصادي في المغرب خالل الفصل األول‬ ‫من سنة ‪ 2018‬‬ ‫تحت الضغط الذي عرفته القيمة المضافة‬ ‫الفالحية فإن النمو اإلقتصادي في المغرب‬ ‫خالل هذا الفصل األول من سنة ‪ 2018‬لم‬ ‫يتعدَّ ‪ 2,9%‬أي بتراجع ‪ 0,9‬نقطة مقارنة مع‬ ‫نفس الفترة من سنة ‪ .2017‬‬ ‫وخارج نطاق الفالحة فإن الناتج الداخلي‬ ‫الخــام كان سيصــل نمــوه إلى حـدود ‪% 3,2‬‬ ‫مرتكــزا على رافعتيــن لإلقتصاد المغربي هما‬ ‫قطاع المناجم والخدمات التجارية‪ .‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫باحثون يناقشون العجائبي في القصة المغربية �أوراق من�سية‬

‫بمشرع بلقصيري‬

‫فاطمة الزهراء المرابط – مشرع بلقصيري‬ ‫استضافت جمعية «النجم األحمر للتربية والثقافة والتنمية االجتماعية» ثلة من‬ ‫الباحثين المغاربة للمشاركة في ندوة‪« :‬العجائبي في القصة المغربية» مساء يوم السبت‬ ‫‪ 5‬ماي ‪ ،2018‬بقصر البلدية‪ ،‬في إطار فعاليات مهرجــان مشــرع بلقصيري الوطني الرابع‬ ‫عشر للقصة القصيرة (دورة الناقد نجيب العوفي) أيام ‪ 6 ،5 ،4‬ماي ‪.2018‬‬ ‫وقـــد عرفــت النــدوة مشاركــة األستاذ الحبيب دايم ربي بورقة قــدم فيها تعريفا‬ ‫للفانتاستيك كما جـــاء في أصله الالتينــي‪ ،‬مشيرا إلى مجموعـــة من النماذج القصصية‬ ‫في هــذا المجال‪ ،‬مستحضرا التردد العجائبي في أضمومة «بنات السلطان» للقاص وحيد‬ ‫نـور الدين‪ ،‬تتضمن شخصيات وأحداث تتميز بالعجائبية‪ ،‬كما يبدو من العناوين الفرعية‬ ‫وعتبات المجموعة‪ .‬وقد ساهم األستاذ محمد‬ ‫صولة بورقة تطرق فيها إلى أشكال التجريب‬ ‫العجائبي في القصة القصيرة‪ ،‬ومدى استفادة‬ ‫بعض القصاصيــن من التحــول الثقافـــي‬ ‫واالجتماعي واألدبي الذي عرفــه المغــرب‪،‬‬ ‫فراهنوا على تطوير التجربة التخييلية وطرحوا‬ ‫فكرة التجاوز والدعوة إلى استعمال الوعي‬ ‫واألدوات الفنية‪ ،‬مؤكدا على أن التجريب في‬ ‫القصة المغربية انتقل من وضعية خطابية‬ ‫قائمة على الدفاع عن مواقعها اإليديولوجية‬ ‫واالجتماعية إلى وضعية واقعية مشاكسة‬ ‫استثمرت العجيب والسحري والغريب والرمزي‪.‬‬ ‫كما استشهد ببعض النماذج من القصة‬ ‫المغربية التي وظفت العجائبي وتمثلته من‬ ‫زوايا مختلفة (جدتي هينة‪ ،‬الساعة العجيبة‪،‬‬ ‫حكاية النهر الذي تحول إلى بحر‪ )..‬لعبد الرحيم الموذن‪( ،‬جزيرة الوقواق) لمصطفى‬ ‫المسناوي‪( ،‬حكاية الراس المقطوع) لمحمد برادة‪( ،‬األلوان تلعب الورق) ألحمد بوزفور‪...‬‬ ‫وقد شارك األستاذ عمر العسري بورقة تحدث فيها عن الطابع العجائبي الذي اختاره‬ ‫بعض القصاصين دون غيرهم في كتابة القصة‪ ،‬مشيرا إلى تجربة الكاتب خوليو كورتازار‬ ‫الذي كرس معظم قصصه لهذا الرافد الكتابي العجائبي‪ ،‬وجعله منجزا سرديا مهيمنا‬ ‫يتماهى فيه الواقع بالالواقع‪ ،‬والمألوف بالالمألوف‪ ،‬مضيفا أن النص العجائبي يتحدد‬ ‫كتجربة جمالية قصوى‪ ،‬تجتمع فيه البساطة والغرابة والشخصيات العجيبة واألحداث‬ ‫الغامضة والمثيرة‪ ،‬مستشهدا بتجارب ثلة من القصاصين المغاربة في كتابة القصة‬ ‫العجائبية‪( ،‬مصطفى مسناوي‪ ،‬محمد الهرادي‪ ،‬محمد عز الدين التازي‪ ،)...‬كما تحدث عن‬ ‫معلنات العجائبي في القصة المغربية‪ ،‬بتنوع مصطلحاتها وهيمنة األسطورة والحكاية‬ ‫الشعبية والخرافة عليها‪ ،‬إضافة إلى درجة الوعي الجمالي عند القاص الذي يشتغل على‬

‫نصوصه وفق استراتيجية الكتابة وإعادتها‪ ،‬األمر الذي يفتح المجال لتأويالت خصيبة‬ ‫تكشف عن سرد حيوي متفاعل مع زمنه‪ ،‬تفاعل ينصت لنبض الواقع بمختلف تجلياته‬ ‫محصنا هذا االنصات بطاقة خالقة على الدهشة والحلم والتحول‪.‬‬ ‫أما األستاذ محمد المسعودي‪ ،‬فقد تطرق في ورقته إلى تمثل المدينة في القصة‬ ‫المغربية واألفق العجائبي‪ ،‬من خالل مجموعة من النماذج القصصية‪( :‬حكايات حزينة)‬ ‫لعبد الجبار السحيمي‪( ،‬الرجل الذي وجد البرتقالة) ألحمد بوزفور‪( ،‬العلك والصيف) لمحمد‬ ‫شكري‪ ،‬وهي قصص تتميز بطابعها الغرائبي وغياب المنطق والعقل‪ ،‬تهيمن على أحداثها‬ ‫العوالم السحرية والوجودي‪ ،‬كما يتضمن متنها الحكائي كائنات خرافية وأسطورية غير‬ ‫أن توظيفها يكون رمزيا‪ ،‬ما يمنحها البعد العجائبي الذي يعبر عن حالة المدن والمجتمع‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫وقد ساهم األستـــاذ المهدي لعرج‬ ‫بورقة وسمهــا بـ «بنيـــة العجائبي في‬ ‫الخطاب القصصي»‪ ،‬استهلها بالحديث عن‬ ‫مفهوم الخطاب العجائبي‪ ،‬وممارسة اآلخر‬ ‫وأصل االختالف‪ ،‬وكذا مرجعيات العجائبي‬ ‫في الخطاب القصصي عند المغاربة‪ ،‬قبل‬ ‫أن يتطرق للحديث عن بنية العجائبي في‬ ‫القصة المغربية والتي قسمها إلى سبع‬ ‫بنيات اعتمد في تصنيفها على نماذج من‬ ‫القصصالمغربية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عجائبية العنوان‪( :‬المخلوقات‬ ‫العجيبة) لعبد اللطيف الزكري‪( ،‬خرافات تكاد‬ ‫تكون معاصرة) لمحمد اشويكة‪،‬‬ ‫‪ - 2‬عجائبية الحدث المفاجئ‪( :‬أبيض‬ ‫وأسود) لمحمد عز الدين التازي‪،‬‬ ‫‪ - 3‬عجائبية الهستيريا‪( :‬غريق) ألنس الرافعي‪،‬‬ ‫‪ - 4‬عجائبية التحول والمسخ‪( :‬تأويل األحالم) لنور الدين محقق‪،‬‬ ‫‪ - 5‬عجائبية العزلة‪( :‬عزلة الكائن) لعبد العزيز الراشدي‪،‬‬ ‫‪ - 6‬عجائبية الهلوسة‪( :‬سم بدون كولستيرول) لعبد السالم الموذن‪،‬‬ ‫‪ - 7‬عجائبية عالم الطفولة وسحر الكتابة‪( :‬نانا) ألحمد بوزفور‪.‬‬ ‫وقد عرفت الندوة التي قام بتنسيق فقراتها األستاذ سعيد منتسب نقاشا مستفيضا‬ ‫حول العجائبي في القصة المغربية ما ساهم في إغناء الندوة وتحقيق الرهان الذي نظمت‬ ‫من أجله‪ ،‬بحضور ثلة من المبدعين والنقاد واإلعالميين واألساتذة والطلبة ومختلف‬ ‫المهتمينبالشأنالثقافي‪/‬األدبي‪.‬‬

‫‪ 1000‬تلميذ يحتفل مع جمعية األيادي‬ ‫المتضامنة ب « إفريقيا تجمعنا»‬

‫في إطار فعاليات مشروع «تحسيس الفئات الناشئة حول موضوع الهجرة والميز‬ ‫العنصري « المنجز بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي‬ ‫المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة‪ ،‬نظمت جمعية األيادي المتضامنة‬ ‫حفال فنيا تحت شعار «إفريقيا تجمعنا» بمناسبة إختتام الشق األول من المشروع يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 8‬ماي ‪ 2018‬إنطالقا من الساعة الثالثة بعد الزوال بدار الثقافة بتطوان‪ .‬‬ ‫ويأتي هذا الحفل التربوي تتويجا لسلسلة من الورشات التحسيسية التي نظمتها‬ ‫الجمعية حول موضوع الهجرة والتعايش بمختلف مدن شمال المغرب أبرزها تطوان‪،‬‬ ‫مرتيل‪ ،‬المضيق‪ ،‬فنيدق‪ ،‬طنجة‪ ،‬أصيلة‪ ،‬العرائش‪ ،‬الناظور‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬وتأتي هذه الحملة‬ ‫بعد «قافلة التعايش» التي أطلقتها جمعية األيادي المتضامنة في بداية الموسم الدراسي‬ ‫بتعاون مع الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج‬ ‫وشؤون الهجرةوذلك بتنسيق مع المديريات اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي للجهة‪ ،‬واستفاد‪ ‬من هذه القافلة ‪ 1046‬تلميذ‬ ‫وتلميذة‪ ،‬وقد لقيت قافلة التعايش ترحيباً كبيراً من طرف المؤسسات التعليمية واألطر‬ ‫اإلدارية لدورها الكبير في تلقين قيم التسامح وتربية األطفال على المساواة واحترام الغير‬ ‫وتقبله دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو الدين وكذلك بسبب حنكة أطر الجمعية‬ ‫وتجربتها الرائدة والمنهجية البيداغوجية المتبعة في إلقاء الورشات وتنشيطها‪.‬‬ ‫الحفل أتى تتويجا لنهاية الفترة األولى من المشروع التحسيسي الذي احتضنته‬ ‫قاعة التهامي الوزاني التابعة لدار الثقافة بتطوان‪ ،‬والذي قامت بتنشيطه فرق موسيقية‬ ‫مغربية منها فرقة الكناوة ذات الجذور اإلفريقية‪ ،‬وفرقة إفريقية من جزر القمر‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى مجموعة من اللوحات الفنية االستعراضية لمؤسسة التهامي الوزاني‪ ،‬سيدي ادريس‪،‬‬ ‫سكينة بنت الحسين‪ ،‬كلها تتمحور حول نبذ العنصرية وثقافة تقبل اآلخر ونشر قيم‬ ‫التعايش‪.‬‬ ‫وقد استفاد من الحفل ما يزيد عن ‪ 300‬تلميذ وتلميذة يدرسون بمدارس ابتدائية‬ ‫تابعة لمدن تطوان‪ ،‬مرتيل‪ ،‬المضيق‪ ،‬والفنيدق التي شاركات في قافلة التعايش ‪.‬‬ ‫وقد حضر الحفل ممثل الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وممثلي المديريات اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تطوان والمضيق ومدراء المؤسسات‬ ‫التعليمية واألطر التربوية التابعة لنفس المؤسسات وممثلي جمعيات أباء وأولياء األمور‬ ‫ومجموعة من وسائل اإلعالم الوطنية‪.‬‬ ‫وقد نظم على هامش الحفل معرض فني لرسومات األطفال الفائزين في مسابقات‬ ‫الرسم التى نظمت خالل جوالت القافلة التحسيسية بجهة الشمال‪ ،‬كما تم تكريم مدراء‬ ‫بعض المؤسسات التي إشتغلت معها الجمعية لما يزيد عن ثالث سنوات‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫توزيع ‪ 18‬جائزة على التلميذات والتالميذ الفائزين عن المؤسسات المشاركة ‪.‬‬ ‫وقد لقي الحفل تجاوبا واسعا من لدن التالميذ الذين ابدوا تفاعال رائعا طيلة فقرات‬ ‫الحفل التي تميزت بين الترفيه والثقافة ونشر رسالة الجمعية التي هي تشبع جميع‬ ‫التالميذ بثقافة التعايش‪.‬‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫تشويه صورة الثقافات‬ ‫الوطنية والنظام‬ ‫العالمي الجديد‬ ‫(الحلقة الثانية)‬ ‫في الحلقة الماضية تحدثنا عن الخطر الرابع‬ ‫الذي يهدد تشويه صورة الثقافات الوطنية‬ ‫ومنها الثقافة العربية ومحاولة تجريدها من كل‬ ‫ما يتعلق بإسهاماتها في النهضة الكونية أو في‬ ‫الحضارة العالمية‪ ،‬ويكفي أن نقول لوال الثقافة‬ ‫العربية لما وصل إلى ما وصل إليه العالم الغربي‬ ‫من تقدم‪ ،‬هذه الثقافة التي تتعرض اليوم إلى‬ ‫التشويه‪ ،‬وحتى من أبناء جلدتها عن طريق نهج‬ ‫سياسة محكمة تقول بعدم قدرتها على مسايرة‬ ‫ركب الحضارة‪ .‬إن ما ترمي إليه هذه السياسة‬ ‫القائمة على تجريح الثقافة العربية وتقزيمها‬ ‫وتشويه صورتها هو تحقيق هدفين رئيسيين‪،‬‬ ‫أولهما إضعاف موقف الثقافة العربية واإلسالمية‬ ‫عموما على الساحة الثقافية الدولية مما يعني‬ ‫وقف توسيعها أو فرض التراجع عليها حيث ال‬ ‫زالت تشكل عنصرا من عناصر الثقافة العالمية‪،‬‬ ‫بما في ذلك داخل األقطار العربية‪ ،‬وثانيهما‬ ‫دفع أصحاب هذه الثقافة أنفسهم‪ ،‬أي العرب‬ ‫كما أسلفنا سابقا إلى استبطان هذه الصورة‪،‬‬ ‫أي إيصالهم بكل الوسائل إلى االقتناع الثابت‬ ‫بدونيتهم وافتقارهم لثقافة حقيقية حضارية‬ ‫وناجعة‪ ،‬وتأكيد ال مشروعية مطالبتهم بالتحول‬ ‫إلى مركز مستقل للتنمية الحضارية العالمية‪.‬‬ ‫وهذا هو شرط خلق دينامية التنصل من الذات‬ ‫والتاريخ لديهم‪ ،‬ودفعهم إلى االلتحاق الجماعي‬ ‫والثابت بالثقافة األجنبية التي تصبح في نظرهم‬ ‫رديفا ومساويا للثقافة السائدة في صورة الثقافة‬ ‫الحضارية‪ .‬ومن الطبيعي أن يترافق السعي‬ ‫إلظهار الثقافة العربية في مظهر الثقافة‬ ‫المحلية الضيقة والمحدودة الوظائف‪ ،‬بالسعي‬ ‫المغاير لعرض الثقافة السائدة في صورة الثقافة‬ ‫العالمية والكونية‪ ،‬وطرحها بمثابة المرجع األول‬ ‫للثقافات جميعا‪ ،‬وتحويل ما تحققه من إنجازات‬ ‫نظرية إلى سقف كل تفكير إنساني ممكن‪.‬‬ ‫والحال أن تعلق أبناء الثقافة المهزومة بالثقافة‬ ‫التي تؤكد تفوقها عليهم يزداد بقدر ما تنجح‬ ‫هذه الثقافة بشكل أكبر من تدمير ثقافتهم‬ ‫الخاصة‪ ،‬والسؤال الذي يطرح كيف يمكن للعالم‬ ‫العربي الرد على هذه التحديات الخطيرة؟‪.‬‬ ‫من البديهي أن االنسحاب من العالم‬ ‫ومن المنافسة الدولية ليس هو الرد اإليجابي‬ ‫والسليم على التحديات الحقيقية التي تشهدها‬ ‫الثقافة العربية اليوم‪ .‬فهو لن يستطيع أن يقدم‬ ‫شيئا‪ .‬وبالمثل ليس التجريح الدائم لهذه الثقافة‬ ‫وإعالن ضعفها ونقائصها هو الجواب المنتظر‬ ‫من اإلدارات والمؤسسات الثقافية العربية‪،‬‬ ‫فالثقافة ال تتطور وتتقدم من تلقاء نفسها‪ ،‬وهي‬ ‫ال تملك روحا وال إرادة خاصة بها‪ .‬إن الثقافة ال‬ ‫تتقدم إال بقدر ما تبذل الشعوب التي تنتمي‬ ‫إليها من مجهودات حتى ترتقي بها إلى مصاف‬ ‫الثقافات الكبرى النشيطة‪ .‬وهذه المجهودات‬ ‫تشتمل على استثمارات مادية كما تشتمل‬ ‫على اهتمام سياسي وأدبي من قبل األجهزة‬ ‫المختصة والرأي العالم‪ .‬ومن الطبيعي إذا تركت‬ ‫اللغة مثال من دون جهد تجديدي أن تتجمد ‪،‬‬ ‫ومن الطبيعي إذا بقيت الثقافة بعيدة عن البحث‬ ‫واالنخراطفيالمغامرةالعلميةالعالميةوبلغتها‬ ‫الخاصة أن تتهمش‪ .‬إن المسؤول عن مصير‬ ‫الثقافة في السياسات الثقافية الراهنة نفسها‬ ‫وليس األجداد أو األسالف‪ ،‬وليس من الممكن‬ ‫للثقافة العربية أن تخرج حية – حسب الخبراء‪-‬‬ ‫من المعركة إال إذا تم تضافر جهود المؤسسات‬ ‫واألجهزة الثقافية في مجموع األقطار العربية‬ ‫من أجل تحقيق األهداف األساسية التي ال بد‬ ‫منها لرفع قدرة الثقافة العربية على المشاركة‬ ‫العالمية ‪...‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫صراع االقتصاد والسياسة‪:‬‬

‫مركز الفنِّ الحديث‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫تأمالت في مشهد عالمي‬ ‫مضطرب‬ ‫كتاب جديد لجمال الموساوي‬

‫ابتداء من يوم االثنين المقبل ‪ 14‬ماي‬ ‫‪ ،2018‬سيكون في المكتبات المغربية واألكشاك‬ ‫كتاب جديد لجمال الموساوي بعنوان «صراع‬ ‫االقتصاد والسياسة‪ :‬تأمالت في مشهد عالمي‬ ‫مضطرب» صادر عن مكتبة سلمى الثقافية‬ ‫بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫يقع الكتاب في ‪ 150‬صفحة‪ ،‬ويتضمن‬ ‫مقاالت تعالج مواضيع اقتصادية دولية بما في‬ ‫ذلك على مستوى العالم العربي‪ ،‬في إطار تفاعلها‬ ‫وارتباطها بالمستجدات التي تفرضها الظرفيات‬ ‫السياسية المتحكمة في العالقات الدولية‬ ‫وموازين القوى في العالم‪.‬‬ ‫ومما جاء في المقدمة أن «القارئ سيجد‬ ‫في هذا الكتاب بعض مظاهر الصراع بين‬ ‫القوى االقتصادية (والعسكرية) الكبرى حول‬ ‫األسواق من خالل معالجة جملة من القضايا‬ ‫التي يشهدها عالم اليوم كاإلرهاب والتغيرات‬ ‫المناخية والهجرة والسياحة باإلضافة إلى بعض‬ ‫ما فرضته األزمة االقتصادية منذ سنة ‪2008‬‬

‫‪ ...‬كان للمغاربة فنهم من خـــالل‬ ‫الصناعة التقليديــة‪ ،‬وقــد أبدعــت يدُ‬ ‫الصانع في نسيج الزرابيّ والفخار والنجارة‬ ‫والجبص والفسيفساء‪ ،‬والرخام والزليج‪،‬‬ ‫تشهد له بفنِّه المساجد وقصور المغرب‬ ‫واألندلس‪ .‬أيادي نصبت منابر من اللؤلؤ‬ ‫والذهب والفضة ‪..‬‬ ‫فكرة الفنِّ التشكيلي دخلتْ مــــع‬ ‫حرب تطاون سنــة ‪ 1860‬للميالد‪ .‬فرشة‬ ‫بين أنامل الصحفي الفنان اإلسبـــاني‬ ‫«فورتوني»‪ ،‬وقـــد أرَّخَ للمعركة بلوحة‬ ‫تشكيلية‪ ،‬ثمَّ تبعــــه الفنان التشكيلي‬ ‫اإلسباني « بيرتوتشي» حيث َّ‬ ‫حل بطنجة‬ ‫إلى تطوان‪ ،‬التي افتتن بجمال طبيعتها‪،‬‬ ‫فاستقرَّ بها بدْءاً من عام ‪ 1928‬إلى‬ ‫‪1955‬ميالدية‪.‬‬ ‫انتقلنا‪ ،‬والطاقم التربوي بتالميذ‬ ‫مدرسة سكينة بنت الحسين إلى مركز‬ ‫تطوان للفنِّ الحديث‪ .‬تمَّ تأسيسه‬ ‫بمساهمة من وزارة الثقافة المغربية‬ ‫وإدارة الحكومة الجهوية لألندلس‪ .‬فنٌّ‬ ‫وإبداع يؤرِّخُ للذاكرة المغربية في شمال‬ ‫المملكة وللذاكرة المشتركة المغربية‪-‬‬ ‫األندلسية‪ .‬يعرض المركز لوحات فنية‬ ‫لفنانين من شمال المملكة‪ ،‬والذين‬ ‫تتلمذوا في المعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة بتطوان ‪.‬كانت نشأته على يد‬ ‫«بيرتوتشي»‪ ،‬سنة ‪1945‬م‪ ،‬وقد حظيَ‬ ‫بزيارة السلطان محمد بن يوسف إبّان‬ ‫استقالل المغرب سنة ‪1956‬م‪ .‬وفي سنة‬ ‫‪1995‬م أصبح يحمل هذا اإلسم‪.‬‬ ‫نريد ْ‬ ‫أن نُقرَّ في وَعي األطفال‬ ‫ثقافة ومعرفة الفنّ‪ ،‬وتربية الذوْق من‬ ‫أجل تجنيس وترصيع اإلحساس المُرْهف‬ ‫بالبعد البصري‪ْ ،‬‬ ‫وأن تعشوَ الطفولة عن‬ ‫كل أنواع العنف في منهجهم التربوي‪.‬‬ ‫التحف المعروضة لفنانيــن إسبـــان‬ ‫درَّسوا بالمعهد أمثال «بيرتوتشي» وهو‬ ‫مؤسس مدرسة لوقاش‪ ،‬وله لوحة البهاء‬ ‫بعنوان «الفنطازيا » تؤرِّخ لعرس تطواني‬ ‫مع شيء من الخيال الفني‪ ،‬وقد حظيَ‬ ‫الجدار باحتضانها‪ ،‬وهي توَثق للحياة‬ ‫االجتماعية أيامئذ‪ .‬هو أسلوب انطباعي‬ ‫إبداعيٌ‪ ،‬يرسمه الفنان بقطع فردية ثم‬ ‫يؤلف بينهم في مرسمه‪ .‬مهارة المبدع‬ ‫تسطع من خالل قراءة العناصر على‬ ‫اللوحة ولكل محتوياتها‪ .‬تنتمي اللوحة‬ ‫للفن الكالسيكي‪ .‬و«كارلوس كاييكو»‬ ‫و«دييكو كوميس» و«ماريا خيسوس‬ ‫رودريكيس أراسيلي»‪ ،‬ثمَّ من الفنانين‬ ‫المغارب األساتذة‪ :‬المكي امغارة ومحمد‬ ‫شبعة ومحمد المليحي وعبد اهلل الفخار‬ ‫وسعد السفاج والتهامي داد ومحمد‬ ‫السرغيني بلوحته الرائعة باسم «الطبيعة‬

‫الميتة»‪ ،‬وصورة اإلنسان التي أبدعها‬ ‫أثناء دراسته بمدريد بعنوان «السبْي»‪.‬‬ ‫رائعة في التعبير لبوزيد بوعبيد تحمل‬ ‫عنوان «التائهون»‪ .‬وللموسيقى مكانها‬ ‫المرموق على لوحة الفنان فيصل بن كرام‬ ‫تحت عنوان «سينفونية خضراء»‪ .‬بالتقنية‬ ‫المختلطة أبدعت فرشة بأيادي مصطفى‬ ‫اليسفي لوحة جميلة للعين‪ ،‬وهو من بين‬ ‫الطلبة الذين درسوا بالمعهد وأضفوا‬ ‫على المركز تحفا للفن الحديث‪ .‬نعثر بعد‬ ‫ذلك على لوحتين كالسيكيتين لمحمد‬ ‫السرغيني وكأنه مهندس معماريٌ يصف‬ ‫لنا بفرشته الزقازيق الضيِّقة السبعة‬ ‫التي تتميز بها تطوان‪ ،‬مشفوعة بلوحة‬ ‫أخرى للفنان محمد صبري ورائعته لزاوية‬ ‫سيدي السعيدي بنافورتها على الناصية‪،‬‬ ‫والصومعة التي تخترق زرقة السماء‪،‬‬ ‫للمدينة العتيقة التي صنَّفتها اليونيسكو‬ ‫تراثاً عالمياً‪ .‬ولن تخلو العروض من‬ ‫معلمة العلم والمعرفة على لوحة من‬ ‫الجمال والبهاء لثانوية القاضي عياض‬ ‫برياضها األندلسي تتوسطه نافورة المياه‬ ‫السلسبيل‪ ،‬من إبداع الفنان اإلسباني‬ ‫«أنونيمو»‪ .‬يؤمُّ المتحف بدراعيـه أربع‬ ‫فضاءات تؤرِّخُ للفنون التشكيلية بتطوان‬ ‫منذ سنة ‪1913‬م‪ ،‬إذ العالقة الفنية بين‬ ‫المغرب واألندلس‪ ،‬جمعهما التاريخ‬ ‫المشترك بفرشاة مبدعين مغاربة وإسبان‬ ‫في حِقب كانتْ وحد ُة حسابها لوحات‬ ‫فنية‪ .‬الفنان يرسم ويوثق ويؤرخ لزمان‬ ‫ما في مكان ما‪ ،‬وقلمه فرشة على اللوحة‬ ‫بدراسة علمية‪ ،‬وقد تميزت المدرسة‬ ‫اإلسبانية بتقنية ضبابية كما عند‬ ‫«فيالسكيس» و«كويا»‪ ،‬إذ تأتي لوحاتهم‬ ‫على أربع مراحل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تتهلل‪ ،‬وتتجلى‬ ‫كانت وجوه األطفال‬ ‫بالخشوع حين التقتْ أنظارهم نحو عنان‬ ‫اللوحات التشكيلية‪ ،‬وأسماعهم تنصتُ‬ ‫لألستاذ الفنان عادل ربيع‪ ،‬ولسانه يتقاطر‬ ‫شهداً ويكأنما تنطق شخصيات اللوحة‬ ‫الفنية‪ ،‬فتضيء في دواخلنا شمعة الرجاء‪،‬‬ ‫بشعور فياض لطهارة أنفسهم‪ ،‬فنُثنيَ‬ ‫على تالميذنا الخير كله لمشاعرهم‬ ‫المشفوعة بالبهاء‪ .‬للفنان عبد اهلل الفخار‬ ‫لوحة اختلط بها الكالسيكي والتجريدي‪،‬‬ ‫عبَّر فيها عن التأمل تنطق بها قسمات‬ ‫وأسرار محيا عجوز‪ ،‬لعلها تختزل الفكر‬ ‫العربي‪ ،‬ووضعية العالم من الفتن‬ ‫والحروب‪ .‬بينما الفنان محمد شبعة يبدِعُ‬ ‫لوحة تجمع بين الحداثة والتقليدي‪ ،‬ثم جاء‬ ‫دور محمد المليحي ليحدِّثنا من خالل لوحة‬ ‫بألوان مسطحة بنكهة المحيط األطلسي‪،‬‬ ‫يُستنشق منها نسيم البحر وملوحته‪ ،‬وإننا‬ ‫لنجد ريحه الزكية‪ .‬لألستاذ سعد السفاج‬ ‫وهو يُنسج لوحة موسيقية تحضنُ رؤوس‬

‫تماثيل إغريقية‪ ،‬أبدعتها أنامل فنان وهو‬ ‫يؤرخ للميتافيزيقا اليونانية إلى الحداثة‪،‬‬ ‫أطلق عليها اسم «كارْياتيدي»‪ .‬للفنان‬ ‫اإلسباني « فيرناندو مويال» لوحة جميلة‬ ‫بعنوان‪« ،‬بال العنوان»‪ .‬المبدع محمد‬ ‫بناني اقتنى مقامه مع ثلة من الفنانين‪،‬‬ ‫بلوحة من نسيج مختلط على الثوب من‬ ‫قطعتين‪ ،‬إحداهما تجثو على صدر األمِّ‪.‬‬ ‫وقد جاءت ّ‬ ‫جل اللوحات باستثمار جيد‬ ‫لنور الضوْء وبإتقان‪ ،‬كما أبدع التوظيف‬ ‫األساتـــذة «بوتيـــــس» و«دوالكرْوى»‬ ‫و«فورتوني»‪ ..‬هي مقامات فنية اشترك‬ ‫فيها مبدعون مغاربة وإسبان أضفت على‬ ‫المركز بإحدى وثمانين لوحة تشكيلية‬ ‫كالسيكية وتعبيرية وتجريدية أتحفتْ مع‬ ‫اثنى عشر قطعة من فن النحت على الحجر‬ ‫والحديد وعلى الجبص والمعدن وعلى‬ ‫اإلسمنت‪ ،‬زاده جماال وقيمة وبها ًءا‪ ..‬وآخراً‬ ‫وليس أخيراً‪ ،‬تتوسط الفضاء العُلوي تحفة‬ ‫نحت لشخصية مالئكية (بدون أجنحة )‪،‬‬ ‫تأخذ قسطاً من الراحة بعد التعب‪ ،‬لعله‬ ‫أو لعلها‪ ،‬رياضية شاركتْ في تظاهرة‬ ‫األولمبياد‪ ،‬أو فنان تشكيلي أبدع لوحة‬ ‫نحت لذاته ‪ ..‬الفن التشكيلي جمال‬ ‫وتعبير عن الذات‪ ،‬ورسالة كالشعر واألدب‬ ‫والموسيقى‪ ،‬تُعانق الوجدان والروح‬ ‫الزدواجيتها بالمادة‪ .‬هو خطاب نبيل الذي‬ ‫يغتني به التوازن‪ .‬هو فنٌّ رفيع قلمه فرشة‬ ‫ومداده صباغة‪ ،‬وعقله فكر‪ ،‬للتعبير عن‬ ‫قضايا الحياة والممات بحرِّية أكبر‪ ،‬قد ال‬ ‫يتيحها القلم لألدباء والمفكرين والنقاد ‪..‬‬ ‫إذ يمنح التشكيل إمكانيات تخييلية ال حدَّ‬ ‫لها ‪ ..‬المتحف تُحفة رغم افتقاده لوحات‬ ‫تشكيلية بحروف عربية «كاليغرافي»‪ .‬لغة‬ ‫البيان‪ ،‬لغة فنٍّ وإبداع للشعر واألدب‬ ‫والموسيقى ‪،‬وهي التي دون غيرها أبدعتْ‬ ‫حروفاً عربية للخط والتشكيل‪ .‬حبذا لو‬ ‫اجتهد القائمون على المتحف وأضافوا إلى‬ ‫جماليته كتابات اللوحات باللغة العربية‪،‬‬ ‫تتناسب مع قراءات معاني الصور البيانية‬ ‫إلى اإلبداع والنبوغ‪ .‬لتعزيز السلوك‬ ‫االبتكاري واألعمال المبدعة لتالميذ‬ ‫مدرسة سكينة بنت الحسين ( رضي اهلل‬ ‫عنهما)‪ ،‬ارتأينا ضرورة زيارة فضاء الجمال‬ ‫والبهاء‪ ،‬بلوحاته الفنية الرائعة ‪..‬‬ ‫تتوأمت الفرْشة والقلم‪ ،‬فأبدع هذا‬ ‫األخير لصحبه أبياتاً بيانية ‪:‬‬ ‫الفنُّ إشراق الحياة ورفقها‬ ‫وذووا الفنون مالئكة أبـرار‬ ‫ال تهملوا أمر الفنون فإنها‬ ‫لنهوضنـا ورُقينــا معيـار ‪..‬‬

‫والتي من مظاهرها نسب نمو منخفضة وخروج‬ ‫بريطانيا «المفاجئ» من االتحاد األوربي وعودة‬ ‫التوجهات الحمائية إلى التجارة الدولية وصعود‬ ‫اليمين في الغرب بشكل متزايد»‪.‬‬ ‫ومن بين المواضيع التي تطرقت إليها‬ ‫المقاالت نقرأ «بعد دافوس‪ ،‬هل يتذكر العالم‬ ‫فقراءه؟» و«االقتصاد الصيني‪:‬متسابق شيوعي‬ ‫برئة ليبرالية‪ »! ‬و»صراع التاريخ واألزمة في‬ ‫خروج بريطانيا» و «رياح اإلرهاب التي تهز‬ ‫اقتصاد العالم» و»التغيرات المناخية في صراع‬ ‫السياسة واالقتصاد» و«عودة األنظمة الحمائية‬ ‫أو طبول حرب جديدة» و»الفساد والبطالة في‬ ‫العالم العربي» و«من أين يأتي الفساد حامال‬ ‫معه غبار الفقر؟»‬ ‫رسم لوحة الغــالف الفنــان عبــد النور‬ ‫القشتول‪.‬‬

‫المحتـويــات‬ ‫مقدمة‬ ‫بعد دافوس ‪ :2016‬هل يتذكر العالم فقراءه؟‬ ‫متسابق شيوعي برئة ليبرالية‪! ‬‬ ‫تحويالت المهاجرين وانقالب الظرفية االقتصادية والسياسية‬ ‫صراع التاريخ واألزمة في خروج بريطانيا‬ ‫سباق الرئاسة األمريكية‪ :‬مشي فوق شظايا األزمة‬ ‫رياح اإلرهاب التي تهز اقتصاد العالم‬ ‫عنصرية في اليمين وبعض من غزل في اليسار‬ ‫التغيرات المناخية في صراع السياسة واالقتصاد‬ ‫عودة األنظمة الحمائية أو طبول حرب جديدة‬ ‫السياحة الداخلية في البلدان العربية‪ ...‬مؤهالت ومعوقات‬ ‫الفساد والبطالة في العالم العربي‬ ‫من أين يأتي الفساد حامال معه غبار الفقر؟‬ ‫خالصات تجربة رائدة في مكافحة الفساد‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫�س�ؤال القراءة مع‬

‫حوارات‬ ‫الدكتور عدنان �إبراهيم‬ ‫أدبية‬ ‫�‬ ‫إعداد ‪ :‬محمد العودي‬

‫االحتفال بتطوان كمدينة‬ ‫مبدعة‬

‫‪oddimed@gmail.com‬‬

‫‪ - 1‬لماذا نحن شعب ال يقرأ؟‬

‫ببساطة ألن األمة العربية نصفها‬ ‫أميون‪ .‬هناك من يحاول أن يكتشف أسبابا‬ ‫من قبيل أن ضغوط الحياة ومشاق كسب‬ ‫العيش هي التي تحول بيننا وبين القراءة‪،‬‬ ‫قد يكون هذا التفسير صحيحا جزئيا‪ ،‬لكنه‬ ‫إن جاز في حق الكسبة وأصحاب المهن‬ ‫والعمال فال يمكن أن يجوز في حق تالميذ‬ ‫المدارس الذين ال يقرؤون أيضا‪ ،‬الذين‬ ‫ينتقمون من الكتب بعد كل امتحان‬ ‫بتمزيقها وتقطيعها ورميها في الهواء‬ ‫وفضاءات المدارس في تصرف يستطيع‬ ‫فعال أن يرمز لطبيعة العالقة بينهم وبين‬ ‫الكِتاب‪ ،‬إنها عالقة عدائية حقيقية‪ ،‬عالقة‬ ‫عدوان وكره لألسف‪ .‬كما أن التفسير ذاته‬ ‫ال يمكن أن يوضح لنا لماذا ال يقرأ طالب‬ ‫الجامعات؟ طبعا هناك من يقرأ‪ ،‬لكنها تبق‬ ‫قراءات ضعيفة جدا ومخجلة‪ .‬في الحقيقة‬ ‫هم ليسوا َقرأة‪ ،‬ولألسف الشديد هذه‬ ‫ظاهرة من حيث األصل هي ظاهرة واقعية‬ ‫ال يمكن أن نلتف أو أن نتحايل عليها‪ .‬‬

‫بمناسبة تصنيف مدينة تطوان من طرف‬ ‫منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم‬ ‫(اليونيسكو) كمدينة مبدعة في الفنون الشعبية‬ ‫والصناعة التقليدية‪ ،‬وفي سياق احتفال المدينة‬ ‫بهذا الحدث‪ ،‬وبقاعة العروض الواقعة بساحة‬ ‫الفدان‪ ،‬وقعت الجماعة الحضرية لتطوان‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬عدة اتفاقيات للتعاون مع عدد‬ ‫من المؤسسات في المغرب وإسبانيا‪.‬‬ ‫االتفاقية همت الشراكة بين الجماعة‬ ‫الحضرية لتطوان وكلية العلوم بجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي و أخرى للشراكة الثالثية بين‬ ‫جماعة تطوان وكلية العلوم بتطوان بجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪ ،‬ومدرسة المهندسين بإكواالدا‬ ‫التابعة لجامعة كتالونيا‪.-‬‬ ‫كما تم التوقيع على اتفاقية إطار للتعاون‬ ‫الدولي الالمركزي بين جماعة تطوان وبلدية‬

‫‪ - 2‬بنظرك ما هو مستوى‬ ‫المثقف العربي اليوم؟‬ ‫في الحقيـــقـة إن مستـوى المثــقـف‬ ‫العربي اليوم ضحل جدا وغير مرضي تماما‪.‬‬ ‫بمعنى أن هناك ُكتاب وأصحاب أقالم من‬ ‫لهم في الساحة الفكرية والعلمية نصف‬ ‫قرن‪ ،‬وحين تقرأ آخر ما كتبـوه وآخر ما‬ ‫سطرته أيديهم‪ ،‬تجدهم يعودون للمصادر‬ ‫والمراجع التي عادوا إليها قبل نصف قرن‪،‬‬ ‫نفس المصادر ونفس الكتب يعني كالذي‬ ‫يمضغ الماء ويطحن الهواء‪ ،‬نصف قرن‬ ‫لم يتطوروا‪ ،‬لم يقرؤوا شيئا جديدا‪ ،‬لم‬ ‫يزيدوا في دائرتهم المعرفية ولم يعملوا‬ ‫على تطوير أنفسهم ألنهم ليسوا قارئين‬ ‫جيدين‪ ،‬فلو كانوا كذلك ألصبحوا اآلن‬ ‫مفكرين عالميين‪ .‬نصف قرن جديرة بأن‬ ‫تحول اإلنسان إلى مفكر عالمي لو استغلها‬ ‫استغالال صحيحا وبطريقة منهجية‪ .‬لذلك‬ ‫فالقاعدة تقول‪ :‬إن المبدع الكبير البد أن‬ ‫يكون قارئا كبيرا‪ ،‬فليس هناك إبداع من‬ ‫دون قراءة‪ ،‬مستحيل‪.‬‬

‫‪ - 3‬ما هي النصيحة التي تنصح‬ ‫بها كل مثقف وكل من يريد أن‬ ‫يصبح إنسانا مثقفا؟‬

‫أقول لهـم ‪ :‬عليكــم بالمطالعــة‬ ‫والتحصيل‪ ،‬أقول لهم ِجدوا‪ِ ،‬جدوا‪ ،‬فالدهر‬ ‫هازل‪ .‬إقرؤوا ليل نهار‪ .‬أنتم ال تتعبون كما‬ ‫يجب وال أستثني نفسي‪ ،‬أنا من هؤالء‪.‬‬ ‫ترى اليوم هذا المدعو المثقف يجلس‬ ‫رجل على رجل ويقرأ ويعلق ويكتب ويقارن‬ ‫ويحاكم دون أن يبدل أي جهد في البحث‬ ‫والتفكير واإلكتشاف‪ ،‬بل حتى األستاذ‬ ‫الجامعي الباحث‪ ،‬تجده يجلس في قاعات‬ ‫الدراسة ويُدرس ‪ 10‬معلومات يكررها‬ ‫خمسين سنة‪ ،‬كل دماغه ‪ 10‬كتب ال‬ ‫يحفظ غيرها‪ ،‬شيء غريب! ينبغي علينا في‬ ‫الحقيقة أن نقرأ كتابا أو كتابين في اليوم‬ ‫حتى نستطيع أن نقدم شيئا مميزا ونكون‬ ‫مثقفين حقيقيين ال مثقفين رمزيين فقط‪.‬‬

‫‪ - 4‬ماذا تستطيع أن تضيف‬ ‫في هذا السياق ككلمة أخيرة؟‬ ‫أقول إنه ال شرف لنا وال نجاة لنا‪ ،‬بل‬ ‫وال مستقبل لنا بغير العلم والكتاب‪ .‬أزعم‬

‫أيضا أن السياسة دمرت العرب ألنهم ال‬ ‫يقرؤون‪ ،‬بل حتى الزعماء والقيادات لو‬ ‫كانوا يقرؤون ويتثقفون لكبرت همتهم‬ ‫وألصبح هدفهم أكبر من بناء القصور‬ ‫والعيش مع الحور وتلقي خطب التمجيد‬ ‫العصماء والكذب والنفـاق والرشاوى‬ ‫المعنويــة‪ ...‬يجب أن نعلـم أنه بالقراءة‬ ‫وحدها يصبح اإلنسان عظيما‪ ،‬يطلع بحال‬ ‫المسؤولية الكبرى ويريد أن يدخل التاريخ‪.‬‬ ‫آخر إحصائيات بخصوص القراءة سنة‬ ‫‪ 2014‬تقول إن األمريكي يقرأ ‪ 18‬كتابا‬ ‫في السنة واألوروبي يقرأ ‪ 15‬كتابا والعربي‬ ‫يقرأ نصف صحيفة‪ ،‬إنه لعار بالنسبة ألمة‬ ‫إقرأ‪ ...‬في الحقيقة هذا الحديث ال ينتهي‬ ‫ومن الصعب أن نبلغ فيه شيئا يرضي‬ ‫النفس‪ ،‬لكن هذا هو حال العرب مع القراءة‬ ‫والكتاب لألسف الشديد‪ .‬ونتمنى من اهلل‬ ‫أن يحيي مَيْتَ الهمم ويوقظ ويشعل‬ ‫خَامدَ العزم إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫هيئة المساواة بوزان تعزي في ‪ ‬الفقيدة‬

‫فاطمة الحليمي‬

‫« أوصيكم‪ /‬كن ‪ ‬برعاية هذه الشجرة التي ستظل خير شاهد على مروري‬ ‫من هذه اإلعدادية بعد رحيلي»‪.‬‬ ‫كانت هذه وصية الفقيدة العزيزة األستاذة فاطمة الحليمي التي وافتها‬ ‫المنية فجر يوم اإلثنين ‪ 7‬ماي ‪ ، 2018‬بعد صراع مرير مع مرض عسير‬ ‫قاومته بابتسامتها العريضة‪ ،‬والفرح الجميل الذي ظلت تنفث شتائله أينما‬ ‫حلت وارتحلت غير عابئة بالجروح النفسية والجسدية التي خلفها المرض‬ ‫اللعين ‪.‬‬ ‫المشمولة برحمة اهلل ومغفرته سيظل مرورها التربوي واإلنساني‬ ‫بإعدادية عبد الخالق الطريـس بوزان حوالـي عقديـن‪ ،‬شاهـدا على دماثة‬ ‫أخالقها والتزامها بأداء رسالتها التربوية رغم صعوبة شروط االشتغال في‬ ‫مدرسة عمومية انهار فيها كل شيء ‪.‬‬ ‫وأمام هذا المصاب الجلل‪ ،‬وبعد االنحناء أمام روحها الطاهرة يتقدم‬ ‫رئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان باسمه‬ ‫الخاص ونيابة عن عضوات وأعضاء الهيئة بالتعازي الحارة والمواساة القلبية‬ ‫البنتي الفقيدة‪ ،‬ولرفيق دربها األستاذ حسين الحسني‪ ،‬ولوالديها وأخواتها‬ ‫وإخوانها‪ ،‬راجيا لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة المغفرة والرضوان‪ .‬تغمدها‬ ‫اهلل بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه مع النبيئين والصديقين والشهداء‬ ‫والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫إغواالدا اإلسبانية‪ ،‬التي تضم ثالث مدن صنفت‬ ‫من قبل اليونسكو كمدن مبدعة ‪ .‬واتفاقية أخرى‬ ‫للشراكة والتعاون الدولي الالمركزي بين جماعة‬ ‫تطوان ومكتب اليونسكو بأكواالدا اإلسبانية‪.‬‬ ‫شملت أيضا اتفاقية شراكة للتعاون الدولي‬ ‫الالمركزي بين الجماعة ومكتب اليونسكو‬ ‫لبرشلونة المدينة المبدعة في اآلداب بإسبانيا‪.‬‬ ‫واتفاقية شراكة للتعاون الدولي الالمركزي مع‬ ‫مركز الفنون السمعية البصرية لمدينة طيراسا‬ ‫اإلسبانية‪.‬‬ ‫وتهدف هذه اإلتفاقيات إلى تعزيز التعاون‬ ‫الثنائي بين األطراف الموقعة على هذه اإلتفاقية‬ ‫الخاصة للحفاظ على خصوصيات الصناعات‬ ‫التقليدية وتطويرها‪ ،‬باإلضافة إلى العمل على‬ ‫حماية الفنون الشعبية والحفاظ على تنوع‬ ‫مميزاتها وخصوصياتها‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫مهرجان تطوان للشعراء‬ ‫المغاربة في نسخته الثانية‬

‫تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس السادس‪ ‬و صاحب السمو‬ ‫الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو‬ ‫المجلس األعلى حاكم الشارقة انطلقت مؤخرا‬ ‫بمسرح إسبانيول بتطوان فعاليات الدورة الثانية‬ ‫لمهرجان تطوان للشعراء المغاربة ‪.‬‬ ‫حفل افتتاح هذا المهرجان الذي تم بحضور‬ ‫وزير الثقافة واالتصال محمد األعرج‪ ،‬وعبد اهلل‬ ‫محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة‬ ‫و محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في‬ ‫الدائرة ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في‬ ‫الشارقة و يوسف التازي عامل عمالة تطوان‬ ‫وعلى الزعابي الملحق الدبلوماسي بسفارة دولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة في المغرب وعيسى‬ ‫البلوشي السكرتير الثالث في السفارة وعدد‬ ‫من الشعراء المغاربة‪ ،‬ومحبي القوافي الشعرية‬ ‫واألدباء‪ ،‬تميز بالكلمة التي ألقها محمد األعرج‬ ‫أشار من خاللها أن هذا المهرجان يأتي متزامنا‬ ‫مع حدثين ثقافيين مهمين شهدهما المغرب‬ ‫هما االحتفاء بمدينة وجدة عاصمة للثقافة‬ ‫العربية لسنة ‪ 2018‬و االحتفاء بتصنيف مدينة‬ ‫تطوان من جانب اليونيسكو مدينة مبدعة في‬ ‫مجال الصناعة التقليدية و الفنون الشعبية‪،‬‬ ‫مؤكدا على أهمية هذا المهرجان الشعري الكبير‪،‬‬ ‫منوها في نفس الوقت بعمق العالقات التي‬ ‫تربط المملكة المغربية بدولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ ،‬حيث أضحى هذا المهرجان مهرجانا‬ ‫سنوياً يكرس عمق عالقات التعاون الثقافي التي‬ ‫تجمع وزارة الثقافة و االتصال في المغرب بدائرة‬ ‫الثقافة بحكومة الشارقة و الذي توج بإحداث‬ ‫دارين للشعر في كل من تطوان و مراكش اتخذا‬ ‫من الشعر محوراً لفعل ثقافي ينشد االنتشار‬ ‫واإلشعاع‪ .‬مثمنا جهود صاحب السمو الشيخ‬ ‫الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو‬ ‫المجلس األعلى حاكم الشارقة في دعمه للثقافة‬

‫و المبدعين في الوطن العربي‪ ،‬والذي جعل من‬ ‫الشارقة منارة معرفية وعلمية وفكرية‪.‬‬ ‫المهرجان في دورته الثانية كرم أحد‬ ‫الوجوه البارزة في ميدان الشعر وهو الشاعر‬ ‫المغربي عبد الرفيع الجواهري‪ ،‬كأحد أعالم‬ ‫الشعر المغربي الحديث‪ .‬كما كرم المهرجان‬ ‫مجموعة ناس الغيوان لما قدمته من عطاء‬ ‫فني زاخر‪ ،‬شعرا وموسيقى وأداء‪ ،‬ما جعلها‬ ‫من المجموعات الغنائية الشهيرة عبر العالم‪.‬‬ ‫وبالمناسبة قدمت مجموعة ناس الغيوان عددا‬ ‫من أغانيها و مقطوعاتها الموسيقية ‪ ،‬و شاركت‬ ‫الفنانة فاطمة الزهراء قرطبي‪ ،‬مع فرقة أصدقاء‬ ‫دار الشعر للموسيقى العربية في الحفل‪.‬‬ ‫وشهـــد حفــل االفتتـــاح تنظيم الجلسة‬ ‫الشعرية األولى بمشاركة الشعراء عبد الرفيع‬ ‫جواهري و صالح الوديع وسميرة فرجي‪.‬‬ ‫وبمدرسة الصنائع والفنون الوطنية تم‬ ‫تنظيم ندوة حول «الشعر في مرايا اإلعالم»‬ ‫اختتمت بتوزيع الشهادات على الطلبة‬ ‫المستفيدين من ورشة الكتابة الشعرية‬ ‫وعروض الشعر التي احتضنها مقر دار الشعر‬ ‫بتطوان على مدى ستة أشهر منذ شهرنوفمبر‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وفيما يخص اللقاءات الشعرية كان محبو‬ ‫القوافي على موعد مع أمسية «الشعراء المغاربة‪:‬‬ ‫أصوات ولغات» وهي جلسة تنوع فيها الشعر‬ ‫المغربي ما بين القصيدة األمازيغية والزجلية‬ ‫والحسانية واإلنجليزية واإلسبانية والفرنسية‪.‬‬ ‫كما اشتمل برنامج الدورة الثانية للشعراء‬ ‫المغاربة على تنظيم معرض «معلقات معاصرة»‬ ‫بتنسيق مع المعهد الوطني للفنون الجميلة‬ ‫بتطوان شارك فيها طلبة المعهد المذكور‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫العدد ‪941‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدل في اإلسالم‬ ‫من المعلوم أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما عماد‬ ‫الدين اإلسالمي والمصدر األول للتشريع الذي يعنون لدى المسلمين‬ ‫عامة‪ .‬كما أن االجتهاد الفقهي والقياس واإلجماع واالستحسان والمصالح‬ ‫المرسلة تشكل جزءا هاما من أحكام الشريعة اإلسالمية ‪،‬غير أنها تعتمد‬ ‫أساسا على أصول محكمة تضمنتها نصوص القرآن الكريم أو أحاديث‬ ‫النبي العظيم (صلعم) وهذه تعتبر مكملة أو مفسرة لهذه النصوص‬ ‫لقوله تعالى في سورة النحل‪-‬اآلية‪« – 44‬وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس‬ ‫ما نزل إليهم»‪ ،‬وقوله تعالى في سورة الحشر – اآلية‪(( 7-‬وما أتاكم‬ ‫الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»‪.‬‬ ‫ومن المالحـــظ في مصادر التشريــع اإلسالمـــي أن االستحسان‬ ‫والمصالح المرسلة أدنى إلى قواعد القانون الطبيعي ‪،‬ويوجد فيهما‬ ‫المجال الفسيح إلقرار مالم ينص عليه صراحة من قواعده في أحكام‬ ‫الشريعة اإلسالمية ويتسعان لكل ما قد يستنبطه العقل من مبادئه‬ ‫‪،‬والدين اإلسالمي يمتاز بأن نصوصه التشريعية من القرآن واألحاديث‪.‬‬ ‫تناولت أمور العبادات‪ ،‬وأساسها صلة العبد بربه‪ ،‬كما عملت على‬ ‫عالج تنظيم المعامالت التي تكون بين الناس واستثنت لهذا التنظيم‬ ‫نصوصا كلية عامة توفر لفقهاء المسلمين استخالص القواعد التفصيلية‬ ‫من ثناياها – مما يناسب كل بيئة وكل عصر‪.‬‬ ‫من ذلك ضمان الحريات الشخصية لقوله تعالى في سورة النور‪-‬‬ ‫اآلية‪« : 27-‬يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى‬ ‫تستأنسوا وتسلموا»‪ ،‬والمساواة العامة ومبدأ المسؤولية الشخصية‬ ‫والشورى (الديمقراطية) لقوله تبارك وتعالى جل شأنه في سورة آل‬ ‫عمران‪ -‬اآلية ‪«159-‬وشاورهم في األمر» وحكم الضرورة والظروف‬ ‫القاهرة لقوله عزوجل في سورة البقرة‪-‬اآلية‪« 173-‬فمن اضطر غير‬ ‫باغ وال عاد فال إثم عليه»وأحكام المعامالت المالية من عقود ومعامالت‬ ‫وقروض ورهن وما إليها‪،‬لقوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة‪ -‬باآلية‬ ‫األولى من سورة المائدة((ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود»‪ ،‬والتضامن‬ ‫اإلجتماعي وتحريم اإلضرار بالذات أو بالغير كما في قول الرسول الكريم‪:‬‬ ‫«الضرروالضرار» وقوله كذلك عليه الصالة والسالم‪« :‬مثل المومنين‬ ‫في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى‬ ‫له سائر الجسد بالسهر والحمى» وقوله عليه السالم «المؤمن للمؤمن‬ ‫كالبنيان يشد بعضه بعضا))‪،‬وتنظيم العالقات األسرية من زواج وطالق‬ ‫ونفقة ومواريث لقوله سبحانه وتعالى في سورة النساء‪-‬اآلية‪136-‬‬ ‫«وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين»‪.‬‬ ‫وفي العالقات الدولية والدعوة إلى التعايش السلمي كما في‬ ‫قوله تعالى من سورة اإلسراء‪-‬اآلية‪« 34-‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان‬ ‫مسؤوال»‪ .‬وفي سورة األنفال‪-‬اآلية‪« 61-‬وإن جنحوا للسلم فاجنح لها»‬ ‫وفي سورة البقرة‪-‬اآلية‪« 208-‬ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم‬ ‫كافة»‪.‬‬ ‫وفي آداب الحرب واللجوء السياسي كما في قوله تعالى في سورة‬ ‫التوبة‪-‬اآلية‪(( 6-‬وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع‬ ‫كالم اهلل ثم أبلغه مأمنه)) والتضامن الدولي ‪،‬كما في قوله تعالى من‬ ‫سورة الحجرات‪-‬اآلية‪« 6-‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم‬ ‫واتقوا اهلل لعلكم ترحمون» وفي نفس السورة –اآلية‪ 9-‬قوله تبارك‬ ‫وتعالى «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت‬ ‫إحداهما على األخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اهلل فإن فاءت‬ ‫فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن اهلل يحب المقسطين» وفيها تحمل‬ ‫أعدل أسس العالقات الدولية من إصالح وتحكيم وردع للمعتدين‪.‬‬ ‫كما أن األحكام اإلسالمية تتحقق في قاعدة أصولية رئيسية من‬

‫‪11‬‬

‫قواعد القانون الطبيعي وهي الثبات واالستقرار‪ ،‬ويؤكد ذلك قوله تعالى‬ ‫في كتابه العزيز من سورة يونس‪-‬اآلية‪(( 64-‬التبديل لكلمات اهلل))‪.‬‬ ‫وكذلك باإلضافة إلى أن تحـــري العــدل في الشريعة اإلسالمية‬ ‫هو أساس المعامالت ‪،‬وهو الهدف من التشريع ومن القضاء بين الناس‬ ‫عامة ‪،‬كما يشير إليه القرآن العظيم ويردده في كثير من المواضيع كما‬ ‫في قوله تبارك وتعالى بسورة النحل‪-‬اآلية‪« 90-‬إن اهلل يأمر بالعدل‬ ‫واإلحسان وإيتاء ذي القربى» وقوله تبارك وتعالى في سورة األعراف‪-‬‬ ‫اآلية‪ 85-‬يدعو إلى العدل في المعامالت (وال تبخسوا الناس أشياءهم)‬ ‫وقوله جل شأنه في سورة األنعام‪-‬اآلية‪« 152-‬وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان‬ ‫ذا قربى» وبهذا فقد بلغ من تمجيد اإلسالم للعدل كأصل جوهري من‬ ‫أصوله الشرعية أن اهلل سبحانه وتعالى سمى به نفسه فهو جل جالله‬ ‫الحكم العدل ‪.‬كما يتبوأ العدل في الفلسفة اإلسالمية مكانة عليا فهو أحد‬ ‫األصول الخمسة‪ ،‬لفلسفة المعتزلة حتى سمو أهل العدل والتوحيد‪ ،‬وقد‬ ‫بلغ العدل في اإلسالم منتهى القداسة وبز مبلغه في القانون الطبيعي‬ ‫وفي القوانين الوضعية‪ ،‬إذ عالج اإلسالم الحنيف أمور الدين والدنيا معا‬ ‫‪،‬ويمكن رد القواعد المشتركة بين الشريعة اإلسالمية والشرائع السابقة‬ ‫سواء السماوية أو الوضعية إلى القانون الطبيعي الخالد ‪،‬ثم إن الشريعة‬ ‫اإلسالمية قد تركت الباب مفتوحا الستمرار العمل بما يهتدي إليه العقل‬ ‫من مبادئ وقوانين عن طريق االستحسان والمصالح المرسلة من‬ ‫مصادر التشريع اإلسالمي مصداقا للقاعدة الشرعية المأثورة «أينما كانت‬ ‫المصلحة فثم شرع اهلل»‪.‬‬ ‫ويرى بعض العلماء والمفكرين بحق أن فكرة العدالة تختلف بحسب‬ ‫الزمان والمكان ‪ ،‬لذلك فإنه يصعب تحديد مضمونها بطريقة واضحة‬ ‫وقاطعة‪ ،‬وقد عرفوها بأنها مجموعة من المبادئ يوحي بها العقل وحكمة‬ ‫التشريع ‪،‬لذلك فإنها ترتبط بقواعد القانون الطبيعي ومبنى االرتباط‬ ‫أنها يوحي بها العقل‪.‬‬ ‫ونرى أن مفهومها المطلق يتحصل في إعطاء كل ذي حق حقه ‪،‬‬ ‫ويقتضي ذلك بالضرورة االعتراف بحقوق اآلخرين والتحرز من العدوان‬ ‫عليها‪ ،‬كما يتضمن معنى إعطاء الحقوق التعويض عما ال يمكن إعطاؤه‬ ‫منها لمستحقيها‪ .‬ويتجلى أكثر القانون بالنسبة للمجتمع هو الحفيظ‬ ‫على حقوقه ‪ ،‬ولذلك كان الهدف من اشتراعه وتطبيقه تحقيق العدالة‬ ‫وإشاعتها بين الناس ضمانا للوئام والطمأنينة بين األفراد ‪،‬وتوفيرا‬ ‫لألمن والسالم بين المجتمعات‪.‬‬ ‫هذا ‪،‬ومبدأ العدالة مبدأ إنساني خالد بخلود البشرية يشعر به‬ ‫الضمير في أعماقه ويهفو إليه دائما‪ ،‬وهو يميز العدل من الظلم بإلهام‬ ‫ذاتي ولذلك فقد غدا مبدأ العدالة سمة مبنية من سمات القانون الطبيعي‬ ‫ومعلما من معالمه البارزة‪ ،‬ومن ما قاله الفيلسوف» أرسطو طاليس» (أن‬ ‫الحق والعدل موجودان طبيعيا وأن الدولة نظام طبيعي ووظيفتها إيجاد‬ ‫التوافق بينهما )‪.‬‬ ‫ولقد دافع شيشرون عن العدل في كتابه «في الواجبات» ودعا إلى‬ ‫اتباعه حتى بالنسبة لألعداء‪ ،‬وقد ورد بهذا المعنى في كتاب اهلل القرآن‬ ‫الكريم قوله تعالى في سورة المائدة‪-‬اآلية‪( 8-‬وال يجرمنكم شنآن قوم‬ ‫على أال تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا اهلل) كما اعترف الرواقيون‬ ‫بأصالة الشعور بالعدل في الطبيعة البشرية‪ ،‬وعزوا هذه األصالة إلى‬ ‫أن اتحاد الناس في الخليقة يستتبع تشابههم في الطباع وفي التفكير‬ ‫العقلي والمشاعر الوجدانية‪ ،‬ومن الناحية الموضوعية الواقعية الخالصة‬ ‫فإن القوانين – وهي الحارسة على النظم القائمة في المجتمع – البد لها‬ ‫من التزام العدل وإال انبتت أواصر المجتمع وانهارت أركانه‪ ،‬ولهذا نجد أن‬ ‫ثمة كثير من المبادئ القانونية مشتركة بين تشريعات الدول المختلفة‬

‫بقلم‪ :‬الإعالمي واحلقوقي‬ ‫عبد القادر �أحمد بن قدور‬ ‫وال جرم أن ما أوحى بها إنما هو شعور مشترك في الضمير اإلنساني‬ ‫حيثما كان ‪.‬‬ ‫غير أن العدالة وإن تكن عامة في فكرتها إال أنها نسبية في‬ ‫مضمونها‪ ،‬ذلك ألن الحقوق وإن اتفقت في جوهرها فإنها تتفاوت في‬ ‫معاييرها تبعا للبيئات التي تمارس فيها‪ ،‬فما يكون عدال في مجتمع أو في‬ ‫عصر معين‪ ،‬قد يكون جورا في مجتمع أو في عصر آخرين‪ .‬فالحريات العامة‬ ‫وحقوق الملكية مثال تتباين في مضمونها وفي نطاقها تباينا شاسعا فيما‬ ‫بين المذاهب الرأسمالية واالشتراكية مثال ‪...‬غير أنه على الرغم من ذلك‬ ‫التباين فالقوانين المنظمة لها تتوخى العدالة في التنظيم وفي التطبيق‬ ‫وإن اختلفت وجهات النظر في موضوع هذه القوانين وفي صور العدالة‬ ‫فيها‪ ،‬فمبدأ العدالة مبدأ عام مشترك بين البشر كافة مادامت لهم‬ ‫ضمائر حرة واعية تتحراه في ظل النظم القائمة فيما بينها وإن اختلفت‬ ‫في مضمونها‪ ،‬الن القوانين إنما وضعت لتنظيم المجتمعات باألسلوب‬ ‫الذي ارتضته وأقرته مناسبا لظروفها وأوضاعها الخاصة ‪.‬‬ ‫والعدالة عموما هي روح القوانين في نصوصها وفي مضمونها‬ ‫أو هكذا ينبغي أن تكون‪ ،‬ومن ثم فإنه يتعين على القاضي أن يتوخاها‬ ‫ويعمل على تحقيقها إذا وضح النص التشريعي‪ ،‬وعليه أن يستلهمها فيما‬ ‫لو افتقد النص أو شابه الغموض حتى أشكل عليه‪.‬ألن مهمة القاضي هي‬ ‫توطيد العدالة بتطبيق القانون القائم تطبيقا عادال بين الناس بغض‬ ‫النظر عن رأيه الخاص في النظام القائم مادام القانون المطبق يتفق‬ ‫مع ذلك النظام ومع حاجات المجتمع مع أن حرية القاضي واجتهاده في‬ ‫التجريم وفي العقوبة مقيدان دائما بالنص التشريعي‪ ،‬إذ القاعدة العامة‬ ‫أن ال جريمة وال عقوبة إال بنص صريح ‪.‬‬ ‫وحتى في مجال القانون الدولي العام فإن لقواعد العدالة دورا‬ ‫هاما فيه‪ ،‬من ذلك أن المادة ‪ 8‬من اتفاقية الهاي المبرمة سنة ‪1907‬م‬ ‫والخاصة بإنشاء محاكم الغنائم تقضي بالرجوع إلى قواعد العدل العامة‬ ‫وقواعد اإلنصاف عند عدم وجود نص في القانون الدولي‪ .‬كما قررت‬ ‫محكمة التحكيم الدولية الدائمة في حكمها لقضية شركة المالحة‬ ‫النرويجية سنة ‪ 1922‬أنه يجب على المحكم الدولي الحكم وفقا لمبادئ‬ ‫العدالة عند انعدام النصوص‪ .‬وتقضي المادة ‪ 38/2‬من النظام األساسي‬ ‫لمحكمة العدل الدولية باللجوء إلى مبادئ العدل واإلنصاف كمصدر من‬ ‫مصادر القانون الدولي العام‪ ،‬إال أنه يشترط في هذه الحالة موافقة الدول‬ ‫المتنازعة على ذلك ‪.‬لذا‪ ،‬فإن فكرة المثل األعلى للعدل فكرة فلسفية‬ ‫أخالقية مصدرها الوجدان وليست فكرة قانونية مصدرها العقل والتفكير‪.‬‬ ‫كما أن النزوع إلى المثل العليا والقواعد المثالية يناقض القول بانفراد‬ ‫العقل باستخالص قواعد القانون الطبيعي‪ ،‬ألن العقل يصنع القواعد من‬ ‫الحقائق الثابتة ‪ ،‬أما المثل العليا فهي وليدة العاطفة والوجدان ألنها في‬ ‫العادة ليست حقائق ثابتة وإنما هي أماني من وحي الخيال الخصيب‪.‬‬ ‫وفي الختام البد أن أشير إلى الفصل ‪ 164‬من الدستور المغربي‬ ‫لفاتح يوليوز ‪ 2011‬في الباب الثاني عشر ‪:‬الحكامة الجيدة حيث جاء فيه‬ ‫((تسهر الهيأة المكلفة بالتكافؤ ومحاربة جميع أشكال التمييز‪ ،‬المحدثة‬ ‫بموجب الفصل ‪ 19‬من هذا الدستور‪ ،‬بصفة خاصة ‪،‬على احترام الحقوق‬ ‫والحريات المنصوص عليها في الفصل المذكور‪ ،‬مع مراعاة االختصاصات‬ ‫المسندة للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان )‪.‬‬ ‫هذا وقد جاء في الباب الثاني من الدستور المغربي المذكور المعنون‬ ‫بالحريات والحقوق األساسية بالفصل ‪ 21‬ما يلي‪ ( :‬لكل فرد الحق في‬ ‫سالمة شخصه وأقربائه‪ ،‬وحماية ممتلكاته‪.‬تضمن السلطات العمومية‬ ‫سالمة السكان‪ ،‬وسالمة التراب الوطني‪ ،‬في إطار احترام الحريات والحقوق‬ ‫األساسية المكفولة للجميع‪).‬‬ ‫القصر الكبيرفي ‪ 1‬ماي ‪2018‬‬

‫نادي «المشاتل» بالعرائش يحتفي بالقصة القصيرة‬ ‫فاطمة الزهراء المرابط ‪ -‬العرائش‬ ‫استضاف نادي «المشاتل» لإلبداع التالميذي بثانوية وادي المخازن اإلعدادية ‪-‬العرائش‪،‬‬ ‫ثلة من القصاصين واألقالم الناشئة في أمسية قصصية وفنية‪ ،‬مساء يوم الخميس ‪ 3‬ماي‬ ‫‪ ،2018‬وذلك في إطار االحتفاء باليوم الوطني للقصة القصيرة الذي يوافق ‪ 28‬أبريل من كل‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫افتتحت األمسية بكلمة األستاذ محمد الهاشمي (مدير المؤسسة) رحب فيها بالمبدعين‬ ‫الذين لبوا دعوة المؤسسة‪ ،‬كما شكر األطر التربوية والتالميذ على حضورهم المميز‪ ،‬مؤكدا‬ ‫على استعداده الدائم لدعم كل المبادرات التي تهدف إلى تحفيز الناشئة على اإلبداع ومد‬ ‫جسور التواصل مع المبدعين‪ .‬ثم تناولت الكلمة األستاذة فتحية البو (منسقة النادي) لتنشيط‬ ‫فقرات األمسية التي عرفت مشاركة ثلة من القصاصين‪ :‬فاطمة الزهراء المرابط (أصيلة)‪ ،‬نجيب‬ ‫كعواشي (العرائش)‪ ،‬عبد السالم الجباري (أصيلة)‪ ،‬محمد الجزار (العرائش)‪ ،‬تلتها قراءات لألقالم‬ ‫الناشئة بالمؤسسة‪ :‬نبيل البقالي‪ ،‬هيثم الجناتي‪ ،‬محمد الجباري‪ ،‬مريم لفرياخ‪ ،‬دعاء سالم‪،‬‬ ‫سليمان بختوني‪ ،‬عمر آيت الطالب‪ ،‬شريفة شجيبي‪ ،‬آية سلمي‪ ،‬آية عدوي‪ ،‬آالء الغشام‪ ،‬هناء‬ ‫مقيجر‪ ،‬وقد تخللت القراءات القصصية معزوفات موسيقية من أداء الفنان محمد المصباحي‪.‬‬ ‫واختتمت األمسية القصصية بتوزيع الشواهد التقديرية وبعض األعمال األدبية الصادرة‬ ‫عن منشورات «الراصد الوطني للنشر والقراءة» على األقالم الناشئة‪ ،‬مساهمة منه في‬ ‫تشجيعهم على القراءة واإلبداع‪ ،‬كما سلمت هدايا رمزية لبعض المساهمين في أنشطة نادي‬ ‫«المشاتل» األساتذة‪ :‬عادل ديالل‪ ،‬رشيد شباري‪ ،‬فاطمة الزهراء المرابط‪ ،‬المصطفى البعليش‪،‬‬ ‫أنس خنوس‪ ،‬والشواهد التقديرية للمشاركين في األمسية‪ ،‬على إيقاع الصور التذكارية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫طنجة في فكر‬ ‫محمد بن الحسن الحجوي (‪)2/2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تجليات طنجة في نظر الحجوي‬ ‫قال عند دخوله طنجة‪ ،‬متحدثا عن مواصفاتها ومميزاتها‪« :‬وبعد أصيال‪ ،‬دخلنا في منطقة طنجة الدولية التي هي‬ ‫أضيق من منطقة اإلحرام في البلد الحرام‪ .‬وهي كالتي تجاورها في قلة الزرع‪ ،‬الئقة لذوات الضرع‪ .‬حللنا في طنجة في‬ ‫‪ 7‬مسا ًء مستريحين مسرورين بالسالمة شاكرين المولى على إنعامه‪ ،‬وجزيل إحسانه‪ ،‬وتلقانا بعض األحباب الكرام‪ ،‬أهل‬ ‫المجد واإلعظام‪ .‬ونزلنا عنده في منزله‪ .‬الذي هو أكرم منزل‪ .‬وقام بسنة الضيافة كقيام إبراهيم عليه السالم‪ .‬وأبناء العرب‬ ‫مجبولون على اإلكرام‪ ،‬وتعظيم علماء اإلسالم‪ .‬أدام اهلل عليه النعم‪ ،‬ووقاه وأنجاله من كل النقم‪.‬‬ ‫كان نزولنا من القطار في محطة مؤقتة جعلوها على شط في الميناء نفسها بالمحل المسمى‪ :‬البالية بتفخيم الالم‪.‬‬ ‫ولعلها إسباني‪ ،‬ومعناها رمل شط البحر الصالح للعوم‪ .‬وذلك كله متوفر في هذا المحل‪ .‬جعلوا هناك محطة مؤقتة ليصل‬ ‫المسافر من البر إلى شط البحر توّا فيجد البابور البحري واقفا‪ ،‬فيركب حينا إلى حيث يشاء‪ .‬وهكذا إذا نزل من البحر وجد‬ ‫السكة الحديد‪ ،‬فذهب مسرعا من فوره إلى فاس أو الرباط أو حيث يشاء‪ .‬وهذا من أحسن التسهيالت‪ .‬وبسبب هذا سيصير‬ ‫لمستقبل طنجة مستقبل عظيم‪ ،‬لكونها ما بين البحرين‪ :‬األبيض المتوسط المسمى بحر الروم‪ ،‬والمحيط األطالنتيكي‪.‬‬ ‫فإذا تمّ المرفأ الصناعي‪ ،‬وهم فيه يشتغلون‪ ،‬وصارت المراكب ترسو بجانبه آمنة من أذية الريح الشرقية‪ ،‬وتمت المحطة‬ ‫التي يردمون أرضها في البحر أيضا‪ ،‬عند ذلك تزداد عمارة طنجة جدا‪ ،‬ويقصدها السواح وغيرهم‪.‬‬ ‫إن في طنجة لطائف أولها وأوالها بااللتفات‪ :‬طيب هوائها‪ ،‬واعتدالها صيفا وشتا ًء‪ ،‬مع قلة رطوبتها في الصيف‪ .‬وصحو‬ ‫أديم سمائها‪ ،‬وعدم وجود برقع السحاب على وجهه بخالف ما هو موجود في الرباط‪ ،‬من كثرة الرطوبة‪ ،‬وعبوس وجه الجو‬ ‫في الصيف والخريف‪ .‬وهذا كله منتف في طنجة غالبا‪ .‬فلذلك ترى جوها ضاحكا‪ ،‬وثغرها مبتسما أكثر من جميع مراسي‬ ‫المغرب‪ ،‬مع اعتدال الهواء وطيبه بحيث تصلح أن تكون من أحسن محالت االصطياف‪ ،‬لمن ترافقه األرياف‪.‬‬ ‫أضف إلى هذا ما فيها من الماء المعدني الحديدي‪ ،‬وكثرة منابعه في الجبل الكبير‪ ،‬الذي صار من المدينة‪ ،‬وهو أعالها‪.‬‬ ‫وهو أحسن محل لالصطياف‪ّ .‬‬ ‫وإن هواءها ليعجبني أحسن من الجديدة وغيرها من المدن المشهورة بطيب الهواء‪ .‬وقد‬ ‫توفرت فيها أسباب الراحة‪ ،‬ومعدات العمران‪ .‬كنت أعرفها منذ عشر سنين قذرة الزقاق‪ ،‬غالية المعاش‪ ،‬قليلة الماء‪ .‬أما اآلن‪،‬‬ ‫منذ وصلها ماء شرف العقاب‪ ،‬ظهرت في نظافة تامة‪ .‬فلقد رأيتها اآلن أنظف المدن المغربية على اإلطالق‪ .‬وقد رخصت‬ ‫أسعار معاشها‪ ،‬فصارت تقريبا كبقية اإليالة‪ .‬وتحسنت حالها االقتصادية جدا‪ .‬وظهر فيها الرقي منذ نظم فيها النظام‬ ‫الدولي الجديد‪ .‬وقد ظهر من حزم اللجنة المكلفة بتحسين الطرق والنظافة ما يوجب شكرها بلسان كل زائر‪ ،‬السيما األهلي‬ ‫المحب لتقدم وطنه‪.‬‬ ‫كانت طرق طنجة منذ عشرة أعوام مبلطة بالحجر األملس‪ ،‬إما الطبيعي على أصل خلقته الرقيق المصفف‪ ،‬أو المنحوت‬ ‫المربع‪ ،‬المستطيل‪ .‬وهذا كان عندهم في المحالت المهمة‪ ،‬ومن أثر التمدن الحديث‪ .‬لكن الكل كان متعبا‪ ،‬وال تتم فيه‬ ‫نظافة‪ ،‬لمكث العفونات بين حجر وآخر‪ .‬وكان االعتناء بالتنظيف أيضا غير‬ ‫تام النظام‪ .‬أما اآلن فقد أبدلوا ذلك النظام بنظام أرقى وأنظف‪ .‬وهو‬ ‫تبليط الزقاق العمومية بالسيمان تبليطا محكما‪ ،‬حتى صارت األرض‬ ‫كأنها مجصصة كجص السطوح‪ .‬ولكون أرضها ذات انحدار وارتفاع‬ ‫خططوا خطوطا في السيمان على عرض الزقاق‪ ،‬بين الخط والخط نحو‬ ‫‪ 15‬سنطيما‪ .‬فتلك الخطوط تقي الناس والبغال من الزلق‪ .‬فلله دره من‬ ‫فكر أعان على نظافة البلد‪ ،‬وحسن منظرها تحسينا ال مزيد عليه‪ .‬هذا‬ ‫مع وجود القيام التام بالتنظيف‪ .‬ويا ليت فاسا والرباط ومراكش وغيرها‬ ‫يفعل في مدنها القديمة مثل هذا العمل‪ .‬فإنه يحسن منظرها المشوه‪.‬‬ ‫ويقي الناس عما يالقونه من التعب في حجرها المرصفة به‪ ،‬الذي هو‬ ‫عبارة عن حجر مكسر‪ ،‬يدق فوق األرض دقا‪ ،‬ال تمضي عليه إال مدة قليلة‬ ‫حتى تذهبه حوافر الدواب‪ ،‬ويثور منه الغبار‪ ،‬في الصيف‪ ،‬الموذي لألعين‬ ‫والخواشم‪ ،‬والذي يذهب بالنظافة‪ ،‬على قلتها‪ ،‬وال سيما في أيام الشتاء‬ ‫يصير طينا مزلقا‪.‬‬ ‫والذي أعان طنجة على تحسين حالتها اختالط المدينة القديمة‬ ‫بما زيد عليها من البناءات الحديثة‪ ،‬وليس بجانب المدينة القديمة‬ ‫مدينة حديثة أوربية تبتلع كل ما يجمع من سكان القديمة من الضرائب‬ ‫البلدية‪ .‬وتأخذ منها ولو زكاته‪ .‬فتبقى المدينة القديمة شوهاء‪ ،‬والحديثة‬ ‫بلطفها غادة حسناء‪ ،‬فهذه توجهت إليها البلدية بكل وجهتها‪ ،‬وأعطتها‬ ‫من األهمية فوق مؤملها‪ ،‬فابتلعت الميزانية البلدية بأجمعها‪ .‬وتركت‬ ‫البلد القديم فيما يناسب القديم‪ ،‬وجه منكمش ذميم‪ ،‬وقلب في األحزان‬ ‫مقيم‪ .‬وفي المثل المغربي‪ :‬كل جديد له معزة‪ ،‬والبالي ال تفرط فيه‪.‬‬ ‫لكن الزوجة الجديدة أخذت الزوج بما فيه‪ ،‬وضرتها القديمة تعولهما‪،‬‬ ‫وهما يتمتعان بالجمال‪ ،‬وطول الوصال‪ .‬وليس للقديمة إال الصبر‪ ،‬إال‬ ‫إذا رشد أبناؤها‪ ،‬وتعلموا العلوم التي توصلهم للدفاع عن حقوق أمهم‪ ،‬العالمة محمد‬ ‫ومعرفة تلك الحقوق‪ .‬فعند ذاك يعرفون أن يستنصفوا من زوج‬ ‫أمهم بن الحسن الحجوي‬ ‫بلطف وكياسة‪ ،‬بعلوم الحقوق واالقتصاد والصحة والهندسة‪ .‬فبهذا‬ ‫يكون الدفاع‪ ،‬ويدفع النزاع‪ .‬وتنال القديمة بعض األمل‪ ،‬ولكن بعد ذهاب‬ ‫األطيبين‪:‬‬

‫مان ُم�ؤ َِّخر ًا يف ُم َّدتي‬ ‫�أَ َرى َّ‬ ‫الز َ‬

‫‪12‬‬

‫الق ال ِ‬ ‫أل�سن‬ ‫ي�ش �إلى ْان ِط ِ‬ ‫َح ّتى �أَ ِع َ‬

‫والربيب البد أن يتحمل‪ ،‬ويغمض على القذى‪ .‬وعظماء الرجال غالبهم يتربون أيتاما‪ ،‬ويتجرعون آالما»‪.‬‬ ‫وقال عن المعارف اإلسالمية بها‪« :‬سألت عنها فأخبرت بما زادني أسفا وحسرة على ضياع اللغة العربية وآدابها‪،‬‬ ‫وعلوم الدين وفضائلها‪ .‬فالعلم هنا في دروس من عدم الدروس‪ .‬أشهر عالم هنا عالمان من فاس‪ ،‬أولهما‪ :‬أخونا في اهلل‬ ‫سيدي عبد الصمد نجل شيخنا المغفور له سيدي التهامي كنون صنو الفقيه سيدي محمد بن المدني كنون‪ .‬ترجمتهما‬ ‫في فهرستنا‪ .‬والثاني من الفكر السامي‪ .‬وحالة اإلسالم عموما من حيث العلوم اللسانية واألدبية والدينية مكدرة للغاية‪.‬‬ ‫على وجه العموم‪ .‬واإلسالم أزهر األمم في علومه في الوقت الحاضر‪ .‬والجزائر أحط األمم في ذلك‪ ،‬والمغرب تابع لها في‬ ‫سيرها‪ ،‬ساقط في المهواة التي سقطت فيها‪ .‬وهنا عالم ثان‪ ،‬وهو‪ :‬قاضيها صاحبنا سيدي عبد السالم غازي الفاسي أيضا»‪.‬‬ ‫وقال عن أحباسها‪« :‬زرت الجامع الكبير الذي هو أهم مسجد بها وأقدمه‪ .‬وقايست بينه وبين مساجد بقية المغرب‪،‬‬ ‫التي ال أنكر أنا وغيري تحسين حالتها بالنسبة لذي قبل‪ .‬ثم قايست بين حاله اآلن وحاله قبل عشر سنين وما قبلها؛ حيث‬ ‫إني زرت طنجة مرارا منذ عام ‪1320‬هـ إلى اآلن‪ .‬فحالة المسجد من حيث اإلصالح والنظافة ووجود الماء أحسن مما كان في‬ ‫عام ‪ 20‬على عهد الدولة السابقة على الحماية بكثير من كل وجه‪ ،‬ثم هو اآلن أنظف وأحسن حاال من بقية مساجد اإليالة‬ ‫فيما أعلم‪ :‬فالحصور التي به أرفع وأجمل مما يوجد في القرويين؛ بل ومما يوجد في مسجد السلطان بالرباط‪ .‬فنستنتج‬ ‫من هذه المقدمات أن حالة األحباس حسنة‪ ،‬واالهتمام بالمساجد حاصل فيها أكثر من غيرها‪ .‬كنت أعرف في هذا المسجد‬ ‫عفونة من نقل الماء منه إلى الخارج لقلة الماء إذ ذاك بالمدينة‪ ،‬فيأخذ الضعفاء الماء من داخل المسجد‪ ،‬والحال أنه غير‬ ‫كاف له‪ .‬ومراحيضه إذ ذاك منتنة‪ .‬أما اآلن فوجود ماء شرف العقاب (‪ )1‬رحمة كبرى بهذه المدينة‪ .‬فتحسنت به بهجتها‪.‬‬ ‫فالمسجد في أحسن ما كنت أؤمل له من النظافة‪ ،‬والحمد هلل‪.‬‬ ‫مقصورة المسجد التي يكون بها الخطيب ريثما يخرج يوم الجمعة كانت مأوى للمسافرين‪ ،‬ينفذها القاصد ألحبابه‬ ‫وضيوفه‪ .‬أزيلت تلك العادة‪ ،‬ورأيتها مفتحة األبواب منظفة‪ .‬وأتمنى لو أراها مكتبة مملوءة أسفارا ينتابها المطالعون‬ ‫والمستفيدون‪ .‬كما أتمنى أن أرى البرج الذي يقرب منها‪ ،‬وقد بطلت منفعته الحربية‪ ،‬مدرسة ينتابها الطلبة من المنطقة‬ ‫الطنجية وما قرب منها‪ ،‬لتلقي العلوم اإلسالمية التي أخنى عليها الدهر‪ .‬والمدينة ومنطقتها في حاجة للقضاة والعدول‬ ‫والمدرسين واألئمة والخطباء‪ ،‬ومن النقص البَيِّن في نظامها استجالبهم من فاس أو غيرها‪ .‬فعلى مجلس طنجة‬ ‫التشريعي وأعضائه المسلمين القيام بهذه المهمة التي ال أظن أن يعنفهم عليها أحد‪ .‬وما عليهم إال أن يتحدوا ويتعاونوا‬ ‫ويعرفوا كيف يتوصلون لمقصدهم المستحسن عند كل عاقل بكياسة ونباهة‪ ،‬واهلل يوفقهم»‪.‬‬ ‫قال منتقدا أهل طنجة‪« :‬سمعت هناك من ينتقد عليهم نقدا ال أظنه إال وجيها جدا‪ .‬وهو نفرتهم من المسلمين‬ ‫النازلين بين أظهرهم من إخوانهم المغاربة‪ ،‬كأهل فاس ومراكش وتطوان وغيرهم‪ ،‬واعتبارهم لهم أجانب‪ ،‬اليحبون تكثير‬ ‫العدد بهم‪ ،‬وإدخالهم في المجالس التي بيدها الحل والربط‪ .‬والحال أنهم قاطنون متأهلون بينهم‪ ،‬وهم بنو جلدتهم‪،‬‬ ‫وغالبهم أصحاب أفكار عالية‪ ،‬ولهم وجاهة ومال‪ .‬وال شك أن أهل طنجة لو تآلفوا معهم‪ ،‬وعدوا كل من تجاوز في المكث‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫بها من المغاربة ثالث أو أربع سنين طنجيا لشدوا أزرهم‪ .‬وأفادوهم أحسن إفادة‪ ،‬ولربحت البالد من أفكارهم وأصواتهم‬ ‫أجل ربح‪ .‬ومن الغريب لهم عندي عدهم لهم أغرابا‪ ،‬ونفرتهم منهم‪ ،‬وأنفتهم من دخولهم معهم في مجالسهم‪ .‬وهذه‬ ‫ممالك في أمريكا تعد من أقام بها ثالث سنين متجنسا بجنسيتها كالجمهورية الفضية‪ .‬وعند المؤرخين إذا أقام الرجل في‬ ‫بلد أربع سنين عد من أهلها‪ ،‬ونسب إليها‪ .‬فواخيبتاه من فقد األلفة واالتحاد بين المسلمين‪ .‬الدين واحد‪ ،‬واللغة واحدة‪،‬‬ ‫والجنسية واحدة‪ ،‬والمغرب هو المغرب‪ ،‬ومع هذا تجد هذا التنابذ‪ ،‬فيلحظ الطنجي التطواني أو الفاسي بملحظ األجنبي‪.‬‬ ‫فواعجباه ألف مرة‪.‬‬ ‫فعلى أعضاء المجلس التشريعي االهتمام بهذه المسألة‪ .‬وليعتبروا ما قرره العلماء في االستيطان في الجمعة ومن‬ ‫تنعقد به‪ .‬ومن عالمة االستيطان شراء دار يسكنها‪ ،‬أو تزوج زوجة‪ ،‬أو نحو هذا مما ينقطع عنه به اسم السفر‪ ،‬بالنسبة ألهل‬ ‫المغرب فقط‪ ،‬فهذا كاف بين المسلمين‪ ،‬وكذا الذميون أهل المغرب‪ ،‬أنهم أبناء وطننا العزيز‪ .‬وبهذا يكون تقدم نسبي‬ ‫لطنجة‪ ،‬تحرز به على حضارة ونضارة وعمارة‪.‬‬

‫�أخـــاك �أخـــــاك �إن من ال �أخا له‬ ‫و�إن ابن عم املرء فاعلم جناحه‬

‫ك�ســـاع �إلى الهيجا بغري �سالح‬ ‫وهل ينه�ض البازي بغري جناح‬

‫وقريب مما وقع بطنجة ما وقع من بعض أعضاء بلدية فاس‪ ،‬من إبايتهم دخول أعضاء اليهود معهم أنفة‪ .‬وما كان‬ ‫ينبغي لهم ذلك‪ .‬وها هم اليوم يعضون يد الندم‪ ،‬ومالح فاس أكثر تقدما ونظافة من فاس القديم‪ .‬فالزمن الذي كان‬ ‫المسلم يأنف فيه من مجالسة اليهودي مضى بما فيه‪ ،‬وهذا زمن غير ذلك‪.‬‬

‫فذاك زمان لعبنا به‬

‫وهذا زمان بنا يلعب‬

‫وهذا زمن اإلخاء‪ .‬فالواجب اليوم اتحاد أهل كل بلد‪ ،‬وكل قطر‪ ،‬وكل مملكة؛ بل كل قارة‪ ،‬كيفما كانوا‪ ،‬السيما طنجة‪،‬‬ ‫التي كاثر أهلها األجانب األبعدون األخالط من أجناس متعددة‪ ،‬وأمم مختلفة‪ ،‬ذات مصالح وأطماع قاضية على األهلي‪.‬‬ ‫فالطنجي يجب عليه أن يتكثر بأخيه المغربي كيفما كان‪ ،‬وأن يتعلق بسلطان البالد تعلقا متينا‪ .‬واعتصموا بحبل اهلل جميعا‬ ‫وال تفرقوا»‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نقد وموازنة آلراء الحجوي في طنجة‬

‫َّ‬ ‫المُسَلم‪ ،‬ومنها المُنْتَ َقد‪:‬‬ ‫من خالل ما سبق عرضه من انطباعات للحجوي عن طنجة‪ ،‬يتبين لنا أن أنظاره منها‬ ‫َّ‬ ‫المُسَلم‪ :‬مثل تنويهه وإشادته بهواء ومناخ طنجة‪ ،‬وفي ذلك يقول المؤرخ محمد سكيرج‪« :‬وموقع طنجة الصحي‬ ‫‬‫من أجل مناخ يوجد على وجه البسيطة في غالب فصول السنة‪ ،‬حدث بهذا غالب من زار طنجة من دهاة السواح‪ ،‬وعلماء‬ ‫األبدان ودعاة االستعمار من أوربا وغيرها‪ .‬ويقال‪ :‬إن الملك إدوارد اإلنجليزي والد جورج الحالي‪ ،‬كان سأل عنها وكيلهم‬ ‫داهية السياسة الباشدور العالمة جان بروك –وهو في رتبة دكتور‪-‬‬ ‫فأجابه بإسهاب مطول‪ ،‬ومنه ما مؤداه‪( :‬أما من حيث المناخ فبالجملة‬ ‫أن المغرب من أشرف بقاع األرض وأبهاها فيما رأيت‪ ،‬وطنجة أشرف‬ ‫محل منه‪ ،‬وفيها محل هو أشرفها هو الجبل الكبير)‪ .‬ولطيب مناخها‬ ‫تجد أغنياء أوربا تنهال إليها أفواجا أفواجا خصوصا إبان الشتاء‪ ،‬الزدهاء‬ ‫جوها ولطف النسيم يومئذ بأرجائها حتى أن الربيع فيها كالشتاء‬ ‫تقريبا‪ ،‬وأزهى بأرض شتاها ربيع»(‪. )2‬‬

‫َ‬ ‫المنتقد‪ :‬مسألتان‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫األولى‪ :‬حول ما قاله عن المعارف اإلسالمية بها‪ ،‬ودروس‬ ‫المجالس العلمية بفنائها‪ ،‬وخلوها من العلماء المدرسين‪ ،‬وهذا غير‬ ‫صحيح‪ ،‬فطنجة في تلك الفترة كان بها علماء أفذاذ درسوا وخرجوا‬ ‫تالمذة نبغاء‪ ،‬أمثال‪ :‬الفقيه العالمة السيد أحمد بن أبي العيش‬ ‫المعروف بمصباح (ت ‪1349‬هـ) (‪ .)3‬والفقيه العالمة محمد بن عبد‬ ‫السالم السميحي (ت ‪1346‬هـ) (‪ .)4‬وأخوه الفقيه أحمد (ت ‪1359‬هـ)‬ ‫(‪ ...)5‬وكلهم من شيوخ الشيخ عبد اهلل كنون وإخوته‪ ،‬وكانوا‬ ‫معاصرين للشيخين عبد الصمد كنون وعبدالسالم غازي المنوه بهما‪.‬‬ ‫وأما عن ارتباط سكانها بالعلم‪ ،‬فيقول الشيخ محمد سكيرج‪« :‬إن‬ ‫عيون األهالي أخذت تكتحل بإثمد العلم‪ ،‬وهمم نجبائهم تستفيق‪ ،‬من‬ ‫سنة الوهم للفهم‪ ،‬وإن في الوقت عدة من األذكياء النبالء‪ ،‬الحريصين‬ ‫على العلم والتعلم‪ ،‬والمقبلين على استفادته بكل قصد وتيمم‪ ،‬وهم‬ ‫من ال يتجاوز عمرهم الخامسة والعشرين تقريبا‪ ،‬وجلهم أبناء الفقراء‬ ‫الذين لوالهم لضاع العلم‪ .‬أما الطبقة الوسطى‪ ،‬فمكتفون بما نالوه‬ ‫من بعضهم بعضا‪ ،‬أو عمن تقدم من زوار المدينة ونزالئها‪ ،‬حتى من‬ ‫أنحائها» (‪.)6‬‬ ‫الثانية‪ :‬نقده ألهل طنجة في مداخلتهم لألجانب‪ ،‬وقد أجاب‬ ‫عن هذا الشيخ محمد سكيرج‪ ،‬فقال‪« :‬فإن أهلها مع التوفيق اإللهي‬ ‫تعودوا عشرة األجنبي على اختالف أجناسه وأطواره‪ ،‬وتقلباته في تحليه‬ ‫بأطماره‪ ،‬وثبتوا قابضين على عوائد ضرورياتهم وأعراف ديانتهم‪ ،‬فهي منقبة تذكر لهم فتشكر وعلى صفحات التاريخ‬ ‫تسطر وتظهر» (‪ .)7‬أما ما أشار إليه الحجوي من انحرافهم عن الواردين عليهم من أهل المدن األخرى‪ ،‬فهي سمة البعض‬ ‫منهم ال الغالب‪ ،‬قال سكيرج‪« :‬إن الداء العضال الذي تبلغ عروقه آلالم االنحالل واالنتشال والتفرق واالضمحالل‪ ،‬وطبع عليه‬ ‫بعض األفراد منهم‪ ،‬حتى من أهل المناصب العوال‪ ،‬وهو الشقاق والتخالف والتخاذل والتكبر‪ ،‬الداعين لعدم التآلف‪ .‬فتجد‬ ‫بينهم الشقاق بذلك نابتة أغصانه‪ ،‬والخالف نامية أصوله وأفنانه‪ ،‬حتى اليكاد بعضهم يرضى بالبعض أو ينحاش حتى‬ ‫ألقربائه بسنة أو فرض‪ ،‬وكأن التنافر أحل رحله عندهم جميعه‪ ،‬وانغرز في جل أفرادهم‪ ،‬فصار طبيعة‪ ،‬ليس ذلك منهم فقط‬ ‫لألضياف الغرباء‪ ،‬ومن جاء يستوطن زواياهم على ما يقال من النزالء‪ ،‬بل ذلك منهم فيما بينهم نابت‪ ،‬وسريانه ألفرادهم‬ ‫ثابت» (‪.)8‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫بعد هذه الجولة مع محمد بن الحسن الحجوي في كتبه من أجل استيحاء نظرته الشاملة عن مدينة طنجة التي زارها‬ ‫مرارا‪ ،‬تستنتج أن‪:‬‬ ‫ ما أشار إليه الحجوي من أعالم كانوا بطنجة أو تقلدوا مناصب بها‪ ،‬يعد من المصادر المهمة لمن يعتني بالتأريخ‬‫لهذه المدينة‪ ،‬خصوصا وأنه ينفرد في هذا الباب ِبعَ َلم لم يُعرف عنه شيء سوى ما لمح إليه؛ أال وهو محمد الحاج الهندي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ الحجوي ذو نظرة ثاقبة‪ ،‬ال يكتفي بالمرور والتفسح أثناء رحالته‪ ،‬أو خالل أداء مهماته‪ ،‬بل يعاين ويفحص ما يجري‬‫أمامه من أمور وإشكاالت‪.‬‬ ‫ الحجوي رجل مصلح‪ ،‬واإلصالح عنده هو الدافع إلى النقد وتقويم الوضع‪.‬‬‫ الحجوي يأتي في كتابته بأمور وفوائد عرضية‪ ،‬يكون لها وزن وقيمة عند الباحث بعد جمعها ولمها مع نظائرها‪.‬‬‫هذا ما تم رصده‪ ،‬واهلل الموفق‪.‬‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ هو منتزه بضواحي طنجة‪ .‬انظر رياض البهجة لسكيرج ص ‪ .225‬نسخة مرقونة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ‬ ‫‪3‬ـ‬ ‫‪4‬ـ‬ ‫‪5‬ـ‬ ‫‪6‬ـ‬ ‫‪7‬ـ‬ ‫‪8‬ـ‬

‫رياض البهجة في أخبار طنجة ص ‪ . 217‬نسخة مرقونة‪.‬‬ ‫انظر ترجمته في‪ :‬كواكب العصر ومواكب النصر ص‪ . 30‬ومذكرات غير شخصية ص‪.44‬‬ ‫انظر ترجمته في‪ :‬كواكب العصر ومواكب النصر ص ‪ .35‬ومذكرات غير شخصية ص‪.45‬‬ ‫انظر ترجمته في‪ :‬كواكب العصر ومواكب النصر ص ‪ .33‬ومذكرات غير شخصية ص‪.45‬‬ ‫رياض البهجة في أخبار طنجة ص ‪ . 336‬نسخة مرقونة‪.‬‬ ‫رياض البهجة في أخبار طنجة ص ‪ .336‬نسخة مرقونة‪.‬‬ ‫رياض البهجة في أخبار طنجة ص ‪ . 336‬نسخة مرقونة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫المعلم موسوعة فذة‬ ‫في كل مكان وزمان‬

‫حفل افتتاح المستوصف‬ ‫أصرّ والدي‪ ،‬وبتأييد من صهري (معلمي) أن يقيما حفل افتتاح المستوصف‪ ،‬والتعرف على األطر‬ ‫الطبية الذين انضموا إلى مستوصف «األمل»‪ ،‬ليكون ناجعا وناجحا وعند حسن المواطنين‪ ،‬وذا سمعة‬ ‫طيبة‪ ،‬فاستدعى األقارب والجيران للحي وجيران المستوصف‪ ،‬فقدم األطباء شروحات للحاضرين كل في‬ ‫دائرة اختصاصه‪( ،‬طبيب العيون‪ ،‬طبيب العظام‪ ،‬طبيب المسالك البولية‪ ،‬طبيب األمراض الباطنية‪)..‬‬ ‫إلى غير ذلك‪ ،‬عشرة اختصاصيين ساهموا في بناء صرح المستوصف ماديا ومعنويا‪ ،‬وأغلبهم زمالئي‬ ‫في الدراسة‪.‬‬ ‫ابتدأ الحفل على نغمات اآللة األندلسية‪ ،‬وحضر عشاقها من كل صوب‪ ،‬وأول مطلع تغنى به الجوق‬ ‫قطعة «شمس العشي» الكل يعشقها‪ ،‬ويتغنى بها الصغير والكبير‪.‬‬ ‫شمس العشي قد غربت واستعبرت ‪ ..‬عيني من الفرقا‬ ‫على الشفق قد سطرت حين ُغيّبت ‪ ..‬زاد العشيق شوقا‬ ‫حتى الطيور قد غردت وترنمت ‪ ..‬ترثي على الورقا‬ ‫جاوبتها باالشتهار‬ ‫ياشمس العشي أمهل ال تغيبي َهلّال رفقا‬ ‫هيجت ما بيا حتى زدتني في القلب شوقا‬ ‫ترفق عليا إني بالـمليح قد زدت عشقا‬ ‫في الوادي المذهب ووجه الـمليح مثل الثريا‬ ‫والساقي مؤذب يسقي باألواني البندقيا‬ ‫صففوا القطع وزيدوا نغنم هذا العشيا‬ ‫كلنا كسوا في يدو يغتنم ساعة هنيا‬ ‫والمليح قلبي يريدوا ينش ِرح بين يديا‬ ‫أنا كلي ملك لكم سادتي أنتم لمن؟‬ ‫أنا عبد اشتريتموه رخيصا بال ثمن‬ ‫شنّف الجوق أسماع الحاضرين بأنغام أندلسية‪ ،‬رقص معها الشباب وتنغم بألحانها الشيوخ‬ ‫ورددها الصبيان في نشوة وغبطة‪ ،‬فاآللة األندلسية تراث مغربي أصيل حافظ عليها األجداد واآلباء‬ ‫وحفظه األحفاد‪.‬‬ ‫وجل الحفالت يفضل أصحابها اآللة األندلسية لما لها من تراكم عبر األزمان‪ ،‬توارثته األجيال تلو‬ ‫األجيال بين العدوتين المغرب واألندلس‪.‬‬ ‫يفخر المغرب الكبير بهذا الفن العالمي‪ ،‬الذي جاء بأول مدرسة للموسيقى‪ ،‬والذي اكتسح القارة‬ ‫األروبية بفضل آلة العود وأضيف إليه العزف على البيانو‪.‬‬ ‫في خضم هذه النغمات‪ ،‬فتشت عن معلمي (صهري) من جديد‪ ،‬فلم يظهر له أثر وسط الحضور‪،‬‬ ‫كعادته في مثل هذه الحفالت ينزوي إلى ركن يتجادب أطراف الحديث مع األطفال‪ ..‬وال وجود ألطفال‪!!..‬‬ ‫ولكن هذه المرة مع رجل شاحب الوجه أنهكه الزمان‪ ،‬وتوالت عليه المقالب‪ ،‬وتغلبت عليه المشاكل‬ ‫وتكالبت عليه محن الدهر‪ ،‬ذو لحية طويلة تكللها شيب‪ ،‬وشارب غطى دائرة فمه تظهر من داخله‬ ‫أسنان مبعثرة ضاع أغلبها‪ ،‬يلبس لباسا باليا رثا‪ ،‬تظهر عليه حالة الفقر‪ ،‬اقتربت منه وخاطبت معلمي‬ ‫مُبديا السالم‪ :‬من يكون الرجل؟ ليس من عادتك أن تكلم رجال وتترك بقية الضيوف يتوقون إلى‬ ‫التعرف عليك وآخرون يجددون بك العهد‪ ،‬فأجاب (المعلم‪ ،‬صهري)‪ :‬قصة هذا الرجل حزينة وكئيبة‪،‬‬ ‫حزينة ال تطاق‪ ،‬سأحكيها لك‪ ،‬فقصة هذا الرجل أليمة عشت بعض أطرافها‪ ،‬وهي دين علي‪ ،‬فواجب‬ ‫اإلحسان إليه ومدّه بالعون‪ ،‬فهو ‪:‬‬ ‫معلم في هيأة متسول‬ ‫لما انتهى الحفل‪ ،‬وغادر الجموع القاعة‪ ،‬كان موعد الجمع العام ألعضاء وأطر المستوصف لتخطيط‬ ‫مساره‪ ،‬حضرت جميع األطر الطبية والممرضين والعاملين‪ ،‬وفي آخر بند حول طلبات التوظيف‬ ‫بالمستوصف‪ ،‬أخذ معلمي الكلمة وقال ‪ :‬يعزّ علي أن أذكر قصة الرجل الذي كنت منطويا به زاوية‬ ‫القاعة‪ ،‬إنه زميلي في التعليم سابقا!‬ ‫لما أنهكه الوقوف أمام التالميذ لساعتين ونصف صباحا ومثلها مساء‪ ،‬وهو يُلقي دروسه التي لم‬ ‫يدخر جهدا في إلقائها والتي عكِفَ على تحضيرها ليال ببيته‪ ،‬وقلة اإلنارة بالبادية على ضوء الشمع‬ ‫ضعف بصره جراء تصحيحه فروض التالميذ‪ ،‬اضطر إلى الحصول على التقاعد النسبي‪ ،‬كان هذا في‬ ‫أكتوبر سنة ‪1983‬م‪ ،‬لعله بمغادرة التعليم سيجد عمال أقل جهدا وتحضيرا وتصحيحا‪ ،‬وراحة ليال يكسب‬ ‫منه قوته وقوت عياله الستة‪ ،‬وهو يأسف على مغادرة حقل التعليم إذ كان أمنيته‪ ،‬وهو يعرف مسبقا‬ ‫أن تقاعده النسبي سنوات عمله ‪ 282‬شهرا‪ ،‬ثالثة وعشرون سنة ونصف سنة‪ ،‬أن راتبه الشهري سينزل‬ ‫إلى الثلث مما كان يأخذه شهريا‪ ،‬وأن منحة األوالد ستحذف ألن جلهم لم يتابع دروسه الثانوية لغالء‬ ‫أسعار الدراسة بالمدارس الحرة‪ ،‬وتكاليف األدوات والنقل‪ ،‬كما سيُحذف من راتبه عمله بالقسم‪ ،‬كما أن‬ ‫التعاضدية التي كان يدفع مشاركته فيها لن تفيده في شيء‪ ،‬ضاعت أقدميته ألنه انقطع عن تسديد‬ ‫المشاركة الشهرية‪ ،‬ولم تعوضه التعاضدتان عن المبالغ التي كان يودعها‪ ،‬ولم تعوضه عن السنوات‬ ‫التي قضاها بالتعليم‪ ،‬رغم مراسالته المتكررة‪ ،‬وهكذا أصبح راتبه الشهري هو ‪( 1.317,00‬ألف وواحد‬ ‫وثالثمائة وسبع دراهم) في الشهر‪ ،‬ال تف حق الكراء للشقة ومصاريف الماء والكهرباء اللذين ضربا‬ ‫الرقم القياسي في علو األسعار‪ ،‬مما اضطره إلى جمع نفايات الورق المقوى وبيعه إلى معمل صناعة‬ ‫الورق مقابل ‪ 0,20‬في الكلغ الواحد‪ ،‬ويستطيع جمع ‪ 20‬كلغ منه يحمله على عجلة ليبيعه‪ ،‬وكان يجوب‬ ‫معامل الخياطة يجمع منها المتالشيات ويمألها في أكياس لمعامل تصنع حشو الفراش‪.‬‬ ‫طرق كل أبواب الحياة لعله يظفر بعمل مناسب‪ ،‬لكن بدون جدوى‪ ،‬ثم إن زوجته أضناها العمل‬ ‫بالبيت وخدمة ستة أوالد‪ ،‬وكثيرا ما كانت طريحة الفراش فتهمل تربية أطفالها‪ ،‬فانقطعوا عن الدراسة‬ ‫ال لشيء سوى فقدانهم األدوات المدرسية‪.‬‬ ‫عمل المعلم بإيجاز‬ ‫قبل دخول المعلم إلى الفصل ليلقي دروسه‪ ،‬عليه أن يحضر هذه الدروس ليال ببيته‪ ،‬فكل حصة‬ ‫لمدة نصف ساعة لموضوع تأخذ من وقته للتحضير ساعة أو أكثر‪ ،‬عليه أن يراجع عدة مراحل في صلب‬ ‫الموضوع‪ ،‬ألن ما فائدة الحضور بدون تحضير مذكرة لكل حصة‪.‬‬ ‫نموذج لمذكرة الدرس ‪:‬‬ ‫مراحل الدرس ‪:‬‬ ‫موضوع الدرس أو عنوانه‬ ‫القسم الثاني‬ ‫صيام رمضان‬ ‫الثاني االبتدائي‬ ‫مراحل الدرس‬ ‫المرجع‬ ‫وسائل اإليضاح‬

‫رقم المذكرة‬ ‫‪10‬‬

‫‪ )1‬المقدمة‪ )2 ..‬جوهرة الدرس‪ )3 ..‬الخاتمة‪..‬‬ ‫وهنا ال مجال لتحضير مذكرة‪ ،‬ألن المقال ال يتطلب ذلك ويختص بعمل المعلم‪ ،‬الذي ال ينحصر‬ ‫في اإللقاء والتحضير‪.‬‬ ‫تصحيح فروض التالميذ‬ ‫عليه أن يصحح فروض التالميذ‪ ،‬ويضع عالمات االستحقاق عن جواب من كل تلميذ على حدة ‪:‬‬ ‫متفوق‪ ،‬حسن جدا‪ ،‬حسن‪ ،‬يستحسن‪ ،‬متوسط‪ ،‬ناقص‪ ،‬ال يعتبر الجواب جوابا‪..‬‬ ‫وهذا يتطلب وقتا آخر من ليله‪ ،‬فإذا كان عمل المعلم مدة ‪ 20‬سنة فقط لنيل التقاعد النسبي‬ ‫عشرون سنة إلقاء ‪ 20 +‬سنة تحضير وتصحيح دفاتر التالميذ‪ ،‬فيكون مجموع عمله ‪ 20‬سنة إلقاء‬ ‫‪ 20‬سنة تحضير هو ‪ 40‬سنة‪ ،‬أما إذا وصل سن التقاعد ‪ 63‬سنة‪ ،‬فمدة عمله ‪ 43‬سنة إلقاء و‪ 43‬سنة‬ ‫تحضير‪ ،‬هذا إذا التحق بالتعليم في سن العشرين وقضى مدة سنتين بمدرسة المعلمين ليكون مؤهال‬ ‫للتعليم‪ ،‬فعمله يكون ‪ 43‬سنة ‪ 43 +‬سنة تحضير أي مجموعه ‪ 86‬سنة عمل مضن وشاق وآخر أيامه‬ ‫يأخذ أقل بكثير من مياوم مثال‪.‬‬ ‫فدعائي له بالصبر‪ ،‬وجزاؤه جنة النعيم إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫المعلم ورجال البرلمان‬ ‫طائفة من رجاالت البرلمان أميون ال يعرفون شاكلة األلف من الياء‪ ،‬يأخذون شهريا ما قدره‬ ‫‪ 300.000,00‬درهم‪ ،‬ولهم تعويضات ومزايا تصل إلى ‪ 20.000,00‬درهم ليحضر إلى قبة البرلمان‬

‫‪4/4‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫لشيء واحد‪ ،‬نعم! أو ال!؟ وآخر أيامه يأخذ تقاعده كامال عن خمس سنوات قضاها بقبة البرلمان‪،‬‬ ‫ويقولون أن بعض المعلمين ال يقومون بواجبهم‪ ،‬وهو يحرس خمسين تلميذا صباحا وخمسين آخرين‬ ‫مساء‪ ،‬يصعب عليه ضبط حركاتهم‪ ،‬وتختلط عليه أسماءهم‪ ،‬ويصعب التعامل معهم‪ ،‬فإن رضيت فئة‬ ‫ثارت الفئة الباقية‪.‬‬ ‫إال أن هناك في البرلمان عناصر أصحاب كفاءات عالية‪ ،‬اتخذت من قبة البرلمان‪ ،‬مكان فرض‬ ‫آرائهم ومالحظاتهم التي تصبّ في صالح الوطن وفي صالح المواطن‪ ،‬وهؤالء هم الذين يعتمد‬ ‫عليهم في تقريب الهوة بين الحكومة والمواطنين‪ ،‬حقيقة يجب تهنئتهم ورفع أكف الضراعة لهم‬ ‫بالتوفيق والسداد‪ ،‬ويستحقون كل بدل وعطاء‪ ،‬تكوّنوا على يد معلمين وتدرجوا مناصب جعلت منهم‬ ‫أعضاء في البرلمان‪ ،‬شرفوا معلميهم‪ ،‬وشرفوا بالدهم‪ ،‬عليهم العول‪.‬‬ ‫رسالة المعلم الموسوعة‬ ‫لقد أشاد القرآن الكريم بدور المعلم‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫كر هّ َ َ‬ ‫هّ َ َ‬ ‫الل �أُ ْ�س َو ٌة َح َ�سن ٌَة مّ ِلَن َ‬ ‫ان َل ُ‬ ‫« ّ َلق َْد َ‬ ‫ول هّ َ ِ‬ ‫الل‬ ‫ك َ‬ ‫ك َ‬ ‫ان َي ْر ُجو الل َوا ْل َي ْو َم ْال ِآخ َر َو َذ َ َ‬ ‫ك ْم يِف َر ُ�س ِ‬ ‫َ‬ ‫ِريا»‬ ‫كث ً‬ ‫وقد تغنى الشاعر اللبناني أحمد شوقي أمير الشعراء حين أنشد ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يـكون رسوال‬ ‫كـادَ الـمع ّلمُ أن‬ ‫ُقــمْ لـلمع ّل ِم وَفِّـهِ الـتبجيال‬ ‫وأحسن ما في القصيدة قوله ‪:‬‬ ‫حيّوا من الشهداء كل مغيب وضعوا على أحجاره إكليال‬ ‫فهو الذي يبني الطباع قويمة وهو الذي يبني النفوس عدوال‬ ‫ وقال إبراهيم طوفان في قصيدة من ‪ 14‬بيت ‪:‬‬‫لو جرّب التدريس شوقي ساعة لقضى الحياة شقاوة وخُموال‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫مائة على مائة إذا هي صلحت وجه العمى نحو العُيُون بخيال‬ ‫يا من يُريد االنتحار وجدته إن المعلم ال يعيش طويال‬ ‫وعن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ‪:‬‬ ‫إن العلماء هم ورثة األنبياء لم يورثوا دينار‪.‬‬ ‫(عن أبي الدرداء عن الرسول)‬ ‫حكمة بالغة ‪:‬‬ ‫سُئل رئيس الوزراء الياباني عن سر التطور التكنولوجي في اليابان فأجاب ‪:‬‬ ‫وحصانة دبلوماسية وإجالل أمير‬ ‫لقد أعطينا المعلم راتب وزير‬ ‫ويقول شوقي ‪:‬‬ ‫أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقوال‬ ‫سبحانك اللهم خير معلم علمت بالقلم القرون األولى‬ ‫أخرجت هذا العقل من ظلماته وهديته النور المبين سبيال‬ ‫وفجرت ينبوع البيان محمد فسقى الحديث وناول التّنزيل‬ ‫كأنهم يقولون على لسان واحد ‪:‬‬ ‫للمعلم رسالة جمة صعبة‪ ،‬عليه أن يوصلها إلى األجيال بكل أمانة‪ ،‬في كل مكان وزمان‪ ،‬وأمام‬ ‫حشد من التالميذ‪.‬‬ ‫طباعهم مختلفة‪ ،‬وميوالتهم مانعة‪ ،‬وأسرهم تتفاوت في تربيتهم وتخليقهم‪ ،‬وتعهدهم‪.‬‬ ‫قصة نجاحي بعد مغادرة التعليم‬ ‫وفي عجالة حكيت قصة نجاحي لصديقي «من معلم إلى رجل أعمال ناجح»‪ ،‬وكما في علمك أني‬ ‫تقدمت للحصول على شهادة سياقة الحافلة أو الشاحنة ذات الحموالت‪ ،‬وكنت الزلت أمارس التعليم‬ ‫في آخر شهر‪ ،‬في انتظار الحصول على التقاعد النسبي مما جعل مُمتحني يتعجب حين سقط ملفي‬ ‫بين يديه‪.‬‬ ‫(هذا معلم ولدي سعيد؟)‬ ‫وما سرّ اجتيازه امتحان السياقة ال لسيارة ولكن لحافلة ركاب وشاحنة عمالقة‪ ،‬تنقل حموالت؟‬ ‫البد أن األسماء تتشابه‪ ،‬والوجه به ميل لمعلم ولدي؟‬ ‫ولما حضرت يوم االمتحان قال مستغربا‪ :‬عهدي بك معلما؟ ما عساني أن أفعل بك؟ ما سر قدومك‬ ‫لنيل كفاءة سياقة حافلة وشاحنة؟ قلت له ‪:‬‬ ‫إن أجرة سائق حافلة مع شركة ‪ C.T.M‬مثال ‪ :‬يأخذ ضعف راتب معلم‪ ،‬وله امتيازات عن كل سفر‪،‬‬ ‫وعن كل تذكرة راكب بالمحطات الموالية‪ ،‬فإن حصلت على شهادة السياقة الشاحنة محملة بالرمل‬ ‫أو الحجارة أو اإلسمنت أو الحديد ما يُستعمل في البناء‪ ،‬لي أجرة من صاحب الشاحنة ضعف راتبي‪ ،‬ثم‬ ‫أكتسب أتاوات عن طالبي هذه المواد إذا توصلوا بها بسرعة‪.‬‬ ‫فقال لي الممتحن ‪:‬‬ ‫عليّ امتحانك والتشديد عليك‪ ،‬ولن تنال االستحقاق إال عن جدارة وكفاءة!‬ ‫فقالت له ‪:‬‬ ‫هات من عندك‪ ،‬لن تتعبني أسئلة التالميذ المائة في كل اتجاه ولن أخشى أسئلتك العشرة‪.‬‬ ‫لم يجد مهربا من نجاحي‪ ،‬وتابعت الحوار معه‪ :‬لنفرض أنك طردت من العمل لشيء اتهموك به‬ ‫وليس لك يد في التهمة الملفقة ماذا تفعل؟ ستطرق كل األبواب للحصول على عمل تشغله‪ ،‬أليس‬ ‫كذلك؟ كان نجاحي يشهد له‪.‬‬ ‫شاحنة خالي امحمد‬ ‫=اشتغلت أول األمر بشاحنة (خالي امحمد) الطاعن في السن‪( ،‬شاحنة بيرلي ‪ )6‬صفراء فاقع لونها‪،‬‬ ‫تهالكت بعض أجزائها‪ ،‬وقد أنهكت (خالي امحمد) سياقتها‪ ،‬اتفقت معه على أجرة شهرية تفوق أجرة‬ ‫معلم‪ ،‬وبتعويض عن كل نقلة خمسون درهما‪ ،‬ويمكن نقل ثالث مرات في اليوم = ‪ 150,00‬درهم في‬ ‫مدة ‪ 24‬يوما تساوي ‪ 3000,00 + 3.600,00 :‬درهم في الشهر الواحد‪ ،‬ما كنت أحلم بهذا القدر في‬ ‫الشهر‪ ،‬بدل راتبي الشهري عند التقاعد ‪ 1317,00‬درهم بفارق ‪ 5.283,00‬درهم‪.‬‬ ‫أعز اهلل التجارة وقبح اهلل الوظيفة‬ ‫مرت شهور‪ ،‬فلم أنس (خالي امحمد) الجد والمثابرة واألمانة والحزم‪.‬‬ ‫قال لي ‪ :‬عند آخر الشهر ‪ :‬الشاحنة ستصبح شاحنتك‪ ،‬عليك أن تسدد بقية أقساطها للبنك‪ ،‬وخذها‬ ‫كفاءة لك ولصدقك‪ ،‬واعتبر هذه أول الطريق‪.‬‬ ‫كانت هذه بدايتي‪ ،‬تلتها شاحنة بقرض من البنك‪ ،‬وكنت ال أتوارى عن تسديد قيمة كل كمبيالة‬ ‫في األجل‪ ،‬فكسبت ثقة البنك وساهم في شراء شاحنة ثالثة ورابعة حتى أصبح لدي اليوم أسطول من‬ ‫الشاحنات‪ ،‬وال أكتفي برغبات الناس والمقاولين‪ ،‬وأصبح مدخولي اليوم يعادل أجرة سنة بحقل التعليم‪،‬‬ ‫ألن العملية عملية حسابية وتجارة صرفة‪ ،‬وأصبحت رقبتي حرة من مسؤولية ‪ 90‬تلميذا‪.‬‬ ‫دخلت عالم التجارة من أوسع أبوابها‬ ‫لقد زال عني غم الوظيفة‪ ،‬وضنك الحالة‪ ،‬وشبح الفقر‪ ،‬كانت سببا في تخلي عن رسالة المعلم ألن‬ ‫أمامي مسؤولية بيت وزوجة وآباء وأبناء‪ ،‬والحياة جد صعبة ومتطلبات الحياة الرهينة كثيرة‪.‬‬ ‫فرسالة المعلم اإلنسانية أعظم درجة عند اهلل‪ ،‬ومقابلها الجنة بأوسع أبوابها‪.‬‬ ‫كانت جهودي متواصلة في الميدان الجديد ‪ :‬توزيع مواد البناء وأصبح لدي رصيد مادي ومعنوي‬ ‫وأرضية اشتغل عليها أوالدي دون اللجوء إلى الوظيفة أو العمل عند الغير‪.‬‬ ‫قال عليه السالم ‪:‬‬ ‫علموا أبناءكم التجارة وال تعلموهم اإليجار‬ ‫(قيل أنه حديث ضعيف) ولكن القول حكمة بالغة‪.‬‬ ‫وقلت لصديقي في التعليم سابقا أمليت عليك تجربتي الفذة‪ ،‬فالمجال مفتوح لتعاطي مهن تعطي‬ ‫الخير الكثير‪ ،‬يقول المثال ‪:‬‬ ‫اليد العليا خير من اليد السفلى‪( .‬انتهى)‬


‫العدد ‪941‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫رم�ضان‬

‫�شهر الرتبية وال�سلوك‬

‫لقد جعل اهلل سبحانه وتعالى لنا في حياتنا محطات للتدبر والتفكر ‪ ,‬والتوبة والمغفرة‪,‬‬ ‫والعودة إلى النفس ومحاسبتها على ما بدر منها‪ ,‬وتربيتها على السلوك الحسن والسيرة‬ ‫المثلى‪ ,‬ففي الحديث « الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما‬ ‫بينهن إذا اجتنبت الكبائر» فبحلول موعد الصالة تحل محطة من محطات المغفرة والرضوان‪،‬‬ ‫وموعد مع النفس لمحاسبتها على فعلها وتذكيرها بما أمرها اهلل به ونهاها عنه‪ ,‬ومناسبة‬ ‫للتوبة وطلب العفو من اهلل على ما صدر من اإلنسان من هفوات وزالت‪ ,‬يقول الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ « :‬إنما مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل فيه خمس‬ ‫مرات ماذا يبقى من درنه» فإذا كان المرء يغتسل من ذنوبه ويتطهر من آثامه ويجدد إيمانه‬ ‫ويقينه في اهلل خمس مرات في اليوم فال خوف عليه ما لم يرتكب الكبائر ‪.‬‬ ‫وفي كل أسبوع تحل محطة جديدة من محطات العفو والرحمة والغفران‪ ,‬ومناسبة لعودة‬ ‫اإلنسان إلى نفسه وربه‪ ,‬يحل يوم الجمعة التي نجتمع فيها للصالة واالستماع إلى خطبة‬ ‫اإلمام المذكرة بما أمرنا اهلل به وبما نهانا عنه‪ ,‬وقد جعل اهلل سبحانه وتعالى هذا اليوم‬ ‫مناسبة الجتماع المسلمين وتوحيد صفهم وغسل‬ ‫درنهم‪ ,‬وإحياء صلة الرحم فيما بينهم‪ ,‬فهذا األمر‬ ‫السماوي بالصالة جماعة هذا اليوم إنما هو في‬ ‫الحقيقة أمر ينطوي على كثير من المعاني والعبر‪,‬‬ ‫منها التواصل والتراحم والتآخي والتضامن‬ ‫والمساواة بين المسلمين‪ ,‬وقد خص اهلل هذا‬ ‫اليوم بساعة مباركة يستجيب فيها دعاء كل عبد‬ ‫توجه فيها إلى ربه طالبا حاجته‪ ,‬ففي الحديث‪ :‬أن‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ذكر يوم الجمعة‬ ‫فقال‪ :‬فيه ساعة ال يوافقها عبد مسلم وهو قائم‬ ‫يصلي يسأل اهلل شيئا إال أعطاه إياه وأشار بيده‬ ‫يقللها‪.‬‬ ‫وفي كل سنة تحل محطة أخرى أعظم وأجل‪,‬‬ ‫وأرحب وأوسع‪ ,‬يحل شهر رمضان الذي قال فيه‬ ‫الحق سبحانه وتعالى‪« :‬شهر رمضان الذي أنزل‬ ‫فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى‬ ‫والفرقان» وقال فيه الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ »:‬أتاكم رمضان شهر مبارك‪ ,‬فرض اهلل عز‬ ‫وجل عليكم صيامه‪ ,‬تفتح فيه أبواب الجنة‪ ,‬وتغلق‬ ‫فيه أبواب الجحيم‪ ,‬وتغل فيه مردة الشياطين‪ ,‬فيه‬ ‫ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» رواه مسلم‪ .‬أكرمه اهلل بأن أنزل فيه القرآن‬ ‫هذا الفيض الرباني الذي مأل أطباق األرض علما وحكمة‪ ,‬وعم العالم عدال ومساواة ورحمة‪,‬‬ ‫شهر تفتح فيه أبواب خزائن الرحمة والجود واإلحسان‪ ,‬وتقبل فيه ليالي الصفح والتجاوز‬ ‫والغفران‪ ,‬فطوبى لمن تعرض فيه لنفحات الرب وأخلص الطاعة هلل بالجوارح والقلب وترفع‬ ‫عما يأتيه صرعى الشهوات وقتلى الغرور‪ ,‬فكم هلل في هذا الشهر من نفحات كم تنهمر فيه‬ ‫على القلوب المستعدة صيوب الرحمات وتغفر فيه للتائبين مساوئ وزالت ‪.‬فإذا أردت أن تخرج‬ ‫من هذا الشهر مغفورا لك فعليك بأمور ثالثة‪:‬‬ ‫‪ .1‬عبادة اهلل حق قدره وتعظيمه واستحضاره في كل وقت وحين‪ ,‬والتوبة إليه ومراجعة‬ ‫النفس فيما أقبلت عليه وخاضت فيه طوال السنة‪ ,‬وأن تصوم صوم المؤمنين المحتسبين‪,‬‬ ‫عن نية خالصة في الفعل ورغبة صادقة في الثواب والجزاء‪ ,‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬من‬ ‫لم يبيت الصيام من الليل فال صيام له» ‪ ,‬وعن حرص في التحقق من نيل المنى وبلوغ مرتبة‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫التقوى‪ ,‬وعن صدق التوجه في التأسي بالحبيب المصطفى واتباع سبل السادة الفضالء العدول‬ ‫الخيرة أولي العلم والنهى‪ ,‬قال تعالى‪ « :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون»‪ .‬مع الحرص‬ ‫على الواجبات والسنن من نية وإمساك وتعجيل الفطور وتأخير السحور‪ ,‬وقيام الليل ‪ ,‬وحضور‬ ‫صالة الجماعة في كل وقت ‪ ,‬وإحياء ليالي رمضان بالصالة وقراءة القرآن والذكر‪ ,‬واالجتهاد أكثر‬ ‫في العشر األواخر منه‪ ,‬وأداء زكاة الفطر‪.‬‬ ‫‪ .2‬قراءة القرآن الكريم وحضور مجالس العلم والتعلم والحرص على التعلم واالستفادة‪,‬‬ ‫ففي الحديث الشريف‪ « :‬ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اهلل يتلون كتاب اهلل ويتدارسونه فيما‬ ‫بينهم إال نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم المالئكة وذكرهم اهلل فيمن عنده»‬ ‫ففي هذا الحديث بيان لفضل العلم والتعلم ‪ ,‬وإشارة إلى مكانة العلم ومجالسه عند اهلل‪ ,‬وإذا‬ ‫كان لفظ الحديث يشير إلى تالوة كتاب اهلل ومدارسته فإن مفهومه يوحي بأن هذا الفضل‬ ‫وهذه الدرجة حاصلة لكل متعلم متدبر ألن جميع العلوم نجد أصال لها في القرآن‪ ,‬ومدارسة‬ ‫القرآن تعني تدارس علومه وفهومه وما أشار إليه أو أمر بالتدبر والتفكر فيه‪.‬وقد كان الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من‬ ‫قراءة القرآن وينزل عليه جبريل في كل ليلة لهذا‬ ‫الغرض‪ ,‬ففي الحديث‪ « :‬كان رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أجود الناس‪ ,‬وكان أجود ما يكون في‬ ‫رمضان حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان‬ ‫فيدارسه القرآن‪.‬‬ ‫‪ .3‬االلتزام باألخالق الحسنة والمعاملة الطيبة‬ ‫خالل هذا الشهر‪ ,‬فرمضان مدرسة سلوكية تعلمنا‬ ‫الصبر على الجوع والعطش وكبح جماح الشهوة‬ ‫من طلوع الشمس إلى غروبها‪ ,‬ويطلعنا على‬ ‫معاناة الفقير المحتاج طيلة السنة حيث يجوع وال‬ ‫يجد طعاما ويعطش وال يجد ما يروي به ظمأه‪,‬‬ ‫ويعرى وال يجد ما يستر به نفسه ويحميها من‬ ‫البرد والمطر‪ ,‬ويعلمنا كيف نحافظ على حدود اهلل‬ ‫ونحفظ أمانته فندخل بيوتنا ونقفل علينا أبوابنا‬ ‫ونجد الماء والطعام والزوجة‪ ،‬فنعرض عن كل ذلك‬ ‫امتثاال ألمر اهلل وحفاظا على أمانته‪ ,‬وباإلضافة‬ ‫إلى هذا وذاك أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالتخلق‬ ‫بالخلق الحسن في هذا الشهر والتدرب على هذا‬ ‫الخلق ليكون دأبنا وشعارنا وخلقنا طيلة السنة‪,‬‬ ‫يقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬الصيام جنة ‪ ,‬فإذا كان صيام أحدكم فال يرفث ‪,‬وال‬ ‫يصخب‪ ,‬فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل‪ :‬إني صائم‪ .‬وقال أيضا‪« :‬إذا صمت فليصم سمعك‬ ‫وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم وتجنب أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة‪ ,‬وال‬ ‫تجعل يوم فطرك كيوم صومك» ففي هذه األحاديث وغيرها إشارات واضحة إلى أن رمضان‬ ‫ليس شهر صيام وقيام فحسب بل هو أيضا شهر أخالق ومثل عليا يربي عليها اإلسالم أبناءه‬ ‫ويدعوهم إلى التمسك بها‪ ,‬وجعل هذا الشهر محطة من محطات التعلم والتدرب على ذلك ‪,‬‬ ‫فال صيام لكاذب أو متكلم بالسوء في الناس‪ ,‬أو مفسد لما بينهم من ود وأخوة‪ ,‬أو شاهد زور‪,‬‬ ‫أو مؤذ للناس بلسانه أو بيده أو ‪ ...‬ألن الدين اإلسالمي هو دين العبادة والعلم واألخالق فمن‬ ‫فرط في شيء من ذلك فقد فرط في ركن من أركان هذا الدين‪.‬وقد جعل الحق سبحانه وتعالى‬ ‫هذا الشهر مناسبة لمراجعة النفس وضبطها وتعلمها األخالق الحسنة وتدريبها على ذلك حتى‬ ‫تمضي عليه طول السنة ومدى الدهر تمثل اإلسالم خير تمثيل وتعطي للعالم أجمل صورة عن‬ ‫اإلسالم وأخالق أهله‪.‬‬

‫املهرجان الثقايف لعرباوة يف دورته ال�ساد�سة‬

‫انعقــــد هذا الملتقى أيام‪ 4 ‬و‪ 5‬و ‪ 6‬ماي الجاري‪ ،‬تحت شعار‪« :‬المهرجان يجمعنـا والتنمية غايتنا»‪ ،‬وذلك بشراكـة مــع الجماعة الترابية لعرباوة‪ ،‬وبدعم من وزارة الثقافة واالتصال‪.‬‬ ‫حضر هذا الحــدث محمد األعرج‪ ،‬وزير الثقافة واالتصال وعبـد الواحد الفاسي الفهــري‪ ،‬وزير اإلسكان‪ ،‬ونواب برلمانيـــون ومنتخبـون ومختلف ممثلي السلطـــات المحليـة‪.‬‬ ‫الحضـور تابـــع عروضـــا في التبوريــدة‪ ،‬وسبــــاق السلوقــي‪ ،‬ومجموعة من األنشطــة الفنيــة والرياضية‪.‬‬ ‫عبد الرحمان السنوني‬


‫العدد ‪941‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫وفي كتاب «األمالي» ما يهذب‬ ‫النفس من لطيف المعاني‬ ‫ندعو القارئ الكريم ضمن هذا الركن لالستمتاع بمقتطفات من كتاب األمالي للشيخ إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي‬ ‫المزداد بالضفة الشرقية لنهر الفرات سنة ‪ 228‬هـ ‪967‬م‪.‬‬ ‫والشيخ أبو علي القالي كان أحفظ أهل زمانه باللغة والشعر ونحو البصريين؛ أخذ األدب عن أبي بكر ابن دريد األزدي‬ ‫وأبي بكر ابن األنباري وابن درستويه وغيرهم‪ ،‬وطاف البالد‪ ،‬وسافر إلى بغداد وأقام بالموصل لسماع الحديث من أبي يعلى‬ ‫الموصلي‪ ،‬وأقام بها إلى سنة ‪ ،328‬وكتب بها الحديث ‪ .‬وسمع من البغوي وغيره‪.‬‬ ‫وذكرابن خلكان عددا من مؤلفات أبي علي القالي ومن ضمنها كتاب األمالي حين قال‪« :‬وله التواليف المالح ‪ ،‬منها‪ :‬كتاب‬ ‫األمالي‪ ،‬و كتاب البارع في اللغة ‪ ،‬بناه على حروف المعجم‪ ،‬وهو يشتمل على خمسة آالف ورقة‪ ،‬وكتاب المقصور والممدود‪،‬‬ ‫وكتاب في اإلبل ونتاجها‪ ،‬وكتاب في حلي اإلنسان والخيل وشياتها‪،‬وكتاب فعلت وأفعلت‪ ،‬وكتاب مقاتل الفرسان‪ ،‬وكتاب‬ ‫شرح فيه القصائد والمعلقات‪ ،‬وغير ذلك»‪ .‬و كتاب األمالي ‪ -‬الذي نحن بصدد نشر مقتطفات منه عبر سلسلة حلقات‪ -‬يعد‬ ‫عند أهل الفن عمدة في بابه و مرجع ًا في اللغة واألدب ‪ ،‬حتى قال عنه ابن خلدون ‪« :‬وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن (علم‬ ‫األدب) وأركانه أربعة دواوين‪ ،‬وهي أدب الكاتب البن قتيبة ‪ ،‬وكتاب الكامل للمبرد ‪ ،‬وكتاب البيان والتبيين للجاحظ ‪ ،‬وكتاب النوادر ألبي علي القالي البغدادي ‪ ،‬وما سوى‬ ‫هذه األربعة فتبع لها وفروع منها»‪.‬‬ ‫على أن أبا علي لم يلتزم في كتابه هذا ترتيب ًا معين ًا ‪ ،‬ال في التسلسل التاريخي وال في المواضيع واألبواب ‪ ،‬فاألمالي أشبه ما يكون بالمقاالت و الراويات المتناثرة‬ ‫التي ال يرتبط أولها بآخرها‪ ،‬كما أنه يحتوي على كثير من أقوال العرب وأمثالهم مما يعد مرجع ًا في هذا الباب‪.‬‬ ‫توفي أبو علي القالي سنة ‪356‬هـ‪ 967/‬م في األندلس بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء واإلمالء‪.‬‬ ‫وحكى ابن الطيلسان عن ابن جابر أنه قرأ في لوح رخام كان سقط من القبة المبنية على قبر أبي علي البغدادي عند تهدمها هذين البيتين ‪:‬‬

‫فقراءة ممتعة ‪:‬‬

‫ِ�صلوا لحَ ْ َد قربي بالطريق وو ّدعــوا‬ ‫وال تـدفـنـوين بالعــراء فــربّــمـــا‬

‫استهل أبو علي القالي كتابه األمالي بكلمة أبان فيها عن قصده من التأليف‬ ‫ومايكنه من إجالل ألمير األندلس عبد الرحمن الناصر وولي عهده الحكم بقوله‪:‬‬ ‫«الحمد هلل الذى جل عن شبه الخليقة‪ ،‬وتعالى عن األفعال القبيحة؛ وتنزه‬ ‫عن الجور‪ ،‬وتكبر عن الظلم؛ وعدل فى أحكامه‪ ،‬وأحسن إلى عباده؛ وتفرد بالبقاء‪،‬‬ ‫وتوحد بالكبرياء‪ ،‬ودبر بال وزير‪ ،‬وقهر بال معين؛ األول بال غاية‪ ،‬واآلخر بال نهاية؛‬ ‫الذى عزب عن األفهام تحديده‪ ،‬وتعذر على األوهام تكييفه؛ وعميت عن إدراكه‬ ‫األبصار‪ ،‬وتحيرت فى عظمته األفكار؛ الشاهد لكل نجوى‪ ،‬السامع لكل شكوى‪،‬‬ ‫والكاشف لكل بلوى؛ الذى ال يحويه مكان‪ ،‬وال يشتمل عليه زمان‪ ،‬وال ينتقل من‬ ‫حال إلى حال؛ القادر الذى ال يدركه العجز‪ ،‬والعالم الذى ال يلحقه الجهل؛ والجواد‬ ‫الذى ال ينزح‪ ،‬والعزيز الذى ال يخضع؛ والجبار الذى قامت السماوات بأمره‪ ،‬ورجفت‬ ‫الجبال من خشيته‪.‬‬ ‫صَلى ُ‬ ‫َّ‬ ‫والحمد هلل الذى بعث محمداً َّ‬ ‫وَسَلمَ بالدالئل الواضحة‪،‬‬ ‫اهلل عَ َليْهِ‬ ‫والحجج القاطعة‪ ،‬والبراهين الساطعة؛ بشيراً ونذيراً‪ ،‬وداعياً إليه بإذنه وسراجا‬ ‫منيرا؛ فبلغ الرسالة‪ ،‬وأدى األمانة‪ ،‬ونهض بالحجة‪ ،‬ودعاء إلى الحق‪ ،‬وحض على‬ ‫صلى ُ‬ ‫َّ‬ ‫الصدق؛ َّ‬ ‫وَسلمَ‪.‬‬ ‫اهلل ع َليهِ‬ ‫ُ‬ ‫ثم أما بعد حمد اهلل والثناء عليه‪ ،‬والصالة على خير البشر َّ‬ ‫صلى اهلل ع َليهِ‬ ‫َّ‬ ‫وَسلمَ‪ ،‬فإنى لما رأيت العلم أنفس بضاعة‪ ،‬أيقنت أن طلبه أفضل تجارة؛ فاغتربت‬ ‫للرواية‪ ،‬ولزمت العلماء للدراية‪ .‬ثم أعملت نفسي في جمعه‪ ،‬وشغلت ذهنى بحفظه؛‬ ‫حتى حويت خطيره‪ ،‬وأحرزت رفيعه‪ ،‬ورويت جليله‪ ،‬وعرفت دقيقه؛ وعقلت شارده‪،‬‬ ‫ورويت نادره‪ ،‬وعلمت غامضه‪ ،‬ووعيت واضحه‪ ،‬ثم صنته بالكتمان عمن ال يعرف‬ ‫مقداره‪ ،‬ونزهته عن اإلذاعة عند من يجهل مكانه؛ وجعلت غرضي أن أودعه من‬ ‫يستحقه‪ ،‬وأبديه لمن يعلم فضله‪ ،‬وأجلبه إلى من يعرف محله؛ وأنشره عند من‬ ‫يشرفه‪ ،‬وأقصد به من يعظمه؛ إذ بائع الجوهر وهو حجر يصونه بأجود صوان‪،‬‬ ‫ويودعه أفضل مكان؛ ويقصد به من يجزل ثمنه‪ ،‬ويحمله إلى من يعرف قدره؛‬ ‫على أنه ال يستحق بسببه أن يوصف بالفضل بائعه وال مشتريه‪ ،‬وال يستوجب أن‬ ‫يحمد من أجل المبالغة فى ثمنه مقتنيه‪ ،‬والعلم يذكر بالرجاحة طالبه‪ ،‬وينعت‬ ‫بالنباهة صاحبه ويستحق الحمد عند كل العقالء حاويه‪ ،‬ويستوجب الثناء من جميع‬ ‫الفضالء واعيه‪ ،‬ويفيد أسنى الشرف مشرفه ويكتسب أبقى الفخر معظمه فغبرت‬ ‫برهة ألتمس بنشره موضعا‪ ،‬ومكثت دهرا أطلب إلذاعته مكانا‪ ،‬وبقيت مدة أبتغي‬ ‫له مشرفا وأقمت زمناً ارتدي له مشتريا‪ ،‬حتى تواترت األنباء المتفقة وتتابعت‬ ‫الصفات الملتئمة التى ال تخالجها الشكوك وال تمازجها الظنون‪ ،‬بأنه مشرفه فى‬ ‫عصره‪ ،‬أفضل من ملك الورى ‪ ،‬وأجود من تعمم وارتدى‪ ،‬وأمجد من ركب ومشى‪،‬‬ ‫وأسود من أمر ونهى‪ ،‬سمام العدى‪ ،‬فياض الندى‪ ،‬ماضي العزيمة‪ ،‬مهذب الخليقة‪،‬‬ ‫محكم الرأي صادق الوأي‪ ،‬باذل األموال‪ ،‬محقق اآلمال‪ ،‬مفشل المواهب‪ ،‬معطي‬ ‫الرغائب أمير المؤمنين‪ ،‬وحافظ المسلمين‪ ،‬وقامع المشركين‪ ،‬ودامغ المارقين‪،‬‬ ‫صلى ُ‬ ‫َّ‬ ‫وابن عم خاتم النبيين‪ ،‬محمد َّ‬ ‫وَسلمَ‪( ،‬عبد الرحمن بن محمد)‬ ‫اهلل ع َليهِ‬

‫فليـ�س ملـن وارى الرتاب حبيــــب‬ ‫بكى �أن ر�أى قرب الغريب غريــب‬ ‫محيى المكارم‪ ،‬ومبتني المفاخر‪ ،‬الذي إذا رضا غنى‪ ،‬وإذا غضب أردى‪ ،‬وإذا دعا‬ ‫أجاب‪ ،‬وإذا استصرخ أغاث‪ .‬وأن معظمه مشتريه‪ ،‬وجامعه ومقتنيه‪ ،‬ربيع العفاة‪،‬‬ ‫وسم العداة‪ ،‬ذو الفضل والتمام‪ ،‬والعقل والكمال‪ ،‬المعطي قبل السؤال‪ ،‬والمنير‬ ‫قبل أن يستنال (الحكم) ولي عهد المسلمين‪ ،‬وابن سيد العالمين أمير المؤمنين‬ ‫(عبد الرحمن بن محمد) اإلمام العادل‪ ،‬والخليفة الفاضل‪ ،‬الذى لم يرى فيما مضى‬ ‫من األمراء شبهه‪ ،‬وال نشأ فى األزمنة من الكرماء مثله‪ ،‬وال ولد نساء من األجواد‬ ‫نظيره‪ ،‬وال ملك العباد من الفضالء عديله‪ ،‬فخرجت جائداً بنفسي‪ ،‬باذال لحشاشتي‪،‬‬ ‫أجوب متونا قفارى‪ ،‬وأخوض لجج البحار‪ ،‬وأركب الفلوات‪ ،‬وأقتحم الغمرات‪ ،‬مؤمال‬ ‫أن أوصل العلق النفيس إلى من يعرفه‪ ،‬وأنشر المتاع الخطير ببلد من يعظمه‪،‬‬ ‫وأشرف الشريف باسم من يشرفه‪ ،‬وأعرض الرفيع على من يشتريه‪ ،‬وأبذل الجليل‬ ‫لمن يجمعه ويغتنيه‪ ،‬فمن اهلل جل وعز بالسالمة‪ ،‬وحبا تعالى ذكره بالعافية‪ ،‬حتى‬ ‫حللت بعصرة الخواف‪ ،‬وعصمة المضاف‪ ،‬والمحل الممرع‪ ،‬والربيع المخصب‪ ،‬فناء‬ ‫أمير المؤمنين بن المبارك الطلعة‪ ،‬ميمون الغرة‪ ،‬الجم الفواضل‪ ،‬الكثير النوافل‪،‬‬ ‫الغيث فى المحل‪ ،‬الثمال فى األزل‪ ،‬البدر الطالع‪ ،‬الصبح الساطع‪ ،‬الضوء الالمع‪،‬‬ ‫السراج الزاهر‪،‬السحاب الماطر‪ ،‬الذى نصر الدين‪ ،‬وأعز المسلمين‪ ،‬وأذل المشركين‪،‬‬ ‫وقمع الطغاة‪ ،‬وأباة العصاة‪ ،‬وأطفأ نار النفاق‪ ،‬وأهمد جمر الشقاق‪ ،‬وذلل من الخلق‬ ‫من تجبر‪ ،‬وسهل من األمر ما توعد‪ ،‬ولم الشعث‪ ،‬وأمن السبل‪ ،‬وحقن الدماء‪ .‬أبقاه‬ ‫اهلل سالماً فى جسمه‪ ،‬معافاً فى بدنه‪ ،‬مسروراً بأيامه‪ ،‬مبتهجاً بزمانه‪ ،‬وخصه بطول‬ ‫المدة‪ ،‬وتتابع النعمة‪ ،‬وأبقى خلفته‪ ،‬وأدام عافيته‪ ،‬وتولى حفظه‪ ،‬وال أزال عنا ظله‪.‬‬ ‫وصحبت الحيا المحسب والجواد المفضل‪ ،‬الذى إذا وعد وفى‪ ،‬وإذا أوعد عفا‪ ،‬وإذا‬ ‫وهب أسبع‪ ،‬وإذا أعطى أقنع‪( ،‬الحكم) فرأيته ‪ -‬أيده اهلل ‪ -‬أجَّل الناس بعد أبيه‬ ‫خطره وأرفعه بقدره‪ ،‬وأوسعهم كنفا‪ ،‬وأفضلهم سلفا‪ ،‬وأغزرهم علما‪ ،‬وأعظمهم‬ ‫حلما‪ ،‬يملك غضبه فال يعجل‪ ،‬ويعطى على العالة فال يمل‪ ،‬مع فهم ثاقب‪ ،‬ولب راجح‪،‬‬ ‫ولسان عضب‪ ،‬وقلب ندب‪ ،‬فتابعا لدى النعمة‪ ،‬وواترا على اإلحسان‪ ،‬حتى أبديت ما‬ ‫كنت له كاتما‪ ،‬ونشرت ما كنت له طاويا‪ ،‬وبذلت ما كنت به ضنينا‪ ،‬ومذلت بما‬ ‫كنت عليه شحيحا‪ ،‬فأمليت هذا الكتاب حفظا فى األخمسة بقرطبة‪ ،‬وفي المسجد‬ ‫الجامع بالزهراء المباركة‪ ،‬وأودعته فنون من األخبار‪ ،‬وضروبا من األشعار وأنواع‬ ‫من األمثال‪ ،‬وغرائب من اللغات‪ ،‬على أني لم أذكر فيه باباً فى اللغة إال أشبعته‪،‬‬ ‫وال ضرباً من الشعر إال اخترته‪ ،‬وال فناً من الخبر إال انتخلته‪ ،‬وال نوعاً من المعاناة‬ ‫صَلى ُ‬ ‫والمثل إال سجلته‪ ،‬ثم لم أخله من غريب القرآن‪ ،‬وحديث الرسول َّ‬ ‫اهلل عَ َليْهِ‬ ‫َّ‬ ‫وَسَلمَ‪ ،‬على أنني أوردت فيه من اإلبدال ما لم يورده أحد وفسرت فيه من اإلتباع‬ ‫ما لم يفسره بشر‪ ،‬ليكون الكتاب الذى استنبطه إحسان الخليفة جامعا‪ ،‬والديوان‬ ‫الذي ذكر فيه اسم اإلمام كامال‪ ،‬وأسأل اهلل عصمة من الزيغ واألشر‪ ،‬وأعوذ به من‬ ‫العجب والبطر‪ ،‬وأستهدي له السبيل األرشد‪ ،‬والطريق األقصد»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪941‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)844‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫“الجزائريون في تطوان‬ ‫خالل القرن ‪”19‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫األقصى واالحتالل األوربي‪ ،‬وفي مقدمته إسبانيا وفرنسا‪ ،‬من‬ ‫صدرت الطبعة الثانية لكتاب “الجزائريون في تطوان خالل‬ ‫خالل ما خلفوه من كتابات‪ ،‬والتي تؤشر على مدى وطنيتهم‬ ‫القرن ‪13‬ه‪19/‬م‪ -‬مساهمة في التاريخ االجتماعي للمغرب‬ ‫وقوميتهم العربية اإلسالمية؟ وما هي مواقفهم تجاه نظام‬ ‫الكبير”‪ ،‬لمؤلفه األستاذ إدريس بوهليلة‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬وذلك‬ ‫في ما مجموعه ‪ 180‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ويعد‬ ‫الحكم المغربي‪ ،‬والتي تعبر عن مدى تشبثهم بالسلطان‬ ‫هذا العمل تتويجا لمسار أكاديمي رفيع وممتد في الزمن‪،‬‬ ‫وسيادته؟ وما مدى اندماجهم في الوسط االجتماعي والثقافي‬ ‫انشغل –فيه‪ -‬المؤلف بالبحث وبالتنقيب في مكونات البنية‬ ‫بتطوان؟ وما هي درجة تأثيراتهم‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وآثارهم الباقية‬ ‫السوسيوديمغرافية لمدينة تطوان خالل القرنين الماضيين‪،‬‬ ‫منها بالمدينة؟ وفي االتجاه المعاكس نتساءل عن الطرف‬ ‫ليس ‪-‬فقط‪ -‬على مستوى التوثيق الحدثي المتواتر للوقائع‬ ‫اآلخر‪ ،‬ونعني به كتاب االستعمار‪ ،‬ونقول‪ :‬كيف فسر منظرو‬ ‫وللسياقات ولظروف التكون التاريخي‪ ،‬ولكن –أساسا‪ -‬على‬ ‫االستعمار‪ ،‬مفهوم الهجرة كما مارسها الجزائريون عندما‬ ‫مستوى تفكيك المضامين الثقافية والحضارية واإلثنية التي‬ ‫حطوا رحالهم‪ ،‬في مدن وقرى المغرب سنة ‪1246‬ه‪1830/‬م‬ ‫صنعت معالم التميز داخل الهوية المحلية لمدينة تطوان‪.‬‬ ‫وما بعدها؟ وكيف حاولوا توظيفها لتحقيق مصالح دولتهم‬ ‫وإذا كان العديد من الباحثين قد اهتموا بالبحث في ظروف‬ ‫الفرنسية‪ ،‬وبث التفرقة بين أبناء المغرب الكبير والتي مازالت‬ ‫تشكل المكون األمازيغي أو المكون العربي أو المكون‬ ‫آثارها‪ ،‬تؤثر سلبا في سياسات حكامه إلى اآلن‪( ”...‬ص‪.)10.‬‬ ‫األندلسي أو المكون العبري داخل فضاءات مدينة تطوان‪ ،‬فإن‬ ‫ولالستجابة ألفق هذه األسئلة المهيكلة للبحث‪ ،‬حرص‬ ‫االهتمام بالبحث في أصول حضور المكون الجزائري وأشكال‬ ‫المؤلف على توزيع مضامين كتابه بين سبعة فصول متكاملة‪،‬‬ ‫تأثيراته المتقاطعة في البيئة المحلية‪ ،‬لم ينل –في حدود‬ ‫اهتم في أوالها بتقييم حصيلة عطاء الوثائق المخزنية الخاصة‬ ‫علمنا المتواضع‪ -‬ما يكفي من البحث ومن التنقيب‪ ،‬العتبارات‬ ‫بهجرة الجزائريين إلى تطوان سنة ‪ ،1830‬وانتقل في الفصل‬ ‫متعددة‪ ،‬لعل أبرزها مرتبط بانسيابية ظاهرة التنقل بين‬ ‫المغرب والجزائر خالل مرحلة ما قبل الهيمنة االستعمارية‬ ‫الثاني لتدقيق النظر في مواقف النخبة الجزائرية التي استقرت‬ ‫على المنطقتين‪ ،‬مما كان يندرج في إطار التواصل المجتمعي‬ ‫بالمغرب من حرب تطوان‪ .‬وفي الفصل الثالث‪ ،‬اهتم المؤلف‬ ‫االعتيادي الذي لم يكن يضع أي حواجز وال أي تمايزات بين‬ ‫بتجميع المعطيات التوثيقية الخاصة بالعائالت الجزائرية‬ ‫مكونات الواقع المجالي بالدولتين‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن هذا التنقل بين‬ ‫بتطوان من خالل كتاب “عمدة الراوين في تاريخ تطاوين”‬ ‫المجالين ظل يحمل صبغة اعتيادية اندرجت في سياق حيوية‬ ‫ألحمد الرهوني‪ ،‬وخصص الفصل الرابع للحديث عن تركيبة‬ ‫المجتمع الواحد‪/‬المتعدد الذي كانت تتقاطع خصوصياته‬ ‫التشكيلة االجتماعية للجزائريين في تطوان خالل القرن‬ ‫فوق المجالين المغربي والجزائري بدون أي مظاهر تنافرية‬ ‫‪ .19‬وانتقل في الفصل الخامس للتعريف باألحياء الجزائرية‬ ‫أو تأثيرات جانبية‪.‬‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫بتطوان خالل القرن ‪ ،19‬مع التركيز على إبراز عالقة الجزائريين‬ ‫ومع وصول الفرنسيين للمنطقة عقب احتاللهم للجزائر سنة ‪،1830‬‬ ‫بالعمارة والتعمير في تطوان‪ .‬وفي الفصل السادس‪ ،‬تتبع المؤلف بعض‬ ‫اإلكراه‬ ‫صبغة‬ ‫تحمل‬ ‫تغير الوضع بشكل تام‪ ،‬فأضحت ظاهرة التنقل بين الجزائر والمغرب‬ ‫مظاهر التأثيرات الجزائرية العثمانية في الحياة الثقافية واالجتماعية لمدينة تطوان‪ ،‬وهي‬ ‫الكولونيالي‪،‬‬ ‫للواقع‬ ‫االستسالم‬ ‫المرتبط بتبعات التهجير القسري لفئات سكانية لم تقبل‬ ‫التأثيرات التي التزال الكثير من مظاهرها قائمة إلى اليوم‪ ،‬سواء كشواهد مادية منتصبة‬ ‫استطاع‬ ‫ولقد‬ ‫‪.19‬‬ ‫القرن‬ ‫خالل‬ ‫بالدها‬ ‫فاختارت الهجرة نحو المغرب بديال عن سوء حال واقع‬ ‫داخل الفضاء المحلي العام‪ ،‬أم كتراث رمزي والمادي يجد تعبيراته في الكثير من النظم‬ ‫األستاذ إدريس بوهليلة توضيح آفاق البحث بهذا الخصوص‪ ،‬من خالل متواليات مسترسلة المعيشية للسكان وفي أنساقهم الفكرية والرمزية المشتركة‪ ،‬ولعل هذا ما سعت إلى إبراز‬ ‫من األسئلة المنهجية المؤطرة للبحث وللتنقيب‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬في‬ ‫أبعاده العامة مضامين الفصل السابع واألخير‪ ،‬عندما ركزت على إبراز مظاهر إسهامات‬ ‫ظل هذه الظروف العصيبة من تاريخ المغرب المعاصر‪ ،‬كان البد وأن يثير الوجود الجزائري‬ ‫الجزائريين الثقافية في تطوان خالل القرن ‪.19‬‬ ‫على أرض المغرب إشكالية تفرعت عنها جملة من األسئلة واالستفهامات‪ .‬نستجزئ منها‬ ‫وبذلك‪ ،‬استطاع الكتاب تقديم نبش عميق في إحدى روافد الهوية المحلية لمدينة‬ ‫كيف تعامل المخزن المغربي‪ ،‬ممثال في السلطان المغربي موالي عبد الرحمان بن هشام‪،‬‬ ‫مع ظاهرة الهجرة والوجود الجزائري بتطوان؟ وما هو موقفه منها؟ وكيف فسرها؟ وما هو تطوان المعاصرة‪ ،‬مما يعزز مكانة البحث العلمي الرصين في جهود استثمار عطاء التاريخ‬ ‫الموقف الذي تبناه بعض أهالي تطوان من هذه الظاهرة؟ وإذا كان للطرفين المغربيين لفهم تحوالت الواقع ولبلورة شروط استيعاب عناصر الخصب والتميز والتنوع التي صنعت‬ ‫موقفا موحدا بينا‪ ،‬عبرت عنه الوثائق المخزنية‪ ،‬لسان حال السلطان‪ ،‬والوثائق والكتابات لتطوان ألقها المتميز‪ ..‬تطوان التاريخ واألصالة‪ ..‬تطوان الرقي الحضاري والتساكن‬ ‫التاريخية‪ ،‬فكيف كانت بالمقابل‪ ،‬مواقف الجزائريين‪ ،‬إزاء الحروب المفروضة على المغرب المستدام‪.‬‬

‫الملتقى اإلقليمي لسينما المدارس بالعرائش‬ ‫شخهدت الثانوية التأهيلية محمد بن عبد اهلل باش‪،‬‬ ‫فعاليات النسخة الثانية للملتقى اإلقليمي لسينما المدارس‪،‬‬ ‫التي نظمها مكتب األنشطة التربوية و الفنية بالمديرية‬ ‫اإلقليمية للتربية الوطنية بداية األسبوع األول من شهر مايو‬ ‫الجاري‪.‬‬ ‫حفل افتتاح هذا اللقاء الفني تميز بالكلمات التي ألقاها‬ ‫محمد المصباحي بإسم المديرية‪ ،‬ومحمد عابد عن مكتب‬ ‫األنشطة بالمؤسسة‪ ،‬تحدثا من خاللها عن األهمية التي‬ ‫يكتسيها هذا الملتقى لالرتقاء بالعمل التربوي داخل‬ ‫المؤسسات التعليمية وأهمية الصورة في الوقت الحاضر‬ ‫و ضرورة االهتمام بها و توظيفها في الحقل التربوي في‬ ‫إطار األندية التربوية بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬في ظل عصر‬ ‫التكنولوجيا الذي نعيشه لتوظيفها في االتجاه الصحيح‪.‬‬ ‫النسخة الثانية من الملتقى اإلقليمي لسينما المدارس‬ ‫أطره المخرج عبد السالم الكالعي من خالل إلقائه لدرس‬ ‫سينمائي حضره منسقـــو ومنسقــات األندية التربوية‬ ‫السينمائية‪ ،‬تحدث من خالله عن تجربته السينمائية التي‬ ‫انطلقت بأشياء بسيطة‪ ،‬ومن داخل المؤسسات المستضيفة‬ ‫وهو تلميذ كان هاو للصورة‪ ،‬داخل نادي تربوي للصورة وبأجهزة متواضعة آنذاك‪ ،‬والرغبة و‬ ‫المثابرة جعلته يبلغ الهدف في إيصال الرسالة بالصوت و الصورة ‪ ،‬ليصل إلى ما وصل إليه اليوم‬ ‫بفضل المتابرة وحبه للصورة‪ .‬كما ركز المخرج على مجموعة من النقط و التوصيات التي خرج بها‬ ‫المهرجان السابع عشر بفاس لهذه السنة حيث كان رئيسا للجنة الوطنية لتقييم األفالم التربوية‬ ‫ومن بينها ضرورة بناء كفاءات التلميذ على الصورة و الصوت للتعبير في أعماله التربوية المطلوب‬ ‫إنجازها‪ .‬وإعطاء الوقت الكافي لبناء السيناريو بمساهمة التالميذ الهواة‪.‬‬ ‫وترك التلميذ يعبر عن فكرته بالصورة و الصوت ليضفي على الشريط لمسته الخاصة‪،‬‬

‫واستعمال تكنولوجيا الهواتف الذكية والتي لها تكنولوجيا‬ ‫عالية التصوير إليصال الرسالة التربيوية إما بواسطة شريط‬ ‫روائ��ي أو وثائقي‪ .‬وتكوين األطر المشرفة على األندية‬ ‫السينمائية ‪ ،‬وتنظيم قافة سينمائية ‪ ،‬وإنشاء خزانة لألشرطة‬ ‫التربوية في المؤسسة التربوية المنتجة لألفالم التربوية‪ ،‬إلى‬ ‫جانب العديد من النقط تهم التالميذ في هذا المجال‪.‬‬ ‫اشتمل برنامج هذا الملتقى السينمائي على عرض‬ ‫خمسة أفالم تربوية وهي ‪:‬‬ ‫فيلم خديجة و أمين من تأطير األستاذ عبد الفتاح بلبركة‬ ‫إنتاج النادي السينمائي التربوي للثانوية اإلعدادية محمد بن‬ ‫عبد الكريم الخطابي بالعرائش‪.‬‬ ‫وفيلم (جناح منكسر) من إخراج أكرم باهج بطولة عبو‬ ‫يونس ‪ ،‬وحفيظة باكور لمجموعة مدارس البناندة باإلقليم‬ ‫‪(racines) :‬وفيلم سيناريو و حوار أحمد بالل حسن‬ ‫فرتيني بطولة لرانية الشعبي بمجموعة مدارس النخبة بالعرائش وفيلم (أفول الربيع) للثانوية‬ ‫التأهيلة بالقصر الكبير‬ ‫وفيلم (ورقة و قلم) سيناريو و إخراج محسن أبو الرؤى لمؤسسة قصر المعارف بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫وقد اختتمت الدورة الثانية لهذا الملتقى السينمائي المدرسي بتوزيع شواهد المشاركة على‬ ‫مختلف المؤسسات التعليمية المشاركة في هذا العرس السينمائي التربوي‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫العدد ‪941‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)408‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫هذا ما تعرضت له رئيسة جمعية‬ ‫بطنجة ؟‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫من عجائب البناء العشوائي وغرائبه‪ ،‬ننشر هذا الموضوع للفت انتباه المسؤولين‬ ‫والرأي العام ‪ .‬ذلك أنه في وقت سابق‪ ،‬قام شخص ببناء عشوائي بحي الرهراه‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن احترام قوانين التعمير‪ ،‬حسب محضر المعاينة وباقي المنتدات التي تتوفر الجريدة‬ ‫على نسخ منها‪ ،‬األمر الذي جعل جمعية أمل للتنمية البشرية بطنجة تدخل على اخط‬ ‫نزوال عند رغبة السكان المتضررين‪ .‬وبناء على شكاية وجهتها الجمعية المذكورة‬ ‫إلى والي جهة طنجة تطوان الحسيمة حول هذا البناء العشوائي الذي استحوذ على‬ ‫أمتار من الملك العمومي (الطريق) تم إيقاف قائد الملحقة اإلدارية ‪ .6‬إلى هنا كل‬ ‫شيء يبدو طبيعيا‪ .‬لكن بين عشية وضحاها‪ ،‬يوضح مصدرنا‪ ،‬تعرضت رئيسة الجمعية‬ ‫المذكورة إلى هجوم على مقر سكنها من طرف أشخاص مسخرين‪ ،‬مارسوا العنف في‬ ‫حق زوجها الذي أصيب بعاهة مستديمة‪ ،‬اطلعت الجريدة على صوره وملفه الطبي‪،‬‬ ‫بعدها‪ ،‬تعرضت سيارتها لعملية حرق‪ ،‬ثم تعرضت سيارتها لعملية جر وانقالب؟ أكثر‬ ‫من هذا تفاجأت رئيسة الجمعية بجرها إلى المحكمة‪ ،‬بتهمة أخذ «رشوة» من طرف‬ ‫المشتكى به‪ ،‬صاحب البناء العشوائي الحديث‪ ،‬والمزهو بالقائد الجديد‪ ،‬هذا األخير‬ ‫الذي أعد محضرا حول سكن رئيسة الجمعية وأرسله إلى المحكمة‪ ،‬وبدون علمها‬ ‫وحضورها‪ ،‬للدفاع عن نفسها‪ ،‬فوجئت بحكم يقضي بأداء غرامة قدرها ثالثين ألف‬ ‫درهم‪ ،‬مع األمر بهدم سكنها الذي تم بناؤه منذ الثمانينات‪ ،‬تتوفر على شهادة ثبوت‬ ‫بنائه‪ ،‬باإلضافة إلى شواهد إدارية مسلمة وقتئذ من القائد‪ ،‬ومن رئيس جماعة‬ ‫طنجة األم‪.‬‬ ‫هذه‪ ،‬إذن‪ ،‬خالصة لقصة رئيسة جمعية أمل للتنمية البشرية‪ ،‬الفاعلة الجمعوية‬ ‫التي صدحت بمحاربة خروقات البناء العشوائي بحي الرهراه لتجد نفسها بين لمطرقة‬ ‫والسندان‪ ،‬كنوع من االنتقام منها‪ ،‬انتصارا لتغليب الظلم وسيادة قانون الغاب ؟‬

‫أ‪.‬ص‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪CABINET COMPTABLE COFIDET SARL‬‬

‫‪Etudes financières, Travaux comptables juridiques, et fiscaux.‬‬ ‫‪AV YOUSSEF IBN TACHFIN RES YAMNA‬‬ ‫‪2EME ETG N°36 TANGER‬‬ ‫‪TEL : 0539 34 35 54‬‬ ‫‪GSM :06 66 86 67 98‬‬

‫‪Société ZAYOUNA SARL‬‬

‫‪Modification Statutaires‬‬ ‫‪- Du procès verbal de la décision extraordinaire des associés de la société‬‬ ‫‪dite ZAYOUNA S.A.R.L société à responsabilité limitée au capital de 100 000.00‬‬ ‫‪Dirhams, dont le siège social est à Rue IBN TACHFIN RES AL MANAR ETAGE 1‬‬ ‫‪N°1 Tanger, Tenue le 18/04/2018, ils ont été décidés :‬‬ ‫‪1/ Approbation de la cession de 300 parts sociales, en possession de Mr.‬‬ ‫‪NAJJAR FOUAD ABAS KADEM au Profit de MR BASHAR KHALEEL MOHSIN AL‬‬ ‫‪BAKRI.‬‬ ‫‪2/ l’acceptation de la démission de MR NAJJAR FOUAD ABAS KADEM de la‬‬ ‫‪cogérance.‬‬ ‫‪3/ La mise à jour des statuts.‬‬ ‫‪- Le dépôt légal a été effectué au Greffe du Tribunal de commerce de Tanger‬‬ ‫‪le : 10/05/2018.‬‬

‫�أرملة تنا�شد‪ ‬ذوي القلوب الرحيمة‬ ‫بعد أن توفي‪ ‬زوجها منذ حوالي سنتين‪ ،‬تاركا لها ابنهما الوحيد‬ ‫(‪ 8‬سنوات) ومنزال تؤدي سومته الكرائية‪ ،‬بصعوبة‪ ،‬فضال عن‬ ‫متطلبات العيش التي ترهقهـا‪ ،‬تناشد المواطنة (فتيحة‪ .‬ل) أرملــة‬ ‫المرحــوم‪ ‬المحسنين وذوي األريحية‪ ،‬بأن يمدوا لها يد العون‪،‬‬ ‫خاصة‪ ‬وأنها بدون عمل قار‪ ،‬وليس لها معيل‪ ،‬واهلل ال يضيع أجر‬ ‫المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال ‪0677373118 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬الحي الجديد زنقة س‪ ‬رقم ‪ 34‬ــ طنجة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪408‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 941‬ـ الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مـــاي ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫رياضة عند العرب‬ ‫والمسلمين‪ ،‬قديماً‬

‫‪3‬‬

‫أحرز‬

‫اتحاد طنجة لكرة القدم النسخة السابعة من البطولة الوطنية‬ ‫االحترافية‪ ،‬وهو أول لقب تاريخي أدخل مدينة البوغاز في سجل‬ ‫األندية المتوجة بأحد األلقاب الوطنية‪ .‬الجميل في هذا اللقب أنه تحقق بعدما‬ ‫انطلق الفريق بصورة سلبية بقيادة المدرب بادو الزاكي الذي كاد يعصف‬ ‫بالفريق إلى الهاوية‪ ،‬لكن منح الثقة لإلطار الطنجاوي ادريس المرابط قلب كل‬ ‫الموازن وحول طموح اتحاد طنجة من فريق يبحث عن الخروج من أزمة نتائج‬ ‫إلى فريق يبحث عن التتويج باللقب‪ ،‬هذا الطموح صار حقيقة وأصبح اتحاد طنجة‬ ‫بطال للمغرب‪ .‬هنيئا لجميع الطنجاويين وهنيئا البن مدينتنا ادريس المرابط‬ ‫بهذا اللقب التاريخي ومزيدا من التألق مستقبال إن شاء اهلل‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عبد الواحد بولعيش‪...‬‬ ‫رئي�س احتاد طنجة لكرة ال�سلة‬

‫هددتم بمقاطعة المنافسات الرسمية وأنتم‬ ‫على أبواب محطة هامة من البطولة والكأس‪ ،‬هل ال‬ ‫زلتم متشبثين بموقفكم؟‬ ‫بالفعل‪ ،‬كنا سنجمد انشطتنا ابتداء من أمس الجمعة‪ ،‬وعقدنا‬ ‫كما تابعتم ندوة صحفية بمقر الجمعية المغربية للصحافة‬ ‫الرياضية بطنجة لشرح األسباب‪ .‬وقلنا أن الالعبون واألطر التقنية‬ ‫ضحوا وصبروا أكثر من الالزم‪ ،‬ومعهم الحق في المقاطعة في‬ ‫ظل عدم توصلهم بمستحقاتهم لفترة طويلة‪ .‬ولكننا علقنا القرار‬ ‫بفضل تدخل الوالي السيد الوالي الذي نثق فيه دائما ونجد فيه‬ ‫السند لكل عمل مواطن‪ ،‬يخدم الصالح العام للمواطنين والوطن‪.‬‬ ‫وغالبا ما ينخرط سواء في اإلنقاذ أو إنجاح أي عمل أو مبادرة‬ ‫هادفة‪ ،‬بدليل إشرافه وتتبعه لكل األنشطة االجتماعية الرياضية‬ ‫التي ننزجها‪ .‬وال أعتقد أن هناك جمعية بسجل حافل من البرامج‬ ‫واإلنجازات انطلقت تداريب فريقها األول منذ اكتوبر ‪2017‬‬ ‫وتعمل بكل تفان واخالص من اجل فسح المجال أمام الناشئة‬ ‫وشباب المدينة لممارسة حقهم في رياضة المثقفين‪ ،‬دون أن‬ ‫تتلقى درهما واحدا من الدعم إلى حدود اليوم‪.‬‬

‫هل تقصد باألنشطة‪ ،‬المشاركــة في البطولــة‬ ‫الوطنية؟‪ ‬‬ ‫قبل اإلسالم كانت طبيعة حياة العرب الصحراوية القاسية‪ ،‬قد أهلتهم‬ ‫للتدرب على ركوب الخيل والجمال‪ ،‬والمدافعة والمغالبة‪ ،‬حتى يتاح للفرد‬ ‫منهم منازلة الخصم في ليالي السمر العربية ‪ ،‬حيث يتنافس شبان القبائل‪،‬‬ ‫وظهرت في العصر الجاهلي عدة أنواع للمصارعة ‪ ،‬وجاء اإلسالم ليطور هذه‬ ‫المصارعة البدائية إلى فن يقوم على أسس وقواعد تمارس بفرض الدفاع‬ ‫الشرعي عن النفس‪ . ‬ولقد روي عن الرسول « ص» أنه قابل رجال يدعى –‬ ‫ركانة – ال يصارع أحدا إال وصرعه ‪ ،‬حتى اشتهر بذلك ‪ ،‬وكان الرسول على‬ ‫سفر وهو ملثم فدعاه – ركانة – إلى المصارعة لما رأى فيه من المهابة‬ ‫والقوة ‪ ،‬فأجابه الرسول « ص « وصارعه حتى صرعه ‪ ،‬فدعاه الرجل إلى‬ ‫الثانية فصرعه الرسول أيضا ‪ ،‬وكذلك في الثالثة‪ ،‬فأراد ركانة أن يطعن‬ ‫نفسه وينتحر فرارا من عار الهزيمة ‪ ،‬إال أن الرسول كشف له عن وجهه‪،‬‬ ‫فقال ركانة ‪ :‬وهذا أنت رسول اهلل ‪ ،‬فهذا ما يرفع من شأني ‪ ،‬ورجع عن فكرة‬ ‫االنتحار ‪ ،‬وفي الحديث الشريف ‪ ،‬دعوة صريحة للقوة « المؤمن القوي خير‬ ‫وأحب إلى اهلل من المؤمن الضعيف وفي كل خير »‪.‬‬ ‫وروي عن البيهقي عن ابن عمر رضي اهلل عنهما عن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أنه قال ‪ :‬علموا أبناءكم السباحة والرمي وركوب الخيل‪ . ‬واإلسالم كان‬ ‫األسبق للمعرفة بفوائد ركوب الخيل‪ .‬فهو يحسن التوازن ويقوي العضالت‬ ‫ويحقق سرعة االستجابة والسيطرة على وضعية الجسم ‪ ،‬ويزيد القدرة‬ ‫على التحمل ويحسن مجال الرؤية‪ .‬إضافة إلى أنه يعزز الثقة في النفس‬ ‫ويطور القدرة على الصبر وتقدير المخاطر كما أنه بقوي الشعور باالنتماء‬ ‫االجتماعي‪ . ‬وعندما نصل إلى العصر الحديث ‪ ،‬نجد أن الدراسات الحديثة‬ ‫أكدت هذه الفوائد وأخذت تنشرها المجالت المتخصصة مثل مجلة «أوهن‬ ‫اليف البنز» وكل المربين المحدثين اهتموا بالرياضة البدنية كعنصر هام‬ ‫في التربية بوجه عام ‪ ،‬ونادوا باعتبارها جزءا أساسيا من التربية ‪ ،‬وعدوها‬ ‫الطريقة الوحيدة لتمرين الجسم وتعويده االحتمال والتحمل والقوة والمرونة‬ ‫قصد تحقيق التربية المتزنة ‪ ،‬وكان من البديهي أن تأخذ التمرينات نصيبا‬ ‫كبيرا من بحوث المشتغلين بالتربية البدنية ما داموا قد فكروا في الموضوع‬ ‫تفكيرا علميا لوضع األساليب التي تحقق األغراض ‪ ،‬وذلك إيمانا منهم بأن‬ ‫التمرينات أصل كل الحركات البدنية ‪ .‬وهذا ما أخذه عنهم كل من « جتث‬ ‫موت – و‪ -‬يان « األلمانيان وهما من قادة الباحثين ‪ ،‬ثم تالهم «بختيجول‬ ‫من الدانمارك» ثم « لنج » السويدي ‪ ،‬وكلهم نادوا بأنه لتقوية الجسم‬ ‫بالتمرينات البدنية ‪ ،‬يجب أوال معرفة هذا الجسم معرفة صحية صحيحة‪.‬‬ ‫وانطالقا من هذا المنظور اإلسالمي‪ ،‬أجريت بحوث راعت الناحية‬ ‫الميكانيكية والفسيولوجية‪ ،‬وأصبحت التمرينات علما يستند على علمي‬ ‫التشريح ووظائف األعضاء‪ ،‬وفنا يرجع في طرق تدريسه إلى مبادئ التربية‬ ‫وعلم النفس وعلم االجتماع ‪ ،‬ويتميز عصرنا الراهن بانتشار الوعي الناضج‪،‬‬ ‫إذ اتضحت حاجة الشعوب إلى التعاون وتبادل الخبرات في ميدان التربية‬ ‫الرياضية كوسيلة مهمة في تنشئة األجيال بصورة علمية‪ ،‬وهذه بالدنا‬ ‫مدعوة إلى ضرورة التربية البدنية والرياضة‪ ،‬ألنها تفجر طاقات الطفل‬ ‫المختزنة وتهذبها على مستويين‪ .‬مستوى البيئة و المجتمع المحيط‬ ‫ومستوى المناخ الدولي ‪ ،‬حيث يتمرس الفرد انطالقا من مؤهالته التي‬ ‫اكتسبها عن طريق األسس البيداغوجية والتربوية ‪ ،‬لينتقل إلى التآخي‬ ‫والتعايش الدوليين ‪ ،‬وذلك انطالقا من التقارب والتعارف بين الشعوب ‪،‬‬ ‫وهذا مما يدعو إليه دين اإلسالم الحنيف‪.‬‬

‫نحن كما يعلم الجميع‬ ‫فريق رياضي مواطن‪ .‬نتوفر‬ ‫على مخطط استراتيجي يشمل‬ ‫الجانب الرياضي و التربوي‬ ‫و االجتماعي زي��ادة على اننا‬ ‫الفريق الوحيد ال��ذي يتوفر‬ ‫على مؤسسة إت��ح��اد طنجة‬ ‫لكرة السلة للتنمية واألعمال‬ ‫االجتماعية‪ .‬وفي غياب دعم‬ ‫المجالس‪ ‬المنتخبة برسم‬ ‫ال��م��وس��م ال��ري��اض��ي ال��ج��اري‬ ‫‪ ،‬حققنا نتائج متميزة على‬ ‫جميع الواجهات ذك��ورا واناثا‬ ‫‪ ،‬ونسجل حضورنا في مختلف‬ ‫األنشطة المتعلقة بالفئات‬ ‫الصغرى ‪ ،‬زيادة على مشاريعنا‬ ‫وبرامجنا المتنوعة وتهدف جلها إلى‪ ‬اإلدماج وجعل كرة السلة‬ ‫أداة المرافقة و وسيلة من وسائل التربية و التكوين و محاربة‬ ‫الهدر المدرسي و أرضية خصبة لترسيخ قيم العمل االجتماعي‪ .‬‬ ‫ولنا تجارب عديدة ناجحة ننظمها بشراكة مع المديرية الجهوية‬ ‫ل��وزارة الشباب والرياضة وهي خير شاهد على مبادراتنا التي‬ ‫غالبا ما تلقى النجاح بفعل تضحياتنا والعمل الكبير التي تقوم‬ ‫به أطرنا التي تتميز بتكوين عالي‪ .‬ويمكنكم االط�لاع على‬ ‫مجموعة من البرامج التي واكبتموها من خالل تغطياتكم‪.‬‬ ‫وكما قلت أنه باإلضافة إلى المشاركة في البطوالت الوطنية‬ ‫الرسمية‪، ‬والدوريات‪ ‬الوطنية و الدولية‪ ، ‬نشرف على برنامج‬ ‫طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة الذي ننجزه تحت إشراف والية‬ ‫طنجة بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة‪، ‬‬ ‫ودوري تشالنج بمدارس كرة السلة بطنجة‪ ، ‬والملتقيات الجهوية‬ ‫والوطنية التي ننظمها لمختلف الفئات العمرية إناثا وذكورا‪، ‬‬ ‫ومهرجان طنجة الكبرى الدولي للميني باسكيط‪ ‬الذي بلغ نسخته‬ ‫الخامسة‪ ، ‬والدوري الدولي لال خديجة االل للصغيرات‪ ، ‬ودوري‬ ‫المؤسسات التعليمية‪ ، ‬ودوري ثامن مارس لالناث بمناسبة‬ ‫احتفاالت عيد المرأة‪ ، ‬ودوري��ات تخليد المناسبات الوطنية‪، ‬‬ ‫والمخيم الصيفي الموضوعاتي‪ ، ‬ودورات تكوينية مسترسلة‬ ‫لألطر التقنية والقائمة طويلة‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫في نظرك‪ ،‬لماذا ترفض الجماعة الحضرية لطنجة‬ ‫دعم مثل هذه المبادرات الهادفة‪ ،‬ولماذا فريقكم‬ ‫بالتحديد وأال تعتقد أن اإلكراهات المادية التي‬ ‫تعيشها الجماعة من أسباب عــدم دعمها للقطاع‬ ‫الرياضي؟‬ ‫فبالنظر الى األوض��اع العامة للمدينة يتبين أن مجلس‬ ‫الجماعة يفتقر لرؤية شمولية لالشياء كما يفتقر لحس المسؤولية‬ ‫ولم يتحرروا بعد من رؤيتهم وتعامالتهم الضيقة متناسين انهم‬ ‫يمثلون جميع المواطنين على حد سواء‪. ‬منذ إعتالء هذا المجلس‬ ‫كرسي المسؤولية على راس الجماعة الحضرية لطنجة وهم‬ ‫يستعملون كل اساليب الحرب الخفية ضدنا كفريق‪ .‬وهذا ما لم‬ ‫نعيشها مع رؤساء سابقين بالمجلس‪ ،‬كالدرهم دحمان‪ ،‬فؤاد‬ ‫العماري‪ ،‬الذين كانوا أبرز منقذين للرياضة بالمدينة ويتدبرون‬ ‫األمور من أجل حل المشاكل اآلنية للجمعيات الرياضية الهادفة‪.‬‬ ‫بالنسبة لقصد قريقنا بالتحديد ألن لنا برامج واضحة و تخدم‬ ‫باالساس ناشئة وشباب المدينة الن الرسالة الملكية السامية‬ ‫الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة تعتبر خارطة طريق‬ ‫لالهتمام بالرياضة و الرياضيين‪ .‬والرياضة وممارستها حق‬ ‫يكفله الدستور بمملكتنا الشريفة‪ .‬و‪ ‬ربما تزعجهم برامجنا الغنية‬ ‫و حضورنا القوي في االحياء‬ ‫الهامشية بالمدينة والتي‬ ‫يعتبرونها ملك لهم فقط‪،‬‬ ‫او بمعنى آخ��ر معقل من‬ ‫معاقلهم االنتخابية ‪ ،‬فبرنامج‬ ‫طنجة الكبرى تتنفس كرة‬ ‫السلة خلق لنا اعداء النجاح‬ ‫وبعده مهرجان كرة السلة‬ ‫و ختاما المخيم الصيفي‬ ‫الموضوعاتي الذي استفادت‬ ‫منه فئات عريضة من اطفال‬ ‫االحياء الهامشية بالمدينة‪.‬‬ ‫ه��ذه البرامج وج��دت دعما‬ ‫المشروطا من ط��رف والي‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫عامل عمالة طنجة أصيلة ‪،‬‬ ‫ألنها تنسجم مع روح برامج‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية بوالية طنجة‪ .‬بكل صراحة‪ ،‬عشنا اسوا ثالث مواسم‬ ‫على االطالق بحكم عجرفة القائمين على شؤون المدينة النهم‬ ‫يفتقرون للحس التسييري و الحس السياسي المبني على سياسة‬ ‫واضحة ببرامج علمية ذات اهداف متنوعة تخدم اساسا ساكنة‬ ‫المدينة وهو ما جعل المدينة تدخل نفقا مظلما‪ .‬وأجهل عدم‬ ‫انسجامهم مع خطابات جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬ ‫و ايده رغم تركيزها على حق الشباب في العيش الكريم وحقه‬ ‫في التربية والتكوين و حقه في ممارسة هوايته المفضلة‬ ‫كالرياضة التي هي رافعة أساسية للتنمية و كذا جعل الشباب‬ ‫محرك اساسي للتنمية البشرية‪ .‬واذا كانت الجماعة تعيش كما‬ ‫يدعون أزمة مالية أو انتكاسة فالترشيد يجب ان يشمل جميع‬ ‫االمور و ان يعم جميع الجمعيات و الشراكات الوهمية و الغامضة‬ ‫مع عدة جمعيات ينعمون بوالئها ‪،‬عشنا مع عدة مجالس و كانوا‬ ‫يهتمون بمختلف المجاالت التي لها صلة مباشرة مع المجتمع‬ ‫المدني و يحملون معنا هموم و معاناة الممارسين والساكنة‬ ‫دون فرض سياسة من معي ومن ضدي‪ .‬وهنا تكمن المشكلة‪.‬‬ ‫وهذا سيزيد االوضاع‪ ‬تازما في المستقبل ان لم يغيروا طرق‬ ‫تعاملهم ومعالجتهم للملفات بروح من المسؤولية و بتجرد‬ ‫سياسي‪ ،‬و عليهم الوعي انهم يمثلون مختلف شرائح المجتمع‬ ‫بمختلف الوانهم وأطيافهم‪ ‬وهم ملك لعموم الساكنة‪ .‬‬

‫الخليفي يحدد نسبة بقاء نيمار‪..‬‬ ‫وموعد اإلعالن عن المدرب الجديد‬

‫رد ناصر الخليفي‪ ،‬رئيس نادي باريس سان جيرمان‪ ،‬على الشائعات التي تتحدث عن انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا لصفوف‬ ‫ريال مدريد في فترة االنتقاالت الصيفية المقبلة‪ .‬وقال الخليفي في تصريحات نشرتها صحيفة‪« ‬ماركا»‪ ‬اإلسبانية‪« :‬نيمار سوف يبقى‬ ‫في باريس سان جيرمان بنسبة ‪ .»2000%‬وشدد رئيس نادي باريس سان جيرمان في تصريحاته‪« :‬واثق ومتأكد من بقاء نيمار مع‬ ‫الفريق‪ ..‬هو يريد االستمرار في باريس»‪ .‬في المقابل أكدت صحيفة «ماركا» المقربة من ريال مدريد‪ ،‬أن نيمار يرغب بقوة في الرحيل‬ ‫عن باريس سان جيرمان خالل الصيف المقبل‪ ،‬والقدوم لصفوف ريال مدريد‪ ،‬رغم صعوبة الصفقة لتمسك ناديه الباريسي به‪ .‬وتابعت‬ ‫الصحيفة أن مسؤولي باريس سان جيرمان يعلمون أن نيمار لن يبقى طويال في باريس لذلك يحاولون التمسك به على أقل تقدير في‬ ‫الموسم المقبل‪ .‬وحول هوية المدرب الجديد لباريس سان جيرمان‪ ،‬بعد رحيل المدير الفني‪ ،‬أوناي إيمري‪ ،‬بنهاية الموسم‪ ،‬قال الخليفي‬ ‫لصحيفة‪« ‬لو باريسيان»‪« :‬لن أقول من هو المدرب الجديد‪ ،‬قد يتم الكشف عنه اليوم األحد أو االثنين»‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪941‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫بفوز تاريخي على المغرب التطواني‪:‬‬

‫اتحاد طنجة يحرز النسخة السابعة‬ ‫من البطولة الوطنية االحترافية‬ ‫مرمى الحارس محمد اليوسفي وتمكنوا‬ ‫من توقيع الهدف الثاني في الدقيقة‬ ‫‪ 60‬أح��رزه ضد مرماه بالخطأ الالعب‬ ‫حمزة الموساوي بعد ارتباك في الدفاع‪.‬‬ ‫واستطاع اتحاد طنجة الحفاظ‬ ‫على ه��ذه النتيجة وظ��ل إل��ى جانب‬ ‫جماهيره ينتظران إعالن نهاية مباراة‬ ‫أسفي التي كانت تجمع أولمبيك‬ ‫أسفي بالوداد البيضاوي‪ ،‬ومع نهايتها‬ ‫انطلقت االحتفاالت بالملعب الكبير‬ ‫الذي اجتاحت الجماهير الطنجاوية أرضيته‬ ‫لالحتفال مع الالعبين‪ ،‬لكن ذل��ك لم يرق‬ ‫الجمهور التطواني الذي حاول إفساد الفرحة‬ ‫على جيرانه وبدأ يلقي بالكراسي داخل الملعب‬ ‫بشكل استفزازي توقف بتدخل رجال األمن‪.‬‬ ‫قمة الشمال قادها الحكم عادل زوراق‬ ‫الذي كان قرار تعيينه محط انتقاد من جماهير‬ ‫الفريقين بعدما قاد ذهاب الديربي بملعب‬ ‫سانية الرمل الذي انتهى بفوز اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫بينما كانت قيادته لمباريات الفريق الطنجاوية‬ ‫مثيرة للجدل‪ .‬ووزع أربع إنذارات في المباراة‪،‬‬ ‫للمهدي النغمي من اتحاد طنجة‪ ،‬وحمزة‬ ‫الموساوي‪ ،‬ونور الدين الكرش وأيوب المودن‬ ‫من المغرب التطواني‪.‬‬ ‫وبهذا الفوز‪ ،‬رفع اتحاد طنجة رصيده‬ ‫إلى ‪ 52‬نقطة‪ ،‬بفارق أربع نقط عن مطارديه‪،‬‬ ‫حسنية أكادير والوداد البيضاوي‪ ،‬في انتظار‬ ‫الدورة األخيرة التي ينزل فيها ضيفا على شباب‬ ‫الحسمية في ديربي الجهة‪.‬‬

‫كتب ادري��س المرابط‪ ،‬مدرب‬ ‫ات��ح��اد طنجة ل��ك��رة ال��ق��دم إسم‬ ‫فريقه بمداد من ذه��ب في سجل‬ ‫أبطال المغرب بعد ظفره التاريخي‬ ‫ألول مرة بالبطولة االحترافية في‬ ‫نسختها السابعة بعد فوز في ديربي‬ ‫هيتشكوكي على ضيفه المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬بهدفين لواحد ضمن‬ ‫ال���دورة ‪ 29‬م��ن البطولة‪ ،‬كانت‬ ‫حاسمة لضمان درع البطولة بشكل‬ ‫رسمي دون انتظار ال��دورة األخيرة‪،‬‬ ‫بعدما قبل هدية اولمبيك أسفي الذي هزم‬ ‫منافسه الوداد البيضاوي بالنتيجة نفسها‪.‬‬ ‫وكان المغرب التطواني سباق إلى اإلحراز‬ ‫منذ الدقيقة ‪ 28‬من الجولة األولى برأسية باغث‬ ‫بها المدافع السنغالي مرتضى فال حارس مرمى‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬طارق أوطاح‪ .‬واختار مسجل الهدف‬ ‫ورفاقه التوجه بطريقة استفزازية لالحتفال في‬ ‫الجهة التي كانت تعج بالجماهير الطنجاوية‬ ‫بدل المدرج الذي كان يتواجد فيه الجمهور‬ ‫التطواني بحوالي ‪ 1000‬متفرج تحدوا قرار منع‬ ‫السلطات األمنية من التنقل إلى طنجة‪ .‬ونجح‬ ‫الزوار في إغالق الممرات على العبي اتحاد طنجة‬ ‫وإنهاء الشوط األول على نفس النتيجة‪.‬‬ ‫ولم يتأخر أصحاب األرض في انعاش أمله‬ ‫بإحراز هدف التعادل مع بداية الشوط الثاني‬ ‫بواسطة العائد الناشئ أحمد الشنتوف من‬ ‫تسديدة قوية من خ��ارج مربع العمليات في‬ ‫الدقيقة ‪ 48‬أذكى الحماس في المدرجات ورفع‬ ‫من معنويات الالعبين الذين ضغطوا على‬

‫‪vvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvv‬‬

‫ليلة بيضاء بطنجة بعد إحراز فارس البوغاز أول لقب في تاريخ المدينة‬

‫عقب إعالن انتهاء ديربي الشمال بفوز على المغرب التطواني‬ ‫وضخ أول لقب وطني في خزانة اتحاد طنجة‪ ،‬عاشت مختلف المنافذ‬ ‫المؤدية إلى ساحة األمم وشارع محمد الخامس‪ ،‬اختناقا مروريا‬ ‫كبيرا بعدما اجتاحت أم��واج بشرية مختلف الشوارع والساحات‬ ‫بالمدينة ذكورا وإناثا‪ ،‬شبابا وشيوخا‪ ،‬لم يبخلوا بترديد شعارات من‬ ‫قبيل» طنجاوي وراسي عالي» «كامبيونيس‪ ،‬كامبيونيس» وغيرها‬ ‫من أغاني االلترات التي تزرع حماسا في مدرجات المالعب وفي‬ ‫نفوس في الالعبين‪ ،‬وأطلقت شهبا اصطناعية في سماء المدينة‬ ‫ابتهاجا باللقب الغالي‪ .‬حيث عاشت مختلف الشوارع الرئيسية في‬ ‫وسط مدينة طنجة مساء السبت على إيقاعات «هيستيرية بشدة‬ ‫هذا الفرح الغير مسبوق بإحراز اتحاد طنجة للنسخة السابعة من‬

‫البطولة الوطنية االحترافية على بعد دورة عن إسدال الستار على‬ ‫بطولة الموسم الحالي ‪ 2018 / 2017‬الذي سيظل في ذاكرة‬ ‫ساكنة طنجة‪.‬‬ ‫لم يكن هذا اإلنجاز الرياضي وحده أخرج ساكنة طنجة لالحتفال‬ ‫بالشوارع في ليلة بيضاء‪ ،‬وهي الصور التي تكررت مع إنجازات‬ ‫المنتخب الوطني‪ ،‬واتحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬لكن هذه المرة كان‬ ‫للفرحة طعما خاصا‪ ،‬ووصفت جماهير المدينة اإلنجاز بمشروع‬ ‫فريق وحلم ساكنة التي خرجت إلى الشارع ف��رادى وجماعات‪،‬‬ ‫حاملين شعارات فريق اتحاد طنجة‪ ،‬مرتدين أقمصة فارس البوغاز‬ ‫ذات اللونين األبيض واألزرق‪.‬‬

‫فعاليات من مختلف األطياف من المجتمع المدني‪ ،‬ومنتخبون‪،‬‬ ‫انخرطوا في مسيرة الفرحة‪ ،‬وأثنوا على اتحاد طنجة وهو يحقق هذه‬ ‫اللحظة التاريخية‪ ،‬واعتبروا اللقب نصرا كبيرا للمدينة وهي تعيش‬ ‫مشروع طنجة الكبرى الذي يتضمن مشاريع رياضية‪ ،‬ضمنها القرية‬ ‫الرياضية‪ ،‬وأجمعوا أن لقب البطولة سيزيد من تحفيز ودعم القطاع‬ ‫الرياضي بالمدينة وصنع بداية مجد كروي بالمدينة‪ ،‬وتحفيز‬ ‫شبابها‪ ،‬سيما أن اإلنجاز تحقق على يد إطار محلي اعتمد على‬ ‫مجموعة من المواهب المحلية آمن بقدراتهم ومهاراتهم فكانوا‬ ‫في الموعد‪ .‬يذكر أن االحتفاالت تواصلت حتى ساعات متأخرة من‬ ‫الليل‪.‬‬


‫العدد ‪941‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬مــاي ‪2018‬‬

‫ملتقى آل البيت بشفشاون‬ ‫ينظم ندوة عن القدس ويحتفي‬ ‫باألكاديمي شهبون‬

‫المقاطعة‬ ‫مصارحة أم مغالطة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وكان ناشطون في عدد من مواقع التواصل االجتماعي قد أطلقوا في أبريل الماضي‪ ،‬حملة «مقاطعة» اتسعت بسرعة‪ ،‬أهمت ثالثة‬ ‫منتوجات استهالكية بسبب «غالئها» كما ادعوا‪ ،‬بهدف إرغام أصحابها على خفض أسعارها‪.‬‬ ‫وفي مواجهة واضحة مع دعوات أنصار «المقاطعة» التي يبدو أنها أربكت حسابات المسؤولين في بداية األمر‪ ،‬وصف الوزير محمد‬ ‫بوسعيد الداعين لهذه الحملة بـ «المداويخ» ‪ ،‬وكان ذلك تحت قبة البرلمان الذي يمثل الشعب قاطبة ‪ ،‬ما جر عليه وابال من االنتقادات‬ ‫بين ناشطي «الشبكة» وأيضا في األوساط الشعبية التي اعتبرت الوصف «قدحيا»‪.‬‬ ‫حنان رحاب‪ ،‬برلمانية عن االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية‪ ،‬المشارك في الحكومة‪« ،‬تبرعت» على نشطاء «الحملة» بوصف‬ ‫«القطيع»‪ ،‬بينما نعتهم مدير إحدى الشركات الموضوعة على الئحة المقاطعة‪ ،‬بـ «خونة الوطن» ‪.....‬األمر يتعلق بالمدعو عادل بنكيران‬ ‫أما الوزير الداودي فقال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر !‬ ‫غير أن مواقف الوزير الداودي اليوم‪ ،‬تتناقض كليا‪ ،‬مع الداودي‪ ،‬أمس‪ ،‬البرلماني‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬حين انتفض ضد حكومة عباس‬ ‫الفاسي متهما إياها بـ «خدمة اللوبيات» وليس المجتمع المغربي‪ ،‬كما اتهمها بعدم الوفاء بوعودها في خفض أثمان المواد االستهالكية‪،‬‬ ‫ووصفها بالحكومة «الفاشلة» وأن عليها أن تستقيل !‪..‬‬ ‫موضوع المقاطعة جر الوزير الداودي المكلف بما يسمى بـ «الحكامة»‪ ،‬إلى البرلمان ليرد على أسئلة ممثلي أربع فرق برلمانية‪:‬‬ ‫«االستقالل» و«الحركة» و«األصالة»» وحتي «العدالة والتنمية»‪ .‬وكان وصف «المداويخ» حاضرا في هذه المواجهة التي تبرأ خاللها‬ ‫الحسن الداودي‪ ،‬من تصريحات زميله في الحكومة محمد بوسعيد معتبرا أن موقف الحكومة يعبر عنها الناطق الرسمي باسمها‪ ،‬داعيا إلى‬ ‫عدم «المزايدة» في هذا الموضوع‪.‬‬ ‫الوزير اعترف للنواب بأن الغالء موجود «على اللي ما عندوش» (!)‪ .‬وأنه يجب التفكير في تحسين القدرة الشرائية واعتبر أن األسعار‬ ‫مرتفعة في العالم كله وأن الحكومة تشتغل على الزيادة في العرض وتشجيع المنتجين وجلب االستثمارات األجنبية‪،‬‬ ‫من جهة أخرة أثار الوزير انتباه نواب األمة إلى أن الكل يعترف بأن الفقر تراجع في المغرب من ‪ 15‬إلى ‪ 4.5‬في المائة‪ ،‬وتراجعٌ الفقر‬ ‫إنجاز للبلد وللحكومات وأضاف أنه بينما المؤسسات الدولية «كلها» تعترف بإن هناك تراجعا في الفقر‪ ،‬نستمر نحن في جلد أنفسنا‬ ‫بالفقر‪ ...‬بينما المؤمل إن يقضي المغرب على الفقر بعد سنتين أو ثالث سنوات‪.‬‬ ‫الدعوة إلى مقاطعة منتوجات ثالث شركات بأسمائها وصفاتها‪ ،‬أثارت الكثير من التساؤالت حول حيثيات أنصارها وطبيعة أهدافها‪،‬‬ ‫بين مؤيد ومعارض و «متذبذب»‪ ،‬حائر في فهم لغزها‪ ،‬حيث إن المنتوجات الثالثة المستهدفة ليست الوحيدة في السوق التي شهدت‬ ‫ارتفاعا في أسعارها‪ ،‬بل إن شركتين أعلنتا أن أسعار منتوجها ظلت ثابتة منذ ‪ ،2013‬وأن هامش الربح عندها ال يزيد عن بضعة سنتيمات‪.‬‬ ‫أما المادة الثالثة‪ ،‬فقد تم تحرير أسعارها من طرف «الباشمهندس» عبد اإلله بنكيران‪ ،‬دون أن يفكر في وضع اإلجراءات المواكبة‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن السوق الدولية للمادة الخام يشهد تقلبات ترتبط باألوضاع السياسية واالقتصادية العالمية‪.‬‬ ‫فلماذا إذا تلك المواد بالذات ؟‬ ‫يجيب البعض أن األمر يتعلق بـ «رموز» لالحتكار المرتكز على الجمع بين النفوذ وسلطة المال‪ .‬ويقول البعض اآلخر إن األمر ال‬ ‫يخرج عن «دسائس» سياسية‪ ،‬وتصفية حسابات بين الحزب المتصدر ومناوئيه الطامعين في محوه من الخارطة السياسية قبل ‪! 2021‬‬ ‫ويوجد أيضا من يأتي بغير ذلك من التبريرات التي تبقى استنتاجات شخصية ‪ ،‬المستقبل هو وحده الكفيل بإظهار جدارتها‬ ‫ومصداقيتها ‪.‬‬ ‫غير أن األقوال تضاربت حول طريقة تعامل الحكومة مع هذه الحملة التي كان من الطبيعي أن تجد لها أنصارا داخل الفئات الواسعة‬ ‫من الشعب المغربي‪ ،‬بعد «تزاحم» العديد من االعتبارات والتقييمات للوضع العام الموصوف باالحتقان وعدم الرضى الشعبي على طريقة‬ ‫تدبير الشأن العام‪.‬‬ ‫كثيرا ما تثير الرأي العام بالمغرب قضايا حساسة تتعلق بمعاناة الشعب المغربي في مواجهته اليومية لالنتكاسات التي تصادفه‬ ‫ويصادفها في تعامله مع مرافق حيوية لحياته‪ ،‬حيث ترسخ لدى شرائح واسعة من الشعب أن «فتاوى» اإلصالح التي أطلقتها الحكومة‬ ‫توقفت عند «ويل للمصلين»‪ ،‬بل تجاوزت ذلك إلى «عفا اهلل عما سلف» (وما خلف)‪ ،‬وأن نهاية معاناة الشعب مع التعليم والصحة والسكن‬ ‫والشغل والعدل والمساواة ‪ ،‬ليست في المنظور القريب‪ ،‬بل إنها تزداد حدة وضراوة مع فقدان الثقة في المؤسسات واألحزاب السياسية‬ ‫والنقابات والوسائط االجتماعية األخرى التي ال تعدم سخرية وطنزا في أحاديث وانتقادات مجامع واسعة داخل فئات الشعب المغربي‬ ‫المتدمرة‪.‬‬ ‫ثم إن طريقة التعامل مع أحداث الريف وجرادة وسيدي إفني‪ ،‬وجهات أخرى «انتفضت» ضد ظروف الحياة فيها والنقص الهائل‬ ‫الذي يطبع بنياتها األساسية وتبخر الوعود التي تعطى لسكانها كمسكنات إلى أن‪....‬أمور تحكمت في مشاعر المواطنين ووقرت في‬ ‫وجدانهم ودفعتهم إلى التفكير في «مواجهة ناعمة» مع الحكومة ومع «اللوبيات» بغاية إثارة انتباه الحكومة إلى ضرورة اإلنصات إلى‬ ‫مكابدة المواطنين الذين يعانون من الفقر والهشاشة والظلم االجتماعي وشظف العيش بينما الحكومة تترك لدى العامة االنطباع أن‬ ‫األمور تسير على ما يرام وأن االقتصاد جيد واالستثمارات في األوج والصناعة «متسرعة» وفرص الشغل بمئات اآلالف‪ ،‬والسكن اقترب‬ ‫من االكتفاء‪ ،‬والفقر انتفى من المغرب‪ .‬أو ليست وزيرة في الحكومة هي من واجهت نواب األمة بهذه «الدرة» الفريدة من درات عقد‬ ‫الحكومة البيجيدية ؟ !‪....‬‬ ‫ومع توسع قاعدة «أنصارالمقاطعة» التي وصفعا البعض بأنها «وقفة استراحة ممتعة» و «لعبة مسلية» من تلك اللعب التي تزخر‬ ‫بها الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وبعد أن اتضح أن الحملة لم تكن دون أن تتسبب في إسقاطات سياسية واقتصادية وتجارية‪ ،‬األمر الذي يكون‬ ‫العثماني قد تعرض له خالل االجتماع األسبوعي‪ ،‬الخميس الماضي للحكومة الذي خرج منه ما اعتبر «بيانا ناريا»‪ ،‬هدد باللجوء إلى‬ ‫«االختيار األمني» ضد مروجي األخبار الزائفة بنية اإلضرار بمصالح الدولة ومكتسباتها على المستوى السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬ ‫وقد طبعت «الحملة» أعمال ال يمكن وصفها بالسليمة وال اعتبارها تندرج في إطار الدعوة لـ «المقاطعة»‪ ،‬بل إنها تؤسس لممارسات‬ ‫«بلطجية» خارجة عن منطق الحق في االختيار وممارسة هذا الحق بكامل الحرية والمسؤولية‪ .‬فقد طلعت في الصحافة الوطنية أخبار عن‬ ‫تعرض مواطنين غير متعاطفين مع أهداف «المقاطعة» لمضايقات من أشخاص ندبوا أنفسهم لـ «فرض» المقاطعة بالعنف اللفظي أو‬ ‫الجسدي‪ ،‬األمر الذي يتعارض مع حرية االختيار التي تبقى أساس كل مشروع يراد به تحقيق المنفعة العامة‪.‬‬ ‫وفي نفس الوقت وبنفس الحدة التي ندافع فيها عن حرية اإلختيار المسؤول خدمة لمصالح الشعب‪ ،‬ندين أيضا اللجوء إلى االختيار‬ ‫األمني ضد موقف المقاطعة‪ ،‬عبر استعمال وسائل التهديد والوعيد‪.‬‬ ‫جهات رسمية ‪ ،‬حكومية وسياسية وشعبية تدعو الحكومة إلى اإلنصات إلى «ضمير الشعب» وعدم «االستقواء» بتقارير بعض الوزراء‬ ‫التي تندرج في خانة «العام زين» ألنه ليس «زينا» كما يوصف‪ ،‬ولكنه ليس بـ «القبح» المفرط‪ ،‬أيضا‪ ،‬كما يدعي البعض‪ ،‬بل إن هناك‬ ‫مجاالت واسعة لإلصالح‪ ،‬عبر التشدد في مراقبة التدبير اليومي للشأن العام على مستوى المصالح األساسية التي تهم الشعب‪ ،‬في حياته‬ ‫اليومية ومعاشه اليومي‪ .‬لضمان التوازن بين من يبحث عن الطمأنينة واألمان ‪ ،‬ويقبل بمسايرة األوضاع‪ ،‬من باب «لم آمر بها ولم‬ ‫تسؤني» وبين من ال «يرى في الوجود شيئا جميال» !!!‪......‬‬ ‫ونختم بتدوينة الوزير النقابي محمد يتيم الذي طلع بتحفة في حق فضائية «دوزييم» بسبب بثها الستطالع إخباري حول حملة‬ ‫«المقاطعة» حيث اعتبر أن دخول دوزيم على خط المقاطعة «عجب عجاب» ! األمر الذي جر عليه الكثير من التعليقات الساخرة‪ ،‬بينما تم‬ ‫تداول أخبار مفادها أن سعد الدين العثماني‪ ،‬رئيس الحكومة غاضب من القناة الثانية‪ ،‬بسبب تعاملها بطريقة غير مهنية مع تصريح له‬ ‫حول حملة المقاطعة وطالب المحطة باالعتذار حول تقريرها لكونه قائم على معالجة غير سليمة ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫نظمت مؤسسة آل البيت ألحمد الريسوني بشفشاون والرابطة العلمية العالمية لألنساب‬ ‫الهاشمية بالمملكة العربية السعودية ‪ ،‬طيلة يوم اإلثنين ‪ 30‬أبريل الماضي ‪ ،‬الملتقى الثامن‬ ‫آلل البيت النبوي الشريف في موضوع‪ « :‬عناية الملوك العلويين بالقدس الشريف بين الماضي‬ ‫والحاضر » ‪.‬‬ ‫وحسب اللجنة المنظمة‪ ،‬فالملتقى يروم توطيد العالقات األخوية مابين المملكة المغربية‬ ‫ونظيرتها المملكة العربية السعودية وإبراز أن اإلسالم دين السالم والحوار والقيم السامية‬ ‫والمثل النبيلة ‪ .‬واشتملت الفقرة الصباحية بفندق بارادور بعرض شريط وثائقي عن القدس‬ ‫الشريف وتقديم جلسة علمية ومداخالت ‪ ،‬تناولت تاريخ المغرب في القدس ‪ ،‬والمغرب والقضية‬ ‫الفلسطينية ‪،‬والقدس الشريف في الذاكرة المغربية وغيرها ‪ ،‬ساهم فيها العديد من األساتذة‪.‬‬ ‫وعرفت الفقرة المسائية بمركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة حفل تكريم‬ ‫األديب والحقوقي والشاعر وأحد رجاالت مدينة شفشاون الدكتور عبد اللطيف شهبون ‪ ،‬نظرا‬ ‫إلسهاماته العلمية الغنية ومكانته األكاديمية الرصينة ‪ ،‬بمساهمة ثلة من األدباء واألساتذة‬ ‫وأصدقاء المحتفى به وعلى رأسهم الشاعر المغربي الكبير األستاذ عبد الكريم الطبال‪.‬‬ ‫وكان اللقاء مناسبة لتجديد الدفاع عن القدس الشريف واستنكار واستهجان القرار الجائر‬ ‫لنقل سفارة أمريكا إليها ‪ ،‬مع إصدار بيان في هذا الصدد‪ .‬كما عرفت فقرات اللقاء تقديم‬ ‫ميداليات االعتراف والتقدير لفعاليات ثقافية وجمعوية ‪.‬‬

‫ِ‬

‫صدار جديد‬

‫إ‬

‫هذا اإلصدار الجديد المجدد خالصة أشغال نظر علمي أصيل‬ ‫في الدرس البالغي رؤية ومنهجا بأقالم علماء مشهود لهم بأصالة‬ ‫االجتهاد المؤسس على اإلدراك العميق واإلتقان الدقيق‪ .‬‬

‫• دة‪.‬هدى املجاطي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.