Achamal n° 948 le 03 Juillet 2018

Page 1

‫افتتاح موسم أصيلة الثقافي الدولي‬ ‫بحضور الرئيس السينغالي‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 948‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 12‬شوال ‪� 03 / 1439‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫انطلقت عشية الجمعة ‪ 29‬يونيو ‪ ،2018‬فعاليات‬ ‫الدورة ال‪ 40‬للموسم الثقافي الدولي ألصيلة بحضور‬ ‫الرئيس السينغالي ماكي ســـال‪ ،‬ومشاركة كوكبة‬ ‫من الشخصيات المرموقة من عالم الفكر والثقافة‬ ‫والسياسة واالقتصاد واإلعالم من المغرب ومن العالم‪،‬‬ ‫وفعاليات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ويحتفي موسم أصيلـة الثقافــي الدولي‪ ،‬هذه‬ ‫السنة بإفريقيا كضيف شرف لدورته األربعين‪.‬‬ ‫وقال بن عيسى بالمناسبة‪ ،‬إن األفارقة‪ ،‬في موسم‬ ‫أصيلة االثقافي الدولي‪« ،‬نجحوا في تحطيم جدار‬ ‫الصحراء الكبرى الوهمي»‪ .‬و«ما يبهجنا ويقوي تفاؤلنا بالمستقبل يقول أمين عام منتدى أصيلة‪ ،‬أن هذه‬ ‫الرؤية يجسدها اليوم‪ ،‬بإرادة راسخة ومتجددة‪ ،‬وأمل كبير في استنهاض قارتنا عاهلنا الكريم جاللة الملك‬ ‫محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬فقد فسح أمام تلك الرؤية آفاقا رحبة على العديد من األصعدة»‪.‬‬

‫الريف غاضب ومن حق الريف أن يغضب‪! ‬‬ ‫إجماع الرأي العام الوطني على أن األحكام «قاسية»‬ ‫وزير حقوق اإلنسان يأمل أن تكون أحكام االستئناف‬ ‫«أكثر عدالة» تكرس الثقة في القضاء‬

‫‪ ‬الريف غاضب‪ ،‬والشعب المغربي غاضب لغضب الريف‪ ‬العتيد‪ ،‬ومن حق الريف أن يغضب ‪ ،‬فالذي حصل يوم الثالثاء ‪ 26‬يونيه‪ ،‬لم يكن باألمر الهين‪،‬‬ ‫بالنسبة للمعتقلين‪ ،‬وألسرهم‪ ،‬وألهل الريف قاطبة وللرأي العام الوطني‪ ،‬ولكل من كان يأمل في حصول «انفراج» يعيد األمل للنفوس في مصالحة‬ ‫حقيقية بين الوطن وأبناء الوطن‪ ،‬في كل جهة من خارطة الوطن‪.‬‬ ‫الذي حصل يوم الثالثاء‪ ،‬شكل صدمة‪ ‬قوية للعديد من المتتبعين والفاعلين السياسيين والحقوقيين الذين اعتبروا أن النهاية الحزينة لملف نشطاء‬ ‫الحراك‪ ،‬ال يخدم االنفراج المرجو‪ ،‬وال يسهم في حماية الوطن وتعزيز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة‪ ،‬حيث تم تقديم المقاربة األمنية على القراءة‬ ‫السياسية لألحداث المجرّمة‪ ،‬والتي ال يختلف اثنان في أنها انطلقت «سلمية»‪ ‬على خلفية مطالب اجتماعية واقتصادية وثقافية‪ ،‬اعترفت الحكومة‬ ‫بمشروعيتها‪ ،‬مطالب نزل بها إلى الشارع‪ ،‬مجموعة من شباب الحسيمة بعد حادثة «طحن» المواطن الشهيد محسن فكري‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬داخل شاحنة‬ ‫لألزبال‪ ،‬على الطريق العام‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫‪2‬‬

‫«هندسة التنمية اإلقليمية‬ ‫محمد اليعقوبي يترأس حفل تنصيب رجال السلطة‬ ‫وإدارة الفضاء»‬ ‫الجدد بعمالة طنجة‪-‬أصيلة‬ ‫محور نقاش الورشة العلمية التي‬ ‫نظمتها كلية العلوم االنسانية‬ ‫بتطوان‬

‫حصلت والية طنجة على نصيب ال‬ ‫بأس به من التنقيالت والترقيات التي‬ ‫طالت رجال السلطة على الصعيد الوطني‬ ‫وهمت عددا كبيرا من موظفي الداخلية‪،‬‬ ‫بتعليمات ملكية‪ ،‬و نظمت والية طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة يوم اإلثنين ‪ 25‬يونيو‬ ‫الجاري بالمناسبة‪ ،‬حفل تنصيب رجال‬ ‫السلطة الجدد بعمالة طنجة أصيلة‬ ‫برئاسة وال��ي الجهة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪،‬‬ ‫ال��ذي ن��وه بجهود من شملتهم حركة‬ ‫التنقيالت‪ ،‬و في الحين ذاته شدد على‬ ‫المعينين الجدد على تطبيق ما جاءت‬ ‫به تعليمات جاللة الملك‪ ،‬حيث كان قد‬ ‫أعطى جاللته تعليماته السامية لوزير‬ ‫الداخلية قصد اتخاذ التدابير الالزمة من‬ ‫أجل تحقيق فعالية أكبر وترشيد أمثل‬ ‫للموارد البشرية بهيئة رجال السلطة‪ ،‬من‬ ‫خالل تكريس معايير الكفاءة واإلستحقاق‬ ‫ف��ي تولي مناصب المسؤولية بهذه‬ ‫الهيئة‪.‬وقالت وزارة الداخلية‪ ،‬في بالغ سابق‬ ‫لها‪ ،‬إنه سيتم على ضوء ذلك اعتماد وتطبيق‬ ‫مسطرة جديدة في تولي مهام المسؤولية‬ ‫في سلك السلطة‪ ،‬قوامها تثمين الكفاءات‬ ‫وإعمال مبادئ اإلستحقاق وتكافؤ الفرص‪،‬‬ ‫و«سيتم كذلك تفعيل المبدأ الدستوري لربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة في حق كل من ثبت‬ ‫بشأنه تقصير في القيام بواجباته ومسؤولياته‬ ‫المهنية‪ ،‬وهو إجراء لن يستثني أي مستوى من‬ ‫مستويات المسؤولية في هيئة رجال السلطة»‪.‬‬ ‫و قد جاءت الئحة رجـال السلطة الجدد‬ ‫بعمالة طنجة أصيلة على النحو التالي‪:‬‬ ‫عبد الحميــد نجيـم من مواليـد ‪1964‬‬ ‫الرماني‪ ،‬يشغل رئيس دائ��رة ميناء طنجة‬ ‫المتوسطي بإقليم الفحص أنجرة‪ ،‬والذي رقي‬ ‫لمنصب الكاتب لعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬حفيظ‬ ‫الصديق من مواليد ‪ 1967‬بمراكش‪ ،‬والذي‬ ‫كان يشغل رئيس قسم الشـؤون الداخليـــة‬ ‫بإقليم الخميسات‪ ،‬عين في نفس المنصب‬ ‫بعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬الحسين ل��والدي من‬ ‫مواليد ‪ 1977‬بالقنيطرة‪ ،‬والذي كان يشغل‬ ‫باشا القنيطرة عين باشا اكزناية بعمالة طنجة‬ ‫أصيلة‪.‬‬ ‫نور الديـن البعقوقـي من مواليد ‪1965‬‬ ‫بالرباط‪ ،‬وال��ذي ك��ان يشغل رئيس دائ��رة‬ ‫حضرية بعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا‪،‬‬ ‫عين رئيسا للدائرة الحضرية مرس الخيــر‬ ‫المجمع الحسني‪ ،‬عبد العالـــي بن عدو من‬ ‫مواليد ‪ 1966‬بمكناس‪ ،‬وال��ذي كان يشغل‬ ‫رئيس دائرة حضرية بعمالة مقاطعات موالي‬ ‫رشيد‪ ،‬عين رئيسا للدائرة الحضرية الشرف‬ ‫السواني‪ ،‬عبد الوهاب الليلي من مواليد ‪1962‬‬ ‫بفاس‪ ،‬الذي كان يشغل قائد الملحقة اإلدارية‬ ‫بعمالة المحمدية‪ ،‬رقي لمنصب رئيس دائرة‬ ‫حضرية وعين رئيسا للدائرة الحضرية الشرف‬ ‫مغوغة‪.‬‬ ‫أحمـد المفيـد من مواليـد ‪ 1962‬بوزان‪،‬‬ ‫الذي كان يشغل رئيس دائرة حضرية بعمالة‬ ‫مقاطعات عين الشـق‪ ،‬عين رئيسـا للدائرة‬ ‫الحضرية لطنجـة المدينـة‪ ،‬أحمـد احسايـن‬ ‫الصنهاجي‪ ،‬من مواليد ‪ 1967‬بتطوان‪ ،‬كان‬ ‫يشغل قائد الملحقة اإلدارية السابعة بطنجة‪،‬‬ ‫رقي رئيسا للدائرة الحضرية طنجة بوخالف‪،‬‬ ‫رضوان محظوظ من مواليد ‪ 1967‬بتطوان‪،‬‬ ‫كان يشغل قائد الملحقة اإلداري���ة بإقليم‬ ‫وزان‪ ،‬رقي رئيسا لدائرة أصيلة‪ ،‬محمد تعبان‬ ‫من مواليد ‪ 1984‬بالدار البيضاء‪ ،‬كان يشغل‬ ‫قائد الملحقة اإلدارية بعمالة أكادير‪ ،‬عين قائد‬ ‫سيدي اليمني‪.‬‬

‫محمد آيت أوشعدير من مواليد ‪1982‬‬ ‫بميدلت‪ ،‬كان يشغل قائد الملحقة اإلدارية‬ ‫بعمالة مراكش‪ ،‬عين قائد العوامة‪ ،‬إسماعيل‬ ‫لخضر من مواليد ‪ 1973‬بتازة‪ ،‬كان يشغل‬ ‫قائد بني أوريمش بإقليم بركان‪ ،‬عين قائد‬ ‫الملحقة اإلدارية األولى بعمالة طنجة أصيلة‪،‬‬ ‫الحسن يحيى من مواليد ‪ 1971‬بتازة‪ ،‬كان‬ ‫يشغل قائد عين عرمة بعمالة مكناس‪ ،‬عين‬ ‫قائد الملحقة اإلدرية الثانية‪ ،‬عزت رشاد من‬ ‫مواليد ‪ 1981‬بالرباط‪ ،‬كان يشغل قائد ملحقة‬ ‫إدارية بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي‪ ،‬عين‬ ‫قائد الملحقة اإلدارية السابعة عشر ‪ ،‬مصطفى‬ ‫لقطيع من مواليد ‪ 1976‬بسطات‪ ،‬كان يشغل‬ ‫قائد ملحقة إدارية بعمالة مديونة‪ ،‬عين قائد‬ ‫الملحقة اإلدارية الرابعة عشر‪.‬‬ ‫منال النجاري من مواليد ‪ 1991‬بوجدة‪،‬‬ ‫كانت تشغل قائد ملحقة إداري���ة بإقليم‬ ‫العرائش‪ ،‬عينت قائد الملحقة اإلدارية الحادية‬ ‫عشر‪ ،‬عبد الرحيم الطاس من مواليد ‪1981‬‬ ‫بفاس‪ ،‬ك��ان يشغل قائد سكساوة بإقليم‬ ‫شيشاوة‪ ،‬عين قائد الملحقة اإلدارية الثامنة‬ ‫عشر‪ ،‬محمد كبتوري من مواليد ‪1964‬‬ ‫بخريبكة‪ ،‬كان يشغل قائد ملحقة إدارية بإقليم‬ ‫اليوسفية‪ ،‬عين قائد الملحقة اإلدارية الثامنة‪،‬‬ ‫أمين لبيك من مواليد ‪ 1982‬بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫كان يشغل قائد بني فراسن بإقليم تازة‪ ،‬عين‬ ‫قائد الملحقة اإلداري��ة الواحدة والعشرون‪،‬‬ ‫محمد أمين دقاقي من مواليد ‪ 1980‬بفاس‪،‬‬ ‫كان يشغل قائد مرنيسة‪،‬مكلف بباشوية‬ ‫ظهر السوق بالنيابة بإقليم تاونات‪،‬عين قائد‬ ‫الملحقة اإلدارية التاسعة عشر مكرر‪.‬‬

‫زكريا بخات‪ ،‬من مواليد ‪ 1978‬بطنجة‪،‬‬ ‫كان يشغل قائد رأس العين بإقليم الرحامنة‪،‬‬ ‫عين قائد الملحقة اإلدارية الثالثة والعشرون‪،‬‬ ‫عثمان تامير من مواليد ‪ 1977‬بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫كان يشغل قائد أيت ويرة بإقليم بني مالل‪،‬‬ ‫عين قائد الملحقة اإلدارية السابعة‪ ،‬إدريس‬ ‫عريبا من مواليد ‪ 1978‬بالدار البيضاء‪ ،‬كان‬ ‫يشغل قائد ملحقة إدارية بإقليم الرحامنة‪ ،‬عين‬ ‫قائد الملحقة اإلدارية الثانية عشر‪ ،‬مصطفى‬ ‫بنزيان من مواليد ‪ 1971‬بسيدي قاسم‪ ،‬كان‬ ‫يشغل قائد ملحقة إداري��ة بإقليم الجديدة‪،‬‬ ‫عين قائد الملحقة اإلدارية الرابعة‪ ،‬محمد أبو‬ ‫الوفاء من مواليد ‪ 1972‬بسطات‪ ،‬كان يشغل‬ ‫قائد ملحقة إدارية بعمالة مراكش‪ ،‬عين قائد‬ ‫المحلقة اإلدارية العاشرة مكرر‪ ،‬امحمد الرافعي‬ ‫من مواليد ‪ 1964‬بالجديدة‪ ،‬كان يشغل‬ ‫قائد ملحقة إدارية بإقليم مديونة‪ ،‬عين قائد‬ ‫الملحقة اإلدارية الرابعة والعشرون‪.‬‬ ‫بثيمة بوكمــزة من مواليــد ‪1985‬‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬كانت تشغل قائد ملحقة إدارية‬ ‫بإقليم الناظور‪ ،‬عينت قائد الملحقة اإلدارية‬ ‫السادسة عشرة‪ ،‬سعيد الميتري من مواليد‬ ‫‪ 1979‬بولمان‪ ،‬كان يشغل قائد بومعايز‬ ‫بإقليم سيدي سليمان ‪،‬عين قائد الملحقة‬ ‫اإلداري��ة الرابعة والعشرون مكرر‪ ،‬و محمد‬ ‫سنيتر من مواليد ‪ 1978‬بصفرو‪ ،‬كان يشغل‬ ‫قائد مزامزة بإقليم سطات‪ ،‬عين قائد الملحقة‬ ‫اإلدارية العاشرة‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫«الجامعة الصيفية» اتفاقية‬ ‫شراكة لفائدة الشباب المغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج‬

‫مع حلول موسم الصيف‪ ،‬بادر مجلس‬ ‫تم أمس الجمعة بمقر جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بالتوقيع على مشروع اتفاقية شراكة‬ ‫من أجل تنظيم جامعة صيفية لفائدة الشباب‬ ‫المغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬و قد تمت هذه‬ ‫اإلتفاقية بين الوزارة المنتدبـة لدى وزيــر‬ ‫الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة‬ ‫بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة‪،‬‬ ‫مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي بتطوان‪.‬‬ ‫هذه اإلتفاقية التي تجمـع بين الوزارة‬ ‫والمجلس والجامعــة‪ ،‬تروم تنظيم «جامعـــة‬ ‫صيفية لفائدة ‪ 120‬من الطلبة أبناء المغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج»‪ ،‬خالل الفترة الممتدة ما‬ ‫بين ‪ 14‬و ‪ 23‬يوليوز ‪ ،2018‬وسيشارك في‬ ‫هذه الجامعة الصيفية‪ ،‬إلى جانب الطلبة أبناء‬ ‫المغاربة المقيمين بالخارج‪ 15 ،‬طالبة وطالب‬ ‫يتابعون دراساتهم العليا بجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي بتطوان ‪.‬‬

‫و تهدف هذه «الجامعة الصيفية» إلى‬ ‫الحفاظ على الهوية الوطنية لألجيال الصاعدة‬ ‫من أبناء الجالية المغربية وتقوية روابطهم‬ ‫بوطنهم األصلي المغرب‪ ،‬ويشمل برنامجها‬ ‫العديد من األنشطة والندوات‪ ،‬التي من شأنها‬ ‫إغناء معرفة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج‬ ‫بثقافة وطنهم وتعدد روافدها‪ ،‬وتعزيز تملكهم‬ ‫لها بما يساهم في تطوير قدراتهم وتكوينهم‬ ‫الشخصي‪.‬‬ ‫ويشارك في هذه الجامعة الصيفية شباب‬ ‫من أبناء المغاربة المقيمين بالخارج الحاصلين‬ ‫على شهـادة الباكالوريا ببلدان اإلستقبال‪،‬‬ ‫والذين يتابعون دراستهم ببلدان اإلقامة في‬ ‫مختلف األسالك الجامعية والمتراوحة أعمارهم‬ ‫ما بين ‪ 18‬و‪ 25‬سنة‪ .‬وسيتم انتقاؤهم من طرف‬ ‫الوزارة‪.‬‬

‫مرتيل‪ :‬رضوان سليم‬ ‫احتضنت قاعة الندوات بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪ ،‬ورشة علمية‬ ‫من تنظيم مجموعة البحث والدراسات حول‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬والتي يترأسها‬ ‫الدكتور محمد اليوبي اإلدريسي‪ ،‬بشراكة‬ ‫مع والمرصد الوطنــي للتنمية البشرية‬ ‫(‪ )ONDH‬وكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫حول موضوع «هندسة التنمية اإلقليمية‬ ‫والحكامة المجاليـــة»‪ .‬بعــد المالحظـــات‬ ‫االفتتاحية ‪ ،‬عرض العربي الجعيدي ومحمد‬ ‫الدويدي المنهج المنهجي ونتائج تقرير‬ ‫التنمية البشرية في المغــرب ‪ ،‬وتبــــع ذلك‬ ‫مناقشة للغرفة‪.‬‬ ‫وقد عرف هذا اللقاء الذي نفظم بناء‬ ‫على دعوة من كلية اآلداب بتطوان ‪-‬التي‬ ‫أحدثت خالل السنتين األخيريت إجازة مهنية‬ ‫وكذا ماستر حول التنمية السياحية‪ -‬عرض‬ ‫«تقرير التنمية البشرية في المغرب» من‬ ‫طرف المرصد الوطني للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫بمشاركة فرقة البحث وال��دراس��ات حول‬ ‫منطقة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وكذا طالب‬ ‫الماستر المتخصص في التنمية اإلقليمية‬ ‫وهندسة الحوكمة المجالية‪.‬‬ ‫في هذا التقرير‪ ،‬قدم المكتب الوطني‬ ‫للتنمية البشرية تحليال دقيقا وعلميا حول‬ ‫التنمية البشرية في المنطقة في سياقها‬ ‫الوطني‪ ،‬واقفا عند أهم العوامل التي تساعد‬ ‫على تحقيق تنمية بشرية مستدامة وعادلة‪،‬‬

‫على المستويين الوطني واإلقليمي‪ ،‬وكذا‬ ‫عند المثبطات والعوائق التي دون ذلك‪.‬‬ ‫كما تناول التقرير ديناميات وأبعاد‬ ‫التنمية البشرية (منذ عام ‪ 2000‬إلى ‪2015‬‬ ‫) من خالل مقاربة مظهر التقدم والعجز‬ ‫في المجاالت الرئيسية‪ .‬كما خصص اً‬ ‫فصل‬ ‫مهما أبرز فيه أشكال الالمساواة بين البشر‬ ‫والتفاوتات اإلقليمية الصارخة‪.‬‬ ‫خالل أشغال الورشة‪ ،‬تم التركيز على‬ ‫سبل التماسك بين السياسات العامة‬ ‫والتنمية البشرية في المغرب‪ .‬حيث اقترحت‬ ‫من خالل التقرير اعتماد مؤشر وطني للتنمية‬ ‫البشرية (‪ )HDI‬يقوم على أساس ‪ 18‬مؤشرا‬ ‫في ستة أبعاد‪ :‬التعليم والتدريب‪ .‬الصحة؛‬ ‫مستوى الحياة ؛ البيئة المعيشية التالحم‬ ‫االجتماعي واألمن اإلنسانـي والرفاهيـــة‬ ‫الذاتية‪ ،‬بهدف ضمان المراقبة والتقييم‬ ‫نصف السنوي للتنمية في المغرب‪ .‬ويتميز‬ ‫هذا المؤشر بالتصنيف اإلقليمي واالجتماعي‬ ‫‪ ،‬والتعددية البعدية‪ ،‬وتكامل المؤشرات‬ ‫التي تعكس نتائج السياسات العامة فيما‬ ‫يتعلق بالتعليم‪ ،‬ووفيات األطفال‪ ،‬والفقر‪،‬‬ ‫والهشاشة‪ ،‬والوصول إلى المياه‪....‬‬ ‫في استنتاجات هذه الورشة‪ ،‬شكك‬ ‫الباحثون في مسألة استهداف البرامج‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والتنسيق بين الجهات الفاعلة‬ ‫في مجال التنمية‪ ،‬والتقارب بين السياسات‬ ‫العامة والحوار المؤسسي‪.‬‬

‫تطوان ‪ :‬لقاء بين مقاوالت‬ ‫مغاربة ورجال أعمال مصريين‬

‫بمبادرة من غرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات بتطوان‪ ،‬وبتعاون مع المجلس‬ ‫اإلقليمي نظمت جمعية النساء المقاوالت‬ ‫بالمغرب فرع تطوان لقاء جمع بين جمعية‬ ‫النساء المقاوالت ورجال األعمال المصريين‪،‬‬ ‫وذل���ك ل���دراس���ة ل��دراس��ة اإلمكانيات‬ ‫االستثمارية التي تتوفر عليها المدينة‪،‬‬ ‫وكيفية تطوير التعاون و خلق شراكات في‬ ‫عدد من القطاعات االقتصادية‬

‫اللقاء ك��ان فرصة الط�لاع الجانبان‬ ‫على سبل التعاون المشترك واستكشاف‬ ‫فرص تعميق وتوسيع مجاالت االستثمار‬ ‫والشراكة في قطاعات مختلفة‪ ،‬والنهوض‬ ‫بحجم ال��م��ب��ادالت التجارية بما يرقى‬ ‫للمستوى الجيد للعالقات السياسية التي‬ ‫تجمع البلدين‪.‬‬ ‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫إذا كانت هذه المطاردات التي يشهدها مرتيل لتحرير شاطئه‪ ،‬تكتسي طابع‬ ‫الجدية‪ ،‬فإن جميع المصطافين ستغمرهم السعادة‪ ،‬وسيشعرون أنهم استرجعوا‬ ‫حقهم الشرعي في البحر‪ ،‬بفضل يقظة المسؤولين‪ ،‬وأدائهم لألمانة‪ .‬‬ ‫و إذا استمرت هذه الحملة المباركة‪ ،‬وسارت على وتيرة واحدة ال تعرف الكلل‬ ‫وال الملل‪ ،‬فإن كورنيش مرتيل سيتحرر هو اآلخر‪ ،‬ليصبح خالصا للمواطنين‬ ‫الذين يستلذون المشي فيه‪ .‬‬ ‫و إذا تعممت هذه الحملة‪ ،‬وشملت مواقف السيارات‪ ،‬فسيتنفس المصطافون‬ ‫الصعداء‪ .‬فال معنى لهذه المواقف التي وُزعت بطرق ملتوية على سماسرة‬ ‫االنتخابات‪ ،‬ليعيثوا في جيوب الناس فسادا‪ ،‬و يفرضوا عليهم رسوما ما أنزل‬ ‫اهلل بها من سلطان‪ .‬‬ ‫أقول‪ :‬إذا تحرر مرتيل كما تحررت تطوان من الباعة المتجولين‪ ،‬فسيستعيد‬ ‫شاطئه وكورنيشه‪ ‬وأسواقه ومرافقه‪ ،‬وسيغدو منتجعا مثاليا ينعم فيه المواطنون‬ ‫بالبحر والشمس والرمال‪ ،‬وبالفضاءات الرحبة الجميلة‪ .‬‬ ‫و ال أعتقد أن همة المسؤولين بمرتيل‪ ،‬قاصرة أو دون مستوى األمانة التي‬ ‫أنيطت بهم‪ .‬‬ ‫فليبارك اهلل في كل من أدى مسؤوليته بصدق‪ ‬و أمانة‪ ،‬وعمل للصالح العام‪،‬‬ ‫في كل وقت وآن‪ .‬‬

‫شفشاون تحتضن المنتدى‬ ‫العالمي األول للمدن الوسيطة‬ ‫‬‫المدن الوسيطة التي تحتضن ثلث السكان الحضريين بالعالم‬ ‫ترفض أن تبقى في الخلف‬ ‫عبد الحي مفتاح‬

‫مدينة شفشاون من المدن المغربية التي تشهد دينامية ملفتة على‬ ‫مستوى االنخراط في األجندات العالمية بفضل التوجه الذي خطه لها المهندس‬ ‫محمد السفياني منذ ترؤسه لجماعتها الحضرية في سنة ‪ ،2009‬ويقود محمد‬ ‫السفياني عدة مبادرات في مجال التعاون الالمركزي (عالقات شمال‪-‬جنوب‬ ‫وجنوب جنوب‪ ،‬وعالقات مع منظمات دولية وازنة‪ ،)...‬بعد أن راكم تجربة طويلة‬ ‫في المجتمع المدني‪ ،‬خاصة كرئيس لجمعية التنمية المحلية‪ ،‬وبعد أن كون‬ ‫من خالل خبرته العالئقية الكبيرة ميال خاصا إلى العمل من خالل الشبكات‬ ‫والمنظمات والجمعيات ذات الصلة بالسياسات المحلية والتدبير الترابي‪ ،‬مما‬ ‫جعل مدينة شفشاون من المدن الرائدة في هذا المجال‪.‬‬ ‫المنتدى العالمي للمدن الوسيطة الذي سينظم بشفشاون أيام ‪ 5‬و‪ 6‬و‪7‬‬ ‫يوليوز الجاري‪ ،‬يأتي في سياق هذه الدينامية‪ ،‬التي انبثقت من مجموعة العمل‬ ‫الخاصة داخل منظمة المدن والحكومات المحلية التي تعتبر مدينة شفشاون‬ ‫عضوا فاعال فيها‪.‬‬ ‫وتنظيم هذا المنتدى بمدينة شفشاون –حسب ما قاله المهندس محمد‬ ‫السفياني‪ -‬في اللقاء التواصلي اإلعدادي الذي عقده مع المجتمع المدني‬ ‫واإلعالم المحليين بمقر عمالة إقليم شفشاون بحضور عامل اإلقليم إسماعيل‬ ‫أبي الحقوق؛ لم يأت صدفة بل هو ثمرة جهد ديبلوماسي فردي‪-‬جماعي‪-‬‬ ‫مؤسساتي؛ وانعقاده بشفشاون المغربية هو بمثابة عرس لها حيث سيصدر‬ ‫انطالقا من أرضها و من قلب هذا المنتدى ميثاق وأجندة للمدن الوسيطة‪،‬‬ ‫وكذا توصيات وخطة للعمل إلدماج هذه المدن في األجندات العالمية وخاصة‬ ‫أهداف التنمية المستدامة ‪ ،)ODD(2030‬واألجندة الحضرية الجديدة‪ -‬بكيتو‬ ‫اإلكوادورية (‪ ،)Nouvel Agenda Urbain‬واتفاق باريس حول التغيرات‬ ‫المناخية‪...‬‬ ‫وتشكل المدن الوسيطة حلقة وصل بين المدن الكبيرة والمدن الصغيرة‬ ‫والمحيط القروي‪ ،‬ويصل عددها إلى ما يقارب ‪ 9000‬مدينة عبر العالم(من‬ ‫‪ 50‬ألف إلى مليون نسمة)‪ ،‬حيث يشكل سكانها أكثر من ‪ 20‬في المائة من‬ ‫سكان العالم و‪ 36‬في المائة من سكان المدن‪ ،‬وهي نسبة في تطور مستمر‪،‬‬ ‫وهذا يعني أن هذه المدن تنتظرها إكراهات كثيرة وعسيرة على مستوى‬

‫البيئي‪ ،‬وعلى مستوى البنيات التحتية‪ ،‬والمرافق العمومية‪ ،‬والتشغيل واإلدماج‬ ‫االجتماعي إلخ؛ وهو ما يتطلب تعبئة موارد مالية هائلة وموارد بشرية مختصة‪،‬‬ ‫كفؤة ومؤهلة‪ ،‬باإلضافة إلى التعبئة المجتمعية‪ ،‬وكذا رسم استراتجيات محكمة‬ ‫وخطط وبرامج عملية فعالة لالستثمار المستدام للموارد وتحسين الظروف‬ ‫العامة للعيش المشترك‪.‬‬ ‫وإذا كانت معظم المدن الوسيطة في العالم المتقدم قد قطعت أشواطا‬ ‫في مجال التنمية المستدامة والحكامة‪ ،‬فإن هذه المدن في العالم الثالث أو‬ ‫النامي تحتاج إلى مقاربات خاصة تتكيف مع حجم العجز الذي راكمته عبر السنين‬ ‫في كل المجاالت‪ ،‬كما تحتاج إلى تضامن عالمي لتتغلب على هذا العجز الذي‬ ‫يقيدها‪.‬‬ ‫المهندس محمد السفياني‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية لشفشاون ورئيس‬ ‫المنتدى‪ ،‬بعد إجراء المنتديات القارية‪/‬الجهوية الخمسة في إطار التحضير القبلي‬ ‫والجدي للمنتدى‪ ،‬يطمح أن يكون هذا الملتقى العالمي الذي ينظم تحت شعار»‬ ‫لنتصور معا مستقبال مدينيا مستداما» مناسبة إلبراز إرادة المدن الوسيطة‬ ‫بالمغرب وإفريقيا والعالم في ان تساهم في صنع مستقبل أخضر وتضامني‬ ‫ومستدام‪ ،‬وفي بلورة آفاق واعدة للحياة تقطع مع نماذج التنمية التي جربها‬ ‫العالم و استنفذت إمكانياتها‪ ،‬بل أصبحت تهدد استمرار العيش في أمن وسالم‬ ‫على هذا كوكب األرض‪.‬‬ ‫شفشاون أصبحت أرض المهرجانات والملتقيات والمهرجانات والسياحة‪،‬‬ ‫وتعرف اآلن أوراشا لإلصالح والترميم والتزيين‪ ...‬استعدادا أليام المنتدى وتوفير‬ ‫الشروط الالئقة الستقبال ضيوفها‪ ،‬إال أن ما يالحظه العديد من المتتبعين أنه‬ ‫رغم الجهود المبذولة والمشاريع التي عرفتها وتعرفها سواء بتمويل داخلي‬ ‫أو خارجي‪ ،‬فإنها لم تسجل بعد طفرة حقيقية على المستوى االقتصادي‬ ‫واالجتماعي والبيئي‪ ،‬بل إن إكراهات إقالعها تزداد يوما عن يوم‪ ،‬فهل سيكون‬ ‫هذا المنتدى العالمي انطالقة عهد جديد لها وللمدن المثيلة وطنيا وقاريا‬ ‫وعالميا؟‪ .‬ذلك ما ستجيب عنه العقود المقبلة‪.‬‬ ‫و أخيرا ال بد من التأكيد أن رحلة األلف ميل تبدأ بالخطوة األولى‪ ،‬وأن‬ ‫الحكمة تقتضي تفاؤل اإلرادة رغم تشاؤم العقل‪...‬‬

‫تكريم اليوسفي‬ ‫أفق لمصالحة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بمبادرة من جهات‪ ،‬نظم بطنجـة مساء يوم الجمعـة تاسع‬ ‫وعشري يونيه ‪ 2018‬لقاء تكريمي لألستاذ عبد الرحمن اليوسفي‬ ‫بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ‪.‬‬ ‫‪ . 1‬استهل اللقاء المذكور بقراءة كريمة آليتين ؛ من قوله‬ ‫تعالى‪ « :‬آمن الرسول بما أنزل ‪ »..‬لقوله عز وجل ‪ « :‬فانصرنا على‬ ‫القوم الكافرين » ‪.‬وال يغيب عن اللبيب أن « من قرأ باآليتين من‬ ‫آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»‪.‬‬ ‫‪ . 2‬أعطيت الكلمة في مقام أول للسيد اليوسفي ‪ .‬ألقاها‬ ‫بتأثر وامتنان كبيرين لساكنة طنجة منبها على أن مذكراته جزء‬ ‫من ذاكرة مدينة ووطن‪..‬‬ ‫وأكد اليوسفي في كلمته المؤثرة الدالة على أمور ورسائل‬ ‫منها أن ‪:‬‬ ‫التقدم مشروط بتراكم اإليجابي الكامن في التصالح مع‬ ‫هويتنا الحضارية ذات الروافد والقيم ؛ قيم االنفتاح واالحترام‬ ‫وقبول اآلخر‪..‬‬ ‫بناء المستقبل رهين بالحوار المسؤول وليــس بالتحكـــم‬ ‫واالستبداد‪..‬‬ ‫االلتزام بدولة المؤسسات والعدل والقانون ‪..‬‬ ‫الحركة االتحادية ملك مشترك للمغاربة ‪ :‬مجتمعا ودولة‪..‬‬ ‫‪ . 3‬وتتالت شهادات حول مسير الرجل ‪ :‬اإلنسان ‪ ،‬المقاوم ‪،‬‬ ‫الحقوقي ‪ ،‬السياسي ‪ ،‬المحامي‪..‬‬ ‫فأما األستاذ بنيوب فقرأ المنجز الحقوقي والسياسي للرجل‬ ‫وطنيا وعربيا ودوليا بين سنوات ‪ 1987‬ـ ‪ 1995‬وما تالها‪..‬‬ ‫وأما األستاذ بياض فاختار تقديم قراءة تفاعلية للمذكرات‬ ‫اليوسفية في سياق بالغة البوح المؤطرة بثنائية الذاكرة والوثيقة‪..‬‬ ‫وأما األستاذ خرشيش فذكر بمحطات رئيسة في مسير رجل‬ ‫فذ ‪ :‬طنجة ـ مراكش ـ الرباط ‪ ..‬تشبثا بقيم المواطنة السياسية‬ ‫وسياسة المواطنة‪..‬‬ ‫وأما األستاذ الموساوي فانحاز إلى ربط شخصية السي عبد‬ ‫الرحمن بشخصيات علمية وأدبية طنجية ‪..‬كان صيتها ذائعا‬ ‫في الوطن وخارجه أوال ‪ ،‬وربطه بقامات رجال التحرير والمقاومة‬ ‫الوطنية ثانيا‪.‬‬ ‫وأما األستاذ العسيبي فكانت وقفته مع المذكرات اليوسفية‬ ‫بوسمها بنية خطابية شديدة الداللة على مراحل من تاريخ‬ ‫المغرب الراهن‪..‬‬ ‫وأما األستاذ مبارك بودرقة «سليل موالي العربي الدرقاوي»‬ ‫فنبه على الكم الهائل من الوثائق المتضمنة في المذكرات‬ ‫اليوسفية ‪..‬معبرا عن سعادته إلنجاز عمل تطلب منه إصغاء كبيرا‬ ‫وصبرا أكبر ‪..‬‬ ‫وأما األستاذ جبرون فربط بين السي عبدالرحمن ؛ المعلمة‬ ‫اإلنسانية‪ ..‬وبين طنجة ؛ الفضاء األرحب لمدرسة العمل السياسي‬ ‫الوطني التحرري‪..‬‬ ‫وأما األستاذ كوبريت فتوقف على ما قدمه الرجل من سند‬ ‫ودعم للعمل اإلعالمي باإللماع إلى محطات دالة في هذا المنحى‪..‬‬ ‫وأما كلمة األستاذ النقيب الزرقتي فتوقفت عند إبراز شخصية‬ ‫اليوسفي بصفته أول نقيب لهيئة المحامين في مدينة المواطن‬ ‫العالمي ابن بطوطة‪..‬‬ ‫وتتالت كلمات وهدايا التقدير للسادة‪ :‬العماري رئيس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة والعبدالوي رئيس الجماعة الحضرية‬ ‫لمدينة طنجة والنويضي الخبير الحقوقي الدولي‪.‬‬ ‫وأما كلمة السيد أوجار ؛ وزير العدل فتركزت على أسلوب الرجل‬ ‫في هندسة معمار االنتقال الديموقراطي‪ ..‬وذكائه ومساهماته‬ ‫في تخليص المغرب من تركة سنوات الجمر والرصاص‪..‬وحزمه‬ ‫في تنسيق أعمال حكومة التناوب ؛ التي لم تكن حدثا كبيرا في‬ ‫المغرب بل في البيئة العربية واإلسالمية‪..‬‬ ‫خالل استماعي لما قيل ونحن جلوس في مقام تكريمي للسي‬ ‫عبد الرحمن اليوسفي رجل المهمات الوطنية الصعبة‪ ..‬تبادر إلى‬ ‫ذهني وسياق تكريم اليوسفي متزامن مع صدور أحكام قاسية في‬ ‫حق معتقلي الريف‪.‬‬ ‫لماذا ال تنطلق مبادرة المصالحة الحقيقية مع الريف بعفو‬ ‫ملكي سام بعيدا عن كل قراءة آثمة أو منحازة أو ضيقة ؟‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 03‬يوليوز ‪2018‬‬

‫قانون معاشات النواب‪:‬‬ ‫الرأس اللي ما يدور‪...‬كدية !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫احتاد كتاب املغرب‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫اهلل أكبر‬ ‫تفرجوا على هؤالء الذين ال يفكرون إال بفروجهم‪ ،‬ألن أدمغتهم‬ ‫المحاطة دوما بأصفار‪ ،‬توشي بما ينسجها من «جنوب وشمال» !‪.....‬‬ ‫تفرجوا على نموذج من «خدام» الحرمين وحمــاة البقــاع‬ ‫المقدسة‪ ،‬وهو يحتضن جميلة روسية‪ ،‬بعد أن «طوى» علم المملكــة‬ ‫ووضعه تحت إبطه حتى ال يشغله عن مداعبة جميلته الروسية ويلح‬ ‫عليها أن تطبع على خده المتجعد‪ ،‬المنفر‪ « ،‬قبلة الحمى بالء وسقم‪،‬‬ ‫أوقبلة الذئب إذا الذئب على الشاة جثم »(شوقي)‪ .....‬وحين فعلت‪،‬‬ ‫التفت‪ ،‬مزهوا‪ ،‬إلى مصور الفيديو وكأنه بطل من أبطال المونديال‬ ‫الروسي‪ ،‬وهو يردد‪ :‬زين‪ ،‬زين ‪ ....‬وحشني جبل‪...‬أشكي على صدرك‬ ‫هالحب‪ ،‬ارويني‪ ،‬دخلك‪ ،‬ال تخليني‪..‬ترى صبري وصل حده‪...‬أمانة ال‬ ‫تخليني‪...‬عجل‪ ،‬ال تخلي الشوق يذلح مجنونك !‪.....‬‬

‫«جوطية»‬

‫لم يتخط عتبة مرحلة االنطالق‪ ،‬حتى انفجر‪ ،‬وفشلت كل المساعي‬ ‫لرأب الصدع‪ ،‬ولعودة المؤتمرين إلى مقاعدهم سالمين‪.....‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يحاول عبد الرحيم العالم‪ ،‬الرئيس الحالي‪ ،‬إيهام‬ ‫من يريد أن يصدقه‪ ،‬أن المؤتمر لم يفشل‪ .‬المؤتمر التاسع عشر‬ ‫الذي احتضنه مركز أحمد بوكماخ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬والذي كان مهزلة بكل‬ ‫المقاييس‪ ،‬بل إنه انعقد لكي يفشل‪ ،‬ربما أن هناك خلفيات وراءها‬ ‫«إرادات» مشبوهة النوايا واألهداف‪ ،‬ولعل هذا ما كان العالم يعنيه‬ ‫وهو يعلق على ما اتفق الرأي العالم الوطني على وصفه بـ «الفشل»‪،‬‬ ‫حيث صرح بأن مجموعة من المؤتمرين‪ ،‬من ذوي الغيرة «الكبيرة»‬ ‫على االتحاد واجهت أيادي من يريدون اإلجهاز على المنظمة ‪.‬‬ ‫هذا كل ما في األمر!‪ ......‬المسألة بسيطة في اعتقاد عبد‬ ‫الرحيم العالم‪ ،‬الذي يرفض الحديث «عن شيء اسمه فشل المؤتمر‬ ‫التاسع عشر» وحجته في ذلك‪ ،‬أن ماحدث‪« ،‬شيء طبيعي وصحي»‪،‬‬ ‫بل ومطلوب وأن «الصراعات والخالفات واالنتقادات والتجاذبات أمر‬ ‫طبيعي» وهو «ملح» المؤتمرات‪ ،‬يضيف العالم الذي هو‪ ،‬بالنسبة‬ ‫للجهة «المفجرة للمؤتمر» كل المشكلة ‪ ،‬بسبب تشبثه بـ «التمديد»‬ ‫في أفق الفوز بوالية جديدة‪ ،‬وأيضا بسبب ما يروّج له من وجود‬ ‫اختالالت تنظيمية ومالية في تدبير شؤون االتحاد‪ ،‬األمر الذي كان‬ ‫موضوع مقال مطول سبق وأن نشرته الكاتبة ليلى الشافعي‪ ،‬عضو‬ ‫المكتب التنفيذي لالتحاد‪ ،‬تعرضت فيه إلى ممارسات ال أخالقية‬ ‫وتالعبات مالية من قبل زمالئها في مكتب االتحاد الذي أمر بطرد‬ ‫ليلى الشافعي وعدم السماح لها بالتقدم بمداخلة في «نقطة نظام»‬ ‫خالل المؤتمر «المفجر»‪....‬لوال أن سارع مناصروها إلى فرض وجودها‬ ‫ودحض ادعاءات مكتب االتحاد بأن طردها نهائي ‪ ،‬في حين ووجه‬ ‫رئيس االتحاد العالم‪ ،‬بشعارات «ارحل» حين اعتلى المنصة إللقاء‬ ‫كلمته‪ .‬لتتحول القاعة الكبرى لمركز بوكماخ‪ ،‬إلى «جوطية» عشوائية‪،‬‬ ‫ال صلة لما كان يروج فيها من كالم ال بالثقافة وال بالمثقفين‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد أن اختلط الحابل بالنابل‪ ،‬ولم يعد باإلمكان فهم ما يدور ويروج‪،‬‬ ‫قبل أن تعلن لجينة «إصالح ذات البين» فشلها في الوصول إلى‬ ‫نقطة توافق بين العالم وأنصاره والشاعر حسن نجمي الرئيس‬ ‫السابق‪ ،‬ومؤيديه في الئحة المطالب التي اشترط االستجابة إليها‪،‬‬ ‫ومنها الكشف عن تقرير المفتشية العامة لوزارة المالية حول التدبير‬ ‫المالي الذي استنزف مالية االتحاد في األسفار لفائدة أعضاء المكتب‬ ‫والمقربين منهم‪ ،‬ومنها القول أيضا بعدم شرعية المؤتمر المنعقد‬ ‫«خارج القانون» بعد انتفاء صالحية الرئيس والمكتب الحاليين‪،‬‬ ‫ومنبها إلى أن المؤتمر انطلق دون التأكد من وجود النصاب القانوني‬ ‫إلى غير ذلك من المآخذ في حق الرئيس الحالي الذي حول االتحاد‬ ‫في نظره إلى «مشروع شخصي» ‪ ......‬لتتحول الجلسة االفتتاحية‬ ‫إلى فوضى عارمة‪ ،‬تبودل فيها الكالم النابي واالتهامات المستفزة‬ ‫واالحتجاجات الحادة‪...‬وأدى الوضع إلى حدوث ارتباك عام ‪...‬‬ ‫والواقع أن اتحاد كتاب المغرب يعيش منذ أشهر على وقع‬ ‫اتهامات متبادلة توشي بأن الوضع لن يسمح بتنظيم مؤتمر ناجح‪،‬‬ ‫حتى ولو كان بطنجة !‪....‬ليتم اإلعالن عن فشل «اللجينة» في مهمة‬ ‫الوساطة والتوفيق‪ ،‬وعن تنظيم مؤتمر استثنائي في غضون السنة‬ ‫القادمة‪....‬‬ ‫المؤلم أن الصراعات داخل االتحاد ال تقوم على أساس خلفيات‬ ‫ثقافية أو فكرية أو على اختالف في الرأي في موضوع خطط وبرامج‬ ‫عمل االتحاد‪ ،‬بقدر ما كانت تدور حول اتهامات رخيصة تضرب في‬ ‫الذمة المالية واألخالقية لبعض األعضاء‪ ،‬وهو أمر مؤسف للغاية‪،‬‬ ‫ينزل بمنظمة اتحاد كتاب المغرب التي كانت‪ ،‬منذ النشأة سنة ‪،1961‬‬ ‫تمثل نخبة النخب المغربية المثقفة‪ ،‬توالت على قيادتها قامات وطنية‬ ‫رائدة في الثقافة والفكر والعلم‪ ،‬أمثال الدكتور محمد عزيز الحبابي‬ ‫وعبد الكريم غالب‪ ،‬رحمهما اهلل‪ ،‬حين كان االتحاد الحليف الثقافي‬ ‫للتيارات التقدمية المناضلة من أجل حرية الفكر والرأي واإلبداع‪،‬‬ ‫يتصدى للقضايا الوطنية والفكرية بكثير من الجرأة األدبية والنقد‬ ‫الجذري ‪.‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫األزمي‪ ،‬رئيس فريق البيجدي‪ ،‬بمجلس النواب‪ ،‬انقلب على‬ ‫نفسه ودعم الصيغة التي اقترحها الحبيب المالكي لـ «إصالح»‬ ‫تقاعد البرلمانيين بعد أن كان طالب بمكتوب رسمي رئيس مجلس‬ ‫النواب بتصفية تقاعد البرلمانيين‪ ،‬بصفة نهائية‪ ،‬ما اعتبر «فضيحة»‬ ‫أخالقية تورط فيها رئيس فريق العدالة والتنمية‪ ،‬بمساندته‬ ‫للمنادين باستمرار الريع الالأخالقــي المتمثـل في صرف معاشــات‬ ‫لـ «متطوعين» اختاروا العمل النيابي الذي يوفر ألصحابه تعويضات‬ ‫مالية شهرية محترمة‪ ،‬وامتيازات واسعة‪ ،‬دون أن يكونوا مجبرين‬ ‫على أداء عمل ما بالمقابل‪ .‬بل إن رئيس البرلمان لم ينجح في‬ ‫إقناع النواب بــ «زيارة» بناية البرلمان «متى استوجب األمر ذلك»‪،‬‬ ‫رغم التهديد بنشر كشف الغيابات وباالقتطاع من التعويضات‪....‬‬ ‫واالمتيازات‪...‬‬ ‫وحيث إن األمر يخص هذه المرة‪ ،‬ما اتفق عليه من «جلب‬ ‫المصالح» «ودرء المفاسد» حفاظا على «الصالير» السمين جدا‪،‬‬ ‫واالمتيازات الواسعة‪ ،‬و«البونات» والهواتف الذكية» و»الطابليطات»‪،‬‬ ‫و«السفريات»‪ ،‬والفنادق‪ ،‬و«التحواص» في إطار ما اتفق على تسميته‬ ‫بـ «الدبلوماسية البرلمانية»‪ ،‬فقد أصروا على الحضور في جلسة‬ ‫«المعاشات» وتم اإلعالن عن إعداد «صيغة» جديدة لنظام معاشات‬ ‫البرلمانيين «المفلس» منذ سنة ونصف‪ ،‬سيتم وضعها تحت أنظار‬ ‫الحكومة للنظر فيها «بما يجلب المنفعة ويدرأ المفسدة»‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫قافلة المعرة بين ويلفا وطنجة‬

‫«أيا متشقق القدمين‪ ،‬ياعبد انفعاالتك‪...‬متى ياسيدي تفهم‪...‬‬ ‫متى يستيقظ اإلنسان في ذاتك !!!‪( »......‬نزار قباني)‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫تعويضات بالماليين غير مستحقة لكبار‬ ‫الموظفين‬ ‫ووزارة «المداويخ» في «دار غفلون» !‬ ‫«المساء» طلعت علينا بخبر وإن صدم العديد من المواطنين‪،‬‬ ‫بما احتواه من معلومات مثيرة‪ ،‬فإنه‪ ،‬بالنسبة لمن «تهرست فوق‬ ‫رؤوسهم المطاريق» أمر يدخل في «الممارسات»اإلدارية التي لم‬ ‫تعد تثير أي جدل‪.‬‬ ‫موضوع الخبر أن مصالح وزارة المالية ال زالت تضخ الماليين‬ ‫في الحسابات البنكية لعدد كبير من «المسؤولين» كتعويضات «غير‬ ‫مستحقة» تتراوح قيمتها بين ‪ 7000‬و‪ 10000‬درهم عند نهاية كل‬ ‫شهر‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بتحايل بعض كبار المسؤولين على الدولة‪ ،‬بغاية‬ ‫الجمع بين السكن الوظيفي‪« ،‬الفابور» والتعويض المالي عن‬ ‫السكن‪ ،‬لمن ال تتحمل الدولة واجب إسكانه‪.‬‬ ‫بعض العارفين بخبايا األمور‪ ،‬اعتبروا أن السبب في هذه الكارثة‬ ‫المالية يعود إلى عدم قيام مصالح المالية بالتحيين المستمر‬ ‫لالئحة المستفيدين والمستفيدات من السكن الوظيفي ما ينتج عنه‬ ‫استمرار هذا النوع من الريع‪ ،‬ربما لطبيعة األسماء المستفيدة التي‬ ‫«تخلع» وزارة «المداويخ» ‪.‬‬ ‫هذا الخبر فظيع‪ ،‬ألنه‪ ،‬لو ثبت بالدليل والبرهان‪ ،‬أن الحكومة‬ ‫«تعلم»‪ ،‬فإن األمر سيكون «كارثيا» ولو ثبت أن الحكومة «ال تعلم»‪،‬‬ ‫فإنه سيكون مفجعا‪ ،‬بل مأساويا !‪...‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫مطبعون‬ ‫موشي أميراف والبقية تأتي‬ ‫بينما تواجه العامالت المغربيات في حقول الفراولة اإلسبانية‪،‬‬ ‫بعض السلوكات الالأخالقية من بعض أصحاب الضيعات‬ ‫ومستخدميهم‪ ،‬األمر الذي حرك العديد من المنظمات األهلية‬ ‫والحقوقية االسبانية‪ ،‬لإلحتجاج والتظاهر دفاعا عن العامالت‬ ‫المغربيات‪ ،‬بل ووصل األمر إلى برلمان األندلس وتدخل األمن‬ ‫وتدخل القضاء‪ ،‬والبحث جار ‪.........‬‬ ‫وبعد ما نفى حبيبنا اليتيم واقعة التحرش جملة وتفصيال‪،‬‬ ‫ليعترف‪ ،‬في مإ بعد‪ ،‬بوجود حاالت «معزولة» يمكن ان تحدث «حتى‬ ‫عندنا فلمغرب» !‪.....‬‬ ‫ها هو يعود ليؤكد أن حقوق العامالت المغربيات في إسبانيا‬ ‫“محمية من خالل االتفاقيات الموقعة بين البلدين‪ ،‬سواء تعلق األمر‬ ‫بظروف العمل أو مدته أو األجر الممنوح أو التغطية االجتماعية”‪ .‬وأن‬ ‫ظروف اشتغال العامالت المغربيات في الضيعات اإلسبانية تخضع‬ ‫لقوانين العمل بإسبانيا ويبقى لوزارته مواكبة وضعية العامالت‬ ‫المغربيات‪ ،‬وأن وزارته تتابع منذ اليوم األول هذه العملية وهي‬ ‫«عازمة»‪ ،‬على متابعة التحقيقات الجارية من قبل السلطات االسبانية‬ ‫في موضوع التحرشات «المنسوبة» لبعض األشخاص في حق بعض‬ ‫العامالت‪.‬‬ ‫يا صاحب المعالي‪ ،‬األمـــر ال يتعلق بــ «الوعـــاء» القانوني‬ ‫لوجود وعمل المغربيات في ضيعات األندلس‪ ،‬بل بالمضايقات‬ ‫التي يشتكين من تعرضهن لها وقد حكت إحداهن ما جرى لها مع‬ ‫«خنزير» ‪ Pata negra‬راودها رغم حملها ولم ينجها منه سوى‬ ‫صياحها واستنجادها بزميالتها في الضيعة‪.‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬ياسيدي‪ ،‬فقد التجأت العشرات من العامالت‬ ‫المغربيات إلى السلطات اإلسبانيـة ببلديــة ألمونتــي مطالبـــات‬ ‫بحمايتهــن من أصحــاب الضيعــات وتجاوبــت السلطات المحلية‬ ‫والمنظمات األهلية والنقابات واإلعالم المحلي مع شكاياتهن وفتح‬ ‫تحقيق‪.....‬بينما تم ترحيل حوالي ‪ 150‬عاملة من المتظلمات إلى‬ ‫بلدهن‪ ،‬بحجة أن موسم الفراولة انتهى‪ ،‬األمر الذي كذبه صحافيو‬ ‫جريدة «‪ »EL ESPAÑOL‬في تحقيق بعنوان «قافلة المعرة بين‬ ‫ويلفا وطنجة»‬

‫أحد كبار «مجرمي الحرب «موشي أميراف» حرك من جديد‪،‬‬ ‫دعوات «المقاطعة» للتطبيع مع إسرائيل‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬من طرف‬ ‫«المجموعة» التي طالبت باعتقال «ضيف» األمم المتحدة ومنظمة‬ ‫المؤتمر اإلسالمي بمجرد وصوله إلى أحد المطارات المغربية‬ ‫بهدف المشاركة في ندوة الرباط‪ ،‬حول القدس وهو الذي شارك‪،‬‬ ‫كعسكري‪ ،‬في عملية احتالل القدس‪ ،‬سنة ‪ ،1967‬وتسبب في إبادة‬ ‫وتشريد آالف المقدسيين‪ .‬كما قام بتنفيذ سياسة «التطهير» العرقي‬ ‫والتهويد في مدينة األقصى‪ ،‬بعد أن توالها كرئيس بلديتها‪.‬‬ ‫«موشي» ليس أول إسرائيلي يدعى للمشاركة في لقاءات دولية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬ولن يكون اآلخر‪ ،‬ال محالة‪ ،‬وقد سبقه «زميل» في العدوان‬ ‫على الفلسطينيين إلى البرلمان المغربي مدعوا للمشاركة في لقاء‬ ‫من لقاءات البرلمان‪.‬‬ ‫على أي‪« ،‬التبادل» مع إسرائيل‪ ،‬على مستوى البشر والتجارة‬ ‫والسلع‪ ،‬والمساعدة «التقنية»‪ ،‬مسائل تتردد كثيرا في صحفنا‪ ،‬وأخيرا‬ ‫لبت مجموعة جديدة من «الصحافيين» دعوة الخارجية اإلسرائلية‬ ‫لزيارة إسرائيل‪ ،‬وقبله سافر إلى تل أبيب عدد من رجال السياسة‬ ‫والفكر والثقافة‪ ،‬تلبية لدعوات «التطبيع» التي تحدث عنها الراحل‬ ‫نزار قباني في قصيدته الرائعة «المهرولون»‪.....‬‬ ‫المسألة تتعدى اإلرادة الوطنية‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬ألنها محكومة وفق‬ ‫سياسات «محكمة» تقدم في صيغة «التوافق» واألخذ والعطاء‪..‬‬ ‫واالبتزاز الخبيث‪.‬‬ ‫وإذا ظهر المعنى فال فائدة في التكرار !‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫املركز الثقايف �أحمد بوكماخ و بتعاون مع بيت ال�صحافة و هيئة املحامني بطنجة يك ّرم الهرم الوطني‬

‫عبد الرحمان اليو�سفي‬

‫يف حفل ينت�صر فيه الوطني على احلزبي‪ ،‬وينت�صر فيه منطق رجل الدولة‪،‬‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫على منطق القائد الفئوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫هو لقاء تكريمي بطعم الوطنية والنضال‪ ،‬لقاء ضخم حضرته المئات من الجماهير المحبة‬ ‫للهرم‪ ،‬عبد الرحمان اليوسفي‪ ،‬إبن مدينة طنجة‪ ،‬وفخر المغرب ورمز شرفه ونضاله‪ ،‬هذا اللقاء‬ ‫الذي نظمته جمعية أحمد بوكماخ‪ ،‬تحت سقف المركز الثقافي الحامل السمها أمس الجمعة‪،‬‬ ‫سيظل محفورا في ذاكرة ساكنة طنجة‪ ،‬هذه الساكنة التي تعتز وتفخر بابنها البار المخلص‬ ‫والوفي‪ ،‬عبد الرحمان اليوسفي‪.‬‬ ‫ووسط حضور رسمي ومدني‪ ،‬عرف برنامج اللقاء فقرتين خصصت األولى لمدارسة مذكرات‬ ‫«أحاديث فيما جرى»‪ ،‬من طرف األساتذة‪ ،‬الطيب بياض‪ ،‬شوقي بنيوب‪ ،‬محمد خرشيش‪ ،‬لحسن‬ ‫العسيبي‪ ،‬ومبارك بودرقة‪ ،‬ثم الفقرة التكريمية لضيف طنجة الكبير‪ ،‬عرفت شهادات رئاسات‬ ‫مجلس مدينة طنجة‪ ،‬الجهة‪ ،‬بيت الصحافة‪ ،‬وهيئة المحامين بطنجة مع تقديم الهدايا وتسلم‬ ‫النسخ الموقعة‪.‬‬ ‫هذا الحفل التكريمي الذي‬ ‫كان عبارة عن مبادرة مدنية‬ ‫كما صرح بذلك الكاتب العـام‬ ‫لجمعية أحمد جبـــرون خالل‬ ‫الندوة الصحفية المنعقدة قبل‬ ‫الحفل‪ ،‬واصفا إيـاها بالشعبية‬ ‫الخالصة‪ ،‬البعيدة عن كافـــة‬ ‫األحــزاب السياسيـــة‪ ،‬وهكـذا‬ ‫أرادها الزعيـم الوطنـــي عبد‬ ‫الرحيم اليوسفـي تفاديا ألي‬ ‫استغالل حزبـي ضيـق‪ ،‬وأيضا‬ ‫تلك كانت رغبة رفيق األستاذ‬ ‫امبارك بودرقــة‪ ،‬حيث اعتبــر‬ ‫أن حضور اليوسفي هو رسالة‬ ‫إلى الجيل الحالي من الشباب‬ ‫لكي يطلع على الدور النضالي‬ ‫والثقافـي والسياســي ألحـــد‬ ‫أبناء هـذه المدينـة إلى جانب‬ ‫الحركة الوطنية‪.‬‬ ‫و تحدث الزعيم اليوسفي‬ ‫عن ارتباطـــه الروحي بهــذه‬ ‫المدينة وهي مسقــط رأسه‪،‬‬ ‫والتي نالت حيـــزا مهما من‬ ‫مذكراته‪ ،‬حيث تحدث في كتابه عن طنجة الدولية‪ ،‬التي كانت تتعايش فيها كل الجنسيات‬ ‫واألعراق واألديان‪ ،‬وكيف كان سكانها يتقبلون اآلخر ويتشاركون الفرح والحزن‪ ،‬وقد عبر فيها‬ ‫عن هذه الفترة بين حنين للحرية والتنوع وفي نفس الوقت رفض للتقسيم واإلحتالل الذي كان‬ ‫يخضع له‪.‬‬

‫«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اهلل عليه‪ ،‬فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ‪،‬‬ ‫وما بدّلوا تبديال» واألستاذ عبد الرحمن اليوسفي من الذين ما بدلوا تبديال‪ ،‬فهذا الرجل بصم‬ ‫تاريخ المغرب كمقاوم لإلستعمار وكمعارض وسياسي محنك‪..‬لم يتخل أبدا عن مبادئه‪.‬‬ ‫«القائد عبد الرحمن» ورفاقه الذين وردت أسماؤهم في كتاب «أحاديث في ما جرى» قدموا‬ ‫الغالي والنفيس‪ ،‬وضحوا بأرواحهم وسجنوا‪ ،‬كل هذا في سبيل أن تنعم األجيال الحالية بالحرية‬ ‫في هذا الوطن‪ ،‬وغادروا المغرب مكرهين‪ ،‬حفاظا على حياتهم‪ ،‬ورغم كل ذلك ظلوا متشبثين‬ ‫بمبادئهم وبوطنهم وكانوا يدافعون عن المغرب من الخارج‪..‬إنه النضال المستميت يا سادة !!‬ ‫من مذكرات الهرم عبد الرحمان اليوسفي‪ ،‬في الجزء األول من”أحاديث في ما جرى”‪ ،‬بداية‬ ‫الفصل األول‪ ،‬تحدث عن أسرته الصغيرة‪ ،‬يتقدّمها والده أحمد اليوسفي‪ .‬هذا األخيــر ينحــدر‬ ‫من قرية “دار زهيرو” الواقعة‬ ‫بمنطقة الفحص القريبـــة من‬ ‫طنجة‪“ ،‬وقد نزح في شبابه بحثا‬ ‫عن العمل‪ ،‬ليستقر به المقام‬ ‫في األخير بجبـــل طارق‪ ،‬حيث‬ ‫عمل بإحدى القنصليات األجنبية‬ ‫هناك‪ ،‬وهو ما أكسبــه صفـــة‬ ‫المهاجر التي سيشترك فيها مع‬ ‫أحد أعمامي الذي انتقل بدوره‬ ‫إلى فرنسا”‪ ،‬يقول عبدالرحمان‬ ‫اليوسفي‪.‬‬ ‫والد هذا األخير كان يتمتع‬ ‫بقــدرات عاليـــة في اللغــــات‬ ‫األجنبيـــة‪ ،‬إلى جـانــب معرفته‬ ‫الكبيــــرة بمبـــادئ الشريعـــة‬ ‫اإلسالميــة‪ ،‬مـا أهلــــه “إلى أن‬ ‫يعمل وكيـال معترفــا بـــه لدى‬ ‫السلطات المحلية‪ ،‬حيـث كـــان‬ ‫يتولى باألخص‪ ،‬الدفـــاع عمن‬ ‫يلتجئون إلى خدماتــــه كوكيـل‬ ‫عنهم أمام القضاء‪ ،‬في النزاعات‬ ‫المدنية وغيرها”‪ .‬ممارسة أهلت‬ ‫أحمد اليوسفي ليصبح “مقدما” يلجأ إليه المتخاصمون لفض النزاعات فيما بينهم‪“ ،‬وهي‬ ‫الوظيفة التي كانت تتيح له تقديم تقارير يومية إلى المندوب العام‪ ،‬الذي كان يعتبر آنذاك‬ ‫بمثابة خليفة السلطان بمدينة طنجة”‪.‬‬

‫اليوسفي قـال في مذكراتـه إن هذا التنوع الكبيـر‬ ‫ساهم في انفتاح عقول ساكنة طنجة الدولية‪ ،‬التي لم‬ ‫تكن أيضا جنة‪ ،‬فشقيقه عبد السالم اختفى بشكل قسري‬ ‫عام ‪ 1943‬بعد اعتقاله من لدن اإلحتالل اإلسباني جراء‬ ‫دعمه للحلفاء خالل الحرب العالمية الثانية وال يعرف‬ ‫شيئا عن مصيره منذ ذلك الوقت‪.‬‬ ‫و عبر اليوسفي في كلمته عن شكره العميق لمبارك‬ ‫بودرقة على المجهود الذي بذله حتى ترى مذكراته النور‪،‬‬ ‫شاكرا في نفس الوقت منظمي الحفل على استضافتهم‬ ‫له وسط أبناء مدينته‪ ،‬وأكد أنه يقدّر جيدا مقدار تعلق‬ ‫األجيال الجديدة بتاريخ المغرب‪ ،‬موضحا أنه موقن جيدا‬ ‫بأن قوة األمم تكمن في تصالحها مع ماضيها‪ ،‬ألنه دون‬ ‫قراءة ماضيها لن يتسنى لها بناء المستقبل‪ ،‬وأنه على‬ ‫يقين كبير أن هذه األجيال لن تنجح في بناء مستقبلها‬ ‫دون استيعابها لقيم ماضيها وخاصة النضالية منها‪.‬‬ ‫من جهته قال امبـارك بودرقــة المناضــل اإلتحــادي الذي دون مذكــرات اليوسفــي‪،‬‬ ‫أن عبد الرحمان اليوسفي كان يرفض منذ سنوات كتابة مذكراته بالرغم من إلحاح أصدقائه‬ ‫ومقربيه‪ ،‬لكن هذا لم يمنعه من أن يتحدث عما جرى للعديد من أصدقائه وعلى رأسهم هو‬ ‫(بودرقة) لهذا جاءت هذه المذكرات بعنوان «أحاديث فيما جرى»‪.‬‬ ‫وأضاف بودرقة أنه إلى جانب األحاديث التي رواها له اليوسفي جمع العديد من المقاالت‬ ‫والخطـب التي كتبهـا هـذا األخيـر منذ ‪ 1992‬تاريخ قيادتـه «لالتحـاد االشتـراكـي» بعد وفـاة‬ ‫عبد الرحيم بوعبيد‪ ،‬وأشارإلى كونه عندما انتهى من تحرير وجمع مقاالت اليوسفي وخطبه‬ ‫وأعطاها لليوسفي قال له «أستغرب أني كتبت كل هذا ومع ذلك هناك من يطالبني بالكتابة»‪.‬‬

‫الثانية‪ ،‬ظ ّلت تلك العادة سارية»‪.‬‬

‫و كان والـد عبــد الرحمان اليوسفـــي يرافـــق في‬ ‫بعض األحيان المندوب‪ ،‬الحاج محمد بن عبدالكريم‬ ‫التازي‪ ،‬أو خليفته ألداء صالة الجمعة‪ ،‬والتي كانت تجري‬ ‫من خالل طقوس مخزنية تقليدية‪“ ،‬تشد فضول العديد‬ ‫من السياح وتشد انتباه مواطني طنجة”‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد يقول عبد الرحمــان اليوسفـــي في مذكراته‪،‬‬ ‫إنه كان يجد نفســـه مأخوذا بدوره بتلك األجواء‪ ،‬والتي‬ ‫كان ينخرط فيها والده‪« ،‬وهو يرتدي لباس الحاجب‬ ‫الذي كان يميز الطنجاويين كعالمة تفاخر في ما‬ ‫بينهم‪ .‬ولقد أهّله عمله ومكانته ومثابرته‪ ،‬ألن يعتبر‬ ‫ضمن البورجوازية الصغيرة لمدينة طنجة» وبقي كرب‬ ‫أسرة مكونة من زوجين‪ ،‬محافظا على تقاليد الحياة‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬وكان بيتنا في عيد األضحى مثال‪ ،‬يشهد‬ ‫طقوس اقتناء كبشين‪ ،‬وحتى بعد انفصاله عن الزوجة‬

‫و اآلن وبعد حوالي ‪ 15‬سنة من الصيام عن الكالم‪ ،‬واإلبتعاد عن األضواء ورفض التكريمات‬ ‫ينبعث عبد الرحمن اليوسفي منذ أشهر قليلة من رماد خلوته بعدما بلغ عقده التاسع ليقدم‬ ‫شهادته على مرحلة مهمة من تاريخ‪ ‬المغرب‪ ،‬وهو السياسي المخضرم ورجل الدولة الذي تصفه‬ ‫الصحافة المغربية بعراب التناوب التوافقي‪.‬‬ ‫وسيبقى األستاذ عبد الرحمن اليوسفي إرثا تاريخيا كبيرا ومميزا في تاريخ الكفاح السياسي‬ ‫ومقاومة اإلستعمار والتسلط واإلستبداد‪...‬وهو ما تبقى للمغرب من رموز النضال بشتى ألوانه‬ ‫وأساليبه‪..‬‬


‫العدد ‪948‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مهاجرون أفارقة يعودون الحتالل شقق في طنجة‬ ‫وسط مخاوف من تكرار سيناريو المواجهات‬

‫عـادت ظـــاهرة اقتحــام شقـــق المواطنين‬ ‫عنوة بحي بوخالف بطنجة من طرف مهاجرين‬ ‫غير نظاميين ينتمون لدول إفريقيا جنوب‬ ‫الصحراء‪ ،‬إلى الواجهة بقوة خالل األيام األخيرة‬ ‫نتيجة مطاردة السلطات لهؤالء المهاجرين‪،‬‬ ‫الشيء الذي يشي بعودة ظاهرة احتالل المنازل‬ ‫التي انتهت بقرار من وزارة الداخلية قبل نحو‬ ‫‪ 3‬سنوات ‪.‬‬ ‫وشرعت سلطات مدينة طنجة في مطاردة‬ ‫المهاجرين غير النظاميين بحي بوخالــف نتيجة‬ ‫تزايد تورط مجموعات منهم في أنشطة‬ ‫إجرامية وتزايد شكايـــات السكان المطالبين‬ ‫بتدخل أمني‪ ،‬غير أن هــــذا األمـــر أدى إلى‬ ‫عودة ظاهرة احتالل الشقق بالمجمع السكني‬ ‫«العرفان»‪ ،‬والتي تكون مقفولة نتيجة تواجد‬ ‫قاطنيها بديار المهجر ‪.‬‬ ‫وحسب شهادات مواطنين قاطنين بالحي‬ ‫فإن مجموعات من المهاجرين غير النظاميين‬ ‫قامت بكسر أقفال أبواب تلك الشقق واقتحامها‬ ‫عنوة‪ ،‬ما أثار خوف السكان الذين يتوقعون‬ ‫عودة المواجهات مرة أخرى إلى حيهم‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن الفترة الحالية تشهد عودة مغاربة المهجر‬ ‫إلى بلدهم ‪.‬‬ ‫ويعمد المهاجــرون إلى اقتحـــام الشقــق‬

‫لالختباء من عناصر األمن‪ ،‬حيث إن بعضهم‬ ‫كانوا يلجؤون إلى أكواخ وأوراش بناء ومساحات‬ ‫مهجورة لالختباء بعد أن تم إفراغهم قبل ‪3‬‬ ‫سنوات‪ ،‬لكن الحمالت األمنية األخيرة دفعتهم‬ ‫إلى البحث عن فضاءات أكثـــر أمنـــا ليعــودوا‬ ‫لظاهرة احتالل المنازل ‪.‬‬ ‫ومنذ ‪ 2013‬شهد حي العرفان مواجهات‬ ‫عنيفة بين المهاجرين األفارقة من جهة وبين‬

‫السكان وعناصر األمن من جهة أخرى‪ ،‬أغلبها‬ ‫مردها إلى ظاهرة اقتحام الشقق‪ ،‬ما أدى إلى‬ ‫حدوث وفايات تلتها احتجاجات هي األكبر‬ ‫من نوعها بالمغرب‪ ،‬وكانت تنتهي باعتقاالت‬ ‫وترحيالت قبل أن يصدر قرار وزارة الداخلية‬ ‫في يوليوز ‪ 2015‬بإفراغ جميع المنازل المحتلة‪ ،‬ما‬ ‫أنهى تلك الصراعات منذ ذلك الوقت ‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫وثيقة تفضح تحول جماعة طنجة لدركي‬ ‫شركة «الصابو» المملوكة لنائب العماري‬ ‫كشفت وثيقة مسربة‪ ،‬أخيرا‪ ،‬عبارة عن قرار‬ ‫جماعي وصف بالمؤقت وصدر خالل يونيو الجاري‪،‬‬ ‫تفاصيل مثيرة عن تحول المجلس الجماعي لطنجة‬ ‫إلى ما يشبه دركي الشركة المفوض لها تنظيم‬ ‫عملية وقوف السيارات في شوارع المدينة‪ ،‬والتي‬ ‫تعود ملكيتها إلى نائب لرئيس جهة طنجة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة إلياس العماري‪ ،‬حيث تؤكد بنود هذه‬ ‫االتفاقية المثيرة أنه‪ ،‬بناء على محضر لجنة السير‬ ‫والجوالن الصادر بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ ،2018‬وفي‬ ‫إطار تنظيم الوقوف داخل منطقة استغالل الشركة‬ ‫المذكورة‪ ،‬تقرر أنه يمنع التوقف بجميع المواقف‬ ‫العشوائية المتواجدة فوق األراضي العارية داخل‬ ‫المنطقة الخاضعة لنظام التدبير المفوض من‬ ‫طرف الشركة آنف الذكر‪ ،‬فيما شدد الفصل الثاني‬

‫على أنه يعهد لوالي أمن طنجة‪ ،‬ورئيس مصلحة‬ ‫السير والجوالن بالمجلس الجماعي‪ ،‬تنفيذ مقتضيات‬ ‫هذا القرار‪ ،‬وهي الوثيقة التي آثارت انتقادات واسعة‬ ‫للمجلس من قبل السكان الذين كانوا في انتظار‬ ‫إيجاد حل لما وصفوه بالمعضلة‪.‬‬ ‫ويأتي هذا تزامنا وعقد المجلس الجماعي‬ ‫لطنجة اجتماعات داخلية‪ ،‬قصد صياغة قرارات‬ ‫جديدة تهم هذا الموضوع‪ ،‬والتي من شأنها أن تزيد‬ ‫من خنق سكان المدينة بواسطة هذه الشركة‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن سيارات جماعية تجول بالمدينة‪ ،‬قصد‬ ‫تنظيم هذه العملية في سابقة من نوعها‪ ،‬وذلك‬ ‫في إطار شراكة وتفويض بين المجلس والمؤسسة‬ ‫الخاصة المذكورة التي فازت بصفقة هذا المشروع‪،‬‬ ‫في وقت طالب السكان بضرورة تنظيم العملية عن‬

‫طريق تخصيص أماكن لذلك‪ ،‬من قبيل محيط‬ ‫بعض الفنادق والمؤسسات العمومية‪ ،‬وذلك لتجنب‬ ‫االحتكاك المستمر بين هذه األطراف بسبب الحجز‬ ‫المفاجئ على سياراتهم دون سابق إنذار‪ ،‬وكذا‬ ‫تخصيص مبلغ ثالثة دراهم للساعة‪ ،‬وهي التعرفة‬ ‫التي اعتبرت األولى من نوعها وطنيا‪ ،‬لكون بقية‬ ‫المدن ال تتجاوز فيها هذه التعرفة درهمين ونصف‪.‬‬ ‫يذكر أنه ال تزال الحملة اإللكترونية مستمرة على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬بخصوص هذا الملف‪،‬‬ ‫حيث يطالب النشطاء بضرورة وقف نزيف هذه‬ ‫الشركة‪ ،‬تزامنا مع الحديث عن إمكانية العمل‬ ‫على تمديد نفوذها لتصل لبعض األحياء المجاورة‬ ‫لوسط المدينة‪.‬‬

‫صرخة سكان طنجة‬ ‫بسبب تردي الخدمات‬ ‫اإلسعافية للوقاية‬ ‫المدينة‬

‫انتشرت في اآلونة األخيرة‪ ،‬صور لرجال الوقاية‬ ‫المدنية وهم يقومون بإنقاذ رجل مصاب في‬ ‫حادثة سير وقعت بمدينة طنجة مؤخرا‪ ،‬بعدما‬ ‫اصطدمت سيارته بسيارة لألجرة‪ ،‬وسقطت في‬ ‫إحدى األودية بحي الموظفين‪.‬‬ ‫رجــال الوقاية وحاول إخراج المصاب من‬ ‫الخندق على أكتافهم بصعوبة‪ ،‬ولوال تدخل‬ ‫المواطنين لوقعت كارثــة في حـق الشخص‬ ‫المصاب الذي بدأ بالصراخ واالستغاثـــة من‬ ‫الطريقة التي تم إسعافه بها ‪.‬‬ ‫واستنكر عدد من الذين عاينــوا الحادثة‬ ‫الكيفية التي يسعف بها المصابون والمرضى‬ ‫من طرف مصالح الوقاية المدنــية‪ ،‬وغيــــاب‬ ‫المعدات اللوجستيكية المخصصة لذلك‪ ،‬حيث‬ ‫أبانت الحوادث المتكررة بطنجة‪ ،‬عن ضعف جهاز‬ ‫الوقاية المدنية‪ ،‬رغم التطور الكبير الحاصل‬ ‫مؤخرا في مدينة البوغاز على المستوى العمراني‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬وكذا كثافة سكانها المتزايدة‪ ،‬إال‬ ‫أن ذلك لم يشفع لها بأن يكون لديها جهاز وقاية‬ ‫مدنية يلبي حاجيات الساكنة عند الضرورة‪،‬‬ ‫خصوصا بعد النداءات التي يتلقاها هذا الجهاز‬ ‫من طرف المواطنين للتدخل العاجل والتنقل إلى‬ ‫مواقع الحوادث إلنقاذ الضحايا والمصابين ‪.‬‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬

‫محمد أبطاش‬

‫عين على الشمال‬

‫ساكنة تطوان تستنكر الزيادة في ثمن تذاكر‬ ‫حافالت النقل العمومي‬ ‫لم تجد «فيتاليس» ‪ ،‬الشركة المفوض لها‬ ‫تدبير قطاع النقل بتطوان‪ ،‬يوما مناسبا للزيادة‬ ‫في ثمن تذاكر حافالتها‪ ،‬إال يوم ثاني عيد الفطر‪،‬‬ ‫الذي يكون فيه المغاربة منشغلين بزيارة العائالت‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬حيث تفاجؤوا بالتسعيرة الجديدة دون‬ ‫سابق إعالن‪.‬‬ ‫هذه الزيادة التي أقرتهـــا الشركــة المعنية‬ ‫رفضها ساكنة تطوان‪ ،‬معتبرة إياها ال تتماشى‬ ‫مع خدمات النقل المقدمة لشريحة عريضة من‬ ‫المواطنين‪ ،‬كما أن رفع التسعيـــرة‪ ،‬يعتبر «إهانة‬ ‫واحتقارا»‪ ،‬حسب تصريح السكان‪ ،‬وال يخدم مصلحة‬

‫المواطن البسيط‪ ،‬الذي يلتجئ أو يستعمل حافالت‬ ‫النقل العمومي‪ ،‬لثمنها الرخيص ‪.‬‬ ‫وأقدمت «فيتاليس» على الزيادة بالنسبة‬ ‫للخطوط الطويلة‪ ،‬كالمضيق والفنيدق ومارتيل‪،‬‬ ‫من ‪ 4‬دراهم إلى ‪ ،5‬والخطوط داخل المدينة‪ ،‬من‬ ‫درهمين إلى درهمين ونصف‪ ،‬بينما استثنت تحسين‬ ‫الخدمات‪ ،‬وإصالح وصيانة الحافالت التي تحولت‬ ‫إلى «براريك» متنقلة‪ ،‬حسب رأي السكان‪ ،‬الذين‬ ‫قالوا بأن الشركة لم تلتزم بدفتر التحمالت الذي‬ ‫يلزمها باستخدام حافالت بمعايير دولية توفر‬ ‫الراحة لزبنائها‪ ،‬وكذلك المكيفات والولوجيات لذوي‬

‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬ونوافذ اإلغاثة ومعدات إطفاء‬ ‫الحرائق وغير ذلك من التجهيزات ‪.‬‬ ‫وحسب مصادر خاصة ب «األسبوع»‪ ،‬فإن شركة‬ ‫النقل الحضرية بمدينة تطوان‪ ،‬تستورد المحروقات‬ ‫من إحدى الشركات الخاصة بثمن زهيد ‪.‬‬ ‫ليبقى السؤال الذي تطرحه ساكنة تطوان ‪ :‬لماذا‬ ‫الزيادة في سعر التذكرة من طرف «فيتاليس» رغم‬ ‫الثمن البخس الذي تقتني به المحروقات ؟‬

‫زهير البوحطاوي‬

‫يعاني الطفل محمد العلوي‪ ،‬البالغ من‬ ‫العمـر ‪ 10‬س��نــوات من تأخـ��ر في النمو‪،‬‬ ‫نتجـــ��ت عن��ه‪ ،‬مع م��رور الس��نوات إعاقة‬ ‫كاملـــة‪ ،‬فضال ع��ن إصابتــه بداء الربــو‪،‬‬ ‫مم��ا جعل��ه يحتاج إل��ى مصاري��ف‪ ،‬القتناء‬ ‫الحفاظات واألدوي��ة التي يصل ثمنها إلى‬ ‫ح��دود أل��ف (‪1000‬درهم) ش��هريا‪ ،‬األمر‬ ‫الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪ ،‬وعبر‬ ‫هذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم والدة الطفل المريض‬ ‫بندائها إل��ى المحس��نين وذوي األريحية‪،‬‬ ‫راجي��ة منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى مس��اعدتها‪،‬‬ ‫للتغل��ب عل��ى رعاية فل��ذة كبده��ا‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫إقتصاد‬ ‫طنجة تدخل عهد الطاقات المتجددة‬

‫تم يوم الجمعة األخير تدشين المحطة الريحية الجديدة “خالدي” في طنجة‪ ،‬باستثمار قدره‬ ‫‪ 1.7‬مليار درهم‪ ،‬وبطاقة إنتاجية تصل إلى ‪ 120‬ميغاواط‪.‬‬ ‫وستقوم المحطة الريحية‪ ،‬المقامة على بعد ‪ 30‬كلم من طنجة‪ ،‬بإنتاج حوالي ‪ 370‬جيغاوات‪،‬‬ ‫حيث ستزود‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬كبار الزبناء الصناعيين‪ .‬ويعادل إنتاج هذه المحطة من الكهرباء‬ ‫متوسط االستهالك السنوي لمدينة يبلغ عدد سكانها ‪ 400‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫وتتكون هذه المحطة من ‪“ 40‬توربينة” ريحية بسعة ‪ 3‬ميغاواط للواحدة تم تثبيت كل منها‬ ‫على برج يعلو بـ‪ 80‬متر‪ ،‬كما تم تجهيزها بثالث شفرات طولها ‪ 45‬متر‪ .‬وستساهم المحطة أيضا‬ ‫في تقليص أزيد من ‪ 144‬ألف طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون سنويا‪.‬‬ ‫ويساهم المشروع الوطني للطاقات المتجددة إلى تحقيق أهداف المغرب في أفق ‪،2020‬‬ ‫والمتمثلة على الخصوص في تنمية قدرة إنتاجية من الطاقة الريحية تصل إلى ‪ 2000‬ميغاواط ‪،‬‬ ‫وحصة تصل إلى أزيد من ‪ 42‬في المائة من الطاقات المتجددة بصفة عامة‪..‬‬ ‫وقد تم تمويل المشروع بمساهمة من المصرف األوربي إلعادة اإلعمار والتنمية وبتنسيق‬ ‫مع صندوق التكنولوجيات النظيفة والبنك المغربي للتجارة الخارجية إلفريقيا‪ .‬ويعد أول مشروع‬ ‫للطاقة المتجددة يموله البنك األوروبي في المغرب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫“العربية للطيران “ تطلق خطا جويا بين الناظور والبيضاء‬

‫أطلقت شركة “العربية للطيران – المغرب” للنقل الجوي المنخفض التكلفة‪ ،‬هذا األسبوع‪،‬‬ ‫خطا جويا جديدا يربط بين الناظور والدار البيضاء بواقع رحلتين في األسبوع (ذهابا وإيابا) يومي‬ ‫الجمعة واألحد‬ ‫وقد حطت طائرة تابعة للشركة‪ ،‬وعلى متنها ‪ 170‬راكبا‪ ،‬أمس بمطار الناظور – العروي في‬ ‫رحلة مباشرة تدشن لإلنطالق الرسمي لهذا الخط الجوي‪.‬‬ ‫حضر حفل تدشين هذا الخط الجوي‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬عامل إقليم الناظور علي خليل ورئيس‬ ‫مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي وممثلو المجلس الجهوي للسياحة والمكتب الوطني‬ ‫للمطارات‪.‬‬

‫إفراط المؤسسات العمومية في االقتراض‬ ‫الديون الخارجية لـ ‪ 6‬مؤسسات عمومية بلغت‬ ‫‪ 261‬مليارا و‪ 200‬مليون درهم‬ ‫كشف محمد بوسعيد‪ ،‬وزير االقتصاد والمالية عن وجود اختالالت في عدد من المؤسسات‬ ‫العمومية التي باتت تعاني من عجز مالي خطير‪ ،‬وأفرطت في االقتراض بشكل بات يهدد توازنها‬ ‫المالي قبل أن تمد يدها لطلب مساعدة الدولة‪ ،‬ومنها المكتب الوطني للسكك الحديدية‪ ,‬بعد‬ ‫أن حذر تقرير للمجلس األعلى للسحابات من الوضعية الكارثية لعدد من هذه المؤسسات‬ ‫والمقاوالت العمومية‪.‬‬ ‫ودعا‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬إلى تحويل مجموعة من المؤسسات العمومية إلى شركات مساهمة‪ ،‬من أجل‬ ‫ضمان شفافية وفعالية أكبر‪ ،‬وعالقة أفضل مع الزبناء ومع الدولة‪ ،‬مشيرًا إلى وجود استراتيجية‬ ‫ما تزال في طور اإلنجاز‪ ،‬قد تفضي إلى إنشاء شركة مساهمة تحل محل المكتب الوطني للمطارات‬ ‫على سبيل المثال‪.‬‬ ‫كما دعا “المؤسسات والمقاوالت العمومية إلى تركيز أنشطتها على مهامها األساسية‬ ‫والتخلي عن المهام الثانوية التي يمكن إسنادها للقطاع الخاص”‪ ،‬وهو ما سبق أن نبهت إليه‬ ‫“الدوريات السنوية لوزارة االقتصاد والمال بشأن إعداد ميزانيات الهيئات المعنية”‪ ،‬والتي نصت‬ ‫على ضرورة إخراج جميع األنشطة التي ال تدخل ضمن مهامها األساسية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أكد بوسعيد تفاعل وزارته بشكل إيجابي مع مختلف التوصيات الواردة في‬ ‫تقرير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬ومنها “إعادة تركيز نشاط المؤسسة والمقاولة العمومية على‬ ‫مهمتها األصلية‪ ،‬بعد أن أفاد التقرير ذاته بأن ست مؤسسات عمومية تعاني من صعوبات بسبب‬ ‫ارتفاع مديونيتها الداخلية‪ ،‬التي بلغت ‪ 261‬مليارا و‪ 200‬مليون درهم‪ ،‬كما ناهزت مديونيتها‬ ‫الخارجية ‪ 179‬مليارا و‪ 288‬مليون درهم‪ ،‬ويتعلق األمر بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬والمكتب الشريف للفوسفاط والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب والمكتب الوطني‬ ‫للسكك الحديدية‪ ،‬والمكتب الوطني للمطارات والخطوط الملكية المغربية‪.‬‬ ‫وأعلن كذلك أن وزارته تدرس حاليًا مآل وكاالت التنمية ألقاليم الشمال والشرق والجنوب”‪،‬‬ ‫كما تدرس “التخلي عن بعض المؤسسات والمقاوالت العمومية التي أضحت مهامها غير ذات‬ ‫جدوى‪ ،‬ومنها مكتب التسويق والتصدير”‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫و في هذا الصدد‪ ،‬صرح السيد البعيوي رئيس جهة الشرق للصحافة‪ ،‬إن هذا الخط الجوي جاء‬ ‫نتيجة اتفاقية بين مجلس الجهة وشركة “العربية للطيران – المغرب”‪ ،‬بهدف تعزيز الربط الجوي‬ ‫للجهة والمساهمة بالتالي في تحقيق التنمية االجتماعية و االقتصادية لهذه الجهة‪.‬‬

‫المبادالت التجارية بين المغرب واالتحاد األوروبي‬ ‫تجاوزت ‪ 29‬مليار أورو‬

‫واغتنم الفرصة ليبرز مدى أهمية مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط‪ ،‬في إعطاء دينامية‬ ‫اقتصادية للجهة الشرقية‪ ،‬ويجعل من إقليم الناظور قاطرة حقيقيةلتنمية هذه الجهة‪..‬‬

‫ورد في تقرير حديث لإلتحاد األوروبي حول سياسة الجوار‪ ،‬أن المبادالت التجارية بين المغرب‬ ‫واالتحاد األوروبي بلغت ‪ 29.25‬مليار أورو العام الماضي‪ ،‬وهو ما يجعل االتحاد األوروبي الشريك‬ ‫التجاري األول للمغرب‪ ،‬وأن إجمال البرامج التي أنجزها االتحاد بالمغرب خالل العام الماضي بلغت‬ ‫قيمتها ‪ 218‬مليون أورو‪ ،‬وأهمت في جزء كبير منها دعم قطاعي الصحة والعدل بشكل أساسي‪،‬‬ ‫إذ قدرت تدخالت االتحاد في مجال الصحة بـ ‪ 90‬مليون أورو فيما مجال العدل خصص له مبلغ‬ ‫‪ 70‬مليون أورو‪.‬‬

‫وأضاف أن مجلس الجهة بصدد العمل على توقيع مزيد من اإلتفاقيات بهدف تعزيز شبكة‬ ‫الربط الجوي مع وجهات وطنية ودولية أخرى‪.‬‬

‫من جهتها‪ ،‬أكدت المديرة العامة لشركة “العربية للطيران – المغرب” ليلى مشبال أن من‬ ‫شأن هذا الربط الجوي الجديد المساهمة في إنعاش السياحة الوطنية وتعزيز العرض من وإلى‬ ‫العاصمة اإلقتصادية للمملكة‪.‬‬ ‫وأضافت أن الشركة التي تعمل منذ ثماني سنوات على تعزيز حضورها في جهة الشرق‪ ،‬تعتزم‬ ‫تدشين خطوط جوية جديدة‪ ،‬خاصة الخط الذي سيربط بين طنجة والناظور ابتداء من ‪ 28‬أكتوبر‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫وكان ‪ 702‬ألف و‪ 689‬مسافرا قد استعملوا مطار الناظور ‪ -‬العروي خالل سنة ‪ ،2017‬مقابل‬ ‫‪ 644‬ألف و‪ 980‬مسافرا خالل سنة ‪ ،2016‬ما يمثل ارتفاعا بنسبة ‪ 8،95‬في المائة‪.‬‬ ‫ويرتبط مطار الناظور بعدد من المطارات األوروبية‪ ،‬خاصة بهولندا (أمستردام) وألمانيا‬ ‫(فرانكفورت وكولونيا ودوسلدورف) وبلجيكا (بروكسيل وشارلوا) وإسبانيا (مدريد وبرشلونة‬ ‫ومايوركا وخيرونا) وفرنسا (باريس ومرسيليا ومونبيلييه)‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫الدين الخارجي للخزينة‬

‫وقد أهمت أيضا االستثمارات مشروع الطاقة الشمسية بورززات‪ ،‬والذي خصص له االتحاد‬ ‫األوروبي مبلغ ‪ 38‬مليون أورو‪ ،‬كما تم منح البالد قرضا بقيمة ‪ 10‬ماليين أورو لدعم هذا القطاع‬ ‫ولتوفير التدريب المهني في هذا المجال‪.‬‬ ‫وكان رئيس الحكومة قد أكد في رده عن بعض االنتقادات لممثلي الباطرونا بمجلس‬ ‫المستشارين‪ ،‬حول ضعف استفادة المقاوالت المغربية من اتفاقية التبادل الحر مع االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬ووصول العجز التجاري إلى ما يمثل ‪ 20‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬حيث أكد أن‬ ‫الصادرات المغربية سجلت في إطار اتفاقيات التبادل الحر‪ ،‬ارتفاعا مهما بالموازاة مع تحسن‬ ‫مستوى جودتها ومحتواها التكنولوجي‪ ،‬وهو ما انعكس إيجابيا على قدرتها التنافسية‪ .‬وأضاف‬ ‫العثماني بأن النتائج اإليجابية تظهر نتيجة تحسن حصة المغرب في السوق العالمية‪ ،‬إذ انتقلت‬ ‫من ‪ 0,11‬في المائة مسجلة عام ‪ ،2007‬إلى ‪ 0,15‬في المائة سجلتها المملكة العام الماضي‪،‬‬ ‫وتحقيق هذا جاء نتيجة تضاعف حصة السوق للمغرب على الصعيد القاري في إفريقيا‪ ،‬وكذلك‬ ‫بتعزيز حصة الرباط في كل من القارة األمريكية وآسيا‪.‬‬

‫مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬سجلت في نشرتها‬ ‫اإلحصائية‪ ،‬أن حجم الدين الخارجي العمومي للمغرب بلغ ‪ 331,1‬مليار درهم عند نهاية الفصل‬ ‫األول من ‪ ،2018‬مقابل ‪ 332,5‬مليار درهم في الفصل السابق عليه‪.‬‬

‫أما بخصوص حصيلة المبادالت التجارية المغربية مع االتحاد األوروبي‪ ،‬فقد أعلن أنها ارتفعت‬ ‫إلى ‪ 414‬مليار درهم سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 229‬مليار درهم في‪ ،2007‬مشيرا إلى أن معدل تغطية‬ ‫الصادرات للواردات بلغ ‪ 66,4‬في المائة سنة ‪ ،2017‬مسجال ارتفاعا طفيفا مقارنة مع ‪،2007‬‬ ‫ويعزى هذا التحسن إلى ارتفاع الصادرات المغربية إلى دول االتحاد األوروبـــــي بنسبــــة ‪6,2‬‬ ‫في المائة في المتوسـط السنــوي‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬مقابل ‪ 6‬في المائـة‪ ،‬بالنسبة إلى الواردات‪.‬‬

‫وبلغت القروض الممنوحة للشركات العمومية والخزينة‪ ،‬متم مارس ‪ ،2018‬على التوالي‬ ‫‪ 180,2‬مليار درهم و‪ 150,9‬مليار درهم‪.‬‬

‫وكان سفير المغرب لدى االتحاد األوروبي‪ ،‬أحمد رضا الشامي‪ ،‬قد أكد خالل لقاء صحافي‬ ‫ببروكسيل‪ ،‬أن المغرب واالتحاد األوروبي ملتزمان بالحفاظ على شراكتهما االستثنائية‪ “ ،‬التي‬ ‫تعود بالنفع على الطرفين‪ .‬خاصة وأن الطرفين سيحتفالن في ‪ 2019‬بالذكرى الخمسين للتوقيع‬ ‫على أول اتفاق للتبادل الحر معتبرا أن التجارة احتلت دائما مكانة مهمة في العالقات االقتصادية‬ ‫المغربية – األوروبية‪ .‬وأشار إلى أن حجم المبادالت بين المغرب واالتحاد األوروبي يقدر ب ‪35‬‬ ‫مليار أورو‪ ،‬من بينها ‪ 21‬مليار من واردات المغرب من أوروبا ‪.‬‬

‫وبخصوص بنية الدين الخارجي العمومي‪ ،‬فإن الدائنين متعددي األطراف يشكلون أول‬ ‫مجموعة من دائني المغرب بحصة تبلغ ‪ 47,5‬بالمائة من مجموع الدين الخارجي العمومي‪ ،‬يليهم‬ ‫الدائنون ثنائيو األطراف ب (‪ 29,6‬بالمائة)‪ ،‬ثم السوق المالية الدولة واألبناك التجارية ب (‪29,6‬‬ ‫بالمائة)‪.‬‬

‫وخالل األشهر الثالثة األولى من ‪ ،2018‬تمت تعبئة ‪ 2،6‬مليار درهم من طرف القطاع العام‪،‬‬ ‫منها ‪5‬ر‪ 2‬مليار درهم تم تخصيصها لمشاريع االستثمار للشركات العمومية والخزينة و‪ 100‬مليار‬ ‫درهم لمشاريع الميزانية‪.‬‬ ‫وبخصوص توزيع الدين الخارجي العمومي حسب العملة‪ ،‬فيستحوذ األورو على حصة األسد‬ ‫ب‪ 61,8‬بالمائة‪ ،‬بينما يمثل الدوالر ‪ 27,1‬بالمائة والين ‪7‬ر‪ 3‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بسعر الفائدة‪ ،‬هيمن الدين بسعر الفائدة الثابت بنسبة ‪ 75،5‬بالمائة‪ ،‬فيما‬ ‫مثل الدين بسعر فائدة متغيرة نسبة ‪ 24،5‬بالمائة‪ ،‬حسب نفس المصدر‪.‬‬

‫وذكر أنه باإلضافة إلى الطابع التجاري‪ ،‬فإن الشراكة المغرب – االتحاد األوروبي قد تعززت‪،‬‬ ‫حسب السفير‪ ،‬من خالل مختلف االتفاقيات المتعلقة على الخصوص بالصيد البحري والنقل الجوي‪،‬‬ ‫بعد اعتماد السماء المفتوحة‪ ،‬وتسوية النزاعات التجارية‪ ،‬بينما يجري التفاوض حول اتفاقيات‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وقال أيضا إن اإلوروبيين يشيدون بنجاح المغرب بسبب سياسة الجوار التي ينهجها ‪ ،‬مسجال‬ ‫أن المغرب‪ ،‬كأحد المستفيدين من هذه السياسة‪ ،‬تمكن من تسريع إنداز العديد من اإلصالحات‬ ‫التي حظيت بإشادة االتحاد األوروبي‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫في رحلة العلم على ضفاف نهريْ مرتيل و أمتار‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬وقد حظيتُ بهدية ثمينة من الباحث الدكتور محمد مشبال ذي‬ ‫التخصص في بالغة الحجاج‪ ،‬وهذا الكتاب هو آخر إبداعاته وليستْ األخيرة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يتخل ( الباحث ) عن الفرضيات‬ ‫إذ بها تتجلى في استخدام العقل‪ ،‬ولم‬ ‫العلمية‪ .‬ويؤكد الباحث المغربي طموحه للتجديد في بالغة الحجاج‪ ،‬وهو‬ ‫عنوان الكتاب الحائز على جائزة زيد لسنة ‪ 1439‬للهجرة النبوية ‪2018/‬م‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وأن يلقى منْ يُخالفه الرأي عن قناعة‪ .‬يجد القارئ نفسه وهو يغوص في‬ ‫بحار نفائس الحجاج البالغية جمالية في التلقي‪ .‬وقبل بدء الخوض في عالم‬ ‫بالغة الحجاج‪ ،‬ال بدَّ من توضيح َّ‬ ‫أن للباحث عدة مؤلفات وهو صاحب بالغة‬ ‫الحجاج في كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪ ،‬ويشتغل على المادة‬ ‫العلمية للمعاني المتعدِّدَة للبالغة العربية واألجنبية منذ سنوات‪ .‬وله‬ ‫في نظرية النص وتحليل الخطاب بشقيْه األدبي والحجاجي‪ .‬ويؤمن بعدم‬ ‫الركون للنظريات الجاهزة‪ .‬في سياق إعادة صياغة البالعة للغاية العلمية‬ ‫والتعليمية‪ ،‬وإخراجها من حقلها التعليمي لمحاولة التجديد‪ .‬وتوسيع قوائم‬ ‫الوجوه البالغية من التضييق إلى التوسيع ( الباحث )‪ .‬إذ يُهيمن على المؤلف‬ ‫مجموعة من التقنيات المجرَّدة بمقاربة تقنينية والتي ال يمكنها ْ‬ ‫أن تكون‬ ‫مقاربة كلية‪ .‬الموْجة العلمية تمهِّد للتحليل أكثر من التنظير‪ .‬هذا الكتاب‬ ‫قد يستوْعب كل األسئلة الذاتية للمؤلف‪ ،‬ويتميزُ أنه كتاب نظريّ ذو‬ ‫التوجه إقناعي وهو معني بالحجاج‪ ،‬لتمثيل أركان الخطاب للمتكلم والمتلقي‪.‬‬ ‫فهذه النسقية والتفكير ال تجده في البالغة األدبية المرتبطة بالصور‪ .‬ولكيْ‬ ‫يجعل أستاذنا من البالغة منهجا في الخطاب‪ .‬وإنني ألجزم‪ْ ،‬‬ ‫إن كان هؤالء‬ ‫العلماء السابقون أمثال الفارابي وابن سينا والجاحظ إلى عصرنا هذا ألبدعوا‬ ‫وجدَّدوا‪ .‬عنوان الكتاب على صدر الغالف‪ ،‬جاء على شكل شبه الجملة الخبرية‬ ‫لمبتدأ محذوف‪ ،‬لعله ‪ :‬تجديد أو مشروع أو اجتهاد أو مساهمة ‪ « :‬تجديد»‬ ‫في بالغة الحجاج‪ .‬وفي النصف األسفل غالف الكتاب‪ ،‬وهو عبارة عن لوحة‬ ‫فنية –ب‪« -‬كاليغرافية» للخط العربي‪ ،‬انسجمتْ حروفه وتشابكت على نحو‬ ‫من اإلبداع توحي للقارئ والرائي والمتلقي بحروف البسملة‪ ،‬هو كتاب من‬ ‫القطع الكبير‪ ،‬أنيق في طباعته‪ ،‬اختار له مؤلف عنوان ‪ :‬في بالغة الحجاج‪،‬‬ ‫تؤثته صيغة علمية « نحو مقاربة حجاجية لتحليل الخطاب «‪ .‬وقد جاء بخط‬ ‫عريض على صدر الغالف‪ ،‬وفي أعاله‪ ،‬اسم المؤلف‪ ،‬الدكتور محمد مشبال ‪.‬‬ ‫الكتاب بين دفتيْه ‪ 63‬صفحة‪ ،‬غنيٌّ بموسوعة من المراجع العربية‬ ‫واألجنبية‪ ،‬منها خمس وعشرون بالعربية‪ ،‬بعضها بالترجمة‪ ،‬وستٌّ وستون‬ ‫بالفرنسية واإلنجليزية‪ .‬من بين المؤلفات بالعربية اختار َّ‬ ‫ونقب الباحث عن‬ ‫مادة تخصصه عند مؤلفات أحمد زكي صفوَت في موضوع جمهرة خطب‬ ‫العرب‪ .‬ومن علم الجاحظ اختار ‪ :‬في البيان والتبيين‪ ،‬وكتاب البخالء‪ ،‬ورسائل‬ ‫الجاحظ ثم كتاب الحيوان‪ .‬ولم يأل جهداً للبحث في البرهان للزركشي في‬ ‫علوم القرآن‪ .‬أما لعبد القادر الجرجاني غاص في أسرار البالغة وفي دالئل‬ ‫اإلعجاز‪ ،‬وآخراً وليس أخيراً نقب‪ ،‬في البالغة والسرد للمؤلف نفسه ‪ ..‬ومن‬ ‫بين الدراسات العلمية المتخصصة في بالغة الحجاج لعلماء أجانب‪ ،‬اصطفى‬ ‫منهم ‪ :‬آالن برانتون – آرون كيبيدي فركا – بيرتران بوفٌ – شاييم بيرلمان‬ ‫– كريستيان بالنتان – جيالس برونو – ميكايل ليف –ميشيل بوجور‪ -‬باتريك‬ ‫شارودو – رفاييل ميشيلي–روث أموسي – وآخرون كثر ‪..‬‬ ‫ظهور وبروز حقول علمية جديدة منفتحة عملتْ على فسح المجال‬ ‫للبالغة وتحليل الخطاب‪ْ .‬‬ ‫إن هو إال هدف علمي‪ ،‬ليخلص هذا الكتاب إلى‬ ‫تلبية رغبة الطلبة في شكواهم من ضعف المراجع العربية ‪.‬‬ ‫وقد قسم المؤلف كتابه إلى قسمين كبيرين ‪:‬‬ ‫‪ -A‬القسم األول – في النظرية البالغية – ثم المفهومات والمبادئ‪ ،‬وجاء‬ ‫بفصلين اثنين ‪ - 1‬الفصل األوَّل‪ ،‬خصصه للبالغة األدبية والحجاجية تلتها‬ ‫تقابالت وتقاطعات للحجاج والتخييل في دراسة الصور والوجوه األسلوبية‪،‬‬ ‫في حقل هذه األخيرة والشعرية‪ .‬وقد تناول « شاييم بيرلمان» وجوه األسلوب‬ ‫في بعدها الجمالي للبالغيين الفرنسيين «دوماسي» و «فونتانيي»‪ ،‬بمعزل‬ ‫عن الغرض الحجاجي‪ .‬موضوع األسلوبية الصغرى وللمكونات السردية‬ ‫األدبية (موضوع الشعرية) ‪.‬مقارنة بين الخطاب اإلقناعي والخطاب األدبي‬ ‫(نظريتين) «إيتوس»‪ ،‬إلثارة العواطف اإلنسانية‪ ،‬إال َّ‬ ‫أن الفعل البالغي هو‬ ‫نوع من بناء الحجاج للتأثير علميا على المتلقي‪ – .‬التأثير البالغي والجمالي‬ ‫ثم البالغة والحجاج ‪ - 2 ..‬جاء الفصل الثاني‪ ،‬بالتحليل البالغي الحجاجي‬ ‫( المبادئ والمرتكزات)‪ .‬نحو تأويل قائم على استلهام مبادئ إنتاج النص‪،‬‬ ‫والقراءة البالغية للنصوص والتحليل البالغي الحجاجي باعتباره فرعاً من‬ ‫تحليل الخطاب ‪..‬‬ ‫‪ -B‬أما القسم الثاني ‪ :‬فقد اعتمد فيه مؤلفه عنواناً هاماً من التحليل‬

‫البالغي واالستراتيجيات الخطابية‪ .‬زكاه بمدخل لشرح لفظ « االستراتيجية»‬ ‫المستخدمة في دراسة بحثه من تعريف وقد استعان ب «جان كارٌ» ولبعض‬ ‫علماء النفس ك «فون نيومان» و «مور جيستيـن» و «كنا ميليــر» و «‬ ‫بريبرام»‪ - ،‬نظرية كلية وحدات لتنظيم السلوك‪ .‬خلص المؤلف إلى تعريف‬ ‫« عبد الهادي بن ظافر الشهيري « لالستراتيجية الخطابية»‪ ،‬وهي المسلك‬ ‫المناسب الذي يتخذه المترسل للتلفظ بخطابه من أجل تنفيذ إرادته‬ ‫والتعبير عن مقاصده لتحقيق أهدافه باستعمال وسيلة اللغة وغير اللغة‪.‬‬ ‫وقد تطرَّق في هذا القسم إلى « اللوجوس» وهو استخدام الطرائق العقلية‬ ‫أو الموضوعية في الحجاج‪ .‬على غرار االستدالليين البالغيين» ل «ألرسطو»‪:‬‬ ‫القياس المضمر والمثال‪ .‬والتقنيات الحجاجية من تصنيف «برلمان» إلى‬ ‫صنفين من إجراءات الوصل وإجراءات الفصل‪ .‬يتكوَّن هذا القسم من أربعة‬ ‫فصول ‪..‬‬ ‫‪ - 1‬الفصل األوَّل ‪ :‬يأتي الكاتب بالتحليل البالغي الستراتيجية‬ ‫«اللوجوس»‪ .‬وينقسم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ‪..‬‬ ‫‪ -a‬المبحث األوَّل ‪ :‬يتدارس المثال في ّ‬ ‫كل أشكاله من المفهوم‬ ‫إلى التاريخي‪ ،‬والمخترع‪ ،‬والمقارنة والحكاية‪ ،‬ثم المثال المكوِّن السردي‬ ‫والحجاجي المكوِّن األسلوبي‪ ،‬ومنه أيضاً للمثال من التخييل الحجاجي إلى‬ ‫الحجاج التخييلي‪ .‬إلى ْ‬ ‫أن ينتهي إلى تقنية العرض للمثال السردي وفي فنّ‬ ‫الرقابة ‪.‬‬ ‫‪ -b‬المبحث الثاني ‪ :‬عن الحجاج باألحكام إلى السلطة المرتبطة بها في‬ ‫االلتقاء واالفتراق – حجة السلطة‪ ،‬الماهية واألبعاد للشخص وأعماله وحجة‬ ‫القدرة ‪.‬‬ ‫‪ -c‬المبحث الثالث ‪ :‬ويضمُّ الحجاج بين البنيات التجريدية وسياق‬ ‫الخطابات لالتفاق المسبق وحجاج التعاقب ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الفصل الثاني ‪ :‬يتدارس فيه الكاتب استراتيجية « اإليتوس» ‪..‬و‬ ‫له عدة دالالت ‪ ..‬أقنعة السلطة في الخطاب السياسي ( باتريك شارودو )‪ .‬ال‬ ‫عالقة له بموقف المتكلم إيديلوجياً أو فكرياً إنما هو فعل كالم ينطوي في‬ ‫ذاته على تقديم الذات‪ ،‬وهو ال يتجزأ من طقوس التفاعل االجتماعي في‬ ‫الحياة اليومية‪ .‬ينطلق « اإليتوس» للخطيب الذي يظهر في صورة توحي‬ ‫بالمصداقية والثقة‪ .‬وهذه الثقة هي الهدف ّ‬ ‫لجل الخطباء وهي ليستْ حجة‬ ‫عند «أرسطو»‪ ،‬إال بإضافتها إلى «اللوجوس»‪ ،‬و«الباتوس»‪ ،‬أي استراتيجية‬ ‫العاطفة‪ ،‬ورغم ذلك ال ترقى إلى اليقين ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الفصل الثالث ‪ :‬استرتيجية األهواء – منزلة « الباتوس» ومقولته‬ ‫في البالغة الجديدة‪ ،‬والتحليل البالغي لألهواء وتشكيلها وفق قواعد البالغة‬ ‫القديمة ودوْر المظاهر اللسانية النمطية‪ .‬بالغة العنف في خطب الحجاج‪،‬‬ ‫بالترهيب بين القبول والرفض وبالغة الموْعظة الدينية‪ .‬التشكيل الخطابي‬ ‫لألهواء في موْعظة «أال تبكون» لإلمام الحسن البصري‪ .‬استراتيجية الخطبة‬ ‫الدينية الوعظية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الفصل الرابع واألخير ‪ :‬يأتينا المؤلف في موضوع بالغة الوجوه‬ ‫األسلوبية‪ ،‬و وظيفية الصوَر وبالغتها ومنظورها الحجاجي ثم األشكال‬ ‫المكثفة للحجاج وانصهارها في مكوِّنات الخطاب فترتيبه للصور في‬ ‫استراتيجيات خطابية حجاجية ‪ ..‬وقد انتهى المؤلف في ملحق الكتاب إلى‬ ‫خطبة يزيد بن الوليد عند قتله البن عمه الوليد بن اليزيد بن عبد الملك‬ ‫بن مروان ‪ ..‬فموعظة الحسن البصري «أال تبكون» ثمَّ خطبة حسني مبارك‬ ‫بتاريخ فاتح فبراير ‪2011‬م في أعقاب الربيع العربي ‪ ..‬وخطبة عبد اإلله بن‬ ‫كيران يوم فاتح ماي ‪ 2011‬للميالد‪ .‬وقد اشتغل الباحث وأجهد فكره وعلمه‬ ‫في البحث بأسلوب الكمياء العُضوية‪ ،‬كلما أجاب عن سؤال تمخضتْ عنه‬ ‫أسئلة أخرى لالعتقاد في عنصر الثقة عند االستقراء في بالغة الحجاج على‬ ‫ضوء وجود الحقيقة‪ ،‬وإيمان العقل بالتطوُّر والتجديد في ّ‬ ‫كل ما يمسّ العلم‬ ‫‪.‬أما إهداء المؤلف فكان ألجمل مخلوق منذأن ْوطأتْ قدم اإلنسان على وجه‬ ‫األرض «األمّ»‪ ..‬وللشاعر نظم في حقل المعرفة والعلم‪ ،‬قائال ‪:‬‬ ‫العلم أنفسُ شيء أنت داخره‬ ‫مَنْ يدرس العلم لم تدرس مفاخره أقبل على العلم واستقبل مقاصده‬ ‫ٌ‬ ‫إقبال و آخره ‪..‬‬ ‫فأوَّل العلم‬

‫جديد يف املكتبات‬ ‫تعززت المكتبة المغربية برواية جديدة صدرت عن دار السليكي إخوان تحمل عنوان «طريق العودة‬ ‫من الجهاد» للشاب المبدع محمد العودي الحاصل على اإلجازة في المحاسبة والمالية من جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي بطنجة‪.‬‬ ‫رواية طريق العودة من الجهاد الذي يبعث عنوانها في الذهن عدة تساؤالت تدفعك لقراءة الرواية‬ ‫حتى النهاية‪ .‬وهي رواية على صغر حجمها مليئة باألحداث والتشويق‪ ،‬كتبت بأسلوب يجعل القارئ يكمل‬ ‫قراءة الرواية عن آخرها‪ ،‬فهي سهلة الفهم بالنسبة للقارئ غير النهم‪ .‬بنيتها السردية مترابطة بشكل جيد‪.‬‬ ‫تطرح الرواية مشكلة البطالة المرتبطة بالمسؤولية األسرية‪ ،‬كما تطرح أيضا مشكلة شهادة الباكالويا‬ ‫وقيمتها في سوق الشغل‪ ،‬ثم الهجرة السرية ومشاكل الحب‪ .‬كما تطرح الرواية أيضا مشكل خطر الجماعات‬ ‫اإلسالمية المتطرفة على رأسها تنظيم الدولة‪ ،‬وهي محاولة استطاع من خاللها الكاتب أن يعالج مواضيع‬ ‫متعددة كما جاء على لسانه‪« :‬إن سبب إقدامي على كتابة هذه الرواية هو للتوضيح‪ ،‬خصوصا للشباب‪،‬‬ ‫بأن داعش على خطأ وبأنها وباء المجتمع المسلم اليوم وأن الجهاد الذي يعنى به الشباب في مجتمعاتنا‬ ‫الحالية هو جهاد النفس والعلم حتى يستطيع أن يحسن خلقه ويهذب سلوكه ويطور معرفته وينفع نفسه‬ ‫وأسرته ومجتمعه»‪.‬‬

‫ي‪.‬ب‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫الغزو الثقافي‬ ‫وضعف الثقافة‬ ‫الوطنية‬ ‫إن نجاح ما يسمى بالغزو الثقافي‬ ‫ال يمكن تفسيره إال بضعف الثقافة‬ ‫الوطنية‪ ،‬كما أن ضعف هذه الثقافة‬ ‫عن مسايرة حاجات التنمية الحضارية‬ ‫ال يرجع لماهيتها أو فساد التراث‪ ،‬بل‬ ‫ضعفها ناتج عن نقص في الجهود‬ ‫التجديدية‪ ،‬واالس��ت��ث��م��ارات المادية‬ ‫والمعنوية التي ال غنى عنها بالنسبة ألي‬ ‫ثقافة‪ ،‬حتى المتقدمة منها‪ ،‬كي تستطيع‬ ‫أن تستجيب بنجاح للتطورات االجتماعية‬ ‫والتاريخية‪.‬‬ ‫إن ال��ث��ق��اف��ة خ��ال��ق��ة للجماعات‬ ‫والمجتمعات‪ ،‬أي ليست نقطة بداية‬ ‫ال بداية لها‪ ،‬ولكنها أداة اجتماعية ال‬ ‫تستطيع أن تقدم شيئا للمجتمع إال بقدر‬ ‫ما يقدم المجتمع لها‪ ،‬وبعبارة أخرى هي‬ ‫كالمنجم ال يمكن تحويله إلى منبع قيمة‬ ‫وثروة إال بقدر االستثمارات والمجهودات‬ ‫البشرية‪ ،‬وإذا كانت الثقافة العربية‬ ‫تبدي بعض الضعف في الوقت الراهن‬ ‫عن تلبية حاجات المجتمعات العربية‬ ‫للحداثة والتنمية والتسامي األخالقي‪،‬‬ ‫فألن هذه المجتمعات أرادت أن تستغلها‬ ‫كما لو كانت منجما من ذهب من دون‬ ‫أن تبذل أي جهد حقيقي لالرتقاء بها‬ ‫وتطويرها‪ ،‬وتجديد وسائلها وأدواتها‬ ‫إلى لغة ووسائل بحث وق��درات فكرية‬ ‫وتربوية‪.‬‬ ‫إن خطاب الغزو الفكري بقدر ما‬ ‫يعمل على إخفاء النقائص والتناقضات‬ ‫الثقافية‪ ،‬يساهم من دون قصد في ازدياد‬ ‫تدهور مواقعها‪ ،‬ونجاح الثقافات األجنبية‬ ‫في تدمير مراكز استقرارها واحتاللهاا‪،‬‬ ‫وتشويه سمعتها‪ .‬والقصد أن أي خطاب‬ ‫موضوعي وجدي في الثقافة ال يمكن أن‬ ‫يولد إال إذا استطعنا أن نتجاوز منهج‬ ‫التمجيد السطحي ومنهج التنكر األعمى‬ ‫اللذين يسيطران على موقف العرب من‬ ‫الثقافة‪ .‬فإذا كانت الثقافة ضعيفة فذلك‬ ‫ألن العرب ال يقومون بواجبهم تجاهها‬ ‫‪ ،‬وإذا كان الغزو األجنبي فعال فإنهم ال‬ ‫يدركون متاعب هذه الثقافة واحتياجاتها‬ ‫للتطور والتجديد‪.‬‬ ‫ه��ذا ه��و المنهج ال��وح��ي��د ال��ذي‬ ‫يسمح بتفجير طاقات الثقافة العربية‬ ‫وتجديدها‪ ،‬وهو في الوقت نفسه المنهج‬ ‫الذي يتطلبه النجاح في عملية االندماج‬ ‫الحضارية‪ ،‬وهو أن يصبح تجديد الثقافة‬ ‫هدفا مطابقا لتجديد الهياكل اإلنتاجية‬ ‫بهدف التنمية العلمية‪ ،‬ذلك أن التجديد‬ ‫كاستثمار رأسمال‪ ،‬ال يمكن أن ينجح إال‬ ‫إذا عرف كيف يحدد القطاعات المجدية‬ ‫لهذا االستثمار‪ ،‬ويمكن اعتبارها نقطة‬ ‫أساسية لبرنامج الحد األدنى لما يمكن‬ ‫أن نطلق عليه اسم سياسة وطنية في‬ ‫الثقافة العربية‪ ،‬وال يتعلق هذا البرنامج‬ ‫بتحديد المضمون العقائدي والنظري‬ ‫للثقافة‪ ،‬بل وال مضمونها االجتماعي‬ ‫(الشعبي أو البرجوازي) بقدر ما يتعلق‬ ‫ببناء شروط النمو اإلبداعي والتاريخي‬ ‫المنتج للثقافة واالقتصاد معا وتحويل‬ ‫ك��ل منهما إل��ى م��ي��دان لالستثمار‬ ‫الحضاري كما ه��و حاصل ف��ي باقي‬ ‫األقطار الصناعية‪< .‬لنا عودة للموضوع‬ ‫في العدد القادم>‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫الفساد‪...‬‬ ‫وثورة العالم العربي‪.‬؟!‬ ‫‪-‬‬

‫محمد �أديب ال�سالوي‬

‫حوارات �أدبية‬ ‫إعداد ‪ :‬محمد العودي‬

‫‪oddimed@gmail.com‬‬

‫القراة والكتابة‬ ‫والشعر مع‬

‫كاظم السس‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ر‬

‫• حركة الربيع العربي‪ ،‬التي انطلقت‬ ‫برياح عاتية‪ ،‬في مشرق العالم العربي‬ ‫ومغربه‪ ،‬في مطلع هذه السنة‪ ،‬أكدت بما ال‬ ‫يدع مجاال للشك‪ ،‬أن «السلطة السياسية»‬ ‫في أنحاء عربية مختلفة‪ ،‬كانت وما تزال‪ ،‬هي‬ ‫أصل وهوية كل فساد‪ ،‬تعلل ذلك بالقرارات‬ ‫والتصرفات السياسية‪ ،‬للعديد من القادة‬ ‫والمسؤولين الذين أدت تصرفاتهم إلى‬ ‫تخريب المجتمعات وقيمها‪ ،‬وإلى زيادة‬ ‫الفوارق بين الشرائح والفئات‪ .‬فالسياسة‬ ‫في «الوطن العربي»‪ ،‬ال تنحصر آثارها‬ ‫في المؤسسات الحزبية أو الحكومية أو‬ ‫البرلمانية‪ ،‬أو في القيم والسلوكات‪ ،‬بل‬ ‫تمتد إلى األفراد والمجتمعات والقطاعات‪،‬‬ ‫خاصة وأن فاعليتها في هذا «الوطن»‬ ‫تعتمد على «النخبة» التي تحترف العمل‬ ‫السياسي‪ ،‬والتي تعمل على توزيع األموال‬ ‫والمناصب والمسؤوليات‪ ،‬المتحكمة في‬ ‫المجتمع‪ ،‬وفي رسم القيم واألخالق فيما‬ ‫بينها‪ ،‬وهوما يجعل «الفساد» ابنا شرعيا‬ ‫للسياسة ونخبها وقيمها‪.‬‬ ‫وبتجربة الشعوب التي نخرها سوس‬ ‫الفساد‪ ،‬فإن النخبة السياسية «المخدومة»‬ ‫والتي تصل السلطة خارج المشروعية‪،‬‬ ‫أو بواسطة انتخابات مزورة‪ ،‬أو في ظل‬ ‫ديمقراطية مغشوشة‪ ،‬تعطي الفساد قدرة‬ ‫على التوالد والتنامي والتجديد‪ ،‬وتزوده‬ ‫«باآلليات» التي تمكنه من فرض نفسه‬ ‫على البالد والعباد‪ ،‬ليلقي بظالمه على‬ ‫مصالح الناس‪ ،‬أينما وجدوا وكيفما كانت‬ ‫حالتهم االجتماعية والمادية‪.‬‬ ‫إن التمعن فيما حدث في تونس‬ ‫ومصر‪ ،‬وما يحدث في سوريا واليمن وليبيا‪،‬‬ ‫والبحرين واألردن‪ ،‬وفي جهات عربية‬ ‫عديدة‪ ،‬يعطي الدليل القاطع‪ ،‬أن سلطة‬ ‫الفساد تتجاوز المنطق والعقل‪ .‬وبحكم‬ ‫العالقات التي تفرضها السياسة على نخبها‪،‬‬ ‫تصبح المصالح بين أفراد هذه النخب خارج‬ ‫الشرعية والقانون‪ ،‬فعلى يدها أهدرت‬ ‫قيم القانون في العديد من بلدان العالم‬ ‫العربي‪ ،‬والعالم الثالث‪ ،‬وصودرت الحريات‬ ‫العامة‪ ،‬وغيبت الرقابة القضائية والشعبية‪،‬‬ ‫وألغيت مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬لتصبح‬ ‫«السياسة» مصدرا أساسيا للفساد‪ ،‬في‬ ‫أصنافهومستوياتهالمختلفة‪.‬‬ ‫إن اتساع األدوار االقتصادية والمالية‬ ‫للفاعلين السياسيين‪ ،‬أدى في العالم الثالث‪،‬‬ ‫وفي أقطار عديدة من العالم‪ ،‬العربي‪ ،‬مغربه‬ ‫ومشرقه‪ ،‬إلى اتساع مواز لمنظومة الفساد‪،‬‬ ‫وبالتالي إلى انهيارات اقتصادية وأخالقية‬ ‫وسياسية‪ ،‬ما زالت آثارها السلبية جاثمة‬ ‫على األرض‪ ،‬تكبر‪ ،‬تتسع‪ ،‬وتنشر الخراب‬ ‫والخوف والهلع بين الناس‪ ،‬وهو ما أدى‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬إلى اإلطاحة برؤوس‬

‫«غليظة» كانت إلى وقت قريب محصنة‬ ‫بجيوش وأسلحة من كل األصناف‪.‬‬ ‫• لقد كشفت العديد من الدراسات‬ ‫األكاديمية‪ ،‬أن الفساد األخالقي‪ /‬السياسي‪/‬‬ ‫اإلداري‪ /‬المالي‪ ،‬هو فساد مترابط ومتداخل‬ ‫مع ظواهر اإلجرام األخرى‪ ،‬المتصلة‬ ‫بالمجتمع ومؤسساته المختلفة‪ ،‬وأعني بها‬ ‫ظواهر تجارة وتهريب المخدرات وتبييض‬ ‫أموالها‪ ،‬التجارة في الجنس البشري تشغيل‬ ‫األطفال في مافيات العهارة المنظمة‪.‬‬ ‫وكشفت هذه الدراسات أيضا‪ ،‬أنه بسبب‬ ‫التراكم‪ ،‬أصبحت للفساد في العالمين‬ ‫المتقدم والمتخلف على السواء‪ ،‬تقاليده‬ ‫ومؤسساته وسلطاته‪ ،‬لتصبح مكافحته‬ ‫صعبة ومستحيلة في العديد من الدول‪،‬‬ ‫إذ بلغ اليأس حدا جعل العديد من الناس‪،‬‬ ‫يسلمون بأن المكافحة‪ ،‬لن تكون سوى‬ ‫ضرب من العبث‪ ،‬أو كاالعتراض على قوانين‬ ‫الطبيعة‪ ،‬بعدما أصبح االعتياد على الفساد‪،‬‬ ‫سنة أو نهجا في العيش‪ ،‬وفي المعامالت‬ ‫والخدمات‪ ،‬وفي السياسات‪ ،‬له القدرة أكثر‬ ‫مما للقوانين التي تكافحه أو تنهي عنه‪.‬‬ ‫في جهات عديدة من العالم الثالث‪،‬‬ ‫ومن العالم العربي‪ ،‬يتداخل الفساد مع‬ ‫القطاعات المنتجة واألساسية في الدولة‪،‬‬ ‫ويجعل من نفسه منظومة مترابطة‬ ‫ومتداخلة مع ظواهر أخرى‪ ،‬منها –بطبيعة‬ ‫الحال‪ -‬المحسوبية والزبونية والرشوة‬ ‫واالرتزاق واالنتهازية‪ ...‬التي أغرقت بلدانا‬ ‫عديدة في براثن التخلف‪.‬‬ ‫وحسب منطق الدراسات العلمية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬فإن الفساد عندما يتخذ شكل‬ ‫«المنظومة» يتحول إلى أداة فاعلة للقهر‬ ‫والضعف والهشاشة والتهور‪ ،‬يتحول إلى‬ ‫مرجعية مركزية للتخلف الشامل‪ ،‬الذي‬ ‫يحبط ويقضي على كل إصالح وعلى كل‬ ‫انتقال‪.‬‬ ‫وعلى أرض الواقع‪ ،‬ساهمت «منظومة‬ ‫الفساد» في العالم العربي‪ ،‬وفي العديد‬ ‫من بلدان العالم الثالث‪ ،‬إلى حد بعيد‪،‬‬ ‫في إحباط وتآكل المشروعية السياسية‪،‬‬ ‫لعالقة السلطة بالمجتمع‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫فشل مبادراتها الديمقراطية‪ ،‬ومبادراتها‬ ‫في االستثمار الخارجي‪ ،‬واستئثار جهة أو‬ ‫جهات معينة بالثروة الوطنية واالمتيازات‬ ‫االقتصادية والسياسية‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫تعميق الهوة بين الشعوب وطموحاتها في‬ ‫االنتقال واإلصالح والتقدم‪.‬‬ ‫والمفسدون هم أرباب الفساد‪ ،‬هم‬ ‫الصف «القوي» في العديد من البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬وبلدان العالم الثالث‪ ،‬الذين‬ ‫يحاصرون الديمقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫والعدالة االجتماعية‪ ،‬والتنمية المستدامة‬ ‫والحرية ودولة الحق والقانون والمواطنة‪.‬‬

‫هم الذين يدفعون إلى طغيان قانون القوة‪،‬‬ ‫بدل قوة القانون‪ ،‬وإلى تمركز السلطة‬ ‫والمال واالمتيازات في جهة واحدة‪ ،‬وإلى‬ ‫تغييب المراقبة والمساءلة‪ ...‬وإلى اتساع‬ ‫رقعة االنحالل الخلقي‪ ،‬وإلى توسيع رقعة‬ ‫الفقر والفاقة والقهر والتهميش‪.‬‬ ‫المفسدون‪ ،‬هم الذين يجذبون‬ ‫أوطانهم إلى األسفل لتغرق في تخلفها‬ ‫وتناقضاتها أمام العالم‪ ،‬هم الذين يشكلون‬ ‫قوة خفية قاهرة‪ ،‬تعتمد كل أساليب االحتيال‬ ‫والقهر والتجاوز واإلفساد واالستغالل‪،‬‬ ‫من أجل تركيز أنفسهم في القطاعات‬ ‫والمجتمعات‪ ،‬والمراكــز والمناصـــب‪،‬‬ ‫وصناديق الثروة والمال‪ ،‬وتعميق الهوة بين‬ ‫أوطانهم واإلصالح والتقدم الحضاري‪.‬‬ ‫والمفســـدون قبــل ذلك وبعـــده‪،‬‬ ‫هم «نخبـــة» من السياسيين والوزراء‬ ‫والمسؤولين والمقاوليـــن‪ ،‬والمهربين‪،‬‬ ‫والجرمين‪ ،‬والمتاجرين في البشر‪ ،‬الذين‬ ‫باعوا ضمائرهم للشيطان‪ ،‬ال تميزهم‬ ‫عن اآلخرين‪-‬في اإلدارات العمومية‪ ،‬أو‬ ‫في البنوك وصناديق الدولة‪ ،‬واألحزاب‬ ‫السياسية والجماعات المحلية –القروية‬ ‫والبلدية‪ -‬سوى بقدرتهم على اللصوصية‪،‬‬ ‫وعلى صياغة القرارات الفوقية الخاطئة‬ ‫التي تخدم مصالحهم الخاصة‪ ،‬على حساب‬ ‫المصالح العامة‪ ،‬وقدرتهم على احتقار‬ ‫شعور األغلبية العظمى من المواطنين‬ ‫وامتهانهمواستعبادهم‪.‬‬ ‫• يعني ذلك بوضوح‪ ،‬أن الفساد ليس‬ ‫مقدورا على العالم الثالث‪ ،‬أو على الوطن‬ ‫العربي‪ /‬مغربه ومشرقه‪ ،‬كما يدعي ذلك‬ ‫صناعه‪ ،‬بل هو إرادة بشرية تتقصد الفساد‬ ‫واإلفساد‪ ،‬ترعاه وتزكيه وتبرره وتدفع به‬ ‫ليكون قدرا محتوما‪ ،‬إنه «صناعة» سياسية‪،‬‬ ‫ال أخالقية يحاول أصحابها من خاللها‬ ‫السيطرة على أكبر قدر من المكاسب‬ ‫الحرام‪ ،‬واالمتيازات الحرام‪ ،‬واألموال الحرام‬ ‫والسلط الحرام‪.‬‬ ‫والسؤال الصعب الذي يحاصرنا‪،‬‬ ‫خارج كل األقواس‪( :‬أية استراتيجية) أية‬ ‫إصالحات‪ ،‬تخلصنا من هذا الجحيم‪ ...‬حجيم‬ ‫الفسادوالمفسدين؟‬ ‫الشك‪ ،‬أن انفجار حركات الثورة ضد‬ ‫األنظمة الفاسدة في العالم العربي هذه‬ ‫السنة‪ ،‬كان نتيجة أولى لما أحدثته منظومة‬ ‫الفساد‪ ،‬من تغيرات‪.‬‬ ‫فهل تستطيع هذه الثورات المتالحقة‪،‬‬ ‫تنظيف الخريطة العربية من الفساد‬ ‫والمفسدين‪.‬‬ ‫هل تستطيــع حركة الربيع العربي‪،‬‬ ‫القيام بهذه المهمة الصعبة في التضاريس‬ ‫المحصنة للخريطة العربية ‪ ...‬كيف‪...‬‬ ‫ومتى‪...‬؟‬

‫‪ - 1‬احكي لنا قصتك مع الكتابة والقراءة ؟‬ ‫في الحقيقة هي قصة حب من دفعني لولع للقراءة‪ .‬بدأ ذلك في عمر ‪ 13‬سنة‪.‬‬ ‫كنت معجبا بصديقتي فوجدتني بعدها مضطرا لقراءة كتب الشعر حتى أستطيع‬ ‫لفت انتباهها‪ .‬ثم بعد ذلك في عمر ‪ 16‬سنة كنت أجلس مع أصدقائي‪ ،‬يتحدثون‬ ‫في موضوع السياسة واألحزاب ولم يكن لي رأي في أحاديثهم على اعتبار أنني‬ ‫ال أفقه في السياسة شيئا‪ ،‬لكن كلمة أيديولوجية التي لم أكن أعرف معناها هي‬ ‫ما دفعني إلى اقتناء الكتب السياسية حتى أتمكن من مناقشة أصدقائي وأثبت‬ ‫شخصيتي وأفك عني ذلك الصمت وأشاركهم أحاديثهم‪ .‬هذه هي قصتي مع‬ ‫القراءة‪.‬‬

‫‪ - 2‬من هم الكتاب الذين قرأت لهم؟‬

‫قرأت لكتاب كثر‪ ،‬منهم منصور الحالج وهو من أعالم التصوف‪ .‬وفي الشعر‬ ‫قرأت لبدر شاكر السياب ولمجموعة كبيرة من الشعراء‪ .‬قرأت أيضا لجبران خليل‬ ‫جبران‪ ،‬وأيضا الكتاب الذي رافقني لسنوات بعنوان اإلنسان ذلك المجهول»‬ ‫أللكسيس كارل والالئحة تطول‪.‬‬

‫‪ - 3‬ما الذي علمتك إياه القراءة ؟‬ ‫سأجيبك شعرا‪ :‬علمني حبكِ كيف الحب يغير خارطة األزمان‪..‬‬ ‫علمني أني حين أحب ّ‬ ‫تكفٌ األرض عن الدوران‪..‬‬ ‫ً‬ ‫علمني حبك أشياء ما كانت أبدا في الحُسبان‪..‬‬ ‫وقرأت أقاصيص األطفال‪ ...‬بمعنى أن القراءة علمتني كيف أختار أغنياتي‪،‬‬ ‫جعلتني أكون فعال ما أنا عليه اليوم‪ ،‬جعلتني أكون معلم نفسي‪ ،‬فكل إنسان في‬ ‫هذه الحياة قادر على أن يكون معلم نفسه‪ .‬ولهذا أقول إن القراءة علمتني كيف‬ ‫أتعرف على نفسي وعلى اآلخر وكيف أتعامل معهما معا‪ ،‬علمتني اختصارا كيف أعرف‬ ‫الحياة أكثر‪.‬‬

‫‪ - 4‬هل يمكنك أن تختم لنا هذا الحوار الجميل عن القراءة‬ ‫والكتاب بمقطع شعري ؟‬ ‫ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب‬

‫ألزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب‬ ‫تمد أصابعك المتعبة إلى المكتبة‬ ‫وأبقى أنا ‪ ..‬في ضباب الضباب‪ ‬‬ ‫كأني سؤال بغير جواب‪ ..‬‬ ‫أحدق فيك وفي المكتبة‪ ‬‬ ‫كما تفعل القطة الطيبة‪ ..‬‬ ‫تراك اكتشفت؟ تراك عرفت؟ بأني جئت لغير الكتاب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫جدل قانوني‪ ،‬تنديد حقوقي‪ ،‬حزن كبير ‪..‬‬ ‫أحكام قاسية على ناشطي حراك الريف‬

‫انتهى الفصل األول لمحاكمة حراك‬ ‫الريف‪ ،‬بصدور أحكام قاسية بالسجن لمدة‬ ‫وصلت إلى ‪ 20‬سنة في حق متزعم الحراك‬ ‫الزفزافي وآخرين‪ ،‬كيف استقبلت عائالت‬ ‫المعتقلين الحكم‪ ،‬وإلى أن يسير الملف‬ ‫برأي خبراء ومدافعين عن حقوق اإلنسان؟‬ ‫بعد مرور أكثــر من سنــة على اعتقــال‬ ‫العشرات من نشطاء اإلحتجاجات الشعبية‬ ‫التي شهدتها مناطق في الريف في إطار ما‬ ‫سمي «الحراك الشعبي»‪ ،‬وبعـــد عشرات‬ ‫الجلسات القضائية الطويلة أصدرت غرفة‬ ‫الجنايات اإلبتدائية بمحكمة اإلستئناف‬ ‫في الدار البيضاء‪ ،‬أحكاماً بالسجن النافذ‬ ‫والغرامة على ‪ 52‬ناشطاً‪ ،‬والغرامة بحق‬ ‫ناشط آخر‪ ،‬وتوزعت بين ‪ 20‬سنة على أربعة‬ ‫متهمين هم متزعم الحراك ناصر الزفزافي‪،‬‬ ‫ونبيل أحمجيق ووسيم البوستاتي وسمير‬ ‫أغيد‪ ،‬و‪ 15‬عاماً بحق محمد حاكـــي وزكرياء‬ ‫دهشور ومحمد بوهنوش‪.‬‬ ‫ونال سبعة متهمين عشر سنوات‪،‬‬ ‫وعشرة متهمين خمس سنوات‪ ،‬وتنوعت‬ ‫أحكام السجن األخرى النافذة بين ثالث‬ ‫سنوات وسنة واحدة‪ .‬وقد تعدّدت التهم‬ ‫التي تضمنتها اإلدانة‪ ،‬وأهمها «جناية‬ ‫تدبير مؤامرة للمس بالسالمة الداخلية‬ ‫للدولة»‪ .‬وهذه ليست المرة األولى التي‬ ‫تصدر فيها أحكاماً بخصوص حراك الريف‪،‬‬ ‫إذ سبق الحكم على أشخاص آخرين‪ ،‬منهم‬ ‫المرتضى اعمراشا بخمس سنوات بتهم‬ ‫يتضمنها قانون مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫بدأت االحتجاجــات في الحسيمة‬ ‫نهايـــة ‪ 2016‬بعد مقتل محسن فكري‪،‬‬ ‫بائع سمك‪ ،‬في شاحنة نفايات‪ ،‬في واقعة‬ ‫اعتبرها القضاء غير متعمدة‪ .‬بعدها خرج‬ ‫آالف المواطنين في الريف حاملين عدة‬ ‫مطالب منها تحسين ظروف وتطوير البنى‬ ‫التحتية وبناء مستشفيات وجامعة وتوفير‬ ‫فرص العمل‪ .‬وبعد أشهر من التظاهر‬ ‫والشد والجذب بين المتظاهرين والحكومة‬ ‫المغربية‪ ،‬تفجرت حملة اإلعتقاالت بعد‬ ‫احتجاج الزفزافي داخل مسجد على خطبة‬ ‫الجمعة‪ ،‬واستمرت المسيرات طيلة األسابيع‬ ‫الالحقة على اإلعتقال‪ ،‬قبل أن تتراجع‬ ‫حدتها‪.‬‬ ‫حزن كبير بين العائالت‬ ‫أظهرت مقاطع فيديو‪ ،‬التقطت‬ ‫مباشــرة بعد صدور الحكم‪ ،‬حجم الصدمة‬ ‫بين عائالت المعتقلين‪ ،‬ورفع عدد من‬ ‫أقرباء وأصدقاء المعتقلين شعارات خارج‬ ‫قاعة الحكم من قبيل «يا مغربي يا مغربية‪..‬‬ ‫المحاكمة مسرحية»‪ .‬وقد قضى عدة أفراد‬ ‫من أسر المعتقلين ليلهم في مدينة الدار‬ ‫البيضاء بما أن األحكام صدرت في وقت‬ ‫متأخر من ليلة الثالثاء ‪ 26‬يونيو الجاري‪،‬‬ ‫خاصة وأن مجموعة منهم كانت صباح يوم‬ ‫األربعاء على موعد مع زيارة المعتقلين‪.‬‬ ‫وع ّلق محمد أحمجيــق‪ ،‬شقيــق نبيـــل‬ ‫أحمجيق‪ ،‬المدان بعشرين سنة‪ ،‬بالقول‪ ،‬في‬ ‫تصريحات صحفية إن األحكام «تعزّز عالقة‬

‫‪10‬‬

‫الريف بالمركز ارتباطا بالتاريخ األسود‬ ‫الذي طبع هذه العالقة من خالل محطات‬ ‫سابقة»‪ .‬وتابع المتحدث إنه بالرغم‬ ‫من «اعتراف سلطات البالد بمشروعية‬ ‫اإلحتجاجات ومطالب الحراك العادلة‪،‬‬ ‫وبإجماع وطني على مطلب إطالق سراح‬ ‫المعتقلين كونهم أبرياء‪ ،‬إال أن األحقاد هي‬ ‫التي نطقت باألحكام الجائرة بدل القانون‬ ‫والقضاء نفسه»‪.‬‬ ‫فيما يقول فريد الحمديوي‪ ،‬عمّ يوسف‬ ‫الحمديوي الذي أدين بثالث سنوات‪:‬‬ ‫«األحكام كانت صادمة‪ ،‬رغم أنها كانت‬ ‫متوقعة بالنظر لما صدر في الجلسات‬ ‫السابقة من إشارات لغياب المحاكمة‬ ‫العادلة»‪ .‬و أضاف أن مقاطعة المعتقلين‬ ‫لجلسات المحاكمة بعد انتهاء اإلستماع‬ ‫للشهود «كانــت إشــارة واضحـــة‬ ‫القتناعهم بأن األحكام كانت جاهزة»‪،‬‬ ‫مشيراً إلى أن العقوبات «القاسية» التي‬ ‫صدرت في محاكمات سابقة بمدينة‬ ‫الحسيمة‪ ،‬والتي وصلت إلى ‪ 20‬سنة سجناً‬ ‫نافذاً‪ ،‬رفعت مخاوف أسر المعتقلين‪ ،‬التي‬ ‫كانت‪ ،‬مع ذلك‪« ،‬تتمنى أحكاماً مخففة»‪.‬‬ ‫جدل قانوني‬ ‫دافع محمد كروط‪ ،‬محامي الدولة في‬ ‫الملف‪ ،‬عن العقوبات الصادرة بحق النشطاء‪،‬‬ ‫إذ قال في تصريح صحفي إن «العقوبات‬ ‫كانت مخففة‪ ،‬وإن المحكمة كانت رحيمة‬ ‫بالمدانين‪ ،‬نظراً لتعدد الجرائم المرتكبة‬ ‫من قبلهم»‪ ،‬متحدثاً عن أن محاكمة‬ ‫ناصر الزفزافي تمت في إطار مواد قانونية‬ ‫تتضمن عقوبتي المؤبد واإلعدام‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬قالت فاطمة المرضي‪ ،‬عن‬ ‫دفاع المعتقلين‪ ،‬إن هيئة الدفاع لم تتوقع‬ ‫أن تكون «األحكام بهذه القسوة»‪ ،‬وإن‬ ‫«األمل كان يحذوها في إنصاف المعتقلين‪،‬‬ ‫وكانت تتوقع الحكم بالبراءة لكل المعتقلين‬ ‫خال‬ ‫أو على األقل ألغلبهم بما أن الملف ٍ‬ ‫من أيّة أدلة إدانة ضد المتهمين‪ ،‬وبما‬ ‫أن شهادة الشهود الذين استعانت بهم‬ ‫النيابة العامة كانت متناقضة»‪.‬‬ ‫وتابعت المرضي‪« :‬تم إقحام معتقلين‬ ‫في الملف ال عالقة لهم أبداً بالحراك‬ ‫كجمال بوحدو الذي أدين بعشر سنوات‬ ‫ويعاني حالة نفسية مضطربة‪ ،‬وهناك‬ ‫من جرى إقحامهم في الملف انتقاماً منه‬ ‫وألجل تصفية الحسابات»‪ .‬وزادت المحامية‬ ‫إن «المحكمة رفضت أي دفاع رغم أنهما‬ ‫مثبت قانونيا ورغم ثبوت التعذيب بتواتر‬ ‫رواية المعتقلين»‪ ،‬الفتة أن هيئة الدفاع‬ ‫ستقرّر بخصوص اإلستئناف بعد التواصل‬ ‫معالمتهمين‪.‬‬ ‫و حاولنا االتصال بوزير الدولة المكلف‬ ‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬المصطفى الرميد‪ ،‬ألجل‬ ‫استقاء تصريحاته حول الموضوع‪ ،‬إلاّ أن‬ ‫هاتفه بقي يرن دون جواب‪ .‬وقد صرّح‬ ‫الرميد لوسائل اإلعالم إن القضية ستعرض‬ ‫من جديد أمام اإلستئناف‪ ،‬الذي يتكون‬ ‫من قضاة يمتلكون التجربة لتقييم أفضل‬

‫نتائج الباكالوريا تشرع‬ ‫في مصالحة وزان مع الفرح‬

‫لملفات المعتقلين‪ .‬وقد عبّر الرميد عن‬ ‫أمله في صدور أحكام «أكثر عدالة»‪.‬‬ ‫تنديد حقوقي‬ ‫و عبّرت الكثير من الشخصيات‬ ‫والهيئات الحقوقية عن رفضها لألحكام‪.‬‬ ‫وقال مرصد الشمال لحقوق اإلنسان‪ ،‬في‬ ‫بـــالغ له إن «األحكام رسالة واضحة من‬ ‫طرف السلطات المغربية بتسليط سيف‬ ‫القضاء واإلعتقال على جميع األصوات‬ ‫المطالبة بالكرامة والعيش الكريم‬ ‫وبالحقوق األساسية التي تضمنها المواثيق‬ ‫والمعاهدات الدولية»‪ .‬فيما دعت المبادرة‬ ‫المدنية من أجل الريف‪ ،‬التي تضم عدة‬ ‫شخصيات حقوقية‪ ،‬الدولة إلى «القيام‬ ‫بمبادرة سياسية أساسها ترسيخ المصالحة‬ ‫مع منطقة الريف»‪ ،‬مطالبة في بيانٍ لها‬ ‫باإلفراج العاجل عن المعتقلين على خلفية‬ ‫الحركة اإلجتماعية السلمية للحسيمة‬ ‫ونواحيها »‪.‬‬ ‫عزيز إدامين‪ ،‬ناشط حقوقــي‪ ،‬صرّح‬ ‫أن األحكام الصادرة «أحكام انتقامية»‪،‬‬ ‫متحدثاً عن أن األصل في القضية هو‬ ‫«إطالق سراح النشطاء»‪ .‬وأضاف إدامين أن‬ ‫األحكام «متعسفة وجرى تكييفها بجرائم‬ ‫جنائية وهمية‪ ،‬وأنها مخالفة لمقتضيات‬ ‫القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬إذ خرج‬ ‫النشطاء للتظاهر السلمي ومطالبهـم‬ ‫كانت مشروعـة بشهــادة كــل مؤسسات‬ ‫الدولة»‪ .‬وتابع المتحدث أن من يدبّر‬ ‫هذا الملف ضرب عبر هذه األحكام بعرض‬ ‫الحائط كل التزامات المغرب الدولية‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها حماية الحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬ ‫أين يمضي الملف؟‬ ‫في انتظار اإلستئناف‪ ،‬يخطط عدد‬ ‫من الهيئات لتنظيم وقفات احتجاجية في‬ ‫بعض المدن المغربية تنديداً باألحكام‬ ‫الصادرة‪ ،‬فيما دعت تنظيمات في الريف إلى‬ ‫إضراب عام‪ .‬يقول سعيد الصديقي‪ ،‬أستاذ‬ ‫جامعي‪ ،‬وابن منطقة الريف‪ ،‬إن األحكام‬ ‫تبعث رسالة مزدوجة‪ ،‬أولها أن الدولة تريد‬ ‫إظهار صرامتها وعدم قبولها تجاوز حدود‬ ‫معينة في اإلحتجاجات اإلجتماعية‪ ،‬ثانيها‬ ‫أن األحكام قد تهدف لتوفير شروط ُ‬ ‫يطوى‬ ‫من خاللها هذا الملف من خالل عفو شامل‬ ‫عن المعتقلين‪ ،‬حتى تبين الدولة أنها قادرة‬ ‫على طيّ أيّ ملف مهما كان ثقي ًال‪.‬‬ ‫و يبقى هنالك احتمالين اثنين‬ ‫بعد النطق بهذه األحكام‪ ،‬أولهما أن‬ ‫اإلحتجاجات قد تعود من جديد لتزامن قرار‬ ‫المحكمة مع العطلة الصيفية‪ ،‬وثانيهما‬ ‫أن ردود األفعال قد تتوقف عند التنديد‪،‬‬ ‫خاصة إذا ما جرى استئناف األحكام وبدأت‬ ‫المرافعات من جديد وما يرافقها من‬ ‫احتجاجات للمعتقلين‪ .‬و من المؤكد أن‬ ‫األحكام ستبقى فاعلة وستكون ّ‬ ‫محل سجال‬ ‫سياسي وحقوقي‪ ،‬خاصة من جهة هيئات‬ ‫حقوقية محلية ودولية‪ ،‬وكذا من جهة‬ ‫الهيئات السياسية المغربية المعارضــة أو‬ ‫التي ال تشـــارك في العملية السياسية‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫بعد النتائج الكارثية المتحانات الباكالوريا‬ ‫التي سجلت بإقليم وزان في السنوات العجاف‬ ‫التي عاشتها المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية ب��وزان قبل فبراير ‪ ، 2016‬وهو‬ ‫التاريخ الذي طال تغيير رأس المديرية ‪ ،‬تعود‬ ‫اليوم نسبة النجاح واألج��واء النفسية إلجراء‬ ‫هذا االستحقاق الوطني للمصالحة مع الفرح‬ ‫وتوسيع رقعته ‪.‬‬ ‫‪ ‬فحسب البالغ الذي أصدرته المديرية‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية لوزان ‪ ،‬فإن‬ ‫عدد الناجحين الرسميين في الدورة العادية‬ ‫المتحانات الباكالوريا بلغ ‪ 1462‬من أصل‬ ‫‪ 2569‬مترشحة ومترشحا ( ‪54.93‬في المئة) ‪،‬‬ ‫وذلك بنسبة زيادة بلغت ‪ 15‬نقطة مقارنة مع‬ ‫السنة الماضية ‪.‬‬ ‫‪ ‬وحسب نفس البالغ فإن االناث تفوقن‬ ‫على الذكور بأزيد من ‪ 10‬نقط ( اإلناث ‪61.58 ‬‬ ‫في المئة – الذكور ‪ 49.80‬في المئة ) ‪ .‬أما على‬ ‫ميزات فقد أفاذ البالغ بأن عددهم وصل إلى‬ ‫‪ 540‬متفوقا ومتفوقة مصنفين على الشكل‬ ‫التالي ‪ :‬ميزة حسن جدا‪ – 62 ‬ميزة حسن‬ ‫‪ – 147‬ميزة الب��أس به ‪ ، 331‬وهي نسبة‬ ‫متقدمة مقارنة مع ‪ ‬الدورات العادية للمواسم‬ ‫الدراسية الماضية ‪.‬‬ ‫‪ ‬معلومات أخرى وردت بالبالغ المذكور‬ ‫وتستدعي الوقوف عندها نظرا الستثنائيتها‬ ‫الجد إيجابية ‪ ،‬ويتعلق األمر بالقفزة النوعية‬ ‫على درب النجاح التي حققتها ثانوية ابن رشد‬ ‫بجماعة أسجن القروية التي سجلت أعلى نسبة‬ ‫النجاح باإلقليم ( ‪ 85.71‬في المئة ) مقارنة مع‬ ‫نتائج السنة الماضية التي لم تكن مشرفة ‪،‬‬ ‫وصنفت المؤسسة في ذيل باقي الثانويات‬ ‫التأهيلية باإلقليم ‪ ،‬وتليها ثانوية موالي عبد‬ ‫اهلل الشريف بالمدينة التي تجاوزت فيها عتبة‬ ‫النجاح ‪ 82‬في المئة ‪ .‬وتفيد نفس المعلومات‬ ‫التي أورده��ا البالغ بأن شعب المصنفة في‬ ‫خانة ‪ ‬خيار فرنسية ‪ ،‬نجح البعض منها في‬ ‫القطع النهائي مع الرسوب ( علوم الحياة‬ ‫واألرض ) ‪ ،‬وأخرى قاربت نسبة المئة في المئة‬ ‫في عدد الناجحات والناجحين ( علوم الفيزياء‬ ‫– العلوم الرياضية ) ‪ .‬أما أعلى المعدالت‬ ‫المسجلة‪ ،‬فقد وقف القارئ الدقيق للحصيلة‬ ‫المقدمة باألرقام بأن التعليم بالعالم القروي‬ ‫قد بدأ يزحف عليها‪ ،‬وأن وتيرة صعود سهم‬ ‫هذا التطور أضحت ملموسة‪.‬‬ ‫‪ ‬الوجه اآلخر الذي قد يكون سقط سهوا‬ ‫من البالغ المذكور رغم أنه يشكل نقطة ضوء‬ ‫قوية في هذه الدورة‪ ،‬ما تعلق بنتائج ساكنة‬ ‫األقسام الداخلية‪ .‬فعلى سبيل الذكر أكد‬ ‫مصدر موثوق للجريدة بأن نسبة النجاح في‬ ‫صفوف التلميذات المقيمات بالقسم الداخلي‬

‫بثانوية موالي عبد اهلل الشريف قد قاربت ‪85‬‬ ‫في المئة ‪ ،‬ويرجع الكثير ممن تواصل معهم‬ ‫منبرنا اإلعالمي هذا سبب ذلك ‪ ،‬إلى برنامج‬ ‫داخليتي الذي أنزله المدير اإلقليمي وانخرط‬ ‫فيه تطوعيا ثلة من المدرسات والمدرسين ‪.‬‬ ‫‪ ‬بين الوجهيـــن األول والثاني يقيـــم‬ ‫الشيطان كما يقال‪ .‬فقد جاءت النتائج كارثية‬ ‫بثانوية عالل الفاسي بجماعة بريكشة القروية‬ ‫( لم تتجاوز عتبة ‪ 26‬في المئة) ‪ ،‬كما أن نتائج‬ ‫ثانوية ابن زهر بالمدينة لم تعكس التاريخ‬ ‫المشرق لهذه المؤسسة العريقة التي تصدرت‬ ‫نتائجها مقدمة المؤسسات التعليمية ‪ ،‬إن‬ ‫إقليميا ‪ ،‬جهويا أو وطنيا ‪ ،‬كما أن شعبة العلوم‬ ‫والتكنولوجيات الكهربائية جاء ترتيبها ذيل‬ ‫باقي الشعب ( ‪ )33.33‬مسبوقة بشعبة علوم‬ ‫الحياة واألرض بنسبة (‪ . )42.99‬وحسب أكثر‬ ‫من مهتم ومتتبع فإن هذه النتائج يجب أن‬ ‫تخضع لتقييم موضوعي‪ ،‬وأن تقرأ على ضوء‬ ‫التدبير اإلداري للمؤسستين‪ ،‬وأج��واء التوتر‬ ‫التي عاشتها واحدة منهما على مدار الموسم‬ ‫الدراسي ‪ ،‬وكذلك على ضوء غياب وسائل‬ ‫العمل األساسية بالنسبة لبعض الشعب (‬ ‫شعبة التكنولوجيا الكهربائية نموذجا) ‪.‬‬ ‫‪ ‬ورغم كل االكراهات المنتصبة في طريق‬ ‫اإلرادات الحسنة ‪ ،‬فإن مختلف من التقت بهم‬ ‫الجريدة من أمهات وآب��اء ونقابات تعليمية‬ ‫وفاعلين حقوقيين ومدنيين ‪ ،‬يسجلون بارتياح‬ ‫كبير هذا التطور الملحوظ في عدد الناجحين‬ ‫في امتحان الباكالوريا ‪ ،‬ويرجعون ذلك إلى‬ ‫المقاربة التشاركية التي اعتمدها المدير‬ ‫اإلقليمي منذ تعييه على رأس القطاع بوزان ‪،‬‬ ‫في التعاطي مع مختلف االشكاالت المطروحة‪،‬‬ ‫ونجاحه في معالجة الجروح واالنكسارات‬ ‫النفسية للشغيلة التعليمية والتالميذ وأسر‬ ‫التالميذ ‪ ،‬التي خلفها «التدبير المخدوم» الذي‬ ‫ميز المرحلة السابقة على شهر فبراير ‪ . 2016‬‬ ‫‪ ‬وألن الشيء بالشيء يذكر ‪ ،‬أال يسائل عدد‬ ‫الناجحات والناجحين ‪ ،‬وعدد الذين سيلتحقون‬ ‫بهم في الدورة االستدراكية ‪ ،‬هذا دون الحديث‬ ‫عن عدد الناجحين في صفوف غير الرسميين‬ ‫‪(،‬أال يسائل) هذا المؤشر لوحده وزارة التربية‬ ‫الوطنية ‪ ،‬فتسارع إلى تبني الرأي االستشاري‬ ‫المتعلق بإحداث نواة جامعية ب��وزان‪ ،‬الذي‬ ‫أعدته هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع لجماعة وزان‪ ،‬وسارع المجلس الجماعي‬ ‫ل��وزان ‪ ،‬و المجلس اإلقليمي ‪ ، ‬ون��واب وزان‬ ‫بالمؤسسة التشريعية ‪ ،‬وغيرهم من الفعاليات‬ ‫للترافع من أجله ؟ ‪ ‬‬

‫محمد حمضي‪ ‬‬


‫العدد ‪948‬‬

‫طروحة ‪:‬‬

‫أ‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫‪11‬‬

‫نوق�شت ب�آداب تطوان يوم الأربعاء ‪20‬يونيو ‪� 2018‬أطروحة دكتوراه تقدم بها الطالب الباحث عبد الباري‬ ‫بن�سليمان يف مو�ضوع «الرحلة يف الأدب املغربي احلديث‪ :‬درا�سة يف مناذج» ب�إ�شراف الدكتورين عبد اللطيف �شهبون‬ ‫وعز الدين ال�شنتوف‪ ،‬وت�شكل باقي�أع�ضاء اللجنة العلمية من الدكاترة‪ :‬م�صطفى الغا�شي‪� ،‬أحمد ها�شم الري�سوين‪،‬‬ ‫جميلة رزقي‪.‬‬ ‫وبعد املناق�شة‪ ،‬تقرر منح الطالب الباحث درجة الدكتوراه مبيزة م�شرف جدا‪ ،‬وفيما يلي تقرير عن الأطروحة‪.‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك‬ ‫على سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله‬ ‫وصحبه وإخوانه وحزبه أجمعين؛ وبعد‪.‬‬ ‫لقد دعا القرآن الكريم إلى ارتياد اآلفاق‪ ،‬وأن‬ ‫يقرؤوا كتاب اهلل المنظور‪ ،‬بعد أن أنزل اهلل كتابه‬ ‫المسطور‪ ،‬المحفوظ في الصدور‪ ،‬وتأتى للمسلمين‬ ‫ذلك بعد الفتوحات اإلسالمية التي اتسعت شرقا‬ ‫وغربا‪ ،‬فانتشروا في األرض‪ ،‬وسجلوا كل ما وقع عليه‬ ‫بصرهم‪ ،‬فوصفوا المدن التي حلوا بها ومنتجاتها‬ ‫الزراعية‪ ،‬وأنشطتها الصناعية‪ ،‬وعادات سكانها ونظمها‬ ‫السياسية والمسافات التي اجتازوها‪ ،‬وأهوال الطريق‬ ‫وغيرها من المواضيع التي استأثرت عندهم باالهتمام‪.‬‬ ‫وقد كان المغاربة حريصين على الرحلة إلى‬ ‫الشرق والحجاز مهبط الوحي ومثوى النبي عليه الصالة والسالم‪ ،‬واالغتراب عن الوطن من أجل طلب العلم ورواية الحديث ولقاء العلماء‬ ‫لتلقي المعارف من منابعها األصلية‪ ،‬فكثرت بذلك رحالتهم الحجازية‪ .‬وبسبب مجاورة المغرب ألوربا؛ كان يرسل سفارات إليها من أجل‬ ‫عقد معاهدات واتفاقيات خصوصا في القرن التاسع عشر‪ ،‬الذي كان فيه المغرب محط أنظار الغرب االستعماري‪ .‬وقد اخترت أن يكون‬ ‫موضوع بحثي مرتبطا بهذه المرحلة فعنونته ب»الرحلة في األدب المغربي الحديث‪ :‬دراسة في نماذج»‪ .‬وقبل الشروع في عرض حيثيات‬ ‫البحث واستنتاجاته أرى أنه ال بد من تحديد المصطلحات الواردة في البنية العنوانية فأقول‪:‬‬ ‫مفهوم الرحلة‪ :‬تجمع المعاجم اللغوية العربية على أن الرحلة انتقال من مكان إلى مكان‪ .‬فعند ابن منظور‪ »:‬الترحيل والرحال‬ ‫بمعنى اإلشخاص واإلزعاج‪ ،‬يقال‪ :‬رحل الرجل‪ :‬إذا سار‪ ،‬وأرحلته أنا‪ ،‬ورجل رحول‪ ،‬وقوم رحل‪ :‬أي يرتحلون كثيرا» ‪ ،‬وعند الزمخشري «رحل‬ ‫عن البلد ظعن عنه‪ ،‬وارتحل وترحل‪ ،‬ورحلته أنا‪ ،‬وغدا يوم الرحيل والرحلة‪ ،‬ومكة رحلتي‪ :‬وجهي الذي أريد أن أرتحل إليه‪ ،‬وأنتم رحلتي‬ ‫(بالضم) وفالن عالم رحلة (بالضم)‪ :‬يرتحل إليه من اآلفاق» ‪ .‬والرحلة بهذا المعنى متيسرة للجميع‪ ،‬فالعرب قبل اإلسالم عاشوا االرتحال‬ ‫بحثا عن منابت العشب ومواطن الكأل‪ ،‬وسجل لهم القرآن الكريم رحلتين منتظمتين كانوا يقومون بهما هما‪ :‬رحلة الشتاء والصيف‪ ،‬في‬ ‫لاَ‬ ‫فِهمْ ِرحْ َل َة الشِّتَا ِء وَالصَّيْفِ) ‪ ،‬وكانت مرتبطة عند أهل مكة بالتجارة‪.‬‬ ‫رَيْش إِيلاَ ِ‬ ‫قوله تعالى (لإِ​ِي فِ ُق ٍ‬ ‫لكن هذه الرحلة عندما انتقلت من فعل حركي إلى عمل كتابي مدون مرتبط بذاتية الرحالة‪ ،‬وانفتحت على خطابات متعددة منها‬ ‫التاريخ والجغرافيا واألدب‪ ...‬جعل الدارسين غير قادرين على الحسم في تعريفها تعريفا يحظى باتفاق‪ .‬فهي نص مرتبط بالتعبير عن‬ ‫ذاتية الرحالة أساسه «شخص المؤلف وإنّيته‪ ،‬ووصف ما يعرض له في سفره وذكر اإلحساسات التي يشعر بها أمام المناظر التي يمر بها‪،‬‬ ‫مع اطالعنا على أحوال البالد التي يزورها‪ ،‬وعلى عوائد أهلها وأخالقهم وأفكارهم وهو في كل هذا يعبر عن نفسه‪ ،‬وعن عواطفه‪ ،‬وعن‬ ‫وجهة نظره الخاصة في كل مسألة «‪ ،‬كما عرفها محمد الفاسي‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه الحسن الشاهدي عند ما قال‪»:‬هي ما يدونه الرحالة أو‬ ‫يمليه عن تجربته في الترحال والسفر‪ ،‬وعما له عالقة بتنقله في الوجهات المختلفة» ‪ .‬وظاهر أن هذا التحديد يربط تفاعل الذات المرتحلة‬ ‫ومواقفها وأحاسيسها مع العناصر الباعثة على الكتابة فيصور فيها الكاتب «ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور في أثناء رحلة قام‬ ‫بها ألحد البلدان‪ ،‬وتعد كتب الرحالت من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية واالجتماعية‪ ،‬ألن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من‬ ‫المشاهدة الحية والتصوير المباشر» ‪ ،‬وهذا ما أقره أستاذي الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي رحمه اهلل عندما قال‪ »:‬أما الرحلة فهي صنف‬ ‫تأليفي يختص بتتبع الراحل في لحظات تنقله من أمكنة وأزمنة معينتين‪ ،‬فيتم رصد الراحل لذكرياته أثناء هذا التنقل في وصفه للمسالك‬ ‫والممالك‪ ،‬في الحديث عن الطرق والمجتمعات التي يتصل بها والظروف المحيطة بها أثناء ذلك‪ ،‬وما يالحظه من وقائع وأحداث قد تدعو‬ ‫إلى تسجيلها والكتابة عليها‪ ،‬مع عرض أنشطته المختلفة الخاصة به أثناء هذه الرحلة» ‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر انطلقت مجموعة من الدراسات في تعاملها مع النص الرحلي على أساس أنه خطاب أدبي ال يختلف عن أنواع‬ ‫الخطاب المتداولة‪ ،‬وبذلك أعادت االعتبار لجنس أدبي ظل مهمشا أو حقال للتعبير مفتوحا على علوم أخرى أو ملحقا بها كالتاريخ‬ ‫والجغرافيا والمسالك والممالك‪ ....‬إلخ‪ ،‬مما أنتج تعريفا جديدا للرحلة يركز على أدبيتها‪ .‬لذلك عرفها عبد الرحيم مودن بأنها «جنس‬ ‫أدبي يقوم على محكي السفر» ‪ .‬وعرفتها أم سلمى بكونها «مادة حكائية تجري في الزمن المسجل بدقة من قبل الكاتب‪ ،‬تحكى كأحداث‬ ‫وقعت في الماضي في أمكنة معينة‪ ...‬وال يمكن الفصل بين زمان الرحلة ومكانها إال نظريا‪ ،‬ألن المكان يمتلك زمنه بالضرورة‪ ،‬ويتحرك‬ ‫كاتب الرحلة للتنقل من مكان إلى آخر عبر االسترجاع الذي تمارسه الذاكرة» ‪ .‬وبهذا تكون قد قدمت تعريفا جديدا للرحلة عندما فصلت‬ ‫بين زمن الرحلة وزمن الكتابة‪ ،‬وجعلتها عملية استرجاع تقوم بها الذاكرة‪ ،‬كما جعلتها أشبه بالسيرة الذاتية عند الغرب التي عرفها‬ ‫«فليب لوجون» بأنها «حكي استعادي نثري يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص‪ ،‬وذلك عندما يركز على حياته الفردية وعلى تاريخ‬ ‫شخصيته بصفة خاصة» ‪ .‬ففي الرحلة شكلت الذات المرتحلة موضوعا لها‪ ،‬يتطابق فيها المؤلف والسارد والشخصية الرئيسية‪ ،‬وأحيانا‬ ‫يكون اآلخر موضوعها حيث يقوم الرحالة‪/‬السارد بحكي ظروف رحلة قام بها مع إنسان آخر قد يكون شيخه في التربية كما فعل أحمد بن‬ ‫عبد القادر القادري في «نسمة اآلس في حجة سيدنا أبي العباس» أحمد بن عبد اهلل معن األندلسي‪ ،‬وعبد السالم العمراني في «اللؤللؤة‬ ‫الفاشية في الرحلة الحجازية» وهي وقائع رحلة حج اإلمام أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني عام ‪1321‬هـ‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ :‬إن هناك شعورا قويا لدى بعض الباحثين بضرورة تحديد جنس الرحلة باعتبارها فنا أدبيا له مكوناته الخاصة‬ ‫وتتعايش معه أجناس أدبية أخرى‪.‬‬ ‫مفهوم األدب المغربي‪ :‬لقد ألف محمد بن العباس القباج كتابا سماه «األدب العربي في المغرب األقصى»‪ ،‬وذلك سنة ‪1347‬هـ‪،‬‬ ‫وفي تنصيصه على العربي» احتراز من األدب المكتوب بغير اللغة العربية‪ ،‬أو باعتبار أن المغرب جزء من أجزاء األمة العربية‪ .‬وهذا الكتاب‬ ‫يعد صدوره حدثا جلال في تاريخ األدب المغربي‪ .‬ويتأتى دالل الحدث من القيمة النادرة التي يكتسيها هذا الكتاب الذي تتبع تعريفه بأدب‬ ‫ظل مغمورا ال يلتفت إليه‪ ،‬ال ألنه ال ينطوي على قيمة أدبية بل ألنه مطوي في الخزانات أو ضائع في الصحف السيارة‪ .‬وعندما أصدر القباج‬ ‫هذا الكتاب أعاد لألدب المغربي نضارته وجعله مساويا آلداب األقطار العربية في مصاف واحد‪ .‬وقد أنزل القباج األدب العربي في المغرب‬ ‫طبقة أدبائِنا الكباِر‪ :‬الذينَ ِّ‬ ‫األقصى منازل ثالث‪ِّ :‬‬ ‫الطبَقاتِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫جال هَذِهِ َّ‬ ‫يُمَث ُلهُ ِر ُ‬ ‫يمَث َ‬ ‫لون أدبَ الماضِي بطالوَتِهِ وجناساتِه‬ ‫الثالثِ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أدب الماضي أوْ َفى‬ ‫الحُسنَيَيْن‪ ،‬وضَرَبُوا‬ ‫وطبقة المخضرمينَ‪ :‬الذينَ جَمعُوا بينَ‬ ‫وأمداحِه وتغزُّالتِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالسَّهْمَيْن‪َ ،‬فنَالوا مِنْ ِ‬ ‫نَصِيب وأَكبرَ ٍّ‬ ‫األدب الحديثِ بعضَ معانيهِ ومقاصدهِ‪َ ،‬فَأ ْف ُ‬ ‫األدب‪ ،‬فكانوا خيرَ واسِطةٍ‬ ‫قوالب ذلكَ‬ ‫رَغوها في‬ ‫حَظ‪ ،‬وأخذوا منَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫عَصْر تُحَلقُ فيهِ الطياراتُ‬ ‫يجبُ عليها للماضي وللحاض ِر‪ .‬والطبقة الثالثة وهي الطبقة النابتة التي تَرَبَّتْ وتَثقفتْ في‬ ‫قائِمةٍ بما ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫البقاع‪ ،‬وتُشاهِدُ ما تُخ ِرجُهُ العُقول مِنَ‬ ‫في األجوا ِء‪ ،‬وتخت ِرقُ فيهِ السياراتُ شاسِعَ األطرافِ‪ ،‬وتَعُمُّ آلة البُخَاِر والكهربا ُء أغلبَ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫واالختِراع‪ ،‬فجا َءتْ أفكارُها مُطا ِب ً‬ ‫مُناسِبة لِرُقِيِّهِ وحضارَتِهِ نوعًا ما» ‪.‬‬ ‫لروح العص ِر‬ ‫اإلبداع‬ ‫قة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والكتاب تجميع ألشعار الشعراء المغاربة منذ أواخر القرن ‪ 19‬إلى نهاية العقد الثاني من القرن العشرين الذين أبدعوا باللغة‬ ‫العربية الفصيحة ‪.‬‬ ‫وقد زاوج األستاذ عبد اهلل كنون بين المصطلحين في كتاباته بما يعني اتحادهما في المعنى‪ ،‬حيث أصدر كتابا بعنوان‪« :‬النبوغ‬ ‫المغربي في األدب العربي» وكتابا آخر بعنوان «أحاديث عن األدب المغربي الحديث»‪ ،‬قال عن األول «»لم أكن أهدف به إلى تمييز أدب‬ ‫المغرب بميزة ليست في األدب العربي العام‪ ،‬وال إلى تخصيصه ببحث مستقل يجعله في نظر المغاربة أو غيرهم‪ ..‬وإنما مقصودي األهم‬ ‫من تأليفه هو بيان اللبنة التي وضعها المغرب في صرح األدب العربي الذي تعاونت على بنائه أقطار العروبة كلها» ‪ ،‬وقد درس كنون‬ ‫هذا األدب من خالل التحقيق التاريخي عبر مختلف العصور السياسية كما فعل ابن تاويت التطواني من بعد‪ ،‬وأما الكتاب الثاني «أحاديث‬ ‫عن األدب المغربي الحديث»‪ ،‬فقد تحدث فيه الكاتب عن آثار النهضة في الشرق العربي في مجال العلوم والفنون واآلداب التي تسربت‬ ‫إلى المغارب بواسطة الكتب والمجالت والصحف وكلها كانت ناطقة باللغة العربية الفصحى‪ ،‬وذلك بعد عمليتين قام بهما وهما‪ :‬عملية‬ ‫التدوين‪ ،‬وعملية الدرس ذلك أن «األدب المغربي الحديث غير مدون وغير مدروس» ‪ ،‬وهو في كتابه «خل وبقل» يدافع عن وحدة األدب‬ ‫العربي في المغرب والمشرق‪ ،‬وفي األندلس وصقلية‪ ،‬بحيث تنمحي القطرية الضيقة‪ ،‬ألنه ادب واحد ساهمت في إنتاجه دول مجاورة‬ ‫متشابهة كانت في بعض مراحلها التاريخية تحت حكم ونظام سياسي واحد‪.‬‬ ‫أما األستاذ محمد بن تاويت فقد اختار تسمية كتابه ب»الوافي باألدب العربي في المغرب األقصى» وهو مطمئن على صحة هذا‬ ‫العنوان‪ ،‬ولم يختر «األدب المغربي» «ألن هذا االدب الفصيح ليس له من مميزات خاصة به‪ .‬فاألدب الذي يستحق هذه التسمية الخاصة‬ ‫هو ما كان ألوالئك الذين ظهرت آدابهم القومية أخيرا‪ ،‬بعدما ظهرت لغتهم بذلك المستوى الذي مكنها من هذه اآلداب» ‪.‬‬ ‫وعن مبررات اختياره اسم هذا الكتاب قال‪ « :‬فالقومية التي دعا إليها الداعون في الشرق‪ ،‬وكنا من تالميذهم نتحمس لها مبدئيًا‬ ‫لم نجد لها مرآة صافية صادقة في أدبنا‪ ،‬وال في أي أدب كان وما زال في باقي البالد العربية‪ ،‬وهو أدب الفصحى‪ ،‬التي تهيمن_بحمد‬ ‫اهلل_ علينا جميعًا‪ .‬بل إننا حتى في لغتنا العامية نقول إننا نتكلم العربية‪ ،‬نقول ذلك في المغرب وفي المشرق‪ ،‬وال نقول نتكلم المغربية‬ ‫أو المصرية مثال‪..‬فما دام ذلك كذلك فال يكون من الواضح أن نقول‪ :‬األدب المصري‪..‬ألن األدب الفصيح في مصر ليس له من المعالم‬ ‫الخاصة المميزة له عن غيره شيء ذو بال» ‪.‬‬ ‫وقد جعل لهذا األدب أبوابا تضمنت فصوال أولها ما قبل المرابطين‪ ،‬وثانيها عصر المرابطين‪ ،‬وثالثها عصر الموحدين‪ ،‬ورابعها‬ ‫عصر المرينيين وخامسها عصر الوطاسيين‪ ،‬وسادسها عصر السعديين وسابعها عصر العلويين‪.‬‬ ‫واختار األستاذ عباس الجراري تسمية كتابه‪ :‬األدب المغربي من خالل ظواهره وقضاياه» بعدما الحظ التهميش الذي لحق األدب‬ ‫المغربي من طرف المشارقة في مناهجهم الدراسية «يزعم أصحابها أنهم يصنعون بها تاريخا لألدب العربي‪ ،‬فإن قارئها ال يلبث أن‬ ‫يحس غيابا مطلقا لبعض األقاليم العربية وال سيما المغرب» ‪.‬‬ ‫إن ما كتبه رواد مؤرخي األدب المغربي استعملوا المصطلحين بمعنى واحد وهو ذلك األدب الذي كتب باللغة العربية الفصيحة‪،‬‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح‪ ،‬أين يتموقع األدب المكتوب باألمازيغية ؟ أليس أدبا مغربيا ؟ واألدب المكتوب بالحسانية أليس‬ ‫أدبا مغربيا كذلك؟ واألدب الذي أبدعه اليهود المغاربة بلغتهم العبرية أليس جزء من هذا األدب؟ إضافة إلى ما كتب باللغة الفرنسية‬ ‫واإلسبانية وغيرها من اللغات‪.‬‬ ‫إن مصطلح «األدب المغربي» ال يزال مسجورا بااللتباس‪ ،‬لذلك عندما نظم فريق البحث في األدب المغربي الحديث ندوة في‬ ‫موضوع «تاريخ األدب المغربي الحديث‪ :‬حدود وطرائق» يوم الجمعة ‪ 11‬دجنبر ‪ 2009‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط برزت‬ ‫االختالفات في هذا الموضوع بين من يرى ضرورة االشتغال على المنجز باللغة العربية فقط‪ ،‬وبين من يرى أن يشمل االشتغال على ما‬ ‫أنجز باللغات األجنبية األخرى كالفرنسية واإلسبانية‪.‬‬ ‫وإلى أن يضبط حد المصطلح‪ ،‬استعملت األدب المغربي بما تعارف عليه رواد مؤرخيه‪ ،‬وإن كنت ال أعرف رحلة مغربية دونت بغير‬ ‫لسان العرب‪.‬‬ ‫الحديث‪ :‬أقصد بالحديث بداية القرن التاسع عشر والنصف األول من القرن العشرين‪ ،‬وبالضبط ابتداء من حكم السلطان المولى‬ ‫عبد الرحمان بن هشام‪ ،‬وهي فترة حافلة باألحداث السياسية واالقتصادية واالجتماعية سأتطرق إليها عند دراسة السياق التاريخي‪.‬‬ ‫هناك من الدارسين من اتبع أسلوبا تحليليا في مقاربته النصوص الرحلية تضمنت بعض المفاهيم السردية الحديثة‪ ،‬واعتمدت‬ ‫بشكل مكثف على منهجية جيرار جنيت المنضوية في إطار البنيوية الفرنسية‪ ،‬مما يطرح سؤاال إشكاليا هو‪ ،‬هل يمكن تطبيق هذه‬ ‫النظريات األدبية الغربية الحديثة بصرامة منهجية على النص الرحلي أم ال؟ والواقع أنه يقبله‪ ،‬لكن بمرونة‪ .‬أما الحدود العامة لنهج‬ ‫مقاربتي للرحلة المغربية الحديثة فلن تخرج عن سياق الدراسات التاريخية للمتن ورصد وضع الفكر المغربي الحديث من خالل نصوص‬ ‫الرحلة في ضوء متغيرات سياسية وثقافية واجتماعية تتمثل في استيالء آل سعود على الحكم بالحجاز‪ ،‬ونشأة الفكر الوهابي بها‪ ،‬وثورة‬

‫مصطفى كمال أتاتورك بتركيا‪ ،‬وخضوع الدول العربية‬ ‫الواقعة في خط الرحلة لالحتالل األجنبي‪.‬‬ ‫وعند مواجهتي الموضوع كنت أمام اختيارات متعددة‬ ‫للمتن الرحلي‪ ،‬لكن استقر األمر على تسليط الضوء على‬ ‫تآليف ومصنفات رحلية مغربية أقل بحثا وتداوال بشرط‬ ‫التنوع (محافظ‪/‬منفتح)‪ .‬وأما مدار البحث فجاء مبنيا على‬ ‫مداخل وفصول استقل كل واحد منها بموضوع مخصوص‬ ‫ينهض بأطروحة العمل‪ ،‬ويتوخى تحقيق غايات‪ .‬ولذلك‬ ‫جعلت البحث يقوم على‪:‬‬ ‫مداخل‪ :‬أ‪-‬حددت فيها السياق التاريخي الذي شمل‬ ‫فترة الحماية وما قبلها‪ ،‬أي ابتداء من حكم السلطان محمد‬ ‫بن عبد الرحمان ‪ .‬وهي فترة حافلة باألحداث التي خلخلت‬ ‫طريق الرحلة‪ ،‬منها احتالل الجزائر عام ‪ ،1830‬وانهزام‬ ‫المغرب في معركتين متتاليتين؛ معركة إيسلي وحرب تطوان‪ .‬وتوقيع معاهدات الحماية عام ‪ 1912‬التي سلم فيها المغرب زمام الحكم‪،‬‬ ‫تحت الضغط‪ ،‬للسلطات الفرنسية واإلسبانية‪ ،‬مما أشعل فتيل مقاومة مسلحة كانت أشرسها مقاومة األمير محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي في الشمال‪ ،‬ومقاومة سياسية داخليا وخارجيا‪.‬‬ ‫ب‪-‬مدخل النوع حددت فيه دوافع الرحلة وأنواعها‪ .‬وقد أشرت إلى أن الدوافع متعددة‪ ،‬فهي إما رحلة يقوم بها المرتحل طوعا كما‬ ‫هو الشأن في عموم الرحالت أو كرها كما حصل البن العربي صاحب «ترتيب الرحلة للترغيب في الملة»‪ ،‬وبخصوص الرحلة في المغرب‬ ‫الحديث فإنها تخضع لبواعث منها‪ :‬الشوق إلى الحج وزيارة األماكن المقدسة‪ ،‬ولقاء العلماء والجلوس إلى حلقاتهم واالستفادة منهم‬ ‫رواية ودراية‪ ،‬في صنف الرحالت الحجازية‪ ،‬أو كتابة تقرير مفصل عن نشاط الراحل والوفد المرافق له‪ ،‬خصوصا في الرحلة السفارية‪،‬‬ ‫أو رصد مراحل السفر وأسبابه ودوافعه وما يتعلق به كما هو الشأن في الرحالت الداخلية‪ .‬ونظرا الختالف المقاصد والدوافع واألسباب‬ ‫تنوعت الرحالت المغربية حيث وصل بها محمد الفاسي إلى خمسة عشر نوعا عرفت بها جميعها‪ ،‬وأردفتها ب»الرحلة الغيرية» مستقلة‬ ‫عن األنواع األخرى ألن موضوعها هو اآلخر‪ ،‬وهذا اآلخر شخص له وضعية اعتبارية متميزة في المجتمع بحيث يكون الهدف من تدوين‬ ‫رحلته بيان شموخه العلمي والفكري بين من تلقاهم من أهل العلم والعرفان بالبلدان التي نزل بها‪.‬‬ ‫وعن «اتجاهات البحث في الرحلة المغربية» قسمته إلى اتجاه التعريف ويضم عبد الرحمن بن زيدان‪ ،‬ومحمد المنوني‪ ،‬وعبد‬ ‫السالم بن عبد القادر بن سودة‪ ،‬وعبد العزيز بن عبد اهلل‪ ،‬واتجاه التحقيق الذي قسمته إلى نوعين‪ :‬النوع األول اهتم بالنص‪ ،‬فلم يثقله‬ ‫بالحواشي التي تصرف ذهن المتلقي عنه وتخرجه عن غاياته ومراميه‪ ،‬وإنما جعلها حواشي وظيفية تسعف على قراءة النص والتعامل‬ ‫معه‪ ،‬والنوع الثاني اهتم بضبط النص والحواشي سواء أكانت أعالما بشرية أم أمكنة معروفة أو مغمورة‪ ،‬أم ألفاظا أم أبياتا شعرية ‪..‬‬ ‫وهو الشائع بين الدارسين‪.‬‬ ‫وفي إطار مدخل النوع خصصت موضوعا عن الرحلة في النقد المغربي المعاصر فبينت أنه يتأسس رهان الباحثين المغاربة النقدي‬ ‫لمشروع قراءة الرحلة المغربية في تأصيل جنسها في الحقل األدبي والسردي‪ ،‬بغية تجاوز ما تعرضت له من إهمال وإقصاء‪ ،‬وإعادة‬ ‫االعتبار ألدبيتها بما يحقق ماهيتها بإدراج الرحلة منهجيا ضمن جنس السرد‪ ،‬ومعرفيا بتجاوز األنموذج التاريخي الذي غلب على معظم‬ ‫األبحاث في الرحلة‪.‬‬ ‫كما خصصت موضوعا عن الرحلة في الدرس العلمي بينت فيه دور الجامعات المغربية‪ ،‬خصوصا كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بتطوان‪ ،‬في توجيه البحث العلمي في الدراسات العليا إللى االهتمام بالرحلة المغربية وتوجيه الطلبة الباحثين إلى دراستها وتحقيقها‬ ‫وفق المعايير المعتمدة في فن التحقيق‪ ،‬ثم أشرت إلى ما لقيته الرحلة المغربية من اهتمام لذى المدارس االستشراقية لغايات علمية أو‬ ‫تمهيدا لالستعمار أو ألسباب أخرى‪.‬‬ ‫أما الفصول فقسمتها إلى ستة وهي‪:‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬قدمت فيه نماذج من الرحالت المغربية التي أنجزت خالل القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ .‬وقد تبين أن‬ ‫الرحالت تتفرع إلى حجازيات وسفاريات وأخرى رسمية‪ ،‬وأخرى داخلية وخارجية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬بينت فيه التكوين العلمي للرحالين المغاربة الذي ال يتجاوز ما كان يدرس بجامع القرويين وغيره فقها وعقيدة‬ ‫وسلوكا‪ .‬وجاءت موضوعات الرحلة عاكسة لهذه الثقافة‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬رحلة « الفتح المبين في وقائع الحج وزيارة النبي األمي األمين» لسيدي محمد بن عبد الواحد الكتاني‪ :‬اهتم فيها‬ ‫صاحبها بنشر طريقته الكتانية في مختلف البالد التي حط الرحال بها‪ ،‬من خالل تلقين الورد الكتاني واإلذن في فتح فروع للزاوية‪ .‬وما‬ ‫الحظته أن الشيخ الكتاني عندما يلقن الورد يشهد صاحبه على أخذه منه‪ ،‬إذنا منه كتابة‪ ،‬ويحتفظ لنفسه باإلشهاد‪ .‬وهذه الطريقة‬ ‫التوثيقية في تلقين األوراد ال نظير لها‪ ،‬حسب علمي‪ ،‬عند شيوخ التربية‪ .‬إذ جرت العادة أن يكون شفهيا مع المصافحة فقط‪.‬‬ ‫ورحلة « الفتح المبين» تجمع بين سفر البدن وسفر القلب‪ ،‬أو سفر األشباح وسفر األرواح‪ .‬وإذا كان سفر األشباح يتطلب االنتقال‬ ‫من مسافة إلى مسافة‪ ،‬فإن سفر األرواح خرق للمألوف في الرحلة حيث تنعدم المسافة كما عبر عن ذلك صاحب الحكم بقوله « لوال‬ ‫ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين؛ إذ ال مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك‪ ،‬وال قطيعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك»‪.‬‬ ‫هذا السفر العرفاني إلى مدارج الحقيقة الروحية يقود إلى الترقي في عالم الحقائق ‪ .‬وهذه المعاني تظهر بارزة فيما كتبه الشيخ الكتاني‬ ‫في األوراد التي ارتجلها أثناء الرحلة‪ ،‬وهي عديدة‪ ،‬وفي القصائد والموشحات والبراول التي تغنت بالعشق اإللهي والحب المحمدي وفي‬ ‫رمزية المناسك ‪ .‬وهي كلها تفسح المجال لالعتراف لصاحبها بقدم الرسوخ في الحقيقة‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‪ « :‬دليل الحج والسياحة» ألحمد بن محمد الهواري‪ :‬تمت هذه الرحلة برعاية سلطات الحماية الفرنسية ومباركتها‪.‬‬ ‫وقد كشفت عن تطور نوعي خص أداء فريضة الحج في عهد الحماية‪ ،‬المتمثل في ضرورة حصول الموظف على ترخيص مسبق من‬ ‫السلطات الحكومية ألداء هذه الفريضة‪ .‬وقد جمعت هذه الرحلة بين الحج والسياحة لتتحقق الفائدة الدينية والدنيوية معا‪ .‬لذلك قام‬ ‫الهواري بزيارة العديد من الدول شملت مصر والحجاز ولبنان وفلسطين وسوريا وتركيا وبلغاريا ويوغسالفيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا‪،‬‬ ‫اهتم فيها بذكر مؤهالتها السياحية والثقافية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وما تتميز به من تنوع طبيعي‪ .‬وهو في وصفه يبدو منبهرا‬ ‫بالمآثر التاريخية التي عاينها بمصر وسوريا وتركيا وغيرها‪ ،‬مفتتنا بالحضارة األوربية‪.‬‬ ‫وال تخلو الرحلة من إفادات تاريخية كذكرها لتنازل سلطان مسقط البنه عن الحكم‪ ،‬وصراع الملك عبد العزيز آل سعود مع اإلمام‬ ‫يحيى ومحاولة اغتياله‪ ،‬وتسجيل مظهر من الحوار المذهبي مر بطريقة عفوية تلقائية بين أطراف من السنة والشيعة والخوارج اإلباضية‪.‬‬ ‫وبما أن فرنسا كانت طرفا راعيا للرحلة‪ ،‬كان البد للهواري أن ينوه باالنتداب الفرنسي في سوريا ولبنان وسلطات الحماية بالمغرب‪،‬‬ ‫ويلجأ إلى قنصلياتها لتسهيل مأموريته‪.‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الرحلة المكية» للفقيه أحمد الرهوني‪ :‬جاءت هذه الرحلة في ظرف تاريخي تمثل في الحرب األهلية اإلسبانية‬ ‫التي نشبت بين الجنرال فرنكو وخصومه الشيوعيين‪ ،‬والتي كان للمغاربة دور بارز في ترجيح كفة النصر لصالح فرنكو‪ ،‬فكافأهم بباخرة‬ ‫أقلتهم من تطوان ألداء فريضة الحج ‪ .‬وتدخل هذه الرحلة في إطار السياسة الدعائية التي انتهجها فرنكو لكسب ود الدول اإلسالمية‪.‬‬ ‫وإذا كان وصف مراحل السفر إلى الديار المقدسة‪ ،‬وتسجيل االنطباعات الشخصية‪ ،‬وذكر المشاهد والمزارات وغيرها أمرا مألوفا في‬ ‫الرحلة المغربية‪ ،‬فإن ما ميز الرهوني في هذه الرحلة هو فهمه ألسباب الرقي الحضاري في الغرب المتجلي أساسا في العلم الذي يقصد‬ ‫به علم الفيزياء والكيمياء‪ ،‬واللذين بهما تحولت المعادن إلى بواخر تمخر عباب البحار‪ ،‬وطائرات تشق السحب الثقال‪ ،‬ومصانع تيسر أسباب‬ ‫الحياة‪ .‬وقد كانت للرهوني مواقف إيجابية تجاه اآلخر‪ ،‬كما كان منفتحا على المظاهر الحضارية الغربية‪ ،‬ورغبة جامحة في اقتباس ونقل‬ ‫منجزاتها‪ .‬إال أن خطابه السياسي‪ ،‬في هذه الرحلة بني على مدح منجزات سلطات االحتالل في مجال اإلدارة والبنيات التحتية‪ ،‬وتمجيد‬ ‫الجنرال فرنكو الذي وصفه غير ما مرة بحبيب المسلمين‪ ،‬وراح يسوق له في المشرق العربي وفي مكة المكرمة محاربته للشيوعية‬ ‫واحترامه لإلسالم وخدمته للمسلمين‪.‬‬ ‫لقد كان الرهوني بوقا دعائية ومادة تجميلية لصورة فرنكو في كل أرض نزل بها‪ ،‬أو مناسبة رسمية حضرها‪ ،‬لقد أسكرته نشوة‬ ‫اللقاء مع فرنكو حبيب المسلمين‪ ،‬والحشد الجماهيري الذي هيأه له بإشبيلية منذ قدومه إليها حتى مغادرتها‪.‬‬ ‫لقد بالغ الرهوني في إطراء فرنكو‪ ،‬وتودد له بكل صفات المديح‪ ،‬وجعل منه نصيرا وحليفا للمسلمين‪ ،‬ودعا إلى طاعته ونصرته‪،‬‬ ‫في تنافر تام بين الذات والواقع وتجاهل لما قامت به إسبانيا من محق‪ ،‬بآلتها الحربية المدمرة لجيش المقاومين‪ ،‬ولما قام به فرنكو من‬ ‫إرغام المغاربة في المنطقة الخليفية والريف على المشاركة في الحرب األهلية اإلسبانية التي لم يكن لهم فيها ناقة وال جمل ‪.‬‬ ‫هذا هو الوجه البشع لفرنكو‪ ،‬ومن خالله إسبانيا‪ ،‬الذي أخفاه الرهوني ولم يمر عليه ولو مرور الكرام‪ ،‬وهذا هو المسكوت عنه في‬ ‫الرحلة‪.‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الرحلة الخاطفة للفقيه التهامي الوزاني‪ :‬أهم ما ميز هذه الرحلة طابعها التوثيقي لمصر خالل فترة حكم جمال‬ ‫عبد الناصر وانتصار صاحبها للثورة الناصرية وحكومتها‪ ،‬التي عملت في نظره على زحزحة الفوارق االجتماعية بين طبقات األمة‪ ،‬كما‬ ‫يظهر هذا الطابع التوثيقي في الحوار الذي جمع األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي مع سفير المغرب بالقاهرة السيد عبد الخالق‬ ‫الطريس‪ ،‬ورغبة الخطابي في العودة إلى المغرب‪ ،‬وبيان موقفه من سفور المرأة الذي اعتبره مخالفا للشرع‪ ،‬في حين عده الطريس أمرا‬ ‫شكليا ال يرقى إلى جوهر الفضيلة اإلنسانية واآلداب الحقة‪ .‬وفي هذا اإلطار دافع التهامي الوزاني عن حرية المرأة قوال وفعال‪ ،‬حيث كان‬ ‫يذهب بإحدى زوجتيه أو كلتيهما لمشاهدة األفالم السينمائية متحديا قرار القائد أشعاش‪ ،‬وعندما استشعر الوزاني بطشه بدأ يقصد‬ ‫سينما الكنيسة التي كان يسيرها الرهبان‪ ،‬ولم يكتف بهذا األمر‪ ،‬وإنما راح يبحث عن السند القانوني الذي بموجبه يمنع الباشا ارتياد‬ ‫النساء للسينما ‪ .‬فلما تبين له عدم وجود قانون المنع تحدى قراره وأصبح يدخلها على مرآى من الجميع‪ ،‬فلما أمنت النساء بطش الباشا‬ ‫أقبلن على دور السينما بإصرار ال حد له‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ /‬إن التهامي الوزاني‪ ،‬من خالل الرحلة الخاطفة ـ يبدو منفتحا على عالم الفن‪ ،‬خصوصا الفن السينمائي رغم ما‬ ‫يصاحبه من الرقص والغناء‪ .‬ولم يمنعه تكوينه الفقهي‪ ،‬ومشربه الصوفي أن ينزع هذا المنزع‪.‬‬ ‫وأما الخاتمة فجاءت عرضا موجزا ألهم النتائج وإن كنت قد أوردت في كل فصل ما يخصه‪.‬‬ ‫وقد خصصت ملحقا خاصا بمسرد الرحالت التي أنجزت في المغرب الحديث كشفت فيها اللثام عن الرحالت المطبوعة‪ ،‬والرحالت‬ ‫التي لها أصول في الخزانات الوطنية‪ ،‬والرحالت التي لها أصول في المكتبات الخاصة‪ ،‬والرحالت التي لها عزو في المصادر العربية‪،‬‬ ‫والرحالت التي في حكم الضياع‪ ،‬والرحالت التي مؤلفوها مجهولون‪.‬‬ ‫والشك أن للبحث صعوبات واجهتني منذ البداية تتمثل في هذا الزخم الهائل من المدونات الرحلية التي يجب أن أطلع عليها‪ ،‬منها‬ ‫المطبوع ومنها المخطوط‪ .‬وقد تم تذليل جزء كبير منها بواسطة األستاذين الفاضلين المشرفين على هذا العمل الدكتور عبد اللطيف‬ ‫شهبون والدكتور عز الدين الشنتوف اللذين كانا لي عونا وسندا إلنجاز هذا البحث‪ ،‬فلهم مني كل الشكر والتقدير واالحترام‪.‬‬ ‫والشكر موصول ألعضاء لجنة المناقشة لتفضلهم بقبول مناقشة هذه األطروحة‪ ،‬ولما سيبدونه من مالحظات وجيهة‪.‬‬ ‫كما أشكر كل من ساهم معي بعلمه ومراجعه وأفكاره ووقتِه من األصدقاء‪ ،‬وهم كثر‪.‬‬ ‫والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد سيد السادات‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫ِعلم‬ ‫وعامل‬

‫‪12‬‬

‫الدكتور إدريس الخرشاف‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫الرابطة بين المدرسة اإلسالمية والبحث العلمي‪:‬‬ ‫وأسأل الدكتور إدريس الخرشاف عن الرابطة بين المدرسة اإلسالمية والبحث العلمي؟‬ ‫فرد قائال‪ :‬يعتبر موضوع توأمه العلم بالدين من القضايا الجوهرية في عصرنا هذا‪ ،‬ألنه هو الذي سيحدد لنا‬ ‫مستقبل المسيرة اإلنسانية‪ ،‬وهنا نالحظ أن هذه اإلشكالية (عند البعض) ال تطرح على أهل الدين فقط‪ ،‬بل وحتى‬ ‫على رجال المختبرات والمفكرين وعلى كل الذين يسايرون هذا الوسط الذي تغيرت فيه المفاهيم والمصطلحات‪.‬‬ ‫لذلك نقول‪ ،‬إن العلوم وإن كانت نابعة من مصدر واحد فإن لها موجهتين اثنتين‪:‬‬ ‫* أوالهما‪ :‬المواجهة العلمية المادية الصرفة والتي تعتمد على المشاهدة‪ ،‬ثم االختبار‪ ،‬وبعدها دراسة النتائج‬ ‫وإعادة االختبار بشتى الوسائل‪ ،‬وذلك من أجل بناء نظريات وآراء جديدة‪ ،‬هذه الطريقة قد يكتب لها النجاح على مر‬ ‫العصور فترتقي إلى مستوى الحقيقة العلمية‪ ،‬أو تهوى كما حدث لكثير من علمائها أمثال بطليموس وكوبرنيك‬ ‫ونيوتن‪ ،‬عندما ال تتفق المفاهيم العلمية مع العلم وال يستند إليها‪.‬‬ ‫* ثانيتهما‪ :‬ويتعلق األمر بطريقة مثلى التي هي مناحي التمجيد‪ ،‬هذه الطريقة تعتمد على إخضاع الموجهة‬ ‫األولى لقانون كوني يأخذ ويستمد قوته كلها من التعاليم السماوية‪ ،‬فيخشى العالم وينتج عن ذلك الراحة النفسية‬ ‫له‪ ،‬فيستقيم في أعماله ويؤمن بخالقه مصداقا لقول رب العالمين‪« :‬إنما يخشى اهلل من عباده العلماء» (فاطر ‪.)28‬‬ ‫وهذه الطريقة وإن تعرضت للفشل في مرحلتها األولى (ألنها ال تكون واضحة المعالم) فإنها تعاد على قاعدة‬ ‫صلبة يكتب لها االستمرارية واالستقرار في النتائج على مر العصور وتصبح حقيقة علمية‪.‬‬ ‫وهنا نختلف مع كثير من مفكري الغرب التجريبيين الذين يتزعمون فكرة عزل المختبر عن الجانب الروحي‪ ،‬ألن‬ ‫القضية حسب اعتقادهم يجب أن تكون حرة وطليقة‪ ،‬وتكون نتيجة أفكارهم ظهور مختبرات الحيوانات المنوية‪،‬‬ ‫وبنوك البويضات المخصبة‪ ،‬وتشجيع البطون المستعارة‪ ،‬واستبدال عضو إنسان بعضو خنزير‪ ،‬وسنجد أنفسنا في آخر‬ ‫المطاف ‪ -‬نتيجة أعمالهم الطائشة والالأخالقية ‪ -‬في مجتمع تسري في شريانه فوضى عارمة ال حل لها‪ .‬فلذلك نجد‬ ‫في التعاليم اإلسالمية السمحاء ذلك الخطاب الذي يجعل من العلم أداة سعادة الفرد ويرفعه أعلى الدرجات‪ ،‬مصداقا‬ ‫لقوله تعالى‪« :‬يرفع اهلل الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» فما هو هذا العلم‪ ،‬وكيف ربطه الحق سبحانه‬ ‫بباقي مناحي الحياة الدينوية واألخروية؟‪.‬‬ ‫فمن خالل قراءتنا لكتاب اهلل عز وجل نالحظ أن لفظة العلم قد وردت في القرآن ‪ 105‬مرة‪ ،‬كما أن مشتقاتها‬ ‫قد وردت هي األخرى ‪ 216‬مرة‪ ،‬فيكون المجموع ‪ 321‬لفظة‪.‬‬ ‫كما أن القرآن الكريم قام بتشريف العلم وذلك بربطه باآلية األولى التي غيرت مسيرة اإلنسان (أقرأ باسم ربك‬ ‫الذي خلق‪ ،‬خلق اإلنسان من علق)‪ .‬وكان هذا التشريف على ثالث مستويات‪:‬‬ ‫* المستوى األولى‪ :‬كما من حيث اللفظ‪ ،‬إذ أن الثالثية‪( :‬أقرأ ‪ -‬خلق ‪ -‬علم) تشكل تجانسا لسانيا وعلميا‪ ،‬فكانت‬ ‫الروابط ‪ -‬الموجودة هنا ‪ -‬على الشكل اآلتي‪:‬‬ ‫أ‪ :‬رابطة العلم بالقلم‪.‬‬ ‫ب‪ :‬رابطة العلم بالنظر في خلق اإلنسان‪.‬‬ ‫ج‪ :‬رابطة العلم بالتحاور العلمي (عندما حاور به جبريل ‪ -‬عليه‬ ‫السالم – محمدا عليه السالم‪.‬‬ ‫* المستوى الثاني‪ :‬رابطة العلم بالعلماء‪« :‬وتلك األمثال نضربها‬ ‫للناس وما يعقلون إال العالمون»‪( .‬العنكبوت ‪.)43‬‬ ‫* المستوى الثالث‪ :‬رابطة العلم بالدعوة اإلسالمية‪ :‬إذ جعل الحق‬ ‫سبحانه وتعالى الدين اإلسالمي وفهمه يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلم‪،‬‬ ‫فال يفهم القرآن إال بالعلم‪ ،‬والعلم ال يفهم إال بالقرآن‪« :‬ادع إلى سبيل‬ ‫ربك‪( »...‬النحل ‪.)125‬‬ ‫* المستوى الرابع‪ :‬رابطة العلم بالتمجيد ألهل العلم (شهد اهلل‬ ‫أنه ال إله إال العزيز الحكيم) (آل عمران ‪.)18‬‬ ‫* المستوى الخامس‪ :‬رابطة العلم بالدعاء‪ :‬فحتى يتغلغل اإليمان‬ ‫داخل النفوس‪ ،‬كان البد وأن يذكر الحق في كل المناسبات سواء‬ ‫كانت ذا طبيعة اجتماعية أو طبيعية أو كونية‪ ،‬مصداقا لقوله سبحانه‪:‬‬ ‫«يذكرون اهلل قياما وقعودا وعلى جنوبهم» (آل عمران ‪.)191‬‬ ‫* المستوى السادس‪ :‬رابطة العلم بالهداية‪« :‬والذين اجتنبوا‬ ‫الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى اهلل لهم البشرى‪( »...‬الزمر ‪.)17‬‬ ‫* المستوى السابع‪ :‬رابطة العلم بالتفكير‪ :‬مصداقا لقوله تعالى‪:‬‬ ‫«قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون» «قل هل يستوي‬ ‫األعمى والبصير أفال يتفكرون» (األنعام ‪.)50‬‬ ‫* المستوى الثامن‪ :‬رابطة العلم بالنظر‪« :‬أفال ينظرون إلى اإلبل‬ ‫كيف خلقت» (الغاشية ‪.)17‬‬ ‫* المستوى التاسع‪ :‬رابطة العلم بالمعجزات‪ « :‬قال الذي عنده علم‬ ‫من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك ظرفك‪ ،‬فلما رآه مستقرا عنده‬ ‫قل هذا من فضل ربي‪( »...‬النمل ‪.)41 - 40‬‬ ‫* المستوى العاشر‪ :‬رابطة العلم بالبرهان‪ :‬إذ أن األدلة والبراهين‬ ‫يجب أن تستند على العلم « يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم‬ ‫وأنزلنا إليكم نورًا مبينا» (النساء ‪...)147‬‬ ‫أما على مستوى الرابطة النبوية للعلم‪ ،‬فقد كان التشريف النبوي‬ ‫للعلم عظيما‪ ،‬إذ مهد له كل السبل ليمارس وظيفته اإلنسانية على‬ ‫أحسن وجه من أجل سعادة الفرد والمجتمع‪ ،‬إذ نرى ذلك على المستويات اآلتية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬المستوى األول‪ :‬رابطة العلم بالتربية‪( :‬حيث يقول صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬من كانت له ابنة فأدبها فأحسن‬ ‫تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها كانت له شرا من النار‪« .‬متفق عليه»)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المستوى الثاني‪ :‬رابطة العلم بمد الحياة‪( :‬اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد «متفق عليه»)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المستوى الثالث‪ :‬رابطة العلم بالسكينة والرحمة‪( :‬من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اهلل له به طريقا‬ ‫إلى الجنة‪ ،‬وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اهلل يتلون كتاب اهلل ويتدارسون بينهم إال نزلت عليهم السكينة‪،‬‬ ‫وغشيتهم الرحمة‪ ،‬وحفتهم المالئكة وذكرهم اهلل فيمن عنده»‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المستوى الرابع‪ :‬رابطة العلم بالبحث العلمي وأفضليته على النوافل‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫(حضور مجلس عالم أفضل من صالة ألف ركعة‪ ،‬وعيادة ألف مريض‪ ،‬وشهود ألف جنازة‪« .‬متفق عليه»)‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬إن التربية على التفكر والتأمل في صفحات الكون تعتبر فريضة على كل مسلم‪ ،‬وهي ميزان‬ ‫حسابه ألنه يحتاج إلسقاطات في أمور عقيدته وعبادته وفي تعامله مع مجتمعه‪ .‬فيبقى علينا إذن رفض مذاهب‬ ‫الشك المطلق واإليديولوجيات التي عرقل مسيرة اإلنسانية نحو التقدم والبحث في العالمين الدنيوي واألخروي‬ ‫والذي نطلق عليها اسم عالم الغيب والشهادة‪.‬‬

‫إلى أين تسير باإلنسانية هذه ( التكنولوجيا الغربية)‪:‬‬ ‫ال ريب أن البحث عن اليقين والفهم العقلي للمعرفة يتطلبان قاعدة راسخة مبنية على واجهتين‪ :‬أولهما البعد‬ ‫عن كل ما من شأنه عرقلة المسيرة العقالنية الصحيحة‪ ،‬والثانية الترفع عن الملذات والشهوات الحيوانية التي تفسد‬ ‫سمو اإلنسان‪ .‬فإذا تحقق هذان الشرطان‪ ،‬فإن اإلنسان سيصل ال محالة ‪ -‬إن شاء اهلل ‪ -‬إلى شاطئ النجاة‪ ،‬وسيعرف‬ ‫سعادة في دنياه وفي آخرته‪ ،‬وهذا ما نصطلح عليه باستعمال لفظة (الحضارة)‪ .‬فهو تحقق التكنولوجيا الغربية هذه‬ ‫السعادة لإلنسانية؟‬ ‫يرى الدكتور إدريس الخرشاف أنه كي نستطيع خلق إنسان الغد الذي يمكن االعتماد عليه في شتى الميادين‪،‬‬ ‫غير عاجز عن مسايرة زمانه‪ ،‬وبالتالي فهو مهيأ لغد أفضل‪ ،‬علينا أن نسهر على تربيته التربية األساسية‪ ،‬السليمة‪،‬‬ ‫البعيدة عن كل غض وديماغوجية طالسيمية وايديلوجية‪ .‬نقول هذا ألن وضعية اإلنسان الحالية تستلزم منا وقفة‪،‬‬ ‫بل وقفات لتقييم كل اإلنجازات التي حققها في مسيرته‪ ،‬وإعادة النظر في سلبياته (وما أكثرها) لتصحيح ما هو قابل‬ ‫لذلك‪ .‬ولهذا نرى من األفضل استعراض بعض ما حققه اإلنسان في ميدان العلوم‪ ،‬وعندما نتكلم عن العلوم‪ ،‬فإننا‬ ‫نعني بذلك التفكير العلمي‪ ،‬والتطبيق المخبري‪ ،‬وتحكيم العقل في فهم وإدراك الظواهر الكونية‪ ،‬مع طرح السؤال‬ ‫التالي‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫هل العلم قادر على حل المعضالت والمشاكل التي يتخبط فيها اإلنسان المعاصر أم أنه سيظل في منأى عن‬ ‫األحداث اليومية؟ إننا ال ننكر المنجزات التي تحققت من أجل إنقاذ اإلنسان من موت محقق‪ ،‬ونقصد بذلك البحوث‬ ‫العلمية في كثير من الميادين مثل الطب والصيدلة والتكنولوجيا‪ ،‬لكننا إذا قارنا ذلك بما يجري في المختبرات‬ ‫وغيرها من انتهاك لحرمة اإلنسان‪ ،‬أدركنا العشوائية التي يسير عليها‪ ،‬حيث عدم اعتماد ضوابط معينة‪ ،‬وتجارب‬ ‫ليس لها أفق إنساني‪.‬‬ ‫فإذا أخذنا على سبيل المثال نزالء المستشفيات العقيلة‪ ،‬الحظنا أن عددهم في ازدياد ملحوظ رغم إمكانيات‬ ‫العيش الرغيدة‪ ،‬كما نجد عدد األشخاص الذين يشكون من أمراض التلوث حاليا (حساسيات التنفس‪ ،‬حساسيات‬ ‫الجلد‪ ،‬أمراض العيون) عددهم حاليا‪ ،‬ربما يضاعف أعداد المرضى الذين اشتكوا من مرض التيفوئيد منذ (مائة سنة‬ ‫«‪ ،)»100‬أضف إلى ذلك سلبيات تكنولوجية البيولوجيا (استعارة البطون‪ ،‬أطفال األنابيب‪ ،‬بنوك الحيوانات المنوية)‪.‬‬ ‫فمن خالل هذه الوقائع‪ ،‬نجد أن إيجابيات التقدم العلمي المادي ال تشكو سوى نسبة ضئيلة‪ ،‬وحتى ال ينحصر الكالم‬ ‫في سلبيات العلم فقط‪ ،‬نعمل على استعراض اإلنجازات التي تحققت من أجل اإلنسان ورفاهيته‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬ ‫زرع القلوب االصطناعية واإلنسانية والتوصل إلى صناعة المادة الكيميائية التي تعمل على تشبيت الجسم‬ ‫الغريب داخل الجسم‪.‬‬ ‫التعرف على المغوليين وإبعاد الكروموزوم‪.‬‬ ‫حل مشكلة العقم (أطفال األنابيب)‬ ‫تشخيص أمراض مزمنة تؤدي إلى تأكل بعض أجزاء من الجهاز العصبي‪.‬‬ ‫جراحة بدون مشرك (تفتيت حصص الكلية دون عملية جراحية)‪.‬‬ ‫استخدام أشعة الليزر في عالج بعض األمراض مثل مرض الجلوكوم‪.‬‬ ‫تفاؤل بشأن محاربة السرطان‪.‬‬ ‫زرع العدسات داخل العين‪.‬‬ ‫الكمبيوتر واستعماالته في‪ :‬الترجمة اآللية ‪ /‬الذكاء االصطناعي‪ /‬اإلنسان األلي‪ /‬اللغة وقواعدها‪ /‬حل المشاكل‬ ‫المعقدة في المالحة الجوية واإلتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬والمواصالت والبريد‪.‬‬ ‫ثم إنه من المؤكد‪ ،‬أن النتائج العلمية سواء كانت مخبرية أو نموذجية علمية‪ ،‬تبقى محاطة باالحتماالت وبكثير‬ ‫من الحذر‪ ،‬خاصة عندما يكون الشخص الذي يملكها‪ ،‬ال يتوفر على الشروط األخالقية‪ .‬فلذلك نالحظ‪ ،‬أنه بالرغم‬ ‫من كل التطورات التي حدثت في ميدان البحث العلمي التجريبي‪ ،‬وظهور عدد ال يستهان به من النتائج الحسنة‪،‬‬ ‫فإن بروز قضايا أخالقية ستدفع اإلنسان ال محالة إلى هرطقات خطيرة‪ ،‬قد تكون السبب وراء تدمير عالقات الفرد‬ ‫بمجتمعه‪ ،‬كأطفال األنابيب‪ ،‬وأسباب العقم عند الرجال‪ ،‬وما ينتج عنهما من مشاكل‪ .‬إن الحياة اإلنسانية تعتبر أكبر‬ ‫قيمة في التشريع اإلسالمي‪ ،‬حيث كرم اإلسالم اإلنسان واعتبره ذخيرة‬ ‫وأمانة‪ ،‬ومنعه من خدش حياته أو المساس بها واالحتفاظ بها حيث‬ ‫وردت أحاديث كثيرة في هذا الشأن‪ ،‬من بينها عن أبي هريرة قال‪:‬‬ ‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ما أنزل اهلل داء إال أنزل له شفاء‪.‬‬ ‫(البخاري ومسلم) وسئل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬أنتداوي يا‬ ‫رسول اهلل؟ قال ‪»:‬نعم‪ ،‬تداووا فإن اهلل لم يضع داء إال وضع له دواء‪ ،‬غير‬ ‫داء واحد وهو الهرم»‪ .‬كما أن اهلل سبحانه وتعالى حرم على اإلنسان‬ ‫أن يعرض نفسه للهالك حيث قال‪« :‬وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»‬ ‫(البقرة ‪.)195‬‬ ‫فبجانب التعاليم السماوية السمحاء‪ ،‬نجد اإلنسان الذي يقرأ بون‬ ‫أدوات االتصال مع خالق الكون‪ ،‬يبحث لنفسه الطريق المظلم دون أن‬ ‫يشعر‪ .‬وها هو اآلن ينتج أنواعا مختلفة من األسلحة الفتاكة من قنابل‬ ‫عنقودية وبكتربولوجية ونترونية إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫ومازالت أزمة الضمير تالحق علماء الفيزياء النووية (األلمان‬ ‫واألمريكيين)‪ .‬على أثر الدمار والمصائب التي حلت بسكان هيروشيما‬ ‫ونكازاكي‪ .‬إنها وصمة عار على جبين اإلنسانية التي لم تلتزم باألخالق‪.‬‬

‫الخروج من التخلف التكنولوجي‪:‬‬

‫ولكننا كمسلمين نعيش تخلفا تكنولوجيا‪ ،‬فكيف الخروج من هذا‬ ‫التخلف؟ إن كل متتبع لعقارب الساعة سوف يالحظ أن الوقت يمضي‬ ‫بسرعة كبيرة‪ ،‬وال مجال للتماطل والتأخر عن ركوب قطار التعلم والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬إنها مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا‪ ،‬وهذا ال يكون إال‪:‬‬ ‫‪ 1‬ببناء براعم اإليمان‪ ،‬وتزويدها بالقيم والتعاليم الصحيحة‪،‬‬‫وزرع روح التفكير فيها وإبعادها عن كل الترسبات اإليديولوجية التي‬ ‫ال تجدي نفعا‪ ،‬حتى يبقى الطفل صفحة بيضاء قابلة للنقش السليم‪،‬‬ ‫وهذا ال يكون إال باتباع تعاليم السماء السمحاء‪ ،‬التي نعتبرها الركيزة‬ ‫األساسية والوحيدة لكل تحول معرفي ومجتمعي ونفسي‪ ،‬إنها أرضية‬ ‫االنطالقة وفضاء البحث العلمي مصداقا لقول رب العالمين‪« :‬ولقد‬ ‫جئناهم بكتاب فصلناه على علم وهدى ورحمة» (األعراف ‪.)52‬‬ ‫‪ 2‬تقنين طرقنا البحثية والتجرد عن كل اإليديولوجيات التي‬‫تفسد عمل العقل‪ ،‬نقول هذا الكالم ألنه تبين لنا من الدراسات‬ ‫النظرية والعلمية والتجريبية‪ .‬أن القدرات العلمية واالبتكارية موجودة‬ ‫وهلل الحمد في المسلم‪ ،‬وعلى مستويات مختلفة‪ ،‬وال ينقصنا سوى التقوى‪ ،‬مصداقا لقول رب العالمين‪« :‬واتقوا اهلل‬ ‫ويعلمكم اهلل» (البقرة ‪.)282‬‬ ‫‪ - 3‬االستفادة من تكنولوجية الغرب وتطويعها‪ ،‬واالستفادة من كل التجارب التي هي في صالح اإلنسانية‪،‬‬ ‫والمفيدة لمجتمعنا اإلسالمي‪ ،‬ونقدر بذلك الوصول إلى العلم النافع‪ .‬نقول هذا الكالم‪ ،‬ألنه ال يشك أحد‪ ،‬أن في‬ ‫انتقال التكنولوجيا من موطن غربي إلى أوطاننا‪ ،‬سوف تصاحبه الشوائب كافة التي ربما ستشكل عائقا لتقدمنا‬ ‫الحضاري‪ ،‬وبما أن لشعوبنا المسلمة تراثا وحضارة أصلية جذورها تمتد في كل حبة وفي كل ذرة من أرضا‪ ،‬لذلك ال‬ ‫بد لنا من تطهير التكنولوجيا المستوردة‪ ،‬ونقصد بذلك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تقنين معالجة العقم‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ترشيد زراعة األعضاء وجعلها توافق التعاليم السماوية السمحاء حتى ال يقم اختالط في األنساب‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬استغالل الطاقة النووية لألغراض اإلنسانية والسلمية‪.‬‬ ‫د ‪ -‬استعمال التكنولوجيا الحديثة التي تكون في مصلحة البشرية وفي مستوانا االقتصادي والسوسيو اجتماعي‬ ‫والروحي‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬استخدام الفضاء لألغراض السلمية‪.‬‬ ‫كل ذلك يجب أن يقحم في معجمنا الوطني‪ ،‬وفي خانة العلم الضروري‪ ،‬ألن اإلسالم فرض علينا تعلم العلوم‪،‬‬ ‫وجعلها ضالتنا المنشودة‪ ،‬كما يقول الحق سبحانه‪« :‬إن في خلق السماوات واألرض واختالف الليل والنهار آليات‬ ‫ألولي األلباب» (أل عمران ‪ .)190‬واستنادا لقول معلمنا األكبر محمد صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن المالئكة تضع‬ ‫أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب» وهذا يعتبر قمة التكريم للباحث المسلم‪ .‬أما العلم غير النافع لإلنسان فعلينا‬ ‫تجنبه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬استخدام اللغة العربية ومصطلحاته العلمية في مجال البحث العلمي‪ ،‬إذ ال يخفى على أحد أن اللغة العربية‬ ‫تعتبر رمز كياننا الحضاري‪ ،‬ورمز وجودنا على وجه هذه البسيطة‪ ،‬لذلك البد أن نعمل على نقل العلوم إلى لغتنا‬ ‫الوطنية واستعمالها في شتى مجاالت المعرفة الدقيقة‪ .‬وهنا ال يفهم منا أننا ضد اللغات األخرى مثل اإلنجليزية‬ ‫واإلسبانية والفرنسية واأللمانية‪ ،‬ألن الدين اإلسالمي وصانا بتعليم اللغات‪ .‬إال أن تمسكنا بلغتنا العربية سوف‬ ‫يعطينا شخصية متميزة‪ ،‬وسيجعل مردودية الجامعة أكبر من الوضعية الحالية‪ ،‬كما سيحتار منا الغرب ‪ -‬مثل احترامه‬ ‫لنا عندما كان يأتي لديار المسلمين ما بين القرن السابع وأوائل القرن الخامس عشر لتعلم العلوم العربية والطبية‬ ‫والفيزيائية والفلكية وغيرها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إصالح الهياكل الجامعية‪ .‬نالحظ أن الوقت قد حان لتغيير الطريقة المتبعة حاليا في جامعاتنا‪ ،‬وكذلك‬ ‫إحداث ديناميكية في طريقة تعيين العمداء ورؤساء الكليات وانتخاب رؤساء الشعب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫�سل�سلة املجتهد‬ ‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫شرطي ِ‬ ‫أشر‬

‫كان هذا بملتقى طرق بمدار المحطة بطنجة‪.‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫أوقفني شرطي برتبة ضابط بجانبه شرطي برتبة عريف‪،‬‬ ‫يراقبان معا حركة مرور السيارات‪ ،‬ومدى احترام حق األسبقية‪.‬‬ ‫وقفت كعادتي محترما حق المرور لشاحنة‪ ،‬أتمت نصف‬ ‫دائرة الملتقى‪ ،‬والضابط يتطلع إليها في إعجاب كونها‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫كانت بجانبي سيارة من نوع (مرسيدس) فئة ‪E232‬‬ ‫سوداء اللون حديثة العهد‪ ،‬يعكس إطارها الحديدي أشعة‬ ‫الشمس الدافئة‪ ،‬رقم تسجيلها بالرباط‪ ،‬يمتلكها شاب أنيق‬ ‫في مقتبل العمر‪ ،‬يافع بشوش‪ ،‬قال لي بعض فض تساؤله مع‬ ‫الضابط أن السيارة اشتراها من دخله بالعمل في تجارة والده‬ ‫الناجحة وأنه صاحب مقاولة بناء ويملك عقارات‪.‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫أوقفني الضابط حين همت بالسير وأشار إلي بالوقوف‬ ‫بأقصى اليمين دون إبداء تحية أو سالم‪ ،‬وقال في غلظة‪ :‬افتح‬ ‫نافذة السيارة وهات أوراق السيارة؟ أخرجت محفظة األوراق‬ ‫وسلمته ورقة ورقة بتأن‪ ،‬ففحصها بدقة متناهية ثم أرجع‬ ‫األوراق إال رخصة السيارة أي ملكيتها‪ ،‬والبطاقة الوطنية‪.‬‬

‫وما ربك بظالم للعبيد‬ ‫قال ‪ :‬لقد ارتكبت خطأ يوجب عليه أداء غرامة من فئة‬ ‫‪ 300‬درهم لم تحترم وجودي ووقوفي‪ ،‬استأنفت السير دون‬ ‫إشارة لك بإبداء السير‪ ،‬يترتب عن ذلك غرامة آنية؟‬ ‫قال صاحب السيارة ‪:‬‬ ‫لقد احترمت عالمة الوقوف ووقفت‪ ،‬ولما رأيت الشارع‬ ‫يمينا ويسارا ال تعج بالسيارات‪ ،‬استأنفت‬ ‫السير‪ ،‬وخصوصا أني رأيتك أومأت برأسك‬ ‫للشاحنة فغادرت الشارع‪ ،‬وفهمت من حركة‬ ‫رأسك ويدك ‪ :‬معنى إشارة لي بمغادرة‬ ‫مكاني‪.‬‬ ‫لقد تنكر صاحب السيارة لهذا الحيف‬ ‫وقال ‪« :‬ال ظلم اليوم»‪.‬‬ ‫وما رأيك بظالم للعبيد؟‬ ‫نحن في شهر رمضان‪ ،‬شهر المحبة‬ ‫والغفران ال شهر التعنت واختالق أسباب‬ ‫واهية‪ ،‬قد تكون أنت صائب الرأي‪ ،‬وأنا‬ ‫مخطئ‪ ،‬وقد يكون العكس‪.‬‬ ‫ثم نظر إلى ساعته وقال ‪ :‬سيدي لقد‬ ‫مرت ‪ 45‬دقيقة وأنا بمحضرك‪ ،‬فقد تعطلت‬ ‫عن عملي‪.‬‬ ‫ثم قرب إليه الهاتف المحمول وقال له‪:‬‬ ‫إنه والدي يطلبني حثيثا وبإلحاح وباستعجال‪،‬‬ ‫فهال رحمت وجودي وسمحت لي بالذهاب؟‬ ‫اسمع إن والدي يعاتبني عن تأخري عن‬ ‫االجتماع األسبوعي‪.‬‬ ‫لقد أجبته‪:‬‬ ‫أنا بين يدي شرطي‪ ،‬فحص أوراقي بإمعان وشك في‬ ‫ملكيتي للسيارة وقال ‪:‬‬ ‫ال يمكن أن تكون مالك هذه السيارة‪ .‬فقلت له ‪ :‬إنها‬ ‫نتيجة عملي المضني الدؤوب مع والدي‪ ،‬وقلت له‪:‬‬

‫ليس ألحد علي فضل شرائها‬ ‫هي في ملكيتي منذ سنة خلت‪ ،‬ولي حق ملكيتها‪ ،‬وربما‬ ‫أحسن منها‪.‬‬ ‫وقلت له ‪ :‬إن سمحت لك أمانة عملك تظلمني‪ ،‬واستعملت‬ ‫سلطتك إلخضاعي وأداء غرامة مالية لم أتركب خطأها عمدا‬ ‫وال سهوا‪ ،‬لك ما تشاء‪ ،‬إني في عجالة من أمري‪.‬‬ ‫فقال الشرطي األشر ‪:‬‬ ‫ماذا تفعل وتقول إن أنا أرجعت لك أوراقك وأطلقت‬ ‫سبيلك؟‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫إنه عين الصواب‪ ،‬فال لوم عليَّ‪ ،‬والغريب في األمر أن‬ ‫الشرطي الثاني احترم الموقف‪ ،‬وطلب من الضابط العدول‬ ‫عن تغريم المواطن‪ ،‬وبإشارة خفيفة حدقة‪ ،‬فهمت أنه أخطأ‬ ‫حين قرر مضايقة المواطن‪ ،‬وتغريمه فاستعمل سلطته في‬ ‫غير موضعها‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫إنه شرطي أشِر‬

‫تذكير وتوعية‬

‫فإذا كانت هذه إحدى تصرفات ضابط أمن له أقدمية‬ ‫وتجارب ومعرفة تامة بقانون السير‪ ،‬فما بالك بشرطي مبتدئ‬ ‫تنقصه الخبرة والمعرفة‪.‬‬ ‫كان األجدر به أن يقدم اعتذارا ال إرجاع األوراق فقط‪.‬‬ ‫وكان عليه أن يتخابر مع مكتب تسجيل السيارات للتحقق‬ ‫من ملكية السيارة‪.‬‬ ‫وكان عليه أن يسأل هل ترتبت على ذمة السائق مخالفات‬ ‫سابقة لم يؤد قيمتها للدولة‪.‬‬ ‫وما كان عليه أن يعاكس شابا ورجل أعمال‪.‬‬ ‫إن أمانة العمل توجب عدم الوقوع في الخطأ‪.‬‬

‫هذا ما جعلني أكتب عن معجزات سورة الكهف ألنها‬ ‫شملت ‪:‬‬ ‫زينة الحياة الدنيا‪ ،‬ونعيمها‪ ،‬ورغبت للحياة الفانية ومهدت‬ ‫للحياة األبدية‪.‬‬ ‫ولو تدبرنا كل آية من آيات السورة‪ ،‬وجعلناها نبراسا‬ ‫نحدو حدوه‪ ،‬لكنا من أصحاب اليمين‪ ،‬ومن ذلك قال تعالى ‪:‬‬ ‫ك ِرنَا َوا َت َّب َع هَ َو ُ‬ ‫ن �أَ ْغ َف ْل َنا َق ْل َبهُ َعن ذِ ْ‬ ‫« َولاَ ت ِ‬ ‫اه‬ ‫ُط ْع َم ْ‬ ‫ان �أَ ْم ُر ُه ُف ُر ً‬ ‫َو َ‬ ‫طا» (الآية ‪)28‬‬ ‫ك َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ «ن ِْع َم ال ّ َث َواب َو َح ُ�س َنت ُم ْر َت َفقًا» (الآية ‪)31‬‬‫ «المْ َ ُ‬‫ون ِزي َن ُة حْ َ‬ ‫ال�ص حِ َ‬ ‫الد ْن َيا َوا ْل َباق َِي ُ‬ ‫ال ُ‬ ‫ات‬ ‫ال َياةِ ُّ‬ ‫ات ّ َ‬ ‫ال َوا ْل َب ُن َ‬ ‫َ‬ ‫ند َر ّ ِب َ‬ ‫ي �أ َم اًل» (الآية ‪)45‬‬ ‫ي عِ َ‬ ‫َخ رْ ٌ‬ ‫ك َث َوا ًبا َو َخ رْ ٌ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال هَ َذا ال ِ‬ ‫ُيغَادِ ُر‬ ‫َاب‬ ‫كت ِ‬ ‫ « َو َيقُ ول َ‬‫ون َيا َو ْيل َت َنا َم ِ‬ ‫َ‬ ‫اّ‬ ‫َ‬ ‫ِري ًة َولاَ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫�صاهَ ا َو َو َج ُدوا َما َع ِم ُلوا‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫ِري‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫�صغ َ‬ ‫َ‬ ‫َحا�ضرًِ ا َولاَ َي ْظل ُِم َر ُّب َ‬ ‫ك �أ َح ًدا» (‪.)48‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫ حْ َ‬‫ـك َف ـ اَـل ت ُ‬ ‫«الـ ُّـق مِن ّ َر ّ ِبـ َ‬ ‫ين»‬ ‫ِن المْ ُ ْم ِرَ‬ ‫ت َ‬ ‫َن م َ‬ ‫َكون ّ َ‬ ‫(‪.)147‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ « َو�إِن ت َْد ُع ُه ْم �إِلى ال ُه َدى َفلن َي ْهت َُدوا �إِ ًذا �أ َب ًدا‬‫اخ ُذهُ م بمِ َا َ‬ ‫َو َر ُّب َ‬ ‫الر ْح َم ِة َل ْو ُي�ؤَ ِ‬ ‫ك َ�س ُبوا َل َع ّ َج َل‬ ‫ك ا ْلغَفُ ُ‬ ‫ور ُذو ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َل ُه ُم ال َع َذاب َبل ل ُهم ّ َم ْوعِ ٌد لن َيجِ ُدوا مِن ُدو ِن ِه َم ْوئِال»‬ ‫(‪.)57‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ك ّ ِل َمث ٍلَ‬ ‫ّا�س مِن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ « َولق َْد �صرَ ّ َ ف َنا فيِ هَ ذا القُ ْر� ِآن لِل َن ِ‬‫ك رَ َ‬ ‫َو َ‬ ‫ان �أَ ْ‬ ‫ث َ�ش ْي ٍء َج َد اًل» (‪.)53‬‬ ‫ان ْ إِ‬ ‫ن�س ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ال َ‬ ‫ « َق َ‬‫يت َولاَ‬ ‫اخذْ يِن بمِ َا َن�سِ ُ‬ ‫ال لاَ ُت�ؤَ ِ‬ ‫ِن �أَ ْم ِري ُع�سرًْ ا» (‪.)72‬‬ ‫ت ُْرهِ قْ نِي م ْ‬ ‫ قال ‪:‬‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ «�أَ ّ َما َمن ظل َم ف َ�س ْوف ُن َع ِذ ُبهُ ث ّ َم ُي َر ُّد‬‫�إِ َلى َر ّ ِب ِه َف ُي َع ّ ِذ ُبهُ َع َذا ًبا ُن ْ‬ ‫ّك ًرا» (‪)85‬‬ ‫�ص حًِ‬ ‫الا َف َلهُ َج َز ًاء‬ ‫ن َو َعم َِل َ‬ ‫ن �آ َم َ‬ ‫ « َو�أَ ّ َما َم ْ‬‫ال ْ�س َنى َو َ�سنَقُ ُ‬ ‫حْ ُ‬ ‫ِن �أَ ْم ِرنَا ُي�سرًْ ا» (‪.)88‬‬ ‫ول َلهُ م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين �أ ْع َم اً‬ ‫ ُ‬‫«ق ْل هَ ْل ُن َن ّ ِبئ ُ‬ ‫ال‬ ‫ُكم ب ْ أ‬ ‫ِال ْخ�سرَ ِ َ‬ ‫ين َ ّ َ‬ ‫حْ َ‬ ‫الد ْن َيا َوهُ ْم‬ ‫ال َياةِ ُّ‬ ‫ا ّ َلذِ َ‬ ‫�ضل َ�س ْع ُي ُه ْم فيِ‬ ‫َ‬ ‫ون ُ�ص ْن ًعا» (‪.)99‬‬ ‫ون �أ َن ُّه ْم ُي ْح�سِ ُن َ‬ ‫َي ْح َ�س ُب َ‬ ‫ وقال تعالى ‪:‬‬‫« َف َمن َ‬‫ِ‬ ‫َاء َر ّ ِب ِه َف ْل َي ْع َم ْل‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�ص حًِ‬ ‫الا َولاَ ُي�شرْ ِ ْ‬ ‫ك ِبع َِبادَ ةِ َر ّ ِب ِه �أَ َح ًدا»‬ ‫َع َم اًل َ‬ ‫صدق اهلل العظيم (اآلية ‪.)105‬‬

‫الشرطة رمز البالد وعزتها‬ ‫فالشرطي رمز البالد‪ ،‬وسر عزتها‪ ،‬يحمل شارة األمن‬ ‫واألمان‪ ،‬فالكل ينظر إليه بقارعة الطريق‪ ،‬ويرى فيه عين‬ ‫الرضا واإلعجاب‪ ،‬ال ينظر إليه بحقد وضغينة وغضب ولوم‪.‬‬ ‫ليس من حقه الخوض والغوص في خصوصيات الناس إال‬ ‫في حدود‪.‬‬ ‫مادامت األوراق سالمة‪ ،‬فال مجال للمحاكمات التي من‬ ‫ورائها نظرة وخيمة‪ ،‬وفقد الثقة واالحترام الذي يجب أن‬ ‫يتحلى به الشرطي‪ ،‬وليكون في متناول المواطن‪ ،‬تبادال‬ ‫وتجانسا‪ ،‬فقبعة الشرطي التي تعلو رأسه تتوسطها نجمة‬ ‫خماسية تزين قبعته وهي رمز البالد وهي تاج يعرفه الناس‬ ‫جميعا‪ ،‬إنه شرطي‪.‬‬

‫شرطي األمس الغابر‬

‫هي التفاتة رادعة وبها تقدير واحترام‬

‫وشرطي اليوم الحصيف‬

‫مقولة للتذكير ال للتشهير والتباهي‪ ،‬يقول المثل المصري‪:‬‬ ‫«اهلل ال شماتة نحن األمن في خدمة المواطن»‪.‬‬ ‫فإن اقتدينا بشرطة المملكة المتحدة (بريطانيا) التي‬ ‫فاقت شهرتها اآلفاق‪.‬‬ ‫ال أبتغي االقتداء‪ ،‬ولكن أرغب في تمثيل األمن واألمان‬ ‫وتحقيقه ببالدنا العزيزة‪.‬‬ ‫أعتز به وأنوه بشرطة البلد‪.‬‬ ‫عليك أخي أن تحقق الحق‪ ،‬وتحكم عدال‪ ،‬ففيك شاهد‬ ‫ومشهود وصاحب قرار حكيم لقاضي في الدنيا عادال قبل‬ ‫أن تحاسب علی ظلم اقترفته هو من عمل الشيطان العدو‬ ‫المبين لإلنسان يوم خلق اهلل اإلنسان‪.‬‬ ‫يضحك ويقول ‪ :‬أنا بريء من عملك‪ ،‬فقد استهويته‪ ،‬إني‬ ‫أخاف اهلل رب العالمين‪ ،‬لهذا نشأت وعصيت أمر ربي ألضلل‬ ‫من كان ال يرجو لقاء ربه وغفل عن أمره‪،‬‬ ‫�إن اهلل يغفر الذنوب جميعا‪ ،‬وال يغفر ملن ي�رشك به‪،‬‬ ‫وال يغفر لظامل م�ستبد‪ .‬قال تعالى يف �سورة الأحزاب‬ ‫ات َو ْ أَ‬ ‫(الآية ‪�ِ « : )72‬إ َنّا َعر ْ�ض َنا ْ أَ‬ ‫ال�س َما َو ِ‬ ‫�ض‬ ‫ال َما َن َة َع َلى ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫�ش‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ي �أَن َي‬ ‫َقْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َف�أَ َب نْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن�س ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو جْال َِب ِ‬ ‫اً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�إِ َنّهُ َ‬ ‫ان ظلو ًما َج ُهول» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫ك َ‬

‫إن الشرطي طوع بنان المواطن وتحت حمايته ال ينأى‬ ‫عن خدماته‪ ،‬فأساس وظيفته األمن واألمان‪ ،‬ال الترهيب‬ ‫والتخويف وال النفور‪ ،‬فوظيفته األسمى عكس المقولة‪:‬‬ ‫إنه يتسلط على الناس‪.‬‬ ‫لفظ كنا سابقا نخوف به الطفل إن تمادى في الشغب‬ ‫واليوم عكس ذلك‪ ،‬نربي أوالدنا على أن الشرطي كلنا تحت‬ ‫حماه فيستوعب األطفال دوره األسمى ليجلوه ويحترموه‪،‬‬ ‫فنكسب ثقته‪.‬‬ ‫ال كره وال مغبة‪ ،‬هو واقع بين ظهرانينا ال نضمر ُغبنا وال‬ ‫ضغينة‪ ،‬ونقول له ‪ :‬عليك بالمشاغبين والمتهورين الشاذين‪.‬‬ ‫أسأل اهلل تعالى جل قدره أن يلهمنا العون والمدد والراحة‬ ‫والسالمة تحت ظل حامي البالد‪ ،‬موالنا محمد السادس‪،‬‬ ‫ونطلب اهلل تعالى أن يثبتنا على هداية اإلسالم‪ ،‬واتباع أوامره‬ ‫الذي جعل العمل الصالح لدخول الجنة الدار الدائمة‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫دِ‬ ‫ِن هَ َذا َر َ�ش ًدا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫َو ُق ْل َع َ�سى‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫(�سورة الكهف الآية ‪.)24‬‬ ‫في مراكش يوم ‪2018/6/24‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫أسس التنمية البشرية‬ ‫في السنة النبوية ـ ‪ 2‬ـ‬

‫المقدمة الثانية في الدراسات التي اهتمت بهذا الموضوع‪ ،‬وقد وقفت منها على‪:‬‬ ‫• أصول التنمية البشرية اإلسالمية‪ ،‬لعبد الستار كريم المرسومي‪:‬‬ ‫من منشورات مؤسسة البصائر العراق – قسم الثقافة واإلعالم‪ ،‬حاول من خالل فصول الكتاب الثمانية أن يؤكد مبدأ‬ ‫كون اإلسالم هو منهج العلوم ومنهج البحث العلمي فكم من االكتشافات العلمية كان القرآن قد أشار لها بكل وضوح إال‬ ‫أن العلماء المسلمين لم يتكلموا عنها إال بعد أن تكلم عنها الغرب‪.‬‬ ‫• مدخل إلى التنمية المتكاملة‪ ،‬رؤية إسالمية‪ :‬لعبد الكريم بكار‪:‬‬ ‫تحدث فيـه عن التنمية المتكاملة ومدلولها‪ ،‬كمـا تنـاول التنميـة الفكريـة والمعرفيـة والشخصية‪ ،...‬وصبغها برؤية‬ ‫إسالمية عامة ‪.‬‬ ‫• اإلسالم والتنمية االجتماعية لمحسن عبد الحميد‪:‬‬ ‫من منشورات المعهد العلمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬تناول المنهج التنموي اإلسـالمي‪ ،‬وحـاول تأطير الجانب الفكري‬ ‫والنظري اإلسالمي الذي يشكل اإلطار الموجه لعملية التنمية بغرض الوصول إلى منهج تنموي إسالمي متكامل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫التعامل مع المخلوقات والكائنات والطبيعة‪ ،‬وحين انحرف اإلنسان عن هذا االلتزام‪ ،‬خالف مهمة التسخير‪ ،‬وهذا ما نجده في‬ ‫سوء االستخدام للموارد الطبيعية‪ ،‬وفي التعامل مع الكائنات المختلفة‪.‬‬ ‫• اإلعمار‪:‬‬

‫ك ْم م َ َ‬ ‫وه ُث َّم تُو ُبوا ِ�إ َل ْي ِه ِ�إ َّن َر ِّبي َق ِر ٌ‬ ‫�ض َو ْا�ست َْع َم َر ُ‬ ‫فقد قال تعالى (هُ َو �أَن َْ�ش�أَ ُ‬ ‫ك ْم فِيهَ ا َف ْا�ست َْغف ُِر ُ‬ ‫يب‬ ‫ِن الأ ْر ِ‬ ‫جُم ٌ‬ ‫ِيب)‪ ،‬وقد شرح القرطبي معنى اإلعمار بقوله‪« :‬أي جعلكم عُمارها وسكانها‪ ،‬واالستعمار طلب العمارة‪ ،‬والطلب‬ ‫المطلق من اهلل تعالى على الوجوب‪ ،‬كما أن المقصود من قوله تعالى (استعمركم فيها) «خلقكم لعمارتها»‬

‫وال شك أن عمارة األرض تتطلب عنصراً فاع ًال ومؤثراً وهو اإلنسان‪ ،‬المهيأ باإليمان والعلم والفكر والمهارة التي تمكنه‬ ‫من القيام بعملية اإلعمار‪ ،‬وهذا لب التنمية البشرية التي ترتكز على تطوير اإلنسان بجميع مكوناته النفسية والعملية‪ .‬‬ ‫• ‪ ‬المعرفة‪:‬‬ ‫التي تمكن اإلنسان من القيام برسالته التي كلفه اهلل سبحانه وتعالى بها‪ ،‬فمن أجل اإلعمار والعمل واإلنتاج البد له‬ ‫من العلم والمعرفة‪ ،‬اللذان يقتضيان اإلحاطة بما كلف اإلنسان به‪ ،‬والقدرة على العمل والمحافظة على الحياة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫• فلسفة التنمية رؤية إسالمية إلبراهيم أحمد عمر‪:‬‬ ‫من منشورات المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬تناول التعريف بالقـضايا الفلـسفية األساسـية ذات العالقة بالتنمية‪،‬‬ ‫والمنظور اإلسالمي لها‪.‬‬

‫اب) وقال تعالى‪( :‬وا َّت ُقوا اللهَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ون ِ�إ مَّنَا َيت َ​َذ َّ‬ ‫ك ُر �أُ ُولو الأَ ْل َب ِ‬ ‫ون َو َّال َ‬ ‫(ق ْل هَ ْل َي ْ�س َت ِوي َّال َ‬ ‫َ‬ ‫ذِين ال َي ْع َل ُم َ‬ ‫ذِين َي ْع َل ُم َ‬ ‫كم اللهَّ ُ واللهَّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِيم)‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫�ش‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫عَ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َو ُ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫• التنمية البشرية من منظور إسالمي للدكتور أشرف دوابة‪:‬‬ ‫بحث مقدم إلـى الملتقى الدولي الثالث حول «واقع التنمية البشرية فـي اقتـصاديات البلـدان اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 27-26‬نوفمبر ‪2007‬م‪ .‬خلص فيه إلى أن مفهوم التنمية البشرية في اإلسالم‬ ‫مفهوم شـامل يهدف إلى إيجاد اإلنسان الصالح الذي يبتغي الدار اآلخرة وال ينسى نـصيبه من الدنيا فتتحقق له الحياة‬ ‫الطيبة‪ ،‬ثم عرض على واقع التنمية عنـد الـدول العربية وأن مستواها متدنٍ جدا ويحتاج إلى تطوير‪.‬‬

‫إن تنمية الموارد البشرية تقوم على التخطيط وحسن التدبير‪ ،‬وذلك يقتضي دراسة الواقع الذي يعيشه الفرد‬ ‫والمجتمعات وتحليله بايجابياته وسلبياته‪ ،‬ووضع الحلول لمعالجة المشكالت ودراسة التوقعات المستقبلية بالمقاييس‬ ‫العلمية واقتراح الرؤى لذلك واإلعداد الجيد للبرامج والخطط المستقبلية‪ ،‬وقد علمنا القرآن الكريم أهمية التخطيط في‬ ‫قصة يوسف عليه السالم‪ ،‬بقوله تعالى‪َ ( :‬ق َ‬ ‫ون َ�س ْب َع � ِسنِنيَ دَ أ� ًبا َف َما َح َ�ص ْد مُ ْ‬ ‫ت َف َذ ُر ُ‬ ‫وه فيِ ُ�س ْن ُب ِل ِه ِ�إال‬ ‫ال ت َْز َر ُع َ‬ ‫َقلِيال ممِ َّا َت�أْ ُ‬ ‫ون)‪ ،‬كما حث النبي (صلى اهلل عليه وسلم) على أهمية التخطيط المستقبلي حيث قال‪« :‬إنك إن تذر ورثتك‬ ‫ك ُل َ‬ ‫أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس‪ ،) ..‬وإذا كان التخطيط لمستقبل الورثة وهم أفراد محدودون مأمور به‪ ،‬فإن‬ ‫التخطيط لمستقبل المجتمعات والشعوب والدول أهم وأكثر حاجة‪ .‬‬

‫• المنظور اإلسالمي للتنمية البشرية ألسامة عبد المجيد العاني‪:‬‬ ‫من منشورات مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬تنـاول مفهـوم التنمية البشرية من وجهة النظر‬ ‫االقتصادية‪ ،‬ثم عرج على اهتمام اإلسـالم بالتنمية البشرية‪ ،‬مستحضرا تطبيقات التنمية البشرية في العصر النبوي ‪.‬‬

‫المقدمة الثالثة في المفهوم اإلسالمي للتنمية البشرية‪:‬‬ ‫إذا كان اإلنسان هو مرتكز التنمية البشرية فإن اإلسالم قد سبق كل الرؤى لذلك‪ ،‬إذ أن اختيار اإلنسان لحمل الرسالة‬ ‫اإلسالمية جعله المحور الذي تقوم عليه عملية البناء والتنمية والتطوير في المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬فهو الحامل لألمانة‬ ‫َ‬ ‫ي �أَ ْن َي ْحم ِْلنَهَ ا‬ ‫ال�س َم َو ِ‬ ‫�ض َو جْ ِ‬ ‫ال َف�أَ َب نْ َ‬ ‫التي ذكرها اهلل سبحانه وتعالى بقوله ( ِ�إنَّا عَ َر ْ�ضنَا الأَ َما َن َة عَ َلى َّ‬ ‫ال َب ِ‬ ‫ات َوالأ ْر ِ‬ ‫ان َ‬ ‫لإن َْ�س ُان ِ�إن َُّه َ‬ ‫ظ ُلو ًما َجهُ وال) ‪،‬وهذا الحمل لألمانة يقتضي استعداداً لدى اإلنسان‬ ‫َو�أَ ْ�ش َفق َ‬ ‫ك َ‬ ‫ْن ِمنْهَ ا َو َح َم َلهَ ا ا ِ‬ ‫المسلم لذلك‪ ،‬وهو ما تتجه إليه الرؤية اإلسالمية لمفهوم التنمية البشرية‪ .‬فعلى الرغم من أن مصطلح التنمية لم يرد في‬ ‫المصادر اإلسالمية‪ ،‬فإن هذا المفهوم حملته مصطلحات أخرى وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية يمكن أن نحصرها‬ ‫في ثمانية‪:‬‬ ‫• االستخالف‪:‬‬

‫فقد اختار اهلل سبحانه وتعالى اإلنسان ليقوم بمهمة االستخالف في األرض انطالقا من قوله تعالى‪َ ( :‬و ِ�إ ْذ َق َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ك ل ِْل َمالئ َ‬ ‫َر ُّب َ‬ ‫�ض َخلِي َف ًة)‪ ،‬فقد كلف اهلل سبحانه وتعالى اإلنسان بهذه المهمة العظيمة‬ ‫ِك ِة �إِ يِّن َجاعِ ل فيِ الأ ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َّاك‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫األرض‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫ومكن‬ ‫المهمة‬ ‫بهذه‬ ‫القيام‬ ‫سبل‬ ‫له‬ ‫وهيأ‬ ‫األرض‬ ‫في‬ ‫بدوره‬ ‫للقيام‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فيِ‬ ‫َ‬ ‫ك ْم فِيهَ ا َم َعا ِي َ‬ ‫�ش َقلِيال َما ت َْ�ش ُ‬ ‫�ض َو َج َع ْلنَا َل ُ‬ ‫ون) ‪ ،‬وهذا االستخالف يقتضي قيام اإلنسان بدوره كما أمره‬ ‫ك ُر َ‬ ‫الأ ْر ِ‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى من خالل تنمية مكونات اإلنسان اإليمانية والنفسية والعملية‪ ،‬وهي السمة األساسية للتنمية البشرية‪ .‬‬ ‫• ‪ ‬التسخير‪:‬‬ ‫إن االستخالف يقتضي التسخير‪ ،‬ألن اإلنسان ال يستطيع أن يقوم بمهمته في األرض دون أن تسخر له كل اإلمكانات‪،‬‬ ‫وقد يسر له اهلل سبحانه وتعالى ذلك بتسخير عامة المخلوقات والكائنات في األرض لإلنسان‪ ،‬قال تعالى‪�( :‬أَلمَ ْ َتروا �أَن اللهَّ َ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫�ض َو�أَ ْ�س َب َغ عَ َل ْي ُ‬ ‫َ�س َّخ َر َل ُ‬ ‫اط َن ًة)‪ ،‬وهذا التسخير يقتضي‬ ‫ك ْم ِن َع َم ُه َظاهِ َر ًة َو َب ِ‬ ‫ال�س َم َو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ات َو َما فيِ الأ ْر ِ‬ ‫ك ْم َما فيِ‬ ‫من اإلنسان حسن التعامل مع المسخرات‪ ،‬بحيث يحسن استخدامها فيما يرضي اهلل عز وجل‪ ،‬وفقا لألحكام التي شرعها في‬

‫•‪ ‬التخطيط‪:‬‬

‫•‪ ‬العمل‪:‬‬ ‫هو المحور الذي تدور عليه عملية تنمية الموارد البشرية‪ ،‬إذ أن اإلنسان الذي يؤدي العمل يحتاج إلى كفاءة مهنية‬ ‫وعقلية تربوية تؤهله للقيام بدوره في المهام والوظائف العملية‪ ،‬ولذا اهتم اإلسالم بالعمل وحث عليه سواء كان عمال‬ ‫يى اللهَّ ُ عَ َم َل ُ‬ ‫ب‬ ‫ون �إِ َلى عَ المِ ِ ا ْل َغ ْي ِ‬ ‫ُون َو َ�س رُتَدُّ َ‬ ‫ك ْم َو َر ُ�س ُول ُه َوالمْ ُ �ؤْ ِمن َ‬ ‫تعبديا أو مهنيا فقال تعالى ( َو ُق ِل ْاع َم ُلوا َف َ�س رَ َ‬ ‫َو َّ‬ ‫ال�شهَ ادَ ةِ َف ُي َن ِّب ُئ ُ‬ ‫كم بمِ َا ُ‬ ‫ون) واشترط فيه اإلتقان حيث قال نبي الهدى‪« :‬إن اهلل تعالى يحب إذا عمل‬ ‫ك ْنت ُْم ت َْع َم ُل َ‬ ‫أحدكم‪ ،‬عم ًال أن يتقنه» ‪.‬‬ ‫• ‪ ‬األمانة‪:‬‬ ‫وعليها المعول في ضبط أي سلوك إنساني‪ ،‬وليست األمانة حفظ الحقوق واألموال فقط‪ ،‬بل األمانة في كل‬ ‫شيء‪ ،‬ومن أبرزها أمانة الدين ثم أمانة العمل‪ .‬وقد أعطى اإلسالم أهمية كبرى لألمانة فقال سبحانه وتعالى ممتدحاً‬ ‫ون)‪ ،‬وقد حذر النبي (صلى اهلل عليه وسلم) من تضييع األمانة فقال‬ ‫المؤمنين‪َ (:‬و َّال َ‬ ‫ذِين هُ ْم لأَ َمانَاتِهِ ْم وَعَ ْهدِهِ ْم َر ُاع َ‬ ‫«إذا ضيعت األمانة فانتظر الساعة‪ ،‬قالوا‪ :‬كيف إضاعتها يا رسول اهلل؟ قال إذا أسند األمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»‪.‬‬ ‫• إصالح اإلنسان‪:‬‬ ‫فقد انتشر مفهوم تنمية الموارد البشرية في كل بلدان العالم‪ ،‬وتوحدت رؤية الجميع حول أن غاية ما تسعى له هذه‬ ‫التنمية هو إصالح اإلنسان‪ ،‬إال أن مفهوم اإلصالح يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن دولة إلى أخرى‪ ،‬وإذا كان المقصود‬ ‫لدى الجميع إصالح مهاراته ومعارفه وإمكاناته‪ ،‬فإن اإلسالم نظر إلى عملية اإلصالح نظرة شاملة إذ يمتد اإلصالح إلى‬ ‫إيمانه وأخالقه وسلوكه ومعامالته‪ ،‬ولذلك كانت رساالت األنبياء جميعا تقوم على اإلصالح انطالقا من قوله تعالى‪� ( :‬إِ ْن‬

‫ت َو�إِ َل ْي ِه �أُن ُ‬ ‫ك ْل ُ‬ ‫الح َما ْا�ست َ​َط ْع ُ‬ ‫ت َو َما ت َْوفِيقِي �إِال ِباللهَّ ِ عَ َل ْي ِه َت َو َّ‬ ‫ِيب)‪.‬‬ ‫�أُ ِر ُ‬ ‫يد �إِال الإِ ْ�ص َ‬

‫تأهيل يأتي على الذاكرة التاريخية للمدينة العتيقة بوزان‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي ‪ ‬‬ ‫تدخل عملية تسمية الشوارع واألحياء والساحات العمومية ضمن االختصاصات الذاتية‬ ‫للجماعات الترابية‪ ،‬وتحكمها حزمة من الضوابط القانونية واألخالقية التي تستدعي التقيد‬ ‫بها‪ .‬فالطلب على المدينة ال يقتصر على اإلسمنت‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬والسير والجوالن‪......‬‬ ‫بل من بين ما يسعى له الحفاظ على هويتها وذاكرتها‪،‬‬ ‫وذل��ك بجعل فضاءها العام تنبعث من أسمائه عبق‬ ‫التاريخ‪ ،‬ونسائم الرموز الوطنية والمحلية من رياضيين‪،‬‬ ‫وسياسيين‪ ،‬وأدباء‪ ،‬ومثقفين‪ ،‬وجنود‪ ،‬وفنانين‪ .....‬وفي‬ ‫المقابل يجوز كذلك ‪ ‬للمجالس الجماعية إعادة النظر في‬ ‫بعض األسماء التي تحملها الشوارع والساحات والمرافق‬ ‫العمومية اذا تبين بعد التحقق من هوية صاحب اإلسم‬ ‫ال��ذي يحمله هذا الشارع أو ذاك‪ ،‬بأنه رمز من رموز‬ ‫الكراهية‪ ،‬واحتقار البشرية ‪ ......‬وهي بالمناسبة عملية‬ ‫كانت مدن فرنسية مسرحا لها سنة ‪ ، 2015‬وأطرها‬ ‫شعار « حملة غسل العار »‪.‬‬ ‫‪ ‬وحرصا من الملك محمد السادس على الحفاظ على‬ ‫التراث الحضاري للمملكة‪ ،‬والتراث الثقافي لكل مكونات‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬فقد كان قد أصدر تعليماته للسلطات‬ ‫والهيئات المعنية بمراكش من أج��ل إع��ادة األسماء‬ ‫األصلية ألزقة وساحات حي المالح‪ ،‬وذلك بمناسبة زيارته‬ ‫للمدينة العتيقة نهاية ‪ 2016‬التي كانت تخضع لعملية‬ ‫التأهيل ‪.‬‬ ‫‪ ‬سياق هذا المدخل يفسره ما حملته شكاية توصلت بها الجريدة من ساكنة بزنقة‬ ‫متفرعة عن الساحة التاريخية لحي الرويضة‪ ،‬يطالبون فيها المجلس الجماعي « بإزالة‬

‫اللوحة الحائطية التي فاجأتنا باسم غير اسم دربنا الحقيقي الذي هو درب أوالد عمر حيث‬ ‫سجلت جميع وثائقنا باسمه منذ عهد أجدادنا ‪ .»....‬ويستفاد من الشكاية ذاتها بأن‬ ‫ساكنة الزنقة المذكورة طرقت أبواب المجلس الجماعي أكثر من مرة‪ ،‬ووضعت بإدارته‬ ‫شكاتين من دون أن تكلف المؤسسة المنتخبة ( السابقة والحالية ) نفسها عناء التفاعل‬ ‫السريع مع مطلب الساكنة رغم أن عملية تغيير اسم الزنقة باسم آخر‪ ،‬تمت خارج القانون‪،‬‬ ‫وفي ظروف غامضة‪ ،‬وترتب عن هذا الفعل ‪« ‬إتالف‬ ‫معاشات األرام��ل وحواالتنا ورسائلنا البريدية‪،‬‬ ‫والوثائق اإلدارية ‪ ،»....‬تقول الشكاية‪.‬‬ ‫المعطيات التي توفرت للجريدة بعد مراجعتها‬ ‫لمصادرها المتعددة‪ ،‬تشير كلها إلى أن عملية‬ ‫وض��ع اس��م جديد للزنقة المذكورة ب��دل االسم‬ ‫األصلي الذي حملته لعقود من الزمن‪ ،‬تمت في‬ ‫عهد المجلس الجماعي السابق‪ ،‬وذلك بمناسبة‬ ‫ورش تأهيل المدينة العتيقة‪ ،‬اال أن إدارة المجلس‬ ‫الجماعي يشدد نائب لرئيس الجماعة ال يوجد‬ ‫بحوزتها أي وثيقة تثبت بأن المجلس الجماعي‬ ‫سبق له أن صادق على تغيير اسم هذه الزنقة ‪.....‬‬ ‫وأضاف فاعل جمعوي يشتغل على الموروث المادي‬ ‫والالمادي للمدينة العتيقة بوزان‪ ،‬بأن ما تعرضت‬ ‫له هذه الزنقة وأزقة أخرى يعتبر جريمة في حق‬ ‫ذاكرة المدينة العتيقة ب��وزان‪ ،‬وتراثها الثقافي‪،‬‬ ‫ووجه نداء للمجلس الجماعي من أجل تدارك األمر‪ ،‬وذلك بالتفاعل السريع مع مطلب‬ ‫ساكنة درب أوالد بن عمر بحي الرويضة‪ ،‬المتشبثة بهذا اإلسم الذي جاء تغييره خارج‬ ‫القانون‪ ،‬وفي ظروف غامضة‪ .‬‬


‫العدد ‪948‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫ويف كتاب «الأمايل» ما يهذب‬ ‫النف�س من لطيف املعاين‬

‫ندعو القارئ الكريم ضمن هذا الركن لالستمتاع بمقتطفات من كتاب األمالي للشيخ إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي‬ ‫المزداد بالضفة الشرقية لنهر الفرات سنة ‪ 228‬هـ ‪967‬م‪.‬‬ ‫والشيخ أبو علي القالي كان أحفظ أهل زمانه باللغة والشعر ونحو البصريين؛ أخذ األدب عن أبي بكر ابن دريد األزدي‬ ‫وأبي بكر ابن األنباري وابن درستويه وغيرهم‪ ،‬وطاف البالد‪ ،‬وسافر إلى بغداد وأقام بالموصل لسماع الحديث من أبي يعلى‬ ‫الموصلي‪ ،‬وأقام بها إلى سنة ‪ ،328‬وكتب بها الحديث ‪ .‬وسمع من البغوي وغيره‪.‬‬ ‫وذكرابن خلكان عددا من مؤلفات أبي علي القالي ومن ضمنها كتاب األمالي حين قال‪« :‬وله التواليف المالح ‪ ،‬منها‪ :‬كتاب‬ ‫األمالي‪ ،‬و كتاب البارع في اللغة ‪ ،‬بناه على حروف المعجم‪ ،‬وهو يشتمل على خمسة آالف ورقة‪ ،‬وكتاب المقصور والممدود‪،‬‬ ‫وكتاب في اإلبل ونتاجها‪ ،‬وكتاب في حلي اإلنسان والخيل وشياتها‪،‬وكتاب فعلت وأفعلت‪ ،‬وكتاب مقاتل الفرسان‪ ،‬وكتاب شرح‬ ‫فيه القصائد والمعلقات‪ ،‬وغير ذلك»‪ .‬و كتاب األمالي ‪ -‬الذي نحن بصدد نشر مقتطفات منه عبر سلسلة حلقات‪ -‬يعد عند أهل الفن عمدة‬ ‫في بابه و مرجع ًا في اللغة واألدب ‪ ،‬حتى قال عنه ابن خلدون ‪« :‬وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن (علم األدب) وأركانه أربعة دواوين‪ ،‬وهي‬ ‫أدب الكاتب البن قتيبة ‪ ،‬وكتاب الكامل للمبرد ‪ ،‬وكتاب البيان والتبيين للجاحظ ‪ ،‬وكتاب النوادر ألبي علي القالي البغدادي ‪ ،‬وما سوى هذه األربعة فتبع لها وفروع منها»‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة ‪:‬‬

‫خطبة عَبْد الملك لما دخل الكوفة بعد قتل مصعب بْن الزبير‬

‫َ‬ ‫وَحَدثنَا أَبُو ْ‬ ‫عَن ابن الكلبى‪ ،‬عَنْ أ ِبيهِ‪َ ،‬ق َال‪ :‬لما قتل‬ ‫بَكر‪َ ،‬ق َال‪ :‬أَخبرَنَا السكن بْن سَعِيد‪ ،‬عَنْ محمد بْن عباد‪ِ ،‬‬ ‫عبد الملك مصعب بْن الزبير دخل الكوفة‪ ،‬فصعد المنبر فحمد اللهَّ وأثنى عَ َليْهِ‪ ،‬وصلى عَ َلى النَّ ِبيّ مُحَمَّد صلى اللهَّ‬ ‫وعليه وسلم‪ ،‬ثم َق َال‪:‬‬ ‫أيها الناس‪ ،‬إن الحرب صعبة مرة‪ ،‬وإن السلم أمن ومسرة‪ ،‬وقد زبنتنا الحرب وزبناها‪ ،‬فعرفناها وألفناها‪ ،‬فنحن بنوها‬ ‫وهي أمنا‪.‬‬ ‫أيها الناس فاستقيموا عَ َلى سبل الهدى‪ ،‬ودعوا األهواء المردية‪ ،‬وتجنبوا فراق جماعات المسلمين‪ ،‬وال تكلفونا أعمال‬ ‫المهاجرين األولين‪ ،‬وأنتم ال تعملون أعمالهم‪ ،‬وال أظنكم تزدادون بعد الموعظة إال شراً‪ ،‬ولن تزداد بعد اإلعذار إليكم‬ ‫والحجة عليكم إال عقوبة‪ ،‬فمن شاء منكم أن يعود بعد لمثلها فليعد‪ ،‬فإنما مثلى ومثلكم كما َق َال قيس بْن رفاعة‪:‬‬

‫كريم غير غدار‬ ‫من يصل نارى بال ذنب وال تـــــرة**يصل بنار‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َأنا الـنذيـر لـكم مـني مجــــاهـر ًة ** كي ال أالم عَلى نهي وإنذار‬ ‫فإن عصيتم مقالى اليوم فاعترفوا**أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار‬ ‫لترجعـــــــن أحاديثــــ ًا ملعنـــــ ًة**لهو المقيم ولهو المدلج الساري‬ ‫من َك َ‬ ‫ان فِي نفسه حوجاء يطلبها**عندي فإني َلهُ رهن بإصحار‬ ‫أقيم عوجته إن َك َ‬ ‫ـــان ذا عـــــوج**كما يقوم قدح النبعة الباري‬ ‫وصاحب الوتر َليْسَ الدهر مدركه**عندي وإني لدراك بأوتار‬

‫(‪)...‬‬

‫حديث ليلى األخيلية مع الحجاج‬

‫وحَد َ​َّث ِني أَبُو ْ‬ ‫بَك ِر بن األنبارى‪َ ،‬ق َال‪ :‬حَد َ​َّث ِني أبي‪َ ،‬ق َال‪ :‬أَخْبَرَنَا أحمد بن عبيد‪ ،‬عَنْ أبى الحسن المدائني‪ ،‬عمن‬ ‫حدثه‪ ،‬عَنْ مولى لعنبسة بن سعيد بن العاصي‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫«كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد بن العاصي إذا دخل عَ َلى الحجاج‪ ،‬فدخل يوما‪ ،‬فدخلت إليهما‪ ،‬وليس عند الحجاج‬ ‫أحد إال عنبسة‪ ،‬فأقعدني فجيء الحجاج بطبق فيه رطب‪ ،‬فأخذ الخادم منه شيئا فجاءني به‪ ،‬ثم جيء بطبق آخر حتى كثرت‬ ‫األطباق‪.‬‬ ‫وجعل ال يأتون بشيء إال جاءني منه بشيء‪ ،‬حتى ظننت أن ما بين يدي أكثر مما عندهما‪ ،‬ثم جاء الحاجب ف َق َال‪ :‬امرأة‬ ‫بالباب؟ ف َق َال له الحجاج‪ :‬أدخلها‪ ،‬فدخلت‪ ،‬فلما رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت أن ذقنه قد أصاب األرض‪ ،‬فجاءت حتى‬ ‫قعدت بين يديه‪ ،‬فنظرت فإذا امرأة قد أسنت‪ ،‬حسنة الخلق ‪،‬ومعها جاريتان لها‪ ،‬وإذا هي ليلى األخيلية‪ ،‬فسألها الحجاج‬ ‫عَنْ نسبها فانتسبت له ‪ ،‬ف َق َال لها‪ :‬يا ليلى‪ :‬ما أتى بك؟ ف َقاَلت‪ :‬إخالف النجوم‪ ،‬وقلة الغيوم‪ ،‬وكلب البرد‪ ،‬وشدة الجهد‪،‬‬ ‫وكنت لنا بعد اهلل الرفد‪.‬‬ ‫ف َق َال لها‪ :‬صفي لنا الفجاج‪ ،‬ف َقاَلت‪ :‬الفجاج مغبرة‪ ،‬واألرض مقشعرة‪ ،‬والمبرك معتل‪ ،‬وذو العيال مختل‪ ،‬والهالك للقل‪،‬‬ ‫والناس مسنتون‪ ،‬رحمة اهلل يرجون‪ ،‬وأصابتنا سنون مجحفة مبلطة‪ ،‬لم تدع لنا هبعاً‪ ،‬وال ربعا‪ ،‬وال عافطة وال نافطة‪ ،‬أذهبت‬ ‫األموال‪ ،‬ومزقت الرجال‪ ،‬وأهلكت العيال‪ ،‬ثم َقاَلت‪ :‬إني قلت فِي األمير قوال‪َ ،‬ق َال‪ :‬هاتي‪ ،‬فأنشأت تقول‪:‬‬ ‫أحجـاج ال يفلل سالحـك إنهــا **المنايا بكف اهلل حيث تراها‬ ‫أحجاج ال تعطي العصاة مناهم**وال اهلل يعطي للعصاة مناها‬ ‫إذا هبط الحجاج أرض ًا مريض ًة**تتبع أقصى دائـها فشفـاهـا‬ ‫شفاها من الداء العضال الذي بها**غالم إذا هز القناة سقاها‬ ‫سقاها فرواهـا بشرب سـجالـه ** دماء رجال حيث مال حشاها‬ ‫إذا سمع الحجاج رز كتيبةٍ ** أعد لها قبل النزول قراها‬ ‫أعد لها مسموم ًة فارسية ** بأيدي رجال يحلبون صراها‬ ‫أرض يجف ثراها‬ ‫فما ولد األبكار والعون مثله**ببحر وال ٍ‬ ‫َق َال‪ :‬فلما َقاَلت هذا البيت َق َال الحجاج‪ :‬قاتلها اهلل! واهلل ما أصاب صفتي شاعر مذ دخلت العراق غيرها‪ ،‬ثم التفت إَِلى‬ ‫عنبسة بن سعيد ف َق َال‪ :‬واهلل إني ألعد لألمر عسى أال يكون أبداً‪ ،‬ثم التفت إليها ف َق َال‪ :‬حسبك‪َ ،‬قاَلت‪ :‬إني قد قلت أكثر من‬ ‫هذا‪َ ،‬ق َال‪ :‬حسبك! ويحك حسبك! ثم َق َال‪ :‬يا غالم‪ ،‬اذهب إَِلى فالن فقل له‪ :‬اقطع لسانها‪ ،‬فذهب بها ف َق َال له‪ :‬يقول لك‬ ‫األمير‪ :‬اقطع لسانها‪َ ،‬ق َال‪ :‬فأمر بإحضار الحجام‪ ،‬فالتفتت إليه ف َقاَلت‪ :‬ثكلتك أمك! أما سمعت ما َق َال‪ ،‬إنما أمرك أن تقطع‬ ‫لساني بالصلة‪ ،‬فبعث إليه يستثبته‪ ،‬فاستشاط الحجاج غضبا وهم بقطع لسانه و َق َال‪ :‬ارددها‪ ،‬فلما دخلت عليه َقاَلت‪ :‬كاد‬ ‫وأمانة اهلل يقطع مقولي‪ ،‬ثم أنشأت تقول‪:‬‬ ‫حجـــاج أنت الذي ـــما فوقــه أحـــد ** إال الخليفـــة والمستغفــر الصمــد‬ ‫حجاج أنت شهاب الحرب إن لقحــت ** وأنــت للناس نور فِي الدجى يقــد‬

‫ثم أقبل الحجاج عَ َلى جلسائه ف َق َال‪ :‬أتدرون من هذه؟ قالوا‪ :‬ال واهلل أيها األمير‪ ،‬إال أنا لم نر قط أفصح لسانا‪ ،‬وال أحسن‬ ‫محاورة‪ ،‬وال أملح وجها‪ ،‬وال أرصن شعراً منها! ف َق َال‪ :‬هذه ليلى األخيلية‪ ،‬التى مات توبة الخفاجى من حبها! ثم التفت إليها‬ ‫ف َق َال‪ :‬أنشدينا يا ليلى بعض ما َق َال فيك توبة‪َ ،‬قاَلت‪ :‬نعم أيها األمير‪ ،‬هو الذي يقول‪:‬‬ ‫وهل تبكين ليلى إذا مت قبلهـــا ** وقام عَ َلى قبري النساء النوائح‬ ‫كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها **وجاد لها دمع من العين سافح‬ ‫وأغبط من ليلى بمـــا ال أنالـــــه ** بلى كل ما قرّت به العين طائح‬ ‫ولو أن ليلى األخيلية سلمــــــت ** علي ودوني جندل وصفائح‬ ‫لس ّلمت تسليم البشاشــــة أو زق ًا**إليها صدّى من جانب القبر صائح‬ ‫ف َق َال زيدينا من شعره يا ليلى‪َ ،‬قاَلت‪ :‬هو الذي يقول‪:‬‬ ‫حمامة بطن الواديين ترنمي **سقاك من الغر الغوادي مطيرها‬ ‫أبيني لنا ال زال ريشك ناعم ًا **وال زلت فِي خضراء غض نضيرها‬ ‫وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت**فقد رابني منها الغداة سفورها‬ ‫وقد رابني منها صدود رأيته**وإعراضها عَنْ حاجتي وبسورها‬ ‫وأشرف بالقور اليفاع لعلني ** أرى نار ليلى أو يراني بصيرها‬ ‫يقول رجال ال يصيرك نأيها ** بلى كل ما شف النفوس يضيرها‬ ‫بلى قد يضير العين أن تكثر**البكا ويمنع منها نومها وسرورها‬ ‫وقد زعمت ليلى بأني فاجر ** لنفسي تقاها أو عليها فجورها‬ ‫ف َق َال الحجاج‪ :‬يا ليلى‪ ،‬ما الذي رابه من سفورك؟ ف َقاَلت‪ :‬أيها األمير‪ ،‬كان يلم بي كثيراً‪ ،‬فأرسل إَِلى يوما أن آتيك‪ ،‬وفطن‬ ‫الحي فأرصدوا له‪ ،‬فلما أتاني سفرت عَنْ وجهى‪ ،‬فعلم أن ذلك لشر فلم يزد عَ َلى التسليم والرجوع‪ ،‬ف َق َال‪ :‬هلل درك! فهل‬ ‫رأيت منه شيئاً تكرهينه؟ ف َقاَلت‪ :‬ال واهلل الذي أسأله أن يصلحك‪ ،‬غير أنه َق َال مرة قوال ظننت أنه قد خضع لبعض األمر‪،‬‬ ‫فأنشأت تقول‪:‬‬ ‫وذي حاجةٍ قلنا له ال تبح بهــــا**فليـــس إليها ما حييت سبيــل‬ ‫لنا صاحب ال ينبغي أن نخونــه**وأنت ألخــرى صاحب وحليـــل‬ ‫فال واهلل الذي أسأله أن يصلحك‪ ،‬ما رأيت منه شيئا حتى فرق الموت بيني وبينه‪ ،‬ف َق َال‪ :‬ثم مه! َقاَلت‪ :‬ثم لم يلبث أن‬ ‫خرج فِي غزاة له فأوصى ابن عم له‪ :‬إذا أتيت الحاضر من بني عبادة فناد بأعلى صوتك‪:‬‬ ‫عفا اهلل عنها هل أبيتن ليل ًة ** من الدهر ال يسري ِإَلي خيالها‬ ‫وأنا أقول‪:‬‬ ‫وعنه عفا ربى وأحسن حاله **فعـــزت علينا حاجة ال ينالهــــا‬ ‫َق َال‪ :‬ثم مه! َقاَلت‪ :‬ثم لم يلبث أن مات فأتانا نعيه‪ ،‬ف َق َال‪ :‬أنشدينا بعض مراثيك فيه‪ ،‬فأنشدت‪:‬‬ ‫كأن فتى الفتيان توبة لم ينـــخ ** قالئــص يفحصن الحصى بالكراكـــر‬ ‫فلما فرغت من القصيدة َق َال محصن الفقعسي‪ ،‬وكان من جلساء الحجاج‪ :‬من الذي تقول هذه هذا فيه؟ فواهلل إني‬ ‫ألظنها كاذبة‪ ،‬فنظرت إليه ثم َقاَلت‪ :‬أيها األمير‪ ،‬إن هذا القائل لو رأى توبة لسره أال تكون فِي داره عذراء إال هي حامل منه‪،‬‬ ‫ف َق َال الحجاج‪ :‬هذا وأبيك الجواب وقد كنت عنه غنياً‪ ،‬ثم َق َال لها‪ :‬سلي يا ليلى تعطى‪َ ،‬قاَلت‪ :‬أعط فمثلك أعطى فأحسن‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫لك عشرون‪َ ،‬قاَلت زد فمثلك زاد فأجمل‪َ ،‬ق َال‪ :‬لك أربعون‪َ ،‬قاَلت‪ :‬زد فمثلك زاد فأكمل‪َ ،‬ق َال‪ :‬لك ثمانون‪َ ،‬قاَلت زد فمثلك زاد‬ ‫فتمم‪َ ،‬ق َال‪ :‬لك مائة‪ ،‬واعلمي أنها غنم‪ ،‬ف َقاَلت‪ :‬معاذ اهلل أيها األمير! أنت أجود جودا‪ ،‬وأمجد مجدا‪ ،‬وأورى زندا‪ ،‬من أن تجعلها‬ ‫غنما‪َ ،‬ق َال‪ :‬فما هى ويحك يا ليلى؟ َقاَلت مائة من اإلبل برعاتها‪ ،‬فأمر لها بها‪ ،‬ثم َق َال‪ :‬ألك حاجة بعدها؟ َقاَلت‪ :‬تدفع إليَّ‬ ‫النابغة الجعدي‪َ ،‬ق َال‪ :‬قد فعلت‪ ،‬وقد كانت تهجوه ويهجوها‪ ،‬فبلغ النابغة ذلك‪ ،‬فخرج هاربا عائذا بعبد الملك‪ ،‬فاتبعته إَِلى‬ ‫الشام‪ ،‬فهرب إَِلى قتيبة بن مسلم بخرسان‪ ،‬فاتبعته عَ َلى البريد بكتاب الحجاج إَِلى قتيبة‪ ،‬فماتت بقومس وي َقال‪ :‬بحلوان»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪948‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)851‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫“عبد الخالق الطريس‬ ‫كما عرفته”‬

‫ال يمكن لمتتبعي اإلصدارات التأريخية التي اهتمت بالتوثيق للسيرة النضالية للزعيم‬ ‫عبد الخالق الطريس‪ ،‬إال أن يقف منبهرا أمام الكم الهائل من الكتابات واألعمال والشهادات‬ ‫والتنقيبات التي جعلت من موضوع هذه السيرة مادة خام للتأمل وللفحص ولالسترجاع‪ .‬ولعل‬ ‫هذا ما أثرى مظان مجال الدراسة وأضفى عليها سمة الغزارة والتنوع‪ ،‬بشكل ال نجد مثيال‬ ‫له لدى بقية رموز الحركة الوطنية بمنطقة الشمال‪ .‬وبذلك‪ ،‬أصبح بإمكان الباحث الوقوف‬ ‫على مختلف أوجه تجربة الطريس النضالية سواء في شقها السياسي‪/‬التحرري‪ ،‬أم في شقها‬ ‫التربوي واإلعالمي والخيري واالجتماعي واإلبداعي‪ .‬فالرجل كان –بحق‪ -‬منارة للجهاد الخالص‬ ‫في سبيل اهلل والوطن وقيم الشعب الخالدة‪ .‬ولم يكن يخشى في الحق لومة الئم‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يبالي بالمكاسب المادية أو النفعية الضيقة كما كان الحال مع العديد من لقطاء الحركة‬ ‫الوطنية‪ ،‬فحبه لوطنه ك��ان صادقا بشكل‬ ‫امتزجت فيه قيم الوطنية األصيلة مع العشق‬ ‫الصوفي النبيل لمقومات االنتماء للوطن‬ ‫واإلخ�لاص في الوالء له‪ .‬لذلك‪ ،‬ومهما قلنا‬ ‫في حق هذا المجاهد الكبير‪ ،‬فإننا لن نعطيه‬ ‫حقه كامال‪ ،‬وحسبنا تجميع رصيد األعمال‬ ‫التوثيقية المتعددة التي اشتغلت على سيرته‬ ‫العطرة‪ ،‬فذلك أقل ما يمكننا أن نستلهم من‬ ‫خالله دروس الجهاد لدى الطريس وتحويلها‬ ‫إلى زاد لدى الفاعلين السياسيين المعاصرين‪،‬‬ ‫وإلى مادة أولية للتشريح وللدراسة بالنسبة‬ ‫للمؤرخين المتخصصين‪.‬‬ ‫وكتاب “عبد الحالق الطريس كما عرفته”‬ ‫لمؤلفه أحمد زياد‪ ،‬يندرج في سياق التراكم‬ ‫العام الذي أشرنا إليه أعاله‪ ،‬إذ أنه جاء وفيا‬ ‫للتوجه الهادف إلى االحتفاء بتجربة الزعيم‬ ‫الطريس حسب م��ا ت��ط��ورت عبر مراحلها‬ ‫المختلفة‪ ،‬وحسب ما اغتنت به من عطاءات‬ ‫خ�لال مرحلتي االستعمار ث��م االستقالل‬ ‫السياسي‪ .‬والكتاب‪ ،‬صادر سنة ‪ ،1996‬في‬ ‫ما مجموعه ‪ 88‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫المتوسط‪ ،‬توزعت بين مجموعة من المواد‬ ‫قاربت الموضوع‪/‬السيرة من مستويات تصنيفية متكاملة غطت العديد من الجوانب التي ظلت‬ ‫غامضة في تجارب حياة الزعيم الطريس‪ .‬وقد راعى المؤلف –في ذلك ‪ -‬التركيز في المدخل‬ ‫العام على تبيان المؤثرات الكبرى التي أثرت في تكوين الطريس وفي إنضاج وعيه السياسي‬ ‫المبكر‪ ،‬وخاصة بالنسبة للوسط األسري والتعليمي الذي كان له دور كبير في رسم مالمح‬ ‫شخصية الرجل وفي إكسابها بعدا نبيال ساهم في التأصيل للمرجعيات الكبرى ألدائه السياسي‬ ‫ولسلوكه اليومي ولمبادراته الصحافية وإلبداعاته األدبية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يقول أحمد زياد‪:‬‬ ‫“فالعائلة الطريسية كانت كلها‪ ...‬مدرسة رفيعة المستوى وذلك باإلضافة إلى خصوصياتها‬ ‫األندلسية‪ ...‬وإنما كان ضروريا اإلشارة إليها بحكم انتماء مترجمنا إلى األسرة الطريسية‬ ‫األرستقراطية بمواصفاتها التي تعني فيما تعنيه الرفاه وارتفاع المستوى الحياتي إن جاز هذا‬ ‫التعبير‪ .‬بيد أن األستاذ الطريس الذي ولد ونشأ‪ ،‬وبرأيي في أحضان تلك األرستقراطية التي‬ ‫يمكن وصفها بالتقليدية‪ ،‬قد استطاع أن يحول تلك األرستقراطية إلى نوع من الشعبية داخل‬ ‫أسرته‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬في سيرته وعلى طول مسيرته وفي مختلف الميادين التي كان في جميعها‬ ‫مبرزا يلفت األنظار‪ .‬وهكذا فإن من خصوصيات األستاذ الطريس أنه تمكن أن يؤثر هو في‬ ‫تربيته األرستقراطية بدال من تؤثر هي فيه‪ ،‬ذلك ألن األستاذ الطريس كان شعبيا في صيته‬ ‫وتطبعه وفي سلوكه العام‪ ،‬وساعده على ذلك طموحه الذي يبدو أنه ولد ونشأ معه وكان‬ ‫يرافقه طوال حياته‪ .‬وهو طموح متنوع المشارب اجتماعيا وثقافيا وسياسيا‪ ،‬ومنذ مرحلة نشأته‬ ‫كانت عالمات الطموح وسيماته تبدو بارزة في سلوكه العام‪ .‬وفي مقوماته الفكرية‪ ...‬وبما أن‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫األمر كان كذلك‪ ،‬فإن األستاذ الطريس وهو صاحب األحاسيس المرهفة ما كان له أن يتخلف‬ ‫عن ركب المتطلعين إلى المشرق العربي وإلى مصر على الخصوص‪ .‬ومن تم جاءت مكونات‬ ‫األستاذ الفكرية عربية ومطعمة بمختارات من ثقافة الغرب ومن محيطها اإلنساني واألندلسي‬ ‫على الخصوص‪(”...‬ص ص‪.)15-14 .‬‬ ‫وسعيا منه للكشف عن تقاطعات مختلف خصائص شخصية الطريس‪ ،‬قسم أحمد زياد‬ ‫نبشه بين مجموعة متكاملة من الفصول رصد فيها مكونات هذه الشخصية باعتبار صاحبها‬ ‫مثقفا أوال‪ ،‬وصحافيا ثانيا‪ ،‬وخطيبا ثالثا‪ ،‬وسياسيا رابعا‪ ،‬وصديقا خامسا‪ ،‬ثم إنسانا سادسا‪ .‬وقد‬ ‫ختم المؤلف القسم األول بتقديم تعريف عام بتراث الزعيم الطريس‪ ،‬مميزا فيه بين الكتابات‬ ‫الصحفية المتميزة بالعفوية والغزارة‪ ،‬وبين‬ ‫الخطب الحماسية المليئة بالجمل وبالتعابير‬ ‫النابضة بالحيوية وبالقوة وبالرصانة‪.‬‬ ‫أما في القسم الثاني من الكتاب‪ ،‬فقد أدرج‬ ‫المؤلف نماذج من التراث الفكري والسياسي‬ ‫الذي خلفه الزعيم الطريس‪ ،‬والذي كان له دور‬ ‫كبير في توعية المواطنين وفي تعميق حسهم‬ ‫الوطني وفي تدعيم شعورهم القومي‪ .‬في هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬نقرأ مقالة تحت عنوان “مطالبنا”‪ ،‬كان‬ ‫قد نشرها الطريس على صفحات مجلة “السالم”‬ ‫في عددها الثاني الصادر في نوفمبر من سنة‬ ‫‪ ،1933‬كما نجد مقالة ثانية تحت عنوان “موقف‬ ‫الوطنيين ال��دائ��م”‪ ،‬كان قد نشرها بجريدة‬ ‫“الريف”‪ ،‬في عددها الصادر يوم ‪ 7‬شتنبر من‬ ‫سنة ‪ ،1936‬ومقالة ثالثة تحت عنوان “ما يسري‬ ‫عليك يلزم أن يسري علي”‪ ،‬سبق نشرها بجريدة‬ ‫“األم��ة” في عددها الصادر يوم ‪ 6‬يوليوز من‬ ‫سنة ‪ ،1952‬ومقالة رابعة تحت عنوان “العناية‬ ‫بالموسيقى المغربية” كانت قد نشرت على صفحات جريدة “الحرية” في عددها ليوم ‪ 31‬يناير‬ ‫من سنة ‪ ،1940‬ونص خطاب تحت عنوان “العمال رأس مال الوطن” كان قد ألقي في حفلة‬ ‫تكريم أقامها عمال المصانع في سياق المهرجانات العديدة التي أقيمت لتكريم الطريس‬ ‫بمناسبة استئناف النشاط السياسي بالمنطقة الخليفية في أوائل سنة ‪ ،1952‬وأخيرا نص مقالة‬ ‫تحت عنوان “لن نحالف إال من يقدر حقوقنا” سبق للطريس أن نشرها بجريدة “األمة” في عددها‬ ‫الصادر يوم ‪ 20‬ماي ‪.1952‬‬ ‫وبكل ذلك‪ ،‬أمكن تقديم عمل توثيقي هام‪ ،‬ال شك وأنه سيساهم في فهم الكثير من خبايا‬ ‫سيرة الزعيم الطريس‪ ،‬وفي تحيين الدروس والعبر اإلنسانية العميقة التي طبعت جهاد الرجل‬ ‫وتفانيه في خدمة وطنه وشعبه‪ .‬وإذا كان البحث التاريخي يجد نفسه ملزما باالنفتاح على هذا‬ ‫النوع من الشهادات والتنقيبات‪ ،‬فالمؤكد أن ذلك يظل خير محفز على توسيع آفاق قراءة متون‬ ‫هذه األعمال بفحصها وبتقييمها وبتصنيفها في سياقاتها العامة التي أفرزت الفعل النضالي‬ ‫التحرري الوطني بمنطقة الشمال‪ ،‬على األقل منذ ثالثينيات القرن ‪ .20‬إنه عمل يعيد كتابة‬ ‫تاريخ المرحلة وفق رؤى مجددة وقادرة على إماطة اللثام عن عناصر القوة في التجربة الوطنية‪،‬‬ ‫وكذا عن عناصر النكوص واالنحسار التي طبعت قيم العمل السياسي الوطني المواكب لتحوالت‬ ‫مغرب االستقالل‪.‬‬

‫بيت الشعر بتطوان يستضيف الشعراء الروائيين‬ ‫في إطار أنشطته العلمية والثقافية‪ ،‬وبفضاء‬ ‫المكتبة العامة والمحفوظات نظمت دار الشعر‬

‫بتطوان ندوة حول «شعراء يكتبون الرواية»‪ ،‬بمشاركة‬ ‫األديبين محمد األشعري وحسن نجمي والناقد ين‬ ‫سعيد يقطين و شرف الدين ماجدولين‪ ،‬بتطوان‪.‬‬ ‫يأتي تنظيم هذا اللقاء ليجيب على العديد من‬ ‫األسئلة تتعلق بالروائيين والشعراء‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫لم تعد الرواية تفتن القراء وحسب‪ ،‬بل صارت تفتن‬ ‫الشعراء وتدعوهم إلى كتابتها‪ ،‬من هذا المنطلق‬ ‫ارتأى القائمون على بيت الشعر بتطوان سبر أغوار‬ ‫هذا التحول من كتابة الشعر إلى الرواية‪ ،‬هل هذا‬ ‫م��رده إلى اتساع قاعدة ق��راء ال��رواي��ة‪ ،‬أو في غواية‬ ‫الجوائز العربية؟‪ ،‬لماذا هذا اإلقبال على كتابة الرواية‬ ‫من قبل الشعراء؟ أسئلة حاولت الندوة اإلجابة عنها‪،‬‬ ‫كما تساءلت الندوة عن السر وراء انتقال الشعراء من‬ ‫صنعة الشعر إلى فتنة الرواية‪ ،‬والجمع بين الصناعتين‬ ‫أيضا‪ ،‬مثلما تساءلت عن عالقة الشعري بالسردي من‬ ‫منظور فعل الكتابة‪ ،‬والعالقة بين األجناس األدبية‬ ‫في ارتباطها بالكاتب المبدع‪ ،‬وهذا ليس كافيا وحده‬ ‫لفهم أسباب هذا االنتقال والحال أننا نعيش اليوم في‬ ‫عالم تتنافس فيه السرود والمرويات‪ ،‬كل يدافع عن‬

‫رؤيته‪ ،‬من خالل روايته الخاصة‪ ،‬كما يحاول أن يقنعنا أو‬ ‫يغرينا بها‪ ،‬عبر مختلف الوسائل‪ ،‬وبشتى وسائط التواصل‬ ‫الجديدة والمتفاعلة‪.‬‬ ‫ويمكن تصنيف الشعراء الروائيين في المغرب إلى‬ ‫ثالث طبقات طبقة من الشعراء الذين كتبوا الشعر قبل‬ ‫أن ينصرفوا إلى كتابة الرواية بشكل نهائي‪ ،‬وهم يحملون‬ ‫اآلن صفة «روائيين»‪ ،‬رغم إصدارهم دواوين شعرية في‬ ‫بداياتهم‪ .‬وطبقة من الشعراء ممن جربوا كتابة الرواية‪،‬‬ ‫لكنهم عادوا إلى كتابة الشعر‪ ،‬وهم يحملون صفة الشعراء‬ ‫أساسا‪ .‬وطبقة ممن يخوضون رحلة ذهاب وإي��اب‪ ،‬وهم‬ ‫يعبرون من الشعر إلى الرواية ومن الرواية إلى الشعر‪،‬‬ ‫وتصدق عليهم صفة الشعراء الجوالين بين الشعر والرواية‬ ‫وهم المقصودون في هذه الندوة‪ .‬وقد أثرى هؤالء الشعراء‬ ‫الروائيون المدونة الروائية المغربية‪ ،‬وأغنوها بأعمال‬ ‫استثنائية‪ُ .‬كتاب تكرست أعمالهم في حقل الشعر مثلما‬ ‫نحتوا أسماءهم بدقة في مجال الكتابة الروائية‪ .‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فقد ارتقى عبور الشاعر نحو الرواية إلى مستوى‬ ‫الظاهرة األدبية‪ ،‬ضمن هذا السياق الثقافي والتواصلي‬ ‫الجديد‪ ،‬الذي غير من معالم المشهد القرائي بشكل عام‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫العدد ‪948‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)415‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫سكان عمارة «مارة ‪ »2‬بحي بلير‬ ‫يستنجدون بالسيد الوالي لرفع ضرر‬ ‫“التدليك” عن حرمتهم‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫يشتكـي سكـــان عمارة مـــارة ‪ ،2‬زنقـة ‪ 1‬ب بحي بلير (فال فلوري) والسكان المجاورون من‬ ‫محل معد للحالقة والتزيين‪ ،‬يحتوي على حمام وقاعة لـ «المساج» خاصة للرجال ؟‬ ‫ويوضح السكان المتضررون في شكايتهم المفتوحة والموجهة إلى السلطات المحلية‪ ،‬تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منها‪ ،‬أنهم أصبحوا عرضة للمس بأمنهم وسالمتهم‪ ،‬بحكم وجود المحل‬ ‫التجاري المذكور بداخل عمارة‪ ،‬مخصصة شققها للسكن‪ ،‬وما قد يترتب عنه من أخطار‪ ،‬وهنا‬ ‫تعود الذاكرة باألذهان إلى حادث وقع بعمارة مخصصة للسكن‪ ،‬كائنة بطريــق «ساتفيـــالج»‪،‬‬ ‫نقل على إثره أحد الضحايا لتلقي العالج بالمستشفى‪ ،‬فضال عما يعانيه سكان عمارة «مارة ‪ »2‬من‬ ‫انزعاجات متواصلة وتصرفات تخدش الحياء‪ ،‬ليل نهار‪ ،‬على مرآى ومسمـــع من أبنائهم وزوجاتهم‬ ‫وجميع أفراد أسرهم‪ ،‬مما يعتبر اعتـــداء على حرمتهم‪ ،‬وتسيبا يقلــق راحتهـــم‪ ،‬وينغص عليهم‬ ‫حياتهم‪ ،‬دون أي اعتبـــار لعمـــارة شيدت لفائدة السكان من أجل إيواء أبنائهم وزوجاتهم‪.‬‬ ‫وما يثير في هذا الموضوع‪ ،‬هو أن المحل المشتبه فيه والمجهز بطابقين ال يتوفر على‬ ‫رخصة‪ ،‬في الوقت الذي تكون مالكة الشقة األصل‪ ،‬وليس المحل التجاري‪ ،‬تقيم بديار المهجر‪.‬‬ ‫وعلى الرغم‪ ،‬من هذا‪ ،‬فإن المحل التجاري المشار إليه‪ ،‬ما فتئ مسيروه يستفزون السكان‪ ،‬بل‬ ‫ويتحدونهم بالضوضاء‪ ،‬تارة‪ ،‬وبسلوكات مخلة باآلداب العامة‪ ،‬تارة أخرى ‪.‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬أنه سبق للجنة مختلطة‪ ،‬تتكون من رؤساء المصالح والتقنيين وممثلي السلطة‬ ‫المحلية بالملحقة اإلدارية ‪ ،14‬أن انتقلت إلى عين المكــان‪ ،‬فسجلــت خروقات واضحة‪ ،‬و أوصت‬ ‫باإلغالق الفوري لهذا المحل‪ ،‬والتوقف عن ممارسة أي نشاط‪ ،‬ما لم تمنح له رخصة مسلمة من‬ ‫المصالح المختصة‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة من محضر معاينة‪ ،‬أنجزته اللجنة ذاتها‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫واصل السكان المتضررون استنكارهم‪ ،‬بناء على شكايات وجهت في الموضوع إلى والي جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة وعمدة والية طنجة ورئيس مقاطعــة السوانـــي‪ ،‬مرفـــوقـــة بأسمائهم‬ ‫وتوقيعاتهم‪ ،‬البالغ عددها ‪ 28‬توقيعا ‪.‬‬ ‫وإلى حد كتابة هذه السطور‪ ،‬فإن المحل التجاري المذكور الذي لم ينل موافقة السكان‪،‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ال زال يزاول نشاطه‪ ،‬بنوع من التحدي أو الثقة الكاملة التي يدفعنا الفضول إلى‬ ‫معرفة من أين هو آت مصدرها‪ ،‬ومن يتعهدها بالرعاية والحماية‪ ،‬إذا كان المغاربة سواسية أمام‬ ‫القانون الذي من المفروض أن يكون ساريا على الجميع‪ ،‬وال سيما على خارقيه؟ وإال فإن هذا يعني‬ ‫أن هناك مواطنين تختلف طبقاتهم‪ ،‬وبالتالي فهم قادرون على تمريغ وجه القانون في الترابـ‪ ،‬مما‬ ‫يؤدي إلى فقدان الثقة لدى العديد من الضحايا وبث الحقد والكراهية بين مواطنين‪ ،‬ال يتساوون‬ ‫في الواجبات والحقوق ؟‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫‪A2CONSEILS‬‬ ‫‪Rue Al Farabi, Résidence Al Farabi, 4° Etage, n°14,‬‬ ‫‪Tanger‬‬ ‫‪Tél. /Fax 05 39 32 56 53‬‬ ‫« ‪«SOUTRBEJ TRANS‬‬ ‫‪au capital de 100.000 Dirhams‬‬ ‫‪29, Rue Amr Ibn Ass, 3° Etage, n°26,‬‬ ‫‪Tanger‬‬ ‫‪RC : 89995, Tanger‬‬ ‫‪Aux termes d’un acte sous-seing privé, en date du 24 Mai 2018, il a été établi‬‬ ‫‪les statuts d’une société à responsabilité limitée d’associé unique dont les‬‬ ‫‪caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫ •‬ ‫‪Denomination : ‘SOUTRBEJ TRANS’ SARL.au‬‬ ‫ •‬ ‫‪Objet social principal: Transport de marchandises‬‬ ‫ •‬ ‫‪Siège social : 29, Rue Amr Ibn Ass, 3° Etage, n°26, Tanger‬‬ ‫ •‬ ‫‪Durée : 99 années, à compter de son immatriculation au Registre de‬‬ ‫‪commerce.‬‬ ‫ •‬ ‫‪Capital social : Le capital social s’élève à Cent Mille (100.000) dirhams,‬‬ ‫‪et est divisé en Mille (1.000) parts sociales de Cent (100) dirhams chacune,‬‬ ‫‪intégralement libérées, totalement souscrites, numérotées de 1 à 1.000 inclus et‬‬ ‫‪attribuées en rémunération de son apport à:‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫‪Mme Sania BENSAID à concurrence de Mille (1.000) parts.‬‬ ‫ •‬ ‫‪Gérante pour une durée illimitée: Mme Sania BENSAID, de nationalité‬‬ ‫‪marocaine, titulaire de la CIN n° K B82707, née le 29/12/1989 à Tanger, demeurant‬‬ ‫‪au Complexe Majd, Résidence Ali, n°12, Tanger est nommée en tant que gérante‬‬ ‫‪unique de la société.‬‬ ‫ •‬ ‫‪Exercice sociale : du 1er janvier au 31 décembre.‬‬ ‫ •‬ ‫‪Affectation et répartition du bénéfice : Sur les bénéfices nets, il est‬‬ ‫‪prélevé 5 % pour former le fonds de réserve légale. Le solde des bénéfices est,‬‬ ‫‪après ce prélèvement, attribué à l’associé unique.‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au Tribunal de Commerce de Tanger le 25/06/2018‬‬ ‫‪sous le numéro 204387. L’inscription au registre analytique du Tribunal de‬‬ ‫‪Commerce a été effectuée à la même ville et à la même date sous le numéro‬‬ ‫‪89995.‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬ ‫‪A2CONSEILS‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪415‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 948‬ـ الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫نجوم لم يشاركوا في المونديال (‪..)3‬‬ ‫أبوتريكة أمير إفريقيا الذي ضل‬ ‫طريق المونديال‬

‫تظل المشاركة في كأس العالم‪ ،‬الحلم األهم لدى جميع العبي كرة القدم‪ ،‬وكما ابتسم‬ ‫الحظ لعديد من نجوم الساحرة المستديرة في خوض منافسات تلك المسابقة األعظم‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬عجزت أساطير عن تحقيق هذا الحلم بعد محاوالت دامت لسنوات عديدة‪.‬‬ ‫ويستعرض لكم» كووورة»‪ ،‬في سلسلة مكونة من ‪ 30‬حلقة‪ ،‬أبرز النجوم الذين لم يشاركوا‬ ‫في المونديال‪ ،‬حيث جاءت الحلقتين األولى والثانية عن األسطورتين رايان جيجز‪ ،‬وألفريدو‬ ‫دي ستيفانو‪ ،‬نقدم لكم الحلقة الثالثة عن النجم المصري محمد أبو تريكة‪ .‬عدد قليل من‬ ‫الالعبين حول العالم‪ ،‬قد يجزم الجمهور بأن كأس العالم افتقد مشاركتهم في البطولة‪،‬‬ ‫وبالطبع سيكون النجم الملقب بـ «أمير القلوب» أحد هؤالء الالعبين‪ ،‬نظرا لفنياته التي لن‬ ‫يختلف عليها إثنين‪ ،‬باإلضافة لأللقاب الفردية والجماعية التي حققها سواء مع النادي األهلي‬ ‫أو المنتخب المصري‪.‬‬ ‫انطلقت مسيرة أبو تريكة االحترافية مع نادي الترسانة‪ ،‬ولكن سرعان ما لفت األنظار‬ ‫لينتقل للنادي األهلي موسم ‪ ،2003-2004‬حيث كتب أسمه بحروف من ذهب خالل ‪11‬‬ ‫عام قضاها داخل قلعة الشياطين الحمر‪ ،‬كللها بتحقيق لقب الدوري ‪ 7‬مرات‪ ،‬والكأس مرتين‪،‬‬ ‫بجانب ‪ 5‬ألقاب لدوري أبطال افريقيا‪ ،‬و‪ 4‬لكأس السوبر االفريقي‪ .‬لمع أبو تريكة مع منتخب‬ ‫مصر‪ ،‬وكان أحد األفراد المؤثرين في الجيل الذهبي‪ ،‬تحت قيادة المدرب حسن شحاتة‪،‬‬ ‫حيث شارك نجم األهلي في الفوز ببطولتين لكأس األمم االفريقية نسختي ‪ 2006‬و‪،2008‬‬ ‫باإلضافة للمشاركة في كأس القارات ‪ ،2009‬التي تم أختياره فيها ضمن أفضل ‪ 11‬العب في‬ ‫البطولة‪ ،‬ولكن باتت المشاركة في كأس العالم بمثابة الحلم المستحيل على أبو تريكة طوال‬ ‫تلك المسيرة الحافلة‪.‬‬ ‫جيل واعد وخصم مرعب‬ ‫شارك تريكة مع الفراعنة في تصفيات كأس العالم ‪ 2006‬وكان ضمن القوام األساسي‬ ‫للفريق مع حسن شحاتة‪ ،‬ليقع منتخب مصر في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات مثل الكوت‬ ‫ديفوار والكاميرون وليبيا والسودان وبنين‪ .‬بدأت مصر التصفيات بفوز مريح على السودان‬ ‫بثالثية نظيفة‪ ،‬ولكن اصطدم باألفيال الكوت ديفوار الذين تمكنوا من الفوز في الجولة‬ ‫الثانية بهدفين لهدف على ستاد االسكندرية‪ ،‬تحقيق نتيجة مفاجئة بالتعادل مع بنين بنتيجة‬ ‫‪ ،3-3‬ليتأزم موقف مصر في التأهل للمونديال مبكرا‪ .‬احتل الفراعة المركز الثالث بالفوز في‬ ‫‪ 5‬مباريات والتعادل في ‪ 2‬و ‪ 3‬هزائم‪ ،‬خلف الكوت ديفوار الذي ضمن تأهله بفضل تواجد‬ ‫مجموعة من أفضل الالعبين على رأسهم ديديه دروجبا وأرونا دينداني وباكاري كونيه‪ ،‬فيما‬ ‫حل الكاميرون في المركز الثاني‪ .‬لفت تريكة األنظار خالل تلك التصفيات كما سجل ‪ 3‬أهداف‬ ‫في مرمى كوت ديفوار وبنين والسودان‪.‬‬ ‫صدمة أم درمان‬ ‫واصل أفضل العب في افريقيا ‪ 2008‬من البي بي سي حلمه من أجل الظهور في‬ ‫مونديال ‪ ،2010‬حيث منعته اإلصابة من لعب ‪ 4‬مباريات من الدور الثاني من التصفيات‪،‬‬ ‫ولكنه عاد في المبارتين األخيرتين وأحرز هدفين في مرمى في مرمى الكونغو وجيبوتي ضمنا‬ ‫لمصر التأهل للتصفيات النهائية‪ .‬لم يكن أمام المنتخب المصري سوى اللجوء لمباراة فاصلة‬ ‫مع منتخب الجزائر بعدما تساوى المنتخبين في عدد النقاط وفارق األهداف بالمجموعة‪ ،‬حيث‬ ‫وصل تريكة لـ ‪ 5‬أهداف في تلك التصفيات‪ ‬باحرازه هدفا بمرمى الجزائر في الخسارة بنتيجة‬ ‫‪ ،3-1‬وهدفين أمام رواندا‪ .‬قدم الفراعنة مباراة تاريخية في الجولة األخيرة من التصفيات‬ ‫واستطاعوا الفوز على الجزائر بهدفين نظيفين على إستاد القاهرة‪ ،‬ليحتكم المنتخبين للمباراة‬ ‫الفاصلة على إستاد أم درمان بالسودان‪ ،‬لتتبدد آمال أبو تريكة من جديد في الوصول لكأس‬ ‫العالم‪ ،‬في موسم ضمن أفضل مواسمه طوال مسيرته‪.‬‬ ‫ثنائي ذهبي‬ ‫كان مونديال البرازيل ‪ ،2014‬األمل األخير للفرعون المصري للمشاركة في المحفل‬ ‫العالمي‪ ،‬فعلى الرغم من افتقاد المنتخب لالعبين مؤثرين في تلك الفترة‪ ،‬إال انها كانت‬ ‫شاهدة على مولد ثنائي رائع بين أبو تريكة و محمد صالح‪ ،‬النجم الصاعد بقوة خالل تلك‬ ‫الفترة‪ .‬لعب الفراعنة مباريات رائعة خالل تلك التصفيات‪ ،‬حيث احرز «الماجيكو» ‪ 6‬أهداف‬ ‫وصنع ‪ 9‬من بينهم ‪ 3‬أهداف لصالح‪ ،‬في حين فاز المنتخب بجميع مباريات التصفيات الست‪،‬‬ ‫إلى أن أتت الصدمة الكبرى‪ ،‬بالخسارة أمام غانا بنتيجة ‪ 6-1‬بكوماسي‪ ،‬في مباراة ذهاب‬ ‫التصفية النهائية‪ ،‬حينها أحرز أبو تريكة هدف الفراعنة الوحيد من ضربة جزاء‪ ،‬وتتالشي‬ ‫أحالمه تماما في وضع أقدامه في ريو دي جانيرو‪ .‬أعلن أبو تريكة االعتزال دوليا بعد مباراة‬ ‫غانا وينهي مشواره الذي حاول فيه في كل فرصة للوصول لكأس العالم‪ ،‬حيث أصبح الهداف‬ ‫التاريخي لمصر في تصفيات المونديال بـ‪ 14‬هدفا‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أصبحنا‬

‫نتأكد مع مرور األيام ومنذ مونديال أمريكا ‪ 1990‬أن المنافسات‬ ‫في كاس العالم لم تعد بين المنتخبات بقدرما اصبحت تتواجه فيها‬ ‫الشركات العالمية الكبرى التي تفرض المنتخبات والالعبين المروجين لمنتوجاتها‪.‬‬ ‫وهذا يرجع بنا إلى الحملة األخيرة التي شنت على االتحاد الدولي لكرة القدم»فيفا»‬ ‫بدعم أمريكي وتم خالله توقيف ومتابعة عدد من أعضاء الفيفا ضمنهم رئيسها‬ ‫بالتير‪ ،‬وتعويضه بإينفاتينو‪ ،‬لكن اللعبة ‪ /‬المسرحية سرعان ما تبينت أهدافها بإخراج‬ ‫أمريكي بتعبيد الطريق أمام أمريكية الحتضان نهائيات كأس العالم ‪ 2026‬الذي سرق‬ ‫من المغرب بخيانة عربية باستعمال الكركوز (إينفانتينو)‪ .‬و(الفار) ما هو إال وسيلة من‬ ‫وسائل مافيا كرة القدم لتكريس هيمنة الكبار على كرة القدم بأهداف تجارية بعدما‬ ‫اصبحت الرياضة والفرجة مجرد شعار ال أولوية‪ .‬وتابعنا كيف أن هذا (الفار) يرفض‬ ‫استعماله في الحاالت التي ظلمت منتخبنا الوطني القوي برجاالته وحرمته من الفوز‬ ‫على البرتغال‪ ،‬بطل أوربا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬بطل كأس العالم‪ .‬شكرا مافيا (الفيفا)‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عمر نجدي‪..‬‬ ‫الوافد الجديد على اتحاد طنجة لكرة القدم‬

‫كيف جاء تعاقدك مع اتحاد طنجة‪ ،‬و ماهي أهدافك‬ ‫معه؟‬ ‫تلقيت اتصاال من مسؤولي اتحاد طنجة‪ ،‬وأعجبت‬ ‫بمشروعه‪ ،‬ثم اتفقنا على توقيع عقد لموسم واحد‪ ،‬رغم‬ ‫أن فريقي السابق بتروجيت المصري أصر على تجديد‬ ‫عقدي لموسم إضافي‪ .‬كانت هناك اتصاالت أيضا مع‬ ‫حسنية أكادير والجيش الملكي‪ ،‬لكن عرض اتحاد طنجة‬ ‫كان األفضل‪ .‬بالنسبة ألهدافي مع فريقي الجديد‪ ،‬أطمح‬ ‫إلى تقديم اإلضافة لفريقي الجديد‪ ،‬ومن أهم األهداف‬ ‫المحافظة على لقب البطولة الذي توج به النادي الموسم‬ ‫الماضي‪ ،‬ناهيك عن الذهاب بعيدا في المشاركة القارية‬ ‫بعصبة األبطال‪ ،‬كما أتمنى تسجيل أهداف كثيرة‪.‬‬ ‫كيف تقيم تجربتك مع بتروجيت المصري‪ ،‬و ما هي‬ ‫اإلكراهات التي واجهتها‪ ،‬وما هو الفرق بين الدوريين‬ ‫المصري والمغربي في نظرك؟‬ ‫كانت تجربة جيدة‪ ،‬إذ قضيت موسما رائعا‪ ،‬وأعتذر‬ ‫لمسؤولي بتروجيت المصري الذين كانوا يرغبون في‬ ‫بقائي‪ ،‬بعدما قدمنا موسما في المستوى‪ ،‬وسجلت هدفا‬ ‫في مرمى األهلي والزمالك‪ ،‬إال أنني اتخذت قراري بالعودة‬ ‫إلى البطولة‪ .‬أما بالنسبة لإلكراهات التي واجهتها‪،‬ال‬ ‫توجد صعوبات في االحتراف خارج الوطن‪ ،‬لكن يبقى أبرز‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫إك��راه هو البعد عن العائلة واألصدقاء والشوق للعودة‬ ‫إلى أرض الوطن‪ ،‬إذ يجب على أي العب محترف احترام‬ ‫عقده‪ .‬وبالنسبة للفرق بين الدوريين المصري والمغربي‬ ‫في نظري‪ ،‬هناك اختالف مهم‪ .‬يمتاز ال��دوري المصري‬ ‫بالقوة البدنية والسرعة في اإليقاع وكثرة األهداف‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ينقص البطولة الوطنية‪ .‬أعتبر ال��دوري المصري من‬ ‫أفضل الدوريات العربية‪ ،‬بندية فرقه وتنافسيتها العالية‪،‬‬ ‫إذ تتصارع أندية كثيرة على الصدارة مثل الزمالك واألهلي‬ ‫والمقاصة‪ .‬بخصوص البطولة‪ ،‬هناك بعض التحسن‪ ،‬بحكم‬ ‫توفر الفرق على العبين متميزين‪ ،‬ناهيك عن التطور الذي‬ ‫عرفته البنية التحتية‪.‬‬

‫لماذا لم توقع لحسنية أكادير‪ ،‬و ماذا عن أهدافك‬ ‫الشخصية؟‬

‫الحسنية فريقي األم‪ ،‬وله يرجع الفضل في ظهور اسم‬ ‫عمر نجدي‪ .‬تجمعني عالقة طيبة مع مكونات الفريق‪ ،‬ولن‬ ‫أنسى فضله علي‪ .‬أستغرب تصرف بعض مسؤولي الحسنية‬ ‫الذين رفضوا التحاقي بالفريق‪ ،‬خاصة أن كل محترف يتمنى‬ ‫العودة إلى فريقه األم بعد مسيرة احترافية خارج أرض‬ ‫الوطن‪ .‬أجهل السبب لحد اآلن لكنني أحترم رغبة مسؤولي‬ ‫الفريق األكاديري‪ .‬أما عن أهدافي الشخصية‪ ،‬أتمنى أن‬ ‫أكون جاهزا للمباريات وأن أبتعد عن اإلصابات‪ ،‬من أجل‬ ‫موسم جيد مع اتحاد طنجة‪.‬‬

‫تشيلسي يرفض ‪ 50‬مليون إسترليني‬ ‫من برشلونة لضم نجمه‬

‫كشفت تقارير صحفية بريطانية الجمعة‪ ،‬عن رفض نادي تشيلسي‬ ‫لعرض بقيمة ‪ 50‬مليون جنيه إسترليني من برشلونة‪ ،‬لضم نجم الفريق‬ ‫في فترة االنتقاالت الصيفية‪ .‬وبحسب ما نشرته صحيفة «ديلي ميل»‬ ‫البريطانية‪ ،‬فإن برشلونة عرض ‪ 50‬مليون إسترليني لضم البرازيلي‬ ‫ويليان من تشيلسي هذا الصيف‪ ،‬لتدعيم هجومه‪ .‬وأضافت الصحيفة‬ ‫أن برشلونة يرى أن ويليان سيكون خيارا مناسبا لتدعيم الفريق في‬ ‫الموسم المقبل بعد رحيل آندريس إنييستا عن الفريق‪ .‬وأوضحت‬ ‫الصحيفة أن مانشستر يونايتد يراقب وضع ويليان مع تشيلسي لرغبة‬ ‫النادي في ضمه بناء على طلب من جوزيه مورينيو‪ ،‬مدرب الشياطين‬ ‫الحمر‪ ،‬مشيرة إلى أن النادي مستعد لتقديم عرض أعلى مما قدمه‬ ‫برشلونة‪ .‬وكان مانشستر يونايتد حاول التعاقد مع ويليان في يناير‬ ‫الماضي لكن تشيلسي رفض التفريط فيه‪ .‬وختمت الصحيفة بأن‬ ‫تشيلسي فتح باب المفاوضات مع ألكسندر جولوفين من سيسكا‬ ‫موسكو الروسي وكريستيان بوليسيتش من بوروسيا دورتموند‪ ،‬من‬ ‫أجل ضم أحدهما هذا الصيف‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪948‬‬

‫رسالة لقجع إلى «الفيفا» ‪ 8 :‬أخطاء تحكيمية قاتلة‬ ‫أخرجتنا من المونديال وهذه مطالبنا‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبار‬

‫المـــونديـال‬ ‫درار‪ :‬تقنية الفيديو ظلمت المغرب‬ ‫قال نبيل درار‪ ،‬مدافع منتخب المغرب‪ ،‬إنه يفتخر بما قدمه أسود األطلس في‬ ‫مونديال روسيا‪ ،‬رغم خروجه من دور المجموعات‪ .‬وكتب درار في تغريدة على حسابه‬ ‫الشخصي في موقع الصور «إنستجرام»‪« :‬قدمنا مستويات جيدة‪ ،‬وأكدنا أن منتخب‬ ‫األسود‪ ،‬يستحق التواجد في كأس العالم»‪ .‬وأضاف‪« :‬المستوى الذي قدمناه‪ ،‬يؤكد‬ ‫أن منتخب المغرب يمتلك قدرات كبيرة‪ ،‬تمكنه من اللعب وجهًا لوجه مع المنتخبات‬ ‫القوية»‪ .‬وأتم درار‪« :‬ال يمكن تجاهل الحديث عن تقنية الفيديو التي ظلمتنا‪ ،‬لقد‬ ‫كانت في صالح المنتخبات الكبيرة فقط»‪ .‬يذكر أن منتخب المغرب خرج من دور‬ ‫المجموعات ببطولة كأس العالم‪ ،‬بعد أن احتل المركز الرابع في المجموعة الثانية‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫الفيفا يدافع عن معيار اللعب النظيف في كأس العالم‬

‫راسل فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬صباح الخميس الماضي‪،‬‬ ‫رئيس االتحاد الدولي للعبة‪ ،‬بخصوص األخطاء‬ ‫التحكيمية القاتلة‪ ،‬التي عانى منها المنتخب الوطني‬ ‫خالل مباريات نهائيات كأس العالم‪ ،‬التي تحتضنها‬ ‫روسيا‪ .‬وشدد لقجع‪ ،‬في الرسالة التي ننشر نسخة‬ ‫منها‪ ،‬على كون المنتخب المغربي عان من ظلم‬ ‫تحكيم كبير أثر على مشاركته خالل نهائيات العرس‬ ‫العالمي‪ ،‬وتسبب في مغادرته االستحقاق الدولي من‬ ‫دور المجموعات‪ .‬وأرفق لقجع رسالته بمقاطع فيديو‬ ‫للقطات‪ ،‬التي تظهر الظلم التحكيمي الذي تجرع‬ ‫المنتخب الوطني مرارته‪ ،‬ويتعلق األمر بـ ‪ 3‬حاالت‬ ‫خالل مباراة منتخب البرتغال‪ ،‬و‪ 5‬حاالت في المباراة‬ ‫األخيرة أمام المنتخب اإلسباني‪ .‬وانتقدت الرسالة‬ ‫االحتجاجية عدم التجاء الحكام لالستعانة بتقنية‬ ‫الفيديو كما هو معمول به في باقي المباريات‪ ،‬فضال‬ ‫عن التعبير عن االستياء العارم‪ ،‬واالمتعاض الشديد‬ ‫من القرارات التحكيمية‪ ،‬التي قالت إنه تؤثر بشكل‬ ‫سلبي على صورة «الفيفا» ومستقبل كرة القدم‪،‬‬ ‫التي تعتبر لعبة تعتمد على نشر القيم النبيلة‬ ‫وضمان المنافسة الشريفة‪ .‬وطالبت الرسالة رئيس‬ ‫االتحاد الدولي باتخاذ اإلجراءات الالزمة لتصحيح‬ ‫الوضع‪ ،‬وضمان شروط التنافس الرياضي الشريف‬ ‫بين جميع المنتخبات‪.‬‬

‫اتحاد طنجة للسلة ينظم النسخة الخامسة‬ ‫من مهرجان طنجة الكبرى الدولي للميني باسكيط‬ ‫وندوة حول الشركات الرياضية‬ ‫تفعيال للمخططه االستراتيجي‪ ،‬و تنفيذا للبرنامج‬ ‫المشترك لطنجة الكبرى تتنفس كرة السلة ‪ ،‬ينظم االتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة بشراكة مع المديرية الجهوية‬ ‫لوزارة الشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬تحت‬ ‫إشراف والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬عمالة طنجة‬ ‫أصيلة‪ ،‬مهرجان طنجة الكبرى الدولي الخامس للميني‬ ‫باسكيط أيام ‪ 7 ، 6‬و ‪ 8‬يوليوز ‪ 2018‬وفق البرنامج العام‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫ الجمعة ‪ 6‬يوليوز بقاعة االجتماعات التابعة لغرفة‬‫التجارة والصناعة والخدمات بطنجة على الساعة السادسة‬ ‫والنصف مساء‪ :‬ندوة علمية حول‪ :‬الممارسة الرياضية‬ ‫ما بين التسيير الجمعوي والتدبير المقاوالتي «نموذج‬ ‫الشركات الرياضية «‪ ،‬تنطلق بكلمة لرئيس الجمعية عبد‬ ‫الواحد بولعيش‪ .‬تليها مداخالت هذه التي سيسيرها‪،‬‬ ‫محمد الصمدي‪ ،‬رئيس الجمعية المغربية للصحافة‬ ‫الرياضية بطنجة‪ .‬وستكون المداخلة األولى ليحيى‬ ‫السعيدي‪ ،‬الخبير المختص في التشريع الرياضي‪ ،‬حول‬ ‫موضوع‪« :‬مفهوم الشركة الرياضية وفق القانون ‪09 30-‬‬ ‫المتعلق التربية البدنية والرياضة»‪ .‬ثم المداخلة الثانية‬ ‫للدكتور عبد الرحيم غريب‪ ،‬الباحث في القوانين الرياضية‪،‬‬ ‫حول موضوع‪« :‬قانون ‪ : 30.09‬مخاوف المستثمرين»‪.‬‬ ‫ويختتم المداخالت‪ ،‬عبد الواحد اعزيبوا المقراعي ‪،‬المدير‬ ‫الجهوي لوزارة الشباب والرياضة بطنجة – تطوان ‪-‬‬

‫الحسيمة بتقديم عرض تحليلي مع خالصة شاملة لمحاور‬ ‫الندوة‪ .‬وفي ختام الندوة سيتم تكريم قيدوم الصحفيين‬ ‫بطنجة‪ ،‬والفاعل الحقوقي و الجمعوي األستاذ عبد السالم‬ ‫الشعباوي‪.‬‬ ‫ السبت ‪ 7‬يوليوز بقاعة الزياتن بطنجة‪ ،‬إنطالق‬‫الدور األول للدوري الدولي الخامس للميني باسكيط (‬ ‫فئة اقل من ‪ 12‬سنة) على الساعة التاسعة صباحا‪ .‬بعده‬ ‫ستنظم دورة تدريبية لمدربي الميني باسكيط على الساعة‬ ‫السابعة مساء‪ ،‬حول موضوع‪« :‬األلعاب و التمارين الدفاعية‬ ‫و الهجومية الخاصة بفئة أقل من ‪ 10‬سنوات» يؤطرها‬ ‫خليل الرواس‪ ،‬االطار الوطني والخبير لدى االتحاد الدولي‬ ‫لكرة السلة‪.‬‬ ‫ األحد ‪ 8‬يوليوز‪ ،‬ابتداء من الساعة التاسعة صباحا‪،‬‬‫بقاعة الزياتن بطنجة‪ ،‬انطالق الدور الثاني والنهائي‬ ‫للدوي الدولي لفئة اقل من ‪ 12‬سنة‪ .‬وبموازاة معه سيتم‬ ‫تنظيم ملتقى مدارس إتحاد طنجة لكرة السلة بثالث مراكز‬ ‫لخدمات الشباب للقرب التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية بوالية طنجة‪ ،‬يخص فئة اقل من ‪ 12‬سنة بملعب‬ ‫القرب بمسنانة ‪ .‬و فئة اقل من ‪ 10‬سنوات بملعب القرب‬ ‫بأرض الدولة ‪ .‬وفئة اقل من ‪ 8‬سنوات بملعب القرب‬ ‫بالمجمع الحسني سيدي ادريس‪.‬‬ ‫وسيسدل الستار على هذا المهرجان بحفل توزيع‬ ‫الجوائز على الخامسة مساء‪.‬‬

‫المد األزرق بالقسم الثالث‬ ‫ضمن فريق المد األزرق بشكل رسمي‬ ‫تأشيرة الصعود إلى القسم الثالث بعصبة‬ ‫الشمال لكرة القدم بعد فوزه على فريق‬ ‫الوفاء الرياضي‪ .‬وتربع الفريق على راس‬ ‫مجموعته بالقسم الرابع للعصبة برصيد ‪24‬‬ ‫جمعها من ثمان انتصارات‪ ،‬فيما تجمد رصيد‬ ‫الوفاء الرياضي عند النقطة ‪ .18‬بهذا يكون‬ ‫المد قد حقق هدفه منذ انخراطه في بطولة‬ ‫العصبة بالقسم الرابع في موسم ‪/ 2014‬‬ ‫‪ ،2015‬بفضل مجهودات بصم عليها مدربه‪،‬‬ ‫أحمد المرابط‪ ،‬وأطر وأعضاء الفريق ضمنهم‪،‬‬ ‫اسماعيل الميموني‪ ،‬جمال البقالي‪ ،‬هشام‬ ‫الخلع وآخرون‪ ،‬دون أن ننسى الالعبين‪.‬‬

‫أشاد االتحاد الدولي لكرة القدم ببطولة كأس العالم ‪ ،2018‬المقامة حاليا في‬ ‫روسيا‪ ،‬كما دافع عن استخدام معيار اللعب النظيف‪ ،‬لحسم ترتيب المنتخبات في دور‬ ‫المجموعات‪ ،‬حال التساوي في رصيد النقاط والتطابق في األهداف وفارق األهداف‪.‬‬ ‫وقال كولين سميث‪ ،‬مدير المسابقات بالفيفا‪ ،‬في مؤتمر صحفي يوم الجمعة «نشعر‬ ‫بالسعادة لما سارت إليه بطولة كأـس العالم حتى اآلن‪ .‬روسيا قدمت حدثا مدهشا‪.‬‬ ‫تلقينا إفادات وردود فعل إيجابية من كل شركائنا»‪ .‬وعن معيار اللعب النظيف‪ ،‬أوضح‬ ‫سميث «أردنا تجنب إجراء القرعة‪ ،‬ألن تأهل الفرق يجب أن يكون عن طريق ما قدمته‬ ‫في الملعب‪ .‬قدمنا معيارا إضافيا للمعايير السابقة‪ ،‬ليمكن تطبيقه قبل إجراء القرعة»‪.‬‬ ‫وأوضح «سنراجعه بعد كأس العالم‪ .‬ولكننا ال نرى أي حاجة لتغيير هذا المعيار»‪ .‬وفقد‬ ‫المنتخب السنغالي‪ ،‬فرصة التأهل لدور الستة عشر‪ ،‬بعدما دفعه هذا المعيار إلى‬ ‫المركز الثالث في المجموعة الثامنة‪ ،‬خلف المنتخب الياباني نظرا لحصول المنتخب‬ ‫السنغالي على بطاقات صفراء تفوق ما حصل عليه المنتخب الياباني في مباريات هذه‬ ‫المجموعة‪ .‬ولدى سؤاله عن عدم بذل المنتخب الياباني أي جهد في نهاية مباراته‬ ‫أمس أمام بولندا والتي خسرها ‪ ،0-1‬وذلك بعدما علم بتأخر السنغال أمام كولومبيا‪،‬‬ ‫نوه سميث «االحترام واللعب النظيف جزء من اللعبة»‪ .‬وعن االنتقادات التي أثيرت‬ ‫بشأن المباراة بين المنتخبين الفرنسي والدنماركي‪ ،‬وتكررت بشأن مباراة اليابان‬ ‫مع بولندا أمس بسبب اللعب السلبي‪ ،‬بعد االطمئنان للتأهل من خالل نتيجة معينة‪،‬‬ ‫قال سميث إنها «حاالت منعزلة» ‪ .‬وأكد سميث أن االستادات كانت ممتلئة بنسبة‬ ‫حضور بلغت ‪ 98‬بالمئة‪ ،‬خالل ‪ 48‬مباراة أقيمت في دور المجموعات‪ ،‬وأن إجمالي‬ ‫عدد الحضور الجماهيري خالل هذه المباريات بلغ نحو ‪ 2.2‬مليون مشجع‪ ،‬وأن مناطق‬ ‫احتفاالت المشجعين الرسمية المنتشرة في المدن الـ ‪ 11‬المضيفة للبطولة‪ ،‬شهدت‬ ‫زيارة نحو ‪ 5‬ماليين مشجع حتى اآلن‪ .‬وأشار إلى أن ‪ 130‬مليون مشجع على تواصل‬ ‫مع البطولة من خالل التطبيقات‪ ،‬وأن وسائل التواصل االجتماعي للبطولة شهدت‬ ‫متابعة من ‪ 120‬مليون مشجع‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫مدرب أيسلندا حكما لبطولة ناشئين‬ ‫تجاوز هيمير هالجريمسون‪ ،‬مدرب أيسلندا‪ ،‬إحباط اإلخفاق في التأهل للدور الثاني‬ ‫في كأس العالم‪ ،‬بالتحرك نحو بطولته الكبيرة التالية‪ ،‬وهي مسابقة للناشئين في‬ ‫بلدته فستمانيار‪ ،‬الواقعة في جزيرة هيماي الصغيرة‪ .‬وفرضت أيسلندا‪ ،‬تعادال مفاجئا‬ ‫على األرجنتين بطلة العالم مرتين‪ ،‬في مباراتها االفتتاحية في كأس العالم‪ ،‬لكن هذه‬ ‫النقطة كانت الوحيدة للمنتخب األيسلندي في روسيا‪ ،‬إذ خسر بعد ذلك أمام نيجيريا‬ ‫وكرواتيا ليودع البطولة‪ .‬وعاد هالجريمسون (‪ 51‬عاما) إلى الملعب في فستمانيار‪،‬‬ ‫صباح يوم الجمعة‪ ،‬ليشارك كحكم في مباريات مسابقة للتالميذ األيسلنديين وسط‬ ‫أمطار غزيرة‪ .‬ونشر االتحاد األيسلندي لكرة القدم‪ ،‬في حسابه الرسمي على موقع‬ ‫تويتر‪ ،‬صورة للمدرب المحبوب‪ ،‬وهو طبيب أسنان‪ ،‬وبعض العبيه‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫نبيل معلول يتمنى االستمرار مع منتخب تونس‬ ‫أبدى نبيل معلول‪ ،‬مدرب منتخب تونس‪ ،‬عن رغبته في االحتفاظ بمنصبه‪ ،‬وقال‬ ‫إن الفريق حقق نتائج إيجابية رغم خروجه مبكرا‪ ،‬من نهائيات كأس العالم‪ .‬وقال‬ ‫معلول‪ ،‬في مقابلة مع التلفزيون الرسمي التونسي «عقدي يستمر حتى عام ‪،2022‬‬ ‫بعد تمديده ‪ 3‬سنوات إضافية‪ ،‬لكن يبقى القرار في يد االتحاد التونسي‪ ،‬بعد تقييم‬ ‫نتائج الفريق»‪ .‬وتابع «بالنسبة لي‪ ،‬أريد االستمرار‪ ،‬ألن هذا الفريق ينتظره مستقبل‬ ‫كبير ومستواه يتطور»‪ .‬وأضاف «احتل المنتخب التونسي‪ ،‬المركز ‪ 14‬في تصنيف‬ ‫االتحاد الدولي‪ ،‬ألول مرة في تاريخه‪ ،‬في أبريل الماضي‪ ،‬وتأهل لكأس العالم بعد‬ ‫غيابه عن النسختين السابقتين‪ ،‬كما حقق ثاني انتصار في مشاركاته بالنهائيات»‪.‬‬ ‫ونوه «هناك العديد من اإليجابيات رغم الخروج مبكرا من كأس العالم‪ ،‬بعد أن‬ ‫وضعتنا القرعة في مجموعة صعبة جدا»‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫إشادة إنجليزية بتصرف صالح مع محبيه‬ ‫سلطت الصحف اإلنجليزية‪ ،‬الضوء على واقعة تجمع الجماهير‪ ،‬حول منزل محمد‬ ‫صالح‪ ،‬نجم منتخب مصر ونادي ليفربول‪ .‬وكشفت صحيفة‪« ‬ليفربول إيكو»‪ ،‬أن‬ ‫الجماهير المصرية تجمعت حول منزل صالح‪ ،‬وذلك بعدما تسرب عنوان منزله‪ ،‬عبر‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي‪ .‬وأسهبت الصحيفة‪ ،‬في مدح محمد صالح‪ ،‬وذلك بعدما‬ ‫وافق على التصوير مع الجماهير‪ ،‬وإمضاء التوقيعات لهم‪ .‬وفوجئ صالح‪ ،‬بتجمع‬ ‫عدد كبير يتجاوز ‪ 200‬فرد‪ ،‬حول منزله‪ ،‬وطلبوا التصوير مع الالعب‪ ،‬الذي يحظى‬ ‫بشعبية جارفة‪ .‬وحاول نجم ليفربول‪ ،‬احتواء األمر بالتصوير مع بعض المشجعين‪،‬‬ ‫ولكنه فوجئ بأن األعداد تتزايد‪ ،‬وهو ما دفعه لالنتظار داخل المنزل لحين انصراف‬ ‫الجماهير‪.‬‬


‫العدد ‪948‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪ 09‬يوليوز ‪2018‬‬

‫الريف غاضب ومن حق الريف أن يغضب‪! ‬‬

‫عين على مجلة اإلبصار‬

‫إجماع الرأي العام الوطني على أن األحكام «قاسية»‬ ‫وزير حقوق اإلنسان يأمل أن تكون أحكام االستئناف‬ ‫«أكثر عدالة» تكرس الثقة في القضاء‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫تكرر نزول شباب الريف إلى الشارع‪ ،‬في مظاهرات شهد العالم على سلميتها‪ ،‬كما اتسعت المطالب‪ ،‬في ما بعد‪ ،‬وترسخ‬ ‫لدى الشباب عزمهم على دفع الحكومة لتنفيذ ما تقرر للحسيمة‪ ،‬من مشاريع وبرامج‪ ،‬علق عليها المواطنون األمل الكبير‬ ‫في تحريك األنشطة التنموية وعلى رأسها التعليم والتطبيب والشغل‪ ....‬وهو ما لم يحصل‪ ،‬وبعكس المنتظر من الحكومة‪،‬‬ ‫طلعت مكوناتها الستة‪ ،‬ببيان وصفت فيه نشطاء حراك الريف بالمخربين وبكونهم مجموعة مسخرة من الخارج وممولة‬ ‫من أعداء المغرب‪ ،‬واتهمتهم بالخيانة والعمالة‪ ‬لألجنبي‪ ،‬وبأن حراكهم «حراك بنفس انفصالي»‪.‬‬ ‫وهكذا تكون الحكومة قد «أسست» لملف «جنائي» «كامل األوصاف»‪ ‬يدفع بشكل واضح إلى اإلقرار بــ «ثبوت»‪ ‬فعل‬ ‫«المؤامرة على سالمة الدولة»‪ ،‬ويبرر العقوبات الصارمة‪ ‬والصادمة‪ ‬التي صدرت في حق المتابعين‪....‬عقوبات تم التنديد‬ ‫بها من فعاليات سياسية وحقوقية وأهلية‪ ،‬اعتبرتها أحكاما قاسية‪« ،‬تعيد حراك الريف إلى الواجهة» باستثناء «محامي‬ ‫الدولة» األستاذ محمد كروط‪ ‬الذي اعتبرها أحكاما «مخففة»‪ ‬جدا‪ ،‬كما اعتبر أن المحكمة كانت «رحيمة» بالمتابعين‪.....!!! ‬‬ ‫ومع تناسل الدعوات إلى االحتجاج بمختلف المدن سواء بمنطقة الريف أو بباقي مدن‪ ‬المغرب على أحكام قضاء الدار‬ ‫البيضاء التي اعتبرت «قاسية» و «جائرة»‪ ،‬طلعت أحزاب الحكومة العثمانية ببيان‪ ‬أكدت فيه ضرورة احترام استقاللية‬ ‫القضاء كما ذكرت بأن األحكام الصادرة في حق نشطاء حراك الريف «ابتدائية» من حق المتابعين استئنافها بما‪ ‬قد يفتح‬ ‫من آمال في مراجعتها ‪ ،‬كما تتطلع إلى ذلك أحزاب األغلبية‪ ،‬وهو ما قد يُفهمَ منه ان هذه األحزاب «غير راضية بهذه‬ ‫األحكام»‪.‬‬ ‫وما يدل على ذلك خروج مصطفى الرميد‪ ،‬وهو وزير دولة مكلف بحقوق اإلنسان بعد أن كان وزيرا للعدل في الحكومة‬ ‫السابقة‪ ،‬بتصريح‪ ‬يفيد أن هذه األحكام‪« ‬التي يبدو أنها لم تلق االستحسان العام»‪ ،‬تبقى صادرة عن القضاء الذي ال‬ ‫يمكن الجدال في أحكامه‪ ،‬إال أن القضية ستعاد مناقشتها أمام غرفة الجنايات االستئنافية‪ ،‬التي يفترض في قضاتها‬ ‫الخمسة‪ ،‬الكفاءة والتجربة التي تتجاوز ما لزمالئهم في المرحلة االبتدائية‪ .‬وعبر عن أمله في أن تصدر بشأن هذه القضية‬ ‫أحكام «أكثر عدالة تكرسي الثقة في القضاء» و»تؤسس لمصالحة جديدة مع سكان الريف»‬ ‫زعيم حزب التقدم واالشتراكية المشارك في الحكومة‪ ،‬اعتبر تلك األحكام «قاسية» وال تسهم في إذكاء جو االنفراج‬ ‫المطلوب ببالدنا وأن الحزب‪ ‬سيضغط بكل الوسائل من أجل مراجعة هذه األحكام والعمل بسرعة على تلبية مطالب‬ ‫العدالة االجتماعية والمجالية‪ ‬من أجل تحقيق العيش الكريم للمواطنين‪.‬‬ ‫زعيم األصالة والمعاصرة‪ ،‬بنشماس‪ ‬اعتبر هو أيضا هذه األحكام «قاسية» وغير متماشية مع ما راكمه المغرب في‬ ‫المجال الحقوقي‪ ،‬كما أن الحزب يرى أن المغرب ليس بحاجة إلى تكبيل طاقاته‪ ‬فيما ال يسهم في تحقيق اإلصالح الشامل‪.‬‬ ‫وأعلن أن الحزب ‪ ‬يدين‪ ‬تلكؤ الحكومة في معالجة حراك الريف بالجدية المطلوبة وبروح المسؤولية ويطالب بتغليب‬ ‫صوت الحكمة وإذكاء روح التجاور والصفح والعفو‪.‬‬ ‫‪ ‬جماعة العدل واإلحسان‪ ،‬أكدت من جهتها أن األحكام الصادرة ضد نشطاء حراك الريف‪ ‬تعتبر «توظيفا واضحا»‬ ‫للقضاء في تصفية حسابات سياسية‪ ‬فجة مع مواطنين أحرار خرجوا ليعبروا بشكل سلمي وحضاري عن مطالب مشروعة‬ ‫تهم أبناء هذا البلد‪ ‬في أن تسخر ثروات وطنهم في تحقيق العدالة االجتماعية والعيش الكريم‪ .‬ودعت إلى إلغاء هذه‬ ‫األحكام «الجائرة» ‪.‬‬ ‫زعيم حزب االستقالل المعارض‪ ،‬صرح بأن حزبه يعول على اآلليات القضائية المتبقية إلحقاق العدالة «البصيرة‬ ‫والرحيمة» في هذه القضية «التي تهم شبابا منا ونحن منهم‪ ،‬ونتقاسم معهم الحزن قبل الفرح»‪.‬‬ ‫منتدى الكرامة‪ ،‬والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق االنسان‪ ،‬واتحاد كتاب المغرب‪ ،‬والمبادرة المدنية من أجل‬ ‫الريف‪ ،‬ومرصد الشمال لحقوق االنسان‪ ،‬وعدد كبير من الشخصيات السياسية والحقوقية‪ ،‬أصدروا بيانات تدعو إلى ضرورة‬ ‫تجاوز حالة االحتقان التي تشهدها البالد والمخلفات السلبية‪ ‬لهذه األحكام على صورة المغرب الحقوقية‪ ‬والقيام بمبادرة‬ ‫سياسية أساسها ترسيخ المصالحة مع منطقة الريف‪ ‬واإلفراج العاجل على المعتقلين‪ ‬على خلفية الحركة االجتماعية‬ ‫للحسيمة ونواحيها‪.‬‬ ‫مرصد الشمال لحقوق اإلنسان اعتبر أن هذه األحكام رسالة واضحة من طرف السلطات المغربية لتسليط‪ ‬سيف‬ ‫القضاء واالعتقال على جميع األصوات المطالبة بالكرامة والحقوق األساسية التي تضمنها المواثيق والمعاهدات الدولية ‪.‬‬ ‫وبينما تتصاعد وتيرة االحتجاجات الشعبية في كبريات المدن المغربية تنديدا بما اعتبره الرأي العام‪ ،‬أحكاما «قاسية»‬ ‫في حق نشطاء حراك الريف‪ ،‬تكرمت السلطات األمنية بطنجة فمنعت بــ «طريقتها المعهودة» وقفة تضامنية مع معتقلي‬ ‫الريف مساء السبت الماضي بساحة األمم‪ ،‬حيث تم اإلجهاز على المشاركين‪ ،‬حسب بالغ لتنسيقية طنجة لدعم الحراك‬ ‫الشعبي‪ ،‬نددت فيه بــ «اإلنزال القوي» للقوات العمومية‪ ،‬مصحوبة‪ ‬بـ «جيش‪ ‬من البلطجية» بغاية منع الوقفة االحتجاجية‬ ‫عبر «تدخل قمعي» مصحوب بالسب والضرب وسلب الهواتف لمنع‪ ‬توثيق التدخل األمني ليتم االستعانة باألمن المتنقل‬ ‫والقوات المساعدة لتفريق المشاركين في «مشروع» الوقفة الذي أجهضه التدخل األمني القوي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وصل الخبر‬ ‫إلى علم العموم‪ ،‬موثقا بالصوت والصورة اتنضم طنجة الكبرى إلى «جوقة» المدن المغربية التي لم «تنج» من «زرواطة»‬ ‫األمن‪ ،‬عقابا على «معاكسة» إرادة األمن‪....! ‬‬ ‫وهكذا يسدل الستار عن الفصل األول من «المحاكمة» التي قال عنها األديب األستاذ حسن أوريد‪ ،‬إنها اعتمدت‬ ‫القراءة القانونية‪ ،‬وكان من األفضل في هذه النازلة‪ ،‬اعتماد القراءة السياسية‪ .‬وأن «المصالحة والمصارحة باإلفراج عن‬ ‫المعتقلين في ملف الريف لن يمس هيبة جهاز ما‪ ،‬وما هيبة جهاز ما إن تولد عنه شرخ غائر في جسم األمة»‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫صدر العددان ‪ ،‬الثالث والرابع‪ ،‬لمجلة «اإلبصـار» التي يديرهــا الدكتور‬ ‫عبد اهلل المومن ‪ .‬وتطالعون في مجال الفكر والمناهج موضوعي ‪:‬‬ ‫«معالم الصنعة الحديثة عند أبي بكر ابن العربي المعافري‪ ،‬أصولها‬ ‫وآثارها» للدكتور إحيا الطالبي والدكتور عبد اهلل التوراني ‪ .‬و»مدخل إلى‬ ‫نظرية المعرفة عند الحسن اليوسي من خالل كتاب القانون» للدكتور نبيل‬ ‫طنطاني‪.‬‬ ‫وفي مجال النبـــوغ المغربــي ـ تطالعون ‪« :‬أبو الحسن اليوســـي‬ ‫(‪1040‬ـ‪1102‬ه‪1691-1630/‬م) وجهوده في خدمة على أصول الفقه من‬ ‫خالل تأليفه «البدور اللوامع في شرح جمع الجوامع» للدكتور عبد الكريم‬ ‫بناين‪ .‬و»الحركة العلمية وآثارها في تطوان على عهد الخليفة السلطاني‬ ‫األمير الحسن بن المهدي» للدكتور بدر العمراني‪ .‬كما تطالعون مواضيع‬ ‫أخرى هامة حول بحوث في الفقه وأصوله وقضايا لغوية وفلسفيات وتصوف‬ ‫وسلوك وتراث وتاريخ‪...‬‬

‫ِ‬

‫دارات جديدة‬

‫إص‬

‫هذه ج��والت وارتياضات‬ ‫في عوالم الحكمة الربانية التي‬ ‫أنطق اهلل بها أولياءه في بالد‬ ‫األولياء‪ ..‬‬ ‫وه���ذا ت��ب��ي��ان لمقاصد‬ ‫التصــوف وغاياتــه السامية‪،‬‬ ‫وثقها وقرأها وأولها العالمــة‬ ‫سيدي عبد الصمد العشــاب‬ ‫رحمه اهلل‪ .‬‬

‫• دة‪.‬هدى املجاطي‬

‫منتدى التراث و الثقافات‬

‫صدر عن دار سليكي أخوين ‪ :‬كتاب جواهر الكمال في ذكر الشرفاء‬ ‫أوالد البقال‪ .‬لمؤلفه أمحند البخالخي (إبن الريف)‪ .‬من إصدار منتدى التراث‬ ‫و الثقافات بطنجة‪ .‬الكتاب في حلة قشيبة جميلة من الحجم المتوسط‬ ‫في ‪ 174‬صفحة‪ ،‬صورة غالفه من إبداع الشاعر الفنـان ‪ :‬عمر البقالي‪.‬‬ ‫و من تقديم الشيخ سيدي عبد اهلل بن الصديـــق‪ .‬وتقريظ الكـاتـب‬ ‫المــؤرخ الدكتور رشيد العفاقي‪ .‬والشاعر األصيل‪ :‬عبد الغني سكيرج ‪.‬‬ ‫يعــد الكتاب إضافة جديدة في مكتبة الشرفاء اوالد البقال خاصة‪ .‬وفي‬ ‫خزانة المملكة المغربية عامة‪ .‬يوثق لمرحلة من تاريخ البالد ‪ .‬الكتاب‬ ‫جدير بالقراءة ‪....‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.