Achamal n° 946 le 19 Juin 2018

Page 1

‫مصائب قوم عند قوم فوائد‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 946‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 05‬شوال ‪� 19 / 1439‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫بـــث مــوقــع ‪ ‬أخبــار الريـف هـــذا‬ ‫األسبوع‪ ،‬خبرا مفــاده أن معمل الحليب‬ ‫ببني بوعياش‪ ‬رفــع ‪ ‬توزيــع منتوجه من‬ ‫‪ 5‬إلى ‪ 12‬طنــا يوميا ‪ ‬خالل األسابيــع‬ ‫الماضية‪ ،‬بسبـب «المقاطعــة»‪ .‬كما أن‬ ‫المعمل يتجه إلى تغيير شكــل العلـب‬ ‫الحالية‪ ،‬وتحويل المعمل إلى المنطقة‬ ‫الصناعية بإمزورن بعد انتهـاء أشغــال‬ ‫المعمل الجديد وتزويده بمعدات حديثة‪.‬‬ ‫وأضافـت مصادر الموقــع الريفي‪ ‬أن‬ ‫اتحاد تعاونيـــات معمــل الحليب ببني‬ ‫بوعياش استورد أخيرا أزيد من ‪ 30‬بقرة من هولندا وقام بتوزيعها على الفالحين بالمنطقة‬ ‫بأثمنة رمزية قصد تشجيعهم على مواصلة أنشطتهم الفالحية و الرفــع من منتــوج الحليب‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫هذا في الوقت الذي طالب منتجو الحليب بالمغرب بضرورة إنشاء وحدة محلية إلنتاج الحليب‬ ‫في مواجهة «االحتكار» األجنبي لصناعة هذه المادة الحيوية‪.‬‬

‫سبع دول «عربية» تدعم ملف دونالد ترامب الذي أهان‪ ‬العرب‬ ‫‪ ‬حين نقل سفارة بالده إلى القدس و طالبهم أن‪« ‬يدفعوا»‬ ‫مقابل ‪ ‬استمرار حماية «المارينز» لعروشهم‬

‫«إذا مات العرب‪ ،‬تموت الخيانة»‬

‫(ون�ستون ت�شر�شل)‬

‫بالغ بعض الصحافيين والمحللين السياسيين‪ ،‬حينما‪ ‬اعتبروا أن‪ ‬تصويت‬ ‫العربية السعودية ‪ ‬ضد ملف المغرب ‪ ‬و «تطوعها» المشبوه ‪ ‬لتنظيم‬ ‫وتمويل ‪ ‬حملة ‪ ‬دولية واسعة لصالح اللف األمريكي‪« ،‬طعنة في ظهر العروبة»‪ ‬أو‬ ‫«ضربة موجعة للوجدان المغربي»‪ ،‬والحال أن السعودية إنما تحركت‪« ‬صونا للجدور»‬ ‫ووفاء « لألصول» التي كشف عنها المؤرخون ‪ ‬بوجود «ارتباطات» تعود للنسب‪ ،‬بين‬ ‫«إمارة الدرعية»‪ ‬واليهودي مردوخاي بن ابراهيم بن موسى المريدي الذي ينتهي‬ ‫نسبه إلى أسد بن ربيعة‪ ،‬حسب موسوعة ويكيبيديا‪.‬‬ ‫قد ال يذكر الكثيرون في «مملكة الرمال» حكاية إمارة «الدرعية» ‪ ‬ومغامرة‬ ‫اليهودي ‪ ‬مردوخاي‪ ‬من ساللة» القنيقاع» ‪ ‬وهم يهود المدينة المنتسبين‬ ‫إلى‪ ‬قريظة والقنيقاع‪ ،‬وبني النظير الذين حاربوا الرسول األعظم في غزوة أحد بعد‬ ‫أن نقضوا عهدهم ليتم طردهم من المدينة ‪ ‬فيما بعد‪.‬‬ ‫وهل يذكر أهل «مملكة الرمال» قصة عشيرة‪« ‬المساليخ» من قبيلة «عنزة»‬ ‫النجدية مع اليهودي مردوخاي بن أبراهام بن موشي الذي غادر «القصيم» ليؤسس‬ ‫«الدرعية»‪ ‬وينصب نفسه ملكا عليها‪ ‬ولكنه اضطر للفرار منها بعد أن اكتشف‬ ‫أمره ‪ ‬ليعود إلى نجد وإلى أرض «المليد» قرب الرياض ليؤسس بها «الدرعية الثانية»‪ ‬‬ ‫بعد أن تظاهر باإلسالم وغير اسمه من مردوخاي إلى مرخان بن ابراهيم بن موسى‬ ‫بن ربيعة‪ ‬بن مانع‪ ‬بن ربيعة المريدي ‪ ،‬ووجد ــ عن طريق الخيانة العربية طبعا ــ‬ ‫من «يربط» نسبه بأبي بكر‪ ‬بن وائل من بني أسد بن ربيعة‪ ،‬وأطلق أسماء عربية‬ ‫على أوالده‪ ،‬من بينها محمد الذي كان له شأن بمملكة الرمال‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬

‫‪2026‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫عملية «مرحباً ‪»2018‬‬

‫أسابيع قبل موعدها المعتاد‪ 15 ،‬يونيه‬ ‫من كل عام‪ ،‬انطلقت عملية «مرحبا ‪»2018‬‬ ‫بميناء طنجة المتوسط‪ ،‬بسبب قرب نهاية‬ ‫شهر رمضان المعظم‪ ،‬ورغبة مغاربة العالم‬ ‫في االحتفال بعيد الفطر‪ ،‬بين األهل واألقارب‬ ‫واألحباب بالمغرب‪.‬‬ ‫وكانت مختلف الترتيبات قد اتخذت‪ ،‬على‬ ‫مستوى التنظيم وسلطة الميناء من أجل توفير‬ ‫ظروف حسنة لهذه العملية سواء بالنسبة‬ ‫لالستقبال أو المعالجات اإلدارية التي تواكبها‪،‬‬ ‫بعد أن تم حشد الموارد البشرية الضرورية‬ ‫لنجاحها‪ ،‬بهدف تسهيل هذه العملية وتقليص‬ ‫زمن «العبور» عبر المنافذ األمنية والجمركية‬ ‫واإلدارية األخرى‪ .‬وبهذا الخصوص‪ ،‬قامت‬ ‫مؤسسة محمد الخامس للتضامن المساهمة‬ ‫في التنظيم‪ ،‬بإعادة تهيئة فضاءاتها البالغ‬ ‫عددها ‪ 20‬فضاء لالستقبال بالمغرب والخارج‬ ‫قصد مواكبة حركة النقل البحري والجوي‬ ‫الستقبال مغاربة العالم‪ .‬ويتعلق األمر بالنسبة‬ ‫للمغرب‪ ،‬بباحات االستراحة المتوسط وتاوريرت‬ ‫وتازاغين والجبهة‪ ،‬وكذا بمواقع استقبال‬ ‫بموانئ طنجة المتوسط وطنجة المدينة‬ ‫والناظور والحسيمة‪ ،‬ومدخلي باب سبتة وباب‬ ‫مليلية‪ ،‬ومطارات الدار البيضاء محمد الخامس‬ ‫ووجدة أنجاد وأكادير المسيرة وفاس سايس‬ ‫ومراكش المنارة‪ .‬أما بالخارج‪ ،‬خاصة بإسبانيا‬ ‫وفرنسا وإيطاليا‪ ،‬فقد أعدت المنظمة مواقع‬ ‫االستقبال “مرحبا” في كل من موانئ ألميرية‬ ‫والجزيرة الخضراء وموتريل وسيت وجنوة‪،‬‬ ‫إلى جانب مواكبة المنظمة للعملية بتوفير‬ ‫المساعدة االجتماعية والطبية وآليات التكفل‬ ‫بالحاالت الطارئة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬فقد‬ ‫انطلقت االستعدادات لتنظيم عملية «مرحبا‬ ‫«‪ 2018‬مباشرة بعد اختتام عملية ‪ 2017‬حيث‬ ‫تم تعزيز الموارد البشرية داخل الميناء وتمت‬ ‫معالجة مسألة النقل البحري عبر البوغاز الذي‬ ‫تؤمنه‪ ،‬هذه السنة‪ 11 ،‬باخرة بين‪ ‬ميناءي طنجة‬ ‫المتوسط الجزيرة الخضراء‪ ،‬عبر ‪ 45‬رحلة بحرية‬ ‫يومية‪ ،‬بطاقة استيعابية‪ ‬تفوق نقل أزيد من ‪39‬‬ ‫ألف مسافر يوميا‪ ،‬فيما تربط الميناء ‪ 4‬رحالت‬ ‫بحرية أسبوعية مع كل من اسبانيا وفرنسا‬ ‫وإيطاليا‪ ،‬عبر موانئ ‪ ‬برشلونة وسيت وجنوة ‪. ‬‬ ‫كما تمت تعبئة فرق المساعدات‪ ‬االجتماعيات‬ ‫واألطباء والممرضين ووضع برنامج‪ ‬للمداومة‬ ‫لتغطية كافة ساعات اليوم بغاية تقديم‬ ‫المساعدات‪ ‬الطبية واالجتماعية واإلرشادات‬ ‫اإلدارية أثناء وصول المغاربة المقيمين بالخارج‬ ‫وعودتهم إلى بلدان اإلقامة‪.‬‬ ‫عملية استقبال مغاربة المهجر‬ ‫مبادرة لمنظمة الهالل األحمر المغربي‬ ‫ومعلوم أن منظمة الهالل األحمر المغربي‬ ‫يعود إليها الفضل في إطالق عملية عبور‬ ‫واستقبال مغاربة المهجر‪ ،‬بمبادرة شخصية من‬ ‫الدكتور محمد النشناش‪ ،‬أحد القياديين البارزين‬ ‫في هذه المنظمة‪ ،‬بعد أن الحظ الحالة المزرية‬ ‫التي كانت تمر بها عملية عودتهم إلى بلدهم‪،‬‬ ‫منذ ستينات القرن الماضي حيث يحتجزون أليام‬ ‫في ميناء الجزيرة الخضراء بسبب قلة وسائل‬ ‫النقل البحرية وانعدام أي استعداد الستقبالهم‬ ‫بميناء طنجة‪ .‬أما باقي الموانئ المغربية خاصة‬ ‫بمنطقة الريف فلم تكن تتوفر إطالقا على‬ ‫إطارمناسب لالستقبال والمواكبة‪.‬‬ ‫وبفضل عالقاته الواسعة مع الجهات‬ ‫الرسمية والثقافية والعلمية واألكاديمية‬ ‫والسياسية باسبانيا التي درس بها وتخرج‬ ‫من كليات الطب بجامعاتها‪ ، ،‬فقد استطاع‬ ‫إقناع‪ ‬سلطات هذا البلد بفائدة إقامة «محطـة‬ ‫استقبــال» مغربية فــوق التــراب اإلسباني‪،‬‬ ‫حشد لها كوكبة من األطباء المتطوعين‪،‬‬ ‫من‬ ‫والممرضات والممرضين‪ ،‬وفريقا‬ ‫المترجمين‪ ،‬وأطر اللوجيستيك ‪ ،‬كما تم إعداد‬ ‫قاعات للفحوص والعالجات الطبية األولي‪ ،‬بينما‬ ‫نجح الدكتور النشناش في إقناع المستشفى‬ ‫المركزي بالجزيرة باستقبال الحاالت الصعبة‬ ‫التي تتطلب معالجة طبية أو عالجية معقدة‪.‬‬ ‫كما توفر مركز الهالل األحمر المغربي‬ ‫بهذه المدينة على‪ ‬قاعة لالستقبال وقاعة‬ ‫لالستراحة والمبيت بالنسبة لمن كانوا بحاجة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬خاصة واالنتظار بميناء الجزيرة‬

‫الخضراء كان يدوم أحيانا فوق األسبوع‪ ،‬فيما‬ ‫تتكلف مجموعة من المتطوعين بمهمة‬ ‫اإلرشاد والمساعدة خاصة لدى السلطات‬ ‫األمنية والقضائية بالنسبة للعديد من المغاربة‬ ‫الذين‪ ‬تضيع منهم بعض أمتعتهم أوأوراقهم‬ ‫الثبوتية أو يكونوا ضحية سرقة أو اعتداء خالل‬ ‫اجتيازهم التراب األسباني بين جبال البرانس‬ ‫والجزيرة الخضراء‪.‬‬ ‫هذه العملية التي انطلقت من ميناء‬ ‫العبور بالجزيرة الخضراء‪ ‬سرعان ما توسعت‬ ‫لتشمل موانئ أخرى من شمال إسبانيا إلى‬ ‫أقصى جنوبها‪ ،‬خاصة برشلونا وأليكانطي‬ ‫وألميرية ‪ ‬وقادس ومالقة وغيرها‪ ،‬حيث‬ ‫تم إحداث مراكز استقبال مغاربة المهجر‬ ‫المتوجهين للمغرب في عطلهم السنوية‪ ،‬هذه‬ ‫العملية التي توسعت ‪ ،‬من جديد‪ ،‬لتشمل‬ ‫فرنسا و إيطاليا‪ .‬وكل هذه المراكز كانت‬ ‫تتوفر على تجهيزات‪ ‬تمكنها من تقديم خدمات‬ ‫االستقبال والمعالجة الطبية واإلرشاد والترجمة‬ ‫والتدخل لدى سلطات البلد‪ ،‬تتكفل بها أطر‬ ‫مغربية متطوعة‪ ،‬من مختلف جهات المغرب‪.‬‬ ‫سواء خالل السفر إلى المغرب أو العودة إلى‬ ‫بلدان اإلقامة‪.‬‬ ‫وكان الدكتور محمد النشناش يدبر‪،‬‬ ‫بحنكة مدهشة‪ ،‬نشاط هذا الجهاز‪ ‬الكبير‬ ‫الذي تضخم مع مرور السنوات‪ ،‬خالل عشرية‬ ‫الثمانينات وإلى حدود سنة ‪ 1990‬حيث تولت‬ ‫الوقاية المدنية اإلشراف على العملية‪ ،‬ووظفت‬ ‫لهذه الغاية إمكانيات كبيرة‪.‬وخالل تلك المدة‪،‬‬ ‫استطاع الدكتور النشناش إقناع سلطات ميناء‬ ‫الجزيرة الخضراء بضرورة إنشاء توسيعات‬ ‫لوقوف سيارات المغاربة‪ ،‬بميناء الجزيرة‬ ‫الخضراء‪ ،‬وإحدات مساحات مظللة بها‪ ،‬وبعض‬ ‫أكشاك التغذية الخفيفة‪ ،‬و إنشاء عدد من‬ ‫الحمامات‪ ‬لفائدة الوافدين المغاربة ومسجد‪،‬‬ ‫وتجهيزات أخرى للترفيه عن أطفال األسر‬ ‫المنتقلة إلى طنجة أو سبتة األمر الذي استجابت‬ ‫له السلطات اإلسبانية بسرعة فائقة‪.‬‬ ‫وكان الدكتور محمد النشناش يغتنم‬ ‫فرصة األعياد الوطنية‪ ،‬ليحول مركز الهالل‬ ‫األحمر إلى خلية دبلوماسية مغربية‪ ،‬حيث ترفع‬ ‫الراية المغربية فوق باب المركز‪،‬ويقدم تسجيل‬ ‫للنشيد الوطني‪ ،‬وتطلق الموسيقى المغربية‪،‬‬ ‫ويتم االستماع إلى الخطاب الملكي‪ ،‬وتقام‬ ‫احتفاالت باذخة ‪،‬يحضرها ممثلو السلطات‬ ‫اإلدارية والقضائية والبلدية واألمنية بالجزيرة‬ ‫الخضراء كما يحضرها حشد من الصحافيين‬ ‫من مختلف مدن األندلس‪ ،‬وخالل هذه‬ ‫االحتفاالت التي كانت تصاحبها مقاطع من‬ ‫الموسيقى األندلسية المغربية‪ ،‬تقدم‪ ‬أطباق‪ ‬‬ ‫من المطبخ المغربي‬ ‫شهية ‪ ‬مختارة‪،‬‬ ‫األصيل‪ ‬لسلطات المدينة والبلد‪ ،‬تعبيرا عن‬ ‫شكر المنظمين المغاربة للمساعدة التي‬ ‫يتلقونها من السلطات اإلسبانية من أجل إنجاح‬ ‫عملية «العبور» السنوية‪.‬‬ ‫وبفضل حنكته وملكاته الدبلوماسية‪ ،‬نجح‬ ‫الدكتور محمد النشناش‪،‬في تليين الكتابات‬ ‫الصحافية التي كانت «معادية» للعملية حيث‬ ‫أنها كانت تعتبرها نوعا من‪« ‬الغزو»‪ ،‬إذ أن‬ ‫تدفق آالف المغاربة بسياراتهم في نفس‬ ‫الوقت‪ ،‬كان يحدث‪« ‬اختناقا» بالمدينة‪،‬‬ ‫واضطرابا في المرور‪ ،‬ما لم يتعود عليه أهل‬ ‫هذه المدينة الصغيرة‪ .‬وشيئا فشيئا‪ ‬تخلت‬ ‫الكتابات الصحافية عن «لهجة» االستنكار‪،‬‬ ‫إلى لغة «تعاطف» مع هؤالء المغاربة الذين‬ ‫يشدهم الحنين إلى الوطن‪ ،‬ويدفعهم إلى أن‬ ‫يتحملوا مشاق االنتقال من بلدان االستقبال‬ ‫من‪ ‬أقصى شمال أوروبا إلى أقصى جنوبها‪ ،‬مع‬ ‫ما يتعرضون له من أخطار الطريق المعروفة‪.‬‬ ‫وبالرغم من تسلم الوقاية المدنية زمام‬ ‫األمر انطالقا من العام ‪ ،1990‬ظل الدكتور‬ ‫محمد النشناش المخاطب الوحيد‪ ،‬من الجانب‬ ‫المغربي‪ ،‬أمام الهيئة اإلسبانية التي تولت‬ ‫العملية‪ ،‬في كل ما يتصل بقضايا عبور مغاربة‬ ‫المهجر‪ ،‬عبر التراب االسباني‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫نقطة‬ ‫نظام ‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫يف مطار ابن بطوطة بطنجة‬

‫مواطنون يتعرضون لإلهانة‬

‫خالفا لتوجيهات جاللة الملك السامية‬ ‫والقاضية بوجوب احترام المواطنين المغاربة‬ ‫العائدين إلى أرض الوطن لصلـــة الرحـــم‬ ‫بأرضهم وأسرهـــم‪ ،‬وخرقـــا لكــل القوانيــن‬ ‫المعمول بها عند االستقبـــل أو إجــراءات‬ ‫المراقبة والتفتيش وتجاوزا لكل األعراف وآداب‬ ‫حسن السلــوك والتصرف شهــد مطار ابن‬ ‫بطوطة الدولي في الساعة ‪ 11:45‬دقيقة‬ ‫من صباح يوم السبت ‪ 2018/06/9‬حادثا‬ ‫يجسد قلة أدب‪ ،‬وشططا في استعمال السلطة‪،‬‬ ‫وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء في التعامل مع‬ ‫مواطن مهاجر عائد إلى وطنه في إجازة قصيرة‬ ‫للبحث في مشروع مستقبلي يضع حدا لهجرته‬ ‫في األراضي السويسرية‪ ،‬ويوفر عمال لعشرات‬ ‫األشخاص واستثمارا يستفيد منه الوطن‪،‬‬ ‫فإذا بهذا المواطن الذي يعمل مديرا تنفيذيا‬ ‫وتجاريا ألكبر أسواق مدينــة لوزان بسويسرا‬ ‫ويحظى بمحبة أهلها‪ ،‬وتقدير الجاليات العربية‬ ‫بها‪ ،‬وهي تضم أفرادا وجماعات ذات مستوى‬ ‫اجتماعي واقتصادي وثقافـي عــال‪ ،‬إذا بهذا‬ ‫المواطن يتعرض إلهانة بالغة في مطار ابن‬ ‫بطوطة بطنجــة في التاريــخ المذكــور‪ ،‬من‬ ‫طـرف جمركيــة مجردة عن الحـس الوطـــنـي‬ ‫والمهني وال تــرى في مهنتهــا سـوى الوجــه‬ ‫القبيح‪ ،‬وكأنها وضعت في مكانها ووظيفتها‬ ‫لإلرهاب والتخويف والتنفير ال لحسن المعاملة‪،‬‬ ‫واالستقبال الالئــق‪ ،‬واالبتسامــة التي تعلـــو‬ ‫محياها وهي تؤدي عملها الروتيني مما يخفف‬ ‫من وطأته وتعقيداته وروتينه على المواطن‬ ‫العائد‪.‬‬ ‫هـدايــا صغ<يـــرة كــــانـــت سبــــب‬ ‫المشــــادة والشطط‪ .‬الجمـركيــة وبكثيـــر‬ ‫من العنجهية والصلف‪ ،‬فتشت حقائب المهاجر‬ ‫القادم من سويسرا‪ ،‬بعثرت المالبس أمام‬ ‫أعيــن العابريــن والواقفيـــن قلبت الهدايا‬ ‫وهي ‪ :‬قلم كتابة بغشاء مذهب لوالده الكاتب‬ ‫والصحافي‪ ،‬علبة صغيرة تضم عطـــر مسك‪،‬‬ ‫ساعات إلخوانه‪ ،‬قنينات عطر ألخواته‪ ...‬وعلى‬ ‫كل هدية اسم المهدى إليه‪ .‬سألت لمن هذه‬ ‫الهدايا؟ أجاب أن أسماء المهدى إليهم مكتوبة‬ ‫على علب الهدايا‪ ،‬تطور النقاش إلى تفوه‬ ‫الموظفة الجمركية بكالم ال يليق بموظفة‬ ‫تمثل جهازا وظيفيا عموميا ‪.‬‬ ‫أمام األصـوات المرتفعـــة‪ ،‬حضر رئــيس‬ ‫مكتب الجمارك بالمطار وعاين المالبس‬ ‫والهدايا البسيطة المبعثرة‪ ،‬اعتذر للمواطن‪،‬‬ ‫وطلب من الموظفة أن تعتذر بدورها‪ ،‬وأمام‬ ‫رفضها نبهها الرئيس بأنه كان عليها أن تطلب‬ ‫وصل شراء الهدايــا ألداء الرسوم الجمركية‬ ‫والتعشير طبقا للقانون بدل التصرف بشكــــل‬

‫المواطن الذي تعرض إلهانة جمركية بمطار ابن بطوطة الدولي بطنجة خالد بنجلون مع إحدى‬ ‫زبونات السوق الكبير الذي يشرف عليه بمدينة لوزان في سويسرة (كوب)‪.‬‬ ‫غير الئق‪ ،‬استغالل البذلة لممارسة الشطط‬ ‫ضد المواطنين وبث روح اليــــأس واإلحباط‬ ‫في نفوسهــم وهم عنـــد مدخـــل الوطن‪،‬‬ ‫ثم عانق المهاجر وجدد له طلب الصفح‪ ،‬أما‬ ‫المهاجر فذكر بإجراءات التفتيش الصارمة‬ ‫التي يخضع لها المسافرون في مطار جنيف‬ ‫بسويسرا ولكن بدون إهانات وال تجاوز لحدود‬ ‫اللياقة ومتطلبات الوظيفة‪ .‬وأكد أن الجمركية‬ ‫المغربية كانت تريد مصادرة إحدى الهدايا‬ ‫بدون مبرر معقول‪ ،‬الموظفة الجمركية قالت‬ ‫لرئيسها أن المواطن العائد رفض تفتيش‬ ‫حقائبه‪ .‬فبماذا يفسر بعثرة المالبس؟‬ ‫المسألــة أن المـواطـــن طلـــب مـــن‬ ‫الجمركية إعادة المالبـس إلى الحقائـــب‪ ،‬كما‬ ‫كانت أوال‪ ،‬فأجابته بفظاظة ‪( :‬اجمع شراوطك‬ ‫وخرج من الصف) وهددته بالحجز في مكتبها‬ ‫بالمطار إن لم يغادر فورا‪ ،‬فذكرها بأن عهد‬ ‫الحجز التعسفي وإهانة المواطن ولى إلى غير‬ ‫رجعة وأنه لوال شوقه ألسرته لغادر على متن‬ ‫الطائرة ‪.‬‬

‫مرحبـا بمهاجرينـا‬ ‫في الخـارج‬

‫أي مدلول بقي لهذا الشعـار المتكامل‬ ‫المستهلك ؟ وأي ترحيب هذا بمهاجرينا سواء‬ ‫كانوا تجارا أو تقنيين أو مستثمرين أو عماال‪،‬‬ ‫فهم سواء في انتمائهم للوطن‪ ،‬وحبهم‬ ‫لألرض والمنشأ و التراب واألصل؟ ‪.‬‬

‫أال يستوعب رجال المراقبــة من كـــل‬ ‫األجهزة ما يعانيه المواطن العائد من مشاق‬ ‫السفـر‪ ،‬والساعـات الطوال التي يقضيهـــا‬ ‫سائرا في طرق أوربا‪ ،‬يأكـل ما تيسـر وينـــام‬ ‫داخل السيارة ثم يفاجأ في أرض الوطن‬ ‫بهذا السلوك الفج‪ ،‬وهذا الترحيب المزعج؟‬ ‫لقد وثقت العيون المبثوثة بجدران المطار‪،‬‬ ‫حـادث الجمركية مع المواطن العائد بالصوت‬ ‫والصورة‪ ،‬ولقد وعــد رئيس المكتب بتحرير‬ ‫تقرير في موضوع تجاوزات الموظفـــة التي‬ ‫عاينها سياح أجانب ‪.‬‬ ‫والجـــديــر بالذكـــر أن المواطن الذي‬ ‫تعرض لإلهانة في وطنه يسمى خالد بن جلون‬ ‫مدير أكبر أسواق لوزان بسويسرا حيث يعمل‬ ‫تحت إشرافه ‪ 72‬مستخدم ومستخدمة وهم في‬ ‫النظام السويسري موظفـــون بكامل الحقوق‬ ‫وليسوا أجراء أو سخرة ‪ .‬وهم من مختلف‬ ‫الجنسيات‪ ،‬كما أن المواطن المذكور هو نجل‬ ‫الكاتب والباحث األستاذ عبد الرحيم بن جلون‬ ‫والقصد من هذا المقال ليس هو التشهير‬ ‫بسلوكات هذه الموظفة الجمركية‪ ،‬ولكنه‬ ‫لتنبيه المسؤولين إلى ضرورة وضع الموظف‬ ‫المناسب في المكان المناسب‪ ،‬خصوصا‬ ‫بالنسبة لمنطقة حساسة وهي نقطة الحدود‪،‬‬ ‫فما تحمله الموظفة من شارات وعالمات هي‬ ‫رمز للدولة المغربية فال يحق أن نمرغ هذا‬ ‫الرمز في التراب‪ .‬كفى من إهانة المواطنين‬ ‫في نقط الحدود‪.‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫نداء واستغاثة من جديد‬

‫ال زال األديب والمناضل الحقوقي األستاذ عبد القادر أحمد بن قدور يواصل جهوده من أجل الحصول على حقوقه‬ ‫كمناضل سياسي تعرض لالعتقال القصري والتعذيب المبرح‪ ،‬دون أن يلتفت إليه المعنيون في هيئة اإلنصاف والمصالحة‪،‬‬ ‫رغم تقدمه بملفه الكامل في الوقت المناسب‪ ،‬يدل على ذلك مقالتان نشرهما بجريدة «بيان اليوم» في يوليوز ‪ 2005‬تحت‬ ‫عنوان ‪« :‬سؤال وسؤال إلى هيئة اإلنصاف والمصالحة» والثانية بتاريغ غشت من نفس السنة وبنفس الجريدة‪ ،‬بعنوان ‪«:‬حبا‬ ‫في الوطن‪ ،‬أطالب بالكشف عن الحقيقة»‪.‬‬ ‫ومن أجل الوصول إلى المسؤولين بوزارة الداخلية قصد االستفسار عن مآل ملف ترقيته‪ ،‬توجه إلى مقر هذه الوزارة‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 24‬أبريل الماضي‪ ،‬مغتنما فرصة انعقاد المؤتمر الخامس للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة واإلنصاف بمدينة أكادير أيام‬ ‫‪ 27‬و ‪ 28‬و ‪ 29‬أبريل‪ ،‬إال أنه تعرض‪ ،‬كما يقول‪ ،‬لنفس المعاملة المهينة الحاطة من الكرامة‪ ،‬حيث أخرجه « شاف المخازنية»‬ ‫بالقوة ـ كالعادة ‪ ، -‬يقول‪ ،‬دون احترام الوسام الملكي الذي كان يحمله على صدره‪.‬‬ ‫ويضيف أن «شاف المخازنية» أسقطه أرضا‪ ،‬في مرة سابقة ليبقى مغشيا عليه لبعض الوقت‪ ،‬دون أن يحصل على أي‬ ‫مساعدة ‪.‬‬ ‫ويواصل حديثه إلى هذه الجريدة فيذكر بالعديد من المراسالت التي وجهها‪ ،‬في السابق‪ ،‬ومنذ سنة ‪ 2009‬إلى الديوان‬ ‫الملكي ولوزارة الداخلية‪ ،‬ليطالب بحقه في الترقية في الترقية ويندد باألهمال الذي لحق ملفات عدد من المناضلين‬ ‫الثوريين المتنورين الذين كانوا ضحايا اشكال مهولة من التعذيب الجهنمي ‪ ،‬منها الصعقات الكهربائية على الرأس الذي‬ ‫تعرض لها‪ ،‬هو أيضا‪ ،‬على يد جالدي سنوات الرصاص والجمر‪ ،‬ما تسبب له في أضرار بليغة جسديا ‪ ،‬ونفسانيا ال زال يعاني‬ ‫منها إلى اليوم‪.‬‬ ‫األستاذ عيد القادر أحمد بن قدور يحث الجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية على تبني ملفه والدفاع عن حقوقه وحقوق‬ ‫كل المضطهدين ضحايا االعتقال والتعذيب والظلم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫درد شة‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫رغم أننا ودعنا رمضان‪ ،‬فالزال في نفسي شيء من حتى‪.‬‬ ‫و أقصد «بحتى هنا» هذا الخطيب الذي فوجئتُ به يعتلي منبراً أكبر منه‪ ،‬فعزّ عليّ أن‬ ‫يَفرّ الناسُ بجلدهم من هذا المسجد‪ ،‬على سعَته ورحابته‪ ،‬ويلجأوا إلى مساجد األحياء‪.‬‬ ‫فخطيبنا هذا ال ي ْلحن في القواعد النحوية فقط‪ ،‬وإنما ي ْلحن حتى في آيات اهلل البينات‪،‬‬ ‫وهذا ما ال ينبغي السكوت عنه‪ ،‬أو التقليل من شأنه‪.‬‬ ‫تحدثتُ في هذا الموضوع مع موظف من موظفي مجلسنا العلمي المحلي بتطوان‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كتابة عريضة ‪،‬يُو ّقع عليها أكبر عدد ممكن من عباد‬ ‫فأفهمني أن المخرَج من هذا اإلشكال‪،‬‬ ‫اهلل ‪َ ،‬‬ ‫فكبُر عليّ أن تظل مجالسنا العلمية مكتوفة األيدي أمام عدد من التجاوزات‪ ،‬إلى حين‬ ‫كتابة العرائض‪ ،‬لِ َلفت االنتباه إلى هذا التقصير أو ذاك‪.‬‬ ‫أليس لديها مراقبون يتابعون السير الذي تسير عليه بيوت اهلل إمام ًة وأذاناً‪ ،‬خَطاب ًة‬ ‫وإرشاداً‪ ،‬قراء َة حزب وتشفيعاً؟‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إذا لم يكن هذا الطاقم ال يستطيع تغطية جميع المنشآت الدينية‪ ،‬فبإمكاننا أن نُطعّمه‬ ‫بعناصر إضافية‪ ،‬حتى يكون قريبا من جميع المستجدات‪ ،‬ومُلِماً بها تمام اإللمام‪.‬‬ ‫فبدون مراقبة َلصي َقة بالمسجد‪ ،‬ستظل مساجدنا خارج التغطية‪ ،‬وسيظل بعضها تحت‬ ‫رحمة دعاة اعتادوا أن يتستروا تحت ستار الدين‪ ،‬بداعي توعية الناس وتبصيرهم بشؤون‬ ‫دينهم ودنياهم ‪.‬‬ ‫و من الحسنات التي تُحسَب لمجالسنا العلمية الموقرة‪ ،‬هذه الدورات التدريبية التي‬ ‫تشمل جميع القيّمين الدينيّين‪ .‬وبما أنني ال أعرف كيف تتم‪ ،‬وال الحصيلة التي تخرج بها‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬فإنني أود أن تكون على غرار ما عرفناه أثناء اضطالعنا بمهام التدريس‪،‬‬ ‫فقد كان هناك ما يسمى بالدروس التجريبية‪ ،‬التي يُنتدَب لها أساتذة نموذجيون‪ ،‬يلقون‬ ‫دروسا تُستدعَى لها طائفة من األساتذة المتدربين‪ ،‬وتكون الحصيلة‪ ،‬الخروج بتصوّر محدد‬ ‫مضبوط حول تدريس مادة اإلنشاء أو مادة التطبيق‪ ،‬أو أية مادة‪ .‬تصَوّرٌ تسير عليه األغلبية‬ ‫الغالبة من رجال التعليم‪.‬‬ ‫لو اقتدنا بهذه التجربة‪ ،‬فيمكن تطبيقها على األذان‪ ،‬باالستعانة بأحسن المؤذنين ليكونوا‬ ‫نموذجا للمتدربين الذين نود تدريبهم على الكيفية المثلى‪ ،‬في دعوة الناس إلى الصلوات‬ ‫المفروضة‪ .‬وإذا همّ التدريب الخطباء‪ ،‬فعَ ْلنا نفس الشيء‪ ،‬وهكذا في الوعظ واإلرشاد‪ ،‬وفي‬ ‫اإلمامة والتشفيع ‪ ،‬على أن يشمل التأطير كافة القيمين الدينيين‪ ،‬القدماء منهم والمحدثين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن مهامّ المجالس العلمية‪ ،‬مهام جسيمة‪ ،‬ال يستهين بها أو يقلل من شأنها‪ ،‬إال الذين‬ ‫ال يقدرون رسالة المسجد‪.‬‬ ‫َف ْلنَدْعُ للساهرين على هذه المنظومة الدينية بالتوفيق والسداد‬

‫ويبقى األمل‪...‬رغم تلك الخيبة المرة‬ ‫من وحي النزال الكروي ليوم العيد‬ ‫‬‫يوم الجمعة والعيد السعيد‪ ،‬كل عقارب الساعة‬ ‫كانت مبرمجة على موعد مباراة المنتخب الوطني‬ ‫المغربي ضد نظيره اإليراني‪ ،‬فمنذ أن تحقق حلم‬ ‫التأهل إلى نهائيات كأس العالم الجارية أطوارها‬ ‫اآلن في روسيا االتحادية وقلوب المغاربة تحلم‬ ‫بتجاوز كرة القدم لنكساتها المتكررة في البطوالت‬ ‫القارية والجهوية والدولية‪ ،‬وتشكل اعتقاد لدى‬ ‫الجميع أن اللحظة قد أتت لكي تستعيد هذه‬ ‫الرياضة الساحرة أمجادها‪ ،‬وتعود الروح ويعود‬ ‫األلق للمنتخب الوطني‪ ،‬فعشقه ال يتساوى‪ ،‬مهما‬ ‫كان‪ ،‬مع عشق المدريد أو البارصا أو غيرهما‪ ،‬ألن‬ ‫لهذا العشق نكهته الجماعية‪ ،‬وصولته المرتبطة‬ ‫باالنتماء العميق إلى تراب وتاريخ وحضارة وأمة‪،‬‬ ‫والذي يتعالى على جراح اإلخفاقات وعنف الهزات‪،‬‬ ‫وقلق االرتدادات وخوف االنقسامات‪.‬‬ ‫في السادسة مساء‪ ،‬كانت المقاهي والنوادي‬ ‫والبيوت إلخ‪ ،‬تتكلم لغة الرموز الوطنية‪ ،‬لقد اقتربت‬ ‫لحظة الحقيقة‪ ،‬فقد صارت التكهنات و االحتماالت‬ ‫في الميدان بعد أن كانت تعج في ال��رؤوس‪،‬‬ ‫وأصبح التحكم في مجرى اللعب وفي ضبط الكرة‪،‬‬ ‫والتنسيق هجوما ودفاعا‪ ،‬لكبح جماح الخصم‬ ‫وتكسير خططه‪ ،‬هو اإليقاع الذي يستنفر العقول‬ ‫ويحرك القلوب ويهز األجساد‪.‬‬ ‫م��رت الجولة األول��ى بسالم‪ ،‬ولكن دون‬ ‫اطمئنان‪ ،‬فالخصم لم يكن لقمة سائغة‪ ،‬كما قد‬ ‫يظن البعض‪ ،‬ف��إرادة رجال المنتخب اإليراني ال‬ ‫تقل إرادة عن رجال منتخبنا‪ ،‬فهم كذلك وراءهم‬ ‫أمة ويروادهم كما تراودنا شهوة االنتصار‪ ،‬وربما‬ ‫الذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي العالمي‪ ،‬وقد‬ ‫مروا كما مررنا من اختبارات عسيرة للوصول إلى‬ ‫ما وصلنا إليه‪.‬‬ ‫في الجولة الثانية‪ ،‬بعد استراحة المحاربين‬ ‫واستعادة األنفاس‪ ،‬كنا نترقب يقظة جديدة‪،‬‬ ‫واستنهاضا لهمة رجالنا‪ ،‬لعلهم يكونون سباقين‬ ‫إلى زيارة مرمى الخصم‪ ،‬فكانت الكرة أقرب في‬ ‫هجمة مباغتة لذلك‪ ،‬واستمر السجال‪ ،‬إلى أن‬ ‫تمكن العياء من الفريقين‪ ،‬وتباطأ اللعب‪ ،‬وفي حين‬ ‫كانت المقابلة تسير نحو حتفها‪ ،‬وكنا نمني النفس‬ ‫بنتيجة «ال غالب والمغلوب»‪ ،‬حتى ال يجهض أملنا‪،‬‬ ‫وقعت الواقعة بسبب خطأ في الدقائق الحرجة نزل‬ ‫مثل القدر؛ فغير كل شيء بعد أن استقرت الكرة‬ ‫في شباكنا بفعل فاعل منا خانه التركيز مثلما خان‬ ‫الكثيرين في مثل هذه اللحظات من مقابالت‬ ‫مصيرية‪ ،‬ومنهم كبار و دهاقنة وسحرة في لعبة‬ ‫كرة القدم خلدهم التاريخ؛ فعادت عقارب الساعة‬ ‫بنا إلى الوراء‪ ،‬وازدحمت في رؤوسنا‪ ،‬مع الشعور‬ ‫باآلسى الذي اجتاحنا‪ ،‬أسئلة واستفهامات كثيرة‪،‬‬ ‫ربما لن نعثر لها على تفسيرات شافية وأجوبة‬ ‫مقنعة‪ ،‬حتى ولو مألنا الدنيا بتعليقاتنا في الفضاء‬ ‫األزرق‪ ،‬حتى ولو استعمل جميع الخبراء والمحللين‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫وزان تترافع‬ ‫من أجل نواة جامعية‬

‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫يتـــابــع الرأي العام الوزاني باهتمـــام كبيــر التحركــات‬ ‫األخيــرة ‪ ‬لـ «فريق الترافع» من أجل إحداث نواة جامعية بوزان‪،‬‬ ‫وهو المطلب الذي أعادته للواجهة بمقاربة ومنهجية جديدتين‬ ‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان التي‬ ‫تستمد مرجعية حضورها في مشهد الديمقراطية التشاركية من‬ ‫الفصل ‪ 139‬للدستور المملكة الذي جاء في فقرته األولى « تضع‬ ‫مجالس الجهات‪ ،‬والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬آليات تشاركية للحوار‬ ‫والتشاور‪ ،‬لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في‬ ‫إعداد برامج التنمية وتتبعها»‪.‬‬

‫في سياق هذه التعبئة المسنودة بدعم ساكنة اإلقليم‪ ،‬استقبل‬ ‫السيد رئيس جامعة عبد المالك السعدي بتطوان برحاب مكتبه‪ ،‬‬ ‫يوم اإلثنين ‪ 11‬يونيه ‪« ، 2018‬فريق الترافع» من أجل إحداث‬ ‫نواة جامعية بوزان ‪.‬‬

‫‪ ‬أعضاء بـ «فريق الترافع» أجمعوا في تصريحات متفرقة‬ ‫أدلوا بها للجريدة‪ ،‬بأن اختيارهم لمدخل رئاسة الجامعة بتطوان‬ ‫كخطوة أولى على درب الترافع لدى باقي المتدخلين‪ ،‬استدعته‬ ‫منهجية األولويات اإلدارية على سلم التواصل‪ .‬وعن أجواء هذا‬ ‫اللقاء أضافت نفس المصادر بأنها كانت جد إيجابية وواعدة‪،‬‬ ‫وأفادت بأن «فريق الترافع» ‪ ‬وضع فوق طاولة السيد رئيس‬ ‫الجامعة الذي لمسوا فيه رجل الحوار بامتياز‪( ،‬وضع) ملفا متكامال‬ ‫وقويا تستدعي المؤشرات والمعطيات الواردة به التعجيل بإحداث‬ ‫هذه النواة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى ذلك فإن تعزيز إقليم وزان بهذه‬ ‫النواة سيساهم في ضخ جرعة من الروح في مشروع إنصاف دار‬ ‫الضمانة الذي سبق وسهر على تنزيله الملك محمد السادس في‬ ‫زيارته التاريخية لوزان نهاية سنة ‪ ،2006‬هذا دون الحديث على‬ ‫أن متطلبات العدالة المجالية كحق من حقوق اإلنسان تستدعي‬ ‫تحويل هذا الحلم إلى حقيقة ‪.‬‬

‫ذكاءهم وفطنتهم و دهاءهم في التحليل‪ ،‬ألن ما‬ ‫منينا به النفس أو كنا نرغب فيه قد ضاع أو خطا‪،‬‬ ‫رغما عنا‪ ،‬خطوته نحو الضياع‪ ،‬إال إذا نزلت معجزة‬ ‫كما وقع الخطأ‪.‬‬ ‫بعد صفارة النهايـة؛ انتهى الكـالم وعـم‬ ‫الصمت‪ ،‬و لفنا الحزن الممزوج بالغضب‪ ،‬نعم‬ ‫خسرنا المقابلة‪ ،‬لكن ربما لم نخسر المعركة ويبقى‬ ‫بصيص األمل‪ ،‬الخسارة الحقيقية هي اإلمعان في‬ ‫أن نخطئ مواعيدنا مع التاريخ‪ ،‬ألن التاريخ يبدأ‬ ‫من هنا‪ ،‬من تأهيل حقل كرة القدم وحكامته‬ ‫اللذين يرتبطان بالتأهيل العام للبالد والحكامة‬ ‫الشاملة‪...‬‬

‫لقد أخذتني غفوة‪ ،‬ولما صحوت‪ ،‬وكنت قد‬ ‫انتقلت رقميا إلى القناة الخامسة اإلسبانية‪ ،‬وجدت‬ ‫جيراننا اإلسبان يلجهون باسم منتخبهم‪ ،‬الذي‬ ‫سينازل البرتغال جارهم اآلخر‪ ،‬حماسا و تشجيعا‪،‬‬ ‫فقلت مع نفسي‪ :‬إذن نحن سواسية في حب‬ ‫المنتخبات الوطنية الذي ينبع من حب األوطان‪،‬‬ ‫وفي عشق كرة القدم الذي لم تستطع فرجة أخرى‬ ‫أن تزحزح سيادتها على الفرجات ‪.‬‬ ‫و في انتظار منازلتنا للجارين والغريمين‬ ‫التاريخيين‪ ،...‬ورغم تلك الخيبة األخرى المرة‪،...‬‬ ‫لن نفقد أبدا بصيص األمل في النخبة الوطنية‪،‬‬ ‫وسيبقى األمل كله في هذا الوطن‪.‬‬

‫‪ ‬يذكر بأن مسلسل الترافع من أجل إحداث نواة جامعية‬ ‫بوزان تم تدشينه يوم اإلثنين ‪ 14‬ماي األخير‪ ،‬بتنظيم لقاء بدار‬ ‫الشباب المسيرة‪ ،‬وحسب ما تتوفر عليه الجريدة من معلومات‬ ‫من مصادر موثوقة فإن «فريق الترافع» الذي يتشكل من رئيس‬ ‫مجلس جماعة وزان‪ ،‬ورئيس المجلس اإلقليمي‪ ،‬ونائبات ونواب‬ ‫وزان بالمؤسسة التشريعية‪ ،‬وفريق إقليم وزان بمجلس الجهة‪،‬‬ ‫وهيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬يعمل‬ ‫جاهدا وفي سباق مع الزمن من أجل عقد سلسلة من اللقاءات مع‬ ‫كل من عامل اإلقليم‪ ،‬ووالي الجهة‪ ،‬ورئيس الجهة‪ ،‬ووزير التربية‬ ‫الوطنية‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 19‬يونيـو ‪2018‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫يدلفون إلى «ديلفي» لفك اعتصام العمال‬ ‫«كما العادة» !!!‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫�سلوك م�شني معيب مدان‬ ‫ومخل بـ «ال�صواب»‬ ‫ما حصل بالكورنيش ‪ ،‬يوم تدشين ميناء الصيد والميناء الترفيهي‪،‬‬ ‫عمل مدان‪ ،‬وغير مبرر‪ ،‬بل ترفضه أخالق أهل طنجة األصليين‪،‬‬ ‫وتقاليدهم وممارساتهم الوطنية‪.‬‬ ‫األمر يتعدى محاولة التشهير بالشخص المقصود‪ ،‬في إطار الحملة‬ ‫التي يؤيدها البعض ويرفضها البعض اآلخر‪ ،‬في إطار االختيارات الخاصة‬ ‫لكل مواطن‪ ،‬إلى محاولة التفريط في ثوابت أصيلة‪ ،‬جبل عليها أهل‬ ‫هذه المدينة في سلوكهم وممارستهم للمواطنة‪ ،‬الممارسة العقالنية‬ ‫الموسومة بالنضج‪ ،‬والمطبوعة باحترام الرأي اآلخر‪ ،‬مع االلتزام بأصول‬ ‫«الصواب» الواجب الوقوف عنده مهما كانت الوقائع واألحداث‪.‬‬ ‫لقد كانت مفاجأة حقيقية وخيبة أمل شديدة الوقع على العديد‬ ‫من أهالي طنجة ‪ ،‬بمن فيهم مناصرو الحملة والداعون الستمرارها‬ ‫وتوسعها‪ ،‬ألن األمر ال يتعلق بتجمهر سياسي أو نقابي أو حزبي‪ ،‬ما‬ ‫يسمح‪ ،‬في حدود األدب‪ ،‬بالتعبير عن رأي معارض أو مخالف‪ ،‬وهو ما‬ ‫اعتدنا عليه حتى من طرف مناضلي نفس الحزب أو المنظمة‪ ،‬خالل‬ ‫لقاءات تثار فيها قضايا خالفية‪.‬‬ ‫األمر ‪ ،‬في واقعة «الميناء» يختلف كليا‪.‬‬ ‫اليوم كان مشهودا‪ ،‬حيث استعدت المدينة لتشهد دفعة جديدةمن‬ ‫المشاريع في إطار المخطط الملكي لـ «طنجة الكبرى»‪ ،‬هذا المخطط‬ ‫الذي شكل قاعدة قوية النطالقة طنجة الصناعية نحو العالمية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي لفت انتباه كبار المستثمرين األجانب إلى إمكاناتها وتجهيزاتها‬ ‫ونخبها وجمالها وموقعها المتميز على بوغاز فائق األهمية بالنسبة‬ ‫للمالحة التجارية العالمية‪ ،‬كما كان بالنسبة ألهالي طنجة‪ ،‬فاتحة خير‬ ‫عليهم وعلى المغاربة عامة حيث حجت إليها وفود الشباب من كل فج‬ ‫عميق للعمل في مصانعها وأوراشها ‪ ،‬والفضل في كل ذلك يعود إلى‬ ‫«المخطط الملكي»…‬ ‫حتى إذا تفضل جاللة الملك باالنتقال إلى طنجة‪ ،‬التي أظهر‬ ‫في أكثر من مناسبة‪ ،‬اهتمام جاللته بها ورعايته لنهضتها‪ ،‬قامت‬ ‫«شرذمة» من األوالد بالتشويش على حفل التدشينات‪ ،‬بتوجيه دعوة‬ ‫لعضو في الحكومة بالرحيل‪.‬‬ ‫األدهى واألمر أن تردد أصوات بلكنة «داخلية» ‪ ،‬الشعار المشبوه‬ ‫أمام أنظار جاللة الملك‪ ،‬الذي تفرض علينا البيعة التي في عنقنا‪،‬‬ ‫نحن أهالي طنجــة‪ ،‬لشخص جاللتــه وللعرش العلوي المجيد‪ ،‬أن‬ ‫نجله ونوقره ونعظمه‪ ،‬ألنه يجسد عظمة المغرب وثقافته وحضارته‬ ‫وأمانيه ويضمن‪ ،‬بعون اهلل‪ ،‬حاضره ومستقبله‪ .‬فكيـف بجماعة من‬ ‫األوالد أن يتجرؤوا على محفل يحضره جاللته ويرفعون شعارات ذات‬ ‫مفهوم سياسي مشبوه بحضرته‪ ،‬والحال أن جاللة الملك فوق األحزاب‬ ‫و المذاهب السياسية‪ ،‬ألنه ملك لجميع المغاربة‪.‬‬ ‫لقد حاولت بعض االتجاهات السياسيــة أن «تقفــز» على هذا‬ ‫الحدث التافه‪ ،‬وتتبادل التهم باعتبار أن في األمر تصفية حسابات‬ ‫سياسية‪،‬وتخطيط لمراحل سياسية قادمة‪ ،‬وإنه لمن المؤلم في هذه‬ ‫القضية أن العديد من المواقع دونت في كتاباتها أن «سكان» طنجة‬ ‫رفعوا شعار «ارحل» في حق الوزير «المقرب» في حضرة جاللة الملك‪.‬‬ ‫والحال أن أهالي طنجة‪ ،‬الذين تميز‪ ،‬على الدوام‪ ،‬سلوكهم إزاء‬ ‫سالطين الدوحة العلوية الشريفة باالحترام والتبجيل والتوقير والوالء‬ ‫واإلخالص‪ ،‬كما تميز باالستقامة والنضج في والءاتهم السياسية‬ ‫والحزبية ونضالهم الوطني‪ ،‬ال يمكن‪ ،‬بأي حال من األحوال أن ينسبوا‬ ‫إلى جماعة غوغائية ‪ ،‬اندفعت أو دفعت‪ ،‬بفعل فاعل‪ ،‬للتشويش على‬ ‫فرحة أهل طنجة‪ ،‬بلقاء العاهل الكريم‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫يبدو أن عمال شركة «دلفي» األمريكية باجزناية‪ ،‬ال‬ ‫يتابعون «األحداث» وال يتدبـــرون «العواقب»‪ .‬ولعلمهـــم‬ ‫نسوا أن االحتجاج واالعتصام والتظاهر واستعمال الفضاءات‬ ‫العمومية «بدون وجه حق» من األمور المحظورة في قانون‬ ‫حقوق االنسان‪ ،‬كما هو متعارف عليه عالميا !!!‪....‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فلم يكن أمام من يحرصون على حماية النظام‬ ‫العام ‪ ،‬من أصحاب العصي والهراوات ‪ ،‬إال «التدخل» لتفريق‬ ‫المعتصمين‪ ،‬وطز للمتربصين «البورطابليين» ‪...‬فالتعليمات‬ ‫واضحة‪...‬صارمة !‬ ‫وهكذا كان‪ .‬فقد تداولت المواقع أخبارا توثق لـتدخل‬ ‫أمني بهدف طرد المعتصمين من بناية الشركة‪ ،‬في احترام‬ ‫تام لحقوق اإلنسان‪ ،‬ما تسبب في إصابة حوالي خمسة عشر‬ ‫معتصم‪ ،‬وفي إجهاض عاملة فقدت جنينها بالمناسبة !‬ ‫وكان عمال شركة “ديلفي” بطنجة وهم يعدون بالمئات‪،‬‬ ‫قد دخلوا في اعتصام‪ ،‬بمقر عملهم‪ ،‬لفضح مناورة هذه‬ ‫الشركة التي عمدت إلى تغيير اسمها من «ديلفي» إلى‬ ‫«أبتيف»‪ ،‬في محاولة لطردهم طردا تعسفيا بحجة اإلفالس أو‬ ‫االنتقال إلى وجهة أخرى‪ .‬األمر الذي اعتبروه تنكرا لعدد من‬ ‫الحقوق المهنية واالجتماعية للعمال حيث أن تغيير العقود‬ ‫قد ينجم عنه مساس فاضح بحسابات األقدمية والمستحقات‬ ‫المرتبطة بها !‬ ‫وقد بذل والي الجهة جهودا كبيرة لفض النزاع‪ ،‬إال أن‬ ‫العمال أصروا على أن الحل يجب أن يكون موثقا في محضر‬ ‫ومؤشر عليه من ممثلي الشركة و العمال‪ ،‬وهو ما قد ال تكون‬ ‫قد تمت االستجابة إليه‪ ،‬ليعاود العمال االعتصام‪ ،‬ما جر‬ ‫عليهم «وفادة» كريمة ألصحاب العصر والهراوات والزروطات‪،‬‬ ‫لطردهم وتشتيت «شملهم»‪ ،‬ودفعهم إلى االنتظار إلى‬ ‫أن‪« ..........‬يزهر الملح» !!!‬ ‫عندما يزهر الملح سنقدم األرض هدية ونهجر الديارا‪..‬‬ ‫ويتوقف كل جميل ليذرف دموعا ثمّ يتوارى‪.‬‬ ‫ويرمي الطفل لعبته ليجلس هادئا يشاهد األخبارا‪..‬‬ ‫عندما يزهر الملح يتخلى الفارس عن فرسه ليشرب شايا‬ ‫ويقرأ أشعارا‪..‬‬ ‫ويمزق الكاتب أوراقه ويقتل األفكارا‪..‬‬ ‫وتضع الملكة تاجها وتطفئ األنوارا‪..‬‬ ‫فقط عندما يزهر الملح سنتيه في الدنيا كالحيارى‬ ‫ولن نكون أحرارا‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫ال�سجنجل‬

‫مصلى العيدين يتحول إلى تجزئة سكنية‬ ‫لألوقاف والشؤون اإلسالمية‬

‫منذ سنوات‪ ،‬مصلى العيدين‪ ،‬جر على جماعة إنزكان غضب‬ ‫المواطنين‪ ،‬األمر الذي أرغم رئيس هذه الجماعة إلى إصدار‬ ‫توضيح يحمل فيه المسؤولية لمصلح العمالة والوكالة‬ ‫الحضرية‪.‬‬ ‫وال شك أن وزارة األوقاف المعروفة بجديتها في تدبير‬ ‫حاجيات المسلمين الدينية‪ ،‬وفق المذهب المالكي والعقيدة‬ ‫األشعرية‪ ،‬ستجد بديال ألرض «حبوس كسيمة ‪ »27‬متى‬ ‫توفرت على «وعاء عقاري» مناسب‪ ،‬بيد أن ذلك ال ينبغي أن‬ ‫يعطل مشروع التجزئة السكنية» التي سوف تحد من النقص‬ ‫المقلق في السكن بالمغرب‪ ،‬هذا العجز الذي قدره وزير‬ ‫فهري جديد بحوالي ‪ 400‬ألف وحدة سكنية ‪ ،‬بالرغم من وجود‬ ‫أزيد من مليون مسكن شاغر اليوم‪ ،‬و حوالي ‪ 50‬فيال‪ ،‬وفق‬ ‫إحصائيات حديثة لمندوبية التخطيط‪،‬‬ ‫المهم أن يتدبر سكان إنزكان أمرهم‪ ،‬في انتظار «فرج»‬ ‫مَ وَجهُ َِهّ‬ ‫الل إِ َّن‬ ‫األوقاف‪ ،‬وال حرج في ذلك‪َ « ،‬فَأينما توَ ُّلوا َف َث ّ‬ ‫َ​َهّ‬ ‫الل وَاسعٌ عليمٌ»‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫مزيدا من الهراوات‪...‬المتطورة !‬

‫بشرتنا بعض الصحف الوطنية بقرب «انطالق» فرق من‬ ‫القوات المساعدة‪ ،‬تم تكوينها «التكوين الجيد» على استعمال‬ ‫السالح و«التعامل» مع الحوادث المخلة باألمن‪ ،‬بما فيها‬ ‫تفريق التجمعات الغير مرخص لها‪ .‬هذه الفرق تم تدريبها‬ ‫وفق «نظم» مغربية وفرنسية متطورة‪ ،‬للمساهمة في الحد‬ ‫من الجريمة والتدخل «لحماية المواطنين والممتلكات»‪.‬‬ ‫وسوف تتميز هذه الفرق بأزياء نظامية جديدة وبأسلحة‬ ‫متطورة و«بهراوات» «صنع في اليابان»‪ ،‬تمكنت‪ ،‬بواسطتها‪،‬‬ ‫قوات «الجابون» أن تفرض على اليابانيين أن «يقطعوا الزيّ»‬ ‫ويسيروا واحدا واحدا في األزقة والدروب‪ ،‬وهم يتبادلون‬ ‫التحية على طريقتهم التقليدية‪ ،‬و«ابتسامة الرضا» بادية‬ ‫على محياهم الكريم‪! .‬‬ ‫على كل حال فإن «المشاغبين» عندنا قد حفظوا الدرس‬ ‫عن ظهر قلب‪ ،‬وقطعوا مع الشغب واالحتجاج‪ ،‬بعد أن ابتكروا‬ ‫«وصفة» «حضارية» مكنت في أقل من شهرين من «خلخلة»‬ ‫توازنات حكومية وأرغمت بعض المسؤولين على التراجع عن‬ ‫إساءاتهم لـ «المداويخ»‪ ،‬و«المجهولين» بل وعصفت بوزير‬ ‫اشتهر باستفزازه لممثلي األمة ولعامة المواطنين بتصريحاته‬ ‫المنكرة‪.‬‬ ‫وهلل في خلقه شؤون !!!‪...‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫وعـــــود !‬

‫ال حاجة إلى التذكير بأن أمر تدبير أوقاف المسلمين‬ ‫بالمغرب ال تخضع ألي رقابة ال من طرف الحكومة وال البرلمان‬ ‫وال قضاة المجلس األعلى للحسابات ‪ ،‬بل إن أمرها موكول إلى‬ ‫موظف برتبة وزير‪ ،‬يدبرها بما يراه مناسبا لوظيفتها التي هي‬ ‫ضمان تنفيذ وصايا المحبسين وأن ال يدخل أي تغيير عليها‬ ‫وفقا لنص الوصية الذي يختتم بالمقولة الشهيرة ‪« :‬فمن بدل‬ ‫أو غير‪ ،‬فاهلل وليه» !‬ ‫فقد وردت أخبار من إنزكان‪ ،‬نشرتها بعض الصحف‪ ،‬تقول‬ ‫إن مصالح عمالة إنزكان رخصت بتحويل مصلى العيدين بحي‬ ‫تراست ‪ ،‬إلى تجزية سكنية بطلب من وزارة األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫المصلى يقع على أرض وقف تسمي «كسيمة ‪ »27‬تتجاوز‬ ‫مساحتها هكتارا‪ ،‬تقدمت هذه الوزارة بطلب تحويلها إلى‬ ‫تجزئة سكنية تدر مداخل «قيمة» على خزائن الوزارة «األغنى‬ ‫في المملكة»‪ ،‬لتحصل على التراخيص الالزمة في ‪ 25‬ماي‬ ‫‪ ،2017‬مع تكليف الوزارة بإيجاد بديل لمصلى «تراست» ‪.‬‬ ‫موضوع تحويل أرض «حبوس كسينــة» التي تستغل‬

‫بينما تتوخى الحكومة من خالل المخطــط الوطنــي‬ ‫للنهوض بالتشغيـــل‪ ،‬إحداث مليون ومائتي منصب شغل‬ ‫جديد لغاية ‪ ، 2021 ،‬وهي سنة الوداع‪ ،‬حيث «تغادرنا دون‬ ‫تقديم الحساب‪ ،‬طبعا‪ ،‬فالحساب ال يقدمه إال «المداويخ»‬ ‫«المزاليط»‪ ،‬تتعدد التقارير الوطنية والدولية حول تفاقم‬ ‫البطالة بالمغرب حيث أبانت دراسة حديثة لمندوبية التخطيط‬ ‫أن معدل البطالة ارتفع من ‪ 9,9‬إلى ‪ 10,2‬بالمائة ما بين‬ ‫‪ 2016‬و ‪ ،2017‬وأن عدد العاطلين بالوسط الحضري ارتفع‬ ‫بنحو ‪ 49000‬مما رفع عدد العاطلين إلى مليون و ‪216000‬‬ ‫عاطل ‪ .‬فيما أحدثت الحكومة ‪ 86‬ألف منصب شغل جديد ‪32 ،‬‬ ‫ألف في الوسط الحضري و ‪ 54‬ألف في الوسط القروي‪ ،‬بفضل‬ ‫أمطار السماء‪.‬‬ ‫البنك الدولي دخل على الخط‪ ،‬كشف استمرار تصاعد‬ ‫معدل البطالة ما بين ‪ 2016‬و ‪ ،2018‬خاصة بين الشباب‬ ‫والمتعلمين والنساء ‪ ،‬وأشار التقرير إلى أن هذه األرقام تعكس‬ ‫ضعف االقتصاد المغربي وعدم قدرته على تحقيق نمو كاف‬ ‫يمكن من إنتاج فرص العمل وإدماج عدد أكبر من المعطلين‪،‬‬ ‫خاصة المتعلمين في سوق الشغل‪.‬‬ ‫العبرة من كل ذلك ‪ :‬سهل أن تنتج الوعود‪ ،‬ولكن البر‬ ‫بالوعود ليس بمثل تلك السهولة !‬


‫العدد ‪946‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫الدياليز‪ ،‬العمليات القيصرية و األداء من‬ ‫تحت الطاولة‪ ....‬بعض من المظاهر السلبية‬ ‫لقطاع الصحة بالمغرب‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ينظر بعض األطباء إلى المرضى على أنهم «أبقار حلوب»‪ ،‬عالج الناس ليس مقدسا بالنسبة إليهم‪ ،‬بل‬ ‫هو تجارة مربحة تقوم على ممارسات غير قانونية وغير أخالقية‪.‬‬ ‫عقب صدور القانون ‪ 113-13‬الذي يرخص فتح اإلستثمار في المصحات الخاصة لغير األطباء‪ ،‬اقتحمت‬ ‫مجموعة «سهام» لصاحبها موالي حفيظ العلمي قطاع الصحة وسط صخب إعالمي كبير‪ ،‬وكان على وزير‬ ‫التجارة والصناعة مواجهة اتهامات بتضارب المصالح ألنه عضو في الحكومة التي تقدمت بهذا التشريع‬ ‫الجديد‪ ،‬عقب المصادقة على هذا القانون‪،‬‬ ‫وجدت «سهام» نفسها‪ ،‬عبر فرعها «‪Meden‬‬ ‫‪ ،»Healthcare‬على رأس شبكة تتكون من‬ ‫أربع مصحات ومركزين للفحص باألشعة‪ ،‬وكل‬ ‫هذه المؤسسات الصحية مجموعة تحت عالمة‬ ‫«‪.»Evya‬‬ ‫‪ ‬بيد أنه بعد ثــالث سنوات فقط كلف'ت‬ ‫«سهام» ‪ ‬منذ أسابيع بنك أعمال بدراسة‬ ‫إمكانية خروجها من رأسمال« «�‪Meden heal‬‬ ‫‪« .»thcare‬لقد شرعنا فعال في التفكير في‬ ‫إمكانيـــة التخلــي عن ‪ ،Healthcare ‬قطبنا‬ ‫الصحي» ما قاله مؤخرا المدير العام لـ«سهام‬ ‫للتأمين» على أثير «أتالنتيك راديو»‪ .‬هذا القرار‬ ‫فتح الباب أمام الكثير من األسئلة‪ .‬فحسب‬ ‫مهنيي التأمين‪ ،‬كانت «سهام» ترغب في‬ ‫اإلنسحاب ألن القطاع الخاص الصحي موبوء‬ ‫بـ«النوار» (الدفع تحت الطاولة)‪ ،‬الذي يضر‬ ‫كثيرا بروح مهنة التأمين‪ ،‬القائمة على تعويض‬ ‫العالجات‪ ،‬فضال عن هذا السبب اإلقتصادي‪،‬‬ ‫هناك حديث فاعلين آخرين عن ممارسات غير‬ ‫شريفة بالمرة يقوم بها بعض أطباء القطاع‬ ‫الخاص‪ ..‬مثل المداخيل غير المصرح بها‪ ،‬تضخيم الفواتير‪ ،‬العمليات الجراحية غير الضرورية التي ال طائل‬ ‫من إجرائها سوى تحقيق مزيد من األرباح‪.‬‬

‫العملية القيصرية‪ ..‬البقرة الحلوب‬ ‫على رأس قائمة التدخالت الطبية المثيرة للشكوك‬ ‫نجد «العملية القيصرية»‪« .‬الوالدات الطبيعية التي تدوم‬ ‫‪ 17‬ساعة‪ ،‬ال تالئمني بصراحة»‪ .‬هذا ما نقلت إحدى‬ ‫السيدات عن طبيب متخصص في أمراض النساء والتوليد‬ ‫بإحدى المصحات الخاصة بطنجة‪.‬‬ ‫«هذا أمر طبيعي»‪ ،‬بالنسبة لعمر الصفريوي‪ ،‬أستاذ‬ ‫في طب النساء والتوليد‪ :‬يقول «بما أن الطبيب صادق‬ ‫ويقول بكل صراحة إنه يرغب في برمجة الوالدات التي‬ ‫يشرف عليها‪ ،‬فهذا من حقه‪ .‬لألطباء الحق في عدم‬ ‫إيقاظهم كل ليلتين‪ ..‬لهم الحق في برمجة حياتهم‬ ‫المهنية والعائلية»‪.‬‬ ‫من جهته ال ينفي محمد بنعكيدة‪ ،‬رئيس الجمعية‬ ‫الوطنية للمصحات الخاصة‪ ،‬أن األطباء الراغبين في‬ ‫تحقيق أرباح هامة يلجؤون إلى هذه العملية‪ .‬ويقول بهذا‬ ‫الصدد «في كل المهن‪ ،‬يبحث المهنيون عن أوضاع عمل‬ ‫مريحة‪ ..‬وهناك بال شك أطباء يحثون النساء على إجراء‬ ‫العملية القيصرية لما فيها من راحة‪ ..‬ليست لدي أدلة‬ ‫رسمية ولكن أعرف أنها مغرية»‪.‬‬ ‫‪ ‬وال يهم في بعض األحيان أن يكون الطبيب صادقا‬ ‫مع الحوامل اللواتي يلجأن إليه‪ .‬تقول إحدى النساء «بينما‬ ‫كان وقت وضعي يقترب‪ ،‬أخبرني طبيبي بأنني أعاني من نقص في «السائل األمنيوسي»‪ ،‬وبالتالي فاألمر‬ ‫يتطلب إجراء عملية قيصرية مستعجلة‪ .‬ذهبت عند طبيب آخر ألتاكد من األمر‪ ،‬فنفى لي ذلك‪ ،‬وقال إن‬ ‫الجنين في حالة جيدة‪ ،‬وفي األخير وضعت بوالدة طبيعية بعد أيام‪ ،‬وعلمت بعد ذلك أن الطبيب األول كان‬ ‫سيخرج في عطلة األسبوع الموالي»‪.‬‬ ‫بغض النظر عن مسألة السهولة والراحة‪ ،‬هناك قضية الكلفة‪ ،‬فالوالدة الطبيعية تكلف ما بين ‪ 3‬و‪4‬‬ ‫آالف درهم‪ ،‬بينما العملية القيصرية تتطلب ‪ 13‬ألف درهم على األقل‪ ،‬ويمكن للفاتورة أن تصل إلى ‪ 30‬ألف‬ ‫درهم إن استدعى األمر قضاء عدة أيام في المصحة (‪.)...‬‬ ‫وحسب أرقام «الكنوبس»‪ ،‬فإن نسبة اللجوء إلى العمليات القيصرية عند المؤمّنين‪ ،‬التي كانت ال‬ ‫تتجاوز ‪ 35‬في المائة سنة ‪ ،2006‬ارتفعت إلى ‪ 43‬في المائة في ‪ ،2009‬أي مباشرة بعد رفع ثمن هذه‬ ‫العملية في يناير ‪ 2008‬من ‪ 6‬آالف درهم إلى ‪ 8‬آالف درهم‪ ،‬وواصلت هذه النسبة االرتفاع لتصل إلى ‪59‬‬ ‫في المائة في ‪ ،2017‬بينما توصيات المنظمة العالمية للصحة توصي بأن نسب هذا النوع من الوالدات‬ ‫يجب أن تترواح بين ‪ 5‬و‪ 15‬في المائة‪ .‬بل إن نسبة العمليات القيصرية تتجاوز ‪ 80‬في المائة في محور‬ ‫الرباط‪ -‬الدار البيضاء(‪.)...‬‬

‫«دياليز» خيالي‪! ‬‬ ‫توجه أصابع اإلتهام كذلك إلى بعض األطباء فيما يخص «الدياليز»‪ .‬وهنا يمكن الحديث عن «احتيال»‬

‫بعض مراكز نقل الدم بتواطؤ مع المرضى‪ ! ‬كيف يتم ذلك؟‬ ‫يتفق الطبيب والمريض مثال على التصريح لمؤسسة التأمين بـ‪ 13‬حصة نقل للدم‪ ،‬بينما يتم إجراء‬ ‫‪ 10‬حصص فقط‪ .‬ثم بعد‪ ،‬ذلك يقتسم الطرفان مبلغ الحصص الثالث الخيالية بينهم وفق عملية تفاوضية‬ ‫تجري مسبقا(‪.)...‬‬ ‫وللتأكد من األمر قمنا بالتجربة‪ ،.‬قصدنا‬ ‫مركز النقل الدم وبعد أن شرحنا للطبيبة‬ ‫المكلفة أن والدتنا في حاجة إلى ثالث حصص‬ ‫أسبوعية لنقل الدم‪ ،‬اقترحت علينا أن نصرح‬ ‫بعدد الحصص الضروري لمؤسسة التأمين‬ ‫على أن ال تستفيد منها الوالدة كلها‪ ،‬وبذلك‬ ‫سنسترد ‪ 3‬آالف درهم إضافية‪ ،‬هذه العملية‬ ‫تعتبر خسارة مالية بالنسبة إلى هذا المركز‪،‬‬ ‫ولكنه يقبلها لكسب مزيد من الزبناء‪ ،‬ويقول‬ ‫أحد األطباء المتخصصين في المجال «إن‬ ‫األطباء النزهاء المتخصصين في أمراض الكلي‬ ‫يتضررون من هذا اإلحتيال‪ .‬فهم لن يقصدهم‬ ‫سوى زبونان في الشهر مثال بينما يحصل‬ ‫األطباء الذين يقبلون التواطؤ مع المرضى على‬ ‫‪ 10‬أضعاف هذا العدد»‪.‬‬ ‫والحال أن كل شيء انطلق في‪ ‬البدء بناء‬ ‫على «مبدأ نبيل»‪ ،‬حسب تعبير رحال المكاوي‪،‬‬ ‫المدير السابق لديوان وزيرة الصحة السابقة‬ ‫ياسمين بادو‪ .‬ويقول موضحا «لم يكن لدينا‬ ‫ما يكفي من مراكز نقل الدم في القطاع العام‬ ‫مقارنة مع عدد المرضى‪ ،‬وفترة اإلنتظار كانت‬ ‫طويلة جدا‪ ،‬وكانت تعادل انتظار الموت‪ ،‬لذلك‬ ‫قررنا شراء خدمات الدياليز لدى المراكز الخاصة»‪ .‬كان هذا في ‪ ،2009‬وبعد حوالي عقد من الزمن‪ ،‬حاد‬ ‫المبدأ النبيل عن السكة وتحول إلى احتيال‪.‬‬

‫«النوار» أو األداء من تحت الطاولة‪..‬‬ ‫إن كان هناك وباء ينخر قطاع الطب الخاص‬ ‫بالمغرب‪ ،‬فهو األداء من تحت الطاولة (النوار)‪ ،‬الذي‬ ‫يخول للعديد من مهنيي هذا القطاع التهرب من أداء‬ ‫الضريبة‪ ،‬فبعد أن كانوا لزمن طويل بعيدين عن أعين‬ ‫مصلحة الضرائب ألنهم لم يخضعوا سوى لمراقبات‬ ‫ضريبية قليلة‪ ،‬صار أطباء القطاع الخاص في مرمى‬ ‫المديرية العامة للضرائب‪.‬‬ ‫وقال عمر فرج‪ ،‬المدير العام لمديرية الضرائب‬ ‫مؤخرا للصحافة «نالحظ فرقا كبيرا بين موارد‬ ‫الضريبة على الدخل المقتطعة من المنبع (الموظفين‬ ‫مثال) وبين موارد الضريبة على الدخل المصرح بها‬ ‫من طرف المهن الحرة‪ .‬مثال‪ ‬نالحظ أن المساهمة‬ ‫المتوسطة ألطباء التخصصات في القطاع الخاص‬ ‫تبقى ضئيلة جدا مقارنة مع ما هو منتظر»‪.‬‬ ‫إن كان هناك وباء ينخر قطاع الطب الخاص‬ ‫بالمغرب‪ ،‬فهو األداء من تحت الطاولة (النوار)‪ ،‬الذي‬ ‫يخول للعديد من مهنيي هذا القطاع التهرب من‬ ‫أداء الضريبة‪ ،‬وهذه المالحظة مستخلصة من عناصر‬ ‫موضوعية‪ ،‬حسب قول مصطفى أمان‪ ،‬مدير المراقبة‬ ‫الضريبية بالمديرية العامة للضرائب(‪.)...‬‬ ‫عند سؤالهم حول «النوار» وحول التصاريح الضريبية غير الصحيحة‪ ،‬يرد عدد من األطباء بأن هذا‬ ‫المشكل ال يخص قطاع الصحة وحده بالمغرب‪ .‬ويقول أحدهم «بصراحة من المبالغة الحديث عن األطباء‬ ‫في المقام األول بهذا الخصوص»‪ .‬يوضح مدير المراقبة الضريبية أنه «بناء على المراقبات الضريبية‪،‬‬ ‫العديد من األطباء يعتبرون تقديرات اإلدارة بخصوص أرقام معامالتهم غير واقعية وال أساس لها من‬ ‫الصحة»‪ .‬ويضيف مصطفى أمان ردا على هذه الحجة بالقول «في إطار عمليات المراقبة المنجزة‪ ،‬يجري‬ ‫نقاش شفوي مع الطبيب للوصول إلى اتفاق ودي‪ ،‬وعند الطعن‪ ،‬يمكن لهذا األخير اللجوء إلى اللجنة‬ ‫المحلية‪ ،‬ثم اللجنة الوطنية للضرائب‪ .‬كما أن رفع األمر إلى القضاء يبقى حال أمام الطرفين إن لم يتم‬ ‫التوصل إلى اتفاق»‪.‬‬ ‫ويضيف المسؤول الضريبي إن «هناك عوامل أخرى تؤخذ بعين اإلعتبار عند القيام بعمليات الفحص‪:‬‬ ‫األداءات البنكية‪ ،‬وكذلك مؤشرات اإلنفاق‪ ،‬سواء تعلق األمر باقتناء عقارات أو سيارات‪ ،‬أو أسهم أو أداء‬ ‫قروض إلخ»‪.‬‬ ‫وينظر محمد بنعكيدة بعين الرضى إلى تحرك عمر فرج‪ ،‬ويقول « أرى أن ما قام به خطوة جيدة‬ ‫لتحسيس األطباء بواجبهم الضريبي‪ .‬وهو يعتمد مقاربة موضوعية ويدعو إلى التصحيح عندما يرى‬ ‫أن هناك خلال»‪ .‬ولكن رئيس جمعية المصحات الخاصة يخفف قليال من حدة كالمه بالدعوة إلى «عدم‬ ‫التعميم» إسوة بكل زمالئه ويشدد على ضرورة تحسيس األطباء «الذين يتصرفون بشكل غير سليم‬ ‫وال يعرفون بالضرورة كل القوانين بدقة»‪ .‬ولكن ال أحد يعذر لجهله القانون وبالخصوص األطباء الذي‬ ‫يتوفرون مبدئيا على رصيد ثقافي متين‪.‬‬


‫العدد ‪946‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫الداخلية تلزم‬ ‫العماري بدعم‬ ‫الجماعات القروية‬ ‫بجهة طنجة‬

‫مهنيو الصيد بطنجة يرفضون االنتقال‬ ‫إلى ميناء الصيد الجديد‬ ‫رفض مهنيو الصيد بطنجة االنتقال إلى ميناء‬ ‫الصيد الساحلي الجديد‪ ،‬بعد اكتشافهم عدة أخطاء‬ ‫وخروقات في بنية المشروع إلى جانب افتقاره للعديد‬ ‫من التجهيزات بما فيها تجهيزات تتعلق بالسالمة‪.‬‬ ‫وحسب ما كشفت عنه مصادر مهنية ل«المساء»‬ ‫فإن الميناء الجديد «يبدو غير جاهز لالشتغال « نتيجة‬ ‫معاناته من نقائص عديدة تجعل « من المستحيل‬ ‫على البحارة العمل فيه»‪ ،‬وفي مقدمة تلك النقائص‬ ‫عدم وجود مصدات الرياح بمرفأ مراكب الصيد وعدم‬ ‫وجود حواجز السالمة الضرورية في حالة هبوب‬ ‫الرياح القوية ‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كشفت المصادر نفسها عن‬ ‫عدم توفر الميناء على آليات نقل مراكب الصيد إلى‬ ‫الشاطئ وافتقار رصيف الصيد لحواجز تمنع اصطدام‬ ‫تلك المراكب ببعضها خالل هبوب الرياح القوية‪ ،‬أما‬ ‫بخصوص سوق السمك‪ ،‬فال زال الكثير من الباعة‬ ‫يجهلون مواقعهم فيه وكيفية اشتغاله‪.‬‬ ‫وفاجأ قرار مهنيي الصيد الوالي محمد اليعقوبي‪،‬‬ ‫الذي ال يزال يعيش على وقع صدمة االحتجاج غير‬ ‫المتوقع ضد وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية‬ ‫القروية‪ ،‬عزيز أخنوش‪ ،‬في حضور الملك‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫دفعه إلى الدعوة الجتماعات ماراثونية يومي الجمعة‬ ‫والسبت الماضيين بغرض الوصول إلى حل في أسرع‬ ‫وقت‪ ،‬وهي االجتماعات التي حضرها كل من رئيس‬ ‫الغرفة المتوسطية للصيد البحري والمدير اإلقليمي‬ ‫لقطاع الصيد البحري بطنجة ومدير الوكالة الوطنية‬ ‫للموانئ‪ ،‬إلى جانب ممثلي البحارة ‪.‬‬ ‫ووفق مصادر حضرت االجتماع‪ ،‬فإن البحارة‬

‫أكدوا أنهم «ال يريدون إفشــــال مشروع ملكي‪،‬‬ ‫لكن العمل داخل الميناء الجديد مستحيل عمليا‬ ‫حتى إذا ما أرادوا االنتقال إليه‪ ،‬بالنظر لغياب‬ ‫تجهيزات أساسيـــة ووجود أخطـــاء بدائيـــة في‬ ‫بنيتــه» ‪ ،‬معربين‪ ،‬وفق ما أكدته مصادر «المساء»‪،‬‬ ‫عن استعدادهم لالنتقال إلى الميناء فور تدارك‬ ‫األخطاء المرصودة ‪.‬‬ ‫وخرجت غرفة الصيد البحري المتوسطية ببالغ‬ ‫«باعتبارها الممثل القانوني لمهنيي قطاع الصيد‬

‫البحري» موقع من طرف رئيسها يوسف بن جلون‬ ‫حول نتائج االجتماع الذي انعقد يوم الجمعة بمقر‬ ‫مندوبية الصيد البحري بطنجة بخصوص تدارس‬ ‫عملية انتقال أسطول الصيد البحري إلى الميناء‬ ‫الجديد‪ ،‬معتبرة أن هناك «مغالطات ومزايدات تم‬ ‫تداولها حول هذا الموضوع بعد التدشين الملكي‬ ‫لهذا الميناء‪ ،‬الذي وصفته بأنه من أهم الموانئ‬ ‫المتخصصة في الصيد البحري قاريا وعربيا »‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫«االختصاصات» تربك أول شراكة بين عمالة طنجة‬ ‫أصيلة وجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫لفك العزلة عن القرى‬

‫ألزمت وزارة الداخلية إلياس العماري‪ ،‬رئيس جهة‬ ‫طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬بضرورة ضخ مبالغ مالية في‬ ‫حسابات جماعات قروية بطنجة‪ ،‬بهدف إحداث نوع من‬ ‫التوازن‪ ،‬في ما يشبه قطع الطريق أمام الدعم المالي‬ ‫الذي يوجهه إلى عدة جماعات بالمناطق الريفية‪ ،‬والتي‬ ‫يشرف عليها حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬فضال عن وزان‬ ‫وشفشاون‪ ،‬وهو الدعم الذي كان يوصف من قبل‬ ‫المتتبعين للشأن المحلي ب«االنتخابي» ‪.‬‬ ‫جاء ذلك على هامش أشغال الدورة العادية‬ ‫لمجلس عمالة طنجة ‪ -‬أصيلة الذي انعقد يوم‬ ‫(اإلثنين) بمقر والية الجهة‪ ،‬وحضره العماري بعد أن‬ ‫وجهت إليه تنبيهات من قبل وزارة الداخلية بضرورة‬ ‫الحضور للتوقيع على اتفاقية مع مجلس العمالة‪،‬‬ ‫قصد المساهمة بمبلغ ‪ 40‬مليون درهم‪ ،‬لتمويل‬ ‫عدة مشاريع تنموية بطنجة ونواحيها‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫تنمية الجماعات القروية المحيطة بالمدينة‪ ،‬في حين‬ ‫سيساهم مجلس العمالة بمبلغ ‪ 20‬مليون درهم في‬ ‫هذا الجانب ‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬واتهم مجموعة من المتدخلين عن جماعات‪،‬‬ ‫منها العوامة وحد الغربية واكزناية‪ ،‬رئيس الجهة‬ ‫بكونه‪ ،‬منذ انتخابه على رأس الجهة‪ ،‬بات يهمش‬ ‫هذه الجماعات التي لم تستفد من أي دعم يذكر من‬ ‫قبل هذه المؤسسة المنتخبة والوصية على اإلقليم‬ ‫بأكمله‪ ،‬مطالبين بتقديم توضيحات حول هذا األمر‪،‬‬ ‫ما جعل العماري‪ ،‬الذي لم يتقبل هذه المسألة‪ ،‬والذي‬ ‫ظلت‪ ‬أغلب تدخالته مقتضبة‪ ،‬يؤكد أن جهته تساهم‬ ‫بخصوص هذه الجماعات من حيث إمدادها بالنقل‬ ‫المدرسي‪ ،‬وكذا كون الجهة ساهمت بمبالغ مع‬ ‫شركاء وزاريين في قضية الماء الصالح للشرب‪ ،‬على‬ ‫حد قوله‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬ومن ضمن النقط التي أحدثت سجاال‬ ‫داخل هذه الدورة‪ ،‬تلك المتعلقة بقضية االختصاصات‪،‬‬ ‫بعد أن أكد العماري كونه وجد صعوبات في قضية‬ ‫االختصاصات المتعلقة بربط بعض األقاليم بالشبكة‬ ‫الطرقية‪ ،‬حيث حاول رمي الكرة في مرمى وزارة‬ ‫الداخلية على اعتبار أنها‪ ،‬على حد قوله‪ ،‬تحد من حرية‬ ‫الجهات في ممارسة هذه االختصاصات‪ ،‬فضال عن‬ ‫رئاسة الحكومة‪ ،‬وهو األمر الذي تمت المصادقة عليه‬ ‫قصد التواصل مع المصالح الوالئية بغية إيجاد حل‬ ‫من حيث منح هذا الحق لهذه المؤسسات المنتخبة‪،‬‬ ‫بالرغم من أن متتبعين أكدوا أن منح الضوء األخضر‬ ‫للعماري‪ ،‬سيكون بمثابة عملية «انتحار» سياسي‬ ‫ستدفعه للتحكم في الجماعات المحلية على المستوى‬ ‫الجهوي‪. .‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫نـداء �إنـ�ساين‬ ‫تواجه أول شراكة من نوعها بين عمالة طنجة أصيلة‬ ‫وجهة طنجة تطوان الحسيمة امتحان القبول من طرف‬ ‫وزارة الداخلية بسبب طبيعة اختصاصات كل مجال وفق ما‬ ‫هو محدد في القانونين التنظيميين الخاصين بهما‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يهدد بعرقلة مشروع لفك العزلة عن العالم القروي‬ ‫بقيمة ‪ 60‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وتدارس مجلس عمالة طنجة أصيلة خالل دورته‬ ‫العادية لشهر يونيو التي عقدت يوم اإلثنين‪ ،‬مشروع‬ ‫شراكة مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة لتمويل‬ ‫أشغال صيانة وتأهيل الطرق والمسالك القروية بتراب‬ ‫العمالة‪ ،‬وهي الدورة التي حضرها إلياس العماري رئيس‬ ‫الجهة ‪.‬‬ ‫وكشف عبد الحميد أبرشان رئيس مجلس العمالة أن‬ ‫هذه الشراكة هي األولى من نوعها‪ ،‬حيث لم يسبق لرؤساء‬ ‫مجالس الجهة السابقين أن دخلوا مع مجلس العمالة‬ ‫في أي مشروع لفك العزلة عن العالم القروي‪ ،‬واصفا هذه‬ ‫الخطوة بالمهمة جدا والمفيدة لسكان قرى العمالة‪،‬‬

‫لكنه أبدى تخوفه من وجود مشكلة قانونية بحكم عدم‬ ‫إدراج مشاريع الربط الطرقي داخل الجماعات القروية‬ ‫ضمن اختصاصات مجلس الجهة ‪.‬‬ ‫وحسب القانون التنظيمي ‪ 112.14‬المنظم لعمل‬ ‫مجالس العماالت واألقاليم فالطرق الموجودة داخل تراب‬ ‫جماعة قروية من اختصاص هذه األخيرة‪ ،‬أما اختصاص‬ ‫الجهة فيتعلق بالربط الطرقي بين المجاالت القروية‬ ‫والحضرية وفق القانون التنظيمي ‪ ،111.14‬وهو ما أكده‬ ‫أيضا ممثل وزارة الداخلية المكلف بالجماعات الترابية داخل‬ ‫الدورة‪ ،‬والذي أوصى بأن يكون مجلس العمالة هو صاحب‬ ‫المشروع‪.‬‬ ‫ولقي مقترح ممثل الداخلية دعما من رئيس مجلس‬ ‫العمالة وكذا من مجموعة من أعضاء المجلس‪ ،‬وذلك رغم‬ ‫أن هذا األخير لن يساهم سوى ب‪ 20‬مليون درهم ناتجة‬ ‫عن برمجة فائض السنة المالية ‪ ،2017‬في حين سيتكفل‬ ‫مجلس الجهة ب‪ 40‬مليون درهم‪ ،‬غير أن رئيسه إلياس‬ ‫العماري لم يبد اعتراضا على هذا المقترح‪.‬‬

‫غير أن رئيس الجهة تطرق لمشكلة أخرى بخصوص‬ ‫االختصاصات‪ ،‬حيث أورد أن االختصاصات الذاتية للجهات‬ ‫المضمنة في القانون التنظيمي غير موجودة على أرض‬ ‫الواقع بفعل تأخر الحكومة في إصدار المراسيم الخاصة‬ ‫بها‪ ،‬موردا أن المجلس الذي يرأسه عاجز عن القيام بأي‬ ‫من االختصاصات التي كفلها له القانون طيلة ‪ 3‬سنوات‪،‬‬ ‫مضيفا «نحن ال زلنا في نقاش مع الحكومة حول هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬لكنني ال أعتقد أننا سنصل إلى شيء خالل هذه‬ ‫الوالية»‪.‬‬ ‫وتابع العماري أن الجهة تقوم بالتالي باالختصاصات‬ ‫المشتركة مع الحكومة فقط‪ ،‬وهو ما جعلها تقوم في‬ ‫مرات كثيرة بأدوار وزارات التعليم والصحة والتجهيز‪ ،‬واصفا‬ ‫األمر بأنه «نوع من التحايل للوفاء بالوعود االنتخابية التي‬ ‫قطعها للمواطنين»‪ ،‬قبل أن يخلص إلى أنه سيدافع عن‬ ‫مشروع االتفاقية الذي سيربط مجلسه بمجلس العمالة رغم‬ ‫أنه ال يضمن مرورها»‪.‬‬

‫شــاب مـــقــعــــد (‪ 33‬سنــة)‬ ‫فـــي حاجــة إلى حفــاظــات (‪Les‬‬ ‫‪ )couches‬بشكــل دائـم‪ ،‬وأدوية‬ ‫وحصص للترويض الطبي (اطلعت‬ ‫الجريدة على ملفه الطبي)‪ ،‬حيث‬ ‫قد تصل كلفــة هذه الحاجيــات‬ ‫إلى مبلغ ‪ 1500‬درهم‪ ،‬شهريا‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعجز الشاب المشلول‬ ‫عن توفير ذلك‪ ،‬نظرا لظروف أسرته‬ ‫الفقيرة‪ ،‬لذا يناشد المحسنين وذوي‬ ‫األريحية لمديد العون إليه واهلل ال‬ ‫يضيع أجر المحسنين ‪.‬‬ ‫لالتصال ‪0653889628 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بين مكادة القديمة‬ ‫زنقة ‪ 30‬الدار ‪44‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫إقتصاد‬ ‫تعاونيات الحليب تطالب باالستغناء عن “سنطرال”‬

‫كان لقرار “سينطرال” بتخفيض مشتريلتها من حليب التعاونيات ولتداعيات‬ ‫“المقاطعة طالبت اللجنة‬ ‫التحضيرية التحاد الغرب لتعاونيات الحليب‪ ،‬بإقليم سيدي قاسم‪ ،‬الجهات المسؤولة‪،‬‬ ‫بفتح حوار مستعجل مع التعاونيات للمطالبة بدعم مشروع وحدة لتصنيع الحليب‪،‬‬ ‫واالستغناء عن شركة “سنطرال” تفاديا لهيمنة هذه الشركة األجنبية على القطاع‪.‬‬ ‫وأكدت تعاونيات منتجي الحليب في الغرب أن انتاجها شهد تراجعا خطيرا‪ ،‬بسبب‬ ‫ارتفاع تكاليف اإلنتاج بفعل ارتفاع أسعار العلف‪ ،‬واستغناء شركة “سنطرال” عن إنتاج‬ ‫التعاونيات بمبرر غياب الجودة‪ ،‬بالرغم من رفضها لمراقبة جودة الحليب بعين المكان‪.‬‬ ‫مع التشكي من ضعف المقابل الذي تتوصل به التعاونيات من الشركة الفرنسية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن شركة “سنطرال دانون” أعلنت توقعها لخسائر بـ ‪ 15‬مليار سنتيم‪،‬‬ ‫بسبب المقاطعة الشعبية‪ ،‬التي يخوضها المغاربة على منتوجاتها‪ ،‬منذ أبريل الماضي‪.‬‬ ‫وكرد فعل من الشركة ‪ ،‬قررت “سنطرال” تخفيض مشترياتها من الحليب بنسبة‬ ‫‪ 30‬في المائة‪.‬‬ ‫كما أعلنت اللجنة التحضيرية للنقابة الوطنية للفالحين المنضوية تحت الجامعة‬ ‫الوطنية للقطاع الفالحي‪ ،‬رفضها محاولة المسؤولين المغاربة وشركة سنطرال تحميل‬ ‫تبعات المقاطعة الشعبية للفالحين وخاصة الصغار‪ ،‬معتبرة المقاطعة الغبر المسبوقة‪،‬‬ ‫شكال من أشكال المقاومة المشروعة لغالء األسعار واحتكار السوق المغربي في غياب‬ ‫أدنى شروط المنافسة التي تروج لها الحكومة‪..‬وعبرت اللجنة عن قلقلها من األوضاع‬ ‫المزرية التي يعيشها عشرات اآلالف من الفالحين المشتغلين بتربية األبقار الحلوب‬ ‫وخاصة الصغار‪ ،‬مطالبة الحكومة المغربية بالعمل على تجنيب الفالحين الصغار تبعات‬ ‫المقاطعة ودعمهم عبر مبادرات حكومية مستعجلة‪ ،‬وإعفاء المدينين منهم للقرض‬ ‫الفالحي بقروض القتناء أبقارهم‪.‬‬ ‫ونبهت اللجنة السلطات المسؤولة عن القطاع لظاهرة المضاربة التي تعرفها‬ ‫األسواق‪ ،‬وطالبت بإعادة تشغيل التعاونيات الفالحية المتوقفة عن العمل منذ سنوات‬ ‫ودعم المشتغلة منها ضمانا لبيع الفالح لمنتجاته وفق األسعار المرجعية المعلنة من‬ ‫قبل وزارة الفالحة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك الدولي يتوقع معدل نمو بـ ‪ 3‬في المائة في المغرب‬

‫توقع تقرير البنك الدولي‬ ‫حــول “اآلفــاق االقتصادية‬ ‫العالميـــة”‪ ،‬أن معدل النمو‬ ‫في المغرب قد ال يتعدى ‪3‬‬ ‫في المائة‪ ،‬خالل عام ‪2018‬‬ ‫بعد ما كان سجل ‪ 4‬بالمائة‬ ‫خالل السنة الماضية‪ .‬بمعنى‬ ‫أن معدل النمو في المغرب‬ ‫سيستمر متباطئا في السنوات‬ ‫المقبلة ليسجل ‪ 3.5‬في ‪،2019‬‬ ‫و‪ 3‬في المائة في ‪.2020‬‬ ‫من جهتها توقعت مندوبية التخطيط أن يسجل معدل النمو بالمغرب ‪ 4,1‬في‬ ‫المائة‪ ،‬مدعوما بارتفاع القيمة المضافة للقطاع الفالحي‪.‬‬ ‫وجاء في تقرير البنك الدولي حول افاق النمو أنه من المتوقع أن يرتفع معدل النمو‬ ‫في منطقة “مينا” إلى ‪ 3‬في المائة في ‪ 2018‬وإلى ‪ 3.3‬في المائة في ‪.2019‬‬ ‫وحول آفاق تطور االقتصاد العالمي‪ ،‬قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين‬ ‫الجارد‪ ،‬أن الغيوم التي تخيم على االقتصاد العالمي ”تزداد قتامة يوما تلو اآلخر“‪.‬‬ ‫وحذرت من سياسة “أمريكا أوال” التي ينهجها الرئيس اآلمريكي رونالد ترامب‪ ،‬الذي‬ ‫تعرض لهجوم من مديرة صندوق النقد الدولي بسبب سياسته التجارية‪ ،‬التي تتسبب‬ ‫في تدمير الشركات مبينة أن صندوق النقد الدولي مصر على توقعاته لنمو عالمي‬ ‫نسبته ‪ 3.9‬بالمئة هذا العام والعام المقبل‪ .‬إال أن “الغيوم في األفق‪ ،‬تزداد قتامة يوما‬ ‫تلو اآلخر”‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 70‬مليار سنتيم لفك العزلة عن العالم القروي‬ ‫بجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬

‫خالل اجتماع بين رئيس مجلس الجهة ورؤساء مجالس العماالت واألقاليم‬ ‫الواقعة بالجهة تقررت تعبئة أزيد من ‪ 700‬مليون درهم لتنفيذ سلسلة من‬ ‫المشاريع الخاصة بالعالم القروي‪ ،‬تخصص ‪ 400‬مليون لبرنامج بناء وتهيئة الطرق‬ ‫في العالم القروي‪.‬‬ ‫كما تقرر ‪ 150‬مليون درهم لربط الجماعات القروية بشبكة الماء الصالح للشرب‬ ‫والكهرباء‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 150‬مليون درهم القتناء ما يزيد عن ‪ 400‬حافلة للنقل‬ ‫المدرسي من أجل تغطية جميع الجماعات القروية الواقعة بتراب الجهة‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء تم تدارس مسألة إبرام شراكات من أجل تنفيذ ها البرنامج في‬ ‫إطار الجهود المبذولة لفك العزلة عن العالم القروي عبر تدخالت مشتركة‪.‬‬

‫وقد تم تكليف الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بالجهة لتتولى تنفيذ هذا البرنامج‬ ‫المشترك على مدى السنوات الثالث المقبلة ‪-.2020 – 2018‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 160‬مليون دوالر لتطوير الطاقة الشمسية‬ ‫وافق البنك الدولي على تقديم تمويل إضافي للمملكة المغربية بقيمة ‪ 125‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬من أجل دعم وتطوير محطتي نور ميدلت ‪ 1‬و‪ 2‬للطاقة الشمسية‪.‬‬ ‫وأوضح البنك الدولي أن هذا التمويل يسعى إلى تمكين المغرب من استعمال‬ ‫تقنيات مبتكرة إلنتاج الطاقة الشمسية‪ ،‬في إطار الهدف الوطني لتطوير مصادر ذات‬ ‫مستوى عالمي للطاقة الشمسية والريحية بغرض خفض االعتماد على الوقود األحفوري‪،‬‬ ‫واالنتقال إلى مستقبل يعتمد على الطاقة الخضراء‪.‬‬ ‫وبهذا فإن مجمع نور ميدلت سيكون برأي البنك الدولي ثاني أكبر مجمع للطاقة‬ ‫الشمسية المركزة في المغرب يتم إنشاؤه في إطار مخطط نور للطاقة الشمسية‪ ،‬بعد‬ ‫مجمع نور بورززات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويُمثل مخطط الطاقة الشمسية مكوناً ذا أهمية كبرى في هدف المغرب الرامي‬ ‫إلى إنتاج ‪ 52‬في المائة من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام ‪ ،2030‬وستوفر‬ ‫محطتا نور ميدلت ‪ 1‬و‪ 2‬طاقة إجمالية تتراوح بين ‪ 600‬و‪ 800‬ميغاوات‪.‬‬ ‫ومن المقرر االنتهاء من مجمع نور ورززات بطاقة ‪ 580‬ميغاوات هذا العام‪ ،‬وسيصبح‬ ‫أكبر مجمع من نوعه في العالم‪ ،‬كما سيمكن من توفير الكهرباء ألكثر من مليون‬ ‫مواطن مغربي ‪ ،‬وهو ما سيساهم في تقليص اعتماد المغرب على النفط بنحو ‪2.5‬‬ ‫مليون طن سنوياً‪ ،‬وخفض انبعاثات الكربون في البالد بواقع ‪ 760‬ألف طن سنوياً‪ .‬كما‬ ‫سيشكل خطوة أخرى نحو مستقبل واعد للطاقة النظيفة في المغرب‪ ،‬ليصير المغرب‬ ‫بلدا رائدا في مجال الطاقة المتجددة بالمنطقة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تقرير أمريكي‪ :‬المغرب رائد في مجال السياحة بإفريقيا‬ ‫اعتبرت المجموعة األمريكية ‪ Group w-Hospitality‬أن المغرب متفوق إفريقيا‬ ‫في مجال السياحة من حيث التجهيزات األساسية ومستوى العرض الفندقي لكنه يظل‬ ‫وراء مصر ونيجيريا في هذا المجال‪.‬‬ ‫وبحسب المجموعة األميريكية المتخصصة‪ ،‬فقد حل المغرب في الرتبة الرابعة‬ ‫ضمن أفضل الدول اإلفريقية من حيث التوفر على أكبر عدد غرف الفنادق‪ ،‬فيما حلت‬ ‫مصر في الرتبة األولى متبوعة بنيجيريا ‪ ،‬ثم إثيوبيا وجنوب افريقيا التي حلت في الرتبة‬ ‫الخامسة من حيث عدد الغرف السياحية‪ ،‬ثم تونس والجزائر‪.‬‬ ‫هذا التقرير‪ ،‬الذي يغطي ‪ 54‬دولة إفريقية‪ ،‬أوضح أنه منذ عشر سنوات كانت الدول‬ ‫التي تملك أكبر عدد من السالسل الفندقية هي مصر ونيجريا والمغرب وجنوب إفريقيا‬ ‫وليبيا‪ ،‬مشيرا إلى تطور عدد الغرف بالمملكة على مر السنوات الماضية؛ فقد انتقل من‬ ‫حوالي ‪ 3000‬غرفة عام ‪ 2016‬ليصل إلى ‪ 4000‬غرفة السنة الماضية‪ ،‬ثم ‪ 5456‬غرفة‬ ‫خالل العام الحالي‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أنه يوجد بإفريقيا في الوقت الحالي حوالي ‪ 76332‬غرفة قيد اإلنشاء‬ ‫بارتفاع يقدر بحوالي ‪ 14‬في المائة مقارنة مع العام الماضي‪.‬األمر الذي يوضح مدى‬ ‫توجه إفريقيا إلى الرفع من الطاقة االستيعابية للسياح‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المجمع الشريف للفوسفاط يدخل رأس مال شركة اسبانية‬ ‫مختصة في التغذية النباتية‬ ‫تم اإلعالن مؤخرا‪ ،‬عن دخول المكتب الشريف للفوسفاط رأس مال الشركة‬ ‫اإلسبانية ‪ ، BIOTECH FERTINAGRO‬المتخصصة في حلول التغذية النباتية‬ ‫والتي تعتبر رائدة على مستوى عدد البراءات الموضوعة‪ ،‬وتتوفر على قدرات إنتاجية‬ ‫تصل إلى ‪ 2‬مليون طن عبر ‪ 22‬مصنعا ومركزا لوجستيكيا تابعا لها بكل من إسبانيا‬ ‫وفرنسا‪ ،‬وتحظى أيضا بحضور دولي متميز عبر مجموعة من الفروع ونقط البيع التابعة‬ ‫لها داخل أزيد من ‪ 60‬بلدا عبر العالم‪.‬وتهدف إلى استعمال خبرة‪.‬‬ ‫وتهدف هذه العملية إلى االستفادة من القدرات التقنية للشركة االسبانية بهدف‬ ‫االستجابة للمتطلبات الخاصة للمزارعين وتطوير المنتوجات المتخصصة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المجمع الشريف للفوسفاط يعد أكبر منتج للفوسفاط في العالم وأحد‬ ‫المنتجين الرئيسيين لألسمدة‪ .‬وتستفيد المجموعة من خبرة تمتد على مدى قرن من‬ ‫الزمن‪ ،‬يتولى تدبير استغالل احتياطات الفوسفاط بالمغرب‪ ،‬والتي تعد األكبر في‬ ‫العالم حسب المنظمات المتخصصة العالمية‪ ،‬وأصبحت فاعال هاما على طول سلسلة‬ ‫تثمين الفوسفاط ‪ ،‬وتشغل المجموعة أزيد من‪ 21‬ألف شخص وتساهم في التنمية‬ ‫الجهوية عبر عملياتها التعدينية واإلنتاجية إلى جانب برنامجها في مجال التنمية‬ ‫المستدامة‪.‬‬


‫العدد ‪946‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫ورش من أجل حماية حرمة مقابر وزان‬

‫العبادات‬ ‫يف رم�ضان‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫أمام الصور المستفزة التي توجد عليها مقابر المسلمين بوزان بسبب ما يلحقها‬ ‫من إهمال وانتهاك لحرمتها من طرف من انعدمت ضمائرهم‪/‬هن ‪ ،‬وتدحرجت‬ ‫أخالقهم‪/‬هن نحو الدرك األسفل ‪ ،‬أطلقت جمعية أهلية في العشر األخيرة لشهر‬ ‫رمضان ورشا تطوعيا بغاية رد االعتبار لهذه المقابر ‪.‬‬ ‫‪ ‬جمعية التكافل االجتماعي ورعاية حرمة المقابر التي دأبت على رعاية حرمة‬ ‫مقابر وزان منذ تأسيسها ‪ ،‬اختارت مناسبة شهر رمضان المبارك فأطلقت ورشا‬ ‫تعاون على تنزيله ‪ ،‬مجلس الجماعة ‪ ،‬وثلة من عامالت وعمال تشغلهم شركة التدبير‬ ‫المفوض لقطاع النظافة ومواطنات ومواطنون لم يعودوا يطيقون أن تقع أبصارهم ‪/‬‬ ‫هن على صور القبح الذي لحق هذه المقابر ‪.‬‬ ‫‪ ‬المتطوعات والمتطوعون الذين تفاعلوا مع نداء الجمعية تحدث البعض ممن‬

‫التقت بهم الجريدة عن حزمة األشغال المضنية التي أنجزوها بهذا الورش ‪ ،‬وانتهت‬ ‫بمصالحة هذه المقابر ولو نسبيا مع حرمتها ‪ .‬وهكذا تم كنس المقابر المشار إليها‬ ‫من النفايات المنزلية واألتربة التي يلقى بها بشكل عشوائي ومتعمد من طرف‬ ‫من تكلست أخالقهم ‪ ، ‬كما تم التخلص من األعشاب الفاسدة التي غطت القبور‬ ‫والممرات بينها ‪ ،‬فأتلفت الكثير منها ‪ .‬المتطوعات والمتطوعون في هذا الورش‬ ‫لم يقف عملهم عند هذا الحد ‪ ،‬بل سارعوا إلى طالء المآت من القبور بمادة الجير‬ ‫األبيض ‪،‬‬ ‫‪ ‬جمعية التكافل االجتماعي ورعاية حرمة المقابر التي رعت هذه المبادرة ‪،‬‬ ‫أطلقت حملة تحسيسية مواكبة للورش التطوعي ‪ ،‬طالبت فيها بإغاثة هذه المقابر‬ ‫من ممارسات ال أخالقية تكون مسرحا لها على مدار السنة ‪ ،‬وشددت على ضرورة‬ ‫إخضاع عملية الدفن لمعايير مضبوطة تضفي على المقبرة جمالية خاصة ‪ ،‬ودعت‬ ‫إلى تحديد سعر مضبوط لمستلزمات عملية الدفن بدل ترك ذلك مفتوحا على‬ ‫الفوضى ‪ ‬واالبتزاز الذي تتعرض له أسر الموتى ‪.‬‬

‫المضيق تستضيف مجلساً قرآنياً‬

‫بمناسبة شهر رمضان المبارك وتحت شعار قوله تعالى «فاستمع لما يوحى»‪.‬‬ ‫احتضن مسجد محمد السادس بالمضيق مجلسا قرآنيا نظمته المندوبية اإلقليمية‬ ‫لوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بالمضيق الفنيدق‪ ،‬والوحدة اإلدارية اإلقليمية‬ ‫لمؤسسة محمد السادس للنهوض باألعمال االجتماعية للقيميين الدينيين بنفس‬ ‫العمالة‪ ،‬وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي‪.‬‬ ‫هذا المجلس القرأني شارك فيه ثالثة‪ ‬قراء يشاركون في الدروس الحسنية‬ ‫الرمضانية التي تلقى أمام أمير المؤمنين الملك محمد السادس ‪ ،‬وهم من عمالقة‬ ‫القراء على المستوى الوطني كاإلمام والخطيب بمسجد األندلس بالدار البيضاء‬ ‫المقرئ العيون الكوشي من كبار القراء المغاربة بقراءة ورش عن نافع‪ ،‬وإمام مسجد‪ ‬‬ ‫األلفة بالبيضاء المقرئ محمد االيراوي‪ ،‬والمقرئ عبد الصمد حمدان من طنجة‪ ،‬ثم‬ ‫إمام وخطيب مسجد رياض صوفيا بمرتيل المقرئ هشام الهراز‪.‬‬ ‫المجلس القرآني اشتمل على ترتيل آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬بمشاركة‬

‫القراء المذكورين‪ ،‬واختتم هذا المجلس بتكريم مجموعة من القيمين الدينيين من‬ ‫مختلف مدن العمالة‪ ،‬اعترافا للدور الذي كانوا يقومون به سواء منهم األحياء أو الذين‬ ‫وافتهم المنية‪.‬‬ ‫حضر هذا المجلس القرآني الرمضاني عامل إقليم المضيق الفنيدق حسن‬ ‫بويا‪ ،‬ورئيس المجلس العلمي المحلي توفيق الغبزوري‪ ،‬والمنسق الوطني للمجالس‬ ‫القرآنية المهدي بلخضر‪ ،‬وباشا مدينة المضيق‪ ،‬والمدير اإلقليمي لوزارة األوقاف‬ ‫والشؤون اإلسالمية ورئيس الوحدة اإلدارية اإلقليمية لمؤسسة محمد السادس‬ ‫للنهوض باألعمال االجتماعية للقيمين الدينيين بنفس العمالة‪ ،‬وأساتذة المدارس‬ ‫العتيقة‪ ،‬وأرامل القيمين الدينيين ‪ ،‬وجمهور من المواطنين جاءوا من مدن تطوان‬ ‫ومرتيل ومن سبتة السليبة‪.‬‬

‫كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫يوجه أمته إلى ما في شهر رمضان من‬ ‫مبرات ربانية ونفحات قدسية حتى يستدرك‬ ‫الناس أوقاته المباركة فيحتفلوا بلياليه‬ ‫وأيامه المعدودات احتفاال موقرا مطهرا‪،‬‬ ‫مليئا بألوان العبــادات‪ ،‬بعيدا عن اللغو‬ ‫وتوافه األمور‪ ،‬ومنطويا على الخشوع‬ ‫واإلكبار والتقديس للذات العلية بالطاعة‬ ‫والبر واإلحسان والشكر هلل‪.‬‬ ‫وفي عمل الرسول هذا وهو اإلمام‬ ‫والقدوة‪ ،‬وفي التخلق بأخالقه الكريمة التي‬ ‫أمرنا بها اإلسالم ما يسعد الناس بعدالة‬ ‫إسالمهم‪ ،‬وسماحة دينهم قال تعالى «من‬ ‫يطع الرسول فقد أطاع اهلل»‪.‬‬ ‫و كانت عادة السلف إحياء ليالي رمضان‬ ‫بالذكر وتالوة القرآن في المساجد وفي‬ ‫المنازل بعد الفراغ من صالة التراويح‪،‬‬ ‫واإلكـــثـــار من أعمـــال البـــر واإلحسان‬ ‫والصدقات‪.‬‬ ‫وتعظيمـــا لقدر هذا الشهــــر كانوا‬ ‫يعتكفون في العشر األواخر من رمضان‪،‬‬ ‫لزيادة االهتداء‪ ،‬وتقديسا لذات اهلل‪ ،‬وطلبا‬ ‫لليلة القدر‪ ،‬والتوجه إليه عز وجل بالشكر‬ ‫على فضله علينا بفرضه صيام رمضان‪،‬‬ ‫الذي جعلت نهايته عيدا للمسلمين‪ ،‬تذكرا‬ ‫لذلك األمر العظيم‪ ،‬الذي شرعت فيه‬ ‫زكاة الفطر إلدخال السرور والترفيه عن‬ ‫المساكين والفقراء والمحرومين والبؤساء‪.‬‬ ‫وصالة التراويح في رمضان سنة مؤكدة‬ ‫سنها الرسول (ص) وصالها بالناس جماعة‬ ‫ثالث ليالي متفرقة في رمضان‪ ،‬ثم تركها‬ ‫خشية أن تفرض‪ ،‬وقد سميت بالتراويح ألن‬ ‫المصلين كانوا يستريحون ويجلسون بعد‬ ‫كل أربع ركعات‪.‬‬ ‫وتبدأ صالة التراويح من أول ليلة من‬ ‫شهر رمضان‪ ،‬ووقتها بعد صالة العشاء‪،‬‬ ‫وتأديتها جماعة أفضل‪ ،‬كما يفضل أيضا‬ ‫صالتها في المسجد‪.‬‬ ‫وقد روي أن رسول اهلل عليه الصالة‬ ‫والسالم خرج في جوف الليل وصلى في‬ ‫المسجد فصلى الناس بصالته‪ ،‬فأصبح‬ ‫الناس يتحدثون يذلك‪ ،‬فاجتمع أكثر منهم‬ ‫فخرج الرسول في الليلة الثانية فصلوا‬ ‫بصالته فأصبح الناس يذكرون ذلك‪ ،‬فكثر‬ ‫أهل المسجد في الليلة الثالثة‪ ،‬فخرج‬ ‫الرسول فصلوا بصالته‪ ،‬فلما كانت الليلة‬ ‫الرابعة عجز المسجد عن أهله‪ ،‬ولكن‬ ‫الرسول لم يخرج‪ ،‬فذهب إليه رجل منهم‬ ‫يقولون الصالة الصالة‪ ،‬فلم يخرج إليهم‬ ‫الرسول حتى خرج لصالة الفجر‪ ،‬وبعد‬ ‫االنتهاء منها أقبل على الناس ثم تشهد‬ ‫فقال ‪« :‬أما بعد فإنه لم يخف على شأنكم‬ ‫الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صالة‬ ‫الليل فتعجزوا عنها»‪.‬‬ ‫وكان (ص) يصلي بالناس ثماني ركعات‬ ‫ويكملون باقيها في بيوتهم‪ ،‬ومن هذا‬ ‫يتبين أن النبي (ص) سن لنا صالة التراويح‪،‬‬ ‫ولكنه لم يصل بالناس عشرين ركعة كما‬ ‫جرت به العادة منذ عهد الصحابة‪ ،‬ومن‬ ‫بعدهم إلى اآلن‪ .‬وتبين أيضا أن عددها‬ ‫ليس مقصورا على الثماني ركعات التي‬ ‫صالها بهم بدليل أنهم كانوا يكملونها‬ ‫في بيوتهم‪.‬‬ ‫وقد روى أن عمر بن الخطاب رضي اهلل‬ ‫عنه كان يصلي عشرين ركعة‪ ،‬وروى أن‬ ‫الصحابة وافقوه على ذلك‪ ،‬ولم يخالفهم‬ ‫أحد من بعدهم من الخلفاء تنفيذا لقول‬ ‫الرسول الكريم ‪« :‬عليكم بسنتي وسنة‬ ‫الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها‬ ‫بالنواجذ»‪.‬‬ ‫ويقول في ذلك اإلمام أبو حنيفة أن‬ ‫التراويح سنة مؤكدة‪ ،‬ولم يكن فيها عمر‬ ‫مبتدعا‪ ،‬ولم يأمر بها إال عن أصل لديه‪.‬‬ ‫وقيل أنه حدث في عهد عمر بن‬ ‫عبد العزيز رضي اهلل عنه أن زيدت صالة‬ ‫التراويح إلى ست وثالثين ركعة‪ ،‬وكان‬ ‫القصد من زيادتها إلى هذا العدد هو‬ ‫مساواة المسلمين بأهل مكة في الفضل‪،‬‬ ‫ألن أهل مكة كانوا يطوفون بالكعبة مرة‬ ‫بعد كل أربع ركعات من صالة التراويح‪،‬‬ ‫فرأى عمر بن عبد العزيز أن يصلي الناس‬ ‫أربع ركعات بدل كل طواف‪.‬‬

‫«عيدكم مبارك سعيد»‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫قبس‬

‫من نور‬

‫قراءة يف كتاب‬

‫«الب�سملة‪ ،‬اال�ستغفار‪� ،‬سورة القدر»‬ ‫مل�ؤلفه‪ :‬عبد الرحيم بن جلون‬

‫• عرض وتحليل ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬ ‫في غمـرة طوفـــان المادة‪ ،‬وللهيـــب‬ ‫الشهوات‪ ،‬والسعـــي الحثيــث إلى كــل مــــا‬ ‫يوصل إلى ملذات الدنيا وهجرها الزائل‪،‬‬ ‫والكسب المشروع وغير المشروع انمحت كل‬ ‫قيمة روحية‪ ،‬جماليــة‪ ،‬صافيـة كنبــع الماء‬ ‫الزالل المتدفق‪ ...‬وانهارت الفضيلة أمام زحف‬ ‫الرذيلة واألزمنــة الرماديــــة العفنة‪ ،‬إال أن‬ ‫السلسبيل ال يتوقف‪ ،‬والخير ال ينقطع ما دامت‬ ‫هناك حياة تسري‪ ،‬ودماء حارة تتدفق‪ ،‬وضمائر‬ ‫حية‪ ،‬وأرواح للعبور المبارك في الطريق الطويل‬ ‫الذي رســـم األولـــون‪ ،‬واألقدمون انطالقاته‬ ‫األولية‪ ،‬وحــددوا معـــــالمـــه‪ ،‬منعــرجــات‪،‬‬ ‫وهضاب‪ ،‬وأخاديد‪ ،‬وأودية‪ ،‬ووهــاد‪ ...‬توالت‬ ‫األفكار وتولدت‪ ،‬وقامت همم تدعو للواحد‬ ‫األحد وللدين حنيفا‪ ..‬ال إفراط وال تفريط‪ ،‬وال‬ ‫غلو أو حشو أو تسيب أو إكراه‪ ،‬فالدين والدنيا‬ ‫دار لمن ال دار له‪ ،‬ومنذ المفسرين والمحدثين‬ ‫األوائل رغم ما شاب عملهم من محدودية‬ ‫الزمان والمكان‪.‬‬

‫حوارات �أدبية‬ ‫إعداد ‪ :‬محمد العودي‬

‫‪oddimed@gmail.com‬‬

‫الثورة الثقافية‬

‫مع‬

‫املفكر‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ن‬

‫أوريد‬ ‫أ‬

‫فالعصـــور تمتـــد‪ ،‬واأليــام تتـــداول‪،‬‬ ‫وتتضح عــدة آيـات كانت تكشف مكنونات‬ ‫العصور عصرا‪ ،‬عصرا ليتأكـــد أن كتاب اهلل‬ ‫صالح لكل زمان ومكان‪ ،‬ومخبر عما كان وما‬ ‫سيكون وقام الدعاة أخالف األسالف‪ ،‬فأوقفوا‬ ‫علمهم لخدمة اإلسالم وأهدافه النبيلة وكشف‬ ‫دوره ومكنوناته التي ظهرت والتي ال زالت‬ ‫طي المجهول قيض لألمة رجاال استرخصوا‬ ‫كل شيء من أجل هذا الهدف‪ ،‬وبذلوا النفس‬ ‫والجهد والمال الذي هو وسيلة وليس غاية‬ ‫لخدمة إلسالم ‪...‬‬ ‫منذ فترة قصيرة صدر للكاتب الباحث‬ ‫المنقب في كنوز الشريعة وخباياها األستاذ‬ ‫عبد الرحيم ابن جلون مؤلف قيم هو «سورة‬ ‫الكهف» وقد كتبنا يومها عن هذا المؤلف‬ ‫الذي وزعه الكاتب المفكر اإلسالمي عبد الرحيم‬ ‫بن جلون مجانا ابتغاء مرضاة اهلل وليؤكد أنه‬ ‫ال يبتغي من وراء ذلك ربحا أو مكسبا ماديا‪،‬‬ ‫وعلى نفس المحجة والهدي أتحفنا األستاذ‬ ‫المؤلف بكتاب جديد صدر في غمرة رمضان‬ ‫لهذه السنة (‪ )1439‬ماي ‪ 2018‬عن مطابع‬ ‫جريدة طنجة تحت عنوان «البسملة‪ ،‬االستغفار‪،‬‬ ‫سورة القدر» ضمن سلسلة المجتهد ضمن‬ ‫إطار اإلشعار الديني والتربوي ‪ .‬الكتاب من‬ ‫الحجم المتوسط يضم ‪ 60‬صفحة اجتمعت‬ ‫فيه وتكاثفت من أجل إخراجه جهود ثلة من‬ ‫المثقفين‪ ،‬والمهتمين‪ ،‬والباحثين وهم ‪ :‬األستاذ‬ ‫عبد الرحيم بن جلون والعالمة الدكتور عبد‬ ‫المنعم به الصديق‪ ،‬وكاتب هذه السطور تقبل‬ ‫اهلل الجهد بقبول حسن‪ ،‬وجاء الكتاب مناصفة‬ ‫جهدا وتشجيعا ومددا بين األستاذ بن جلون‬ ‫وعقيلته الحاجة سعيدة التازي الشرتي تقبل‬ ‫اهلل منهما‪ ،‬وجعله في ميزان حسناتهما يوم‬ ‫ال ينفع فيه مال وال بنون‪ ،‬ويكفينا شرحا ما‬ ‫تضمنته كلمات قالئل ال تتعدى األربعة من‬ ‫حكمة باهرة‪ .‬فيم في أن نعلم أن «بسم اله‬ ‫الرحمن الرحيم» التي تبدأ بها كل سور القرآن‬ ‫الكريم باستثناء سورة التوبة تستوعب الشريعة‬ ‫كلها ألنها تدل على الذات وعلى الصفات كما‬ ‫أورد ذلك المؤلف في مستهل الكتاب‪.‬‬ ‫ونمضي في تحليل معطيات التأليف فنفاجأ‬ ‫بكم من المعلومات المبينة في كل قسم وكل‬ ‫عنوان فالبسملة لغة وفقها معززة بآيات الكتاب‬ ‫الحكيم‪ ،‬ثم تأتي المندوبات‪ ،‬وشرح آية البسملة‬ ‫معززة أيضا بآيات القرآن ‪ ،‬وكما يقول الحديث‬ ‫الشريف كل عمل ال يبدأ باسم اهلل فهو أبتر أي‬ ‫أقطع‪ ...‬واهلل هو اإلسم األعظم‪ ،‬أكبر أسمائه‬ ‫سبحانه وتعالى وأجلها ‪.‬‬ ‫والمفارقـة هنــا في الرحمـن والرحيــم‪،‬‬ ‫فالرحمن يختص بها جل جالله والرحيم تشمل‬ ‫عباده المتقين‪ ،‬فأنت قد تصف إنسانا بأنه رحيما‬ ‫ولكن ال يمكن أن تصفه برحمان أو الرحمان‪.‬‬ ‫وفي باب االستغفار يركز المؤلف على آيات‬ ‫وأحاديث تحث على االستغفار ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪« :‬والذين إذا فعلوا فاحشة أو‬ ‫ظلموا أنفسهم ذكروا اهلل فاستغفروا لذنوبهم‬ ‫ومن يغفر الذنوب إال اهلل‪ ،‬ولم يصروا على ما‬ ‫فعلوا وهم يعلمون» صدق اهلل العظيم (سورة‬ ‫آل عمران اآلية ‪.)135‬‬ ‫وفي الحديث عن أبي هريرة رضي اهلل‬ ‫عنه قال ‪« :‬سمعت رسول اله صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم يقول ‪ :‬واهلل إني ألستغفر اهلل وأتوب إليه‬ ‫في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة»‪.‬‬ ‫وفي اآلية ‪« :‬إن اهلل ال يغفر أن يشرك به‬ ‫ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» ويختم هذا الباب‬ ‫بأدعية ومعلومات‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ - 1‬ماذا تعني بالثورة الثقافية في كتابك األخير «من أجل‬ ‫ثورة ثقافية في المغرب»؟‬

‫عبد الرحيم ابن جلون‬

‫وفي العنــوان األخيــر نصـل لســورة‬ ‫القدر المخلدة ليلة هي خير من ألف شهر‬ ‫وهي ليلة تقضى فيها األمور‪ ،‬وتقدر اآلجال‬ ‫واألرزاق‪ ،‬وتسلم المالئكة على أهل المساجد‬ ‫حتى يطلع الفجر‪ ،‬ليلة خصصها اهلل تعالى‬ ‫ألمة محمد عليه السالم فيها خلق اهلل سبع‬ ‫سماوات‪ ،‬وسبع أرضين‪ ،‬خلق اهلل سبعة أيام‬ ‫والشهر‪ ..‬خلق اإلنسان من سبع‪ ،‬ويأكل من‬ ‫سبع‪ ،‬ويسعد على سبع‪ ،‬والطواف بالبيت سبع‪،‬‬ ‫ورمي الجمرات سبع‪ ،‬ثم يختم المؤلف بأدعية‪،‬‬ ‫وتعريف بزكاة الفطر وحاشية أو هامش وهو‬ ‫مسك الختام‪ ،‬ويليه كتاب آخر بحول اهلل ضمن‬ ‫نفس السلسلة واإلطار‪ ،‬بقي أن نشير أن الكتاب‬ ‫مجاني‪ ،‬وهو صدقة جارية إنشاء اهلل‪ ،‬وعلى كل‬ ‫راغب في االستزادة واإلفاضة ولم يجد طريقه‬ ‫إلى الكتاب فليتصل بهاتف المؤلف المباشر‬ ‫وهو (‪.)0661154995‬‬ ‫وقد لقي الكتاب ترحيبا واسعا كسلفه‬ ‫الذي أرسل بعض أفراد جالياتنا في الخارج‬ ‫طلبات للحصول عليه‪ ،‬والنهل من ينابيع تراثه‬ ‫ومعارفــه‪ ،‬وغفر اهلل لمن وضـــع العراقيل‪،‬‬ ‫عراقيل بيروقراطية سخيفة وفجة للحيلولة دون‬

‫توزيعه في المساجد حيث يجب أن يخضع‬ ‫كتاب يضم آيات من القرآن وأحاديث الرسول‬ ‫الكريم صلى اهلل عليه وسلم إلذن مسبق‪ ،‬وهي‬ ‫سابقة شاذة ال أصل لها وال مبرر‪ ،‬تكريس عقلية‬ ‫جامدة متخلفة بيروقراطية غارقة في الجاهلية‬ ‫العمياء ‪ .‬حسبنا اهلل‪ ،‬هو نعم المولى ونعم‬ ‫الوكيل‪.‬‬ ‫والشكــر الموصول بالثنـــاء والتقــديــر‬ ‫لألستاذ عبد الرحيـــم بن جلـــون صاحـــب‬ ‫المجهودوالجهد‪.‬‬ ‫ودعواتنا بالحفظ واألمــن واألمــان لوطننا‬ ‫العزيز الذي تتربــص به عيــون الحاسدين‬ ‫والحاقدين‪ ،‬والسالمة والتوفيق والنصر ألمير‬ ‫المؤمنيـــن الملك محمد السادس حفظه اهلل‬ ‫في الحل والترحال ‪.‬‬ ‫والعزة والظفر والمجد ألبناء فلسطين‬ ‫وأطفال الحجارة والمقدسين المرابطين‪.‬‬ ‫فاللهـم لم شعــت األمــة المتنـــاحرة‬ ‫المتنافرة المتخاذلة ورص صفوفها فأنت على‬ ‫ما تشاء قدير ‪.‬‬

‫نداء‬

‫نظرا لتعدد أطراف وعائالت ابن جلون المنتشرة في كل جهات‬ ‫ومدن وحواضر المملكة‪ ،‬وحيث أنني أزمع بحول اهلل إثبات هذا‬ ‫النسب أصال وفصال‪ ،‬جدا عن جد‪ ،‬وأبا عن جد‪ ،‬وذلك بوضع كتاب‬ ‫يضم أطراف وعائالت هذا النسب انطالقا من فاس التي استوطنوها‬ ‫بعد مقامهم بالشام ثم باألندلس قبل حلولهم بفاس المغربية وهم‬ ‫الملقبون بالمورسيكوس وهي مهد نسب ابن جلون ومرورا بباقي‬ ‫األطراف التي هاجرت فاس إلى حواضر ومراكز أخرى‪ ...‬وسعيا مني‬ ‫لكي يكون العمل متكامال وشموليا يستوعب كل ما يتعلق بنسب‬ ‫ابن جلون‪ ،‬فإنني أهيب بأبناء العم رجاال ونساء موافاتي في العنوان‬ ‫أدناه بكل ما يتعلق باألسر واألفراد والعائالت التي تشترك في حمل‬ ‫هذا النسب قل أو كثر‪ ...‬وسيكون هذا الكتاب إنشاء اهلل مرجعا لهذه‬ ‫األسر وإضافة جديدة للمكتبة والخزانة المغربية‪ ،‬وفصال في تاريخ‬ ‫األسر المغربية العريقة ‪.‬‬

‫ما قصدته بالثورة الثقافية هو تغيير البنية الذهنية للمجتمع‪ .‬إن التحديث‬ ‫أو المعاصرة ليس مسألة اكتساب مهارات أو تقنيات على أهميتها‪ ،‬فال يمكن‬ ‫للتحديث أن يتم إن لم تتغير البنية الذهنية للمجتمع‪ ،‬ولذلك اعتبرت أن من أولى‬ ‫األولويات أن نستثمر في البنية الذهنية من خالل التربية‪ ،‬هذا هو مؤدى هذا‬ ‫الكتاب‪ .‬ثم إن فكرة الثورة الثقافية ليست حديثة فقد صدرت ربما منذ خمسين‬ ‫سنة‪ ،‬وأول من استعملها من المفكرين المغاربة هو عبد اهلل العروي في كتابه‬ ‫«األيديولوجية العربية المعاصرة» معتبرا أن التحديث ليس مجرد تبني التقنيات‬ ‫ولكنه باألساس بنية ذهنية وأن العرب عموما لن ينتقلوا إلى طور التحديث ما لم‬ ‫يقوموا بثورة ثقافية‪ ،‬والثورة الثقافية كما قلت لن تتحقق إال بتغيير البنية الذهنية‬ ‫من خالل التربية‪.‬‬

‫‪ - 2‬ال يمكن قيام ثورة ثقافية دون إصالح التعليم أيضا‪،‬‬ ‫ما هي رؤيتك الخاصة إلصالح التعليم العربي؟‬

‫مسألة اإلصالح في المنظومة التربوية مُسَ ّلمَة ومالزمة على أساس أن‬ ‫هناك تغييرات مستمرة‪ .‬اإلصالح شيء بنيوي في التعليم‪ ،‬لكن الغالب هو أنه حينما‬ ‫تنكب الحكومات على قضية التعليم تصرف نظرها إلى جانب ما قد يكون امتحانات‬ ‫الباكالوريا أو بنيات المؤسسات التربوية أو محاربة الغش في االمتحانات‪ ...‬أنا‬ ‫ال أتحدث عن هذا الشق من اإلصالح في كتابي‪ ،‬بل أتحدث عن إصالح مرتبط‬ ‫بتصور مجتمعي أو طموح جماعي‪ ،‬المسألة ال يمكن أن تختزل في الجانب التقني‬ ‫فقط والحال أن كل المقاربات التي ركزت على الجانب التقني باءت بالفشل‪ .‬ناقشنا‬ ‫خالل أكثر من ‪ 20‬سنة ميثاق التربية الوطنية والبرنامج االستعجالي وهلم جرا‪،‬‬ ‫لكن بالمقابل لم تطرح المسألة األساسية التي تتعلق بسؤال أي طموح جماعي‬ ‫يستحثنا؟ أي رؤية نرسمها ألنفسنا وللمجتمع الذي نريده؟ هذا هو الشيء األساسي‬ ‫صراحة‪ ،‬فبالنسبة لي هكذا أفهم اإلصالح‪ .‬‬

‫‪ - 3‬لماذا هذا الغياب البارز للمثقف والمفكر العربي على‬ ‫الساحة الثقافية واألدبية رغم التحوالت العميقة التي يعرفها‬ ‫الوطن العربي؟‬ ‫ال يمكن أن ننجز إال ما تصورناه كما يقول هيغل‪ .‬وهي ذات الفكرة التي يعبر‬ ‫عنها المتنبي بقوله‪« :‬الرأي قبل شجاعة الشجعان»‪ .‬فالحاجة ملحة اليوم إلى رؤية‬ ‫وتصور إلى مفكرين ومثقفين‪ .‬العالم العربي أصبح موزعا ما بين المعتقدات وسؤال‬ ‫أي أفكار نرثها وأية تقنيات نستوردها؟ في غياب تام للفكر واألفكار التي يمكن أن‬ ‫نصوغها من خالل تفاعل الجهد الفكر والواقع لتجاوز معضالته‪ .‬وهي أشياء غائبة‬ ‫أيضا في القضايا الكبرى‪ ،‬خصوصا عندما نتحدث عن عالقة الحاكم والمحكوم‪،‬‬ ‫عالقة الدين والسياسة‪ ،‬إنتاج الثروة وتوزيعها‪ .‬وينعكس ذلك في هشاشة بنية‬ ‫الدولة‪ ،‬وفي ضعف الفكر االقتصادي‪ ،‬بل غيابه من األساس‪ ،‬وليس هناك أدنى‬ ‫إسهام للعرب حقيقة فيما يخص اإلشكاليتين الكبيرتين في االقتصاد وهما عالقة‬ ‫العمل بالرأسمال‪ ،‬واإلنتاج بالتوزيع‪ ،‬ويمكن أن نضيف أيضا التربية التي تُخلط مع‬ ‫التعليم‪ ،‬والحال أن التربية هي عملية تحويل وبناء إنسان جديد‪ .‬إن التقييم الذي‬ ‫قام به نزار قباني عام ‪ 1967‬في قصيدته «هوامش على دفتر النكسة»‪ ،‬ما زال‬ ‫صالحا إلى غاية هذه اللحظة‪ ،‬فنحن عالم ال يقرأ دعونا نعترف بذلك‪ ،‬حتى أننا ننتج‬ ‫من الكتب أقل مما يُنتج بلد مثل اليونان الذي ال يتجاوز عدد سكانه تسعة ماليين‬ ‫نسمة‪ ،‬هذا بغض النظر عن نوعية ما ينشر‪ .‬وبصراحة حالنا ال يحسد عليه‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫مع الزعيم الأ�ستاذ عالل الفا�سي‬

‫طريق التقدم‬ ‫والنجاح‬

‫الخضر الجباري الحسني *‬ ‫من الشخصيات البارزة والصانعة لألحداث‬ ‫في تاريخنا المغربي المعاصر شخصية األستاذ‬ ‫عالل الفاسي‪ ،‬فقد قدر اهلل لي أن أجتمع وأتلقى‬ ‫عن هذا الزعيم الكبير والعالمة المستنير في‬ ‫مراحل مختلفة من حياتي ‪.‬‬ ‫فأول ما عرفت في الحداثة من تاريخ وطني‬ ‫كان عنه رحمه اهلل وذلك في اللقاءات الكبرى‬ ‫التي كان ينظمها حزب االستقالل ببلدتي‬ ‫القصر الكبير في السنوات األولى لالستقالل‬ ‫وبعد ذلك بمدينة العرائش تخليدا لذكرى‬ ‫معركة وادي المخازن الكبيرة وكان األستاذ‬ ‫عالل الفاسي في تلك المهرجانات يشرح‬ ‫لعموم المواطنين والناشئة بالخصوص صفات‬ ‫مضيئة من التاريخ المغربي وحين كان يعرج‬ ‫في حديثه عن أبطال المعركة‪ ،‬ومنهم علماء‬ ‫كبار من أمثال الشيخ القنطري القصري وكذا‬ ‫الشيخ العالمة سيدي يوسف الفاسي القصري‬ ‫(أبو المحاسن) وأدركت آنذاك أن أفراد هذا‬ ‫الحكم الكبير وفدوا على مدينة القصر الكبير‬ ‫بشمال المغرب قادمين إليها من بالد األندلس‬ ‫واستقروا بها منذ مطلع القرن التاسع الهجري‬ ‫ويعرفون بالفهريين‪.‬‬ ‫وازداد ارتباطي المعرفي العلمي باألسر‬ ‫الفهرية العالمة حين كان يحدثني السيد الوالد‬ ‫الفقيه العالمة ج عبد السالم الجباري الحضري‬ ‫القصري عن شيخه في جامعة القرويين بفاس‬ ‫العالمة السيد عبد الواحد الفاسي والد الزعيم‬ ‫عالل الفاسي‪ ،‬بل إنه اصطحبني معه ذات‬ ‫مرة بجامع القرووين ودخل إلى مقصورة‬ ‫المسجد وقال لي ‪ :‬هنا في هذا المكان سنة‬ ‫(‪1930‬م) (سنة صدور الظهير البربري) كان‬ ‫يرأس العالمة سيدي عبد الواحد الفاسي‬ ‫مجلسا للعلماء صفحة أخرى عشتها مع األستاذ‬ ‫عالل حيث كنت أحضر دروسه العلمية البليغة‬ ‫الفائقة ببعض مساجد المملكة وأذكر هنا‬ ‫بالخصوص مدينة تطوان مسقط رأس رفيقه‬ ‫في النضال الوطني والعربي اإلسالمي الزعيم‪،‬‬ ‫األستاذ السيد عبد الخالق الطريس رحمه اهلل‪.‬‬

‫• مصطفى البقالي الطاهري‬

‫على أن الحدث الكبير الذي بقي خالدا‬ ‫بذهني هو لقائي المباشر وعن قرب بالزعيم‬ ‫عالل الفاسي وكان ذلك صيف سنة ‪1970‬‬ ‫بمطار الرباط ـ سال كنت حينها أستعد للسفر‬ ‫مع زميل لي من مدينة طنجة إلى الديار الليبية‬ ‫حيث نتابع دراستنا العليا بالجامعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ولمحنا جماعة من السادة األساتذة في‬ ‫وداع األستاذ ولم نجرأ على االقتراب منهم‬ ‫والتحدث إليه‪.‬‬ ‫وكانت المفاجأة أن األستاذ عالل الفاسي‬ ‫استقل معنا نفس الطائرة السعودية المتجهة‬ ‫إلى مدينة جدة‪ ،‬وعند اإلقالع ببضع دقائق‬ ‫دخل علينا وهو يبحث عن الركاب المغاربة‬ ‫في الطائرة وكنا في ما أذكر اثنين فقط عبد‬ ‫ربه وصديقه من طنجة والباقي من جنسيات‬ ‫عربية وأجنبية‪ ،‬فقمنا على الفور من مقاعدنا‬ ‫وقلت له كنا سنأتي عندك سيدي عالل فأجابني‬ ‫على الفور بتواضع الكبار بل أنا من آتي إليكم‪،‬‬ ‫وجلس إلى جانبنا وسألني عن مدينتي فقلت‬ ‫القصر الكبير وعمي تعرفه وهو المناضل‬ ‫اإلصالحي الكبير سيدي احمد الجباري فانبسط‬ ‫رحمه اهلل وبدأ يسألني عن القصر وأهله‪ ،‬ثم‬

‫أردف قائال‪ :‬ما هي وجهتكم؟ قلت ليبيا حيث‬ ‫نتابع دراستنا الجامعية وكان انقالب القذافي‬ ‫لم يمض عليه سوى عام ‪.‬‬ ‫فبرأ يسألني بدقة عن أسباب االنقالب‬ ‫الظاهرة والظروف السياسية واالجتماعية‬ ‫بليبيا‪ ،‬وأثناء حديثه معنا تقدمت نحوه طفلة‬ ‫لبنانية وسألته ما اسمك؟ قال ‪ :‬عالل من‬ ‫المغرب وأجلسها رحمه اهلل إلى جانبه ودار‬ ‫بينها حوار لن أنساه أبرا‪ ،‬حوار بين عالم ومفكر‬ ‫ومرب جلس إلى طفلة صغيرة وأعطاها كل‬ ‫وقته هي تسأل وهو يجيب حتى أنها خلعت‬ ‫طربوشه وهي تداعبه وهو أيضا يالطفها بكل‬ ‫فرح وسعادة وعطف‪.‬‬ ‫بعد مدة طويلة غادرنا رحمه اهلل مخبرا‬ ‫إيانا بأنه سيلتقي هنا (وكانت الطائرة قد حطت‬ ‫بمطار تونس قرطاج) بصديقه العالمة األستاذ‬ ‫الفاضل بن عاشور متوجهين معا لحضور‬ ‫م ِؤتمر إسالمي بمدينة جدة بالمملكة العربية‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫* أستاذ باحث في الثقافة العربية االسالمية‬ ‫وعلم األنساب‬

‫واقـع حريـة الرأي والتعبيـر بالمغرب‬

‫حــول هـذا الموضــوع «الشائــك» الذي‬ ‫يفرض نفسه باستمرار‪ ،‬عند كل لقاء فكري‬ ‫إو إعالمي يحتضنه بلد المتناقضات السبع‪،‬‬ ‫اجتمع نفر من الصحافيين والفنانين في إطار‬ ‫ندوة نظمتها يوم ثامن يونيه الجاري «حركة‬ ‫الشبيبة الديمقراطيـــة التقدميـــة» والحزب‬ ‫االشتراكي الموحد حول «حرية التعبير بين‬ ‫النص الدستوري وواقع الحال»‪.‬‬ ‫الندوة شارك فيه كل من رشيد البلغيثي‪،‬‬ ‫صحافي‪ ،‬ونعيمة زيطان‪ ،‬فنانة مسرحية‪ ،‬وعبد‬ ‫الغني الدهدود رسام كاريكاتور‪ ،‬وعزيز إيدامين‪،‬‬ ‫ناشط حقوقي و علي عبار صحافي‪ ،‬وتميزت‬ ‫بحضور العـديـد من المثقفيـن والمفكرين‬ ‫والمتتبعين للشأن اإلعالمي بطنجة وبالجهة‪،‬‬ ‫حيث أجمع المتدخلون ‪ ،‬على أن وضع اإلعالم‬ ‫بالمغرب‪ ،‬بعيــد «كــل البعــد» عن النـــص‬ ‫الدستوري ‪ ،‬وأن الواقع يسير في اتجاه خنق‬ ‫حرية التعبير وتدجينها لتصير «بوقات» المدح‬ ‫واإلطراء‪.‬‬ ‫وهو ما أشار إليه الحقوقي عزيز إدامين‪،‬‬ ‫حين اعتبر أن حالة من «المسخ» لحقت بعدد‬ ‫من الحقوق التي جاء بها الدستور الجديد‪،‬‬ ‫‪ 2011‬ومنها «الحق في المعلومة»‪ ،‬التي تم‬ ‫«التضييق» على مادته‪ ،‬حد اعتبار أن المادة‬ ‫انقلبت إلى قانون لمنع الوصول إلى المعلومة‪،‬‬ ‫وكذا الشأن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بالنسبة لقانون‬ ‫تقديم العرائض‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫واعتبر المتدخل أن قانون مدونة الصحافة‬ ‫والنشر جاء بما يقيد حرية التعبير بدل إطالقها‪،‬‬ ‫وتم التحايل أيضا على المادة التي طالما تباهى‬ ‫بها الوزير الخلفي‪ ،‬وتخص إلغاء البنود السالبة‬ ‫للحرية‪ ،‬بينما تم «تسريبها» إلى القانون‬ ‫الجنائي بصورة فاضحة‪.‬‬ ‫ونفس التضييق يسري على حرية التعبير‬ ‫عن مطالب اجتماعية ملحة‪ ،‬بل وأساسية‪،‬‬ ‫تدخـل في باب حـق المواطـن في الشغـــل‬ ‫والعمل والصحة والتعليم وحرية الرأي والتعبير‬ ‫والخبز والكرامة وهي مطالب تفتح اليوم على‬ ‫مصراعيها أبواب السجن في وجه أصحابها‪.‬‬ ‫المسرحية نعيمة زيطان رسمت لوحة‬ ‫حزينة لواقع الفنون بالمغرب‪ ،‬والتي «يراد» لها‬ ‫أن تصاغ في قوالب معينة‪ ،‬حتى ال تزعج‪ ،‬أو‬ ‫تكون «فتنة بين الناس»‪ ،‬وال شك أن ما يعرض‬ ‫علينا‪ ،‬بل و «يفرض» علينا من ألوان «الفنون»‬ ‫يعطينا فكرة واضحة على نوع الفنون التي يراد‬ ‫لها أن تسود !‬ ‫وفي هذا اإلطار يندرج فن الكاريكاتور الذي‬ ‫ترك له مجال ضيق‪ ،‬خارج المجال السياسي‬ ‫الذي قد يتعارض مع «المبادئ المتعارف عليها»‪،‬‬ ‫حسب ماجاء في مداخلة الفنان الكاريكاتوري‬ ‫عبد الغني الدهدوه الذي اعتبر أن «أي بلد ال‬ ‫يوجد فيه رسامون‪ ،‬ينتقدون المجال السياسي‪،‬‬ ‫هو بلد بعيد عن هذا الفن الراقي بالمفهوم‬ ‫الصحفي»‪ .‬حيــث إنه يعتمـد على «النقـد‬

‫والسخرية» وهما معا مرفوضان في أي بلد ال‬ ‫يومن باإلنسان وحقوقه األساسية في الرأي‬ ‫والتعبير واالختيار‪ ،‬باستثناءات قليلة منها ما‬ ‫حصل في المغرب من االنفــــراج ‪ ،‬سنــوات‬ ‫التسعينات‪ ،‬ولكن‪ ...‬في حدود !‬ ‫من جهتـــه اعتبـــر الصحافي والمحلل‬ ‫السياسي رشيد البلغيتي أن وضع حرية الرأي‬ ‫والتعبير بالمغرب‪« ،‬غير مطمئنة» حيث إن‬ ‫النصوص الدستورية لم تنتصر لفكرة التعاقد‪،‬‬ ‫و لفكرة ضمان الحريات ‪ ،‬بما فيها حرية الرأي‬ ‫والتعبير»‪.‬‬ ‫كما اعتبر المتدخل أن االنفتاح على حرية‬ ‫التعبير الذي جاء به الدستور الجديد ومدونة‬ ‫الصحافة والنشر على ما حملت من «أعطاب» لم‬ ‫يفلح في رفع الضغط السلطوي على الممارسة‬ ‫اإلعالمية «رغم هشاشتها»! وكمثال على‬ ‫ذلك‪ ،‬ساق حكاية إحداث قانون تجريم «األخبار‬ ‫الزائفة»‪ ،‬وهي أصال مجرمة في مدونة الصحافة‬ ‫والنشر !‬ ‫وخلص المتدخل إال أن المسؤولين ال‬ ‫يرغبون في من يعرضهم للنقد بل إن صدرهم‬ ‫يضيق عن تقبل الرأي المعارض وإنهم يعملون‬ ‫على تدجين اإلعالم حتى يتحول إلى مجرد»‬ ‫قصائد مدح»‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫لو سألنا الشعــوب والحكام الوطنييــن‬ ‫الطموحين كيف استطعتم الوصول إلى هذا‬ ‫التقدم وهذا الرقي ؟ ‪ ..‬ألجابوا إن ذلك حصل‬ ‫حينما اعتمدنا على أنفسنا وتشبثنا بهويتنا‬ ‫ولغتنا واعتبرنا إصالح اإلنسان هو أساس‬ ‫تقدمنا والشغل الشاغل لنا وركزنا على التعليم‬ ‫كركن أساسي في النمو وليس كأساس‬ ‫للتجارة‪ ،‬ثم انطلقنا نترجم كل ما وصلت إليه‬ ‫يدنا من علوم لتقريب ذلك للشعب وزرعه‬ ‫في دمه لينخرط في البحث العلمي وليتمكن‬ ‫من اإلبداع واالبتكار وقد جرب العرب ذلك‬ ‫سابقا لما أرادوا أن يصبحوا السادة إذ أسسوا‬ ‫دار الحكمة وترجموا علوم اآلخرين وأبدعوا‬ ‫وتفوقوا ولكنهم عوض التمسك بما أمرهم‬ ‫اهلل ورسوله في مجال العلم غضوا الطرف عن‬ ‫هذا االتجاه النير ‪.‬‬ ‫و هو ‪:‬‬ ‫ « اقرأ» سورة القلم ‪.‬‬‫ « قل هل يستوي الذين يعلمون‬‫والذين ال يعلمون» سورة الزمر ‪.‬‬ ‫ «يرفع اهلل الذين آمنوا منكم والذين‬‫أوتوا العلم درجات» قرآن ‪.‬‬ ‫ « شهد اهلل أن ال إله إال هو والمالئكة‬‫وأولي العلم قائما بالقسط» سورة آل‬ ‫عمران ‪.‬‬ ‫ «إنما يخشى اهلل من عباده العلماء»‪.‬‬‫قرآن ‪.‬‬ ‫ «طلب العلم فريضة على كل مسلم‬‫ومسلمة» حديث نبوي ‪.‬‬ ‫ «من سلك طريقا يلتمس فيه علما‬‫سهل اهلل به طريقا إلى الجنة»‪ .‬حديث نبوي‬ ‫أخرجه مسلم ‪.‬‬ ‫عوض هذا االتجاه النير اتجهوا وتأبطوا‬ ‫اللهو والطرب والعبــث والفســـاد والتبذير‬ ‫وقربوا إليهم المنافقين المتملقين الخنوعين‬ ‫وحاربوا العلم والعلمـاء إلـى أن وصـلوا إلى‬ ‫حد التمـزق والتشـتت‪ ،‬وأعظـم مثال على‬ ‫ذلـك هـو (الفردوس المفقود ) ‪ :‬أي األندلس‬ ‫‪ ..‬أين حضارة وعلم األندلس ؟ ‪ ..‬لقد ذهب‬ ‫كل ذلك مع أدراج الرياح وسقطت المدن‬ ‫الواحدة تلو األخرى إلى أن وصلوا إلى مدينة‬ ‫أبي عبد اهلل ملك غرناطة الذي سلم آخر‬ ‫مفتاح ل «فرناندو» و «إيزابيال» والسبب هو‬ ‫فساد ملوك األندلس واالقتتال فيما بينهم‬ ‫مع االستعانة باألجنبي الذي كان هو وراء‬ ‫طردهم من أرضهم وهذا التاريخ المذل‬ ‫هناك من يخطط له من جديد ليعيده مرة‬ ‫أخرى وقد بدت بوادر ذلك لما وجدنا بلدانا‬ ‫عربية رهنت نفسها لألجنبي يتحكم فيها‬ ‫كما يشاء ويحرضها على التشدد مع األشقاء‬ ‫بل والعمل على إنشاء الفوضى الخالقة لتخلق‬ ‫سوقا مربحة على مستوى السالح وغيره‪،‬‬ ‫وهذا من أجل استنزاف أموال األمة وكانت‬ ‫أخر صفقة مضحكة هي صفقة « ترامب»‬ ‫أو « ترامبا» التي بلغت ‪ 500‬مليار دوالر‬ ‫أخذها ظلما وعدوانا ضدا على الشعب العربي‬ ‫الفقير المقهور مقابل حماية الحاكمين‬ ‫الذين يفقرون شعوبهم ويعملون على إغناء‬ ‫أسيادهم الذين يمتلكـون نفـس أفكـار‬ ‫«فرناندو» و «إيزابيال» وتتلخص تلك في‬ ‫خلق حروب بين العرب بعضهم بعضا وبينهم‬ ‫وبين المسلمين استعدادا لطردهم لصحراء‬ ‫الجزيرة القاحلة بعد تدميرهم ويأتي بعد ذلك‬ ‫أبو عبد اهلل المعاصر ليسلم المفاتيح ألمثال‬ ‫«ترامبا» لتسلم بعد ذلك للصهاينة إلعالن‬ ‫قيام إسرائيل الكبرى‪.‬‬ ‫هؤالء لو استمروا على حالتهم المتمثلة‬ ‫في االستبـــداد والقهــر والتفقير والتجهيل‬ ‫سيحصل لهم ما حصل لملوك الطوائف‬ ‫الذين كانوا يستعينون باألجنبي ضد بعضهم‬ ‫البعض إلى أن طردوا جميعا ‪.‬‬ ‫إذا نظرت إلى بلدانهم تجدها غنية ولكن‬ ‫شعوبهم فقيرة وأموالها تبذر هنا وهناك‬ ‫وهنالك واألجنبي هو المتمتع األكبر ويليه‬ ‫الحاكم وحاشيته من منافقيه المتملقين ‪..‬‬ ‫في مقابل هؤالء هناك دول مثل الصين‬ ‫واليابان وكوريا‪ ،‬هذه الدول أصبحت متقدمة‬

‫علميا واقتصاديا بفضل االعتماد على نفسها‬ ‫وبفضل الحفــاظ على هويتهــا باستعمـــال‬ ‫لغتها وليس لغــة المستعمـــر‪ ،‬وقد أسسوا‬ ‫لذلك أكاديميات من أجل الحفاظ على لغتهم‬ ‫وتطويرها لتساير التقدم وفعال نجحوا في‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫أما الشعوب المتذبذبـة والتي ظلـت‬ ‫منبهرة بحضارة ولغة المستعمر بقيت‬ ‫وستبقى متخلفة خادمة للسيد المستعمر‬ ‫الذي يفرض عليهم لغته‪ ،‬ألن السيد مقابله‬ ‫العبد‪ ،‬والعبد وما ملك لسيده‪ ،‬فهو ال يعرف‬ ‫معنى االستقالل وال الهوية وال الوطنية ألن‬ ‫عقدة النقص طغت عليه وشملته حتى أصبح‬ ‫يرى نفسه أنه ال يمكن أن يعيش بدون سيده‬ ‫وال يمكن أن يستعمل إال لغة هذا السيد ألنه‬ ‫يخاف المساس بمصالحه ويخشى غضبته ‪..‬‬ ‫هؤالء يوهمون الناس أنهم أحرار وأنهم‬ ‫مستقلون وأن خضوعهم لألجنبي المستعمر‬ ‫هو من باب التباهي بالحضـارة والتفتح‬ ‫والحداثة والحقيقــة أن كـل ذلـك وهـم وزيف‬ ‫ال يجـدي شيئـا‪ ،‬ألن العبـد إذا افتخـر بتقدم‬ ‫سيـده وحضارته ولغته فإنه ال يتعدى إطار‬ ‫العبد األداة المستخدمة لتحقيق مآرب السيد ‪.‬‬ ‫إن األمة التي تتمسك بلغة المستعمر‬ ‫وتعتبرها فعال لغتها الرسمية هي مثلها‬ ‫مثل ذاك العبد الذي ال يستطيع أن يستقل‬ ‫عن هيمنة سيده مخافة أن تصاب مصالحه‬ ‫بأضرار‪ ،‬وهي تفعل ذلك آملة في أن تصبح‬ ‫يوما بمثابة السيد علما أن السيادة والحرية‬ ‫تنطلق من اإليمان الراسخ بالوطن وتراثه‬ ‫ولغته التي تعتبر الوجه الحقيقي لألمة‪،‬‬ ‫فبدون لغة وتعليم وطني يقدس شخصية‬ ‫وهوية الوطن ويعمل من أجل رقي اإلنسان‬ ‫وتقدمـه ورفاهيته واستقالله الحقيقي‪ ،‬فإن‬ ‫هذه األمة لن تتقدم بل ستبقى دائما تعيش‬ ‫في بيت الطاعة ‪..‬‬ ‫ يقـول «لي كوان يـو» رئيس وزراء‬‫سنغافورة الراحل ‪:‬‬ ‫« وجهت معظم موارد الدولة للتعليم‬ ‫فتحولت سنغافورة من دويلة فقيرة مديونة‬ ‫إلى واحدة من أسرع اقتصاديات العالم نموا‬ ‫فالتعليم هو سر نجاح سنغافورة »‪.‬‬ ‫ ويقول ‪:‬‬‫« تنظيف الفســاد مثــل تنظيــف الدرج‬ ‫يبدأ من األعلى إلى األسفل» أي أنه ال يمكن‬ ‫للفساد أن يزول في األمة إال بزوال فساد‬ ‫حكامه‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد كــان الفســاد يغمر مجتمع‬ ‫سنغافورة‪ ،‬فال وجود هناك لعدالة وال إدارة وال‬ ‫أخالق‪ ،‬كل تنخره الرشوة والتخلف والجهل‪،‬‬ ‫لكن حينما توجد إرادة حقيقية مقترنة بمحبة‬ ‫الوطن وسمعته تغيب العيوب متساقطة عن‬ ‫وجه هذا الوطن‪ ،‬بسبب اإلرادة السياسية‬ ‫الحقيقية الثابتة‪ ،‬وبهذا استطاعت سنغافورة‬ ‫أن تصبح في القمة رغم أنها ال تملك أرضا‬ ‫شاسعة وال معادن وال بحارا غنية وبفضل‬ ‫حكامها الوطنيين صارت مركزا عالميا للتجارة‬ ‫والنقل البحري والجوي على الصعيد الدولي‬ ‫وصار المواطن فيها هو الشغل الشاغل‬ ‫للدولة من أجل تعليمه وترفيهه وكذا العمل‬ ‫على ضرب الفساد وكانت النتيجة أن أصبح‬ ‫ذلك البلد أهم مركز مالي عالمي يلعب دورا‬ ‫مهما في االقتصاد الدولي واعتبر مرفأه‬ ‫الخامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط‬ ‫االقتصادي ‪..‬‬ ‫يا ليـت حكـام العــرب استوعبـوا دروس‬ ‫«لي كوان يو» الذي انطلق من الصفر وحقق‬ ‫المعجزة بفضل اإليمان بوطنه وليس بجيبه‬ ‫وعمل على تطبيق نظريته التي يقول فيها‬ ‫«اصنعوا اإلنسان قبل كل شيء»‪..‬‬ ‫و البداية تكون بخوض معركة التعليم‬ ‫الوطني واالهتمام بأصحابه ومعركة العدالة‬ ‫االجتماعية واالبتعاد عن بطانة السوء والنفاق‬ ‫واالقتران بشرفاء الوطن وهذا من أجل السير‬ ‫في طريق التقدم و النجاح ‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫موالي �أحمد الوكيلي والرواية املعا�صرة للنوبة الأندل�سية باملغرب‬ ‫مقاربة ميدانية ملنهجية الوكيلي يف املمار�سة والتطبيق‬ ‫بقلم‪ :‬األستاذ الراحل محمد الرايسي ( ‪ 1948‬ـ ‪1997‬م)‬

‫‪-4-‬‬

‫‪-‬‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫عبد المجيد السماللي‬

‫بمناسبة حلول الذكرى الثالثين لرحيل عميد موسيقى اآللة المغربية موالي أحمد الوكيلي الحسني (ت ‪1409‬هـ‪1988 /‬م)‪ ،‬أحد كبار الشيوخ والمراجع المعتمدين في طرب‬ ‫األلة خالل النصف الثاني من القرن ‪20‬م‪ ،‬وإحياء لذكراه الطيبة في نفوس الولوعين بهذا التراث الفني األصيل‪ ،‬وتنويها بأعماله وعطاءاته الفنية المتميزة‪ ،‬يسرنا أن نعيد‬ ‫نشر بحث قيم ودراسة مفيدة رصدت جوانب اإلبداع واألصالة التي طبعت مسار هذا الهرم الشامخ والعلم الرائد في طرب األلة‪ ،‬حملت عنوان‪( :‬موالي أحمد الوكيلي والرواية‬ ‫المعاصرة للنوبة األندلسية بالمغرب)‪ ،‬كان أعدها ـ منذ ثالثة عقود ـ الباحث في التراث الموسيقي المغربي األستاذ الراحل محمد الرايسي (ت‪1997‬م)‪ ،‬ونشرها في حلقات‬ ‫مسلسلة على صفحات جريدة العلم الغراء المغربية (ابتداء من ‪ 5‬فبراير‪1989‬م)‪.‬‬ ‫وفي هذه الدراسة القيمة قدم األستاذ محمد الرايسي جوانب تاريخية عن الرواية المعاصرة للموسيقى المغربية (األلة)‪ ،‬معرفا بأهم رجاالت هذا الفن األصيل الذين‬ ‫اجتهدوا في المحافظة على الصنعة األندلسية وسعى إلى الرفع من مستوى أدائها‪ ،‬وأكسبها جماال ورونقا‪ .‬وقد انكب الباحث المقتدر على دراسة جل األعمال الفنية التي‬ ‫أنجزها الفنان المجتهد موالي احمد الوكيلي خالل مساره الفني‪ ،‬مع تحليل تفصيلي ألركان منهجه في أداء هذا الطرب األصيل‪ ،‬وإعمال النظر الدقيق في المميزات الفنية التي‬ ‫طبعت عمله في عرض نوبات الموسيقى المغربية (األلة)‪ ،‬وإليكم القسم الثالث من ذاك البحث الرصين الذي أبان صاحبه من خالله عن االلمام الكبير بالمكونات الفنية الدقيقة‬ ‫لهذا الطرب األصيل‪ ،‬وبتاريخ أعالمه‪ ،‬وبإشكاالته الفنية التي اضطلع كبار شيوخ على مباشرة حلها‪.‬‬ ‫عليها الوكيلي في تطبيق النوبة األندلسية‪ ،‬اقتضت تجاوز بعض األساليب واختصار‬ ‫بعض العناصر التي تدخل في خصوصيات التركيب في بنيات الصنائع الغنائية‪.‬‬

‫ز‪ .‬الوكيلي المنشد‪:‬‬ ‫من هذه المعطيات نصل إلى الخصوصية التي ميزت صوت الوكيلي‪ ،‬صوت‬

‫الوكيلي في نوبة رمل الماية ليس هو صوته في نوبة العشاق‪ .‬في رمل الماية‬ ‫نكون أمام صوت فقيه وقور صوفي متواجد‪ ،‬حيث المضمون الديني يدعو للجاللة‬ ‫والخشوع‪ ،‬فصوته يكون مازجا بين حضرة األمداح في الزاوية وخلوة التصوف‪ ،‬أو‬ ‫كأنه قد اندمج في العمارة‪.‬‬ ‫ص ّلى عليك إاله العرش ما سجعت وُرْق وما نثرت في الروض أزهار‬ ‫ّ‬ ‫وآلــك وعلى أصحابــك السعـدا ما الح نجـــم وما انهــل مدرار‬

‫وإذا كنا نسجل له انتباهه لبعض التفككات التي لحقت بتركيب بعض الصنائع‬ ‫والتواشي‪ ،‬فطبقها كما يقتضي البناء العام لقواليبها‪ ،‬وتجنب كل خلل يقع في اإليقاع‪،‬‬ ‫فإننا في بعض الحاالت نسجل لجوءه إلى تكرار مقاطع وكلمات وعبارات من الشعر على‬ ‫قياس مقاطع وعبارات لحنية متخليا فيها عن األشغال جمع (شُغْل)‪ .‬واألمثلة على ذلك‬ ‫متعددة في األعمال التي أنجزها الوكيلي وأنشدها وأشرف عليها‪ ،‬على أننا نرى أن ذلك‬ ‫قد تم من جهته بأسلوب حافظ فيه على التماسك المطلوب‪.‬‬ ‫وهو في جميع األحوال قد كان متكامال في عمله‪ ،‬الذي تميز بالقوة في األداء وتوفر‬ ‫نفس طويل في الحفاظ على الديمومة اإليقاعية والزمنية‪ ،‬ومستوى التعبير‪ ،‬ومن النادر‬ ‫أن تتكرر طريقته أو تتجدد اآلن وسننظر إلى وقت ال نعلم متى سيكون‪ ،‬لنصل إلى‬ ‫نموذج له تكوينا واطالعا وممارسة‪.‬‬

‫وهو عندما يغني بالشعر الفصيح يحافظ على مخارج األصوات‪ ،‬ويراعي أحكام‬ ‫النحو‪ ،‬ومن ثم يربط مقاطع الكلمات التي يفصل بينها (شُغْل)‪ ،‬بينما في األزجال‬ ‫يكون تلفظه مشفوعا بنبرة أصيلة‪ ،‬فال ينطق بها فصيحة‪:‬‬ ‫نمدح محمد سيد أهل السما واألرض من جاءنا بالشرايع والسنن والفرض‬ ‫تخرج كلمة (شَرَايع) من صوته بدون همزة ليحافظ على بناء ال يتقيد بالشعر‬ ‫الفصيح وهو بذلك يستجلي خصوصية النظم وتنوع المنظومات في تركيب‬ ‫الميزان‪.‬‬ ‫كما أنه يتجنّب الوقوع في الخلط بين الشعر العروضي والنظم الغنائي‬ ‫الملحون‪ .‬ومن ناحية فنية‪ ،‬حتى ال تحدث أية خلخلة تمسّ تطابق الكلمات مع‬ ‫النبرات اللحنية ثم إن الكلمات والعبارات تخرج من صوته بنبر ووقع شبيه بلغة‬ ‫الفقهاء عندما يُجَوّدون أو يحدّثون‪ .‬وهذا مرجعه إلى نشأته وتربيته بين‬ ‫ُ‬ ‫الكتّاب والزاوية ومجالس العلم في جامع القرويين‪ ،‬إنه الفقيه الفنان‪.‬‬

‫محمد بن عبد السالم المطيري‬

‫في نوبة العشاق‪ ،‬تنعكس الثنائية الوكيلية‪ ،‬فينقلب الفقيه الفنان إلى الفنان‬ ‫الفقيه‪ ،‬حيث المواضيع تتضمن عدة حاالت وصور‪ ،‬يمتزج فيها الغزل بالطبيعة‬ ‫والجمال والليل والنهار والصبح والعشي والوصل والبعاد‪ ،‬طريقته في األداء ال‬ ‫تنحدر‪ .‬إنه يتمسك بغنائيته‪ ،‬ويتحكم في الصنعة الفنية المرتبطة بالمواضيع‪.‬‬ ‫إنه يغني بوجد داخلي‪ ،‬ال يفارقه إحساسه بالجدية التي وسمت ممارسته‬ ‫تطبيقا وتذوقا‪.‬‬ ‫انظـر إلى روض البهــا يـروق حسنــه النـظـــر‬ ‫وبالمحاسـن ازدهــــن طير على تلك الشـــجــر‬ ‫والفصل يا أولي النهـى يفتر عن ثغـــر الزهـــر‬ ‫اليوم دهري مستقيــم حيث انتظمنا بالمقــــام‬ ‫على أننا نتساءل‪ ،‬هل كان الوكيلي ْ‬ ‫مُط ِربا؟‪..‬إذا كان الطرب هو ما تواضع عليه‬ ‫الناس من ارتباط بالتخنث‪ ،‬واللهو‪ ،‬واإلثارة‪ ،‬فالوكيلي لم يكن من هذا القبيل‪.‬‬ ‫ثم لماذا لم يكن يكتفي بدور اإلشراف على العمل‪ ،‬وإسناد دور الغناء المنفرد‬ ‫لمنشدين آخرين كانوا متوفرين دائما إلى جانبه في المجموعة التي ظل يترأسها‬ ‫لمدة تناهز ثلث القرن من الزمن؟ إن الجواب على مثل هذه األسئلة سيجعلنا‬ ‫نربط تقييمنا لصوته كمنشد‪ ،‬مع عدة عوامل‪ ،‬فهو لم يكن مغنيا بالمعنى العادي‪،‬‬ ‫ولم يكن يتلقى المادة ويكتفي بتبليغها‪.‬‬

‫المعلم عبد السالم الخياطي‬

‫فهرس التعريف بالرواد‬

‫من األسماء المرجعية التي أخذ جيل الرواد الذين عاشوا إلى بداية القرن الميالدي‬ ‫الحالي [‪20‬م]‪.‬‬ ‫‪ .2‬المعلم منصور‪:‬‬ ‫معاصر لسابقه‪ ،‬عنه أخذ المطيري الذي أجاز الوكيلي‪.‬‬ ‫‪ .3‬الساوري‪:‬‬ ‫من رجاالت الحفاظ معاصر لسابقيه‪.‬‬ ‫‪ .4‬البريهي األب‪:‬‬ ‫عبد السالم توفي سنة ‪1311‬هجرية إليه ينسب الجانب األكبر من الرواية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬عنه أخذ ابنه محمد‪.‬‬ ‫أخذ عن سابقيه وعن غيرهم‪ ،‬أول من تولى التعليم في (دار السالح) بفاس‪ ،‬ساهم‬ ‫في تكوين جيل ممن سيأتي ذكر بعض أفراده‪.‬‬ ‫محمد بن عبدالسالم (ت‪1945‬م) أخذ عن والده سالف الذكر‪ ،‬يعتبر إلى جانب‬ ‫المطيري والجعيدي األب‪ ،‬شيوخ الرواية المعاصرة‪ ،‬أخذ عنه الرايس ومصانو ولبزور‪.‬‬ ‫‪ .7‬عبد السالم الخياطي (ت‪1361‬هـ)‪:‬‬ ‫أخذ عن األربعة األوائل وعن معاصريهم‪ ،‬انتقل في العشرينات من فاس إلى‬ ‫سوس بالجنوب‪ ،‬ثم قضى فترة بمراكش عند الباشا الكالوي‪ .‬تولى اإلشراف على‬ ‫مدرسة دار سي سعيد وعلم فيها‪ .‬انتقل إلى البالط الملكي بالرباط في الثالثينات‪.‬‬ ‫‪ .8‬العباس الخياطي‪:‬‬

‫إنه صاحب طريقة اتسمت بالحضور والوثوق والمقدرة على تبليغ المادة‪.‬‬

‫الفنان عمر الجعيدي‬

‫ولد بفاس سنة ‪1920‬م‪ .‬أخذ عن والده النوبة األندلسيةوعن الشيخ مرسي بركات‬ ‫األدوار الشرقية‪ ،‬رافق والده إلى الجنوب‪ ،‬ومراكش‪ ،‬والرباط‪ .‬غادر القصر الملكي بعد‬ ‫نفي المغفور له محمد الخامس‪ ،‬ساهم في الحركة الوطنية عن طريق األغنية بمدينة‬ ‫سال‪[ .‬عمل] أستاذا بالمعهد الموسيقي بالرباط من سنة ‪ 1958‬إلى‪1966‬م‪ ،‬ثم مديرا‬ ‫للمعهد الموسيقي بالقنيطرة إلى يوم تقاعده سنة‪1958‬م‪.‬‬ ‫‪ .9‬عمر الجعيدي (الجعيدي األب)‪:‬‬ ‫عاصر كال من السلطان عبدالعزيز وعبدالحفيظ والمولى يوسف ومحمد الخامس‪،‬‬ ‫قضى أغلب حياته الفنية بالبالط الملكي‪ ،‬كان مهتما بجمع الروايات والصنائع من‬ ‫مختلف المصادر‪ ،‬وبذل في ذلك من ماله‪ ،‬أورث مخزونه البنه محمد (آتي الذكر)‪ ،‬ترأس‬ ‫الجوق الذي مثل المغرب في المؤتمر األول للموسيقى العربية بالقاهرة سنة ‪1932‬م‬ ‫الذي كان من ضمن أفراده المطيري‪ ،‬توفي سنة ‪1952‬م بالرباط‪.‬‬

‫هناك شيء أكثر بعدا من ذلك‪ ،‬إنه كان ينظر في التطبيق برؤية تجديدية‬ ‫تتشبث باألصول في بعدها الثابت‪.‬‬

‫‪ .10‬أحمد بن المحجوب زنيبر‪:‬‬

‫والقيادة عنده متداخلة بين المشاركة العملية والتوجيه عن طريق اإلشارة‬ ‫واالماء‪ .‬لم يكن يكتفي ب(النفقة) في الغناء الجماعي أو النطق بالكلمة األولى أو‬ ‫المقطع األول في مطلع الصنعة أو التوشيح أو البرولة‪.‬‬ ‫بل كان يحرص على أن يكون في طليعة الجوقة‪ ،‬فكل حركة بصوته‪ ،‬هي إلحاح‬ ‫على تنميط الغناء وحفظ توازنه‪ ،‬ومن هنا تميزت منهجيته في األداء بالمشاركة‬ ‫واالندماج‪ ،‬وهما عامالن ساهما إلى حد كبير في تبليغ المادة التي كان يختزنها‪.‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫هناك مالحظات البد من تسجيلها‪ ،‬ونلخصها في كون المنهجية التي سار‬

‫‪ .5‬عبد القادر كوريش‪:‬‬

‫‪ .6‬البريهي االبن‪:‬‬

‫لقد كان معلما وملقنا لطريقة في الغناء ترتبط فنيا وجماليا وثقافيا بنمط‬ ‫الغناء الذي تخصص فيه‪ ،‬وأضفى عليه من تجربته وتكوينه ورؤيته‪.‬‬ ‫ومن ثم فلم يكن غناؤه المنفرد تفضيال‪ ،‬وإنما لضرورة عملية تستجيب‬ ‫وتنسجم مع تصوره وشخصيته وتكوينه ونظريته للمادة التي كان يملك كنه‬ ‫تكوينها‪( ،‬لقد كان يسند العزف المنفرد على العود للمرحوم أحمد الشافعي‪،‬‬ ‫بالرغم من أنه بدوره يعزف على نفس اآللة)‪ ،‬وفي الصنائع التي غناها الوكيلي‬ ‫بصوته أو محاور مع الجماعة‪ ،‬تبدو لنا مقدرته على التمييز بين ما يقتضيه‬ ‫التوازن الموجود في بنيات الصنائع‪ ،‬والمحافظة على صيرورة الديمومة‬ ‫اإليقاعية‪ .‬اعتمادا على تصور ذهني وإعداد عملي تركيبي توفرت إلنجازه مقدرة‬ ‫صوتية وفنية‪.‬‬

‫‪.1‬أبو عبداهلل محمد بن الحسين الحايك التطواني األندلسي‪:‬‬ ‫عاش في عهد السلطان محمد بن عبد اهلل العلوي‪ .‬جمع ورتب أشعار النوبة‬ ‫األندلسية وحدد طبوعها وميازينها كما وقف عليها في عصره‪ ،‬وضمنها في مجموعة‬ ‫اشتهرت منذ ذلك العهد باسم كناش الحايك نسبة إليه‪.‬‬

‫من مواليد الرباط‪ ،‬أخذ عن شيوخ فاس وأقام فيها لفترة حتى تمكن من الصنعة‪،‬‬ ‫انتقل الى الدار البيضاء في بداية الثالثينات حيث أسندت اليه مهمة تكوين جيل من‬ ‫الموسيقيين بدار الجمعية الخيرية بالدار البيضاء‪ ،‬استقر آخر حياته بالرباط‪.‬‬ ‫‪ .11‬محمد بن إدريس المطيري‪:‬‬

‫الفنان العباس الخياطي‬

‫عاش بفاس‪ ،‬عاصر البريهي االبن‪ ،‬والجعيدي األب‪ ،‬وكوريش‪ ،‬كان فقيها وأديبا‬ ‫مشاركا‪ ،‬اشتهر باطالعه الواسع على أسرار النوبة وإلمامه باألدب األندلسي‪ ،‬حيث قيل‬ ‫إنه كان يحفظ ديوان ابن زيدون عن ظهر قلب‪ ،‬أخذ عنه الوكيلي‪ ،‬والتازي الشرتي‬ ‫مصانو‪ ،‬ولبزور التازي‪ .‬توفي [الفقيه المطيري] سنة ‪1946‬م‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫صور من الحلقات العلمية بتطوان إبان النصف‬ ‫األول من القرن ‪14‬هـ‪20 /‬م من خالل‬ ‫مذكرات األستاذ محمد داود الموسومة‬ ‫• بقلم األستاذة حسناء محمد داود‬ ‫بـ (على رأس األربعين) ـ ‪ 3‬ـ‬ ‫رئيسة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‬ ‫محافظة الخزانة الداودية (تطوان)‬

‫وننتقل اآلن إلى سرد العلوم التي كانت تدرس بتطوان في الفترة التي نتحدث عنها (بدايات القرن‬ ‫العشرين الميالدي)‪ ،‬مع بيان الكتب التي كانت معتمدة في ذلك‪ ،‬وفي هذا الصدد يقول األستاذ محمد داود‬ ‫(في مذكراته «على رأس األربعين»)‪:‬‬

‫سنة ‪ ،771‬بشرح جالل الدين محمد المحلي المتوفى سنة ‪ ،864‬ومطالعة حاشيته للشيخ عبد الرحمن البناني‬ ‫المصري المتوفى سنة ‪ ،1198‬وبعضهم يطالع حاشية العطار‪ ،‬وبعضهم يطالع شرح الشيخ أحمد حلولو‬ ‫القيرواني المتوفى سنة ‪.875‬‬

‫األول‪ :‬المرشد المعين على الضروري من علوم الدين‪ ،‬للشيخ عبد الواحد ابن عاشر الفاسي‪ ،‬المتوفى‬ ‫بفاس سنة ‪1040‬هـ‪ ،‬إما بالشرح الصغير للشيخ محمد بن أحمد ميارة الفاسي المتوفى سنة ‪1072‬هـ وحاشيته‬ ‫للشيخ محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج الفاسي المتوفى سنة ‪1273‬هـ‪ ،‬إال أن الذي يسرده السارد إنما هو‬ ‫الشرح فقط دون الحاشية؛ وإما بشرح الشيخ الطيب بن كيران الفاسي المتوفى سنة ‪1277‬هـ‪ .‬وبعضهم يطالع‬ ‫الشرح الكبير للشيخ ميارة المذكور‪ ،‬ولكن لم أر أحدا يقرأ به أو يسرده‪.‬‬

‫علم المنطق‪ :‬يدرس بكتاب السلم للشيخ عبد الرحمن األخضري( )‪ .‬والمبتدئون يدرسونه بشرح الشيخ‬ ‫حسن القويسيني( ) وحاشيته للشيخ مصطفى البوالقي المصري المتوفى سنة ‪1263‬هـ‪.‬أما الطلبة النجباء‬ ‫فيدرسونه بشرح الشيخ محمد بن الحسن بناني – محشي الزرقاني – وحاشيته للشيخ علي قصارة الفاسي‬ ‫المتوفى سنة ‪ .1259‬وقد يطالع بعضهم شرح الشيخ سعيد قدورة الجزائري المتوفى سنة ‪ 1036‬والتعليقات‬ ‫التي عليه للشيخ أحمد بن مبارك المتوفى سنة ‪ ،1156‬وربما طالع بعضهم شرح الملوي للسلم أيضا‪ ،‬مع حاشية‬ ‫الصبان عليه‪ .‬والبعض يطالع حاشية الشيخ إبراهيم الباجوري وتقريرات الشيخ محمد األنبابي وشرح الشيخ‬ ‫أحمد الدمنهوري وشرح المؤلف نفسه‪.‬‬

‫علم التوحيد‪ :‬فعلم التوحيد يدرس عندنا بثالثة كتب‪:‬‬

‫الثاني‪ :‬كتاب السنوسية وشرحها‪ ،‬وهما لإلمام محمد بن يوسف السنوسي المتوفى بتلمسان سنة ‪895‬هـ‪،‬‬ ‫مع مطالعة حاشية الشيخ محمد عرفة الدسوقي المصري المتوفى سنة ‪1230‬هـ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬كتاب الرسالة للشيخ محمد بن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة ‪ 386‬هـ‪ ،‬بشرح الشيخ أبي الحسن‬ ‫علي المنوفي المصري المتوفى بمصر سنة ‪939‬هـ ومطالعة حاشية الشيخ علي الصعيدي العدوي المصري‬ ‫المتوفى سنة ‪ 1187‬هـ‪.‬‬ ‫وال أعرف أحدا درس علم التوحيد للعموم في وقت دراستنا بغير هذه الكتب‪.‬‬

‫علم البالغة‪ :‬يدرس علم البيان غالبا بمنظومة االستعارة للشيخ الطيب بن كيران الفاسي المتوفى بفاس‬ ‫سنة ‪ ،) (1227‬بشرحها للشيخ التهامي البوري المتوفى سنة ‪ ،1243‬وحاشيته للشيخ أحمد بن الخياط المتقدم‬ ‫ذكره‪.‬‬ ‫ثم يدرس النجباء تلخيص المفتاح للشيخ محمد القزويني بشرحه المختصر لسعد الدين مسعود التفتازاني‬ ‫المتوفى سنة ‪ ،791‬وحاشيتيه لبناني والدسوقي‪ .‬وال أعرف أحدا درس بالمطول أيام دراستي بتطوان‪.‬‬

‫علم النحو والتصريف‪ :‬يدرس بكتابين هما اآلجرومية للشيخ محمد بن محمد بن داوود ابن آجروم الفاسي‬ ‫المتوفى بفاس سنة ‪ 723‬هـ‪ ،‬واأللفية للشيخ محمد ابن مالك األندلسي المتوفى بدمشق سنة ‪ 672‬هـ‪.‬‬

‫علم التفسير‪ :‬ال أعرف أحدا من علماء تطوان درسه مستقال أيام دراستي بها فيما بين سنة ‪1330‬إلى أواخر‬ ‫‪ ،1338‬ولكنه يدرس ضمن دراسة صحيح البخاري‪ ،‬وال يسرد تفسير معين في الغالب‪.‬‬

‫وكان نادرا جدا وجود شروح أو حواشي أخر على اآلجرومية لدى بعض الطلبة‪ ،‬وربما وجد شرحان آخران‬ ‫مختصران‪ ،‬أحدهما للشيخ عبد الرحمن المكودي واآلخر للشيخ أحمد بن زيني دحالن المتوفى سنة ‪ 1304‬هـ‪.‬‬

‫وكان الفقيه الرهوني يسرد أثناء قراءتنا عليه صحيح البخاري تفسير…‪،‬إال أن التفسير المتداول بين الناس‬ ‫للمطالعة هو تفسير الجاللين السيوطي والمحلي‪ ،‬وتوجد لدى الخواص تفاسير البيضاوي المتوفى سنة ‪،691‬‬ ‫وابن كثير المتوفى سنة ‪ 774‬والثعالبي المتوفى سنة ‪875‬والطبري المتوفى سنة ‪(310‬والبحر لمحمد أبي‬ ‫حيان األندلسي المتوفى سنة ‪ 754‬والكشاف للشيخ محمود الزمخشري المتوفى سنة ‪ ،538‬وروح المعاني‪،‬‬ ‫وروح البيان وتفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا المتوفى بمصر‪ ،‬وتفسير الشيخ طنطاوي جوهري المصري‬ ‫المتوفى عام ‪.1358‬‬

‫فاآلجرومية تدرس بشرح الشيخ خالد األزهري المصري المتوفى سنة ‪ 905‬هـ‪ ،‬ويقتصر غالب المدرسين‬ ‫والطلبة على مطالعة حاشيته للشيخ أحمد بن محمد ابن حمدون ابن الحاج الفاسي المتوفى سنة ‪ 1316‬هـ‪،‬‬ ‫وبعضهم يطالع حاشية الشيخ محمد أبي النجا‪ ،‬وبعضهم يطالع شرح الشيخ حسن الكفراوي المصري المتوفى‬ ‫سنة ‪ 1202‬هـ‪.‬‬

‫واأللفية تدرس بشرح الشيخ عبد الرحمن المكودي الفاسي المتوفى بفاس سنة ‪ 807‬هـ‪ ،‬والحاشية‬ ‫الموجودة لدى الطلبة بكثرة هي حاشية الشيخ أحمد الملوي المتوفى سنة ‪ 1181‬هـ‪ ،‬وتوجد بكثرة أيضا‬ ‫حاشية الشيخ أحمد ابن الحاج المتقدم ذكره‪.‬‬ ‫ونجباء الطلبة يقرأون األلفية بالتوضيح لعبد اهلل ابن هشام األنصاري المصري المتوفى سنة ‪761‬هـ‬ ‫‪ ،‬وبعضهم يطالع شرحه المسمى بالتصريح للشيخ خالد األزهري المتقدم ذكره‪ ،‬مع حاشيته للشيخ ياسين‬ ‫الحمصي‪ ،‬وإذا كان األستاذ محققا والطلبة نجباء‪ ،‬فإنهم يطالعون شرح الشيخ علي بن محمد األشموني‬ ‫المصري المتوفى سنة ‪900‬هـ ‪ ،‬وحاشيته للشيخ محمد بن علي الصبان المتوفى سنة ‪1206‬هـ‪ ،‬وبعضهم‬ ‫يطالع شرح الشيخ عبد اهلل بن عقيل المصري المتوفى سنة ‪769‬هـ وحاشيتيه للشيخ محمد الخضري والشيخ‬ ‫أحمد السجاعي المصري المتوفى سنة ‪ 1190‬أو ‪1197‬هـ‪.‬‬ ‫وعلم التصريف يدرس في باب التصريف من كتاب األلفية بالشروح المذكورة‪ ،‬ويدرس بكتاب المية األفعال‬ ‫البن مالك صاحب األلفية‪ ،‬بشرح الشيخ محمد بحرق اليمني المتوفى سنة ‪869‬هـ‪ ،‬مع مطالعة حاشيتين عليه‪،‬‬ ‫إحداهما للشيخ الطالب ابن الحاج المتقدم ذكره‪ ،‬واألخرى للشيخ أحمد الرفاعي المصري المتوفى بالقاهرة سنة‬ ‫‪1325‬هـ‪.‬‬ ‫علم الفقه‪ :‬يدرس الفقه أوال بفقه المرشد المعين البن عاشر بالشرح الصغير لميارة كما سبق في التوحيد‪،‬‬ ‫ويدرس برسالة ابن أبي زيد القيرواني كما سبق في التوحيد أيضا‪ .‬ويدرس بكتاب المختصر للشيخ خليل‬ ‫المصري المتوفى سنة ‪776‬هـ‪ ،‬بأحد شروح ثالثة‪:‬‬ ‫األول‪ :‬للشيخ أحمد الدردير المصري المتوفى سنة ‪1201‬هـ‪ ،‬ويطالع الطلبة وبعض المدرسين حاشيته‬ ‫للشيخ محمد عرفة الدسوقي المصري المتوفى سنة ‪1230‬هـ‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬للشيخ عبد الباقي الزرقاني المصري المتوفى سنة ‪1099‬هـ‪ ،‬وال يتأخر أحد من مطالعيه عن‬ ‫مراجعة حاشيته الممتازة للشيخ محمد بن الحسن بناني الفاسي المتوفى سنة ‪1194‬هـ‪ ،‬وبعضهم يطالع‬ ‫حاشية الشيخ محمد بن أحمد الرهوني الوزاني المتوفى سنة ‪1230‬هـ‪ ،‬وجلهم يطالع أيضا اختصار حاشية‬ ‫الرهوني للشيخ محمد بن المدني كنون الفاسي المتوفى بفاس سنة ‪1302‬هـ‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬للشيخ محمد الخرشي المصري المتوفى بمصر سنة ‪1101‬هـ‪ ،‬وعليه حاشية الشيخ علي الصعيدي‬ ‫العدوي المصري‪ ،‬وال يعتمد المحققون عليها كثيرا‪ ،‬وإنما االعتماد في الغالب على ما حرره بناني والرهوني‪.‬‬ ‫وقد وجدنا جل الشيوخ يختار التدريس بشرح الدردير الختصاره وتحقيقه‪ ،‬وبعضهم يزيد على سرد شرح‬ ‫الدردير سرد زوائد الزرقاني وحاشية بناني كلها أو بعضها‪ ،‬وبعضهم يدرس بشرح الخرشي مع بعض الزرقاني‪،‬‬ ‫وال أعرف أحدا في وقتنا درس بالزرقاني وحده‪ .‬على أن جل من يدرس المختصر عندنا ال يستغني عن مطالعة‬ ‫شرح الزرقاني وحواشي بناني والرهوني وكنون‪ ،‬وربما طالع بعضهم حاشية أخرى على الزرقاني‪ ،‬وهي للشيخ‬ ‫التاودي ابن سودة الفاسي المتوفى سنة ‪1209‬هـ‪ ،‬وهي مخطوطة نادرة الوجود‪ ،‬ولم أقف عليها‪ .‬ويطالع‬ ‫المحققون أيضا شرحين آخرين على المختصر‪ ،‬أحدهما للشيخ محمد الحطاب المتوفى سنة ‪954‬هـ‪ ،‬واآلخر‬ ‫للشيخ محمد المواق المتوفى سنة ‪897‬هـ‪ ،‬وهما مطبوعان‪.‬‬ ‫ويدرس الفقه أيضا بكتاب التحفة‪ ،‬وهي للشيخ محمد بن عاصم الغرناطي المتوفى سنة ‪829‬هـ‪ ،‬والشرح‬ ‫الذي يدرس به في الغالب هو شرح الشيخ التاودي بن سودة السابق الذكر‪ ،‬وجل المدرسين وبعض الطلبة‬ ‫يطالعون شرح الشيخ علي التسولي الذي كان قاضيا بتطوان‪ ،‬وقد توفي عام ‪1258‬هـ‪ ،‬وبعضهم يطالع‬ ‫أيضا شرح الشيخ ميارة السابق الذكر‪ ،‬مع حاشيته للشيخ أبي علي بن رحال المتوفى سنة ‪1140‬هـ‪ .‬ومحققو‬ ‫المدرسين ال يكتفون بذلك‪ ،‬بل يراجعون مسائل التحفة في شروح المختصر وحواشيه‪.‬‬ ‫ويدرس الفقه أيضا بكتاب المية الزقاق للشيخ علي بن قاسم الزقاق المتوفى بفاس سنة ‪ ،912‬بشرح‬ ‫الشيخ التاودي بن سودة السابق الذكر‪ ،‬مع مطالعة حواشيه الثالث كلها أو بعضها‪ :‬للشيخ علي التسولي‬ ‫المتوفى سنة ‪ ،1258‬والشيخ المهدي الوزاني المتوفى سنة ‪ ،1342‬والشيخ عبدالسالم الهواري المتوفى سنة‬ ‫‪ .1327‬وربما طالع بعضهم شروح الشيخ ميارة المتوفى سنة ‪ ،1072‬والشيخ محمد بن عبد السالم بناني‬ ‫المتوفى سنة ‪ ،1163‬والشيخ أبي حفص الفاسي المتوفى سنة ‪.1188‬‬ ‫علم أصول الفقه‪ :‬يدرس بكتاب جمع الجوامع للشيخ تاج الدين عبد الوهاب ابن السبكي المصري المتوفى‬

‫السيرة النبوية‪ :‬تدرس بكتاب الشمائل المحمدية للشيخ محمد الترمذي المتوفى سنة ‪ ،279‬بشرح الشيخ‬ ‫محمد بن قاسم جسوس الفاسي المتوفى سنة ‪ ،1182‬أو بحاشية الشيخ إبراهيم الباجوري المصري المتوفى‬ ‫سنة ‪ .1276‬وتدرس أيضا بكتاب الهمزية للشيخ البوصيري المصري بشرح الشيخ محمد بنيس الفاسي‬ ‫المتوفى سنة ‪ .1213‬وتدرس أيضا بكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض السبتي المتوفى‬ ‫بمراكش سنة ‪ ،544‬مع مطالعة شرحيه للشيخ شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري المتوفى سنة ‪1060‬‬ ‫والشيخ علي بن سلطان القاري المتوفى سنة ‪.1014‬‬ ‫علم الحديث‪ :‬يدرس الحديث بصحيح اإلمام محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى قرب سمرقند سنة‬ ‫‪256‬هـ‪ ،‬وصحيح اإلمام مسلم بن الحجاج المتوفى سنة ‪ .261‬ويطالع العلماء ونجباء الطلبة شروح البخاري‬ ‫للشيخ أحمد بن محمد القسطالني المصري المتوفى سنة ‪923‬هـ‪ ،‬والشيخ أحمد بن علي بن حجر العسقالني‬ ‫المتوفى سنة ‪852‬هـ ‪ ،‬والشيخ محمود العيني المصري المتوفى سنة ‪ .855‬كما يطالعون شرحي مسلم للشيخ‬ ‫محمد األبي التونسي المتوفى سنة ‪ ،828‬والشيخ يحيى النووي المتوفى سنة ‪676‬هـ‪.‬‬ ‫ويدرس بكتاب الموطأ لإلمام مالك ابن أنس المتوفى بالمدينة المنورة سنة ‪ ،179‬مع مطالعة شروحه‬ ‫للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني المصري المتوفى سنة ‪ ،1115‬وشرحها اآلخر ألبي الوليد سليمان الباجي‬ ‫األندلسي المتوفى سنة ‪ 494‬والشيخ جالل الدين السيوطي المتوفى سنة ‪911‬هـ‬ ‫ويدرس أيضا بكتاب األربعين النووية بشرحي الحفني أو الشبراخيتي‪.‬‬ ‫وال أعرف أحدا قرأ الحديث في وقتنا بغير هذه الكتب األربعة من بقية كتب الحديث‪ ،‬ما عدا كتاب الشمائل‬ ‫المحمدية‪.‬‬ ‫علم الحساب‪ :‬يدرسه بعضهم بكتاب القلصادي‪ ،‬وهو الشيخ علي بن محمد القلصادي األندلسي المتوفى‬ ‫سنة ‪891‬هـ‪ ،‬وبكتاب المنية‪ .‬وجلهم يدرس القواعد الحسابية دون أن يتقيد بكتاب خاص‪.‬‬ ‫علم الفرائض‪ :‬يدرسه جل الطلبة بشرح الخرشي لفرائض مختصر خليل بحاشيته المشهورة لشيخنا‬ ‫العالمة سيدي أحمد بن الخياط الفاسي المتوفى بفاس سنة ‪1343‬هـ‪.‬‬

‫*****‬

‫هذه إذن هي العلوم التي كان طلبة العلم يدرسونها‪ ،‬إال أنه كانت هناك علوم أخرى ربما تمت دراستها‬ ‫من قبل‪ ،‬وذلك كعلم الطب والتوقيت وكتب األدب واللغة والتاريخ والموسيقى‪ ،‬إال أنها لم تكن تدرس في عهد‬ ‫دراسة ذ‪ .‬داود‪.‬‬

‫*****‬

‫بعد هذا كله‪ ،‬يتطرق ذ‪ .‬داود إلى تعداد أماكن الدراسة بتطوان‪ ،‬مع ذكر المدرسين الذين كانوا يدرسون‬ ‫بها أيام متابعته للدراسة في تطوان‪.‬‬ ‫ثم يأتينا بتصوير دقيق لكيفية التدريس‪ ،‬وعادة المدرسين والطلبة في الجلوس‪ ،‬وكيف يبدأ الدرس‪ ،‬مع‬ ‫بيان مهمة السارد‪ ،‬واختالف الطريقة المتبعة في الدرس حسب المادة الملقنة‪ ،‬من نحو أو سيرة أو حديث أو‬ ‫غيره‪ ،‬ومع بيان اختالف أساليب المدرسين ومنهجيتهم وعاداتهم في إلقاء الدروس‪ .‬بعد ذلك يفصل لنا الكالم‬ ‫في «الختمات»‪ ،‬وكيف كان االحتفال بها حسب الطبقات والمستويات‪.‬‬ ‫وبعد كل هذه التفاصيل‪ ،‬يتعرض ذ‪ .‬داود لبيان الدروس التي كان يحضرها يوميا‪ ،‬مع بيان أماكنها‬ ‫وأوقاتها وأسماء شيوخها وطلبتها الذين يحضرونها‪ ،‬وذلك خالل األعوام ‪ 1336‬و‪ 1337‬و ‪ 1338‬هـ (‪– 1917‬‬ ‫‪1919 – 1918‬م)‪ ،‬أي قبل مغادرته لتطوان‪ ،‬وسفره إلى فاس للدراسة بجامع القرويين‪.‬‬ ‫وعلى أي‪ ،‬فإن من يود االطالع على كل تفاصيل الحلقات العلمية في تطوان في أوائل القرن العشرين‪،‬‬ ‫فما عليه إال أن يتصفح مذكرات «على رأس األربعين» لألستاذ محمد داود‪ ،‬ألنه سيجد فيه ما يشفي الغليل‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫من أيام وذكريات‬ ‫مع جدتي ‪2/1‬‬

‫يحكي الحفيد سيدي محمد عن جدته ‪:‬‬ ‫قيل أنها كانت أجمل بنات عصرها‪ ،‬ربة بيت ماهرة وتعلمت‬ ‫أصول الطبخ المغربي‪ ،‬وتفننت فيه و صنع الحلويات التقليدية‬ ‫برعت فيها‪ ،‬تودّد إليها شبان مرموقين بالوسط لخطبتها‪،‬‬ ‫فرفضت‪ ،‬وفضلت على كل الراغبين زوجها‪ ،‬واستثنت منهم‬ ‫جدي العزيز لها صلة قرابة به‪ ،‬تعرف جديته وسلوكه وتتبع‬ ‫تجارته الناجحة عن بعد‪ ،‬وكانت ترمقه من بعيد وتقول في‬ ‫قرارة نفسها لو أن اهلل تعالى يمنّ بالزواج سيدي محمد علي‬ ‫صوم ثالثة أيام‪ ،‬وأطعم ستة مساكين وأكسي ثالث فقراء‪،‬‬ ‫وسأكون معه أسعد الزوجات‪ ،‬وكنت خادمته المطيعة وربة‬ ‫بيت له‪ ،‬وأم حنون ألوالده‪.‬‬ ‫شاءت األقدار أن يتحقق زواجها منه‪ ،‬ورزقت منه بذكرين‬ ‫وثالث بنات في غاية الخلق واألدب والحشمة والوقار‪.‬‬ ‫مات جدي عن سن يناهز ‪ 63‬سنة‪ ،‬فقيها عالما‪ ،‬مُحدثا‬ ‫ورعا في العلم والتجارة (تجارة األثواب والمالبس التقليدية)‪،‬‬ ‫حافظ لذكر اهلل تعالى‪ ،‬له كرامات وخوارق وعادات‪ ،‬عرف عنه‬ ‫يعلم الجن عند الثلث األول من الليل‪ ،‬فوفاته خسارة لزوجته‬ ‫(لال فطوم) وألوالده وأحفاده‪ ،‬وتالمذته وطلبة القرويين‪.‬‬ ‫تزوجت بناته في حياته‪ ،‬واختار لهن رجاال من ذوي‬ ‫الكفاءة والرجولة وتزوج في حضرته ابنه البكر من شريفة‬ ‫عفيفة بين أهل الكتانين األشراف‪ ،‬رزق منها بنتا واحدة‬ ‫توفي في وليمة عقيقتها وترك ذكرين اثنين تكفل بهما‬ ‫الجد‪ ،‬سكنا وأكال وشربا وملبسا وتعليما من نفقته على‬ ‫اليتامى‪ ،‬وستأتي شمائله في كتابة مقبلة‪ ،‬وتوفي ولد‬ ‫الفقيه البكر عن سن ‪ 22‬سنة‪ ،‬شاب لم يعرف بعد طمع‬ ‫الحياة‪ ،‬أصيب بحمى في رأسه‪ ،‬داخل ‪ 24‬ساعة فقط لم‬ ‫ينفع معها عالج وال دواء‪.‬‬ ‫أما جدتي الحبيبة طال عمرها وكثرت تجاعيد وجهها‬ ‫الذي كان كالبدر في أوّج أيامه‪ ،‬نورا واكتماال‪ ،‬نحل‬ ‫جسمها قل سمعها وبصرها‪ ،‬برزت عروق يديها وأسود‬ ‫لون شرايينها ترتعد يديها عند لمس أي شيء‪ ،‬تهرول‬ ‫في مشيتها إلى الحمام شيب شعرها وابيض وتساقط‪،‬‬ ‫وقد صدق من قال ‪:‬‬ ‫أولنا ضعف وآخرنا ضعف بعد قوة‪.‬‬ ‫تطلب بإلحاح الماء الدافئ أيام الشتاء والبرد القارس‬ ‫للوضوء والصالة‪ ،‬أصبحت حادة الطبع‪ ،‬تصرخ في وجه‬ ‫من امتنع عن خدمتها‪ ،‬وتشتكي إلى والدي‪.‬‬ ‫حاجياتها الثالث‬ ‫‪ - 1‬السجادة ‪ :‬وترغب توجيهها جهة القبلة جهة‬ ‫الشرق‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السبحة ‪ :‬ال تفتر أصابعها تدحرج حبات السبحة‬ ‫وهي تستغفر اهلل وتثني عليه‪ ،‬وترجوه العون والمدد عند‬ ‫إقامة الصالة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حجرة التيمم ‪ :‬هي الوسيلة للتيمم وأداء الصلوات‬ ‫المفروضة‪ ،‬وصالة النوافل ليال‪ ،‬فحالها في هذه السن ال‬ ‫يسمح بالذهاب إلى حنفيات البيت لتجديد الوضوء‪.‬‬ ‫لخدمة الجدة‬ ‫أفضل زوجات أوالدها السيدة سعيدة‪ ،‬تطلبها حثيثا‪،‬‬ ‫فتقضي لها حاجياتها ولها ولد بكر هو خادم الجدة وحبيبها‬ ‫المفضل وأجل أحفادها هو سيدي محمد رأس الحربة ورمز‬ ‫المحبة لديها‪ ،‬وخادم حاجياتها‪ ،‬يكرر معها السور اآلتية‪:‬‬ ‫سورة اإلخالص سورة الكوثر والمعوذتين وسورة النصر‬ ‫وسورة القدر‪ ،‬وهذه السور أحب إليها في صلواتها‪ .‬وفي‬ ‫وحدتها وسمرها ليال وهي تُناجي ربها وتقرأ سورة البقرة‬ ‫آيات العرش ‪.254-252‬‬ ‫هّ َ ُ‬ ‫ال َت�أْ ُخ ُذ ُه �سِ َن ٌة َو َ‬ ‫وم َ‬ ‫ال ِ�إ َل َه ِ�إ ّ َ‬ ‫}الل َ‬ ‫َ‬ ‫حْ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫َي‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ال هُ َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ال�س َما َو ِ‬ ‫�ض َمن َذا ا ّ َلذِ ي‬ ‫ن َْو ٌم ّ َلهُ َما يِف ّ َ‬ ‫ات َو َما يِف الأ ْر ِ‬ ‫َي ْ�شف َُع عِ ْن َد ُه �إِ ّ َ‬ ‫ي �أَ ْيدِ يهِ ْم َو َما َخ ْلف َُه ْم‬ ‫ال ِب ِ�إ ْذ ِن ِه َي ْع َل ُم َما َب نْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َو َ‬ ‫ال ُيحِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن عِ ل ِم ِه �إِال بمِ َا �شاء َو�سِ َع ك ْر�سِ ُّيهُ‬ ‫ون ب َِ�ش ْي ٍء ّ ِم ْ‬ ‫يط َ‬ ‫�ض َو َ‬ ‫ات َوالأَ ْر َ‬ ‫ال�س َما َو ِ‬ ‫ود ُه ِحفْ ُظ ُه َما َوهُ َو ا ْل َعل ُِّي‬ ‫ال َي ُ�ؤ ُ‬ ‫َّ‬ ‫يم{‪.‬‬ ‫ا ْل َع ِظ ُ‬ ‫فإن سألتها لماذا تقرئين كل ليلة عند النعاس آيات‬ ‫الكرسي‪ .‬تقول ‪:‬‬ ‫هي آيات تهابها الشياطين لعنة اهلل عليهم‪ ،‬وهي سد‬ ‫مانع بينها وبين إبليس اللعين‪ ،‬إذا سمع هذه اآليات يفر وقد‬ ‫يحترق‪.‬‬ ‫جدتي‬ ‫عايشت مراحل حكم أربعة ملوك‬ ‫طعنت في السن‪ ،‬وعاشت أيام ملوك علويين‪ ،‬وهم ابن‬ ‫يوسف ومحمد الخامس والحسن الثاني رحمهم اهلل تعالى‬ ‫وأسكنهم فسيح جناته‪ ،‬وعاشت أياما من عهد محمد السادس‪،‬‬ ‫وكانت تتبع حياتهم‪ ،‬وتحكي لنا قصصا رائعة‪ ،‬عاشوا مراحلها‪،‬‬ ‫كمحاربة االستعمار الغاشم ومرحلة االستقالل‪ ،‬ومراحل النمو‬ ‫واالزدهار‪ ،‬وتتفاءل خيرا بالبالد والعباد‪ ،‬كانت كجوهرة في‬

‫البيت يشع وجودها كمصباح في زجاجة‪.‬‬ ‫من شيمها التي لم تندثر‬ ‫رغم تجاوزها المائة سنة‪ ،‬كانت تتصف برجاحة العقل‪،‬‬ ‫والرأي السديد والحكمة البالغة‪ ،‬واألمثال رحمها اهلل تعالى‪،‬‬ ‫وأسكنها جنة الفردوس األعلى‪ ،‬كان حضورها في البيت رمز‬ ‫العائلة وكلمتها هي العليا‪ ،‬ولها وجود قوي ومواقف جليلة‪،‬‬ ‫الكل يحترمها‪ ،‬كنا نتسابق لخدمتها لنيل رضاها المشبع‬ ‫بالدعاء وسعة الرزق‪ ،‬والصحة والعافية‪ ،‬والخير الكثير ال نفاذ‬ ‫منه‪ ،‬وطلب المغفرة‪ ،‬ال تفارق حاجياتها الثالث‪ ،‬السجادة‪،‬‬ ‫والسبحة‪ ،‬وحجرة التيمم‪ ،‬تحرص على سماع صوت اآلذان‬ ‫لتؤدي الصالة في وقتها‪ ،‬كل أفراد األسرة واألحباب واألقارب‬ ‫رجاال ونساء وأطفاال وشبابا يتوددون إطعامها‪ ،‬وقضاء رغباتها‪،‬‬ ‫فتدعو لمن بر بها وتقول ‪:‬‬ ‫لك الجنة‪ ،‬لك الجنة‪ ،‬حيث تدخل أبوابها‪.‬‬ ‫قال عليه السالم ‪:‬‬ ‫الوالد أوسط أبواب الجنة‪ ،‬أي أحسن أبوابها‪( .‬في صحيح‬ ‫الترمدي ‪ .1900‬كتاب الدر والصلة وكتاب ابن ما جد ج ‪.89 2‬‬ ‫وصايا الوالد‬ ‫وكان من وصايا والدنا المنعم جدية التعامل مع الجدة‬

‫قال عليه السالم ‪:‬‬ ‫«رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما»‬ ‫(رواه الطبرني ج‪.)35 - 7‬‬ ‫ويقول الرسول عليه السالم ‪:‬‬ ‫ارحموا من في األرض يرحمكم الرحمن تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫ارحموا من في األرض يرحمكم من في السماء‪.‬‬ ‫من كتاب الترمدي بصحيح األدب المفرد ج‪.6‬‬ ‫ويذكر والدي أنعم اهلل عليه باآليات الكريمة في سورة‬ ‫األحقاف (‪.)16-15‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ان ِب َوال َِد ْي ِه ِ�إ ْح َ�سانًا ۖ َح َم َل ْتهُ ُ�أ ُّمهُ ُ‬ ‫ك ْرهً ا‬ ‫ن�س‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫} َو َو ّ َ‬ ‫�ص ْي َنا ِ َ َ‬ ‫َو َو َ‬ ‫�ض َع ْتهُ ُ‬ ‫ون َ�ش ْه ًرا ۚ َح ّ َتىٰ �إِ َذا‬ ‫ك ْرهً ا ۖ َو َح ْم ُلهُ َوف َ‬ ‫ِ�صا ُلهُ َث اَل ُث َ‬ ‫ِني َ�س َن ًة َق َ‬ ‫ب َ �أ ْو ِز ْعنِي �أَ ْن �أَ ْ�ش ُ‬ ‫ك َر‬ ‫ال َر ّ ِ‬ ‫َب َل َغ �أَ ُ�ش ّ َد ُه َو َب َل َغ َ�أ ْر َبع َ‬ ‫�ص حِ ً‬ ‫َك ا ّ َلتِي َ�أ ْن َع ْم َ‬ ‫ن ِْع َمت َ‬ ‫الا‬ ‫ت َع َل ّ َي َو َع َلىٰ َوال َِد ّ َ‬ ‫ي َو َ�أ ْن َ�أ ْع َم َل َ‬ ‫اه َو َ�أ ْ�صل ِْح يِل يِف ُذ ّ ِر ّ َيتِي ِ�إ يّ ِن ت ُْب ُ‬ ‫ت َْر َ‬ ‫ت ِ�إ َل ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫ك َو ِ�إ يّ ِن‬ ‫�ض‬ ‫ۖ‬ ‫ِن مْ ُ‬ ‫ِني} �صدق اهلل العظيم{‪.‬‬ ‫ال ْ�س ِلم َ‬ ‫م َ‬ ‫حجرة التيمم ولعبة الشريطة‬ ‫سمعت جدتي العالية صوت المؤذن ينادي لصالة الظهر‪،‬‬ ‫فتشتت عن حجرة التيمم فلم تعثر لها على أثر‪ ،‬فنادت حفيدها‬ ‫نداء خفيا ‪ :‬سيدي محمد الغزال‪.‬‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫فتشت جواري عن حجرة التيمم ولم أجدها‪ ،‬يا لشقاوة‬ ‫أحفادي‪ ،‬أير ضيك يا حبيبي الغالي وقرة عيني أن أصلي بال‬ ‫وضوء وال تيمم؟‬ ‫أجابها ‪ :‬قائال ‪:‬‬ ‫إن صليت بدون وضوء وال تيمم صالتك باطلة‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫الجدة‪:‬‬ ‫ابحث لي عن حجرة ثالثة أستعملها عند التيمم‪ ،‬رضاي‬ ‫عليك طول ما حييت‪ ،‬ولك النجاح في مسعاك‪ ،‬يا ذرة قلبي‬ ‫ومهجتي‪.‬‬ ‫سيدي محمد ‪:‬‬ ‫طلبك على رأسي يا جدتي وهو أمر ال طلب‪.‬‬ ‫جدتي ‪:‬‬ ‫إنهن البنات الثالث‪ ،‬خطفن منك حجرة التيمم ليلعبن‬ ‫شريطة‪ ،‬خططن تسع مستطيالت بالطباشر بأرض السطح‪،‬‬ ‫تتناوب سناء وعايدة دحرجة الحجرة في مستطيل معين‪ ،‬بينما‬ ‫فأتى حكم عليهما‪.‬‬ ‫أما األوالد الذكور ‪:‬‬ ‫أخذوا منك حجرة التيمم الثانية‪ ،‬وأفرغوا من مخدة شيئا‬ ‫من الصوف وأحاطوا بها حجرة التيمم‪ ،‬وأحكموا دائرتها‬ ‫بشريط من الدوم‪ ،‬صنعوا بذلك كرة القدم‪.‬‬ ‫فيصل الصغير حارس الشبكة‪ ،‬وجالل وخالد يتناوبان‬ ‫تسديد الضربات نحو الشبكة‪ ،‬والناجح هو من دخلت كرته‬ ‫الشبكة بعدد أكثر أربعة ضد ثالثة مثال‪.‬‬ ‫فيفوز أحدهما‪ ،‬فال داعي إلحراجهم وسلبهم حجرة‬ ‫التيمم‪.‬‬ ‫قالت الجدة‪ :‬سأشكوهم إلى عمتي (الغولة) امرأة ضخمة‬ ‫سوداء يخوف بها األطفال قديما‪ ،‬إن بدا منهم تصرفا غير‬ ‫الئق أو لم يأكلوا غداءهم كامال‪.‬‬ ‫سيدي محمد ‪:‬‬ ‫جيل اليوم حاد الطبع‪ ،‬أذكياء‪ ،‬مهرة‪ ،‬علمتهم المدرسة‬ ‫والتلفزة مكر شياطين الجن واإلنس فال سبيل لتخويفهم‬ ‫بعمتي (الغولة)‪.‬‬ ‫لن يهابونها‪ ،‬وإن وجدت فهي من العدم‪ ،‬لن يعيرونها‬ ‫اهتماما‪.‬‬ ‫الجدة‪ :‬وما العمل ؟‬ ‫اقترب يا سيدي محمد األعز وخذ من تحت السجادة‬ ‫رياال واحدا‪.‬‬ ‫اشتر لهم كرة جلدية ليتخلوا عن حجرة التيمم‪.‬‬ ‫االستغفار والدعاء دينها‬ ‫فإذا صليت وقتها‪ ،‬تستأنف عملها الدؤوب باالستغفار ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬سبحان اهلل وبحمده‪ ،‬سبحان اهلل العظيم (مائة مرة)‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬تستغفر اهلل تعالى ‪ :‬أستغفر العلي العظيم (مائة‬ ‫مرة)‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬تحمد اهلل وتشكره ‪ :‬الحمد هلل واهلل أكبر كثيرا‪ ،‬وال‬ ‫حول وال قوة إال باهلل العظيم (مائة مرة)‪.‬‬ ‫د‪ -‬ثم تختم ذكرها باللطيف‪.‬‬ ‫اهلل لطيف بعباده يرزق من يشاء (مائة مرة)‪.‬‬ ‫وفي دعائها ال نسمع إال همسا‪.‬‬ ‫حنان الجدة‬ ‫يحوم حولها األطفال للسمر معها ليال‪.‬‬ ‫قصصها عجيبة ال تخلو من فوائد دينية وتربوية‪ ،‬تردد‬ ‫أغانيها عندما تكون فرحة مستبشرة‪ ،‬األطفال ال يفارقون‬ ‫مجلسها إال إذا تالعب النوم بجفونهم‪.‬‬ ‫هي مدرسة ثانية بل األولى للناشئة بالبيت‪ ،‬فأغانيها‬ ‫الحزينة الرفيعة العذبة الصوت تذيب الحجر وتلين الصخر‪،‬‬ ‫وقراءتها للقرآن الكريم تقشعر منه األبدان‪ ،‬ال يفارقون‬ ‫مجلسها وهي تدعو من قلب خاشع مليء بالمحبة وباإليمان‬ ‫الصادق‪ ،‬فإذا مرض أحد األحفاد تحتضنه برفق‪ ،‬وتضمه إلى‬ ‫صدرها لينعم بدفء جسدها الطاهر‪ ،‬وتقرأ ما تيسر من القرآن‬ ‫الكريم سورة الفاتحة وسورة اإلخالص سبع مرات‪ ،‬فيها شفاء‬ ‫للمؤمن‪.‬‬ ‫فدعاء العبد مستجاب‪ ،‬وإذا جنّ الليل وأسدل ظالمه‪،‬‬ ‫تنحاز إلى ركن بالبيت‪ ،‬مستقبلة القبلة وتشرع في الدعاء‬ ‫كدأبها كل غسق ليل‪ ،‬وتقول ‪ :‬اللهم اغفر لي خطايا أنت أعلم‬ ‫بها فال يغفر الذنوب إال أنت يا اهلل‪.‬‬ ‫اللهم اشفيني من مرضي وسقمي فال شفاء إال منك يا‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫اللهم اهدني إلى الحق المبين والصواب وال هداية إال‬ ‫منك يا اهلل‪.‬‬ ‫اللهم اصلح مآل أوالدي وأحفادي بخير ما أنعمت يا اهلل‪.‬‬ ‫اللهم اكتب لي الشهادتين وثبتني عليها عند قرب أجلي‬ ‫وعند الممات‪.‬‬ ‫اللهم إن مناي جنة الفردوس صحبة عائلتي وأقاربي‬ ‫صحبة الشفيع‪ ،‬سيدنا محمد عليه أزكى السالم يا اهلل‪.‬‬ ‫كثيرة هي دعواتها منها ما نسمع ومنها ما تهمس به‬ ‫شفتيها‪.‬‬ ‫حبها في اهلل صادق‪ ،‬وإيمانها باإلسالم راسخ ال تشوبه‬ ‫شائبة‪ ،‬أطلب رضاها وال أجادل في مبتغاها‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫�أحوالنا بعد رم�ضان ؟‬

‫لقد استقبلنا باألمس القريب محطة عظيمة من محطات اإليمان‪ ،‬ومناسبة جليلة من‬ ‫مناسبات التوبة والغفران‪ ،‬استقبلنا شهرا قال فيه تعالى‪ »:‬شهر رمضان الذي أنزل فيه‬ ‫القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» وقال فيه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪»:‬‬ ‫‪ ...‬شهر مبارك‪ ,‬فرض اهلل عز وجل عليكم صيامه‪ ,‬تفتح فيه أبواب الجنة‪ ,‬وتغلق فيه‬ ‫أبواب الجحيم‪ ,‬وتغل فيه مردة الشياطين‪ ,‬فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد‬ ‫حرم» ‪ .‬شهر تفتح فيه أبواب خزائن الرحمة والجود واإلحسان‪ ,‬وتقبل فيه ليالي الصفح‬ ‫والتجاوز والغفران‪ ,‬فطوبى لمن تعرض فيه لنفحات الرب وأخلص الطاعة هلل بالجوارح‬ ‫والقلب وترفع عن العادات السيئة واألخالق الرديئة‪ ،‬فاستفاد من هذه المحطة الرفيعة‬ ‫بتدريب النفس على الصبر واالبتعاد عن الكذب والغيبة والنميمة والتحلي بكل خلق نبيل‪.‬‬ ‫وها نحن اآلن نودع هذا الشهر الكريم ونعود إلى حياتنا العادية ويعود الكثير منا‬ ‫إلى ما كان عليه قبل رمضان‪ ،‬لم يستفد من هذه المحطة اإليمانية شيئا‪ ،‬ولم يتعلم‬ ‫من هذه المدرسة السلوكية أخالقا‪،‬‬ ‫وكأن صالة عيد الفطر بمثابة احتفال‬ ‫بنهاية العبادة للرحمن أو التخفف‬ ‫من الواجبات‪ ،‬والردة إلى العوائد‪،‬‬ ‫فتعود المساجد المألى خاوية تشكو‬ ‫إلى اهلل هجر المسلمين لها بعد‬ ‫رمضان‪ ،‬وتخلو الصفوف في الفجر‬ ‫والعشاء من هؤالء الزوار في رمضان‪،‬‬ ‫ويشكو القرآن من شوال إلى شعبان‬ ‫طول الهجران‪ ،‬واستمرار النسيان ‪،‬‬ ‫وتتحول موائد الرحمن إلى خُوَان‪،‬‬ ‫تخلو من طعمة للمساكين‪ ،‬وشربة‬ ‫للمحتاجين‪ ،‬يشكون بعد رمضان خلو‬ ‫معدتهم‪ ،‬وتراجع ما يسد خلتهم‪،‬‬ ‫ويشبع مخمصتهم‪ ،‬فتعود إليهم‬ ‫آالم الجوع‪ ،‬وحسرة الحرمان‪ ،‬وتبخل‬ ‫األيدي عن العطاء‪ ،‬والنفوس عن‬ ‫السخاء‪ ،‬ويستشعر الفقراء برحيل‬ ‫رمضان أن إخوانهم األغنياء‪ ،‬قد عادوا‬ ‫إلى عادة اإلمساك عن البذل والعطاء‪،‬‬ ‫ويشكون أمرهم إلى رب األرض‬ ‫والسماء‪ .‬وتتراجع األسر واألرحام واألهل واألصحاب واإلخوان عن االجتماع حول الطعام‪،‬‬ ‫ويلعب الشيطان ليستدعي الفرقة والخصام‪ ،‬أو فتور عالئق الحب والود والسلوان‪ .‬ويعود‬ ‫المدخنون إلى عوائدهم في التدخين‪ ،‬وكأن اإلجازة عن الحرام في النهار قد انتهت ليصل‬ ‫الليل بالنهار بعادة رديئة‪ ،‬تفسد العقل والجسم والحس والوجدان‪ ،‬وتحول اإلنسان إلى‬ ‫أسير لهذا الدخان‪.‬‬ ‫فكيف يعقل أخي المسلم أن تعود إلى الضاللة بعد أن عرفت طريق الهداية‪ ،‬وإلى‬ ‫المحرمات بعد أن شهدتك المالئكة في بيوت اهلل‪ ،‬وفي مجالس العلم مع الهداة‬ ‫المهتدين؟ فكنت كمن كان يركب حماراً أو جم ً‬ ‫ال أو فرساً ثم صار يركب السيارات الفارهة‪،‬‬ ‫ثم تركها اختيارا وعاد يركب الحمار والجمل والفرس في كل تحركاته وأسفاره ؟؟ أو كمن‬ ‫كان يفترش األرض ويلتحف السماء ثم انتقل إلى غرف النوم ذات السرر المرفوعة ‪،‬‬ ‫والنمارق المصفوفة ‪ ،‬والزرابي المبثوثة‪ ،‬ثم تركها لحظة وبمحض إرادته وعاد إلى النوم‬ ‫على األرض ؟!! ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫إن من ذاق حالوة الطاعة في رمضان ال يتصور أن يعود إلى ضالالت الجهل بعده ‪ ،‬ومن‬ ‫ربى نفسه على كريم األخالق ال يمكن أن يعود إلى سيئها ورديئها بمجرد انتهاء شهر‬ ‫الصيام‪ ،‬فالعاقل يسعى بعد توديع رمضان إلى تثبيت عباداته في يومه وليله حتى تكون‬ ‫جزءا من كيانه‪ ،‬والحفاظ على ما اكتسبه في هذا الشهر وتعلمه حتى يكون ذلك عالمة‬ ‫على صدق إيمانه‪ ،‬ويتجلى ذلك في مظاهر كثيرة منها‪:‬‬ ‫• االنتقال من زيارة المساجد إلى عمارتها وال نهجرها بمجرد انتهاء شهر الصيام ؛‬ ‫يَوْم‬ ‫ذلك أن اهلل سبحانه وتعالى قال‪﴿ :‬إِنَّمَا يَعْمُرُ‬ ‫هلل مَنْ آمَنَ ِبا ِ‬ ‫مَسَاجدَ ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل وَا ْل ِ‬ ‫الزَّكا َة وَ َلمْ يَخْشَ إِ َّال َ‬ ‫اآلخِ ِر وَأَ َقامَ الصَّال َة وَآتَى َ‬ ‫اهلل َفعَسَى أُوْ َلئِكَ أَ ْن ُ‬ ‫يَكونُوا مِنْ‬ ‫ا ْلمُهْتَدِينَ﴾ فكم نحن في حاجةٍ إلى عمارة بيوت اهلل!‪ ،‬فلنعاهد اهلل سبحانه وتعالى على‬ ‫أن نكون من عمَّار المساجد‪ ،‬ونتبرَّأ من الشيطان الذي يمنعنا من أن نكون من عُمَّار‬ ‫المساجد‪.‬‬ ‫• نعاهد القرآن تالوة وفهما وعمال‬ ‫ودعوة‪ ،‬فلنعترف أننا نقرأ القرآن إذا قرأناه‬ ‫ونحن مرضى القلوب؛ ألن القرآن الذي‬ ‫صنع جيال فريدا وحضارة شامخة لم يتغير‪،‬‬ ‫وإنما نفوسنا هي التي تغيرت‪ ،‬ومن هنا‬ ‫وجب أن نتعامل مع القرآن معاملة خاصة‪،‬‬ ‫فنتعلم أحكام التجويد‪ ،‬وننتظم بدقة في‬ ‫قراءة ما تيسر منه كل يوم‪ ،‬ونعايش اآليات‬ ‫وندرب أنفسنا على التفكر والتدرب ولنبدأ‬ ‫بالتقاط آية وجدنا معها أنفسنا فنتأملها‬ ‫طول اليوم لنجد فتوحات ال حدود لها‪،‬‬ ‫وننتظم في حلقة قرآنية أسبوعية للفهم‬ ‫والمدارسة والتعلم‪ ،‬ونضع معنى عمليا‬ ‫كل أسبوع تحتاج النفس أن تحمل عليه‪،‬‬ ‫ثم ِّ‬ ‫نعلم الناس هذا الكتاب مما تعلمناه‪،‬‬ ‫وال مانع شرعا من جعل جزء لصالة قيام‬ ‫الليل قراء ًة من المصحف‪.‬‬ ‫• التحلي باألخالق الكريمة والصفات‬ ‫الفاضلة التي تعلمناها في رمضان‪ ،‬فمن‬ ‫انقطع عن التدخين اليعود إليه‪ ،‬ومن‬ ‫توقف عن المخدرات ال يلتفت إليها‪ ،‬ومن تعود على الصبر وعمل الخير ال يتراجع عن ذلك‪.‬‬ ‫• االنتقال من حصر أعمال الخير والبر في رمضان إلى ِّ‬ ‫كل أيام وأشهر العام؛ فمؤسسات‬ ‫العمل الخيري كثيرة منتشرة في أرجاء البالد‪ ،‬وهي تفتح أبوابها لكل الناس‪ ،‬وتستقبل‬ ‫الصدقات والزكاة من المسلمين على مدار العام‪ ،‬فحبذا لو خصص المسلم ولو القليل من‬ ‫راتبه لمؤسسات العمل الخيري‪.‬‬ ‫ولن يتم هذا وذاك إال بمجاهدة النفس وكبح جماحها فمهما جلس اإلنسان‬ ‫في حلقات العلم أو توسع في حفظ النصوص الشرعية واستظهارها عن فضل‬ ‫القيام والصيام والعبادة مع الخضوع والخشية ‪ -‬فلن يتحصل له الصالح واإلصالح‬ ‫واستقامة النفس إال بمجاهدتها ومعالجتها‪ ،‬وأن يعصر قلبه ويظل ذاكرا هلل تعالى‪،‬‬ ‫ذاكرا لذنبه‪ ،‬متذكرا موقفه بين يدي ربه‪ ،‬وعندئذ سيتذوق حالوة هذه المجاهدة‬ ‫ويحيا حياة طيبة‪.‬‬

‫عمالة المضيق الفنيدق تستعد لموسم الصيف‬ ‫مع اقتراب حلول فصل الصيف حيث تشهد عمالة المضيق الفنيدق وفود العديد من‬ ‫السياح سواء منهم المغاربة أو األجانب الذين يتخذون هذه المنطقة كوجهة سياحية‬ ‫مفضلة لديهم‪ ،‬وخاصة عشاق الشواطئ ‪ ،‬ومن أجل تقديم خدمات مثلى لزوار هذه‬ ‫المنطقة والمصطافين على الخصوص‪ ،‬وتفعيال للدورية الوزارية المشتركة بين وزارتي‬ ‫الداخلية والتجهيز والنقل واللوجيستيك‬ ‫والماء‪ ،‬للبحث عن أفضل الطرق لتدبير‬ ‫الشواطئ وتجويد خدمة هذه الفضاءات‬ ‫ال��ت��ي تستقطب أع����دادا مهمة من‬ ‫المصطافين‪ ،‬والعمل على ضمان حق‬ ‫المواطنين في الولوج إلى الشواطئ‬ ‫واالس��ت��م��ت��اع بالبحر ف��ي ج��و صحي‬ ‫وسليم‪ ،‬والحد من االستغالل العشوائي‬ ‫والالعقالني لألنشطة غير المهيكلة‪،‬‬ ‫انعقد م��ؤخ��را بمقرعمالة المضيق‬ ‫الفنيدق اجتماع خصص لدراسة تجويد‬ ‫تدبير الشواطئ التابعة لهذه العمالة‪،‬‬ ‫وتحسين جودة الخدمات‪.‬‬ ‫وت��ج��در اإلش���ارة إل��ى أن��ه سيتم‬ ‫الحرص على إبقاء ‪ 80‬في المائة من‬ ‫المساحة اإلجمالي للشاطئ مفتوحة‬ ‫للعموم‪ ،‬بينما ستخصص ‪ 20‬في المائة‬ ‫المتبقية‪ ،‬وال��ت��ي‪ .‬يتعين أن تكون‬ ‫غير ممركزة في حيز واح��د‪ ،‬لألنشطة‬ ‫االقتصادية والتجارية ومختلف أنشطة االصطياف‪.‬‬ ‫وخالل هذا االجتماع الذي ترأسه عامل عمالة المضيق – الفنيدق حسن بويا‪ ،‬قدم رئيس‬ ‫قسم الشؤون االقتصادية والتنسيق‪ ،‬عرضا حول خصوصيات الشواطئ التابعة للعمالة‬

‫والتي تتوزع على الشريط الساحلي الممتدة من مدينة مرتيل إلى جماعة بليونش‪ ،‬مرورا‬ ‫بكابو نيكرو‪ ،‬والمضيق والفنيدق‪ ،‬مع تقديم شروحات حول التدابير المتخذة من أجل‬ ‫ضمان مرور موسم االصطياف في أفضل الظروف‪.‬‬ ‫ومن التدابير واإلجراءات التي سيتم اتخاذها ‪ ،‬منع كلي أو جزئي لخوصصة الشواطئ‪،‬‬ ‫ومنع السيارات الجوالن والوقوف والتوقف‬ ‫على الشاطئ باستثناء سيارات اإلسعاف‬ ‫وس��ي��ارات ال��ش��رط��ة‪ ،‬وتخصيص حيز‬ ‫للراجلين للتجوال على الشاطئ‪ ،‬وحق‬ ‫كافة المصطافين في نصب المظالت‬ ‫الشمسية والكراسي‪.‬‬ ‫ومن حيث تدبير واستغالل الشواطئ‪،‬‬ ‫ستحرص الجهات المختصة على تعزيز‬ ‫التواصل واإلع�لام عبر تهيئة الشواطئ‬ ‫ونصب عالمات التشوير‪ ،‬وضمان سالمة‬ ‫المصطافين‪ ،‬وب��ن��اء وتجهيز الفضاء‬ ‫الالزمة‪ ،‬والحرص على النظافة العامة‬ ‫(نظافة الشاطئ‪ ،‬تدبير المرافق الصحية‪،‬‬ ‫ضبط أوقات عملية التنظيف)‪ .‬كما سيتم‬ ‫ضمان ول��وج ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫إل��ى الشواطئ‪ ،‬حيث سيتم تخصيص‬ ‫من ‪ 5‬في المائة من مواقف السيارات‬ ‫لفائدتهم‪ ،‬وتجهيز ممرات ورشاشات‬ ‫ومراحيض خاصة مع وضع تشوير عند مدخل الشاطئ يعلم الزوار بأن هذا الفضاء مؤهل‬ ‫الستقبال ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫ويف كتاب «الأمايل» ما يهذب‬ ‫النف�س من لطيف املعاين‬

‫ندعو القارئ الكريم ضمن هذا الركن لالستمتاع بمقتطفات من كتاب األمالي للشيخ إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي‬ ‫المزداد بالضفة الشرقية لنهر الفرات سنة ‪ 228‬هـ ‪967‬م‪.‬‬ ‫والشيخ أبو علي القالي كان أحفظ أهل زمانه باللغة والشعر ونحو البصريين؛ أخذ األدب عن أبي بكر ابن دريد األزدي‬ ‫وأبي بكر ابن األنباري وابن درستويه وغيرهم‪ ،‬وطاف البالد‪ ،‬وسافر إلى بغداد وأقام بالموصل لسماع الحديث من أبي يعلى‬ ‫الموصلي‪ ،‬وأقام بها إلى سنة ‪ ،328‬وكتب بها الحديث ‪ .‬وسمع من البغوي وغيره‪.‬‬ ‫وذكرابن خلكان عددا من مؤلفات أبي علي القالي ومن ضمنها كتاب األمالي حين قال‪« :‬وله التواليف المالح ‪ ،‬منها‪ :‬كتاب‬ ‫األمالي‪ ،‬و كتاب البارع في اللغة ‪ ،‬بناه على حروف المعجم‪ ،‬وهو يشتمل على خمسة آالف ورقة‪ ،‬وكتاب المقصور والممدود‪،‬‬ ‫وكتاب في اإلبل ونتاجها‪ ،‬وكتاب في حلي اإلنسان والخيل وشياتها‪،‬وكتاب فعلت وأفعلت‪ ،‬وكتاب مقاتل الفرسان‪ ،‬وكتاب شرح‬ ‫فيه القصائد والمعلقات‪ ،‬وغير ذلك»‪ .‬و كتاب األمالي ‪ -‬الذي نحن بصدد نشر مقتطفات منه عبر سلسلة حلقات‪ -‬يعد عند أهل الفن عمدة‬ ‫في بابه و مرجع ًا في اللغة واألدب ‪ ،‬حتى قال عنه ابن خلدون ‪« :‬وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن (علم األدب) وأركانه أربعة دواوين‪ ،‬وهي‬ ‫أدب الكاتب البن قتيبة ‪ ،‬وكتاب الكامل للمبرد ‪ ،‬وكتاب البيان والتبيين للجاحظ ‪ ،‬وكتاب النوادر ألبي علي القالي البغدادي ‪ ،‬وما سوى هذه األربعة فتبع لها وفروع منها»‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة ‪:‬‬

‫كتاب عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه ِإلى ابنه عبد اهلل في غيبة غابها‬

‫ات‪َ ،‬عنِ ال ُْع ْتب ِِّي‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا َر ُجلٌ مِ ْن‬ ‫َح َّد َثنَا �أَ ُبو َبكْ ٍِر‪َ ،‬ر ِح ُمه الل َُّه‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا �أَ ُبو َح مِ ٍ‬ ‫�أَ ْهلِ الْكُ َ‬ ‫وفةِ ‪َ ،‬قالَ ‪ :‬كَ ت َ​َب ُع ْم ُر َر ِ�ض َي الل َُّه َعن ُْه ِ�إلَى ْابنِهِ َع ْب ِد اللَّهِ يِف َغ ْي َبةٍ َغ َاب َها‪:‬‬ ‫اد ُه‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫َاه‪َ ،‬و َم ْن َ�شكَ َر ْه زَ َ‬ ‫«�أَ َّما َب ْع ُد‪َ ،‬ف�إِن َُّه مِ َن ا َّتقَى الل َ​َّه َو َق ُاه‪َ ،‬و َم ْن ت َ​َوكَّ لَ َعل َْيهِ كَ ف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الء َب رَ ِ‬ ‫اد َظ ْهرِ َك‪ ،‬ف�إِن َُّه ال َع َملَ مِل َْن ال ن َِّية ل َُه‪،‬‬ ‫�ص َك‪َ ،‬و ِع َم َ‬ ‫اج َعلِ ال َّتقْ َوى َج َ‬ ‫�أَ ْق َر َ�ض ُه َجزَ ُاه‪َ ،‬ف ْ‬ ‫َوال �أَ ْج َر مِل َْن ال َح َ�سن َ​َة ل َُه‪َ ،‬وال َج ِدي َد مِل َْن ال َخل َ​َق ل َُه»‪.‬‬

‫كالم لبعض الحكماء‬

‫َ َ‬ ‫عَن األصمعي‪َ ،‬ق َ‬ ‫بَكر‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪ :‬بلغني أن بعض الحكماء كان‬ ‫ال‪ :‬حَد َ​َّثنَا أَبُو حاتم‪ِ ،‬‬ ‫وحَدَّثنَا أبُو ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يقول‪« :‬إني ألعظكم وإني لكثير الذنوب‪ ،‬مسرفٌ عَلى نفسي‪ ،‬غير حامدٍ لها‪ ،‬وال حاملها عَلى‬ ‫المكروه فِي طاعة اهلل عز ّ‬ ‫وجل‪ ،‬قد بلوتها فلم أجد لها شكراً فِي الرخاء‪ ،‬وال صبراً عَ َلى البالء‪،‬‬ ‫عَن المنكر‪ ،‬ولكن‬ ‫والنهي‬ ‫بالخير‬ ‫األمر‬ ‫لترك‬ ‫نفسه‪،‬‬ ‫أمر‬ ‫يحكم‬ ‫حتى‬ ‫ولو أن المرء ال يعظ أخاه‬ ‫ِ‬ ‫محادثة اإلخوان حيا ٌة للقلوب‪ ،‬وجال ٌء للنفوس‪ ،‬وتذكيرٌ من النسيان‪ ،‬واعلموا أن الدنيا سرورها‬ ‫مستقبل يوما ال يستكمله‪ ،‬ومنتظر غدا ال‬ ‫أحزان‪ ،‬وإقبالها إدبار‪ ،‬وآخر حياتها الموت‪ ،‬فكم من‬ ‫ٍ‬ ‫يبلغه‪ ،‬ولو تنظرون إِ َلى األجل ومسيره‪ ،‬ألبغضتم األمل وغروره»‪.‬‬ ‫ال‪ :‬حَد َ​َّثنَا األصمعي‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪ :‬أَخْبَرَنَا محمد بن موسى السامي‪َ ،‬ق َ‬ ‫وحد َ​َّثنَا أَبو عبد اهلل‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫رأيت أعرابياً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول‪« :‬يا حسن الصحبة‪ ،‬أتيتك من بُعدٍ فأسألك سترك‬ ‫الذي ال ترفعه الرّياح‪ ،‬وال تخرقه الرماح»‪.‬‬

‫نبذة من كالم العرب‬

‫وأملى علينا أَبُو عبد اهلل إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي من كالم العرب‪« :‬خفة الظهر‬ ‫أحد اليسارين‪ ،‬والعزبة أحد السبابين‪ ،‬وال ّلبن أحد اللحمين‪ ،‬وتعجيل اليأس أحد اليسرين‪،‬‬ ‫والشعر أحد الوجهين‪ ،‬والراوية أحد الهاجيين‪ ،‬والحمية إحدى الميتتين»‪.‬‬ ‫عَن األصمعي‪ ،‬عَنْ يونس‪َ ،‬ق َ‬ ‫بَك ٍِر‪ ،‬رحمه اهلل‪َ ،‬ق َ‬ ‫وحَد َ​َّثنَا أَبُو ْ‬ ‫ال‪ :‬لما‬ ‫ال‪ :‬حَد َ​َّثنَا أَبُو حاتم‪ِ ،‬‬ ‫حضرت عبد الملك الوفاة قال (وهو يعني الدنيا)‪:‬‬ ‫«إن طويلك لقصير‪ ،‬وإن كثيرك لقليل‪ ،‬وإن كنا منك لفي غرور»‪.‬‬

‫وحدثنا أبو بكر رحمه اهلل قال حدثنى عمي‪ ،‬عَنْ أبيه‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪ :‬قيل لبعض الحكماء‪»:‬كيف‬ ‫ترى الدهر؟»‪.‬‬ ‫َق َ‬ ‫ال‪« :‬يخلق األبدان‪ ،‬ويجدد اآلمال‪ ،‬ويقرب اآلجال»‪.‬‬ ‫قيل له‪« :‬فما حال أهله؟»‪.‬‬ ‫َق َ‬ ‫ال‪« :‬من ظفر به نصب‪ ،‬ومن فاته حزن»‪ .‬قيل‪« :‬فأي األصحاب أبر؟»‪.‬‬ ‫َق َ‬ ‫ال‪« :‬العمل الصالح»‪.‬‬

‫قيل‪« :‬فأيهم أضر؟»‪.‬‬ ‫َق َ‬ ‫ال‪« :‬النفس والهوى»‪.‬‬ ‫قيل‪« :‬ففيم المخرج؟»‪.‬‬ ‫َق َ‬ ‫ال‪« :‬في قطع الراحة وبذل المجهود»‪.‬‬

‫وصية عمير بن حبيب الصحابي لبنيه‬ ‫اق ا ْلق ِ‬ ‫وح َّد َثنَا �أَ ُبو َبكْ رِ ْب ُن الأَنْ َبارِ ِّي‪َ ،‬ر ِح َم ُه الل َُّه‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا �إ ِْ�س َم ِ‬ ‫َا�ضي‪،‬‬ ‫اعيلُ ْب ُن �إ ِْ�س َح َ‬ ‫َ‬ ‫بنَا �أَ ُبو َج ْعفَرٍ خْ َ‬ ‫ال ْطمِ ُّي‪� ،‬أَ َّن َج َّد ُه‬ ‫َقالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا ُم ْ�سل ٌِم‪َ ،‬قالَ ‪َ :‬ح َّد َثنَا َح َّم ُ‬ ‫اد ْب ُن َ�سل َ​َم َة‪َ ،‬قالَ ‪� :‬أَ ْخ رَ َ‬ ‫الله َعل َْيهِ َو َ�سل َ​َّم‪� ،‬أَ ْو َ�صى َبنِيهِ ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ي ْب َن َحب ٍ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ان َب َاي َع ال َّنب َِّي َ�صلَّى ُ‬ ‫ِيب‪َ ،‬وكَ َ‬ ‫ُع َم رْ َ‬ ‫ال�سفِيهِ‬ ‫اء‪َ ،‬و�إِن َُّه َم ْن َي ْحل ُْم َعنِ‬ ‫مال َ​َ�ست َُه ْم َد ٌ‬ ‫ال�سف َ​َهاءِ ‪َ ،‬ف�إ َِّن جُ َ‬ ‫َ‬ ‫«يا َبن َِّي‪� ،‬إ َِّياكُ ْم َو ُمخَ ال َ​َط َة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اد‬ ‫ِيه َيق ََّر بِالْكَ ِث ِ‬ ‫ال�سف ُ‬ ‫ري‪َ ،‬و�إِذا �أ َر َ‬ ‫ُي�سرَ َّ بِحِ لْمِ هِ ‪َ ،‬و َم ْن ُيجِ ْب ُه َي ْن َد ْم‪َ ،‬و َم ْن ال َيق ََّر ِب َقلِيلِ َما َي�أتِي بِهِ َّ‬ ‫ِال َْع ُر ِ‬ ‫وف َ �أ ْو َين َْهى َعنِ مْ ُ‬ ‫�أَ َح ُدكُ ْم �أَ ْن َي�أْ ُم َر ب مْ‬ ‫النْكَ رِ ‪َ ،‬فل ُْي َو ِّط ْن َق ْبلَ َذلِكَ َعلَى الأَ َذى‪َ ،‬ول ُْيوقِ ْن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫اب مِ َن اللَّهِ َعزَّ َو َجلَّ ‪� ،‬إِن َُّه َم ْن ُيوق ِْن بِالث َو ِ‬ ‫بِال َّث َو ِ‬ ‫�س الأذى»‪.‬‬ ‫اب مِ َن اللَّهِ َعزَّ َو َجلَّ ال َيجِ ْد َم َّ‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪946‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)849‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫“ المغرب وإفريقيا في سياق‬ ‫كشوف العوالم الجديدة “‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تعرضت بالد المغرب منذ مطلع العصور الحديثة لحملة إيبيرية منظمة استهدفت سنة ‪ ،1992‬في ما مجموعه ‪ 43‬صفحة من الحجم المتوسط وبلغة علمية راقية أضفت‬ ‫إسقاط منطقة شمال إفريقيا في يد االحتاللين البرتغالي واإلسباني وتحويل الضفة قيمة متميزة على هذا العمل‪ .‬والكتاب – في األصل – عبارة عن نص محاضرة كان قد‬ ‫الجنوبية للبحر األبيض المتوسط إلى خطوط دفاعية أمامية في وجه الطموحات ألقاها المؤلف بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط يوم ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،1992‬في إطار‬ ‫اإلسالمية “ المفترضة “ في العودة إلى بالد األندلس‪ ،‬وإلى نقاط ارتكاز أساسية لعمليات أنشطة كرسي التراث المغربي اإلفريقي المشترك‪ ،‬وحرص معهد الدراسات اإلفريقية‬ ‫الغزو العسكري واالستكشاف المرتبطين بضرورات التأسيس لالنتقال األوربي الجنيني التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط على نشر مضامينها بالنظر لتقاطعها المباشر‬ ‫نحو الرأسمالية في إطار ما عرف بالنظام المركنتيلي للقرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪ .‬مع جوهر االهتمامات واالنشغاالت العلمية للمعهد المذكور‪ .‬والحقيقة إن هذا العمل‪،‬‬ ‫لذلك‪ ،‬لم يكن غريبا أن يرتبط الغزو اإليبيري بتواريخ حاسمة في سياق العالقات غير يقدم أهم خالصات االجتهادات التي سبق للمؤلف أن طورها في إطار دراساته الجامعية‬ ‫المتوازنة بين الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر األبيض المتوسط خالل العصور المتعددة‪ .‬فهو بذلك يمنح للقارئ إمكانية الوقوف على الخطوط العامة لتخريجات‬ ‫الحديثة‪ ،‬أوالها مرتبط بسنة ‪ 1415‬م تاريخ سقوط مدينة سبتة في يد البرتغاليين‪ ،‬األستاذ بوشرب وحول أطروحاته المركزية بخصوص موضوع الغزو اإليبيري‪ ،‬كما أنه‬ ‫وثانيها مرتبط بسنة ‪ 1492‬م تاريخ سقوط مدينة غرناطة ‪ -‬باعتبارها آخر القالع يكشف عن مختلف أوجه غنى المادة المصدرية والوثائقية وكذا عن تعددها وعن آليات‬ ‫اإلسالمية ببالد األندلس – في يد اإلسبان ووصول كريستوف كولومب – في نفس استغاللها وتوظيفها ليس فقط لرصد أوضاع المغرب خالل القرون الحديثة‪ ،‬ولكن‬ ‫السنة – إلى العالم الجديد‪ .‬لقد فتحت وقائع هذه التواريخ المجال واسعا للتمهيد لقيام – كذلك – لتوضيح السياقات الدولية التي تحكمت في المسار العام لألحداث خالل‬ ‫عالقات ميتروبولية بديلة سهلت من عمليات “ انفجار أوربا “ خارج حدودها الضيقة المرحلة المذكورة‪.‬‬ ‫ومن “ تقوقع عالم ما وراء البحار “ في إطار بنيات عتيقة شكلت مداخل أولية إلسقاط‬ ‫لقد استهدف المؤلف من وضع هذا الكتاب‪ ،‬تأكيد وجهة نظره حول تكامل الغزو‬ ‫هذه المناطق في دوامة التكالب اإلمبريالي األوربي خالل القرون الالحقة‪ ،‬وذلك تحت البرتغالي للمغرب – الذي انطلق عمليا باحتالل سبتة ‪ ،-‬مع االكتشافات الجغرافية‬ ‫يافطات مختلفة وبأهداف واضحة وبوسائل استئصالية‪.‬‬ ‫األوربية التي همت منطقة غرب إفريقيا‪ ،‬وكذا على ارتباط هذه الوقائع مع بعضها‬ ‫وفي إطار هذه الحملة الشرسة‪ ،‬سقطت العديد من الثغور المغربية في يد االحتاللين البعض وعلى تفاعلها مع مجمل األوضاع الجيوستراتيجية العامة والتي تحولت معها‬ ‫البرتغالي واإلسباني وذلك منذ مطلع القرن ‪ 15‬م‪ ،‬في محاولة الستكمال مشاريع حروب الثغور المغربية إلى نقاط ارتكازية أساسية بالنسبة للغزو البرتغالي لكل منطقة غرب‬ ‫االسترداد الصليبية ونقل الحرب إلى “ األرض اإلسالمية “ وذلك في سياق البحث عن إفريقيا‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد حاول المؤلف تبيان أوجه عالقة ذلك التفاعل والتأثر المتبادلين مع‬ ‫توفير شروط االنتقال “ الحضاري “ من ظالم الفيودالية إلى أنوار الرأسمالية‪ .‬والمالحظ األهمية التجارية القصوى التي أصبحت تكتسيها السهول الساحلية المغربية بالنسبة‬ ‫– في هذا الباب – أن ضربات االحتالل اإليبيري األولى قد كانت من نصيب ثغور منطقة للبرتغاليين عقب بداية هيمنتهم على الطرق التجارية األطلنتية وتنظيم التجارة مع‬ ‫الشمال ( سبتة‪ ،‬القصر الصغير‪ ،‬أصيال‪ ،‬طنجة‪ ،‬مليلية‪ ،) ... ،‬مما جعلها تقفز إلى سطح منطقة غرب إفريقيا‪ .‬فلكي يحصل البرتغاليون على التبر والعبيد بمراكز بالد السودان‬ ‫الغربي التي شيدوها بعد اكتشافهم‬ ‫األح��داث ليس فقط بسبب سلخها‬ ‫للمنطقة‪ ،‬كان عليهم عرض مجموعة‬ ‫عن جسدها المغربي‪ ،‬ولكن – كذلك‬ ‫كبيرة من المواد المغربية التي كان‬ ‫– بالنظر لقوة المقاومة الجهادية‬ ‫يجمعها وكالء الملك البرتغالي من‬ ‫الضارية التي قادتها قبائل المنطقة‬ ‫مختلف الموانئ المغربية مثل آسفي‬ ‫من أجل تحرير الثغور‪ .‬وإذا كان لعامل‬ ‫وأزمور‪ .‬من هذه المواد يمكن أن نشير‬ ‫القرب الجغرافي دورا حاسما في تسهيل‬ ‫إلى الحبوب والخيول والحنابل والحياك‬ ‫مأمورية االحتالل بالنسبة لإلسبان‬ ‫والنحاس‪ .‬ولكي يفرض البرتغاليون‬ ‫وللبرتغال‪ ،‬فإن ما تكبده المحتلون من‬ ‫نفوذهم على هذا المجال الجغرافي‬ ‫خسائر مادية وبشرية فوق أرض شمال‬ ‫اإلفريقي الواسع‪ ،‬فقد سعوا إلى احتكار‬ ‫المغرب قد ظل عنصرا حاسما في‬ ‫المناطق المكتشفة بمنع كل أشكال‬ ‫تقويض حلم “ تنصير إفريقيا “ وكذا‬ ‫التنافس األوربي حولها‪ ،‬كما سعوا إلى‬ ‫في إفشال مشاريع إنشاء اإلمبراطورية‬ ‫خنق الموانئ المغربية والقضاء على‬ ‫البرتغالية اإلفريقية الكبرى التي‬ ‫تجارة القوافل الصحراوية وذلك عقب‬ ‫كانت دول��ة البرتغال تسعى – من‬ ‫اتصالهم بزعماء مملكة مالي وسعيهم‬ ‫خاللها – إلى تحويل منطقة الشمال‬ ‫الحثيث إلى تحويل الطرق التجارية‬ ‫إلى رأس الحربة في عمليات الغزو‬ ‫من المناطق الصحراوية المغربية‬ ‫وفي جهود تنظيم التجارة البعيدة‬ ‫إلى المراكز البرتغالية المشيدة على‬ ‫المدى مع منطقة غرب إفريقيا‪ ،‬مركز‬ ‫الساحل اإلفريقي وخاصة مركز أرغين‬ ‫الذهب والعاج والعبيد‪ .‬واعتبارا لهذه ‪ ‬‬ ‫المشيد بالساحل الموريتاني‪.‬‬ ‫الخصوصيات‪ ،‬فقد خلفت المصنفات‬ ‫وإضافة إلى هذا الرصد التاريخي‬ ‫جانب من السور البرتغالي لمدينة أصيال‬ ‫والحوليات التاريخية البرتغالية كتابات‬ ‫لتطور الوقائع‪ ،‬اهتم المؤلف بتوضيح‬ ‫عديدة ووثائق زاخرة تلقي أضواء كاشفة‬ ‫مظاهر االستفادة البرتغالية الواسعة من هيمنتها على الثغور المغربية المحتلة –‬ ‫على مجمل عالقات هذه الثغور بدولة البرتغال خالل العصور الحديثة‪.‬‬ ‫وتحديدا ثغور منطقة الشمال مثل سبتة وأصيال وطنجة وثغور منطقة دكالة وعلى‬ ‫وبالنسبة للبحث التاريخي المعاصر‪ ،‬فالزال الموضوع يستقطب اهتمام الباحثين رأسها أزمور ومازغان – في عالقة ذلك بالنجاح الكبير في استكشاف منطقة غرب إفريقيا‪.‬‬ ‫البرتغاليين والمغاربة‪ ،‬إذ أنه الزال مثيرا للفضول العلمي ومحافظا على العديد من وإذا كان المؤلف قد ركز طويال على تبيان مختلف مظاهر هذا النجاح‪ ،‬فإنه قد انتبه‬ ‫العناصر التي ظلت تضفي صبغة راهنية على مجاالته‪ ،‬خاصة وأن العديد من الشواهد – في المقابل – إلى أن هذه االستفادة لم تكن أبدية‪ ،‬ذلك أن الشرفاء السعديين‬ ‫األثرية ما تزال قائمة وأن مظان الوثائق األساسية التزال غميسة وأن أسس التالقح الذين انطلقوا خالل القرن ‪ 15‬م من منطقة سوس‪ ،‬قد نجحوا في إفشال المخططات‬ ‫الحضاري بين العالمين ال تزال متجددة‪ .‬ومن دون العودة للتذكير بأهم األسماء التي البرتغالية بالمنطقة‪ ،‬ليس فقط على المستوى العسكري والسياسي ولكن – كذلك –‬ ‫اشتغلت حول هذا الموضوع القديم ‪ /‬المتجدد‪ ،‬نكتفي بالقول إن األستاذ أحمد بوشرب على المستوى التجاري‪ ،‬وهو الوضع الذي وصفه المؤرخ البرتغالي كودينهو ب “ انتقام‬ ‫يظل أحد أبرز الباحثين المعاصرين المتخصصين في تاريخ العالقات المغربية البرتغالية القافلة من الكرافيال “‪ ،‬وضع أدى إلى إلحاق ضربات عسكرية موجعة بالمصالح البرتغالية‬ ‫وخاصة خالل المرحلة المعروفة بمرحلة “ الغزو اإليبيري “‪ .‬وتعود هذه المكانة العلمية بأكادير وآسفي وأزمور وأصيال والقصر الكبير‪ .‬وفي نفس السياق كذلك‪ ،‬لم يغفل األستاذ‬ ‫التي شيدها األستاذ بوشرب‪ ،‬إلى قيمة ما أنجزه من أطروحات جامعية ودراسات بوشرب الوقوف عند انعكاسات تنامي عمليات التهريب الواسعة التي عرفتها مختلف‬ ‫أكاديمية ومساهمات متخصصة‪ ،‬ساهمت في إعادة تقييم موضوع العالقات المغربية أرجاء اإلمبراطورية البرتغالية وكذا ازدياد خطورة عمليات القرصنة التي استهدفت‬ ‫البرتغالية خالل فترة العصور الحديثة الممتدة – بشكل خاص – ما بين القرنين ‪ 15‬األسطول البرتغالي ونجحت في تقويض الكثير من عناصر قوته وهيمنته على البحار‬ ‫و‪ 17‬الميالديين‪ .‬وقد بلور ذلك في إطار أعمال رصينة حاولت تلمس حيثيات االحتالل والمحيطات المكتشفة‪ .‬وفي األخير‪ ،‬قدم المؤلف خالصة االنعكاسات الخطيرة التي‬ ‫البرتغالي ألجزاء من التراب الوطني‪ ،‬مركزا على فهم أسبابه العميقة وعلى رصد آلياته ترتبت عن االحتالل البرتغالي ألجزاء من بالد المغرب ومن إفريقيا السوداء‪ ،‬انعكاسات‬ ‫االستيطانية‪ ،‬ثم على تتبع نتائجه البعيدة المدى على مسار تطور األوضاع بضفتي البحر ال يمكن إال التأكيد على مسؤوليتها المباشرة في تأزيم أوضاع هذه المناطق وفي تأجيج‬ ‫األبيض المتوسط الشمالية والجنوبية‪ .‬وفي كل ذلك‪ ،‬ظلت أطروحات األستاذ بوشرب تناقضاتها البنيوية وفي استنزاف خيراتها المادية والبشرية بشكل ظلت تعاني من‬ ‫وأعماله تنهل من رصيد بيبليوغرافي غني ومتنوع‪ ،‬أساسه إلمام واسع بمظان الكتابات تبعاته السلبية إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫األسطوغرافية الكالسيكية المغربية والبرتغالية للمرحلة المعنية ثم للفترات الموالية‬ ‫وعموما‪ ،‬يتضح أن الكتاب يقدم معلومات مكثفة حول موضوع الغزو اإليبيري‬ ‫والراهنة‪ ،‬وكذلك تنقيب في وثائق محلية وأخرى برتغالية الزال القسم األكبر منها لبالنا‪ ،‬بشكل يسمح باالطالع على مجمل خالصات اجتهادات األستاذ بوشرب في هذا‬ ‫غميسا وموزعا بين دور األرشيفات اإليبيرية بوجه خاص‪ .‬وبذلك نجح األستاذ بوشرب المجال ومن ربطها بجهود الباحثين المغاربة المعاصرين والهادفة إلى إعادة التأسيس‬ ‫في تعزيز الدرس الجامعي حول موضوع “ الغزو اإليبيري “ وفي تدعيم المكتبة الوطنية لتوجهات علمية بديلة في التعاطي مع قضايا االحتالل البرتغالي ألجزاء من أراضينا‬ ‫برصيد هام من األعمال التنقيبية التي ال يمكن القفز عليها أو تجاوزها عند محاولة فهم خالل القرون الحديثة‪ .‬وعلى مستوى آخر‪ ،‬يمكن القول إن خالصات األستاذ بوشرب‬ ‫مالبسات الصراع المغربي البرتغالي عند فجر مرحلة االكتشافات الجغرافية األوربية حول تطور أوضاع المغرب خالل الفترة التاريخية المعنية‪ ،‬تبين أم األمر لم يكن مرتبطا‬ ‫الكبرى‪ ،‬وذلك في أبعاده االقتصادية والعسكرية والسياسية والحضارية المتشعبة‪.‬‬ ‫بمشاكل سياسية وعسكرية محصورة في الزمان وفي المكان‪ ،‬بل بقضايا دولية كبرى‬ ‫في إطار هذا االهتمام األكاديمي المتجدد‪ ،‬يندرج إصدار األستاذ أحمد بوشرب ظل المغرب يمتلك بعض عناصرها ومفاتيحها األساسية التي تحكمت في التطورات‬ ‫لكتابه “ المغرب وإفريقيا في سياق كشوف العوالم الجديدة “ ( باللغة الفرنسية ) وذلك العامة لألحداث بمنطقتي حوض البحر األبيض المتوسط وغرب إفريقيا‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)413‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫مواطن يصيح ‪:‬‬ ‫“قتلوا والدي وتستروا عن الجريمة‬ ‫وطمسوا معالمها ؟”‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫زارنا بمقر الجريدة المواطن محمد العربي الفحيصي الساكن بحي السانية‬ ‫العوامة بطنجة‪ ،‬عارضا علينا قصته المثيرة والمتعبة له‪ ،‬حيث عاش مسلسال من‬ ‫الويالت والمخاوف‪ ،‬طيلة مدة ‪ 11‬سنة‪ ،‬انطالقا من وفاة والده المسمى قيد حياته‬ ‫محمد بن عبد السالم الفحيصي‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2007‬بمدشر ظهر جعادة ـ بقيادة‬ ‫بني عروس بإقليم العرائش‪ ،‬وهي الوفاة التي طرحت العديد من التساؤالت وقتها‬ ‫بخصوص نوع هذه الوفاة‪ ،‬هل كانت عادية أم غير عادية ؟‬ ‫ويضيف المواطن المشتكي أنه بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ 2007‬كان أشعر من طرف‬ ‫أشخاص بالمنطقة المذكورة بأن والده قد ألم به مرض وأنه يتعين عليه الحضور‬ ‫لألخذ بيده‪ ،‬ألنه رجل متقدم في السن‪ .‬وبعد يومين من هذا اإلشعار‪ ،‬انتقل إلى‬ ‫عين المكان لتفقد أحوال والده‪ ،‬ليفاجأ بخبر عن هذا األخير‪ ،‬كونه توفي وأنه يتعين‬ ‫عليه االتصال بقيادة المنطقة للحصول على اإلذن بالدفن‪ ،‬وذلك بعد استدراجه من‬ ‫طرف مسؤول إلى توقيعه على التزام‪ ،‬يعترف بمقتضاه أن وفاة والده كانت طبيعية‬ ‫وأنه ال يمانع في دفنه‪ ،‬علما أن التشريح الطبي هو الذي يبين إذا كانت الوفاة‬ ‫طبيعية من عدمها‪ ،‬وليس نجل الضحية‪ ،‬هذا المواطن المشتكي الذي لم يجلس‬ ‫على مقاعد الدراسة يوما‪ ،‬كما يجهل القانون جهال تاما‪ ،‬ورغم ذلك يتميز بذكاء‪،‬‬ ‫وقوة روحية ومعنوية‪ ،‬جعلته يتابع قضية والده لمدة ‪ 11‬سنة (‪ )2007-2018‬باألدلة‬ ‫والحجج والشهود والتسجيالت الصوتية (‪...‬و‪ )...‬خاصة بعد أن علم ـ وقتها ـ بأن والده‬ ‫المرحوم تعرض للضرب المبرح الذي لقيه على يد المشتكى بهم بمدشر ظهر‬ ‫جعادة‪ ،‬بسبب نزاع حول إرث‪ ،‬حيث توفي‪ ،‬أياما معدودة‪ ،‬متأثرا بالضرب العنيف وعثر‬ ‫على جثته بالعليقة بالمدشر‪ .‬وأوضح المشتكي أن المتورطين يشكلون شبه عصابة‬ ‫تتاجر في الممنوعات بالمنطقة‪ ،‬ولها نفوذ هناك‪ ،‬إذ تحل مشاكلها بالمال‪ ،‬بينما هو ال‬ ‫يملك ماال وال نفوذا‪ ،‬ولما أحس المتورطون بأنه عبارة عن شوكة في حلقهم‪ ،‬حاولوا‬ ‫تصفيته‪ ،‬مرارا‪ ،‬ولوال األلطاف الربانية‪ ،‬لكان مصيره مأساويا‪ ،‬مشيرا إلى أن حياته‬ ‫المهددة بالموت‪ ،‬وباء سكات صوته بقيادة بني عروس‪ ،‬دفعته إلى بيع مسكنه بسعر‬ ‫زهيد‪ ،‬وانتقاله للعيش بحي السانية بالعوامة بطنجة‪.‬‬ ‫ويلتمس المشتكي في األخير من أعلى السلطات بالبالد نفض الغبار عن قضية‬ ‫والده القتيل‪ ،‬يشير المتحدث آمال أن يتم إخراجها من الحفظ ‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫عمال ديلفي يتعرضون للتعنيف‬ ‫حتى بعد تدخل والي الجهة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬

‫في خطوة تصعيدية أصيب أزيد من‬ ‫‪ 15‬عام ًال‪ ،‬نقل ‪ 5‬منهم إلى المستشفى‪،‬‬ ‫اإلثنين المنصرم‪ ،‬كانوا مضربين عن العمل‪،‬‬ ‫حسب ما نقله مصدر نقابي من الكونفدرالية‬ ‫الديمقراطيةللشغلبطنجة‪،‬‬ ‫و لجأت السلطة إلى استعمال القوة‬ ‫لتفريق احتجاجات آالف العمال المضربين عن‬ ‫العمل منذ أسبوع‪ ،‬رفضا لقرار إدارة الشركة‬ ‫تغيير اسمها اإلجتماعي السابق من «ديلفي»‪،‬‬ ‫إلى «أبتيف»‪ ،‬ما يعني هضم جميع المكتسبات‬ ‫السابقة في عقد الشغل‪.‬‬ ‫وكان والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬مرفوقا بكبار مسؤولي الوالية‪،‬‬ ‫نزلوا إلى المقر اإلجتماعي للشركة األمريكية‪،‬‬ ‫وفتحوا حواراً مع المحتجين الذين استعرضوا‬ ‫مخاوفهم‪ ،‬حيث اعتبر المضربون أن توقيع‬ ‫العقود الجديدة سيترتب عنها في نظرهم‬ ‫المس بأحد أهم حقوقهم المشروعة أال وهي‬ ‫األقدمية مع شركة ديلفي سابقا‪ ،‬وكان غياب‬

‫الحوار و التواصل وإشراك العمال والعامالت‬ ‫في اإلخبار بعملية اإلنتقال سببا في انتشار‬ ‫عدة شائعات ال أساس لها من الصحة‪ ،‬حيث‬ ‫تدخل الوالي محمد اليعقوبي‪ ‬و أشرف على‬ ‫عملية تسوية اإلشكال الحاصل ورفع اللبس‬ ‫والغموض الذي نتج عنه تخوف الشغيلة‪ ،‬وبعد‬ ‫اجتماعات مكثفة بين الجهات المعنية والوصية‬ ‫و تحت اإلشراف الفعلي للسيد الوالي ‪...‬تمكن‬ ‫من نزع الموافقة من الشركة األمريكية األم‬ ‫بالتراجع على تغيير اإلسم والحفاظ على ديلفي‬ ‫كعالمة تجارية للشركة ‪،‬حيث تم مساء السبت‬ ‫‪9‬يونيه‪ ،2018‬إزالة العالمة الجديدة من جدران‬ ‫و مداخل المصنع وبذلك يتم ضمان حقوق‬ ‫الشغيلة العاملة بالشركة ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن شركة أبتيف انبثقت‬ ‫من الشركة األم ديلفي التي انقسمت إلى‬ ‫شطرين حسب اإلختصاص‪،‬ابتيف و ديلفي‬ ‫تكنولوجي‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪413‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 946‬ـ الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)2‬‬ ‫القدر يقضي على حلم دي ستيفانو‬

‫«دي ستيفانو هو ريال مدريد» بتلك الجملة المقتضبة‪ ،‬لخص فلورنتينو‬ ‫بيريز‪ ،‬رئيس ريال مدريد قيمة ألفريدو دي ستيفانو‪ ،‬أو كما كان يلقبوه بـ «دون‬ ‫ألفريدو» أسطورة النادي الملكي‪ ،‬وأحد أبرز الشخصيات التي وضعت حجر األساس‬ ‫لتاريخ هذا النادي العريق الممتد لـ ‪ 116‬عاما‪ .‬ويستعرض لكم‪« ‬كووورة»‪،‬‬ ‫في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز نجوم كرة القدم الذين لم يشاركوا في‬ ‫المونديال‪ ،‬وتأتي الحلقة الثانية عن األسطورة ألفريدو دي ستيفانو‪.‬‬

‫صفقة القرن‪:‬‬

‫بدأ دي ستيفانو مشواره مع الكرة في الفريق األرجنتيني الكبير ريفر بليت‪،‬‬ ‫الذي لعب له ‪ 69‬مباراة محرزا ‪ 44‬هدفا‪ ،‬ولكنه لم يستكمل مشواره بسبب‬ ‫مشاكل مالية مع رئيس النادي‪ ،‬ورحل إلى ميلوناريوس الكولومبي‪ ،‬حيث لعب له‬ ‫‪ 4‬سنوات محرزا ‪ 90‬هدفا‪ ،‬إلى أن جاءت نقطة التحول عندما خاض فريقه بطولة‬ ‫ودية في إسبانيا تحت رعاية ريال مدريد‪.‬‬ ‫انبهر سانتياجو برنابيو‪ ،‬رئيس النادي الملكي في هذا الوقت‪ ،‬بقدرات‬ ‫السهم األشقر‪ ،‬ليدخل صراعا شرسا مع برشلونة‪ ،‬الذي وقع مع الالعب بالفعل‬ ‫ولكن بسبب مشكلة قانونية لم تستكمل الصفقة‪ ،‬ليأتي برنابيو ويقنع مع دي‬ ‫ستيفانو‪ .‬وبمجرد أن حل دي ستيفانو بالعاصمة اإلسبانية‪ ،‬قاد ريال مدريد‬ ‫لواحد من أزهى عصوره على اإلطالق‪ ،‬واستطاع كتابة تاريخ يتفاخر به جمهور‬ ‫النادي حتى يومنا هذا‪ ،‬ومع أول مواسمه تمكن من الفوز بلقب الليجا موسم‬ ‫‪ ،1953-1954‬باإلضافة لجائزة البيتشيتشي كأفضل هداف في المسابقة‪ .‬وعاد‬ ‫الشاب الذي أحدث ضجة منذ وصوله إلسبانيا لقيادة ريال مدريد للفوز بالليجا‬ ‫للعام الثاني على التوالي‪ ،‬ليبدأ معه مسيرة من اإلنجازات على المستوى الفردي‬ ‫والجماعي‪ .‬ومع انطالق أول نسخة لدوري أبطال أوروبا‪ ،‬تمكن دي ستيفانو من‬ ‫قيادة ريال مدريد للسيطرة على البطولة في أول ‪ 5‬نسخ‪ ،‬ويصبح الفريق الذي‬ ‫يشكل خطرا على أوروبا في ظل تواجد دي ستيفانو وبوشكاش وخينتو وكوكبة‬ ‫من العظماء‪.‬‬

‫لعنة المونديال‪:‬‬

‫شارك دي ستيفانو مع منتخب بلده األم (األرجنتين) في ‪ 6‬مباريات دولية‬ ‫سجل خاللها ‪ 6‬أهداف‪ ،‬وذلك أثناء فترته مع ريفر بليت‪ ،‬وبسبب رفض األرجنتين‬ ‫المشاركة في مونديالي ‪ 1950‬و‪ 1954‬تبددت آمال دي ستيفانو في الظهور في‬ ‫البطولة‪ .‬بزغ نجم دي ستيفانو في كولومبيا‪ ،‬ليتقرر ضمه للمنتخب‪ ،‬وبالفعل‬ ‫شارك في عدة مباريات ولكنها لم تحمل الطابع الرسمي‪ .‬موهبته وقدرته الفائقة‬ ‫في إحراز األهداف والسيطرة على أوروبا مع ريال مدريد‪ ،‬مكنته من الحصول على‬ ‫الجنسية اإلسبانية عام ‪ ،1956‬لتزداد آمال منتخب الروخا في الوصول لمونديال‬ ‫‪ ،1958‬وفي عام ‪ 1957‬شارك في التصفيات ولكن لم ينجح المنتخب في التأهل‪،‬‬ ‫في موسم حصل فيه دي ستيفانو على لقب هداف دوري األبطال وهداف الليجا‬ ‫باإلضافة للقبي البطولتين‪.‬‬

‫حظ سيء‪:‬‬

‫ظل حلم المشاركة في كأس العالم مع إسبانيا يراود دي ستيفانو حتى‬ ‫وصل إلى عمر الـ ‪ ،36‬فبعد الحصول على لقب الدوري ‪ 6‬مرات ودوري األبطال‬ ‫خمس مرات‪ ،‬ركز على المشاركة في المونديال األخير له في مسيرته‪ .‬أتى مشوار‬ ‫إسبانيا في تصفيات كأس العالم في تشيلي عام ‪ 1962‬سهال‪ ،‬حيث خاض ‪4‬‬ ‫مباريات حقق الفوز في ‪ 3‬وتعادل في واحدة ليستعد الرجل الذي يحمل آمال‬ ‫اإلسبان للمشاركة في المونديال األول له‪ .‬وقبيل انطالق البطولة‪ ،‬أبى القدر أن‬ ‫يحقق أحالم دي ستيفانو بالظهور في المونديال‪ ،‬ليتعرض لإلصابة ويفشل في‬ ‫اللحاق بالمنتخب‪ ،‬وتودع إسبانيا البطولة من الدور األول ليعلن اعتزاله الدولي‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫مساء‬

‫الثالثاء الماضي أوفى فرع طنجة للجمعية المغربية للصحافة الرياضية‬ ‫بوعده وهو ينظم الصالون الرياضي الرمضاني الذي جمع فيه نخبة‬ ‫من ألمع المسيرين الذين تعاقبوا على تسير اتحاد طنجة في السنوات الماضية‪ .‬اللقاء‬ ‫كان فرصة إلحياء الذاكرة‪ ،‬وبالتالي تقريب هؤالء المسيرين من الجيل الحالي من‬ ‫المتتبعين للشان الرياضي بطنجة واتحاد طنجة على وجه الخصوص‪ .‬هذا الفريق‬ ‫الذي يرجع له الفضل هذا الموسم من خالل مسار جديد لكرة القدم الطنجاوية بعد‬ ‫إحرازه لقبا تاريخيا بفوزه بالبطولة االحترافية األولى في تاريخ المدينة‪ ،‬ومن إيجابيات‬ ‫مثل هذه اإلنجازات زرع الروح في مختلف األجسام الرياضية‪ ،‬ضمنها الجسم الصحافي‬ ‫وهو يبادر بهذا النشاط المتميز الذي بدون شك أدخل السرور في نفوس مسيرين‬ ‫تأكدوا أنهم سيبقون في الذاكرة بعدما اعتقدوا أن ال أحد سيتذكرهم‪ .‬نأمل أن‬ ‫تستمر مثل هذه المبادرات التي أكد الحضور الحاشد نجاحها والحاجة الماسة إلى‬ ‫إحيائها‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫زالطان إبراهيموفيتش‪...‬‬ ‫النجم السابق للمنتخب السويدي‬

‫زالتان‪ ،‬كان هناك الكثير من التكهنات حول‬ ‫مشاركتك في كأس العالم‪ .‬لماذا قررت الذهاب‬ ‫إلى روسيا كممثل لـ‪ ،Visa‬وماذا تتوقع من روسيا‬ ‫كدولة مضيفة؟‬ ‫كان من الواضح أنني لن أذهب كالعب مع المنتخب الوطني‪،‬‬ ‫ولكن كما قلت قبل أربع سنوات وأكرره اآلن كأس العالم من‬ ‫دوني ال تستحق المشاهدة‪ .‬أنا حقا أعني ما أقول‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من‬ ‫الممكن اآلن أن أكون حاضراً‪ ،‬وسأستمتع بكأس العالم عن كثب‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬وبالتعاون مع ‪ ،Visa‬هذا يجعلني سعيداً جداً‪ .‬سنكون هناك‬ ‫وسنخلق الحدث‪ .‬بالنسبة لتوقعي لروسيا‪ ،‬أعتقد أن التنظيم‬ ‫سيكون مذه ً‬ ‫ال‪ .‬إنه بلد ضخم وبكثافة سكانية عالية‪ .‬سيكون‬ ‫رائعاً تنظيم كأس العالم هناك‪ .‬أعتقد أنها ستكون بطولة مذهلة‬ ‫مثل جميع بطوالت كأس العالم‪ .‬فنحن نتحدث عن أكبر عرس‬ ‫كروي في العالم‪ ،‬وبالتالي ال يهم أين يتم تنظيمه‪ .‬أريد أن أكون‬ ‫هناك‪ ،‬وأحضره شخصياً أو على التلفزيون وأستمتع كثيراً‪ .‬لن‬ ‫أفوّت هذا العرس‪.‬‬

‫المتحدة لكأس العالم ألنه بلدي الجديد‪ ،‬حيث أعيش‪ ،‬وكنت‬ ‫سأشجعهم أيضاً‪ .‬وبالنسبة لالعب الصاعد الذي أعتقد أنه سيترك‬ ‫بصمة واضحة‪ ،‬أعتقد أنه بول بوجبا‪ ،‬بكل تأكيد‪ .‬الجميع يعلم أنه‬ ‫سريع وماهر‪ .‬كيليان مبابي هو العب بدأ يسطع نجمه ولكنه ال‬ ‫يزال أمامه طريق طويل للوصول إلى القمة‪ ،‬ولكن ليس هناك‬ ‫شك بأنه سيصل‪ ...‬هناك العديد من الالعبين المهمين في‬ ‫الوقت الحالي‪ ،‬وال شك أنه سيأتي العب لم يسمع به أحد ويخلق‬ ‫الحدث‪.‬‬

‫ما الذي يمكنك أن تخبرنا به عن ذكرياتك‬ ‫األولى مع كأس العالم‪ ،‬و ما الذي أعجبك أكثر في‬ ‫مشاركتك في نهائيات كأس العالم عامي ‪2002‬‬ ‫و‪2006‬؟‬

‫برأيك‪ ،‬من هم المرشحون للفوز بكأس العالم‪،‬‬ ‫وهل هناك العب صاعد تعتقد أنه سيترك بصمة‬ ‫واضحة؟‬ ‫أختار فريق ‪ Visa‬ألننا أكبر المرشحين للفوز‪ ،‬وهناك أيضاً‬ ‫فرق أخرى لديها حظوظ للفوز‪ .‬البرازيل وأسبانيا وألمانيا وبالطبع‬ ‫السويد‪ .‬األرجنتين أيضاً‪ ،‬على الرغم من أنهم ال يريدون أن‬ ‫يكونوا مرشحين‪ ،‬ولكنهم كذلك‪ .‬أتأسف لعدم تأهل الواليات‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫أتذكر جيداً عندما أقيمت في الواليات المتحدة عام ‪،1994‬‬ ‫حيث احتلت السويد المركز الثالث‪ ،‬ألنه كان حدثاً كبيراً بالنسبة‬ ‫للسويد‪ ،‬بطبيعة الحال‪ .‬في ذلك الوقت كنت أعرف أنني سأسيطر‬ ‫على العالم وأنني لن أكن مجرد العب كرة قدم‪ .‬وما أعجبني أكثر‬ ‫في مشاركتي في نهائيات كأس العالم عامي ‪ 2002‬و‪،2006‬‬ ‫أحببت الجماهير واألجواء خالل المباريات‪ .‬كان قميصي أصفر‬ ‫اللون وترى نفس اللون في الملعب وتشعر بالسعادة واالحتفاالت‬ ‫من حولك‪ .‬السويد تدللها جماهيرها كثيراً‪ ،‬وبالتالي كانت هذه‬ ‫هي الذكرى المفضلة لدي‪ .‬والمباريات‪ ،‬بالطبع‪ ،‬لكن المباريات ال‬ ‫تتغير حتى وإن كان المستوى أعلى‪ .‬ال يوجد شيء جديد لم تره‬ ‫كل يوم كالعب في النخبة‪ .‬المدهش هو األجواء‪.‬‬

‫ميسي وماسكيرانو يعادالن‬ ‫رقم مارادونا‬

‫عادل ليونيل ميسي وخافيير ماسكيرانو‪ ،‬العبا المنتخب األرجنتيني‪،‬‬ ‫رقم مواطنهما األسطورة دييجو مارادونا‪ ،‬من حيث المشاركة في بطولة‬ ‫كأس العالم‪ .‬ويشارك الالعبان في المونديال الرابع في مسيرتهما رفقة‬ ‫منتخب التانجو‪ ،‬حيث لعبا في كأس العالم أعوام (‪2014 - 2010 – 2006‬‬ ‫ ‪ .)2018‬ولعب مارادونا بطوالت كأس العالم في أعوام (‪- 1986 - 1982‬‬‫‪ .)1994 - 1990‬واستطاع مارادونا‪ ،‬تحقيق بطولة كأس العالم‪ ،‬بينما فشل‬ ‫ميسي وماسكيرانو في الظفر باللقب‪ ،‬حيث خسرا المباراة النهائية في عام‬ ‫‪ ،2014‬أمام المنتخب األلماني‪.‬‬


‫العدد ‪946‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫فرع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بطنجة يكرم‬ ‫رؤساء االتحاد السابقين في «الصالون الرياضي»‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبار‬

‫المـــونديـال‬ ‫سابقة فريدة في واجهة لقاء فرنسا وأستراليا‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫بمناسبة تتويج فريق اتحاد طنجة لكرة القدم كبطل‬ ‫للمغرب والفائز بدرع البطولة الوطنية لموسم ‪2017‬‬ ‫‪ ،2018 /‬في سابقة تاريخية في مسيرة فريق البوغاز‪،‬‬ ‫وفي إطار أنشطتها اإلشعاعية‪ ،‬المتميزة‪ ،‬نظمت الجمعية‬ ‫المغربية للصحافة الرياضية بطنجة يوم الثالثاء الماضي‬ ‫ببيت الصحافة‪ ،‬فعاليات «الصالون الرياضي» لتكريم كل‬ ‫الرؤساء الذين تعاقبوا على تدبير الشأن الرياضي التحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬بهدف ربط الجسور بين ماضي االتحاد وحاضره‬ ‫ومن أجل مستقبل أكثر إشعاعا وحضورا على الساحة‬ ‫الوطنية واإلفريقية‪ .‬وافتتح النشاط‪ ،‬بتالوة آيات بينات من‬ ‫الذكر الحكيم‪ ،‬تلتها وقفة لقراءة الفاتحة في هذه الليلة‬ ‫الرمضانية المباركة‪ ،‬ترحما على الروح الطاهرة لجميع‬ ‫المسيرين و الرياضيين الذين غادرونا إلى دار البقاء بعدما‬ ‫اسدوا خدمات كبيرة للرياضة بعاصمة البوغاز‪.‬‬ ‫وفي سياق هذا «الصالون الرياضي» الذي يدخل‬ ‫في إطار أنشطة الجمعية وأهدافه‪ ،‬وظروف تنظيمه‪ ،‬قال‬ ‫رئيسها‪ ،‬الزميل محمد الصمدي» هذه الليلة المباركة‪،‬‬ ‫فرصة لجيل من المتتبعين واإلعالميين الرياضيين لم تتاح‬ ‫لهم الظروف لمعايشة هذه الوجوه التي قطعت مراحل في‬ ‫تسيير اتحاد طنجة‪ ،‬وهي التفاتة تكريمية لما قام به الرواد‪،‬‬ ‫هذه الوجوه الجليلة‪ ،‬النيرة‪ ،‬مشكورين على تلبيتهم دعوة‬ ‫الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بطنجة‪ ،‬ومساهمتهم‬ ‫في إنجاح هذه‪ ،‬اللحظة التاريخية»‪ .‬وشكر الصمدي لكل‬ ‫الجهات التي تفاعلت مع الجمعية من أجل إنجاح هذا‬ ‫الحدث‪ ،‬من الجماعة الحضرية لطنجة‪ ،‬المقاطعات‪ ،‬والية‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة التي تدعم الجمعية‪ ،‬وكل‬ ‫الفاعلين الرياضيين‪ .‬واضاف» إذا كانت هناك وجوه حاضرة‪،‬‬ ‫فقد غابت وجوه أخرى التي اعتذرت لظروف خاصة بعدما‬ ‫اتصلنا بهم جميعا‪ ،‬السيدان عبد السالم أربعين ودحمان‬ ‫الدرهم لوجودهما بالديار المقدسة ألداء مناسك العمرة‪،‬‬ ‫والسيد محمد بوهريز الذي غاب لظروف عائلية طارئة‪،‬‬ ‫لكن كلهم حملوني مسؤولية قراءة سالمهم لهذا الحضور‬

‫الكريم‪ ،‬وتأكيد اعتزازهم باإلنجاز الذي حققه اتحاد طنجة‬ ‫هذا الموسم‪ .‬كما اشكر السيد سعيد كوبريت رئيس بيت‬ ‫الصحافة‪ ،‬الذي يضع هذا البيت دائما رهن إشارة فرع‬ ‫طنجة للجمعية المغربية للصحافة الرياضية التي أصبحت‬ ‫بأنشطتها حاضرة في هذا البيت إلى جانب الفعاليات‬ ‫األخرى‪ ،‬الثقافية والفكرية والتربوية‪ ،‬والسياسية والحقوقية‬ ‫والنقابية»‪.‬‬ ‫وأجمعت األسماء المكرمة في كلمات مقتضبة على‬ ‫أهمية هذه االلتفاتة في تجديد لقائها بالمتتبعين للشأن‬ ‫الرياضي بالمدينة‪ ،‬وتقريبها من الجيل الحالي الذي لم‬ ‫يكن حاضرا لحظة مباشرتها مهام تسيير شؤون اتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬وكذا المراحل والمشاكل التي رافقت فترتهم‪ ،‬سيما‬ ‫المشاكل المالية التي كانت أول عدو يواجه طموحات‬ ‫الفريق الذي كان يواجه شبه الطلوع والهبوط وفق‬ ‫اإلمكانيات البسيطة المتوفرة‪ ،‬لكنهم ساهموا بدورهم في‬ ‫استمرار الفريق حتى وصل المرحلة الحالية التي حقق فيها‬ ‫اإلنجاز التاريخي بإحراز أول لقب للبطولة‪ ،‬مهنئين الرئيس‬ ‫الحالي‪ ،‬عبد الحميد أبرشان على اإلنجاز‪ .‬ورد األخير في‬ ‫كلمته أن ما تحقق للفريق هذا الموسم يعود له الفضل‬ ‫كذلك للرواد من الرؤساء السابقين الذين بذلوا بدورهم‬ ‫مجهودات جبارة حتى حقق الفريق االستمرارية‪ .‬واختتم‬ ‫«الصالون الرياضي» بتوزيع تذكارات خاصة على جميع‬ ‫الرؤساء المكرمين في هذه الليلة التاريخية‪ ،‬وهم‪ :‬أمين‬ ‫أصوفي‪ ،‬االمين الخصاصي ‪ ،‬محمد الزباخ‪ ،‬محمد العربي‬ ‫بوراس‪ ،‬ابراهيم الذهبي‪ ،‬عبد الخق بخات‪ ،‬المكي العزوزي‪،‬‬ ‫الطيب الرامي وعبد الحميد أبرشان‪ .‬كما تم تكريم خاص‬ ‫للمعالج الطبيعي‪ ،‬حفيظ عارض الذي عايش مجموعة من‬ ‫الرؤساء المكرمين كمسؤول ضمن الطاقم الطبي بالفريق‪.‬‬ ‫واختتم النشاط الذي تميز بحضور الفت‪ ،‬بحفل شاي على‬ ‫شرف الجميع‪.‬‬

‫خيانة عربية تغدر بخامس ترشيح للمغرب‬ ‫الحتضان مونديال ‪2026‬‬ ‫أعلن االتحاد الدولي لكرة القدم صباح الثالثاء فوز‬ ‫الملف األمريكي الثالثي‪ ،‬الذي يجمع بين «الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وكندا‪ ،‬والمكسيك»‪ ،‬بتنظيم كأس العالم ‪،2026‬‬ ‫بعدما جرت عملية التصويت‪ ،‬بمشاركة االتحادات الدولية‬ ‫للعبة‪ ،‬في العاصمة الروسية موسكو‪ ،‬خالل كونجرس فيفا‬ ‫‪ 68‬الذي يعقد عشية انطالق منافسات مونديال ‪.2018‬‬ ‫وفاز الملف الثالثي األمريكي‪ ‬الذي يحمل شعار «متحدون‬ ‫‪ ،»2026‬بـ‪ 134‬صوتا‪،‬‬ ‫مقابــــل ‪ 65‬صوتا فقـــط‬ ‫للملف المغربي المنافس‪،‬‬ ‫فيما امتنــع اتحاد واحـــد‬ ‫عن التصويت‪ .‬وساهمت‬ ‫تأثيرات سياسية في نيـــل‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫وكندا والمكسيك شــــرف‬ ‫تنظيم كأس العالم ‪.2026‬‬ ‫كما كان الجانب األكثر إغراء‬ ‫ألعضاء كونجرس الفيفا‪ ،‬هو‬ ‫تعهد كارلــوس كورديـــرو‪،‬‬ ‫رئيس االتحـــاد األمريكي‪،‬‬ ‫بأرقام مالية قياسية‪ ،‬حيث‬ ‫تحدث عن ‪ 5.8‬مليون تذكرة‪ ،‬وعائدات تبلغ ‪ 11‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫و كان المغرب قد تلقى دعما كبيرا من العديد من‬ ‫دول العالم‪ ،‬وقام بحملة في المستوى الكبير‪ .‬ورفض‬ ‫المسؤولين المغاربة إعطاء تصريحات بعد نهاية المؤتمر‬ ‫‪ 68‬للجمعية العمومية للفيفا‪ ،‬حيث ظهر االستياء على‬ ‫مالمح جميع أعضاء لجنة موروكو ‪ ،2026‬بعدما فشل الملف‬

‫المغربي للمرة الخامسة في الفوز بشرف تنظيم كأس‬ ‫العالم‪ .‬وأحس المغاربة بالخيانة العظمى لبعض الدول‬ ‫العربية‪ ،‬سيما عرب آسيا‪ ،‬التي اختارت التصويت لصالح‬ ‫الملف األمريكي الثالثي‪ ،‬وهي‪ ،‬السعودية‪ ،‬البحرين‪ ،‬العراق‪،‬‬ ‫األردن‪ ،‬الكويت‪ ،‬لبنان واإلمارات‪ .‬أما عرب آسيا‪ ،‬المصوتون‬ ‫لصالح المغرب فهم‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬فلسطين‪ ،‬قطر‪ ،‬سوريا و‬ ‫اليمن‪ .‬وكانت حصة األسد من األصوات التي تحصل عليها‬ ‫الملف المغربي من القارة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬حيث صوتت‬ ‫‪ 41‬دولة إفريقية لصالحه‪،‬‬ ‫وهي‪ ،‬أنغوال‪ ،‬بوركينافاصو‪،‬‬ ‫الكاميرون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬إفريقيا‬ ‫الوسطى‪ ،‬التشاد‪ ،‬الكونغو‪،‬‬ ‫الكونغـــــو الديموقراطيــة‬ ‫‪،‬الكوت ديفوار‪ ،‬جيبوتـــي‪،‬‬ ‫مصــر‪ ،‬غينيـــا االستوائية‪،‬‬ ‫إريتيريا‪ ،‬إثيوبيا‪ ،‬الغابون‪،‬‬ ‫غامبيا‪ ،‬غينيا بيساو‪ ،‬كينيا‪،‬‬ ‫ليبيـــا‪ ،‬مدغشقر‪ ،‬ماالوي‪،‬‬ ‫مالــــي‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬النيجر‪،‬‬ ‫نيجيريا‪ ،‬رواندا‪ ،‬ساوثومي‪،‬‬ ‫السنيغال‪ ،‬السيشل‪ ،‬الصومالن جنوب السودان‪ ،‬السودان‪،‬‬ ‫سوازيالند‪ ،‬تانزانيان الطوغون تونس‪ ،‬أوغندا‪ ،‬زامبيا‪ ،‬جزر‬ ‫القمر‪ ،‬جزر الموريس‪ .‬وفي مقابل تصويت ‪ 11‬دولة إفريقية‬ ‫لصالح الملف األمريكي الثالثي‪،‬وهي‪،‬البنين‪ ،‬بوتسوانا‪،‬‬ ‫الرأس األخضر‪ ،‬غينيا‪ ،‬ليسوثو‪ ،‬ليبيريا‪ ،‬الموزمبيق‪ ،‬ناميييا‪،‬‬ ‫سيراليون‪ ،‬جنوب إفريقيا‪،‬زيمبابوي‪.‬‬

‫كان تدني معدل أعمار العبي فرنسا‪ ،‬الظاهرة الالفتة خالل مواجهة‬ ‫أستراليا و»الديوك»‪ ،‬في الجولة األولى للمجموعة الثالثة من كأس العالم‪.‬‬ ‫وفازت فرنسا على أستراليا‪ ‬بنتيجة ‪ ،2-1‬لتتصدر مجموعتها مؤقتا برصيد ‪3‬‬ ‫نقاط‪ .‬ويرصد «كووورة» أبرز مشاهد اللقاء‪.‬‬ ‫معدل أعمار فرنسا‪ :‬دخل المنتخب الفرنسي مباراة أستراليا بتشكيلة‬ ‫يبلغ متوسط األعمار بها ‪ 24‬عامًا و‪ 6‬أشهر‪ ،‬وهي األصغر للديوك في مباراة‬ ‫افتتاحية بكأس العالم منذ عام ‪ 23( 1930‬عاما و‪ 11‬شهرا ضد المكسيك)‪.‬‬ ‫وشارك الفرنسي كيليان مبابي‪ ،‬العب باريس سان جيرمان‪ ،‬مع منتخب بالده‪،‬‬ ‫أمام نظيره األسترالي‪ ،‬وهو أصغر العب يمثل منتخب فرنسا في بطولة كأس‬ ‫العالم‪ ،‬بعمر ‪ 19‬عامًا و‪ 178‬يومًا‪ .‬أول لجوء لتقنية الفيديوشهدت مباراة‬ ‫فرنسا وأستراليا التي يديرها الحكم أندريس كونها‪ ،‬أول لجوء لتقنية الفيديو‪،‬‬ ‫بمونديال روسيا‪ ،‬والتي منحت الديوك ركلة جزاء ألنطوان جريزمان‪ ،‬الذي‬ ‫تعرض للعرقلة داخل منطقة الجزاء‪.‬‬ ‫خطأ أومتيتي‪ :‬وقع صامويل أومتيتي‪ ،‬مدافع برشلونة والمنتخب الفرنسي‬ ‫في خطأ ساذج‪ ،‬كاد أن يكلف فريقه إهدار الفوز أمام أستراليا‪ .‬وارتقى أومتيتي‬ ‫للكرة بيده خالل تنفيذ إحدى الضربات الثابتة ليتسبب في احتساب ركلة جزاء‪،‬‬ ‫سجلت منها أستراليا التعادل‪ .‬ويعد أومتيتي المتسبب في آخر ركلتي جزاء ضد‬ ‫المنتخب الفرنسي‪.‬‬ ‫سابقة فريدة‪ :‬تعد المدة بين ضربتي الجزاء المسجلتين خالل لقاء اليوم‬ ‫هي األقصر في تاريخ كأس العالم‪ ،‬بواقع ‪ 4‬دقائق و‪ 7‬ثوان‪ .‬ظهور أصغر العب‬ ‫في المونديال شارك األسترالي دانييل أرزاني‪ ،‬بدي ً‬ ‫ال أمام فرنسا؛ ليصبح أصغر‬ ‫العب يشارك في مونديال روسيا بعمر ‪ 19‬عامًا ‪ 163‬يومًا‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫مارادونا يتحدى قوانين فيفا‬ ‫تحدى األسطورة األرجنتينية دييجو مارادونا‪ ،‬قرارات االتحاد الدولي لكرة‬ ‫القدم «فيفا» وذلك خالل تواجده في ملعب مباراة منتخب بالده‪ ،‬أمام نظيره‬ ‫األيسلندي‪ ،‬ضمن منافسات كأس العالم‪ .‬وانتشرت صورا لمارادونا وهو يدخن‬ ‫داخل مدرجات ملعب المباراة‪ ،‬رغم قرار فيفا بمنع هذا السلوك داخل إستادات‬ ‫المونديال‪ .‬ولعب المنتخب األرجنتيني أمام أيسلندا‪ ،‬في أولى مباريات‬ ‫الفريقين في بطولة كأس العالم ‪.2018‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫راموس يبعث برسالة إلى دي خيا‬ ‫بعث سيرجيو راموس‪ ،‬قائد المنتخب اإلسباني برسالة قوية لزميله في‬ ‫الروخا دافيد دي خيا‪ ،‬الذي ارتكب خطأ ساذجا في الهدف الثاني للبرتغال‪،‬‬ ‫في الجولة األولى من دور المجموعات لبطولة كأس العالم‪ ،‬في اللقاء‬ ‫الذي انتهى بالتعادل «‪ .»3-3‬ونشر راموس عبر حسابه بموقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪« ‬تويتر»‪ ،‬صورة له رفقة دي خيا‪ ،‬وكتب‪« :‬ال يتعلق األمر بالفشل‬ ‫أبدا‪ ،‬لكنه يتعلق بعدم االستسالم‪ ،‬ودائما ستكون في فريقي‪ ،‬دافيد‪ ،‬عاشت‬ ‫إسبانيا»‪ .‬وتعرض دي خيا النتقادات الذعة‪ ،‬بعدما فشل في التصدي لتسديدة‬ ‫متوسطة من كريستيانو رونالدو‪ ،‬مهديا البرتغال الهدف الثاني‪ ،‬قبل نهاية‬ ‫الشوط األول بدقيقة‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫الشناوي يرفض استالم جائزة أفضل العب بمباراة أوروجواي‬ ‫رفض محمد الشناوي‪ ،‬حارس مرمى منتخب مصر‪ ،‬استالم جائزة أفضل‬ ‫العب في مباراة الفراعنة أمام‪ ‬أوروجواي‪ ،‬التي أقيمت الجمعة‪ ،‬وفازت بها‬ ‫أوروجواي بهدف نظيف في افتتاح مشوار المنتخبين‪ ‬ببطولة كأس العالم‬ ‫‪ .2018‬وانتشرت صورة للشناوي وهو يرفض استالم الجائزة عقب المباراة‪،‬‬ ‫وأكدت مصادر مقربة من الالعب ل»كووورة»‪ ،‬أن رفضه يأتي بسبب كون‬ ‫الجائزة من مقدمة إحدى شركات الخمور الراعية للبطولة‪ .‬وكان محمد‬ ‫الشناوي قد تألق بشكل الفت في مباراة مصر وأوروجواي‪ ،‬وأنقذ عدة فرص‬ ‫محققة على رأسها محاوالت من جانب لويس سواريز وإدينسون كافاني‪.‬‬ ‫وأصبح الشناوي أول العب في تاريخ الكرة المصرية‪ ،‬يفوز بجائزة أفضل العب‬ ‫في مباراة ببطولة كأس العالم ‪.2018‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫إصابة أمرابط تضع رينارد في ورطة‬ ‫تسببت إصابة نور الدين أمرابط‪ ،‬العب المغرب‪ ،‬في متاعبّإضافية لمدرب‬ ‫األسود‪ ،‬هيرفي رينارد‪ ،‬إذ بات‪ ‬مطالبا بإيجاد حل سريع لتعويض‪ ‬الالعب‬ ‫المؤثر‪ ،‬الذي لن يشارك في المباراتين المقبلتين أمام البرتغال وإسبانيا‪ .‬وما‬ ‫يزيد من صعوبة موقف‪ ‬رينارد‪ ،‬أن‪ ‬نبيل درار‪ ،‬الظهير األيمن األساسي‪ ،‬غير‬ ‫جاهز هو اآلخر‪ ،‬بسبب اإلصابة‪ ،‬وهو ما سيفرض عليه إعادة أشرف حكيمي‪،‬‬ ‫لموقعه األصلي‪ ،‬والدفع حمزة منديل في الرواق األيسر‪.‬ودفع‪ ‬رينارد‪ ،‬بنور‬ ‫الدين أمرابط في الرواق األيمن في‪ ‬المباريات الودية‪ ،‬وأمام المنتخب‬ ‫اإليراني‪ ،‬إال أن العب ليجانيس لم يكن موفقا بشكل كبير في هذه المهمة‪،‬‬ ‫ليواجه المدرب الفرنسي انتقادات واسعة لعدم ضم وليد الحجام المحترف‬ ‫بالدوري الفرنسي للقائمة‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬يونيو ‪2018‬‬

‫العدد ‪946‬‬

‫سبع دول «عربية» تدعم ملف دونالد‬ ‫ترامب الذي أهان‪ ‬العرب ‪ ‬حين نقل سفارة‬ ‫بالده إلى القدس و طالبهم أن‪« ‬يدفعوا»‬ ‫مقابل ‪ ‬استمرار حماية «المارينز»‬ ‫لعروشهم‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫قصة مردوخاي بن أبراهام بن موشي ال تقل غرابة عن يهودي آخر شلومان‪ ‬قرقوزي‪ ،1792 – 1703 ،‬من يهود الدونمة‪ ‬‬ ‫الفارين من إسبانيا بعد ‪ ،1492‬ليستقروا بتركيا ويعملوا على تخريب الخالفة العثمانية‪ ،‬عبر الدسائس و»الخيانة» العربية‪،‬‬ ‫طبعا‪! ‬‬ ‫تأملوا في هذه األنساب وقارنوا‪...‬ليتبين لكم سر التقارب بين السعوديين واألمريكان الواقعين تحت نفوذ اللوبيات‬ ‫اليهودية التلمودية‪....‬‬ ‫وحين علمتُ أن‪ ‬سعوديا ‪ ‬صرح بحق يهود اسرائيل ‪ ‬في أرضهم‪ ،‬ــ في أرض فلسطين‪ ،‬طبعا» ــ‪ ،‬تبين لي أن لألمر‪ ‬‬ ‫عالقة ‪ ‬بعلم األنساب الذي يبرع فيه العرب‪ ،‬العاربة منهم والمستعربة والبائدة‪ ،‬القحطانيون منهم والعدنانيون‪.......‬‬

‫السعودية والمغرب‬

‫المغاربة اعتبروا أن تصويت دول عربية‪ ‬وعلى رأسها السعودية‪ ،‬ضد ملف المغرب‪« ،‬غدر» و»خيانة» ‪ ‬وضربة قاسية‬ ‫للوجدان العربي و للوحدة العربية‪ ‬ولم يفهموا كيف أن السعودية‪ ،‬وهي‪ ‬مرتبطة‪ ‬ارتباطا وثيقا بالمغرب ملكا وشعبا‪ ،‬تقلب ‪ ‬ظهر‬ ‫المجن لبلد شقيق‪ ، ،‬وال تكتفي ب «تأليب» ستة بلدان عربية ضد المغرب بل شحذت «سيوفها» لضرب المغرب عبر تمويل‬ ‫حملة لصالح الملف األمريكي بين العديد من الدول األسيوية التي تدور في فلكها والتي تدين‪ ،‬مثلها‪ ،‬بالوالء التام ألمريكا‪....! ‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد صوت لفائدة الملف المغربي ‪ 42‬بلدا إفريقيا من أصل ‪ 52‬من بينها مصر والسودان وتونس والجزائر وليبيا‬ ‫وموريتانيا وجيبوتي واليمن وفلسطين وسلطنة عمان وقطر وجزر القمر إضافة إلى تركيا‪ ،‬من باب االعتزاز بالقومية العربية‬ ‫والهوية االسالمية‪ ،‬واالنخراط في مشروع بناء القارة السمراء في إطار التعاون بين دول الجنوب الذي يرعاه المغرب ويستثمر‬ ‫سياسيا واقتصاديا في تنفيذه‪ ،‬بينما اصطف سبعة دول عربية «شقيقة»‪ ،‬في خندق المؤامرة السعودية الفاشية‪ ،‬وهي‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى مملكة آل سعود‪ ،‬دول البحرين والعراق واألردن‪ ،‬والكويت ولبنان واإلمارات ‪.....‬‬ ‫وكان واضحا أن تصويت آل سعود ضد المغرب لم يكن «كرويا»‪ ،‬بل « سياسيا « ارتباطا بموقف المغرب المتزن‪ ،‬الناضج‪،‬‬ ‫المتعقل‪ ،‬من عدوان السعودية وحلفائها في اتحاد دول الخليج ضد قطر‪ ،‬بينما المغرب دعا إلى تحكيم العقل والضمير في‬ ‫ِن مْ ُ‬ ‫ِني ْاق َت َت ُلوا َف�أَ ْ�صل ُِحوا َب ْي َن ُه َما ۖ َف ِ�إن َبغ ْ‬ ‫َت ِ�إ ْح َداهُ َما‬ ‫ال�ؤْ ِمن َ‬ ‫َان م َ‬ ‫تصفية هذا الخالف‪ ،‬امتثاال لقول اهلل‪ ‬تعالى ‪َ « :‬و ِ�إن َطا ِئ َفت ِ‬ ‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى �أَمر هّ َ‬ ‫ت َف َ�أ ْ�صل ُِحوا َب ْي َن ُه َما بِا ْل َع ْد ِل َو�أَ ْق�سِ ُطوا �إِ ّ َن الل ُيحِ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫اء‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ۚ‬ ‫الل‬ ‫ى َفقَا ِت ُلوا ا ّ َلتِي ت َْبغِي َح ّ َت ٰ‬ ‫الُ ْخ َر ٰ‬ ‫َع َلى ْ أ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ى َتف َ‬ ‫ِيء �إِ َل ٰ ْ ِ‬ ‫ۖ‬ ‫مْ ُ‬ ‫القْ �سِ ِطني»‪ ،‬بينما كان منتظرا أن تكون السعودية‪ ‬على رأس المساندين للمغرب ‪ ،‬ليتضح اآلن أن أهل مملكة الرمال لم‬ ‫يخرجوا بعد عن همجية جهالتهم األولى‪« ،‬أال ال يجهلن أحد علينا ‪ ،‬فنجهل فوق جهل الجاهلينا» ! وأن العربية السعودية أصبحت‬ ‫تشكل‪ ،‬عن جدارة واستحقاق‪ ،‬الوالية الواحدة والخمسين‪ ‬في دولة دونالد ترامب‪ ،‬متخطية بذلك عددا من األراضي التي ‪ ‬ال تزال‬ ‫في قاعة االنتظار‪! ‬‬ ‫واألدهى واألمر‪ ،‬أن السعودية بتصويتها لفائدة ملف األمريكان‪ ،‬ومفاخرتها بذلك‪ ،‬علنا‪ ،‬بواسطة ‪ ‬الولد تركي آل‬ ‫المسخ‪ ،‬الوزير في بالط صاحب الحرمين‪ ،‬تكون قد أعطت الضوء األخضر للمخطط األمريكي لشرق أوسط جديد‪ ‬وشمال‬ ‫إفريقيا متحكم فيه‪ .‬وبذا‪ ،‬تكون نكسة العرب والمسلمين‪ ،‬جاءت هذه المرة من السعودية وليس من دولة األمريكان‪....! ‬ثم‬ ‫إنه ما كان للسعودية أن تخالف أوامر الشيخ ‪ ‬ترامب‪ ،‬حماية الستمرار «المظلة» األمريكية‪ ،‬وقد كان الرئيس األمريكي واضحا‬ ‫جدا حين قال ألصحاب العروش «المرتجفة» في الخليج‪ ،‬عليكم «أن تدفعوا» إن كنتم تودون استمرار ‪ ‬حماية المارينز ‪ ،‬والدفع‬ ‫يكون إما نقدا أو عينا‪ ....‬وفي حالة دولة أل سعود ودول الجوار‪ ،‬فإن الدفع كان هذه المرة‪ ،‬نقدا وعينا‪ ،‬بل‪ ،‬وتنكرا لكل مواثيق‬ ‫األخوة والتضامن العربي واإلسالمي‪ ،‬مقابل‪ ‬مصالح مادية آنية تخدم األجنبي المتحكم‪ ،‬المتغطرس‪ ،‬قبل العربي «المنبطح»‪،‬‬ ‫الوضيع‪ ،‬المتصاغر ‪.....‬‬

‫صدور العدد الثالث والرابع ‬ ‫من مجلة «اإلبصار» ‬ ‫واإلعالن عن هيئتها‬ ‫العلمية‬

‫في لقاء انعقد مساء األربعاء ‪ ،‬ضم أساتذة جامعيين في مختلف التخصصات‪ ،‬وعلماء‬ ‫باحثين ومدعوين ومهتمين‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلي بعض وسائل اإلعالم المرئية منها‬ ‫والمكتوبة‪ ،‬ألقى د‪ .‬عبد اهلل عبد المومن كلمة أعلن من خاللها عن صدور العددين الثالث‬ ‫والرابع من مجلة «اإلبصار» وعن هيئة المجلة العلمية واالستشارية‪ ،‬بحضور رؤساء المجالس‬ ‫العلمية لطنجة والفحص أنجرة والفنيدق‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء الذي عرف بالمناسبة تناول وجبة إفطار جماعي بفندق فيالدي فرانس‪،‬‬ ‫ألقى السادة الدكاترة األجالء‪ ،‬توفيــق الغلبـــزوري و د‪ .‬محمد كنون الحسنــي ود‪ .‬محمد‬ ‫التمسماني و د‪ .‬عبد السالم فيغو‪ ،‬كلماتهم حول مشروع أو مسار مجلة «اإلبصــار» التي‬ ‫يديرهـا ويرأس تحريـرها د‪ .‬عبد اهلل عبد المومن‪ ،‬أي كيف ولدت‪ ،‬وكم بذلت فيها من‬ ‫جهود‪ ،‬إلى ما وصلت إليه اآلن‪ ،‬وال زال في األمر أفق بحول اهلل‪ ،‬كمجلة علمية سنوية‬ ‫محكمة تعنى بقضايا الفكر والواقع‪ ،‬باتت تلفت األنظار لتميز موادها في مجاالت الشريعة‬ ‫والعلوم اإلنسانية وفلسفة وأندلسيات ومالكيات‪ ،‬فضال عن النبوغ المغربي الذي تم‬ ‫استحضار رائده بالمناسبة‪ ،‬المرحوم العالمة والشاعر واألديب عبد اهلل كنون ابن المدينة‬ ‫الذي أطبقت بشهرته اآلفاق ‪ .‬كما تم استحضار روح العالمة والباحث المرحوم عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي الذي يعتبر من مؤسسي مجلة «اإلبصار» حيث أمدها بنفس جديد‪ ،‬إلى‬ ‫جانب بعض من زمالئه‪ ،‬الدكاترة الحاضرين في هذا الجمع الرمضاني المبارك‪ ،‬ومنهم‬ ‫الدكتور توفيق الغلبزوري الذي أشار في كلمته إلى أنه عندما اقتنى‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬وألول‬ ‫مرة‪ ،‬مجلة «اإلبصار»‪ ،‬اعتقد في البداية أنها مجلة مشرقية‪ ،‬ربما لشكلها وأناقتها أولبعض‬ ‫عناوينها‪ ،‬لكن عندما اطلع على محتواها‪ « ،‬يوضح المتحدث‪ ،‬تيقن بأن طنجة أو المغرب يزخر‬ ‫بثلة من العلماء الشباب الذين يمكن أن يعول عليهم في حمل مشعل قضايا الفكر والواقع‪.‬‬ ‫واختتم اللقاء بتوزيع العدد الثاني للمجلة على الحاضرين‪ ،‬كما تم أخذ صور جماعية‬ ‫تذكارية تخلد لهذه المناسبة ‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫ِ‬

‫إصدار جديد‬ ‫لمنتدى التراث و الثقافات‬

‫السبعة اللئام‬

‫إال أن كل القرائن تدل على أن المغرب المتحضر‪ ،‬سوف يترفع عن المعاملة بالمثل‪ ،‬وفق اتفاقية فيينا (‪ ، )1961‬حول العالقات‬ ‫الدبلوماسية وأصول القانون الدبلوماسي ‪ ،‬غير أن المتتبعين لهذه الحالة يوصون بضرورة اعتماد بعض المواقف‪ ‬تعبيرا عن‬ ‫الغضب وعدم الرضا‪ ،‬ومنها إهمال كل دعوة‪ ‬لندوات أو لقاءات دولية تقام على أرض واحد من «السبعة اللئام»‪ ،‬أو استقبال‬ ‫وفود منها لحضور لقاءات بالمغرب‪ ،‬وتشديد ‪ ‬الرقابة على منح التأشيرات لمواطني «السبعة» ‪ ،‬وتحسين عالقات المغرب ‪ ‬مع‬ ‫«خصوم» ‪ ‬الخصوم ‪ ،‬والتوقف كليا عن خطابات «المجاملة والنفاق» مع «األشقاء» الغير الشرعيين‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬ألن مزاج‬ ‫الشعب يرفض ذلك ‪ ،‬فال «أخوة» بعد اليوم مع كل من «أهان» الشعب المغربي‪ ‬واستصغر شأنه ‪ ،‬عن قصد وإصرار وسوء نية‪.‬‬ ‫والتوجه كلية إلفريقيا التي تشكل العمق التاريخي والجغرافي والحضاري للمغرب‪.‬‬ ‫«ونستن تشرشل» ‪ ‬الذي خبر العرب زمن الشدة والرخاء بل وساعد على «بلورة» دولة أل سعود على يد «لورانس العرب»‪،‬‬ ‫سئل ذات يوم عن رأيه بالشعوب فقال ‪:‬‬ ‫إذا مات اإلنكليز تموت السياسة‪ ،‬وإذا مات الروس‪ ،‬يموت السالم‪ ،‬وإذا مات األمريكان‪ ،‬يموت الغنى‪ ،‬وإذا مات الطليان‪،‬‬ ‫يموت اإليمان‪ ،‬وإذا مات الفرنسيس‪ ،‬يموت الذوق‪ ،‬وإذا مات األلمان تموت القوة‪ ،‬وإذا مات العرب‪ ،‬تموت «الخيانة»‪.... !!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫صدر عن دار سليكي أخوين ‪ :‬كتاب جواهر الكمال في ذكر الشرفاء‬ ‫أوالد البقال‪ .‬لمؤلفه أمحند البخالخي ( إبن الريف )‪ .‬من إصدار منتدى‬ ‫التراث والثقافات بطنجة‪ .‬الكتاب في حلة قشيبة جميلة من الحجم‬ ‫المتوسط في ‪ 174‬صفحة صورة غالفه من إبداع الشاعر الفنان ‪:‬‬ ‫عمر البقالي‪ .‬ومن تقديم الشيخ سيدي عبد اهلل بن الصديق‪ .‬وتقرظ‬ ‫الكاتب المؤرخ الدكتور رشيد العفاقي‪ .‬والشاعر الشرفاء اوالد البقال‬ ‫خاصة‪ .‬وفي خزانة المملكة المغربية عامة‪ .‬يوثق لمرحلة من تاريخ‬ ‫البالد‪ .‬الكتاب جدير بالقراءة ‪....‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.